You are on page 1of 29

‫شعبة القانون الخاص‬

‫التشاركية‬ ‫ماستر المالية‬


‫الفوج الخامس‬
‫وحدة‪ :‬إيــرادات المــالية التشـــاركية‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫صنــدوق الزكــاة‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫💼 أحـمـد الحميــوي‬ ‫🎓بــراكة مـحـمــد‬


‫🎓زيـنـة عــالــم‬
‫🎓هدى عفـــيـــف‬
‫🎓لبنـى العـمرانـي‬

‫‪2023/2024‬‬
‫الئحة المختصرات‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬

‫‪1‬‬
‫مقــدمـــة‬
‫في ظل التحوالت والتطورات المتسارعة التي يعيشها عالمنا المعاصر من خالل تأثير العولمة ‪ ،‬والتي‬
‫تسببت في حدوت األزمات التي مست مختلف نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬برزت أمام العالم‬
‫بصورة عامة والمجتمعات اإلسالمية بصورة خاصة العديد من المشاكل االقتصادية والمالية التي اجتهد‬
‫العلماء في إيجاد السبل والحلول المناسبة لها ‪ ،‬ومن بين هده المشاكل أموال الزكاة التي جرت العادة أن‬
‫توزع بشكل غير منظم وانفرادي ‪ ،‬وقد كان اجتهاد بعض العلماء واالقتصادين يرمي إلى توجيه وتسير هده‬
‫األموال بما يضمن المصلحة العامة ‪ ،‬خاصة وأن المال في اإلسالم يعد وسيلة لإلشاعة الخير والتراحم بين‬
‫‪1‬‬
‫الناس وتنمية المجتمع في شتى المجاالت‬
‫ولكون الزكاة وسيلة لتحقيق العدالة االجتماعية ونظرا للدور التنموي الدي تلعبه سواء في المجال‬
‫االجتماعي أو االقتصادي‪ .‬ولكي تنجح هده األخيرة في تنفيذ اهدافها المنشودة كان البد لها من مؤسسة‬
‫متخصصة تقوم على إدارة شؤونها وتصريفها في مصارفها الشرعية بكل أمانة وهده المؤسسة هي صندوق‬
‫الزكاة ‪ 2‬ولفهم الموضوع بشكل أدق وجب شرح مصطلحات العنوان‪.‬‬
‫فالصندوق لغة‪ :‬جمع صناديق‪ ،‬وعاء من خشب أو معدن تحفظ فيه ‪-‬الخزنة؛ مكان قبض النقد وتقبيضه‬
‫وحفظه‪ ،‬واصطالحا‪ :‬منظمة تتولى إنفاق وإدارة اعتماد مالي ما وتهدف ألى تحقيق نفع ما للمشتركين فيها‬
‫‪3‬‬

‫والزكاة لغة‪ :‬هي النمو والزيادة‪ ،‬يقال زكا الزرع إدا مما وزاد‪ ،‬وزكت النفقة إدا بورك فيها وقد تطلق‬
‫بمعنى الطهارة ‪ 4‬ونستدل على دلك بقوله تعالى‪ " :‬وقد أفلح من زكاها " ‪ 5‬أي طهرها من األدناس‪ .‬وفي‬
‫‪6‬‬
‫االصطالح‪ :‬ت طلق الزكاة على الحصة المقدرة من المال التي فرضها هللا تعالى المستحقين لها‬
‫أما البنوك التشاركية حسب منطوق الفصل ‪ 54‬من القانون رقم‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات االئتمان‬
‫والهيئات المعتبرة في حكمها هي األشخاص االعتبارية الخاضعة لألحكام هدا القسم والمؤهلة لمزاولة‬
‫األنشطة المشار إليها في المادة األولى والمادتين ‪ 55‬و‪ 58‬من هدا القانون وكدا العمليات التجارية والمالية‬
‫واالستثمارية بصفة اعتيادية بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى وفقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 62‬أدناه‪.‬‬

‫‪ 1‬فرح نور الهدى ويعقوب أسيا‪ ،‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع اإلستتمارية‪ ،‬دراسة حالة صندوق الزكاة بوالية البويرة‪،‬‬
‫مدكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص األقتصاديات المالية والبنوك‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬كلية العلوم‬
‫األقتصاد ية والتسير – البويرة سنة ‪ 2014/1013‬ص ‪118‬‬
‫‪ 2‬ويسمى أيضا مشروع الزكاة‬
‫‪ 3‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص ‪1788‬‬
‫‪ 4‬سورة الشمس األية ‪9‬‬
‫‪ 5‬صالح السدالن‪ ،)1425( ،‬رسالة في الفقه الميسر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السعودية‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة‬
‫واإلرشاد‪ ،‬ص‪ 59‬بتصرف‬
‫‪ 6‬القرضاوي يوسف‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬الطبعة األولى مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق بيروت ‪ 2005،‬ص‪20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪7‬‬
‫ويجب أال تؤدي هده األنشطة والعمليات المشار إليها أعاله إلى تحصيل أو دفع فائدة أو هما معا‪.‬‬
‫اما صندوق الزكاة هو (مؤسسة الزكاة) كيان قانوني تحت اشراف الدولة‪ ،‬يتولى جمع الزكاة وإنفاقها‬
‫في مصارفها الثمانية وفقا لألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬اقتضتها ظروف التطبيق المعاصر لفريضة‬
‫‪8‬‬
‫الزكاة‪ ،‬وقد تكون في شكل لجنة أو صندوق أو مؤسسة أو جمعية أو نحو دلك‬
‫اما على المستوى التاريخي فقد أسس أول بيت لمالك المسلمين ومال الزكاة في عهد الرسول عليه‬
‫الصالة والسالم وكان يقع على عاتق أمير كل منطقة وإقليم ‪.‬ومع بدء الفتوح اإلسالمية وأتساع رقعة الدولة‬
‫حرص الخلفاء الراشدون على توزيع أموال الزكاة وأموال المسلمين بعدل ‪ ،‬وأسس عمر رضي هللا عنه‬
‫ديوانا خاصا بدلك ‪ ،‬وفصل الديوان المالي عن الديوان السياسي ‪ ،‬وكما كانوا دائمي الحرص على انفاق‬
‫مال الزكاة على من تجب عليهم الزكاة حتي نفاده لمنع فتنت ه على العاملين فيه والقائمين عليه‪ 9.‬إلى أن تم‬
‫إنشاء وتقنين أول صندوق زكاة للمملكة العربية السعودية وداك سنة ‪ 1951‬بمقتضى مرسوم ملكي يكلف‬
‫مصلحة ضريبة الدخل بأعمال تحقيق وتحصيل الزكاة الشرعية ‪ ،‬وتسميتها مديرية مصلحة الزكاة والدخل‬
‫‪،‬ليصدر بعد دلك العديد من المراسيم الملكية والقرارات الوزارية التي تعالج كيفية تطبيق المرسوم الملكي‬
‫باستيفاء الزكاة وباالخص فيما يتعلق بتقدير الزكاة وجوانب توزيعها ‪ 10‬تم تبنته األردن سنة ‪ 1944‬تم اليمن‬
‫‪11‬‬
‫سنة ‪ ، 1975‬وتليها العديد من الدول وكان اخرها الجزائر سنة ‪2003‬‬
‫أما المغرب فقد ظل كعادتة متأخرا في االنضمام إلى ركب االحتكام إلى المرجعية اسالمية على المستوى‬
‫االقتصادي‪ ،‬فبال رغم من مجهودات الراحل الحسن الثاني المبذولة في مأسسة الزكاة وجعلها تحت إشراف‬
‫الدولة سنة ‪ 1998‬عن طريق وضع لجنة مكونة من الجهاز التشريعي ومن الجهاز الحكومي ومن بعض‬
‫علماء المغرب من أجل النظر في تطبيق الزكاة في الميادين االجتماعية‪ ،‬ووضع مشروع يبين هيكلة مؤسسة‬
‫الزكاة إال أن تلك المجهودات وداك المشروع ظل حبيس األدراج‪.‬‬
‫ويكتسي موضوع الزكاة أهمية بالغة تشمل ما هو عملي ونظري‪ ،‬فاألهمية النظرية للموضوع فتتجلى‬
‫في استحضار التنظير الفقهي والقانوني لإل رساء معالمها التطبيقية على أرض الواقع بغية استشراف كيفية‬
‫تنزيله بالمغرب‪ ،‬أما على المستوى العلمي فتكمن أهمية صندوق الزكاة في اعتباره كبديل اقتصادي ومالي‬
‫ينضبط لألحكام الشريعة اإلسالمية يهدف باألساس إلى النهوض بالوضعية االجتماعية واالقتصادية للفئات‬
‫الهشة‪.‬‬

‫‪ 7‬المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات اإلئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‬
‫‪8‬سحاتة حسين الموجبات الشرعية النشاء صندوق الزكاة دون ذكر الطبعة والسنة ص ‪4‬‬
‫‪9‬محمود شاكر‪ ،‬التاريخ اإلسالمي‪ ،‬ج ‪ ،3‬المكتبة اإلسالمية بيروت‪ ،‬بدون دكر الطبعة‪ ،‬ص ‪213-211‬‬
‫‪ 10‬سميحة عاشور‪ ،‬سناء طيار‪ ،‬مدى كفاءة مؤسسات الزكاة في تمويل التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة صندوق الزكاة لوالية سطيف‬
‫مدكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ 2014-2013‬ص ‪4‬‬
‫‪ 11‬محمد غزالي‪ ،‬الدور التنموي لصندوق الزكاة في الجزائر ومسؤولية اإلجتماعية‪( ،‬دراسة ميدانية لصندوق الزكاة لوالية سطيف)‬
‫المجلة الدولية للمالية األسالمية‪ ،‬العدد األول ‪ 2016‬ص‪148‬‬
‫‪3‬‬
‫وعليه فالموضوع الذي بين أيدينا يطرح إشكالية أساسية وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬ما مدى أهمية صندوق الزكاة في تطوير المؤسسات المالية في ظل اشكالية تفعيله وطنيا؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية فرضيتين أساسيتين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن لصندوق الزكاة أن يكون رافعة أساسية ومورد مهم للمؤسسات المالية بمناسبة تفعيله‪.‬‬
‫‪ ‬قصور تجربة صناديق الزكاة في المغرب في القيام بالدور المتوخى منه مقارنة بما هو سائد في‬
‫التشريعات المقارنة‪.‬‬
‫ولإلجابة عن هذه االشكالية والفرضيات التابعة لها تم اعتماد منهج تحليلي من اجل تحليل مجمل المقتضيات‬
‫الخاصة بصناديق الزكاة من حيت احكامه االساسية وصوال الى اشكالية تفعيله‬
‫وعليه فقد تم العمل وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الجانب النظري لصندوق الزكاة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجانب التطبيقي لصندوق الزكاة‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول‪ :‬الجانب النظري لصندوق الزكاة‬

‫على اعتبار أن صندوق الزكاة هي تشكل كيانات قانونية تحت إشراف الدولة التي تتولى جمع‬
‫الزكاة وإنفاقها في مصاريفها وفقت لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬وعلى هذا األساس وجب اإلحاطة‬
‫بخصائص هذا الصندوق وكذا مجمل األهداف التي يطمح لتحقيقها وكذلك دراسة مهامه وأهميته‬
‫(المطلب األول) باإلضافة إلى أن لصندوق الزكاة دور تنموي جدير بالدراسة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقومات األساسية لصندوق الزكاة‬


‫يتميز صندوق الزكاة بمجموعة من الخصائص ويحظى بأهمية كونه مؤسسة قائمة (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬كما بجده يقوم بمجموعة من المهام التي يطمح من خاللها إلى تحقيق بعض األهداف المتوخاة‬
‫منه (الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أساسيات صندوق الزكاة‬
‫تقوم مؤسسة الزكاة على مجموعة من الخصائص‪ ،‬وتحظى بأهمية كبرى (أوال ) والتي تظهر من‬
‫خالل مجموع األهداف والمهام التي تقوم بها (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص صندوق الزكاة وأهميته‬
‫يقوم صندوق الزكاة على بعض الخصائص المميزة لها (الفقرة األولى)‪ .‬كما نجد أنه يحظى‬
‫بأهمية داخل الدولة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫‪ : .1‬خصائص صندوق الزكاة‬
‫إن صندوق الزكاة كمؤسسة قانونية يتميز بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيره من‬
‫المؤسسات األخرى‪ .‬ومن أهم هذه الخصائص ما يلي‪:‬‬

‫المحلية والمركزية في الزكاة‪ :‬فقد اتفق أهل العلم على أن الزكاة تنفق في المكان الذي جمعت‬ ‫‪‬‬
‫منه فما زاد من فضل فيؤخذ لغيره لغيره من أهل الحاجة أي ال يجوز استخراج الزكاة من موطن‬
‫‪12‬‬
‫جمعها إال إذا استغنى أهلها عنها‪.‬‬

‫تجوز اإلشارة في هذا اإلطار إلى أن الزكاة بدورها تتميز بمجموعة من الخصائص أهمها كونها‪:‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -‬ركن من أركان اإلسالم‪ :‬حيث اوجبها هللا تعالى على عباده المؤمنين‪ .‬وجعلها حقا للفقراء والمساكين وغيرهم ذوي‬
‫الحق‬
‫‪ -‬كونها فريضة مالية على كل مسلم استوفت فيه الشروط الالزمة ألدائها‪ ،‬لقوله تعالى " خذ من أموالهم صدقة‬
‫تطهرهم وتزكيهم بها «‪.‬‬
‫‪ -‬ثم كون الزكاة فريضة تعطى بدون مقابل حيث ال يجوز لدفع الزكاة استردادها وال يطالبون بها‪..‬‬
‫‪5‬‬
‫جباية الزكاة وتوزيعها من أعمال السيادة‪ :‬إذ تتولى الدولة ذلك بنفسها‪ ،‬وذلك بواسطة‬ ‫‪‬‬
‫األشخاص الذي تقوم بتعيينهم‪ .‬وعلى هذا األساس نجد أن من خصائص الزكاة كونها فريضة حكومية‪.‬‬
‫استقاللية مؤسسة الزكاة‪ :‬حيث تتمتع مؤسسة الزكاة باستقاللية ذاتية إذ ال عالقة لها ببقية‬ ‫‪‬‬
‫‪13‬‬
‫موارد الدولة وأوجه إنفاقها‪.‬‬
‫‪ : .2‬أهمية صندوق الزكاة‬
‫إن أهمية إحداث صندوق الزكاة تكمن الدور الذي يقوم به داخل الدولة وفي تطبيق نظام الزكاة‪،‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫وجود جهة أو فئة تتولى حساب وتحصيل الزكاة‪ ،‬وإنفاقها فيما خصصت من أجله من مصاريف‬
‫شرعية يعد من أهم المقومات الضرورية لتطبيق نظام الزكاة‪.‬‬
‫ثم إن أهميته تكمن في تمويل الحاجيات الضرورية للفئات المستحقة للزكاة ‪14‬ولهذا سميت الزكاة‬
‫بكونها " أداة إلعادة توزيع الثروة «‪ ،‬فتوزيعها يؤدي إلى تحقيق أهدافها في مجموعة من الجوانب‬
‫اإليمانية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وهو ما ال يتحقق في قيام كل مكلف بإخراج كل مكلف بشكل‬
‫فردي‪.‬‬
‫كذلك نجد هذه األهمية تتجسد في وجود هيئة أو مؤسسة تتولى أمر الضريبة‪ 15‬ال يغني عن وجود‬
‫‪16‬‬
‫جهة تتولى أمر الزكاة فكالهما ليس بديال لآلخر الختالف الزكاة عن الضريبة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام وأهداف صندوق الزكاة‬


‫يقوم صندوق الزكاة المهام المسندة إليه (أوال)‪ ،‬والتي من خاللها يتوخى ويهدف إلى تحقيق‬
‫مجموعة من األهداف (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ : - 1‬المهام التي يقوم بها صندوق الزكاة‬


‫تتجلى مهام صندوق الزكاة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬كذلك أن الزكاة تعتبر فريضة حكومية‪ :‬فقد أفتى العلماء بأن الزكاة إذا لم تؤدى وجب على ولي األمر من الناس‬
‫اخذها بالقوة‪ ،‬وإن جمع وإنفاق الزكاة من مسؤولية الدولة‪ .‬وقد خصص المشرع االسالمي جهاز العاملين عليها‬
‫التي تقوم بإدارتها وتحصيلها و‪ .‬ومن هنا انبثقت فكرة مؤسسات الزكاة التي بدأ تطبيقها في الدول اإلسالمية‬
‫‪ 13‬محمد دمان ذبيح‪ ،‬اآلليات الشرعية لمعالجة البطالة‪ ،‬مذكرة نيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع االقتصاد اإلسالمي‪ .‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ .‬جامعة العقيد لخضر‪ .‬باتنة‪ .‬سنة ‪ .2008-2007‬ص‪.142 :‬‬
‫‪ 14‬فقد حدد هللا عز وجل الفئات المستحقة للزكاة في كتابه الكريم‪ ،‬حيث قال تعالى في اآلية‪...‬من سورة ‪ " ....‬إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل هللا وابن السبيل فريضة من هللا وهللا‬
‫عليم حكيم «‪.‬‬
‫‪ 15‬فالضريبة في تعريفها‪ ،‬هي اقتطاع مالي يؤديه الملزم للدولة بصفة إلزامية وجبرية وبشكل دوري بغية المشاركة في‬
‫تحمل األعباء العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ 16‬ابو النصر عصام‪ .‬صناديق ومؤسسات الزكاة " أهمية ومهام‪ ،‬مقومات النجاح «‪ .‬بدون طبعة ومطبعة‪ .‬سنة ‪.2015‬‬
‫ص‪.66 :‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .1‬إعداد وحصر وتسجيل المكلفين بالزكاة حتى يتسنى للعاملين عليها مطالبتهم بالزكاة المستحقة‬
‫عليهم في مواعيد استحقاقها‪.‬‬
‫‪ .2‬حصر وتسجيل مستحقي الزكاة تمهيدا إليصال الزكاة إليهم في مواعيد استحقاقها‪.‬‬
‫‪ .3‬مساعدة المكلفين من األفراد والشركات على حساب مقدار الزكاة الواجبة عليهم‪.‬‬
‫‪ .4‬تحصيل الزكاة من المكلفين سواء كانوا أفرادا ام شركات في ضوء خطط وقواعد حساب لكل‬
‫مال من األموال الخاضعة للزكاة‪.‬‬
‫‪ .5‬توزيع الزكاة على مصارفها الشرعية على ضوء القواعد والمقاصد الشرعية الضابطة لصرف‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫‪ .6‬نشر الوعي بالزكاة في المجتمع المسلم من خالل إعداد وتنظيم الحلقات النقاشية والدورات‬
‫التكوينية والمؤتمرات العلمية والمحاضرات‪ ،‬مع توفير كل ذلك باللغات المختلفة‪.‬‬
‫إعداد الموازنات التقديرية لحصيلة الزكاة ومصاريفها‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ .8‬اإلجابة على االستفسارات المختلفة المكلفين بأداء الزكاة وكذا إصدار الفتاوى بشأن زكاة‬
‫األموال المعاصرة‪ ،‬وقد وفرت بعض بيوت الزكاة في هذا الصدد خدمة الرد الشرعي بالهاتف‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .9‬إنشاء المشاريع المحلية والدولية اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ : - 2‬اهداف صندوق الزكاة‪:‬‬
‫أما بخصوص أهدافه‪ ،‬نجد أن هذا الصندوق يقوم بالمهام السالفة الذكر وذلك لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫الدعوة إلى أداء فريضة الزكاة التي تشكل ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬وإحيائها في نفوس المسلمين‬ ‫‪‬‬
‫وتعامالتهم‪.‬‬
‫جمع المساعدات والتبرعات والهيئات واموال الصدقات النقدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القيام بأعمال البر والخير التي دعا إليها الدين اإلسالمي الحنيف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزيع أموال الزكاة على الجهات الشرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة ابواب الرزق من خالل استثمار جزء من أموال الزكاة في المشاريع االستثمارية أو‬ ‫‪‬‬
‫‪19‬‬
‫استخدام آلية القرض الحسن‪ ، 18‬للتخفيف من حدة الفقر وتطوير التنمية المحلية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مجاالت القوة والضعف لصندوق الزكاة‬
‫باعتبار صندوق الزكاة مؤسسة قانونية‪ ،‬فإن هذا الصندوق له إيجابيات وسلبيات أو ما يمكن أن‬
‫نقول عنه بأنه مجاالت قوة (أوال)‪ ،‬ومجاالت ضعف (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 17‬سميحة عاشوري‪ .‬سناء طيار‪ " .‬مدى كفاءة مؤسسات الزكاة في تمويل التنمية المحلية «‪ .‬دراسة حالة صندوق الزكاة‬
‫لوالية سطيف‪ .‬مذكرة تخرج لنيل شهادة اإلجازة في العلوم االقتصادية جامعة فرحات عباس سطيف‪ .‬سنة ‪.2014-2013‬‬
‫ص‪.12/11 :‬‬
‫‪ 18‬القرض الحسن هو القرض الذي يتم تقديمه على أساس حسن نية‪ ،‬يستهدف تأمين الرعاية االجتماعية بشكل أساسي‪.‬‬
‫يحتاج المقترض فقط إلى سداد المبلغ الذي اقترضه بدون فائدة التي تحرمها التعاليم اإلسالمية‪..‬‬
‫‪ 19‬فراج نور الهدى‪ ،‬يعقوب آسيا‪ .‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع اإلستثمارية‪ .‬دراسة حالة صندوق الزكاة بوالية‬
‫البويرة‪ .‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ .‬كلية العلوم العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير سنة ‪ 2014-2013‬ص‪.197 :‬‬
‫‪7‬‬
‫أوال‪ :‬مجاالت القوة لصندوق الزكاة‪.‬‬
‫_ اعتبار الصندوق هيئة حكومية اتحادية متخصصة في قبول الزكاة والتوعية بفريضة الزكاة يدعم‬
‫استراتيجية اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫_ تنظيم هذا الصندوق تنظيما محكما من حيث تحديد الصالحيات التي تتناسب مع المهام والمسؤوليات‬
‫واالختصاصات التي يقوم عليها‪.‬‬
‫_ وجود في بعض الدول نظام لتقييم األداء الوظيفي لهذا الصندوق يناسب احتياجات األعمال والمهام‬
‫واالختصاصات المنفذة والخدمات المقدمة‪ ،‬ويتم اتباع أساليب تضمن التوازن بين الحياة العملية‬
‫والشخصية للموظفين‪.‬‬
‫_ وجود تطبيق نظام فعال للرقابة الداخلية مع ضمان تطبيق مالحظات الجهات الداخلية والخارجية‬
‫بالمتابعة والرقابة والتدقيق اإلداري والمالي‪.‬‬
‫_ اإلنفاق المتعقل رغم ضعف الدعم الحكومي االتحادي للميزانية التشغيلية‬
‫_ في االمارات السعودية يتم تطوير ثقافة قيادية على مستوى الصندوق تقوم بمراجعة مستوى األداء‬
‫والمهارات القيادية وفاعليتها ومدى تطورها وتعزيز تحقيق القيم الجوهرية مع إدارة فعالة للتغيير‬
‫الذي يطرأ على المهام واالختصاصات والخدمات وتشجيع المشاركة في عمليات التطوير والتحسين‬
‫واالبتكار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجاالت الضعف لصندوق الزكاة‪.‬‬
‫وتتمثل هذه األخيرة في‪:‬‬
‫_ ضعف الدعم الحكومي للميزانية التشغيلية للصندوق‬
‫_ عدم وجود فروع لصندوق الزكاة في كافة إمارات الدولة من أجل تقديم خدماته مباشرة لمجتمع‬
‫دولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫_ ضعف اإليرادات المالية اإلدارية الذاتية وتذبذبها من سنة ألخرى‪ ،‬وعدم وجود مشاريع استثمارية‬
‫للمحافظة على مستوى اإليرادات‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫_ ضعف الحمالت اإلعالمية على مدار السنة واقتصادها على بعض األوقات (شهر رمضان)‪.‬‬

‫‪ 20‬عبد هللا بن عقيدة المهيري‪ .‬استراتيجية صندوق الزكاة لعام ‪ 2020‬رؤية عصرية لفريضة الزكاة‪ .‬وثيقة تم إصدارها‬
‫سنة ‪ 2020‬رمز الوثيقة ‪wi-04-35.‬رقم االصدار‪ 3 :‬الموقع االلكتروني‬
‫‪https://www.google.com/amp/s/islamonline.net/archive/‬‬
‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية‬
‫تعتبر الزكاة فريضة مالية عظيمة تعنى بتحقيق التكافل والتراحم‪ ،‬حيث كانت تتم بوضع دراهم‬
‫في يد فقير أو سائل‪ ،‬إلى طابع مؤسساتي‪ ،‬مؤسسات تعمل على جمعها وتوزيعها واستثمارها‪ ،‬مشكلة‬
‫بذلك امتدادا لجهود المسلمين في تطبيق فريضة ذات طابع تعبدي‪ ،‬اقتصادي واجتماعي‪21 ،‬وعلى ه ذا‬
‫األساس سنرى بعض إسهامات هذا الصندوق في تحقيق التنمية‪ ،‬سواء تعلق األمر هنا بالتنمية‬
‫االجتماعية (الفقرة األولى)‪ ،‬أو بالتنمية االقتصادية (الفقرة الثانية) على حد سواء‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية االجتماعية‬
‫يقوم صندوق الزكاة بدور أساسي وفعال في تحقيق التنمية االجتماعية وذلك من خالل تحقيقه‬
‫لمجموعة من االهداف وهي كالتالي‬
‫محاربة الفقر‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫حيث يعتبر الفقير أول مصرف للزكاة وهذا دليل على ان اول هدف من الزكاة هو القضاء على الفقر‬
‫والعجز المالي ولهذا جعل هللا تعالى لخصوصية الزكاة أنها تذهب إلى الفقراء أوال وتقدم إلى أكثر‬
‫الفئات ضعفا في المجتمع لسد حاجياتهم األولية‪ ،‬ويستدل على هذا قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫لمعاذ حيث وجهه الى اليمن فقال‪« :‬أعلمهم أن عليهم صدقة من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم «‪،‬‬
‫فاإلسالم يرى أن الفقر خطر على العقيدة وعلى األخالق وسالمة الفكر وكذلك على الفرد والمجتمع‬
‫عامة‪.‬‬
‫دور الزكاة في القضاء على البطالة‪،‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫حيث أن البطالة تعد من أخطر المعضالت التي تعاني منها اقتصاديات الدول المسلمة‪ ،‬فهي تمس بعدة‬
‫جوانب اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا‪ ،‬وتؤثر بالتالي على الفرد واألسرة والمجتمع‪ ،‬حيث تؤدي إلى‬
‫تفاقم مشكل الفقر التي تشكل خطراً على األخالق وارتكاب جرائم غيرها‪ .‬وعلى هذا األساس ظهرت‬
‫فريضة الزكاة للتخلص من البطالة والرفع من اليد العاملة‪ .‬فالعاطل هنا هو من يبحث عن العمل وال‬
‫يجده‪ ،‬وهو ما يصطلح عليه بالبطالة االضطرارية‪ ،‬أما االختيارية فليس ألصحابها من الزكاة نصيب‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫تحقيق التكافل االجتماعي‬ ‫ت‪-‬‬


‫بمعنى التقليل من التفاوت الطبقي‪ ،‬حيث عرف الناس منذ العصور الجاهلية وفي واربا نظاما ظالما‬
‫ومجحفا للطبقات الفقيرة التي كانت تعاني عدة مشاكل‪ ،‬حيث كانت تجني الضرائب من الفالحين‬
‫والتجار المنهكين إلى موائد الملوك واألمراء المترفين الذين ينفقونها بإسراف في مصالحهم الخاصة‪،‬‬

‫‪21‬فاطمة الزهراء الراشدي‪ .‬مقال تحت عنوان دور صندوق الزكاة في معالجة أزمة كرونا (كوفيد ‪.)19‬‬
‫‪www.kantakji.com‬الصفحة ‪ 43‬من ‪.100‬‬
‫‪ 22‬فالح محمد‪ .‬سماعي صليحة‪ .‬دور الزكاة في التنمية اإلقتصادية وتحقيق االستقرار االقتصادي‪ .‬ورقة مقدمة إلى المؤتمر‬
‫العلمي الدولي األول حول تثمير أموال الزكاة وطرق تفعيلها في العالم اإلسالمي‪ .‬جامعة البليدة‪ .‬سنة ‪ .2013‬ص‪.11 :‬‬
‫‪9‬‬
‫دون مراعاة لآلخرين‪ .‬إلى أن جاء اإلسالم‪ ،‬فأمر المسلمين بإيتاء الزكاة‪ .‬وبالتالي قيام التكافل‬
‫االجتماعي في الدولة‪ ،‬ألن أموال الزكاة إذا زادت عن حاجات منطقة ما من البالد التي جمعت فيها‬
‫‪23‬‬
‫تنتقل الى غيرها من مناطق البالد‪.‬‬

‫تشجيع التعليم والبحث العلمي‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬


‫وذلك من خالل توظيف أموال الزكاة في مشاريع استثمارية‪ ،‬ومنها مشاريع استثمارية تعليمية‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن إنفاق الزكاة على تعليم وتدريب طلبة العلم الفقراء‪.‬‬
‫كما يمكن إنفاقها على مشاريع استثمارية ذات عالقة بمجال البحث العلمي‪ ،‬فأجاز الفقهاء أنه إذا تفرغ‬
‫إنسان لطلب علم نافع وتعذر عليه الجمع بين الكسب وطلب العمل‪ ،‬فإنه يعطي من الزكاة قدر ما يعنيه‬
‫على أداء مهمته‪ ،‬وهكذا فالزكاة تؤثر إيجابا على التقنية وتحسين نوعية رأس المال البشري‪ ،‬من خالل‬
‫‪24‬‬
‫دورها في تمويل التعليم والبحث العلمي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية االقتصادية‬


‫وعليه‪ ،‬فباإلضافة إلى ما تقوم به الزكاة من تنمية في المجال االجتماعي‪ ،‬نجدها كذلك تساعد على نمو‬
‫وازدهار المجال االقتصادي للدولة‪ .‬ويظهر ذلك على وجه الخصوص من خالل مجموعة من‬
‫المستويات وهي على الشكل التالي‪:‬‬

‫دور الزكاة في تحريك السيولة النقدية‪ :‬في غياب نظام سعر الفائدة في االقتصاد اإلسالمي‬ ‫‪‬‬
‫تتيح زكاة النقود سيولة نقدية سواء مباشرة عن طريق جباية الزكاة أو بشكل غير مباشر عن طريق‬
‫تحريك المال االستثماري لكيال تأكله الزكاة‪.‬‬
‫دور الزكاة في مواجهة القروض االستهالكية‪ .‬حيث أن ظاهرة القروض االستهالكية أصبحت‬ ‫‪‬‬
‫منتشرة بشكل ملفت للنظر في بعض الدول اإلسالمية‪ ،‬حتى أننا نجد من المفارقات الغريبة عرض‬
‫قروض احيانا من المؤسسة المالية الربوية ألداء فريضة الحج‪ ،‬وهذا ما يبرر وجود أو ضرورة‬
‫تأسيس صندوق الحج‪ .‬وهذا ما يجعل الزكاة وسيلة لمقاومة اللجوء إلى القروض االستهالكية لسد‬
‫الحاجة‪.‬‬

‫إعادة توزيع الدخل‪ :‬فهو يضمن إعادة توزيع الدخل بشكل مستمر‪ ،‬فالزكاة ال تنقطع حتى وإن‬ ‫‪‬‬
‫انعدم المحتاجون إليها‪.‬‬

‫‪ 23‬احمد عزوز‪ .‬الدور االقتصادي واالجتماعي في التقليل من الفقر‪ .‬ورقة مقدمة إلى الملتقى الدولي األول حول االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ .‬الواقع ورهانات المستقبل‪ .‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬الجزائر‪ .‬سنة ‪ .2011‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ 24‬محمد غزالي‪ .‬الدور التنموي لصندوق الزكاة في الجزائر ومسؤوليته اإلجتماعية‪ .‬دراسة ميدانية لصندوق الزكاة لوالية‬
‫سطيف‪ .‬المجلة الدولية المالية اإلسالمية‪ .‬العدد األول‪ .‬سنة ‪ .2016‬ص‪.163 :‬‬
‫‪10‬‬
‫مواجهة االكتناز والبحث على االدخار‪ :‬فالزكاة تمثل المصدر الحقيقي لألموال المكتنزة‬ ‫‪‬‬
‫الصالحة للنماء والزيادة بنسبة ‪ % 2.5‬سنويا من األموال التي تبلغ حد النصاب‪ ،‬فإذا لم يقع المكلف‬
‫بالتصرف في هذه األموال فإنها تستمر بالتناقص حتى تبلغ الحد األدنى‪ .‬وهذا ما يؤدي إلى تحفيز‬
‫المكلف على استثمار أرصدته النقدية‪.‬‬
‫ويلعب صندوق الزكاة في هذا اإلطار الدور التالي‪:‬‬
‫زيادة االستثمار من خالل زيادة أحد مصادره وهو االدخار العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬توفير شبكات الطرقات والمواصالت‪ ،‬ولهذا إثر كبير في تشجيع االستثمار‪.‬‬
‫دفع عجلة اإلنتاج‪ :‬فقد فرضت الزكاة لتوفير كفاية أفراد المجتمع‪ ،‬وال يكون ذلك ببعض‬ ‫‪‬‬
‫اللقيمات تسد جوعهم‪ ،‬وإنما بتوفير ما تحصل به الكفاية على الدوام وتوفير األداة اإلنتاجية التي يحسن‬
‫استغاللها في التكسب‪ ،‬حيث يرى أحد الفقهاء المعاصرين أن الدولة المسلمة تستطيع أن تنشىئ من‬
‫أموال الزكاة مصانع وعقارات‪ ،‬مؤسسات تجارية وغيرها‪ ،‬وتملكها للفقراء كلها أو بعضها‪ ،‬لتدر‬
‫عليهم دخال يقوم بكفايتهم كاملة‪ ،‬وال تجعل لهم الحق في بيعها‪ ،‬وتنتقل ملكيتها لتظل شبه موقوفة‬
‫‪25‬‬
‫عليهم‪.‬‬
‫دعم المشروعات المحلية الصغيرة‪ :‬من هنا ظهر طابع المحلية الذي يتسم به صندوق الزكاة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والذي يعني به أنه ال يجوز نقل حصيلة الزكاة من مكان جمعها إلى مكان جبايتها‪ ،‬إال إذا اكتفى كل‬
‫من فيه‪ .‬وهذه الخاصية تؤدي إلى إعادة توزيع الدخل توزيعا حقيقيا وضبطه وإحكامه‪ ،‬وهذا ما يساهم‬
‫بفعالية في عملية التنمية المتوازنة والشاملة‪.‬‬
‫_ فصندوق الزكاة هنا يوفر االنفاق بطريقة سهلة ومناسبة للمشاريع الذاتية والمؤسسات الصغيرة‬
‫التي تساهم في تلبية الطلبات المحلية وتحقيق االكتفاء المحلي‪ ،‬وكل هذا يكون من خالل تدعيم صندوق‬
‫‪26‬‬
‫الزكاة لألشخاص الراغبين في العمل والقادرين عليه‪.‬‬

‫التقليل من الركود االقتصادي‪ .27‬فبعض أحكام الزكاة لها تأثير على الركود االقتصادي والحد‬ ‫‪‬‬
‫منه وهذا من خالل‪:‬‬
‫إمكانية تحصيل الزكاة وتوزيعها بصورة عينية في اوقات الركود االقتصادي‪ ،‬وهذا ما يؤدي‬
‫إلى تخفيض المخزون السلعي لدى دافعي الزكاة‪ ،‬وسد باب االدخار أمام آخذي الزكاة‪.‬‬
‫إذا كانت موارد الزكاة غير قادرة على مواجهة حالة الركود االقتصادي فإن بعض الفقهاء ال يرون‬
‫بأسا في أن يخرج المسلم زكاته قبل حلول موعدها‪ .‬وهذا معناه أنه إذا كانت حالة المجتمع في حاجة‬

‫‪ 25‬معزوز لقمان‪ .‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع االستثمارية المحلية‪ .‬دراسة تطبيقية لتجربة الجزائر‪ .‬مجلة‬
‫دراسات وأبحاث‪ .‬جامعة الجفلة‪ .‬العدد ‪ 7.‬سنة ‪ .2012‬ص‪.7_6 :‬‬
‫‪ 26‬معزور لقمان‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.229‬‬
‫‪ 27‬بالركود االقتصادي‪ :‬هو مصطلح يعبر عن هبوط في النمو االقتصادي لمنطقة أو لسوق معين‪ ،‬وعادة سبب الهبوط في‬
‫النمو االقتصادي نابع من أن اإلنتاج يفوق االستهالك األمر الذي يؤدي إلى كساد البضاعة وانخفاض األسعار والذي بدوره‬
‫يُصعّب على المنتجين بيع المخزون‪ ،‬لذلك ينخفض معدل اإلنتاج والذي معناه أيدي عاملة أقل‪ ،‬وارتفاع في نسبة البطالة‬
‫‪11‬‬
‫ماسة لألموال‪ ،‬خصوصا في حالة األزمات االقتصادية‪ ،‬فيمكن تعجيل الزكاة لهم بغرض التخفيف من‬
‫حدة الركود االق تصادي والمحافظة على استقرار االقتصاد‪.‬‬
‫دور المؤسسات البنكية في تطوير الزكاة‪:‬‬
‫من اجل إنجاح المشاريع التي يتم من خاللها استثمار أموال الزكاة يستحسن أن تعمل مؤسسات‬
‫الزكاة مع البنوك وذلك من أجل المساهمة في عملية تحصيل الزكاة وتوفير القروض الحسنة الالزمة‬
‫الستثمار أموال الزكاة‪ .‬ومن هنا على األ بناك اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتنظيم أموال الزكاة عن‬
‫طريق‪:‬‬
‫اإلشراف على جمع أموال الزكاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في صرف أموال الزكاة المودعة لديها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعطاء القروض الحسنة لمستحقيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة معمقة للمشاريع المراد تمويلها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪28‬‬
‫جعل القروض الحسنة وسيلة اداء أساسية في التمويل المصغر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 28‬حميدة لحجوجي‪ .‬د خالد الروكاني‪ .‬حمزة الحجوجي‪ .‬تنظيم الزكاة من أجل تنمية االستثمار‪ :‬بين الواقع والتحديات‪ .‬مقال‬
‫منشور في الموقع التالي‪http://dergipark.gov.tr/jief :‬بتاريخ ‪ 16‬حزيران ‪ .2018‬ص‪.106 :‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجانب التطبيقي لصندوق الزكــــاة‬
‫إن التطرق إلى التجربة المغربية في تطبيق صناديق الزكاة وجبايتها وتوزيعها يقتضي منا بداية إلقاء نظرة‬
‫على تجارب خارجية مفعلة لهذه الصناديق وقائمة على تحصيلها سواء بطريقة إجبارية أو اختيارية (المطلب‬
‫األول) ومن ثم سنعود إلى تجربة المغرب في ذلك وإبراز أهم معيقات عدم تفعيله وكذا آليات تنزيله (المطلب‬
‫الثاني)‬

‫المطلب األول‪ :‬صناديق الزكاة في الدول المقارنة‬


‫لجأت العديد من الدول اإلسالمية في وقتنا الحالي إلى إنشاء مؤسسات تقوم على إدارة أموال الزكاة‪ ،‬من‬
‫جمعها وتوزيعها واستثمارها‪ ،‬وذلك من أجل زيادة فعالية هذا الركن الذي يعتبر آلية للتكافل االجتماعي‬
‫وداعما للتنمية االقتصادية‪ ،‬هنالك من الدول اإلسالمية التي أعطت صفة اإللزامية آللية جمعها ومن ثم‬
‫تتولى الدولة توزيعها (الفقرة األولى ) وهناك من الدول من جعلت مسألة جمع الزكاة عن طواعية واختيارية‬
‫(الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دول قائمة على اإلجبارية في جمع الزكاة‬


‫‪ .1‬ديوان الزكاة السوداني‬
‫تعتبر السودان من بين الدول التي تبنت نظام اإللزامية في جمع الزكاة‪ ،‬وهو أحد المؤسسات الرئيسية‬
‫بالبالد لمعالجة الفقر وتحقيق نهضة اإلنسان السوداني وتقدمه‪.‬‬
‫ديوان الزكاة السوداني بمقتضى قانون الزكاة لسن ‪ 2001‬هو هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية تدار‬
‫بقانون ولوائح ونظم خاصة‪ ،‬وال تكون خاضعة للنظام اإلداري الحكومي إال فيما ينص عليه القانون‪ ،29‬وقد‬
‫مرت هذه التجربة عبر ‪ 5‬مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى عرفت صدور أول قانون لتنظيم الزكاة في السودان في أبريل عام ‪ 1980‬بهدف إحياء‬
‫الزكاة كفريضة تؤخذ من أغنياء المسلمين وترد إلى فقرائهم‪ ،‬ولتحقيق هذا الغرض تم إنشاء مؤسسة‬
‫"صندوق الزكاة"‪ ،‬وكانت هذه التجربة قاصرة على مدينة الخرطوم‪.30‬‬
‫المرحلة الثانية التي تجلت في إنشاء ديوان الزكاة والضرائب في مارس ‪ 1984‬الذي جمع بين الضرائب‬
‫والزكاة في إدارة واحدة وتميز هذا القانون بأنه جعل جباية الزكاة إلزامية على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وأسند‬
‫مسؤولية جبايتها للدولة‪ ،‬كما فرضت ضريبة " تكافل اجتماعي" على غير المسلمين تأكيدا لمبدأ المساواة‬
‫بين المواطنين‪ ،‬وأطلق عليه "صندوق الضرائب والزكاة"‪.‬‬

‫‪ 29‬سناء طيار‪ ،‬سميجة عاشور ي‪ ،‬مدى كفاءة الزكاة في تمويل التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة صندوق الزكاة م س ص ‪19‬‬
‫‪ 30‬صالح بن محمد الفوزان‪ ،‬أثر الزكاة في تحقيق التنمية االقتصادية (استثمار أموال الزكاة نموذجا) دراسة تأصيلية تطبيقية‪ ،‬المجلة‬
‫الدولية للمالية العدد األول سنة ‪ ،2016‬ص‪ 137‬بتصرف‬
‫‪13‬‬
‫المرحلة الثالثة التي تضمنت إنشاء ديوان الزكاة بعد االنتقادات التي طالت ديوان الزكاة والضرائب بحيث‬
‫أنشأ أول ديوان زكاة عام ‪ 1986‬بحيث تم فصله عن الضرائب وعن وز ارة المالية‪ ،‬واستحدثت له فروع‬
‫في جميع واليات السودان‪ ،‬وبذلك أعيد االعتبار للزكاة كنظام إسالمي مالي اجتماعي يختلف عن الضرائب‬
‫جوهرا وشكال‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة تضمنت صدور قانون الزكاة لسنة ‪1990‬الذي وسع من األموال الخاضعة للزكاة من جهة‪،‬‬
‫ومن األشخاص المكلفين بالزكا ة من جهة أخرى كما تميز بجباية الزكاة من كل مال نام ومكتمل النصاب‪،‬‬
‫كما عمل على إلزام السودانيين العاملين بالخارج على دفع الزكاة‪ ،‬وقد نص على عقوبات بحق من يمتنع أو‬
‫يتهرب من الزكاة ويتحايل على عدم دفعها‪.31‬‬
‫وفي سنة ‪ 2001‬صدر قانون الزكاة لسنة ‪ 2001‬الذ أصبح المرجع األساسي لديوان الزكاة والذي جاء من‬
‫أجل التوسع ومواكبة التطورات االجتماعية والسياسية واالقتصادية للمجتمع‪. 32‬‬

‫‪ 2.1‬مهام ديوان الزكاة السوداني‬


‫استهدف ديوان الزكاة السوداني تمويل المشاريع الفردية بحيث منح لكل مستحق وسيلة إنتاج ومشروع‬
‫لوحده‪ ،‬ثم انتقل الى تمويل المشاريع الجماعية‪ ،‬بحيث قام ديوان الزكاة بتمليك مجموعة من ا ألسر لمشاريع‬
‫لإلعاشة الجماعية (المراكز اإلنتاجية)‪ .‬كما قام هذا الديوان بإقامة عدد من المراكز اإلنتاجية كمشاغل‬
‫الخياطة التي تجاوز عددها ال ‪100‬مركز على مستوى السودان سنة ‪ ، 1995‬مزودة بآالت الخياطة‬
‫واألدوات المساعدة‪ ،‬فضال على مراكز إنتاجية ذات مناشط متعددة‪ ،‬باإلضافة إلى توفير األصول المتمثلة‬
‫في وسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق أضاف ديوان الزكاة عدد من المشاريع الرائدة منها‪:‬‬
‫_إنشاء مزارع جماعية لأللبان والدواجن‪ ،‬وروش الحدادة ومصانع للمالبس الجاهزة‪.‬‬
‫_حفر الترع الزراعية التي توفر الماء لسقي المزروعات‬
‫_تنفيذ فكرة قوارب الصيد لألسر المحتاجة في المدن الساحلية‪ ،‬وذلك لتقوم هذه األسر بكسب رزقها من‬
‫صيد األسماك‬
‫_مساعدة المستحقين في بعض الواليات الزراعية الكبرى وذلك بشراء آالت لحرث أراضي الفقراء‬
‫والمساكين وتمليكهم البذور المحسنة وتوفير األسمدة وغيرها مما كان لذلك أثر كبير في زيادة اإلنتاج وتوفير‬
‫‪33‬‬
‫القوت العام لهده االسر‪ ،‬بل إن بعضها تحصلت على إنتاج وفير دفعت منه الزكاة‬

‫‪ 31‬محمد شريف بشير‪ ،‬تجربة الزكاة بالسودان ‪ https://islamonline.net/archive‬موقع إلكتروني تم االطالع عليه بتاريخ‬
‫‪ 24/10/2023‬على الساعة ‪00:30‬‬
‫‪ 32‬شعور حبية‪ ،‬دور الزكاة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬دراسة مقارنة بين صندوق الزكاة في الجزائر وديوان الزكاة‬
‫بالسودان‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد األول‪ ،‬بدون ذكر الصفحة‪.‬‬
‫‪ 33‬صالح بن محمد الفوزان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 139‬بتصرف‬
‫‪14‬‬
‫كلها مشاريع تم إنشاؤها بدولة السو دان بمقتضى ديوان الزكاة لما له من إسهامات كبيرة في تنمية البالد‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى نماذج أخرى عديدة نفذها هذا الديوان منها‪:‬‬
‫‪-‬مشروع التأمين الصحي للفقراء والمساكين بتكلفة قدرها ‪ 1.800.000‬دينار سوداني‬
‫‪-‬مشروع آالت لحرث أراضي الفقراء والمساكين بتكلفة قدرها ‪ 28.000.000‬دينار‪.‬‬
‫‪-‬تمليك ‪ 10.000‬محراث بلدي للزراعة بتكلفة قدرها ‪ 10.000.000‬دينار‬
‫‪-‬إنشاء صيدلية بيطرية وحفر اآلبار‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء ‪ 25‬مركز إنتاجي بمحافظة الحصاحيص (مطاحن ومشاغل وعصارات وتربية للدواجن) بتكلفة‬
‫‪34‬‬
‫قدرها ‪ 25.000.000‬دينار‬

‫‪ .2‬مصلحة الواجبات اليمنية‬


‫ألزم الدستور اليمني الدولة على القيام بجباية وتوزيع الزكاة على مصارفها الشرعية للوصول‬
‫بالزكوات إلى المستحقين السيما وأن الدولة قادرة على تحقيق انتظام عطاء مورد الزكاة لمستحقيها على‬
‫الوجه السليم‪ ،‬وبالتالي فالدولة تراعي عند جباية الزكاة السهولة والتبسيط في اإلجراءات‪ ،‬مع وضع إجراءات‬
‫مناسبة مع تلك األموال الباطنة والظاهرة‪ .‬وتحقيقا لهذه الغاية أنشأت الدولة مصلحة الواجبات واعتبرتها‬
‫اإلدارة المختصة والمباشرة‪ ،‬والجهة الحكومية المسؤولة عن تقرير وتحصيل الواجبات الزكوية في ‪18‬‬
‫مارس ‪ 1975‬وحدد مقرها بالع اصمة اليمنية صنعاء وحددت لها مكاتب في المحافظات والنواحي‪ ،‬إذ يتم‬
‫إثبات القيود المحاسبية المتعلقة بتقريرها وتحصيلها وتحقيق الرقابة الفعالة على صيانتها و توزيعها وذلك‬
‫من خالل إدارتين‪ ،‬هما اإلدارة العامة لتقرير الواجبات واإلدارة العامة للحصر ومتابعة التحصيل والتوزيع‪،‬‬
‫وفي سنة ‪ 1980‬أصدرت الدولة قرار جمهورية رقم ‪ 56‬لتعزيز دور المصلحة وإعادة تنظيمها‪ ،35‬وتوسيع‬
‫مهامها وصالحيتها‪.‬‬

‫‪ 1.2‬مهام مصلحة الواجبات اليمنية‬


‫طبق للقرار رقم ‪ 56‬للجمهورية اليمنية فتمارس هذه الهيئة اختصاصات هامة من بينها‪:‬‬
‫‪-‬رسم السياسات واقتراح الخطط العامة في إطار سياسات الدولة وخططها في مجال تقرير وتحصيل وتوزيع‬
‫الزكاة‬

‫‪ 34‬الموقع الرسمي لديوان الزكاة السوداني ‪:::‬ديوان الزكاة السوداني)‪: (zakat-sudan.org‬تم االطالع عليه بتاريخ‬
‫‪ 24/10/2023‬على الساعة ‪01:30‬‬
‫‪ 35‬حددت المادة ‪ 2‬منه الهيكل التنظيمي للمصلحة على الشكل التالي‪ _ :‬رئيس المصلحة_ وكيل المصلحة_ اإلدارة العامة للتفتيش_‬
‫اإلدارة العامة للشؤون المالية واإلدارية_ المكاتب العامة للواجبات‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬تقدير الزكاة وفقا لما تفرضه الشريعة اإلسالمية على كل مكلف بحيث تكون محددة المقادير سواء فيما‬
‫يتعلق منها بإشعار األمانة (زكاة الزرع والثمار) أو زكاة الفطر أو زكاة المعدودات(االنعام) أو الزكاة النقدية‬
‫الباطنية‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬متابعة وتحصيل وتوريد الزكاة بصفة دورية بما يضمن عائد خزينة الدولة‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دول قائمة على االختيارية في جمع الزكاة‬
‫‪ .1‬صندوق الزكاة الجزائري‬
‫صندوق الزكاة الجزائري هو هيئة شبه حكومية ومؤسسة دينية اجتماعية‪ ،‬تقوم على ترشيد أداء الزكاة‬
‫جمعا وصرفا‪ ،‬في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية والقوانين السارية للعمل بها في مجال الشريعة‬
‫االسالمية‪ ،37‬تم تأسيسه سنة ‪ 2003‬تحت وصاية وإشراف وزارة الشؤون الدينية واالوقاف وتحت رقابتها‪،‬‬
‫وشعاره " ال تعطيه ليبقى فقيرا وإنما ليصبح مزكيا" يقوم بتحصيل وجباية الزكاة عبر فروعه المتواجدة‬
‫في مختلف والية الجزائر ثم يقوم أيضا بتوزيعها على مصارفها الشرعية عبر نفس الفروع‪.‬‬
‫هذه التجربة انطلقت بداية بواليتين هما عنابة وسيدي بلعباس‪ ،‬وتم فتح حسابين بريديين تابعين لمؤسسة‬
‫المسجد على مستوى الواليتين‪ ،‬لتتلقى أموال الزكاة والتبرعات من المزكين والمتصدقين في شكل حواالت‬
‫بريدية‪ ،‬حيث ال تقبل الزكاة إال نقدا ووفق الطريقة والكيفية فقط‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2004‬تم تتميم هذه العملية على كافة والية الجزائر الثمانية واألربعين عبر فتح حسابات بريدية‬
‫على مستوى كل والية‪ ،‬تابعة لصندوق الزكاة‪ ،‬ومن خاللها يحصل الصندوق ويصرف األموال‪ ،‬إذ أن‬
‫الصندوق ال يتعامل بالسيولة بتاتا‪ ،‬ال تحصيال وال نفقة‪.38‬‬
‫ويتسم هذا الصندوق بجملة من الخصائص وعلى رأسها طواعية دفع أموال الزكاة إذ أن دفع الزكاة في‬
‫‪39‬‬
‫حساب الصندوق يعد أمرا اختياريا متروكا إلرادة الفرد والهيئة المركزية‬

‫‪ 36‬فراج نور الهدى‪ ،‬يعقوب أسيا‪ ،‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع االستثمارية‪ ،‬دراسة حالة صندوق الزكاة بوالية البويرة‪،‬‬
‫م س‪ .‬ص‪197‬‬
‫‪ 37‬عبد الحكيم ملياني‪ ،‬دالل ساتة‪ ،‬تقييم دور الزكاة في تنويع االستثمارات االقتصادية_ دراسة الحالة‪ :‬تقييم أداء صندوق الزكاة لوالية‬
‫برج بوعريريج‪ ،‬مجلة االقتصاديات المالية البنكية وإدارة االعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد‪ 06‬مارس ‪ 2016‬ص ‪37‬‬
‫‪ 38‬لزهر قواسمية وبراهيمي سمية وبلعياش ميادة‪ ،‬مداخلة بعنوان" صندوق الزكاة رؤية حديثة لجمع وتوزيع واستثمار األموال" دراسة‬
‫حالة التجربة الجزائرية‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪ 39‬صليحة سفيان‪ ،‬دور أموال حوكمة الزكاة في تمويل التنمية المستدامة‪-‬دراسة حالة‪ -‬صندوق الزكاة لوالية بسكرة (‪)2008-2010‬‬
‫مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ 2018/2019 ،‬ص ‪72‬‬
‫بتصرف‬
‫‪16‬‬
‫ويتشكل هذا الصندوق من ثالث مستويات تنظيمية وهي‪ :‬اللجنة القاعدية لصندوق الزكاة‪ _40‬اللجنة الوالئية‬
‫‪42‬‬
‫لصندوق الزكاة‪ _41‬اللجنة الوطنية لصندوق الزكاة‬
‫‪ 2.1‬طرق جمع وتحصيل الزكاة‬
‫تتم عملية جمع الزكاة القائمة على مبدأ االختيارية والتطوع بترغيب الناس وحثهم ودعوتهم إلى دفعها عن‬
‫طريق الخطب والدروس المسجدية باإلضافة إلى الدعاية اإلعالمية في مختلف وسائل االعالم‪ ،‬ووضع‬
‫اإلشعارات في المؤسسات العمومية والخاصة واألماكن العامة‪ ،‬ولتسهيل هذه العملية وضعت وزارة الشؤون‬
‫الدينية واالوقاف التي يقع على عاتقها جمع وصرف الزكاة بواسطة مديريتها الوالئية جهات متعددة تستقبل‬
‫‪43‬‬
‫أموال المزكين وهي‪:‬‬
‫_جمع الزكاة عن طريق المكاتب البريدية هذه العملية التي تتم عبر بوسيلتين‪:‬‬
‫الحوالة البريدية ‪ :‬بحيث يمكن للمزكي أن يستعمل الحوالة البريدية أو ما يطلق عليها ب حالة الزكاة‪،‬‬
‫وتحتوي على رقم الحساب الوالئي الموجود لدى مكاتب البريد المنتشرة عبر التراب الوطني وتشمل البيانات‬
‫المتعلقة بالمزكي والمبلغ الذي قام بدفعه‪.‬‬
‫الصكوك البريدية ‪ :‬تتم هذه العملية كذلك عبر المراكز البريدية حيث تدفع الزكاة من طرف المزكي بواسطة‬
‫الصكوك والتي يدون عليها رقم حساب صندوق الزكاة الخاصة بالوالية التي يقطن فيها باإلضافة الى كتابة‬
‫المبلغ المدفوع باألرقام والحروف‪ ،‬كما تم اعتماد إمكانية دفع الزكاة عن طريق بك البركة وهدا باالتفاق مع‬
‫وزارة الشؤون الدينية واالوقاف‪.‬‬
‫_جمع الزكاة ع ن طريق الصناديق المسجدية حيث توضع في كل مسجد صناديق لجمع الزكاة تسهيال على‬
‫المواطن الذي يتعذر عليه دفعها في الحسابات البريدية‪ ،‬ويتسلم من إمام المسجد قسيمة تدل على أنه دفع‬
‫زكاته إلى الصناديق كما بإمكانه مساعدة الهيئة في الرقابة بأن يرسل نسخة منها إما للجنة القاعدة أو للوالئية‬
‫الوط نية‪ .‬هذه الطريقة التي تم اعتمادها على مستوى المساجد المتواجدة بوسط المدن‪ ،‬مع تأطيرها بمجموعة‬
‫من الضوابط واإلجراءات التي يجب احترامها وااللتزام بها أثناء القيام بعملية الجمع ومنها‬
‫‪ -‬يجب ان يكون كل صندوق مقفل بقفلين أحدهما مخصص إلمام المسجد واآلخر ألحد كبار المزكين أو‬
‫رئيس لجنة المسجد‬

‫‪40‬جاء بها القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ 2004‬المتضمن إنشاء لجنة قاعدية لصندوق الزكاة على مستوى كل دائرة وتنظيمها‬
‫وسير عملها‬
‫‪ 41‬جاء بها القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 2004‬المتضمن إنشاء لجنة والئية لصندوق الزكاة وتنظيمها وسير عملها‬
‫‪ 42‬جاء بها القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 17‬مارس ‪ 2004‬المتضمن إحداث لجنة الزكاة على مستوى اإلدارة المركزية لوزارة الشؤون‬
‫الدينية واالوقاف تسمى في صلب هذا القرار ب " اللجنة"‬
‫‪ 43‬بن عروج رابح‪ ،‬النظام القانوني لصندوق الزكاة الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر كلية الحقوق والعلوم السياسية_ المسيلة_‬
‫السنة الجامعية ‪ 2019 /2018‬ص‪45‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬يعمل اإلمام على إعالم المصلين بأهمية الزكاة وترغيبهم في دفعها لصالح الصندوق ووضع لهم إجراءات‬
‫‪44‬‬
‫معتمدة في عملية الجمع داخل المسجد‬
‫‪ -‬يقوم اإلمام برفقة اللجنة المشرفة أسبوعيا بفتح الصندوق ويتم حساب المبلغ المحصل عليه وجرده باألرقام‬
‫و الحروف بسجل خاص يوقعون عليه ثم وضع المبلغ الذي تم جرده في حساب الزكاة المخصص لهذا‬
‫‪45‬‬
‫الغرض‬
‫وبالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج فإنه بإمكانها دفع زكاة أموالها عن طريق تحويلها إلى حساب‬
‫الصندوق الوطني بواسطة حوالة دولية أو غيرها من وسائل الدفوع المعروفة مع ضرورة كتابة اسم المزكي‬
‫ومبلغ الزكاة المدفوع باألرقام والحروف‪.46‬‬
‫وتنبغي اإلشارة إلى أنه قصد تجسيد األهداف والغايات التي جاء من أجلها الصندوق فقد تم توجيهه لدعم‬
‫وتمويل مشاريع تشغيل الشباب وتمويل مشاريع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التمو يالت الصغيرة ومساعدة المؤسسات الغارمة القادرة على االنتعاش‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تم إنشاء‬
‫شراكات بين صندوق استثمار أموال الزكاة وصندوق البركة الجزائري‪.‬‬
‫ومن بين إنجازات صندوق الزكاة الجزائري التخفيف من البطالة‪ ،‬إذ تمكن من توفير عمل ألكثر من‬
‫‪ 10.000‬شاب ما بين ‪ 2008‬و‪ 2010‬بمعنى في ظرف سنتين‪ ،‬وتقدر نسبة األموال الموجهة إلى القروض‬
‫الصغرى بنسبة ‪ 37.5%‬من أموال الصندوق‪ ،‬إذ أنه تقريبا ‪ 2.52‬مليار دينار هي حصيلة الزكاة لفترة ما‬
‫بين سنة ‪ 2003‬وسنة ‪ ،2010‬باإلضافة إلى رفع سقف القرض الحسن من ‪ 300.000‬دينار إلى ‪500.000‬‬
‫دينار‪.‬‬

‫‪ .2‬صندوق الزكاة األردني‬


‫تم إنشاء صندوق الزكاة األردني من طرف وزارة األوقاف والشؤون والمقدسات اإلسالمية سنة ‪،1988‬‬
‫وأنشأت معه مكاتب للزكاة في جميع مديريات األوقاف في المملكة األردنية‪ ،‬وشكلت لجان شعبية تطوعية‬
‫مرتبطة مباشرة بصندوق الزكاة في كل قرية ومدينة وحي باألردن‪ ،‬وتتكون موارد هذ الصندوق من الزكاة‬
‫الشرعية التي يرغب المسلمون بتأديتها باإلضافة إلى التبرعات والهبات والصدقات واألضاحي وصدقات‬
‫الفطر‪.‬‬
‫ويقوم الصندوق بتنفيذ المشاريع المنتجة بهدف مساعدة الفقراء المعوزين بمشاريع إنتاجية صغيرة على‬
‫مستوى األسر تعود عليهم بما يمكنهم من العيش بكرامة وتغنيهم عن السؤال‪ ،‬وفي الوقت ذاته تحد من‬
‫ظاهرة البطالة‪.‬‬

‫‪ 44‬شعور حبية‪ ،‬دور الزكاة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬دراسة مقارنة بين صندوق الزكاة في الجزائر وديوان الزكاة بالسودان‪،‬‬
‫مرجع سابق بدون ذكر الصفحة‬
‫‪ 45‬بن عروج رابح‪ ،‬النظام القانوني لصندوق الزكاة الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪46‬‬
‫‪ 46‬شعور حبية‪ ،‬دور الزكاة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬دراسة مقارنة بين صندوق الزكاة في الجزائر وديوان الزكاة‬
‫بالسودان‪ ،‬م س‪ .‬بدون ذكر الصفحة‬
‫‪18‬‬
‫وتنقسم هذه المشاريع إلى قسمين‪:‬‬
‫_المشروعات الزراعية واإلنتاج الحيواني‬
‫_المشروعات الصناعية الصغيرة الحرفية التقليدية والبقالة‬
‫‪ 1.2‬مهام صندوق الزكاة األردني‬
‫تتمثل أبرز مهام هذا الصندوق فيما يلي‪:‬‬
‫_ترميم المنازل‪ :‬يقوم صندوق الزكاة بمساهمة منه بترميم وصيانة بيوت ومساكن األسر الفقيرة في المملكة‬
‫وخاصة مناطق جيوب الفقر‬
‫وقد استفاد من هذا المشروع عدد كبير من األسر التي كانت تقطن في مساكن قديمة ومتهالكة‪.‬‬
‫ويمنح هذا المشروع ممن تنطبق عليه الشروط التي حددها مجلس إدارة صندوق الزكاة‬
‫‪ -1‬أن يكون رب األسرة أردني الجنسية أو اسر األردنيات‬
‫‪ -2‬أال يتجاوز مجموع الدخل اإلجمالي لألسرة (‪ )400‬دينار‬
‫‪ -3‬أن يكون المنزل مملوكا للمستفيد أو أن يكون البناء قادما على قطعة أرض مخصصة من قبل الحكومة‬
‫ومسجلة باسم صندوق الزكاة‬
‫‪ -4‬اي حالة لم تنص عليها أسس وتعليمات صيانة المنازل يتم الرجوع إلى أسس وتعليمات صرف المساعدة‬
‫الشهرية في الصندوق األولوية للمنتفعين من صندوق الزكاة‬
‫‪ -5‬أال يكون المتق دم لطلب االستفادة من هذا المشروع قد استفاد من أي برنامج سكني او مشروع تأهيلي من‬
‫‪47‬‬
‫الصندوق‪.‬‬
‫ومعان عظيمة‬
‫ٍ‬ ‫_كفالة األيتام‪ :‬يعتبر برنامج كفالة األيتام من أهم برامج صندوق الزكاة لما له من قيم سامية‬
‫تتعلق في التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫ويقوم الصندوق نيابة عن الكافل بعد ا ختياره للمكفول بتحويل مبلغ شهري لليتيم ومتابعة أحواله الصحية‬
‫والتعليمية واالجتماعية وهو مقيم لدى أسرته حفاظا ً على ارتباطه األسري وضمان لتنشئة سليمة خالية من‬
‫األمراض النفسية والبدنية‪.‬‬

‫‪ 47‬بدون دكر صاحب المقال‪ ،‬برامج صندوق الزكاة‪ ،‬معالي وزارة األوقاف والشؤون والمقدسات اإلسالمية‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني‬
‫‪ /http://www.zakatfund.org‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 26/10/2023‬على الساعة ‪08:20‬‬
‫‪19‬‬
‫_المساعدات الطارئة‪ :‬المساعدة النقدية الطارئة في صندوق الزكاة األردني هي عبارة عن مبلغ من المال‬
‫يقدمه الصندوق لألسر المحتاجة في حاالت الطوارئ‪ ،‬مثل الكوارث الطبيعية‪ ،‬مثل الفيضانات أو الحرائق‬
‫والعجز واألمراض المزمنة وأي حالة تستدعي المساعدة‪.‬‬
‫والفئات المستهدفة من الخدمة هي‪:‬‬
‫‪-‬الم رضى أو أصحاب العجز الجسيم مرفقا بتقرير طبي خالل ‪3‬أشهر للمرض و‪ 6‬أشهر للعجز الجسيم من‬
‫تاريخ حدوثه‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان أو غياب معيل األسرة مرفقا بتقرير أمني يثبت حالة الغياب أو الفقدان أو السجن لمعيل األسرة أو‬
‫قرار المحكمة في حالة السجن لمدة ال تقل عن ‪ 3‬أشهر‬
‫‪ -‬عابر السبيل في حالة حدوث محنة أو للسفر خارج المملكة وينظر ألسباب مروره بالمحكمة‬
‫‪-‬الدخول في اإلسالم إذا اقتضت حالته لمساعدة‬
‫‪ -‬الفقراء الذين ال يستطيعون تأمين حاجاتهم األساسية معززا ذلك بدراسة اجتماعية‬
‫‪ -‬طالب العلم الفقراء والذين يدرسون على نفقتهم الخاصة في جامعات المملكة األردنية الهامشية مرفقا بذلك‬
‫‪48‬‬
‫بإثبات طالب حديث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صناديق الزكاة بالمغرب‬


‫لقد ثبت من خالل إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط ليوم ‪ 2023/08/04‬أن نسبة البطالة في المغرب‬
‫مرتفعة‪ ،‬بحيث ارتفع معدل البطالة بالمغرب إلى ‪ 12.4‬بالمائة في الربع الثاني من عام ‪ 2023‬بعدما كان‬
‫‪ 11.4‬بالمائة في الفترة نفسها من العام الماضي‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق تم إنجاز هذا الموضوع للحديث عن إمكانية إنشاء صندوق الزكاة بالمغرب باعتباره‬
‫بديال اقتصاديا وماليا يهدف بالدرجة األولى إلى التنمية االقتصادية واالجتماعية ال سواء بالنسبة لألشخاص‬
‫والفئات المعوزة والهشة وال بالنسبة للبنوك التشاركية‪ ،‬بيد أنه ما لوحظ أن تفعيل هذا الصندوق تمنعه العديد‬
‫من المعيقات (الفقرة األولى ) ولتجاوز هذه األخيرة البد من التفكير بداية في اآلليات الضرورية لالنطالق‬
‫نحو إرساء صندوق الزكاة بالمغرب (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬معيقات تطبيق صندوق الزكاة بالمغرب‬

‫‪ 48‬بدون دكر ص احب المقال‪ ،‬برامج صندوق الزكاة‪ ،‬معالي وزارة األوقاف والشؤون والمقدسات اإلسالمية‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬
‫االلكتروني ‪ /http://www.zakatfund.org‬مرجع سابق‪ ،‬دون ذكر الصفحة‬
‫‪20‬‬
‫بالرغم من أهمية وفعالية صندوق الزكاة في حالة تطبيقه‪ ،‬وذلك من خالله تقديم وتمويل بعض المشاريع‬
‫وبالتالي المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية وتمويل البنوك بصفة عامة والتشاركية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬إال أن المالحظ أن عملية تفعيله تعتريها العديد من العراقيل والمشاكل والتي تحد من فعالية‬
‫تطبيقه‪.‬‬
‫وفي نفس السياق ومع تأخر تفعيل صندوق الزكاة الذي طال لمدة تفوق األربعين سنة لم تتوحد وجهات‬
‫نظر المتخصصين حول أسباب ذلك‪ ،‬فالدكتور عبد السالم بالجي‪ 49‬يرى أن األمر ال يتعلق بأية إعاقة لجهة‬
‫ما داخل جهاز الدولة‪ ،‬وإال لما تم تكليف لجنة مشتركة من قبل وزارة األوقاف ووزارة المالية‪ ،‬وإصدارهما‬
‫لدليل مشترك يعالج كل المسائل المتعلقة بمداخيل الزكاة ومصاريفها‪ ،‬ويستدل بالجي لدعم وجهة نظره‬
‫بإعداد ظهير شريف إلخراج الز كاة إلى حيز الوجود واستشارة مصالح األمانة العامة للحكومة له‪(،‬باعتباره‬
‫كان موظفا بإدارة البرلمان)‪ ،‬وفي بعض بنود ومواد هذا الصندوق الذي كان يسند جباية الزكاة وصرفها‬
‫إلى الجماعات المحلية‪ ،‬بحيث وافق الملك الراحل الحسن الثاني على هذا المشروع ولم ينقصه إال التوقيع‬
‫فوافته المنية قبل ذلك‪.‬‬
‫ويعزو الدكتور بالجي أسباب تأخر تفعيل صندوق الزكاة إلى جملة أسباب فرضها سياق كل مرحلة على‬
‫حدة‪ ،‬فبداية كانت هناك رغبة في التأني وطلب بعض الوقت حتى تتوفر شروط االنضباط ألحكام الشريعة‬
‫وتأطير المراقبة الشرعية لهذا الصندوق‪ .‬ثم أثيرت القضية التقنية بإحاالتها الشرعية والسياسية وتتعلق‬
‫بالصيغة التي تدمج فيها الزكاة في مالية الدولة ومدى أثر ذلك على مواردها‪ ،‬فضال عن طرق تحصيلها‬
‫وتوزيعها والحساسية التي يمكن أن تثيرها‪ .‬ثم تأخر التفعيل مرة أخرى سنة ‪ 2004‬بسبب ظهور المبادرة‬
‫الوطنية للتنمية البش رية وعدم نضج تصور العالقة بين الصندوق وبين هذه المؤسسة الوليدة‪.‬‬
‫أما الخبير هشام بالمين ‪ 50‬فيرجع أسباب تأخر صندوق الزكاة إلى غياب اإلدارة السياسية لتفعيله السيما‬
‫وان اهتمام الدولة بآليات االقتصاد اإلسالمي بدأ حديثا خاصة مع تعديل القانون البنكي الذي سمح لألبناك‬
‫التشاركية باالشتغال في احترام لقواعد الشريعة اإلسالمية السمحاء في المعامالت المالية‪.‬‬
‫أما الدكتور عمر الكتاني‪ 51‬فله تفسير مختلف لذلك فهو يرى أن االمر يرجع لثالثة أسباب‪ ،‬أولها هو الجدل‬
‫الذي أثير حول عالقة الزكاة بالضريبة‪ ،‬ومخرج استقاللية الصندوق الذي اقترح لمعالجة هذا االشكال وتردد‬
‫الدولة في ذلك‪ ،‬وهو ما يجعل المسلم بين المطرقة والسندان‪ ،‬فهو ملزم بدفع الضريبة المقررة في حقه من‬
‫جهة‪ ،‬وأداء الزكاة طاعة لربه من جهة أخرى‪ ،‬االم ر الذي جعل بعض األغنياء يتملصون عن أداء الزكاة‬
‫المفروضة عليهم بحجة أن الزكاة تمثل جزء من الضريبة‪ .52‬باإلضافة إلى االعتقاد الخاطئ لدى الكثير من‬

‫‪ 49‬عبد السالم بالجي‪ ،‬مفكر وكاتب مغربي معاصر‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية لالقتصاد اإلسالمي ورابطة المغرب العربي لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية‪ ،‬أستاذ زائر ومشرف على عدد من البحوث الجامعية للمالية اإلسالمية بعدد من‬
‫كليات المملكة‬
‫‪ 50‬بالمين هشام خبير في مجال المالية التشاركية وباحث اقتصادي‬
‫‪ 51‬عمر الكتاني خبير اقتصادي وأستاذ العلوم االقتصادية بجامعة محمد الخامس بالرباط‬
‫‪ 52‬محمد الوردي‪ ،‬الوظيفة التنموية للزكاة بين مقتضيات التفعيل ومعوقات التنزيل‪ ،‬المجلة الدولية للمالية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪2016‬‬
‫ص ‪109‬‬
‫‪21‬‬
‫المسؤولين بصعوبة تطبيق الزكاة من خالل إيجاد صيغة شرعية وعملية يمكن من خاللها تحقيق نوع من‬
‫التوازن بين الزكاة والضر يبة دون تحريف واحدة عن األخرى وذلك من خالل الحفاظ على الخصوصيات‬
‫الشرعية والدينية لهذه الفريضة‪ .‬أما السبب الثاني في نظر الدكتور فيتعلق بالتخوفات التي أثيرت بخصوص‬
‫إلزامية الزكاة وتردد الدولة في التعاطي مع مقترح الطوعية‪ .‬أما السبب الثالث فيتعلق بالخوف من أن تكون‬
‫الصيغة المقترحة غير ضامنة لثقة المجتمع‪ ،‬إذ كانت الدولة تتصور أنه بإمكانها خلق الصندوق والتصرف‬
‫فيه بأريحية لكن اإلشكاالت التي أثارها واألجوبة التي قدمت لضمان فعاليتها كانت غير متطابقة مع ما‬
‫كانت تصبوا الدولة إليه من هذا الصندوق‪.‬‬
‫باإلضافة إلى األسباب الم قترحة من طرف الدكاترة أعاله وعدة متخصصين في المجال‪ ،‬نجد أن أحد أهم‬
‫العوامل التي لها مالها من دور في عدم تفعيل صندوق الزكاة هو غياب استراتيجية حقيقية وواضحة‬
‫لتطبيق هذا الصندوق فبعض فقهاء االقتصاد اإلسالمي يرون أنه أهم سبب لعدم إخراج مؤسسة الزكاة في‬
‫المغرب ي رجع باألساس إلى أن إطالق مشروع الدراسات من أجل البحث في تطبيق الزكاة جاء متزامنا مع‬
‫توجه سياسي ال يحبذ الفكرة كثيرا‪ ،‬وهو ما سمي ب حكومة التناوب‪53 ،‬باإلضافة لذلك نجد ضعف في‬
‫استراتيجية تطبيق الزكاة وكيفية تنزله على ارض الواقع إضافة إلى غياب أهداف واضحة اجتماعية كانت‬
‫أو اقتصادية أو سياسية المراد تحقيقها في هذا النظام وهو أمر يتطلب إرادة حقيقية وموارد بشرية ذات كفاءة‬
‫عالية للسهر على التنزيل والتطبيق‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات إرساء صناديق الزكاة بالمغرب‬


‫إن إنجاز مشروع بهذا الحجم وبهاته األهداف التي يطمح إلى تحقيقها ال بد من آليات تحديد الطريق نحو‬
‫التنزيل الفعلي للصندوق‪ ،‬وعلى هذا األساس تم تحديد العديد من اآلليات التي تم اقتراحها من طرف العديد‬
‫من الخبراء في المجال‪.‬‬
‫بحيث يرى األستاذ محمد بلبشير‪ 54‬أن هناك دراسات وتقارير وأوراق أنجزت وتم بعثها لبعض المسؤولين‬
‫السي ما في القطاعات المعنية بذلك‪ ،‬محاولة رفع االلتباس في العالقة بين الزكاة والضريبة‪ ،‬كما أن هناك‬
‫صيغا مفكر فيها للعالقة بين الصندوق وبين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وأن تأخر المغرب في تفعيل‬
‫الصندوق جعله يقف على تجارب كثيرة ومتنوعة لتطبيق األنظمة الزكوية‪ ،‬ويمكن له أن يستثمرها ويكيفها‬
‫بحسب خصوصية االطار القانوني والمؤسساتي للدولة‪ ،‬كما أشار إلى الدور الذي يمكن ان يلعبه هذا‬
‫الصندوق في تمويل المشاريع االجتماعية للدولة باإلضافة إلى تمويل القطاع البنكي التشاركي علة وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬ويستشهد بهذا الخصوص برقم تقديري قدي م لمبالغ الزكاة التي تم توقع تحصيلها سنة ‪1994‬‬
‫والتي تصل إلى حدود ‪ 500‬مليار سنتيم‪.‬‬

‫‪ 53‬حوار مع علي يوعال‪ ،‬جريدة التجديد العدد ‪ 1344‬ص‪7‬‬


‫‪ 54‬محمد بلبشير الحسني دكتور‪ ،‬أستاذ‪ ،‬باحث وقيدوم الدراسات اإلسالمية بالمغرب ورئيس لجنة التنسيق لشعب الدراسات اإلسالمية‬
‫بالمغرب‪ ،‬أمين عام لرابطة الجامعات االسالمية‬
‫‪22‬‬
‫هذا باإلضافة إلى ما يلي‪:‬‬
‫_استقاللية ميزانية الدولة عن ميزانية الزكاة‪ :‬فمن الضوابط المقررة شرعا لضمان حسن تطبيق الزكاة‬
‫وتحقيق مقاصدها هو استقاللية الزكاة عن ميزانية الموارد األخرى للدولة‪ ،‬فال يصرف من موارد بيت مال‬
‫الزكاة خارج ما هو محدد ومنصوص عليه في اآلية الخاصة بمصارف الزكاة‪.‬‬
‫_القوة واألمانة‪ :‬إن األمانة تقتضي استحضار قيم الوفاء واإلخالص في العمل والعدل في جبايتها وتوزيعها‪،‬‬
‫فالعمل على جباية الزكاة يجب أن يتصف بالعدل‪ ،‬فال يحابي من يحب وال يعادي من يكره‪ .‬وال يكون همه‬
‫‪55‬‬
‫مجاباة األغنياء أو إرضاء الفقراء‪ ،‬بل يكون همه منصب حول إرضاءه عز وجل‬
‫كما أن أفضل صيغة يمكن للمملكة المغربية اعتمادها هو إسناده إلى وكالة مستقلة تابعة لرئيس الدولة‬
‫حيث يكون تدبيرها غير حكومي ومراقب من قبل لجان المحاسبة المالية والتدقيق المحاسباتي مع لجان‬
‫رقابة شرعية لضبط عملية أموال الزكاة وصرفها في مجالها‪ ،‬وأن يتم تجنب الصيغة اإللزامية ف ي الزكاة‬
‫ألن نتائجها غير مضمونة وأن تتبني الصيغة التطوعية‪.‬‬
‫إنشاء جهاز تنظيمي وإداري للزكاة‪ :‬يتحدد اإلطار التنظيمي للزكاة من خالل إنشاء مؤسسة عمومية‬
‫للزكاة تتمتع باستقالل مالي وإداري وتضم أقساما متكاملة من حيث األدوار المنوطة بها‪ ،‬فقسم يختص‬
‫‪56‬‬
‫بتحصيل الزكاة وآخر يختص بإدارتها وتوزيعها وقسم تسند له مهمة استثمار أموال الزكاة‪.‬‬

‫‪ 55‬يوسف القرضاوي‪ ،‬لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر‪ ،‬محاضرة ألقاها بمناسبة حصوله على جائزة البنك في االقتصاد‬
‫اإلسالمي لسنة ‪1411‬ه‪1990 /‬م بدون ذكر الصفحة‬
‫‪ 56‬محمد الوردي الوظيفة التنموية للزكاة بين مقتضيات التفعيل ومعوقات التنزيل م س ص ‪106 _105‬‬
‫‪23‬‬
‫خــــاتمة‬
‫صفوة القول أن صناديق الزكاة تعتبر أداة فعالة تستحق االعتراف والتنظيم نظرا بدورها في تمويل‬
‫المشاريع االستثمارية ‪،‬فالزكاة فريضة اإلسالمية مقدسة وثالث أركان اإلسالم الخمس أوجبها هللا تعالى‬
‫وشرعها ‪،.‬وكدلك حتا عليها الرسول صلى هللا عليه وسلم على فرضها على االغنياء ‪.‬ولهدا تفرد نظام‬
‫االقتصاد اإلسالمي عن جميع النظم االقتصادية ‪،‬وكانت دعامة مستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫‪ ،‬كما أن لهده األخيرة دور كبير في تحسين األوضاع االجتماعية بتحقيق العدالة بين افراد المجتمع‬
‫وتوطيد التكافل فيما بينهم وتخفيف الفوارق بين الطبقات االجتماعية ‪.‬وهي بدلك تساهم في تحقيق‬
‫االستقرار السياسي المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫ومن خالل استعراضنا للنتائج المستخلصة تبينت ضرورة التنبيه على بعض التوصيات‬
‫واالقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫تنمية وتطوير أليات العمل والبرامج التي ينفدها الصندوق وبصورة تساهم في استقطاب‬
‫‪.‬عدد كبير من المحسنين الراغبين في تقديم زكاة اموالهم عبر الصندوق‬
‫‪-‬‬ ‫تكتيف الحمالت التوعوية من أجل حتا المغاربة على دفع زكاتهم للصندوق وكدلك تعريفهم‬
‫‪.‬بفقه الزكاة‬
‫‪-‬‬ ‫‪.‬تكوين مختصين وخبراء لصندوق الزكاة‬
‫‪-‬‬ ‫أن يعمل المغرب على تنظيم مؤسسة خاصة بالزكاة مستعينا في دلك بتجارب بعض الدول‬
‫‪.‬السابقة كالسودان على سبيل المثال‬
‫‪-‬‬ ‫‪.‬العمل على تنزيل ابحاث ودريات حول صناديق الزكاة وكيفية تدبيرها وتسيرها‬

‫‪24‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫‪ ‬المصادر‬
‫‪ ‬القرآن الكريم (سورة الشمس ‪ -‬سورة التوبة)‬
‫القوانين‬
‫‪‬القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها الصادر بموجب ظهير‬
‫شريف رقم ‪1.14.193‬صادر في فاتح ربيع االول ‪24 (1436‬ديسمبر ‪.)2014‬‬

‫‪ ‬المراجع‬
‫الكتب العامة‬
‫‪ ‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص ‪1788‬‬
‫‪ ‬القرضاوي يوسف‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬الطبعة األولى مؤسسة الرسالة‪ ،‬دمشق بيروت سنة ‪2005،‬‬
‫‪ ‬محمود شاكر‪ ،‬التاريخ اإلسالمي‪ .‬الجزء ‪ ،3‬المكتبة اإلسالمية بيروت‪ ،‬بدون دكر الطبعة‬
‫‪ ‬صالح السدالن‪ ،)1425( ،‬رسالة في الفقه الميسر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السعودية‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية‬
‫واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ ‬ابو النصر عصام‪ .‬صناديق ومؤسسات الزكاة " أهمية ومهام‪ ،‬مقومات النجاح «‪ .‬بدون طبعة ومطبعة‪.‬‬
‫سنة ‪.2015‬‬
‫‪ ‬محمد الوردي‪ ،‬الوظيفة التنموية للزكاة بين مقتضيات التفعيل ومعوقات التنزيل‪ ،‬المجلة الدولية للمالية‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬
‫الرسائل‪.‬‬
‫‪ ‬فرح نور الهدى ويعقوب أسيا‪ ،‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع االستتمارية‪ ،‬دراسة حالة‬
‫صندوق الزكاة بوالية البويرة‪ ،‬مدكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص االقتصاديات‬
‫المالية والبنوك‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير – البويرة سنة ‪.2014/1013‬‬
‫‪ ‬سميحة عاشور‪ ،‬سناء طيار‪ ،‬مدى كفاءة مؤسسات الزكاة في تمويل التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة صندوق‬
‫الزكاة لوالية سطيف مدكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬الموسم الجامعي ‪2014-2013‬‬
‫‪‬محمد دمان ذبيح‪ ،‬اآلليات الشرعية لمعالجة البطالة‪ ،‬مذكرة نيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ .‬كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ .‬جامعة العقيد لخضر‪ .‬باتنة‪ .‬سنة ‪2008-2007‬‬
‫‪25‬‬
‫‪‬احمد عزوز‪ .‬الدور االقتصادي واالجتماعي في التقليل من الفقر‪ .‬ورقة مقدمة إلى الملتقى الدولي األول‬
‫حول االقتصاد اإلسالمي‪ .‬الواقع ورهانات المستقبل‪ .‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬الجزائر‪ .‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ ‬محمد‪ .‬سماعي صليحة‪ .‬دور الزكاة في التنمية اإلقتصادية وتحقيق االستقرار االقتصادي‪ .‬ورقة مقدمة‬
‫إلى المؤتمر العلمي الدولي األول حول تثمير أموال الزكاة وطرق تفعيلها في العالم اإلسالمي‪ .‬جامعة البليدة‪.‬‬
‫سنة ‪.2013‬‬
‫‪ ‬سناء طيار‪ ،‬سميجة عاشوري‪ ،‬مدى كفاءة الزكاة في تمويل التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة صندوق الزكاة‬
‫لوالية سطيف‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة االجازة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التدبير‪ ،‬الموسم الجامعي ‪،2013/2014‬‬
‫‪‬صليحة سفيان‪ ،‬دور أموال حوكمة الزكاة في تمويل التنمية المستدامة‪-‬دراسة حالة‪ -‬صندوق الزكاة لوالية‬
‫بسكرة (‪ ) 2010-2008‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪2018/2019 ،‬‬
‫‪ ‬بن عروج رابح‪ ،‬النظام القانوني لصندوق الزكاة الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية_ المسيلة_ السنة الجامعية ‪2019 /2018‬‬
‫المجالت والمواقع اإللكترونية‬
‫‪ ‬محمد غزالي‪ ،‬الدور التنموي لصندوق الزكاة في الجزائر ومسؤولية االجتماعية‪( ،‬دراسة ميدانية‬
‫لصندوق الزكاة لوالية سطيف) المجلة الدولية للمالية االسالمية‪ ،‬العدد األول ‪2016‬‬
‫‪ ‬محمد غزالي‪ .‬الدور التنموي لصندوق الزكاة في الجزائر ومسؤوليته اإلجتماعية‪ .‬دراسة ميدانية لصندوق‬
‫الزكاة لوالية سطيف‪ .‬المجلة الدولية المالية اإلسالمية‪ .‬العدد األول‪ .‬سنة ‪.2016‬‬
‫‪ ‬معزوز لقمان‪ .‬دور صندوق الزكاة في تمويل المشاريع االستثمارية المحلية‪ .‬دراسة تطبيقية لتجربة‬
‫الجزائر‪ .‬مجلة دراسات وأبحاث‪ .‬جامعة الجفلة‪ .‬العدد ‪ 7.‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ ‬شعور حبية‪ ،‬دور الزكاة في التنمية االقتصا دية واالجتماعية‪ ،‬دراسة مقارنة بين صندوق الزكاة في‬
‫الجزائر وديوان الزكاة بالسودان‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ‬صالح بن محمد الفوزان‪ ،‬أثر الزكاة في تحقيق التنمية االقتصادية (استثمار أموال الزكاة نموذجا) دراسة‬
‫تأصيلية تطبيقية‪ ،‬المجلة الدولية للمالية العدد األول سنة ‪،2016‬‬
‫‪ ‬عبد الحكيم ملياني‪ ،‬دالل ساتة‪ ،‬تقييم دور الزكاة في تنويع االستثمارات االقتصادية_ دراسة الحالة‪ :‬تقييم‬
‫أداء صندوق الزكاة لوالية برج بوعريريج‪ ،‬مجلة االقتصاديات المالية البنكية وإدارة االعمال‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد‪ 06‬مارس ‪2016‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬فاطمة الزهراء الراشدي‪ .‬مقال تحت عنوان دور صندوق الزكاة في معالجة أزمة كرونا (كوفيد ‪.)19‬‬
‫‪. www.kantakji.com‬‬
‫‪ ‬عبد هللا بن عقيدة المهيري‪ .‬استراتيجية صندوق الزكاة لعام ‪ 2020‬رؤية عصرية لفريضة الزكاة‪ .‬وثيقة‬
‫تم إصدارها سنة ‪ 2020‬رمز الوثيقة ‪ .wi-04-35‬رقم االصدار‪ 3 :‬الموقع االلكتروني‬
‫‪/ https://www.google.com/amp/s/islamonline.net/archive‬‬
‫‪ ‬حميدة لحجوجي‪ .‬د خالد الروكاني‪ .‬حمزة الحجوجي‪ .‬تنظيم الزكاة من أجل تنمية اإلستثمار‪ :‬بين الواقع‬
‫والتحديات‪ .‬مقال منشور في الموقع التالي‪http://dergipark.gov.tr/jief :‬‬
‫‪https://islamonline.net/archive‬‬ ‫‪ ‬محمد شريف بشير‪ ،‬تجربة الزكاة بالسودان‬
‫الموقع الرسمي لديوان الزكاة السوداني ديوان الزكاة السوداني‪zakat-sudan.org( :‬‬
‫حوار مع علي يوعال‪ ،‬جريدة التجديد العدد ‪ 1344‬ص‪7‬‬
‫المحاضرات‬
‫يوسف القرضاوي‪ ،‬لكي تنجح مؤسسة الزكاة في التطبيق المعاصر‪ ،‬محاضرة ألقاها بمناسبة حصوله على‬
‫جائزة البنك في االقتصاد اإلسالمي لسنة ‪1411‬ه‪1990 /‬م‪.‬‬
‫لزهر قواسمية وبراهيمي سمية وبلعياش ميادة‪ ،‬مداخلة بعنوان" صندوق الزكاة رؤية حديثة لجمع وتوزيع‬
‫واستثمار األموال" دراسة حالة التجربة الجزائرية‬

‫‪27‬‬
‫الفهــرس‬

‫الئحة المختصرات ‪1 ..................................................................‬‬


‫مقــدمـــة ‪2 ............................................................................‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬الجانب النظري لصندوق الزكاة ‪5 .................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المقومات األساسية لصندوق الزكاة ‪5 ...........................‬‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬أساسيات صندوق الزكاة ‪5 .....................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجاالت القوة و الضعف لصندوق الزكاة ‪7 ....................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية‪9 ...................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية االجتماعية ‪9 ...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مساهمة صندوق الزكاة في تحقيق التنمية االقتصادية ‪10 ...‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجانب التطبيقي لصندوق الزكــــاة ‪13 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صناديق الزكاة في الدول المقارنة ‪13 ............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دول قائمة على اإلجبارية في جمع الزكاة ‪13 ..................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دول قائمة على االختيارية في جمع الزكاة ‪16 .................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صناديق الزكاة بالمغرب ‪20 ......................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬معيقات تطبيق صندوق الزكاة بالمغرب ‪20 ....................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات إرساء صناديق الزكاة بالمغرب ‪22 ......................‬‬
‫خــــاتمة ‪24 ...........................................................................‬‬
‫الئحة المصادر والمراجع‪25 .........................................................‬‬
‫الفهــرس ‪28 ..........................................................................‬‬

‫‪28‬‬

You might also like