You are on page 1of 54

‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫صناديق االستثمار اإلسالمية‬


‫خصائصها وسماتها‬

‫إعداد‪:‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬
‫باحث دكتوراه بقسم الشريعة اإلسالمية‬
‫كلية دار العلوم – جامعة القاهرة‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫المستخلص‪:‬‬
‫عنوان البحث‪ :‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها‪ ،‬وسماتها‪ ،‬صندوق‬
‫االستثمار اإلسالمي هو وعاء لالستثمار له ذمة مالية مستقلة‪ ،‬يهدف إلى تجميع‬
‫األموال و استثمارها في مجاالت محددة‪ ،‬ويلتزم المدير فيه بالضوابط الشرعية‪.‬‬
‫الهدف من الدراسة هو دراسة صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها‪،‬‬
‫وسماتها‪ ،‬وقد قسمت الدراسة إلى مقدمة‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬تشمل إشكالية الموضوع‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وأسباب اختياره‪ ،‬والدراسات السابقة‪،‬‬
‫ومنهج البحث‪ ،‬وخطته‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬المبحث الثاني‪ :‬خصائص‬
‫صناديق االستثمار التقليدية‪ ،‬المبحث الثالث‪ :‬أهمية ومزايا صناديق االستثمار‬
‫أخيرا‪:‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المبحث الرابع‪ :‬أقسام وأنواع صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬و ً‬
‫الخاتمة‪ ،‬وأهم النتائج‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى أن صناديق االستثمار اإلسالمية تتعدد وفًقا لحاجات‬

‫‪-81-‬‬
)101( ‫العدد‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ ويمكن تصنيف صناديق االستثمار حسب إمكانية‬،‫ وأهدافهم‬،‫المستثمرين ورغباتهم‬


.‫ وعلى حسب نوع النشاط التي تستثمر فيه‬،‫تداول وثائقها‬
.‫ صناديق االستثمار اإلسالمية‬،‫ صناديق االستثمار‬،‫ االستثمار‬:‫الكلمات الدالة‬
Abstract:
Research title: Islamic investment funds (their characteristics
and characteristics). An Islamic investment fund is an investment pool
that has an independent financial liability, aims to accumulate funds
and invest them in specific areas, and the manager abides by the
Shariah regulations. The purpose is to study the Islamic investment
funds, (their characteristics and characteristics). The study consists of
an introduction, Preface, five sections, and a conclusion. Introduction:
It includes: the problematic of the topic, the importance of the topic,
and the reasons for choosing the topic, previous studies, the research
method, and the research plan. The first topic: the concept of Islamic
investment funds. The second topic: the characteristics of traditional
investment funds. The third topic: the importance and advantages of
Islamic investment funds. The fourth topic: the divisions and types of
Islamic investment funds, and finally: the conclusion, the most
important results, and recommendations. Finally, the conclusion deals
with the significant results and recommendations. The study
concluded that Islamic investment funds vary according to the needs,
desires and goals of investors and investment funds can be classified
according to: the possibility of trading their documents, and according
to the type of activity in which they invest.
Key words: Investment, Investment funds, Islamic investment funds.

:‫المقدمة‬
‫حمدا يليق بجالل وجهك وعظيم‬ً ‫ نحمدك يا ربنا‬،‫الحمد هلل رب العالمين‬
‫قانا بين الحق‬
ً ‫ وأنزل الكتاب فر‬،‫ ونهى عن الظلم‬،‫ سبحانه أمر بالعدل‬،‫سلطانك‬
‫ ومن دعا إليه هدي إلى صراط‬،‫ ومن عمل به أجر‬،‫ من حكم به عدل‬،‫والباطل‬
‫ فهدانا‬،‫ أرسله ربه إلى الناس أجمعين‬،‫ والصالة والسالم على رسوله الكريم‬،‫مستقيم‬
،‫ وسالمه عليه‬،‫ صلوات هللا‬،‫ وأبلغنا شريعة ربنا رب العالمين‬،‫إلى الحق المبين‬
.‫ وصحابته الطيبين‬،‫وعلى آله الطاهرين‬

-82-
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫ف تكمن أهمية صناديق االستثمار في أنها توفر للمستثمر ذي المدخرات‬
‫المحدودة فرصة استثمارية جيدة؛ وذلك لعدم إمكانية استثماره في األوراق المالية؛‬
‫نظر لعدم كفاية مدخراته لشراء تشكيلة من تلك األوراق‪ ،‬والتي من شأنها اإلسهام‬
‫ًا‬
‫في تخفيض المخاطر التي يتعرض لها‪ ،‬وعليه يصعب على صغار المستثمرين‬
‫سببا لإلحجام عن االستثمار‬‫تحقيقه‪ ،‬ومع ذلك فقد ال تعتبر محدودية الموارد ً‬
‫المباشر في األوراق المالية‪ ،‬فهناك من لديهم تلك الموارد‪ ،‬ولكن لعدم توافر الخبرة‬
‫والمعرفة الالزمتين إلدارة مثل هذه التشكيلة‪ ،‬أو لعدم توفر الوقت الكافي لديهم ‪ -‬ال‬
‫يقبلون عليها‪.‬‬
‫وعليه؛ وتلبية الحتياجات هؤالء المستثمرين ظهرت شركات متخصصة في‬
‫بناء تشكيالت (صناديق) من األوراق المالية وادارتها‪ ،‬أو ما يطلق عليه المحافظ‬
‫العامة‪ ،‬أو صناديق االستثمار‪ ،‬بما يتالءم مع ما لديهم من موارد مالية؛ ولذا فإن‬
‫هناك ضرورة لتوافر مثل هذه األدوات؛ وذلك ألهميتها في تحريك السوق‬
‫وتنشيطها‪ ،‬وايجاد صغار المدخرين والمستثمرين واستقطابهم‪ ،‬وأولئك الذين ال‬
‫تتوافر لديهم الخبرة الالزمة الستثمار أموالهم في مشاريع استثمارية تعود على هؤالء‬
‫المستثمرين بالمنفعة والعائد المرضي بصفة خاصة‪ ،‬وعلى االقتصاد الوطني بصفة‬
‫عامة‪ ،‬ويمكنها أن تسهم في تنشيط سوق األوراق المالية(‪.)1‬‬
‫ومن هنا تعد صناديق االستثمار مهمة للمسلمين اليوم؛ فهي يمكن أن تكون‬
‫أداة ووسيلة لتحقيق التكافل االقتصادي بين المسلمين‪ ،‬وذلك بتسهيل نقل المدخرات‬
‫من دول الفائض إلى دول العجز‪ ،‬وأن تكون توطئة ألسلمة البنوك‪ ،‬وجزًءا من‬
‫برنامج توطيد دعائم العمل المصرفي الالربوي في أي بلد من بالد المسلمين‪ ،‬بعد‬
‫أن خطت الصناعة المالية اإلسالمية خطوات كبيرة في معارج التقدم واالزدهار‪.‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين‪ ،‬د‪ .‬منى قاسم‪ ،‬ط‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪-83-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫بدور ٍ‬
‫بارز في تمويل التنمية من خالل‬ ‫تقوم صناديق االستثمار اإلسالمية ٍ‬
‫نشاط تلقي األموال من األفراد والمؤسسات‪ ،‬وتوظيفها عن طريق االستثمار في‬
‫حقيقيا‪ ،‬يتمثل في الدخول‬
‫ً‬ ‫األوراق المالية لشركات يكون عملها ً‬
‫مباحا‪ ،‬واستثمارها‬
‫في عقود المرابحة‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬والسلم‪ ،‬واإليجار‪.‬‬
‫ومن هنا تعتبر صناديق االستثمار اإلسالمية إحدى المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية التي تتولى تجميع أموال المستثمرين في صورة وحدات أو صكوك‬
‫استثمارية‪ ،‬ويعهد بإدارتها إلى جهة من أهل الخبرة واالختصاص؛ لتوظيفها وفًقا‬
‫لصيغ االستثمار اإلسالمية المناسبة‪ ،‬على أن يتم توزيع صافي العائد فيما بينهم‬
‫حسب االتفاق‪ ،‬ويحكم كافة معامالتها أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والقوانين‪،‬‬
‫والق اررات‪ ،‬والتعليمات الحكومية‪ ،‬واللوائح‪ ،‬والنظم الداخلية(‪.)1‬‬
‫إشكالية الموضوع‪:‬‬
‫إن صناديق االستثمار ما هي إال مؤسسات خدمات مالية تستلم النقود من‬
‫حملة أسهمها‪ ،‬ومن ثم تقوم باستثمار تلك النقود من خالل تكوين حقيبة أوراق‬
‫أسهما في‬
‫ً‬ ‫مالية متنوعة لصالح حملة األسهم‪ ،‬لذلك عندما يشتري المستثمرون‬
‫بشكل ٍ‬
‫كبير‬ ‫ٍ‬ ‫صندوق استثمار مشترك يصبحون شركاء في حقيبة استثمار متنوعة‬
‫جدا‪.‬‬
‫ً‬
‫وهذه الدراسة تجيب على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬ما مفهوم صناديق االستثمار اإلسالمية؟‬
‫‪ )2‬ما خصائص صناديق االستثمار؟‬
‫‪ )3‬ما أهمية صناديق االستثمار اإلسالمية ومزاياها؟‬
‫‪ )4‬ما أقسام صناديق االستثمار اإلسالمية وأنواعها؟‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي األول حول‬
‫االستثمار والتمويل في فلسطين آفاق التنمية والتحديات المعاصرة‪ ،‬المنعقد بكلية التجارة في الجامعة‬
‫اإلسالمية من ‪ 9-8‬مايو ‪ ،2005‬ص ‪.17‬‬

‫‪-84-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫ابيا فااإن ذلااك اليمنااع أن‬
‫بااالرغم ماان أن الصااناديق اإلسااالمية حديثااة العهااد نسا ً‬
‫إمكانات نموها اليوم أكبر من أي وقت مضى‪ ،‬ساواء مان حياث عادد الصاناديق‪ ،‬أو‬
‫حجم األصاول الخاضاعة لاإلدارة‪ ،‬وهاذا يتعلاق بالدرجاة األولاى بالتوجاه العاالمي نحاو‬
‫سوق التمويل الموافق للشريعة اإلسالمية‪ ،‬والاذى جااء نتيجاة األزماة المالياة العالمياة‬
‫التاي زعزعات ثقااة المساتثمرين بالنظاام المااالي التقليادي بماا فيهااا صاناديق االسااتثمار‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫جديدا‪ ،‬حيث يقوم بالتحليل الكامل لمفهوم صناديق‬
‫ً‬ ‫ويعتبر هذا الموضوع‬
‫االستثمار اإلسالمية‪ ،‬وأقسامها‪ ،‬وأنواعها‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫‪ -1‬يوضح البحث مفهوم صناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬يسلط الضوء على خصائص صناديق االستثمار‪.‬‬
‫‪ -3‬يبين أهمية صناديق االستثمار اإلسالمية ومزاياها‪.‬‬
‫‪ -3‬يتناول بالدراسة األنواع المختلفة لصناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لم أعثر ‪-‬فيما اطلعت عليه من كتب ورسائل علمية‪ -‬على دراسة علمية‬
‫متخصصة تبحث هذا الموضوع‪ ،‬وذلك من خالل استقرائي لفهارس الرسائل‬
‫الجامعية والمكتبات الخاصة والعامة‪ ،‬فكل ما تم حصره حول هذا الموضوع هو‬
‫نوعا ما عن صلب البحث‪،‬‬
‫دراسات عامة‪ ،‬تتناول الموضوع من جوانب مختلفة ً‬
‫وان كان لهذه الدراسات والمراجع فضل كبير في دفعي إلى التعمق في دراسة‬
‫نظر ألهميته العلمية والفقهية‪.‬‬
‫هذا الموضوع؛ ًا‬

‫‪-85-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ومن أمثلة هذه الدراسات‪:‬‬


‫‪ -1‬صناديق االستثمار‪ ،‬د‪ .‬عطية عبد الحليم صقر‪ ،‬أستاذ مساعد المالية العامة‪،‬‬
‫كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامة األزهر‪ ،‬طبعة دار النهضة العربية‪ ،1997 ،‬وقد قام‬
‫الباحث باستعراض اإلطار القانوني لصناديق االستثمار‪ ،‬والمعاملة الضريبية لها‪.‬‬
‫تعليق‪ :‬لم يتناول الباحث بالتحليل الكامل التعرف على ماهية صناديق‬
‫االستثمار اإلسالمية‪ ،‬وأقسامها‪ ،‬وأنواعها المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬دور صناديق االستثمار في سوق األوراق المالية‪ ،‬رسالة دكتوراة للباحث‪/‬‬
‫صالح الدين شريط‪ ،‬في العلوم االقتصادية بالجزائر ‪ ،2012‬وقسمها الباحث إلى‬
‫ثالثة فصول‪ :‬األول‪ :‬أساسيات االدخار‪ ،‬الثاني‪ :‬المالمح الرئيسئة لالستثمار في‬
‫االورق المالية‪ ،‬الثالث‪ :‬الجوانب النظرية والفنية في صناديق االستثمار‪.‬‬
‫تعليق‪ :‬لم يتعرض الباحث لدراسة سمات صناديق االستثمار اإلسالمية‪،‬‬
‫وخصائصها‪ ،‬وأقسامها المختلفة‪ ،‬وبذلك تختلف دراسته عن هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -3‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم من الباحث‪ /‬د‪ .‬هشام جبر‪ ،‬في‬
‫المؤتمر العلمي األول لالستثمار والتمويل في فلسطين ‪ ،2005‬وتناول فيه الباحث‬
‫بصورة موجزة أنواع‪ ،‬ومنافع‪ ،‬وخصائص صناديق االستثمار‪.‬‬
‫تعليق‪ :‬البحث عبارة عن دراسة عامة لصناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬ولم‬
‫يقدم دراسة تفصيلية عن أهمية وأقسام وأنواع صناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫التعليق على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫يتبين بعد هذا العرض للدراسات السابقة أن أغلب الدراسات تناولت جزئيات‬
‫مختلفة حول موضوع صناديق االستثمار؛ مما يؤكد الحاجة إلى وجود دراسة علمية‬
‫حول صناديق االستثمار اإلسالمية (خصائصها‪ ،‬وسماتها)‪.‬‬

‫‪-86-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫منهج البحث ‪:‬‬


‫منهجا يقوم على استقصاء‬
‫ً‬ ‫يعتمد البحث على المنهج االستقرائي باعتباره‬
‫آراء العلماء في المذاهب الفقهية في كل قضية تتناولها الدراسة‪ ،‬ومن ثم االنطالق‬
‫من المسائل الجزئية إلى الحقيقة العامة الشاملة والتصور الكلي لموضوع البحث‪.‬‬
‫كما يأخذ بالمنهج النقدي المقارن في مناقشة األقوال وأدلتها‪ ،‬والترجيح بينها‬
‫على حسب قوة األدلة‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫يتضمن هذا البحث مقدمة‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬وتشمل‪ :‬إشكالية الموضوع‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وأسباب اختياره‪ ،‬والدراسات السابقة‪،‬‬
‫ومنهج البحث‪ ،‬وخطته‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم صناديق االستثمار اإلسالمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص صناديق االستثمار التقليدية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية صناديق االستثمار اإلسالمية ومزاياها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أقسام صناديق االستثمار اإلسالمية وأنواعها‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪-87-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المبحث األول‬
‫مفهوم صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫ٍ‬
‫مالية تقوم بتجميع األموال من مختلف‬ ‫ٍ‬
‫مؤسسات‬ ‫تعتبر صناديق االستثمار‬
‫المستثمرين‪ ،‬وبصفة خاصة من صغار المستثمرين الذين ال تتوافر لديهم موارد‬
‫مالية كافية لتكوين تشكيالت مختلفة من محافظ األوراق المالية‪ ،‬تحت إشراف‬
‫أجهزة متخصصة‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫تعريف مصطلحات الدراسة‬
‫أواال‪ :‬صناديق‪:‬‬
‫الصندوق لغ اة‪ :‬بضم الصاد والدال‪ ،‬وسكون النون‪ ،‬والجمع صناديق‪ :‬وعاء‬
‫من خشب أو معدن مختلف األحجام تحفظ فيه األشياء(‪ .)1‬والصندوق‪ :‬الخزنة‪،‬‬
‫مكان قبض النقد‪ ،‬وتقبيضه‪ ،‬وحفظه‪ ،‬وهذا الصندوق تحفظ فيه الكتب والمالبس‬
‫ونحوها‪ ،‬ومجموع ما يدخر ويحفظ من المال كصندوق الدين‪ .‬وصندوق البريد‪:‬‬
‫صندوق يثبت في بعض الشوارع واألماكن لتلقى فيه الرسائل‪ ،‬ثم يجمعها عمال‬
‫البريد‪ .‬وصندوق التوفير‪ :‬شعبة في البريد تقوم على تشجيع االدخار بحفظ أموال‬
‫المدخرين(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬مختار الصحاح‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪( ،‬ت‪666:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود‬
‫خاطر‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،)151/1( ،1995 ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬أحمد بن محمد‬
‫ابن علي المقري الفيومي‪( ،‬ت‪770 :‬ه)‪ ،‬المكتبة العلمية‪ :‬بيروت‪(،‬ب‪ ،‬ت)‪،)207/10( ،)17/2( ،‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي‪( ،‬ت‪817 :‬ها)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪:‬‬
‫بيروت‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪ ،)1164/1( ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني‬
‫الزبيدي‪( ،‬ت‪1205 :‬ه)‪ ،‬مجموعة من المحققين‪ ،‬دار الهداية‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.)41/26( ،)476/4( ،‬‬
‫(‪ )2‬المعجم الوسيط‪ ،‬مصطفى إبراهيم الزيات‪ ،‬أحمد عبد القادر‪ ،‬حامد النجار محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجمع‬
‫اللغة العربية‪ ،‬دار الدعوة‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.)525/1( ،‬‬

‫‪-88-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار‪:‬‬
‫ا‬
‫أ‪ -‬االستثمار في اللغة‪:‬‬
‫استثمار‪ ،‬وهو مشتق من ثمر‪ ،‬والثاء والميم‬
‫ًا‬ ‫مصدر لفعل استثمر‪ ،‬يستثمر‪،‬‬
‫والراء أصل واحد يدل على شيء يتوّلد من شيء‪ ،‬ثم يحمل على غيره استعارة(‪،)1‬‬
‫ومن جملة الدالالت اللغوية لهذا المصطلح‪:‬‬
‫‪ -1‬حمل الشجر‪ ،‬وواحده ثمرة‪ ،‬والجمع ثمار وثمرات‪ ،‬وجمع الجمع ثمر(‪ ،)2‬وقد‬
‫قال هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ‬

‫ﲬﱠ(‪.)4‬‬
‫ﲭ‬ ‫ﲨﱠ(‪ ،)3‬وقال –سبحانه‪ :‬ﱡﭐﲧﲨﲩﲪﲫ‬
‫ﲩ‬
‫‪ -2‬الولد‪ ،‬تطلق الثمرة على الولد؛ ألن الثمرة ما ينتجه الشجر‪ ،‬والولد ينتجه األب‬
‫َّللا ِل َم َال ِئ َك ِت ِه‪َ :‬قَب ْض ُت ْم‬
‫ال ه ُ‬
‫مجاز(‪ ،)5‬وقد جاء في الحديث‪ِ" :‬إ َذا مات وَلد ِ‬
‫الع ْبد َق َ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫ًا‬
‫ول‪َ :‬قَب ْض ُت ْم َث َمَرَة ُف َؤ ِاد ِه؟"(‪.)6‬‬ ‫ِ‬
‫َوَلَد َع ْبدي؟ َفَيُقوُلو َن‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬فَيُق ُ‬

‫(‪ )1‬مقاييس اللغة‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪( ،‬ت‪ ،)395:‬ت‪ /‬عبدالسالم محمد هارون‪،‬‬
‫دار الجيل‪.)388/1( ،‬‬
‫(‪ )2‬لسااان العاارب‪ ،‬جمااال الاادين أبااي الفصاال محمااد باان مكاارم باان علااى باان أحمااد باان منظااور (ت‪:‬‬
‫‪711‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬أمين محمد عبد الوهااب‪ ،‬محماد الصاادق العبيادي‪ ،‬دار إحيااء التاراث العرباي‪ ،‬مؤسساة‬
‫التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪1417( ،‬ه‪1997-‬م)‪.)126/2( ،‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪ :‬من اآلية (‪.)22‬‬
‫(‪ )4‬سورة األنعام‪ :‬من اآلية (‪ .)99‬للتفصيل فاي معااني كلماة ثمار فاي القارآن الكاريم انظار‪ :‬مفاردات‬
‫‪1033‬م)‪ ،‬ط‪ ،1‬م‪،‬‬ ‫ألف اااق الق ا ارآن الك ا اريم‪ ،‬الحسا ااين ابا اان محما ااد ال ارغا ااب األص ا افهاني‪( ،‬ت‪425‬ها ا ا‬
‫تحقيق‪ :‬صفوان داوودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬والدار الشامية‪ ،‬بيروت‪1421 ،‬ها‪1992-‬م‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫(‪ )5‬النهايااة فااي غريااب الحااديث واألثاار‪ ،‬مجااد الاادين أبااو السااعادات المبااارك باان محمااد الجاازري (اباان‬
‫األثير)‪ ،‬ت‪ /‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬وطاهر أحمد الازواوي‪ ،‬دار إحيااء التاراث العرباي‪ ،‬بياروت‪(،‬ب‪،‬‬
‫ت)‪ ،)218/1( ،‬تاج العروس (‪.)329/10‬‬
‫ال‬ ‫(‪ )6‬عن أبي موسى األشعري‪ ،‬أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال‪ِ" :‬إ َذا مات وَلد ِ‬
‫العْبد َق َ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِ ِ ِِ‬
‫ول‪َ :‬قَب ْض ُت ْم َث َمَرَة ُف َؤاده؟ َفَيُقوُلو َن‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬فَيُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َّللا ل َم َال ئ َكته‪َ :‬قَب ْض ُت ْم َوَل َد َعْبدي؟ َفَيُقوُلو َن‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬فَيُق ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجهنة‪َ ،‬و َس ُّم ُ‬
‫وه َبْي َت=‬ ‫َّللا‪ْ :‬ابُنوا ل َعْبدي َبْي اتا في َ‬ ‫ول ه ُ‬
‫اس َتْر َج َع‪َ ،‬فَيُق ُ‬‫ال َعْبدي؟ َفَيُقوُلو َن‪َ :‬حم َد َك‪َ ،‬و ْ‬ ‫َما َذا َق َ‬
‫‪-89-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫نماه‪ ،‬وأثمر الرجل‪ .‬أي‪ :‬كثر‬


‫ثمر ماله‪ .‬أي‪ّ :‬‬
‫‪ -3‬النماء والزيادة والكثرة‪ ،‬يقال‪َّ :‬‬
‫وثمر هللا مالك‪ .‬أي‪ :‬كثّره(‪.)1‬‬
‫ماله‪َّ ،‬‬
‫‪ -4‬ويطلق الثمر كذلك على أنواع المال‪ ،‬كالذهب‪ ،‬والفضة(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬االستثمار في االصطالح‪:‬‬
‫لقد أنكر بعض الدارسين ورود لفظ استثمار في كتب الفقه القديمة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫دراسة صناديق االستثمار‪ :‬دراسة فقهية اقتصادية(‪ ،)3‬ودراسة عمل شركات‬
‫االستثمار اإلسالمية في السوق العالمية(‪ ،)4‬ودراسة المدخرات‪ :‬أحكامها‪ ،‬طرق‬
‫تكوينها‪ ،‬واستثمارها في الفقه اإلسالمي(‪.)5‬‬

‫الح ْم ِد"‪ .‬رواه اإلمام الترمذي‪ ،‬كتاب (‪ -)8‬أبواب الجنائز‪ ،‬باب‪ -‬فضل المصيبة إذا احتسب‪ ،‬حديث‬
‫َ‬
‫رقم‪ ،)332/3( ،)1021( :‬وقال عنه اإلمام الترمذي‪ :‬حديث حسن غريب‪ .‬سنن الترمذي‪ ،‬محمد بن‬
‫عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى (المتوفى‪279 :‬ها)‪ ،‬تحقيق وتعليق‪:‬‬
‫أحمد محمد شاكر (جا ‪ ،)2 ،1‬ومحمد فؤاد عبد الباقي (جا ‪ ،)3‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ 1395( ،2:‬ها ‪1975‬م)‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬ص‪ ،359‬لسان العرب‪ ،)126/2( ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫(‪ )2‬لسان العرب‪ ،)126/2( ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫(‪ )3‬نفاات الباحثااة مني ارة مقابلااة بشااكل مطلااق وجااود لفااظ االسااتثمار فااي كتااب الفقهاااء القاادامى‪ ،‬حيااث‬
‫قالت ما نصه‪" :‬لم يظهر لفظ االستثمار في كتب الفقهاء القدامى"‪ .‬صناديق االستثمار‪ :‬د ارساة فقهياة‬
‫اقتصادية‪ ،‬منيرة مقابلة‪ ،‬حالة األردن‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعاة اليرماوك‪ ،‬إرباد‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫(‪2001‬م)‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )4‬نفى الباحث أحمد حسن كذلك استعمال هذا المصطلح في كتاب الفقاه القديماة‪ ،‬حياث قاال‪" :‬لفاظ‬
‫االسااتثمار ‪ Investment‬مصااطلح حااديث فااي الد ارسااات االقتصااادية المعاص ارة‪ ،‬لاام يسااتعمله الفقهاااء‬
‫السااابقون"‪ .‬عماال شااركات االسااتثمار اإلسااالمية فااي السااوق العالميااة‪ ،‬أحمااد محيااي الاادين حساان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫البحرين‪ :‬بنك البركة اإلسالمي لالستثمار‪1986( ،‬م)‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )5‬ياارى الباحااث قطااب سااانو أنااه ماان الصااعوبة بمكااان أن يعثاار الماارء علااى لفااظ اسااتثمار فااي كتااب‬
‫الفقااه‪ .‬الماادخرات‪ :‬أحكامهااا‪ ،‬طاارق تكوينهااا‪ ،‬واسااتثمارها فااي الفقااه اإلسااالمي‪ ،‬قطااب مصااطفى سااانو‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار النفائس‪2001( ،‬م)‪ ،‬ص‪.88-87‬‬

‫‪-90-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫ومع ذلك فإننا نجد أن بعض العلماء استعملوا مصطلح االستثمار‪:‬‬


‫أواال‪ :‬قال اإلمام الغزالي(‪" :)1‬فإن األحكام ثمرات‪ ،‬وكل ثمرة لها صفة حقيقية في‬
‫ِّ‬
‫ثمر‪ ،‬ومستثمر‪ ،‬وطرق االستثمار هي وجوه داللة األدلة‪ ،‬والمستثمر‬
‫نفسها‪ ،‬ولها ُم ّ‬
‫هو المجتهد"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫في الهداية في شرح بداية المبتدي‪ ،‬في معرض حديثه عن‬ ‫ثانيا‪ :‬قال المرغيناني‬
‫ا‬

‫الغزالي‪ ،‬نسبة إلى مهنة والده‪ ،‬فقاد كاان‬


‫(‪ )1‬هو‪ :‬حجة اإلسالم‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬محمد بن محمد الطوسي ّ‬
‫يغزل الصاوف‪ ،‬ويبيعاه‪ ،‬أماا الطوساي‪ ،‬فهاو نسابة إلاى مديناة طاوس‪ ،‬وتسامى الياوم "مشاهد"‪ ،‬وتقاع فاي‬
‫الجهااة الشاامالية الش ارقية ماان إي اران علااى الحاادود اإليرانيااة األفغانيااة التركمانسااتية‪ ،‬وتبعااد عاان طه اران‬
‫العاصمة حوالي ‪ 1000‬كم‪ ،‬فقيه أصولي شافعي‪ ،‬ومن مؤلفاتاه‪ :‬إحيااء علاوم الادين‪ ،‬المستصافى فاي‬
‫أصول الفقه‪ ،‬توفي سنة ‪505‬هاا‪ .‬انظار ترجمتاه فاي‪ :‬طبقاات الشاافعية‪ ،‬جماال الادين‪ ،‬عباد الارحيم بان‬
‫‪1370‬م)‪ ، ،‬ط‪2 ،1‬م‪ ،‬تحقيااق‪ :‬كمااال الحااوت‪ ،‬بيااروت‪ :‬دار الكتااب‬ ‫الحساان اإلساانوي‪( ،‬ت ‪772‬ه ا‬
‫العلميااة‪1422(،‬ه ا‪2001-‬م)‪ ،)111/2( ،‬ترجم اة رقاام‪ ،860 :‬معجاام البلاادان‪ ،‬أبااو عبااد هللا الحمااوي‪،‬‬
‫‪1288‬م ‪ ،‬ط‪ :‬ب ا ا اادون‪5 ،‬م‪ ،‬بي ا ا ااروت‪ :‬دار إحي ا ا اااء التا ا ا اراث‬ ‫ي ا ا اااقوت ب ا ا اان عب ا ا ااد هللا‪( ،‬ت ‪626‬ه ا ا ا ا‬
‫العربي‪1399(،‬ها‪1979-‬م)‪.)49/4( ،‬‬
‫‪1111‬م)‪،‬‬ ‫(‪ )2‬المستصفى مان علام األصاول‪ ،‬أباو حاماد‪ ،‬محماد بان محماد الغ ازلاي‪( ،‬ت ‪ 505‬ه ا‬
‫ط‪2 ،1‬م‪ ،‬تحقي ا ااق وتعلي ا ااق‪ :‬د‪ .‬محم ا ااد األش ا ااقر‪ ،‬مؤسس ا ااة الرس ا ااالة‪ ،‬بي ا ااروت‪1417(،‬ه ا ا ا‪1997-‬م)‪،‬‬
‫(‪.)39/1‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬برهان الدين‪ ،‬علي بن أبي بكر المرغيناني‪ ،‬نسبة إلى مرغينان‪ ،‬وهي بلدة من بالد فرغاناة‪،‬‬
‫وفرغانااة اليااوم مدينااة فااي شاارق جمهوريااة أوزبكتسااان‪ ،‬وتقااع علااى ُبعااد ح اوالي ‪ 300‬كاام شاارق مدينااة‬
‫طشقند‪ ،‬فقيه حنفي‪ ،‬ومان مؤلفاتاه‪ :‬بداياة المبتادي‪ ،‬والهداياة‪ ،‬تاوفي سانة‪593 :‬هاا‪ .‬انظار ترجمتاه فاي‪:‬‬
‫تاج التراجم في من صنف من الحنفية‪ ،‬أبو العدل‪ ،‬قاسم زين الدين ابن قطلوبغا‪( ،‬ت ‪879‬ها)‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1‬م‪ ،‬ت‪ /‬إبا اراهيم ص ااالح‪ ،‬دمش ااق‪ ،‬وبي ااروت‪ :‬دار الم ااأمون للتا اراث‪1412( ،‬ه ا ا‪1992-‬م)‪ ،‬ص‪،148‬‬
‫ترجمة رقم‪.166 :‬‬
‫‪-91-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المهايأة(‪" :)1‬لو كان نخل‪ ،‬أو شجر‪ ،‬أو غنم بين اثنين‪ ،‬فتهايئا على أن يأخذ كل‬
‫ُ‬
‫واحد منهما طائفة يستثمرها أو يرعاها؛ فال يجوز"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫في مقدمة كتابه المجموع ضمن آداب المعلم‪" :‬ويبين له‬ ‫ثال اثا‪ :‬قال اإلمام النووي‬
‫جمال مما يحتاج إليه‪ ،‬وكيفية استثمار األدلة"(‪.)4‬‬
‫– أي‪ :‬لطالب العلم‪ً -‬‬
‫(‪)5‬‬
‫في معرض حديثه عن تفريق الصفقة‪:‬‬ ‫ابعا‪ :‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫را‬
‫"األصل الثاني أن يقال‪ :‬إكراء الشجر لالستثمار يجري مجرى إكراء األرض‬
‫لالزدراع‪.)6("...‬‬

‫المهايااأة (بضاام الماايم)‪ :‬ماان هايااأه علااى األماار‪ .‬أي‪ :‬اتفااق معااه عليااه‪ ،‬وهااي‪ :‬االتفاااق علااى قساامة‬
‫(‪ُ )1‬‬
‫المنافع المشتركة على التعاقب‪ .‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بياروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1980‬ص‪.466‬‬
‫(‪ )2‬الهدايااة فااي شاارح بدايااة المبتاادي‪ ،‬أبااو الحسااين‪ ،‬علااي باان أبااي بكاار المرغيناااني‪( ،‬ت ‪593‬ها ا‬
‫‪1196‬م)‪ ، ،‬ط‪2 ،1‬م‪ ،‬اعتنا ا ااى بتصا ا ااحيحه‪ :‬طا ا ااالل يوسا ا ااف‪ ،‬دار إحي ا ا ااء الت ا ا اراث العربا ا ااي‪ ،‬لبنا ا ااان‪،‬‬
‫(‪1416‬ه‪1995 -‬م)‪.)336/4-3( ،‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬محيي الدين‪ ،‬أبو زكريا‪ ،‬يحيى بن شرف النووي الشافعي‪ ،‬نسبة إلى نوى‪ ،‬وتقع اليوم شامال‬
‫غاارب مدينااة درعااا ب ا‪ 30‬كاام فااي سااوريا‪ ،‬عالمااة فااي الفقااه والحااديث‪ ،‬وماان مؤلفاتااه‪ :‬روضااة الطااالبين‪،‬‬
‫والمنهاااج‪ ،‬تااوفي ساانة ‪676‬هاا‪ .‬انظاار ترجمتااه فااي طبقااات الشااافعية‪ ،‬اإلساانوي‪ ،)41/2( ،‬ترجمااة رقاام‪:‬‬
‫‪.730‬‬
‫‪1277‬م)‪ ، ،‬ط‪،1‬‬ ‫(‪ )4‬المجمااوع شاارح المهااذب‪ ،‬أبااو زكريااا‪ ،‬يحيااى باان شاارف النااووي‪( ،‬ت ‪676‬ها ا‬
‫‪23‬م‪ ،‬حققه‪ :‬محمد المطيعي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪-‬بيروت‪1422(،‬ها‪2001 -‬م)‪.)76/1( ،‬‬
‫(‪ )5‬هو‪ :‬أبو العباس‪ ،‬أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬الحراني الدمشقي‪ ،‬والحراني نسبة إلاى َح َّاران‪ ،‬وهاي الياوم‬
‫مدينة من مدن والية سانلي أورفة في تركيا‪ ،‬مجتهاد فقياه أصاولي حنبلاي‪ ،‬ومان مؤلفاتاه‪ :‬درء تعاارض‬
‫العقل والنقل‪ ،‬واقتضاء الصراط المستقيم‪ ،‬توفي سنة‪728 :‬ها‪ .‬انظر ترجمتاه فاي‪ :‬الاذيل علاى طبقاات‬
‫الحنابلة‪ ،‬ابن رجاب الحنبلاي‪ ، ،‬تحقياق وتعلياق د‪ .‬عبادالرحمن بان ساليمان العثيماين‪ ،‬مكتباة العبيكاان‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪.)496/4( ،)2005 -1425( ،1‬‬
‫(‪ )6‬مجمااوع الفتاااوى‪ ،‬شاايخ اإلسااالم‪ ،‬أبااو العباااس‪ ،‬أحمااد باان عبااد الحلاايم اباان تيميااة ‪( ،‬ت ‪728‬ها ا‬
‫‪1327‬م)‪ ،‬ط‪37 ،2‬م‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن قاسم‪1398 ،‬ها‪.)73/29( ،‬‬

‫‪-92-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫وعليه فإن مصطلح االستثمار مصطلح مطروق في كتب الفقه واألصول‬


‫ضمن معنيين‪:‬‬
‫األول‪ :‬االستثمار المعنوي‪ ،‬كما ورد في عبارة اإلمام الغزالي‪ ،‬واإلمام النووي‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬االستثمار ضمن المجال االقتصادي‪ ،‬كما ورد في عبارة اإلمام المرغيناني‪،‬‬
‫واإلمام ابن تيمية‪ ،‬لكن الباحث لم يقف على تعريف محدد لالستثمار في الفقه‬
‫اإلسالمي في كتب الفقهاء القدامى(‪.)1‬‬
‫ج‪ -‬تعــريف االستثمار في االقتصاد اإلسالمي‪:‬‬
‫عرف االستثمار في االقتصاد اإلسالمي بأنه‪" :‬توظيف المسلم ماله‪ ،‬أو جهده‬
‫في نشاط اقتصادي مشروع‪ ،‬بهدف الحصول على نفع يعود عليه‪ ،‬أو على غيره‬
‫في الحال‪ ،‬أو المآل"(‪.)2‬‬
‫وقد قيد التعريف بقيدين‪ :‬األول‪ :‬أال يتعارض مع قواعد الشريعة؛ فال استثمار‬
‫مثال‪ ،‬والثاني‪ :‬هدف االستثمار ليس النفع‬
‫في تجارة محرمة شرًعا‪ ،‬كالخمور ‪ً -‬‬
‫للمستثمر فقط‪ ،‬بل لتشغيل عجلة التنمية االقتصادية ودفعها(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ورد فااي كتااب الفقااه اإلسااالمي مرادفااات لمصااطلح االسااتثمار‪ ،‬مثاال "نماااء‪ ،‬تنميااة"‪ .‬للتفصاايل فااي‬
‫ذلك انظر‪ :‬المدخرات‪ :‬أحكامهاا‪ ،‬طارق تكوينهاا‪ ،‬واساتثمارها فاي الفقاه اإلساالمي‪ ،‬قطاب ساانو‪ ،‬مرجاع‬
‫سابق‪ ،‬هامش رقم (‪ ،)2‬ص‪.88-87‬‬
‫(‪ )2‬مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية‪ ،‬حمزة عبد الكريم محمد حماد‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪ ،2001 -1428 ،1‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬استثمار أموال الوقف في الشريعة اإلسالمية‪ :‬صيغه‪ ،‬مخاطره‪ ،‬ضوابطه‪ :‬دراسة مقارنة مع‬
‫قانون الوقف في إمارة الشارقة‪ ،‬مادو غي بن سيدي سيا‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد‪ ،2009 ،2‬ص‪.559‬‬
‫‪-93-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المطلب الثاني‬
‫صناديق االستثمار‬
‫أواال‪ :‬صناديق االستثمار‪:‬‬
‫تتكون فكرة صناديق االستثمار ضمن المفهوم الضيق في قيام عدد من‬
‫صغار المستثمرين بتجميع أموالهم؛ لكي تستثمر في أسواق األوراق المالية‪،‬‬
‫بواسطة مؤسسات متخصصة‪ ،‬بغرض تحقيق مزايا ال يمكن تحقيقها منفردين‪،‬‬
‫فخبرة مديري االستثمار ومتابعتهم لتطورات األسواق المالية تضمن تحقيق عوائد‬
‫أعلى(‪.)1‬‬
‫وقد عرفت صناديق االستثمار بأنها‪" :‬وعاء مالي لتجميع مدخرات األفراد‪،‬‬
‫واستثمارها في األوراق المالية من خالل جهة ذات خبرة في إدارة محافظ األوراق‬
‫المالية"(‪.)2‬‬
‫فهي‪" :‬مؤسسات مالية في شكل شركة مساهمة‪ ،‬تتولى تجميع المدخرات من‬
‫الجماهير بموجب صكوك‪ ،‬أو وثائق استثمارية موحدة القيمة‪ ،‬تعهد بها إلى جهة‬
‫أساسا‪ ،‬ومجاالت االستثمار األخرى‬
‫ً‬ ‫أخرى إلدارتها الستثمارها في األوراق المالية‬
‫نيابة عن المدخرين؛ لتحقيق أعلى عائد من الربح‪ ،‬بأقل مخاطرة‪ ،‬وفق شروط متفق‬
‫عليها"(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪:‬‬
‫ا‬
‫يقصد بصندوق االستثمار اإلسالمي‪" :‬وعاء لالستثمار‪ ،‬له ذمة مالية مستقلة‪،‬‬
‫يهدف إلى تجميع األموال‪ ،‬واستثمارها في مجاالت محددة‪ ،‬ويلتزم المدير فيه‬

‫(‪ )1‬إدارة المحافظ االستثمارية‪ ،‬محمد مطر وفايز تيم‪ ،‬داروائل‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،)2005( ،1‬ص‪.237‬‬
‫(‪ )2‬تقييم أداء صناديق االستثمار في مصر‪ ،‬مدخل محاسبي كمي‪ ،‬عز الدين فكري تهامي‪ ،‬بحث‬
‫مقدم لندوة صناديق االستثمار في مصر‪ ،‬الواقع والمستقبل‪ 22 ،‬مارس‪ ،1997 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار اإلسالمية والرقابة عليها‪" :‬دراسة فقهية قانونية"‪ ،‬عصام خلف العنزي‪ ،‬رسالة‬
‫دكتو اره غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،2004 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪-94-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫بضوابط شرعية تتعلق باألصول‪ ،‬والخصوم‪ ،‬والعمليات فيه‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق‬


‫بتحريم الفائدة المصرفية‪ ،‬وتظهر هذه الضوابط في نشرة اإلصدار التي تمثل‬
‫اإليجاب الذي بناء عليه يشترك المستثمر في ذلك الصندوق‪ ،‬وفي األحكام‬
‫والشروط التي يوقع عليها الطرفان عند االكتتاب"(‪ ،)1‬فهي‪" :‬الصناديق التي تستثمر‬
‫في أدوات مالية شرعية‪ ،‬وال تتعامل بالربا"(‪.)2‬‬
‫ومن هنا فإن صناديق االستثمار اإلسالمية ليست مجرد وسيط مالي‪ ،‬بل إن‬
‫هذه الصناديق ‪-‬باإلضافة إلى ذلك‪ -‬تعتمد على المنهج اإلسالمي في االستثمار‬
‫الذي يمزج بين رأس المال والعمل‪ ،‬حيث تقوم المؤسسة المالية التي ترغب في‬
‫تكوين صندوق معين من هذه الصناديق بإعداد دراسة اقتصادية لنشاط محدد‪،‬‬
‫وتبين جدوى االستثمار فيه‪ ،‬ثم تقوم بتمويله عن طريق طرحه لالكتتاب العام‬
‫للجمهور‪ ،‬وتتم إدارة الصناديق بإحدى الصيغ الشرعية التالية‪ :‬المضاربة‬
‫الشرعية(‪،)3‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬دراسة تأصيلية موسعة‪ ،‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬بحث قدم للمؤتمر‬
‫العلمي السنوي الرابع عشر‪" ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية معالم الواقع وآفاق المستقبل"‪ 9-7 ،‬ربيع‬
‫اآلخر ‪1426‬ه ‪ 17-15‬مايو ‪ ،2005‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪ ،‬ص‪ ،572‬الصناديق االستثمارية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬محمد علي القري‪ ،‬ورقة مقدمة لندوة التطبيقات اإلسالمية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪-5( ،‬‬
‫‪ 8‬مايو ‪ ،)1998‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار‪" :‬دارسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي" د‪ .‬أحمد حسن الحسنى‪،‬‬
‫ط‪ :‬مؤسسة شباب اإلسكندرية ‪1999‬م ‪ ،‬ص‪ ،21‬صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين‪ ،‬د‪ .‬منى‬
‫قاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،55‬صناديق االستثمار بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬د‪.‬‬
‫نزيه مبروك‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ )3‬المضاربة ‪ :‬في اللغة مفاعلة من ضرب في األرض‪ :‬إذا سار فيها‪ ،‬وهي‪ :‬أن تعطي إنسانا من‬
‫مالك ما يتجر فيه على أن يكون الربح بينكما‪ ،‬أو يكون له سهم معلوم من الربح‪ .‬لسان العرب‪،‬‬
‫(‪ .) 544/1‬وفي االصطالح ‪" :‬عقد شركة في الربح بمال من جانب‪ ،‬وعمل من جانب"‪ .‬انظر‪ :‬رد‬
‫المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار (حاشية ابن عابدين)‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد‬
‫العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم الشهير بابن عابدين (ت‪1252 :‬ها)‪ ،)483/4( ،‬حاشية الدسوقي‬
‫‪-95-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫أو عقد المشاركة(‪ ،)1‬أو عقد الوكالة بأجر(‪.)2‬‬

‫على الشرح الكبير‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي (‪1230‬ها)‪ ،‬دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪ ،‬عيسى البابي الحلبي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،)517/3( .‬مغنى المحتاج إلى معرفة المنهاج‪ ،‬محمد‬
‫الخطيب الشربيني( ‪977‬ها)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1415( ،1‬ها‪1995-‬م)‪ ،)309/2( .‬كشاف‬
‫القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس البهوتي ( ‪1051‬ها)‪ ،‬ت‪/‬هالل مصيلحي‪،‬‬
‫مصطفى هالل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1402( 1‬ها‪1982-‬م)‪.)508/3( ،‬‬
‫(‪ )1‬المشاركة‪ :‬في اللغة مصدر شارك‪ ،‬يقال‪ :‬شارك فالن فالنا مشاركة‪ ،‬وفعله الثالثي‪ :‬شرك‪،‬‬
‫يقال‪ :‬شرك فالنا في األمر شركا‪ ،‬وشركة‪ :‬كان لكل منهما نصيب منه‪ ،‬فهو شريك‪ .‬المصباح المنير‬
‫(‪ ،)303/1‬وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي‪ ،‬انظر‪ :‬حاشية ابن عابدين‬
‫(‪ ،)343/3‬ومغني المحتاج (‪.)211/2‬‬
‫(‪ )2‬الوكالة‪ :‬للوكالة في اللغة عدة معاني‪ ،‬منها "القيام بأمر الغير‪ ،‬واالعتماد‪ ،‬والكفالة‪ ،‬والحفظ‪،‬‬
‫َ‬
‫واتكلت على فالن في أمرى‪ :‬إذا اعتمدت"‪ .‬لسان العرب (‪ ،)753/11‬الصحاح تاج اللغة وصحاح‬
‫العربية‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى‪393 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬أحمد عبد الغفور‬
‫عطار‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1407( ،4‬ها‪1987 -‬م)‪ ،)1845/5( ،‬القاموس المحيط‬
‫(‪ .)66/4‬والوكالة في الشرع‪" :‬إقامة الغير مقام نفسه في تصرف جائز معلوم"‪ .‬المبسوط‪ ،‬أبي بكر‬
‫محمد بن أحمد بن سهل السرخسي (ت‪490:‬ها)‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1409( ،1‬ها‪1989-‬م)‪،‬‬
‫(‪ ،) 2/19‬مواهب الجليل شرح مختصر خليل‪ ،‬أبي عبد هللا محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي‬
‫المعروف بالحطاب (ت‪954 :‬ها)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ 1412( ،3‬ها‪1992-‬م)‪ ،)181/5( ،‬نهاية‬
‫المحتاج إلى شرح المنهاج في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أبي العباس‬
‫الشهير بالشافعي الصغير( ‪ 1004‬ها)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األخير‪ 1404 (،‬ها‪1984-‬م)‪،‬‬
‫(‪ ،)15/5‬الروض المريع شرح زاد المستقنع‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس البهوتي(ت‪1051 :‬ها)‪،‬‬
‫ت‪ /‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬على محمد شاكر‪ ،‬دار التراث‪ ،‬القاهرة (د‪.‬ت)‪ ،)305/2( ،‬نيل األوطار‪،‬‬
‫محمد بن علي الشوكاني اليمني (ت‪ ،)125:‬ت‪ /‬عصام الدين الصبابطي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪1413( ،1‬ه‪1993/‬م)‪ .)269/5( ،‬وتجوز الوكالة بأجر وبغير أجر‪ ،‬يقول ابن قدامة‪" :‬ويجوز‬
‫التوكيل بجعل وبغير جعل"‪ .‬المغني‪ ،‬لموفق الدين أبي محمد بن عبد هللا بن أحمد بن محمد بن‬
‫قدامة المقدسي الحنبلي (‪630‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬د‪ .‬محمد شرف الدين خطاب‪ ،‬د‪ .‬السيد محمد السيد‪ ،‬أ‪ .‬سيد‬
‫إبراهيم صادق‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1416( ،1‬ها‪1996-‬م)‪.)211/5( ،‬‬

‫‪-96-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫هذا‪ ،‬ويمكن القول بأن صناديق االستثمار اإلسالمية تقترب من حيث المفهوم‬
‫من صناديق االستثمار العادية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار ببعض األسس التي تراعيها‬
‫اإلدارة عند العمل بالصندوق االستثماري اإلسالمي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬يلتزم الصندوق في معامالته وتصرفاته بأحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪،‬‬
‫وكذلك الفتاوى والمقررات الصادرة من مجامع الفقه اإلسالمي‪ ،‬وهيئات‬
‫الفتاوى‪ ،‬وذلك في المسائل المعاصرة المتعلقة بمعامالت الصندوق‪.‬‬
‫‪ -2‬يلتزم الصندوق بالقوانين والتعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية المشرفة‬
‫على تلك الصناديق مادامت ال تخالف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وان وجد تعارض‬
‫يجب إزالته؛ حتى ال يلغى ترخيص مزاولة النشاط للصندوق من قبل تلك‬
‫الجهة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم الصناديق اإلسالمية على فكرة المضاربة الشرعية من قبل أصحاب‬
‫األموال الذين يمثلون من منظور عقد المضاربة رب المال‪ ،‬وتمثل إدارة‬
‫الصندوق فيه رب العمل "كشخصية معنوية"‪ ،‬وهذه السمة تخضع لفقه عقد‬
‫المضاربة‪.‬‬
‫‪ -4‬تتولى إدارة الصندوق جهة متخصصة يحكم عالقتها بالصندوق عقد وكالة‪ ،‬أو‬
‫عقد عمل‪ ،‬أو أي عقد من العقود المستحدثة‪ ،‬والتي تعمل في إطار‬
‫االستراتيجية والمرجعية الشرعية‪ ،‬والقانونية االستثمارية‪ ،‬ويتم ذلك تحت إشراف‬
‫مجلس من العلماء البارزين في الشريعة اإلسالمية واستشارتهم‪.‬‬

‫‪-97-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫‪ -5‬تتعدد أطراف الصندوق‪" :‬مؤسسين‪ ،‬مشاركين‪ ،‬أمناء االستثمار‪ ،‬اإلدارة"‪،‬‬


‫ويحكم هؤالء مجموعة من العقود الشرعية والقانونية‪ ،‬وتوزع العوائد بين هذه‬
‫األطراف وفًقا لضوابط عقود المضاربة‪ ،‬والوكالة‪ ،‬والسمسرة(‪.)1‬‬
‫ويمكن القول بأن صناديق االستثمار اإلسالمية تعد البديل الشرعي الذى‬
‫يمكن أن يحل محل صناديق االستثمار التقليدية التي تستثمر أموالها بأساليب‬
‫استثمارية غير شرعية‪ ،‬سواء في سوق النقد‪ ،‬أو االستثمار في الودائع البنكية‬
‫فضال عن أنها ال‬
‫ً‬ ‫سلفا‪ ،‬وكل هذا من قبيل الربا المنهي عنه شرًعا‪،‬‬
‫محددة الفائدة ً‬
‫تتورع أن تتجه باستثماراتها نحو االستثمار في أوراق مالية لشركات تتعامل في‬
‫عطاء‪ ،‬أو في أنشطة يحرمها اإلسالم‪ ،‬مادام ذلك‬
‫المحرمات‪ ،‬سواء بالربا أخ ًذا‪ ،‬وا ً‬
‫يحقق هدفها في تحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح‪ ،‬كما أن وجود هذه الصناديق‬
‫يوفر أداة مهمة من األدوات المالية اإلسالمية‪ ،‬والتي تتيح لألفراد استثمار أموالهم‬
‫عيا يتفق مع المبادئ األخالقية الشرعية(‪.)2‬‬
‫استثمار شر ً‬
‫ًا‬ ‫باطمئنان‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬مفهومها‪ ،‬خصائصها وأحكامها‪ ،‬عبد المجيد الصالحين‪،‬‬
‫المؤتمر العلمي السنوي الخامس عشر بعنوان "مؤتمر أسواق األوراق المالية والبورصات‪ :‬آفاق‬
‫وتحديات"‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة المنعقد ‪ 18 -16‬صفر‬
‫‪1428‬ه الموافق‪ 8-6‬مارس ‪ ،2007‬المجلد الرابع‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )2‬تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬مصطفى إبراهيم محمد مصطفى‪،‬‬
‫رسالة ماجستير قسم االقتصاد اإلسالمي مركز صالح كامل‪ ،‬جامعة األزهر ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪-98-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫المبحث الثاني‬
‫خصائص صناديق االستثمار التقليدية‬

‫المطلب األول‬
‫ضوابط الصناديق االستثمارية وأهدافها‬
‫الفرع األول‪ :‬الفكرة األساسية لنشأة الصناديق االستثمارية‪:‬‬
‫قيام جهة معينة (بنوك‪ ،‬وشركات استثمار) بإعداد دراسة اقتصادية لنشاط‬
‫معين‪ ،‬أو مشروع أو مشاريع معينة‪ ،‬بحيث تبين جدوى االستثمار في ذلك المجال‪.‬‬
‫قيام تلك الجهة بتكوين صندوق استثماري‪ ،‬وتحديد أغراضه‪ ،‬واعداد نشرة‬
‫االكتتاب في الصندوق‪ ،‬أو الئحة العمل للصندوق‪ ،‬بحيث تتضمن كامل التفاصيل‬
‫عن نشاط الصندوق‪ ،‬وشروط االكتتاب فيه‪ ،‬وحقوق مختلف األطراف والتزاماتها‪.‬‬
‫تقسيم رأس مال الصندوق االستثماري إلى وحدات‪ ،‬أو حصص‪ ،‬أو أسهم‬
‫مشاركة‪ ،‬أو صكوك متساوية القيمة االسمية‪ ،‬بحيث يكون اقتناؤها عبارة عن‬
‫المشاركة في ملكية حصة من رأس مال الصندوق‪.‬‬
‫بعد تلقي الجهة المصدرة للصندوق أموال المكتتبين تقوم باستثمار األموال‬
‫المجمعة لديها في المجاالت المحددة في نشرة االكتتاب‪ ،‬وتوزيع األرباح في‬
‫الفترات‪ ،‬وبالكيفية المتفق عليها‪ ،‬كما تتولى تصفية الصندوق في الموعد المحدد‬
‫لذلك(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الصناديق االستثمارية‪:‬‬
‫‪ -1‬التسعير‪ :‬يقصد بالتسعير إعالن سعر الوحدات االستثمارية في الصندوق‪،‬‬
‫وتحدد الصناديق االستثمارية في نظام تأسيسها ما إذا كانت مفتوحة‪ ،‬أو مغلقة‪،‬‬
‫فإذا كانت مغلقة ال يقوم المدير بإعالن سعر للوحدات إال في آخر يوم من عمر‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬دراسة تأصيلية موسعة‪ ،‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.560‬‬
‫‪-99-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫معينا كاألربعاء من‬


‫يوما ً‬
‫مفتوحا فإن المدير يحدد ً‬
‫ً‬ ‫الصندوق‪ ،‬أما إذا كان الصندوق‬
‫أسبوعيا‪ ،‬أو اليوم األول من كل شهر إذا كان شهريا‪ ،‬وهكذا‪،‬‬
‫ً‬ ‫كل أسبوع إذا كان‬
‫يسمى يوم التسعير‪.‬‬
‫‪ -2‬االسترداد‪ :‬يقوم عمل الصناديق االستثمارية المفتوحة على حرص المدير على‬
‫االحتفاق بقدر من السيولة يمكنه من شراء وحدات أولئك المستثمرين الذين يرغبون‬
‫في استرداد أموالهم في يوم التسعير(‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬ضوابط الصناديق االستثمارية‪:‬‬
‫يكون استثمار أموال الصندوق في األوراق المالية وفقا لعدد من الشروط‪،‬‬
‫ومنها(‪:)2‬‬
‫‪ -‬أال تزيد نسبة ما يستثمر في شراء أوراق مالية لشركة واحدة على ‪ %5‬من أموال‬
‫الصندوق‪ ،‬وبما ال يتجاوز ‪ % 10‬من أوراق تلك الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬أال تزيد نسبة ما يستثمره الصندوق في وثائق االستثمار التي تصدرها صناديق‬
‫االستثمار األخرى على ‪ % 10‬من أمواله‪ ،‬وبما ال يتجاوز ‪ %5‬من أموال كل‬
‫صندوق مستثمر فيه‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الصندوق االحتفاق بنسبة كافية من السيولة‪ ،‬لمواجهة طلبات استرداد‬
‫قيمة وثائق االستثمار‪ ،‬وفقا لشروط االسترداد الواردة بنشرات االكتتاب في هذه‬
‫الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الصندوق عدم اتباع سياسة من شأنها اإلضرار بحقوق حملة وثائق‬
‫االستثمار أو مصالحهم‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر الصندوق مقابل أموال المستثمرين أو ارًقا مالي ًة في صورة وثائق استثمار‬
‫بقيمة اسمية واحدة‪ ،‬ويوقع على الوثيقة عضوان من أعضاء مجلس إدارة الصندوق‬

‫(‪ )1‬الصناديق االستثمارية اإلسالمية‪ ،‬محمد علي القري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )2‬األوراق المالية وأسواق المال‪ ،‬إبراهيم منير هنيدي‪ ،‬توزيع منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪،1993 ،‬‬
‫ص‪.676‬‬

‫‪-100-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫‪ -‬يعينهما المجلس‪ -‬والمدير المسئول‪ ،‬وتكون للوثائق أرقام مسلسلة‪ ،‬ويجب‬


‫إخطار الهيئة بنموذج وثيقة االستثمار قبل إصدارها لالكتتاب‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬األهداف النوعية لصناديق االستثمار‪:‬‬
‫تتشابه صناديق االستثمار في العديد من الخصائص‪ ،‬خاصة أن صناديق‬
‫االستثمار يحكمها هدف مبدئي‪ ،‬هو استثمار أموالها في األوراق المالية بغرض‬
‫تنمية رأس مالها‪ ،‬وتحقيق منافع ألطرافها‪ ،‬فمعظم صناديق االستثمار يحكمها‬
‫هدف مبدئي هو‪" :‬نمو رأس المال"‪.‬‬
‫أما عن األهداف األخرى‪ ،‬فتتمثل في تعظيم الدخل‪ ،‬والعمل على استقرار‬
‫الدخل الحالي‪ ،‬أو االستثمار الكثيف‪ ،‬أو أدوات سوق النقد‪ ،‬إال أنها تختلف اختالفا‬
‫جوهريا من حيث أهدافها النوعية األخرى‪ ،‬وذلك وفقا لمكوناتها التنظيمية‪ ،‬وما تربو‬
‫إلى تحقيقه‪ ،‬وكذلك في مكنوناتها التنظيمية‪ ،‬وتتعدد األهداف النوعية لصناديق‬
‫االستثمار لتالئم حاجات المستثمرين ورغباتهم‪ ،‬فهناك صناديق تهدف إلى الموازنة‬
‫بين النمو والدخل‪ ،‬كما أن هناك صناديق هدفها االستفادة مما يمنحها القانون‬
‫الضريبي من مزايا(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫أنواع صناديق االستثمار التقليدية‬
‫تتعدد أنواع صناديق االستثمار وفقا لحاجات أهداف المستثمرين‪ ،‬ورغباتهم‪،‬‬
‫وأهدافهم‪ ،‬ومن خالل التجارب العالمية لصناديق االستثمار يمكن تصنيف صناديق‬
‫االستثمار حسب هيكل رأس المال‪ ،‬واألهداف المقررة لها‪ ،‬والمكونات التشكيلية‬
‫للصندوق‪.‬‬

‫(‪ )1‬البورصات‪ :‬أسهم‪ ،‬سندات‪ ،‬صناديق استثمار‪ ،‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪ ،386‬صناديق االستثمار في البنوك اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪،‬‬
‫أشرف محمد دوابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪-101-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫الفرع األول‪ :‬تصنيف صناديق االستثمار بالنسبة لهيك رأس المال‪:‬‬


‫أ) ‪ -‬الصناديق المغلقة "‪:"Closed end funds‬‬
‫هي عبارة عن صناديق مشتركة‪ ،‬يتم خاللها إعادة شراء حصص األسهم من‬
‫مالكها بأية كمية‪ ،‬وفي أي وقت يرغبه حامل األسهم‪ ،‬ويكتسب هذا النوع من‬
‫الصناديق تسميته من خاصية ثبات رأسماله‪ ،‬وذلك بمجرد انتهاء فترة االكتتاب فيه‪.‬‬
‫وهذه الصناديق تشكلها شركات االستثمار ذات النهاية المغلقة‪ ،‬والتي يخول‬
‫لها المشرع الحق في إصدار أسهم تباع للجمهور‪ ،‬وفي هذه الحالة يحدد حجم‬
‫الصندوق وعمره عند االبتداء‪ ،‬ثم يبدأ إصدار وحدات استثمارية تباع إلى الجمهور‪،‬‬
‫حتى يبلغ الصندوق الحجم المطلوب‪ ،‬فإذا اكتملت هذه العملية أغلق الصندوق‪ ،‬فال‬
‫جددا‪ ،‬وال يسمح للمشاركين الموجودين فيه باالنسحاب عن طريق‬
‫يقبل مشاركين ً‬
‫استرداد أموالهم‪ ،‬حتى تنتهي مدة الصندوق‪ ،‬إال إذا تضمن عمل الصندوق إيجاد‬
‫آلية لتبادل الوحدات بالبيع(‪.)1‬‬
‫وأهم ما يميز هذه الصناديق أنها محددة القيمة‪ ،‬والحجم‪ ،‬والهدف‪ ،‬والعمر‪،‬‬
‫وينبثق عن ذلك كون وثائقها االستثمارية ذات أجل محدد أيضا؛ لذا فهي تنتهي‬
‫بانتهاء مدة الصندوق‪ ،‬ويتم ‪-‬حينئذ استرداد‪ -‬قيمتها من الجهة المنشئة‬
‫للصندوق(‪.)2‬‬
‫ب) الصناديق المفتوحة "‪:"Open end funds‬‬
‫الصندوق المفتوح "هو الذي ال يكون له عمر محدد‪ ،‬وال حجم معين‪ ،‬بل‬
‫يكون مستم ار وهو يصدر الوحدات االستثمارية"‪ ،‬فإذا بلغت حجما معينا يمكنه بدء‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار في خدمة صغار وكبار المدخرين‪ ،‬إبراهيم منير هنيدي‪ ،‬توزيع منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪ ،18‬أسواق المال (أسواق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬المؤسسات)‪ ،‬رسمية‬
‫قرياقص‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.224‬‬
‫(‪ )2‬سوق األوراق المالية في ميزان الفقه اإلسالمي‪ ،‬عطية فياض‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.108‬‬

‫‪-102-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫النشاط بدأ في االستثمار‪ ،‬واستمر في إصدار الوحدات‪ ،‬بحيث يستطيع‬


‫المستثمرون الجدد الدخول في الصندوق في أي وقت‪.‬‬
‫وسميت هذه الصناديق بهذا االسم؛ لكونها تفتح المجال أمام المستثمرين‬
‫للدخول والخروج منها دون قيود تذكر‪ ،‬فحجم األموال المستثمرة في هذه الصناديق‬
‫غير محدد‪ ،‬وحجم الصندوق يكبر ببيع المزيد من وثائق االستثمار‪ ،‬ويقل باسترداد‬
‫المستثمرين لكل أو جزء من وثائقهم‪ ،‬وهذا بالتالي ينعكس زيادة أو نقصا بالنسبة‬
‫لقيمة محفظة األوراق المالية الخاصة بالصندوق(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف صناديق االستثمار وفقا لألهداف المقررة‪:‬‬
‫‪ -1‬صناديق النمو‪:‬‬
‫تهدف هذه الصناديق إلى تحقيق تحسن في القيمة السوقية للتشكيلة التي‬
‫يتكون منها الصندوق؛ لذا عادة ما تشتمل على أسهم عادية تابعة لشركات‬
‫وقطاعات ذات درجة عالية من النمو‪ ،‬والتي تظهر سجالتها نموا مطردا في‬
‫المبيعات واألرباح المحتجزة‪ ،‬التي تنعكس آثارها على القيمة السوقية للسهم‪ ،‬أي‪:‬‬
‫على نمو األموال المستثمرة‪ ،‬أو عن طريق تدوير األرباح المحتجزة‪ ،‬وذلك بإعادة‬
‫استثمارها مرة ثانية‪ ،‬فيتولد المزيد من األرباح التي تعاد استثمارها مرة أخرى‬
‫لتنعكس على القيمة السوقية للسهم‪ ،‬وهكذا(‪.)2‬‬
‫‪ -٢‬صناديق الدخ ‪:‬‬
‫تهدف هذه الصناديق إلى تحقيق دخل جار للمستثمرين‪ ،‬وذلك في نطاق‬
‫درجة المخاطر المحددة سلفا‪ ،‬وتناسب صناديق الدخل أولئك المستثمرين الذين‬
‫يعتمدون على عائد استثماراتهم في تغطية أعباء معيشتهم؛ لذلك عادة ما تشتمل‬

‫(‪ )1‬أدوات االستثمار في أسواق رأس المال‪ ،‬األوراق المالية وصناديق االستثمار‪ ،‬إبراهيم منير‬
‫هنيدي‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار المشتركة‪ ،‬عبد الكريم حمامي‪ ،‬فصلت للدراسات والترجمة‪ ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫ط‪ ،2000 ،1‬ص‪ ،61‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1674‬‬
‫‪-103-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫التشكيلة على سندات‪ ،‬وعلى أسهم منشآت كبيرة ومستقرة‪ ،‬توزع الجانب األكبر من‬
‫األرباح المتولدة(‪.)1‬‬
‫‪ -٣‬صناديق الدخ والنمو‪:‬‬
‫تهدف هذه الصناديق إلى المحافظة على أصولها‪ ،‬وتحقيق دخل دوري‪،‬‬
‫فضال عن النمو الرأسمالي الطويل ومتوسط األجل‪ ،‬مع أقل قدر من المخاطر‬
‫السوقية المتوقعة(‪.)2‬‬
‫‪ -٤‬صناديق إدارة الضريبة‪:‬‬
‫هذه الصناديق ال تقوم بأي توزيعات على المستثمرين‪ ،‬وانما تقوم بإعادة‬
‫استثمار ما يتولد من أرباح في مقابل حصول المستثمرين على أسهم إضافية‬
‫بما يعادل قيمتها‪ ،‬ومن ثم ال يقوم المستثمر بدفع ضريبة‪ ،‬طالما لم يحصل‬
‫على توزيعات نقدية(‪.)3‬‬
‫‪ -٥‬الصناديق ذات األهداف المزدوجة‪:‬‬
‫الصناديق ذات األهداف المزدوجة هي نوع خاص من الصناديق التي‬
‫يمكنها تلبية احتياجات فئتين مختلفتين من المستثمرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ :‬المستثمرون الذين يهدفون إلى الحصول على دخل من استثماراتهم‪ ،‬حيث‬
‫يمكنهم االستثمار في أسهم الدخل‪.‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬مفهومها‪ ،‬خصائصها وأحكامها‪ ،‬عبد المجيد الصالحين‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.1675‬‬
‫(‪ )2‬أدوات االستثمار في أسواق رأس المال‪ ،‬األوراق المالية‪ ،‬وصناديق االستثمار‪ ،‬إبراهيم منير‬
‫هنيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار‪ :‬د ارسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت عبد السالم عوض‬
‫هللا‪ ،‬بحوث المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر‪" ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬معالم الواقع وآفاق‬
‫المستقبل" ‪ 9 -7‬ربيع اآلخر‪ 1426 /‬ه‪ 71 – 51 ،‬مايو‪2005 /‬م‪ ،‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،‬الثالث‪ ،‬ص ‪.787‬‬

‫‪-104-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫ب‪ :‬المستثمرون الذين يهدفون إلى تحقيق نمو مضطرد في استثماراتهم‪ ،‬حيث‬
‫يمكنهم االستثمار في أسهم رأس المال التي يتولد عنها أرباح رأسمالية(‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تصنيف صناديق االستثمار وفقا لمكونات التشكيلة‪:‬‬
‫‪ -1‬صناديق األسهم العادية‪:‬‬
‫تتكون هذه الصناديق من أسهم عادية فقط‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإنها تختلف‬
‫باختالف خصائص تلك األسهم وسماتها‪ ،‬فهناك الصناديق التي تركز على األسهم‬
‫العادية التي تصدرها شركات تتسم بدرجة عالية من النمو‪ ،‬وهناك صناديق تركز‬
‫على األسهم التي تصدرها المنشآت العاملة في صناعة ما‪ ،‬أو في منطقة جغرافية‬
‫معينة‪ ،‬أو التي تتمتع بإعفاءات ضريبية‪ ،‬وكذلك فهناك صناديق المؤشر تستثمر‬
‫في ذات تشكيلة األسهم التي يتكون منها أحد مؤشرات سوق األوراق المالية(‪.)2‬‬
‫‪ -٢‬صناديق السندات‪:‬‬
‫السند‪ :‬عبارة عن صك قابل للتداول‪ ،‬تصدره الشركة المساهمة‪ ،‬ويتعلق‬
‫بقرض طويل األجل‪ ،‬ويعطي مالكه الحقوق اآلتية(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬الحصول على فوائد ثابتة تقوم الشركة بتأديتها قبل توزيع األرباح على‬
‫المساهمين‪.‬‬
‫‪ -2‬استيفاء قيمة السند عند حلول األجل‪.‬‬
‫ويقصد بصناديق السندات تلك التي تتكون من سندات فقط‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫توجد صناديق تتكون من تشكيلة من السندات التي تصدرها منشآت األعمال‪،‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار في البنوك اإلسالمية‪ ،‬أشرف دوابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار في خدمة صغار وكبار المدخرين‪ ،‬إبراهيم منير هندي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.33‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار المشتركة‪ ،‬عبد الكريم حمامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪-105-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫وبعض السندات التي تصدرها الحكومة بشكل يتسنى معه خدمة قطاع معين من‬
‫المستثمرين(‪.)1‬‬
‫‪ -٣‬الصناديق المتوازنة‪:‬‬
‫يقصد بالصناديق المتوازنة تلك التي تتكون محفظة األوراق المالية بها من‬
‫مزيج من األسهم العادية‪ ،‬واألوراق المالية األخرى‪ ،‬ذات الدخل الثابت المحدد‪،‬‬
‫كالسندات التي تصدرها الحكومة ومنشآت األعمال‪ ،‬والسندات القابلة للتحول إلى‬
‫أسهم عادية‪ ،‬واألسهم الممتازة(‪.)2‬‬
‫‪ -٤‬صناديق سوق النقد‪: Money Market funds :‬‬
‫صناديق سوق النقد هي تلك الصناديق التي تتكون محفظة األوراق المالية‬
‫بها من تشكيلة من األوراق المالية قصيرة األجل‪ ،‬التي عادة ما تتداول في سوق‬
‫النقد‪ ،‬أي‪ :‬من خالل مؤسسات مالية‪ ،‬كالبنوك التجارية‪ ،‬إضافة إلى بيوت السمسرة‬
‫المتخصصة في التعامل في تلك األوراق(‪.)3‬‬
‫وتعد هذه الصناديق صناديق قصيرة األجل‪ ،‬فالصندوق يتكون من أوراق‬
‫مالية ال يتجاوز تاريخ استحقاقها فترة السنة‪ ،‬كما أنها أوراق صادرة عن الحكومة أو‬
‫المؤسسات المالية‪ ،‬ومن األمثلة على تلك األوراق المالية قصيرة األجل‪ :‬أذونات‬

‫(‪ )1‬عمل شركات االستثمار اإلسالمية في السوق العالمية‪ ،‬أحمد محي الدين أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.101‬‬
‫(‪ )2‬أسواق المال‪ ( ،‬أسواق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬المؤسسات )‪ ،‬رسمية قرياقص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.390‬‬
‫(‪ )3‬أدوات االستثمار في أسواق رأس المال‪ ،‬األوراق المالية وصناديق االستثمار‪ ،‬إبراهيم منير‬
‫هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫‪-106-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫الخزانة(‪ ،)1‬وشهادات اإليداع(‪ ،)2‬واالستثمار في البنوك(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أذونات الخزانة‪ :‬وهي عبارة عن سندات حكومية قصيرة األجل‪ ،‬إذ ال يزيد تاريخ استحقاقها في‬
‫الغالب عن سنة‪ ،‬وقد تصدر لمدة ثالثة أشهر أو ستة‪ ،‬وعادة ما تباع هذه السندات بخصم جزء من‬
‫قيمتها (أي‪ :‬بسعر أقل من قيمتها االسمية)‪ ،‬وفي تاريخ االستحقاق تلتزم الحكومة بدفع القيمة‬
‫االسمية المدونة عليها لمالكي هذه السندات‪ .‬انظر‪ :‬إدارة المحافظ االستثمارية‪ ،‬محمد مطلر وفايز‬
‫تيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،64‬أسواق المال‪ ( ،‬أسواق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬المؤسسات )‪ ،‬رسمية قرياقص‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.390‬‬
‫(‪ )2‬شهادات اإليداع المصرفية القابلة للتداول‪ :‬تعتبر أداة دين بمبلغ نقدي معين يصدرها البنك لمن‬
‫يرغب في شرائها من الجمهور‪ ،‬ويتعهد له بدفع فائدة سنوية بنسبة مئوية من قيمتها‪ ،‬وفي تاريخ‬
‫استحقاقها يدفع البنك لحاملها سعر الشراء األصلي‪ ،‬أي‪ :‬المبلغ الذي اشتراها به من البنك‪ .‬انظر‪:‬‬
‫صناديق االستثمار‪ ،‬دراسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.799‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار في البنوك اإلسالمية‪ ،‬أشرف دوابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪-107-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المبحث الثالث‬
‫أهمية صناديق االستثمار اإلسالمية ومزاياها‬
‫تشهد صناديق االستثمار اإلسالمي تطو ار هائال‪ ،‬وهي من أهم أوعية‬
‫استثمار المدخرات لدى العمالء‪ ،‬وتنبع أهميتها من أنها تحشد مدخرات صغار‬
‫المدخرين وقليلي الخبرة في االستثمار‪ ،‬حيث يتولى الصندوق استثمار هذه‬
‫األموال من خالل توزيعها على مختلف األسهم والمحافظ‪ ،‬وغيرها من أدوات‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫أهمية صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫يمكن إبراز أهمية هذه الصناديق من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫أواال ‪ :‬تشجيع األفراد على اقتحام عالم االستثمار وفهمه‪ ،‬وخاصة أصحاب الدخل‬
‫المحدود من خالل تخفيض الحد األدنى الذى يمكن لصغار المستثمرين استثماره‬
‫من خالل هذه الصناديق(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنمية الوعي االستثماري لدى الجماهير من خالل ما توفره من سهولة‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫ومرونة في األنشطة االستثمارية ‪.‬‬
‫ثال اثا‪ :‬جذب قطاع عريض من األفراد "المدخرين" للقيام بعملية االستثمار‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل الضوابط والقيود الشرعية لعمل تلك الصناديق وادارتها‪ ،‬والتي تبعث االطمئنان‬
‫في نفوس جموع المستثمرين في استثمار أموالهم بالطريق المشروع(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار‪ :‬الواقع والتجربة المصرية‪ ،‬د‪ .‬عاطف النقلي‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬العدد األول والثاني‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬مفهومها وخصائصها‪ ،‬عبد المجيد الصالحين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار‪ :‬دراسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪-108-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫ابعا‪ :‬تعمل صناديق االستثمار على حماية المدخرات الوطنية من التآكل الناتج‬
‫را‬
‫عن التضخم‪ ،‬وانخفاض القيمة الشرائية؛ حيث إنها تقوم بتعظيم األرباح من خالل‬
‫أنشطتها االستثمارية المتعددة في المجاالت المختلفة(‪.)1‬‬
‫خامسا‪ :‬تسهم صناديق االستثمار في جلب رءوس األموال األجنبية‪ ،‬وتوطينها؛‬
‫ا‬
‫األمر الذى يساعد في رفع االقتصاد الوطني والمحلي‪ ،‬فنقل األموال بين‬
‫المجتمعات اإلسالمية لغرض االستثمار في العقدين الماضيين إنما كان بصفة‬
‫أساسية بواسطة الصناديق االستثمارية(‪.)2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مزايا صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫مما ال شك فيه أن صناديق االستثمار كوسيلة من وسائل االستثمار الجماعي‬
‫تنعم بالعديد من المزايا التي ال تقتصر على مؤسسيها ومستثمريها فحسب‪ ،‬بل يمتد‬
‫نفعها ليشمل االقتصاد القومي أجمع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مزايا صناديق االستثمار اإلسالمية للمستثمرين األفراد‪:‬‬
‫أ‪ :‬اإلدارة المحترفة‪ :‬ألن صناديق االستثمار يتولى إدارتها خبراء ذوو كفاءة عالية‪،‬‬

‫لهم معرفة كاملة بأحوال السوق؛ ومن ّ‬


‫ثم يمكنهم انتقاء األوراق المالية الجيدة‪ ،‬التي‬
‫يحقق التعامل فيها ربحا بجانب الربح الرأسمالي‪ ،‬وهذا ما ال يتوافر للمستثمر الفرد‬
‫الذي يدير أمواله في سوق األوراق المالية بنفسه (‪.)3‬‬
‫ب‪ :‬األمان‪ :‬وانخفاض مستوى المخاطرة؛ وبالتالي المحافظة على رأس المال‪ ،‬حيث‬
‫إن المستثمر في الصندوق مالك مقابل أموال لحصة شائعة في محفظة األوراق‬

‫(‪ )4‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ،‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661‬‬
‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وأنواعها‪ ،‬د‪ .‬صفية أحمد أبو بكر‪ ،‬بحوث المؤتمر‬
‫العلمي السنوي الرابع عشر‪" ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬معالم الواقع وآفاق المستقبل" ‪ 9 -7‬ربيع‬
‫اآلخر‪1426 /‬ه‪ 71 – 51 ،‬مايو‪2005 /‬م‪ ،‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪ ،‬المجلد‪ ،‬الثالث‪ ،‬ص‪.839‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪-109-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المالية التي يتعامل فيها الصندوق‪ ،‬والتي يعتمد في انتقائها على التنويع الكفء‪،‬‬
‫فإذا حدثت خسارة في إحدى األوراق المالية في صندوق االستثمار فإنه يجري‬
‫تغطيتها بالمكسب المتحقق من االستثمار في أوراق مالية أخرى(‪.)1‬‬
‫ج‪ :‬المرونة والمواءمة‪ :‬تعطي صناديق االستثمار للمستثمر الحق في االنتقال‬
‫باستثماراته من صندوق آلخر مقابل رسوم ضئيلة‪ ،‬مما يحقق خدمة متميزة‬
‫للمستثمرين الذين تتغير أهدافهم االستثمارية من وقت آلخر(‪.)2‬‬
‫د‪ :‬الربحية‪ :‬صناديق االستثمار وسيلة جذابة لتحقيق ربح للمستثمر عن طريق ما‬
‫يحصل عليه المستثمر من عائد على استثماراته في الصندوق‪ ،‬بجانب ما يتحقق‬
‫من ربح رأسمالي ناشئ عن زيادة القيمة السوقية لألوراق المالية عن قيمتها‬
‫االسمية(‪.)3‬‬
‫ه‪ :‬تشجيع صغار المستثمرين‪ :‬صناديق االستثمار فتحت السبل أمام صغار‬
‫المدخرين الستثمار أموالهم في سوق المال‪.‬‬
‫و‪ :‬السيولة‪ :‬حيث يتاح للمستثمر من خالل النظام األساسي لصناديق االستثمار‬
‫أن يسترد أمواله قبل نهاية مدة وثيقة االستثمار من الصندوق مباشرة‪ ،‬أو من خالل‬
‫بورصة األوراق المالية(‪.)4‬‬
‫ز‪ -‬التنويع والتركيز‪ :‬في مقدمة مزايا االستثمار‪ ،‬بل هو أهم مزايا صناديق‬
‫االستثمار‪ ،‬قدرتها على تنويع التشكيلة التي يتكون منها صندوق االستثمار بطريقة‬
‫تسهم في تخفيض المخاطر التي يتعرض لها حملة أسهمها(‪.)5‬‬

‫(‪ )3‬الصناديق االستثمارية اإلسالمية‪ ،‬محمد علي القري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )4‬صناديق االستثمار المشتركة‪ ،‬عبد الكريم حمامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )1‬البورصات‪ :‬أسهم‪ ،‬سندات‪ ،‬صناديق استثمار‪ ،‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.396‬‬
‫(‪ )2‬أسواق المال‪( :‬أسواق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬المؤسسات)‪ ،‬رسمية قرياقص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫(‪ )3‬إدارة المحافظ االستثمارية‪ ،‬فايز تيم ومحمد مطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.245‬‬

‫‪-110-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫ح‪ -‬الرقابة‪ :‬تخضع صناديق االستثمار جميعها لرقابة مستمرة من قبل جهاز هيئة‬
‫سوق المال؛ لتصويب أية أخطاء تحدث من قبل إدارات الصناديق في أسرع وقت‬
‫ممكن‪.‬‬
‫كما تخضع صناديق االستثمار اإلسالمية لرقابة من نوع أخر‪ ،‬أال وهى‬
‫هيئة اإلفتاء والرقابة الشرعية على عمل الصندوق وأنشطته‪ ،‬وتكون تلك الهيئة‬
‫مسئولة على ما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬وضع المبادئ التوجيهية االستثمارية الموافقة للشريعة اإلسالمية‪ ،‬أي‪" :‬تمعين‬
‫النظر في اختيار األسهم الشرعية عند اختيار المحافظ واستخدامها"‪.‬‬
‫‪ -2‬رصد أنشطة الصناديق لضمان التقييد بالمبادئ الشرعية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلشراف على تنقية المحفظة‪ ،‬وتقديم المشورة‪ ،‬واختيار المؤسسات المناسبة‬
‫للتعامل‪.‬‬
‫‪ -4‬مساعدة إدارة الصندوق في القضايا التي تهم المجتمع المسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬أداء حق هللا من الزكاة والصدقات(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مزايا صناديق االستثمار اإلسالمية للجهاز المصرفي‪:‬‬
‫أ‪ :‬تدوير محافظ األوراق المالية داخل البنوك بيعا وشراء‪ ،‬بدال من االحتفاق بها‬
‫دون حراك‪ ،‬وذلك عن طريق بيع جزء منها لصناديق االستثمار؛ مما يوفر فرصة‬
‫كبيرة لتحقيق أرباح تنشأ من فروق تقييم األوراق المالية التي يتم بيعها لصناديق‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫ب‪ :‬مواكبة المتغيرات الدولية في تعظيم العمليات عن المصرفية خارج الميزانية‬
‫طريق ما تحصل عليه البنوك من أتعاب وعموالت‪ ،‬من خالل أداء مهامها في‬
‫صناديق االستثمار‪.‬‬

‫(‪ )4‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬دراسة تأصيلية موسعة‪ ،‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.682‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ج‪ :‬تعد صناديق االستثمار نشاطا جديدا ومكمال لخدمات البنوك‪ ،‬مما يعد ترسيخا‬
‫لمفهوم البنوك الشاملة‪.‬‬
‫د‪ :‬توظيف فائض السيولة لدى البنوك في صناديق االستثمار؛ مما يخلص البنوك‬
‫مما تعانيه من أزمة السيولة المتزايدة(‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مزايا صناديق االستثمار اإلسالمية لالقتصاد القومي‪:‬‬
‫‪ -1‬وسيلة فعالة في تدعيم التخصصية وتوسيع قاعدة الملكية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫استثمارها ألموالها في شراء أوراق مالية‪.‬‬
‫‪ -2‬وسيلة فعالة لتنشيط بورصة األوراق المالية وتدويلها‪ ،‬بجذبها لصغار‬
‫المستثمرين لالستثمار في األوراق المالية‪ ،‬بأسلوب علمي ال يحتاج لمعرفة مالية‬
‫واسعة‪.‬‬
‫‪ -3‬تدعيم التقييم السليم لألوراق المالية؛ وبالتالي تلعب دو ار فعاال في تحسين‬
‫شروط البيع لصالح االقتصاد القومي‪.‬‬
‫‪ -4‬تمثل قوة شرائية في سوق األوراق المالية‪ ،‬بتوفيرها السيولة الالزمة للشركات؛‬
‫مما يساعد هذه الشركات على االتجاه لسوق المال لتمويل نشاطها‪ ،‬بدال من اللجوء‬
‫إلى البنوك لالقتراض‪.‬‬
‫‪ -5‬تسهم في امتصاص السيولة من المجتمع؛ ومن ثم خفض معدالت التضخم‪.‬‬
‫‪ -6‬تنشيط حركة أسواق رأس المال‪ :‬من خالل ما تقدمه من أدوات استثمارية‪،‬‬
‫تناسب ظروف المستثمرين‪ ،‬فخاصية التنويع وما يترتب عليها من انخفاض‬
‫المخاطر‪ ،‬من شأنها أن تشجع المستثمرين قليلي الخبرة والمعرفة في أسواق المال‪،‬‬
‫وكذا محدودي الموارد ألن يستثمروا مدخراتهم في شراء األسهم وغيرها من األوراق‬
‫المالية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار في خدمة صغار وكبار المدخرين‪ ،‬منير هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫(‪ )2‬أدوات االستثمار في أسواق رأس المال‪ ،‬األوراق المالية‪ ،‬وصناديق االستثمار‪ ،‬منير هندي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135‬‬

‫‪-112-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫المطلب الثالث‬
‫الفرق بين الصناديق التقليدية والصناديق اإلسالمية‬
‫أواال‪ :‬مجاالت االستثمار‪:‬‬
‫تتميز صناديق االستثمار اإلسالمية بأن مجاالت االستثمار التي توجه هذه‬
‫الصناديق نحوها مدخرات المساهمين هي مجاالت ال تخالف أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فال يمكن أن يكون من بين مجاالت االستثمار هذه مجاالت تحرم‬
‫الشريعة اإلسالمية االستثمار فيها‪ ،‬كالخمور‪ ،‬وأنشطة غسيل األموال‪ ،‬وغيرها(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬صيغ التموي ‪:‬‬
‫ا‬
‫تتميز صناديق االستثمار اإلسالمية بأن األدوات االستثمارية التي تستخدمها‬
‫تتفق مع الشرع اإلسالمي(‪ ،)2‬فال يمكن لهذه الصناديق أن تستثمر مدخرات‬
‫المستثمرين فيها من خالل الفوائد الربوية‪ ،‬وانما من خالل صيغ التمويل المختلفة‪،‬‬
‫كالمرابحة‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬والمضاربة وغيرها من الصيغ التي تقوم على‬
‫تطبيق مبدأ الغنم بالغرم‪ ،‬والمشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬في حين أن معظم‬
‫استثمارات صناديق االستثمار التقليدية في األوراق المالية قائمة على االستثمار‬
‫بفائدة‪ ،‬أو بنظام الهامش‪ ،‬بصرف النظر عن مسألة المشروعية‪.‬‬
‫ثال اثا‪ :‬وجود هيئات اإلفتاء والرقابة الشرعية‪:‬‬
‫تشرف هيئات الرقابة والفتوى على جميع األنشطة االستثمارية‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الرقابة الشرعية في متابعة كافة المعامالت والتصرفات واألعمال التي تقوم بها تلك‬
‫الصناديق ومراجعتها‪ ،‬وفحصها‪ ،‬وتقويمها؛ لالطمئنان إلى أنها تتم وفًقا ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكذلك طبًقا للفتوى والق اررات والتوصيات المعاصرة الصادرة من‬
‫مجامع الفقه‪ ،‬وهيئات الفتوى ومجالسها‪ ،‬وبيان المخالفات‪ ،‬وتحليل أسبابها‪ ،‬ثم تقديم‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫(‪ )2‬أداء صناديق االستثمار المسئولة اجتماعيا وصناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬براق محمد وقمان‬
‫مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪-113-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المعالجات الشرعية لها مقرونة بالتوصيات واإلرشادات الالزمة لتطوير الضبط‬


‫الشرعي إلى األفضل‪ ،‬وذلك بتقديم تقارير دورية تثبت مدى التزام اإلدارة من عدمه‬
‫بأحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪.‬‬
‫وتتمثل أعمال الرقابة التي تقوم بها هذه الهيئة في أمور عدة‪ ،‬هي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬الرقابة الشرعية على عمليات إصدار الوحدات "الصكوك" االستثمارية‪ ،‬والتأكد‬
‫من استيفاء شروط عقد المضاربة من الناحية الشرعية‪ ،‬ومراجعة بنوده قبل‬
‫اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -2‬التدقيق الشرعي على عمليات شراء األوراق المالية‪ ،‬وتكوين محفظتها‪ ،‬والتأكد‬
‫من أنها ال تتضمن أوراقا محرمة شرًعا‪ ،‬وكذلك عمليات االستثمار في مشروعات‬
‫استثمارية مباشرة‪ ،‬والتأكد من أنها تتم وفًقا لصيغ ومعايير االستثمار اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -3‬التدقيق الشرعي على عمليات التقويم الدوري لقيمة الوحدات االستثمارية‪،‬‬
‫واالطمئنان من أنها قد اتبعت األسس والمعايير اإلسالمية‪ ،‬والسيما الصادرة عن‬
‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬التدقيق الشرعي على عمليات تحديد وقياس أرباح‪ /‬خسائر نشاط الصندوق‪،‬‬
‫والتأكد من أن التوزيع قد تم وفًقا لشروط عقود المضاربة والوكالة‪.‬‬
‫‪ -5‬التأكد من شرعية اإليرادات‪ ،‬والتأكد من أنها ال تتضمن أي كسب حرام أو‬
‫تمهيدا للتخلص منه في وجوه البر‬
‫ً‬ ‫خبيث‪ ،‬وان وجد يجنب في حساب مستقل‬
‫والخير‪ ،‬حسب الفتاوى الشرعية الصادرة في هذا الشأن‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهج مقترح لتفعيل الرقابة الشرعية والمالية على صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬حسين حسين‬
‫شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪-114-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫المبحث الرابع‬
‫أقسام صناديق االستثمار اإلسالمية وأنواعها‬

‫المطلب األول‬
‫أقسام صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫تنقسم صناديق االستثمار اإلسالمية بحسب إمكانية تداول وثائقها إلى‬
‫قسمين‪ :‬صناديق مفتوحة‪ ،‬وصناديق مغلقة‪.‬‬
‫‪ -1‬صناديق االستثمار المغلقة‪:‬‬
‫هي التي يتحدد فيها عند تأسيسها مدتها‪ ،‬وغرضها‪ ،‬وحجم رأس مالها‪،‬‬
‫بحيث يبقى ثابتا دون زيادة أو نقصان‪ ،‬ويقسم إلى صكوك مضاربة قراض‬
‫(وحدات) متساوية‪ ،‬وتطرح للجمهور (المستثمرين) لالشتراك فيه‪ ،‬ويقفل االشتراك‬
‫بنفاد هذه الصكوك‪ ،‬وال تتعهد إدارة هذه الصناديق ‪-‬في الغالب‪ -‬بإعادة شراء هذه‬
‫الصكوك إذا رغب أحد مالكيها باالنسحاب من المشاركة‪ ،‬وانما تقوم عادة بتكوين‬
‫سوق ثانوي لتداول هذه الصكوك بين العمالء‪ ،‬ومن ثم تتحقق للمشاركين فرص‬
‫الدخول والخروج من الصندوق‪.‬‬
‫وقد يتخصص نشاط هذه الصناديق في االستثمار في قطاع معين بحسب‬
‫الغرض الذي تم تأسيسه من أجله‪ ،‬وبذلك فإن العمر الزمني لهذه الصناديق يختلف‬
‫باختالف تحقيق هدفه االستثماري‪ ،‬فمن هذه الصناديق ما يكون قصير األجل‪،‬‬
‫ومنها ما يكون متوسط األجل‪ ،‬وطويل األجل‪ ،‬ويتم فيها التصفية وتوزيع األرباح‬
‫حسب الشروط المنصوص عليها في نشرة اإلصدار(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار‪ :‬دراسة وتحليل من منظور إسالمي‪ ،‬أحمد بن حسن بن أحمد الحسيني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪-115-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫‪ -٢‬صناديق االستثمار المفتوحة‪:‬‬


‫هي التي ال تتحدد لها مدة زمنية معينة‪ ،‬وال يتحدد فيها مقدار رأس المال‪،‬‬
‫وانما يتم تحديد سعر صكوكها من قبل إدارة الصندوق المصدر لها عند بدء‬
‫االشتراك‪ ،‬وتظل الفرصة مهيأة للجمهور‪ ،‬ومفتوحة للحصول على صكوك جديدة‪،‬‬
‫كما تتعهد إدارة الصندوق بإعادة شراء هذه الصكوك إذا رغب أحد مالكيها في‬
‫كليا‪ ،‬وفق إجراءات تحددها نشرة اإلصدار(‪.)1‬‬
‫التخلص منها جز ًئيا أو ً‬
‫المطلب الثاني‬
‫أنواع صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫تنقسم صناديق االستثمار اإلسالمية من حيث نوع النشاط التي تستثمر فيه‬
‫إلى‪ :‬صناديق األسهم اإلسالمية‪ ،‬وصناديق السلع‪ ،‬وصناديق التأجير‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صناديق األسهم اإلسالمية‪:‬‬
‫هي تلك الصناديق التي تقوم باستثمار األموال في شكل شركة مساهمة‬
‫أصال من األرباح المحققة من بيع وشراء‬
‫ً‬ ‫مشتركة‪ ،‬حيث يتم تحصيل األرباح‬
‫أيضا من عوائد األسهم‬
‫األسهم عند زيادة أسعارها‪ ،‬كما تحصل على األرباح ً‬
‫المستثمرة فيها‪ ،‬وتوزع العائدات على شكل مكاسب رأسمالية وحصص أرباح على‬
‫أساس التناسب بين المستثمرين(‪.)2‬‬
‫ولقد ظهرت هذه الصناديق لتلبية رغبات األفراد من الذين يحرصون على‬
‫الحصول على الدخل المباح الذى أحله هللا‪ ،‬حيث تنقسم شركات المساهمة في هذا‬
‫المضمار لنوعين‪:‬‬
‫األول‪ :‬شركات نشاطها غير مباح‪ :‬مثل التي تعمل في إنتاج الخمور وبيعها‪،‬‬
‫والبنوك الربوية‪ ،‬فهذه الشركات ال يجوز المساهمة فيها من قبل إدارة الصندوق بأي‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار‪ :‬دراسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.819‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪-116-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫حال من األحوال‪ ،‬فالمساهمة فيها تعني إدخال صاحب السهم في عمل غير جائز‬
‫شرًعا(‪.)1‬‬
‫الثاني‪ :‬شركات نشاطها مباح‪ ،‬ولكنها تمارس بعض األنشطة أو األعمال غير‬
‫الجائزة‪ ،‬كأن تقترض بالفائدة‪ ،‬أو تودع أموالها لدى البنوك الربوية‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫الشركات كان محل خالف بين الفقهاء المعاصرين‪ :‬منهم من قال بعدم جواز‬
‫االستثمار فيها(‪ ، )2‬وآخر يقول بأنه ال بأس من االستثمار فيها مع تقدير الدخل‬
‫الحرام إلخراجه من الربح الذى يستحقه المستثمر(‪ ،)3‬ولقد أسست صناديق األسهم‬
‫اإلسالمية عملها على هذا الرأي األخير‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن عمل صناديق األسهم اإلسالمية يقوم على المبادئ التالية(‪:)4‬‬

‫‪ -1‬اختيار الشركات التي يكون أساس النشاط فيها ً‬


‫مباحا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تقوم إدارة الصندوق بحساب ما دخل على الشركات التي تكون أسهمها في‬
‫الصندوق من إيرادات محرمة‪ ،‬مثل الفوائد المصرفية‪ ،‬ثم يقوم باستبعادها من‬
‫الدخل الذى يحصل عليه المستثمر في الصندوق‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتقيد مدير الصندوق بشروط صحة البيع‪ ،‬فال يشتري أسهم شركة تكون‬
‫أصولها من الديون أو النقود‪.‬‬

‫(‪ )1‬األسهم والسندات من منظور إسالمي‪ ،‬عبد العزيز خياط‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاهرة‪،1989 ،‬‬
‫ص‪ ،104‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬دراسة فقهية تأصيلية موسعة‪ ،‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.674‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم ‪ ،6/65‬منشور في مجلة المجمع‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،1273،‬وانظر‪ :‬قراري مجمع الفقه اإلسالمي رقم (‪ ،)5/8( ،)7/63‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،1273 ،‬والعدد السابع‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص‪ ،73‬والعدد التاسع‪ ،‬والجزء الثاني‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )3‬اإلسالم ونظريته االقتصادية‪ ،‬عبد المنعم الخفاجي‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1973 ،1‬‬
‫ص‪.5‬‬
‫(‪ )4‬الصناديق االستثمارية اإلسالمية‪ ،‬محمد علي القري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،8‬صناديق االستثمار‬
‫اإلسالمية‪ :‬خصائصها وأنواعها‪ ،‬صفية أبو بكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.844‬‬
‫‪-117-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫‪ -٤‬عدم ممارسة عمليات غير جائزة‪ ،‬مثل ما يسمى بالبيع القصير لألسهم‪ ،‬أو أن‬
‫يشتري الخيارات المالية‪ ،‬أو األسهم الممتازة(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صناديق السلع‪:‬‬
‫تقوم الصناديق اإلسالمية بشراء السلع بالنقد‪ ،‬ثم بيعها باألجل‪ ،‬أي‪ :‬يتم في‬
‫هذا النوع من الصناديق استخدام األموال المكتتبة في شراء السلع المختلفة من أجل‬
‫إعادة بيعها‪ ،‬وتشكل أرباح هذا البيع دخل الصندوق‪ ،‬والذي يوزع على المكتتبين‬
‫بنظام النسب(‪.)2‬‬
‫ونظ ًار إلى ضرورة أن تكون المخاطرة فيه قابلة للقياس بدقة‪ ،‬وأن يكون بيد‬
‫المدير ما يمكنه من توجيه األموال في الصندوق بطريقة تحقق أكبر قدر ممكن من‬
‫السيولة ‪ -‬اتجهت هذه الصناديق إلى أسواق السلع الدولية‪ ،‬وليس المحلية؛ إذ يقوم‬
‫المصرف مباشرة بمثل ذلك‪ ،‬حيث يقتصر على السلع المباحة التي يجوز شراؤها‬
‫بالنقد‪ ،‬وبيعها باألجل(‪.)3‬‬
‫وهناك ضوابط البد من اتباعها عند االستثمار في صناديق السلع(‪:)4‬‬

‫(‪ )1‬األسهم الممتازة‪ :‬إصدار أسهم ذات خصائص مالية‪ ،‬تنطوي على الدفع المضمون لرأس المال‪،‬‬
‫أو لقسم محدد من الربح‪ ،‬أو تضمن األسبقية على األسهم األخرى عند التصفية أو توزيع األرباح‪،‬‬
‫وبالتالي يختلف عن السهم العادي بأنه يتميز بتحديد عائد ثابت يحصل عليه صاحب السهم‬
‫التفضيلي قبل إجراء أية توزيعات يحصل عليها المساهمون العاديون‪ ،‬أو أصحاب األسهم العادية‪،‬‬
‫اء بسواء‪ .‬انظر‪ :‬سوق األوراق المالية‬
‫وبعد ذلك تحصل معهم على نصيبها من األرباح سو ً‬
‫البورصة‪ ،‬عصام أبو النصر‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر األوراق المالية في مصر‪1997 ،‬م‪ ،‬مركز‬
‫صالح كامل‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )3‬إدارة المخاطر في صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬محمد القري‪ ،‬بحث مقدم للندوة السادسة عشرة‬
‫لدلة البركة‪ 24 ،‬صفر ‪ 1420‬ه‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )4‬صناديق االستثمار بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬د‪ .‬نزيه مبروك‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.84‬‬

‫‪-118-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫‪ -1‬اقتصار االستثمار على السلع المباحة‪.‬‬


‫‪ -2‬أن تكون هذه السلع من التي يجوز شراؤها بالنقد وبيعها باألجل‪ ،‬ويستثنى من‬
‫ذلك الذهب‪ ،‬والفضة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون عمليات الشراء والبيع حقيقية‪ ،‬ال صورية‪ ،‬بحيث يقع البيع على سلعة‬
‫فعال‪ ،‬ويتحقق للطرفين القبض الذى هو أساس صحة البيع‪.‬‬
‫موجودة ً‬
‫‪ -4‬يجب تحديد سعر السلعة لكال الطرفين‪ ،‬فإذا لم يتحدد سعرها أو تم ترك‬
‫جائز‪.‬‬
‫التحديد ألى سبب ال يعد البيع ًا‬
‫هذا‪ ،‬ويمكن أن تعمل صناديق السلع بصيغة السلم‪ ،‬أو االستصناع‪ ،‬أو‬
‫المرابحة‪ ،‬وكل تلك الصيغ قابلة للتطبيق في أسواق السلع الدولية‪.‬‬
‫أواال‪ :‬صناديق السلم‪:‬‬
‫عقد السلم من الصيغ المهمة التي تطبقها هذه الصناديق‪ ،‬ويقصد به‪ :‬بيع‬
‫آجل بعاجل‪ ،‬أي‪ :‬بيع يؤجل فيه قبض المبيع‪ ،‬ويعجل فيه قبض الثمن‪ ،‬وهو من‬
‫البيوع الجائزة‪ ،‬بشرط أن يكون في سلعة قابلة ألن تكون موصوفة في الذمة‪ ،‬وأن‬
‫يدفع الثمن عند التعاقد‪ ،‬مع تحديد أجل التسليم ومكانه(‪.)1‬‬
‫نقدا‪ ،‬مع تأجيل االستالم‪ ،‬ثم‬
‫ويتمثل نشاط صناديق السلم في شراء السلع ً‬
‫بيعها باألجل‪ ،‬حيث تستخدم أموال االكتتاب في شراء سلع مختلفة بغية إعادة‬
‫بيعها‪ ،‬وتوزيع األرباح الناجمة عن البيع على المكتتبين؛ ولذا يمكن توليد الربح من‬
‫بيوع السلم في الصناديق االستثمارية عن طريق الدخول في عقد سلم محله بضاعة‬
‫مثال‪،‬‬ ‫موصوفة في الذمة كالقمح‪ ،‬أو الشعير‪ ،‬تسلم إلى الصندوق بعد ستين ً‬
‫يوما ‪ً -‬‬

‫(‪ )1‬السلم لغة‪ :‬اإلعطاء‪ ،‬والترك‪ ،‬والتسليف‪ ،‬انظر‪ :‬لسان العرب (‪ ،)295/12‬مختار الصحاح‬
‫(‪ ،)311/1‬واصطالحا‪" :‬عقد على موصوف في الذمة ببدل يعطى عاجال"‪ .‬انظر‪ :‬رد المحتار على‬
‫الدر المختار (‪ ،)209/5‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل (‪ ،)514/4‬روضة الطالبين وعمدة‬
‫المفتين‪ ،‬محيي الدين يحيى بن شرف أبي زكريا النووي (ت‪676:‬ها)‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪1415 ( ،1‬ها‪1995-‬م)‪ ،)242/3( ،‬الروض المربع بشرح زاد المستقنع (‪.)209/2‬‬
‫‪-119-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ولكن الصندوق ال يرغب ً‬


‫حتما في تسليم السلعة‪ ،‬كما ال يجوز له بيعها قبل‬
‫قبضها؛ ألنها دين‪ ،‬فتدخل إدارة الصندوق في عقد سلم مواز‪ ،‬أي‪ :‬أنه يبيع سلعة‬

‫مماثلة بنفس الشروط مع اختالف المدة‪ ،‬فالسلم األول مدته ستون ً‬


‫يوما‪ ،‬أما الثاني‬
‫فمدته ثالثون فقط‪ ،‬ويحقق الربح من فرق السعر نتيجة تغيرات األسواق‪ ،‬ومن‬
‫الزيادة من أجل األجل(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬صناديق االستصناع‪:‬‬
‫ا‬
‫االستصناع‪ :‬ذلك االتفاق الذى يتعهد بموجبه أحد األطراف بصناعة عين‬
‫أصال‪ ،‬وفًقا للمواصفات التي يتم تحديدها‪ ،‬بموجب مقابل دفع مبلغ‬
‫ً‬ ‫غير موجودة‬
‫ثمنا للعين المصنوعة(‪.)2‬‬
‫معلوم ً‬
‫والصندوق االستثمارى يتعامل بصيغة االستصناع من خالل طريقين‪:‬‬
‫مستصنعا‪:‬‬
‫ا‬ ‫األول‪ :‬باعتباره‬
‫طالبا لبعض المنتجات‪ ،‬وبمواصفات‬ ‫ً‬ ‫وفى هذا األسلوب يكون الصندوق‬
‫خاصة‪ ،‬فيتعاقد مع شركات ومؤسسات حرفية وصناعية ألجل شراء السلع المطلوبة‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمية خصائصها وأنواعها‪ ،‬صفية أحمد أبو بكر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.851‬‬
‫(‪ )2‬االستصناع في اللغة‪ :‬طلب الصنع‪ ،‬والصنع‪ :‬العمل‪ ،‬والصناعة‪ :‬حرفة الصانع‪ .‬انظر‪ :‬لسان‬
‫العرب (‪ ،)208/8‬القاموس المحيط (‪ ،)59 /3‬المعجم الوسيط (‪ ،)525/1‬وفي االصطالح‪" :‬عقد‬
‫على مبيع في الذمة شرط فيه العمل"‪ .‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬عالء الدين أبي بكر‬
‫ابن مسعود الكاساني الحنفي(ت‪587 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬د‪ /‬محمد محمد تامر‪ ،‬محمد السعيد الزيني‪ ،‬وجيه‬
‫محمد على‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1426( ،1‬ها‪2005-‬م)‪ ،)84/6( ،‬الشرح الصغير على أقرب‬
‫المسالك لمذهب اإلمام مالك‪ ،‬أبو البركات أحمد بن محمد بن أحمد الدردير العدوي المالكي‬
‫(ت‪1201:‬ها)‪ ،‬عيسى البابي الحلبي (د‪.‬ت)‪ ،)287/3( ،‬المهذب في فقه المذهب اإلمام الشافعي‪،‬‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف الفيروز آبادي الشيرازي ( ‪476‬ها)‪ ،‬عيسى البابي الحلبي‬
‫(د‪.‬ت)‪ ،) 297/1( ،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد بن حنبل‪،‬‬
‫اإلمام عالء الدين أبي الحسن على بن سليمان المرداوي(ت‪885 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬محمد حامد الفقي‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪(، 2‬د‪.‬ت)‪.)350/4( ،‬‬

‫‪-120-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫في موعد محدد في المستقبل‪ ،‬فالصندوق في هذه الحالة هو المشتري المستصنع‪،‬‬


‫وهو بهذه الصيغة يمارس تمويل عمالئه بصفتهم جهات صانعة‪ ،‬يوفر لهم الموارد‬
‫المالية الالزمة عبر شراء منتجاتهم الصناعية‪.‬‬
‫أما وان هذه المنتجات دخلت في الملكية الخاصة بالصندوق فإنه يحق له‬
‫التصرف فيها‪ ،‬إما باالتجار المباشر‪ ،‬أو من خالل وكالء عنه‪.‬‬
‫ومن التطبيقات الممكنة بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪ -1‬قيام الصندوق بالبحث عن مشتر للسلعة‪ ،‬بالثمن الذى يتفق عليه في حينه‬
‫"بيع المساومة"‪.‬‬
‫‪ -2‬البحث عن مستأجر لألصل الذى تم تصنيعه‪ ،‬بأسلوب "اإلجارة المنتهية‬
‫بالتمليك"‪.‬‬
‫‪ -3‬تصريف الصندوق للسلعة المصنعة من خالل "توكيل الصانع" نفسه بمتابعة‬
‫منفصال‬
‫ً‬ ‫تسويق السلعة‪ ،‬وبيعها للغير بعد التمكن من القبض‪ ،‬ويشترط كون التوكيل‬
‫عن عقد االستصناع‪.‬‬
‫بناء‬ ‫ق‬
‫‪ -4‬تصريف الصندو للسلعة عن طريق إجراء بيع مرابحة للسلعة المصنعة‪ً ،‬‬
‫على وعد مسبق لشراء تلك السلعة من طرف ثالث‪ ،‬ويستطيع الصندوق من خالل‬
‫وجود هذا الوعد أن يقلل من مخاطر العملية‪ ،‬ويضمن تصريف السلعة بعد التمكن‬
‫من قبضها‪.‬‬
‫‪ -5‬تصريف السلعة عن طريق إبرام "عقد استصناع مو ٍاز"‪ ،‬مع طرف آخر يلتزم‬
‫فيه الصندوق بصنع السلعة المطلوبة بنفس المواصفات الخاصة بالسلعة التي‬
‫اشتراها في العقد األول‪ ،‬ويشترط في هذا عدم الربط بين العقدين(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬دور األسواق المالية في تدعيم االستثمار طويل األجل في المصارف اإلسالمية‪ ،‬أشرف دوابة‪،‬‬
‫ط‪ :‬دار السالم ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2006‬م ‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪-121-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫صانعا‪:‬‬
‫ا‬ ‫الثاني‪ :‬باعتباره‬
‫يمكن للصندوق أن يلعب دور الصانع في عقد االستصناع‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يقوم الصندوق بتمويل عمالئه بصفتهم جهات مستصنعة‪ ،‬وهو الجهة الصانعة‪.‬‬
‫ويمكن للصندوق إنتاج السلع المطلوبة سواء من خالل ما يمتلكه من‬
‫شركات‪ ،‬ومصانع تابعة له‪ ،‬أو مستثمر في جزء من رأسمالها‪.‬‬
‫كما يمكن للصندوق إبرام عقد استصناع مو ٍاز مع منتج لهذه السلعة على‬
‫نفس الكمية والمواصفات المطلوبة في عقد االستصناع األول‪ ،‬ويلعب الصندوق في‬
‫العقد الثاني دور المستصنع تجاه المقاول(‪.)1‬‬
‫ثال اثا‪ :‬صناديق المرابحة‪:‬‬
‫تقوم صناديق الم اربحة على التمويل باألجل بطريق المرابحة(‪ ،)2‬وبخاصة في‬
‫أسواق السلع الدولية‪ ،‬فيقوم الصندوق بشراء كمية من سلعة الحديد – ً‬
‫مثال‪ -‬بالنقد‪،‬‬
‫قصير في‬
‫ًا‬ ‫ثم بيعها إلى طرف ثالث غير من اشتراها منه باألجل‪ ،‬ويكون األجل‬
‫الغالب‪ ،‬يتراوح بين شهر‪ ،‬وستة أشهر‪.‬‬
‫ويستفيد من عمليات التمويل الشركات المتعاملة في أسواق السلع لتمويل‬
‫المخزون ومصافي البترول لتمويل حصولها على الخام‪ ،‬ومن المعلوم أن أصول‬
‫هذه الصناديق هي ديون تتعلق بذمة العمالء الذين اشتروا هذه السلع‪ ،‬ويتحدد‬
‫مقدار المخاطرة بالتصنيف االئتماني للمدين(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬دور صناديق االستثمار في تفعيل سوق األوراق المالية اإلسالمية‪ ،‬محمد جالل ومريم زايدى‪،‬‬
‫الملتقى الدولي الثاني للصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬ديسمبر ‪2013‬م‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )2‬المرابحة في اللغة‪ :‬تحقيق الربح‪ ،‬إذا سميت لكل قدر من الثمن ربحا‪ .‬المصباح المنير‬
‫(‪ ،)215/1‬وفي االصطالح‪" :‬بيع السلعة بالثمن الذي اشتراها به‪ ،‬وزيادة ربح معلوم لهما"‪ .‬انظر‪:‬‬
‫بدائع الصنائع (‪ ،)3193/7‬الشرح الصغير (‪ ،)215/3‬مغني المحتاج (‪ ،)77/2‬المغني‬
‫(‪.)199/4‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬محمد على القري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.423‬‬

‫‪-122-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫وتعد المرابحة إحدى المعامالت التي تنفذها المؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬


‫والتي تقوم بموجبها ببيع سلعة معينة إلى العميل بعد تملكها‪ ،‬وذلك بالثمن األول‬
‫للسلعة مع زيادة ربح معلوم متفق عليه‪ ،‬ويدفع العميل الثمن اإلجمالي في أجل‬
‫محدد‪ ،‬أو على أقساط محددة(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تتمثل في‬ ‫أخير يمكن القول إن ضوابط االستثمار في صناديق المرابحة‬
‫و ًا‬
‫أنه‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن تكون البضائع التي يتم التعامل فيها مباحة شرًعا‪ ،‬كما يتم استبعاد‬
‫التعامل في السالح‪ ،‬والذهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬والنقود؛ ألن التعامل فيها له شروط خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬يطالب الصندوق من المشترين منه مرابحة أن يقدموا ضمانات لسدادها ليترتب‬
‫ما في ذمتهم من ديون‪.‬‬
‫‪ -3‬االشتراط على الوكالء الذين يعينون للشراء بالنيابة عنه بقبض السلع المشتراة‬
‫قبل إعادة بيعها مرابحة للعمالء؛ وذلك تحقيقا للمبدأ الشرعي القاضي بحرمة جواز‬
‫بيع ما لم يقبض‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تستوفى من المستأجرين في السداد فوائد تأخرهم‪ ،‬ولكن يتم التنفيذ على‬
‫الضمانات التي بحوزة الصندوق‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب أن يكون صندوق المرابحة صندوًقا استثمارًيا مغلقا‪ ،‬وال يمكن تداول‬
‫وحداته في السوق الثانوية(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬البنوك اإلسالمية بين الحرية والتنظيم‪ ،‬جمال الدين عطية‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة بيروت ‪1993‬م‪،‬‬
‫ص‪.199‬‬
‫(‪ )2‬وقد اشترط الفقهاء شروطا لصحة المرابحة‪ ،‬منها‪ :‬أن يكون العقد األول صحيحا‪ ،‬معرفة الثمن‬
‫األول‪ ،‬معرفة الربح‪ .‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع (‪ ،)3197/7‬جواهر اإلكليل (‪ ،)57/2‬مغني المحتاج‬
‫(‪ ،)77/2‬كشاف القناع (‪.)232/2‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار اإلسالمي‪ ،‬محمد على القري‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة التطبيقات االقتصادية‬
‫اإلسالمية المصرفية‪12-9 ،‬محرم ‪ 1418‬ه‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪-123-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صناديق التأجير‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫يقصد به‪ :‬ذلك العقد الالزم على منفعة مقصودة‪ ،‬قابلة للبدل‬ ‫عقد اإلجارة‬
‫واإلباحة لمدة معلومة‪ ،‬بعوض معلوم‪.‬‬
‫ويعد عقد التأجير من العقود التي تقدم إمكانيات تمويلية ممتازة يمكن أن تكون‬
‫بديال للقروض‪ ،‬وتغطي حاجة المقترضين دون االضطرار إلى المعامالت‬
‫ً‬
‫الربوية(‪.)2‬‬
‫وفيه تعرف صناديق اإلجارة بأنها‪ :‬تلك الصناديق التي تقوم باستخدام األموال‬
‫المكتتبة في ش ارء األصول‪ ،‬وتأجيرها لمدة طويلة للعمالء ذوى المالءة‪ ،‬بحيث تولد‬
‫مستقر على االستثمار‪ ،‬وتبقى ملكية هذه األصول للصندوق‪ ،‬كما يتم تحصيل‬
‫ًا‬ ‫دخال‬
‫ً‬
‫اإليجارات التي تعد مصدر دخله من المستخدمين لألصول‪ ،‬وتوزيع النسب على‬
‫المكتتبين‪ ،‬إذ يحصل كل مكتتب على شهادة تضمن وتحدد نسبة ملكيته في‬
‫الصندوق(‪.)3‬‬
‫وبهذا فإن عمل هذه الصناديق يعتمد على امتالك الصندوق لألصول المؤجرة‪،‬‬
‫أحيانا العقارات‪ ،‬وتولد الدخل من القيمة‬
‫مثل‪ :‬المعدات‪ ،‬والسيارات‪ ،‬والطائرات‪ ،‬و ً‬
‫اإليجارية‪ ،‬وتختلف باختالف عقود اإليجار ألصول الصندوق‪ ،‬فبعضها يعتمد على‬
‫عقد اإليجار المعتاد‪ ،‬وهنا يتحمل الصندوق مخاطرة ثمن األصول عند انتهاء‬
‫العقود‪ ،‬وربما يكون على صفة اإليجار المنتهى بالتمليك‪ ،‬وفى هذه الحالة تغطى‬
‫كامال(‪.)4‬‬
‫اإليرادات قيمة األصل ً‬

‫(‪)1‬اإلجارة لغة‪ :‬األجرة على العمل‪ ،‬وعقد يرد على المنافع بعوض‪ .‬انظر‪ :‬المعجم الوسيط (‪،)7/1‬‬
‫المصباح المنير (‪ .)5/1‬واصطالحا‪" :‬عقد معاوضة على تمليك منفعة بعوض"‪ .‬انطر‪ :‬حاشية ابن‬
‫عابدين (‪ ،)221/5‬الشرح الصغير (‪ ،)5/4‬نهاية المحتاج (‪ ،)259/5‬المغني (‪.)20/6‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار‪ :‬دراسة وتحليل من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫(‪ )3‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )4‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وأنواعها‪ ،‬صفية أبو بكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.852‬‬

‫‪-124-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫وبالتالي فإن ضوابط االستثمار في صناديق اإلجارة يمكن حصرها في‬


‫النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يكون الصندوق ً‬
‫مالكا لألصول المؤجرة المولدة للدخل طوال مدة‬
‫حصوله‪ ،‬وأن تكون تلك األصول مما يمكن بقاء توليده للمنافع طوال مدة العقد‪،‬‬
‫كما يجب أن ينص العقد على األجرة بطريقة واضحة‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تصاغ العقود بحيث تدل بوضوح على أن التأجير بيع لمنفعة األصل‬
‫المؤجر‪ ،‬بحيث ال يتوقف األصل عن توليد المنافع المعقود عليها إن فسخ العقد‪،‬‬
‫وال يجور تضمين المستأجر األجرة‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أن ينص العقد على األجرة بطريقة نافية للجهالة طوال مدة العقد‪.‬‬
‫‪ -٤‬ال مانع من بيع المؤجر األصول المستأجرة إلى المستأجر‪ ،‬أو إلى طرف‬
‫ثالث‪.‬‬
‫‪ -٥‬يجب أن يتفق استخدام األصول اإليجارية مع أحكام الشرعية اإلسالمية(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬صناديق رأس المال "المأمون"‪:‬‬
‫تقوم فكرة صندوق رأس المال المأمون على االستجابة لرغبات كثير من‬
‫المستثمرين الذين يحبون الجمع من األرباح العالية‪ ،‬والمخاطر المتدنية‪ ،‬فمن‬
‫المعلوم أن األرباح العالية تتطلب مخاطر عالية؛ ألن الربح في النهاية هو مكافأة‬
‫عن الخطر(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬صناديق االستثمار اإلسالمي‪ ،‬محمد على القري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫(‪ )2‬صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وأنواعها‪ ،‬صفية أبو بكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.852‬‬
‫‪-125-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫الخاتمـــــة‬
‫مما ال شك فيه أن صناديق االستثمار كوسيلة من وسائل االستثمار الجماعي‬
‫تنعم بالعديد من المزايا‪ ،‬التي ال تقتصر على مؤسسيها ومستثمريها فحسب‪ ،‬بل‬
‫يمتد نفعها ليشمل االقتصاد القومي بمجمله‪ ،‬وتعطي صناديق االستثمار عددا من‬
‫المزايا االقتصادية‪ ،‬أبرزها توفير حجم كبير من األموال من خالل تجميع مدخرات‬
‫عدد كبير من األفراد‪.‬‬
‫وتتعدد صناديق االستثمار اإلسالمية وفًقا لحاجات المستثمرين‪ ،‬ورغباتهم‪،‬‬
‫وأهدافهم‪ ،‬ويمكن تصنيف صناديق االستثمار حسب إمكانية تداول وثائقها‪ ،‬وعلى‬
‫حسب نوع النشاط التي تستثمر فيه‪ ،‬وتستخدم صناديق االستثمار اإلسالمية‬
‫مواردها المالية في استثمارات حقيقية‪ ،‬وفي عمليات مباشرة مبنية على عقد‬
‫المضاربة الشرعية‪ ،‬ومجاالت االستثمار اإلسالمي األخرى‪ ،‬كالتأجير‪ ،‬والسلم‪،‬‬
‫والمرابحات‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫أهم نتائج البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬صندوق االستثمار اإلسالمي‪ :‬وعاء لالستثمار‪ ،‬له ذمة مالية مستقلة‪ ،‬يهدف‬
‫إلى تجميع األموال واستثمارها في مجاالت محددة‪ ،‬ويلتزم المدير فيه بضوابط‬
‫شرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسهم صناديق االستثمار اإلسالمية في تنشيط السوق‪ ،‬واستقطاب صغار‬
‫المدخرين والمستثمرين‪ ،‬وأولئك الذين ال تتوافر لديهم الخبرة الالزمة الستثمار‬
‫أموالهم‪.‬‬
‫‪ -3‬يحقق التمويل من خالل صناديق االستثمار اإلسالمية قيمة مضافة لالقتصاد؛‬
‫ألنها اعتمدت في تمويلها على صيغ وأساليب تتوافق مع الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫مباشر بالنشاط الحقيقي‪ ،‬كالمشاركة‪ ،‬والمضاربة‪،‬‬
‫ًا‬ ‫طا‬
‫والتي ترتبط ارتبا ً‬
‫واإلجارة‪ ،‬والسلم‪.‬‬

‫‪-126-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫‪ -4‬تتعدد أنواع صناديق االستثمار وفقا لحاجات المستثمرين‪ ،‬ورغباتهم‪ ،‬وأهدافهم‪،‬‬


‫ويمكن تصنيف صناديق االستثمار حسب إمكانية تداول وثائقها‪ ،‬وعلى حسب‬
‫نوع النشاط التي تستثمر فيه‪.‬‬
‫‪ -5‬تتم إدارة الصناديق بإحدى الصيغ الشرعية التالية‪ :‬المضاربة الشرعية‪ ،‬أو عقد‬
‫المشاركة‪ ،‬أو عقد الوكالة بأجر‪.‬‬
‫توصيات البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬االهتمام بصناديق االستثمار المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية بوصفها أداة‬
‫أساسية في استقطاب الموارد من جمهور المستثمرين‪ ،‬وأداة رئيسة في حشد موارد‬
‫الدولة والمؤسسات العامة‪ ،‬وهي البديل الشرعي عن السندات التقليدية‪.‬‬
‫‪ -2‬إبراز األهمية االقتصادية للصناديق اإلسالمية من خالل تطوير األدوات‬
‫المالية‪ ،‬واحداث أوراق مالية طويلة األجل يمكن من خاللها توجيه المدخرات إلى‬
‫تمويل القطاعات اإلنتاجية تتوافق مع قواعد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬تنمية الوعي االستثماري لدى الجماهير من خالل ما توفره صناديق االستثمار‬
‫من سهولة ومرونة في األنشطة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -4‬التنبيه على إدارات الصناديق اإلسالمية على األخذ بصيغ التمويل اإلسالمية‬
‫من مضاربة‪ ،‬ومشاركة‪ ،‬واجارة‪ ،‬ومرابحة‪ ،‬وسلم‪ ،‬وغيرها‪ ،‬دون االعتماد على واحدة‬
‫أو اثنتين على األكثر؛ فالتنوع يؤدى إلى زيادة الربحية‪.‬‬

‫‪-127-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪ -1‬إدارة المحافظ االستثمارية‪ ،‬محمد مطر وفايز تيم‪ ،‬داروائل‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪.)2005‬‬
‫‪ -2‬إدارة المخاطر في صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬محمد القري‪ ،‬بحث مقدم‬
‫للندوة السادسة عشرة لدلة البركة‪ 24 ،‬صفر ‪ 1420‬ه‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوات االستثمار في أسواق رأس المال‪ ،‬األوراق المالية وصناديق االستثمار‪،‬‬
‫إبراهيم منير هنيدي‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -4‬استثمار أموال الوقف في الشريعة اإلسالمية‪ :‬صيغه‪ ،‬مخاطره‪ ،‬ضوابطه‪:‬‬
‫دراسة مقارنة مع قانون الوقف في إمارة الشارقة‪ ،‬مادو غي بن سيدي سيا‪،‬‬
‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪،16‬‬
‫العدد‪.2009 ،2‬‬
‫‪ -5‬اإلسالم ونظريته االقتصادية‪ ،‬عبد المنعم الخفاجي‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪.1973 ،1‬‬
‫‪ -6‬األسهم والسندات من منظور إسالمي‪ ،‬عبد العزيز خياط‪ ،‬دار السالم‪،‬‬
‫القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ -7‬أسواق المال‪ ( :‬أسواق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬المؤسسات )‪ ،‬رسمية قرياقص‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -8‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد بن حنب ‪،‬‬
‫اإلمام عالء الدين أبي الحسن على بن سليمان المرداوي(ت‪885 :‬ها)‪ ،‬ت‪/‬‬
‫محمد حامد الفقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪( ،2‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -9‬األوراق المالية وأسواق المال‪ ،‬إبراهيم منير هنيدي‪ ،‬توزيع منشأة المعارف‪،‬‬
‫االسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪ -10‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬عالء الدين أبي بكر بن مسعود‬
‫الكاساني الحنفي(ت‪587 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬د‪ /‬محمد محمد تامر‪ ،‬محمد السعيد‬
‫الزيني‪ ،‬وجيه محمد على‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1426( ،1‬ها‪2005-‬م)‪.‬‬
‫‪ -11‬البنوك اإلسالمية بين الحرية والتنظيم‪ ،‬جمال الدين عطيه‪ ،‬ط‪ :‬مطبعة‬

‫‪-128-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫بيروت ‪1993‬م‪.‬‬
‫البورصات‪ :‬أسهم‪ ،‬سندات‪ ،‬صناديق استثمار‪ ،‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬المكتب‬ ‫‪-12‬‬
‫العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫تاج التراجم في من صنف من الحنفية‪ ،‬أبو العدل‪ ،‬قاسم زين الدين ابن‬ ‫‪-13‬‬
‫قطلوبغا‪( ،‬ت ‪879‬ها)‪ ،‬ط‪1 ،1‬م‪ ،‬ت‪ /‬إبراهيم صالح‪ ،‬دمشق‪ ،‬وبيروت‪ :‬دار‬
‫المأمون للتراث‪1412( ،‬ها‪1992-‬م)‪.‬‬
‫تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني الزبيدي‪( ،‬ت‪:‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪1205‬ه)‪ ،‬مجموعة من المحققين‪ ،‬دار الهداية‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.)476/4( ،‬‬
‫تقييم أداء صناديق االستثمار في مصر‪ ،‬مدخ محاسبي كمي‪ ،‬عز الدين‬ ‫‪-15‬‬
‫فكري تهامي‪ ،‬بحث مقدم لندوة صناديق االستثمار في مصر‪ ،‬الواقع‬
‫والمستقبل‪ 22 ،‬مارس‪.1997 ،‬‬
‫تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬مصطفى إبراهيم‬ ‫‪-16‬‬
‫محمد مصطفى‪ ،‬رسالة ماجستير قسم االقتصاد اإلسالمي مركز صالح‬
‫كامل‪ ،‬جامعة األزهر ‪2006‬م‪.‬‬
‫حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي‬ ‫‪-17‬‬
‫المالكي (‪1230‬ها)‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬عيسى البابي الحلبي‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫دور األسواق المالية في تدعيم االستثمار طوي األج في المصارف‬ ‫‪-18‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬أشرف دوابة‪ ،‬ط‪ :‬دار السالم ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2006‬م‪.‬‬
‫دور صناديق االستثمار في تفعي سوق األوراق المالية اإلسالمية‪ ،‬محمد‬ ‫‪-19‬‬
‫جالل ومريم زايدي‪ ،‬الملتقى الدولي الثاني للصناعة المالية اإلسالمية‬
‫ديسمبر ‪2013‬م الجزائر‪.‬‬
‫الذي على طبقات الحنابلة‪ ،‬ابن رجب الحنبلي‪ ،‬تحقيق وتعليق د‪ .‬عبد‬ ‫‪-20‬‬
‫الرحمن بن سليمان العثيمين‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪-1425( ،1‬‬
‫‪.)2005‬‬
‫رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار (حاشية ابن عابدين)‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم الشهير بابن‬
‫‪-129-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫عابدين (ت‪1252 :‬ها)‪.‬‬


‫الروض المريع شرح زاد المستقنع‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس‬ ‫‪-22‬‬
‫البهوتي(ت‪1051 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬على محمد شاكر‪ ،‬دار‬
‫التراث‪ ،‬القاهرة (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬محيي الدين يحيى بن شرف أبي زكريا‬ ‫‪-23‬‬
‫النووي (ت‪676:‬ها)‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1415 ( ،1‬ها‪-‬‬
‫‪1995‬م)‪.‬‬
‫سنن الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫أبو عيسى (المتوفى‪279 :‬ها)‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد محمد شاكر (جا ‪،1‬‬
‫‪ ،)2‬ومحمد فؤاد عبد الباقي (جا ‪ ،)3‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬
‫الحلبي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ 1395( ،2:‬ها ‪1975‬م)‪.‬‬
‫سوق األوراق المالية البورصة‪ ،‬عصام أبو النصر‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة‬ ‫‪-25‬‬
‫لمؤتمر األوراق المالية في مصر‪1997 ،‬م‪ ،‬مركز صالح كامل‪.‬‬
‫سوق األوراق المالية في ميزان الفقه اإلسالمي‪ ،‬عطية فياض‪ ،‬دار النشر‬ ‫‪-26‬‬
‫للجامعات‪ ،‬ط ‪.1998 ،1‬‬
‫الشرح الصغير على أقرب المسالك لمذهب اإلمام مالك‪ ،‬أبو البركات أحمد‬ ‫‪-27‬‬
‫ابن محمد بن أحمد الدردير العدوي المالكي (ت‪1201:‬ها)‪ ،‬عيسى البابي‬
‫الحلبي (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‬ ‫‪-28‬‬
‫الفارابي (المتوفى‪393 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1407( ،4‬ها‪1987 -‬م)‪.‬‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمي‪ ،‬محمد على القري‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة‬ ‫‪-29‬‬
‫التطبيقات االقتصادية اإلسالمية المصرفية‪12-9 ،‬محرم ‪1418‬ه‪.‬‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وأنواعها‪ ،‬د‪ .‬صفية أحمد أبو‬ ‫‪-30‬‬
‫بكر‪ ،‬بحوث المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر‪" ،‬المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪ :‬معالم الواقع وآفاق المستقبل" ‪ 9 -7‬ربيع اآلخر‪ 1426 /‬ه‪51 ،‬‬
‫– ‪ 71‬مايو‪2005 /‬م‪ ،‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪ ،‬المجلد‪ ،‬الثالث‪.‬‬

‫‪-130-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫صناديق االستثمار اإلسالمية والرقابة عليها‪" :‬دراسة فقهية قانونية"‪،‬‬ ‫‪-31‬‬


‫عصام خلف العنزي‪ ،‬رسالة دكتو اره غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬
‫الجامعة األردنية‪.2004 ،‬‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬دراسة تأصيلية موسعة‪ ،‬عبد الستار أبو غدة‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫بحث قدم للمؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر‪ "،‬المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫معالم الواقع وآفاق المستقبل"‪ 9-7 ،‬ربيع اآلخر ‪1426‬ه ‪ 17-15‬مايو‬
‫‪ ،2005‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪.‬‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬مفهومها‪ ،‬خصائصها وأحكامها‪ ،‬عبد‬ ‫‪-33‬‬
‫المجيد الصالحين‪ ،‬المؤتمر العلمي‪ ،‬السنوي الخامس عشر بعنوان "مؤتمر‬
‫أسواق األوراق المالية والبورصات‪ ،‬آفاق وتحديات‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المنعقد ‪ 18 -16‬صفر ‪1428‬ه‪،‬‬
‫الموافق‪ 8-6‬مارس ‪ ،2007‬المجلد الرابع‪.‬‬
‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ ،‬هشام جبر‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي‬ ‫‪-34‬‬
‫األول حول االستثمار والتمويل في فلسطين آفاق التنمية والتحديات‬
‫المعاصرة‪ ،‬المنعقد بكلية التجارة في الجامعة اإلسالمية من ‪ 9-8‬مايو‬
‫‪.2005‬‬
‫صناديق االستثمار المشتركة‪ ،‬عبد الكريم حمامي‪ ،‬فصلت للدراسات‬ ‫‪-35‬‬
‫والترجمة‪ ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫صناديق االستثمار الواقع والتجربة المصرية‪ ،‬د‪ .‬عاطف النقلي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-36‬‬
‫الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية جامعة اإلسكندرية‪ ،‬العدد األول‬
‫والثاني‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫صناديق االستثمار بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬د‪ .‬نزيه‬ ‫‪-37‬‬
‫مبروك‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫صناديق االستثمار في خدمة صغار وكبار المدخرين‪ ،‬إبراهيم منير هنيدي‪،‬‬ ‫‪-38‬‬
‫توزيع منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫صناديق االستثمار للبنوك والمستثمرين‪ ،‬د‪ .‬منى قاسم‪ ،‬ط‪ :‬الدار المصرية‬ ‫‪-39‬‬
‫اللبنانية‪ ،‬ط‪1995 ،1:‬م‪.‬‬
‫‪-131-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫صناديق االستثمار‪" :‬دارسة وتحلي من منظور االقتصاد اإلسالمي" د‪.‬‬ ‫‪-40‬‬


‫أحمد حسن الحسنى‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة شباب اإلسكندرية ‪1999‬م‪.‬‬
‫صناديق االستثمار‪ :‬دراسة فقهية اقتصادية‪ ،‬منيرة مقابلة‪ ،‬حالة األردن‪،‬‬ ‫‪-41‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪2001( ،‬م)‪.‬‬
‫صناديق االستثمار‪ :‬دراسة وتحلي من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬صفوت‬ ‫‪-42‬‬
‫عبد السالم عوض هللا‪ ،‬بحوث المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر‪،‬‬
‫"المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬معالم الواقع وآفاق المستقبل" ‪ 9 -7‬ربيع‬
‫اآلخر‪ 1426 /‬ه‪ 71 – 51 ،‬مايو‪2005 /‬م‪ ،‬غرفة تجارة وصناعة دبي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،‬الثالث‪.‬‬
‫الصناديق االستثمارية اإلسالمية‪ ،‬محمد علي القري‪ ،‬ورقة مقدمة لندوة‬ ‫‪-43‬‬
‫التطبيقات اإلسالمية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ 8-5( ،‬مايو ‪.)1998‬‬
‫طبقات الشافعية‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬عبد الرحيم بن الحسن اإلسنوي‪( ،‬ت ‪772‬ها‬ ‫‪-44‬‬
‫‪1370‬م)‪ ، ،‬ط‪2 ،1‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال الحوت‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪1422(،‬ها‪2001-‬م)‪.‬‬
‫عم شركات االستثمار اإلسالمية في السوق العالمية‪ ،‬أحمد محي الدين‬ ‫‪-45‬‬
‫أحمد‪ ،‬طبع على نفقة بنك البركة اإلسالمي لالستثمار‪ ،‬البحرين‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(‪1407‬ه‪1986 -‬م)‪.‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي‪( ،‬ت‪:‬‬ ‫‪-46‬‬
‫‪817‬ها)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ :‬بيروت‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس‬ ‫‪-47‬‬
‫البهوتي(‪1051‬ها)‪ ،‬ت‪/‬هالل مصيلحي‪ ،‬مصطفى هالل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1402‬ها‪1982-‬م)‪.‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬جمال الدين أبي الفصل محمد بن مكرم بن على بن أحمد بن‬ ‫‪-48‬‬
‫منظور (ت‪711 :‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬أمين محمد عبد الوهاب‪ ،‬محمد الصادق‬
‫العبيدي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(‪1417‬ه‪1997-‬م)‪.‬‬
‫المبسوط‪ ،‬أبي بكر محمد بن أحمد بن سهل السرخسي (ت‪490:‬ها)‪ ،‬دار‬ ‫‪-49‬‬

‫‪-132-‬‬
‫أحمد محمد فتحي أحمد الشيوي‬ ‫صناديق االستثمار اإلسالمية‪ :‬خصائصها وسماتها‬ ‫أبحاث‬

‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1409( ،1‬ها‪1989-‬م)‪.‬‬


‫مجموع الفتاوى‪ ،‬شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬أحمد بن عبد الحليم بن تيمية‪،‬‬ ‫‪-50‬‬
‫(ت ‪728‬ها ‪1327‬م)‪ ، ،‬ط‪37 ،2‬م‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبد الرحمن قاسم‪،‬‬
‫‪1398‬ها‪.‬‬
‫المجموع شرح المهذب‪ ،‬أبو زكريا‪ ،‬يحيى بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬ها‬ ‫‪-51‬‬
‫‪1277‬م)‪ ، ،‬ط‪23 ،1‬م‪ ،‬حققه‪ :‬محمد المطيعي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪-‬‬
‫بيروت‪1422(،‬ها‪2001 -‬م)‪.‬‬
‫مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية‪ ،‬حمزة عبد الكريم محمد حماد‪،‬‬ ‫‪-52‬‬
‫دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.2001 -1428 ،1‬‬
‫مختار الصحاح‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪( ،‬ت‪666:‬ه)‪،‬‬ ‫‪-53‬‬
‫تحقيق محمود خاطر‪ ،‬مكتبة لبنان‪.1995 ،‬‬
‫المدخرات‪ :‬أحكامها‪ ،‬طرق تكوينها‪ ،‬واستثمارها في الفقه اإلسالمي‪ ،‬قطب‬ ‫‪-54‬‬
‫مصطفى سانو‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار النفائس‪2001( ،‬م)‪.‬‬
‫المستصفى من علم األصول‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬محمد بن محمد الغزالي‪( ،‬ت ‪505‬‬ ‫‪-55‬‬
‫‪1111‬م)‪ ،‬ط‪2 ،1‬م‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬د‪ .‬محمد األشقر‪ ،‬مؤسسة‬ ‫ها‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪1417( ،‬ها‪1997-‬م)‪.‬‬
‫المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي المقري‬ ‫‪-56‬‬
‫الفيومي‪( ،‬ت‪ 770 :‬ه)‪ ،‬المكتبة العلمية‪ :‬بيروت‪(،‬ب‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫معجم البلدان‪ ،‬أبو عبد هللا الحموي‪ ،‬ياقوت بن عبد هللا‪( ،‬ت ‪626‬ها‬ ‫‪-57‬‬
‫‪1288‬م‪ ،‬ط‪ :‬بدون‪5 ،‬م‪ ،‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪1399(،‬ها‪-‬‬
‫‪1979‬م)‪.‬‬
‫المعجم الوسيط‪ ،‬مصطفى إبراهيم الزيات‪ ،‬أحمد عبد القادر‪ ،‬حامد النجار‬ ‫‪-58‬‬
‫محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار الدعوة‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-59‬‬
‫‪.1980‬‬
‫مغنى المحتاج إلى معرفة المنهاج‪ ،‬محمد الخطيب الشربيني( ‪977‬ها)‪ ،‬دار‬ ‫‪-60‬‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1415( ،1‬ها‪1995-‬م)‪.‬‬
‫‪-133-‬‬
‫العدد (‪)101‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫المغني‪ ،‬لموفق الدين أبي محمد بن عبد هللا بن احمد بن محمد بن قدامة‬ ‫‪-61‬‬
‫المقدسي الحنبلي (‪630‬ها)‪ ،‬ت‪ /‬د‪ .‬محمد شرف الدين خطاب‪ ،‬د‪ .‬السيد‬
‫محمد السيد‪ ،‬أ‪ .‬سيد إبراهيم صادق‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1416( ،1‬ها‪-‬‬
‫‪1996‬م)‪.‬‬
‫مفردات ألفاظ القرآن الكريم‪ ،‬الحسين ابن محمد الراغب األصفهاني‪،‬‬ ‫‪-62‬‬
‫‪1033‬م)‪ ،‬ط‪ ،1‬م‪ ،‬تحقيق‪ :‬صفوان داوودي‪ ،‬دار القلم‪،‬‬ ‫(ت‪425‬ها‬
‫دمشق‪ ،‬والدار الشامية‪ ،‬بيروت‪1421 ،‬ها‪1992-‬م‪.‬‬
‫مقاييس اللغة‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪( ،‬ت‪ ،)395:‬ت‪/‬‬ ‫‪-63‬‬
‫عبدالسالم محمد هارون‪ ،‬دار الجيل‪( ،‬ب‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫المهذب في فقه المذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن على بن‬ ‫‪-64‬‬
‫الفيروزبادي الشيرازي ( ‪476‬ها)‪ ،‬عيسى البابي الحلبي (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫ا‬ ‫يوسف‬
‫مواهب الجلي شرح مختصر خلي ‪ ،‬أبي عبد هللا محمد بن محمد بن عبد‬ ‫‪-65‬‬
‫الرحمن المغربي المعروف بالحطاب (ت‪954 :‬ها)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫(‪ 1412‬ها‪1992-‬م)‪.‬‬
‫نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪ ،‬في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي‪،‬‬ ‫‪-66‬‬
‫شمس الدين محمد بن أبي العباس الشهير بالشافعي الصغير( ‪ 1004‬ها)‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬الطبعة األخير‪ 1404 (،‬ها‪1984-‬م)‪.‬‬
‫النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن‬ ‫‪-67‬‬
‫محمد الجزري (ابن األثير)‪ ،‬ت‪ /‬محمود محمد الطناحي‪ ،‬وطاهر أحمد‬
‫الزواوي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪(،‬ب‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫ني األوطار‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني اليمني (ت‪ ،)125:‬ت‪ /‬عصام الدين‬ ‫‪-68‬‬
‫الصبابطي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1413( ،1‬ه‪1993/‬م)‪.‬‬
‫الهداية في شرح بداية المبتدي‪ ،‬أبو الحسين‪ ،‬علي بن أبي بكر المرغيناني‪،‬‬ ‫‪-69‬‬
‫(ت ‪593‬ها ‪1196‬م)‪ ،‬ط‪2 ،1‬م‪ ،‬اعتنى بتصحيحه‪ :‬طالل يوسف‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪1416( ،‬ها‪1995 -‬م)‪.‬‬

‫‪-134-‬‬

You might also like