You are on page 1of 18

‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاهية‬

‫الصناديـ ـ ـ ـ ـق السي ـ ـ ـ ـ ـادية‬

‫المراجعة واﻻعتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫اﻹعـ ـ ـ ـ ــداد‬


‫اﻷستاذة‪ /‬آمنة سالم الجابري‬ ‫د‪ .‬شكري رجب العشماوي‬

‫فبراير‬ ‫مدير إدارة الدراسات المالية‬


‫مدير قسم الدراسات‬
‫والسياسات المالية‬

‫‪2022‬‬ ‫‪1‬‬
‫بيانات مفتوحة‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫المحتويات‬

‫‪ -1‬مقدمة ‪3................................................................................................................................................... :‬‬

‫‪ -2‬مفهوم صناديق الثروة السيادية ‪4...................................................................................................................‬‬

‫‪-3‬نشأة و انتشار الصناديق السيادية ‪5.................................................................................................................‬‬

‫‪-4‬أهم أشكال الصناديق السيادية ‪5....................................................................................................................‬‬

‫‪-5‬مبررات إنشاء الصناديق السيادية‪6............................................................................................................... :‬‬

‫‪-6‬أهداف صناديق الثروة السيادية‪7................................................................................................................... :‬‬

‫‪-7‬مؤشرات قياس اداء الصناديق السيادية ‪8........................................................................................................‬‬

‫الصناديق السيادية ‪10.....................................................................................................‬‬ ‫‪-8‬تطور اﻻستثمارات‬

‫‪ -9‬الصناديق السيادية و ازمة كوفيد ‪13.......................................................................................................... 19‬‬

‫‪ -10‬الخاتمة ‪16...............................................................................................................................................‬‬

‫المراجع ‪17......................................................................................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫تعد " صناديق الثروة السيادية " أو الصناديق السيادية " هي صناديق مملوكة لدولة ما‪ ،‬وتتكون مواردها من‬
‫أصول مختلفة‪ :‬كاﻷراضي أو اﻷسهم أو السندات أو فوائض الميزانية العامة للدولة أو فوائض اﻻحتياطيات النقدية‬
‫أو فوائض ميزان المدفوعات أو إيرادات عمليات الخصخصة‪ ،‬وتتسم أصولها بالضخامة وعملها بالسيادة‪ ،‬وتستثمر‬
‫تلك الفوائض باﻷسواق المحلية أو اﻷجنبية أو فيهما معا ً وفقا ً لمعايير اقتصادية ) التكلفة والعائد (‪.‬‬

‫تعتبر الصناديق السيادية ليست بالحديثة نسبيا ً بل تعود إ عام ‪ 1953‬حينما أنشأت الكويت صندوقها السيادي‬
‫حقوق اﻷجيال‬ ‫والمعروف حاليا ً " بالهيئة العامة لﻼستثمار " من أجل استثمار فوائض إيراداتها النفطية للحفاظ ع‬
‫اختﻼف‬ ‫كافة دول العالم ع‬ ‫هذا المورد الناضب‪ ،‬ثم توا بعد ذلك اﻻنتشار الس يع لهذه الصناديق‬ ‫القادمة‬
‫نوعية الموارد واﻷصول المملوكة لديها وبخاصة منذ بداية اﻷلفية الثالثة‪ ،‬وأصبحت تلك الصناديق من أهم‬
‫أصول الشركات‬ ‫الحصص الكبرى‬ ‫كافة القطاعات اﻻقتصادية بل استحوذت ع‬ ‫مصادر اﻹستثمار اﻷجنبي‬
‫الدولية والمتعددة الجنسيات ‪ .‬كما وضعت البلدان أهدافا ً مختلفة لصناديق الثروة السيادية بل تتوسع وتتغير‬
‫أهدافها حسب الظروف التي تمر بها الدولة صاحبة الصندوق ‪ ،‬وهناك العديد من اﻷسباب التى دفعت الدول‬
‫للحاق بركاب الصناديق السيادية‪ ،‬كما أن هناك العديد من المؤشرات التى يمكن من خﻼلها تقييم أداء الصندوق‬
‫تحقيق أهدافه‪.‬‬

‫من جانب آخر فالصناديق السيادية تختلف عن البنوك المرك ية جمل ًة وتفصيﻼ ً‪ ،‬فالبنك المركزي هو أحد أدوات‬
‫السياسات اﻻقتصادية المتنوعة والمعروفة‪ ،‬وهو المسؤول تحديدا ً عن السياسة النقدية للدولة‪ ،‬وبشيء من‬
‫التفصيل فالبنك المركزي هو من يحتفظ بأموال الدولة‪ ،‬وهو من يدير العملة لغرض تحفيز اﻻقتصاد وتحسين‬
‫عائد‬ ‫مؤشرات اﻻقتصاد الك ‪ ،‬أما صندوق الثروة السيادية فهو جسم أو كيان يهدف فقط لل بح وتحقيق أع‬
‫‪ ،‬وبحسب معهد صناديق الثروة السيادية فإن الصناديق السيادية‬ ‫ﻻستثماراته‪ ،‬أي أنه أحد عناصر اﻻقتصاد الج‬
‫الرغم من هذا فإنه ثمة ثﻼث حاﻻت )مسارات( تُع ُد إستثناء وهي )أي‬ ‫سياسات اﻻقتصاد الك ‪ ،‬وع‬ ‫ﻻتتدخل‬
‫سياسات اﻻقتصاد الك (‪:‬‬ ‫الحاﻻت التي يطلب من أو مسموح فيها بتدخل الصناديق السيادية‬

‫تحويل أموال من الصندوق السيادي للموازنات العامة للدول لتلبية حاجات طارئة‪ ،‬أو تقديم دعم ما‬ ‫‪‬‬
‫من الصندوق السيادي للبنك المركزي للدولة المالكة له وذلك لسد حاجات استثنائية كالمتعلقة بميزان‬
‫المدفوعات مثﻼ ً‪ ،‬أو التدخل لضمان استقرار )إنقاذ( مؤسسات أو شركات محلية تقوم بدور محوري‬
‫اﻻقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪ :‬مفهوم الصناديق السيادية‪ ،‬و اﻷسباب التي دفعت ﻻنتشارها و تطور‬ ‫و من خﻼل هذه الدراسة نتعرف ع‬
‫تطور أدائها و دورها‬ ‫تحقيقها‪ ،‬وأهم أشكالها‪ ،‬ومعايير قياس أداؤها باﻹضافة ا‬ ‫أعدادها‪ ،‬واﻷهداف التي تسعى إ‬
‫ظل ازمة كوفيد ‪. 19‬‬

‫‪ -2‬مفهوم صناديق الثروة السيادية ‪Sovereign Wealth Funds‬‬


‫مفهوم شامل‬ ‫الرغم من أن إنشاء صناديق الثروة السيادية ليست بالحديثة إﻻ أنه من الصعب الحصول ع‬ ‫ع‬
‫دول العالم حيث عرفت مجموعة العمل الدولية ‪International‬‬ ‫جميع صناديق الثروة السيادية‬ ‫ينطبق ع‬
‫أنها‪:‬‬ ‫) ‪ Working Group ( IWG‬الصناديق السيادية ع‬

‫" صناديق استثمار أو ترتيبات ذات غرض خاص تملكها حكومات الدول التي تقوم بإنشاء هذه الصناديق من أجل‬
‫توظيفها أو إدارتها لتحقيق أهداف مالية‪ ،‬مستخدمة‬ ‫تحقيق أهداف اقتصادية كلية‪ ،‬و هي تحتفظ باﻷصول أو تتو‬
‫اﻷصول المالية واﻷجنبية‪ ،‬كما تتنوع مصادر تمويل هذه‬ ‫ذلك استراتيجيات استثما ية تتضمن اﻻستثمار‬
‫موا ين المدفوعات أو عمليات تخص العمﻼت اﻷجنبية‬ ‫الصناديق فهناك صناديق يكون مصدر إنشائها فوائض‬
‫الميزانية العامة للدولة أو إيرادات ناتجة عن صادرات المواد اﻷولية ‪.‬‬ ‫أو من إ يرادات الخصخصة أو فائض‬

‫أنها " صناديق أو ترتيبات استثما ية عامة‬ ‫‪ IMF‬صناديق الثروة السيادية ع‬ ‫أيضا ً عرف صندوق النقد الدو‬
‫ذات أهداف خاصة و محددة " تتميز بثﻼثة معايير وهي‪:‬‬

‫اﻷول ‪ :‬مملوكة أو مراقبة من طرف حكومة وطنية )تضم كل من الحكومة المرك ية أو الحكومة دون المرك ية(‪.‬‬

‫عمليات اﻻستثمار بعيد المدى‪.‬‬ ‫الثا ‪ :‬تستخدم اﻷموال العامة‬

‫تحقيق بعض اﻷهداف اﻻقتصادية الكلية المحددة كاﻹدخار لﻸجيال‬ ‫الثالث ‪ :‬تهدف سياستها اﻻستثما ية إ‬
‫القادمة‪ ،‬تنويع الناتج المح ‪ ،‬التوظف ‪ ،‬النمو اﻻقتصادي‬

‫أنها " وسائل استثمار‬ ‫كما عرفت منظمة التعاون اﻻقتصادي و التنمية ‪ OECD‬صناديق الثروة السيادية ع‬
‫مملوكة للحكومات و تمول من فائض موجودات النقد اﻷجنبي "‬

‫من خﻼل التع يفات السابقة يمكن القول بأن صناديق الثروة السيادية عبارة عن صناديق استثمار مملوكة‬
‫للدولة ‪ ،‬تمول من فائض ميزان المدفوعات ‪ ،‬أو فائض احتياطيات النقد اﻷجنبي بالبنك المركزي ‪ ،‬أو عائد عمليات‬
‫الخصخصة ‪ ،‬أو فائض الميزانية العامة للدولة ‪ ،‬أو اﻹيرادات المتحققة من الصادرات السلعية ‪ ،‬أو من كل هذه‬
‫المصادر مجتمعة ‪ ،‬و تختلف الدول فيما بينها من حيث مصدر التمو يل و الهدف المرجو منه حسب طبيعة موارد‬
‫كل دولة و ظروفها اﻻقتصادية التي تمر بها و تهدف إليها ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪-3‬نشأة و انتشار الصناديق السيادية‬


‫استثمار فائض اﻹيرادات‬ ‫الغالب تعمل ع‬ ‫" الصناديق السيادية " كونها صناديق ثروة سيادية‬ ‫يغلب ع‬
‫عوائد النفط‪ ،‬ومن‬ ‫اﻷسواق المحلية والدولية بهدف مواجهة التقلبات الدو ية‬ ‫النفطية بفعالية وكفاءة عالية‬
‫أمثلة هذه الصناديق هيئة اﻻستثمار الكويتية التي أنشئت عام ‪ ،1953‬و صندوق مبادلة بأبوظبي عام ‪ 2002‬و‬
‫باﻹمارة ‪ ،‬و صندوق معاشات التقاعد الحكومي‬ ‫أبوظبي من خﻼل اﻻستثمار المح‬ ‫الذي يهدف لخلق النمو‬
‫الحساب الجاري بموا ين مدفوعاتها‬ ‫ذلك أن قامت الدول ذات الفوائض الكبيرة‬ ‫بالنرويج عام ‪ . 1990‬ثم ت‬
‫واحتياطيات النقد اﻷجنبي ببنوكها المرك ية بإنشاء صناديق سيادية تضم تلك الفوائض من أجل تقليل احتماﻻت‬
‫المديين المتوسط و البعيد‪ ،‬و من أمثلة تلك الصناديق صناديق‬ ‫هذه المبالغ‬ ‫المخاطرة و يادة العوائد المالية ع‬
‫‪.‬‬ ‫الصين‪ ،‬و سنغافورة ‪ ،‬و تشي‬

‫تزايد مستمر ‪ ،‬وتعددت مصادر تمويلها‪ ،‬و أيضا ً أهدافها‪،‬‬ ‫ومنذ أوائل اﻷلفية الثالثة أخذ عدد الصناديق السيادية‬
‫‪ ،‬و السياسي ‪ ،‬و اﻻقتصادي ‪ ،‬والمؤسسات المالية الدولية‪،‬‬ ‫المجال الما‬ ‫كما نالت اهتمام العديد من الباحثين‬
‫ومرا كز اﻷبحاث الدولية ‪ ،‬و أصبح لها معهد متخصص – ‪ –Sovereign Wealth Funds Institute‬يقدم المعلومات‬
‫و البيانات والمؤشرات حول أداؤها و حجم أصولها و استثماراتها‪.‬‬

‫‪-4‬أهم أشكال الصناديق السيادية‬


‫يمكن تصنيف الصناديق السيادية كالتا ‪:‬‬
‫شكل رقم ) ‪( 1‬‬
‫تصنيف الصناديق السيادية‬

‫مصدر اﻷصول‬ ‫الهدف اﻷساسى لﻺنشاء‬

‫صناديق‬
‫صناديق‬
‫عوائد‬ ‫صناديق‬
‫فوائض‬ ‫صناديق‬ ‫صناديق‬ ‫صناديق‬
‫الخصخصة‬ ‫المواد‬
‫المدفوعات‬ ‫التنمية‬ ‫اﻻدخار‬ ‫اﻻستقرار‬
‫والممتلكات‬ ‫اﻷولية‬
‫الجا ية‬
‫العامة‬

‫‪:‬‬ ‫‪ 1- 4‬من حيث الهدف اﻷساسى ﻹنشائها تنقسم ا‬

‫حماية الموازنة العامة واﻻقتصاد من تقلبات أسعار السلع‬ ‫أ‪ -‬صناديق اﻻستقرار ‪ :‬يتمثل هدفها اﻷساسي‬
‫الضرو ية ‪.‬‬
‫محافظ أصول متنوعة‪.‬‬ ‫تحويل اﻷرصدة غير المتجددة إ‬ ‫ب‪ -‬صناديق اﻻدخار ‪ :‬يتمثل هدفها اﻷساسي‬

‫‪5‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫الدولة‬ ‫تشجيع تمويل المشا يع اﻻقتصادية واﻻجتماعية‬ ‫ج‪ -‬صناديق التنمية ‪ :‬يتمثل هدفها اﻷساسي‬
‫‪ ،‬و التوظيف ‪ ...‬الخ و من أمثلة هذه الصناديق صندوق‬ ‫اﻻجما‬ ‫صاحبة الصندوق من أجل يادة الناتج المح‬
‫سنغافورة ‪ Temasek‬و صندوق اﻹمارات مبادلة ‪ ، MUBADALA‬و صندوق مصر ‪.‬و يﻼحظ إمكانية تعدد أهداف‬
‫البداية ﻷغراض اﻻستقرار ‪ ،‬و يمكن أن يتطور‬ ‫الصندوق أو تغييرها عبر الزمن فمثﻼ ً يمكن إنشاء صندوق سيادي‬
‫صندوق ادخار ‪ ،‬أو لصندوق تنمية ‪.‬‬ ‫هذا الصندوق إ‬

‫‪:‬‬ ‫‪ 2-4‬كما يمكن تصنيف الصناديق السيادية من حيث مصدر أصولها إ‬

‫أ‪-‬صناديق المواد اﻷولية ‪ :‬تمثل المواد اﻷولية كالنفط و الغاز ‪ ..‬الخ مصدر دخل الصندوق ‪ ،‬وأنشئت هذه الصناديق‬
‫من أجل إحﻼل اﻷصول اﻻستثما ية محل المورد الطبيعي الناضب ‪ ،‬ومن أمثلة هذه الصناديق الصندوق الكويتي‬
‫النفط و صندوق‬ ‫الجزائر التي تعتمد ع‬ ‫روسيا ‪ ،‬و صندوق ضبط الموارد‬ ‫) ‪ ( KIA‬و صندوق ‪Reserve Fund‬‬
‫تغيرات أسعار النحاس ‪.‬‬ ‫الذي يعتمد ع‬ ‫تشي‬

‫ب‪-‬صناديق فوائض المدفوعات الجا ية ‪ :‬يمثل فائض ميزان المدفوعات‪ ،‬و فائض اﻻحتياطيات لدى البنك‬
‫المركزي ‪ ،‬و كذلك فائض الميزانية العامة للدولة مصدر دخل الصندوق‪ ،‬ومن أمثلة ذلك صناديق الصين‪،‬‬
‫وسنغافورة ‪ ،‬وأنشئت هذه الصناديق من أجل يادة عوائد تلك الفوائض ‪.‬‬

‫ج‪ -‬صناديق عوائد الخصخصة والممتلكات العامة ‪ :‬تمثل عوائد تطبيق برنامج الخصخصة‪ ،‬و حصيلة بيع‬
‫الممتلكات العامة مصدر دخل الصندوق‪ ،‬ومن أمثلة ذلك صندوق مصر وأنشئت مثل هذه الصناديق من أجل‬
‫دعم المشروعات العامة منخفضة الكفاءة‪ ،‬و لﻼستفادة من أصول‬ ‫الموازنة العامة للدولة‬ ‫تخفيف العبء ع‬
‫حقوق اﻷجيال‬ ‫و ممتلكات الدولة و استثمار عوائدها وفقا ً للعائد والتكلفة بما يضمن تحقيق التنمية‪ ،‬و يحافظ ع‬
‫القادمة‪.‬‬

‫‪-5‬مبررات إنشاء الصناديق السيادية‬


‫تتباين مبررات ودوافع إنشاء ال صناديق السيادية من بلد ﻵخر حسب مميزات وخصائص الهيكل اﻻقتصادي ومصدر‬
‫‪:‬‬ ‫العموم يمكن تلخيص هذه المبررات فيما ي‬ ‫الفائض الما المحقق‪ ،‬وع‬

‫‪ : 1-5‬التحسب للنضوب الطبيعي للمورد والحاجة لبناء أصول أخرى تدر دخﻼ ً يعوض نضوب اﻷصل الحا ‪،‬‬
‫واستغﻼل إيراداته من قبل الجيل الحا ‪ ،‬وهو ما اصطلح عليه بتحقيق العدالة بين اﻷجيال وبمقتضى ذلك اﻻعتبار‬
‫فقط‪ ،‬فإن البلدان التي يكون فيها العمر الزمني ﻻحتياطي اﻷصل الناضب قصيرا ً‪ ،‬يكون الحافز لديها أ كبر لﻼدخار‬
‫من تلك البلدان التي يكون العمر الزمني ﻻحتياطيها أطول كبلدان دول مجلس التعاون الخليجي حيث يتراوح فيها‬
‫ذلك العمر بمستويات اﻹنتاج الحالية بين عش ين إ أ كثر من مائة عام وبمتوسط ‪ 75‬عاما ً لدول الخليج مجتمعة‪.‬‬

‫‪ 2-5‬ﻹنشاء صناديق الثروة السيادية فيتعلق بالطاقة اﻻستعابية لﻼقتصاد الوطني وإمكانات تنويع قاعدته‪ ،‬وهذه‬
‫حجم العائدات بالنسبة للفرد وكذلك حجم اﻻقتصاد مقارنة بتلك‬ ‫حجم اﻻحتياطي واﻹنتاج‪ ،‬وبالتا‬ ‫تعتمد ع‬
‫العائدات‪ ،‬وعوامل أخرى مرتبطة باﻹمكانات الحالية والممكنة لذلك اﻻقتصاد‪ ،‬وهذا يعني أن اقتصادات البلدان‬
‫صغيرة الحجم قليلة السكان‪ ،‬وذات إمكانات التنويع المحدودة‪ ،‬يكون لديها حافز أ كبر ﻹنشاء صناديق ﻻدخار أو‬

‫‪6‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫استثمار العوائد النفطية ولكن حتى تلك اﻻعتبارات قد تتغير عبر الزمن‪ ،‬ونتيجة للسياسات اﻻقتصادية فالطاقة‬
‫السياسات اﻻقتصادية‪.‬‬ ‫اﻻستيعابية لﻼقتصاد الوطني تتزايد وتتغير وتعتمد أيضا ً ع‬

‫‪ : 3-5‬وجود انعكاسات سلبية للتدفقات المالية الناتجة عن الثروة الطبيعية أو ما يعرف بأثر المرض الهولندي‬
‫تراجعها وإفقارها‪ ،‬ويصيب‬ ‫)حالة اقتصادية تصيب اقتصاد الدولة التي لديها ثروات طبيعية كثيرة وتسبب‬
‫حكومتها وشعبها نوع من الكسل والجمود اﻹبداعي واﻻستنزاف والتبذير وهدر الثروة وإيرادات وعوائد بيع الثروات‬
‫ذلك الدول التي لديها ثروات وموارد طبيعية من الذهب‪،‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬مما يبعد الدولة عن ط يق التنمية‪ .‬مثال ع‬
‫اقتصاديات الدول المالكة‬ ‫والنفط‪ ،‬والغاز الطبيعي‪ ،‬والمعادن‪ ،‬واﻷخشاب وكذلك المنتجات الزاعية الوفيرة( ع‬
‫استقرار النشاط اﻻقتصادي‬ ‫أو استثماره خارجيا ً للحفاظ ع‬ ‫لها يفرض عليها إنشاء آلية ﻻدخار الفائض الما‬
‫وحماية القطاع الصناعي من تداعيات هذا المرض‪.‬‬

‫‪ : 4-5‬تعرض احتياطات الصرف اﻷجنبي لمخاطر مرتبطة بتقلبات معدﻻت الفائدة وسعر الصرف اﻷجنبي يفرض‬
‫الدول تنويع مجاﻻت توظيف هذه اﻻحتياطات‪ ،‬وهو ما يمكن القيام به عن ط يق إنشاء صناديق سيادية تقوم‬ ‫ع‬
‫التقليل من المخاطر‪.‬‬ ‫أصول مالية متنوعة مما يؤدي إ‬ ‫باستثمار جزء من هذه اﻻحتياطات‬

‫نقل التكنولوجيا إ الدول المالكة حيث تؤدي اﻻستثمارات‬ ‫‪ : 5-5‬يمكن لصناديق الثروة السيادية أن تساعد‬
‫توسيع حجم المبادﻻت بما فيها عمليات نقل‬ ‫الدول المتقدمة إ‬ ‫المباشرة وغير المباشرة لهذه الصناديق‬
‫التكنولوجيا والمعارف‪.‬‬

‫‪-6‬أهداف صناديق الثروة السيادية‬


‫تتباين أهداف الصناديق السيادية باختﻼف أنواعها ومبررات إنشائها ورغم ذلك يمكن إبراز أهم اﻷهداف فيما ي ‪:‬‬
‫شكل رقم ) ‪( 2‬‬
‫أهداف الصناديق السيادية‬

‫مساعدة السلطات‬
‫تعظيم عوائد احتياطات‬ ‫تمويل برامج التنمية‬
‫تنويع مصادر الدخل‬ ‫ادارة‬ ‫النقدية‬
‫الصرف اﻷجنبية‬ ‫اﻻقتصادية واﻻجتماعية‬
‫السياسة النقدية‬

‫تحقيق مبدأ عدالة‬


‫تحقيق النمو‬
‫تو يع الثروة بين‬
‫المستدام"‬
‫اﻷجيال‬

‫أهداف الصناديق‬ ‫تحقيق أهداف‬


‫حماية اﻻقتصاد‬
‫والموازنة العامة‬
‫السيادية‬ ‫استراتيجية سياسية‬
‫واقتصادية‬

‫‪7‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪-7‬مؤشرات قياس أداء الصناديق السيادية‬


‫مراحلها اﻷولية وذلك ﻻختﻼف أهدافها ‪ ،‬و هناك مؤش ين لقياس‬ ‫ما تزال مؤشرات قياس أداء الصناديق السيادية‬
‫نطاق واسع وهما ‪:‬‬ ‫أداء الصناديق السيادية و تستخدمان ع‬

‫‪ 1-7‬مؤشر ترومان‬

‫"‬ ‫أعد هذا المؤشر عام ‪ 2008‬من قبل ‪ Edwin . m. Truman‬الذي يعمل باحثا ً بمعهد " بيترسون الدو‬
‫دراسته التي شملت ‪ 44‬صندوقا ً سياديا ً‪ ،‬و التي كانت تهدف إ قياس أداء صناديق الثروة السياسية‪ ،‬والذي قسم‬
‫مؤشره هذا إ أ بعة معايير رئيسية وهم‪:‬‬

‫اﻷول ‪ :‬الهيكلية ‪Structure‬‬

‫‪ :‬مدى وضوح مصادر تمويل الصندوق ‪ ،‬وأوجه استخدام اﻷصول التي تدخل‬ ‫التعرف ع‬ ‫يهدف هذا المعيار إ‬
‫حيازة الصندوق وعائداتها‪ ،‬و درجة عﻼقة الصندوق بالموازنة العامة للدولة‪ ،‬واﻻستراتيجية اﻻستثما ية للصندوق‪،‬‬
‫ويتكون هذا المعيار من ثمانية أسئلة كالتا ‪:‬‬

‫‪ :‬الحوكمة ‪Governance‬‬ ‫الثا‬

‫استراتيجية‬ ‫‪ :‬مدى درجة وضوح دور معايير الحوكمة المعتمدة دوليا ً‬ ‫التعرف ع‬ ‫يهدف هذا المعيار إ‬
‫الصندوق‪ ،‬و مدى وجود واعتماد‬ ‫اﻻستثمار‬ ‫استثمارات الصندوق‪ ،‬ونزاهة أعضاء ومدراء الهيئة القائمة ع‬
‫مؤشرات الحكم الرشيد ‪ ،‬و يتكون هذا المعيار من خمسة أسئلة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫الثالث ‪ :‬المساءلة والشفافية ‪Accountability and Transparency‬‬

‫مدى الشفافية من خﻼل توفير المعلومات ال بع سنوية والسنوية عن‬ ‫‪ :‬التعرف ع‬ ‫يهدف هذا المعيار إ‬
‫لها‪ ،‬والرقابة المالية الداخلية والخارجية‬ ‫استثمارات الصندوق‪ ،‬وأدواتها‪ ،‬وأحجامها‪ ،‬و عائداتها‪ ،‬والتو يع الجغرا‬
‫عليها‪ ،‬ويتكون هذا المعيار من احدى عشرة سؤاﻻ ً‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫الرابع ‪ :‬سلوك الصندوق ‪Behavior‬‬

‫أسواق الدول التي يستثمر فيها‪ ،‬و يتكون هذا المعيار‬ ‫السلوك اﻻستثماري للصندوق‬ ‫و يشتمل هذا المعيار ع‬
‫من ستة أسئلة كالتا ‪:‬‬

‫‪ 2-7‬مؤشر لينبرغ – مادول للشفافية‬

‫لصناديق الثروة السيادية “ ‪“ Sovereign Wealth Fund institute‬‬ ‫" المعهد الدو‬ ‫تم إعداد هذا المؤشر‬
‫توفير المعلومات‪،‬‬ ‫‪ :‬مدى استعداد الصندوق ع‬ ‫وذلك بهدف قياس شفافية الصندوق من خﻼل التعرف ع‬
‫والتقا ير التي توضح أهدافه‪ ،‬وموارده ‪ ،‬والهيكلية التي يعمل بها‪ ،‬و أداؤه‪ ،‬وسبل توظيف أمواله‪ ،‬والمعلومات‬
‫التفصيلية حول القيمة اﻹجمالية لمحفظة استثمارات الصندوق‪ ،‬والعوائد المتحققة‪ ،‬وتوافر المعلومات حول فروع‬
‫الشبكة العنكبوتية‬ ‫الخارج و أي هيئات مكلفة بإدارة استثماراته‪ ،‬ووجود موقع إلكترو للصندوق ع‬ ‫الصندوق‬
‫و يتكون هذا المؤشر من عشرة معايير‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫الصناديق السيادية‬ ‫‪-8‬تطور اﻻستثمارات‬


‫لكل دولة‪ ،‬حيث تعتبر أداة يمكن‬ ‫تظل الصناديق السيادية ظاهرة ف يدة من نوعها‪ ،‬يحكمها النظام الداخ‬ ‫‪‬‬
‫استخدامها لرفعة اﻻقتصاد الوطني وتع يزه ومساندته وقت اﻷزمات‪ ،‬أو أداة ل يادة التنويع اﻻقتصادي‪،‬‬
‫كما يمكن استغﻼلها لخلق مساحة اقتصادية آمنة لﻸنظمة بعيدا ً عن بيروقراطية البيئة اﻻقتصادية المحلية‬
‫ذاتها‪ ،‬بحيث تشجع اﻻستثمار المسؤول وتحفزه‪ .‬لذلك تظل التحليﻼت المتعلقة بالصناديق السيادية أمر‬
‫غاية اﻷهمية‪ ،‬تعكس أولويات الدول بشكل مباشر كما يستمر أيضا ً تطوير نموذج هذا النوع من‬
‫المحافظ اﻻستثما ية ومعايير عملها‪ ،‬لضمان كفاءتها وتشجيعها للتنافسية‪ ،‬والتأكد من إدارتها لﻸصول‬
‫السيادية إدارة رشيدة تضمن حوكمة الصناديق السيادية‪.‬‬
‫أحدث تقا ير مؤسسة )‪ (SWF institute‬المتتبعة للصناديق السيادية حول العالم‪ ،‬أن إجما‬ ‫وجاء‬ ‫‪‬‬
‫قيمة تلك الصناديق العالمية والبالغ عددها ‪ 100‬صندوق‪ ،‬نحو ‪ 9.12‬ت يليونات دوﻻر أم يكي‪ .‬وتنشط‬
‫مختلف القطاعات اﻻقتصادية واﻻستثما ية حول العالم‪ ،‬بدءا ً من الودائع المصرفية‪،‬‬ ‫تلك الصناديق‬
‫معطيات تق ير‬ ‫استثمارات علوم الفضاء والطاقة ومكافحة التغير المناخي‪ ،‬واستنادا ً إ‬ ‫وليس انتهاء‬
‫"‪ ،"SWF Institute‬بلغ مجمل أصول الصناديق السيادية العشرة‪ ،‬حتى نهاية يونيو ‪ ،2021‬نحو ‪6.718‬‬
‫ت يليون دوﻻر‪ ،‬مقارنة مع أقل من ‪ 6‬ت يليونات بنهاية ‪ .2020‬وحافظ صندوق النرويجي ‪(Norway‬‬
‫أصول‬ ‫صدارته كأكبر صندوق سيادي حول العالم‪ ،‬بإجما‬ ‫)‪Government Pension Fund Global‬ع‬
‫تبلغ قيمتها ‪ 1.364‬ت يليون دوﻻر أم يكي‪.‬‬
‫المرتبة الثانية‪ ،‬جاءت مؤسسة اﻻستثمار الصينية‪ ،‬والتي بدأت تد يجيا ً تنافس الصندوق السيادي‬ ‫‪‬‬
‫المركز اﻷول‪ ،‬وسجلت قيمة أصول مقدارها ‪ 1.222‬ت يليون دوﻻر أم يكي‪ ،‬حسب البيانات‬ ‫النرويجي ع‬
‫المرتبة الثالثة‪ ،‬جاء جهاز اﻻستثمار الكويتي )صندوق اﻷجيال القادمة(‪ ،‬والبالغ إجما قيمة‬ ‫الرسمية‪ .‬و‬
‫المرتبة الرابعة بعد الصندوق الكويتي‪ ،‬جاء جهاز أبوظبي لﻼستثمار‪،‬‬ ‫أصوله‪ 693 ،‬مليار دوﻻر‪. ،‬أما‬
‫أ كثر من ‪ 15‬مجاﻻ ً‪ ،‬كالطاقة والبيئة واﻷسهم‪،‬‬ ‫قيمة أصول ‪ 650‬مليار دوﻻر أم يكي‪ ،‬يستثمر‬ ‫بإجما‬
‫والصناعة‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والنقل ‪.‬‬
‫هونج كونج‪ ،‬والتي سجلت إجما أصول‬ ‫المرتبة الخامسة‪ ،‬جاءت المحفظة اﻻستثما ية لهيئة النقد‬ ‫‪‬‬
‫المرتبة السادسة‪،‬‬ ‫حتى نهاية النصف اﻷول من العام ‪ ، 2021‬قيمتها ‪ 580.53‬مليار دوﻻر أم يكي ‪ .‬و‬
‫قيمة أصوله ‪ 545‬مليار‬ ‫سنغافورة‪ ،‬والمؤسس عام ‪ ،1981‬تبلغ إجما‬ ‫جاء صندوق الثروة السيادية‬
‫المرتبة السابعة جاء صندوق "تيماسيك القابضة"‪،‬‬ ‫دوﻻر أم يكي‪ ،‬ويملك أ كثر من ‪ 90‬شركة تابعة‪ .‬أما‬
‫عام ‪ ،1974‬وتبلغ اﻷصول الحالية لشركتة‬ ‫سنغافورة وتم تأسيسه‬ ‫وهو صندوق ثروة سيادي يقع‬
‫المرتبة الثامنة‪ ،‬جاء صندوق المجلس الوطني للضمان اﻻجتماعي‬ ‫‪ 484.4‬مليار دوﻻر أم يكي ‪ .‬و‬
‫عام ‪ ،2000‬فيما تبلغ اﻷصول الحالية ‪ 447.35‬مليار دوﻻر ‪.‬‬ ‫لجمهو ية الصين الشعبية‪ ،‬وتم تأسيسه‬

‫‪11‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫جدول رقم ) ‪( 1‬‬

‫حجم اﻷصول ﻻكبر ‪ 10‬صناديق سيادية خﻼل يونيو ‪ 2021‬مقارنة بمايو ‪2020‬‬ ‫يوضح التغير‬

‫حجم اﻷصول‬ ‫حجم اﻷصول‬


‫التغير‬ ‫يونيو‪2021‬‬ ‫مايو ‪2020‬‬ ‫الدولة‬ ‫الصندوق السيادي‬ ‫المرتبة‬
‫)مليار دوﻻر(‬ ‫)مليار دوﻻر(‬
‫‪--‬‬ ‫‪1289.46‬‬ ‫‪1289.46‬‬ ‫النرويج‬ ‫صندوق التقاعد الحكومي‬ ‫‪01‬‬
‫)‪(Government Pension Fund -global‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪1045.72‬‬ ‫‪1045.72‬‬ ‫الصين‬ ‫شركة الصين لﻼستثمار‬ ‫‪02‬‬
‫)‪(China Investment Corporation‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪649.18‬‬ ‫‪649.18‬‬ ‫اﻹمارات‬ ‫جهاز أبوظبي لﻼستثمار‬ ‫‪03‬‬
‫)‪(Abu Dhabi Investment Authority‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪580.54‬‬ ‫‪580.54‬‬ ‫الصين‬ ‫محفظة اﻻستثمار التابعة لمؤسسة النقد بهونغ كونغ‬ ‫‪04‬‬
‫‪(Hong Kong Monetary Authority Investment‬‬
‫)‪Portfolio‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪533.65‬‬ ‫‪533.65‬‬ ‫الكويت‬ ‫الهيئة العامة لﻼستثمار‬ ‫‪05‬‬
‫‪Kuwait Investment authority‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪453.20‬‬ ‫‪453.20‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫صندوق "جي آي سي"‬ ‫‪06‬‬
‫‪GIC Private Limited‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪430.00‬‬ ‫‪399.45‬‬ ‫السعودية‬ ‫صندوق اﻻستثمارات العامة‬ ‫‪07‬‬
‫‪30.55‬‬ ‫)‪(Public Investment Fund‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪417.35‬‬ ‫‪417.35‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫تيماسيك القابضة‬ ‫‪08‬‬
‫)‪(Temasek Holdings‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪372.07‬‬ ‫‪372.07‬‬ ‫الصين‬ ‫المجلس الوطني لصندوق الضمان اﻻجتماعي‬ ‫‪09‬‬
‫)‪(National Council for Social Security Fund‬‬
‫‪301.53‬‬ ‫‪301.53‬‬ ‫اﻹمارات‬ ‫لﻼستثمارات الحكومية‬ ‫صندوق مؤسسة د‬ ‫‪10‬‬
‫)‪(Investment Corporation of Dubai‬‬

‫المصدر ‪ :‬معهد صناديق الثروة السيادية حول العالم‪ ، SWFI‬لشهر يونيو ‪2021‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪ -9‬الصناديق السيادية وأزمة كوفيد‪19 -‬‬


‫تع يز‬ ‫تشير البيانات المتاحة ا نجاح الصناديق السيادية قبل ظهور جائحة كورونا مطلع العام ‪2020‬‬ ‫‪‬‬
‫‪،‬‬ ‫القدرة اﻻقتصادية للدول المالكة لها‪ ،‬بحيث مثلت عوائدها رافدًا إضافيا ً من روافد الدخل المح‬
‫تحقيق استقرار اقتصاد بعض‬ ‫رفع مستوى معيشة أفراد المجتمع‪ ،‬كما ساهمت أيضا ً‬ ‫وساهمت‬
‫المدى الطويل(‪ ،‬بل أنها عززت من القدرة اﻻقتراضية للدولة المالكة لها‪ ،‬إذ مكنتها‬ ‫الدول )وإن كان ع‬
‫حالة اﻻستقرار الما من اﻻقتراض من اﻷسواق الدولية بكل سهولة‪ ،‬حيث يعتبر المقرضون أن الصناديق‬
‫السداد‪.‬‬ ‫قدرة الدولة المقترضة ع‬ ‫السيادية وأصولها تُعد ضمانة موثوقة ع‬
‫جلب العديد من الفوائد اﻷخرى للدول المالكة لها وباﻷخص وقت‬ ‫لقد أدى نمو الصناديق السيادية إ‬ ‫‪‬‬
‫عبر تنويع‬ ‫تنويع مصادر الدخل المح‬ ‫اﻷزمات واﻹختﻼﻻت اﻻقتصادية وذلك من خﻼل مساهمتها‬
‫مقابل كل هذه الميزات أو الحسنات فإن هناك قلق من تسارع‬ ‫أنماط اﻻستثمار لﻸصول المالية‪ ،‬ولكن‬
‫وتيرة نمو تلك الصناديق وذلك لما تمثله من تحدي ﻵلية عمل اﻻقتصاد الحر‪ ،‬والسبب هو أن ملكية كل‬
‫مع‬ ‫الصناديق السيادية حول العالم هي عامة‪ :‬أي تملكها وتتحكم فيها حكومات دول‪ ،‬وهذا ما يتنا‬
‫اﻻقتصاد الحر‪.‬‬

‫دعم التنمية محليا ً‪،‬‬ ‫العام ‪ 2020‬ضاعفت صناديق الثروة السيادية استثماراتها تق يبا ً ‪ 2020‬وركزت ع‬
‫‪ 65.9‬مليار دوﻻر من ‪ 35.9‬مليار دوﻻر‬ ‫العام ‪ 2020‬إ‬ ‫ونمت اﻻستثمارات المباشرة لصناديق الثروة السيادية‬
‫تق يره السنوي‪ ،‬وكان دعم القطاعات اﻻقتصادية‬ ‫لصناديق الثروة السيادية‬ ‫‪ ،2019‬بحسب المنتدى الدو‬
‫خﻼل الجائحة سمة رئيسية ﻻستثمارات الصناديق لعام ‪ ،2020‬والذي شهد قيام‬ ‫المحلية وأجندات التنمية‬
‫أسواقها المحلية ع‬ ‫رأس المال لﻼستثمارات المباشرة‬ ‫‪ %22‬من إجما‬ ‫الصناديق بتخصيص ما يصل إ‬
‫مدار العام‪.‬‬

‫وتصدرت التكنولوجيا والتجارة اﻹلكترونية ومعايير الحوكمة البيئية واﻻجتماعية والمؤسسية استثمارات‬
‫التحول الرقمي والمبادرات الصديقة للمناخ‪ ،‬مع استمرار‬ ‫الصناديق خﻼل العام ‪ 2020‬وارتفع اﻻستثمار‬
‫اﻻهتمام بمصادر الطاقة المتجددة التي بلغت استثماراتها ‪ 11.5‬مليار دوﻻر خﻼل ‪ .2020‬وحصلت القطاعات‬
‫مجال الخدمات اللوجستية وإدارة المستودعات‪،‬‬ ‫ذلك الشركات العاملة‬ ‫المرتبطة بالتجارة اﻹلكترونية‪ ،‬بما‬
‫استثمارات بقيمة ‪ 9‬مليارات دوﻻر من صناديق الثروة السيادية العام ‪ ، 2020‬وسط توقعات بأن يستمر‬ ‫ع‬
‫حياتنا بعد فيروس "كوفيد‪ ."19-‬كما عززت الصناديق اﻻستثمارات‬ ‫درجة معينة‬ ‫العمل والتعلم عن بعد إ‬
‫هذا اﻹطار ‪2.45‬‬ ‫القطاعات المتعلقة بتغير المناخ مثل التكنولوجيا الزراعية والغابات والطاقة المتجددة‪ ،‬ووجهت‬
‫أساس سنوي من ‪ 1.1‬دوﻻر للعام ‪.2019‬‬ ‫مليار دوﻻر لصالح ‪ 23‬مشروعا ً‪ ،‬لتحقق قفزة بنسبة ‪ %118‬ع‬

‫‪13‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫بعض الحاﻻت‪ ،‬تمت دعوة صناديق الثروة السيادية لدعم الحكومات ماليا ً بشكل مباشر‪ .‬ففي النرويج‪،‬‬ ‫و‬
‫العالم‪ ،‬بنحو ‪ 37‬مليار دوﻻر‪ ،‬وهو‬ ‫ساهم الصندوق التقاعدي الحكومي النرويجي‪ ،‬أ كبر صندوق الثروة السيادية‬
‫ارتفاع اﻹنفاق بشكل كبير‬ ‫خ ينة الدولة‪ ،‬مع تسبب الجائحة‬ ‫‪ %3‬من رأس مال الصندوق‪ ،‬لتخفيف الضغط ع‬
‫البﻼد ‪ 1.1‬مليار دوﻻر من صندوق اﻻستقرار اﻻقتصادي‬ ‫تشي ‪ ،‬سحبت وزارة المالية‬ ‫خﻼل عام ‪ .2020‬و‬
‫سحب ملياري دوﻻر أخرى لدعم أسعار السلع المنهارة‪.‬‬ ‫واﻻجتماعي لخدمة ديونها الخارجية‪ ،‬باﻹضافة إ‬

‫اﻻقتصادات المحلية‪ ،‬ففي إ يرلندا‪ ،‬تدخل صندوق اﻻستثمار اﻻستراتيجي‬ ‫وتدخلت صناديق أخرى لدعم تعا‬
‫استجابتها للجائحة‪ ،‬بتخصيص ‪ 2.4‬مليار دوﻻر لصندوق اﻻستقرار والتعا من‬ ‫بالتنسيق مع الحكومة اﻹيرلندية‬
‫الجائحة‪ ،‬كما وجه ‪ %90‬من استثماراته المباشرة وغير المباشرة للشركات التي تضررت بشدة من تداعيات‬
‫دعم‬ ‫سنغافورة‪ ،‬ركزت شركة تيماسك القابضة‪ ،‬وهي صندوق سيادي مملوك للدولة ‪ ،‬ع‬ ‫الفيروس‪ .‬و‬
‫إحياء الخطوط الجوية السنغافو ية الوطنية‪ ،‬من خﻼل إصدار حقوق بقيمة‬ ‫بروتوكوﻻت السﻼمة المحلية وشاركت‬
‫ملياري دوﻻر‪.‬‬

‫وهناك أيضا ً صندوق الثروة السيادية الروسي‪ ،‬الذي نتج عن استثماراته ظهور لقاح سبوتنيك ‪ V.‬واستثمر‬
‫مواجهة انتشار الفيروس بشكل مباشر عن ط يق يادة‬ ‫صندوق اﻻستثمار المباشر الروسي بكثافة العام ‪2020‬‬
‫النهاية ﻹنتاج‬ ‫أنظمة تشخيص فيروس "كوفيد‪ "19-‬وإنتاج اﻷدوية المضادة للفيروسات‪ ،‬والتي أدت‬ ‫اﻹنفاق ع‬
‫لقاح سبوتنيك‪V.‬‬

‫مصر‪ ،‬عدل الصندوق السيادي من أولوياته اﻻستثما ية للتكيف مع واقع الجائحة‪ .‬من خﻼل التركيز ع‬ ‫و‬
‫الرعاية الصحية وتخ ين اﻷدوية والكه باء والزراعة والقطاعات اﻷخرى التي حظت بأولوية مع بداية الجائحة‪ .‬وأنشأ‬
‫قطاعات محددة مثل الرعاية‬ ‫اﻻستثمارات‬ ‫شكل أدوات استثمار مباشر‪ ،‬للتركيز ع‬ ‫الصندوق صناديق فرعية‬
‫الصحية والبنية التحتية والتكنولوجيا المالية والعقارات‪ .‬وكان العام ‪ 2020‬أيضا ً ناجحا ً لصناديق الثروة السيادية‬
‫مجاﻻت مثل الصحة والتكنولوجيا الرقمية واﻷعمال التجا ية الزراعية‪.‬‬ ‫اﻷف يقية التي وسعت استثماراتها محليا ً‬

‫العام ‪2020‬‬ ‫استثمارات صناديق الثروة السيادية‬ ‫الرغم من هيمنة استراتيجية اﻻستثمار محليا ً ع‬ ‫وع‬
‫‪ ،‬لم يكن هذا هو محور تركيز جميعها‪ .‬فقد أنفق صندوق اﻻستثمارات العامة السعودي أ كثر من ‪ 10‬مليارات دوﻻر‬
‫ظل‬ ‫مستوياتها‬ ‫اقتناص أسهم بالشركات اﻷم يكية واﻷوروبية الكبرى من نفس العام ‪ ،‬والتي وصل ﻷد‬
‫النصف اﻷول من عام ‪ 2020‬بعض‬ ‫السفر والترفيه والطاقة‪ .‬واجتذبت اﻷسعار المنخفضة‬ ‫تﻼشي اﻹقبال ع‬
‫اﻷسهم أ كثر من العقارات والبنية التحتية‪ ،‬وهو ما زاد ع‬ ‫صناديق الثروة السيادية لﻼستثمار بشكل نسبي‬
‫المدى الطويل‪.‬‬ ‫أساس سنوي لكنه يتبع منحنى هبوطيا ً ع‬

‫‪14‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫اﻷسهم خﻼل اﻻنتشار اﻷول‬ ‫العام ‪ 2021‬حققت صناديق الثروة السيادية مكاسب قوية من اﻻستثمار‬
‫الشركات‪،‬‬ ‫الم يد من اﻻستثمار بصورة مباشرة‬ ‫لفيروس كورونا‪ ،‬من خﻼل تعديل استراتيجيتها واتجاهها إ‬
‫فوفقا ً لبياناتها خﻼل النصف اﻷول من العام ‪ 2021‬عادت صناديق الثروة السيادية مدججة بالمكاسب‪ ،‬التي حققتها‬
‫شراء اﻷصول الحقيقية‪ .‬وشهد النصف اﻷول من العام‬ ‫من شراء اﻷسهم عندما انهارت اﻷسعار‪ ،‬وأبدت رغبة‬
‫صفقات اﻻستثمار المباشر لصناديق الثروة السيادية‪ ،‬مقارنة بالعام ‪ 2020‬الذي شهد‬ ‫‪ 2021‬يادة كبيرة‬
‫استثمارات بلغت ‪ 57‬مليار دوﻻر‪ ،‬لكنها كانت مدعومة بصفقة واحدة كبيرة من استثمار صندوق الرعاية الوطنية‬
‫بنك سبي بنك روسيا‪ ،‬وعند استبعاد هذه الصفقة‪ ،‬يبلغ حجم‬ ‫روسيا(‪،‬‬ ‫الروسي )أحد صناديق الثروة السيادية‬
‫اﻻستثمارات المباشرة لصناديق الثروة السيادية نحو ‪ 28‬مليار دوﻻر بالنصف اﻷول من العام ‪.2020‬‬

‫النصف اﻷول من‬ ‫فيما يتعلق باﻻستثمارات المباشرة لصناديق الثروة السيادية فقدرت بنحو ‪ 47.2‬مليار دوﻻر‬
‫ا كوينيكس جي أي سي‬ ‫العام ‪ ،2021‬وكانت من أبرز الصفقات‪ ،‬شراء الصندوق السيادي السنغافوري لحصة‬
‫يونيو ‪ 2021‬أعلنت‬ ‫حصة من أرامكو ﻹمدادات ال يت‪ .‬و‬ ‫إ كس سكال داتا‪ ،‬واستثمار شركة مبادلة لﻼستثمار‬
‫شركة أرامكو‪ ،‬عن إتمام صفقة استحواذ ائتﻼف دو من المستثم ين‪ ،‬يضم كﻼ ً من شركة مبادلة لﻼستثمار التابعة‬
‫شركة أرامكو ﻹمداد ال يت الخام )إحدى الشركات التابعة(‪،‬‬ ‫حصة ‪%49‬‬ ‫لحكومة أبوظبي‪ ،‬وإي آي جي‪ ،‬ع‬
‫مقابل ‪ 12.4‬مليار دوﻻر‪ ،‬وشمل اﻻئتﻼف مجموعة واسعة من المستثم ين من أم يكا الشمالية‪ ،‬وآسيا‪ ،‬والشرق‬
‫اﻷوسط‪ .‬ومن أبرز صفقات اﻻستثمار المباشر بالنصف اﻷول ‪ ،2021‬استثمار كل من جهاز أبوظبي لﻼستثمار "أديا"‬
‫شركة ميدلين للصناعات‪.‬‬ ‫وشركة جي أي سي نحو مليار دوﻻر‬

‫نحو مباشر بالوﻻيات‬ ‫القطاع العقاري ع‬ ‫كما لجأت بعض الصناديق السيادية مثل مبادلة والتي استثمرت‬
‫الوﻻيات المتحدة‪ .‬وأبرمت شركة مبادلة‬ ‫المتحدة‪ ،‬وقامت بالتحالف مع كرو القابضة لشراء عقارات صناعية‬
‫شرا كة مع كرو هولدينغز الخاصة لﻼستثمار والتطوير العقاري‪ ،‬ﻹنشاء مشروعات مشتركة تتضمن منشآت‬
‫صناعية‪ ،‬باستثمار مشترك يقدر بمليار دوﻻر‪ .‬كذلك قام الصندوق السيادي النرويجي بشراء عقارات مباشرة خارج‬
‫العالم‪،‬‬ ‫اﻷسواق المالية خﻼل النصف اﻷول من العام ‪ ،2021‬ودفع الصندوق الذي يعد أ كبر صندوق سيادي‬
‫مشروع مشترك مع ميتﻼيف انفستمنت مانجمينت‪ ،‬لتملك عقار مكتبي‬ ‫‪ 391.9‬مليون دوﻻر لشراء ‪%47.5‬‬
‫العالم‪ ،‬عائدا ً ع‬ ‫كامب يدج ماساتشوستس‪ .‬كما وحقق الصندوق البالغ حجمه ‪ 1.4‬ت يليون دوﻻر‪ ،‬وهو اﻷكبر‬
‫الفترة بين يناير ويونيو ‪ 2021‬بارتفاع ‪ 0.28‬نقطة مئوية‬ ‫اﻻستثمار ‪ 990‬مليار كرونة نرويجية )‪ 111‬مليار دوﻻر(‬
‫عن المؤشر القياسي للصندوق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫‪ -10‬الخاتمة‬
‫الخمسينات من القرن‬ ‫بما لم تشهده صناديق الثروة السيادية منذ نشأتها اﻷو‬ ‫بدلت ساحة اﻻقتصاد الدو‬
‫الماضي‪ .‬فقد غ ّيرت اﻷزمات المصاحبة لوباء كورونا‪ ،‬بآلياتها الكاشفة ﻷوجه الوهن والقوة‪ ،‬معطيات استقرت‬
‫جلت ببزوغ ظواهر ومستجدات‬
‫هذه اﻷزمات ع ّ‬ ‫أساليب العمل واﻹنتاج واﻻستثمار‪ .‬كما أن الصدمات المترتبة ع‬
‫اقتصادية واجتماعية وسياسية حول العالم وانضواء أخرى‪ .‬ولم تزد فقط هذه اﻷزمات من درجات المخاطرة‪ ،‬لكنها‬
‫اجتياح الوباء بوع العالم‪ ،‬و يرى‬ ‫خمت أيضا ً من حالة عدم اليقين التي ا كتنفت العالم منذ سنوات سابقة ع‬
‫ض ّ‬
‫‪:‬‬ ‫الخبراء ان هناك خمسة محددات رئيسية سترسم خطوط عمل الصناديق السيادية مستقبﻼ ً‪ .‬تتمثل‬

‫النشاط اﻻقتصادي المباشر‪ ،‬بما يتجاوز دورها كمشرع ورقيب؛ ولما كانت هذه الصناديق‬ ‫أوﻻ ً؛ تزايد دور الدولة‬
‫ارتفاع مستوى الحساسية‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬لكن اﻷجواء الراهنة تشير إ‬ ‫أحد أذرع الدولة‪ ،‬فسي يد ذلك من أهميتها‬
‫الخ يطة‬ ‫لﻼستثمار الخارجي ﻻعتبارات جيوسياسية‪ ،‬بما سيضطر بعض هذه الصناديق ﻻقتفاء مساراتها‬
‫أوزانها اعتبارات المخاطر واﻻعتبارات السياسية‪.‬‬ ‫اﻻستثما ية العالمية‪ ،‬وفقا ً لمؤشرات ت يد‬

‫ظل التوترات والحروب التجا ية السابقة ع‬ ‫إعادة رسم خطوط اﻹنتاج واﻹمداد العالمية‪،‬‬ ‫ثانياً؛ مع اللجوء إ‬
‫سبيل حركة التجارة بعدها‪ ،‬مع تصاعد المناداة بإجراءات للتوجه نحو‬ ‫»كورونا«‪ ،‬وتزايد التوجهات الحمائية‬
‫حساب اعتبارات التكلفة والكفاءة‪ ،‬استجابة لتوجهات شعبوية‪ ،‬أو تأمينا ً لسلع رئيسية تنتج محليا ً‬ ‫الداخل‪ ،‬ولو ع‬
‫للتركز وإيراد أد‬ ‫أو من قبل دول حليفة‪ ،‬سي يد الوزن النسبي للموارد اﻻستثما ية المخصصة محليا ً بمخاطر أع‬
‫العمﻼت اﻷجنبية‪.‬‬

‫ثالثاً؛ هناك توقعات شديدة اﻻرتفاع بأن تلتزم اﻻستثمارات باعتبارات اﻵثار اﻻجتماعية والبيئية وضوابط الحوكمة‪،‬‬
‫مع وزن أ كبر للوائح واﻻعتبارات الصحية‪ ،‬وكذلك تغيرات المناخ‪ ،‬بما يتجاوز القواعد التقليدية للتكلفة والعائد‪.‬‬
‫وسيميز هذا بين صندوق استثماري وآخر ومدى قبوله مجتمعيا ً ورقابياً‪ ،‬وفقا ً لتقا ير معلنة بشفافية‪.‬‬
‫مجاﻻت اﻻستثمار‬ ‫رابعاً؛ مع ارتفاع حدة البطالة وشدة الركود‪ُ ،‬ينتظر من هذه الصناديق أن يظهر أثرها التنموي‬
‫لﻸجور‪ ،‬والمناخ اﻵمن للعمل‪ ،‬والضمانات التعاقدية‬ ‫النمو‪ ،‬وإتاحة فرص العمل الﻼئق‪ ،‬واﻻلتزام بالحد اﻷد‬ ‫ع‬
‫للعاملين‪.‬‬
‫خامساً؛ مع تزايد ولوج الصناديق السيادية ﻷسواق الديون الدولية‪ ،‬مقرضة ومقترضة‪ ،‬فإن مشكﻼت إدارة الديون‬
‫اﻻعتبار‪ ،‬خاصة مع يادة احتماﻻت التعثر‬ ‫عالميا ً وتحدياتها‪ ،‬سواء ما تتحمله الدول أو الشركات‪ ،‬يجب أخذها‬
‫ظل تبعات اﻷزمة الصحية والركود‪.‬‬ ‫وإعادة الجدولة‪،‬‬

‫التعامل معها‪ ،‬مسارات مستقبلها‬ ‫ستُظهر هذه المحددات الخمسة‪ ،‬ومدى قدرة الصناديق السيادية ع‬
‫عصر تتعرض فيه اﻷمم‪ ،‬وليس ثرواتها فحسب‪ ،‬لتحديات غير مسبوقة‪.‬‬ ‫واستثماراتها‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫‪Sovereign Fund‬‬ ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫المراجع‬
‫تحسين أداء الصناديق الثروة السيادية‪ ،‬صندوق الثروة‬ ‫‪ -1‬بوفليح نبيل )‪ ،(2012‬دور الذكاء اﻻقتصادي‬
‫السيادى النرويجي نموذجياً‪ ،‬الملتقى الدو السادس‪.‬‬
‫تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫‪ -2‬جعفر طالب احمد‪ ،‬عقيل حميد سلمان )‪ ،(2018‬الصناديق السيادية ودورها‬
‫" مجلة الكويت للعلوم اﻻقتصادية واﻹدا ية " كلية اﻹدارة واﻻقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪ ،28‬الجزء‬
‫الثا ‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫ظل التطورات اﻻقتصاد‬ ‫تطوير التمويل اﻹسﻼمي‬ ‫‪ -3‬زايري بالقاسم )‪ (2015‬دور صناديق الثروة السيادية‬
‫السياسي الخليجي‪ ،‬منتدى فقه اﻻقتصاد اﻹسﻼمي‪ ،‬دائرة الشؤون اﻹسﻼمية والعمل الخيري‪ ،‬د ‪.‬‬
‫تحقيق اﻻستقرار اﻻقتصادي للدول النفطية‪ ،‬دراسة‬ ‫‪ -4‬سلمى عناب )‪ (2017‬دور صناديق الثروة السيادية‬
‫حالة الجزائر خﻼل الفترة ‪ 2015-2000‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اﻻقتصادية والعلوم التجا ية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬مجموعة العمل الدولية لصناديق الثروة السيادية‪ ،‬المبادىء والممارسات المتعارف عليها – منتدى‬
‫سانتياغو ‪ ،‬صندوق النقد الدو ‪ 15 ،‬كانون اﻷول ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد عماد عبدالع يز )‪ ( 2017‬إمكانية تطبيق صناديق الثروة السيادية كأحد وسائل تنويع مصادر الدخل‬
‫العراق " رؤية مستقبلية " جامعة تك يت ‪ ،‬مجلة تك يت للعلوم اﻹدا ية واﻹقتصادية‪ .‬مجلد‬ ‫الوطنية‬
‫اﻷول ‪ ،‬للعدد‪ ، 37‬العراق‪.‬‬
‫‪ -7‬مؤتمر اﻷمم المتحدة للتجارة والتنمية ( ‪ )UNCTAD‬اجتماع المائدة المستديرة بشأن الصناديق الثروة‬
‫التنمية المستدامة " اب يل ‪.2012‬‬ ‫السيادية – بحث إمكانيات استثمار صناديق الثروة السيادية‬
‫معالجة اﻷزمة المالية واﻹقتصادية العالمية " مجلة‬ ‫‪ -8‬نبيل بو فليح )‪ (2011‬دور صناديق الثروة السيادية‬
‫بحوث إقتصادية ع بية‪،‬العددان ‪ 48‬و ‪ ،49‬سبتمبر الجزائر‪.‬‬

‫‪17‬‬
Sovereign Fund ‫ماهية الصناديق السيادية‬

‫المراجع اﻻنجلي ية‬

1- OECD 2008 : "OECD Declaration on Sovereign Wealth Funds and


recipient country .policies" www.oced.org/daf/inv/investment-.
2- Edwin ،M.Truman(2008), A Blueprint For Sovereign brief on Wealth
Fund Best practices، Peterson institute .
3- I WG ، (2008) ،Sovereign Wealth Funds-Generally Accepted Principles
and Practices –Santiago Principles ،October
.Communication de la commission Europeans،2008.
4- International Monetary Fund (IMF) (2008) Sovereign Wealth Funds: A
Work Agenda، Working Paper، Washington D. C.
5- OECD, Emerging Markets Network paper (2008), Sovereign development
Funds: Key financial actors of shifting of nations، October 2008.
6- " jurgen Branustein (2017), sovereign wealth fund and ethical
investment guidelines : the role of regime type.
7- Shai Bernstein (2009),The investment strategies sovereign wealth
funds" ،Harvard Business School Working Paper .
8- Abdullah al Hassan et ،al (2013), Sovereign wealth funds: Aspects of
Governance Structures and investment management " ،IMF Working
Paper.
9- Donia Ana Draniceanu et،al (2014), Sovereign wealth funds- Activity ،
development and Forecasting" ،Romanian Journal of economic
forecasting .
10- Lona Iulica Mihai(2013), The evolution of sovereign wealth funds and
their in fluence the global economy. the case of china
،Theoretical and Applied Economics .
11- Majid Al-saidi (2012),Analytical Study of sovereign wealth funds
،Strategies and Policies : a case study of Oman sovereign wealth fund"،
Thesis Ph.D ،Brunel University ،Brunel Business School.

18

You might also like