You are on page 1of 28

‫ص اديق ااستثمار اإسامية مفهومها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬وخصائصها‬

‫دراسة أصيلية‬

‫إعداد‬
‫الدكتور عمر علي أبو بكر‬
‫اأستاذ ا ساعد بقسم الفق وأصول‬
‫جامعة ا دي ة العا ية‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يعرؼ أن ‪" :‬أكعية‬
‫حسب طبيعة عمل الص اديق ا ستثمارية ككظائفها؛ فإن كن أف ٌ‬
‫مالية تسعى إ ميع مدخرات ا شخاص كاستثمار ا ا كراؽ ا الية عن طريق جهات‬
‫متخصصة ذات خرة إدارة افظ ا كراؽ ا الية‪ ،‬كذلك هدؼ تقليل اطر ا ستثمار‬
‫ؤُأ‬
‫كزادة العائد"‪.‬‬
‫ات‪ ،‬حيث بدأ ت فيذ فكرة ص اديق ا ستثمار على‬‫كتعود فكرة إنشائها إ عدة س و و‬
‫ديدا ول دا للمرة ا ك عاـ ُِِٖـ‪ ،‬تلتها إ ل ا عاـ‬ ‫مستول العا أكركا ك ن‬
‫َُٕٖـ‪ ،‬ح أصبحت فهومها ا ا متحققة الو ات ا تحدة م ذ عاـ ُِْٗـ‪.‬‬
‫كا دير الذكر‪ :‬أف الص اديق حسب سياسة الشراء كا س داد ت قسم إ نوع‬
‫رئيس ‪ ،‬ك ا‪ :‬ص اديق ا ستثمار ا غلقة‪ ،‬كص اديق ا ستثمار ا فتوحة‪ ،‬كتتميز ص اديق‬
‫ا ستثمار ا س مية عن الص اديق التقليدية‪ ،‬أف ا ت ا ستثمار ال توج ذ‬
‫الف أحكاـ الشريعة ا س مية‪ ،‬ف‬ ‫الص اديق و ا مدخرات ا سا ؛ ي ا ت‬
‫كن ا ستثمار اجا ت ا رمة‪ ،‬كمصانع ا مور‪ ،‬كا صارؼ الربوية‪ ،‬كأنشطة تبييض‬
‫ا مواؿ كغ ا‪ ،‬ؼ الص اديق التقليدية‪ ،‬ا ضافة إ كجود يئات كم ظمات للفتيا‬
‫كالرقابة الشرعية على ذ الص اديق ح يتم التأكد من توافق ا نشطة ا ستثمارية ا مع‬
‫ؤِأ‬
‫أحكاـ الشريعة ا س مية السمحة‪.‬‬

‫ضوء الفكر ا س مي"‪ ،‬د‪ .‬عص ػػاـ عبد ا ادم‬ ‫ؤُأ انظر‪ ":‬وذج اس مق ح لقياس كتوزيع عوائد ص اديق ا ستثمار‬
‫أبػػو ال ػصػر‪ ،‬جامعة ا ز ر ِِ ‪.ُٕٗٗ / ّ /‬‬
‫ؤِأ د براؽ د‪ ،‬كقماف مصطفى‪" :‬أداء ص اديق ا ستثمار ا سؤكلة اجتماعيا كص اديق ا ستثمار ا س مية"‪ .‬ؤصْأ‪.‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫مقدمة البحث‬
‫ا مد رب العا كالص ة كالس ـ على ا بعوث ر ة للعا ية نبي ا د كعلى آل‬
‫كصحب الطيب الطا رين كعلى من اتبع دي كاس بس ت كاقتفى أثر إ يوـ الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإف ص اديق ا ستثمار ببوج عاـب تعد من أ م كسائل تعبئة ا دخرات كقت ا‬
‫ا اضر‪ ،‬كما تعد من الوسائل ا ساسية كا همة حياة ا سلم ؛ حيث إها أداة لتحقيق‬
‫ش كسائل التكافل ا جتماعي كا قتصادم‪ ،‬كيتمثل ذلك نقل ك ويل ا دخرات من‬
‫الدكؿ الغ ية إ الدكؿ الفق ة‪ ،‬أك من الدكؿ ا س مية إ الدكؿ غ ا س مية من خ ؿ‬
‫عمل م ظم بعيد كل البعد عن ا عام ت الربوية كالصفقات ا رمة‪ ،‬كما تعتر ص اديق‬
‫ا ستثمار كسيلة أكثر م ئمة لصغار ا ستثمرين اعتبار أف الص دكؽ توم على العديد من‬
‫ا سهم كالصكوؾ‪ ،‬فبالتا صل ا ستثمر على ميزة الت ويع ك اطر أقل نسبيا من ا ستثمار‬
‫ا باشر البورصة‪ ،‬كلذلك كجب تكييف كأصيل كبياف الوجهة الشرعية من خ ؿ ميزاف‬
‫الفق ا س مي‪ ،‬فجاء ذا البحث بع واف "ص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬مفهومها‪،‬‬
‫أنواعها‪ ،‬كخصائصها‪ ،‬دراسة أصيلية"‪.‬‬
‫مشكلة البحث وأسئلت ‪:‬‬
‫ك ا أف ص دكؽ ا ستثمار و عبارة عن كعاء ما تلك اآ ؼ من ا ستثمرين‪،‬‬
‫كيكوف رأس ماؿ الص دكؽ مدعوما ي الدك رات كيدار بواسطة خراء متخصص‬
‫يقوموف‪ ،‬بعمل دراسات عن أفضل الشركات ال كن ا ستثمار ها لضماف أفضل عائد‬
‫كن‪ ،‬فا شكالية ا تكمن عدـ كجود البيعد الشرعي كالتكييف الفقهي ثل ذ‬
‫الصفقات رغم ا راط كانضماـ شر ة كب ة من اجتمعات ا س مية و ذ الصفقات‪،‬‬
‫ك كن توضيح ذ ا شكالية من خ ؿ طرح التساؤ ت اآتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬ما مفهوـ الص اديق ا ستثمار بوج عاـ كما أنواعها‬
‫ب‪ .‬ما الفركؽ ا و رية ب ص اديق ا ستثمار ا س مية كالتقليدية‬
‫ت‪ .‬ما التكييف الشرعي دارة الص دكؽ‬

‫‪061‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ث‪ .‬ما ا سس ال يتم من خ ا توزيع عوائد ص اديق ا ستثمار ا س مية‬


‫أ داؼ البحث‪:‬‬
‫كهدؼ ذ الدراسة إ قيق موعة من ا داؼ أ ها ما يلي‪:‬‬
‫ُب بياف ما ية ص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كتوضيح دكر ا كمزاا ا كخصائصها‪.‬‬
‫ِب التعريف أ م أنشطة الص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كالفركؽ ا و رية بي ها كب‬
‫الص اديق ا ستثمار التقليدية‪.‬‬
‫اؿ ص اديق ا ستثمار‬ ‫ّب مقارنة الب د العربية كغ ا‪ ،‬من حيث ا سبقية‬
‫ا س مية مقارنة الب د العربية فيما بي ها‪.‬‬
‫ْب ا تماـ ببياف ا سس ال يتم من خ ا توزيع ا راح كا سائر ص اديق‬
‫ا ستثمار ا س مية‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ارزا كجليا‪ ،‬فقد كقف الباحث‬ ‫ك ا كانت ع اية الباحث جاؿ ا ستثمار ا س مي ن‬
‫على عدد من البحوث كالدراسات تصب موضوع ص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كغالبها‬
‫ت علمية أك ت مؤسسات مالية إس مية أك قي ٌدمت‬ ‫وث كدراسات م شورة‬
‫مؤ رات أك ندكات علمية‪ ،‬كمن أ م ذ البحوث كالدراسات‪:‬‬
‫ُب "ص اديق ااستثمار اإسامية"‪ ،‬دراسة فقهية أصيلية موسعة‪ ،‬للدكتور عبد‬
‫الستار أبو غدة‪ ،‬ك و ضمن وث ا ؤ ر العلمي الس وم الرابع عشر للمؤسسات ا الية‬
‫ا س مية‪ ،‬كلية الشريعة كالقانوف جامعة ا مارات العربية ا تحدة‪.‬‬
‫ِب "ص اديق ااستثمار اإسامية"‪ ،‬للدكتور شاـ جر ث مقدـ إ ا ؤ ر‬
‫العلمي ا كؿ "ا ستثمار كالتمويل فلسط ب آفاؽ الت مية كالتحدات ا عاصرة" ا عقد‬
‫بكلية التجارة ا امعة ا س مية ب الف ة من ٖ ب ٗ مايوََِٓـ‪.‬‬
‫ّب "ص اديق ااستثمار اإسامية مفهومها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬وأحكامها"‪ ،‬للدكتور‬
‫عبد اجيد الص ح ‪ ،‬ك و ث مقدـ للمؤ ر العلمي الس وم ا امس عشر ب جامعة‬
‫ا مارات العرية ا تحدة‪.‬‬

‫‪060‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ْب " ص اديق ااستثمار دراسة و ليل من م ور ااقتصاد اإسامي"‪ ،‬للدكتور‬


‫صفوت عبد الس ـ عوض ه‪ ،‬ا ؤ ر العلمي الس وم الرابع عشر كلية الشريعة كالقانوف‬
‫جامعة ا مارات العربية ا تحدة‪.‬‬
‫ٓب صناديق ااستثمار" المنتدى ااستراتيجي ل بحث الع مي‪ ،‬بت ريخ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2/ / 2‬‬
‫ما ميز ب ذا البحث عن البحوث السابقة‪:‬‬
‫معلوـ أف موضوع ص اديق ا ستثمار ببوج عاـب مطركؽ كمدركس من عدة جهات‪،‬‬
‫موضوعا اقتصادا استثمارا‬
‫ن‬ ‫كغالب الباحث ا هتم هذا ا وضوع قد ت اكلو من احية كون‬
‫ضوء الشريعة ا س مية‪ ،‬مع العلم أف معظم البحوث كالدراسات ا خصصة ذا ا وضوع‪ ،‬ي‬
‫اؿ الص فة ا س مية دراسةن ك لي ن زئية من‬ ‫عبارة عن أكراؽ مقدمة ؤ رات علمية‬
‫جزئيات ؛ كا ستثمار كالتمويل كالت مية ا قتصادية مع داها ب ا اضي كا اضر كا ستقبل‪،‬‬
‫دكف التطرؽ إ ليل مفهوـ الص اديق نفسها كالتعريف أنواعها ككظائفها كما يتها كخصائص‬
‫كطبيعة كل من الص اديق ا ستثمار ا س مية كالتقليدية‪ ،‬ككذلك الع اية الضوابط الشرعية ا‬
‫ككيفية إدارها‪ ،‬ح تظهر الفركؽ ا و رية ب كل نوع من أنواعها بعد دراسة ليلية أصيلية‪،‬‬
‫ليكوف القارئ على علم ككعي كتصور بتلك ا فا يم ا ساسية قبل ا وض ا ها ا ختلفة‪،‬‬
‫كتطبيقاها ا ساسية كمعام ها الشائكة‪ ،‬فهذا الذم يتميز ب ذا البحث عن البحوث ا ذكورة‪.‬‬
‫م هج البحث‪:‬‬
‫ذ الدراسة ا هج ا ستقرائي التأصيلي‪،‬‬ ‫شيئة ه تعا سوؼ يسلك الباحث‬
‫كتتبعا‪ ،‬كيتم شرحها‬
‫يث يتم الرجوع كل جزئية من أجزاء البحث إ أصلها استقراءن ن‬
‫كتوضيحها كبياف ا حكاـ الشرعية ا تعلقة ها‪ ،‬مع ال كيز على جانب التوصيف كالتكييف‬
‫كالتأصيل‪.‬‬
‫يكل البحث‪:‬‬
‫يتكوف البحث من مقدمة ك انية مباحث كخا ة‪ ،‬حسب اآ ‪:‬‬
‫ا بحث ا كؿ‪ :‬تعريف ص اديق ا ستثمار كنشأها‪.‬‬
‫ا بحث الثا ‪ :‬أنواع ص اديق ا ستثمار ككظائفها‪.‬‬
‫‪065‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ا بحث الثالث‪ :‬ما ية ص اديق ا ستثمار ا س مية كأ دافها‪.‬‬


‫ا بحث الرابع‪ :‬خصائص ص اديق ا ستثمار ا س مية كأنواعها‪.‬‬
‫ا بحث ا امس‪ :‬طبيعة أنشطة ص اديق ا ستثمار ا س مية‪.‬‬
‫ا بحث السادس‪ :‬طبيعة العقود ال كم ع قات أطراؼ الص دكؽ‪ ،‬ككيفية إدارت ‪.‬‬
‫ا بحث السابع‪ :‬الضوابط الشرعية نشطة الص اديق‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ا بحث اأوؿ‪ :‬تعريف ص اديق ااستثمار ونشأها‪:‬‬


‫أوا‪ :‬تعريف ص اديق ااستثمار‪:‬‬‫ً‬
‫كؽ‪ ،‬ك ي‪ :‬كعاء ي فظ في ا شياء‪ ،‬قاؿ ابن م ظور‪:‬‬ ‫الص اديق اللغة ع ال ُ‬
‫صٍ يد ى‬
‫صٍدكؽ الصادؤُأ‪.‬‬ ‫ص ًاديق‪ ،‬كقاؿ يعقوب ي ال ُ‬‫صٍدكؽ لغة ال ُسٍدكؽ‪ ،‬كيٍمع على ى‬ ‫ال ُ‬
‫و ااصطاح‪ :‬كن تعريف ص اديق ا ستثمار أها أكعية مالية تسعى إ ميع‬
‫مدخرات ا شخاص كاستثمار ا ا كراؽ ا الية عن طريق جهة متخصصة ذات خرة‬
‫إدارة افظ ا كراؽ ا الية‪ ،‬كذلك هدؼ تقليل اطر ا ستثمار كزادة العائدؤِأ‪.‬‬
‫كعلى ذلك؛ فإف الوظيفة ا ساسية ذ الص اديق ي شراء كبيع ا كراؽ ا الية‬
‫ذات الفرص ا ستثمارية ا اسبة شركعات قائمة الفعل كدكف أف يكوف ا ا ق اقتحاـ‬
‫وز ا مزاكلة أية أعماؿ‬ ‫ا ت ا ستثمار ا باشر كإنشاء ا شركعات أك لكها‪ ،‬كما‬
‫ؤّأ‬
‫مصرفية كإقراض الغ أك ضمان أك ا ضاربة ا عادف ال فيسة أك و ذلك ‪.‬‬
‫انيًا‪ :‬نشأة ص اديق ااستثمار‪:‬‬
‫مرت العديد من‬ ‫و‬
‫تعود فكرة إنشاء ص اديق ا ستثمار إ س وات قد ة جدا‪ ،‬كقد ٌ‬
‫التطورات كالتغ ات ال طرأت على عا ا قتصاد كا اؿ العا ح كصلت إ ما ي‬
‫ديدا‬
‫علي اآف‪ ،‬كقد بدأ ت فيذ فكرة ص اديق ا ستثمار على مستول العا أكركا ك ن‬
‫ول دا ال ظهر فيها أكؿ ص دكؽ استثمارم ُِِٖ‪ ،‬تلتها إ ل ا عاـ َُٕٖـ‪ ،‬غ‬
‫أف البداية ا قيقية للص اديق ا ستثمارية ا فا يم القائمة اآف ققت الو ات ا تحدة‬
‫بوسطن اسم ‪Massachusetts‬‬ ‫عاـ ُِْٗ ‪ ،‬كذلك حي ما إنشاء أكؿ ص دكؽ‬
‫يد أساتذة جامعة ارفارد ا مريكية‪ ،‬كاستمرت بعد ا التوسع‬ ‫‪ investment fund‬على ً‬
‫كالت وع ح كصل عدد ا ب هاية ََِٓ إ ُ‪ ٓٔ.‬ألف ص دكؽ‪ ،‬بصا أصوؿ استثمارية‬

‫ؤُأ انظر‪ :‬تار الصحاح ؤصّٕٓأ لساف العرب ؤَُ‪َِٕ/‬أ‪.‬‬


‫ضوء الفكر‬ ‫ؤِأ د‪ .‬عصاـ عبد ا ادم أبو ال صر‪ " ،‬وذج اس مق ح لقياس كتوزيع عوائد ص اديق ا ستثمار‬
‫ا س مي"‪ ،‬ندكة ص اديق ا ستثمار مصر‪" :‬الواقع كا ستقبل" جامعة ا ز ر ِِ ‪.ُٕٗٗ / ّ /‬‬
‫ؤّأ ا رجع السابق‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫فاؽ ِٔ تريليوف راؿ "ْ‪ ُٔ.‬تريليوف دك ر أمريكي"‪ ،‬يوجد و ّٓ ا ائة م ها‬


‫أكركا ‪ ،‬ك و ُْ ا ائة الو ات ا تحدة‪ ،‬ك و ُِ ا ائة م ها كورا ا وبية‪،‬‬
‫ك و ُِ ا ائة موزعة على بقية دكؿ العا ؛ كتعد الب وؾ السعودية صاحبة التجربة ا ك‬
‫اؿ إنشاء الص اديق ا ستثمارية؛ حيث بدأت أسيسها‬ ‫م طقة الشرؽ ا كسط‬
‫كإدارها عاـ ُٕٗٗ من خ ؿ إصدار ا العديد من الص اديق ا ستثمارية ا ت وعة ح كصل‬
‫عدد ص اديق ا ستثمار السعودية إ ََِ ص دكؽ استثمارم ب هاية عاـ ََِٓ إ ا‬
‫أصوؿ ت ا ز الػ َُّ مليار راؿ تش ٌكل و ُِ ا ائة من ال اتج ا لي ا ا ؤُأ‪.‬‬
‫ا بحث الثا ‪ :‬أنواع ص اديق ااستثمار ووظائفها‪:‬‬
‫أوا‪ :‬أنواع ص اديق ااستثمار‪:‬‬
‫تعددت أنواع الص اديق حسب رغبات كأ داؼ ا ستثمرين كحاجاهم‪ ،‬كما اختلفت‬
‫أنواعها حسب ا سواؽ ال تدار فيها‪ ،‬غ أن ا س ركز على نوع من التقسيم ا كؿ تقسيم‬
‫الص اديق حسب سياسة الشراء كا س داد ‪ٌ ،‬أما ال وع الثا تقسيم الص اديق حسب‬
‫السياسة ا ستثمارية؛ فبال سبة للتص يف ا كؿ ا اص بتقسيم الص اديق حسب سياسة‬
‫الشراء كا س داد فإن ي قسم إ نوع رئيس من الص اديق‪ ،‬ك ا‪:‬‬
‫فئة ددة من‬ ‫ص اديق ا ستثمار ا غلقة ‪ :Closed - end Funds‬تقتصر على و‬
‫ا ستثمرين‪ ،‬ا دؼ دد كف ة زم ية ددة‪ ،‬ك هاية تلك الف ة تتم تصفية الص دكؽ‬
‫كتوزع عوائد ا تحققة على ا ش ك في ‪.‬‬
‫ص اديق ا ستثمار ا فتوحة ‪ :Open - end Funds‬ي ص اديق ا ستثمار ا فتوحة أماـ‬
‫دخوؿ كخركج ا ستثمرين‪ ،‬ك يوجد سقف أعلى جم أصوؿ الص دكؽ‪ ،‬كالتا فإن توم‬
‫عدد غ ابت كغ دد من الوحدات‪ ،‬ك ضع حجم أصوؿ الص دكؽ لعمليات البيع كالشراء‬ ‫و‬
‫كا س داد؛ حيث ترتفع أصوؿ الص دكؽ حالة البيع كت خفض حالة ا س داد‪.‬‬

‫ؤُأ د براؽ د‪ ،‬كقماف مصطفى‪" :‬أداء ص اديق ا ستثمار ا سؤكلة اجتماعيا كص اديق ا ستثمار ا س مية"‪ .‬ؤصْأ ا لتقى‬
‫الدك ا كؿ عهد العلوـ ا قتصادية ك التجارية كعلوـ التسي ‪ .‬جامعة ا زائر‪ .‬ك"ص اديق ا ستثمار" ا تدل‬
‫ا س اتيجية للبحث العلمي ا ربعاء فراير ِٕ‪"http://islamselect.net ُ:ْٕ ََِٖ ،‬ص اديق ا ستثمار ا س مية"‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫كما كن تقسيم الص اديق حسب السياسة ا ستثمارية‪ ،‬إ ا قساـ الرئيسة التالية‪:‬‬
‫بشكل خاص ا صوؿ‬ ‫و‬ ‫ص اديق ال قد ‪:Money Market Funds‬ال تستثمر أصو ا‬
‫قص ة ا جل "الودائع ا صرفية كأذكات ا زانة كا كراؽ التجارية"‪ ،‬كعاد نة ما يتسم ذا ال وع‬
‫ا فاض ا خاطرة كالعائد عليها‪.‬‬
‫ص اديق الس دات‪ Bonds Funds :‬ي تلك الص اديق ال تستثمر أصو ا‬
‫الس دات ميع أشكا ا كآجاؿ تلفة‪ ،‬كتتسم العائد كا خاطرة ا خفض نسبينا‬
‫ص اديق ال مو‪ Growth Funds :‬يهدؼ ذا ال وع إ ت مية قيمة رأس ا اؿ ا ستثمر‬
‫ك قيق أعلى و رأ ا على ا دل الطويل‪ ،‬ث ن ذا العائد ا تحقق القيمة الرأ الية‬
‫كتوزيعات ا راح‪.‬‬
‫ص اديق الدخل كال مو ‪ :Income & Growth Funds‬كيستهدؼ ذا ال وع من‬
‫الص اديق اكلة س القيمة السوقية صوؿ الص دكؽ‪ ،‬كلذا فإها عاد نة ما تستثمر أصو ا‬
‫ا ستثمارية ا سهم العادية العائدة لشركات كقطاعات ذات معد ت و عالية‬
‫الص اديق القطاعية ‪ :Sector-Oriented Funds‬ي تلك ال تستثمر أصو ا‬
‫قطاعات معي ة كالتق ية أك الب ككيماكات‪ ،‬كيتسم ذا ال وع العوائد العالية مقابل ارتفاع‬
‫درجات ا خاطرة بسبب افتقار ا إ الت ٌوع ا ستثماراتؤُأ‪.‬‬
‫انيًا‪ :‬وظائف ص اديق ااستثمار‪:‬‬
‫أاط الشركع قانوف سوؽ رأس ا اؿ ك ئحت الت فيذية بص اديق ا ستثمار قيق‬
‫كظيفت رئيسيت ا‪:‬‬
‫ُب ميع ا دخرات من صغار ا دخرين‪ ،‬ك و ما يستفاد م اعتبار ذ الص اديق‬
‫أحد أكعية ا دخار‪ ،‬كال تلف طبيعتها عن أكعية ا دخار ا خرل‪ ،‬من حيث أف‬

‫ؤُأ تكوين كإدارة افظ ا كراؽ ا الية كص اديق ا ستثمار ؤصِٗبَّأ‪ ،‬ص اديق ا ستثمار ا س مية ؤصٕبَُأ د‪.‬‬
‫شاـ جر ث مقدـ إ ا ؤ ر العلمي ا كؿ "ا ستثمار كالتمويل فلسط ب آفاؽ الت مية كالتحدات ا عاصرة"‬
‫ا عقد بكلية التجارة ا امعة ا س مية ‪ -‬الف ة من ٖ ب ‪ 9‬مايو‪ 2005‬ـ‪ .‬ك"ص اديق ا ستثمار" ا تدل ا س اتيجية‬
‫للبحث العلمي ِٕ‪http://stst.yoo7.com ََِٖ/ِ/‬‬

‫‪063‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫الص دكؽ يصدر مقابلها أكراقنا مالية صورة كائق استثمار يشارؾ حاملو ا نتائج‬
‫استثمارات الص دكؽ‪ ،‬ك ي كائق ا ية بقيمة كاحدة‪ ،‬ك ت ع على الص دكؽ إصدار كائق‬
‫استثمار املها إ كف نقا للشركط كا كضاع ال دد ا لس إدارة ا يئة العامة لسوؽ ا اؿ‬
‫كل حالة على حدة‪ ،‬كبشرط أ يزيد عدد الوائق املها على ِٓ‪ %‬من موع الوائق‬
‫ا صدرة‪.‬‬
‫ِب أما الوظيفة الثانية لص دكؽ ا ستثمار‪ :‬فهي توجي ما يتجمع لدل الص دكؽ‬
‫اؿ ا كراؽ ا الية ؤا سهم كالصكوؾأ ا يع أف‬ ‫و ا ستثمار‬ ‫من مدخرات ا واط‬
‫ؤُأ‬
‫تكوف ذ الص اديق أداة لت شيط سوؽ ا اؿ كأسيس شركة ا مواؿ كحفز ا ستثمار ‪.‬‬
‫ا بحث الثالث‪ :‬ما ية ص اديق ااستثمار اإسامية وأ دافها‪:‬‬
‫أوا‪ :‬ما ية ص اديق ااستثمار اإسامية‪:‬‬‫ً‬
‫يعرؼ ص اديق ا ستثمار ا س مية أها "مؤسسات مالية شكل شركة مسا ة‬
‫تتو ميع ا دخرات من ا ما وجب صكوؾ أك كائق استثمارية موحدة القيمة‪ ،‬تعهد‬
‫أساسا ك ا ت ا ستثمار ا خرل‬ ‫ها إ جهة أخرل دارها ستثمار ا ا كراؽ ا الية ن‬
‫نيابة عن ا دخرين لتحقيق أعلى عائد من الربح أقل اطرة كفق أحكاـ الشريعة‬
‫ا س مية"ؤِأ‪.‬‬
‫كب اء على ذلك؛ فإف ص اديق ا ستثمار ا س مية تلف عن ص اديق ا ستثمار‬
‫التقليدية من خ ؿ لة أمور أ هاؤّأ‪:‬‬
‫ا ت ا ستثمار‪ :‬تتميز ص اديق ا ستثمار ا س مية أف ا ت ا ستثمار‬ ‫ُ‪.‬‬
‫الف أحكاـ الشريعة‬ ‫ي ا ت‬ ‫ال توج ذ الص اديق و ا مدخرات ا سا‬
‫ا س مية‪ ،‬ف كن أف يكوف من ب ا ت ا ستثمار‪ ،‬ذ ا ت رـ الشريعة‬
‫ؤُ أ انظر‪ :‬د‪ .‬صفوت عبد الس ـ عوض ه‪" :‬ص اديق ا ستثمار دراسة ك ليل من م ظور ا قتصاد ا س مي" ؤُٖٕب‬
‫ِٖٕأ ا ؤ ر العلمي الس وم الرابع عشر كلية الشريعة كالقانوف جامعة ا مارات العربية ا تحدة‪.‬‬
‫ؤِ أ د‪ .‬عبد اجيد الص ح ‪ ،‬ص اديق ا ستثمار ا س مية مفهومها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬كأحكامها‪ ،‬ا ؤ ر العلمي الس وم‬
‫ا امس عشر ب جامعة ا مارات العرية ا تحدة‪.‬‬
‫ؤّأ ا رجع السابق ؤْبٓأ ‪.‬‬

‫‪064‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ا س مية ا ستثمار فيها كمصانع ا مور‪ ،‬كا صارؼ الربوية‪ ،‬كأنشطة تبييض ا مواؿ‪،‬‬
‫كالرغم من أف ة ا ت كن لص اديق ا ستثمار ا س مية ف ا ت ا ستثمار‬
‫ا باحة كث ة كمتعددة‪ ،‬كمت وعة ا يفتح آفاقنا رحبة أماـ ذ الص اديق لتسا م رفع‬
‫مستول ا عيشة للمشارك فيها‪.‬‬
‫ِ‪ .‬صيغ التمويل "ا دكات ا ستثمارية"‪ :‬تتميز ص اديق ا ستثمار ا س مية أف‬
‫أيضا كأحكاـ الشريعة ا س مية‪ ،‬ف كن ذ الص اديق أف‬ ‫أدكاها ا ستثمارية تتفق ن‬
‫تستثمر مدخرات ا سا فيها من خ ؿ الفوائد الربوية‪ ،‬كإ ا من خ ؿ صيغ التمويل‬
‫ا س مية ا ختلفة كا را ة ل مر الشراء‪ ،‬كا جارة ا تهية التمليك‪ ،‬كعقود ا ستص اع‪،‬‬
‫كشركة ا ضاربة‪ ،‬أك الشركة ا ت اقصة ا تهية التمليك‪ ،‬إ غ ذلك من صيغ التمويل‬
‫ا س مية‪.‬‬
‫ّ‪ .‬كجود يئات للفتيا كالرقابة الشرعية على ذ الص اديق‪ :‬ح يتم التأكد من‬
‫توافق ا نشطة ا ستثمارية ذ الص اديق مع أحكاـ الشريعة ا س مية السمحة اجال‬
‫ا تقدم ‪ ،‬كانت ا اجة إ يئات الفتول كالرقابة الشرعية كي تشرؼ على ذ ا نشطة‬
‫ا ستثمارية‪ ،‬كتتأكد من موافقتها حكاـ الشريعة ا س مية‪ ،‬ك يقتصر دكر ذ ا يئات‬
‫على رد ا فتاء ا سائل كا عام ت ا الية‪ ،‬كا نشطة ا ستثمارية بل يتعدل ذلك إ‬
‫مراقبة ذ ا نشطة‪ ،‬كالتأكد من عدـ الفتها حكاـ الشريعة ا س مية كما تقوـ ذ‬
‫ا يئات بتصحيح ا خالفات إف كجدت‪ ،‬كتقوـ أيضا إنتاج كتصميم العقود ا توافقة كأحكاـ‬
‫الشريعة الغراء‪.‬‬
‫انيًا‪ :‬أ داؼ ااستثمار اإساـ‪:‬‬
‫ك كن تلخيص أ داؼ ا ستثمار ا س ـ ا يليؤُأ‪:‬‬
‫ُ‪ .‬ا افظة على أصل ا اؿ ؤرأس ا اؿأ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬قيق الربح صحاب الب ك ا يعمل على زادة أصل ا اؿ‪.‬‬
‫ّ‪ .‬توف السيولة من أجل العمل على مواجهة طلبات السحب من الودائع‪.‬‬

‫ؤُأ ص اديق ا ستثمار ا س مية د‪ .‬شاـ جر ؤصُٕأ نق عن د‪ .‬أ غدة‪. 1998 ،‬‬

‫‪065‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ْ‪ .‬ربط ا ستثمار القيم الشرعية كا خ قيات السلوكية‪.‬‬


‫ٓ‪ .‬حصر ا ستثمار السلع ا ؿ‪ ،‬كاجت اب ا نشطة ا رمة‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬مراعاة ا كلوات إدارة ال شاط ا قتصادم‪ ،‬ك ي الضركرات كا اجيات‬
‫كالتحسي ات‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬قيق فرص عمل‪ ،‬كم ع البطالة‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬أداء حق ه ا اؿ الزكاة كالصدقات‪.‬‬
‫ويقوـ ال اـ اإسامي ااستثمار على قاعدت ‪ ،‬ا‪:‬‬
‫ُ‪ .‬عدـ استخداـ القرض بفائدة كوسيلة ل ستثمار؛ ف الرا حراـ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬رـ ا س ـ كسيلة إ أكجد بدي أطهر كأزكى‪ ،‬فكانت القاعدة الثانية ك ي"‬
‫الغرـ الغ م"‪ ،‬فأكجد ا س ـ ا ت كاسعة ل ستثمار تعتمد على مبدأ ا خاطرة على‬
‫أساس احتماؿ الربح كا سارة‪ ،‬كتضم ذ القاعدة عدة أشكاؿ من أشكاؿ ا ستثمارات‬
‫نذكر م ها‪ :‬البيوع أنواعها ا ختلفة‪ ،‬كالشركات‪ ،‬كا ارات‪ ،‬ك ا ي حظ أف الب وؾ‬
‫التقليدية مقيدة بصورة أساسية ا قراض كوسيلة ل ستثمار‪ ،‬ح تتعدد الوسائل أماـ‬
‫الب وؾ ا س مية‪ ،‬لتل احتياجات ا فراد كا ؤسسات كا كومات‪ ،‬ا يضمن حسن التوزيع‬
‫كالعدالة ا داء‪ ،‬كا صوؿ ا س ـ أربعة‪ ،‬ك ي‪ :‬ا عياف‪ ،‬كا افع‪ ،‬كا قوؽ ا الية‪،‬‬
‫كالديوف كال قود‪ ،‬كالتا ‪ :‬ف ترل الشريعة ا س مية ا صوؿ ا الية‪ ،‬إ ما كراء ا من‬
‫حقائق‪ ،‬أم‪ :‬تعتر ا صوؿ ا الية أصون إ قدار ما ثل من أمواؿ حقيقية مادية أك‬
‫مع وية‪ ،‬كا صل ا س ـ أف يستحق الربح على التمويل إ بتملك ماؿ و‬
‫اـ‪ ،‬كالتا ؛‬
‫شرعا ب أف ثل ملكية ماؿ و‬
‫اـ اءن طبيعيا أك سوقيا‪.‬‬ ‫فالس دات ا قبولة ن‬

‫‪066‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ا بحث الرابع‪ :‬خصائص ص اديق ااستثمار اإسامية وأنواعها‪:‬‬


‫أوا‪ :‬ا صائص ا ميزة لص اديق ااستثمار اإساميةؤُأ‪:‬‬ ‫ً‬
‫تعتر ص اديق ا ستثمار ا س مية أحد ا ؤسسات ا الية ا س مية ال تتو ميع‬
‫أمواؿ ا ستثمرين صورة كحدات أك صكوؾ استثمارية‪ ،‬كيعهد إدارها إ جهة من أ ل‬
‫ا رة كا ختصاص‪ ،‬لتوظيفها كف نقا لصيغ ا ستثمار ا س مية ا اسبة‪ ،‬على أف يتم توزيع‬
‫صا العائد فيما بي هم حسب ا تفاؽ‪ ،‬ك كم كافة معام ها أحكاـ كمبادئ الشريعة‬
‫ا س مية كالقوان كالقرارات كالتعليمات ا كومية كاللوائح كال ظم الداخلية‪.‬‬
‫يشتمل ذا ا فهوـ على أ م ا صائص ا ميزة لص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كمن‬
‫أ ها ما يلي‪:‬‬
‫ُب ا شخصية مع وية مستقلة عن أصحاب الوحدات ا ستثمارية كعن ا هة ا وطة‬
‫كأسيسا على ذلك فهي مؤسسة ا صفة قانونية كشكل ت ظيمي كإطار ما‬ ‫ن‬ ‫إدارها‪،‬‬
‫شرعا‪.‬‬
‫ك اس مستقل‪ ،‬ك ذ السمة جائزة ن‬
‫ِب تقوـ على فكرة ا ضاربة ا ماعية من قبل أصحاب ا مواؿ ؤ لة الوحدات‬
‫ا ستثماريةأ؛ حيث تقوـ الص اديق بتجميع ا مواؿ من أكثر من فرد أك جهة‪ ،‬كا ميع‬
‫ثلوف من م ظور عقد ا ضاربة ؤرب ا اؿأ‪ ،‬ك ثل الص دكؽ كشخصية مع وية رب العمل‪،‬‬
‫ك ذ السمة ضع لفق عقد ا ضاربة‪.‬‬
‫ّب يلتزـ الص دكؽ معام ت كتصرفات ا ختلفة أحكاـ كمبادئ الشريعة ا س مية‪،‬‬
‫ككذلك الفتاكل كا قررات كالتوصيات الصادرة عن امع الفق ك يئات الفتول كا سائل‬
‫ا عاصرة ا تعلقة عام ت الص دكؽ‪ ،‬ك ذا يوجب الرقابة الشرعية الفعالة‪.‬‬
‫ْب يلتزـ الص دكؽ القوان كالقرارات كالتعليمات الصادرة عن ا هات ا كومية‬
‫الف أحكاـ كمبادئ الشريعة ا س مية‪ ،‬كإف كجد‬ ‫ا شرفة على الص اديق ما دامت‬

‫ؤُ أ م هج مق ح لتفعيل الرقابة الشرعية كا الية على ص اديق ا ستثمار ا س مية د‪ .‬حس حس شحاتة‪ ،‬جامعة ا ز ر‬
‫ب أ اث ا ؤ ر العا ي الثالث ل قتصاد ا س مي امعة أـ القرل كة ا كرمة ؤْٓ‪ٔ/‬بٖأ‪ .‬ص اديق ا ستثمار‬
‫ا س مية مفهومها ب خصائصها ب أحكامها ؤصٕبٖأ د‪ .‬عبد اجيد الص ح ‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫إطار مبدأ التوفيقية‪ ،‬ك ذا يوجب الرقابة ا صرفية من قبل الب وؾ ا ركزية‬ ‫تعارض ب إزالت‬
‫ؤمؤسسات ال قدأ‪.‬‬
‫ٓب يتو إدارة الص دكؽ جهة متخصصة كم ع قتها الص دكؽ عقد الوكالة أك‬
‫عقد العمل أك أم عقود مستحدثة كال تعمل إطار ا داؼ كالسياسات كا طط‬
‫ا س اتيجية كا رجعية الشرعية كالقانونية كا ستثمارية‪ ،‬ك ذا يوجب الرقابة على القرارات‬
‫ا دارية من لس ا دارة كمدير الص دكؽ‪.‬‬
‫اؿ ا ستثمار‬ ‫ٔب توظف ا مواؿ طب نقا جموعة من الضوابط كا عاي ا س مية‬
‫ا باشر كغ ا باشر‪ ،‬كذلك طب نقا لصيغ ا ستثمار ا س مية كم ها ا سا ات أكراؽ‬
‫مالية‪ ،‬كا ضاربة كا شاركة كا را ة كالسلم كا ستص اع كا جارة‪ ،‬كأم صيغة مستحدثة‬
‫تتعارض مع أحكاـ كمبادئ الشريعة ا س مية‪ ،‬ك ذا يوجب ا لتزاـ ا عاي الشرعية‬
‫الصادرة عن يئة ا اسبة كا راجعة للمؤسسات ا الية ا س مية‪.‬‬
‫الص دكؽ اس داد قيمة مسا تهم كفق ضوابط كشركط معي ة ا‬ ‫ٕب ق للمش ك‬
‫يت اسب مع ا ستمرار دد تلفة كي اسب صغار ا ستثمرين‪ ،‬كيستلزـ ذلك إعادة تقو‬
‫الوحدات ا ستثمارية على ف ات دكرية ح يسهل ارج من يرغب من ا شارك ‪ ،‬ك ذا‬
‫يوجب ا لتزاـ عاي ا اسبة الصادرة عن يئة ا اسبة كا راجعة للمؤسسات ا الية‬
‫ا س مية‪.‬‬
‫ٖب تعدد ا طراؼ ا رتبطة الص دكؽ كتتمثل معظم ا حياف من‪ :‬ا ؤسس‬
‫كا شارك كا سوق ‪ ،‬كأم اء ا ستثمار كا دارة‪ ،‬ك كم ؤ ء موعة من العقود الشرعية‬
‫كالقانونية‪ ،‬ك ذا يوجب الرقابة ا ارجة على حساات الص دكؽ من قبل ا دقق ا ارجي‬
‫الذم يقدـ م تقر نيرا عن نتائج ا عماؿ كا ركز ا ا ‪.‬‬
‫ٗب توزع العوائد ب ا طراؼ السابقة كف نقا لضوابط عقود ا ضاربة كالوكالة كالسمسرة‪،‬‬
‫ذا الشأف من يئة ا اسبة كا راجعة‬ ‫كذلك طبقا للمعاي الشرعية كا اسبية الصادرة‬
‫للمؤسسات ا الية ا س مية‪.‬‬
‫ك ذ ا صائص توجب أف يكوف على عمليات الص دكؽ رقابة فعالة متعددة ا قاصد‬

‫‪510‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫كا وانب ل طمئ اف من ا افظة على ا مواؿ كت ميتها ك ديد ا قوؽ العدؿ‪ ،‬كدليل ذلك‬
‫من الكتاب قوؿ ه بتبارؾ كتعا ب‪ :‬كليكتب بي كم كاتب العدؿ َُٔ‪.‬‬
‫َُٕ‬
‫انيًا‪ :‬أنواع الص اديق ااستثمار اإسامية‪:‬‬
‫توجد عدة أنواع لص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كأ ها‪:‬‬
‫ُ‪ .‬ص اديق اأسهم اإسامية‪:‬‬
‫ظهرت ص اديق ا ستثمار ا س مية ا سهم استجابة لرغبات ذكم ا لتزاـ من‬
‫ا سلم الذم رصوف على ا باح من الدخل‪ ،‬يقوـ عمل الص دكؽ على مبادئ‬
‫أساسية‪:‬‬
‫أراحا من زادة أسعار‬
‫مباحا‪ ،‬لتحقق ن‬‫ا ستثمار أسهم الشركات ال يكوف نشاطها ن‬
‫أسهم ذ الشركات‪ ،‬إ أف الفقهاء اختلفوا الشركات ال أصل عملها مباح‪ ،‬كلك ها‬
‫ارس بعض ا عماؿ ا رمة كأف تق ض بفائدة‪ ،‬أك تودع أموا ا بفائدة‪ .‬حيث رأل البعض‬
‫عدـ ا ستثمار أسهمها‪ ،‬كالرأم الثا يرل إمكانية ا ستثمار أسهمها‪ ،‬كعلى مدير‬
‫الص دكؽ أف سب الدخل ال اتج عن أعماؿ رمة‪ ،‬كيستبعد من الدخل الذم صل‬
‫علي ا ستثمر الص دكؽ‪ ،‬ك اطر ا ستثمار ذ الص اديق عالية‪.‬‬
‫أف ارس ا دير الص دكؽ عمليات غ جائزة مثل البيع القص ل سهم أك‬
‫ا يارات ا الية أك ا سهم ا متازة‪.‬‬
‫ِ‪ .‬ص اديق السلع‪:‬‬
‫يعتر نشاط ص اديق السلع ا ساسي شراء السلع ال قد بيعها ا جل‪ ،‬تتج ذ‬
‫الص اديق بصفة أساسية إ أسواؽ السلع الدكلية‪ ،‬كلص اديق ا ستثمار السلع ا س مية‬
‫ضوابط م ها أها تقتصر على السلع ا باحة كتلك ال وز شراء ا ال قد كبيعها ا جل‪،‬‬

‫ؤُأ سورة البقرة‪. ِِٖ :‬‬


‫ؤِأ د‪ .‬براؽ د‪ ،‬كقماف مصطفى ؤصٗبُُأ أداء ص اديق ا ستثمار ا سؤكلة اجتماعيا كص اديق ا ستثمار ا س مية‪:‬‬
‫ضمن البحوث ا قدمة لتقى الدك ا كؿ عهد العلوـ ا قتصادية كالتجارية كعلوـ التسي ‪ ،‬جامعة ا زائر‪ ،‬موقع الدكتور‬
‫د القرم "ص اديق ا ستثمار ا س مية" ‪. 2002www.elgari.com‬‬

‫‪515‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫فيستث من السلع الذ ب كالفضة‪ .‬ك كن أف تعمل ص اديق السلع بصيغة البيع اآجل أك‬
‫ا را ة أك السلم ككل ذ الصيغ قابلة للتطبيق أسواؽ السلع الدكلية‪ ،‬كلص اديق السلع‬
‫نوعاف‪:‬‬
‫ّ‪ .‬ص اديق ا را ة‪:‬‬
‫تقوـ ص اديق ا را ة على التمويل ا جل بطريق ا را ة ك اصة أسواؽ السلع‬
‫الدكلية‪ ،‬فيقوـ الص دكؽ بشراء كمية من سلعة ا ديد مث ن ال قد‪ ،‬بيعها إ طرؼ الث‪،‬‬
‫ؤغ من اش ا ا م أ ا جل‪ ،‬كيكوف ا جل قص نا الغالب ي اكح ب شهر كستة أشهر‪،‬‬
‫كيستفيد من عمليات التمويل الشركات ا تعاملة أسواؽ السلع لتمويل ا خزكف‪ ،‬كمصا‬
‫الب كؿ لتمويل حصو ا على ا اـ كشركات ا واد ا كلية كالسكر ك و ‪.‬‬
‫ْ‪ .‬ص اديق السلم‪:‬‬
‫السلم بيع يؤجل في قبض ا بيع كيعجل في قبض الثمن‪ ،‬ك كن توليد الربح من بيوع‬
‫السلم الص اديق ا ستثمارية عن طريق الدخوؿ عقد سلم ل بضاعة موصوفة‬
‫الذمة كالقمح أك الشع أك الزيوتو ا ‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬ص اديق التأج ‪:‬‬
‫كيعتمد عمل ص اديق التأج على امت ؾ الص دكؽ ل صوؿ ا ؤجرة مثل ا عدات‬
‫كالسيارات كالطائرات كأحياا العقار‪ ،‬كتولد الدخل من ا يرادات ا ارية‪ ،‬ك تلف‬
‫الص اديق اخت ؼ عقود ا ار صوؿ الص دكؽ‪ ،‬فبعضها يقوـ على عقد ا ار ا عتاد‪.‬‬
‫ك ا يتحمل الص دكؽ اطرة ن ا صوؿ ع د انتهاء العقود‪ ،‬كر ا كاف على صفة‬
‫ا ار ا تهي التمليك ك ذ ا الة تغطي ا يرادات قيمة ا صل كام ن ‪.‬‬
‫ا بحث ا امس‪ :‬طبيعة أنشطة ص اديق ااستثمار اإسامية‪:‬‬
‫بعد استيفاء ا وانب الشرعية كالقانونية نشاء الص دكؽ سواء قاـ بذلك أحد‬
‫ا صارؼ ا س مية أك شركة استثمار إس مية أك موعة من ا فراد‪ ،‬كذلك طب نقا للقوان‬
‫كالقرارات ا ظمة لعملية التأسيس؛ حيث يتم تقسيم رأس ماؿ الص دكؽ إ كحدات‬
‫ؤصكوؾأ‪ ،‬ثل كل م ها حصة شائعة رأس ا اؿ‪ ،‬كتطرح ذ الوحدات ل كتتاب العاـ‬

‫‪511‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ا شاركة‪ ،‬كذلك طب نقا لعقد ا ضاربة أك الوكالة ا ستثمار‪ ،‬كليس اؾ رج‬ ‫للراغب‬
‫شرعي أك الفة قانونية من مسا ة ا هة ا شأة للص دكؽ الوحدات ا ستثمارية‪ ،‬ك‬
‫نقدا حسب ما رآ هور الفقهاء‪ ،‬كمن حق ا شارؾ‬ ‫كل ا حواؿ ب أف تكوف ا سا ة ن‬
‫تداكؿ حصص الطرؽ الشرعية كحسب القوان ا ظمة لذلك‪ ،‬كما وز للجهة ا شأة‬
‫للص دكؽ أف تستع ا هات ا تخصصة لتساعد ا تسويق الصكوؾ‪.‬‬
‫كتقوـ إدارة الص دكؽ باشرة ا نشطة ا خططة‪ ،‬كمن أ ها ما يلي‪:‬‬
‫ُب استثمار ؤتوظيفأ ا مواؿ طب نقا للمعاي الشرعية كالصيغ ا ستثمارية‪ ،‬كم ها‪:‬‬
‫أب تكوين فظة ا كراؽ ا الية ؤاستثمار غ مباشرأ‪.‬‬
‫بب ا سا ة مشركعات استثمارية تلفة ؤاستثمار مباشرأ‪.‬‬
‫ِب تقوـ إدارة الص دكؽ أعماؿ ا تابعة كا راقبة كتقو ا داء ا ستثمارم ل طمئ اف‬
‫من ا افظة على ا مواؿ كت ميتها‪ ،‬كذلك طب نقا للوائح الداخلية للص دكؽ‪ ،‬ككذلك طب نقا‬
‫لقرارات كتعليمات ا هة ا شأة كالب وؾ ا ركزية‪.‬‬
‫ّب ا اذ ا جراءات ال زمة ل ستجابة لرغبات ا تخارج من الص دكؽ ك ديد‬
‫حقوقهم حسب الضوابط كا سس كال ظم ا عتمدة‪ ،‬كتتو ا هة ا شأة أك جهة أخرل‬
‫الشراء السعر الذم التقو ب ‪ ،‬كذلك مواعيد دكرية معي ة حسب أسس القياـ‬
‫الشرعي كا اس الواردة نشرة ا كتتاب‪.‬‬
‫ْب ديد ال قدية الواجب ا حتفاظ ها سائلة واجهة طلبات ا س داد‪ ،‬كذلك كف نقا‬
‫للضوابط كا سس الواردة ئحة الص دكؽ ك ضوء ا وازنة ال قدية التقديرية‪.‬‬
‫ٓب متابعة كدراسة ك ليل ا كضاع السياسية كا قتصادية كا الية كا ستثمارية ذات‬
‫الع قة ا ؤثرة على نشاط الص دكؽ بصفة عامة كعلى مكوات فظت ا ستثمارية بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬كذلك استخداـ ا ساليب كا اذ القرارات ال زمة سواء ا حتفاظ أك البيع أك‬
‫الشراء أك و ذلك‪.‬‬
‫ٔب ديد كقياس عوائد ا ستثمار كتوزيعها حسب الضوابط كا سس الشرعية كا الية‬
‫كا اسبية‪ ،‬ك ضوء ال ماذج الواردة ئحة الص دكؽ كا ع ف ع ها‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ٕب التقو الدكرم وجودات كالتزامات الص دكؽ‪ ،‬ك ديد صا قيمة الوحدة‬
‫ؤالصكأ ا ستثمارية ليساعد ا عمليات ا س داد‪ ،‬كذلك طب نقا عاي ا اسبة الصادرة‬
‫عن ا يئة‪.‬‬
‫ٖب اعتبار أف الص دكؽ شخصية مع وية كاعتبارية مستقلة عن ا هة ا شأة ل كعن‬
‫مدي ر كعن ا شارك في لذلك ب أف يتوافر مقومات ذ الشخصية كم ها‪ :‬السج ت‬
‫كالوائق‪ ،‬كالعقود كال ماذج‪ ،‬كالدفاتر ا اسبية كالقوائم كالتقارير ا الية‪ ....‬ك و ذلك‪ ،‬كما‬
‫ب أف يكوف ل مراقب حساات خارجي كرقابة شرعية‪ ،‬كذلك على ال حو الذم سوؼ‬
‫نفصل فيما بعد‪ ،‬ك ذ ا مور ا دارية كا الية من مسئولية مدير ؤُأ‪.‬‬
‫ا بحث السادس‪ :‬طبيعة العقود ال كم عاقات أطراؼ الص دوؽ‪ ،‬وكيفية إدارت ‪:‬‬
‫أوا‪ :‬طبيعة العقود ال كم عاقات أطراؼ ص اديق ااستثمار اإسامية‪:‬‬ ‫ً‬
‫تعتر ص اديق ا ستثمار ا س مية من الوحدات ا ستثمارية ا تعددة ا طراؼ‪ ،‬ك كم‬
‫الع قات السببية بي ها موعة من العقود ب بياف طبيعتها لدكر ا ا باشر على أنواع كنظم‬
‫كآليات الرقابة الشرعية كا الية‪.‬‬
‫كتتمثل ذ ا طراؼ اآ ‪:‬‬
‫ُب ا هة ا شأة للص دكؽ‪ :‬قد تكوف أحد ا صارؼ ا س مية أك موعة من رجاؿ‬
‫ا اؿ كا عماؿ‪ ،‬كيطلق عليهم ا ؤسسوف أك ا سا وف‪ ،‬كتربطهم الص دكؽ عقد ا لكية ك م‬
‫قانوا أماـ غ م‪.‬‬
‫ثلوف الص دكؽ ن‬
‫ِب ا ش كوف الص دكؽ‪ :‬ك م الذين يش كف الوحدات ؤالصكوؾ أك ما‬
‫حكمهاأ ا ستثمارية‪ ،‬كيربطهم الص دكؽ عقد ا ضاربة‪.‬‬
‫ّب إدارة الص دكؽ‪ :‬ك ي ا هة الف ية ا وطة إدارة معام ت كعمليات الص دكؽ‬
‫كبصفة خاصة إدارة افظ ا ستثمارات كا كراؽ ا الية‪ ،‬كيربطها الص دكؽ عقد الوكالة‪.‬‬
‫ْب جهات تسويق الوحدات ؤالصكوؾأ ا ستثمارية‪ :‬قد تعهد ا هة ا شأة للص دكؽ‬

‫ؤُ أ م هج مق ح لتفعيل الرقابة الشرعية كا الية على ص اديق ا ستثمار ا س مية د‪ .‬حس حس شحاتة‪ ،‬جامعة ا ز ر‬
‫ب أ اث ا ؤ ر العا ي الثالث ل قتصاد ا س مي امعة أـ القرل كة ا كرمة ؤْٓ‪ٗ/‬بُُأ‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫إ بعض ا ؤسسات ا الية إصدار كتسويق الوحدات ا ستثمارية مقابل ا صوؿ على‬
‫عمولة أك أجر كفقا لعقد الوكالة أجر‪ ،‬كما قد تعهد إدارة الص دكؽ إ بعض ا ؤسسات‬
‫ا الية أك غ ا لتساعد ا استثمار أمواؿ الص دكؽ عمليات استثمارية كفقا لعقد ا عالة‪.‬‬
‫يتضح من العرض السابق تعدد أنواع العقود ال تربط الص دكؽ كشخصية مع وية‬
‫مستقلة العديد من ا طراؼ ا ع ية ب كمن أ م ذ العقود‪ :‬عقد التملك‪ ،‬كعقد ا ضاربة‪،‬‬
‫كعقد الوكالة‪ ،‬كعقد ا عالةؤُأ‪.‬‬
‫انيًا‪ :‬كيفية إدارة الص دوؽ‪:‬‬
‫اؾ صوراف دارة ص اديق ا ستثمار ا س مية رم العمل هما ك ا جائزاف‬
‫شرعاؤِأ‪.‬‬
‫ن‬
‫ؤأأ ا دارة على أساس ا ضاربة‪ ،‬ك ي ال دد فيها ا قابل للمدير ؤا ضاربأ صة‬
‫أم ؤنسبةأ معلومة من ربح الص دكؽ‪.‬‬
‫مد فيها ا قابل للمدير ؤالوكيلأ‬ ‫ؤبأ ا دارة على أساس الوكالة‪ ،‬ك ي ال يىد ي‬
‫بعمولة معي ة‪ ،‬أم ؤمبلغ مقطوعأ أك ب سبة من ا سا ات ك ذ ال سبة تؤكؿ إ مبلغ‬
‫َُٖ‬
‫مقطوع أك ب سبة من صا قيمة ا وجودات‪ ،‬ك ذا التحديد ها سائغ ع د بعض الفقهاء‬
‫على أساس الوكالة البيع ب سبة من الثمن‪.‬‬
‫ك اؾ صورة مع ب العمولة كالربح على أساس التحفيز على أف تكوف العمولة ي‬
‫ا صل كيكوف ال صيب ا دد ل من الربح مستح نقا حاؿ بلوغ نسبة ددة‪.‬‬
‫َُٗ‬
‫ا بحث السابع‪ :‬الضوابط الشرعية أنشطة الص اديق‪.‬‬
‫ب أف تتم أنشطة الص اديق بكغ ا من الصيغب طب نقا حكاـ مبادئ الشريعة‬
‫ا س مية‪ ،‬كيشمل ذلك ك ن من‪:‬‬
‫ؤُ أ م هج مق ح لتفعيل الرقابة الشرعية كا الية على ص اديق ا ستثمار ا س مية د‪ .‬حس حس شحاتة جامعة ا ز ر‬
‫ب أ اث ا ؤ ر العا ي الثالث ل قتصاد ا س مي امعة أـ القرل كة ا كرمة ؤْٓ‪ٖ/‬بٗأ‪.‬‬
‫ؤِأ انظر‪ :‬د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ :‬ص اديق ا ستثمار ا س مية ؤصُِٕبُّٕأ‪.‬‬
‫ؤّأ حاشية بن عابدين ؤٕ‪َّٓ/‬أ كشرح م تهى ا رادات ؤِ‪ُِٕ/‬أ‪.‬‬
‫ؤْأ انظر د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ :‬ص اديق ا ستثمار ا س مية ؤصُْٕبُٕٓأ‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ؤأأ ت ظيم الع قات ب أصحاب ا سهم أك الوحدات كا دارة‪ ،‬كا طراؼ ا خرل‬
‫ذات الصلة‪.‬‬
‫ؤبأ اختيار ا وجودات ال ثلها ا سهم أك الوحدات‪.‬‬
‫ؤتأ انتفاء الضماف ل صل أك الربح فيما ب ا شارك أك بي هم كب ا دارة إ‬
‫حالة التعدم أك التقص ‪.‬‬
‫ؤثأ استحقاؽ ا راح ك ميل ا سائر‪.‬‬
‫ؤجأ التداكؿ‪ ،‬كا س داد‪ ،‬كالتصفية‪ ،‬كغ ذلك من التطبيقات‪.‬‬
‫شرعا وز للص دكؽ ا ستثمار فيها‪ ،‬كم ها‪:‬‬ ‫ك اؾ أنشطة وعة ن‬
‫ب ما يتعلق بغرض الص دكؽ‪ ،‬كا ستثمار العمليات الربوية أك التأمي ية التقليدية‪ ،‬أك‬
‫شرعا‪.‬‬
‫ا سكرات‪ ،‬أك القمار‪ ،‬أك اجوف‪ ،‬أك اللحوـ ا رمة‪ ،‬ككل مادة وعة ن‬
‫ب كم ها ما يتعلق إدارة ا مواؿ كا يداع بفوائد أك ا ق اض بفوائد‪ ،‬كقد صدر قرارات‬
‫من بعض ال دكات ا يئات الشرعية بوضع حدكد لتقليل الع صر ا رـ كل من ا يداع‬
‫نظرا لشرعية أغراضها‬‫تتجاكز تلك ا دكد ن‬ ‫كا ق اض كالسماح التعامل مع الص اديق ال‬
‫كأنشطتها الرئيسة الرغم من حرمة ا يداع كا ق اض بفائدة‪.‬‬
‫كقد أصدرت قرارات معيةؤُأ كفتاكلؤِأ بتأكيد حرمة ا ستثمار الص اديق ال‬
‫ثل مبالغ نقدية تستثمر ا قراض بفائدة‪ ،‬كما رـ التداكؿ الص اديق ال ثل الديوف‪،‬‬
‫كلو كانت اشئة عن تعامل مباح كبيوع ا را ة إ إذا كاف مع ديوف ا را ة أعياف كم افع‬
‫غالبة على ال قود كذمم ا را ة‪.‬‬
‫أما الص اديق ال ثل شهما أك كحداها موجودات عي ية كم افع كنقود كديوف كالغالب‬
‫ؤّأ‬
‫فيها ا عياف كا افع‪ ،‬فهذ حسب قرار مع الفق ا س مي الدك ‪.‬‬
‫يصح فيها التداكؿ السعر ا اضى علي مع صحة أجيل ن ا سهم أك الوحدات‪،‬‬

‫ؤُأ قرار مع الفق ا س مي الدك َُ ؤَُ‪ِ/‬أ كَٔ ؤُُ‪ٔ/‬أ‪.‬‬


‫ؤِأ فتول دار ا فتاء ا صرية رقم ُِِٓ‪.‬‬
‫ؤّأ قرار مع الفق ا س مي الدك َّ ؤٓ‪ْ/‬أ‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ذ الص اديق على أساس الشراء للموجودات البيع بقصد‬ ‫كتقوـ آلية ا ستثمار‬
‫ا س اح بتحصيل عوائد ا سهم أك الوحدات ؤالربح التشغيليأ أك ا ستفادة من ارتفاع‬
‫أسعار ا ؤالربح الرأ ا أ‪.‬‬
‫كقد يقتصر على الربح الرأ ا إذا نص على عدـ توزيع أراح ؤالربح ال اكميأ ك بد‬
‫من اش اؾ يع أصحاب ا سهم أك الوحدات استحقاؽ الربح ك مل ا سارة ك مل‬
‫نتائج التصفية‪.‬‬
‫أسس توزيع عوائد ص اديق ااستثمار ضوء الفكر اإسامئَُ‪.‬‬
‫تتمثل ا راح بأك ا سائر ب القابلة للتوزيع ص اديق ا ستثمار على لة الوائق‬
‫صا ا يرادات التشغيلية ا تحصل عليها من ا كراؽ ا الية ا كونة فظة الص دكؽ‪،‬‬
‫ككذا صا ا يرادات العرضية‪ ،‬ا ضافة إ ا راح بأك ا سائرب الرأ الية ال قد تتحقق‬
‫من خ ؿ بيع ا كراؽ ا الية ا اصة الص دكؽ أك من خ ؿ اعادة تقو ها‪.‬‬
‫ك ب أف يتم توزيع ذ ا راح ضوء موعة من ا سس ا ست بطة من الفق‬
‫ا س مي‪ ،‬ك ى كما يلى‪:‬‬
‫ُأَ أف يكوف الربح معلوـ القدر لكل شريك‪ :‬كيقصد بذلك ضركرة معلومية طريقة‬
‫توزيع الربح ملة الوائق ال تصدر ا ص اديق ا ستثمار‪ ،‬سواء كانت ذ ا راح إيرادية‬
‫أك عرضية أك رأ الية‪ ،‬ك كن أف يتم ذلك نشرة ا كتتاب‪ ،‬كال تعتر ثابة ا اب ب‬
‫أيضاب‬
‫بعض ا ا تب أك شهادة ا كتتاب ال تعتر ثابة قبوؿ ب بعض ا ا ت ن‬
‫من ا كتتب لطريقة التوزيع‪.‬‬
‫ذ ا الة ا كتتب‬ ‫ك وز تعديل طريقة توزيع ا راح إ وافقة الشركاء‪ ،‬ك م‬
‫الكامل‪.‬‬
‫كيرجع اش اط الفقهاء لضركرة معلومية كل شريك لقدر الربح إ أف القصد من‬
‫ا شاركة و ا صوؿ على الربح‪ ،‬كمن فإف جهالت توجب فساد عقد الشركة‪.‬‬

‫ؤُأ مصطفى ابرا يم د مصطفى‪ ،‬تقييم ظا رة وؿ الب وؾ التقليدية للمصرفية ا س مية‪" ،‬دراسة تطبيقية عن ربة بعض‬
‫الب وؾ السعودية" رسالة ل يل درجة ا اجست ا قتصاد ا س مي‪ ،‬جامعة ا مريكية ا فتوحة‪ ،‬القا رة ‪2006‬ـ‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫شائعا ا ملة‪ ،‬كيقصد بذلك عدـ ديد مبلغ مع أك‬ ‫جزء ً‬‫ُبَ أف يكوف الربح ً‬
‫نسبة معي ة من الربح لبعض لة الوائق دكف البعض اآخر‪.‬‬
‫وز أف تتضمن نشرة ا كتتاب كائق ص اديق ا ستثمار نصا وؿ‬ ‫كمن‬
‫للبعض جزءن أك نسبة من الربح دكف البعض اآخر‪.‬‬
‫كيرجع اش اط الفقهاء لذلك إ أف ديد مبلغ مع أك نسبة معي ة من الربح للبعض‬
‫دكف البعض اآخر يؤدل إ قطع الشركة الربح حتماؿ أ تربح الشركة إ ذلك ا بلغ‬
‫في فرد ب البعض دكف اآخر‪.‬‬
‫ك تلف ذلك عن ديد مبلغ مع لبعض لة الوائق إذا زاد الربح عن حد مع ‪،‬‬
‫مع توزيع الباقي التساكم ب الوائق‪ ،‬اعتبار أف ذا الشرط يؤدم إ قطع الشركة‬
‫الربح‪.‬‬
‫ُجػَ وجوب اش اؾ ميع الشركاء الربح‪ :‬كيقصد بذلك عدـ جواز انفراد ما لكى‬
‫الوائق من ا كتتب الربح دكف الب ك ا ؤسس للص دكؽ أك العكس‪ ،‬اعتبار أف ذلك ي ا‬
‫مقتضى العقد‪.‬‬
‫ُ د َ أف يكوف الربح على ما اتفق علي الشركاء‪ ،‬أم‪ :‬ما اتفق علي لة الوائق مع‬
‫ص دكؽ ا ستثمار سواء قلت ذ ال سبة أك كثرت‪.‬‬
‫وز اصد ار كائق استثمار تتحدد فيها نسب معي ة لتوزيع ا راح الدكرية‬ ‫كمن‬
‫كأخرل لتوزيع ا راح الرأ الية‪ ،‬كما وز ا تفاؽ على تفاكت ال سب اخت ؼ ا راح‬
‫ا ققة كأف يتفق على نسب ددة لتوزيع ا ليوف ا ك من الربح‪ ،‬كنسب أخرل لتوزيع‬
‫ا ليوف الثانية‪ ،‬ك كذا‪ ،‬كذلك اعتبار أف ذا يقطع الشركة الربح‪.‬‬
‫ُ ػَ استحقاؽ الربح ا اؿ أو العمل أو الضماف‪ ،‬كيقصد ا اؿ ا ب ص اديق‬
‫ا ستثمارب حصص لة الوائق‪.‬‬
‫كعلى ذلك يستحق الب ك ا ؤسس حصة من الربح مقابل ا اؿ الذل صص باشرة‬
‫الص دكؽ ل شاط كالذل صل وجب على كائق استثمار‪ ،‬كما يستحق لة الوائق الذين‬
‫يكتتبوف الوائق حصة من الربح مقابل ا مواؿ ال يقدموها‪ ،‬فض ن عن استحقاؽ الب ك‬

‫‪516‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫كذلك حصة من الربح مقابل ضمان لسوء ا دارة‪ ،‬كذلك على ال حو السابق ا شارة إلي ‪،‬‬
‫ك اؿ ا ستحقاؽ العمل حصة من الربح‪ ،‬كذلك أف ا قصود العمل العمل اعتبار‬
‫حصة الشركة اعتبار توظي نفا ها ‪.‬‬
‫شرعا اقتطاع جزء من الربح ديرم ا ستثمار بص دكؽ ا ستثمار؛‬ ‫كعلى ذلك وز ن‬
‫فهو ليس من لة الوائق كما أن ليس شري نكا العمل أك ضامن لتعهدات أك ديوف‬
‫الص دكؽ‪.‬‬
‫كمن فإف ما درجت علي بعض ص اديق ا ستثمار من استقطاع نسبة من الربح‬
‫شرعا إ إذا كانت ذ ال سبة ثابة مكافأة‬‫ديرم ا ستثمار بوصفهم إجراء أمر غ جائز ن‬
‫تشجيعا م؛ كيلزـ ذ ا الة ا صوؿ على رضا لة الوائق‪.‬‬ ‫ن‬
‫ُوَ توزيع ا سارة ب سب رأس ا اؿ‪ ،‬حيث تعتر ا سارة ب حالة كقوعهاب ن‬
‫نقصا‬
‫ا لك‪ ،‬كلذا فهي توزع على حسب قيم كائق ا ستثمار‪ ،‬ك فض ها ذ القيم بصرؼ‬
‫ال ظر عن حصص توزيع ا راح‪ ،‬ككذا بصرؼ ال ظر عن مسا ة بعض لة الوائق‬
‫ا دارة من عدم ‪ ،‬ك ذلك يقوؿ ابن قدامة‪" :‬كالوضيعة على قدر ا اؿ‪ ،‬يع ا سراف‬
‫الشركة على كل كاحد م هما بقدر مال "‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ا امة‬
‫كفيها نتائج البحث كتوصيات ‪:‬‬
‫أوا‪ :‬نتائج البحث‪ :‬من خ ؿ ما سبق فقد توصل الباحث إ نتائج مهمة‪ ،‬م ها ما‬ ‫ً‬
‫أ ‪:‬‬
‫و‬
‫ال تيجة اأو ‪ :‬إف ص اديق ا ستثمار بوج عاـ؛ قد نشأت م ذ س وات قد ة‪ٌ ،‬‬
‫كمرت‬
‫العديد من التطورات كالتغ ات ال طرأت على عا ا قتصاد كا اؿ العا ح كصلت‬
‫ديدا ول دا‬ ‫إ ما ي علي اآف؛ حيث بدأ ت فيذ الفكرة على مستول العا أكركا ك ن‬
‫عاـ‪ُِِٖ :‬ـ‪ ،‬تلتها إ ل ا عاـ َُٕٖـ‪ ،‬لكن البداية ا قيقية للص اديق ا ستثمارية‬
‫ا فا يم القائمة اآف ققت الو ات ا تحدة عاـ ُِْٗـ‪.‬‬
‫ال تيجة الثانية‪ :‬ي قسيم الص اديق حسب سياسة الشراء كا س داد إ نوع رئيس‬
‫من الص اديق‪ ،‬ك ا‪:‬‬
‫فئة ددة من‬ ‫ؤأأ ص اديق ا ستثمار ا غلقة ‪ :Closed - end Funds‬تقتصر على و‬
‫ا ستثمرين‪ ،‬ا دؼ دد كف ة زم ية ددة‪ ،‬ك هاية تلك الف ة تتم تصفية الص دكؽ‬
‫كتوزع عوائد ا تحققة على ا ش ك في ‪.‬‬
‫ؤبأ ص اديق ا ستثمار ا فتوحة ‪ :Open - end Funds‬ي ص اديق ا ستثمار‬
‫ا فتوحة أماـ دخوؿ كخركج ا ستثمرين‪ ،‬ك يوجد سقف أعلى جم أصوؿ الص دكؽ‪،‬‬
‫عدد غ ابت كغ دد من الوحدات‪ ،‬ك ضع حجم أصوؿ‬ ‫كالتا ‪ :‬فإن توم و‬
‫الص دكؽ لعمليات البيع كالشراء كا س داد؛ حيث ترتفع أصوؿ الص دكؽ حالة البيع‬
‫كت خفض حالة ا س داد‪.‬‬
‫ال تيجة الثالثة‪ :‬تلف ص اديق ا ستثمار ا س مية عن ص اديق ا ستثمار التقليدية‬
‫من عدة كجو م ها‪:‬‬
‫ؤأأ ا ت ا ستثمار‪ :‬فإف ص اديق ا ستثمار ا س مية تعمل إطار ا ت‬
‫الف أحكاـ الشريعة ا س مية‪ ،‬ف تستثمر مثل شركات كمصانع ا مور‪ ،‬كا صارؼ‬
‫الربوية‪ ،‬كأنشطة تبييض ا مواؿ كغ ا‪ ،‬ؼ ص اديق ا ستثمار التقليدية‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ؤبأ صيغ التمويل ك ي‪" :‬ا دكات ا ستثمارية"‪ :‬فتتميز ص اديق ا ستثمار ا س مية‬
‫أف أدكاها ا ستثمارية تتفق أيضا كأحكاـ الشريعة ا س مية؛ ف تستثمر مدخرات‬
‫ا سا فيها من خ ؿ الفوائد الربوية‪ ،‬كإ ا من خ صيغ التمويل ا س مية ا ختلفة‬
‫كا را ة ل مر الشراء‪ ،‬كا جارة ا تهية التمليك‪ ،‬كعقود ا ستص اع‪ ،‬كشركة ا ضاربة‪ ،‬أك‬
‫الشركة ا ت اقصة ا تهية التمليك‪ ،‬إ غ ذلك من صيغ التمويل ا س مية‪.‬‬
‫ؤتأ كجود يئات للفتيا كالرقابة الشرعية على ذ الص اديق‪ :‬ح يتم التأكد من‬
‫توافق ا نشطة ا ستثمارية ذ الص اديق مع أحكاـ الشريعة ا س مية السمحة اجال‬
‫ا تقدم ‪.‬‬
‫ال تيجة الرابعة‪ :‬توجد عدة أنواع لص اديق ا ستثمار ا س مية‪ ،‬كأ ا ما أ ‪:‬‬
‫ؤأأ ص اديق ا سهم ا س مية ؤبأ ص اديق السلع ؤجػأ ص اديق ا را ة ؤدأ ص اديق‬
‫السلم ؤ ػأ ص اديق التأج ‪.‬‬
‫رم العمل هما‪ ،‬ك ا‬ ‫ال تيجة ا امسة ‪ :‬تتم إدارة الص دكؽ عن طريق صورت‬
‫شرعا‪.‬‬
‫جائزاف ن‬
‫ؤأأ ا دارة على أساس ا ضاربة‪ ،‬ك ي ال دد فيها ا قابل للمدير ؤا ضاربأ ب سبة‬
‫معلومة من ربح الص دكؽ‪.‬‬
‫مد فيها ا قابل للمدير ؤالوكيلأ بعمولة‬
‫ؤبأ ا دارة على أساس الوكالة‪ ،‬ك ي ال يىد ي‬
‫معي ة أك ب سبة من ا سا ات‪ ،‬ك ذ ال سبة تؤكؿ إ مبلغ مقطوع أك ب سبة من صا قيمة‬
‫ا وجودات‪.‬‬
‫ال تيجة السادسة‪ :‬يتم توزيع عوائد ص اديق ا ستثمار ا س مية ضوء موعة من‬
‫ا سس ا ست بطة من الفق ا س مي‪ ،‬حسب اآ ‪:‬‬
‫ؤ أ أ أف يكوف الربح معلوـ القدر لكل شريك‪.‬‬
‫شائعا ا ملة‪.‬‬
‫ؤ ب أ أف يكوف الربح جزءنا ن‬
‫ؤ جػ أ كجوب اش اؾ يع الشركاء الربح‪.‬‬
‫ؤ د أ أف يكوف الربح على ما اتفق علي الشركاء‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫ؤ ػ أ استحقاؽ الربح ا اؿ أك العمل أك الضماف‪.‬‬


‫ؤ ك أ توزيع ا سارة ب سب رأس ا اؿ‪.‬‬
‫انيًا‪ :‬توصيات البحث‪ ،‬ويوصي الباحث اآ ‪:‬‬
‫ُب ضركرة كضع ضوابط حقيقية كملموسة صدار الصكوؾ ا س مية ا ختلفة عامة‬
‫كص اديق ا ستثمار ا س مية خاصة ا ا من فوائد ت موية اجتمع ا س مي‪.‬‬
‫ِب الع اية التامة بتطبيق الرقابة الشرعية على الص اديق ا ستثمار ا س مية على‬
‫مستول ا كومات كا يئات كا ؤسسات ا الية ا س مية؛ ف ذلك أدعى إ تطوير‬
‫ا ت ا عام ت ا صرفية ا س مية‪.‬‬
‫ّب ضركرة تواصل الب وؾ كا يئات كا ؤسسات ا الية ا س مية ا يئات الشرعية‬
‫كاجامع الفقهية كدكر ا فتاء ك كي هم من متابعة يع أعماؿ كأنشطة ا صارؼ ا س مية‬
‫كا ستفادة م ها‪ ،‬كالدعوة إ ا لتزاـ الفركع ا س مية الب وؾ التقليدية ا عاي كالضوابط‬
‫الشرعية للخدمات ا صرفية‪.‬‬
‫ْب أسيس اف مش كة ب القطاعات ا اصة كا كومية كذلك تابعة ت فيذ‬
‫توصيات ا ؤ رات ذات الصلة ا من شأها تطوير أداء ا صارؼ ا س مية كتفعيل دكر ا‬
‫ت مية اجتمع‪.‬‬
‫ٓب أسيس معا د خاصة للتدريب على ا دمات ا صرفية ا س مية ا قق تعزيز‬
‫التعاكف ا ش ؾ ب ا ؤسسات ا الية ا س مية‪.‬‬
‫ٔب دعم ص اديق ا ستثمار ا س مية من قبل ا كومات‪ ،‬فرغم ما حققت ا صارؼ‬
‫يؤمل م ها قيق ا زيد‪ ،‬كخاصة فيما يتعلق بدكر ا الت موم‬ ‫ا س مية من إ ازات إ أن ٌ‬
‫كمسا تها ع ج ا شك ت ا قتصادية كا جتماعية للشعوب ا س مية‪.‬‬
‫ٕب دعم ا شركعات الصغ ة كا رفية كالتوسع التمويل ا جتماعي ا ذلك‬
‫ؤموارد الزكاة‪ ،‬كالصدقات‪ ،‬ا ارية كالترعات‪ ،‬كا كقاؼ‪ ،‬كالقركض ا س ة كغ اأ‪ .‬كا‬
‫التوفيق‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫د‪ .‬عىس عم٘ أبٕ بكس‬ ‫صٍادٖل ااضتجىاز اإضاوٗ‪ ٛ‬وفّٕوّا‪ ،‬إٌٔاعّا‪ٔ ،‬خصائصّا‬

‫ا صادر وا راجع‬
‫ُب "أداء ص اديق ااستثمار ا سؤولة اجتماعيا وص اديق ااستثمار اإسامية"‪،‬‬
‫للدكتور براؽ د‪ ،‬كقماف مصطفى‪ :‬ا لتقى الدك ا كؿ عهد العلوـ ا قتصادية كالتجارية‬
‫كعلوـ التسي ‪ ،‬جامعة ا زائر‪.‬‬
‫ِب "تقييم ظا رة وؿ الب وؾ التقليدية للمصرفية اإسامية"‪ ،‬دراسة تطبيقية عن‬
‫ا قتصاد ا س مي‪ ،‬للباحث‪ :‬مصطفى‬ ‫ربة بعض الب وؾ السعودية‪ ،‬رسالة ماجست‬
‫إبرا يم د مصطفى‪ ،‬ا امعة ا مريكية ا فتوحة‪ ،‬القا رة ََِٔـ‪.‬‬
‫ّب " حاشية رد احتار على الدر ا ختار شرح ت وير اأبصار فق اإماـ أ‬
‫ح يفة" ؤحاشية ابن عابدينأ مد أم بن عمر ا عركؼ ابن عابدين ؤتُِِٓ ػأ‪،‬‬
‫ب كت‪ ،‬دار الفكر للطباعة كال شر‪ ُُِْ.‬ػ ب َََِـ‪.‬‬
‫ْب "ص اديق ااستثمار" ا تدل ا س اتيجية للبحث العلمي‪ََِٖ/ِ/ِٕ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٓب "ص اديق ااستثمار اإسامية"‪ ،‬دراسة فقهية أصيلية موسعة‪ ،‬للدكتور عبد‬
‫الستار أبو غدة‪ ،‬ضمن وث ا ؤ ر العلمي الس وم الرابع عشر للمؤسسات ا الية‬
‫ا س مية‪ ،‬كلية الشريعة كالقانوف جامعة ا مارات العربية ا تحدة‪.‬‬
‫ٔب "ص اديق ااستثمار اإسامية"‪ ،‬للدكتور شاـ جر ث مقدـ إ ا ؤ ر‬
‫العلمي ا كؿ "ا ستثمار كالتمويل فلسط ب آفاؽ الت مية كالتحدات ا عاصرة" ا عقد‬
‫بكلية التجارة ا امعة ا س مية ب الف ة من ٖ ب ٗ مايوََِٓـ‪.‬‬
‫ٕب "ص اديق ااستثمار اإسامية مفهومها‪ ،‬خصائصها‪ ،‬وأحكامها"‪ ،‬للدكتور عبد‬
‫اجيد الص ح ‪ ،‬ا ؤ ر العلمي الس وم ا امس عشر ب جامعة ا مارات العرية ا تحدة‪.‬‬
‫ٖب " ص اديق ااستثمار دراسة و ليل من م ور ااقتصاد اإسامي"‪ ،‬للدكتور‬
‫صفوت عبد الس ـ عوض ه‪ ،‬ا ؤ ر العلمي الس وم الرابع عشر كلية الشريعة كالقانوف‬
‫جامعة ا مارات العربية ا تحدة‪.‬‬
‫ٗب "لساف العرب"‪ :‬مد بن مكرـ بن م ظور ا فريقي ا صرم‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ب كت‬
‫الطبعة ا ك ‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫العدد الجاٌ٘ عشس إبسٖن ‪5102‬‬ ‫دم‪ ٛ‬جاوع‪ ٛ‬امدٍٖ‪ ٛ‬العامٗ‪ ( ٛ‬دىع )‬

‫بكر الرازم‪ ،‬قيق مود خاطر‪ ،‬مكتبة لب اف اشركف‬ ‫َُب " تار الصحاح"‪:‬‬
‫ب ب كت طبعة جديدة‪ ُُْٓ ،‬ػ‪ُٗٗٓ/‬ـ‪.‬‬
‫ُُب "م هج مق ح لتفعيل الرقابة الشرعية وا الية على ص اديق ااستثمار‬
‫اإسامية"‪ ،‬د‪ .‬حس حس شحاتة‪ ،‬جامعة ا ز ر‪ ،‬أ اث ا ؤ ر العا ي الثالث ل قتصاد‬
‫ا س مي امعة أـ القرل كة ا كرمة‪.‬‬
‫ُِب " وذج اس مق ح لقياس وتوزيع عوائد ص اديق ااستثمار ضوء الفكر‬
‫اإسامي " للدكتور عصاـ عبد ا ادم أبو ال صر‪ ،‬ضمن وث ندكة "ص اديق ااستثمار‬
‫مصر‪ ،‬الواقع وا ستقبل" جامعة ا ز ر ِِ‪ُٕٗٗ/ّ/‬ـ‪.‬‬

‫‪502‬‬

You might also like