You are on page 1of 136

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة‬

‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬


‫ﻗﺴﻢ اﻟﺤﻘﻮق‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ‬
‫اﳊﻘﻮق‬
‫ٔد ﻞ اﻟﻔﺮع‬
‫ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ٔﻋﲈل‬
‫رﰴ‪........... :‬‬
‫ٕا ﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬
‫ﻋ ﻘ ﺔ ﻋ ﻠــﻮي‬
‫ﯾﻮم‪:‬‬

‫ﺿ ﻤ ﺎﻧـــــﺎت ﺳ ﺘﳥــــــﺎر‬
‫ﻓــﻲ اﻟ ﺸـــﺮﯾﻊ اﳉــﺰاﺋــﺮي‬
‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫رﺋ ﺴﺎ‬ ‫اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة‬ ‫ٔﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﺎﻟﲓ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫د ﺶ ﻋﺒﺪ اﻟﺮؤوف‬
‫ﻣﴩﻓﺎ‬ ‫اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة‬ ‫ٔﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﺎﻟﲓ اﻟﻌﺎﱄ‬ ‫زواوي ﻋﺒﺎس‬
‫ﻣ ﺎﻗﺸﺎ‬ ‫اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة‬ ‫ٔﺳﺘﺎذﻣﺴﺎ ﺪ ) ٔ(‬ ‫ﺷﻌﯿﺐ ﶊﺪ ﺗﻮﻓ ﻖ‬

‫‪2019 - 2018‬‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﯿﺔ ‪:‬‬


‫اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪا ﻛﺜﻴﺮا ﻃﻴﺒﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺎ‬

‫اﺣﻤﺪ ﷲ و اﺷﻜﺮه ان وﻓﻘﺘﻲ ﻻﺗﻤﺎم ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ و اﺷﻜﺮه اذ‬

‫اﻋﺎﻧﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬

‫اﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ اﻟﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ و اﺳﺮﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ‬

‫ﺷﺠﻌﻮﻧﻲ‬

‫و اﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ اﻟﻲ اﻻﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺤﺘﺮم " زواوي ﻋﺒﺎس "‬

‫اﻟﻤﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻤﺬﻛﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺒﺮه ووﻗﻮﻓﻪ ﻃﻮال اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺪراﺳﻲ و ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻮن و ﻧﺼﺢ و ﺗﻮﺟﻴﻪ‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻌﻨﻰ ان اﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮي اﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﺳﺎﺗﺬة ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق‬

‫وﻛﻞ ﻃﻠﺒﺔ دﻓﻌﺔ اﻟﺘﺨﺮج ‪2019‬‬

‫اﻟﻲ اﻟﺰﻣﻼء اﻟﺬﻳﻦ وﻗﻔﻮا ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ و ﺳﺎﻋﺪوﻧﻲ و ﻗﺪﻣﻮا ﻳﺪ‬

‫اﻟﻌﻮن ﻟﻲ‬

‫اﻟﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ وﺟﻬﻮﻧﻲ و ﻗﺪﻣﻮ اﻟﻲ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ‬

‫و اﻻرﺷﺎد‬

‫ﻟﻜﻢ ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ‬


‫اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻖ اﻻﻧﻮار و ﺟﺎﻋﻞ اﻟﻠﻴﻞ و اﻟﻨﻬﺎر ﺛﻢ اﻟﺼﻼة‬

‫و اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺨﺘﺎر‬

‫اﻟﻲ ﻣﻦ ارﺿﻌﺘﻨﻲ ﻟﻴﻦ اﻟﺤﻨﺎن ‪ ،‬و ﺳﻘﺘﻨﻲ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻲ اﻏﻠﻰ‬

‫ﻛﺎﺋﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ‪...‬اﻣﻲ‬

‫اﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﺎن ﺳﻨﺪا ﻟﻲ ﻃﻮال اﻟﺤﻴﺎة ‪ ،‬و ﻟﻢ ﻳﺒﺨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ و‬

‫اﻟﻨﻔﻴﺲ واﻟﺪي اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻃﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮه‬

‫اﻟﻰ اﻟﺰوﺟﺔ و اﺑﻨﺎﺋﻲ اﻟﻜﺮام ﺣﻔﻈﻬﻢ ﷲ‬

‫اﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻣﻌﻬﻢ اﺧﻮاﺗﻲ‬

‫اﻟﻲ ﻛﻞ اﻻﻗﺎرب ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ و ﺑﻌﻴﺪ‬

‫اﻟﻲ ﻣﻦ اﻧﺎر ﻟﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﺳﺎﺗﺬﺗﻲ‬

‫اﻟﻜﺮام و ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺘﺎذ " زواوي ﻋﺒﺎس "‬


‫قائمة االختصارات باللغة الفرنسية مع الترجمة باللغة العربية‬

:‫قائمة االختصارات باللغة الفرنسية مع الترجمة باللغة العربية‬

IDE : Les investissements directs à l’étranger.


‫االستثمار األجنبي المباشر‬
IIE : Les investissements indirects à l’étranger.
‫االستثمار األجنبي غير المباشر‬
ANDI: L’Agence Nationale de Développement de L’Investissement.

‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

CNI: Conseil National de l’Investissement.

‫المجلس الوطني لالستثمار‬

FAI : Fonds d’appui à l’Investissement.


‫صندوق دعم االستثمار‬
CNUCED : Conférence des Nations Unies sur le Commerce Et le
Développement.

)‫مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد‬

ONUDI : Organisation des nations unies pour le développement


industriel.

‫منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية‬


‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إ ن الجازئر ضمن إطار سعيها لتحسين فرص نمو اقتصادياتها‪ ،‬خطت خطوات‬
‫ملموسة في مجال توفير متطلبات البيئة الجاذبة لالستثمار في ظل عالم يتسم بالمنافسة الحادة‪،‬‬
‫فهي على غارر الدول النامية تحتاج إلى رؤوس األموال األجنبية لتلبية حاجاتها للتنمية‬
‫االقتصادية عن طريق االستثماارت األجنبية لكونها القناة الرئيسية التي يتدفق منها أرس المال‬
‫والخبرة الفنية الالزمة وفق نظام قانوني يعمل على تشجيعها وحمايتها لضمان استماررية تدفقها‪،‬‬
‫فتلك االستثماارت التي كانت تعتبرها الدولة خالل فترة السبعينات والثمانينات شكال من أشكال‬
‫الهيمنة واالستغالل والمساس بالسيادة الوطنية‪ ،‬أعيد لها االعتبار لتصبح من ضروب تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ﻓﺣﺎ ولت الجازئر توفير أرضية خصبة محفزة لالستثمار من خالل سن ترسانة‬
‫من النصوص القانونية التي تتضمن عدة ضمانات وحوافز ترمي إلى تشجيعه وجذبه‪،‬‬
‫‪ 09-16‬المتعلق بترقية‬ ‫بداية بقانون النقد والقرض ‪ ،10-90‬وصوال إلى المرسوم التشريعي‬
‫االستثمار الذي أرسى مجموعة من المبادئ التي تعمل على استقطاب االستثماارت األجنبية‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫ورغبة من المشرع الجزائري في تعميق اإلصالحات وتهيئة المناخ االستثماري ليكون أكثر‬
‫جذبا لالستثمار‪ ،‬قامت بإلغاء ذلك المرسوم واصدار األمر ‪ 03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار‬
‫وسرعان ما تم تعديله بسبب النقائص التي كانت تشوبه بموجب األمر ‪ 08-06‬الذي مس‬
‫بعض أحكام األمر السابق واحتوى على ضمانات أكثر فعالية‪ ،‬فقد ترجمت الجزائر سياستها في‬
‫جذب االستثمار من خالل تقرير جملة من الضمانات تضمنتها قوانين االستثمار المتعاقبة‪،‬‬
‫كون أن المشرع الجزائري كان يسعى إلى توفير األمان والضمان للمستثمر بمنحه حماية قانونية‬
‫تشجعه على اتخاذ قراره االستثماري‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫باالعتماد على ما سبق‪ ،‬يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى فعالية الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري في نجاعة عملية االستثمار في‬
‫الجزائر؟‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية التي سنحاول معالجتها من خالل‬
‫عناصر الموضوع وهي كالتالي‪:‬‬

‫_ ما المقصود ب االستثمار وأشكاله؟ وما هي دواﻓﻌﻪ وآﺛﺎرﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؟‬

‫_ ما هي المبادئ التي كرسها المشرع الجزائري كضمانات قانونية لتنظيم االستثمار؟‬

‫_ ما هي الضمانات المالية واإلدارية والقضائية التي جسدها المشرع في كل القوانين التي لها‬
‫عالقة باالستثمار؟‬

‫_ ما هي االمتيازات والحوافز التي تم منحها في إطار االستثمار؟‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫انطلقنا في موضوعنا من خالل الدراسات التالية‪:‬‬
‫_ مذكرة ماجستير للباحثة ليلى سالم حول الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي‪.‬‬
‫_ مذكرة ماجستير للباحث ياسين قرفي حول ضمانات االستثمار في التشريع الج ازئري‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ م ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻟﻠطﺎﻟﺑﺔ ﻗدوري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫرة‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن الولوج في موضوع ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري كان من ورائه مجموعة من‬
‫األسباب أو الدوافع تتمثل في‪:‬‬

‫بالنسبة للدوافع الذاتية فهي‪:‬‬

‫_ ميلنا الشخصي في الخوض في هذا الموضوع ورغبة في زيادة التحصيل المعرفي في هذا‬
‫المجال‪ .‬وﻛذﻟك اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع‬

‫بالنسبة للدوافع الموضوعية فهي‪:‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫_ إثبات أن جلب االستثمارات األجنبية إلى الجزائر يرتبط ارتباطا جوهريا بمدى الحماية‬
‫والضمانات التي تقدمها الدولة للمستثمر األجنبي‪.‬‬

‫_ المساهمة في إثراء موضوع الدراسة‪ ،‬خاصة وأن الدراسات التي تناولت ضمانات االستثمار‬
‫في التشريع الجزائري قليلة جدا‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫_ إن الهدف من دراستنا هو إبراز ضرورة جلب االستثمارات األجنبية إلى الجزائر بما يحققه‬
‫من تنمية اقتصادية شاملة‪.‬‬

‫_ تسليط الضوء على مختلف الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري في النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية التي لها عالقة باالستثمار ومدى فعاليتها في جذب رؤوس األموال األجنبية وتشجيع‬
‫االستثمار في الجزائر‪.‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫اتبعنا في دراسة هذا الموضوع المنهج التحليلي القائم على المعالجة والتدقيق في عناصر‬
‫الموضوع‪ ،‬إلى جانب اعتماد المنهج الوصفي‪.‬‬

‫وقصد اإللمام الشامل بجوانب الموضوع‪ ،‬والوصول إلى إجابة على اإلشكالية والتساؤالت‬
‫الفرعية المطروحة ارتأينا تقسيم الدراسة إلى فصلين مع تخصيص فصل تمهيدي لدراسة اإلطار‬
‫التأصيلي والنظري لالستثمار‪.‬‬

‫تناولنا في الفصل األول الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني تطرقنا إلى الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‪.‬‬

‫د‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫ﻓﺻل ﺗﻣﻬﯾدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﺄﺻﯾﻠﻲ واﻟﻧظري ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫إن عملية جذب االستثماارت األجنبية مرتبطة بمدى توفر المناخ االستثماري المالئم‪ ،‬وكذا‬
‫توفير الدولة المضيفة لالستثماارت األجنبية لمجموعة من الضمانات والمازيا والحوافز‪ ،‬وقبل‬
‫التطرق لتلك الضمانات والمزايا ارتأينا أنه البد من مدخل لهذا الموضوع والمتمثل في التعرف‬
‫الثاني‬ ‫األول‪ ،‬وكذا سنتناول في المبح‬ ‫على مدلول االستثمار وأشكاله من خالل المبح‬
‫مبررات االستثمار وآثاره االقتصادية‪ ،‬وأخي ار نتطرق إلى تطور قوانين االستثمار في الجزائر من‬
‫الثال ‪.‬‬ ‫خالل المبح‬

‫‪5‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وأﺷﻛﺎﻟﻪ‬


‫إلى مدلول االستثمار من الناحية اللغوية ثم إعطاء تعريف‬ ‫سنتطرق في هذا المبح‬
‫نعرض وجهة نظر رجال االقتصاد والقانون حول موضوع‬ ‫اقتصادي وقانوني له‪ ،‬بحي‬
‫االستثمار (المطلب األول)‪ ،‬كما سنجد أشكاال متعددة له تختلف وتتنوع بحسب المعيار الذي‬
‫يصنف من خالله االستثمار (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫سوف نتعرف في هذا المطلب على الداللة اللغوية لمصطلح االستثمار (الفرع األول)‬
‫وكذلك التعريف االقتصادي (الفرع الثاني)‪ ،‬ثم التعريف القانوني (الفرع الثال )‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعنى اللغوي لالستثمار‬

‫كلمة االستثمار مصدر لفعل استثمر يستثمر وهو مشتق من الثمر‪ ،‬وقد وردت في لسان‬
‫(‪)1‬‬
‫العرب بمعنى‪ :‬الثمر وهو حمل الشجر والثمر هو أنواع المال‪ ،‬وهو أيضا الذهب والفضة‪.‬‬
‫وفي قوله تعالى‪{:‬وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك ماال وأعز نفار}‪ )2(.‬فما‬
‫رن من ثمر (فتح الثاء) فهو مال وما كان من ثمر (ضم الثاء) فهو من الثمار‪،‬‬
‫كان في الق آ‬
‫وثمر ماله‪ :‬نماه‪ ،‬ويقال ثمر هللا مالك‪ :‬أي كثره‪ ،‬وأثمر الرجل‪ :‬أي أثمر ماله‪ ،‬وجاء في قاموس‬
‫المحيط الثمر بمعنى‪ :‬حمل الشجر وأنواع المال‪ ،‬وثمر الرجل تمول‪.‬‬
‫فاالستثمار لغة يراد به طلب الثمر‪ ،‬وأما استثمار المال لغة فيراد به طلب ثمر المال وهو نماؤه‬
‫ونتاجه‪.‬‬

‫________________________‬

‫(‪ )1‬جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ :‬معجم لسان العرب‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.106‬‬

‫(‪ )2‬سورة الكهف‪ :‬اآلية ‪.34‬‬

‫‪7‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االقتصادي لالستثمار‬

‫ذهب بعض فقهاء االقتصاد في تعريفه لالستثمار بأنه‪ :‬قيام المستثمر األجنبي بتحويل‬
‫كمية من الموارد المالية التكنولوجية والخبرة الفنية في جميع المجاالت إلى الدول المضيفة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫كما يمكن تعريف االستثمار بأنه‪ :‬التعامل باألموال أو استخدامها من أجل الحصول على‬
‫األرباح ومن خالل التخلي عن األموال اآلن وتحمل المخاطر لغرض الحصول على عوائد في‬
‫المستقبل(‪ ،)2‬وهو ارتباط مالي بهدف تحقيق مكاسب يتوقع الحصول عليها على مدى مدة‬
‫طويلة في المستقبل(‪ ،)3‬وسوف نتعرض إلى عملية االستثمار في نقاط قد يساعد مجملها على‬
‫تكوين فكرة عن تلك العملية‪ ،‬منها عناصر االستثمار المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المساهمة (‪)L’apport‬‬


‫وهي الحصة التي يقدمها المستثمر في المشروع االستثماري سواء كانت عينية أو نقدية‪ ،‬وقد‬
‫تكون الحصة العينية مادية أو معنوية‪ ،‬وقد يكون المستثمر (المصدر)‪ ،‬إما شخصا طبيعيا أو‬
‫معنويا‪ ،‬خاصا أو عموميا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ﻣﻌﻧﻰ الحصول على الربح(‪)Le but lucratif‬‬


‫إن المستثمر يهدف من خالل عملية االستثمار إلى الحصول على أرباح أو فوائد وإال فال تعد‬
‫العملية استثمارا‪.‬‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬محمد عماد بساسي‪( :‬دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار المحلي‪ -‬دراسة حالة البنك الوطني الجزائري ‪BNA‬‬
‫فرع ورقلة ‪ ،)944-‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجازئر‪ ،2014 ،‬ص‪ ،‬ص‪.06-05 :‬‬

‫(‪ )2‬سهام بجاوية‪( :‬االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي العربي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجازئر‪ ،2005 ،‬ص‪.22 :‬‬

‫(‪ )3‬محمد الجوهري‪ :‬دور الدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.08:‬‬

‫‪8‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫ثالثا‪ :‬اﻟﻣﺧﺎطرة أو اﻟﻣﺟﺎزﻓﺔ (‪)Le risque‬‬

‫إن نية الحصول على الربح ال تعني بداهة التحقيق الفعلي لذلك الربح‪ ،‬فالمساهمة مخاطر‬
‫بها‪ ،‬فقد يحقق المستثمر أرباحا كبيرة أو صغيرة وقد يتحمل قدار من الخسارة مناسبا لقيمة‬
‫مساهمته‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عامل الزمن (‪)Le temps‬‬

‫وهو الفترة الزمنية التي ينتظر من خاللها المستثمر ثمرة استثماره‪ ،‬فهو ال يحقق الربح فوار‬
‫بشكل عام‪ ،‬ذلك أن مسار اإلنتاج الذي ترتبط به القيمة المستحدثة من عملية االستثمار‬
‫(‪)1‬‬
‫يستغرق وقتا طويال‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬

‫لم يتمكن فقهاء االقتصاد والقانون من الوصول إلى تعريف مالئم ودقيق لالستثمار‬
‫ويقتضي ذلك عرض تعريف له في بعض االتفاقيات الدولية المتعلقة باالستثمار (أوال)‬
‫والتشريع الوطني (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االستثمار في االتفاقيات الدولية‬

‫من أهم مصادر القانون الدولي في هذا المنحى اتفاقيات حماية وتشجيع االستثمار الثنائية‬
‫والجماعية‪ ،‬وفي هذا الخصوص نصت اتفاقية انتقال رؤوس األموال بين الدول العربية لسنة‬
‫‪ 2000‬على أنه يقصد باصطالح االستثماارت أو المال المستثمر في هذه االتفاقية كافة أنواع‬
‫األموال المستثمرة والتي تتعلق باألنشطة االقتصادية ويقوم بها مستثمر تابع إلحدى الدول‬
‫العربية المتعاقدة في أراضي دولة متعاقدة أخرى والتي تقام وفقا للقوانين واألنظمة الخاصة‬
‫بالدول المتعاقدة األخرى ويشمل على وجه الخصوص‪ :‬الملكيات المنقولة وغير المنقولة وكذلك‬
‫أية حقوق عينية أخرى مثل الرهن وضمان الدين وامتياازت الدين‬
‫________________________‬
‫(‪ )1‬عبد العزيز قادري‪ :‬االستثمارات الدولية‪ -‬التحكيم التجاري الدولي ضمان االستثمارات‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجازئر‪ ،2004 ،‬ص‪،‬‬
‫ص‪.12-11 :‬‬

‫‪9‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫وكافة الحقوق المماثلة (‪ ،)1‬ومن االتفاقيات الثنائية التي عرفت االستثمار االتفاقية المبرمة بين‬
‫الجازئر وتونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثماارت‪ ،‬طبقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪-06‬‬
‫‪ ،404‬فحسب نص المادة األولى نجد بأن االستثمار هو‪( :‬جميع أصناف األصول التي تستثمر‬
‫من قبل أحد الطرفين المتعاقدين في إقليم الطرف المتعاقد اآلخر‪ ،‬طبقا لقوانينه ويشمل على‬
‫سبيل الخصوص ال الحصر‪:‬‬
‫‪ -1‬األمالك المنقولة والعقارية وكذلك الحقوق العينية األخرى كالرهن‪ ،‬واالمتيازات والرهون‬
‫الحيازية‪ ،‬وحق االنتفاع‪ ،‬والحقوق المماثلة األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬األسهم وحصص الشركاء وأشكال أخرى من المساهمة في األموال الذاتية للشركات‪.‬‬
‫‪ -3‬السندات والديون والحقوق المتعلقة بخدمات لها قيمة اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -4‬حقوق الملكية الفكرية كحقوق التأليف وحقوق أخرى مرتبطة بها وبراءات االختراع‬
‫والتارخيص واألشكال والنماذج والعالمات التجارية واألساليب التقنية والمهاارت والحرفاء‪.‬‬
‫‪ -5‬االمتيازات الممنوحة بموجب قانون أو عقد وخاصة االمتيازات المتعلقة بالتنقيب عن الموارد‬
‫(‪)2‬‬
‫الطبيعية واستخارجها واستغاللها)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار في التشريع الجزائري‬


‫وقد جاء تعريف االستثمار في القوانين المتعلقة بترقية وتطوير االستثمار‪ ،‬فقد عرفه األمر رقم‬
‫‪ 03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم من خالل المادة الثانية منه على‬

‫أنه‪( :‬يقصد باالستثمار في مفهوم هذا األمر ما يأتي‪:‬‬

‫نشاطات جديدة‪ ،‬أو توسيع قدارت اإلنتاج‪ ،‬أو إعادة‬ ‫‪ -1‬اقتناء أصول تندرج في إطار استحدا‬
‫التأهيل أو إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬معاوية عثمان حداد‪ :‬القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.36 :‬‬

‫(‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،404-06‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجزائر‬
‫وحكومة تونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات‪ ،‬الموقع بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪( ،2006‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫رقم ‪ ،73‬الصادرة في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2006‬ص‪.)10 :‬‬

‫‪10‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫‪ -2‬المساهمة في رأس مال مؤسسة في شكل مساهمات نقدية أو عينية‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬استعادة النشاطات في إطار خوصصة جزئية أو كلية )‪.‬‬

‫والمالحظ من التعريف أن المشرع قد عدد مجاالت االستثمار وهي‪ :‬توسيع نشاط المؤسسة‬
‫نشاطات جديدة أو تحسين قدرات اإلنتاج أي جعل المؤسسة أكثر‬ ‫بالمساهمة في استحدا‬
‫فعالية أو إعادة التأهيل بمعنى استرجاع بعض المؤسسات التي تعاني من صعوبات في التسيير‬
‫والتنظيم والمعرضة للزوال أو إعادة الهيكلة وتشمل المؤسسات التي تحتاج إلى مراجعة في‬
‫قواعد تسييرها وتنظيمها‪ ،‬كذلك المساهمة في رأسمال المؤسسة أي المساهمة الجزئية في تحسين‬
‫الوضعية المالية لمؤسسة من خالل رفع رأسمالها وقد تكون عينية أو نقدية‪ ،‬وكذا اكتساب‬
‫مؤسسات بشكل كلي أو جزئي في إطار عملية الخوصصة‪ ،‬فقد ركز المشرع الجزائري على‬
‫نجده قد وسع‬ ‫أن هذا التعريف جاء خاليا من الدقة القانونية‪ ،‬بحي‬ ‫الجانب االقتصادي‪ ،‬بحي‬
‫من مجال النشاط ليشمل كل القطاعات االقتصادية بما فيها تلك التي تعتبر حيوية لالقتصاد‬
‫(‪)2‬‬
‫الوطني بشرط الحصول على رخصة من السلطات المعنية‪.‬‬

‫وبالتالي فإنه من الصعب إيجاد مفهوم دقيق لالستثمار يتسم بالجمود والثبات‪ ،‬كون أن ذلك‬
‫ال يتالءم مع المفهوم المتغير والمتطور لالستثمار حسب مستجدات العصر خصوصا‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫_____________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ ،03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬المتعلق بتطوير االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم‬
‫‪ ،47‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪ ،)2001‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ ،08-06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪( ،2006‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد رقم ‪ ،47‬الصادرة في ‪ ،2006‬ص‪.)05 :‬‬

‫(‪ )2‬عيبوط محند وعلي‪ :‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.145 :‬‬

‫‪11‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال االستثمار‬

‫تتعدد أشكال االستثمار وتختلف حسب معايير معينة‪ ،‬لهذا تم تقسيمها إلى أشكال تقليدية‬
‫تتمثل في االستثمار األجنبي المباشر وغير مباشر‪ ،‬بالنظر إلى انسياب رؤوس األموال الخاصة‬
‫إلى الدول النامية ونتطرق لها من خالل الفرع األول‪ ،‬وهناك األشكال الحديثة ندرجها من خالل‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األشكال التقليدية لالستثمار‬

‫تنقسم األشكال التقليدية إلى نوعين رئيسيين وهما كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر (‪)IDE‬‬

‫يتمثل في تلك المشروعات التي يقيمها ويملكها ويديرها المستثمر األجنبي إما بسبب ملكيته‬
‫(‪)1‬‬
‫الكاملة للمشروع أو اشتراكه في رأسمال المشروع بنصيب يمنح له حق اإلدارة‪.‬‬

‫كما يعرفه صندوق النقد الدولي بأنه‪( :‬مجموعة العمليات المختلفة الموجهة للتأثير في‬
‫السوق وتسيير المؤسسة المتوطنة في دولة مخالفة لدولة المؤسسة األم)‪ ،‬ووفقا للمعيار الذي‬
‫وضعه صندوق النقد الدولي يكون االستثمار مباش ار حين يمتلك المستثمر األجنبي ‪ % 10‬أو‬
‫أكثر من أسهم رأس مال إحدى مؤسسات األعمال‪ ،‬ومن عدد األصوات فيها‪ ،‬وتكون هذه‬
‫يترتب على االستثمار المباشر‬ ‫الحصة كافية إلعطاء المستثمر رأيا في إدارة المؤسسة(‪ ،)2‬بحي‬
‫تملك المستثمر جزء من االستثمارات‪ ،‬أو كلها في مشروع معين‪ ،‬كما يعتبر مصد ار مهما‬
‫_____________________‬
‫(‪ )1‬هدى عبدو‪( :‬آثار العولمة المالية على االستثمار األجنبي المباشر " دراسة حالة الجزائر ودراسة قياسية " خالل الفترة‬
‫"‪ ، ) "2006-1970‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪،2008 ،‬ص‪.42 :‬‬

‫(‪ )2‬بالل مومو‪( :‬أثر االستثمار األجنبي المباشر واالستثمار المحلي على النمو االقتصادي‪ -‬دراسة حالة الجزائر للفترة "‬
‫‪ ، )"2011-1990‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪ ،‬ص‪.03-02 :‬‬

‫‪12‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫من مصادر التمويل في الدولة المضيفة من خالل دفع عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫في نفس المستثمر األجنبي الشعور‬ ‫مما سبق نستنتج أن االستثمار المباشر يبع‬
‫باالطمئنان والرضا‪ ،‬كما أنه يحقق للدولة المستقطبة له بعض المازيا من بينها الحصول على‬
‫الخبرة الفنية والتكنولوجية واإلدارية وفن اإلنتاج المتقدم‪ ،‬إضافة إلى حاجتها الماسة إلى رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار األجنبي غير المباشر (‪)IIE‬‬

‫ويعرف باستثمار المحفظة‪ ،‬أي استثمار األوارق المالية عن طريق شارء السندات الخاصة‬
‫ألسهم الحصص أو سندات الدين أو سندات الدولة من األسواق المالية‪ ،‬كما يمكن أن يكون في‬
‫شكل قروض تقدم للدولة من أجل مساعدتها في اقتناء السلع والخدمات‪ ،‬أو على شكل تسهيالت‬
‫مصرفية لتغطية العجز في النقد األجنبي‪ ،‬وهنا المستثمر ال يمارس أي نوع من الرقابة أو‬
‫(‪)2‬‬
‫المشاركة في تنظيم وادارة المشروع‪ ،‬وهو استثمار قصير األجل مقارنة باالستثمار المباشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األشكال الحديثة لالستثمار‬

‫ظهرت هذه األشكال في السبعينات وتشمل العديد من نشاطات المؤسسات الدولية‪ ،‬وما‬
‫يميزها عن باقي االستثماارت أنها تسمح للمستثمر بممارسة رقابة فعلية دون اكتساب األغلبية‬
‫في أرسمالها االجتماعي‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ﻋﻘد اﻹﺟﺎزة أو اﻟﺗرﺧﯾص‬

‫وهو العقد الذي يمنح بموجبه المتعامل األجنبي للطرف المحلي الحصول على التكنولوجيا‬

‫_____________________‬

‫(‪ )1‬أحمد سمير أبو الفتوح‪ :‬دور القوانين والتشريعات في جذب االستثمار في الجازئر‪ ،‬المكتب العربي للمعارف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص‪ ،‬ص‪.11-10 :‬‬

‫(‪ )2‬المية الصغير‪( :‬االستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة السادسة عشر‪،‬‬
‫المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪ ،‬ص‪.11-10 :‬‬

‫‪13‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫أو المعرفة مقابل ثمن معين يدفعه الطرف المحلي‪ ،‬وعادة ما تنص هذه العقود على وجوب‬
‫إعالم الطرف المتنازل عن التحسينات التقنية التي يدخلها المستفيد على الطرق التكنولوجية‬
‫(‪)1‬‬
‫موضوع اإلجازة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقود االمتياز البترولي (‪)Les contrats de concession‬‬

‫ويمكن تعريف عقود االمتياز أنها‪ ( :‬ذلك التصرف الذي تمنح الدولة بمقتضاه الشركة األجنبية‬
‫والتنقيب عن الموارد البترولية الكائنة فوق إقليمها أو في جزء منه‬ ‫الحق المطلق في البح‬
‫واستغالل هذه الموارد والتصرف فيها خالل فترة زمنية مقابل حصول هذه الدولة على حصص‬
‫مالية معينة)‪ ،‬ومن األمثلة الشهيرة على ذلك أول عقد امتياز بترولي تم إبرامه في منطقة الشرق‬
‫(‪)2‬‬
‫األوسط‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقد التسيير (‪)Le contrat de gestion‬‬

‫هو عقد يتعهد من خالله المتعامل األجنبي بتسيير المشروع أو الشركة للبلد النامي مع القيام‬
‫بتكوين العمال المحليين في مجاالت التسيير ونقل سلطة التسيير إلى الشريك في البلد النامي‬
‫بعد فترة محددة اتفاقيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عقد الفرنشايز (‪(Le contrat de franchise‬‬

‫هو عقد يتكفل بموجبه شخص يدعى المانح بتقديم المعرفة العملية والتي تشمل نقل المعرفة‬
‫الفنية وتقديم المساعدة التقنية لشخص آخر يدعى الممنوح له وتخويله استعمال عالمته‬
‫________________________‬

‫اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬‬ ‫(‪ )1‬الجياللي بوضراف‪( :‬التجديد ونقل التكنولوجيا)‪ ،‬مجلة أبحا‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2011‬ص‪.40 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد عبد الكريم عدلي‪( :‬النظام القانوني للعقود المبرمة بين الدول واألشخاص و األشخاص األجنبية)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪ ،‬ص‪.39 -37 :‬‬

‫‪14‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫التجارية وتزويده بالسلع(‪ ،)1‬وتقديم كل ما يعينه على ممارسة النشاط موضوع العقد حسب‬
‫(‪)2‬‬
‫تعليمات وشروط مانح االمتياز بصفة دورية‪ ،‬نظير مقابل مالي‪.‬‬

‫تنص المادة ‪16‬‬ ‫وقد أجاز المشرع الجزائري الترخيص باستعمال العالمة التجارية‪ ،‬حي‬
‫من األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات على‪( :‬يمكن أن تكون الحقوق المرتبطة بالعالمة‬
‫موضوع رخصة استغالل واحدة أو استئثارية أو غير استئثارية‪ ،‬لكل أو جزء من السلع أو‬
‫(‪)3‬‬
‫الخدمات التي تم إيداع أو تسجيل العالمة بشأنها)‪.‬‬

‫____________________________‬

‫(‪ )1‬دعاء طارق بكر البشتاوي‪( :‬عقد الفرنشايز وآثاره)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ -‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2008 ،‬ص‪.22 :‬‬

‫(‪ )2‬طالل زغبة‪ ،‬عبد الحميد برحومة‪( :‬األشكال الجديدة لتدفقات االستثمار األجنبي غير القائم على المساهمة في رأس‬
‫المال وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية)‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪،11‬‬
‫المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.174 :‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ ،06-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬المتعلق بالعالمات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،44‬‬
‫الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2003‬ص‪.)25 :‬‬

‫‪15‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مبررات االستثمار وآثاره االقتصادية‬

‫إن انتقال االستثمارات األجنبية من بلدها األصلي إلى البلد المضيف مرهون بمدى توافر‬
‫البنية االستثمارية المالئمة على كل سياسات الجذب والتحفيز لتسهيل حركة االستثمارات‬
‫األجنبية وانتقال رؤوس األموال‪.‬‬

‫إلى مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي والدولة‬ ‫سنتطرق في هذا المبح‬
‫المضيفة لالستثمار من خالل المطلب األول‪ ،‬أما في المطلب الثاني سنحاول عرض اآلثار‬
‫االقتصادية المتنوعة لالستثمار‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬مبررات االستثمار‬

‫نعرض من خالل الفرع األول مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي‪ ،‬أما في الفرع‬
‫الثاني سوف نتطرق إلى مبررات االستثمار بالنسبة للدولة المضيفة له‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي‬

‫يقصد بمناخ االستثمار مجمل األوضاع والظروف المؤثرة في اتجاه تدفق رؤوس األموال‬
‫وتوظيفها‪ ،‬بما فيها األبعاد السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬القانونية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬وكفاءة التنظيمات‬
‫اإلدارية التي يجب أن تكون مالئمة لتشجيع االستثمارات المحلية واألجنبية (‪ ،)1‬وتؤثر مجموع‬
‫هذه األوضاع سلبا أو إيجابا على فرص نجاح المشروعات االستثمارية وبالتالي على حركة‬
‫االستثمارات واتجاهاتها(‪ ،)2‬ويمكن عرض أهم مبررات المستثمرين األجانب من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المبررات االقتصادية‬

‫‪ -1‬طبيعة النشاط االقتصادي والتجاري‪ :‬فهي تلعب دو ار مهما في دفع المستثمر إلى مزاولة‬
‫نشاطه عبر الحدود الوطنية‪ ،‬فهناك بعض النشاطات سريعة التلف تستلزم ضرورة قيام المنتج‬
‫عن أسواق استهالك مالئمة ونقل وحداته اإلنتاجية والتسويقية إليها‪.‬‬ ‫بالبح‬

‫‪ -2‬زيادة عوائد المشروع‪ :‬ويتحقق ذلك بالتخلص مثال من تكاليف التصدير وتخفيض بعض‬
‫تكاليف اإلنتاج‪ ،‬هذا بافتراض حرية تحويل عوائد االستثمار‪.‬‬

‫__________________________‬

‫(‪ )1‬عبد الرؤوف بوشمال‪( :‬التسويق الدولي وتأثيره على تدفق االستثمار األجنبي المباشر‪ -‬دراسة حالة الجزائر)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.88 :‬‬

‫(‪ )2‬عبد الكريم بعداش‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر وآثاره على االقتصاد الجزائري خالل الفترة ‪ ،)2005-1996‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.59 :‬‬

‫‪17‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫‪ -3‬احتواء المعرفة الفنية والعلمية‪ :‬لهذا تعتمد الدول النامية صيغة التعاون العلمي‪ ،‬ذلك أن‬
‫الدول المتقدمة تعمل على نقل التكنولوجيا والقدرات العلمية والخبرات الفنية إليها مقابل عوض‪.‬‬

‫‪ -4‬السياسة االقتصادية لدولة المستثمر والرغبة في الهيمنة‪ :‬فاالستثمار يفتح أسواقا جديدة‬
‫أمام الدول المتقدمة ويعود بفوائد عديدة على اقتصادها الوطني‪ ،‬وبالتالي زيادة حجم تجارتها‬
‫الدولية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المبررات السياسية واألمنية‬

‫أن‬ ‫فاالستقرار السياسي عنصر أساسي في جذب رؤوس األموال التي تنشد األمان‪ ،‬بحي‬
‫األجواء التي تسودها الحروب واألزمات المختلفة تمنع من قيام المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اﻟداوﻓﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫فالمستثمر األجنبي ال يقدم على االستثمار خارج حدود دولته إال إذا توافرت له الحماية‬
‫القانونية الكافية من خالل تنظيم قانوني متكامل بإصدار تشريعات داخلية منظمة لالستثمارات‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تتضمن ضمانات ومزايا متنوعة لتشجيع االستثمار‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المبررات االجتماعية والثقافية‬

‫إن الوضع االجتماعي والثقافي يمثل محور اهتمام الشركات األجنبية بخصوص قرار استثمارها‬
‫بالتعرف على نمط المعيشة‪ ،‬نظم التعليم‪ ،‬نمط االستهالك‪ ،‬وكذا استغالل اليد العاملة منخفضة‬
‫(‪)2‬‬
‫التكلفة في البلدان النامية‪.‬‬

‫____________________________‬

‫(‪ )1‬ياسين قرفي‪ ( :‬ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008/2007 ،‬ص‪.13 :‬‬

‫(‪ )2‬زوبير بن الشريف دغمان‪( :‬التدابير األساسية المتعلقة بتشجيع وتنظيم وحماية االستثمار األجنبي المباشر)‪ ،‬مداخلة‬
‫ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر‪ ،‬بتاريخ ‪ 27-25‬أبريل ‪ ،2011‬أبو ظبي‪ ،‬ص‪.769 :‬‬

‫‪18‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات االستثمار بالنسبة للدولة المضيفة‬

‫تسعى الدول النامية إلى جلب االستثمارات األجنبية ودوافع ذلك تتجلى في تحسين وضعية‬
‫ميزان المدفوعات‪ ،‬االستغالل األمثل للموارد الطبيعية‪ ،‬خلق فرص العمالة‪ ،‬فإقامة المشروعات‬
‫تعمل على الحد من البطالة أو التخفيض من معدلها كونها من أخطر المشاكل على الكيان‬
‫االجتماعي‪ ،‬كذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬فالدول النامية تعاني من ضعف قدرتها‬
‫التكنولوجية التي تمتلكها الشركات العالمية الكبرى‪ ،‬لهذا فإن االستثمار يجلب معه الفن‬
‫اإلنتاجي ونظم التسيير المتقدمة والمهارات اإلدارية والمالية‪ ،‬عالوة عن مساهمته في تكوين‬
‫(‪)1‬‬
‫العمال المحليين من خالل توظيفهم في المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫كما ال يمكن تصور اندفاع دولة ما إلى دعوة الشركات األجنبية ألجل االستثمار فيها في‬
‫ظل غياب نصوص قانونية تقر بالعملية االستثمارية وتشجعها‪ ،‬وكذلك يجب أن تكون سياسة‬
‫الباب المفتوح أمام االستثمارات األجنبية مقننة‪.‬‬

‫_____________________‬

‫(‪ )1‬فاضل صالح الزهاوي‪( :‬دوافع االستثمار األجنبي المباشر)‪ ،‬مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات‬
‫الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي التاسع‬
‫عشر‪ ،‬بتاريخ ‪ 27-25‬أبريل ‪ ،2011‬أبو ظبي‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.226-225 :‬‬

‫‪19‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار االقتصادية لالستثمار‬

‫دور مهما جدا في التنمية‬


‫أن له ا‬ ‫يحقق االستثمار الكثير من المنافع للبلدان النامية‪ ،‬بحي‬
‫نتائج سلبية على اقتصادياتها‪ ،‬ونظ ار ألهمية ذلك نعرض‬ ‫االقتصادية لتلك البلدان‪ ،‬لكنه يحد‬
‫آثاره االيجابية من خالل الفرع األول‪ ،‬أما في الفرع الثاني نتطرق إلى آثاره السلبية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلثار اإليجابية لالستثمار‬

‫ال يمكن تجاهل أهمية االستثمار في دفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية للدولة‪،‬‬
‫يساهم في تمويل التنمية من خالل الوصول إلى مستويات معيشية مرتفعة بالدول‬ ‫بحي‬
‫المتقدمة والنامية‪ ،‬تحسين وضعية ميزان المدفوعات‪ ،‬توفير النقد األجنبي‪ ،‬كما لها تأثير على‬
‫اإلنتاج والتوظيف وذلك بزيادة اإلنتاج السلعي والخدمي الممكن تسويقه بفاعلية‪ ،‬فضال عن‬
‫زيادة الدخل القومي والحصول على فرص التوظيف من القوى العاملة‪ ،‬إذ تعد مشكلة البطالة‬
‫من المشاكل العويصة التي تصادف الدول النامية‪ ،‬فكلما زادت االستثمارات األجنبية كلما‬
‫انخفضت نسبة البطالة(‪ ،)1‬كذلك الحصول على رأس المال واستغالل مصادر جديدة للمواد‬
‫األولية‪ ،‬تقوية بنيان االقتصاد الوطني بالشكل الذي يعمل على تصحيح االختالل الحقيقي القائم‬
‫فيه‪ ،‬تحقيق التنمية االجتماعية بين مختلف مناطق الدولة واالستقرار االجتماعي وارساء روح‬
‫عالقات متطورة بين العاملين في المشروع االستثماري‪ ،‬وكذا نقل التكنولوجيا فهي‬ ‫التعاون وبع‬
‫(‪)2‬‬
‫آلية تترجم التأثير االيجابي لالستثمارات األجنبية على اقتصاديات الدول النامية‪.‬‬

‫____________________‬
‫(‪ )1‬مجاهد هواري‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر والتنمية المحلية حالة وهران)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2013 ،‬ص‪.118 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد العيد بيوض‪ ( :‬تقييم أثر االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي والتنمية المستدامة في االقتصاديات‬
‫المغاربية‪ -‬دراسة مقارنة‪ :‬تونس‪ -‬الجزائر‪ -‬المغرب) ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ -‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.113 :‬‬

‫‪20‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار السلبية لالستثمار‬

‫بالرغم من الدور المهم الذي يقوم به االستثمار في تحفيز النمو االقتصادي في الدول‬
‫المضيفة ومزاياه‪ ،‬إال أن له سلبيات وعيوب خاصة إذا لم يحسن استخدامه وتوجيهه نحو‬
‫األهداف التي تسعى الدول المضيفة لتحقيقها‪ ،‬ومن بين تلك اآلثار السلبية نجد أنه يؤثر على‬
‫أن نشاط الشركات متعددة الجنسيات يؤدي إلى زيادة واردات الدولة‬ ‫ميزان المدفوعات بحي‬
‫المضيفة من السلع البسيطة والخدمات‪ ،‬وبالتالي زيادة الجانب المدين من ميزان المدفوعات‪،‬‬
‫كذلك السيطرة على االقتصاد الوطني وذلك بتضخم رؤوس األموال وتركزها في أيدي قليلة‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن توجه لتحقيق مصالح متعارضة مع المصالح الوطنية إض ار ار بها‪ ،‬باإلضافة إلى أنه‬
‫يعمل على القضاء على المنشآت والسلع المحلية بما لها من قدرة تنافسية قوية نتيجة استخدامها‬
‫لفن إنتاجي وتكنولوجي متطور(‪ ،)1‬وكذا زيادة أعباء الدول النامية المتمثلة في اإلعفاءات‬
‫الضريبية والتخفيضات الجمركية‪ ،‬وبالتالي النقص في اإليرادات الحكومية‪ ،‬كما يعمل أيضا‬
‫على التدخل في الشؤون الداخلية والمساس بالسيادة الوطنية بالسيطرة على القطاعات‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬وزيادة نسبة البطالة بسبب االعتماد على اليد العاملة الرخيصة الموجودة في‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولة المضيفة‪ ،‬وتضييع أو تقليل فرص التصدير‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫___________________________‬

‫(‪ )1‬سلمان حسين‪ ( :‬االستثمار األجنبي المباشر والميزة التنافسية الصناعية بالدول النامية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪ ،‬ص‪.37-36 :‬‬

‫(‪ )2‬حنان شناق‪ ( :‬تأثير االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد الجزائري دراسة حالة شركة الكندي لصناعة‬
‫األدوية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غ ير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪21‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تطور قوانين االستثمار في الجزائر‬

‫عرفت التنمية في الجزائر مرحلتين تميزت المرحلة األولى باالستعانة بالقطاع الخاص‬
‫كان االستثمار خاللها عبارة عن أداة لنقل التكنولوجيا‪ ،‬رغم أن‬ ‫سواء كان وطنيا أم أجنبيا‪ ،‬حي‬
‫ذلك كان يتعارض مع المنهج االشتراكي المتبنى آنذاك‪ ،‬وأصدرت الجزائر سنة ‪ 1963‬قانونا‬
‫اعترف بمكانة القطاع الخاص‪ ،‬لكن سرعان ما تم إلغاؤه‪ ،‬وتم صدور قانون خاص باالستثمار‬
‫لسنة ‪ ،1966‬واقتصر حضور المستثمر الخاص الوطني واألجنبي على قطاع النفط‪ ،‬وقد بدأ‬
‫يتقلص هذا الحضور نتيجة إجراءات التأميم وانتهى مجهود السلطة في هذه المرحلة بإعالن‬
‫فشل سياسة جذب االستثمار‪ ،‬وبتعرض االقتصاد الوطني ألزمة مالية بعد انهيار أسعار النفط‬
‫سنة ‪ ،1986‬أجبر السلطة على االنتقال للمرحلة الثانية من مراحل اللجوء إلى االستثمار‬
‫أصبح االستثمار أداة لجلب رؤوس األموال‪ ،‬وتميزت هذه المرحلة باالستغناء‬ ‫الخاص‪ ،‬حي‬
‫عن المنهج االشتراكي وتبني معتقدات النظام الرأسمالي‪ ،‬واالنفتاح على القطاع الخاص‪ ،‬وازالة‬
‫كل التنظيمات المعيقة لحرية االستثمار وتكرس ذلك من خالل القانونين لسنة ‪ 1988‬وسنة‬
‫‪ ،1990‬غير أنه مع تزايد حدة األزمة االقتصادية‪ ،‬اضطرت السلطة إلى اإلذعان الشتراطات‬
‫صندوق النقد الدولي والمتمثلة في انسحاب الدولة من الحياة االقتصادية لتصبح مجرد دولة‬
‫حارسة (‪ ،)1‬منح زيادة النشاط االقتصادي إلى القطاع الخاص بما تقتضيه من حرية االستثمار‬
‫وضمانات مرافقة لها‪ ،‬وبالتالي أصدرت السلطة المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المتعلق بترقية‬
‫االستثمار لكنه فشل في تحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬ليتم استبداله باألمر رقم ‪ 03-01‬الذي سعى‬
‫لتصحيح الوضعيات المختلفة لقانون ترقية االستثمار‪ ،‬كما تم تعديله في إطار األمر رقم‬
‫‪.08-06‬‬

‫سوف نتعرض لكل ذلك من خالل المطلبين التاليين على أساس وجود مرحلتين‪ ،‬حي‬
‫سنتطرق في المطلب األول إلى قوانين ما قبل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬وقوانين ما بعد‬
‫اإلصالحات االقتصادية من خالل المطلب الثاني‪.‬‬
‫_________________________‬
‫(‪ )1‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.23-22 :‬‬

‫‪22‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬قوانين ما قبل اإلصالحات االقتصادية‬

‫تميزت مرحلة ما قبل اإلصالحات االقتصادية بوجود فترتين مختلفتين تبنت الجزائر من‬
‫خاللهما مجموعة قوانين متعلقة باالستثمار‪ ،‬يمكن دراستها كاآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬فترة الستينات‬

‫قامت الجزائر منذ االستقالل بمجموعة مشاريع استثمارية في مختلف مجاالت الحياة‬
‫كانت مسيرة في ظل النظام االشتراكي القائم على االقتصاد الموجه‪ ،‬ولترسيخ فكرة االستقالل‬
‫االقتصادي في تسيير الشؤون العمومية انتهجت عدة مخططات تنموية نعرض أهمها كما يلي‪:‬‬

‫_ المخطط الثالثي األول (‪ )1969-1967‬الهدف منه هو تحضير الوسائل المادية والبشرية‬


‫النجاز المخططات التنموية‪ ،‬وأعطيت األولوية للهياكل الصناعية وقطاع المحروقات‪.‬‬

‫_ المخطط الرباعي األول (‪ )1973-1970‬حدد هذا االتجاه التخطيط الجزائري نحو‬


‫الصناعات الثقيلة والمحروقات‪.‬‬

‫_ المخطط الرباعي الثاني (‪ )1977-1974‬أدى إلى ارتفاع أسعار النفط وت اركم رأس المال‬
‫من خالل قطاع المحروقات‪.‬‬

‫_ المخطط الخماسي األول (‪ )1984-1980‬كان يدعم االستثمارات العمومية وعمل على‬


‫إدماج البرامج االستثمارية الباقية مع استثمارات جديدة‪.‬‬

‫_ المخطط الخماسي الثاني (‪ )1989-1985‬نص على ضرورة انجاز االستثمارات المتعلقة‬


‫(‪)1‬‬
‫بتقويم الطاقات اإلنتاجية‪ ،‬مع إنهاء البرامج الجاري تنفيذها‪.‬‬

‫ومن أهم القوانين التي نظمت االستثمار في الجزائر‪:‬‬

‫_____________________‬
‫(‪ )1‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪23‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫أوال‪ :‬قانون االستثمارات رقم ‪277-63‬‬

‫يعتبر أول نص تشريعي تصدره الحكومة الجزائرية سنة ‪ ،1963‬وكان يهدف أساسا إلى‬
‫النشاط االقتصادي من خالل جذب االستثمار األجنبي‪ ،‬وقد تم االعتراف بحرية االستثمار‬ ‫بع‬
‫األجنبي بما يتماشى مع النظام العام‪ ،‬ومنح رؤوس األموال اإلنتاجية األجنبية ضمانات عامة‬
‫يستفيد منها كل المستثمرين األجانب‪ ،‬وأخرى خاصة متعلقة بالمؤسسات المنشأة عن طريق‬
‫اتفاقية‪.‬‬

‫‪ -1‬الضمانات العامة‪ :‬ومن بينها حرية االستثمار لألشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب‬
‫حرية التنقل واإلقامة لمستخدمي ومسيري هذه المؤسسات‪ ،‬المساواة أمام القانون والسيما المساواة‬
‫الجبائية‪ ،‬الضمان ضد نزع الملكية‪.‬‬

‫‪ -2‬الضمانات الخاصة‪ :‬ويتعلق هذا النظام بالمؤسسات الجديدة‪ ،‬أو التوسع في المؤسسات‬
‫(‪)2‬‬
‫القديمة على أن ينجز االستثمار في قطاع يتسم باألولوية‪.‬‬

‫ولكن في هذه الفترة لم يطبق هذا القانون في الواقع العملي‪ ،‬كونه لم يتبع بنصوص تطبيقية‬
‫فقد قامت الجزائر بإجراء التأميم في بداية الستينات‪ ،‬وبينت نيتها في عدم تطبيقها لهذا القانون‪.‬‬

‫_________________________‬

‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ ،277-63‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ،1963‬المتضمن قانون االستثمارات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 53‬سنة‬
‫‪.)1963‬‬

‫(‪ )2‬ليليا بن منصور‪( :‬الشراكة األورومتوسطية ودورها في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في المغرب العربي "‬
‫الجزائر‪ -‬تونس‪ -‬المغرب ")‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.149 :‬‬

‫‪24‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون االستثمارات رقم ‪284-66‬‬

‫بعد أن تبين أن قانون سنة ‪ 1963‬قد باء بالفشل‪ ،‬تبنت الجزائر قانونا جديدا لالستثمارات‬
‫ينظم مساهمة رأس المال الخاص في التنمية الوطنية‪ ،‬وقد وضع المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬االستثمارات الخاصة ال تنجز بحرية في الجزائر‪ :‬فقد بادرت الدولة والهيئات التابعة لها‬
‫بالقيام بالمشروعات االستثمارية ضمن القطاعات الحيوية لالقتصاد الوطني‪ ،‬ويمكن لرأس المال‬
‫الوطني أو األجنبي أن يستثمر في القطاعات األخرى بكل حرية‪.‬‬

‫‪ -2‬منح امتيازات وضمانات لالستثمار‪ :‬وتتمثل في منح اعتمادات محددة في القانون‪:‬‬


‫اعتمادات ممنوحة من الوالي خاصة بالمؤسسات الصغيرة‪ ،‬وأخرى من طرف أمانة اللجنة‬
‫الوطنية لالستثمارات تخص المؤسسات المتوسطة‪ ،‬واعتمادات من وزير المالية والوزير التقني‬
‫المعني بالقطاع‪ ،‬أما قرار االعتماد فإنه يحتوي على ضمانات وامتيازات منها‪ :‬المساواة أمام‬
‫القانون‪ ،‬المساواة الجبائية‪ ،‬الضمان ضد التأميم ونظ ار لصعوبة تطبيق هذا القانون على‬
‫(‪)2‬‬
‫المستثمرين األجانب‪ ،‬فإنه يطبق فقط على االستثمارات الخاصة الوطنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فترة الثمانينات‬

‫حاولت السلطات في هذه الفترة التركيز على االستثمار الخاص‪ ،‬حسب متطلبات عملية‬
‫التدويل االقتصادي التي يشهدها العالم‪ ،‬وتم صياغة نصوص تشريعية من بينها‪:‬‬

‫___________________________‬

‫(‪ )1‬األمر رقم ‪ ،284-66‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1966‬يتضمن قانون االستثمارات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،80‬الصادرة‬
‫سنة ‪.)1966‬‬

‫(‪ )2‬عبد القادر بابا‪( :‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراهنة)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.140 :‬‬

‫‪25‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫أوال‪ :‬القانون رقم ‪13-82‬‬

‫جاء هذا القانون استجابة لتطور االحتياجات االجتماعية‪ ،‬وهو يخص طريقة عمل الشركات‬
‫االقتصادية المختلطة‪ ،‬ساهم في تقديم إعفاءات ضريبية وجبائية‪ ،‬ومراقبة المستثمرين األجانب‬
‫عن طريق الرخص الممنوحة لهم (‪ ،)2‬وقبل صدور هذا القانون صدر في بداية الثمانينات‬
‫(‪)3‬‬
‫قانون يتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني رقم ‪.11-82‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬القانون رقم ‪13-86‬‬

‫قد جاء لتعديل القانون رقم ‪ ،13-82‬لعدم قدرة هذا األخير على جلب االستثمارات المحلية‬
‫واألجنبية‪ ،‬خاصة في قطاع المحروقات‪ ،‬لهذا تضمن قانون سنة ‪ 1986‬طرقا جديدة لتسيير‬
‫(‪)5‬‬
‫الشركات المختلطة بشكل محفز ومرن نسبيا‪.‬‬

‫_____________________‬

‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ ،13-82‬المؤرخ في ‪ 28‬أوت ‪ ،1982‬المتعلق بإنشاء وسير الشركات االقتصادية المختلطة‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬المؤرخة في ‪ 31‬أوت ‪.)1982‬‬

‫(‪ )2‬شهرزاد زغيب‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر‪ -‬واقع وآفاق)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬فيفري ‪ ،2005‬ص‪.10 :‬‬

‫(‪ )3‬القانون رقم ‪ ،11-82‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ،1982‬المتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،34‬المؤرخة سنة ‪.)1982‬‬

‫(‪ )4‬القانون رقم ‪ ،13-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 13-82‬المتعلق بإنشاء وسير الشركات‬
‫االقتصادية المختلطة‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬المؤرخة سنة ‪.)1986‬‬

‫(‪ )5‬فاروق سحنون‪( :‬قياس أثر بعض المؤشرات الكمية لالقتصاد الكلي على االستثمار األجنبي المباشر‪ -‬دراسة حالة‬
‫الجزائر) ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ -‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.34 :‬‬

‫‪26‬‬
‫فصل تمهيدي‪:‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬القانون رقم ‪25-88‬‬

‫تبنت الجزائر هذا القانون موازاة مع اإلصالحات االقتصادية التي أدت إلى استقاللية‬
‫المؤسسات العمومية‪ ،‬من أجل تحرير المؤسسات في السوق المحلية والدولية‪ ،‬فأصبحت تلك‬
‫المؤسسات غير خاضعة للوصاية الو ازرية‪ ،‬خاضعة للقانون التجاري‪ ،‬تتأسس في شكل شركة‬
‫(‪)2‬‬
‫أموال‪ ،‬تتولى صناديق المساهمة تسييرها مقابل رأس المال التأسيس المدفوع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قوانين ما بعد اإلصالحات االقتصادية‬

‫يمكن تقسيم مرحلة ما بعد اإلصالحات االقتصادية إلى فترتين متباينتين كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬فترة التسعينات‬

‫أهم ما يميز هذه الفترة أن الجزائر شهدت خاللها عدم االستقرار السياسي واألمني‬
‫واالختالل الهيكلي الذي عانى منه االقتصاد الجزائري‪ ،‬لكن رغم هذه األوضاع إال أنها شهدت‬
‫قوانين ومراسيم لتشجيع االستثمار كاآلتي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أوال‪ :‬قانون النقد والقرض رقم ‪10-90‬‬

‫جاء هذا القانون لتكريس مبدأ االنفتاح على االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬ينظم سوق‬
‫الصرف وحركة رؤوس األموال‪ ،‬كما أدخل تميي از واضحا بين المقيمين وغير المقيمين‪ ،‬حي‬
‫تضمن مجموعة من المبادئ من بينها‪ :‬إلغاء الفوارق بين القطاع العام والقطاع الخاص‪،‬‬
‫وأصبح ترخيص االستثمارات من صالحيات مجلس النقد والقرض للبنك المركزي بدال من‬
‫اللجنة الوطنية لالستثمارات الخاضعة لسلطة اإلدارة في إطار تبسيط عملية قبول‬
‫_______________________‬

‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ ،25-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ ،1988‬يتعلق بتوجيه االستثمارات االقتصادية الخاصة الوطنية‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المؤرخة سنة ‪.)1988‬‬

‫(‪ )2‬فاروق سحنون‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 35 :‬‬

‫(‪ )3‬القانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بالنقد والقرض‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الصادرة في ‪18‬‬
‫أفريل ‪ ،)1990‬الملغى باألمر رقم ‪ ،11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬المتعلق بالنقد والقرض‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،52‬الصادرة في ‪ 27‬أوت ‪.)2003‬‬
‫‪27‬‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫توازن في سوق الصرف‪ ،‬ولكن لم ينص هذا القانون على جانب‬ ‫االستثمار‪ ،‬واحدا‬
‫االمتيازات باستثناء ما تعلق بالتحويالت المالية‪ ،‬كما أنه قانون خاص بتنظيم البنوك‬
‫(‪)1‬‬
‫والمعامالت المالية أكثر من كونه خاص باالستثمار‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬

‫لقد حققت الجزائر قفزة نوعية في مجال التعامل مع قضايا االستثمار األجنبي‪ ،‬ومن أهم ما‬
‫جاء به هذا القانون هو عدم التمييز بين المستثمرين الوطنيين واألجانب‪ ،‬وقد فسح المجال‬
‫لالستثمار في جميع القطاعات‪ ،‬ما عدا تلك التي تعتبر إستراتيجية‪ ،‬إنشاء وكالة ترقية‬
‫االستثمارات ودعمها ومتابعتها على شكل شباك وحيد‪ ،‬وكذا اتخاذ تدابير تشجيعية وامتيازات‬
‫للمشروعات بعد التصريح بها‪ ،‬وعلى الرغم من أهميته إال أنه عرف بعض النقائص‪ ،‬األمر‬
‫(‪)3‬‬
‫الذي استدعى إللغائه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فترة ما بعد التسعينات‬

‫تميزت بعودة االستقرار السياسي واألمني وتحسن األوضاع االقتصادية‪ ،‬مما استلزم مواكبة‬
‫هذه األوضاع بإصدار مجموعة قوانين وأوامر تدخل في عمق اإلصالحات ومنها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األمر رقم ‪03-01‬‬

‫جاء هذا األمر من أجل تحديد النظام الذي سيتم تطبيقه على االستثمارات الوطنية‬
‫واألجنبية‪ ،‬فقد أعطى أهمية بالغة لالستثمارات التي يتم انجازها ضمن نشاطات اقتصادية هدفها‬
‫إنتاج السلع والخدمات‪ ،‬وبالتالي أصبح االستثمار مفتوحا لجميع الشركاء الوطنيين‪ ،‬وتم‬

‫____________________‬
‫(‪ )1‬فلة حمدي‪ ،‬مريم حمدي‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر بين التحفيز القانوني والواقع المعيق)‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬
‫العدد العاشر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية – بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2014‬ص‪.337 :‬‬

‫(‪ )2‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬يتعلق بترقية االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،64‬‬
‫الصادرة سنة ‪.)1993‬‬

‫(‪ )3‬ليليا بن منصور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.153 :‬‬

‫‪28‬‬
‫ﻓﺼﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪي‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺘﺄﺻﯿﻠﻲ واﻟﻨﻈﺮي ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗﻛرﯾس ﻧظﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزات وﻫﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻷﻣر رﻗم ‪08-06‬‬

‫ﺟﺎء ﻫذا اﻷﻣر ﻟﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬وأﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻧﺟز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬وﺗﺳﺗﻔﯾد ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2‬أﻧﺷﺊ ﻟدى اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺟﻠس وطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺿﻊ ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ‬
‫ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺑﺳﯾﺎﺳﺔ دﻋﻣﻬﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﻬﺎم‪.‬‬
‫ﯾﺄﺗﻲ إﺻدار اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر)اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‪ (09-16:‬ﺑﻐرض‬
‫ﺗﺛﻣﯾن اﻟﻘدرات اﻟﺑﺷرﯾﺔ و اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزﺧر اﻟﺟزاﺋر ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫو اﻹﺻدار اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬
‫اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ ظل ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺷرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟدول ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻣن ﺣﺻص‬
‫ﻛرس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪.‬وﻟﻘد ّ‬
‫أﻫﻣﯾ ﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻛﺎن ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ أو اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ّ‬
‫اﻟﻣﺷرع ﺑذاﺗﻪ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،2016‬ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﺑﺣﺟﺔ ّأﻧﻬﺎ‬
‫ّ‬ ‫ﻛﺎن ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﻫذا‬
‫إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ .‬إذ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛل اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول‪ ،‬و ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ‪ ،‬و أن ﺗﺟد ﺣﻼ ﻟﻪ‪ّ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾﻛﻣن‪ ،‬و ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻧﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ أوﻟوﯾﺔ ﺗﺛﺑﯾت ﻣﻧﺎخ أﻋﻣﺎل‬
‫ﻣﺳﺎﻋد ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي‪ ،‬و إدارة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕوادارة ﻋﻣل‪ ،‬و اﻟﺳﻌﻲ اﻟداﺋم ﻣن أﺟل‬
‫ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ أو اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺳﻤﯿﺮ أﺑﻮ اﻟﻔﺘﻮح ‪:‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﯿﻠﯿﺎ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ‪:‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫تسعى كل دولة من خالل سياستها التشريعية إلى منح العديد من الضمانات القانونية‬
‫لالستثمارات األجنبية فيها‪ ،‬بهدف جذبها وحتى يطمئن المستثمرون األجانب على أموالهم وال‬
‫يمكن تصور عدم وجود إطار قانوني معين يحمي االستثمارات األجنبية لدولة تحاول االرتقاء‬
‫واللحاق بركب التطور االقتصادي الهائل الحاصل في الدول المتقدمة‪ ،‬وهذا عن طريق‬
‫االستثمارات وفي ظل اقتصاد عالمي يتجه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬فوجود نظام قانوني لجذب‬
‫وحماية االستثمار أمر ضروري ال بد منه‪.‬‬

‫فالضمان لغة ‪ :‬يعني الكفالة و االلتزام‪.‬‬


‫ويعرف االقتصاديون الضمان بأنه‪( :‬تعهد حاصل من الدولة أو الجماعات العامة باالستجابة‬
‫إلى حسن تطبيق مشروع ما باالشتراك مع المتعهد أو بالتزاحم معه)(‪ ، )1‬أما من الناحية القانونية‬
‫وهو مقصود دراستنا فهو الوسائل الكفيلة بتحقيق أمان قانوني لمن تقدم له‪ ،‬كي يقدم على‬
‫(‪)2‬‬
‫العمل وهو ضامن لنتائجه‪.‬‬

‫فالضمانات الموضوعية هي تلك الضمانات التي يكون موضوعها التعهد بضمان حقوق‬
‫المستثمر الجوهرية وحماية رأسماله واألرباح المحققة عنه وحقه في تحويله وحماية ملكيته من‬
‫المخاطر غير التجارية واإلجراءات التي تتخذها الدولة ضد االستثمار‪ ،‬ومنح المستثمر العديد‬
‫من االمتيا ازت والحوافز‪.‬‬

‫سنحاول تسليط الضوء في هذا الفصل على هذه الضمانات من خالل الضمانات القانونية‬
‫المتعلقة بالمبادئ المنظمة لالستثمار المبحث األول‪ ،‬أما في المبحث الثاني سنتطرق إلى‬
‫الضمانات المالية المتعلق باالستثمار‪ ،‬وأخي ار الضمانات المتعلقة بمنح االمتيازات والحوافز في‬
‫إطار االستثمار في المبحث الثالث‪.‬‬
‫________________________‬
‫(‪ )1‬عمر مصطفى جبر إسماعيل‪ :‬ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي و تطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.27 :‬‬

‫(‪ )2‬عبد هللا عبد الكريم عبد هللا‪ :‬ضمانات االستثمار في الدول العربية – دراسة قانونية مقارنة ألمه التررععات العربية‬
‫والمعامهدات الدولية مع اإلرارة إلى منظمة التجارة العالمية و دورمها في مهذا المجال‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.23 :‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المبحث األول‪ :‬الضمانات القانونية المتعلقة بالمبادئ المنظمة لالستثمار‬

‫كرس المشرع الجزائري مجموعة من المبادئ األساسية من أجل جذب وتشجيع‬


‫االستثمارات و ترقيتها وتوفير الحماية القانونية الالزمة لها من خالل المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ ،12-93‬وتم التأكيد عليها في األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪08-06‬‬
‫وهي‪ :‬مبدأ حرية االستثمار (المطلب األول)‪ ،‬مبدأ المساواة في المعاملة وحرية التحويل‬
‫(المطلب الثاني)‪ ،‬ومبدأ الثبات التشريعي (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ حرعة االستثمار‬

‫ارتأينا في هذا المطلب التطرق إلى تكريس مبدأ حرية االستثمار (الفرع األول)‪ ،‬والى‬
‫القيود الواردة على هذا المبدأ (الفرع الثاني)‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تكرعس مبدأ حرعة االستثمار‬

‫تم تكريس مبدأ حرية االستثمار ألول مرة في القانون رقم ‪ 10-90‬المتعلق بالنقد و‬
‫القرض المعدل و المتمم‪ ،‬كما أقره المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬من خالل تقديسه للملكية‬
‫الخاصة‪ ،‬و فتح المجال أمام رأس المال الوطني واألجنبي إلنجاز االستثمارات في مختلف‬
‫المجاالت (‪ ، )1‬وقد كرس هذا التوجه بشكل ملموس في دستور ‪ 1996‬بموجب المادة ‪ 37‬منه‬
‫(‪)2‬‬
‫التي نصت على ما يلي‪( :‬حرية التجارة و الصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون)‪.‬‬
‫والمالحظ من نص المادة أنها أقرت مبدأ التجارة و الصناعة الذي يعد من ركائز اقتصاد‬
‫السوق و دعائم مبدأ حرية االستثمار‪ ،‬بحيث يمنح لألشخاص إمكانية ممارسة األنشطة ذات‬
‫الطابع االقتصادي بكل حرية في إطار القواعد القانونية‪ ،‬وذلك إثر االعتراف بالحق في المبادئ‬
‫الخاصة‪ ،‬وتم تأكيد مبدأ حرية االستثمار بشكل واضح في األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‬
‫باألمر رقم ‪ 08-06‬بحيث أقر مبدأ الحرية التامة في انجاز االستثمارات مع مراعاة األنظمة‬
‫(‪)3‬‬
‫القانونية لألنشطة المقننة وحماية البيئة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 04‬منه‪.‬‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬أحمد تالي‪( :‬النظا القانوني لألنرطة المنجمية في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪03:‬‬

‫(‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ ، 1996‬يتعلق بإصدار دستور الجمهورعة الجزائرعة‬
‫الديمقراطية الرعبية‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪( ،1996‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 76‬لسنة ‪ ،1996‬المعدل‬
‫بالقانون رقم ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 25‬لسنة ‪ ، 2002‬ومعدل بالقانون رقم ‪19-08‬‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 63‬لسنة ‪.)2008‬‬

‫)‪ (3‬المادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫فقد جاء هذا االنفتاح على حرية االستثمار كنتيجة حتمية بسبب عدم توصل قانون‬
‫االستثمار لسنة ‪ 1993‬إلى تحقيق األهداف المرجوة منه و فشله في استقطاب االستثمار‬
‫األجنبي‪ ،‬وتم تكريسه في ظل األمر ‪ 08-06‬من خالل فتح كل القطاعات االقتصادية أمام‬
‫المستثمر األجنبي‪ ،‬إلى جانب توسيع مجاالت االستثمار‪ ،‬وبالنظر إلى نص المادة ‪ 02‬من‬
‫األمر‪ 03-01‬المعدل والمتمم ‪ ،‬فقد وسع المشرع الجزائري من مجاالت االستثمار‪ ،‬وهذا التوسع‬
‫ليس خيا ار اقتصاديا بقدر ما هو حتمية مفروضة خاصة إذا علمنا أن المشرع مجبر على‬
‫خوصصة المؤسسات العمومية التي تعتبر أهم عناصر عملية التحول نحو اقتصاد السوق وهذا‬
‫(‪)1‬‬
‫تحت ضغط صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لإلنشاء والتعمير‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على مبدأ حرعة االستثمار‬

‫لقد وضع المشرع الجزائري على مبدأ حرية االستثمار قيودا من خالل المرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ ،12-93‬بحيث استثنى من مجال نشاط االستثمار الخاص الوطني واألجنبي قطاعات‬
‫النشاط (إنتاج سلع أو خدمات) المخصص صراحة للدولة أو ألي شخص معنوي لكن األمر‬
‫فروعها ‪، 2‬‬ ‫رقم ‪ 03-01‬لم يورد أي نص صريح يؤكد وجود قطاعات مخصصة للدولة أو‬
‫( )‬

‫والهدف من ذلك هو تحقيق االنسحاب التدريجي للدولة من الدائرة االقتصادية وفسح المجال‬
‫للقطاع الخاص الوطني و األجنبي في إطار قواعد المنافسة‪ ،‬وهذا ما يتماشى مع مبادئ‬
‫اقتصاد السوق التي تبنتها الجزائر في ظل اإلصالحات االقتصادية والسياسية‪ ،‬فقد ألغى‬
‫المشرع الجزائري القيد الذي وضعه المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬و هذا بموجب األمر رقم‬
‫‪ 03-01‬بخصوص القطاعات اإلستراتيجية‪ ،‬ونجد أن مفهوم القطاعات اإلستراتيجية غير‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬كريمة صبيات‪( :‬المعاملة القانونية لالستثمار األجنبي في ظل األمر ‪ ،)08-06‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬

‫للقضاء‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪ ،‬ص‪.16-08 :‬‬

‫(‪ )2‬عبد الرزاق عزرين‪( :‬النظا القانوني لالستثمارات األجنبية في الجزائر"واقع وآفاق")‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.43 :‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫واضح بشكل دقيق و حصري خاصة في ظل التطور االقتصادي (‪ ،)1‬ومثال على تلك‬
‫القطاعات قطاع المحروقات (‪ ،)2‬لكنه كان مفتوحا أمام االستثمار‪ ،‬فال جدوى إذن من ذكر هذا‬
‫المصطلح‪ ،‬وبالرغم من أن المشرع قد حسم األمر وأطلق حرية االستثمار‪ ،‬بحيث لم يعد هناك‬
‫مجال للحديث عن قيد القطاعات اإلستراتيجية لكنه أبقى على قيد ثاني وهو مراعاة التشريع‬
‫والتنظيمات المتعلقة بالنشاطات المقننة وحماية البيئة‪ ،‬وهنا تتدخل الدولة فيها بمنح ترخيص‬
‫مسبق من أجل ممارستها‪ ،‬والهدف من ذلك هو حماية الصحة و األمن العام و البيئة باعتبارها‬
‫معرضة للمخاطر بسبب هذه النشاطات‪ ،‬من بينها‪ :‬استيراد البضائع‪ ،‬النشاطات الصيدالنية‪،‬‬
‫رمي النفايات الصناعية أو تحويلها (‪ ،)3‬فالنشاطات المقننة هي التي تخضع للقيد في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬وهي ليست محظورة ألن ذلك فيه مساس بمبدأ دستوري‪ ،‬إنما هي محاطة بسياج‬
‫إضافي لحماية المنفعة المادية و المعنوية للمواطن و البيئة‪ ،‬فهذه النشاطات حرة في أصلها‬
‫ولكن هذه الحرية ليست مطلقة (‪ ،)4‬لكننا نرى أن عبارة " النشاطات المقننة " عبارة عامة ليس‬
‫لها معنى محدد خاصة أنه ال يوجد أية نصوص تطبيقية تحدد النشاطات المقننة‪ ،‬وهذا من‬
‫شأنه فسح المجال للسلطات العمومية بالتدخل والحد من حرية االستثمار وهذا ما يجعل‬
‫المستثمرين األجانب في خوف وقلق‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-97‬المتعلق بمعايير تحديد وتأطير النشاطات‬
‫والمهن المقننة الخاضعة للقيد في السجل التجاري(‪ ،)5‬فحسب مفهوم المادة ‪ 02‬منه فإن كل‬
‫__________________________‬
‫(‪ )1‬سارة محمد‪( :‬االستثمار األجنبي في الجزائر– دراسة حالة أوراسكو )‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.44 :‬‬

‫(‪ )2‬القانون رقم ‪ ،01-13‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2013‬المتعلق بالمحروقات‪ ،‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ ،07-05‬المؤرخ‬
‫في ‪ 28‬أفريل ‪( ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المؤرخة في ‪ 24‬فيفري ‪ ،2013‬ص‪.)04 :‬‬

‫(‪ )3‬المية الصغير‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36 :‬‬

‫(‪ )4‬كريمة صبيات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫(‪ )5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،40-97‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ ،1997‬يتعلق بمعايير تحديد النراطات والمهن المقننة الخاضعة‬
‫للقيد في السجل التجاري وتأطيرمها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 05‬لسنة ‪ 1997‬ص‪.)7 :‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫نشاط أو مهنة خاضعة للقيد في السجل التجاري تتطلب بطبيعتها و مضمونها و محلها و‬
‫وسائل تنفيذها توفر شروط خاصة حتى يتم الترخيص بممارستها كمهنة مقننة أو نشاط مقنن‬
‫ومن أجل االستفادة من االستثمارات األجنبية في االقتصاد الوطني أضاف المشرع بعض القيود‬
‫لمبدأ حرية االستثمار في قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،)1(2009‬تتمثل في نظام الشراكة وحق‬
‫الشفعة‪ ،‬باإلضافة إلى نظام التصريح لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والدراسة المسبقة‬
‫من قبل المجلس الوطني لالستثمار‪ ،‬إلى جانب بعض القيود المتعلقة بالصرف وحركة رؤوس‬
‫األموال‪ ،‬فهذه الشروط تعتبر قيودا من شأنها التقليص من حرية االستثمار‪ ،‬فضال عن ذلك‬
‫فان المادة ‪ 01‬من األمر ‪ 03-01‬تجمع بين النشاطات المنتجة للسلع و الخدمات التي يقوم‬
‫بها المستثمر الوطني أو األجنبي‪ ،‬وكذا تلك المنجزة في إطار "منح االمتياز والرخص"‪ ،‬مما‬
‫يثير تساؤالت حول كيفية تجسيد مبدأ الحرية المكرسة في المادة ‪ 04‬من نفس األمر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ المساواة في المعاملة وحرعة التحوعل‬

‫سنحدد في هذا المطلب مبدأين آخرين من مبادئ االستثمار المكرسة في القوانين المتعلقة‬
‫باالستثمار وهما‪ :‬مبدأ المساواة في المعاملة (الفرع األول)‪ ،‬ومبدأ حرية التحويل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ المساواة في المعاملة‬

‫إن المقصود بهذا المبدأ هو تمكين المستثمر األجنبي من االستفادة من كل االمتيازات‬


‫المنصوص عليها في قانون االستثمار للدولة المضيفة لالستثمار على قدم المساواة مع‬

‫المستثمر الوطني(‪ ،)3‬فالمعاملة الوطنية نظام قانوني تلتزم بموجبه الدولة المستقطبة‬
‫____________________‬
‫(‪ )1‬األمر رقم ‪ ،01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( ،2009‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،44‬الصادرة سنة ‪ ،2009‬ص‪)04 :‬‬

‫(‪ )2‬عماد عجابي‪( :‬تكرعس مبدأ حرعة التجارة و الصناعة في الجزائر)‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ‪ ،‬العدد الرابع‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.274 :‬‬

‫(‪ )3‬شوميسة ثلجون‪( :‬الرراكة كوسيلة قانونية لتفعيل االستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ -‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫لالستثمار بمنح المستثمر األجنبي معاملة ال تقل تفضيال عن المعاملة الممنوحة للمستثمرين‬
‫الوطنيين‪ ،‬وبالتالي يتمتع المستثمر األجنبي بشروط المنافسة التي يتمتع بها المستثمر الوطني‬
‫في إقليم البلد المستقطب لالستثمار(‪ ،)1‬فهو ضمان يعترف به المستثمر األجنبي في أغلب‬
‫قوانين االستثمار‪ ،‬ويضمن هذا المبدأ المعاملة المنصفة والعادلة بين المستثمرين الجزائريين‬
‫وبين األجانب (‪ ،)2‬وقد كفله المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 38‬من المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪( :12-93‬يحظى األشخاص الطبيعيون والمعنويون األجانب بنفس المعاملة التي يحظى بها‬
‫األشخاص الطبيعيون والمعنويون الجزائريون من حيث الحقوق وااللتزامات فيما يتصل‬
‫باالستثمار‪ ،‬ويحظى جميع األشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب بنفس المعاملة مع‬
‫االحتفاظ بأحكام االتفاقيات المبرمة بين الدولة الجزائرية والدول التي يكون هؤالء األشخاص من‬
‫رعاياها)(‪ ،)3‬وتم التأكيد عليه بموجب األمر‪ 03-01‬المعدل والمتمم من خالل نص المادة ‪01‬‬
‫منه‪( :‬يحدد هذا األمر النظام الذي يطبق على االستثمارات الوطنية واألجنبية المنجزة في‬
‫النشاطات االقتصادية المنتجة للسلع والخدمات‪ ،‬وكذا االستثمارات التي تنجز في إطار منح‬
‫االمتياز و‪/‬أو الرخصة )(‪ ،)4‬ونستشف هذا المبدأ من خالل نص المادة ‪ 14‬من نفس األمر‬
‫على أنه‪( :‬يعامل األشخاص الطبيعيون والمعنويون األجانب بمثل ما يعامل به األشخاص‬
‫الطبيعيون والمعنويون الجزائريون في مجال الحقوق و الواجبات ذات صلة باالستثمار‪ ،‬و يعامل‬
‫جميع األشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب نفس المعاملة مع مراعاة أحكام االتفاقيات التي‬
‫أبرمتها الدولة الجزائرية مع دولهم األصلية)(‪ ،)5‬فطبقا لنص هذه المادة ميز المشرع بين حالتين‪،‬‬
‫فإذا كنا بصدد القانون الداخلي يعامل المستثمرون وطنيون أو أجانب على أساس مبدأ عدم‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يزيد ميهوب‪( :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمرعن األجانب في ظل اتفاقيات االستثمار المبرمة من الجزائر)‪،‬‬
‫مداخلة ألقيت بملتقى دولي بعنوان منظومة االستثمار في الجزائر‪ ،‬بتاريخ ‪ 24-23‬أكتوبر ‪ ،2013‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ -1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.08 :‬‬

‫(‪ )2‬كريمة صبيات‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬


‫(‪ )3‬المادة ‪ 38‬من المرسوم التشريعي ‪ :12-93‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.09 :‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫(‪ )5‬المادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪7 :‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫التمييز في مجال الحقوق والواجبات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬باستثناء ما تمليه التشريعات المتعلقة‬
‫باألنشطة المقننة‪ ،‬أما في حالة وجود اتفاقيات دولية‪ ،‬فتخضع المعاملة لمبدأين أساسيين هما‪:‬‬
‫مبدأ الدولة األولى بالرعاية ومبدأ المعاملة بالمثل‪ ،‬فهما يضمنان للمستثمر المنتمي للدولة‬
‫(‪)1‬‬
‫المتعاقدة مع الجزائر مزايا تفضيلية‪.‬‬

‫ويقصد بمبدأ الدولة األولى بالرعاية أن تتعهد الدولة المستقبلة لالستثمار بمقتضى اتفاقية‬
‫بينها وبين دولة مصدرة لالستثمار‪ ،‬بمعاملة االستثمارات التابعة لهذه الدولة أفضل معاملة‬
‫تتلقاها االستثمارات األجنبية فيها‪ ،‬فهو بند يسمح للمستثمر األجنبي من االستفادة من مزايا‬
‫إضافية من أي نوع كان لم تنص عليها االتفاقية التي أبرمتها دولته مع الجزائر‪ ،‬مع مراعاة أن‬
‫شرط الدولة األولى بالرعاية يستبعد في حالة ما إذا كانت االمتيازات الممنوحة لدولة ثالثة تمت‬
‫في إطار اتحاد جمركي أو اقتصادي أو منطقة للتبادل الحر أو أي شكل من أشكال التكتل‬
‫االقتصادي الجهوي و يعد ذلك من االستثناءات الواردة على هذا الشرط و تشير كل اتفاقيات‬
‫االستثمار الثنائية إلى ذلك صراحة (‪ ،)2‬هذا الشرط تم النص عليه في المادة األولى من االتفاقية‬
‫العامة للتعريفات الجمركية و التجارة سنة ‪ ،1947‬وهو يكتسي أهمية كبيرة في العالقات‬
‫التجارية الدولية (‪ ،)3‬أما بالنسبة لمبدأ المعاملة بالمثل فهو من مبادئ العرف الدولي و يقضي‬
‫بتعهد دولة ما بمعاملة ممثلي دولة أخرى و رعاياها وتجارتها بشكل مماثل أو معادل للمعاملة‬
‫التي تتعهد بها هذه األخيرة بتقديمها أو تقدمها فعال كما ال ننسى أن هذا المبدأ يعتبر من ركائز‬
‫العدل في الشريعة اإلسالمية(‪ ،)4‬ويجب التفرقة بين التمييز في المعاملة و االختالف في‬
‫المعاملة‪ ،‬ألن الدولة المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية تحتفظ بحق منح معاملة خاصة‬
‫لمستثمر ما دون أن يكون لها النية في التمييز بينه وبين المستثمرين اآلخرين وذلك من أجل‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.47-46 :‬‬

‫(‪ )2‬يزيد ميهوب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8 :‬‬

‫(‪ )3‬وردة خزندار‪( :‬تأثير انضما الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على المنظومة المصرفية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.06 :‬‬

‫(‪ )4‬عبد الرحمن زيدان الحواجري‪( :‬المعاملة بالمثل في العالقات الدولية في الفقه اإلسالمي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‬
‫‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪-‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،2002 ،‬ص‪.09 :‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫تحقيق أهدافها ومصالحها االقتصادية(‪ ،)1‬وفي حالة وجود اتفاقيات دولية كما جاء في الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 14‬السالفة الذكر‪ ،‬وهو ما يعتبر استثناء عن مبدأ المساواة في المعاملة‪ ،‬كما‬
‫جاء النص على مبدأ المعاملة الوطنية في المادة الثانية من اتفاق تدابير االستثمار المتصلة‬
‫بالتجارة‪ ،‬فقد حظرت االتفاقية على األعضاء القيام بتطبيق تدابير االستثمار المرتبطة بالتجارة‬
‫(‪)2‬‬
‫والتي تتعارض مع االلتزام بالمعاملة الوطنية‪.‬‬

‫وبال شك فمضمون قاعدة المعاملة المنصفة والعادلة يشكل ضمانة بالغة األهمية‬
‫للمستثمرين األجانب في الدول المضيفة‪ ،‬ولذلك فهي تعد بندا نموذجيا احتوته كل اتفاقيات‬
‫االستثمار خاصة الثنائية منها‪ ،‬كما نصت المادة الثالثة من اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلين‬
‫لالستثمار بين الجزائر وفرنسا‪( :‬يلتزم كل من الطرفين المتعاقدين طبقا لقواعد القانون الدولي‬
‫بضمان على إقليمه ومنطقته البحرية معاملة عادلة و منصفة الستثمارات مواطني وشركات‬
‫كما أن هناك نصوصا أخرى تثبت وجود استثناءات إضافية وواقعية على‬ ‫اآلخر) ‪، 3‬‬
‫( )‬
‫الطرف‬
‫مبدأ المساواة في المعاملة بين المستثمرين‪ ،‬متجاوزة مبدأ العدالة و المساواة بين المواطنين‪،‬‬
‫فالحديث عن القواعد التمييزية يجعلنا دائما نفسرها لصالح المستثمرين الوطنيين لكن بالرجوع‬
‫إلى بعض النصوص القانونية نجد أحيانا ربط االستثمار في القطاعات الثقيلة بالقدرات‬
‫واإلمكانيات الكبيرة التي يمتلكها الراغب في االستثمار‪ ،‬وغالبا تكون لدى المستثمرين‬
‫األجانب(‪ ،)4‬ويعد قانون المحروقات أحد أهم تلك النصوص‪ ،‬فالتفضيل يكون للشركات‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.80-79 :‬‬

‫(‪)2‬عثمان بقنيش‪( :‬االستثمارات األجنبية المباررة في إطار منظمة التجارة العالمية)‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪،06‬‬
‫المغرب‪ ،‬ماي‪-‬يونيو ‪ ،2015‬ص‪.125 :‬‬

‫(‪ )3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،01-94‬المؤرخ في ‪ ،1994/01/20‬يتضمن المصادقة على االتفاق المبر بين حكومة‬
‫الجمهورعة الجزائرعة الديمقراطية الرعبية و حكومة الجمهورعة الفرنسية برأن الترجيع و الحماية المتبادلين‪ ،‬فيما يخص‬
‫االستثمارات و تبادل الرسائل المتعلق بهما‪ ،‬الموقعين في الجزائر في ‪ 13‬فبراير ‪( ،1993‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1994‬ص‪.)05 :‬‬

‫(‪ )4‬ليلى بن عنتر‪( :‬مدى تحفيز استثمارات الرركات متعددة الجنسيات في القانون الجزائري)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ -‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪ ،‬ص‪.120-119 :‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫األجنبية الكبرى المتخصصة في المحروقات التي تملك اإلمكانيات المطلوبة‪.‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ حرعة التحوعل‬

‫تحرص البلدان النامية الجادة في انتهاج سياسة اقتصادية منفتحة على اقتصاد السوق‬
‫وخاصة الجزائر‪ ،‬على منح المستثمرين األجانب حق تحويل رؤوس أموالهم والعوائد الناتجة‬
‫عنها(‪ ،)1‬كما يدخل ضمن عملية التحويل تلك المبالغ المالية الناتجة عن التنازل عن االستثمار‬
‫(‪)2‬‬
‫المنجز في الجزائر‪ ،‬سواء كان ذلك بشكل إرادي أو بسبب نزع الملكية للمنفعة العامة‪.‬‬
‫ويتولى مجلس النقد والقرض تنظيم هذه العملية ووضع اإلجراءات والقواعد الخاصة بها بموجب‬
‫(‪)4‬‬
‫أنظمة وتعليمات خاصة بها‪ ،‬ومن بينها‪ :‬النظام رقم ‪ ،)3( 03-05‬وكذا النظام رقم ‪04 -14‬‬
‫فالمستثمر األجنبي يولي أهمية خاصة العتراف البلد المضيف بحق حرية التحويل لتحقيق‬
‫مصالحه المالية ‪ ،‬إذ ما الفائدة التي يجنيها المستثمر إذا كان محروما من حق تحويل أرباحه‬
‫(‪)5‬‬
‫وعائدات استثماره ونتائج التنازل عن مشروعه االستثماري أو تصفيته؟!‬

‫وقد أدرج المشرع الجزائري ضمان إعادة تحويل رؤوس األموال المستثمرة و نواتجها في نص‬
‫المادة ‪ 31‬من األمر رقم ‪( :03-01‬تستفيد االستثمارات المنجزة انطالقا من مساهمة في رأس‬
‫المال بواسطة عملة صعبة حرة التحويل يسعرها بنك الجزائر بانتظام ويتحقق من استيرادها‬
‫قانونا‪ ،‬من ضمان تحويل الرأسمال المستثمر والعائدات الناتجة عنه كما يشمل هذا الضمان‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬نور الدين بوسهوة‪( :‬المركز القانوني األجنبي في القانونين الدولي والجزائري)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة سعد دحلب‪ -‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.98 :‬‬

‫(‪ )2‬نعيمة بن أوديع‪( :‬النظا القانوني لحركة رؤوس األموال من والى الجزائر في مجال االستثمار)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.27 :‬‬

‫(‪ )3‬النظام رقم ‪ ،03-05‬المؤرخ في ‪ 06‬يوليو ‪ ،2005‬يتعلق باالستثمارات األجنبية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،53‬الصادرة‬
‫في ‪ 31‬يوليو ‪ ،2005‬ص‪.)27 :‬‬

‫(‪ )4‬النظام رقم ‪ ،04-14‬المؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2014‬يحدد رروط تحوعل رؤوس األموال إلى الخارج بعنوان االستثمار‬
‫في الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادرة في ‪22‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.)34 :‬‬

‫(‪ )5‬سارة محمد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المداخيل الحقيقية الصافية الناتجة عن التنازل أو التصفية‪ ،‬حتى وان كان هذا المبلغ أكبر من‬
‫الرأسمال المستثمر في البداية)(‪ ،)1‬وبالرجوع إلى المرسوم التشريعي رقم‪ ،12-93‬نالحظ أن‬
‫المشرع الجزائري لم يغير شيئا في مضمون المادة ‪ 12‬من هذا المرسوم‪ ،‬والجديد الوحيد في‬
‫األمر رقم ‪ 03-01‬هو التغيير في موقع المادة فبعدما كانت ضمن الضمانات األساسية‬
‫أصبحت ضمن األحكام الختامية‪ ،‬وكأن تمتع المستثمر بحق حرية التحويل أم ار بديهيا‪ ،‬والغاية‬
‫التي توخى المشرع تحقيقها من خالل إق ارره لمبدأ حرية التحويل هي أن هذا المبدأ يلعب دو ار‬
‫هاما في استقطاب رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬

‫أما فيما يخص ميعاد التحويل‪ ،‬فلم تحدد المادة ‪ 31‬السالفة الذكر مهلة قانونية لذلك‪،‬‬
‫بخالف المادة ‪ 12‬من المرسوم التشريعي ‪ 12-93‬التي حددت مهلة لتنفيذ طلب التحويل و هي‬
‫‪ ،‬كما أن هناك عدة اتفاقيات دولية في مجملها تكريس لمبدأ حرية التحويل‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 60‬يوما ال أكثر‬
‫‪ ،‬ومن بينها نجد االتفاقية المبرمة بين الجزائر واالتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي(‪،)3‬‬
‫وهذا المبدأ ال يطبق بشكل مطلق‪ ،‬بحيث يجب على المستثمر احترام التشريع و التنظيم‬
‫المعمول به في هذا المجال‪ ،‬والذي يوضع من قبل الدولة لتنظيم سوق الصرف و حركة رؤوس‬
‫(‪)4‬‬
‫األموال من والى الخارج‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ الثبات التررععي‬

‫تقتضي دراسة هذا المطلب التعريف بمبدأ الثبات التشريعي (الفرع األول)‪ ،‬ثم معرفة‬
‫موقف المشرع الجزائري منه (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 31‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08 :‬‬
‫(‪ )2‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬

‫(‪ )3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،345-91‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،1991‬يتضمن المصادقة على االتفاق المبر بين حكومة‬
‫الجمهورعة الجزائرعة الديمقراطية الرعبية و االتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي المتعلق بالترجيع و الحماية‬
‫المتبادلة لالستثمارات الموقع بالجزائر بتارعخ ‪ 24‬ابرعل ‪( ،1991‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪ 06‬أكتوبر‬
‫‪.)1991‬‬
‫(‪ )4‬األمر رقم ‪ ،10-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬يوليو ‪ ،1996‬المتعلق‬
‫بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،50‬الصادرة بتاريخ أول سبتمبر ‪ ،2010‬ص‪.)09 :‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫الفرع األول‪ :‬تعرعف مبدأ الثبات التررععي‬

‫يراد بمبدأ الثبات التشريعي التزام الدولة بعدم إدخال تعديالت على اإلطار التشريعي و‬
‫التنظيمي الذي يحكم االستثمارات المنجزة عند تعديل أو إلغاء القوانين الخاصة باالستثمارات‪،‬‬
‫فإعمال قواعد العدالة تحيلنا إلى ضرورة خضوع االستثمارات للتشريع والتنظيم الذي نشأت في‬
‫ظله بغرض حماية المستثمرين من المتغيرات التشريعية التي قد ال تخدم المستثمر من جهة‪،‬‬
‫ومصلحة الدولة من جهة أخرى‪ ،‬فهو يعد بمثابة تعطيل مؤقت متعمد لحق الدولة ككيان ذي‬
‫سيادة في ممارسة اختصاصاتها التشريعية والتنظيمية والهدف من ذلك هو تحقيق الديمومة‬
‫التشريعية والتنظيمية واستقرارها‪.‬‬

‫فالقاعدة العامة هي صالحية الدولة في إطار ممارسة سيادتها عن طريق سلطتها‬


‫التشريعية بسن قوانين وأنظمة جديدة و تعديل أو إلغاء القوانين القديمة‪ ،‬وهو حق ال يمكن‬
‫تصور قيام الدولة بالتخلي عنه‪ ،‬وبالمقابل فان المستثمرين يولون أهمية كبيرة للنظام القانوني‬
‫(‪)1‬‬
‫في الدولة التي يرغبون االستثمار فيها‪.‬‬

‫إذ يعد تطبيق مبدأ ثبات التشريع من أهم الضمانات الجاذبة لالستثمار‪ ،‬وخاصة في الدول التي‬
‫بحاجة لالستثمار(‪ ،)2‬فهو يستند إلى نصوص قانونية قائمة في قانون الدولة المضيفة‬
‫لالستثمار‪ ،‬بحيث ينص على منح الطرف األجنبي المتعاقد مع الدولة كافة المزايا االستثنائية‬
‫(‪)3‬‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬مع التعهد باستمرارها حتى في حال تعديل هذا القانون‪.‬‬

‫فشرط الثبات التشريعي يعرف بأنه‪ :‬الشرط الهادف إلى تجميد دور الدولة كسلطة تشريعية‬

‫_________________________‬
‫(‪ )1‬نصير عاشوري‪( :‬ضمانات االستثمار في التررعع الجزائري)‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪ ،‬ص‪.16-15 :‬‬

‫(‪ )2‬حسين عيسى عبد الحسن‪( :‬الضمانات العقدية لالستثمار‪ -‬دراسة مقارنة)‪ ،‬مجلة الكوفة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المجلد‪ ،01‬كلية‬
‫العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ -‬بابل‪ ،‬العراق‪ ،2014 ،‬ص‪.188 :‬‬

‫(‪ )3‬سعد الدين أمحمد‪( :‬العقد الدولي بين التوطين والتدوعل)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.51 :‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫وطرف في العقد في تعديل القواعد القانونية النافذة بينها و بين المستثمر األجنبي وقت إبرام‬
‫هذا عقد االستثمار على نحو قد يخل بالتوازن العقدي أو االقتصادي بين طرفي الرابطة‬
‫العقدية‪ ،‬وبالتالي يعتبر هذا الشرط بمثابة تنازل من الدول لصالح المستثمر األجنبي على جزء‬
‫من سيادتها في مجال التشريع ‪ ،‬من خالل تحصينه من الخضوع لتطبيق أية تعديالت تشريعية‬
‫الحقة عليه قد تضر بمركزه االقتصادي(‪ ، )1‬فهو أداة قانونية يتم من خاللها حماية المستثمر‬
‫األجنبي من مخاطر التشريع متى حاولت الدولة التعديل بسن تشريع جديد‪ ،‬و هذه الحماية تتم‬
‫(‪)2‬‬
‫بواسطة تجميد دور الدولة في التشريع في نطاق عالقتها بالمستثمر األجنبي‪.‬‬

‫ويكتسب مبدأ الثبات التشريعي قوته من األداة التي يصدر بموجبها عقد االستثمار الذي‬
‫يجمع بين الدولة المضيفة والمستثمر األجنبي‪ ،‬إذا تمت الموافقة على هذا العقد بموجب قانون‬
‫يصدر عن الدولة المضيفة المعنية أي أن هذه األخيرة تتعهد بناء على سلطتها العامة بعدم‬
‫تطبيق التعديالت الالحقة التي قد تط أر على قوانينها الداخلية على المستثمر األجنبي وذلك‬
‫(‪)3‬‬
‫بقصد تشجيعه على االستثمار فيها‪.‬‬

‫فضمان تفعيل هذا المبدأ مرتبط باالستقرار التشريعي والسياسي‪ ،‬فالهدف منه هو تفادي‬
‫المساس بسالمة العقود المبرمة وضمان استمرار سريان اإلطار القانوني الذي اتخذت وفقا له‬
‫(‪)4‬‬
‫االتفاقيات التعاقدية‪.‬‬

‫_________________________‬

‫(‪ )1‬محمود فياض‪( :‬دور ررط الثبات التررععي في حماية المستثمر األجنبي في عقود الطاقة بين فرضيات واركاليات‬
‫التطبيق)‪ ،‬مداخلة ألقيت بالمؤتمر السنوي الحادي والعشرين "الطاقة بين القانون واالقتصاد"‪ ،‬بتاريخ ‪ 21-20‬ماي ‪ ،2013‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.203-202 :‬‬

‫(‪ )2‬غسان عبيد محمد المعموري‪( :‬ررط الثبات التررععي و دوره في التحكي في عقود البترول)‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق‪،‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬العراق‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.172 :‬‬

‫(‪ )3‬ليلى سالم‪ ( :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص‪ ،‬ص‪.100-99 :‬‬
‫(‪ )4‬فايزة شاقور جلطية‪( :‬معوقات االستثمار األجنبي خارج قطاع المحروقات في الجزائر_ دراسة مقارنة بين الجزائر‪ ،‬تونس‬
‫والمغرب خالل الفترة ‪ ، )2010-2000‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪،‬‬
‫جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪ ،‬ص‪.87-86 :‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المررع الجزائري من مبدأ الثبات التررععي‬

‫نص المشرع الجزائري على هذا المبدأ في نص المادة ‪ 39‬من المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ ،12-93‬ثم في نص المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار المعدل‬
‫والمتمم التي تنص على ما يلي‪( :‬ال تطبق المراجعات أو اإللغاءات التي قد تط أر في المستقبل‬
‫على االستثمارات المنجزة في إطار هذا األمر إال إذا طلب المستثمر ذلك صراحة)(‪ ،)1‬بحيث‬
‫يفهم من نصي المادتين ‪ 39‬و‪ ،15‬أن المشرع الجزائري لم يقتصر فحسب على ضمان‬
‫االستقرار التشريعي للمستثمر من خالل االمتناع عن تطبيق أي تعديل أو إلغاء لقانون على‬
‫االستثمارات التي تم الشروع في إنجازها‪ ،‬بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث أضاف ضمان‬
‫أوسع يتمثل في االستفادة من التشريع الجديد‪ ،‬بحيث يتمتع بحق مكتسب إذا احتوى التعديل‬
‫الوطني الجديد على ضمانات أخرى (‪ ، )2‬فبعد تكريس هذا المبدأ‪ ،‬يستمر المستثمر من‬
‫االستفادة من أحكام القانون الساري المفعول عند الشروع في انجاز مشروعه بالرغم من إعادة‬
‫النظر في النظام القانوني لالستثمارات‪ ،‬بحيث ال تطبق عليه هذه التعديالت إال إذا وافق على‬
‫ذلك صراحة وال يطالب بذلك إال في حالة ما إذا كانت هذه التعديالت تتضمن امتيازات وحوافز‬
‫إضافية في المجال الضريبي أو النقدي أو الجمركي أو غيرها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫_________________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.07 :‬‬

‫(‪ )2‬نصير عاشوري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬

‫(‪ )3‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات المالية المتعلقة باالستثمار‬

‫سنوضح من خالل هذا المبحث الضمانات المالية المتعلقة باالستثمار والمكرسة في‬
‫التشريع الجزائري من خالل مطلبين مستقلين‪ ،‬بحيث تناولنا في المطلب األول ضمان حماية‬
‫االستثمار من المخاطر غير التجارية‪ ،‬أما في المطلب الثاني ضمان الحق في التعويض‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬ضمان حماية االستثمار من المخاطر غير التجارعة‬

‫يميز الفقهاء بين نوعين من المخاطر التي تواجه المستثمر‪ ،‬فالنوع األول يتمثل في المخاطر‬
‫التجارية‪ ،‬والتي تدخل في إطار حياة المؤسسة وليس للدولة أية مسؤولية فيها‪ ،‬فال تستطيع تقديم إال‬
‫بعض الضمانات‪ ،‬والمخاطر غير التجارية‪ ،‬والتي تندرج ضمن بعض األحداث السياسية التي تعرفها‬
‫الدولة وتؤثر بشكل مباشر على االستثمار‪ ،‬وبعض الق اررات التي تتخذها الدولة في إطار ممارستها‬
‫لسيادتها(‪ ،)1‬فتحقق تلك المخاطر يعني اإلضرار بمصالح المستثمر وبالتالي ينتج عنه إضرار أكبر‬
‫بمصالح التجارية الداخلية والدولية‪ ،‬فضمان االستثمار من هذه المخاطر يجعل المستثمر بمنأى عنها‬
‫وتحقق له األمان في حالة تحققها ويجعل المشروع االستثماري دوما على شاطئ األمان‪ ،‬فهناك‬
‫المخاطر السياسية الناتجة عن سوء تسيير المصالح العمومية للدولة المضيفة‪ ،‬وهناك أيضا‬
‫اإلجراءات االنفرادية التي تتخذها الدولة سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة‪.‬‬

‫سنقوم في هذا المطلب بدراسة ضمان حماية االستثمار من المخاطر السياسية من خالل الفرع‬
‫األول‪ ،‬وضمان حماية االستثمار من اإلجراءات االنفرادية من خالل الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضمان حماية االستثمار من المخاطر السياسية‬


‫نحاول أن نلقي الضوء في هذا الفرع على مفهوم المخاطر السياسية (أوال)‪ ،‬ثم أنواع هذه‬
‫المخاطر (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المخاطر السياسية‬

‫ال يوجد تعريف قانوني محدد للخطر السياسي‪ ،‬ورغم اختالف الفقه حول تحديد مفهوم له‪ ،‬إال‬
‫أنه يوجد شبه اتفاق على اعتباره‪( :‬تغيير مفاجئ يمس االستثمار بسبب حدث سياسي) ‪ ،‬ويعرف‬
‫بريلي مايرز المخاطر السياسية بأنها‪( :‬المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون الدوليون في نقض‬
‫كما يعرفها البعض بأنها‪( :‬هي‬ ‫االستثمار) ‪، 2‬‬
‫( )‬
‫الحكومة لوعودها أو آلخر وذلك بعد تنفيذ قرار‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.173-172 :‬‬

‫(‪ )2‬سيف هشام الفخري‪( :‬االستثمار الدولي والمخاطر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.17:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫تلك اإلجراءات التي تتخذها الحكومة أو السلطات العام في الدولة المضيفة لالستثمار سواء بطريق‬
‫مباشر أو غير مباشر ويكون من شأنها حرمان المستثمر األجنبي من حقوقه وسلطاته الجوهرية على‬
‫(‪)1‬‬
‫االستثمار ومنافعه)‪.‬‬

‫وتكون تلك اإلجراءات بطريق مباشر مثل نزع الملكية‪ ،‬التأميم‪ ،‬أما بطريق غير مباشر مثل‬
‫فرض ضرائب و رسوم خاصة على الشركات األجنبية‪ ،‬إعفاء الشركات الوطنية من تلك الضرائب أو‬
‫الرسوم‪ ،‬وبالتالي فهو تلك الخسارة الناشئة عن عمل أو امتناع صادر عن حكومة الدولة المضيفة أو‬
‫إحدى هيئاتها العامة ويسبب ذلك ضر ار بمصالح المستثمر األجنبي‪.‬‬

‫ويقتضي الخطر السياسي توافر عنصرين هما‪ :‬وجود حدث ناتج عن سوء تسيير المصالح‬
‫العمومية للدولة المضيفة والمساس بملكية المستثمر وحرمانه من حقوقه‪.‬‬

‫ويمكن القول بأن الخطر السياسي يشمل األحداث السياسية التي تعرفها الدولة المضيفة والتي‬
‫يترتب عنها حرمان المستثمر من حقوقه الجوهرية على استثماره‪ ،‬ومن خصائصه األساسية أنه ال‬
‫(‪)2‬‬
‫يمكن للمستثمر التنبؤ به‪ ،‬وهو من أهم المخاطر التي تواجه المستثمرين في الدول المضيفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع المخاطر السياسية‬

‫يتعرض المستثمر األجنبي في أقاليم الدول المضيفة إلى العديد من المخاطر محتملة الوقوع وال‬
‫ريب أن تحديد هذه المخاطر له أهمية كبيرة جدا‪ ،‬ويعد هذا التحديد نقطة البداية عند البحث عن‬
‫الضمان المقرر لالستثمار من المخاطر السياسية‪ ،‬وقد صادقت الجزائر على اتفاقية إنشاء الوكالة‬
‫الدولية لضمان االستثمار‪ ،‬التي أنشئت تحت رعاية البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬وذلك بمقتضى‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)3( 345-95‬ومصادقة الجزائر على هذه االتفاقية اعتراف بحد ذاته وضمن‬
‫كافي على المستوى الدولي للمستثمرين األجانب‪ ،‬وقد أسندت للوكالة مهام تقديم ضمانات ضد‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬عمر هاشم محمد صدقة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫(‪ )2‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.174 :‬‬

‫(‪ )3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،345-95‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر سنة ‪ ،1995‬يتضمن المصادقة على االتفاقية المتضمنة إنراء الوكالة‬
‫الدولية لضمان االستثمار‪ ( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬المؤرخة سنة ‪ ،1995‬ص‪.)03 :‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المخاطر غير التجارية من الدول المضيفة بعدم المصادرة وقابلية تحويل األموال والحروب‬
‫واالضطرابات‪ ،‬كما تلعب دو ار استشاريا هاما تقديم استشارات ونصائح للدول النامية لمساعدتها على‬
‫تهيئة بيئة االستثمار وقاعدة معلومات تساعد على زيادة تدفقات االستثمارات األجنبية (‪ ،)1‬كما لها‬
‫أن تدخل في معاهدات مع الدول األعضاء فيها تحل محل المستثمرين الذين تعوضهم عن األضرار‬
‫التي تصيبهم‪ ،‬من جراء التعرض للمخاطر غير التجارية طبقا لعقود الضمان المبرمة وفقا‬
‫(‪)2‬‬
‫لالتفاقية‪.‬‬

‫سنقوم بعرض المخاطر السياسية التي يمكن أن يتعرض لها المستثمر ويوجب ضمان مشروعه‬
‫االستثماري ضدها كما يلي‪:‬‬
‫‪ _1‬الحرب واالضطرابات الداخلية التي تجتاح الدولة المضيفة‪:‬‬

‫تعتبر الحرب من بين أهم المخاطر التي تواجه المستثمرين األجانب‪ ،‬ويقصد بها تلك الثورات‬
‫والتمرد واالنقالبات وما يماثلها من األحداث السياسية التي تتميز بخروجها عن سيطرة حكومة الدولة‬
‫المضيفة‪ ،‬ويجب أن يكون دافع هذه االضطرابات هو تحقيق أغراض سياسية وايديولوجية حتى تكون‬
‫صالحة لضمان الوكالة الدولية(‪ ،)3‬وتستبعد االتفاقية ضمان الخسائر التي وقعت قبل إبرام عقد‬
‫الضمان‪ ،‬أو عن إجراءات حكومية كان المستثمر المعني قد وافق عليها أو كان مسؤوال عن اتخاذها‪،‬‬
‫أو عن مخاطر تخفيض العملة‪ ،‬أما مخاطر اإلرهاب فال تغطيها الوكالة بصورة تلقائية‪ ،‬وانما البد‬
‫من تقديم طلب مشترك من المستثمر والدولة المستقبلة لالستثمار ويجب أن يحظى هذا الطلب‬
‫بموافقة من مجلس اإلدارة باألغلبية الخاصة‪ ،‬حسب المادة ‪ /11‬ب كما يلي‪( :‬يجوز لمجلس اإلدارة‬
‫بناء على طلب مشترك من المستثمر والدولة المضيفة أن يوافق باألغلبية الخاصة على إضفاء‬
‫(‪)4‬‬
‫الصالحية للضمان على مخاطر غير تجارية محددة ‪.)..‬‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬حساني بن عودة‪( :‬أثر العوامل المؤسساتية في جذب االستثمارات األجنبية المباررة في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.42 :‬‬

‫(‪ )2‬عمر هاشم محمد صدقة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.132-131 :‬‬

‫(‪ )3‬عبد هللا عبد الكريم عبد هللا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.166 :‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ :345-95‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.06 :‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪ _2‬عد االستقرار السياسي‪:‬‬

‫إذا كان التغيير في نظام الحكم ال يمس بالمصالح المادية لالستثمارات األجنبية‪ ،‬فإنه يخلق‬
‫نوعا من الشكوك لدى المستثمرين‪ ،‬فهو عادة يتبع بق اررات إدارية هامة تؤثر على الوضع‬
‫االقتصادي للبالد بصفة عامة مثل تحويل رؤوس األموال والضرائب والقيود اإلدارية ومنافسة‬
‫القطاع العام ورقابة األسعار والقيود على االستيراد والتصدير‪ ،‬فاإلجراءات اإلدارية والتجارية‬
‫والمالية المترتبة عن التغيير في نظام الحكم تمس بمصالح المستثمرين من حيث التأثير على‬
‫السير العادي لمؤسساتهم‪.‬‬

‫‪ _3‬التأمي ‪:‬‬
‫يعد قرار االستثمار في أي دولة كانت مرهونا بقدر الحماية التي تتعهد الدولة المضيفة‬
‫بتوفيرها للمستثمر األجنبي‪ ،‬بما في ذلك تلك التي تتعلق بحماية الملكية العقارية من اإلجراءات‬
‫التي تتخذها الدولة بهدف حرمان مالكها منها بصفة نهائية ولدواعي الصالح العام‪ ،‬ومن بين‬
‫تلك اإلجراءات نجد التأميم‪ ،‬نزع الملكية للمنفعة العامة والمصادرة‪.‬‬

‫إذ يعتبر التأميم من أخطر اإلجراءات السياسية التي تتعرض لها االستثمارات األجنبية في‬
‫أقاليم الدول المضيفة لها‪ ،‬المكيفة على أنها غير تجارية من الدرجة األولى‪ ،‬ألنه يمس بالحقوق‬
‫األكثر أهمية والمكرسة بصفة مطلقة‪ ،‬والتي تتمثل في "حق اإلنسان في الملكية الخاصة" بصفة‬
‫عامة وفي حق المستثمر األجنبي بصفة خاصة‪.‬‬

‫ويعرف التأميم بأنه اإلجراء الذي يتم بموجبه تحويل ملكية مؤسسة خاصة استثمارية تابعة‬
‫لشخص طبيعي أو معنوي إلى الدولة‪ ،‬مقابل تعويض مناسب عادل‪ ،‬كما يتم بموجب ق اررات‬
‫عمدية قانونية مدروسة مسبقا‪ ،‬تنتج عن نتائج ذات طابع سياسي اقتصادي تمس بحق‬
‫المستثمر األجنبي في ملكيته بحرمانه منها‪ ،‬وهو يشمل حرمان المالك من كل أمواله أو‬
‫عقاراته‪ ،‬وبما أنه أصبحت االستثمارات األجنبية العصب األساسي لتحريك عجلة التنمية‬
‫(‪)1‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬فقد تم استبعاد الحق في التأميم‪ ،‬كضمان للمستثمر من هذا الخطر‪.‬‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪ _ 4‬نزع الملكية‪:‬‬

‫إن األفكار الرأسمالية القائمة على تقديس الملكية الفردية لم تحل دون االعتراف للدولة‬
‫فنزع‬ ‫بالقدرة على نزع الملكية الخاصة بصفة نهائية‪ ،‬في حاالت معينة لدواعي الصالح العام‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الملكية هو إجراء إداري يقصد حرمان الشخص من ملكيته وحقوقه العقارية جب ار من أجل‬
‫(‪)2‬‬
‫المنفعة العامة نظير تعويضه عما يلحقه من ضرر تعويضا عادال ومنصفا‪.‬‬

‫‪ -5‬االستيالء‪ :‬وهو الحصول على األموال والخدمات الضرورية لضمان حاجات البالد وفقا‬
‫لحاالت الضرورة واالستعجال وهذا طبقا لنص المادة ‪ 679‬قانون مدني جزائري(‪ ،)3‬وقد عرفه‬
‫بعض الفقهاء بأنه‪( :‬هو إجراء إداري القصد منه أن تستولي اإلدارة على عقار مملوك ألحد‬
‫األفراد لمدة مؤقتة مقابل أن تعوض المالك عن عدم انتفاعه بالعقار طوال مدة االستيالء‬
‫مستهدفة من ذلك تحقيق المنفعة العامة) (‪ ،)4‬فهو إجراء يستشف من جميع المستثمرين وطنيين‬
‫أم أجانب‪ ،‬ويرد على جميع أنواع األموال عقارات أو منقوالت‪ ،‬ويسترجع المستثمر أمالكه بعد‬
‫انقضاء األسباب الشرعية المبررة التخاذ هذا اإلجراء‪.‬‬

‫وأهم أوجه االختالف بين قرار نزع الملكية للمنفعة العامة والقرار الصادر باالستيالء هو‬
‫أن األول ينصب إال على العقار أما الثاني فيتناول األموال بصفة عامة‪ ،‬كما أن قرار نزع‬
‫الملكية يؤدي إلى نقل الملكية بصفة نهائية‪ ،‬بينما ال يترتب على قرار االستيالء سوى تخويل‬
‫السلطة العامة التي أصدرته الحق في االنتفاع بالمال محل االستيالء لفترة مؤقتة وحق المالك‬
‫في التعويض المقرر في االستيالء أو نزع الملكية‪.‬‬
‫_________________________‬
‫(‪ )1‬عمر هاشم محمد صدقة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 33 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد الصغير بعلي‪( :‬النظا القانوني لنزع الملكية العقارعة للمنفعة العامة)‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول‬
‫الملكية العقارية الخاصة والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪1945‬‬
‫قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بتاريخ ‪ 26-25‬سبتمبر ‪ ،2013‬ص‪.30 :‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 679‬من األمر رقم ‪ ،58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،78‬الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪( ،2005‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،44‬المؤرخة سنة ‪ ،2005‬ص‪.)1033 :‬‬

‫(‪ )4‬عبد الهادي رياض سرمد‪( :‬االستيالء المؤقت على العقارات)‪ ،‬مجلة كلية الحقوق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬المجلد ‪ ،15‬جامعة البحرين‪،‬‬
‫جويلية ‪ ،2013‬ص‪ ،‬ص‪.88-84 :‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪-6‬المصادرة‪ :‬وهي عبارة عن نقل ملكية أشياء أو أموال مملوكة للجاني أصال أو وجدت‬
‫بحوزته إلى الدولة واخراجها من ملك مالكها األصلي إلى ملك الدولة عقابا له على جريمته (‪،)1‬‬
‫فهي إجراء قد يتخذ عن طريق السلطة القضائية أو السلطة اإلدارية‪ ،‬ويجب في كلتا الحالتين‬
‫أن يستند هذا اإلجراء إلى نص قانوني‪.‬‬

‫وقد عرفت الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 15‬من قانون العقوبات لسنة ‪ 1966‬المعدل والمتمم‬
‫المصادرة بأنها‪( :‬المصادرة هي األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة أموال معينة‪ ،‬أو‬
‫(‪)2‬‬
‫ما يعادل قيمتها عند االقتضاء)‪.‬‬

‫وبالتالي فهي إجراء ذو طابع جزائي تتخذه السلطة العامة في الدولة في مواجهة بعض أو‬
‫كل أمالك من ارتكب فعال معاقب عليه قانونا(‪ ،)3‬وهذا ما يؤدي إلى انتفاء عنصر التعويض‪.‬‬

‫وقد تبنى المشرع الجزائري في قانون االستثمار المصادرة كإجراء تلجأ إليه الدولة‪ ،‬فنصت‬
‫المادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 03-01‬على أنه‪( :‬ال يمكن أن تكون االستثمارات المنجزة موضوع‬
‫(‪)4‬‬
‫مصادرة إدارية إال في الحاالت المنصوص عليها في التشريع المعمول بها)‪.‬‬

‫وسبق وأن قلنا أن المصادرة هي جزاء ال يترتب عليه تعويض‪ ،‬ولكن بالرجوع إلى الفقرة‬
‫الثانية من نفس المادة نجد أنه يترتب عليها تعويض عادل ومنصف‪ ،‬فكان على المشرع أن‬

‫___________________‬
‫(‪ )1‬راشد بن ناصر بن مسفر المري ‪( :‬عقوبة المصادرة واإلتالف في جرائ المخدرات في النظا السعودي‪ -‬دراسة تأصيلية‬
‫مقارنة تطبيقية)‪ ،‬مذكرة ماجستير في العدالة الجنائية ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية– الرياض‪ -‬السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪:‬‬
‫‪. 09‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪( ،1966‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ 11‬يونيو‬
‫‪ ،)1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتم بالقانون ‪ ،23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪( ،2006‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،84‬المؤرخة في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2006‬ص‪.)13 :‬‬

‫(‪ )3‬وهيبة أمزيان‪( :‬نزع الملكية بين الررعية والمرروعية وحقوق الغير في التررعع الجزائري والقانون الدولي)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة_ بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.08 :‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ :03-01‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.07 :‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫يحدد بدقة أي صورة من صور نزع الملكية التي يقصدها المصادرة أم التأميم كون أن المصادرة‬
‫اإلدارية تتسم بطابعها الجزائي أكثر من التأميم؟‬

‫وتختلف المصادرة عن التأميم من حيث أن سبب أخذ الملكية في المصادرة هو ارتكاب‬


‫جريمة‪ ،‬بينما سبب أخذ الملكية في التأميم هو الرغبة في إحداث إصالح اقتصادي في الدولة‬
‫(‪)1‬‬
‫المعنية‪.‬‬

‫وقد نصت كل االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر على المصادرة باعتبارها من‬
‫األساليب التي تلجأ إليها الدولة لنزع الملكية‪ ،‬نذكر من بينها اتفاقية المؤسسة العربية لضمان‬
‫االستثمار في نص المادة ‪( :1/18‬يغطي التأمين الذي توفره المؤسسة ‪ ..‬الخسائر المترتبة على‬
‫‪ ..‬اتخاذ السلطات العامة بالقطر المضيف بالذات أو بالواسطة إجراءات تحرم المؤمن له من‬
‫(‪)2‬‬
‫حقوقه الجوهرية على استثماره وعلى األخص المصادرة‪.)..‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات االنفرادية‬

‫في إطار ممارسة الدولة لسيادتها تقوم أحيانا بإجراءات تشريعية وتنظيمية من أجل توجيه‬
‫االستثمارات األجنبية لخدمة أهدافها التنموية‪ ،‬يترتب عليها حرمان المستثمر من ممارسة حقه‬
‫في الملكية‪ ،‬وهذه اإلجراءات تكون مادية أو قانونية‪ ،‬البعض منها يمس بالمناخ العام لالستثمار‬
‫والبعض اآلخر تمس بالسير العادي للمؤسسة‪ ،‬ويترتب عنها إضرار تمس باألمالك والفوائد‬
‫الناتجة عنها وحرية التصرف فيها وباالمتيازات الممنوحة للمستثمرين‪ ،‬وقد تمس بملكية‬
‫(‪)3‬‬
‫المستثمر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫___________________‬
‫(‪ )1‬خالد هشام‪ :‬عقد ضمان االستثمار‪ -‬القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية المنازعات التي قد تثور برأنه‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪ ،‬ص‪. 180-179 :‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪ ،16-72‬المؤرخ في ‪ 7‬جوان ‪ ،1972‬يتضمن المصادقة على االتفاقية المتعلقة بإنراء‬
‫المؤسسة العربية لضان االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،53‬المؤرخة في ‪ 04‬جويلية ‪.)1972‬‬

‫(‪ )3‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 179-178 :‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫أوال‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات المباررة‬

‫ومن بين هذه اإلجراءات‪:‬‬


‫‪ -1‬خطر العجز عن تحوعل العملة‪ :‬ويتحقق ذلك عندما تتخذ الدولة المضيفة إجراءات تؤدي‬
‫لوضع موانع تحد من قدرة المستثمر على أن يحول أصول استثماراته أو فوائدها أو الدخل‬
‫الناشئ عنها‪ ،‬كما لو قامت الدولة بفرض سعر صرف مختلف عن سعر الصرف السائد ويؤدي‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى اإلضرار بالمستثمر‪.‬‬

‫‪ -2‬خطر عد الوفاء‪ :‬فعندما تكون الدولة أو الهيئة التابعة لها غير قادرة على الوفاء‬
‫بالتزاماتها أو ترفض دفع مستحقاتها‪ ،‬تكون في حالة عدم الوفاء‪ ،‬ويتحقق هذا الخطر عندما‬
‫يكون المستثمر غير قادر على استرجاع أمواله إذا أراد التنازل عن مشروعه أو ثمن التصفية‬
‫أو عدم تسديد الديون‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلجراءات التمييزعة ‪:‬‬

‫تتخذ الدولة المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية أحيانا إجراءات تمييزية ضد المستثمرين‬
‫التابعين لدولة معينة‪ ،‬وهي إجراءات ذات طابع سياسي تمس بالمستثمر وحقوقه في الملكية‪،‬‬
‫فكل التشريعات الوطنية للدولة المضيفة وكذا االتفاقيات ثنائية ومتعددة األطراف تمنع كل‬
‫أشكال التمييز مهما كانت طبيعتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات غير المباررة‬

‫تمس هذه اإلجراءات التي تتخذها الدولة المضيفة بملكية األجانب بصفة غير مباشرة ومن‬
‫بينها المشاريع االقتصادية التي تهدف إلى خلق حالة االحتكار واإلصالحات الضريبية‬
‫والجمركية‪.‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬عصام الدين مصطفى بسيم‪ :‬النظا القانوني لالستثمارات األجنبية الخاصة في الدول اآلخذة في النمو‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1972 ،‬ص‪.421 :‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪ -1‬االحتكار‪ :‬ويعد إجراء قانونيا واقتصاديا في نفس الوقت ويترتب عنه منح المستفيد وضعية‬
‫اقتصادية متميزة‪ ،‬عادة ما تلجأ البلدان النامية إلى مثل هذا اإلجراء من أجل السيطرة على‬
‫بعض القطاعات الحيوية وتدعيم استقاللها االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلصالحات الضرعبية والجمركية‪ :‬وتعتبر الضرائب من الموارد المالية الهامة بالنسبة‬


‫لبعض البلدان النامية لذلك‪ ،‬عادة ما تلجأ إلى إصالحات في هذا المجال من أجل الرفع من‬
‫الموارد المالية للخزينة العمومية‪ ،‬مما يؤثر على عقود االستثمار المبرمة مع الشركات‬
‫(‪)1‬‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحق في التعويض‬

‫يترتب على إجراءات التأميم ونزع الملكية التي تقوم بها الدولة من اجل تحقيق المصلحة‬
‫العمومية‪ ،‬حق المستثمر األجنبي في التعويض وهو حق معترف به دوليا‪ ،‬وعدم التزامها‬
‫بالتعويض مقابل ما لحقه من أضرار‪ ،‬يجعل تصرفاتها مخالفة للقانون الدولي ويترتب عنها‬
‫مسؤولية دولية(‪ ،)2‬ومن خالل هذا المطلب سنتطرق إلى مضمون االلتزام بالتعويض في الفرع‬
‫األول‪ ،‬وخصائص التعويض في الفرع الثاني ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون االلتزا بالتعويض‬

‫من المستقر عليه في القواعد العامة‪ ،‬أن يلتزم كل شخص يتسبب بضرر معين جراء‬
‫خطئه بإعادة الحال إلى ما كان عليه‪ ،‬أو التزامه بدفع التعويض إذا تعذر عليه ذلك‪ ،‬وقد أجمع‬
‫الفقه والقانون على إلزامية حصول المستثمر األجنبي على التعويض عندما يتعرض لإلجراءات‬
‫التي تؤدي إلى حرمانه من أمواله(‪ ،)3‬ويعتبر االلتزام بالتعويض قيدا أورده القانون الداخلي‬
‫واالتفاقيات التي أبرمتها الجزائر على حق الدولة في نزع الملكية أو التأميم‬
‫___________________‬
‫(‪ )1‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 186-185 :‬‬

‫(‪ )2‬ميلود سالمي‪( :‬الضمانات القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2015‬ص‪.76 :‬‬

‫(‪ )3‬حسين نوارة‪ ( :‬الحماية القانونية لملكية المستثمر األجنبي في الجزائر)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪95 :‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫كما تم ترتيبه كأثر عند القيام بإجراء المصادرة في الفقرة الثانية من المادة من األمر‪03-01‬‬
‫‪ 16‬بقولها‪( :‬ويترتب على المصادرة تعويض عادل ومنصف)‪ ،‬فيجب على الدولة أن توفر‬
‫األمن واالستقرار الذي يخلق مناخا يطمئن إليه المستثمرين كي تتلقى نسبة أكبر من التدفقات‬
‫االستثمارية‪ ،‬واتخاذها لتلك اإلجراءات دون تقديم تعويض عادل ومنصف يشكل ال محالة عائقا‬
‫(‪)1‬‬
‫أمام انسياب رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التعويض‬

‫تعتبر خصائص التعويض مسألة ذات أهمية بالغة بالنسبة للمستثمر والدولة المضيفة على‬
‫حد سواء‪ ،‬ولقد استعملت في الممارسة الدولية عدة عبارات تختلف باختالف المصالح السياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وقد نص المشرع الجزائري على قاعدة التعويض القبلي والعادل والمنصف ألول‬
‫مرة في المادة ‪ 20‬من دستور ‪ ،1989‬بهدف توفير الحماية الالزمة للملكية الخاصة في ظل‬
‫اإلصالحات السياسية واالقتصادية‪ ،‬وتم تكريسه في دستور ‪ 1996‬والمقصود بعبارة المسبق أن‬
‫التعويض يجب أن يدفع قبل نزع الملكية‪ ،‬ولكن المشرع الجزائري اكتفى في قوانين االستثمار‬
‫بالتعويض الذي يوصفه بالعادل والمنصف‪ ،‬فالتعويض العادل يقوم على معيار موضوعي مفاده‬
‫أن التعويض يجب أن يغطي كل اآلثار المترتبة عن إجراءات التأميم ونزع الملكية‪ ،‬أما تحديد‬
‫التعويض المنصف يقتضي األخذ بعين االعتبار حقوق المستثمر الذي انتزعت ملكيته وما لديه‬
‫من ديون في مواجهة الدولة المضيفة (‪ ،)2‬وهذا ما أكدته الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من القانون‬
‫رقم ‪ 11-91‬التي تنص على أنه‪( :‬يجب أن يكون مبلغ التعويض عن نزع الملكية عادال‬
‫(‪)3‬‬
‫ومنصفا بحيث يغطي كل ما لحقه من ضرر وما فاته من كسب بسبب نزع الملكية)‪.‬‬

‫________________ ___‬
‫(‪ )1‬سمية كمال‪( :‬النظا القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.155 :‬‬

‫(‪ )2‬عيبوط محند وعلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.346-341 :‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،11-91‬المؤرخ في ‪ 27‬أبريل ‪ ،1991‬يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العمومية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخة سنة ‪.)1991‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الضمانات المتعلقة بمنح االمتيازات والحوافز في إطار االستثمار‬

‫ارتأينا في هذا المبحث أن نتناول ضمانات أخرى كرسها المشرع الجزائري في قوانين‬
‫االستثمار وقوانين أخرى وهي ضمان منح االمتياز العقاري وضمان منح الحوافز الجبائية‬
‫والجمركية‪ ،‬كل في مطلب مستقل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬ضمان منح االمتياز العقاري‬

‫سعت الجزائر لتوفير المناخ المالئم لالستثمار بتوفيرها لألوعية العقارية الالزمة واعتمدت‬
‫جملة من التغيرات هدفها تشجيع االستثمار‪ ،‬وهذا ما جاءت به قوانين االستثمار التي خصصت‬
‫األراضي التابعة ألمالك الخاصة للدولة لتكون وعاء موجه لالستثمار ألجل تنمية االقتصاد‬
‫الوطني من جهة ومن جهة أخرى تسهيل عملية استفادة المستثمرين من األراضي الالزمة‬
‫لمشروعاتهم االقتصادية‪ ،‬وحل إشكالية الحصول على الموقع العقاري االستثماري‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فانتهجت الدولة أسلوب االمتياز في مجال االستثمار الصناعي كصيغة قانونية في سبيل‬
‫تطوير آليات التنمية الصناعية‪ ،‬واعادة بعث االقتصاد الوطني من خالل إبرام عقد امتياز مع‬
‫القطاع الخاص األجنبي‪ ،‬وقد صدرت مجموعة من األوامر والمراسيم التنفيذية المنظمة لكيفية‬
‫منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة لإلنجاز المشاريع‬
‫الملغى باألمر رقم ‪ ،)3( 04-08‬كما تم إلغاء‬ ‫(‪)2‬‬
‫االستثمارية‪ ،‬فصدر األمر رقم ‪11-06‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪.152-09‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫العمل بالمرسوم التنفيذي رقم ‪121 -07‬‬
‫___________________‬
‫(‪ )1‬سليم ساسي‪( :‬النظا القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.04 :‬‬

‫(‪ )2‬األمر رقم ‪ ،11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2006‬يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مرارعع استثمارعة‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،53‬المؤرخة في ‪ 30‬أوت ‪،2006‬‬
‫ص‪.)04 :‬‬
‫(‪ )3‬األمر رقم ‪ ،04-08‬المؤرخ في ‪1‬سبتمبر ‪ ،2008‬يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك‬
‫الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مرارعع استثمارعة‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ 3‬سبتمبر ‪ ،2008‬ص‪:‬‬
‫‪.)03‬‬

‫(‪ )4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121 -07‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل‪ ،2007‬يتضمن تطبيق أحكا األمر ‪ 11-06‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫أوت ‪ ،2006‬يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز‬
‫المرارعع‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 27‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل‪ ،2007‬ص‪.)11 :‬‬

‫(‪ )5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬المؤرخ في ‪ 2‬ماي ‪ ،2009‬يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة‬
‫لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مرارعع استثمارعة‪( ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 27‬المؤرخة في ‪ 6‬ماي ‪ ،2009‬ص‪:‬‬
‫‪.)04‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫ويعتبر عقد االمتياز الصناعي من أهم العقود اإلدارية المسماة التي تكفل المشرع الجزائري‬
‫بتحديد أسسه القانونية من تعريف وتنظيم أحكامه‪ ،‬وسوف نحاول التطرق إلى مفهوم هذا العقد‬
‫من خالل تعريفه وتبيان خصائصه في الفرع األول‪ ،‬أما في الفرع الثاني نتناول عقد االمتياز‬
‫الصناعي كأساس لتشجيع االستثمار األجنبي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهو عقد االمتياز الصناعي‬

‫اهتم الفقه والقانون بتعريف عقد االمتياز‪ ،‬بحيث نجد عدة نصوص قانونية من أوامر‬
‫ونصوص تنظيمية الخاصة بتحديد شروط وكيفيات منح االمتياز الستغالل العقار الصناعي‬
‫واقامة مشاريع استثمارية‪ ،‬بتعريف هذا العقد وتحديد مضمونه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعرعف عقد االمتياز الصناعي‬

‫يعرف األستاذ الدكتور سليمان محمد الطماوي بأنه‪( :‬عقد إداري يتولى الملتزم فردا كان أو‬
‫شركة بمقتضاه وعلى مسؤوليته إدارة مرفق عام اقتصادي واستغالله مقابل رسوم يتقاضاها من‬
‫المنتفعين مع خضوعه للقواعد األساسية الضابطة بسير المرافق العامة فضال عن الشروط التي‬
‫(‪)1‬‬
‫تضمنها اإلدارة عقد االمتياز)‪.‬‬

‫ويتضح من التعريف أنه اعتبر عقد االمتياز بأنه عقد إداري بمقتضاه يتولى صاحب‬
‫االمتياز مسؤولية تسيير المرفق العام بطريقة غير مباشرة عوض الدولة‪ ،‬التي تكتفي بتحصيل‬
‫(‪)2‬‬
‫رسوم‪.‬‬

‫_____________________‬

‫(‪ )1‬سليمان محمد الطماوي‪ :‬األسس العامة للعقود اإلدارعة _ دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬ص‪.108 :‬‬

‫(‪ )2‬مراد بلكعيبات‪( :‬منح االمتياز لالستثمار الصناعي في التررعع الجزائري)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.46 :‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫وقد عرفته المادة ‪ 19‬في فقرتها األولى من القانون ‪ 14-08‬بأنه‪ ( :‬يشكل منح استعمال‬
‫األمالك الوطنية العمومية‪ ،‬المنصوص عليه في هذا القانون واألحكام التشريعية المعمول بها‬
‫العقد الذي تقوم بموجبه الجماعة العمومية صاحبة الملك العمومي الطبيعي أو تمويل أو بناء‬
‫(‪)1‬‬
‫و‪/‬أو استغالل منشأة أو التجهيز محل منح االمتياز إلى السلطة صاحبة حق االمتياز)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص عقد االمتياز الصناعي‬

‫إن تعريف عقد االمتياز الصناعي حسب ما تم بيانه سابقا‪ ،‬يقودنا إلى تحديد الخصائص‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن االمتياز يمنح لشخص طبيعي أو معنوي يستوي في ذلك أن يكون خاضعا للقانون العام‬
‫أو الخاص‪ ،‬يسمى بالمستفيد أو المستغل‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد زمني طويل المدة‪ :‬وهو العقد الذي تقاس به التزامات المتعاقدين مقترنة دائما بالزمن‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 03‬من نموذج دفتر الشروط على أنه‪( :‬يمنح االمتياز لمدة أدناها ثالثة‬
‫(‪)2‬‬
‫وثالثون (‪ )33‬سنة قابلة للتجديد مرتين وأقصاها تسع وتسعون (‪ )99‬سنة)‪.‬‬

‫‪ -3‬عقد شكلي‪ :‬وقد اعتبر كذلك على أساس المادة ‪ 17‬في فقرتها الثانية من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،152-09‬فهو عقد إداري تعده إدارة أمالك الدولة مرفقا بدفتر شروط معد طبقا للنماذج‬
‫الملحقة بهذا المرسوم ويحدد بدقة برنامج االستثمار وكذا بنود وشروط منح االمتياز‪.‬‬

‫‪ -4‬يرتب منح حق االمتياز حق االنتفاع لصاحب االمتياز على األمالك الوطنية التابعة‬
‫____________________‬
‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ ،14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2008‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪،1990‬‬
‫يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬المؤرخة في ‪ 03‬أوت ‪ ،2008‬ص‪.10 :‬‬

‫(‪ )2‬نموذج دفتر الشروط الذي يحدد البنود والشروط المطبقة على منح االمتياز عن طريق التراضي للقطع األرضية التابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬المؤرخة في ‪ 06‬ماي ‪ ،2009‬ص‪:‬‬
‫‪.)13‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫للدولة أو جماعاتها المحلية من أجل مشروعه االستثماري‪ ،‬والحصول على الفوائد التي يجنيها‬
‫من خالل استغالل االستثمار‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-5‬عقد االمتياز يرتب حقا عينيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد االمتياز الصناعي أساس ترجيع االستثمار األجنبي‬

‫بعد أن كان منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة الموجهة‬
‫إلنجاز المشاريع االستثمارية بصيغتين‪ :‬كقاعدة عامة بالمزاد العلني لفائدة هيئات عمومية أو‬
‫معترف بمنفعتها العمومية أو إلى الجمعيات التي تتسم بالطابع السياسي والمؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع االقتصادي أو أشخاص طبيعيين أو اعتباريين خاضعين للقانون الخاص‪ ،‬وبصفة‬
‫استثنائية يمنح االمتياز بالتراضي لفائدة المستثمرين الذين استفادوا من المزايا المحددة بموجب‬
‫المادة الثالثة من األمر رقم ‪ ،04-08‬فقد جاءت المادة الخامسة عشر من قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ 2011‬معدلة لها بقولها‪( :‬يمنح االمتياز على أساس دفتر شروط عن طريق‬
‫التراضي على األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة المتوفرة‪ ،‬لفائدة المؤسسات والهيئات‬
‫العمومية أو األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون الخاص وذلك الحتياجات‬
‫(‪)1‬‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬ومع مراعاة احترام قواعد التعمير المعمول به)‪.‬‬

‫نستنتج من خالل نص المادة أن منح االمتياز أصبح يقتصر فقط على طريقة واحدة وهي‬
‫التراضي‪ ،‬وهذا هو الجديد الذي جاء به المشرع الجزائري‪.‬‬

‫أما بالنسبة لقرار منح االمتياز بالتراضي فيكون من قبل الوالي المختص إقليميا‪ ،‬وهذا‬
‫بخصوص األراضي التابعة للوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬بعد موافقة الوزير‬
‫المكلف بالصناعة وترقية االستثمارات‪ ،‬وتعمل هذه الوكالة في اتجاه واحد وهو ترقية‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬فوزية زعموش‪ ( :‬دور عقد االمتياز للعقار الصناعي في ترجيع االستثمار الصناعي األجنبي)‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى‬
‫الوطني حول اإلطار القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 19-18‬نوفمبر‪ ،2015‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫(‪ )2‬القانون رقم ‪ ،11-11‬المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ ،2011‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( ،2011‬الجريدة رسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2011‬ص‪.)08 :‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫االستثمار‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬على أنه‪:‬‬
‫(تتولى الوكالة مهمة تسيير حافظتها العقارية وترقيتها بهدف تثمينها في إطار ترقية‬
‫(‪)1‬‬
‫االستثمار)‪.‬‬

‫ونظ ار للعبء الكبير الموكل على عاتق إدارة أمالك الدولة‪ ،‬فقد أوكلت الدولة للوكالة‬
‫الوطنية للوساطة والضبط العقاري مهمة تسيير أمالك العقار الصناعي التابع لألمالك الوطنية‪،‬‬
‫بصفتها عضو في اللجنة الوالئية‪ ،‬ولها أن تقترح المشاريع الصناعية لها من قبل المستثمرين‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ويمكن القول بأن العقار الصناعي يعتبر شرطا مهما يتحكم إلى حد بعيد في تحقيق أي‬
‫سياسة استثمارية أو تحرك اقتصادي فعال ومستمر‪ ،‬وأن عقد االمتياز يؤدي إلى خلق مناصب‬
‫شغل والحفاظ عليها وتيسير الحصول على العقار االستثماري في جو تسوده الحرية والحماية‬
‫والعصرنة في كنف الشفافية ودولة القانون‪.‬‬

‫ولكن في حقيقة األمر أصبح التعامل في العقار على أرض الواقع مغاي ار للنصوص‬
‫المنظمة له‪ ،‬هذا الوضع أدى إلى حدوث مشاكل قانونية ميدانية ونشوء نزاعات إدارية وقضائية‪،‬‬
‫وقد أثبتت كل الدراسات أنه يبقى من أهم المشاكل التي تواجه االستثمار في الجزائر من حيث‬
‫التنظيم والتسيير واالستغالل غير العقالني لمساحات كبيرة منه‪ ،‬والتي تشكل في أغلبها أمالك‬
‫وطنية (‪ ،)3‬كذلك مشكلة تخصيص األراضي بتكاليف باهظة وعدم توافق طبيعة األراضي‬
‫الصناعية المخصصة ونوع النشاط‪ ،‬وبالتالي يبقى مشكل العقار من أهم العراقيل التي تعيق‬
‫(‪)4‬‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫__________________________‬
‫(‪ )1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،119-07‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2007‬يتضمن الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‬
‫ويحددمها قانونها األساسي‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل ‪ ،2007‬ص‪.)04 :‬‬
‫(‪ )2‬مراد بلكعيبات‪ ( :‬دور الدولة في منح االمتياز في قانون االستثمار الجزائري)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح – ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2012‬ص‪.235 :‬‬

‫(‪ )3‬محمد حجازي‪ ( :‬إركاليات العقار الصناعي والفالحي وتأثيرمها على االستثمار بالجزائر)‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،16‬جامعة غرداية‪ ،2012 ،‬ص‪.324 :‬‬

‫(‪ )4‬شهيناز صياد‪ ( :‬االستثمارات األجنبية المباررة ودورمها في النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.102 :‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ضمان منح الحوافز الجبائية والجمركية‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف الحوافز الجبائية والجمركية من خالل الفرع األول‪،‬‬
‫أما في الفرع الثاني سنقوم بتحديد هذه الحوافز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعرعف الحوافز الجبائية والجمركية‬

‫انتهجت الدولة الجزائرية طريقة لتحفيز االستثمارات من أجل تحقيق أهداف التنمية‬
‫الشاملة‪ ،‬وهذا بإتباع سياسة ضريبية من خاللها يتم منح مزايا جبائية واسعة وخاصة تلك‬
‫النشاطات التي تراها الدولة ضرورية لتحقيق التنمية‪ ،‬باإلضافة لمراعاة مكان توطن االستثمارات‬
‫(‪)1‬‬
‫بالمناطق النائية‪ ،‬لالهتمام بها أكثر‪.‬‬

‫ويعرف مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية حوافز االستثمار هي ميزة اقتصادية قابلة‬
‫للتقدير بقيمة نقدية‪ ،‬تمنحها الدولة للمستثمرين الوطنيين أو األجانب لتحقيق أهداف محددة‪ ،‬يتم‬
‫تحديدها وفقا لمعيار موضوعي أو جغرافي(‪ ،)2‬فهي أداة توجيه وتشجيع لالستثمارات بما يتفق‬
‫وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للمجتمع‪ ،‬وتدفع المستثمر إلى إصدار قرار بإحضار‬
‫أمواله لالستثمار على نحو أسرع‪ ،‬فمعظم الدول النامية تسعى إلى التوسع في الحوافز الضريبية‬
‫(‪)3‬‬
‫التي تعمل على جذب االستثمارات وتوجيها تحو األنشطة التي ترغبها الدولة‪.‬‬

‫ويمكن القول بأنها تلك اإلغراءات والتشجيعات التي تقدمها الدولة الستقطاب المستثمر‬
‫لالستثمار في مجال معين‪ ،‬وقد تضمن قانون االستثمار مجموعة من اإلعفاءات والحوافز‬

‫____________________‬

‫(‪ )1‬محمود جمام‪( :‬النظا الضرعبي وآثاره على التنمية االقتصادية _ دراسة حالة الجزائر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد منتوري_ قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪162 :‬‬

‫(‪ )2‬أحمد سمير أبو الفتوح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫(‪ )3‬محمود نمر توفيق مهاني‪( :‬أثر الحوافز الترجيعية في قانون ضرعبة الدخل الفلسطيني على اإليرادات الضرعبية في‬
‫قطاع غزة) ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية_ غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،2010 ،‬ص‪ ،‬ص‪.18-16 :‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫(‪)1‬‬
‫تختلف باختالف المناطق ونوعية المشروع‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمكونات الحوافز الضريبية فتشمل اإلعفاء الضريبي وهو عبارة عن إسقاط‬
‫حق الدولة عن بعض المكلفين في مبلغ الضرائب الواجب السداد مقابل التزامهم بممارسة نشاط‬
‫معين في ظروف معينة‪ ،‬وذلك حسب أهمية النشاط‪ ،‬حجمه‪ ،‬موقعه الجغرافي‪ ،‬نطاقه‪ ،‬كما قد‬
‫يكون جزئي أو كامل‪ ،‬وهناك التخفيضات الضريبية وهي تقليص يمس قيمة الضريبة المستحقة‬
‫مقابل االلتزام ببعض الشروط كإعادة استثمار األرباح‪ ،‬بمعنى يتم استخدام هذه التخفيضات‬
‫(‪)2‬‬
‫بناء على توجهات السياسة االقتصادية واالجتماعية المستهدفة‪.‬‬

‫وقد سعت الجزائر إل تبسيط إجراءات الحصول على الحوافز بحيث يقدم المستثمر طلب‬
‫الحصول على المزايا للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وفي حالة غبنه بشأن االستفادة من‬
‫المزايا‪ ،‬فإن له حق الطعن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد الحوافز‬

‫تعكس الحوافز التي يمنحها قانون االستثمار الطابع االستثنائي ألحكامه‪ ،‬وهذا الطابع‬
‫المميز يثير مدى قدرته على اجتذابه لالستثمارات األجنبية‪ ،‬من خالل الحوافز التي تتمثل في‬
‫إعفاءات ضريبية لمدة معينة‪ ،‬فتلك اإلعفاءات تمثل نوعا من الدعم غير المباشر تقدمه الخزينة‬
‫العامة إلى القطاع الخاص المنتج‪ ،‬ويجب أن تتماشى المزايا الممنوحة للمستثمرين مع النظام‬
‫االقتصادي السائد‪ ،‬ذلك أن االنفتاح االقتصادي واالتجاه نحو اقتصاد السوق ينعكس على‬
‫تحرير األنظمة االستثمارية‪ ،‬وبمقتضى قانون االستثمار ميز بين صنفين من المزايا أدرجهما‬
‫(‪)3‬‬
‫في نظامين مختلفين وهما النظام العام والنظام االستثنائي‪.‬‬
‫___________________________‬

‫(‪ )1‬شريف غياط‪ ،‬عبد المالك مهري‪( :‬المناخ االستثماري وانعكاساته على االستثمار األجنبي المبارر"واقع وآفاق") مداخلة‬
‫ألقيت في الملتقى الوطني حول التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 10_09‬ديسمبر ‪ ،2014‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ _ 1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.45 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد طالبي‪( :‬أثر الحوافز الضرعبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار في الجزائر)‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪،‬‬
‫العدد ‪ ،06‬جامعة حسيبة بن بوعلي _ الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.317 :‬‬

‫(‪ )3‬سمية كمال‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪119-118 :‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫أوال‪ :‬مزايا النظا العا‬

‫تعرف مزايا النظام العام لالستثمار على أنها تلك الحوافز الجبائية والجمركية التي تمنح‬
‫لالستثمارات مهما كانت طبيعتها وموقعها‪ ،‬فهي تشكل الحد األدنى من التدابير التشجيعية التي‬
‫يمكن أن تمنح للمستثمر‪ ،‬وهذه المزايا تمس أصناف مختلفة من المستثمرين واالستثمارات‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تتضمن التخفيض أو اإلعفاء من بعض الضرائب تمنح وفقا لهذا النظام على مرحلتين‪.‬‬

‫‪ _1‬في مرحلة إنجاز االستثمار‪:‬‬

‫تستفيد االستثمارات المحددة في المادتين ‪ 01‬و‪ 02‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم في‬
‫مرحلة االنجاز إلى جانب الحوافز الضريبية وشبه الضريبية والجمركية المنصوص عليها في‬
‫القانون العام من المزايا التالية‪:‬‬

‫_ إعفاء المستثمر من دفع الحقوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة من االمتيازات‪.‬‬

‫_ اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص السلع والخدمات غير المستثناة أو‬
‫المقتناة محليا والتي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار‪.‬‬

‫_ اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية بعوض عن كل المقتنيات العقارية التي تمت في إطار‬
‫االستثمار المعني‪.‬‬

‫‪ _2‬في مرحلة االستغالل‪:‬‬

‫بعد تشغيل أو استغالل المستثمر لمؤسسته مباشرة يستفيد من مزايا تتمثل في اإلعفاء‬
‫لمدة ثالث سنوات بعد معاينة الشروع الفعلي لممارسة نشاطه االستثماري الذي تعده المصالح‬
‫الجبائية بطلب منه‪ ،‬من اإلعفاء للضريبة على أرباح الشركات وكذا اإلعفاء من دفع الرسم‬
‫__________________________‬

‫(‪ )1‬أحمد دبيش‪( :‬امتيازات وضمانات االستثمار األجنبي المبارر في ظل اإلطار المنظ لالستثمار في الجزائر)‪ ،‬مداخلة‬
‫ألقيت في الملتقى الدولي حول منظومة االستثمار في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 23‬و‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2013‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ _1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫على النشاط المهني‪ ،‬مع إمكانية رفع مدة اإلعفاء من ثالث إلى خمس سنوات بالنسبة‬
‫(‪)1‬‬
‫لالستثمارات التي تنشئ أكثر من مائة منصب شغل عند بداية النشاط‪.‬‬

‫والشيء الجدير بالذكر‪ ،‬هو أن مضمون المزايا المتعلقة بالنظام العام التي تمنح لالستثمارات‬
‫بعنوان االستغالل تمثل الجديد الذي كرسه قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ، )2(2010‬الذي عدل‬
‫بعض األحكام التي تضمنها األمر ‪ 08-06‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 03-01‬الذي لم يتناول‬
‫أصال المزايا في مرحلة االستغالل‪ ،‬والواضح أن السلطات العمومية تهدف من خالل ذلك إلى‬
‫تشجيع المشاريع االستثمارية التي تخلق مناصب شغل جديدة‪ ،‬وبالتالي التقليل من ظاهرة‬
‫(‪)3‬‬
‫البطالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مزايا النظا االستثنائي‪:‬‬

‫باإلضافة إلى مزايا النظام العام‪ ،‬تضمن قانون االستثمار مزايا خاصة تمنح لالستثمارات‬
‫التي تمثل أهمية خاصة لالقتصاد الوطني‪ ،‬ولالستثمارات التي تتطلب تنميتها مساهمة من‬
‫الدولة‪ ،‬وتكون استفادة االستثمارات من المزايا‪ ،‬خالل مرحلتين مرحلة انجاز االستثمار‪ ،‬ومرحلة‬
‫استغالله‪ ،‬سنتطرق إلى ذلك كاآلتي‪:‬‬

‫‪ _ 1‬المزايا الممنوحة لالستثمارات التي تنجز في المناطق التي تستدعي تنميتها مسامهمة‬
‫خاصة من الدولة‪:‬‬

‫لقد نصت الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 10‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم على استفادة‬
‫المشاريع االستثمارية التي تنجز في المناطق التي تتطلب تنميتها مساهمة خاصة من طرف‬
‫________________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 09‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18 :‬‬
‫(‪ )2‬األمر رقم ‪ ،01-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪( ،2010‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،49‬المؤرخة في ‪ 29‬أوت ‪.)2010‬‬
‫(‪ )3‬لعزيز معيفي‪( :‬دور المعاملة الضرعبية في ترجيع االستثمار األجنبي وتوجيهه في قانون االستثمار الجزائري)‪ ،‬المجلة‬
‫األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة _ بجاية‪ ،‬الجزائر‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.64 :‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫الدولة من مزايا خاصة‪ ،‬تختلف بحسب إذا كان المشروع االستثماري في مرحلة االنجاز أو‬
‫مرحلة االستغالل‪.‬‬

‫أ_ في مرحلة انجاز االستثمار‪:‬‬

‫تستفيد االستثمارات التي تنجز في المناطق ذات األولوية‪ ،‬المتعلقة بالنشاطات غير المستثناة‬
‫من المزايا‪ ،‬في مرحلة انجازها من المزايا التالية وهذا حسب المادة ‪ 11‬من األمر ‪03-01‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المعدل والمتمم‪:‬‬

‫_ اإلعفاء من دفع حقوق نقل الملكية بعوض من كل المقتنيات العقارية التي تتم في إطار‬
‫عملية االستثمار‪.‬‬

‫_ تطبيق حق التسجيل بنسبة مخفضة قدرها اثنان في األلف (‪ )%02‬فيما يخص العقود‬
‫التأسيسية للشركات والزيادات في رأس المال‪.‬‬

‫_ تكفل الدولة جزئيا أو كليا بالمصاريف والنفقات فيما يخص األشغال المتعلقة بالمنشآت‬
‫األساسية النجاز االستثمار‪ ،‬بعد تقييم أولي تقوم به الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫_ إعفاء المشاريع االستثمارية من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص السلع والخدمات غير‬
‫المستثناة من المزايا والتي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار سواء كانت مستوردة أو مقتناة من‬
‫السوق المحلية‪.‬‬

‫_ يتم إعفاء كل مستثمر أنجز مشروعه االستثماري في المناطق ذات األولوية من الحقوق‬
‫الجمركية فيما يخص السلع المستوردة وغير المستثناة من المزايا والتي تدخل مباشرة في إنجاز‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫ب_ بعد معاينة انطالق االستغالل‬

‫عندما تباشر االستثمارات المذكورة في الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 10‬من قانون من قانون االستثمار‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 11‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫عن طريق محضر معاينة تعده المصالح الجبائية وبطلب من المستثمر فإنها تستفيد من مزايا‬
‫خاصة في هذه المرحلة والتي تشمل‪:‬‬

‫_ اإلعفاء لمدة عشر سنوات من النشاط الفعلي من الضريبة على أرباح الشركات ومن الرسم‬
‫على النشاط المهني‪.‬‬

‫_ اإلعفاء لمدة عشر سنوات ابتداء من تاريخ االقتناء من الرسم العقاري على الملكيات العقارية‬
‫التي تدخل في إطار االستثمار‪.‬‬

‫‪ _2‬المزايا الممنوحة لالستثمارات ذات األمهمية الخاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 10‬في فقرتها ‪ 02‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ ،‬فتلك المشاريع‬
‫االستثمارية يتم التفاوض عليها بين المستثمر والوكالة التي تتصرف باسم ولحساب الدولة‪ ،‬بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫أخذ موافقة المجلس الوطني لالستثمار وهذا في إطار إبرام اتفاقية االستثمار‪.‬‬

‫وبمقتضى التعديالت الجديدة التي طرأت على قانون االستثمار السيما األمر ‪ 08-06‬وكذا‬
‫األمر ‪ 01-09‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬فإن المزايا تختلف بحسب ما إذا‬
‫كان المشروع االستثماري في مرحلة االنجاز أو في مرحلة االستغالل‪.‬‬

‫أ_ في مرحلة االنجاز‪:‬‬

‫تستفيد االستثمارات في هذه المرحلة ولمدة أقصاها خمس سنوات كال أو جزء من المزايا‬
‫التالية‪:‬‬

‫_ إعفاء و‪/‬أو خلوص الحقوق والرسوم والضرائب وغيرها من االقتطاعات األخرى ذات الطابع‬
‫الجبائي المطبقة على االقتناءات سواء عن طريق االستيراد أو من السوق المحلية للسلع‬
‫والخدمات الضرورية النجاز المشروع االستثماري‪.‬‬

‫_ إعفاء من حقوق التسجيل المتعلقة بنقل الملكيات العقارية المخصصة لإلنتاج وكذا اإلشهار‬
‫القانوني الذي يجب أن يطبق عليها‪.‬‬
‫___________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 10‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.06 :‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬

‫_ إعفاء من حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية للشركات والزيادات في رأس المال‪.‬‬

‫_ إعفاء من الرسم العقاري فيما يخص الملكيات العقارية المخصصة لإلنتاج‪.‬‬

‫ب_ في مرحلة االستغالل‪:‬‬

‫تستفيد االستثمارات في هذه المرحلة من المزايا التالية‪:‬‬

‫_ اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات‪.‬‬

‫_ اإلعفاء من الرسم على النشاط المهني‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك‪ ،‬فإنه يمكن للمجلس الوطني لالستثمار أن يمنح مزايا إضافية طبقا للتشريع‬
‫(‪)1‬‬
‫المعمول به‪.‬‬

‫__________________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 12‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫ال تقل الضمانات اإلجرائية أهمية عما سبقها من ضمانات موضوعية ‪ ،‬فالحماية‬
‫الموضوعية ال تكفي‪ ،‬فقد يستفيد المستثمر األجنبي من جميع الضمانات المقررة قانونا لتشجيع‬
‫االستثمار في الدول المضيفة من إعفاءات ضريبية وتيسيرات مالية ونقدية تضمن حق التحويل‬
‫وحرية التصرف في المشروع االستثماري‪ ،‬إال أن كل ذلك قد يظهر من دون جدوى إذا صادف‬
‫المستثمر األجنبي عرقلة على مستوى الجهات اإلدارية من حيث توجيهه وتقديم المعلومات‬
‫الالزمة حول المشروع االستثماري وكذا تقليص اإلجراءات اإلدارية الالزمة والتي تشكل في معظم‬
‫األحيان عبئا من جراء البيروقراطية التي تمتاز بها الهيئات اإلدارية عموما‪.‬‬
‫كما يجب أن يشعر المستثمرون األجانب بالطمأنينة إلى وجود وسائل عادلة لتسوية ما قد‬
‫يثور بينهم وبين حكومة الدولة المضيفة لالستثمار من خالفات‪ ،‬ويقتضي هذا بصفة مبدئية‬
‫وجود ثقة في النظام القضائي لهذا البلد وتوفر أجهزة قضائية مختصة بالحكم في منازعات‬
‫االستثمار‪ ،‬فما يهم المستثمر األجنبي أكثر ليس فقط تعداد وتبيان حقوقه‪ ،‬بقدر ما يهمه اآللية‬
‫القانونية التي تمكنه من حماية واستيفاء هذه الحقوق خصوصا في حالة نشوب منازعات بينه‬
‫وبين الدولة المضيفة لالستثمار‪.‬‬
‫سنعالج من خالل هذا الفصل الضمانات اإلدارية المتعلقة باالستثمار (المبحث األول)‬
‫ثم الضمانات القضائية المتعلقة بتسوية منازعات االستثمار (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫المبحث األول‪ :‬الضمانات اإلدارية المتعلقة باالستثمار‬

‫يتطلب نجاح المشروع االستثماري توفر مناخ إداري مالئم في الدولة المستقطبة‬
‫لالستثمار‪ ،‬إذ يطمئن المستثمر األجنبي لوجود بيئة استثمارية تساعد على القيام بعملية‬
‫استثمارية ناجحة‪ ،‬لكنه يجد أمامه عقبة كبيرة أال وهي البيروق ارطية‪ ،‬إذ تشكل أحد أهم العراقيل‬
‫في تحقيق المشاريع االقتصادية للمستثمرين الخواص‪.‬‬

‫فالنظام اإلداري يساهم في جذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬لهذا سنتناول في هذا المبحث‬
‫مرونة اإلجراءات اإلدارية من خالل المطلب األول‪ ،‬كما أن المزايا والحوافز الضريبية‬
‫والجمركية التي تمنحها الدول للمستثمر األجنبي‪ ،‬ال قيمة لها في ظل عدم التطبيق الجيد لدى‬
‫األجهزة الحكومية المسؤولة عن تنفيذ تلك الحوافز (‪ ،)1‬فنجاح عملية االستثمار مرهون بوجود‬
‫أجهزة مكلفة بتطوير ودعم االستثمار وهذا ما سنتطرق إليه من خالل المطلب الثاني‪.‬‬

‫_____________________‬

‫(‪ )1‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.49 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬مرونة اإلجراءات اإلدارية‬

‫سعيا من المشرع الجزائري إلزالة التعقيدات البيروقراطية التي تقف حائال دون نجاح‬
‫المشروع االستثماري‪ ،‬تبنى قانون االستثمار في أحكامه لسنة ‪ 1993‬إجراءات مبسطة في‬
‫عملية قبول االستثمار‪ ،‬وتم التأكيد على ذلك في األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ ،‬كما كرس‬
‫المشرع الجزائري مبدأ جديد هو مبدأ المركزية الشباك الوحيد‪.‬‬

‫محور الدراسة في هذا المطلب هو تبسيط إجراءات قبول االستثمار‪ ،‬ثم مبدأ المركزية‬
‫الشباك الوحيد‪ ،‬كل في فرع مستقل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تبسيط إجراءات قبول االستثمار‬

‫تؤدي ظاهرة البيروقراطية إلى تعدد وطول اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬مما ال يسمح بتفعيل‬
‫عملية سير تلك اإلجراءات المرتبطة باالستثمارات (‪ ،)1‬وقد ألغى المرسوم التشريعي رقم‪12-93‬‬
‫نظام االعتماد وتم استبداله بنظام أكثر مرونة هو نظام التصريح‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إلغاء نظام االعتماد‬

‫كانت االستثمارات األجنبية تخضع إلى نظام الرقابة اإلدارية قبل انجازها وذلك من خالل‬
‫إجراء الترخيص أو االعتماد‪ ،‬وهو قرار إداري انفرادي صادر عن السلطة العمومية المكلفة‬
‫بتطبيق قانون االستثمارات‪ ،‬حيث تكون لها السلطة التقديرية في قبول أو رفض طلب‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫ويعد هذا الترخيص إحدى صور السياسة التدخلية للدولة في الميدان االقتصادي‪ ،‬وفكرة‬
‫االعتماد ليس لها معنى معين‪ ،‬فهي تستعمل للداللة على حاالت قانونية متنوعة‪ ،‬فقد تلعب‬
‫دور الرخصة المسبقة كشرط إلنشاء مؤسسة ما‪ ،‬أو لممارسة نشاط معين‪ ،‬وقد تعتبر وسيلة‬
‫لمنح مزايا مالية‪ ،‬مادية وجبائية‪.‬‬
‫_____________________‬

‫(‪ )1‬شوقي جباري‪ ،‬محمد محجوب الحداد‪ (:‬مساهمة االستثمار األجنبي المباشر في النمو االقتصادي لدول شمال إفريقيا –‬
‫دراسة حالة " تونس – ليبيا – مصر" )‪ ،‬مجلة اإلستراتيجية والتنمية ‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس _ مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2013‬ص‪.209 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫لم يتخل قانون النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬على مبدأ االعتماد‪ ،‬وتم تكريسه من خالل نص‬
‫المادة ‪ 183‬في فقرتها الثالثة (‪ ،)1‬على وجوب حصول المشاريع االستثمارية على ما يسمى‬
‫بتأشيرة المالئمة أو المطابقة‪ ،‬وباعتبار أن رأي المطابقة الصادر عن مجلس النقد والقرض‬
‫يخضع لرقابة مجلس الدولة‪ ،‬فهذا يدل على أن المشرع قد منح هذا الرأي صفة القرار اإلداري‬
‫االنفرادي‪.‬‬

‫ثارت تساؤالت حول طبيعة السلطة التي يتمتع بها مجلس النقد والقرض في فحص مشاريع‬
‫االستثمار‪ ،‬هل هي سلطة مقيدة يكتفي من خاللها المجلس بمراقبة مشروعية االستثمار عن‬
‫طريق فحص الشروط المنصوص عليها في القانون مثال‪ :‬صفة المستثمر غير المقيم‪ ،‬أم أنها‬
‫سلطة واسعة تتمثل في تحديد شروط وكيفيات انجاز واستغالل االستثمارات األجنبية في‬
‫الجزائر‪ ،‬من خالل منح مجلس النقد والقرض صالحية إصدار أنظمة مصرفية تتضمن معايير‬
‫قبول استثمار رؤوس األموال األجنبية في الجزائر؟‬

‫لإلجابة على التساؤل المطروح البد من عرض مهام مجلس النقد والقرض كما يلي‪ :‬يحدد‬
‫مجلس النقد والقرض بموجب نظام يصدره كيفية إجراء هذه التمويالت مع مراعاة حاجات‬
‫االقتصاد الوطني في مجال ‪ :‬إحداث وترقية الشغل‪ ،‬تحسين مستوى اإلطارات والمستخدمين‬
‫الجزائريين‪ ،‬شراء وسائل تقنية وعلمية‪ ،‬واالستغالل األمثل محليا لبراءات االختراع والعالمات‬
‫التجارية المسجلة‪ ،‬توازن سوق الصرف (‪ ،)2‬وتطبيقا لهذا النص أصدر مجلس النقد والقرض‬
‫النظام رقم‪ 03-90‬الذي ينص في مادته الثالثة على أنه‪ ":‬يقبل تحويل رؤوس األموال إلى‬
‫الجزائر التي تهدف إلى‪:‬‬

‫_ تمويل نشاطات إنتاج السلع والخدمات التي تتولد عنها زيادة العملة الصعبة األجنبية‪.‬‬

‫_ تحسين توزيع السلع والخدمات‪.‬‬

‫_ ضمان صيانة األموال الدائمة والتجهيزات‪.‬‬


‫_________________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 183‬من القانون رقم ‪ :10-90‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.541 :‬‬

‫(‪ )2‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪. 52 -51:‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫_ ضمان نشاطات دعم مردودية المرافق العامة للنقل والمواصالت‪ ،‬وتوزيع المياه والكهرباء‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫شرط الحصول على اتفاق مسبق مع الهيئة المعنية)‪.‬‬

‫باإلضافة إلى وجود مشكلة أخرى وهي مسألة تكليف مجلس النقد والقرض بمهام مراقبة‬
‫الملفات ودراستها‪ ،‬إلى جانب المهام المالية األخرى مما يزيد من أعبائه‪ ،‬وبالتالي ينعكس سلبا‬
‫على المشاريع االستثمارية حيث تتعرض للتأخير والتعقيد في اإلجراءات‪ ،‬ولتفادي العيوب التي‬
‫عرفتها الهيئات اإلدارية المكلفة بمنح الترخيص‪ ،‬ألغى المشرع الجزائري مبدأ االعتماد بموجب‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ ،12-93‬ليحدث نظاما جديدا لتفادي التعقيدات اإلدارية هو نظام‬
‫(‪)2‬‬
‫التصريح‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إحداث نظام التصريح‬

‫تبنى قانون االستثمار لسنة ‪ 1993‬نظام التصريح‪ ،‬وهو عبارة عن نظام مالزم لمبدأ حرية‬
‫االستثمار‪ ،‬بحيث تكون االستثمارات قبل انطالقها موضوع التصريح باالستثمار وليس موضوع‬
‫اعتماد من قبل اإلدارة العمومية (‪ ،)3‬وجاءت المادة الثالثة من المرسوم ‪ 12-93‬في فقرتها الثانية‬
‫بهذا اإلجراء‪( :‬وتكون هذه االستثمارات قبل انجازها موضوع تصريح باالستثمار لدى الوكالة‬
‫‪ ،)..‬كما أكدت ذلك المادة الرابعة في فقرتها األخيرة من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫ومن ثم فإن انجاز االستثمار يستلزم إجراء وحيد يتمثل في تقديم تصريح باالستثمار لدى وكالة‬
‫ترقية ودعم االستثمار‪ ،‬ومن خالله ال ينتظر المستثمر األجنبي ترخيص أو إذن من السلطات‬
‫العمومية إلنشاء مؤسسة‪ ،‬إنما يحق له مباشر نشاطه بعد تقديم التصريح باالستثمار‪.‬‬

‫____________________‬

‫(‪ )1‬النظام رقم ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ 8‬سبتمبر سنة ‪ ،1990‬يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الجزائر لتمويل النشاطات‬
‫االقتصادية واعادة تحويلها إلى الخارج ومداخيلها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،45‬المؤرخة سنة ‪.)1990‬‬

‫(‪ )2‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫(‪ )3‬إدريس مهنان‪( :‬تطور نظام االستثمارات األجنبية في الجزائر)‪ ،‬ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002،‬ص‪.77 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫ويعتبر التصريح باالستثمار إجراء شكليا يبدي من خالله المستثمر عن رغبته في انجاز‬
‫استثمار في نشاط اقتصادي إلنتاج السلع والخدمات التي تدخل في إطار األمر رقم ‪03-01‬‬
‫‪.98-08‬‬ ‫وهذا ما جاءت به المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫(‪)1‬‬

‫وحسب المادة الرابعة من القرار رقم ‪ 18-09‬لسنة ‪ 2009‬فإنه عندما ال يرغب المستثمر في‬
‫االستفادة من المزايا فإن التصريح يكتسي طابع وثيقة إحصائية‪ ،‬وبالتالي فإن لهذا التصريح‬
‫وظيفة إحصائية فقط تمكن السلطات من معرفة حجم االستثمارات المصرح بها ومتبعة انجازها‬
‫(‪)2‬‬
‫وتطورها من الناحية الكمية والكيفية‪.‬‬

‫كما يشمل التصريح طبقا للمادة الرابعة من المرسوم التشريعي رقم ‪ ،12-93‬على مجال‬
‫النشاط ليمكن معرفة ما إذا كان النشاط المراد القيام به غير مخصص صراحة للدولة أو‬
‫خاضعا لنظام االعتماد‪ ،‬وكذا تحديد الموقع ويساعد ذلك في تصنيف طبيعة االستثمار‪،‬‬
‫مناصب الشغل‪ ،‬التكنولوجيا المزمع استعمالها‪ ،‬مخططات االستثمار والتمويل وكذا التقويم‬
‫المالي للمشروع مرفقة بمخططات االمتالك‪ ،‬شروط الحفاظ على البيئة‪ ،‬المدة التقديرية النجاز‬
‫االستثمار‪ ،‬االلتزامات المرتبطة بانجاز االستثمار‪.‬‬

‫كما يجب التمييز بين مسألة التصريح باالستثمار وبين طلب الحصول على االمتيازات‬
‫الذي يتقدم به المستثمر للوكالة والمنصوص عليه في المادة السادسة من نفس المرسوم السابق‪،‬‬
‫وباستقراء نص تلك المادة يتبين أن التصريح باالستثمار إجراء إلزامي البد أن يقوم به المستثمر‬
‫بمجرد تسلمه لقرار االستثمار‪ ،‬وهذا التصريح واجب على جميع المستثمرين دون استثناء‪ ،‬أما‬
‫نص المادة الثانية من القرار الصادر سنة ‪ 2009‬السابق فقد اعتبر التصريح إجراء اختياري‪،‬‬
‫وبخصوص طلب االمتيازات فيقدم فقط من قبل المستثمرين الراغبين في الحصول عليها‪ ،‬وهذا‬
‫الطلب يكون محل دراسة من قبل الوكالة التي تصدر في أجل محدد قرارها بمنح االمتيازات‬
‫المطلوبة أو رفضها‪.‬‬
‫____________________‬
‫(‪ )1‬المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،98-08‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس سنة ‪ ،2008‬يتعلق بشكل التصريح باالستثمار‬
‫وطلب ومقرر منح المزايا وكيفيات ذلك‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،16‬المؤرخة سنة ‪ ،2008‬ص‪. )3 :‬‬

‫(‪ )2‬المادة الرابعة من القرار رقم ‪ ،18-09‬المؤرخ في ‪ 18‬مارس سنة ‪ ،2009‬يحدد مكونات ملف التصريح باالستثمار واجراء‬
‫تقديمه‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 24‬ماي ‪ ،2009‬ص‪. )25 :‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫فالتصريح هو إجراء يساعد اإلدارة العمومية في إجراء مقارنة بين االستثمارات المصرح بها‬
‫واالستثمارات المحققة فعال على أرض الواقع‪ ،‬وتتمكن اإلدارة من خالل هذا اإلجراء من إعداد‬
‫(‪)1‬‬
‫دراسات إحصائية واقتصادية من أجل تقييم سياسة ترقية االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المركزية الشباك الوحيد‬

‫من أجل التخلص من المتاعب البيروقراطية والطابع المركزي لإلدارة الجزائرية‪ ،‬وبهدف‬
‫تسهيل اإلجراءات اإلدارية أمام المستثمرين‪ ،‬تم إنشاء الشباك الوحيد لدى وكالة ترقية ومتابعة‬
‫االستثمارات‪ ،‬والتي تحولت بعدها إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وليتولى هذا الشباك‬
‫االهتمام بكل المساعي اإلدارية النجاز أي مشروع‪ ،‬ويقصد بالشباك الوحيد تلك الهيئة الوحيدة‬
‫في الدولة التي لها مسؤولية التنسيق بين مسائل عديدة مرتبطة أساسا بدخول االستثمارات‬
‫(‪)2‬‬
‫األجنبية‪ ،‬ترقيتها ودعم أعمالها إلى حين انتهائها‪.‬‬

‫فمبدأ الشباك الوحيد يجنب المستثمر إضاعة جهده ووقته في التنقل بين مختلف المرافق‬
‫اإلدارية مقدما الطلبات لكل واحد منها على حدة‪ ،‬فهو آلية اعتمدها المشرع منذ سنة ‪1993‬‬
‫بمناسبة المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬في إطار المادة الثامنة منه في فقرتها الثانية والتي‬
‫كانت تنص على أنه‪( :‬تؤسس الوكالة في شكل شباك وحيد يضم اإلدارات والهيئات المعنية‬
‫باالستثمار)(‪ ،)3‬ومن محاسن الشباك الوحيد أنه يحقق السرعة في التنفيذ اإلداري لملف‬
‫االستثمار‪ ،‬حيث يجنب المستثمر التعرض للعراقيل البيروقراطية لتحضير الوثائق الالزمة‬
‫لالستثمار‪ ،‬وهو ال يعني إلغاء الشكليات واإلجراءات المرتبطة بدخول انجاز االستثمار لكنه‬

‫______________________‬
‫(‪ )1‬ليلى بن عنتر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 111 :‬‬

‫(‪ )2‬سمية كمال‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109 ،‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 08‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ :12-93‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫يبسطها (‪ ،)1‬وبالرغم من ذلك إال أنه لم يحقق النتائج المرجوة بالنظر للنقائص التي تخللته فمن‬
‫بين تلك النقائص أنه كان منظما بصفة مركزية‪ ،‬بحيث يجب االتصال بالمقر االجتماعي‬
‫للوكالة الموجود بالعاصمة حتى ولو كان المستثمر األجنبي يريد انجاز استثمارات بالمدن‬
‫الداخلية للوطن‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وقد احتفظ المشرع بالشباك الوحيد في األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم باألمر رقم‪،08-06‬‬
‫لكنه أضفى عليه خصوصية جديدة تتمثل في طابعه الالمركزي‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 23‬في‬
‫فقرتها األولى على أنه‪( :‬ينشأ شباك وحيد ضمن الوكالة) (‪ ،)3‬وتضيف المادة ‪ 24‬في فقرتها‬
‫(‪)4‬‬
‫األولى‪( :‬ينشأ الشباك الوحيد على مستوى الهيكل الالمركزي للوكالة)‪.‬‬

‫وبالتالي نال حظ أن المشرع قد تبنى مبدأ المركزية الشباك الوحيد‪ ،‬بحيث يعتبر الشباك‬
‫الوحيد الالمركزي جزء من الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار على المستوى المحلي‪ ،‬والذي أنشأ‬
‫على مستوى الوالية‪ ،‬يشمل إلى جانب إطارات الوكالة‪ ،‬ممثلين عن اإلدارات التي تتدخل من‬
‫وقت إلى آخر و في سياق االستثمار بما في ذلك اإلجراءات المتعلقة بما يلي‪ :‬تأسيس وتسجيل‬
‫الشركات‪ ،‬الموافقات والتراخيص بما في ذلك تراخيص البناء‪ ،‬المزايا المتعلقة باالستثمارات‪،‬‬
‫وعلى هذا النحو‪ ،‬فهو مكلف باستقبال المستثمرين بعد تلقيه تصريحاتهم‪ ،‬إقامة و إصدار‬
‫شهادات اإليداع وقرار منح المزايا‪ ،‬وكذلك التكفل بالملفات ذات الصلة باإلدارات الحكومية‬
‫والهيئات الممثلة داخل الشباك الوحيد‪ ،‬وايصالها إلى المصالح المختصة وصياغتها النهائية‬
‫الجيدة‪ ،‬كما يعمل على تسهيل وتبسيط اإلجراءات القانونية لتأسيس مؤسسة وتنفيذ المشاريع‬
‫االستثمارية‪ ،‬ولهذا الغرض ممثلو اإلدارات والهيئات المكونة له مكلفين بإصدار مباشرة على‬
‫مستواهم‪ ،‬كل الوثائق المطلوبة وتقديم الخدمات اإلدارية المرتبطة بانجاز االستثمار ويكلفون‬
‫بالتدخل لدى المصالح المركزية والمحلية إلدارتهم أو هيئاتهم اآللية لتذليل الصعوبات التي‬
‫تواجه المستثمر‪ ،‬وبهدف ضمان فعالية عمل الشباك الوحيد وجعله أداة حقيقية للتبسيط‬
‫_________________________‬

‫(‪ )1‬سمية كمال‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬

‫(‪ )2‬ميلود سالمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 73 :‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 23‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 08 :‬‬

‫(‪ )4‬المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.08 :‬‬
‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫والتسهيل تجاه المستثمرين‪ ،‬تم إدخال تعديالت جديدة لتمكين تنصيبه كمساحة االنجاز وتطوير‬
‫المشاريع االستثمارية (‪ )1‬ويتضمن الشباك الوحيد عدة إدارات في آن واحد‪ ،‬تم تعدادها في المادة‬
‫ويجمع ضمنه‬ ‫( )‬
‫‪،2‬‬ ‫‪ 25‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 282_01‬المتعلق بتنظيم وصالحيات الوكالة‬
‫الممثلين المحليين للوكالة نفسها‪ ،‬وعلى الخصوص ممثلي المركز الوطني للسجل التجاري‪،‬‬
‫الضرائب‪ ،‬أمالك الدولة‪ ،‬الجمارك‪ ،‬التعمير وتهيئة اإلقليم‪ ،‬البيئة والعمل‪ ،‬ومأمور المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬الذي ألغى بموجب‬
‫المادة ‪ 43‬منه صراحة أحكام المرسوم التنفيذي ‪ ،282-01‬على تلك الهيئات اإلدارية على‬
‫مستوى الشباك الوحيد من خالل مهامها وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ _2‬ممثل الجمارك ‪ :‬يكلف بالمهام التالية ‪:‬‬


‫مساعدة المستثمر في الشكليات التي تشترطها اإلدارة الجمركية بمناسبة انجاز مشروعه أو تنفيذ‬
‫قرار منح المزايا‪ ،‬إعالم المستثمر بإجراءات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ _3‬ممثل الضرائب ‪ :‬وتتمثل مهامه في ‪:‬‬


‫يتعين على ممثل الضرائب زيادة على تقديمه المعلومات الجبائية أن يسلم المستثمر خالل‬
‫ثمانية أيام شهادة الوضعي الجبائية والتصريح بالوجود‪ ،‬وبطاقة التسجيل الجبائي‪ ،‬مساعدة‬
‫المستثمر على تذليل الصعوبات التي يالقيها مع اإلدارة الجبائية وأثناء انجاز مشروعه‪ ،‬السيما‬
‫في مجال تنفيذ قرار منح المزايا‪.‬‬

‫‪ _ 4‬ممثلو الهيئات المكلفة بالعقار الموجه لالستثمار‪ ،‬وممثل لجنة تنشيط االستثمار وتحديد‬
‫أماكنها وترقيتها‪ :‬تقوم هذه الهيئات بإعالم المستثمر في الحال بما لديها من عقارات وبنايات‬
‫____________________‬
‫(‪ www.andi.dz )1‬الموقع االلكتروني الرسمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار تم زيارته بتاريخ ‪،2016/02/20‬‬
‫بتوقيت ‪. 13:39pm‬‬

‫(‪ )2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،282-01‬المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،2001‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار وتنظيمها وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،55‬المؤرخة في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،2001‬ص‪.)7 :‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫من شأنها أن تستقبل مشروعه‪ ،‬وتسلمه إن اقتضى األمر خالل ثمانية أيام قرار الحجز‪ ،‬ويجب‬
‫أن يحرر عقد الملكية أو قرار منح االمتياز خالل ثالثين يوما الموالية لقرار الحجز‪.‬‬

‫‪ _5‬ممثل التعمير‪ :‬المكلف بمساعدة المستثمر في إتمام الشكليات المرتبطة بالحصول على‬
‫رخصة البناء والرخص األخرى المتعلقة بحق البناء‪.‬‬

‫‪ _6‬ممثل التشغيل‪ :‬الذي يعلم المستثمرين بالتشريع والتنظيم الخاص بالعمل‪ ،‬ويسلم خالل‬
‫ثمانية أيام رخص للعمل أو أية وثقة أخرى يتطلبها التنظيم المعمول به‪.‬‬

‫‪ _7‬قباضة الضرائب ‪ :‬تكلف بتسجيل وتحصيل الحقوق المتعلقة بعقود تأسيس الشركات أو‬
‫تغييرها وبمحاضر مداوالت أجهزة التسيير واإلدارة‪ ،‬يتم تسليم الوثائق المسجلة قانونا خالل اجل‬
‫ال يتعدى أربع وعشرين ساعة بعد إبداعها لدى القباضة‪.‬‬

‫‪ _8‬ممثل ملحقة قباضة الخزينة‪ :‬يكلف بتحصيل الحقوق واألتاوى األخرى‪ ،‬غير تلك التابعة‬
‫لقباضة الضرائب والمستحق بعنوان تأسيس الشركات‪.‬‬

‫‪ _9‬مأمور المجلس الشعبي البلدي‪ :‬يقوم بالتصديق على كل الوثائق الضرورية لتكوين ملف‬
‫الحال‪)1(.‬‬ ‫االستثمار ويتم التصديق على الوثائق في‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة المكلفة بتطوير ودعم االستثمار‬

‫بهدف ضمان ديناميكية سريعة ومستمرة النسياب االستثمارات المحلية واألجنبية‬


‫للجزائر‪ ،‬بذلت الحكومة الجزائرية مجهودات كبيرة لتهيئة مناخ مناسب وجاذب لتلك‬
‫االستثمارات‪ ،‬فقامت بإنشاء هياكل إدارية ترمي لمساندة وتطوير مشاريع‪ ،‬كون أن عملية تفعيل‬
‫االستثمارات إجماال تستلزم تهيئة األطر اإلدارية‪ ،‬وهذا من خالل وكالة ترقية االستثمارات‬
‫ودعمها ومتابعتها بمقتضى المرسوم التشريعي ‪ ،12-93‬وتدعم هذا القانون بالمرسوم التنفيذي‬
‫_______________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،356-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2006‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2006‬ص‪.)18 :‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫والتي تحولت فيما بعد بمقتضى األمر ‪ 03-01‬إلى الوكالة الوطنية لتطوير‬ ‫(‪)1‬‬
‫رقم ‪319- 94‬‬
‫االستثمار‪ ،‬فالهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار تنقسم إلى هيئتين‪ ،‬األولى تكون على‬
‫المستوى االستراتيجي أال وهي المجلس الوطني لالستثمار الذي تم استحداثه لدى و ازرة الصناعة‬
‫والمناجم‪ ،‬وهيئة أخرى على المستوى العالمي مكلفة بتطبيق ق اررات المجلس (‪ ،)2‬باإلضافة إلى‬
‫صندوق دعم االستثمار‪ ،‬سنتطرق إلى ذلك في فروع مستقلة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار (‪)ANDI‬‬

‫سوف نتناول هذا الفرع بالحديث عن إحداث الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ( أوال ) ثم‬
‫التطرق لمهامها ( ثانيا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

‫على إثر االنتقادات الموجهة لوكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارات المستحدثة بموجب‬
‫المرسوم التشريعي لسنة ‪ ،1993‬باعتبارها ذات طابع مركزي بيروقراطي‪ ،‬فإن األمر ‪03-01‬‬
‫جاء بشيء جديد بحيث أحدث هيئة تسمى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والتي تعتبر‬
‫مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي(‪ ،)3‬وعمال بأحكام المادة ‪ 06‬منه‬
‫صدر المرسوم التنفيذي ‪ 282-01‬المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫وتنظيمها وسيرها‪ ،‬وكانت الوكالة كسابقتها تخضع صراحة لسلطة رئيس الحكومة‪ ،‬وذلك‬
‫________________________‬

‫(‪ )1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،319-94‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،1994‬المتضمن صالحيات وتنظيم وسير وكالة ترقية‬
‫االستثمارات ودعمها ومتابعتها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،67‬المؤرخة في ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1994‬ص‪.)3 :‬‬

‫(‪ )2‬فؤاد بعيسى‪( :‬األجهزة والهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار)‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي السادس عشر حول‬
‫الضمانات القانونية لالستثمار في دول المغرب العربي‪ ،‬يومي ‪ 23 -22‬فيفري ‪ ،2016‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫(‪ )3‬بلقاسم أمحمد‪( :‬نوعية المؤسسات وجاذبية االستثمار األجنبي إلى الجزائر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.162 :‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫إلى حين صدور األمر ‪ 08-06‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ ،03-01‬حيث اكتفت المادة ‪04‬‬
‫منه والتي تعدل المادة ‪ 06‬بالنص على أنه ‪ ( :‬تنشأ وكالة وطنية لتطوير االستثمار تدعى في‬
‫صلب النص "الوكالة" )(‪ ،)1‬ولم تشر لوضعها تحت سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬وصدر المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 356-06‬الذي يلغي أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 282-01‬فمن خالل المادة ‪ 01‬منه‬
‫عرف الوكالة بأنها‪( :‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫ويضيف بموجب المادة ‪ 02‬بأن‬ ‫(‪)2‬‬
‫المالي‪ ،‬تحت وصاية الوزير المكلف بترقية االستثمارات)‬
‫مقرها يكون في مدينة الجزائر‪ ،‬لها هياكل غير مركزية على المستوى المحلي‪ ،‬يديرها مجلس‬
‫إدارة يرأسه ممثل السلطة الوصية ويسيرها مدير عام يساعده أمين عام طبقا لنص المادة ‪04‬‬
‫من هذا المرسوم‪ ،‬ويحدد التنظيم الداخلي للوكالة بقرار مشترك بين الوزير الوصي ووزير المالية‬
‫والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية‪ ،‬يصادق عليه مجلس اإلدارة بناء على اقتراح من المدير‬
‫العام للوكالة وهذا حسب المادة ‪ 05‬من المرسوم السابق‪.‬‬

‫ويتشكل مجلس اإلدارة من ممثل عن السلطة الوصية رئيسا‪ ،‬ومن ممثلين عن و ازرات‬
‫الشؤون الخارجية‪ ،‬المالية‪ ،‬الطاقة والمناجم‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التجارة‪ ،‬السياحة‪ ،‬المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وممثل عن محافظ بنك الجزائر‪ ،‬والغرفة الجزائرية للتجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬وممثل عن المجلس الوطني االستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬‬
‫وممثلين ألرباب األعمال يعينهم نظراؤهم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وتعين السلطة الوصية على الوكالة بقرار أعضاء مجلس اإلدارة لمدة ثالث سنوات قابلة‬
‫للتجديد بناء على اقتراح من السلطات التي ينتمون إليها‪ ،‬ويجب أن يكون أعضاء مجلس‬

‫_______________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 06‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ :356-06‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ :356-06‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.16 :‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫اإلدارة ذوي رتبة مدير في اإلدارة المركزية على األقل(‪ ،)1‬ويجتمع المجلس في دورة عادية أربع‬
‫مرات في السنة بناء على استدعاء من رئيسه‪ ،‬ويمكن أن يجتمع في دورة غير عادية بناء على‬
‫(‪)2‬‬
‫استدعاء من رئيسه أو بناء على اقتراح من ثلثي أعضائه‪.‬‬

‫وقد تجسد االنتقال من وكالة ودعم ومتابعة االستثمار إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫في تعديالت على مستوى اإلطارات المؤسساتية والتنظيمية منها‪ :‬إنشاء هياكل جهوية للوكالة‬
‫التي تساهم بالتشاور مع الفاعلين المحليين في التنمية الجهوية‪ ،‬تتمثل هذه المساهمة خاصة في‬
‫توفير وسائل بشرية ومادية من أجل تسهيل وتبسيط عمل االستثمار إرساء لجنة طعن ما بين‬
‫و ازرية مكلفة باستقبال شكاوي المستثمرين والفصل فيها‪ ،‬توضيح أدوار مختلف المتدخلين في‬
‫مدرج االستثمار‪ ،‬مراجعة نظام التحفيز على االستثمار‪ ،‬ضمنت الوكالة بحكم خبرتها وحنكتها‬
‫في مجال ترقية االستثمار مكانة داخل شبكات دولية لوكاالت ترقية االستثمار كما تتعاون‬
‫خاصة مع نظرائها األوربيين والعرب واآلسيويين‪ ،‬كما أنها تعمل من أجل تقديم خدمات وفقا‬
‫لمعايير والمقاييس الدولية مع مؤسسات وهيئات دولية مختلفة مثل‪ :‬مؤتمر األمم المتحدة للتجارة‬
‫والتنمية (األونكتاد ‪ )CNUCED‬لالستشارة والخبرة بمناسبة فحص سياسة االستثمار في الجزائر‪،‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية (‪ ) ONUDI‬لتكوين واتقان إطارات الوكالة حول مناهج‬
‫تقييم مشاريع االستثمارات (‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

‫سوف نتطرق إلى مهام الوكالة في إطار المرسوم التنفيذي ‪ ،356-06‬ثم التعديالت التي‬
‫ألحقت بمهامها‪.‬‬

‫_______________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ :356-06‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16 :‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ :356-06‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.16 :‬‬

‫(‪ www.andi.dz )3‬الموقع االلكتروني الرسمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار تم زيارته بتاريخ ‪ 29‬فيفري ‪،2016‬‬
‫بتوقيت ‪.18 :05 pm‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪ _1‬مهام الوكالة في إطار المرسوم التنفيذي ‪:356-06‬‬

‫تم تنظيم مهام الوكالة بالمادة الثالثة من المرسوم ‪ ،356-06‬والتي صنفتها في سبع‬
‫مجموعات‪ ،‬تشمل كل مجموعة عددا من المهام التي كانت موكلة في إطار المرسوم التنفيذي‬
‫الملغى‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن ممارسة الوكالة لهذه المهام يكون تحت مراقبة وتوجيهات الوزير‬
‫المكلف باالستثمارات‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫أ – مهمة إعالمية‪ :‬من خالل ضمان خدمة استقبال واعالم المستثمرين في جميع المجاالت‬
‫الضرورية لالستثمار‪،‬جمع كل الوثائق الضرورية التي تسمح ألوساط األعمال بالتعرف األحسن‬
‫على التشريعات والتنظيمات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬بما في ذلك تلك التي تكتسي طابعا قطاعيا‪،‬‬
‫وتعالجها وتنتجها وتنشرها عبر أنسب وسائل اإلعالم وتبادل المعطيات‪ ،‬وضع أنظمة إعالمية‬
‫تسمح للمستثمرين بالحصول على المعطيات االقتصادية بكل أشكالها والمراجع التوثيقية أو‬
‫مصادر المعلومات األنسب الضرورية لتحضير مشاريعهم‪ ،‬وضع بنوك معطيات تتعلق بفرص‬
‫األعمال والشراكة والمشاريع وثروات األقاليم المحلية والجهوية وطاقاتها‪ ،‬وضع مصلحة لإلعالم‬
‫تحت تصرف المستثمرين من خالل كل دعائم االتصال عند االقتضاء‪ ،‬وباللجوء إلى الخبرة‪،‬‬
‫ضمان خدمة النشر حول المعطيات المذكورة أعاله ‪.‬‬

‫ب _ مهمة التسهيل‪ :‬وتتمثل في إنشاء الشباك الوحيد غير المركزي وقد تطرقنا لذلك سابقا‪،‬‬
‫تحديد كل العراقيل والضغوط التي تعيق انجاز االستثمارات وتقترح على الوزير الوصي التدابير‬
‫التنظيمية والقانونية لعالجها‪ ،‬انجاز الدراسات بغرض تبسيط التنظيمات واإلجراءات المتعلقة‬
‫باالستثمار وانشاء الشركات وممارسة النشاطات والمساهمة عن طريق االقتراحات التي تعرضها‬
‫سويا على السلطة الوصية‪ ،‬في تخفيف وتبسيط اإلجراءات والشكليات التأسيسية عند إنشاء‬
‫المؤسسات وانجاز المشاريع‪.‬‬

‫ج_ مهمة ترقية االستثمار‪ :‬بحيث تعمل الوكالة على المبادرة بكل عمل في مجال اإلعالم‬
‫والترقية والتعاون مع الهيئات العمومية والخاصة في الجزائر وفي الخارج‪ ،‬بهدف ترقية المحيط‬
‫العام لالستثمار في الجزائر‪ ،‬وتحسين سمعة الجزائر في الخارج وتعزيزها‪ ،‬ضمان خدمة‬
‫عالقات العمل وتسهيل االتصاالت مع المستثمرين غير المقيمين مع المتعاملين الجزائريين‬
‫وترقية المشاريع وفرص األعمال‪ ،‬تنظيم لقاءات وملتقيات وأياما دراسية ومنتديات وتظاهرات‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫أخرى ذات الصلة بمهامها‪ ،‬المشاركة في التظاهرات االقتصادية المنظمة في الخارج والمتصلة‬
‫بإستراتيجية ترقية االستثمار المقررة من السلطات المعنية إقامة عالقات تعاون مع الهيئات‬
‫األجنبية المماثلة وتطويرها‪ ،‬ضمان خدمة االتصال مع عالم األعمال والصحافة المتخصصة‪،‬‬
‫استغالل في إطار غرضها كل الدراسات والمعلومات المتعلقة بالتجارب المماثلة التي أجريت‬
‫في بلدان أخرى ‪.‬‬

‫د_مهمة المساعدة‪ :‬تقوم من خاللها الوكالة باستقبال المستثمرين وتوجيههم وتتكفل المصلحة‬
‫(‪)1‬‬
‫على مستوى الشباك الوحيد بالقيام بكل الترتيبات المتعلقة بانجاز مشروعهم‪.‬‬

‫ه _ مهمة المساهمة في تسيير العقار الموجه لالستثمار‪ :‬وهذا بإعالم المستثمر خالل‬
‫جلسة مخصصة له بكل العقارات أو البنايات المتوفرة والتي يمكنها استيعاب مشروعه‪.‬‬

‫و_ مهمة خاصة بتسيير االمتيازات ‪ :‬يستوجب على الوكالة من خاللها أن نحدد االستثما ارت‬
‫التي تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني‪ ،‬حتى يتمكن من االستفادة من امتيازات‬
‫خاصة‪ ،‬خاصة وأن المجلس الوطني لالستثمار الذي من شأنه تحديد المعايير التعرف على‬
‫هذه االستثمارات لم يقم بعد بدوره‪ ،‬إذن فالوكالة تحاول أن تحدد هذه االستثمارات وذلك بمعالجة‬
‫(‪)2‬‬
‫كل مشروع على حدة ‪.‬‬

‫ز_ وظيفة عامة للمتابعة‪ :‬إضافة للمهام الموكلة إليها تتأكد الوكالة من احترام التعهدات‬
‫المأخوذة من طرف المستثمرين خالل فترة اإلعفاء التي تستفيدون منها‪.‬‬

‫‪ _2‬التعديالت التي ألحقت بمهام الوكالة ‪:‬‬

‫هناك تطورات فعلية في مجال اآلجال المحددة للرد على طلبات االستفادة من االمتيازات‪،‬‬
‫فهي محددة في نص المادة ‪ 05‬من األمر ‪ 08-06‬الذي عدل المادة ‪ 07‬من األمر ‪،03-01‬‬
‫والذي يفرق بين موعدين‪ ،‬فالوكالة لديها ‪ 72‬ساعة كي تصدر القرار المتعلق باالمتيازات‬
‫________________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ :356-06‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬

‫(‪ )2‬سامية لقراف‪( :‬االمتيازات المالية لالستثمار األجنبي المباشر في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ -‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪46 :‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫المخولة بعنوان انجاز المشروع‪ ،‬و ‪ 10‬أيام من أجل إصدار القرار المتعلق باالمتيازات المحددة‬
‫بعنوان إنجاز االستثمار‪ ،‬وقد عرفت المادة ‪ 07‬والمادة ‪ 07‬مكرر‪ 1‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل‬
‫والمتمم باألمر ‪ 08-06‬تعديال بموجب أحكام المادة ‪ 59‬من األمر ‪ 01-09‬والذي تضمن‬
‫قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬بحيث أنها حذفت مدة الرد على المزايا سواء بالنسبة‬
‫لمرحلة االنجاز مرحلة االستغالل مكتفية بالنص على أن‪ ..( :‬الوكالة تتولى مهمة تفعيل‬
‫‪ ،‬ويعد هذا النص عاما جدا‪ ،‬حيث أن " مهمة‬ ‫(‪)1‬‬
‫معالجة طلبات المزايا بالنسبة لالستثمارات )‬
‫تفعيل طلبات المزايا " المنوطة بالوكالة في إطار هذا النص تبقى عامة‪ ،‬وتخضع لتقديرها‬
‫الخاص‪ ،‬خصوصا من ناحية اآلجال التي تحوزها للرد على طلبات االستفادة من االمتيازات‪،‬‬
‫وهذا من شأنه أن يتسبب في تماطل هذه األخيرة عن الرد وبالتالي التأثير سلبا على السير‬
‫(‪)2‬‬
‫الحسن لمشروع االستثمار‪.‬‬

‫وفي حالة رفض منح االمتيازات‪ ،‬فإنه يمكن للمستثمر أن يقدم طعنا في مدة ‪ 15‬يوما‬
‫التابعة للتبليغ بالقرار محل الرفض‪ ،‬أمام لجنة خاصة تتحدد تشكيلتها‪ ،‬تنظيمها وعملها عن‬
‫طريق التنظيم (‪ ،)3‬وهذا الطعن ال يمس بالطعن القضائي الذي يستفيد منه المستثمر‪ ،‬وتفصل‬
‫اللجنة في الطعن في أجل شهر واحد ويكون لقرارها الحجية أمام اإلدارة أو الهيئة المعنية‬
‫بالطعن‪.‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 59‬من األمر ‪ :01-09‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪14 :‬‬

‫(‪ )2‬سامية لقراف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫(‪ )3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،357-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2006‬يتضمن تشكيلة لجنة الطعن المختصة في مجال‬
‫االستثمار وتنظيمها وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2006‬ص‪.)20:‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المجلس الوطني لالستثمار (‪)CNI‬‬

‫إن دراسة المجلس تستلزم التطرق إلى نقطتين إحداثه (أوال)‪ ،‬ثم مهامه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إحداث المجلس الوطني لالستثمار ‪:‬‬

‫تم إنشاء المجلس الوطني لالستثمار بموجب األمر ‪ ،03-01‬وهذا من خالل المادة ‪18‬‬
‫لدى الوزير المكلف بترقية االستثمارات‬ ‫(‪)1‬‬
‫منه المعدلة والمتممة بالمادة ‪ 12‬من األمر ‪08-06‬‬
‫الذي يضمن أمانته‪ ،‬تحت سلطة رئيس الحكومة الذي يتولى رئاسته وهذا بمقتضى المادة الثانية‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-06‬المتعلق بصالحيات المجلس الوطني لالستثمار وتشكيلته‬
‫وتنظيمه وسيره (‪ ،)2‬ويتكون باإلضافة إلى الو ازرة المكلفة بترقية االستثمارات من عدة و ازرات‬
‫كأعضاء دائمين أهمها‪ :‬الفالحة‪ ،‬التجارة‪ ،‬السياحة‪ ،‬البيئة‪ ،‬الصناعة‪..‬الخ‪ ،‬ويحضر في هذا‬
‫المجلس رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬والمدير العام للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار االجتماعات‬
‫بصفتهم مالحظين ويمكن أن يستعين المجلس بأي شخص آخر له كفاءة في ميدان‬
‫االستثمار(‪ ،)3‬وبناء على المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-06‬فإن المجلس يجتمع كل‬
‫ثالثة أشهر على األقل‪ ،‬ويمكن استدعاؤه عند الحاجة‪ ،‬بناء على طلب رئيسه أو بطلب من أحد‬
‫ويعتبر المجلس جها از ذو طابع استراتيجي‬ ‫( )‬
‫‪،4‬‬ ‫أعضائه‪ ،‬وتتوج أعماله بق اررات وآراء وتوصيات‬
‫يتولى إعداد سياسة الدولة في مجال االستثمارات الوطنية واألجنبية‪ ،‬فهو يكلف بالمسائل‬
‫المتصلة بإستراتيجية االستثمارات وبسياسة دعم االستثمارات وبالموافقة على االتفاقيات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ ،‬وبصفة عامة كل المسائل‬
‫المتصلة بتنفيذ أحكام هذا األمر‪.‬‬
‫___________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،355-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2006‬يتعلق بصالحيات المجلس الوطني‬
‫لالستثمار وتشكيلته وتنظيمه وسيره‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر سنة ‪ ، 2006‬ص‪)3( )12 :‬‬
‫الطاهر زواقري‪ ،‬حنان أوشن‪ ،‬محمد شعيب توفيق‪( :‬االستثمار األجنبي في التشريع الجزائري)‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص‪. 179 :‬‬
‫(‪ Www. mdipi.gov.dz )4‬الموقع االلكتروني الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم تم زيارته بتاريخ ‪ 07‬أفريل ‪،2016‬‬
‫بتوقيت ‪. 12:26 am‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫ثانيا ‪ :‬مهام المجلس الوطني لالستثمار‬

‫يكلف المجلس حسب نص المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 355-06‬المتعلق‬


‫بصالحيات المجلس الوطني لالستثمار وتشكيلته وتنظيمه وسيره على الخصوص باقتراح‬
‫إستراتيجية تطوير االستثمار وأولوياتها‪ ،‬اقتراح مواءمة التدابير التحفيزية لالستثمار مع‬
‫التطورات الملحوظة‪ ،‬الفصل في االتفاقيات المذكورة في المادة ‪ 02‬من األمر ‪ ،03-01‬الفصل‬
‫في المزايا الممنوحة في إطار االستثمارات المذكورة في المادة ‪ 03‬من نفس األمر الفصل على‬
‫ضوء أهداف تهيئة اإلقليم فيما يخص المناطق التي يمكن أن تستفيد من النظام االستثنائي‪،‬‬
‫اقتراح على الحكومة كل الق اررات والتدابير الضرورية لتنفيذ إجراء دعم االستثمار وتشجيعه‪،‬‬
‫الحث على استحداث مؤسسات وأدوات مالية مالئمة لتمويل االستثمار وتطويرها‪ ،‬دراسة كل من‬
‫البرنامج الوطني لترقية االستثمار الذي يسند إليه ويوافق عليه ويحدد األهداف في مجال‬
‫االستثمار‪ ،‬وكذا اقتراح لتأسيس مزايا جديدة وكذا كل تعديل للمزايا الموجودة‪ ،‬قائمة النشاطات‬
‫والسلع المستثناة من المزايا ويوافق عليها وكذا تعديلها وتحيينها‪ ،‬دراسة مقاييس تحديد المشاريع‬
‫التي تكتسي أهمية بالنسبة لالقتصاد الوطني ويوافق عليها‪ ،‬تقييم القروض الضرورية لتغطية‬
‫البرنامج الوطني لترقية االستثمار‪ ،‬ضبط قائمة النفقات التي يمكن اقتطاعها من الصندوق‬
‫المخصص لدعم االستثمار وترقيته‪ ،‬ومعالجة كل مسألة أخرى ذات عالقة باالستثمار(‪ ،)1‬كما‬
‫أن كل ق اررات المجلس توجه للوكالة وليس له عالقة مباشرة بالمستثمر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صندوق دعم االستثمار (‪)FAI‬‬

‫أنشأ المشرع الجزائري بموجب قانون االستثمار لسنة ‪ 2001‬صندوقا خاصا لتمويل بعض‬
‫االمتيازات الممنوحة للمستثمرين والتكفل بمساهمة الدولة في كلفة المزايا الممنوحة لالستثمارات‬
‫والسيما منها النفقات بعنوان أشغال المنشآت األساسية الضرورية النجاز االستثمار سمي‬
‫بصندوق دعم االستثمار في شكل حساب تخصيص خاص‪ ،‬مفتوح لدى الخزينة العامة للدولة‬
‫وهذا بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2002‬يسير من طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫_______________________‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ :355-06‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫كما جاء في نص المادة ‪ 28‬من األمر ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ ،‬ويحدد المجلس الوطني‬
‫لالستثمار جدول النفقات التي يمكن إدخالها في هذا الحساب‪ ،‬كما تحدد كيفيات تنظيم هذا‬
‫الصندوق وسيره عن طريق التنظيم (‪ ،)1‬وهذا ما يكشف العالقة الوطيدة بين مالية الدولة ومدى‬
‫استخدامها لتوجيه الحياة االقتصادية والتنمية ودعم االستثمار‪ ،‬ونظ ار لحاجة الدولة إلى دعم‬
‫وتطوير االستثمار قامت بتسخير كل إمكاناتها المالية والمؤسساتية لجذب المستثمرين الوطنيين‬
‫واألجانب من خالل إنشائها لهذا الصندوق إلى جانب الصناديق األخرى المفتوحة في كتابات‬
‫الخزينة العمومية لغرض المساهمة في تطوير النشاط االقتصادي‪ ،‬والذي يمثل أداة اإلنفاق‬
‫(‪)2‬‬
‫العمومي لتمويل جزء من االمتيازات الممنوحة للمشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫_________________ ___‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 28‬من األمر‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد أمين عوايشية‪( :‬صندوق دعم االستثمار)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪ ،‬ص‪.127-126 :‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات القضائية المتعلقة بتسوية منازعات االستثمار‬

‫مما الشك فيه أن ارتفاع حجم االستثمارات ونجاحها مرتبط بمدى الحماية الممنوحة‬
‫للمستثمرين‪ ،‬ويتطلب األمر من الدول المضيفة لالستثمار توفير المناخ المناسب الذي يشعر‬
‫المستثمر األجنبي بالثقة واألمان‪ ،‬لذلك عمل المشرع الجزائري على توفير سبل الحماية الالزمة‬
‫لضمان حقوق المستثمرين األجانب تعبي ار واثباتا عن جديته في تشجيع االستثمارات األجنبية‬
‫والمساهمة في ضمانها على إقليميه‪.‬‬
‫فرأس المال جبان يحتاج إلى األمان‪ ،‬والمستثمر قلق وخائف ويحتاج إلى طمأنته فتشجيع‬
‫االستثمارات األجنبية يحتاج إلى ضمانات يرتاح معها المستثمر‪ ،‬ومن بينها الضمانات‬
‫القضائية (‪ ،)1‬وهو ما سنحاول التطرق إليه من خالل كشف مدى فعالية القضاء الوطني وكذا‬
‫التحكيم كوسائل لتسوية منازعات االستثمار‪ ،‬كل في مطلبين مستقلين‪.‬‬

‫____________________‬

‫(‪ )1‬بشار محمد األسعد‪ :‬عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة (ماهيتها‪-‬القانون الواجب التطبيق عليها‪-‬وسائل‬
‫تسوية منازعاتها)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص‪.354 :‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫المطلب األول‪ :‬ضمان اللجوء إلى القضاء الوطني‬

‫سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى اختصاص القضاء الوطني في تسوية منازعات‬
‫االستثمار (الفرع األول)‪ ،‬ثم موقف المستثمر األجنبي من القضاء الوطني (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختصاص القضاء الوطني بتسوية منازعات االستثمار‬

‫يعتبر حق اللجوء إلى القضاء لطلب الحماية من المبادئ التي كفلتها الدول لرعاياها‪،‬‬
‫فمعظم الدول ومن بينهم الجزائر تريد االحتفاظ بحقها في تسوية المنازعات التي تحدث بينها‬
‫وبين المستثمرين وفقا لمبدأ السيادة الوطنية‪ ،‬وهو حق دستوري في الجزائر طبقا للمادة ‪140‬‬
‫من دستور ‪ ،1996‬وكذا نص المادة ‪ 03‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ويحيل قانون‬
‫االستثمار الجزائري النزاعات بالدرجة األولى إلى القضاء الوطني وهو بذلك يتماشى مع القاعدة‬
‫العامة في االختصاص القضائي من خالل نص المادة ‪ 41‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬ولم يكتف المشرع الجزائري بهذا الحد بل مد من والية القضاء الوطني لتشمل االلتزامات‬
‫التي وقعت خارج التراب الجزائري متى كان أحد أطرافها جزائريا وذلك وفقا لما تقضي به أحكام‬
‫المادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والتي تنص على (يجوز أن يكلف بالحضور كل‬
‫جزائري أمام الجهات القضائية الجزائرية بشأن التزامات تعاقد عليها في بلد أجنبي مع جزائريين)‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫من خالل المادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية السابق ذكرهما يتضح‬
‫تمسك الدولة الجزائرية بمبدأ السيادة الوطنية على إقليميها بتطبيق القانون الجزائري عن طريق‬
‫جهاز القضاء الوطني على كل التزام كان أحد أطرافه أجنبي وعلى كافة االلتزامات التي ينشئها‬
‫المواطنين الجزائريين حتى ولو كانت خارج اإلقليم الوطني دون أن يترك منفذا للخروج عن‬
‫(‪)2‬‬
‫سيادتها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2008‬ص‪.)08 :‬‬

‫(‪ )2‬ميلود سالمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫كما تم تكريس ذلك من نص المادة ‪ 17‬من األمر ‪ 03-01‬على أنه‪( :‬يخضع كل خالف‬
‫بين المستثمر األجنبي والدولة الجزائرية يكون بسبب المستثمر أو بسبب إجراء اتخذته الدولة‬
‫الجزائرية ضده‪ ،‬للجهات القضائية المختصة‪ ،‬إال في حالة وجود اتفاقيات ثنائية أو متعددة‬
‫األطراف أبرمتها الدولة الجزائرية‪ ،‬تتعلق بالمصالحة والتحكيم‪ ،‬أو في حالة وجود اتفاق خاص‬
‫(‪)1‬‬
‫ينص على بند تسوية أو بند يسمح للطرفين بالتوصل إلى اتفاق بناء على تحكيم خاص)‪.‬‬

‫فحسب نص هذه المادة فإن الجهات القضائية الجزائرية تكون في األصل هي المختصة‬
‫بحل منازعات االستثمار التي قد تثور بين المستثمر األجنبي والدولة الجزائرية ممثلة في‬
‫مؤسساتها المختلفة‪ ،‬وهذا تطبيقا لمبدأ سيادة الدولة على األشخاص واألموال الموجودة على‬
‫إقليمها‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق خاص يخالف ذلك‪ ،‬ونشير إلى أن القانون الجزائري لم ينص على‬
‫إجراءات خاص للتقاضي بشأن منازعات االستثمار‪ ،‬وبالتالي فإن تسويتها يكون بحسب قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الساري المفعول في الجزائر‪ ،‬وهناك قيدان من خاللهما يمكن‬
‫استبعاد اختصاص المحاكم الوطنية واللجوء للصلح والتحكيم‪ ،‬فالقيد األول متعلق بوجود اتفاقية‬
‫ثنائية أو متعددة األطراف مصادق عليها من قبل الجزائر تتضمن اللجوء إلى الصلح والتحكيم‪،‬‬
‫لتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار والتي تط أر بين الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي‪ ،‬الذي‬
‫يحمل جنسية الدولة التي أبرمت معها االتفاقية‪ ،‬أما القيد الثاني متعلق بوجود اتفاق خاص بين‬
‫الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي‪ ،‬يتضمن شرط الصلح والتحكيم الدولي في حالة نشوب نزاع‬
‫أو خالف مستقبلي مرتبط بانجاز واستغالل االستثمارات األجنبية‪ ،‬أو يسمح لألطراف بعد قيام‬
‫النزاع اللجوء إلى التحكيم الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المستثمر األجنبي من القضاء الوطني‬


‫إن اللجوء إلى القضاء الوطني في مجال االستثمارات األجنبية قد يعترضه العديد من المآخذ‬
‫السيما من جانب المستثمر األجنبي الذي يقابله بعدم الرضا وذلك بسبب الصعوبات التي قد‬
‫يواجهها في اللجوء إليه وتوقعه أن موقف قضاء محاكم الدولة ال يكون حياديا بشكل‬

‫___________________‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 17‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المعدل والمتمم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.07 :‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫كامل في مواجهة المستثمر األجنبي كما أن المستثمر األجنبي يتحجج دائما بجهله وعدم درايته‬
‫وعلمه بالقوانين واجراءات التقاضي في الدولة المضيفة‪ ،‬فضال عن بطء اإلجراءات القضائية‬
‫وذلك نتيجة لتراكم القضايا المعروضة على القاضي باإلضافة إلى تعدد درجات التقاضي‪ ،‬وهو ال‬
‫يتناسب مع طبيعة منازعات االستثمار التي تقضي السرعة في فصل النزاع‪.‬‬

‫كما أن محاكم الدولة المضيفة تفتقر إلى الخبرة الالزمة لحسم منازعات االستثمارات األجنبية‬
‫التي تحتاج عادة إلى خبراء ذوي تقنيات عالية في هذا المجال خاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫وأيا كانت األسباب التي يقدمها المستثمر األجنبي لتبرير موقفه المعارض والمتردد‬
‫تجاه القضاء الوطني كوسيلة لحسم المنازعات التي يكون فيها كطرف إلى جانب الدولة المضيفة‬
‫له‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي أن هناك عدة عوامل داخلية وخارجية ساهمت في تعزيز هذا الموقف السلبي‬
‫(‪)1‬‬
‫تجاه القضاء الوطني على الرغم من األهمية التي كان يحتلها كوسيلة لحسم المنازعات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ضمان اللجوء إلى التحكيم التجاري الدولي‬

‫يعد إخضاع النزاعات المتعلقة باالستثمار إلى التحكيم التجاري الدولي من الضمانات التي‬
‫يطالب بها المستثمر األجنبي‪ ،‬لذلك يحرص على أن يتم إدراج شرط التحكيم مع الدولة المضيفة‬
‫ولو على حساب عدم إتمام العقد‪ ،‬وهذا لعدم ثقته في نزاهة وعدالة القضاء الوطني لهذا سيكون‬
‫محور الدراسة في هذا المطلب هو مفهوم التحكيم التجاري الدولي من خالل الفرع األول‪ ،‬ثم‬
‫موقف المشرع الجزائري منه في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التحكيم التجاري الدولي‬

‫إن تسوية النزاع يتم في األصل داخليا‪ ،‬إال أن تخوف المستثمر األجنبي من الوسائل‬
‫الداخلية لحل النزاعات‪ ،‬وأساسا القضاء الداخلي نظ ار لطبيعة النزاع باعتبار أن أحد أطرافه دولة‬
‫ذات سيادة‪ ،‬واآلخر طرف أجنبي خاص مما قد يؤثر على مصداقية ونزاهة القضاء يجعله‬
‫يبحث عن ضمانات ووسائل أخرى أكثر حيادا وقوة وهي الضمانات الدولية لحل‬
‫___________________‬
‫(‪ )1‬ميلود سالمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫منازعات االستثمار‪ ،‬وهذا ما ضمنه المشرع الجزائري للمستثمر األجنبي من خالل السماح له‬
‫باللجوء للتحكيم التجاري الدولي (‪ ،)1‬إذ يعد التحكيم ضمانة إجرائية ال تقل أهمية عن الضمانات‬
‫األخرى‪ ،‬نظ ار للمزايا المتعددة التي يوفرها للمستثمر األجنبي من إمكانية اختيار المحكم وسرعة‬
‫الفصل في النزاع وتخصص المحكمين ومرونة المحاكم التحكيمية‪ ،‬وامكانية تنفيذ الحكم‬
‫التحكيمي(‪ ،)2‬فهو نوع من العدالة الخاصة ينظمه القانون ويسمح بمقتضاه بإخراج بعض‬
‫المنازعات عن والية القضاء العام في حاالت معينة (‪ ،)3‬ويعرف األستاذ فيليب فوشار التحكيم‬
‫على أنه‪( :‬اتفاق األطراف على عرض منازعاتهم للفصل فيه على هيئة خاصة هم الذين‬
‫(‪)4‬‬
‫يختارونها)‪.‬‬

‫كما عرفه جانب من الفقه بأنه الطريق اإلجرائي الخصوصي للفصل في نزاع معين‬
‫بواسطة الغير(‪ ،)5‬أما جانب آخر من الفقه فيعرفه بأنه‪ :‬االتفاق على طرح النزاع على شخص‬
‫(‪)6‬‬
‫أو أشخاص معينين ليفصلوا فيه دون المحاكم المختصة‪.‬‬

‫وعادة ما يرتاح المستثمر إلى قضاء التحكيم الذي أصبح هو القضاء الطبيعي في هذا‬
‫المجال‪ ،‬ورغم فعاليته في الفصل في المنازعات التي تقع بين المستثمر والدولة المضيفة‪ ،‬إال‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬وليد لعماري‪( :‬الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2011 ،1‬ص‪ ،‬ص‪.47-46 :‬‬

‫(‪ )2‬يزيد ميهوب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫(‪ )3‬سيف الدين إلياس حمدتو‪( :‬التحكيم االلكتروني)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2011‬ص‪49 :‬‬

‫(‪ )4‬أحمد عبد الاله المراغي‪ :‬قواعد المحاكمة والتعاون الدولي في جرائم االستثمار‪-‬دراسة مقارنة بين النظم اإلجرائية‬
‫الالتينية واألنجلوساكسونية والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.30‬‬

‫(‪ )5‬اسكندر أحمد‪ ( :‬التحكيم كوسيلة لفض المنازعات الدولية بالطرق السلمية )‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،37‬المجلد ‪ ،04‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.164 :‬‬

‫(‪ )6‬لزهر بن سعيد‪ :‬التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والقوانين المقارنة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.16 :‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫أنه بقي منبوذا من قبل الدول النامية التي اعتبرت امتثالها لمحكمة تحكيم دولية في نزاعاتها‬
‫(‪)1‬‬
‫مع شركة تعمل على إقليمها مساسا بحقوقها السيادية‪.‬‬

‫ويتضح مما تقدم أن التحكيم ال يختلف عن القضاء‪ ،‬فكالهما طريقة قانونية لحل النزاعات‬
‫القائمة بين الطرفين‪ ،‬وقد أصبح الطريقة األكثر شيوعا لحل النزاعات التجارية‪ ،‬خاصة في‬
‫سياق المعامالت التجارية الدولية‪ ،‬حيث وجد مجاله الخصب خصوصا مع تنامي العالقات‬
‫التجارية بين الدول وازدهار المشروعات االستثمارية وتعدد االتفاقيات الدولية المتعلقة‬
‫(‪) 2‬‬
‫باالستثمار‪.‬‬

‫ويمكن القول أيضا بأن التحكيم وسيلة سلمية تقوم على اتفاق بين أطراف النزاع وتنتهي‬
‫(‪)3‬‬
‫بحكم ملزم لهم يؤدي إلى حسم النزاع فيما بينهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من التحكيم التجاري الدولي‬

‫كان موقف الجزائر من التحكيم بداية عدائيا بالنظر لتبنيها للتوجه االشتراكي‪ ،‬فقد كانت‬
‫حريصة على ممارسة سيادتها كاملة‪ ،‬إال موقف السلطات الجزائرية بدأ يتغير تجاه التحكيم‬
‫نتيجة التغيرات السياسية واإليديولوجية التي عرفتها البالد‪ ،‬ولمسايرة األوضاع االقتصادية‬
‫خاصة اقتصاد السوق أو ما يطلق عليه اليوم بظاهرة العولمة (‪ ،)4‬ومن ذلك ما نص عليه‬
‫دستور ‪ ،1989‬الذي أكد على إمكانية اللجوء إلى قواعد التحكيم الدولي ضمان إضافي لصالح‬
‫المستثمرين األجانب‪ ،‬وقد توضح الموقف الرسمي بشكل نهائي بعد انضمام الجزائر إلى‬
‫_________________________‬
‫(‪ )1‬نعيمة كروش‪( :‬تطور موقف البالد النامية من التحكيم التجاري الدولي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.11 :‬‬

‫(‪ )2‬محمد بواط‪ ( :‬التحكيم في حل النزاعات الدولية )‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.19 :‬‬

‫(‪ )3‬سمية بوجالل‪ ( :‬التحكيم في النزاعات الدولية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.11 :‬‬

‫(‪ )4‬فريدة عيادي‪ ( :‬سلطة المحكم في موضوع حل النزاعات المترتبة عن العقد التجاري الدولي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫اتفاقية نيويورك لسنة ‪ ،)1( 1958‬وبدأت الجزائر في تغيير نظامها القانوني ألن استقبال‬
‫األجانب يستدعي وضع ميكانيزمات تهدف إلى ضمانها‪ ،‬بعد أن صادقت على اتفاقية نيويورك‪،‬‬
‫أعادت تنظيم مؤسساتها التحكيمية واستدعت األجانب إليها‪ ،‬وقام المشرع بتعديل قانون‬
‫اإلجراءات المدنية من خالل إدراج فصل خاص بالتحكيم‪ ،‬طبقا للمرسوم التشريعي رقم ‪09-93‬‬
‫(‪ ،)2‬بحيث أن اعتماد المشرع الجزائري للتحكيم كوسيلة لتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار‪،‬‬
‫ضرورة فرضتها الظروف االقتصادية التي منحت التحكيم الدولي مكاسب الجديدة‪ ،‬حتى ولو‬
‫كان على حساب المحاكم الوطنية‪ ،‬فقد أصبح مبدأ اللجوء إلى التحكيم كإجراء قانوني معترف‬
‫به دوليا للفصل في النزاعات التي قد تنشأ بين الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي من أهم‬
‫(‪)3‬‬
‫الضمانات الممنوحة صراحة للمتعاملين األجانب‪.‬‬

‫وبالتالي فالتحكيم الدولي هو المرجع األساسي في حسم منازعات االستثمار بما يمثله من‬
‫ضمانة لالستثمار األجنبي وبمقدار ما يكون التحكيم سهال وميس ار تنتعش حركة هذا االستثمار‪،‬‬
‫ومما ال شك فيه أن األهم في التحكيم أن ينفذ الحكم التحكيمي‪ ،‬فهو يمثل الهدف النهائي من نظام‬
‫التحكيم‪ ،‬فكل ما يمر به نظام التحكيم من مراحل تصب في هذه المرحلة األخيرة التي تترجم الحل‬
‫النهائي للنزاع فيما بين األطراف‪.‬‬
‫وهكذا فإن فعالية التحكيم كأسلوب لتسوية منازعات االستثمار تتوقف على مدى القدرة على‬
‫تنفيذ الحكم التحكيمي‪ ،‬فهذا األخير لن يكون له أي قيمة إذا لم يتم تنفيذه‪ ،‬والمشرع الجزائري‬
‫اعترف بتنفيذ أحكام التحكيم الدولي في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ‪ 09-08‬في‬

‫_________________________‬
‫(‪ )1‬المرسوم رقم ‪ ،233-88‬المؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،1988‬يتضمن االنضمام بتحفظ إلى االتفاقية التي صادق عليها مؤتمر‬
‫األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 1958‬والخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذها‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪ 23‬نوفمبر ‪.)1988‬‬

‫(‪ )2‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،09-93‬المؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1993‬الخاص بالتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬المعدل والمتمم لألمر‬
‫رقم ‪ ،154-66‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،1966‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪.)1993‬‬

‫(‪ )3‬ياسين قرفي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.95-94 :‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫مادته ‪ 1051‬من أجل منح مزيد من الضمانات للمستثمرين األجانب في هذا المجال‪ ،‬ويفضل‬
‫األطراف في عقود االستثمار اللجوء إلى التحكيم في حسم منازعاتهم‪ ،‬ويرجع ذلك إلى عدة أسباب‬
‫يتعلق بعضها بما يتمتع به التحكيم من مزايا تتناسب مع طبيعة منازعات االستثمار‪ ،‬كما يتعلق‬
‫بعضها بمخاوف المستثمرين األجانب من اللجوء إلى قضاء الدولة المضيفة لالستثمار‪ ،‬وأهمها‬
‫السرعة في اإلجراءات‪ ،‬وسرية التحكيم وحرية األطراف في ظل التحكيم فضال على أنه قضاء‬
‫(‪)1‬‬
‫متخصص‪.‬‬
‫ويقينا من المشرع أن المستثمر األجنبي لن يوقع عقد االستثمار إال إذا كان شرط التحكيم في‬
‫بنوده‪ ،‬أكد مرة أخرى في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ 09-08‬وفي مواده من ‪ 1039‬إلى‬
‫‪ 1061‬أنه يبقى التحكيم التجاري الدولي وسيلة أو ضمان إجرائي لتسوية منازعات االستثمار‪.‬‬

‫_________________________‬

‫(‪ )1‬ميلود سالمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.86-85 :‬‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫اﻟﺧــﺎﺗــﻣﺔ ‪:‬‬

‫وﻗد ﻋﻣﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺑﯾﺋﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت واﻻﻣﺗﯾﺎزات‬
‫واﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫﻲ ﺣرﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺣرﯾﺔ ﺗﺣوﯾل رؤوس اﻷﻣوال واﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪،‬‬
‫اﻟﺛﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‪ ،‬وﻫذا ﺑﻬدف طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻻﺗﺧﺎذ ﻗ اررﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ -2‬إن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‬
‫واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣﺎطﺔ ﺑﺳﯾﺎج ﻣن اﻷﻣﺎن واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫وﻛذا ﻻ ﺟدوى ﻣﻧﻬﺎ إذا ﺻﺎدف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋرﻗﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻟﻬذا‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑذل ﺟﻬود ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل ﺟذب وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﻗواﻋد ﻣﺣددة ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻘدﯾم ﻛل اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫واﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻻﻧﻔرادﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﺿد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺿﻣﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻌوﯾض‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ وﻣﻧﺻﻔﺎ‪ ،‬وﻛذا اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪ -5‬إن ﺷﻌور اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ واﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺗطﻠب وﺟود‬
‫وﺳﺎﺋل ﻋﺎدﻟﺔ ﻟﺣﺳم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر طرﻓﺎ ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻬذا‬
‫ﻛرﺳت اﻟدوﻟﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﯾﻬم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻫو اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ واﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘوﻗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻧﺷوب ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬وﺑﺳﺑب اﻟﻣوﻗف اﻟﺳﻠﺑﻲ‬
‫اﻟذي ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ أﻛﺛر ﺣﯾﺎدﯾﺔ‬
‫وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬إذ ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ‬
‫إﺟراﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣازﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣوﻗف اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋداﺋﯾﺎ إﺛر ﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ‬
‫ﺗﻐﯾر ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ وﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﺣر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣرﺟﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﺳم ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟﻬود اﻟﻣﻌﺗﺑرة اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﻣﻼﺋم‬
‫ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬إﻻ أن اﻟواﻗﻊ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾزل ﻣﺗرددا ﻓﻲ‬
‫ﻧظر ﻟﻌدة ﻣﺷﺎﻛل وﻋراﻗﯾل واﺟﻬﺗﻪ وﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫ا‬ ‫اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري واﻧﻌدام اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ‪:‬ﺣﯾث ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات‬
‫اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟرﺷوة وﻏﯾﺎب رﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﯾظﻬر ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔﺳﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ‬
‫واﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪ ،‬وﻛذﻟك ﻋدم وﺟود ﻧظﺎم ﻣﺻرﻓﻲ ﻗوي وﺷﻔﺎف ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ ﻣﺛل ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال واﻟﺗﺣوﯾﻼت ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌد‬
‫ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺎد‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﺷﻛل اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ‪:‬ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻫﺎﺟﺳﺎ ﻛﺑﯾر أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻟدرﺟﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ‬
‫ﺗﻌطﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺳوء اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪ ‬ﻋدم اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻛﺎﻓﻲ واﻟﻣﺟدي ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣؤطرة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻘروض اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ‪:‬ﻓﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑطء ﺷدﯾد ذﻟك أن‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻻ ﯾازل دون اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ﻧﺗﯾﺟﺔ أﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة‬
‫اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﻧوك‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋدم وﺟود ﻓروع ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال واﻟﻌﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -6‬اﻧﺗﻬﺎج اﻟﺟزاﺋر أﺳﻠوب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬وﺗﻛرﯾس ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن‬
‫ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻣﺳﺗﻣرة‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﺢ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز‬
‫اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺿﻣن ﻧظﺎﻣﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻧظﺎم ﻋﺎم وآﺧر ﺧﺎص ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت إﻋﻔﺎءات أو ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗﺳﻬﯾل‬
‫اﻟﻣزﯾﺎ‬
‫إﺟراءات اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺣواﻓز ﺑﺣﯾث ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر طﻠب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ا‬
‫ﻟﻠوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺑﻧﻪ ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن‬
‫ذﻟك‪.‬‬
‫‪ -7‬إﻧﺷﺎء اﻟﺟزاﺋر ﻫﯾﺎﻛل إدارﯾﺔ ﺗرﻣﻲ ﻟﻣﺳﺎﻧدة وﺗطوﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -8‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن‬
‫اﻟﻣزﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫ﻣزﯾﺎ أﺧرى ﻟﻪ ﺑﺧﻼف ا‬
‫ا‬
‫اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ‪:‬‬
‫وﻣن أﺟل ﺗرﺷﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻗﺗراح اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪ -1‬ﺗوﻓﯾر ﺑﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﺋق اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ وﺷﺗﻰ ﺻور‬
‫اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﻌرﻗﻠﺔ ﻟﺳﯾر اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﺄطﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗداﺑﯾر ﻛﺛﯾرة ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗرﺷﯾد اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺣﺻﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺗﺳﺧﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة واﻹﻧﻔﺎق ﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻣﺧﺗﻠف واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺟوا ﻣﺳﺗﻘر وﻣﻼﺋﻣﺎ ﻷداء أﻋﻣﺎﻟﻪ‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻬدد ﻣﺷروﻋﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪.‬‬
‫‪ -6‬ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى اﻟﻣﻛوﻧﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري واﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻟﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻟﻠﺞ ا زﺋر ﻓﻲ إطﺎر ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ رﺷﯾدة‪.‬‬
‫‪ -7‬اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﻟدول‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫واﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -8‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻗﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﺟددة ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔرص‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت‪ ،‬ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣن اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻧﺎء ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻗوﻟﻪ ﻫو أﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣﻐرﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ وﺣواﻓزﻩ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟرد ﺣﺑر‬
‫ﻋﻠﻰ ورق إذا ﻟم ﺗﺗﺟﺳد ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻛﺎن اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻏﯾر‬
‫ﻓﻌﺎل ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺞ ا زﺋر‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﺟﯾد‬
‫ﯾﺗطﻠب ﻧظرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻟواﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ‬

‫‪98‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪ _ I‬القرآن الكريم‬

‫‪ _ II‬المعاجم‪:‬‬

‫‪ /1‬جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ :‬معجم لسان العرب‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1990‬‬

‫‪ _ III‬القوانين واألوامر والق اررات والمراسيم‪:‬‬

‫‪ /1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،404-06‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬يتضمن التصديق على االتفاق بين‬
‫حكومة الجزائر وحكومة تونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات‪ ،‬الموقع بتونس في ‪ 16‬فيفري‬
‫‪( ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،73‬الصادرة ب ‪ 16‬نوفمبر ‪.)2006‬‬

‫‪ /2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،01-94‬المؤرخ في ‪ ،1994/01/20‬يتضمن المصادقة على االتفاق المبرم بين‬
‫حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و حكومة الجمهورية الفرنسية بشأن التشجيع و الحماية‬
‫المتبادلين‪ ،‬فيما يخص االستثمارات و تبادل الرسائل المتعلق بهما‪ ،‬الموقعين في الجزائر في ‪ 13‬فبراير‬
‫‪( ،1993‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬سنة ‪.)1994‬‬

‫‪ /3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،345-91‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ ، 1991‬يتضمن المصادقة على االتفاق المبرم‬
‫بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و االتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي‬
‫ال متعلق بالتشجيع و الحماية المتبادلة لالستثمارات الموقع بالجزائر بتاريخ ‪ 24‬ابريل ‪( ،1991‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪ 06‬أكتوبر ‪.)1991‬‬
‫‪ /4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،345-95‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر سنة ‪ ،1995‬يتضمن المصادقة على االتفاقية‬
‫المتضمنة إنشاء الوكالة الدولية لضمان االستثمار‪ ( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،66‬المؤرخة سنة ‪.1995‬‬

‫‪ /5‬األمر رقم ‪ ،16-72‬المؤرخ في ‪ 7‬جوان ‪ ،1972‬يتضمن المصادقة على االتفاقية المتعلقة بإنشاء‬
‫المؤسسة العربية لضان االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،53‬المؤرخة في ‪ 04‬جويلية ‪.)1972‬‬

‫‪ /6‬المرسوم رقم ‪ ،233-88‬المؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،1988‬يتضمن االنضمام بتحفظ إلى االتفاقية التي‬
‫صادق عليها مؤتمر األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 1958‬والخاصة باعتماد الق اررات‬
‫التحكيمية األجنبية وتنفيذها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪ 23‬نوفمبر ‪.)1988‬‬
‫‪99‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /7‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ ، 1996‬يتعلق بإصدار دستور الجمهورية‬


‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪( ،1996‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 76‬لسنة ‪ ،1996‬المعدل بالقانون رقم ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪25‬‬
‫لسنة ‪ ، 2002‬ومعدل بالقانون رقم ‪ 19-08‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 63‬لسنة‬
‫‪.)2008‬‬

‫‪ /8‬القانون رقم ‪ ،277-63‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ،1963‬المتضمن قانون االستثمارات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،53‬سنة ‪.)1963‬‬

‫‪ /9‬القانون رقم ‪ ، 13-82‬المؤرخ في ‪ 28‬أوت ‪ ،1982‬المتعلق بإنشاء وسير الشركات االقتصادية‬


‫المختلطة‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬المؤرخة في ‪ 31‬أوت ‪.)1982‬‬

‫‪ /10‬القانون رقم ‪ ،11-82‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ،1982‬المتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني‪،‬‬


‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬المؤرخة سنة ‪.)1982‬‬

‫‪ /11‬القانون رقم ‪ ،13-86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 13-82‬المتعلق‬


‫بإنشاء وسير الشركات االقتصادية المختلطة‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬المؤرخة سنة ‪.)1986‬‬

‫‪ /12‬القانون رقم ‪ ،25-88‬المؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ ،1988‬يتعلق بتوجيه االستثمارات االقتصادية الخاصة‬


‫الوطنية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المؤرخة سنة ‪.)1988‬‬

‫‪ /13‬القانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بالنقد والقرض‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،14‬الصادرة في ‪ 18‬أفريل ‪.)1990‬‬

‫‪ /14‬القانون رقم ‪ ،01-13‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2013‬المتعلق بالمحروقات‪ ،‬المعدل والمتمم للقانون رقم‬
‫‪ ،07-05‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪( ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المؤرخة في ‪ 24‬فيفري ‪.)2013‬‬

‫‪ /15‬القانون رقم ‪ ،11-91‬المؤرخ في ‪ 27‬أبريل ‪ ،1991‬يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل‬
‫المنفعة العمومية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخة سنة ‪.)1991‬‬

‫‪ /16‬القانون رقم ‪ ،14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ،2008‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪01‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1990‬يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬المؤرخة في ‪ 03‬أوت‬
‫‪.)2008‬‬

‫‪ /17‬القانون رقم ‪ ،11-11‬المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ ،2011‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪،2011‬‬
‫(الجريدة رسمية‪ ،‬العدد‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪.)2011‬‬
‫‪100‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /18‬القانون رقم ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬


‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخة في ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬

‫‪ /19‬القانون رقم ‪ ،23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2006‬يتضمن قانون العقوبات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،84‬المؤرخة في ‪ 24‬ديسمبر‪.)2006‬‬

‫‪ /20‬األمر رقم ‪ ،03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬المتعلق بتطوير االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫رقم ‪ ،47‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪.)2001‬‬

‫‪ /21‬األمر رقم ‪ ،08-06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2006‬المتعلق بتطوير االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد رقم ‪ ،47‬الصادرة في ‪.)2006‬‬

‫‪ /22‬األمر رقم ‪ ،06-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬المتعلق بالعالمات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،44‬‬
‫الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪.)2003‬‬

‫‪ /23‬األمر رقم ‪ ،284-66‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1966‬يتضمن قانون االستثمارات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،80‬الصادرة سنة ‪.)1966‬‬

‫‪ /24‬األمر رقم ‪ ،284-66‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1966‬يتضمن قانون االستثمارات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،80‬الصادرة سنة ‪.)1966‬‬

‫‪ /25‬األمر رقم ‪ ،01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪،2009‬‬
‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة سنة ‪.)2009‬‬

‫‪ /26‬األمر رقم ‪ ،01-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪،2010‬‬
‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ 29‬أوت ‪.) 2010‬‬

‫‪ /27‬األمر رقم ‪ ،10-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬يوليو‬
‫‪ ، 1996‬المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج‪،‬‬
‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬الصادرة بتاريخ أول سبتمبر ‪.)2010‬‬

‫‪ /28‬األمر رقم ‪ ،58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،78‬الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،10-05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان‬
‫‪( ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬المؤرخة سنة ‪.)2005‬‬

‫‪101‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /29‬األمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ 11‬يونيو ‪.)1966‬‬

‫‪ /30‬األمر رقم ‪ ،11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬المتعلق بالنقد والقرض‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،52‬الصادرة في ‪ 27‬أوت ‪.)2003‬‬

‫‪ /31‬األمر رقم ‪ ،11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،53‬‬
‫المؤرخة في ‪ 30‬أوت ‪.)2006‬‬

‫‪ /32‬األمر رقم ‪ ،04-08‬المؤرخ في ‪1‬سبتمبر ‪ ،2008‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي‬
‫التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخة‬
‫في ‪ 3‬سبتمبر ‪.)2008‬‬

‫‪ /33‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،09-93‬المؤرخ في ‪ 25‬أبريل ‪ ،1993‬الخاص بالتحكيم التجاري الدولي‪،‬‬


‫المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ ،154-66‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،1966‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪،‬‬
‫(الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪.)1993‬‬

‫‪ /34‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬يتعلق بترقية االستثمار‪( ،‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬الصادرة سنة ‪.)1993‬‬

‫‪ /35‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-97‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ ،1997‬يتعلق بمعايير تحديد النشاطات والمهن‬
‫المقننة الخاضعة للقيد في السجل التجاري وتأطيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 05‬لسنة ‪.)1997‬‬

‫‪ /36‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121 -07‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل‪ ،2007‬يتضمن تطبيق أحكام األمر ‪11-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك‬
‫الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز المشاريع‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 27‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل‪.)2007‬‬

‫‪ /37‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬المؤرخ في ‪ 2‬ماي ‪ ،2009‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪( ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪27‬‬
‫المؤرخة في ‪ 6‬ماي ‪.)2009‬‬

‫‪ /38‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،119-07‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪ ،2007‬يتضمن الوكالة الوطنية للوساطة‬


‫والضبط العقاري ويحددها قانونها األساسي‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬المؤرخة في ‪ 25‬أفريل ‪.)2007‬‬

‫‪102‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /39‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-08‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس سنة ‪ ،2008‬يتعلق بشكل التصريح باالستثمار‬
‫وطلب ومقرر منح المزايا وكيفيات ذلك‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،16‬المؤرخة سنة ‪.)2008‬‬

‫‪ /40‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2006‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر ‪.)2006‬‬

‫‪ /41‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 319-94‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،1994‬المتضمن صالحيات وتنظيم وسير‬


‫وكالة ترقية االستثمارات ودعمها ومتابعتها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،67‬المؤرخة في ‪ 19‬أكتوبر ‪.)1994‬‬

‫‪ /42‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،2001‬يتضمن صالحيات الوكالة‬


‫الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،55‬المؤرخة في ‪ 25‬سبتمبر‬
‫‪.)2001‬‬

‫‪ /43‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،357-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2006‬يتضمن تشكيلة لجنة الطعن المختصة‬
‫في مجال االستثمار وتنظيمها وسيرها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر ‪.)2006‬‬

‫‪ /44‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،355-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2006‬يتعلق بصالحيات المجلس الوطني‬
‫لالستثمار وتشكيلته وتنظيمه وسيره‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،64‬المؤرخة في ‪ 11‬أكتوبر سنة‬
‫‪.)2006‬‬

‫‪ /45‬القرار رقم ‪ 18-09‬المؤرخ في ‪ 18‬مارس سنة ‪ ،2009‬يحدد مكونات ملف التصريح باالستثمار واجراء‬
‫تقديمه‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 24‬ماي ‪.)2009‬‬

‫‪ /46‬النظام رقم ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ 8‬سبتمبر سنة ‪ ،1990‬يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الجزائر‬
‫لتمويل النشاطات االقتصادية واعادة تحويلها إلى الخارج ومداخيلها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪،45‬‬
‫المؤرخة سنة ‪.)1990‬‬

‫‪ /47‬النظام رقم ‪ ،03-05‬المؤرخ في ‪ 06‬يوليو ‪ ،2005‬يتعلق باالستثمارات األجنبية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،53‬الصادرة في ‪ 31‬يوليو ‪.2005‬‬

‫‪ /48‬النظام رقم ‪ ،04-14‬المؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ،2014‬يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الخارج‬
‫بعنوان االستثمار في الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري‪( ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادرة في ‪ 22‬أكتوبر ‪.)2014‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /49‬نموذج دفتر الشروط الذي يحدد البنود والشروط المطبقة على منح االمتياز عن طريق التراضي للقطع‬
‫األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،27‬‬
‫المؤرخة في ‪ 06‬ماي ‪.)2009‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ _ I‬الكتب المتخصصة‪:‬‬

‫‪ /1‬عبد هللا عبد الكريم عبد هللا‪ :‬ضمانات االستثمار في الدول العربية – دراسة قانونية مقارنة ألهم‬
‫التشريعات العربية والمعاهدات الدولية مع اإلشارة إلى منظمة التجارة العالمية و دورها في هذا المجال‪،‬‬
‫دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪ /2‬عمر مصطفى جبر إسماعيل‪ :‬ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي و تطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪ _ II‬الكتب العامة‪:‬‬

‫‪ /1‬أحمد عبد الاله المراغي‪ :‬قواعد المحاكمة والتعاون الدولي في جرائم االستثمار‪-‬دراسة مقارنة بين النظم‬
‫اإلجرائية الالتينية واألنجلوساكسونية والشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬

‫‪ /2‬أحمد سمير أبو الفتوح‪ :‬دور القوانين والتشريعات في جذب االستثمار في الجزائر‪ ،‬المكتب العربي‬
‫للمعارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬

‫‪ /3‬بشار محمد األسعد‪ :‬عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة (ماهيتها‪-‬القانون الواجب التطبيق‬
‫عليها‪-‬وسائل تسوية منازعاتها)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2006 ،‬‬

‫‪ /4‬خالد هشام‪ :‬عقد ضمان االستثمار‪ -‬القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية المنازعات التي قد تثور‬
‫بشأنه‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /5‬لزهر بن سعيد‪ :‬التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والقوانين المقارنة‪ ،‬دار‬
‫هومه‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ /6‬محمد الجوهري‪ :‬دور الدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /7‬معاوية عثمان حداد‪ :‬القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /8‬سليمان محمد الطماوي‪ :‬األسس العامة للعقود اإلدارية _ دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.1991‬‬

‫‪ /9‬عبد العزيز قادري‪ :‬االستثمارات الدولية‪ -‬التحكيم التجاري الدولي ضمان االستثمارات‪ ،‬دار هومه‪،‬‬
‫الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ /10‬عيبوط محند وعلي‪ :‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /11‬عصام الدين مصطفى بسيم‪ :‬النظام القانوني لالستثمارات األجنبية الخاصة في الدول اآلخذة في‬
‫النمو‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1972 ،‬‬

‫‪ _ III‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫‪ /1‬أحمد تالي‪( :‬النظام القانوني لألنشطة المنجمية في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ /2‬إدريس مهنان‪( :‬تطور نظام االستثمارات األجنبية في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪. 2002 ،‬‬

‫‪ /3‬بالل مومو‪( :‬أثر االستثمار األجنبي المباشر واالستثمار المحلي على النمو االقتصادي‪ -‬دراسة حالة‬
‫الجزائر للفترة " ‪ ، )"2011-1990‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /4‬بلقاسم أمحمد‪( :‬نوعية المؤسسات وجاذبية االستثمار األجنبي إلى الجزائر)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /5‬دعاء طارق بكر البشتاوي‪( :‬عقد الفرنشايز وآثاره)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة النجاح الوطنية‪ -‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪.2008 ،‬‬

‫‪ /6‬هدى عبدو‪( :‬آثار العولمة المالية على االستثمار األجنبي المباشر " دراسة حالة الجزائر ودراسة‬
‫قياسية " خالل الفترة "‪ ،) "2006-1970‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /7‬وهيبة أمزيان‪( :‬نزع الملكية بين الشرعية والمشروعية وحقوق الغير في التشريع الجزائري والقانون‬
‫الدولي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة_ بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /8‬وردة خزندار‪( :‬تأثير انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على المنظومة المصرفية)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ /9‬وليد لعماري‪( :‬الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2011 ،1‬‬

‫‪ /10‬حنان شناق‪ ( :‬تأثير االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد الجزائري دراسة حالة شركة‬
‫الكندي لصناعة األدوية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /11‬حساني بن عودة‪( :‬أثر العوامل المؤسساتية في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر)‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /12‬حسين نوارة‪ ( :‬الحماية القانونية لملكية المستثمر األجنبي في الجزائر)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /13‬ياسين قرفي‪ ( :‬ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /14‬كريمة صبيات‪( :‬المعاملة القانونية لالستثمار األجنبي في ظل األمر ‪ ،)08-06‬مذكرة التخرج لنيل‬
‫إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /15‬المية الصغير‪( :‬االستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /16‬ليلى بن عنتر‪( :‬مدى تحفيز استثمارات الشركات متعددة الجنسيات في القانون الجزائري)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ -‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ /17‬ليلى سالم‪ ( :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬

‫‪106‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /18‬ليليا بن منصور‪( :‬الشراكة األورومتوسطية ودورها في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في‬
‫المغرب العربي " الجزائر‪ -‬تونس‪ -‬المغرب ")‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ /19‬مجاهد هواري‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر والتنمية المحلية حالة وهران)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /20‬محمد العيد بيوض‪ ( :‬تقييم أثر االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي والتنمية المستدامة‬
‫في االقتصاديات المغاربية‪ -‬دراسة مقارنة‪ :‬تونس‪ -‬الجزائر‪ -‬المغرب)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ -‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /21‬محمد أمين عوايشية‪( :‬صندوق دعم االستثمار)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /22‬محمد بواط‪ ( :‬التحكيم في حل النزاعات الدولية )‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واإلدارية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /23‬محمد عبد الكريم عدلي‪( :‬النظام القانوني للعقود المبرمة بين الدول واألشخاص و األشخاص‬
‫األجنبية)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /24‬محمد عماد بساسي‪( :‬دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار المحلي‪ -‬دراسة حالة البنك الوطني‬
‫الجزائري ‪ BNA‬فرع ورقلة ‪ ،)944-‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ /25‬محمود جمام‪( :‬النظام الضريبي وآثاره على التنمية االقتصادية _ دراسة حالة الجزائر)‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد منتوري_ قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ /26‬محمود نمر توفيق مهاني‪( :‬أثر الحوافز التشجيعية في قانون ضريبة الدخل الفلسطيني على اإليرادات‬
‫الضريبية في قطاع غزة) ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية_ غزة‪ ،‬فلسطين‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ /27‬مراد بلكعيبات‪( :‬منح االمتياز لالستثمار الصناعي في التشريع الجزائري)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /28‬نور الدين بوسهوة‪( :‬المركز القانوني األجنبي في القانونين الدولي والجزائري)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪-‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ /29‬نعيمة بن أوديع‪( :‬النظام القانوني لحركة رؤوس األموال من والى الجزائر في مجال االستثمار)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ /30‬نعيمة كروش‪( :‬تطور موقف البالد النامية من التحكيم التجاري الدولي)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ /31‬نصير عاشوري‪( :‬ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري)‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ /32‬سامية لقراف‪( :‬االمتيازات المالية لالستثمار األجنبي المباشر في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /33‬سارة محمد‪( :‬االستثمار األجنبي في الجزائر– دراسة حالة أوراسكوم)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ /34‬سهام بجاوية‪( :‬االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي العربي)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ /35‬سيف هشام الفخري‪( :‬االستثمار الدولي والمخاطر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية االقتصاد‪،‬‬
‫جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪. 2010 ،‬‬

‫‪ /36‬سليم ساسي‪( :‬النظام القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة‬
‫المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /37‬سلمان حسين‪ ( :‬االستثمار األجنبي المباشر والميزة التنافسية الصناعية بالدول النامية)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ /38‬سمية بوجالل‪ ( :‬التحكيم في النزاعات الدولية)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ /40‬سمية كمال‪ ( :‬النظام القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /41‬سعد الدين أمحمد‪( :‬العقد الدولي بين التوطين والتدويل)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2008‬‬

‫‪ /42‬عبد الكريم بعداش‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر وآثاره على االقتصاد الجزائري خالل الفترة ‪-1996‬‬
‫‪ ، )2005‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /43‬عبد القادر بابا‪( :‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراهنة)‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ /44‬عبد الرؤوف بوشمال‪( :‬التسويق الدولي وتأثيره على تدفق االستثمار األجنبي المباشر‪ -‬دراسة حالة‬
‫الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ -‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ /45‬عبد الرزاق عزرين‪( :‬النظام القانوني لالستثمارات األجنبية في الجزائر"واقع وآفاق")‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ /46‬عبد الرحمن زيدان الحواجري‪( :‬المعاملة بالمثل في العالقات الدولية في الفقه اإلسالمي)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪-‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.2002 ،‬‬

‫‪ /47‬فايزة شاقور جلطية‪( :‬معوقات االستثمار األجنبي خارج قطاع المحروقات في الجزائر_ دراسة مقارنة‬
‫بين الجزائر‪ ،‬تونس والغمرب خالل الفترة ‪ ،)2010-2000‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /48‬فاروق سحنون‪( :‬قياس أثر بعض المؤشرات الكمية لالقتصاد الكلي على االستثمار األجنبي المباشر‪-‬‬
‫دراسة حالة الجزائر) ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ -‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ /49‬فريدة عيادي‪ ( :‬سلطة المحكم في موضوع حل النزاعات المترتبة عن العقد التجاري الدولي)‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ /50‬راشد بن ناصر بن مسفر المري ‪( :‬عقوبة المصادرة واإلتالف في جرائم المخدرات في النظام‬
‫السعودي‪ -‬دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية)‪ ،‬مذكرة ماجستير في العدالة الجنائية ‪ ،‬جامعة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية– الرياض‪ -‬السعودية‪.2010 ،‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /51‬شهيناز صياد‪ ( :‬االستثمارات األجنبية المباشرة ودورها في النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر)‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ /52‬شوميسة ثلجون‪( :‬الشراكة كوسيلة قانونية لتفعيل االستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ -‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ _ IV‬المجالت‪:‬‬

‫‪ /1‬الجياللي بوضراف‪( :‬التجديد ونقل التكنولوجيا)‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2011‬‬

‫‪ /2‬الطاهر زواقري‪ ،‬حنان أوشن‪ ،‬محمد شعيب توفيق‪( :‬االستثمار األجنبي في التشريع الجزائري)‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2014‬‬

‫‪ /3‬اسكندر أحمد‪ ( :‬التحكيم كوسيلة لفض المنازعات الدولية بالطرق السلمية )‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،37‬المجلد ‪ ، 04‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪ /4‬حسين عيسى عبد الحسن‪( :‬الضمانات العقدية لالستثمار‪ -‬دراسة مقارنة)‪ ،‬مجلة الكوفة‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫المجلد‪ ،01‬كلية العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ -‬بابل‪ ،‬العراق‪.2014 ،‬‬

‫‪ /5‬سيف الدين إلياس حمدتو‪( :‬التحكيم االلكتروني)‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬معهد العلوم القانونية‬
‫واإلدارية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2011‬‬

‫‪ /6‬طالل زغبة‪ ،‬عبد الحميد برحومة‪( :‬األشكال الجديدة لتدفقات االستثمار األجنبي غير القائم على‬
‫المساهمة في رأس المال وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية)‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬
‫والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ /7‬لعزيز معيفي‪( :‬دور المعاملة الضريبية في تشجيع االستثمار األجنبي وتوجيهه في قانون االستثمار‬
‫الجزائري)‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة _ بجاية‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /8‬محمد حجازي‪ ( :‬إشكاليات العقار الصناعي والفالحي وتأثيرها على االستثمار بالجزائر)‪ ،‬مجلة الواحات‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ، 16‬جامعة غرداية‪.2012 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /9‬محمد طالبي‪( :‬أثر الحوافز الضريبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار في الجزائر)‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪ ، 06‬جامعة حسيبة بن بوعلي _ الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ /10‬ميلود سالمي‪( :‬الضمانات القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر)‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات القانونية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،06‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2015‬‬

‫‪ /11‬مراد بلكعيبات‪ ( :‬دور الدولة في منح االمتياز في قانون االستثمار الجزائري)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح – ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‬
‫‪.2012‬‬

‫‪ /12‬عبد الهادي رياض سرمد‪( ،‬االستيالء المؤقت على العقارات)‪ ،‬مجلة كلية الحقوق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬المجلد‬
‫‪ ،15‬جامعة البحرين‪ ،‬جويلية ‪.2013‬‬

‫‪ /13‬عماد عجابي‪( :‬تكريس مبدأ حرية التجارة و الصناعة في الجزائر)‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‬
‫‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2014‬‬

‫‪ /14‬عثمان بقنيش‪( :‬االستثمارات األجنبية المباشرة في إطار منظمة التجارة العالمية)‪ ،‬مجلة منازعات‬
‫األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،06‬المغرب‪ ،‬ماي‪-‬يونيو ‪.2015‬‬

‫‪ /15‬فلة حمدي‪ ،‬مريم حمدي‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر بين التحفيز القانوني والواقع‬
‫المعيق)‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية – بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪.2014‬‬

‫‪ /16‬شهرزاد زغيب‪( :‬االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر‪ -‬واقع وآفاق)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫الثامن‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬فيفري ‪.2005‬‬

‫‪ /17‬شوقي جباري‪ ،‬محمد محجوب الحداد‪ ( :‬مساهمة االستثمار األجنبي المباشر في النمو االقتصادي‬
‫لدول شمال إفريقيا – دراسة حالة " تونس – ليبيا – مصر" )‪ ،‬مجلة اإلستراتيجية والتنمية‪ ،‬العدد الرابع‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس _ مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جانفي‬
‫‪.2013‬‬

‫‪ /18‬غسان عبيد محمد المعموري‪( :‬شرط الثبات التشريعي و دوره في التحكيم في عقود البترول)‪ ،‬مجلة‬
‫رسالة الحقوق‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة كربالء‪ ،‬العراق‪.2009 ،‬‬

‫‪ _ V‬الملتقيات‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /1‬أحمد دبيش‪( :‬امتيازات وضمانات االستثمار األجنبي المباشر في ظل اإلطار المنظم لالستثمار في‬
‫الجزائر) ‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي حول منظومة االستثمار في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 23‬و‪ 24‬أكتوبر‬
‫‪ ،2013‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ _1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ /2‬يزيد ميهوب‪( :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمرين األجانب في ظل اتفاقيات االستثمار المبرمة‬
‫من الجزائر) ‪ ،‬مداخلة ألقيت بملتقى دولي بعنوان منظومة االستثمار في الجزائر‪ ،‬بتاريخ ‪ 24-23‬أكتوبر‬
‫‪ ،2013‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ -1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ /3‬زوبير بن الشريف دغمان‪( :‬التدابير األساسية المتعلقة بتشجيع وتنظيم وحماية االستثمار األجنبي‬
‫المباشر) ‪ ،‬مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في‬
‫التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر‪ ،‬بتاريخ ‪27-25‬‬
‫أبريل ‪ ،2011‬أبو ظبي‪.‬‬

‫‪ /4‬محمد الصغير بعلي‪( :‬النظام القانوني لنزع الملكية العقارية للمنفعة العامة)‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى‬
‫الوطني حول الملكية العقارية الخاصة والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بتاريخ ‪ 26-25‬سبتمبر ‪.2013‬‬

‫‪ /5‬محمود فياض‪( :‬دور شرط الثبات التشريعي في حماية المستثمر األجنبي في عقود الطاقة بين‬
‫فرضيات واشكاليات التطبيق)‪ ،‬مداخلة ألقيت بالمؤتمر السنوي الحادي والعشرين "الطاقة بين القانون‬
‫واالقتصاد"‪ ،‬بتاريخ ‪ 21-20‬ماي ‪ ،2013‬كلية القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪ /6‬فاضل صالح الزهاوي‪( :‬دوافع االستثمار األجنبي المباشر)‪ ،‬مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار‬
‫بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر‪ ،‬بتاريخ ‪ 27-25‬أبريل ‪ ،2011‬أبو ظبي‪.‬‬

‫‪ /7‬فؤاد بعيسى‪( :‬األجهزة والهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار)‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي‬
‫السادس عشر حول الضمانات القانونية لالستثمار في دول المغرب العربي‪ ،‬يومي ‪ 23 -22‬فيفري ‪،2016‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ /8‬فوزية زعموش‪ ( :‬دور عقد االمتياز للعقار الصناعي في تشجيع االستثمار الصناعي األجنبي)‪ ،‬مداخلة‬
‫ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر‪ ،‬يومي ‪19-18‬‬
‫نوفمبر‪ ،2015‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ /9‬شريف غياط‪ ،‬عبد المالك مهري‪( :‬المناخ االستثماري وانعكاساته على االستثمار األجنبي المباشر"واقع‬
‫وآفاق") ‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر‪ ،‬يومي‬
‫‪ 10_09‬ديسمبر ‪ ، 2014‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ _ 1945‬قالمة‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪ _ VI‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪ Www.andi.dz‬الموقع االلكتروني الرسمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫‪ Www. mdipi.gov.dz‬الموقع االلكتروني الرسمي لو ازرة الصناعة والمناجم‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫أ‬

‫‪05‬‬ ‫فصل تمهيدي ‪ :‬اإلطار التأصيلي والنظري لالستثمار‬

‫‪06‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مدلول االستثمار وأشكاله‬

‫المطلب األول‪ :‬مدلول االستثمار‬


‫‪07‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعنى اللغوي لمصطلح االستثمار‬
‫‪07‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االقتصادي لالستثمار‬
‫‪08‬‬
‫أوال‪ :‬المساهمة‬
‫‪08‬‬
‫ثانيا‪ :‬نية الحصول على الربح‬
‫‪08‬‬
‫‪09‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المجازفة أو المخاطرة‬

‫رابعا‪ :‬عامل الزمن‬


‫‪09‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف القانوني لالستثمار‬
‫‪09‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف االستثمار في االتفاقيات الدولية‬


‫‪09‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف االستثمار في التشريع الجزائري‬


‫‪10‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األشكال التقليدية لالستثمار‬


‫‪12‬‬

‫أوال‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر‬


‫‪12‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار األجنبي غير المباشر‬


‫‪13‬‬
‫‪114‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األشكال الحديثة لالستثمار‬


‫‪13‬‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬عقد الترخيص أو اإلجازة‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عقود االمتياز البترولي‬

‫‪14‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عقد التسيير‬

‫‪14‬‬ ‫رابعا‪ :‬عقد الفرنشايز‬

‫‪16‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مبررات االستثمار وآثاره االقتصادية‬


‫‪17‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبررات االستثمار‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي‬

‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬المبررات االقتصادية‬

‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المبررات السياسية واألمنية‬

‫‪18‬‬ ‫رابعا‪ :‬المبررات القانونية‬

‫‪18‬‬ ‫خامسا‪ :‬المبررات االجتماعية والثقافية‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات االستثمار بالنسبة للدولة المضيفة‬

‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار االقتصادية لالستثمار‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اآلثار اإليجابية لالستثمار‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار السلبية لالستثمار‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تطور قوانين االستثمار في الجزائر‬


‫‪23‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬قوانين ما قبل اإلصالحات االقتصادية‬

‫‪115‬‬
‫الفهرس‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬فترة الستينات‬

‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬قانون االستثمارات رقم ‪277-63‬‬


‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قانون االستثمارات رقم ‪284-66‬‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬فترة الثمانينات‬

‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬القانون رقم ‪13-82‬‬

‫‪26‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القانون رقم ‪13-86‬‬


‫‪27‬‬ ‫ثالثا‪ :‬القانون رقم ‪25-88‬‬

‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قوانين ما بعد اإلصالحات االقتصادية‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬فترة التسعينات‬

‫‪27‬‬ ‫أوال‪ :‬قانون النقد والقرض رقم ‪10-90‬‬

‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬فترة ما بعد التسعينات‬

‫‪28‬‬ ‫أوال‪ :‬األمر رقم ‪03-01‬‬

‫‪29‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األمر رقم ‪08-06‬‬


‫‪30‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار‬
‫‪31‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الضمانات القانونية المتعلقة بالمبادئ المنظمة‬
‫لالستثمار‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبدأ حرية االستثمار‬

‫‪116‬‬
‫الفهرس‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تكريس مبدأ حرية االستثمار‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على مبدأ حرية االستثمار‬


‫‪35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ المساواة في المعاملة وحرية التحويل‬

‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبدأ المساواة في المعاملة‬

‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ حرية التحويل‬


‫‪40‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ الثبات التشريعي‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف مبدأ الثبات التشريعي‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من مبدأ الثبات التشريعي‬

‫‪44‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات المالية المتعلقة باالستثمار‬


‫‪45‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ضمان حماية االستثمار من المخاطر غير التجارية‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ضمان حماية االستثمار من المخاطر السياسية‬
‫‪45‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم المخاطر السياسية‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع المخاطر السياسية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات االنفرادية‬
‫‪52‬‬ ‫أوال‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات المباشرة‬
‫‪52‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضمان حماية االستثمار من اإلجراءات غير المباشرة‬

‫‪53‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ضمان الحق في التعويض‬


‫‪53‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مضمون االلتزام بالتعويض‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التعويض‬

‫‪117‬‬
‫الفهرس‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الضمانات المتعلقة بمنح االمتيازات والحوافز في‬


‫‪55‬‬ ‫إطار االستثمار‬

‫‪56‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ضمان منح االمتياز العقاري‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم عقد االمتياز الصناعي‬

‫‪57‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف عقد االمتياز الصناعي‬

‫‪58‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص عقد االمتياز الصناعي‬

‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عقد االمتياز الصناعي أساس تشجيع االستثمار األجنبي‬

‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ضمان منح الحوافز الجبائية والجمركية‬

‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحوافز الجبائية والجمركية‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد الحوافز‬

‫‪63‬‬ ‫أوال‪ :‬مزايا النظام العام‬

‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مزايا النظام االستثنائي‬

‫‪68‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪69‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الضمانات اإلدارية المتعلقة باالستثمار‬

‫‪70‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مرونة اإلجراءات اإلدارية‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تبسيط إجراءات قبول االستثمار‬

‫‪118‬‬
‫الفهرس‬

‫‪70‬‬ ‫أوال‪ :‬إلغاء نظام االعتماد‬

‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إحداث نظام التصريح‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المركزية الشباك الوحيد‬

‫‪77‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة المكلفة بتطوير االستثمار‬

‫‪78‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

‫‪78‬‬ ‫أوال‪ :‬إحداث الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

‫‪80‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المجلس الوطني لالستثمار‬

‫‪84‬‬ ‫أوال‪ :‬إحداث المجلس الوطني لالستثمار‬

‫‪85‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهام المجلس الوطني لالستثمار‬

‫‪85‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صندوق دعم االستثمار‬

‫‪87‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات القضائية المتعلقة بتسوية منازعات‬


‫االستثمار‬

‫‪88‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ضمان اللجوء إلى القضاء الوطني‬

‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختصاص القضاء الوطني بتسوية منازعات االستثمار‬

‫‪89‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المستثمر األجنبي من القضاء الوطني‬

‫‪90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ضمان اللجوء إلى التحكيم التجاري الدولي‬

‫‪119‬‬
‫الفهرس‬

‫‪90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التحكيم التجاري الدولي‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من التحكيم التجاري الدولي‬

‫‪95‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪99‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪114‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪120‬‬
‫إن استقطاب االستثمار األجنبي ليس أم ار سهال في ظل منافسة دولية ‪ ،‬لهذا باشرت‬
‫الجزائر سلسلة من اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬ومن خالل دراستنا لموضوع ضمانات االستثمار‬
‫في التشريع الجزائري استخلصنا أن المشرع الجزائري سعى لتوفير الحماية القانونية الكافية‬
‫لالستثمار في الجزائر بتكريسه لجملة من الضمانات الموضوعية واإلجرائية ضمن نظام قانوني‬
‫فعال وبذل الجزائر جهودا كبيرة في تهيئة بيئة استثمارية مالئمة لجذب االستثمارات األجنبية‬
‫إليها بالنظر ألهميتها الكبيرة وسعيا لمواكبة التطور االقتصادي في العالم‪.‬‬

‫وقد كرس المشرع جملة من المبادئ القانونية التي تنظم االستثمار في الجزائر من خالل‬
‫مبدأ حرية االستثمار وتحويل رؤوس األموال واألرباح المحققة عنها‪ ،‬ومبدأ المساواة في المعاملة‬
‫والثبات التشريعي‪ ،‬كما حاول حماية االستثمارات األجنبية من المخاطر السياسية واإلجراءات‬
‫االنفرادية التي تتخذها الدولة من أجل تحقيق المصلحة العمومية‪ ،‬وتضمن للمستثمر تعويضا‬
‫عادال ومنصفا‪ ،‬ولكن الضمانات الموضوعية المقررة قانونا غير كافية لوحدها لتشجيع‬
‫االستثمار األجنبي في الجزائر ما لم تقترن بضمانات أخرى تجسد الحماية اإلجرائية لالستثمار‪،‬‬
‫فقد حاولت الدولة الجزائرية جاهدة إزالة التعقيدات البيروقراطية على مستوى الجهات اإلدارية‬
‫وأنشئت أجهزة وهيئات لتأطير عملية االستثمار‪ ،‬باإلضافة إلى إبرام اتفاقيات دولية في إطار‬
‫توفير مزايا أخرى للمستثمر األجنبي‪ ،‬وفي سبيل تشجيع االستثمار األجنبي الصناعي فقد‬
‫انتهجت الجزائر أسلوب االمتياز‪ ،‬ومنحت المستثمرين جملة من الحوافز الجبائية والجمركية‪،‬‬
‫كما كرست ضمانات قضائية كوسائل لحل منازعات االستثمار وبسبب نظرة المستثمر األجنبي‬
‫السلبية تجاه القضاء الوطني‪ ،‬تم اللجوء للتحكيم التجاري الدولي‪.‬‬

‫والنتيجة المستخلصة في األخير هي أن الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري ليست‬


‫فعالة في سبيل نجاعة عملية االستثمار في الجزائر ما لم تتجسد في الواقع‪ ،‬فيجب إعادة النظر‬
‫في السياسة االستثمارية الجزائرية بشكل جيد ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل والعراقيل التي تعيق‬
‫نجاح المشاريع االستثمارية في الجزائر‪.‬‬

You might also like