Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ
اﳊﻘﻮق
ٔد ﻞ اﻟﻔﺮع
ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ٔﻋﲈل
رﰴ........... :
ٕا ﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ:
ﻋ ﻘ ﺔ ﻋ ﻠــﻮي
ﯾﻮم:
ﺿ ﻤ ﺎﻧـــــﺎت ﺳ ﺘﳥــــــﺎر
ﻓــﻲ اﻟ ﺸـــﺮﯾﻊ اﳉــﺰاﺋــﺮي
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
رﺋ ﺴﺎ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة ٔﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﺎﻟﲓ اﻟﻌﺎﱄ د ﺶ ﻋﺒﺪ اﻟﺮؤوف
ﻣﴩﻓﺎ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة ٔﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﺎﻟﲓ اﻟﻌﺎﱄ زواوي ﻋﺒﺎس
ﻣ ﺎﻗﺸﺎ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﶊﺪ ﺧ ﴬ ﺴﻜﺮة ٔﺳﺘﺎذﻣﺴﺎ ﺪ ) ٔ( ﺷﻌﯿﺐ ﶊﺪ ﺗﻮﻓ ﻖ
اﻋﺎﻧﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺷﺠﻌﻮﻧﻲ
اﻟﻌﻮن ﻟﻲ
و اﻻرﺷﺎد
اﻟﻲ ﻣﻦ ارﺿﻌﺘﻨﻲ ﻟﻴﻦ اﻟﺤﻨﺎن ،و ﺳﻘﺘﻨﻲ ﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻲ اﻏﻠﻰ
مقدمة:
إ ن الجازئر ضمن إطار سعيها لتحسين فرص نمو اقتصادياتها ،خطت خطوات
ملموسة في مجال توفير متطلبات البيئة الجاذبة لالستثمار في ظل عالم يتسم بالمنافسة الحادة،
فهي على غارر الدول النامية تحتاج إلى رؤوس األموال األجنبية لتلبية حاجاتها للتنمية
االقتصادية عن طريق االستثماارت األجنبية لكونها القناة الرئيسية التي يتدفق منها أرس المال
والخبرة الفنية الالزمة وفق نظام قانوني يعمل على تشجيعها وحمايتها لضمان استماررية تدفقها،
فتلك االستثماارت التي كانت تعتبرها الدولة خالل فترة السبعينات والثمانينات شكال من أشكال
الهيمنة واالستغالل والمساس بالسيادة الوطنية ،أعيد لها االعتبار لتصبح من ضروب تحقيق
التنمية االقتصادية.
ﻓﺣﺎ ولت الجازئر توفير أرضية خصبة محفزة لالستثمار من خالل سن ترسانة
من النصوص القانونية التي تتضمن عدة ضمانات وحوافز ترمي إلى تشجيعه وجذبه،
09-16المتعلق بترقية بداية بقانون النقد والقرض ،10-90وصوال إلى المرسوم التشريعي
االستثمار الذي أرسى مجموعة من المبادئ التي تعمل على استقطاب االستثماارت األجنبية.
أ
مقدمة
ورغبة من المشرع الجزائري في تعميق اإلصالحات وتهيئة المناخ االستثماري ليكون أكثر
جذبا لالستثمار ،قامت بإلغاء ذلك المرسوم واصدار األمر 03-01المتعلق بتطوير االستثمار
وسرعان ما تم تعديله بسبب النقائص التي كانت تشوبه بموجب األمر 08-06الذي مس
بعض أحكام األمر السابق واحتوى على ضمانات أكثر فعالية ،فقد ترجمت الجزائر سياستها في
جذب االستثمار من خالل تقرير جملة من الضمانات تضمنتها قوانين االستثمار المتعاقبة،
كون أن المشرع الجزائري كان يسعى إلى توفير األمان والضمان للمستثمر بمنحه حماية قانونية
تشجعه على اتخاذ قراره االستثماري.
اإلشكالية:
ما مدى فعالية الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري في نجاعة عملية االستثمار في
الجزائر؟
ب
مقدمة
تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية التي سنحاول معالجتها من خالل
عناصر الموضوع وهي كالتالي:
_ ما هي الضمانات المالية واإلدارية والقضائية التي جسدها المشرع في كل القوانين التي لها
عالقة باالستثمار؟
الدراسات السابقة:
انطلقنا في موضوعنا من خالل الدراسات التالية:
_ مذكرة ماجستير للباحثة ليلى سالم حول الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي.
_ مذكرة ماجستير للباحث ياسين قرفي حول ضمانات االستثمار في التشريع الج ازئري.
-ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ م ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻟﻠطﺎﻟﺑﺔ ﻗدوري ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫرة
إن الولوج في موضوع ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري كان من ورائه مجموعة من
األسباب أو الدوافع تتمثل في:
_ ميلنا الشخصي في الخوض في هذا الموضوع ورغبة في زيادة التحصيل المعرفي في هذا
المجال .وﻛذﻟك اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع
ج
مقدمة
_ إثبات أن جلب االستثمارات األجنبية إلى الجزائر يرتبط ارتباطا جوهريا بمدى الحماية
والضمانات التي تقدمها الدولة للمستثمر األجنبي.
_ المساهمة في إثراء موضوع الدراسة ،خاصة وأن الدراسات التي تناولت ضمانات االستثمار
في التشريع الجزائري قليلة جدا.
أهداف الدراسة:
_ إن الهدف من دراستنا هو إبراز ضرورة جلب االستثمارات األجنبية إلى الجزائر بما يحققه
من تنمية اقتصادية شاملة.
_ تسليط الضوء على مختلف الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري في النصوص التشريعية
والتنظيمية التي لها عالقة باالستثمار ومدى فعاليتها في جذب رؤوس األموال األجنبية وتشجيع
االستثمار في الجزائر.
المنهج المتبع:
اتبعنا في دراسة هذا الموضوع المنهج التحليلي القائم على المعالجة والتدقيق في عناصر
الموضوع ،إلى جانب اعتماد المنهج الوصفي.
وقصد اإللمام الشامل بجوانب الموضوع ،والوصول إلى إجابة على اإلشكالية والتساؤالت
الفرعية المطروحة ارتأينا تقسيم الدراسة إلى فصلين مع تخصيص فصل تمهيدي لدراسة اإلطار
التأصيلي والنظري لالستثمار.
د
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
إن عملية جذب االستثماارت األجنبية مرتبطة بمدى توفر المناخ االستثماري المالئم ،وكذا
توفير الدولة المضيفة لالستثماارت األجنبية لمجموعة من الضمانات والمازيا والحوافز ،وقبل
التطرق لتلك الضمانات والمزايا ارتأينا أنه البد من مدخل لهذا الموضوع والمتمثل في التعرف
الثاني األول ،وكذا سنتناول في المبح على مدلول االستثمار وأشكاله من خالل المبح
مبررات االستثمار وآثاره االقتصادية ،وأخي ار نتطرق إلى تطور قوانين االستثمار في الجزائر من
الثال . خالل المبح
5
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
6
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
سوف نتعرف في هذا المطلب على الداللة اللغوية لمصطلح االستثمار (الفرع األول)
وكذلك التعريف االقتصادي (الفرع الثاني) ،ثم التعريف القانوني (الفرع الثال ).
كلمة االستثمار مصدر لفعل استثمر يستثمر وهو مشتق من الثمر ،وقد وردت في لسان
()1
العرب بمعنى :الثمر وهو حمل الشجر والثمر هو أنواع المال ،وهو أيضا الذهب والفضة.
وفي قوله تعالى{:وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك ماال وأعز نفار} )2(.فما
رن من ثمر (فتح الثاء) فهو مال وما كان من ثمر (ضم الثاء) فهو من الثمار،
كان في الق آ
وثمر ماله :نماه ،ويقال ثمر هللا مالك :أي كثره ،وأثمر الرجل :أي أثمر ماله ،وجاء في قاموس
المحيط الثمر بمعنى :حمل الشجر وأنواع المال ،وثمر الرجل تمول.
فاالستثمار لغة يراد به طلب الثمر ،وأما استثمار المال لغة فيراد به طلب ثمر المال وهو نماؤه
ونتاجه.
________________________
( )1جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور :معجم لسان العرب ،المجلد الرابع ،دار صادر -بيروت ،لبنان ،1990 ،ص:
.106
7
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
ذهب بعض فقهاء االقتصاد في تعريفه لالستثمار بأنه :قيام المستثمر األجنبي بتحويل
كمية من الموارد المالية التكنولوجية والخبرة الفنية في جميع المجاالت إلى الدول المضيفة.
()1
كما يمكن تعريف االستثمار بأنه :التعامل باألموال أو استخدامها من أجل الحصول على
األرباح ومن خالل التخلي عن األموال اآلن وتحمل المخاطر لغرض الحصول على عوائد في
المستقبل( ،)2وهو ارتباط مالي بهدف تحقيق مكاسب يتوقع الحصول عليها على مدى مدة
طويلة في المستقبل( ،)3وسوف نتعرض إلى عملية االستثمار في نقاط قد يساعد مجملها على
تكوين فكرة عن تلك العملية ،منها عناصر االستثمار المتمثلة فيما يلي:
( )1محمد عماد بساسي( :دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار المحلي -دراسة حالة البنك الوطني الجزائري BNA
فرع ورقلة ،)944-مذكرة ماستر أكاديمي ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة
قاصدي مرباح -ورقلة ،الجازئر ،2014 ،ص ،ص.06-05 :
( )2سهام بجاوية( :االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي العربي) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجازئر ،2005 ،ص.22 :
( )3محمد الجوهري :دور الدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار -دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،بدون طبعة،
اإلسكندرية ،مصر ،2008 ،ص.08:
8
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
إن نية الحصول على الربح ال تعني بداهة التحقيق الفعلي لذلك الربح ،فالمساهمة مخاطر
بها ،فقد يحقق المستثمر أرباحا كبيرة أو صغيرة وقد يتحمل قدار من الخسارة مناسبا لقيمة
مساهمته.
وهو الفترة الزمنية التي ينتظر من خاللها المستثمر ثمرة استثماره ،فهو ال يحقق الربح فوار
بشكل عام ،ذلك أن مسار اإلنتاج الذي ترتبط به القيمة المستحدثة من عملية االستثمار
()1
يستغرق وقتا طويال.
لم يتمكن فقهاء االقتصاد والقانون من الوصول إلى تعريف مالئم ودقيق لالستثمار
ويقتضي ذلك عرض تعريف له في بعض االتفاقيات الدولية المتعلقة باالستثمار (أوال)
والتشريع الوطني (ثانيا).
من أهم مصادر القانون الدولي في هذا المنحى اتفاقيات حماية وتشجيع االستثمار الثنائية
والجماعية ،وفي هذا الخصوص نصت اتفاقية انتقال رؤوس األموال بين الدول العربية لسنة
2000على أنه يقصد باصطالح االستثماارت أو المال المستثمر في هذه االتفاقية كافة أنواع
األموال المستثمرة والتي تتعلق باألنشطة االقتصادية ويقوم بها مستثمر تابع إلحدى الدول
العربية المتعاقدة في أراضي دولة متعاقدة أخرى والتي تقام وفقا للقوانين واألنظمة الخاصة
بالدول المتعاقدة األخرى ويشمل على وجه الخصوص :الملكيات المنقولة وغير المنقولة وكذلك
أية حقوق عينية أخرى مثل الرهن وضمان الدين وامتياازت الدين
________________________
( )1عبد العزيز قادري :االستثمارات الدولية -التحكيم التجاري الدولي ضمان االستثمارات ،دار هومه ،الجازئر ،2004 ،ص،
ص.12-11 :
9
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
وكافة الحقوق المماثلة ( ،)1ومن االتفاقيات الثنائية التي عرفت االستثمار االتفاقية المبرمة بين
الجازئر وتونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثماارت ،طبقا للمرسوم الرئاسي رقم -06
،404فحسب نص المادة األولى نجد بأن االستثمار هو( :جميع أصناف األصول التي تستثمر
من قبل أحد الطرفين المتعاقدين في إقليم الطرف المتعاقد اآلخر ،طبقا لقوانينه ويشمل على
سبيل الخصوص ال الحصر:
-1األمالك المنقولة والعقارية وكذلك الحقوق العينية األخرى كالرهن ،واالمتيازات والرهون
الحيازية ،وحق االنتفاع ،والحقوق المماثلة األخرى.
-2األسهم وحصص الشركاء وأشكال أخرى من المساهمة في األموال الذاتية للشركات.
-3السندات والديون والحقوق المتعلقة بخدمات لها قيمة اقتصادية.
-4حقوق الملكية الفكرية كحقوق التأليف وحقوق أخرى مرتبطة بها وبراءات االختراع
والتارخيص واألشكال والنماذج والعالمات التجارية واألساليب التقنية والمهاارت والحرفاء.
-5االمتيازات الممنوحة بموجب قانون أو عقد وخاصة االمتيازات المتعلقة بالتنقيب عن الموارد
()2
الطبيعية واستخارجها واستغاللها).
نشاطات جديدة ،أو توسيع قدارت اإلنتاج ،أو إعادة -1اقتناء أصول تندرج في إطار استحدا
التأهيل أو إعادة الهيكلة.
__________________________
( )1معاوية عثمان حداد :القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي ،دار الجامعة الجديدة ،بدون طبعة،
اإلسكندرية ،مصر ،2008 ،ص.36 :
( )2المرسوم الرئاسي رقم ،404-06المؤرخ في 14نوفمبر ،2006يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجزائر
وحكومة تونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات ،الموقع بتونس في 16فيفري ( ،2006الجريدة الرسمية العدد
رقم ،73الصادرة في 16نوفمبر ،2006ص.)10 :
10
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
والمالحظ من التعريف أن المشرع قد عدد مجاالت االستثمار وهي :توسيع نشاط المؤسسة
نشاطات جديدة أو تحسين قدرات اإلنتاج أي جعل المؤسسة أكثر بالمساهمة في استحدا
فعالية أو إعادة التأهيل بمعنى استرجاع بعض المؤسسات التي تعاني من صعوبات في التسيير
والتنظيم والمعرضة للزوال أو إعادة الهيكلة وتشمل المؤسسات التي تحتاج إلى مراجعة في
قواعد تسييرها وتنظيمها ،كذلك المساهمة في رأسمال المؤسسة أي المساهمة الجزئية في تحسين
الوضعية المالية لمؤسسة من خالل رفع رأسمالها وقد تكون عينية أو نقدية ،وكذا اكتساب
مؤسسات بشكل كلي أو جزئي في إطار عملية الخوصصة ،فقد ركز المشرع الجزائري على
نجده قد وسع أن هذا التعريف جاء خاليا من الدقة القانونية ،بحي الجانب االقتصادي ،بحي
من مجال النشاط ليشمل كل القطاعات االقتصادية بما فيها تلك التي تعتبر حيوية لالقتصاد
()2
الوطني بشرط الحصول على رخصة من السلطات المعنية.
وبالتالي فإنه من الصعب إيجاد مفهوم دقيق لالستثمار يتسم بالجمود والثبات ،كون أن ذلك
ال يتالءم مع المفهوم المتغير والمتطور لالستثمار حسب مستجدات العصر خصوصا
االقتصادية.
_____________________
( )1المادة 02من األمر رقم ،03-01المؤرخ في 20أوت ،2001المتعلق بتطوير االستثمار( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم
،47الصادرة بتاريخ 22أوت ،)2001المعدل والمتمم باألمر رقم ،08-06المؤرخ في 15جويلية ( ،2006الجريدة الرسمية،
العدد رقم ،47الصادرة في ،2006ص.)05 :
( )2عيبوط محند وعلي :االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري ،دار هومه ،الجزائر ،2013 ،ص.145 :
11
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
تتعدد أشكال االستثمار وتختلف حسب معايير معينة ،لهذا تم تقسيمها إلى أشكال تقليدية
تتمثل في االستثمار األجنبي المباشر وغير مباشر ،بالنظر إلى انسياب رؤوس األموال الخاصة
إلى الدول النامية ونتطرق لها من خالل الفرع األول ،وهناك األشكال الحديثة ندرجها من خالل
الفرع الثاني.
يتمثل في تلك المشروعات التي يقيمها ويملكها ويديرها المستثمر األجنبي إما بسبب ملكيته
()1
الكاملة للمشروع أو اشتراكه في رأسمال المشروع بنصيب يمنح له حق اإلدارة.
كما يعرفه صندوق النقد الدولي بأنه( :مجموعة العمليات المختلفة الموجهة للتأثير في
السوق وتسيير المؤسسة المتوطنة في دولة مخالفة لدولة المؤسسة األم) ،ووفقا للمعيار الذي
وضعه صندوق النقد الدولي يكون االستثمار مباش ار حين يمتلك المستثمر األجنبي % 10أو
أكثر من أسهم رأس مال إحدى مؤسسات األعمال ،ومن عدد األصوات فيها ،وتكون هذه
يترتب على االستثمار المباشر الحصة كافية إلعطاء المستثمر رأيا في إدارة المؤسسة( ،)2بحي
تملك المستثمر جزء من االستثمارات ،أو كلها في مشروع معين ،كما يعتبر مصد ار مهما
_____________________
( )1هدى عبدو( :آثار العولمة المالية على االستثمار األجنبي المباشر " دراسة حالة الجزائر ودراسة قياسية " خالل الفترة
" ، ) "2006-1970مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف،
الجزائر،2008 ،ص.42 :
( )2بالل مومو( :أثر االستثمار األجنبي المباشر واالستثمار المحلي على النمو االقتصادي -دراسة حالة الجزائر للفترة "
، )"2011-1990مذكرة ماستر أكاديمي ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،جامعة قاصدي
مرباح -ورقلة ،الجزائر ،2013 ،ص ،ص.03-02 :
12
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
()1
من مصادر التمويل في الدولة المضيفة من خالل دفع عجلة التنمية االقتصادية.
في نفس المستثمر األجنبي الشعور مما سبق نستنتج أن االستثمار المباشر يبع
باالطمئنان والرضا ،كما أنه يحقق للدولة المستقطبة له بعض المازيا من بينها الحصول على
الخبرة الفنية والتكنولوجية واإلدارية وفن اإلنتاج المتقدم ،إضافة إلى حاجتها الماسة إلى رؤوس
األموال.
ويعرف باستثمار المحفظة ،أي استثمار األوارق المالية عن طريق شارء السندات الخاصة
ألسهم الحصص أو سندات الدين أو سندات الدولة من األسواق المالية ،كما يمكن أن يكون في
شكل قروض تقدم للدولة من أجل مساعدتها في اقتناء السلع والخدمات ،أو على شكل تسهيالت
مصرفية لتغطية العجز في النقد األجنبي ،وهنا المستثمر ال يمارس أي نوع من الرقابة أو
()2
المشاركة في تنظيم وادارة المشروع ،وهو استثمار قصير األجل مقارنة باالستثمار المباشر.
ظهرت هذه األشكال في السبعينات وتشمل العديد من نشاطات المؤسسات الدولية ،وما
يميزها عن باقي االستثماارت أنها تسمح للمستثمر بممارسة رقابة فعلية دون اكتساب األغلبية
في أرسمالها االجتماعي ،وهي كاآلتي:
وهو العقد الذي يمنح بموجبه المتعامل األجنبي للطرف المحلي الحصول على التكنولوجيا
_____________________
( )1أحمد سمير أبو الفتوح :دور القوانين والتشريعات في جذب االستثمار في الجازئر ،المكتب العربي للمعارف ،الطبعة
األولى ،مصر ،2015 ،ص ،ص.11-10 :
( )2المية الصغير( :االستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة السادسة عشر،
المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر ،2008 ،ص ،ص.11-10 :
13
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
أو المعرفة مقابل ثمن معين يدفعه الطرف المحلي ،وعادة ما تنص هذه العقود على وجوب
إعالم الطرف المتنازل عن التحسينات التقنية التي يدخلها المستفيد على الطرق التكنولوجية
()1
موضوع اإلجازة.
ويمكن تعريف عقود االمتياز أنها ( :ذلك التصرف الذي تمنح الدولة بمقتضاه الشركة األجنبية
والتنقيب عن الموارد البترولية الكائنة فوق إقليمها أو في جزء منه الحق المطلق في البح
واستغالل هذه الموارد والتصرف فيها خالل فترة زمنية مقابل حصول هذه الدولة على حصص
مالية معينة) ،ومن األمثلة الشهيرة على ذلك أول عقد امتياز بترولي تم إبرامه في منطقة الشرق
()2
األوسط.
هو عقد يتعهد من خالله المتعامل األجنبي بتسيير المشروع أو الشركة للبلد النامي مع القيام
بتكوين العمال المحليين في مجاالت التسيير ونقل سلطة التسيير إلى الشريك في البلد النامي
بعد فترة محددة اتفاقيا.
هو عقد يتكفل بموجبه شخص يدعى المانح بتقديم المعرفة العملية والتي تشمل نقل المعرفة
الفنية وتقديم المساعدة التقنية لشخص آخر يدعى الممنوح له وتخويله استعمال عالمته
________________________
اقتصادية وادارية ،العدد التاسع ،جامعة محمد خيضر- ( )1الجياللي بوضراف( :التجديد ونقل التكنولوجيا) ،مجلة أبحا
بسكرة ،الجزائر ،جوان ،2011ص.40 :
( )2محمد عبد الكريم عدلي( :النظام القانوني للعقود المبرمة بين الدول واألشخاص و األشخاص األجنبية) ،رسالة دكتوراه،
غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان ،الجزائر ،2011 ،ص ،ص.39 -37 :
14
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
التجارية وتزويده بالسلع( ،)1وتقديم كل ما يعينه على ممارسة النشاط موضوع العقد حسب
()2
تعليمات وشروط مانح االمتياز بصفة دورية ،نظير مقابل مالي.
تنص المادة 16 وقد أجاز المشرع الجزائري الترخيص باستعمال العالمة التجارية ،حي
من األمر رقم 06-03المتعلق بالعالمات على( :يمكن أن تكون الحقوق المرتبطة بالعالمة
موضوع رخصة استغالل واحدة أو استئثارية أو غير استئثارية ،لكل أو جزء من السلع أو
()3
الخدمات التي تم إيداع أو تسجيل العالمة بشأنها).
____________________________
( )1دعاء طارق بكر البشتاوي( :عقد الفرنشايز وآثاره) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح
الوطنية -نابلس ،فلسطين ،2008 ،ص.22 :
( )2طالل زغبة ،عبد الحميد برحومة( :األشكال الجديدة لتدفقات االستثمار األجنبي غير القائم على المساهمة في رأس
المال وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية) ،مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،العدد ،11
المسيلة ،الجزائر ،2014 ،ص.174 :
( )3المادة 16من األمر رقم ،06-03المؤرخ في 19جويلية ،2003المتعلق بالعالمات( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،44
الصادرة في 23جويلية ،2003ص.)25 :
15
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
إن انتقال االستثمارات األجنبية من بلدها األصلي إلى البلد المضيف مرهون بمدى توافر
البنية االستثمارية المالئمة على كل سياسات الجذب والتحفيز لتسهيل حركة االستثمارات
األجنبية وانتقال رؤوس األموال.
إلى مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي والدولة سنتطرق في هذا المبح
المضيفة لالستثمار من خالل المطلب األول ،أما في المطلب الثاني سنحاول عرض اآلثار
االقتصادية المتنوعة لالستثمار.
16
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
نعرض من خالل الفرع األول مبررات االستثمار بالنسبة للمستثمر األجنبي ،أما في الفرع
الثاني سوف نتطرق إلى مبررات االستثمار بالنسبة للدولة المضيفة له.
يقصد بمناخ االستثمار مجمل األوضاع والظروف المؤثرة في اتجاه تدفق رؤوس األموال
وتوظيفها ،بما فيها األبعاد السياسية ،االقتصادية ،القانونية ،االجتماعية ،وكفاءة التنظيمات
اإلدارية التي يجب أن تكون مالئمة لتشجيع االستثمارات المحلية واألجنبية ( ،)1وتؤثر مجموع
هذه األوضاع سلبا أو إيجابا على فرص نجاح المشروعات االستثمارية وبالتالي على حركة
االستثمارات واتجاهاتها( ،)2ويمكن عرض أهم مبررات المستثمرين األجانب من خالل ما يلي:
-1طبيعة النشاط االقتصادي والتجاري :فهي تلعب دو ار مهما في دفع المستثمر إلى مزاولة
نشاطه عبر الحدود الوطنية ،فهناك بعض النشاطات سريعة التلف تستلزم ضرورة قيام المنتج
عن أسواق استهالك مالئمة ونقل وحداته اإلنتاجية والتسويقية إليها. بالبح
-2زيادة عوائد المشروع :ويتحقق ذلك بالتخلص مثال من تكاليف التصدير وتخفيض بعض
تكاليف اإلنتاج ،هذا بافتراض حرية تحويل عوائد االستثمار.
__________________________
( )1عبد الرؤوف بوشمال( :التسويق الدولي وتأثيره على تدفق االستثمار األجنبي المباشر -دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر ،2012 ،ص.88 :
( )2عبد الكريم بعداش( :االستثمار األجنبي المباشر وآثاره على االقتصاد الجزائري خالل الفترة ،)2005-1996رسالة
دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2008 ،ص.59 :
17
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
-3احتواء المعرفة الفنية والعلمية :لهذا تعتمد الدول النامية صيغة التعاون العلمي ،ذلك أن
الدول المتقدمة تعمل على نقل التكنولوجيا والقدرات العلمية والخبرات الفنية إليها مقابل عوض.
-4السياسة االقتصادية لدولة المستثمر والرغبة في الهيمنة :فاالستثمار يفتح أسواقا جديدة
أمام الدول المتقدمة ويعود بفوائد عديدة على اقتصادها الوطني ،وبالتالي زيادة حجم تجارتها
الدولية.
أن فاالستقرار السياسي عنصر أساسي في جذب رؤوس األموال التي تنشد األمان ،بحي
األجواء التي تسودها الحروب واألزمات المختلفة تمنع من قيام المشاريع االستثمارية.
فالمستثمر األجنبي ال يقدم على االستثمار خارج حدود دولته إال إذا توافرت له الحماية
القانونية الكافية من خالل تنظيم قانوني متكامل بإصدار تشريعات داخلية منظمة لالستثمارات،
()1
تتضمن ضمانات ومزايا متنوعة لتشجيع االستثمار.
إن الوضع االجتماعي والثقافي يمثل محور اهتمام الشركات األجنبية بخصوص قرار استثمارها
بالتعرف على نمط المعيشة ،نظم التعليم ،نمط االستهالك ،وكذا استغالل اليد العاملة منخفضة
()2
التكلفة في البلدان النامية.
____________________________
( )1ياسين قرفي ( :ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد خيضر -بسكرة ،الجزائر ،2008/2007 ،ص.13 :
( )2زوبير بن الشريف دغمان( :التدابير األساسية المتعلقة بتشجيع وتنظيم وحماية االستثمار األجنبي المباشر) ،مداخلة
ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات
العربية المتحدة ،المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر ،بتاريخ 27-25أبريل ،2011أبو ظبي ،ص.769 :
18
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
تسعى الدول النامية إلى جلب االستثمارات األجنبية ودوافع ذلك تتجلى في تحسين وضعية
ميزان المدفوعات ،االستغالل األمثل للموارد الطبيعية ،خلق فرص العمالة ،فإقامة المشروعات
تعمل على الحد من البطالة أو التخفيض من معدلها كونها من أخطر المشاكل على الكيان
االجتماعي ،كذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة ،فالدول النامية تعاني من ضعف قدرتها
التكنولوجية التي تمتلكها الشركات العالمية الكبرى ،لهذا فإن االستثمار يجلب معه الفن
اإلنتاجي ونظم التسيير المتقدمة والمهارات اإلدارية والمالية ،عالوة عن مساهمته في تكوين
()1
العمال المحليين من خالل توظيفهم في المشاريع االستثمارية.
كما ال يمكن تصور اندفاع دولة ما إلى دعوة الشركات األجنبية ألجل االستثمار فيها في
ظل غياب نصوص قانونية تقر بالعملية االستثمارية وتشجعها ،وكذلك يجب أن تكون سياسة
الباب المفتوح أمام االستثمارات األجنبية مقننة.
_____________________
( )1فاضل صالح الزهاوي( :دوافع االستثمار األجنبي المباشر) ،مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات
الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،المؤتمر العلمي السنوي التاسع
عشر ،بتاريخ 27-25أبريل ،2011أبو ظبي ،ص ،ص.226-225 :
19
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
ال يمكن تجاهل أهمية االستثمار في دفع عجلة التنمية االقتصادية واالجتماعية للدولة،
يساهم في تمويل التنمية من خالل الوصول إلى مستويات معيشية مرتفعة بالدول بحي
المتقدمة والنامية ،تحسين وضعية ميزان المدفوعات ،توفير النقد األجنبي ،كما لها تأثير على
اإلنتاج والتوظيف وذلك بزيادة اإلنتاج السلعي والخدمي الممكن تسويقه بفاعلية ،فضال عن
زيادة الدخل القومي والحصول على فرص التوظيف من القوى العاملة ،إذ تعد مشكلة البطالة
من المشاكل العويصة التي تصادف الدول النامية ،فكلما زادت االستثمارات األجنبية كلما
انخفضت نسبة البطالة( ،)1كذلك الحصول على رأس المال واستغالل مصادر جديدة للمواد
األولية ،تقوية بنيان االقتصاد الوطني بالشكل الذي يعمل على تصحيح االختالل الحقيقي القائم
فيه ،تحقيق التنمية االجتماعية بين مختلف مناطق الدولة واالستقرار االجتماعي وارساء روح
عالقات متطورة بين العاملين في المشروع االستثماري ،وكذا نقل التكنولوجيا فهي التعاون وبع
()2
آلية تترجم التأثير االيجابي لالستثمارات األجنبية على اقتصاديات الدول النامية.
____________________
( )1مجاهد هواري( :االستثمار األجنبي المباشر والتنمية المحلية حالة وهران) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،2013 ،ص.118 :
( )2محمد العيد بيوض ( :تقييم أثر االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي والتنمية المستدامة في االقتصاديات
المغاربية -دراسة مقارنة :تونس -الجزائر -المغرب) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية
وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس -سطيف ،الجزائر ،2011 ،ص.113 :
20
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
بالرغم من الدور المهم الذي يقوم به االستثمار في تحفيز النمو االقتصادي في الدول
المضيفة ومزاياه ،إال أن له سلبيات وعيوب خاصة إذا لم يحسن استخدامه وتوجيهه نحو
األهداف التي تسعى الدول المضيفة لتحقيقها ،ومن بين تلك اآلثار السلبية نجد أنه يؤثر على
أن نشاط الشركات متعددة الجنسيات يؤدي إلى زيادة واردات الدولة ميزان المدفوعات بحي
المضيفة من السلع البسيطة والخدمات ،وبالتالي زيادة الجانب المدين من ميزان المدفوعات،
كذلك السيطرة على االقتصاد الوطني وذلك بتضخم رؤوس األموال وتركزها في أيدي قليلة ،كما
يمكن أن توجه لتحقيق مصالح متعارضة مع المصالح الوطنية إض ار ار بها ،باإلضافة إلى أنه
يعمل على القضاء على المنشآت والسلع المحلية بما لها من قدرة تنافسية قوية نتيجة استخدامها
لفن إنتاجي وتكنولوجي متطور( ،)1وكذا زيادة أعباء الدول النامية المتمثلة في اإلعفاءات
الضريبية والتخفيضات الجمركية ،وبالتالي النقص في اإليرادات الحكومية ،كما يعمل أيضا
على التدخل في الشؤون الداخلية والمساس بالسيادة الوطنية بالسيطرة على القطاعات
اإلستراتيجية ،وزيادة نسبة البطالة بسبب االعتماد على اليد العاملة الرخيصة الموجودة في
()2
الدولة المضيفة ،وتضييع أو تقليل فرص التصدير ...الخ.
___________________________
( )1سلمان حسين ( :االستثمار األجنبي المباشر والميزة التنافسية الصناعية بالدول النامية) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2004 ،ص ،ص.37-36 :
( )2حنان شناق ( :تأثير االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد الجزائري دراسة حالة شركة الكندي لصناعة
األدوية) ،مذكرة ماجستير ،غ ير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2009 ،ص.79 :
21
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
عرفت التنمية في الجزائر مرحلتين تميزت المرحلة األولى باالستعانة بالقطاع الخاص
كان االستثمار خاللها عبارة عن أداة لنقل التكنولوجيا ،رغم أن سواء كان وطنيا أم أجنبيا ،حي
ذلك كان يتعارض مع المنهج االشتراكي المتبنى آنذاك ،وأصدرت الجزائر سنة 1963قانونا
اعترف بمكانة القطاع الخاص ،لكن سرعان ما تم إلغاؤه ،وتم صدور قانون خاص باالستثمار
لسنة ،1966واقتصر حضور المستثمر الخاص الوطني واألجنبي على قطاع النفط ،وقد بدأ
يتقلص هذا الحضور نتيجة إجراءات التأميم وانتهى مجهود السلطة في هذه المرحلة بإعالن
فشل سياسة جذب االستثمار ،وبتعرض االقتصاد الوطني ألزمة مالية بعد انهيار أسعار النفط
سنة ،1986أجبر السلطة على االنتقال للمرحلة الثانية من مراحل اللجوء إلى االستثمار
أصبح االستثمار أداة لجلب رؤوس األموال ،وتميزت هذه المرحلة باالستغناء الخاص ،حي
عن المنهج االشتراكي وتبني معتقدات النظام الرأسمالي ،واالنفتاح على القطاع الخاص ،وازالة
كل التنظيمات المعيقة لحرية االستثمار وتكرس ذلك من خالل القانونين لسنة 1988وسنة
،1990غير أنه مع تزايد حدة األزمة االقتصادية ،اضطرت السلطة إلى اإلذعان الشتراطات
صندوق النقد الدولي والمتمثلة في انسحاب الدولة من الحياة االقتصادية لتصبح مجرد دولة
حارسة ( ،)1منح زيادة النشاط االقتصادي إلى القطاع الخاص بما تقتضيه من حرية االستثمار
وضمانات مرافقة لها ،وبالتالي أصدرت السلطة المرسوم التشريعي رقم 12-93المتعلق بترقية
االستثمار لكنه فشل في تحقيق األهداف المرجوة ،ليتم استبداله باألمر رقم 03-01الذي سعى
لتصحيح الوضعيات المختلفة لقانون ترقية االستثمار ،كما تم تعديله في إطار األمر رقم
.08-06
سوف نتعرض لكل ذلك من خالل المطلبين التاليين على أساس وجود مرحلتين ،حي
سنتطرق في المطلب األول إلى قوانين ما قبل اإلصالحات االقتصادية ،وقوانين ما بعد
اإلصالحات االقتصادية من خالل المطلب الثاني.
_________________________
( )1ياسين قرفي :المرجع السابق ،ص ،ص.23-22 :
22
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
تميزت مرحلة ما قبل اإلصالحات االقتصادية بوجود فترتين مختلفتين تبنت الجزائر من
خاللهما مجموعة قوانين متعلقة باالستثمار ،يمكن دراستها كاآلتي:
قامت الجزائر منذ االستقالل بمجموعة مشاريع استثمارية في مختلف مجاالت الحياة
كانت مسيرة في ظل النظام االشتراكي القائم على االقتصاد الموجه ،ولترسيخ فكرة االستقالل
االقتصادي في تسيير الشؤون العمومية انتهجت عدة مخططات تنموية نعرض أهمها كما يلي:
_ المخطط الرباعي الثاني ( )1977-1974أدى إلى ارتفاع أسعار النفط وت اركم رأس المال
من خالل قطاع المحروقات.
_____________________
( )1ياسين قرفي :المرجع السابق ،ص.25 :
23
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
()1
أوال :قانون االستثمارات رقم 277-63
يعتبر أول نص تشريعي تصدره الحكومة الجزائرية سنة ،1963وكان يهدف أساسا إلى
النشاط االقتصادي من خالل جذب االستثمار األجنبي ،وقد تم االعتراف بحرية االستثمار بع
األجنبي بما يتماشى مع النظام العام ،ومنح رؤوس األموال اإلنتاجية األجنبية ضمانات عامة
يستفيد منها كل المستثمرين األجانب ،وأخرى خاصة متعلقة بالمؤسسات المنشأة عن طريق
اتفاقية.
-1الضمانات العامة :ومن بينها حرية االستثمار لألشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب
حرية التنقل واإلقامة لمستخدمي ومسيري هذه المؤسسات ،المساواة أمام القانون والسيما المساواة
الجبائية ،الضمان ضد نزع الملكية.
-2الضمانات الخاصة :ويتعلق هذا النظام بالمؤسسات الجديدة ،أو التوسع في المؤسسات
()2
القديمة على أن ينجز االستثمار في قطاع يتسم باألولوية.
ولكن في هذه الفترة لم يطبق هذا القانون في الواقع العملي ،كونه لم يتبع بنصوص تطبيقية
فقد قامت الجزائر بإجراء التأميم في بداية الستينات ،وبينت نيتها في عدم تطبيقها لهذا القانون.
_________________________
( )1القانون رقم ،277-63المؤرخ في 26جويلية ،1963المتضمن قانون االستثمارات( ،الجريدة الرسمية ،العدد 53سنة
.)1963
( )2ليليا بن منصور( :الشراكة األورومتوسطية ودورها في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في المغرب العربي "
الجزائر -تونس -المغرب ") ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة،
الجزائر ،2012 ،ص.149 :
24
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
()1
ثانيا :قانون االستثمارات رقم 284-66
بعد أن تبين أن قانون سنة 1963قد باء بالفشل ،تبنت الجزائر قانونا جديدا لالستثمارات
ينظم مساهمة رأس المال الخاص في التنمية الوطنية ،وقد وضع المبادئ التالية:
-1االستثمارات الخاصة ال تنجز بحرية في الجزائر :فقد بادرت الدولة والهيئات التابعة لها
بالقيام بالمشروعات االستثمارية ضمن القطاعات الحيوية لالقتصاد الوطني ،ويمكن لرأس المال
الوطني أو األجنبي أن يستثمر في القطاعات األخرى بكل حرية.
حاولت السلطات في هذه الفترة التركيز على االستثمار الخاص ،حسب متطلبات عملية
التدويل االقتصادي التي يشهدها العالم ،وتم صياغة نصوص تشريعية من بينها:
___________________________
( )1األمر رقم ،284-66المؤرخ في 15سبتمبر ،1966يتضمن قانون االستثمارات( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،80الصادرة
سنة .)1966
( )2عبد القادر بابا( :سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراهنة) ،أطروحة دكتوراه،
غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2004 ،ص.140 :
25
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
()1
أوال :القانون رقم 13-82
جاء هذا القانون استجابة لتطور االحتياجات االجتماعية ،وهو يخص طريقة عمل الشركات
االقتصادية المختلطة ،ساهم في تقديم إعفاءات ضريبية وجبائية ،ومراقبة المستثمرين األجانب
عن طريق الرخص الممنوحة لهم ( ،)2وقبل صدور هذا القانون صدر في بداية الثمانينات
()3
قانون يتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني رقم .11-82
()4
ثانيا :القانون رقم 13-86
قد جاء لتعديل القانون رقم ،13-82لعدم قدرة هذا األخير على جلب االستثمارات المحلية
واألجنبية ،خاصة في قطاع المحروقات ،لهذا تضمن قانون سنة 1986طرقا جديدة لتسيير
()5
الشركات المختلطة بشكل محفز ومرن نسبيا.
_____________________
( )1القانون رقم ،13-82المؤرخ في 28أوت ،1982المتعلق بإنشاء وسير الشركات االقتصادية المختلطة( ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،35المؤرخة في 31أوت .)1982
( )2شهرزاد زغيب( :االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر -واقع وآفاق) ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد الثامن ،بسكرة،
الجزائر ،فيفري ،2005ص.10 :
( )3القانون رقم ،11-82المؤرخ في 21أوت ،1982المتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني( ،الجريدة الرسمية،
العدد ،34المؤرخة سنة .)1982
( )4القانون رقم ،13-86المؤرخ في 19أوت ،1986المعدل والمتمم للقانون رقم 13-82المتعلق بإنشاء وسير الشركات
االقتصادية المختلطة( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،34المؤرخة سنة .)1986
( )5فاروق سحنون( :قياس أثر بعض المؤشرات الكمية لالقتصاد الكلي على االستثمار األجنبي المباشر -دراسة حالة
الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس -سطيف ،الجزائر،
،2010ص.34 :
26
فصل تمهيدي:اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
()1
ثالثا :القانون رقم 25-88
تبنت الجزائر هذا القانون موازاة مع اإلصالحات االقتصادية التي أدت إلى استقاللية
المؤسسات العمومية ،من أجل تحرير المؤسسات في السوق المحلية والدولية ،فأصبحت تلك
المؤسسات غير خاضعة للوصاية الو ازرية ،خاضعة للقانون التجاري ،تتأسس في شكل شركة
()2
أموال ،تتولى صناديق المساهمة تسييرها مقابل رأس المال التأسيس المدفوع.
يمكن تقسيم مرحلة ما بعد اإلصالحات االقتصادية إلى فترتين متباينتين كما يلي:
أهم ما يميز هذه الفترة أن الجزائر شهدت خاللها عدم االستقرار السياسي واألمني
واالختالل الهيكلي الذي عانى منه االقتصاد الجزائري ،لكن رغم هذه األوضاع إال أنها شهدت
قوانين ومراسيم لتشجيع االستثمار كاآلتي:
()3
أوال :قانون النقد والقرض رقم 10-90
جاء هذا القانون لتكريس مبدأ االنفتاح على االستثمار األجنبي المباشر ،ينظم سوق
الصرف وحركة رؤوس األموال ،كما أدخل تميي از واضحا بين المقيمين وغير المقيمين ،حي
تضمن مجموعة من المبادئ من بينها :إلغاء الفوارق بين القطاع العام والقطاع الخاص،
وأصبح ترخيص االستثمارات من صالحيات مجلس النقد والقرض للبنك المركزي بدال من
اللجنة الوطنية لالستثمارات الخاضعة لسلطة اإلدارة في إطار تبسيط عملية قبول
_______________________
( )1القانون رقم ،25-88المؤرخ في 12يوليو ،1988يتعلق بتوجيه االستثمارات االقتصادية الخاصة الوطنية( ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،28المؤرخة سنة .)1988
( )3القانون رقم ،10-90المؤرخ في 14أفريل ،1990يتعلق بالنقد والقرض( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،14الصادرة في 18
أفريل ،)1990الملغى باألمر رقم ،11-03المؤرخ في 26أوت ،2003المتعلق بالنقد والقرض( ،الجريدة الرسمية ،العدد
،52الصادرة في 27أوت .)2003
27
فصل تمهيدي :اﻟﺟﺎﻧب التأصيلي والنظري لالستثمار
توازن في سوق الصرف ،ولكن لم ينص هذا القانون على جانب االستثمار ،واحدا
االمتيازات باستثناء ما تعلق بالتحويالت المالية ،كما أنه قانون خاص بتنظيم البنوك
()1
والمعامالت المالية أكثر من كونه خاص باالستثمار.
()2
ثانيا :المرسوم التشريعي رقم 12-93
لقد حققت الجزائر قفزة نوعية في مجال التعامل مع قضايا االستثمار األجنبي ،ومن أهم ما
جاء به هذا القانون هو عدم التمييز بين المستثمرين الوطنيين واألجانب ،وقد فسح المجال
لالستثمار في جميع القطاعات ،ما عدا تلك التي تعتبر إستراتيجية ،إنشاء وكالة ترقية
االستثمارات ودعمها ومتابعتها على شكل شباك وحيد ،وكذا اتخاذ تدابير تشجيعية وامتيازات
للمشروعات بعد التصريح بها ،وعلى الرغم من أهميته إال أنه عرف بعض النقائص ،األمر
()3
الذي استدعى إللغائه.
تميزت بعودة االستقرار السياسي واألمني وتحسن األوضاع االقتصادية ،مما استلزم مواكبة
هذه األوضاع بإصدار مجموعة قوانين وأوامر تدخل في عمق اإلصالحات ومنها:
جاء هذا األمر من أجل تحديد النظام الذي سيتم تطبيقه على االستثمارات الوطنية
واألجنبية ،فقد أعطى أهمية بالغة لالستثمارات التي يتم انجازها ضمن نشاطات اقتصادية هدفها
إنتاج السلع والخدمات ،وبالتالي أصبح االستثمار مفتوحا لجميع الشركاء الوطنيين ،وتم
____________________
( )1فلة حمدي ،مريم حمدي( :االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر بين التحفيز القانوني والواقع المعيق) ،مجلة المفكر،
العدد العاشر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية – بسكرة ،الجزائر ،جانفي ،2014ص.337 :
( )2المرسوم التشريعي رقم ،12-93المؤرخ في 5أكتوبر ،1993يتعلق بترقية االستثمار( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،64
الصادرة سنة .)1993
28
ﻓﺼﻞ ﺗﻤﮭﯿﺪي :اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺘﺄﺻﯿﻠﻲ واﻟﻨﻈﺮي ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر
)(1
ﺗﻛرﯾس ﻧظﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزات وﻫﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻣر رﻗم 08-06
ﺟﺎء ﻫذا اﻷﻣر ﻟﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر اﻟﺳﺎﺑق ،وأﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ:
-1ﺗﻧﺟز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﺑﯾﺋﺔ ،وﺗﺳﺗﻔﯾد ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
-2أﻧﺷﺊ ﻟدى اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺟﻠس وطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺿﻊ ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ
ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺑﺳﯾﺎﺳﺔ دﻋﻣﻬﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
)(2
اﻟﻣﻬﺎم.
ﯾﺄﺗﻲ إﺻدار اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر)اﻟﻘﺎﻧون رﻗم (09-16:ﺑﻐرض
ﺗﺛﻣﯾن اﻟﻘدرات اﻟﺑﺷرﯾﺔ و اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزﺧر اﻟﺟزاﺋر ﺑﻬﺎ ،وﻫو اﻹﺻدار اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ ظل ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺷرﺳﺔ ﺑﯾن اﻟدول ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﺻﺔ ﻣن ﺣﺻص
ﻛرس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة .وﻟﻘد ّ
أﻫﻣﯾ ﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻛﺎن ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ أو اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ّ
اﻟﻣﺷرع ﺑذاﺗﻪ ،ﻣن ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ ،2016ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﺑﺣﺟﺔ ّأﻧﻬﺎ
ّ ﻛﺎن ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﻫذا
إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .إذ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛل اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ،و ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،و اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ،و أن ﺗﺟد ﺣﻼ ﻟﻪّ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻛﻣن ،و ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻧﺎ ،ﻓﻲ أوﻟوﯾﺔ ﺗﺛﺑﯾت ﻣﻧﺎخ أﻋﻣﺎل
ﻣﺳﺎﻋد ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي ،و إدارة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕوادارة ﻋﻣل ،و اﻟﺳﻌﻲ اﻟداﺋم ﻣن أﺟل
ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ أو اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.
)(1
أﺣﻤﺪ ﺳﻤﯿﺮ أﺑﻮ اﻟﻔﺘﻮح :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .39
)(2
ﻟﯿﻠﯿﺎ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .157
29
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
تسعى كل دولة من خالل سياستها التشريعية إلى منح العديد من الضمانات القانونية
لالستثمارات األجنبية فيها ،بهدف جذبها وحتى يطمئن المستثمرون األجانب على أموالهم وال
يمكن تصور عدم وجود إطار قانوني معين يحمي االستثمارات األجنبية لدولة تحاول االرتقاء
واللحاق بركب التطور االقتصادي الهائل الحاصل في الدول المتقدمة ،وهذا عن طريق
االستثمارات وفي ظل اقتصاد عالمي يتجه نحو اقتصاد السوق ،فوجود نظام قانوني لجذب
وحماية االستثمار أمر ضروري ال بد منه.
فالضمانات الموضوعية هي تلك الضمانات التي يكون موضوعها التعهد بضمان حقوق
المستثمر الجوهرية وحماية رأسماله واألرباح المحققة عنه وحقه في تحويله وحماية ملكيته من
المخاطر غير التجارية واإلجراءات التي تتخذها الدولة ضد االستثمار ،ومنح المستثمر العديد
من االمتيا ازت والحوافز.
سنحاول تسليط الضوء في هذا الفصل على هذه الضمانات من خالل الضمانات القانونية
المتعلقة بالمبادئ المنظمة لالستثمار المبحث األول ،أما في المبحث الثاني سنتطرق إلى
الضمانات المالية المتعلق باالستثمار ،وأخي ار الضمانات المتعلقة بمنح االمتيازات والحوافز في
إطار االستثمار في المبحث الثالث.
________________________
( )1عمر مصطفى جبر إسماعيل :ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي و تطبيقاتها المعاصرة ،دار النفائس ،الطبعة
األولى ،األردن ،2010 ،ص.27 :
( )2عبد هللا عبد الكريم عبد هللا :ضمانات االستثمار في الدول العربية – دراسة قانونية مقارنة ألمه التررععات العربية
والمعامهدات الدولية مع اإلرارة إلى منظمة التجارة العالمية و دورمها في مهذا المجال ،دار الثقافة ،الطبعة األولى ،عمان،
،2008ص.23 :
30
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
31
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
ارتأينا في هذا المطلب التطرق إلى تكريس مبدأ حرية االستثمار (الفرع األول) ،والى
القيود الواردة على هذا المبدأ (الفرع الثاني):
تم تكريس مبدأ حرية االستثمار ألول مرة في القانون رقم 10-90المتعلق بالنقد و
القرض المعدل و المتمم ،كما أقره المرسوم التشريعي رقم 12-93من خالل تقديسه للملكية
الخاصة ،و فتح المجال أمام رأس المال الوطني واألجنبي إلنجاز االستثمارات في مختلف
المجاالت ( ، )1وقد كرس هذا التوجه بشكل ملموس في دستور 1996بموجب المادة 37منه
()2
التي نصت على ما يلي( :حرية التجارة و الصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون).
والمالحظ من نص المادة أنها أقرت مبدأ التجارة و الصناعة الذي يعد من ركائز اقتصاد
السوق و دعائم مبدأ حرية االستثمار ،بحيث يمنح لألشخاص إمكانية ممارسة األنشطة ذات
الطابع االقتصادي بكل حرية في إطار القواعد القانونية ،وذلك إثر االعتراف بالحق في المبادئ
الخاصة ،وتم تأكيد مبدأ حرية االستثمار بشكل واضح في األمر رقم 03-01المعدل والمتمم
باألمر رقم 08-06بحيث أقر مبدأ الحرية التامة في انجاز االستثمارات مع مراعاة األنظمة
()3
القانونية لألنشطة المقننة وحماية البيئة ،وهذا ما نصت عليه المادة 04منه.
__________________________
( )1أحمد تالي( :النظا القانوني لألنرطة المنجمية في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،الجزائر ،2014 ،ص03:
( )2المرسوم الرئاسي رقم ،438-96المؤرخ في 07ديسمبر ، 1996يتعلق بإصدار دستور الجمهورعة الجزائرعة
الديمقراطية الرعبية ،المصادق عليه في استفتاء 28نوفمبر ( ،1996الجريدة الرسمية ،العدد 76لسنة ،1996المعدل
بالقانون رقم 03-02المؤرخ في 10أفريل ،2002الجريدة الرسمية ،العدد 25لسنة ، 2002ومعدل بالقانون رقم 19-08
المؤرخ في 15نوفمبر ،2008الجريدة الرسمية ،العدد 63لسنة .)2008
) (3المادة 04من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.17 :
32
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
فقد جاء هذا االنفتاح على حرية االستثمار كنتيجة حتمية بسبب عدم توصل قانون
االستثمار لسنة 1993إلى تحقيق األهداف المرجوة منه و فشله في استقطاب االستثمار
األجنبي ،وتم تكريسه في ظل األمر 08-06من خالل فتح كل القطاعات االقتصادية أمام
المستثمر األجنبي ،إلى جانب توسيع مجاالت االستثمار ،وبالنظر إلى نص المادة 02من
األمر 03-01المعدل والمتمم ،فقد وسع المشرع الجزائري من مجاالت االستثمار ،وهذا التوسع
ليس خيا ار اقتصاديا بقدر ما هو حتمية مفروضة خاصة إذا علمنا أن المشرع مجبر على
خوصصة المؤسسات العمومية التي تعتبر أهم عناصر عملية التحول نحو اقتصاد السوق وهذا
()1
تحت ضغط صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لإلنشاء والتعمير.
الفرع الثاني :القيود الواردة على مبدأ حرعة االستثمار
لقد وضع المشرع الجزائري على مبدأ حرية االستثمار قيودا من خالل المرسوم التشريعي
رقم ،12-93بحيث استثنى من مجال نشاط االستثمار الخاص الوطني واألجنبي قطاعات
النشاط (إنتاج سلع أو خدمات) المخصص صراحة للدولة أو ألي شخص معنوي لكن األمر
فروعها ، 2 رقم 03-01لم يورد أي نص صريح يؤكد وجود قطاعات مخصصة للدولة أو
( )
والهدف من ذلك هو تحقيق االنسحاب التدريجي للدولة من الدائرة االقتصادية وفسح المجال
للقطاع الخاص الوطني و األجنبي في إطار قواعد المنافسة ،وهذا ما يتماشى مع مبادئ
اقتصاد السوق التي تبنتها الجزائر في ظل اإلصالحات االقتصادية والسياسية ،فقد ألغى
المشرع الجزائري القيد الذي وضعه المرسوم التشريعي رقم 12-93و هذا بموجب األمر رقم
03-01بخصوص القطاعات اإلستراتيجية ،ونجد أن مفهوم القطاعات اإلستراتيجية غير
__________________________
( )1كريمة صبيات( :المعاملة القانونية لالستثمار األجنبي في ظل األمر ،)08-06مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا
( )2عبد الرزاق عزرين( :النظا القانوني لالستثمارات األجنبية في الجزائر"واقع وآفاق") ،مذكرة ماستر ،غير منشورة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة خميس مليانة ،الجزائر ،2014 ،ص.43 :
33
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
واضح بشكل دقيق و حصري خاصة في ظل التطور االقتصادي ( ،)1ومثال على تلك
القطاعات قطاع المحروقات ( ،)2لكنه كان مفتوحا أمام االستثمار ،فال جدوى إذن من ذكر هذا
المصطلح ،وبالرغم من أن المشرع قد حسم األمر وأطلق حرية االستثمار ،بحيث لم يعد هناك
مجال للحديث عن قيد القطاعات اإلستراتيجية لكنه أبقى على قيد ثاني وهو مراعاة التشريع
والتنظيمات المتعلقة بالنشاطات المقننة وحماية البيئة ،وهنا تتدخل الدولة فيها بمنح ترخيص
مسبق من أجل ممارستها ،والهدف من ذلك هو حماية الصحة و األمن العام و البيئة باعتبارها
معرضة للمخاطر بسبب هذه النشاطات ،من بينها :استيراد البضائع ،النشاطات الصيدالنية،
رمي النفايات الصناعية أو تحويلها ( ،)3فالنشاطات المقننة هي التي تخضع للقيد في السجل
التجاري ،وهي ليست محظورة ألن ذلك فيه مساس بمبدأ دستوري ،إنما هي محاطة بسياج
إضافي لحماية المنفعة المادية و المعنوية للمواطن و البيئة ،فهذه النشاطات حرة في أصلها
ولكن هذه الحرية ليست مطلقة ( ،)4لكننا نرى أن عبارة " النشاطات المقننة " عبارة عامة ليس
لها معنى محدد خاصة أنه ال يوجد أية نصوص تطبيقية تحدد النشاطات المقننة ،وهذا من
شأنه فسح المجال للسلطات العمومية بالتدخل والحد من حرية االستثمار وهذا ما يجعل
المستثمرين األجانب في خوف وقلق.
بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم 40-97المتعلق بمعايير تحديد وتأطير النشاطات
والمهن المقننة الخاضعة للقيد في السجل التجاري( ،)5فحسب مفهوم المادة 02منه فإن كل
__________________________
( )1سارة محمد( :االستثمار األجنبي في الجزائر– دراسة حالة أوراسكو ) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر ،2010 ،ص.44 :
( )2القانون رقم ،01-13المؤرخ في 20فيفري ،2013المتعلق بالمحروقات ،المعدل والمتمم للقانون رقم ،07-05المؤرخ
في 28أفريل ( ،2005الجريدة الرسمية ،العدد ،11المؤرخة في 24فيفري ،2013ص.)04 :
( )5المرسوم التنفيذي رقم ،40-97المؤرخ في 18يناير ،1997يتعلق بمعايير تحديد النراطات والمهن المقننة الخاضعة
للقيد في السجل التجاري وتأطيرمها( ،الجريدة الرسمية ،العدد 05لسنة 1997ص.)7 :
34
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
نشاط أو مهنة خاضعة للقيد في السجل التجاري تتطلب بطبيعتها و مضمونها و محلها و
وسائل تنفيذها توفر شروط خاصة حتى يتم الترخيص بممارستها كمهنة مقننة أو نشاط مقنن
ومن أجل االستفادة من االستثمارات األجنبية في االقتصاد الوطني أضاف المشرع بعض القيود
لمبدأ حرية االستثمار في قانون المالية التكميلي لسنة ،)1(2009تتمثل في نظام الشراكة وحق
الشفعة ،باإلضافة إلى نظام التصريح لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والدراسة المسبقة
من قبل المجلس الوطني لالستثمار ،إلى جانب بعض القيود المتعلقة بالصرف وحركة رؤوس
األموال ،فهذه الشروط تعتبر قيودا من شأنها التقليص من حرية االستثمار ،فضال عن ذلك
فان المادة 01من األمر 03-01تجمع بين النشاطات المنتجة للسلع و الخدمات التي يقوم
بها المستثمر الوطني أو األجنبي ،وكذا تلك المنجزة في إطار "منح االمتياز والرخص" ،مما
يثير تساؤالت حول كيفية تجسيد مبدأ الحرية المكرسة في المادة 04من نفس األمر.
()2
سنحدد في هذا المطلب مبدأين آخرين من مبادئ االستثمار المكرسة في القوانين المتعلقة
باالستثمار وهما :مبدأ المساواة في المعاملة (الفرع األول) ،ومبدأ حرية التحويل (الفرع الثاني).
المستثمر الوطني( ،)3فالمعاملة الوطنية نظام قانوني تلتزم بموجبه الدولة المستقطبة
____________________
( )1األمر رقم ،01-09المؤرخ في 22يوليو ،2009يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( ،2009الجريدة الرسمية ،العدد
،44الصادرة سنة ،2009ص)04 :
( )2عماد عجابي( :تكرعس مبدأ حرعة التجارة و الصناعة في الجزائر) ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد الرابع،
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر-باتنة ،الجزائر ،ديسمبر ،2014ص.274 :
( )3شوميسة ثلجون( :الرراكة كوسيلة قانونية لتفعيل االستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية
الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة أمحمد بوقرة -بومرداس ،الجزائر ،2006 ،ص.48 :
35
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
لالستثمار بمنح المستثمر األجنبي معاملة ال تقل تفضيال عن المعاملة الممنوحة للمستثمرين
الوطنيين ،وبالتالي يتمتع المستثمر األجنبي بشروط المنافسة التي يتمتع بها المستثمر الوطني
في إقليم البلد المستقطب لالستثمار( ،)1فهو ضمان يعترف به المستثمر األجنبي في أغلب
قوانين االستثمار ،ويضمن هذا المبدأ المعاملة المنصفة والعادلة بين المستثمرين الجزائريين
وبين األجانب ( ،)2وقد كفله المشرع الجزائري بموجب المادة 38من المرسوم التشريعي رقم
( :12-93يحظى األشخاص الطبيعيون والمعنويون األجانب بنفس المعاملة التي يحظى بها
األشخاص الطبيعيون والمعنويون الجزائريون من حيث الحقوق وااللتزامات فيما يتصل
باالستثمار ،ويحظى جميع األشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب بنفس المعاملة مع
االحتفاظ بأحكام االتفاقيات المبرمة بين الدولة الجزائرية والدول التي يكون هؤالء األشخاص من
رعاياها)( ،)3وتم التأكيد عليه بموجب األمر 03-01المعدل والمتمم من خالل نص المادة 01
منه( :يحدد هذا األمر النظام الذي يطبق على االستثمارات الوطنية واألجنبية المنجزة في
النشاطات االقتصادية المنتجة للسلع والخدمات ،وكذا االستثمارات التي تنجز في إطار منح
االمتياز و/أو الرخصة )( ،)4ونستشف هذا المبدأ من خالل نص المادة 14من نفس األمر
على أنه( :يعامل األشخاص الطبيعيون والمعنويون األجانب بمثل ما يعامل به األشخاص
الطبيعيون والمعنويون الجزائريون في مجال الحقوق و الواجبات ذات صلة باالستثمار ،و يعامل
جميع األشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب نفس المعاملة مع مراعاة أحكام االتفاقيات التي
أبرمتها الدولة الجزائرية مع دولهم األصلية)( ،)5فطبقا لنص هذه المادة ميز المشرع بين حالتين،
فإذا كنا بصدد القانون الداخلي يعامل المستثمرون وطنيون أو أجانب على أساس مبدأ عدم
__________________
( )1يزيد ميهوب( :الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمرعن األجانب في ظل اتفاقيات االستثمار المبرمة من الجزائر)،
مداخلة ألقيت بملتقى دولي بعنوان منظومة االستثمار في الجزائر ،بتاريخ 24-23أكتوبر ،2013كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة 08ماي -1945قالمة ،الجزائر ،ص.08 :
( )4المادة 01من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.5 :
( )5المادة 14من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :نفس المرجع ،ص7 :
36
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
التمييز في مجال الحقوق والواجبات المتعلقة باالستثمار ،باستثناء ما تمليه التشريعات المتعلقة
باألنشطة المقننة ،أما في حالة وجود اتفاقيات دولية ،فتخضع المعاملة لمبدأين أساسيين هما:
مبدأ الدولة األولى بالرعاية ومبدأ المعاملة بالمثل ،فهما يضمنان للمستثمر المنتمي للدولة
()1
المتعاقدة مع الجزائر مزايا تفضيلية.
ويقصد بمبدأ الدولة األولى بالرعاية أن تتعهد الدولة المستقبلة لالستثمار بمقتضى اتفاقية
بينها وبين دولة مصدرة لالستثمار ،بمعاملة االستثمارات التابعة لهذه الدولة أفضل معاملة
تتلقاها االستثمارات األجنبية فيها ،فهو بند يسمح للمستثمر األجنبي من االستفادة من مزايا
إضافية من أي نوع كان لم تنص عليها االتفاقية التي أبرمتها دولته مع الجزائر ،مع مراعاة أن
شرط الدولة األولى بالرعاية يستبعد في حالة ما إذا كانت االمتيازات الممنوحة لدولة ثالثة تمت
في إطار اتحاد جمركي أو اقتصادي أو منطقة للتبادل الحر أو أي شكل من أشكال التكتل
االقتصادي الجهوي و يعد ذلك من االستثناءات الواردة على هذا الشرط و تشير كل اتفاقيات
االستثمار الثنائية إلى ذلك صراحة ( ،)2هذا الشرط تم النص عليه في المادة األولى من االتفاقية
العامة للتعريفات الجمركية و التجارة سنة ،1947وهو يكتسي أهمية كبيرة في العالقات
التجارية الدولية ( ،)3أما بالنسبة لمبدأ المعاملة بالمثل فهو من مبادئ العرف الدولي و يقضي
بتعهد دولة ما بمعاملة ممثلي دولة أخرى و رعاياها وتجارتها بشكل مماثل أو معادل للمعاملة
التي تتعهد بها هذه األخيرة بتقديمها أو تقدمها فعال كما ال ننسى أن هذا المبدأ يعتبر من ركائز
العدل في الشريعة اإلسالمية( ،)4ويجب التفرقة بين التمييز في المعاملة و االختالف في
المعاملة ،ألن الدولة المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية تحتفظ بحق منح معاملة خاصة
لمستثمر ما دون أن يكون لها النية في التمييز بينه وبين المستثمرين اآلخرين وذلك من أجل
__________________________
( )3وردة خزندار( :تأثير انضما الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على المنظومة المصرفية) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر ،2012 ،ص.06 :
( )4عبد الرحمن زيدان الحواجري( :المعاملة بالمثل في العالقات الدولية في الفقه اإلسالمي) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة
،كلية الشريعة ،الجامعة اإلسالمية -غزة ،فلسطين ،2002 ،ص.09 :
37
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
تحقيق أهدافها ومصالحها االقتصادية( ،)1وفي حالة وجود اتفاقيات دولية كما جاء في الفقرة
الثانية من المادة 14السالفة الذكر ،وهو ما يعتبر استثناء عن مبدأ المساواة في المعاملة ،كما
جاء النص على مبدأ المعاملة الوطنية في المادة الثانية من اتفاق تدابير االستثمار المتصلة
بالتجارة ،فقد حظرت االتفاقية على األعضاء القيام بتطبيق تدابير االستثمار المرتبطة بالتجارة
()2
والتي تتعارض مع االلتزام بالمعاملة الوطنية.
وبال شك فمضمون قاعدة المعاملة المنصفة والعادلة يشكل ضمانة بالغة األهمية
للمستثمرين األجانب في الدول المضيفة ،ولذلك فهي تعد بندا نموذجيا احتوته كل اتفاقيات
االستثمار خاصة الثنائية منها ،كما نصت المادة الثالثة من اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلين
لالستثمار بين الجزائر وفرنسا( :يلتزم كل من الطرفين المتعاقدين طبقا لقواعد القانون الدولي
بضمان على إقليمه ومنطقته البحرية معاملة عادلة و منصفة الستثمارات مواطني وشركات
كما أن هناك نصوصا أخرى تثبت وجود استثناءات إضافية وواقعية على اآلخر) ، 3
( )
الطرف
مبدأ المساواة في المعاملة بين المستثمرين ،متجاوزة مبدأ العدالة و المساواة بين المواطنين،
فالحديث عن القواعد التمييزية يجعلنا دائما نفسرها لصالح المستثمرين الوطنيين لكن بالرجوع
إلى بعض النصوص القانونية نجد أحيانا ربط االستثمار في القطاعات الثقيلة بالقدرات
واإلمكانيات الكبيرة التي يمتلكها الراغب في االستثمار ،وغالبا تكون لدى المستثمرين
األجانب( ،)4ويعد قانون المحروقات أحد أهم تلك النصوص ،فالتفضيل يكون للشركات
_________________________
()2عثمان بقنيش( :االستثمارات األجنبية المباررة في إطار منظمة التجارة العالمية) ،مجلة منازعات األعمال ،العدد ،06
المغرب ،ماي-يونيو ،2015ص.125 :
( )3المرسوم الرئاسي رقم ،01-94المؤرخ في ،1994/01/20يتضمن المصادقة على االتفاق المبر بين حكومة
الجمهورعة الجزائرعة الديمقراطية الرعبية و حكومة الجمهورعة الفرنسية برأن الترجيع و الحماية المتبادلين ،فيما يخص
االستثمارات و تبادل الرسائل المتعلق بهما ،الموقعين في الجزائر في 13فبراير ( ،1993الجريدة الرسمية ،العدد األول ،سنة
،1994ص.)05 :
( )4ليلى بن عنتر( :مدى تحفيز استثمارات الرركات متعددة الجنسيات في القانون الجزائري) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة،
كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة أمحمد بوقرة -بومرداس ،الجزائر ،2006 ،ص ،ص.120-119 :
38
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
تحرص البلدان النامية الجادة في انتهاج سياسة اقتصادية منفتحة على اقتصاد السوق
وخاصة الجزائر ،على منح المستثمرين األجانب حق تحويل رؤوس أموالهم والعوائد الناتجة
عنها( ،)1كما يدخل ضمن عملية التحويل تلك المبالغ المالية الناتجة عن التنازل عن االستثمار
()2
المنجز في الجزائر ،سواء كان ذلك بشكل إرادي أو بسبب نزع الملكية للمنفعة العامة.
ويتولى مجلس النقد والقرض تنظيم هذه العملية ووضع اإلجراءات والقواعد الخاصة بها بموجب
()4
أنظمة وتعليمات خاصة بها ،ومن بينها :النظام رقم ،)3( 03-05وكذا النظام رقم 04 -14
فالمستثمر األجنبي يولي أهمية خاصة العتراف البلد المضيف بحق حرية التحويل لتحقيق
مصالحه المالية ،إذ ما الفائدة التي يجنيها المستثمر إذا كان محروما من حق تحويل أرباحه
()5
وعائدات استثماره ونتائج التنازل عن مشروعه االستثماري أو تصفيته؟!
وقد أدرج المشرع الجزائري ضمان إعادة تحويل رؤوس األموال المستثمرة و نواتجها في نص
المادة 31من األمر رقم ( :03-01تستفيد االستثمارات المنجزة انطالقا من مساهمة في رأس
المال بواسطة عملة صعبة حرة التحويل يسعرها بنك الجزائر بانتظام ويتحقق من استيرادها
قانونا ،من ضمان تحويل الرأسمال المستثمر والعائدات الناتجة عنه كما يشمل هذا الضمان
_________________________
( )1نور الدين بوسهوة( :المركز القانوني األجنبي في القانونين الدولي والجزائري) ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية الحقوق،
جامعة سعد دحلب -البليدة ،الجزائر ،2005 ،ص.98 :
( )2نعيمة بن أوديع( :النظا القانوني لحركة رؤوس األموال من والى الجزائر في مجال االستثمار) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري-تيزي وزو ،الجزائر ،2010 ،ص.27 :
( )3النظام رقم ،03-05المؤرخ في 06يوليو ،2005يتعلق باالستثمارات األجنبية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،53الصادرة
في 31يوليو ،2005ص.)27 :
( )4النظام رقم ،04-14المؤرخ في 29سبتمبر ،2014يحدد رروط تحوعل رؤوس األموال إلى الخارج بعنوان االستثمار
في الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،63الصادرة في 22
أكتوبر ،2014ص.)34 :
39
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
المداخيل الحقيقية الصافية الناتجة عن التنازل أو التصفية ،حتى وان كان هذا المبلغ أكبر من
الرأسمال المستثمر في البداية)( ،)1وبالرجوع إلى المرسوم التشريعي رقم ،12-93نالحظ أن
المشرع الجزائري لم يغير شيئا في مضمون المادة 12من هذا المرسوم ،والجديد الوحيد في
األمر رقم 03-01هو التغيير في موقع المادة فبعدما كانت ضمن الضمانات األساسية
أصبحت ضمن األحكام الختامية ،وكأن تمتع المستثمر بحق حرية التحويل أم ار بديهيا ،والغاية
التي توخى المشرع تحقيقها من خالل إق ارره لمبدأ حرية التحويل هي أن هذا المبدأ يلعب دو ار
هاما في استقطاب رؤوس األموال األجنبية.
أما فيما يخص ميعاد التحويل ،فلم تحدد المادة 31السالفة الذكر مهلة قانونية لذلك،
بخالف المادة 12من المرسوم التشريعي 12-93التي حددت مهلة لتنفيذ طلب التحويل و هي
،كما أن هناك عدة اتفاقيات دولية في مجملها تكريس لمبدأ حرية التحويل ()2
60يوما ال أكثر
،ومن بينها نجد االتفاقية المبرمة بين الجزائر واالتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي(،)3
وهذا المبدأ ال يطبق بشكل مطلق ،بحيث يجب على المستثمر احترام التشريع و التنظيم
المعمول به في هذا المجال ،والذي يوضع من قبل الدولة لتنظيم سوق الصرف و حركة رؤوس
()4
األموال من والى الخارج.
تقتضي دراسة هذا المطلب التعريف بمبدأ الثبات التشريعي (الفرع األول) ،ثم معرفة
موقف المشرع الجزائري منه (الفرع الثاني).
_________________________
( )1المادة 31من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.08 :
( )2عيبوط محند وعلي :المرجع السابق ،ص.86 :
( )3المرسوم الرئاسي رقم ،345-91المؤرخ في 05أكتوبر ،1991يتضمن المصادقة على االتفاق المبر بين حكومة
الجمهورعة الجزائرعة الديمقراطية الرعبية و االتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي المتعلق بالترجيع و الحماية
المتبادلة لالستثمارات الموقع بالجزائر بتارعخ 24ابرعل ( ،1991الجريدة الرسمية ،العدد ،46الصادرة بتاريخ 06أكتوبر
.)1991
( )4األمر رقم ،10-03المؤرخ في 26أوت ،2010يعدل و يتمم األمر رقم 22-96المؤرخ في 9يوليو ،1996المتعلق
بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج( ،الجريدة الرسمية،
العدد ،50الصادرة بتاريخ أول سبتمبر ،2010ص.)09 :
40
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
يراد بمبدأ الثبات التشريعي التزام الدولة بعدم إدخال تعديالت على اإلطار التشريعي و
التنظيمي الذي يحكم االستثمارات المنجزة عند تعديل أو إلغاء القوانين الخاصة باالستثمارات،
فإعمال قواعد العدالة تحيلنا إلى ضرورة خضوع االستثمارات للتشريع والتنظيم الذي نشأت في
ظله بغرض حماية المستثمرين من المتغيرات التشريعية التي قد ال تخدم المستثمر من جهة،
ومصلحة الدولة من جهة أخرى ،فهو يعد بمثابة تعطيل مؤقت متعمد لحق الدولة ككيان ذي
سيادة في ممارسة اختصاصاتها التشريعية والتنظيمية والهدف من ذلك هو تحقيق الديمومة
التشريعية والتنظيمية واستقرارها.
إذ يعد تطبيق مبدأ ثبات التشريع من أهم الضمانات الجاذبة لالستثمار ،وخاصة في الدول التي
بحاجة لالستثمار( ،)2فهو يستند إلى نصوص قانونية قائمة في قانون الدولة المضيفة
لالستثمار ،بحيث ينص على منح الطرف األجنبي المتعاقد مع الدولة كافة المزايا االستثنائية
()3
المنصوص عليها في هذا القانون ،مع التعهد باستمرارها حتى في حال تعديل هذا القانون.
فشرط الثبات التشريعي يعرف بأنه :الشرط الهادف إلى تجميد دور الدولة كسلطة تشريعية
_________________________
( )1نصير عاشوري( :ضمانات االستثمار في التررعع الجزائري) ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،غير
منشورة ،الجزائر ،2010 ،ص ،ص.16-15 :
( )2حسين عيسى عبد الحسن( :الضمانات العقدية لالستثمار -دراسة مقارنة) ،مجلة الكوفة ،العدد ،21المجلد ،01كلية
العلوم القانونية والسياسية ،جامعة الكوفة -بابل ،العراق ،2014 ،ص.188 :
( )3سعد الدين أمحمد( :العقد الدولي بين التوطين والتدوعل) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم القانونية واإلدارية،
جامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف ،الجزائر ،سنة ،2008ص.51 :
41
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
وطرف في العقد في تعديل القواعد القانونية النافذة بينها و بين المستثمر األجنبي وقت إبرام
هذا عقد االستثمار على نحو قد يخل بالتوازن العقدي أو االقتصادي بين طرفي الرابطة
العقدية ،وبالتالي يعتبر هذا الشرط بمثابة تنازل من الدول لصالح المستثمر األجنبي على جزء
من سيادتها في مجال التشريع ،من خالل تحصينه من الخضوع لتطبيق أية تعديالت تشريعية
الحقة عليه قد تضر بمركزه االقتصادي( ، )1فهو أداة قانونية يتم من خاللها حماية المستثمر
األجنبي من مخاطر التشريع متى حاولت الدولة التعديل بسن تشريع جديد ،و هذه الحماية تتم
()2
بواسطة تجميد دور الدولة في التشريع في نطاق عالقتها بالمستثمر األجنبي.
ويكتسب مبدأ الثبات التشريعي قوته من األداة التي يصدر بموجبها عقد االستثمار الذي
يجمع بين الدولة المضيفة والمستثمر األجنبي ،إذا تمت الموافقة على هذا العقد بموجب قانون
يصدر عن الدولة المضيفة المعنية أي أن هذه األخيرة تتعهد بناء على سلطتها العامة بعدم
تطبيق التعديالت الالحقة التي قد تط أر على قوانينها الداخلية على المستثمر األجنبي وذلك
()3
بقصد تشجيعه على االستثمار فيها.
فضمان تفعيل هذا المبدأ مرتبط باالستقرار التشريعي والسياسي ،فالهدف منه هو تفادي
المساس بسالمة العقود المبرمة وضمان استمرار سريان اإلطار القانوني الذي اتخذت وفقا له
()4
االتفاقيات التعاقدية.
_________________________
( )1محمود فياض( :دور ررط الثبات التررععي في حماية المستثمر األجنبي في عقود الطاقة بين فرضيات واركاليات
التطبيق) ،مداخلة ألقيت بالمؤتمر السنوي الحادي والعشرين "الطاقة بين القانون واالقتصاد" ،بتاريخ 21-20ماي ،2013كلية
القانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،ص ،ص.203-202 :
( )2غسان عبيد محمد المعموري( :ررط الثبات التررععي و دوره في التحكي في عقود البترول) ،مجلة رسالة الحقوق،
المجلد األول ،العدد الثاني ،كلية الحقوق ،جامعة كربالء ،العراق ،سنة ،2009ص.172 :
( )3ليلى سالم ( :الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة
وهران ،الجزائر ،سنة ،2012ص ،ص.100-99 :
( )4فايزة شاقور جلطية( :معوقات االستثمار األجنبي خارج قطاع المحروقات في الجزائر_ دراسة مقارنة بين الجزائر ،تونس
والمغرب خالل الفترة ، )2010-2000مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية،
جامعة وهران ،الجزائر ،2013 ،ص ،ص.87-86 :
42
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
نص المشرع الجزائري على هذا المبدأ في نص المادة 39من المرسوم التشريعي رقم
،12-93ثم في نص المادة 15من األمر رقم 03-01المتعلق بتطوير االستثمار المعدل
والمتمم التي تنص على ما يلي( :ال تطبق المراجعات أو اإللغاءات التي قد تط أر في المستقبل
على االستثمارات المنجزة في إطار هذا األمر إال إذا طلب المستثمر ذلك صراحة)( ،)1بحيث
يفهم من نصي المادتين 39و ،15أن المشرع الجزائري لم يقتصر فحسب على ضمان
االستقرار التشريعي للمستثمر من خالل االمتناع عن تطبيق أي تعديل أو إلغاء لقانون على
االستثمارات التي تم الشروع في إنجازها ،بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث أضاف ضمان
أوسع يتمثل في االستفادة من التشريع الجديد ،بحيث يتمتع بحق مكتسب إذا احتوى التعديل
الوطني الجديد على ضمانات أخرى ( ، )2فبعد تكريس هذا المبدأ ،يستمر المستثمر من
االستفادة من أحكام القانون الساري المفعول عند الشروع في انجاز مشروعه بالرغم من إعادة
النظر في النظام القانوني لالستثمارات ،بحيث ال تطبق عليه هذه التعديالت إال إذا وافق على
ذلك صراحة وال يطالب بذلك إال في حالة ما إذا كانت هذه التعديالت تتضمن امتيازات وحوافز
إضافية في المجال الضريبي أو النقدي أو الجمركي أو غيرها.
()3
_________________________
( )1المادة 15من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.07 :
43
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
سنوضح من خالل هذا المبحث الضمانات المالية المتعلقة باالستثمار والمكرسة في
التشريع الجزائري من خالل مطلبين مستقلين ،بحيث تناولنا في المطلب األول ضمان حماية
االستثمار من المخاطر غير التجارية ،أما في المطلب الثاني ضمان الحق في التعويض.
44
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
يميز الفقهاء بين نوعين من المخاطر التي تواجه المستثمر ،فالنوع األول يتمثل في المخاطر
التجارية ،والتي تدخل في إطار حياة المؤسسة وليس للدولة أية مسؤولية فيها ،فال تستطيع تقديم إال
بعض الضمانات ،والمخاطر غير التجارية ،والتي تندرج ضمن بعض األحداث السياسية التي تعرفها
الدولة وتؤثر بشكل مباشر على االستثمار ،وبعض الق اررات التي تتخذها الدولة في إطار ممارستها
لسيادتها( ،)1فتحقق تلك المخاطر يعني اإلضرار بمصالح المستثمر وبالتالي ينتج عنه إضرار أكبر
بمصالح التجارية الداخلية والدولية ،فضمان االستثمار من هذه المخاطر يجعل المستثمر بمنأى عنها
وتحقق له األمان في حالة تحققها ويجعل المشروع االستثماري دوما على شاطئ األمان ،فهناك
المخاطر السياسية الناتجة عن سوء تسيير المصالح العمومية للدولة المضيفة ،وهناك أيضا
اإلجراءات االنفرادية التي تتخذها الدولة سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
سنقوم في هذا المطلب بدراسة ضمان حماية االستثمار من المخاطر السياسية من خالل الفرع
األول ،وضمان حماية االستثمار من اإلجراءات االنفرادية من خالل الفرع الثاني.
ال يوجد تعريف قانوني محدد للخطر السياسي ،ورغم اختالف الفقه حول تحديد مفهوم له ،إال
أنه يوجد شبه اتفاق على اعتباره( :تغيير مفاجئ يمس االستثمار بسبب حدث سياسي) ،ويعرف
بريلي مايرز المخاطر السياسية بأنها( :المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون الدوليون في نقض
كما يعرفها البعض بأنها( :هي االستثمار) ، 2
( )
الحكومة لوعودها أو آلخر وذلك بعد تنفيذ قرار
_________________________
( )2سيف هشام الفخري( :االستثمار الدولي والمخاطر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية االقتصاد ،جامعة حلب ،سوريا،
،2010ص.17:
45
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
تلك اإلجراءات التي تتخذها الحكومة أو السلطات العام في الدولة المضيفة لالستثمار سواء بطريق
مباشر أو غير مباشر ويكون من شأنها حرمان المستثمر األجنبي من حقوقه وسلطاته الجوهرية على
()1
االستثمار ومنافعه).
وتكون تلك اإلجراءات بطريق مباشر مثل نزع الملكية ،التأميم ،أما بطريق غير مباشر مثل
فرض ضرائب و رسوم خاصة على الشركات األجنبية ،إعفاء الشركات الوطنية من تلك الضرائب أو
الرسوم ،وبالتالي فهو تلك الخسارة الناشئة عن عمل أو امتناع صادر عن حكومة الدولة المضيفة أو
إحدى هيئاتها العامة ويسبب ذلك ضر ار بمصالح المستثمر األجنبي.
ويقتضي الخطر السياسي توافر عنصرين هما :وجود حدث ناتج عن سوء تسيير المصالح
العمومية للدولة المضيفة والمساس بملكية المستثمر وحرمانه من حقوقه.
ويمكن القول بأن الخطر السياسي يشمل األحداث السياسية التي تعرفها الدولة المضيفة والتي
يترتب عنها حرمان المستثمر من حقوقه الجوهرية على استثماره ،ومن خصائصه األساسية أنه ال
()2
يمكن للمستثمر التنبؤ به ،وهو من أهم المخاطر التي تواجه المستثمرين في الدول المضيفة.
يتعرض المستثمر األجنبي في أقاليم الدول المضيفة إلى العديد من المخاطر محتملة الوقوع وال
ريب أن تحديد هذه المخاطر له أهمية كبيرة جدا ،ويعد هذا التحديد نقطة البداية عند البحث عن
الضمان المقرر لالستثمار من المخاطر السياسية ،وقد صادقت الجزائر على اتفاقية إنشاء الوكالة
الدولية لضمان االستثمار ،التي أنشئت تحت رعاية البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ،وذلك بمقتضى
المرسوم الرئاسي رقم ،)3( 345-95ومصادقة الجزائر على هذه االتفاقية اعتراف بحد ذاته وضمن
كافي على المستوى الدولي للمستثمرين األجانب ،وقد أسندت للوكالة مهام تقديم ضمانات ضد
_________________________
( )3المرسوم الرئاسي رقم ،345-95المؤرخ في 30أكتوبر سنة ،1995يتضمن المصادقة على االتفاقية المتضمنة إنراء الوكالة
الدولية لضمان االستثمار ( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،66المؤرخة سنة ،1995ص.)03 :
46
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
المخاطر غير التجارية من الدول المضيفة بعدم المصادرة وقابلية تحويل األموال والحروب
واالضطرابات ،كما تلعب دو ار استشاريا هاما تقديم استشارات ونصائح للدول النامية لمساعدتها على
تهيئة بيئة االستثمار وقاعدة معلومات تساعد على زيادة تدفقات االستثمارات األجنبية ( ،)1كما لها
أن تدخل في معاهدات مع الدول األعضاء فيها تحل محل المستثمرين الذين تعوضهم عن األضرار
التي تصيبهم ،من جراء التعرض للمخاطر غير التجارية طبقا لعقود الضمان المبرمة وفقا
()2
لالتفاقية.
سنقوم بعرض المخاطر السياسية التي يمكن أن يتعرض لها المستثمر ويوجب ضمان مشروعه
االستثماري ضدها كما يلي:
_1الحرب واالضطرابات الداخلية التي تجتاح الدولة المضيفة:
تعتبر الحرب من بين أهم المخاطر التي تواجه المستثمرين األجانب ،ويقصد بها تلك الثورات
والتمرد واالنقالبات وما يماثلها من األحداث السياسية التي تتميز بخروجها عن سيطرة حكومة الدولة
المضيفة ،ويجب أن يكون دافع هذه االضطرابات هو تحقيق أغراض سياسية وايديولوجية حتى تكون
صالحة لضمان الوكالة الدولية( ،)3وتستبعد االتفاقية ضمان الخسائر التي وقعت قبل إبرام عقد
الضمان ،أو عن إجراءات حكومية كان المستثمر المعني قد وافق عليها أو كان مسؤوال عن اتخاذها،
أو عن مخاطر تخفيض العملة ،أما مخاطر اإلرهاب فال تغطيها الوكالة بصورة تلقائية ،وانما البد
من تقديم طلب مشترك من المستثمر والدولة المستقبلة لالستثمار ويجب أن يحظى هذا الطلب
بموافقة من مجلس اإلدارة باألغلبية الخاصة ،حسب المادة /11ب كما يلي( :يجوز لمجلس اإلدارة
بناء على طلب مشترك من المستثمر والدولة المضيفة أن يوافق باألغلبية الخاصة على إضفاء
()4
الصالحية للضمان على مخاطر غير تجارية محددة .)..
_________________________
( )1حساني بن عودة( :أثر العوامل المؤسساتية في جذب االستثمارات األجنبية المباررة في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر ،2011 ،ص.42 :
( )2عمر هاشم محمد صدقة :المرجع السابق ،ص ،ص.132-131 :
( )3عبد هللا عبد الكريم عبد هللا :المرجع السابق ،ص.166 :
( )4المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم :345-95المرجع السابق ،ص.06 :
47
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
إذا كان التغيير في نظام الحكم ال يمس بالمصالح المادية لالستثمارات األجنبية ،فإنه يخلق
نوعا من الشكوك لدى المستثمرين ،فهو عادة يتبع بق اررات إدارية هامة تؤثر على الوضع
االقتصادي للبالد بصفة عامة مثل تحويل رؤوس األموال والضرائب والقيود اإلدارية ومنافسة
القطاع العام ورقابة األسعار والقيود على االستيراد والتصدير ،فاإلجراءات اإلدارية والتجارية
والمالية المترتبة عن التغيير في نظام الحكم تمس بمصالح المستثمرين من حيث التأثير على
السير العادي لمؤسساتهم.
_3التأمي :
يعد قرار االستثمار في أي دولة كانت مرهونا بقدر الحماية التي تتعهد الدولة المضيفة
بتوفيرها للمستثمر األجنبي ،بما في ذلك تلك التي تتعلق بحماية الملكية العقارية من اإلجراءات
التي تتخذها الدولة بهدف حرمان مالكها منها بصفة نهائية ولدواعي الصالح العام ،ومن بين
تلك اإلجراءات نجد التأميم ،نزع الملكية للمنفعة العامة والمصادرة.
إذ يعتبر التأميم من أخطر اإلجراءات السياسية التي تتعرض لها االستثمارات األجنبية في
أقاليم الدول المضيفة لها ،المكيفة على أنها غير تجارية من الدرجة األولى ،ألنه يمس بالحقوق
األكثر أهمية والمكرسة بصفة مطلقة ،والتي تتمثل في "حق اإلنسان في الملكية الخاصة" بصفة
عامة وفي حق المستثمر األجنبي بصفة خاصة.
ويعرف التأميم بأنه اإلجراء الذي يتم بموجبه تحويل ملكية مؤسسة خاصة استثمارية تابعة
لشخص طبيعي أو معنوي إلى الدولة ،مقابل تعويض مناسب عادل ،كما يتم بموجب ق اررات
عمدية قانونية مدروسة مسبقا ،تنتج عن نتائج ذات طابع سياسي اقتصادي تمس بحق
المستثمر األجنبي في ملكيته بحرمانه منها ،وهو يشمل حرمان المالك من كل أمواله أو
عقاراته ،وبما أنه أصبحت االستثمارات األجنبية العصب األساسي لتحريك عجلة التنمية
()1
االقتصادية ،فقد تم استبعاد الحق في التأميم ،كضمان للمستثمر من هذا الخطر.
_________________________
48
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
_ 4نزع الملكية:
إن األفكار الرأسمالية القائمة على تقديس الملكية الفردية لم تحل دون االعتراف للدولة
فنزع بالقدرة على نزع الملكية الخاصة بصفة نهائية ،في حاالت معينة لدواعي الصالح العام.
()1
الملكية هو إجراء إداري يقصد حرمان الشخص من ملكيته وحقوقه العقارية جب ار من أجل
()2
المنفعة العامة نظير تعويضه عما يلحقه من ضرر تعويضا عادال ومنصفا.
-5االستيالء :وهو الحصول على األموال والخدمات الضرورية لضمان حاجات البالد وفقا
لحاالت الضرورة واالستعجال وهذا طبقا لنص المادة 679قانون مدني جزائري( ،)3وقد عرفه
بعض الفقهاء بأنه( :هو إجراء إداري القصد منه أن تستولي اإلدارة على عقار مملوك ألحد
األفراد لمدة مؤقتة مقابل أن تعوض المالك عن عدم انتفاعه بالعقار طوال مدة االستيالء
مستهدفة من ذلك تحقيق المنفعة العامة) ( ،)4فهو إجراء يستشف من جميع المستثمرين وطنيين
أم أجانب ،ويرد على جميع أنواع األموال عقارات أو منقوالت ،ويسترجع المستثمر أمالكه بعد
انقضاء األسباب الشرعية المبررة التخاذ هذا اإلجراء.
وأهم أوجه االختالف بين قرار نزع الملكية للمنفعة العامة والقرار الصادر باالستيالء هو
أن األول ينصب إال على العقار أما الثاني فيتناول األموال بصفة عامة ،كما أن قرار نزع
الملكية يؤدي إلى نقل الملكية بصفة نهائية ،بينما ال يترتب على قرار االستيالء سوى تخويل
السلطة العامة التي أصدرته الحق في االنتفاع بالمال محل االستيالء لفترة مؤقتة وحق المالك
في التعويض المقرر في االستيالء أو نزع الملكية.
_________________________
( )1عمر هاشم محمد صدقة :المرجع السابق ،ص. 33 :
( )2محمد الصغير بعلي( :النظا القانوني لنزع الملكية العقارعة للمنفعة العامة) ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول
الملكية العقارية الخاصة والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي 1945
قالمة ،الجزائر ،بتاريخ 26-25سبتمبر ،2013ص.30 :
( )3المادة 679من األمر رقم ،58-75المؤرخ في 26سبتمبر ،1975المتضمن القانون المدني( ،الجريدة الرسمية ،العدد
،78الصادرة في 30سبتمبر ،1975المعدل والمتمم بالقانون رقم ،10-05المؤرخ في 20جوان ( ،2005الجريدة الرسمية،
العدد ،44المؤرخة سنة ،2005ص.)1033 :
( )4عبد الهادي رياض سرمد( :االستيالء المؤقت على العقارات) ،مجلة كلية الحقوق ،العدد ،2المجلد ،15جامعة البحرين،
جويلية ،2013ص ،ص.88-84 :
49
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
-6المصادرة :وهي عبارة عن نقل ملكية أشياء أو أموال مملوكة للجاني أصال أو وجدت
بحوزته إلى الدولة واخراجها من ملك مالكها األصلي إلى ملك الدولة عقابا له على جريمته (،)1
فهي إجراء قد يتخذ عن طريق السلطة القضائية أو السلطة اإلدارية ،ويجب في كلتا الحالتين
أن يستند هذا اإلجراء إلى نص قانوني.
وقد عرفت الفقرة 01من المادة 15من قانون العقوبات لسنة 1966المعدل والمتمم
المصادرة بأنها( :المصادرة هي األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة أموال معينة ،أو
()2
ما يعادل قيمتها عند االقتضاء).
وبالتالي فهي إجراء ذو طابع جزائي تتخذه السلطة العامة في الدولة في مواجهة بعض أو
كل أمالك من ارتكب فعال معاقب عليه قانونا( ،)3وهذا ما يؤدي إلى انتفاء عنصر التعويض.
وقد تبنى المشرع الجزائري في قانون االستثمار المصادرة كإجراء تلجأ إليه الدولة ،فنصت
المادة 16من األمر رقم 03-01على أنه( :ال يمكن أن تكون االستثمارات المنجزة موضوع
()4
مصادرة إدارية إال في الحاالت المنصوص عليها في التشريع المعمول بها).
وسبق وأن قلنا أن المصادرة هي جزاء ال يترتب عليه تعويض ،ولكن بالرجوع إلى الفقرة
الثانية من نفس المادة نجد أنه يترتب عليها تعويض عادل ومنصف ،فكان على المشرع أن
___________________
( )1راشد بن ناصر بن مسفر المري ( :عقوبة المصادرة واإلتالف في جرائ المخدرات في النظا السعودي -دراسة تأصيلية
مقارنة تطبيقية) ،مذكرة ماجستير في العدالة الجنائية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية– الرياض -السعودية ،2010 ،ص:
. 09
( )2المادة 15من األمر رقم ،156-66المؤرخ في 8يونيو ( ،1966الجريدة الرسمية ،العدد ،49المؤرخة في 11يونيو
،)1966يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتم بالقانون ،23-06المؤرخ في 20ديسمبر ( ،2006الجريدة الرسمية،
العدد ،84المؤرخة في 24ديسمبر ،2006ص.)13 :
( )3وهيبة أمزيان( :نزع الملكية بين الررعية والمرروعية وحقوق الغير في التررعع الجزائري والقانون الدولي) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة أمحمد بوقرة_ بومرداس ،الجزائر ،2009 ،ص.08 :
50
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
يحدد بدقة أي صورة من صور نزع الملكية التي يقصدها المصادرة أم التأميم كون أن المصادرة
اإلدارية تتسم بطابعها الجزائي أكثر من التأميم؟
وقد نصت كل االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر على المصادرة باعتبارها من
األساليب التي تلجأ إليها الدولة لنزع الملكية ،نذكر من بينها اتفاقية المؤسسة العربية لضمان
االستثمار في نص المادة ( :1/18يغطي التأمين الذي توفره المؤسسة ..الخسائر المترتبة على
..اتخاذ السلطات العامة بالقطر المضيف بالذات أو بالواسطة إجراءات تحرم المؤمن له من
()2
حقوقه الجوهرية على استثماره وعلى األخص المصادرة.)..
في إطار ممارسة الدولة لسيادتها تقوم أحيانا بإجراءات تشريعية وتنظيمية من أجل توجيه
االستثمارات األجنبية لخدمة أهدافها التنموية ،يترتب عليها حرمان المستثمر من ممارسة حقه
في الملكية ،وهذه اإلجراءات تكون مادية أو قانونية ،البعض منها يمس بالمناخ العام لالستثمار
والبعض اآلخر تمس بالسير العادي للمؤسسة ،ويترتب عنها إضرار تمس باألمالك والفوائد
الناتجة عنها وحرية التصرف فيها وباالمتيازات الممنوحة للمستثمرين ،وقد تمس بملكية
()3
المستثمر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
___________________
( )1خالد هشام :عقد ضمان االستثمار -القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية المنازعات التي قد تثور برأنه ،دار الفكر
الجامعي -اإلسكندرية ،مصر ،2009 ،ص ،ص. 180-179 :
( )2المادة 18من األمر رقم ،16-72المؤرخ في 7جوان ،1972يتضمن المصادقة على االتفاقية المتعلقة بإنراء
المؤسسة العربية لضان االستثمار( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،53المؤرخة في 04جويلية .)1972
( )3عيبوط محند وعلي :المرجع السابق ،ص ،ص. 179-178 :
51
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
-2خطر عد الوفاء :فعندما تكون الدولة أو الهيئة التابعة لها غير قادرة على الوفاء
بالتزاماتها أو ترفض دفع مستحقاتها ،تكون في حالة عدم الوفاء ،ويتحقق هذا الخطر عندما
يكون المستثمر غير قادر على استرجاع أمواله إذا أراد التنازل عن مشروعه أو ثمن التصفية
أو عدم تسديد الديون.
تتخذ الدولة المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية أحيانا إجراءات تمييزية ضد المستثمرين
التابعين لدولة معينة ،وهي إجراءات ذات طابع سياسي تمس بالمستثمر وحقوقه في الملكية،
فكل التشريعات الوطنية للدولة المضيفة وكذا االتفاقيات ثنائية ومتعددة األطراف تمنع كل
أشكال التمييز مهما كانت طبيعتها.
تمس هذه اإلجراءات التي تتخذها الدولة المضيفة بملكية األجانب بصفة غير مباشرة ومن
بينها المشاريع االقتصادية التي تهدف إلى خلق حالة االحتكار واإلصالحات الضريبية
والجمركية.
__________________
( )1عصام الدين مصطفى بسيم :النظا القانوني لالستثمارات األجنبية الخاصة في الدول اآلخذة في النمو ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،مصر ،1972 ،ص.421 :
52
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
-1االحتكار :ويعد إجراء قانونيا واقتصاديا في نفس الوقت ويترتب عنه منح المستفيد وضعية
اقتصادية متميزة ،عادة ما تلجأ البلدان النامية إلى مثل هذا اإلجراء من أجل السيطرة على
بعض القطاعات الحيوية وتدعيم استقاللها االقتصادي.
يترتب على إجراءات التأميم ونزع الملكية التي تقوم بها الدولة من اجل تحقيق المصلحة
العمومية ،حق المستثمر األجنبي في التعويض وهو حق معترف به دوليا ،وعدم التزامها
بالتعويض مقابل ما لحقه من أضرار ،يجعل تصرفاتها مخالفة للقانون الدولي ويترتب عنها
مسؤولية دولية( ،)2ومن خالل هذا المطلب سنتطرق إلى مضمون االلتزام بالتعويض في الفرع
األول ،وخصائص التعويض في الفرع الثاني .
من المستقر عليه في القواعد العامة ،أن يلتزم كل شخص يتسبب بضرر معين جراء
خطئه بإعادة الحال إلى ما كان عليه ،أو التزامه بدفع التعويض إذا تعذر عليه ذلك ،وقد أجمع
الفقه والقانون على إلزامية حصول المستثمر األجنبي على التعويض عندما يتعرض لإلجراءات
التي تؤدي إلى حرمانه من أمواله( ،)3ويعتبر االلتزام بالتعويض قيدا أورده القانون الداخلي
واالتفاقيات التي أبرمتها الجزائر على حق الدولة في نزع الملكية أو التأميم
___________________
( )1عيبوط محند وعلي :المرجع السابق ،ص ،ص. 186-185 :
( )2ميلود سالمي( :الضمانات القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،مجلة الباحث للدراسات القانونية ،العدد ،06كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر-باتنة ،الجزائر ،جوان ،2015ص.76 :
( )3حسين نوارة ( :الحماية القانونية لملكية المستثمر األجنبي في الجزائر) ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية الحقوق،
جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،الجزائر ،2013 ،ص95 :
53
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
كما تم ترتيبه كأثر عند القيام بإجراء المصادرة في الفقرة الثانية من المادة من األمر03-01
16بقولها( :ويترتب على المصادرة تعويض عادل ومنصف) ،فيجب على الدولة أن توفر
األمن واالستقرار الذي يخلق مناخا يطمئن إليه المستثمرين كي تتلقى نسبة أكبر من التدفقات
االستثمارية ،واتخاذها لتلك اإلجراءات دون تقديم تعويض عادل ومنصف يشكل ال محالة عائقا
()1
أمام انسياب رؤوس األموال األجنبية.
الفرع الثاني :خصائص التعويض
تعتبر خصائص التعويض مسألة ذات أهمية بالغة بالنسبة للمستثمر والدولة المضيفة على
حد سواء ،ولقد استعملت في الممارسة الدولية عدة عبارات تختلف باختالف المصالح السياسية
واالقتصادية ،وقد نص المشرع الجزائري على قاعدة التعويض القبلي والعادل والمنصف ألول
مرة في المادة 20من دستور ،1989بهدف توفير الحماية الالزمة للملكية الخاصة في ظل
اإلصالحات السياسية واالقتصادية ،وتم تكريسه في دستور 1996والمقصود بعبارة المسبق أن
التعويض يجب أن يدفع قبل نزع الملكية ،ولكن المشرع الجزائري اكتفى في قوانين االستثمار
بالتعويض الذي يوصفه بالعادل والمنصف ،فالتعويض العادل يقوم على معيار موضوعي مفاده
أن التعويض يجب أن يغطي كل اآلثار المترتبة عن إجراءات التأميم ونزع الملكية ،أما تحديد
التعويض المنصف يقتضي األخذ بعين االعتبار حقوق المستثمر الذي انتزعت ملكيته وما لديه
من ديون في مواجهة الدولة المضيفة ( ،)2وهذا ما أكدته الفقرة األولى من المادة 21من القانون
رقم 11-91التي تنص على أنه( :يجب أن يكون مبلغ التعويض عن نزع الملكية عادال
()3
ومنصفا بحيث يغطي كل ما لحقه من ضرر وما فاته من كسب بسبب نزع الملكية).
________________ ___
( )1سمية كمال( :النظا القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان،
الجزائر ،2003 ،ص.155 :
( )3المادة 21من القانون رقم ،11-91المؤرخ في 27أبريل ،1991يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة
العمومية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،21المؤرخة سنة .)1991
54
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
ارتأينا في هذا المبحث أن نتناول ضمانات أخرى كرسها المشرع الجزائري في قوانين
االستثمار وقوانين أخرى وهي ضمان منح االمتياز العقاري وضمان منح الحوافز الجبائية
والجمركية ،كل في مطلب مستقل.
55
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
سعت الجزائر لتوفير المناخ المالئم لالستثمار بتوفيرها لألوعية العقارية الالزمة واعتمدت
جملة من التغيرات هدفها تشجيع االستثمار ،وهذا ما جاءت به قوانين االستثمار التي خصصت
األراضي التابعة ألمالك الخاصة للدولة لتكون وعاء موجه لالستثمار ألجل تنمية االقتصاد
الوطني من جهة ومن جهة أخرى تسهيل عملية استفادة المستثمرين من األراضي الالزمة
لمشروعاتهم االقتصادية ،وحل إشكالية الحصول على الموقع العقاري االستثماري.
()1
فانتهجت الدولة أسلوب االمتياز في مجال االستثمار الصناعي كصيغة قانونية في سبيل
تطوير آليات التنمية الصناعية ،واعادة بعث االقتصاد الوطني من خالل إبرام عقد امتياز مع
القطاع الخاص األجنبي ،وقد صدرت مجموعة من األوامر والمراسيم التنفيذية المنظمة لكيفية
منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة لإلنجاز المشاريع
الملغى باألمر رقم ،)3( 04-08كما تم إلغاء ()2
االستثمارية ،فصدر األمر رقم 11-06
()5
بموجب المرسوم التنفيذي رقم .152-09 ()4
العمل بالمرسوم التنفيذي رقم 121 -07
___________________
( )1سليم ساسي( :النظا القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر) ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء،
غير منشورة ،الجزائر ،2009 ،ص.04 :
( )2األمر رقم ،11-06المؤرخ في 30أوت ،2006يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة
لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مرارعع استثمارعة( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،53المؤرخة في 30أوت ،2006
ص.)04 :
( )3األمر رقم ،04-08المؤرخ في 1سبتمبر ،2008يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك
الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مرارعع استثمارعة( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،49المؤرخة في 3سبتمبر ،2008ص:
.)03
( )4المرسوم التنفيذي رقم ،121 -07المؤرخ في 23أفريل ،2007يتضمن تطبيق أحكا األمر 11-06المؤرخ في 30
أوت ،2006يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز
المرارعع( ،الجريدة الرسمية ،العدد 27المؤرخة في 25أفريل ،2007ص.)11 :
( )5المرسوم التنفيذي رقم ،152-09المؤرخ في 2ماي ،2009يحدد رروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة
لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مرارعع استثمارعة( ،الجريدة الرسمية العدد 27المؤرخة في 6ماي ،2009ص:
.)04
56
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
ويعتبر عقد االمتياز الصناعي من أهم العقود اإلدارية المسماة التي تكفل المشرع الجزائري
بتحديد أسسه القانونية من تعريف وتنظيم أحكامه ،وسوف نحاول التطرق إلى مفهوم هذا العقد
من خالل تعريفه وتبيان خصائصه في الفرع األول ،أما في الفرع الثاني نتناول عقد االمتياز
الصناعي كأساس لتشجيع االستثمار األجنبي.
اهتم الفقه والقانون بتعريف عقد االمتياز ،بحيث نجد عدة نصوص قانونية من أوامر
ونصوص تنظيمية الخاصة بتحديد شروط وكيفيات منح االمتياز الستغالل العقار الصناعي
واقامة مشاريع استثمارية ،بتعريف هذا العقد وتحديد مضمونه.
يعرف األستاذ الدكتور سليمان محمد الطماوي بأنه( :عقد إداري يتولى الملتزم فردا كان أو
شركة بمقتضاه وعلى مسؤوليته إدارة مرفق عام اقتصادي واستغالله مقابل رسوم يتقاضاها من
المنتفعين مع خضوعه للقواعد األساسية الضابطة بسير المرافق العامة فضال عن الشروط التي
()1
تضمنها اإلدارة عقد االمتياز).
ويتضح من التعريف أنه اعتبر عقد االمتياز بأنه عقد إداري بمقتضاه يتولى صاحب
االمتياز مسؤولية تسيير المرفق العام بطريقة غير مباشرة عوض الدولة ،التي تكتفي بتحصيل
()2
رسوم.
_____________________
( )1سليمان محمد الطماوي :األسس العامة للعقود اإلدارعة _ دراسة مقارنة ،مطبعة جامعة عين شمس ،الطبعة الخامسة،
مصر ،سنة ،1991ص.108 :
( )2مراد بلكعيبات( :منح االمتياز لالستثمار الصناعي في التررعع الجزائري) ،أطروحة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر -بسكرة ،الجزائر ،2012 ،ص.46 :
57
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
وقد عرفته المادة 19في فقرتها األولى من القانون 14-08بأنه ( :يشكل منح استعمال
األمالك الوطنية العمومية ،المنصوص عليه في هذا القانون واألحكام التشريعية المعمول بها
العقد الذي تقوم بموجبه الجماعة العمومية صاحبة الملك العمومي الطبيعي أو تمويل أو بناء
()1
و/أو استغالل منشأة أو التجهيز محل منح االمتياز إلى السلطة صاحبة حق االمتياز).
إن تعريف عقد االمتياز الصناعي حسب ما تم بيانه سابقا ،يقودنا إلى تحديد الخصائص
التالية:
-1إن االمتياز يمنح لشخص طبيعي أو معنوي يستوي في ذلك أن يكون خاضعا للقانون العام
أو الخاص ،يسمى بالمستفيد أو المستغل.
-2عقد زمني طويل المدة :وهو العقد الذي تقاس به التزامات المتعاقدين مقترنة دائما بالزمن،
حيث نصت المادة 03من نموذج دفتر الشروط على أنه( :يمنح االمتياز لمدة أدناها ثالثة
()2
وثالثون ( )33سنة قابلة للتجديد مرتين وأقصاها تسع وتسعون ( )99سنة).
-3عقد شكلي :وقد اعتبر كذلك على أساس المادة 17في فقرتها الثانية من المرسوم التنفيذي
رقم ،152-09فهو عقد إداري تعده إدارة أمالك الدولة مرفقا بدفتر شروط معد طبقا للنماذج
الملحقة بهذا المرسوم ويحدد بدقة برنامج االستثمار وكذا بنود وشروط منح االمتياز.
-4يرتب منح حق االمتياز حق االنتفاع لصاحب االمتياز على األمالك الوطنية التابعة
____________________
( )1القانون رقم ،14-08المؤرخ في 20جويلية ،2008يعدل ويتمم القانون رقم ،30-90المؤرخ في 01ديسمبر ،1990
يتضمن قانون األمالك الوطنية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،44المؤرخة في 03أوت ،2008ص.10 :
( )2نموذج دفتر الشروط الذي يحدد البنود والشروط المطبقة على منح االمتياز عن طريق التراضي للقطع األرضية التابعة
لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،27المؤرخة في 06ماي ،2009ص:
.)13
58
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
للدولة أو جماعاتها المحلية من أجل مشروعه االستثماري ،والحصول على الفوائد التي يجنيها
من خالل استغالل االستثمار.
()1
-5عقد االمتياز يرتب حقا عينيا.
بعد أن كان منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة الموجهة
إلنجاز المشاريع االستثمارية بصيغتين :كقاعدة عامة بالمزاد العلني لفائدة هيئات عمومية أو
معترف بمنفعتها العمومية أو إلى الجمعيات التي تتسم بالطابع السياسي والمؤسسات العمومية
ذات الطابع االقتصادي أو أشخاص طبيعيين أو اعتباريين خاضعين للقانون الخاص ،وبصفة
استثنائية يمنح االمتياز بالتراضي لفائدة المستثمرين الذين استفادوا من المزايا المحددة بموجب
المادة الثالثة من األمر رقم ،04-08فقد جاءت المادة الخامسة عشر من قانون المالية
التكميلي لسنة 2011معدلة لها بقولها( :يمنح االمتياز على أساس دفتر شروط عن طريق
التراضي على األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة المتوفرة ،لفائدة المؤسسات والهيئات
العمومية أو األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون الخاص وذلك الحتياجات
()1
مشاريع استثمارية ،ومع مراعاة احترام قواعد التعمير المعمول به).
نستنتج من خالل نص المادة أن منح االمتياز أصبح يقتصر فقط على طريقة واحدة وهي
التراضي ،وهذا هو الجديد الذي جاء به المشرع الجزائري.
أما بالنسبة لقرار منح االمتياز بالتراضي فيكون من قبل الوالي المختص إقليميا ،وهذا
بخصوص األراضي التابعة للوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ،بعد موافقة الوزير
المكلف بالصناعة وترقية االستثمارات ،وتعمل هذه الوكالة في اتجاه واحد وهو ترقية
__________________________
( )1فوزية زعموش ( :دور عقد االمتياز للعقار الصناعي في ترجيع االستثمار الصناعي األجنبي) ،مداخلة ألقيت في الملتقى
الوطني حول اإلطار القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر ،يومي 19-18نوفمبر ،2015كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،الجزائر.
( )2القانون رقم ،11-11المؤرخ في 18جويلية ،2011المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( ،2011الجريدة رسمية،
العدد ،40المؤرخة في 20جويلية ،2011ص.)08 :
59
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
االستثمار ،وهذا ما نصت عليه المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 119-07على أنه:
(تتولى الوكالة مهمة تسيير حافظتها العقارية وترقيتها بهدف تثمينها في إطار ترقية
()1
االستثمار).
ونظ ار للعبء الكبير الموكل على عاتق إدارة أمالك الدولة ،فقد أوكلت الدولة للوكالة
الوطنية للوساطة والضبط العقاري مهمة تسيير أمالك العقار الصناعي التابع لألمالك الوطنية،
بصفتها عضو في اللجنة الوالئية ،ولها أن تقترح المشاريع الصناعية لها من قبل المستثمرين.
()2
ويمكن القول بأن العقار الصناعي يعتبر شرطا مهما يتحكم إلى حد بعيد في تحقيق أي
سياسة استثمارية أو تحرك اقتصادي فعال ومستمر ،وأن عقد االمتياز يؤدي إلى خلق مناصب
شغل والحفاظ عليها وتيسير الحصول على العقار االستثماري في جو تسوده الحرية والحماية
والعصرنة في كنف الشفافية ودولة القانون.
ولكن في حقيقة األمر أصبح التعامل في العقار على أرض الواقع مغاي ار للنصوص
المنظمة له ،هذا الوضع أدى إلى حدوث مشاكل قانونية ميدانية ونشوء نزاعات إدارية وقضائية،
وقد أثبتت كل الدراسات أنه يبقى من أهم المشاكل التي تواجه االستثمار في الجزائر من حيث
التنظيم والتسيير واالستغالل غير العقالني لمساحات كبيرة منه ،والتي تشكل في أغلبها أمالك
وطنية ( ،)3كذلك مشكلة تخصيص األراضي بتكاليف باهظة وعدم توافق طبيعة األراضي
الصناعية المخصصة ونوع النشاط ،وبالتالي يبقى مشكل العقار من أهم العراقيل التي تعيق
()4
االستثمار.
__________________________
( )1المرسوم التنفيذي رقم ،119-07المؤرخ في 23أفريل ،2007يتضمن الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري
ويحددمها قانونها األساسي( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،27المؤرخة في 25أفريل ،2007ص.)04 :
( )2مراد بلكعيبات ( :دور الدولة في منح االمتياز في قانون االستثمار الجزائري) ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد
السابع ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح – ورقلة ،الجزائر ،جوان ،2012ص.235 :
( )3محمد حجازي ( :إركاليات العقار الصناعي والفالحي وتأثيرمها على االستثمار بالجزائر) ،مجلة الواحات للبحوث
والدراسات ،العدد ،16جامعة غرداية ،2012 ،ص.324 :
( )4شهيناز صياد ( :االستثمارات األجنبية المباررة ودورمها في النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر ،2013 ،ص.102 :
60
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف الحوافز الجبائية والجمركية من خالل الفرع األول،
أما في الفرع الثاني سنقوم بتحديد هذه الحوافز.
انتهجت الدولة الجزائرية طريقة لتحفيز االستثمارات من أجل تحقيق أهداف التنمية
الشاملة ،وهذا بإتباع سياسة ضريبية من خاللها يتم منح مزايا جبائية واسعة وخاصة تلك
النشاطات التي تراها الدولة ضرورية لتحقيق التنمية ،باإلضافة لمراعاة مكان توطن االستثمارات
()1
بالمناطق النائية ،لالهتمام بها أكثر.
ويعرف مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية حوافز االستثمار هي ميزة اقتصادية قابلة
للتقدير بقيمة نقدية ،تمنحها الدولة للمستثمرين الوطنيين أو األجانب لتحقيق أهداف محددة ،يتم
تحديدها وفقا لمعيار موضوعي أو جغرافي( ،)2فهي أداة توجيه وتشجيع لالستثمارات بما يتفق
وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للمجتمع ،وتدفع المستثمر إلى إصدار قرار بإحضار
أمواله لالستثمار على نحو أسرع ،فمعظم الدول النامية تسعى إلى التوسع في الحوافز الضريبية
()3
التي تعمل على جذب االستثمارات وتوجيها تحو األنشطة التي ترغبها الدولة.
ويمكن القول بأنها تلك اإلغراءات والتشجيعات التي تقدمها الدولة الستقطاب المستثمر
لالستثمار في مجال معين ،وقد تضمن قانون االستثمار مجموعة من اإلعفاءات والحوافز
____________________
( )1محمود جمام( :النظا الضرعبي وآثاره على التنمية االقتصادية _ دراسة حالة الجزائر) ،أطروحة دكتوراه ،غير منشورة،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد منتوري_ قسنطينة ،الجزائر ،2010 ،ص162 :
( )3محمود نمر توفيق مهاني( :أثر الحوافز الترجيعية في قانون ضرعبة الدخل الفلسطيني على اإليرادات الضرعبية في
قطاع غزة) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية التجارة ،الجامعة اإلسالمية_ غزة ،فلسطين ،2010 ،ص ،ص.18-16 :
61
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
()1
تختلف باختالف المناطق ونوعية المشروع.
أما بالنسبة لمكونات الحوافز الضريبية فتشمل اإلعفاء الضريبي وهو عبارة عن إسقاط
حق الدولة عن بعض المكلفين في مبلغ الضرائب الواجب السداد مقابل التزامهم بممارسة نشاط
معين في ظروف معينة ،وذلك حسب أهمية النشاط ،حجمه ،موقعه الجغرافي ،نطاقه ،كما قد
يكون جزئي أو كامل ،وهناك التخفيضات الضريبية وهي تقليص يمس قيمة الضريبة المستحقة
مقابل االلتزام ببعض الشروط كإعادة استثمار األرباح ،بمعنى يتم استخدام هذه التخفيضات
()2
بناء على توجهات السياسة االقتصادية واالجتماعية المستهدفة.
وقد سعت الجزائر إل تبسيط إجراءات الحصول على الحوافز بحيث يقدم المستثمر طلب
الحصول على المزايا للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ،وفي حالة غبنه بشأن االستفادة من
المزايا ،فإن له حق الطعن.
تعكس الحوافز التي يمنحها قانون االستثمار الطابع االستثنائي ألحكامه ،وهذا الطابع
المميز يثير مدى قدرته على اجتذابه لالستثمارات األجنبية ،من خالل الحوافز التي تتمثل في
إعفاءات ضريبية لمدة معينة ،فتلك اإلعفاءات تمثل نوعا من الدعم غير المباشر تقدمه الخزينة
العامة إلى القطاع الخاص المنتج ،ويجب أن تتماشى المزايا الممنوحة للمستثمرين مع النظام
االقتصادي السائد ،ذلك أن االنفتاح االقتصادي واالتجاه نحو اقتصاد السوق ينعكس على
تحرير األنظمة االستثمارية ،وبمقتضى قانون االستثمار ميز بين صنفين من المزايا أدرجهما
()3
في نظامين مختلفين وهما النظام العام والنظام االستثنائي.
___________________________
( )1شريف غياط ،عبد المالك مهري( :المناخ االستثماري وانعكاساته على االستثمار األجنبي المبارر"واقع وآفاق") مداخلة
ألقيت في الملتقى الوطني حول التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر ،يومي 10_09ديسمبر ،2014كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 08ماي _ 1945قالمة ،الجزائر ،ص.45 :
( )2محمد طالبي( :أثر الحوافز الضرعبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار في الجزائر) ،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا،
العدد ،06جامعة حسيبة بن بوعلي _ الشلف ،الجزائر ،2009 ،ص.317 :
62
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
تعرف مزايا النظام العام لالستثمار على أنها تلك الحوافز الجبائية والجمركية التي تمنح
لالستثمارات مهما كانت طبيعتها وموقعها ،فهي تشكل الحد األدنى من التدابير التشجيعية التي
يمكن أن تمنح للمستثمر ،وهذه المزايا تمس أصناف مختلفة من المستثمرين واالستثمارات،
()1
تتضمن التخفيض أو اإلعفاء من بعض الضرائب تمنح وفقا لهذا النظام على مرحلتين.
تستفيد االستثمارات المحددة في المادتين 01و 02من األمر 03-01المعدل والمتمم في
مرحلة االنجاز إلى جانب الحوافز الضريبية وشبه الضريبية والجمركية المنصوص عليها في
القانون العام من المزايا التالية:
_ إعفاء المستثمر من دفع الحقوق الجمركية فيما يخص السلع غير المستثناة من االمتيازات.
_ اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص السلع والخدمات غير المستثناة أو
المقتناة محليا والتي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار.
_ اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية بعوض عن كل المقتنيات العقارية التي تمت في إطار
االستثمار المعني.
بعد تشغيل أو استغالل المستثمر لمؤسسته مباشرة يستفيد من مزايا تتمثل في اإلعفاء
لمدة ثالث سنوات بعد معاينة الشروع الفعلي لممارسة نشاطه االستثماري الذي تعده المصالح
الجبائية بطلب منه ،من اإلعفاء للضريبة على أرباح الشركات وكذا اإلعفاء من دفع الرسم
__________________________
( )1أحمد دبيش( :امتيازات وضمانات االستثمار األجنبي المبارر في ظل اإلطار المنظ لالستثمار في الجزائر) ،مداخلة
ألقيت في الملتقى الدولي حول منظومة االستثمار في الجزائر ،يومي 23و 24أكتوبر ،2013كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة 8ماي _1945قالمة ،الجزائر ،ص.11 :
63
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
على النشاط المهني ،مع إمكانية رفع مدة اإلعفاء من ثالث إلى خمس سنوات بالنسبة
()1
لالستثمارات التي تنشئ أكثر من مائة منصب شغل عند بداية النشاط.
والشيء الجدير بالذكر ،هو أن مضمون المزايا المتعلقة بالنظام العام التي تمنح لالستثمارات
بعنوان االستغالل تمثل الجديد الذي كرسه قانون المالية التكميلي لسنة ، )2(2010الذي عدل
بعض األحكام التي تضمنها األمر 08-06المعدل والمتمم لألمر 03-01الذي لم يتناول
أصال المزايا في مرحلة االستغالل ،والواضح أن السلطات العمومية تهدف من خالل ذلك إلى
تشجيع المشاريع االستثمارية التي تخلق مناصب شغل جديدة ،وبالتالي التقليل من ظاهرة
()3
البطالة.
باإلضافة إلى مزايا النظام العام ،تضمن قانون االستثمار مزايا خاصة تمنح لالستثمارات
التي تمثل أهمية خاصة لالقتصاد الوطني ،ولالستثمارات التي تتطلب تنميتها مساهمة من
الدولة ،وتكون استفادة االستثمارات من المزايا ،خالل مرحلتين مرحلة انجاز االستثمار ،ومرحلة
استغالله ،سنتطرق إلى ذلك كاآلتي:
_ 1المزايا الممنوحة لالستثمارات التي تنجز في المناطق التي تستدعي تنميتها مسامهمة
خاصة من الدولة:
لقد نصت الفقرة 01من المادة 10من األمر 03-01المعدل والمتمم على استفادة
المشاريع االستثمارية التي تنجز في المناطق التي تتطلب تنميتها مساهمة خاصة من طرف
________________________
( )1المادة 09من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.18 :
( )2األمر رقم ،01-10المؤرخ في 26أوت ،2010يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( ،2010الجريدة الرسمية ،العدد
،49المؤرخة في 29أوت .)2010
( )3لعزيز معيفي( :دور المعاملة الضرعبية في ترجيع االستثمار األجنبي وتوجيهه في قانون االستثمار الجزائري) ،المجلة
األكاديمية للبحث القانوني ،العدد ،02كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة _ بجاية ،الجزائر،2011 ،
ص.64 :
64
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
الدولة من مزايا خاصة ،تختلف بحسب إذا كان المشروع االستثماري في مرحلة االنجاز أو
مرحلة االستغالل.
تستفيد االستثمارات التي تنجز في المناطق ذات األولوية ،المتعلقة بالنشاطات غير المستثناة
من المزايا ،في مرحلة انجازها من المزايا التالية وهذا حسب المادة 11من األمر 03-01
()1
المعدل والمتمم:
_ اإلعفاء من دفع حقوق نقل الملكية بعوض من كل المقتنيات العقارية التي تتم في إطار
عملية االستثمار.
_ تطبيق حق التسجيل بنسبة مخفضة قدرها اثنان في األلف ( )%02فيما يخص العقود
التأسيسية للشركات والزيادات في رأس المال.
_ تكفل الدولة جزئيا أو كليا بالمصاريف والنفقات فيما يخص األشغال المتعلقة بالمنشآت
األساسية النجاز االستثمار ،بعد تقييم أولي تقوم به الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار.
_ إعفاء المشاريع االستثمارية من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص السلع والخدمات غير
المستثناة من المزايا والتي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار سواء كانت مستوردة أو مقتناة من
السوق المحلية.
_ يتم إعفاء كل مستثمر أنجز مشروعه االستثماري في المناطق ذات األولوية من الحقوق
الجمركية فيما يخص السلع المستوردة وغير المستثناة من المزايا والتي تدخل مباشرة في إنجاز
االستثمار.
عندما تباشر االستثمارات المذكورة في الفقرة 2من المادة 10من قانون من قانون االستثمار
__________________
( )1المادة 11من األمر 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.19 :
65
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
عن طريق محضر معاينة تعده المصالح الجبائية وبطلب من المستثمر فإنها تستفيد من مزايا
خاصة في هذه المرحلة والتي تشمل:
_ اإلعفاء لمدة عشر سنوات من النشاط الفعلي من الضريبة على أرباح الشركات ومن الرسم
على النشاط المهني.
_ اإلعفاء لمدة عشر سنوات ابتداء من تاريخ االقتناء من الرسم العقاري على الملكيات العقارية
التي تدخل في إطار االستثمار.
حسب نص المادة 10في فقرتها 02من األمر 03-01المعدل والمتمم ،فتلك المشاريع
االستثمارية يتم التفاوض عليها بين المستثمر والوكالة التي تتصرف باسم ولحساب الدولة ،بعد
()1
أخذ موافقة المجلس الوطني لالستثمار وهذا في إطار إبرام اتفاقية االستثمار.
وبمقتضى التعديالت الجديدة التي طرأت على قانون االستثمار السيما األمر 08-06وكذا
األمر 01-09المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2009فإن المزايا تختلف بحسب ما إذا
كان المشروع االستثماري في مرحلة االنجاز أو في مرحلة االستغالل.
تستفيد االستثمارات في هذه المرحلة ولمدة أقصاها خمس سنوات كال أو جزء من المزايا
التالية:
_ إعفاء و/أو خلوص الحقوق والرسوم والضرائب وغيرها من االقتطاعات األخرى ذات الطابع
الجبائي المطبقة على االقتناءات سواء عن طريق االستيراد أو من السوق المحلية للسلع
والخدمات الضرورية النجاز المشروع االستثماري.
_ إعفاء من حقوق التسجيل المتعلقة بنقل الملكيات العقارية المخصصة لإلنتاج وكذا اإلشهار
القانوني الذي يجب أن يطبق عليها.
___________________
( )1المادة 10من األمر 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.06 :
66
الفصل األول :الضمانات الموضوعية المتعلقة باالستثمار
_ إعفاء من حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية للشركات والزيادات في رأس المال.
إلى جانب ذلك ،فإنه يمكن للمجلس الوطني لالستثمار أن يمنح مزايا إضافية طبقا للتشريع
()1
المعمول به.
__________________________
( )1المادة 12من األمر 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.19 :
67
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
ال تقل الضمانات اإلجرائية أهمية عما سبقها من ضمانات موضوعية ،فالحماية
الموضوعية ال تكفي ،فقد يستفيد المستثمر األجنبي من جميع الضمانات المقررة قانونا لتشجيع
االستثمار في الدول المضيفة من إعفاءات ضريبية وتيسيرات مالية ونقدية تضمن حق التحويل
وحرية التصرف في المشروع االستثماري ،إال أن كل ذلك قد يظهر من دون جدوى إذا صادف
المستثمر األجنبي عرقلة على مستوى الجهات اإلدارية من حيث توجيهه وتقديم المعلومات
الالزمة حول المشروع االستثماري وكذا تقليص اإلجراءات اإلدارية الالزمة والتي تشكل في معظم
األحيان عبئا من جراء البيروقراطية التي تمتاز بها الهيئات اإلدارية عموما.
كما يجب أن يشعر المستثمرون األجانب بالطمأنينة إلى وجود وسائل عادلة لتسوية ما قد
يثور بينهم وبين حكومة الدولة المضيفة لالستثمار من خالفات ،ويقتضي هذا بصفة مبدئية
وجود ثقة في النظام القضائي لهذا البلد وتوفر أجهزة قضائية مختصة بالحكم في منازعات
االستثمار ،فما يهم المستثمر األجنبي أكثر ليس فقط تعداد وتبيان حقوقه ،بقدر ما يهمه اآللية
القانونية التي تمكنه من حماية واستيفاء هذه الحقوق خصوصا في حالة نشوب منازعات بينه
وبين الدولة المضيفة لالستثمار.
سنعالج من خالل هذا الفصل الضمانات اإلدارية المتعلقة باالستثمار (المبحث األول)
ثم الضمانات القضائية المتعلقة بتسوية منازعات االستثمار (المبحث الثاني).
68
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
يتطلب نجاح المشروع االستثماري توفر مناخ إداري مالئم في الدولة المستقطبة
لالستثمار ،إذ يطمئن المستثمر األجنبي لوجود بيئة استثمارية تساعد على القيام بعملية
استثمارية ناجحة ،لكنه يجد أمامه عقبة كبيرة أال وهي البيروق ارطية ،إذ تشكل أحد أهم العراقيل
في تحقيق المشاريع االقتصادية للمستثمرين الخواص.
فالنظام اإلداري يساهم في جذب االستثمارات األجنبية ،لهذا سنتناول في هذا المبحث
مرونة اإلجراءات اإلدارية من خالل المطلب األول ،كما أن المزايا والحوافز الضريبية
والجمركية التي تمنحها الدول للمستثمر األجنبي ،ال قيمة لها في ظل عدم التطبيق الجيد لدى
األجهزة الحكومية المسؤولة عن تنفيذ تلك الحوافز ( ،)1فنجاح عملية االستثمار مرهون بوجود
أجهزة مكلفة بتطوير ودعم االستثمار وهذا ما سنتطرق إليه من خالل المطلب الثاني.
_____________________
69
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
سعيا من المشرع الجزائري إلزالة التعقيدات البيروقراطية التي تقف حائال دون نجاح
المشروع االستثماري ،تبنى قانون االستثمار في أحكامه لسنة 1993إجراءات مبسطة في
عملية قبول االستثمار ،وتم التأكيد على ذلك في األمر رقم 03-01المعدل والمتمم ،كما كرس
المشرع الجزائري مبدأ جديد هو مبدأ المركزية الشباك الوحيد.
محور الدراسة في هذا المطلب هو تبسيط إجراءات قبول االستثمار ،ثم مبدأ المركزية
الشباك الوحيد ،كل في فرع مستقل.
تؤدي ظاهرة البيروقراطية إلى تعدد وطول اإلجراءات اإلدارية ،مما ال يسمح بتفعيل
عملية سير تلك اإلجراءات المرتبطة باالستثمارات ( ،)1وقد ألغى المرسوم التشريعي رقم12-93
نظام االعتماد وتم استبداله بنظام أكثر مرونة هو نظام التصريح.
كانت االستثمارات األجنبية تخضع إلى نظام الرقابة اإلدارية قبل انجازها وذلك من خالل
إجراء الترخيص أو االعتماد ،وهو قرار إداري انفرادي صادر عن السلطة العمومية المكلفة
بتطبيق قانون االستثمارات ،حيث تكون لها السلطة التقديرية في قبول أو رفض طلب
االستثمار.
ويعد هذا الترخيص إحدى صور السياسة التدخلية للدولة في الميدان االقتصادي ،وفكرة
االعتماد ليس لها معنى معين ،فهي تستعمل للداللة على حاالت قانونية متنوعة ،فقد تلعب
دور الرخصة المسبقة كشرط إلنشاء مؤسسة ما ،أو لممارسة نشاط معين ،وقد تعتبر وسيلة
لمنح مزايا مالية ،مادية وجبائية.
_____________________
( )1شوقي جباري ،محمد محجوب الحداد (:مساهمة االستثمار األجنبي المباشر في النمو االقتصادي لدول شمال إفريقيا –
دراسة حالة " تونس – ليبيا – مصر" ) ،مجلة اإلستراتيجية والتنمية ،العدد الرابع ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة عبد الحميد بن باديس _ مستغانم ،الجزائر ،جانفي ،2013ص.209 ،
70
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
لم يتخل قانون النقد والقرض رقم 10-90على مبدأ االعتماد ،وتم تكريسه من خالل نص
المادة 183في فقرتها الثالثة ( ،)1على وجوب حصول المشاريع االستثمارية على ما يسمى
بتأشيرة المالئمة أو المطابقة ،وباعتبار أن رأي المطابقة الصادر عن مجلس النقد والقرض
يخضع لرقابة مجلس الدولة ،فهذا يدل على أن المشرع قد منح هذا الرأي صفة القرار اإلداري
االنفرادي.
ثارت تساؤالت حول طبيعة السلطة التي يتمتع بها مجلس النقد والقرض في فحص مشاريع
االستثمار ،هل هي سلطة مقيدة يكتفي من خاللها المجلس بمراقبة مشروعية االستثمار عن
طريق فحص الشروط المنصوص عليها في القانون مثال :صفة المستثمر غير المقيم ،أم أنها
سلطة واسعة تتمثل في تحديد شروط وكيفيات انجاز واستغالل االستثمارات األجنبية في
الجزائر ،من خالل منح مجلس النقد والقرض صالحية إصدار أنظمة مصرفية تتضمن معايير
قبول استثمار رؤوس األموال األجنبية في الجزائر؟
لإلجابة على التساؤل المطروح البد من عرض مهام مجلس النقد والقرض كما يلي :يحدد
مجلس النقد والقرض بموجب نظام يصدره كيفية إجراء هذه التمويالت مع مراعاة حاجات
االقتصاد الوطني في مجال :إحداث وترقية الشغل ،تحسين مستوى اإلطارات والمستخدمين
الجزائريين ،شراء وسائل تقنية وعلمية ،واالستغالل األمثل محليا لبراءات االختراع والعالمات
التجارية المسجلة ،توازن سوق الصرف ( ،)2وتطبيقا لهذا النص أصدر مجلس النقد والقرض
النظام رقم 03-90الذي ينص في مادته الثالثة على أنه ":يقبل تحويل رؤوس األموال إلى
الجزائر التي تهدف إلى:
_ تمويل نشاطات إنتاج السلع والخدمات التي تتولد عنها زيادة العملة الصعبة األجنبية.
71
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
_ ضمان نشاطات دعم مردودية المرافق العامة للنقل والمواصالت ،وتوزيع المياه والكهرباء،
()1
شرط الحصول على اتفاق مسبق مع الهيئة المعنية).
باإلضافة إلى وجود مشكلة أخرى وهي مسألة تكليف مجلس النقد والقرض بمهام مراقبة
الملفات ودراستها ،إلى جانب المهام المالية األخرى مما يزيد من أعبائه ،وبالتالي ينعكس سلبا
على المشاريع االستثمارية حيث تتعرض للتأخير والتعقيد في اإلجراءات ،ولتفادي العيوب التي
عرفتها الهيئات اإلدارية المكلفة بمنح الترخيص ،ألغى المشرع الجزائري مبدأ االعتماد بموجب
المرسوم التشريعي رقم ،12-93ليحدث نظاما جديدا لتفادي التعقيدات اإلدارية هو نظام
()2
التصريح.
تبنى قانون االستثمار لسنة 1993نظام التصريح ،وهو عبارة عن نظام مالزم لمبدأ حرية
االستثمار ،بحيث تكون االستثمارات قبل انطالقها موضوع التصريح باالستثمار وليس موضوع
اعتماد من قبل اإلدارة العمومية ( ،)3وجاءت المادة الثالثة من المرسوم 12-93في فقرتها الثانية
بهذا اإلجراء( :وتكون هذه االستثمارات قبل انجازها موضوع تصريح باالستثمار لدى الوكالة
،)..كما أكدت ذلك المادة الرابعة في فقرتها األخيرة من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم،
ومن ثم فإن انجاز االستثمار يستلزم إجراء وحيد يتمثل في تقديم تصريح باالستثمار لدى وكالة
ترقية ودعم االستثمار ،ومن خالله ال ينتظر المستثمر األجنبي ترخيص أو إذن من السلطات
العمومية إلنشاء مؤسسة ،إنما يحق له مباشر نشاطه بعد تقديم التصريح باالستثمار.
____________________
( )1النظام رقم 03-90المؤرخ في 8سبتمبر سنة ،1990يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الجزائر لتمويل النشاطات
االقتصادية واعادة تحويلها إلى الخارج ومداخيلها( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،45المؤرخة سنة .)1990
( )3إدريس مهنان( :تطور نظام االستثمارات األجنبية في الجزائر) ،ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر بن
يوسف بن خدة ،الجزائر ،2002،ص.77 ،
72
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
ويعتبر التصريح باالستثمار إجراء شكليا يبدي من خالله المستثمر عن رغبته في انجاز
استثمار في نشاط اقتصادي إلنتاج السلع والخدمات التي تدخل في إطار األمر رقم 03-01
.98-08 وهذا ما جاءت به المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم
()1
وحسب المادة الرابعة من القرار رقم 18-09لسنة 2009فإنه عندما ال يرغب المستثمر في
االستفادة من المزايا فإن التصريح يكتسي طابع وثيقة إحصائية ،وبالتالي فإن لهذا التصريح
وظيفة إحصائية فقط تمكن السلطات من معرفة حجم االستثمارات المصرح بها ومتبعة انجازها
()2
وتطورها من الناحية الكمية والكيفية.
كما يشمل التصريح طبقا للمادة الرابعة من المرسوم التشريعي رقم ،12-93على مجال
النشاط ليمكن معرفة ما إذا كان النشاط المراد القيام به غير مخصص صراحة للدولة أو
خاضعا لنظام االعتماد ،وكذا تحديد الموقع ويساعد ذلك في تصنيف طبيعة االستثمار،
مناصب الشغل ،التكنولوجيا المزمع استعمالها ،مخططات االستثمار والتمويل وكذا التقويم
المالي للمشروع مرفقة بمخططات االمتالك ،شروط الحفاظ على البيئة ،المدة التقديرية النجاز
االستثمار ،االلتزامات المرتبطة بانجاز االستثمار.
كما يجب التمييز بين مسألة التصريح باالستثمار وبين طلب الحصول على االمتيازات
الذي يتقدم به المستثمر للوكالة والمنصوص عليه في المادة السادسة من نفس المرسوم السابق،
وباستقراء نص تلك المادة يتبين أن التصريح باالستثمار إجراء إلزامي البد أن يقوم به المستثمر
بمجرد تسلمه لقرار االستثمار ،وهذا التصريح واجب على جميع المستثمرين دون استثناء ،أما
نص المادة الثانية من القرار الصادر سنة 2009السابق فقد اعتبر التصريح إجراء اختياري،
وبخصوص طلب االمتيازات فيقدم فقط من قبل المستثمرين الراغبين في الحصول عليها ،وهذا
الطلب يكون محل دراسة من قبل الوكالة التي تصدر في أجل محدد قرارها بمنح االمتيازات
المطلوبة أو رفضها.
____________________
( )1المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ،98-08المؤرخ في 24مارس سنة ،2008يتعلق بشكل التصريح باالستثمار
وطلب ومقرر منح المزايا وكيفيات ذلك( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،16المؤرخة سنة ،2008ص. )3 :
( )2المادة الرابعة من القرار رقم ،18-09المؤرخ في 18مارس سنة ،2009يحدد مكونات ملف التصريح باالستثمار واجراء
تقديمه( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،31المؤرخة في 24ماي ،2009ص. )25 :
73
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
فالتصريح هو إجراء يساعد اإلدارة العمومية في إجراء مقارنة بين االستثمارات المصرح بها
واالستثمارات المحققة فعال على أرض الواقع ،وتتمكن اإلدارة من خالل هذا اإلجراء من إعداد
()1
دراسات إحصائية واقتصادية من أجل تقييم سياسة ترقية االستثمارات األجنبية.
من أجل التخلص من المتاعب البيروقراطية والطابع المركزي لإلدارة الجزائرية ،وبهدف
تسهيل اإلجراءات اإلدارية أمام المستثمرين ،تم إنشاء الشباك الوحيد لدى وكالة ترقية ومتابعة
االستثمارات ،والتي تحولت بعدها إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ،وليتولى هذا الشباك
االهتمام بكل المساعي اإلدارية النجاز أي مشروع ،ويقصد بالشباك الوحيد تلك الهيئة الوحيدة
في الدولة التي لها مسؤولية التنسيق بين مسائل عديدة مرتبطة أساسا بدخول االستثمارات
()2
األجنبية ،ترقيتها ودعم أعمالها إلى حين انتهائها.
فمبدأ الشباك الوحيد يجنب المستثمر إضاعة جهده ووقته في التنقل بين مختلف المرافق
اإلدارية مقدما الطلبات لكل واحد منها على حدة ،فهو آلية اعتمدها المشرع منذ سنة 1993
بمناسبة المرسوم التشريعي رقم 12-93في إطار المادة الثامنة منه في فقرتها الثانية والتي
كانت تنص على أنه( :تؤسس الوكالة في شكل شباك وحيد يضم اإلدارات والهيئات المعنية
باالستثمار)( ،)3ومن محاسن الشباك الوحيد أنه يحقق السرعة في التنفيذ اإلداري لملف
االستثمار ،حيث يجنب المستثمر التعرض للعراقيل البيروقراطية لتحضير الوثائق الالزمة
لالستثمار ،وهو ال يعني إلغاء الشكليات واإلجراءات المرتبطة بدخول انجاز االستثمار لكنه
______________________
( )1ليلى بن عنتر :المرجع السابق ،ص. 111 :
( )3المادة 08من المرسوم التشريعي رقم :12-93المرجع السابق ،ص.05 :
74
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
يبسطها ( ،)1وبالرغم من ذلك إال أنه لم يحقق النتائج المرجوة بالنظر للنقائص التي تخللته فمن
بين تلك النقائص أنه كان منظما بصفة مركزية ،بحيث يجب االتصال بالمقر االجتماعي
للوكالة الموجود بالعاصمة حتى ولو كان المستثمر األجنبي يريد انجاز استثمارات بالمدن
الداخلية للوطن.
()2
وقد احتفظ المشرع بالشباك الوحيد في األمر 03-01المعدل والمتمم باألمر رقم،08-06
لكنه أضفى عليه خصوصية جديدة تتمثل في طابعه الالمركزي ،حيث نصت المادة 23في
فقرتها األولى على أنه( :ينشأ شباك وحيد ضمن الوكالة) ( ،)3وتضيف المادة 24في فقرتها
()4
األولى( :ينشأ الشباك الوحيد على مستوى الهيكل الالمركزي للوكالة).
وبالتالي نال حظ أن المشرع قد تبنى مبدأ المركزية الشباك الوحيد ،بحيث يعتبر الشباك
الوحيد الالمركزي جزء من الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار على المستوى المحلي ،والذي أنشأ
على مستوى الوالية ،يشمل إلى جانب إطارات الوكالة ،ممثلين عن اإلدارات التي تتدخل من
وقت إلى آخر و في سياق االستثمار بما في ذلك اإلجراءات المتعلقة بما يلي :تأسيس وتسجيل
الشركات ،الموافقات والتراخيص بما في ذلك تراخيص البناء ،المزايا المتعلقة باالستثمارات،
وعلى هذا النحو ،فهو مكلف باستقبال المستثمرين بعد تلقيه تصريحاتهم ،إقامة و إصدار
شهادات اإليداع وقرار منح المزايا ،وكذلك التكفل بالملفات ذات الصلة باإلدارات الحكومية
والهيئات الممثلة داخل الشباك الوحيد ،وايصالها إلى المصالح المختصة وصياغتها النهائية
الجيدة ،كما يعمل على تسهيل وتبسيط اإلجراءات القانونية لتأسيس مؤسسة وتنفيذ المشاريع
االستثمارية ،ولهذا الغرض ممثلو اإلدارات والهيئات المكونة له مكلفين بإصدار مباشرة على
مستواهم ،كل الوثائق المطلوبة وتقديم الخدمات اإلدارية المرتبطة بانجاز االستثمار ويكلفون
بالتدخل لدى المصالح المركزية والمحلية إلدارتهم أو هيئاتهم اآللية لتذليل الصعوبات التي
تواجه المستثمر ،وبهدف ضمان فعالية عمل الشباك الوحيد وجعله أداة حقيقية للتبسيط
_________________________
( )3المادة 23من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص. 08 :
( )4المادة 24من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :نفس المرجع ،ص.08 :
75
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
والتسهيل تجاه المستثمرين ،تم إدخال تعديالت جديدة لتمكين تنصيبه كمساحة االنجاز وتطوير
المشاريع االستثمارية ( )1ويتضمن الشباك الوحيد عدة إدارات في آن واحد ،تم تعدادها في المادة
ويجمع ضمنه ( )
،2 25من المرسوم التنفيذي رقم 282_01المتعلق بتنظيم وصالحيات الوكالة
الممثلين المحليين للوكالة نفسها ،وعلى الخصوص ممثلي المركز الوطني للسجل التجاري،
الضرائب ،أمالك الدولة ،الجمارك ،التعمير وتهيئة اإلقليم ،البيئة والعمل ،ومأمور المجلس
الشعبي البلدي ،وقد نصت المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 356-06الذي ألغى بموجب
المادة 43منه صراحة أحكام المرسوم التنفيذي ،282-01على تلك الهيئات اإلدارية على
مستوى الشباك الوحيد من خالل مهامها وهي كما يلي:
_ 4ممثلو الهيئات المكلفة بالعقار الموجه لالستثمار ،وممثل لجنة تنشيط االستثمار وتحديد
أماكنها وترقيتها :تقوم هذه الهيئات بإعالم المستثمر في الحال بما لديها من عقارات وبنايات
____________________
( www.andi.dz )1الموقع االلكتروني الرسمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار تم زيارته بتاريخ ،2016/02/20
بتوقيت . 13:39pm
( )2المرسوم التنفيذي رقم ،282-01المؤرخ في 24سبتمبر سنة ،2001يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير
االستثمار وتنظيمها وسيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،55المؤرخة في 25سبتمبر ،2001ص.)7 :
76
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
من شأنها أن تستقبل مشروعه ،وتسلمه إن اقتضى األمر خالل ثمانية أيام قرار الحجز ،ويجب
أن يحرر عقد الملكية أو قرار منح االمتياز خالل ثالثين يوما الموالية لقرار الحجز.
_5ممثل التعمير :المكلف بمساعدة المستثمر في إتمام الشكليات المرتبطة بالحصول على
رخصة البناء والرخص األخرى المتعلقة بحق البناء.
_6ممثل التشغيل :الذي يعلم المستثمرين بالتشريع والتنظيم الخاص بالعمل ،ويسلم خالل
ثمانية أيام رخص للعمل أو أية وثقة أخرى يتطلبها التنظيم المعمول به.
_7قباضة الضرائب :تكلف بتسجيل وتحصيل الحقوق المتعلقة بعقود تأسيس الشركات أو
تغييرها وبمحاضر مداوالت أجهزة التسيير واإلدارة ،يتم تسليم الوثائق المسجلة قانونا خالل اجل
ال يتعدى أربع وعشرين ساعة بعد إبداعها لدى القباضة.
_8ممثل ملحقة قباضة الخزينة :يكلف بتحصيل الحقوق واألتاوى األخرى ،غير تلك التابعة
لقباضة الضرائب والمستحق بعنوان تأسيس الشركات.
_9مأمور المجلس الشعبي البلدي :يقوم بالتصديق على كل الوثائق الضرورية لتكوين ملف
الحال)1(. االستثمار ويتم التصديق على الوثائق في
( )1المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم ،356-06المؤرخ في 9أكتوبر سنة ،2006يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية
لتطوير االستثمار وسيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،64المؤرخة في 11أكتوبر ،2006ص.)18 :
77
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
والتي تحولت فيما بعد بمقتضى األمر 03-01إلى الوكالة الوطنية لتطوير ()1
رقم 319- 94
االستثمار ،فالهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار تنقسم إلى هيئتين ،األولى تكون على
المستوى االستراتيجي أال وهي المجلس الوطني لالستثمار الذي تم استحداثه لدى و ازرة الصناعة
والمناجم ،وهيئة أخرى على المستوى العالمي مكلفة بتطبيق ق اررات المجلس ( ،)2باإلضافة إلى
صندوق دعم االستثمار ،سنتطرق إلى ذلك في فروع مستقلة.
سوف نتناول هذا الفرع بالحديث عن إحداث الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ( أوال ) ثم
التطرق لمهامها ( ثانيا ).
على إثر االنتقادات الموجهة لوكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارات المستحدثة بموجب
المرسوم التشريعي لسنة ،1993باعتبارها ذات طابع مركزي بيروقراطي ،فإن األمر 03-01
جاء بشيء جديد بحيث أحدث هيئة تسمى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والتي تعتبر
مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي( ،)3وعمال بأحكام المادة 06منه
صدر المرسوم التنفيذي 282-01المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
وتنظيمها وسيرها ،وكانت الوكالة كسابقتها تخضع صراحة لسلطة رئيس الحكومة ،وذلك
________________________
( )1المرسوم التنفيذي رقم ،319-94المؤرخ في 17أكتوبر ،1994المتضمن صالحيات وتنظيم وسير وكالة ترقية
االستثمارات ودعمها ومتابعتها( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،67المؤرخة في 19أكتوبر ،1994ص.)3 :
( )2فؤاد بعيسى( :األجهزة والهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار) ،مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي السادس عشر حول
الضمانات القانونية لالستثمار في دول المغرب العربي ،يومي 23 -22فيفري ،2016كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.
( )3بلقاسم أمحمد( :نوعية المؤسسات وجاذبية االستثمار األجنبي إلى الجزائر) ،أطروحة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة وهران ،الجزائر ،2013 ،ص.162 :
78
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
إلى حين صدور األمر 08-06المعدل والمتمم لألمر رقم ،03-01حيث اكتفت المادة 04
منه والتي تعدل المادة 06بالنص على أنه ( :تنشأ وكالة وطنية لتطوير االستثمار تدعى في
صلب النص "الوكالة" )( ،)1ولم تشر لوضعها تحت سلطة رئيس الحكومة ،وصدر المرسوم
التنفيذي 356-06الذي يلغي أحكام المرسوم التنفيذي 282-01فمن خالل المادة 01منه
عرف الوكالة بأنها( :مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
ويضيف بموجب المادة 02بأن ()2
المالي ،تحت وصاية الوزير المكلف بترقية االستثمارات)
مقرها يكون في مدينة الجزائر ،لها هياكل غير مركزية على المستوى المحلي ،يديرها مجلس
إدارة يرأسه ممثل السلطة الوصية ويسيرها مدير عام يساعده أمين عام طبقا لنص المادة 04
من هذا المرسوم ،ويحدد التنظيم الداخلي للوكالة بقرار مشترك بين الوزير الوصي ووزير المالية
والسلطة المكلفة بالوظيفة العمومية ،يصادق عليه مجلس اإلدارة بناء على اقتراح من المدير
العام للوكالة وهذا حسب المادة 05من المرسوم السابق.
ويتشكل مجلس اإلدارة من ممثل عن السلطة الوصية رئيسا ،ومن ممثلين عن و ازرات
الشؤون الخارجية ،المالية ،الطاقة والمناجم ،الصناعة ،التجارة ،السياحة ،المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،التهيئة العمرانية والبيئة ،وممثل عن محافظ بنك الجزائر ،والغرفة الجزائرية للتجارة
والصناعة ،وممثل عن المجلس الوطني االستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،
وممثلين ألرباب األعمال يعينهم نظراؤهم.
()3
وتعين السلطة الوصية على الوكالة بقرار أعضاء مجلس اإلدارة لمدة ثالث سنوات قابلة
للتجديد بناء على اقتراح من السلطات التي ينتمون إليها ،ويجب أن يكون أعضاء مجلس
_______________________
( )1المادة 06من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.05 :
( )2المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم :356-06المرجع السابق ،ص.12 :
( )3المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم :356-06نفس المرجع ،ص.16 :
79
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
اإلدارة ذوي رتبة مدير في اإلدارة المركزية على األقل( ،)1ويجتمع المجلس في دورة عادية أربع
مرات في السنة بناء على استدعاء من رئيسه ،ويمكن أن يجتمع في دورة غير عادية بناء على
()2
استدعاء من رئيسه أو بناء على اقتراح من ثلثي أعضائه.
وقد تجسد االنتقال من وكالة ودعم ومتابعة االستثمار إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
في تعديالت على مستوى اإلطارات المؤسساتية والتنظيمية منها :إنشاء هياكل جهوية للوكالة
التي تساهم بالتشاور مع الفاعلين المحليين في التنمية الجهوية ،تتمثل هذه المساهمة خاصة في
توفير وسائل بشرية ومادية من أجل تسهيل وتبسيط عمل االستثمار إرساء لجنة طعن ما بين
و ازرية مكلفة باستقبال شكاوي المستثمرين والفصل فيها ،توضيح أدوار مختلف المتدخلين في
مدرج االستثمار ،مراجعة نظام التحفيز على االستثمار ،ضمنت الوكالة بحكم خبرتها وحنكتها
في مجال ترقية االستثمار مكانة داخل شبكات دولية لوكاالت ترقية االستثمار كما تتعاون
خاصة مع نظرائها األوربيين والعرب واآلسيويين ،كما أنها تعمل من أجل تقديم خدمات وفقا
لمعايير والمقاييس الدولية مع مؤسسات وهيئات دولية مختلفة مثل :مؤتمر األمم المتحدة للتجارة
والتنمية (األونكتاد )CNUCEDلالستشارة والخبرة بمناسبة فحص سياسة االستثمار في الجزائر،
منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية ( ) ONUDIلتكوين واتقان إطارات الوكالة حول مناهج
تقييم مشاريع االستثمارات (.)3
سوف نتطرق إلى مهام الوكالة في إطار المرسوم التنفيذي ،356-06ثم التعديالت التي
ألحقت بمهامها.
_______________________
( )1المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم :356-06المرجع السابق ،ص.16 :
( )2المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم :356-06نفس المرجع ،ص.16 :
( www.andi.dz )3الموقع االلكتروني الرسمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار تم زيارته بتاريخ 29فيفري ،2016
بتوقيت .18 :05 pm
80
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
تم تنظيم مهام الوكالة بالمادة الثالثة من المرسوم ،356-06والتي صنفتها في سبع
مجموعات ،تشمل كل مجموعة عددا من المهام التي كانت موكلة في إطار المرسوم التنفيذي
الملغى ،وتجدر اإلشارة إلى أن ممارسة الوكالة لهذه المهام يكون تحت مراقبة وتوجيهات الوزير
المكلف باالستثمارات ،وهي كما يلي:
أ – مهمة إعالمية :من خالل ضمان خدمة استقبال واعالم المستثمرين في جميع المجاالت
الضرورية لالستثمار،جمع كل الوثائق الضرورية التي تسمح ألوساط األعمال بالتعرف األحسن
على التشريعات والتنظيمات المتعلقة باالستثمار ،بما في ذلك تلك التي تكتسي طابعا قطاعيا،
وتعالجها وتنتجها وتنشرها عبر أنسب وسائل اإلعالم وتبادل المعطيات ،وضع أنظمة إعالمية
تسمح للمستثمرين بالحصول على المعطيات االقتصادية بكل أشكالها والمراجع التوثيقية أو
مصادر المعلومات األنسب الضرورية لتحضير مشاريعهم ،وضع بنوك معطيات تتعلق بفرص
األعمال والشراكة والمشاريع وثروات األقاليم المحلية والجهوية وطاقاتها ،وضع مصلحة لإلعالم
تحت تصرف المستثمرين من خالل كل دعائم االتصال عند االقتضاء ،وباللجوء إلى الخبرة،
ضمان خدمة النشر حول المعطيات المذكورة أعاله .
ب _ مهمة التسهيل :وتتمثل في إنشاء الشباك الوحيد غير المركزي وقد تطرقنا لذلك سابقا،
تحديد كل العراقيل والضغوط التي تعيق انجاز االستثمارات وتقترح على الوزير الوصي التدابير
التنظيمية والقانونية لعالجها ،انجاز الدراسات بغرض تبسيط التنظيمات واإلجراءات المتعلقة
باالستثمار وانشاء الشركات وممارسة النشاطات والمساهمة عن طريق االقتراحات التي تعرضها
سويا على السلطة الوصية ،في تخفيف وتبسيط اإلجراءات والشكليات التأسيسية عند إنشاء
المؤسسات وانجاز المشاريع.
ج_ مهمة ترقية االستثمار :بحيث تعمل الوكالة على المبادرة بكل عمل في مجال اإلعالم
والترقية والتعاون مع الهيئات العمومية والخاصة في الجزائر وفي الخارج ،بهدف ترقية المحيط
العام لالستثمار في الجزائر ،وتحسين سمعة الجزائر في الخارج وتعزيزها ،ضمان خدمة
عالقات العمل وتسهيل االتصاالت مع المستثمرين غير المقيمين مع المتعاملين الجزائريين
وترقية المشاريع وفرص األعمال ،تنظيم لقاءات وملتقيات وأياما دراسية ومنتديات وتظاهرات
81
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
أخرى ذات الصلة بمهامها ،المشاركة في التظاهرات االقتصادية المنظمة في الخارج والمتصلة
بإستراتيجية ترقية االستثمار المقررة من السلطات المعنية إقامة عالقات تعاون مع الهيئات
األجنبية المماثلة وتطويرها ،ضمان خدمة االتصال مع عالم األعمال والصحافة المتخصصة،
استغالل في إطار غرضها كل الدراسات والمعلومات المتعلقة بالتجارب المماثلة التي أجريت
في بلدان أخرى .
د_مهمة المساعدة :تقوم من خاللها الوكالة باستقبال المستثمرين وتوجيههم وتتكفل المصلحة
()1
على مستوى الشباك الوحيد بالقيام بكل الترتيبات المتعلقة بانجاز مشروعهم.
ه _ مهمة المساهمة في تسيير العقار الموجه لالستثمار :وهذا بإعالم المستثمر خالل
جلسة مخصصة له بكل العقارات أو البنايات المتوفرة والتي يمكنها استيعاب مشروعه.
و_ مهمة خاصة بتسيير االمتيازات :يستوجب على الوكالة من خاللها أن نحدد االستثما ارت
التي تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني ،حتى يتمكن من االستفادة من امتيازات
خاصة ،خاصة وأن المجلس الوطني لالستثمار الذي من شأنه تحديد المعايير التعرف على
هذه االستثمارات لم يقم بعد بدوره ،إذن فالوكالة تحاول أن تحدد هذه االستثمارات وذلك بمعالجة
()2
كل مشروع على حدة .
ز_ وظيفة عامة للمتابعة :إضافة للمهام الموكلة إليها تتأكد الوكالة من احترام التعهدات
المأخوذة من طرف المستثمرين خالل فترة اإلعفاء التي تستفيدون منها.
هناك تطورات فعلية في مجال اآلجال المحددة للرد على طلبات االستفادة من االمتيازات،
فهي محددة في نص المادة 05من األمر 08-06الذي عدل المادة 07من األمر ،03-01
والذي يفرق بين موعدين ،فالوكالة لديها 72ساعة كي تصدر القرار المتعلق باالمتيازات
________________________
( )1المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم :356-06المرجع السابق ،ص.14 :
( )2سامية لقراف( :االمتيازات المالية لالستثمار األجنبي المباشر في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر -بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2011 ،ص 46 :
82
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
المخولة بعنوان انجاز المشروع ،و 10أيام من أجل إصدار القرار المتعلق باالمتيازات المحددة
بعنوان إنجاز االستثمار ،وقد عرفت المادة 07والمادة 07مكرر 1من األمر 03-01المعدل
والمتمم باألمر 08-06تعديال بموجب أحكام المادة 59من األمر 01-09والذي تضمن
قانون المالية التكميلي لسنة ،2009بحيث أنها حذفت مدة الرد على المزايا سواء بالنسبة
لمرحلة االنجاز مرحلة االستغالل مكتفية بالنص على أن ..( :الوكالة تتولى مهمة تفعيل
،ويعد هذا النص عاما جدا ،حيث أن " مهمة ()1
معالجة طلبات المزايا بالنسبة لالستثمارات )
تفعيل طلبات المزايا " المنوطة بالوكالة في إطار هذا النص تبقى عامة ،وتخضع لتقديرها
الخاص ،خصوصا من ناحية اآلجال التي تحوزها للرد على طلبات االستفادة من االمتيازات،
وهذا من شأنه أن يتسبب في تماطل هذه األخيرة عن الرد وبالتالي التأثير سلبا على السير
()2
الحسن لمشروع االستثمار.
وفي حالة رفض منح االمتيازات ،فإنه يمكن للمستثمر أن يقدم طعنا في مدة 15يوما
التابعة للتبليغ بالقرار محل الرفض ،أمام لجنة خاصة تتحدد تشكيلتها ،تنظيمها وعملها عن
طريق التنظيم ( ،)3وهذا الطعن ال يمس بالطعن القضائي الذي يستفيد منه المستثمر ،وتفصل
اللجنة في الطعن في أجل شهر واحد ويكون لقرارها الحجية أمام اإلدارة أو الهيئة المعنية
بالطعن.
__________________
( )1المادة 59من األمر :01-09المرجع السابق ،ص14 :
( )3المرسوم التنفيذي رقم ،357-06المؤرخ في 9أكتوبر ،2006يتضمن تشكيلة لجنة الطعن المختصة في مجال
االستثمار وتنظيمها وسيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،64المؤرخة في 11أكتوبر ،2006ص.)20:
83
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
إن دراسة المجلس تستلزم التطرق إلى نقطتين إحداثه (أوال) ،ثم مهامه (ثانيا).
تم إنشاء المجلس الوطني لالستثمار بموجب األمر ،03-01وهذا من خالل المادة 18
لدى الوزير المكلف بترقية االستثمارات ()1
منه المعدلة والمتممة بالمادة 12من األمر 08-06
الذي يضمن أمانته ،تحت سلطة رئيس الحكومة الذي يتولى رئاسته وهذا بمقتضى المادة الثانية
من المرسوم التنفيذي رقم 355-06المتعلق بصالحيات المجلس الوطني لالستثمار وتشكيلته
وتنظيمه وسيره ( ،)2ويتكون باإلضافة إلى الو ازرة المكلفة بترقية االستثمارات من عدة و ازرات
كأعضاء دائمين أهمها :الفالحة ،التجارة ،السياحة ،البيئة ،الصناعة..الخ ،ويحضر في هذا
المجلس رئيس مجلس اإلدارة ،والمدير العام للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار االجتماعات
بصفتهم مالحظين ويمكن أن يستعين المجلس بأي شخص آخر له كفاءة في ميدان
االستثمار( ،)3وبناء على المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 355-06فإن المجلس يجتمع كل
ثالثة أشهر على األقل ،ويمكن استدعاؤه عند الحاجة ،بناء على طلب رئيسه أو بطلب من أحد
ويعتبر المجلس جها از ذو طابع استراتيجي ( )
،4 أعضائه ،وتتوج أعماله بق اررات وآراء وتوصيات
يتولى إعداد سياسة الدولة في مجال االستثمارات الوطنية واألجنبية ،فهو يكلف بالمسائل
المتصلة بإستراتيجية االستثمارات وبسياسة دعم االستثمارات وبالموافقة على االتفاقيات
المنصوص عليها في المادة 12من األمر 03-01المعدل والمتمم ،وبصفة عامة كل المسائل
المتصلة بتنفيذ أحكام هذا األمر.
___________________
( )1المادة 18من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.19 :
( )2المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،355-06المؤرخ في 9أكتوبر سنة ،2006يتعلق بصالحيات المجلس الوطني
لالستثمار وتشكيلته وتنظيمه وسيره( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،64المؤرخة في 11أكتوبر سنة ، 2006ص)3( )12 :
الطاهر زواقري ،حنان أوشن ،محمد شعيب توفيق( :االستثمار األجنبي في التشريع الجزائري) ،مجلة الباحث للدراسات
األكاديمية ،العدد الثالث ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر -باتنة ،الجزائر ،سبتمبر ،2014ص. 179 :
( Www. mdipi.gov.dz )4الموقع االلكتروني الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم تم زيارته بتاريخ 07أفريل ،2016
بتوقيت . 12:26 am
84
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
أنشأ المشرع الجزائري بموجب قانون االستثمار لسنة 2001صندوقا خاصا لتمويل بعض
االمتيازات الممنوحة للمستثمرين والتكفل بمساهمة الدولة في كلفة المزايا الممنوحة لالستثمارات
والسيما منها النفقات بعنوان أشغال المنشآت األساسية الضرورية النجاز االستثمار سمي
بصندوق دعم االستثمار في شكل حساب تخصيص خاص ،مفتوح لدى الخزينة العامة للدولة
وهذا بموجب قانون المالية لسنة ،2002يسير من طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
_______________________
85
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
كما جاء في نص المادة 28من األمر 03-01المعدل والمتمم ،ويحدد المجلس الوطني
لالستثمار جدول النفقات التي يمكن إدخالها في هذا الحساب ،كما تحدد كيفيات تنظيم هذا
الصندوق وسيره عن طريق التنظيم ( ،)1وهذا ما يكشف العالقة الوطيدة بين مالية الدولة ومدى
استخدامها لتوجيه الحياة االقتصادية والتنمية ودعم االستثمار ،ونظ ار لحاجة الدولة إلى دعم
وتطوير االستثمار قامت بتسخير كل إمكاناتها المالية والمؤسساتية لجذب المستثمرين الوطنيين
واألجانب من خالل إنشائها لهذا الصندوق إلى جانب الصناديق األخرى المفتوحة في كتابات
الخزينة العمومية لغرض المساهمة في تطوير النشاط االقتصادي ،والذي يمثل أداة اإلنفاق
()2
العمومي لتمويل جزء من االمتيازات الممنوحة للمشاريع االستثمارية.
_________________ ___
( )1المادة 28من األمر 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.08 :
( )2محمد أمين عوايشية( :صندوق دعم االستثمار) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
وهران ،الجزائر ،2013 ،ص ،ص.127-126 :
86
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
مما الشك فيه أن ارتفاع حجم االستثمارات ونجاحها مرتبط بمدى الحماية الممنوحة
للمستثمرين ،ويتطلب األمر من الدول المضيفة لالستثمار توفير المناخ المناسب الذي يشعر
المستثمر األجنبي بالثقة واألمان ،لذلك عمل المشرع الجزائري على توفير سبل الحماية الالزمة
لضمان حقوق المستثمرين األجانب تعبي ار واثباتا عن جديته في تشجيع االستثمارات األجنبية
والمساهمة في ضمانها على إقليميه.
فرأس المال جبان يحتاج إلى األمان ،والمستثمر قلق وخائف ويحتاج إلى طمأنته فتشجيع
االستثمارات األجنبية يحتاج إلى ضمانات يرتاح معها المستثمر ،ومن بينها الضمانات
القضائية ( ،)1وهو ما سنحاول التطرق إليه من خالل كشف مدى فعالية القضاء الوطني وكذا
التحكيم كوسائل لتسوية منازعات االستثمار ،كل في مطلبين مستقلين.
____________________
( )1بشار محمد األسعد :عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة (ماهيتها-القانون الواجب التطبيق عليها-وسائل
تسوية منازعاتها) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،بيروت ،لبنان ،2006 ،ص.354 :
87
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى اختصاص القضاء الوطني في تسوية منازعات
االستثمار (الفرع األول) ،ثم موقف المستثمر األجنبي من القضاء الوطني (الفرع الثاني).
يعتبر حق اللجوء إلى القضاء لطلب الحماية من المبادئ التي كفلتها الدول لرعاياها،
فمعظم الدول ومن بينهم الجزائر تريد االحتفاظ بحقها في تسوية المنازعات التي تحدث بينها
وبين المستثمرين وفقا لمبدأ السيادة الوطنية ،وهو حق دستوري في الجزائر طبقا للمادة 140
من دستور ،1996وكذا نص المادة 03من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ويحيل قانون
االستثمار الجزائري النزاعات بالدرجة األولى إلى القضاء الوطني وهو بذلك يتماشى مع القاعدة
العامة في االختصاص القضائي من خالل نص المادة 41من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،ولم يكتف المشرع الجزائري بهذا الحد بل مد من والية القضاء الوطني لتشمل االلتزامات
التي وقعت خارج التراب الجزائري متى كان أحد أطرافها جزائريا وذلك وفقا لما تقضي به أحكام
المادة 42من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والتي تنص على (يجوز أن يكلف بالحضور كل
جزائري أمام الجهات القضائية الجزائرية بشأن التزامات تعاقد عليها في بلد أجنبي مع جزائريين).
()1
من خالل المادتين 41و 42من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية السابق ذكرهما يتضح
تمسك الدولة الجزائرية بمبدأ السيادة الوطنية على إقليميها بتطبيق القانون الجزائري عن طريق
جهاز القضاء الوطني على كل التزام كان أحد أطرافه أجنبي وعلى كافة االلتزامات التي ينشئها
المواطنين الجزائريين حتى ولو كانت خارج اإلقليم الوطني دون أن يترك منفذا للخروج عن
()2
سيادتها.
__________________
( )1المادة 42من القانون رقم ،09-08المؤرخ في 25فبراير ،2008يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية( ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،21المؤرخة في 23أفريل ،2008ص.)08 :
88
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
كما تم تكريس ذلك من نص المادة 17من األمر 03-01على أنه( :يخضع كل خالف
بين المستثمر األجنبي والدولة الجزائرية يكون بسبب المستثمر أو بسبب إجراء اتخذته الدولة
الجزائرية ضده ،للجهات القضائية المختصة ،إال في حالة وجود اتفاقيات ثنائية أو متعددة
األطراف أبرمتها الدولة الجزائرية ،تتعلق بالمصالحة والتحكيم ،أو في حالة وجود اتفاق خاص
()1
ينص على بند تسوية أو بند يسمح للطرفين بالتوصل إلى اتفاق بناء على تحكيم خاص).
فحسب نص هذه المادة فإن الجهات القضائية الجزائرية تكون في األصل هي المختصة
بحل منازعات االستثمار التي قد تثور بين المستثمر األجنبي والدولة الجزائرية ممثلة في
مؤسساتها المختلفة ،وهذا تطبيقا لمبدأ سيادة الدولة على األشخاص واألموال الموجودة على
إقليمها ،ما لم يوجد اتفاق خاص يخالف ذلك ،ونشير إلى أن القانون الجزائري لم ينص على
إجراءات خاص للتقاضي بشأن منازعات االستثمار ،وبالتالي فإن تسويتها يكون بحسب قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية الساري المفعول في الجزائر ،وهناك قيدان من خاللهما يمكن
استبعاد اختصاص المحاكم الوطنية واللجوء للصلح والتحكيم ،فالقيد األول متعلق بوجود اتفاقية
ثنائية أو متعددة األطراف مصادق عليها من قبل الجزائر تتضمن اللجوء إلى الصلح والتحكيم،
لتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار والتي تط أر بين الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي ،الذي
يحمل جنسية الدولة التي أبرمت معها االتفاقية ،أما القيد الثاني متعلق بوجود اتفاق خاص بين
الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي ،يتضمن شرط الصلح والتحكيم الدولي في حالة نشوب نزاع
أو خالف مستقبلي مرتبط بانجاز واستغالل االستثمارات األجنبية ،أو يسمح لألطراف بعد قيام
النزاع اللجوء إلى التحكيم الخاص.
___________________
( )1المادة 17من األمر رقم 03-01المعدل والمتمم :المرجع السابق ،ص.07 :
89
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
كامل في مواجهة المستثمر األجنبي كما أن المستثمر األجنبي يتحجج دائما بجهله وعدم درايته
وعلمه بالقوانين واجراءات التقاضي في الدولة المضيفة ،فضال عن بطء اإلجراءات القضائية
وذلك نتيجة لتراكم القضايا المعروضة على القاضي باإلضافة إلى تعدد درجات التقاضي ،وهو ال
يتناسب مع طبيعة منازعات االستثمار التي تقضي السرعة في فصل النزاع.
كما أن محاكم الدولة المضيفة تفتقر إلى الخبرة الالزمة لحسم منازعات االستثمارات األجنبية
التي تحتاج عادة إلى خبراء ذوي تقنيات عالية في هذا المجال خاصة في الدول النامية.
وأيا كانت األسباب التي يقدمها المستثمر األجنبي لتبرير موقفه المعارض والمتردد
تجاه القضاء الوطني كوسيلة لحسم المنازعات التي يكون فيها كطرف إلى جانب الدولة المضيفة
له ،فإن ذلك ال ينفي أن هناك عدة عوامل داخلية وخارجية ساهمت في تعزيز هذا الموقف السلبي
()1
تجاه القضاء الوطني على الرغم من األهمية التي كان يحتلها كوسيلة لحسم المنازعات.
المطلب الثاني :ضمان اللجوء إلى التحكيم التجاري الدولي
يعد إخضاع النزاعات المتعلقة باالستثمار إلى التحكيم التجاري الدولي من الضمانات التي
يطالب بها المستثمر األجنبي ،لذلك يحرص على أن يتم إدراج شرط التحكيم مع الدولة المضيفة
ولو على حساب عدم إتمام العقد ،وهذا لعدم ثقته في نزاهة وعدالة القضاء الوطني لهذا سيكون
محور الدراسة في هذا المطلب هو مفهوم التحكيم التجاري الدولي من خالل الفرع األول ،ثم
موقف المشرع الجزائري منه في الفرع الثاني.
الفرع األول :مفهوم التحكيم التجاري الدولي
إن تسوية النزاع يتم في األصل داخليا ،إال أن تخوف المستثمر األجنبي من الوسائل
الداخلية لحل النزاعات ،وأساسا القضاء الداخلي نظ ار لطبيعة النزاع باعتبار أن أحد أطرافه دولة
ذات سيادة ،واآلخر طرف أجنبي خاص مما قد يؤثر على مصداقية ونزاهة القضاء يجعله
يبحث عن ضمانات ووسائل أخرى أكثر حيادا وقوة وهي الضمانات الدولية لحل
___________________
( )1ميلود سالمي :المرجع السابق ،ص.85 :
90
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
منازعات االستثمار ،وهذا ما ضمنه المشرع الجزائري للمستثمر األجنبي من خالل السماح له
باللجوء للتحكيم التجاري الدولي ( ،)1إذ يعد التحكيم ضمانة إجرائية ال تقل أهمية عن الضمانات
األخرى ،نظ ار للمزايا المتعددة التي يوفرها للمستثمر األجنبي من إمكانية اختيار المحكم وسرعة
الفصل في النزاع وتخصص المحكمين ومرونة المحاكم التحكيمية ،وامكانية تنفيذ الحكم
التحكيمي( ،)2فهو نوع من العدالة الخاصة ينظمه القانون ويسمح بمقتضاه بإخراج بعض
المنازعات عن والية القضاء العام في حاالت معينة ( ،)3ويعرف األستاذ فيليب فوشار التحكيم
على أنه( :اتفاق األطراف على عرض منازعاتهم للفصل فيه على هيئة خاصة هم الذين
()4
يختارونها).
كما عرفه جانب من الفقه بأنه الطريق اإلجرائي الخصوصي للفصل في نزاع معين
بواسطة الغير( ،)5أما جانب آخر من الفقه فيعرفه بأنه :االتفاق على طرح النزاع على شخص
()6
أو أشخاص معينين ليفصلوا فيه دون المحاكم المختصة.
وعادة ما يرتاح المستثمر إلى قضاء التحكيم الذي أصبح هو القضاء الطبيعي في هذا
المجال ،ورغم فعاليته في الفصل في المنازعات التي تقع بين المستثمر والدولة المضيفة ،إال
__________________
( )1وليد لعماري( :الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر ،2011 ،1ص ،ص.47-46 :
( )3سيف الدين إلياس حمدتو( :التحكيم االلكتروني) ،مجلة العلوم القانونية ،العدد ،03معهد العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة
الوادي ،الجزائر ،جوان ،2011ص49 :
( )4أحمد عبد الاله المراغي :قواعد المحاكمة والتعاون الدولي في جرائم االستثمار-دراسة مقارنة بين النظم اإلجرائية
الالتينية واألنجلوساكسونية والشريعة اإلسالمية ،دار الفكر الجامعي ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية ،مصر ،2015 ،ص:
.30
( )5اسكندر أحمد ( :التحكيم كوسيلة لفض المنازعات الدولية بالطرق السلمية ) ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية
واالقتصادية والسياسية ،الجزء ،37المجلد ،04كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر ،1999 ،ص.164 :
( )6لزهر بن سعيد :التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والقوانين المقارنة ،دار هومه ،الجزائر،
،2012ص.16 :
91
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
أنه بقي منبوذا من قبل الدول النامية التي اعتبرت امتثالها لمحكمة تحكيم دولية في نزاعاتها
()1
مع شركة تعمل على إقليمها مساسا بحقوقها السيادية.
ويتضح مما تقدم أن التحكيم ال يختلف عن القضاء ،فكالهما طريقة قانونية لحل النزاعات
القائمة بين الطرفين ،وقد أصبح الطريقة األكثر شيوعا لحل النزاعات التجارية ،خاصة في
سياق المعامالت التجارية الدولية ،حيث وجد مجاله الخصب خصوصا مع تنامي العالقات
التجارية بين الدول وازدهار المشروعات االستثمارية وتعدد االتفاقيات الدولية المتعلقة
() 2
باالستثمار.
ويمكن القول أيضا بأن التحكيم وسيلة سلمية تقوم على اتفاق بين أطراف النزاع وتنتهي
()3
بحكم ملزم لهم يؤدي إلى حسم النزاع فيما بينهم.
كان موقف الجزائر من التحكيم بداية عدائيا بالنظر لتبنيها للتوجه االشتراكي ،فقد كانت
حريصة على ممارسة سيادتها كاملة ،إال موقف السلطات الجزائرية بدأ يتغير تجاه التحكيم
نتيجة التغيرات السياسية واإليديولوجية التي عرفتها البالد ،ولمسايرة األوضاع االقتصادية
خاصة اقتصاد السوق أو ما يطلق عليه اليوم بظاهرة العولمة ( ،)4ومن ذلك ما نص عليه
دستور ،1989الذي أكد على إمكانية اللجوء إلى قواعد التحكيم الدولي ضمان إضافي لصالح
المستثمرين األجانب ،وقد توضح الموقف الرسمي بشكل نهائي بعد انضمام الجزائر إلى
_________________________
( )1نعيمة كروش( :تطور موقف البالد النامية من التحكيم التجاري الدولي) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر ،2001 ،ص.11 :
( )2محمد بواط ( :التحكيم في حل النزاعات الدولية ) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة
حسيبة بن بوعلي -الشلف ،الجزائر ،2008 ،ص.19 :
( )3سمية بوجالل ( :التحكيم في النزاعات الدولية) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
منتوري -قسنطينة ،الجزائر ،2012 ،ص.11 :
( )4فريدة عيادي ( :سلطة المحكم في موضوع حل النزاعات المترتبة عن العقد التجاري الدولي) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر ،2001 ،ص.10 :
92
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
اتفاقية نيويورك لسنة ،)1( 1958وبدأت الجزائر في تغيير نظامها القانوني ألن استقبال
األجانب يستدعي وضع ميكانيزمات تهدف إلى ضمانها ،بعد أن صادقت على اتفاقية نيويورك،
أعادت تنظيم مؤسساتها التحكيمية واستدعت األجانب إليها ،وقام المشرع بتعديل قانون
اإلجراءات المدنية من خالل إدراج فصل خاص بالتحكيم ،طبقا للمرسوم التشريعي رقم 09-93
( ،)2بحيث أن اعتماد المشرع الجزائري للتحكيم كوسيلة لتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار،
ضرورة فرضتها الظروف االقتصادية التي منحت التحكيم الدولي مكاسب الجديدة ،حتى ولو
كان على حساب المحاكم الوطنية ،فقد أصبح مبدأ اللجوء إلى التحكيم كإجراء قانوني معترف
به دوليا للفصل في النزاعات التي قد تنشأ بين الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبي من أهم
()3
الضمانات الممنوحة صراحة للمتعاملين األجانب.
وبالتالي فالتحكيم الدولي هو المرجع األساسي في حسم منازعات االستثمار بما يمثله من
ضمانة لالستثمار األجنبي وبمقدار ما يكون التحكيم سهال وميس ار تنتعش حركة هذا االستثمار،
ومما ال شك فيه أن األهم في التحكيم أن ينفذ الحكم التحكيمي ،فهو يمثل الهدف النهائي من نظام
التحكيم ،فكل ما يمر به نظام التحكيم من مراحل تصب في هذه المرحلة األخيرة التي تترجم الحل
النهائي للنزاع فيما بين األطراف.
وهكذا فإن فعالية التحكيم كأسلوب لتسوية منازعات االستثمار تتوقف على مدى القدرة على
تنفيذ الحكم التحكيمي ،فهذا األخير لن يكون له أي قيمة إذا لم يتم تنفيذه ،والمشرع الجزائري
اعترف بتنفيذ أحكام التحكيم الدولي في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم 09-08في
_________________________
( )1المرسوم رقم ،233-88المؤرخ في 05نوفمبر ،1988يتضمن االنضمام بتحفظ إلى االتفاقية التي صادق عليها مؤتمر
األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 10يونيو 1958والخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذها( ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،48المؤرخة في 23نوفمبر .)1988
( )2المرسوم التشريعي رقم ،09-93المؤرخ في 25أبريل ،1993الخاص بالتحكيم التجاري الدولي ،المعدل والمتمم لألمر
رقم ،154-66المؤرخ في 27جانفي ،1966المتضمن قانون اإلجراءات المدنية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،27الصادرة
بتاريخ 27أبريل .)1993
93
الفصل الثاني :الضمانات اإلجرائية المتعلقة باالستثمار
مادته 1051من أجل منح مزيد من الضمانات للمستثمرين األجانب في هذا المجال ،ويفضل
األطراف في عقود االستثمار اللجوء إلى التحكيم في حسم منازعاتهم ،ويرجع ذلك إلى عدة أسباب
يتعلق بعضها بما يتمتع به التحكيم من مزايا تتناسب مع طبيعة منازعات االستثمار ،كما يتعلق
بعضها بمخاوف المستثمرين األجانب من اللجوء إلى قضاء الدولة المضيفة لالستثمار ،وأهمها
السرعة في اإلجراءات ،وسرية التحكيم وحرية األطراف في ظل التحكيم فضال على أنه قضاء
()1
متخصص.
ويقينا من المشرع أن المستثمر األجنبي لن يوقع عقد االستثمار إال إذا كان شرط التحكيم في
بنوده ،أكد مرة أخرى في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية 09-08وفي مواده من 1039إلى
1061أنه يبقى التحكيم التجاري الدولي وسيلة أو ضمان إجرائي لتسوية منازعات االستثمار.
_________________________
94
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﺧــﺎﺗــﻣﺔ :
وﻗد ﻋﻣﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺑﯾﺋﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻫذا ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت واﻻﻣﺗﯾﺎزات
واﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﯾﻬﺎ ،ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ.
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ:
-1ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫﻲ ﺣرﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺣرﯾﺔ ﺗﺣوﯾل رؤوس اﻷﻣوال واﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻋﻧﻬﺎ،
اﻟﺛﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،وﻫذا ﺑﻬدف طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻻﺗﺧﺎذ ﻗ اررﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
-2إن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣﺎطﺔ ﺑﺳﯾﺎج ﻣن اﻷﻣﺎن واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ
وﻛذا ﻻ ﺟدوى ﻣﻧﻬﺎ إذا ﺻﺎدف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋرﻗﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ،
ﻟﻬذا
-3ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑذل ﺟﻬود ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل ﺟذب وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﻗواﻋد ﻣﺣددة ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬﺎ ،وﺗﻘدﯾم ﻛل اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
واﻹدارﯾﺔ.
-4ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﺟراءات اﻻﻧﻔرادﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ
اﻟدوﻟﺔ ﺿد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺿﻣﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻌوﯾض
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ وﻣﻧﺻﻔﺎ ،وﻛذا اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟدوﻟﺔ.
94
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
-5إن ﺷﻌور اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ واﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺗطﻠب وﺟود
وﺳﺎﺋل ﻋﺎدﻟﺔ ﻟﺣﺳم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر طرﻓﺎ ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻟﻬذا
ﻛرﺳت اﻟدوﻟﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻣﺎ ﯾﻬم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻫو اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن
ﺣﻣﺎﯾﺔ واﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘوﻗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻧﺷوب ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﺑﺳﺑب اﻟﻣوﻗف اﻟﺳﻠﺑﻲ
اﻟذي ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟوطﻧﻲ ،ﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ وﺳﯾﻠﺔ أﻛﺛر ﺣﯾﺎدﯾﺔ
وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،إذ ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ
إﺟراﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣازﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ،
ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣوﻗف اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋداﺋﯾﺎ إﺛر ﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ
ﺗﻐﯾر ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ وﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺣر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣرﺟﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﺳم ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻣﺎ
ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟﻬود اﻟﻣﻌﺗﺑرة اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﻣﻼﺋم
ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،إﻻ أن اﻟواﻗﻊ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾزل ﻣﺗرددا ﻓﻲ
ﻧظر ﻟﻌدة ﻣﺷﺎﻛل وﻋراﻗﯾل واﺟﻬﺗﻪ وﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد
ا اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
اﻟوطﻧﻲ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري واﻧﻌدام اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات
اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟرﺷوة وﻏﯾﺎب رﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ،وﯾظﻬر ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔﺳﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ
واﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،وﻛذﻟك ﻋدم وﺟود ﻧظﺎم ﻣﺻرﻓﻲ ﻗوي وﺷﻔﺎف ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ ﻣﺛل ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال واﻟﺗﺣوﯾﻼت ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌد
ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺎد.
ﻣﺷﻛل اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ :ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻫﺎﺟﺳﺎ ﻛﺑﯾر أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻟدرﺟﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ
ﺗﻌطﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،وﻛذا ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺳوء اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ.
95
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻋدم اﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﻛﺎﻓﻲ واﻟﻣﺟدي ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣؤطرة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ.
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻘروض اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ :ﻓﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑطء ﺷدﯾد ذﻟك أن
اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻻ ﯾازل دون اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ﻧﺗﯾﺟﺔ أﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻛذا اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﻧوك.
ﻋدم وﺟود ﻓروع ﺑﻧﻛﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال واﻟﻌﻣﻠﺔ.
-6اﻧﺗﻬﺎج اﻟﺟزاﺋر أﺳﻠوب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،وﺗﻛرﯾس ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن
ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﺢ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز
اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺿﻣن ﻧظﺎﻣﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻧظﺎم ﻋﺎم وآﺧر ﺧﺎص ﻟﺗﺣﻘﯾق
أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت إﻋﻔﺎءات أو ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺿرﯾﺑﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺗﺳﻬﯾل
اﻟﻣزﯾﺎ
إﺟراءات اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺣواﻓز ﺑﺣﯾث ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر طﻠب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ا
ﻟﻠوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺑﻧﻪ ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن
ذﻟك.
-7إﻧﺷﺎء اﻟﺟزاﺋر ﻫﯾﺎﻛل إدارﯾﺔ ﺗرﻣﻲ ﻟﻣﺳﺎﻧدة وﺗطوﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
-8اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن
اﻟﻣزﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ.
ﻣزﯾﺎ أﺧرى ﻟﻪ ﺑﺧﻼف ا
ا
اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ:
وﻣن أﺟل ﺗرﺷﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻗﺗراح اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
96
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
-1ﺗوﻓﯾر ﺑﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﺋق اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ وﺷﺗﻰ ﺻور
اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﻌرﻗﻠﺔ ﻟﺳﯾر اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
-2اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﺄطﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
-3اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗداﺑﯾر ﻛﺛﯾرة ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗرﺷﯾد اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺣﺻﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
-4ﺗﺳﺧﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة واﻹﻧﻔﺎق ﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ.
-5اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻣﺧﺗﻠف واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن
ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺟوا ﻣﺳﺗﻘر وﻣﻼﺋﻣﺎ ﻷداء أﻋﻣﺎﻟﻪ ،وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ
ﺗﻬدد ﻣﺷروﻋﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري.
-6ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى اﻟﻣﻛوﻧﺔ
ﻟﻠﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري واﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻟﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻟﻠﺞ ا زﺋر ﻓﻲ إطﺎر ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ رﺷﯾدة.
-7اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﻟدول ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
واﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
-8اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻗﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﺟددة ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔرص
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣن اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ
ﺑﻧﺎء ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬم.
97
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻗوﻟﻪ ﻫو أﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣﻐرﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻪ وﺣواﻓزﻩ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟرد ﺣﺑر
ﻋﻠﻰ ورق إذا ﻟم ﺗﺗﺟﺳد ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،وﻛﺎن اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻏﯾر
ﻓﻌﺎل ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺞ ا زﺋر ،ﻛﻣﺎ أن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﺟﯾد
ﯾﺗطﻠب ﻧظرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻟواﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ
98
قائمة المصادر والمراجع
المصادر:
_ Iالقرآن الكريم
_ IIالمعاجم:
/1جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور :معجم لسان العرب ،المجلد الرابع ،دار صادر -بيروت ،لبنان،
.1990
/1المرسوم الرئاسي رقم ،404-06المؤرخ في 14نوفمبر ،2006يتضمن التصديق على االتفاق بين
حكومة الجزائر وحكومة تونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات ،الموقع بتونس في 16فيفري
( ،2006الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،73الصادرة ب 16نوفمبر .)2006
/2المرسوم الرئاسي رقم ،01-94المؤرخ في ،1994/01/20يتضمن المصادقة على االتفاق المبرم بين
حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و حكومة الجمهورية الفرنسية بشأن التشجيع و الحماية
المتبادلين ،فيما يخص االستثمارات و تبادل الرسائل المتعلق بهما ،الموقعين في الجزائر في 13فبراير
( ،1993الجريدة الرسمية ،العدد األول ،سنة .)1994
/3المرسوم الرئاسي رقم ،345-91المؤرخ في 05أكتوبر ، 1991يتضمن المصادقة على االتفاق المبرم
بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و االتحاد االقتصادي البلجيكي اللكسمبورغي
ال متعلق بالتشجيع و الحماية المتبادلة لالستثمارات الموقع بالجزائر بتاريخ 24ابريل ( ،1991الجريدة
الرسمية ،العدد ،46الصادرة بتاريخ 06أكتوبر .)1991
/4المرسوم الرئاسي رقم ،345-95المؤرخ في 30أكتوبر سنة ،1995يتضمن المصادقة على االتفاقية
المتضمنة إنشاء الوكالة الدولية لضمان االستثمار ( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،66المؤرخة سنة .1995
/5األمر رقم ،16-72المؤرخ في 7جوان ،1972يتضمن المصادقة على االتفاقية المتعلقة بإنشاء
المؤسسة العربية لضان االستثمار( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،53المؤرخة في 04جويلية .)1972
/6المرسوم رقم ،233-88المؤرخ في 05نوفمبر ،1988يتضمن االنضمام بتحفظ إلى االتفاقية التي
صادق عليها مؤتمر األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 10يونيو 1958والخاصة باعتماد الق اررات
التحكيمية األجنبية وتنفيذها( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،48المؤرخة في 23نوفمبر .)1988
99
قائمة المصادر والمراجع
/13القانون رقم ،10-90المؤرخ في 14أفريل ،1990يتعلق بالنقد والقرض( ،الجريدة الرسمية ،العدد
،14الصادرة في 18أفريل .)1990
/14القانون رقم ،01-13المؤرخ في 20فيفري ،2013المتعلق بالمحروقات ،المعدل والمتمم للقانون رقم
،07-05المؤرخ في 28أفريل ( ،2005الجريدة الرسمية ،العدد ،11المؤرخة في 24فيفري .)2013
/15القانون رقم ،11-91المؤرخ في 27أبريل ،1991يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل
المنفعة العمومية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،21المؤرخة سنة .)1991
/16القانون رقم ،14-08المؤرخ في 20جويلية ،2008يعدل ويتمم القانون رقم ،30-90المؤرخ في 01
ديسمبر ،1990يتضمن قانون األمالك الوطنية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،44المؤرخة في 03أوت
.)2008
/17القانون رقم ،11-11المؤرخ في 18جويلية ،2011المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2011
(الجريدة رسمية ،العدد ،40المؤرخة في 20جويلية .)2011
100
قائمة المصادر والمراجع
/20األمر رقم ،03-01المؤرخ في 20أوت ،2001المتعلق بتطوير االستثمار( ،الجريدة الرسمية ،العدد
رقم ،47الصادرة بتاريخ 22أوت .)2001
/22األمر رقم ،06-03المؤرخ في 19جويلية ،2003المتعلق بالعالمات( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،44
الصادرة في 23جويلية .)2003
/25األمر رقم ،01-09المؤرخ في 22يوليو ،2009يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2009
(الجريدة الرسمية ،العدد ،44الصادرة سنة .)2009
/26األمر رقم ،01-10المؤرخ في 26أوت ،2010يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2010
(الجريدة الرسمية ،العدد ،49المؤرخة في 29أوت .) 2010
/27األمر رقم ،10-03المؤرخ في 26أوت ،2010يعدل و يتمم األمر رقم 22-96المؤرخ في 9يوليو
، 1996المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الخارج،
(الجريدة الرسمية ،العدد ،50الصادرة بتاريخ أول سبتمبر .)2010
101
قائمة المصادر والمراجع
/29األمر رقم ،156-66المؤرخ في 8يونيو ،1966يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم( ،الجريدة
الرسمية ،العدد رقم ،49المؤرخة في 11يونيو .)1966
/30األمر رقم ،11-03المؤرخ في 26أوت ،2003المتعلق بالنقد والقرض( ،الجريدة الرسمية ،العدد
،52الصادرة في 27أوت .)2003
/31األمر رقم ،11-06المؤرخ في 30أوت ،2006يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن
األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،53
المؤرخة في 30أوت .)2006
/32األمر رقم ،04-08المؤرخ في 1سبتمبر ،2008يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي
التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،49المؤرخة
في 3سبتمبر .)2008
/35المرسوم التنفيذي رقم 40-97المؤرخ في 18يناير ،1997يتعلق بمعايير تحديد النشاطات والمهن
المقننة الخاضعة للقيد في السجل التجاري وتأطيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد 05لسنة .)1997
/36المرسوم التنفيذي رقم ،121 -07المؤرخ في 23أفريل ،2007يتضمن تطبيق أحكام األمر 11-06
المؤرخ في 30أوت ،2006يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك
الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز المشاريع( ،الجريدة الرسمية ،العدد 27المؤرخة في 25أفريل.)2007
/37المرسوم التنفيذي رقم ،152-09المؤرخ في 2ماي ،2009يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على
األراضي التابعة لألمالك الخاصة لدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية( ،الجريدة الرسمية العدد 27
المؤرخة في 6ماي .)2009
102
قائمة المصادر والمراجع
/39المرسوم التنفيذي رقم 98-08المؤرخ في 24مارس سنة ،2008يتعلق بشكل التصريح باالستثمار
وطلب ومقرر منح المزايا وكيفيات ذلك( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،16المؤرخة سنة .)2008
/40المرسوم التنفيذي رقم 356-06المؤرخ في 9أكتوبر سنة ،2006يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية
لتطوير االستثمار وسيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،64المؤرخة في 11أكتوبر .)2006
/43المرسوم التنفيذي رقم ،357-06المؤرخ في 9أكتوبر ،2006يتضمن تشكيلة لجنة الطعن المختصة
في مجال االستثمار وتنظيمها وسيرها( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،64المؤرخة في 11أكتوبر .)2006
/44المرسوم التنفيذي رقم ،355-06المؤرخ في 9أكتوبر سنة ،2006يتعلق بصالحيات المجلس الوطني
لالستثمار وتشكيلته وتنظيمه وسيره( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،64المؤرخة في 11أكتوبر سنة
.)2006
/45القرار رقم 18-09المؤرخ في 18مارس سنة ،2009يحدد مكونات ملف التصريح باالستثمار واجراء
تقديمه( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،31المؤرخة في 24ماي .)2009
/46النظام رقم 03-90المؤرخ في 8سبتمبر سنة ،1990يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الجزائر
لتمويل النشاطات االقتصادية واعادة تحويلها إلى الخارج ومداخيلها( ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم ،45
المؤرخة سنة .)1990
/48النظام رقم ،04-14المؤرخ في 29سبتمبر ،2014يحدد شروط تحويل رؤوس األموال إلى الخارج
بعنوان االستثمار في الخارج من طرف المتعاملين االقتصاديين الخاضعين للقانون الجزائري( ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،63الصادرة في 22أكتوبر .)2014
103
قائمة المصادر والمراجع
/49نموذج دفتر الشروط الذي يحدد البنود والشروط المطبقة على منح االمتياز عن طريق التراضي للقطع
األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية( ،الجريدة الرسمية ،العدد ،27
المؤرخة في 06ماي .)2009
المراجع:
_ Iالكتب المتخصصة:
/1عبد هللا عبد الكريم عبد هللا :ضمانات االستثمار في الدول العربية – دراسة قانونية مقارنة ألهم
التشريعات العربية والمعاهدات الدولية مع اإلشارة إلى منظمة التجارة العالمية و دورها في هذا المجال،
دار الثقافة ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن.2008 ،
/2عمر مصطفى جبر إسماعيل :ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي و تطبيقاتها المعاصرة ،دار
النفائس ،الطبعة األولى ،األردن.2010 ،
_ IIالكتب العامة:
/1أحمد عبد الاله المراغي :قواعد المحاكمة والتعاون الدولي في جرائم االستثمار-دراسة مقارنة بين النظم
اإلجرائية الالتينية واألنجلوساكسونية والشريعة اإلسالمية ،دار الفكر الجامعي ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية
،مصر.2015 ،
/2أحمد سمير أبو الفتوح :دور القوانين والتشريعات في جذب االستثمار في الجزائر ،المكتب العربي
للمعارف ،الطبعة األولى ،مصر.2015 ،
/3بشار محمد األسعد :عقود االستثمار في العالقات الدولية الخاصة (ماهيتها-القانون الواجب التطبيق
عليها-وسائل تسوية منازعاتها) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،بيروت ،لبنان.2006 ،
/4خالد هشام :عقد ضمان االستثمار -القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية المنازعات التي قد تثور
بشأنه ،دار الفكر الجامعي -اإلسكندرية ،مصر.2009 ،
/5لزهر بن سعيد :التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والقوانين المقارنة ،دار
هومه ،الجزائر.2012 ،
/6محمد الجوهري :دور الدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار -دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي،
بدون طبعة ،اإلسكندرية ،مصر.2008 ،
104
قائمة المصادر والمراجع
/7معاوية عثمان حداد :القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار األجنبي ،دار الجامعة الجديدة ،بدون
طبعة ،اإلسكندرية ،مصر.2008 ،
/8سليمان محمد الطماوي :األسس العامة للعقود اإلدارية _ دراسة مقارنة ،مطبعة جامعة عين شمس،
الطبعة الخامسة ،مصر ،سنة .1991
/9عبد العزيز قادري :االستثمارات الدولية -التحكيم التجاري الدولي ضمان االستثمارات ،دار هومه،
الجزائر.2004 ،
/10عيبوط محند وعلي :االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري ،دار هومه ،الجزائر.2013 ،
/11عصام الدين مصطفى بسيم :النظام القانوني لالستثمارات األجنبية الخاصة في الدول اآلخذة في
النمو ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.1972 ،
_ IIIالرسائل واألطروحات:
/1أحمد تالي( :النظام القانوني لألنشطة المنجمية في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،الجزائر.2014 ،
/2إدريس مهنان( :تطور نظام االستثمارات األجنبية في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة ،الجزائر. 2002 ،
/3بالل مومو( :أثر االستثمار األجنبي المباشر واالستثمار المحلي على النمو االقتصادي -دراسة حالة
الجزائر للفترة " ، )"2011-1990مذكرة ماستر أكاديمي ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير،جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،الجزائر.2013 ،
/4بلقاسم أمحمد( :نوعية المؤسسات وجاذبية االستثمار األجنبي إلى الجزائر) ،أطروحة دكتوراه ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة وهران ،الجزائر.2013 ،
/5دعاء طارق بكر البشتاوي( :عقد الفرنشايز وآثاره) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الدراسات العليا،
جامعة النجاح الوطنية -نابلس ،فلسطين.2008 ،
/6هدى عبدو( :آثار العولمة المالية على االستثمار األجنبي المباشر " دراسة حالة الجزائر ودراسة
قياسية " خالل الفترة " ،) "2006-1970مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف ،الجزائر.2008 ،
105
قائمة المصادر والمراجع
/7وهيبة أمزيان( :نزع الملكية بين الشرعية والمشروعية وحقوق الغير في التشريع الجزائري والقانون
الدولي) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة أمحمد بوقرة_ بومرداس ،الجزائر.2009 ،
/8وردة خزندار( :تأثير انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة على المنظومة المصرفية) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر.2012 ،
/9وليد لعماري( :الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2011 ،1
/10حنان شناق ( :تأثير االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد الجزائري دراسة حالة شركة
الكندي لصناعة األدوية) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة
الجزائر.2009 ،
/11حساني بن عودة( :أثر العوامل المؤسساتية في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر)،
مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران،
الجزائر.2011 ،
/12حسين نوارة ( :الحماية القانونية لملكية المستثمر األجنبي في الجزائر) ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة،
كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ،الجزائر.2013 ،
/13ياسين قرفي ( :ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر -بسكرة ،الجزائر.2008 ،
/14كريمة صبيات( :المعاملة القانونية لالستثمار األجنبي في ظل األمر ،)08-06مذكرة التخرج لنيل
إجازة المدرسة العليا للقضاء ،غير منشورة ،الجزائر.2009 ،
/15المية الصغير( :االستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،غير
منشورة ،المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر.2008 ،
/16ليلى بن عنتر( :مدى تحفيز استثمارات الشركات متعددة الجنسيات في القانون الجزائري) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة أمحمد بوقرة -بومرداس ،الجزائر.2006 ،
/17ليلى سالم ( :الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمر األجنبي) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية
الحقوق ،جامعة وهران ،الجزائر ،سنة .2012
106
قائمة المصادر والمراجع
/18ليليا بن منصور( :الشراكة األورومتوسطية ودورها في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في
المغرب العربي " الجزائر -تونس -المغرب ") ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر.2012 ،
/19مجاهد هواري( :االستثمار األجنبي المباشر والتنمية المحلية حالة وهران) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر.2013 ،
/20محمد العيد بيوض ( :تقييم أثر االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي والتنمية المستدامة
في االقتصاديات المغاربية -دراسة مقارنة :تونس -الجزائر -المغرب) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية
العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس -سطيف ،الجزائر.2011 ،
/21محمد أمين عوايشية( :صندوق دعم االستثمار) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة وهران ،الجزائر.2013 ،
/22محمد بواط ( :التحكيم في حل النزاعات الدولية ) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم القانونية
واإلدارية ،جامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف ،الجزائر.2008 ،
/23محمد عبد الكريم عدلي( :النظام القانوني للعقود المبرمة بين الدول واألشخاص و األشخاص
األجنبية) ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان،
الجزائر.2011 ،
/24محمد عماد بساسي( :دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار المحلي -دراسة حالة البنك الوطني
الجزائري BNAفرع ورقلة ،)944-مذكرة ماستر أكاديمي ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم
التجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،الجزائر.2014 ،
/25محمود جمام( :النظام الضريبي وآثاره على التنمية االقتصادية _ دراسة حالة الجزائر) ،أطروحة
دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد منتوري_ قسنطينة ،الجزائر،
.2010
/26محمود نمر توفيق مهاني( :أثر الحوافز التشجيعية في قانون ضريبة الدخل الفلسطيني على اإليرادات
الضريبية في قطاع غزة) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية التجارة ،الجامعة اإلسالمية_ غزة ،فلسطين،
.2010
/27مراد بلكعيبات( :منح االمتياز لالستثمار الصناعي في التشريع الجزائري) ،أطروحة دكتوراه ،غير
منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر -بسكرة ،الجزائر.2012 ،
107
قائمة المصادر والمراجع
/28نور الدين بوسهوة( :المركز القانوني األجنبي في القانونين الدولي والجزائري) ،رسالة دكتوراه ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب-البليدة ،الجزائر.2005 ،
/29نعيمة بن أوديع( :النظام القانوني لحركة رؤوس األموال من والى الجزائر في مجال االستثمار) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري-تيزي وزو ،الجزائر.2010 ،
/30نعيمة كروش( :تطور موقف البالد النامية من التحكيم التجاري الدولي) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2001 ،
/31نصير عاشوري( :ضمانات االستثمار في التشريع الجزائري) ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا
للقضاء ،غير منشورة ،الجزائر.2010 ،
/32سامية لقراف( :االمتيازات المالية لالستثمار األجنبي المباشر في الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير
منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة ،الجزائر.2011 ،
/33سارة محمد( :االستثمار األجنبي في الجزائر– دراسة حالة أوراسكوم) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر.2010 ،
/34سهام بجاوية( :االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي العربي) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2005 ،
/35سيف هشام الفخري( :االستثمار الدولي والمخاطر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية االقتصاد،
جامعة حلب ،سوريا. 2010 ،
/36سليم ساسي( :النظام القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر) ،مذكرة التخرج لنيل إجازة
المدرسة العليا للقضاء ،غير منشورة ،الجزائر.2009 ،
/37سلمان حسين ( :االستثمار األجنبي المباشر والميزة التنافسية الصناعية بالدول النامية) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2004 ،
/38سمية بوجالل ( :التحكيم في النزاعات الدولية) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة منتوري -قسنطينة ،الجزائر.2012 ،
/40سمية كمال ( :النظام القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة أبي
بكر بلقايد -تلمسان ،الجزائر.2003 ،
108
قائمة المصادر والمراجع
/41سعد الدين أمحمد( :العقد الدولي بين التوطين والتدويل) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم
القانونية واإلدارية ،جامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف ،الجزائر ،سنة .2008
/42عبد الكريم بعداش( :االستثمار األجنبي المباشر وآثاره على االقتصاد الجزائري خالل الفترة -1996
، )2005رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2008 ،
/43عبد القادر بابا( :سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراهنة)،
أطروحة دكتوراه ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2004 ،
/44عبد الرؤوف بوشمال( :التسويق الدولي وتأثيره على تدفق االستثمار األجنبي المباشر -دراسة حالة
الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة منتوري -قسنطينة،
الجزائر.2012 ،
/45عبد الرزاق عزرين( :النظام القانوني لالستثمارات األجنبية في الجزائر"واقع وآفاق") ،مذكرة ماستر،
غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة خميس مليانة ،الجزائر.2014 ،
/46عبد الرحمن زيدان الحواجري( :المعاملة بالمثل في العالقات الدولية في الفقه اإلسالمي) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية الشريعة ،الجامعة اإلسالمية -غزة ،فلسطين.2002 ،
/47فايزة شاقور جلطية( :معوقات االستثمار األجنبي خارج قطاع المحروقات في الجزائر_ دراسة مقارنة
بين الجزائر ،تونس والغمرب خالل الفترة ،)2010-2000مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران ،الجزائر.2013 ،
/48فاروق سحنون( :قياس أثر بعض المؤشرات الكمية لالقتصاد الكلي على االستثمار األجنبي المباشر-
دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات
عباس -سطيف ،الجزائر.2010 ،
/49فريدة عيادي ( :سلطة المحكم في موضوع حل النزاعات المترتبة عن العقد التجاري الدولي) ،مذكرة
ماجستير ،غير منشورة ،كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر.2001 ،
/50راشد بن ناصر بن مسفر المري ( :عقوبة المصادرة واإلتالف في جرائم المخدرات في النظام
السعودي -دراسة تأصيلية مقارنة تطبيقية) ،مذكرة ماجستير في العدالة الجنائية ،جامعة نايف العربية
للعلوم األمنية– الرياض -السعودية.2010 ،
109
قائمة المصادر والمراجع
/51شهيناز صياد ( :االستثمارات األجنبية المباشرة ودورها في النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر)،
مذكرة ماجستير ،غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية ،جامعة وهران،
الجزائر.2013 ،
/52شوميسة ثلجون( :الشراكة كوسيلة قانونية لتفعيل االستثمار األجنبي في الجزائر) ،مذكرة ماجستير،
غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم التجارية ،جامعة أمحمد بوقرة -بومرداس ،الجزائر.2006 ،
_ IVالمجالت:
/1الجياللي بوضراف( :التجديد ونقل التكنولوجيا) ،مجلة أبحاث اقتصادية وادارية ،العدد التاسع ،جامعة
محمد خيضر -بسكرة ،الجزائر ،جوان .2011
/2الطاهر زواقري ،حنان أوشن ،محمد شعيب توفيق( :االستثمار األجنبي في التشريع الجزائري) ،مجلة
الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد الثالث ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر -باتنة،
الجزائر ،سبتمبر .2014
/3اسكندر أحمد ( :التحكيم كوسيلة لفض المنازعات الدولية بالطرق السلمية ) ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية واالقتصادية والسياسية ،الجزء ،37المجلد ، 04كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر.1999 ،
/4حسين عيسى عبد الحسن( :الضمانات العقدية لالستثمار -دراسة مقارنة) ،مجلة الكوفة ،العدد ،21
المجلد ،01كلية العلوم القانونية والسياسية ،جامعة الكوفة -بابل ،العراق.2014 ،
/5سيف الدين إلياس حمدتو( :التحكيم االلكتروني) ،مجلة العلوم القانونية ،العدد ،03معهد العلوم القانونية
واإلدارية ،جامعة الوادي ،الجزائر ،جوان .2011
/6طالل زغبة ،عبد الحميد برحومة( :األشكال الجديدة لتدفقات االستثمار األجنبي غير القائم على
المساهمة في رأس المال وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية) ،مجلة العلوم االقتصادية
والتسيير والعلوم التجارية ،العدد ،11المسيلة ،الجزائر.2014 ،
/7لعزيز معيفي( :دور المعاملة الضريبية في تشجيع االستثمار األجنبي وتوجيهه في قانون االستثمار
الجزائري) ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،العدد ، 02كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان
ميرة _ بجاية ،الجزائر.2011 ،
/8محمد حجازي ( :إشكاليات العقار الصناعي والفالحي وتأثيرها على االستثمار بالجزائر) ،مجلة الواحات
للبحوث والدراسات ،العدد ، 16جامعة غرداية.2012 ،
110
قائمة المصادر والمراجع
/9محمد طالبي( :أثر الحوافز الضريبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار في الجزائر) ،مجلة اقتصاديات
شمال إفريقيا ،العدد ، 06جامعة حسيبة بن بوعلي _ الشلف ،الجزائر.2009 ،
/10ميلود سالمي( :الضمانات القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر) ،مجلة الباحث للدراسات القانونية،
العدد ،06كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر-باتنة ،الجزائر ،جوان .2015
/11مراد بلكعيبات ( :دور الدولة في منح االمتياز في قانون االستثمار الجزائري) ،مجلة دفاتر السياسة
والقانون ،العدد السابع ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح – ورقلة ،الجزائر ،جوان
.2012
/12عبد الهادي رياض سرمد( ،االستيالء المؤقت على العقارات) ،مجلة كلية الحقوق ،العدد ،2المجلد
،15جامعة البحرين ،جويلية .2013
/13عماد عجابي( :تكريس مبدأ حرية التجارة و الصناعة في الجزائر) ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية
،العدد الرابع ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر-باتنة ،الجزائر ،ديسمبر .2014
/14عثمان بقنيش( :االستثمارات األجنبية المباشرة في إطار منظمة التجارة العالمية) ،مجلة منازعات
األعمال ،العدد ،06المغرب ،ماي-يونيو .2015
/15فلة حمدي ،مريم حمدي( :االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر بين التحفيز القانوني والواقع
المعيق) ،مجلة المفكر ،العدد العاشر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية – بسكرة ،الجزائر ،جانفي .2014
/16شهرزاد زغيب( :االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر -واقع وآفاق) ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد
الثامن ،بسكرة ،الجزائر ،فيفري .2005
/17شوقي جباري ،محمد محجوب الحداد ( :مساهمة االستثمار األجنبي المباشر في النمو االقتصادي
لدول شمال إفريقيا – دراسة حالة " تونس – ليبيا – مصر" ) ،مجلة اإلستراتيجية والتنمية ،العدد الرابع،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة عبد الحميد بن باديس _ مستغانم ،الجزائر ،جانفي
.2013
/18غسان عبيد محمد المعموري( :شرط الثبات التشريعي و دوره في التحكيم في عقود البترول) ،مجلة
رسالة الحقوق ،المجلد األول ،العدد الثاني ،كلية الحقوق ،جامعة كربالء ،العراق.2009 ،
_ Vالملتقيات:
111
قائمة المصادر والمراجع
/1أحمد دبيش( :امتيازات وضمانات االستثمار األجنبي المباشر في ظل اإلطار المنظم لالستثمار في
الجزائر) ،مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي حول منظومة االستثمار في الجزائر ،يومي 23و 24أكتوبر
،2013كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 8ماي _1945قالمة ،الجزائر.
/2يزيد ميهوب( :الضمانات القانونية الممنوحة للمستثمرين األجانب في ظل اتفاقيات االستثمار المبرمة
من الجزائر) ،مداخلة ألقيت بملتقى دولي بعنوان منظومة االستثمار في الجزائر ،بتاريخ 24-23أكتوبر
،2013كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 08ماي -1945قالمة ،الجزائر.
/3زوبير بن الشريف دغمان( :التدابير األساسية المتعلقة بتشجيع وتنظيم وحماية االستثمار األجنبي
المباشر) ،مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في
التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر ،بتاريخ 27-25
أبريل ،2011أبو ظبي.
/4محمد الصغير بعلي( :النظام القانوني لنزع الملكية العقارية للمنفعة العامة) ،مداخلة ألقيت في الملتقى
الوطني حول الملكية العقارية الخاصة والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة 08ماي 1945قالمة ،الجزائر ،بتاريخ 26-25سبتمبر .2013
/5محمود فياض( :دور شرط الثبات التشريعي في حماية المستثمر األجنبي في عقود الطاقة بين
فرضيات واشكاليات التطبيق) ،مداخلة ألقيت بالمؤتمر السنوي الحادي والعشرين "الطاقة بين القانون
واالقتصاد" ،بتاريخ 21-20ماي ،2013كلية القانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة.
/6فاضل صالح الزهاوي( :دوافع االستثمار األجنبي المباشر) ،مداخلة ألقيت في مؤتمر قواعد االستثمار
بين التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية وأثرها في التنمية االقتصادية في دولة اإلمارات العربية المتحدة،
المؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر ،بتاريخ 27-25أبريل ،2011أبو ظبي.
/7فؤاد بعيسى( :األجهزة والهيئات المكلفة بتأطير عملية االستثمار) ،مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي
السادس عشر حول الضمانات القانونية لالستثمار في دول المغرب العربي ،يومي 23 -22فيفري ،2016
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر.
/8فوزية زعموش ( :دور عقد االمتياز للعقار الصناعي في تشجيع االستثمار الصناعي األجنبي) ،مداخلة
ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لالستثمار األجنبي في الجزائر ،يومي 19-18
نوفمبر ،2015كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح -ورقلة ،الجزائر.
112
قائمة المصادر والمراجع
/9شريف غياط ،عبد المالك مهري( :المناخ االستثماري وانعكاساته على االستثمار األجنبي المباشر"واقع
وآفاق") ،مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول التنمية الصناعية وترقية االستثمار في الجزائر ،يومي
10_09ديسمبر ، 2014كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة 08ماي _ 1945قالمة،
الجزائر.
_ VIالمواقع االلكترونية:
113
الفهرس
الفهرس:
مقدمة
أ
115
الفهرس
116
الفهرس
117
الفهرس
59 الفرع الثاني :عقد االمتياز الصناعي أساس تشجيع االستثمار األجنبي
118
الفهرس
119
الفهرس
95 الخاتمة
114 الفهرس
120
إن استقطاب االستثمار األجنبي ليس أم ار سهال في ظل منافسة دولية ،لهذا باشرت
الجزائر سلسلة من اإلصالحات االقتصادية ،ومن خالل دراستنا لموضوع ضمانات االستثمار
في التشريع الجزائري استخلصنا أن المشرع الجزائري سعى لتوفير الحماية القانونية الكافية
لالستثمار في الجزائر بتكريسه لجملة من الضمانات الموضوعية واإلجرائية ضمن نظام قانوني
فعال وبذل الجزائر جهودا كبيرة في تهيئة بيئة استثمارية مالئمة لجذب االستثمارات األجنبية
إليها بالنظر ألهميتها الكبيرة وسعيا لمواكبة التطور االقتصادي في العالم.
وقد كرس المشرع جملة من المبادئ القانونية التي تنظم االستثمار في الجزائر من خالل
مبدأ حرية االستثمار وتحويل رؤوس األموال واألرباح المحققة عنها ،ومبدأ المساواة في المعاملة
والثبات التشريعي ،كما حاول حماية االستثمارات األجنبية من المخاطر السياسية واإلجراءات
االنفرادية التي تتخذها الدولة من أجل تحقيق المصلحة العمومية ،وتضمن للمستثمر تعويضا
عادال ومنصفا ،ولكن الضمانات الموضوعية المقررة قانونا غير كافية لوحدها لتشجيع
االستثمار األجنبي في الجزائر ما لم تقترن بضمانات أخرى تجسد الحماية اإلجرائية لالستثمار،
فقد حاولت الدولة الجزائرية جاهدة إزالة التعقيدات البيروقراطية على مستوى الجهات اإلدارية
وأنشئت أجهزة وهيئات لتأطير عملية االستثمار ،باإلضافة إلى إبرام اتفاقيات دولية في إطار
توفير مزايا أخرى للمستثمر األجنبي ،وفي سبيل تشجيع االستثمار األجنبي الصناعي فقد
انتهجت الجزائر أسلوب االمتياز ،ومنحت المستثمرين جملة من الحوافز الجبائية والجمركية،
كما كرست ضمانات قضائية كوسائل لحل منازعات االستثمار وبسبب نظرة المستثمر األجنبي
السلبية تجاه القضاء الوطني ،تم اللجوء للتحكيم التجاري الدولي.