You are on page 1of 19

‫مقدمة‬

‫حظي ـ ــت قبيل ـ ــة زنات ـ ــة بدراس ـ ــات علمي ـ ــة عدي ـ ــدة‪ ،‬ولك ـ ــن اﻻهتم ـ ــام بفروعه ـ ــا ل ـ ــم‬
‫ـتقلة‪ّ ،‬إﻻ ن ـ ــاد ًرا‪ .‬ومع ـ ــروف ٔان‬ ‫يل ـ ــق درجـ ــة اﻻهتم ـ ــام نفس ـ ــها‪ ،‬ول ـ ــم ُتف ـ ــرد له ـ ــا دراس ـ ــات مس ـ ـ ّ‬
‫ٔ‬ ‫بط ـ ــون وف ـ ــروع ه ـ ــذه القبيل ـ ــة كـثي ـ ــرة‪ّ ،‬‬
‫وجلهـ ـ ـا ك ـ ــان يس ـ ــتوطن ب ـ ــﻼد المغ ـ ــرب اﻻوس مث ـ ــل‬
‫جـ ـ ـراوة‪ ،‬بن ـ ــو واس ـ ــين‪ ،‬بن ـ ــو ب ـ ــرزال‪ ،‬بن ـ ــو يل ـ ــومي‪ ،‬بن ـ ــو وم ـ ــانو‪ ،‬بن ـ ــو ت ـ ــوجين‪ ،‬بن ـ ــو عب ـ ــد‬
‫الـ ــواد‪ ،‬بنـ ــو راشـ ــد‪ .‬ويعتبـ ــر بن ـ ــو يفـ ــرن ومغ ـ ـراوة‪ ،‬مـ ــن ٔاه ـ ــم بط ـ ــون هـ ــذه القبيل ـ ــة‪ ،‬ع ـ ـ ً‬
‫ـددا‬
‫ٔ‬
‫وانتش ـ ــا ًرا وت ـ ــاثي ًرا‪ .‬ونش ـ ــير بالمقاب ـ ــل إل ـ ــى تقاس ـ ــم قبائ ـ ــل ٔاخ ـ ــرى ل ـ ــنفس المج ـ ــال الزن ـ ــاتي‪،‬‬
‫ـادة م ــا يق ــع اﻻلتب ــاس حوله ــا‪ ،‬بحك ــم التش ــارك ف ــي المج ــال‬ ‫وه ــي ليس ــت م ــن زنات ــة‪ ،‬وع ـ ً‬
‫وقس ــم القبائ ــل والبط ــون‬ ‫فص ــل ّ‬ ‫ونم ــط الع ــيﺶ‪ .‬ويرج ــع الفض ــل إل ــى اب ــن خل ــدون ال ــذي ّ‬
‫والف ـ ـ ــروع‪ ،‬وم ـ ـ ــن تل ـ ـ ــك القبائ ـ ـ ــل‪ ،‬ن ـ ـ ــذكر‪ :‬نفوس ـ ـ ــة‪ ،‬نفـ ـ ـ ـزاوة‪ ،‬لوات ـ ـ ــة‪ ،‬مطغ ـ ـ ــرة‪ ،‬لماي ـ ـ ــة‪،‬‬
‫مطماطة‪ ،‬مغيلة‪ ،‬مديونة‪ ،‬كومية‪.‬‬
‫ٔ‬
‫نطـ ـ ـ ـ ــرح مـ ـ ـ ـ ــن خـ ـ ـ ـ ــﻼل ه ـ ـ ـ ـ ــذه الورقـ ـ ـ ـ ــة البحثيـ ـ ـ ـ ــة إشـ ـ ـ ـ ــكالية اﻻدوار السياس ـ ـ ـ ـ ــية‬
‫ٔ‬
‫والمذهبي ـ ــة لقبيلت ـ ــي مغ ـ ـ ـراوة وبن ـ ــي يف ـ ــرن ف ـ ــي المغ ـ ــرب اﻻوس ـ ــط‪ ،‬بن ـ ـ ًـاء عل ـ ــى تجاذب ـ ــات‬
‫واسـ ـ ــتقطابات وسـ ـ ــياقات تاريخيـ ـ ــة ّ‬
‫معينـ ـ ــة‪ .‬ونسـ ـ ــعى مـ ـ ــن وراء هـ ـ ــذا البحـ ـ ــث إلـ ـ ــى إضـ ـ ــافة‬
‫ٔ‬
‫لبنـ ــة فـ ــي مسـ ــار دراسـ ــة الفـ ــﯫت اﻻجتماعيـ ــة للمغـ ــرب اﻻوسـ ــط‪ ،‬وخاصـ ــة القبلي ـ ــات الت ـ ــي‬
‫جاء اﻻهتمام بها على هامﺶ قبليات الدولة والسلطة‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪-1‬ادوار زناتة خﻼل العصر الوسيط‬
‫ٔ‬
‫تعتبـ ــر زناتـ ــة م ـ ــن قبائـ ــل البرب ـ ــر القليلـ ــة الت ـ ــي حافظـ ــت عل ـ ــى الحضـ ــور والت ـ ــاثير‬
‫ٔ‬
‫السياس ـ ــي والمـ ـ ــذهبي طيلـ ـ ــة العص ـ ــر الوس ـ ــيط‪ ،‬وكلمـ ـ ــا اختف ـ ــى ت ـ ــاثير بطـ ـ ــن ظه ـ ــر بطـ ـ ــن‬
‫ٓاخـ ـ ــر‪ ،‬ونح ـ ــن هن ـ ــا نستحض ـ ــر رس ـ ــالة حسـ ـ ــان ب ـ ــن النعمـ ـ ــان للخليف ـ ــة عبـ ـ ــد المل ـ ــك بـ ـ ــن‬
‫"وإن ٔامـ ــم المغـ ــرب لـ ــيس لهـ ــم غايـ ــة‪،‬‬ ‫مـ ــروان‪ ،‬بعـ ــد هزيمتـ ــه مـ ــن الكاهنـ ــة‪ ،‬وقولـ ــه فيهـ ــا‪ّ :‬‬
‫وﻻ يق ـ ــف ٔاح ـ ــد منه ـ ــا عل ـ ــى نهاي ـ ــة‪ ،‬كلمـ ـ ــا ب ـ ــادت ٔامـ ـ ــة خلفته ـ ــا ام ـ ــم‪ ،‬وهـ ـ ــي م ـ ــن الجه ـ ــل‬
‫ٔ‬
‫والكـثرة كسائمة النعم"‪. 1‬‬
‫ٔ‬
‫ويمك ـ ــن ترتي ـ ــب اﻻدوار السياس ـ ــية للف ـ ــروع الزناتي ـ ــة خ ـ ــﻼل العص ـ ــر الوس ـ ــيط‪،‬‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫قبل الفتح ا ٕﻻسﻼمي ‪ :‬كانت الكـثرة والرﯪسة في جراوة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ف ـ ــي مرحل ـ ــة الفـ ـ ـتح وعص ـ ــر ال ـ ــوﻻة ‪ :‬كان ـ ــت الكـث ـ ــرة والرﯪس ـ ــة ف ـ ــي بن ـ ــي يف ـ ــرن‬ ‫‪-‬‬
‫ومغراوة ‪.‬‬
‫في مرحلة حكﻢ ﺻنﻬاجة ‪ :‬كان الظهور لبني يلومي وبني ومانو‬ ‫‪-‬‬
‫ٔ‬
‫ف ـ ــي مرحل ـ ــة م ـ ــا بع ـ ــد الموح ـ ــدين ‪ :‬بن ـ ــو عب ـ ــد ال ـ ــواد ب ـ ــالمغرب اﻻوس ـ ــط‪ ،‬وبن ـ ــو‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬ ‫ٔ‬
‫مرين بالمغرب اﻻقصى‪ ،‬وبنو توجين بالونشريس‪ ،‬وفلول مغراوة ‪.‬‬
‫إن ه ـ ــذا التقس ـ ــيم ﻻ ينف ـ ــي مب ـ ـ ٔـدا الت ـ ــداخل والنس ـ ــبية؛ ذل ـ ــك ٔان مغ ـ ـ ـراوة مـ ـ ـ ً‬
‫ـثﻼ‬
‫ٔ‬
‫ورغ ــم زوال تاثيره ــا بع ــد نهاي ــة حك ــم ٓال بنـ ــي خ ــزر‪ّ ،‬إﻻ ٔانه ــا حافظ ــت عل ــى حضـ ــورها فـ ــي‬
‫من ـ ــاطق الظ ـ ـ ّـل واله ـ ــامﺶ‪ ،‬مث ـ ــل واح ـ ــات ٔاري ـ ــغ ووارج ـ ــﻼن ولغ ـ ــواط‪ .‬وف ـ ــي ذل ـ ــك يق ـ ــول‬
‫الـ ــوارجﻼني الـ ــذي عـ ــاش خـ ــﻼل القـ ــرن ‪ 6‬ه ـ ــ‪ 12/‬م‪ ،‬فـ ــي قصـ ــيدته الحجازيـ ــة ّ‬
‫مبينـ ــا مكانـ ــة‬
‫ٔ‬
‫مغراوة بين قبائل زناتة اﻻخرى‪:‬‬

‫ٔ‬
‫‪ -1‬ابن عذاري المراكشي )ت‪ .‬بعد ‪712‬هـ(‪ ،‬البيان المغرب في ٔاخبار اﻻندلس والمغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬تح‪:‬‬
‫ج‪.‬س‪.‬كوﻻن وإ‪.‬ليفي بروفنسال‪ ،‬دار الكـتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص‪36 :‬‬
‫‪ -2‬بن عميرة محمد‪ ،‬دور زناتة في الحركة المذهبية بالمغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكـتاب‪،‬‬
‫الجزائر‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪21 :‬‬
‫ٔ‬
‫كمـ ــا نلمـ ــس النسـ ــبية فـ ــي اﻻنتمـ ــاء المـ ــذهبي لبطـ ــون زناتـ ــة‪ ،‬كـ ــان تك ـ ــون ف ـ ــروع‬
‫م ـ ــن يف ـ ــرن عل ـ ــى م ـ ــذهب الص ـ ــفرية‪ٔ ،‬واخ ـ ــرى عل ـ ــى الس ـ ـ ّـنية‪ٔ ،‬او تك ـ ــون بط ـ ــون م ـ ــن زنات ـ ــة‬
‫إباضـ ــية ثـ ــم تتحـ ــول الـ ــى سـ ــنية‪ ،‬ولكـ ــن تبيـ ــان الفـ ــوارق الحقيقيـ ــة بـ ــين هـ ــذه التقسـ ــيمات‬
‫والتص ــنيفات ٔامـ ــر فـ ــي غايـ ــة التعقيـ ــد‪ ،‬وهـ ــو م ــا عب ــر عن ــه ابـ ــن خلـ ــدون ح ــين حديث ــه عـ ــن‬
‫جدليـ ـ ــة اﻻنتمـ ـ ــاء المـ ـ ــذهبي لبنـ ـ ــي يفـ ـ ــرن‪ ،‬بعـ ـ ــد ٔان بس ـ ــط القـ ـ ــول حـ ـ ــول إم ـ ـ ـارة ٔابـ ـ ــي قـ ـ ــرة‬
‫اليفرن ـ ــي الصـ ـ ــفري‪ ،‬إذ يقـ ـ ــول‪" :‬وكـثيـ ـ ــر م ـ ــن الن ـ ــاس يقولـ ـ ــون‪ :‬إن بنـ ـ ــي يفـ ـ ــرن ك ـ ــانوا علـ ـ ــى‬
‫م ــذهب ٔاه ــل الس ــنة كمـ ـا ذك ــره اب ــن ح ــزم وغي ــره وﷲ ٔاعل ــم"‪ .‬م ــن ال ــدﻻﻻت الت ــي يحمله ــا‬
‫تنك ـ ــرت بع ـ ــض قبائ ـ ــل‬ ‫ه ـ ــذا الق ـ ــول‪ ،‬ه ـ ــروب بن ـ ــو يف ـ ــرن م ـ ــن ماض ـ ــيها الص ـ ــفري‪ ،‬مثلم ـ ــا ّ‬
‫تنك ـ ــرت بع ـ ــض قبائ ـ ــل البرب ـ ــر م ـ ــن نس ـ ــبها‪،‬‬ ‫كـتام ـ ــة م ـ ــن ماض ـ ــيها اﻹس ـ ــماعيلي‪ ،‬ومثلم ـ ــا ّ‬
‫وجعلت لنفسها نسبا عربيا‪.‬‬
‫وع ـ ـ ــن ال ـ ـ ــوﻻء والتبعي ـ ـ ــة السياس ـ ـ ــية‪ ،‬ظه ـ ـ ــرت ثنائي ـ ـ ــة ص ـ ـ ــنهاجة‪-‬زنات ـ ـ ــة‪ ،‬وش ـ ـ ــاع‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وﻻء ص ـ ــنهاجة للف ـ ــاطميين‪ ،‬وتبعي ـ ــة زنات ـ ــة لﻼم ـ ــويين ف ـ ــي اﻻن ـ ــدلس‪ ،‬وه ـ ــو م ـ ــا ٔاش ـ ــار إلي ـ ــه‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫صـ ــاحب مفـ ــاخر البربـ ــر فـ ــي سـ ــياق حديثـ ــه عـ ــن عﻼقـ ــة اﻻميـ ــر اﻻمـ ــوي عبـ ــد الـ ــرحمن بـ ــن‬
‫ـائﻼ‪" :‬وتخط ـ ــاهم عب ـ ــد ال ـ ــرحمن إل ـ ــى م ـ ــن خلفه ـ ــم م ـ ــن زعم ـ ــاء‬ ‫محم ـ ــد بقيائ ـ ــل الع ـ ــدوة‪ ،‬ق ـ ـ ً‬
‫ٔ‬
‫قبائ ــل البرب ــر يس ــتالفهم‪ ،‬ويحم ــل ٔاه ــل الطاع ــة عل ــى ٔاه ــل المعص ــية م ــنهم‪ ،‬مس ــدا لم ــن‬
‫ٔ‬
‫عج ـ ــز برجال ـ ــه‪ ،‬مقوي ـ ــا لم ـ ــن ض ـ ــعف بمال ـ ــه‪ ،‬متفق ـ ــدا له ـ ــم ف ـ ــي س ـ ــائر الح ـ ــاﻻت بالطاف ـ ــه‪،‬‬
‫متعه ـ ــدا بوج ـ ــوه رس ـ ــله وخواض ـ ــه إل ـ ــى ٔان تمي ـ ــز ٔاكـث ـ ــر ب ـ ــوادي زنات ـ ــة ف ـ ــي حزب ـ ــه وارتس ـ ــموا‬
‫بطاعته‪ ،‬وﻻ سيما عند امتياز ٔاضدادهم صنهاجة في حزب ٔاعدائه بني عبيد ﷲ"‪.‬‬
‫ٔ‬
‫وظه ـ ـ ـ ــرت القبيلت ـ ـ ـ ــان‪ ،‬وكانهم ـ ـ ـ ــا تمارس ـ ـ ـ ــان حروب ـ ـ ـ ــا بالوكال ـ ـ ـ ــة؛ إذ ٔان التن ـ ـ ـ ــافس‬
‫ٔ‬
‫الحقيق ـ ـ ــي ك ـ ـ ــان ب ـ ـ ــين الف ـ ـ ــاطميين واﻻم ـ ـ ــويين‪ ،‬لكنهم ـ ـ ــا ل ـ ـ ــم يش ـ ـ ــتبكا ف ـ ـ ــي قت ـ ـ ــال ق ـ ـ ـ ّـط‪.‬‬
‫والنم ـ ــاذج المص ـ ــدرية تؤك ـ ــد عل ـ ــى هـ ـ ــذه الحال ـ ــة‪ ،‬فق ـ ــد ك ـ ــان زي ـ ــري بـ ـ ــن عطيـ ـ ــة الخـ ـ ــزري‬
‫المغ ـ ـ ـراوي‪ ،‬يـ ـ ــدعو لبنـ ـ ــي ٔاميـ ـ ــة‪ ،‬فـ ـ ــي زمـ ـ ــن الحاجـ ـ ــب اب ـ ـ ـن ٔابـ ـ ــي عـ ـ ــامر‪ ،‬وكـ ـ ــان "يحـ ـ ــارب‬
‫ٔاع ـ ــداءه ٔواض ـ ــداده ص ـ ــنهاجة ٔامـ ـ ـراء إفريقي ـ ــة‪ ".‬ويمك ـ ــن الق ـ ــول إن ٔاه ـ ــم بط ـ ــون زنات ـ ــة‪ :‬بن ـ ــو‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫يف ـ ــرن ومغـ ـ ـراوة‪ ،‬كان ـ ــا ف ـ ــي خدم ـ ــة الدول ـ ــة اﻻمويـ ـ ـة باﻻن ـ ــدلس‪ ،‬ض ـ ـ ّـد المص ـ ــالح الفاطمي ـ ــة‬
‫ٔ‬
‫ب ـ ــالمغرب‪ .4‬ول ـ ــم يمن ـ ــع ذل ـ ــك حك ـ ــام اﻻن ـ ــدلس‪ ،‬م ـ ــن زرع الش ـ ــقاق ب ـ ــين القبيلت ـ ــين‪ ،‬كلم ـ ــا‬

‫‪ -3‬الوارجﻼني‪ٔ .‬ابو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي )ت‪570.‬هـ‪1175/‬م(‪ ،‬رحلة الوارجﻼني‪ ،‬تح‪ :‬يحي‬
‫بن بهون حاج امحمد‪ ،mps ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪38 :‬‬
‫‪4 - C. Agabi, « Ifren (Beni) », Encyclopédie berbère [En ligne], 24 | 2001, Éditeur‬‬
‫‪Peeters Publishers, p.3658‬‬
‫س ـ ــنحت الفرص ـ ــة ل ـ ــذلك‪ ،‬كم ـ ــا ح ـ ــرص المنص ـ ــور ب ـ ــن ٔاب ـ ــي ع ـ ــامر إل ـ ــى زرع الت ـ ــوتر وإدامت ـ ــه‬
‫‪5‬‬
‫ويدو بن يعلى اليفرني‪.‬‬ ‫بين زيري بن عطية المغراوي ّ‬

‫‪-2‬مرحلة جراوة‬
‫ٔ‬
‫فـ ـ ــي ك ـ ـ ـ ّـل مرحل ـ ـ ــة تظه ـ ـ ــر فيه ـ ـ ــا قبيل ـ ـ ـة عل ـ ـ ــى مس ـ ـ ــرح اﻻح ـ ـ ــداث‪ ،‬ك ـ ـ ــان العام ـ ـ ــل‬
‫ٔ‬
‫الم ـ ّـؤثر‪ ،‬ه ــو كـث ــرة الع ــدد‪ ،‬وك ــذلك اﻻم ــر بالنس ــبة لج ـ ـراوة الت ــي ق ــال عنه ــا اب ــن خل ــدون‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫ٔ‬
‫"كان ـ ــت ه ـ ــذه اﻻم ـ ــة م ـ ــن البرب ـ ــر بإفريقي ـ ــة والمغ ـ ــرب ف ـ ــي ق ـ ــوة وكـث ـ ــرة وعدي ـ ــد وجم ـ ــوع‪".‬‬
‫وكان معقلهم وموطنهم بجبل ٔاوراس‪.‬‬
‫وكانـ ـ ـت محارب ـ ــة جـ ـ ـراوة بقي ـ ــادة الكاهن ـ ــة لج ـ ــيﺶ ال ـ ــوالي حس ـ ــان ب ـ ــن النعم ـ ــان‬
‫س ــنة ‪ 74‬هـ ــ‪ ،‬بمس ــاعدة قبائ ــل ٔاخ ــرى م ــن البت ــر وزنات ــة‪ ،‬عل ــى ٔراس ــها بن ــي يف ــرن‪ 7.‬وج ـ ـراوة‬
‫ٔ‬
‫ك ــذلك اس ــم طوب ــونيم‪ ،‬عب ــارة ع ــن مدين ــة م ــن جه ــة تلمس ــان‪ ،‬وص ــفها اب ــن ع ــذاري‪ ،‬ب ــان‬
‫فيه ـ ــا قص ـ ــبة مانع ـ ــة وبه ـ ــا خمس ـ ــة حمام ـ ــات‪ ،‬وج ـ ــامع ل ـ ــه خم ـ ــس بﻼط ـ ــات‪ٔ ،‬ا ّسس ـ ــها ٔاب ـ ــو‬
‫الع ـ ــيﺶ عيس ـ ــى ب ـ ــن إدري ـ ــس س ـ ــنة ‪ 257‬هـ ـ ــ‪ .‬وك ـ ــان له ـ ــا ٔاربع ـ ــة ٔاب ـ ــواب‪ ،‬وحوله ـ ــا فح ـ ــوص‬
‫للـ ــزرع والضـ ــرع‪ .‬وهـ ــي تقـ ــع فـ ــي مجـ ــاﻻت زناتـ ــة؛ إذ تحـ ــيط بهـ ــا قـ ــرى َمـ ـ ْـد َغرة علـ ــى البحـ ــر‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫وفي الجبل بنو َي ْز َنات ْن‪ ،‬ومن الشرق بنو يفرن‪ ،‬ومن الغرب قبائل زواغة‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة بنو يفرن‬
‫فـ ــي إطـ ــار الـ ــربط بـ ــين المبـ ــادرة السياسـ ــية والمذهبيـ ــة للقبائـ ــل المغربيـ ــة وبـ ــين‬
‫ٔ‬
‫الكـثـ ـ ــرة العددي ـ ـ ــة‪ ،‬تصـ ـ ــف المص ـ ـ ــادر‪ ،‬بنـ ـ ــو يف ـ ـ ــرن بـ ـ ــانهم "م ـ ـ ــن شـ ـ ــعوب زنات ـ ـ ــة ٔواوس ـ ـ ــع‬
‫بطونهم‪...‬وكـ ــان بنـ ــو يفـ ــرن هـ ــؤﻻء لعهـ ــد الفـ ــتح ٔاكبـ ــر قبائـ ــل زناتـ ــة ٔواشـ ـ ّـدها شـ ــوكة‪ ،‬وكـ ــان‬
‫ٔ‬
‫مـ ـ ــنهم بإفريقيـ ـ ــة وجبـ ـ ــل ٔاوراس والمغـ ـ ــرب اﻻوسـ ـ ــط بطـ ـ ــون وشـ ـ ــعوب"‪ٔ .9‬واكـثـ ـ ــر بطـ ـ ــونهم‬
‫تمت ـ ــد م ـ ــن ن ـ ــواحي تلمس ـ ــان إل ـ ــى جب ـ ــل بن ـ ــي راش ـ ــد )لعم ـ ــور حالي ـ ــا(‪ ،‬وه ـ ــم م ـ ــن اخ ـ ـ ّ‬
‫ـتط‬

‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫‪ -5‬عبدلي زوبيدة‪/‬هيصام موسى‪" :‬قبيلة مغراوة الزناتية في ّ‬


‫ظل الصراع بين اﻻمويين باﻻندلس وبني‬
‫زيري الصنﻬاجيين حلفاء الفاطميين ببﻼد المغرب )‪391-361‬هـ‪1001-971/‬م("‪ ،‬مجلة عصور‬
‫الجديدة‪ ،‬مجلد‪ ،11‬العدد‪) 2‬جوان( ‪1442‬هـ‪2021/‬م‪ ،‬ص‪115 :‬‬
‫‪ -6‬ابن خلدون‪ٔ .‬ابو زيد ولي الدين عبد الرحمن )ت‪ 808.‬هـ‪1405/‬م(‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬مرا‪:‬‬
‫درويﺶ الجويدي‪ ،‬المكـتبة العصرية‪ ،‬لبنان‪ 1434 ،‬هـ‪2013 /‬م‪ ،‬ص‪2066 :‬‬
‫‪ -7‬نفسه‪ ،‬ص‪2066 :‬‬
‫‪ -8‬ابن عذاري‪ ،‬البيان المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪196 :‬‬
‫‪ -9‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2068 :‬‬
‫تلمسـ ـ ــان حسـ ـ ــب ابـ ـ ــن خلـ ـ ــدون‪ 10.‬واسـ ـ ــتوطنت طائـفـ ـ ــة مـ ـ ــنهم منطقـ ـ ــة ال ـ ـ ـزاب‪ ،‬إلـ ـ ــى ٔان‬
‫ٔاجﻼه ـ ـ ــم منه ـ ـ ــا الهﻼ لي ـ ـ ــون ف ـ ـ ــاتجهوا جنوب ـ ـ ــا إل ـ ـ ــى وارج ـ ـ ــﻼن‪ُ .11‬ويعتق ـ ـ ــد ٔان لف ـ ـ ــظ يف ـ ـ ــرن‪،‬‬
‫ـتق م ـ ــن "إف ـ ــري" وال ـ ــذي يعن ـ ــي ف ـ ــي اللس ـ ــان البربـ ـ ـري "المغ ـ ــارة ٔاو الكه ـ ــف"‪ ،‬وربم ـ ــا‬ ‫اش ـ ـ ّ‬
‫ٔ‬
‫كانـ ـ ـ ــت اﻻجي ـ ـ ـ ــال الس ـ ـ ـ ــابقة له ـ ـ ـ ــذه القبيل ـ ـ ـ ــة تحفـ ـ ـ ــر المغ ـ ـ ـ ــارات والكه ـ ـ ـ ــوف ف ـ ـ ـ ــي الجب ـ ـ ـ ــال‬
‫ويسـ ــكنها‪ ،‬وهـ ــي الصـ ــورة التقريبيـ ــة التـ ــي حافظـ ــت عليهـ ــا منـ ــاطق مطماطـ ــة فـ ــي الجنـ ــوب‬
‫توثـ ــق اﻻسـ ــطوغرافيا اﻻباضـ ــية حضـ ــور يفـ ــرن‬ ‫التونسـ ــي‪ ،‬وجبـ ــل نفوسـ ــة فـ ــي ليبيـ ــا‪ .12‬كمـ ــا ّ‬
‫ف ـ ــي مح ـ ــيط وارج ـ ــﻼن كمـ ـ ـدلول طوب ـ ــونيمي‪ .‬فف ـ ــي مخط ـ ــوط مجه ـ ــول ع ـ ــن وارج ـ ــﻼن نقـ ـ ـ ٔرا‬
‫فيـ ــه‪ " :‬مـ ــن إف ـ ـران إلـ ــى وارجـ ــﻼن إلـ ــى جب ـ ــل العبـ ــاد إلـ ــى ع ـ ــين البغـ ــل ثﻼثمائـ ــة وخمس ـ ــة‬
‫وعشـ ـ ــرون بلـ ـ ــدا‪ ،‬كلهـ ـ ــا إباضـ ـ ــية"‪ .13‬وفـ ـ ــي دراسـ ـ ــة ٔاخـ ـ ــرى‪ ،‬فـ ـ ــإن إف ـ ـ ـران قريـ ـ ــة مـ ـ ــن قـ ـ ــرى‬
‫وارج ـ ــﻼن‪ ،‬يس ـ ــكنها بن ـ ــو يكش ـ ــن‪ .14‬يش ـ ـ ّـكل انتش ـ ــار بن ـ ــو يف ـ ــرن ص ـ ــورة مص ـ ـ ّـغرة ﻻنتش ـ ــار‬
‫زنات ـ ــة‪ ،‬إذ ٔان بط ـ ــونهم متفرق ـ ــة ف ـ ــي الم ـ ــواطن‪ ،‬م ـ ــنهم بن ـ ــو وارك ـ ــو ومرنجيص ـ ــة بافريقي ـ ــة‪،‬‬
‫ٔواكـثر فروعهم ما بين تاهرت وتلمسان‪.15‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .1.3‬ابو ّقرة اليفرني‬
‫تتف ـ ــق المص ـ ــادر ٔان بن ـ ــي يف ـ ــرن ك ـ ــان له ـ ــا مس ـ ــاهمة فعال ـ ــة ف ـ ــي ّتبن ـ ــي الحرك ـ ــات‬
‫الص ـ ــفرية واﻻباض ـ ــية ف ـ ــي ب ـ ــداياتها‪ ،‬وج ـ ــاء ق ـ ــول اب ـ ــن خل ـ ــدون داعم ـ ــا إذ يق ـ ــول‪" :‬وض ـ ــرب‬
‫ٔ‬ ‫في ـ ــه يف ـ ــرن ه ـ ــؤﻻء بس ـ ــهم وانتحل ـ ــوه وق ـ ــاتلوا علي ـ ــه"‪ّ .16‬‬
‫وجس ـ ــد ذل ـ ــك الت ـ ــاثير شخص ـ ــيات‬
‫مـ ــنهم‪ ،‬منهـ ــا ٔابـ ــو قـ ــرة اليفرنـ ــي الصـ ــفري‪ٔ ،‬وابـ ــي يزيـ ــد مخلـ ــد بـ ــن كيـ ــداد اليفرنـ ــي النكـ ــاري‬
‫ٔ‬
‫اﻻباضي‪ ،‬في المغرب اﻻوسط‪.‬‬
‫وب ـ ـ ــايع بن ـ ـ ــو يف ـ ـ ــرن ٔاب ـ ـ ـا ق ـ ـ ـ ّـرة ف ـ ـ ــي تلمس ـ ـ ــان س ـ ـ ــنة ‪ 148‬ه ـ ـ ــ‪765/‬م‪ ،‬ودخ ـ ـ ــل ف ـ ـ ــي‬
‫مواجه ــات م ــع وﻻة الدولـ ــة العباس ــية‪ ،‬وش ــارك ف ــي حصـ ــار طبن ــة سـ ــنة ‪ 150‬ه ـ ــ‪767/‬م فـ ــي‬

‫‪ -10‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2068 :‬‬


‫ٔ‬
‫‪ -11‬المعموري محمد عبد ﷲ ومحيميد ٔاحمد جاسم‪" :‬قبيلة زناتة واثرها في حركة الخوارج في المغرب‬
‫ٔ‬
‫العربي"‪ ،‬مجلة كلية التربية اﻻساسية للعلوم التربوية واﻹنسانية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬ع‪ ،2015 ،15‬ص‪:‬‬
‫‪320‬‬
‫‪12 - C. Agabi, op.cit., p.3657‬‬
‫‪ - 13‬مجهول‪ ،‬تاريخ وارجﻼن )مخطوط‪ :‬ورقتين(‪ ،‬ورقة‪.1‬‬
‫‪ -14‬بوراس يحي‪ ،‬قرى ٔواسماء مواضع في إقليم وارجﻼن من خﻼل ثﻼثة مصادر تاريخية‪ ،‬حوليات‬
‫ٓ‬
‫المتحف الوطني لﻼثار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع‪ ،2001-1422 ،10:‬ص‪134-90 :‬‬
‫‪ -15‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2072 :‬‬
‫‪ -16‬نفسه‪ ،‬ص‪2068 :‬‬
‫ٔاربع ــين ٔالف ــا م ــن الص ــفرية‪ ،‬وك ــان فيه ــا عم ــر ب ــن حف ــص ب ــن ٔاب ــي ص ــفرة‪ ،‬ث ــم حاص ــره م ـ ّـرة‬
‫ثاني ـ ــة ف ـ ــي القي ـ ــروان‪ ،‬وه ـ ــو الحص ـ ــار ال ـ ــذي هل ـ ــك في ـ ــه عم ـ ــر ب ـ ــن حف ـ ــص‪ .‬وتق ـ ــدم بع ـ ــض‬
‫المص ـ ــادر رقم ـ ــا خيالي ـ ــا لج ـ ــيﺶ ٔاب ـ ــي ق ـ ـ ّـرة المش ـ ــارك ف ـ ــي الحص ـ ــار‪ ،‬والمق ـ ـ ّـدر بـ ـ ــ‪ :‬ثﻼثمائ ـ ــة‬
‫وخمسون ٔالفا‪.17‬‬
‫ـياقا واض ـ ــحا ومقنع ـ ــا للطريقـ ــة الت ـ ــي ٔاف ـ ــل فيه ـ ــا نج ـ ــم ٔاب ـ ــي‬
‫وﻻ تق ـ ــدم المص ـ ــادر س ـ ـ ً‬
‫ق ـ ّـرة‪ ،‬س ــوى الق ــول إنه ــم ق ــد اس ــتكانوا واس ــتقاموا ف ــي عه ــد ال ــوالي يزي ــد ب ــن ح ــاتم‪ .‬ث ــم ل ــم‬
‫يكن لهم بعد ذلك ظهور‪ ،‬إلى غاية ظهور ٔابي يزيد مخلد بن كيداد‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .2.3‬ابو يزيد مخلد بن كيداد‬
‫حظي ـ ـ ــت شخص ـ ـ ــية ٔاب ـ ـ ــي يزي ـ ـ ــد باهتم ـ ـ ــام ﻻف ـ ـ ــت م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف م ـ ـ ــؤرخي المغ ـ ـ ــرب‬
‫ٔ‬
‫الوس ـ ــيط )إس ـ ــماعيلية ومالكي ـ ــة ووهبي ـ ــة(‪ ،‬بش ـ ــكل يتناس ـ ــب م ـ ــع درج ـ ــة ت ـ ــاثيره السياس ـ ــي‬
‫والعس ـ ـ ــكري‪ .‬وتتف ـ ـ ــق تل ـ ـ ــك الكـتاب ـ ـ ــات وم ـ ـ ــن منطلق ـ ـ ــات مذهبي ـ ـ ــة خالص ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى تس ـ ـ ــفيه‬
‫الرجـ ــل وتفسـ ــيقه وتكـفي ــره‪ .‬وبالمقابـ ــل ﻻ نكـ ــاد نعثـ ــر فـ ــي كـتابـ ــات النك ــار الفقهيـ ــة النـ ــادرة‬
‫عل ـ ــى شخص ـ ــية ٔاب ـ ــي يزي ـ ــد لك ـ ــي ت ـ ــدافع عن ـ ــه ٔام ـ ــام هجم ـ ــة المص ـ ــادر‪ّ ،‬مم ـ ــا يجع ـ ــل ّ‬
‫مهم ـ ــة‬
‫الباحث حرجة للغاية‪.‬‬
‫ولق ـ ــد ظه ـ ــر موق ـ ــف الكـتاب ـ ــات واض ـ ــحا م ـ ــن الرج ـ ــل وثورت ـ ــه من ـ ــذ البداي ـ ــة‪ ،‬فل ـ ــم‬
‫تكل ـ ــف نفسـ ـ ــها عن ـ ــاء البح ـ ــث عـ ـ ــن دواف ـ ــع الث ـ ــورة اﻻجتماعي ـ ــة واﻻقتص ـ ــادية والفكريـ ـ ــة‪،‬‬
‫وحصرته في زاوبة مذهبية‪.‬‬
‫و ّتركـ ـ ــز المص ـ ـ ــادر اﻹس ـ ـ ــماعيلية والمالكي ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى الجان ـ ـ ــب العس ـ ـ ــكري للرج ـ ـ ــل‪،‬‬
‫بينمـ ــا ّتركـ ــز المصـ ــادر الوهبي ـ ــة علـ ــى بع ـ ــض الجوان ـ ــب المذهبي ـ ــة فـ ــي حيات ـ ــه‪ ،‬وكـ ــل ذل ـ ــك‬
‫في سياق موغل في السلبية‪.‬‬
‫ويع ــود ٔاب ــو يزي ــد إل ــى قبيل ــة بن ــي وارك ــو‪ ،‬وه ــم فخ ــد م ــن بن ــي يف ــرن‪ .‬بينم ــا نس ــبه‬
‫ٔ‬
‫اب ـ ــن الرقي ـ ــق إل ـ ــى بن ـ ــي واس ـ ــين‪ ،‬وه ـ ــو ق ـ ــول ض ـ ــعيف‪ ،‬ﻻن ال ـ ــذين نس ـ ــبوه ال ـ ــى يف ـ ــرن ق ـ ــد‬
‫اعتم ــدوا عل ــى س ــند رواي ــة اب ــن ح ــزم ع ــن ٔاب ــي يوس ــف ال ــوراق‪ ،‬ع ــن ٔاي ــوب اب ــن ٔاب ــي يزي ــد‬
‫ٔ‬
‫مخل ــد ب ــن كي ــداد‪ ،‬ح ــين دخول ــه اﻻن ــدلس‪ .‬وينف ــرد اب ــن خل ــدون ب ــذكر اس ــم ٔام ــه وه ــي ٔام‬

‫‪ -17‬من عادة ابن خلدون الوقوف عند هذه ٔاﻻرقام والحذر منها‪ ،‬لكنه هذه المرة ّ‬
‫تبناها دون تمحيص ٔاو‬
‫شك‪ .‬انظر‪ :‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2069 :‬‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫ول ــد ت ــدعى "س ــبيكة"‪ ،‬ق ــد يك ــون وال ــده "كي ــداد" ق ــد جلبه ــا م ــن ب ــﻼد السـ ـودان باعتب ــاره‬
‫تاج ًرا كان يسافر الى السودان‪.18‬‬
‫وقـ ــد خـ ــالط ٔابـ ــو يزيـ ــد هـ ــذا؛ النكـ ــار وتمـ ــذهب بمـ ــذهبهم‪ ،‬وانتقـ ــل الـ ــى تـ ــاهرت‬
‫ٔواخـ ــذ مـ ــن مشـ ــيختهم‪ ،‬وكـ ــان يقـ ــوم بتعلـ ــيم الصـ ــبيان‪ ،‬فـ ــي منطقـ ــة الجريـ ــد يتنقـ ــل بـ ــين‬
‫م ـ ــدنها وخاص ـ ــة ت ـ ــوزر وتقي ـ ــوس‪ .‬وبع ـ ــد عودت ـ ــه م ـ ــن الح ـ ــج س ـ ــنة ‪ 325‬هـ ـ ــ‪ٔ ،‬اص ـ ــبح ينتق ـ ــل‬
‫ب ـ ــين وارجـ ــﻼن ٔواوراس وبن ـ ــي ب ـ ــرزال ب ـ ــالقرب م ـ ــن المس ـ ــيلة‪ ،‬وبن ـ ــي زن ـ ــداك م ـ ــن مغ ـ ـراوة‪،‬‬
‫وبدات تحركاته سنة ‪ 331‬هـ‪.‬‬ ‫وكون منهم نواة جيشه‪ٔ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ه ــذا؛ وس ــاهمت بط ــون م ــن زنات ــة ومزات ــة وه ــوارة ف ــي الوق ــوف إل ــى جان ــب ٔاب ــي‬
‫يزي ـ ــد‪ ،‬ووقـ ـ ــف إل ـ ــى جانـ ـ ــب الفـ ـ ــاطميين‪ ،‬كـتام ـ ــة وصـ ـ ــنهاجة‪ٔ ،‬واظهـ ـ ــر محمـ ـ ــد بـ ـ ــن خـ ـ ــزر‬
‫الطاع ـ ـ ــة وال ـ ـ ــوﻻء للمنص ـ ـ ــور الف ـ ـ ــاطمي واﻻس ـ ـ ــتعداد للمس ـ ـ ــاعدة‪ ،‬وك ـ ـ ــان طل ـ ـ ــب المنص ـ ـ ــور‬
‫واض ـ ــحا‪ ،‬ه ـ ــو إلق ـ ــاء الق ـ ــبض عل ـ ــى ٔاب ـ ــي يزي ـ ــد‪ ،‬ووع ـ ــده بهدي ـ ــة كبي ـ ـرة تتمث ـ ــل ف ـ ــي عش ـ ــرين‬
‫حمﻼ من المال‪.19‬‬
‫إن تقي ـ ـ ــيم ث ـ ـ ــورة ٔاب ـ ـ ــي يزي ـ ـ ــد انطﻼق ـ ـ ــا م ـ ـ ــن المص ـ ـ ــادر المالكي ـ ـ ــة واﻻس ـ ـ ــماعيلية‬
‫والوهبي ـ ــة‪ ،‬يجعلن ـ ــا نص ـ ــل ال ـ ــى نتيج ـ ــة واح ـ ــدة‪ ،‬وه ـ ــي ٔان ٔاب ـ ــا يزي ـ ــد ق ـ ــد ٔاح ـ ــدث الفتن ـ ــة‬
‫ٔواسـ ــاء المعاملـ ــة ٔواكـثـ ــر القتـ ــل‪ ،‬ويعتبـ ــر تحـ ــديا لكـ ــل باحـ ــث يـ ــروم البحـ ــث عـ ــن جوانـ ــب‬
‫إيجابي ــة ف ــي ث ــورة ٔاب ــي يزي ــد‪ .‬ولق ــد وظف ــت المص ــادر عب ــارات موغل ــة ف ــي الس ــلبية تعك ــس‬
‫ٔ‬
‫زمـ ــن ٔابـ ــي يزيـ ــد‪ ،‬تجعـ ــل القـ ــارئ نفسـ ــه‪ ،‬ينـ ــاى بنفسـ ــه عـ ــن التعـ ــاطف مـ ــع ثورتـ ــه‪ .‬فـ ــانظر‬
‫الى عبارات‪:20‬‬
‫وسب علي‬‫الملة ّ‬ ‫واشتهر عنه تكـفير ٔاهل ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ٔ‬
‫شنوا الغارات ٔواكـثروا السبي والقتل واﻻسر‬ ‫‪-‬‬
‫ودخلوا القيروان واستباحوها‬ ‫‪-‬‬
‫ٔايام الفتنة‬ ‫‪-‬‬
‫وس ـ ــرح ٔاب ـ ــو يزي ـ ــد عس ـ ــاكره إل ـ ــى مدين ـ ــة سوس ـ ــة فاقتحموهـ ـ ـا عن ـ ــوة ٔواكـث ـ ــروا م ـ ــن‬ ‫‪-‬‬
‫القتل والمثلة‪.‬‬

‫‪ -18‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2069 :‬‬


‫‪ -19‬نفسه‪ ،‬ص‪2071:‬‬
‫‪ -20‬نفسه‪ ،‬ص ص‪2071-2069 :‬‬
‫وعظـ ــم القتـ ــل بضـ ــواحي افريقيـ ــة وخلـ ــت القـ ــرى والمنـ ــازل ومـ ــن ٔافلتـ ــه السـ ــيف‬ ‫‪-‬‬
‫ٔاهلكه الجوع‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وبع ـ ــث عس ـ ــاكره فع ـ ــاثوا ف ـ ــي الن ـ ــواحي ٔواوقع ـ ــوا باه ـ ــل اﻻمص ـ ــار وخرب ـ ــوا كـثيـ ـ ـرا‬ ‫‪-‬‬
‫منها‬
‫واستخف ٔابو يزيد بالناس‬ ‫‪-‬‬
‫وتس ـ ــاوى اب ـ ــن خل ـ ــدون م ـ ــع غي ـ ــره ف ـ ــي الوص ـ ــف‪ ،‬وعج ـ ــز ع ـ ــن إيج ـ ــاد جوان ـ ــب‬
‫إيجابيـ ــة محتملـ ــة فـ ــي ثورتـ ــه‪ .‬وبـ ــدا واضـ ــحا اﻻنحيـ ــاز لجانـ ــب السـ ــلطة القائمـ ــة‪ ،‬وهـ ــذا مـ ــا‬
‫والود التي تعكس الزمن الفاطمي‪ ،‬فانظر الى عبارات‪:‬‬ ‫نلمسه من عبارات اﻹيجاب ّ‬
‫حتى إذا كان منتصف محرم كان الفتح‪ ،‬وانهزم ٔابو يزيد‬ ‫‪-‬‬
‫فارتحل المنصور إلى بسكرة فتلقاه ٔاهلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمث ـ ــل فع ـ ـ ًـﻼ ه ـ ــذه الص ـ ــورة الس ـ ــوداوية الت ـ ــي وص ـ ــفته به ـ ــا‬ ‫فه ـ ــل ك ـ ــان ٔاب ـ ــو يزي ـ ــد ّ‬
‫المل ـ ــة ويس ـ ـ ّـب علي ـ ــا رض ـ ــي ﷲ عن ـ ــه‪ ،‬ث ـ ــم ينض ـ ــم‬‫ج ـ ـ ّـل المص ـ ــادر‪ٔ ،‬ايعق ـ ــل ٔان يك ّـف ـ ــر ٔاه ـ ــل ّ‬
‫إليـ ــه فقهـ ــاء المالكيـ ــة ف ـ ــي ثورتـ ــه ضـ ــد اﻻسـ ــماعيلية! ٔايعق ـ ــل ٔان يحقـ ــق اﻻنتصـ ــارات تل ـ ــوى‬
‫ٔاﻻخـ ـ ــرى‪ ،‬بكـث ـ ـ ــرة الس ـ ـ ــبي والقت ـ ـ ــل واﻻس ـ ـ ــتباحة والمثل ـ ـ ــة والتخري ـ ـ ــب‪ ،‬ا َو َﻻ ّ‬
‫تعبـ ـ ــر س ـ ـ ــرعة‬
‫انتص ـ ـ ــاراته عل ـ ـ ــى نقم ـ ـ ــة الن ـ ـ ــاس عل ـ ـ ــى دول ـ ـ ــة الف ـ ـ ــواطم؟ وه ـ ـ ــي الفرض ـ ـ ــية الت ـ ـ ــي ﻻ تبرزه ـ ـ ــا‬
‫المصادر في توثيق ثنائية النكار واﻻسماعيلية‪.‬‬
‫‪ .3.3‬يعلى بن محمد بن ﺻالح اليفرني‬
‫ٔ‬
‫ك ـ ــان رئ ـ ــيس بن ـ ــي يف ـ ــرن ف ـ ــي مج ـ ــاﻻت ت ـ ــاهرت‪-‬تلمس ـ ــان‪ ،‬المعاص ـ ــر ﻻب ـ ــي يزي ـ ــد‬
‫مخلـ ــد بـ ــن كيـ ــداد‪ ،‬هـ ــو محمـ ــد بـ ــن صـ ــالح اليفرنـ ــي‪ ،‬قتلـ ــه عبـ ــد ﷲ بـ ــن بكـ ــار المغ ـ ـراوي‪،‬‬
‫ّ‬
‫ف ــي صـ ــورة تعكـ ــس تغذيـ ــة الفـ ــواطم للتن ــافس القبلـ ــي بـ ــين مغ ـ ـراوة وبن ــي يفـ ــرن‪ .‬ث ــم تـ ــولى‬
‫ٔ‬
‫م ــن بع ــده ابن ــه يعل ــى ب ــن محم ــد‪ ،‬وف ــي عه ــده ع ــﻼ ش ــان بن ــو يف ــرن‪ٔ ،‬واعل ــن ال ــوﻻء لعب ــد‬
‫ـتط مدينـ ــة ايفكـ ــان‪ ،‬التـ ــي كانـ ــت فـ ــي ٔاﻻصـ ــل سـ ـ ً‬
‫ـوقا مـ ــن‬ ‫الـ ــرحمن الناصـ ــر ٔاﻻم ـ ــوي‪ ،‬واخـ ـ ّ‬
‫ٔاسـ ــواق زناتـ ــة‪ .‬وهـ ــي تقـ ــع فـ ــي الطريـ ــق بـ ــين ٔارشـ ــقول وتـ ــاهرت بـ ــالقرب مـ ــن ا ْسـ ـ َـل ْن‪ ،‬تقـ ــع‬
‫علـ ــى س ـ ــفح جب ـ ــل وعل ـ ــى ض ـ ــفة نه ـ ــر س ـ ــيرات‪ .‬فق ـ ــام يعل ـ ــى ب ـ ــن محم ـ ــد ب ـ ــن ص ـ ــالح اليفرن ـ ــي‬
‫ٔ‬
‫بتم ـ ــدينها وش ـ ــرع ف ـ ــي تاسيس ـ ــها س ـ ــنة ‪338‬هـ ـ ــ‪ ،‬وذك ـ ــرت إح ـ ــدى المص ـ ــادر‪ ،‬م ـ ــن معالمه ـ ــا‬
‫فعم ـ ــرت وتم ـ ـ ّـدنت وعظم ـ ــت‪.21‬‬ ‫وحم ـ ـام وفن ـ ــادق‪ّ ،‬‬ ‫العمراني ـ ــة‪ ،‬س ـ ــور م ـ ــن الط ـ ــوب وج ـ ــامع ّ‬
‫حيزهـ ـ ــا حسـ ـ ــب المستشـ ـ ــرق إميـ ـ ــل فيلـ ـ ــيكس غوتييـ ـ ــه ‪،Émile-Félix Gautier‬‬ ‫و ّ‬
‫‪22‬‬
‫يحدد موقعها‪.‬‬ ‫ٔ‬
‫بين تلمسان ووهران والشلف وتاهرت‪ ،‬من دون ان ّ‬
‫وظهـ ـ ــر طموحـ ـ ــه فـ ـ ــي جعلهـ ـ ــا مدينـ ـ ــة محوري ـ ــة‪ ،‬فشـ ـ ـ ّـجع ٔ"اه ـ ــل المعسـ ـ ــكر مـ ـ ــن‬
‫ٔاه ــل تيه ــرت ويل ــل وش ــاطئ بن ــي واطي ــل ووه ـ ـران وقص ــر الفل ــوس"‪ 23‬باﻻنتق ــال إليه ــا‪ ،‬إذ‬
‫جعله ـ ــم رواف ـ ــد بش ـ ــرية لمدينت ـ ــه‪ .‬تل ـ ــك الم ـ ــدن كان ـ ــت تق ـ ــع تح ـ ــت نف ـ ــوذه‪ ،‬مث ـ ــل وهـ ـ ـران‬
‫الت ـ ــي ملكهـ ــا سـ ــنة ‪ 340‬ه ـ ـ ـ‪ ،24‬وتـ ــاهرت التـ ــي اسـ ــتولى عليه ـ ــا بمسـ ــاعدة الخيـ ــر بـ ــن محم ـ ــد‬
‫جسد التحالف اليفرني المغراوي‪.‬‬ ‫بن خزر في مظهر ّ‬
‫وتمثـ ــل خطـ ــوة يعلـ ــى نموذجـ ــا مهمـ ــا فـ ــي محـ ــاوﻻت زناتـ ــة العمرانيـ ــة‪ ،‬والتـ ــي لـ ــم‬
‫يكـت ـ ــب له ـ ــا النج ـ ــاح‪ ،‬علـ ـ ــى خـ ـ ــﻼف النم ـ ــاذج الص ـ ــنهاجية فـ ـ ــي ٔاشـ ـ ــير والجزائ ـ ــر ومليانـ ـ ــة‬
‫ولمدي ـ ـ ــة والقلع ـ ـ ــة وبجاي ـ ـ ــة‪ ،‬الت ـ ـ ــي وج ـ ـ ــدت الحاض ـ ـ ــنة السياس ـ ـ ــية والحماي ـ ـ ــة العس ـ ـ ــكرية‬
‫الفاطمية‪.‬‬
‫ـاﻻ م ــن بيت ــه‬‫ونتيج ــة لق ــوة نف ــوذه‪ ،‬ل ــم يج ــد الناص ــر حرج ــا ف ــي قب ــول تولي ــة رج ـ ً‬
‫ٔ‬
‫عل ــى م ــدن المغ ــرب الواق ــع تح ــت نف ــوذ زنات ــة واﻻم ــويين‪ .‬واس ــتمر نف ــوذه إل ــى غاي ــة حمل ــة‬
‫ج ـ ـ ــوهر الص ـ ـ ـ ّـقلي عل ـ ـ ــى المغ ـ ـ ــرب س ـ ـ ــنة ‪ 347‬ه ـ ـ ــ‪ .‬عن ـ ـ ــدها ٔاظه ـ ـ ــر يعل ـ ـ ــى اﻹذع ـ ـ ــان والطاع ـ ـ ــة‬
‫للف ــاطميين‪ٔ ،‬واظهـ ــر ج ــوهر قب ــول طاعتـ ــه ولكنـ ــه ٔاض ــمر الفتـ ــك ب ــه‪ ،‬وت ـ ّـم لـ ــه ذلـ ــك سـ ــنة‬
‫‪ 349‬ه ـ ـ ــ‪ ،‬ث ـ ـ ــم إن ـ ـ ــه عم ـ ـ ــد إل ـ ـ ــى تخري ـ ـ ـب مدين ـ ـ ــة ايفك ـ ـ ــان‪ .25‬وال ـ ـ ـ ّـراجح ٔان الف ـ ـ ــاطميين ل ـ ـ ــم‬
‫ٔ‬ ‫يرتـ ــاحوا لطموحـ ــات يعلـ ــى التـ ــي ّ‬
‫جس ــدها بتاس ــيس مدينـ ــة خاصـ ــة بـ ــه فـ ــي مج ــاﻻت زناتي ــة‬
‫ٔ‬
‫خالص ـ ــة‪ ،‬بعي ـ ـ ًـدا ع ـ ــن عاص ـ ــمة الف ـ ــاطميين‪ ،‬وتبعيت ـ ــه لﻼم ـ ــويين‪ ،‬كله ـ ــا عوام ـ ــل دفع ـ ــت‬
‫مؤقت ﻻ تؤتمن طموحاته‪.‬‬ ‫بجوهر إلى تفضيل التخلص من حليف ّ‬

‫‪ -21‬مجهول‪ ،‬مفاخر البربر‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر بوباية‪ ،‬دار ٔابي رقراق‪ ،‬الرباط‪-‬المملكة المغربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪94 :‬؛ ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪749 ،2‬‬
‫‪ -22‬غوتييه‪ .‬إميل فيليكس‪ ،‬ماضي شمال افريقيا‪ ،‬تر‪ :‬هاشم الحسيني‪ ،‬مؤسسة تاوالت الثقافية‪،‬‬
‫ليبيا‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪214 :‬‬
‫‪ -23‬البكري‪ٔ .‬ابي عبيد )ت‪487.‬هـ‪1094/‬م(‪ ،‬كـتاب المسالك والممالك‪ ،‬ج‪ ،2.‬تح‪ :‬ادريان فان ليوفن‬
‫ٔ‬
‫ٔواندري فيري‪ ،‬الدار العربية للكـتاب‪ ،‬تونس‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‪749.‬‬
‫‪ -24‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2072 :‬‬
‫‪ -25‬مجهول‪ ،‬مفاخر البربر‪ ،‬ص‪95-94 :‬؛ ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2073 :‬‬
‫ٔ‬
‫نش ـ ــير ختام ـ ـ ًـا ٔان ـ ــه ك ـ ــان لبن ـ ــي يف ـ ــرن ٔادوا ًرا ٔاخ ـ ــرى ف ـ ــي المغ ـ ــرب اﻻقص ـ ــى بس ـ ــﻼ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وف ـ ــي اﻻن ـ ــدلس برن ـ ــدة‪ ،‬ﻻ يس ـ ــمح إط ـ ــار البح ـ ــث ب ـ ــالتطرق إليه ـ ــا‪ .‬وه ـ ــي ٔادوار ٔاق ـ ـ ّـل ت ـ ــاثي ًرا‪،‬‬
‫كم ـ ــا َخ َفـ ـ ـ َت دور بن ـ ــو يف ـ ــرن مقارن ـ ــة بمغ ـ ـ ـراوة‪ ،‬ويع ـ ــود الس ـ ــبب الرئيس ـ ــي إل ـ ــى الض ـ ــربات‬
‫خاصـ ــة بعـ ــد فشـ ــل ثـ ــورة‬ ‫القويـ ــة التـ ــي تلقتهـ ــا مـ ــن الدولـ ــة الفاطميـ ــة وحليفتهـ ــا صـ ــنهاجة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ٔ‬
‫ٔاب ــي يزي ــد‪ ،‬وك ــان المرابط ــون ه ــم م ــن س ــاهم ف ــي اختف ــاء بن ــو يف ــرن م ــن س ــاحة اﻻح ــداث‬
‫السياس ـ ـ ــية‪ ،‬بع ـ ـ ــد اس ـ ـ ــتيﻼئهم عل ـ ـ ــى ف ـ ـ ــاس وتلمس ـ ـ ــان‪ .26‬دون ٔان نغف ـ ـ ــل عﻼق ـ ـ ــة الجف ـ ـ ــاء‬
‫‪27‬‬
‫السائدة بينهم وبين ٔابناء عمومتهم "مغراوة"‪ّ ،‬مما هو معتاد بين قبائل البداوة‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة مغراوة‬
‫ٔ‬
‫يش ـ ــكلون رفق ـ ــة بن ـ ــي يف ـ ــرن وبن ـ ــي واس ـ ــين وبن ـ ــي يرني ـ ـ ـان‪ ،‬الفخ ـ ــذ اﻻ كبـ ـ ــر ف ـ ــي‬
‫قبيل ــة زنات ــة‪ ،28‬وه ــم ٔاو م ــن ذك ــرهم اب ــن حوق ــل ض ــمن بط ــون زنات ــة‪ ،‬ث ــم ّعب ــر ع ــنهم ف ــي‬
‫ٔ‬
‫موض ـ ــع ٓاخ ـ ــر ببن ـ ــو ورزم ـ ــار مل ـ ــوك زنات ـ ــة‪ 29.‬ووص ـ ــفهم اب ـ ــن خل ـ ــدون ب ـ ـانهم ٔ"اوس ـ ــع بط ـ ــون‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫زناتـ ــة ٔواهـ ــل البـ ــاس والغلـ ــب مـ ــنهم"‪ 30‬ومجـ ــاﻻتهم فـ ــي المغـ ــرب اﻻوسـ ــط مـ ــن شـ ــلف إلـ ــى‬
‫تلمسان‪ .‬وهم بذلك مجاورون ﻹخوانهم من بني يفرن‪.‬‬
‫ٔ‬
‫وانتش ـ ــروا ك ـ ــذلك ف ـ ــي واح ـ ــات المغ ـ ــرب اﻻوس ـ ــط‪ ،‬م ـ ــن وارج ـ ــﻼن إل ـ ــى ت ـ ــوات‪.31‬‬
‫وم ـ ــن بط ـ ــونهم‪ ،‬بن ـ ــي يلن ـ ــت وبن ـ ــي زن ـ ــداك‪ ،‬وورتزمي ـ ــر‪ ،‬وبن ـ ــي ورس ـ ــيفان‪ ،‬ولغ ـ ــواط وبن ـ ــي‬
‫ريغ ـ ــة ال ـ ــذين س ـ ــكنوا ٔاري ـ ــغ‪ ،‬حي ـ ــث تش ـ ــير بع ـ ــض المص ـ ــادر إل ـ ــى انتش ـ ــار لف ـ ــظ "مغ ـ ـراوة"‬
‫كطوبـ ــونيم فـ ــي مجـ ــال ٔاريـ ــغ‪ ،‬ومنهـ ــا قـ ــول الوسـ ــياني‪" :‬كدي ـ ــة بنـ ــي مغ ـ ـراوة المعروفـ ــة فـ ــي‬
‫حت ـ ــى اس ـ ــتعمل اب ـ ــن خل ـ ــدون عب ـ ــارة‬ ‫ٔاري ـ ــغ"‪ 32‬ويب ـ ــدو ٔان ع ـ ــدد بط ـ ــون مغـ ـ ـراوة‪ ،‬كبي ـ ــر‪ّ ،‬‬
‫"وغيـ ــرهم ممـ ــن لـ ــم يحض ـ ـرني ٔاسـ ــمائهم"‪ 33‬واس ـ ــتطاعت ه ـ ــذه القبيلـ ــة فـ ــي مراحـ ــل زمني ـ ــة‬

‫‪26 - C. Agabi, op.cit., p.3658‬‬


‫‪ -27‬غوتييه‪ ،‬ماضي شمال افريقيا‪ ،‬ص‪215 :‬‬
‫‪28 - A. Khelifa, « Maghraoua - Maghrâwa (Tribu) », Encyclopédie berbère [En ligne],‬‬
‫‪30 |, Éditeur Peeters Publishers, 2010, p.4486‬‬
‫ٔ‬
‫‪ -29‬ابن حوقل النصيبي‪ٔ .‬ابو القاسم‪ ،‬صورة اﻻرض‪ ،‬مطبعة بريل‪ ،‬ليدن‪-‬هولندة‪ ،1939 ،‬ص‪-106 :‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ -30‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2077 :‬‬
‫‪ -31‬بن عميرة محمد‪ ،‬دور زناتة في الحركة المذهبية‪ ،‬ص‪19 :‬‬
‫‪ -32‬الوسياني‪ٔ .‬ابو الربيع سليمان بن عبد السﻼم )ق‪6 :‬هـ‪12/‬م(‪ ،‬سير الوسياني‪ ،‬ج‪ ،1‬و ارة التراث‬
‫ز‬
‫والثقافة‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص‪347:‬‬
‫‪ -33‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2077 :‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫مـ ــن حكـ ــم المغـ ــرب اﻻوسـ ــط مـ ــن تـ ــاهرت الـ ــى تلمسـ ــان والمغـ ــرب اﻻقصـ ــى وم ـ ـا واﻻه إلـ ــى‬
‫سجلماسة‪.34‬‬
‫وتحف ـ ــظ اﻻس ـ ــطوغرافيا المغربي ـ ــة ٔان مل ـ ــك مغ ـ ـ ـراوة ق ـ ــديم يمت ـ ــد ال ـ ــى م ـ ــا قب ـ ــل‬
‫اﻹس ـ ــﻼم‪ ،‬ث ـ ــم ٔاق ـ ــرهم الف ـ ــاتحون عل ـ ــى ملكه ـ ــم لق ـ ــدم اس ـ ــﻼمهم وﻻرتب ـ ــاط رم ـ ــزهم ص ـ ــوﻻت‬
‫ب ـ ــن وزم ـ ــار بالخليف ـ ــة عثمـ ـ ــان ب ـ ــن عف ـ ــان‪ ،‬وتنق ـ ــل المصـ ـ ــادر ٔان الخليف ـ ــة عق ـ ــد ل ـ ــه عل ـ ــى‬
‫تمك ــن حفي ــده خ ــزر ب ــن حف ــص ب ــن ص ــوﻻت م ــن‬ ‫قوم ــه‪ ،‬وه ــو يعتب ــر ج ـ ّـد بن ــي خ ــزر‪ ،‬وق ــد ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫تاسـ ـ ــيس مملكـ ـ ــة فـ ـ ــي المغـ ـ ــرب اﻻوسـ ـ ــط‪ ،‬شـ ـ ـ ّـكلت حليفـ ـ ــا اسـ ـ ــتراتيجيا لبنـ ـ ــي ٔامي ـ ـ ــة فـ ـ ــي‬
‫ٔاﻻندلس‪ ،‬وخصما ً‬
‫عنيدا للفاطميين‪.35‬‬
‫‪ .1.4‬بني خزر‬
‫يض ـ ــم بي ـ ــت بن ـ ــي خ ـ ــزر شخص ـ ــيات م ـ ــؤثرة ف ـ ــي ت ـ ــاريخ زنات ـ ــة وت ـ ــاريخ المغ ـ ــرب‪،‬‬
‫مـ ــن الف ــتح الـ ــى حك ــم صـ ــنهاجة‪ ،‬وم ــن بـ ــين ٔام ـ ـراء البيـ ــت ّكلـ ــه‪ ،‬اشـ ــتهر محمـ ــد ب ــن خـ ــزر‬
‫وابنه الخير بن محمد‪.‬‬

‫‪ -34‬ابن عذاري‪ ،‬البيان المغرب ج‪ ،1‬ص‪253 :‬‬


‫‪35 - A. Khelifa, op.cit., p.4486‬‬
‫عبدلي زوبيدة‪ /‬هيصام موسى‪ ،‬قبيلة مغراوة الزناتية‪ ،‬ص‪105 :‬‬
‫وه ـ ــذه شخص ـ ــيات ه ـ ــذا البي ـ ــت م ـ ــع ٔادواره ـ ــم السياس ـ ــية‪ ،‬بداي ـ ــة م ـ ــن ج ـ ـ ّـدهم‬
‫صوﻻت بن وزمار‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺻ ـ ــوﻻت ب ـ ــن وزم ـ ــار‪ :‬ك ـ ــان ٔامي ـ ــر مغ ـ ـراوة ف ـ ــي زم ـ ــن الف ـ ــتح‪ ،‬وت ـ ـ ّـدعي المص ـ ــادر ٔان ـ ــه‬
‫التق ــى الخليف ــة عثم ــان‪ٔ ،‬واق ـ ّـره عل ــى قوم ــه‪ ،‬واحتفظ ــت مغ ـ ـراوة م ــن حينه ــا عل ــى م ــواﻻت‬
‫ٔ‬
‫المروانيين في المشرق واﻻندلس‪.‬‬
‫‪ .2‬حفص بن ﺻوﻻت‪ :‬كان ملكا على مغراوة وزناتة‪ ،‬وكان من ٔاعظم ملوكهم‪.‬‬
‫‪ .3‬خ ـ ــزر ب ـ ــن حف ـ ــص‪ :‬حك ـ ــم ف ـ ــي ض ـ ــعف الخﻼف ـ ــة المش ـ ــرقية وث ـ ــورات البرب ـ ــر‪ ،‬منه ـ ــا‬
‫ميسرة المطغري‪.‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪ .4‬محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر‪ :‬ف ـ ــي عه ـ ــده دخ ـ ــل إدري ـ ــس اﻻ كب ـ ــر ال ـ ــى المغ ـ ــرب اﻻوس ـ ــط س ـ ــنة‬
‫‪ 174‬ه ـ ــ‪ ،‬فتلقـ ــاه محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر وبـ ــايع لـ ــه عـ ــن قومـ ــه مغ ـ ـراوة‪ٔ ،‬وامكنـ ــه مـ ــن تلمسـ ــان‪،‬‬
‫ٔ‬
‫وق ــد كان ــت تح ــت نف ــوذ بن ــو يف ــرن‪ .‬وقبل ــت مغ ـ ـراوة ٔان تك ــون الحواض ــر ﻻبن ــاء إدري ــس‪،‬‬
‫فكان ـ ــت تلمس ـ ــان لول ـ ــد إدري ـ ــس ب ـ ــن محم ـ ــد ب ـ ــن س ـ ــليمان‪ٔ ،‬وارش ـ ــكول لول ـ ــد عيس ـ ــى ب ـ ــن‬
‫محم ــد‪ ،‬وت ــنس لول ــد إبـ ـراهيم ب ــن محم ــد‪ .‬وبق ــي النف ــوذ ف ــي ض ــواحي تلمس ــان لبن ــي يف ــرن‬
‫ومغراوة‪.‬‬
‫ولك ـ ــن المص ـ ــادر وعل ـ ــى ٔراس ـ ــها اب ـ ــن خل ـ ــدون‪ ،‬ﻻ يوض ـ ــح الخل ـ ــل ب ـ ــين شخص ـ ــية‬
‫محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر المعاصـ ــر لشخصـ ــية إدريـ ــس سـ ــنة ‪ 174‬ه ـ ــ‪ ،‬وبـ ــين شخصـ ــية محمـ ــد بـ ــن‬
‫خ ـ ـ ــزر المعاص ـ ـ ــر لقي ـ ـ ــام الدول ـ ـ ــة الف ـ ـ ــاطميين س ـ ـ ــنة ‪ 296‬ه ـ ـ ــ؛ إذ ﻻ يخف ـ ـ ــى الف ـ ـ ــارق الزمن ـ ـ ــي‬
‫ـتمﻼ ٔان اسـ ــم محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر قـ ــد تكـ ـ ّـرر م ـ ـرتين فـ ــي بيـ ــت ٓال‬ ‫الكبيـ ــر بينهمـ ــا‪ .‬ويبقـ ــى محـ ـ ً‬
‫خزر‪.‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ويعتبـ ــر اسـ ــم محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر المعاصـ ــر للفـ ــاطميين واﻻمـ ــويين فـ ــي اﻻنـ ــدلس‪،‬‬
‫ٔ‬
‫ـهرة‪ .‬فف ـ ــي س ـ ــنة ‪ 316‬ه ـ ـ ـ ٔاعل ـ ــن ال ـ ــوﻻء ٔاوﻻ للناص ـ ــر اﻻم ـ ــوي وط ـ ــرد‬ ‫ه ـ ــو ٔاﻻ كـث ـ ــر ت ـ ـ ٔـاثي ًرا وش ـ ـ ً‬
‫ٔ‬
‫ٔاولي ـ ــاء الش ـ ــيعة م ـ ــن المغ ـ ــرب اﻻوس ـ ــط‪ ،‬ماع ـ ــدا ت ـ ــاهرت‪ ،‬وك ـ ــان اب ـ ــن خ ـ ــزر يطم ـ ــح إل ـ ــى‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫تـ ــامين نفـ ــوذه علـ ــى قبيلتـ ــه وعلـ ــى زناتـ ــة وعلـ ــى مجـ ــال المغـ ــرب اﻻوسـ ــط‪ ،‬وكـثـ ــر منافسـ ــوه‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫مـ ــن ٔاعـ ــوان اﻻمـ ــويين والفـ ــاطميين‪ ،‬مـ ــنهم حميـ ــد ب ـ ــن يصـ ــل ٔوام ـ ـراء اﻻدارسـ ــة‪ ،‬وموسـ ــى‬
‫بـ ــن ٔابـ ــي العافيـ ــة‪ ،‬وإخوتـ ــه مثـ ــل فلفـ ــول بـ ــن خـ ــزر الـ ــذي والـ ــى الفـ ــاطميين‪ ،‬ومعبـ ــد بـ ــن‬
‫ٔ‬
‫خـ ــزر الـ ــذي تحـ ــالف مـ ــع ٔابـ ــي يزيـ ــد‪ .‬ثـ ــم عظـ ــم تـ ــاثير محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر فـ ــي زمـ ــن ثـ ــورة ٔابـ ــي‬
‫يزيد‪ ،‬حيث وصل إلى بسكرة وقضوا على ممثل الفاطميين‪ ،‬زيدان الخصي‪.‬‬
‫و ٔاثن ـ ــاء الهج ـ ــوم الكبي ـ ــر للف ـ ــاطميين عل ـ ــى ٔاب ـ ــي يزي ـ ــد‪ ،‬تظ ـ ــاهر محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ب ـ ـ ــالوﻻء له ـ ـ ــم‪ ،‬واختب ـ ـ ــره المنص ـ ـ ــور ب ـ ـ ــالقبض عل ـ ـ ــى اب ـ ـ ــي يزي ـ ـ ــد‪ ،‬واغـ ـ ـ ـراه بهدي ـ ـ ــة جليل ـ ـ ــة‬
‫)عشـ ــرين حم ــﻼ مـ ــن المـ ــال(‪ .‬وبـ ــذلك ح ــافظ ابـ ــن خ ــزر وابنـ ــه الخيـ ــر علـ ــى نفوذهم ــا علـ ــى‬
‫ٔ‬
‫المغرب اﻻوسط‪ ،‬وقاسمهما في ذلك يعلى بن محمد اليفرني‪.‬‬
‫وك ــان ّمم ــا ش ـ ّـجع محم ــد ب ــن خ ــزر ف ــي تولي ــة وجه ــه قبـ ــل الش ــيعة‪ ،‬ه ــي مكان ــة‬
‫منافسـ ــيه عنـ ــد الناصـ ــر‪ ،‬حيـ ــث عقـ ــد لحميـ ــد بـ ــن يصـ ــل علـ ــى تلمسـ ــان ٔواعمالهـ ــا‪ ،‬وليعلـ ــى‬
‫ب ــن محم ــد عل ــى المغ ــرب‪ ،‬ولحال ــة الجف ــاء ب ــين مغـ ـراوة وبن ــي يف ــرن‪ .‬وظ ـ ّـل اب ــن خ ــزر وفي ــا‬
‫للف ــاطميين زم ــن المع ـ ّـز‪ ،‬يف ــد علي ــه ت ــارة إل ــى عاص ــمته‪ ،‬ويش ــارك ت ــارة ٔاخ ــرى ف ــي غ ــزوات‬
‫جوهر على المغرب‪ ،‬إلى ٔان حانت وفاته بالقيروان وقد ناهز المائة سنة‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .5‬عمر بن خزر‪ :‬من اعقاب محمد بن خزر‪.‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫‪ .6‬معب ــد ب ــن خ ــزر‪ :‬ك ــان حليف ــا ﻻب ــي يزي ــد مخل ــد ب ــن كي ــداد إل ــى ان وق ــع ف ــي قبض ــة‬
‫المنصور وقتله سنة ‪ 340‬هـ‪ ،‬ونصب ٔراسه على ٔاسوار القيروان‪.‬‬
‫‪ .7‬عب ـ ــد ﷲ ب ـ ــن خـ ــزر‪ :‬كـ ــان ضـ ــمن القيـ ــادة الزناتيـ ــة التـ ــي زحفـ ــت ال ـ ــى تـ ــاهرت سـ ــنة‬
‫‪ 333‬ه ـ ــ‪ ،‬م ـ ــع ٔابن ـ ــاء ٔاخي ـ ــه‪ ،‬الخي ـ ــر ب ـ ــن محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر وحم ـ ــزة ب ـ ــن محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر‪،‬‬
‫ٔ‬
‫والقائ ــد اﻻم ــوي حمي ــد ب ــن يص ــل‪ ،‬وتمكن ــوا م ــن دخوله ــا عن ــوة‪ ،‬بع ــد قت ــل عب ــد ﷲ ب ــن‬
‫بك ــار ٔواس ــر ميسـ ــور الفت ــى‪ .‬ويعتب ــر عبـ ــد ﷲ هـ ــذا‪ ،‬ج ـ ّـد الفـ ــرع المغ ـ ـراوي الـ ــذي سـ ــيحكم‬
‫ف ــاس إل ــى غايـ ــة س ــقوطها ف ــي ي ــد الم ـ ـرابطين‪ ،‬وك ــان مـ ــن ٔاه ـ ـم ٔام ـ ـرائهم زي ــري ب ــن عطي ــة‬
‫المغراوي‪.36‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .8‬فلف ـ ــول ب ـ ــن خ ـ ــزر‪ :‬خ ـ ــالف ٔاخ ـ ــاه محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر ف ـ ــي م ـ ــواﻻة اﻻم ـ ــويين‪ ،‬فاخت ـ ــار‬
‫يجس ـ ــد اخت ـ ـ ـراق‬‫م ـ ــواﻻة الف ـ ــاطميين‪ ،‬حت ـ ــى عق ـ ــدوا ل ـ ــه عل ـ ــى قبيل ـ ــة مغ ـ ـ ـراوة‪ ،‬وه ـ ــذا م ـ ــا ّ‬
‫ال ــدول للكـت ــل القبلي ــة الكبي ــرة‪ ،‬ويس ــاهم ف ــي إض ــعافها‪ .‬وفلف ــول ه ــذا ج ـ ّـد بن ــي خ ــزرون‬
‫بن فلفول الذين حكموا طرابلس‪.37‬‬

‫‪ -37‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2087 :‬‬


‫‪ .9‬حمـ ــزة بـ ــن محمـ ــد بـ ــن خـ ــزر‪ :‬كـ ــان ض ــمن القي ــادة التـ ــي زحفـ ــت الـ ــى ت ــاهرت سـ ــنة‬
‫‪ 333‬ه ـ ـ ــ‪ ،‬مـ ـ ــع ّعمـ ـ ــه عبـ ـ ــد ﷲ بـ ـ ــن خـ ـ ــزر ٔواخيـ ـ ــه الخيـ ـ ــر بـ ـ ــن محمـ ـ ــد‪ ،‬وانتهـ ـ ــت بـ ـ ــدخول‬
‫تاهرت‪ ،‬لكن حمزة قتل في هذه المعارك‪.‬‬
‫‪ .10‬فت ـ ــوح ب ـ ــن الخي ـ ــر‪ :‬ك ـ ــان ض ـ ــمن الوف ـ ــد ال ـ ــذي ض ـ ـ ّـم مش ـ ــيخة ت ـ ــاهرت ووه ـ ـران ال ـ ــى‬
‫‪38‬‬ ‫ٔ‬
‫الناصر اﻻموي سنة ‪ 340‬هـ‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .11‬محم ـ ــد ب ـ ــن الخي ـ ــر ب ـ ــن محم ـ ــد ب ـ ــن خ ـ ــزر‪ :‬ع ـ ــاد إل ـ ــى وﻻءه لﻼم ـ ــويين ف ـ ــي عه ـ ــد‬
‫المستنص ـ ــر‪ ،‬لق ـ ــدم وﻻء ابي ـ ــه وج ـ ـ ّـده للناص ـ ــر‪ ،‬وتض ـ ــيف المص ـ ــادر الوﻻي ـ ــة الت ـ ــي كان ـ ــت‬
‫لبنـ ــي ٔاميـ ــة علـ ــى ٓال خـ ــزر بوصـ ــية الخليفـ ــة عثم ــان بـ ــن عف ــان لصـ ــوﻻت بـ ــن وزمـ ــار‪ ،‬فثـ ــار‬
‫عل ــى الف ــاطميين‪ ،‬وت ــولى زي ــري ب ــن من ــاد مقارعت ــه س ــنة ‪ 360‬ه ـ ــ‪ ،‬ولم ــا ٔراى محم ــد ق ــرب‬
‫نهايته في المعركة‪ ،‬بادر إلى قتل نفسه لكي ﻻ يقع ٔاسيرا‪.‬‬
‫‪ .12‬الخي ــر ب ــن محم ــد‪ :‬خل ــف وال ــده عل ــى مغـ ـراوة‪ ،‬وتح ــالف مع ــه جعف ــر ب ــن عل ــي اب ــن‬
‫حم ــدون ص ــاحب المس ــيلة‪ ،‬ودخ ــل ف ــي ح ــروب م ــع ص ــنهاجة‪ ،‬ك ــان م ــن نتيجته ــا قت ــل‬
‫زي ــري ب ــن من ــاد‪ ،‬وبعث ــوا ب ٔراس ــه إل ــى الحك ــم ف ــي قرطب ــة‪ .‬ث ــم ان ــتقم ابن ــه بلك ــين م ــن زنات ــة‬
‫ٔ‬
‫ٔواجل ـ ــى كـثي ـ ـرا م ـ ــن بطونه ـ ــا إل ـ ــى المغ ـ ــرب اﻻقص ـ ــى‪ ،‬ف ـ ــي حملت ـ ــه الش ـ ــهيرة عل ـ ــى المغ ـ ــرب‬
‫سنة ‪ 361‬هـ‪ .‬ولحق بلكين بالخير بن محمد الى سجلماسة وقتله‪.‬‬
‫ٔ‬
‫ك ـ ــان لحمل ـ ــة بلك ـ ــين ب ـ ــن زي ـ ــري عل ـ ــى المغ ـ ــرب‪ ،‬ت ـ ــاثير ف ـ ــي إضـ ـ ـعاف مغ ـ ـ ـراوة‪،‬‬
‫ٔ‬
‫وط ـ ـ ــرد قبائ ـ ـ ــل زناتيـ ـ ـ ــة م ـ ـ ــن المغ ـ ـ ــرب اﻻوس ـ ـ ــط‪ ،‬وإرغامهـ ـ ـ ــا باﻻنسـ ـ ـ ــحاب ال ـ ـ ــى المغـ ـ ـ ــرب‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫اﻻقص ـ ــى‪" ،‬ف ـ ــاقفر المغ ـ ــرب اﻻوس ـ ــط م ـ ــن زنات ـ ــة وس ـ ــاروا إل ـ ــى م ـ ــا وراء ملوي ـ ــة م ـ ــن ب ـ ــﻼد‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫المغـ ــرب اﻻقصـ ــى"‪ .39‬فكانـ ــت لهـ ــم بـ ــذلك ٔادوار ٔاخـ ــرى خـ ــارج إقلـ ــيم المغـ ــرب اﻻوسـ ــط‪،‬‬
‫م ـ ــنهم بن ـ ــو خ ـ ــزرون بسجلماس ـ ــة‪ ،‬وبن ـ ــو خ ـ ــزرون ب ـ ــن فلف ـ ــول ف ـ ــي ط ـ ـ ـرابلس‪ .40‬و ٔاكـث ـ ــرهم‬
‫ٔ‬
‫ت ـ ــاثي ًرا‪ ،‬بنـ ــو زيـ ــري بـ ــن عطيـ ــة بف ـ ــاس‪ ،‬ال ـ ــذي اسـ ــترجع مجـ ــد مغ ـ ـراوة‪ ،‬وبل ـ ــغ نفوذهـ ــا ف ـ ــي‬
‫نهاي ـ ــة القـ ـ ــرن الرابـ ـ ــع هج ـ ــري مـ ـ ــع زيـ ـ ــري ب ـ ــن عطيـ ـ ــة‪ ،‬مـ ـ ــداه بالسـ ـ ــيطرة علـ ـ ــى المغـ ـ ــربين‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫اﻻقصـ ـ ــى واﻻوسـ ـ ــط‪ .‬ولـ ـ ــم يجـ ـ ــد ٔام ـ ـ ـراء صـ ـ ــنهاجة‪ ،‬المنص ـ ـ ــور بـ ـ ــن بلكـ ـ ــين وبـ ـ ــاديس بـ ـ ــن‬
‫تقب ـ ــل فك ـ ــرة نف ـ ــوذ مغ ـ ـراوة عل ـ ــى حواض ـ ــر المغ ـ ــرب ٔاﻻقص ـ ــى‪ّ ،‬‬
‫وفض ـ ــﻼ‬ ‫المنص ـ ــور ب ـ ــدا م ـ ــن ّ‬
‫اسـ ـ ـ ـ ـ ــتمالة ٔام ـ ـ ـ ـ ـ ـرائهم بالمصـ ـ ـ ـ ـ ــاهرة والهـ ـ ـ ـ ـ ــدايا‪ ،‬وت ـ ـ ـ ـ ــرك الفرص ـ ـ ـ ـ ــة لص ـ ـ ـ ـ ــنهاجة الصـ ـ ـ ـ ـ ــحراء‬

‫‪ -38‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2079-2077 :‬‬


‫‪ -39‬نفسه‪ ،‬ص‪2079 :‬‬
‫‪ -40‬عبدلي زوبيدة‪ /‬هيصام موسى‪ ،‬قبيلة مغراوة الزناتية‪ ،‬ص‪102 :‬‬
‫)المـ ـرابطين(‪ ،‬ال ــذين ك ــان له ــم ال ــدور الحاس ــم ف ــي اف ــول نج ــم مغـ ـراوة سياس ــيا ‪ .‬وك ــان‬
‫ٔ‬ ‫تفـ ــرقهم وانقس ـ ــامهم س ـ ـ ً‬
‫ـببا ف ـ ــي عـ ــدم ق ـ ــدرتهم عل ـ ــى تاس ـ ــيس ملـ ــك ق ـ ــوي وثاب ـ ــت‪ .42‬ويب ـ ــدو‬
‫م ـ ـ ــن خ ـ ـ ــﻼل التج ـ ـ ــارب والتراكم ـ ـ ــات السياس ـ ـ ــية والعس ـ ـ ــكرية لفرع ـ ـ ــي زنات ـ ـ ــة‪ٔ ،‬ان قوتهم ـ ـ ــا‬
‫ٔ‬
‫وطم ـ ـ ــوح ٔامرائه ـ ـ ــا‪ ،‬كان ـ ـ ــت تص ـ ـ ــطدم بالمص ـ ـ ــالح العلي ـ ـ ــا لل ـ ـ ــدولتين الفاطمي ـ ـ ــة واﻻموي ـ ـ ــة‪،‬‬
‫ـتغلتان ف ــي ذل ــك‬ ‫اللت ــان ل ــم تس ــمحا بظه ــور دول ــة زناتي ــة عل ــى مج ــال مغرب ــي واس ــع‪ ،‬مس ـ ّ‬
‫ـارة ٔاخـ ـ ــرى‪ .‬تارك ـ ـ ــة‬
‫ـارة‪ ،‬واﻻخت ـ ـ ـراق ت ـ ـ ـ ً‬ ‫ّقل ـ ـ ـة النضـ ـ ــج السياس ـ ـ ــي عن ـ ـ ــد زنات ـ ـ ــة‪ ،‬بالمهادنـ ـ ــة تـ ـ ـ ً‬
‫الفرصة لفروع زناتية ٔاخرى ً‬
‫ﻻحقا‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪ .5‬اﻻدوار المذهبية‬
‫تتواف ـ ـ ــق ج ـ ـ ـ ّـل الدراس ـ ـ ــات‪ ،‬وبن ـ ـ ـ ًـاء عل ـ ـ ــى مص ـ ـ ــادر الت ـ ـ ــاريخ الوس ـ ـ ــيط‪ ،‬عل ـ ـ ــى ٔا ّن‬
‫زنات ـ ـ ــة ق ـ ـ ــد ت ّبن ـ ـ ــت الح ـ ـ ــركـتين الص ـ ـ ــفرية واﻻباض ـ ـ ــية‪ ،43‬ف ـ ـ ــي مرحل ـ ـ ــة ٔاول ـ ـ ــى‪ .‬ث ـ ـ ــم ّ‬
‫تمكن ـ ـ ــت‬
‫ٔ‬
‫المالكي ـ ــة ف ـ ــي مرحل ـ ــة ﻻحق ـ ــة م ـ ــن بس ـ ــط تاثيره ـ ــا عل ـ ــى القبيلت ـ ــين‪ ،‬وخاص ـ ــة ف ـ ــي إقل ـ ــيم‬
‫ـنركز ف ـ ــي بحثن ـ ــا عل ـ ــى النم ـ ــوذج اﻹباض ـ ــي‪ ،‬عل ـ ــى ض ـ ــوء مخط ـ ــوط‬ ‫المغ ـ ــرب ٔاﻻقص ـ ــى‪ .‬وس ـ ـ ّ‬
‫مهمة‪.‬‬ ‫مغمور‪ ،‬يحمل دﻻﻻت قبلية ّ‬
‫‪ .1.5‬زناتة اﻻباضية‬
‫عن ـ ــدما اس ـ ــتولت ورفجوم ـ ــة نفـ ـ ـزاوة م ـ ــن الص ـ ــفرية عل ـ ــى القب ـ ــروان ع ـ ــام ‪ 140‬هـ ـ ــ‪،‬‬
‫وطـ ــردت منه ــا واليه ــا حبيـ ــب بـ ــن عبـ ــد ال ــرحمن بـ ــن حبي ــب‪ ،‬ك ــان إباضـ ــية ط ـ ـرابلس مـ ــن‬
‫زناتـ ــة وه ـ ــوارة هـ ــم م ـ ــن اس ـ ــتعان بهـ ــم ٔاب ـ ــي الخط ـ ــاب عب ـ ــد ٔاﻻعل ـ ــى بـ ــن الس ـ ــمح المع ـ ــافري‬
‫ﻹخ ـ ـراجهم‪ .44‬كمـ ــا تشـ ــير المصـ ــادر الـ ــى ٔان سجلماسـ ــة كانـ ــت لهـ ــا تبعيـ ــة مذهبيـ ــة إباضـ ــية‬
‫فـ ــي حـ ــدود ‪ 352‬ه ـ ــ‪ ،‬وتـ ــولى حكمهـ ــا رجـ ــل يـ ــدعى المعتـ ــز بـ ــا ‪ ،‬بـ ــل إن صـ ــاحب مفـ ــاخر‬
‫البربـ ـر يتح ــدث ع ــن ع ــودة المدين ــة إل ــى ٔاي ــدي اﻻباض ــية‪ ،‬واس ــتمر الوض ــع إل ــى غاي ــة س ــنة‬
‫ـاﻻ عظيمـ ـ ًـا‬
‫‪ ،367‬وهـ ــي سـ ــنة سـ ــيطرة خـ ــزرون بـ ــن فلفلـ ــول مـ ــن بنـ ــي خـ ــزر‪ ،‬ووجـ ــد فيهـ ــا مـ ـ ً‬
‫ً‬
‫وسﻼحا كـثي ًرا‪.45‬‬

‫‪41 - A. Khelifa, op.cit., pp. 4486-4487‬‬


‫‪ -42‬عبدلي زوبيدة ‪ /‬هيصام موسى‪ ،‬قبيلة مغراوة الزناتية ص‪102 :‬‬
‫‪43 - C. Agabi, op.cit., p.3657‬‬
‫‪ -44‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪1842 :‬‬
‫‪ -45‬مجهول‪ ،‬مفاخر البربر‪ ،‬ص‪105 :‬‬
‫ُوي ـ ـ ّرجح تبعيـ ــة المدينـ ــة ف ـ ـي فتـ ــرة زمنيـ ــة محـ ـ ّـددة ال ـ ــى مرجعيـ ــة إباضـ ــية‪ ،‬وربمـ ــا‬
‫وقـ ــع ذلـ ــك فـ ــي زمـ ــن الرسـ ــتميين‪ ،‬بعـ ــد ٔان ّزوج عبـ ــد الـ ــرحمن بـ ــن رسـ ــتم بنتـ ــه ا ْر َوى مـ ــن‬
‫ٔاح ـ ــد ٔام ـ ـراء بن ـ ــي م ـ ــدرار‪ .46‬لك ـ ــن م ـ ــا لف ـ ــت انتباهن ـ ــا ه ـ ـي إش ـ ــارة ٔاوردته ـ ــا إح ـ ــدى المص ـ ــادر‬
‫اﻹباض ــية عل ــى لس ــان ٔاب ــي عم ــار عب ــد الك ــافي التن ــاوتي‪ ،‬قول ــه‪"َ :‬ع ـ َـام ُف ِت َح ـ ْـت ِس ِج ْل َ‬
‫ماس ـ ْـة‪،‬‬
‫ـاؤﻻ حـ ــول حقيق ــة حك ــم‬ ‫اط"‪ ،47‬وه ــو ق ــول يثيـ ــر تس ـ ً‬ ‫واجتم ــع جوام ــع وارج ــﻼن إل ــى ْت َمـ ـ َـاو ْ‬
‫اﻹباض ــيين لسجلماس ــة فـ ــي زم ــن مع ـ ّـين‪ .‬بينم ــا بع ــض اﻹش ــارات المصـ ــدرية الس ـ ّـنية التـ ــي‬
‫تعتب ــر ٔان بع ــض ٔامـ ـراء سجلماس ــة م ــن اﻹباض ــية ه ــو ق ــول ي ــدخل ف ــي س ــياق الخل ــط الت ــي‬
‫وقعـ ــت فيـ ــه تلـ ــك المصـ ــادر وعـ ــدم اسـ ــتيعابها للحـ ــدود الفاصـ ــلة ب ـ ــين المـ ــذاهب ال ـ ـثﻼث‪:‬‬
‫الصفري واﻹباضي والمعتزلي‪.‬‬
‫ٔ‬
‫‪.2.5‬فروعﻬا واعﻼمﻬا‬
‫المهمـ ـ ـة الت ـ ــي ّزودن ـ ــا به ـ ــا ص ـ ــاحب المخط ـ ــوط‪ ،‬ذك ـ ــر اﻻمت ـ ــداد‬‫م ـ ــن المعلوم ـ ــات ّ‬
‫ٔ‬
‫الجغراف ـ ــي للجماع ـ ــات الوهبي ـ ــة "ح ـ ــدود من ـ ــازل اه ـ ــل ال ـ ــدعوة م ـ ــن ط ـ ـرابلس قص ـ ــر م ـ ــانو‪،‬‬
‫وم ــن المغـ ــرب زنات ــة وم ــانو‪ ،‬وم ــن البحـ ــر ص ــقيلية قص ــريانو‪ ،‬وم ــن القبل ــة وارج ــﻼن"‪،48‬‬
‫فهـ ــو بهـ ــذا التعريـ ــف يفـ ــرق ب ـ ـين التحديـ ــد العـ ــام والتحديـ ــد الخـ ــاص‪ .‬ففـ ــي حالـ ــة التحديـ ــد‬
‫الع ـ ــام ﻻ يلت ـ ــزم في ـ ــه باﻻتجاه ـ ــات المعروف ـ ــة‪ :‬ش ـ ــمال‪ ،‬جن ـ ــوب‪ ،‬ش ـ ــرق‪ ،‬غ ـ ــرب‪ .‬فالشـ ـ ــرق‬
‫بالنسـ ــبة لـ ــه هـ ــي ط ـ ـرابلس‪ ،‬والغـ ــرب هـ ــو زناتـ ــة‪ ،‬والشـ ــمال هـ ــو صـ ــقيلية‪ ،‬والجنـ ــوب هـ ــو‬
‫القبلة‪.‬‬
‫ٔ‬
‫ويبـ ــدو ٔان التحديـ ــد الخـ ــاص هـ ــو اﻻهـ ــم‪ ،‬حيـ ــث يـ ــذكر مركـ ــز اسـ ــتقرار الجماعـ ــات‬
‫ٔ‬
‫الوهبي ـ ــة‪ ،‬فاقص ـ ــى مرك ـ ــز ف ـ ــي الش ـ ــرق ه ـ ــو قص ـ ــر م ـ ــانو‪ ،‬وف ـ ــي الش ـ ــمال قص ـ ــريانو )يقص ـ ــد‬
‫قصـ ـ ــريانة المدينـ ـ ــة الصـ ـ ــقيلية(‪ ،‬وفـ ـ ــي الجنـ ـ ــوب وارجـ ـ ــﻼن‪ .‬ومـ ـ ــن المؤكـ ـ ــد ٔان الجماعـ ـ ــات‬
‫اﻹباضـ ــية ﻻ تسـ ــتحوذ علـ ــى كـ ــل هـ ــذا الحيـ ــز الجغرافـ ــي‪ ،‬لكنـ ــه يقصـ ــد ربمـ ــا تحديـ ــد ٔاقصـ ــى‬

‫‪ -47‬الوسياني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪577.‬‬


‫نقطـ ــة يمكـ ــن ٔان تتواج ـ ــد فيهـ ــا جاليـ ــة إباض ـ ــية‪ .‬قـ ــد نسـ ــتوعب بسـ ــهولة التواج ـ ــد اﻹباضـ ــي‬
‫ٔ‬
‫ف ـ ــي الش ـ ــرق )قص ـ ــر م ـ ــانو(‪ 49،‬وف ـ ــي الجن ـ ــوب )وارج ـ ــﻼن(‪ ،‬ف ـ ــي ح ـ ــين يحت ـ ــاج اﻻم ـ ــر إل ـ ــى‬
‫تدقيق في حالة الغرب )زناتة ومانو(‪.50‬‬
‫ٔ‬
‫ويمث ـ ــل المخط ـ ــوط ال ـ ــذي ب ـ ــين ٔاي ـ ــدينا نموذج ـ ــا مثالي ـ ــا لتاكيـ ـ ــد غلب ـ ــة اﻻنتم ـ ــاء‬
‫الزنـ ـ ـ ــاتي عل ـ ـ ــى المج ـ ـ ــاﻻت اﻻباض ـ ـ ــية؛ إذ يحت ـ ـ ــوي علـ ـ ـ ــى ‪ 379‬علم ـ ـ ـ ًـا‪ ،‬مـ ـ ـ ــوزعين حسـ ـ ـ ــب‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫انتم ـ ــاءاتهم القبلي ـ ــة‪ ،‬وتش ـ ــكل قبيل ـ ــة زنات ـ ــة الع ـ ــدد اﻻ كب ـ ــر م ـ ــن اﻻع ـ ــﻼم‪ ،‬ب ـ ـ ــ‪ 149 :‬فقي ـ ــه‬
‫ونس ـ ـ ــبة ‪ ،٪39.31‬وتليه ـ ـ ـا عل ـ ـ ــى الت ـ ـ ــوالي قبيل ـ ـ ــة نفوس ـ ـ ــة بـ ـ ـ ــ‪ 76 :‬عل ـ ـ ــم ونس ـ ـ ــبة ‪،٪ 20.05‬‬
‫وقبيل ـ ـ ــة مزات ـ ـ ــة ب ـ ـ ــ‪ 66 :‬عل ـ ـ ــم‪ ،‬ونس ـ ـ ــبة ‪ ،٪ 17.41‬وتليه ـ ـ ــا قبائ ـ ـ ــل ه ـ ـ ــوارة وتناوت ـ ـ ــة ولوات ـ ـ ــة‬
‫بنسب ٔا ّقل‪.51‬‬
‫ٔ‬
‫ويعمـ ــد صـ ــاحب المخط ـ ــوط إلـ ــى سـ ــرد مجموع ـ ــة م ـ ــن اﻻعـ ــﻼم ث ـ ــم ينس ـ ــبهم إل ـ ــى‬
‫ٔاح ـ ــد ف ـ ــروع قبيلـ ــة زناتـ ــة‪ ،‬وق ـ ــد ٔاحصـ ــينا لـ ــه ‪ 26‬فرعـ ـ ًـا زناتي ـ ــا‪ ،‬وهـ ــي‪ :‬بنـ ــي ويسـ ــيان‪ ،‬بن ـ ــي‬
‫ايراس ـ ــن‪ ،‬بن ـ ــي مس ـ ــغرين‪ ،‬بن ـ ــي زم ـ ــور‪ ،‬بن ـ ــي توﻻن ـ ــة‪ ،‬بن ـ ــي ينجاس ـ ــن‪ ،‬بن ـ ــي ك ـ ــاروا‪ ،‬بن ـ ــي‬
‫وغﻼن ـ ــت‪ ،‬بن ـ ــي يكش ـ ــن‪ ،‬وبن ـ ــي ي ـ ــروتن‪ ،‬بن ـ ــي ص ـ ــاوين‪ ،‬بن ـ ــي س ـ ــيتمولي‪ ،‬بن ـ ــي س ـ ــتيتن‪،‬‬
‫ورغم ــة‪ ،‬بن ــي عفجاسـ ــن‪ ،‬بنـ ــي وراغ ــن‪ ،‬بنـ ــي نص ــير‪ ،‬بن ــي زادن ــين‪ ،‬بنـ ــي مادغاس ــن‪ ،‬بنـ ــي‬
‫موس ـ ــى‪ ،‬بن ـ ــي واش ـ ــية‪ ،‬تزارون ـ ــة‪ ،‬عيبي ـ ــان‪ ،‬بن ـ ــي ولي ـ ــل‪ ،‬بن ـ ــي واج ـ ــرين‪ .‬وكان ـ ــت مغ ـ ـراوة‪،‬‬
‫ه ـ ــي الوحي ـ ــدة الت ـ ــي ّعب ـ ــر عنه ـ ــا بلف ـ ــظ مش ـ ــيخة مغـ ـ ـراوة‪ ،52‬تعبيـ ـ ـرا ع ـ ــن الحض ـ ــور والق ـ ــوة‬
‫ٔ‬
‫والتاثير‪ ،‬وهو نفس ما ّعبر عنه الوارجﻼني في قصيدته الحجازية‪ ،‬حين قال‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫ومغراوة عليا زناتة ّكلها وغيرهم من خير ٔاهل الجزائر‬
‫وتمث ـ ــل الكـثي ـ ــر مـ ـ ــن هـ ـ ــذه الفـ ـ ــروع‪ ،‬مج ـ ــاﻻت مبهم ـ ــة فـ ـ ــي تـ ـ ــاريخ زناتـ ـ ــة؛ إذ ﻻ‬
‫تهـ ـ ــتم بهـ ـ ــا وﻻ تـ ـ ــذكرها كـتـ ـ ــب التـ ـ ــاريخ الكبـ ـ ــرى‪ّ ،‬ممـ ـ ــا يجعـ ـ ــل هـ ـ ــذا النـ ـ ــوع مـ ـ ــن الكـتـ ـ ــب‬
‫المذهبي ـ ــة‪ ،‬ذات فائ ـ ــدة كبي ـ ــرة ف ـ ــي كش ـ ــف العدي ـ ــد م ـ ــن الجوان ـ ــب الهامش ـ ــية م ـ ــن ت ـ ــاريخ‬
‫المغرب خﻼل العصر الوسيط‪.‬‬

‫‪ -51‬انظر‪ :‬حاج عيسى إلياس‪" :‬الدﻻﻻت الطوبونيمية والقبلية على ضوء مخطوط "تسمية مشايخ‬
‫الوهبية" لمؤلف ٕاباضي مغربي مجﻬول )ق‪6.‬هـ‪12/‬م("‪ ،‬مجلة المواقف‪ ،‬جامعة مصطفى اسطمبولي‪،‬‬
‫معسكر‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪) ،2019‬ص ص‪(150-121 :‬‬
‫‪ -52‬مجهول‪ ،‬ذكر ٔاسماء بعض شيوخ الوهبية‪ ،‬طبعة حجرية‪ ،‬مكـتبة دار التﻼميذ "اروان"‪ ،‬العطف‪،‬‬
‫غرداية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -53‬الوارجﻼني‪ .‬رحلة الوارجﻼني‪ ،‬ص‪38 :‬‬
‫‪ -54‬ابن خلون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪2067 ،2064 ،1847 :‬‬
‫الخاتمة‬
‫ٔ‬
‫إن الحـ ـ ــديث ع ـ ـ ــن اﻻنتمـ ـ ــاء الم ـ ـ ــذهبي لبطـ ـ ــون زناتـ ـ ــة امـ ـ ــر نس ـ ـ ــبي؛ إذ يصـ ـ ــعب‬
‫الكلـ ــي للقبيلـ ــة‪ ،‬خاصـ ــة الكبـ ــرى منهـ ــا‪ ،‬مثـ ــل بنـ ــو يفـ ــرن ومغ ـ ـراوة‪ ،‬كمـ ــا‬ ‫الجـ ــزم باﻻنتمـ ــاء ّ‬
‫ٔ‬
‫يمك ـ ــن التفري ـ ــق ب ـ ــين اﻻنتم ـ ــاء الم ـ ــذهبي ﻻم ـ ـراء زنات ـ ــة ل ـ ــدوافع سياس ـ ــية‪ ،‬وب ـ ــين اﻻنتم ـ ــاء‬
‫ٔ‬
‫الحقيقي لﻼتباع‪.‬‬
‫فق ـ ـ ــد م ـ ـ ــات محم ـ ـ ــد ب ـ ـ ــن خ ـ ـ ــزر عل ـ ـ ــى وﻻء سياس ـ ـ ــي للف ـ ـ ــاطميين الش ـ ـ ــيعة‪ّ ،‬مم ـ ـ ــا‬
‫يقتض ـ ـ ــي ح ـ ـ ــدا ٔادن ـ ـ ــى م ـ ـ ــن اﻻلتـ ـ ـ ـزام الم ـ ـ ــذهبي "الش ـ ـ ــكلي"‪ .‬ف ـ ـ ــي ح ـ ـ ــين ك ـ ـ ــان وﻻء ٔابنائـ ـ ـ ـه‬
‫ٔ‬
‫ٔواحفـ ــاده فـ ــي الغال ـ ــب لصـ ــالح اﻻمـ ــويين‪ .‬وينقـ ــل ابـ ــن خلـ ــدون عـ ــن ابـ ــن حـ ــزم عـ ــن ٔاح ـ ــد‬
‫نس ـ ــابة زنات ـ ــة وه ـ ــو ٔاب ـ ــو بك ـ ــر ب ـ ــن يكن ـ ــى البرزال ـ ــي اﻻباض ـ ــي‪ ،‬قول ـ ــه‪ٔ :‬ان بن ـ ــي واس ـ ــين وبن ـ ــو‬
‫بـ ــرزال كـ ــانوا إباضـ ــية‪ٔ ،‬وان بنـ ــو يفـ ــرن ومغ ـ ـراوة كـ ــانوا سـ ــنية‪ ،‬وهـ ــو مـ ــا يتوافـ ــق مـ ــع قـ ــول‬
‫اب ـ ــن خل ـ ــدون م ـ ــن ٔان مغ ـ ـراوة وبن ـ ــو يف ـ ــرن ك ـ ــانوا جيران ـ ــا للرس ـ ــتميين ودخل ـ ــوا ف ـ ــي خدم ـ ــة‬
‫ٔ‬
‫اﻻدارس ـ ــة‪ ،‬بع ـ ــد اس ـ ــتيﻼئهم عل ـ ــى تلمس ـ ــان س ـ ــنة ‪173‬ه ـ ـ ــ‪ ،‬وح ـ ــارب بن ـ ــو يف ـ ــرن ومغ ـ ـ ـراوة‬
‫ٔ‬
‫الرس ـ ــتميين‪ُ .‬ويفه ـ ــم م ـ ــن تكـ ـ ـرار اب ـ ــن خل ـ ــدون ٔان اﻻدارس ـ ــة ٔاق ـ ــاموا دول ـ ــتهم عل ـ ــى ٔاكـت ـ ــاف‬
‫‪54‬‬
‫بنو يفرن ومغراوة‪.‬‬
‫ويظه ــر لن ــا اﻻنتم ــاء الم ــالكي لمغ ـ ـراوة بش ــكل واض ــح م ــن خ ــﻼل عﻼق ــة ٔامرائه ــا‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫م ــع الدول ــة اﻻموي ــة ف ــي اﻻن ــدلس‪ ،‬ومحت ــوى الرس ــائل‪ ،‬الت ــي تكش ــف ع ــن انتم ــاء م ــذهبي‬
‫القوتين‪.‬‬ ‫مشترك بين ّ‬
‫وفـ ـ ــي الجانـ ـ ــب السياسـ ـ ــي‪ّ ،‬‬
‫تجسـ ـ ــدت الزعامـ ـ ــة فـ ـ ــي زناتـ ـ ــة ف ـ ـ ــي الغالـ ـ ــب‪ ،‬عن ـ ـ ــد‬
‫ٓ‬
‫معين ـ ــة‪ ،‬منه ـ ــا الت ـ ــي تعاق ـ ــب فيه ـ ــا الحك ـ ــم والج ـ ــاه‪ ،‬مث ـ ــل عائل ـ ــة ال خ ـ ــزر م ـ ــن‬ ‫بيوت ـ ــات ّ‬
‫ستة ٔاجيال‪.‬‬ ‫مغراوة‪ ،‬الذي توارثوا اﻹمارة في ّ‬
‫كم ـ ـ ــا اس ـ ـ ــتفادت زنات ـ ـ ــة م ـ ـ ــن تراكم ـ ـ ــات المعارض ـ ـ ــة‪ ،‬واس ـ ـ ــتفادت م ـ ـ ــن تراكم ـ ـ ــات‬
‫ٔ‬
‫التحالف ـ ــات م ـ ــع الكيان ـ ــات السياس ـ ــية‪ ،‬تح ـ ــالف بن ـ ــو خ ـ ــزر م ـ ــع اﻻم ـ ــويين ف ـ ــي اﻻن ـ ــدلس‪،‬‬
‫ٔ‬
‫وتحـ ـ ــالف بنـ ـ ــي عبـ ـ ــد الـ ـ ــواد مـ ـ ــع الموحـ ـ ــدين‪ٔ ،‬اكسـ ـ ــبهم نضـ ـ ــجا سياسـ ـ ــيا وتقـ ـ ــبﻼ ﻻنظم ـ ـ ـة‬
‫الحك ــم ومواكب ــه ورايات ــه ٔواعﻼم ــه‪ ،‬مم ــا نقله ــم م ــن إم ــارة القبيل ــة إل ــى إم ــارة الدول ــة‪ ،‬وه ــو‬
‫ستجسده دولتي بني عبد الواد وبني مرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ما‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ المصادر والمراجع‪:‬‬
‫البكري‪ٔ .‬ابي عبيد )ت‪487.‬هـ‪1094/‬م(‪ ،‬كـتاب المسالك والممالك‪ ،‬ج‪ ،2.‬تح‪ٔ :‬ادريان فان ليوفن‬
‫ٔواندري فيري‪ ،‬الدار العربية للكـتاب‪ ،‬تونس‪.1992 ،‬‬
‫بوراس يحي‪ ،‬قرى ٔواسماء مواضع في إقليم وارجﻼن من خﻼل ثﻼثة مصادر تاريخية‪ ،‬حوليات‬
‫ٓ‬
‫المتحف الوطني لﻼثار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع‪ ،2001-1422 ،10:‬ص ص‪134-90 :‬‬
‫حاج عيسى إلياس‪ ،‬الدﻻﻻت الطوبونيمية والقبلية على ضوء مخطوط "تسمية مشايخ الوهبية" لمؤلف‬
‫اباضي مغربي مجهول )ق‪6.‬هـ‪12/‬م(‪ ،‬مجلة المواقف‪ ،‬جامعة مصطفى اسطمبولي‪ ،‬معسكر‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،15‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪) ،2019‬ص ص‪(150-121 :‬‬
‫ٔ‬
‫ابن حوقل النصيبي‪ٔ .‬ابو القاسم‪ ،‬صورة اﻻرض‪ ،‬مطبعة بريل‪ ،‬ليدن‪-‬هولندة‪،1939 ،‬‬
‫ابن خلدون‪ٔ .‬ابو زيد ولي الدين عبد الرحمن )ت‪ 808.‬هـ‪1405/‬م(‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬ج‪ ،2‬مرا‪:‬‬
‫درويﺶ الجويدي‪ ،‬المكـتبة العصرية‪ ،‬لبنان‪ 1434 ،‬هـ‪2013 /‬م‬
‫الدرجيني‪ٔ .‬ابو العباس ٔاحمد )ت‪ .‬حوالي ‪670‬هـ‪1271/‬م(‪ ،‬كـتاب طبقات المشائخ بالمغرب‪ ،‬تح‪ :‬إبراهيم‬
‫طﻼي‪) ،‬د‪.‬ن(‪) ،‬د‪.‬م(‪) ،‬د‪.‬ت(‬
‫ٔ‬
‫ٔابو زكرياء‪ .‬يحي بن ابي بكر )ت‪471.‬هـ‪1078/‬م(‪ ،‬كـتاب سير اﻻ ئمة واخبارهم‪ ،‬تح‪ :‬إسماعيل العربي‪،‬‬
‫ٔ‬
‫دار الغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1982 ،2‬م‬
‫الزهري‪ٔ .‬ابي عبد ﷲ محمد )ت‪ٔ .‬اواسط ق‪6.‬هـ(‪ ،‬كـتاب الجغرافية‪ ،‬تح‪ :‬محمد حاج صادق‪ ،‬مكـتبة‬
‫الثاقفة الدينية‪ ،‬مصر‪) ،‬د‪.‬ت(‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫عبدلي زوبيدة‪/‬هيصام موسى‪ ،‬قبيلة مغراوة الزناتية في ظل الصراع بين اﻻمويين باﻻندلس وبني زيري‬
‫الصنهاجيين حلفاء الفاطميين ببﻼد المغرب )‪391-361‬هـ‪1001-971/‬م(‪ ،‬مجلة عصور الجديدة‪،‬‬
‫مجلد‪ ،11‬العدد‪) 2‬جوان( ‪1442‬هـ‪2021/‬م‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ابن عذاري المراكشي )ت‪ .‬بعد ‪ 712‬هـ(‪ ،‬البيان المغرب في اخبار اﻻندلس والمغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬تح‪:‬‬
‫ج‪.‬س‪.‬كوﻻن وإ‪.‬ليفي برفنسال‪ ،‬دار الكـتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2009 ،1‬‬
‫بن عميرة محمد‪ ،‬دور زناتة في الحركة المذهبية بالمغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكـتاب‪،‬‬
‫الجزائر‪1984 ،‬م‬
‫غوتييه‪ .‬إميل فيليكس‪ ،‬ماضي شمال افريقيا‪ ،‬تر‪ :‬هاشم الحسيني‪ ،‬مؤسسة تاوالت الثقافية‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪2010‬م‬
‫ٔ‬
‫مجهول‪ ،‬مفاخر البربر‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر بوباية‪ ،‬دار ابي رقراق‪ ،‬الرباط‪-‬المملكة المغربية‪ ،‬ط‪2005 ،1‬‬
‫مجهول‪ ،‬تاريخ وارجﻼن )مخطوط‪ :‬ورقتين(‪ ،‬نسخة مصورة عند الباحث‪.‬‬
‫مجهول‪ ،‬ذكر ٔاسماء بعض شيوخ الوهبية‪ ،‬طبعة حجرية‪ ،‬مكـتبة دار التﻼميذ "اروان"‪ ،‬العطف‪،‬‬
‫غرداية‪ ،‬الجزائر‬
‫محمود إسماعيل‪ ،‬الخوارج في المغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫المعموري محمد عبد ﷲ ومحيميد ٔاحمد جاسم‪ ،‬قبيلة زناتة ٔواثرها في حركة الخوارج في المغرب‬
‫ٔ‬
‫العربي‪ ،‬مجلة كلية التربية اﻻساسية للعلوم التربوية واﻹنسانية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬ع‪2015 ،15‬‬
‫الوارجﻼني‪ٔ .‬ابو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي )ت‪570.‬هـ‪1175/‬م(‪ ،‬رحلة الوارجﻼني‪ ،‬تح‪ :‬يحي‬
‫بن بهون حاج امحمد‪ ،mps ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪2006 ،1‬‬
‫الوسياني‪ٔ .‬ابو الربيع سليمان بن عبد السﻼم )ق‪6 :‬هـ‪12/‬م(‪ ،‬سير الوسياني‪ ،‬ج‪ ،1‬وزارة التراث‬
‫والثقافة‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬ط‪2009 ،1‬‬
‫‪- A. Khelifa, « Maghraoua - Maghrâwa (Tribu) », Encyclopédie‬‬
‫‪berbère [En ligne], 30 |, Éditeur Peeters Publishers, 2010‬‬
‫| ‪- C. Agabi, « Ifren (Beni) », Encyclopédie berbère [En ligne], 24‬‬
‫‪2001,‬‬ ‫‪Éditeur‬‬ ‫‪Peeters‬‬ ‫‪Publishers,‬‬
‫‪URLhttp://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/1543‬‬

You might also like