You are on page 1of 113

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مصطلح أهل السنة والجماعة‬


‫في امليزان‬

‫ثائرأحمد سالمة – أبو مالك‬

‫الطبعة األولى‪:‬‬
‫‪ 1438‬هـ ‪ 2017‬م‬

‫‪1‬‬
‫مصطلح أهل السنة والجماعة‬

‫راجعه وخرج أحاديثه‪ ،‬وأضاف عليه إضافات جمة‬


‫بالغة الفائدة‪ :‬األستاذ زياد أحمد سالمة‪،‬‬
‫واألستاذ يوسف الساريس ي‪،‬‬
‫واألستاذ‪ :‬أحمد القصص‪،‬‬
‫واألستاذ‪ :‬إسماعيل الوحواح‬
‫والشكرموصول لألستاذ إبراهيم النبهاني الذي اطلع‬
‫على الكتاب وأبدى الرأي فيه‬

‫‪2‬‬
‫ْ‬
‫قال رسول هللا ﷺ‪" :‬من دعا بدعوة الجاهلية فهو ُجثاء جهنم‪ ،‬وإن صام‬
‫وصلى وزعم أنه مسلم‪ ،‬فادعو بدعوة هللا التي سماكم بها‪ :‬املسلمين عباد‬
‫هللا"‪1‬‬

‫"جاء رجل إلى اإلمام مالك‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد هللا؛ أسألك عن مسألة‬
‫أجعلك حجة بيني وبين هللا عزوجل‪.‬‬
‫فقال له اإلمام مالك‪ :‬ما شاء هللا‪ ،‬ال قوة إال باهلل‪ْ ،‬‬
‫سل‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬م ْن أهل السنة؟‬
‫فقال اإلمام‪ :‬أهل السنة الذين ليس لهم لقب ُيعرفون به"‪2‬‬

‫(جثاء‪ :‬جمع ُجثوة؛ هو ممـ‬ ‫‪ 1‬مسند أحمد ‪ 17344‬ومرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح‪ :‬كتاب اإلمارة‪ ،‬حديث رقم ‪ ،3694‬ومعنى ُ‬
‫يجثون على الركب في جهنم‪ ،‬أو أنه م جماعات أهل جهنم‪ :‬لسان العرب ‪)132/14‬‬
‫‪ 2‬وهنــام م ـ يقمــل قــوم اإلمــام مالــي ب ـ ر جهرــض و قــدر‪ :‬و راأهــاضر أن ــر‪ :‬موقــع أهــل ا أــديث؛ م ــام عنــوان ر م ـ هــم أهــل‬
‫ً‬
‫السنة وا جماعةر ب لم الشيخ أبي عبد الرحم محمد ب خدة ا جزائر‪ ،:‬ن ال ع راإلنت اء في أضل الثالثـة ائئمـة الف هـاءر‪ ،‬بـ‬
‫عبد البر‪ ،‬ص ‪72‬ر‪.‬‬
‫‪3‬‬
4
‫مقدمة‬

‫الدافع للكتابة في هذا املوضوع‬

‫ُع ـ ــد فـ ــي عا ـ ــمة الش شـ ــان «غروزنـ ــي» يـ ــوم ‪ 2016/8/25‬م ـ ـ تمر عنـ ــوان «م ـ ـ تمر أهـ ــل السـ ــنة‬
‫وا جماعـ ــة»‪ ،‬لوضـ ــع معر ـ ـ م ـ ـ «هـ ــم أهـ ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة» أو ل ـ ـ«تصـ ــو ب ا نح ـ ـرا ا أـ ــا‬
‫وا خطر» في هذا التعر ‪ ،‬كما قام ال ائمون على امل تمر‪.‬‬
‫حصـر املـ تمر أهــل السـنة وا جماعــة فـي «ائشــاعرة واملاتر ديـة فــي اإلعت ـا ‪ ،‬وأهــل املـذاهب ائربعــة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فــي الف ــه‪ ،‬وأهــل التصــو الصــافي علمــا وأخالقــا وتزكيــة»‪ ،‬ليعنــض كلــي جخـران خــل م ـ خــالفهم مـ‬
‫ائ ـ ـ ــرة الس ـ ـ ــنة وا جماع ـ ـ ــة‪ ،‬وهـ ـ ـ ــو اله ـ ـ ــد ال ـ ـ ــذ‪ :‬أق ـ ـ ــيم مـ ـ ـ ـ أجل ـ ـ ــه املـ ـ ـ ـ تمر‪ ،‬برعاي ـ ـ ــة ال ـ ـ ــرئ‬
‫الش شانيررمضــان قــا يرو ر وحضــرل لفيـ مـ علمــاء الــدي ‪ ،‬ومـ أبــرزهم الوأــد املصــر‪ :‬الــذ‪:‬‬
‫ترأس ــه ش ــيخ ائزه ــر أحم ــد الطي ـب والش ــيخ عل ــي جمع ــة‪ ،‬وش ــيخ الط ــرا الص ــوأية وعض ــو البرمل ــان‬
‫املصــر‪ :‬عبــد الهــا ‪ :‬ال صــيض‪ ،‬والشــيخ أســامة ائزهــر‪ :‬مسصشــار الــرئ املصــر‪ :‬الس ــاض ووكيــل‬
‫اللجنة الدينية بالبرملان‪ ،‬وقد اسـصثنى ال ـائمون علـى املـ تمر عـوة ا تحـا العـاملي لعلمـاء املسـلم ن‬
‫وهيئ ــة كب ــار العلم ــاء ف ــي الس ــعو ية ومن م ــة التع ــاون اإلس ــالمي وغ ره ــا مـ ـ امل سس ــات الديني ــة‪،‬‬
‫بالرغم م أنه زعم تحديد هو ة رأهل السنة وا جماعةر‪3.‬‬

‫ع د امل تمر في رحـاب روسـيا ا تحا يـة‪ ،‬التـض معيـث فـي ائرً أسـا ً ا‪ ،‬وت تـل املسـلم ن فـي سـور ا‪،‬‬
‫روس ــيا الت ــض م ــر ت عل ــى قت ــل املس ــلم ن ُس ــنة وغ ــر ُس ــنة عب ــر تار خه ــا ال ــدمو‪ 4،:‬ف ــي ه ــل ال جم ــة‬
‫ً‬
‫الشرسة الدمو ة على اإلسـالم‪ ،‬وو ـمه باإلرهـاب‪ ،‬ولـ غر بـا أن يـدعو الـرئ الش شـاني عـ‬
‫العلمــاء ال ــر ب ن م ـ س ــلطة بال هــم مث ــل رالشــيخر (أحمــد ب ــدر الــدي حس ــون) مفتــض ن ــام ش ــار‬
‫ائسـ ــد وغ ـ ــرل‪ ،‬ولق ـ ـ ال ر ـ ــب أن بـ ــوت ن ‪ -‬وهـ ــو الـ ــذ‪ :‬ي ـ ـ وراء امل ـ ـ تمر‪ -‬ي ـ ـرأ ائحـ ــدا ق ـ ـراءة‬
‫صأيحة‪ ،‬أما ُيسرى باإلسالم املعتدم‪ ،‬أو املدني‪ ،‬املطعم بالواقعية‪ ،‬امل ل بالليبرالية؛ اسـهللقته‬
‫أمر كــا وحاولــى علــى مــدار ع ــو أن تجعــل منــه البــديل لبســالم الــذ‪ :‬و ــفته بالرا يكــا ي ائ ــو ي‪،‬‬
‫ً‬
‫ولم تنجح‪ ،‬ثم لم معد تتكلم عنه كث را اليوم‪ ،‬وخانى أمر كا قد وضعى موا فات للمسـلم املعتـدم‬
‫كم ــا ج ــاء ف ــي راس ــة وتو ــيات ملرك ــز ران ــد امل ــدعوم م ـ وزارة ا خارجي ــة ائمر قي ــة ف ــي ‪ 2007‬حي ــث‬
‫اس ـ ـ ـ ــت رقى تل ـ ـ ـ ــي الدراس ـ ـ ـ ــة ث ـ ـ ـ ــال س ـ ـ ـ ــنوات تح ـ ـ ـ ــى اس ـ ـ ـ ــم ربن ـ ـ ـ ــاء ش ـ ـ ـ ــبكات مس ـ ـ ـ ــلمة معتدل ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ 3‬ياس ن السليمان‪ ،‬م تمر الش شان يث ر غضب املسلم ن‪ ،‬ا خليج اون ي ‪2016/9/2 ،‬‬
‫‪4‬تتارستان‪ ،‬وسر العداء الروساض املتجد‬
‫‪5‬‬
‫‪ BuildingModerate Muslim Networks5‬ر أاملســلم املعتــدم ـ حســب الو ــفة ائمر قيــة ـ هــو‬
‫الذ‪::‬‬

‫‪ - 1‬يرى عدم تطبيق الشريعة اإلسالمية‪.‬‬


‫‪ - 2‬ي م بحر ة املرأة في اختيار رالرأيقر‪ ،‬ول الزون‪.‬‬
‫‪ - 3‬ي م بحق ائقليات الدينية في تو ي املنا ب العليا في الدوم كات ال البية املسلمة‪.‬‬
‫‪ - 4‬يدعم التيارات الليبرالية‪.‬‬
‫‪ - 5‬ي م بصيـار ينيـ ن جسـالمي ن أ ـا همـا‪ :‬رالتيـار الـدينض الت ليـد‪:‬ر أ‪ :‬تيـار رجـل الشـار الـذ‪:‬‬
‫يصلي بصورة عا ية ول سى له اهتمامات أخرى‪ ،‬ورالتيار الدينض الصوفير ‪ -‬يصـفونه بالتيـار الـذ‪:‬‬
‫ي بل الصالة في ال بور (!) ‪ -‬وبشرط أن يعارً خل منلا ما يطرحه رالتيار الوهابير‪6.‬‬

‫وقــد رعبــر عــد مـ علمــاء ائمــة اإلســالمية عـ اســصياتلم مـ التو ــيات التــض خــرن لــا املـ تمرون‪،‬‬
‫ً‬
‫ع ــا ي جي ــال بداي ــة ان س ــام لجم ــة وا لم ــوا جه ــات تتخ ــذ م ـ ال ــدي س ــتارا له ــا لتمز ــق ـ الع ــالم‬
‫اإلس ــالمي وأ ــتح نواأ ــذ للفتن ــة ب ـ ن م ــذاهب أه ــل الس ــنة وا جماع ــة‪ ،‬ف ــي ح ـ ن تم ــر ائم ــة اإلس ــالمية‬
‫يلم شتا لا‪ ،‬تفر ها ج ى مذاهب‪.‬ر‪7‬‬ ‫بمخاً عس ر وهي أحون ما تكون ج ى م ُّ‬
‫ً‬
‫يأمي هذا امل تمر ل ستمر في ا أملة كا لـا‪ ،‬واضـعا رموا ـفاتر معينـة ل ـ رأهـل السـنة وا جماعـةر‪،‬‬
‫ومــا عــداها أأ ــو ي وجرهــابي! م ـ هنــا‪ ،‬أفهــم ســياا امل ـ تمر مهــم‪ ،‬واســتعماله ملصــطلح أهــل الســنة‬
‫َ‬
‫َ أـ َـع لل يــام لــذل الدراســة لتوضــيح أن أمر كــا حاولــى تفريــن اإلســالم مـ مضــامينه واحتوائــه تحــى‬
‫ثــوب العلمانيــة والليبراليــة‪ ،‬وال بــوم بح ــوا الشــواك‪ ،‬ورأـ تطبيــق الشــريعة‪ ،‬ب نمــا هــذا امل ـ تمر‬
‫ير د قصر السنة على التصو ومسائل اعت ا عفـا علهلـا الـزم ‪ ،‬ير ـدون بإلـر اإلسـالم عـ الواقـع‪،‬‬
‫ً‬
‫أ ــال يض ــع حل ــو مس ــتنبطة م ـ القت ــاب والســنة ملش ــاخل املس ــلم ن‪ ،‬و ر ــدون قوقعت ــه ب ـ ن ج ــدران‬
‫التصو ‪ ،‬و ر دون للمسلم ن أن يفقروا حتى في تطبي ه في حيا لم ن ام حياة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثــم ُع ــد يــوم الس ـ ى ‪ 2016/11/12‬م ـ تمر حــق فــي الكو ــى ر ا علــى م ـ تمر رغروزنــير حــوم أهــل‬
‫السنة وا جماعة حمل عنوان راملفهوم الصأيح ئهـل السـنة وا جماعـة وأثـرل فـي الوقايـة مـ ال لـو‬

‫‪http://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/monographs/2007/RAND_MG574.pdf5‬‬
‫َ‬
‫‪ 6‬ت ر ـر ر ‪ RAND 2007‬ر خط ـر جـدا ‪ ..‬تفا ـيل خط ـرة عنـه يجـب معرأهلـا! َع ْبـداه بـ محمـد ُزق ْيـل‪ ،‬والتيـار الوهـابي معب ـر ُيطلــق‬
‫[ف ــي ا جمهور ــات اإلس ــالمية ف ــي ا تح ــا الس ــوأيتض الس ــابقا عل ــى خ ــل مس ــلم ( س ــيما جكا خ ــان مـ ـ امللإل ـ م ن بوجه ــة ن ــر اإلس ــالم‬
‫خا ة)‪.‬‬
‫ً‬
‫[ كتب سيد قطب رحمه هللا معا ى م ا عام ‪ 1952‬عنوان رجسالم أمر كانير قام أيـه‪ :‬ر واإلسـالم الـذ‪ :‬ير ـدل ائمر كـان وحلفـا هم‬
‫فـي الشـرا ائوسـا‪ ،‬لـ هـو اإلسـالم الــذ‪ :‬ي ـاوم ا سـتعمار‪ ،‬ولـ هـو اإلسـالم الــذ‪ :‬ي ـاوم الط يـان‪ ،‬ولقنـه أ ـا اإلسـالم الــذ‪:‬‬
‫ي ـاوم الشــيوعية! ج لـم ير ــدون لبســالم أن يحقـم‪ ،‬و يطي ــون مـ اإلســالم أن يحقــم‪ ،‬ئن اإلسـالم حـ ن يحقـم سينشــا الشــعوب‬
‫نشأة أخرى‪ ،‬وسـيعلم الشـعوب أن جعـدا ال ـوة أر ضـة‪ ،‬وأن الشـيوعية خا سـتعمار والـاء‪ .‬أقالهمـا عـدو‪ ،‬وكالهمـا‪ ،‬اعتداءر‪....‬سـيد‬
‫قطب‪ /‬يونيه ‪ 1952‬م م كتاب “ راسات جسالمية ص ‪119‬ا‪.‬‬
‫‪ 7‬ياس ن السليمان‪ ،‬م تمر الش شان يث ر غضب املسلم ن‪ ،‬ا خليج اون ي ‪2016/9/2 ،‬‬
‫‪6‬‬
‫والتط ــر ر وترأس ــه مفت ــض مور تاني ــا‪ ،‬الش ــيخ أحم ــد ب ـ امل ـرابا‪ 8،‬وأي ــه رأك ــد علم ــاء م ـ ‪ 25‬ول ــة‬
‫قائمة في العالم اإلسالمي على وحدة أهل السنة وا جماعة‪ ،‬ورأضوا مـا ور فـي مـ تمر غروزنـي قبـل‬
‫أهل السنةر‪.‬‬ ‫حوا ي شهر م تصني ع املكونات خالسلفية والوهابية خارجة ع و‬
‫ف ــي البيـ ـان ا خت ــامي للم ـ تمر َع ــر العلم ــاء املش ــارخون أه ـ َـل الس ــنة ب ــأ لم ره ــم املتبع ــون للقت ــاب‬
‫والسـنة‪ ،‬وأن ر وســهم هــم الصــأابة ثــم التــا عون‪ ،‬ثــم تـا عو التــا ع ن‪ ،‬ومـ جــاء عــدهم وســار علــى‬
‫مــن جهمر‪ .‬وأكــدوا أن مــن ا أهــل الســنة وا جماعــة واحــد معــد أيــه‪ ،‬وأنــه حــق يش ـواله با ــل‪،‬‬
‫ووس ــا غل ــو أي ــه و جف ــاء‪ .‬كم ــا ق ــالوا جن ا خ ــال ف ــي املس ــائل ا جهلا ي ــة بـ ـ ن علم ــاء امل ــذاهب‬
‫ً‬
‫ائربعــة يوجــب ا خــرون ع ـ الســنة‪ ،‬و يســو ا أإل ـراا أو مس ــمية ا ختلف ـ ن وائ ـ وأرق ــا‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫و ــفهم باإلبت ــدا ‪ .‬وج ــاء أيض ــا ف ــي البي ــان ا خت ــامي ‪ -‬ال ــذ‪ :‬قـ ـرأل عب ــد العز ـ ـز بـ ـ محم ــد الس ــعيد‬
‫ائســتاك بجامعــة محمــد ب ـ ســعو اإلســالمية‪ -‬أن مــذهب أهــل الســنة وا جماعــة مــذهب عتيــق‪ ،‬لــم‬
‫تقـ نشــأته علــى يـد اإلمــام أحمــد (بـ حنبــل) و العالمــة ابـ تيميــة و محمــد بـ عبــد الوهــاب‪ ،‬بــل‬
‫هو مذهب الصأابة والتا ع ن وتا عهلم‪.‬ر‪9‬‬
‫ً‬
‫جن عن ــوان رأه ــل الس ــنة وا جماع ــةر أ ــال ه ــو عن ــوان ت ــار اي نش ــأ ك ــر ة أع ــل ئح ــدا تار خي ــة‬
‫محـ ــد ة (حرخـ ــات ا خـ ــوارن‪ ،‬وههـ ــور ا عإل ـ ـ ام وا أـ ــديث فـ ــي ال ـ ــدر‪...‬ا خ) اسـ ــتدعى ههـ ــور منـ ــا ا‬
‫مح ــد ة ف ــي الفق ــر والن ــر‪ ،‬تبل ــورت ف ــي النلاي ــة تح ــى عن ــاو متع ــد ة (ش ــيعة‪ ،‬وجهمي ــة‪ ،‬ومرجئ ــة‪،‬‬
‫ومعإل لة‪ ،‬وأشاعرة‪ ،‬وأهل حديث‪ .)...‬أهل نحـ اليـوم نعا ـر نفـ السـياا فـي الفعـل ور ة الفعـل‬
‫هـل عــاة املعإل لــة ي فـون علــى بــاب املســاجد يمتحنـون املســلم ن فــي مســألة خلـق ال ــر ن وامل لــة بـ ن‬
‫امل ـ ـ لت ن ! أم أن قض ـ ــية تف ـ ــو مع ـ ــاني وكيفي ـ ــات الص ـ ــفات تتص ـ ــدر نش ـ ـرات أخب ـ ــار أض ـ ــائيات‬
‫ا جز رة والعرالية !‬
‫جن الواقــع املر ــر الــذ‪ :‬مع شــه ائمــة ي تهــاض الصســامي ج ــى عــد خــر فــي التفق ــر‪ ،‬و تهــاض ا خــرون‬
‫م ـ ج ــار تح ــديات م ــرت ف ــي أإل ــرة م ـ الت ــار خ ومش ــاخل م ــايرة ملش ــاخل العص ــر الي ــوم‪ ،‬أالتح ــديات‬
‫وال ض ــايا والع ــداوات اختلف ــى‪ ،‬الي ــوم زام ن ــام اإلس ــالم م ـ التطبي ــق ول ــم مع ــد للمس ــلم ن ول ــة!‬
‫ً‬
‫اليــوم تفرقــى ائمــة أيــا ‪ :‬ســبأ‪ ،‬واســت يحى الــبال و ــارت لبــا لكــل ــامع‪ ،‬وانت صــى أرضــنا م ـ‬
‫أ راأهــا‪ ،‬بــل م ـ قل لــا؛ الــو يحتلــون ائرً املباركــة‪ ،‬وكشــم ر يحتلهــا الهنــدو ‪ ،‬وال وقــاز يحتلــه‬
‫اقتطــع كمـا اقتطعــى قبـرص وتيمــور‬ ‫ـوب السـو ان ُ‬ ‫الـرو ‪ ،‬وأمر كـا ت تلــع العـراا وأأ انســتان‪ ،‬وجن ُ‬
‫الشرقية م قبـل‪ ،‬اليـوم مسـلا علـى ائمـة حكـام يحقمـون ـر مـا أنـزم هللا فـي شـتى منـا‪،‬ي ا أيـاة‪،‬‬
‫اليوم انصشرت أأكار الديم را ية والليبرالية وال ومية والو نية والرأسمالية‪..10.‬‬
‫ثــم جننــا نعلــم أن علمــاء التيــار الســلفي رجــوا علــى و ـ أنفســهم بأهــل الســنة وا جماعــة‪ ،‬واعتبــر‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫كث ــر مــنلم غ ــر الســلفية أحيانــا أرقــا ضــالة وأحيانــا و ــفوها بأهــل ال بلــة‪ ،‬م ابــل و ـ أنفســهم‬

‫‪ 8‬موقع العربي ‪ C.N.N.‬م تمر بالكو ى ر ا على غروزني‪ :‬السل هم السنة‪ ..‬و للثورات ‪2016/11/13‬‬
‫‪9‬موقع ا جز رة نى‪.‬‬
‫‪10‬م تمر لتعر السنة بالش شان بحضور شيخ ائزهر يسصثنض السلفي ن و ث ر ال ضب بالسعو ية؛ أسامة الثو نض‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫مـ‬ ‫بالفرق ــة الناجي ــة‪ ،‬والأه ــل الس ــنة وا جماع ــة‪ ،‬ق ــام س ــفر ا أ ــوا ي‪ :‬رب ــل يمق ـ ال ــوم‪ :‬جن ا‬
‫ا ثــار مم ـ يســتخدم مثــل هــذل الكلمــة‪ :‬خلمــة أهــل الســنة‪ ،‬أنإلــرم خــل هــذل الن ــوم مـ أجــل ه ـ ء‬
‫املبتدعة‪ ،‬م أهل القالم سواء خانوا وأية أم معإل لة أم أشـعر ة‪ ،‬أو أشـباههم ي ولـون‪ :‬نحـ مـ‬
‫أهــل الســنة‪ ،‬نإلــرم الكلمــة الشــرعية‪ ،‬م ـ أجــل ج عــاء املــدع ن‪ .‬أن ــوم‪ ، :‬الســنة لســتم م ـ أهلهــا‪،‬‬
‫أــأنتم ع يــدتقم كــذا‪ ،‬وأهــل الســنة ع يــد لم كــذا‪ ،‬كمــا ههــر قبــل أإلــرة مـ ي ــوم جن ائشــاعرة هــم‬
‫أه ــل الس ــنة‪ ،‬وا أم ــد َ تص ــدى له ــم َم ـ ْ َب ـ َن أن أ ــوم ائش ــعر ة ك ــذا وك ــذا‪ ،...‬أم ــا أ ــوم أه ــل‬
‫السـنة وا جماعــة أبــض بخــال كلــي‪ ،‬أتبـ ن أن ائشــاعرة ل سـوا مـ أهــل الســنة وا جماعــة‪ ،‬بــل هــم‬
‫م أهل البدعة والضاللةر‪12 11.‬‬

‫الفرقــة فــي خ ــر أمــة أخرج ــى‬‫وهقــذا ا أولئــي ا جتمعــون فــي غرو نــي الط ـ ن بلــة‪ ،‬وم ـ ثــم ســرت ُ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫للنــا ‪ ،‬أتفرقــى خلمهلــا‪ ،‬وعمــل عــدوها علــى جكخــاء هــذا الصرراع الررذي سررموا بالطررائفي‪ ،‬مســت ل ن‬
‫أهــم النــا أن الســنة ائفــة‪ ،‬وأن الشــيعة ائفــة‪ ،‬والز ديــة ائفــة‪ ،‬وهقــذا‪ ،‬حتــى و ــل ا أــد بــأن‬
‫تج ــد محط ــات تلف ــزة مخصص ــة لل ج ــوم عل ــى الش ــيعة‪ ،‬وأخ ــرى مخصص ــة لل ج ــوم عل ــى الوهابي ــة‪،‬‬

‫‪11‬الفرا ب ن السل وأهل السنة وا جماعة لسفر ا أوا ي‪.‬‬


‫‪ُ 12‬يطلق أصأاب هذا التيار السلفي اليوم على أنفسهم عدة أسماء ومسميات‪ ،‬منلا‪:‬‬
‫‪ .1‬أهل السنة وا جماعة‪.‬‬
‫‪ .2‬أهل ا أديث‪ :‬ومسموا كذلي شت الهم بدراسة ا أديث الشر وعلومه‪.‬‬
‫‪ .3‬الســوا ائع ــم‪ :‬ومســموا كــذلي ئن رســوم هللا ﷺ وصــأابته هــم ائك ــرون الــذي تمســكوا بــا أق امل ـ م م ـ عنــد هللا‪،‬‬
‫َ‬
‫الذي يجب اتخاكهم قدوة في ا أق أ ُي َتمسي بما تمسكوا به‪.‬‬
‫‪ .4‬الفرقــة الناجيــة‪ :‬ومســموا كــذلي أخــذا مـ ا أــديث الــذ‪ :‬يصـ أرقــة بالنجــاة‪ ،‬وقــد و ــفى بالنجــاة ئ لــا خرجــى عـ‬
‫مفهوم الوعيد في قوله عليه السالم‪ :‬اأإلرقى الهلو على جحدى وسبع ن أرقة‪....‬ا أديث‪ ،‬أن ر تخـر ج ا أـديث فـي هـذا‬
‫القتاب عند القالم ع تخر ج حديث (اأإلراا ائمة)‪.‬‬
‫‪ .5‬الطائفة املنصورة‪ :‬ومسموا كذلي أخذا م ا أديث الذ‪ :‬يص ائفة باملنصـورة‪ ،‬ئن هللا ينصـرها و ـدها علـى مـ‬
‫سواها مم تزعم البد والبا ل والقفر‪ ،‬ئ لا نا رة للأق مداأعة عنه ومحاأ ة له‪.‬‬
‫‪ .6‬ال رالاء‪ :‬و ُ صد به أ لم في ائزمان املتأخرة يكونون قلة ب ن ائمة ا أمديـة مـع قـو لم وعـز لم‪ ،‬كمـا خـان أصـأاب رسـوم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هللا ﷺ في أوم اإلسالم‪ ،‬وهم يسصشهدون بذلي ب وله عليه السالم‪ :‬ربدأ اإلسالم غر با وسيعو غر بـا كمـا بـدأ؛ أطـوب‬
‫لل رالــاءر حــديث ال رالــاء روال مســلم بــرقم ‪ 145‬وابـ ماجــة بــرقم ‪ ،3221‬وخــل الن ــاط (‪ 1‬ـ ‪ )6‬مـ كتــاب‪ :‬ع ــاى مــام هللا‬
‫أرن‪ :‬ا ختصر ا أث ث في بيان أ وم من ا السل أصأاب ا أـديث‪ ،‬ص ‪13‬وأن ـر مـا كت نـال عـ هـذل الصسـميات فـي‬
‫أ رة رالوهابية والسلفيةر في هذا القتاب‪.‬‬
‫الوهابيون‪ :‬هم خـل مـ ينصسـب ج ـى مدرسـة الشـيخ محمـد بـ عبـد الوهـاب اإل ـالحية تحـارب ضـد را سـت اثة بائوليـاء والصـا أ ن‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ائحيــاء وائمــوات وز ــارة قبــورهم و لــب الشــفاعة مــنلم؛ واعتبــر تلــي املمارســات شــرخا أع ــم بــاَ معــا ى‪ ،‬وكف ـرا مخرجــا م ـ امللــةر‬
‫ان ر‪ :‬أحمد الكاتب‪ :‬الفقر السياساض الوهابي‪ ،‬مقتبة مدبو ي‪ ،‬ال اهرة‪ ،‬ط ‪ ،2008 ،3‬ص ‪10‬‬
‫‪ .7‬السلفيون‪ :‬السلفية هي املن ا الذ‪ :‬اعتمدل وسار عليه السل الصا ح في اعت ـا ا لم ومعـامال لم وأحكـامهم وتـراليهلم‬
‫و عــو لم وتزكيــة نفوســهم‪ ،‬وقــام الشــيخ ابـ بــاز‪ :‬جن الســل هــم أهــل ال ــرون املفضــلة‪ ،‬أمـ اقتفـ أثــرهم وســار علــى‬
‫مـن جهم أهـو الســلفي؛ ومـ خــالفهم فـي كلــي أهـو مـ ا خلـ ر‪ .‬ع ـاى مــام هللا أـرن‪ :‬ا ختصــر ا أث ـث فــي بيـان أ ــوم‬
‫من ا السل أصأاب ا أديث‪ ،‬ص‪8‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(وس ــنتحد عـ ـ الوه ــابي ن والس ــلفي ن ح ــا)‪ .‬ومـ ـ املفارق ــات أن خص ــوما له ــذا التي ــار (وم ــنلم الش ــيعة) يطل ــون عل ــهلم مس ــرى‬
‫(ا خوارن)‪ ،‬وهم الذي املا نا بوا (ا خوارن) العداء‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ونقررل الص رراع بررين األمررة وعرردوها الىررافراملسررتعمرإلررى ص رراع بررين أبنرراء األمررة‪ :‬ب ـ ن شــييي وســنض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حرال ــا ضروس ــا أنج ــى ن را ل ــا ائح ــا والتفج ـرات الت ــض ي ـ وراءه ــا جم ــا الك ــاأر املس ــتعمر حي ــث‬
‫يس ـ ــتدرن امل فلـ ـ ـ ن مـ ـ ـ املتعص ـ ــب ن مـ ـ ـ الف ـ ــر ن ليفج ـ ــروا مس ـ ــاجد الس ـ ــنة أو مراق ـ ــد الش ـ ــيعة‬
‫وحس ـينيا لم‪ ،‬لي ــهلم خ ــل أص ــيل ا خ ــر و ص ــب الز ــى عل ــى ن ـ ـران ا أ ــد‪ ،‬وق ــد ت ــتم ه ــذل ائعم ــام‬ ‫ُ‬
‫التخر يــة م ـ قبــل مضــبوع ن (م ـ أهــل الســنة) لــم يف هــوا ح ي ــة مــا معنــى أهــل الســنة‪ ،‬ومــا هــو‬
‫ا خــال بيــنلم وال ـ ن الشــيعة‪ .‬وجمــا م ـ قبــل (شــيعة) مش ـرالوا ا أ ــد التــار اي علــى مصــر ا أس ـ ن‬
‫رضـ ــاض هللا عنـ ــه ومأسـ ــاة ك ـ ـرالالء‪ ،‬وجمـ ــا م ـ ـ قبـ ــل سياسر رريين رعلمـ ــاني ن ـ ــائفي نر يعملـ ــون لصـ ــا ح‬
‫مص ـ ـ ــا أهم الدن ئ ـ ـ ــة وعم ـ ـ ــالهلم لل ـ ـ ــرب الك ـ ـ ــاأر‪ ،‬و وهف ـ ـ ــون جتب ـ ـ ــاعهم املض ـ ـ ــبوع ن بفق ـ ـ ــرهم‪ ،‬أو‬
‫بأعطيا لم‪ ،‬أو بإعالمهم التضليلي إلكخاء نار ا أرب ب ن أبناء ائمة‪.‬‬
‫كـذلي اتخـذ الصـرا بـ ن أبنـاء ائمـة شـكل التقف ـر‪ ،‬والـد مـ أن يصـبوا جـام غضـ لم علـى الكـاأر‬
‫ً‬
‫املستعمر الذ‪ :‬لب خ رات ائمة وأور ها موار الهالم والتفرقة‪ ،‬بد م كلي حولـوا الصـرا ج ـى‬
‫ً‬
‫تقف ــر عضــهم عضــا‪ ،‬علــى أســا أرعيــات أو عايــات م رضــة‪ ،‬أو اقتطــا لقــالم غــام ي ــوم بــه‬
‫ج ثل ــة م ـ ال ــالة م ـ خ ــل م ــذهب‪ ،‬أ ــأبوا الق ــالم عل ــى العام ــة ورم ــوهم ب ــالقفر وأخرج ــوهم م ـ‬
‫امللة!‬
‫تحوم الصرا ج ى أهل سنة ين ر الشيعة جلهلم على أ لم نوا ـب قتلـوا أهـل الب ـى‪ ،‬جتبـا معاو ـة‬
‫و ز د‪ ،‬وتحوم الشيعة ج ى فو ن وأـر ومجـو ورواأـ ‪ ،‬واشـتعلى ن ـران ائح ـا واملـ امرات‬
‫يــذكهلا ال ــرب الكــاأر مـ جهــة‪َ ،‬ومـ ْ يــدعون تمثيــل أهــل الســنة أو الشــيعة مـ حكــام عـ الــدوم‬
‫ال ائم ـ ــة ف ـ ــي الع ـ ــالم اإلس ـ ــالمي وأض ـ ـرا لم م ـ ـ جه ـ ــة أخ ـ ــرى؛ ليك ر ررون وق ر ررود ه ر ررذا الك ر رروار ع ر رروام‬
‫املسلمين‪ ،‬وزهرة شبابهم!‬
‫ثــم زا ائمــر حــدة بــأن انت ــل الص ـرا ليــدلي خــل قــوم بــأ لم هــم أهــل الســنة وأن م ـ ســواهم أهــل‬
‫البدعة والضاللة وا خلو في النار!‬
‫وا ن ينبغي وضع الن اط على ا أرو لنفهم ما هي ح ي ة مصطلح (أهل السـنة وا جماعـة) متـى‬
‫نشــأ هــذا املصــطلح مــا عالقــة الشــييي أو اإلباضــاض أو املعإل ــي أو ائشــعر‪ :‬أواملاتور ــد‪ :‬أوالوهــابي‬
‫أوالس ــلفي ل ــذا املص ــطلح وم ــا عالق ــة جتب ــا الف ــرا البا ني ــة خاإلس ــماعيلية وال ــدروز والعل ــو ن‬
‫وغ رهم بالسنة و لذا املصطلح وهل يصسع هذا املصطلح خل املسلم ن بجميع ـوائفهم ومـذاه لم‬
‫وأ ــرقهم وم ــا الف ــرا ب ـ ن الس ــنة كم ــن ا ون ــام حي ــاة و ر ــة ف ــي الع ـ ‪ ،‬وال ـ ن الس ــنة كفرق ــة أو‬
‫ائفة! أإكا ما تم أهم هذا وتجليته‪ ،‬اختلفى الن رة‪.‬‬
‫نأمــل قـراءة البحــث قـراءة متأنيــة عيــدة عـ ا أكــام املســب ة ا جــاهزة‪ ،‬ومناقشــة الفقــرة بــالفقرة‪،‬‬
‫ولنتذكر أن خل جنسان ي خذ منه و ُ ر ج املعصوم خاتم ائن ياء عليه أأضل وأتم الصـلوات وأزخـ‬
‫السالمات‪ ،‬وهللا م وراء ال صد؛ وهو و ي التوأيق‪.‬‬

‫أبو مالي‪ :‬ثائر أحمد سالمة‬


‫‪9‬‬
‫كندا في‪:‬‬
‫‪10‬جما ى ائو ى ‪ 1438‬لل جرة‬
‫املواأق ‪ 2017/2/5‬للميال‬

‫‪10‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مفهوم أهل السنة والجماعة لغة واصطالحا وتاريخا‬

‫مفهوم كلمة "أهل" لغة‪:‬‬


‫قــام أبــو الب ــاء القفــو‪ ::‬رأهــل م (…) أو م ـ م يـ وم جكا رجــع ب رابــة أو رأ‪:‬ر‪ 13.‬وقــام ابـ من ــور‪:‬‬
‫ُ‬
‫وأهــل امل ــذهب‪َ :‬م ـ ْ َي ــدي بــه‪ ،‬وأه ــل اإلســالم‪َ :‬م ـ َيــدي ب ــه‪ ،‬وأهــل ائم ــر‪ُ :‬و تــهر‪ .‬وق ــام‪ “ :‬م‪ :‬أ ــلها‬
‫ً‬
‫أهــل‪ ،‬ثــم قلبــى الهــاء همــزة أصــارت فــي الت ــدير أأم‪ ،‬ألمــا توالــى الهمزتــان أبــدلوا الثانيــة ألفــا‪ ،‬كمــا‬
‫قالوا‪ :‬م و خر‪”.14‬‬
‫مفهوم (السنة) في اللغة‪:‬‬
‫ل فــي ســهولة”‪15‬‬ ‫قـام ابـ أــار ‪“ :‬سـ ‪ :‬السـ ن والنـون أ ــل واحــد مطــر ‪ ،‬وهــو جر ـان الشــاضء وا ـرا‬
‫وقــام ا جــوهر‪“ :‬الس ـ ن‪ :‬الطر ــة‪ ،‬والســنة‪ :‬الس ـ رةر‪ 16.‬وق ــام اب ـ من ــور فــي لســان العــرب‪ :‬و َس ـ‬
‫وســنلا هللا‬‫ـاضء َي ُسـ ُّـنه َســن ًا َأ َحــدل و َ ـ َ له‪ ،‬و ُســن ُة هللا‪َ :‬أحكامــه َوأمــرل و ليــه؛ هــذل ع ـ اللأيــاني‪َ .‬‬
‫الشـ َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َُْ َ ً ْ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وسـ َـنن ُى لقــم‬ ‫واسـ َـتن ْن ُهلا‪ :‬سـ ْـرُ لا‪،‬‬ ‫وس ـ هللا ُســنة أ‪َ :‬ب ـ ن ر ــا قو مــا‪ ....‬وســننهلا ســنا‬‫للنــا ‪َ :‬بينلــا‪َ .‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ُســنة أاتبعوهــا‪ .‬وفــي ا أــديث‪ :‬رمـ َسـ ُســنة َح َســنة ألــه أ ْج ُرهــا وأ ْجـ ُـر مـ َعمـ َـل لــا‪ ،‬ومـ َسـ ُســنة‬
‫ََ ً‬ ‫ًَ‬
‫سـ ئة‪ ..‬ر‪ 17‬ير ــد َمـ ْ عملهــا ُلي ْ َتـ َـدى بــه أهلــا‪ ،‬وخــل مـ ابتــدأ أمـرا عمــل بــه قــوم عــدل قيــل‪ :‬هــو الــذ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َس ــنه؛ وق ــد تق ــرر ف ــي ا أ ــديث كك ــر ُّ‬
‫الس ــنة وم ــا تص ــر منل ــا‪ ،‬وائ ــل أي ــه الطر ــة والس ـ َرة‪ ،‬وجكا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫أ ل ـى فــي الشـر أإنمــا يـرا لــا مــا أ َم َـر بــه الني ُّـض ﷺ ونبــى عنـه ونـ َـدب جليــه قـو وأعــال ممـا لــم َي ْنطــق‬
‫والسن ُة أ‪ :‬ال ر ن وا أديث‪18.‬‬
‫ُ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫القتاب العز ز‪ ،‬ولهذا ي ام في أ لة الشر ‪ :‬القتاب‬ ‫به‬
‫قــام الزمخشــر‪“ ::‬سـ ســنة حســنة‪ :‬ــرا ر ــة حســنة‪ ،‬وأــالن مصسـ ن‪ ،‬عامــل بالســنة”‪ 19.‬وقــام‬
‫الش ــر ا جرج ــاني‪“ :‬الس ــنة ف ــي الل ــة الطر ــة مرض ــية خان ــى أو غ ــر مرض ــية‪ ،‬وف ــي الش ــريعة ه ــي‬
‫الطر ة املسلوكة في الدي م غ ر اأإلراً و وجوب”‪20.‬‬

‫يصب ـ ن مم ــا كك ــر أن (الس ــنة) ف ــي أ ــل ا س ــتعمام الل ــو‪ :‬ه ــي الس ـ رة والطر ــة بض ــميمة مع ــاني‬
‫اإلتبا وا قتداء‪21.‬‬

‫‪ 13‬أبو الب اء القفو‪ :‬الكليات‪ ،‬ص‪171 :‬‬


‫‪14‬اب من ور‪ :‬لسان العرب‪ 29/11 ،‬ـ ‪31‬‬
‫‪15‬معجم م اي الل ة‪60/3 ،‬‬
‫‪16‬الصأاح‪.2139 -2138/5 ،‬‬
‫ً‬
‫‪ 17‬مسلم‪ ،‬كتاب الزخاة؛ رقم ‪ ،1017‬وروال أيضا الإلرمذ‪ :‬والنسائي واب ماجة وأحمد والدارمي‪.‬‬
‫‪18‬اب من ور اللسان‬
‫‪19‬الزمخشر‪ ،:‬أسا البالغة‪ ،‬ص‪.310 :‬‬
‫‪20‬ا جرجاني‪ ،‬التعر فات‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪21‬أهل السنة وا جماعة‪ ،‬الدكتور أحمد زقاقي‬
‫‪11‬‬
‫السنة في اصطالح املحدثين والفقهاء واألصوليين‪:‬‬
‫َ‬
‫الســنة فــي ا ــطالح ا أــدث ن‪ :‬مــا أضــي ج ــى النيــض ﷺ مـ قــوم أو أعــل أو ت ر ــر أو ــفة خل يــة أو‬
‫خ ُل ية‪ ،‬أو أضي ج ى الصأابي‪ ،‬أو التا يي‪ ،‬مما مجام للرأ‪ :‬أيه‪22.‬‬ ‫ُ‬
‫والس ــنة ف ــي ا ــطالح الف ه ــاء وعلم ــاء أ ــوم الف ــه‪ :‬ا أق ــم التكليف ــي ال ــذ‪ :‬يس ــرى باملن ــدوب أو‬
‫املســتحب أو الناألــة وهــو مــا لــب الشــار أعلــه لبـ ًـا غ ــر جــازم أيثــاب أاعلــه و يعاقــب تاركــه‪23.‬‬

‫وهــي كــذلي عنــد علمــاء ائ ــوم أالســنة عنــدهم‪ :‬رمــا ــدر ع ـ النيــض ﷺ غ ــر ال ــر ن م ـ قــوم أو‬
‫أعل أو ت ر ر‪.‬ر وهي ما ي ابل ال ر ن القر م كدليل يستنبا منه ا أقم الشرلي‪.‬‬
‫كما تطلق السنة علـى مـا ي ابـل البدعـة‪ ،‬وكلـي أيمـا يحدثـه النـا فـي الـدي مـ قـوم أو عمـل ممـا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫لـم يـ ْ ث ْر عنــه ﷺ‪ ،‬أخــذا مـ قولـه ﷺ‪( :‬مـ أحــد فــي أمرنــا مــا لـ منــه‪ ،‬أهــو ر )‪ ،‬وفــي روايــة أخــرى‬
‫عليه أمرنا أهو ر )‪24.‬‬ ‫ً‬
‫(م عمل عمال ل‬

‫من معاني السنة اإلصطالحية األخرى‪:‬‬


‫(‪ )1‬السن ُة هي الحضار ُة اإلسالمي ُة وطريق ُة ْ‬
‫اإلسالم ْفي الع ْيش‪:‬‬
‫م ـ مع ــاني (الس ــنة) أ ل ــا التطبي ــق العمل ــي لبس ــالم بالقيفي ــة الت ــض ق ــام ل ــا الرس ــوم ﷺ‪ ،‬أ‪َ :‬ج ْع ـ ُـل‬
‫اإلس ــالم ر ــة ف ــي الع ـ بالقيفي ــة الت ــض ب ه ــا الرس ــوم ﷺ‪ ،‬أالس ــنة ه ــي الطر ــة‪ ،‬و ر ت ــه ف ــي‬
‫تطبيق ال ر ن‪ ،‬و ر ته في بيان أحكامه وتطبي ها‪ ،‬وا حجـة البيضـاء التـض تركنـا علهلـا وأمرنـا عـدم‬
‫الزيــن عنلــا‪ ،‬هــي الســنة‪ ،‬وهــذا مــا يفهــم م ـ قولــه ــلى هللا عليــه و لــه وســلم‪ :‬أيمــا روى ابـ ماجــة‪:25‬‬
‫ع ـ العرالــاً ب ـ ســار ة‪( :‬وع نــا رســوم هللا ﷺ موع ــة كرأــى منلــا العيــون ووجلــى منلــا ال لــوب‬
‫أ لنــا يــا رســوم هللا جن هــذل ملوع ــة مــو أمــاكا معهــد جلينــا قــام‪ :‬قــد تــركتقم علــى البيضــاء ليلهــا‬
‫ً ً‬
‫كنلارها يزين عنلا عد‪ :‬ج هالي؛ م يع مـنقم أسـ رى اختالأـا كث ـرا؛ أعلـيقم بمـا عـرأتم مـ‬
‫ً‬ ‫س ــنتض وس ــنة ا خلف ــاء الراش ــدي امله ــدي ن‪ 26‬عض ــوا علهل ــا بالنواج ــذ‪ ،‬وعل ــيقم بالطاع ــة ْ‬
‫وجن عب ــدا‬

‫‪ 22‬أن ـر فـي معر فـات السـنة‪ :‬علـوم ا أـديث ومصـطلأه‪ ،‬ار العلـم للماليـ ن‪ ،‬ص ‪ 3‬ونـور الـدي عإلـر‪ :‬مـن ا الن ـد فـي علـوم ا أــديث‪،‬‬
‫ار الفقر‪ ،‬ص ‪ 29‬ومصطف السبالي‪ :‬السنة ومكانهلا في الصشريع‪ ،‬املقتب اإلسالمي‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫‪ 23‬أن ر لتعر السنة عند ائ ولي ن‪ :‬بـدر الـدي الزركشـاض‪ :‬البحـر ا أـيا فـي أ ـوم الف ـه‪ ،‬تحر ـر‪ :‬عبـد ال ـا ر عبـد هللا العـاني‪،‬‬
‫مراجع ــة ‪ .‬عم ــر س ــليمان ائش ـ ر‪ ،‬وزارة ائوق ــا الكو صي ــة‪،‬ن‪ ،1‬ص ‪ 284‬ومحم ــد حس ـ عب ــد هللا‪ :‬الوال ــح ف ــي أ ــوم الف ــه‪ ،‬ار‬
‫البيارا‪ ،‬ص ‪ 226‬وعز الدي هشام البدراني‪ :‬عجالة املتف ه ج ى معرأة أ وم الف ه‪ ،‬ار القتاب الث افي‪ ،‬ص ‪74‬‬
‫‪ 24‬أخرجه البخار‪ :‬برقم ‪ 2697‬ومسلم برقم ‪ 1718‬وغ رهما‪.‬‬
‫‪ 25‬اعتمدنا في تخر ج أحا يث هذا البحث على كتاب‪ :‬رالقتب الستة‪ ،‬اعتنى به رائد ب بر‪ :‬ب أبي عل ة‪ ،‬مقتبة الرشيد‪ ،‬الطبعـة‬
‫ائو ى ‪1426‬هـ = ‪2005‬مر‪ .‬وسنش ر ج ى أ‪ :‬مصدر خر رجعنا جليه في تخر ج ائحا يث‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 26‬قام ال ار‪ :‬في املرقاة‪ :‬ر أعلـيقم سـنتض ر أ‪ :‬بطر تـض الثابتـة عنـض واجبـا أو منـدوالا‪ ،‬وسـنة ا خلفـاء الراشـدي أـإ لم لـم يعملـوا ج‬
‫سنتض‪ ،‬أاإلضاأة جلـهلم جمـا لعملهـم لـا أو سـتنبا هم واختيـارهم جياهـا انتبـى كـالم ال ـار‪ .:‬وقـام ـاحب سـبل السـالم‪ :‬أمـا حـديث‪:‬‬
‫رعليقم سنتض وسنة ا خلفاء الراشدي عد‪ :‬تمسـكوا لـا وعضـوا علهلـا بالنواجـذ ر‪ ،‬أخرجـه أحمـد وأبـو او وابـ ماجـة والإلرمـذ‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ح شــيا أإنمــا املـ م خا جمــل ائنـ حيثمــا قيــد ان ــا )‪ 27‬وفــي روايــة‪(... :‬أإنــه مـ يعـ مــنقم عــد‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أسـ ـ رى اختالأ ــا كث ـ ـرا أعل ــيقم س ــنتض وس ــنةا خلفاء الراش ــدي امله ــدي ن عض ــوا علهل ــا بالنواج ــذ‬
‫وجياكم وا أدثات أإن خل محدثة بدعة)‪.‬‬
‫أوال ــح هن ــا أن امل ص ــو مـ ـ ق ــوم ا أب ــب املص ــطف علي ــه الص ــالة والس ــالم‪ :‬مـ ـ يعـ ـ م ــنقم‬
‫ً ً‬
‫أسـ رى اختالأـا كث ـرا أعلـيقم بمـا عـرأتم مـ سـنتض وسـنة ا خلفـاء الراشـدي املهـدي ن عضـوا علهلــا‬
‫بالنواجــذ‪ ،‬والــح أن املعنــى ر ــة عـ الرســوم عليــه الســالم والتــض ســار علهلــا مـ عــدل ا خلفــاء‬
‫الراشدون‪ ،‬وهي تطبيق اإلسالم م كتاب وسنة شكل عملي في ا أياة‪.‬‬
‫ً‬
‫ألـ ن تفقرنــا مليــا فــي ســنة ا خلفــاء الراشــدي املهــدي ن مـ عــد الرســوم عليــه الســالم‪ ،‬والتــض ع ــب‬
‫علهلــا بــأمرل بالطاعــة لهــم‪ ،‬أــال شــي أ لــا تطبيــق القتــاب والســنة م ـ خــالم الدولــة اإلســالمية التــض‬
‫تفــرً اإلســالم وتطب ــه ر ــة فــي العـ ‪ ،‬تأمــل فــي قولــه عليــه الصــالة والســالم‪ :‬ومـ يعـ مــنقم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أس ـ ـ رى اختالأـ ــا كث ـ ـرا‪ ،‬وارالطـ ــه ب ولـ ــه عليـ ــه الصـ ــالة والسـ ــالم‪ :‬رتـ ــركتقم علـ ــى البيضـ ــاء‪ ،‬يزيـ ــن‬
‫ً‬
‫عنلــا‪...‬ر‪ 28‬وارالطــه أيضــا بالوجــاء أ‪ :‬الوقايــة وا أفـ مـ هــذا ا نحـرا عـ القتــاب والســنة‪ :‬وهــو‬
‫ا عتصــام بمــا عــرأتم م ـ ســنتض وســنة ا خلفــاء الراشــدي ؛ أ‪ :‬عملهــم أــيقم باملفــاهيم وامل ــاي‬
‫وال ناعات التض زرعهـا أـيقم رسـولقم ﷺ وعشـتم علهلـا‪ ،‬أ‪ :‬تمسـققم سـنة املصـطف عليـه سـالم‬
‫هللا أ‪ :‬ر ته في الع ‪ ،‬وا أضارة هي ر ة العـ وأـق مفـاهيم معينـة محـد ة (عـ ا أيـاة)‪،‬‬
‫أالرسـ ــوم ﷺ س ـ ـ للمسـ ــلم ن وأقـ ــام لهـ ــم بنيـ ــان حضـ ــار لم‪ ،‬أعلـ ــهلم التمسـ ــي لـ ــا والع ـ ـ علـ ــى‬
‫منلاجها‪29.‬‬

‫وصحأه ا أاكم وقام على شرط الشيخ ن‪ ،‬أإنه ل املرا سنة ا خلفـاء الراشـدي ج ـر هلم املواأ ـة لطر تـه ﷺ مـ جهـا‬
‫ائعــداء وت و ــة شــعائر الــدي ونحوهــا‪ ،‬أــإن ا أ ـديث عــام لكــل خليفــة راشــد يخ ـ الشــيخ ن‪ .‬ومعلــوم م ـ قواعــد الشــريعة أنــه‬
‫خليفة راشد أن يشر ر ة غ ر ما خان علهلا النيض ﷺ‪ .‬انتبى ولنا مالح ة على كالم الصنعاني‪ ،‬ب وله‪ :‬لكل خليفة راشـد‪ ،‬جك‬ ‫ل‬
‫نرى أن ا أديث يخ ا خلفاء الراشدي الذي عاشـوا فـي عصـر الصـأابة‪ ،‬يـأزر سـنهلم سـند مـ ججمـا الصـأابة‪ .‬وقـام ائحـوك‪:‬‬
‫في شرح حديث العرالاً ب سار ة‪( :‬وسنة ا خلفاء الراشدي املهدي ن) أإ لم لم يعملوا ج سنتض أاإلضاأة جلهلم جما لعملهم لا أو‬
‫ستنبا هم واختيارهم جياها قاله ال ار‪.:‬‬
‫‪ 27‬روال اب ـ ماجــة فــي ســننه رقــم ‪[43‬كت ــاب امل دمــةا‪ .‬وروال أبــو او والإلرمــذ‪ :‬وقــام‪ :‬ح ــديث حس ـ صــأيح‪ ،‬وقــد صــحأه الش ــيخ‬
‫ســيما عبــارة (وســنة ا خلفــاء الراشــدي ) أن ــر‪ :‬بحــث (بيــان ضــع حــديث‪ :‬علــيقم ســنتض‬ ‫ائلبــاني‪ ،‬وقيــل بــأن ا أــديث ضــعي‬
‫وسنة ا خلفاء الراشدي م عد‪ ):‬على اإلنإلرنى‪.‬‬
‫‪ ttp://www.ibnamin.com/sunnat_khulafa.htm‬والبحث يعتمد على كتاب الشيخ حسان عبد املنان في تخر ج هذا ا أديث‬
‫ُ‬
‫صـد و تضـلنا‪ ،‬وقيـل‪َ :‬‬ ‫‪28‬قام في اللسان‪ :‬الزْي ُن املَ ْي ُل‪ ..،‬وقولـه معـا ى‪ََ :‬رال َنـا َ ُتـز ْ ُق ُلو َال َنـا َ ْع َـد ج ْك َه َـد ْي َص َنا َأ‪ُ :‬تم ْلنـا عـ ُ‬
‫اله َـدى وال َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫تــز قلو َالنــا ت َت َعبـ ْـدنا بمــا يكــون سـ با لزيــن قلوالنــا‪ ..،‬ي ــام‪ :‬زا عـ الطر ــق َيزيـ ُـن جكا عـ َـد َم عنــه‪ .‬وفــي حــديث أبــي بقــر‪ ،‬رضــاض هللا عنــه‬
‫ً َ َ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬
‫ور وأ ْعد َم ع ا أق‪.،‬‬ ‫أخا جن ت َرك ُى ش ئا م أمرل أن أزين أ‪ :‬أج‬
‫‪ 29‬علينــا ا نصبــال للفــرا ب ـ ن ا أضــارة واملدنيــة‪ ،‬أا أضــارة هــي مجمــو املفــاهيم ع ـ ا أيــاة‪ ،‬واملدنيــة هــي ائشــكام املا يــة لجشــياء‬
‫ا أسوسـة التـض مسـتعمل فـي شـ ون ا أيـاة‪ .‬وتكـون ا أضـارة خا ـة حسـب وجهـة الن ـر فـي ا أيـاة‪ ،‬أـال يجـوز أخـذها مـ ال ـر‪ ،‬فــي‬
‫ح ن تكون املدنية خا ة وعامة‪ .‬أائشكام املدنية التـض تنـتج عـ ا أضـارة خالتماثيـل تكـون خا ـة‪ ،‬وائشـكام املدنيـة التـض تنـتج عـ‬
‫العلم وت دمه والصناعة ورقهلا‪ ،‬تكون عامة‪ ،‬و تخت لا أمة م ائمم‪ ،‬بل تكون عاملية‪ ،‬و جوز أخذها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ً‬
‫م ـ هنــا أســنة اإلســالم‪ :‬ر تــه فــي الع ـ ‪ ،‬ا خضــو لــه وئحكامــه واتخاكهــا أســلوالا فــي الع ـ ‪،‬‬
‫أمـ أحيــا ســنتض‪ ،‬أ‪ :‬مـ أحيــا ر ــة العـ التــض رســمهلا للمســلم ن وهــو املنلــان الــذ‪ :‬اختــارل هللا‬
‫سبحانه لنا لنع على أساسه‪ ،‬لضبا عالقاتنا مع أنفسنا ومع غ رنا ومـع هللا معـا ى علـى أساسـه‪،‬‬
‫أهو قيا تنا الفقر ة‪ ،‬التض علينا أن نحملها وندعو العالم جلهلـا‪ ،‬وقاعـدتنا الفقر ـة‪ ،‬التـض ينبنـض علهلـا‬
‫خـ ــل أقـ ــر‪ ،‬وخـ ــل ر ـ ــة‪ ،‬أ‪ :‬بيـ ــان كيفيـ ــة التنفيـ ــذ للمعا جـ ــات التـ ــض وضـ ــعهلا الشـ ــريعة ملشـ ــقالت‬
‫اإلنسان‪ ،‬واليان كيفية ا أاأ ة على الع يدة‪ ،‬واليان كيفية حمـل الـدعوة للمبـدأ اإلسـالمي‪ ،‬وهـذل‬
‫ال اعـدة الفقر ــة أيضــا هــي التــض تن ثـق منلــا وعلــى أساســها خــل معا جـة معــا ا جميــع مشــاخل ا أيــاة‪،‬‬
‫و تع ن على أساسها ا تجال الفقر‪ :‬لبنسان ووجهة ن رل في ا أياة‪.‬‬
‫(ب) السنة تقابل البدعة‪:‬‬
‫ُيالحـ فــي قولــه عليــه الصــالة والســالم فــي ا أــديث املشــهور الــذ‪ :‬أخرجــه اإلمــام مســلم وغ ــرل م ـ‬
‫ْ َ‬
‫حــديث جر ــر ب ـ عبــدهللا البجلــي رضــاض هللا عنــه حيــث ي ــوم رســوم هللا ﷺ‪ :‬ر َم ـ ْ َس ـ فــي اإل ْســالم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً ََ َ‬ ‫ً‬
‫ُسنة َح َس َنة أل ُه أ ْج ُر َها َوأ ْج ُر َم ْ َعم َل َلا َ ْع َد ُل مـ ْ غ ْ ـر أ ْن َي ْـن ُ َ مـ ْ أ ُجـوره ْم يـا ْضء‪َ ،‬و َمـ ْ َسـ فـي‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً ًَ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اإل ْســالم ُســنة َس ـ ئة خـ َـان َعل ْيــه وز ُر َهــا َوو ْز ُر َم ـ ْ َعمـ َـل َلــا م ـ ْ َ ْعــدل م ـ ْ غ ْ ــر أ ْن َيـ ْـن ُ َ م ـ ْ أ ْوزارهـ ْـم‬
‫َيــا ْضء ر‪ 30‬كمــا ور فــي س ـ ن النســائي بلف ـ َرم ـ ْ َس ـ فــي اإل ْســالم ُســن ًة َح َسـ َـن ًة َأ َلـ ُـه َأ ْج ُر َهــا َو َأ ْجـ ُـر َم ـ ْ‬
‫ً َ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َعم َـل َلـا مـ ْ غ ْ ـر أ ْن َي ْـن ُ َ مـ ْ أ ُجـوره ْم َشـ ْ ًئا‪َ ،‬و َمـ ْ َسـ فـي اإل ْسـالم ُسـنة َسـ َئة أ َعل ْيـه و ْز ُر َهـا َوو ْز ُر‬
‫ش ْ ًئار‪31‬‬‫َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َز ْ َ‬
‫م عمل لا م غ ر أن ين م أو ارهم‬
‫َ ً‬
‫اإلسالم سننا حسنة‪ ،‬ي ابلها بد تخرن العامل لـا عـ الطر ـة‪ ،‬لإلرميـه فـي‬ ‫أهنا عد املصطف ﷺ‬
‫أحض ــان البدع ــة أ‪ :‬ا خ ــرون ع ـ الس ـ ن ـ أ‪ :‬امل ــن ا أو الطر ــة ـ الت ــض ت ــرم الرس ــوم ﷺ املســلم ن‬
‫علهلا‪ ،‬على ا حجة البيضـاء ليلهـا كنلارهـا يزيـن عنلـا ج هالـي‪ ،‬و يصنق لـا ج ضـام‪ ،‬ومجمـو هـذل‬
‫السـ ن ا أســنة يشــكل ر ــة اإلســالم فــي العـ التــض أمرنــا بــا لإل ام لــا وأن نعـ علهلــا بالنواجــذ‬
‫على خل ما أهلا‪.‬‬
‫ل د جاء اإلسالم نظام حياة كامل‪ ،‬من خرج عنه ابتدع‪ ،‬وم ابتد ضل‪32.‬‬
‫ً‬
‫هــذا ا أــديث (مـ سـ فــي اإلســالم ســنة حســنة) يعنــض‪ :‬رمـ أــتح ر ــا ج ــى ســنة مشــروعةر‪ 33،‬ئن‬
‫خــون الس ــنة حس ــنة أو س ـ ئة يمق ـ معرأهل ــا ج م ـ ر ــق الشــر ول ـ م ـ ر ــق الع ــل‪ ،‬أــال‬
‫ينبغي إلنسان أومي كرة م جيمان أن ُي َحس أو ُي بح ع له‪ ،‬أ‪ :‬أن السـنة فـي ل ـة الشـر مشـمل خـل‬

‫‪ 30‬ور ا أديث في صأيح مسلم ورقمه (‪.)1697 ،1017‬‬


‫‪ 31‬ور ا أديث في س ن النسائي ورقمه (‪.)2554‬‬
‫‪32‬ول مرا نا هنا حصر البد بمخالفة ر ة النيض عليه الصالة والسالم في الع في ولة ا سالم‪ ،‬أهنام بد تتعلق باملسائل‬
‫الفر ية وخصو ا في العبا ات‪.‬‬
‫‪33‬كمثام‪ :‬الصدقة م س ن اإلسالم املشروعة‪ ،‬أم أتح ر ا حسنا ج ى سنة الصدقة‪ ،‬خأن يخإلر س يال جديدا يفهـاض ج ـى جقامـة‬
‫الصــدقة ألــه أجــر م ـ عمــل لــذل الطر ـة ا جديــدة‪ ،‬أــأوم م ـ أــتح بــاب مــاء الس ـ يل مــثال س ـ يال للصــدقة‪ ،‬أ ــد س ـ فــي الصــدقة‬
‫ر ة وس يال جديدا له أجر م عمل به ج ى يوم ال يامة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ائحكام الشـرعية‪ ،‬أبـض الطر ـق التـض سـار علهلـا نب نـا ـلوات هللا وسـالمه عليـه‪ ،‬وت سـيم كلـي جنمـا‬
‫ُيفهم م نصوص القتاب والسنة‪.‬‬
‫وقــد أهــم الصــأابة كلــي أفــي س ـ ن الــدارمي جــاء فــي ركتــاب امل دمــةر‪ :‬ع ـ أبــي عبــد الــرحم قــام‪:‬‬
‫قــام عبــد هللا بـ مســعو ‪ :‬راتبعــوا و ت تــدعوا أ ــد كفيــتم‪.‬ر‪ 34‬أاإلتبــا يعنــض و شــي العـ وأــق‬
‫ً‬
‫ر ــة العـ ا أــد ة التــض مثلهــا خالبيضــاء؛ ومـ هنــا خــان بيعيــا أن يفهــم ابـ سـ ري رحمــه هللا‬
‫معا ى أن النـا جمـا أهـل سـنة‪ ،‬وجمـا أهـل بدعـة‪ ،‬أهـو أوم مـ ور فـي كالمـه خلمـة أهـل السـنة م ابـل‬
‫أه ــل البدع ــة‪ ،‬ول ــم يق ـ يعن ــض تو ــي أرق ــة أو ائف ــة م ـ املس ــلم ن م اب ــل أ ــرا أخ ــرى خاملعإل ل ــة‬
‫وا جبرية‪ ،‬جك في زمانه لم يصبلور كلي املفهوم عد (حيـث خانـى وأاتـه سـنة ‪ 110‬لل جـرة)‪ ،‬وجنمـا أخـذ‬
‫مباشرة م ا أديث جني جما أن ت يم السنة أو معمل بالبدعة!‬
‫ً‬
‫(ج) إحياء السنة يكون بإحيائها والعمل بها وتطبيقها عمليا‪:‬‬
‫ُ‬
‫أمــر هللا معــا ى بالتأســاض بــالنيض ﷺ‪ ،‬ووجــوب اعتــه‪ ،‬وا حتكــام جليــه‪ ،‬أ ــام عــز مـ قائــل‪﴿ :‬قــل جن‬
‫يع ــوا هللا‬‫ـبق ُم هللا َوي ف ــر لق ــم ُك ُنـ ـو َال ُقم وهللا َغ ُف ــور رح ــيم ُق ــل أ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُّ َ‬
‫حب ــون هللا أ ــاتب ُعوني ُيحب ـ‬‫كن ــتم ت‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والر ُسو َم أإن ت َولوا أإن هللا ُيح ُّـب الكـاأر َ ﴾ م عمـران ‪ 31‬و‪ )32‬وقـام معـا ى أيضـا‪﴿ :‬ل ـد خـان‬
‫ً‬
‫كر هللا كث را ﴾ ائحزاب ‪.)21‬‬ ‫وك َ‬‫َ‬
‫واليوم ا خر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سوة حسنة مل خان َيرجو هللا‬ ‫لقم في رسوم هللا ُأ َ‬
‫قــام رســوم هللا ‪ -‬ﷺ‪« :-‬مـ أحيــا ســنة مـ ســنتض أعمــل لــا النــا خــان لــه مثــل أجــر مـ عمــل لــا‬
‫يــن مـ أجــورهم شـ ئا‪ ،‬ومـ ابتــد بدعــة أعمــل لــا خــان عليــه أوزار مـ عمــل لــا يــن مـ‬
‫أوزار م عمل لا ش ئا»‪35‬‬

‫امل صو بإحياء الس ن هو العمل لذل الس ن‪ ،‬فـي زمـ تـرم النـا العمـل لـا‪ ،‬وكـذلي مـ اإلحيـاء‬
‫العلم لا ونشرها ب ن النا بال وم والعمل‪ ،‬ومعليم النا هـذل السـنة‪ ،‬وا أـث علـى التمسـي لـا‪،‬‬
‫والتحــذير م ـ مخالفهلــا‪ .‬جــاء فــي أــي ال ــدير‪ :‬رم ـ أحيــا ســنة أ‪ :‬علمهــا‪ ،‬وعمــل لــا ونشــرها ب ـ ن‬
‫النــا ‪ ،‬وحــث علــى متا عهلــا وحــذر م ـ مخالفهلــار‪ ،‬والســنة مــا شــرعه النيــض ‪-‬ﷺ‪ -‬م ـ ائحكــام أ ــد‬
‫ً‬
‫تكــون أرضــا كزخــاة الفطــر‪ ،‬وقــد تكــون غ ــرل‪ 36.‬وقــام الســند‪ :‬فــي شــرح س ـ ن اب ـ ماجــة‪ :‬قيــل امل ـرا‬
‫ً‬
‫بالســنة هنــا مــا وضــعه رســوم هللا ﷺ م ـ ائحكــام وهــي قــد تكــون أرضــا كزخــاة الفطــر وغ ــر أــرً‬
‫كصالة العيد و الة ا جماعة وقراءة ال ر ن م غ ـر الصـالة وتحصـيل العلـم ونحـو كلـي وجحيا هـا‬
‫أن يعمل لا و حرً النا و حثلم على جقامهلا‪.‬‬

‫‪ 34‬موقــع جــامع شــيخ اإلســالم ابـ تيميــة‪ :‬شــرح الشــرح واإلبانــة (اإلبانــة الصـ رى) لفضــيلة الشــيخ عبــد العز ــز بـ عبــد هللا الراج ــي‪،‬‬
‫وهــذا ائثــر روال الــدارمي واب ـ أبــي خيثمــة فــي كتــاب العلــم ســند صــأيح‪ ،‬كمــا قــام مح ــه الشــيخ ائلبــاني‪ ،‬وروال الب ــو‪ :‬فــي شــرح‬
‫السنة‪ ،‬والاللكائي والهرو‪ :‬ومحمد ب نصر املروز‪.:‬‬
‫‪ 35‬أخرجــه ابـ ماجــه‪ ،76 /1 :‬بــرقم‪ ،209 :‬ومســند عبــد بـ حميــد‪ ،120 /1 :‬بــرقم‪ ،289 :‬وقــام الشــيخ ائلبــاني‪ :‬صــأيح ل ــرل‪ .‬موقــع‬
‫جامعة اإليمان‪ :‬م ام عنوان رجحياء الس نر‪ :‬خالد حس محمد البعداني‪ 28 .‬يسمبر ‪،2012‬‬
‫‪ 36‬موقع جامعة اإليمان‪ :‬الشيخ عبد ا جيد الزنداني‪ ،‬م ام عنوان رجحياء الس نر‪ :‬ب لم خالد حس محمد البعداني‬
‫ً‬
‫ن ال ع أي ال دير‪.9 /2 :‬‬
‫‪15‬‬
‫وروى الإلرمــذ‪ :‬ع ـ ســعيد ب ـ املس ـ ب قــام‪ :‬قــام أن ـ ب ـ مالــي‪ :‬قــام ــي رســوم هللا ﷺ‪ :‬يــا بنــض جن‬
‫قــدرت أن تصــبح وتم ــاض ل ـ فــي قلبــي غ ـ ئحــد أاأعــل ثــم قــام ــي‪ :‬يــا بنــض وكلــي م ـ ســنتض وم ـ‬
‫أحيا سنتض أ د أحبنض وم أحبنض خان ميي في ا جنة!‬
‫وف ــي ا أ ــديث قص ــة و ل ــة ق ــام أب ــو ع ــاى ه ــذا ح ــديث حس ـ غر ــب م ـ ه ــذا الوج ــه‪ 37.‬وف ــي أوم‬
‫ً‬
‫مســند الكــوأي ن روى اإلمــام أحم ـد ع ـ الب ـراء ب ـ عــازب أن النيــض ﷺ رجــم الو يــا وقــام‪ :‬اللهــم جنــي‬
‫أشهدم أني أوم م أحيا سنة قد أماتوها‪ 38.‬أإحياء السنة يعنض العمل لـا وتطبي هـا وجعلهـا ن ـام‬
‫حياة‪.‬‬

‫مفهوم كلمة"الجماعة"‪:‬‬
‫ً‬
‫قـام ا خليــل بـ أحمــد الفراهيـد‪ :‬فــي معجــم العـ ن‪“ :‬ا جمــع مصـدر َج َم ْعـ ُـى الشــاضء‪ ،‬وا جمــع أيضــا‪:‬‬
‫اسم جماعة النا ‪ ،‬وا جماعة عد خل يـاضء وك رتـه”‪39.‬وقـام ابـ ر ـد‪“ :‬وا جمـع خـال التفر ـق‪،‬‬
‫ً‬
‫جمعى الشاضء أجمعه جمعـا جكا ضـممى عضـه ج ـى عـ (…) وأـالة مجمعـة يجتمـع أهلـا ال ـوم و‬
‫يفإلرقون خو الضالم”‪ 40.‬قام اب أار ‪َ “ :‬ج َم َع‪ :‬ا جيم وامليم والع ن أ ل واحد يدم علـى تضـام‬
‫الشاضء‪ 41.‬وقام الراغب ائ فهاني‪“ :‬ا جمع ضم الشـاضء بت ر ـب عضـه مـ عـ ‪ ،‬و ـام للمجمـو‬
‫جمع وجميع وجماعة‪ ،‬وا جما ي ام في أقوام متفاوتة اجتمعوا”‪42.‬‬

‫وحا ــل ه ــذل الش ــروح الل و ــة ي ــدم عل ــى أن ا جماع ــة اس ــم لع ــد مـ ـ الن ــا متض ــام وم تلـ ـ‬
‫ومت ارب في ا راء‪43.‬‬

‫‪ 37‬س ن الإلرمذ‪ ،:‬رقم ‪ 2678‬وقد ضعفه ائلباني‪.‬‬


‫‪ 38‬ور هذا ا أديث في كتاب ا أدو م صأيح مسلم [بباب رجـم الهلـو أهـل الذمـة فـي الزنـ ا ورقمـه ‪ 1700‬بلفـ ‪ :‬راللهـم جنـي أوم‬
‫م أحيا أمرم جك أماتولر‬
‫‪39‬ا خليل ب أحمد‪ ،‬معجم الع ن‪240 -239 /1 ،‬‬
‫‪40‬اب ر د‪ ،‬جمهرة الل ة‪103/2 ،‬‬
‫‪41‬اب أار ‪ ،‬معجم م اي الل ة‪.479 /1 ،‬‬
‫‪42‬الراغب ائ فهاني‪ ،‬معجم مفر ات ال ر ن‪ ،‬ص‪.95 -94 :‬‬
‫‪“43‬أهل السنة وا جماعة‪ :‬رح ي ة اإلسم واملسرى ب ن مطالب الوضوح وجاكبية الواقع املنحر ر شبقة ضياء‬
‫‪16‬‬
‫مصطلح (الجماعة) له مفهوم شرعي محدد‪:‬‬
‫ور في جملة م أحا يث الرسوم لى هللا عليـه و لـه وسـلم لفـ ا جماعـة مضـاأة ج ـى املسـلم ن‪،‬‬
‫ً‬
‫ومـ كلــي‪ :‬عـ أنـ بـ مالــي رضــاض هللا عنــه أن رســوم هللا ﷺ‪ ،‬قــام‪( :‬نضــر هللا عبــدا ســمع م ــالتض‬
‫هــذل أحملهــا‪ ،‬أــرب حامــل الف ــه أيــه غ ــر أ يــه‪ ،‬ورب حامــل الف ــه ج ــى مـ هــو أأ ــه منــه‪ ،‬ثــال‬
‫ي ــل علـ ــهل ــدر مسـ ــلم‪ ،‬جخ ــالص العمـ ــل َ ع ــز وجـ ــل‪ ،‬ومناص ــأة أو ـ ــي ائم ــر‪ ،‬ولـ ــزوم جماعـ ــة‬
‫املسلم ن‪ ،‬أإن عو لم تحيا م وراتلم)‪44.‬‬

‫خطــب عمــر رضــاض هللا عنــه بالشــام أ ــام‪( :‬قــام أينــا رســوم هللا ﷺ م ــامي أــيقم‪ .‬أ ــام‪ :‬استو ــوا‬
‫ً‬
‫بأصأابي خ را‪ ،‬ثم الذي يلو لم‪ ،‬ثم الذي يلـو لم‪ ،‬ثـم يفشـوا القـذب حتـى يعجـل الرجـل بالشـها ة‬
‫قب ـ ــل أن ُيس ـ ــألها‪ ،‬وال ـ ــاليم ن قب ـ ــل أن ُيس ـ ــألها‪ ،‬أم ـ ـ أرا بحبوح ـ ــة ا جن ـ ــة أليل ـ ــزم ا جماع ـ ــة‪ ،‬أ ـ ــإن‬
‫الشــيطان مــع الواحــد ومـ ا ثنـ ن أ عــد‪ ،‬أمـ ســرته حســنته‪ ،‬وســاءته ســي ته أهــو مـ م )‪ 45،‬أفــي‬
‫ه ــذي ا أ ــديث ن ائم ــر الص ــر ح بل ــزوم جماع ــة املس ــلم ن‪ ،‬ول ــد وقف ـ ُـى عل ــى ك ــالم نفـ ـ لبم ــام‬
‫الش ــاأيي رحم ــه هللا يبـ ـ ن أي ــه معن ــى أم ــر الني ــض ﷺ‪ ،‬بل ــزوم جماع ــة املس ــلم ن‪ .‬أبع ــد كك ــر اإلم ــام‬
‫الشاأيي رحمه هللا أديث عمر السابق قام‪ :‬أما معنى أمر النيض بلزوم جماعهلم‬
‫‪ -‬قلى‪ :‬معنى له ج واحد‪.‬‬
‫ً‬
‫يحتمل ج واحدا‬ ‫‪ -‬قام‪ :‬أقي‬
‫‪ -‬قلى‪ :‬جكا خانى جماعهلم متفرقـة فـي البلـدان أـال ي ـدر أحـد أن يلـزم جماعـة أبـدان قـوم متفـرق ن‪،‬‬
‫وقــد وجــدت ائبــدان تكــون مجتمعــة مـ املســلم ن والكــاأر وائت يــاء والفجــار‪ ،‬ألــم يقـ فــي لــزوم‬
‫ً‬
‫ائبدان معنى‪ ،‬ئنه يمق ‪ ،‬وئن اجتمـا ائبـدان يصـنع شـ ئا‪ ،‬ألـم يقـ للـزوم جمـاعهلم معنـى‪،‬‬
‫ج ما عليه جماعهلم م التحليل والتحر م والطاعة أهلما‪ .‬وم قام بما ت وم بـه جماعـة املسـلم ن‬
‫أ ــد ل ــزم جم ــاعهلم‪ ،‬وم ـ خ ــال م ــا ت ــوم ب ــه جماع ــة املس ــلم ن أ ــد خ ــال جم ــاعهلم الت ــض أم ــر‬
‫بلزومها)‪ 46‬ح في كـالم الشـاأيي رضـاض هللا عنـه أمـر ‪ :‬مـا عليـه ا جماعـة مـ التحليـل والتحـر م‪،‬‬
‫ومفهوم كلي‪ :‬أن أعـرا اإلسـالم هـي ائعـرا فـي ا جتمـع‪ ،‬ومنقراتـه هـي املنقـرات‪ ،‬وثانهلمـا‪ :‬الطاعـة‬
‫أهلما‪ ،‬والطاعة هنا َ ولرسوله وئو ي ائمر‪ ،‬كما س تضح عد قليل جن شاء هللا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫و ح ـ أم ـرا ثالث ــا مهم ــا‪ :‬اجتم ــا ائب ــدان يش ــكل مجتمع ــا‪ ،‬و معن ــى ل ــه ج الق ــا‪ ،‬ب ــل م ــا يش ــكل‬
‫ا جماعــة التــض علــى املســلم لزومهــا وعــدم ا خــرون عنلــا هــو اجتمــاعهم علــى املفــاهيم‪ ،‬واملفـ ُ‬
‫ـاهيم هــي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أســا معر ـ ا جتمــع؛ تفر ــا لــه ع ـ معر ـ ا جماعــة‪ ،‬أالشــاأيي رضــاض هللا عنــه يفــرا تفر ــا‬
‫ً‬
‫قي ا ب ن جماعة م النا وال ن ا جتمـع! عـ حذيفـة بـ اليمـان رضـاض هللا عنـه قـام‪( :‬خـان النـا‬

‫‪ 44‬روال أحمد‪ .‬س ن اب ماجه رقم ‪231‬و ‪236‬و‪ 3056‬وهو حديث صأيح‪.‬‬
‫‪ 45‬مسند اإلمام احمد؛ مسند عمر ب ا خطاب‪ ،‬ا أديث رقم ‪ ،109‬ا جلد ائوم‪ .‬وروال الإلرمذ‪ :‬والنسائي في القبـرى وقـام ائلبـاني‪:‬‬
‫صأيح‪( .‬شبقة مشكاة اإلسالمية)‪.‬‬
‫‪ 46‬الرسالة بتح يق أحمد شاكر ص ‪ 474‬والدرر السنية‬
‫‪17‬‬
‫يسألون رسوم هللا ﷺ ع ا خ ر‪ ،‬وكنـى أسـأله عـ الشـر مخاأـة أن يـدركنض‪ ،‬أ لـى‪ :‬يـا رسـوم هللا‪،‬‬
‫جنا كنا في جاهلية وشـر أجاءنـا هللا لـذا ا خ ـر‪ ،‬أهـل عـد هـذا ا خ ـر مـ شـر قـام‪ :‬نعـم‪ .‬قلـى‪ :‬وهـل‬
‫عد كلي الشر مـ خ ـر قـام‪ :‬نعـم وأيـه خـ ‪ 47،‬قلـى‪ :‬ومـا خنـه قـام‪ :‬قـوم الـدون ـر هـديي –‬
‫معــر مــنلم وتنقــر‪ ،‬قلــى‪ :‬أهــل عــد كلــي ا خ ــر م ـ شــر قــام‪ :‬نعــم عــاة علــى أبــواب جهــنم‪ ،‬م ـ‬
‫أجـا لم جلهلــا قــذأول أهلــا‪ ،‬قلــى‪ :‬يــا رســوم هللا ــفهم لنــا‪ .‬قــام‪ :‬هــم مـ جلــدتنا‪ ،‬و تكلمــون بألســنصنا‪،‬‬
‫قلــى‪ :‬أمــا تــأمرني جن أ ركنــض كلــي قــام‪ :‬تلــزم جماعــة املســلم ن وجمــامهم‪ ،‬قلــى‪ :‬أــإن لــم يق ـ لهــم‬
‫جماعــة و جم ــام ق ــام‪ :‬أ ــاعإل م تلــي الف ــرا خله ــا‪ ،‬ول ــو أن مع ـ بأ ــل ــجرة حت ــى ي ــدركي امل ــوت‬
‫وأنى على كلي)‪ 48.‬تأمل هنا‪ :‬خـل مـا غ ـر جماعـة املسـلم ن وجمـامهم عبـارة عـ أ َـرا‪ ،‬يجـب اعإل الهـا‪،‬‬
‫و جب لزوم ا جماعة واإلمام‪ ،‬أال وجو للجماعة ر جمام‪ ،‬ئنـه لـو خـان لهـا وجـو ـر جمـام لكـان‬
‫باإلمك ــان لزومه ــا ف ــي ح ــام غياب ــه‪ ،‬وك ــذلي وج ــو لبم ــام (أ‪ :‬ا خليف ــة) ج ب ــأن يك ــون خليف ــة عل ــى‬
‫جماعة املسلم ن!‬
‫ع ـ ا أــار ائشــعر‪ :‬رضــاض هللا عنــه قــام‪ :‬قــام رســوم هللا ﷺ‪( :‬جن هللا أمــر يح ــى ب ـ زكر ــا بخم ـ‬
‫خلم ــات (أ ــذكر ا أ ــديث بطول ــه‪ ،‬ق ــام رس ــوم هللا ﷺ‪ :‬وأن ــا م ــركم بخم ـ خلم ــات أمرن ــي هللا لـ ـ ‪:‬‬
‫ا جماعة‪ ،‬والسمع والطاعة‪ ،‬وال جرة وا جها في س يل هللا‪ ،‬أم خرن م ا جماعـة قيـد شـبر أ ـد‬
‫خلع رال ة اإلسالم م عن ه ج أن يرجع)‪49.‬‬
‫ً‬
‫ع ـ اب ـ عبــا ع ـ النيــض ﷺ قــام (م ـ كــرل م ـ أم ــرل ش ـ ئا أليصــبر أإنــه م ـ خــرن م ـ الســلطان‬
‫را مات ميتة جاهلية)‪50.‬‬ ‫ً‬
‫شب‬
‫ً‬
‫وأخــرن الإلرمــذ‪ :‬واب ـ خز مــة واب ـ حبــان ومصــحأا م ـ ح ــديث ا أــار ب ـ ا أ ــار ائشــعر‪ :‬ف ــي‬
‫ً‬
‫را‪ ،‬أكأنما خلع رال ة اإلسالم م عن ه)‪51.‬‬ ‫أثناء حديث و ل‪( ،‬م أارا ا جماعة شب‬
‫ح ـ ألف ــاي ا أــديث ت رزاوج بررين النررروج مررن الجماعررة‪ ،‬والنررروج مررن السررلطان‪ ،‬وهم ررا ء ر يء‬
‫واحررد‪ ،‬أالســلطان فــي اإلســالم لجمــة‪ ،‬تمنحــه ع ــد البيعــة للخليفــة ليكــون ــاحب الســلطان؛ أ‪:‬‬
‫رعايــة الش ـ ون وأــق أحكــام اإلســالم‪ ،‬لررذلك كرران مررن الطبينرري أن يكررون النررروج علررى السررلطان‬
‫ً‬
‫خروجا على الجماعة‪.‬‬

‫‪ 47‬قام اب حجر العس الني في رأتح البار‪ :‬شرح صأيح البخار‪:‬ر في معنى‪ ( :‬وأيه خ ) هو ا أ ـد‪ ،‬وقيـل الـدغل‪ ،‬وقيـل أسـا فـي‬
‫ال لــب‪ ،‬ومعنــى الثالثــة مت ــارب‪ .‬يش ـ ر ج ــى أن ا خ ــر الــذ‪ :‬يبــيء عــد الشــر يكــون خ ـرا خالصــا بــل أيــه كــدر‪ .‬وقيــل امل ـرا بالــدخ‬
‫الدخان ويش ر بذلي ج ى كدر ا أام‪ ،‬وقيـل الـدخ خـل أمـر مقـرول‪ .‬وقـام أبـو عبيـد يفسـر‪ :‬ترجـع قلـوب قـوم علـى مـا خانـى عليـه "‬
‫وأ له أن يكون في لون الدابة كدورة أكأن املعنى أن قلو لم يصفو عضها لبع ‪ .‬أتح البار‪ ،:‬كتاب الفإلن‪ ،‬باب كيـ ائمـر جكا‬
‫لم تق جماعة‪.‬‬
‫‪ 48‬صأيح البخار‪:‬؛ كتاب الفإلن‪ ،‬باب كي ائمر جكا لم تق جماعة‪ ،‬حديث رقم ‪7084‬و مسلم ‪1847‬‬
‫‪ 49‬ا أديث روال الإلرمذ‪ :‬في سننه وصحأه برقم ‪ 2863‬وروال ا أاكم والنسائي ‪8866‬‬
‫‪ 50‬روال البخار‪ :‬برقم ‪7053‬و‪ 7054‬و ‪ 7143‬ومسلم ‪1849‬‬
‫ً‬
‫‪ 51‬أخرجه الإلرمذ‪ :‬واب خز مة واب حبان ومصحأا م حديث ا أار ب ا أار ائشعر‪.:‬‬
‫‪18‬‬
‫ً‬
‫وأيضــا‪ ،‬أإنــه معنــى للخــرون علــى ا جماعــة أن يكــون خــرون ائبــدان أ ــا‪ ،‬وجنمــا يكــون ا خــرون‬
‫با خرون على ال يم واملفاهيم التض لدى ا جماعة‪.‬‬
‫علــى أن معنررل النررروج هنررا هــو التح ـ ج ــى مكــان وحمــل الســالح ضــد جماعــة املســلم ن وجمــامهم؛‬
‫حـ ا أــديث رومـ خــرن علــى أمتـض يضــرب برهـا وأاجرهــا‪...‬ر‪ 52،‬فلفظررة النرروج اصررطالح شرررعي‬
‫يقص ررد بر رره الح رررب ضر ررد خليف ررة املسر ررلمين وجم رراع هم ولـ ــذلي قات ــل سـ ــيدنا عل ــي ب ـ ـ أب ــي الـ ــب‬
‫(ا خوارن) قتام تأ يب‪53.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وفي ا أديث املرأو ‪َ :‬سم ْع ُى ْاب َ َعبا ‪َ ،‬ي ْرو ـه َعـ النيـض ﷺ‪ ،‬قـام‪َ :‬مـ ْ َرأى مـ ْ أم ـرل شـ ْ ًئا َيق َر ُه ُـه‬
‫وع ـ ْاب ـ َعبــا‬ ‫ـات م َيتـ ًـة َجاهليـ ًـةر‪َ 54‬‬ ‫اعـ َـة شـ ْـب ًرا َأ َي ُمـ ُ‬
‫ـوت ج َمـ َ‬ ‫صــب ْر‪َ ،‬أإنـ ُـه َل ـ ْ َ َأ َحــد ُي َفــار ُا ا ْ َج َم َ‬
‫َأ ْل َي ْ‬
‫يث‪َ ،‬ر َو ُال ْال ُب َخ ــار ُّ‪ :‬ف ــي الصــأيح‪» .‬م ـ َأ ــارا ا ْ َج َم َ‬‫ُ ََ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اعــة ق ــدر ش ــبر‬ ‫َرأ َعـ ُـه ج ــى النيــض ﷺ‪ ،‬ث ــم كك ــر ا أــد‬
‫راا أ د خلع رال ة اإلسالم م ُع ُن ه«‪55‬‬ ‫ً‬
‫[شب‬
‫ورالمــا يحسـ التفر ــق بـ ن املفارقــة وا خــرون؛ أــمفارقة ا جماعــة قــد تكــون فــي املفــاهيم‪ - ،‬أ‪ :‬حمــل‬
‫أه ــم مع ـ ن ل ــبع ائحكــام وائأك ــار تخــال م ــا علي ــه الس ــلطان أو عم ــوم املس ــلم ن ‪ -‬وخل ــع اع ــة‬
‫ا خليفة؛ أ‪ :‬ا نحيـاز لفرقـة ع ائديـة مخالفـة جماعـة املسـلم ن مـع ب ائـه بيـنلم ـ أو شـ ه جماعـة‬
‫املســلم ن شــكل ســلرض بــدعوى با لــة‪ ،‬ولق ـ ا خــرون هــو حمــل مفارقــة ائبــدان والتح ـ ج ــى مكــان‬
‫وحمل السالح يضرب به ولة ا سالم‪56.‬‬

‫املقصود بمفارقة الجماعة‪:‬‬


‫ً‬ ‫جــاء فــي ا أـديث الســابق الصــأيح‪» .‬مـ َأــارا ا ْ َج َم َ‬
‫اعــة قــدر شــبر [شــبراا أ ــد خلــع رال ــة اإلســالم‬
‫م ُع ُن ه«‪ 57‬أما معنى رخلع رال ة اإلسالم م عن هر‬
‫قــام املــال علــي ال ــار‪ :‬فــي مرقــاة املفــاتيح‪ :‬أ‪ :‬ن ـ عهــدل وكمتــه م ـ عن ــه وانحــر ع ـ ا جماعــة‬
‫وخرن ع املواأ ة‪ .‬وقـام عضـهم‪ :‬املعنـى‪ :‬أ ـد نبـذ عهـد هللا وأخفـر كمتـه التـض لزمـى أعنـاا العبـا‬
‫ل ــزوم الرال ــة‪ 58،‬أكأنم ــا ش ــبه اجتم ــا املس ــلم ن عل ــى جم ــام واح ــد يش ــد أزره ــم و جعله ــم جماع ــة‬
‫واحــدة‪ ،‬خــأو الضــأن ُيشــدون بحبــل واحــد أيــه عــرى تلتـ علــى أعنــاقهم أصشــد وثــاقهم أــال يشــر‬
‫منلم واحد ع كلي ا جتما ‪ ،‬وجعل كلي ا جتما ‪ :‬اإلسالم‪ ،‬أ ام‪ :‬خلـع رال ـة اإلسـالم مـ عن ـه‪،‬‬
‫و ا له م مش يه!‬

‫‪ 52‬أخرجه مسلم برقم ‪ 1848‬و‪ 1849‬والبخار‪ 7053 :‬و ‪7054‬و‪.7143‬‬


‫‪53‬ائستاك يوس الساري اض في مراجعته ملسو ة هذا القتاب‪.‬‬
‫‪ 54‬روال البخار‪ 7053 :‬و ‪ 7054‬ومسلم ‪.1849‬‬
‫‪ 55‬حديث صأيح روال أبو او برقم ‪4758‬‬
‫‪ 56‬ائستاك يوس الساري اض في مراجعته ملسو ة القتاب‪.‬‬
‫‪ 57‬حديث صأيح روال أبو او برقم ‪4758‬‬
‫‪ 58‬معنــى الرال ــة‪ :‬بالقســر‪ ،‬وهــي واحــدة الرالــق وهــو حبــل أيــه عــدة عــرى يشــد بــه جليــه أو الضــأن؛ والواحــدة م ـ تلــي العــرى رال ــة‪.‬‬
‫لسان العرب ‪112/10‬‬
‫‪19‬‬
‫وق ــام ا خط ــابي‪ :‬م ـ خ ــرن ع ـ اع ــة جم ــام ا جماع ــة أو أ ــارقهم ف ــي ائم ــر ا جتم ــع علي ــه أ ــد ض ــل‬
‫وهلــي‪ .‬وروى مســلم فــي صــأيحه‪ :‬عـ أبــي قـ بـ ر ــاح عـ أبــي هر ــرة عـ النيــض ﷺ أنــه قــام " َمـ ْ‬
‫ض ـ ُـب‬ ‫ـات م َيت ـ ًـة َجاهلي ـ ًـة َو َم ـ ْ َق َات ـ َـل َت ْح ـ َـى َ َاي ــة عمي ــة َي ْ َ‬
‫ر‬
‫ـات َم ـ َ‬ ‫اع ــة َو َأ ـ َـار َا ا ْ َج َم َ‬
‫اع ـ َـة َأ َم ـ َ‬ ‫َخ ـ َـر َن م ـ ْ الط َ‬
‫ضـر ُب َبر َهـا‬‫ص َـب ًة َأ ُ ت َـل َأ ْت َلـة َجاهليـة َو َمـ ْ َخ َـر َن َع َلـى ُأمتـض َي ْ‬ ‫ص ُـر َع َ‬ ‫ص َـبة َأ ْو َي ْن ُ‬‫ص َبة َأ ْو َي ْد ُعو ج َ ى َع َ‬‫ل َع َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوأاج َر َهــا َو َي َت َحايــاى م ـ ْ ُم من َلــا َو َيفــي لــذ‪َ :‬ع ْهــد َع ْهـ َـد ُل أل ـ ْ َ منــض َول ْسـ ُـى م ْنـ ُـهر‪ 59.‬وأخــرن أحمــد‬
‫َ‬
‫م حديث أضالة ب عبيد ائنصار‪ ،:‬ع رسوم هللا ﷺ أنـه قام‪:‬رثالثـة م ْسـأم عـنلم‪ :‬رجـل أـارا‬
‫يا‪....‬ج خر‪60‬‬ ‫ً‬
‫ا جماعه‪ ،‬وعصاى جمامه‪ ،‬ومات عا‬
‫ق ــام الص ــنعاني‪ :‬وقول ــه روأ ــارا ا جماع ــةر أ‪ :‬خ ــرن ع ـ ا جماع ــة ال ــذي اتف ــوا عل ــى اع ــة جم ــام‬
‫انت م به شملهم واجتمعى به خلمهلم وحا هم ع عدوهم قوله أميصته ميتة جاهلية‪61 .‬‬

‫فاملقصود بمفارقة الجماعة هنا أمران‪:‬‬


‫أولهما‪ :‬ا خرون على اعة اإلمام الذ‪ :‬انع دت له اإلمامة بالبيعة على تطبيق أحكام هللا في ائمة‪.‬‬
‫ثانهلم ــا‪ :‬ا خ ــرون مـ ـ ا جماع ــة الت ــض اجتمع ــى عل ــى أعـ ـرا اإلس ــالم وأنق ــرت منقرات ــه‪ ،‬أأل ــأى‬
‫مفاهيمهــا قائمــة علــى مفــاهيم اإلســالم‪ 62،‬كمــا مــر م ـ كــالم اإلمــام الشــاأيي رضــاض هللا عنــه‪ ،‬وخــان‬
‫ـلطان بيعهلــا لتطبيــق ائحكــام‪ ،‬ثــم بايعــى‬ ‫واجبـ ًـا علهلــا تطبيــق أحكــام اإلســالم أهلــا‪ ،‬أ‪ :‬أعطيــى السـ َ‬
‫اإلمـام علــى تطبيــق هــذل ائحكــام أكــان و ــي ائمــر و ــاحب الســلطان الــذ‪ :‬عليــه مسـ ولية التنفيــذ‪،‬‬
‫ول ـ خــرون أبــدان‪ ،‬جنمــا خــرون مفــاهيم وقناعــات‪ .‬لــذلي لــم يق ـ هنــام م ـ مســو للخــرون ع ـ‬
‫الطاعة وع ا جماعة ج أن يخلع رال ة اإلسالم م عن ه!‬
‫فالنروج إذن‪ :‬خروج عن الجماعة التي لها إمام منتصب‪ ،‬صاحب والية لتطبير األحىرام‪ ،‬فرال‬
‫يجرروز النررروج علررى هررذا اإلمررام وال نك ر بيعترره‪ ،‬وال النررروج عررن أع رراف اإلسررالم الترري أ ررح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أساسررا للدولررة واملجتمررع‪ ،‬وكرران واجبررا اتخاذهررا مفرراهيم وتنفيررذها مررن خررالل نظررام حكررم يحكررم‬
‫بما أنزل هللا!‪.‬‬
‫كذلك ال يجوزال النروج على الجماعة والسلطان بالسالح مما سيفض ي للفتنة!‬

‫‪ 59‬صأيح مسلم‪ ،‬رقم ‪1848‬‬


‫‪ 60‬روال الطبرانــي ورجالــه ث ــات؛ وحســب موقــع‪ :‬صــأيح الســنة النبو ــة [وتحــى عنــوان‪ :‬ائحا يــث الصــأيحة فــي تبــرن امل ـرأةا جــأء أن‬
‫ا أديث روال اب حبان برقم ‪ ، 4559‬وقام الشيخ شعيب ائرنا وط‪ :‬جسنا ل صأيح‪.‬‬
‫‪ 61‬سبل السالم للصنعاني‬
‫‪ 62‬فــي اإلســالم مفــاهيم تفصــيلية يجــوز ا خــتال أهلــا‪ ،‬ولق ـ ا خــتال أهلــا منضــبا بأحكــام ا جهلــا والت ليــد‪ ،‬أمــا ث ــى أنــه م ـ‬
‫اإلسالم م ر ق اجهلا شرلي صأيح منضـبا ب واعـد ا جهلـا أضـ ى مـ مفـاهيم اإلسـالم التفصـيلية التـض يجـوز حملهـا (أ‪ :‬مـ‬
‫أحكامـه)‪ ،‬وتـدخل فـي جملـة أعـرا ا جتمــع‪ ،‬وهنـام أحكـام قطعيـة غ ـر قابلـة للخــال أهلـا كمفـاهيم اإلعت ـا ‪ ،‬وقطعيـات ائحكــام‪،‬‬
‫أهـذل خـال أهلـا ئ لـا قطعيـة‪ ،‬وهقـذا‪ ،‬أــإن مـا يمقـ عـدل مـ مفـاهيم اإلسـالم وأعراأــه منضـبا حتـى وجن خـان موضـع خـال فــي‬
‫ع تفصيالته‪ ،‬ج أن لية اسـتنبا ه و ليـه ت ليـد ا جهلـا أيـه منضـبطة بحيـث يمقـ سـهولة التفر ـق بـ ن مـا هـو جسـالم ومـا هـو‬
‫غ رل‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫و ـ ــد هـ ــذا أن هـ ــذل ائحا يـ ــث الثالثـ ــة قـ ــد ور ت بألفـ ــاي أخـ ــرى مت ارالـ ــة وأهلـ ــا‪( :‬م ـ ـ خـ ــرن م ـ ـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السلطان شبرا) بدم (م خرن م ا جماعة شبرا)‪ .‬وا أديث مرو‪ :‬ع اب عبـا نفسـه رضـاض هللا‬
‫ً‬
‫عنـه حيــث قــام‪ :‬قــام رسـوم هللا ﷺ‪( :‬مـ كــرل مـ أم ـرل شـ ئا أليصــبر‪ ،‬أإنــه مـ خــرن مـ الســلطان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شــبرا مــات ميتــة جاهليــة)‪ .‬وفــي روايــة عنــه قــام‪ :‬قــام رســوم هللا ﷺ‪( :‬م ـ رأى م ـ أم ــرل ش ـ ئا يقرهــه‬
‫ً‬
‫أليصــبر عليــه‪ ،‬أإنــه م ـ أــارا ا جماعــة شــبرا أمــات ج مــات ميتــة جاهليــة)‪ .‬قــام اب ـ حجــر رحمــه‬
‫ً‬
‫هللا‪( :‬وقولــه رش ــبرار كناي ــة ع ـ معص ـ ته الس ــلطان ومحارالت ــه‪ ،‬ق ــام اب ـ أب ــي جم ــرة‪ :‬امل ـرا باملفارق ــة‬
‫السيي في حل ع د البيعة التض حصلى لذلي ائم ر ولو بأ ن يـاضء‪ ،‬أقنـى عنلـا بم ـدار الشـبر‪ ،‬ئن‬
‫ائخذ في كلي ي وم ج ى سفي الدماء ر حق)‪ ...،‬ج ى أن قام‪( :‬واملـرا بامليتـة ا جاهليـة‪ :‬حالـة املـوت‬
‫كموت أهل ا جاهلية على ضالم ول له جمام مطا ‪ ،‬ئ لم خانوا يعرأون كلي‪ ،‬ول املـرا أنـه‬
‫يا)‪63.‬‬‫ً‬ ‫ً‬
‫يموت خاأرا بل يموت عا‬
‫وأخــرن أحمــد مـ حــديث أضــالة بـ عبيــد ائنصــار‪ ،:‬عـ رســوم هللا ﷺ أنــه قــام‪( :‬ثالثــه مســأم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عــنلم‪ ،‬رجــل أــارا ا جماعــة‪ ،‬وعصــاى جمامــه‪ ،‬ومــات عا ــيا‪ 64)....‬وعنــد أحمــد أيضــا حــديث النعمــان‬
‫بـ ـ شـ ـ ر ق ــام ﷺ (‪...‬وا جماع ــة رحم ــة‪ ،‬والفرق ــة ع ــذاب)‪ 65‬وأخ ــرن مس ــلم عـ ـ عرأج ــة أن رس ــوم‬
‫ُ‬
‫هللاﷺ قــام‪( :‬م ـ أتــاكم وأمــركم جميــع علــى رجــل واحــد‪ ،‬ير ـ ُـد أن َيشـ َـق عصــاكم‪ ،‬و فــرا جمــاعتقم‬
‫أــاقتلول‪ .)66‬وعـ عمــر عنــد النســائي وابـ ماجــة أن رســوم هللا ﷺ قــام‪ ،......( :‬أمـ أحـ َـب مــنقم أن‬
‫ينام بحبوحه ا جنه أليلزم ا جماعة)‪67.‬‬

‫"ال" في كلمة "الجماعة" هي للعهد ال للجنس‪:‬‬


‫أـ رامر في قوله (ا جماعة) جما أن تكون للجن ‪ ،‬أو للعهد‪ ،‬أأما ام ا جن أت سم ج ى نوع ن‪:‬‬
‫(ام) ا ست راا؛ و(ام) املاهية‪:‬‬
‫أأم ــا (ام) الت ــض لالس ــت راا‪ ،‬أإم ــا أن تك ــون س ــت راا جمي ــع أأـ ـرا ا ج ــن ‪ ،‬أو س ــت راا جمي ــع‬
‫رامر ا س ــت راقية أن َيص ـ ُـل َح ُوق ــو ُ (خ ــل) َ‬
‫موقعه ــا‪ ،‬أ ــإن خ ــان (خ ــل) ح ي ــة‬ ‫خصائص ــه‪ ،‬وعالم ـ ُـة ْ‬
‫ً‬ ‫م ُ‬ ‫ً‬ ‫نحو‪﴿،‬وخلـق اإلنس ُ‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫وخلـق خــل جنسـان ضـعيفا‪ ،‬أهـذل تكــون‬ ‫ـان ضــعيفا النسـاء ‪ ﴾28‬أت ـو ‪:‬‬ ‫مجـازا‬
‫س ـ ــت راا جميـ ـ ــع ائأ ـ ـ ـرا ‪ ،‬أو أن تك ـ ــون (ام) ا سـ ـ ــت راا تفيـ ـ ــد اإلحا ـ ــة والشـ ـ ــموم بصـ ـ ــفات أو‬
‫ً‬
‫موقعه ــا‪ ،‬مج ــازا ح ي ــة‪ ،‬نحو‪:‬خال ــد الرج ــل‪ ،‬أ‪:‬‬ ‫خص ــائ أأرا ه ــا‪ ،‬وه ــي أن َيص ـ ُـل َح ُوق ــو ُ (خ ــل) َ‬
‫خالــد بم لــة الرج ــل لوجــو خص ــام الرجولــة أيــه‪ ،‬جك ل ــو قيــل‪ :‬خال ــد خــل رجــل‪ ،‬عل ــى وجــه املبال ــة‬
‫وا جاز لصح‪ ،‬بمعنى أنه اجتمع أيه ما اأإلرا في غ رل م الرجام‪.‬‬

‫‪ 63‬أتح البار‪ :‬ب حجر‬


‫‪ 64‬روال الطبرانــي ورجالــه ث ــات؛ وحســب موقــع [صــأيح الســنة النبو ــة [ وتحــى عنــوان‪ :‬ائحا يــث الصــأيحة فــي تبــرن املـرأةا جــأء أن‬
‫ا أديث روال اب حبان برقم ‪ ، 4559‬وقام الشيخ شعيب ائرنا وط‪ :‬جسنا ل صأيح‪.‬‬
‫‪ 65‬روال أحمد والطبراني والبهل ي سند صأيح‪ .‬وحسنه ائلباني في رالسلسلة الصأيحةر ‪276 / 2‬‬
‫‪ 66‬روال مسلم برقم ‪1852‬‬
‫‪ 67‬جزء م حديث روال الإلرمذ‪ :‬برقم ‪ 2165‬والنسائي ‪9225‬‬
‫‪21‬‬
‫وأم ــا (ام) املاهي ــة‪ ،‬وه ــي الت ــض ي ـرا منل ــا بي ــان ح ي ــة ا ج ــن ال ائم ــة ف ــي ال ــذه مم ــا ينطب ــق عل ــى‬
‫ال ليـ ــل وعلـ ــى القث ـ ــر‪ ،‬ون اعتب ـ ــار العـ ــد أو الصـ ــفات الطارئ ـ ــة أو ون التعـ ــرً ئأ ـ ـرا ل‪ ،‬نح ـ ــو‪:‬‬
‫ائمل ــا أ ــلب مـ ـ ا أدي ــد‪ ،‬أماهي ــة ائمل ــا أ ــلب مـ ـ ماهي ــة ا أدي ــد‪ ،‬ونح ــو‪ :‬أهل ــي الن ــا َ‬
‫ً‬ ‫ـدينار وال ــدر ُ‬
‫ال ـ ُ‬
‫هم أ‪ ::‬جنس ــهما‪ ،‬ولـ ـ املـ ـرا خ ــل أ ــر ‪ .‬أ ــإن مـ ـ ال ــدنان ر وال ــدراهم م ــا يك ــون زا ا‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫﴿و َج َعل َنــا م ـ َ املــاء خــل يــا ْضء َ‪،‬ــي ائن يــاء ‪ ﴾30‬أ‪ ::‬مـ هــذل‬ ‫لصــاحبه ج ــى ا جنــة‪ .‬ومنــه قولــه معــا ى‪:‬‬
‫ا أ ي ة م خل ياضء اسمه ماء‪.‬‬
‫ـبق ملص ــأو لا كك ــر ف ــي الق ــالم‪،‬‬ ‫وأم ــا رامر الت ــض للعه ــد‪ ،‬أب ــض جم ــا أن تك ــون للعه ــد ال ــذكر‪ :‬وه ــي م ــا س ـ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك ول َـي رجـاءني ضـي ‪ ،‬أأكرمـى الضـي ر أ‪ :‬الضـي املـذخور‪ .‬ومنـه قولـه معـا ى ﴿كمـا أرسـلنا ج ــى‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أرعون رسو ‪ ،‬أعصاى أرعون الرسو َم املزمل ‪.﴾15‬‬
‫ـوم‬‫ـومر‪ ،‬أ‪ :‬الي ـ َ‬ ‫وجم ــا أن تك ــون للعه ــد ا ُأض ــور‪ :‬وه ــو م ــا يك ــو ُن مص ــأو ُ لا حاض ـ ًرا‪ ،‬مث ــل رجئ ـ ُـى الي ـ َ‬
‫أاضر الذ‪ :‬نح أيه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجمــا أن تكــون للعهــد الــذهنض وهــي مــا يكــون مصــأو ُ لا معهــو ا كهنــا‪ ،‬أينصــر الفقـ ُـر جليــه بمجــر‬
‫َ‬
‫النط ــق ب ــه‪ ،‬مث ــل رحض ـ َـر ائم ــرر‪ ،‬وخ ــأن يك ــون ب ن ــي والـ ـ َن ُمخا ب ــي عه ــد برج ــل‪ ،‬أت ــوم حض ـ َـر‬ ‫ُّ‬
‫هنا ب ني وال ن م تخا به‪68.‬‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرجل املعهو ك‬ ‫الرجلر‪ ،‬أ‪:‬‬
‫أال شي جكن أن لف ا جماعة الـوار فـي حـديث الرسـوم ﷺ‪( :‬أمـ أح َـب مـنقم أن ينـام بحبوحـه‬
‫ا جنــه أليلــزم ا جماعــة)؛ للعهــد‪ ،‬ســواء أخــان للعهــد الــذهنض م ـ بــاب أن لف ــة ا جماعــة معروأــة‬
‫وال ــأة مح ــد ة‪ ،‬أو العه ــد ا أض ــور‪ ،:‬أي الجماع ررة الت رري أنش ررأها الرس ررول ﷺ ويري ررد اس ررتمرار‬
‫سن ها‪ .‬وهذا ما المنا في املسألة‪ ،‬وهو أن ا جماعة معروأة مفهومة معهو ة في حديث الرسوم ﷺ‪.‬‬
‫مواصفات الجماعة التي أمرالرسول ﷺ بها‪:‬‬
‫هنــا مســألة‪ :‬مــا هــي موا ــفات هــذل ا جماعــة التــض أمــر الرســو ُم ﷺ لــا وكي ـ نعرأهــا نعــو ا ــى‬
‫أحا يث الرسوم ﷺ لتحد لنا موا فات ومعر هذل ا جماعة؛ لنجد لها عدة عالمات أهمها‪:‬‬
‫‪ )1‬وج ــو مجموع ــة م ـ الن ــا له ــا جرا ة موح ــدة وس ــلطان كام ــي‪ ،‬وه ــذا معن ــى جزئي ــة (م ـ أت ــاكم‬
‫وأمركم جميع على رجل واحد‪69.)...‬‬

‫‪ )2‬اجتمــا هــذل ا جماعــة علــى مفــاهيم معينــة أضـ ى لهــذل ا جماعــة لــذل املفــاهيم ســلطان تبــايع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلمام على أن يطبـق علـهلم ن امـا من ث ـا عـ تلـي املفـاهيم وال ناعـات‪ ،‬أا جتمـا هنـا جكن اجتمـا‬
‫على أحكام اإلسالم‪.‬‬
‫‪ )3‬اجتما هذل ا جماعة على جمام‪ ،‬أم خلع بيعة اإلمام خلع رال ة اإلسالم م عن ه‪.‬‬
‫‪ )4‬اجتما ا جماعة على ما أيه وحدة خلمة ائمة‪ ،‬أم خـرن عـ هـذل الوحـدة وشـق عصـا ائمـة؛‬
‫أضعفها‪.‬‬

‫‪68‬جامع الدرو العرالية لل اليينض‪ ،‬ومعجيل الندى شرح قطر الندى بتصر‬
‫‪ 69‬روال مسلم برقم ‪1852‬‬
‫‪22‬‬
‫أحــديث عرأجــة الســابق الــذ‪ :‬ي ــوم أيــه ﷺ‪( :‬مـ أتــاكم وأمــركم جميــع علــى رجــل واحــد‪ ،‬ير ـ ُـد أن‬
‫ُ‬
‫َيشـ َـق عصــاكم‪ ،‬و فــرا جمــاعتقم أــاقتلول)‪ 70،‬وحــديث حذيف ـة الــذ‪ :‬ي ــوم أيــه ﷺ‪( :‬تلــزم جماعــة‬
‫َ َ‬
‫املس ــلم ن وجم ــامهم)‪ 71‬ق ـ َـرن أهلم ــا الرس ــو ُمﷺ ا جماع ــة باإلم ــام‪ ،‬وح ــديث اب ـ عب ــا املتف ــق علي ــه‬
‫َ‬
‫والــذ‪ :‬أيــه‪ :‬قــام رســوم هللا ﷺ‪( :‬م ـ رأى م ـ أم ــرل ش ـ ئا أقرهــه‪ ،‬أليصــبر‪ ،‬أإنــه ل ـ أحــد يفــارا‬
‫ً‬
‫ا جماع ــة ش ــبرا أيم ــوت‪،‬ج م ــات ميت ـ ًـه جاهلي ــة)‪ 72،‬أي ــه أن ع ــدم الص ــبر عل ــى ائم ــر وخل ــع اعت ــه؛‬
‫مفارقــه للجماعــة‪ ،‬وحــديث أبــي هر ــرة والــذ‪ :‬أيــه‪ :‬قــام رســوم هللا ﷺ (مـ خــرن مـ الطاعــة وأــارا‬
‫ا جماعة)‪ 73‬يب ن أن ا خرون هنا خرون م اعة اإلمام‪ ،‬مفارقه للجماعة‪.‬‬
‫ُ‬
‫أــأو ى العالمــات التــض تحــد مفهــوم ا جماعــة [ فــي شــرعنا اإلســالميا هــي اجتماعهــا علــى أم ــر‪ .‬ثــم جن‬
‫الع ـد الــذ‪ :‬بينلــا والـ ن ائم ــر هــو البيعــة علـى الســمع والطاعــة علــى أن يطبـق أــهلم ائم ــر أحكــام هللا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫معــا ى‪ ،‬وكلــي أخــذا مـ جملــة مـ ائحا يــث؛ منلــا‪ :‬روى مســلم فــي صــأيحه فــي بــاب اإلمــارة‪َ :‬عـ ْ نــاأع‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقـ َ‬
‫ـام َجـ َـاء َع ْبـ ُـد اه ْب ـ ُ ُع َمـ َـر ج ــى َع ْبــد اه ْب ـ ُمطيــع ح ـ َن خـ َـان م ـ ْ أ ْمــر ا َأــرة‪َ 74‬مــا خـ َـان َز َم ـ َ َيز ـ َـد ْب ـ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـام ا ْ َر ُحــوا َئبــي َع ْبــد الــر ْح َم و َســا َ ًة َأ َ ـ َ‬ ‫ُم َعاو َ ـ َـة َأ َ ـ َ‬
‫ـام جنــي لـ ْـم تـ َـي ئ ْجل ـ َ أت ْ ُتـ َـي ئ َحــدث َي َحــديثا‬
‫اه َيـ ْـو َم ْال َي َامــة َ ُحجـ َـة َلـ ُـه َو َم ـ ْ َمـ َ‬
‫ـات‬ ‫اعــة َل ـ َـي َ‬ ‫َســم ْع ُى َر ُســو َم اه ﷺ َي ُ ولـ ُـه‪َ :‬رم ـ ْ َخ َلـ َـع َيـ ًـدا م ـ ْ َ َ‬
‫ـات م َيت ــة َجاهلي ــة ر‪ 75،‬وق ــام ﷺ‪ :‬رم ـ خ ــرن م ـ الطاع ــة وأ ــارا ا جماع ــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َو َل ـ ْ َ ف ــي ُع ُن ــه َب ْي َع ــة َم ـ َ‬
‫ً‬
‫أم ــات‪ ،‬م ــات ميت ــة جاهلي ــةر‪ 76.‬ق ــام الص ــنعاني‪ :‬وقول ــه روأ ــارا ا جماع ــةر أ‪ :‬خ ــرن ع ـ ا جماع ــة‬
‫الذي اتف وا على اعة جمام انت م به شملهم واجتمعى به خلمهلم وحـا هم عـ عـدوهم؛ أميصتـه‬
‫ميتة جاهلية‪ 77 .‬وتمام ا أديث‪ :‬ع أبي هر رة رضاض هللا عنه ع النيـض ﷺ‪ ،‬أنـه قـام‪( :‬مـ خـرن مـ‬
‫الطاعــة وأــارا ا جماعــة أمــات مــات ميتــة جاهليــة‪ ،‬ومـ قاتــل تحــى رايــة ُعميــة ي ضــب لعصــبة أو‬
‫يدعو ج ى عصبة أو ينصر عصبة – وفي رواية (وي ضب لعصـ ته و اتـل لعصـ ته و نصـر عصـ ته)‬
‫أ تل أ تلة جاهلية؛ وم خرن على أمتض يضرب برهـا وأاجرهـا يتحايـاى مـ م منلـا و يفـي لـذ‪:‬‬

‫‪ 70‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب حقم م أرا أمر املسلم ن وهو مجتمع‪ ،‬حديث رقم ‪60/1852‬‬
‫‪ 71‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة جماعة املسلم ن عند ههور الفإلن‪ ...‬حديث رقم ‪1847‬‬
‫‪ 72‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة‪ ...‬حديث رقم ‪1849‬والبخار‪7053 :‬‬
‫‪ 73‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة‪ ...‬حديث رقم ‪1848‬‬
‫‪ 74‬موقعــة ا أــرة‪ :‬وقعــى ســنة ‪ 63‬ه ـ وســب لا تمــر عـ أهــل املدينــة علــى ا خليفــة يز ــد بـ معاو ــة ومحاولــة خلعــه عــدما حــد فــي‬
‫ً‬
‫كرالالء وم تل ا أس ن‪ ،‬أجهز يز د ج شا قهاى على الثائر ضدل‪ ،‬وقد جرت مبال ات كث رة في عد ال تلـى مـ أهـل املدينـة‪ ،‬وأمـا‬
‫ً‬
‫ال ــوم بــأن ج ـ يز ــد اســصباح املدينــة وهتــي أع ـراً املئــات م ـ نســاتلا أــأقوام لــم تث ــى علميــا‪ ،‬وهنــام م ـ البــاحث ن م ـ شــقي‬
‫ً‬
‫أ ال فـي حدو رواقعـة ا أـرةر مثـل الـدكتور ن يـه عاقـل والـدكتور حمـد العينـان وائسـتاك هـزا بـ عيـد الشـمر‪ :‬فـي كتابـه ريز ـد بـ‬
‫معاو ة ا خليفة املفإلرى عليه‪ ،‬ص ‪120‬ر‪.‬‬
‫‪ 75‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة‪ ....‬حديث رقم ‪1851‬‬
‫‪ 76‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة‪ ...‬حديث رقم ‪1848‬‬
‫‪77‬سبل السالم للصنعاني‬
‫‪23‬‬
‫عهد عهدل أل منض ولسى منـه)‪ 78‬وحـديث أضـالة (رجـل أـارا ا جماعـة وعصـاى جمامـه)‪ ،79‬أكلهـا‬
‫تدم على أن عصيان اإلمام مفارقة للجماعة‪.‬‬
‫أهذل خلها مما ي د الن طة الثانيـة أعـالل‪ ،‬وهـي اجتمـا خلمـة ائمـة علـى مفـاهيم معينـة؛ أـا خرون‬
‫ً‬
‫علهلــا وال تــام تحــى ألو ــة أخــرى انتصــارا لعصـ يات‪ ،‬خــرون علــى مفــاهيم الوحــدة باتجــال ا نتصــار‬
‫لعصـ يات جاهليـة‪ ،‬أــال يصـح ا نتصــار ج للـدي ‪ .‬أعـ عرأجـة بـ شـر ح ائ ــجيي رضـاض هللا عنــه‬
‫قــام‪ :‬ســمعى رســوم هللا ﷺ‪ :‬ي ــوم‪( :‬جنــه ســتكون هنــات وهنــات أم ـ أرا أن يفــرا أمــر هــذل ائمــة‬
‫ً‬
‫وهي جميع أاضرالول بالسي خائنا م خان)‪ 80،‬وفـي روايـة (أـاقتلول)‪ .‬وفـي روايـة للنسـائي عـ أسـامة‬
‫بـ شـر ي قــام‪ :‬قـام رســوم هللا ﷺ (أيمـا رجــل خـرن يفــرا بـ ن أمتــض أاضـرالوا عن ــه)‪ 81،‬قـام النــوو‪:‬‬
‫رحمــه هللا فــي شــرح ا أــديث‪( :‬أيــه ائمــر ب تــام م ـ خــرن علــى اإلمــام أو أرا تفر ــق خلمــة املســلم ن‬
‫ً‬
‫ونحــو كلــي؛ و ُ َنبــى ع ـ كلــي‪ ،‬أــإن لــم ينتــه قوت ـل؛ وجن لــم ينــدأع شــرل ج ب تلــه أ ُ تـ َـل خــان هــدرا‪،‬‬
‫أ ولــه ﷺ‪ ،‬أاضـرالول بالســي وفــي الروايــة ائخــرى أــاقتلول معنــال‪ :‬جكا لــم ينــدأع ج بــذلي)‪ 82‬أهــذل‬
‫ت د الن طة الثالثة أعالل‪ ،‬وفي ا خرون على ا جماعة وجمامها جضعا لكلمة املسلم ن ا جتمعة‪.‬‬
‫ً‬
‫أك ــل ه ــذل ائحا ي ــث ت ــدم ل ــة والـ ـأة عل ــى أن ا جماع ــة املطلوال ــة ش ــرعا‪(،‬هي ا جتم ــا عل ــى‬
‫اإلم ــام؛ وا جتم ــا عل ــى مف ــاهيم اإلس ــالم‪ ،‬وا جتم ــا عل ــى وح ــدة خلم ــة املس ــلم ن)‪ ،‬وال ــذلي تتك ــون‬
‫جماعــة املس ــلم ن؛ و ــد ه ــذا ججمــا الص ــأابة عل ــى مس ــمية عــام ‪ 41‬لل جــرة‪ ،‬ع ــام ا جماعــة‪ ،‬ئن‬
‫الن ــا اجتمع ــوا عل ــى معاو ــة خليف ــة للمس ــلم ن ع ــد تن ــازم ا أسـ ـ بـ ـ عل ــي رض ــاض هللا عن ــه عـ ـ‬
‫ً‬
‫ا خالأ ــة ل ــه‪ .‬أ‪ :‬اجتم ــع املس ــلمون عل ــى جم ــام واح ــد ومف ــاهيم واح ــدة‪ ،‬واجتمع ــوا مع ــا ع ــدما خ ــانوا‬
‫متفرق ن متحارال ن‪.‬‬
‫قــام اب ـ خلــدون فــي تار خــه‪ :‬واســت ر ائمــر ملعاو ــة واتفــق ا جماعــة علــى بيعتــه وكلــي فــي منتص ـ‬
‫ً‬
‫ســنة جحــدى وأربع ـ ن وســرض كلــي العــام عــام ا جماعــة م ـ أجــل كلــي‪ 83.‬أــاملطلوب شــرعا أن يكــون‬
‫ً‬
‫املسلمون جميعا علـى رجـل واحـد هـو اإلمـام‪ ،‬ألن املطلروب كمرا أسرلفنا إيجراد "جماعرة" معهرودة‪،‬‬
‫مخصوص ررة‪ ،‬ال مطلر ر جماع ررة‪ ،‬وج أإن ــه يج ــوز أن نطل ــق عل ــى مجموع ــة مـ ـ الن ــا ف ــي ــائرة‪:‬‬
‫جماعــة‪ .‬و جــوز أن نطلــق علــى ال بيلــة ا جتمعــة علــى رجــل واحــد تصــدر عـ رأيــه‪ :‬جماعــة‪ ،‬وكــذلي‬
‫ج ــاز أن نطل ــق عل ــى ا أ ــزب ال ــذ‪ :‬يجتم ــع عل ــى رج ــل يطيعون ــه‪ :‬جماع ــة‪ ،‬وه ــذا مخ ــال للنص ــوص‬
‫أعــالل‪ ،‬أــاملطلوب ل ـ مطلــق جماعــة‪ ،‬بــل املطلــوب جيجــا وتكــو رجماعــةر محــد ة مخصو ــة‪،‬‬
‫معهــو ل‪ ،‬هــي ا جماعــة علــى اإلمــام فــي ار العــدم‪ ،‬تحــتقم لبســالم‪ ،‬وتصبنــى مفــاهيم اإلســالم‪ ،‬وت ــيم‬

‫‪ 78‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب وجوب مالزمة‪ ...‬حديث رقم ‪1848‬‬
‫‪ 79‬روال الطبرانــي ورجالــه ث ــات؛ وحســب موقــع [صــأيح الســنة النبو ــة [ وتحــى عنــوان‪ :‬ائحا يــث الصــأيحة فــي تبــرن املـرأةا جــاء أن‬
‫ا أديث روال اب حبان برقم ‪ ، 4559‬وقام الشيخ شعيب ائرنا وط‪ :‬جسنا ل صأيح‪.‬‬
‫‪ 80‬صأيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب حقم م أرا أمر املسلم ن وهو مجتمع ‪ ...‬حديث رقم ‪1852‬‬
‫‪ 81‬س ن النسائي‪ ،‬كتاب تحر م الدم‪ ،‬باب‪ :‬قتل م أارا ا جماعة‪ ،‬ا أديث رقم ‪ ،4023‬وأن ر ائحا ‪ :‬التض سب ته ‪ 4020‬ـ ‪4022‬‬
‫‪82‬صأيح مسلم شرح النوو‪:‬‬
‫‪ 83‬تار خ اب خلدون ص‪597‬‬
‫‪24‬‬
‫الس ــلطان عل ــى أساس ــها‪ .‬وق ــد روى ا أ ــاكم ف ــي مس ــتدركه أ ــام‪َ :‬أ ْخ َب َرَن ــا‪َ 84‬أ ُب ــو ْال َعب ــا ُم َحم ـ ُـد ْب ـ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ ُ َ َْ َ ْ‬ ‫َأ ْح َم َـد ا ْ َ ْأ ُبــوب ُّي‪ ،‬ثنـا َســع ُ‬
‫ون‪ ،‬أن َبــأ ال َعـو ُام ْبـ ُ َح ْوشـب‪َ ،‬عـ ْ َع ْبـد اه‬ ‫يد ْبـ ُ َم ْسـ ُـعو ‪ ،‬ثنـا يز ــد بـ هـار‬
‫َ‬ ‫َ ُ َْْ ُ َ‬
‫ـام َر ُس ــو ُم اه ﷺ‪« :‬الص ــالة املق ُتو َال ــة ج ــى الص ــالة‬ ‫ْبـ ـ الس ــائب ائنص ــار‪َ ،:‬عـ ـ ْ َأب ــي ُه َرْ ـ َـر َة‪َ ،‬ق ـ َ‬
‫ـام‪َ :‬ق ـ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْْ‬
‫املق ُتو َال ــة الت ــض َ ْع ـ َـد َها كف ــا َرة مل ــا َب ْي َن ُل َم ــا‪َ ،‬وا ُج ُم َع ــة ج ــى ا ُج ُم َع ــة‪َ ،‬والش ـ ْـه ُر ج ــى الش ـ ْـهر ‪َ -‬ي ْعن ــض م ـ ْ ش ـ ْـهر‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ان َكفا َرة ملَا َب ْي َن ُل َما» ُثم َق َ‬ ‫ان ج َ ى َش ْهر َ َم َ‬
‫ام َ ْع َد كل َي‪« :‬ج م ْ ثال » أ َع َرأ ُى أن كل َـي مـ ْ أ ْمـر‬ ‫ض َ‬
‫ر‬
‫ض َ‬ ‫َ َم َ‬
‫ر‬
‫السنة» ُق ْل ُى‪َ :‬يـا َ ُسـو َم اه‪َ :‬أمـا ْاإل ْش َـرامُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ام‪« :‬ج م اإلش َرام باه َونقث الصف ة َوت ْرم ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َحد ‪ ،‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ‬ ‫ب ــاه َأ َ ـ ْـد َع َر ْأ َن ـ ُـال‪َ ،‬أ َم ــا َن ْق ـ ُـث الص ـ ْـف َ ة َو َت ـ ْـر ُم ُّ‬
‫ـام‪ :‬ر أم ــا نق ــث الص ـ ْـف ة‪ :‬أ ْن ت َب ـ َـاي َع َر ُج ــال‬ ‫الس ــنة ق ـ‬
‫اعة»‪َ 85‬هـذا َحـديث‬
‫َ‬ ‫ون م َ ا ْ َج َم َ‬‫السنة‪َ :‬أا ْ ُخ ُر ُ‬ ‫ب َيمين َي‪ُ ،‬ثم َت ْخ َتل َ ج َل ْيه ُأ َت َ اب َل ُه َس ْيف َي‪َ ،‬و َأما َت ْر ُم ُّ‬
‫َ‬ ‫ص ــأيح َع َل ــى َش ـ ْـرط ُم ْس ــلم‪َ ،‬أ َ ــد ْ‬
‫اح ـ َـتج َع ْب ــد اه ْب ـ الس ــائب ْب ـ أب ــي الس ــائب ائنص ــار‪ [ ،:‬وق ــام‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ا أاكم الن سابور‪:‬ا َو أ ْعر ل ُه علة‪ .‬وقام الذهيض‪ :‬على شرط مسلم و أعر له علة‪.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََْ َ ْ ُ ْ ُ ُ َ ْ َْ ُ ْ‬
‫صــور ال َعـ ْـد ُم‪ ،‬أ ْن َبــأ الســر ُّ‪ْ :‬بـ ُ ُخ َزْ َمــة‪ ،‬أ ْن َبــأ َع ْمـ ُـرو‬ ‫وروال بإســنا خــر‪ :‬أخبرنــي عمــرو بـ محمــد بـ من‬
‫وسـ َ ‪َ ،‬ث َنـا ْال َعـو ُام ْبـ ُ َح ْو َشـب‪َ ،‬عـ ْ َع ْبـد اه ْبـ السـائب‪َ ،‬عـ ْ‬ ‫اا ْبـ ُ ُي ُ‬ ‫ْب ُ َع ْون ْال َواسط ُّي‪َ ،‬ث َنا ج ْس َـأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْْ ُ َ‬
‫ام‪ :‬ر الصالة املق ُتو َالة ج ى الصـالة التـض َ ْع َـد َها كفـا َرة ملـا‬ ‫اه َع ْن ُه‪َ ،‬ع النيض ﷺ َأن ُه َق َ‬ ‫َأبي ُه َرْ َر َة‪َ ،‬رضا َض ُ‬
‫َ‬ ‫ام بــاه‪َ ،‬و َن ْقـ ُـث الصـ ْـف َ ة‪َ ،‬و َتـ ْـر ُم ُّ‬ ‫ـام َ ْعـ َـد َكلـ َـي ‪ -‬ج م ـ ْ َثـ َـال ‪ْ :‬اإل ْشـ َـر ُ‬ ‫ـام‪ُ :‬ثــم َقـ َ‬
‫َب ْي َن ُل َمــا ‪َ -‬قـ َ‬
‫الســنة «أمــا‬
‫ون مـ َ‬ ‫السـنة َأـا ْ ُخ ُر ُ‬ ‫يه َب ْي َع َت َـي ُثـم ُت ْ ب ُـل َع َل ْيـه ُت َ ات ُل ُـه َس ْـيف َي‪َ ،‬و َأمـا َت ْـر ُم ُّ‬ ‫َن ْق ُث الص ْف َ ة َأ ْاإل َم ُام ُم ْعط ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ا ْ َج َم َ‬
‫يح اإل ْس َنا َول ْم ُيخر َج ُال‪ .‬وقام الذهيض‪ :‬صأيح‪.‬‬ ‫اعة» َهذا َحديث صأ‬
‫الحكم الشرعي في وجود الجماعة والتزامها؟‬
‫وجو جماعة للمسـلم ن أـرً‪ ،‬وأـرً كـذلي العمـل علـى جيجـا جمـام واحـد جـامع ئمـة اإلسـالم‬
‫ً‬
‫(خليفـة)‪ ،‬والالتـا ي أـإن الإلـ ام جماعـة املسـلم ن أــرً‪ ،‬وتـارم هـذا الفـرً ثـم شـرعا‪ ،‬و خـال فــي‬
‫ً‬
‫كلي‪ 86.‬ولذلي قيـل‪ :‬رمفهـوم ا جماعـة الشـرلي‪ :‬ي ـوم الرسـوم عليـه الصـالة والسـالم‪( :‬مـ نـز يـدا‬
‫مـ اعــة هللا أإنــه يــأمي يــوم ال يامـة حجــة لــه‪ ،‬ومـ مــات وهـو مفــارا للجماعــة أإنــه يمــوت ميتــة‬
‫جاهليــة)‪ 87،‬أفــي هــذا ا أــديث الشــر رالــا الرســوم ﷺ ب ـ ن نــز اليــد م ـ الطاعــة وال ـ ن مفارقــة‬
‫ا جماع ــة‪ ،‬أ‪ :‬ق ــرن ب ـ ن ت ــرم ا جماع ــة وخل ــع البيع ــة‪ ،‬وأخب ــر أن م ـ يفع ــل كل ــي أإن ــه يم ــوت ميت ــة‬
‫جاهلية‪ ،‬كناية ع ا أرمة الشديدة‪ ،‬واإلثم القب ر الذ‪ :‬يحيق بمفارا ا جماعةر‪88.‬‬

‫‪ 84‬يســتعمل ا أــدثون وعلمــاء ا أــديث خلمــات ومختصـرات مثــل‪[ :‬أخبرنــاا و مقـ اختصــارها ج ــى ( أنــا ‪ /‬أبنــا ‪ /‬أرنــا) و مقـ اختصــار‬
‫[حدثناا ج ى ( ثنا ‪ /‬نا) و[قام حدثناا ج ى ( قثنا) وأما [أنبأناا أل لها اختصار على ائرنح‪.‬‬
‫‪ 85‬ا أـاكم الن سـابور‪ ::‬املسـتدرم علــى الصـأيح ن‪ ،‬الصـالة املقتوالـة ج ــى الصـالة املقتوالـة وا جمعـة ج ــى ا جمعـة والشـهر ج ـى الشــهر‬
‫كفارة ملا بينلما‪ ،‬ا أديث رقم ‪ 420‬مسألة رقم ‪174‬‬
‫‪86‬أبو مهد‪ ،:‬هانئ ائشهب‪ :‬ح ي ة مفهوم أهل السنة وا جماعة‪.‬‬
‫‪ 87‬ر وال أحمــد‪ ،‬وقر ــب منــه لف ـ مســلم (م ـ خــرن م ـ الطاعــة وأــارا ا جماعــة أمــات مــات ميتــة جاهليــة صــأيح مســلم‪ ،‬كتــاب‬
‫اإلمارة ‪.)1848‬‬
‫‪ 88‬مجلة الولي ‪ /‬ب روت‪ :‬العد ‪116‬‬
‫‪25‬‬
‫َ َ ُ َْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـام‪ :‬تط ـ َـاو َم الن ــا ُ ف ــي‬ ‫وف ــي ح ــديث موق ــو ع ـ س ــيدنا عم ــر‪َ :‬ع ـ ْ تم ــيم ال ــدار‪ ، :‬رض ــاض هللا عن ــه‪ ،‬ق ـ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْالب َنــاء فــي َز َمـ ُع َمـ َـر َرضــا َض ُ‬
‫هللا َع ْنـ ُـه‪َ ،‬أ َ ـ َ‬
‫ً‪ ،‬جنـ ُـه ج ْســال َم ج‬ ‫ائ ْر َ‬ ‫ـام ُع َمـ ُـر‪َ :‬ريــا َم ْعشـ َـر ال ُع َرْ ــب‪ ،‬ائرً‬
‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ َ َ‬
‫اعــة‪ ،‬أ َم ـ ْ َســو َ ُل ق ْو ُمـ ُـه َعلــى الف ْ ــه‪ ،‬خـ َـان َح َيــاة لـ ُـه‬ ‫اعــة ج بإ َمــا َرة‪َ ،‬و ج َمــا َرة ج بط‬ ‫بجماعــة‪ ،‬و جم‬
‫ََُ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ََ َْ ْ َ َ َ ً َ َ‬
‫ان َهالخـا ل ُـه َول ُه ْـم ر‪ 89‬أبنـى عمـر رضـاض هللا عنـه اإلسـالم علـى‬ ‫ولهم‪ ،‬وم سو ل قومه على غ ر أ ه‪ ،‬خ‬
‫ا جماعة‪ ،‬والنى ا جماعة على اإلمارة‪ ،‬والنى اإلمارة على الطاعة‪ ،‬أ‪ :‬جنه أ رم ـ بناء علـى مـا معلمـه مـ‬
‫ً‬
‫ســيدنا الرســوم ﷺ ـ أن جســالم أــاعال ج بجماعــة علهلــا أم ــر ولــه الطاعــة‪ ،‬ثــم ب ـ ن نــو الطاع ــة!‬
‫قوم ــه عل ــى أس ــا الف ــهر‪ 90.‬أ‪ :‬عل ــى أس ــا‬ ‫أ ــرر أن الطاع ــة الص ــأيحة تك ــون ج ئم ــر أم ــرل ُ‬
‫ا أقم شر هللا‪ .‬أماكا يفيد الطلب في هذل ائحا يث وا ثار [ان ـر الف ـرة ا خاىـاى بموا ـفات‬
‫ا جماعة التض أمر الرسوم ﷺ لاا‪.‬‬
‫ال ـ ـرانح م ـ ـ أقـ ــوام ائ ـ ــولي ن والف هـ ــاء‪ ،‬أن مجـ ــر ائمـ ــر والطلـ ــب فـ ــي ائ لـ ــة يفيـ ــد الوجـ ــوب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والفرً‪ ،‬بل بد م قرائ تصـر ائمـر والطلـب ج ـى الفـرً والوجـوب أو خونـه مباحـا أو مقروهـا‬
‫ً‬
‫أو منــدوالا‪ 91،‬والرس ــومﷺ ف ــي هــذل ائحا ي ــث أم ــر ب ــالإل ام ا جماعــة‪ ،‬ونص ــوص ه ــذل ائحا ي ــث ور‬
‫أهلا مايلي‪:‬‬
‫‪ )1‬في حديث اب عبا قوله عليه السالم (ج مات ميتة جاهلية)‪.‬‬
‫‪ )2‬في حديث أضالة قوله عليه السالم ( مسأم عنلم)‪.‬‬
‫‪ )3‬في حديث النعمان قوله عليه السالم (والفرقه عذاب)‪.‬‬
‫‪ )4‬في حديث عرأجة قوله عليه السالم (أاقتلول)‪.‬‬
‫َََ َ َ َ‬
‫‪ )5‬في حديث ا أار قوله عليه السالم (أ د خلع رال ة اإلسالم م عن ه)‪.‬‬
‫أهــذل خلهــا ق ـرائ علــى أن الطلــب فــي ائحا يــث للجماعــة لــب جــازم‪ ،‬أالرســوم ﷺ يص ـ ميتــة‬
‫ملسلم با جاهليـة‪ ،‬و صـ أرقتـه بأ لـا عـذاب‪ ،‬و ـأمر عـدم السـ ام عنـه‪ ،‬و ـأمر ب تلـه‪ ،‬و ـوم عنـه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أنـه خلــع رال ــة اإلسـالم مـ عن ــه‪ ،‬ج جكا خـان هــذا املســلم قـد ارتقــب حرامــا أو تـرم أرضــا‪ ،‬أمــا تــارم‬
‫بأو ا زاجرة كهذل‪.‬‬ ‫املندوب أال يو‬

‫استحدا مصطلح "أهل السنة والجماعة"‪:‬‬

‫ي وم ائستاك أحمد أم ن في كتاب ههر اإلسـالم‪ ،‬روالسـنة فـي أهـل السـنة تحتمـل أحـد معنيـ ن‪ :‬جمـا‬
‫أن تكـون السـنة بمعنـى الطر ــة‪ ،‬أ‪ :‬أن أهـل السـنة اتبعـوا ر ــة الصـأابة والتـا ع ن فـي مســليمهم‬

‫‪ 89‬س ن الدارمي رقم ‪253‬‬


‫‪90‬أحمد ا خطيب‪ ،‬الولي‪ ،‬العد ‪116‬‬
‫‪ 91‬املســألة خالأيــة عنــد علمــاء أ ــوم الف ــه فــي مســألة ائمــر والنبــض جن خــان مجــر ائمــر يفيــد الوجــوب أم ‪ ،‬وحــوم ال ـرأ‪ :‬الــذ‪:‬‬
‫أ رجنــال أعــالل أن ــر‪ :‬ت ــي الــدي الن لــاني‪ :‬الةخصــية اإلســالمية‪ ،‬ا جــزء الثالــث‪ :‬أ ــوم الف ــه‪ ،‬ار ائمــة‪ ،‬ط‪1426 ،3‬ه ـ = ‪2005‬م‪،‬‬
‫أصل ائوامر والنواهي‪ ،‬ص ‪ 207‬ـ ‪.234‬‬
‫‪26‬‬
‫باملصشــا لات مـ غ ــر خــوً قيــق فــي معانهلــا‪ ،‬بــل ترخــوا علمهــا ج ــى هللا‪ ،‬وجمــا أن تكــون الســنة بمعنــى‬
‫ا أــديث أ‪ :‬أ لــم ي منــون بصــأيح ا أــديث‪ ،‬و رونــه مـ غ ــر تحــرز كث ــر‪ ،‬وتأو ــل كث ــر كمــا يفعــل‬
‫املعإل لة‪.92‬‬
‫تب ـ ن لنــا م ـ راســة ائحا يــث أن لف ـ (ا جماعــة) يطلــق ج علــى انضــواء املســلم ن تحــى رايــة‬
‫جمــام يعطونــه البيعــة‪ ،‬و منحونــه لــا الســلطان الــذ‪ :‬أعطــاهم هللا جيــال‪ ،‬علــى أن يحقــم أــهلم شــر‬
‫هللا معـا ى‪ ،‬أحـ ن يوجـد اإلمــام توجـد ا جماعــة‪ ،‬وحـ ن توجــد ا جماعـة‪ ،‬معطــي اإلمـام البيعــة أي ــدو‬
‫ً‬
‫جمام ــا‪ ،‬أهم ــا خ ــل ينف ــي‪ ،‬أل ــذلي يص ــح بح ــام أن تصس ــرى ائف ــة أو أرق ــة م ـ ائم ــة ون غ ره ــا‬
‫بو ـ ا جماعــة‪ ،‬أـال يصــح و ـ ائشــاعرة بأهــل ا جماعـة‪ ،‬و و ـ السـلفي ن أنفســهم بــأ لم‬
‫أهــل ا جماعــة‪ ،‬و و ـ أهــل ا أــديث بــأ لم أهــل ا جماعــة‪ ،‬و و ـ أهــل ائث ـر أنفســهم بــأ لم‬
‫أهــل ا جماعــة‪ ،‬أأه ــل ا جماعــة ه ــم جمهــور ائم ــة اإلســالمية ح ـ ن يع ش ــون فــي ه ــل ولــة جس ــالمية‬
‫تحقمهــم بالشــر ‪ ،‬ومـ ال ـرائ علــى كلــي أن العــام الــذ‪ :‬تنــازم أيــه ا أسـ بـ علــي بـ أبــي الــب‬
‫ع ـ ا أقــم ملعاو ــة ب ـ ابــي ســفيان (‪41‬ه ــ) ُســرض عــام ا جماعــة‪ ،‬أ ــد انضــوت تحــى هــذا املســرى‬
‫جمي ــع ال ــوى اإلس ــالمية الفقر ــة والعس ــقر ة الت ــض خان ــى مختلف ــة‪ :‬جماع ــة (عل ــي ب ـ أب ــي ال ــب) و‬
‫ً‬
‫جماعـ ــة (معاو ـ ــة ب ـ ـ أبـ ــي سـ ــفيان) وم ـ ـ وق ـ ـ علـ ــى ا أيـ ــا وا خـ ــوارن‪ ،‬أكـ ــانوا جميعـ ــا رجماعـ ــة‬
‫املسلم نر‪.93‬‬
‫ً‬
‫تناولنــا أيمــا ســبق مفهــوم الســنة ل ــة وا ــطالحا‪ ،‬وكــذلي مفهــوم ا جماعــة‪ ،‬وموا ــفات ا جماعــة‬
‫الت ــض أمرن ــا الرس ــوم ــلى هللا عل ــه وس ــلم بإيجا ه ــا والإل امه ــا وا أاأ ــة علهل ــا‪ ،‬وا ن س ــنعرن عل ــى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مفهوم (أهل السنة)‪ ،‬أهاتان الكلمتان عند اجتماعهما مشقالن مصطلأا واحدا ومفهوما لـه لـة‬
‫محد ة‪ ،‬وهو ما سندرسه ا ن‪.‬‬

‫ُ ُْ‬ ‫ُ‬
‫﴿هو سماك ُم امل ْسلمين * الحج ‪:﴾78‬‬
‫﴿و َجاهـ ُـدوا فــي اه َحــق‬‫ح ـ ن و ـ ال ــر ن امل ـ من ن‪ ،‬و ــفهم بــامل من ن والاملســلم ن‪ ،‬وقــام معــا ى‪َ :‬‬
‫ُ ُْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ ْ ُ‬
‫يم ۚ ُه َـو َسـماك ُم امل ْسـلم َن‬
‫ـيق ْم ج ْب َـراه َ‬ ‫اج َت َباك ْم َو َما َج َع َل َعل ْـيق ْم فـي الـدي مـ ْ َح َـرن ۚ ملـة أب‬ ‫ج َها ل ۚ هو‬
‫َ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ََٰ َ َ ُ َن ُ ُم َ ً َ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫يدا َعل ْيق ْم َوتكونوا ش َـه َد َاء َعلـى النـا ۚۚ أـأق ُيموا الصـالة َو تـوا‬ ‫م قبل وفي هذا ليكو الرسو شه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الز َخ َـاة َو ْ‬
‫اع َتصـ ُـموا بــاه ُهـ َـو َمـ ْـو ك ْم َ أــن ْع َم املـ ْـو َٰى ون ْعـ َـم النصـ ُر ﴾ ســورة ا حــا‪ ،)78‬قــام الطبــر‪ :‬فــي‬
‫َ‬
‫ُ ُْ‬
‫﴿ه َـو َسـماك ُم امل ْسـلم َن﴾ قـام‪ :‬أ‬ ‫تفس رل‪ :‬حدثنض يون ‪ ،‬قـام‪ :‬أخبرنـا ابـ وهـب‪ ،‬قـام‪ :‬قـام ابـ ز ـد ُ‬

‫‪ 92‬أحمد أم ن‪ :‬ههر اإلسالم‪ ،‬م سسة هنداو‪ :‬للتعليم والث اأة‪ ،‬ن ‪ ،4‬ص ‪789‬‬
‫‪ 93‬يــرى ائســتاك ز ــا ســالمه أنــه‪ :‬رمـ بــاب التجــوز يمقـ ج ــالا (جماعــة املســلم ن) علــى عامــة املســلم ن ولــو خــانوا يع شــون تحــى‬
‫هـل ا خالأـة ووجــو جمـام يجمعهــم‪ ،‬شـأن عامـة املســلم ن هـذل ائيــام‪ ،‬مـا امــوا لـم يتم ـ وا بأأكــار بدعيـة أو تــأو الت خا ـة ملســائل‬
‫كالميــة نشــأت علهلــا الفــرا ائخــرى‪.‬ر و أواأ ــه (الكاتــب) علــى كلــي اإل ــالا‪ ،‬وكلــي لتعلــق أحكــام شــرعية با جماعــة وترت ــب أحكــام‬
‫شرعية على ا خرون على مفاهيمها‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ً َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫اج َعل َنا ُم ْسل َم ْ ن ل َي َوم ْ ُكر ص َنا أمة ُم ْسـل َمة ل َـي ﴾ الب ـرة ‪ 128‬قـام‪ :‬هـذا قـوم‬ ‫ترى قوم جبراهيم ﴿و‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُ ُ‬
‫﴿هـ َـو َســماك ُم امل ْســلم َن﴾ ولـم يــذكر هللا باإلســالم واإليمــان غ ـر هــذل ائمــة‪ ،‬ككــرت باإليمــان‬ ‫جبـراهيم ُ‬
‫ً‬
‫واإلسالم جميعا‪ ،‬ولم نسمع بأمة ككرت ج باإليمان‪ ،‬انتبى‪.‬‬
‫جكن فق ررد اخ ررتص هللا هع ررالى ه ررذا األم ررة ب س ررمية املس ررلمين م ـ ون ائم ــم‪ ،‬وجن خ ــان أ ل ــق عل ــى‬
‫ائن ياء علهلم الصالة والسـالم و ـ اإلسـالم‪ ،‬ج أن اسـم املسـلم ن عالمـة علـى أمـة لـم يخـت بـه‬
‫ج هــذل ائمــة‪ ،‬أكــان موضــع شــر لهــا‪ .‬كمــا وأ لــق علــى أهــل املدينــة و ـ املهــاجر وائنصــار‪،‬‬
‫وامت ــدحهم هللا مع ــا ى ورض ــاض ع ــنلم بخص ــلتض ال ج ــرة والس ــبق فـ ـي اإلس ــالم‪ ،‬وخص ــلة نص ــرة ال ــدي‬
‫وجقام ــة الدول ــة‪﴿ ،‬وال ــذي من ــوا وه ــاجروا وجاه ــدوا ف ــي س ـ يل هللا وال ــذي َو ْوا ونص ــروا أولئ ــي ه ــم‬
‫َ َ َْ‬
‫ائ ْن َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫امل منــون ح ـ ًـا لهــم م فــرة ورزا كــر م ا نفــام ‪َ .)74‬‬
‫صــار‬ ‫﴿والســاب ُ ون ائولــون مـ َ امل َهــاجر و‬
‫َ ْ َ ْ ََ ْ َ‬
‫ائ ْ َل ُـار َخالـدي َ‬ ‫َ َ‬
‫ضوا َع ْن ُـه َوأ َعـد ل ُه ْـم َجنـات تجـر‪ :‬تحهلـا‬ ‫اه َع ْن ُل ْم َو َر ُ‬
‫وه ْم بإحسان َرضا َض ُ‬ ‫َوالذي َ ات َب ُع ُ‬
‫يم ﴾ التوالة ‪.)100‬‬ ‫أ َهلا َأ َب ًدا ۚ ََٰكل َي ْال َف ْو ُز ْال َع ُ‬
‫وجن ــام و ــلى وزعــم أنــه مســلم‪،‬‬ ‫قــام ســوم هللا ﷺ رمـ عــا بــدعوة ا جاهليــة أهــو ُجثــاء جهــنم‪ْ ،‬‬
‫ر‬
‫فادعو بدعوة هللا التي سماكم بها‪ :‬املسلمين عباد هللار‪94‬‬

‫فهنا أمر صريح من الرسول ﷺ بأن ندعو بدعوة هللا هعالى التي سمانا بها‪ :‬املسلمين عباد هللا‪،‬‬
‫ي ـ ــوم ائسـ ــتاك جب ـ ـراهيم العسـ ــع بـ ــأن مسـ ــرى املسـ ــلم ن وأهـ ــل السـ ــنة يشـ ــمل خـ ــل املسـ ــلم ن و‬
‫ي تص ــر عل ــى أرق ــة ون أخ ــرى؛ أ ــام‪:‬ر جن ا س ــم ال ــذ‪ :‬ارته ــاى لن ــا ر ُّب الع ــزة ا نصس ــاب جلي ــه ه ــو‬
‫اج َت َب ـ ُـاك ْم َو َم ــا َج َع ـ َـل َع َل ـ ْـي ُق ْم ف ــي ال ــدي م ـ ْ‬
‫اإلس ــالم‪ ،‬ق ــام مع ــا ى‪َ ﴿ :‬و َجاه ـ ُـدوا ف ــي اه َح ــق ج َه ــا ل ُه ـ َـو ْ‬
‫َ َ ُ ْ ْ َ َ ُ َ َ ُ ُ ُْ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ ً َ ُ‬
‫يدا َعل ـ ْـيق ْم‬ ‫َح ـ َـرن مل ــة أب ــيقم جب ــراهيم ه ــو س ــماكم املس ــلم ن م ـ قب ــل وف ــي ه ــذا ليك ــون الرس ــوم ش ــه‬
‫َْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اع َتصـ ُـموا بــاه ُهـ َـو َمـ ْـو ك ْم أــن ْع َم املـ ْـو ى‬ ‫َو َت ُك ُونــوا ُشـ َـه َد َاء َع َلــى النــا َأـ َـأق ُيموا الصـ َـال َة َو ُتــوا الز َخـ َـاة َو ْ‬
‫َون ْع ـ َـم النصـ ـ ُر *﴾ ا ح ــا ‪ .)78‬وه ــذا ا س ــم ه ــو ال ــذ‪ :‬أرا ل لن ــا رس ــوم هللا ﷺ‪ :‬رمـ ـ ع ــا ب ــدعوة‬
‫وجن ـام و ـلى وزعـم أنـه مسـلم‪ ،‬فرادعو بردعوة هللا التري سرماكم بهرا‪:‬‬ ‫ا جاهلية أهو ُجثـاء جهـنم‪ْ ،‬‬
‫املسلمين عباد هللار‪95‬‬
‫ُ‬
‫ول ــد َســأم معاو ــة ابـ َ عبــا رضــاض هللا عــنلم أ ــام‪ :‬أنــى علــى ملــة عثمــان أو علــى ملــة علــي أ ــام‪:‬‬
‫لسـ ُـى علــى ملــة علــي‪ ،‬و ملــة عثمــان‪ ،‬بــل أنــا علــى ملــة رســوم هللا ﷺر وقــام اب ـ تيميــة رحمــه هللا‪:‬ر‬
‫ُ‬
‫الواجــب علــى املســلم جكا ُســئل ع ـ كلــي أن ي ــوم‪ :‬أنــا شــقيلي و قرأنــد‪ 96،:‬بــل أنــا مســلم ُمتبــع‬
‫وهللا قــد ســمانا فــي ال ــر ن املســلم ن املـ من ن‬ ‫وســنة رســوله ﷺر‪ ،‬وقــام رحمــه هللا معــا ى‪:‬ر ُ‬ ‫لقتــاب هللا ُ‬

‫(جثــاء‪ :‬جمــع ُجثــوة؛ هــو‬


‫‪ 94‬مســند أحمــد ‪ 17344‬ومرقــاة املفــاتيح شــرح مشــكاة املصــابيح‪ :‬كتــاب اإلمــارة‪ ،‬حــديث رقــم ‪ ،3694‬ومعنــى ُ‬
‫مم يجثون على الركب في جهنم‪ ،‬أو أنه م جماعات أهل جهنم‪ :‬لسان العرب ‪)132/14‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ 95‬مســند أحمــد ‪ 17344‬ومرقــاة املفــاتيح شــرح مشــكاة املصــابيح‪ :‬كتــاب اإلمــارة‪ ،‬حــديث رقــم ‪ ،3694‬ومعنــى (جثــاء‪ :‬جمــع جثــوة؛ هــو‬
‫مم يجثون على الركب في جهنم‪ ،‬أو أنه م جماعات أهل جهنم‪ :‬لسان العرب ‪)132/14‬‬
‫ُ‬
‫‪ 96‬شقيلي وقرأند‪ ::‬أسماء أرا في زمان اب تيمية رحمه هللا معا ى وككرها اب تيمية في خر ا جزء الثالث م مجمو الفتاوى‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫عبــا هللا‪ ،‬فررال نعرردل عررن األسررماء الترري سررمانا بهررا إلررى أسررماء أحررداها قرروم سررموها هررم و بررا هم مررا‬
‫انزل هللا بها من سلطانر‪97.‬‬

‫فمصطلح املسلمين مصطلح عام يستوعب كرل مرن قرال ال إلره إال هللا‪ ،‬محمرد رسرول هللا‪ ،‬مهمرا‬
‫اختلفنررا معرره خالفررات فقهيررة أو فــي تفسـ ر عـ املســائل الع ديــة التــض تصــل حــد جنكــار معلــوم‬
‫م الدي بالضرورة‪.‬‬

‫لم ُيعهد عن الرسول ﷺ وصف املسلمين بأهل السنة‬


‫لــم ُيعهــد عـ الرســوم ﷺ و ـ املســلم ن بأهــل الســنة‪ ،‬و بالشــيعة‪ ،‬و باملعإل لــة‪ ،‬وجن خــان قــد‬
‫أمر ﷺ بالإل ام سنته‪ ،‬وا قتداء به‪ ،‬ولم ُيسمع مصطلح (أهل السـنة) عـ أحـد مـ الصـأابة رضـاض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هللا عـ ــنلم جميعـ ــا‪ ،‬أ‪ :‬أن املصـ ــطلح لـ ــم يق ـ ـ معروأـ ــا فـ ــي ـ ــدر اإلسـ ــالم‪ .‬والروايـ ــات التـ ــض نس ـ ـ ى‬
‫للصأابة والتا ع ن والتض ُيفهم منلا استخدام مصطلح (أهـل السـنة) علـى أنـه أرقـة أو ائفـة ُجلهـا‬
‫ضعي ‪ ،‬أو أ لا لم تق معنض أرقة أو ائفة؛ م كلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ككــر ابـ كث ــر رحمــه هللا معــا ى فــي تفسـ رل قــو نســبه بـ عبــا رضــاض هللا عنلمــا‪ ،‬وككـ َـر أيضــا فــي‬
‫تفس ر اب أبي حاتم‪َ :‬حد َث َنا ُم َحم ُد ْب ُ ْال َعبا ‪ ،‬ثنا ُم َحم ُد ْب ُ َعلي ْب َح ْم َز َة ْاملَ ْر َوز ُّ‪ ،:‬ثنا َح ْف ُ ْبـ ُ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫ُع َمـ َـر امل ْ ــر ُث‪ ،‬ثنــا َعلـ ُّـي ْب ـ ُ ق َد َامــة‪َ ،‬ع ـ ْ ُم َجاشــع ْب ـ َع ْمــر َو َع ـ ْ َع ْبــد القــر م ا َجـ َـزر‪َ ،:‬ع ـ ْ َســعيد ْب ـ‬
‫ـام‪َ :‬ت ْ َـي ُّ ُو ُج ُ‬
‫ـول‬ ‫ُج َب ْ ر‪َ ،‬ع ْاب َعبا في َق ْوله‪(َ :‬ي ْو َم َت ْ َي ُّ ُو ُجول َو َم ْس َو ُّ ُو ُجول م عمـران ‪َ )106‬ق َ‬
‫اعة‪ .‬وأولو العلم‪ ،‬وأما الذي اسـو ت وجـوههم‪ :‬أأهـل البـد والضـاللة‪ .‬أ‪.‬ه ـ‪ .‬وقـد‬ ‫السنة َوا ْ َج َم َ‬ ‫أهل ُّ‬
‫حقم مح ـق القتـاب نشـأت بـ كمـام علـى جسـنا هـذا ائثـر ب ولـه‪ :‬كـذب‪ ،‬موضـو ‪ ،‬علـي بـ قدامـة‬
‫ً‬
‫ضــعي ‪ ،‬ومجاشــع ب ـ عمــرو خــان كــذابا ـ كمــا قــام اب ـ مع ـ ن‪ ،‬وم ســرة ب ـ عبــد رالــه كــذلي كــذاب‪.‬‬
‫ً‬
‫أ‪.‬ه ـ ـ‪ .‬وقـ ــام مشـ ــهور حس ـ ـ مح ـ ــق كتـ ــاب رجعـ ــالم املـ ــوقع نر‪ :‬جسـ ــنا ل ضـ ــعي جـ ــدا‪ ،‬جن لـ ــم يق ـ ـ‬
‫ً‬
‫موضـوعا‪ ،‬أفيـه علـي بـ قدامــة ضـعي ‪ ،‬وشـيخه مجاشـع بـ عمــرو ا لـم بالقـذب‪ ،‬وشـيخه م ســرة‬
‫مثلــه‪ ،‬ثــم جن املتأمــل فــي هــذا التفسـ ر يجــد أيــه نكــارة‪ ،‬وهــي أنــه مخــال لــن ال ــر ن القــر م‪ ،‬أ ــد‬
‫بين هللا هعالى لنا من هم الذين تبيض وجوههم‪ ،‬ومن الذين هسود وجروههم‪ ،‬أ ـام‪ َ :‬ي َ‬
‫ـوم ت ـي‬
‫ومســو وجــول أأمــا الــذي اس ـو ت وجــوههم أكفــرتم عــد جيمــانقم أــذوقوا العــذاب بمــا كنــتم‬ ‫وجــول ْ‬
‫ـوههم أفــي رحمــة هللا هــم أهلــا خالــدون م عمـران ‪ 106‬أ‪ .‬ه ـ‪98.‬‬ ‫تقفــرون وأمــا الــذي ابيضــى وجـ ً‬
‫ومجاش ــع بـ ـ عم ــرو ال ــوار ف ــي س ــند ه ــذل ائث ــر ض ــعي منق ــر م ــهلم‪ .‬قال ــه ابـ ـ معـ ـ ن وأب ــو ح ــاتم‬
‫ً‬
‫والبخ ــار‪ :‬والع يل ــي وابـ ـ حب ــان وا أ ــاكم وال ــدارقطنض‪ .‬وعل ــي بـ ـ قدام ــة أي ــه ض ــع أيض ــا‪ ،‬ق ــام‬
‫الــذهيض فــي امل ـ ان‪ :‬أشــار اب ـ معـ ن ج ــى لـ ن أيــه ب ولــه‪ :‬لــم يقـ البــائ مم ـ يقــذب‪ .‬قــام أبــو حــاتم‬
‫الراز‪ ::‬ل ب و‪ .:‬اهـ‪.‬‬

‫‪ 97‬جبراهيم العسع ‪ :‬السل والسلفيون‪ :‬ر ة م الداخل‪ ،‬ار البيارا‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬هـ = ‪1998‬م‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪ 98‬اب قيم ا جوز ة‪ :‬جعالم املوقع ن ع رب العامل ن‪ ،‬ار اب ا جوز‪ ،:‬ا جلد الثاني‪ ،‬ص ‪( 475‬تح يق مشهور حس م سلمان)‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫َ ْ ُ ُ َ ْ َُْ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ـام‪ :‬ر خـانوا‬ ‫وفي كتاب البد ب وضاح‪َ :‬حدث َنا أ َسد‪َ ،‬ع الراليع ْب َ يح‪ ،‬ع يـون بـ عبيـد‪ ،‬ق‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َََ ُ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ـام لـ ُـه َر ُجــل‪ :‬ر َيــا أ َبــا َســعيد‪َ ،‬مــا تـ َـرى فــي َم ْجلسـ َـنا َهــذا قـ ْـوم م ـ ْ أه ـل‬ ‫يجتمعــون أأتــاهم ا أس ـ أ ـ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعــة َ يطعنــون َعلــى أ َحــد‪ ،‬ن ْجتمـ ُـع فــي َب ْ ــى َهــذا َي ْو ًمــا‪َ ،‬وفــي َب ْ ــى َهــذا َي ْو ًمــا‪ ،‬أ َن ـ َـرأ كتـ َ‬
‫َ‬ ‫الســنة َوا ْ َج َم َ‬
‫ُّ‬
‫ـاب‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َْ ُ َ َ َ َ ُْ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اه‪َ ،‬و َنـ ْـد ُعو َرال َنــا‪َ ،‬و ُن َ‬
‫ـام‪ :‬أ َن َبــى ع ـ كلـ َـي‬ ‫صــلي َعلــى النيــض ﷺ‪ ،‬ونــدعو ئنفســنا ولعامــة املســلم ن قـ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ا َأ َس ُ أشد الن ْبض‪.‬‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ‬ ‫ً َ‬
‫ـام‪ :‬ر ل ي ُـى ل َأـة ْبـ َ ُع َب ْيـد اه‬ ‫ان ْب أبـي َعيـا ق‬ ‫وأيه أيضا‪ :‬نا أ َسد‪َ ،‬ع الراليع ْب َ يح‪ ،‬ع أب‬
‫اعـة‪َ َ ،‬ي ْط َع ُنـو َن َع َلـى َأ َحـد مـ َ‬ ‫السـنة َوا ْ َج َم َ‬ ‫ْب َكر ز ا ْ ُخ َزالي‪َ ،‬أ ُ ْل ُى َل ُه‪َ :‬ق ْوم مـ ْ ج ْخ َوان َـي مـ ْ أهـل ُّ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫امل ْس ــلم َن َي ْج َتم ُع ــون ف ــي َب ْ ــى َه ــذا َي ْو ًم ــا‪َ ،‬وف ــي َب ْ ــى َه ــذا َي ْو ًم ــا‪َ ،‬و َ ْج َتم ُع ــون َي ـ ْـو َم الن ْ ـ ُـروز َوامل ْه َر َج ــان‬
‫ـام َ ْل َأ ُة‪:‬رب ْد َعــة م ـ ْ َأ َشــد ْالبـ َـد ‪َ ،‬واه َل ُهـ ْـم َأ َشـ ُّـد َم ْع ًيمــا للن ْ ـ ُـروز َو ْاملَ ْه َر َجــان م ـ ْ‬ ‫ـومو َ ُل َما‪َ ،‬أ َ ـ َ‬ ‫صـ ُ‬ ‫َو َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ َ َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ْ ُ ْ َ َ ََ‬
‫اســص ْي َ أن ـ ُ ْب ـ ُ َمالــي أ َوث ْ ـ ُـى جل ْي ــه أ َســأل ُت ُه ك َم ــا َســأل ُى ل َأ ــة‪ ،‬أ ـ َـر َعلــي م ْث ـ َـل ق ـ ْـوم‬ ‫غ ــرهم‪ ،‬ث ــم‬
‫يعا ر‬ ‫َ ْل َأ َة َخ َأن َما خانوا على م َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫وهمررا م ـ روايــة الراليــع ب ـ ـ يح [تــوفي ســنة ‪160‬ا وهــو مضــطرب جــدا‪ .‬و خ ـ اب ـ حبــان القــالم‬
‫ً‬
‫أيه جيدا وقام‪ :‬خان مـ ُعبـا أهـل البصـرة وزهـا هم وخـان يشـبه ب تـه بالليـل بب ـى النحـل مـ ك ـرة‬
‫ً‬
‫الت ج ــد ا أن ا أ ــديث ل ــم يقـ ـ مـ ـ ــناعته أك ــان َال ـ ُـم أيم ــا ي ــرو‪ :‬كث ـ ـرا حت ــى وق ــع ف ــي حديث ــه‬
‫املنقرات م حيث يشعر يعجبنض ا حتجان به جكا انفر ‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وفي الرواية الثانية أبان ب عيا وهو ضعي مإلروم منقر عند ا أفاي م أمثـام شـعبة ووكيـع‬
‫ض ــل‬ ‫وأب ــي عوان ــة وأحم ــد و ح ــى ب ـ مع ـ ن أ ــال تص ــح بت ــة‪ .‬وف ــي اإلبان ــة القب ــرى أيض ـ ًـا‪َ :‬ح ــد َث َنا َأ ُب ــو ْال َف ْ‬
‫ائ َ ـ ُّـا‪َ ،‬قـ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫اا‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـام‪َ :‬حــد َث َنا ُم َحمـ ُـد ْبـ ُ ج ْسـ َـأ َ‬ ‫َج ْع َفـ ُـر ْبـ ُ ُم َحمــد ْال َ ـ ْـاأ َالئ ُّي‪َ ،‬قـ َ‬
‫ـام‪:‬‬ ‫ـام‪َ :‬حــدث َنا أ ُبــو َســعيد‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َحـدث َنا َع ْب ُـد اه ْبـ ُ خـ َـرا الشـ ْ َبان ُّي‪َ ،‬عـ ال َعــوام ْبـ َح ْوشـب‪َ ،‬عـ ْ َسـعيد ْبـ ُج َب ْ ــر‪ ،‬فـي ق ْولـه م َعــا ى‪:‬‬
‫َ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫اعـةر جعفـر بـ محمـد ث ـة‪ ،‬ومحمـد بـ‬ ‫ََو َعم َل َ ا ًأا ثم ا ْه َت َدى ه ‪ 82‬قـام‪:‬رلزم السـنة وا جم‬
‫ً‬
‫جسـأاا هـو ابـ خز مـة اإلمــام‪ ،‬أبـو ســعيد عبـد هللا بـ ســعيد ائ ـا ث ــة أيضـا‪ ،‬ولقـ عبـد هللا بـ‬
‫خـرا ضـعي منقـر كمــا ـرح بـه أبــو زرعـة وأبـو حـاتم والبخــار‪ .:‬وقـام ابـ عــد‪ ::‬عامـة مـا يــرو‪:‬‬
‫غ ر محفوي‪.‬‬
‫ً‬
‫م هنا‪ ،‬ألنا أن ن وم بأن املصطلح لم يكن معروفا [ ال سيما حسب داللته املعاصررة فري صردر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلس ررالم البت ررة‪ .‬والالت ــا ي أ ــإن مص ــطلح رأه ــل الس ــنةر ل رريس مص ررطلحا ش رررعيا فل رريس ل رره حقيق ررة‬
‫شرررعية ُيعرررف بهررا‪ ،‬بــل ه ــو مصررطلح عرفرري خررا اســتخدمه أه ــل ا أــديث ثــم اســتخدمه علمــاء‬
‫القــالم لتمي ـ أنفســهم ع ـ الفــرا اإلســالمية ائخــرى‪ .‬أهــا هــو كتــاب املو ــأ لبمــام مالــي يخلــو م ـ‬
‫ً‬
‫خلمـة (أهـل السـنة)‪ ،‬واإلمـام مالـي تـوفي فـي ســنة ‪ 179‬لل جـرة! ألـو خـان املصـطلح معروأـا حتـى كلــي‬
‫التار خ لذكرل اإلمام مالي رضاض هللا عنه!‬
‫وه ــذا كت ــاب ائم للش ــاأيي‪( ،‬ت ــوفي ‪ 204‬لل ج ــرة) ل ــم ت ــذكر أي ــه لف ــة أه ــل الس ــنة ج م ــرة واح ــدة‪،‬‬
‫وسياقها يدم على أنه يعنـض مـا نفهمـه اليـوم مـ ككـر رأهـل السـنة وا جماعـةر قـام رضـاض هللا عنـه‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َْ ً ْ ُ ُ‬
‫ضــا َيأخــذ م ـ ْ أهــل ال َعـ ْـدم ا َأــق ئهــل ا َأـ ْـرب َوالذمــة َوج ْن َم َنـ َـع أهــل ا َأـ ْـرب ا َأــق َي ـ ُـع‬ ‫روكــذلي أي‬
‫ََ َ‬
‫السنة م ْ أهل ي اه معا ىر‬ ‫َع َل ْهل ْم َو َأ َح ُّق النا بالص ْبر ل ْل َأق أهل ُّ‬
‫ً‬
‫ولم ير ككر أهل السنة في كتابه (الرسالة)‪ ،‬ولو خان مثل هذا املصطلح معروأـا فـي زمانـه ئك ـر مـ‬
‫استعماله! ثم جننض بحثى في مسند اإلمام أحمد ب حنبل‪ ،‬وفي كتابه أضائل الصـأابة‪ ،‬وفـي كتابـه‬
‫الزهد‪ ،‬ع مصطلح أهل السنة ألم ير في مإلن املسند و في تلـي القتـب و مـرة واحـدة‪ ،‬وقـد روى‬
‫اإل ـ ــطخر‪ :‬ع ـ ـ اإلمـ ــام أحمـ ــد قولـ ــه‪ :‬رهـ ــذل مـ ــذاهب أهـ ــل العلـ ــم وأصـ ــأاب ائثـ ــر وأهـ ــل السـ ــنة‬
‫املتمســق ن عروقهــا‪ ،‬املعــروأ ن لــا‪ ،‬امل تــدى لــم أهلــا م ـ لــدن أصــأاب النيــض ﷺ ج ــى يومنــا هــذا‪،‬‬
‫ً‬
‫وأ رك ــى م ـ أ رك ــى م ـ علم ــاء أه ــل ا حج ــاز والش ــام وغ ــرهم علهل ــا‪ ،‬أم ـ خ ــال ش ـ ًئا م ـ ه ــذل‬
‫امل ــذاهب‪ ،‬أو ع ـ أهل ــا‪ ،‬أو ع ــاب قائله ــا أه ــو مبت ــد خ ــارن م ـ ا جماع ــة‪ ،‬زائ ــل ع ـ م ــن ا الس ــنة‬
‫وسـ يل ا أــقر‪ .‬اه ـ‪ .‬وقــد جــاء فــي كتــاب حــا ‪ :‬ائرواح ج ــى بــال ائأـراح بـ ال ــيم نســبة هــذا ال ــوم‬
‫ج ى حرب احب اإلمام اب حنبل‪99.‬‬

‫ابن سيرين وعمربن عبد العزيزأول من استخدم هذا املصطلح‪ ،‬ولكن كيف؟‬
‫ولعــل أوم ههــور لهــذا املصــطلح‪ :‬أ‪ :‬أهــل الســنة‪ ،‬هــو الــذ‪ :‬جــاء فــي كــالم اب ـ س ـ ري ـ املتــوفى ســنة‬
‫‪ 110‬هـ ـ ح ن قام‪( :‬خـانوا يسـألون عـ اإلسـنا حتـى وقعـى الفتنـة‪ ،‬ألمـا وقعـى الفتنـة سـألوا عـ‬
‫اإلســنا ‪ُ ،‬ليحــد حــديث أهررل السررنة و ُ إلــرم حــديث أهررل البدعررة)‪100‬والــح أن معنــال‪ :‬املشــت ل ن‬
‫بالسنة وروا لا الث ات‪ .‬وههر في رسالة لعمر ب عبد العز ز ير أهلا على ال در ـة قـام أهلـا‪ ...( :‬وقـد‬
‫علمــتم أن أهــل الســنة خــانوا ي ولــون‪ :‬ا عتصــام بالســنة نجــاة)‪ ،‬وعلــى ائرنــح أنــه يفهــم مـ قولــه مــا‬
‫أهم مـ قـوم ابـ سـ ري قبـل قليـل‪ .‬أاسـتعمام اللفـ مـ بـاب امل ابلـة بـ ن لفـ السـنة والبدعـة‪،‬‬
‫ال من باب استحضار مذهب أو طائفة!‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أقما ترى م الصعوالة بمكان التح يق في بداية ههور املصطلح‪ ،‬وجن ككر أإنمـا يـذكر ككـرا عـابرا‬
‫ً‬
‫ي هر منه أنه ملا يق عد مبلورا فة لفرقة أو جماعة معينة‪.‬‬
‫ً‬
‫وصف أهل الحدي بأنهم أهل السنة والجماعة كان بصفته "منهجا" ال "فرقة"‬
‫ولعــل املص ــطلح ق ــد ب ــدأ ب ــالتبلور ف ــي بداي ــة ال ــرن الثال ــث ال ج ــر‪ ،:‬نالح ـ ق ــوم ا خليف ــة العباس ــاض‬
‫ُ‬
‫املــأمون [‪ 170‬ـ ‪218‬هـ ـ = ‪ 786‬ـ ‪833‬ما فــي رس ــالته إلســأاا ب ـ جب ـراهيم واليــه علــى ــدا ‪ :‬رثــم ه ــم‬
‫الــذي جــا لوا بالبا ــل ليدحضــوا بــه ا أــق‪ ،‬أــدعوا ج ــى قــولهم‪ ،‬ونسرربوا أنفسررهم إلررى السررنة فــي خــل‬
‫َ‬ ‫أصل م كتاب هللا َق َ‬
‫ص م تالوته‪ُ ،‬وم ْبطل قولهم‪ ،‬ومقذب عـواهم‪ ،‬ثـم أههـروا مـع كلـي أ لـم‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫والف ْرقــة‪ ،‬أاســتطالوا بــذلي‬ ‫أهررل الح ر والرردين والجماعررة‪ ،‬وأن َم ـ ســواهم أهــل البا ــل والق ْفــر‬

‫‪ 99‬اب قيم ا جوز ة‪ :‬حا ‪ :‬ائرواح ج ى بال ائأراح؛ ص‪.258‬‬


‫‪ 100‬صــأيح مســلم ـ امل دمــة ـ بــاب ‪ 5‬ـ ار الفقــر ـ ب ــروت ـ ‪ 1978‬م‪ ،‬القفايــة فــي علــم الروايــة ‪ /‬ا خطيــب الب ــدا ‪ 122 ::‬ـ ار القتــب‬
‫العلمية ـ ب روت ـ ‪ 1988‬م‬
‫‪31‬‬
‫َ‬
‫وغـ ُّـروا ا ُجهــامر وخــان املــأمون يعنــض بــذلي م ـ و ــفهم ب ولــه‪ :‬رالســوا ائع ــم م ـ حشــو الرعي ــة‬
‫وســفلة العامــة ممـ ن ــر لــه و رو ــةر ورر وســهم مـ ال ضــاةر‪ .‬ولعلنــا نســتنبا وجــو مصــطلح‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أهل السنة وا جماعة م قوم ا خليفـة املـأمون اسـتنبا ا تصـر حا‪ ،‬و أ ر‪ :‬أخـان مبلـورا وقهلـا [‬
‫ال رن الثاني والثالث ال جر‪:‬ا أم لم يق عد!‬
‫وق ــد قـ ـرأت أن ال ــدكتور رض ــوان الس ــيد وق ــع عل ــى مخطو ــة معإل لي ــة مع ــو ئواخ ــر ال ــرن الث ــاني‬
‫ال جــر‪ :‬أهلــا جشــارة ج ــى أهــل الســنة وا جماعــة‪ ،‬ولعلنــا ن ــوم بــأن تلــي الفإلــرة هــي أإلــرة بدايــة تبلــور‬
‫ً‬
‫مصــطلح أهــل الســنة منس ـوالا جماعــة أهــل ا أــديث مثــل اإلمــام أحمــد‪ ،‬واب ـ راهو ــه‪ ،‬وابـ معـ ن‪،‬‬
‫ً‬
‫واب املدينض‪ ،‬وتالميذهم‪ ،‬خصو ا وأن كلي العصر شهد اتخـاك املعإل لـة بطانـة للمـأمون‪ ،‬وسـعهلم‬
‫متح ــان الن ــا بخل ــق ال ــر ن‪ ،‬أك ــأن أه ــل ا أ ــديث اتخ ــذوا ئنفس ــهم ه ــذا ا خ ــا ليكون ــوا حم ــاة‬
‫للع يــدة‪ ،‬وهــم أهــل لــذلي! وخانــى مســميهلم مـ بــاب ن جهــم ن ــا رســوم هللا ﷺ وســنته‪ ،‬مـ بــاب‬
‫اتخاك نفسهم فرقة دون الفقهاء وغيرهم من عامة املسلمين! أتنبه لهذا أهو غاية في ائهمية‪.‬‬
‫لعــل الفــرا ب ـ ن مســمية أهــل ا أــديث أنفســهم أو مســميهلم م ـ قبــل غ ــرهم بأهــل الســنة‪ ،‬هــو م ـ‬
‫ب ــاب امل ــن ا وا ش ــت ام‪ ،‬أه ــم اش ــت لوا بجم ــع ا أ ــديث وتدو ن ــه وا قت ــداء س ــنة رس ــوم هللا ﷺ‪،‬‬
‫ً‬
‫واشــت لوا بــالر ج ــى الســنة فــي خــل شــأن‪ ،‬لررذلك كررانوا أهررل السررنة "منهجررا" و "مدرسررة" ال "طائفررة"‬
‫أو"فرق ررة"‪ ،‬ب نم ــا خ ــان الس ــا ة ائش ــاعرة يصس ــمون باس ــم أه ــل الس ــنة وا جماع ــة كفرق ــة لتمي ـ ـ‬
‫ـمعى الزعفرانـي ي ـوم‪ :‬مـا علـى وجـه‬ ‫أنفسـهم عـ أـرا املتكلمـ ن ائخـرى‪ .‬قـام جبـراهيم بـ يح ـى‪( :‬س ُ‬
‫ائرً ق ـ ــوم أأض ـ ـ ُـل مـ ـ ـ أص ـ ــأاب ه ـ ــذل ا أ ـ ــابر‪ ،‬يصبع ـ ــون ث ـ ــار رس ـ ــوم هللا –ﷺ‪ -‬و قتبو ل ـ ــا خ ـ ــي‬
‫ً ً‬
‫تنـدر )‪ ،‬وقــام جبـراهيم ا أربــي‪ ( :‬أعلــم عصــابة خ ـرا مـ أصــأاب ا أــديث‪ ،‬جنمــا ي ــدو أحـ ُـدهم‬
‫ــلى‪ ،‬جيــاكم أن تجلســوا ج ــى أهــل البــد ؛ أــإن‬ ‫ومعــه محبــرة أي ــوم‪ :‬كي ـ أعــل النيــض ‪-‬ﷺ‪ -‬وكي ـ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الرجـل جكا أقبـل ببدعتـه لـ ُيفلـح)‪ .‬وقـام اإلمــام الشـاأيي رضـاض هللا عنـه أــهلم‪ (:‬جكا رأيـى رجـال مـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أص ــأاب ا أ ــديث أك ــأني رأي ـ ُـى رج ــال مـ ـ أص ــأاب الني ــض ‪-‬ﷺ‪ -‬جـ ـزاهم هللا خ ـ ـرا‪ ،‬ه ــم حف ــوا لن ــا‬
‫ائ ل؛ ألهم علينا الفضل)‪ ،‬وكما ترى غلب علهلم اسم أصحاب الحدي ‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫أهل السنة بين مدرستي أهل الرأي وأهل الحدي ‪:‬‬
‫هنــام قضــية هامــة بــد مـ ككرهــا رالمــا يكــون لهــا عالقــة باملوضــو ‪ ،‬وهــي أن الف ــه لــدى املســلم ن‬
‫أن سم في ال رن الثاني لل جرة ج ـى مدرسـت ن وهمـا مدرسـة أهـل ا أـديث ومدرسـة أهـل الـرأ‪ ،:‬وخـان‬
‫علــى را مدرســة أهــل ا أــديث اإلمــام مالــي ب ـ أن ـ ‪ ،‬وخــان علــى رأ املدرســة ائخــرى اإلمــام أبــو‬
‫حنيفة‪ ،‬وخان ي لب على ائو ى جتبا ائثر والبعـد عـ ال يـا ‪ ،‬والثانيـة اإلكثـار مـ ال يـا والـرأ‪:‬‬
‫واإلقــالم مـ ائخــذ بخبــر الواحــد‪ .‬وخــان هنــام نــو مـ الصـرا بـ ن املدرســت ن ثــم تطــورت املدرســة‬
‫ائو ى على يد اإلمام أحمد بـ حنبـل وأ ـبحى مدرسـة أ ـه وحـديث ثـم ع يـدة علـى يـد ابـ تيميـة‪،‬‬

‫‪101‬ائستاك يوس الساري اض‬


‫‪32‬‬
‫وتوس ــا اإلم ــام الش ــاأيي ب ـ ن املدرس ــت ن ف ــي الف ــه‪ .‬والالت ــا ي أمدرس ــة أه ــل ا أ ــديث ل ــتم بالس ـ ن‬
‫وا ثــار أك ــر م ـ ال يــا ‪ ،‬ومدرســة أهــل ال ـرأ‪ :‬خائحنــا والشــاأعية غلــب علــهلم ال يــا وأ ــبح‬
‫أك ــر جتب ــاعهم م ـ املاتر دي ــة وائش ــاعرة ف ــي الع ي ــدة‪ ،‬أص ــار هن ــام اقإل ـران ب ـ ن علم ــاء الق ــالم م ـ‬
‫ائشــاعرة واملــذهب الشــاأيي‪ ،‬واقإل ـران ب ـ ن املاتر ديــة واملــذهب ا أنفــي‪ ،‬واقإل ـران ب ـ ن ا أنابلــة أهــل‬
‫ً‬
‫ا أديث وال ن املدرسة السلفية ح ا في علم التوحيد‪.‬‬
‫ي وم الشيخ محمد ا أوت الب رومي‪ 102‬ما نصه‪ :‬راملالقية والشاأعية أشعر ة وجمـامهم أبـو ا أسـ‬
‫ائش ــعر‪ :‬م ـ كر ــة أب ــي موس ــاى ائش ــعر‪ :‬رض ــاض هللا عن ــه‪ ،‬وا أنفي ــة ماتر دي ــة وجم ــامهم أب ــو منص ــور‬
‫املاتر د‪ :‬وهما جماما أهل السنة وا جماعةر اهـ‪.‬‬
‫أســرى ا أنابلــة أنفســهم بأهــل الســنة بمعنــى ائثــر وا أــديث‪ ،‬وســرى ائشــاعرة واملاتر ديــة أنفســهم‬
‫بأه ــل الس ــنة م اب ــل أه ــل البدع ــة م ـ املعإل ل ــة وا جبريــة والش ــيعة وغ ــرهم‪ ،‬خصو ــا وأن املعتزل ررة‬
‫كانوا قد هسموا باسم‪ :‬أهل التوحيد والعدل‪ ،‬أكانـى ائشـاعرة ت ابـل كلـي بصسـمية‪ :‬أهـل السـنة‪،‬‬
‫ثـ ـم تم ــى جض ــاأة ا جماع ــة ا ــى أه ــل الس ــنة لي ــوم خ ــل أر ــق ب ــأن غالبي ــة املس ــلم ن مع ــه أأ ــبح‬
‫مصــطلح أهــل الســنة وا جماعــة محــل ـرا ب ـ ن ا أنابلــة وال ـ ن املتكلم ـ ن‪ ،‬خــل يــدلي بأنــه هــو أهــل‬
‫السنة وا جماعة ليعطي لنفسه ي الشرعية‪ ،‬وهللا أعلم‪103.‬‬
‫وحسب الـدكتور محمـد عمـارة أ ـدر تبلـورت السـلفية النصو ـية ائو ـى ـ كفرقـة ومدرسـة وتيـار ـ‬
‫عل ــى ي ــد اإلم ــام ال ــور أحم ــد بـ ـ حنب ــل ك ــر أع ــل نصوى ــاض عل ــى ع الني ــة اليون ــان املنفلت ــة م ـ ـ‬
‫النصوص الدينية‪ ،‬وعلى الذي تأثروا لذل الع النية اليونانية م متكلرض اإلسالم‪ ،‬ولـذلي حرمـى‬
‫هذل السلفية النصو ية الفقر اليوناني أ ا؛ بل وحتى علم القالمر‪104.‬‬

‫حدي افتراق األمة‬


‫ور ح ــديث ش ــر يخبرن ــا أي ــه الرس ــوم ﷺ أن أم ــة اإلس ــالم سصن س ــم ج ــى أ ــرا و وائـ ـ كث ــرة‬
‫سـصنو علــى السـبع ن‪ ،‬وهــذا ا أـديث الــذ‪ :‬ســنذكر عـ رواياتــه عـد أســطر خـان مــدار تصــأيح‬
‫وتضعي عند ع علماء ا أديث‪.‬‬

‫‪ 102‬الدرة الوضية في توحيد رب البرية (ص‪.)٧٨-٧٧ /‬‬


‫‪ 103‬حوم وجو مدرستض ائثر والـرأ‪ ،:‬يمقـ العـو ة ج ـى املراجـع التاليـة‪ :‬محمـد أبـو زهـرة‪ :‬تـار خ املـذاهب اإلسـالمية؛ ا جـزء الثـاني فـي‬
‫ت ــار خ امل ــذاهب الف هي ــة‪ ،‬ار الفق ــر العرب ــي ص ‪ 32‬وكت ــاب‪ :‬ت ــار خ الصش ــريع اإلس ــالمي للش ــيخ محم ــد ا خض ــر‪ ،:‬ار الفق ــر‪ ،‬ط ‪،8‬‬
‫‪ ،1967‬ص ‪ 167‬وما عدها‪ ،‬وكتاب‪ :‬الف ه اإلسالمي في ثواله ا جديد(املدخل الف بض العـام) للشـيخ مصـطف أحمـد الزرقـاء‪ ،‬ا جـزء‬
‫ائوم‪ ،‬ص ‪ 167‬ـ ‪ 171‬الف ــرة رقــم ‪ 54‬و‪ .58‬وأن ــر كــذلي ا جــزء ائوم مـ جعــالم املــوقع ن عـ رب العــامل ن لبمــام ابـ قــيم ا جوز ــة‬
‫( فحات كث رة ومختلفة)‪.‬‬
‫‪ 104‬محمد عمارة‪ :‬السل والسلفية‪ ،‬مقتبة وهبة‪ ،‬سلسلة راإل الح باإلسالمر‪ ،‬ط ‪1422 ،1‬هـ = ‪2011‬م‪ ،‬ص‪25‬‬
‫‪33‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫‪َ )1‬ع ـ ْ َأب ــي ُه َرْ ـ َـر َة‪َ ،‬ق ـ َ‬
‫ـام‪َ :‬ق ـ َ‬
‫ـام َر ُس ــو ُم اه ﷺ‪:‬ر اأإل َرق ــى ال َه ُل ــو ُ َعل ــى ج ْح ـ َـدى أ ْو ثن َت ـ ْ ن َو َس ـ ْـبع َن‬
‫َ ََ‬ ‫َ ً َ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ ْر َق ـ ًـة‪َ ،‬و َت َفر َق ــى الن َ‬
‫ص ـ َـارى َعل ــى ج ْح ـ َـدى أ ْو ثن َتـ ـ ْ ن َو َس ـ ْـبع َن أ ْرق ــة‪َ ،‬وت ْفإل ــرا أمت ــض َعل ــى ث ــال‬
‫ًَ‬
‫َو َس ْبع َن أ ْرقة‪"105.‬‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ـام‪َ :‬قـ َ‬
‫‪َ )2‬ع ـ ْ َراش ـد ْب ـ َسـ ْـعد‪َ ،‬ع ـ ْ َعـ ْـو ْب ـ َمالــي‪َ ،‬قـ َ‬
‫ـام َر ُســو ُم اهﷺ‪« :‬اأإل َرقــى ال َه ُلــو ُ َعلــى‬
‫َ ْ‬
‫ص َـارى َعلـى ثن َتـ ْ ن‬ ‫ج ْح َدى َو َس ْبع َن أ ْر َق ًة‪َ ،‬أ َواح َدة في ا ْ َجنـة‪َ ،‬و َس ْـب ُعو َن فـي النـار‪َ ،‬و ْاأ َإل َر َقـى الن َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬
‫َو َسـ ْـبع َن أ ْرقــة‪ ،‬أإ ْحـ َـدى َو َسـ ْـب ُعون فــي النــار‪َ ،‬و َواحـ َـدة فــي ا َجنــة‪َ ،‬والــذ‪ :‬ن ْف ـ ُ ُم َحمــد ب َيــدل‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ً‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ل َت ْفإلرق أمتض َعلى ثال َو َس ْـبع َن أ ْرقـة‪َ ،‬واح َـدة فـي ا َجنـة‪َ ،‬وثن َتـان َو َس ْـب ُعون فـي النـار»‪ ،‬قي َـل‪:‬‬
‫َ َُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َُ‬
‫ام‪ :‬را ج َماعة‪106".‬‬ ‫يا رسو ه م هم ق‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َْ َ‬ ‫ـام‪َ :‬قـ َ‬
‫‪ )3‬روايــة قتــا ة ع ـ أن ـ ْب ـ َمالــي‪َ ،‬قـ َ‬
‫يل اأإل َرقـ ْـى َعلــى‬ ‫ـام َر ُســو ُم اه ﷺ‪:‬ر جن بنــض جســرائ‬
‫َ ً ُ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬
‫ج ْح ـ َـدى َو َس ـ ْـبع َن أ ْرق ــة‪َ ،‬وجن أمت ــض َس ـ َـت ْفإلرا عل ــى ثن َتـ ـ ْ ن َو َس ـ ْـبع َن أ ْرق ــة‪ ،‬خل َه ــا ف ــي الن ــار‪ ،‬ج‬
‫َ ًَ َ َ ْ ََ َُ‬
‫اعة‪"107.‬‬ ‫واحدة وهي‪ :‬ا جم‬

‫ق ــام ال ــدكتور ح ــاكم املط ــر‪ 108:‬أس ــتاك التفس ـ ر وا أ ــديث ف ــي خلي ــة الش ــريعة ف ــي جامع ــة الكو ــى‬
‫بدراس ــته له ــذا ا أ ــديث‪ ،‬وج ــاء ف ــي راس ــته تل ــي‪ :‬رأه ــذل راس ــة حديث ــة ن دي ــة جس ــنا ية أ ــديث‬
‫ا أإلراا ر تفإلرا أمتض على ثال سبع ن أرقة خلهـا فـي النـار ج واحـدةر أإنـه مـع شـهرته وك ـرة رقـه‪،‬‬
‫ً‬
‫ج أن الشــيخ ن البخــار‪ :‬ومســلما تنقبــا عنــه ولــم يخرجــال‪ ،‬وحقــم عــدم صــأته ابـ حــزم أ ــامر‬
‫يصح أ ال م ر ق اإلسنا وما خان هقذا أل حجة عند م ي ـوم بخبـر الواحـدر‪ 109.‬وغمـز فـي‬
‫قــوة صــأته شــيخ اإلســالم اب ـ تيميــة ـ مــع أنــه يصــحأه ـ أ ــام رأم ـ كفــر الثنت ـ ن والســبع ن أرقــة‬
‫خله ــم أ ــد خ ــال القت ــاب والس ــنة وججم ــا الص ــأابة والت ــا ع ن له ــم بإحس ــان‪ ،‬م ــع أن ح ــديث ر‬
‫الثنت ـ ن والســبع ن أرقــةر ل ـ فــي الصــأيح ن‪ ،‬وقــد ضــعفه اب ـ حــزم وغ ــرل‪ ،‬لق ـ حســنه غ ــرل أو‬
‫صحأه‪ ،‬كما صحأه ا أاكم وغ رلر‪ 110.‬وقام الشوخاني رز ـا ة رخلهـا فـي النـارر تصـح مرأوعـة و‬

‫‪ 105‬حديث أبي هر رة رضاض هللا عنه‪:‬أخرجه الإلرمذ‪ :‬في جامعه (رقم ‪ ،)2640‬وأبو او (رقم ‪ )4596‬فـي سـننه ومـ ر ـه البهل ـي فـي‬
‫السـ ـ ن القب ــرى ‪ 208/10‬رق ــم (‪ ،)20901‬وابـ ـ ماج ــة ف ــي س ــننه (رق ــم ‪ ،)3991‬وابـ ـ حب ــان ف ــي ص ــأيحه ‪ 140/14‬رق ــم (‪ )6247‬وف ــي‬
‫ُ‬
‫‪(125/15‬رقــم ‪ )6731‬وا أــاكم فــي املســتدرم (رقــم ‪ 10‬و‪ 441‬و‪ ،)442‬وأحمــد ‪ 124/14‬رقــم (‪ )8396‬خل ُهــم م ـ ـ ُـرا َع ـ ْ ُم َحمــد ْب ـ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َع ْمرو‪َ ،‬ع ْ أبي َسل َمة‪.‬‬
‫‪ 106‬أخرجه اب ماجة في سننه (رقم ‪)3992‬‬
‫‪ 107‬أخرجـه ابـ ماجـة فـي سـننه (رقــم ‪ )3993‬وقـد قـوى هـذا اإلسـنا عـ ا أفــاي‪ ،‬أ ـام الضـياء امل دسـاض‪:‬ر ج ْس َـنا ُل َحسـ ر‪ .‬وقــام‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا أاأ اب كث ر في البداية والنلاية ‪:37/19‬ر َو َهذا ج ْس َنا قو‪َ :‬على ش ْرط الصأيح‪".‬‬
‫‪ 108‬حاكم املط ر‪ ::‬خلية الشريعة‪ ،‬قسم التفس ر وا أديث‪ ،‬جامعة الكو ى‪ ،2009 ،‬بحـث محقـم فـي مجلـة جامعـة ـنعاء لل ـانون‬
‫والدراسـات اإلسـالمية فـي العـد العاشـر عنـوان رتفإلـرا أمتـض علـى ثـال وسـبع ن أرقـةر بـ ن ال بـوم والـر ‪ :‬راسـة حدي يـة جسـنا ية‪،‬‬
‫(البحث منشور على موقع الشيخ الدكتور حاكم املط ر‪.):‬‬
‫ً‬
‫‪ 109‬املط ر‪ :‬ن ال ع اب حزم؛ الفصل في امللل والنحل ‪138/3‬‬
‫ً‬
‫‪ 110‬ن ال ع منلان السنة ‪ 169 /5‬ولم ير شـيخ اإلسـالم هنـا تضـعي ا أـديث ئنـه أث ـى صـأته فـي مواضـع أخـرى وجنمـا قصـد بيـان‬
‫أنه ل م الصأيح املتفق على صأته‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫موقوأــةر‪ 111‬وقــد أور ل [الشــوخانيا فــي الفوائــد ا جموعــة‪ 112.‬وفــي امل ابــل صــحح حــديث را أإلـراار‪:‬‬
‫الإلرمذ‪ :‬واب حبان وا أاكم‪ 113‬وتا عهم جماعة م املتأخر ر‪114.‬‬

‫وخال ــة راس ــة ال ــدكتور املط ــر‪ :‬للأ ــديث ع ــد أن مع ــب الرواي ــات ا ختلف ــة للأ ــديث؛ قول ــه‪:‬‬
‫ً‬
‫روعلــى خــل أكــل ــرا هــذا ا أــديث منق ـرات وغرائــب ضــعيفة ومنقــرة‪ ،‬وأحســنلا حــا حــديث أبــي‬
‫هر ــرة وه ــو ح ــديث حسـ ـ ‪( ،‬اأإلرق ــى الهل ــو عل ــى جح ــدى وس ــبع ن أرق ــة‪ ،‬واأإلرق ــى النص ــارى عل ــى‬
‫اثنت ـ ن وســبع ن أرقــة‪ ،‬وتفإلــرا أمتــض علــى ثــال وســبع ن أرقــة) مــع مســأهل كب ــر فــي تحس ـ نه لتفــر‬
‫محمــد بـ عمــرو بــه‪ ،‬وهــو ــدوا لــه أوهــام خا ــة فــي روايتــه ع ـ أبــي ســلمة عـ أبــي هر ــرة‪ ،‬ولهــذا‬
‫ً‬
‫خان ال دماء يت ون حديثه كما قام يح ى ب مع ن‪ .‬كما ث ى أن حديث أبي هر ـرة هـو أحسـنلا حـا‬
‫ـ وجســنا ل حس ـ ـ ول ـ فــي حديثــه ز ا ة‪:‬رخلهــا فــي النــار ج واحــدةر‪ ،‬ومــدارل علــى محمــد ب ـ عمــرو‬
‫الليثــض وهــو ــدوا لــه أوهــام‪ ،‬وقــد تفــر لــذا ا أــديث عـ أبــي ســلمة عـ أبــي هر ــرة‪ ،‬ولهــذا تجنــب‬
‫مسلم تخر ج حديثه هذا‪ ،‬مع أنه أخرن له أحا يث أخرى في املتا عات‪115.‬‬

‫تحليل حدي افتراق األمة على فرض صحة بعض رواياته‪:‬‬

‫أم ررا زي ررادة "كله ررا ف رري الن ررار"‪ ،‬فوا ررح أنه ررا ال أص ررل له ررا‪ ،‬و مس ــت يم حـ ـ ن عرض ــها عل ــى القت ــاب‬
‫والســنة‪ ،‬أي أنهررا هعررارض الكترراب والسررنة‪ ،‬فترررد درايررة‪ ،‬كمررا ترررد روايررة‪ ،‬أمــثال لــو أرضــنا صــأهلا‪،‬‬
‫وقلنـا جن مــا يسـرى بالفرقــة الناجيـة هــي أهـل الســنة‪ ،‬أهــل خـون املســلم مـ أهــل السـنة ســيمنعه مـ‬
‫خـوم النـار ـاضء عملـه أـإن قيـل‪ :‬يـدخل النـار و خـرن‪ ،‬قلنـا‪ :‬وكـذلي الشـييي الـذ‪ :‬لـم يخـرن عـ‬
‫ثوابــى الع يــدة اإلســالمية‪ ،‬واختل ـ فــي الفــرو ‪ ،‬يــدخل النــار س ـ ئات أعمالــه ثــم يحقــم هللا أيــه‪،‬‬
‫وكمــا هــو معلــوم أــإن التقف ــر يصــدر ج بنــاء علــى جقامــة ا حجــة والبرهــان‪ ،‬والنــاء علــى اإليمــان بمــا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أمـر املـرء بـالقفر بـه‪ ،‬أو عــدم اعت ـا مـا أمـر املـرء باإليمــان بـه‪ ،‬أو الشـي أو ال ـ ب ضـايا اإلعت ــا‬
‫ائساسية‪ ،‬أو ال يام بالفعل املقفر‪ ،‬أم لم ي ع في يـاضء مـ هـذا ب ـي فـي ائـرة اإلسـالم وجن مسـرى‬
‫ً‬
‫بالشييي أو الز د‪ :‬أو املعإل ي أو السلفي أو ائشعر‪( !:‬وسنتحد ع التقف ر ح ا)‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ 111‬املط ر‪ :‬ن ال ع أتح ال دير ‪110/3‬‬
‫ً‬
‫‪ 112‬املط ر‪ :‬ن ال ع رالفوائد ا جموعة في ائحا يث املوضوعةر رقم ‪87‬‬
‫‪ 113‬أخرن حديث اأإلراا ائمة الإلرمذ‪ :‬برقم ‪ 2640‬وقام مح ق كتاب رالقتب الستةر بأنـه صـأيح صـحأه الإلرمـذ‪ :‬وا أـاكم‪ ،‬أ ـد‬
‫قــام الإلرمــذ‪ ::‬حــديث أبــو هر ــرة حس ـ صــأيح‪ ،‬وع ـ روايــة أخــرى للأــديث (رقــم ‪ )2641‬قــام الإلرمــذ‪ ::‬هــذا حــديث حسـ مفســر‬
‫غر ب‪ ،‬نعرأه مثل هذا ج م هذا الوجه (كتاب رالقتب الستةر س ن الإلرمذ‪ ،:‬كتاب اإليمان‪ ،‬ص ‪.)2062‬‬
‫‪ 114‬حاكم املط ر‪ ::‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 115‬حاكم املط ر‪ ::‬املرجع السابق؛ أن ر ن الدراسة على اإلنإلرنى‪ ،‬وأن ر كذلي ما كتبه الدكتور محمد عمـارة فـي كتابهرا خالأـة‬
‫ً‬
‫ونشأة ائحزاب اإلسـالمية؛ كتـاب الهـالم‪ ،‬العـد ‪ 389‬رجـب ‪1403‬ه ـ = مـايو ‪ ،1983‬ص ‪ .154‬أن ـر بحثـا لعمـر بـ ا جيالنـي الشـبلي‬
‫التون اض تحى عنوان‪ :‬ال و ُم املب ن في حديث تفرا ائمة ج ى ثال وسبع ن‬
‫‪35‬‬
‫ً‬
‫ن وم‪ :‬أإكا لم يشفع للسنض مثال أن يـدخل النـار سـ ئات عملـه خونـه منتميـا للسـنة‪ ،‬وحصـل لـه‬
‫ما حصل للمسلم الشـييي أو املسـلم املعإل ـي‪ ،‬مـ التعـذيب والرحمـة و خـوم ا جنـة بـإكن هللا‪ ،‬أـإن‬
‫يتمايــاى مــع ثوابــى‬ ‫و ـ الشــييي أو املعإل ــي بأنــه مـ غ ــر الفرقــة الناجيــة وأنــه فــي النــار و ـ‬
‫اإلســالم! ألــم يصــلح بــذلي جأ ـرا أرقــة الســنة أو الشــيعة أو غ رهــا بو ـ الفرقــة الناجيــة والــزن‬
‫سائر الفرا غ رها في النار!‬
‫ائمــر الثــاني‪ :‬جن ا أإلـراا ج ــى أــرا ين ــر أيــه‪ ،‬أــإن خــان فــي ائــرة اخــتال فــي ال نيــات‪ ،‬أإنــه ينــتج‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫عن ــه اأإلـ ـراا أ ــرا و وائـ ـ ‪ ،‬وجن خ ــان اإلخ ــتال ف ــي ال طعي ــات فحتم ررا س ر ُريخرج لن ررا فرق ررا متمي ررزة‬
‫خارج ررة عل ررى اإلس ررالم ومن رره‪ ،‬مث ــل أرق ــة أو ائف ــة اإلس ــماعيلية وال ــدروز‪ ،‬والنص ـ رية‪ ،‬وال لائي ــة‪،‬‬
‫ً‬
‫والبابية‪ ،‬وغ رهم [م الفرا البا نيةا ئ لـم خرجروا عرن اإلسرالم جملرة وتفصريال وجن انصسـبوا لـه‬
‫قــو ‪ ،‬بخــال اإلخــتال بـ ن الســنة والشــيعة والز ديــة واملعإل لــة (وهــذا اإلخــتال لـ علــى ج القــه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫محمــو ‪ ،‬أاملعإل لــة مــثال ل ســوا علــى قلــب رجــل واحــد أقـرا واعت ــا ا‪ ،‬والشــيعة مــثال مــنلم أــرا تنفــي‬
‫نبــوة الرســوم ﷺ وت ــوم بــأن جبريــل عليــه الســالم أخطــأ (مثــل ال رابيــة)‪ 116‬أه ـ ء يســتوون مــع‬
‫ً‬
‫اإلمامي ــة ا ثن ــض عش ــر ة‪ ،‬وبع ـ غ ــالة الش ــيعة ي ول ــون أق ــوا ف ــي ال ــر ن تخ ــرجهم م ـ اإلس ــالم‪،‬‬
‫ً ً‬
‫ألـ ائمــر ج القــا عامــا‪ ،‬أين ــر فــي خــل واحــد علــى حــدة‪ ،‬والاملثــل عـ مـ ينصســب ج ــى الســنة قــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكــون مجســما‪ ،‬أو أــاعال ئأعــام القفــر‪ ،‬ومــا ج ــى كلــي‪ ،‬ألـ ائمــر جكن علــى ج القــه بــأن ن ــوم‪ :‬خــل‬
‫السنة‪ ،‬وخل الشيعة وخل املعإل لة على قلب رجل واحد أو على مذهب رجل واحد)‪.‬‬
‫أا خال ــة جكن جن ا أ ــديث ـ ـ ف ــي روايت ــه امل بول ــة‪ :‬رواي ــة أب ــي هر ــرة راأإلرق ــى الهل ــو عل ــى جح ــدى‬
‫وس ــبع ن أرق ــة‪ ،‬واأإلرق ــى النص ــارى عل ــى اثنت ـ ن وس ــبع ن أرق ــة‪ ،‬وتفإل ــرا أمت ــض عل ــى ث ــال وس ــبع ن‬
‫أرقــةر ون ز ــا ة رخلهــم فــي النــار‪...‬ر ـ ـ ال يفض ر ي إلررى تكفيرررغيرررأهررل السررنة‪ ،‬وال يفض ر ي إلررى الحكررم‬
‫عليهم بالنار‪ ،‬وال يفض ي إلى توصيفهم بالفرقة الناجية‪ ،‬ألن الناجي من ينجو من النرار‪ ،‬وجن َ ْع َـد‬
‫ع ـ ــذاب أهل ـ ــا‪ ،‬وهق ـ ــذا لن ـ ــا أن ن ـ ــوم بم ـ ــلء الف ـ ــم‪ :‬املس ر ررلمون ال ر ررذين يعتق ر رردون قض ر ررايا اإليم ر رران‬
‫ُ‬
‫األساس ر ررية‪ ،‬وال يكف ر رررون ص ر رراحة بم ر ررا أم ر ررروا باإليم ر رران ب ر رره‪ ،‬وال يش ر رركون أو يظن ر ررون بم ر ررا أم ر ررروا‬
‫اس ر ر يقانه‪ ،‬وال يقوم ر ررون بالفع ر ررل املكف ر رررف ر ررإنهم م ر ررن الفرق ر ررة الناجي ر ررة عل ر ررى اخ ر ررتالف أس ر ررمائهم‬
‫ومسمياتهم‪.‬‬

‫‪ 116‬ال رابيــة‪ :‬قــوم زعمــوا أن هللا عــز وجــل أرســل جبريــل عليــه الســالم ج ــى علــي أ لــا فــي ر ــه أــذهب ج ــى محمــد ئنــه خــان يش ـ له‪،‬‬
‫ً‬
‫وقــالوا‪ :‬خــان أشــبه بــه مـ ال ـراب بــال راب‪ ،‬والــذباب بالــذباب‪ ،‬وزعمــوا أن عليــا خــان الرســوم وأو ل عــدل هــم الرســل (أبــو منصــور‬
‫عبد ال اهر الب دا ‪ ::‬الفرا ب ن الفرا‪ ،‬ص ‪.)280‬‬
‫‪36‬‬
‫بداية ظهور الفرق والجماعات في اإلسالم وأشهرهذا الفرق‬

‫فيما يلي عرض سريع ألهم الفرق التي ظهرت في العرالم اإلسرالمي‪ ،‬والقصرد مرن ذكرهرا بيران أن‬
‫هرذا الفرررق قررد تبلررورت حرول أفىررارمحررددة‪ ،‬سررواء فرري العقيردة أو نظررام الحكررم‪ ،‬أو ر يررة فلسررفية‬
‫حررول بعررض القضررايا الكالميررة‪ ،‬بخررالف مررا ُيسررةل (أهررل السررنة والجماعررة)‪ ،‬مررع اإلشررارة إلررى أن‬
‫النالفات في القضايا العقدية لم تخرج هذا الفرق في مجملها من دائرة اإلسالم‪.‬‬
‫َ ُ‬
‫الف ْرقــة ل ــة هــي‪ :‬ر ائفــة مـ النــا ر‪ 117‬والطبيعــة ا أــام مشــكل أ‪ :‬ائفــة أرقــة ج جكا اجتمعــى‬
‫بجامع ما‪ ،‬خأن تكون أقرة‪ ،‬أو مبدأ‪ ،‬أو هـد ‪ ،‬أو أن تكـون هـذل الطائفـة قـد التفـى حـوم خصـية‬
‫مــا‪ ،‬و لــذا تكــون (الفرقــة) قر بــة م ـ مفهــوم (ا أــزب)‪ ،‬أــا أزب فــي أ ــله الل ــو‪ ::‬جماعــة الن ــا ‪،‬‬
‫ً‬
‫وا جمع أحزاب‪ 118‬وجاء في املعجم الوسيا‪ :‬رتحازب ال وم‪ :‬اروا أحزابـا‪ ،‬وا أ ْـز ُب‪ :‬ا جماعـة أهلـا‬
‫قوة و البة؛ وخل قوم مشاخلى أهوا هم وأعمالهم‪ ،‬وحزب الرجل‪ :‬أعوانهر‪119.‬‬

‫وا أ ـ ــزب ف ـ ــي املعن ـ ــى ا ـ ــطال‪،‬ي والسياس ـ ــاض املعا ـ ــر‪ :‬ره ـ ــو اجتم ـ ــا رج ـ ــام يعتن ـ ــون الع ي ـ ــدة‬
‫السياسية نفسهار وقيل هو‪:‬اتفاا عد م ائأرا على مجموعة م املبا ث وائهـدا ي ت ـون مـ‬
‫ً‬
‫جنجازهــا تح يــق الصــا ح العــام‪ ،‬أو علــى ائقــل تح يــق مصــا ح أعضــاء ا أــزب‪ ،‬وهــم أساســا أئــة مـ‬
‫أئات ا جتمع‪ ،‬وقيل جماعة من مة مشإلرم في اتجاهات واحدة متصلة بالنشاط السياساضر‪120.‬‬

‫ولق علينا مالح ة أن را أزبر وائحزاب قد تكون ضم الفرقة الواحدة‪ ،‬أ د نشهد القث ر مـ‬
‫ائحـزاب اخــل مــا ُيســرى العــالم الســنض‪ ،‬أو عنــد الشــيعة أو غ رهمــا‪ ،‬ولــذلي ألـ خــل حــزب يمقـ‬
‫ً‬
‫أن نســميه رأرقــةر ولقـ يمقـ أن نســرض الفرقــة رحزالــار وعليــه‪ ،‬أكــل أرقــة حــزب‪ ،‬ولـ خــل حــزب‬
‫أرقة‪.‬‬
‫تحديد معنل الفرقة‪ ،‬وكيف تكون (فرقة إسالمية) تتميزعن غيرها؟‪:‬‬
‫ق ــام املـ ـ رف أب ــو الف ــتح الشهرس ــتاني ف ــي كتاب ــه رموس ــوعة املل ــل والنح ــلر ف ــي بي ــان معن ــى مص ــطلح‬
‫ً‬
‫رأرقــةر‪:‬ر اعلــم أن ئصــأاب امل ــا ت رقــا فــي معديــد الفـ َـرا اإلســالمية‪ ،‬علــى قــانون مســصند ج ــى‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجدت مصنف ن منلم متف ن على مـن ا واحـد‬ ‫أ ل ون ‪ ،‬و على قاعدة مخبرة ع الوجو ‪ .‬أما‬
‫فــي معديــد الفــرا‪ ،‬وقــام‪ :‬ومــا وجــدت ئحــد م ـ أرالــاب امل ــا ت عنايــة بت ر ــر هــذا الضــابا‪ ،‬ج أ لــم‬

‫‪ 117‬اب من ور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ن‪ 10‬ص ‪301‬‬


‫‪ 118‬اب من ور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ن‪ ،1‬ص ‪308‬‬
‫‪ 119‬املعجم الوسيا‪ ،‬ن‪ ،1‬ص ‪170‬‬
‫‪ 120‬ه ــذل التعر ف ــات ور ت ض ــم ع ــدة معر ف ــات للأ ــزب السياس ــاض ف ــي راس ــة لجس ــتاك رمحم ــد محم ــو ـ ـ رر عن ــوان را أ ــزب‬
‫ً‬
‫السياساض في الل ـة والشـر وا ـطالحر وهـو منشـور علـى اإلنإلرنـى؛ ن ـال ع ‪:‬رائحـزاب السياسـيةر ملـوري يف رجيـه (ص‪ )2‬ترجمـة‬
‫علي م لد وعبد ا أس سعد‪ ،‬بعة الهيئة العامة ل صور الث اأة‪ ،‬ال اهرة ‪2011‬م‪ ،‬و ر راسات فـي ا جتمـع والسياسـةر للـدكتور‬
‫جسماعيل علي سعد (ص ‪ )202‬بعة ار النلضة العرالية‪ ،‬ب ـروت ‪ ،1988‬ورقـامو العلـوم ا جتماعيـةر للـدكتور أحمـد زخـي بـدو‪:‬‬
‫(ص ‪ )306‬بعة مقتبة لبنان ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫اسإلرسلوا في جيرا مذاهب ائمة كي اتفق‪ ،‬وعلـى الوجـه الـذ‪ :‬وجـد‪ ،‬علـى قـانون مسـت ر‪ ،‬وقرال‬
‫بأنه حصرضابط تحديد معنل الفرقة بأربع قواعد‪ ،‬و فها بأ لا ائ وم القبار‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬الصفات والتوحيد أهلا (أ‪ :‬البحث في مسائل ائسماء والصفات) ‪.121‬‬
‫َ‬
‫‪ .2‬ال َدر والعدم أيه‪ ،‬خالبحث في مسائل ال ضاء وال در وا جبر والقسب وجرا ة ا خ ر والشر‪.‬‬
‫‪ .3‬الوعد والوعيد وائسماء وائحكام خاإليمان والتوالة والوعيد واإلرجاء والتضليل‪.‬‬
‫‪ .4‬الســمع والع ــل والرســالة واإلمامــة والتحسـ ن والت بــيح والصــالح وائ ــلح واللطـ والعصــمة‬
‫في النبوة وشرائا اإلمامة وغ رها‪122.‬‬

‫ه ــذا‪ ،‬وجن خ ــان رأ‪ :‬الشهرس ــتاني أع ــالل ي ــدم عل ــى جدي ــة ف ــي البح ــث‪ ،‬ج أنن ــا نختل ـ مع ــه ف ــي ه ــذا‪،‬‬
‫وكلــي ئن قــوام الع يــدة اإلســالمية الي ـ ن وال طــع‪ ،‬وائ لــة واملطاب ــة للواقــع‪ ،‬ومــا خــان هــذا حالــه‬
‫أ ــال مج ــام لالخ ــتال أي ــه و اإلأإل ـراا عل ــى أساس ــه ب ـ ن مخط ــئ ومص ـ ب‪ ،‬أم ـ ل ــم يص ــدا قطع ــا‬
‫ب طيــي الثبــوت قطيــي الد لــة ‪-‬إن ثب ر لديرره أنرره قطنرري‪ -‬أإنــه ي ــام عنــه أخطــأ‪ ،‬بــل ي ــام عنــه‬
‫ُ‬
‫كفر‪ ،‬ومـ لـم يصـدا جزمـا بمـا أمـر بـال طع أيـه أإنـه ي ـام عنـه أخطـأ‪ ،‬بـل ي ـام عنـه كفـر‪ ،‬ومـ‬
‫شي في قطيي الثبوت قطيي الد لة أال ي ام عنه أخطأ‪ ،‬بل ي ام عنه كفر!‬
‫وقضــايا اإليمــان التــض ور ت بــال طع فــي ال ــر ن والســنة‪ ،‬ل ســى محــل اخــتال ‪ ،‬ول ســى بمــا يجهــل‬
‫مثله‪ ،‬و يوجد ج منطلق واحد يسو ا خال أيه‪ ،‬وهو ما ث ى م السنة بـالتواتر سـواء اللف ـي‬
‫أو املعنو‪ ،:‬وكلي ئن ما يث ى حصوم التواتر به هـو محـل خـال ‪ ،‬أ ـد ي طـع عـالم بتـواتر حـديث‬
‫أو مســألة (تــواترا معنو ــا) و ي طــع غ ــرل لــذا‪ ،‬أم ـ قطــع خانــى تلــي املســألة بالنســبة لــه قطعيــة‬
‫و بنــض علهلــا اعت ــا ل‪ ،‬وم ـ لــم يث ــى لديــه التــواتر لــم ي طــع ولــم يعت ــد‪ ،‬ومــا ســوى كلــي أإنــه ثابــى‬
‫بال طع الذ‪ :‬محل للخال أيه‪.‬‬
‫وقــد أمــر الشــار بــال طع فــي أمــور م ـ ناحيــة الوجــو امل ابــل للعــدم‪ ،‬م ـ قبــل املاهيــة واملفه ــوم‬
‫واملعن ــى‪ ،‬أك ــان الواج ــب ال ط ــع ب ــالوجو ‪ ،‬ال ط ــع ب ــاملفهوم‪ ،‬ومث ــام كل ــي‪ :‬ال ط ــع أن هللا يح ــض‬
‫و ميــى‪ ،‬م ـ بــاب وجــو ــفة اإلحيــاء واإلماتــة‪ ،‬م ـ حيــث املعنــى ورالقيفيــاتر أهــذل لــم نخا ــب‬
‫لــا‪ ،‬والالتــا ي أــإن اأإلرقــى أــرا علــى أســا مفرراهيم ومعرراني هررذا الصررفات‪ ،‬أــإن خالأهــم مررردود‬
‫عليهم‪ ،‬وجيصالهم لتلي املعاني لدرجة ال طـع ولـم يخـا لم الشـار بمعـاني قطعيـة لتلـي الصـفات‪،‬‬
‫كلي اإليصام مر و علهلم‪،‬‬
‫وقد أصلنا في هذل املسألة في باب حرمة اإلختال في أ وم الدي ‪ ،‬أراجعه لالسإل ا ة‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬أــإن تفــرا الفــرا لـ جـراء مســو فــي الفهــم ل ضــايا الصــفات‪ ،‬وا جبــر وا ختيــار‪ ،‬والوعــد‬
‫والوعيــد‪ ،‬أــإن اإلخــتال فــي هــذل ال ضــايا خــان ج ـراء ســوء أهــم‪ ،‬أو ال طــع بمــا لــم يــر أيــه قطــع‪،‬‬
‫سواء ال طع بالوجو ملا لم ي طع بوجو ل‪ ،‬أو ال طع في الد لة أيما لم ي طع بد لته‪،‬‬

‫‪ 121‬تكــا تبحــث قضــية ع ائديــة اختلفــى أهلــا الفــرا بـ ن مخطــئ ومصـ ب‪ ،‬ج وتجــد ســوء أهــم مســألة الصــفات أحــد أرخا لــا التــض‬
‫شكلى أساسا أإلراا الف َرا في الرأ‪ :‬والفهم!‬
‫‪ 122‬أبو الفتح الشهرستاني‪ :‬موسوعة امللل والنحل‪ ،‬م سسة نا ر للث اأة‪ ،‬ط‪ ،1981 ،1‬ص ‪2‬و ‪.3‬‬
‫‪38‬‬
‫لــذلي أــإن لنــا أن ن ــوم بــأن ضررابط افت رراق الفرررق الوحيررد هررو البدعيررة فرري الفهررم والنررروج علررى‬
‫السرنة! ومـ ثـم أـإن مـا أور ل الشهرســتاني صـأيح عـد كلـي لنم ـ بـ ن تلـي الفـرا ب راتلـا مـ تلقــم‬
‫ال ضايا املذخورة‪.‬‬
‫وقد بـدأ ههـور الفـرا اإلسـالمية منـذ وقـى مبقـر‪ ،‬أقمـا هـو معلـوم أ ـد سـار الصـأابة ملبايعـة أبـي‬
‫ُ‬
‫بقــر الصــديق خليفــة علــى املســلم ن أــور وأــاة الرســوم ﷺ وقبــل أنــه‪ 123‬فــي جشــارة أهــم منلــا أهميــة‬
‫املسارعة لسد أرا منصب رئاسة الدولة (اإلمامـة القبـرى ‪ /‬ا خالأـة)‪ ،‬وهنـا بـدأت ائقـوام بأح يـة‬
‫ً‬
‫علــي ب ـ أبــي الــب با خالأــة‪ ،‬وحســب الروايــة الشــيعية أــإن جمعــا م ـ الصــأابة خــان يــرى أح يــة‬
‫علــي با خالأــة مـ أبــي بقــر وعمــر‪ ،‬وأنــه يفضــلهم‪ ،‬ولقـ قبــل هــذا لنســتمع للروايــة التاليــة التــض تــر‬
‫ً‬
‫باختصــار علــى هــذل امل ولــة وتب ـ ن أن عليــا نفســه خــان يــدرم أن تــو ي جمــرة املســلم ن غ ــر محكومــة‬
‫ً‬
‫بال رابة م الرسوم ﷺ‪ ،‬أ د روى البخـار‪ :‬عـ ابـ عبـا رضـاض هللا عنلمـا أن عليـا رضـاض هللا عنـه‬
‫خـرن مـ عنــد النيــض ﷺ فــي وجعــه الــذ‪ :‬تــوفي أيــه‪ ،‬أ ــام النــا ‪ :‬يــا أبــا ا أسـ ! كيـ أ ــبح رســوم‬
‫ً‬
‫هللا أ ــام‪ :‬أ ــبح بحمــد هللا بارئــا‪ ،‬أأخــذ بيــدل العبــا رضــاض هللا عنــه أ ــام‪ :‬أنــى وهللا عــد ثــال‬
‫عبد العصا‪ ،‬جني ئعر وجول بنض عبد املطلب عند املوت‪ ،‬أاكهب بنا جليه نسأله أيم هـذا ائمـر‪،‬‬
‫أــإن خــان أينــا علمنــال‪ ،‬وجن خــان فــي غ رنــا خلمنــال أأوىــاى بنــا‪ ،‬أ ــام علــي رضــاض هللا عنــه‪ :‬أمــا وهللا لـ ن‬
‫عدل‪ 124،‬وجني وهللا أسألها‪.‬ر‪125‬‬ ‫أمنعناها‪ ،‬يعطيناها النا‬ ‫سألنال ُ‬
‫ً‬
‫انشـ ـ ل الن ــا ف ــي عه ــد أب ــي بق ــر وعم ــر والفإل ــرة ائو ــى مـ ـ عه ــد عثم ــان رض ــاض هللا ع ــنلم جميع ــا‬
‫بالفتوحــات ونشــر اإلســالم وت و ــة شــوكة الدولــة اإلســالمية وتو ي ـد أرخا لــا‪ ،‬أنامــى أقــرة أأضــلية‬
‫علي‪ ،‬وح ه با خالأة نومـة و لـة‪ ،‬لت هـر عـد حـ ن مـ الـدهر سـيما أثنـاء ا قتتـام الـذ‪ :‬حـد‬
‫ب ن الصأابة واسصشها اإلمام علي سنة ‪40‬هـ = ‪661‬م‬

‫أهم الفرق اإلسالمية‬

‫النوارج‬
‫عد اسصشها ا خليفة الثالث عثمـان بـ عفـان رضـاض هللا عنـه [‪35‬ه ـ = ‪655‬ما بويـع لعلـي كـرم هللا‬
‫وجهه با خالأـة‪ ،‬وخـان مـا خـان فـي وقعـة ـف ن [‪37‬هــا ومـا حصـل فـي قضـية التحقـيم‪ ،‬أخرجـى علـى‬
‫علــي كــرم هللا وجهــه جماعــة رأضــى أقــرة التحقــيم‪ ،‬وخــان أك ــرهم م ـ قبيلــة تمــيم‪ ،‬نفــروا م ـ أن‬

‫‪ 123‬اب هشام‪ :‬س رة اب هشام‪ ،‬مطبعة مصطف البابي ا أليض بمصر‪1936 ،‬م‪ ،‬ن‪ ،4‬ص ‪ 298‬ـ ‪316‬‬
‫‪ 124‬وهــذا مـ قــة أهــم اإلمــام علــي كــرم هللا وجهــه‪ ،‬أهــو يعلــم أن الســلطان لجمــة‪ ،‬معطيــه للخليفــة بالبيعــة‪ ،‬لــذلي قــام‪ :‬يعطيناهــا‬
‫النا عدل‪.‬‬
‫‪ 125‬اب حجر العس الني‪ :‬أتح البار‪ :‬شرح صأيح البخار‪ ،:‬كتاب امل از‪ ،:‬باب مرً النيض ﷺ ووأاته‪ ،‬ا أديث رقم ‪4182‬‬
‫‪39‬‬
‫ُي َحقـ َـم أحــد فــي كتــاب هللا‪ ،‬ورأوا أن التحقــيم خطــأ‪ ،‬ئن حقــم هللا فــي ائمــر والــح وجلــي‪ ،‬والتحقــيم‬
‫يعنــض شــي خــل أر ــق مـ ا أــارال ن أالمــا علــى حــق ولـ يصــح هــذا الشــي‪ ،‬أهــم م منــون أن ا أــق‬
‫ً‬
‫بج ــان لم‪ ،‬أانصش ــرت أ ــهلم جمل ــة‪ :‬حق ــم ج َ‪ ،‬وأ ــبحى ش ــعارا له ــم‪ ،‬و لب ــوا م ـ عل ــي ك ــرم هللا‬
‫وجهه أن ي ر على نفسه با خطأ بل بالقفر‪ ،‬ل بوم التحقيم‪ ،‬و رجع ع شرو ه مـع معاو ـة‪ ،‬أـأب‬
‫علي كرم هللا وجهه‪ ،‬أهو ي ر بالرجو ع ع د والوأاء عهد‪ ،‬ولو أعل لتفـرا عنـه أصـأابه‪ ،‬و‬
‫ي ــر علــى نفســه بــالقفر‪ ،‬وهــو الــذ‪ :‬لــم يشــرم منــذ مـ ‪ ،‬وخــانوا ي ا عونــه حـ ن يخطــب بجملــة‪ :‬ر‬
‫حق ــم ج َر‪ ،‬وعرض ــوا ب ــه بأن ــه مش ــرم عمل ــه مح ــبا‪ ،‬ومل ــا ي س ــوا مـ ـ رج ــو عل ــي عـ ـ موقف ــه‪،‬‬
‫اجتمع ــوا ف ــي م ـ ـ م أح ــدهم‪ ،‬أخط ــب أ ــهلم‪ :‬رأم ــا ع ــد‪ ،‬أ ــوهللا م ــا ينبغ ــي ل ــوم ي من ــون ب ــالرحم ‪،‬‬
‫و ن بــون ج ــى حقــم ال ــر ن أن تكــون هــذل الــدنيا ثــر عنــدهم مـ ائمــر بــاملعرو والنبــض عـ املنقــر‪،‬‬
‫وال ــوم بــا أق‪ ،‬وجن ُمـ ُ‬
‫وضــر‪ ،‬أإنــه مـ ُيمـ ُّ و ضـ ُّـر فــي هــذل الــدنيا أــإن ثوابــه يــوم ال يامــة رضــوان‬
‫هللا عز وجل‪ ،‬وا خلو في جناتـه‪ ،‬أـاخرجوا بنـا جخواننـا مـ هـذل ال ر ـة ال ـالم أهلهـا ج ـى عـ خـور‬
‫ا جب ــام‪ ،‬أو ج ــى ع ـ ه ــذل امل ــدائ منق ــر له ــذل الب ــد املض ــلةر ث ــم خرج ــوا ج ــى قر ــة قر ب ــة م ـ‬
‫رحــروراءر وســموا با أرور ــة‪ ،‬والا أقمــة أ‪ :‬الــذي ي ولــون حقــم ج ــى َ‪ ،‬وأم ــروا‬ ‫الكوأــة مســرى َ‬
‫علهلم عبد هللا بـ وهـب الراسـيض‪ ،‬وسـماهم املسـلمون بـا خوران خـروجهم علـى علـي وصـأبه‪ ،‬وقـد‬
‫اشهلروا بتقف ر علي كرم هللا وجهه‪ ،‬وتقف ر خل م معاو ة وا أقم ن عمرو ب العاص وأبـي موسـاى‬
‫ائشــعر‪ :‬وخــل مـ رضــاض بــالتحقيم‪ ،‬وكفــروا كــذلي أصــأاب ا جمــل وعائشــة و لأــة والزال ــر؛ رضــاض‬
‫هللا عنلم‪ ،‬وقد حار لم اإلمـام علـي رضـاض هللا عنـه فـي وقعـة النلـروان الشـه رة‪ 126،‬وهـزمهم وقتـل مـنلم‬
‫ً‬
‫كث ـرا‪ ،‬ولــم ُيب ـ ْد ُهم ولــم ُيب ـ ْد أقــر لم‪ ،‬وال ــوا شــوكة م ملــة فــي خا ــرة الدولــة ائمو ــة وخــا وا ي ضــون‬
‫على الدولة ائمو ة في ع وقائعهم وهل املهلب ب أبي فرة يحار لم ويعاني فـي قتـالهم الشـدائد‬
‫وائهوام سن ن و لة‪ .‬وما ضعفى قو لم ج أيام العباسي ن‪127.‬‬

‫م ـ أشــهر أس ــماء ا خ ــوارن‪ :‬را أرور ــة والش ـراة واملارق ــة وا أقم ــة والنوا ــب‪ ،‬وق ــد كه ــب ع ـ‬
‫العلمــاء م ـ اإلباضــية ج ــى تحديــد الوقــى الــذ‪ :‬اســتعملى أيــه مســمية اإلباضــية‪ ،‬وأن كلــي خــان فــي‬
‫ال ــرن الثال ــث ال ج ــر‪ ،:‬وقبله ــا خ ــانوا يس ــمون أنفس ــهم‪( :‬جماع ــة املس ــلم ن)‪( ،‬امل من ــون)‪( ،‬جماع ــة‬
‫ً‬
‫امل من ن)‪(،‬أهل الدعوة)‪(،‬أهل ا ست امة)‪ .‬وأمـا أمـاكنلم أيوجـدون حاليـا فـي ا جزائـر وتـون ولي يـا‬
‫وعمان وزنجبارر‪128.‬‬ ‫ُ‬
‫وقد ان سم ا خوارن ج ى نحو سبع وعشر أرقة أشهرها‪:‬‬
‫ائزارقــة‪ :‬وهــم أتبــا نــاأع ب ـ ائزرا‪ ،‬وقــالوا بــأن يــار مخــالفهلم هــي يــار كفــر وم ـ أقــام أهلــا أهــو‬
‫خاأر‪.‬‬

‫‪ 126‬معركة النلروان‪ :‬وقعى ب ن علـي بـ أبـي الـب وأنصـارل مـ جهـة‪ ،‬والـ ن أر ـق مـ ا خـوارن ب يـا ة عبـد هللا بـ وهـب الراسـيض مـ‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وحدثى يوم ‪ 9‬فر ‪38‬هـ = ‪ 658/7/16‬م‪ .‬وانتصر أهلا أر ق علي ب أبي الب‪.‬‬
‫‪127‬بتصر ع كتاب أجر اإلسالم ئحمد أم ن‬
‫‪ 128‬موقع‪ :‬م هم اإلباضية؛ راسة ع ا خوارن ومحمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ار املست بل العربي ‪ ،1983‬ص ‪14‬‬
‫‪40‬‬
‫النجدات‪ :‬وهم أتبا نجدة ب عامر ا أنفي‪ ،‬وقالوا بحرمة ماء املسلم ن‪.‬‬
‫اإلباضية‪ :‬أتبا عبد هللا ب جباً‪ ،‬وقالوا بأن مرتقب القب رة هو خـاأر نعمـة‪ ،‬أ‪ :‬أنـه جاحـد لنعمـة‬
‫هللا ول بكاأر كفر شرم‪.‬‬
‫ُّ َ‬
‫الصـفر ة‪ :‬و ُ نســبون لز ــا ب ـ ائ ــفر‪ ،‬و خــالفون الفــرا ائخــرى مـ ا خــوارن فــي عــدم قتــل أ فــام‬
‫ا خالف ن لهم في اإلعت ا ‪.‬‬
‫وأهم أأكار أرا ا خوارن شكل عام‪:‬‬
‫‪ .1‬يج ـ ــوز ئ‪ :‬مس ـ ــلم ت ـ ــو ي اإلمام ـ ــة القب ـ ــرى ـ ـ الن ـ ــر ع ـ ـ نس ـ ــبه وجنس ـ ــه ولون ـ ــه‪ ،‬أه ـ ــم‬
‫يشإلر ون ال رشية في ا خليفة‪ 129،‬وأجازت أرقة الشب بية [جتبـا شـب ب بـ يز ـد الشـ باني املقنـى‬
‫بأبي الصأارىا م ا خوارن تو ي املرأة هذا املنصب‪130.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬يكــون ا خليفــة خليفــة ج بانتخــاب حــر صــأيح‪ ،‬ي ــوم بــه عامــة املســلم ن‪ ،‬أر ــق مــنلم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويســتمر خليفــة مــا ام قائمــا بالعــدم م يمــا للشــر ‪ ،‬مبتعــدا ع ـ ا خطــأ والزيــن‪ ،‬أــإن حــا وجــب‬
‫عزله أو قتله‪131.‬‬

‫‪ .3‬وجوب الثورة على أئمة ا جور والفسق والضع ‪.‬‬


‫‪ .4‬يوال ــون خالأ ــة أب ــي بق ــر وعم ــر وخالأ ــة عثم ــان قب ــل أن ر ُي ْح ــد ر ائح ــدا الت ــض ج ــدت ف ــي‬
‫السنوات السى ائخ رة في عهدل‪ .‬و والون خالأة علي حتى قبل التحقيم‪.‬‬
‫‪ .5‬يتم نصب اإلمام ع ر ق ا ختيار والبيعة‪ ،‬وهما تتمان م عامة املسلم ن‪.‬‬
‫‪ُ .6‬يقفـرون مرتقـب القب ــرة ون أن يتـوب قبـل موتــه‪ ،‬و حقمـون بخلــو ل فـي النـار وأنــه خـارن عـ‬
‫امللة‪ ،‬ولق ائباضية قالوا‪ :‬خاأر نعمة و يخرن ع امللة‬
‫‪ .7‬جتفــق ا خــوارن علــى نفــي را جــورر ع ـ هللا ســبحانه ومعــا ى‪ ،‬بمعنــى جثبــات ال ــدرة وا ســتطاعة‬
‫امل ثرة لبنسان‪ ،‬وم ثم ت ر ر حر ته واختيارل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .8‬جعل ــوا ائم ــر ب ــاملعرو والنب ــض ع ـ املنق ــر واجب ــا لت ي ــر ال ل ــم وا ج ــور‪ ،‬كم ــا جعل ــوا ال ــوة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫[السـ ـ ــي ا أ اة أ ـ ـ ــيلة وس ـ ـ ـ يال رئ سـ ـ ــيا م ـ ـ ـ أ وات النبـ ـ ــض ع ـ ـ ـ املنقـ ـ ــر وسـ ـ ــبل الت ي ـ ـ ــر للجـ ـ ــور‬
‫والفس ــا ‪ 132.‬أ ــالوا بوج ــوب ا خ ــرون عل ــى أئم ــة ا ج ــور‪ ،‬باإل اح ــة ل ــم ب ــأ‪ :‬وس ــيلة ي ــدر علهل ــا‪،‬‬
‫بال وة أو رها‪.‬‬
‫‪ .9‬فات هللا ل سى زائدة على كاته‪ :‬بمعنى أن الصـفات ل سـى شـ ئا ر غ ـر الـذات‪ ،‬أبـض ل سـى‬
‫فات قائمة بذا لا و منفقة ع الذات‪.‬‬

‫‪ 129‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية؛ في السياسة والع ائد‪ ،‬ن ‪ ،1‬ص ‪71‬‬
‫‪ 130‬أب ــو منص ــور عب ــد ال ــاهر الب ــدا ‪ ::‬الف ــرا ب ـ ن الف ــرا‪ ،‬ص ‪ 141‬وأي ــه أن ش ــب ب اب ـ يز ــد أج ــاز جمام ــة امل ـرأة م ــنلم جكا قام ــى‬
‫بأمورهم‪ ،‬وخرجى على مخالفهلم‪ ،‬وزعمـوا أن غزالـة [امـرأة شـب ب وقيـل أمـها خانـى اإلمـام عـد م تلـه ج ـى أن قتلـى‪ ،‬واسـتدلوا علـى‬
‫ً‬
‫كلي بأن شب با ملا خل الكوأة أقام أمه على منبر الكوأة حتى خطبى‪.‬‬
‫‪ 131‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية؛ في السياسة والع ائد‪ ،‬ن ‪ ،1‬ص ‪71‬‬
‫‪ 132‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص‪16‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ .10‬جمتنــا ر ــة هللا فــي ا خــرة‪ :‬ومعنــى الر ــة عنــدهم كمــام العلــم بــه‪ ،‬ويعت ــدون عــدم جمكانيــة‬
‫ً‬
‫ر ته سبحانه ومعا ى حسيا ر بالصورة املتخيلة عند النا ‪.‬‬
‫‪ .11‬ال ر ن حا غ ر قديم‪ :‬بمعنى أن ال ر ن مخلوا َ سبحانه‪ ،‬وحا عد أن لم يق ‪.‬‬
‫‪ .12‬الشــفاعة‪ :‬بمعنــى أن املـ من ن يــدخلون ا جنــة ســرعة‪ ،‬وأمــا مرتقبــو القبــائر مـ املــذنب ن جكا‬
‫ماتوا بال توالة أهم محكومون با خلو في النار‪.‬‬
‫‪ .13‬الت ــو ي والتب ــر‪ :‬والوق ــو ‪ :‬أأم ــا الت ــو ي أه ــو وج ــوب الو ي ــة وا أ ــب ئولي ــاء هللا وم ـ أتص ـ‬
‫باإليمــان‪ ،‬والتبــر‪ :‬أهــو وجــوب البـراءة مـ الفاسـ ن ســواء خــانوا مـ املشــرك ن أو أهــل كفــر نعمــة‪،‬‬
‫وأما الوقو أيعنض التوق با أقم أيم لم يعر أهلم موجب الو ية أو البراءة‪133.‬‬

‫املرجئة‪:‬‬
‫جختلفــى ائقــوام فــي معر ـ املرجئــة‪ ،‬أ يــل بــأ لم ال ــائلون بأنــه يضــر مــع اإليمــان كنــب‪ ،‬كمــا‬
‫ينفــع مــع القفــر اعــة‪ ،‬ومــنلم م ـ قــام بــأن أمــر مرتقــب القب ــرة ُيرجــأ ج ــى هللا معــا ى يــوم ال يامــة‪،‬‬
‫وقــام اإلمــام محمــد أبــو زهــرة بــأن أصــأاب هــذا ال ـرأ‪ :‬يتالقــون ج ــى حــد كب ــر مــع ائفــة كب ــرة م ـ‬
‫جمه ــور العلم ــاء الس ــني ن‪ ،‬ب ــل جن ــه عن ــد التمح ــي يصبـ ـ ن أن راءه ــم ه ــي راء ا جمه ــور‪ 134‬وق ــام‬
‫الدكتور محمد عمارة‪:‬ر هـذا املصـطلح قـد عنـى فـي الفقـر اإلسـالمي‪ :‬الفصـل بـ ن راإليمـانر باعتبـارل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تصــدي ا قلبيــا و ينيــا اخليــا غ ــر من ــور‪ ،‬وال ـ ن رالعمــلر باعتبــارل نشــا ا وممارســة هاهر ــة قــد‬
‫تإلــرجم أو تإلــرجم عمــا فــي ال لــب م ـ رجيمــانر وم ـ ى هــذا الفص ـل‪ :‬الــرأ ال ــا ع للأقــم علــى‬
‫ً‬
‫الع ائـد والضــمائر مـ قبــل ال شــر‪ ،‬أيــا خــان مكانــه أو ســلطانه‪ .‬أمــا ام العمــل يإلــرجم بالضــرورة‬
‫ً‬
‫عـ مقنــون الع يــدة‪ ،‬أــال س ـ يل جكا للأقــم علــى املعت ــدات‪ ،‬ومــا علينــا ج أن رنر ـ ر ا أقــم علــى‬
‫الع ائ ــد وعل ــى اإليم ــان ج ــى ي ــوم ا أس ــاب‪ ،‬أ ــذلي ه ــو حين ــه‪ ،‬وتل ــي جح ــدى مه ــام ا خ ــالق س ــبحانه‬
‫ومعا ى وحدل‪ ،‬ول سى مهمة أحد م ا خلوق ن في حياتنار‪135‬‬

‫ُي ــام بــأن أقــرة اإلرجــاء وجــدت فــي عصــر الصــأابة لــدى أولئــي الــذي اعإل لــوا ال ـ ا الــذ‪ :‬نشــب‬
‫بـ ن الصــأابة أيــام عثمــان وعلــي رضــاض هللا عنلمــا مثــل ســعد بـ أبــي وقــاص وأبــي بقــرة وعبــد هللا بـ‬
‫عمــر وعمـران بـ ا أصـ ن حيــث رأرجــأوا ا أقــم فــي أ‪ :‬الطــائفت ن أحــق‪ ،‬وأوضــوا أمــورهم ج ــى هللا‬
‫سبحانه ومعا ىر‪136.‬‬

‫ومـ أشــهر فرررق املرجئررة‪ :‬ا جهميــة [جتبــا ا جهــم بـ ــفوانا‪ ،‬والصــا أية واليونســية والشــمر ة‬
‫والثوالانية وا أنفية [جتبا اإلمام أبي حنيفة النعمانا وغ رها‪.‬‬

‫‪ 133‬موقـع شــبقة الشـيعة العامليــة‪ ،‬أزمـة ا خالأــة واإلمامـة‪ ،‬أســعد وحيــد قاسـم‪ ،‬ص ‪ 250‬محمــد أبـو زهــرة‪ :‬تـار خ املــذاهب اإلســالمية‪،‬‬
‫ص‪ 133‬أن ر‪ :‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 134‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ص‪133‬‬
‫‪ 135‬أن ر‪ :‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ار املست بل العربي‪ ،‬ال اهرة‪ ،1983 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 136‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ص‪133‬‬
‫‪42‬‬
‫ي وم الدكتور محمد عمارة‪ :‬روجدير بالذكر أن واقعنـا املعا ـر وجن لـم ت ـم أيـه أرقـة أو مـذهب‬
‫ً‬
‫تصس ــرى باس ــم راملرجئ ــةر ج أن أق ــر اإلرج ــاء زام حي ــا ف ــي ثناي ــا العدي ــد م ـ م ــذاهب اإلس ــالمي ن‬
‫املعا ـ ــر ‪ ،‬وعلـ ــى ائخ ـ ـ فـ ــي املـ ــذهب ائشـ ــعر‪ ،:‬أائشـ ــعر ة‪ ..‬كمـ ــا ي ـ ــوم اب ـ ـ حـ ــزم ائندل ـ ــاض‪:‬‬
‫فوانر‪137.‬‬ ‫يذهبون في هذا املوضو مذهب را جهميةر جتبا ا جهم ب‬
‫جــدير بالــذكر أن هــدأنا مـ هــذا الســر لـ جقـرار أو ن ــا هــذل ا راء وجنمــا تو ــيفها كمــا يراهــا‬
‫أصأا لا أو م كتب عنلا‪.‬‬

‫الشيعة‪:‬‬
‫اإلســم‪ :‬شــيعة الرجــل‪ :‬هــم أنصــارل وجماعتــه‪ ،‬والشــيعة ي ولــون بــأ لم جماعــة علــي ب ـ أبــي الــب‬
‫وأنصارل‪ ،‬وأبرز أرا الشيعة هم الجعفريرة‪ ،‬وسـموا كـذلي نصسـا لم لبمـام جعفـر الصـا ا رضـاض‬
‫ً‬
‫هللا عن ــه‪ُ ،‬ويس ــمون ك ــذلي ب ــاإلثنض عش ــر ة كل ــي أ ل ــم ي ول ــون ب ــأن ع ــد أئم ــهلم اثن ــا عش ــر جمام ــا‪،‬‬
‫وعندما ُيسمع اسم رالشيعةر ينصر الذه ج ى اإلمامية ا جعفر ة اإلثنض عشر ة‪.‬‬
‫يمق ـ ـ ال ـ ــوم بـ ــأن رالشـ ــيعة ههـ ــرت فـ ــي بـ ــدايهلا خ ـ ـ راء وأقـ ــوم ت ـ ــوم بأح يـ ــة علـ ــي ب ـ ـ أبـ ــي الـ ــب‬
‫با خالأــة‪ ،‬وحســب الشــيعة أــإن ممـ خــان يــرى هــذا ال ـرأ‪ ::‬رالعبــا بـ عبــد املطلــب والفضــل ب ـ‬
‫العبــا والزال ــر بـ العــوام وخالــد بـ ســعيد وامل ــدا بـ عمــرو وســلمان الفارســاض وأبــو كر ال فــار‪:‬‬
‫ُ‬
‫وعمــار ب ـ ياســر والب ـراء ب ـ عــازب وأبــي ب ـ كعــبر‪ 138‬وال ــي هــذا ال ـرأ‪ :‬ون أن ُيإلــرجم حــاملول هــذل‬
‫الفقــرة ج ــى واقــع عملــي‪ ،‬ج ــى أن خانــى ا خالأــات بـ ن املســلم ن فــي النصـ الثــاني مـ خالأــة عثمــان‪،‬‬
‫وبعــد معركــة ا جمــل (‪36‬ه ــ) و ــف ن (‪37‬ه ــ) وفــي هــذل ائجــواء ههــرت أقــرة الو ــية‪ ،‬ول ــب علــي‬
‫بالوىــاض‪ ،‬ير ــدون أن النيــض ﷺ أوىــاى لعلــي با خالأــة م ـ عــدل‪ .‬ثــم خلــى علــى هــذا املــذهب أقــرة‬
‫ص ـ َـمهلم‪ ،‬أك ــان اإلم ــام الس ــابق ي ــوم ب ــالن والتعي ـ ن عل ــى‬ ‫حص ــر الو ي ــة ف ــي أبن ــاء عل ــي وم ـ ث ــم ع ْ‬
‫اإلمـام الالحـق شـرط أن يكـون مـ سـاللة علـي بـ أبـي الـب وزوجتـه السـيدة أا مـة الزهـراء رضــاض‬
‫هللا عنلم ــا‪ ،‬أص ــارت الو ي ــة ف ــي ا أس ـ رض ــاض هللا عن ــه ع ــد اسصش ــها أبي ــه ع ــام ‪40‬ه ــ‪ ،‬وبع ــد وأ ــاة‬
‫ا أس انت لى اإلمامة ج ى ا أس ن رضاض هللا عنه‪ ،‬ومنه انت لـى ج ـى أبنائـه حتـى انتبـى ائمـر باإلمـام‬
‫الث ــاني عش ــر (محم ــد ب ـ ا أسـ ـ العس ــقر‪ :‬املع ــرو بامله ــد‪ :‬وال ــذ‪ :‬ت ــوم ع ائ ــد الش ــيعة بأن ــه‬
‫ً‬
‫اختف سنة ‪260‬هـ في غيبة رى استمرت قرابة السبع ن عاما‪ ،‬ج ى عام ‪329‬هـ‪ ،‬ثم خـل املهـد‪:‬‬
‫في غيبة كبرى امتدت حتى الوقى ا أاضر!)‪.‬‬
‫أصول الشيعة اإلمامية ومعتقداتها‬

‫‪ 137‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪40‬‬


‫‪ 138‬مرتهــاى العســقر‪ ::‬معــالم املدرســت ن‪ ،‬ا جلــد ائوم‪ :‬بحــو املدرســت ن فــي الصــأابة واإلمام ـة‪ ،‬ا جمــع العلرــض اإلســالمي‪ ،‬ط ‪،5‬‬
‫‪ ،1993‬ص ‪161‬‬
‫‪43‬‬
‫حسب الشيخ محمد ا أس ن م خاش ال طاء [أحد علماء اإلمامية املعا ـر ‪ 1294‬ـ ‪1373‬ه ـ‬
‫= ‪ 1877‬ـ ‪1953‬ما أإن الدي ينحصر في خم قضايا‪:‬‬
‫‪ .1‬معرأة ا خالق‪.‬‬
‫‪ .2‬معرأة املبلن عنه (الرسوم)‪.‬‬
‫‪ .3‬معرأة ما معبد به‪ ،‬والعمل به‪.‬‬
‫‪ .4‬ائخذ بالفضيلة ورأ الركيلة‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلعت ا باملعا والدينونة‪.‬‬
‫و قمل الشيخ خاش ال طاء أي وم‪ :‬رأالدي علم وعمـل (جن الـدي عنـد هللا اإلسـالم ) م عمـران‬
‫‪ 19‬واإلســالم واإليمــان مإلرا أــان و ُ طل ــان علــى معنــى أعــم يعتمــد علــى ثالثــة أرخــان‪ :‬التوحيــد والنبــوة‬
‫ً‬
‫واملع ــا ‪ ،‬أل ــو أنق ــر الرج ــل واح ــدا منل ــا أل ـ بمس ــلم و م ـ م ‪ ،‬وجكا ان بتوحي ــد هللا ونب ــوة س ــيد‬
‫ً‬
‫ائن ياء محمد ﷺ واعت د بيوم ا جزاء أهو مسلم ح ا له ما للمسـلم ن وعليـه مـا علـهلم‪ :‬مـه ومالـه‬
‫وع ْرضه حرامر‪139.‬‬

‫والالتفصـيل ت ــوم أ ــوم الشـيعة اإلعت ا يــة فــي مجــام اإليمـان بــاَ ورســوله واليـوم ا خــر علــى مــا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التوحي ــد‪ :‬وه ــو اإلعت ــا بوحداني ــة هللا مع ــا ى؛ وع ــدم اتخ ــاك شــر ي ل ــه ف ــي الرالواليــة والي ـ ن بأن ــه‬
‫املس ــت ل ب ــا خلق وال ــرزا وامل ــوت وا أي ــاة‪ .‬وأم ــا اع ــة ائن ي ــاء وائئم ــة والتب ــرم والتوس ــل ج ــى هللا‬
‫بم لهلم وكرامهلم عندل أهو جائز ول م العبا ة في يا ‪.‬‬
‫ً‬
‫وم م تضيات التوحيد اإليمان باسـتحالة ر تـه جـل وعـال حسـيا رفـي الـدنيا أو فـي ا خـرةر‪ ،‬وت الـه‬
‫س ــبحانه ومع ــا ى ع ـ التجس ــيم والصش ـ يه‪ .‬أالص ــفات ال ــوار ة ف ــي القت ــاب والس ــنة خالوج ــه وائي ــد‪:‬‬
‫وا ســتواء وأمثاله ــا ت ـ وم و ت خ ــذ عل ــى هاهرهــا‪ .‬أم ــثال ر ا يــة‪( :‬ب ــل ي ــدال م ســو تان ينفــق كي ـ‬
‫يشــاء ) املائــدة ‪ 64‬تـ وم علــى أن هللا ســبحانه ومعــا ى كــر م قــا ر علــى البــذم والــرث مـ البخــل‪ .‬ومـ‬
‫م تضــيات التوحي ــد اإليمــان بالع ــدم الرالــاني‪ :‬بمعن ــى اس ــتحالة هلــم هللا س ــبحانه ومعــا ى ئح ــد م ـ‬
‫ا خلــق أو أعلــه لشــا يســت بحه الع ــل الســليم‪ .‬وم ـ م تضــيات العــدم اإليمــان بــأن اإلنســان هــو‬
‫ا خ ــالق ئأعال ــه ب ــإكن هللا س ــبحانه ومع ــا ى‪ ،‬وج مل ــا خ ــان للعب ــد أ‪ :‬ور أهل ــا‪ ،‬وم ـ ال ل ــم محاس ـ ته‬
‫علهلا‪ ،‬ومعنى كلي أن اإلنسان هو مصدر أأعاله ولق ب درة مقصسبة م هللا عـز وجـل‪ ،‬واإلنسـان‬
‫لذل ال درة املقصسبة مخ ر بفعل ا أس أو اقإلرا ال بيح‪.‬‬
‫‪ .2‬النبــوة‪ :‬بمعنــى أن جميــع ائن يــاء رســل م ـ هللا ســبحانه ومعــا ى عث ـوا لــدعوة ا خلــق للأــق‪ ،‬وأن‬
‫ً‬
‫محم ــدا ــلى هللا علي ــه و ل ــه وس ــلم خ ــاتم ائن ي ــاء وس ــيد املرس ــل ن؛ وأأض ــل ا خل ــق أجمع ـ ن‪ ،‬وأن ــه‬
‫معص ــوم م ـ ا خط ــأ ف ــي أم ــور ال ــدي وال ــدنيا‪ ،‬وأن ــه ل ــم يرتق ــب معص ــية يل ــة عم ــرل الش ــر قب ــل‬

‫‪ 139‬محم ــد ا أس ـ ن م خاش ـ ال ط ــاء‪ :‬أ ــل الش ــيعة وأ ــولها‪ ،‬ق ــدم ل ــه ا حج ــة الس ــيد مرته ــاى العس ــقر‪ ،:‬منش ــورات م سس ــة‬
‫ائعلرض للمطبوعات‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط ‪1397 ،3‬هـ ‪1977‬مـ ص ‪57‬‬
‫‪44‬‬
‫البعث ــة وبع ــدها‪ ،‬وم ـ اعت ــد النب ــوة أو ن ــزوم كت ــاب ئح ــد ع ــدل أه ــو خ ــاأر مرت ـد‪ .‬وم ـ م تض ــيات‬
‫النبوة اإليمان بأن ال ر ن القر م املوجو في أيد‪ :‬املسلم ن اليوم هو القتـاب الـذ‪ :‬أنزلـه هللا معـا ى‬
‫على رسوله وأنه ن أيه و تحر و ز ا ة‪.‬‬
‫‪ .3‬املعــا ‪ :‬بمعنــى أن هللا ســبحانه ومعــا ى يعيــد ا خالئــق عــد مــو لم و حيــهلم بأجســا هم وأرواحهــم‬
‫ي ــوم ال يام ــة للأس ــاب‪ ،‬واإليم ــان بوج ــو ا جن ــة والن ــار ونع ــيم الب ــرزف وعذاب ــه وامل ـ ـ ان والصـ ـراط‬
‫وائعرا والقتاب الذ‪ :‬ي ا ر رة و كب رة ج أحصاها؛ وغ ر كلي م التفا يل‪.‬‬
‫ً‬
‫و وم الشيخ م خاش ال طاء بأن [الشيعة اإلماميةا زا وا ركنا خر لهذل ائرخان هو‬
‫‪ .4‬اإلعت ا باإلمامة؛ وهنا يتم اإلعت ا بأن اإلمامة منصـب جلبـض خـالنبوة‪ ،‬أقمـا أن هللا معـا ى يختـار‬
‫مـ يشــاء مـ عبــا ل للنبــوة والرســالة و ــدل بــاملعجزة التــض هــي كــن مـ هللا عليــه (ورالــي يخلــق مــا‬
‫يشاء و ختار ما خان لهم ا خ َ َرة ) ال ص ‪ 68‬أقذلي يختار لبمامة م يشـاء و ـأمر ن يـه بـالن‬
‫ً‬
‫عليه وأن ينصبه جماما للنا م عدل لل يام بالوهائ التـض خـان علـى النيـض ﷺ أن ي ـوم لـا سـوى‬
‫أن اإلمام يو‪،‬ى جليه خالنيض؛ وجنما يتل ائحكام منه مع مسديد جلبض‪...‬ر‪140‬‬
‫وقام خاش ال طـاء بـأن اإلمـام فـي القمـا ت ون النيـض وأـوا ال شـر‪ ،‬أمـ اعت ـد باإلمامـة بـاملعنى‬
‫الـذ‪ :‬ككرنــال أهــو عنــدهم [أ‪ :‬عنــد اإلماميــةا مـ م بــاملعنى ائخـ ‪ ،‬وإذا اقتصرررعلررى تلررك األركرران‬
‫األربعة فهو مسرلم ومرنمن براملعنل األعرم تترترب عليره جميرع أحىرام اإلسرالم مرن حرمرة دمره ومالره‬
‫وعرض رره ووج رروب حفظ رره وحرم ررة غيبت رره وغي رررذل ررك‪ ،‬ئن ــه بع رردم اإلعتق رراد باإلمام ررة ال يخ رررج م ررن‬
‫ً‬
‫كونه مسلما‪ :‬معاك هللا؛ نعم ي هـر أثـر التـدي باإلمامـة فـي منـازم ال ـرب والقرامـة يـوم ال يامـة‪ ،‬أمـا‬
‫في الدنيا أاملسلمون بأجمعهم سواء؛ وبعضـهم لـبع أكفـاء‪ ،‬وأمـا فـي ا خـرة أـال شـي أن املسـلم ن‬
‫تتفاوت رجا لم ومنازلهم حسب نيا لم وأعمالهم؛ وأمر كلي وعلمه ج ى هللا سبحانهر‪141.‬‬

‫أاإلمام ــة منص ــب جلب ــض يخت ــارل هللا مع ــا ى س ــابق علم ــه عب ــا ل كم ــا يخت ــار ائن ي ــاء‪ ،‬وأن ــه س ــبحانه‬
‫ومعا ى يخلي ائرً م نيـض أو وىـاض هـاهر مشـهور أو غائـب مسـتور‪ ،‬وأن الرسـوم ـلى هللا عليـه‬
‫و له وسلم قد أوىاى لعلي‪ ،‬وعلي أوىاى للأس ‪ ،‬وهقذا ج ى اإلمام الثاني عشر على النحو التا ي‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو ا أس ؛ علي ب أبي الب (املرتهاى)‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو محمد‪ ،‬ا أس ب علي (الزخي)‪.‬‬
‫‪ .3‬أبو عبد هللا‪ ،‬ا أس ن ب علي (سيد الشهداء)‪.‬‬
‫‪ .4‬أبو محمد علي ب ا أس ن (ز العابدي )‪.‬‬
‫‪ .5‬أبو جعفر‪ ،‬محمد ب علي (الباقر)‪.‬‬
‫‪ .6‬أبو عبد هللا‪ ،‬جعفر ب محمد (الصا ا)‪.‬‬
‫‪ .7‬أبو جبراهيم‪ ،‬موساى ب جعفر (الكاهم)‪.‬‬

‫‪ 140‬محمد ا أس ن م خاش ال طاء‪ :‬أ ل الشيعة وأ ولها‪ ،‬ص ‪58‬‬


‫‪ 141‬محمد ا أس ن م خاش ال طاء‪ :‬أ ل الشيعة وأ ولها‪ ،‬ص ‪59‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ .8‬أبو ا أس ‪ ،‬علي ب موساى (الرضا)‪.‬‬
‫‪ .9‬أبو جعفر‪ ،‬محمد ب علي (ا جوا )‪.‬‬
‫‪ .10‬أبو ا أس ‪ ،‬علي ب محمد (الها ‪.):‬‬
‫‪ .11‬أبو محمد‪ ،‬ا أس ب علي (العسقر‪.):‬‬
‫‪ .12‬أبو ال اسم‪ ،‬محمد ب ا أس (املهد‪.):‬‬
‫ومـ م تضــيات اإلمامــة اإليمــان عصــمة ائئمــة م ـ الــذنوب وائخطــاء كعصــمة ائن يــاء وكلــي ئن‬
‫ً‬
‫اإلمامــة معتبــر اســتمرارا رلوهيفــة النبــوة مـ حيــث حفـ الرســالة و ــيانهلا مـ التحر ـ ومعليمهــا‬
‫للنــا ‪ ،‬والــذلي أاإلمــام يمــج الفراغــات التــض يإلركهــا النيــض جميعهــا‪ 142.‬و يجــوز ا خطــأ علــى ائئمــة‪،‬‬
‫ً‬
‫و يصدر منلم ج ما خان وابا‪.‬‬
‫ت ــتم الو ي ــة القب ــرى عل ــى املس ــلم ن (اإلمام ــة) ع ررن طرير ر ال ررنص والتعي ررين‪ .‬ول رريس باالنتخ رراب أو‬
‫ً‬
‫البيعرة؛ ونصيجـة ملفهــوم الو يـة والو ـاية يــذهب الشـيعة ج ــى أن النيـض محمـدا ﷺ نـ علـى خالأــة‬
‫عل ــي‪ ،‬وق ــد اغتص ـ لا من ــه أب ــو بق ــر وعم ــر‪ ،‬وتب ـرأوا منلم ــا‪ ،‬وق ــدحوا ف ــي جمامهلم ــا‪[ .‬وم ـ هن ــا س ــماهم‬
‫ال ــبع بالراأض ــةا‪ ،‬وم ــنلم م ـ غ ــال وم ــا ى أقف ــر ه ـ ء ا خلف ــاء وكف ــر م ـ ش ــايعهم وا ل ــى أ ل ــم‬
‫نأــدوا الو ــية‪ ،‬ومنعــوا ا خالأــة مســتح ها‪ .‬والالتأكيــد هــم يرأضــون شــرعية ا خالأــة ائمو ــة ومــا‬
‫عدها‪.‬‬
‫خل على هذل الفرقة القث ر مـ ائأكـار خـال وم بالت يـة والرجعـة والبـداء وغ ـر كلـي‪ ،‬وهنـام مـ‬
‫غـالة الشــيعة مـ زعــم تحر ـ (أهــل الســنة) لل ـران القــر م بحــذ عـ الســور التــض تتحــد عـ‬
‫جعط ــاء الرس ــوم ﷺ اإلمام ــة مـ ـ ع ــدل لعل ــي بـ ـ أب ــي ال ــب‪ ،‬وم ــنلم مـ ـ تم ــا ى ف ــي غلوائ ــه س ــب‬
‫َ‬
‫الص ـ ــأابة‪ ،‬وم ـ ــع اعتن ـ ــاا الص ـ ــفو ن امل ـ ــذهب الش ـ ــييي اس ـ ـ ُـت ْحدثى القث ـ ــر م ـ ـ املنق ـ ـرات خ ـ ــاللطم‬
‫والنياحة وضرب اإلنسان نفسه شكل مو‪ :‬وتوسيع ش ة ا خال مع (أهل السنة)‪.‬‬
‫معر ـ الســنة فــي أ ــوم الف ــه الشــييي‪ :‬هــي قــوم النيــض ــلى هللا عليــه و لــه وســلم‪ ،‬أو ا مــام‪ ،‬أو‬
‫أعلهم ــا أو ت ر رهم ــا عل ــى وج ــهر‪ 143‬رويعتب ــرون الرواي ــات امل ــأخوكة مـ ـ كت ــب ا أ ــديث الرئ س ــية‬
‫ائربعة‪ ( :‬وهي الكافي للكلينض‪ ،‬م يحضـرل الف يـه للشـيخ الصـدوا‪ ،‬اإلسصبصـار أيمـا اختلـ مـ‬
‫ً‬
‫ائخبــار للشــيخ الطوســاض‪ ،‬لــذيب ائحكــام للشــيخ الطوســاض أيضــا) أهلــا الصــأيح وا أس ـ واملوثــوا‬
‫والضعي وغ رها‪ ،‬وأنه يجب البحث في أسانيدها عند جرا ة العمل لار‪144 .‬‬

‫ت وم أ وم الف ه عند اإلمامية اإلثنض عشـر ة علـى مـا يلـي‪ :‬ال ـر ن‪ ،‬السـنة‪ ،‬اإلجمـا ‪ ،‬الع ـل (جن‬
‫ل ــم يقـ ـ نـ ـ )؛ و يأخ ــذون بال ي ــا ‪ 145.‬وهن ــام أر ــق مـ ـ الش ــيعة ُيس ــمون باإلخب ــار ن‪ :‬وه ــم‬
‫يحرمون ا جهلا ‪ ،‬وسموا باإلخبار ن ئ لم ي تصرون في معرأهلم لجحكام الشـرعية علـى ائخبـار أو‬

‫‪ 142‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬أسعد وحيد قاسم‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪143‬الواأية في أ وم الف ه للفاضل التوني‬
‫‪ 144‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬أسعد وحيد قاسم‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪ 145‬محمد أبو زهرة‪ :‬اإلمام الصا ا‪ :‬حياته وعصرل ـ را ل وأ هه‪ ،‬ار الفقر العربي‪1425 ،‬هـ = ‪2005‬م‪ ،‬ص ‪225‬‬
‫‪46‬‬
‫الرواي ــات ال ــوار ة عـ ـ أه ــل الب ــى‪ ،‬وأسـ ـ طوا ا س ــتد م باملص ــا ر الثالث ــة ائخ ــرى وه ــي ال ــر ن‬
‫واإلجما والع ل أهم يسـتدلون بـال ر ن بذريعـة أن ال ـر ن يفهمـه سـوى أهـل الب ـى والواجـب‬
‫الرج ــو ج ــى أح ــا يثلم‪ ،‬و يس ــتدلون باإلجم ــا ئن ــه عن ــدهم بدع ــة أوج ــدها أه ــل الس ــنة‪ ،‬و نق ــرون‬
‫كذلي الحية الع ل السليم ليكون حجة أو ليالر‪146‬‬

‫ونصيجــة ملهــاض م ــدة و لــة علــى [غيب ــة املهــد‪:‬ا وعــدم هه ــورل ههــرت أقــرة جس ــنا مهمــات اإلم ــام‬
‫ال ائب ـ في ا أقم وقيا ة ائمة ـ لعالم مستجمع شروط العلم وا جهلا لينوب عنه فـي ال يـام بتلـي‬
‫ً‬
‫املهمات‪ ،‬أ هرت أقرة (و ية الف يـه) فـي العصـر ا أـديث‪ُ ،‬وترجمـى هـذل الفقـرة عمليـا مـع و ـوم‬
‫ية هللا ا خمينض للأقم في جيران سنة ‪ 1978‬أكان أو َم و ي أ يه على الشيعة‪ ،‬ثم تو ى هذا املنصـب‬
‫عد وأاته ية هللا علي خامئنضر‪.‬‬
‫م املعرو أن املذهب الشييي قد معرً لالن سام ج ى عشرات الفرا ككـر القث ـر منلـا السـيدان‬
‫ا أس ـ ب ـ موس ــاى الن ـوالختض وس ــعد ب ـ عب ــد هللا ال ر ــض ف ــي كتا لم ــا رأ ــرا الش ــيعةر‪ ،‬و يك ــا يم ــر‬
‫ً‬
‫ح ــد ب ــارز ف ــي ت ــار خهم ج وأع ب ــه انشـ ـ اا أو انشـ ـ اقات مع ــا‪ .‬ج ــاء ف ــي كت ــابرأرا الش ــيعةر أن‬
‫الشــيعة ان ســموا عــد وأــاة اإلمــام جعفــر ب ـ محمــد املعــرو بالصــا ا علــى ســى أــرا‪ 147،‬رحتــى‬
‫بل ــى ان س ــاما لم قراب ــة املئ ــة جكا م ــا ت ــم ج خ ــام الف ــرو أهل ــار‪ 148‬وق ــام الش ــيخ محم ــد ا أس ـ ن م‬
‫خاش ـ ال طــاء بــأن أــرا الشــيعة تتجــاوز املئــة‪( 149‬امل بــوم منل ـا واملــر و )‪ ..‬ولقنلــا فــي خطهــا العــام‬
‫تن سم ج ى ثالثة تيارات هي‪ :‬اإلمامية ا ثنا عشر ة والز دية واإلسماعيلية‪.‬‬
‫ي ــوم الشــيعة بــأ لم يــرون أن خــل م ـ انصســب للصشــيع ســائر علــى خــا الصشــيع الصــأيح‪ ،‬ي ــوم‬
‫أس ــعد وحي ــد قاس ــم‪ 150‬رأن خ ــل مـ ـ وج ــى اإلم ــام عل ــي علي ــه الس ــالم وأض ــله عل ــى غ ــرل ألـ ـ مـ ـ‬
‫الضــرور‪ :‬أن يكــون م ـ الشــيعة أو حتــى م ـ املســلم ن‪ ،‬أ ــد انصس ـ ى ج ــى الصشــيع أــرا ضــالة كث ــرة‬
‫عــدها كتــاب الفــرا م ـ أــرا الشــيعة خامل ريــة وا خطابيــة والب ي يــة والعلباو ــة وا خمســة وغ رهــا‬
‫م أرا ال الة واملفوضة‪ ،‬غ ر أن أئمـة أهـل الب ـى بـر وا مـنلم ولعنـوهم وأأتـوا بقفـرهم وخـروجهم‬
‫ع اإلسالم؛ وقد اندثر أك ر هذل الفرا مع ائيامر‪151.‬‬

‫‪ 146‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬أسعد وحيد قاسم‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪ 147‬ا أس ب موساى النوالختض وسعد ب عبد هللا ال رض؛ أرا الشيعة‪ ،‬تح يـق ‪ .‬عبـد املـنعم ا أفنـض‪ ،‬ار الرشـا ‪ ،‬ط ‪1431 ،2‬ه ـ‬
‫= ‪2010‬م‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪ :148‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪199‬‬
‫‪ 149‬محمد ا أس ن م خاش ال طاء‪ :‬أ ل الشيعة وأ ولها‪ ،‬ص ‪60‬‬
‫‪ 150‬أســعد وحيــد ال اســم ولــد فــي ألســط ن ســنة ‪ 1965‬م م ـ أســرة حنفيــة املــذهب‪ ،‬واتبــع عــد كلــي املــذهب الشــييي‪ .‬حا ــل علــى‬
‫شــها ة البكــالور و فــي الهندســة املدنيــة واملاجســت ر فــي ج ارة اإلنشــاءات والــدكتورال فــي ا ارة العامــة‪ .‬ومـ م لفاتــه أزمــة ا خالأــة‬
‫واإلمامة وأثرها املعا ر وح ي ة الشيعة ا ثنض عشر ة (موسوعة و قي يديا)‪.‬‬
‫‪ 151‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬أسعد وحيد قاسم‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪47‬‬
‫ً‬
‫هذل النبـذة ا ختصـرة جـدا عـ الشـيعة اإلثنـض عشـر ة ا جعفر ـة خال ـة قـراءة القث ـر ممـا كتبـول‬
‫أو ُكتب عنلم‪152.‬‬

‫الزيدية‪:‬‬
‫هم جتبا اإلمام ز د ب علي ب ا أس ن [ز العابدي ا بـ علـي بـ أبـي الـب (‪ 79‬ـ ‪122‬ه ـ = ‪ 698‬ـ‬
‫‪740‬م)‪ ،‬ومــذه لم أع ــدم م ــذاهب الش ــيعة وأقر ل ــا ج ــى الســنة املطه ــرة (وم ــذه لم منصش ــر ف ــي ش ــمام‬
‫اليم )‪ ،‬وخان ز ـد قـد تتلمـذ علـى وا ـل بـ عطـاء رأ املعإل لـة‪ ،‬وهـو يـرى جـواز جمامـة املفضـوم مـع‬
‫وجو ائأضل‪ ،‬أ ام‪ :‬خان علي ب أبي الب أأضل م أبي بقر وعمـر‪ ،‬ولقـ ‪ -‬مـع هـذا‪ -‬جمامـة أبـي‬
‫بقــر وعمــر صــأيحة‪ ،‬ولــم يق ـ يــرى اإلمامــة بــالن ‪ ،‬ولــم يق ـ يــرى أن الــو‪،‬ي نــزم بتعي ـ ن ائئمــة‪،‬‬
‫وقالــى الز ديــة بوجــوب أن يكــون اإلمــام م ـ البطن ـ ن‪ ،‬أ‪ :‬م ـ أبنــاء علــي وأا مــة‪ ،‬ولق ـ ل ـ علــى‬
‫ً‬
‫التعي ـ ن‪ .‬و صــبح اإلم ــام جمامــا مت ــى خــرن عل ــى ا أــاكم ال ــالم ئخ ــذ ح ــه بــال وة‪ .‬و ولــون بص ــأة‬
‫جمامــة املفضــوم مــع وجــو ائأضــل؛علماء املــذهب الز ــد‪ :‬يميلــون ج ــى ا عإل ـ ام أيمــا يتعلــق بــذات‬
‫هللا‪ ،‬وا جبـر‪ ،‬وا ختيــار‪ ،‬ومرتقــب القب ــرة يعتبرونــه فــي م لــة بـ ن امل ـ لت ن كمــا تـ م املعإل لــة‪ ،‬ولقنــه‬
‫غ ر مخلد في النـار‪ ،‬جك يعـذب أهلـا حتـى يطهـر مـ كنبـه ثـم ينت ـل ج ـى ا جنـة‪ ،‬وقـالوا بوجـوب اإليمـان‬
‫بال ضاء وال در مع اعتبار اإلنسان حرا فـي اعـة هللا أو عصـيانه‪ ،‬أفصـلوا بـ ن اإلرا ة والـ ن ا أبـة‬
‫أو الرضا‪ ،‬وهو رأ‪ :‬أهل الب ى م ائئمة‪ .‬وا أوثيون في اليم هم م جتبا املذهب الز د‪.:‬‬

‫اإلسماعيلية‪:‬‬
‫أثناء حياة اإلمام جعفر الصا ا‪ ،‬توفي ابنه ائكبـر جسـماعيل املر ـح خالأـة أبيـه فـي اإلمامـة‪ ،‬وهنـا‬
‫انت لى اإلمامة ج ى ابنه الثاني موسـاى بـ جعفـر الشـه ر بالكـاهم [‪ 128‬ـ ‪183‬ه ـ = ‪ 745‬ـ ‪799‬ما ألـم‬
‫ي بـل بــذلي عـ الشــيعة‪ ،‬والالتــا ي لــم يعإلرأــوا بإمامـة الكــاهم‪ ،‬ونــا وا بانت الهـا ل ـ رمحمــد املقتــومر‬

‫‪ 152‬ومنل ــا‪ :‬أب ــو ا أس ـ ائش ــعر‪ ::‬م ــا ت اإلس ــالمي ن‪ ،‬ار ــا ر‪ ،‬ط‪ .2006 ،1‬جحس ــان جلب ــض هه ــر‪ :‬الش ــيعة وأه ــل الب ــى‪ ،‬أحم ــد‬
‫الكات ـ ــب‪ :‬اإلم ـ ــام امله ـ ــد‪ :‬رمحم ـ ــد ب ـ ـ ا أس ـ ـ العس ـ ــقر‪:‬ر‪ :‬ح ي ـ ــة تار خي ـ ــة أم أرض ـ ــية ألس ـ ــفية‪ ،‬ال ـ ــدار العرالي ـ ــة للعل ـ ــوم‪ ،‬ط ‪،5‬‬
‫‪2007‬م‪.‬احمـد الكاتـب‪ :‬تطـور الفقـر السياسـاض الشـييي مـ الشــورى ج ـى و يـة الف يـه‪ ،‬عمـان‪ ،‬ط‪1997 ،1‬مأحمـد الكاتـب‪ :‬فـي سـ يل‬
‫الشورى والوحدة والتجديد‪ :‬حـوارات أحمـد مـع املراجـع والعلمـاء واملفقـر حـوم وجـو اإلمـام الثـاني عشـر‪ ،‬الـدار العراليـة للعلـوم‪،‬‬
‫ط ‪2007 ،1‬م‪ ،‬وايــى م‪ .‬روندلس ـ ‪ :‬ع يــدة الش ــيعة‪ ،‬مقتبــة ا خــانبي‪،‬روح هللا ا خمينــض‪ :‬ا أكوم ــة اإلســالمية‪ ،‬منشــورات ا أرك ــة‬
‫اإلســالمية فــي جيـران‪ ،‬عبــد ال ــاهر الب ــدا ‪ ::‬الفــرا بــيم الفــرا‪ ،‬ار الســالم‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪ ،‬عرأــان عبــد ا أميــد أتــاح‪ :‬ن ر ــة و يــة‬
‫الف يــه‪ :‬راســة وتحليــل ون ــد‪ ،‬ار عمــار‪ ،‬عمــان ط‪1989 ،1‬م‪.‬أهرــض هو ــد‪ ::‬جي ـران م ـ الــداخل‪ ،‬مركــز ائه ـرام للإلرجمــة والنشــر‪،‬‬
‫ط‪1988 ،3‬م‪.‬محمــد أبــو زهــرة‪ :‬تــار خ املــذاهب اإلســالمية‪ ،‬ار الفقــر العربــي‪ .‬محمــد البنــدار‪ ::‬الصشــيع ب ـ ن مفهــوم ائئمــة واملفهــوم‬
‫الفارسـاض‪ ،‬ار عمـار‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪ ،‬محمــد عبـد القــر م عتـوم‪ :‬الن ر ــة السياسـية املعا ـرة‪ :‬اإلمامــة اإلثنـض عشــر ة‪ :‬راسـة تحليليــة‬
‫ن دي ــة‪ ،‬ار ال شـ ـ ر ‪1988‬م‪ .‬محم ــد عم ــارة‪ :‬ا خالأ ــة ونش ــأة ائحـ ـزاب اإلس ــالمية‪ ،‬كت ــاب اله ــالم ‪ 1983‬محم ــد عم ــارة‪ :‬الوس ــيا ف ــي‬
‫املذاهب واملصـطلأات اإلسـالمية‪ ،‬لضـة مصـر‪ ،‬ط‪ ،2005 ،3‬محمـد عمـارة‪ :‬تيـارات الفقـر اإلسـالمي‪ ،‬ار املسـت بل العربـي ‪،1983‬‬
‫مرتهاى العسقر‪ ::‬معالم املدرست ن‪ ،‬ا جمع العلرض اإلسالمي‪ ،‬ط‪1993 ،3‬م‬
‫‪48‬‬
‫اب جسماعيل؛ ثم جرت اإلمامة في نسل املقتوم‪ ،‬ومـ هنـا نشـأت أرقـة ا سـماعيلية ‪ ،‬والتـض ل ولهـا‬
‫ً‬
‫ب ــالقث ر م ـ ائأك ــار الت ــض اعتب ــرت غ ــر جس ــالمية ُس ــميى أيض ــا بالبا ني ــة‪ ،‬وم ـ ه ــذا امل ــذهب خان ــى‬
‫الفا مي ــة واملهدي ــة ف ــي ب ــال امل ــرب العرب ــي وال ل ــرة (جتب ــا ا غ ـا خ ــان) ف ــي الهن ــد‪ ،‬وق ــد تلوث ــى أأك ــار‬
‫القث ر م اإلسماعيلي ن بأأكار هندية وأارسية والوكي ن أخرجوا م اإلسالم‪153.‬‬

‫القدرية والجبرية والجهمية‬


‫ً‬
‫ا جبريــة وال در ــة وا جهميــة أســماء متعــد ة لفــرا جســالمية يجمعهــا‪ :‬نفــي أن يكــون اإلنســان خال ــا‬
‫ً ً‬
‫ئأعالــه‪ ،‬و م ـ ب ـ ن هــذل الفــرا التفــاوت فــي املوق ـ ا جبــر‪ ،:‬أبعضــها يــرى اإلنســان مجبــورا جب ـرا‬
‫ً‬
‫مطل ــا‪ ،‬أهــو خالريشــة املعل ــة فــي الهــواء‪ ،‬تميله ــا ر ــح ال ــدرة اإللهيــة حي ــث مالــى‪ ..‬وبعضــها ينس ــب‬
‫ً‬
‫لبنســان ركســبار‪ ،‬هــو عبــارة ع ـ الرغبــة فــي الفعــل وال صــد جليــه‪ ،‬أمــا خــالق الفعــل كاتــه أهــو هللا‪..‬‬
‫وبعض ــها ي ــرى أن اإلنس ــان رأاع ــلر‪ ،‬لق ـ عل ــى س ـ يل ا ج ــاز‪ ،‬والفاع ــل ا أ ي ــي ه ــو هللا أيض ـ ًـا‪154.‬‬
‫ُ‬
‫وقــالوا أعــل و عمــل ئحــد غ ــر هللا‪ ،‬وجنمــا تنســب ائعمــام ج ــى ا خلــوق ن علــى ا جــاز‪ 155،‬و ُ طلــق‬
‫املعإل لة على را جبريةر مسرى رال در ةر‪ ،‬في ح ن يطلق را جبريةر على املعإل لة مسرى رال در ةر‪156.‬‬

‫بدأ املسلمون في العصر ائمو‪ :‬وم ثـم العباسـاض با حتكـام بـائمم ائخـرى التـض أتحهـا املسـلمون‪،‬‬
‫وخــان عنــد هــذل ائمــم ألســفة و هــوت‪ ،‬ومســائل كث ــرة‪ ،‬أكانــى بدايــة ل هــور املتكلم ـ ن م ـ قدر ــة‬
‫وم ثم معإل لة في عهد حـق‪ .‬ثـم ملـا مسـرالى الفلسـفة الهنديـة واليونانيـة والالهـوت ج ـى املسـائل التـض‬
‫بحثل ــا املس ــلمون جم ــا لل ــر علهل ــا والي ــان موق ـ اإلس ــالم منل ــا‪ ،‬أو التفق ــر أهل ــا ابت ــداء‪ ،‬هه ــرت أرق ــة‬
‫املعإل ل ــة عل ــى ي ــد وا ــل بـ ـ عط ــاء‪ 157‬ال ــذ‪ :‬اش ـ ُـهلر بأنـ ـه م سـ ـ امل ــذهب م ــع ــاحبه رعم ــرو بـ ـ‬
‫عبيــدر‪ .158‬وال در ــة علــى يــد غــيالن الدمشـ ي‪ ،‬وأمــا معبــد ا جتــض ـ أوم مـ تكلــم فــي ال ــدر ـ ‪ 159‬أ ــد‬

‫‪ 153‬أن ر‪ :‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ن‪ ،2‬ص ‪ 59‬بتصر‬
‫‪ 154‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ 366‬و ‪ 367‬و ‪375‬‬
‫‪ 155‬عبد املنعم ا أنفي‪ :‬موسوعة الفرا وا جماعات واملذاهب اإلسالمية‪ ،‬ار الرشيد‪ ،‬ال اهرة‪1413 ،‬هـ = ‪ ،1993‬ص ‪135‬‬
‫‪ 156‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ 366‬و ‪ 367‬و ‪375‬‬
‫‪ - 157‬وا ل ب عطاء (‪80-131‬هـ)‬
‫وا ل ب عطاء ال زام‪ ،‬أبو حذيفة‪ .‬رأ املعإل لة وم أئمة البل اء واملتكلم ن‪ .‬سرض أصأابه باملعإل لة عإل الـه حل ـة ر ا أسـ‬
‫ً‬
‫البصر‪ .:‬وهو الذ‪ :‬نشر مـذهبرا عإل امر فـي ا أـاا‪ .‬ولـد باملدينـة‪ ،‬ونشـأ بالبصـرة‪ .‬وخـان يلثـن بـالراء أيجعلهـا غينـا‪ ،‬أتجنـب الـراء فـي‬
‫خطابــه‪ ،‬وضــرب بــه املثــل فــي كلــي‪ .‬وخــان مم ـ بــايع أمــد ب ـ عبــد هللا ب ـ ا أس ـ فــي قيامــه علــى رأهــل ا جــورر‪ .‬لــه تصــاني ‪ ،‬منلــا‬
‫رأ ــنا املرجئــةر وراملن ـزلة بـ ن املن ـزلت نر ورمعــاني ال ــر نر ور ب ــات أهــل العلــم وا جهــلر ورالسـ يل ج ــى معرأــة ا أــقر ورالتوالــةر‪.‬‬
‫(ائعالم للزركلي)‪ ،‬نشوء ا أضارة اإلسالمية لجستاك أحمد ال ص ‪ .‬ص ‪130‬‬
‫‪ - 158‬عمرو ب عبيد (‪80-144‬هـ)‬
‫عمرو ب عبيد ب باب التميرض بالو ء‪ ،‬أبو عثمان البصر‪ ::‬شيخ املعإل لة في عصرل‪،‬ومفتهلا‪ ،‬وأحـد الزهـا املشـهور ‪ .‬اشـهلر عمـرو‬
‫علمه وزهدل وأخبارل مع املنصور وغ رل‪ .‬وأيه قام املنصور«خلقم الب يد‪ ،‬غ ر عمرو ب عبيد»‪ .‬له رسائل وخطـب وكتـب‪ ،‬منلـا‬
‫رالتفسـ رر ورالــر علــى ال در ــةر‪ .‬تــوفي بمـران (ب ــرب مقــة) ورثــال املنصــور‪ ،‬ولــم يســمع بخليفــة رلـ َمـ ونــه‪ ،‬ســوال‪ .‬وفــي العلمــاء مـ‬
‫ً‬
‫يرال مبتدعا‪( .‬الزركلي) نشوء ا أضارة اإلسالمية لجستاك أحمد ال ص ‪ .‬ص ‪130‬‬
‫‪49‬‬
‫قـام عنـه الـذهيض فـي م ـ ان ا عتـدام‪ :‬جنـه تـا يي ــدوا لقنـه سـ سـنة سـ ئة أكـان أوم مـ تكلـم فــي‬
‫ً‬
‫ال در‪ ،‬وقتله ا حجان برا‪ 160‬خروجه مع اب ائشعث‪.‬‬
‫ـام ب ـ عبــد امللــي‬‫وقــد أخــذ غــيالن الدمش ـ ي ال ــوم بال ــدر ع ـ سوس ـ النص ـراني‪ ،‬وقــد قتــل هشـ ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫غيالن عد أن استفحل أمـر مذهبـه‪ ،‬وقـد رو‪ :‬أن عمـر بـ عبـد العز ـز بل ـه أن غـيالن وأالنـا نط ـا‬
‫في ال در‪ ،‬أأرسل جلهلما‪ ،‬وقـام‪ :‬مـا ائمـر الـذ‪ :‬تنط ـان بـه أ ـا ‪ :‬وهـو مـا قـام هللا يـا أم ـر املـ من ن‪،‬‬
‫ً‬
‫قام‪ :‬ومـا قـام هللا قـام‪﴿ :‬هـل أمـ علـى اإلنسـان حـ ن مـ الـدهر لـم يقـ شـ ئا مـذخورا ﴾ اإلنسـان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 1‬ثــم قــام‪﴿ :‬جنــا هــدينال السـ يل جمــا شــاكرا وجمــا كفــورا ﴾ اإلنســان ‪ 3‬ثــم ســقتا‪ ،‬أ ــام عمــر‪ :‬جقـرأا‪،‬‬
‫أ ـرأا حتـى بل ـا مـ نفـ السـورة‪﴿ :‬جن هـذل تــذكرة أمـ شـاء اتخـذ ج ـى رالـه سـ يال‪ ،‬ومـا مشــا ون ج‬
‫أن يش ــاء هللا‪ ﴾ ..‬اإلنس ــان ‪ 29‬و ‪ .30‬ج ــى خ ــر الس ــورة‪ ،‬ق ــام عم ــر‪ :‬كيـ ـ تر ــان تأخ ــذان الف ــرو‬
‫وتدعان ائ وم قام اب مهاجر‪ :‬ثم بلن عمر أ لما أسرأا‪ ،‬أأرسل جلهلما وهو م ضب‪ ،‬أ ـام عمـر‬
‫ً‬
‫وكنى خلفه قائما حتى خال عليه وأنا مست بلهما‪ ،‬أ ام لهما‪ :‬ألم يق في سابق علـم هللا حـ ن أمـر‬
‫جبل بال جو أ ي جد قام‪ :‬أأومأت جلهلما برأسـاض أن قـو ‪ :‬نعـم‪ ،‬وج أهـو الـذبح‪ ،‬أ ـا ‪ :‬نعـم‪،‬‬
‫أ ام‪ :‬أولم يق في سابق علم هللا ح ن نبى م وحواء ع الةجرة أن يأكال منلا أألهمهمـا أن يـأكال‬
‫منل ــا أأوم ــأت برأس ــاض أ ــا ‪ :‬نع ــم‪ ،‬أ ــأمر بإخراجهم ــا‪ ،‬وأم ـر بالقت ــاب ج ــى س ــائر ائعم ــام بخ ــال م ــا‬
‫ً‬
‫ي ـو ن وأمســكا عـ القــالم‪ ،‬ألــم يلبثـا ج يسـ را حتــى مــرً عمــر ومـات ولــم يفــد القتــاب وســام عــد‬
‫كلي منلما السيلر‪161‬‬

‫والاإلضــاأة ج ــى (ال در ــة) خانــى ائفــة ا جبريــة‪ ،‬وخــان أولهــم ا جهــم ب ـ ــفوان‪ ،‬ولــذلي يســمون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ :‬ا جهمية‪ ،‬خان ي ـوم جن اإلنسـان مجبـور اختيـار لـه و قـدرة لـه‪ ،‬وجن هللا قـدر عليـه أعمـا‬
‫بد أن تصدر منه‪ ،‬وجن هللا يخلق ائأعام في اإلنسان كما يخلق في ا جما ‪ ،‬واإلنسان خالريشـة فـي‬

‫ُُ‬ ‫َ َ‬
‫‪ 159‬قام معبد ا جتض‪ :‬ق َد َر َوائمر أن ‪ ،‬ون لى خلمته لعبد هللا ب عمر رضاض هللا عنلما من تة ع السياا الذ‪ :‬قيلى أيه‪ ،‬أ هر‬
‫أمر ا ُأقم م ال ـدر‪،‬‬ ‫خأ لا نفي لل در في الع يدة‪ ،‬في ح ن أن السياا خان سياا الر على ا جبرية‪ ،‬جك خانوا يشيعون ب ن النا أن َ‬
‫ومعلوم أن الدولة ائمو ة التض خانى مشيع راء ا جبرية‪ ،‬خانى تفعل كلي لتبريـر و ـوم ا أقـم ج ـى عـ أمراتلـا مـع وجـو ائأضـل‪،‬‬
‫فــي‬ ‫علـى اعتبـار أن كلـي مـ ال ـدر‪ ،‬ولتبريـر قضــية تور ـث ا أقـم‪ ،‬وخانـى بدعـة أنقرهـا معبـد‪ ،‬وكــال ائمـر ي ـع فـي ائـرة التكليـ‬
‫م ـ ائــرة ال ــدر‪ ،‬يــدم علــى كلــي أنــه قــام‪ :‬وائمــر أن ـ ‪ ،‬قــام‬ ‫الع يــدة‪ ،‬أكــان ر معبــد م ـ بــاب بيــان أن ائمــر فــي ائــرة التكلي ـ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ُُ‬
‫ا جوهر‪ :‬في الصأاح‪ :‬وروضة أن بالضم‪ ،‬أ‪ :‬لـم َي ْر َعهـا أحـد‪ ،‬وخـأ أنـ ‪ :‬لـم يشـرب لـا قبـل كلـي‪ ،‬انتبـى‪ ،‬وهـذا يعنـض أن ائمـر أ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُُ‬
‫ا أقــم أن ـ ‪ ،‬ل ـ بو يــة عهــد‪ ،‬بــل شــورى‪ ،‬و عالقــة لــه بال ــدر‪ .‬قــام علــي ســامي النشــار فــي نشــأة الفقــر الفلســفي اإلســالمي‪ :‬جن‬
‫الرج ــل خ ــان ي ــداأع ع ـ ش ــرعية التك ــالي أ ــا‪ ،‬أنف ـ أن يك ــون ال ــدر س ــالبا لالختي ــار‪ ،‬أ ــانتبى مذهب ــه ج ــى م ــا انتب ــى جلي ــه‪ ،‬أ‪ :‬أن‬
‫ال در ــة توســعى واختل ـ رأالــا وخــرن عـ ائ ــل الــذ‪ :‬اأــع عنــه ا أس ـ البصــر‪ :‬ومعبــد ا جتـض‪ ،‬و راجــع كتــاب منــا ا ائ لــة فــي‬
‫بحــث أســماء هللا و ــفاته لجســتاك هشــام البــدراني‪ ،‬أالشــاهد هنــا أهميــة ا عتنــاء بالســياا الــذ‪ :‬ور أيــه الــن للأقــم عليــه‪،‬‬
‫الدأا أو محاكمة رأ‪ :‬معبد ا جتض في املسألة أتلي أرقة انهلى‪ ،‬و را ها في بطون القتب يحقم هللا أهلا‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫‪ْ َ 160‬ب ُر اإلنسان على ال َ ْتل‪َ :‬ن ْ‬
‫ص ُبه عليه‪ .‬ي ام‪ :‬ق َتله َ ْبرا‪ ،‬وقد َ َبرل عليه وقد ن َبى رسوم هللا‪ ،‬ﷺ‪ ،‬أ ْن تصبر الـروح‪ .‬لسـان العـرب‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪438/4‬وق ــام اب ـ ائث ــر ف ــي ج ــامع ائ ــوم ‪ :‬ــبرت ال تي ــل عل ــى ال ت ــل‪ :‬جكا ح س ــته علي ــه لت تل ــه بالس ــي وغ ــرل م ـ أن ــوا الس ــالح‬
‫ُ‬
‫وسـوال‪ ،‬وخــل مـ قتــل أ‪ :‬قتلــة خانــى جكا لــم يقـ فــي حــرب و علــى غفلــة و غــرة أهــو م تــوم ــبرا‪ .‬اهــ‪(.‬جسالم وايــب؛ مركــز الفتــوى‪،‬‬
‫ً‬
‫جواب س ام ع معنى ال تل برا؛ ‪ 2009/5/2‬أتوى رقم ‪.)121114‬‬
‫‪ 161‬أحمد أم ن‪ :‬أجر اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1964 ،9‬مقتبة النلضة املصر ة‪ ،‬ص ‪285‬‬
‫‪50‬‬
‫مهب الر ح‪ .‬وج ى جانب ال وم با جبر نفى ا جبرية فات هللا معـا ى جملـة وتفصـيال‪ ،‬نفـى أن تكـون‬
‫َ معــا ى ــفات غ ــر كاتــه‪ ،‬وأن هــاهر الصــفات املــذخورة فــي ال ــر ن مثــل الســميع والبص ـ ر يفهــاض‬
‫ً‬
‫ج ــى مشــا لة ا خلوقــات‪ ،‬وهــو مســتحيل علــى هللا معــا ى‪ ،‬أيجــب تأو ــل كلــي‪ ،‬وقــام أيضــا جن ال ــر ن‬
‫مخلــوا‪ ،‬أكانــى مســألة ا جبــر تفهــاض ج ــى تــرم العمــل والتعطيــل والرخــون لل ــدر‪ ،‬ومســألة الصــفات‬
‫أأضى لنفي فات هللا معا ى‪162.‬‬

‫املعتزلة‬
‫عــد ح ـ ن م ـ الزمــان كاب مــذهب ا جبريــة ومــذهب ال در ــة فــي غ رهمــا م ـ املــذاهب‪ ،‬وخصو ــا‬
‫املعإل ل ــة‪ ،‬وق ــد واأ ــق عـ ـ مفق ــر‪ :‬املعإل ل ــة ال در ــة ف ــي ق ــولهم ب ــدرة اإلنس ــان وأعل ــه وانفرا ه ــا‬
‫واسـ ــت اللها ون هللا معـ ــا ى‪ ،‬ونفـ ــى املعإل لـ ــة أن ائشـ ــياء ب ـ ــدر هللا معـ ــا ى وقضـ ــائه‪ ،‬وواأـ ــق ع ـ ـ‬
‫مفقــر‪ :‬املعإل لــة ا جهميــة فــي نفــي الصــفات عـ هللا معــا ى‪ ،‬وفــي خلــق ال ــر ن‪ ،‬واملعإل لــة يرضــون أن‬
‫يسموا بال در ة و با جهمية‪163.‬‬

‫خانــى هــذل ائحــدا جلهــا فــي زم ـ ا أس ـ البصــر‪ :‬رحمــه هللا معــا ى رحمــة واســعة‪ 21[ ،‬ـ ‪110‬ه ـ =‬
‫‪ 642‬ـ ‪728‬م‪ ،‬ال ــرن ائوم ـ بدايــة الثــاني لل جــرةا وخــان وا ــل ب ـ عطــاء وعمــرو ب ـ عبيــد فــي حل ــة‬
‫ا أسـ البصــر‪ ،:‬أــاعإل ل علــى أثــر ــرح الن ــا فــي قضــية مرتقـب القب ــرة‪ ،‬أ ــد قــررا أن مرتقــب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القب ــرة م ـ م مطل ــا و خــاأر مطل ــا‪ 164،‬بــل هــو فــي م لــة ب ـ ن امل ـ لت ن‪ ،‬أســموا م ـ أجــل كلــي‬
‫باملعإل لــة‪ 165،‬وهــذا التأ ــيل ســم املعإل لــة سـ ب اعإلـ ام حل ــة البصــر‪ :‬ضــعي كمــا يــرى ائســتاك‬
‫أحم ــد أم ـ ن ف ــي كت ــاب أج ــر اإلس ــالم‪ ،‬وقي ــل ب ــل س ــموا ك ــذلي ئ ل ــم اعإل ل ــوا خ ــل ائق ــوام ا أدث ــة‪،‬‬
‫أخالفوا ال وم في مرتقب القب رة ب ن رأ‪ :‬املرجئـة التـض ت ـوم بأنـه مـ م يضـرل مـع اإليمـان يـاضء‪،‬‬
‫ورأ‪ :‬ا خــوارن‪ ،‬الــذي يقفرونــه‪ ،‬و يحــون مــه‪ ،‬وخــان ا أس ـ البصــر‪ :‬ي ــوم بــأن مرتقــب القب ــرة‬
‫مناأق‪ ،‬أاعإل م وا ل هذل ا راء خلها وقام بأنـه فـي م لـة بـ ن امل ـ لت ن‪ ،‬مـ م و خـاأر‪ ،‬قـام عبـد‬
‫ً‬
‫ال ــا ر الب ــدا ‪ :‬ف ــي كت ــاب الف ــرا بـ ـ ن الف ــرا‪ :‬جن ا أسـ ـ البص ــر‪ :‬مل ــا ــر وا ــال مـ ـ مجلس ــه‬
‫واعإل ـ م عنــد ســار ة م ـ ســوار‪ :‬م ــجد البصــرة وانضــم جليــه ــدي ه عمــرو ب ـ عبيــد قــام النــا‬
‫يومئذ‪ :‬ج لما قد اعإل قوم ائمة‪ ،‬وسرض جتباعهما باملعإل لة‪166.‬‬

‫ً‬
‫‪ 162‬أحمد أم ن‪ :‬أجر اإلسالم‪ ،‬ص ‪ 286‬وما عدها (بتصر ) وأن ر أيضا‪:‬جمام الدي ال اسرض‪ :‬تار خ ا جهمية واملعإل لـة‪ ،‬م سسـة‬
‫الرسالة‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ 163‬أحمد أم ن‪ :‬أجر اإلسالم‪ ،‬ص ‪(287‬بتصر )‪.‬‬
‫‪ 164‬أبو الفتح الشهرستاني‪ :‬موسوعة امللل والنحل‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫‪ 165‬أن ر‪ :‬أحمد أم ن‪ :‬أجر اإلسالم‪ ،‬ص ‪ (288‬ينفـي عـ املعإل لـة م ولـة اعإلـ ام حل ـة ا أسـ البصـر‪ ،:‬وأ لـا بدايـة نشـوء حركـة‬
‫ا عإل ـ ام‪ ،‬ويعيــدون نشــوء ا عإل ـ ام ج ــى مــا قبــل كلــي‪ ،‬وأن تيــار ا عإل ـ ام نشــأ نشــأة بيعيــة وهــو امتــدا لفهــم الصــأابة لبس ــالم (‬
‫محاضرة مخطو ة للشيخ أم ن نـاي كيـاب [أم ـر جماعـة املعإل لـة ـ ا جـد ـ فـي ائر نا عنـوان راملعإل لـة بـ ن ائمـ واليـومر وتار خهـا‬
‫‪1992/6/7‬م)‪.‬‬
‫‪ 166‬عبد ال اهر الب دا ‪ ::‬الفرا ب ن الفرا‪ ،‬تح يق محمد أت ي النا ‪ ،:‬ار السالم‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪43‬‬
‫‪51‬‬
‫ان س ــمى املعإل ل ــة ج ــى ع ــدة (أ ــرا) ت ــارب العش ــر أرق ــة‪ ،‬أهمه ــا‪ :‬الوا ــلية والهذلي ــة والن امي ــة‬
‫وا خيا يــة وال شــر ة واملعمر ــة وا جاح يــة وغ رهــا‪ 167‬ولق ـ يجمعهــا مــا ُيســرى بائ ــوم ا خمســة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬التوحيــد‪ :‬ويعنــض ت يــه هللا معــا ى عـ أ‪ :‬مشــا لة أو مماثلــة للخلــق‪ ،‬واإليمــان بــأن الع ــل اإلنســاني‬
‫يحدل‪[.‬أ‪ :‬يحد هللا معا ىا‪.‬‬
‫‪ .2‬الع ــدم‪ :‬ويعن ــض ت ي ــه هللا معـ ــا ى عـ ـ ال ل ــم والعب ــث وأعـ ــل الش ــر أو ا حتي ــان أو املشـ ــاعر‪ ،‬وأن‬
‫اإلنس ــان مخت ــار بأأعال ــه و مج ــام لل ــوم ب ــا جبر‪ .‬وأه ــم م ــا يإلرت ــب عل ــى ال ــوم بالع ــدم ثالث ــة أم ــور‪:‬‬
‫مشــكلة ال ــدر‪ ،‬وا جبــر‪ ،‬وال ــبح فــي ائأعــام قبــل ورو الشــر ‪ .‬وم ـ أأكــارهم أن التحس ـ ن والت بــيح‬
‫ع ليان‪ ،‬ولو لم ير لما شر ‪ ،‬أصفات ا أسـ وال ـبح كاتيـة فـي الشـاضء‪ 168.‬ومـ م تضـيات العـدم‬
‫ً‬
‫ال وم بخلق ال ر ن (أ‪ :‬أنه محد ول أزليا)‪.‬‬
‫‪ .3‬امل لــة ب ـ ن امل ـ لت ن‪ :‬وهــي أن ُيحقــم علــى مرتقــب القب ــرة بالفســق‪ ،‬وهــي م لــة ب ـ ن م لتــض اإليمــان‬
‫والقفر‪ ،‬أ د قالى املرجئـة بأنـه مـ م وقالـى ا خـوارن بأنـه خـاأر‪ 169،‬وحسـب املعإل لـة هـو عـد كلـي‬
‫خالد في النار‪ ،‬وجن يق في رجـة مـ العـذاب ون رجـة املشـرك ن والقفـار‪ 170،‬قـام املرحـوم الشـيخ‬
‫أمـ ن نــاي كيــاب‪ :‬رجن أ ــل امل لــة بـ ن امل ـ لت ن يتوجــه فــي الــدنيا نحــو املنقـرات الفر يــة الســر ة‪،‬‬
‫وجنم ــا يتوج ــه نح ــو العلني ــة؛ وعل ــى ا خص ــوص يتوج ــه نح ــو الس ــلطان وأه ــل ا أق ــم ح ـ ن ي ه ــرون‬
‫الفســا وال لــم وســفي الــدماء فــي أعمــالهم أــال مجــام ملــدحهم‪ ،‬بــل هــم م ـ أهــل الــذم فــي م لــة ب ـ ن‬
‫ً‬
‫امل ـ لت ن [القفــر أو اإليمــانا وهــي الفســق‪ ،‬وقــام‪ :‬و أه ـ واحــدا يعلــم معنــى امل لــة ب ـ ن امل ـ لت ن و‬
‫ُّ‬
‫ي ــدرم ع ــدها ا أض ــار‪:‬؛ أب ــض الوق ــو ف ــي وج ــه ال ل ــم وال ــالم واإلأس ــا واملفس ــدي وا س ــهلتار‬
‫واملس ــهلإلري وأع ــوان ال لم ــة ورج ــالهم وخ ــل م ـ ـ ي ــدهم أو ينا ــرهم ب ــوم أو بفع ــل مـ ـ خـ ــالم‬
‫خطــاب أو كتــاب أو تلفــاز أو جكاعــة أو صــأاأة أو تأييــد بالفعــل أو ال ــوم‪ ،‬ثــم قــام‪ :‬كــم نحـ بحاجــة‬
‫ماسة لهذا ائ ل إلعا ة بناء حياتنا اليومر‪171.‬‬

‫‪ .4‬الوع ــد والوعي ــد‪ :‬وع ــد هللا املـ ـ من ن با جن ــة‪ ،‬وتوع ــد الك ــاأر بالن ــار‪ ،‬أالوع ــد والوعي ــد ــدا‬
‫ً‬
‫وعـ ــدم‪ ،‬وكمـ ــا ي ـ ــوم الـ ــدكتور محمـ ــد عمـ ــارة ر والـ ــح أن لهـ ــذا ائ ـ ــل م ـ ـ أ ـ ــوم املعإل لـ ــة ا عـ ــا‬
‫ً‬
‫سياس ــيا‪ ،‬أ ــد خ ــان أقــر املرجئ ــة يمل ــي لل ــامل ن و م ــد له ــم حب ــام ائم ــل ف ــي النج ــاة‪ ،‬ب نم ــا خ ــان أق ــر‬
‫املعإل لـة يحقـم علــهلم بالفسـق وا خلـو فــي النـار‪ ،‬و ــرر ـ لـذا ائ ــل ـ ـدا الوعيــد لهـم‪ ،‬واســتحالة‬

‫‪ 167‬أبو الفتح الشهرستاني‪ :‬موسوعة امللل والنحل‪ ،‬ص ‪ 21‬وما عدها‪.‬‬


‫‪ 168‬حوم تحس ن وت بيح ائأعام‪ ،‬أن ـر‪ :‬ال اضـاض عبـد ا جبـار بـ أحمـد‪ :‬شـرح ائ ـوم ا خمسـة‪ ،‬ائ ـل الثـاني‪ ،‬العـدم‪ ،‬ابتـداء مـ‬
‫ً‬
‫الصفحة ‪ 299‬وأن ر أيضا‪ :‬عوا ب عبد هللا املعتق‪ :‬املعإل لة وأ ولهم ا خمسة وموق أهل السنة منلا‪ ،‬مقتبة الرشيد؛ الر ـاً‪،‬‬
‫ص ‪.163‬‬
‫‪ 169‬أن ر‪ :‬ال اضاض عبد ا جبار‪ :‬شرح ائ وم ا خمسة‪ ،‬تح يق عبد القر م عثمان‪ ،‬مقتبة وهبة‪ ،‬ط ‪ ،2006 ،4‬ص ‪.697‬‬
‫‪ 170‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ 52‬ومحمـد أبـو زهرة‪:‬تـار خ املـذاهب اإلسـالمية‪ ،‬ا جـزء ائوم رفـي السياسـة والع ائـدر‬
‫ص ‪209‬‬
‫‪ 171‬محاضرة مخطو ة للشيخ أم ن ناي كياب عنوان راملعإل لة ب ن ائم واليومر وتار خها ‪1992/6/7‬م‬
‫‪52‬‬
‫تخلفه‪ ،‬وم ثم استحالة جأال لم مـ ا خلـو فـي النـار‪ ،‬علـى حـ ن خـان أقـر ا خـوارن يحقـم بقفـرهم ـ‬
‫ا خر‪172.‬‬ ‫كفر نعمة ـ عند البع ـ وكفر شرم باَ ـ عند البع‬
‫‪ .5‬ائمــر بــاملعرو والنبــض عـ املنقــر‪ .‬يــرى املعإل لــة أن وجو لمــا يعــر ع ــال‪ ،‬وكلــي خالأــا جمهــور‬
‫املســلم ن‪ ،‬وقــد تم ـ ت املعإل لــة بجعــل ائمــر بــاملعرو والنبــض ع ـ املنقــر م ـ أ ــوم الــدي الــذ‪:‬‬
‫يتم ج به‪ ،‬وهذا ي تهاض قيامهم ضد ا أاكم ا جائر في حالة توأر ال درة لذلي‪.‬‬
‫أه ــم كت ــب ائ ــوم ل ــدالم‪ :‬كت ــاب املعتم ــد ئب ــي ا أس ـ ن البص ــر‪ ،:‬وكت ــاب العم ــد‪ ،‬لل اض ــاض عب ــد‬
‫ا جبار‪ ،‬وامل نض في أبواب العدم والتوحيد لل اضاض عبد ا جبار‪.‬‬
‫ت ــوم أ ــوم الف ــه عنــد املعإل لــة علــى القتــاب‪ ،‬والســنة‪ ،‬واإلجم ـا ‪ ،‬وال يــا ‪ ،‬علــى خالأــات و راء‬
‫متعد ة‪ ،‬يصعب حصرها هنا‪173.‬‬
‫ً‬
‫وقد قى مذهب ا عإل ام رواجا ر كب ًرا ر في العراا وو ل ج ى بال عيدة خامل رب والـيم وخراسـان‬
‫وأرمينية‪ .‬وان سم املعإل لة ج ى مدرست ن رئ س ت ن هما مدرسـة البصـرة ومدرسـة ـدا ‪ ،‬ولكـل منلمـا‬
‫من جهـ ــا ا خـ ــاص فـ ــي تحليـ ــل املسـ ــائل اإلعت ا يـ ــة‪ .‬ومشـ ــعبى ج ـ ــى أـ ــرا عديـ ــدة أشـ ــهرها الوا ـ ــلية‬
‫والهذلية والن امية وا جاح ية وال شر ة والتمامية وغ رها كث ر‪.‬‬

‫األشاعرة‬
‫ترب ـ اإلم ــام أب ــو ا أس ـ َعل ـ ُّـي ْب ـ ُ ج ْس ـ َـماع َ‬
‫يل ائش ــعر‪ 174:‬عل ــى ي ــد املعإل ل ــة‪ ،‬وق ــد روى الس ــبكي ف ــي‬
‫ب ــات الش ــاأعية رأن أب ــا ا أس ـ ائش ــعر‪ :‬ق ــام عل ــى ا عإل ـ ام أربع ـ ن س ــنة‪ ،‬حت ــى ــار للمعإل ل ــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جمامــار وقــام ا أس ـ ن ب ـ محمــد العســقر‪ ::‬رخــان ائشــعر‪ :‬تلميــذا للجبــائي‪ 175‬وخــان ــاحب ن ــر‪،‬‬
‫ً‬
‫وكا جقــدام علــى ا خصــوم‪ ،‬وخــان ا جبــائي ــاحب تصــني وقلــم‪ ،‬ج أنــه لــم يق ـ قو ــا فــي املنــاهرة‪،‬‬
‫أكــان جكا عرض ــى من ــاهرة ق ــام لجش ــعر‪ ::‬ن ــب عن ــضر ث ــم يب ــدو أن اإلم ــام ائش ــعر‪ :‬اعتق ـ ف ــي ب ت ــه‬
‫ً‬
‫ــو ال‪ ،‬ث ــم أعل ـ عدول ــه ع ـ ا عإل ـ ام‪ ،‬و ــام‪ :‬ن ــاهر أس ــتاكل أب ــا عل ــي ا جب ــائي ف ــي ع ـ املس ــائل‬
‫ً‬
‫وانتصر عليه‪ ،‬ألما اعتقـ فـي ب تـه ‪ 15‬يومـا يفقـر فـي خـل مـا معلمـه عـ املعإل لـة‪ ،‬قـالوا‪ :‬ثـم خـرن ج ـى‬
‫ا جامع‪ ،‬و عد املنبر‪ ،‬وقام‪ :‬يا معاشـر النـا ‪ ،‬جنمـا م ي ـى عـنقم هـذل املـدة ئنـي ن ـرت‪ ،‬أتكاأـأت‬

‫‪ 172‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪51‬‬


‫‪173‬راجع راء املعإل لة ائ ولية للدكتور علي ب سعد الضو ي‬
‫‪ 174‬ائشعر‪ ::‬أبو ا أس علي ب جسماعيل ب أبي شر اسأق ب سالم ب جسماعيل ب عبد هللا ب موساى اب أم ر البصرة بـالم‬
‫ب أبي بر ة ب احب رسوم هللا ـلى هللا عليـه وسـلم أبـي موسـاى عبـد هللا بـ قـ ائشـعر‪ :‬اليمـاني البصـر‪ ،:‬ولـد بالبصـرة سـنة‬
‫‪ 260‬هـ = ‪874‬م وخان أبول م أصـأاب ا أـديث لقنـه قـدر لـه أن يإلربـ فـي ب ـى شـيخ املعإل لـة أبـي علـي ا جبـائي وأن يصتلمـذ علـى يـدل‪،‬‬
‫وق ــد ه ــل عل ــى م ــذهب ا عإل ـ ام يفارق ــه أربع ـ ن س ــنة‪ ،‬وا جب ــائي زون أم أب ــي ا أس ـ ائش ــعر‪ ،:‬وال ــذ‪ :‬أش ــر عل ــى ترال ت ــه‪ .‬وت ــوفى‬
‫ائشعر‪ :‬سنة ‪ 324‬هـ = ‪936‬م في دا وم أشهر كتبه رم ا ت اإلسالمي نر‪( .‬و قي يديا وائعالم للزركلي ن‪ 4‬ص ‪.)263‬‬
‫‪ 175‬هو محمد ب عبد الوهاب ب سالم ا جبائي‪ ،‬املعرو بأبي علي ا جبـائي‪ .‬شـيخ املعإل لـة ورئـ علمـاء القـالم فـي عصـرل‪ ،‬م سـ‬
‫أرقة ا جبائية‪ .‬ولد سنة ‪ 235‬املواأق ‪849‬م‪ ،‬في مدينة ُجيـى فـي خورسـتان‪ ،‬وتـوفي فـي البصـرة سـنة ‪303‬ه ـ املواأـق ‪916‬م‪( .‬و قي يـديا‬
‫وائعالم ن‪ 6‬ص ‪)256‬‬
‫‪53‬‬
‫عنــد‪ :‬ائ لــة‪ ،‬ولــم يإلــرنح عنــد‪ :‬يــاضء علــى يــاضء‪ ،‬أاســهلديى هللا أهــداني ج ــى اعت ــا مــا أو عتــه فــي‬
‫كتيض هذل‪ ،‬وانخلعى م جميع ما كنى أعت ـدل‪ ،‬كمـا انخلعـى مـ ثـوبي هـذا‪ ،‬وانخلـع مـ ثـوب خـان‬
‫عليه ورم بهر‪ 176‬ومما قاله ائشعر‪ :‬في خطبته تلي‪ :‬رم عرأنض أ د عرأنـض‪ ،‬ومـ لـم يعرأنـض أأنـا‬
‫أعرأ ــه نف ــاض‪ ،‬أن ــا أ ــالن ب ـ أ ــالن‪ ،‬كن ــى قل ــى بخل ــق ال ــر ن‪ ،‬وأن هللا ُي ــرى بائبص ــار وأن أأع ــام‬
‫الشر أنا أأعلها‪ ،‬وأنا تائب م لع‪ ،‬معت د للر على املعإل لةر‪ ،‬ثم أعل اعتناقـه لع ائـد أهـل ا أـديث‬
‫كمبدء جديـد لـه حيـث قـام‪ :‬رقولنـا الـذ‪ :‬ن ـوم بـه‪ ،‬و يانصنـا التـض نـدي لـا‪ :‬التمسـي بقتـاب رالنـا عـز‬
‫وجــل‪ ،‬وســنة نب نــا ــلى هللا عليــه و لــه وســلم ومــا رو‪ :‬عـ الصــأابة والتــا ع ن وأئمــة أهــل ا أــديث‬
‫ونح بذلي معتصمون‪ ،‬والما خان ي وم به أبو عبـد هللا أحمـد بـ حنبـل قـائلون‪ ،‬وملـ خـال قولـه‬
‫مجـانبون ئنــه اإلمـام الفاضــل والــرئ الكامـل الــذ‪ :‬أبــان هللا بـه ا أــق‪ ،‬و أــع بـه الضــالم‪ ،‬وأولــح‬
‫به املنلان‪ ،‬وقمع به املبتدع ن وزين الزائ ن‪ ،‬وشي الشاك نر‪177.‬‬

‫وق ــد كك ــر امل رخ ــون رج ــو اإلم ــام أب ــي ا أسـ ـ عـ ـ م ــذهب املعإل ل ــة ف ــي مس ــائل الص ــالح وائ ــلح‬
‫ُ‬
‫ــر هلم وخ ــان عل ــى رأ‪ :‬عب ــد هللا بـ ـ س ــعيد بـ ـ كـ ـالب وأب ــي العب ــا ال الن ــاض وا أ ــار‬ ‫أ ــرأ‬
‫ا أاسيض م أتبا السل وعلى ر ة السنة‪ ،‬قام اإلمـام الـذهيض فـي سـ ر أعـالم النـبالء (‪:)89/15‬‬
‫((والل نــا أن أبــا ا أس ـ تــاب و ــعد علــى منبــر البصــرل وقــام‪ :‬جنــي كنــى أقــوم بخلــق ال ــر ن‪ ...‬وجنــي‬
‫تائب معت د الر على املعإل لة))‪ ،‬وقام اب خلـدون فـي امل دمـة (ص ‪(( :)853‬ج ـى أن ههـر الشـيخ أبـو‬
‫ا أس ـ ـ ائشـ ــعر‪ :‬ونـ ــاهر ع ـ ـ مشـ ــايخهلم‪ -‬أ‪ :‬املعإل ل ـ ـة ‪-‬فـ ــي مسـ ــائل الصـ ــالح وا ـ ــلح أـ ــرأ‬
‫ُ‬
‫ر هلم وخان على رأ‪ :‬عبد هللا بـ سـعيد بـ كـالب وأبـي العبـا ال الن ـاض وا أـار ا أاسـيض مـ‬
‫أتبا السل وعلى ر ة السنة))‪،‬‬
‫رزا اإلمــام ائشــعر‪ :‬بإتبــا كث ــري م ـ العلمــاء ائقو ــاء م ـ شــاأعية ومالقيــة وأحنــا ‪ ،‬مــنلم أبــو‬
‫جسـأاا اإلســفرائينض‪ ،‬وأبـو بقــر ال فــام‪ ،‬وا جرجـاني والبــاقالني وابـ أـورم والب ــدا ‪ ،:‬وال شـ ر‪:‬‬
‫وجمــام ا أــرم ن وابـ عســاكر والـراز‪ :‬وا مــد‪ :‬والعــز بـ عبــد الســالم‪ ،‬وال زا ــي والشايــاض‪ ،‬وغ ــرهم‬
‫القث رون‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خال ائشاعرة املعإل لة في الصفات‪ ،‬أأث توا َ معا ى الصـفات خـالعلم وال ـدرة واإلرا ة‪ ،‬وخـالفوا‬
‫املعإل لـة فـي مفـاهيم كث ـرة‪ .‬ومـ أهـم أأكـار ائشـاعرة‪ :‬جثبـات الصـفات أإثبـات العلـم وال ـدرة واإلرا ة‬
‫لـ ــة علـ ــى ـ ــفات متم ـ ـ ة ئنـ ــه معنـ ــى لكلمـ ــة عـ ــالم ج أن يكـ ــون كا علـ ــم‪ ،‬وأن يكـ ــون ال ـ ــا ر كا‬
‫ال ــدرة‪ ،‬وه ــي ــفات متع ــد ة‪ ،‬وه ــذل الص ــفات قائم ــة بذات ــه مع ــا ى ه ــي ه ــو و ه ــي غ ــرل‪ ،‬ومـ ـ‬
‫أأك ــارهم‪ :‬أن ائلف ــاي امل ل ــة عل ــى لس ــان املالئق ــة ج ــى ائن ي ــاء ت عل ــى الق ــالم ائز ــي‪ ،‬والد ل ــة‬
‫مخلوقــة محدثــة‪ ،‬واملــدلوم قــديم أز ــي‪ ،‬وتوســطوا ب ـ ن ا جبــر وا ختيــار فــي مســألة ال ضــاء وال ــدر‪،‬‬

‫‪ 176‬أن ــر هــذا الــن املــأثور ع ـ اإلمــام أبــي ا أس ـ ائشــعر‪ :‬فــي كتــاب الشــيخ محمــد أبــو زهــرة‪ ،‬تــار خ املــذاهب اإلســالمية‪ ،‬ا جــزء‬
‫ائوم‪ :‬في السياسة والع ائد‪ ،‬ص ‪181‬‬
‫ً‬
‫‪ 177‬موقـع شــبقة الشـيعة العامليــة‪ ،‬أزمـة ا خالأــة واإلمامـة‪ ،‬أســعد وحيـد قاســم‪ ،‬ص ‪ 250‬ن ـال عـ ر الفهرسـى بـ النــديم ص ‪271‬‬
‫ومحمد أبو زهرة؛تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ن ‪ ،1‬ص ‪181‬‬
‫‪54‬‬
‫ً‬
‫ملزمــا فــي عملــه‬ ‫وقــالوا بالقســب‪ ،‬وفــي مســألة العــدم قــالوا جن هللا ُيســأم عمــا يفعــل‪ ،‬وجن هللا لـ‬
‫اية‪.‬ر‬
‫رأينــا املعإل لــة ي ولــون بــأن هللا يمقـ أن يخلـ وعــدل أو وعيــدل‪ ،‬وهنــا نــرى ائشــاعرة رأجــازوا أن‬
‫يخل هللا وعدل ججازة ع لية شرعيةر‪178.‬‬

‫ر الشيخ محمد أبو زهرة قوم الشـيخ محمـد زاهـد الكـوثر‪ :‬بأنـه ريكـا الباحـث ي ـرر أن اإلشـاعرة‬
‫في خا ب ن ا عإل ام وأهل الف ه وا أديثر‪179‬‬

‫قــام ال ش ـ ر‪ :‬فــي أبــي ا أس ـ ر ســم هللا الــرحم الــرحيم‪ ،‬اتفــق أصــأاب ا أــديث أن أبــا ا أس ـ‬
‫ً‬
‫ائش ــعر‪ :‬خ ــان جمام ــا م ـ أئم ــة أص ــأاب ا أ ــديث‪180،‬ومذهب ــه م ــذهب أص ــأاب ا أ ــديث‪ ،‬تكل ــم ف ــي‬
‫أ ــوم ال ــديانات عل ــى ر ــة أه ــل الس ــنة‪ ،‬ور عل ــى ا خ ــالف ن م ـ أه ــل الزي ــن والب ــد ‪ ،‬وخ ــان عل ــى‬
‫ً‬
‫املعإل لة والرواأ واملبتدع ن م أهل ال بلة وا خارج ن سيفا مسلو ر‪.‬‬

‫املاتوريدية‬
‫ع ــا أب ــو موس ــاى ائش ــعر‪ :‬وأب ــو منص ــور املاتور ــد‪ :‬ف ــي ال ــرن الثال ــث ال ج ــر‪ ،:‬وف ـي ه ــذا الوق ــى‬
‫ُ‬
‫هه ــرت املاتر دي ــة‪ 181،‬وقي ــل ب ــأن را راء الت ــض أث ــرت عـ ـ اإلم ــام أب ــي حنيف ــة وا راء الت ــض قرره ــا أب ــو‬
‫منصــور املاتور ــد‪ :‬فــي كتبــه؛ أ لــا متالقيــة فــي جملــة أ ــولها‪ ،‬ولــذلي ـ وكمــا ي ــوم اإلمــام محمــد أبــو‬
‫زهــرة ـ قــرر العلمــاء أن راء أبــي حنيفــة فــي الع ائــد هــي ائ ــل الــذ‪ :‬تفرعــى عنــه راء املاتور ــد‪182.:‬‬
‫ً‬
‫واملاتور ديـة قر بــة الشــبه بائشــعر ة‪ ،‬ســوى فــي عـ الفروقــات‪ ،‬منلــا أن ائشــاعرة يعتبــرون ـ مــثال ـ‬
‫ً‬
‫معرأــة هللا واجبــة بالشــر ؛ ب نمــا املاتور ديــة ـ جتباع ـا ملــن ا أبــي حنيفــة ـ يعتبرو لــا مدركــة الوجــوب‬
‫بالع ــل‪ .‬و ــوم املاتور ــد‪ :‬ر م ــع أن الع ــل يمق ـ أن يس ــت ل بمعرأ ــة هللا مع ــا ى‪ ،‬لقن ــه يس ــت ل‬
‫ً ً‬
‫بمعرأــة ائحكــام التكليفيــة‪ ،‬وكلــي هــو رأ‪ :‬أبــي حنيفــةر وائشــاعرة يعتبــرون لجشــياء حســنا كاتيــا‬
‫يدركــه الع ــل م ـ غ ــر أمــر الشــار ‪ ،‬واملاتور ديــة ي ــررون أن ائشــياء لهــا ُح ْس ـ كامــي يدركــه الع ــل‬
‫ً‬
‫أيضا‪ 183.‬سبق أن قرأنا قوم أبي زهرة الذ‪ :‬ين له ع الشـيخ الكـوثر‪ :‬مـ أن ائشـاعرة ي فـون بـ ن‬

‫‪ 178‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪204‬‬
‫‪ 179‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪199‬‬
‫‪180‬وف ــي ه ــذا ال ــوم ن ــر‪ ،‬أه ــو ‪ -‬رحم ــه هللا مع ــا ى‪ -‬مـ ـ أئم ــة املتكلم ـ ن‪ ،‬أ‪ :‬عل ــم أ ــوم ال ــدي ‪ ،‬ول ــم نع ــر عن ــه أن ــه مـ ـ أص ــأاب‬
‫ا أديث‬
‫‪ 181‬املاتور ديــة‪ُ :‬ينســب املــذهب املاتر ــد‪ :‬ج ــى اإلمــام محمــد ب ـ محمــد أبــي منصــور املاتر ــد‪ :‬ا أنفــي‪ ،‬املتــوفى عــام ‪333‬ه ـ ‪944 -‬م‪،‬‬
‫واملاتور دي ــة قر ب ــة مـ ـ ائش ــعر ة؛ وع ائ ــد أب ــي منص ــور ه ــي ع ائ ــد أب ــي حنيف ــة النعم ــان‪ ،‬أن ــر‪ :‬محم ــد أب ــو زهرة‪:‬ت ــار خ امل ــذاهب‬
‫اإلســالمية‪ ،‬ص ‪.210 - 195‬ومجلــة عــالم الفقــر (ا جل ــد ‪1 ،11‬؛ جبر ــل ‪ -‬يونيــو ‪ )1980‬بحــث عن ــوان اإلمــام أبــو منصــور املاتر ــد‪:‬‬
‫للدكتور أتح هللا خلي ‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ 182‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪196‬‬
‫‪ 183‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪199‬‬
‫‪55‬‬
‫ً‬
‫املعإل ل ـ ــة وأه ـ ــل ا أ ـ ــديث‪ ،‬وهن ـ ــا سنس ـ ــمعه ي ـ ــوم ب ـ ــأن املاتور دي ـ ــة ي ف ـ ــون موقف ـ ــا ب ـ ـ ن ائش ـ ــاعرة‬
‫واملعإل لةر‪184.‬‬

‫س ــبق أن رأين ــا املعإل ل ــة ي ول ــون ب ــأن هللا يمقـ ـ أن يخلـ ـ وع ــدل أو وعي ــدل‪ ،‬ورأين ــا ائش ــاعرة ر‬
‫أجازوا أن يخل هللا وعدل ججازة ع لية شرعيةر‪ ،‬وخان املاتور دية قد واأ ـوا املعإل لـة فـي كلـي‪،‬ر‬
‫أمنعوا كلي ئنه سبحانه ومعا ى وعـد بم تهـاى حقمـه‪ ،‬وقـد قـام معـا ى (جن هللا يخلـ امليعـا )‬
‫م عمـ ـران ‪ 9‬وعل ــى كل ــي أ ــال خ ــال ف ــي الوع ــد و ف ــي الوعي ــدر‪ 185.‬وف ــي موض ــو الص ــفات أث ــى‬
‫املاتور ــد‪ :‬ــفات هللا معــا ى وأــق ائشــاعرة وعلــى خــال املعإل لــة الــذي نفــوا الصــفات؛ ولقنــه قــام‬
‫ً‬
‫بــأن الص ــفات ل س ــى ش ـ ئا غ ــر ال ــذات‪ ،‬أب ــض ل س ــى ــفات قائم ــة ب ــذا لا و منفق ــة ع ـ ال ــذات‪،‬‬
‫لها كينونة مست لة ع الذات حتى ي ام جن معد ها ي ‪ :‬ج ى معد ال دماءر‪186.‬‬ ‫أل‬
‫وكذلي خال املاتور د‪ :‬املعإل لة في مسألة ر ة هللا معا ى يوم ال يامة‪ ،‬على أسـا أن الر ـة مـ‬
‫أحـ ــوام يـ ــوم ال يامـ ــة والالتـ ــا ي هـ ــي مختصـ ــة علـ ــم هللا معـ ــا ى بقيفهـ ــا وأحوالهـ ــا‪187.‬وكـ ــذلي خ ـ ــال‬
‫املاتور ــد‪ :‬ا خــوارن واملعإل لــة فــي موضــو مرتقــب القب ــرة‪ ،‬أهــو يــرى أن مرتقــب القب ــرة يخل ـد فــي‬
‫النار ولو مات م غ ر توالةر‪188.‬‬

‫ي ــوم أحمــد اللهييــض‪ « :‬جن النــاهر فــي معت ــد املاتر ديــة ومعت ــد ائشــاعرة يجــد بينلمــا ت ارالــا كب ـرا‪،‬‬
‫وهذا الت ارب هو الذ‪ :‬أوجد ا تفاا وا ئتال بينلمـا‪ ،‬حتـى ـار خـل مـنلم يطلـق اسـم أهـل السـنة‬
‫وا جماعــة علــى الطــائفت ن‪ ..‬والــذ‪ :‬ي هــر ــي‪ -‬وهللا معــا ى أعلــم بالصــواب‪ -‬أن املاتر ديــة ان ث ــى م ـ‬
‫القالبية كما أن ائشـعر ة كـذلي‪ .‬والـدليل علـى هـذا أن أهـم مـا تتم ـ بـه املاتر ديـة هـو ال ـوم بأزليـة‬
‫التكو ‪ ،‬وهذا قد قالى به القالبية م قبل ههور املاتر دية‪ ،‬كمـا أن املـذهب القالبـي خـان منصشـرا‬
‫في بال ما وراء النلر‪ ،‬وهي البال التض عا وتوفي أهلا املاتر د‪[..:‬و ضـي ا أعلـى هـذا بـد أن يكـون‬
‫املاتر د‪ :‬قد أخذ ع شيوخه م القالبيـة وتـأثر لـم‪ ،‬و لـذا يتضـح السـر فـي الت ـارب بـ ن ائشـاعرة‬
‫واملاتر دية‪ ،‬وهللا معا ى أعلم بالصواب»‪189‬‬

‫‪ 184‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪199‬و‪201‬‬
‫‪ 185‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪204‬‬
‫‪ 186‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪206‬‬
‫‪ 187‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪208‬‬
‫‪ 188‬محمد أبو زهرة‪:‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ا جزء ائوم‪ ،‬ص ‪209‬‬
‫‪ 189‬راملاتر دي ــة‪ :‬راس ــة وت و م ــا‪-‬أحم ــد ب ـ ع ــوً هللا ب ـ اخ ــل اللهيي ــض ا أرب ــي‪ ،‬ع ـ (كك ــر مس ــائل ا خ ــال أيم ــا ب ـ ن املاتر دي ــة‬
‫وائشاعرة) مركز أبي ا أس ائشعر‪ :‬للدراسات‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫أهم الفرق واملذاهب والطوائف الباطنية (النارجة على اإلسالم)‬

‫س ــنصناوم ا ن (والإيج ــاز) أه ــم الطوائ ـ وامل ــذاهب والف ــرا الت ــض ع ــدها علم ــاء اإلس ــالم خارج ــة عل ــى‬
‫اإلسالم س ب ت نهلا أأكاراص ومعت دات خرجى ع أ ـوم اإلسـالم وأرخانـه املعروأـة‪ ،‬وأو ـى هـذل‬
‫الفرا هي اإلسماعيلية ئن ب ية الفرا البا نية قد خرجى م رحمها‪:‬‬

‫اإلسماعيلية‪:‬‬
‫ُ‬
‫ع ــد وأ ــاة اإلم ــام جعف ــر الص ــا ا ع ــام ‪756‬م؛ كرس ــى اإلس ــماعيلية كجماع ــة ش ــيعية مس ــت لة‬
‫بإتبـ ــاعهم جسـ ــماعيل ب ـ ـ جعفـ ــر‪ ،‬لتص ـ ــبح سلسـ ــلة مس ـ ــت لة م ـ ـ ائئم ـ ــة م ـ ـ كر ـ ــة جسـ ــماعيل ب ـ ـ‬
‫جعفــر؛ وا عــى الفرقــة اإلســماعيلية أن جســماعيل اب ـ اإلمــام جعفــر الصــا ا قــد ن ـ علــى جمامــة‬
‫ً‬
‫ابنــه جســماعيل‪ ،‬ج أنــه مــات ف ـي حيــاة أبيــه وخل ـ ولــدا يــدلى محمــد ب ـ جســماعيل لــم يــن اإلمــام‬
‫جعفـ ــر عل ـ ــى جمامتـ ــه‪ ،‬ون ـ ـ علـ ــى جمام ـ ــة ولـ ــدل موس ـ ــاى الكـ ــاهم ومن ـ ــذ كلـ ــي ا أ ـ ـ ن أعل ـ ـ رج ـ ــا ت‬
‫اإلســماعيلية مخــالفهلم‪ ،‬وقــالوا‪ :‬جن اإلمــام محمــد هــو اب ـ جســماعيل وجن انت ــام اإلمامــة ج ــى موســاى‬
‫الكاهم خال عمل مذهب الصشيع‪.‬‬
‫عــد انش ـ اا هــذل الفرقــة ع ـ الشــيعة اإلماميــة عــا أبنــاء الطائفــة أك ــر م ـ قــرن ونص ـ فــي‬
‫ت يــة وســر ة تامــة وتحــى مطــار ة ورقابــة الســلطات العباســية‪ .‬وقــد تخف ـ أئمــة هــذا املــذهب حتــى‬
‫ع أقرب امل رال ن لهم‪ ،‬وخانوا يل بون جمامهم باإلمام املستور‪.‬‬
‫انصشــرت الــدعوة فــي الــيم ‪ ،‬وأهلــا تــم جنشــاء أوم ولــة لهــم‪ ،‬اتخــذ زعمــاء ا أركــة اإلســماعيلية م ـ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ُسلمية في سور ا مركـزا للـدعوة ونجأـى عـو لم أهلـا نجاحـا كب ـرا‪ ،‬وكـذلي فـي البصـرة والكوأـة مـ‬
‫الع ـراا‪ ،‬ثــم فــي مصــر وشــمام جأر يــة والــال الهنــد‪ ،‬واســتمرت ولــهلم فــي الــيم خمســة قــرون حتــى‬
‫انت ــام مرك ــز ع ــو لم ج ــى خوج ــارت واس ـتطا ع ــاة الفرق ــة النف ــوك ج ــى ـ لية وت ــاهرت‪ .‬وتنصش ــر‬
‫اإلسماعيلية في الوقى املعا ر في سور ا وبع وم سـيا الوسـط حيـث يمتـد اإلسـماعيليون فـي‬
‫جب ــام ب ــام ر وهن ــدوخو ‪ ،‬والت ــض مش ــمل الي ــوم س ــتة بل ــدان‪ :‬أأ انس ــتان والص ـ ن والهن ــد والاكس ــتان‬
‫و اجيقستان وق رغ ستان والبنجاب والسند‪.‬‬
‫ف ــي ال ــرن العاش ــر امل ــيال ‪ :‬اس ــت ر جم ــام اإلس ــماعيلية رعبي ـدهللا امله ــد‪:‬ر ف ــي ت ــون وأس ـ أهل ــا‬
‫العبيدي ــة الفا ميــة‪ .‬وتمق ـ م ـ ع ــدل خلف ــا ل م ـ ض ــم شــمام جأر ي ــا وم ـ ض ــمنلا مص ــر‬ ‫الدولــة ُ‬
‫ً‬
‫وجــزءا م ـ شــبه ا جز ــرة العراليــة والــال الشــام و ـ لية وجنــوب جيطاليــا‪ ،‬وانت لــى عا ــمة الدولــة‬
‫الفا مية ج ى العا مة ا جديدة رال اهرةر‪.‬‬
‫وفي عهد الفا مي ن تبلـور املـذهب اإلسـماعيلي فـي ال ـاهرة واكصسـب ـفاته املم ـ ة واكتمـل بنـا ل‬
‫الع يد‪ .:‬وحسب املـذهب اإلسـماعيلي خـان ا خليفـة الفـا رض اإلمـام هـو الةـخ الـذ‪ :‬تجتمـع لـه‬
‫السلطتان الدينية والدنيو ة للمرة ائو ى منذ خالأة علي‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫وت وم مرتقزات الع يدة اإلسماعيلية ـ شكل عام ـ على ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬يتفــق اإلســماعيليون مــع عمــوم املســلم ن فــي وحدانيــة هللا ونبــوة محمــد ﷺ ونــزوم ال ــر ن القــر م‬
‫عليه‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ .2‬نف ْوا جميع الصفات عنه سبحانه ومعا ى؛ ئن خل فة ومو و مخلوا‪ ،‬بل كهبوا ج ى نفي‬
‫الصسمية عنه وأنه موجو و غ ر موجو ‪ ،‬ئن هللا ـ في ن رهم ـ أوا متناوم الع ل؛ أهو‬
‫موجو و غ ر موجو ‪ ،‬و عالم و جاهل‪ ،‬و قا ر و عاجز‪ ،‬و ي ولون باإلثبات املطلق و‬
‫بالنفي املطلق أهو جله املت ابل ن وخالق املتخا م ن وا أاكم ب ن املتضا ي ‪ ،‬ل بال ديم‬
‫با أد أال ديم أمرل وخلمته وا أديث خل ه وأطرته‪190.‬‬ ‫ول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬جن هللا ل ــم يخل ــق الع ــالم خل ــا مباش ـرا وجنم ــا أب ــد الع ــل القل ــي عم ــل م ـ أعم ــام اإلرا ة‪ ،‬وه ــو‬
‫ً‬
‫(ائم ــر)‪ ،‬وجن الع ــل القل ــي مح ــل جمي ــع الص ــفات اإللهي ــة‪ ،‬وه ــو عن ــدهم اإلل ــه مم ــثال ف ــي م ــاهرل‬
‫ا خارجية‪.‬‬
‫‪ .4‬جن الني ــض ﷺ ان طع ــى عنــه الرس ــالة ف ــي الي ــوم ال ــذ‪ :‬أم ــر أي ــه بنص ــب اإلم ــام عل ــي ب ـ أب ــي ال ــب‬
‫دير خم‪.‬‬ ‫للنا‬
‫َ َ‬
‫‪ .5‬الو‪،‬ي ما قبلته نف الرسوم ﷺ م الع ل‪ ،‬وقبل ُه الع ل م أمر بار ه ولم يخالفـه علـم ت الفـه‬
‫النف النا ة ب واها‪.‬‬
‫‪ .6‬التمسـي بجميـع مـا ور فـي الشـريعة اإلسـالمية مـ ـالة وحـا و ـوم وغ رهـا‪ ،‬وأيـه يجسـد جمـ ُ‬
‫ـام‬
‫َ‬
‫الزمان ا أ ي ة املطل ة‪.‬‬
‫‪ .7‬ي منــون بــال ر ن القــر م وأنــه مصــدر الصشــريع ائوم والقتــاب اإللبــض الوحيــد الــذ‪ :‬يعتبــر ا خــارن‬
‫عنه خـاأرا ومرتـدا عـ اإلسـالم‪ ،‬ومنـه تن ثـق خـل الع ائـد اإلسـماعيلية ائساسـية‪ ،‬وهـو يحتـو‪ :‬علـى‬
‫ب ات للمعرأة ال شر ة‪.‬‬
‫‪ .8‬لل ر ن هاهر والا ‪ ،‬ولقنلم يختلفون مع سائر املسلم ن ب ولهم بـأن ال ـر ن يحمـل تـأو ال با نـا‬
‫غ ــر تأو ل ــه ال ــاهر؛ ل ــذلي نع ــهلم من ــاوءوهم م ـ الس ــنة وك ــذلي ع ـ م ـ الش ــيعة ا ثن ــض عشــر ة‬
‫بالبا نيــة‪ .‬و ولــون بــأن هــذا التفس ـ ر يمق ـ معرأتــه ج للعلمــاء ا ختــار ائئمــة‪ ،‬وأن ال ــاهر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ه ــو م ــا هه ــر م ـ مع ــاني ال ــر ن والق ــالم ا أرف ــي ال ــذ‪ :‬يك ــون أهم ــه وال ــأا للجمي ــع‪ ،‬وه ــو أيض ــا م ــا‬
‫تخطه الكلمات اإللهية خأوامر لل شر‪ ،‬و مق للجميـع مالح تـه‪ .‬وأمـا البـا أهـو املعـاني وا أ ـائق‬
‫ا خفي ــة املوجـ ــو ة وراء الكلم ــات اإللهيـ ــة ف ــي ال ـ ــر ن والقت ــب السـ ــماو ة والت ــض يـ ــدركها ج ائئمـ ــة‬
‫العـاملون‪ ،‬وهــي تخفــي ح ـائق الوجــو املســتورة خلـ هـذل الكلمــات اإللهيــة‪ ،‬وتخفـ علــى خــل النــا‬
‫و يمق ـ ـ ر هلـ ــا ج بـ ــإكن هللا‪ .‬و ولـ ــون بـ ــإن ا عتمـ ــا علـ ــى ال ـ ــاهر ون البـ ــا مخـ ــال لـ ــروح‬
‫الع يدة اإلسماعيلية‪.‬‬

‫‪ 190‬موسوعة و قي يديا‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ .9‬البعث هو يوم ال يامة الذ‪ :‬يتم أيه محاسبة ال شر ة على أخطاتلا ومعا ـهلا وجرائمهـا‪ .‬ا جنـة‬
‫رمــز ج ــى حالــة الــنف التــض حصــلى العلــم الكامــل و رمــز ج ــى ا جأــيم بحالــة ا جهالــة‪ .‬جن هللا معــا ي لــم‬
‫يحقــم علــى نفـ قــا بــا جأيم ائبــد‪ ،:‬ولقـ الــنف معــو ج ــى ائرً ثانيــة بالتناســخ ج ــى أن معــر‬
‫اإلمام املوجو في العصر الذ‪ :‬عا ت أيه وتأخذ عنه املعار الدينية‬
‫‪ .10‬ف ـ ــي مفه ـ ــوم اإلمام ـ ــة‪ :‬اإلم ـ ــام ه ـ ــو مح ـ ــور ال ـ ــدعوة اإلس ـ ــماعيلية‪ ،‬ومح ـ ــور الع ي ـ ــدة ي ـ ــدور ح ـ ــوم‬
‫ً‬
‫خص ـ ـ ته‪ ،‬واإلم ـ ــام عن ـ ــدهم وار ائن ي ـ ــاء جميع ـ ــا ووار خ ـ ــل م ـ ـ س ـ ــب ه م ـ ـ ائئم ـ ــة‪ ،‬ومشـ ـ ـإلرم‬
‫اإلسـماعيلية مـع ا ثنـض عشـر ة بمفهـوم ائئمـة املنحــدر مـ نيـض اإلسـالم محمـد ﷺ وابنتـه أا مــة‪،‬‬
‫ولق ـ ـ انشـ ــق اإلسـ ــماعيليون ع ـ ـ جمهـ ــور الشـ ــيعة ا ثنـ ــض عشـ ــر ة عنـ ــد اإلمـ ــام السـ ــا (جعفـ ــر‬
‫الصا ا) وم سيخلفه م أبنائه‪ .‬أجنح اإلسـماعيليون مـع ابـ جعفـر الصـا ا ائكبـر رجسـماعيلر‬
‫ب نما تبنى ا ثنا عشر ون ابنه ائ ر رموساى الكاهم"‪ .‬تنطلق اإلمامة م اإلمام علي بـ أبـي الـب‬
‫ً‬
‫و تتوقـ عنــد اإلســماعيلي ن‪ ،‬بــل يعتبــرون أن هنــام جمامــا لكــل زمــان وعصــر‪ ،‬وهــذا اإلمــام تتــواأر‬
‫أيه موا فات العدم والزهد والةجاعة وا أقمة والصدا؛ ولذلي يجب اعته في خل أوامرل‪.‬‬
‫‪ .11‬ضرورة وجو اإلمام املعصوم املنصوص عليه م نسل اإلمام علي بـ أبـي الـب‪ ،‬والـن علـى‬
‫اإلمــام يجــب أن يكــون مـ اإلمــام الــذ‪ :‬ســب ه؛ بحيــث تصسلســل اإلمامــة فــي ائع ــاب أ‪ :‬يــن اإلمــام‬
‫ائب على جمامة أحد أبنائه‪.‬‬
‫‪ .12‬يعــد اإلمــام امل هــر ائوم واملثــل ائعلــى‪ ،‬ولجئمــة رجــات وم امــات‪ ،‬ولهــم ــالحيات محــدو ة‬
‫يتجاوزو لا وهي‪ :‬اإلمام امل يم واإلمام ائسا واإلمام املست ر واإلمام املستو ‪.‬‬
‫‪ .13‬جن ائرً تخلو م جمام ‪،‬ي قائم‪ ،‬جمـا هـاهر مقشـو ‪ ،‬وجمـا بـا مسـتور‪ ،‬أـإكا خـان اإلمـام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ه ــاهرا يج ــوز أن تك ــون حجت ــه مس ــتورة‪ ،‬وجكا خـ ــان اإلم ــام مس ــتورا ب ــد أن تك ــون حجت ــه و عاتـ ــه‬
‫هاهر ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .14‬الو ي ــة معتب ــر الو ي ــة مفهوم ــا سياس ــيا وقيا ي ــا خ ــالرئ أو املل ــي أو الس ــلطان‪ ،‬تج ــب اع ــة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الـوا ي أو اإلمــام علـى ا أــق‪ ،‬والثـورة عليــه وخلعـه فــي حـام خــان هاملـا أو معتــديا أو متخـاك ‪ ،‬و يصــح‬
‫قيــام ولــة جســالمية أو قيــام جماعــة تتخــذ اإلســالم ينــا لهــا ج بوجــو و ــي قائــد مســئوم عـ مصــا ح‬
‫هذل ا جماعة كبرت أم رت‪.‬‬
‫‪ .15‬الدالي املطلق لة الو ل ما ب ن التالمذة واإلمام والذ‪ :‬يمرر املعلومات السر ة بينلم‪.‬‬
‫‪ .16‬اعت ــد أ ــر م ــنلم ب ــأن أ وار اإلمام ــة س ــبعة وأن ا نهل ــاء ج ــى الس ــا ع ه ــو خ ــر ال ــدور وه ــو امل ـرا‬
‫بال يامــة‪ ،‬أمــا اإلســماعيلية التعليميــة‪ -‬وهــي أــر خــر‪ -‬أبــدأ مــذه لم بإبطــام ال ـرأ‪ :‬وجبطــام تصــر‬
‫الع وم و عوة ا خلق ج ى التعليم م اإلمام املعصوم‪ ،‬وأنه مدرم للعلوم ج التعليم‪.‬‬
‫‪ .17‬ي ولون بصناسخ ائرواح‪.‬‬
‫‪ .18‬ينبغــي أن يكــون املرشــد قــد بلــن حــد ائربع ـ ن و يجــوز مل ـ هــو ون كلــي أن يفــاتح أو يســلم ج ــى‬
‫أحد املواع واإلرشا ات والهداية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .19‬أعل ـ ا أ ــاكم ب ــأمر هللا س ــنة (‪ 411‬ه ــ) ب ــأن ا جس ــد اإللب ــض ق ــد ح ــل أي ــه (أ‪ :‬ف ــي ا أ ــاكم) ث ــم‬
‫اختفـ ورالمــا مــات م تــو ‪ ،‬أانفصــلى الطائفــة الدرز ــة ع ـ ب يــة اإلســماعيلية عت ــا هم بأنــه لــم‬
‫يمى وأنه سيعو أهو اإلمام املنت ر عند هذل الطائفة‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ .20‬يعد الع ل عند الطائفة اإلسماعيلية هو عامـل الصشـريع الـدنيو‪ :‬ائساسـاض‪ ،‬أـإ ْن معـارً نـ‬
‫ف ــي ا أ ــديث النب ــو‪ :‬أو ال ــر ن الق ــر م م ــع م تض ــيات العص ــر وتحديات ــه الطارئ ــة‪َ ،‬و َج ـ َـب التع ــديل‬
‫ض ــم مش ــريع ق ــانوني بم ــا يالئ ــم املص ــا ح الطارئ ــة للمجتم ــع‪ ،‬م ــع ع ــدم املس ــا ب ــا جوهر الصش ــرييي‬
‫للــن ال ر نــي أو النبــو‪ ،:‬والتأكيــد أن الــن ال ر نــي أو النبــو‪ :‬هــو ائســا ‪ ،‬والتعــديل الــذ‪ :‬يــتم‬
‫جنما يتم ضم قانون خاص يمق معديله ح ا في حام م ر ال رو ‪.‬‬
‫‪ .21‬اإليمـ ــان ب هـ ــور املهـ ــد‪ ::‬وقـ ــالواعلى رأ الثالثمائـ ــة تطلـ ــع الشـ ــم م ـ ـ م ر لـ ــا‪ ،‬وأولـ ــوا هـ ــذا‬
‫بخرون املهد‪ ،:‬وقالوا‪ :‬يكون ب ن محمد ب جسماعيل وههور املهد‪ :‬ثالثة أئمة م أهل السإلر‪.‬‬
‫‪ .22‬الدعوة السر ة وهذل الدعوة تنطو‪ :‬على معـاليم تدر جيـة يتل نلـا مر ـدو ا نـدمان فـي ا جماعـة‬
‫على مراتب متتالية‪ ،‬وتبدأ هذل املراحل بدراسة قي ة لنفسية م يرا عوته‪.‬‬
‫معــد ائفــة اإلســماعيلية مـ أك ــر الفــرا واملــذاهب التــض معرضــى للتفقــي والت ســيم؛ ولــذلي نجــد‬
‫أك ر م أرقة للطائفة منلا‪.‬‬
‫املستعلية رال لرة" و ن سمون ج ى ‪ :‬أ‪ -‬ال لـرة السـليماني ن أو املكارمـة ب‪ -‬ال لـرة العلو ـون‪ ،‬السـبعية‪،‬‬
‫ال رامطة‪،‬الدروز املوحدون‪ ،‬املباركيون وائغا خانية والداو ية والسليمانية والعلو ة‪.‬‬
‫مـ ـ أشـ ــهر الةخصـ ــيات اإلسـ ــماعيلية‪ :‬نا ـ ــر خسـ ــرو‪ ،‬واب ـ ـ س ـ ـ نا‪ ،‬والفـ ــارابي‪ ،‬وحس ـ ـ الصـ ــباح‪،‬‬
‫باإلضــاأة ج ــى أئمــة اإلس ــماعيلية املعا ــر أمث ــام‪ :‬وأغــا خ ــان ائوم وأغــا خ ــان الثــاني‪ .‬وائغ ــا خــان‬
‫الثالـث رئـ عصـبة ائمـم فـي الثالثينيـات‪ ،‬وابنـه أغـا خـان الرا ـع سـف ر باكسـتان فـي ائمـم املتحــدة‪،‬‬
‫مفوضــا ســاميا لشــئون الالجئـ ن فــي ائمــم املتحــدة‪ ،‬وجســماعيل أغــا خــان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واخت ــر ابنــه ــدر الــدي‬
‫أم ــر الطائف ــة اإلس ــماعيلية الراح ــل ووال ــد ائم ــر ا أ ــا ي‪ ،‬ويعتب ــر أغ ــا خ ــان الرا ــع ال ــزعيم الرو‪ ،‬ــي‬
‫لبســماعيلي ن فــي العــالم و ــزعم أن نســبه يعــو ج ــى النيــض محمــد عليــه الصــالة والســالم عبــر ــهرل‬
‫اإلم ــام عل ــي بـ ـ أب ــي ال ــب زون أا م ــة رض ــاض هللا عنل ــا‪ .‬وه ــو اإلم ــام التاس ــع وائربع ــون لبم ــامي ن‬
‫اإلسماعيلي ن بالوراثة‪ .‬وم زعماتلم أوم رئ للباكستان محمد علي جناح‪.‬‬

‫الدروز‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الديانة الدرز ة‪ :‬معتبر امتدا ا للمذهب اإلسماعيلي املنفصل ع الشيعة عـد وأـاة اإلمـام جعفـر‬
‫الص ــا ا‪ ،‬وتكون ــى ف ــي مص ــر بـ ـ ن ع ــامي ‪ 996‬و ‪1021‬م‪ ،‬وم سس ــها محم ــد بـ ـ جس ــماعيل ال ــدرز‪:‬‬
‫املعرو بأنوشتق ن‪ ،‬الذ‪ :‬ل ب بالدرز‪ :‬نسـبة ج ـى (أو رزة) أ‪ :‬ـانيي الثيـاب‪ ،‬ونـا ى معـه لـا‬
‫حمزة ب علي؛‬

‫‪60‬‬
‫بــدأت الدرز ــة كتيــار أقــر‪ :‬فــي املــذهب اإلســماعيلي متــأثرة بالفلســفة اليونانيــة وال نو ــية‪ ،‬نابــذة‬
‫ع الع ائد التض خانى سـائدة فـي كلـي الوقـى‪ .‬وقـد تأسـ علـى يـد حمـزة بـ علـي بـ أحمـد الـذ‪:‬‬
‫َ‬
‫خــان متصــوأا وأ هلــا جســماعيليا أارســيا‪ ،‬وعنــدما قــد َم ج ــى مصــر والــدأ يــدعو ج ــى مذهبــه نــام تأييــد‬
‫اإلم ــام الس ــا عش ــر ا خليف ــة الف ــا رض ا أ ــاكم ب ــأمرهللا‪ ،‬و ح ــا أ ــبح ا أ ــاكم كات ــه خص ــية‬
‫محور ــة فــي أقــر املوحــدي ‪ ،‬وبعــد اختفــاء ا أــاكم بــأمر هللا أعل ـ الــدالي لــاء الســموقي انهلــاء أإلــرة‬
‫اإلمامة وجغالا الدعوة‪.‬‬
‫ُ‬
‫والالرغم م أن ا أاكم قد أعدم الرجـل الـذ‪ :‬نسـ ى جليـه الع يـدة وهـو أنوشـتق ن الـدراز‪ :‬سـ ب‬
‫ُ‬
‫غلــول‪ ،‬والــالرغم مـ أن الــدروز كوا لــم يعدونــه مهر ــا‪ ،‬غ ــر أ لــم هلــوا ُينســبون جليــه‪ ،‬وجن خــانوا هــم‬
‫يسمون أنفسهم املوحدي ‪.‬‬
‫ح ــا تط ــورت ع ي ــدة ال ــدروز عل ــى نح ــو يختل ـ ع ـ ب ــاقي الف ــرا اإلس ــماعيلية واإلس ــالمية عموم ــا‬
‫بحيــث أ ــبح م ـ ا ختل ـ عليــه ب ـ ن م ــارني ائ يــان؛ خــون الدرز ــة تنضــو‪ :‬تحــى اإلســالم أم أ لــا‬
‫خرجى عنه لتصبح ينا مست ال‪.‬‬
‫وأهم مبا ث املذهب الدرز‪::‬‬
‫الع ــام) م ــنلم أ ــا‪ ،‬وه ــم ش ــيوف الطائف ــة املتعلمـ ـ ن‪ ،‬وكتـ ـ لم‬ ‫‪ .1‬أسـ ـرارها معروأ ــة ل ــدى ( ب ــة ُ‬
‫امل دســة معــر باســم ررســائل ا أقمــةر وتحتــو‪ 111 :‬رســالة‪ ،‬اإليمــان بإلــه واحــد‪ ،‬اإليمــان بصناســخ‬
‫ائرواح‪.‬‬
‫‪ .2‬ال ــت م والتناس ــخ‪ :‬بمعن ــى أن اإلنس ــان جكا انهل ــى حيات ــه و ــعدت روح ــه أإ ل ــا ت ــذهب ج ــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ا أيـاة البرزخيـة املعإلـر لـا عنــد املـذاهب اإلسـالمية‪ ،‬ولقنلـا تــت م مولـو ا جديـدا‪( .‬ي ـوم عـ‬
‫ال ــدروز جن أق ــرة ال ــت م والتناس ــخ ه ــي اجهل ــا ور ــة ل ــبع علم ــاتلم‪ ،‬وأن مـ ـ ينق ــر التناس ــخ‬
‫يخرن م امللة)‪.‬‬ ‫والت م‬
‫‪ - .3‬النطــق‪ :‬النطــق هــو أن الــروح ح ـ ن تنت ــل م ـ جســد ج ــى جســد تحمــل معلومــات ع ـ ورهــا فــي‬
‫ا جيل السابق‪ ،‬يعنض في ا جسم الذ‪ :‬خانى تت مصه قبل قميصها ا أـا ي‪ ،‬وفـي هـذل ا أالـة تتحـد‬
‫أو تنطق بما تذكرل م وقائع ع حيا لا الساب ة‪.‬‬
‫‪ - .4‬الثــواب والع ــاب‪ :‬يكــون الثــواب وا ج ـزاء بم ــدار مــا تقصســب الــنف م ـ املعرأــة والع يــدة فــي‬
‫أ وار ت مصها املتعاقبة‪ ،‬وانت الها م جسد ج ى جسد‪.‬‬
‫‪ .5‬يــوم الــدي ‪ :‬يــوم ا أســاب فــي الع يــدة الدرز ــة ل ـ يــوم قيامــة‪ ،‬جك ل ـ أيــه مــوت لــجرواح و‬
‫قيام ــة له ــا و ع ــث و نش ــور‪ ،‬أ ــائرواح تم ــوت لتبع ــث و تن ــام لت ــوق ‪ ،‬ب ــل جن ي ــوم ا أس ــاب أو‬
‫الدينون ــة لاي ــة مراح ــل ائرواح وتطوره ــا‪ ،‬جك يبل ــن التوحي ــد‪ -‬حس ــب الع ي ــدة الدرز ــة‪ -‬غايت ــه مـ ـ‬
‫ا نتصـ ــار علـ ــى الع ائـ ــد الشـ ــركية‪ ،‬و نتبـ ــض ا نت ـ ــام واملـ ــرور فـ ــي ائقمصـ ــة املا يـ ــة لتتصـ ــل ائرواح‬
‫الصــا أة بالع ــل القلــي خــل علــى قــدر تكاملهــا‪ .‬هــذا هــو يــوم ا أســاب فــي الع يــدة الدرز ــة أهــو لايــة‬
‫النلاي ــات‪ ،‬أم ــا الع ــاب أه ــو الع ــذاب عـ ـ الت صـ ـ ر ف ــي الو ــوم ج ــى ه ــذل ال ــدرجات وتل ــي املرات ــب‬
‫وال ايات‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ .6‬جنكارهم التكالي ‪ :‬بينلا عنلم الدكتور محمد خامل حسـ ن ب ولـه‪( :‬واتخـذوا لهـم أـرائ أ ل ـوا‬
‫علهلــا الف ـرائ التوحيديــة‪ ،‬وهــي معرأــة البــار‪( :‬أ‪ :‬ا أــاكم‪ ،‬امل صــو ا أــاكم بــأمرل) وت الــه ع ـ‬
‫جميــع الصــفات وائســماء‪ ..‬ثــم معرأــة اإلمــام قــائم الزمــان وهــو حمــزة بـ علــي بـ أحمــد وتمي ـ ل عـ‬
‫سائر ا أدو (أ‪ :‬كبار عا لم)‪ ،‬ووجوب اعته اعة تامة‪ ،‬ثم معرأـة ا أـدو بأسـماتلم وأل ـا لم‬
‫ومـرات لم ووجــوب ــاعهلم‪ ،‬أــإكا اعإلــر اإلنســان لــذل الفـرائ التوحيديــة الثالثــة أ ــبح موحــدا‪،‬‬
‫ول عليه أن ي وم بتكـالي أ‪ :‬أر ضـة مـ الفـرائ ‪ )..‬ومعنـى هـذا أن شـريعة الـدروز تـتلخ فـي‬
‫جس اط الفرائ الدينية التكليفية وعدم جقامة الفرائ الدينية اإلسالمية»‪.‬‬
‫‪ .7‬بناء على كلي ينقرون معد الزواجات وأر ضة ا حا‬
‫‪ .8‬وهــي يان ــة م ل ـة يمق ـ ال ــدخوم جلهل ــا (من ــذ ع ــام ‪1043‬م) والالت ــا ي ُيح ــر ال ــزوان ا خ ــتلا‬
‫(ب ن أأرا هذل الديانة وجتبا الديانات واملذاهب ائخرى)‪191‬‬

‫مـ أشــهر رمــوزهم فــي العصــر ا أــديث ائم ــر شــقيب أرســالن الــذ‪ :‬انت ــل للمــذهب (الســنض)‪ ،‬ومــنلم‬
‫كمام جنبالط وابنه وليد‪ ،‬وائم ر الم أرسالن‪ ،‬وسلطان باشا ائ ر ‪ ،‬وغ رهم‪.‬‬
‫مالح ـة‪ :‬اعإلرأـى الدولــة العثمانيـة فــي ال ـرن التاســع عشـر باملـذهب الــدرز‪ :‬علـى اعتبــار أنـه مــذهب‬
‫جسالمي‪.‬‬

‫أهل السنة والجماعة‪:‬‬

‫عــد البحــث فــي أهــم وأشــهر الفــرا اإلســالمية رأينــا أن تلــي الفــرا تتمــايز ع ـ غ رهــا بت نهلــا ع ـ‬
‫ائأك ــار والتفس ـ رات الع دي ــة والقالمي ــة‪ ،‬وأ ل ــا تجتم ــع ح ــوم راء وأق ــوام أ ــخاص مح ــد ي ه ــم‬
‫زعماء هذل الفرا‪ ،‬والناء على كلي قلنا‪ :‬هذل ائفة الشيعة‪ ،‬أو أرقة ا خـوارن أواملرجئـة أواملعإل لـة‪،‬‬
‫أهـ ــل كـ ــذلي ائمـ ــر مـ ــع مـ ــا ُيسـ ــرى ب ـ ـ (أهـ ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة) ومـ ــم يتكـ ــون مسـ ــرى (أهـ ــل السـ ــنة‬
‫وا جماعة)‬
‫الســنة تحتمـل أحــد معنيـ ن‪ :‬جمــا‬ ‫روالسـنة فــي أهـل ُ‬‫ي ـوم ائسـتاك أحمــد أمـ ن فــي كتـاب ههــر اإلسـالم‪ُ ،‬‬
‫السـنة اتبعـوا ر ــة الصـأابة والتـا ع ن فـي مســليمهم‬ ‫السـنة بمعنـى الطر ــة‪ ،‬أ‪ :‬أن أهـل ُ‬ ‫أن تكـون ُ‬
‫ُ ُ‬
‫الســنة بمعنــى‬ ‫باملصشــا لات مـ غ ــر خــوً قيــق فــي معانهلــا‪ ،‬بــل ترخــوا علمهــا ج ــى هللا‪ ،‬وجمــا أن تكــون‬

‫ُ‬
‫‪ 191‬تك ــا تك ــون كتـ ـ لم س ــر ة و ُيس ــمح ل ــرهم ب ــا ال علهل ــا‪ ،‬وم ـ أه ــم القت ــب الت ــض كت ــى ع ــنلم كت ــاب ال ــدكتور محم ــد أحم ــد‬
‫ا خطيــب‪ ،‬ا أرخــات البا نيــة فــي العــالم اإلســالمي‪( :‬ع ائــدها وحقــم اإلســالم أهلامقتبــة ائقصــاى‪/‬ائر ن‪-‬الطبعــة ائو ــى ‪ ،)1994‬ولــه‬
‫ً‬
‫أيضــا‪:‬ر ع يــدة الدروزرهــذا القتــاب فــي ائ ــل رســالة أعــدت م ـ امل لـ لنيــل رجــة املاجســت ر فــي الع يــدة واملــذاهب املعا ــرة م ـ‬
‫خليــة أ ــوم الــدي بجامعــة اإلمــام محمــد ب ـ ســعو اإلســالمية فــي الر ــاً‪ ،‬كــذلي بحــثر مركــز أبــي ا أس ـ ائشــعر‪ :‬للدراســات‬
‫والبحــو الع ديــة‪ ،‬بحــث عنــوان ر ائفــة رالــدروزر (املنشــأ واإلعت ــا ) جعــدا الباحــث‪ :‬منتصــر ا خطيــب‪ .‬وكتــاب ر ائفــة الــدروز‪:‬‬
‫تار خها وع ائدهار للدكتور محمد خامل حس ن‪ .‬والوابة ا أرخات اإلسالمية‪ ،‬الطائفة اإلسماعيلية (الشيعة البا نية)‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ا أــديث أ‪ :‬أ لــم ي منــون بصــأيح ا أــديث‪ ،‬و رونــه مـ غ ــر تحــرز كث ــر‪ ،‬وتأو ــل كث ــر كمــا يفعــل‬
‫املعإل لةر‪192.‬‬

‫تب ـ ن لنــا م ـ راســة ائحا يــث أن لف ـ (ا جماعــة) يطلــق ج علــى انضــواء املســلم ن تحــى رايــة‬
‫جمــام يعطونــه البيعــة‪ ،‬و منحونــه لــا الســلطان الــذ‪ :‬أعطــاهم هللا جيــال‪ ،‬علــى أن يحقــم أــهلم شــر‬
‫هللا معـا ى‪ ،‬أحـ ن يوجـد اإلمــام توجـد ا جماعــة‪ ،‬وحـ ن توجــد ا جماعـة‪ ،‬معطــي اإلمـام البيعــة أي ــدو‬
‫ً‬
‫جمامــا‪ ،‬أهمــا خــل ينفــي‪ ،‬فلررذلك ال ي ررح بحررال أن ت سررةل طائفررة أو فرقررة مررن األمررة دون غيرهررا‬
‫ائشاعرة بأهـل ا جماعـة‪ ،‬و و ـ السـلفي ن َ‬
‫أنفسـهم بـأ لم‬ ‫بوصف الجماعة‪ ،‬أال يصح و‬
‫أهــل ا جماعــة‪ ،‬و و ـ أهــل ا أــديث بــأ لم أهــل ا جماعــة‪ ،‬فأهررل الجماعررة هررم جمهررور األمررة‬
‫اإلسالمية حين يعيشون في ظل الدولة اإلسالمية التي تحكمهم بالشرع‪.‬‬

‫نشأة مصطلح "أهل السنة" وتاريخ إطالقه‪:‬‬


‫ُيرجع البع تار خ ج الا هذا اللف ج ى در اإلسالم‪ ،‬ج ى ال رون املفضلة‪ .‬أ د أخرن الاللكـائي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سندل ع اب عبا رضاض هللا عنلما في قوله معا ى‪(َ :‬ي ْو َم ت ْ َـي ُّ ُو ُجـول َوم ْس َـو ُّ ُو ُجـول ) م عمـران‪:‬‬
‫‪106‬؛ رأأم ــا ال ــذي ابيض ــى وج ــوههم‪ :‬أأه ــل الس ــنة وا جماع ــة وأول ــوا العل ــم‪ ،‬وأم ــا ال ــذي اس ــو ت‬
‫وجــوههم‪ :‬أأهــل البــد والضــاللةر وقــد ســبق وال نــا ضــع هــذل الروايــة‪ ،‬ومخالفهلــا لــن ال ــر ن‬
‫الذ‪ :‬ب ن م الذي ت ي وجوههم وم مسو وجوههم‪،‬‬
‫سـ ري ‪ ،‬جك قــام‪ :‬رخــانوا‬ ‫وجــاء فــي صــأيح مســلم أن أوم مـ اســتعمل هــذا املصــطلح هــو محمــد بـ‬
‫ُ‬
‫ـر ج ـى أهـل السـنة أي خـذ‬ ‫أي ْن‬
‫يسألون عـ اإلسـنا ‪ ،‬ألمـا وقعـى الفتنـة‪ ،‬قـالوا‪َ :‬س ُّـموا لنـا رجـالقم‪ُ ،‬‬
‫حديثلم‪ ،‬و ُ ْن ر ج ى أهل البدعة أ ُ ر حديثلمر‪193‬‬

‫ثــم ور ت روايــات فيهررا نظررر‪ ،‬ور أهلــا اســتعمام هــذا اللف ـ وج القــه ع ـ كث ــر م ـ أئمــة الســل‬
‫رحم ــة هللا عل ــهلم‪ ،‬ابت ــداء مـ ـ عص ــر الت ــا ع ن وت ــا عهلم‪ ،‬م ــنلم‪ :‬الفض ــيل بـ ـ عي ــاً رت ‪187‬هـ ــر‪،‬‬
‫سـ ــفيان الث ـ ــور‪ :‬رت ‪161‬ه ـ ــر‪ ،‬أيـ ــوب ال ـ ــختياني (‪68-131‬ه ـ ــ)‪ ،‬اإلمـ ــام أحم ـ ــد ب ـ ـ حنب ـ ــل ر‪– 164‬‬
‫‪241‬ه ــر‪ ،‬اإلم ــام اب ـ جر ــر الطب ــر‪ :‬رت ‪310‬ه ــر‪ ،‬أب ــو عبي ــد ال اس ــم ب ـ س ــالم ر‪224-157‬ه ــر‪ ،‬أب ــو‬
‫جعفر أحمد ب محمد الطحاو‪ :‬ر‪321 – 239‬هـر‪.‬‬
‫خبـر بمـوت الرجـل‬ ‫أمم ور عنه كلي‪ :‬أيوب ال ختياني؛ أ د أخرن الاللكائي عنه أنـه قـام‪ :‬رجنـي ُأ َ‬
‫ً‬
‫م ـ أه ــل الس ــنة وخ ــأني أأ ــد ع ـ أعض ــائير وق ــام أيض ــا‪ :‬رجن م ـ س ــعا ة ا أ ــد وائعجر ــض أن‬
‫ً‬
‫يوأ هم ــا هللا لع ــالم مـ ـ أه ــل الس ــنةر وق ــام س ــفيان الث ــور‪ :‬راستو ــوا بأه ــل الس ــنة خ ـرا أ ــإ لم‬

‫‪ 192‬أحمد أم ن‪ :‬ههر اإلسالم‪ ،‬م سسة هنداو‪ :‬للتعليم والث اأة‪ ،‬ن ‪ ،4‬ص ‪789‬‬
‫‪ 193‬م دمــة صــأيح مســلم‪ ،‬بــاب (‪ )5‬بيــان أن اإلســنا مـ الــدي وأن الروايــة تكــون ج عـ الث ــات‪ ،‬وأن جــرح الــرواة بمــا هــو أــهلم‬
‫جائز بل واجبر [ القتب الستة‪ ،‬م دمة صأيح مسلم‪ ،‬ص ‪745‬ا‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫غرالــاءر‪ .‬وقــام‪ :‬رمــا أقــل أهــل الســنة وا جماعــةر وفــي املشــيخة الب دا يــة ُســئل أ َبــو َحنيفــة‪َ ،‬مـ ْ أ ْهـ ُـل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـام‪َ :‬م ـ ْ َقــد َم َأ َبــا َب ْقــر َو ُع َمـ َـر‪َ ،‬و َأ َحــب ُع ْث َمـ َ‬
‫ـان َو َعليــا‪َ ،‬علـ ْـهل ُم الســال ُم‪َ ،‬ولـ ْـم ُي َحــر ْم‬ ‫الســنة َوا ْ َج َم َ‬
‫اعــة َأ َ ـ َ‬ ‫ُّ‬
‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ُّ ْ َ ُ‬
‫السـق َر َعلـى خـل ُم ْسـلم َو َرأى امل ْ َـح َعلـى ا خفـ ْ ن َوات َب َـع اإل ْسـال َم َول ْـم ُيقف ْـر أ َح ًـدا‬ ‫ن يذ ائوعية‪ ،‬وحرم‬
‫َ َ َ َْ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ـاب َمط َع ُمـ ُـه‬ ‫اه ‪َ ،‬وخـ َـان ُم م ًنــا بال ـ َـدر خ ْ ــرل َوشــرل‪َ ،‬ولـ ْـم َي ْنطـ ْـق فــي اه بمــا يعلــم‪ ،‬و ـ‬ ‫ـام جلـ َـه ج‬ ‫قـ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َولز َم ال َف َرائ َ ‪َ ،‬و ْ‬
‫اج َتن َب ا َأار َمر‪.‬‬
‫مالحظررة أوليررة‪ :‬مـ ائمــور التــض تجعلنــا ال نطمر ن إلررى هررذا األقرروال وأخــذها مســلمات وأ لــا توضــع‬
‫ً‬
‫فــي موضــعها غ ــر املناســب؛ ُيالحـ ـ مــثال ـ اعتبــار مـ رلــم يحــرم ن يــذ ائوعيــةر هــو مـ أهــل الســنة؛‬
‫وهررو رأي خ ررا باألحن رراف‪ ،‬وك ــذلي اش ـإلرا ه قب ــوم حق ــم امل ــح عل ــى ا خف ـ ن‪ ،‬وه ــو حق ــم ش ــرلي‬
‫مح ‪ ،‬أهل سيكون م اجهلد وقام عدم امل ـح علـى ا خفـ ن خرارج أهرل السرنة والجماعرة ولـ‬
‫يكــون مـ الفرقــة الناجيــة‪ ،‬وســيكون مـ الفــرا التــض ســتدخل النــار رأ ــد أنقــر الز ديــة واإلباضــية‬
‫وا خــوارن مشــروعية امل ــح علــى ا خف ـ ن‪ ،‬ب نمــا اش ـإلرط اإلماميــة جــواز امل ــح علــى ا خف ـ ن وجــو‬
‫ً‬
‫الضــرورة عنــد ا خــو والت يــةر‪ 194‬وجــاء عـ املالقيــة روايــة عــدم جــواز امل ــح علــى ا خفـ ن مطل ــا‬
‫ككرهــا اب ـ رشــد فــي كتابــه بدايــة ا جهلــدر‪ 195‬و بــدو أن مررن نسررب هررذا القررول ألبرري حنيفررة أراد أن‬
‫يدخل من يشاء إلى مفهوم أهل السنة ويقص ي من يشاء‪.‬‬
‫بالعو ة لتلي النصوص التض أهلا جشارة ملسرى (أهـل السـنة وا جماعـة) سـيجد املـدقق فـي أقـوالهم ـ‬
‫علررى افت رراض ثبوته ررا ـ أنه ررم يقص رردون األلررنا ال ررذين ارتض رروا بخالفررة النليفت ررين األول ررين‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫الذين تبنوا أحىاما شرعية معينة‪ ،‬أو الذين اشتغلوا بعلوم الحدي الشريف والسنة‪.‬‬
‫مع بروز الفرا اإلسالمية ائخـرى كحرخـات (كالميـة) أو كات مواقـ سياسـية وأ هيـة معينـة (مثـل‬
‫ً‬
‫حقـم مرتقـب القب ـرة) بـدأ تمــايز أصـأاب ا أـديث واملشـت ل ن بـه كفرقــة متم ـ ة أيضـا علـى نحـو مــا‬
‫رأينــا فــي كتــاب الطحــاو‪ :‬فــي الع يــدة [ الــذ‪ :‬اشـ ُـهلر بالع يــدة الطحاو ــةا والــذ‪ :‬قــام فــي م دمتــه ر‪...‬‬
‫هـ ــذا ككـ ــر بيـ ــان اعت ـ ــا أهـ ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة‪...‬ر و ـ ــوم ‪ .‬علـ ــي سـ ــامي النشـ ــار م ـ ـ ائشـ ــاعرة‬
‫املعا ــر ‪ :‬ر‪ ...‬لقررد شررهد القرررن الثال ر حركررة كالميررة كبرررى حمررل لواءهررا "أهررل الحرردي ر‪ ...‬ثــم‬
‫ككر كتب‪ :‬خلق أأعام العبا ‪ ،‬واإلختال في اللف ‪ ،‬وكتب الدارمي‪ ،‬قـام‪ :‬وتبـ ن هـذل القتـب ههـور‬
‫ا تج ــال القالم ــي ل ــدى أص ــأاب ا أ ــديث‪ ،‬وأن أص ــأاب ا أ ــديث وج ــدوا كفرق ــة م ابل ــة للجهمي ــة‬
‫وللمعإل لــة‪ ،‬وللخــوارن‪ ،‬وأ لــم ســموا باســم رأهــل ا أــديث وأهــل الســنةر و ــوم ائســتاك أحمــد أمـ ن‪:‬‬
‫رواسم رأهل السنةر خان يطلق على جماعة م قبـل ائشـعر‪ :‬واملاتر ـد‪ ،:‬وقـد حكـ لنـا أن جماعـة‬
‫خــان يطلــق علهلــا أهــل الســنة‪ ،‬وخانــى تنــاه املعإل لــة قبــل ائشــعر‪ .:‬وملــا جــاء ائشــعر‪ :‬ومعلــم علــى‬

‫‪ 194‬أن ر‪ :‬وهبه الزحيلي‪ :‬الف ه اإلسالمي وأ لته‪ ،‬ار الفقر‪ ،‬ن ‪ ،1‬ص ‪406‬‬
‫ً‬
‫سالم‪ ،‬ص ‪33‬‬ ‫‪ 195‬اب رشد‪ ،‬بداية ا جهلد‪ ،‬ن ‪ ،1‬ص ‪ ،14‬ن ال ع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أ هيات ب ن السنة والشيعة‪ ،‬عا‬
‫‪64‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املعإل لة ا لع أيضا على مـذاهب أهـل السـنة‪ ،‬وتـر كث ـرا فـي أ‪ :‬الفـر ن أصـح‪ ،‬ثـم أعلـ انضـمامه‬
‫ج ى أهل السنة وخروجه على املعإل لةر‪196.‬‬

‫لنس ــتمع ج ــى رواي ــة ش ــيعية ح ــوم أ ــل ه ــذل الصس ــمية‪ ،‬ي ــوم أس ــعد وحي ــد قاس ــم ف ــي كتاب ــه رأزم ــة‬
‫ا خالأــة واإلمامــةر يمق ـ اعتبــار أن و ة أرقــة رأهــل الســنةر خانــى فــي الس ـ يفة وجن لــم ي هــر م ـ‬
‫معاملها املم ة نذام سوى ا خا السياساض‪ ،‬حيث خان يعـر اإلتبـا مـ تأييـدهم خالأـة أبـي بقـر‬
‫وعمــر وعثمــان‪ ،‬ثــم نمــا وترعــر هــذا ا خــا فــي عهــد ائمــو ن بحيــث خانــى ت هــر الســلطة ا أاكمــة‬
‫كممثــل ومــداأع عـ خالأــة الثالثــة‪ .‬وأمــا مـ ناحيــة الع ائــد وائحكــام‪ ،‬أ ــد خــان ههــور أهــل الســنة‬
‫وا جماعــة كفرقــة جســالمية لهــا ع ائــدها املم ـ ة ومدرســهلا الفقر ــة والف هيــة املســت لة والوالــأة‬
‫املعــالم علــى يــد جماعــة أهــل ا أــديث فــي أواخــر العصــر ائمــو‪ ،:‬ثــم تبلــورت ونضــجى زم ـ اإلمــام‬
‫أحمد ب حنبل في مطلع ال رن الثالث ال جر‪:‬ر‪197.‬‬

‫األشعرية واملاتوريدية‪ :‬امتداد ملدرسة أهل السنة والجماعة‪:‬‬


‫ُ‬
‫أمــا ع ـ ائشــعر ة واملاتور ديــة‪ ،‬أ ــام ع ـ العلمــاء بأ لمــا م ـ أهــل الســنة وا جماعــة؛ ون ــل ع ـ‬
‫اإلمام محمد السفار نض ا أنبلي في كتابـهر لوامـع ائنـوار ال ليـة وسـوا ع ائسـرار ائثر ـة شـرح الـدرة‬
‫السـنة ثرال فررق‪ :‬ائثر ـة وجمـامهم أحمـد بـ‬ ‫املضية في ع يدة الفرقة املرضية ‪73/1‬ر قولـه‪ :‬روأهـل ُّ‬
‫حنبــل‪ ،‬وائشــعر ة وجمــامهم أبــو ا أسـ ائشــعر‪ ،:‬واملاتر ديــة وجمــامهم أبــو منصــور املاتر ــد‪ ،:‬وأمــا‬
‫ً‬
‫ـدار‪ ،‬وع ـ العالم ــة مرته ــاى الزالي ــد‪ :‬قول ــه‪ :‬روامل ـرا بأه ــل ُّ‬
‫الس ــنة ه ــم أه ــل‬ ‫أ ــرا الض ــاللة أقث ــرة ج ـ‬
‫والصوأية وائشاعرة واملاتر ديةر‪198.‬‬ ‫الف َرا ائربع‪ :‬ا أدثون ُّ‬
‫وقام العالمة الف يه عبد هللا النابل اض ال دومي ا أنبلي‪:‬رأـإن قلـى جن لفـ ا أـديث [أ‪ :‬حـديث‬
‫اأإلـراا ائمــةا ينــافي التعــد ‪ ،‬ئنــه يصــدا ج علــى أرقــة واحــدة‪ ،‬واملــذخورون ثــال أــرا ! قلـ ُـى‪:‬‬
‫مناأ ــاة؛ ئن أه ــل ا أ ــديث وائش ــعر ة واملاتور دي ــة‪ :‬أرق ــة واح ــدة متف ــون فـ ـي أ ــوم ال ــدي عل ــى‬
‫التوحيـد وت ـدير ا خ ـر والشـر‪ ،‬وفـي شـروط النبـوة والرسـالة‪ ،‬وفـي مـوا ة الصـأابة خلهـم‪ ،‬ومـا جــرى‬
‫مجـرى كلـي كعـدم وجـوب الصـالح وائ ـلح‪ ،‬وفـي جثبـات القسـب‪ ،‬وجثبـات الشـفاعة‪ ،‬وخـرون عصــاة‬
‫املوحدي م النار‪ ،‬وا خال بيـنلم فـي مسـائل قليلـة كتأو ـل يـات الصـفات وأحا يثلـا هـل هـو جـائز‬
‫أو ممتنع‬
‫ربط السلفية املعاصرة بالسلفيات القديمة‪:‬‬
‫ً‬
‫اســتمرارا ســتخدام مصــطلح اهــل الســنة وا جماعــة‪ ،‬امتــد ج ــى العصــر ا أــديث ــر م ـ كلــي‬
‫الص ـرا بـ ـ ن أتب ــا اإلم ــام ائش ــعر‪ ،:‬والـ ـ ن أتب ــا اإلم ــام ابـ ـ تيمي ــة (الس ــلفية)‪ ،‬أو أتب ــا أص ــأاب‬

‫‪ 196‬موقع الدرر السنية‪ ،‬مرجع علرض موثق على من ا أهل السنة وا جماعة‪ ،‬علو‪ :‬ب عبد ال ا ر الس ا ‪ ،‬موسوعة الفرا‬
‫‪ 197‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬أسعد وحيد قاسم‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪ 198‬ياس ن السليمان‪ ،‬م تمر الش شان يث ر غضب املسلم ن‪ ،‬ا خليج اون ي ‪2016/9/2 ،‬‬
‫‪65‬‬
‫ً‬
‫ا أ ــديث‪ ،‬أ ــد ُس ــئل الش ــيخ ــا ح الف ــوزان ع ـ الس ــلفية وجن خان ــى مش ــكل حزال ــا م ـ ائحـ ـزاب‬
‫أ ــام‪ :‬الســلفية ائفــة علــى مــذهب الســل علــى مــا خــان عليــه الرســوم ﷺ وأصــأابه؛ أبــض ل ســى‬
‫ً‬
‫حزالا م ائحزاب العصـر ة ا ن‪ ،‬وجنمـا هـي جماعـة قديمـة مـ عهـد الرسـوم ﷺ متوارثـة مسـتمرة‬
‫تزام على ا أق هاهرة ج ى قيام الساعة كما أخبر الرسوم ﷺر‪199.‬‬

‫أهم ما يجمع هذا (الفرقة) من أحىام وعقائد‬


‫علــى أيــة حــام يمقـ تلخــي مــا حصــر َمـ ُيســمون أنفســهم بأهــل الســنة ‪ /‬أهــل ا أــديث بمــا قالــه‬
‫الــدكتور محمــد عمــارة‪ ،‬حيــث قــام‪:‬ر ل ــد خــان العصــر العباســاض هــو ا أ ي ــة التــض تبلــورت أهلــا هــذل‬
‫املدرســة القالميــة [أهــل ا أــديثا بزعامــة جمامهــا أبــو عبــد هللا أحمــد ب ـ حنبــل؛ ول ــد ــا اإلمــام‬
‫أحمــد ب ـ حنبــل أ ــوم هــذا ر املنلــان النصوىــاض ا خمســة والتــض عرضــها (اب ـ ال ــيم املتــوفى ســنة‬
‫‪751‬هـ = ‪1350‬م) لذا الإلرت ب‪:‬‬
‫ائ ل ائوم‪ :‬النصوص‪.‬‬
‫ائ ل الثاني‪ :‬ما أأتى به الصأابة‪.‬‬
‫ائ ل الثالث‪ :‬جكا اختل الصأابة تخ ر م أقوالهم‪.‬‬
‫ائ ل الرا ع‪ :‬ائخذ باملرسل وا أديث الضعي ‪ 200،‬وت ديمهما على رالرأ‪:‬ر و رال يا ر‪.‬‬
‫ائ ل ا خام ‪ :‬ال يا للضرورة‪.‬‬
‫ي وم الشيخ قـاضاض ال ضاة تان الدي عبد الوهاب السبكي‪ 201‬ما نصه‪:‬‬
‫روهـ ء ا أنفيــة والشــاأعية واملالقيــة وأضــالء ا أنابلــة فــي الع ائــد يــد واحــدة خلهــم علــى رأ‪ :‬أهــل‬
‫الســنة وا جــماعة يــدينون َ معــا ى بطر ــق شـيخ الســنة أبــي ا أسـ ائشــعر‪ :‬رحمــه هللا ر ثــم ي ــوم‬
‫ع ــد كل ــي‪ :‬روالا جمل ــة ع ي ــدة ائش ــعر‪ :‬ه ــي م ــا تض ــمنته ع ي ــدة أب ــي جعف ــر الطح ــاو‪ :‬الت ــض تل اه ــا‬
‫علماء املذاهب بال بوم ورضوها ع يدةر‬
‫روججمــام جعت ــا ائشــعر‪ :‬رحمــه هللا معــا ى أن هللا ســبحانه ومعــا ى واحــد شــر ي لــه‪ ،‬لـ بجســم‬
‫مصـور‪ ،‬و جـوهر محـدو م ـدر ‪ ،‬و يشـبه شـ ئا و يشـ له يـاضء ﴿لـ كمثلـه يـاضء وهـو الســميع‬
‫البص ر﴾‪ ،‬قديم بداية لوجو ل‪ ،‬ائم يطـرأ عليـه أنـاء‪ ،‬يعجـزل يـاىء‪ ،‬و تحـيا بـه ا جهـات‪،‬‬
‫خــان قبــل أن خــون املكــان بــال مكــان‪ ،‬وهــو ا ن علــى مــا عليــه خــان‪ ،‬ي ــام متــى كــان‪ ،‬و أيـ خــان‪ ،‬و‬
‫ك ــي ‪ ،‬يت ي ــد بالزم ــان و يتخص ـ باملك ــان‪ ،‬مع ــا ى ع ـ ا أ ــدو وال اي ــات وائرخ ــان‪ ،‬وائعض ــاء‬
‫وائ وات‪ ،‬تحو ــه ا جهــات الســى كســائر املبتــدعات‪ ،‬وأنــه ســبحانه م ـ ل ع ـ ا جلــو واملماســة‬
‫وا س ــت رار ‪ ،‬والـ ــتمق وا أل ــوم واإلنت ـ ــام‪ ،‬تبل ــه ائوهـ ــام و تدركـ ــه ائأهـ ــام‪ ،‬مهم ــا تصـ ــورت‬
‫ً‬
‫‪ 199‬حس ب قاسم ا أسنض الر رض السلفي‪ :‬التحفة املهدية‪ ،‬ص ‪ 33‬و ‪ 34‬ن ال ع شر ا رال وم الن ي في معرأة معنى السلفير‪.‬‬
‫‪ 200‬ا أديث الضعي ـ عند اب حنبل ـ كمـا ي ـوم ابـ ال ـيم‪ :‬هـو امل ابـل للصـأيح‪ ،‬وقسـم مـ أقسـام ا أـديث ا أسـ ‪ ،‬أهـو لـ‬
‫الضعي باملعنى املتعار عليه عند املتأخر م علماء ا أديث‪ .‬محمد عمارةر السل والسلفيةر ص ‪21‬‬
‫‪ 201‬معيد النعم ومبيد الن م (ص‪.)٦٢ /‬‬
‫‪66‬‬
‫ببالي أاَ بخال كلـي‪، ،‬ـي‪ ،‬علـيم‪ ،‬قـا ر‪ ،‬سـميع بصـ ر‪ ،‬مـتكلم وكالمـه قـديم كسـائر ـفاته ئنـه‬
‫سبحانه مباي جميع ا خلوقات في الذات والصفات وائأعام‪.‬‬
‫هللا بمعنى م معاني ال شر أ د كفر‪.‬‬ ‫وم و‬
‫وأنــه ســبحانه ومعــا ى خلــق ا خلــق وأعمــالهم‪ ،‬وقــدر أرزاقهــم و جــالهم‪ ،‬اأــع ملــا قهــاى و مــانع ملــا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أعط ‪ ،‬يفعل في ملقه ما ير د ﴿ ُيسئل عما يفعل وهم ُيسئلون﴾ ‪ ،‬ما شاء هللا خـان ومـا لـم يشـأ لـم‬
‫يق ـ ـ ـ ـ ‪ ،‬وأنـ ـ ـ ــه سـ ـ ـ ــبحانه مو ـ ـ ـ ــو بكـ ـ ـ ــل كمـ ـ ـ ــام يليـ ـ ـ ــق بـ ـ ـ ــه‪ ،‬م ـ ـ ـ ـ ل ع ـ ـ ـ ـ خـ ـ ـ ــل ن ـ ـ ـ ـ فـ ـ ـ ــي ح ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫وأن محم ــدا ــلى هللا علي ــه وس ــلم خ ــاتم ائن ي ــاء وس ــيد املرس ــل ن‪ ،‬مبع ــو ج ــى عام ــة ا ج ـ وخاأ ــة‬
‫الورى‪ ،‬ا ا في خل ما يبل ه ع هللا معا ىر‪.‬‬
‫ُ‬
‫وم ـ خ ــالم اس ــتطال أه ــم م ــا كت ــب ع ـ أحك ــام ه ــذل الفرق ــة وع ائ ــدها‪ ،‬س ــيما كت ــاب الع ي ــدة‬
‫الطحاو ــة‪ 202‬الــذ‪ :‬أجمــل هــذل ائحكــام‪( ،‬ثــم ران القتــاب وأخــذت الفــرا تضــع الشــروحات عليــه‪،‬‬
‫لتج ــد نس ــبة ب ـ ن م ــا أي ــه وال ـ ن م ــا ت ول ــه تل ــي الف ــرا‪ ،‬حت ــى وجن خالف ــى الش ــروحات أحيان ــا ال ــن‬
‫املقتوب!) ‪ ،‬نستطيع ججمالها بما يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬اإليمـان‪ :‬قــوم وعمــل‪ ،‬وهــو يز ـد و ــن ‪ ،‬تبعــا لن ــاء الع يـدة أو شــو لا‪ ،‬وتبعــا لز ــا ة العمــل أو‬
‫ن صانه‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫‪ .2‬ال ــر ن كــالم هللا وأ ــا‪ ،‬ألـ بمخلــوا ـ كمــا ت ــوم املعإل لــة ـ ولـ شــر كا فــي قدمــه كمــا ُيلــز ُم‬
‫ُ‬
‫املعإل لة نفاة ال وم بخلق ال ر ن‪.‬‬
‫‪ .3‬ــفات هللا ســبحانه ومعــا ى التــض و ـ لــا نفســه وأثبهلــا لذاتــه‪ ،‬نصــفه لــا ون بهلــا لذاتــه‪ ،‬علــى‬
‫النحو الذ‪ :‬ور ت عليه في النصوص املأثورة‪ ،‬نلجأ في بحثلا ج ى ررأ‪:‬ر أو رتأو لر‪.‬‬
‫‪ .4‬عالم ال يب‪ :‬ينبغي أن نخوً فـي بحـث يـاضء منـه‪ ،‬بـل يجـب أن نفـوً ح ي ـة علمـه ج ـى هللا‬
‫سبحانه ومعا ى‪.‬‬
‫‪ .5‬ر ـة أهـل ا جنـة َ معـا ى‪ :‬ع يـدة حـق يجــب أن يـ م لـا املـ م ‪ ،‬ون رتأو ـلر أو رتمثيـلر كمــا‬
‫ور ت لا هواهر النصوص‪.‬‬
‫‪ .6‬علـم القـالم منقـر منقـر‪ ،‬وا شـت ام بـه منقـر‪ ،‬وأخـذ الع ائـد بأ لتـه منقـر‪ ،‬بـل ومجالسـة أهلــه‬
‫منقر‪ ،‬مهما خان أاعهم به ع اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .7‬ال ضاء وال در‪ :‬يقتمل اإليمان بدون اإلعت ا لما‪ ،‬وهما م هللا سبحانه ومعا ى‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .8‬الذنوب والقبائر‪ :‬تجعل امل م خاأرا و تخلدل في النار‪.‬‬
‫‪ .9‬خالأ ـ ــات الص ـ ــأابة‪ :‬يص ـ ــح ا خ ـ ــوً أهل ـ ــا‪ ،‬ب ـ ــل يج ـ ــب الع ـ ــدوم ع ـ ـ ككره ـ ــا والوق ـ ــو عن ـ ــد‬
‫محاسنلم وأضائلهم‪.‬‬
‫‪ .10‬ترت ب ا خلفاء الراشدي في الفضل وأق ترتي لم في تو ي ا خالأة‪.‬‬

‫‪ 202‬اإلمام العالمة ا أاأ القب ر محد الديار املصر ة وأ هلها أبو جعفر أحمد ب محمد ب سالمة الطحاو‪ ،:‬ولد فـي سـنة ‪239‬‬
‫هـ‪ ،‬توفي سنة ‪ 321‬هـ‪ .‬ع الشرح القب ر على الع يدة الطحاو ة لسعيد أو ة ص ‪.15‬‬
‫‪67‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .11‬اعــة و ــي ائمــر واجبــة حتــى ولــو خــان أــاجرا أاس ـ ا‪ ،‬وا خــرون عليــه منقــر‪ ،‬ملــا يجلبــه كلــي م ـ‬
‫ائخطار‪ ،‬وما يعطله م مصا ح النا في حيا لم اليومية‪203.‬‬

‫ً‬
‫فــي ال ــرن الثالــث لل جــرة كتــب اإلمــام أبــو جعفــر الطحــاو‪ 238[ :‬ـ ‪ 852=321‬ـ ‪933‬ما كتابــا ســمال‬
‫(الع يــدة) وســيعر أيمــا عــد ب ـ (الع يــدة الطحاو ــة)؛ سيصـ ب شــهرة واســعة خـ أيــه ع يــدة‬
‫ُ‬
‫م ــا س ــرض (أه ــل الس ــنة وا جماع ــة) وأ ل ــق علي ــه (بي ــان أه ــل الس ــنة وا جماع ــة) ولي ــدو مـ ـ ع ــد‬
‫املرجعيـ ــة الع ديـ ــة إلتبـ ــا مدرسـ ــة ا أـ ــديث أو ال ـ ـرأ‪ :‬أو ائثـ ــر‪ ،‬والتـ ــض أخـ ــذت اسـ ــم (أهـ ــل السـ ــنة‬
‫ً‬
‫وا جماعــة) وحــديثا بصنــا نســمع عنلــا بمســرى (الســلفية)‪ .‬قــام الطحــاو‪ :‬ع ـ بيانــه هــذا‪:‬ر هــذا ككــر‬
‫بيان ع يدة أهـل السـنة وا جماعـة‪ ،‬علـى مـذهب أ هـاء امللـة ‪ :‬أبـي حنيفـة النعمـان بـ ثابـى الكـوفي‪،‬‬
‫وأبــي يوسـ يع ــوب بـ جبـراهيم ائنصــار‪ ،:‬وأبــي عبــدهللا محمــد بـ ا أسـ الشـ باني رضــوان هللا‬
‫علهلم أجمع ن؛ وما يعت دون م أ وم الـدي ‪ ،‬و ـدينون بـه رب العـامل نر‪ 204.‬وأيمـا يلـي أبـرز ن ـاط‬
‫هذا القتاب وشروحه‪:‬‬
‫‪ .1‬اإليم ــان‪ :‬ه ــو اإلقـ ـرار باللس ــان‪ ،‬والتص ــديق با جن ــان ‪ .‬وجمي ــع م ــا ص ــح ع ـ رس ــوم هللا ﷺ مـ ـ‬
‫الشــر والبيــان خلــه حــق‪ ،‬واإليمــان‪ :‬هــو اإليمــان بــاَ ومالئقتــه وكتبــه ورســله واليــوم ا خــر وال ــدر‬
‫خ رل وشرل وحلول ومرل م هللا معا ى‪ ،‬وخال ا جهمية في موضو عالقة اإليمان بالـذنوب‪ ،‬أ ـام‪:‬‬
‫و ن ــوم‪ :‬يض ــر م ــع اإليم ــان كن ــب ملـ ـ عمل ــه‪ ،‬نرج ــو للمحس ــن ن مـ ـ املـ ـ من ن أن يعف ــو ع ــنلم‪،‬‬
‫و دخلهم ا جنة برحمته‪ ،‬و نأم علهلم‪ ،‬و نشهد لهـم با جنـة‪ ،‬ونسـت فر ملسـي لم‪ ،‬ونخـا علـهلم‬
‫و ن نطهم؛ و يخرن العبد م اإليمان ج بجأو ما أ خله أيه‪.‬‬
‫‪ .2‬جن الدي عند هللا اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمــان بــاَ معــا ى واح ـد شــر ي لــه‪ ،‬و يــاضء مثلــه‪ ،‬و يــاضء يعجــزل‪ ،‬و جلــه غ ــرل‪ .‬وهللا هــو‬
‫ال نض ونح الف راء جليه‪ ،‬وقد علم هللا معا ى أيما لـم يـزم عـد مـ يـدخل ا جنـة‪ ،‬وعـد مـ يـدخل‬
‫النار جملة واحدة‪.‬‬
‫هللا بمعنى م معاني ال شر أ د كفر‪.‬‬ ‫‪ .4‬كفر م قام بالصش يه وم و‬
‫‪ .5‬اإليمــان بــالعر والقرســاض وأ لمــا حــق‪ ،‬وهــو مســت ع ـ العــر ومــا ونــه‪ ،‬محــيا بكــل يــاضء‬
‫وأوقه‪ ،‬وقد أعجز ع اإلحا ة خل ه‪.‬‬
‫‪ .6‬حرمة ا خوً في كات هللا‪ ،‬وا جدام في ي هللا وقر نه‪.‬‬
‫‪ .7‬اإليمان بنبوة النيض محمد ﷺ ومعجزاته‪.‬‬
‫‪ .8‬ائن ياء أأضل م ائولياء‪.‬‬

‫‪ 203‬محمــد عم ــارة‪ :‬الوس ــيا ف ــي امل ــذاهب واملص ــطلأات اإلســالمية‪ ،‬لض ــة مص ــر‪ ،‬ط‪ ،2005 ،3‬ص ‪ 38‬ـ ‪ 41‬ومحم ــد عم ــارة‪ :‬تي ــارات‬
‫الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ 130‬وما عدها‪.‬‬
‫‪ 204‬أن ر‪ :‬شـرح الع يـدة الطحاو ـة؛ ح هـا جماعـة مـ العلمـاء‪ ،‬وخـرن أحا يثلـا محمـد نا ـر الـدي ائلبـاني‪ ،‬املقتـب اإلسـالمي‪ ،‬ط‬
‫‪1400 ،6‬هـ‪ ،‬ص ‪ 69‬ومحمد ب عبد الرحم ا خم ‪ :‬شرح الع يدة الطحاو ة امل سر‪ ،‬ط‪1422 ،1‬هـ‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ .9‬اإليمان بال ر ن القر م وأنه كالم هللا‪.‬‬
‫‪ .10‬اإليمان باملالئقة والبرزف‪.‬‬
‫‪ .11‬ال بر روضة م ر اً ا جنة‪ ،‬أو حفرة م حفر الن ران‪.‬‬
‫‪ .12‬اإليمان باملالئقة والن ي ن والقتب السماو ة‪.‬‬
‫‪ .13‬اإليمان باليوم ا خر وما أيه م مشاهد‪.‬‬
‫‪ .14‬ر ة هللا حق ئهل ا جنة ر جحا ة و كيفية‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ .15‬أهــل القبــائر مـ املـ من ن يخلــدون فــي النــار‪ ،‬أمرتقــب القب ــرة َيخـ ُـر ُن مـ اإليمــان‪ ،‬أهــو‬
‫ف ــي ال ــدنيا م ـ م ن ــاق اإليم ــان‪ ،‬وف ــي ا خ ــرة تح ــى مش ـ ئة هللا جن ش ــاء غف ــر ل ــه وجن ش ــاء عذب ــه‪،‬‬
‫واملوحــدون خلهــم مص ـ رهم ج ــى ا جنــة‪ ،‬وجن عــذب م ــنلم بالنــار م ـ عــذب‪ ،‬و يخل ــد أحــد مــنلم أهل ــا‬
‫قا‪.‬‬
‫يجوز ال طع ملع ن م أهل ال بلة با جنة أو النار ج م ث ى الن في ح ه‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ .17‬القفــر م ـ ائلفــاي الشــرعية وهــو قســمان‪ :‬أكبــر مخــرن م ـ امللــة‪ ،‬وأ ـ ر غ ــر مخــرن م ـ‬
‫امللة ويسرى ً‬
‫أحيانا بالقفر العملي‪.‬‬
‫‪ .18‬التقف ر م ائحكام الشرعية التض مر ها ج ى القتاب والسنة‪ ،‬أال يجوز تقف ـر مسـلم ب ـوم‬
‫أو أعـل مـا لــم يـدم ليــل شـرلي علــى كلـي‪ ،‬و يلــزم مـ ج ــالا حقـم القفــر علـى قــوم أو أعـل ثبــوت‬
‫موجبه في حق املع ن ج جكا تح ى الشروط وانتفى املوانع‪.‬‬
‫‪ .19‬اإليمان با أوً والشفاعة وامليثاا‪.‬‬
‫‪ .20‬ائعمام با خواتيم‪.‬‬
‫‪ .21‬اإليمان بأشراط الساعة‪.‬‬
‫‪ .22‬اإليمان با جنة والنار‪.‬‬
‫‪ .23‬اإليمان بال ضاء وال در‪.‬‬
‫‪ .24‬وجوب اعة ائئمة والو ة‪.‬‬
‫‪ .25‬جتبا أهل السنة وا جماعة‪.‬‬
‫‪ .26‬وجوب ا حا وا جها ج ى يوم ال يامة‪.‬‬
‫‪ .27‬أأعام العبا خلق هللا وكسـب مـ العبـا وا خ ـر والشـر م ـدران علـى العبـا ؛ وا سـتطاعة‬
‫التض يجـب لـا الفعـل مـ نحـو التوأيـق الـذ‪ :‬يجـوز أن يو ـ ا خلـوا بـه‪ ،‬أبـض مـع الفعـل‪ ،‬وأمـا‬
‫ا سـ ــتطاعة م ـ ـ جهـ ــة الصـ ــأة والوسـ ــع والـ ــتمق وسـ ــالمة ا ت أبـ ــض قبـ ــل الفعـ ــل‪ ،‬و لـ ــا يتعلـ ــق‬
‫ا خطــاب‪ ،‬وهــو كمــا قــام‪ ( :‬يكل ـ هللا نفســا ج وســعها ) الب ــرة ‪286‬؛ وأأعــام العبــا خلــق هللا‪،‬‬
‫وكسب م العبا ‪.‬‬
‫‪ .28‬التكلي بما يطاا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .29‬نحــب أصــأاب النيــض ﷺ ونث ــى ا خالأــة عــد رســوم هللا ﷺ أو ئبــي بقــر الصــديق رضــاض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هللا عنــه تفضــيال لــه وت ــديما علــى جميــع ائمــة؛ ثــم لعمــر ب ـ ا خطــاب رضــاض هللا عنــه‪ ،‬ثــم لعثمــان‬
‫‪69‬‬
‫رضــاض هللا عنــه‪ ،‬ثــم لعلــي ب ـ أبــي الــب رضــاض هللا عنــه‪ ،‬وهــم ا خلفــاء الراشــدون وائئمــة املهتــدون؛‬
‫وأن العشــرة ال ــذي ســماهم رس ــوم هللا ﷺ وبشــرهم با جن ــة نشــهد له ــم با جنــة‪ ،‬عل ــى مــا شــهد له ــم‬
‫رس ــوم هللا ﷺ‪ ،‬وقول ــه ا أ ــق‪ ،‬وه ــم ‪ :‬أب ــو بق ــر‪ ،‬وعم ــر‪ ،‬وعثم ــان‪ ،‬وعل ــي‪ ،‬و لأ ــة‪ ،‬والزال ــر‪ ،‬وس ــعد‪،‬‬
‫وســعيد‪ ،‬وعبــد الــرحم ب ـ عــو ‪ ،‬وأبــو عبيــدة ب ـ ا ج ـراح؛ وهــو أم ـ ن هــذل ائمــة رضــاض هللا عــنلم‬
‫أجمع ن‪.‬‬
‫يجوز تصديق القهنة والعراأ ن‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫كفرا ون كفر‪ ،‬أائوم كجواز ا أقم ـر شـر‬ ‫‪ .31‬ـ ا أقم ر ما أنزم هللا كفر أكبر‪ ،‬وقد يكون ً‬
‫هللا‪ ،‬أو تفض ــيله عل ــى حق ــم هللا‪ ،‬أو مس ــاواته ب ــه‪ ،‬أو جح ــالم (ال ــوان ن الوض ــعية) ب ــد عن ــه‪ ،‬ب نم ــا‬
‫الثانية‪ ،‬هي العدوم ع شر هللا‪ ،‬في واقعة معينة لهوى مع ا لإل ام شر هللا‪.‬‬
‫‪ .32‬ـ ـ ت س ــيم ال ــدي ج ــى ح ي ــة يتم ـ ـ ل ــا ا خا ــة وش ــريعة تل ــزم العام ــة ون ا خا ــة‪ ،‬وأص ــل‬
‫السياســة أو غ رهــا ع ـ الــدي ‪ :‬با ــل؛ بــل خــل مــا خــال الشــريعة م ـ ح ي ــة أو سياســة أو غ رهــا‪،‬‬
‫أهو جما كفر‪ ،‬وجما ضالم‪ ،‬بحسب رجته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثــم قــام فــي لايــة كتابــه‪:‬ر أهــذا يننــا واعت ا نــا هــاهرا والا نــا‪ ،‬ونحـ بـراء ج ــى هللا مـ خـل مـ خــال‬
‫الــذ‪ :‬ككرنــال وال نــال‪ ،‬ونســأم هللا معــا ى أن يث تنــا علــى اإليمــان‪ ،‬و خــتم لنــا بــه‪ ،‬ويعصــمنا م ـ ائهــواء‬
‫ا ختلف ــة‪ ،‬وا راء املتفرق ــة‪ ،‬وامل ــذاهب الر ي ــة‪ ،‬مث ــل املش ـ لة واملعإل ل ــة وا جهمي ــة وا جبري ــة وال در ــة‬
‫وغ ــرهم؛ م ـ ال ــذي خ ــالفوا الس ــنة وا جماع ــة‪ ،‬وح ــالفوا الض ــاللة‪ ،‬ونح ـ م ــنلم ب ـراء‪ ،‬وه ــم عن ــدنا‬
‫ضالم وأر ياء‪ ،‬والاَ العصمةر‪205.‬‬ ‫ُ‬

‫الوهابية والسلفية‪:‬‬
‫ف ــي ال ــرن الث ــاني عش ــر ال ج ــر‪:‬؛ الث ــام عش ــر امل ــيال ‪ :‬هه ــرت ف ــي ب ــال نج ــد ف ــي ا جز ــرة العرالي ــة‬
‫الدعوة الوهابية املنسوالة ج ى الشيخ محمد ب عبد الوهـاب [‪ 1115‬ـ‪1206‬ه ـ = ‪ 1703‬ـ‪1792‬ما والتـض‬
‫ُمعد امتدا ًا ملدرسة أهل ا أديث‪206.‬‬

‫ولق ـ قبــل ا أــديث ع ـ الوهابيــة والســلفية لن ــل بــأن أأكــار هــذل املدرســة انصس ـ ى فــي أقرهــا ج ــى‬
‫اإلمــام أحمــد ب ـ حنبــل وتالمذتــه‪ ،‬وجن خانــى البلــورة ا أ ي يــة لهــا هــو مــا خط ـه العالمــة اب ـ تيميــة‬
‫وتالمذتــه ونحــول مـ أهــم‪ ،‬وربل ــى مــع ابـ تيميــة أون نضــوجها واكتمالهــا‪ ،‬وتبلــور املــن ا الســلفي فــي‬
‫ــورته ا جليــة التــض أبانــى ع ـ قواعــدل وقضــايال بصــورة حاســمة‪ ،‬وحــد ت معــالم الطر ــق لكاأــة‬
‫السـلفي ن الــذي جـا وا مـ عــدل وانصسـبوا ج ــى الســلفية‪ ،‬وقـد تمثلــى الســلفية التار خيـة عبــر قــرون‬
‫عديدة في ائفة واسعة م العلماء يصعب حصـرهم أمثـام‪ :‬ابـ بطـة العقبـر‪ :‬ا أنبلـي ثـم خـان أبـو‬

‫‪ :‬ش ــرح الع يـ ــدة‬ ‫‪ 205‬أن ــر‪ :‬نـ ـ القت ــاب عل ــى اإلنإلرنـ ــى‪ ،‬وشـ ــرح الع ي ــدة الطحاو ــة؛ ص ‪69‬و محم ــد ب ـ ـ عب ــد ال ــرحم ا خمـ ـ‬
‫الطحاو ة امل سر‪ ،‬ص ‪9‬وموقع بوابة ا أرخات ا سالمية‪.‬‬
‫‪ 206‬محمد عمارة‪ :‬الوسيا في املذاهب واملصطلأات اإلسالمية‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪70‬‬
‫ش ــامة امل دس ــاض وابـ ـ ق ــيم ا جوز ــة واب ـ رج ــب ا أنبل ــي ث ــم اب ـ أب ــي الع ــز ا أنف ــي ــاحب ش ــرح‬
‫الع يــدة الطحاو ــةر؛‪ 207‬ج ــى أن انهلــى ج ــى الشــيخ محمــد بـ عبــد الوهــاب ومـ ســار علــى ن جــه أيمــا‬
‫وعرأوا بالسلفي ن‪.‬‬ ‫عد ُ‬

‫االن شار‬
‫قام الشيخ جمام الدي ال اسرض ع مدى انصشـار مـذهب السـل ائثر ـة‪[ ،‬أ‪ :‬مـ يسـتحوكون‬
‫على مصطلح أهل السنةا‪ :‬ر أما البال املنصشر أهلـا مـذهب السـل ائثر ـة خا ـة فـي الع ائـد‪ ،‬أبـض‬
‫بال نجد بتمامهـا‪ ،‬أإ لـا سـلفية اإلعت ـا ‪ ،‬لقـ ي لـب علـهلم ا جفـاء وال لـو‪ ،‬وفـي بـال الهنـد وائـ‬
‫سلفية اعية ج ـى مـذهب السـل بنشـر كتبـه و رسـها‪ ،‬وفـي العـراا وا حجـاز ومصـر جماعـات قليلـة‬
‫مـ ــنلم ي لـ ــب علـ ــهلم ا عتـ ــدام‪ ،‬وأمـ ــا السـ ــوا ائع ـ ــم م ـ ـ مع ـ ــم الـ ــبال اإلسـ ــالمية أعلـ ــى مـ ــذهب‬
‫ائشــعر‪:‬؛ أعنــض م ـ يــدلي أنــه مذهبــه م ـ تلــي الع ائــد املبثوثــة فــي كتــب املتــأخر املتداولــة‪ ،‬وج‬
‫ً‬
‫أالشــعر‪ :‬قــد ــرح فــي كتابــه (اإلبانــة) بأنــه علــى مــذهب اإلمــام أحمــد فــي اإلعت ــا تصــر حا ش ـ لة‬
‫أيهر‪208.‬‬

‫جكا خ ــان الش ــيخ محم ــد ب ـ عب ــد الوه ــاب ق ــد ب ــدأ عوت ــه ف ــي نج ــد م ـ ش ــبه ا جز ــرة العرالي ــة؛ أ ــإن‬
‫السلفية ما اقتصرت على تلي املوا ‪ ،‬بل انصشرت في ال رن ن ائخ ري في ا حجـاز والـيم وأأر يـا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫والهنــد وامل ــرب ومصــر والشــام‪ ،‬وعلــى أيــد‪ :‬أنــا خــر ‪ ،‬متخــذة فــي خــل ناحيــة ههــرت أهلــا تلو نــا‬
‫ً‬
‫معين ــا بحس ــب ائوض ــا الس ــائدة‪ ،‬م ــع اإلب ــاء عل ــى ا ج ــوهر أو امل ـ ـ الرئ ــاض املتمث ــل ف ــي ال ص ــد‬
‫ا أث ث ج ى رتصأيحر الع يدة والعبا ة والسلوم‪209.‬‬

‫هسميات‪:‬‬
‫حمـل جتبـا الشـيخ محمـد بـ عبـد الوهـاب مسـمية (الوهـابي ن) وهـو مـ مسـميات ا خـر لهـم‪ ،‬قـام‬
‫الش ــيخ محم ــد بـ ـ عب ــد الوه ــاب ر أ ــنح ـ وا أم ــد َ ـ متبع ــون غ ــر مبت ــدع ن‪ ،‬م ل ــدون للقت ــاب‬
‫والس ــنة‪ ،‬و ــا ح س ــل ائم ــة‪ ،‬عل ــى م ــذهب أه ــل الس ــنة وا جماع ــة‪ ،‬ه ــو أم ــر هللا ورس ــولهر وال ــذلي‬
‫ي ك ــدون أ ل ــم م ـ رأه ــل القت ــاب والس ــنةر وأ ل ــم عل ــى خط ـ الس ــل الص ــا ح‪ ،‬ويس ــرض (الوه ــابيون)‬
‫أنفســهم باملوحــدي أو املســلم ن فــي م ابــل املشــرك ن؛ و رأضــون مســميهلم بالوهــابي ن كمــا هــو شــائع‬
‫ل ــدى الن ــا ‪ 210.‬وهن ــام مـ ـ س ــرى ال ــدعوة الوهابي ــة ب ـ ـ (ال ــدعوة النجدي ــة)‪ 211،‬أم ــا أتب ــا املدرس ــة‬

‫‪ 207‬محم ــد أب ــو رم ــان وحس ـ أب ــو هني ــة‪ :‬ا أ ــل اإلس ــالمي‪ ،‬م سس ــة أر ــدر ص أيب ــرت ومرك ــز الدراس ــات ا س ـإلراتيجية ف ــي ا جامع ــة‬
‫ائر نية‪ ،2012 ،‬ص ‪225‬‬
‫‪ 208‬جمام الدي ال اسرض الدمش ي؛ تار خ ا جهمية واملعإل لة‪ ،‬م سسة الرسالة‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط ‪1399 ،1‬هـ = ‪1979‬م‪ ،‬ص ‪56‬‬
‫ُ‬
‫‪ 209‬رض ــوان الس ــيد‪ :‬الس ــلفية‪ :‬التح ــو ت وامل ـ ت‪ ،‬م ــوجز محاض ــرة أل ي ــى ف ــي ا جنا ر ــة ض ــم ن ــدوة عـ ـ «الس ــلفية» ي ــوم ائح ــد‬
‫‪2010/3/21‬‬
‫‪ 210‬هاشم نا ي‪ :‬الوهابية بت ار ر ال نصلية الفرنسية في دا ‪ ،‬ار الوراا‪ ،‬ط ‪ ،2‬هام ص ‪ 13‬وأحمد الكاتب‪ :‬الفقـر السياسـاض‬
‫الوهابي‪ ،‬مقتبة مدبو ي‪ ،‬ال اهرة‪ ،‬ط ‪ ،2008 ،3‬ص ‪10‬‬
‫‪ 211‬ياسر ب جبراهيم السالمة‪ :‬الوهابية تحى ا جهر‪ ،‬وزارة ائوقا السعو ية‪1430 ،‬هـ ص ‪5‬‬
‫‪71‬‬
‫املعا ـ ــرون أيفضـ ــلون اسـ ــتخدام اسـ ــم رالسـ ــلفيةر و رالسـ ــلفيونر‪ 212.‬فـ ــي ح ـ ـ ن ي كـ ــد جتبـ ــا هـ ــذل‬
‫املدرســة أ لــم ل ســوا أتبــا مــذهب جديــد ر وهــذا مــا أكــد عليــه الشــيخ عبــد العز ــز ب ـ بــاز جك قــام‪:‬ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ول ســى الوهابيــة مــذهبا خامســا‪ ،‬كم ــا يزعمــه ا جــاهلون وامل رضــون‪ ،‬وجنم ــا هــي عــوة ج ــى الع ي ــدة‬
‫السلفية‪ ،‬وتجديد ملا ر م معالم اإلسالم والتوحيدر‪213.‬‬
‫ً‬
‫كـذلي اختـار أتبــا هـذل املدرسـة والتيــار اسـم السـلفي ن أيضــا‪ ،‬قـام الشـيخ أبــو عبـد املعـز أرخــو‬
‫علـ ـ ـ ــى موقعـ ـ ـ ــه اإللقإلرونـ ـ ـ ــي‪ :‬روالصسـ ـ ـ ــمية بالسـ ـ ـ ــلفية تضـ ـ ـ ــا الصسـ ـ ـ ــميات ائخـ ـ ـ ــرى‪ ،‬و تخالفهـ ـ ـ ــا‬
‫كصس ــميةرأهل الس ــنة وا جماعةرورالفرق ــة الناجيةرورأنص ــار الس ــنةر‪ ،‬ئن كل ــي مـ ـ ب ــاب اخ ــتال‬
‫التن ــو واملس ــرى واح ــد واملعن ــى أيض ـ ًـا‪ ،‬وه ــو التمس ــي بالقت ــاب والس ــنة وأ ــق أه ــم س ــل ائم ــةر‪214.‬‬

‫والسلفية الوهابية كما يفسرها الـدكتور رضـوان السـيد هـي‪:‬ر تيـار ع ـد‪ :‬جسـالمي‪ ،‬الـد فـي ائ ـل‬
‫ج ــى تصــأيح الع يــدة والعبــا ة‪ ،‬وتن يهلمــا وتن يــة اعت ــا ات املســلم وممارســاته م ـ البــد املوروثــة‬
‫والطارئةر‪215.‬‬

‫و ت ــا ع أب ــو عب ــد املع ــز أرخ ــو أي وم‪:‬رومن ــه يصبـ ـ ن بوض ــوح أن خ ــل مت ــأخر عـ ـ ا أ ب ــة الزمني ــة‬
‫التار خية ا ختصة بأهل ال رون املفضلة الوار ة في قوله ﷺ‪:‬رخ ر النا قرني‪ ،‬ثم الـذي يلـو لم‪،‬‬
‫ث ــم ال ــذي يل ــو لمر‪ 216‬وه ــي زمـ ـ الس ــل الص ــا ح‪ ،‬والإلـ ـ م م ــذه لم وم ــن جهم ف ــي اإلعت ــا والعم ــل‬
‫ً‬
‫الف ب ــض يك ــون س ــلفيا و ُ طل ــق علي ــه ه ــذل الصس ــمية لإل ام ــه بإتب ــا الس ــل الص ــا ح‪ ،‬و ُ طل ــق علي ــه‬
‫رســنض م ـ أهــل الســنة وا جماعــةر لإل امــه بالســنة ومجان تــه للبدعــة‪ ،‬و ُ طلــق عليــه رأثــر‪:‬ر أ‪ ::‬م ـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أهــل ا أ ــديث وائثــر عتنائ ــه با أــديث النب ــو‪ :‬رواي ــة و رايــة وتطبي ــا وعلمــا‪ ،‬وس ــلوكه لهدي ــه ﷺ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ه ــاهرا والا ن ــا واش ــت اله ب ث ــار الص ــأابة رض ــاض هللا ع ــنلم تمي ـ ـ ا وأهم ــا واحتجاج ــا‪ ،‬كم ــا يو ـ ـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بال ر ب ئنه َيصلح جكا أسد النا ل ولـه ﷺ ربـدأ اإلسـالم غر بـا؛ ثـم يعـو غر بـا كمـا بـدأ‪ ،‬أطـوب‬
‫َ ُْ‬
‫ص ــلأون جكا أس ــد النــا ر‪ 217‬وف ــي حــديث‬ ‫لل رالــاء؛ قي ــل‪ :‬يارس ــوم هللا‪ ،‬وم ـ ال رال ــاء ق ــام‪ :‬الــذي ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ا أون في أنا ُسوء كث ر‪ ،‬م يعصهلم أك ر مم يطيعهمر وجنما َيصلح ئنه اتصـ‬ ‫خر‪:‬رأنا‬
‫ً‬
‫املع ن للفرقة الناجية في قوله ﷺ‪:‬رما أنا عليـه اليـوم وأصـأابير‪ ،‬وقـام أيضـا‪ :‬و لـذا ُيعلـم‬ ‫بالو‬

‫‪ 212‬أن ر‪:‬أحمد الكاتب‪ :‬الفقر السياساض الوهابي‪ ،‬مقتبة مدبو ي‪ ،‬ال اهرة‪ ،‬ط ‪ ،2008 ،3‬ص ‪10‬‬
‫‪ 213‬حس ب قاسم ا أسنض الر رض السلفي‪ :‬التحفة املهدية مل سأم ع معنى السلفية‪ ،‬ص‪23‬‬
‫‪ 214‬املوقــع الرســرض لفضــيلة الشــيخ أبــي عبــد املعــز محمــد عل ــي أرخــو (الكلمــة الشــهر ة رقــم ‪ )83‬وعنوا لــا‪:‬ر شــر ا نصســاب ج ــى‬
‫ً‬
‫مــذهب الســل وجوانــب ا أإل ـراا مــع مــا ُيســرى بالســلفية ا جها يــة وا أزاليــةر‪ .‬أن ــر أيضــا مــا كت نــال فــي هــذا القتــاب تحــى عنــوان‬
‫[استحدا مصطلح رأهل السنة وا جماعةر‪.‬‬
‫‪ 215‬رضوان السيد‪ :‬السلفية‪ :‬التحو ت وامل ت‪2010/3/21 ،‬‬
‫‪ 216‬روال البخار‪ ،)2652( :‬ومسلم (‪)2533‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 217‬روال مسلم في كتاب اإليمان برقم ‪ 145‬وور ا أديثـ باختال سياقاته وعباراته ـ م را كث رة جدا مو ـو ومرسـال وروال عـ‬
‫النيــض ﷺ عــد كب ــر م ـ الصــأابة يرالــو علــى العشــر تجعلــه عنــد عــد م ـ العلمــاء فــي عــدا املتــواتر أو املشــهور‪ ،‬وجن خــان ثمــى‬
‫ً‬
‫ألفاي في ع رواياته ل تث ى ر[ أن ر‪ :‬موقع ملت أهل ا أـديث‪ ،‬خليـل بـ محمـد‪ :‬رحـديث بـدأ اإلسـالم غر بـا‪ :‬تخـر ج و راسـةر‬
‫للشـيخ ســلمان العـو ة ومـ كتابــه رال رالـاء ائولــونر تــار خ ‪ ،2006/3/2‬وأن ـر كــذلي‪ :‬ركشـ اللثــام بتخــر ج حـديث غرالــة اإلســالمر‬
‫لعبد هللا ب يوس ب ع اى ب يع وب اليع وب ا جديع الع ‪:‬؛ مقتبة الرشد‪ 1989 ،‬م‪.‬ا‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫أن الســلفية نســبة ج ــى الســل الصــا ح الــذ‪ُ :‬يطلــق علــى مرحلــة الســبق الزمنــض أحســب؛ بــل هــو‬
‫ُ‬
‫ج طالح جامع ملعان متكاملة تطلق ـ م جهة ـ للد لـة علـى مـن ا السـل الصـا ح فـي تل ـي اإلسـالم‬
‫ُ‬
‫وأهمه والعمل به‪ ،‬كما تطلق ـ م جهة أخرى ـ علـى َمـ ْ حـاأ علـى سـالمة الع يـدة وجتبـا الصشـريع‬
‫والعبــا ة والعمــل لــا وأــق مــا خــان عليــه النيــض ﷺ وأصــأابه م ـ التمســي بــالو‪،‬ي‪ :‬القتــاب والســنة‬
‫وت ـديمهما علـى مـا سـواهما‪ ،‬والعمـل علـى م تهـاى أهـم الصـأابة رضـاض هللا عـنلم ومـ يوالـو لم مـ‬
‫ال رون املفضلة قبل أن يحصل اإلختال وا أإلراا مـ أهـل الفـرا والطوائـ وأصـأاب املـذاهب‬
‫والن َحـل ائخــرى التــض ههـرت وانصشــرت فــي مختلـ البلــدان وائقطــار مـ ألرقعــة اإلســالمية القبــرى‪،‬‬
‫ً‬
‫وشرأا‪218.‬‬ ‫ً‬
‫ولهذا خان ا نصساب ج ى مذهب السل ـ بال شي ـ اعإل ازا‬
‫بداية ظهور الوهابية‪:‬‬
‫انزعا محمد ب عبد الوهاب م م اهر الشرم التض خانى هاهرة في منط تـه مثـل اتخـاك ال بـور أو‬
‫الرموز أو ائ جار للتوسل والتع يم‪ ،‬وانـزعا مـ أشـو البـد وا خراأـات‪ .‬أـرأى أنـه ينبغـي العمـل‬
‫على جزالة هذل املنقرات‪ ،‬أبدأ التحرم العملي لتح يق هدأه‪.‬‬
‫التماس القوة ملساندة الفكرة‪:‬‬
‫ً‬
‫في س يل تطبيق أأكارل عمليا والتخل م خل م ـاهر ا نحـرا عـ الع يـدة الصـأيحة الـتم‬
‫ً‬
‫محمـد بـ عبـد الوهـاب ســلطة قو ـة لت ـ وراءل‪ ،‬أاتصـل أو بــزعيم منط ـة رالعي نـةر عثمـان بـ‬
‫أحم ــد ب ـ معم ــر‪ ،‬ث ــم اتص ــل بمحم ــد ب ـ س ــعو أم ــر الدرعي ــة ال ــذ‪ :‬اس ــتجاب لدعوت ــه ووق ـ ج ــى‬
‫ً‬
‫جانبه ر أوجد اب عبد الوهـاب السـند السياسـاض لدعوتـه‪ ،‬ووجـد ابـ ُ سـعو غط ًـاء شـرعيا لنشـا ه‬
‫السياساضر‪ ،‬سيما عـد ع ـد (معاهـدة نجـد) بـ ن الطـرأ ن؛ ثـم أخـذت الـدعوة الوهابيـة با نصشـار‪،‬‬
‫مـ ـ خ ــالم اتص ــا ت الش ــيخ املباش ــرة م ــع علم ــاء املس ــلم ن وزعم ــاتلم‪ ،‬ث ــم اعتم ــد ال ــوة لتح ي ــق‬
‫أهداأه‪.‬‬
‫ع ــد أن اس ــت رت ائم ــور م س ــعو رج ــرى ت س ــيم ا ج ــام الع ــام بـ ـ ن م س ــعو و م الش ــيخ من ــذ‬
‫تأس ـ الدولــة الســعو ية‪ ،‬وكلــي بتــو ي م الشــيخ ا جانــب الــدينض‪ ،‬و م ســعو للجانــب السياســاض‪،‬‬
‫واس ــصند موق ـ الس ــلفية الوهابي ــة م ـ الس ــلطة السياس ــية عل ــى موق ـ الس ــلفية التار خي ــة الع ــام‬
‫الدالي ج ى وجوب اعة ا أاكمر‪219.‬‬

‫حكررم ابررن عبررد الوهرراب بررالكفرعلررى كررل املسررلمين املعاصرررين‪ ،‬وعلــى رأســهم رهــل هللا فــي ائرًر‬
‫خليفــة م عثمــان‪ ،‬وبعــد عشــر ســنوات علــى وأــاة ابـ عبــد الوهــاب ولــأى مخــا ر عوتــه و ولهلــا‬
‫علــى الســلطنة العثمانيــة؛ أل ــد زحـ ابـ ســعو علــى رأ جـ مـ أهــل نجــد والوا الــا وا جنــوب‬

‫‪ 218‬املوقــع الرســرض لفضــيلة الشــيخ أبــي عبــد املعــز محمــد عل ــي أرخــو (الكلمــة الشــهر ة رقــم ‪ )83‬وعنوا لــا‪:‬ر شــر ا نصســاب ج ــى‬
‫مذهب السل وجوانب ا أإلراا مع ما ُيسرى بالسلفية ا جها ية وا أزاليةر‪.‬‬
‫‪ 219‬محمـد أبـو رمــان‪ :‬الصـرا علـى الســلفية‪ :‬قـراءة فــي ائيـديولوجيا وا خالأـات وخار ــة ا نصشـار‪ ،‬الشـبقة العراليــة لجبحـا والنشــر‬
‫ومركز الدراسات ا سإلراتيجية في ا جامعة ائر نية‪ ،‬ط ‪ ،2016 ،1‬ص ‪16‬‬
‫‪73‬‬
‫وا حجاز و لامة ج ى ركرالالءر بالعراا‪ ،‬أ اتل أهلها‪ ،‬واقتحمها وقتـل مـ أهلهـا قرابـة ائلفـ ن‪ ،‬وهـدم‬
‫قبة قبر اإلمام ا أس ن‪ ،‬واستو ى ج اب سعو على خل مـا و ـلى جليـه ائيـد‪ :‬مـ كنـوز كـرالالء‬
‫ً‬
‫ومشهد ا أس ن‪ ،‬الذ‪ :‬خان مز انا بم صورة مر عة بالزمر والياقوت وا جواهر‪.‬‬
‫وبعــد أربــع ســنوات مـ كلــي‪ ،‬وفــي عــام ‪1805‬م خــل جـ ابـ ســعو املدينــة املنــورة وهــدم قبــاب‬
‫ً‬
‫قبورها ومزارا لا‪ ،‬وفي العام التا ي خضعى مقة له‪ ،‬والايعه شر فها عندما كهب جلهلا حاجـا‪ ،‬و ومئـذ‬
‫ــر اب ـ ســعو م ـ مقــة م ـ خــان م ـ رجــام الدولــة العثمانيــة‪ ،‬أتمــى لــه الســيطرة علــى ا أــرم ن‬
‫ونجد و لامة وا حجاز‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شكلى الدولة الوهابية التض خانى مز جا م قوة اب سعو و عوة اب عبـد الوهـاب خطـرا ح ي يـا‬
‫علــى الدولــة العثمانيــة‪ ،‬ســيما عــد خســارة ا أــرم ن الشــر ف ن‪ ،‬أكل ـ الســلطان العثمــاني واليــه‬
‫علــى مصــر (محمــد علــي باشــا)‪ ،‬أاســتطا ا ج ـ املصــر‪ :‬ب يــا ة جب ـراهيم باشــا ‪ /‬اب ـ محمــد علــي؛‬
‫هز مة الدولة السعو ية ‪ /‬الوهابية أس طى الدرعية بيد املصر ن في ‪1818/9/8‬م‪220.‬‬

‫استدلى جبراهيم باشـا جليـه [فـي الدرعيـة مركـز الوهابيـةا علم َـاء الوهـابي ن وخـان عـد هم خمسـمئة‪،‬‬
‫ً‬
‫ألمــا مثلــوا ب ـ ن يديــه خــا لم قــائال جنــه ير ــد أن يمحمــو أســباب ا خــال املســتحقم ب ـ ن ع ائــدهم‬
‫وع ائـد السـنة‪ ،‬وأنـه أحضـر مـ ال ـاهرة جماعــة مـ العلمـاء السـني ن و ـو أن يجمـع بيـنلم ليبحثــوا‬
‫ائمــر أمامــه و تجــا لوا أي ـه‪ ،‬واســتمرت املنــاهرات ثالث ــة أي ــام تح ــى ن ــر جب ـراهيم باشــا ال ــذ‪ :‬الإل ـ م‬
‫الصمى‪ ،‬وفي اليوم الرا ـع أقفـل جبـراهيم باشـا بـاب ا جـدم سـ ام وجهـه ج ـى كب ـر العلمـاء الوهـابي ن‬
‫جك ق ــام ل ــه‪ :‬ره ــل ت ـ م ب ــأن هللا واح ــد وأن ال ــدي الص ــأيح واح ــد ه ــو ي ــنقم ألم ــا أج ــاب الع ــالم‬
‫الوهــابي بكلمــة رنعــمر ر عليــه جبـراهيم باشــا بل جتــه ال اهر ــة ب ولــه‪ :‬مــا رأيــي فــي ا جنــة أالــا ا خ يــر‬
‫وما عرضها وخان يش ر ج ى مـا جـاء فـي ال ـر ن مـ أن ا جنـة عرضـها السـماوات وائرً‪ ،‬ولـم يسـتطع‬
‫ً‬
‫العالم الوهابي أن يعإلرً على كلي بعا‪ ،‬وعنـد هـذا قـام جبـراهيم باشـا‪ :‬جكا خـان عرضـها السـماوات‬
‫وائرً كمــا ت ــوم‪ ،‬وجكا وســعتي أنــى وأمثالــي رحمــة هللا أــدخلتم ا جنــة‪ ،‬أ تقفــي ــجرة واحــدة‬
‫ً‬
‫مـ أ ــجارها ئن ت لقــم جميعــا ألمـ جكن ب يــة الــدار أســألي ا جــواب‪ ،‬أســقى العــالم الوهــابي‬
‫وأصأابه ولم يستطيعوا الت دم بـأ‪ :‬جـواب‪ ،‬ألمـا تبـ ن إلبـراهيم باشـا أنـه قطـع حجـهلم أمـر جنـو ل‬
‫ً‬
‫ب طــع رق ـا لم جميعــا‪ ،‬ولــم تن هــاض ســوى قــائق معــدو ة حتــى خــان ا جميــع فــي عــدا املــوم و أنــى‬
‫جثثلم في ساحة ا جامعر‪221.‬‬

‫ي ـوم محمـد عمـارة بـأن الـدعوة الوهابيـة تـرى رأ‪ :‬ابـ حنبـل فـي ضـرورة أن تكـون ا خالأـة فـي قبيلــة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قري وحدها‪ ،‬وهذا يمثل تحديا للدولـة العثمانيـة نفسـها‪ ،‬ومعنـض تمـر ا عراليـا علـى اسـت ثار ائتـرام‬

‫‪ 220‬أن ــر‪ :‬هاشــم نــا ي‪ :‬الوهابيــة بت ــار ر ال نصــلية الفرنســية فــي ــدا ‪ ،‬ار الــوراا‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪ 13‬ومــا عــدها (بتصــر ) وأحمــد‬
‫الكاتب‪ :‬الفقر السياساض الوهابي‪ ،‬ص ‪ 41‬و‪ 77‬وما عدها (بتصر )‪.‬‬
‫‪ 221‬أن ر‪ :‬هاشم نا ي‪ :‬الوهابية بت ار ر ال نصلية الفرنسية في ـدا ‪ ،‬ص ‪ ( 46‬أصـل‪ :‬ا أركـة الوهابيـة‪ ،‬وهـو م تـ ممـا كتبـه علـي‬
‫الور ‪ :‬في كتابه أات اجتماعية الذ‪ :‬ن ل ع كتاب‪ :‬بي ر كرالت ‪ :‬جبراهيم باشا‪ ،‬ترجمة محمد بدران ص ‪40‬و‪.)41‬‬
‫‪74‬‬
‫‪223‬‬ ‫بالســلطة والســلطان علــى العــرب واملســلم ن‪ 222.‬ولق ـ تحــال اب ـ عبــد الوهــاب مــع اب ـ ســعو‬
‫ي وم غ ر كلي‪ ،‬أهل غ ر الشيخ رأيه في شرط ال رشية ‪224‬‬

‫النطوط العريضة للدعوة الوهابية والسلفية‪:‬‬


‫‪ .1‬جنكار الشرم والدعوة ج ى التوحيد ا خال ‪ ،‬والتوحيد ين سم ج ى‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫أ‪ -‬توحيد الرالوالية‪ :‬اإليمان بأن لهذا الكون خال ا رازقا متصفا بصفات القمام‪.‬‬
‫ب‪ -‬توحيــد ائلوهيــة‪:‬أن يخ ـ املســلم أنمــاط العبــا ة خلهــا َ وحــدل عــز وجــل‪ ،‬والالتــا ي يــدعو‬
‫ً‬
‫املس ــلم س ــوى هللا مع ــا ى و يطل ــب الع ــون م ـ ائم ــوات وائض ــرحة‪ ،‬وأيض ــا ُي ــدم الن ــذر ج َ‬
‫معـ ــا ى وحـ ــدل‪ ،‬و يكـ ــون الـ ــذبح و التوخـ ــل وا سـ ــتعانة وا خـ ــو وا خشـ ــية وا سـ ــت اثة والرجـ ــاء‬
‫وا أبة ج َ معا ى ومنه‪ .‬روهـو توحيـد الطاعـة واإلتبـا وا خضـو فـي العبـا ة َ معـا ى‪ ،‬وكـذلي‬
‫في الصشريع العامر‪225.‬‬

‫ت‪ -‬توحيــد الصــفات‪ :‬أن يعت ــد املســلم أن هللا معــا ى تفــر باســمائه و ــفاته ا أســنى و يشــاركه‬
‫أهلــا أحــد‪ ،‬مثــل أن ال يــب يعلمــه هللا معــا ى وحــدل‪226.‬أيث ــى َ مــا أث تــه لنفســه أو أث تــه رســوله‬
‫ﷺ‪ ،‬و نفي عنه ما نفال ع نفسه أو نفال عنه رسوله ﷺ ون مش يه و معطيل و تقيي ‪.‬‬

‫‪ 222‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪257‬‬


‫ً‬
‫‪ 223‬حسب موسوعة و قي يديا أإن م سعو ينحدرون م عش رة املر ة ‪ /‬قبيلة املصاليخ م ع ـ ة حلفـا ومـ بنـض حنيفـة مـ بقـر بـ‬
‫ً‬
‫وائــل نســبا‪ ،‬وهــذا مــا أكــدل (ائم ــر ســلمان ب ـ عبــد العز ــز) فــي رســالته ل نــاة راملست لةريولــح أهلــا مــا جــرت مناقشــته حــوم نســب م‬
‫ســعو فــي برنــامج رتــار خ ائمــمر‪ ،‬وتــار خ رســالته ‪1420/4/16‬ه ـ = ‪2008/4/22‬م‪ [ ،‬جخبار ــة ا جــو اإللقإلرونيــة‪ :‬ائم ــر ســلمان ي كــد‬
‫انصساب م سعو ل بيلة ع ة عد خال ار ب ناة املست لة الفضائية على نسب م سعو ا‪.‬‬
‫‪ 224‬حـوم تخلـي محمـد بـ عبـد الوهـاب عـ شـرط ال رشـية‪ ،‬أن ـر‪ :‬الوهابيرة ‪:‬ا سـالم ون ـام ا أقـم‪، « The Enlightened Minds‬‬
‫وقــام الشــيخ محمــد بـ عبــد الوهــاب‪“ :‬النــا ُ منــذ زمـ و ــل‪ ،‬قبــل اإلمــام أحمــد‪ ،‬ج ــى يومنــا هــذا‪ ،‬مــا اجتمعــوا علــى جمــام واحــد‪ ،‬و‬
‫يعرأــون أحــدا م ـ العلمــاء ككــر أن ش ـ ئا م ـ ائحكــام يصــح ج باإلمــام ائع ــمر وقــام الشــيخ اب ـ عثيم ـ ن – رحمــه هللا ‪“ :-‬ومنــذ‬
‫أزمنة عيدة‪ ،‬م زم ائئمة‪ ،‬والنا مفإلرقون‪ ،‬خل جهة لها جمام‪ ،‬وخل جمام مسمو لـه ومطـا بإجمـا املسـلم ن‪ ،‬لـم ي ـل أحـد مـ‬
‫املسلم ن‪ :‬جنه تجب الطاعة ج جكا خان خليفة واحدا جميع بال اإلسالم‪ ،‬و يمق أن ي وم أحد كلي؛ ئنه لو قيل لذا‪ ،‬مـا ب ـي‬
‫للمس ــلم ن ا ن جم ـ ام و أم ــر‪ ،‬ومل ــات الن ــا خله ــم ميت ــة جاهلي ــة؛ ئن اإلنس ــان جكا م ــات‪ ،‬ول ـ ف ــي عن ــه بيع ــة؛ أإن ــه يم ــوت ميت ــة‬
‫جاهلية”‪.‬‬
‫أن ر موقع رالسقينة‪ :‬الر على ش لة ال الة‪ :‬بيعة ج خليفة واحدر الدكتور‪ :‬أحمد الرضيمان‪2015/8/16 ،‬‬
‫‪ 225‬جبراهيم العسع ‪ :‬السل والسلفيون‪ :‬ر ة م الداخل‪ ،‬ار البيارا‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬هـ = ‪1998‬م‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ 226‬الن اط (أ‪ ،‬ب‪ ،‬ت) م بحث رالدعوة السلفية وموقفها م ا أرخـات ائخـرىر الشـيخ عيـد عباسـاض (بحـث منشـور فـي كتـاب‪ :‬نـدوة‬
‫ً‬
‫اتجاهــات الفق ــر اإلســالمي املعا ــر؛ البح ــر ‪1405‬ه ـ = ‪1985‬م‪ ،‬ص ‪ 205‬وم ــا ع ــدها)‪ .‬وأن ــر أيض ــا‪ :‬عب ــد الــرحم عب ــد ا خ ــالق‪:‬‬
‫ً‬
‫ائ وم العلمية للدعوة السلفية‪ ،‬الدار السـلفية ؛ خو ـى‪ ،‬ط ‪1395 ،1‬هــ‪ .‬وأن ـر أيضـا‪ :‬ع ـاى مـام هللا؛ ا ختصـر ا أث ـث فـي بيـان‬
‫أ وم من ا السل أصأاب ا أـديث؛ سلسـلة الـدرو العلميـة للـدعوة السـلفية (‪( ،)3‬غ ـر منشـور) ص ‪ 107‬وهنـام ن ـخة علـى‬
‫اإلنإلرنى في موقع راملقتبة الوقفيةر‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ .2‬جنكار البد ‪ ،‬وا خراأات‪ ،‬خالبناء على ال بـور واتخاكهـا مسـاجد ونحـو كلـي خاملوالـد والطـرا التـض‬
‫أحدثهلا وائ املتصوأة‪.‬‬
‫‪ .3‬أمــر النــا بــاملعرو ‪ ،‬وجل ـزامهم بــه بــال وة؛ أم ـ أب ـ املعــرو الــذ‪ :‬أوجبــه هللا عليــه‪ ،‬ألــزم بــه‬
‫وع ــزر علي ــه جكا ترك ــه؛ و نب ــى الن ــا ع ـ املنق ـرات‪ ،‬و زج ــرهم عنل ــا‪ ،‬و ــيم ح ــدو ها‪ ،‬و ل ــزم الن ــا‬
‫ا أق‪ ،‬و زجرهم ع البا ل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬مس ــألة اإلتب ــا ‪ :‬ي ــوم الس ــلفيون ب ــأن ائ ــل ف ــي اإلنس ــان أن يك ــون مجهل ــدا يس ــتنبا ائحك ــام‬
‫الشــرعية بنفســه‪ ،‬و يلإلـ م بمــذهب معـ ن‪ ،‬أــإن لــم يســتطيع كلــي انت ــل أالــة (اإلتبــا ) واملتبــع هــو‬
‫الــذ‪ :‬يســتع ن عــالم مجهلــد عــد أن يف ــه ليلــه ويســأله ع ـ حجتــه و تنــع لــا‪ ،‬و ــرنح م ـ أقــوام‬
‫العلمــاء مــا يـرال أقــرب لنفســه‪ .‬أــإن لــم يبلــن املســلم هــذل الدرجــة م ـ التعامــل مــع ائحكــام الشــرعية‬
‫ً‬
‫جاز له الت ليد‪ ،‬أ سأم عاملا ث ة أيأخذ بفتوال ‪ (227‬ون البحث في ائ لة والتعامل معها)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .5‬رأ ـ اب ـ عب ــد الوه ــاب ا س ــتد م بـ ـ رال ي ــا ر حت ــى ول ــو خ ــان قياس ــا ص ــأيحا‪ ،‬ووق ـ عن ــد‬
‫أن يلج ــأ ف ــي أهمه ــا ج ــى التأو ــل‪ ،‬واس ــت ر الـ ـرأ‪ :‬فـ ــي‬ ‫ه ــواهر النص ــوص ال ر ني ــة والنبو ــة‪ ،‬ورأـ ـ‬
‫ر‪228.‬‬ ‫الوهابية على أن رالرأ‪:‬ر وزن له بجانب الن‬
‫‪ .6‬الإل كي ـ ــة النفس ـ ــية والتص ـ ــفية الروحي ـ ــة‪ :‬و ُ ص ـ ــد ب ـ ــه رتطه ـ ــر النف ـ ــو وتطبي ل ـ ــا وتن يهل ـ ــا م ـ ـ‬
‫قبائحهــا‪ 229.‬أو تن يــة اإلس ــالم م ـ خ ــل م ــا خل ــه م ـ ش ــوائب‪ ،‬والس ـ يل ج ــى كل ــي تن ي ــة الســنة مم ــا‬
‫خله ــا م ـ موض ــو وض ــعي ‪ ،‬وتص ــفية كت ــب التفس ـ ر م ـ الش ــوائب الدخيل ــة‪ 230،‬وك ــذلي الفق ــر‬
‫اإلس ــالمي‪ ،‬وترالي ــة وتنش ــئة ا جي ــل املس ــلم علـ ــى اإلس ــالم خا ــة الع ي ــدة الص ــأيحة مـ ـ القتـ ــاب‬
‫والسنة‪231.‬‬

‫‪ 227‬بح ــث رال ــدعوة الس ــلفية وموقفه ــا م ـ ا أرخ ــات ائخ ــرىر الش ــيخ عي ــد عباس ــاض (بح ــث منش ــور ف ــي كت ــاب‪ :‬ن ــدوة اتجاه ــات الفق ــر‬
‫اإلسالمي املعا ر؛ البحر ‪1405‬هـ = ‪1985‬م‪ ،‬ص ‪214‬‬
‫ً‬
‫‪ 228‬محمد عمارة‪ :‬تيـارات الفقـر اإلسـالمي‪ ،‬ص ‪ 255‬ن ـال عـ رمجموعـة التوحيـد بـ عبـد الوهـاب‪ ،‬رسـالةرهذل مسـائل ا جاهليـةر‬
‫ص ‪87‬‬
‫‪ 229‬عبد الرحم عبد ا خالق‪ :‬ائ وم العلمية للدعوة السلفية‪ ،‬ص‪26‬‬
‫‪ 230‬غنــض ع ـ ال ــوم أن الشــوائب امل صــو ة هــي مــا خــال أهــم أصــأاب هــذل املــدار املســماة بالســلفية‪ ،‬وقــام الســيد ع ــاى مــام‬
‫هللا‪:‬ر و دخل في التصفية لقتب التفس ر الـر ُّ علـى مخـالفي ا أـق مـ املفسـر ‪ ،‬كمـا أعـل كث ـر مـ عـاة أهـل ا أـديث [أشـار مـام‬
‫ً‬
‫هللا ج ــى الشــيخ عبــد العز ــز ب ـ بــاز والش ــيخ ائلبــانيا وأكمــل مــام هللا أ ــام‪ :‬وكمــا أع ــل أيضــا ائف الفاضــل الشــيخ محمــد ب ـ عب ــد‬
‫ً‬
‫الرحم امل راو‪ :‬في كتابه راملفسـرون بـ ن التأو ـل واإلثبـات يـات الصـفاتر جك تكلـم عمـا ي ـارب الثالثـ ن تفسـ را بـ ن خاللـه أن أك ـر‬
‫مـ ثلثــض هـ ء املفســر مخــالفون للأــق‪ ،‬أكــان مـ بيــنلم‪ :‬الثعليــض والـراز‪ :‬والبيضــاو‪ :‬والنســفي وأبــو الســعو وســيد قطــب وأر ــد‬
‫وج ــد‪ :‬والص ــابوني واملراه ــي وغ ــرهم‪...‬ج خر‪ :‬ع ــاى م ــام هللا؛ ا ختص ـر ا أث ــث ف ــي بي ــان أ ــوم م ــن ا الس ــل أص ــأاب ا أ ــديث؛‬
‫سلسلة الدرو العلمية للدعوة السلفية (‪ ،)3‬ص ‪145‬‬
‫‪ 231‬املرجع السابق وع اى مام هللا؛ ا ختصر ا أث ث؛ ص ‪142‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ .7‬نب ــذ التح ــزب وا أزالي ــة‪ :‬أنق ــر الس ــلفيون مفه ــوم ا أزالي ــة وا نتم ــاء جلهل ــا‪ ،‬ج ــاء كل ــي عل ــى لس ــان‬
‫علماء هذا التيار وأتاواهم بصراحة‪ ،‬ومـنلم السـا ة الشـيوف الفضـالء‪ :‬ـا ح الفـوزان وعبـد العز ـز‬
‫ب ـ بــاز ومحم ــد نا ــر ال ــدي ائلبــاني ومحمــد أم ــان ب ـ عل ــي ا جــامي و ــا ح ب ـ محمــد اللأي ــدان؛‬
‫ُســئل الشــيخ عبــد العز ــز بـ بــاز رحمــه هللا معــا ى عـ ا نتمــاء لجحـزاب (ا أ ـزالية املســماة بالدينيــة)‪،‬‬
‫أأجــاب‪ :‬رأمــا ا نتمــاء ج ــي ائح ـزاب ا أدثــة أالواجـ ُـب تركهــا وأن ينترــض ا جميــع ج ــى كتــاب هللا وســنة‬
‫رس ــوم هللا ــلى هللا علي ــه و س ــلم‪ ...‬ج ـ ـى أن ق ــام و أ ــرا ف ــي كل ــي بـ ـ ن جماع ــة ائخ ــوان املس ــلم ن‬
‫أوأنصــار الســنة أوا جمعيــة الشــرعية أو جماعــة التبليــن أوغ ــرهم مـ ا جمعيــات وائحـزاب املنصســبة‬
‫لبس ــالم‪ ،‬وق ــام الشــيخ ائلب ــاني‪ :‬رأم ــا ج ــالا لف ــة الس ــلفية عل ـى ح ــزب م ــا أأن ــا أرال خ ــإ الا لف ــة‬
‫اإلسـالمية علـي بدعـة مـار؛ وفـي أتـوى اللجنـة الدائمـة للبحـو العلميـة وا أتـاء جـاء فـي الفتـوى رقـم‬
‫‪ 1674‬وهــي ججابــة عـ سـ ام نصــه‪ :‬رمــا حقــم اإلســالم فــي ائحـزاب وهــل تجــوز ائحـزاب باإلســالم مثــل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ح ــزب التحر ــر وح ــزب اإلخ ــوان ا ج ــواب‪ :‬ر يج ــوز جن يتف ــرا املس ــلمون ف ــي ي ــنلم ش ــيعا وأحزاب ــا‬
‫ً‬
‫يلع ـ عض ــهم عض ــا و ض ــرب عض ــهم رق ــاب ع ـ ؛ أ ــإن ه ــذا التف ــرا مم ــا نب ــى هللا عن ــه وكم م ـ‬
‫ُ‬ ‫أحدثه أوتا ع أهله وتوعد أاعليه بالعذاب الع يم وقد تبرأ ُ‬
‫هللا ورسوله منه قام معـا ى ( واعتصـموا‬
‫ً‬
‫بحب ــل هللا جميع ــا و تفرق ــوا ) ج ــي قول ــه ( و تكون ــوا خال ــذي تفرق ــوا واختلف ــوا م ـ ع ــد م ــا ج ــاءهم‬
‫الب نــات وأولئ ــي له ـم ع ــذاب ع ــيم ) ا ي ــات ‪ 102‬ـ ‪ 105‬م عم ـران‪ .‬وق ــام مع ــا ى ( جن ال ــذي أرق ــوا‬
‫ً‬
‫ي ــنلم وخ ــانوا ش ــيعا لس ــى م ــنلم ف ــي ي ــاضء جنم ــا أم ــرهم ج ـى هللا ث ــم ينب ـ لم بم ــا خ ــانوا يفعل ــون م ـ ج ــاء‬
‫با أســنة ألــه عشــر أمثالهــا وم ـ جــاء بالس ـ ئة أــال يجــزى ج مثلهــا وهــم ي لمــون ) ائنعــام ‪159‬‬
‫ً‬
‫وث ــى عـ ـ الني ــض ﷺ أن ــه ق ــام ( ترجع ــوا ع ــد‪ :‬كف ــارا يض ــرب عض ــقم رق ــاب عـ ـ )‪ 232‬وا ي ــات‬
‫وائحا يث في كم التفرا كث رة‪. 233‬‬

‫وسـ ب نبــذ ا أزاليــة مـ وجهــة الن ــر الســلفية هــذل أ لــا بدعــة لــم يعرأهــا املســلمون يلــة حيــا لم‪،‬‬
‫وأ لا تدعو لتفرقة املسلم ن وضيا وحد لم‪.‬‬

‫‪ 232‬ا أــديث أخرجــه مســلم‪ ،‬حــديث (‪ ،)65‬وأخرجــه البخــار‪ :‬فــي" كتــاب العلــم" "بــاب اإلنصــات للعلمــاء "حــديث (‪ ،)121‬وأخرجــه‬
‫النسائي في" كتاب التحر م" "باب تحر م ال تـل "حـديث (‪ ،)4142‬وأخرجـه ابـ ماجـه فـي" كتـاب الفـإلن" "بـاب ترجعـوا عـد‪ :‬كف ًـارا‬
‫يضرب عضقم رقاب ع "حديث (‪.) 3942‬‬
‫‪ 233‬أن ــر‪ :‬نــدوة اتجاهــات الفقــر اإلســالمي املعا ــر؛ البحــر ‪ ،‬ص‪( 589‬حيــث نـ الفتــوى)‪ ،‬وكــذلي موقــع موقــع ا أــاا منتــديات‬
‫الســلفية ر الت ر ـرات الســنية لعلمــاء الــدعوة الســلفية فــى م معاقــل ا أزاليــةر جمــع وترت ــب ومعليــق أبــي عقرمــة ا خالــد‪ :‬الســلفي‬
‫جمـ ــا ى ائو ـ ــى ‪1429‬ه ـ ـ‪ ،‬وقـ ــام معـ ــد البحـ ــث‪ :‬هـ ــذا البحـ ــث راجعـ ــه شـ ــيخنا عبـ ــد ا أميـ ــد ا جتـ ــض حف ـ ــه وأوىـ ــاى بنشـ ــرل‪ .‬بحـ ــث‬
‫ر عنوان‪:‬حقم ائحزاب في ا سالمر‪ :‬املصدر‪:‬منتديات أنصار الدعوة السلفية‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ .8‬يمتـاز الوهــابيون سـرعة تقف ــر ا خـالف ن لهــم أيمــا ت نـول مـ أحكـام ع ديــة‪ ،‬أقفـروا مـ ي ــوم‬
‫ـيخ اب ـ عب ــد‬ ‫بز ــا ة ال ب ــور وائض ــرحة وا س ــت اثة ل ــا و ل ــب الش ــفاعة م ـ أص ــأا لا‪ ،‬و ال ــب الش ـ ُ‬
‫ر‬
‫ً‬
‫الوهــاب النــا َ ع ــدم ا كتفــاء بإل ــرم ز ــارة ال ب ــور وائضــرحة؛ ب ــل يجــب ا نض ــمام لدعوتــه عملي ــا؛‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واعتبر م يإلر في كلي أو يتخـذ موقفـا م ـدا رللمشـرك ن ـ وهـم هنـا زوار ائضـرحة وامثـالهم ـ خـاأرا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أيضــا‪ .‬وكــذلي اعتبــر محمــد ب ـ عبــد الوهــاب رالراأضــة ‪ /‬الشــيعةر كفــارا‪( .‬حــاوم الشــيخ محمــد ب ـ‬
‫عبـد الوهـاب نفــي لمـة تقف ــر العامـة مـ املسـلم ن وقـام بــأن كلـي مـ تلفيـق خصــومه‪ ،‬ولقـ الــذ‪:‬‬
‫الس ــلفي ن ي ــرى س ــهولة ا أق ــم بقف ــر‬ ‫ي ـ ـرأ للقث ــر مـ ـ أتب ــا عوت ــه ا أ ــالي ن س ــيما مـ ـ عـ ـ‬
‫ا خر م املسلم ن)‪.‬‬
‫‪ .9‬ككــر ائس ــتاك أســامة ــأا ة أهــم (املبــا ث السياســية ف ــي أقــر الش ــيخ محمــد ب ـ عبــد الوه ــاب)‬
‫ً‬
‫وكلي ن ال ع ائستاك محمد السكاكر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬جن اعة و ي ائمر واجبة في غ ر معصية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحر م ا خرون على السلطان املسلم‪.‬‬
‫ت‪ -‬يجب على و ة ائمر نصرة اإلسالم‪ ،‬وائمر باملعرو والنبض ع املنقر‪.‬‬
‫‪ -‬السلطان مس ولية رعاية ا جتمع وحف أمنه وأمواله‪.‬‬
‫س اختيار مساعديه وقضاته‪234.‬‬‫ن‪ -‬على السلطان ُح ْ‬
‫سـ ام‪ :‬مـا ام أنـه يحـرم ا خـرون علـى ا أـاكم املسـلم وتجـب اعتـه فـي غ ـر معصـية ـ وهـذا صـأيح ـ‬
‫ألماكا شارم الوهابيون اب سعو في ا خرون على الدولة العثمانية وهاجموا القث ـر مـ ا أواضـر‬
‫!!‪.‬‬ ‫ا خاضعة لسلطة ا خليفة العثماني‪ :‬مقة املقرمة‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬البصرة‪ ،‬كرالالء‪ ،‬النج‬
‫رة ج ى شعب كث رة منلا‪235:‬‬ ‫مشعبى السلفية املعا‬
‫‪ .1‬الس ــلفية الت ليدي ــة ا أاأ ــة العلمي ــة‪ ،‬وعل ــى رأس ــها علم ــاء الس ــعو ية والش ــيخ نا ــر ال ــدي‬
‫ُ‬
‫هذا ا تجال ما ُسرض باملدرسة ا جامية والتض تنسب للشيخ محمـد بـ أمـان‬ ‫ائلباني‪ ،‬و في‬
‫ً‬
‫ا جــامي‪ ،‬و ـ ج ــى جــوارل راليــع ب ـ هــا ‪ :‬املــدخلي‪ ،‬وهــذان ائخ ـران أك ــر مشــد ا م ـ شــيوخهم فــي‬
‫العمـل السياسـاض وا أزبـي‪ ،‬وهـاجموا روا ا جماعـات اإلسـالمية املشـت ل ن بالسياسـة‪ ،‬وقـالوا‬ ‫رأ‬
‫املعارضة وا خرون على ا أاكم‪.‬‬ ‫بالتأكيد على اعة و ي ائمر ورأ‬
‫‪ .2‬السلفية ا أركية‪ :‬وتزاون هذل الدعوة ب ن ائأكار السلفية الت ليدية والعمل بالسياسة‪.‬‬

‫‪ 234‬أسامة أا ة‪ :‬الدعوة السلفية‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ 235‬أن ر‪ :‬محمد أبو رمان‪ :‬الصرا على السلفية‪ ،‬ص ‪ 20‬ومحمد أبو رمان وحس أبو هنية‪ :‬ا أل اإلسالمي‪ ،‬ص ‪222‬ـ ‪230‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ .3‬الس ــلفية ا جها ي ــة‪ :‬وال ــرزت ف ــي مس ــعينيات ال ــرن العش ــر ‪ ،‬وق ــد رك ــز أص ــأاب ه ــذا التي ــار عل ــى‬
‫مفهــوم ا أاكميــة واختيــار ر ــق ا جهــا للو ــوم ج ــى تطبيــق ا أاكميــة‪ ،‬وقــد تــأثر أبنــاء هــذا التيــار‬
‫بائأكار السلفية الت ليدية مع مزجها بأأكار سيد قطب‪ ،‬وقد بـرز مـ قـا ة هـذل ا أركـة أسـامة بـ‬
‫ن وتن يم ال اعدة‪ ،‬وما نتج عنلا أيما عد كتن يم الدولة اإلسالمية وج لة النصرة وغ رها‪.‬‬

‫نعم هي فرقة‪:‬‬
‫م ـ هنــا نــرى أن ه ـ ء النــا الــذي الت ــوا علــى هــذل ا راء يشــكلون جماعــة معينــة شــأ لم شــأن‬
‫الفرا ائخرى‪ ،‬سيما وأ لـم يلت ـون علـى مراجـع أقر ـة مشـكل لهـم مسـار ر ـهلم الث اأيـة ون ـر لم‬
‫لآلخــر وتحــد لهــم تم ـ هم عمـ ســواهم‪ ،‬هــذل املرجعيــة هــم (شــيوخهم وعلمــا هم ومن ــروهم)‪،‬‬
‫أ ـاب تيميــة واب ـ ال ــيم ومحمــد ب ـ عبــد الوهــاب واب ـ بــاز وائلبــاني وغ ــرهم [بصــفهلم زعمــاء هــذا‬
‫التي ــارا؛ أ ي ــابلون زعم ــاء التي ــارات والف ــرا ائخ ــرى‪ :‬عم ــر ب ـ عبي ــد ووا ــل ب ـ عط ــاء وائش ــعر‪:‬‬
‫واملاتور ــد‪ :‬واإلم ــام جعف ــر الص ــا ا ومعب ــد ا جت ــض وا جه ــم بـ ـ ــفوان وغ ــرهم [أهـ ـ ء زعم ــاء‬
‫ً‬
‫ورموز أتبـاعهم وهـ ء زعمـاء ورمـوز أتبـاعهما‪ ،‬لـذى نـرى أ لـم أعـال جحـدى الفـرا اإلسـالمية‪ ،‬ولقـ‬
‫اإلش ــكام س ــيكون ف ــي ا س ــت ثار با نصس ــاب للس ــنة النبو ــة وا س ــتحواك عل ــى مص ــطلح (أه ــل ُّ‬
‫الس ــنة‬
‫وا جماعة)‪ ،‬مما ُيفهم أ لم وحدهم أهل السـنة‪ ،‬وأ لـم وحـدهم جماعـة املسـلم ن‪ ،‬وهـو أمـر أشـاروا‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫جلي ــه تصـ ــر حا وتلميحـ ــا [أهـ ــم ي ول ــون بـ ــأن م ـ ـ أسـ ــماتلم جماعـ ــة املس ــلم ن كمـ ــا مـ ــر عنـ ــد معـ ــدا‬
‫ً‬
‫أسماتلما‪ ،‬لذى فاألجدرهسمي هم هسمية أخررى ال تجعرل مسرةل السرنة النبويرة حكررا علريهم‪ ،‬وال‬
‫يخ رررج غي رررهم م ررن ه ررذا النس رربة‪ ،‬وأرى أن هس ررمي هم باألثري ررة أو الس ررلفية هس ررمية مناس رربة ئ ل ــم‬
‫يتصبعون ثار السل الذي هنوا أ لم م خ ر ال رون التض أشار جلهلا ا أديث الشـر الـذ‪ :‬روال‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ام‪ ( :‬خ ْ ُر النـا ق ْرنـي‪ ،‬ثـم‬ ‫اه َع ْن ُه‪َ ،‬ع النيض ﷺ ق‬ ‫البخار‪ :‬ومسلم َع ْ َع ْبد اه ب مسعو َرضا َض ُ‬
‫َ َُ َُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ُ ََ ُ ُ َ‬
‫ش َها َ َت ُه)‪236.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الذي َ َيلو َ ُل ْم‪ ،‬ثم الذي يلو لم‪ ،‬ثم يبيء أقوام مسبق شها ة أحدهم يمينه‪ ،‬و مينه‬
‫مالح ــة مهم ــة‪ :‬اس ــت ر ف ــي أكه ــان العام ــة والقث ــر مـ ـ الن ــا اسـ ــتخدام مص ــطلح (أه ــل الس ــنة‬
‫وا جماعـ ــة) للتعر ـ ـ باملسـ ــلم ن الـ ــذي ي ـ ــابلون وائ ـ ـ الشـ ــيعة والـ ــدروز والعلـ ــو ن وال لـ ــائي ن‬
‫وغ ــرهم مـ أصــأاب الفــرا واملــذاهب اإلســالمية أو املنسـوالة لبســالم‪ ،‬وهــذا مــا مســتخدمه وســائل‬
‫اإلعالم ا ختلفة وتركز عليه‪ .‬لذلي ُيفهم م ال وم (أهل السنة) بـأ لم املسـلمون الـذي ل سـوا مـ‬
‫تلــي الفــرا‪ .‬وهــي مســمية غ ــر قي ــة؛ و تــدم لــة والــأة علــى وجــو ائفــة ت ابــل تلــي الفــرا‪،‬‬
‫ولـ مـ ا لتمي ـ ب يــة املســلم ن عـ تلــي الفــرا لــذل الصســمية أو ســواها‪ ،‬و جــب الإلرك ـ علــى‬
‫هذل الفقرة وعدم ا نسياا وراءها‪.‬‬

‫‪ 236‬البخار‪ :‬ورقمه ‪2651‬و ‪ 3650‬و ‪ 3651‬ومسلم‪2535‬و ‪.2533‬‬


‫‪79‬‬
‫خطورة حصراملصطلح بفرقة واحدة‬
‫رأينــا مـ قبــل أن رمصــطلح (ا جماعــة) لــه مفهــوم شــرلي محــد ر‪ ،‬وقلنــا بــأن (ا جماعــة) امل صــو ة‬
‫هــي عامــة املســلم ن املوحــدي امل ــر بالشــها ت ن‪ ،‬و يخــت هــذا املصــطلح بجماعــة مهمــا قالــى‬
‫عـ نفســها بأ لــا هــي امل صــو ة بالو ـ الــوار فــي ائ لــة الشــرعية التــض مسصشــهد لــا‪ ،‬ســيما وأن‬
‫خـل (أرقـة) تــزعم أ لـا (علــى ا أـق والصـواب)‪ ،‬ومـ هنـا نــرى مجانبـة الصـواب أن تخــت (أرقـة مــا)‬
‫لذا املصطلح وتمنع ا خر م الدخوم أيه‪ ،‬أم جزم وأكد أن امل صـو بالفرقـة الناجيـة وأهـل‬
‫الســنة هــم أصــأاب هــذا الفهــم أو كام !! وأ لــم هــم (مــا أنــا عليــه وأصــأابي) كمــا جــاء عـ النيــض ﷺ‬
‫فـي ا أــديث الشــر ‪ ...( :‬وتفإلــرا أمتــض علــى ثــال وســبع ن ملــة خلهــم فــي النــار ج واحــدة‪ ،‬قــالوا‪ :‬ومـ‬
‫هـي يــا رســوم هللا قــام‪ :‬مــا أنــا عليــه وأصــأابي)‪ 237‬ومـ هنــا نــرى أن مــا كهــب جليــه الــدكتور نا ــر بـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عبـد القــر م الع ــل مجانــب للصــواب‪ ،‬كلــي أنــه قـام‪ :‬رزعــم عـ أهــل ائهــواء ( قــديما وحــديثا ) أن‬
‫أه ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة‪ ،‬و ـ ـ أ ل ــه السـ ــل علـ ــى أنفسـ ــهم وأتب ــاعهم وا أـ ــق أن‪ :‬أهـ ــل السـ ــنة‬
‫شرلي ئهل ا أق الـذي يتمسـكون بالسـنة حـ ن يخـرن عنلـا أصـأاب السـبل أهـل‬ ‫وا جماعة و‬
‫ائهواء والبد وا أإلراا‪ ،‬وأهل السنة هم الطائفة التض تب ـ علـى ا أـق هـاهرة كمـا صـح عـ النيـض‬
‫ﷺ أنـه قـام‪ ( :‬تـزام ائفـة مـ أمتـض هـاهر علـى ا أـق‪ ،‬يضــرهم مـ خـذلهم حتـى يـأمي أمــر هللا‬
‫ً‬
‫وهــم كــذلي)‪ 238.‬أ ــد ن ـ حــديث رســوم هللا ﷺ هــذا علــى أن هــذا الــدي س ـ ب ممــثال بطائفــة‪،‬‬
‫وه ــي الفرق ــة الناجي ــة‪ ،‬الت ــض اس ــت ناها الرس ــوم ﷺ م ـ الف ــرا الهالق ــة عن ــد ا أإل ـراا واإلخ ــتال ف ــي‬
‫الـدي ‪ ،‬أ ـد صــح عـ النيــض ﷺ أنـه قـام فــي ا أـديث الــذ‪ :‬روال أبـو هر ـرة – رضــاض هللا عنـه – وغ ــرل‬
‫أن ــه ﷺ ق ــام‪ ( :‬تفإل ــرا الهل ــو عل ــى جح ــدى وس ــبع ن أرق ــة‪ ،‬أو اثنت ـ ن وس ــبع ن أرق ــة والنص ــارى مث ــل‬
‫كلـي‪ ،‬وتفإلــرا أمتــض علــى ثــال وســبع ن أرقــة)‪ 239.‬وقــد أجمــع أهــل العلــم وأئمــة الهــدى‪ ،‬علــى أن هــذل‬
‫الفرقـ ــة الناجيـ ــة هـ ــم أهـ ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة‪ .‬وأهـ ــل السـ ــنة وا جماعـ ــة هـ ــم‪ :‬الصـ ــأابة والتـ ــا عون‬
‫والسل الصا ح وأئمة الهدى‪ ،‬أهل ا أديث والعلم والف ـه فـي الـدي فـي ال ـرون الثالثـة الفاضـلة‪،‬‬
‫وم اقتفي أثرهم واتبع س يلهم‪ ،‬ولم يحد ولم ي تد في الدي ما لم يق م هـدالم‪ ،‬ئ لـم خـانوا‬
‫علـى ا حجــة البيضـاء‪ ،‬علــى ب نــة مـ ر لــم‪ ،‬لــم معصـ لــم ائهـواء والفـإلن‪ ،‬ولــم تحـرأهم البــد عـ‬
‫الع ــروة ال ــوث والص ـراط املس ــت يم‪ .‬وأه ــل الس ــنة ه ــم خ ــل م ـ ه ــو عل ـى م ــا خ ــان علي ــه الرس ــوم ﷺ‬
‫ـأابه والتــا عون‪ ،‬فــي الهــد‪ :‬ال ــاهر والبــا ر‪ 240.‬وكمــا ُيالحـ أــإن أو ــا (أهــل الســنة) كمــا‬ ‫وأصـ ُ‬

‫‪ 237‬أن ر تخر ج ا أديث في هذا البحث عند القالم على حديث اأإلراا ائمة‪.‬‬
‫‪ 238‬أخرجه البخار‪ 3640 :‬و ‪ 7311‬ومسلم ‪1921‬‬
‫‪ - 239‬أخرجه الإلرمذ‪ ،:‬وقام‪ :‬هذا حديث حس صأيح ( ‪ ،) 25/5‬كتـاب اإليمـان‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي اأإلـراا هـذل ائمـة‪ ،‬وأخرجـه أحمـد‬
‫ُ‬
‫فــي املس ــند ( ‪ ،) 128 / 1‬وص ــحأه ائلب ــاني ف ـي هــالم ا جن ــة‪ ،‬راج ــع كت ــاب الس ــنة ( ‪ [.) 34 ،33 ،32‬أن ــر م ــا كت ــب ع ـ ه ــذا ا أ ــديث‬
‫ومدى صأته في هذا البحث‪ ،‬أهنام ما يخال رأ‪ :‬الدكتور نا ر ب عبد القر م الع ل وجتبا هذل املدرسةا‪.‬‬
‫‪ 240‬نا ر ب عبد القر م الع ل‪ :‬حراسة الع يدة‪ ،‬وزارة ائوقا السعو ية‪1429 ،‬هـ = ‪2008‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪43‬‬
‫‪80‬‬
‫حــد ها الــدكتور الع ــل هــي أو ــا عامــة غ ــر منضــبطة‪ ،‬وتخضــع للفهــم الةخصــاض (ا جهلــا ) فــي‬
‫أهم النصوص‪.‬‬
‫ومـ أضـرار احتكــار هــذا املســرى (اهــل الســنة وا جماعــة) وا ســت ثار بــه مــا ككــرل ائســتاك جبـراهيم‬
‫العس ــع ‪ ،‬جك كت ــب أ ــام‪ :‬رألنفإل ــرً ش ــرعية التل ــب ل ــذا الل ــب‪ ،‬أ ــإن ح ــام مـ ـ ينصس ــب جلي ــه‬
‫ُ‬
‫ي تهاض تركه ونبذل لوقو املتل لذا الل ب في ا خطأ واإلبتدا ‪ ،‬والبدعة فـي هـذا املسـتوى ت هـر‬
‫أيما يلي‪:‬‬
‫َ‬
‫أ‪ -‬ان هذا ا سم أ بح أتة تنضـو‪ :‬تحهلـا مجموعـة معينـة‪ ،‬تتخـذ مـ عـ ا ختيـارات الف هيـة‬
‫ً‬
‫شعارا لها‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬امتحان املسلم ن لذل ا ختيارات‪ ،‬وجعل الل ب معيارا للو ء وا أب والب ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت‪ -‬أ ــبح هــذا الل ــب مـ عوامــل تفــرا ائمــة‪ ،‬اعيــا ج ــى التعصــب لــه‪ ،‬و ختيــارات علمائــه‪ ،‬بــد مـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اأعا ج ى ا لإل ام بالسنة‪ ،‬و ر ة الصأابة‪241.‬‬ ‫أن يكون ـ كما أر د له ابتداء ـ س با في تجميع ائمة و‬

‫‪ 241‬جبراهيم العسع ‪ :‬السل والسلفيون‪ :‬ر ة م الداخل‪ ،‬ار البيارا‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬هـ = ‪1998‬م‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪81‬‬
‫الفرق واملذاهب‪ :‬اختالف في الفقه أم في العقائد؟ هل النالف بين‬
‫الفرق محمود أم مذموم؟‬

‫قب ــل ا أ ــديث ع ـ ا خالأ ــات الع دي ــة ـ ا ج ــائز منل ــا وغ ــر ا جائزـ ـ عون ــا نتح ــد ع ـ ا خالأ ــات‬
‫الف هية ب ن املسلم ن‪.‬‬

‫النالفات الفقهية‪:‬‬
‫الف ــه هــو رالعلــم بائحكــام الشــرعية العمليــة الفرعيــة املســتمدة م ـ أ لهلــا التفصــيليةر‪ 242‬و ُ بنــى‬
‫الف ــه عل ــى الن ــر ف ــي ائ ل ــة الش ــرعية‪ ،‬وأهمه ــا القت ــاب والس ــنة؛ وم ــا أرش ــد ه ــذان ائ ــالن جلي ــه‬
‫خال يــا واإلجمــا (بأنواعــه) وشــر مـ قبلنــا والعــر واملصــا ح املرســلة ومـ ت ائأعــام ومنلــا ســد‬
‫ال ــذرائع وا ستحس ــان وا ستص ــأاب وعم ــل أه ــل املدين ــة وق ــوم الص ــأابي‪ .‬ومل ــا خان ــى ه ــذل ائ ل ــة‬
‫هنيـ ــة فـ ــي أ ـ ــلها ـ سـ ــواء م ـ ـ حيـ ــث الد لـ ــة أو الثبـ ــوت ـ سـ ــتكون النتـ ــائج ـ أ‪ :‬ائحكـ ــام الشـ ــرعية‬
‫ً‬
‫املســتنبطة ـ هنيــة أيضــا‪ ،‬ولهــذا ســنجد اختالأــات فــي هــذل ائحكــام لــدى الف هــاء ا جهلــدي الــذي‬
‫معرضــوا لعمليــة ا جهلــا م ـ خــالم الن ــر فــي هــذل ائ لــة والبحــث ع ـ ا أقــم الشــرلي‪ ،‬بنــاء علــى‬
‫كلـي رأينـا اإلخــتال فـي اســتنباط هـذل ائحكــام منـذ عصــر النبـوة بـ ن الصـأابة علــهلم رضـوان اللتــه‬
‫مع ــا ى‪ ،‬ث ــم مش ــعب ه ــذا ا خ ــال ج ــى أن و ــلنا ج ــى م ــدار متع ــد ة ف ــي ا جهل ــا ُعرأ ــى بامل ــذاهب‬
‫الف هية اإلسالمية وأشهرها ثمانية مذاهب هي‪:‬‬
‫‪ .1‬املذهب ا أنفي‪ ،‬و على رأ هذا املذهب اإلمام أبو حنيفة النعمان ب ثابى [‪ 80‬ـ ‪150‬ه ـ =‬
‫‪699‬ـ‪767‬ما‪ .‬وأشهر رجا ته‪ :‬أبـو يوسـ يع ـوب بـ جبـراهيم وزأـر بـ الهـذيل وأبـو عبـد هللا محمـد‬
‫ب ا أس الش باني‪.‬‬
‫‪ .2‬املذهب املالكي‪ :‬و على رأ هذا املذهب اإلمـام مالـي بـ أنـ [‪93‬ه ـ = ‪179‬ه ـ = ‪ 711‬ـ ‪795‬م‬
‫ا‪.‬وأبــرز خصــياته‪ :‬أســد ب ـ الف ـرات وســأنون ب ـ ســعيد ال روانــي وأبــو بقــر البــاقالني وال ر يــض‬
‫احب التفس ر وال اضاض عياً واإلمام الشا يض وأبو بقر ب العربي‪.‬‬
‫‪ .3‬املذهب الشاأيي‪ :‬و ـ علـى رأ هـذا املـذهب اإلمـام محمـد بـ ج ريـ الشـاأيي [‪ 150‬ـ ‪204‬ه ـ‬
‫= ‪ 767‬ـ ‪820‬ما‪ .‬ومـ أشــهر رجا تــه‪ :‬يوسـ بـ يح ــى البــو طي وجســماعيل بـ يح ــى املزنــي والبهل ــي‬
‫وجم ــام ا أ ــرم ن ا ج ــو نض وأب ــو حام ــد ال زا ــي واإلم ــام الس ــبكي وم ــي ال ــدي الن ــوو‪ :‬وج ــالم ال ــدي‬
‫السيو ي واب حجر العس الني‪.‬‬
‫‪ .4‬امل ــذهب ا أنبل ــي‪ :‬و ـ عل ــى رأ ه ــذا امل ــذهب اإلم ــام أحم ــد ب ـ حنب ــل [‪ 164‬ـ ‪241‬هـ ـ = ‪ 780‬ـ‬
‫‪855‬ما‪ .‬وم ـ أش ــهر رجا ت ــه‪ :‬جب ـراهيم ب ـ جس ــأاا ا أرب ـي‪ ،‬عب ــد ال ــرحم ب ـ محم ــد ب ـ أحم ــد ب ـ‬

‫‪ 242‬عبد العز ز ا خياط‪ :‬املدخل ج ى الف ه اإلسالمي‪ ،‬ار الفقر‪ ،‬ط ‪1411 ،1‬هـ = ‪1991‬م‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪82‬‬
‫قدامــة ‪ ،‬محمــد ب ـ مفلــح ب ـ محمــد الصــال ي ‪ ،‬اإلمــام اب ـ تيميــة وتلميــذل اب ـ قــيم ا جوز ــة وأبــو‬
‫ال اس ــم ا خرق ــي وأب ــو يعل ــى الف ـراء وابـ ـ ا ج ــوز‪ :‬واب ـ قدام ــة امل دس ــاض‪ ،‬والش ــيخ محم ــد بـ ـ عب ــد‬
‫الوهاب‪.‬‬
‫‪ .5‬املـذهب الز ـد‪ ::‬و ـ علـى رأ هـذا املــذهب اإلمـام ز ـد بـ علـي ز ـ العابــدي بـ ا أسـ ن[‪ 76‬ـ‬
‫‪122‬هـ = ‪695‬ـ ‪740‬ما‪ .‬وم أشـهر رجا تـه‪ :‬اإلمـام يح ـى بـ ا أسـ ن‪ ،‬ال اسـم بـ جبـراهيم الرسـاض بـ‬
‫عبــد هللا ب ـ ا أس ـ ن ب ـ علــي ب ـ أبــي الــب رضــاض هللا عنلمــا (‪ 170‬ـ‪242‬ه ــ) مشــكلى لــه ائفــة ز ديــة‬
‫عرأى باسم ال اسمية‪.‬‬
‫‪ .6‬املــذهب ا جعفــر‪ / :‬اإلماميــة‪ :‬و ـ علــى رأ هــذا املــذهب اإلمــام أبــو عبــد هللا جعفــر الصــا ا‬
‫[‪ 80‬ـ ‪148‬هـ ـ = ‪ 702‬ـ ‪765‬م ا‪.‬وم ـ أب ــرز خص ــيا لم باإلض ــاأة ج ــى ائئم ــة ا ثن ــض عش ــر املع ــروأ ن‪:‬‬
‫َُ‬
‫منصور أحمد ب أبي الب الطبرساض والكلينض احب كتاب الكافي وا أـان م ـرزا حسـ ن بـ محمـد‬
‫ت ــي الن ــور‪ :‬الطبرس ــاض‪ ،‬و ي ــة هللا املام ــاني وأب ــو جعف ــر الطوس ــاض ومحم ــد بـ ـ مرته ــاى امل ــدعو م ــال‬
‫محس ـ الكاي ــاض ومحم ــد ب ـ ا أس ـ ا أ ــر الع ــاملي ومحم ــد ب ــاقر ب ـ الش ــيخ محم ــد ت ــي املع ــرو‬
‫با جل اض وأتح هللا الكاشاني وم املعا ر ية هللا ا خمينض‪.‬‬
‫‪ .7‬املــذهب ال ــاهر‪ ::‬و ـ علــى رأ هــذا املــذهب اإلمــام او بـ علــي ائ ــفهاني [‪ 202‬ـ ‪270‬ه ـ =‬
‫‪ 816‬ـ‪884‬ما‪ .‬وم ـ أشــهر رجــالهم‪ :‬اإلمــام اب ـ حــزم ال ــاهر‪ ،:‬واإلمــام النحــو‪ :‬نفطو ــه‪ ،‬واب ـ ــاهر‬
‫ال سراني‪ ،‬وابو حيان ال رنا ي‪ ،‬وائ يب اب نباته املعرو باب الرومية‪ ،‬وم ا أـدث ن الـدكتور‬
‫الل و‪ :‬سعيد ائأ اني‪.‬‬
‫‪ .8‬املــذهب اإلباضــاض‪ :‬و ـ علــى رأ هــذا املــذهب اإلمــام جــابر بـ ز ــد [‪ 21‬ـ ‪93‬ه ـ = ‪ 641‬ـ ‪712‬ما‪.‬‬
‫وم أشهر رجالـه‪ :‬جـابر بـ ز ـد وعبـد هللا بـ جبـاً التميرـض وأبـو عبيـدة مسـلم بـ أبـي كر مـة وعبـد‬
‫هللا ب ـ يح ــى القنــد‪ :‬والراليــع ب ـ حب ــب وأبــو بــالم مــر ا ب ـ حــدير وعبــد هللا ب ـ وهــب الراســيض‪،‬‬
‫وم املعا ر الشيخ أحمد ب حمد ب سليمان ا خليلي مفتض سلطنة ُعمان‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وملـ ــا خــان فــي ائ ــل أن يكــون املســلم مجهلــدا قــا را علــى اســتنباط ائحكــام الشــرعية بنفســه‪ ،‬خــان فــي‬
‫ا أضــارة اإلســالمية مئــات ا جهلــدي الــذي الت ـ حــولهم عش ـرات بــل مئــات التالميــذ‪ ،‬وخــان هنــام‬
‫ً‬
‫م املذاهب الف هية غ ر ه ء حتى أ لـا عـدت ‪ 50‬مـذهبا لـم يعـد ئ‪ :‬منلـا وجـو ومـ أشـهر هـ ء‬
‫العلماء‪:‬‬
‫‪ .1‬الليث ب سعد ( ‪ 175 - 92‬جر ة ) وهو أ يه مصـر‪ ،‬وقـد بـرز هنـام عنـدما تصـدى للـدأا عـ‬
‫عثمان ب عفان لق رة انت اص أهل مصر له؛ وقام أيـه الشـاأيي‪ :‬الليـث أأ ـه مـ مالـي‪ .‬و ـام أن‬
‫س ب ان راً مذهبه هو عدم قبوله منصب ال ضاء في خالأة أبي جعفر املنصور العباساض‪.‬‬
‫‪ .2‬عبد الـرحم بـ عمـرو ائوزالـي ( املتـوفى سـنة ‪ 257‬جر ـة )‪ :‬وقـد انصشـر هـذا املـذهب فـي الشـام‬
‫وائندل ‪ ،‬وال ي هنام ل اية ‪ 302‬جر ة قبل أن يحل مكانه مذهب اإلمام الشاأيي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ .3‬ســفيان الث ـور‪ 161 - 65 ( :‬جر ــة )‪ :‬ولــد فــي الكوأــة‪ ،‬وخــان أحــد تالمــذة اإلمــام جعفــر الصــا ا‪،‬‬
‫وهــو أحــد ائئمــة ا جهلــدي ‪ ،‬ولــه مــذهب لــم يــدم العمــل بــه ل لــة جتباع ـه؛ وال ــي مذهبــه معمــو بــه‬
‫ل اية ال رن الرا ع‪ .‬وقد ل ب بأم ر امل من ن في ا أديث وسيد ا أفاي‪.‬‬
‫‪ .4‬ا أس ـ البصــر‪ ( :‬املتــوفى ســنة ‪ 110‬جر ــة )‪ :‬وهــو م ـ التــا ع ن وخــان أبــول مــو ى لز ــد ب ـ ثابــى‬
‫ائنصار‪ ،:‬وأمه خ رة مو ة أم سلمة زون النيض لى هللا عليه و له وسلم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬عـ ــامر ب ـ ـ شـ ــرحبيل الشـ ــعيض (املتـ ــوفى سـ ــنة ‪ 105‬جر ـ ــة)‪ :‬خـ ــان قاضـ ــيا لعمـ ــر ب ـ ـ عبـ ــد العز ـ ــز‬
‫ومحد أهل الكوأة‪ ،‬وخان يفتض على ما صح عندل م الرواية‪ ،‬و ي وم برأيه‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلمـام أبــي ثــور‪ :‬جبـراهيم بـ خالــد أبــي اليمــان الب ــدا ‪ 170( :‬ـ ‪240‬هــ)‪ ،‬وقــام أيــه اإلمــام النــوو‪::‬‬
‫رأبو ثور‪ :‬اإلمام ا جليل ا جامع ب ن علرض ا أديث والف ه‪ ،‬أحد ائئمة ا جهلدي ر‪.‬‬
‫خانــى الصــفة الســائدة ب ـ ن جتبــا هــذل املــذاهب ا أبــة والتعــاون وتفهــم ا خــال الف بــض وت بلــه‪،‬‬
‫أاإلمام جعفر الصا ا هو معلم وأستاك أبي حنيفة الذ‪ :‬علمه سنت ن وخان أبو حنيفـة ي ـومر لـو‬
‫السنتان لهلي النعمانر‪ ،‬وكذلي تتلمذ اإلمام مالي على اإلمام جعفر‪ ،‬وتتلمـذ اإلمـام الشـاأيي علـى‬
‫اإلمــام مال ــي‪ ،‬وق ــام الش ــاأيي رحم ــه هللا‪ :‬جكا ككــر العلمــاء أمال ــي ال ــنجم‪ .‬واإلم ــام الش ــاأيي أس ــتاك‬
‫ومعل ــم اإلم ــام أحم ــد بـ ـ حنب ــل‪ ،‬وق ــد أ ــام ابـ ـ حنب ــل ف ــي معلم ــه ر جن الش ــاأيي خالش ــم للن ــا‬
‫والعاأية للبدنر‪.‬‬
‫وس ب ا خالأات الف هية متنوعة لعل منلا‪:‬‬
‫‪ .1‬غي ــاب ال ــدليل ع ـ الف ي ــه ا جهل ــد عن ــد ش ــروعه ف ــي ا جهل ــا ‪ ،‬س ــيما م ـ الس ــنة (ا أ ــديث)‪،‬‬
‫وخا ة قبل تدو السنة‪.‬‬
‫‪ .2‬اختال الف هاء في اعتبار صأة ع ائحا يث أو تحسينلا أو تضعيفها‪.‬‬
‫‪ .3‬اختال الفهم في ت ع ائلفاي والإلراكيب الوار ة في ائ لة‪.‬‬
‫‪ .4‬اخــتالم أ ــوم الف ــه املت نــال فــي هــذا املــذهب عـ كام‪ ،‬خــأن يأخــذ الــبع بإجمــا الصــأابة‪،‬‬
‫في ح ن ي وم خرون بإجما م الب ى‪ ،‬أو عمل أهل املدينة‪.‬‬
‫‪ .5‬ت ــأثر ع ـ الف ه ــاء ( س ــيما ا أ ــدثون) ب ــالواقع‪ ،‬أعم ــدوا عل ــى م ــا ُيس ــرى أ ــه الواق ــع إليج ــا‬
‫تبريرات أ هية حتى يتواءم حلوم ع املشقالت املستجدة مع الر ة السائدة في الواقع‪.‬‬
‫‪ .6‬معــا ُرً ائ لــة‪ :‬قــد َيســلم ا جهلــد ب بــوت الــدليل؛ لق ـ اعتبــارات أ ــولية أخــرى قــد ت ـ ‪ :‬ج ــى‬
‫ُ‬
‫معــد ائأهــام كمعارضــة العــام بخــاص‪ ،‬أو املطل ــق بم يــد‪ ،‬أو ائمــر املطلــق بمــا ينفــي الوج ــوب‪ ،‬أو‬
‫ا أ ي ة بما يدم على ا جاز‪ ،‬أو املعارضة بالن خ أو التأو ل أو ال يا ا جلي‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫النالفات العقدية‪:‬‬
‫اعتبــار أرقــة واحــدة هــي الفرقــة الناجيــة وأ لــا هــي (أهــل الســنة وا جماعــة)‪ ،‬ســيحقم بداهــة علــى‬
‫ا خــر أ لــم مـ أهــل النــار‪ ،‬وملــا خــان مـ البــدهي أن ا خــال فــي ال شــر واليــنلم أمــر عــا ‪ :‬و بييــي‪،‬‬
‫وأن ــه يمقـ ـ أن يك ــون ا جمي ــع عل ــى أه ــم رج ــل واح ــد‪ ،‬خ ــل ه ــذا يجعلن ــا نصس ــاءم‪ :‬م ــا ه ــي ح ــدو‬
‫اإلخ ـ ــتال وم ـ ــا ه ـ ــي ائم ـ ــور الت ـ ــض ت ـ ــذ بص ـ ــاح لا خ ـ ــارن ائ ـ ــرة (الس ـ ــنة وا جماع ـ ــة)‪ ،‬أ‪ :‬خ ـ ــارن‬
‫اإلسالم !!‪.‬‬
‫ائ ل أن يبنض املسلم ع يدته على أمور قطعيـة الد لـة والثبـوت‪ ،‬ولقـ هنـام عـ املسـائل فـي‬
‫ً‬
‫محام الع يدة خانى أيضا موضع اختال في الر ة عند املسلم ن‪ ،‬وكلي ناتج عوامل منلا‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬اعتبار هذل ا ية مثال م ا أقم أو املصشابه‪.‬‬
‫‪ .2‬ق ــد يأخ ــذ ال ــبع مس ــائل ف ــي الع ي ــدة بن ــاء عل ــى أحا ي ــث ا ح ــا ف ــي ح ـ ن يمن ــع خ ــرون كل ــي‪،‬‬
‫أ شإلر ون التواتر‪.‬‬
‫ت ائلفاي والإلراكيب في ائ لة‪.‬‬ ‫‪ .3‬اإلختال في أهم ع‬
‫‪ .4‬قيـ ــام ع ـ ـ العلمـ ــاء وأصـ ــأاب الفـ ــرا بتأو ـ ــل ع ـ ـ ائأكـ ــار وائم ـ ـور الع ديـ ــة بمـ ــا يناسـ ــب‬
‫تصورا لم الع دية؛ أو مطالعا لم في كتب الفلسفة‪.‬‬
‫والس ـ ام هنــا‪ :‬هــل ا خــال الــذ‪ :‬وقــع ب ـ ن املعإل لــة وا جبريــة وائشــاعرة وأهــل ا أــديث والشــيعة‬
‫وال ية الفرا مما ُي ْح َمد ا خال أيه و ب الكل تحى مسرى املسلم ن‪ ،‬و م جتبا السنة‬
‫َََ‬
‫﴿ول ـ ْـد‬ ‫يخبرنــا هللا عــز وجــل أن أمــر ا خــال الع ــد‪ :‬قــد حصــل فــي أمــم ســاب ة؛ أ ــام عــز وجــل‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫الن ُبـ ــوة َو َر َزق َنـ ـ ُـاهم م ـ ـ َ الطي َبـ ــات َوأضـ ــل َن ُاه ْم َعلـ ــى ال َعـ ــامل َن‬ ‫ت ْ َنـ ــا َبنـ ــض جسـ ــرائيل القتـ ــاب وا أقـ ــم و‬
‫َْ َ َ ُ ْ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ـاءه ْم العل ُـم َ ًيـا َب ْي َـن ُل ْم جن َرال َـي َي ْ هـاض َب ْي َـن ُل ْم‬ ‫َو ت ْ َن ُاهم َب َنات م َ ائ ْمر أ َما اخ َتل ُفـوا ج مـ عـد مـا ج‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َي ـ ْـو َم ْال َي َام ــة أ َيم ــا َخ ـ ُـانوا أي ــه َي ْخ َتل ُف ــو َن ُث ــم َج َع ْل َن ـ َ‬
‫ـام َع َل ــى َش ــر َ‬
‫يعة م ـ َ ائ ْم ــر أاتب ْع َه ــا َو تصب ـ ْـع أ ْه ـ َـو َاء‬
‫َ َ‬
‫الــذي َ َي ْعل ُمــون ﴾ ا جاثيــة‪ 16:‬ـ ‪ .18‬ولــذلي يحــذرنا هللا معــا ى مـ الوقــو فــي ا خــال الــذ‪ :‬وقعــى‬
‫اخ َت َل ُف ـ ْـوا مـ ـ َ ْع ــد َم ــا َج ـ ُ‬
‫ـاءه ُم‬
‫َ ََ ُ ْ َ ْ‬ ‫َ ََُ ُ ْ َ‬
‫﴿و تكون ــوا خال ــذي تفرق ــوا و‬ ‫أي ــه تل ــي ائم ــم‪ ،‬ي ــوم هللا ع ــز وج ــل‪:‬‬
‫َ‬
‫﴿من ب ـ َن جل ْيــه َوات ُ ـ ُ‬
‫ـول‬ ‫ـات َو ُأ ْو َلئـ َـي َل ُهـ ْـم َعـ َـذاب َع ــيم ﴾ م عم ـران‪ .105 :‬ي ــوم هللا عــز وجــل‪ُ :‬‬ ‫ْال َب َنـ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬
‫َوأق ُيمــوا الصــالة َو تكونــوا م ـ َ املشــرك َن م ـ َ الــذي َ أرقــوا يـ َـن ُل ْم َوخــانوا شـ َـي ًعا خـ ُّـل حـ ْـزب ب َمــا لـ َـد ْال ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أر ُحون ﴾ الروم‪.32-31:‬‬
‫وعلى هذا ائسا ‪ ،‬أإن ائ ل أن اإلسالم جاء بالب نات والهدى‪ ،‬وأصله هللا على علـم‪ ،‬أـإن جـرى‬
‫اإلختال أيه نشأت الفرا بتعد ائأهام‪.‬‬
‫أأمــا التمــايز فــي أ ــوم الع يــدة [أرخــان الع يــدةا أمــذموم‪ ،‬وكلــي أن اإلعت ــا بــد أن ي ــوم علــى‬
‫ال ط ــع‪ ،‬و ي ــاضء غ ــر ال ط ــع‪ .‬وم ــا خ ــان حال ــه أن ــه ق ــائم عل ــى ال ط ــع أ ــال مج ــام لالخ ــتال أي ــه‪ ،‬و‬
‫التم ــايز عن ــه‪ ،‬وجن خ ــان ا خ ــال ف ــي الفرعي ــات أه ــو اخ ــتال محم ــو ‪ .‬م ــا ام ت ــم اإللإلـ ـ ام بأ ــوم‬
‫ا جهلا وانتف عنه جتبا ائهواء‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫ً‬
‫أم ــا اإلخ ــتال ف ــي الع ائ ــد‪ ،‬أإش ــكالية ينبغ ــي حله ــا‪ ،‬ومث ــل ه ــذا اإلخ ــتال جم ــا أن يك ــون خالأ ــا ف ــي‬
‫قطعي ـ ــات‪ ،‬وهن ـ ــا جم ـ ــا جس ـ ــالم وجم ـ ــا كف ـ ــر‪ ،‬ك ـ ــذلي ا خ ـ ــال ال ـ ــذ‪ :‬ب ـ ـ ن املس ـ ــلم ن والـ ـ ـ ن ال ـ ــدروز أو‬
‫اإلس ـ ـ ــماعيلية‪ ،‬أو ال رامط ـ ـ ــة أو ا أشاش ـ ـ ـ ن‪ ،‬أو النص ـ ـ ـ رية‪ ،‬أو ال لائي ـ ـ ــة أو البابي ـ ـ ــة أو ائحمدي ـ ـ ــة‬
‫ال ا يانية‪ 243،‬أ د أضاأى تلي الفرا ج ى رع ائدهار ما يصح أن يعتبر مثله م الع ائـد‪ ،‬أمثـل‬
‫ه ــذا ا خ ــال تخ ــرن أي ــه تل ــي الف ــرا م ـ اإلس ــالم‪ ،‬وكم ــا تالح ـ ‪ ،‬أ ــإن التم ــايز ب ــد أن يك ــون ع ـ‬
‫اإلس ــالم حت ــى تك ــون هن ــام مرجعي ــة ي ــا علهل ــا الص ــواب أو ا خط ــأ‪ ،‬أ‪ :‬أن امل ي ــا ه ــو‪ :‬ا حج ــة‬
‫البيضاء التض تركنا علهلا الرسوم ﷺ‪.‬‬
‫وهنـ ــام اخـ ــتال فـ ــي الع ائـ ــد‪ ،‬أخـ ــذ من ـ ــى خـ ــر‪ ،‬وهـ ــو اإليم ـ ـان بأ ـ ــوم الع ائـ ــد‪ ،‬خاإليمـ ــان بـ ــاَ‬
‫والالرس ــوم ﷺ‪ ،‬واملالئق ــة والقت ــب والي ــوم ا خ ــر وا جن ــة والن ــار‪ ،‬وم ــا خ ــان عل ــى ه ــذل الش ــاخلة مـ ـ‬
‫ال طعيــات‪ ،‬م ـ كلــي‪ :‬أن هللا معــا ى أمرنــا أن ن ـ م أنــه ر و رحــيم غفــور ســميع بص ـ ر‪ ،‬أهــذل م ـ‬
‫ال طعيــات‪ ،‬ثررم ملررا حاول ر تلررك الفرررق "فهررم" هررذا الصررفات‪ ،‬وقاس ـهلا علــى املشــاهد م ـ ــفات‬
‫ً‬
‫ا أاضـر‪ ،‬أ‪ :‬اإلنسـان‪ ،‬خلــى فـي ائــرة خطـأ فــي التفق ـر‪ ،‬وأنتجــى أأكـارا معينــة‪ ،‬مجـام للخــوً‬
‫أهلــا هنــا‪ ،‬جك لـ مـ الســهولة جمــع تلــي ائأكــار فــي بوت ــة واحــدة أو حــل ال اعــات التــض جــرت عبــر‬
‫ق ــرون ف ــي س ــطور قليل ــة‪ ،‬ج أن ــه المن ــا أن نفه ــم أن الع ي ــدة يج ــب أن تك ــون واح ــدة تتع ــد ‪ ،‬وه ــي‬
‫ًَ‬
‫قطعيــة‪ ،‬وأن أ َرقــا كث ــرة أ خلــى أهلــا مــا لــم يطلــب الشــار بحثــه‪ ،‬وأن هــذا البحــث علــى غ ــر مــن ا‬
‫ً‬
‫ـلما‪ْ ،‬‬ ‫ً‬
‫وجن أعله ــا‬ ‫الســنة ف ــي البحــث‪ .‬وم ـ امله ــم أن نفه ــم أن أم ــورا معين ــة ْجن أعله ــا املس ــلم ــار مس ـ‬
‫ً‬
‫امل م ار م منا‪.‬‬

‫حرمة اإلختالف في أصول الدين‬


‫يشي عاقل في أن املسلم ن قـد لـاهم رب العـامل ن عـ اإلخـتال فـي أ ـوم الـدي ‪ ،‬تلـي ائ ـوم‬
‫التض بد أ لا م طو لا والالتا ي أـال يمقـ ئحـد أن يتخـذ حيالهـا ج أحـد مـوقف ن‪ :‬جمـا ائخـذ لـا أو‬
‫جنكارها‪ ،‬والالتا ي أأحد املوقف ن يفهاض ج ى اإليمان وا خر ج ى ا خرون م اإلسالم ج ى القفر‪.‬‬
‫ً‬
‫و ننقــر أن كث ـرا مـ ا خالأــات تطرقــى ج ــى قطعيــات‪ ،‬نــتج عنلــا خــرون كث ــر مـ حملــة تلــي ا راء‬
‫ً ً‬
‫م ـ مســرى‪ :‬املســلم ن ج ــى مســرى الكــاأر ‪ .‬لق ـ كث ـرا جــدا م ـ ا خالأــات لــم تق ـ منتميــة ج ــى تلــي‬
‫املنط ــة ا أرجــة التــض ُمنعنــا مـ ا خــوً أهلــا‪ ،‬بــل خانــى فــي قضــايا أرعيــة‪ ،‬مثــل مســألة ا خــال فــي‬
‫أهــم ع ـ ا يــات املتعل ــة بالصــفات‪ ،‬أاإلســالم وهــو يب ــي ع ـ هــذل ال ضــايا فــي ائــرة ا خــال‬
‫ا أم ــو ‪ ،‬أإن ــه يض ــع الض ــوابا الدقي ــة للتعام ــل م ــع مث ــل ه ــذل ال ض ــايا حت ــى يك ــون للـ ـرأي ن‬

‫‪ 243‬تحدثنا ع أرقتض اإلسماعيلية والدروز عند حدي نا ع الفرا اإلسالمية أو ا خارجة على اإلسالم في هذا القتاب‪ ،‬وخـان حـدي نا‬
‫ً‬
‫ع اإلسماعيلية والدروز كنموكج ن للخرون على اإلسالم‪ ،‬وككرنا هنام عضا م أأكار هات ن الفرقت ن‪ ،‬ومشـإلرم الفـرا البا نيـة‬
‫ائخ ــرى ب ــالقث ر مـ ـ ه ــذل ائأك ــار الوال ــح خروجه ــا عل ــى ائ ــوم العام ــة لبس ــالم‪ ،‬أ‪ :‬أرخ ــان اإلس ــالم وم ــا ه ــو معل ــوم مـ ـ ال ــدي‬
‫بالضرورة‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ا أتمل ـ ن رأ‪ :‬ثالــث ينس ـ اإليمــان م ـ جــذورل‪ .‬وحتــى يصســنى لنــا خــوً غمــار املســألة بــد م ـ‬
‫التأ يل ملن ا قيق للأقم على كلي التفرا وعلى تلي الفرا‪:‬‬
‫األصل في نشوء الفرق التمايزعن األصل‬
‫نهرردف مررن هررذا البرراب إثبررات خطررأ جعررل أهررل السررنة والجماعررة فرقررة‪ ،‬إذ أن معنررل كررونهم فرقررة‬
‫أنه ررم تمي ررزوا ع ررن األص ررل العظ رريم‪ :‬الق ررر ن والس ررنة بم ررا جعله ررم فرق ررة‪ ،‬ولكونن ررا ننف رري مث ررل ه ررذا‬
‫التمايز‪ ،‬فإنه ال ي ح اعتبارهم فرقة‪ ،‬بل السنة منهج‪ ،‬وطريقة عيش‪ ،‬ال فرقة أو طائفة!‬
‫ـدم علــى تمي ـ وتز يـل بـ ن‬ ‫ور فـي معجـم م ـاي الل ــة‪ :‬أرقـة‪ :‬الفـاء والـراء وال ــا ُأ َ ـيل صـأيح ي ُّ‬
‫شـ ئ ن‪ 244.‬أــإكا علمــى أن أســا قيــام الفرقــة هــو التمــايز عـ ائ ــل وا خــرون عنــه بــذلي الشــاضء‬
‫الــذ‪ :‬بــه ألــأى أرقــة‪ ،‬خــان لنــا أن نســأم‪ :‬هررل ي ررح تمررايزأهررل السررنة عررن األصررل العظرريم وهررو‬
‫اإلسالم حيث أننا نفهم كيـ تمـايزت وتز لـى أرقـة املعإل لـة‪ ،‬أو أرقـة الشـيعة عـ عـ مفـاهيم‬
‫ً‬
‫اإلس ــالم‪ ،‬لصش ــكل له ــا خط ــة معين ــة (من ج ــا‪ ،‬و ر ــة) ف ــي أهم ــه أو التعام ــل مع ــه‪ ،‬خرج ــى أهل ـا ع ـ‬
‫ائ ل (أ‪ :‬أ ل الدي وهو الع يدة)‪ ،‬وألأى في كلي ائمر الذ‪ :‬انمـازت بـه ربدعيـةر‪ ،‬وال ـي أهلـا‬
‫أيما لم تنمـاز عنـه ب يـة رسـنيةر ‪ -‬أ‪ :‬من جيـة السـنة و ر هلـا كمـا ب نـا فـي أصـل التعر ـ مـ هـذا‬
‫القتاب‪ -‬فكيف نفهم تمايزأهل السنة عن اإلسالم !!‬
‫ال اية م هذا البحث هو الن ر‪ :‬بم تمايزت تلي الفرا ع اإلسالم والم ب يـى فـي ائرتـه أ‪ :‬بـأ‪:‬‬
‫ياضء أ بحى بدعية‪ ،‬والأ‪ :‬يـاضء ب يـى سـنية‪ ،‬ثـم بتقريرنرا أن دائررة اإلسرالم ال تكرون إال بالسرنة‪،‬‬
‫كيفم ــا قلب ــى الن ــر ف ــي خ ــل معر فا ل ــا الس ــاب ة (معر ـ ا أ ــدث ن أو ائ ــولي ن أو الف ه ــاء أو أ ل ــا‬
‫ر ــة الع ـ أو أ لــا مــا خــال البدعــة) أــإن لنــا بالتــا ي أن نقرررر أنرره ال ي ررح أن نفصررل "فرقررة"‬
‫عن ذلك األصل العظيم‪ :‬اإلسالم لنسميها فرقة "أهل السنة" ألنه ال معنل لتمايز"أهرل السرنة"‬
‫ً‬
‫عن اإلسالم! والذي هشىل السنة جزءا ال يتجزأ منره! أالتمـايز يكـون فـي الـبع الـذ‪ :‬ألـأى بـه‬
‫الفــرا بدعيــة‪ ،‬بــأ‪ :‬تمــايز! وكلــي ئننــا قررنــا أن معنــى أرقــة أ لــا تمــايزت عـ ائ ــل‪ ،‬كلــي ائ ــل‬
‫الذ‪ :‬يجر‪ :‬قيا خل تمـايز عنـه جليـه‪ ،‬لين ـر هـل يخـرن كلـي التمـايز تلـي الفرقـة عـ كلـي ائ ـل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خروجا خامال كخرون اإلسماعيلية أو ال لائية‪ ،‬أم يب هلـا فـي ائرتـه وألقـه أـرب تمـايز بـدلي‪ ،‬ولقـ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫بدعة ون بدعة‪ ،‬أبدعة مهلقة وأخرى تخرن م الـدائرة‪ ،‬ورب خـرون هـ أنـه بـدعيا‪ ،‬ولـم يقـ‬
‫كذلي كما سإلرى!‬

‫الل ة‬ ‫‪244‬معجم م اي‬


‫‪87‬‬
‫ك ــذلي م ـ امله ــم أن نفه ــم أن ــه يص ــح أن تنف ــي أرق ــة م ــا أو ينف ــي مس ــلم م ــا انصس ــابه ج ــى الس ــنة‪،‬‬
‫ً‬
‫خصو ــا وأن تلــي الفــرا تأخــذ بالســنة بحســب أهــم (مــا) لهــا‪ ،‬م تصــرة علــى محــدث ن معين ـ ن‪ ،‬أو‬
‫أضا مطل ًا‪245.‬‬‫ً‬
‫كتب معينة‪ ،‬ولقنلا رترأ ر السنة ر‬
‫ً‬
‫وأيضررا ال ي ررح أن نفرررد فرقررة مررا عررن اإلسررالم فنصررفها ب ر (فرقررة أهررل السررنة)‪ ،‬كأنمررا نفسررراملرراء‬
‫ً‬
‫باملاء‪ ،‬أو نعطي بهذا النروج عن املنهج القويم مسوغا لتمايزالفررق األخررى عرن السرنة‪ ،‬فريظن‬
‫مررع خررروجهم انسررالخهم الىامررل عررن السررنة‪ ،‬ولرريس هررذا باملس سرراج‪ ،‬فالسررنة جررزء ال يتجرزأ مررن‬
‫اإلسررالم‪ ،‬أ ــإكا ص ــح تم ــايز أ‪ :‬أرق ــة ع ـ الس ــنة بإنكاره ــا الس ــنة البت ــة‪ ،‬خرج ــى أ ــال م ـ اإلس ــالم‬
‫ً‬
‫أقفرت! أتفقر لذا مليا‪.‬‬
‫القضية ليس بهذا السهولة‬
‫ً‬
‫علــى أن ائــرة اإلخــتال قــد تكــون ائمــا ل ـذل الســهولة‪ ،‬أقمــا مــر معنــى قبــل قليــل‪ :‬ثمــة قضــايا‬
‫يوجد أهلا خيا رأيع ب ن اإلختال ا أمو واإلختال املذموم‪.‬‬
‫وعلــى ائقــل أيمــا يتعلــق بالع يــدة واملن جيــة الف هيــة أهنــام تمــايز والــح بـ ن مدرســة أهــل الســنة‬
‫بك ــل م ــذاه لم م ــع مدرس ــة الش ــيعة‪ ،‬وا خ ــال ب ـ ن أه ــل الس ــنة ف ــي رالع ائ ــدر ف ــي ع ـ الفرعي ــات‬
‫وكــذلي فــي ائمــور الف هيــة‪ ،‬عقـ ا خــال مــع الشــيعة أع يــد لم مــأخوكة مـ ع يــدة املعإل لــة ‪246‬‬
‫ً‬
‫[باست ناء ما يتعلق باإلمامة وعصمة ائئمة واملهـد‪ :‬املنت ـرا وأ ههـم م ـاير كث ـرا فـي أ ـوله (ئهـل‬
‫السنة)‪ 247،‬وحتى كتب ا أديث املعتبرة عند (السنة) ُيعإلر لا عند الشـيعة؛ ومـن ا الشـيعة فـي‬
‫جس ــنا أحـ ــا يثلم غ ــر (مـ ــن ا الس ــنة)‪ 248.‬إال أن النر رراظرامل ررتفحص ير رررى أن العقي رردة ال ي ر ررح أن‬
‫ً‬
‫تتعر رردد وال أن تختلر ررف‪ ،‬أـ ــال أسـ ــا لع يـ ــدة الرجعـ ــة‪ 249‬عنـ ــد الشـ ــيعة مـ ــثال‪ ،‬أل ـ ـ ن عـ ــدها ال ـ ــوم‬

‫ً‬
‫‪ 245‬ههرت في التار خ اإلسالمي مجموعات نفى ائخذ بالسنة لائيا‪ ،‬تحى حجا مختلفة منلا أن ال ر ن قد لـب منـا ا قتصـار علـى‬
‫ً‬
‫ائخــذ منــه أ ــا‪ ،‬وحجــا أخــرى مختلفــة أيضــا‪ ،‬وهــم ُيعرأــون بــال ر ني ن‪ ،‬وهــم خــارن نطــاا هــذا البحــث‪ ،‬و يمق ـ بحــام ج راجهــم‬
‫ً‬
‫ضم الفرا اإلسالمية‪ ،‬أهم خارن اإلسالم أ ال‪.‬‬
‫‪ 246‬ض ى ا سالم‪ :‬ن ‪ ،3‬ص ‪ 267‬ـ ‪ ،268‬الطبعـة الثالثـة‪( .‬العالقـة بـ ن الشـيعة واملعإل لـة وأالمـا أخـذ عـ ا خـر رأ‪ :‬خالفـي‪ ،‬والشـيعة‬
‫ينفون ائخذ ع املعإل لة)‪.‬‬
‫‪ 247‬خال الشيعة الف بض مع ب ية املذاهب خال يس ر سيما لدى أ هاء الشيعة ائقـدم ن خاإلمـام جعفـر‪ ،‬وتصشـعب ا خالأـات‬
‫ً‬
‫كث را مع أ هاء الشيعة املعا ر ‪ ،‬وتإلركز حوم زوان املتعة والت ية وا خم وو ية الف يه‪.‬‬
‫‪ 248‬مراجعة ائستاك يوس الساري اض خطو ة هذا البحث‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 249‬مفهــوم الرجعــة عنــد الشــيعة ا ثنــض عشــر ةر اإلعت ــا بــأن هللا معــا ى ســيعيد ج ــى ا أيــاة قبــل يــوم ال يامــة قومــا قــد توأــاهم فــي‬
‫ــورهم التــض خــانوا علهلــا قبــل مــو لم‪ ،‬وفــي م دمــة الــذي يــرجعهم هللا ج ــى ا أيــاة الــدنيا ثانيــة‪ :‬أك ــر امل لــوم ن مـ أئمــة أهــل الب ــى‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معرضــا لل لــم‪ ،‬وأك ــر ال ــامل ن له ـ ء ائئمــة عنفــا وشراســة فــي ال لــم وا ســصبدا ! وبعــد أن يعــز هللا الــذي هلمــوا‪ ،‬و ــذم ال ــامل ن‪،‬‬
‫يتوأ ــاهم ثاني ــة! أم ــا توقي ــى الرجع ــة أه ــو عن ــد قي ــام مه ــد‪ :‬م محم ــد ( ــلى هللا عل ــى س ــيدنا محم ــد وس ــلم) ومس ــصند رأال ــم ف ــي ه ــذل‬
‫الع يــدة ج ــى جانــب املــأثورات التــض رووهــا ع ـ أئمــهلم ـ هــو تفس ـ رهم ا خــاص ل ولــه معــا ى‪( :‬قــالوا رالنــا أمتنــا اثنت ـ ن وأحييصنــا اثنت ـ ن‬
‫أاعإلرأنــا بــذنوالنا أهــل ج ــى خــرون م ـ س ـ يل امل ـ م ‪ )11‬وقــام الــدكتور محمــد عمــارة‪:‬ر وع يــدة الرجعــة التــض قــام لــا الشــيعة خــي‬
‫يبرهنوا على أن جمامهم ال ائب سيعو ‪ ،‬أو أن ع املوم م م الب ى سـ بعثون قبـل يـوم ال يامـة‪ ،‬هـي ع يـدة جسـرائيلية‪ ،‬أخـذها‬
‫‪88‬‬
‫ع يدة‪ ،‬أهو خطـأ فـي أهـم ماهيـة الع يـدة‪ ،‬و يجعـل منلـا ع يـدة‪ ،‬عـالوة علـى خلوهـا مـ الـدليل أو‬
‫ش ـ لة الــدليل! أو بناتلــا عل ــى تفس ـ ر متعس ـ ل ــبع ا يــات القر مــة‪( .‬وه ــي ل ســى موضــع ججمــا‬
‫عند الشيعة)‪250.‬‬
‫ً‬
‫ومــع كلــي‪ ،‬أاإلســالم لــم يإلــرم النــا همــال فــي هــذل ال ضــايا‪ ،‬أ ــد و ــد أسـ جقامــة الع يــدة علــى‬
‫أس ــا ال طعي ــة والص ــأة وال ــدليل‪ ،‬ورأ ـ التخ ــر والش ــي‪َ ،‬و َال ـ َن ال ــدائرة الت ــض يج ــوز البح ــث‬
‫أهلــا‪ ،‬وتلــي التــض يمنــع البحــث أهلــا‪ ،‬وســار الصــأابة النجــب علــى تلقــم الطر ــة ألــم تفإلــرا خلمــهلم‪.‬‬
‫أخطأ من ا املتكلم ن‪ ،‬وخطأ ر ة البحـث فـي عـ ال ضـايا يعـو علـى مـ أخطـأ علـى اإلسـالم‬
‫ومن جه‪.‬‬
‫عــد انت ــام الرســوم عليــه الصــالة والســالم ج ــى الرأيــق ائعلــى‪ ،‬وامســا رقعــة الدولــة اإلســالمية‪،‬‬
‫و خــوم املســلم ن فــي منــاهرات مــع غ ــرهم‪ ،‬مس ـرالى ج ــى الث اأــة اإلســالمية القث ــر م ـ ا راء‪ ،‬بحثلــا‬
‫املسلمون ليعطوا رأ‪ :‬الشـر أهلـا‪ ،‬وتنـازعوا فـي القث ـر منلـا‪ ،‬ونشـأت الفـرا اإلسـالمية املتعـد ة‪ ،‬مـ‬
‫أمثام الشيعة واملعإل لة وا خوارن وا جبرية وغ رها‪.‬‬
‫ل ــد غ ــاب ع ـ أكه ــان القث ــر م ـ أه ــل ه ــذل الف ــرا وه ــي تصن ــاز أيم ــا بينل ــا أال ــا عل ــى ا أ ــق ف ــي ه ــذل‬
‫املسألة أو تلي‪ ،‬غاب ع أكها لم الن ـر فـي بيعـة ائأكـار التـض اختلفـوا أهلـا‪ ،‬أهـي مـ ائأكـار التـض‬
‫يإلرتــب علهلــا ا خــرون م ـ ح ــرة اإلســالم ج ــى القفــر‪ ،‬أهــي م ـ ائأكــار ائساســية فــي اإلعت ــا ‪ ،‬مثــل‬
‫جثبــات وجــو هللا ســبحانه أو جثبــات صــأة نســبة ال ــر ن القــر م َ معــا ى‪ ،‬أو ال طــع بنبــوة الرســوم‬
‫علي ــه الص ــالة والس ــالم‪ ،‬أو ال ط ــع بوج ــو ا جن ــة ونعيمه ــا والن ــار وع ــذا لا‪ ،‬أم ه ــي م ـ ائأك ــار الت ــض‬
‫يمق ا خال أهلا‪ ،‬ون أن يإلرتب على كلي ا خال جخران م امللة‪ ،‬أيب ـ الكـل مصسـم ن با سـم‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ ْ ُ‬
‫اج َت َبــاك ْم َو َمــا َج َعـ َـل َعلـ ْـيق ْم فــي‬ ‫﴿و َجاهـ ُـدوا فــي اه َحــق جهــا ل هــو‬ ‫الــذ‪ :‬ســماهم ال ــر ن القــر م بــه‪َ :‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫ََ ُ‬
‫يم ُه ررو سر ررماك ُم امل ْس ررلمين م ـ ـ ق ْب ـ ُـل َوفـ ــي َه ــذا ل َيكـ ــو َن الر ُسـ ــو ُم‬ ‫ـيق ْم ج ْبـ ـ َـراه َ‬ ‫ال ــدي م ـ ـ ْ َح ـ َـرن ملـ ــة أب ـ‬
‫َ ُ‬
‫اع َتصـ ُـموا بــاه ُهـ َـو َمـ ْـو ك ْم‬ ‫يدا َع َل ْي ُق ْم َو َت ُك ُونــوا ُشـ َـه َداء َع َلــى النــا َأـ َـأق ُيموا الصـ َـال َة َو ُتواالز َخـ َـاة َو ْ‬
‫َ ً‬
‫شــه‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أــن ْع َم املـ ْـو ى َون ْعـ َـم النص ـ ُر ﴾ ا حــا ‪ ،78‬كمــا غــاب عــنلم أيضــا‪ :‬هــل يصــح ج خــام هــذل ائأكــار فــي‬
‫بنيــان الع يــدة أم يصــح أهــل هــي قطعيــة الثبــوت قطعيــة الد لــة ت ــوم علهلــا أ لــة تنفــي عنلــا‬
‫ال نية تخلو م معارً ما يخل بالفهم ‪251‬‬

‫ـابي الـدكتور محمـد عمـارة‪ :‬تيـارات الفقـر اإلسـالمي‪ ،‬ص ‪ 220‬و‬ ‫الشيعة‪ ،‬بل و ينقر متـأخرو علمـاتلم أخـذها عـ الهلـو ‪ )...‬أن ـر كت ْ‬
‫ا خالأة ونشأة ائحزاب اإلسالمية‪ ،‬ص ‪190‬؛ وع يدة الرجعة والت ية والبداء ونحوها ل سى م أ وم املذهب الشييي‪.‬‬
‫‪ 250‬محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪ 251‬قــام الشــيخ ت ــي الــدي الن لــاني رحمــه هللا‪ :‬را خلــل ا أا ــل فــي أهــم م ـرا املــتكلم يحصــل م ـ احتمــا ت خمســة وهــي ا ش ـإلرام‬
‫ً‬
‫والن ــل وا ج ــاز واإلض ــمار والتخص ــي ‪ ،‬ئن ــه جكا انتف ـ احتم ــام ا ش ـإلرام والن ــل خ ــان اللف ـ موض ــوعا ملعن ــى واح ــد‪ ،‬وجكا انتفـ ـ‬
‫احتمام ا جاز واإلضمار أ‪ :‬الت دير خان املرا باللف ما ُوضع له‪ .‬وجكا انتف احتمام التخصي خان املرا باللف جميع ما ُوضـع‬
‫لــه‪ ،‬أــال يب ـ حينئــذ خل ــل فــي الفه ــم‪ ،‬أـ ُـيفهم حينئ ــذ املعنــى امل ـرا م ـ ائ ل ــة الســمعية‪ ،‬وه ــذا بالنســبة ل لب ــة ال ـ ئ ل ــا خاأيــة ف ــي‬
‫اســتنباط ا أقــم الشــرلي‪ ،‬أ‪ :‬أنــه جكا انتفــى هـذل ا حتمــا ت ا خمســة لــم يبــق يــاضء يخــل بــال أـ ُـيفهم ا أقــم الشــرلي‪ .‬أمــا لعــدم‬
‫ا خلل بالي ن وهو ما بـد منـه للع ائـد أـال يقفـي نفـي هـذل ا حتمـا ت ا خمسـة وحـدها‪ ،‬أ‪ :‬يقفـي ا سـتد م بالـدليل السـميي‬
‫‪89‬‬
‫القواعد الذهبية لالعتقاد‬
‫ث ى في ال ر ن القر م بما يد مجا لشي ور بة أ وم اإلعت ا التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫أو ‪ :‬يحــرم بنــاء الع يــدة بكليا لــا والجزئيا لــا علــى ال ـ ‪ ،‬أالنــاهر املــتمع فــي الع يــدة اإلس ــالمية‬
‫ي ــرى أن ال ــر ن الق ــر م ح ــرص أش ــد ا أ ــرص عل ــى تن يهل ــا مـ ـ ال ـ ـ ‪ ،‬ومـ ـ ا خ ــرص‪ 252‬والش ــي‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ‬
‫هللا َعلــيم ب َمــا‬ ‫﴿و َمــا َيصبـ ُـع أك ـ ُـر ُه ْم ج هن ـا جن ال ـ ُي نــض م ـ َ ا َأــق ش ـ ْ ًئا جن‬ ‫والــدليل قولــه معــا ى‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َي ْف َعلو َن ﴾ يون ‪ ﴿ 36‬أ جن ه َم في الس َم َاوات َو َمـ فـي ائ ْرً َو َمـا َيصب ُـع الـذي َ َي ْـد ُعو َن مـ ُ ون‬
‫َ ُ ََْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ى‪﴿:‬وجن تطـ ْـع أك ـ َـر‬ ‫هللا شـ َـرخاء جن َيصب ُعــون ج ال ـ َوج ْن ُهـ ْـم ج َيخ ُر ُ ــون ﴾ ‪ 66‬يــون ‪ .‬وقولــه معــا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ائ ْ ً ُيضـ ُّـل َ‬‫َ‬
‫وم َع ـ َس ـ يل هللا جن َيصب ُعــون ج ال ـ َوج ْن ُهـ ْـم ج َيخ ُر ُ ــون ﴾ ائنعــام ‪،116‬‬ ‫َم ـ فــي ر‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َُ‬ ‫﴿وج َكا ق َ‬
‫ـاعة جن ن ـ ُّ ج‬ ‫اعة َرْ َب أ َهلا قل ُـتم مـا ن ْـدر‪َ :‬مـا الس‬ ‫يل جن َو ْع َد هللا َحق َوالس‬ ‫وقوله معا ى‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ َُ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـول ل َنــا جن تصب ُعــون ج‬ ‫هنــا َو َمــا ن ْحـ ُ ب ُم ْســص ْي ن َن ﴾ ا جاثيــة ‪ ﴿ .32‬قــل هــل عنــدكم مـ علــم أتخرجـ‬
‫ال ـ َوج ْن َأنـ ُـت ْم َج َت ْخ ُر ُ ــو َن ﴾ ‪148‬ائنعــام ﴿ ُقـ ْـل جن َمــا َحــر َم َربـ َـي ْال َفـ َـواح َ َمــا َه َهـ َـر م ْن َلــا َو َمــا َب َط ـ َ‬
‫ْ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َواإلث ـ ـ َـم َوال َبغ ـ ـ َـي ْ ـ ــر ا َأ ـ ــق َوأن مش ـ ــرخوا ب ـ ــاَ َم ـ ــا ل ـ ـ ْـم ُي ـ ـ ْم ب ـ ــه ُس ـ ــلط ًانا َوأن ت ُ ول ـ ــوا َعل ـ ــى هللا َم ـ ــا‬
‫ََ َ َ‬
‫م ْعل ُمون ﴾ ا عرا ‪.33‬‬
‫وم هنا يجب على خل مسـلم أن يو ـل اعت ـا ل ج ـى مرحلـة ال طـع أو الي ـ ن أو العلـم أو اإليمـان ـ‬
‫سمها ما ش ى أكلها مسميات ملسرى واحد ـ‪ ،‬وهذل املرحلة يمق الو ـوم جلهلـا عـ ر ـق ال ـ‬
‫َ ُ ْ َ َْ ُ ْ‬
‫هللا ﴾ محمــد ‪19‬؛ وقولــه معــا ى ﴿وات ــوا هللا واعلمــوا‬ ‫ـاع َل ْم َأنـ ُـه َ ج َلـ َـه ج َ‬ ‫َ‬
‫﴿أـ ْ‬ ‫أو الت ليــد‪ ،‬قــام معــا ى‬
‫َ‬
‫اه َشــد ُيد ْالع َ ــاب َوأن َ‬ ‫َ‬
‫﴿اع َل ُمـ ْـوا أن َ‬‫ـول َو َبشــر ْاملُ ـ ْ من َن ﴾ الب ــرة ‪ ،223‬وقولــه معــا ى ْ‬ ‫َأن ُقــم ُّم َال ُقـ ُ‬
‫اه‬
‫﴿قـ ْـل جن َمــا َحــر َم َربـ َـي ْال َفـ َـواح َ َمــا َه َهـ َـر م ْن َلــا َو َمــا َب َطـ َ‬
‫ُ‬
‫غ ُفــور رحــيم ﴾ املائــدة ‪ ،98‬أــائمر هنــا بــالعلم‬
‫َ‬
‫ْ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َواإلث ـ ـ َـم َوال َبغ ـ ـ َـي ْ ـ ــر ا َأ ـ ــق َوأن مش ـ ــرخوا ب ـ ــاَ َم ـ ــا ل ـ ـ ْـم ُي ـ ـ ْم ب ـ ــه ُس ـ ــلط ًانا َوأن ت ُ ول ـ ــوا َعل ـ ــى هللا َم ـ ــا‬
‫ََ َ َ‬
‫م ْعل ُم ــون ﴾ ا ع ـرا ‪ .33‬أكله ــا ي ــات تمن ــع بن ــاء الع ي ــدة عل ــى ال ـ وع ــدم ا ج ــزم والي ـ ن‪ .‬وجكا‬
‫عاب هللا على الكاأر بناء ع ائدهم على ال ؛ أهل سي بل كلي م املسلم ن !!‬
‫و لـ َـب ال ــر ُن القــر م م ـ خصــومه أن ي يمــوا علــى ع ائــدهم ا حجــا والب ـراه ن وج أهــم خــاكبون‪،‬‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫ُ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫﴿أم ـ َي ْبـ َـدأ ا خلـ َـق ثــم ُيعيـ ُـد ُل َو َم ـ َيـ ْـرزققم م ـ َ السـ َـماء َوائ ْرً أجلــه مـ َـع هللا قـ ْـل َهــاتوا ُب ْر َهــانق ْم جن‬

‫على الع يدة؛ أ‪ :‬إلأا ة الي ن نفي هذل ا حتما ت وحدها بل بد م أشياء أخرى معها‪ .‬أإن ائ لـة السـمعية تفيـد الي ـ ن ج‬
‫عــد شــروط عشــرة وهــذل هــي ا خمســة وانتفــاء الن ــخ‪ ،‬والت ــديم والتــأخ ر‪ ،‬وم ي ــر اإلع ـراب‪ ،‬والتصــر ‪ ،‬واملعــارً الع لــي‪ .‬أــإكا‬
‫انتفــى هــذل العشــرة يب ـ مــا يخــل بــالي ن أيفيــد الــدليل الســميي حينئــذ الي ـ ن ُويســتدم بــه علــى الع يــدة‪ ،‬ومـ بــاب ْأو ــى علــى‬
‫ً‬
‫ا أق ــم الش ــرلي‪ ،‬أد لت ــه حينئ ــذ تك ــون ي يني ــة يض ــا جلهل ــا أن يك ــون ك ــذلي ثبوت ــه ي يني ــا‪ .‬والتع ــارً ب ـ ن ا حتم ــا ت ا خمس ــة‪:‬‬
‫ا ش ـإلرام والن ــل وا ج ــاز واإلض ــمار والتخص ــي ‪ ،‬ي ــع عل ــى عش ــرة أوج ــه‪ ،‬وض ــابطه أن ي خ ــذ خ ــل واح ــد م ــع م ــا ع ــدل‪ .‬أا ش ـإلرام‬
‫يع ـ ــارً ائربع ـ ـة الباقي ـ ــة وه ـ ــي الن ـ ــل وا ج ـ ــاز واإلض ـ ــمار والتخص ـ ــي ‪ .‬والن ـ ــل يع ـ ــارً الثالث ـ ــة الباقي ـ ــة وه ـ ــي ا ج ـ ــاز واإلض ـ ــمار‬
‫والتخص ــي ‪ .‬وا ج ــاز يع ــارً ا ثن ـ ن الب ــاق ن وهم ــا اإلض ــمار والتخص ــي ‪ .‬واإلض ــمار يع ــارً التخص ــي ‪ .‬أه ــذل عش ــرة أوج ــهر‪.‬‬
‫الةخصية ا سالمية‪ :‬ا جزء الثالث ‪ /‬أ وم الف ه للعالمة ت ي الدي الن لاني‪ ،‬ص ‪151‬‬
‫‪ 252‬معنــى خلمــة (خــرص)‪ :‬خــرص الرجــل‪ :‬قــام بــال والتخم ـ ن‪َ ،‬حـ َـد َ ‪ ،‬وخــرص الرجــل‪ :‬كــذب (املعجــم الوســيا ‪ )227 /1‬وموقــع‪:‬‬
‫راملعاني لكل رسم معنىر على اإلنإلرنى‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ ً َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫يدا أ ُ ل َنــا َهــاتوا ُب ْر َهــانق ْم أ َعل ُمــوا‬‫﴿ون َز ْع َنــا مـ خــل أمــة شــه‬ ‫كنـ ُـت ْم َ ــا ق َن ﴾ ‪ 64‬النمــل‪ ،‬وقــام معــا ى‬
‫ون ﴾ ‪ 75‬ال ص ؛‬ ‫َأن ا ْ َأق ه َو َ‬
‫ضل َع ْن ُلم ما َخ ُانوا َي ْف َإل ُر َ‬
‫ً‬
‫وأقام ال ر ن القر م على خل أقرة م أأكار اإلعت ا ما يجعل املسلم مطمئنـا ج ـى أنـه قـد و ـل ج ـى‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ا أق املب ن‪﴿ ،‬ق ْد أصل َنا ا َيات ل ْوم َي ْعل ُمون ﴾ ‪ 97‬ائنعام) وقام معا ى ﴿ق ْـد أصـل َنا ا َيـات ل ْـوم‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫﴿و َه ـ ــذا ـ ـ َـراط َرال ـ ـ َـي ُم ْس ـ ـ َـت ًيما ق ـ ـ ْـد أص ـ ــلنا ا َي ـ ــات ل ـ ـ ْـوم‬ ‫َي ْف ُه ـ ــون ﴾ ‪ 98‬ائنع ـ ــام‪ ،‬وق ـ ــام مع ـ ــا ى‬
‫ون ﴾ ‪ 126‬ائنعام‪.‬‬ ‫َيذك ُر َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬يحرم الت ليد في اإلعت ا ‪ ،‬أيجب أن يتوأر على اإلعت ا الدليل الـذ‪ :‬يو ـل ج ـى ال طـع ﴿أم‬
‫ُ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً ُ ْ َ ُ ُ َُ‬ ‫َ ُ‬
‫واب ْر َهــانق ْم ﴾ ائن يــاء ‪ 24‬وقولــه معــا ى ﴿أم ـ َي ْبـ َـدأ ا خلـ َـق ثــم ُيعيـ ُـد ُل‬ ‫اتخــذوا م ـ ُ ونــه لهــة قــل هات‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ ُُ‬
‫َو َم ـ َيـ ْـرزققم م ـ َ السـ َـماء َوائ ْرً أجلــه مـ َـع هللا قـ ْـل َهــاتوا ُب ْر َهــانق ْم جن كنـ ُـت ْم َ ــا ق َن ﴾ النمــل ‪64‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬
‫وقولــه معــا ى ﴿قــالوا اتخــذ هللا َولـ ًـدا ُسـ ْـب َحان ُه ُهـ َـوال ن ُّض لـ ُـه َمــا فــي السـ َـم َاوات َو َمــا فــي ائ ْرً ج ْن عنـ َـدكم‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫مـ ـ ُس ــلطان َلـ ــذا أت ُ ول ــون َعل ــى هللا َم ــا م ْعل ُم ــون ﴾ ي ــون ‪ 253.68‬ومـ ـ هن ــا يح ــرم الت لي ــد ف ــي‬

‫‪ 253‬حــوم بنــاء الع يــدة علــى ائ لــة ال طعيــة الثبــوت والد لــة‪ ،‬وال يــة قواعــد اإلعت ــا هــذل‪ُ ،‬ينصــح بــالرجو للقتــب التاليــة‪ :‬أ لــة‬
‫اإلعت ا لثـائر سـالمة‪ ،‬را سـتد م بـال نض فـي الع يـدةر‪ :‬أت ـي سـليم‪ ،‬ار البيـارا‪ ،‬وكتـاب رخبـر الواحـد‪ :‬التصـديق بـه وعـدم ا جـزم‬
‫فــي الع ائــدر‪ ،‬ثابــى ا خواجــا‪ ،‬ار قنــديل‪ ،‬وكتــاب‪ :‬الباحــث ع ـ ا خالأ ــة‪ :‬الس ـ رة واملس ـ رة للشــيخ ت ــي الــدي الن لــاني‪ ،‬تــألي ز ــا‬
‫ســالمة (ا جــزء الثــاني)‪ ،‬وممـ قــام ب نــاء الع يــدة علــى الــدليل ال طيــي وأ لــا تبنــى علــى الــدليل ال نــض‪ :‬شــيخ ائزهــر الشــيخ محمــو‬
‫شــلتوت فــي كتابهراإلســالم ع يــدة وشــريعةر‪ ،‬الشــيخ محمــد أبــو زهــرة فــي كتابــه (الع يــدة اإلســالمية) والشــيخ عبــد ا أميــد الســائح‪،‬‬
‫وائســتاك ســيد قطــب الــذ‪ :‬قــام فــي تفسـ ر ســورة الفلق‪:‬روأحا يــث ا حــا ي خــذ لــا فــي أمــر الع يــدة‪ ،‬واملرجــع هــو ال ــر ن والتــواتر‬
‫شــرط لجخــذ بائحا يــث فــي أ ــوم اإلعت ــا ر وكــذلي الشــيخ محمــد ال زا ــي فــي كتابــه رالســنة بـ ن أهــل الف ــه وا أــديثر والشــيخ ت ــي‬
‫الـدي الن لـاني‪ ،‬والـدكتور عبـد هللا عـزام فـي كتـاب رالع يـدة وأثرهـا فــي بنـاء ا جيـلر حيـث قـام‪:‬ر وكـذلي أـإن علمـاء ائ ـوم اشـإلر وا‬
‫ً‬
‫لبناء الع يدة نصو ا قطعية الثبوت وقطعية الد لةر‪ ،‬وكذلي الدكتور مصطف السبالي في كتابهر السنة ومكانهلا مـ الصشـريع‬
‫اإلسالمير حيث قام‪ :‬ر وأما الدعوى بأن ال في أحكام الدي غ ر جائز؛ أذلي أيما يتعلق بأ وم الـدي التـض يقفـر مـ يجأـدها‬
‫أو شــي أهلــا‪ ،‬خوحدانيــة هللا و ــدا رســوله ونســبة ال ــر ن ج ــى رب العــامل ن‪ ،‬وكــذلي فــي أرخــان اإلســالم خالصــالة والزخــاة وغ رهمــا ممــا‬
‫ُعلم م الـدي بالضـرورة‪ ،‬ولـ كـذلي بالنسـبة ج ـى الفـرو ‪ ،‬جك مـانع أن تث ـى عـ ر ـق ال ـ ‪ ،‬بـل يسـتطيع هـذا ا خـال أن‬
‫يدلي أن أحكام الدي خلهـا تث ـى عـ ر ـق م طـو بـهر أمـا الشـيخ محمـد سـعيد رمضـان البـو ي؛ أجـاء فـي كتابـه ركبـرى الي ينيـات‬
‫ً‬
‫الكونيــةر الصــا ر عــام ‪ 1963‬فــي م دمــة الطبعــة ائو ــى‪ :‬رثالثــا‪ :‬عــدم اإل نــاب فــي ككــر ائمــور التــض لــم يث ــى أهلــا ليــل قطيــي والرهــان‬
‫ي ينض‪ ،‬بل لعلي ل أمعرً لقث ر منلا‪ ،‬جك ا جام هنا مخت بتلي ائمور التض قامى على ال طع والي ن‪ ،‬أكانى بذلي م م ومات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الع يدة التض يسع املسلم جنكارها أو تجاهلها‪ ،‬وم املعلوم أن للي ينيات من جا مختصا لا ينبغي أن يسصبدم بـه غ ـرل فـي سـ يل‬
‫الو وم جلهلا‪ ".‬وقام في الصفحة ‪ 31‬في تمهيدل للمن ا العلرض في البحث ع ا أ ي ة ما نصه‪ :‬ركلي ئن العلم يتولد ج ع علم‬
‫ً‬
‫مثلــه‪ ،‬ومــا خــان لل ـ أن يصــلح س ـ يال ج ــى العلــم بحــام‪ ،‬وج ئمق ـ مل ــدمت ن هن ت ـ ن أن تأتيــا بنصيجــة ي ينيــة وهــو م ـ أجلــى ــور‬
‫ً‬
‫ا أا ت‪.‬ر وقام في الصفحة ‪ :33‬روم أجل هذا‪ ،‬قرر علماء التوحيد أن م شروط صأة جيمان املـ م أن يكـون قائمـا علـى عـائم‬
‫م الي ن العلرض ا جر ‪ ،‬على شوائب م الت ليد واإلتبا ر وخان شديد الصراحة في الصفحة ‪ 35‬ب وله‪ :‬رولق الصـأيح نفسـه‬
‫يرقـى فــي رجـات متفاوتــة‪ ،‬تبــدأ مـ ال ـ ال ــو‪ :‬ج ـى اإل رام الي ينــض‪ ،‬أـإكا خانــى السلســلة التـض تــوأرت أهلــا م ومـات الصــأة مكونــة‬
‫ً ً‬
‫م حا الرواة الذي ين لون ا خبر بينلم‪ ،‬أهو يعدو أن يكون خبرا هنيا في حقم الع ل‪ ،‬وجكا خانـى حل ـات السلسـلة مكونـة مـ‬
‫ً ً‬
‫رواي ن أو ثالثة رواة‪ ،‬أهو يزام خبرا هنيا‪ ،‬ولقنه ه قو‪ :‬يداني الي ن‪ ،‬أما جكا غدت خل حل ة مـ ا أل ـات مـ الق ـرة‪ ،‬جموعـا‬
‫يطمـ ن الع ــل ج ــى أ لــا تتوا ــأ علــى القــذب‪ ،‬أــإن ا خبــر املــرو‪ :‬يقصســب عندئــذ ــفة الي ـ ن‪ ،‬وهــو مــا يســرى بــا خبر املتــواتر‪ ،‬أأمــا‬
‫ال نض م ا خبر الصأيح أال يعتد به ا أقم اإلسالمي في بناء الع يدة‪ ،‬ئنه جنما يفيد ال ‪ ،‬ول د نبى ال ر ن [فـي مجـام البحـث فـي‬
‫الع يدةا ع جتبا ال ‪ .‬كما رأيى ولق يعتد به في نطاا ائحكـام العمليـة‪ ،‬لثبـوت ا خبـر املتـواتر والـدليل ال طيـي علـى أن املسـلم‬
‫مكل – بالنسبة للسلوم العملي‪ -‬با عتمـا علـى ال نـض مـ ا خبـر الصـأيح ولـذلي صـح أن مسـصند ائحكـام الشـرعية ج ـى ائحا يـث‬
‫‪91‬‬
‫اإلعت ــا ‪ ،‬والالتــا ي بــد لكــل مســلم م ـ أن يصــل ج ــى اعت ــا ل با أاكمــة الع ليــة أو بالصســليم بمــا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫﴿وجكا قيـ َـل لهـ ُـم اتب ُعــوا َمــا أنـ َـز َم‬ ‫جــاء فــي الن ــل شــرط أن يــر بأ لــة قطعيــة الثبــوت قطعيــة الد لــة؛‬
‫َ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ ْ ُ َن َ ْ ً َ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫هللا قالوا ْبـل نصبـع مـا ألفينـا عليـه باءنـا أولـو خـان بـا هم يع لـو شـ ئا و التـدو ﴾ الب ـرة ‪170‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ َ َ ْْ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫هللا َوج ــى الر ُســوم قــالوا َح ْسـ ُ َنا َمــا َو َجـ ْـدنا َعل ْيــه َباءنــا‬ ‫وقولــه معــا ى ﴿وجكا قيــل لهــم معــالوا ج ــى مــا أنــزم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َََْ َ َ ُ‬
‫ان َبا ُه ْم َي ْعل ُمون ش ْ ًئا َو َا ْل َت ُدون ﴾ املائدة ‪.104‬‬ ‫أولو خ‬
‫ُ‬
‫أ ــوام الع ي ــدة‪ :‬ال ط ــع‪ ،‬و ي ــدخل أهل ــا ج م ــا قط ــع ب ــه وم ــا ق ــام عل ــى لي ــل وانتف ــى عن ــه ــفة‬
‫ال نيـة‪ ،‬سررواء كرران القطررع بوجرودا حررين يكررون البحر ‪ :‬الوجرود املقابررل للعرردم‪ ،‬كررالقطع بوجررود‬
‫هللا‪ .‬أو القطررع بمعنرراا حررين يكررون القطررع املطلرروب هررو القطررع برراملعنل‪ ،‬مثــل ال طــع بــأن هللا يح ــض‬
‫و ميــى‪ ،‬وهنــا لـ املطلــوب اإليمــان أو ال طــع بقيفيــة اإلحيــاء‪ ،‬بــل بمجــر أنــه معــا ى يح ــض و ميــى‪،‬‬
‫ً‬ ‫لذلي ْ‬
‫أرا ع يم ب ن أن تأمي أرقة وت وم‪ :‬أ م أن هللا عالم‪ ،‬وهو مـا لـب اإليمـان بـه وجـو ا‪ ،‬ثـم‬
‫ً‬
‫تخــوً فــي معنــى خونــه عاملــا‪ ،‬أصشــطا‪ ،‬وت ــوم بــأن نصيجــة بحثلــا معنــى العلــم كــذا‪ ،‬أهــذا التأو ــل‬
‫يس ــو ج خالـ ــه ف ــي الع يـ ــدة‪ ،‬والالت ــا ي خـ ــان مـ ـ ا خطـ ــأ أن ي ــام‪ :‬الع ائـ ــد اإلس ــالمية تختل ـ ـ ‪ ،‬بر ررل‬
‫العقيرردة واحرردة وهرري املقطرروع بهررا‪ ،‬واإلخــتال خــان فــي جزئيــات وتفا ــيل لررم يكررن ينبحرري البح ر‬
‫فيهررا‪ ،‬أ‪ :‬هــو خــوً فــي ائــرة مــا لــم ُيطلــب اإليمــان بــه أ ــال‪ ،‬أينت ــل البحــث للصســا م‪ :‬هــل نصيجــة‬
‫البحث ت ع في ائرة ما به يخرن املرء م اإلسالم ج ى القفر‬

‫األفىاراألساسية في اإلعتقاد‪:‬‬
‫الس ــمة ائس ــا لك ــل أق ــرة تنتر ــض ج ــى من وم ــة الع ي ــدة اإلس ــالمية ه ــي أن ــه ب ــد أن يتح ــق أهل ــا‬
‫ال ط ــع والي ـ ـ ن‪ ،‬وهن ــا تن س ــم ائأك ــار ج ــى أأك ــار أساس ــية فـ ـي اإلعت ــا ‪ ،‬تل ــي الت ــض أم ــر رب الع ــزة‬
‫ســبحانه أن ي ـ م لــا الرســوم والــذي منــوا معــه‪ ،‬وقر لــا عضــها مــع ع ـ فــي أغلــب املواضــع م ـ‬
‫ً‬
‫ال ــر ن القــر م‪ ،‬وجمعه ــا مــع عضــها أيض ــا الرســوم عليــه الص ــالة والســالم فــي ح ــديث جبريــل علي ــه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫﴿ياأ ُّا َلــا الــذي َ َم ُنــوا م ُنــوا بــاه َو َر ُســوله َوالق َتــاب الــذ‪ :‬نــز َم َعلــى َر ُســوله‬ ‫الســالم‪ ،‬ومـ هــذل ائ لــة‪:‬‬
‫ََ ْ َ َ َ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َوالق َتاب الذ َ‪ :‬أ َنز َم م ق ْب ُل َو َم َيق ُف ْـر بـاه َو َمالئقتـه َوك ُتبـه َو ُر ُسـله َوال َي ْـوم ا خـر أ ـد ضـل ضـال‬
‫ُْْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫َ عيــدا ﴾ النســاء ‪ ،136‬وقــام معــا ى ﴿ َم ـ َ الر ُســو ُم ب َمــا أنــز َم جل ْيــه م ـ رالــه َوامل م ُنــون خــل َم ـ َ بــاه‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َو َمآلئقت ــه َوك ُتب ــه َو ُر ُس ــله نف ــرا َبـ ـ ْ َن أ َح ــد مـ ـ ُّر ُس ــله َوق ــالوا َس ــم ْع َنا َوأ ْع َن ــا غ ْف َران ـ َـي َرال َن ــا َوجل ْي ـ َـي‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫الصأيحة وجن خانى حا ا‪ ،‬وكلي حيطة في ائمر وأخذا با أزم‪.‬ر ون ل الشـيخ عبـد ا أميـد السـائح عـ كتـاب شـرح مسـلم الثبـوت‬
‫ً ً‬
‫أن ائك ر م أهل ائ وم‪ ،‬ومنلم ائئمة الثالثة‪ :‬أبو حنيفة ومالي والشاأيي على أن خبر الواحد‪ ،‬جن لم يق ا خبر معصوما ن يـا‪،‬‬
‫ً‬
‫يفيد العلم مطل ا‪ ،‬وكذلي ن ل السائح ع اإلمام أبي عمـر يوسـ بـ عبـد هللا بـ محمـد بـ عبـد البـر ائندل ـاض قولـه‪ :‬واختلـ‬
‫ً‬
‫أصــأابنا وغ ــرهم فــي خبــر الواحــد العــدم‪ ،‬هــل يوجــب العلــم والعمــل جميعــا‪ ،‬أم يوجــب العمــل ون العلــم والــذ‪ :‬عليــه أك ــر أهــل‬
‫العلم منلم أنه يوجب العمل ون العلم؛ وهو قوم الشاأيي‪ ،‬وجمهور أهل الف ه والن ر‪ ،‬و يوجب العلـم عنـدهم‪ ،‬ج مـا شـهد بـه‬
‫ً‬
‫علـى هللا‪ ،‬وقطــع العـذر بمجيئــه قطعـا‪ ،‬و خــال أيـه‪ ،‬وقــام قـوم كث ــر مـ أهــل ائثـر‪ ،‬وبعـ أهـل الن ــر أنـه يوجــب العلـم ال ــاهر‬
‫جميعا‪ ،‬ثم قام ـ اب عبد البر ـ والذ‪ :‬ن وم به أنه يوجب العمل به ون العلم‪ ،‬وعلى كلي أك ر العلم‪.‬‬ ‫ً‬
‫والعمل‬
‫‪92‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْاملَص ُر ﴾ الب رة ‪ ،285‬وأما حديث س ام جبريل للرسوم علهلما السـالم َ‬
‫أعـ ْ َعـامر أ ْو أبـي َعـامر أ ْو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صـ َـأ ُاب ُه َجـ َـاء ُل ج ْبريـ ُـل َعل ْيــه الســالم فــي غ ْ ــر‬ ‫َأبــي َمالــي َأن النيــض ﷺ َب ْ َن َمــا ُهـ َـو َجــال فــي َم ْجل ـ أيــه َأ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ضـ َـع ج ْبريـ ُـل َيـ َـد ُل َعلــى ُرك َب َتـ ْـض‬ ‫ـورته َي ْحسـ ُـب ُه َ ُجـ ًـال م ـ ْ ْاملُ ْســلم َن َأ َســل َم َع َل ْيــه َأـ َـر َع َل ْيــه السـ َـال َم ُثــم َو َ‬ ‫ُـ َ‬
‫ر‬
‫َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ـام‪ :‬أ ْن م ْســل َم َو ْج َهـ َـي ه َوأ ْن مشـ َـه َد أ ْن جل ـ َه ج هللا‬ ‫ـام لـ ُـه َيــا َر ُســو َم هللا َمــا اإلســالم أ ـ‬ ‫النيــض ﷺ وقـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـام أــإكا أ َعلـ ُـى كلـ َـي أ َ ـ ْـد أ ْســل ْم ُى؛ قـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـيم الصــالة َو ُت ـ ْ م َي الزخــاة قـ َ‬ ‫َو َأن ُم َحمـ ًـدا َع ْبـ ُـد ُل َو َر ُســول ُه َو ُت ـ َ‬
‫ُ‬
‫ـام‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫َن َع ـ ْـم؛ ُث ــم َق ـ َ‬
‫ـام‪ :‬أ ْن ت ـ م َ ب ــاَ َوال َي ـ ْـوم ا خ ــر َواملالئق ــة َوالق َت ــاب َوالن ي ـ َن َوامل ـ ْـوت‬ ‫ـام َم ــا اإليم ــان ق ـ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ـام‪ :‬أـإكا أ َعل ُـى كل َـي‬ ‫َوا َأ َياة َ ْع َد امل ْوت َوا َجنـة َوالنـار َوا أ َسـاب َوامل ـ َ ان َوال َـدر خلـه خ ْ ـرل َوشـرل؛ ق‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ـام‪َ :‬مــا ْاإل ْح َسـ ُ‬
‫ـام َن َعـ ْـم‪ُ ،‬ثــم َقـ َ‬
‫َأ َ ـ ْـد َم ْنـ ُـى؛ َقـ َ‬
‫ـام‪ :‬أ ْن م ْع ُبـ َـد هللا خأنـ َـي تـ َـر ُال أإنـ َـي ج ْن‬ ‫ـان َيــا َر ُســو َم هللا قـ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َْ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫ـام‪ :‬ن َع ـ ْـم‪ 254.)...‬أاإليم ــان ب ــاَ‬ ‫كن ــى ت ــرال أه ــو ي ــرام؛ ق ــام أ ــإكا أعل ــى كل ــي أ ــد أحس ــنى؛ ق ـ‬
‫ومالئقته وكتبه ورسله والاليوم ا خر والال در خ رل وشرل مـ هللا معـا ى تمثـل ال ضـايا ائساسـية فـي‬
‫اإلعت ــا ‪ ،‬وا خــا ائحمــر الفا ــل ب ـ ن اإليمــان والقفــر‪ ،‬وهــي ا خــا ائخضــر الــذ‪ :‬ين ــل اإلنســان‬
‫م هلمات ا جاهلية ج ى نور اإلسالم‪.‬‬
‫ً‬
‫عل ــى أن أأك ــارا أخ ــرى قطعي ــة الثب ــوت والد ل ــة ق ــد ور ت ف ــي ال ــر ن الق ــر م وف ــي الس ــنة املطه ــرة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تدخل أيضا في بنية الع يدة‪ ،‬بد مـ اإليمـان لـا حتـى يصـ ر اإلنسـان م منـا‪ ،‬وهـي اإليمـان با جنـة‬
‫والنــار وا أــوً‪ ،‬و ــفات املــو ى ســبحانه (أ‪ :‬اإليمــان بــأن هللا علــيم وأن هللا رحــيم ومــا ج ــى كلــي)‬
‫وغ ــر كل ــي م ـ قضــايا اإلعت ــا الثابت ــة بــال طع ف ــي الشــر ( البح ــث ف ــي شــرح معانهل ــا ب ــل اإليم ــان‬
‫بالرحم ال دو ال ي‪ )...‬أهذان النوعان م ائأكار هما أ ـا مـا يجـب أن يـدخل فـي بنيـة ع يـدة‬
‫املسلم‪ ،‬ائأكار ائساسية الستة (أرخان اإليمان)؛ وما ث ى بال طع في القتاب والسنة‪.‬‬

‫األفىارالظنية املتعلقة باإلعتقاد‪:‬‬


‫ً‬
‫ولق املتصبع للقتاب والسنة يـرى نوعـا خـرم ائأكـار التـض معتبـر مـ ال ضـايا املتعل ـة باإلعت ـا ‪،‬‬
‫ئن املوقـ املطلـوب اتخـاكل حيالهـا هـو موقـ التصـديق‪ ،‬وكلـي مثـل مسـألة‪ :‬هـل رأى الرسـوم ﷺ‬
‫رالــه ليلــة معراجــه الشــر أم لــم يــرل أبــض مســألة متعل ــة باإلعت ــا (التصــديق)‪ ،‬جــاءت أ لهلــا‬
‫هنية في ثبو لا أو لهلا‪ ،‬أ‪ :‬جن ال مسرب جلهلا‪ ،‬مما يجعل موق املسـلم تجاههـا هـو التصـديق‬
‫ً‬
‫بأحد ال ول ن بإلرجيح أحدهما بناء على غلبة ال ‪ ،‬ولق ‪ ،‬ون را لصشـديد النق ـر فـي ال ـر ن القـر م‬
‫على جتبا ال في اإلعت ا ‪ ،‬أـإن املوقـ حيـام هـذل ائأكـار هـو التصـديق لـا وتحـر م جيصـالها ج ـى‬
‫مرتبــة ال طــع‪ ،‬وكلــي ئن ال طــع لــا يفهــاض ج ــى تقف ــر ا خــال لهــا‪ ،‬ولقنلــا قضــايا هنيــة فــي ثبو لــا أو‬
‫لهلا‪ ،‬والالتا ي أأنـ يبنى التقف ر على ال‬
‫مسرى مثل هذل ال ضايا بال ضايا املتعل ة باإلعت ا ‪ ،‬وهي مـ مثـل مسـألة حـدو عصـمة الرسـوم‬
‫عليــه الصــالة والســالم‪ ،‬ومســألة ر ــة هللا معــا ى يــوم ال يامــة‪ ،‬وأحا يــث ا حــا هنيــة الثبــوت التــض‬

‫‪ 254‬م طع م حديث و ل ور في مسند اإلمام أحمد (مسند الشامي ن) ورقمه ‪.16851‬‬


‫‪93‬‬
‫تحــدثى ع ـ ال ي يــات‪ ،‬مــا لــم تتــواتر‪ ،‬ومــا ج ــى كلــي م ـ املســائل التــض يحتمــل أن يكــون رأ‪ :‬أ‪ :‬م ـ‬
‫ً‬
‫الفـ ــر ن املتنـ ــازع ن أهلـ ــا ـ ــوابا وا خـ ــر خطـ ــأ‪ ،‬والالتـ ــا ي أـ ــال يجـ ــوز أن يبنـ ــى علهلـ ــا تقف ـ ــر ئ‪ :‬م ـ ـ‬
‫الفر ن للطر ا خر‪.‬‬

‫هل اختلف ال حابة والتابعون وتابعوهم بإحسان في مسائل عقدية؟‬


‫ش ــهد الص ــأابة رض ــوان هللا علـ ــهلم وأه ــل ال ــرون الثالث ــة ائو ـ ــى خالأ ــات ف ــي ا ج ــا ت الف هيـ ــة‬
‫والسياسية وفي مجام تفس ر ال ـر ن القـر م واعتبـار صـأة عـ ائحا يـث النبو ـة‪ ،‬أهـل اختلفـوا‬
‫ً‬
‫أيضا في تفس ر ع املسائل الع دية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نعــم شــهدوا ع ـ اإلخــتال فــي ع ـ املســائل الع ديــة‪ ،‬ولق ـ ا خــال خــان قلــيال ومحصــورا فــي‬
‫عـ املســائل‪ ،‬ئ لــم خــانوا حــديثض عهــد عصــر النبــوة وا قتبــا مـ مشــكاة النبــوة‪ ،‬ولـ املســائل‬
‫القالمي ــة الت ــض نش ــأت أيم ــا ع ــد ل ــم تق ـ لتنش ــأ ف ــي كل ــي العه ــد‪ ،‬ئن م ـ أس ــباب نش ــوتلا ا حتك ــام‬
‫بال ــديانات وامل ــذاهب والفلس ــفات وائأك ــار ائخ ــرى‪ ،‬ائم ــر ال ــذ‪ :‬ت ــم ع ــد عص ــر ان ــدأا الفتوح ــات‬
‫وا جه ــا ونش ــر ال ــدعوة اإلس ــالمية‪ ،‬أالب ئ ــات ا جدي ــدة أوج ــدت ا أاج ــة لبح ــث أعم ــق ف ــي عـ ـ‬
‫املسائل مما أوجـد أيمـا عـد مـا ُعـر علـم القـالم الـذ‪ :‬مـ شـأنه الـدأا عـ اإلسـالم فـي وجـه تلـي‬
‫الديانات والفلسفات‪.‬‬
‫على أية حام م املسائل التض اختل الصأابة أهلا‪:‬‬
‫‪ .1‬مسألة ر ة هللا معا ى‪ ،‬سواء في الدنيا أو ا خرة‪.‬‬
‫اختل ـ املســلمون فــي ر ــة هللا معــا ى فــي الــدنيا ج ــى قــول ن‪ :‬أــذهبى ائفــة ج ــى أ لــا واقعــة فــي الــدنيا‬
‫وا خ ــرة‪ ،‬وه ــم مختلف ــون ك ــذلي جن خان ــى خا ــة ف ــي ال ــدنيا بالرس ــوم ﷺ أم أ ل ــا ق ــد ت ــع ل ــرل‪،‬‬
‫وائغلب أ لا خا ة بالرسوم محمـد ﷺ‪ ،‬وجمهـور املفسـر أن الر ـة تكـون يـوم ال يامـة؛ وخـال‬
‫فــي كلــي ا جهميــة واملعإل ل ــة وا خــوارن واإلماميــة؛ حس ــبما ككــر اإلمــام الطح ــاو‪ 255:‬قــام اإلمــام اب ـ‬
‫حجــر العسـ الني فــي أــتح البــار‪ ::‬روقــد اختلـ الســل فــي ر ــة النيــض ﷺ رالــه أــذهبى عائشــة وابـ‬
‫مسعو ج ى جنكارها‪ ،‬وكهب جماعة ج ى جثبا لا‪ ،‬وحك عبد الرزاا عـ معمـر عـ ا أسـ أنـه حلـ‬
‫ً‬
‫أن محمــدا رأى رالــه‪ .‬وأخــرن اب ـ خز مــة ع ـ عــروة ب ـ الزال ــر جثبا لــا‪ ،‬وخــان يشــتد عليــه جكا ككــر لــه‬
‫جنكار عائشة‪ ،‬والـه قـام سـائر أصـأاب ابـ عبـا ‪ ،‬وجـزم بـه كعـب ائحبـار والزهـر‪ :‬و ـاحبه معمـر‬
‫و خرون‪256 .‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .2‬أقرة اإلرجـاء‪ :‬وسـا الن ـا الـذ‪ :‬ار حـوم مرتقـب القب ـرة جن خـان خـاأرا أو م منـا أو فـي م لـة‬
‫بينلم ــا رجه ــرت ه ــذل الفرق ــة بأن ــه يض ــر م ــع اإليم ــان كن ــب‪ ،‬كم ــا ينف ــع م ــع القف ــر اع ــة‪ ،‬وم ـ‬

‫‪ 255‬أبو جعفر الطحاو‪ ( :‬در الدي محمد ب عالء الدي علي ب محمد اب أبي العز ا أنفي‪ :‬الع يدة الطحاو ة‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫ـدت أن ائمــر ســيعنض‬ ‫‪ 256‬كنـ ُـى قــد ككــرت وجهــات ن ــر علمــاء املســلم ن ا ختلفــة وأ لــة خــل أر ــق فــي مســألة الرو ــة هــذل‪ ،‬ولقنــض وجـ ُ‬
‫اإل الــة ل ــر كو‪ :‬ا ختصــاص‪ ،‬أاقتصــرت علــى هــذل اللمحــة الســريعة‪ ،‬وقــد توســعى عـ الشــاضء فــي املســألة فــي كتــابي ا خــر‪ :‬أ لــة‬
‫ا عت ا ‪ ،‬أراجعه‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫املنتم ـ ن له ــذا التي ــار ق ــام جن أم ــر مرتق ــب القب ــرة يرج ــأ ج ــى هللا مع ــا ى ي ــوم ال يام ــة‪ ،‬وق ــام الش ــيخ‬
‫محمد أبو زهرة‪ :‬والبـذرة ائو ـى التـض نبصـى منلـا هـذل الفرقـة خانـى فـي عصـر الصـأابة فـي خـر عصـر‬
‫عثم ــان رض ــاض هللا عن ــه‪ ،‬أ ــإن ال ال ــة ف ــي حق ــم عثم ــان وعمال ــه ق ــد ش ــاعى وكاع ــى؛ وم ــجت الب ــا‬
‫اإلس ــالمية‪ ،‬وههـ ــرت الف ـ ـإلن التـ ــض انهل ــى ب تلـ ــه‪ ،‬وفـ ــي أثنـ ــاء كل ــي اعتصـ ــمى ائفـ ــة م ـ ـ الصـ ــأابة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالصــمى وتجمل ــى با متن ــا ع ـ ا ش ـإلرام ف ــي تل ــي الف ـإلن الت ــض م ــرن املســلمون أهل ــا مرج ــا ش ــديدا‬
‫وتمســكوا بحــديث أبــي بقــر عـ النيــض ﷺ جك قــام عليــه الصــالة والســالم‪:‬ر ســتكون أـإلن‪ :‬ال اعــد أهلــا‬
‫خ ــر مـ املايــاض‪ ،‬واملايــاض أهلــا خ ــر مـ الســالي‪ ،‬أ أــإكا نزلــى أو وقعــى أمـ خــان لــه جبــل أليلأــق‬
‫بإبله‪ ،‬وم خان له غنم أليلأق نمه‪ ،‬وم خان له أرً؛ أليلأق بأرضه‪ ،‬أ ام الرجـل‪ :‬يـا رسـوم‬
‫هللا م لم تق له جبل و غنم و أرً قام‪ :‬يعمـد ج ـى سـيفه أيـدا علـى حـدل ب جـر ثـم ليـنج جن‬
‫استطا النجاةر وامتنعـى تلـي الطائفـة عـ ا خـوً فـي الفـإلن التـض حـدثى فـي عهـد عثمـان وانهلـى‬
‫ب تل ـه‪ ،‬وك ــذلي خ ــان ح ــالهم ح ــام الفتن ــة الت ــض وقع ــى أي ــام عل ــي ب ـ أب ــي ال ــب ك ــرم هللا وجه ــهر‪257.‬‬

‫ول معنى مهلم مواأ هلم على الفقرة أو اختالأهم أهلا‪ ،‬وجنما خشيهلم الفـإلن‪ ،‬أـا خال جـرى‬
‫في عهد الصأابة بينلم‪.‬‬
‫‪ .3‬أقــرة اإلمامــة وجمامــة علــي‪ :‬كــذلي جــرى اخــتال فــي مســألة انتخــاب واليعــة ا خليفــة ائوم أبــي‬
‫بقر الصديق‪ ،‬وههرت أقوام ب ن الصـأابة حـوم أح يـة علـي بـ أبـي الـب با خالأـة‪ ،‬وقـد و ـى‬
‫ً‬
‫فحة هذل ا خالأات في هذل املسألة سريعا أور انتخاب أبي بقر الصديق رضاض هللا عنه)‪.258.‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬مسألة مرتقب القب رة وههرت في جيل التا ع ن‪ :‬أم املعرو تار خيا أنه جرت مناقشـات بـ ن‬
‫الت ــا يي ا أس ـ البص ــر‪ 21[ :‬ـ ‪110‬هـ ـ = ‪ 642‬ـ ‪728‬ما وبع ـ تالمذت ــه ح ــوم ه ــذل املس ــألة أمث ــام‬
‫وا ــل بـ عطــاء [‪ 80‬ـ ‪131‬ه ـ = ‪ 699‬ت ‪748‬ما‪ ،‬وعمــرو بـ عبيــد [‪ 80‬ـ ‪144‬ه ـ = ‪ 699‬ـ ‪761‬ما أهمــا‬
‫ً‬
‫ايضا م التا ع ن‪.‬‬
‫‪ .5‬وأنقــرت الســيدة عائشــة ‪ -‬رضــاض هللا عنلــا ‪ -‬أن امليــى ُيعــذب ببكــاء أهلــه عليــه‪ ،‬وأث تــه غ رهــا م ـ‬
‫الصأابة‪259.‬‬

‫بد م س ام‪ :‬هل ما يسـرى بفرقـة أهـل السـنة وا جماعـة (السـلفيون ) يح ـون مفهـوم مـا عليـه‬
‫(أنــا واصــأابي)‪ ،‬أــالقث ر م ـ التــا ع ن جــاء بتفس ـ رات وتــأو الت جديــدة اختلفــوا أهلــا مــع غ ــرهم‪،‬‬
‫أمثام وا ل ب عطاء وعمـرو بـ عبيـد‪ ،‬كمـا رأينـا قبـل قليـل‪ ،‬وكـذلي ُيعتبـر اإلمـام ز ـد بـ علـي بـ‬
‫ا أس ـ ن ب ـ علــي ب ـ أبــي الــب [ ‪ 79‬ـ ‪122‬ه ـ = ‪ 698‬ـ ‪740‬ما م ـ التــا ع ن‪ ،‬وغ ــرهم كث ــر‪ ،‬أل ـ‬
‫هـ ء وأمثــالهم مـ أهــل ال ــرون املفضــلة (خ ــر ال ــرون)‪ ،‬وهــم يخــالفون فــي عـ أأكــارهم عـ‬
‫ً‬
‫الصـأابة والتـا ع ن‪ ،‬وملـاكا نعتبـر أهـم هـ ء أيضـا يـدخل ضـم قولـه عليـه السـالم (مـا أنـا عليــه‬

‫‪ 257‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ن‪ ،1‬ص ‪133‬‬


‫‪ 258‬محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية‪ ،‬ن‪ ،1‬ص‪ [ 35‬ون ل هذا ال وم أبو زهرة ع اب أبي ا أديـد الـذ‪ :‬قـام عنـه رالشـييي‬
‫ً‬
‫املعتدمرا‪ .‬وأن ر أيضا محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ص ‪200‬‬
‫‪ 259‬أن ر كالم اب تيمية في رمجمو الفتاوىر ‪ 492/12‬و ‪33/20‬‬
‫‪95‬‬
‫وأصأابي) ! أم جرى تفصيل معر ـ (أهـل السـنة وا جماعـة) ليخـرن أمثـام هـ ء منـه واعتبـارهم‬
‫م أهل البد !‬
‫‪ .6‬وه ــل امل ــوم يس ــمعون أم كه ــب ج ــى نف ــي س ــما ائم ــوات لجحي ــاء‪ ،‬وه ــو رأ‪ :‬الس ــيدة عائش ــة‬
‫واب عبا واب مسـعو ‪ -‬رضـاض هللا عـنلم ‪ -‬وغ ـر واحـد مـ الصـأابة وهـو مـذهب ا جمهـور‪ ،‬وهـو‬
‫ُ‬
‫قــوم اب ـ عابــدي ‪ ،‬واب ـ الهمــام‪ ،‬واب ـ ن َجــيم‪ ،‬وا أصــفكي‪ ،‬وغ ــرهم م ـ أئمــة ائحنــا ‪ ،‬واملــازر‪:‬‬
‫ـام جليـه الشـيخ ائلبـاني‬ ‫والبا ي وال اضاض عياً م املالقية‪ ،‬وال اضاض أبـي يعلـى مـ ا أنابلـة‪ ،‬وم َ‬
‫أيضا اب باز واب ُعثيم نر‪260‬‬ ‫في تح ي ه رلآليات الب نات في عدم سما ائمواتر‪ ،‬ورنح كلي ً‬
‫ســيعإلر عـ الســلفي ن بوجــو أمثــام هــذل ا خالأــات‪ ،‬ولقنــه ســي لل مـ شــأ لا إلثبــات وجهــة‬
‫ن ــرل أن خــال فــي الع يــدة فــي ال ــرون ا خ ــرة ائو ــى‪ ،‬وأن ال ــائل ن بــأ‪ :‬رأ‪ :‬خــر هــم (مبتدعــة‬
‫ومحــدثون ف ــي ه ــذا ال ــدي ) ق ــام ال ــدكتور عب ــد الــرحم الب ـرام‪ :‬رالص ــأابة ل ــم يختلف ــوا ف ــي مســائل‬
‫اإلعت ا ‪ ،‬ولم يختلفوا في فات هللا‪ ...‬وكذلي لم يختلفوا في ال ـدر وأأعـام العبـا وفـي حقـم أهـل‬
‫القبــائر‪ ،‬وهــذا ا تفــاا يمنــع أن يختلفــوا فــي عـ ا جزئيــات‪ ،‬كمســألة ر ــة النيــض ﷺ لرالــه ليلــة‬
‫املع ـران‪ ،‬كمــا اختلف ــوا فــي تفس ـ ر ع ـ ا يــات‪ ،‬هــل ه ــي م ـ يــات الص ــفات ك ولــه معــا ى‪﴿ :‬وَ‬
‫املش ــرا وامل ــرب أأينم ــا تول ــوا أ ــثم وج ــه هللا﴾‪[ .‬الب ــرة‪115 :‬ا‪ ،‬أ ــائك رون ق ــالوا‪ :‬املـ ـرا بالوج ــه‬
‫ا جهة‪ ،‬وهي ال بلة‪ ،‬أوجه هللا قبلة هللا‪ ،‬كما قـام مجاهـد‪ .‬وقـام عـ أهـل السـنة‪( :‬وجـه هللا) هـو‬
‫ً‬
‫وجهــه الــذ‪ :‬هــو ــفته ســبحانه ومعــا ى‪ ،‬ولـ كلــي اختالأــا فــي جثبــات الوجــه َ ســبحانه ومعــا ى‪،‬‬
‫أإن ــه ثاب ــى بالنص ــوص الت ــض تحتم ــل‪ ،‬ك ول ــه مع ــا ى‪﴿ :‬و ب ـ ـ وج ــه رال ــي كو ا ج ــالم واإلكـ ـرام﴾‬
‫[الرحم ‪27 :‬ا‪ ..‬اهـ‪261.‬‬

‫النروج من اإلسالم إلى الكفرر! ضوابط الحكم على أبحا الفرق‪:‬‬


‫املرت ــد ه ــو مـ ـ كف ــر ع ــد جس ــالمه‪ ،‬و قف ــر املس ــلم بممارس ــة أح ــد ائم ــور ائربع ــة التالي ــة‪ :‬الش ررك‬
‫أواإلعتقرراد أوالفعررل أوالقررول‪ .‬وحتــى نحقــم علــى أرقــة مــا بأ لــا أارقــى اإلســالم ج ــى غ ــرل أو ب يــى فــي‬
‫ائرة اإلسالم‪ ،‬بد م الضوابا التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫أو ‪( :‬الش ررك)‪ :‬جكا أأه ــاى بح ــث الف ــر أو ا جماع ــة ج ــى الش ــي ول ــو ف ــي قض ــية واح ــدة مم ــا ل ــب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإليمــان بــه لبــا جازمــا أو بــدليل قطيــي‪ ،‬أإنــه يخــرن مـ اإلســالم (الشــي أو ال ـ فــي وجــو مــا قطــع‬
‫الــدليل ال طيــي بوجــو ل‪ ،‬أو الشــي أو ال ـ بمعنــى مــا قطــع الــدليل ال طيــي بمعنــال‪ ،‬الشــي أو‬
‫ال ـ فــي معنــى مــا لــم يــر الــدليل ال طيــي شــرح معنــال شــكل قطيــي ينفــي خــل معنــى مخــال ) كمـ‬

‫‪ 260‬موقع ائلوكة الشرلي هل املوم يسمعون كالم ائحياء الشيخ ندا أبو أحمد ‪2014/3/27‬‬
‫‪ 261‬جسالم وايب‪،‬مركز الفتوى هل وقع ا خال في مسائل الع يـدة‪ ،‬سـ ام رقـم ‪ ،132935‬تـار خ ‪ 2010/3/8‬يراجـع كتـاب‪ :‬ضـوابا‬
‫التعامل مع فات هللا معا ى للكاتب‪ :‬ثائر سالمة‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫يشــي فــي وجــو هللا معــا ى أوالشــي فــي خــون ا جنــة أو النــار ح ي تــان‪ ،‬وأ لمــا ار جـزاء؛ بمــا مجــام‬
‫أيه للتأو ل‪.‬‬
‫ثاني ــا‪( :‬اإلعتق رراد) يخ ــرن امل ــرء م ـ اإلس ــالم جكا أأه ــاى بحث ــه ج ــى اإلعتق رراد واإليم رران بم ــا ل ــب من ــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جنكــارل والقفــر بــه شــكل جــازم (كمـ يعت ــد بــالنجوم مــثال نفعــا أو ضـرا أو أ لــا كات تــأث ر علــى عمــل‬
‫اإلنسان ومست بله) أو عدم اإلعتقراد واإليمران بمـا أمرنـا شـكل جـازم أن نعت ـدل‪ ،‬كمـ لـم يعت ـد‬
‫بوحدانيــة هللا‪ ،‬أو عــدم اعت ــا مــا م الــدليل ال ــا ع عليــه‪ ،‬كم ـ لــم يعت ــد بنبــوة محمــد ﷺ‪ ،‬أو‬
‫بــال ر ن‪ ،‬بمــا يحتمــل التأو ــل‪ ،‬وجكا أأهــاى بحثــه ج ــى معــارً يحتمــل التأو ــل مــع قطيــي‪ ،‬كم ـ‬
‫أأهــاى لــم بح ــث الصــفات ج ــى تجســيم امل ــو ى عــز وج ــل‪ ،‬جكا اعت ــدوا بل ــوازم ا جســمية‪ ،‬مخ ــالف ن‬
‫أ ل نفي مشا لته للمخلوقات ‪-‬وهو قطيي‪ -‬أيقفر‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪( :‬الفعل) ال يام بفعل مقفر يحتمل التأو ل خال جو لصنم أو بنـاء كن سـة أو الصـالة فـي‬
‫ً‬
‫ال لم‪.‬‬ ‫و‬ ‫كن سة مشارخا النصارى في ال لم وعبا لم وممارسة نف‬
‫ً‬
‫را عا‪( :‬القول) قوم ما يخرن م اإليمـان بحيـث يحتمـل قولـه التأو ـل‪ ،‬أيقفـر بـه؛ كسـب الـذات‬
‫ض ا أيه و جكرال‪.‬‬ ‫اإللهية في موق‬
‫على أن ا أقم بقفر م درت عنه جحـدى هـذل املقفـرات يحتـان ج ـى تث ـى لتنتفـي شـ لة الضـ ا‬
‫واإلك ـرال والتأو ــل‪ ،‬وائ ــل حص ــر ــالحية ج ــدار ا أق ــم بقفــر ائ ــخاص با أ ــاكم ا خاض ــعة‬
‫ُْ‬
‫لسـ ــلطان جمـ ــام املسـ ــلم ن‪ ،‬وأن تإلـ ــرم لعـ ــوام النـ ــا ‪ ،‬وقـ ــد خـ ــان سـ ــلفنا الصـ ــا ح رضـ ــاض هللا عـ ــنلم‬
‫يبحثـون عـ أمــر واحــد يــدرأون بــه رمــي املــرء بــالقفر م ابــل مــا يجتمــع لهــم مـ أمــور كث ــرة لــو عــرً‬
‫أقلهــا عل ــى ع ـ أهــل زمانن ــا مل ــا تورعــوا ع ـ أن يجعل ــوا جهــنم مث ــوى له ــذا املــرء‪ ،‬ق ــام الزرق ــاني ف ــي‬
‫ً‬
‫مناه ـل العرأ ــان‪ :‬ول ــد ق ــرر علـ ــما نا أن الكل ــمة جكا احتمل ــى القف ــر مـ ـ مس ــعة ومس ــع ن وجه ــا ث ــم‬
‫احتملى اإليمان م وجه واحـد‪ُ ،‬حملـى عل ـ أحسـ الـمــحامل وهـو اإليمـان‪ .‬وهـذا موضـو مفـرو‬
‫منه وم التدلـيل علـيه‪ .‬وقام احب مرقـاة املفـاتيح‪ :‬وحا ـل كالمهمـا نعـوك بـاَ تقف ـرل رضـاض هللا‬
‫ُ‬
‫عنـه (يعنــض أ َبيــا بـ كعــب) وهـذل نزعــة جســيمة وجـرأة ع يمــة‪ ،‬أـإن عبــارة حــا النــا جكا احتملــى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مس ـ ــعة ومس ـ ــع ن وجه ـ ــا م ـ ـ ا أم ـ ــل عل ـ ــى القف ـ ــر‪ .‬ووجه ـ ــا واح ـ ــدا عل ـ ــى خالأ ـ ــه يح ـ ــل أن يحق ـ ــم‬
‫بارتدا ل‪262.‬‬

‫و ب ــد م ـ مالح ــة مهم ــة هن ــا ه ــي أنن ــا نض ــبا أحك ــام القف ــر واإليم ــان بالنس ــبة للن ــا ف ــي ا أي ــاة‬
‫الــدنيا ملــا يإلرتــب علهلــا م ـ أحكــام شــرعية عمليــة خأحكــام املرتــد والــزوان والطــالا وا خالأــة والعــزم‬
‫مـ املنا ــب التــض مشـإلرط اإلســالم ومــا شــابه‪ ،‬و نبحــث فــي هــل هــو مـ م عنــد هللا أو هــل هــو خــاأر‬
‫عنــد هللا‪ ،‬أو هــو م ـ أهــل ا جنــة أو أهــل النــار‪ ،‬أــاَ وحــدل الــذ‪ :‬لــه أن يفصــل ب ـ ن النــا ‪ ،‬و كــون‬
‫هذا يوم ال يامة‪.‬‬

‫‪262‬مرقاة املفاتيح ملال علي ال ار‪709 /4 :‬‬


‫‪97‬‬
‫أإكا تب ن لي كلي‪ ،‬علمى أن مرا نا هو بحث مـا مـ شـأنه أن يجعـل التمـايز بـ ن تلـي الفـرا والـ ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ائ ـل تمــايزا مـذموما يخرجهــا ج ــى ائـرة القفــر أو أن يكــون التمـايز ممــا يخرجهــا ج ـى تلــي الــدائرة‪،‬‬
‫ـزءا يتج ـزأ‪،‬‬ ‫أتب ـ فــي ائ ــل العــام وه ــو أ ــل اإلس ــالم‪ ،‬كلــي ائ ــل الــذ‪ :‬تك ــون الســنة أي ــه جـ ً‬
‫أيصـلح معـه ال ــوم حينلـا بـأن تلــي الفرقـة لــم تخـرن عـ ائــرة السـنة ج بتلـي ائمــور البدعيـة التــض‬
‫انت جهلا مخالفة ر ة الرسوم ﷺ!‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أ ــد أرســل هللا رســوله بالهــدى و يـ ا أــق‪ ،‬ينــا ق َي َمــا ملــة جبـراهيم حنيفــا ومــا خــان مـ املشــرك ن‪،‬‬
‫ً‬
‫وأمر املسلم ن أن يتفقروا في خلق السموات وائرً‪ ،‬رالنـا مـا خل ـى هـذا بـا ال سـبحاني‪ ﴿ ،‬جن فـي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫خلــق السـ َـم َاوات َوائ ْرً َواخــتال الل ْيــل َوالن َلــار َوال ُفلــي التــض ت ْجــر‪ :‬فــي ال َب ْحــر ب َمــا َينفـ ُـع النــا َ َو َمــا‬
‫صــر الرَ ــاح‬ ‫اه م ـ َ السـ َـماء م ـ مــاء َأ َأ ْح َيــا بــه ائ ْر َ‬
‫ً َ ْعـ َـد َم ْو َلــا َو َالــث أ َهلــا م ـ ُخ ـل َ بــة َو َت ْ‬ ‫َأنـ َـز َم ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫َوال ـ َـأاب امل َ ــخر َبـ ـ ْ َن الس ـ َـماء َوائ ْرً َي ــات ل ـ ْـوم َي ْع ل ــون﴾ الب ــرة ‪ ،164‬حت ــى يتو ــلوا ج ــى‬
‫ح ي ة ﴿أفي هللا شي أا ر السموات وائرً ﴾ جبراهيم ‪ ،10‬أتطمـ ن قلـو لم ج ـى اإليمـان بوجـو‬
‫هللا س ــبحانه خ ــالق الك ــون‪ ،‬وم ـ ث ــم أ ــإن ا أ ــق س ــبحانه ومع ــا ى ق ــد جع ــل ال ــر َن الق ــر م معج ــزة‬
‫ً‬
‫الرســوم عليــه أأضــل الصــالة وأتــم الصســليم‪ ،‬ليــدلل لــا علــى ــدا نبوتــه‪ ،‬و م ـ املســلون بــاَ رالــا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والاإلسالم ينا والمحمد ﷺ ن يا ورسو ‪.‬‬
‫والع يدة اإلسالمية ع يدة ع لية تتفق مع الفطرة‪ ،‬سهلة‪ ،‬يسـتطيع املسـلم الو ـوم ج ـى ح ائ هـا‬
‫﴿وم ـ ْ َياتــه‬ ‫م ـ غ ــر كب ــر عنــاء‪ ،‬أصســت ر ب ـ ن جوانحــه لصشــكل لــه قيــا ة أقر ــة ت ــو ل فــي ا أيــاة َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ً َ ً َ‬
‫ً َ ْع َـد َم ْو َلـا جن فـي كل َـي َيـات ل ْـوم‬ ‫ائ ْر َ‬ ‫ُير ق ُم ال َب ْرا خ ْوأا َو َمعا َو ُ ُم مـ َ الس َـماء َم ًـاء أ ُي ْح ـض بـه‬
‫ُ َ‬
‫َي ْع لون ﴾ الروم ‪.24‬‬

‫وجوب اعتماد السنة واألخذ بها‪ ،‬وتحريم نبذها أو تركها‪:‬‬


‫خانــى هــذل الفــرا تنشــأ وتخــرن م ـ رحــم ائمــة اإلســالمية‪ ،‬أبــض أــرا وائمــة اإلســالمية هــي ائ ــل‪،‬‬
‫ائمة اإلسالمية رجى على اتخاك السنة من ا حيـاة‪ ،‬فالسرنة جرزء ال يتجرزأ مرن إسرالمها‪ ،‬والسرنة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ليس أمرا فرعيا بسيطا يمكن أن ُيغض الطرف عنره‪ ،‬فيكرون املسرلم مسرلما وهرو ينكررالسرنة‬
‫ً‬
‫أو ين ررعى ع ه ررا بعي رردا!! ال يمك ررن ذل ررك!‪ ،‬أ ــاَ مع ــا ى جع ــل الس ــنة ش ــطر اإلس ــالم بال ــدليل ال طي ــي‪،‬‬
‫َ ُ‬
‫وا قتص ــار عل ــى القت ــاب ون الس ــنة رأ‪ :‬ا خ ــارج ن عل ــى اإلس ــالم‪ ،‬ق ــام مع ــا ى‪َ :‬و َم ــا َت ــاك ُم الر ُس ــو ُم‬
‫اه ا النسـاء‬ ‫َأ ُخ ُذ ُول َو َما َ َل ُـاك ْم َع ْن ُـه َأ ْـان َه ُلوا ا ا أشـر ‪ 7‬وق ـام معـا ى‪َ :‬مـ ْ ُيطـع الر ُسـو َم َأ َ ْـد َأ َ ـا َ َ‬

‫‪98‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫‪80‬ا‪ ،‬وقـ ـام معــا ى‪:‬أل َي ْحــذر الــذي َ ُيخــال ُفون َع ـ ْ أ ْمــرل أ ْن تصــي َ ُل ْم أ ْت َنــة أ ْو ُيصــي َ ُل ْم َعــذاب ألــيم ا‬
‫ـول ُه َأ ْم ـ ًـرا َأ ْن َي ُك ــو َن َل ُه ـ ُـم ا ْ خ َ ـ َـر ُة م ـ ْ‬
‫ُ ََ ُ ُ‬
‫ه ــاى اه ورس ـ‬ ‫الن ــور ‪ 63‬وق ــام‪َ :‬و َم ــا َخ ـ َـان ملُ ـ ْ م َوَ ُم ْ م َن ــة ج َكا َق َ‬
‫ُ َ‬
‫ـوم أ َيمــا َـج َر َب ْيـ َـن ُل ْم ثـم َيجـ ُـدوا فــي‬
‫َ‬ ‫َأ ْمـره ْم ا ائحـزاب ‪ 36‬وق ـام‪َ :‬أـ َال َو َرال َـي َ ُي ْ م ُنــو َن َحتــى ُي َحق ُم َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ض ْ َى َو ُي َسل ُموا م ْسل ًيما ا النساء‪ 65‬وقام‪[ :‬أإ ْن ت َنا َز ْع ُت ْم في يا ْضء أ ُـر ُّ ُول ج ـى اه‬
‫َ‬ ‫َأ ْن ُفسه ْم َح َر ًجا مما َق َ‬
‫يعــوا َ‬
‫اه‬ ‫َوالر ُسـوم ا النسـاء ‪ ،59،‬والرررد إلرى الرسررول بعرد وفاترره هرو الررد إلررى سرنته‪ ،‬وقــام‪ُ :‬ق ْـل َأ ُ‬
‫اه ا م عمران ‪.31‬‬ ‫اه َأاتب ُعوني ُي ْحب ْب ُق ُم ُ‬ ‫َوالر ُسو َم ا م عمران ‪ 32‬وقام‪ُ [ :‬ق ْل ج ْن ُك ْن ُت ْم ُتح ُّبو َن َ‬
‫فهررذا النصررو القطعيررة الثبرروت القطعيررة الداللررة‪ ،‬صررريحة فرري وجرروب األخررذ بالسررنة كاألخررذ‬
‫ً‬
‫بالكتاب‪ ،‬ومنكرالسرنة كرافرقطعرا‪ ،‬فيجرب األخرذ بالسرنة كاألخرذ برالقر ن‪ ،‬سرواء بسرواء مرن غيرر‬
‫أي فرق بي هما‪.‬‬
‫و يجــوز أن ي ــام عنــدنا كتــاب هللا نأخــذ بــه؛ ئن كلــي قــد يفهــم منــه تــرم الســنة‪ ،‬بــل بــد م ـ أن‬
‫ت رن السنة بالقتاب‪ ،‬وقد نبـه الرسـومﷺ ج ـى كلـي فـي حديثـه‪ ،‬أ ـد ور أن النيـض ﷺ قـام‪ُ « :‬يوش ُـي‬
‫ـاب اه َعـز َو َجـل‪َ ،‬مـا‬ ‫الر ُج ُل ُمتق ًئا َع َلى َأر َقته‪ُ ،‬ي َحد ُ ب َحديث م ْ َحـديثض‪َ ،‬أ َي ُ ـو ُم‪َ :‬ب ْي َن َنـا َو َال ْ َـن ُق ْم ك َت ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬
‫اس ـ َـت ْحلل َن ُال‪َ ،‬و َم ــا َو َج ـ ْـدنا أي ــه م ـ ْ َح ـ َـرام َحر ْم َن ـ ُـال‪ ،‬أ َوجن َم ــا َح ــر َم َر ُس ــو ُم اه‬ ‫َو َج ـ ْـدنا أي ــه م ـ ْ َح ــالم‬
‫ـاب اه‪َ ،‬مــا‬ ‫اه»‪ 263.‬ورو‪ :‬أنــه عليـه الســالم قــام‪ُ « :‬يوشـ ُـي َأ َح ُـد ُك ْم َي ُ ــو ُم‪َ :‬هـ َـذا ك َتـ ُ‬ ‫(ﷺ) م ْث ُـل َمــا َحــر َم ُ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬
‫خـ َـان أيــه م ـ ْ َحــالم أ ْحلل َنـ ُـال َو َمــا خـ َـان م ـ ْ َحـ َـرام َحر ْمنــا ُل‪ ،‬أ َم ـ ْ َبل ـ ُـه َعنــض َحــديث أقــذ َب بــه‪ ،‬أ ـ ْـد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َكذ َب َ‬
‫اه َو َر ُسول ُه َوالذ‪َ :‬حدثـ ُه» أخرجه اب عبد البر‪.264‬‬
‫أالســنة ليــل أ ــل قطيــي خــال ر ن ســواء ســواء‪ ،‬ومــا ث ــى عـ الرســوم ﷺ م ـ قــوم أو أعــل م ـ‬
‫الســنة ليــل أو أمــارة ليــل علــى ا أقــم الشــرلي‪ ،‬واإلسررالم سررلن كاملررة كاملحجررة البيضرراء ليس ر‬
‫بحاج ررة مل ررن يكمله ررا أو يزي ررد عليه ررا أو ي ررنقص م ه ررا‪ ،‬ف ررالنروج عليه ررا أو إدخ ررال غيره ررا فيه ررا بدع ررة‪،‬‬
‫ً‬
‫وهكذا أينما قلب النظر وجدت السنة جزءا ال يتجزأ من اإلسالم‪،‬‬
‫فال معنل للقول‪ :‬إسالم سني‪ ،‬وإسالم غيرسني‪ ،‬وهذا هو مدلول قولنرا أهرل السرنة‪ ،‬كأننرا نقرول‪:‬‬
‫ً‬
‫يسوج أن يكون غيرالسني مجافيا للسنة!‬
‫ً‬
‫فالسنة ليس فرقة وال طائفة‪ ،‬وال يكون املسلم إال سنيا!‪.‬‬
‫لرذلك ال ي رح وصرف التمسرك بالسرنة بأنره افترراق‪( ،‬وهرو مردلول قرول‪ :‬فرقرة أهرل السررنة) ألن‬
‫التمسرك بالسرنة أصررل ثابر باإلسرالم‪ ،‬وال ي ررح أن يقرال‪ :‬أهرل السررنة فرقرة أو طائفرة‪ ،‬فاألصررل‬
‫ُ‬
‫أن يتمسك كل مسلم بالسنة‪ ،‬كيف ال وقد أمربذلك في محكم التلزيل‪ ،‬وال ن هللا معا ى أن السـنة‬
‫مب نــة لل ــر ن‪ ،‬وهــي نص ـ اإلســالم‪ ،‬لــذلي أــال يصــح و ـ ائمــة بأ لــا أرقــة وهــي تتمســي بمــن ا‬
‫السـنة‪ ،‬ن ـر مســمية املعإل لـة بأ لــا أرقـة‪ ،‬والشــيعة بأ لـا أرقـة‪ ،‬وهقــذا‪ ،‬ألنره صررح هسرمي هم بررالفرق‬
‫لتمايزهم عن األصل بأمور بدعية في منهج التعامل مع األصل‪.‬‬

‫‪ 263‬أخرجه اب ماجة برقم ‪ 12‬و ‪3193‬والإلرمذ‪ :‬برقم ‪2663‬و‪2664‬وأبو او ‪4604‬و ‪.4605‬‬


‫‪264‬الةخصية اإلسالمية‪ ،‬ا جزء الثالث رأ وم الف هر لل اضاض ت ي الدي الن لاني‬
‫‪99‬‬
‫وفــي الوقــى نفســه اســتمرت ائمــة عطاتلــا العلرــض أكــان الف هــاء وا أــدثون‪ ،‬وائ ــوليون‪ُ ،‬‬
‫والعبــا‬
‫وا جاهــدون وعامــة الن ـا هــم مــا ة اإلســالم‪ ،‬وســوا ائمــة ائع ــم‪ ،‬خــانوا يــرون هــذا خلــه‪ ،‬و خــرن‬
‫مــنلم مـ يفنــد هــذا املــذهب وهــذا الـرأ‪ :‬أو كام‪ ،‬وخا ــة العلمــاء‪ ،‬أكــان مـ الطبييــي أن ي ـ قــوم‬
‫مـ ائمــة ج ــى ر هــا ج ــى ســنة النيــض ﷺ و ر تــه التــض هــي ا حجــة البيضــاء‪ ،‬ف سررةل املحرردثون ابتررداء‬
‫ً‬
‫باسر ررم أهر ررل السر ررنة‪ ،‬منهجر ررا‪ ،‬وغلـ ــب علـ ــهلم و ـ ـ ‪ :‬أصـ ــأاب ا أـ ــديث‪ ،‬فـ ــي أوائـ ــل ال ـ ــرن الثالـ ــث‬
‫ال جــر‪ ،:‬ثــم ههــر الســا ة ائشــاعرة ومســموا باســم أهــل الســنة وا جماعــة بصــفهلم فرقررة‪ ،‬فىان ر‬
‫ً‬
‫جسيما‪265.‬‬ ‫ً‬
‫هسمية أهل السنة منهجا صحيحة‪ ،‬وهسمية أهل السنة فرقة خطأ‬

‫ً‬
‫اس ثماراملصطلح سياسيا في العصرالحدي ‪:‬‬

‫أثن ــاء ا أـ ــرب العامليـ ــة ائو ـ ــى وعنـ ــدما خانـ ــى الـ ــدوم ال راليـ ــة تخطـ ــا إلس ـ ـ اط الدولـ ــة العثمانيـ ــة‬
‫وال ضاء على وحدة املسـلم ن مـ خـالم هـدم م سسـة ا خالأـة‪ ،‬قامـى الـدوم ا سـتعمار ة القبـرى‬
‫نذام با تفاا أيما بينلا على ت سيم العالم اإلسالمي ئهدا كث رة‪ ،‬منلا سهولة احتوائـه وجب ائـه‬
‫تح ــى الس ــيطرة‪ ،‬ومس ــهيل ل ــب ثروات ــه‪ ،‬وال ض ــاء عل ــى م ــا يجم ــع ه ــذل ائم ــة ف ــي كي ــان واح ــد وه ــو‬
‫ً‬
‫اإلســالم الــذ‪ :‬خــان العــالم ال ربــي ينا ــبه العــداء منــذ قــرون و لــة‪ - ،‬نبعــد كث ـرا جن قلنــا بأ لــا‬
‫تصل ج ى ر الرومان م هذل البال في أع اب معـارم ال رمـوم ا خالـدة‪ ،‬وتتـون الصـرا اإلسـالمي‬
‫ال ربي با أروب الصلي ية ‪ -‬ل د قررت الدوم ا سـتعمار ة ت سـيم بـال العـرب فـي ال سـم ائسـيو‪:‬‬

‫‪ 265‬هذا املوضو هام‪ ،‬ويستحق جأرا ل ببحث مست ل‪ ،‬ولقنا هنا ثرنا استعراً املسألة شكل موجز يفي حاجات هـذل الدراسـة‪،‬‬
‫وم القتب املهمة في هذا املوضو رالسنة ومكانهلا في الصشريع‪ :‬مصطف السبالير‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫باتفاقي ــات س ــايق ‪ -‬بيك ــو‪ ،‬وخان ــى ق ــد عمل ــى م ـ قب ــل عل ــى زر عش ـرات ا أمي ــات واملش ــيخات‬
‫واإلم ــارات عل ــى امت ــدا بح ــر الع ــرب‪ ،‬وبع ــد أن اس ــت رت السياس ــة العاملي ــة ف ــي النص ـ الث ــاني م ـ‬
‫ال ــرن العش ــر للو ي ــات املتح ــدة ائمر قي ــة‪ ،‬ق ــررت جع ــا ة رس ــم خ ـرائا الع ــالم‪ ،‬ومن ــه عل ــى وج ــه‬
‫ا خص ــوص الع ــالم اإلس ــالمي‪ ،‬مـ ـ هن ــا كش ــفى أمر ك ــا عـ ـ مخططا ل ــا ه ــذل أيم ــا ُع ــر بخـ ـرائا‬
‫بر جينسكي والرنار لوي ‪.‬‬
‫ع ــام ‪ 1980‬وأثن ــاء اش ــتعام ا أ ــرب اإليراني ــة ‪ -‬العراقي ــة ــرح مسصش ــار ائمـ ـ ال ــومي ائمر ك ــي‬
‫بر جنسكي رجن املعضلة التض ستعاني منلا الو يات املتحدة مـ ا ن هـي كيـ يمقـ تنشـيا حـرب‬
‫خلــيج ثانيــة ت ــوم علــى هــام ا أــرب ا خليجيــة ائو ــى مســتطيع أمر كــا م ـ خاللهــا تصــأيح حــدو‬
‫سايق بيكور‪.‬‬
‫ً‬
‫وفـ ــى عهـ ــد جيرـ ــض خـ ــارتر الـ ــذى خـ ــان رئ سـ ــا ئمر كـ ــا فـ ــى الفإلـ ــرة م ـ ـ ‪ 1981 -1977‬تـ ــم وضـ ــع مشـ ــرو‬
‫التفقيــي‪ ،‬الــذى وضــعه ربرنــار لــوي ر املسصشــرا ائمر كــي ا جنســية‪ ،‬البريطــاني ائ ــل‪ ،‬الهلــو ‪:‬‬
‫الديانة‪ ،‬الصهيوني ا نتماء الذى و ل ج ى واشنط ليكون مسصشا ًرا لـوز ر الـدأا لشـئون الشـرا‬
‫ائوســا‪ .‬وهنــام أس ـ أقــرة تفقيــي ال ــبال العراليــة واإلســالمية‪ ،‬و أــع ائت ـرام وائك ـرا والعــرب‬
‫والفلس ـ ــطيني ن واإليـ ـ ـراني ن لي ات ـ ــل عض ـ ــهم ً‬
‫عض ـ ــا‪ ،‬وه ـ ــو ال ـ ــذى ابت ـ ــد مب ـ ــررات غ ـ ــزو العـ ـ ـراا‬
‫وأأ انستان‪.‬‬
‫وضــع ربرن ــار لــوي ر مش ــروعه بتفقي ــي الوحــدة الدس ــتور ة جمي ــع الــدوم العرالي ــة واإلس ــالمية‪،‬‬
‫وتفت ــى خــل منلــا ج ــي مجموعــة م ـ الكانتونــات والــدو الت العرقيــة والدينيــة واملذهبيــة والطائفيــة‪،‬‬
‫وأولــح كلــي بــا خرائا التــى أولــح أهلــا التجمعــات العرقيــة واملذهبيــة والدينيــة والتــى علــى أساســها‬
‫وسلم املشرو ج ى بر جنسكي مسصشار ائم ال ومي في عهد جيرض خارتر والـذى قـام‬ ‫يتم الت سيم؛ ُ‬
‫بــدورل بإشــعام حــرب ا خلــيج الثانيــة حتــى مســتطيع الو يــات املتحــدة تصــأيح حــدو ســايق بيكــو‬
‫ً‬
‫ليك ــون مصس ـ ا م ــع املص ــا ح الص ــهيو ‪ -‬أمر قي ــة‪ .‬واأ ــق الك ــونجر ائمر ك ــي باإلجم ــا وف ــي جلس ــة‬
‫ســر ة عــام ‪1983‬م عل ـى مش ــرو برن ــار ل ــوي ‪ ،‬وت ــم ت ن ـ ن املش ــرو واعتم ــا ل وج راج ــه ف ــي ملف ــات‬
‫السياســة ائمر قيــة اإلس ـإلراتيجية املســت بلية وهــى ا س ـإلراتيجية التــى يــتم تنفيــذها والدقــة وج ـرار‬
‫شديدي ولعل ما يحد فى املنط ة م حروب وأإلن يدلل على هذا ائمر‪266 .‬‬

‫استخدم أمريىا لتحقي هذا املنططات كل الوسائل املمكنة وم هرا إثرارة النعررات الطائفيرة‬
‫واإلقليميررة واملذهبيررة والدينيررة والقوميررة‪ ،‬وخــان أبرزهــا إشررعال الفتيررل بررين السررنة والشرريعة فــي‬

‫‪ 266‬أن ر املواقع التالية على اإلنإلرنى‪:‬‬


‫املركز العربـي للدراسـات املسـت بلية‪ :‬سـايق ـ بيكـو (‪ )2‬يرسـم خر طـة الشـرا ائوسـا ا جديـد ‪ 2011/6/2‬القفـاح العربـي ـ ا أـرر‬
‫السياساض‪.‬‬
‫موقع‪ :‬ثورات وح ائق سر ة‪ :‬جعالم عربي بديل ‪2011/5/6‬‬
‫موقع املهند محمد النوايسة‪ :‬حتى نن اى مخطا برنار لوي لتفت ى العالم اإلسالمي ‪ 2011/8/31‬ب لم أت ي شهاب الدي ‪.‬‬
‫موقع‪ :‬اليوم السا ع‪ :‬ب لم فاء خاشور ‪2016/2/28‬‬
‫موقع سبلة ُعمان‪ :‬ا خرائا الكاملة لت سيم الدوم العرالية واإلسالمية (مخطا برنار لوي )‪ .‬وغ رها م املواقع‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫ً‬
‫أماك وجو هما في العراا خصيصا‪ ،‬وم هنـا نفهـم التضـ يق الشـنيع والشـديد ضـد (أهـل السـنة)‬
‫سهل اسصثمار مشـاعرها املسـتفزة وامل كيـة وامل رأـة ضـد‬ ‫هنام م خالم امليل شيات الشيعية التض ُ‬
‫(أهــل الســنة)‪ ،‬وقــد تصنــا ى القث ــر م ـ أــرا الشــيعة ومل شــيا لا ضــد (أهــل الســنة) ب جــا تار خيــة‬
‫خالثأر للأس ن وم الم م الب ى التض حدثى في ال رن ال جر‪ :‬ائوم‪.‬‬
‫و ــتم الــنفخ فــي الصـرا املــذهيض فــي وم ا خلــيج العربــي ســيما فــي البحــر بـ ن (الســنة) والشــيعة‪.‬‬
‫كذلي جرى النفخ في ا خالأات املذهبية في الـيم بـ ن (ا أـوثي ن ‪ /‬الز ـدي ن) وال يـة مكونـات الـيم‬
‫م (السنة ‪ /‬الشاأعي ن)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وال صــد جثــارة النعـرات الدينيــة تمهيــدا لت ســيم بــال املســلم ن؛ كث ـرا مـ يــتم اأتعــام خالأــات بـ ن‬
‫ً‬
‫املسلم ن واملسيحي ن سيما ائقباط في مصر يبلن أحيانا حد ال تل والتفج ر‪ ،‬ولـم م ـب عالمـات‬
‫ا ستفهام ع القث ر م هذل ا أـوا كتفج ـر كن سـة ال ديسـ ن فـي اإلسـقندر ة فـي مصـر بتـار خ‬
‫‪ 2011/1/1‬وبعــد الثــورة املصــر ة كلــي العــام ههــرت علــى ــفحات ا جرائــد املصــر ة مســصندات‬
‫تجـزم بضـلو وز ـر الداخليـة املصـر‪ :‬نـذام حب ـب العـد ي فـي التفج ـر وأن التفج ـر جـرى بالتعـاون‬
‫بـ ـ ن الداخلي ــة وأح ــد املعت لـ ـ ن الناأ ــذي ف ــي جح ــدى ا جماع ــات (املتطرأ ــة) و ــدلى أحم ــد محم ــد‬
‫خالد‪267.‬‬
‫ً‬
‫تــم أيض ــا اســصثمار ا خالأ ــات ال وميــة ف ــي الع ــالم اإلســالمي ومن ــه العــالم العرب ــي خالص ـرا العرب ــي ـ‬
‫الق ــر ‪ ،:‬والص ـرا العرب ــي ـ ائم ــازيغي‪ ،‬جض ــاأة ج ــى الص ـرا العرب ــي (ا خليب ــي) اإليران ــي‪ ،‬ال ــذ‪ :‬ي ــتم‬
‫ً‬
‫أحيانا بخلفية قومية أو ائفية‪.‬‬
‫علينررا أن ننرري أن إثررارة هررذا النعررات الطائفيررة والتفري ر بررين املسررلمين ال يخرردم إال أعررداء هررذا‬
‫األمة التي من شأنها تفتي األمة اإلسالمية ورسم خرائط جديدة للمنطقة‪.‬‬

‫الن يجة والنالصة‪:‬‬


‫بعررد هررذا البح ر فرري مفهرروم الفرررق والجماعررة والسررنة‪ ،‬ومررا نشررأ فرري العررالم‬
‫اإلسررالمي مررن فرررق وجماعررات ومررا بن ر عليرره قناعاتهررا وأفىارهررا‪ ،‬ومررا ميزهررا‬
‫عن غيرها‪ ،‬خرجنا بالنتائج التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬م ـ ا خط ــأ أن مس ــرض جماع ــة م ـ املس ــلم ن نفس ــها بـ ـ ( أه ــل الس ــنة وا جماع ــة) وأن يعتب ــر عام ــة‬
‫املس ــلم ن مم ـ ل ــم ينح ــازوا لفرق ــة معين ــة؛ أرق ــة كب ــاقي الف ــرا الت ــض ش ــهدها الع ــالم اإلس ــالمي‪ ،‬ب ررل‬
‫السررنة مررنهج وطريقررة عرريش‪ ،‬واقتررداء بررالن ي عليرره الصررالة والسررالم وبعررد عررن البرردع‪ ،‬وكررل مسررلم‬
‫ً‬
‫يجررب أن يكررون سررنيا وكررل املسررلمين أهررل السررنة‪ .‬أم ـ ا خطــأ أن ُين ــر ج ــى أهــل الســنة علــى أ لــم‬

‫‪ 267‬موسوعة و قي يديا‬
‫‪102‬‬
‫أرقــة م ـ أــرا ائمــة اإلســالمية (أو ائفــة م ـ الطوائ ـ )‪ ،‬بــل هــم ســوا ائمــة اإلســالمية‪ ،‬وما لــا‪،‬‬
‫ً‬
‫وسر حيا لا‪ ،‬اإلسالم هو أهل السنة‪ ،‬وأهل السنة هم اإلسالم منهجا ال فرقة‪.‬‬
‫‪ .2‬يمق الن ر للفرا ائخرى على أ لا خرجى ع مفهوم السنة بأحد ر ن‪:‬‬
‫أ‪ -‬جما بالدخوم في البدعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجمـ ــا با بتعـ ــا ع ـ ـ الـ ــن ا والطر ـ ــة التـ ــض رسـ ــمها ا أب ـ ــب املصـ ــطف ﷺ‪ ،‬لـ ــذلي يب ـ ـ الـ ــن ا‬
‫َ َ‬
‫والطر ـة‪ ،‬واملفـاهيم الصـاأية التـض ت َرك َنـا علهلـا رسـو ُم هللا ﷺ هـي اإلسـالم وهـي ر ـة الرســوم ﷺ‬
‫أو س ــنته‪ ،‬والالت ــا ي أل ـ ف ــي ه ــذا املفه ــوم م ــا يخ ــدم َق ْ‬
‫ص ـ َـر ُل عل ــى أرق ــة أو ائف ــة‪ ،‬أالس ــنة ج ــزء‬
‫يتجزأ م اإلسالم!‬
‫أاتصـا املسـلم بأنــه مـ أهــل السـنة مـ بـاب أنـه علــى مـن ا الرســوم ﷺ علـى أســا أنـه ينترــض‬
‫لفرقــة‪ ،‬أــأمر ع ــيم وصــأيح‪ ،‬و غبــار عليــه ئنــه ينصســب ج ــى ســنة املصــطف ــلى هللا عليــه و لــه‬
‫وســلم‪ ،‬ويعمــل لــا‪ ،‬و حيهلــا‪ ،‬و خــال أهــل البــد ‪ ،‬و تمســي بالســنة‪ ،‬التــض هــي ر ــة العـ كمــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أمــر املصــطف ــلى هللا عليــه و لــه وســلم أمـرا واجبــا‪ .‬لررذلك فررال بررد أن يكررون كررل مسررلم علررى وجرره‬
‫األرض من أهل السنة‪ ،‬ومن أخرج نفسه من أهل السنة فقد كان من أهل البدعة‪.‬‬
‫‪ .3‬كمــا أنــه يسصســا أن ي ــام مــذهب الشــاأيي اإلســالمي ومــذهب ائحنــا اإلســالمي‪ ،‬وكــذلي‬
‫عـ ســائر املــذاهب الف هيــة‪ ،‬ئن خــل هــذل املــذاهب جســالمية؛ أاإلضــاأة معنــى لهــا؛ والاملثــل أــأن‬
‫ي ــام أرقــة أهــل الســنة يسصســا ! وهــي جضــاأة معنــى لهــا! أتو ــي أرقــة بأ لــا (أهــل الســنة)‬
‫جن هو ج كتفس ر املاء باملاء‪ ،‬و ذكرنا ب وم الشاعر‪:‬‬
‫قوم جلو حولهم ُ‬
‫ماءر‬ ‫رخأننا واملاء حولنا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أاإلس ــالم يعتب ــر الس ــنة بحس ــب معار فه ــا الس ــاب ة ومفهومه ــا أ ــال أ ــيال م ـ مف ــاهيم اإلس ــالم؛‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وجزءا يتجزأ م ا سالم‪ ،‬أ َج ْع ُل أهل السنة أرقة تفس ر للماء باملاء‪.‬‬
‫‪ .4‬جن جع ــل التم ــايز ب ـ ـ ن أه ــل الس ــنة وال ـ ـ ن غ ــرهم م ـ ـ الف ــرا يعط ــي الفـ ــرا ائخ ــرى مسـ ــوغات‬
‫لوجو هــا وانســالخها عـ مفهــوم الســنة؛ وهــذا هــو ا خط ــر؛ بــل ن ــوم لهــم ب ــوة‪ :‬مـ غ ــر الســنة‬
‫جســالم؛ أــال مســو نســالخهم ع ـ الســنة‪ ،‬و مقننــا ســهولة مــن منــا جهم التــض خرجــوا لــا ع ـ‬
‫السـ ــنة بالبدعيـ ــة‪ ،‬أو محـ ــانجهلم بمـ ــن ا الرسـ ــوم ﷺ الـ ــذ‪ :‬هـ ــو السـ ــنة لنوجـ ــب علـ ــهلم جتباع ـ ـه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فنجع ررل الس ررنة مرجع ررا ومقياس ررا تمام ــا كم ــا أم ــر الرس ــوم ﷺ ح ـ ن أم ــر بالتمس ــي س ــنته وس ــنة‬
‫ا خلفاء‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ــل اس ـ ـ ـ ــتخدام ه ـ ـ ـ ــذا املصر ر ر ر ررطلح‬
‫‪ .5‬املس ر ر ر ررلمون أم ر ر ر ررة واح ر ر ر رردة م ر ر ر ررن دون الن ر ر ر رراس‪ ،‬وائ‬
‫ً‬
‫الش رررعيراملس ررلمينر جمي ــع املس ــلم ن وم ـ ق ـ َـبلهم جميع ــا؛ وع ــدم ج خ ــام مص ررطلحات عرفي ررة‬
‫خاصرة ت سـمهم ج ــى أـرا وشــيع‪ .‬أـال يصـح اعتبــار أهـل الســنة أرقـة أو ائفـة‪ ،‬أأهــل السـنة مــن ا‬
‫و ر ة في الع ول سوا بفرقة‪ ،‬وم خرن ع هـذا املـن ا يصـبح أرقـة بخروجـه عـ ائ ـل كمـا‬

‫‪103‬‬
‫خ ـ ــرن ا خ ـ ــوارن والش ـ ــيعة واملعإل ل ـ ــة وغ ـ ــرهم‪ .‬أك ـ ــل م ـ ـ يس ـ ــتخدم ه ـ ــذا املص ـ ــطلح رأه ـ ــل الس ـ ــنة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وا جماعةر م أجل جخران أئة أو جماعة ع امللة أو تقف رهم‪ُ ،‬يعتبر ثما شرعا‪.‬‬
‫وكذلك من النطرأ أن ينظرراملعتزلرة أو الشريعة وأمثرالهم إلرى أنفسرهم علرى أنهرم ليسروا مرن أهرل‬
‫السنة‪ ،‬فإنهم بخروجهم من أهل السنة يخرجون عن مفاهيم اإلسالم‪ ،‬وطريقته في العيش‪.‬‬
‫ً‬
‫وم ـ ا خطــأ أن ينســب قــوم ج ــى أنفســهم أ لــم (ا جماعــة) ج أن يكونــوا جــزءا م ـ جماعــة املســلم ن‬
‫التــض تنضــو‪ :‬تحــى جمــام يحقمهــم بالشــريعة يبايعونــه علــى كلــي ويعطونــه الســلطان الــذ‪ :‬أعطــاهم‬
‫هللا جيال ليطب وا أحكامه في ائرً‪.‬‬
‫ً‬
‫وأخ را‪:‬‬
‫نسأم هللا الع ـيم رب العـر الع ـيم أن يبـارم فـي ائف جسـماعيل الوحـواح‪ ،‬وائف أحمـد ال صـ‬
‫وائف يوس الساري ـاض‪ ،‬وائسـتاك جبـراهيم الن لـاني‪ ،‬وائسـتاك ز ـا أحمـد سـالمة علـى مـا تفضـلوا بـه‬
‫م مراجعة القتاب وجبداء الـرأ‪ :‬أيـه‪ ،‬وججـراء ال لـم بتصـو بات لـبع أأكـارل وأخطائـه‪ ،‬بـل ورأـد‬
‫ما تــه بمــا ة لــخمة قيمــة‪ ،‬ونســأم هللا معــا ى أن يبــارم أــيم ق ـرأ القتــاب وأبــدى رأيــه ومالح اتــه‬
‫للكاتب‪.‬‬
‫وا أمد َ رب العامل ن‬
‫كتبه العبد الرا ي رحمة هللا معا ى‬
‫أبو مالي؛ ثائر سالمة‬
‫ائحد‪ 17 :‬جما ى ائوم ‪ 1438‬لل جرة‪ ،‬املواأق ‪ 12‬شباط ‪ /‬أبراير ‪ 2017‬للميال ‪.‬‬

‫املراج ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ر ررع‬

‫جبـراهيم العسـع ‪ :‬الســل والسـلفيون‪ :‬ر ـة مـ الـداخل‪ ،‬ار البيـارا‪ ،‬ط ‪1419 ،2‬ه ـ = ‪1998‬م‪،‬‬
‫ص‪35‬‬
‫اب ـ حج ــر العس ـ الني‪ :‬أ ــتح الب ــار‪ :‬ش ــرح ص ــأيح البخ ــار‪ ،:‬كت ــاب امل ــاز‪ ،:‬ب ــاب م ــرً الني ــض ﷺ‬
‫ووأاته‪،‬‬
‫اب ر د‪ ،‬جمهرة الل ة‬
‫اب رشد‪ ،‬بداية ا جهلد‪ ،‬ن ‪1‬‬
‫اب أار ‪ ،‬معجم م اي الل ة‪،‬‬
‫ابـ ـ ق ــيم ا جوز ــة‪ :‬جع ــالم امل ــوقع ن عـ ـ رب الع ــامل ن‪ ،‬ار ابـ ـ ا ج ــوز‪ ،:‬ا جل ــد الث ــاني‪ ،‬ص ‪475‬‬
‫(تح يق مشهور حس م سلمان)‪.‬‬
‫اب قيم ا جوز ة‪ :‬حا ‪ :‬ائرواح ج ى بال ائأراح؛‬

‫‪104‬‬
‫اب من ور‪ :‬لسان العرب‬
‫اب هشام‪ :‬س رة اب هشام‪ ،‬مطبعة مصطف البابي ا أليض بمصر‪1936 ،‬م‪.‬‬
‫أبو الب اء القفو‪ :‬الكليات‬
‫أبو ا أس ائشعر‪ ::‬م ا ت اإلسالمي ن‪ ،‬ار ا ر‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫أبو الفتح الشهرستاني‪ :‬موسوعة امللل والنحل‪ ،‬م سسة نا ر للث اأة‪ ،‬ط‪،1981 ،1‬‬
‫أب ــو جعف ــر الطح ــاو‪ ( :‬ــدر ال ــدي محم ــد ب ـ ع ــالء ال ــدي عل ــي ب ـ محم ــد اب ـ أب ــي الع ــز ا أنف ــي‪:‬‬
‫الع يدة الطحاو ة‪،‬‬
‫أبــو عبــد املعــز أرخــو ‪ :‬املوقــع الرســرض لفضــيلة الشــيخ أبــي عبــد املعــز محمــد علــي أرخــو (الكلمــة‬
‫الشــهر ة رقــم ‪ )83‬وعنوا لــا‪:‬ر شــر ا نصســاب ج ــى مــذهب الســل وجوانــب ا أإل ـراا مــع مــا ُيســرى‬
‫بالسلفية ا جها ية وا أزاليةر‪.‬‬
‫أبو مهد‪ ،:‬هانئ ائشهب‪ :‬ح ي ة مفهوم أهل السنة وا جماعة‪.‬‬
‫جحسان جلبض هه ر‪ :‬الشيعة وأهل الب ى‪،‬‬
‫أحمد ا خطيب‪ ،‬الولي‪ ،‬العد ‪116‬‬
‫أحمــد الكاتــب‪ :‬اإلمــام املهــد‪ :‬رمحمــد بـ ا أسـ العســقر‪:‬ر‪ :‬ح ي ــة تار خيــة أم أرضــية ألســفية‪،‬‬
‫الدار العرالية للعلوم‪ ،‬ط ‪2007 ،5‬م‪.‬‬
‫أحمد الكاتب‪ :‬الفقر السياساض الوهابي‪ ،‬مقتبة مدبو ي‪ ،‬ال اهرة‪ ،‬ط ‪،2008 ،3‬‬
‫احمد الكاتب‪ :‬تطور الفقر السياساض الشييي م الشورى ج ى و ية الف يه‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‬
‫أحمد الكاتب‪ :‬في س يل الشورى والوحدة والتجديد‪ :‬حوارات أحمد مع املراجـع والعلمـاء واملفقـر‬
‫حوم وجو اإلمام الثاني عشر‪ ،‬الدار العرالية للعلوم‪ ،‬ط ‪2007 ،1‬م‪.‬‬
‫أحمد أم ن‪ :‬ههر اإلسالم‪ ،‬م سسة هنداو‪ :‬للتعليم والث اأة‪.‬‬
‫أحمد أم ن‪ :‬أجر اإلسالم‪ ،‬ط‪ ،1964 ،9‬مقتبة النلضة املصر ة‪،‬‬
‫أســامة الثــو نض‪: .‬م ـ تمر لتعر ـ الســنة بالش شــان بحضــور شــيخ ائزهــر يســصثنض الســلفي ن و ث ــر‬
‫ال ضب بالسعو ية؛‬
‫أسعد وحيد قاسم‪ :‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪ ،‬موقع شبقة الشيعة العاملية‪ ،‬أزمة ا خالأة واإلمامة‪،‬‬
‫جس ــالم واي ــب‪ ،‬مرك ــز الفت ــوى ه ــل وق ــع ا خ ــال ف ــي مس ــائل الع ي ــدة‪ ،‬س ـ ام رق ــم ‪ ،132935‬ت ــار خ‬
‫‪2010/3/8‬‬
‫أم ن ناي كياب‪ :‬محاضرة مخطو ة عنوان راملعإل لة ب ن ائم واليومر وتار خها ‪1992/6/7‬م‪.‬‬
‫أهــل الســنة وا جماعــة‪ :‬رح ي ــة اإلســم واملســرى ب ـ ن مطالــب الوضــوح وجاكبيــة الواقــع املنحــر ر‬
‫شبقة ضياء‬
‫أهل السنة وا جماعة‪ ،‬الدكتور أحمد زقاقي‬
‫بدر الدي الزركشاض‪ :‬البحر ا أيا في أ وم الف ـه‪ ،‬تحر ـر‪ :‬عبـد ال ـا ر عبـد هللا العـاني‪ ،‬مراجعـة‬
‫‪ .‬عمر سليمان ائش ر‪ ،‬وزارة ائوقا الكو صية‬
‫‪105‬‬
‫بوابة ا أرخات اإلسالمية‪ ،‬الطائفة اإلسماعيلية (الشيعة البا نية)‪.‬‬
‫تار خ اب خلدون ص‪597‬‬
‫تتارستان‪ ،‬وسر العداء الروساض املتجد‬
‫َ‬
‫ت ر ر ر ‪ RAND 2007‬ر خط ر جدا ‪ ..‬تفا يل خط رة عنه يجب معرأهلا! َع ْبـداه بـ محمـد ُزق ْيـل‪،‬‬
‫والتي ــار الوه ــابي معب ــر ُيطل ــق [ف ــي ا جمهور ــات اإلس ــالمية ف ــي ا تح ــا الس ــوأيتض الس ــابقا عل ــى خ ــل‬
‫مسلم‬
‫ت ي الدي الن لاني الةخصية ا سالمية‪ :‬ا جزء الثالث ‪ /‬أ وم الف ه‬
‫ا جرجاني‪ :‬التعر فات‪.‬‬
‫جمـ ــام الـ ــدي ال اسـ ــرض الدمش ـ ـ ي؛ تـ ــار خ ا جهميـ ــة واملعإل لـ ــة‪ ،‬م سسـ ــة الرسـ ــالة‪ ،‬ب ـ ــروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1399‬هـ = ‪1979‬م‪،‬‬
‫ح ــاكم املط ــر‪ ::‬بح ــث ف ــي مجل ــة جامع ــة ــنعاء لل ــانون والدراس ــات اإلس ــالمية ف ــي الع ــد العاش ــر‬
‫عنوان رتفإلرا أمتض على ثال وسبع ن أرقةر ب ن ال بوم والر ‪ :‬راسة حدي ية جسنا ية‪.‬‬
‫ا أاكم الن سابور‪ ::‬املستدرم على الصأيح ن‪.‬‬
‫حس ب قاسم ا أسنض الر رض السلفي‪ :‬التحفة املهدية مل سأم ع معنى السلفية‪.‬‬
‫ا أسـ ـ بـ ـ موس ــاى النـ ـوالختض وس ــعد بـ ـ عب ــد هللا ال ر ــض؛ أ ــرا الش ــيعة‪ ،‬تح ي ــق ‪ .‬عب ــد امل ــنعم‬
‫ا أفنض‪ ،‬ار الرشا ‪ ،‬ط ‪1431 ،2‬هـ = ‪2010‬م‪.‬‬
‫ا خطيب الب دا ‪ ::‬القفاية في علم الرواية‪ ،‬ار القتب العلمية ـ ب روت ـ ‪ 1988‬م‬
‫ا خليل ب أحمد‪ ،‬معجم الع ن‪.‬‬
‫وايى م‪ .‬روندلس ‪ :‬ع يدة الشيعة‪ ،‬مقتبة ا خانبي‪.‬‬
‫رائد ب بر‪ :‬ب أبـي عل ـة القتـب السـتة‪ ،‬اعتنـى بـه رائـد بـ ـبر‪ :‬بـ أبـي عل ـة‪ ،‬مقتبـة الرشـيد‪،‬‬
‫الطبعة ائو ى ‪1426‬هـ = ‪2005‬مر‪.‬‬
‫الراغب ائ فهاني‪ ،‬معجم مفر ات ال ر ن‪.‬‬
‫ُ‬
‫رضـوان الســيد‪ :‬السـلفية‪ :‬التحــو ت واملـ ت‪ ،‬مــوجز محاضـرة أل يــى فـي ا جنا ر ــة ضـم نــدوة عـ‬
‫«السلفية» يوم ائحد ‪2010/3/21‬‬
‫روح هللا ا خمينض‪ :‬ا أكومة اإلسالمية‪ ،‬منشورات ا أركة اإلسالمية في جيران‪.‬‬
‫الزمخشر‪ ،:‬أسا البالغة‪.‬‬
‫سبل السالم للصنعاني‬
‫سفر ا أوا ي‪ :‬الفرا ب ن السل وأهل السنة وا جماعة ‪.‬‬
‫س ن الإلرمذ‪:‬‬
‫س ن الدارمي‬
‫سيد قطب‪ :‬راسات جسالمية‪ ،‬يونيه ‪ 1952‬م‬

‫‪106‬‬
‫شرح الع يدة الطحاو ة؛ ح ها جماعة م العلمـاء‪ ،‬وخـرن أحا يثلـا محمـد نا ـر الـدي ائلبـاني‪،‬‬
‫املقتب اإلسالمي‪ ،‬ط ‪1400 ،6‬هـ‪،‬‬
‫بحيض الصا ح‪ :‬علوم ا أديث ومصطلأه‪ ،‬ار العلم للمالي ن‪.‬‬
‫معجم الطبراني‬
‫عبد ا جبار ب أحمد (ال اضاض)‪ :‬شرح ائ وم ا خمسة‪ ،‬ائ ل الثاني‪ ،‬العدم‪،‬‬
‫عبد الرحم عبد ا خالق‪ :‬ائ وم العلمية للدعوة السلفية‪ ،‬ص‪26‬‬
‫عبد العز ز ا خياط‪ :‬املدخل ج ى الف ه اإلسالمي‪ ،‬ار الفقر‪ ،‬ط ‪1411 ،1‬هـ = ‪1991‬م‪،‬‬
‫عبد ال اهر الب دا ‪ ::‬الفرا ب ن الفرا‪ ،‬تح يق محمد أت ي النا ‪ ،:‬ار السالم‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪43‬‬
‫عبد هللا ب ا ح الفوزان‪ ،‬معجيل الندى شرح قطر الندى‪ ،‬ار اب ا جوز‪ ،:‬السـعو ية‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪ 1431‬هـ‪.‬‬
‫عب ــد امل ــنعم ا أنف ــي‪ :‬موس ــوعة الف ــرا وا جماع ــات وامل ــذاهب اإلس ــالمية‪ ،‬ار الرش ــيد‪ ،‬ال ــاهرة‪،‬‬
‫‪1413‬هـ = ‪.1993‬‬
‫عرأ ــان عب ــد ا أمي ــد أت ــاح‪ :‬ن ر ــة و ي ــة الف ي ــه‪ :‬راس ــة وتحلي ــل ون ــد‪ ،‬ار عم ــار‪ ،‬عم ــان ط‪،1‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫عز الدي هشام البدراني‪ :‬عجالة املتف ه ج ى معرأة أ وم الف ه‪ ،‬ار القتاب الث افي‪.‬‬
‫عل ــي ب ـ س ــلطان محم ــد ال ــار‪( :‬م ــال عل ــي ال ــار‪ :):‬مرق ــاة املف ــاتيح ش ــرح مش ــكاة املص ــابيح‪ :‬كت ــاب‬
‫اإلمارة‪.‬‬
‫عــوا ب ـ عب ــد هللا املعتــق‪ :‬املعإل لــة وأ ــولهم ا خمســة وموق ـ أه ــل الســنة منلــا‪ ،‬مقتبــة الرش ــيد؛‬
‫الر اً‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫عيد عباساض‪ :‬الدعوة السلفية وموقفها م ا أرخات ائخرىر بحث منشور في كتاب‪ :‬نـدوة اتجاهـات‬
‫الفقر اإلسالمي املعا ر؛ البحر ‪1405‬هـ = ‪1985‬م‬
‫ع اى مام هللا أرن‪ :‬ا ختصر ا أث ث في بيان أ وم من ا السل أصأاب ا أديث‪،‬‬
‫الفاضل التوني‪ :‬الواأية في أ وم الف ه‬
‫أت ــي شــهاب الــدي ‪ :‬موقــع املهنــد محمــد النوايســة‪ :‬حتــى نن ــاى مخطــا برنــار لــوي لتفت ــى‬
‫العالم اإلسالمي ‪2011/8/31‬‬
‫أهرض هو د‪ ::‬جيران م الداخل‪ ،‬مركز ائهرام للإلرجمة والنشر‪ ،‬ط‪1988 ،3‬م‪.‬‬
‫أي ال دير‬
‫كش ـ اللثــام بتخــر ج حــديث غرالــة اإلســالم‪ :‬لعبــد هللا ب ـ يوس ـ ب ـ ع ــاى ب ـ يع ــوب اليع ــوب‬
‫ا جديع الع ‪:‬؛ مقتبة الرشد‪ 1989 ،‬م‪.‬‬
‫محمــد أبــو رمــان وحس ـ أبــو هنيــة‪ :‬ا أــل اإلســالمي‪ ،‬م سســة أر ــدر ص أيبــرت ومركــز الدراســات‬
‫ا سإلراتيجية في ا جامعة ائر نية‪2012 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫محم ــد أب ــو رم ــان‪ :‬الصـ ـرا عل ــى الس ــلفية‪ :‬قـ ـراءة ف ــي ائي ــديولوجيا وا خالأ ــات وخار ــة ا نصش ــار‪،‬‬
‫الشـ ــبقة العراليـ ــة لجبحـ ــا والنشـ ــر ومركـ ــز الدراسـ ــات ا س ـ ـإلراتيجية فـ ــي ا جامعـ ــة ائر نيـ ــة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪،2016‬‬
‫محم ــد أبـ ــو زهـ ــرة‪ :‬اإلم ــام الصـ ــا ا‪ :‬حياتـ ــه وعص ــرل ـ را ل وأ هـ ــه‪ ،‬ار الفق ــر العربـ ــي‪1425 ،‬ه ـ ـ =‬
‫‪2005‬م‪،‬‬
‫محمد أبو زهرة‪ :‬تار خ املذاهب اإلسالمية؛ ار الفقر العربي‪.‬‬
‫محمد أحمد ا خطيب‪ :‬ع يدة الدروزر‬
‫محمد أحمد ا خطيـب‪ ،‬ا أرخـات البا نيـة فـي العـالم اإلسـالمي‪(:‬ع ائدها وحقـم اإلسـالم أهلامقتبـة‬
‫ائقصاى‪/‬ائر ن‪-‬الطبعة ائو ى ‪.1994‬‬
‫محمد البندار‪ ::‬الصشيع ب ن مفهوم ائئمة واملفهوم الفارساض‪ ،‬ار عمار‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪.‬‬
‫محمـ ــد ا أس ـ ـ ن م خاش ـ ـ ال طـ ــاء‪ :‬أ ـ ــل الشـ ــيعة وأ ـ ــولها‪ ،‬قـ ــدم لـ ــه ا حجـ ــة السـ ــيد مرتهـ ــاى‬
‫العسقر‪ ،:‬منشورات م سسة ائعلرض للمطبوعات‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط ‪1397 ،3‬هـ ‪1977‬مـ‪.‬‬
‫محمد ا خضر‪ ::‬تار خ الصشريع اإلسالمي للشيخ‪ ،‬ار الفقر‪ ،‬ط ‪.1967 ،8‬‬
‫محمد ب ج ري الشاأيي‪ :‬الرسالة بتح يق أحمد شاكر‪.‬‬
‫محمد ب عبد الرحم ا خم ‪ :‬شرح الع يدة الطحاو ة امل سر‪ ،‬ط‪1422 ،1‬هـ‪.‬‬
‫محمد حس عبد هللا‪ :‬الوالح في أ وم الف ه‪ ،‬ار البيارا‪.‬‬
‫محم ــد عب ــد الق ــر م عت ــوم‪ :‬الن ر ــة السياس ــية املعا ــرة‪ :‬اإلمام ــة اإلثن ــض عش ــر ة‪ :‬راس ــة تحليلي ــة‬
‫ن دية‪ ،‬ار ال ش ر ‪1988‬م‪.‬‬
‫محمد عمارة‪ :‬ا خالأة ونشأة ائحزاب اإلسالمية‪ ،‬كتاب الهالم ‪1983‬‬
‫محم ــد عم ــارة‪ :‬الس ــل والس ــلفية‪ ،‬مقتب ــة وهب ــة‪ ،‬سلس ــلة راإل ــالح باإلس ــالمر‪ ،‬ط ‪1422 ،1‬ه ـ ـ =‬
‫‪2011‬م‪،‬‬
‫محمد عمارة‪ :‬الوسيا في املذاهب واملصطلأات اإلسالمية‪ ،‬لضة مصر‪ ،‬ط‪،2005 ،3‬‬
‫محمد عمارة‪ :‬تيارات الفقر اإلسالمي‪ ،‬ار املست بل العربي‪ ،1983 ،‬ط ‪.1‬‬
‫محمد خامل حس ن ر ائفة الدروز‪ :‬تار خها وع ائدهار‬
‫محمد محمو ر‪ :‬را أزب السياساض في الل ة والشر وا طالحر وهو منشور على اإلنإلرنى؛‬
‫املراجع‬
‫مرتهـ ــاى العسـ ــقر‪ ::‬معـ ــالم املدرسـ ــت ن‪ ،‬ا جلـ ــد ائوم‪ :‬بحـ ــو املدرسـ ــت ن فـ ــي الصـ ــأابة واإلمامـ ــة‪،‬‬
‫ا جمع العلرض اإلسالمي‪ ،‬ط ‪.1993 ،5‬‬
‫املرك ــز العرب ــي للدراس ــات املس ــت بلية‪ :‬س ــايق ـ بيك ــو (‪ )2‬يرس ــم خر ط ــة الش ــرا ائوس ــا ا جدي ــد‬
‫‪ 2011/6/2‬القفاح العربي ـ ا أرر السياساض‪.‬‬
‫مسند اإلمام أحمد ب حنبل‬
‫مصطف أحمد الزرقاء‪ :‬الف ه اإلسالمي في ثواله ا جديد (املدخل الف بض العام)‬
‫‪108‬‬
‫مصطف السبالي‪ :‬السنة ومكانهلا في الصشريع‪ ،‬املقتب اإلسالمي‬
‫مصطف ال اليينض‪ :‬جامع الدرو العرالية‬
‫املعجم الوسيا‪ ،‬ن‪ ،1‬ص ‪170‬‬
‫معجم م اي الل ة‪،‬‬
‫منتديات أنصار الدعوة السلفية‪ :‬بحث ر عنوان‪:‬حقم ائحزاب في ا سالم‪.‬‬
‫منتص ــر ا خطي ــب‪ :‬مرك ــز أب ــي ا أسـ ـ ائش ــعر‪ :‬للدراس ــات والبح ــو الع دي ــة‪ ،‬بح ــث عن ــوان‬
‫ر ائفة رالدروزر (املنشأ واإلعت ا )‬
‫موسوعة و قي يديا‪.‬‬
‫موقــع العرب ــي ‪ C.N.N.‬م ـ تمر بالكو ــى ر ا عل ــى غروزن ــي‪ :‬الس ــل ه ــم الس ــنة‪ ..‬و للث ــورات‬
‫‪2016/11/13‬‬
‫ً‬
‫موقــع ملت ـ أهــل ا أــديث‪ ،‬خليــل ب ـ محمــد‪ :‬رحــديث بــدأ اإلســالم غر بــا‪ :‬تخــر ج و راســةر للشــيخ‬
‫سلمان العو ة وم كتابه رال رالاء ائولونر تار خ ‪،2006/3/2‬‬
‫موقـع رالســقينة‪ :‬الوهابيـة ‪:‬ا ســالم ون ـام ا أقــم\‪ « The Enlightened Minds‬الـر علــى شـ لة‬
‫ال الة‪ :‬بيعة ج خليفة واحدر الدكتور‪ :‬أحمد الرضيمان‪2015/8/16 ،‬‬
‫موقع ائلوكة الشرعية‪ :‬هل املوم يسمعون كالم ائحياء الشيخ ندا أبو أحمد ‪2014/3/27‬‬
‫موقع ا جز رة نى‪.‬‬
‫موقــع الــدرر الســنية‪ ،‬مرجــع علرــض موثــق علــى مــن ا أهــل الســنة وا جماعــة‪ ،‬علــو‪ :‬ب ـ عبــد ال ــا ر‬
‫الس ا ‪ ،‬موسوعة الفرا‬
‫موق ــع جامع ــة اإليم ــان‪ :‬الش ــيخ عب ــد ا جي ــد الزن ــداني‪ ،‬م ــام عن ــوان رجحي ــاء السـ ـ نر‪ :‬ب ل ــم خال ــد‬
‫حس محمد البعداني‬
‫موقــع ســبلة ُعمــان‪ :‬ا خ ـرائا الكاملــة لت ســيم الــدوم العراليــة واإلســالمية (مخطــا برنــار لــوي )‪.‬‬
‫وغ رها م املواقع‪.‬‬
‫موقع شبقة الشيعة العاملية‪،‬‬
‫موقــع موقــع ا أــاا منتــديات الســلفيةر الت ر ـرات الســنية لعلمــاء الــدعوة الســلفية فــى م معاقــل‬
‫ا أزاليةر جمع وترت ب ومعليق أبي عقرمة ا خالد‪ :‬السلفي جما ى ائو ى ‪1429‬هـ‪،‬‬
‫موقع‪ :‬اليوم السا ع‪ :‬ب لم فاء خاشور ‪2016/2/28‬‬
‫موقع‪ :‬ثورات وح ائق سر ة‪ :‬جعالم عربي بديل ‪2011/5/6‬‬
‫موقع‪ :‬م هم اإلباضية؛ راسة ع ا خوارن‬
‫نا ر ب عبد القر م الع ل‪ :‬حراسة الع يدة‪ ،‬وزارة ائوقا السعو ية‪1429 ،‬هـ = ‪2008‬م‪ ،‬ط‪1‬‬
‫نور الدي عإلر‪ :‬من ا الن د في علوم ا أديث‪ ،‬ار الفقر‪.‬‬
‫هاشم نا ي‪ :‬الوهابية بت ار ر ال نصلية الفرنسية في دا ‪ ،‬ار الوراا‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫وهبه الزحيلي‪ :‬الف ه اإلسالمي وأ لته‪ ،‬ار الفقر‪ ،‬ن ‪.1‬‬
‫‪109‬‬
‫ياسر ب جبراهيم السالمة‪ :‬الوهابية تحى ا جهر‪ ،‬وزارة ائوقا السعو ية‪1430 ،‬هـ‬
‫ياس ن السليمان‪ ،‬م تمر الش شان يث ر غضب املسلم ن‪ ،‬ا خليج اون ي ‪2016/9/2 ،‬‬
‫يوس الساري اض‪ :‬مراجعة ائستاك يوس الساري اض خطو ة هذا البحث‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفهر‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪1 ............................................................................................................‬‬


‫مصطلح أهل السنة والجماعة‪1 ......................................................................................................‬‬
‫في امليزان‪1 ...........................................................................................................................................‬‬
‫مصطلح أهل السنة وا جماعة‪2 .........................................................................................................‬‬
‫م دمة‪5 ..........................................................................................................................................‬‬
‫الداأع للقتابة في هذا املوضو ‪5 ........................................................................................................‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مفهوم أهل السنة وا جماعة ل ة وا طالحا وتار خا‪11 ...................................................................‬‬
‫مفهوم خلمة رأهلر ل ة‪11 ........................................................................................................:‬‬
‫مفهوم (السنة) في الل ة‪11 ......................................................................................................:‬‬
‫السنة في ا طالح ا أدث ن والف هاء وائ ولي ن‪12 ...................................................................:‬‬
‫م معاني السنة اإل طالحية ائخرى‪12 .....................................................................................:‬‬
‫الع ْ ‪12 ............................................:‬‬ ‫اإلسالم ْفي َ‬ ‫ضا َر ُة اإلسالمي ُة و ر َ ُة ْ‬ ‫السن ُة َ‬
‫هي ا َأ َ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬

‫(ب) السنة ت ابل البدعة‪14 ....................................................................................................:‬‬


‫ً‬
‫(ن) جحياء السنة يكون بإحياتلا والعمل لا وتطبي ها عمليا‪15 ...............................................:‬‬
‫مفهوم خلمةرا جماعةر‪16 ............................................................................................................:‬‬
‫مصطلح (ا جماعة) له مفهوم شرلي محد ‪17 ............................................................................:‬‬
‫امل صو بمفارقة ا جماعة‪19 ..................................................................................................:‬‬
‫رامر في خلمة را جماعةر هي للعهد للجن ‪21 ......................................................................:‬‬
‫موا فات ا جماعة التض أمر الرسوم ﷺ لا‪22 ......................................................................:‬‬
‫ا أقم الشرلي في وجو ا جماعة والإل امها ‪25 ........................................................................‬‬
‫استحدا مصطلح رأهل السنة وا جماعةر‪26 ................................................................................:‬‬
‫املسلم ن بأهل السنة‪29 ...........................................................‬‬ ‫لم ُيعهد ع الرسوم ﷺ و‬
‫‪31 ................‬‬ ‫اب س ري وعمر ب عبد العز ز أوم م استخدم هذا املصطلح‪ ،‬ولق كي‬
‫ً‬
‫أهل ا أديث بأ لم أهل السنة وا جماعة خان بصفته رمن جار رأرقةر‪31 ...............‬‬ ‫و‬

‫‪111‬‬
‫أهل السنة ب ن مدرستض أهل الرأ‪ :‬وأهل ا أديث‪32 ..............................................................:‬‬
‫حديث اأإلراا ائمة‪33 ...............................................................................................................‬‬
‫رواياته‪35 ................................................:‬‬ ‫تحليل حديث اأإلراا ائمة على أرً صأة ع‬
‫بداية ههور الفرا وا جماعات في اإلسالم وأشهر هذل الفرا‪37 .......................................................‬‬
‫تحديد معنى الفرقة‪ ،‬وكي تكون (أرقة جسالمية) تتم ع غ رها ‪37 ................................:‬‬
‫أهم الفرا اإلسالمية‪39 .....................................................................................................................‬‬
‫ا خوارن‪39 .....................................................................................................................................‬‬
‫املرجئة‪42 ......................................................................................................................................:‬‬
‫الشيعة‪43 .....................................................................................................................................:‬‬
‫أ وم الشيعة اإلمامية ومعت دا لا‪43 .....................................................................................‬‬
‫الز دية‪48 ......................................................................................................................................:‬‬
‫اإلسماعيلية‪48 .............................................................................................................................:‬‬
‫ال در ة وا جبرية وا جهمية‪49 .......................................................................................................‬‬
‫املعإل لة‪51 .......................................................................................................................................‬‬
‫ائشاعرة‪53 ....................................................................................................................................‬‬
‫املاتور دية‪55 .................................................................................................................................‬‬
‫أهم الفرا واملذاهب والطوائ البا نية (ا خارجة على اإلسالم)‪57 ...............................................‬‬
‫اإلسماعيلية‪57 .............................................................................................................................:‬‬
‫الدروز‪60 .......................................................................................................................................‬‬
‫أهل السنة وا جماعة‪62 ...................................................................................................................:‬‬
‫نشأة مصطلح رأهل السنةر وتار خ ج القه‪63 .............................................................................:‬‬
‫ائشعر ة واملاتور دية‪ :‬امتدا ملدرسة أهل السنة وا جماعة‪65 ..................................................:‬‬
‫رالا السلفية املعا رة بالسلفيات ال ديمة‪65 .......................................................................:‬‬
‫أهم ما يجمع هذل (الفرقة) م أحكام وع ائد‪66 .........................................................................‬‬
‫الوهابية والسلفية‪70 ...................................................................................................................:‬‬
‫ا نصشار‪71 ................................................................................................................................‬‬

‫‪112‬‬
‫مسميات‪71 ...............................................................................................................................:‬‬
‫بداية ههور الوهابية‪73 ...........................................................................................................:‬‬
‫التما ال وة ملساندة الفقرة‪73 .............................................................................................:‬‬
‫ا خطوط العر ضة للدعوة الوهابية والسلفية‪75 ..................................................................:‬‬
‫نعم هي أرقة‪79 ........................................................................................................................:‬‬
‫خطورة حصر املصطلح بفرقة واحدة‪80 .....................................................................................‬‬
‫الفرا واملذاهب‪ :‬اختال في الف ه أم في الع ائد هل ا خال ب ن الفرا محمو أم مذموم ‪82 ...‬‬
‫ا خالأات الف هية‪82 ....................................................................................................................:‬‬
‫ا خالأات الع دية‪85 ...................................................................................................................:‬‬
‫حرمة اإلختال في أ وم الدي ‪86 ...............................................................................................‬‬
‫ائ ل في نشوء الفرا التمايز ع ائ ل‪87 ............................................................................‬‬
‫ال ضية ل سى لذل السهولة‪88 ...............................................................................................‬‬
‫ال واعد الذهبية لالعت ا ‪90 ........................................................................................................‬‬
‫ائأكار ائساسية في اإلعت ا ‪92 ...................................................................................................:‬‬
‫ائأكار ال نية املتعل ة باإلعت ا ‪93 ............................................................................................:‬‬
‫هل اختل الصأابة والتا عون وتا عوهم بإحسان في مسائل ع دية ‪94 .................................‬‬
‫ا خرون م اإلسالم ج ى القفر ـ! ضوابا ا أقم على أبحا الفرا‪96 .......................................:‬‬
‫وجوب اعتما السنة وائخذ لا‪ ،‬وتحر م نبذها أو تركها‪98 ........................................................:‬‬
‫ً‬
‫اسصثمار املصطلح سياسيا في العصر ا أديث‪100 ..........................................................................:‬‬
‫النصيجة وا خال ة‪102 .................................................................................................................:‬‬
‫املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪104 .................................................................................................................................‬‬

‫‪113‬‬

You might also like