Professional Documents
Culture Documents
نحن كأمة أكرمنا اهلل تعالى بهذا الدين وبالعقل ال يمكن أن ننخدع وراء شعارات فضفاضة دون نقاشها
حرية الرأي من مقومات ما يسمى بالديمقراطية الغربية وهي أخبث فكرة ابتدعها عقل البشر وهي أغبى فكرة ابتدعها
البشر
وهي أشد فكرة يستغبي بها البشر البشر
فضحها علماؤنا األجالء وأسقطوا عنها أوراق التوت التي كانت تستر عورتها أمام أعين المنخدعين بها
فإذا بها أي الديمقراطية ،كيان مسخ حري بنا كعقالء أن نسخر بكل من يدعو إليها وندعوه بالغباء المدقع
أما حرية الرأي والحريات بشكل عام فمن إفرازات نتن الحضارة الغربية وكلها نتن
وأبسط دليل على جهل القائلين بها ما نراه على صفحات هذا المنتدى من حشو وجهل وغباء لدى البعض ممن يكتب
ويكتب وال يمل يكتب
وهو من الفكر خواء
وهو في الجهل إمام
أفنتركه يسخر من عقولنا بجهله أم نضرب على يديه
أذكر هنا مثال أن اإلمام علي كرم اهلل وجهه دخل المسجد مرة فوجد واحدا يتصدى للفتيا ويتكلم
وعلم اإلمام جهله
فسأله
أتعلم الناسخ من المنسوخ
أتعلم العام من الخاص
أتعلم المطلق من المقيد
وما إلى ذلك من أسئلة لم أعد أذكر نص الرواية ،ولكن الفكرة أنه منعه من أن يتكلم أبدا ألنه جاهل
أجل لسنا على استعداد لنسمع غباء من يسب صحابة رسول اهلل وينتقص منهم وهو من العلم خواء
لسنا بصدد إفساح المجال لمن يرمي المسلمين بالكفر ميمنة وميسرة ليتصدى للكتابة ولسنا نحترم آراءه
لسنا بصدد إفساح المجال للراقصين على جراحات هذه األمة أن يكتبوا
في الوقت الذي بلغ فيه سيف أميركا رقابنا
ما زلنا نجتر تراهاتنا وجهلناونزاعاتنا السقيمة
وأفضل ما تفعله الجزيرة أن تكون المشاركات ال على الهواء مباشرة بل أن ترسل للجنة مشرفة على المنتدى من علماء
الدين والفكر والسياسة أصحاب الرؤى والبصائر
فما كان موافقا للحق ومفيدا لألمة نشروه
K
والباقي إلى سلة المهمالت
وال لحرية الرأي
ولتسقط الديمقراطية أغبى فكرة ابتدعها االنسان
الغبي
يقوم الفكر الديمقراطي الغربي -وهو نظام كفر كله -على أساس فكرة الحريات إلى جانب أفكار أخرى حري بنا
كمسلمين وجه الغرب إلينا سهام الليل والنهار أن نقف أمامها غير مخدوعين وأن نبين عوارها
كيف ال وماترك لنا ديننا صغيرا وال كبيرا إال بينه
أوال مفهوم الحرية في االسالم هو ضد مفهوم العبودية
بمعنى أن الناس أحرار ليسو بعبيد إال للخالق سبحانه
وبالمقابل فال حرية في االسالم إال في نطاق محدد
فالناس مقيدون بالحكم الشرعي وليس لهم أن يخرجوا عنه
أجل قبل دخول اإلنسان دين اهلل فال إكراه في الدين
لكن عندما يوقع المرء صك الدخول في االسالم بالشهادتين فإنه يعلم أنه إن بدل دينه فسيقتل
إذا فال حرية معتقد
وهذا لعمري من أكرم ما كرم به االسالم االنسان
فقد بين له أننا نضمن لك كرامتك وعيشك الراغد ولو كنت على غير ديننا
ولكن حالما اقتنعت بهذا الدين فهو ليس بألعوبة تدخل بها متى شئت وتخرج منها متى شئت
فاحترم عقلك وفكر بدل المرة ألفا فإن اقتنعت قناعة عقلية كاملة بهذا الدين فادخل ولكن الخروج منه ممنوع
وهنا التفاتة بسيطة لهذا المعنى الرائع
إن فيه من الكرامة للعقل البشري ما فيه
ألنه يطلب من الناس أن يتخذوا أفكارهم بعد تمحيص شديد لدرجة أنه يبين لهم أن ثمن التنازل عن هذه األفكار هو
حياتهم
كما أن فيه من عزة وكرامة االسالم ما فيه
فهو العقيدة الوحيدة التي بينت بوضوح لمعتنقها أن الحق بين والضالل بين
كما قال تعالى
ال إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
فمن احترم عقله اتبع الرشد وهو بين جلي واضح ال لبس فيه وال غموض
ال عقائد مخفية تصطدم بالعقل وال نأمر الناس إال أن يتفكروا ثم يعتقدوا
فهو دين موافق للفطرة وللعقل
وبالتالي فقبل أن تعتنقه وقبل أن تقدم على توقيع الصك تفكر ثم تدبر واحذر أن تتخذه عقيدة إال بعد أن تشبعه بحثا وإال
فالعاقبة وخيمة
وكذلك في هذا األمر معنى هام وهو حماية عقائد الناس من أن يعبث بها العابثون
فالعب بعيدا
حاول جماعة من المنافقين واليهود أن يؤمنوا أول النهار وأن يكفروا آخره ليضلوا الناس العوام
فيقول العامة مثال دخل العالم الكبير الفالني في االسالم
ثم يكفر هذا العالم
فماذا يظن الناس
يقولون لوال أنه وجد مثالب في دين اهلل لما تركه
فتتزعزع عقائدهم وهم العوام
فحماية لعقائد الناس أوجب الدين حماية العقيدة بمنع الكفر بعد االسالم
وهنا لطيفة مهمة أخرى
وهي أن من بدل دينه ولم يحدث ضجة ولم يدع لفساد
ولم يعمل على شق عصا الطاعة
فهذا له حكم يختلف عن حكم من قام بتلك األعمال
فاألخير يقتل مباشرة
المهم ال مجال هنا للدخول في التفصيالت الفقهية
الخالصة :قبل دخول االسالم أنت حر في اعتقادك
لكن قبل أن تدخل االسالم عليك الدرس والتمحيص
ثم إن دخلته فال حرية لك في المعتقد
أما النوع الثاني من الحريات الذي يقدسه الغرب الكافر فهي الحرية الشخصية
وهي من أسوأ ما أنتج العقل البشري
كل إنسان يفعل ما يحلو له بال ضابط
ولما أدرك المشرع الغربي عقم وفساد هذه الحرية نقضها بنفسه بأسلوب عجيب
فقال حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية اآلخرين
فأين الحرية إذن
طالما هنالك قيود فال حرية
إذن فانتهت
ولكن المشكلة أن اآلخرين حريتهم ال تتقيد بضابط إال ما تعارف عليه هؤالء القوم من شرور
فال إنكار لظهور العورات
وال إنكار لتفشي الزنا وال الشذوذ
Kللمخدرات بنسب معينة بحجة الحرية بل تشرع القوانين واألنظمة الحامية للشذوذ والزنى بل وفي بعض المجتمعات
الشخصية
بالمقابل في دين اهلل الناس مقيدون باالحكم الشرعي
أي بأوامر اهلل ونواهيه
نعم أخي علي ضمن االسالم للمسلمين ولغيرهم التعبير وإبداء الرأي ولكن كل ذلك بشروط وحدود
ففي حديث عبادة بن الصامت في البيعة "وأن نقول بالحق حيثما كنا ال نخاف في اهلل لومة الئم" هكذا
Kالحكام بالرأي ومحاسبتهم على أعمالهم فعن أم عطية عن أبي سعيد قال قال كما أوجب االسالم على المسلمين مجابهة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وعن أبي أمامة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
أجاب السائل الذي سأله عند العقبة أي الجهاد أفضل يا رسول اهلل بقوله كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر
وقال عليه السالم سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى إمام جائر فنصحه فقتله.
وهذا ليس حرية رأي بل هو تقيد بأحكام الشرع وهو إباحة قول الرأي في حاالت ووجوبه في حاالت
أرجو أن تتنبه
فليس األمر على النمط الغربي حرية رأي
هنالك أحكام شرعية بالرأي وجب اتباعها
فقول الرأي قد يكون مباحا أي لك أن تقول ولك أن ال تقول
وقد يكون فرضا واجبا ليس لك إال أن تقول
وقد يكون حراما فيمنع أن تقول
فالمسلم إذن متقيد بالحكم الشرعي ال بحرية الرأي
هذا هو الفرق العظيم بين حريتهم التي هي في الواقع عبودية لمشرعيهم البشر
وبين عبوديتنا هلل وحده بالتزام أوامره واالنتهاء بنواهيه
Kبه النصوص الشرعية فال يجوز له أن يعمل عمال وال أن يقول ففي االسالم المسلم مقيد في جميع أقواله وأفعاله بما جاءت
Kاألدلة الشرعية بجوازهقوال إال إذا جاءت
وبناء على ذلك فللمسلم أن يحمل أي رأي وأن يقول أي رأي وأن يدعو إلى أي رأي ما دامت األدلة الشرعية تجيزه
وبالمقابل ال يجوز له حمل وال قول أي رأي تمنعه األدلة الشرعية
أجل ال بد لنا من الضبط وعدم الخلط
فقد بين الحق سبحانه أن أقواما بقولهم آراء معينة كفروا فتأمل
قال تعالى في سورة التوبة
ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أباهلل وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون ال تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ...
اآليات 66 - 65التوبة
فمجرد قولهم لبعضهم البعض بعض األقوال أي اآلراء التي هم اعتبروها لعبا وهزوا اعتبرهم الحق كفارا
كذلك الرسول عليه السالم بين مثال أن من كذب على قوم ليضحكهم فليتبوأ مقعده من النار
لقد بين االسالم أن الكلمة لها حرمتها وأهلها
ما ينطق من قول إال لديه رقيب عتيد
وهذا من عظمة االسالم وتقديره لعقول البشر ال يريد لكل من هب ودب أن يكون متكلما في أمور العامة
قال رسول اهلل تكون سنوات خداعات يؤتمن فيها الخائن ويخوُنّ فيها األمين ويصدّق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق
K
وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول اهلل قال الرجل التافه يتحدث في أمر العامة.
وهكذا بين االسالم أن لكل اختصاص أهله ولم يمنع أحدا من أن يكون أهال للكالم وللرأي ولكن ال بد من العلم
دخل االمام علي المسجد ورجل قائم يفتي ويتكلم فعلم االمام جهله فسأله أتعلم الناسخ من المنسوخ والعام من الخاص وهكذا
أسئلة فلما علم جهله نهره أن يراه بالمسجد قائما يتكلم
لقد قدر علماؤنا األجالء رحمهم اهلل هذا فما زال بعضهم يتعلم أربعين سنة ال يجرؤ أن يجلس لإلفتاء حتى علم أن علمه أهل
ألن يخرج من صدره
فالرأي محترم لمن يكون أهال له ولمن يعلم حدود اهلل فيه
كذلك أؤكد على ما أسلفت من أن آراء معينة تمنع من التداول بين المسلمين خوفا على العامة
ال بد من بقاء طائفة من الناس يسمون العامة معلوماتهم بالعقيدة ضعيفة وهؤالء يجب على الدولة أن تحافظ على
عقائدهم بمنع ما يفسدها مع حضهم على العلم
كذلك والكالم يجر الكالم
أال ترى من الواجب منع برامج التنصير مثال أو األفالم التي تنشر وجهة النظر األمريكية في الحياة وتروج لها
أال ترى أن الغرب الكافر نفسه في أوروبا يحارب نمط الحياة األمريكي
إذن ال بد من أن الكثير من اآلراء واألفكار يجب محاربتها بعنف وقوة
فال مجال للقول بحرية الرأي هكذا على إطالق الكالم
كل أمم العالم لها من اإلجراءات ما تحفظ به شخصيتها وكيانها وثقافتها وهذا كله ال يعيبها بل على العكس هذا يبعث
على احترامها
إذن ال للحرية
نعم للتقيد بالحكم الشرعي