Professional Documents
Culture Documents
0
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
) فصل من كتاب تفسير كتاب هللا تعالى المسمى :البيان والتبيان في تفسير كتاب الرؤوف الرحمن ،ألبي 1
مالك ،ثائر سالمة ،غفر هللا له ولوالديه ،ولزوجه ولذريته وإلخوته وذرياتهم ،ولمن له حق عليه ،وألحقنا
جميعا بالصالحين وشفع فينا المصطفى عليه سالم هللا ،وللمسلمين والمسلمات ،بفضل رحمة هللا تعالى
وتفضله وواسع كرمه.
) وقد كانت الصحابة رضي هللا عنهم علماء كل منهم مخصوص بنوع من العلم كعلي رضي هللا عنه 2
بالقضاء وزيد بالفرائض ومعاذ بالحالل والحرام وأُبي بالقراءة فلم يُ َس َّم أح ٌد منهم بحراً إال عبد هللا بن
عباس الختصاصه دونهم بالتفسير وعلم التأويل ،وقال فيه علي بن أبي طالب :كأنما ينظر إلى الغيب من
ستر رقيق .وقال فيه عبد هللا بن مسعود :نِ ْع َم تُرجمان القرآن عبد هللا بن عباس ،وقد مات ابن مسعود في
سنة ثنتين وثالثين ،وع ّمر بعده ابن عباس ستا ً وثالثين سنة ،فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود
نعم كان لعلي فيه اليد السابقة قبل ابن عباس وقال ابن عطية :فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن
أبي طالب ويتلوه ابن عباس( .الجامع ألحكام القرآن للقرطبي ،وتفسير ابن عطية :المحرر الوجيز ،والبداية والنهاية البن كثير)
1
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
وهشَّ .
يح ْال َوجْ ِه. ال :نَ َع ْمَ .كانَ أَ ْبيَ َ
ضَ ،ملِ َ ُول هّللا ِ ؟ قَ َ
ت لَهُ :أَ َرأَيْتَ َرس َ
ال :قُ ْل ُ ُور َ .ح َّدثَنَا خَ الِ ُد بْنُ َع ْب ِد هّللا ِ ع َِن ْالج َُري ِْريِّ ع َْن أَبِي ُّ
الطفَي ِْل ،قَ َ روى مسلم :ح ّدثنا َس ِعي ُد بْنُ َم ْنص ٍ
5
ق ،وال بِاآلد َِم ،ومعنى :وليس باألبيض األمهق :أي ليس ض األَ ْمهَ ِ
وليس بِاأْل ْبيَ ِ
َ ) وفي روايةُ :م ْش َربَا ً ُح ْم َرةً، 6
بالذي بياضه خالص ال يشوبه حمرة وال غيرها كلون الثلج واللبن .فالمراد أنه كان نيِّر البياض أزهر .وقد
جاء في رواية :أنه «كان بياضه مشوبا ً بالحمرة» .وهو أحسن أنواع األلوان المستحسنة عند الطباع
الموزونة ،وهذا معنى قوله( :وال باآلدم) أي الشديد السمرة ،وقد كان عيسى عليه سالم هللا آدم ،أي شديد
السمرة( .روى اإلمام أحمد في مسنده :ـ حدثنا عبد هللا ح َّدثني سريج بن يونس ثنا يحيى بن سعيد األموي
عن ابن جريج عن صالح بن سعيد أو سعيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن عل ّي رضي هللا عنه قال« :كان
رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ال قصير وال طويل ،عظيم الرأس رجله ،عظيم اللحية ،مشربا ً حمرة،
طويل المسربة ،عظيم الكراديس ،شثن الكفين والقدمين ،إذا مشى تكفأ كأنما يهبط في صبب لم أرْ قبله وال
بعده مثله صلى هللا عليه وسلّم» .وفي أخالق النبي ألبي الشيخ األصبهاني :عن سعيد المقبري .عن أبي
هريرة .قال :بينما النبي صلى هللا عليه وسلم مع أصحابه جالس .إذ جاءهم رجل من أهل البادية .فقال:
أيكم ابن عبد المطلب؟ قالوا :هذا األمغر المرتفق .قال حمزة :األمغر األبيض مشربا حمرة .المرتفق متكئ
على مرفقه.
) (وكان) أي وجهه (مستديراً) أي مائالً إلى التدوير ،إذ ورد في شمائله أنه لم يكن مكلثم الوجه. 7
َ
وفالن قَسي ُم الوج ِه و ُمقَ َّس ُم الوجه ،أي حسن الوجه جميل ،ورجل ُمقَسَّم الوج ِه أي جميل ٌ ُ
الحسن. ) القَسا ُم: 9
2
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ألألُ َوجْ هُهُ (َ )13كتَأللُ ِؤ القَ َم ِر لَيلَةَ ْالبَ ْد ِر ،ال َعابِسٌ َوالان فَ ْخ ًما (ُ )11مفَ َّخ ًما ( ،)12يَتَ ْ َو َك َ
ط َعةُ قَ َم ٍر( ،قال ):أي َجابِ ُر (ال بَلْ ُمفَنَّ ٌد ( ،)14إِ َذا ُس َّر ا ْستَنَا َر َوجْ هُهَُ ،15حتَّى َكأ َ َّن َوجْ هَهُ قِ ْ
س َوالقَ َم ِر) أَيْ في قُ َّو ِة الضِّ يَا ِDء َو َك ْث َر ِة النُّ ِ ثل ال َّش ْم ِ ان) أَيْ َوجْ هُهُ ( ِم َ َك َ
16
ور،
َولَ ْم يَ ُك ْن بِ ْال ُمطَه َِّم (، )17
ان فِي ْال َوجْ ِه تَ ْد ِوي ٌر( ،)19أَ ْبيَضُ ُم ْش َربٌ (،)20 َواَل بِ ْال ُم َك ْلثَ ِم(َ )18و َك َ
ْر اللِّحْ يَ ِة َكثُّها (َ )21ح َسنُها ،لِحْ يتُهُ َغي ُر ُم ْسبَلَ ٍة(،)22
يف َشع ِ َكثِ ُ
) روي في حديث ابن أبي هالة أن النبي كان فَ ْخما ً ُمفَ َّخما ً أَي عظيما ً ُم َعظَّما ً في الصدور والعيون ولم 12
تكن ِخ ْلقته في جسمه الضخامة ،وقيل [معناها] الفَخامة في وجهه :نُ ْبلُه وا ْمتِالؤه مع الجمال والمهابة وأتيْنا
فالنا ً فَفَ َّخ ْمناه Dأي عَظَّ ْمناه ورفعنا من شأْنه ،أي كان معظما ً في صدور الصدور وعيون العيون ال يستطيع
مكابر أن ال يعظمه وإن حرص على ترك تعظيمه كان مخالفاً Dلما في باطنه.
) أي يضيء ويتوهج 13
عليه سالم هللا تقول بأنه ليس من ضعاف الرأي ،وال من الذين يخرفون في الكالم ل ِكبَ ٍر أَصابَهُ ْم.
ِّث حينَ مالك يُحد ُ
ٍ كعب بنَ ُ
«سمعت الرحمن بن عبد هللا بن كعب أنَّ عب َد هللا بن كعب قال: ِ عن ابن شهاب عن عب ِد الليث عن عُقيَل ِ ُ َير ح َّدثَنا
ح ّدثنا يحيى بنُ بُك ٍ
15
علي عليه السالم َسيِّدَنا رسول هللا فقال لم يكن بالـ ُمطَه َِّم وال بالـ ُم َك ْلثَ ِم ووصف ٌّ َ السمين الفاحشُ ، ُ الـ ُمطَهَّ ُم
قال ابن سيده هو يحتمل أن يُفس ََّر بالوجوه الثالثة وفي الصحاح أي لم يكن بالـ ُم َد َّو ِر الوجْ ه وال بالـ ُم َوج ِ
َّن
ون الوجْ ِه [والمسنون اللطيف الدقيق األَنف] [أقول :في نفس الخبر عن علي رضي هللا عنه بعد ولكنه َم ْسنُ ُ
قوله :وال بالمكلثم :قال :وكان في الوجه تدوير ،فهذا يعني عدم دقة ما ذهب إليه الجوهري في الصحاح Dمن
أنه لم يكن مدور الوجه] األزهري :سئل أَبو العباس عن تفسير الـ ُمطَهَّم في هذا الحديث فقال الـ ُمطَهَّم
الفاحشُ
ِ ُ
السمين ف فيه فقالت طائفة هو الذي كلُّ عُضْ ٍو منه ح َس ٌن على ِحدته وقالت طائفة الـمـُطَهَّ ُم ُم ْختَلَ ٌ
ي في قوله لم يكن بالـ ُمطَهَّم وهذا َم ْد ٌح ومن قال إنه النَّحافةُ Dفقد تَ َّم النفي في هذا ألَن أُ َّم َم ْعبَ ٍد ال ِّس َم ِن فقد تَ َّم الن ْف ُ
ط ِهي ُم الضِّ خَ ُم فقد صح النَّ ْفي طن قال وأما من قال التَّ ْ وصفَ ْته بأَنه لم ت َِعبْه نُحْ لةٌ ولم ت َِش ْنه ثُجْ لة أي انتفا ُDخ بَ ٍ َ
تماسكا ً قال ابن األثير لم وان هللا عليه فقال كان بادنا ً ُم ِ علي ِرضْ ُ فكأَنه قال لم يكن بالض َّْخم قال وهكذا وصفه ٌّ
الجس ِْم وهو من األضداد انتهى من ُ
النحيف ِ الوج ِه وقيل الفاحشُ ال ِّس َم ِن وقيل يكن بالـ ُمطَه َِّم وهو الـ ُم ْنتَفِ ُخ َ
لسان العرب ،والذي أراه ،والعلم عند هللا ،أن أدق المعاني هو نفي أن يكون منتفخ الوجه ،أو نفي أن يكون
قليل لحم الوجه إذ أن الكلمة من األضداد ،فهذا معنى :ليس بالمطهم ،أما نفي أن يكون مكلثما ،فمعناه أن
وجهه لم يكن قصير الحنك ،داني الجبهة ،بل كان عليه السالم ممتلئ الوجه ،كما نفهم من الروايات
األخرى ،ولكنه ليس منتفخا ،وكان عليه السالم مستدير الوجه ،ومن وصف :أسيل الوجه نفهم أن في الوجه
اقتراب من االستطالة ،فهو ما بين المستدير والمائل لالستطالة قليال ،فخب ٌر قال :كان مدور الوجه ،وآخر
قال :وفي الوجه تدوير ،ولعل الثاني أقرب للدقة ،إذ أنه قال :فيه تدوير ،وأوصافه األخرى أثبتت أنه كان
أسيل الوجه ،فلهذا جمعنا بينها بهذا الجمع ،والعلم عند هللا تعالى.
3
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
بَ ،39س َوابِغ( ،)40في َغي ِْر قَرْ ٍن ،بينَهُ َما ِعرْ ٌ
ق يُ ِدرُّ هُ واج ِD
الح ِ أَ َزجُّ ( )37أ ْق َر ُن( ،)38أَ َزجُّ َ
()41
ضبُ ال َغ َ
) قال شمر قال أَبو عبيد في صفة النبي إنه لم يكن بالـ ُم َك ْلثَم قال معناه أَنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه 18
الجبهة المستدير الوجه وفي النهاية البن الحنك ال ّداني َ ِ صي ُر كان أَ ِسيالً وقال شمر الـ ُم َك ْلثَ ُم من الوجوه القَ ِ
األَثير مستدير الوج ِه مع خفة اللحم قال وال تكون ال َك ْلثَمة إالَّ مع كثرة اللحم انتهى ،فهو عليه سالم هللا لم
يكن مكلثما ،وال مطهما ،بل كان أسيل الوجه أي في وجهه استطالة ونعومة.
) َو ْال َم ْعنَى أَنَّهُ َكانَ بَ ْينَ اإْل ِ َسالَ ِة َوااِل ْستِد َ
َار ِة 19
ب: ْر أَبِي طَالِ ٍ ) روى البخاري أن ا ْبنَ ُع َم َر كان يَتَ َمثَّ ُل بِ ِشع ِ 20
ثِ َما ُل ْاليَتَا َمى ِعصْ َمةٌ لِأْل َ َرا ِم ِل ض يُ ْستَ ْسقَى ْال َغ َما ُم ِب َوجْ ِه ِه َوأَ ْبيَ َ
ط ِعم َو ْال ُم ِغيث َو ْال ُم ِعين َو ْال َكافِي. ْر ْال ُمثَلَّثَة َوت َْخفِيف ْال ِميم هُ َو ْال ِع َماد َو ْال َم ْل َجأ َو ْال ُم ْ قَوْ له ( :ثِ َمال )بِ َكس ِ
) كث اللحية :الكثوثة :أن تكون اللحية غير دقيقة وال طويلة ،ولكن فيها كثافة من غير عظم وال طول ،وفي 21
القاموس كثت كثرت أصولها وكثفت وقصرت وجعدت ولذا روي كانت ملتفة وفي شرح المقامات
للشريشي كثة كثيرة األصول بغير طول ويقال للحية إذا قُصَّ شعرها وكثر إنها لكثة .قال المناوي في فيض
القدير( :كث اللحية) وفي رواية للحارث Dعن أم معبد كثيف اللحية بفتح الكاف غير دقيقها وال طويلها وفيها
كثافة كذا في النهاية وفي التنقيح كث اللحية كثير شعرها غير مسبلة وفي القاموس كثت كثرت أصولها
وكثفت وقصرت وجعدت ولذا روى كانت ملتفة .انتهى
) في لسان العرب :وال َّسبَلة عند العرب ُمقَ َّدم اللحية وما أَ ْسبَل منها على الصدر يقال للرجل إِذا كان كذلك 22
رجل أَ ْسبَ ُل و ُم َسبَّل إِذا كان طويل اللحية ،انتهى ،فالمعنى إذن أن لحيته لم تكن طويلة ،لذا قال في
الروايات األخرىَ :غ ْي ُر َدقِيقِها وال طَويلِها ،فطول شعر لحيته إذن متوسط.
ُول هَّللا ِ إِاَّل تَبَ ُّس ًما" روى في المسند الجامع: ك َرس ِ ض ِح ُ ) ح ُْل ُو الـ َم ْب َس ِم ،وروى الترمذي حديثاَ :ما َكانَ َ 23
عن َس ِعيد بن ال ُم َسيَّب أنه َس ِم َع أبا هُ َري َْرةَ يصف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "كان ربعة وهو إلى الى
طول أقرب شديد البياض أسود شعر اللحية حسن الثغر أهدب أشفار Dالعينين بعيد ما بين المنكبين مفاض
الخدين يطأ بقدمه جميعًا ليس لها أخمص يقبل جميعًا ويدبر جميعًا لم أر مثله قبل وال بعد" .أخرجهD
البخاري في األدب المفرد
ْ
ضلِي َع الفَ ِم الَ :كانَ َرسُو ُل هَّللا ِ َ ْت َجابِ َر ْبنَ َس ُم َرةَ قَ َ ال َس ِمع ُ ب قَ َ اك ب ِْن َحرْ ٍ ) وروى مسلم عن ُش ْعبَة ع َْن ِس َم ِ 24
ص َح ٌل( )45و ُحس ٌْن ،وفي ف ( ،)44وفي َ ار ال َع ْينَي ِْن ،في أَ ْشفَ ِ
ار ِه (َ )43وطَ ٌ أ ْهدَبُ أَ ْشفَ ِ
42
ص ْوتِ ِه َ
صفَا ِء الفِ َّ
ض ِة. ُعنُقِ ِه َسطَ ٌع(َ ،)46كأ َ َّن ُعنُقَهُ ِج ْي ُد ُد ْميَ ٍة ( ، )47في َ
العرْ نَي ِْن( )49له نُو ٌر يعلوه ،يحسبه من لم يتأمله أشم. أَ ْقنَى(ِ )48
أنصاف أُذني ِه (.)51 ْ
َش ِدي ُد َس َوا ِد ال َّشع ِ ض ْخ ُم الرَّأ ِ
()50
ِ وكان شع ُر رسو ِل هللا إلى َ ْر، س َ
بين أُذني ِه وعاتقِه« .وعن أنس :كان يَضْ ِربُ (َ )52شع ُر رأس النبي(َ )53من ِكبَيه وفي روايةَ :
وهو األظهر .قالوا :والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم ،في القاموس :رجل ضليع الفم أي عظيمه أو
واسعه ،أو عظيم األسنان متراصفها.
) أشنب :أي أبيض األسنان مع بريق وتحديد فيها أو هو رونقها وماؤها أو بردها وعذوبتها ،انظر حديث 26
َّباعيات ِخ ْلقةً فإِن تُ ُكلِّفَ فهو التفليجُ ،ورجل ُمفَلَّ ُج الثنايا أَي والفَلَ ُج في األَسنان تباعد ما بين الثّنايا والر ِ
سنان وفي رواية أَ ْفلَ َج األَ ِ
سنان ُم ْنفَ ِرجُها Dوهو خالف الـ ُمتراصِّ األَسنان وفي صفته أَنه كان ُمفَلَّ َج األَ ِ
ت لل ُحس ِْن أَي النسا َء الالتي يَ ْف َع ْلنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين ،وأما وفي الحديث أَنه لَ َعنَ الـ ُمتَفَلِّجا ِD
َّباعيةُ مثل الثمانية إِحدى األَسنان األَربع التي تلي الثَّنايا بين الثَّنِيّة والنّاب تكون الثنايا والرباعيات :والر ِ
ونابان
ِ باعيتان بعدهما ور ِ إلنسان من فوق ثَنِيّتان َ يات قال األصمعي ل ِ َ باع ٌ إلنسان وغيره والجمع َر ِ ل ِ
وناجذان وكذلك من أَسفل انتهى ،فالمعنى إذن :أن مقدم أسنانه ، ِ وضاحكان وستةُ أَرْ حاء من كل جانب ِ
التي بين النابين ،كانت مفلجة ،أي مفروقة فرقا جميال ،وفي الخبر اآلخر :كان ضليع الفم ،ومعناه كما مر
يومي بتراصف أسنان الفم ،وفي الخبر أيضا أنه كان أشنب ،أي ألسنانه بريق وتحديد ،فهذه صفة أسنانه
عليه سالم هللا.
28في عمدة القاري للعيني :وقال النووي :الجبين جانب الجبهة ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة .وقد روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه :أخبرنا عبد
الرزاق عن معمر عن الزهري قال :سُئل أبو هريرة عن صفة النبي صلى هللا عليه وسلم ،قال :أحسن الصفة وأجملها ،كان ربعة إلى الطول ما هو ،بعيد ما بين
المنكبين ،أسيل الجبين شديد سواد الشعر ،أكحل العين ،أهدب ،إذا وطئ بقدمه وطئ بكلّها ،ليس لها أخمص ،إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة ،وإذا
ضحك كاد يتالال في الجدر ،لم أر قبله وال بعده مثله صلى هللا عليه وسلم .وانظر دالئل النبوة للبيهقيD.
ص ْلتَ الجبين قال الجبين واضحُه وفي صفة النبي أَنه كان َ ت َ ص ْل ُالبار ُز الـ ُم ْستَوي ،ورجل َ ِ ت:) الص َّْل ُ 29
س وطال ،وخ ٌّد أَ ِسيل وهو السهل الليِّن وقد واألَ ِسي ُل األَ ْملس المستوي وقد أَسُل أَسالة وأَسُل خَ ُّده أَسالة ا َّملَ َ
أَسُل أَسالة أَبو زيد من الخدود األَ ِسي ُل وهو السهل اللين الدقيق المستوي .جاء في فتح الباري :وروى
الذهلي في «الزهريات» من حديث أبي هريرة في صفته صلى اللـه عليه وسلّم «كان أسيل الخدين ،شديد
سواد الشعر ،أكحل العينين ،أهدب األشفار» الحديث
) ليس فيهما نتوء وال ارتفاع وهو بمعنى خبر البيهقي وغيره كان أسيل الخدين وذلك أعذب عند العرب. 31
5
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
33من وصف علي رضي هللا عنه لرسول هللا عليه سالم هللا ،انظر مسند اإلمام أحمد ،واألدب المفرد للبخاري.
) من خبر أم معبد ،وفي الخبر اآلخر من وصف علي رضي هللا عنه :أَ ْد َع ُج ْال َع ْينَي ِْن أَ ْهدَبُ اأْل َ ْشفَ ِ
34
ار،
وال َّد َع ُج ش َّد ة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها ،وقيل شدة سوادها مع سعتها ،وهو األصح هنا ،إذ أن
بياض عينيه شابتهما حمرة ،وعن محمد بن علي رضي هللا عنه عن أبيه قال« :كان رسول هللا ضخم
كث اللحية ،أزهر اللون ،إذا مشى تكفأ كأنما الرأس ،عظيم العينين ،هدب األشفار ،مشرب العين بحمرةّ ،
صعُد ،وإذا التفت التفت جميعاً ،شثن الكفين والقدمين» .وفي رواية أخرى :فِي َع ْينَ ْي ِه ُح ْم َرةٌ. يمشي في ُ
) األشكل على ما في القاموس ما فيه حمرة وبياض مختلطة ،أو ما فيه بياض [ يضرب ] إلى حمرة( ،قيل: 35
ما أشكل العينين .قال :طويل شق العين) بفتح الشين .قال القاضي عياض :تفسير سماك اشكال العينين وهم
منه وغلط ظاهر .وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيدة وجميع أصحاب الغريب ،وهو أن الشكلة
ال« :كانَ َرسُو ُل هَّللا ِ َ
ضلِي َع بن َس ُم َرةَ قَ َ بن َحرْ ٍ
ب عَن َجابِ ِر ِ اك ِ
حمرة Dفي بياض العين ،وهو محمود .عَن ِس َم ِ
يث َح َس ٌن صحيحٌ. ب» .رواه الترمذي قال أبو عيسى :هَ َذا َح ِد ٌ الفَ ِم أَ ْش َك َل ال َع ْينَي ِْن َم ْنه َ
ُوس ال َعقِ ِ
36النهاية في غريب الحديث واألثر البن األثير الجزري المحدث.
) وال َّز َج ُج ِرقَّة َم َحطِّ الحاجبين و ِدقَّتُهُما وطولهما و ُسبُو ُغهما وا ْستِ ْقوا ُسهُما وقيل ال َّز َج ُج ِدقَّة في الحاجبين 37
ت المرأَةُ حاجبها بال ِمزَ جِّ دققته وط ّولته وقيل أَطالته وطُو ٌل والرجل أَزَجُّ وحاجب أَزَجُّ و ُمزَ َّج ٌج وزَ ج َ
َّج ِD
باإلثمد.
ِ
طال ،والق َرن التقاء طرفي الحاجبين .فالمعنى أن حاجبيه طويالن ُ َ َ ْ
زَج ال ُعشبُ َ َ
) مرققهما مع تقوس ،أ ِز َج وأ َ 38
ورقيقان ومقوسان ومتصالن ،وفي الخبر اآلخر في غير قرن ،فيجمع بينهما أنهما كادا يلتقيان ،ولم يلتقيا،
ق ،جاء في لسان العرب :والقَ َر ُن التقاء طرفي الحاجبين وقد قَ ِرنَ وهو أَ ْق َر ُن و َم ْقرُون وإنما فرق بينهما ِعرْ ٌ
الحاجبين وحاجبَ Dم ْقرُون كأَنه قُ ِرن بصاحبه وقيل ال يقال أَ ْق َر ُن وال قَرْ ناء حتى يضاف إِلى الحاجبين وفي
صفة سيدنا رسول هللا َ سوابِ َغ في غير قَ َر ٍن :القَ َرن بالتحريك التقاء الحاجبين قال ابن األَثير وهذا خالف
ما روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته أَزَجُّ أَ ْق َر ُن أَي َم ْقرُون الحاجبين قال واألَول الصحيح في صفته
وسوابغ حال من المجرور وهو الحواجب Dأَي أَنها دقت في حال سبوغها .انتهى
39من وصف ابن أبي هالة
ت النِّعْمةُ تَ ْسبُ ُغ ُسبُوغا ً اتسعت وإِسْبا ُ
غ ال ُوضو ِء الـ ُمبالَغة فيه وإ ْتما ُمه واف ،و َسبَ َغ ِ
ٍ ) شيء ساب ٌغ أَي كا ِم ٌل 40
وأَ ْسبَ َغ هللا عليه النِّعْمةَ أَ ْك َملَها وأَتَ َّمها وو َّس َعها.
) (سوابغ) بالسين أفصح من الصاد جمع سابغة أي كامالت .قال الزمخشري :حال من المجرور وهو 41
الحواجب وهي فاعلة في المعنى إذ تقديره أزج حواجبه أي زجت حواجبه (في غير قرن) بالتحريك أي
اجتماع يعني أن طرفي حاجبيه قد سبقا أي طاال حتى كادا يلتقيان ولم يلتقيا (بينهما) أي الحاجبين (عرق)
بكسر فسكون (يدره) أي يحركه نافراً (الغضب) كان إذا غضب امتأل ذلك العرق دما ً كما يمتلئ الضرع
لبنا ً إذا در فيظهر ويرتفع .فالحاصل Dإذن :أن حواجبه كادت تلتقي وتجتمع فيما بين العينين ،إال أنها لم
تلتق ،وبينها شريان دم ظاهر عند الغضب.
6
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
وإن تَ َكلَّ َم َس َماهُ َو َعاَل هُ البَهَا ُءَ ،وفِي ِه َحيَا ٌء( ، )66ح ُْل ُو الم ْن ِطقِ ،فَصْ ٌل( )67ال نَ ْز ٌر وال الوقَارُْ ، َ
اس لِ َسانَاً، ظ ٍم يَتَ َح َّدرْ َن ،أُوت َي َج َوا ِم َع ْال َكلِ ِم ،أَ ْف َ
ص ُح النَّ ِ ت نُ ْ
هَ َذ ٌر َ ،كأ َ َّن َم ْن ِطقَهُ َخ َر َزا ٍ
) 68(
ص ْد ِر 70لم تعبه ثجلة ولم تُ ْز ِر به وأ ْق َواهُ ْم ُح َّجةً َوبُرْ هَانَاً ،بَ ِعي ُد َما بَي َْن ْال َم ْن ِكبَي ِْنَ ،69ع ِريضُ ال َّ
ض ْخ َم
ص ْد ِر(َ ،)74 ط ِن(َ )73وال َّ اسكاًَ ،سوا َء ْالبَ ْ ص ْعلَةٌ( ،)72كان بَا ِدنا ً ُمتَ َم ِ ص ْقلةٌ(( )71وفي رواية) َ ُ
ْال َك َرا ِد ِ
()75
يس
42في مسند أحمد :عن أبي هريرة أنه كان ينعت النبي صلى هللا عليه وسلّم قال :كان شبح الذراعين أهدب أشفار العينين ،بعيد ما بين المنكبين ،يقبل جميعاً Dويدبر
جميعاً .بأبي هو وأمي لم يكن فاحشا ً وال متفحشا ً وال صخابا ً في األسواق.
) من حديث أم معبدُ ،ش ْف ُر العين منابت األَهداب من الجفون الجوهري :األَ ْشفا ُر حروف األَجفان التي ينبت 43
للتكرار اللفظي( Dدمية) كعجمة بمهملة ومثناة تحتية الصورة المنقوشة من نحو رخام أو عاج شبه عنقه
بعنقها ألنه يتأنق في صنعتها مبالغة في حسنها وخصها لكونها كانت مألوفة عندهم دون غيرها (في صفاء
الفضة) حال مقيدة لتشبيهه به أي كأنه هو حال صفائه قال الزمخشري :وصف عنقه بالدمية في االستواء
واالعتدال وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال وبالفضة في اللون واإلشراق والجمال.
) 48من وصف ابن أبي هالة ،أقنى العرنين ،يعني :األنف ،والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته،
يقول منه :رجل أقنى ،وامرأة قنواء ،واألشم :أن يكون األنف دقيقا ال قنا فيه .والقَنا مصدر األَ ْقنَى من
والمارن من غير قبح ،ابن سيده والقَنا ارتفاع في ِ األُنوف والجمع قُ ْن ٌو وهو ارتفاع في أَعاله بين القصبة
طرفه وقيل هو نُتوء و َس ِط القصبة وإ ْشرافُه ِ
وضي ُ
ق أَعلى األَنف واحْ ديدابٌ في وسطه و ُسبُو ٌ
غ في َ
خَريْن رجل أَ ْقنَى وامرأَة قَ ْنواء بَيِّنة القَنا وفي صفة سيدنا رسول هللا كان أَ ْقنَى ِ
العرْ نين القَنا في الـ َم ْن َ
نين األَنف ،أقنى بقاف فنون مخففة من القنا وهو األنف طوله و ِدقَّة أَرْ نبته مع حدَب في وسطه ِ
والعرْ ُ
ارتفاع أعلى األنف واحد يدأب وسطه (العرنين) أي طويل األنف مع دقة أرنبته وهو بكسر فسكون األنف
أو ما صلب منه أو أوله حيث يكون الشم والقنا فيه طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه (له) أي للعرنين
أو للنبي وهو أقرب (نور) بنون مضمومة (يعلوه) يغلبه من حسنه وبهاء رونقه (يحسبه) بضم السين
وكسرها أي النبي أو عرنينه (من لم يتأمله) أي يمعن النظر فيه (أشم) مرتفعا ً قصبة األنف قال محقق :وذا
يفيد أن قناه كان قليالً فمن عكس انعكس عليه ومن قال المشهور كان أشم فالكتب المشهورة تكذبه اهـ.
ومراده الدلجي والشمم ارتفاع قصبة األنف وإشراف األرنَبَ ِة.
نين األَنف تحت ُمجْ تَ َمع الحاجبين وهو أَول األَنف حيث يكون فيه ال َّش َم ُم يقال وعرْ َُين كل شيء أَ َّوله ِ وعرْ ن ُ ) ِ 49
العرب لداللته على عظمة صاحبه وسعادته وإشارته إلى كمال رياسته وسيادته ،ووصفت أعضاؤه
7
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ص ْدرًا َوأَصْ َد ُ
ق اس َكفَّا َوأَ ْش َر ُحهُ ْم َ
ِّين ،أَجْ َو ُد النَّ ِ
بَي َْن َكتِفَ ْي ِه َخاتَ ُم النُّبُ َّو ِة(َ )76وهُ َو َخاتَ ُم النَّبِي َ
ْرفَةً أَ َحبَّهُ
اس لَه َْجةً َوأَ ْليَنُهُ ْم َع ِري َكةً َوأَ ْك َر ُمهُ ْم ِع ْش َرةً َم ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهُ َو َم ْن َخالَطَهُ َمع ِ النَّ ِ
اعتُهُ لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َواَل بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ.
يَقُو ُل نَ ِ
(ورأيت الخاتم) بفتح التاء ويكسر ،أي خاتم النب ّوة( .عند كتفه مثل بيضة الحمامة).
أي مد ّوراً (يشبه) أي لونه (جسده) أي لون سائر أعضائه .والمعنى لم يخالف لونه لون
بشرته،
عقائص وضفائر كما أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أم هانىء قالت« :قدم رسول هللا
مكة وله أربع غدائر» وفي لفظ «أربع ضفائر» وفي رواية ابن ماجه« Dأربع غدائر يعني ضفائر» والغدائر
بالغين المعجمة Dجمع غديرة بوزن عظيمة ،والضفائر بوزنه .فالغدائر هي الذوائب والضفائر هي
العقائص ،فحاصل الخبر أن شعره طال حتى صار ذوائب فضفره أربع عقائص ،وهذا محمول على الحال
التي يبعد عهده بتعهده شعره فيها وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه وهللا أعلم .وقد أخرج أبو داود والنسائي
وابن ماجه وصححه من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال :أتيت النبي ولي شعر
طويل فقال ذناب ذباب ،فرجعت فجززته ،ثم أتيت من الغد فقال« :إني لم أَ ْعنِكَ » وهذا أحسن انتهى من
فتح الباري ،والمعنى أنه لم يعنه بقوله :ذناب ذباب ،ولم يذم طول شعره.
َّدر ،وفي صفة سيدنا رسول هللا فَ ِسي ُح ما ) قد جاء في صفته أَ ْش َعر الذرا َعيْن وال َم ْن ِكبَين وأَ ْعلى الص ِ 52
ير
ص ِيل َواَل ِب ْالقَ ِْس ِبالطَّ ِو ِ
َم ْن ِكبَ ْي ِه بَ ِعي َد َما بَ ْينَ ْال َم ْن ِكبَي ِْن لَي َ
رسول هللا فقال: ِ رضي هللا عنه عن شعر َ أنس بن مالِك ) انظر فتح الباري ،و«عن قتادةَ قال :سألت َ 54
ُ
َّبط وال ال َجع ِد بينَ أذني ِه وعاتق ِه» .وجمع ابن بطال بين اللفظين ْ رسول هللا َ ر ِجالً ،ليس بالس ِ ِ كان شع ُر
المختلفين في الحديث بأن ذلك إخبار عن وقتين ،فكان إذا غفل عن تقصيره بلغ قريب المنكبين وإذا قصه لم
يجاوز األذنين وجمع غيره بأن الثاني كان إذا اعتمر يقصر واألول في غير تلك الحالة وفيه بعد« ،له شعر
يبلغ شحمة أذنيه إلى منكبيه» وحاصله أن الطويل منه يصل إلى المنكبين وغيره إلى شحمة األذن.
شعر رسول هللا صلى هللا عليه َ ) في مسند أحمد :عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن عائشة قالت« :كان 55
الو ْف َر ِة» .والجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين ،والوفرة شعر الرأس إذا وسلّم دون الجمة وفوق َ
وصل إلى شحمة األذن .ولعل اختالف الروايات باعتبار اختالف الحاالت.
) من وصف ابن أبي هالة ،أي إن انقلبت عقيقته أي شعر رأسه انفرق بسهولة لخلفة Dشعره حينئذ (فرق) 56
بالتخفيف أي جعل شعره نصفين نصفا ً عن يمينه ونصفا ً عن شماله سمي عقيقة تشبيها ً بشعر المولود قبل
أن يحلق فاستعير له اسمه (وإال) بأن كان مختلطا ً متالصقا ً ال يقبل الفرق بدون ترجل (فال) يفرقه بل
يتركه بحاله معقوصا ً أي وفرة واحدة والحاصل أنه إن كان زمن قبول الفرق Dفرقه وإال تركه غير مفروق
) من وصف علي رضي هللا عنه ،أي فيه تكسر يسير ،يقال رجل شعره إذا مشطه فكان بين السبوطة 57
والجعودة ،وشعر مرجل أي مسرح وكان شعره عليه سالم هللا بأصل خلقته مسرحاً.
) الجعد من الشعر خالف السبط وقيل هو القصير ،وال َّس ْبطُ الشعر الذي ال ُجعُودة فيه وشعر َسبْطٌ و َسبِطٌ 58
ين ال َكفَّ ْي ِن( )77والقَ َد َمي ِْنَ )78(،ش ْث ُن ْال َكفَّي ِْن(َ )79و ْالقَ َد َم ْي ِن( ،)80إِ َذا َم َشى تَقَلَّ َع َكأَنَّ َما يَ ْم ِشي َس ِم ُ
ت َمعًاَ ،ش ْب ُح ال ِّذ َرا َعي ِْن(( ، )81طَوي ُل ال ّز ْن َدي ِْن)َ ،82رحْ بُ الرَّا ِح ِة(،)83 ت ْالتَفَ َ ب َوإِ َذا ْالتَفَ َصب َ ٍفِي َ
صين(،)88 صان األَ ْخ َم َ افُ ،خ ْم ُ ط َر ِب(َ ،)86سائِ ُل( )87األَ ْ اش(َ )84و ْال َكتَ ِد(َ )85س ْبطُ القص ِ َجلِي ُل ْال ُم َش ِ
زال زا َل قلعاً ،وتخطَّى تَ َكفِّياً ،ويمشي هوناً ،ذري ُع مسي ُح القَ َد َم ْي ِن( )89يَ ْنبُو َع ْنهُ َما الما ُء ،إذا َ
ف ،نظ ُرهُ ت معا ً (َ ،)90خافِضُ الطَّرْ ِ ت التَفَ َ ب ،وإذا التَفَ َ ط ِم ْن َ
صب َ ٍ ال ِم ْشيَة إذا َم َشى كأنَّما يَ ْن َح ُّ
ق أصحابَهُ ،يَ ْب ُد ُر من إلى األرض أطو ُل من نظره إلى السماء ،جُلُّ نظر ِه المالحظةُ ،يسو ُ
الَ :ما َم ِسسْت َح ِريرًا َواَل ِديبَاجًا أَ ْليَ َن ِم ْن كَفِّ النَّبِ ِّي )91( ، وفي س قَ َ لَقِ َي بِال َّسالَ ِمَ .ع ْن أَنَ ٍ
باألبيض
ِ رضي هللاُ عنه أنه سمعه يقول« :كان رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلّم ليس بالطويل البائن وال بالقصير ،وال َ مالك
ٍ 59في صحيح البخاري :عن أنس بن
ّ
عشر سنين ،فتوفاهُ هللا وليس في رأس ِه
َ عشر سنينَ وبالمدين ِة
َ َ
األ ْمهَق وليس باآلدم ،وليس بالجعْد القَ ِطط وال بال َّسبْط .بَعثهُ هللا على رأس أربعينَ سنةَ ،فأقا َم بمكةَ
ولحيت ِه عشرونَ شَعرةً بيضاء».
) الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان ،والسبط هو الذي يسترسل فال يتكسر منه شيء كشعور 60
الهنود ،والقطط ـ بفتح الطاء ـ البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل ،فالمعنى إذن أن شعره كان رجال ،لم يكن
مسترسال شديد النعومة ،بل كان ما بين ذلك وبين أن يكون جعدا.
غطَ D،والَ قال :لَ ْم يَكن بالطَّ ِو ِ قالَ « :كانَ َع ِل ٌّي رضي هللا عنه ِإ َذا َوصَفَ النب َّي َ بن أ ِبي طَا ِل ٍ في سنن الترمذي :حدثني إب َْرا ِهي ُم بنُ ُم َح َّم ٍد ِم ْن َولَ ِد َع ِل ِّي ِ
61
يل ال ُم َّم ِ ب َ
بال ُمك َْلثَ ِمَ ،و َكانَ في ْال َوجْ ِه تَ ْد ِوي ٌر أ ْبيَضُ ُم ْش َربٌ ،
بال ُمطَه َِّم َوالَ ْ طط َوالَ بال َّسبَ ِط كانَ َجعْداً َر ِجالًَ ،ولَ ْم يَ ُك ْن ْ بال َج ْع ِد القَ ِير ال ُمت ََر ِّد ِدَ ،و َكانَ َر ْب َعةً ِمنَ القَوْ ِمَ ،ولَ ْم يَ ُك ْن ْ بالقص ِ
ِ
ب ،وإ َذا التفَتَ ْالتَفَتَ َمعاً ،بَيْنَ َكتِفَ ْي ِه صبَ ٍ َاش َوال َكتَ ِد ،أجْ َر َد ُذو َم ْس ُربَ ٍةِ ،ش ْثنَ ال َكفَّي ِْن والقَ َد َمي ِْن ،إِ َذا َمشَى تَقَلَّ َع كَأَنَّ َما يَ ْم ِشي في َ ِ ش م
ُ ال يل
َ ل
ِ ج
َ ، ار
ِ َ فشْ َ األ َب
َ دهْ أ ، ْن
ِ ي َ نيْ ع
َ أَ ْدع ََج ال
َري َكةًَ ،وأَ ْك َر َمهُ ْم ِع ْش َرةًَ ،م ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهَُ ،و َم ْن خَ الَطَهُ َمع ِ
ْرفَةً اس لَه َْجةًَ ،وأَ ْليَنَهُ ْم ع ِ
ق النَّ ِ ص ْدراً ،وأَصْ َد َ اس كفا ً وأشرحهم َ خَ اتَ ُم النُّبُ َّو ِDة َوه َُو خَ اتَ ُم النَّ ِبيِّينَ ،أَجْ َو َد النَّ ِ
َاعتُهُ لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َوالَ بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ » .
أحبَّهُ ،يَقُو ُل ن ِ َ
) قال ابن األَثير األَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن 62
من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين فإِن ض َّد األَجْ َرد األَشع ُر وهو الذي على جميع بدنه شعر.
ض ِّم الرَّا ِء ال َّش ْع ُر ْال ُم ْستَ َد ُّ
ق ِّين َو َ ح ْال ِم ِيم َو ُس ُك ِ
ون الس ِ ) من وصف علي رضي هللا عنه ،طَ ِوي ُل ْال َم ْس ُربَ ِة :بِفَ ْت ِ
63
ص ْد ِر إِلَى ال ُّس َّر ِة ( ،أجرد) أي الذي ليس على بدنه شعر .ولم يكن كذلك ،وإنما أراد به أن الَّ ِذي يَأْ ُخ ُذ ِم ْن ال َّ
الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين .فإن ضد األجرد هو األشعر الذي على جميع
بدنه شعر .وقد بين بقوله( :ذو مسربة) أنه لم يكن أجرد على اإلطالق ،وفي بعض الروايات :طويل
المشربة ،ولعله خطأ Dطباعي ،فبعد البحث الطويل ،استقر رأيي على أن الصواب هو طويل المسربة ،وهللا
أعلم.
64من وصف ابن أبي هالة
نور المتجرِّ ِد أَي ما جُرِّ َد عنه الثياب من جسده ) في اللسان :والتجرُّ ُد التعرِّ ي وفي صفته أَنه كان أَ َ 65
َحيَا ًء ِم ْن ْال َع ْذ َرا ِء فِي ِخ ْد ِرهَا َو َكانَ إِ َذا َك ِرهَ َش ْيئًا ع ََر ْفنَاهُ فِي َوجْ ِه ِه .
ت َما َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ يَ ْس ُر ُد َسرْ َد ُك ْم
الز ْه ِريِّ ع َْن عُرْ َوةَ ع َْن عَائِ َشةَ قَالَ ْ ) كالمه فصل .روى الترمذي ع َْن ُّ 67
هَ َذا َولَ ِكنَّهُ َكانَ يَتَ َكلَّ ُم ِبكَاَل ٍم بَ ْينَهُ فَصْ ٌل يَحْ فَظُهَُ Dم ْن َجلَ َ
س إِلَ ْي ِه.
) كالمه بي ٌِّن وسطٌ ليس بالقليل وال بالكثير ،وفي حديث أُ ِّم َم ْعبَد ال ن َْزر وال هَ َذر النَّ ْزر القليل أَي ليس بقليل 68
ص َغ ُر ْ
الرأس وبعضهم يَرْ ويه لم ت َِعبْه نُحْ لة ِ
9
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ط أَ ْليَ َن ِم ْن
ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ :أَرْ َدفَنِي النَّبِ ُّي َ خ ْلفَهُ فِي َسفَ ٍر فَ َما َم ِسسْت َش ْيئًا قَ ُّحديث ُم َعا ٍذ َر ِ
()92
ِج ْل ِد ِه ( ، وال شممت) بكسر الميم ويفتح (مسكا ً وال عنبراً أطيب من رائحة النبي).
ليس بالطَّوي ِل البَائِ ِن وال ص ٍرَ ،ر ْب َعةٌ َ َر ْب َعةٌ ال تَ ْشنَ ُؤهُ من طُ ْو ٍل ،93وال تَ ْقتَ ِح ُمهُ َعي ٌْن من قِ َ
ير
ص ِ يل ْال ُم َّم ِغ ِط َواَل بِ ْالقَ ِ
صي ِْر ،وفي وصف علي رضي هللا عنه له :لَ ْم يَ ُك ْن بِالطَّ ِو ِ القَ ِ
ان َع ِظي َم ْالهَا َم ِة .فالجمع بين الروايات أنه ان َر ْب َعةً ِم ْن ْالقَ ْو ِم ،وفي روايةَ :ك َ
ْال ُمتَ َر ِّد ِدَ ،و َك َ
كان أقربُ إلى الطول(.)94
) الثجلة :كبر البطن ،والصعلة :صغر الرأس ،يعني أنه لم يكن كبير البطن وال صغير الرأس ،لم تُ ْز ِر 72
طن ويروى بالنون والحاء أَي نُحُول و ِدقَّة ،الجوهري :الثُّجْ لة بالضم ِعظَم البطن ضخَ ُم بَ ْبه ثُجْ لة أَي ِ
الرأس ص َغ ُر ْ صعْلة ِ صعْلةٌ فالثُّجْ لة استرخاء البطن وال َّ و َس َعتُه ،ورواه بعضهم ولم ت َِعبْه ثُجلةٌ ولم تُ ْز ِر به َ
وبعضهم يَرْ ويه لم ت َِعبْه نُحْ لة ،فالمعنى إذن :لم يكن نحيال ،وال صاحب بطن مسترخية ،.وأما الصعلة ،ففي
وصف علي رضي هللا عنه لرأسه الشريفة ،ضخم الرأس ،فنجمع بين وصف أم معبد بأنه لم يعبه صغر
رأس ،مع وصف علي بأنه كان ضخم الرأس ،بأن حجم رأسه الشريفة أقرب للعظم ،منها للصغر ،بما يملؤ
العين مهابة ،وإنما وصف بضخم الرأس ألن هذا الوصف من البالغة للداللة على العظمة والسعادة وكمال
الرياسة.
َ
ص ْد ِر وقيل الـ ُمفاضُ أن يكون فيه ا ْمتِال ٌء. البطن مع ال َّ ِ البطن أي ُم ْستَوي َ ِ ) وفي صفته ُ مفاض 73
) قال البيهقي :كان بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره وظهره عريض فهو مساو لبطنه أو العريض 74
ضا ِء .ض ْخ ُم اأْل َ ْع َ ض ْخ َمي ِْن َكالرُّ ْكبَتَي ِْن َو ْال ِمرْ فَقَي ِْن َو ْال َم ْن ِكبَي ِْن أَ َرا َد أَنَّهُ َ َظ َمي ِْن َ ع ْ
ُول هَّللا ِ يَ ْعنِي الَّ ِذي بَ ْينَ ال َكانَ خَاتَ ُم َرس ِ ب ع َْن َجابِ ِر ب ِْن َس ُم َرةَ قَ َ اك ب ِْن َحرْ ٍ ) روى الترمذي ع َْن ِس َم ِ 76
ْ
ص ِحيحٌ ،وروى البخاري ع َْن ال ُج َع ْي ِد ٌ
ال أبُو ِعي َسى هَ َذا َح ِديث َح َس ٌن َ َ ْ
ْض ِة ال َح َما َم ِDة .قَ َ َكتِفَ ْي ِه ُغ َّدةً َح ْم َرا َء ِم ْث َل بَي َ
ُول هَّللا ِ إِ َّن ت َيا َرس َ ُول هَّللا ِ فَقَالَ ْ ت بِي خَالَتِي إِلَى َرس ِ الَ :ذهَبَ ْ ب ْبنَ َي ِزي َد قَ َ ْت السَّائِ َ ال َس ِمع ُ ب ِْن َع ْب ِد الرَّحْ َم ِن قَ َ
ت إِلَى خَلفَ ظَه ِْر ِه فَنَظَرْ ُ ت ْ ْت ِم ْن َوضُوئِ ِه ثُ َّم قُ ْم ُ ا ْبنَ أُ ْختِي َوقَ َع فَ َم َس َح َر ْأ ِسي َو َدعَا لِي بِ ْالبَ َر َك ِة َوت ََوضَّأ َ فَ َش ِرب ُ
ال إِب َْرا ِهي ُم ب ُْن َح ْمزَ ةَِ Dم ْث َل ِزرِّ س الَّ ِذي بَ ْينَ َع ْينَ ْي ِه قَ َ ُج ِل ْالفَ َر ِ ال اب ُْن ُعبَ ْي ِد هَّللا ِ ْالحُجْ لَةُ ِم ْن ح َ خَاتِ ٍم بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه قَ َ
ي ِبأ َ َّن ْال ُم َراد ِب ْالحُجْ لَ ِة الطَّيْر ْال َم ْعرُوفَ ،وأَ َّن ْال ُم َراد ِب ِزرِّ هَا بَيْضهَاَ ،ويُ َعضِّدهُ ما ِع ْند ْال َح َجلَ ِةَ .و َجزَ َم التِّرْ ِم ِذ ّ
ُم ْسلِم ع َْن َجابِر بْن َس ُم َرة " َكأَنَّهُ بَيْض َح َما َمة ".
) في أمالي ابن بشران :أنبا عبد الملك بن عمير ،عن نافع بن جبير بن مطعم ،عن أبيه ،قال« :كان 77
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضخم الرأس واللحية ،حسن الثغر ،مشربا حمرة ،طويل المشربة ،سمين
الكفين والقدمين ،ضخم الكراديس ،ال طويل وال قصير ،يتكفأ في المشية كأنما يمشي في صبب ،لم ير
قبله ،وال بعده ،وال مثله ،صلى هللا عليه وسلم» (وكان سبط الكفين) أي غليظهما .قال أبو عبيدة :يعني
أنهما إلى الغلظ والقصر أميل .وقال غيره :هو الذي في أنامله غلظ بال قصر .ويحتمل أن يكون كناية عن
الجود ،ألن العرب تقول للبخيل جعد الكف ،وفي ضده سبط الكف.
ً
) قال ابن حجر في الفتح :قال ابن بطال :كانت كفه ممتلئة لحما ،غير أنها مع ضخامتها كانت لينة كما 78
ين فِي ْال ِج ْل ِد َو ْال ِغلَظُ فِي ْال ِعظَ ِام فَيَجْ تَ ِم ُع لَهُ نُعُو َمةُ ْالبَد َِن َم َع ْالقُ َّو ِة يل اللِّ ُ مع ليونتهن وقِ َ
10
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
وفي وصف ابن أبي هالة له- ،وكان وصَّافًا" :-وأطو َل ِمن المربوع ،وأقص َر من
ْْ ًََ ()95 ّ
المشذب"
ً
ون بِ ِه،ض ُر الثَّالثَ ِة َم ْنظَ َر ٍِاًًَ ،وأَحْ َسنُهُ ْم قَ ْد َراً ،لَهُ ُرفَقَا ُء ي ُحفُّ َ
ُغصْ ٌن بَي َْن ُغصْ نَي ِْن ،فَه َُو أ ْن َ
صفَهُ أبو هريرة وإن أَ َم َر تَبَا َدرُوا أل ْم ِر ِهَ ،مح ُشو ٌد َمحفُو ٌد(َ ،)96و َ صتُوا لِقَ ْولِهِْ ، إن قال ا ْن َ
سصلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َكأ َ َّن ال َّش ْم َ ْت َش ْيئًا أَحْ َس َن ِم ْن َرس ِ
ُول هَّللا ِ َ رضي هللا عنه فقالَ :ما َرأَي ُ
صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َكأَنَّ َما ْت أَ َحدًا أَس َْر َع فِي ِم ْشيَتِ ِه ِم ْن َرس ِ
ُول هَّللا ِ َ تَجْ ِري فِي َوجْ ِه ِه َو َما َرأَي ُ
) لإليماء إلى الشجاعة والثبات والق ّوة في العبادات ،ويحمد ذلك في الرجال Dألنه أشد لقبضهم وأدل على 80
ق ّو تهم ،ويذم في النساء لفوات المطلوب منهن وهو الرعانة .ثم المراد غلظ العضو في الخلقة Dال خشونة
الجلد لما صح عن أنس :ما مسست ديباجة وال حريرة ألين من كف رسول هللا ،وفي صفته َ : ش ْث ُن
صر وقيل هو الذي في أَنامله غلظ بال قصر ويحمد ذلك في الكفين والقدمين أَي أَنهما تميالن إلى ِ
الغلَ ِظ والقِ َ
الرجال Dألَنه أَش ُّد لقَب ِ
ْضهم ويذم في النساء.
ُوح الذراعين ) من وصف أبي هريرة له ،عليه سالم هللا ،أَي عريضهما وفي صفة النبي أَنه كان َم ْشب َ 81
وال َكتِفَي ِْن َوالرُّ ْكبَتَي ِْن ،قال الجوهري والـ ُمشاشةُ واحدة وس ْال ِعظَ ِام َك ْال ِمرْ فَقَي ِْن ْ َظي َم ُر ُء ِ شاش أَي ع ِ ِ جليل الـ ُم
َ
شاشه ً ُ
شاش وهي ُر ُءوسُ ال ِعظ ِام الليّنة التي يمكن مضغها ومنه الحديث ُملِ َئ َع ّما ٌر إِيمانا إِلى ُم ِ َ ْ ِ الـ ُم
ْ
والـ ُمشاشة ما أشرفَ من عظم المن ِكب، َ ُ
ق َوهُ َو ْ َّ َ ْ ْ
) وال َكتَ ِد ال َكتِ ُد بفتح التاء وكسرها ُمجْ تَ ِم ُع ال َكتِفَي ِْن َوهُ َو ال َكا ِه ُل َوهُ َو ُمقَ َّد ُم أ ْعلَى الظه ِْر ِم َّما يَلِي ال ُعنُ َ 85
التراب على أَكتا ِدنا َج ْمع َ ت ،ومنه الحديث كنا يوم الخندق نَ ْنقُ ُل ت فَقَ َرا ٍ ث اأْل َ ْعلَى ِم َّما يَلِي الظَّه َْر َوفِي ِه ِس ُّ الثُّلُ ُ
الكتد.
صلَيْن من ْ
صبُ عظام األصابع من اليدين والرجلين وقيل هي ما بين كل َمف ِ َ ) من وصف ابن أبي هالة ،والقَ َ 86
صبة صبُ من العظام كلُّ عظم أَجوفَ فيه ُم ٌّخ واحدتُه قَ َ صب ،القَ َ األَصابع وفي صفته عليه السالمَ :س ْبطُ القَ َ
والسبطُ بسكون الباء وكسرها الممت ُّد الذي ليس فيه تَ َعقُّ ٌد وال نُتوء ِ َريض لَوْ حٌ ،والس ْبطُ ٍ عظم ع
ٍ وكلُّ
ساعدَيه وساقَيْه. صبُ يريد بها ِ والقَ َ
اف ،وكلها بمعنى ممتد األطراف. ط َر ِ ) سائل األَطراف أَي ممت ّدها ،وفي رواياتَ :سائِر أو َسابِل األَ ْ 87
) قال ثعلب سأَلت ابن األَعرابي عن قول عل ّي كرم هّللا وجهه في الحديث كان رسو ُل هّللا ُ خ ْمصانَ 88
عنهما.
(وإِ َذا اِ ْلتَفَتَ ) أَيْ أَ َرا َد ااِل ْلتِفَاتَ إِلَى أَ َح ِد َجانِبَ ْي ِه (اِ ْلتَفَتَ َمعًا) أَيْ ِب ُكلِّيَّتِ ِه ،والمعنى أنه ال يلتفت بأن يدير ) َ 90
اأْل َرْ ضُ تُ ْ
ط َوى لَهُ إِنَّا لَنُجْ ِه ُد أَ ْنفُ َسنَا َوإِنَّهُ لَ َغ ْي ُر ُم ْكتَ ِر ٍ
ث ،ووصف علي رضي هللا عنه مشيته
ب(.)97 فقال :إِ َذا َم َشى تَ َكفَّأ َ تَ َكفُّؤًا َكأَنَّ َما ا ْن َحطَّ ِم ْن َ
صب َ ٍ
()98
عشرون شعرةً بيضا َء َ رأسه ولحيتِه وليس في ِ َ وتوفَّاه هللا على رأس ستين سنة
اص َل األَحْ َزا ِنَ ،دائِ َم قلت :صف لي منطقه .قال :كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ُمتَ َو ِ ُ
ت ،يَ ْفتَتِ ُح ْال َكالَ َم َويَ ْختِ ُمهُ احةٌ ،الَ يَتَ َكلَّ ُم فِي َغي ِْر َح َ
اج ٍة ،طَ ِوي َل ال َّس ْك ِ ت لَهُ َر َ ْالفِ ْك َر ِة ،لَ ْي َس ْ
ْس بِ ْال َجافِيَ Dوالَ ث لَي َ صي َرَ ،د ِم ٌ بِأ َ ْش َداقِ ِهَ ،ويَتَ َكلَّ ُم بِ َج َوا ِم ِع ْال َكلِ ِمَ ،كالَ ُمهُ فَصْ ٌل الَ فُض َ
ُول َوالَ تَ ْق ِ
س رضي هللاُ عنه قال« :ما َم ِسسْت حريراً وال ديباجا ً ت عن أن ٍ سليمان بن حرب حدثَنا حما ٌد عن ثاب ٍ ُ ) ح ّدثنا 91
أطيب من ريح ـ أو عَرف ـ َ قط ـ قط ـ أو عَرفا ً ُّ ت ريحا ً ُّ النبي صلى هللا عليه وسلّم ،وال َش ِم ْم ُ ِّ ألينَ من كفِّ
هَّللا
الَ :كانَ َرسُو ُل ِ س قَ َ َ
النبي صلى هللا عليه وسلم» .رواه البخاري ،وفي صحيح مسلم عن ثَابِت ع َْن أنَ ٍ ّ ِّ
ُول هَّللا ِ َ واَل َ ِ س ر َفِّك ن ْ م ي ْ
ل َ أ ً
ِ َ َ َ َ ِ َ َنَ ِ ة ير ر ح اَل و ً ةاج ب ي د ُ
ْت س س م
َ َ ِ اَل و َ أ َّ فكَ َ ت ى َ
ش م
ِ َا َ
ذ إ ُ
ؤ ُ لؤ ْ ُّ الل ُ ه َ قَر
َ ع َّ
ن َ أ ك َ أَ ْزه َ وْ ِ
ن َّ الل َر
ُول هَّللا ِ . قَوْ له ( :أَ ْزهَر اللَّوْ ن ) هُ َو اأْل َ ْبيَض ْال ُم ْستَنِيرَ ،و ِه َي ب ِم ْن َرائِ َح ِة َرس ِ طي َ َ ت ِم ْس َكةً َواَل َع ْنبَ َرةً أَ ْ َش ِم ْم ُ
ت ع َْن أَن ِ
َس صفَاء َو ْالبَيَاض .وفي صحيح مسلم ع َْن ثَابِ ٍ أَحْ َسن اأْل َ ْل َوان .قَوْ لهَ ( :كأ َ َّن ع ََرقه اللُّ ْؤلُؤ ) أَيْ فِي ال َّ
ت ُور ٍDة فَ َج َعلَ ْت أُ ِّمي بِقَار َ ق َو َجا َء ْ ال ِع ْن َدنَا [أي نَا َم وقت الظهيرة] فَ َع ِر َ الَ :دخَ َل َعلَ ْينَا النَّبِ ُّي فَقَ َ ك قَ َ ب ِْن َمالِ ٍ
ت هَ َذا ع ََرقُكَ نَجْ َعلُهُ فِي ِطيبِنَا ال يَا أُ َّم ُسلَي ٍْم َما هَ َذا الَّ ِذي تَصْ ن َِعينَ قَالَ ْ ق فِيهَا فَا ْستَ ْيقَظَ النَّبِ ُّي فَقَ َ ت ْال َع َر َ تَ ْسلِ ُ
ت ْال َع َرقَ) أَيْ تَ ْم َس ُحهُ َوتَ ْتبَ ُعهُ ال ِع ْندنَا فَ َع ِرقَ) أَيْ نَا َم لِ ْلقَ ْيلُولَ ِة ،قَوْ له( :تَ ْسلُ ُ ب .قَوْ له( :فَقَ َ ب الطِّي ِ طي َ ِ َوهُ َو ِم ْن أَ ْ
الَ :كانَ النَّبِ ُّي يَ ْد ُخ ُل َبيْتَ أُ ِّم ُسلَي ٍْم فَيَنَا ُم َعلَى ك قَ َ َس ب ِْن َمالِ ٍ ْح .وروى مسلم في صحيحه ع َْن أَن ِ بِ ْال َمس ِ
ك َعلَى يل لَهَا هَ َذا النَّبِ ُّي نَا َم فِي بَ ْيتِ ِ ت فَقِ َ اشهَا فَأُتِيَ ْ ال فَ َجا َء َذاتَ يَوْ ٍم فَنَا َم َعلَى فِ َر ِ ت فِي ِه قَ َ اشهَا َولَ ْي َس ْ فِ َر ِ
ْ ْ
اش فَفَت ََحت َعتِي َدتَهَا فَ َج َعلَت تُنَ ِّش ُ
ف ْ َ ْ ُ
ق َوا ْستَنقَ َع ع ََرقهُ َعلَى قِط َع ِة أ ِد ٍيم َعلَى الفِ َر ِ ْ َر َ ال فَ َجا َءت َوقَ ْد ع ِ ْ ك قَ َ اش ِ فِ َر ِ
ُول هَّللا ِ نَرْ جُو ُ
ال َما تَصْ ن َِعينَ َيا أ َّم ُسلَي ٍْم؟ فَقَالَ ْ يرهَا فَفَ ِز َع النَّبِ ُّي فَقَ َ ْ
َذلِكَ ال َع َر َ
ت يَا َرس َ ار ِ ْص ُرهُ فِي قَ َو ِ ق فَتَع ِ
ت .قَوْ لهَ ( :كانَ النَّبِ ّي يَ ْد ُخ ُل بَيْت أُ ّم ُسلَي ٍْم ،فَيَنَا ُم َعلَى فِ َراشهَا ) و َكانَتْ َم ْح َر ًما ص ْب ِ ال :أَ َ ص ْبيَانِنَا قَ َ بَ َر َكتَهُ لِ ِ
ُوتهنَ ،و َج َواز النَّوْ م َعلَى اأْل ُ ُدمَ ،و ِه َي اأْل َ ْنطَاع دهنَ ،وفِي بُي َّ ارمَ ،والنَّوْ م ِع ْن َّ لَهُ ، فَفِي ِه ال ُّد ُخو ُل َعلَى ْال َم َح ِ
تَ ،و ِه َي َكالصُّ ْن ُد ِ
وق ق ثُ َّم ِم ْن تَحْ ُ وحة ثُ َّم ُمثَنَّاة ِم ْن فَوْ ُ ت َعتِيدَتهَا ) ِه َي بِ َعي ٍْن ُم ْه َملَة َم ْفتُ َ َو ْال ُجلُود .قَوْ له ( :فَفَت ََح ْ
الَ :ما تَصْ ن َِعينَ ؟) َم ْعنَى فَ ِز َع الص َِّغير ،تَجْ َع ُل ْال َمرْ أَة فِي ِه َما يَ ِع ُّز ِم ْن َمتَاعهَا .قَوْ له( :فَفَ ِز َع النَّبِ ّي فَقَ َ
اِ ْستَ ْيقَظَ ِم ْن نَوْ مه.
) وفي الشمائل للترمذي :كان رسول هللا من أحسن الناس خلقاً ،وال مسست خزاً وال حريراً قط وال شيئا ً 92
كان ألين من كف رسول هللا ،وال شممت مسكا ً قط وال عطراً كان أطيب من عرق رسول هللا :وفي
نسخة :من عرف بالفاء( ،وعن جابر بن سمرة قال :صليت مع رسول هللا صالة األولى) من باب
إضافة الموصوف إلى الصفة ،والمتبادر أنها الصبح .قال النووي وتبعه ابن الملك :هي صالة الظهر( .ثم
خرج) أي من المسجد (إلى أهله) أي متوجها ً إلى إحدى الحجرات Dالشريفة (وخرجت معه .فاستقبله ولدان)
جمع وليد وهو الصبي (فجعل) أي شرع (يمسح) أي بيديه الكريمتين (خدي أحدهم واحداً واحداً) حال
ي) بصيغة التثنية ،وفي نسخة باإلفراد على إرادة الجنس( .فوجدت ليده برداً) أي راحة (وأما أنا فمسح خَ َّد َّ
(أو ريحا ً) أي رائحة طيبة .والظاهر أن أو بمعنى الواو ،أو بمعنى بل( .كأنما أخرجها) أي إذا أخرج Dيده
من الكم فكأنه أخرجها( .من جؤنة عطار) بضم الجيم وسكون الهمز ويبدل ،أي سلته أو حقته وفي النهاية:
هو بضم الجيم التي يعد فيها الطيب ويحرز .قال النووي :وفي الحديث بيان طيب ريحه صلوات هللا عليه [
وسالمه ] ،وهو ما أكرمه هللا سبحانه وتعالى به .قالوا :وكانت هذه الريح الطيبة صفته وإن لم يمس طيباً،
ومع هذا كان يستعمل الطيب في كثير من األوقات مبالغة في طيب ريحه لمالقاة المالئكة وأخذ الوحي
الكريم ومجالسة المسلمين.
93من وصف أم معبد.
12
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ت( ،الَ يَ ُذ ُّم ِم ْنهَا َشيْئاً) الَ يَ ُذ ُّم َذ َواقَا ً (طعاما) َوالَ يَ ْم َد ُحهَُ ،والَ الـ َم ِهي ِن ،يُ َعظ ُم الن ْع َمةَ َوإِ ْن َدقَّ ْ
ضبِ ِه َش ْي ٌءَ ( ،حتَّى ْر ْفهُ أَ َح ٌدَ ،ولَ ْم يَقُ ْم لِ َغ َق لَ ْم يَع ِ ُوط َي ْال َح َّ
ان لَهَا ،فَإِ َذا تُع ِ ضبُهُ ال ُّد ْنيَا َوالَ َما َك َ تُ ْغ ِ
َّب قَلَّبَهَا، ار أَ َشا َر بِ َكف ِه ُكلهَاَ ،وإِ َذا تَ َعج َ ص ُر لَهَا ،إِ َذا أَ َش َ ضبُ لِنَ ْف ِس ِه َوالَ يَ ْنتَ ِ ص َر لَهُ)َ ،والَ يَ ْغ َ يَ ْنتَ ِ
ب ض َ اط َن إِ ْبهَا ِم ِه ْاليُسْرىَ ،وإِ َذا َغ ِ احتِ ِه ْاليُ ْمنى بَ ِ ص َل بِهَا فَيَضْ ِربُ بِبَا ِط ِن َر َ ث اتَّ َ َوإِ َذا تَ َح َّد َ
ض ِح ِك ِه التَّبَ ُّس ُمَ ،ويَ ْفتَرُّ َع ْن ِم ْث ِل َحب ْال َغ َم ِام، ك غَضَّ طَرْ فَهُ ،جُلُّ َ ض ِح َ احَ ،وإِ َذا َ ض َوأَ َش َ أَ ْع َر َ
ان إِ َذا أَوى إِلى َم ْن ِزلِ ِه َج َّزأَ نَ ْف َسهُ ثَالَثَةَ أَجْ َزا ٍء: كَ ،و َك َ ون لَهُ فِي ذلِ َ ان ُد ُخولُهُ لِبَ ْيتِ ِه َمأْ ُذ ٌ َو َك َ
ك َعلى ْال َعا َّم ِة ِج ْز ٌء هَّلِل َِ ،وح ُْز ٌء ِأل ْهلِ ِهَ ،وج ُْز ٌء لِنَ ْف ِس ِه ،ثُ َّم َج َّزأَ نَ ْف َسهُ بَ ْينَهُ َوبَي َْن النَّ ِ
اس ،فَيَ ُر ُّد ذلِ َ
يرتِ ِه فِي ج ُْز ِء األُ َّم ِة إِيثَا ُر أَ ْه ِل ْالفَضْ ِل بِأ َ َدبِ ِه، ان ِم ْن ِس َ ص ِة فَالَ يَ َّد ِخ ُر َع ْنهُ ْم َش ْيئَاً ،فَ َك َ بِ ْال َخا َّ
اجتَ ْي ِنَ ،و ِم ْنهُ ْم ُذو َوقَ َس ُمهُ َعلى قَ َد ِر فَضْ لِ ِه ْم فِي الدي ِن ،فَ ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َحا َج ِةَ D،و ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َ
ج ،فَأ َ ْق َس َمهَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َما يُصْ لِ ُحهُ ْم َواألُ َّمةَ َوإِ ْخبَا ُرهُ ْم بِالَّ ِذي يَ ْنبَ ِغي لَهُ ْمَ ،ويَقُولُ :لِيُبَل ْغ ْال َح َوائِ ِ
اجةَ َم ْن الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا ،فَ َم ْن بَلَّ َغ س ُْلطَانَا ً َحا َجةً الَ يَ ْستَ ِطي ُع بَ ،وأَ ْبلِ ُغونِي َح َ ال َّشا ِه ُد ْال َغائِ َ
ك َوالَ يَ ْقبَ ُل ِم ْن أَ َح ٍد َغ ْي َرهُ ،يَ ْد ُخلُ َ
ون بت هَّللا ُ قَ َد َم ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة الَ ي ُْذ َك ُر ِع ْن َدهُ إِالَّ ذلِ َ
إِ ْبالَ َغهَا يُثَ ُ
ُون أَ ِدلَّةً.
ق َويَ ْخ ُرج َ ون إِالَّ ِم ْن َذ َوا ٍ َعلَ ْي ِه ُر َّوا َداًَ ،والَ يَ ْفتَ ِرقُ َ
ان يَ ْخ ِز ُن لِ َسانَهُ إِالَّ ِم َّما يُ ِعينُهُ ْم قال :فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ فقالَ :و َك َ
اس َويَحْ تَ ِرسُ َوي َُؤلفُهُ ْم َوالَ يُفَرقُهُ ْم َوالَ يُنَف ُرهُ ْم ،فَيُ ْك ِر ُم َك ِري َم ُكل قَ ْو ٍم َوي َُولي ِه َعلَ ْي ِه ْمَ ،ويَحْ َذ ُر النَّ َ
) وعن أنس رضي هللا عنه قال( :كان رسول هللا ليس بالطويل البائن) أي الباعد عن حد االعتدال 94
والمفرط طوالً ،الذي يعد من قدر الرجال الطوال ،أو الظاهر البين طوله ،من بان إذا بعد أو ظهر( .وال
بالقصير) أي المتردد كما في رواية .والحاصل أنه كان معتدل القامة لكن إلى الطول أميل .فإن النفي نصب
إلى قيد وصف البائن ،فثبت أصل الطول ونوع منه ،فهو بالنسبة إلى الطول البائن قصير .ولذا قيد نفي
القصير بالمتردد .ويؤيده أنه جاء في رواية :أنه ربعة إلى الطول .وهذا إنما هو في حد ذاته ،وإال فما ماشاه
طويل إال غلبه في الطول ،وفي النهاية :هو الذي ليس بطويل وال قصير وال جسيم ،كأن خلقه يجيء به
القصد من األمور والمعتدل الذي ال يميل إلى أحد طرفي اإلفراط والتفريط.
) وهو البائن الطول مع نحافة أي نقص في اللحم من قولهم نخلة شذباء أي طويلة بشذب أي قطع عنها 95
جريدها ووقع في حديث عائشة عند ابن أبي خيثمة لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إال طاله
رسول هّللا وربما اكتنفه الرجالن الطويالن فيطولهما فإذ فارقاه Dنسبا إلى الطول ونسب إلى الربعة.
) عنده جماعة من أصحابه يطيعونه 96
ض ،ي ُِري ُد أَنَّهُ َكانَ يَ ْم ِشي َم ْشيًا قَ ِويًّا َويَرْ فَ ُع ض ٍع ُم ْن َح ِد ٍر ِم ْن اأْل َرْ ِ ب) أَيْ َموْ ِ صبَ ٍ بِتَ ْش ِدي ِد الطَّا ِء أَيْ يَ ْسقُطُ ِ ( .م ْن َ
اربُ ُخطَاهُD ض َر ْفعًا َبائِنًا قَويَّاًَ ،و ِه َي ِم ْشيَةُ أَ ْه ِل ْال َجاَل َد ِة َو ْال ِه َّم ِة اَل َك َم ْن يَ ْم ِشي اِ ْختِيَااًل َويُقَ ِِرجْ لَ ْي ِه ِم ْن اأْل َرْ ِ
صبَبُ ْال ُح ُدورُ.ُوص ْفنَ بِ ِهَ ،ك َذا فِي ْال ِمرْ قَا ِDة بتصرفَ .وال َّ تَنَ ُّع ًما ،فَإِ َّن َذلِكَ ِم ْن َم ْش ِي النِّ َسا ِء َوي َ
) وفي رواية لمسلم ،قال( :إنما كان البياض) أي صاحبه وهو الشعر األبيض [ أو البياض ] كناية عن 98
الشيب (في عنفقته) فتح العين وسكون النون ففاء ثم قاف ،أي شعره النابت تحت شفته السفلى وفوق الذقن.
(وفي الصدغين) بضم أ ّوله ،أي الشعر المتدلي على ما بين العين واألذن( .وفي الرأس نبذ) بفتح النون
وسكون الموحدة فذال معجمة ،أي شيء يسير من شيب.
13
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
اس َع َّما فِي ط ِوي َع ْن أَ َح ٍد بُ ْش َرهُ َوالَ ُخلُقَهُ ،يَتَفَقَّ ُد أَصْ َحابَهُ َويَسْأ َ ُل النَّ َ ِم ْنهُ ْم ِم ْن َغي ِْر أَ ْن يَ ْ
ف ،الَ يَ ْغفَ ُل يح َويُو ِهنُهُُ ،م ْعتَ ِد َل األَ ْم ِر َغي َْر ُم ْختَلِ ٍ اسَ ،وي َُحس ُِّن ْال َح َس َن َويُقَ ِّوي ِهَ ،ويُقَبِّ ُح ْالقَبِ َ النَّ ِ
ين يَلُونَهُ ص ُر َع ِن ْال َحق َوالَ يِجُو ُزهُ الَّ ِذ َ ال ِع ْن َد ِعبَا ٍدَ ،والَ يَ ْق ُ َم َخافَةَ أَ ْن يَ ْغفَلُوا أَ ْو يَ َملُّوا ،لِ ُكل َح ٍ
صي َحةً َوأَ ْعظَ ُمهُ ْم ِع ْن َدهُ َم ْن ِزلَةً أَحْ َسنُهُ ْم ُم َوا َساةً ضلُهُ ْم ِع ْن َدهُ أَ ْعظَ ُمهُ ْم نَ ِ اسِ ،خيَا ُرهُ ْم أَ ْف َ ِم َن النَّ ِ
از َرةً.َو ُم َؤ َ
ان الَ يَجْ لِسُ َوالَ يَقُو ُم إِالَّ َع ْن ِذ ْك ٍرَ ،والَ يُو ِط ُن األَ َما ِك َن فسألته عن مجلسه فقالَ :و َك َ
ك َويُ ْع ِطي ْث يَ ْنتَ ِهي بِ ِه الـ َمجْ لِسُ َ D،ويَأْ ُم ُر بِذلِ َ س َحي ُ َويَ ْنهى َع ْن إِيطَانِهَاَ ،وإِ َذا ا ْنتَهى إِلى قَ ْو ٍم َجلَ َ
ضهُ فِي صيبَهُ ،الَ يَحْ َسبُ َجلِي ُسهُ أَ َّن أَ َح َداً أَ ْك َر َم َعلَ ْي ِه ِم ْنهَُ ،م ْن َجالَ َسهُ أَ ْو فَا َو َ ُك َّل ُجلَ َسائِ ِه نَ ِ
اج ٍة الَ يَ ُر ُّدهُ إِالَّ بِهَا ،أَ ْو بِ َم ْيس ٍ
ُور فَ ،و َم ْن َسأَلَهُ فِي َح َ ص ِر ُ ون هُ َو الـ ُم ْن َ صابَ َرهُ َحتَّى يَ ُك َ َحا َج ٍة َ
صارُوا ِع ْن َدهُ فِي ْال َحق َس َوا ًء، ار لَهُ ْم أَبَاًَ ،و َص َ ْط ِه َو ُخلُقِ ِه فَ َ اس ِم ْن بَس ِ ِم َن ْالقَ ْو ِل ،قَ ْد َو ِس َع النَّ َ
اتَ ،والَ تُ َؤب َُّن فِي ِه ْال ُح َر ُمَ D،والَ تُ َسا ُء َمجْ لِ ُسهُ َمجْ لِسُ ِع ْل ٍم َو َحيَا ٍء َوأَ َمانَ ٍة ،الَ تَرْ تَفِ ُع فِي ِه األَصْ َو ُ
ون الص َِّغي َرD، ُون ْال َكبِي َرَ ،ويَرْ َح ُم َ ين ،ي َُوقر َ اض ِع َين فِي ِه بِالتَّقوى ُمتَ َو ِ اض ِع َ ين ُمتَ َو ِ فَلَتَاتُهُ ُم َعا ِدلِ َ
يب.ون ْال َغ ِر َ ُون َذ ِوي ْال َحا َج ِةَ ،ويَحْ فَظُ َ َوي ُْؤثِر َ
ت ِسي َرتُهُ فِي ُجلَ َسائِ ِه أَنَّهُ َدائِ ُم قال :قلت :كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قالَ :و َكانَ ْ
بشَ ،والَ َعيَّا ٍ ب َوالَ فَا ِح ٍ ص َّخا ٍ يظَ ،والَ َ ْس بِفَظَ َوالَ َغلِ ٍ ب D،لَي َ ين ْال َجانِ ِ ق ،لَ ُ ْالبِ ْش ِرَ ،س ْه ُل ْال ُخلُ ِ
ار، ث :ال ِم َرا ِءَ ،وا ِإل ْكثَ ِ ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ ُّب فِي ِه ،قَ ْد تَ َر َب ،يَتَ َغافَ ُل َع َّما الَ يَ ْشتَ ِهي َوالَ تَ َجي َ َوالَ َسبَّا ٍ
طلُبُ َع ْو َرتَهَُ ،والَ ان الَ يَ ُذ ُّم أَ َح َداً َوالَ يُ َعي ُرهَُ ،والَ يَ ْ ثَ :ك َ ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ َو ِم َّما الَ يَ ْعنِي ِهَ ،وتَ َر َ
ت وس ِه ُم الطَّ ْيرَُ ،وإِ َذا َس َك َ ق ُجلَ َسا ُؤهُ َكأَنَّ َما َعلى ُر ُؤ ِ ط َر َ يَتَ َكلَّ ُم إِالَّ فِي َما يُرْ جى ثَ َوابُهُ ،إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْ
يث أَ ْونَ ِس ِه ْم، صتُوا لَهُ َحتَّى يَ ْف ُر َغَ ،ح ِديثُهُ ْم ِع ْن َدهُ َح ِد ُ ون ِع ْن َدهُ ،إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْن َ تَ َكلَّ ُمواَ ،والَ يَتَنَا َز ُع َ
ب َعلى ْال َج ْف َو ِة ُون ِم ْنهَُ ،ويَصْ بِ ُر َعلى ْال َغ ِري ِ ون ِم ْنهَُ ،ويَتَ َعجَّبُ ِم َّما يَتَ َع َّجب َ ك ِم َّما يَضْ َح ُك َ يَضْ َح ُ
ب ْال َحا َج ِة ان أَصْ َحابُهُ يَ ْستَجْ لِبُونَهُ ْمَ ،ويَقُولُ :إِ َذا َرأَ ْيتُ ْم طَالِ َ فِي َم ْن ِطقِ ِه َو َم ْس َكنِ ِه َحتَّى إِ َذا َك َ
فَأَرْ ِش ُدوهَُ ،والَ يَ ْقبَ ُل الثَّنَا َء إِالَّ ِم ْن ُم َكافِى ٍءَ ،والَ يَ ْقطَ ُع َعلى أَ َح ٍد َح ِديثَهُ َحتَّى يَجُو َزهُ فَيَ ْقطَ َعهُ
بِنَه ٍْي أَ ْو قِيَ ٍام.
ان ُس ُكوتُهُ َعلى أَرْ بَ ٍعَ :على ْال ِح ْل ِمَ D،و ْال َح َذ ِر، قال :قلت :كيف كان سكوته؟ قالَ :و َك َ
اسَ ،وأَ َّما تَ َذ ُّك ُرهُ أَ ْو تَفَ ُّك ُرهُ فِي َما ع بَي َْن النَّ ِ ير َوالتَّفَ ُّك ِر ،فَأ َ َّما تَ ْق ِدي ُرهُ تَس ِْويَةُ النَّظَ ِرَ ،وا ْستِ َما ٌ َوالتَّ ْق ِد ِ
ضي ِه َوالَ يَ ْستَقِرُّ هَُ ،و ُج ِم َع لَهُ ْال َح َذ ُر فِي ان الَ يُرْ ِ ص ْب ُر D،فَ َك َ يَبْقى َويَ ْفنىَ ،و ُج ِم َع لَهُ ْال ِح ْل ُم َوال َّ
ي فِي َما أَصْ لَ َح أُ َّمتَهُ، ْ أَرْ بَ ٍع :أَ ْخ ُذهُ بِ ْال ُح ْسنَى لِيُ َع َّد آيَةً َوتَرْ ُكهُ ْالقَبِ َ
يح لِيُ ْنتَهى َع ْنهَُ ،واجْ تِهَا ُد الرَّأ ِ
اآل ِخ َرةَ.َو ْالقِيَا ُم فِي َما َج َم َع لَهُ ُم ال ُّد ْنيَا َو ْ
14
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
اس لَ ْه َجةً)ق النَّ ِ ص ْدرًا) (َ ( .)99وأَصْ َد ُ اس َكفَّا َوأَ ْش َر ُحهُ ْم َ
ص ْدرًا أَجْ َو ُد النَّ ِ اس َ (أَجْ َو ُد النَّ ِ
(وأَ ْك َر ُمهُ ْم ِع ْش َرةً) (َ ( )102م ْن َرآهُ بَ ِديهَةً) (( )103هَابَهُ) (َ ( )104و َم ْن َ
ً ()101
(وأَ ْليَنُهُ ْم َع ِري َكة)
َ
()100
ْرفَةً أَ َحبَّهُ) (( )105يَقُو ُل نَا ِعتُهُ) (( )106لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َواَل بَ ْع َدهُ َمثَلُهُ)(.)107 َخالَطَهُ َمع ِ
ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َما قَ َ
ال :لَ ْم يَ ُك ْن النَّبِ ُّي فَا ِح ًشا روى البخاري َع ْن َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِْن َع ْم ٍرو َر ِ
ار ُك ْم أَحْ َسنَ ُك ْم أَ ْخاَل قًا (.)109
ان يَقُو ُل إِ َّن ِم ْن ِخيَ ِ َواَل ُمتَفَ ِّح ًشا (َ )108و َك َ
ي يَقُو ُل َم ْن َرآنِي فِي ْال َمنَ ِام ْت النَّبِ َّ
الَ :س ِمع ُ وروى البخاري أَ َّن أَبَا هُ َر ْي َرةَ قَ َ
ين إِ َذا َرآهُ فِي ال اب ُْن ِس ِ
ير َ ال أَبُو َعبْد هَّللا ِ قَ َ ان بِي .قَ َفَ َسيَ َرانِي فِي ْاليَقَظَ ِة َواَل يَتَ َمثَّ ُل ال َّش ْيطَ ُ
صُو َرتِ ِه.
اح أَيْ أَوْ َس ُعهُ ْم قَ ْلبًا فَاَلح ْال ِج ِيم بِ َم ْعنَى ال َّس َع ِة َوااِل ْنفِ َس ِ ) من وصف علي رضي هللا عنه ،إِ َّما ِم ْن ْال َجوْ َد ِة بِفَ ْت ِ
99
ض ُّد ْالب ُْخ ِل أَيْ اَل ض ِّم ِب َم ْعنَى اإْل ِ ْعطَا ِء ِ بَ ،وإِ َّما ِم ْن ْالجُو ِد بِال َّ زَج ُDر ِم ْن أَ َذى اأْل ُ َّم ِة َو ِم ْن َجفَا ِDء اأْل َ ْع َرا ِ يَ َملُّ َواَل يَ ْن ِ
ص ْد ِر ِه ،فَ ْال َم ْعنَى أَنَّهُ ف الَّتِي فِي َ ار ِD ق َو ْال َم َع ِ وم َو ْال َحقَائِ ِف ال ُّد ْنيَا َواَل ِم ْن ْال ُعلُ ِ زَخَار ِD
ِ يَبْخَ ُل َعلَى أَ َح ٍد َش ْيئًا ِم ْن
اس قَ ْلبًا. أَسْخَى النَّ ِ
) أَيْ لِ َسانًا َوقَوْ اًل . 100
ف َوالنُّفُ ِ
ور. يل ْال ِخاَل ِ ط َواعًا ُم ْنقَادًا قَلِ َ ) ْال َع ِري َكةُ الطَّبِي َعةُ يُقَا ُل فُاَل ٌن لَي ُِّن ْال َع ِري َك ِة إِ َذا َكانَ َسلِسًا ِم ْ 101
احبَةً.
ص َ ون أَيْ ُم َعا َش َرةً َو ُم َ ْر فَ ُس ُك ٍ ) بِ َكس ٍ 102
َاب ال َّش ْي َء إِ َذا خَافَهُ َو َوقَّ َرهُ َوعَظَّ َمهُ. ) أَيْ خَافَهُ َوقَارًا َوهَ ْيبَةً ِم ْن ه َ 104
ار ِه َو ُس ُكونِ ِه فَإِ َذا ْرفَ ِة إِلَ ْي ِه هَابَهُ لِ َوقَ ِ ) أَيْ بِ ُحس ِْن ُخلُقِ ِه َو َش َمائِلِ ِهَ ،و ْال َم ْعنَى أَ َّن َم ْن لَقِيَهُ قَب َْل ااِل ْختِاَل ِط بِ ِه َو ْال َمع ِ 105
َجالَ َسهُ َوخَالَطَهُ Dبَانَ لَهُ ُحس ُْن ُخلُقِ ِه فَأ َ َحبَّهُ ُحبًّا بَلِي ًغا.
اصفُهُ ِع ْن َد ْال َعجْ ِز ع َْن َوصْ فِ ِه. ) أَيْ َو ِ 106
الزيَادَة َعلَى ْال َح ّد فِي ْالكَاَل م ال َّسيِّئَ ،و ْال ُمتَفَحِّش شَ D،وهُ َو ِّ َاطقًا بِ ْالفُحْ ِ اح ًشا َواَل ُمتَفَحِّ ًشا ) أَيْ ن ِ ) قَوْ له ( :فَ ِ 108
صالِح اأْل َ ْخاَل ق " َوأَ ْخ َر َجهُD َوتَرْ ك ال َّر َذائِلَ .وقَ ْد أَ ْخ َر َDج أَحْ َمد ِم ْن َح ِديث أَبِي هُ َري َْرة َرفَ َعهُ " إِنَّ َما ب ُِع ْثت أِل ُتَ ِّمم َ
صفِيَّة صالِح " َوأَ ْخ َر َج الطَّبَ َرانِ ُّي فِي اأْل َوْ َسط بِإِ ْسنَا ٍد َح َسن ع َْن َ ارم " بَدَل " َ ْالبَ َّزار ِم ْن هَ َذا ْال َوجْ ه ِبلَ ْف ِظ " َم َك ِ
صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم " َو ِع ْند ُم ْسلِم ِم ْن َح ِديث ت " َما َرأَيْت أَ َحدًا أَحْ َسن ُخلُقًا ِم ْن َرسُول هَّللا َ بِ ْنت ُحيَ ّي قَالَ ْ
ضاهُ ". ضى لِ ِر َ َضبِ ِه َويَرْ َ ضب لِغ َ عَائِ َشة " َكانَ ُخلُقه ْالقُرْ آن ،يَ ْغ َ
15
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ير
ص ٍ روى الترمذي وابن ماجه والبيهقي َع ْن َع ْب ِد هَّللا ِ قَا َل :اضْ طَ َج َع النَّبِ ُّي َ علَى َح ِ
ك ِم ْنهُ، ك َعلَ ْي ِه َش ْيئًا يَقِي َ ت آ َذ ْنتَنَا فَفَ َر ْشنَا لَ َ تِ D:بأَبِي َوأُ ِّمي يَا َرس َ
ُول هَّللا ِ لَ ْو ُك ْن َ فَأَثَّ َر فِي ِج ْل ِد ِه فَقُ ْل ُ
ت َش َج َر ٍة ثُ َّم َرا َح ب ا ْستَظَ َّل تَحْ َ فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ : ما أَنَا َوال ُّد ْنيَا ،إِنَّ َما أَنَا َوال ُّد ْنيَا َك َرا ِك ٍ
َوتَ َر َكهَا.
ير
ص ٍ ُول هَّللا ِ َ د َخ َل َعلَ ْي ِه ُع َم ُر َوهُ َو َعلَى َح ِ س أَ َّن َرس َ وروى االمام أحمد َع ِن ا ْب ِن َعبَّا ٍ
الَ :ما لِي َولِل ُّد ْنيَا َما َمثَلِي ت فِ َرا ًشا أَ ْوثَ َر ِم ْن هَ َذا فَقَ َ ي هَّللا ِ لَ ْو اتَّ َخ ْذ َ قَ ْد أَثَّ َر فِي َج ْنبِ ِه فَقَ َ
ال :يَا نَبِ َّ
ار ثُ َّم َرا َحت َش َج َر ٍة َسا َعةً ِم ْن نَهَ ٍ ف فَا ْستَظَ َّل تَحْ َ صائِ ٍ ار فِي يَ ْو ٍم َ ب َس َ َو َمثَ ُل ال ُّد ْنيَا إِاَّل َك َرا ِك ٍ
َوتَ َر َكهَا.
فهذا هو غيض من فيض في وصف نبي الرحمة صلى هللا عليه وسلم ،جمعته من
كتب الحديث ،وشروحها ،والسير ،ومعاجم اللغة ،وكتب الشمائل ،والتاريخ ،وقد جهدت أن
أجمع ما قيل في وجهه الشريف في موضع ،وما قيل في عينيه الشريفتين في موضع،
وهكذا ،فتصرفت في مواضع تلك األوصاف من الروايات ألقرب الصورة من األذهان،
وسألت هللا تعالى أن يمتعنا برؤيته في المنام في هذه الدنيا ،وأن يجمعنا به في اآلخرة،
فيسقينا من يديه الشريفتين شربة ماء ال نظمأ بعدها أبدا ،اللهم صل وسلم وأنعم وبارك
على سيد الخلق محمد بن عبد هللا ،صالة وسالما دائمين ال ينقطعان إلى يوم الدين ،ترضى
بهما عنا ،جزاه هللا عنا وعن االسالم والمسلمين خير الجزاء ورفعه ،وآتاه المقام المحمود
الذي وعدهُ إياه،
و
16
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
نص األحاديث التي وردت فيها صفات رسول هللا عليه سالم هللا:
أوال :حديث أم معبد:
صفَ ِة َرسُو ِل هَّللا ِ ( :...حديث يث أُ ِّم َم ْعبَ ٍد فِي ِ ورد في « تاريخ اإلسالم للذهبي » َح ِد ُ
مرفوع ،وله شواهد في :دالئل النبوة للبيهقي ، 283 / 1و المعجم الكبير للطبراني ،و
الفوائد الشهير بالغيالنيات ألبي بكر الشافعي ،و أنساب األشراف للبالذري ،وفي كنز
العمال ،وفي المستدرك للحاكم ،وفي جامع المسانيد والمراسيل للسيوطي) َ :وقَا َل أَبُو ِه َش ٍام
اع ُّي َ :ح َّدثَنِي َع ِّمي أَيُّوبُ ب ُْن ان ْال َك ْعبِ ُّي ْال ُخ َز ِ ُّوب ب ِْن ُسلَ ْي َم َ ان ب ِْن ْال َح َك ِم ب ِْن أَي َ ُم َح َّم ُد ب ُْن ُسلَ ْي َم َ
ط َحا ِء يَ ْو َم ْش ْب ِن َخالِ ٍد ،الَّ ِذي قُتِ َل بِ ْالبَ ْ ْال َح َك ِم َ ،ع ْن ِح َز ِام ب ِْن ِه َش ٍام َ ،ع ْن أَبِي ِه َ ،ع ْن َج ِّد ِه ُحبَي ِ
صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم " َخ َر َج ِم ْن َم َّكةَ هُ َو َوأَبُو بَ ْك ٍر ، ي َ ح َ ،وهُ َو أَ ُخو َعاتِ َكةَ ،أَ َّن النَّبِ َّ ْالفَ ْت ِ
َو َم ْولًى أِل َبِي بِ ْك ٍر َعا ِم ُر ب ُْن فُهَي َْرةَ َ ،و َدلِيلُهُ ْم َع ْب ُد هَّللا ِ ب ُْن اأْل ُ َر ْيقِ ِط اللَّ ْيثِ ُّي ،فَ َمرُّ وا َعلَى َخ ْي َمتَ ْي
ط ِع ُم ،فَ َسأَلُوهَا تَ ْمرًا ت بَرْ َزةً َج ْل َدةً تَحْ تَبِي بِفِنَا ِء ْالقُبَّ ِة ،ثُ َّم تَ ْسقِي َوتُ ْ أُ ِّم َم ْعبَ ٍد ْال ُخ َز ِ
اعيَّ ِة َ ،و َكانَ ْ
ين ،فَنَظَ َر َرسُو ُل هَّللا ِ ين ُم ْسنِتِ َ ان ْالقَ ْو ُم ُمرْ ِملِ َ ُصيبُوا َش ْيئًا َ ،و َك َ َولَحْ ًما يَ ْشتَرُونَهُ ِم ْنهَا ،فَلَ ْم ي ِ
ت: ال َ :ما هَ ِذ ِه ال َّشاةُ يَا أُ َّم َم ْعبَ ٍد ؟ ،قَالَ ْ ْر ْال َخ ْي َم ِة ،فَقَ َ صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم إِلَى َشا ٍة فِي ِكس ِ َ
ك ،قَا َل : ت ِ :ه َي أَجْ هَ ُد ِم ْن َذلِ َ ال :هَلْ بِهَا ِم ْن لَبَ ٍن ؟ ،قَالَ ْ َشاةٌ َخلَّفَهَاْ Dال َج ْه ُد َع ِن ْال َغنَ ِم ،فَقَ َ
ْت بِهَا َح ْلبًا فَاحْ لُ ْبهَا ، Dفَ َد َعا بِهَا ،فَ َم َس َح ت :نَ َع ْم بِأَبِي َوأُ ِّمي ،إِ ْن َرأَي َ ين أَ ْن أَحْ لُبَهَا ؟ قَالَ ْ أَتَأْ َذنِ َ
َّت َ ،و َد َعا َّت َواجْ تَر ْ َّت َعلَ ْي ِه َ ،و َدر ْ ضرْ َعهَا َ ،و َس َّمى هَّللا َ َ ،و َد َعا لَهَا فِي َشاتِهَا ،فَتَفَاج ْ بِيَ ِد ِه َ
ت ،ثُ َّم َسقَى ب ثَ ًّجا َحتَّى َعاَل هُ ْالبَهَا ُء ،ثُ َّم َسقَاهَا َحتَّى ر ُِويَ ْ بِإِنَا ٍء يُرْ بِضُ ال َّر ْهطَ ،فَ َحلَ َ
ب ثَانِيًا بَ ْع َد بَ ْد ٍء َ ،حتَّى َمأَل َ اإْل ِ نَا َء ،ثُ َّم َغا َد َرهُ آخ ُرهُ ْم ،ثُ َّم َحلَ َ ب ِ أَصْ َحابَهُ َحتَّى َر َو ْوا ،ثُ َّم َش ِر َ
ق أَ ْعنُ ًزا ، ت َ ،حتَّى َجا َء َز ْو ُجهَا أَبُو َم ْعبَ ٍد ،يَسُو ُ ِع ْن َدهَا َوبَايَ َعهَا َ ،وارْ تَ َحلُوا َع ْنهَا ،فَقَلَّ َما لَبِثَ ْ
ك هَ َذا ب َ ،وقَا َل ِ :م ْن أَي َْن لَ ِ او ْك َن هُ َزااًل ُم ُّخه َُّن قَلِي ٌل ،فَلَ َّما َرأَى أَبُو َم ْعبَ ٍد اللَّبَ َن َع ِج َ ِع َجافًا Dيَتَ َس َ
ت ؟ ،قُ ْل ُ وب فِي ْالبَ ْي ِ ازبٌ ِحيَا ٌل َ ،واَل َحلُ َ ُ
ت: يَا أ َّم َم ْعبَ ٍد ؟ َوال َّشا ُء َع ِ
ال واللـه إال أنه مر بنا رجل مبارك من حالـه كذا وكذا ،قال :صفيه لي يا أم معبد ،قالت:
ص ْعلَةٌ، ق ،لَ ْم تُ ِع ْبهُ ثُجْ لَةٌَ ،ولَ ْم تُ ْز ِر بِ ِه ُ ضا َء ِة ،أَ ْبلَ َج ْال َوجْ ِهَ ،ح َس َن ْال َخ ْل ِ ظا ِه َر ْال َو َ ْت َر ُجالً َ َرأَي ُ
[ص َحلٌ :في جامع ص ْوتِ ِه صهل َ فَ ،وفِي َ ط ٌ ار ِه ُو ْ َو ِسي ٌم قَ ِسي ٌم ،فِي َع ْينَ ْي ِه ُد ْعجٌَ ،وفِي أَ ْشفَ ِ
المسانيد والمراسيل وفي تاريخ االسالم] َوفِي ُعنُقِ ِه َسطَعٌَ ،وفِي لِحْ يَتِ ِه َكثَاثَةٌ [كثافة :في
ت فَ َعلَ ْي ِه ْال َوقَا ُرَ D،وإِ ْن تَ َكلَّ َم َس َماهُ [سما :في تاريخ ص َم َ تاريخ االسالم] ،أَ َزجُّ ،أَ ْق َر ُن ،إِ ْن َ
[وأَحْ الَهُ :جامع المسانيد ،وفي تاريخ اس َوأَ ْبهَاهُ ِم ْن بَ ِعي ٍدَ ، االسالم] َو َعالَهُ ْالبَهَا ُء ،أَجْ َم ُل النَّ ِ
ق ،فصالً [فَصْ لٌ :في جامع المسانيد ،وفي تاريخ ب ،ح ُْل ُو ْال َم ْن ِط ِ االسالم] َوأَحْ َسنُهُ ِم ْن قَ ِري ٍ
االسالم] ال نَ ْز َر وال هَ ْذ َر [فَصْ ٌل اَل نَ ْز ٌر َواَل هَ َذ ٌر في تاريخ االسالم] َكأ َ َّن َم ْن ِطقَهُ َخ َر َز ُ
ات
[ر ْب ٌع في جامع المسانيد] الَ تَ ْشنَ ُؤهُ ِم ْن طُو ٍل[ ،اَل يَائُسٌ ِم ْن طُو ٍل :في ظ ٍم يَتَ َح َّدرْ َن ،ربعة َ نُ ْ
ض ُر [أَ ْنظَ ُر في ص ٍرُ ،غصْ ٌن بَي َْن ُغصْ نَ ْي ِن فَه َُو أَ ْن َ تاريخ االسالم] َوالَ تَ ْقتَ ِح ُمهُ َعي ٌْن ِم ْن قِ َ
ون بِ ِه ،إِ ْن جامع المسانيد ،وفي تاريخ االسالم] الثَّالَثَ ِة َم ْنظَراًَ ،وأَحْ َسنُهُ ْم قَ ْد َراً ،لَهُ َرفَقَا ُء يَ ُحفُّ َ
صتُوا في جامع المسانيد ،وفي تاريخ االسالم] لِقَ ْولِ ِهَ ،وإِ ْن أَ َم َر تَبَا َدرُوا إِلى ال َس ِمعُوا [أَ ْن ِ قَ َ
17
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
18
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ار أَ َشا َر بِ َكف ِه ص ُر لَهَا ،إِ َذا أَ َش َ ضبُ لِنَ ْف ِس ِه َوالَ يَ ْنتَ ِ ص َر لَهُ)َ ،والَ يَ ْغ َ (حتَّى يَ ْنتَ ِ ضبِ ِه َش ْي ٌءَ ، لِ َغ َ
ص َل بِهَا فَيَضْ ِربُ بِبَا ِط ِن َرا َحتِ ِه ْاليُ ْمنى بَا ِط َن إِ ْبهَا ِم ِه ث اتَّ َ َّب قَلَّبَهَاَ ،وإِ َذا تَ َح َّد َ ُكلهَاَ ،وإِ َذا تَ َعج َ
ض ِح ِك ِه التَّبَ ُّس ُمَ ،ويَ ْفتَرُّ طرْ فَهُ ،جُلُّ َ ك غَضَّ َ ض ِح َ ض َوأَ َشا َحَ D،وإِ َذا َ ب أَ ْع َر َ ض َ ْاليُسْرىَ ،وإِ َذا َغ ِ
ان إِ َذا أَوى إِلى َم ْن ِزلِ ِه َج َّزأَ كَ ،و َك َ ون لَهُ فِي ذلِ َ ان ُد ُخولُهُ لِبَ ْيتِ ِه َمأْ ُذ ٌ َع ْن ِم ْث ِل َحب ْال َغ َم ِامَ ،و َك َ
اس، نَ ْف َسهُ ثَالَثَةَ أَجْ َزا ٍءِ :ج ْز ٌء هَّلِل َِ ،وح ُْز ٌء ِأل ْهلِ ِهَ ،وج ُْز ٌء لِنَ ْف ِس ِه ،ثُ َّم َج َّزأَ نَ ْف َسهُ بَ ْينَهُ َوبَي َْن النَّ ِ
ان ِم ْن ِسي َرتِ ِه فِي ج ُْز ِء األُ َّم ِة إِيثَا ُر ص ِة فَالَ يَ َّد ِخ ُر َع ْنهُ ْم َش ْيئَاً ،فَ َك َ ك َعلى ْال َعا َّم ِة بِ ْال َخا َّ فَيَ ُر ُّد ذلِ َ
اج ِةَ ،و ِم ْنهُ ْم ُذو الدين ،فَ ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َ ِ أَ ْه ِل ْالفَضْ ِل بِأ َ َدبِ ِهَ ،وقَ َس ُمهُ َعلى قَ َد ِر فَضْ لِ ِه ْم فِي
ج ،فَأ َ ْق َس َمهَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َما يُصْ لِ ُحهُ ْم َواألُ َّمةَ َوإِ ْخبَا ُرهُ ْم بِالَّ ِذي يَ ْنبَ ِغي اجتَي ِْنَ ،و ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َوائِ ِ ْال َح َ
اجةَ َم ْن الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا ،فَ َم ْن بَلَّ َغ س ُْلطَانَا ً بَ D،وأَ ْبلِ ُغونِي َح َ لَهُ ْمَ ،ويَقُولُ :لِيُبَل ْغ ال َّشا ِه ُد ْال َغائِ َ
ك َوالَ يَ ْقبَ ُل ِم ْن أَ َح ٍد بت هَّللا ُ قَ َد َم ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة الَ ي ُْذ َك ُر ِع ْن َدهُ إِالَّ ذلِ ََحا َجةً الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا يُثَ ُ
ان يَ ْخ ِز ُن لِ َسانَهُ ُون أَ ِذلَّةًَ ،و َك َق َويَ ْخ ُرج َ ون إِالَّ ِم ْن َذ َوا ٍ ون َعلَ ْي ِه ُر َّوا َداًَ ،والَ يَ ْفتَ ِرقُ َ َغ ْي َرهُ ،يَ ْد ُخلُ َ
إِالَّ ِم َّما ي ُِعينُهُ ْم َويُ َؤلفُهُ ْم َوالَ يُفَرقُهُ ْم َوالَ يُنَف ُرهُ ْم ،فَيُ ْك ِر ُم َك ِري َم ُكل قَ ْو ٍم َويُ َولي ِه َعلَ ْي ِه ْمَ ،ويَحْ َذ ُر
ط ِوي َع ْن أَ َح ٍد بُ ْش َرهُ َوالَ ُخلُقَهُ ،يَتَفَقَّ ُد أَصْ َحابَهُ َويَسْأ َ ُل اس َويَحْ تَ ِرسُ ِم ْنهُ ْم ِم ْن َغي ِْر أَ ْن يَ ْ النَّ َ
يح َويُو ِهنُهُُ ،م ْعتَ ِد َل األَ ْم ِر َغ ْي َر سن ْال َح َس َن َويُقَوي ِهَ ،ويُقَب ُح ْالقَبِ َ اسَ ،وي َُح ُ اس َع َّما فِي النَّ ِ النَّ َ
ص ُر َع ِن ْال َحق َوالَ ال ِع ْن َد ِعبَا ٍدَ ،والَ يَ ْق ُ ف ،الَ يَ ْغفَ ُل َم َخافَةَ أَ ْن يَ ْغفَلُوا أَ ْو يَ َملُّوا ،لِ ُكل َح ٍ ُم ْختَلِ ٍ
يحةً َوأَ ْعظَ ُمهُ ْم ِع ْن َدهُ َم ْن ِزلَةً ص َ ضلُهُ ْم ِع ْن َدهُ أَ ْعظَ ُمهُ ْم نَ ِ اسِ ،خيَا ُرهُ ْم أَ ْف َ ين يَلُونَهُ ِم َن النَّ ِ يِجُو ُزهُ الَّ ِذ َ
ُوط ُن األَ َما ِك َن َويَ ْنهى ان الَ يَجْ لِسُ َوالَ يَقُو ُم إِالَّ َع ْن ِذ ْك ٍرَ ،والَ ي ِ از َرةًَ ،و َك َ أَحْ َسنُهُ ْم ُم َوا َساةً َو ُم َؤ َ
ك َويُ ْع ِطي ُك َّل ْث يَ ْنتَ ِهي بِ ِه ال َمجْ لِسُ َ ،ويَأْ ُم ُر بِذلِ َ س َحي ُ َع ْن إِيطَانِهَاَ ،وإِ َذا ا ْنتَهى إِلى قَ ْو ٍم َجلَ َ
اج ٍة ضهُ فِي َح َ او َ صيبَهُ ،الَ يَحْ َسبُ َجلِي ُسهُ أَ َّن أَ َح َداً أَ ْك َر َم َعلَ ْي ِه ِم ْنهَُ ،م ْن َجالَ َسهُ أَ ْو فَ َ ُجلَ َسائِ ِه نَ ِ
ُور ِم َن اج ٍة الَ يَ ُر ُّدهُ إِالَّ بِهَا ،أَ ْو بِ َم ْيس ٍ فَ ،و َم ْن َسأَلَهُ فِي َح َ ص ِر ُ ون هُ َو ال ُم ْن َ صابَ َرهُ َحتَّى يَ ُك َ َ
صارُوا ِع ْن َدهُ فِي ْال َحق َس َوا ًء، ار لَهُ ْم أَبَاًَ ،و َ ص َ ْط ِه َو ُخلُقِ ِه فَ َ اس ِم ْن بَس ِ ْالقَ ْو ِل ،قَ ْد َو ِس َع النَّ َ
اتَ ،والَ تُ َؤب َُّن فِي ِه ْال ُح َر ُمَ D،والَ تُ َسا ُء َمجْ لِ ُسهُ َمجْ لِسُ ِع ْل ٍم َو َحيَا ٍء َوأَ َمانَ ٍة ،الَ تَرْ تَفِ ُع فِي ِه األَصْ َو ُ
ون الص َِّغي َرD، ُون ْال َكبِي َرَ ،ويَرْ َح ُم َ ين ،ي َُوقر َ ين فِي ِه بِالتَّقوى ُمتَ َو ِ
اض ِع َ اض ِع َ ين ُمتَ َو ِ فَلَتَاتُهُ ُم َعا ِدلِ َ
يرتُهُ فِي ُجلَ َسائِ ِه أَنَّهُ َدائِ ُم ْالبِ ْش ِرَ ،س ْه ُل ت ِس َ يبَ ،و َكانَ ْ ون ْال َغ ِر َ ُون َذ ِوي ْال َحا َج ِةَ ،ويَحْ فَظُ َ َوي ُْؤثِر َ
ب، ب َوالَ َسبَّا ٍ شَ ،والَ َعيَّا ٍ اح ٍ ب َوالَ فَ ِ ص َّخا ٍ ْس بِفَظَ َوالَ َغلِي ٍظَ ،والَ َ ب D،لَي َ ين ْال َجانِ ِ ق ،لَ ُ ْال ُخلُ ِ
ارَ ،و ِم َّما الَ اإل ْكثَ ِ ث :ال ِم َرا ِءَ ،و ِ ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ ُّب فِي ِه ،قَ ْد تَ َر َ يَتَ َغافَ ُل َع َّما الَ يَ ْشتَ ِهي َوالَ تَ َجي َ
طلُبُ َع ْو َرتَهَُ ،والَ يَتَ َكلَّ ُم إِالَّ ان الَ يَ ُذ ُّم أَ َح َداً َوالَ يُ َعي ُرهَُ ،والَ يَ ْ ثَ :ك َ ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ يَ ْعنِي ِهَ ،وتَ َر َ
ت تَ َكلَّ ُموا، وس ِه ُم الطَّ ْيرَُ ،وإِ َذا َس َك َ ق ُجلَ َسا ُؤهُ َكأَنَّ َما َعلى ُر ُؤ ِ ط َر َ فِي َما يُرْ جى ثَ َوابُهُ ،إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْ
ك يث أَ ْونَ ِس ِه ْم ،يَضْ َح ُ صتُوا لَهُ َحتَّى يَ ْف ُر َغَ ،ح ِديثُهُ ْم ِع ْن َدهُ َح ِد ُ ون ِع ْن َدهُ ،إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْن َ از ُع َ َوالَ يَتَنَ َ
ب َعلى ْال َج ْف َو ِة فِي ُون ِم ْنهَُ ،ويَصْ بِ ُر َعلى ْال َغ ِري ِ ون ِم ْنهَُ ،ويَتَ َعجَّبُ ِم َّما يَتَ َع َّجب َ ِم َّما يَضْ َح ُك َ
ب ْال َحا َج ِة ان أَصْ َحابُهُ يَ ْستَجْ لِبُونَهُ ْمَ ،ويَقُولُ :إِ َذا َرأَ ْيتُ ْم طَالِ َ َم ْن ِطقِ ِه َو َم ْس َكنِ ِه َحتَّى إِ َذا َك َ
فَأَرْ ِش ُدوهَُ ،والَ يَ ْقبَ ُل الثَّنَا َء إِالَّ ِم ْن ُم َكافِى ٍءَ ،والَ يَ ْقطَ ُع َعلى أَ َح ٍد َح ِديثَهُ َحتَّى يَجُو َزهُ فَيَ ْقطَ َعهُ
ير َوالتَّفَ ُّك ِر ،فَأ َ َّما تَ ْق ِدي ُرهُ ان ُس ُكوتُهُ َعلى أَرْ بَ ٍعَ :على ْال ِح ْل ِمَ D،و ْال َح َذ ِرَ ،والتَّ ْق ِد ِ بِنَه ٍْي أَ ْو قِيَ ٍامَ ،و َك َ
اسَ ،وأَ َّما تَ َذ ُّك ُرهُ أَ ْو تَفَ ُّك ُرهُ فِي َما يَبْقى َويَ ْفنىَ ،و ُج ِم َع لَهُ ْال ِح ْل ُم ع بَي َْن النَّ ِ تَس ِْويَةُ النَّظَ ِرَ ،وا ْستِ َما ٌ
20
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ضي ِه َوالَ يَ ْستَقِرُّ هَُ ،و ُج ِم َع لَهُ ْال َح َذ ُر فِي أَرْ بَ ٍع :أَ ْخ ُذهُ بِ ْال ُح ْسنَى لِيُ َع َّد آيَةً
ان الَ يُرْ ِص ْبرُ ،فَ َك َ َوال َّ
ي فِي َما أَصْ لَ َح أُ َّمتَهَُ ،و ْالقِيَا ُم فِي َما َج َم َع لَهُ ُم ال ُّد ْنيَا ْ
َوتَرْ ُكهُ ْالقَبِي َح لِيُ ْنتَهى َع ْنهَُ ،واجْ تِهَا ُد الرَّأ ِ
اآل ِخ َرةَ».َو ْ
21
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
ثالثا :حديث علي رضي هللا عنه :في مسند اإلمام أحمد :حدثنا عبد هللا ح َّدثني سريج بن
يونس ثنا يحيى بن سعيد األموي عن ابن جريج عن صالح بن سعيد أو سعيد عن نافع بن
جبير بن مطعم عن عل ّي رضي هللا عنه قال« :كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ال
قصير وال طويل ،عظيم الرأس رجله[ ،وفي مسند أبي يعلى :كان عظيم الهامة ] عظيم
اللحية ،مشربا ً حمرة ،طويل المسربة ،عظيم الكراديس ،شثن الكفين والقدمين ،إذا مشى
تكفأ كأنما يهبط في صبب لم أرْ قبله وال بعده مثله صلى هللا عليه وسلّم».
وفي مصنف ابن أبي شيبة وجامع المسانيد:
ح ّدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال ثنا إبرهيم بن محمد من ولد علي قال:
يل الممغط [لَ ْم يَ ُك ْن كان علي إذا نعت رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلّم قال :لَ ْم يَ ُك ْن بِالطَّ ِو ِ
ان َر ْب َعةً ِم َن من الرجالD، ير ال ُمتَ َرد ِدَ ،و َك َ ص ِ يل ال ُم ْم ِع ِط في جامع المسانيد] َوالَ بِ ْالقَ ِ بِالطَّ ِو ِ
[من القوم في جامع المسانيد] كان جعد الشعرَ ، ،ولَ ْم يَ ُك ْن بِ ْال َج ْع ِد ْالقَطَ ِط َوالَ بِال َّس ْب ِطَ ،ك َ
ان
ض ُم َش َّربَا ً ُح ْم َرةً، ان فِي َوجْ ِه ِه تَ ْد ِويرٌ ،أَ ْبيَ َ َج ْع َداً َر ِجالًَ ،ولَ ْم يَ ُك ْن بِال ُمطَه َِّم َوالَ بِال ُم َك ْلثَ ِمَ ،و َك َ
اش َو ْال َكتَ ِد ،أَجْ َر َد َذا َم ْس ُربَ ٍةَ ،ش ْث َن ْال َكفَّ ْي ِنيل ال ُم َش ِ ارَ ،جلِ َ ب األَ ْشفَ ِ أَ ْد َع َج ْال َع ْينَي ِْن ،أَ ْه َد َ
ت َم َعاً ،بَي َْن َكتِفَ ْي ِه َخاتَ ُم ت ْالتَفَ َبَ ،وإِ َذا ْالتَفَ َ صب َ ٍَو ْالقَ َد َمي ِْن ،إِ َذا َم َشى تَقَلَّ َع َكأَنَّ َما يَ ْم ِشي فِي َ
ص ْد َراً اس َ ب النَّ ِ [وأَرْ َح َاس َكفًّا ،وأجرؤ الناس صدرًاَ ، النُّبُ َّو ِةَ ،وهُ َو َخاتَ ُم النَّبِيي َْن ،أَجْ َو َد النَّ ِ
اس بِ ِذ َّم ٍةَ ،وأَ ْليَنَهُ ْم َع ِري َكةًَ ،وأَ ْك َر َمهُ ْم اس لَ ْه َجةًَ ،وأَ ْوفَى النَّ ِ ق النَّ ِ في جامع المسانيد] َوأَصْ َد َ
ْرفَةً أَ َحبَّهُ، [وأَ ْك َر َمهُ ْم ِع ْت َرةً :في جامع المسانيد] َم ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهَُ ،و َم ْن َخالَطَهُ َمع ِ عشرةَ ،
اعتُهُ :لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َوالَ بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ».يَقُو ُل نَ ِ
22
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
_
فتح الباري بشرح صحيح البخاري البن حجر العسقالني.
23
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
خاتمة
ني * ْٱه ِدنَااك َنعب ُد وإِيَّ َ ِ ِ ِِ ِ ب ٱلْعالَ ِمني * ٱلرَّمْح ـٰ ِن َّ ِ ِ {بِس ِم ٱهلل الرَّمْح ٰ ِن َّ ِ
اك نَ ْستَع ُ ٱلرحي ِم* َمـٰلك َي ْوم ٱلدِّي ِن* إيَّ َ ْ ُ َ الرحيـ ِم * ٱحْلَ ْم ُد للَّه َر ِّ َ َ
ض ِ
وب َعلَْي ِهم َوالَ ٱلضَّآلِّ َـ َّ ِ ِ ِ
ني } آمني ت َعلَْي ِه ْم َغرْيِ ٱلْ َم ْغ ُ يم * صَرا َط ٱلذ َ
ين أَْن َع ْم َ ٱلصَرا َط ٱلْ ُم ْستَق َ
ِّ
اللهم صل وسلم وبارك على خري خلقك نبينا حممد بن عبد اهلل ،وعلى آله وصحبه وسلم صالة أهل السموات واألرضني
عليه وأجر يا رب لطفك اخلفي يف أمورنا بفضل رمحتك وكرمك ولطفك يا كرمي.
اللهم إين أسألك بك يا رب العاملني ،أسألك بامسك األعظم الذي إن سئلت به أجبت ،وإن استغفرت به غفرت ،وإن
اسرتمحت به رمحت ،وإن استشفيت به شفيت ،يا جميب دعوة الداعني:
عطي إذا ُسئل ،وال يزدادأسألك يا رب بك يا أيها الذي ليس إاَّل ه رب يدعى ،سألتك يا مالك حوائج السائلني الذي ي ِ
ُ َ ُ ٌ ُ
على كثرة السؤال إال جودا وكرما ،وعلى كثرة اإلحلاح إال تفضال وإحسانًا ،يأتيه ال ُـمـث َق ُل باهلموم شاكيا ،فيفرج كرباته،
وأم َه َل ،وإن ِ
والغارق يف الذنوب مستغفرا ،فيغفر زالته ،واملستيئس من النجاة ،فيمد له يد جناته ،إذا أساءت العباد َحل َم ْ
تفضل وقَبِ َل وإن عصوا سرت ،وإن أذنبوا عفا وغفر ،وإذا دعوه أجاب ،فكان أقرب إليهم من حبل وريدهم، َ أحسنوا
وأرحم هبم من والدهم على وليدهم ،وإذا نادوه مسعهم ،وإذا أقبلوا عليه أسرع إليهم ،من تقرب إليه بشرب قربه ذراعا،
ومن أتاه ميشي أسرع إليه هرولة ،وإذا ولَّوا عنهُ تكرم وتفضل ودعاهم ،ومل يوصد بابه أمامهم ،شديد العقاب ،وهو
الغفور الرحيم.
راغب إليه ُزلفى ،تتابعت نعمه وآالؤه ،حىت اطمأنت األنفس بتتابعها ،وتظاهرت املنن لكل ُمسرتح ٍم لديه رمحة ،ولكل ٍ
منه حىت اعرتف أولياؤه بالتقصري عن حقه ،أسبغ نعمه عليهم ظاهرة وباطنة،
الصوامت حبجته ،ودل كل ما ُكتب على صفحة جنوم السماء ،وحبات رمل أدمي ُ سألتك مبن تظاهرت العَِبُر حىت نطقت
األرض على عظيم قدرته ،وأظهر من اآليات حىت أفصحت السماوات واألرضون بأدلته ،وقهر بعظيم قدرته حىت خضع
كل شيء لعزته وعنت الوجوه لعظمته.
سألتك يا اهلل بك أن تنزل علينا شآبيب رمحتك ،وأن تتقبل أعمالنا وان جتعلها خالصة لوجهك ،وان تسرت علينا يف الدنيا
واآلخرة ،اللهم إين أسألك لنا وللمسلمني أمجعني من خري ما سألك احلبيب املصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم وعبادك
الصاحلون ،وأعوذ بك هلم ولنا من شر ما استعاذ بك منه احلبيب املصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم وعبادك الصاحلون
أسألك اخلري كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما مل نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما مل نعلم
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا حممد خري خلقك ،وعلى آله وصحبه وسلم صالة أهل السموات واألرضني عليه
وأجر يا رب لطفك اخلفي يف أمورنا
وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني
24
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
احلمد هلل على نعمائه ،ونسأله تعاىل أن يكون أجرى احلق على ألسنتنا وبأيدينا ،وأن يكون عصمنا من الزلل ،وأن
يتجاوز عنا برمحته ،وفضله ،وكرمه ،فإنا واهلل لذاته العلية حمبون ،على ما فينا من التقصري ،والشرود عن اجلادة،
واالنغماس يف الدنيا ،ومع أن هذا كله يدل على تقصري من جانب احملب ،إال أننا نسأله تعاىل أن ال يكون حبنا له ادعاء،
أنا مذنب أنا مخطىء أنا عاصي هو غافر هو راحم هو عافي
بـثــالثــة وستغلبن أوصافـه أوصافـي قــابـل ـتـهــن ثـالثــة
حدثنا املزين قال :دخلت على الشافعي يف مرضه الذي مات فيه ،فقلت :يا أبا عبداللـه ،كيف أصبحت؟ فرفع رأسه،
وقال :أصبحت من الدنيا راحال ،والخواين مفارقا ،ولسوء عملي مالقيا ،وعلى اللـه واردا ،ما أدري روحي تصري إىل
جنة فأهنيها ،أو إىل نار فأعزيها ،مث بكى ،وأنشأ يقول:110
المن والجود-
كنت -ياذا ِّ
وإن ُ
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
مجرم ًا
الر َجا ِمنِّي لِ َع ْف ِو َك
ْت َّ َج َعل ُ
ولَّما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
ّما
ُسل َ
عفوك أعظما
بعفوك ربي كا َن َ
َ تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ
َم
بلْ ْت ذَا َع ْف ٍو َع ِن َّ
الذنْ ِ فَ َما ِزل َ
ود َوَت ْع ُفو ِمنَّة ً َوتَ َك ُّر َما
تَ ُج ُ
َت َز ْل
ك آدما فكيف وقد أغوى َ صفيَّ َ َ إلبليس عاب ٌد
َ فلوالك لم يصمد
َ
يزايل مأثما وم غَ ٍ ظَلُ ٍ ٍ
شوم ال ُ ُ متمرد تعف عن
تعف عني ُ
فإن ُ
بج ْرم جهنَّما ولو أدخلوا نفسي ُ فلست ٍ
بآيس ُ تنتقم مني
وإن ْ
تفيض لَِف ْر ِط ال َْو ْج ِد أجفانُهُ َد َما فَللَّ ِه َد ُّر الْعا ِر ِ
ف النَّ ْد ِ
ب إنَّهُ َ
ِ على ِ ِ
الخوف مأتما نفسه من شدَّة الليل َم َّد ظَالَ َمهُ
يم إ َذا َما ُ يُق ُ
َ وفِي َما ِسواهُ فِي ال َْو َرى َكا َن أَ ْع َج َما صيحاً إِذَا َما َكا َن فِي ِذ ْك ِر َربِِّه فَ ِ
ِ ويذكر أياماً مضت من ِ
َج َر َما
ْج َهالَة ِ أ ْ َ و َما َكا َن ف َيها بِال َ شبابه ُ
الليل أظلما السهد والنَّجوى إذا ُ
أخا ُّ ِ ول َن َها ِر ِهاله ِّم طُ َ
ين َ ص َار قَ ِر َ
فَ َ
للراجين سؤالً ومغنما َ بك
كفى َ ت ُس ْؤلِي َو ُب ْغيَتِي ول َحبيبي أَنْ َ َي ُق ُ
ْت َمنَّاناً َعلَ َّي َو ُم ْن ِع َما َ والَ ِزل َ الذي غذيتني وهديتني ألست َِّ
ويستر أوزاري وما قد تقدما
ُ َع َسى َم ْن لَهُ ا ِإل ْح َسا ُن َي ْغ ِف ُر َزلَّتي
110روى المزني بعض هذه األبيات ،وألحقت بها باقي القصيدة من مراجع أخرى.
25
التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )
الس َما
ونور من الرحمن يفترش َّ
ٌ فضل اللَّه من كل جانب
والي ُ
َح َّ
المحب بوصلِ ِه إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
ِّ وفي القلب إشرا ُق
يطالعني في ظلمة القبر أنجما إيناس من اللَّه وحده
حوالي ٌ
َّ
الحب أن يتثلما
ِّ وأحفظ عهد أصو ُن ودادي أن يدنسه الـهوى
ففي يقظتي شو ٌق وفي غَفوتي ُمنًى تالحق خطوي نشوة وترنُّما
ومن يعتصم باللَّه يسلم من الورى ومن َي ْر ُجه هيهات أن يتندَّما
كذلك ونسأله تعاىل أن جيعل أعمالنا خالصة لوجهه الكرمي ،صائبة ،خالية من حب الشهرة ،وحب الذكر ،وأن ال يكون
نصيبنا منها إال اخلري يف الدنيا واآلخرة،
وأن يغفر بفضله لسادتنا العلماء ،وملن أخذنا عنهم هذا الدين العظيم ،وأن ال جيعل يف صدورنا غال للذين آمنوا ،فإنا واهلل
حنب املسلمني ،وحنب هلم اخلري ،وحنب هلم أن جيتمعوا على ما مجع اهلل عليه قلوب من لو أنفق رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم ما يف األرض مجيعا ،ما ألف بني قلوهبم ،ولكن اهلل ألف بينهم ،فاللهم ألف بني قلوب املسلمني وامجعهم على
وح َس ِن العمل اخلالص لوجهك الكرمي.
حمبتك وطاعتك وحسن اإلميان بكَ ،
وبعد ،فهذا ما اجتهدنا فيه يف هذه املسألة ،وهو جهد املقل ،وللمسلم على املسلم حق النصح ،فمن أراد خماطبيت وأداء
واجب النصح يل على زلة غري مقصودة،ـ أو رأي مرجوح ،أو استفسار عن شيء من ذلك ،فعليه مكاتبيت على بريدي
االلكرتوين:
imammalek@hotmail.com
26