You are on page 1of 27

‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫‪0‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وآله‬ ‫‪‬‬


‫(‪)1‬‬
‫وسلم‬
‫فإذا تبين لك‪ ،‬يا رعاك هللا‪ ،‬أن هللا تعالى يختص بفضله من يشاء من عباده‪ ،‬ليكرمهم‪،‬‬
‫ويشرفهم بفهم معاني آيات القرآن‪ ،‬ويجعل منهم أئمة‪ ،‬يهدون للهدى‪ ،‬يكشف عن قلوبهم‬
‫ب‪ D،‬ويملؤها إيمانا ً‬
‫وأجناس ال َّر ْي ِ‬
‫ِ‬ ‫أدناس ال َّر ْي ِن‬
‫ِ‬ ‫ظلمات الجهل الـ ُم ْدلَه َّمة‪ ،‬ويطهرها من‬
‫ف األَبْهى‪ ،‬والقدح األعلى‪ ،‬وأن الناس يتفاوتون‬ ‫و ِح ْك َمة‪ ،‬ويخصهم بالقِس ِْم األسْنى‪ ،‬وال َّش َر ِ‬
‫في هذا الفضل‪ D،‬فيرفع هللا منهم أقواما ألعلى الدرجات‪ ،‬ويجعل منهم أحبارا‪ ،‬حتى يكون‬
‫وخوارق الفُهوم‪ ،‬ما ال رقت‬ ‫واحدهم ترجمانا للقرآن(‪ ،)2‬فيفتح هللا عليه من حقائق العلوم‪َ ،‬‬
‫إليه من سواه ِهـ َّمةٌ‪ ،‬وال تحركت نحوه من غيره َع ْز َمةٌ‪ ،‬وال شك أنه ما بلغ هذه المنزلة إال‬
‫بفضل هللا‪ ،‬لعلو همته‪ ،‬ورفعة مكانته عند هللا تعالى حتى اختصه بهذا الفضل‪ D،‬فيكون‬
‫ترجمانا لكالم هللا ‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬ما حال من اختصه هللا بفضل أن يُنَ ِّز َل عليه هذا الكالم‪- ،‬كالم هللا‪ ،-‬فيكون هُ َو‬
‫هُ َو من يُبَي ُِّن للناس ما نُ ِّز َل إليهم‪ ،‬ويبعثه هللا َش ِهيدًا َعليهم‪ ،‬أعظم الناس شرفا ومقدارا‪ ،‬على‬
‫يديه قامت الحجة‪ ،‬وترك الناس على المحجة البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال‬
‫هالك‪ ،‬وال يتنكبها إال ضال‪ ،‬ال شك أنه سيد ولد بني آدم جميعا‪ ،‬وأعالهم منزلة‪ ،‬فال بد من‬
‫أن نقدم بمقدمة نعرف بها القارئ بنبي الرحمة صلوات ربي وسالمه عليه‪ ،‬وأن نصفه له‬
‫كأنما يراه‪ ،‬وسنرجؤ وصف أخالقه‪ ،‬وجميل فعاله‪ ،‬ورجاحة عقله‪ ،‬وصفاته القيادية‪،‬‬

‫) فصل من كتاب تفسير كتاب هللا تعالى المسمى‪ :‬البيان والتبيان في تفسير كتاب الرؤوف الرحمن‪ ،‬ألبي‬ ‫‪1‬‬

‫مالك‪ ،‬ثائر سالمة‪ ،‬غفر هللا له ولوالديه‪ ،‬ولزوجه ولذريته وإلخوته وذرياتهم‪ ،‬ولمن له حق عليه‪ ،‬وألحقنا‬
‫جميعا بالصالحين وشفع فينا المصطفى عليه سالم هللا‪ ،‬وللمسلمين والمسلمات‪ ،‬بفضل رحمة هللا تعالى‬
‫وتفضله وواسع كرمه‪.‬‬
‫) وقد كانت الصحابة رضي هللا عنهم علماء كل منهم مخصوص بنوع من العلم كعلي رضي هللا عنه‬ ‫‪2‬‬

‫بالقضاء وزيد بالفرائض ومعاذ بالحالل والحرام وأُبي بالقراءة فلم يُ َس َّم أح ٌد منهم بحراً إال عبد هللا بن‬
‫عباس الختصاصه دونهم بالتفسير وعلم التأويل‪ ،‬وقال فيه علي بن أبي طالب‪ :‬كأنما ينظر إلى الغيب من‬
‫ستر رقيق‪ .‬وقال فيه عبد هللا بن مسعود‪ :‬نِ ْع َم تُرجمان القرآن عبد هللا بن عباس‪ ،‬وقد مات ابن مسعود في‬
‫سنة ثنتين وثالثين‪ ،‬وع ّمر بعده ابن عباس ستا ً وثالثين سنة‪ ،‬فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود‬
‫نعم كان لعلي فيه اليد السابقة قبل ابن عباس وقال ابن عطية‪ :‬فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن‬
‫أبي طالب ويتلوه ابن عباس‪( .‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي‪ ،‬وتفسير ابن عطية‪ :‬المحرر الوجيز‪ ،‬والبداية والنهاية البن كثير)‬
‫‪1‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫وهديه‪ ،‬وعدله‪ ،‬وعالقاته‪ ،‬وسلمه وحربه‪ ،‬وصبره‪ ،‬وحكمته‪ ،‬لموضعه من التفسير‪،‬‬


‫وسنقتصر اآلن على أن نقول إنه‪ :‬محمد بن عبد هللا بن عبد المطلب‪ ،‬رسول هللا‪ ،‬ونبيه‪،‬‬
‫الخال ِل‪ ،‬ظَا ِه ُر‬
‫وح ِمي ِد ِ‬
‫ال َ‬
‫ص ِ‪D‬‬‫الخ َ‬
‫بج ِمي ِل ِ‬ ‫الل‪ ،‬الـ َم ْكس ُِّو َ‬‫بالج ِ‬ ‫ال الـ ُم َسرْ بَ ِل َ‬
‫الج َم ِ‬
‫صاحبُ َ‬
‫الوجْ ِه‪ُ 5‬م ْش ِرقُهُ‪ ،‬أَ ْبيَضُ اللَّ ْو ِن أَ ْزهَ ُرهُ(‪،)6‬‬
‫ضا َء ِة ‪ ،‬أَ ْبلَ ُج ‪َ ،‬ملِي ُح َ‬
‫(‪) 4‬‬ ‫‪3‬‬
‫ال َو َ‬
‫ض ْي ٌء(‪،)10‬‬ ‫الوجْ ِه(‪َ )7‬و ِسي ٌم(‪ )8‬قَ ِسي ٌم(‪َ )9‬ح َس ٌن َو ِ‬
‫ُم ْستَ ِد ْي ُر َ‬

‫‪ 3‬انظر حديث أم معبد في نهاية البحث بتمام رواياته‪.‬‬


‫ٌ‬
‫فالن‪ ،‬إذا ضحك‬ ‫) البُلوجُ‪ :‬اإلشراق‪ .‬تقول‪َ :‬بلَ َج الصب ُح يَ ْبلُ ُج بالضم‪ ،‬أي أضاء‪ .‬وا ْنبَلَ َج وتَبَلَّ َج مثله‪ .‬وتبلَّج‬ ‫‪4‬‬

‫وهشَّ ‪.‬‬
‫يح ْال َوجْ ِه‪.‬‬ ‫ال‪ :‬نَ َع ْم‪َ .‬كانَ أَ ْبيَ َ‬
‫ض‪َ ،‬ملِ َ‬ ‫ُول هّللا ِ ؟ قَ َ‬
‫ت لَهُ‪ :‬أَ َرأَيْتَ َرس َ‬
‫ال‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫ُور ‪َ .‬ح َّدثَنَا خَ الِ ُد بْنُ َع ْب ِد هّللا ِ ع َِن ْالج َُري ِْريِّ ع َْن أَبِي ُّ‬
‫الطفَي ِْل ‪ ،‬قَ َ‬ ‫روى مسلم‪ :‬ح ّدثنا َس ِعي ُد بْنُ َم ْنص ٍ‬
‫‪5‬‬

‫ق‪ ،‬وال بِاآلد َِم‪ ،‬ومعنى‪ :‬وليس باألبيض األمهق‪ :‬أي ليس‬ ‫ض األَ ْمهَ ِ‬
‫وليس بِاأْل ْبيَ ِ‬
‫َ‬ ‫) وفي رواية‪ُ :‬م ْش َربَا ً ُح ْم َرةً‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫بالذي بياضه خالص ال يشوبه حمرة وال غيرها كلون الثلج واللبن‪ .‬فالمراد أنه كان نيِّر البياض أزهر‪ .‬وقد‬
‫جاء في رواية‪ :‬أنه «كان بياضه مشوبا ً بالحمرة»‪ .‬وهو أحسن أنواع األلوان المستحسنة عند الطباع‬
‫الموزونة‪ ،‬وهذا معنى قوله‪( :‬وال باآلدم) أي الشديد السمرة‪ ،‬وقد كان عيسى عليه سالم هللا آدم‪ ،‬أي شديد‬
‫السمرة‪( .‬روى اإلمام أحمد في مسنده‪ :‬ـ حدثنا عبد هللا ح َّدثني سريج بن يونس ثنا يحيى بن سعيد األموي‬
‫عن ابن جريج عن صالح بن سعيد أو سعيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن عل ّي رضي هللا عنه قال‪« :‬كان‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ال قصير وال طويل ‪ ،‬عظيم الرأس رجله‪ ،‬عظيم اللحية‪ ،‬مشربا ً حمرة‪،‬‬
‫طويل المسربة‪ ،‬عظيم الكراديس‪ ،‬شثن الكفين والقدمين‪ ،‬إذا مشى تكفأ كأنما يهبط في صبب لم أرْ قبله وال‬
‫بعده مثله صلى هللا عليه وسلّم»‪ .‬وفي أخالق النبي ألبي الشيخ األصبهاني‪ :‬عن سعيد المقبري ‪ .‬عن أبي‬
‫هريرة ‪ .‬قال‪ :‬بينما النبي صلى هللا عليه وسلم مع أصحابه جالس‪ .‬إذ جاءهم رجل من أهل البادية‪ .‬فقال‪:‬‬
‫أيكم ابن عبد المطلب؟ قالوا‪ :‬هذا األمغر المرتفق‪ .‬قال حمزة‪ :‬األمغر األبيض مشربا حمرة‪ .‬المرتفق متكئ‬
‫على مرفقه‪.‬‬
‫) (وكان) أي وجهه (مستديراً) أي مائالً إلى التدوير‪ ،‬إذ ورد في شمائله أنه لم يكن مكلثم الوجه‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫الثابت ال ُحس ِْن كأَنه قد ُو ِس َم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫) الوسي ُم‬ ‫‪8‬‬

‫َ‬
‫وفالن قَسي ُم الوج ِه و ُمقَ َّس ُم الوجه‪ ،‬أي حسن الوجه جميل‪ ،‬ورجل ُمقَسَّم الوج ِه أي جميل‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الحسن‪.‬‬ ‫) القَسا ُم‪:‬‬ ‫‪9‬‬

‫كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْما ً من الجمال‪.‬‬


‫ضاءة ال ُحس ُْن والبَهْجةُ‪.‬‬ ‫والو َ‬ ‫الوضاءةُ‪ :‬ال ُحس ُْن والنظافةُ‪َ ،‬‬ ‫) َ‬ ‫‪10‬‬

‫‪2‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ألألُ َوجْ هُهُ (‪َ )13‬كتَأللُ ِؤ القَ َم ِر لَيلَةَ ْالبَ ْد ِر‪ ،‬ال َعابِسٌ َوال‬‫ان ‪ ‬فَ ْخ ًما (‪ُ )11‬مفَ َّخ ًما (‪ ،)12‬يَتَ ْ‬ ‫َو َك َ‬
‫ط َعةُ قَ َم ٍر‪( ،‬قال‪ ):‬أي َجابِ ُر (ال بَلْ‬ ‫ُمفَنَّ ٌد (‪ ،)14‬إِ َذا ُس َّر ا ْستَنَا َر َوجْ هُهُ‪َ ،15‬حتَّى َكأ َ َّن َوجْ هَهُ ‪ ‬قِ ْ‬
‫س َوالقَ َم ِر) أَيْ في قُ َّو ِة الضِّ يَا ِ‪D‬ء َو َك ْث َر ِة النُّ ِ‬ ‫ثل ال َّش ْم ِ‬ ‫ان) أَيْ َوجْ هُهُ ( ِم َ‬ ‫َك َ‬
‫‪16‬‬
‫ور‪،‬‬
‫َولَ ْم يَ ُك ْن بِ ْال ُمطَه َِّم (‪، )17‬‬
‫ان فِي ْال َوجْ ِه تَ ْد ِوي ٌر(‪ ،)19‬أَ ْبيَضُ ُم ْش َربٌ (‪،)20‬‬ ‫َواَل بِ ْال ُم َك ْلثَ ِم(‪َ )18‬و َك َ‬
‫ْر اللِّحْ يَ ِة َكثُّها (‪َ )21‬ح َسنُها‪ ،‬لِحْ يتُهُ َغي ُر ُم ْسبَلَ ٍة(‪،)22‬‬
‫يف َشع ِ‬ ‫َكثِ ُ‬

‫) أي عظيما ً في نفسه‬ ‫‪11‬‬

‫) روي في حديث ابن أبي هالة أن النبي ‪ ‬كان فَ ْخما ً ُمفَ َّخما ً أَي عظيما ً ُم َعظَّما ً في الصدور والعيون ولم‬ ‫‪12‬‬

‫تكن ِخ ْلقته في جسمه الضخامة‪ ،‬وقيل [معناها] الفَخامة في وجهه‪ :‬نُ ْبلُه وا ْمتِالؤه مع الجمال والمهابة وأتيْنا‬
‫فالنا ً فَفَ َّخ ْمناه‪ D‬أي عَظَّ ْمناه ورفعنا من شأْنه‪ ،‬أي كان معظما ً في صدور الصدور وعيون العيون ال يستطيع‬
‫مكابر أن ال يعظمه وإن حرص على ترك تعظيمه كان مخالفاً‪ D‬لما في باطنه‪.‬‬
‫) أي يضيء ويتوهج‬ ‫‪13‬‬

‫لكبر أَصابه‪ ،‬فأم معبد إذ تصفه‬ ‫ْ‬


‫الضعيف الرأي‪ ،‬أَي الذي ال فائدة في كالمه‬
‫ُ‬ ‫) غير عابس الوجه‪ ،‬والـ ُمفَنَّ ُد‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫‪14‬‬

‫عليه سالم هللا تقول بأنه ليس من ضعاف الرأي‪ ،‬وال من الذين يخرفون في الكالم ل ِكبَ ٍر أَصابَهُ ْم‪.‬‬
‫ِّث حينَ‬ ‫مالك يُحد ُ‬
‫ٍ‬ ‫كعب بن‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫«سمعت‬ ‫الرحمن بن عبد هللا بن كعب أنَّ عب َد هللا بن كعب قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عن ابن شهاب عن عب ِد‬ ‫الليث عن عُقيَل ِ‬ ‫ُ‬ ‫َير ح َّدثَنا‬
‫ح ّدثنا يحيى بنُ بُك ٍ‬
‫‪15‬‬

‫استنار وجهُهُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫ق َوجهُهُ من السُّرور‪ ،‬وكان رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم إذا ُس َّر‬ ‫ّ‬
‫رسول هللاِ صلى هللا عليه وسلم وهو يَب ُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫مت على‬ ‫َّ‬
‫تخلفَ عن تبوك قال‪ :‬فلما سل ُ‬ ‫َّ‬
‫حتى كأنه قطعةُ قمر‪ ،‬وكنّا نعرفُ ذلك منه»‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫اك أَنَّهُ َس ِم َع َجابِ ِر ب ِْن َس ُم َرةَ ‪ ،‬يَقُولُ‪َ :‬كانَ َرسُو ُل هّللا ِ قَ ْد َش ِمطَ ُمقَ َّد ُم‬
‫يل ع َْن ِس َم ٍ‬ ‫‪ 16‬روى مسلم في صحيحه‪ :‬وح ّدثنا أَبُو بَ ْك ِر بْنُ أَبِي َش ْيبَةَ ‪َ .‬ح َّدثَنَا ُعبَ ْي ُد هّللا ِ ع َْن إِس َْرائِ َ‬
‫َ‬ ‫لْ‬
‫ال‪ :‬ال‪ .‬بَ كانَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْف؟ ق َ‬ ‫ْ‬ ‫جْ‬
‫ال َر ُجلٌ‪َ :‬و هُهُ ِمث ُل ال َّسي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حْ‬‫ِّ‬
‫ْر الل يَ ِة‪ .‬فق َ‬ ‫َ‬
‫ير شع ِ‬ ‫ث َر ْأ ُسهُ تَبَيَّنَ ‪َ .‬وكانَ كثِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َر ْأ ِس ِه َولِحْ يَتِ ِه‪َ .‬و َكانَ إِ َذا تطيب‪ D‬بطيب فيه صفرة ففي شيبه لَ ْم يَتَبَي َّْن‪َ .‬وإِ َذا ش َِع َ‬
‫ْض ِة ْال َح َما َم ِة‪ .‬يُ ْش ِبهُ َج َس َدهُ‪.‬‬
‫ْت ْالخَ اتَ َم ِع ْن َد َك ِت ِف ِه ِم ْث َل بَي َ‬‫س َو ْالقَ َم ِر‪َ .‬و َكانَ ُم ْستَ ِديراً ‪َ .‬و َرأَي ُ‬
‫ِم ْث َل ال َّش ْم ِ‬
‫ض ُّد‪ ،‬وقيل‬ ‫ووجْ هٌ ُمطَهَّ ٌم أي ُمجْ تَ ِم ٌع ُم َد َّو ٌر والـ ُمطَهَّ ُم الـ ُم ْنتَفِ ُخ الوج ِه ِ‬
‫الوجْ ه عن كراع‪َ :‬‬ ‫) الـ ُمطَهَّ ُم‪ :‬القلي ُل لَحْ م َ‬ ‫‪17‬‬

‫علي عليه السالم َسيِّدَنا رسول هللا ‪ ‬فقال لم يكن بالـ ُمطَه َِّم وال بالـ ُم َك ْلثَ ِم‬ ‫ووصف ٌّ‬ ‫َ‬ ‫السمين الفاحشُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الـ ُمطَهَّ ُم‬
‫قال ابن سيده هو يحتمل أن يُفس ََّر بالوجوه الثالثة وفي الصحاح أي لم يكن بالـ ُم َد َّو ِر الوجْ ه وال بالـ ُم َوج ِ‬
‫َّن‬
‫ون الوجْ ِه [والمسنون اللطيف الدقيق األَنف] [أقول‪ :‬في نفس الخبر عن علي رضي هللا عنه بعد‬ ‫ولكنه َم ْسنُ ُ‬
‫قوله‪ :‬وال بالمكلثم‪ :‬قال‪ :‬وكان في الوجه تدوير‪ ،‬فهذا يعني عدم دقة ما ذهب إليه الجوهري في الصحاح‪ D‬من‬
‫أنه لم يكن مدور الوجه] األزهري‪ :‬سئل أَبو العباس عن تفسير الـ ُمطَهَّم في هذا الحديث فقال الـ ُمطَهَّم‬
‫الفاحشُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫السمين‬ ‫ف فيه فقالت طائفة هو الذي كلُّ عُضْ ٍو منه ح َس ٌن على ِحدته وقالت طائفة الـمـُطَهَّ ُم‬ ‫ُم ْختَلَ ٌ‬
‫ي في قوله لم يكن بالـ ُمطَهَّم وهذا َم ْد ٌح ومن قال إنه النَّحافةُ‪ D‬فقد تَ َّم النفي في هذا ألَن أُ َّم َم ْعبَ ٍد‬ ‫ال ِّس َم ِن فقد تَ َّم الن ْف ُ‬
‫ط ِهي ُم الضِّ خَ ُم فقد صح النَّ ْفي‬ ‫طن قال وأما من قال التَّ ْ‬ ‫وصفَ ْته بأَنه لم ت َِعبْه نُحْ لةٌ ولم ت َِش ْنه ثُجْ لة أي انتفا ُ‪D‬خ بَ ٍ‬ ‫َ‬
‫تماسكا ً قال ابن األثير لم‬ ‫وان هللا عليه فقال كان بادنا ً ُم ِ‬ ‫علي ِرضْ ُ‬ ‫فكأَنه قال لم يكن بالض َّْخم قال وهكذا وصفه ٌّ‬
‫الجس ِْم وهو من األضداد انتهى من‬ ‫ُ‬
‫النحيف ِ‬ ‫الوج ِه وقيل الفاحشُ ال ِّس َم ِن وقيل‬ ‫يكن بالـ ُمطَه َِّم وهو الـ ُم ْنتَفِ ُخ َ‬
‫لسان العرب‪ ،‬والذي أراه‪ ،‬والعلم عند هللا‪ ،‬أن أدق المعاني هو نفي أن يكون منتفخ الوجه‪ ،‬أو نفي أن يكون‬
‫قليل لحم الوجه إذ أن الكلمة من األضداد‪ ،‬فهذا معنى‪ :‬ليس بالمطهم‪ ،‬أما نفي أن يكون مكلثما‪ ،‬فمعناه أن‬
‫وجهه لم يكن قصير الحنك‪ ،‬داني الجبهة‪ ،‬بل كان عليه السالم ممتلئ الوجه‪ ،‬كما نفهم من الروايات‬
‫األخرى‪ ،‬ولكنه ليس منتفخا‪ ،‬وكان عليه السالم مستدير الوجه‪ ،‬ومن وصف‪ :‬أسيل الوجه نفهم أن في الوجه‬
‫اقتراب من االستطالة‪ ،‬فهو ما بين المستدير والمائل لالستطالة قليال‪ ،‬فخب ٌر قال‪ :‬كان مدور الوجه‪ ،‬وآخر‬
‫قال‪ :‬وفي الوجه تدوير‪ ،‬ولعل الثاني أقرب للدقة‪ ،‬إذ أنه قال‪ :‬فيه تدوير‪ ،‬وأوصافه األخرى أثبتت أنه كان‬
‫أسيل الوجه‪ ،‬فلهذا جمعنا بينها بهذا الجمع‪ ،‬والعلم عند هللا تعالى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ضلِي ُع الفَ ِم(‪َ )24‬ح َسنُهُ) (‪،)25‬‬‫َح َس ُن الثَّ ْغ ِر‪َ ( ،23‬‬


‫ين‪ ،‬أَ ِسي ُل‬ ‫ْال َجبِ ِ‬
‫ْ ُ (‪)29‬‬
‫صلت‬ ‫أَ ْشنَبُ (‪ُ ،)26‬مفَلَّ ُج األَ ْسنَا ِن‪ )27(،‬تَا ُّم األُ ُذنَي ِْن‪ ،‬أَ ِسي ُل ْال َجبِي ِن‪َ 28‬‬
‫ضهُ َما(‪ ،)32‬يُ ْقبِ ُل َج ِمي َعاً‪َ ،‬ويُ ْدبِ ُر َج ِمي َعاً‪،‬‬‫ْال َخ َّدي ِْن(‪َ ،)30‬س ْهلُهُ َما (‪ُ ،)31‬مفَا ُ‬
‫ْر األَجْ فَا ِن‪،36‬‬
‫أَ ْك َحلُ‪ ،‬عظي ُم ْال َع ْينَي ِْن ‪ ،‬في عينيه ُدع ٌج ‪ ،‬أَ ْش َك ُل ْال َع ْينَي ِْن طوي ُل َشع ِ‬
‫(‪)35‬‬ ‫(‪)34‬‬ ‫‪33‬‬

‫ب‪َ ،39‬س َوابِغ(‪ ،)40‬في َغي ِْر قَرْ ٍن‪ ،‬بينَهُ َما ِعرْ ٌ‬
‫ق يُ ِدرُّ هُ‬ ‫واج ِ‪D‬‬
‫الح ِ‬ ‫أَ َزجُّ (‪ )37‬أ ْق َر ُن(‪ ،)38‬أَ َزجُّ َ‬
‫(‪)41‬‬
‫ضبُ‬ ‫ال َغ َ‬

‫) قال شمر قال أَبو عبيد في صفة النبي ‪ ‬إنه لم يكن بالـ ُم َك ْلثَم قال معناه أَنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه‬ ‫‪18‬‬

‫الجبهة المستدير الوجه وفي النهاية البن‬ ‫الحنك ال ّداني َ‬ ‫ِ‬ ‫صي ُر‬ ‫كان أَ ِسيالً ‪ ‬وقال شمر الـ ُم َك ْلثَ ُم من الوجوه القَ ِ‬
‫األَثير مستدير الوج ِه مع خفة اللحم قال وال تكون ال َك ْلثَمة إالَّ مع كثرة اللحم انتهى‪ ،‬فهو عليه سالم هللا لم‬
‫يكن مكلثما‪ ،‬وال مطهما‪ ،‬بل كان أسيل الوجه أي في وجهه استطالة ونعومة‪.‬‬
‫) َو ْال َم ْعنَى أَنَّهُ َكانَ بَ ْينَ اإْل ِ َسالَ ِة َوااِل ْستِد َ‬
‫َار ِة‬ ‫‪19‬‬

‫ب‪:‬‬ ‫ْر أَبِي طَالِ ٍ‬ ‫) روى البخاري أن ا ْبنَ ُع َم َر كان يَتَ َمثَّ ُل بِ ِشع ِ‬ ‫‪20‬‬

‫ثِ َما ُل ْاليَتَا َمى ِعصْ َمةٌ لِأْل َ َرا ِم ِل‬ ‫ض يُ ْستَ ْسقَى ْال َغ َما ُم ِب َوجْ ِه ِه‬ ‫َوأَ ْبيَ َ‬
‫ط ِعم َو ْال ُم ِغيث َو ْال ُم ِعين َو ْال َكافِي‪.‬‬ ‫ْر ْال ُمثَلَّثَة َوت َْخفِيف ْال ِميم هُ َو ْال ِع َماد َو ْال َم ْل َجأ َو ْال ُم ْ‬ ‫قَوْ له‪ ( :‬ثِ َمال )بِ َكس ِ‬
‫) كث اللحية‪ :‬الكثوثة‪ :‬أن تكون اللحية غير دقيقة وال طويلة‪ ،‬ولكن فيها كثافة من غير عظم وال طول‪ ،‬وفي‬ ‫‪21‬‬

‫القاموس كثت كثرت أصولها وكثفت وقصرت وجعدت ولذا روي كانت ملتفة وفي شرح المقامات‬
‫للشريشي كثة كثيرة األصول بغير طول ويقال للحية إذا قُصَّ شعرها وكثر إنها لكثة‪ .‬قال المناوي في فيض‬
‫القدير‪( :‬كث اللحية) وفي رواية للحارث‪ D‬عن أم معبد كثيف اللحية بفتح الكاف غير دقيقها وال طويلها وفيها‬
‫كثافة كذا في النهاية وفي التنقيح كث اللحية كثير شعرها غير مسبلة وفي القاموس كثت كثرت أصولها‬
‫وكثفت وقصرت وجعدت ولذا روى كانت ملتفة‪ .‬انتهى‬
‫) في لسان العرب‪ :‬وال َّسبَلة عند العرب ُمقَ َّدم اللحية وما أَ ْسبَل منها على الصدر يقال للرجل إِذا كان كذلك‬ ‫‪22‬‬

‫رجل أَ ْسبَ ُل و ُم َسبَّل إِذا كان طويل اللحية‪ ،‬انتهى‪ ،‬فالمعنى إذن أن لحيته ‪ ‬لم تكن طويلة‪ ،‬لذا قال في‬
‫الروايات األخرى‪َ :‬غ ْي ُر َدقِيقِها وال طَويلِها‪ ،‬فطول شعر لحيته إذن متوسط‪.‬‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ ‬إِاَّل تَبَ ُّس ًما" روى في المسند الجامع‪:‬‬ ‫ك َرس ِ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫) ح ُْل ُو الـ َم ْب َس ِم‪ ،‬وروى الترمذي حديثا‪َ :‬ما َكانَ َ‬ ‫‪23‬‬

‫عن َس ِعيد بن ال ُم َسيَّب أنه َس ِم َع أبا هُ َري َْرةَ يصف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "كان ربعة وهو إلى الى‬
‫طول أقرب شديد البياض أسود شعر اللحية حسن الثغر أهدب أشفار‪ D‬العينين بعيد ما بين المنكبين مفاض‬
‫الخدين يطأ بقدمه جميعًا ليس لها أخمص يقبل جميعًا ويدبر جميعًا لم أر مثله قبل وال بعد"‪ .‬أخرجه‪D‬‬
‫البخاري في األدب المفرد‬
‫ْ‬
‫ضلِي َع الفَ ِم‬ ‫ال‪َ :‬كانَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ ‬‬ ‫ْت َجابِ َر ْبنَ َس ُم َرةَ قَ َ‬ ‫ال َس ِمع ُ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫اك ب ِْن َحرْ ٍ‬ ‫) وروى مسلم عن ُش ْعبَة ع َْن ِس َم ِ‬ ‫‪24‬‬

‫ت‪َ :‬ما أَ ْش َك ُل ْال َعي ِْن؟‬ ‫ال قُ ْل ُ‬


‫َظي ُم ْالفَ ِم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪ :‬ع ِ‬ ‫ضلِي ُع ْالفَ ِم؟ قَ َ‬ ‫اك َما َ‬ ‫ت لِ ِس َم ٍ‬ ‫ال‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ُوس ْال َعقِبَي ِْن‪ ،‬قَ َ‬
‫أَ ْش َك َل ْال َعي ِْن َم ْنه َ‬
‫ب‪[ ،‬وال َعقِب‪ ،‬بكسر القاف‪ :‬مؤ َّخر‬ ‫ال‪ :‬قَلِي ُل لَحْ ِم ْال َعقِ ِ‬ ‫ب؟ قَ َ‬ ‫ت َما َم ْنهُوسُ ْال َعقِ ِ‬ ‫ال‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ق ْال َعي ِْن‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬طَ ِوي ُل َش ِّ‬ ‫قَ َ‬
‫القدم]‪.‬‬
‫صغَر ْالفَم‪،‬‬ ‫ظهَر‪ .‬قَالُوا‪َ :‬و ْال َع َرب تَ ْم َد ُح بِ َذلِكَ ‪َ ،‬وتَ ُذ ُّم ِ‬ ‫ضلِيع ْالفَم فَ َك َذا قَالَهُ اأْل َ ْكثَرُونَ ‪َ ،‬وهُ َو اأْل َ ْ‬ ‫َوأَ َّما قَوْ له فِي َ‬
‫اسع ْالفَم‪.‬‬ ‫ضلِيع ْالفَم َو ِ‬ ‫َوهُ َو َم ْعنَى قَوْ ل ثَ ْعلَب فِي َ‬
‫ق‬‫ص َوابه َما اِتَّفَ َ‬ ‫اق ْال ُعلَ َماء‪َ ،‬و َغلَطٌ ظَا ِهرٌ‪َ ،‬و َ‬ ‫اضي هَ َذا َو ْهم ِم ْن ِس َماك ِباتِّفَ ِ‪D‬‬ ‫ال ْالقَ ِ‬ ‫َوأَ َّما قَوْ له فِي أَ ْش َكل ْال َعيْن فَقَ َ‬
‫َريب أَ َّن ال ُّش ْكلَة ُح ْم َرة فِي بَيَاض ْال َع ْينَي ِْن‪َ ،‬وهُ َو َمحْ ُمود‪،‬‬ ‫َعلَ ْي ِه ْال ُعلَ َماء‪َ ،‬ونَقَلَهُ أَبُو ُعبَيْد َو َج ِميع أَصْ َحاب ْالغ ِ‬
‫ضبَطَهُ ْال ُج ْمهُور‪َ .‬وقَ َ‬
‫ال‬ ‫ِّين ْال ُم ْه َملَة‪ .‬هَ َك َذا َ‬‫َوال ُّش ْهلَة بِ ْالهَا ِء ُح ْم َرة فِي َس َواد ْال َعيْن‪َ .‬وأَ َّما ( ْال َم ْنهُوس ) فَبِالس ِ‬
‫‪4‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ص َح ٌل(‪ )45‬و ُحس ٌْن‪ ،‬وفي‬ ‫ف (‪ ،)44‬وفي َ‬ ‫ار ال َع ْينَي ِْن ‪ ،‬في أَ ْشفَ ِ‬
‫ار ِه (‪َ )43‬وطَ ٌ‬ ‫أ ْهدَبُ أَ ْشفَ ِ‬
‫‪42‬‬
‫ص ْوتِ ِه َ‬
‫صفَا ِء الفِ َّ‬
‫ض ِة‪.‬‬ ‫ُعنُقِ ِه َسطَ ٌع(‪َ ،)46‬كأ َ َّن ُعنُقَهُ ِج ْي ُد ُد ْميَ ٍة (‪ ، )47‬في َ‬
‫العرْ نَي ِْن(‪ )49‬له نُو ٌر يعلوه‪ ،‬يحسبه من لم يتأمله أشم‪.‬‬ ‫أَ ْقنَى(‪ِ )48‬‬
‫أنصاف أُذني ِه (‪.)51‬‬ ‫ْ‬
‫َش ِدي ُد َس َوا ِد ال َّشع ِ‬ ‫ض ْخ ُم الرَّأ ِ‬
‫(‪)50‬‬
‫ِ‬ ‫وكان شع ُر رسو ِل هللا ‪ ‬إلى‬ ‫َ‬ ‫ْر‪،‬‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫بين أُذني ِه وعاتقِه‪« .‬وعن أنس‪ :‬كان يَضْ ِربُ (‪َ )52‬شع ُر رأس النبي(‪َ )53‬من ِكبَيه‬ ‫وفي رواية‪َ :‬‬

‫ان‪َ ،‬و َم ْعنَاهُ قَلِيل لَحْ م ْال َعقِب َك َما قَ َ‬


‫ال‪.‬‬ ‫اربَ ِ‬ ‫ي بِ ْال ُم ْه َملَ ِة َو ْال ُمع َ‬
‫ْج َمة‪َ ،‬وهُ َما ُمتَقَ ِ‬ ‫احب التَّحْ ِرير َوابْن اأْل َثِير‪ :‬ر ُِو َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫َو ُ أ ْعل ُم‪.‬‬
‫) أي وسيعه‪ ،‬وهو كناية عن غاية الفصاحة ونهاية البالغة‪ .‬وقال النووي‪ :‬أي عظيمه‪ .‬هكذا قاله األكثرون‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫وهو األظهر‪ .‬قالوا‪ :‬والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم‪ ،‬في القاموس‪ :‬رجل ضليع الفم أي عظيمه أو‬
‫واسعه‪ ،‬أو عظيم األسنان متراصفها‪.‬‬
‫) أشنب‪ :‬أي أبيض األسنان مع بريق وتحديد فيها أو هو رونقها وماؤها أو بردها وعذوبتها‪ ،‬انظر حديث‬ ‫‪26‬‬

‫األسنان‪ ،‬انتهى‬‫ِ‬ ‫أشنب ‪ُ ،‬مفَلَّ َج‬


‫َ‬ ‫سهل الخَ َّدي ِْن‪ ،‬ضلي َع الفم‪،‬‬
‫َ‬ ‫كث اللحية‪،‬‬ ‫ابن أبي هالة في نهاية الكتاب‪ .‬وفيه‪َّ :‬‬
‫ق‪،‬‬‫) مفلج األسنان‪ :‬أي مفرج‪ D‬ما بين الثنايا‪ ،‬وفَلَ ُج األَسنان تبا ُع ٌد بينها‪ ،‬ورجل أَ ْفلَ ُج إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّ ٌ‬ ‫‪27‬‬

‫َّباعيات ِخ ْلقةً فإِن تُ ُكلِّفَ فهو التفليجُ‪ ،‬ورجل ُمفَلَّ ُج الثنايا أَي‬ ‫والفَلَ ُج في األَسنان تباعد ما بين الثّنايا والر ِ‬
‫سنان وفي رواية أَ ْفلَ َج األَ ِ‬
‫سنان‬ ‫ُم ْنفَ ِرجُها‪ D‬وهو خالف الـ ُمتراصِّ األَسنان وفي صفته ‪ ‬أَنه كان ُمفَلَّ َج األَ ِ‬
‫ت لل ُحس ِْن أَي النسا َء الالتي يَ ْف َع ْلنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين‪ ،‬وأما‬ ‫وفي الحديث أَنه لَ َعنَ الـ ُمتَفَلِّجا ِ‪D‬‬
‫َّباعيةُ مثل الثمانية إِحدى األَسنان األَربع التي تلي الثَّنايا بين الثَّنِيّة والنّاب تكون‬ ‫الثنايا والرباعيات‪ :‬والر ِ‬
‫ونابان‬
‫ِ‬ ‫باعيتان بعدهما‬ ‫ور ِ‬ ‫إلنسان من فوق ثَنِيّتان َ‬ ‫يات قال األصمعي ل ِ‬ ‫َ‬ ‫باع ٌ‬ ‫إلنسان وغيره والجمع َر ِ‬ ‫ل ِ‬
‫وناجذان وكذلك من أَسفل انتهى‪ ،‬فالمعنى إذن‪ :‬أن مقدم أسنانه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وضاحكان وستةُ أَرْ حاء من كل جانب‬ ‫ِ‬
‫التي بين النابين‪ ،‬كانت مفلجة‪ ،‬أي مفروقة فرقا جميال‪ ،‬وفي الخبر اآلخر‪ :‬كان ضليع الفم‪ ،‬ومعناه كما مر‬
‫يومي بتراصف أسنان الفم‪ ،‬وفي الخبر أيضا أنه كان أشنب‪ ،‬أي ألسنانه بريق وتحديد‪ ،‬فهذه صفة أسنانه‬
‫عليه سالم هللا‪.‬‬
‫‪ 28‬في عمدة القاري للعيني‪ :‬وقال النووي‪ :‬الجبين جانب الجبهة ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة‪ .‬وقد روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه‪ :‬أخبرنا عبد‬
‫الرزاق عن معمر عن الزهري قال‪ :‬سُئل أبو هريرة عن صفة النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬أحسن الصفة وأجملها‪ ،‬كان ربعة إلى الطول ما هو‪ ،‬بعيد ما بين‬
‫المنكبين‪ ،‬أسيل الجبين شديد سواد الشعر ‪ ،‬أكحل العين‪ ،‬أهدب‪ ،‬إذا وطئ بقدمه وطئ بكلّها‪ ،‬ليس لها أخمص‪ ،‬إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة‪ ،‬وإذا‬
‫ضحك كاد يتالال في الجدر‪ ،‬لم أر قبله وال بعده مثله صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وانظر دالئل النبوة للبيهقي‪D.‬‬
‫ص ْلتَ الجبين قال‬ ‫الجبين واضحُه وفي صفة النبي ‪ ‬أَنه كان َ‬ ‫ت َ‬ ‫ص ْل ُ‬‫البار ُز الـ ُم ْستَوي‪ ،‬ورجل َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪:‬‬‫) الص َّْل ُ‬ ‫‪29‬‬

‫ت األَ ْملَس وقيل البار ُز يقال‬


‫بين الواض ُح وقيل الص َّْل ُ‬ ‫بين األَبيضُ َ‬
‫الج ِ‬ ‫الج ِ‬ ‫الجبين الواس ُع َ‬
‫ِ‬ ‫خال ُد بن َج ْنبَةَ الص َّْل ُ‬
‫ت‬
‫الجبين الـ ُم ْستَوي وقال ابن شميل الص َّْل ُ‬
‫ت الواس ُع‬ ‫ِ‬ ‫الص ْل ُ‬
‫ت‬ ‫ق‪ ،‬وقال أَبو عبيد َ‬ ‫الجبين يَ ْب ُر ُ‬ ‫ص ْلتَ َ‬ ‫أَصْ بَ َح َ‬
‫ص ْلتَهما‪.‬‬ ‫الـ ُم ْستَوي الجميل وفي حديث آخر كان َسه َْل الخَ َّدي ِْن َ‬
‫مسترسل أَ ِسيلٌ‪ ،‬كذا في الصحاح‪ ،‬وفي لسان العرب‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫) ورج ٌل أَسي ُل الخدِّ‪ ،‬إذا كان ليِّن الخ ّد طويلَه‪ ،‬وكلُّ‬ ‫‪30‬‬

‫س وطال‪ ،‬وخ ٌّد أَ ِسيل وهو السهل الليِّن وقد‬ ‫واألَ ِسي ُل األَ ْملس المستوي وقد أَسُل أَسالة وأَسُل خَ ُّده أَسالة ا َّملَ َ‬
‫أَسُل أَسالة أَبو زيد من الخدود األَ ِسي ُل وهو السهل اللين الدقيق المستوي‪ .‬جاء في فتح الباري‪ :‬وروى‬
‫الذهلي في «الزهريات» من حديث أبي هريرة في صفته صلى اللـه عليه وسلّم «كان أسيل الخدين‪ ،‬شديد‬
‫سواد الشعر ‪ ،‬أكحل العينين‪ ،‬أهدب األشفار» الحديث‬
‫) ليس فيهما نتوء وال ارتفاع وهو بمعنى خبر البيهقي وغيره كان أسيل الخدين وذلك أعذب عند العرب‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫(أنظر فيض القدير للمناوي)‬


‫) مستويهما‪ ،‬مع شيء من االمتالء‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪5‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ق‪ ،‬وإال فال‪،‬‬ ‫الو ْف َر ِة» (‪ .)55‬إن ا ْنفَ َرقَ ْ‬


‫ت َعقِ ْيقَتُهُ(‪ )56‬فَ َر َ‬ ‫ق َ‬ ‫ون ال ُج َّم ِة وفَ ْو َ‬
‫(‪ »)54‬وكان شعره « ُد َ‬
‫ان َج ْعدًا‬ ‫ان َح َس َن ال َّش َع ِر َر ِجلَهُ (‪َ ،)57‬ولَ ْم يَ ُك ْن ِب ْال َج ْع ِد(‪ْ )58‬القَ ِط ِط‪َ 59‬واَل بِال َّسبِ ِط(‪ )60‬بل َك َ‬
‫َو َك َ‬
‫َر ِجاًل ‪،61‬‬
‫أَجْ َر ُد (‪ )62‬طَ ِوي ُل ْال َم ْس ُربَ ِة(‪ ،)63‬موصو ُل ما بين اللُّبَّ ِة وال ُّس َّر ِة‪ 64‬بشعر يجري كالخطِّ‪،‬‬
‫عاري اليدين والبطن مما سوى ذلك‪ ،‬أَ ْش َع ُر ال ِّذ َرا َعي ِن والم ْن ِكبَي ِْن وأَ َعالي ال َّ‬
‫ص ْد ِر‪ ،‬أ ْن َو ُر‬
‫ت فَ َعلَ ْي ِه‬ ‫ص َم َ‬ ‫اس وأبهاهُ ْم من بَعي ٍد‪ ،‬وأجْ الهُ ْم وأحْ َسنُهُ ْم من قَري ٍ‬ ‫الـ ُمتَ َج َّر ِد ‪ ،‬أجْ َم ُل النَّ ِ‬
‫(‪)65‬‬
‫ب‪ ،‬إن َ‬

‫‪ 33‬من وصف علي رضي هللا عنه لرسول هللا عليه سالم هللا‪ ،‬انظر مسند اإلمام أحمد‪ ،‬واألدب المفرد للبخاري‪.‬‬

‫) من خبر أم معبد‪ ،‬وفي الخبر اآلخر من وصف علي رضي هللا عنه‪ :‬أَ ْد َع ُج ْال َع ْينَي ِْن أَ ْهدَبُ اأْل َ ْشفَ ِ‬
‫‪34‬‬
‫ار‪،‬‬
‫وال َّد َع ُج ش َّد ة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها‪ ،‬وقيل شدة سوادها مع سعتها‪ ،‬وهو األصح هنا‪ ،‬إذ أن‬
‫بياض عينيه شابتهما حمرة‪ ،‬وعن محمد بن علي رضي هللا عنه عن أبيه قال‪« :‬كان رسول هللا ‪ ‬ضخم‬
‫كث اللحية‪ ،‬أزهر اللون‪ ،‬إذا مشى تكفأ كأنما‬ ‫الرأس‪ ،‬عظيم العينين‪ ،‬هدب األشفار‪ ،‬مشرب العين بحمرة‪ّ ،‬‬
‫صعُد‪ ،‬وإذا التفت التفت جميعاً‪ ،‬شثن الكفين والقدمين»‪ .‬وفي رواية أخرى‪ :‬فِي َع ْينَ ْي ِه ُح ْم َرةٌ‪.‬‬ ‫يمشي في ُ‬
‫) األشكل على ما في القاموس ما فيه حمرة وبياض مختلطة‪ ،‬أو ما فيه بياض [ يضرب ] إلى حمرة‪( ،‬قيل‪:‬‬ ‫‪35‬‬

‫ما أشكل العينين‪ .‬قال‪ :‬طويل شق العين) بفتح الشين‪ .‬قال القاضي عياض‪ :‬تفسير سماك اشكال العينين وهم‬
‫منه وغلط ظاهر‪ .‬وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيدة وجميع أصحاب الغريب‪ ،‬وهو أن الشكلة‬
‫ال‪« :‬كانَ َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬
‫ضلِي َع‬ ‫بن َس ُم َرةَ قَ َ‬ ‫بن َحرْ ٍ‬
‫ب عَن َجابِ ِر ِ‬ ‫اك ِ‬
‫حمرة‪ D‬في بياض العين‪ ،‬وهو محمود‪ .‬عَن ِس َم ِ‬
‫يث َح َس ٌن صحيحٌ‪.‬‬ ‫ب» ‪ .‬رواه الترمذي قال أبو عيسى‪ :‬هَ َذا َح ِد ٌ‬ ‫الفَ ِم أَ ْش َك َل ال َع ْينَي ِْن َم ْنه َ‬
‫ُوس ال َعقِ ِ‬
‫‪ 36‬النهاية في غريب الحديث واألثر البن األثير الجزري المحدث‪.‬‬
‫) وال َّز َج ُج ِرقَّة َم َحطِّ الحاجبين و ِدقَّتُهُما وطولهما و ُسبُو ُغهما وا ْستِ ْقوا ُسهُما وقيل ال َّز َج ُج ِدقَّة في الحاجبين‬ ‫‪37‬‬

‫ت المرأَةُ حاجبها بال ِمزَ جِّ دققته وط ّولته وقيل أَطالته‬ ‫وطُو ٌل والرجل أَزَجُّ وحاجب أَزَجُّ و ُمزَ َّج ٌج وزَ ج َ‬
‫َّج ِ‪D‬‬
‫باإلثمد‪.‬‬
‫ِ‬
‫طال‪ ،‬والق َرن التقاء طرفي الحاجبين‪ .‬فالمعنى أن حاجبيه طويالن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫زَج ال ُعشبُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫) مرققهما مع تقوس‪ ،‬أ ِز َج وأ َ‬ ‫‪38‬‬

‫ورقيقان ومقوسان ومتصالن‪ ،‬وفي الخبر اآلخر في غير قرن‪ ،‬فيجمع بينهما أنهما كادا يلتقيان‪ ،‬ولم يلتقيا‪،‬‬
‫ق‪ ،‬جاء في لسان العرب‪ :‬والقَ َر ُن التقاء طرفي الحاجبين وقد قَ ِرنَ وهو أَ ْق َر ُن و َم ْقرُون‬ ‫وإنما فرق بينهما ِعرْ ٌ‬
‫الحاجبين وحاجب‪َ D‬م ْقرُون كأَنه قُ ِرن بصاحبه وقيل ال يقال أَ ْق َر ُن وال قَرْ ناء حتى يضاف إِلى الحاجبين وفي‬
‫صفة سيدنا رسول هللا ‪َ ‬سوابِ َغ في غير قَ َر ٍن‪ :‬القَ َرن بالتحريك التقاء الحاجبين قال ابن األَثير وهذا خالف‬
‫ما روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته ‪ ‬أَزَجُّ أَ ْق َر ُن أَي َم ْقرُون الحاجبين قال واألَول الصحيح في صفته‬
‫‪ ‬وسوابغ حال من المجرور وهو الحواجب‪ D‬أَي أَنها دقت في حال سبوغها‪ .‬انتهى‬
‫‪ 39‬من وصف ابن أبي هالة‬
‫ت النِّعْمةُ تَ ْسبُ ُغ ُسبُوغا ً اتسعت وإِسْبا ُ‬
‫غ ال ُوضو ِء الـ ُمبالَغة فيه وإ ْتما ُمه‬ ‫واف‪ ،‬و َسبَ َغ ِ‬
‫ٍ‬ ‫) شيء ساب ٌغ أَي كا ِم ٌل‬ ‫‪40‬‬

‫وأَ ْسبَ َغ هللا عليه النِّعْمةَ أَ ْك َملَها وأَتَ َّمها وو َّس َعها‪.‬‬
‫) (سوابغ) بالسين أفصح من الصاد جمع سابغة أي كامالت‪ .‬قال الزمخشري‪ :‬حال من المجرور وهو‬ ‫‪41‬‬

‫الحواجب وهي فاعلة في المعنى إذ تقديره أزج حواجبه أي زجت حواجبه (في غير قرن) بالتحريك أي‬
‫اجتماع يعني أن طرفي حاجبيه قد سبقا أي طاال حتى كادا يلتقيان ولم يلتقيا (بينهما) أي الحاجبين (عرق)‬
‫بكسر فسكون (يدره) أي يحركه نافراً (الغضب) كان إذا غضب امتأل ذلك العرق دما ً كما يمتلئ الضرع‬
‫لبنا ً إذا در فيظهر ويرتفع‪ .‬فالحاصل‪ D‬إذن‪ :‬أن حواجبه كادت تلتقي وتجتمع فيما بين العينين‪ ،‬إال أنها لم‬
‫تلتق‪ ،‬وبينها شريان دم ظاهر عند الغضب‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫وإن تَ َكلَّ َم َس َماهُ َو َعاَل هُ البَهَا ُء‪َ ،‬وفِي ِه َحيَا ٌء(‪ ، )66‬ح ُْل ُو الم ْن ِطقِ‪ ،‬فَصْ ٌل(‪ )67‬ال نَ ْز ٌر وال‬ ‫الوقَارُ‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫اس لِ َسانَاً‪،‬‬ ‫ظ ٍم يَتَ َح َّدرْ َن‪ ،‬أُوت َي َج َوا ِم َع ْال َكلِ ِم‪ ،‬أَ ْف َ‬
‫ص ُح النَّ ِ‬ ‫ت نُ ْ‬
‫هَ َذ ٌر ‪َ ،‬كأ َ َّن َم ْن ِطقَهُ َخ َر َزا ٍ‬
‫)‬ ‫‪68‬‬‫(‬

‫ص ْد ِر‪ 70‬لم تعبه ثجلة ولم تُ ْز ِر به‬ ‫وأ ْق َواهُ ْم ُح َّجةً َوبُرْ هَانَاً‪ ،‬بَ ِعي ُد َما بَي َْن ْال َم ْن ِكبَي ِْن‪َ ،69‬ع ِريضُ ال َّ‬
‫ض ْخ َم‬
‫ص ْد ِر(‪َ ،)74‬‬ ‫ط ِن(‪َ )73‬وال َّ‬ ‫اسكاً‪َ ،‬سوا َء ْالبَ ْ‬ ‫ص ْعلَةٌ(‪ ،)72‬كان بَا ِدنا ً ُمتَ َم ِ‬ ‫ص ْقلةٌ(‪( )71‬وفي رواية) َ‬ ‫ُ‬
‫ْال َك َرا ِد ِ‬
‫(‪)75‬‬
‫يس‬

‫‪ 42‬في مسند أحمد‪ :‬عن أبي هريرة أنه كان ينعت النبي صلى هللا عليه وسلّم قال‪ :‬كان شبح الذراعين أهدب أشفار العينين‪ ،‬بعيد ما بين المنكبين‪ ،‬يقبل جميعاً‪ D‬ويدبر‬
‫جميعاً‪ .‬بأبي هو وأمي لم يكن فاحشا ً وال متفحشا ً وال صخابا ً في األسواق‪.‬‬
‫) من حديث أم معبد‪ُ ،‬ش ْف ُر العين منابت األَهداب من الجفون الجوهري‪ :‬األَ ْشفا ُر حروف األَجفان التي ينبت‬ ‫‪43‬‬

‫عليها الشعر وهو الهدب‪.‬‬


‫َ‬
‫ف كثرة شعر الحاجبين والعينين واألشفار مع اسْترخاء وطول‪.‬‬ ‫) الوطَ ُ‬ ‫‪44‬‬

‫ص َح ٌل هو‬ ‫ُ‬ ‫ص َح ٌل أَي بُحُوحة‪ D‬وفي صفة رسول هللا ‪ ‬حين َ‬


‫وصفَ ْته أ ّم َم ْعبَد وفي صوته َ‬ ‫) في صوته َ‬ ‫‪45‬‬

‫بالتحريك كالبُحَّة وأَن ال يكون حا ًّدا‪.‬‬


‫رأسه‬‫طعا ُء‪ :‬التي طالت‪ ،‬ويقال في رفعه عنقه َسطَ َع يَ ْسطَعُ‪ ،‬وقد َس ِط َع َسطَعا ً و َسطَ َع يَ ْسطَ ُع رفع ْ‬ ‫) و ُعنُق َس ْ‬ ‫‪46‬‬

‫وم َّد ُعنقه‪.‬‬


‫) كأن عنقه بضم المهملة وبضم النون وتسكن (جيد) بكسر فسكون وهما بمعنى وإنما عبر به تفننا ً وكراهة‬ ‫‪47‬‬

‫للتكرار اللفظي‪( D‬دمية) كعجمة بمهملة ومثناة تحتية الصورة المنقوشة من نحو رخام أو عاج شبه عنقه‬
‫بعنقها ألنه يتأنق في صنعتها مبالغة في حسنها وخصها لكونها كانت مألوفة عندهم دون غيرها (في صفاء‬
‫الفضة) حال مقيدة لتشبيهه به أي كأنه هو حال صفائه قال الزمخشري‪ :‬وصف عنقه بالدمية في االستواء‬
‫واالعتدال وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال وبالفضة في اللون واإلشراق والجمال‪.‬‬
‫‪ ) 48‬من وصف ابن أبي هالة‪ ،‬أقنى العرنين‪ ،‬يعني‪ :‬األنف‪ ،‬والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته‪،‬‬
‫يقول منه‪ :‬رجل أقنى‪ ،‬وامرأة قنواء‪ ،‬واألشم‪ :‬أن يكون األنف دقيقا ال قنا فيه‪ .‬والقَنا مصدر األَ ْقنَى من‬
‫والمارن من غير قبح‪ ،‬ابن سيده والقَنا ارتفاع في‬ ‫ِ‬ ‫األُنوف والجمع قُ ْن ٌو وهو ارتفاع في أَعاله بين القصبة‬
‫طرفه وقيل هو نُتوء و َس ِط القصبة وإ ْشرافُه ِ‬
‫وضي ُ‬
‫ق‬ ‫أَعلى األَنف واحْ ديدابٌ في وسطه و ُسبُو ٌ‬
‫غ في َ‬
‫خَريْن رجل أَ ْقنَى وامرأَة قَ ْنواء بَيِّنة القَنا وفي صفة سيدنا رسول هللا ‪ ‬كان أَ ْقنَى ِ‬
‫العرْ نين القَنا في‬ ‫الـ َم ْن َ‬
‫نين األَنف ‪ ،‬أقنى بقاف فنون مخففة من القنا وهو‬ ‫األنف طوله و ِدقَّة أَرْ نبته مع حدَب في وسطه ِ‬
‫والعرْ ُ‬
‫ارتفاع أعلى األنف واحد يدأب وسطه (العرنين) أي طويل األنف مع دقة أرنبته وهو بكسر فسكون األنف‬
‫أو ما صلب منه أو أوله حيث يكون الشم والقنا فيه طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه (له) أي للعرنين‬
‫أو للنبي ‪ ‬وهو أقرب (نور) بنون مضمومة (يعلوه) يغلبه من حسنه وبهاء رونقه (يحسبه) بضم السين‬
‫وكسرها أي النبي أو عرنينه (من لم يتأمله) أي يمعن النظر فيه (أشم) مرتفعا ً قصبة األنف قال محقق‪ :‬وذا‬
‫يفيد أن قناه كان قليالً فمن عكس انعكس عليه ومن قال المشهور كان أشم فالكتب المشهورة تكذبه اهـ‪.‬‬
‫ومراده الدلجي والشمم ارتفاع قصبة األنف وإشراف األرنَبَ ِة‪.‬‬
‫نين األَنف تحت ُمجْ تَ َمع الحاجبين وهو أَول األَنف حيث يكون فيه ال َّش َم ُم يقال‬ ‫وعرْ ُ‬‫َين كل شيء أَ َّوله ِ‬ ‫وعرْ ن ُ‬ ‫) ِ‬ ‫‪49‬‬

‫قاب على ِعرْ نِ ِ‬


‫ين‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب من عَظ ِمه قال ذو الرمة تَثني الن َ‬ ‫ُ‬
‫صل َ‬ ‫نين األنف كله وقيل هو ما َ‬ ‫َ‬ ‫والعرْ ُ‬
‫رانين ِ‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫هم ش ُّم ال َع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العرْ ني ِن أي األنف وقيل رأس األنف‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ْك َمرْ ثو ُم وفي صفته ‪ ‬أقنى ِ‬ ‫ُ‬ ‫أَرْ نَب ٍة َش ّما َء ِ‬
‫مارنُها بال ِمس ِ‬
‫س‪ :‬أَيْ ع ِ‬ ‫ْ‬
‫َظي ُمهُ‪ ،‬وفي رواية للبخاري‪ ،‬قال‪( :‬كان ضخم الرأس) أي عظيمه وهو ممدوح عند‬ ‫ض ْخ ُم الرَّأ ِ‬ ‫) َ‬ ‫‪50‬‬

‫العرب لداللته على عظمة صاحبه وسعادته وإشارته إلى كمال رياسته وسيادته‪ ،‬ووصفت أعضاؤه ‪‬‬
‫‪7‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ص ْدرًا َوأَصْ َد ُ‬
‫ق‬ ‫اس َكفَّا َوأَ ْش َر ُحهُ ْم َ‬
‫ِّين‪ ،‬أَجْ َو ُد النَّ ِ‬
‫بَي َْن َكتِفَ ْي ِه َخاتَ ُم النُّبُ َّو ِة(‪َ )76‬وهُ َو َخاتَ ُم النَّبِي َ‬
‫ْرفَةً أَ َحبَّهُ‬
‫اس لَه َْجةً َوأَ ْليَنُهُ ْم َع ِري َكةً َوأَ ْك َر ُمهُ ْم ِع ْش َرةً َم ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهُ َو َم ْن َخالَطَهُ َمع ِ‬ ‫النَّ ِ‬
‫اعتُهُ لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َواَل بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ‪.‬‬
‫يَقُو ُل نَ ِ‬
‫(ورأيت الخاتم) بفتح التاء ويكسر‪ ،‬أي خاتم النب ّوة‪( .‬عند كتفه مثل بيضة الحمامة‪).‬‬
‫أي مد ّوراً (يشبه) أي لونه (جسده) أي لون سائر أعضائه‪ .‬والمعنى لم يخالف لونه لون‬
‫بشرته‪،‬‬

‫بال َعظَ َم ِة والضخامة‪ D،‬فناسب أن يكون الرأس متناسبا معها‪.‬‬


‫) كان غالب أحواله أن يكون شعره ‪ ‬إلى قرب منكبيه‪ ،‬وكان ربما طال حتى يصير ذؤابة ويتخذ منه‬ ‫‪51‬‬

‫عقائص وضفائر كما أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أم هانىء قالت‪« :‬قدم رسول هللا ‪‬‬
‫مكة وله أربع غدائر» وفي لفظ «أربع ضفائر» وفي رواية ابن ماجه‪« D‬أربع غدائر يعني ضفائر» والغدائر‬
‫بالغين المعجمة‪ D‬جمع غديرة بوزن عظيمة‪ ،‬والضفائر بوزنه‪ .‬فالغدائر هي الذوائب والضفائر هي‬
‫العقائص‪ ،‬فحاصل الخبر أن شعره طال حتى صار ذوائب فضفره أربع عقائص‪ ،‬وهذا محمول على الحال‬
‫التي يبعد عهده بتعهده شعره فيها وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه وهللا أعلم‪ .‬وقد أخرج أبو داود والنسائي‬
‫وابن ماجه وصححه من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال‪ :‬أتيت النبي ‪ ‬ولي شعر‬
‫طويل فقال ذناب ذباب‪ ،‬فرجعت فجززته‪ ،‬ثم أتيت من الغد فقال‪« :‬إني لم أَ ْعنِكَ » وهذا أحسن انتهى من‬
‫فتح الباري‪ ،‬والمعنى أنه لم يعنه بقوله‪ :‬ذناب ذباب‪ ،‬ولم يذم طول شعره‪.‬‬
‫َّدر‪ ،‬وفي صفة سيدنا رسول هللا ‪ ‬فَ ِسي ُح ما‬ ‫) قد جاء في صفته ‪ ‬أَ ْش َعر الذرا َعيْن وال َم ْن ِكبَين وأَ ْعلى الص ِ‬ ‫‪52‬‬

‫ين أَي بعيد ما بينهما يصفه ‪ ‬بسعة صدره‪.‬‬ ‫بين ال َم ْن ِكبَ ِ‬


‫ْت ِم ْن ِذي لِ َّم ٍة أَحْ َسنَ فِي حُلَّ ٍة َح ْم َرا َء ِم ْن َرس ِ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪َ ‬ش ْع ُرهُ يَضْ ِربُ‬ ‫ال َما َرأَي ُ‬‫) روى مسلم ع َْن ْالبَ َرا ِء قَ َ‬ ‫‪53‬‬

‫ير‬
‫ص ِ‬‫يل َواَل ِب ْالقَ ِ‬‫ْس ِبالطَّ ِو ِ‬
‫َم ْن ِكبَ ْي ِه بَ ِعي َد َما بَ ْينَ ْال َم ْن ِكبَي ِْن لَي َ‬
‫رسول هللا ‪ ‬فقال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫رضي هللا عنه عن شعر‬ ‫َ‬ ‫أنس بن مالِك‬ ‫) انظر فتح الباري‪ ،‬و«عن قتادةَ قال‪ :‬سألت َ‬ ‫‪54‬‬

‫ُ‬
‫َّبط وال ال َجع ِد بينَ أذني ِه وعاتق ِه»‪ .‬وجمع ابن بطال بين اللفظين‬ ‫ْ‬ ‫رسول هللا ‪َ ‬ر ِجالً‪ ،‬ليس بالس ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان شع ُر‬
‫المختلفين في الحديث بأن ذلك إخبار عن وقتين‪ ،‬فكان إذا غفل عن تقصيره بلغ قريب المنكبين وإذا قصه لم‬
‫يجاوز األذنين وجمع غيره بأن الثاني كان إذا اعتمر يقصر واألول في غير تلك الحالة وفيه بعد‪« ،‬له شعر‬
‫يبلغ شحمة أذنيه إلى منكبيه» وحاصله أن الطويل منه يصل إلى المنكبين وغيره إلى شحمة األذن‪.‬‬
‫شعر رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫َ‬ ‫) في مسند أحمد‪ :‬عن هشام بن عروة ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة قالت‪« :‬كان‬ ‫‪55‬‬

‫الو ْف َر ِة»‪ .‬والجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين‪ ،‬والوفرة شعر الرأس إذا‬ ‫وسلّم دون الجمة وفوق َ‬
‫وصل إلى شحمة األذن‪ .‬ولعل اختالف الروايات باعتبار اختالف الحاالت‪.‬‬
‫) من وصف ابن أبي هالة‪ ،‬أي إن انقلبت عقيقته أي شعر رأسه انفرق بسهولة لخلفة‪ D‬شعره حينئذ (فرق)‬ ‫‪56‬‬

‫بالتخفيف أي جعل شعره نصفين نصفا ً عن يمينه ونصفا ً عن شماله سمي عقيقة تشبيها ً بشعر المولود قبل‬
‫أن يحلق فاستعير له اسمه (وإال) بأن كان مختلطا ً متالصقا ً ال يقبل الفرق بدون ترجل (فال) يفرقه بل‬
‫يتركه بحاله معقوصا ً أي وفرة واحدة والحاصل أنه إن كان زمن قبول الفرق‪ D‬فرقه وإال تركه غير مفروق‬
‫) من وصف علي رضي هللا عنه‪ ،‬أي فيه تكسر يسير‪ ،‬يقال رجل شعره إذا مشطه فكان بين السبوطة‬ ‫‪57‬‬

‫والجعودة‪ ،‬وشعر مرجل أي مسرح وكان شعره عليه سالم هللا بأصل خلقته مسرحاً‪.‬‬
‫) الجعد من الشعر خالف السبط وقيل هو القصير‪ ،‬وال َّس ْبطُ الشعر الذي ال ُجعُودة فيه وشعر َسبْطٌ و َسبِطٌ‬ ‫‪58‬‬

‫بالج ْع ِد القَ ِط ِط ال َّس ْبطُ من الشعر الـ ُم ْنبَ ِسطُ‬


‫ُم ْستَرْ ِس ٌل غير َج ْع ٍد وفي الحديث في صفة شعره ليس بال َّسب ِْط وال َ‬
‫الـ ُم ْستَرْ ِس ُل والقَ ِططُ‪ :‬الش ِدي ُد ال ُجعُود ِة أَي كان شعره و َسطا ً بينهما‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ين ال َكفَّ ْي ِن(‪ )77‬والقَ َد َمي ِْن‪َ )78(،‬ش ْث ُن ْال َكفَّي ِْن(‪َ )79‬و ْالقَ َد َم ْي ِن(‪ ،)80‬إِ َذا َم َشى تَقَلَّ َع َكأَنَّ َما يَ ْم ِشي‬ ‫َس ِم ُ‬
‫ت َمعًا‪َ ،‬ش ْب ُح ال ِّذ َرا َعي ِْن(‪( ، )81‬طَوي ُل ال ّز ْن َدي ِْن)‪َ ،82‬رحْ بُ الرَّا ِح ِة(‪،)83‬‬ ‫ت ْالتَفَ َ‬ ‫ب َوإِ َذا ْالتَفَ َ‬‫صب َ ٍ‬‫فِي َ‬
‫صين(‪،)88‬‬ ‫صان األَ ْخ َم َ‬ ‫اف‪ُ ،‬خ ْم ُ‬ ‫ط َر ِ‬‫ب(‪َ ،)86‬سائِ ُل(‪ )87‬األَ ْ‬ ‫اش(‪َ )84‬و ْال َكتَ ِد(‪َ )85‬س ْبطُ القص ِ‬ ‫َجلِي ُل ْال ُم َش ِ‬
‫زال زا َل قلعاً‪ ،‬وتخطَّى تَ َكفِّياً‪ ،‬ويمشي هوناً‪ ،‬ذري ُع‬ ‫مسي ُح القَ َد َم ْي ِن(‪ )89‬يَ ْنبُو َع ْنهُ َما الما ُء‪ ،‬إذا َ‬
‫ف‪ ،‬نظ ُرهُ‬ ‫ت معا ً (‪َ ،)90‬خافِضُ الطَّرْ ِ‬ ‫ت التَفَ َ‬ ‫ب‪ ،‬وإذا التَفَ َ‬ ‫ط ِم ْن َ‬
‫صب َ ٍ‬ ‫ال ِم ْشيَة إذا َم َشى كأنَّما يَ ْن َح ُّ‬
‫ق أصحابَهُ‪ ،‬يَ ْب ُد ُر من‬ ‫إلى األرض أطو ُل من نظره إلى السماء‪ ،‬جُلُّ نظر ِه المالحظةُ‪ ،‬يسو ُ‬
‫ال‪َ :‬ما َم ِسسْت َح ِريرًا َواَل ِديبَاجًا أَ ْليَ َن ِم ْن كَفِّ النَّبِ ِّي ‪ )91( ، ‬وفي‬ ‫س قَ َ‬ ‫لَقِ َي بِال َّسالَ ِم‪َ .‬ع ْن أَنَ ٍ‬

‫باألبيض‬
‫ِ‬ ‫رضي هللاُ عنه أنه سمعه يقول‪« :‬كان رسو ُل هللا صلى هللا عليه وسلّم ليس بالطويل البائن وال بالقصير‪ ،‬وال‬ ‫َ‬ ‫مالك‬
‫ٍ‬ ‫‪ 59‬في صحيح البخاري‪ :‬عن أنس بن‬
‫ّ‬
‫عشر سنين‪ ،‬فتوفاهُ هللا وليس في رأس ِه‬
‫َ‬ ‫عشر سنينَ وبالمدين ِة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫األ ْمهَق وليس باآلدم‪ ،‬وليس بالجعْد القَ ِطط وال بال َّسبْط‪ .‬بَعثهُ هللا على رأس أربعينَ سنةَ‪ ،‬فأقا َم بمكةَ‬
‫ولحيت ِه عشرونَ شَعرةً بيضاء»‪.‬‬
‫) الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان‪ ،‬والسبط هو الذي يسترسل فال يتكسر منه شيء كشعور‬ ‫‪60‬‬

‫الهنود‪ ،‬والقطط ـ بفتح الطاء ـ البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل‪ ،‬فالمعنى إذن أن شعره ‪ ‬كان رجال‪ ،‬لم يكن‬
‫مسترسال شديد النعومة‪ ،‬بل كان ما بين ذلك وبين أن يكون جعدا‪.‬‬
‫غط‪َ D،‬والَ‬ ‫قال‪ :‬لَ ْم يَكن بالطَّ ِو ِ‬ ‫قال‪َ « :‬كانَ َع ِل ٌّي رضي هللا عنه ِإ َذا َوصَفَ النب َّي َ‬ ‫بن أ ِبي طَا ِل ٍ‬ ‫في سنن الترمذي‪ :‬حدثني إب َْرا ِهي ُم بنُ ُم َح َّم ٍد ِم ْن َولَ ِد َع ِل ِّي ِ‬
‫‪61‬‬
‫يل ال ُم َّم ِ‬ ‫ب َ‬
‫بال ُمك َْلثَ ِم‪َ ،‬و َكانَ في ْال َوجْ ِه تَ ْد ِوي ٌر أ ْبيَضُ ُم ْش َربٌ ‪،‬‬
‫بال ُمطَه َِّم َوالَ ْ‬ ‫طط َوالَ بال َّسبَ ِط كانَ َجعْداً َر ِجالً‪َ ،‬ولَ ْم يَ ُك ْن ْ‬ ‫بال َج ْع ِد القَ ِ‬‫ير ال ُمت ََر ِّد ِد‪َ ،‬و َكانَ َر ْب َعةً ِمنَ القَوْ ِم‪َ ،‬ولَ ْم يَ ُك ْن ْ‬ ‫بالقص ِ‬
‫ِ‬
‫ب‪ ،‬وإ َذا التفَتَ ْالتَفَتَ َمعاً‪ ،‬بَيْنَ َكتِفَ ْي ِه‬ ‫صبَ ٍ‬ ‫َاش َوال َكتَ ِد‪ ،‬أجْ َر َد ُذو َم ْس ُربَ ٍة‪ِ ،‬ش ْثنَ ال َكفَّي ِْن والقَ َد َمي ِْن‪ ،‬إِ َذا َمشَى تَقَلَّ َع كَأَنَّ َما يَ ْم ِشي في َ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫يل‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ش‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األ‬ ‫َب‬
‫َ‬ ‫د‬‫ه‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ْن‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ي‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫أَ ْدع ََج ال‬
‫َري َكةً‪َ ،‬وأَ ْك َر َمهُ ْم ِع ْش َرةً‪َ ،‬م ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهُ‪َ ،‬و َم ْن خَ الَطَهُ َمع ِ‬
‫ْرفَةً‬ ‫اس لَه َْجةً‪َ ،‬وأَ ْليَنَهُ ْم ع ِ‬
‫ق النَّ ِ‬ ‫ص ْدراً‪ ،‬وأَصْ َد َ‬ ‫اس كفا ً وأشرحهم َ‬ ‫خَ اتَ ُم النُّبُ َّو ِ‪D‬ة َوه َُو خَ اتَ ُم النَّ ِبيِّينَ ‪ ،‬أَجْ َو َد النَّ ِ‬
‫َاعتُهُ لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َوالَ بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ » ‪.‬‬
‫أحبَّهُ‪ ،‬يَقُو ُل ن ِ‬ ‫َ‬
‫) قال ابن األَثير األَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن ‪ ‬كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن‬ ‫‪62‬‬

‫من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين فإِن ض َّد األَجْ َرد األَشع ُر وهو الذي على جميع بدنه شعر‪.‬‬
‫ض ِّم الرَّا ِء ال َّش ْع ُر ْال ُم ْستَ َد ُّ‬
‫ق‬ ‫ِّين َو َ‬ ‫ح ْال ِم ِيم َو ُس ُك ِ‬
‫ون الس ِ‬ ‫) من وصف علي رضي هللا عنه‪ ،‬طَ ِوي ُل ْال َم ْس ُربَ ِة‪ :‬بِفَ ْت ِ‬
‫‪63‬‬

‫ص ْد ِر إِلَى ال ُّس َّر ِة ‪( ،‬أجرد) أي الذي ليس على بدنه شعر‪ .‬ولم يكن كذلك‪ ،‬وإنما أراد به أن‬ ‫الَّ ِذي يَأْ ُخ ُذ ِم ْن ال َّ‬
‫الشعر كان في أماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين‪ .‬فإن ضد األجرد هو األشعر الذي على جميع‬
‫بدنه شعر‪ .‬وقد بين بقوله‪( :‬ذو مسربة) أنه لم يكن أجرد على اإلطالق‪ ،‬وفي بعض الروايات‪ :‬طويل‬
‫المشربة‪ ،‬ولعله خطأ‪ D‬طباعي‪ ،‬فبعد البحث الطويل‪ ،‬استقر رأيي على أن الصواب هو طويل المسربة‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫‪ 64‬من وصف ابن أبي هالة‬
‫نور المتجرِّ ِد أَي ما جُرِّ َد عنه الثياب من جسده‬ ‫) في اللسان‪ :‬والتجرُّ ُد التعرِّ ي وفي صفته ‪ ‬أَنه كان أَ َ‬ ‫‪65‬‬

‫و ُك ِشف يريد أَنه كان مشرق الجسد‪.‬‬


‫ال‪ -‬واللفظ لمسلم‪َ -‬كانَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ ‬أَ َش َّد‬ ‫ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫) روى البخاري ومسلم ع َْن أَبِي َس ِعي ٍد ْال ُخ ْد ِريِّ َر ِ‬ ‫‪66‬‬

‫َحيَا ًء ِم ْن ْال َع ْذ َرا ِء فِي ِخ ْد ِرهَا َو َكانَ إِ َذا َك ِرهَ َش ْيئًا ع ََر ْفنَاهُ فِي َوجْ ِه ِه ‪.‬‬
‫ت َما َكانَ َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ ‬يَ ْس ُر ُد َسرْ َد ُك ْم‬
‫الز ْه ِريِّ ع َْن عُرْ َوةَ ع َْن عَائِ َشةَ قَالَ ْ‬ ‫) كالمه فصل‪ .‬روى الترمذي ع َْن ُّ‬ ‫‪67‬‬

‫هَ َذا َولَ ِكنَّهُ َكانَ يَتَ َكلَّ ُم ِبكَاَل ٍم بَ ْينَهُ فَصْ ٌل يَحْ فَظُهُ‪َ D‬م ْن َجلَ َ‬
‫س إِلَ ْي ِه‪.‬‬
‫) كالمه بي ٌِّن وسطٌ ليس بالقليل وال بالكثير‪ ،‬وفي حديث أُ ِّم َم ْعبَد ال ن َْزر وال هَ َذر النَّ ْزر القليل أَي ليس بقليل‬ ‫‪68‬‬

‫كثير فاسد‪.‬‬‫ٍ‬ ‫في ُد َّل على ِع ٍّي وال‬


‫َظي َم ْال ُج َّم ِة إِلَى شَحْ َم ِة‬
‫ْت ْالبَ َرا َء ‪ ،‬يَقُولُ‪َ :‬كانَ َرسُو ُل هّللا ِ َر ُجالً َمرْ بُوعاً‪ .‬بَ ِعي َد َما بَيْنَ ْال َم ْن ِكبَي ِْن‪ .‬ع ِ‬
‫ال‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫ق ‪ .‬قَ َ‬ ‫ْت أَبَا إِس َ‬
‫ْحـ َ‬ ‫ال‪َ :‬س ِمع ُ‬ ‫‪ 69‬في صحيح مسلم‪َ :‬ح َّدثَنَا ُش ْعبَةُ قَ َ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلّم َمربوعا ً‬ ‫ُّ‬ ‫رضي هللا عنهما قال‪« :‬كان‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْت َشيْئا قط أحْ سَنَ ِمنهُ ‪ .‬وفي صحيح البخاري‪ :‬عن البَرا ِء بن عازب‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫أُ ُذنَ ْي ِه‪َ .‬علَ ْي ِه حُلَّةٌ َح ْم َرا ُء‪َ .‬ما َرأَي ُ‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫أر شيئا قط أحسَنَ منه»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بَعي َد ما بين المن ِكبَين‪ ،‬لهُ َش َع ٌر يبلغ شَحمة أذنيه‪ ،‬رأيتهُ في حُل ٍة حمرا َء لم َ‬
‫‪ 70‬من وصف ابن أبي هالة‪.‬‬
‫صعْلة‬ ‫) أَي لم ت َِع ْبهُ ِدقَّة ونُ ُحول‪ ،‬ورواه بعضهم ولم ت َِعبْه ثُجلةٌ ولم تُ ْز ِر به َ‬
‫صعْلةٌ فالثُّجْ لة استرخاء‪ D‬البطن وال َّ‬ ‫‪71‬‬

‫ص َغ ُر ْ‬
‫الرأس وبعضهم يَرْ ويه لم ت َِعبْه نُحْ لة‬ ‫ِ‬
‫‪9‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ط أَ ْليَ َن ِم ْن‬
‫ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ‪ :‬أَرْ َدفَنِي النَّبِ ُّي ‪َ ‬خ ْلفَهُ فِي َسفَ ٍر فَ َما َم ِسسْت َش ْيئًا قَ ُّ‬‫حديث ُم َعا ٍذ َر ِ‬
‫(‪)92‬‬
‫ِج ْل ِد ِه ‪( ، ‬وال شممت) بكسر الميم ويفتح (مسكا ً وال عنبراً أطيب من رائحة النبي)‪.‬‬
‫ليس بالطَّوي ِل البَائِ ِن وال‬ ‫ص ٍر‪َ ،‬ر ْب َعةٌ َ‬ ‫َر ْب َعةٌ ال تَ ْشنَ ُؤهُ من طُ ْو ٍل‪ ،93‬وال تَ ْقتَ ِح ُمهُ َعي ٌْن من قِ َ‬
‫ير‬
‫ص ِ‬ ‫يل ْال ُم َّم ِغ ِط َواَل بِ ْالقَ ِ‬
‫صي ِْر‪ ،‬وفي وصف علي رضي هللا عنه له‪ :‬لَ ْم يَ ُك ْن بِالطَّ ِو ِ‬ ‫القَ ِ‬
‫ان َع ِظي َم ْالهَا َم ِة‪ .‬فالجمع بين الروايات أنه‬ ‫ان َر ْب َعةً ِم ْن ْالقَ ْو ِم‪ ،‬وفي رواية‪َ :‬ك َ‬
‫ْال ُمتَ َر ِّد ِد‪َ ،‬و َك َ‬
‫كان أقربُ إلى الطول(‪.)94‬‬

‫) الثجلة‪ :‬كبر البطن‪ ،‬والصعلة‪ :‬صغر الرأس‪ ،‬يعني أنه ‪ ‬لم يكن كبير البطن وال صغير الرأس‪ ،‬لم تُ ْز ِر‬ ‫‪72‬‬

‫طن ويروى بالنون والحاء أَي نُحُول و ِدقَّة‪ ،‬الجوهري‪ :‬الثُّجْ لة بالضم ِعظَم البطن‬ ‫ضخَ ُم بَ ْ‬‫به ثُجْ لة أَي ِ‬
‫الرأس‬ ‫ص َغ ُر ْ‬ ‫صعْلة ِ‬ ‫صعْلةٌ فالثُّجْ لة استرخاء البطن وال َّ‬ ‫و َس َعتُه‪ ،‬ورواه بعضهم ولم ت َِعبْه ثُجلةٌ ولم تُ ْز ِر به َ‬
‫وبعضهم يَرْ ويه لم ت َِعبْه نُحْ لة‪ ،‬فالمعنى إذن‪ :‬لم يكن نحيال‪ ،‬وال صاحب بطن مسترخية‪ ،.‬وأما الصعلة‪ ،‬ففي‬
‫وصف علي رضي هللا عنه لرأسه الشريفة‪ ،‬ضخم الرأس‪ ،‬فنجمع بين وصف أم معبد بأنه لم يعبه صغر‬
‫رأس‪ ،‬مع وصف علي بأنه كان ضخم الرأس‪ ،‬بأن حجم رأسه الشريفة أقرب للعظم‪ ،‬منها للصغر‪ ،‬بما يملؤ‬
‫العين مهابة‪ ،‬وإنما وصف بضخم الرأس ألن هذا الوصف من البالغة للداللة على العظمة والسعادة وكمال‬
‫الرياسة‪.‬‬
‫َ‬
‫ص ْد ِر وقيل الـ ُمفاضُ أن يكون فيه ا ْمتِال ٌء‪.‬‬ ‫البطن مع ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫البطن أي ُم ْستَوي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫) وفي صفته ‪ُ ‬مفاض‬ ‫‪73‬‬

‫) قال البيهقي‪ :‬كان بطنه غير مستفيض فهو مساو لصدره وظهره عريض فهو مساو لبطنه أو العريض‬ ‫‪74‬‬

‫بمعنى الوسيع أو مجاز عن احتمال األمور‬


‫ْ‬
‫يل ِه َي ُملتَقَى ُكلِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يس‪ِ :‬ه َي ُر ُءوسُ ال ِعظَ ِام َوأ َح ُدهَا ُكرْ ُدوسٌ َوقِ َ‬ ‫ض ْخ ُم ْال َك َرا ِد ِ‬ ‫) من وصف ابن أبي هالة‪َ ،‬‬ ‫‪75‬‬

‫ضا ِء ‪.‬‬‫ض ْخ ُم اأْل َ ْع َ‬ ‫ض ْخ َمي ِْن َكالرُّ ْكبَتَي ِْن َو ْال ِمرْ فَقَي ِْن َو ْال َم ْن ِكبَي ِْن أَ َرا َد أَنَّهُ َ‬ ‫َظ َمي ِْن َ‬ ‫ع ْ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ ‬يَ ْعنِي الَّ ِذي بَ ْينَ‬ ‫ال َكانَ خَاتَ ُم َرس ِ‬ ‫ب ع َْن َجابِ ِر ب ِْن َس ُم َرةَ قَ َ‬ ‫اك ب ِْن َحرْ ٍ‬ ‫) روى الترمذي ع َْن ِس َم ِ‬ ‫‪76‬‬

‫ْ‬
‫ص ِحيحٌ‪ ،‬وروى البخاري ع َْن ال ُج َع ْي ِد‬ ‫ٌ‬
‫ال أبُو ِعي َسى هَ َذا َح ِديث َح َس ٌن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْض ِة ال َح َما َم ِ‪D‬ة ‪ .‬قَ َ‬ ‫َكتِفَ ْي ِه ُغ َّدةً َح ْم َرا َء ِم ْث َل بَي َ‬
‫ُول هَّللا ِ إِ َّن‬ ‫ت َيا َرس َ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪ ‬فَقَالَ ْ‬ ‫ت بِي خَالَتِي إِلَى َرس ِ‬ ‫ال‪َ :‬ذهَبَ ْ‬ ‫ب ْبنَ َي ِزي َد قَ َ‬ ‫ْت السَّائِ َ‬ ‫ال َس ِمع ُ‬ ‫ب ِْن َع ْب ِد الرَّحْ َم ِن قَ َ‬
‫ت إِلَى‬ ‫خَلفَ ظَه ِْر ِه فَنَظَرْ ُ‬ ‫ت ْ‬ ‫ْت ِم ْن َوضُوئِ ِه ثُ َّم قُ ْم ُ‬ ‫ا ْبنَ أُ ْختِي َوقَ َع فَ َم َس َح َر ْأ ِسي َو َدعَا لِي بِ ْالبَ َر َك ِة َوت ََوضَّأ َ فَ َش ِرب ُ‬
‫ال إِب َْرا ِهي ُم ب ُْن َح ْمزَ ةَ‪ِ D‬م ْث َل ِزرِّ‬ ‫س الَّ ِذي بَ ْينَ َع ْينَ ْي ِه قَ َ‬ ‫ُج ِل ْالفَ َر ِ‬ ‫ال اب ُْن ُعبَ ْي ِد هَّللا ِ ْالحُجْ لَةُ ِم ْن ح َ‬ ‫خَاتِ ٍم بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه قَ َ‬
‫ي ِبأ َ َّن ْال ُم َراد ِب ْالحُجْ لَ ِة الطَّيْر ْال َم ْعرُوف‪َ ،‬وأَ َّن ْال ُم َراد ِب ِزرِّ هَا بَيْضهَا‪َ ،‬ويُ َعضِّدهُ ما ِع ْند‬ ‫ْال َح َجلَ ِة‪َ .‬و َجزَ َم التِّرْ ِم ِذ ّ‬
‫ُم ْسلِم ع َْن َجابِر بْن َس ُم َرة " َكأَنَّهُ بَيْض َح َما َمة "‪.‬‬
‫) في أمالي ابن بشران‪ :‬أنبا عبد الملك بن عمير ‪ ،‬عن نافع بن جبير بن مطعم ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪« :‬كان‬ ‫‪77‬‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضخم الرأس واللحية‪ ،‬حسن الثغر‪ ،‬مشربا حمرة‪ ،‬طويل المشربة‪ ،‬سمين‬
‫الكفين والقدمين‪ ،‬ضخم الكراديس ‪ ،‬ال طويل وال قصير‪ ،‬يتكفأ في المشية كأنما يمشي في صبب‪ ،‬لم ير‬
‫قبله‪ ،‬وال بعده‪ ،‬وال مثله‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم» (وكان سبط الكفين) أي غليظهما‪ .‬قال أبو عبيدة‪ :‬يعني‬
‫أنهما إلى الغلظ والقصر أميل‪ .‬وقال غيره‪ :‬هو الذي في أنامله غلظ بال قصر‪ .‬ويحتمل أن يكون كناية عن‬
‫الجود‪ ،‬ألن العرب تقول للبخيل جعد الكف‪ ،‬وفي ضده سبط الكف‪.‬‬
‫ً‬
‫) قال ابن حجر في الفتح‪ :‬قال ابن بطال‪ :‬كانت كفه ‪ ‬ممتلئة لحما‪ ،‬غير أنها مع ضخامتها كانت لينة كما‬ ‫‪78‬‬

‫تقدم في حديث أنس‪.‬‬


‫ون اي لم يكن نحيف الكفين والقدمين‬ ‫ون ْال ُمثَلَّثَ ِة َوبِالنُّ ِ‬‫ْج َم ِة َو ُس ُك ِ‬ ‫ح ْال ُمع َ‬ ‫) من وصف علي رضي هللا عنه‪ ،‬بِفَ ْت ِ‬
‫‪79‬‬

‫ين فِي ْال ِج ْل ِد َو ْال ِغلَظُ فِي ْال ِعظَ ِام فَيَجْ تَ ِم ُع لَهُ نُعُو َمةُ ْالبَد َِن َم َع ْالقُ َّو ِة‬ ‫يل اللِّ ُ‬ ‫مع ليونتهن وقِ َ‬
‫‪10‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫وفي وصف ابن أبي هالة له‪- ،‬وكان وصَّافًا‪" :-‬وأطو َل ِمن المربوع‪ ،‬وأقص َر من‬
‫ْْ ًََ‬ ‫(‪)95‬‬ ‫ّ‬
‫المشذب"‬
‫ً‬
‫ون بِ ِه‪،‬‬‫ض ُر الثَّالثَ ِة َم ْنظَ َر ٍِاًًَ‪ ،‬وأَحْ َسنُهُ ْم قَ ْد َراً‪ ،‬لَهُ ُرفَقَا ُء ي ُحفُّ َ‬
‫ُغصْ ٌن بَي َْن ُغصْ نَي ِْن‪ ،‬فَه َُو أ ْن َ‬
‫صفَهُ أبو هريرة‬ ‫وإن أَ َم َر تَبَا َدرُوا أل ْم ِر ِه‪َ ،‬مح ُشو ٌد َمحفُو ٌد(‪َ ،)96‬و َ‬ ‫صتُوا لِقَ ْولِهِ‪ْ ،‬‬ ‫إن قال ا ْن َ‬
‫س‬‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َكأ َ َّن ال َّش ْم َ‬ ‫ْت َش ْيئًا أَحْ َس َن ِم ْن َرس ِ‬
‫ُول هَّللا ِ َ‬ ‫رضي هللا عنه فقال‪َ :‬ما َرأَي ُ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َكأَنَّ َما‬ ‫ْت أَ َحدًا أَس َْر َع فِي ِم ْشيَتِ ِه ِم ْن َرس ِ‬
‫ُول هَّللا ِ َ‬ ‫تَجْ ِري فِي َوجْ ِه ِه َو َما َرأَي ُ‬

‫) لإليماء إلى الشجاعة والثبات والق ّوة في العبادات‪ ،‬ويحمد ذلك في الرجال‪ D‬ألنه أشد لقبضهم وأدل على‬ ‫‪80‬‬

‫ق ّو تهم‪ ،‬ويذم في النساء لفوات المطلوب منهن وهو الرعانة‪ .‬ثم المراد غلظ العضو في الخلقة‪ D‬ال خشونة‬
‫الجلد لما صح عن أنس‪ :‬ما مسست ديباجة وال حريرة ألين من كف رسول هللا ‪ ،‬وفي صفته ‪َ : ‬ش ْث ُن‬
‫صر وقيل هو الذي في أَنامله غلظ بال قصر ويحمد ذلك في‬ ‫الكفين والقدمين أَي أَنهما تميالن إلى ِ‬
‫الغلَ ِظ والقِ َ‬
‫الرجال‪ D‬ألَنه أَش ُّد لقَب ِ‬
‫ْضهم ويذم في النساء‪.‬‬
‫ُوح الذراعين‬ ‫) من وصف أبي هريرة له‪ ،‬عليه سالم هللا‪ ،‬أَي عريضهما وفي صفة النبي ‪ ‬أَنه كان َم ْشب َ‬ ‫‪81‬‬

‫أَي طويلَهما وقيل عريضهما وفي رواية كان َشبْح الذراعين‪.‬‬


‫‪ 82‬وصف ابن أبي هالة‬
‫الواس ُع‬
‫ِ‬ ‫والرحْ بُ ‪ ،‬بالفتح‪:‬‬ ‫) من وصف ابن أبي هالة‪َ ،‬‬ ‫‪83‬‬

‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫) من وصف علي رضي هللا عنه‪ ،‬والـ ُمشاشُ كلُّ عظم ال ُمخ فيه يُ ْمكنك تتبعُه‪ ،‬وفي صفة النبي ‪ ‬أنه كان‬ ‫‪84‬‬

‫وال َكتِفَي ِْن َوالرُّ ْكبَتَي ِْن‪ ،‬قال الجوهري والـ ُمشاشةُ واحدة‬ ‫وس ْال ِعظَ ِام َك ْال ِمرْ فَقَي ِْن ْ‬ ‫َظي َم ُر ُء ِ‬ ‫شاش أَي ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫جليل الـ ُم‬
‫َ‬
‫شاشه‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫شاش وهي ُر ُءوسُ ال ِعظ ِام الليّنة التي يمكن مضغها ومنه الحديث ُملِ َئ َع ّما ٌر إِيمانا إِلى ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الـ ُم‬
‫ْ‬
‫والـ ُمشاشة ما أشرفَ من عظم المن ِكب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق َوهُ َو‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫) وال َكتَ ِد ال َكتِ ُد بفتح التاء وكسرها ُمجْ تَ ِم ُع ال َكتِفَي ِْن َوهُ َو ال َكا ِه ُل َوهُ َو ُمقَ َّد ُم أ ْعلَى الظه ِْر ِم َّما يَلِي ال ُعنُ َ‬ ‫‪85‬‬

‫التراب على أَكتا ِدنا َج ْمع‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬ومنه الحديث كنا يوم الخندق نَ ْنقُ ُل‬ ‫ت فَقَ َرا ٍ‬ ‫ث اأْل َ ْعلَى ِم َّما يَلِي الظَّه َْر َوفِي ِه ِس ُّ‬ ‫الثُّلُ ُ‬
‫الكتد‪.‬‬
‫صلَيْن من‬ ‫ْ‬
‫صبُ عظام األصابع من اليدين والرجلين وقيل هي ما بين كل َمف ِ‬ ‫َ‬ ‫) من وصف ابن أبي هالة‪ ،‬والقَ َ‬ ‫‪86‬‬

‫صبة‬ ‫صبُ من العظام كلُّ عظم أَجوفَ فيه ُم ٌّخ واحدتُه قَ َ‬ ‫صب‪ ،‬القَ َ‬ ‫األَصابع وفي صفته عليه السالم‪َ :‬س ْبطُ القَ َ‬
‫والسبطُ بسكون الباء وكسرها الممت ُّد الذي ليس فيه تَ َعقُّ ٌد وال نُتوء‬ ‫ِ‬ ‫َريض لَوْ حٌ‪ ،‬والس ْبطُ‬ ‫ٍ‬ ‫عظم ع‬
‫ٍ‬ ‫وكلُّ‬
‫ساعدَيه وساقَيْه‪.‬‬ ‫صبُ يريد بها ِ‬ ‫والقَ َ‬
‫اف‪ ،‬وكلها بمعنى ممتد األطراف‪.‬‬ ‫ط َر ِ‬ ‫) سائل األَطراف أَي ممت ّدها‪ ،‬وفي روايات‪َ :‬سائِر أو َسابِل األَ ْ‬ ‫‪87‬‬

‫) قال ثعلب سأَلت ابن األَعرابي عن قول عل ّي كرم هّللا وجهه في الحديث كان رسو ُل هّللا ‪ُ ‬خ ْمصانَ‬ ‫‪88‬‬

‫حسن ما يكون‬ ‫القدم ِج ّداً فهو أَ ُ‬ ‫يستو أَسْف ُل ِ‬


‫ِ‬ ‫ص بِقَ ْد ٍر لم يرتفِع ج ّداً ولم‬ ‫صين فقال إِذا كان خَ َمصُ األَ ْخ َم ِ‬ ‫األَ ْخ َم َ‬
‫ص‪ ،‬األَزهري‪ :‬األَ ْخ َمصُ من القدم‬ ‫صه ُمعْتدل الخَ َم ِ‬ ‫فإِذا استوى أَو ارتفع ج ّداً فهو ذ ّم فيكون المعنى أَن أَ ْخ َم َ‬
‫صان المبالِ ُغ منه أَي أَن ذلك الموضع من أَس ِ‬
‫ْفل‬ ‫ق باألَرض منها عند الوط ِء وال ُخ ْم ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫الموضع الذي ال يَ ْل َ‬
‫ُصب األَرض والتَّخا ُمصُ‬ ‫ق َد ِمه شدي ُد التجافي‪ D‬عن األَرض الصحاح األَ ْخ َمصُ ما دخل من باطن القدم فلم ي ِ‬
‫التجافي عن الشيء انتهى من لسان العرب‪ ،‬والمعنى أن قدمه الشريفة فيها تقوس وسطها‪ ،‬ال يصيب‬
‫األرض حين يطؤها ولم تكن قدمه منبسطة‪.‬‬
‫ق إِذا أصابهما الماء نَبا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َتان ليس فيهما تَ َك ُّس ٌر وال شقا ٌ‬ ‫َ‬
‫ساوان ليِّن ِ‬
‫ِ‬ ‫) من وصف ابن أبي هالة‪ ،‬أَراد أَنهما َم ْل‬ ‫‪89‬‬

‫عنهما‪.‬‬
‫(وإِ َذا اِ ْلتَفَتَ ) أَيْ أَ َرا َد ااِل ْلتِفَاتَ إِلَى أَ َح ِد َجانِبَ ْي ِه (اِ ْلتَفَتَ َمعًا) أَيْ ِب ُكلِّيَّتِ ِه‪ ،‬والمعنى أنه ال يلتفت بأن يدير‬ ‫) َ‬ ‫‪90‬‬

‫وجهه فقط باتجاه‪ D‬التفاتته‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫اأْل َرْ ضُ تُ ْ‬
‫ط َوى لَهُ إِنَّا لَنُجْ ِه ُد أَ ْنفُ َسنَا َوإِنَّهُ لَ َغ ْي ُر ُم ْكتَ ِر ٍ‬
‫ث‪ ،‬ووصف علي رضي هللا عنه مشيته‬
‫ب(‪.)97‬‬ ‫فقال‪ :‬إِ َذا َم َشى تَ َكفَّأ َ تَ َكفُّؤًا َكأَنَّ َما ا ْن َحطَّ ِم ْن َ‬
‫صب َ ٍ‬
‫(‪)98‬‬
‫عشرون شعرةً بيضا َء‬ ‫َ‬ ‫رأسه ولحيتِه‬ ‫وليس في ِ‬ ‫َ‬ ‫وتوفَّاه هللا على رأس ستين سنة‬
‫اص َل األَحْ َزا ِن‪َ ،‬دائِ َم‬ ‫قلت‪ :‬صف لي منطقه‪ .‬قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ُمتَ َو ِ‬ ‫ُ‬
‫ت‪ ،‬يَ ْفتَتِ ُح ْال َكالَ َم َويَ ْختِ ُمهُ‬ ‫احةٌ‪ ،‬الَ يَتَ َكلَّ ُم فِي َغي ِْر َح َ‬
‫اج ٍة‪ ،‬طَ ِوي َل ال َّس ْك ِ‬ ‫ت لَهُ َر َ‬ ‫ْالفِ ْك َر ِة‪ ،‬لَ ْي َس ْ‬
‫ْس بِ ْال َجافِي‪َ D‬والَ‬ ‫ث لَي َ‬ ‫صي َر‪َ ،‬د ِم ٌ‬ ‫بِأ َ ْش َداقِ ِه‪َ ،‬ويَتَ َكلَّ ُم بِ َج َوا ِم ِع ْال َكلِ ِم‪َ ،‬كالَ ُمهُ فَصْ ٌل الَ فُض َ‬
‫ُول َوالَ تَ ْق ِ‬
‫س رضي هللاُ عنه قال‪« :‬ما َم ِسسْت حريراً وال ديباجا ً‬ ‫ت عن أن ٍ‬ ‫سليمان بن حرب حدثَنا حما ٌد عن ثاب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫) ح ّدثنا‬ ‫‪91‬‬

‫أطيب من ريح ـ أو عَرف ـ‬ ‫َ‬ ‫قط ـ‬ ‫قط ـ أو عَرفا ً ُّ‬ ‫ت ريحا ً ُّ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلّم‪ ،‬وال َش ِم ْم ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ألينَ من كفِّ‬
‫هَّللا‬
‫ال‪َ :‬كانَ َرسُو ُل ِ ‪‬‬ ‫س قَ َ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم»‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬وفي صحيح مسلم عن ثَابِت ع َْن أنَ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫ُول هَّللا ِ ‪َ ‬واَل‬ ‫َ ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َفِّ‬‫ك‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫ِ َ َ َ َ ِ َ َنَ ِ‬ ‫ة‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫اَل‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫اج‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ُ‬
‫ْت‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫م‬
‫َ َ ِ‬ ‫اَل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫ف‬‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ِ َ‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬
‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ؤ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َر‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أَ ْزه َ وْ ِ‬
‫ن‬ ‫َّ‬ ‫الل‬ ‫َر‬
‫ُول هَّللا ِ ‪ . ‬قَوْ له‪ ( :‬أَ ْزهَر اللَّوْ ن ) هُ َو اأْل َ ْبيَض ْال ُم ْستَنِير‪َ ،‬و ِه َي‬ ‫ب ِم ْن َرائِ َح ِة َرس ِ‬ ‫طي َ َ‬ ‫ت ِم ْس َكةً َواَل َع ْنبَ َرةً أَ ْ‬ ‫َش ِم ْم ُ‬
‫ت ع َْن أَن ِ‬
‫َس‬ ‫صفَاء َو ْالبَيَاض‪ .‬وفي صحيح مسلم ع َْن ثَابِ ٍ‬ ‫أَحْ َسن اأْل َ ْل َوان‪ .‬قَوْ له‪َ ( :‬كأ َ َّن ع ََرقه اللُّ ْؤلُؤ ) أَيْ فِي ال َّ‬
‫ت‬ ‫ُور ٍ‪D‬ة فَ َج َعلَ ْ‬‫ت أُ ِّمي بِقَار َ‬ ‫ق َو َجا َء ْ‬ ‫ال ِع ْن َدنَا [أي نَا َم وقت الظهيرة] فَ َع ِر َ‬ ‫ال‪َ :‬دخَ َل َعلَ ْينَا النَّبِ ُّي ‪ ‬فَقَ َ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ب ِْن َمالِ ٍ‬
‫ت هَ َذا ع ََرقُكَ نَجْ َعلُهُ فِي ِطيبِنَا‬ ‫ال يَا أُ َّم ُسلَي ٍْم َما هَ َذا الَّ ِذي تَصْ ن َِعينَ قَالَ ْ‬ ‫ق فِيهَا فَا ْستَ ْيقَظَ النَّبِ ُّي ‪ ‬فَقَ َ‬ ‫ت ْال َع َر َ‬ ‫تَ ْسلِ ُ‬
‫ت ْال َع َرقَ) أَيْ تَ ْم َس ُحهُ َوتَ ْتبَ ُعهُ‬ ‫ال ِع ْندنَا فَ َع ِرقَ) أَيْ نَا َم لِ ْلقَ ْيلُولَ ِة‪ ،‬قَوْ له‪( :‬تَ ْسلُ ُ‬ ‫ب ‪ .‬قَوْ له‪( :‬فَقَ َ‬ ‫ب الطِّي ِ‬ ‫طي َ ِ‬ ‫َوهُ َو ِم ْن أَ ْ‬
‫ال‪َ :‬كانَ النَّبِ ُّي ‪ ‬يَ ْد ُخ ُل َبيْتَ أُ ِّم ُسلَي ٍْم فَيَنَا ُم َعلَى‬ ‫ك قَ َ‬ ‫َس ب ِْن َمالِ ٍ‬ ‫ْح‪ .‬وروى مسلم في صحيحه ع َْن أَن ِ‬ ‫بِ ْال َمس ِ‬
‫ك َعلَى‬ ‫يل لَهَا هَ َذا النَّبِ ُّي ‪ ‬نَا َم فِي بَ ْيتِ ِ‬ ‫ت فَقِ َ‬ ‫اشهَا فَأُتِيَ ْ‬ ‫ال فَ َجا َء َذاتَ يَوْ ٍم فَنَا َم َعلَى فِ َر ِ‬ ‫ت فِي ِه قَ َ‬ ‫اشهَا َولَ ْي َس ْ‬ ‫فِ َر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اش فَفَت ََحت َعتِي َدتَهَا فَ َج َعلَت تُنَ ِّش ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ق َوا ْستَنقَ َع ع ََرقهُ َعلَى قِط َع ِة أ ِد ٍيم َعلَى الفِ َر ِ‬ ‫ْ‬ ‫َر َ‬ ‫ال فَ َجا َءت َوقَ ْد ع ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫اش ِ‬ ‫فِ َر ِ‬
‫ُول هَّللا ِ نَرْ جُو‬ ‫ُ‬
‫ال َما تَصْ ن َِعينَ َيا أ َّم ُسلَي ٍْم؟ فَقَالَ ْ‬ ‫يرهَا فَفَ ِز َع النَّبِ ُّي ‪ ‬فَقَ َ‬ ‫ْ‬
‫َذلِكَ ال َع َر َ‬
‫ت يَا َرس َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ْص ُرهُ فِي قَ َو ِ‬ ‫ق فَتَع ِ‬
‫ت‪ .‬قَوْ له‪َ ( :‬كانَ النَّبِ ّي ‪ ‬يَ ْد ُخ ُل بَيْت أُ ّم ُسلَي ٍْم‪ ،‬فَيَنَا ُم َعلَى فِ َراشهَا ) و َكانَتْ َم ْح َر ًما‬ ‫ص ْب ِ‬ ‫ال‪ :‬أَ َ‬ ‫ص ْبيَانِنَا قَ َ‬ ‫بَ َر َكتَهُ لِ ِ‬
‫ُوتهن‪َ ،‬و َج َواز النَّوْ م َعلَى اأْل ُ ُدم‪َ ،‬و ِه َي اأْل َ ْنطَاع‬ ‫دهن‪َ ،‬وفِي بُي َّ‬ ‫ارم‪َ ،‬والنَّوْ م ِع ْن َّ‬ ‫لَهُ ‪ ، ‬فَفِي ِه ال ُّد ُخو ُل َعلَى ْال َم َح ِ‬
‫ت‪َ ،‬و ِه َي َكالصُّ ْن ُد ِ‬
‫وق‬ ‫ق ثُ َّم ِم ْن تَحْ ُ‬ ‫وحة ثُ َّم ُمثَنَّاة ِم ْن فَوْ ُ‬ ‫ت َعتِيدَتهَا ) ِه َي بِ َعي ٍْن ُم ْه َملَة َم ْفتُ َ‬ ‫َو ْال ُجلُود‪ .‬قَوْ له‪ ( :‬فَفَت ََح ْ‬
‫ال‪َ :‬ما تَصْ ن َِعينَ ؟) َم ْعنَى فَ ِز َع‬ ‫الص َِّغير‪ ،‬تَجْ َع ُل ْال َمرْ أَة فِي ِه َما يَ ِع ُّز ِم ْن َمتَاعهَا‪ .‬قَوْ له‪( :‬فَفَ ِز َع النَّبِ ّي ‪ ‬فَقَ َ‬
‫اِ ْستَ ْيقَظَ ِم ْن نَوْ مه‪.‬‬
‫) وفي الشمائل للترمذي‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬من أحسن الناس خلقاً‪ ،‬وال مسست خزاً وال حريراً قط وال شيئا ً‬ ‫‪92‬‬

‫كان ألين من كف رسول هللا ‪ ،‬وال شممت مسكا ً قط وال عطراً كان أطيب من عرق رسول هللا ‪ :‬وفي‬
‫نسخة‪ :‬من عرف بالفاء‪( ،‬وعن جابر بن سمرة قال‪ :‬صليت مع رسول هللا ‪ ‬صالة األولى) من باب‬
‫إضافة الموصوف إلى الصفة‪ ،‬والمتبادر أنها الصبح‪ .‬قال النووي وتبعه ابن الملك‪ :‬هي صالة الظهر‪( .‬ثم‬
‫خرج) أي من المسجد (إلى أهله) أي متوجها ً إلى إحدى الحجرات‪ D‬الشريفة (وخرجت معه‪ .‬فاستقبله ولدان)‬
‫جمع وليد وهو الصبي (فجعل) أي شرع (يمسح) أي بيديه الكريمتين (خدي أحدهم واحداً واحداً) حال‬
‫ي) بصيغة التثنية‪ ،‬وفي نسخة باإلفراد على إرادة الجنس‪( .‬فوجدت ليده برداً) أي راحة‬ ‫(وأما أنا فمسح خَ َّد َّ‬
‫(أو ريحا ً) أي رائحة طيبة‪ .‬والظاهر أن أو بمعنى الواو‪ ،‬أو بمعنى بل‪( .‬كأنما أخرجها) أي إذا أخرج‪ D‬يده‬
‫من الكم فكأنه أخرجها‪( .‬من جؤنة عطار) بضم الجيم وسكون الهمز ويبدل‪ ،‬أي سلته أو حقته وفي النهاية‪:‬‬
‫هو بضم الجيم التي يعد فيها الطيب ويحرز‪ .‬قال النووي‪ :‬وفي الحديث بيان طيب ريحه صلوات هللا عليه [‬
‫وسالمه ]‪ ،‬وهو ما أكرمه هللا سبحانه وتعالى به‪ .‬قالوا‪ :‬وكانت هذه الريح الطيبة صفته وإن لم يمس طيباً‪،‬‬
‫ومع هذا كان يستعمل الطيب في كثير من األوقات مبالغة في طيب ريحه لمالقاة المالئكة وأخذ الوحي‬
‫الكريم ومجالسة المسلمين‪.‬‬
‫‪ 93‬من وصف أم معبد‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ت‪( ،‬الَ يَ ُذ ُّم ِم ْنهَا َشيْئاً) الَ يَ ُذ ُّم َذ َواقَا ً (طعاما) َوالَ يَ ْم َد ُحهُ‪َ ،‬والَ‬ ‫الـ َم ِهي ِن‪ ،‬يُ َعظ ُم الن ْع َمةَ َوإِ ْن َدقَّ ْ‬
‫ضبِ ِه َش ْي ٌء‪َ ( ،‬حتَّى‬ ‫ْر ْفهُ أَ َح ٌد‪َ ،‬ولَ ْم يَقُ ْم لِ َغ َ‬‫ق لَ ْم يَع ِ‬ ‫ُوط َي ْال َح َّ‬
‫ان لَهَا‪ ،‬فَإِ َذا تُع ِ‬ ‫ضبُهُ ال ُّد ْنيَا َوالَ َما َك َ‬ ‫تُ ْغ ِ‬
‫َّب قَلَّبَهَا‪،‬‬ ‫ار أَ َشا َر بِ َكف ِه ُكلهَا‪َ ،‬وإِ َذا تَ َعج َ‬ ‫ص ُر لَهَا‪ ،‬إِ َذا أَ َش َ‬ ‫ضبُ لِنَ ْف ِس ِه َوالَ يَ ْنتَ ِ‬ ‫ص َر لَهُ)‪َ ،‬والَ يَ ْغ َ‬ ‫يَ ْنتَ ِ‬
‫ب‬ ‫ض َ‬ ‫اط َن إِ ْبهَا ِم ِه ْاليُسْرى‪َ ،‬وإِ َذا َغ ِ‬ ‫احتِ ِه ْاليُ ْمنى بَ ِ‬ ‫ص َل بِهَا فَيَضْ ِربُ بِبَا ِط ِن َر َ‬ ‫ث اتَّ َ‬ ‫َوإِ َذا تَ َح َّد َ‬
‫ض ِح ِك ِه التَّبَ ُّس ُم‪َ ،‬ويَ ْفتَرُّ َع ْن ِم ْث ِل َحب ْال َغ َم ِام‪،‬‬ ‫ك غَضَّ طَرْ فَهُ‪ ،‬جُلُّ َ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫اح‪َ ،‬وإِ َذا َ‬ ‫ض َوأَ َش َ‬ ‫أَ ْع َر َ‬
‫ان إِ َذا أَوى إِلى َم ْن ِزلِ ِه َج َّزأَ نَ ْف َسهُ ثَالَثَةَ أَجْ َزا ٍء‪:‬‬ ‫ك‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ون لَهُ فِي ذلِ َ‬ ‫ان ُد ُخولُهُ لِبَ ْيتِ ِه َمأْ ُذ ٌ‬ ‫َو َك َ‬
‫ك َعلى ْال َعا َّم ِة‬ ‫ِج ْز ٌء هَّلِل ِ‪َ ،‬وح ُْز ٌء ِأل ْهلِ ِه‪َ ،‬وج ُْز ٌء لِنَ ْف ِس ِه‪ ،‬ثُ َّم َج َّزأَ نَ ْف َسهُ بَ ْينَهُ َوبَي َْن النَّ ِ‬
‫اس‪ ،‬فَيَ ُر ُّد ذلِ َ‬
‫يرتِ ِه فِي ج ُْز ِء األُ َّم ِة إِيثَا ُر أَ ْه ِل ْالفَضْ ِل بِأ َ َدبِ ِه‪،‬‬ ‫ان ِم ْن ِس َ‬ ‫ص ِة فَالَ يَ َّد ِخ ُر َع ْنهُ ْم َش ْيئَاً‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫بِ ْال َخا َّ‬
‫اجتَ ْي ِن‪َ ،‬و ِم ْنهُ ْم ُذو‬ ‫َوقَ َس ُمهُ َعلى قَ َد ِر فَضْ لِ ِه ْم فِي الدي ِن‪ ،‬فَ ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َحا َج ِة‪َ D،‬و ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َ‬
‫ج‪ ،‬فَأ َ ْق َس َمهَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َما يُصْ لِ ُحهُ ْم َواألُ َّمةَ َوإِ ْخبَا ُرهُ ْم بِالَّ ِذي يَ ْنبَ ِغي لَهُ ْم‪َ ،‬ويَقُولُ‪ :‬لِيُبَل ْغ‬ ‫ْال َح َوائِ ِ‬
‫اجةَ َم ْن الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا‪ ،‬فَ َم ْن بَلَّ َغ س ُْلطَانَا ً َحا َجةً الَ يَ ْستَ ِطي ُع‬ ‫ب‪َ ،‬وأَ ْبلِ ُغونِي َح َ‬ ‫ال َّشا ِه ُد ْال َغائِ َ‬
‫ك َوالَ يَ ْقبَ ُل ِم ْن أَ َح ٍد َغ ْي َرهُ‪ ،‬يَ ْد ُخلُ َ‬
‫ون‬ ‫بت هَّللا ُ قَ َد َم ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة الَ ي ُْذ َك ُر ِع ْن َدهُ إِالَّ ذلِ َ‬
‫إِ ْبالَ َغهَا يُثَ ُ‬
‫ُون أَ ِدلَّةً‪.‬‬
‫ق َويَ ْخ ُرج َ‬ ‫ون إِالَّ ِم ْن َذ َوا ٍ‬ ‫َعلَ ْي ِه ُر َّوا َداً‪َ ،‬والَ يَ ْفتَ ِرقُ َ‬
‫ان يَ ْخ ِز ُن لِ َسانَهُ إِالَّ ِم َّما يُ ِعينُهُ ْم‬ ‫قال‪ :‬فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ فقال‪َ :‬و َك َ‬
‫اس َويَحْ تَ ِرسُ‬ ‫َوي َُؤلفُهُ ْم َوالَ يُفَرقُهُ ْم َوالَ يُنَف ُرهُ ْم‪ ،‬فَيُ ْك ِر ُم َك ِري َم ُكل قَ ْو ٍم َوي َُولي ِه َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬ويَحْ َذ ُر النَّ َ‬

‫) وعن أنس رضي هللا عنه قال‪( :‬كان رسول هللا ‪ ‬ليس بالطويل البائن) أي الباعد عن حد االعتدال‬ ‫‪94‬‬

‫والمفرط طوالً‪ ،‬الذي يعد من قدر الرجال الطوال‪ ،‬أو الظاهر البين طوله‪ ،‬من بان إذا بعد أو ظهر‪( .‬وال‬
‫بالقصير) أي المتردد كما في رواية‪ .‬والحاصل أنه كان معتدل القامة لكن إلى الطول أميل‪ .‬فإن النفي نصب‬
‫إلى قيد وصف البائن‪ ،‬فثبت أصل الطول ونوع منه‪ ،‬فهو بالنسبة إلى الطول البائن قصير‪ .‬ولذا قيد نفي‬
‫القصير بالمتردد‪ .‬ويؤيده أنه جاء في رواية‪ :‬أنه ربعة إلى الطول‪ .‬وهذا إنما هو في حد ذاته‪ ،‬وإال فما ماشاه‬
‫طويل إال غلبه في الطول‪ ،‬وفي النهاية‪ :‬هو الذي ليس بطويل وال قصير وال جسيم‪ ،‬كأن خلقه يجيء به‬
‫القصد من األمور والمعتدل الذي ال يميل إلى أحد طرفي اإلفراط والتفريط‪.‬‬
‫) وهو البائن الطول مع نحافة أي نقص في اللحم من قولهم نخلة شذباء أي طويلة بشذب أي قطع عنها‬ ‫‪95‬‬

‫جريدها ووقع في حديث عائشة عند ابن أبي خيثمة لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إال طاله‬
‫رسول هّللا ‪ ‬وربما اكتنفه الرجالن الطويالن فيطولهما فإذ فارقاه‪ D‬نسبا إلى الطول ونسب إلى الربعة‪.‬‬
‫) عنده جماعة من أصحابه يطيعونه‬ ‫‪96‬‬

‫وز َواأْل َصْ ُل ْالهَ ْم ُز‪َ ( .‬كأَنَّ َما يَ ْن َح ُّ‬


‫ط)‬ ‫ي َغ ْي ُر َم ْه ُم ٍ‬ ‫ال فِي النِّهَايَ ِة أَيْ تَ َمايَ َل إِلَى قُ َّدا َم‪ ،‬هَ َك َذا ر ُِو َ‬
‫) تَ َكفَّا تَ َكفِّيًا‪ :‬قَ َ‬ ‫‪97‬‬

‫ض‪ ،‬ي ُِري ُد أَنَّهُ َكانَ يَ ْم ِشي َم ْشيًا قَ ِويًّا َويَرْ فَ ُع‬ ‫ض ٍع ُم ْن َح ِد ٍر ِم ْن اأْل َرْ ِ‬ ‫ب) أَيْ َموْ ِ‬ ‫صبَ ٍ‬ ‫بِتَ ْش ِدي ِد الطَّا ِء أَيْ يَ ْسقُطُ ‪ِ ( .‬م ْن َ‬
‫اربُ ُخطَاهُ‪D‬‬ ‫ض َر ْفعًا َبائِنًا قَويَّاً‪َ ،‬و ِه َي ِم ْشيَةُ أَ ْه ِل ْال َجاَل َد ِة َو ْال ِه َّم ِة اَل َك َم ْن يَ ْم ِشي اِ ْختِيَااًل َويُقَ ِ‬‫ِرجْ لَ ْي ِه ِم ْن اأْل َرْ ِ‬
‫صبَبُ ْال ُح ُدورُ‪.‬‬‫ُوص ْفنَ بِ ِه‪َ ،‬ك َذا فِي ْال ِمرْ قَا ِ‪D‬ة بتصرف‪َ .‬وال َّ‬ ‫تَنَ ُّع ًما‪ ،‬فَإِ َّن َذلِكَ ِم ْن َم ْش ِي النِّ َسا ِء َوي َ‬
‫) وفي رواية لمسلم‪ ،‬قال‪( :‬إنما كان البياض) أي صاحبه وهو الشعر األبيض [ أو البياض ] كناية عن‬ ‫‪98‬‬

‫الشيب (في عنفقته) فتح العين وسكون النون ففاء ثم قاف‪ ،‬أي شعره النابت تحت شفته السفلى وفوق الذقن‪.‬‬
‫(وفي الصدغين) بضم أ ّوله‪ ،‬أي الشعر المتدلي على ما بين العين واألذن‪( .‬وفي الرأس نبذ) بفتح النون‬
‫وسكون الموحدة فذال معجمة‪ ،‬أي شيء يسير من شيب‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫اس َع َّما فِي‬ ‫ط ِوي َع ْن أَ َح ٍد بُ ْش َرهُ َوالَ ُخلُقَهُ‪ ،‬يَتَفَقَّ ُد أَصْ َحابَهُ َويَسْأ َ ُل النَّ َ‬ ‫ِم ْنهُ ْم ِم ْن َغي ِْر أَ ْن يَ ْ‬
‫ف‪ ،‬الَ يَ ْغفَ ُل‬ ‫يح َويُو ِهنُهُ‪ُ ،‬م ْعتَ ِد َل األَ ْم ِر َغي َْر ُم ْختَلِ ٍ‬ ‫اس‪َ ،‬وي َُحس ُِّن ْال َح َس َن َويُقَ ِّوي ِه‪َ ،‬ويُقَبِّ ُح ْالقَبِ َ‬ ‫النَّ ِ‬
‫ين يَلُونَهُ‬ ‫ص ُر َع ِن ْال َحق َوالَ يِجُو ُزهُ الَّ ِذ َ‬ ‫ال ِع ْن َد ِعبَا ٍد‪َ ،‬والَ يَ ْق ُ‬ ‫َم َخافَةَ أَ ْن يَ ْغفَلُوا أَ ْو يَ َملُّوا‪ ،‬لِ ُكل َح ٍ‬
‫صي َحةً َوأَ ْعظَ ُمهُ ْم ِع ْن َدهُ َم ْن ِزلَةً أَحْ َسنُهُ ْم ُم َوا َساةً‬ ‫ضلُهُ ْم ِع ْن َدهُ أَ ْعظَ ُمهُ ْم نَ ِ‬ ‫اس‪ِ ،‬خيَا ُرهُ ْم أَ ْف َ‬ ‫ِم َن النَّ ِ‬
‫از َرةً‪.‬‬‫َو ُم َؤ َ‬
‫ان الَ يَجْ لِسُ َوالَ يَقُو ُم إِالَّ َع ْن ِذ ْك ٍر‪َ ،‬والَ يُو ِط ُن األَ َما ِك َن‬ ‫فسألته عن مجلسه فقال‪َ :‬و َك َ‬
‫ك َويُ ْع ِطي‬ ‫ْث يَ ْنتَ ِهي بِ ِه الـ َمجْ لِسُ ‪َ D،‬ويَأْ ُم ُر بِذلِ َ‬ ‫س َحي ُ‬ ‫َويَ ْنهى َع ْن إِيطَانِهَا‪َ ،‬وإِ َذا ا ْنتَهى إِلى قَ ْو ٍم َجلَ َ‬
‫ضهُ فِي‬ ‫صيبَهُ‪ ،‬الَ يَحْ َسبُ َجلِي ُسهُ أَ َّن أَ َح َداً أَ ْك َر َم َعلَ ْي ِه ِم ْنهُ‪َ ،‬م ْن َجالَ َسهُ أَ ْو فَا َو َ‬ ‫ُك َّل ُجلَ َسائِ ِه نَ ِ‬
‫اج ٍة الَ يَ ُر ُّدهُ إِالَّ بِهَا‪ ،‬أَ ْو بِ َم ْيس ٍ‬
‫ُور‬ ‫ف‪َ ،‬و َم ْن َسأَلَهُ فِي َح َ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ون هُ َو الـ ُم ْن َ‬ ‫صابَ َرهُ َحتَّى يَ ُك َ‬ ‫َحا َج ٍة َ‬
‫صارُوا ِع ْن َدهُ فِي ْال َحق َس َوا ًء‪،‬‬ ‫ار لَهُ ْم أَبَاً‪َ ،‬و َ‬‫ص َ‬ ‫ْط ِه َو ُخلُقِ ِه فَ َ‬ ‫اس ِم ْن بَس ِ‬ ‫ِم َن ْالقَ ْو ِل‪ ،‬قَ ْد َو ِس َع النَّ َ‬
‫ات‪َ ،‬والَ تُ َؤب َُّن فِي ِه ْال ُح َر ُم‪َ D،‬والَ تُ َسا ُء‬ ‫َمجْ لِ ُسهُ َمجْ لِسُ ِع ْل ٍم َو َحيَا ٍء َوأَ َمانَ ٍة‪ ،‬الَ تَرْ تَفِ ُع فِي ِه األَصْ َو ُ‬
‫ون الص َِّغي َر‪D،‬‬ ‫ُون ْال َكبِي َر‪َ ،‬ويَرْ َح ُم َ‬ ‫ين‪ ،‬ي َُوقر َ‬ ‫اض ِع َ‬‫ين فِي ِه بِالتَّقوى ُمتَ َو ِ‬ ‫اض ِع َ‬ ‫ين ُمتَ َو ِ‬ ‫فَلَتَاتُهُ ُم َعا ِدلِ َ‬
‫يب‪.‬‬‫ون ْال َغ ِر َ‬ ‫ُون َذ ِوي ْال َحا َج ِة‪َ ،‬ويَحْ فَظُ َ‬ ‫َوي ُْؤثِر َ‬
‫ت ِسي َرتُهُ فِي ُجلَ َسائِ ِه أَنَّهُ َدائِ ُم‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال‪َ :‬و َكانَ ْ‬
‫ب‬‫ش‪َ ،‬والَ َعيَّا ٍ‬ ‫ب َوالَ فَا ِح ٍ‬ ‫ص َّخا ٍ‬ ‫يظ‪َ ،‬والَ َ‬ ‫ْس بِفَظَ َوالَ َغلِ ٍ‬ ‫ب‪ D،‬لَي َ‬ ‫ين ْال َجانِ ِ‬ ‫ق‪ ،‬لَ ُ‬ ‫ْالبِ ْش ِر‪َ ،‬س ْه ُل ْال ُخلُ ِ‬
‫ار‪،‬‬ ‫ث‪ :‬ال ِم َرا ِء‪َ ،‬وا ِإل ْكثَ ِ‬ ‫ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ‬ ‫ُّب فِي ِه‪ ،‬قَ ْد تَ َر َ‬‫ب‪ ،‬يَتَ َغافَ ُل َع َّما الَ يَ ْشتَ ِهي َوالَ تَ َجي َ‬ ‫َوالَ َسبَّا ٍ‬
‫طلُبُ َع ْو َرتَهُ‪َ ،‬والَ‬ ‫ان الَ يَ ُذ ُّم أَ َح َداً َوالَ يُ َعي ُرهُ‪َ ،‬والَ يَ ْ‬ ‫ث‪َ :‬ك َ‬ ‫ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ‬ ‫َو ِم َّما الَ يَ ْعنِي ِه‪َ ،‬وتَ َر َ‬
‫ت‬ ‫وس ِه ُم الطَّ ْيرُ‪َ ،‬وإِ َذا َس َك َ‬ ‫ق ُجلَ َسا ُؤهُ َكأَنَّ َما َعلى ُر ُؤ ِ‬ ‫ط َر َ‬ ‫يَتَ َكلَّ ُم إِالَّ فِي َما يُرْ جى ثَ َوابُهُ‪ ،‬إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْ‬
‫يث أَ ْونَ ِس ِه ْم‪،‬‬ ‫صتُوا لَهُ َحتَّى يَ ْف ُر َغ‪َ ،‬ح ِديثُهُ ْم ِع ْن َدهُ َح ِد ُ‬ ‫ون ِع ْن َدهُ‪ ،‬إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْن َ‬ ‫تَ َكلَّ ُموا‪َ ،‬والَ يَتَنَا َز ُع َ‬
‫ب َعلى ْال َج ْف َو ِة‬ ‫ُون ِم ْنهُ‪َ ،‬ويَصْ بِ ُر َعلى ْال َغ ِري ِ‬ ‫ون ِم ْنهُ‪َ ،‬ويَتَ َعجَّبُ ِم َّما يَتَ َع َّجب َ‬ ‫ك ِم َّما يَضْ َح ُك َ‬ ‫يَضْ َح ُ‬
‫ب ْال َحا َج ِة‬ ‫ان أَصْ َحابُهُ يَ ْستَجْ لِبُونَهُ ْم‪َ ،‬ويَقُولُ‪ :‬إِ َذا َرأَ ْيتُ ْم طَالِ َ‬ ‫فِي َم ْن ِطقِ ِه َو َم ْس َكنِ ِه َحتَّى إِ َذا َك َ‬
‫فَأَرْ ِش ُدوهُ‪َ ،‬والَ يَ ْقبَ ُل الثَّنَا َء إِالَّ ِم ْن ُم َكافِى ٍء‪َ ،‬والَ يَ ْقطَ ُع َعلى أَ َح ٍد َح ِديثَهُ َحتَّى يَجُو َزهُ فَيَ ْقطَ َعهُ‬
‫بِنَه ٍْي أَ ْو قِيَ ٍام‪.‬‬
‫ان ُس ُكوتُهُ َعلى أَرْ بَ ٍع‪َ :‬على ْال ِح ْل ِم‪َ D،‬و ْال َح َذ ِر‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف كان سكوته؟ قال‪َ :‬و َك َ‬
‫اس‪َ ،‬وأَ َّما تَ َذ ُّك ُرهُ أَ ْو تَفَ ُّك ُرهُ فِي َما‬ ‫ع بَي َْن النَّ ِ‬ ‫ير َوالتَّفَ ُّك ِر‪ ،‬فَأ َ َّما تَ ْق ِدي ُرهُ تَس ِْويَةُ النَّظَ ِر‪َ ،‬وا ْستِ َما ٌ‬ ‫َوالتَّ ْق ِد ِ‬
‫ضي ِه َوالَ يَ ْستَقِرُّ هُ‪َ ،‬و ُج ِم َع لَهُ ْال َح َذ ُر فِي‬ ‫ان الَ يُرْ ِ‬ ‫ص ْب ُر‪ D،‬فَ َك َ‬ ‫يَبْقى َويَ ْفنى‪َ ،‬و ُج ِم َع لَهُ ْال ِح ْل ُم َوال َّ‬
‫ي فِي َما أَصْ لَ َح أُ َّمتَهُ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أَرْ بَ ٍع‪ :‬أَ ْخ ُذهُ بِ ْال ُح ْسنَى لِيُ َع َّد آيَةً َوتَرْ ُكهُ ْالقَبِ َ‬
‫يح لِيُ ْنتَهى َع ْنهُ‪َ ،‬واجْ تِهَا ُد الرَّأ ِ‬
‫اآل ِخ َرةَ‪.‬‬‫َو ْالقِيَا ُم فِي َما َج َم َع لَهُ ُم ال ُّد ْنيَا َو ْ‬

‫‪14‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫اس لَ ْه َجةً)‬‫ق النَّ ِ‬ ‫ص ْدرًا) (‪َ ( .)99‬وأَصْ َد ُ‬ ‫اس َكفَّا َوأَ ْش َر ُحهُ ْم َ‬
‫ص ْدرًا أَجْ َو ُد النَّ ِ‬ ‫اس َ‬ ‫(أَجْ َو ُد النَّ ِ‬
‫(وأَ ْك َر ُمهُ ْم ِع ْش َرةً) (‪َ ( )102‬م ْن َرآهُ بَ ِديهَةً) (‪( )103‬هَابَهُ) (‪َ ( )104‬و َم ْن‬ ‫َ‬
‫ً (‪)101‬‬
‫(وأَ ْليَنُهُ ْم َع ِري َكة)‬
‫َ‬
‫(‪)100‬‬

‫ْرفَةً أَ َحبَّهُ) (‪( )105‬يَقُو ُل نَا ِعتُهُ) (‪( )106‬لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َواَل بَ ْع َدهُ َمثَلُهُ)(‪.)107‬‬ ‫َخالَطَهُ َمع ِ‬
‫ض َي هَّللا ُ َع ْنهُ َما قَ َ‬
‫ال‪ :‬لَ ْم يَ ُك ْن النَّبِ ُّي ‪ ‬فَا ِح ًشا‬ ‫روى البخاري َع ْن َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِْن َع ْم ٍرو َر ِ‬
‫ار ُك ْم أَحْ َسنَ ُك ْم أَ ْخاَل قًا (‪.)109‬‬
‫ان يَقُو ُل إِ َّن ِم ْن ِخيَ ِ‬ ‫َواَل ُمتَفَ ِّح ًشا (‪َ )108‬و َك َ‬
‫ي ‪‬يَقُو ُل َم ْن َرآنِي فِي ْال َمنَ ِام‬ ‫ْت النَّبِ َّ‬
‫ال‪َ :‬س ِمع ُ‬ ‫وروى البخاري أَ َّن أَبَا هُ َر ْي َرةَ قَ َ‬
‫ين إِ َذا َرآهُ فِي‬ ‫ال اب ُْن ِس ِ‬
‫ير َ‬ ‫ال أَبُو َعبْد هَّللا ِ قَ َ‬ ‫ان بِي‪ .‬قَ َ‬‫فَ َسيَ َرانِي فِي ْاليَقَظَ ِة َواَل يَتَ َمثَّ ُل ال َّش ْيطَ ُ‬
‫صُو َرتِ ِه‪.‬‬

‫اح أَيْ أَوْ َس ُعهُ ْم قَ ْلبًا فَاَل‬‫ح ْال ِج ِيم بِ َم ْعنَى ال َّس َع ِة َوااِل ْنفِ َس ِ‬ ‫) من وصف علي رضي هللا عنه‪ ،‬إِ َّما ِم ْن ْال َجوْ َد ِة بِفَ ْت ِ‬
‫‪99‬‬

‫ض ُّد ْالب ُْخ ِل أَيْ اَل‬ ‫ض ِّم ِب َم ْعنَى اإْل ِ ْعطَا ِء ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِ َّما ِم ْن ْالجُو ِد بِال َّ‬ ‫زَج ُ‪D‬ر ِم ْن أَ َذى اأْل ُ َّم ِة َو ِم ْن َجفَا ِ‪D‬ء اأْل َ ْع َرا ِ‬ ‫يَ َملُّ َواَل يَ ْن ِ‬
‫ص ْد ِر ِه‪ ،‬فَ ْال َم ْعنَى أَنَّهُ‬ ‫ف الَّتِي فِي َ‬ ‫ار ِ‪D‬‬ ‫ق َو ْال َم َع ِ‬ ‫وم َو ْال َحقَائِ ِ‬‫ف ال ُّد ْنيَا َواَل ِم ْن ْال ُعلُ ِ‬ ‫زَخَار ِ‪D‬‬
‫ِ‬ ‫يَبْخَ ُل َعلَى أَ َح ٍد َش ْيئًا ِم ْن‬
‫اس قَ ْلبًا‪.‬‬ ‫أَسْخَى النَّ ِ‬
‫) أَيْ لِ َسانًا َوقَوْ اًل ‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫ف َوالنُّفُ ِ‬
‫ور‪.‬‬ ‫يل ْال ِخاَل ِ‬ ‫ط َواعًا ُم ْنقَادًا قَلِ َ‬ ‫) ْال َع ِري َكةُ الطَّبِي َعةُ يُقَا ُل فُاَل ٌن لَي ُِّن ْال َع ِري َك ِة إِ َذا َكانَ َسلِسًا ِم ْ‬ ‫‪101‬‬

‫احبَةً‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫ون أَيْ ُم َعا َش َرةً َو ُم َ‬ ‫ْر فَ ُس ُك ٍ‬ ‫) بِ َكس ٍ‬ ‫‪102‬‬

‫) أَيْ أَ َّو َل َم َّر ٍة أَوْ فُ َجا َءةً َوبَ ْغتَةً‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫َاب ال َّش ْي َء إِ َذا خَافَهُ َو َوقَّ َرهُ َوعَظَّ َمهُ‪.‬‬ ‫) أَيْ خَافَهُ َوقَارًا َوهَ ْيبَةً ِم ْن ه َ‬ ‫‪104‬‬

‫ار ِه َو ُس ُكونِ ِه فَإِ َذا‬ ‫ْرفَ ِة إِلَ ْي ِه هَابَهُ لِ َوقَ ِ‬ ‫) أَيْ بِ ُحس ِْن ُخلُقِ ِه َو َش َمائِلِ ِه‪َ ،‬و ْال َم ْعنَى أَ َّن َم ْن لَقِيَهُ قَب َْل ااِل ْختِاَل ِط بِ ِه َو ْال َمع ِ‬ ‫‪105‬‬

‫َجالَ َسهُ َوخَالَطَهُ‪ D‬بَانَ لَهُ ُحس ُْن ُخلُقِ ِه فَأ َ َحبَّهُ ُحبًّا بَلِي ًغا‪.‬‬
‫اصفُهُ ِع ْن َد ْال َعجْ ِز ع َْن َوصْ فِ ِه‪.‬‬ ‫) أَيْ َو ِ‬ ‫‪106‬‬

‫يرةً َو ُخلُقًا‪َ D‬و ْ‬


‫خَلقًا‪.‬‬ ‫ُورةً َو ِس َ‬ ‫اوي ِه ص َ‬ ‫) أَيْ َم ْن يُ َس ِ‬ ‫‪107‬‬

‫الزيَادَة َعلَى ْال َح ّد فِي ْالكَاَل م ال َّسيِّئ‪َ ،‬و ْال ُمتَفَحِّش‬ ‫ش‪َ D،‬وهُ َو ِّ‬ ‫َاطقًا بِ ْالفُحْ ِ‬ ‫اح ًشا َواَل ُمتَفَحِّ ًشا ) أَيْ ن ِ‬ ‫) قَوْ له‪ ( :‬فَ ِ‬ ‫‪108‬‬

‫ي ِم ْن طَ ِريق أَبِي َعبْد هَّللا ْال َج َدلِ ّي قَ َ‬


‫ال‬ ‫ْال ُمتَ َكلِّف لِ َذلِكَ أَيْ لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ ْالفُحْ ش ُخلُقًا َواَل ُم ْكت َِسبًا‪َ ،‬و َوقَ َع ِع ْند التِّرْ ِم ِذ ّ‬
‫اح ًشا َواَل ُمتَفَحِّ ًشا‪َ ،‬واَل َس َّخابًا فِي اأْل َس َْواق‪َ ،‬واَل َيجْ ِزي‬ ‫ت‪ :‬لَ ْم َي ُك ْن فَ ِ‬ ‫" َسأ َ ْلت عَائِ َشة ع َْن ُخلُق النَّبِ ّي ‪ ‬فَقَالَ ْ‬
‫بِال َّسيِّئَ ِة‪َ ،‬ولَ ِك ْن يَ ْعفُو َويَصْ فَح "‪َ ،‬وقَ ْد َر َوى البخاري فِي اأْل َدَب ِم ْن َح ِديث أَنَس " لَ ْم يَ ُك ْن َرسُول هَّللا ‪َ ‬سبَّابًا‬
‫ت َجبِينه " َوأِل َحْ َمد ِم ْن َح ِديث أَنَس " أَ َّن النَّبِ ّي‬ ‫َواَل فَحَّا ًشا َواَل لَعَّانًا‪َ ،‬كانَ يَقُول أِل َ َح ِدنَا ِع ْند ْال َم ْعتَبَة‪َ :‬ما لَهُ ت َِربَ ْ‬
‫اجه أَ َحدًا فِي َوجْ هه ِب َش ْي ٍء َي ْك َرههُ " َوأِل َبِي دَا ُو َد ِم ْن َح ِديث عَائِ َشة " َكانَ َرسُول هَّللا ‪ ‬إِ َذا َبلَ َغهُ‬ ‫‪َ ‬كانَ اَل ي َُو ِ‬
‫ع َْن ال َّرجُل ال َّش ْيء لَ ْم يَقُلْ ‪َ :‬ما بَال فُاَل ن يَقُول ؟ َولَ ِك ْن يَقُول‪َ :‬ما بَال أَ ْق َوام يَقُولُونَ "‪ .‬وفي صحيح مسلم ع َْن‬
‫ال لِي لِ َش ْي ٍء لِ َم فَ َع ْلتَ َك َذا‬ ‫ط َواَل قَ َ‬ ‫ال لِي أُفًّا قَ ُّ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪َ ‬ع ْش َر ِسنِينَ َوهَّللا ِ َما قَ َ‬ ‫ت َرس َ‬ ‫ال خَ َد ْم ُ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫أَن ِ‬
‫َس ب ِْن َمالِ ٍ‬
‫َوهَاَّل فَ َع ْلتَ َك َذا‪.‬‬
‫ضائِل‪،‬‬ ‫خَلق‪ :‬اِ ْختِيَار ْالفَ َ‬ ‫"و ُحسْن ْال ْ‬ ‫اسن ُك ْم َ‬ ‫) قَوْ له‪ ( :‬إِ َّن ِم ْن ِخيَار ُك ْم أَحْ َسن ُك ْم أَ ْخاَل قًا ) فِي ِر َوايَة ُم ْسلِم " أَ َح ِ‬ ‫‪109‬‬

‫صالِح اأْل َ ْخاَل ق " َوأَ ْخ َر َجهُ‪D‬‬ ‫َوتَرْ ك ال َّر َذائِل‪َ .‬وقَ ْد أَ ْخ َر َ‪D‬ج أَحْ َمد ِم ْن َح ِديث أَبِي هُ َري َْرة َرفَ َعهُ " إِنَّ َما ب ُِع ْثت أِل ُتَ ِّمم َ‬
‫صفِيَّة‬ ‫صالِح " َوأَ ْخ َر َج الطَّبَ َرانِ ُّي فِي اأْل َوْ َسط بِإِ ْسنَا ٍد َح َسن ع َْن َ‬ ‫ارم " بَدَل " َ‬ ‫ْالبَ َّزار ِم ْن هَ َذا ْال َوجْ ه ِبلَ ْف ِظ " َم َك ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم " َو ِع ْند ُم ْسلِم ِم ْن َح ِديث‬ ‫ت " َما َرأَيْت أَ َحدًا أَحْ َسن ُخلُقًا ِم ْن َرسُول هَّللا َ‬ ‫بِ ْنت ُحيَ ّي قَالَ ْ‬
‫ضاهُ "‪.‬‬ ‫ضى لِ ِر َ‬ ‫َضبِ ِه َويَرْ َ‬ ‫ضب لِغ َ‬ ‫عَائِ َشة " َكانَ ُخلُقه ْالقُرْ آن‪ ،‬يَ ْغ َ‬
‫‪15‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫روى الترمذي وابن ماجه والبيهقي َع ْن َع ْب ِد هَّللا ِ قَا َل‪ :‬اضْ طَ َج َع النَّبِ ُّي ‪َ ‬علَى َح ِ‬
‫ك ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫ك َعلَ ْي ِه َش ْيئًا يَقِي َ‬ ‫ت آ َذ ْنتَنَا فَفَ َر ْشنَا لَ َ‬ ‫ت‪ِ D:‬بأَبِي َوأُ ِّمي يَا َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ لَ ْو ُك ْن َ‬ ‫فَأَثَّ َر فِي ِج ْل ِد ِه فَقُ ْل ُ‬
‫ت َش َج َر ٍة ثُ َّم َرا َح‬ ‫ب ا ْستَظَ َّل تَحْ َ‬ ‫فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ : ‬ما أَنَا َوال ُّد ْنيَا ‪ ،‬إِنَّ َما أَنَا َوال ُّد ْنيَا َك َرا ِك ٍ‬
‫َوتَ َر َكهَا‪.‬‬
‫ير‬
‫ص ٍ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪َ ‬د َخ َل َعلَ ْي ِه ُع َم ُر َوهُ َو َعلَى َح ِ‬ ‫س أَ َّن َرس َ‬ ‫وروى االمام أحمد َع ِن ا ْب ِن َعبَّا ٍ‬
‫ال‪َ :‬ما لِي َولِل ُّد ْنيَا َما َمثَلِي‬ ‫ت فِ َرا ًشا أَ ْوثَ َر ِم ْن هَ َذا فَقَ َ‬ ‫ي هَّللا ِ لَ ْو اتَّ َخ ْذ َ‬ ‫قَ ْد أَثَّ َر فِي َج ْنبِ ِه فَقَ َ‬
‫ال‪ :‬يَا نَبِ َّ‬
‫ار ثُ َّم َرا َح‬‫ت َش َج َر ٍة َسا َعةً ِم ْن نَهَ ٍ‬ ‫ف فَا ْستَظَ َّل تَحْ َ‬ ‫صائِ ٍ‬ ‫ار فِي يَ ْو ٍم َ‬ ‫ب َس َ‬ ‫َو َمثَ ُل ال ُّد ْنيَا إِاَّل َك َرا ِك ٍ‬
‫َوتَ َر َكهَا‪.‬‬

‫فهذا هو غيض من فيض في وصف نبي الرحمة صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬جمعته من‬
‫كتب الحديث‪ ،‬وشروحها‪ ،‬والسير‪ ،‬ومعاجم اللغة‪ ،‬وكتب الشمائل‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬وقد جهدت أن‬
‫أجمع ما قيل في وجهه الشريف في موضع‪ ،‬وما قيل في عينيه الشريفتين في موضع‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فتصرفت في مواضع تلك األوصاف من الروايات ألقرب الصورة من األذهان‪،‬‬
‫وسألت هللا تعالى أن يمتعنا برؤيته في المنام في هذه الدنيا‪ ،‬وأن يجمعنا به في اآلخرة‪،‬‬
‫فيسقينا من يديه الشريفتين شربة ماء ال نظمأ بعدها أبدا‪ ،‬اللهم صل وسلم وأنعم وبارك‬
‫على سيد الخلق محمد بن عبد هللا‪ ،‬صالة وسالما دائمين ال ينقطعان إلى يوم الدين‪ ،‬ترضى‬
‫بهما عنا‪ ،‬جزاه هللا عنا وعن االسالم والمسلمين خير الجزاء ورفعه‪ ،‬وآتاه المقام المحمود‬
‫الذي وعدهُ إياه‪،‬‬

‫و‬
‫‪16‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫نص األحاديث التي وردت فيها صفات رسول هللا عليه سالم هللا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حديث أم معبد‪:‬‬
‫صفَ ِة َرسُو ِل هَّللا ِ ‪( :...‬حديث‬ ‫يث أُ ِّم َم ْعبَ ٍد فِي ِ‬ ‫ورد في « تاريخ اإلسالم للذهبي » َح ِد ُ‬
‫مرفوع‪ ،‬وله شواهد في‪ :‬دالئل النبوة للبيهقي ‪ ، 283 / 1‬و المعجم الكبير للطبراني‪ ،‬و‬
‫الفوائد الشهير بالغيالنيات ألبي بكر الشافعي‪ ،‬و أنساب األشراف للبالذري‪ ،‬وفي كنز‬
‫العمال‪ ،‬وفي المستدرك للحاكم‪ ،‬وفي جامع المسانيد والمراسيل للسيوطي) ‪َ :‬وقَا َل أَبُو ِه َش ٍام‬
‫اع ُّي ‪َ :‬ح َّدثَنِي َع ِّمي أَيُّوبُ ب ُْن‬ ‫ان ْال َك ْعبِ ُّي ْال ُخ َز ِ‬ ‫ُّوب ب ِْن ُسلَ ْي َم َ‬ ‫ان ب ِْن ْال َح َك ِم ب ِْن أَي َ‬ ‫ُم َح َّم ُد ب ُْن ُسلَ ْي َم َ‬
‫ط َحا ِء يَ ْو َم‬ ‫ْش ْب ِن َخالِ ٍد ‪ ،‬الَّ ِذي قُتِ َل بِ ْالبَ ْ‬ ‫ْال َح َك ِم ‪َ ،‬ع ْن ِح َز ِام ب ِْن ِه َش ٍام ‪َ ،‬ع ْن أَبِي ِه ‪َ ،‬ع ْن َج ِّد ِه ُحبَي ِ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم " َخ َر َج ِم ْن َم َّكةَ هُ َو َوأَبُو بَ ْك ٍر ‪،‬‬ ‫ي َ‬ ‫ح ‪َ ،‬وهُ َو أَ ُخو َعاتِ َكةَ ‪ ،‬أَ َّن النَّبِ َّ‬ ‫ْالفَ ْت ِ‬
‫َو َم ْولًى أِل َبِي بِ ْك ٍر َعا ِم ُر ب ُْن فُهَي َْرةَ ‪َ ،‬و َدلِيلُهُ ْم َع ْب ُد هَّللا ِ ب ُْن اأْل ُ َر ْيقِ ِط اللَّ ْيثِ ُّي ‪ ،‬فَ َمرُّ وا َعلَى َخ ْي َمتَ ْي‬
‫ط ِع ُم ‪ ،‬فَ َسأَلُوهَا تَ ْمرًا‬ ‫ت بَرْ َزةً َج ْل َدةً تَحْ تَبِي بِفِنَا ِء ْالقُبَّ ِة ‪ ،‬ثُ َّم تَ ْسقِي َوتُ ْ‬ ‫أُ ِّم َم ْعبَ ٍد ْال ُخ َز ِ‬
‫اعيَّ ِة ‪َ ،‬و َكانَ ْ‬
‫ين ‪ ،‬فَنَظَ َر َرسُو ُل هَّللا ِ‬ ‫ين ُم ْسنِتِ َ‬ ‫ان ْالقَ ْو ُم ُمرْ ِملِ َ‬ ‫ُصيبُوا َش ْيئًا ‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َولَحْ ًما يَ ْشتَرُونَهُ ِم ْنهَا ‪ ،‬فَلَ ْم ي ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ال ‪َ :‬ما هَ ِذ ِه ال َّشاةُ يَا أُ َّم َم ْعبَ ٍد ؟ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْر ْال َخ ْي َم ِة ‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم إِلَى َشا ٍة فِي ِكس ِ‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ،‬قَا َل ‪:‬‬ ‫ت ‪ِ :‬ه َي أَجْ هَ ُد ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ال ‪ :‬هَلْ بِهَا ِم ْن لَبَ ٍن ؟ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َشاةٌ َخلَّفَهَا‪ْ D‬ال َج ْه ُد َع ِن ْال َغنَ ِم ‪ ،‬فَقَ َ‬
‫ْت بِهَا َح ْلبًا فَاحْ لُ ْبهَا‪ ، D‬فَ َد َعا بِهَا ‪ ،‬فَ َم َس َح‬ ‫ت ‪ :‬نَ َع ْم بِأَبِي َوأُ ِّمي ‪ ،‬إِ ْن َرأَي َ‬ ‫ين أَ ْن أَحْ لُبَهَا ؟ قَالَ ْ‬ ‫أَتَأْ َذنِ َ‬
‫َّت ‪َ ،‬و َد َعا‬ ‫َّت َواجْ تَر ْ‬ ‫َّت َعلَ ْي ِه ‪َ ،‬و َدر ْ‬ ‫ضرْ َعهَا ‪َ ،‬و َس َّمى هَّللا َ ‪َ ،‬و َد َعا لَهَا فِي َشاتِهَا ‪ ،‬فَتَفَاج ْ‬ ‫بِيَ ِد ِه َ‬
‫ت ‪ ،‬ثُ َّم َسقَى‬ ‫ب ثَ ًّجا َحتَّى َعاَل هُ ْالبَهَا ُء ‪ ،‬ثُ َّم َسقَاهَا َحتَّى ر ُِويَ ْ‬ ‫بِإِنَا ٍء يُرْ بِضُ ال َّر ْهطَ ‪ ،‬فَ َحلَ َ‬
‫ب ثَانِيًا بَ ْع َد بَ ْد ٍء ‪َ ،‬حتَّى َمأَل َ اإْل ِ نَا َء ‪ ،‬ثُ َّم َغا َد َرهُ‬ ‫آخ ُرهُ ْم ‪ ،‬ثُ َّم َحلَ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫أَصْ َحابَهُ َحتَّى َر َو ْوا ‪ ،‬ثُ َّم َش ِر َ‬
‫ق أَ ْعنُ ًزا ‪،‬‬ ‫ت ‪َ ،‬حتَّى َجا َء َز ْو ُجهَا أَبُو َم ْعبَ ٍد ‪ ،‬يَسُو ُ‬ ‫ِع ْن َدهَا َوبَايَ َعهَا ‪َ ،‬وارْ تَ َحلُوا َع ْنهَا ‪ ،‬فَقَلَّ َما لَبِثَ ْ‬
‫ك هَ َذا‬ ‫ب ‪َ ،‬وقَا َل ‪ِ :‬م ْن أَي َْن لَ ِ‬ ‫او ْك َن هُ َزااًل ُم ُّخه َُّن قَلِي ٌل ‪ ،‬فَلَ َّما َرأَى أَبُو َم ْعبَ ٍد اللَّبَ َن َع ِج َ‬ ‫ِع َجافًا‪ D‬يَتَ َس َ‬
‫ت ؟ ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫وب فِي ْالبَ ْي ِ‬ ‫ازبٌ ِحيَا ٌل ‪َ ،‬واَل َحلُ َ‬ ‫ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫يَا أ َّم َم ْعبَ ٍد ؟ َوال َّشا ُء َع ِ‬
‫ال واللـه إال أنه مر بنا رجل مبارك من حالـه كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬صفيه لي يا أم معبد‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫ص ْعلَةٌ‪،‬‬ ‫ق‪ ،‬لَ ْم تُ ِع ْبهُ ثُجْ لَةٌ‪َ ،‬ولَ ْم تُ ْز ِر بِ ِه ُ‬ ‫ضا َء ِة‪ ،‬أَ ْبلَ َج ْال َوجْ ِه‪َ ،‬ح َس َن ْال َخ ْل ِ‬ ‫ظا ِه َر ْال َو َ‬ ‫ْت َر ُجالً َ‬ ‫َرأَي ُ‬
‫[ص َحلٌ‪ :‬في جامع‬ ‫ص ْوتِ ِه صهل َ‬ ‫ف‪َ ،‬وفِي َ‬ ‫ط ٌ‬ ‫ار ِه ُو ْ‬ ‫َو ِسي ٌم قَ ِسي ٌم‪ ،‬فِي َع ْينَ ْي ِه ُد ْعجٌ‪َ ،‬وفِي أَ ْشفَ ِ‬
‫المسانيد والمراسيل وفي تاريخ االسالم] َوفِي ُعنُقِ ِه َسطَعٌ‪َ ،‬وفِي لِحْ يَتِ ِه َكثَاثَةٌ [كثافة‪ :‬في‬
‫ت فَ َعلَ ْي ِه ْال َوقَا ُر‪َ D،‬وإِ ْن تَ َكلَّ َم َس َماهُ [سما‪ :‬في تاريخ‬ ‫ص َم َ‬ ‫تاريخ االسالم]‪ ،‬أَ َزجُّ ‪ ،‬أَ ْق َر ُن‪ ،‬إِ ْن َ‬
‫[وأَحْ الَهُ‪ :‬جامع المسانيد‪ ،‬وفي تاريخ‬ ‫اس َوأَ ْبهَاهُ ِم ْن بَ ِعي ٍد‪َ ،‬‬ ‫االسالم] َو َعالَهُ ْالبَهَا ُء‪ ،‬أَجْ َم ُل النَّ ِ‬
‫ق‪ ،‬فصالً [فَصْ لٌ‪ :‬في جامع المسانيد‪ ،‬وفي تاريخ‬ ‫ب‪ ،‬ح ُْل ُو ْال َم ْن ِط ِ‬ ‫االسالم] َوأَحْ َسنُهُ ِم ْن قَ ِري ٍ‬
‫االسالم] ال نَ ْز َر وال هَ ْذ َر [فَصْ ٌل اَل نَ ْز ٌر َواَل هَ َذ ٌر في تاريخ االسالم] َكأ َ َّن َم ْن ِطقَهُ َخ َر َز ُ‬
‫ات‬
‫[ر ْب ٌع في جامع المسانيد] الَ تَ ْشنَ ُؤهُ ِم ْن طُو ٍل‪[ ،‬اَل يَائُسٌ ِم ْن طُو ٍل‪ :‬في‬ ‫ظ ٍم يَتَ َح َّدرْ َن‪ ،‬ربعة َ‬ ‫نُ ْ‬
‫ض ُر [أَ ْنظَ ُر في‬ ‫ص ٍر‪ُ ،‬غصْ ٌن بَي َْن ُغصْ نَ ْي ِن فَه َُو أَ ْن َ‬ ‫تاريخ االسالم] َوالَ تَ ْقتَ ِح ُمهُ َعي ٌْن ِم ْن قِ َ‬
‫ون بِ ِه‪ ،‬إِ ْن‬ ‫جامع المسانيد‪ ،‬وفي تاريخ االسالم] الثَّالَثَ ِة َم ْنظَراً‪َ ،‬وأَحْ َسنُهُ ْم قَ ْد َراً‪ ،‬لَهُ َرفَقَا ُء يَ ُحفُّ َ‬
‫صتُوا في جامع المسانيد‪ ،‬وفي تاريخ االسالم] لِقَ ْولِ ِه‪َ ،‬وإِ ْن أَ َم َر تَبَا َدرُوا إِلى‬ ‫ال َس ِمعُوا [أَ ْن ِ‬ ‫قَ َ‬
‫‪17‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ش ‪ ،‬الَّ ِذي‬ ‫ال أَبُو َم ْعبَ ٍد ‪ :‬فَهَ َذا َوهَّللا ِ َ‬


‫صا ِحبُ قُ َر ْي ٍ‬ ‫أَ ْم ِر ِه‪َ ،‬محْ فُو ٌد َمحْ ُشو ٌد‪ ،‬الَ َعابِسٌ َوالَ ُم ْفنِ ٌد‪ .‬قَ َ‬
‫ك َسبِياًل " ‪.‬‬ ‫ت إِلَى َذلِ َ‬ ‫ت أَ ْن أَصْ َحبَهُ ‪َ ،‬وأَل َ ْف َعلَ َّن إِ ْن َو َج ْد ُ‬‫ُذ ِك َر لَنَا ِم ْن أَ ْم ِر ِه َوقَ ْد هَ َم ْم ُ‬
‫وفي اآلحاد والمثاني البن أبي عاصم‪ " :‬ثم جاء زوجي من الرعي يسوق أعنز لنا عجافا‬
‫فقربت إلى زوجي اللبن وأخبرته خبر النبي صلى اللـه عليه وسلم وأخبرته ببركته فقال‬
‫صفية لي قلت نعم رجل ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق بساما وليس نحيل وال‬
‫مدلم وال مطهم أبيض وسيم ثقيل أدعج العينين أهدب األشفار منعطف جهير الصوت كأن‬
‫عنقه سطح قمر كث اللحية أزج الحواجب مقرون إذا تكلم عاله البهاء وإذا سكت فعليه‬
‫الوقار أجمل الناس وأباه من بعيد واحال الناس واحسنه من قريب شهي المنطق فصل ال‬
‫فضول وال هذرمة إذا تكلم نظم الدر والمرجان ال نزر وال نقصان رجل فوق الربعة‬
‫غصن بين غصنين أنظر الثالثة وأطراه أحسنهم منظرا وأتمهم جسما إذا جلس حفوا به‬
‫وإذا تكلم أنصتوا وإذا قام قاموا حولـه وإذا أمر بأمر ابتدروه فيما يأمرهم محفود محشود‬
‫يحسده قومه لما اللـه نوره ال عابس وال يعتدي على أحد بشر أطهر الناس خلقا وأكرمهم‬
‫عودا صلى اللـه عليه وسلم"‬
‫وفي دالئل النبوة للبيهقي‪ " :‬وقولها‪ »:‬ظاهر الوضاءة «قال غير القتيبي ‪ :‬تريد‪ :‬ظاهر‬
‫الجمال‪ .‬قال القتيبي‪ :‬وقولها‪ »:‬أبلج الوجه «تريد‪ :‬مشرق الوجه مضيئه وقولها‪ »:‬لم تعبه‬
‫نحلة «فالنحل‪ :‬الدقة والضمر‪ .‬وقولها‪ »:‬ولم تزر به صقلة «‪ .‬فالصقل‪ D:‬منقطع األضالع‪.‬‬
‫والصقلة‪ :‬الخاصرة‪ D.‬تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ وال ناحل‪ .‬ويروى‪ :‬لم تعبه ثجلة ولم تزر‬
‫به صعلة‪ .‬والثجلة‪ :‬عظم البطن واسترخاء أسفله‪ .‬والصعلة‪ :‬صغر الرأس‪ .‬والوسيم‪:‬‬
‫الحسن الوضيء وكذلك القسيم‪ .‬والدعج‪ :‬السواد في العين وغيره‪ .‬وقولها‪ »:‬في أشفاره‬
‫عطف «قال القتيبي‪ :‬سألت عنه الرياشي فقال‪ :‬ال أعرف العطف‪ .‬وأحسبه‪ :‬غطف بالغين‬
‫معجمة وهو أن تطول األشفار ثم تنعطف‪ .‬والعطف أيضا إن كان هو المحفوظ شبيه بذلك‪،‬‬
‫وهو انعطاف األشفار‪ .‬وروي‪ »:‬وفي أشفاره وطف «وهو الطول‪ .‬وقولها‪ »:‬في صوته‬
‫صهل «ويروى» صحل «أي كالبحة‪ ،‬وهو أن ال يكون حادا‪ .‬وقولها‪ »:‬في عنقه سطع‬
‫«أي طول‪ ».‬إن تكلم سما «‪ .‬يريد عال برأسه أو يده‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ثانيا‪ :‬حديث ابن أبي هالة رضي هللا عنه‪:‬‬


‫في دالئل النبوة للبيهقي‪ ،‬وجامع المسانيد والمراسيل للسيوطي‪:‬‬
‫وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ‪ ،‬ببغداد قال‪ :‬حدثنا عبد اللـه بن جعفر بن درستويه‬
‫النحوي ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن حماد األنصاري‬
‫المصري ‪ ،‬وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا جميع بن عمر بن عبد‬
‫الرحمن العجلي ‪ ،‬قال‪ :‬حدثني رجل بمكة ‪ ،‬عن ابن ألبي هالة التميمي ‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫علي ‪ ،‬قال‪ :‬سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي‪ ،‬وكان وصافا‪ ،‬عن حلية النبي صلى اللـه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به‪ ،‬فقال‪ « :‬كان رسول اللـه صلى‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُوع‪،‬‬‫اللـه عليه وسلم فَ ْخما ً ُمفَ َّخ َماً‪ ،‬يَتألأل َوجْ هُهُ تَأللُ َؤ ْالقَ َم ِر لَ ْيلَةَ ْالبَ ْد ِر ‪ ،‬أَط َو َل ِم َن ْال َمرْ ب ِ‬
‫ت عقيقته [ َعقيصتُهُ في جامع‬ ‫ْر‪ ،‬إِ ِن ا ْنفَ َرقَ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬ع ِظي َم ْالهَا َم ِة‪َ ،‬رجْ َل ال َّشع ِ‬ ‫ص َر ِم َن ْال ُم َش َّذ ِ‬ ‫َوأَ ْق َ‬
‫ق ‪ ،‬وفي رواية العلوي‪ :‬إن انفرقت عقيصته فرق‪ ،‬وفي رواية مجمع الزوائد‪:‬‬ ‫المسانيد] فَ َر َ‬
‫او ُز َش ْع ُرهُ شَحْ َمةُ أُ ُذنَ ْي ِه إِ َذا هُ َو َوفَّ َرهُ‪ ،‬أَ ْزهَ َر اللَّ ْو ِن‪،‬‬ ‫ت عقيصتُهُ فَرَّق] َوإِالَّ فَالَ ي َُج ِ‬ ‫إِذا تَفَ َّرقَ ْ‬
‫ضبُ ‪ ،‬أَق ْن ُى ال ِعرْ نِي ِْن‬ ‫ق يُ ِدرُّ هُ ْال َغ َ‬‫ب َس َوابِ َغ فِي َغي ِْر قَ َر ٍن بَ ْينَهُ َما ِعرْ ٌ‬ ‫ين‪ ،‬أَ َز َّج ْال َح َوا ِج ِ‬ ‫اس َع ْال َجبِ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ث اللحْ يَ ِة‪َ ،‬سه َْل ْال َخ َّد ْي ِن‪« ،‬وفي رواية العلوي‪»:‬‬ ‫له نُو ٌر يَ ْعلُوهُ‪ ،‬يَحْ َسبُهُ َم ْن لَ ْم يَتَأ َ َّم ْلهُ أَ َش َّم‪َ ،‬ك َّ‬
‫ق ال َمس َْربَ ِة في جامع المسانيد] َكأ َ َّن ُعنُقَهُ‬ ‫ان‪َ ،‬دقِي َ‬ ‫ب‪ُ ،‬مفَلَّ َج األَ ْسنَ ِ‬ ‫[ضلِي َع ْالفَ ِم أَ ْشنَ َ‬ ‫المسربة‪َ ،‬‬
‫اسكاً‪ ،‬سوي [ َسوا َء‪ :‬في جامع‬ ‫ق‪ ،‬بَا ِدنا ً ُمتَ َم ِ‬ ‫ض ِة‪ُ ،‬م ْعتَ ِد َل ْال َخ ْل ِ‬ ‫صفَا ِء ْالفِ َّ‬ ‫ِجي ُد ُد ْميَ ٍة فِي َ‬
‫ص ْد ِر [«وفي رواية العلوي‪ »:‬فسيح الصدر‪ ]،‬بُ َع ْي َد َما‬ ‫يض ال َّ‬ ‫ص ْد ِر‪َ ،‬ع ِر َ‬ ‫ط ِن َوال َّ‬ ‫المسانيد] ْالبَ ْ‬
‫ْر يَجْ ِري‬ ‫يس‪ ،‬أَ ْن َو َر ال ُمتَ َج َّر ِد‪َ ،‬م ْوصُو َل َما بَي َْن اللَّبَّ ِة وال ُّس َّر ِة بِ َشع ٍ‬ ‫ض ْخ َم ْال َك َرا ِد ِ‬ ‫بَي َْن ْال َم ْن ِكبَي ِْن‪َ ،‬‬
‫ص ْد ِر‪،‬‬ ‫الذرا َعي ِْن َو ْال َم ْن َكبَي ِْن َوأَ َعالِي ال َّ‬ ‫ك‪ ،‬أَ ْش َع َر َ‬ ‫ط ِن ِم َّما ِس َوى ذلِ َ‬ ‫ي الثَّ ْديَ ْي ِن َو ْالبَ ْ‬ ‫ار َ‬ ‫َك ْال َخط‪َ ،‬ع ِ‬
‫ب‪َ D،‬ش ْث َن‬ ‫ص ِ‬ ‫َّاح ِة‪«[ ،‬وفي رواية العلوي‪ »:‬رحب الجبهة‪َ ]،‬س ْبطَ القَ َ‬ ‫ب الر َ‬ ‫ط ِوي َل ال َّز ْن َدي ِْن‪َ ،‬رحْ َ‬ ‫َ‬
‫ص ْي ِن‪َ ،‬م ِسي َح‬ ‫ان األَ ْخ َم َ‬ ‫ص َ‬ ‫اف‪َ ،‬خ ْم َ‬ ‫ط َر ِ‬ ‫ال َكفَّ ْي ِن َو ْالقَ َد َمي ِْن‪«[،‬لم يذكر العلوي القدمين»] َسائِ َل األَ ْ‬
‫ال َزا َل قلعا‪[ ،‬تقَلُّعاً‪ :‬في جامع المسانيد] َويَ ْخطُو تَ َكفُّؤاً‪،‬‬ ‫ْالقَ َد َم ْي ِن يَ ْنبُو َع ْنهُ َما ْال َما ُء إِ َذا َز َ‬
‫ط ِم ْن‬ ‫[وتخطَّى تَ َكفِّياً‪ ،‬في مجمع الزوائد] َويَ ْم ِشي هَ ْونا ً َذ ِري َع ال َم ْشيَ ِة إِ َذا َم َشى َكأَنَّ َما يَ ْن َح ُّ‬
‫ت جمعا [«وفي رواية العلوي‪ »:‬جميعا‪ ،‬وفي رواية مجمع الزوائد‪:‬‬ ‫ت ْالتَفَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِ َذا ْالتَفَ َ‬ ‫صب َ ٍ‬ ‫َ‬
‫ط َو ُل ِم ْن نَظَ ِر ِه إِلَى ال َّس َما ِء‪ ،‬جُلُّ نَظَ َر ِه‬ ‫ف‪ ،‬نَظَ ُرهُ إِلَى األَرْ ض أَ ْ‬ ‫ض الطَّرْ ِ‬ ‫التفت معا] «» َخافِ َ‬
‫ِ‬
‫ق أَصْ َحابَهُ‪ ،‬يبدر «وفي راوية العلوي‪َ »:‬ويَ ْب َدأُ َم ْن لَقِيَهُ بالسالَ ِم »‪.‬‬ ‫ْال ُمالَ َحظَةُ‪ ،‬يَسُو ُ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ص َل األَحْ َز ِ‬ ‫قلت‪ :‬صف لي منطقه‪ ،‬قال‪ »:‬كان رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم‪ُ ،‬متَ َوا ِ‬
‫احةٌ‪ ،‬الَ يَتَ َكلَّ ُم فِي َغي ِْر َحا َج ٍة‪،‬‬ ‫ت لَهُ َر َ‬ ‫َدائِ َم ْالفِ ْك َر ِة‪«[ ،‬وفي رواية العلوي‪ »:‬الفكر] «» لَ ْي َس ْ‬
‫ط ِوي َل ال َّس ْكتة [«وفي رواية العلوي‪ »:‬السكوت‪ ،‬وفي رواية مجمع الزوائد وجامع‬ ‫َ‬
‫المسانيد‪ :‬طويل ال َّس ْكت ] «» يفتتح يَ ْفتَتِ ُح ْال َكالَ َم َويَ ْختِ ُمهُ بِأ َ ْش َداقِ ِه‪َ ،‬ويَتَ َكلَّ ُم بِ َج َوا ِم ِع ْال َكلِ ِم‪،‬‬
‫[«وفي رواية العلوي‪ »:‬الكالم «»] [ َكالَ ُمهُ فَصْ لٌ‪ :‬في جامع المسانيد] فَصْ ل‪[ :‬ال فُضُو َل‬
‫ْس بِ ْال َجافِي‪َ D‬والَ ال َم ِهي ِن‪ ،‬يُ َعظ ُم‬ ‫ث لَي َ‬ ‫ير‪َ ،‬د ِم ٌ‬ ‫ص َ‬ ‫وفي رواية مجمع الزوائد‪ :‬ال فُصُو ٌل َوالَ تَ ْق ِ‬
‫ضبُهُ ال ُّد ْنيَا َوالَ َما‬ ‫ت‪( ،‬الَ يَ ُذ ُّم ِم ْنهَا َشيْئاً) ل الَ يَ ُذ ُّم َذ َواقَا ً َوالَ يَ ْم َد ُحهُ‪َ ،‬والَ تُ ْغ ِ‬ ‫الن ْع َمةَ َوإِ ْن َدقَّ ْ‬
‫ْر ْفهُ أَ َح ٌد‪َ ،‬ولَ ْم يَقُ ْم‬ ‫ق‪ :‬في جامع المسانيد] لَ ْم يَع ِ‬ ‫ُوط َي ْال َح َّ‬‫ق [فَإِ َذا تُع ِ‬ ‫ان لَهَا‪ ،‬فإذا نوزع الح َّ‬ ‫َك َ‬
‫‪19‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ار أَ َشا َر بِ َكف ِه‬ ‫ص ُر لَهَا‪ ،‬إِ َذا أَ َش َ‬ ‫ضبُ لِنَ ْف ِس ِه َوالَ يَ ْنتَ ِ‬ ‫ص َر لَهُ)‪َ ،‬والَ يَ ْغ َ‬ ‫(حتَّى يَ ْنتَ ِ‬ ‫ضبِ ِه َش ْي ٌء‪َ ،‬‬ ‫لِ َغ َ‬
‫ص َل بِهَا فَيَضْ ِربُ بِبَا ِط ِن َرا َحتِ ِه ْاليُ ْمنى بَا ِط َن إِ ْبهَا ِم ِه‬ ‫ث اتَّ َ‬ ‫َّب قَلَّبَهَا‪َ ،‬وإِ َذا تَ َح َّد َ‬ ‫ُكلهَا‪َ ،‬وإِ َذا تَ َعج َ‬
‫ض ِح ِك ِه التَّبَ ُّس ُم‪َ ،‬ويَ ْفتَرُّ‬ ‫طرْ فَهُ‪ ،‬جُلُّ َ‬ ‫ك غَضَّ َ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ض َوأَ َشا َح‪َ D،‬وإِ َذا َ‬ ‫ب أَ ْع َر َ‬ ‫ض َ‬ ‫ْاليُسْرى‪َ ،‬وإِ َذا َغ ِ‬
‫ان إِ َذا أَوى إِلى َم ْن ِزلِ ِه َج َّزأَ‬ ‫ك‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ون لَهُ فِي ذلِ َ‬ ‫ان ُد ُخولُهُ لِبَ ْيتِ ِه َمأْ ُذ ٌ‬ ‫َع ْن ِم ْث ِل َحب ْال َغ َم ِام‪َ ،‬و َك َ‬
‫اس‪،‬‬ ‫نَ ْف َسهُ ثَالَثَةَ أَجْ َزا ٍء‪ِ :‬ج ْز ٌء هَّلِل ِ‪َ ،‬وح ُْز ٌء ِأل ْهلِ ِه‪َ ،‬وج ُْز ٌء لِنَ ْف ِس ِه‪ ،‬ثُ َّم َج َّزأَ نَ ْف َسهُ بَ ْينَهُ َوبَي َْن النَّ ِ‬
‫ان ِم ْن ِسي َرتِ ِه فِي ج ُْز ِء األُ َّم ِة إِيثَا ُر‬ ‫ص ِة فَالَ يَ َّد ِخ ُر َع ْنهُ ْم َش ْيئَاً‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫ك َعلى ْال َعا َّم ِة بِ ْال َخا َّ‬ ‫فَيَ ُر ُّد ذلِ َ‬
‫اج ِة‪َ ،‬و ِم ْنهُ ْم ُذو‬ ‫الدين‪ ،‬فَ ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْه ِل ْالفَضْ ِل بِأ َ َدبِ ِه‪َ ،‬وقَ َس ُمهُ َعلى قَ َد ِر فَضْ لِ ِه ْم فِي‬
‫ج‪ ،‬فَأ َ ْق َس َمهَا َعلَ ْي ِه ْم فِي َما يُصْ لِ ُحهُ ْم َواألُ َّمةَ َوإِ ْخبَا ُرهُ ْم بِالَّ ِذي يَ ْنبَ ِغي‬ ‫اجتَي ِْن‪َ ،‬و ِم ْنهُ ْم ُذو ْال َح َوائِ ِ‬ ‫ْال َح َ‬
‫اجةَ َم ْن الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا‪ ،‬فَ َم ْن بَلَّ َغ س ُْلطَانَا ً‬ ‫ب‪َ D،‬وأَ ْبلِ ُغونِي َح َ‬ ‫لَهُ ْم‪َ ،‬ويَقُولُ‪ :‬لِيُبَل ْغ ال َّشا ِه ُد ْال َغائِ َ‬
‫ك َوالَ يَ ْقبَ ُل ِم ْن أَ َح ٍد‬ ‫بت هَّللا ُ قَ َد َم ْي ِه يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة الَ ي ُْذ َك ُر ِع ْن َدهُ إِالَّ ذلِ َ‬‫َحا َجةً الَ يَ ْستَ ِطي ُع إِ ْبالَ َغهَا يُثَ ُ‬
‫ان يَ ْخ ِز ُن لِ َسانَهُ‬ ‫ُون أَ ِذلَّةً‪َ ،‬و َك َ‬‫ق َويَ ْخ ُرج َ‬ ‫ون إِالَّ ِم ْن َذ َوا ٍ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه ُر َّوا َداً‪َ ،‬والَ يَ ْفتَ ِرقُ َ‬ ‫َغ ْي َرهُ‪ ،‬يَ ْد ُخلُ َ‬
‫إِالَّ ِم َّما ي ُِعينُهُ ْم َويُ َؤلفُهُ ْم َوالَ يُفَرقُهُ ْم َوالَ يُنَف ُرهُ ْم‪ ،‬فَيُ ْك ِر ُم َك ِري َم ُكل قَ ْو ٍم َويُ َولي ِه َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬ويَحْ َذ ُر‬
‫ط ِوي َع ْن أَ َح ٍد بُ ْش َرهُ َوالَ ُخلُقَهُ‪ ،‬يَتَفَقَّ ُد أَصْ َحابَهُ َويَسْأ َ ُل‬ ‫اس َويَحْ تَ ِرسُ ِم ْنهُ ْم ِم ْن َغي ِْر أَ ْن يَ ْ‬ ‫النَّ َ‬
‫يح َويُو ِهنُهُ‪ُ ،‬م ْعتَ ِد َل األَ ْم ِر َغ ْي َر‬ ‫سن ْال َح َس َن َويُقَوي ِه‪َ ،‬ويُقَب ُح ْالقَبِ َ‬ ‫اس‪َ ،‬وي َُح ُ‬ ‫اس َع َّما فِي النَّ ِ‬ ‫النَّ َ‬
‫ص ُر َع ِن ْال َحق َوالَ‬ ‫ال ِع ْن َد ِعبَا ٍد‪َ ،‬والَ يَ ْق ُ‬ ‫ف‪ ،‬الَ يَ ْغفَ ُل َم َخافَةَ أَ ْن يَ ْغفَلُوا أَ ْو يَ َملُّوا‪ ،‬لِ ُكل َح ٍ‬ ‫ُم ْختَلِ ٍ‬
‫يحةً َوأَ ْعظَ ُمهُ ْم ِع ْن َدهُ َم ْن ِزلَةً‬ ‫ص َ‬ ‫ضلُهُ ْم ِع ْن َدهُ أَ ْعظَ ُمهُ ْم نَ ِ‬ ‫اس‪ِ ،‬خيَا ُرهُ ْم أَ ْف َ‬ ‫ين يَلُونَهُ ِم َن النَّ ِ‬ ‫يِجُو ُزهُ الَّ ِذ َ‬
‫ُوط ُن األَ َما ِك َن َويَ ْنهى‬ ‫ان الَ يَجْ لِسُ َوالَ يَقُو ُم إِالَّ َع ْن ِذ ْك ٍر‪َ ،‬والَ ي ِ‬ ‫از َرةً‪َ ،‬و َك َ‬ ‫أَحْ َسنُهُ ْم ُم َوا َساةً َو ُم َؤ َ‬
‫ك َويُ ْع ِطي ُك َّل‬ ‫ْث يَ ْنتَ ِهي بِ ِه ال َمجْ لِسُ ‪َ ،‬ويَأْ ُم ُر بِذلِ َ‬ ‫س َحي ُ‬ ‫َع ْن إِيطَانِهَا‪َ ،‬وإِ َذا ا ْنتَهى إِلى قَ ْو ٍم َجلَ َ‬
‫اج ٍة‬ ‫ضهُ فِي َح َ‬ ‫او َ‬ ‫صيبَهُ‪ ،‬الَ يَحْ َسبُ َجلِي ُسهُ أَ َّن أَ َح َداً أَ ْك َر َم َعلَ ْي ِه ِم ْنهُ‪َ ،‬م ْن َجالَ َسهُ أَ ْو فَ َ‬ ‫ُجلَ َسائِ ِه نَ ِ‬
‫ُور ِم َن‬ ‫اج ٍة الَ يَ ُر ُّدهُ إِالَّ بِهَا‪ ،‬أَ ْو بِ َم ْيس ٍ‬ ‫ف‪َ ،‬و َم ْن َسأَلَهُ فِي َح َ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ون هُ َو ال ُم ْن َ‬ ‫صابَ َرهُ َحتَّى يَ ُك َ‬ ‫َ‬
‫صارُوا ِع ْن َدهُ فِي ْال َحق َس َوا ًء‪،‬‬ ‫ار لَهُ ْم أَبَاً‪َ ،‬و َ‬ ‫ص َ‬ ‫ْط ِه َو ُخلُقِ ِه فَ َ‬ ‫اس ِم ْن بَس ِ‬ ‫ْالقَ ْو ِل‪ ،‬قَ ْد َو ِس َع النَّ َ‬
‫ات‪َ ،‬والَ تُ َؤب َُّن فِي ِه ْال ُح َر ُم‪َ D،‬والَ تُ َسا ُء‬ ‫َمجْ لِ ُسهُ َمجْ لِسُ ِع ْل ٍم َو َحيَا ٍء َوأَ َمانَ ٍة‪ ،‬الَ تَرْ تَفِ ُع فِي ِه األَصْ َو ُ‬
‫ون الص َِّغي َر‪D،‬‬ ‫ُون ْال َكبِي َر‪َ ،‬ويَرْ َح ُم َ‬ ‫ين‪ ،‬ي َُوقر َ‬ ‫ين فِي ِه بِالتَّقوى ُمتَ َو ِ‬
‫اض ِع َ‬ ‫اض ِع َ‬ ‫ين ُمتَ َو ِ‬ ‫فَلَتَاتُهُ ُم َعا ِدلِ َ‬
‫يرتُهُ فِي ُجلَ َسائِ ِه أَنَّهُ َدائِ ُم ْالبِ ْش ِر‪َ ،‬س ْه ُل‬ ‫ت ِس َ‬ ‫يب‪َ ،‬و َكانَ ْ‬ ‫ون ْال َغ ِر َ‬ ‫ُون َذ ِوي ْال َحا َج ِة‪َ ،‬ويَحْ فَظُ َ‬ ‫َوي ُْؤثِر َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ب َوالَ َسبَّا ٍ‬ ‫ش‪َ ،‬والَ َعيَّا ٍ‬ ‫اح ٍ‬ ‫ب َوالَ فَ ِ‬ ‫ص َّخا ٍ‬ ‫ْس بِفَظَ َوالَ َغلِي ٍظ‪َ ،‬والَ َ‬ ‫ب‪ D،‬لَي َ‬ ‫ين ْال َجانِ ِ‬ ‫ق‪ ،‬لَ ُ‬ ‫ْال ُخلُ ِ‬
‫ار‪َ ،‬و ِم َّما الَ‬ ‫اإل ْكثَ ِ‬ ‫ث‪ :‬ال ِم َرا ِء‪َ ،‬و ِ‬ ‫ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ‬ ‫ُّب فِي ِه‪ ،‬قَ ْد تَ َر َ‬ ‫يَتَ َغافَ ُل َع َّما الَ يَ ْشتَ ِهي َوالَ تَ َجي َ‬
‫طلُبُ َع ْو َرتَهُ‪َ ،‬والَ يَتَ َكلَّ ُم إِالَّ‬ ‫ان الَ يَ ُذ ُّم أَ َح َداً َوالَ يُ َعي ُرهُ‪َ ،‬والَ يَ ْ‬ ‫ث‪َ :‬ك َ‬ ‫ك نَ ْف َسهُ ِم ْن ثَالَ ٍ‬ ‫يَ ْعنِي ِه‪َ ،‬وتَ َر َ‬
‫ت تَ َكلَّ ُموا‪،‬‬ ‫وس ِه ُم الطَّ ْيرُ‪َ ،‬وإِ َذا َس َك َ‬ ‫ق ُجلَ َسا ُؤهُ َكأَنَّ َما َعلى ُر ُؤ ِ‬ ‫ط َر َ‬ ‫فِي َما يُرْ جى ثَ َوابُهُ‪ ،‬إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْ‬
‫ك‬ ‫يث أَ ْونَ ِس ِه ْم‪ ،‬يَضْ َح ُ‬ ‫صتُوا لَهُ َحتَّى يَ ْف ُر َغ‪َ ،‬ح ِديثُهُ ْم ِع ْن َدهُ َح ِد ُ‬ ‫ون ِع ْن َدهُ‪ ،‬إِ َذا تَ َكلَّ َم أَ ْن َ‬ ‫از ُع َ‬ ‫َوالَ يَتَنَ َ‬
‫ب َعلى ْال َج ْف َو ِة فِي‬ ‫ُون ِم ْنهُ‪َ ،‬ويَصْ بِ ُر َعلى ْال َغ ِري ِ‬ ‫ون ِم ْنهُ‪َ ،‬ويَتَ َعجَّبُ ِم َّما يَتَ َع َّجب َ‬ ‫ِم َّما يَضْ َح ُك َ‬
‫ب ْال َحا َج ِة‬ ‫ان أَصْ َحابُهُ يَ ْستَجْ لِبُونَهُ ْم‪َ ،‬ويَقُولُ‪ :‬إِ َذا َرأَ ْيتُ ْم طَالِ َ‬ ‫َم ْن ِطقِ ِه َو َم ْس َكنِ ِه َحتَّى إِ َذا َك َ‬
‫فَأَرْ ِش ُدوهُ‪َ ،‬والَ يَ ْقبَ ُل الثَّنَا َء إِالَّ ِم ْن ُم َكافِى ٍء‪َ ،‬والَ يَ ْقطَ ُع َعلى أَ َح ٍد َح ِديثَهُ َحتَّى يَجُو َزهُ فَيَ ْقطَ َعهُ‬
‫ير َوالتَّفَ ُّك ِر‪ ،‬فَأ َ َّما تَ ْق ِدي ُرهُ‬ ‫ان ُس ُكوتُهُ َعلى أَرْ بَ ٍع‪َ :‬على ْال ِح ْل ِم‪َ D،‬و ْال َح َذ ِر‪َ ،‬والتَّ ْق ِد ِ‬ ‫بِنَه ٍْي أَ ْو قِيَ ٍام‪َ ،‬و َك َ‬
‫اس‪َ ،‬وأَ َّما تَ َذ ُّك ُرهُ أَ ْو تَفَ ُّك ُرهُ فِي َما يَبْقى َويَ ْفنى‪َ ،‬و ُج ِم َع لَهُ ْال ِح ْل ُم‬ ‫ع بَي َْن النَّ ِ‬ ‫تَس ِْويَةُ النَّظَ ِر‪َ ،‬وا ْستِ َما ٌ‬
‫‪20‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ضي ِه َوالَ يَ ْستَقِرُّ هُ‪َ ،‬و ُج ِم َع لَهُ ْال َح َذ ُر فِي أَرْ بَ ٍع‪ :‬أَ ْخ ُذهُ بِ ْال ُح ْسنَى لِيُ َع َّد آيَةً‬
‫ان الَ يُرْ ِ‬‫ص ْبرُ‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫َوال َّ‬
‫ي فِي َما أَصْ لَ َح أُ َّمتَهُ‪َ ،‬و ْالقِيَا ُم فِي َما َج َم َع لَهُ ُم ال ُّد ْنيَا‬ ‫ْ‬
‫َوتَرْ ُكهُ ْالقَبِي َح لِيُ ْنتَهى َع ْنهُ‪َ ،‬واجْ تِهَا ُد الرَّأ ِ‬
‫اآل ِخ َرةَ»‪.‬‬‫َو ْ‬

‫‪21‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫ثالثا‪ :‬حديث علي رضي هللا عنه‪ :‬في مسند اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد هللا ح َّدثني سريج بن‬
‫يونس ثنا يحيى بن سعيد األموي عن ابن جريج عن صالح بن سعيد أو سعيد عن نافع بن‬
‫جبير بن مطعم عن عل ّي رضي هللا عنه قال‪« :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم ال‬
‫قصير وال طويل ‪ ،‬عظيم الرأس رجله‪[ ،‬وفي مسند أبي يعلى‪ :‬كان عظيم الهامة ] عظيم‬
‫اللحية‪ ،‬مشربا ً حمرة‪ ،‬طويل المسربة‪ ،‬عظيم الكراديس‪ ،‬شثن الكفين والقدمين‪ ،‬إذا مشى‬
‫تكفأ كأنما يهبط في صبب لم أرْ قبله وال بعده مثله صلى هللا عليه وسلّم»‪.‬‬
‫وفي مصنف ابن أبي شيبة وجامع المسانيد‪:‬‬
‫ح ّدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال ثنا إبرهيم بن محمد من ولد علي قال‪:‬‬
‫يل الممغط [لَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫كان علي إذا نعت رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلّم قال‪ :‬لَ ْم يَ ُك ْن بِالطَّ ِو ِ‬
‫ان َر ْب َعةً ِم َن من الرجال‪D،‬‬ ‫ير ال ُمتَ َرد ِد‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ص ِ‬ ‫يل ال ُم ْم ِع ِط في جامع المسانيد] َوالَ بِ ْالقَ ِ‬ ‫بِالطَّ ِو ِ‬
‫[من القوم في جامع المسانيد] كان جعد الشعر‪َ ، ،‬ولَ ْم يَ ُك ْن بِ ْال َج ْع ِد ْالقَطَ ِط َوالَ بِال َّس ْب ِط‪َ ،‬ك َ‬
‫ان‬
‫ض ُم َش َّربَا ً ُح ْم َرةً‪،‬‬ ‫ان فِي َوجْ ِه ِه تَ ْد ِويرٌ‪ ،‬أَ ْبيَ َ‬ ‫َج ْع َداً َر ِجالً‪َ ،‬ولَ ْم يَ ُك ْن بِال ُمطَه َِّم َوالَ بِال ُم َك ْلثَ ِم‪َ ،‬و َك َ‬
‫اش َو ْال َكتَ ِد‪ ،‬أَجْ َر َد َذا َم ْس ُربَ ٍة‪َ ،‬ش ْث َن ْال َكفَّ ْي ِن‬‫يل ال ُم َش ِ‬ ‫ار‪َ ،‬جلِ َ‬ ‫ب األَ ْشفَ ِ‬ ‫أَ ْد َع َج ْال َع ْينَي ِْن‪ ،‬أَ ْه َد َ‬
‫ت َم َعاً‪ ،‬بَي َْن َكتِفَ ْي ِه َخاتَ ُم‬ ‫ت ْالتَفَ َ‬‫ب‪َ ،‬وإِ َذا ْالتَفَ َ‬ ‫صب َ ٍ‬‫َو ْالقَ َد َمي ِْن‪ ،‬إِ َذا َم َشى تَقَلَّ َع َكأَنَّ َما يَ ْم ِشي فِي َ‬
‫ص ْد َراً‬ ‫اس َ‬ ‫ب النَّ ِ‬ ‫[وأَرْ َح َ‬‫اس َكفًّا‪ ،‬وأجرؤ الناس صدرًا‪َ ،‬‬ ‫النُّبُ َّو ِة‪َ ،‬وهُ َو َخاتَ ُم النَّبِيي َْن‪ ،‬أَجْ َو َد النَّ ِ‬
‫اس بِ ِذ َّم ٍة‪َ ،‬وأَ ْليَنَهُ ْم َع ِري َكةً‪َ ،‬وأَ ْك َر َمهُ ْم‬ ‫اس لَ ْه َجةً‪َ ،‬وأَ ْوفَى النَّ ِ‬ ‫ق النَّ ِ‬ ‫في جامع المسانيد] َوأَصْ َد َ‬
‫ْرفَةً أَ َحبَّهُ‪،‬‬ ‫[وأَ ْك َر َمهُ ْم ِع ْت َرةً‪ :‬في جامع المسانيد] َم ْن َرآهُ بَ ِديهَةً هَابَهُ‪َ ،‬و َم ْن َخالَطَهُ َمع ِ‬ ‫عشرة‪َ ،‬‬
‫اعتُهُ‪ :‬لَ ْم أَ َر قَ ْبلَهُ َوالَ بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ»‪.‬‬‫يَقُو ُل نَ ِ‬

‫‪22‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫بعض مراجع البحث‪:‬‬


‫اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب‪،‬‬
‫تفسري ابن عطية‪ :‬احملرر الوجيز‪،‬‬
‫البداية والنهاية البن كثري‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬
‫جامع المسانيد والمراسيل للسيوطي‬
‫دالئل النبوة للبيهقي‬
‫مجمع الزوائد للهيثمي‬
‫الشمائل المحمدية للترمذي‬
‫لسان العرب البن منظور‬
‫صحيح البخاري‬
‫صحيح مسلم‬
‫مسند اإلمام أحمد‬
‫سنن الترمذي‬
‫الوفا بأحوال المصطفى البن الجوزي‬
‫الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض‬
‫مصنف ابن أبي شيبة‬
‫مصنف عبد الرزاق الصنعاني‬
‫األدب المفرد للبخاري‬
‫اآلحاد والمثاني البن أبي عاصم‬
‫المعجم الكبير للطبراني‪،‬‬
‫الفوائد الشهير بالغيالنيات ألبي بكر الشافعي‪،‬‬
‫أنساب األشراف للبالذري‪،‬‬
‫كنز العمال‪،‬‬

‫_‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري البن حجر العسقالني‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫خاتمة‬
‫ني * ْٱه ِدنَا‬‫اك َنعب ُد وإِيَّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ب ٱلْعالَ ِمني * ٱلرَّمْح ـٰ ِن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫{بِس ِم ٱهلل الرَّمْح ٰ ِن َّ ِ‬
‫اك نَ ْستَع ُ‬ ‫ٱلرحي ِم* َمـٰلك َي ْوم ٱلدِّي ِن* إيَّ َ ْ ُ َ‬ ‫الرحيـ ِم * ٱحْلَ ْم ُد للَّه َر ِّ َ َ‬
‫ض ِ‬
‫وب َعلَْي ِهم َوالَ ٱلضَّآلِّ َـ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني } آمني‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َغرْيِ ٱلْ َم ْغ ُ‬ ‫يم * صَرا َط ٱلذ َ‬
‫ين أَْن َع ْم َ‬ ‫ٱلصَرا َط ٱلْ ُم ْستَق َ‬
‫ِّ‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على خري خلقك نبينا حممد بن عبد اهلل‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم صالة أهل السموات واألرضني‬
‫عليه وأجر يا رب لطفك اخلفي يف أمورنا بفضل رمحتك وكرمك ولطفك يا كرمي‪.‬‬
‫اللهم إين أسألك بك يا رب العاملني‪ ،‬أسألك بامسك األعظم الذي إن سئلت به أجبت‪ ،‬وإن استغفرت به غفرت‪ ،‬وإن‬
‫اسرتمحت به رمحت‪ ،‬وإن استشفيت به شفيت‪ ،‬يا جميب دعوة الداعني‪:‬‬
‫عطي إذا ُسئل‪ ،‬وال يزداد‬‫أسألك يا رب بك يا أيها الذي ليس إاَّل ه رب يدعى‪ ،‬سألتك يا مالك حوائج السائلني الذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ٌ ُ‬
‫على كثرة السؤال إال جودا وكرما‪ ،‬وعلى كثرة اإلحلاح إال تفضال وإحسانًا‪ ،‬يأتيه ال ُـمـث َق ُل باهلموم شاكيا‪ ،‬فيفرج كرباته‪،‬‬
‫وأم َه َل‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫والغارق يف الذنوب مستغفرا‪ ،‬فيغفر زالته‪ ،‬واملستيئس من النجاة‪ ،‬فيمد له يد جناته‪ ،‬إذا أساءت العباد َحل َم ْ‬
‫تفضل وقَبِ َل وإن عصوا سرت‪ ،‬وإن أذنبوا عفا وغفر‪ ،‬وإذا دعوه أجاب‪ ،‬فكان أقرب إليهم من حبل وريدهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أحسنوا‬
‫وأرحم هبم من والدهم على وليدهم‪ ،‬وإذا نادوه مسعهم‪ ،‬وإذا أقبلوا عليه أسرع إليهم‪ ،‬من تقرب إليه بشرب قربه ذراعا‪،‬‬
‫ومن أتاه ميشي أسرع إليه هرولة‪ ،‬وإذا ولَّوا عنهُ تكرم وتفضل ودعاهم‪ ،‬ومل يوصد بابه أمامهم‪ ،‬شديد العقاب‪ ،‬وهو‬
‫الغفور الرحيم‪.‬‬
‫راغب إليه ُزلفى‪ ،‬تتابعت نعمه وآالؤه‪ ،‬حىت اطمأنت األنفس بتتابعها‪ ،‬وتظاهرت املنن‬ ‫لكل ُمسرتح ٍم لديه رمحة‪ ،‬ولكل ٍ‬
‫منه حىت اعرتف أولياؤه بالتقصري عن حقه‪ ،‬أسبغ نعمه عليهم ظاهرة وباطنة‪،‬‬
‫الصوامت حبجته‪ ،‬ودل كل ما ُكتب على صفحة جنوم السماء‪ ،‬وحبات رمل أدمي‬ ‫ُ‬ ‫سألتك مبن تظاهرت العَِبُر حىت نطقت‬
‫األرض على عظيم قدرته‪ ،‬وأظهر من اآليات حىت أفصحت السماوات واألرضون بأدلته‪ ،‬وقهر بعظيم قدرته حىت خضع‬
‫كل شيء لعزته وعنت الوجوه لعظمته‪.‬‬

‫سألتك يا اهلل بك أن تنزل علينا شآبيب رمحتك‪ ،‬وأن تتقبل أعمالنا وان جتعلها خالصة لوجهك‪ ،‬وان تسرت علينا يف الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬اللهم إين أسألك لنا وللمسلمني أمجعني من خري ما سألك احلبيب املصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم وعبادك‬
‫الصاحلون‪ ،‬وأعوذ بك هلم ولنا من شر ما استعاذ بك منه احلبيب املصطفى صلى اهلل عليه وآله وسلم وعبادك الصاحلون‬
‫أسألك اخلري كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما مل نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما مل نعلم‬
‫وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا حممد خري خلقك‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم صالة أهل السموات واألرضني عليه‬
‫وأجر يا رب لطفك اخلفي يف أمورنا‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‬

‫‪24‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫احلمد هلل على نعمائه‪ ،‬ونسأله تعاىل أن يكون أجرى احلق على ألسنتنا وبأيدينا‪ ،‬وأن يكون عصمنا من الزلل‪ ،‬وأن‬
‫يتجاوز عنا برمحته‪ ،‬وفضله‪ ،‬وكرمه‪ ،‬فإنا واهلل لذاته العلية حمبون‪ ،‬على ما فينا من التقصري‪ ،‬والشرود عن اجلادة‪،‬‬
‫واالنغماس يف الدنيا‪ ،‬ومع أن هذا كله يدل على تقصري من جانب احملب‪ ،‬إال أننا نسأله تعاىل أن ال يكون حبنا له ادعاء‪،‬‬
‫أنا مذنب أنا مخطىء أنا عاصي ‪    ‬هو غافر هو راحم هو عافي‬
‫بـثــالثــة ‪    ‬وستغلبن أوصافـه أوصافـي‬ ‫قــابـل ـتـهــن ثـالثــة‬
‫حدثنا املزين قال‪ :‬دخلت على الشافعي يف مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا عبداللـه‪ ،‬كيف أصبحت؟ فرفع رأسه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬أصبحت من الدنيا راحال‪ ،‬والخواين مفارقا‪ ،‬ولسوء عملي مالقيا‪ ،‬وعلى اللـه واردا‪ ،‬ما أدري روحي تصري إىل‬
‫جنة فأهنيها‪ ،‬أو إىل نار فأعزيها‪ ،‬مث بكى‪ ،‬وأنشأ يقول‪:110‬‬
‫المن والجود‪-‬‬
‫كنت‪ -‬ياذا ِّ‬
‫وإن ُ‬
‫‪   ‬‬ ‫إليك إله الخلق أرفع رغبتي‬
‫مجرم ًا‬
‫الر َجا ِمنِّي لِ َع ْف ِو َك‬
‫ْت َّ‬ ‫َج َعل ُ‬
‫‪   ‬‬ ‫ولَّما قسا قلبي وضاقت مذاهبي‬
‫ّما‬
‫ُسل َ‬
‫عفوك أعظما‬
‫بعفوك ربي كا َن َ‬
‫‪َ    ‬‬ ‫تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ‬
‫َم‬
‫بلْ‬ ‫ْت ذَا َع ْف ٍو َع ِن َّ‬
‫الذنْ ِ‬ ‫فَ َما ِزل َ‬
‫ود َوَت ْع ُفو ِمنَّة ً َوتَ َك ُّر َما‬
‫‪    ‬تَ ُج ُ‬
‫َت َز ْل‬
‫ك آدما‬ ‫فكيف وقد أغوى َ صفيَّ َ‬ ‫َ‬ ‫‪   ‬‬ ‫إلبليس عاب ٌد‬
‫َ‬ ‫فلوالك لم يصمد‬
‫َ‬
‫يزايل مأثما‬ ‫وم غَ ٍ‬ ‫‪    ‬ظَلُ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شوم ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫متمرد‬ ‫تعف عن‬
‫تعف عني ُ‬
‫فإن ُ‬
‫بج ْرم جهنَّما‬ ‫‪    ‬ولو أدخلوا نفسي ُ‬ ‫فلست ٍ‬
‫بآيس‬ ‫ُ‬ ‫تنتقم مني‬
‫وإن ْ‬
‫‪    ‬تفيض لَِف ْر ِط ال َْو ْج ِد أجفانُهُ َد َما‬ ‫فَللَّ ِه َد ُّر الْعا ِر ِ‬
‫ف النَّ ْد ِ‬
‫ب إنَّهُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫‪    ‬على ِ‬ ‫ِ‬
‫الخوف مأتما‬ ‫نفسه من شدَّة‬ ‫الليل َم َّد ظَالَ َمهُ‬
‫يم إ َذا َما ُ‬ ‫يُق ُ‬
‫‪َ    ‬وفِي َما ِسواهُ فِي ال َْو َرى َكا َن أَ ْع َج َما‬ ‫صيحاً إِذَا َما َكا َن فِي ِذ ْك ِر َربِِّه‬ ‫فَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ويذكر أياماً مضت من ِ‬
‫َج َر َما‬
‫ْج َهالَة ِ أ ْ‬ ‫‪َ    ‬و َما َكا َن ف َيها بِال َ‬ ‫شبابه‬ ‫ُ‬
‫الليل أظلما‬ ‫السهد والنَّجوى إذا ُ‬
‫‪    ‬أخا ُّ ِ‬ ‫ول َن َها ِر ِه‬‫اله ِّم طُ َ‬
‫ين َ‬ ‫ص َار قَ ِر َ‬
‫فَ َ‬
‫للراجين سؤالً ومغنما‬ ‫َ‬ ‫بك‬
‫‪    ‬كفى َ‬ ‫ت ُس ْؤلِي َو ُب ْغيَتِي‬ ‫ول َحبيبي أَنْ َ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ْت َمنَّاناً َعلَ َّي َو ُم ْن ِع َما‬ ‫‪َ    ‬والَ ِزل َ‬ ‫الذي غذيتني وهديتني‬ ‫ألست ِّ‬‫َ‬
‫ويستر أوزاري وما قد تقدما‬
‫ُ‬ ‫‪   ‬‬ ‫َع َسى َم ْن لَهُ ا ِإل ْح َسا ُن َي ْغ ِف ُر َزلَّتي‬

‫‪ 110‬روى المزني بعض هذه األبيات‪ ،‬وألحقت بها باقي القصيدة من مراجع أخرى‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫التعريف بنبي الرحمة صلى هللا عليه وسلمثائر سالمة ( أبو مالك )‬

‫الس َما‬
‫ونور من الرحمن يفترش َّ‬
‫‪ٌ    ‬‬ ‫فضل اللَّه من كل جانب‬
‫والي ُ‬
‫َح َّ‬
‫المحب بوصلِ ِه ‪    ‬إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى‬
‫ِّ‬ ‫وفي القلب إشرا ُق‬
‫‪    ‬يطالعني في ظلمة القبر أنجما‬ ‫إيناس من اللَّه وحده‬
‫حوالي ٌ‬
‫َّ‬
‫الحب أن يتثلما‬
‫ِّ‬ ‫‪    ‬وأحفظ عهد‬ ‫أصو ُن ودادي أن يدنسه الـهوى‬
‫ففي يقظتي شو ٌق وفي غَفوتي ُمنًى ‪    ‬تالحق خطوي نشوة وترنُّما‬
‫ومن يعتصم باللَّه يسلم من الورى ‪    ‬ومن َي ْر ُجه هيهات أن يتندَّما‬
‫كذلك ونسأله تعاىل أن جيعل أعمالنا خالصة لوجهه الكرمي‪ ،‬صائبة‪ ،‬خالية من حب الشهرة‪ ،‬وحب الذكر‪ ،‬وأن ال يكون‬
‫نصيبنا منها إال اخلري يف الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫وأن يغفر بفضله لسادتنا العلماء‪ ،‬وملن أخذنا عنهم هذا الدين العظيم‪ ،‬وأن ال جيعل يف صدورنا غال للذين آمنوا‪ ،‬فإنا واهلل‬
‫حنب املسلمني‪ ،‬وحنب هلم اخلري‪ ،‬وحنب هلم أن جيتمعوا على ما مجع اهلل عليه قلوب من لو أنفق رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ما يف األرض مجيعا‪ ،‬ما ألف بني قلوهبم‪ ،‬ولكن اهلل ألف بينهم‪ ،‬فاللهم ألف بني قلوب املسلمني وامجعهم على‬
‫وح َس ِن العمل اخلالص لوجهك الكرمي‪.‬‬
‫حمبتك وطاعتك وحسن اإلميان بك‪َ ،‬‬
‫وبعد‪ ،‬فهذا ما اجتهدنا فيه يف هذه املسألة‪ ،‬وهو جهد املقل‪ ،‬وللمسلم على املسلم حق النصح‪ ،‬فمن أراد خماطبيت وأداء‬
‫واجب النصح يل على زلة غري مقصودة‪،‬ـ أو رأي مرجوح‪ ،‬أو استفسار عن شيء من ذلك‪ ،‬فعليه مكاتبيت على بريدي‬
‫االلكرتوين‪:‬‬
‫‪imammalek@hotmail.com‬‬

‫‪26‬‬

You might also like