You are on page 1of 70

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur‬‬ ‫وزارة التعمــــــــــــــيم العالــــــــي‬

‫‪Et de la Recherche Scientifique‬‬


‫والبحــــــــــــث العمــــــمي‬
‫‪Université 8 Mai 1945 Guelma‬‬
‫‪Faculté Des Sciences Economiques,‬‬ ‫جامعة ‪ 4‬ماي ‪ 5591‬قالمة‬
‫‪Commerciales Et Sciences De Gestion‬‬ ‫كمية العمـــــوم االقتصاديــــــــة والتجاريـة‬
‫‪Département Des Sciences Economiques‬‬ ‫وعموم التسيير‬
‫قسم العموم االقتصادية‬

‫محاضرات في اقتصاد أسعار الصرف‬

‫الدكتورة‪ 6‬ساليمية ظريفة‬

‫السنة الجامعية ‪6153-6152‬‬


‫الفهرس‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫مقدمة‪..........................................................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفاىيم أساسية حول سعر الصرف‬
‫‪5‬‬ ‫أوال‪ :‬مفيوم سعر الصرف‪...................................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع سعر الصرف‪...................................................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تسمية سعر الصرف‪..................................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫رابعا‪ :‬وظائف سعر الصرف‪................................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫خامسا‪ :‬العوامل المؤثرة عمى سعر الصرف‪..................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫سادسا‪:‬أثر السياسات االقتصادية في سعر الصرف‪..........................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬نظريات سعر الصرف‬


‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية‪.............................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظرية ميزان المدفوعات‪..............................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬نظرية تعادل أسعار الفائدة‪............................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫رابعا‪ :‬نظرية كفاءة السوق‪..................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫خامسا‪ :‬نظرية كمية النقود‪..................................................................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬سوق الصرف األجنبي‬


‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف سوق الصرف‪.................................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص سوق الصرف‪..............................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أنواع سوق الصرف األجنبي‪..........................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫رابعا‪ :‬المتعاممون في سوق الصرف‪.........................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫خامسا‪ :‬وظائف سوق الصرف‪..............................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫سادسا‪ :‬مخاطر عمميات الصرف األجنبي‪...................................................‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬نظم الصرف‬


‫‪31‬‬ ‫أوال‪ :‬نظام سعر الصرف الثابت‪.............................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام سعر الصرف المتقمب‪..........................................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثالثا‪ :‬نظام الرقابة عمى الصرف‪.............................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫‪50‬‬ ‫رابعا‪ :‬نظام استقرار سعر الصرف‪...........................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫خامسا‪ :‬نظام تعويم سعر الصرف‪...........................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫سادسا‪ :‬األشكال األخرى من ترتيبات سعر الصرف‪.........................................‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬مشاكل تحديد سعر الصرف والصدمات الخارجية‬


‫‪20‬‬ ‫أوال‪ :‬المغاالة في تحديد سعر الصرف‪......................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تخفيض قيمة العممة‪..................................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الصدمات الخارجية وسعر الصرف‪....................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫قائمة المراجع‪.................................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يمثل سعر الصرف حمقة الوصل بين األسعار المحمية واألسعار العالمية‪ ،‬كما يعبر عن المتانة‬

‫االقتصادية لمدولة‪ ،‬سواء تعمق ذلك بمدى استق ارره وقابمية العممة لمتحويل أو بطبيعة نظام الصرف المتبع‬

‫داخل الدولة‪.‬‬

‫يتأثر سعر الصرف بعدة عوامل‪ ،‬حيث يعد وضع ميزان المدفوعات من أىميا إلى جانب‬

‫المتغيرات الفنية والمتعمقة بظروف السوق وسموك المتعاممين والمتغيرات النقدية كأسعار الفائدة ومستوى‬

‫التضخم‪ .‬ونظ ار ألىمية سعر الصرف عمى مستوى التجارة الخارجية فإنو يترتب عمى تقمبو تعرض‬

‫االقتصاد لصدمات خارجية مواتية أو معاكسة‪.‬‬

‫ومن أجل اإللمام بمختمف ىذه الموضوعات المتعمقة باقتصاديات سعر الصرف‪ ،‬فقد تضمنت‬

‫المطبوعة خمسة محاور رئيسية‪ ،‬حيث خصص المحور األول لتقديم المفاىيم األساسية حول سعر‬

‫الصرف‪ ،‬أما المحور الثاني فجاء لتحميل نظريات سعر الصرف‪ ،‬في حين يعنى المحور الثالث بسوق‬

‫الصرف‪ ،‬أما المحور الرابع فيتضمن نظم الصرف‪ ،‬وخصص المحور الخامس لمعالجة مشاكل تحديد‬

‫سعر الصرف والصدمات الخارجية‪.‬‬

‫ولقد حرصت عمى اعتماد أسموب مبسط في شرح وتحميل مختمف المحاور لتحقق ىذه المطبوعة‬

‫الفائدة المرجوة منيا والسيما لطمبة السنة األولى ماستر تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪.‬‬

‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول سعر الصرف‬

‫تجري المدفوعات من المدين إلى الدائن داخل حدود الدولة أو المنطقة النقدية الواحدة بالنقود‬

‫الوطنية أو بمختمف أدوات الدفع المقومة بيا‪ ،‬إال أن التعامل بين الدول‪ ،‬يترتب عميو وجود نظام يقوم‬

‫بتحول تمك العمالت الوطنية بعضيا ببعض‪ ،‬ومن ثم تثار مشكمة حساب قيمة التبادل ثم مشكمة دفع تمك‬

‫القيمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم سعر الصرف‪:‬‬

‫إن قيام التجارة بين الدول باستخدام عمالتيا الوطنية‪ ،‬إنما يترتب عمييا عامل اقتصادي جديد ىو‬

‫سعر الصرف األجنبي‪ ،‬والذي يقوم بربط جيازي األثمان لبمدين مختمفين‪ ،‬حيث تعد إحدى العمميتين سمعة‬

‫واألخرى ىي النقد الذي يقيس قيمة تمك السمعة‪.‬‬

‫وبذلك يعبر سعر الصرف عن عدد وحدات أو أجزاء من عممة ما الواجب دفعيا لمحصول عمى‬

‫وحدة واحدة من عممة أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع سعر الصرف‪:‬‬

‫يأخذ سعر الصرف عدة أنواع يمكن توضيحيا كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬سعر الصرف االسمي‪:‬‬

‫ىو مقياس لقيمة عممة إحدى البمدان التي يمكن تبادليا بقيمة عممة بمد آخر‪ ،‬وينقسم إلى سعر‬

‫صرف رسمي‪ ،‬وىو المعمول بو فيما يخص المبادالت الجارية الرسمية‪ ،‬وسعر صرف موازي‪ ،‬وىو السعر‬

‫‪5‬‬
‫المعمول بو في األسواق الموازية وىذا يعني إمكانية وجود أكثر من سعر صرف اسمي في نفس الوقت‬

‫لنفس العممة في نفس البمد‪.1‬‬

‫‪ .2‬سعر الصرف الحقيقي‪:‬‬

‫إن أسعار الصرف االسمية ال تعكس التغييرات التي تحدث في مستويات األسعار في الدولتين‪،‬‬

‫وبذلك يقوم سعر الصرف الحقيقي بتعديل سعر الصرف اإلسمي طبقا لمتغييرات في مستوى أسعار الدول‪،‬‬

‫وبالتالي فيو يقيس القوة الشرائية لمسمع و الخدمات المحمية مقابل السمع والخدمات األجنبية‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫ويمكن التعبير عنو باستخدام الصيغة الرياضية التالية‪:‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫‪ :TCR‬سعر الصرف الحقيقي‬

‫‪ :TCN‬سعر الصرف االسمي‬

‫‪ :PUSA‬مؤشر األسعار بأمريكا‬

‫‪ :Pdz‬مؤشر األسعار بالجزائر‬

‫‪ :1$/PUSA‬القوة الشرائية لمدوالر األمريكي في أمريكا‬

‫‪ :TCN/Pdz‬القوة الشرائية لمدوالر في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.104‬‬

‫‪2‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬تعريب محمود حسن حسنى‪ ،‬اقتصاديات النقود والتمويل الدولي‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.67‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪104‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .3‬سعر الصرف الفعلي االسمي‪:‬‬

‫وىو عبارة عن مقياس لمقيمة المتوسطة المرجحة لعممة ما في مقابل اثنين أو أكثر من‬

‫العمالت‪.‬ولقد طورت فكرة سعر الصرف الفعمي االسمي ألول مرة من قبل‪ Hirsch :‬و ‪ Higgins‬سنة‬

‫‪ 1970‬والذي افترضو لتمثيل العالقة الكمية الناشئة بين القيمة الفعمية لمعممة المحمية معب ار عنيا بمعادل‬

‫معين والقيمة المجمعة لسمة العمالت األجنبية المعبر عنيا بنفس المعادل‪ ،‬باإلضافة إلى أعمال كل من‬

‫‪ Artus‬و ‪ Rhomberg‬سنة ‪ ،1973‬حيث يقيس ىذا المؤشر تأثيرات حركات سعر الصرف عمى قيمة سمة‬

‫مختارة من العمالت مقارنة مع فترة أساس محددة‪.1‬‬

‫فيو بذلك يقيس متوسط التغير في سعر صرف عممة ما بالنسبة لسمة من العمالت في فترة زمنية‬

‫معينة‪ ،‬ويمكن قياسو باستخدام مؤشر ال سبير لؤلرقام القياسية‪.‬‬

‫ويعتبر نموذج سعر الصرف المتعدد ‪ (MERM) Multilateral Exchange Rate Model‬من بين‬

‫أىم تطويرات سعر الصرف الفعمي االسمي والذي يعرف بأنو التغير في سعر الصرف الذي ينتج عنو‬

‫نفس التغير في ميزان التجارة لقطر مختار معب ار عنو بالعممة المعادلة‪ ،‬وىذا المؤشر يظير في المدى‬

‫المتوسط التأثير الصافي لتغيرات سعر الصرف لبمد معين عمى ميزان تجارتو‪ ،‬وىناك ثالثة عناصر ينبغي‬

‫‪2‬‬
‫اإلحاطة بيا لتقدير تأثيرات سعر الصرف عميو وىي‪:‬‬

‫التكيف في التكاليف واألسعار المحمية لتغيرات سعر الصرف‪.‬‬


‫‪ -‬درجة ّ‬

‫‪ -‬مرونة األسعار لتدفقات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬سياسات إدارة الطمب الكمي المتبعة من قبل السمطات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬سعر الصرف وادارتو في ظل الصدمات االقتصادية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪،2011‬ص‪.29‬‬

‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪31‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .4‬سعر الصرف الفعلي الحقيقي‪:‬‬

‫وىو عبارة عن سعر صرف فعمي مبني عمى أسعار الصرف الحقيقية بدال من أسعار الصرف‬

‫االسمية‪ ،‬ولذلك فحسابو يحتاج إلى توافر بيانات عن الرقم القياسي ألسعار المستيمك في الدول محل‬

‫االىتمام‪ ،‬بحيث تم تحويل أسعار الصرف االسمية إلى أسعار صرف حقيقية‪ ،‬وبعد ذلك يتم الترجيح‬

‫بحسب األوزان النسبية لحجم التجارة مع الدول المعنية المختمفة لموصول إلى سعر الصرف الحقيقي‬

‫الفعمي‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬تسمية أسعار الصرف‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫توجد عدة طرق لمتسعير "تسمية أسعار الصرف" يمكن توضيحيا عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬تسمية المشتري‪ /‬البائع‪Cotation acheteur/ vendeur .‬‬

‫وتعبر عن السعر الذي بموجبو يرغب البنك‬


‫ويكون لسعر الصرف تسعيرتين واحدة لممشتري ّ‬

‫مصدر النشرة في شراء العممة المسماة‪ ،‬وأخرى لمبائع وتعبر عن السعر الذي بموجبو يرغب البنك مصدر‬

‫النشرة في بيع العممة المسماة ‪ ،‬بحيث يكون سعر الشراء أقل من سعر البيع ويعبر الفرق بين السعرين‬

‫عن ىامش السعر الذي يمثل ربح البنك‪.‬‬

‫‪ .2‬التسمية األ يكيدة والتسمية غير األيكيدة‪cotation au certain et à l’incertain :‬‬

‫تختمف طريقة التسعير من دولة إلى أخرى إذ نجذ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.75-74‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Larbi DOHNI, Carol HAINAUT, Les taux de change, de Boeck, Bruxelles, 2004, p.p15-‬‬
‫‪16.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬التسمية األيكيدة‪ :‬وفييا يتم تسعير وحدة واحدة من العممة المحمية بما تساويو من عدد أو أجزاء‬

‫من العممة األجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬التسمية غير األيكيدة‪ :‬وفييا يتم تسعير وحدة واحدة من العممة األجنبية بما تساويو من عدد أو‬

‫أجزاء من وحدات العممة المحمية‪.‬‬

‫‪ .3‬التسمية المباشرة والتسمية المتقاطعة‪:‬‬

‫تسعر بالدوالر األمريكي‪ ،‬وفي ىذه الحالة نكون بصدد‬


‫نجد في السوق الدولي‪ ،‬كل العمالت ّ‬

‫التسمية المباشرة‪ ،‬لكن لو أردنا إيجاد سعر صرف عممة مقابل عممة أخرى‪ ،‬فيمكن إيجاد القيمة النسبية‬

‫لمعممتين مقابل سعر صرفيما مع الدوالر األمريكي أي من خالل استعمال األسعار المتقاطعة فمثال لو‬

‫أردنا حساب سعر صرف األورو مقابل الين‪ ،‬فيذا يتسنى لنا من خالل عالقة العممتين بالدوالر األمريكي‬

‫وفق المعادلة اآلتية‪:‬‬

‫‪EUR/JPY = EUR/USD x USD/JPY‬‬

‫رابعا‪ :‬وظائف سعر الصرف‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫توجد عدة وظائف لسعر الصرف‪ ،‬نوجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬الوظيفة القياسية‪ :‬يستخدم سعر الصرف لغرض قياس ومقارنة األسعار المحمية لسمعة معينة مع‬

‫أسعار السوق العالمية‪ ،‬وىكذا يمثل سعر الصرف حمقة الوصل بين األسعار المحمية واألسعار‬

‫العالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬الوظيفة التطويرية‪ :‬وىنا يعمل سعر الصرف عمى تطوير صادرات معينة إلى مناطق معينة من‬

‫خالل دوره في تشجيع تمك الصادرات‪ ،‬ومن جانب آخر يمكن أن يؤدي سعر الصرف إلى‬

‫‪1‬‬
‫عرفان تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة ‪ ،2002 ،2‬ص‪.‬ص‪.150-149‬‬

‫‪9‬‬
‫االستغناء أو تعطيل فروع صناعية معينة واستبداليا بالواردات التي تكون أسعارىا أقل من‬

‫األسعار المحمية‪ ،‬في حين يمكن االعتماد عمى سعر صرف مالئم لتشجيع واردات معينة‪،‬‬

‫وبالتاي يؤثر سعر الصرف عمى التركيب السمعي الجغرافي لمتجارة الخارجية لمدول‪.‬‬

‫‪ .3‬الوظيفة التوزيعية‪ :‬وفييا يقوم سعر الصرف بفعل ارتباطو بالتجارة الخارجية بإعادة توزيع الدخل‬

‫الوطني العالمي والثروات الوطنية بين مختمف الدول‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العوامل المؤثرة على سعر العملة اآلني‪:‬‬

‫يمكن تقسيم العوامل المؤثرة عمى سعر العممة إلى عوامل فنية وعوامل أساسية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .1‬العوامل الفنية‪ :‬من العوامل الفنية التي تؤثر عمى سعر العممة ما يمي‪:‬‬

‫‪ .1.1‬ظروف السوق (اإلشاعات واألخبار)‪:‬‬

‫إن المعمومات التي تصل إلى السوق بشأن أسعار العمالت والحالة االقتصادية واإلشاعات‬

‫والتقارير والتصريحات الرسمية تؤثر عمى أسعار العمالت كما أن تجاوب السوق لمعمومة معينة‬

‫يختمف عن تجاوب سوق العمالت لمعمومة أخرى‪ ،‬فالمعمومات السيئة تؤثر في السوق بشكل‬

‫الجيدة‪ ،‬كما أن تجاوب المتعاممين في السوق مع نفس المعمومة قد ال يكون‬


‫أسرع من المعمومات ّ‬

‫متناغما أو متناسقا فكل متعامل يحمل المعمومة من زاوية معينة ويتجاوب معيا بطريقة تختمف‬

‫عن متعامل آخر‪.‬‬

‫‪ .2.1‬خبرة المتعاملين ووضعياتهم‪:‬‬

‫إن أسعار العمالت األجنبية تتأثر بالكميات المطموبة والمعروضة من ىذه العمالت وتعكس خبرة‬

‫المتعاممين في سوق العمالت األجنبية تجاه حركة األسعار كما أن القدرة التفاوضية لممتعاممين‬

‫‪1‬‬
‫موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص‪.‬ص ‪.49-48‬‬

‫‪10‬‬
‫واألساليب المستخدمة من قبميم لتنفيذ عممياتيم تؤثر عمى اتجاه أسعار العمالت كما تتأثر أسعار‬

‫العمالت األجنبية بالوضعيات التي يتخذىا المتعاممون أو بالوضعيات التي يرغبون باتخاذىا‪.‬‬

‫‪ .3.1‬اليكميات المتعامل بها ودرجة السيولة المطلوبة‪:‬‬

‫إن الكميات المتعامل بيا سواء كانت معروضة أو مطموبة تؤثر عمى أسعار صرف العمالت‪،‬‬

‫وكذلك الحاجة إلى السيولة تؤثر عمى معطيات العرض والطمب ليذه العممة‪.‬‬

‫‪ .4.1‬مدى الحاجة للعملة المطلوبة ومدى التنويع في العمليات‪:‬‬

‫فكمما كانت حاجة المتعاممين من عممة معينة أكبر‪ ،‬زاد الطمب عمييا وبالتالي فإن سعرىا يميل‬

‫إلى االرتفاع ‪ ،‬كذلك فإن التنويع في عدد العمميات المطموبة واكتشاف أساليب جديدة لتنفيذىا‬

‫يؤثر عمى أسعار العمالت‪.‬‬

‫‪ .5.1‬التغيرات في األسواق المالية واألسواق األخرى غير سوق العمالت‪:‬‬

‫إن ارتفاع المردود الذي يجنيو المستثمرون في السوق النقدي من عممة معينة يؤدي إلى زيادة‬

‫أسعار صرف ىذه العمالت نتيجة زيادة الطمب عمييا‪ ،‬كما أن ارتفاع أسعار األسيم يؤدي إلى‬

‫زيادة األرباح الرأسمالية ليذه األسيم وبالتالي زيادة الطمب عمى العمالت لشراء ىذه األسيم‬

‫ويؤدي إلى ارتفاع أسعار صرفيا‪.‬‬

‫‪ .2‬العوامل األساسية (العوامل االقتصادية)‪:‬‬

‫تتمثل ىذه العوامل في مختمف حسابات ميزان المدفوعات الخارجية لمبمد مصدر العممة حيث يعد‬

‫التوازن واالختالل االقتصادي في ميزان المدفوعات من بين أىم العوامل المؤثرة في سعر الصرف‪ ،‬إلى‬

‫جانب كمية النقود وأسعار الفائدة والتضخم والتي تؤثر في تحديد سعر الصرف وتقمباتو‪ ،‬وتتأثر بدورىا‬

‫بالسياسات النقدية والمالية المتبعة في ذلك البمد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .1.2‬ميزان المدفوعات‪ :‬يعد ميزان المدفوعات حمقة الوصل التي تعكس عالقة البمد بالعالم الخارجي‪،‬‬

‫ويؤثر عمى سعر الصرف من خالل مختمف بنوده‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.1.1.2‬تأثير ميكونات ميزان المدفوعات على سعر الصرف‪ :‬ويمكن توضيحيا فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪ .‬االستيراد والتصدير‪:‬‬

‫عندما يتم تصدير سمع لخارج بمد ما‪ ،‬فإن قيمة ىذه الصادرات تدفع عادة لممصدر بعممة أجنبية‪،‬‬

‫وعند قيام المصدر ببيع تمك العممة مقابل العممة الوطنية‪ ،‬فيذا يعني زيادة الطمب عمى العممة الوطنية مما‬

‫يؤدي إلى رفع سعرىا‪ ،‬وفي حالة استالم المصدر لقيمة صادراتو بعممتو الوطنية‪ ،‬فحتى يحصل المستورد‬

‫عمى العممة الوطنية لممصدر ال بد أن يبيع مقابميا عممة أجنبية‪ ،‬وىذا بدوره يزيد الطمب عمى العممة‬

‫الوطنية مما يودي إلى ارتفاع سعرىا‪ .‬ويحدث العكس تماما في حالة االستيراد‪ .‬أي أنو كمما كان التصدير‬

‫أكبر من االستيراد كمما أدى ذلك إلى تحسين في ميزان المدفوعات لصالح الدول المصدرة وارتفاع قيمة‬

‫عممتيا وزيادة احتياطي الدولة من العمالت األجنبية‪.‬‬

‫ب‪ .‬النفقات السياحية‪:‬‬

‫تكون عادة نفقات السياح األجانب في بمد ما بالعممة الوطنية لذلك البمد‪ ،‬وحتى يحصموا عمى مثل‬

‫ىذه األموال عمييم ببيع عممة أجنبية ليحصموا عمى العممة الوطنية وىذا بدوره سيزيد الطمب عمى‬

‫العممة الوطنية وسيرفع سعرىا في أسواق العمالت األجنبية‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن النفقات السياحية التي ينفقيا مواطنوا بمد ما في زيارتيم إلى خارج بمدىم‬

‫يتطمب منيم الحصول عمى العمالت الخاصة بالبمدان التي يزورونيا‪ ،‬وىذا يؤدي إلى زيادة عرض عممتيم‬

‫الوطنية وبالتالي انخفاض سعرىا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ماىر كنج شكري‪ ،‬مروان عوض‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار حامد‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪.‬ص‪.230-224‬‬

‫‪12‬‬
‫ت‪ .‬تصدير واستيراد الخدمات األخرى‪:‬‬

‫يؤدي تصدير الخدمات إلى زيادة الطمب عمى العممة المحمية وبالتالي ارتفاع سعرىا‪ ،‬كما أن‬

‫استيراد الخدمات يؤدي إلى زيادة عرض العممة المحمية وبالتالي انخفاض سعرىا ومن أمثمة ذلك‪ :‬عمميات‬

‫التأمين‪ ،‬الشحن البري والبحري والجوي‪ ،‬باإلضافة إلى عموالت البنوك‪.‬‬

‫ث‪ .‬أرباح االستثمارات‪:‬‬

‫عندما تتحقق أرباح في الخارج ألفراد يقيمون في بمد ما‪ ،‬ويرغبون بإدخال ىذه األرباح إلى بمدانيم‬

‫فإن عمييم عرض العممة األجنبية لشراء العممة الوطنية‪ ،‬وىذا يؤدي إلى زيادة الطمب عمى عممتيم الوطنية‬

‫ورفع سعرىا في األسواق العالمية‪.‬‬

‫ويحدث العكس عندما يحقق غير المقيمين أرباحا في بمد ما ويرغبون في إخراجيا‪ ،‬فيذا يؤدي‬

‫إلى زيادة عرض العممة الوطنية وبالتالي انخفاض سعرىا في األسواق العالمية‪.‬‬

‫ج‪ .‬حواالت المغتربين‪:‬‬

‫وتشمل الحواالت التي ترد إلى بمد ما من مواطنيو الذين يعممون في الخارج أو المبالغ التي تؤدي‬

‫ليم عن طريق اإلرث وغير ذلك من الحواالت المشابية والتي تكون في الجانب الدائن‪ ،‬والحواالت‬

‫الصادرة والتي تكون في الجانب المدين من الحساب‪.‬‬

‫ح‪ .‬المساعدات الخارجية‪:‬‬

‫وتشمل المبالغ التي ترد إلى بمد ما من الخارج دون مقابل وتقسم إلى مساعدات خاصة ودولية‬

‫ومساعدات حكومية‪ .‬ومثل ىذه المساعدات ترد بالعممة األجنبية وحين تحول إلى العممة الوطنية يؤدي‬

‫‪13‬‬
‫ذلك إلى زيادة الطمب عمى العممة الوطنية ورفع سعرىا‪ ،‬ويحدث العكس في حالة خروج المساعدات من‬

‫بمد معين إلى البمدان األخرى‪.‬‬

‫خ‪ .‬التحويالت الرأسمالية واالستثمارات الخارجية‪:‬‬

‫لتحول في البمد المستقبل ليا إلى أصول عينية أو موجودات‬


‫وىي انتقال األموال من بمد إلى آخر ّ‬

‫مالية‪ ،‬حيث تتأثر حركة رؤوس األموال بييكل أسعار الفوائد عمى مختمف العمالت‪ ،‬فعادة ما تنتقل ىذه‬

‫األموال سعيا وراء الربح المجزي وىذا ما يعرف باألموال الساخنة‪.‬‬

‫إن انتقال رؤوس األموال من بمد إلى آخر يزيد الطمب عمى العممة التي تتجو إلييا رؤوس االموال‬

‫العمالت ويرفع سعرىا في األسواق‪ ،‬ويؤدي إلى زيادة عرض العمالت التي تخرج منيا رؤوس األموال‬

‫وبالتالي انخفاض أسعارىا‪.‬‬

‫د‪ .‬القروض الدولية‪:‬‬

‫وتتمثل في األموال التي تنتقل من بمد إلى آخر كقروض حكومية أو دولية لحكومة أو مواطني‬

‫البمد اآلخر‪.‬‬

‫تحول إليو قيمة القرض‬


‫وحال منح القرض فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الطمب عمى عممة البمد الذي ّ‬

‫وزيادة عرض عممة البمد الذي سيمنح القرض‪ ،‬وىذا يؤدي إلى رفع سعر العممة الوطنية لمبمد المقترض‬

‫وانخفاض سعر العممة الوطنية لمبمد المقرض ويكون الوضع عكس ذلك عند تسديد القروض‪.‬‬

‫ذ‪ .‬تحويل األموال بقصد المضاربة‪:‬‬

‫وىي تدفق األموال إلى بمد ما من بمدان أخرى العتقاد المحولين أن سعر العممة في ذلك البمد‬

‫سوف يرتفع خالل فترة قصيرة من الزمن مما يمكنيم من تحقيق ربح رأسمالي وفير خالل فترة قصيرة‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫وخروج األموال من بمد ما العتقاد أصحاب األموال أن عممة ىذا البمد سوف تتعرض النخفاض مما‬

‫يمكنيم من تجنب خسارة رأسمالية خالل فترة قصيرة من الزمن‪.‬‬

‫إن تدفق رؤوس األموال إلى بمد ما يزيد الطمب عمى عممتو ويؤدي إلى ارتفاع سعرىا وىذا بدوره‬

‫يؤدي إلى انخفاض أسعار بعض العمالت األجنبية األخرى ألن زيادة الطمب عمى عممتو يرافقو زيادة‬

‫عرض بعض العمالت األخرى‪ .‬أما خروج رؤوس األموال فتأثيره عمى عكس ذلك تماما‪.‬‬

‫وكنتيجة لما ورد أعاله‪ ،‬فإذا ما زاد مجموع المقبوضات من ىذه العناصر عن مجموع‬

‫المدفوعات فإنو يتحقق فائض في ميزان المدفوعات يؤدي إلى زيادة احتياطي البمد من العممة األجنبية‪،‬‬

‫أما إذا زادت المدفوعات عن المقبوضات من ىذه العناصر فإنو يتحقق عجز في ميزان المدفوعات يسدد‬

‫عن طريق انخفاض من االحتياطي الخارجي لمبمد‪.‬‬

‫وبذلك فإن أي نشاط أو ظرف تقوم بو الدولة ممثمة بكافة قطاعاتيا يؤدي إلى زيادة الطمب عمى‬

‫عممتيا الوطنية ينتج عنو ارتفاع سعر عممتيا الوطنية مقابل العمالت األجنبية التي يتم بيعيا في األسواق‬

‫في سبيل الحصول عمى العممة الوطنية‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك بيانيا كما يمي‪:‬‬

‫شيكل رقم‪ :1‬أثر زيادة الطمب عمى العممة عمى سعر صرفيا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫من الشكل أعاله نالحظ ارتفاع سعر صرف العممة من ‪ R‬إلى ‪ R1‬نتيجة زيادة الكمية المطموبة‬

‫من ‪ Q‬إلى ‪ Q1‬وانتقال منحنى الطمب بذلك من (‪ )DD‬إلى )‪.(D1D1‬‬

‫كذلك فإن نقص عرض العممة الوطنية يؤدي إلى ارتفاع سعر صرفيا‪ ،‬وىذا ما يبينو التمثيل‬

‫البياني التالي‪:‬‬

‫شيكل رقم ‪ :2‬أثر انخفاض العرض في العممة عمى سعر صرفيا‪.‬‬

‫نالحظ من الشكل ‪ 2‬أن انتقال منحنى العرض من (‪ )SS‬إلى (‪ )S1S1‬مما يعني انخفاض‬

‫الكميات المعروضة من العممة من ‪ Q‬إلى ‪ Q1‬أدى إلى ارتفاع سعر صرفيا من ‪ R‬إلى ‪.R1‬‬

‫ويحدث العكس تماما في حالة انخفاض الطمب أو زيادة العرض في العممة‪ ،‬حيث ينخفض سعر‬

‫صرفيا‪ ،‬وىو ما يظير في الشكمين أدناه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫شيكل رقم ‪ :3‬أثر انخفاض الطمب عمى العممة عمى سعر صرفيا‪.‬‬

‫فمن ىذا الشكل نالحظ أن انخفاض الكمية المطموبة من ‪ Q‬إلى ‪ Q1‬وانتقال منحنى الطمب بذلك‬

‫من (‪ )DD‬إلى )‪ (D1D1‬قد أدت إلى انخفاض سعر العممة من ‪ R‬إلى ‪.R1‬‬

‫كذلك فإن زيادة عرض العممة تؤدي إلى انخفاض سعر صرفيا‪ ،‬وىو ما يوضحو الشكل اآلتي‪:‬‬

‫شيكل رقم ‪ :4‬أثر زيادة العرض في العممة عمى سعر صرفيا‪.‬‬

‫من الشكل نالحظ أن زيادة الكميات المعروضة من ‪ Q‬إلى ‪ Q1‬أدت إلى انتقال منحنى العرض‬

‫من (‪ )SS‬إلى (‪ )S1S1‬وبالتالي انخفاض سعر الصرف من ‪ R‬إلى ‪.R1‬‬

‫‪17‬‬
‫وخالصة القول أن سعر صرف العممة يرتبط بعالقة طردية مع حجم الطمب عمييا وبعالقة‬

‫عكسية مع حجم عرضيا‪ ،‬كما أن ارتفاع سعر صرف العممة الوطنية مقابل عممية أجنبية يعني انخفاض‬

‫سعر صرف العممة األجنبية‪ ،‬وأن انخفاض سعر صرف العممة الوطنية مقابل عممة أجنبية يعني ارتفاع‬

‫سعر صرف ىذه األخيرة‪.‬‬

‫‪.2.1.2‬التأثير المتبادل بين موقف ميزان المدفوعات وسلوك سعر الصرف‪:‬‬

‫يمعب سعر الصرف دو ار ميما في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪ ،‬ففي حالة العجز يندفع‬

‫البمد باتجاه زيادة الطمب عمى العمالت األجنبية مقابل انخفاض طمب األجانب عمى عممتو‪ ،‬وىذا يعني‬

‫انخفاض قيمة عممة ىذا البمد وبالتالي زيادة سعر الصرف األجنبي الذي يؤدي إلى أن تصبح السمع‬

‫المحمية رخيصة لؤلجانب مقارنة بالسمع في الخارج مما يشجع عمى زيادة التصدير وفي الوقت نفسو‬

‫تصبح السمع األجنبية أكثر غالء من السمع المحمية من وجية نظر المقيمين مما يؤدي إلى تخفيض‬

‫االستيراد‪ ،‬وعميو فإن زيادة الصادرات وتخفيض الواردات تؤدي إلى تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‪،‬‬

‫ولكي يتمكن سعر الصرف من إعادة التوازن لميزان المدفوعات يجب أن ال تتغير األسعار الداخمية بنفس‬

‫نسبة تغير أسعار الصرف‪ ،‬أي عدم تغير أسعار الصادرات بالعممة المحمية ألن تغير سعرىا ال يشجع‬

‫األجانب عمى زيادة استيرادىا‪.‬‬

‫كما يتوقف تأثير سعر الصرف في مي ازن المدفوعات عمى مرونات الطمب المحمية عمى السمع‬

‫والخدمات المستوردة وكذلك عمى مرونة الطمب األجنبي عمى صادرات البمد من السمع والخدمات‪ ،‬فكمما‬

‫كانتا أكثر مرونة كان أثر تغير معين في سعر الصرف عمى ميزان المدفوعات أكبر‪ ،‬وكمما انخفضت‬

‫ىذه المرونات سيكون معدل التغير المطموب في سعر الصرف لمقضاء عمى ذلك االختالل في ميزان‬

‫المدفوعات أكبر‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪18‬‬
‫شيكل رقم ‪ :5‬اختالف مرونات عرض الصرف األجنبي‪.‬‬

‫من الشكل ‪ 5‬نالحظ أن انتقال بسيط في منحنى الطمب (‪ )DD‬إلى )‪ (D1D1‬سبب زيادة كبيرة في‬

‫أسعار الصرف إذا كان منحنى العرض غير مرن (‪ ،)S1S1‬أما إذا كان منحنى العرض مرن فإن زيادة‬

‫أسعار الصرف ستكون ضعيفة من ‪ R‬إلى ‪.R1‬‬

‫وعمى ضوء ما تقدم فإن المعادلة أدناه توضح العالقة بين مرونات عرض وطمب الصرف‬

‫األجنبي ومرونات عرض وطمب الصادرات والواردات‪ ،‬إذ أن مرونة عرض الصرف األجنبي تتوقف عمى‬

‫الطمب والعرض من الصادرات‪ ،‬ويمكن توضيحيا كما يمي‪:‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ :ESF‬ىي مرونة عرض الصرف األجنبي‬

‫‪ :Edx‬مرونة الطمب عمى الصادرات‬

‫‪ :Esx‬مرونة عرض الصادرات‬

‫‪19‬‬
‫كما أن مرونة طمب الصرف األجنبي (‪ )EdF‬تتوقف عمى مرونة عرض الواردات (‪ )ESM‬والطمب‬

‫عمييا )‪.(EdM‬‬

‫وبيدف تحقيق االستقرار في سعر الصرف وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات فقد حدد مارشال‬

‫وليرنر(‪ )Marshall-Lerner‬شروطيما التي تؤكد عمى وجوب كون مجموع مرونات الطمب عمى الصادرات‬

‫والواردات أكبر من الواحد‬

‫‪.2.2‬الدخل وسعر الصرف‪:‬‬

‫يعتبر الدخل من المؤثرات الميمة في سعر الصرف‪ ،‬ويأتي أثره باتجاىين ىما‪:‬‬

‫إن حدوث تغير في الناتج المحمي اإلجمالي قد يدفع إلى تغير مشابو في الحساب الجاري بالزيادة‬

‫والنقصان فعند الزيادة سينتعش الحساب الجاري دافعا الطمب عمى العممة المحمية نحو األمام والذي يؤدي‬

‫إلى خفض سعر الصرف األجنبي‪ ،‬والعكس يؤدي إلى رفعو‪ ،‬وىذا ىو األثر الرئيس‪.‬‬

‫مع افتراض حرية حركة رأس المال‪ ،‬فإن زيادة التدفق الرأسمالي تؤدي إلى زيادة الدخول النقدية‬

‫في الدول المستقبمة لو‪ ،‬مما يدعو إلى تنشيط طمبيا الكمي بما فيو الطمب عمى الواردات من البمد المصدر‬

‫لو‪ ،‬وفي ذات الوقت يترتب عمى التدفق الرأسمالي انخفاض الدخول النقدية في البمد المصدر لو‪ ،‬والذي‬

‫يؤدي إلى انخفاض الطمب الكمي الداخمي بما فيو الطمب عمى الواردات‪ ،‬ونتيجة الحالتين أي زيادة الطمب‬

‫عمى صادرات البمد المعني بتصدير رأس المال وانخفاض وارداتو يتحقق فائض في الحساب الجاري‬

‫‪20‬‬
‫يعوض العجز في حساب رأس المال طويل األجل الناجم عن التدفق الرأسمالي الخارج مؤديا إلى رفع‬

‫قيمة العممة المحمية وخفض سعر الصرف األجنبي تجاىيا‪.1‬‬

‫‪.3.2‬يكمية النقود‪:‬‬

‫إن زيادة كمية النقود تؤدي إلى ارتفاع مستوى األسعار‪ ،‬وبالتالي جعل سمع الدولة المعنية أقل‬

‫قدرة عمى منافسة سمع الدول األخرى مما يتسبب في زيادة الواردات وانخفاض الصادرات ويقابل ذلك زيادة‬

‫في الطمب عمى عمالت تمك الدول وانخفاض في الطمب عمى العممة المحمية مما ينجم عنيا ارتفاع في‬

‫أسعار صرف العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪.4.2‬سعر الفائدة‪:‬‬

‫يعتبر االقتصاديون أن تغيرات الطمب عمى األصول المالية من أىم األسباب التي تقف وراء‬

‫التقمبات قصيرة األجل في أسعار صرف العمالت المرتبط بشكل كبير بسعر فائدتيا‪ ،‬ذلك أن ارتفاع سعر‬

‫الفائدة سيدفع العممة لالرتفاع بسبب زيادة الطمب عمييا ‪ ،‬وأن انخفاض سعر الفائدة سيدفع سعر العممة‬

‫لالنخفاض بسبب زيادة عرضيا‪.‬‬

‫وتؤثر عوامل االقتصاد المفتوح والمغمق عمى تحركات أسعار الفائدة الداخمية وعميو فإن سعر‬

‫‪2‬‬
‫الفائدة االسمي الداخمي يتوقف عمى ‪:‬‬

‫‪ -‬مستوى السيولة في االقتصاد‬

‫‪ -‬التضخم الداخمي المتوقع‬

‫‪ -‬أسعار الفائدة الخارجية‬

‫‪ -‬المعدل المتوقع لمتغير في سعر الصرف مع أية عالوة لممخاطرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪21‬‬
‫فإذا كان االقتصاد يميل إلى االنفتاح في الجانب المالي فإن أسعار الفائدة الداخمية سوف تتأثر‬

‫بأسعار الفائدة العالمية واالنخفاض المتوقع في سعر الصرف أكثر مما تتأثر بالعوامل الداخمية‪ .‬أما إذا‬

‫كان االقتصاد يميل إلى أن يكون مغمقا فإن العوامل المتعمقة بالسيولة الداخمية والتضخم المحمي المتوقع‬

‫ستكون ىي المسيطرة‪.‬‬

‫‪.5.2‬التضخم المحلي والعالمي‪:‬‬

‫تأتي العالقة بين التضخم وسعر الصرف من عدة قنوات أىميا‪:‬‬

‫‪ ‬القناة التي تؤكد سريان مفعول نظرية تعادل القوة الشرائية والتي تؤكد عمى انخفاض سعر صرف‬

‫العممة المحمية مقابل العمالت األخرى بنفس النسبة التي يرتفع بيا مستوى األسعار‪.‬‬

‫‪ ‬قناة خفض قيمة العممة أي رفع سعر الصرف والذي يؤدي إلى رفع األسعار نتيجة ارتفاع أسعار‬

‫السمع المستوردة مقومة بالعممة المحمية‪.‬‬

‫وفي الحياة العممية‪ ،‬غالبا ما تقوم الدول بتخفيض قيمة عممتيا كوسيمة لمتغمب عمى مشاكميا‬

‫االقتصادية‪ ،‬ذلك أن تخفيض القيمة الخارجية لمعممة يؤدي إلى انخفاض أسعارىا مقومة بوحدات النقد‬

‫األجنبية مما يؤدي إلى تنشيط الصادرات‪ ،‬كما أن أسعار السمع األجنبية مقومة بعممة تمك الدولة تصبح‬

‫مرتفعة مما يؤدي إلى الحد من الواردات‪ .‬عمى أن النتيجة النيائية لتخفيض قيمة عممة بمد ما تتوقف عمى‬

‫مدى مرونة الطمب والعرض لصادراتو ووارداتو‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أثر السياسات االقتصادية في سعر العملة‪:‬‬

‫يتأثر سعر صرف العممة بمختمف السياسات االقتصادية المتمثمة بالسياسة النقدية والسياسة‬

‫المالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .1‬أثر السياسة النقدية على سعر العملة‪:‬‬

‫تتعدد األدوات التي يستخدميا البنك المركزي في التأثير عمى عرض النقود وبالتالي التأثير عمى‬

‫سعر العممة‪.‬‬

‫‪ .1.1‬نسبة االحتياطي النقدي‪:‬‬

‫وتعبر عن النسبة من الودائع لدى البنوك التجارية التي ينبغي االحتفاظ بيا عمى شكل نقود سائمة‬

‫كاحتياطي لدى البنك المركزي‪ ،‬وال يتقاضى مقابميا أية فوائد‪ ،‬حيث تمثل الحد األدنى الذي يجب االحتفاظ‬

‫بو وتعمل البنوك المركزية عمى تغيير ىذه النسبة حسب الظروف االقتصادية‪.‬‬

‫ففي حالة زيادة نسبة االحتياطي فإن ىذا يؤثر عمى قدرة البنوك التجارية عمى اإلقراض ومنح‬

‫االئتمان مما يؤدي إلى انخفاض عرض النقود وبالتالي إلى عدم التوسع في النشاط االقتصادي واإلنتاجي‬

‫وانخفاض في مستويات األسعار وكذلك الدخول بما فييا األجور‪ ،‬ويؤدي انخفاض في الدخول إلى‬

‫انخفاض في االستيالك وبالتالي انخفاض في الواردات مما يعني نقص الطمب عمى العممة األجنبية‬

‫وبالتالي انخفاض قيمتيا أمام العممة الوطنية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى أن انخفاض أسعار السمع يؤدي إلى‬

‫زيادة الطمب عمى الصادرات مما ينتج عنو زيادة في الطمب عمى العممة الوطنية وبالتالي ارتفاع في سعر‬

‫صرفيا حيث تمجأ البنوك المركزية لزيادة نسبة االحتياطي لمحد من نسبة التضخم ويحدث العكس تماما‬

‫‪1‬‬
‫في حالة تخفيض نسبة االحتياطي‪.‬‬

‫‪ 2.1‬تغيير سعر إعادة الخصم‪:‬‬

‫سعر إعادة الخصم ىو سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي عمى إعادة خصم األوراق‬

‫التجارية واألذونات الحكومية لمبنوك التجارية‪ ،‬كما يمثل سعر الفائدة عمى القروض والسمفيات التي يقدميا‬

‫‪1‬‬
‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬اإلدارة المالية الدولية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪90‬‬

‫‪23‬‬
‫لمبنوك التجارية‪ ،‬حيث يستطيع البنك المركزي التأثير عمى العرض الكمي لمنقود من خالل تغييره لسعر‬

‫إعادة الخصم‪.‬‬

‫ففي حالة رفع سعر إعادة الخصم فإن ذلك يؤدي إلى إحجام البنوك التجارية عن خصم‬

‫الكمبياالت الموجودة في حوزتيا مما يؤدي إلى نقص مقدرتيا عمى اإلقراض‪ ،‬كذلك فإن رفع سعر إعادة‬

‫الخصم يؤدي إلى رفع سعر الفائدة وىذا يؤدي إلى تقميل التوسع في االستثمار فتقل درجة النشاط‬

‫االقتصادي‪ ،‬وتميل الدخول واألسعار إلى االنخفاض مما يشجع عمى التوسع في التصدير وتقميل الواردات‬

‫وبالتالي زيادة الطمب عمى العممة الوطنية وارتفاع سعر صرفيا‪.‬‬

‫ومن جية أخرى فإن رفع سعر إعادة الخصم يؤدي إلى زيادة سعر الفائدة‪ ،‬ويؤدي ىذا إلى جذب‬

‫رؤوس األموال األجنبية‪ ،‬مما يعني زيادة طمب األجانب عمى عممة ذلك البمد مما يؤدي إلى ارتفاع سعر‬

‫صرفيا‪.1‬‬

‫أما في حالة خفض سعر إعادة الخصم فسيكون أثره معاكسا لما ذكر أعاله‪.‬‬

‫‪ .3.1‬عمليات السوق المفتوحة‪:‬‬

‫وتستخدميا البنوك المركزية لمتأثير عمى حجم االئتمان من خالل القيام بيع وشراء األوراق المالية‬

‫والتجارية في سوق النقد والمال‪.‬‬

‫فعند دخول البنك بائعا فيذا يؤدي إلى انخفاض االحتياطات النقدية لمبنوك التجارية مما يضعف‬

‫قدرتيا عمى منح االئتمان‪ ،‬كما يؤدي بيع ىذه األوراق إلى انخفاض في أسعارىا السوقية مما يعني ارتفاعا‬

‫ألسعار الفائدة‪ ،‬وبالتالي ارتفاع صرف العممة الوطنية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى أثر ذلك في الحد من التوسع‬

‫في النشاط االقتصادي والذي يترتب عميو انخفاض في األسعار والدخول وبالتالي زيادة الطمب عمى‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.‬ص‪.92-91‬‬

‫‪24‬‬
‫الصادرات وانخفاض الواردات مما يعني زيادة الطمب عمى العممة الوطنية وانخفاض عرضيا وبالتالي‬

‫زيادة سعر صرفيا‪.1‬‬

‫ويحدث العكس في حالة دخول البنك المركزي مشتريا لؤلوراق المالية‪.‬‬

‫وأحيانا تستخدم السمطة النقدية أسموب التعقيم لمتأثير عمى سعر الصرف دون التأثير عمى عرض‬

‫النقد حيث يتم شراء أو بيع العمالت األجنبية مقابل العممة المحمية بقصد التأثير عمى سعر الصرف‪،‬‬

‫حيث يتزامن شراء المواطنين لمعمالت األجنبية شراء السمطات النقدية السندات المحمية‪.‬‬

‫‪ .2‬السياسة المالية ‪:‬‬

‫تؤثر السياسة المالية في أسعار الصرف عن طريق ثالثة مسارات ىي‪ :‬مسار الدخل‪ ،‬مسار‬

‫السعر ومسار معدالت الفائدة حيث يعتبر اإلنفاق الحكومي والسياسة الضريبية من أىم أدوات السياسة‬

‫المالية‪.2‬‬

‫فإتباع سياسة مالية توسعية سوف يشجع الطمب الكمي بما فيو الطمب عمى الواردات‪ ،‬ويؤدي إلى‬

‫تحقيق عجز في الحساب الجاري ومن ثم ينخفض سعر صرف العممة المحمية نتيجة زيادة الدخل‪.‬‬

‫أما من خالل األسعار فإن السياسة المالية التوسعية تؤدي إلى ارتفاع أسعار السمع المحمية‬

‫وتجعميا أقل تنافسية مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات وزيادة العجز في الحساب الجاري وانخفاض سعر‬

‫صرف العممة المحمية نتيجة لذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫سمير فخري نعمة‪ ،‬العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاسيا عمى ميزان المدفوعات‪ ،‬دار اليازوري‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ص‪.‬ص‪.117-116‬‬

‫‪25‬‬
‫أما من خالل معدل الفائدة‪ ،‬فإن السياسة المالية التوسعية ترفع معدالت الفائدة ألن الحكومة‬

‫ستبيع سندات لتمويل ذلك العجز ويسبب زيادة تدفق رأس المال إلى الداخل مما يحقق فائضا في حساب‬

‫رأس المال والذي يرفع سعر الصرف لمعممة المحمية‪.‬‬

‫وتعمل السياسة المالية االنكماشية(المقيدة) عمى عكس ذلك‪ ،‬ومن ىذه التأثيرات الثالثة يعد تأثير‬

‫معدل الفائدة‪ ،‬وتأثير الدخل تأثيرات قصيرة األمد‪ ،‬إذ يعمالن في االتجاه المعاكس من حيث التأثير عمى‬

‫تغيرات سعر الصرف‪ ،‬ويبقى تأثير السعر بعيد األمد‪ ،‬وبذلك فإن التناقضات المبينة في إتباع السياسة‬

‫المالية المقيدة أو التوسعية يجعل من النتيجة النيائية ليا غير مؤكدة بشأن انخفاض أو ارتفاع سعر‬

‫الصرف بمعنى أن أثر السياسة المالية في سعر الصرف يكون أقل وضوحا من السياسة النقدية‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬نظريات سعر الصرف‬

‫ظيرت أولى ىذه النظريات حيز الوجود كمحاولة لوضع أسس تحديد أسعار التعادل بين عمالت‬

‫الدول و التي كانت قد ىجرت قاعدة الذىب خالل الحرب العالمية األولى والفترة التي تمتيا‪ ،‬األمر الذي‬

‫أدى إلى حدوث اضطراب شديد في أسعار الصرف‪ ،‬فخرج االقتصادي السويدي غوستاف كاسل بنظريتو‬

‫"تعادل القوة الشرائية"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية‪:‬‬

‫تشير ىذه النظرية إلى أن سعر التعادل بين عممتين يتحدد عندما تتعادل القوة الشرائية لعممة كل‬

‫دولة في سوقيا الداخمية مع قوتيا الشرائية في سوق دولة أخرى وذلك بعد تحويميا إلى عممة ىذه األخيرة‬

‫وفقا لسعر الصرف الذي يحقق ىذا التعادل‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬النقود الدولية وعمميات الصرف األجنبي‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة‪ ،1997 ،‬ص‪.129‬‬

‫‪26‬‬
‫حيث تفترض النظرية إىمال نفقة المعامالت‪ ،‬والفروق الضريبية والقيود عمى التجارة‪ ،‬وبذلك‬

‫تعتبر أن السمع والخدمات المتجانسة التي يتم االتجار فييا ينبغي أن يكون ليا نفس السعر في الدولتين‬

‫بعد تحويل أسعارىا إلى عممة مشتركة‪ .1‬ولمنظرية صيغتان‪ ،‬الصيغة المطمقة والصيغة النسبية‪.‬‬

‫‪ .1‬الصيغة المطلقة للنظرية تعادل القوة الشرائية‪Absolute purchasing power parity :‬‬

‫تدرس ىذه النظرية العالمة بين األسعار من ناحية وأسعار الصرف من ناحية أخرى‪ ،‬ويطمق‬

‫عمييا الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية كونيا تتعامل مع مستويات األسعار المطمقة‪ ،‬ويمكن التعبير‬

‫عن ىذه النظرية عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫*‪P = S x P‬‬

‫*‪S = P/P‬‬

‫حيث‪ :S :‬سعر الصرف الذي يحدد عممة أجنبية بالنسبة لمعممة المحمية‬

‫‪ : P‬مستوى األسعار المحمية‬

‫*‪ : P‬مستوى األسعار األجنبية‬

‫وىذا يعني أن مستوى األسعار المحمي ينبغي أن يعادل مستوى األسعار األجنبي مضروبا في‬

‫سعر الصرف اآلني‪ ،‬أو أن سعر الصرف اآلني يساوي حاصل قسمة مستوى األسعار المحمية عمى‬

‫مستوى األسعار األجنبية‪ .‬وبذلك فإن ارتفاع مستوى األسعار المحمية مقارنة بمستوى األسعار العالمية في‬

‫ظل افتراض سعر صرف معين‪ ،‬إنما يؤدي إلى زيادة الواردات والطمب عمى الصرف األجنبي وانخفاض‬

‫‪1‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.89‬‬

‫‪27‬‬
‫الصادرات وعرض الصرف األجنبي‪ .‬إال أنو في ظل الفروض التي قامت عمييا ىذه النظرية‪ ،‬فقد وجيت‬

‫‪1‬‬
‫ليا عدة انتقادات‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة تقدير األرقام القياسية لمدة مستقبمية تزيد عن السنة وصعوبة اختيار سنة األساس لتحديد‬

‫األرقام القياسية لؤلسعار فضال عن وجود سمع كثيرة يتضمنيا الرقم القياسي لؤلسعار ال تدخل في‬

‫نطاق التجارة الدولية مثل السمع سريعة التمف وخدمات السكن‪ ،‬ومن ثم فإن تغير أسعار مثل ىذه‬

‫السمع والخدمات لن يؤدي – رغم تأثير عمى الرقم القياسي لؤلسعار – إلى أي تغيير في أسعار‬

‫الصرف طالما أن ىذه السمع خارجة عن نطاق التبادل الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬أثبتت التجربة أن القدرة التنافسية في مجال التجارة الدولية ال تتوقف عمى عنصر السعر وحده‪،‬‬

‫وانما تدخل عناصر أخرى كثيرة في االعتبار مثل مستوى الدخل وسعر الفائدة وأثرىما عمى‬

‫الواردات والطمب عمى العممة األجنبية كذلك أثر اختالف مرونة الطمب السعرية في الصادرات‬

‫وأثر الرقابة عمى النقد األجنبي وأثر التغيرات في أذواق المستيمكين وظيور السمع البديمة في‬

‫مستويات األسعار المحمية ومن ثم تأثير في حساب سعر الصرف‪ ،‬كذلك أثر نفقات نقل السمع‬

‫وشحنيا من دولة إلى أخرى وأثر الرسوم الجمركية في تحديد أسعار السمع‪.‬‬

‫‪ -‬تفشل ىذه النظرية في إعطاء التفسيرات المالئمة لتغيرات سعر الصرف في األجل القصير وان‬

‫كان أداؤىا أفضل في األجل الطويل‪.‬‬

‫وبالرغم من االنتقادات السابقة‪ ،‬فإن ىذه النظرية ال تزال ميمة في تحديد سعر الصرف‪ ،‬إذ حاول‬

‫فريق من الباحثين تعديل الصياغة األولية المبسطة لنظرية تعادل القوة الشرائية مع أخذ عنصر‬

‫الزمن في الحسبان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.132-131‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .2‬الصيغة النسبية لتعادل القوة الشرائية‪:‬‬

‫تركز ىذه الصيغة عمى التغييرات في األسعار بدال من مستويات األسعار المطمقة فيذه الصيغة‬

‫النسبية باعتبارىا نظرية لسعر الصرف تربط بين تغييرات أسعار الصرف وبين الفروق في تغييرات‬

‫األسعار في الدول المختمفة‪ .‬وباستخدام الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية يمكن اشتقاق الصيغة‬

‫‪1‬‬
‫النسبية‪:‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪s=%‬‬ ‫‪p- %‬‬ ‫*‪p‬‬

‫‪ %‬النسبة المئوية لمتغيير في متغير ما‪.‬‬ ‫حيث يمثل‬

‫وبذلك فإنو يمكن الحصول عمى مقدار االرتفاع أو االنخفاض في قيمة عممة ما من خالل الفرق‬

‫بين معدالت التضخم في البمدين موضع االىتمام‪ .‬حيث تشير الدالئل إلى أن الصيغة النسبية تعمل‬

‫بشكل أفضل من الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية‪ ،‬إال أنيا ال زالت قاصرة عن تفسير التغيرات‬

‫قصيرة األجل في سعر الصرف في االقتصاديات الكبرى كونيا ال تأخذ بعين االعتبار التدفقات المالية‬

‫واألرصدة النقدية إال أنيا تعمل بشكل أفضل خالل الفترات التي تشيد معدالت تضخم مرتفعة‪ ،‬أين تكون‬

‫تغيرات األسعار ىي المؤثر الرئيسي عمى قيمة عممة ما‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية ميزان المدفوعات‪( :‬نظرية األرصدة)‬

‫يرجع الفضل في وضع أسس ىذه النظرية إلى االقتصادي جون مينارد كينز‪ ،‬والذي يعتبر أن‬

‫سعر صرف العممة يتحدد عند المستوى الذي تتعادل فيو الكميات المطموبة من العمالت األجنبية مع‬

‫‪1‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.96-94‬‬

‫‪29‬‬
‫الكميات المعروضة منيا وبذلك تشكل عجوزات وفوائض ميزان المدفوعات المعيار األساسي لتقييم‬

‫العمالت المختمفة‪.1‬‬

‫ففي حالة وجود فائض في ميزان لمدفوعات فإن ذلك يعني زيادة في الطمب عمى العممة الوطنية‬

‫نتيجة زيادة الصادرات ومن ثم ارتفاع في قيمتيا الخارجية‪ ،‬بينما يحدث العكس في حالة وجود عجز في‬

‫ميزان المدفوعات فإن ذلك يعني زيادة المعروض النقدي من العممة نتيجة زيادة الواردات ومن ثم انخفاض‬

‫في قيمتيا الخارجية‪ .‬وبذلك ترتكز ىذه النظرية عمى األسس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يعد وضع ميزان المدفوعات العامل الحاسم في تحديد سعر صرف العممة الوطنية‬

‫‪ -‬يتحدد سعر الصرف كما يتحدد أي سعر آخر وفقا لقوى العرض والطمب‪.‬‬

‫‪ -‬إن ميزان المدفوعات ىو متغير مستقل وأن سعر الصرف ىو متغير تابع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إال أنو يؤخذ عمى ىذه النظرية ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ىناك تأثير متبادل بين ميزان المدفوعات وسعر الصرف من خالل تأثير كل من الواردات‬

‫والصادرات بشكل حاسم بوضع سعر صرف العممة‪ ،‬كذلك فرفع القيمة الخارجية لمعممة أو‬

‫تخفيضيا يؤثر بشكل واضح في الواردات والصادرات‪.‬‬

‫‪ -‬إن ميزان المدفوعات يمكن أن يمارس تأثيره في أسعار الصرف من خالل العمميات االقتصادية‬

‫وىذا يستدعي استبعاد معظم فقرات رأس المال قصير األجل‪ ،‬باعتبارىا فقرات موازنة تقوم بيا‬

‫الدولة لتجنب االختالل الحاصل في ميزان المدفوعات‪ ،‬ومن ثم ىذا غير ممكن ألن حساب رأس‬

‫المال جزء ال يتج أز من حساب ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نوازد عبد الرحمن الييتي‪ ،‬منجد عبد المطيف الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬دار المناىج‪ ،‬عمان‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.125‬‬
‫‪2‬‬
‫سمير فخري نعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬تحتاج نظرية ميزان المدفوعات إلى مرونة كافية ألسعار الصرف لضمان إيجاد حالة من‬

‫االنسجام بين القيمة الخارجية وقيمتيا الداخمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية تعادل أسعار الفائدة‪:‬‬

‫تأخذ ىذه النظرية بعين االعتبار الفروقات في مستويات الفائدة المحمية واألجنبية وكذلك التغيرات‬

‫في سعر الصرف اآلني و األجل‪ ،‬فحسب ىذه النظرية ال يمكن لممستثمرين الحصول عمى معدالت‬

‫مردودية مرتفعة في الخارج عن تمك الممكن تحقيقيا في السوق المحمي عند توظيفيم لؤلموال بمعدل فائدة‬

‫أعمى من ذلك السائد في السوق المحمي ألن الفارق بين معدالت الفائدة يتم تعويضو بالفارق بين سعر‬

‫الصرف اآلني وسعر الصرف اآلجل‪.‬‬

‫فحسب ىذه النظرية عند توظيف مبمغ من المال ‪ M‬في السوق المحمي لمدة سنة مثال‪ ،‬يحصل‬

‫المستثمر في نياية التوظيف عمى )‪ M(1+iD‬ويجب أن يكون ىذا المبمغ مساويا لممبمغ المحصل عميو‬

‫عند تحويل األموال إلى عممة أجنبية بسعر الصرف اآلني وتوظيفيا في األسواق األجنبية بمعدل الفائدة‪if‬‬

‫واعادة بيعيا ألجل لمحصول عمى المبمغ بالعممة المحمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويمكن التعبير عن ذلك رياضيا كما يمي‪:‬‬

‫(‬ ‫)‬

‫حيث أن‪ :CC :‬سعر الصرف اآلني‬

‫‪ :CT‬سعر الصرف اآلجل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعود جايد مشكور العامري‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار زىران‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.‬ص‪.160-159‬‬

‫‪31‬‬
‫وبذلك فإن‪:‬‬

‫واذا كانت ‪ if‬صغيرة جدا يمكننا كتابة المعادلة كما يمي‪:‬‬

‫وبذلك تساعد ىذه النظرية في عممية ربط األسواق النقدية الوطنية بأسواق الصرف األجنبية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية يكفاءة السوق‪:‬‬

‫يعتبر السوق كفء إذا كانت األسعار تعكس كل المعمومات المتاحة‪ ،‬واذا كانت تكاليف‬

‫المعامالت ضعيفة وتغيرات أسعار الصرف عشوائية‪ ،‬وبذلك يفترض أن كل المتعاممين في السوق يمكنيم‬

‫الوصول إلى المعمومات سواء تعمق األمر بالمعمومات االقتصادية الحالية أو الماضية مثل إعالن عجز‬

‫أو فائض ميزان المدفوعات‪ ،‬العجز الموازني‪ ،‬معدل التضخم‪ ،...‬وىذا مفاده أنو ال يمكن ألي مضارب أن‬

‫يحقق باستمرار مكاسب‪ ،‬كما أن التسعيرة اآلجمة يمكن اعتبارىا كمؤشر قوي عمى السعر اآلني المستقبمي‪.‬‬

‫حيث يرى الم نظرون أن األسواق تعد كفؤة في حين يؤكد الممارسون عمى عدم وجود كفاءة نسبية في‬

‫أسواق الصرف‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.‬ص‪.168-167‬‬

‫‪32‬‬
‫خامسا‪ :‬نظرية يكمية النقود‪:‬‬

‫ترتكز ىذه النظرية عمى أن سعر الصرف ىو ظاىرة نقدية نظ ار لتأثره بالمحددات الحقيقية لمطمب‬

‫عمى النقود‪ ،‬إذ أن عرض النقد في كل بمد يحدد بشكل مستقل من قبل السمطات النقدية أما الطمب عمى‬

‫النقود فيتحدد بمستوى الدخل الحقيقي ومعدل الفائدة‪ ،‬حيث يمارس سعر الفائدة تأثي ار ميما في تحديد سعر‬

‫الصرف‪ ،‬فزيادة سعر الفائدة في دولة ما بالنسبة لمثيمو بالخارج يؤدي إلى زيادة سعر الصرف‪ ،‬ويحدث‬

‫العكس في حالة خفض سعر الفائدة‪.‬‬

‫إال أن سعر الفائدة ال يعمل بمعزل عن المعروض النقدي بل يمكن أن يعمال في اتجاىين‬

‫متضادين‪ ،‬ويمغي كل منيما أثر األخر‪ ،‬فزيادة المعروض النقدي يؤدي إلى ارتفاع األسعار وبذلك تصبح‬

‫السمع المحمية أقل تنافسية فينخفض سعر الصرف‪ ،‬ويحدث العكس في حالة خفض المعروض النقدي‪.1‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬سوق الصرف األجنبي‪:‬‬

‫يعتبر سوق الصرف األجنبي من أكثر األسواق اتحادا وسعة كما تعتبر أسواق لندن ونيويورك‬

‫وسنغافورة المالية أكبر المراكز المالية حجما في العالم‪ ،‬حيث يعتبر الدوالر األمريكي‪ ،‬اليورو‪ ،‬الين‬

‫الياباني‪ ،‬الجنيو اإلسترليني‪ ،‬الدوالر األسترالي‪ ،‬والدوالر الكندي من أىم العمالت التي يتم التداول بيا‬

‫عالميا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف سوق الصرف‪:‬‬

‫سوق الصرف األجنبي ىو سوق دولية يتم من خالليا تبادل العمالت فيما بينيا‪ ،‬وكثير من‬

‫أسواق المال تقع في مكان جغرافي محدد إال أن سوق الصرف األجنبي ليس لو موقع جغرافي محدد‪،‬‬

‫حيث يتم التبادل فيو عبر وسائل االتصال االلكترونية عمى مستوى العالم‪ ،‬ويستمر التبادل عمى مدى أربع‬

‫‪1‬‬
‫سمير فخري نعمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫‪33‬‬
‫وعشرين ساعة في اليوم‪ ،‬فعندما تكون سوق لندن مغمقة فإن سوق طوكيو أو سنغافورة تكون مفتوحة‬

‫وىكذا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص سوق الصرف‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ينفرد سوق الصرف األجنبي بخواص معينة ىي‪:‬‬

‫‪ ‬حجم المبادالت اليائل بما يخدم السيولة الدولية والتي قدرت عام ‪ 2010‬بحوالي ‪ 3.98‬تريميون‬

‫دوالر في اليوم الواحد‪.‬‬

‫‪ ‬أسواق الصرف األجنبي منتشرة جغرافيا وموزعة عمى مستوى العالم‪.‬‬

‫‪ ‬عمميات الصرف األسعار األجنبي مستمرة وعمى مدى ‪ 24‬ساعة يوميا‪.‬‬

‫‪ ‬االنخفاض النسبي ليوامش الربح مقارنة بالمتاجرات األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬كثرة المتغيرات التي تؤثر في أسعار الصرف األجنبي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع أسواق الصرف األجنبي‪:‬‬

‫يوجد نوعان من أسواق الصرف األجنبي ىما السوق اآلني والسوق اآلجل‪:‬‬

‫‪ .1‬سوق الصرف اآلني‪:‬‬

‫إن العممية التي تتم طبقا لمسعر اآلني تتضمن دفع واستالم الصرف األجنبي خالل يومي عمل‪،‬‬

‫وتعد العمميات اآلنية ىي األكثر أىمية في سوق الصرف وتستحوذ عمى االىتمام األكبر‪ ،‬ألن تحركاتيا‬

‫مستمرة‪ ،‬فضال عن أىميتيا الكبيرة في إجمالي التعامالت وتعد أسعار العمميات اآلنية ىي األسعار‬

‫األساسية ‪ Base Rates‬التي تحسب عمى أساسيا المعامالت اآلجمة‪ ،‬وان كان ىناك تأثير متبادل بين‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرحيم فؤاد الفارس‪ ،‬فراس أكرم الرفاعي‪ ،‬مدخل إلى األعمال الدولية‪ ،‬دار المناىج‪ ،‬عمان‪ ،2013،‬ص‪.131‬‬

‫‪34‬‬
‫األسعار في السوقين اآلني واآلجل وتستخدم سوق الصرف اآلني كأساس لمتسويات الدولية وكذلك كجياز‬

‫لالئتمان الدولي‪.1‬‬

‫‪ .2‬سوق الصرف اآلجل‪:‬‬

‫وىو السوق الذي يتم فيو بيع وشراء عمالت محددة عمى أن يتم التسميم في استحقاقات محددة‬

‫مستقبال تكاد تكون نمطية (شير‪ ،‬شيرين‪ ،‬ثالثة أشير‪ ،‬ستة أشير‪ ،‬وسنة) والعمميات التي تقل عن ستة‬

‫أشير ىي األكثر تداوال وسوقيا دائما نشطة وعميقة‪ .‬ولقد تطورت أسواق الصرف اآلجل كثي ار منذ انتشار‬

‫أسعار الصرف العائمة في بمدان العالم بسبب تدويل األسواق المالية من أجل التحوط من مخاطر‬

‫الصرف في المعامالت الدولية‪.‬‬

‫وتتحدد األسعار اآلجمة لتبادل عمميتين بمقدار الفرق بين أسعار الفائدة السائدة في البمدين‪ ،‬وقد‬

‫تكون األسعار اآلجمة المعمنة أعمى وىنا يسمى الفرق عالوة أو أقل من األسعار اآلنية السائدة وفي ىذه‬

‫الحالة يسمى الفرق خصما‪ .‬كما يتحدد السعر اآلجل بتفاعل الطمب اآلجل مع العرض اآلجل من‬

‫العمالت األجنبية نتيجة عمميات التغطية والمضاربة والمراجحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود يونس محمد‪ ،‬عمي عبد الوىاب نجا‪ ،‬االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪.171‬‬

‫‪35‬‬
‫رابعا‪ :‬المتعاملون في سوق الصرف‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وتتمثل ىذه األطراف في‪:‬‬

‫‪ .1‬البنك المريكزي‪ :‬تيدف البنوك المركزية من وراء تدخميا في سوق الصرف األجنبي إلى التأثير‬

‫عمى سعر الصرف والمحافظة عمى استق ارره وذلك من خالل عمميات السوق المفتوحة عن طريق‬

‫بيع وشراء العمالت المختمفة من أجل التأثير عمى مستوى العرض والطمب ليذه العمالت‪ ،‬حيث‬

‫تمعب البنوك المركزية دور المنظم لسوق الصرف لمحفاظ عمى الصرف في حدود معينة‪ ،‬من‬

‫خالل مسار شراء أو بيع العمالت حسب االتجاه الذي تريده ألسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ .2‬البنوك التجارية والمؤسسات المالية‪ :‬وتعتبر من أىم المؤسسات المساىمة في عمميات الصرف‬

‫األجنبي سواء بالنسبة لعمالئيا أو لحساباتيا الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬المؤسسات المالية غير المصرفية‪ :‬وىؤالء يتعاممون بمبالغ ضخمة مثل شركات التأمين‪،‬‬

‫الشركات العالمية‪.‬‬

‫‪ .4‬السماسرة‪ :‬يقومون بدور الوسيط بين األطراف البائعة والمشترية لمصرف األجنبي‪ ،‬ويعتمدون‬

‫عمى ممارستيم وخبرتيم ومعرفتيم بظروف السوق وحجم المخاطر التي تنجم عن عمميات‬

‫ا لصرف‪ ،‬حيث يقومون بتجميع أوامر الشراء والبيع لمعمالت لصالح بنوك أو متعاممين آخرين‪،‬‬

‫كما يقومون بضمان االتصال بين البنوك واعطاء التسعيرة المعمول بيا في البيع والشراء دون‬

‫اإلفصاح عن أسماء المؤسسات البائعة أو المشترية ليذه العممة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات سعر الصرف‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2016 ،‬ص‪.‬ص‪.87-86‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .5‬المستخدمين التقليديين‪ :‬ومثال ذلك المستوردين والمصدرين والسياح والمستثمرين الذين يتبادلون‬

‫العممة المحمية بالعمالت األجنبية بغية تسوية معامالتيم الدولية إضافة إلى المضاربين بالعمالت‬

‫األجنبية الذين يبحثون عن تحقيق أرباح في األجل القصير‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وظائف سوق الصرف األجنبي‪:‬‬

‫ينحصر أداء النقد لوظائفو في إطار النشاط االقتصادي في حدود دولتو ويعجز عن أدائيا في‬

‫الدول األخرى‪ ،‬ولكن األداة التي تمكن مختمف العمالت من أداء وظائفيا خارج حدودىا الوطنية ىي سوق‬

‫‪1‬‬
‫الصرف األجنبي‪ ،‬وعميو فإن ىذا السوق يقوم بالوظائف اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬تسوية المدفوعات الدولية‪ :‬يسمح سوق الصرف األجنبي بنقل القوة الشرائية من دولة إلى أخرى‬

‫ويسيل تسوية المدفوعات الدولية الناجمة عن المعامالت االقتصادية عن طريق مختمف أسواق‬

‫التعامل بالعمالت األجنبية‪ ،‬كالكمبياالت‪ ،‬والحواالت وغيرىا‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد أسعار الصرف للعمالت المختلفة‪ :‬ويتم تحديد أسعار العمالت األجنبية من خالل تالقي‬

‫قوى العرض والطمب وتكوين نقطة لتوازن‪.‬‬

‫‪ .3‬الصرف واالئتمان‪ :‬يقوم سوق الصرف بتوفير وسيمة لالئتمان في العالقات االقتصادية الدولية‬

‫من خالل البنوك التي تقدم قروضا لممصدرين والمستوردين‪ ،‬فضال عن تمويميا لتحركات رأس‬

‫المال الطويل األجل والقصير‪.‬‬

‫‪ .4‬عمليات المراجحة‪ :‬تتمثل الوظيفة األساسية لعمميات المراجحة في تضييق الفروقات في األسعار‬

‫وتحقيق أرباح فورية من وراء ذلك‪ ،‬وبذلك يمكن تعريفيا بأنيا العممية التي يتم من خالليا‬

‫الحصول عمى الربح دون التعرض إلى خطر انحراف موجود بين األسعار المحددة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.44-37‬‬
‫‪2‬‬
‫سعود جايد مشكور العامري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪37‬‬
‫وتؤدي المراجحة إلى استقرار أسعار الصرف ألنو بتكرار ىذه العممية يزداد طمب المرجحين عمى‬

‫العممة منخفضة السعر مما يؤدي إلى ارتفاعو في سوق معينة وبالمقابل سيزداد عرض ىذه العممة في‬

‫السوق ذات السعر المرتفع حتى يتساوى سعر صرفيا في السوقيين‪ ،‬وتسمى ىذه العممية بالمراجحة‬

‫المزدوجة‪ ،‬وىناك المراجحة الثالثية والتي تتطمب وجود ثالث عمالت‪ ،‬ومراجحة أسعار الفائدة‪ ،‬وبذلك‬

‫تعمل المراجحة عمى تكامل األسواق وتقارب األسعار فييا‪ ،‬وقد أدى التطور في وسائل االتصال ووقوف‬

‫المتعاممين جميعيم في آن واحد عمى مختمف التطورات السعرية واالقتصادية إلى تضييق فرص تحقيق‬

‫األرباح‪.‬‬

‫‪ .5‬التغطية‪ :‬تتميز أسعار الصرف بتعرضيا لمتقمب والتغير المستمر وبذلك سيواجو األفراد‬

‫والمشروعات خطر الدفع أكثر أو االستالم أقل من العمالت األجنبية‪ ،‬ولتجنب مثل ىذه‬

‫المخاطر‪ ،‬فيم يمجؤون إلى ما يسمى بالتحوط أو التغطية مستخدمين مختمف أساليب التغطية‪،‬‬

‫مثل العقود اآلجمة‪.‬‬

‫‪ .6‬المضاربة‪ :‬وتعني في لغة الصرف االحتفاظ بمركز مفتوح بعممة أجنبية معرض ألخطار الصرف‬

‫لتحقيق أرباح مع القبول باحتمال الخسارة وتعني شراء أو بيع آجل لمعمالت بقصد االستفادة من‬

‫الفرق بين السعر اآلجل يوم التعاقد والسعر اآلني يوم االستحقاق‪ ،‬ويمكن التمييز بين نوعين من‬

‫‪1‬‬
‫المضاربين في سوق الصرف األجنبي‪:‬‬

‫‪ ‬مضارب الصعود‪ :‬وىو الذي يتوقع ارتفاع سعر صرف العممة في المستقبل فيدخل مشتريا ليا‬

‫مركز دائنا(بمعنى أن أصولو من العممة األجنبية‬


‫ا‬ ‫بالسعر الفوري متخذا بذلك مرك از طويال أو‬

‫تكون أكبر من التزاماتو منيا)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود يونس محمد‪ ،‬عمي عبد الوىاب نجا‪ ،‬االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪.276‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬مضارب الهبوط‪ :‬وىو الذي يتوقع انخفاض سعر صرف العممة في المستقبل فيدخل بائعا ليا‬

‫مركز مدينا بمعنى أن أصولو من العممة األجنبية‬


‫ا‬ ‫بالسعر الفوري متخذا بذلك مرك از قصي ار أو‬

‫تكون أقل من التزاماتو منيا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مخاطر عمليات الصرف األجنبي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ينطوي التعامل في سوق الصرف عمى عدة مخاطر يمكن توضيحيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬المخاطر المالية‪ :‬وتعد من أكثر المخاطر وضوحا‪ ،‬فيي تنشأ بسبب تغيرات قيمة العممة والتي‬

‫تحدث بصورة مفاجئة وبحدة في بعض األحيان‪ ،‬وىذه التقمبات تتكرر باستمرار في ظل نظام‬

‫تعويم أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ .2‬المخاطر االئتمانية‪ :‬وتسمى كذلك بخطر الطرف المقابل‪ ،‬وىي تمك المخاطر المترتبة عمى‬

‫مواجية متطمبات التسييالت التي يحصل عمييا المتعامل معو‪ ،‬أي أنيا تمك التي تنشأ عن عدم‬

‫مقدرة الطرف المتعامل معو عمى الوفاء بالتزامات التعامل في األوقات المحددة ليا‪.‬‬

‫‪ .3‬مخاطر التمويل‪ :‬وتتمثل في المخاطر التي يتعرض ليا البنك عندما يجد صعوبة في الحصول‬

‫عمى األرصدة الالزمة لتمويل نشاطو المصرفي‪ ،‬ويضطر إلى سداد أسعار فائدة باىظة عمى‬

‫الودائع النقدية المودعة لمدة ‪ 24‬ساعة من أجل تمويل أحد الحسابات بالعممة األجنبية‪.‬‬

‫‪ .4‬المخاطر الناجمة عن إعادة تقييم المرايكز المفتوحة‪ :‬قد ينجم عن عممية تقييم المراكز المفتوحة‬

‫لمعمالت األجنبية تحقق خسائر لمبنك‪ ،‬والتي تجري عادة مرة كل شير‪ ،‬حيث يتم تقييم كافة‬

‫المراكز المفتوحة لمعمالت األجنبية عمى أساس أعمى سعر معمن في السوق في نياية عمل اليوم‬

‫الذي يتم فيو إعادة التقييم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.136-133‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ .5‬المخاطر المترتبة على التغييرات التنظيمية‪ :‬وتتعمق ىذه المخاطر بالتعامل بالعمالت األجنبية‬

‫مع الخارج سواء بالنسبة لمبنوك أو المشروعات التجارية بسبب تغير القوانين المنظمة لمراقبة‬

‫العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪ .6‬مخاطر الصرف المرتبطة بالعمليات التجارية‪ :‬وىي المخاطر المتعمقة بعمميات التصدير‬

‫واالستيراد‪ ،‬ذلك أن تسديد ىذه العمميات يمكن أن يتم بسعر صرف مختمف عن السعر اآلني‬

‫لحظة إبرام الصفقة‪ ،‬وبذلك يكون خطر الصرف ىو نتيجة الفارق الزمني الذي يمكن أن يوجد‬

‫بين تسديد ىذه العمميات واالتفاق عميو‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬نظم الصرف‪:‬‬

‫تختمف العوامل التي تتفاعل في تكييف العرض والطمب عمى الصرف‪ ،‬فتتحكم بذلك في تحديد‬

‫سعره‪ ،‬باختالف نظم الصرف والمدفوعات والتي يمكن إجماليا في النظم التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظام سعر الصرف الثابت‪:‬‬

‫بحمول عام ‪ ،1880‬أرست معظم دول العالم الصناعية أسس نظميا النقدية عمى قاعدة الذىب‪،‬‬

‫واستمر العمل بيذه القاعدة حتى نشوب الحرب العالمية األولى عام ‪ ،1914‬وكانت ىذه القاعدة تعمل‬

‫عن طريق ارتباط أو معادلة قيمة العممة مع قيمة وزن معين من الذىب الخالص‪ ،‬بحيث يمكن مبادلة ىذه‬

‫العممة بالذىب أو العكس بسعر رسمي ثابت‪ ،‬ولقد شيدت الفترة التي سادت فييا قاعدة الذىب استق ار ار‬

‫نقديا دوليا ساعد عمى زيادة اإلنتاجية والعمالة في مختمف الدول‪ .‬ولقد عرف العالم ثالثة أشكال لقاعدة‬

‫‪1‬‬
‫الذىب يمكن إيجازىا في اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.18-13‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ .1‬قاعدة المسيكويكات الذهبية‪:‬‬

‫في ظل ىذه القاعدة‪ ،‬كانت العمالت الذىبية ىي وسيمة الدفع في األسواق المحمية‪ ،‬وعمى الصعيد‬

‫الدولي كان الذىب ىو الوسيمة لتسوية المدفوعات الدولية‪ ،‬مع االعتراف لؤلفراد بحرية السك والصير‬

‫وحرية تصدير واستيراد الذىب‪ ،‬واستمر العمل بيذه القاعدة حتى بداية الحرب العالمية األولى‪.‬‬

‫‪ .2‬قاعدة السبائك الذهبية‪:‬‬

‫عقب اندالع الحرب العالمية األولى‪ ،‬أصدرت معظم الدول نقودا ورقية وفرضت ليا سع ار إلزاميا‬

‫وسحبت الذىب من التداول‪ ،‬بحيث يمكن مبادلة ىذا البنكنوت مقابل سبائك الذىب من بنك اإلصدار في‬

‫أي وقت بسعر محدد وثابت لمذىب‪ ،‬ويكون استخدام ىذه السبائك قاص ار عمى تسوية المعامالت‬

‫الخارجية‪ .‬وأصبح الذىب مجرد احتياطي يعادل نسبة معينة من البنكنوت المصدر‪.‬‬

‫‪ .3‬قاعدة الصرف بالذهب‪:‬‬

‫ال يشترط في ىذه القاعدة احتفاظ البنك المركزي باحتياطي ذىبي يعادل نسبة معينة من البنكنوت‬

‫المصدر‪ ،‬وانما يشترط احتفاظو باحتياطي من العممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب‪ ،‬وال يكون عميو أي‬

‫التزام بصرف أوراق البنكنوت بالذىب بل يجب عميو صرفيا بالعممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب‪،‬‬

‫وذلك من خالل تحديد سعر صرف ثابت لمعممة الوطنية مقابل العممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب‪،‬‬

‫والتزام السمطات النقدية ببيع وشراء حواالت العممة األجنبية بذلك السعر الثابت‪ ،‬مع عدم وجود أية قيود‬

‫عمى تحويل العممة من والى الخارج‪.‬‬

‫وثبات سعر الصرف في ظل قاعدة الذىب يعتمد عمى التزام السمطات النقدية في مختمف دول‬

‫العالم بتعريف وحدة النقد الرسمية بيا في شكل وزن محدد من الذىب‪ ،‬ويسمى ذلك بأسعار التعادل أو‬

‫التكافؤ بالذىب‪ ،‬وبذلك فإن سعر الصرف بين عمميتين يتحدد آليا‪ ،‬ويكون النسبة بين الذىب في كل من‬

‫‪41‬‬
‫العمميتين‪ .‬ىذا باإلضافة إلى توفر حرية تحويل العمالت إلى بعضيا البعض دون قيد وبحسب سعر‬

‫السوق‪ ،‬الذي قد ينحرف عن سعر التعادل ضمن حدود ضيقة (حدي الذىب)‪.1‬‬

‫ففي حالة العجز في الميزان التجاري الفرنسي مثال مع أمريكا (قيمة صادراتيا أقل من قيمة‬

‫وارداتيا)‪ ،‬فسيكون ىناك طمب عمى الدوالر أكبر من المعروض منو‪ ،‬ويميل سعره إلى االرتفاع في أسواق‬

‫باريس‪( ،‬ارتفاع سعر صرف الدوالر فوق سعر التعادل لو)‪ ،‬وىنا يكون من األفضل لممستورد الفرنسي‬

‫سداد قيمة وارداتو بالذىب‪ ،‬فيشتري الذىب بسعره الرسمي(بعالقتو الثابتة مع الفرك) وينقمو إلى أمريكا‬

‫محتمال تكمفة شحنو وتأمينو بدال من السداد بعممة المصدر( الدوالر)‪ ،‬ويقال في ىذه الحالة أن سعر‬

‫صرف الدوالر قد ارتفع في أسواق باريس إلى حد خروج الذىب‪.‬‬

‫ويحدث العكس إذا حقق الميزان التجاري الفرنسي فائضا مع أمريكا بمعنى عرض الدوالر أكبر‬

‫من الطمب عميو‪ ،‬ويميل سعره إلى االنخفاض في أسواق باريس‪ ،‬فيبدأ الذىب باالنتقال من أمريكا إلى‬

‫فرنسا ويتوقف العرض اإلضافي لمدوالر في باريس‪ ،‬بعد أن يكون قد ىبط سعره إلى ما يعرف بحد دخول‬

‫الذىب‪ .‬وعمى ذلك فإنو في ظل قاعدة الذىب تتقمب قيمة العممة األجنبية بالنسبة لمعممة الوطنية‪ ،‬بين‬

‫حدين‪ ،‬حد أعمى يتحدد بنقطة خروج الذىب وحد أدنى يتحدد بنقطة دخول الذىب‪ ،‬ويتحدد سعر الصرف‬

‫بين ىذين الحدين وفقا لظروف العرض والطمب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بسام الحجار‪ ،‬نظام النقد العالمي وأسعار الصرف‪ ،‬دار المنيل المبناني‪ ،‬بيروت‪ ،2009 ،‬ص‪.‬ص‪.17-15‬‬

‫‪42‬‬
‫شيكل رقم ‪ : 6‬حدي دخول وخروج الذىب‬

‫المصدر‪ :‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2002 ،‬‬

‫ص ‪.141‬‬

‫وتقوم ميكانيكية التوازن التمقائي‪ ،‬في ظل نظام الذىب‪ ،‬عمى أسس نظرية كمية النقود‪ ،‬ذلك أن‬

‫العجز في ميزان المدفوعات لبمد ما‪ ،‬سيؤدي إلى تدفق الذىب إلى الخارج مما يؤدي إلى انخفاض كمية‬

‫النقود المتداولة وانخفاض األسعار ونفقات اإلنتاج‪ ،‬مما يدفع إلى زيادة الصادرات وانخفاض الواردات‬

‫ويبدأ العجز في التالشي التدريجي إلى أن يتحقق التوازن في ميزان المدفوعات وتتم األمور بشكل معاكس‬

‫في حالة الفائض‪.‬‬

‫وبذلك فإن تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات ناجم عن تبدل مستوى األسعار النسبية المتأتي‬

‫عن التغير في كمية النقود المرتبطة بحركة الذىب عبر الحدود السياسية‪.‬‬

‫ومع ظيور النقود االئتمانية وتطور العمل المصرفي‪ ،‬باتت مسألة التوازن في ميزان المدفوعات‬

‫تأخذ طريقيا من خالل التأثير المباشر لمبنوك المركزية والتغيرات في أسعر الفائدة عمى انتقال رؤوس‬

‫‪43‬‬
‫األموال‪ ،‬حيث تمجأ دول الفائض إلى خفض سعر الفائدة‪ ،‬بينما تمجأ دول العجز إلى رفع سعر الفائدة‬

‫فيستعيد ميزان المدفوعات توازنو من خالل تدفق رؤوس األموال من والى البمد‪.1‬‬

‫ولقد كانت الدول المختمفة في ظل قاعدة الذىب تعطي األولوية لمتطمبات توازنيا االقتصادي‬

‫الخارجي عمى حساب االستقرار الداخمي وبالتالي كانت عاجزة عن إتباع السياسات النقدية المالئمة التي‬

‫تحقق استقرار األوضاع االقتصادية الداخمية‪ ،‬وكان ىذا من أىم االنتقادات التي وجيت ليذه القاعدة‪ ،‬مما‬

‫أدى إلى وضع نياية ليا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام سعر الصرف المتقلب‪:‬‬

‫حدثت تقمبات في سعر الصرف بشكل واضح في أعقاب الحرب العالمية األولى‪ ،‬ففي ظل ىذا‬

‫النظام يكون سعر الصرف قابل لمتغيير والتقمبات إلى أن يصل إلى السعر الذي يحقق التوازن في األجل‬

‫القصير وفي األجل الطويل‪.2‬‬

‫ذلك أن تمويل النفقات الباىضة لمحرب العالمية األولى تتطمب التوسع في خمق النقود‪ ،‬في حين‬

‫أن نظام الذىب كان يقيد السمطات النقدية في تحديد كمية النقود التي تالئم احتياجات االقتصاد الوطني‪،‬‬

‫لذلك ارتفعت قيمة بعض العمالت وانخفضت قيمة البعض اآلخر‪ ،‬واختمت بذلك موازين المدفوعات‪.‬‬

‫من أجل ذلك ىجرت دول كثيرة نظام قاعدة الذىب واتبعت سياسات نقدية مستقمة لتحقيق‬

‫االستقرار االقتصادي الداخمي كأولوية مطمقة‪ ،‬حتى لو كان ذلك عمى حساب التوازن الخارجي‪ ،‬وأصبحت‬

‫السياسة النقدية مستقمة عن سياسة سعر الصرف‪.‬‬

‫ولقد عادت انجمت ار إلى قاعدة الذىب عام ‪ 1925‬وتمسكت بنفس سعر التعادل القديم مع الدوالر‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.‬ص‪.19-18‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.142‬‬

‫‪44‬‬
‫(‪ )$ 4.87 = £ 1‬وكان ىذا السعر ينطوي عمى مغاالة في سعر اإلسترليني مقابل الدوالر‪ ،‬فاشتدت‬

‫المضاربة عمى احتمال تخفيض قيمتو واضطرت انجمت ار إلى الخروج عن قاعدة الذىب عام ‪ 1931‬بعد‬

‫فقدىا لمكثير من رصيدىا الذىبي وتبعتيا الواليات المتحدة عام ‪ 1933‬والتي قامت بتخفيض سعر الدوالر‬

‫عام ‪ 1934‬بغية إنعاش صادراتيا خاصة بعد الكساد العظيم‪ .‬وظمت سوى خمس دول ممتزمة بقاعدة‬

‫الذىب ىي فرنسا‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬ىولندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬وكان يطمق عمييا‪ ":‬جبية دول الذىب"‪ ،‬وبحمول‬

‫‪ 1936‬خرجت فرنسا وسويس ار من ىذه الجبية وقامتا بتخفيض عممتييما‪ ،‬وكانت ىذه الخطوة بمثابة‬

‫إعالن وفاة نظام الذىب‪.1‬‬

‫ولقد نجمت ىذه االضطرابات والتقمبات في أسعار الصرف ليس فقط بسبب التضخم والتسابق‬

‫عمى تخفيض العمالت من أجل زيادة حجم الصادرات واإلقالل من الواردات‪ ،‬وانما بسبب كذلك نظام‬

‫الرقابة عمى الصرف الذي اتخذتو العديد من الدول اعتبا ار من عام ‪.1931‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظام الرقابة على الصرف‪:‬‬

‫اضطر كثير من الدول‪ ،‬وخاصة في فترة مابين الحربين‪ ،‬وبعد الحرب العالمية الثانية إلى فرض‬

‫رقابة مباشرة عمى الصرف وبخاصة الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة مثل الواليات المتحدة‪ ،‬وانجمت ار‬

‫وفرنسا‪ ،‬حيث ال يتحقق التوازن في ظل ىذا النظام عن طريق خروج ودخول الذىب كما ىو الحال في‬

‫نظام الصرف الثابت وال عن طريق تقمبات أسعار الصرف كما ىو الحال في نظام الصرف المتقمب‪،‬‬

‫ولكن عن طريق التدخل اإلداري المباشر لمدولة من أجل عممية الموازنة بين الطمب والعرض عمى‬

‫العمالت األجنبية‪ ،‬ومن شأن ىذا التدخل التأثير عمى األثمان والدخول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.23-21‬‬

‫‪45‬‬
‫وجوىر الرقابة عمى الصرف ىو توزيع الكمية التي تحصل عمييا الدولة من الصرف األجنبي‬

‫عمى وجوه الطمب الممكنة‪.1‬‬

‫بحيث تكون الدولة ممثمة بالبنك المركزي المحتكر الوحيد لمعمالت األجنبية كما تفرض سيطرتيا‬

‫عمى مراقبة خروج ودخول العمالت األجنبية وتستخدم كافة الصالحيات لمصادرة النقد األجنبي الذي‬

‫يحوزه األفراد‪.‬‬

‫ولقد مورس نظام الرقابة عمى الصرف األجنبي في مناطق متعددة من العالم مثل أوربا وأمريكا‬

‫الآلتينية في أعقاب الحرب العالمية‪ ،‬بحيث تركت أوربا ىذا النظام عام ‪ 1958‬عندما شعرت باستقرار‬

‫اقتصادياتيا وأنيا لم تعد بحاجة إلى ىذه الرقابة وأصبح ىذا النظام ميزة لمدول النامية‪.‬‬

‫‪ .1‬أهداف الرقابة على النقد األجنبي‪:‬‬

‫إن اليدف الرئيسي لمرقابة عمى الصرف األجنبي ىو معالجة االختالل في ميزان المدفوعات من‬

‫خالل الحد من الطمب عمى الواردات بدال من تخفيض سعر الصرف بالنسبة لمعمالت األجنبية ودون ما‬

‫حاجة إلى اتخاذ إجراءات انكماشية في االقتصاد الوطني وفي ضوء تحقيق ىذا اليدف يمكن تحقيق ما‬

‫‪2‬‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ ‬المحافظة عمى القيمة الخارجية لمعممة الوطنية بأعمى من قيمتيا الحقيقة‪.‬‬

‫‪ ‬حماية الصناعة الوطنية من المنافسة سواء بعدم الترخيص والسماح بالصرف لتمويل استيراد سمع‬

‫مثمية أو بفرض سعر صرف مرتفع لمعمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬دعم خطط التنمية االقتصادية بإعطاء معاممة تفضيمية لمواردات الضرورية التي تخدم مشاريع‬

‫التنمية والحد من استيراد السمع الكمالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.‬ص‪.159-156‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬المحافظة عمى احتياطي البمد من الذىب والعمالت األجنبية القابمة لمتحويل‪.‬‬

‫‪ ‬منع ىروب رؤوس األموال الوطنية والحد من ممارسة غسيل األموال‪.‬‬

‫‪ ‬توجيو رؤوس األموال األجنبية واالستثمارات إلى المجاالت التي تتفق مع أىداف السياسات‬

‫االقتصادية لمدولة ومتطمبات عممية التنمية‪.‬‬

‫‪ ‬منع المضاربة عمى العممة الوطنية وتحقيق االستقرار في قيمتيا الخارجية من خالل شراء النقد‬

‫األجنبي من المقيمين بسعر رسمي ومطالبتيم بتسميم ما بحوزتيم من نقد أجنبي مقابل العممة‬

‫المحمية بالسعر المحدد رسميا لذلك‪.‬‬

‫‪ ‬السيطرة عمى قطاع التجارة الخارجية لمدولة لتحديد األولويات في تخفيض استخدامات الصرف‬

‫األجنبي‪.‬‬

‫‪ ‬الحد من اتساع ظاىرة الدولرة‪.‬‬

‫‪ ‬تحقيق أىداف سياسية أو ممارسة ضغوط اقتصادية من خالل تجميد األرصدة المصرفية‪.‬‬

‫‪ .2‬أشيكال الرقابة على الصرف األجنبي‪:‬‬

‫يأخذ نظام الرقابة عمى الصرف األجنبي أنماطا وأساليب متعددة لتحقيق ىدف واحد ىو السيطرة‬

‫عمى الطمب عمى العممة األجنبية بما يؤدي إلى ترشيد استخداميا‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن أساليب وأنماط‬

‫الرقابة عمى الصرف األجنبي وأساليب الرقابة عمى التجارة الخارجية عادة ما ينظر إلييا عمى نحو‬

‫متداخل‪ ،‬نظ ار لوجود ترابط وظيفي بينيما يرمي إلى دعم وتقوية االقتصاد الوطني‪ ،‬ومن بين أساليب‬

‫‪1‬‬
‫الرقابة عمى الصرف األجنبي نجد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نوازد عبد الرحمن الييتي‪ ،‬منجد عبد المطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.152-148‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .1.2‬اليكتل والمناطق النقدية‪:‬‬

‫وجد ىذا األسموب تطبيقو من قبل المممكة المتحدة ودول عديدة من مستعمراتيا والتي التزمت‬

‫بدعم الجنيو اإلستريمني من خالل شرائو في حالة انخفاضو‪ ،‬وبعد اندالع الحرب العالمية الثانية عام‬

‫‪ 1939‬انسحبت بعض من ىذه الدولة وتعرضت موجودات المممكة المتحدة إلى ضغط شديد بسبب‬

‫ظروف الحرب‪ ،‬فأصدرت الحكومة البريطانية ق ار ار ممزما لمدول الواقعة تحت االستعمار أو االنتداب‬

‫البريطاني إلى إتباع مبادئ رقابة عمى الصرف األجنبي مشابية لما ىو معمول بو داخميا‪:‬‬

‫‪ ‬تسميم كل العمالت الصعبة التي يحوزىا المواطنون إلى السمطات الرسمية‪.‬‬

‫‪ ‬إخضاع االستيراد إلى تراخيص مسبقة‪.‬‬

‫‪ ‬وضع منياج خاص لممواد المستوردة الضرورية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬اتفاقية الدفع الثنائية‪:‬‬

‫وىو عبارة عن اتفاقية ثنائية بين دولتين يضع تنظيما لكيفية تمويل العمميات المتبادلة بين‬

‫الدولتين وتسوية مدفوعاتيما من خالل فتح حساب في كال الدولتين بعممتو باسم البمد اآلخر لتسوية‬

‫المدفوعات الدولية بالعممة الوطنية دون حاجة إلى المجوء إلى النقد األجنبي‪.‬‬

‫‪ .3.2‬الحسابات المجمدة‪:‬‬

‫وتمجأ إليو الدولة عندما تواجو عج از كبي ار في رصيدىا من العمالت األجنبية فتمنع رؤوس األموال‬

‫من العودة إلى الخارج من خالل تجميدىا كما تطمب من المدينين بدفع ما عمييم بالعممة الوطنية في‬

‫حساب خاص لدى البنك المركزي وقد مارستو ألمانيا عمى نطاق واسع عام ‪ ،1931‬إال أن ىذا األسموب‬

‫ال يالئم الوقت الراىن ألنو يصدع مصداقية الدول ويضر باالستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪.4.2‬موازنة الصرف‪:‬‬

‫ويتم وفق ىذا األسموب إنشاء صندوق موازنة يتم إدارتو من قبل البنك المركزي‪ ،‬يستخدم رصيد‬

‫ىذا الصندوق لمتدخل في سوق الصرف لدعم استقرار سعر الصرف وتقميل التقمبات فيو‪ ،‬ومن الدول التي‬

‫انتيجت ىذا األسموب نجد‪ :‬بريطانيا عام ‪ ،1932‬الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1933‬وعدد من الدول‬

‫األوروبية فيما بعد‪.‬‬

‫‪ .5.2‬نظام سعر الصرف المتعدد‪:‬‬

‫بموجب ىذا األسموب يتم تحديد أكثر من سعر لمعممة الوطنية بالنسبة لكل عممة من العمالت‬

‫األجنبية‪ ،‬بحيث يكون ىذا السعر مرتفع لطالبي العممة األجنبية لغرض استيراد السمع الكمالية ومنخفض‬

‫بالنسبة الستيراد السمع الضرورية كالغداء أو الدواء‪ ،‬أو كأن تعمد الدولة إلى تحديد أسعار صرف تفضيمية‬

‫ألنواع معينة من الصادرات األساسية عندما تجد أن السعر الرسمي لمعممة من االرتفاع بحيث يعوق‬

‫حركة ىذه الصادرات‪.‬‬

‫ولقد استخدمت أسعار الصرف المتعددة بنجاح في كل من تايمند وكوستاريكا خالل الفترة‬

‫(‪ )1955/1947‬بحيث انخفضت قيمة الواردات وزادت حصيمة الصادرات واالحتياطات من الذىب‬

‫والعمالت األجنبية‪.‬‬

‫وفي اآلونة األخيرة يالحظ اتجاه عدد كبير من الدول إلى الحد من إتباع أسعار الصرف‬

‫المتعددة‪ ،‬كون أن معظم صادراتيا ىي سمعا أولية تتحدد أسعارىا وفقا لظروف العرض والطمب‪ ،‬ومن ثم‬

‫ال تنجح ىذه السياسة في زيادة الصادرات‪ .‬كما يمكن أن تنتشر السوق السوداء لمعمالت األجنبية نتيجة‬

‫عدم تسميم المصدرين متحصالتيم منيا في حالة زيادة الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.165-163‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .6.2‬الحصص‪:‬‬

‫ويعد من األساليب الشائعة في الرقابة عمى الصرف األجنبي‪ ،‬إذ تقوم الدولة بموجب ىذا األسموب‬

‫بتحديد الكميات الواجب استيرادىا(حصص االستيراد) وتحويل المبالغ الالزمة ليا من العمالت األجنبية‪،‬‬

‫وأية مادة خارج ىذه الحصص يكون البنك المركزي غير ممزم بتوفير النقد األجنبي ليا‪ .‬وبذلك يتم ربط‬

‫االستيراد بالحصول عمى موافقة السمطات النقدية‪.‬‬

‫‪ .7.2‬التخصيص والتخمين‪:‬‬

‫وفق ىذا األسموب يتم تخصيص إجمالي المبالغ من النقد األجنبي الالزم من وجية نظر الحكومة‬

‫لتحويل االستيراد بحيث ال تتجاوز قيمة السمع المستوردة الحد األعمى من المبمغ المخصص‪ ،‬وفي ذات‬

‫الوقت يتم تخمين المبالغ المتوقع الحصول عمييا من إجمالي الصادرات‪ ،‬وبذلك تتم السيطرة عمى النقد‬

‫األجنبي وترشيد استخدامو‪.‬‬

‫‪ .8.2‬التحريم اليكلي أو الجزئي‪:‬‬

‫بموجب ىذا األسموب يتم منع استيراد بعض السمع بشكل كمي أو جزئي وعادة ما يدخل ىذا‬

‫األسموب في إطار االعتبارات السياسية أو األمنية أو االجتماعية مثل حظر السمع المحرمة‪ ،‬ويتميز ىذا‬

‫األسموب بسيولة تطبيقيو ألنو يحتاج فقط إلى إصدار قانون ومراقبة شديدة ورادعة لتنفيذه‪.‬‬

‫لقد انحسر نظام الرقابة عمى الصرف إلى حد كبير‪ ،‬خاصة مع تنامي التوجو نحو مزيد من‬

‫الحرية في الصرف األجنبي وتعويم سعر الصرف‪ ،‬ولكن بقي ىناك ىامش من الرقابة ال زالت الدول‬

‫تتمسك بو‪ ،‬ألنيا تؤمن أن الحرية الكاممة ال يمكن ليا أن تحقق األىداف المرجوة‪ ،‬لذلك شاع استخدام‬

‫أسموب التعويم المدار في الدول النامية والذي يمكن أن يعد نمطا من أنماط الرقابة عمى الصرف‪ ،‬كما‬

‫أدركت الدول المتقدمة بأن الحرية الكبيرة لمتحويل الخارجي تنطوي عمى مخاطر كبيرة تيدد األمن الوطني‬

‫‪50‬‬
‫ليذه الدول‪ ،‬فبدأت بت فعيل توصيات لجنة بازل وتحاول أن تقدم نموذجا جديدا لمرقابة من خالل خمق ثقافة‬

‫جديدة في إدارة مخاطر القطاع المصرفي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نظام استقرار أسعار الصرف‪(:‬قاعدة الدوالر)‬

‫بعد انقضاء بضع سنين عمى نشوب الحرب العالمية الثانية عممت كل من أمريكا وبريطانيا في‬

‫أوائل عام ‪ 1943‬عمى خمق نظام نقدي جديد يكون أساسا لمعالقات النقدية الدولية‪ ،‬وبذلك انعقد مؤتمر‬

‫بريتون وودز بالواليات المتحدة األمريكية في يوليو ‪ 1944‬تحت رعاية األمم المتحدة‪ ،‬وأسفر عن إنشاء‬

‫صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪.‬‬

‫فأما البنك فيتولى مساعدة الدول التي أصابتيا الحرب عمى إعادة بناء اقتصادياتيا ثم مساعدة‬

‫الدول األخذة في النمو عمى تنمية اقتصادياتيا أما الصندوق فتتمخص أىم أىدافو فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق االستقرار في أسعار الصرف‪ ،‬وذلك من خالل تحديد أسعار ثابتة لجميع عمالت الدول‬

‫األعضاء بالنسبة لمدوالر الذي كان بدوره مرتبطا بالذىب بسعر ثابت قدره ‪ 35‬دوالر لؤلوقية‪ ،‬مع‬

‫التزام الواليات المتحدة بقابمية تحويل الدوالر إلى ذىب بناء عمى سعر التعادل المعمن‪ ،‬ولكي‬

‫تستقر أسعار التعادل بصفة مستمرة‪ ،‬فإنو ال يسمح بتقمب سعر صرف عممة أي دولة من الدول‬

‫األعضاء صعودا أو ىبوطا بما يزيد عن ‪ % 1‬من سعر التعادل‪ ،‬ويتم ىذا التحكم من خالل‬

‫دخول البنك المركزي مشتريا أو بائعا لكميات من ىذه العممة في السوق‪.‬‬

‫‪ ‬تحقيق المرونة في نظام أسعار الصرف‪ ،‬وذلك بإعطاء الحق لمدولة في تغيير سعر التعادل‬

‫إلصالح أي خمل أساسي في ميزان المدفوعات بعد التشاور مع الصندوق ودون أخد موافقتو إذا‬

‫كان التغيير المطموب ال يتجاوز ‪ %10‬صعودا أو ىبوطا‪ ،‬أما إذا كان التغيير يتجاوز ىذه‬

‫النسبة‪ ،‬فإن الصندوق ىو من يقرر ضرورة ىذا التغيير من عدمو‪ ،‬واال فإن الدولة تفقد حقيا في‬

‫استخدام تسييالتو ولربما تعرضت لمفصل من عضويتو‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ ‬إعادة حرية التحويل إلى عمالت جميع الدول األعضاء وذلك بإقامة نظام لممدفوعات متعددة‬

‫األطراف والغاء الرقابة والقيود عمى الصرف فيما يتعمق بالعمميات التجارية الجارية وليس حركات‬

‫رؤوس األموال بما يسمح بنمو التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ ‬مساعدة الدول األعضاء عمى إصالح الخمل في موازين مدفوعاتيا وذلك بمنحيا حقوق السحب‬

‫العادية‪.‬‬

‫ولقد شيدت الفترة من نياية الحرب العالمية الثانية حتى نياية فترة الخمسينات ظاىرة ندرة الدوالر‪،‬‬

‫نظ ار لزيادة صاد ارت الواليات المتحدة األمريكية مقابل اتساع واردات الدول األوروبية‪ ،‬لذلك قامت ىذه‬

‫الدول بتخفيض أسعار صرف عمالتيا إلى أن استعادت قدرتيا اإلنتاجية وعممت عمى رفع أسعار الفائدة‪،‬‬

‫األمر الذي جذب رؤوس األموال األمريكية إلى الدول األوروبية مما حقق فائضا في موازين مدفوعاتيا‬

‫ونما العجز في ميزان المدفوعات األمريكي بصورة كبيرة ابتداء من عام ‪ ،1958‬مما وضع حدا لظاىرة‬

‫ندرة الدوالر والدخول في مرحمة جديدة ىي مرحمة وفرة الدوالر خاصة لدى الدول األوروبية‪ ،‬مما جعميا‬

‫غير راغبة في حيازة المزيد من الحسابات الدوالرية لدييا‪.‬‬

‫وقد تسببت ىذه الظاىرة في زيادة معدل التضخم العالمي‪ ،‬نظ ار لخمق البنوك المركزية والبنوك‬

‫التجارية لدول الفائض نقودا وطنية ورقية كانت أم كتابية استنادا لما كان لدييا من عممة االحتياطي‬

‫(الدوالر)‪ ،‬وتقوم في نفس الوقت بتوظيف أرصدتيا الدوالرية لدى البنوك المركزية والتي تقوم بدورىا بخمق‬

‫النقود داخل الواليات المتحدة استنادا إلى ىذه األصول‪ ،‬مما يعني وجود خمق مزدوج لمنقود في العالم‪.1‬‬

‫إزاء ىذا الوضع عممت دول الفائض مع الواليات المتحدة إلى تحويل ىذا الفائض إلى ذىب نتيجة‬

‫فقدان الثقة في األرصدة الدوالرية كعممة احتياطي‪ ،‬مما أدى إلى ىبوط قيمة مخزون الرصيد الذىبي لدى‬

‫الواليات المتحدة من ‪ 18‬بميون دوالر عام ‪ 1960‬إلى ‪ 11‬بميون دوالر‪ .‬مما دفع بالواليات المتحدة عام‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.36-27‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ 1971‬إلى إعالن إيقاف تحويل الدوالر الممموك لمحكومات والبنوك المركزية األجنبية إلى ذىب دون‬

‫التشاور مع صندوق النقد الدولي أو مع الدول األعضاء‪ ،‬وىذا معناه انييار قاعدة الدوالر التي قام عمييا‬

‫النظام النقدي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كما قررت خفض اإلنفاق والمساعدات االقتصادية‬

‫الخارجية بنسبة ‪ ،%10‬وفرض ضريبة إضافية قدرىا ‪ %10‬عمى الواردات األمريكية‪.‬‬

‫ولقد عمت الفوضى أسواق الصرف واضطربت العالقات السياسية واالقتصادية بعد صدور ىذه‬

‫عدة اجتماعات وابرام عدة اتفاقيات أىميا اتفاق سميثونيان‬


‫عجل بعقد ّ‬
‫اإلجراءات‪ ،‬الشيء الذي ّ‬

‫(بواشنطن) يومي ‪ 17‬و‪ 18‬ديسمبر ‪ 1971‬والذي تضمن‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض قيمة الدوالر مقوما بالذىب بنسبة ‪ %7.9‬بمعنى زيادة سعر الذىب من ‪ 35‬دوالر‬

‫لؤلوقية إلى ‪ 38‬دوالر‪ ،‬ومن ناحية أخرى وافقت اليابان ودول الجماعة االقتصادية األوروبية‬

‫عمى رفع قيمة عمالتيا بالنسبة إلى الدوالر‪.‬‬

‫‪ ‬إلغاء الضريبة اإلضافية المفروضة عمى الواردات األمريكية‪.‬‬

‫‪ ‬السماح بزيادة حدود تقمبات أسعار الصرف بنسبة ‪ %2.25‬صعودا وىبوطا عن أسعار‬

‫التعادل الجديدة المتوصل إلييا بموجب ىذا االتفاق بدال من نسبة ‪ %1‬السابقة‪.‬‬

‫في حقيقة األمر فقد اتسم اتفاق سميثونيان بضعف المضمون‪ ،‬كون أن الدوالر بقي غير قابل‬

‫لمتحويل إلى ذىب بعد تخفيضو وزيادة السعر الرسمي لمذىب‪ ،‬ولم ترغب البنوك المركزية في مبادلة‬

‫دوالراتيا بالذىب عمى أساس ىذا السعر‪ .‬وبالفعل ارتفع سعر الذىب في السوق الحرة بعد تخفيض قيمة‬

‫الدوالر بشيرين إلى حوالي ‪ 50‬دوالر لؤلوقية‪ ،‬ومع استمرار العجز في ميزان المدفوعات األمريكي‪ ،‬أدى‬

‫ذلك إلى فقدان الثقة في الدوالر األمريكي‪ ،‬فقامت البنوك المركزية لكل من ألمانيا واليابان وىولندا وبمجيكا‬

‫بشراء الدوالر من أجل تجنب رفع قيمة عمالتيا وذلك خالل األيام األولى لشير فيفري ‪ ،1973‬وفي ‪12‬‬

‫فيفري ‪ 1973‬أعمن عن إقفال األسواق النقدية في مختمف الدول األوروبية‪ ،‬وأعمنت اليابان تعويم الين‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫نتيجة لما حدث من ظاىرة اليروب من الدوالر وتوقف الدول األوروبية واليابان عن دعمو‪ ،‬أعمنت‬

‫الواليات المتحدة في ‪ 13‬فيفري ‪ 1973‬عن تخفيض قيمة الدوالر لممرة الثانية بنسبة ‪ %10‬وزيادة القيمة‬

‫االسمية لمذىب من ‪ 38‬دوالر إلى ‪ 42.22‬دوالر‪.‬‬

‫بيذا التخفيض فقد الدوالر تماما مكانتو كقاعدة لمنظام النقدي الدولي الذي أقامو اتفاق بريتون‬

‫وودز‪ ،‬وعندما تخمت الدول األوروبية واليابان عن دعم الدوالر والسماح بتعويم عمالتيا‪ ،‬فإنيا تكون قد‬

‫تخمت عن نظام استقرار أسعار الصرف‪ ،‬واعتبر ىذا بمثابة انييار نظام بريتون وودز‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظام تعويم أسعر الصرف‪:‬‬

‫تبنت الدول الصناعية سياسة التعويم عام ‪ ،1973‬أما الدول النامية فاتجو بعضيا إلى ربط‬

‫عمالتيا بحقوق السحب الخاصة واتجو البعض اآلخر إلى ربط عمالتيا بسمة من العمالت ولم تكن معظم‬

‫الدول مستعدة لترك تحديد أسعار عمالتيا لقوى السوق وحدىا‪ ،‬وانما طبقت سياسة التعويم المدار من‬

‫خالل تدخميا في أسواق الصرف‪ ،‬كما اتخذت كل دولة ما تراه مناسبا من اإلجراءات االقتصادية التي‬

‫تحددىا‪.‬‬
‫تتفق واألولويات التي ّ‬

‫وبذلك تم في اتفاق جاميكا عام ‪( 1976‬التعديل الثاني التفاق الصندوق) تعديل المادة الرابعة منو‬

‫والتي كانت تمزم الدول بتحديد أسعار صرف عمالتيا وفقا لنظام استقرار أسعار الصرف بحيث أصبحت‬

‫تسمح بتحديد أسعار الصرف وفقا لنظام حرية سعر الصرف(نظام التعويم)‪.‬‬

‫وتركزت الجيود حول تطوير حقوق السحب الخاصة ليكون ليا الوزن األكثر في األصول‬

‫االحتياطية الدولية مع تقميل أىمية الذىب وعمالت االحتياطي الدولية كعناصر لمسيولة الدولية‪ ،‬فقد خرج‬

‫الذىب رسميا من إطار نظام النقد الدولي وأصبح لمبنوك المركزية الحق في استخدام احتياطاتيا الذىبية‬

‫كما تشاء‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليو أنو تم إنشاء حقوق السحب الخاصة من أجل التخفيف من حدة الضغط‬

‫عمى الدوالر األمريكي‪ ،‬نظ ار لشح االحتياطات الدولية وذلك عام ‪.1967‬‬

‫وحقوق السحب الخاصة ىي عبارة عن قيود دفترية حسابية صممت لتتداول مباشرة بين البنوك‬

‫المركزية لمدول األعضاء في الصندوق من أجل تسوية العجز في موازين المدفوعات‪.1‬‬

‫فيي تستمد قيمتيا من التزامات الدول األعضاء بمد غيرىم من الدول األعضاء بعمالت قابمة‬

‫لمتحويل بمقابل حقوق السحب الخاصة‪ ،‬حيث يقرر الصندوق طريقة تقييم الوحدة من حقوق السحب‬

‫الخاصة‪ ،‬إذ قدرت في البداية بما يساوي ‪ 0.888671‬غ من الذىب الخالص متساوية بذلك مع قيمة‬

‫الدوالر األمريكي‪.‬‬

‫واعتبا ار من ‪ 1974‬احتسبت قيمة الوحدة عمى أساس سمة مكونة من ‪ 16‬عممة رئيسية‪ ،‬ونظ ار‬

‫الحتواء السمة عمى عمالت ال يوجد ليا أسواق آجمة مما جعل حساب أسعار الفائدة عمييا أم ار متعذرا‪،‬‬

‫تقرر تعديل محتوى ىذه السمة بدءا من ‪ 1980‬إلى خمس عمالت فقط ىي‪ :‬الدوالر األمريكي‪ ،‬المارك‬

‫األلماني‪ ،‬الفرنك الفرنسي‪ ،‬الين الياباني‪ ،‬الجنيو اإلسترليني‪ ،‬بحيث تتم مراجعة وتعديل العمالت التي تحدد‬

‫قيمة وحدة حقوق السحب الخاصة وكذلك نسبة كل عممة من ىذه العمالت في السمة كل خمس سنوات‪،‬‬

‫اعتبا ار من أول جانفي ‪.1986‬‬

‫وبحمول األورو عام ‪ 1999‬محل المارك األلماني والفرنك الفرنسي‪ ،‬أصبحت قيمة وحدة حقوق‬

‫السحب الخاصة تستند إلى أربع عمالت‪ ،‬والشكل اآلتي يبين األوزان الترجيحية ليا عام ‪.2010‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الكريم شنجار العيساوي‪ ،‬عبد الميدي رحيم العويدي‪ ،‬السيولة الدولية في ظل األزمات االقتصادية والمالية‪ ،‬دار‬
‫صفاء‪ ،‬عمان‪ ،2014 ،‬ص‪.‬ص‪.67-66‬‬

‫‪55‬‬
‫شيكل رقم ‪ :7‬تحديد األوزان الترجيحية لمعمالت في سمة حقوق السحب الخاصة‪2010 ،‬‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬التقرير السنوي ‪.2016‬‬

‫وفي ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2015‬استكمل المجمس التنفيذي لمصندوق مراجعتو المنتظمة لسمة العمالت‬

‫التي تتألف منيا حقوق السحب الخاصة‪ ،‬وقرر المجمس أن اليوان الصيني استوفى المعايير المطبقة‬

‫لالنضمام إلى عمالت السمة‪ ،‬وسوف يعتبر عممة قابمة لمتداول الحر اعتبا ار من ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،2016‬ويدرج‬

‫في السمة كعممة خامسة إلى جانب الدوالر األمريكي واألورو والين الياباني والجنيو االسترليني‪.‬‬

‫شيكل رقم ‪ :8‬تحديد األوزان الترجيحية لمعمالت في سمة حقوق السحب الخاصة‪،‬‬

‫أول أكتوبر ‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬التقرير السنوي ‪.2016‬‬

‫‪56‬‬
‫سادسا‪ :‬األشيكال األخرى من ترتيبات سعر الصرف‪:‬‬

‫تشمل نظم الصرف المتاحة والمطبقة عمميا نمطين رئيسيين يتضمن كل منيما عدد من الترتيبات‬

‫والمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ .1‬نظم ثابتة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫والتي تعبر عن إتباع أسعار صرف مثبتة إلى‪:‬‬

‫‪ .1.1‬عملة واحدة‪ :‬وتشمل الدول التي تثبت عمالتيا إلى عممة دولية رئيسية كالدوالر األمريكي‬

‫بغية تقميل التقمب وعدم االستقرار في سعر الصرف مع السماح لقيمة التعادل بالتغيير‬

‫المستمر ويطمق عمى ىذا النوع من الترتيبات اصطالح التثبيت الزاحف‪.‬‬

‫‪ .2.1‬سلة من العمالت‪ :‬قد تختار الدولة تثبيت قيمة عممتيا عمى أساس متوسط مرجع لعدد من‬

‫العمالت األجنبية حسب األىمية النسبية لكل دولة في المعامالت الدولية لمدولة موضع‬

‫االىتمام فيما يعرف باسم التثبيت أو الربط إلى سمة من العمالت عمى اعتبار أن ىذا من‬

‫شأنو تحقيق استقرار أكثر لمعممة‪ ،‬وعادة ما تشتمل ىذه السمة عمى ست عمالت أو أقل‬

‫لتسيل عممية إدارة الربط‪ ،‬كما يتم اختيار العمالت األكثر برو از في التجارة الخارجية لمدولة‬

‫المعنية‪ ،‬وتدفقات رأس المال‪ ،‬وتسوية الدين الخارجي‪.‬‬

‫‪ .3.1‬الهامش الزاحف‪ :‬وفقا ليذه الترتيبات يتم تحديد قيمة عميا وأخرى دنيا لقيمة التعادل‪ ،‬بحيث يتم‬

‫تعديل قيمة التعادل المركزية بشكل دوري منتظم وبالتالي تتغير الحدود العميا والدنيا‪.‬‬

‫توجد عدة مزايا لنظم سعر الصرف الثابت‪ ،‬السيما في حالة الدول النامية التي تسعى إلى بناء‬

‫الثقة في سياساتيا االقتصادية‪ .‬إذ ترتبط ىذه النظم عادة بانخفاض معدالت التضخم‪ ،‬إال أن الدول التي‬

‫تعتمد نظما لسعر الصرف الثابت تكون معرضة ألزمات العممة واألزمات المصرفية مقارنة بالدول التي‬

‫‪1‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.128-125‬‬

‫‪57‬‬
‫تعتمد نظما أكثر مرونة نظ ار لما تكفمو النظم المرنة من حماية أفضل ضد الصدمات الخارجية وما تحققو‬

‫من استقاللية أكبر في السياسة النقدية‪.‬‬

‫لذلك ىناك اتجاه متزايد لمتحول نحو زيادة المرونة في أسعار الصرف مع ازدياد عمق الروابط‬

‫عبر الحدود وما تسببو من تعريض بمدان العممة المربوطة لتدفقات رأسمالية أكثر تقمبا‪ .‬وتشير التجارب‬

‫‪1‬‬
‫الدولية إلى ضرورة توافر أربعة عناصر لنجاح التحرك نحو مرونة سعر الصرف‪:‬‬

‫‪ ‬سوق لمنقد األجنبي تتسم بالعمق والسيولة؛‬

‫‪ ‬سياسات متماسكة تحكم تدخل البنك المركزي في سوق النقد األجنبي؛‬

‫‪ ‬ركيزة اسمية مالئمة تحل محل سعر الصرف الثابت؛‬

‫‪ ‬نظم فعالة لتقييم وادارة مخاطر سعر الصرف في القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫حيث يختمف التوقيت المختار لكل من ىذه العناصر ودرجة األولوية المعطاة ليا مع اختالف‬

‫البمد المعني وأوضاعو المبدئية وىيكمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪.2‬نظم مرنة‪:‬‬

‫وفييا تترك أسعر صرف العمالت تتحدد وفقا لقوى العرض والطمب عمييا في السوق ويمكن‬

‫‪2‬‬
‫التفريق بين‪:‬‬

‫‪ .1.2‬التعويم الحر‪ :‬بحيث يكون التعويم ح ار إذا لم يتدخل البنك المركزي مطمقا في أسواق الصرف‬

‫لمساندة سعر صرف العممة الوطنية عند مستوى معين‪.‬‬

‫‪ .2.2‬التعويم المدار‪ :‬وفيو يتدخل البنك المركزي لمنع تجاوز التقمبات في السعر حدا معينا عمى‬

‫أساس تقدير موقف االحتياطيات وميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫روبا دوتاغوبتا وآخرون‪ ،‬التحرك نحو مرونة سعر الصرف‪ :‬كيف‪ ،‬ومتى‪ ،‬وبأي سرعة؟ ‪ ،‬قضايا اقتصادية ‪ ،38‬صندوق‬
‫النقد الدولي‪.2006 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ .3.2‬التعويم المستقل (الفردي)‪ :‬عندما ال يرتبط سعر صرف العممة الوطنية في ارتفاعو وانخفاضو‬

‫بأسعار صرف أية عممة أو عمالت أخرى‪.‬‬

‫‪.4.2‬التعويم المشترك(الجماعي)‪ :‬وفيو تشترك مجموعة معينة من العمالت معا بالنسبة لما يحدث من‬

‫تغيرات في أسعار صرفيا‪ ،‬فترتفع ىذه األسعار سويا أو تنخفض سويا‪.‬‬

‫وفيما يخص الدول العربية فنجد أن تسع دول عربية تربط عمالتيا بالدوالر وىي‪ :‬السعودية‪،‬‬

‫اإلمارات‪ ،‬البحرين‪ ،‬قطر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬العراق‪ ،‬لبنان‪ ،‬وجيبوتي‪ ،‬ودولتان بوحدة حقوق السحب الخاصة‬

‫وىما‪ :‬سوريا وليبيا‪ ،‬ودولة بسمة من العمالت وىي الكويت‪ ،‬في حين تتبنى دولتان عربيتان نظما ثابتة‬

‫لمصرف مقابل األورو أو مقابل سمة من العمالت وىما المغرب والقمر‪ ،‬بينما تتبنى سبع دول عربية نظما‬

‫مدارة لمصرف تتمثل في الجزائر وتونس ومصر والسودان واليمن وموريتانيا والصومال‪.1‬‬

‫‪ .3‬السلطات المستقلة للعملة (مجالس العملة)‪:‬‬

‫مجمس العممة أو السمطة المستقمة لمعممة ىو عبارة عن ىيئة نقدية مستقمة‪ ،‬تقوم بالربط بين نمو‬

‫المعروض النقدي وبين ما في حوزة مجمس العممة من صرف أجنبي وبذلك تقوم بإصدار نقود محمية‬

‫مقابل ما لييا من عممة أجنبية عند سعر صرف ثابت‪ .‬ويعود ظيور مجمس العممة ألول مرة عام ‪1849‬‬

‫ليكون وسيمة إلمداد المستعمرة البريطانية بعممة مستقرة وقابمة لمتحويل‪ ،‬وكان مقره لندن‪.‬‬

‫جد محدودة‪ ،‬فيو ال يحتفظ بأي عمالت تقوم الحكومة الوطنية‬


‫ويتمتع مجمس العممة بمسؤوليات ّ‬

‫بإصدارىا‪ ،‬وال يحدد متطمبات االحتياطي الخاصة بالبنوك العاممة في الدولة‪ ،‬كما ال يكون المقرض‬

‫األخير لممصارف الوطنية‪ ،‬بمعنى أنو ال يقوم بوظائف البنك المركزي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪.2016‬‬

‫‪59‬‬
‫وفي الوقت الراىن‪ ،‬ىناك عدد قميل من الدول التي تتبنى نظام مجالس العممة‪ ،‬كما ىو الحال في‬

‫ىونج كونج منذ ‪ ،1983‬األرجنتين منذ ‪ ،1991‬استونيا منذ ‪ ،1992‬ليتوانيا منذ ‪ ،1994‬بمغاريا منذ‬

‫‪.11997‬‬

‫‪ .4‬الدولرة‪Dollarization :‬‬

‫قامت بعض الدول بتطبيق الدولرة كأحد ترتيبات سعر الصرف‪ ،‬من خالل استخدام عممة دولة‬

‫أخرى كأداة قانونية لموفاء‪ ،‬وىناك نحو ‪ %21.5‬من الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي يستخدمون‬

‫عممة دول أخرى‪ ،‬وفي واقع الحال فإن مفيوم الدولرة أوسع من مجرد استخدام الدوالر‪ ،‬فيو استخدام عممة‬

‫دولة أخرى كأداة قانونية لموفاء والقيام بالمعامالت‪.‬‬

‫ىناك ثالث دول قامت بعممة دولرة القتصادياتيا حديثا (التحول إلى استخدام الدوالر بدال من‬

‫العممة الوطنية) وىي‪":‬تيمور الشرقية" (الجزء المستقل عن اندونيسيا)‪" ،‬اإلكوادور"‪ ،‬وذلك عام ‪ ،2000‬ثم‬

‫"السمفادور" عام ‪ .2001‬كما أن ىناك عدد آخر من دول أمريكا الالتينية قامت بعممية دولرة جزئية‪،‬‬

‫فضال عن عدد من دول أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الالتينية مثل‪" :‬نيكاراجوا" و"جواتيماال" والتي بدأت‬

‫تشيد ىذه الظاىرة منذ نياية عقد التسعينات من القرن المنصرم‪.‬‬

‫ولقد أصبحت عممية الدولرة القضية المحورية في مجال ترتيبات سعر الصرف خالل العقد األول‬

‫من األلفية الجديدة‪ ،‬فيناك من يؤيد استخدام الدولرة في الدول الصغيرة المجاورة لدول كبيرة تتمتع بعمالت‬

‫قوية باعتب ارىا وسيمة لتحقيق االستقرار االقتصادي متجنبين بذلك سوء إدارة العممة الوطنية‪ ،‬ومتمتعين‬

‫بأسعار فائدة ومعدالت تضخم مماثمة ألوضاع الدول التي يتم استخدام عمالتيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean-pierre Allgret, les régimes de change dans les marchés émergents, Vuibert, Paris‬‬
‫‪Cedex, 2005, 115-116.‬‬

‫‪60‬‬
‫إال أن ىناك من يعارض استخدام الدولرة عمى اعتبار أن المضار المترتبة عمييا أكبر كفقدان‬

‫القدرة عمى تط بيق سياسة نقدية حذرة‪ ،‬ضياع فرصة األرباح التي يجنييا البنك المركزي من خمق العممة‪،‬‬

‫كما أن اختيار صانع السياسة لمدولرة يعد اختيا ار ال رجعة فيو‪ ،‬فيي تعتبر األداة األخيرة لعمل السياسات‪.‬‬

‫ولقد شيدت الدول التي طبقت الدولرة معدالت تضخم منخفضة بالقياس إلى الدول التي لم‬

‫تطبقيا‪ ،‬إال أن تكمفة ىذا التضخم المنخفض كانت تباطؤ معدالت النمو االقتصادي‪.1‬‬

‫المحورالخامس‪ :‬مشايكل تحديد الصرف والصدمات الخارجية‬

‫إن ترتيبات نظم الصرف الراىنة أعطت الحرية لمبمد الختيار نظام الصرف المالئم لظروفيا‬

‫االقتصادية‪ ،‬فارتأت الدول الصناعية أن تعوم عمالتيا ألن واقع اقتصادياتيا ينسجم مع نظام التعويم‪ ،‬في‬

‫حين لجأت أغمب الدول النامية إلى أسموب تثبيت عمالتيا بعمالت قيادية أو سمة من العمالت‪.‬‬

‫وىذا يعني من الناحية العممية أن ىناك حالة تعايش نظامين في آن واحد بالنسبة لنظم الصرف‬

‫في الدول النامية تحديدا‪ ،‬فيي تتعايش مع نظام التثبيت ولو رسميا وتمارس التعويم عمميا من خالل الربط‬

‫بعمالت معومة‪ .‬فتبرز حالة من االنحراف عن السعر التعادلي المعمن سواء كان ذلك باالرتفاع أو‬

‫باالنخفاض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المغاالة في تحديد سعر الصرف‪:‬‬

‫يؤدي التقييم المرتفع لسعر الصرف (المغاالة) إلى آثار اقتصادية واجتماعية غاية في الخطورة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫يمكن توضيحيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.131-130‬‬
‫‪2‬‬
‫نوازد عبد الرحمن الييتي‪ ،‬منجد عبد المطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.134-130‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ ‬ضعف الحوافز إلنتاج الصادرات وبدائل االستيراد‪ ،‬ألن الصادرات سوف تفقد قدرتيا عمى‬

‫المنافسة وتصبح الواردات أرخص من إنتاج السمع المحمية‪ ،‬خاصة وأن الدول النامية بأمس‬

‫الحاجة لتطوير وتنويع ىيكل سمعيا المتاجر بيا‪.‬‬

‫‪ ‬يمكن مواجية حالة من عدم الثقة بوضع ميزان المدفوعات‪ ،‬فالضغوطات المستمرة عمى الحساب‬

‫الجاري غالبا ما يتم تخفيفيا بواسطة القروض الخارجية والتسييالت االئتمانية لتمويل االستيراد‬

‫مما يزيد من أعباء خدمة الدين ويؤدي في النياية إلى عجز تسديد االلتزامات مما يزيد من‬

‫الضغط عمى سعر الصرف‪.‬‬

‫‪ ‬التأثير سمبا عمى مستوى الدخل واالستخدام‪ ،‬ألن التقييم المرتفع لسعر الصرف يتعارض مع مبدأ‬

‫العمل عمى تحييد أسعار الصرف والقبول بتناوب التضخم واالنكماش ألجل تحقيق االستقرار‬

‫التمقائي في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ ‬ظيور سوق موازية لمعمالت أكثر ارتفاعا من األسعار الرسمية‪ ،‬وتتوفر بذلك فرصة إلعادة بيع‬

‫العمالت األجنبية في السوق السوداء بدال من بيعيا إلى البنك المركزي‪ ،‬كما تؤدي السوق‬

‫الموازية إلى انخفاض فعمي في سعر الصرف رغم بقاء سعر الصرف المعمن عمى حالو‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد الكثير من الصناعات المحمية عمى الخارج في توفير مستمزمات اإلنتاج األمر الذي يزيد‬

‫من الضغوطات عمى ميزان المدفوعات‪ ،‬ويؤدي أيضا إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج مقومة بالعممة‬

‫المحمية مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض سعر الصرف‪ ،‬فتزداد اليوة بين السعر‬

‫الرسمي والسعر الحقيقي لمعممة‪ .‬وىذا ما يصور عالقة مباشرة بين اختالل اتجاىات االستثمار‬

‫واختالل تقييم العممة‪.‬‬

‫‪ ‬ال تساعد المغاالة في سعر الصرف عمى كبح التضخم‪ ،‬ذلك أن تخفيض سعر الصرف الواقع‬

‫حتما فيما بعد سيسبب ضغوطا تضخمية كثي ار ما تمغي فوائد سعر الصرف المرتفع‪.‬‬

‫‪ ‬إن االنفصام بين السعر الحقيقي والسعر الفعمي لصرف العممة يميد لظاىرة الدولرة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ ‬إتاحة الفرصة لمن يستطيعون االستيراد والمضاربة لتحقيق المزيد من المكاسب فينشط الفساد‬

‫اإلداري وتتولد أجواء تساعد عمى تسييس العممية االقتصادية ويختل التركيب االجتماعي لصالح‬

‫ىذه الطبقات الناشئة عمى حساب الطبقة المتوسطة‪.‬‬

‫إن آثار المغاالة في سعر الصرف من تدىور شروط المنافسة الخارجية في السوق العالمي‬

‫وانخفاض اإلنتاج المحمي والعمالة والتي تؤدي في نياية المطاف إلى خفض قيمة العممة تظير من‬

‫الوجية العممية بصور مختمفة وبدرجات متباينة في كل دولة حسب الظروف االقتصادية وأنواع الخمل‬

‫الموجودة وكفاءة السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫إن حدوث مثل ىذه اآلثار ال يعني أن الحل يمكن بالتمسك بسعر صرف ثابت لتجنبيا ألن‬

‫طب يعة األداء االقتصادي الدولي لم تعد تتوافق وسعر الصرف الثابت‪ ،‬كما أن تعويم سعر الصرف ال‬

‫يبدو مالئما لكثير من الدول خاصة النامية منيا‪ ،‬لذلك يرى البعض أن التعويم المدار ىو الترتيب األكثر‬

‫توافقا مع الوضع الدولي الراىن بحيث يجنب التغييرات غير المرغوبة في سعر الصرف وما يمكن أن‬

‫ينتج منيا من انحرافات عن السعر التعادلي والتي تجعل نظام الصرف المتبع غير قادر عمى التوافق مع‬

‫حقيقة األداء االقتصادي ومستوى النشاط االقتصادي لبمد معين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تخفيض قيمة العملة‪:‬‬

‫تمجأ الدول المختمفة إلى تخفيض القيمة الخارجية لعمالتيا الوطنية كسياسة لمعالجة العجز في‬

‫ميزان المدفوعات أو الرتباطيا بعممة رئيسية أو إليجاد العالقة الواقعة بين العمالت الوطنية وفيما يمي‬

‫‪1‬‬
‫توضيح ذلك‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ىيل عجمي جميل الجنابي‪ ،‬التمويل الدولي والعالقات النقدية الدولية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،2014 ،‬ص‪.‬ص‪.163-162‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ ‬تحسين المركز الخارجي لميزان المدفوعات‪ :‬ذلك أن تخفيض قيمة العممة يجعل من السمع‬

‫الوطنية أكثر تنافسية النخفاض أسعارىا من وجية نظر األجانب فتزيد الصادرات كما تنخفض‬

‫الواردات الرتفاع أسعارىا من وجية نظر المستوردين الوطنيين‪.‬‬

‫‪ ‬إيجاد العالقة الواقعة بين العممة الوطنية وبقية العمالت من خالل القيام بتخفيض قيمة عممة البمد‬

‫الذي ارتفعت فيو األسعار المحمية وقد سبق تبيان ذلك عند تناولنا نظرية تعادل القوة الشرائية‪.‬‬

‫‪ ‬االرتباط بعممة واحدة وىذا من شأنو أن يعرض العممة الوطنية المربوطة بعممة رئيسية إلى‬

‫التخفيض بمجرد انخفاض ىذه العممة‪.‬‬

‫‪ .1‬شروط التخفيض‪:‬‬

‫يمكن لسياسة تخفيض العممة أن تكون ذات فعالية في إزالة العجز في ميزان المدفوعات في حالة‬

‫توفر الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال يرافق التخفيض ارتفاع في األسعار المحمية لصادرات البمد الذي قام بالتخفيض‪ ،‬ألن ذلك‬

‫من شأنو امتصاص انخفاض أسعار الصادرات الناجم عن تخفيض القيمة الخارجية لمعممة‬

‫الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬أن ال يصاحب التخفيض في العممة انخفاض في أسعار السمع األجنبية المستوردة‪ ،‬ألن ذلك‬

‫سيمغي ارتفاع أسعار الواردات الناجم عن التخفيض‪.‬‬

‫‪ ‬أن ال تمجأ الدول األخرى إلى إتباع نفس سياسة التخفيض ألن ىذا سيؤدي إلى بقاء مستويات‬

‫أسعار السمع في ىذه الدول عمى حاليا‪.‬‬

‫‪ ‬توفر جياز إنتاجي مرن قادر عمى مواجية الزيادة في الطمب الناجمة عن التخفيض‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون مرونات الطمب األجنبي عمى السمع الوطنية ومرونات الطمب المحمي عمى السمع‬

‫األجنبية مرتفعة وأكبر من الواحد الصحيح‪ ،‬حتى يمكن الزيادة في الطمب األجنبي وفي قيمة‬

‫‪64‬‬
‫الصادرات وانخفاض في الطمب المحمي عمى السمع األجنبي وانخفاض قيمة الواردات ما دامت‬

‫ىناك إمكانية إلحالل السمع الوطنية محل السمع األجنبية‪.‬‬

‫‪ .2‬اآلثار الناجمة عن التخفيض‪:‬‬

‫يترتب عمى تخفيض القيمة الخارجية لمعممة آثار اقتصادية ميمة نوجزىا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة حركة رؤوس األموال بين الدول‪ ،‬فعندما يتوقع األفراد أن الدولة سوف تقوم بالتخفيض فإنيم‬

‫في ىذه الحالة يتجيون إلى تحريك أمواليم نحو الخارج لتجنب الخسارة المحتممة بمعنى أنيم‬

‫يقومون بتحويل أمواليم بالعممة الوطنية إلى العممة األجنبية‪ ،‬وبعد حدوث عممية التخفيض يعيدون‬

‫تحويميا إلى العممة الوطنية متحصمين بذلك عمى ربح ناجم عن الفرق بين سعر العممة الوطنية‬

‫المنخفض وسعر العممة األجنبية المرتفع‪.‬‬

‫‪ ‬زي ادة مستويات األسعار المحمية نظ ار الرتفاع أسعار المواد األولية المستوردة مقومة بالعممة‬

‫الوطنية‪ ،‬فتزيد النفقات وتزيد بذلك األسعار‪ ،‬وكذا ارتفاع أسعار السمع المستوردة مما يترتب عميو‬

‫ارتفاع في تكاليف المعيشة وبالتالي مطالبة العمال بزيادة األجور فترتفع التكاليف واألسعار‪.‬‬

‫‪ ‬إن الزيادة الحاصمة في الصادرات نتيجة التخفيض تعمل عمى رفع أجور العاممين لتوفر فرص‬

‫الشغل‪ ،‬فتدخل المشاريع في مزاحمة لمحصول عمى عنصر العمل فترتفع أجورىم وبالتالي ترتفع‬

‫تكاليف اإلنتاج واألسعار‪.‬‬

‫‪ ‬ارتفاع أسعار السمع المحمية نظ ار لزيادة الطمب المحمي واألجنبي عمى السمع الوطنية بعد‬

‫التخفيض خاصة في حالة عدم قدرة االقتصاد الوطني عمى توفير ىذه السمع‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة عبء القروض الخارجية المقومة بالعممة الوطنية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصدمات الخارجية وسعر الصرف‪:‬‬

‫تعتبر الصدمات االقتصادية من بين أىم المؤثرات عمى إدارة سياسة سعر الصرف األجنبي‪،‬‬

‫والتي يكون مصدرىا خارجيا أو داخميا‪ .‬فالصدمات الداخمية تنقسم إلى صدمات نقدية وصدمات حقيقية‪.‬‬

‫وعادة ما تكون الصدمات النقدية عبارة عن اختالل المعروض النقدي عن الطمب النقدي‪ ،‬أما الصدمات‬

‫‪1‬‬
‫الحقيقية فتعبر عن التذبذب في الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬

‫وتعبر الصدمات الخارجية عن أثر الدورات االقتصادية الدولية عمى االقتصاد المحمي وأثر ذلك‬
‫ّ‬

‫عمى أسعار الصرف‪ ،‬حيث يشتمل مفيوم الصدمات الخارجية عمى كثير من العناصر مثل الدورات‬

‫التجارية العالمية وما يصحبيا من تقمبات في النشاط االقتصادي ومستوى الطمب العالمي‪ ،‬ارتفاع أسعار‬

‫بعض السمع األساسية‪ ،‬التقمبات في معدالت التضخم في دول العالم‪ ،‬وما ينجم عنيا من تغيرات جذرية‬

‫في أسعار الفائدة‪ ،‬التقمبات في أسعار صرف العمالت الرئيسية وما يتولد عنيا من تغيرات في قيم‬

‫عمالت الدول النامية‪ .‬وىناك الصدمة الخارجية المواتية وىي التي تكون انعكاساتيا ايجابية عمى البمد‬

‫المتمقي‪ ،‬والصدمة الخارجية المعاكسة وىي التي تكون تداعياتيا خطيرة عمى البمد المتمقي‪.‬‬

‫‪ .1‬التخصص التصديري والصدمة الخارجية‪:‬‬

‫إن تذبذب النمو في الدول النامية يتأثر بشدة بديناميكية النمو وأوجو عدم االستقرار الذي تتسبب‬

‫بو الدول المتقدمة‪ ،‬ومادامت الدول النامية تعتمد عمى نماذج التخصص التصديري الموجية نحو الدول‬

‫المتقدمة‪ ،‬وما دامت مضطرة كذلك لمواجية خطر التدفقات الحرة لرؤوس األموال التي تسفر عن حدوث‬

‫دورات انتعاش وكساد‪ ،‬فإن اقتصادياتيا ستظل عرضة لمصدمات الخارجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫‪66‬‬
‫ويختمف حجم ىذه الصدمات من دولة ألخرى تبعا لنمط التخصص التصديري لكل منيا‪ ،‬حيث‬

‫يمكن تقييم أثر الصدمات التجارية الخارجية عمى أساس تراجع حجم الصادرات والتغير في معدالت‬

‫التبادل التجاري لمدولة المعنية‪ ،‬أي التغير في متوسط أسعار التصدير بالنسبة لمتوسط أسعار االستيراد‪.1‬‬

‫‪ .2‬آليات التخفيف من آثار الصدمات الخارجية‪:‬‬

‫يمكن التخفيف من حدة آثار الصدمات الخارجية من خالل تنفيذ إستراتيجية إنمائية تقوم عمى‬

‫تقوية األسواق المحمية واإلقميمية في جانب الطمب والى االرتقاء باإلنتاج وتنويعو في جانب العرض‪ ،‬حيث‬

‫يمكن لمطمب الداخمي أن يؤدي دوره كمحرك لمنمو لجعل العديد من الدول النامية أكثر قدرة غمى تحمل‬

‫الصدمات الخارجية التي تنتشر بفعل الروابط التجارية‪ ،‬مما يساعد عمى تعزيز فرص االستثمار المحمي‬

‫ويعزز التنويع في االقتصاديات المحمية والقدرة عمى التأقمم مع الصدمات التي تصيب قطاعات محددة‪.‬‬

‫كما يمكن الحد من التعرض لمصدمات المالية الخارجية والتخفيف من أثرىا من خالل زيادة‬

‫االحتياطات من العمالت األجنبية وتقميص نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحمي اإلجمالي وادارة‬

‫التدفقات المالية وتطوير األسواق المحمية لمدين‪ ،‬وتوسيع قاعدة المستثمرين‪ ،‬حيث تسيم الترتيبات المتعددة‬

‫األطراف والقواعد التنظيمية المالية المنسقة دوليا إسياما كبي ار في منع الصدمات المالية‪.2‬‬

‫ويمكن لمسياسات االقتصادية االستجابة ليذه الصدمات في محاولة لمسيطرة عمييا‪ ،‬وىذا يتم من‬

‫‪3‬‬
‫خالل ثالث اختيارات‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية (األونكتاد)‪ ،‬آفاق بناء القدرة عمى تحمل الصدمات الخارجية والتخفيف من أثرىا في‬

‫التجارة والتنمية‪.2013 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد ناظم حنفي‪ ،‬مشاكل تحديد سعر الصرف وتقييم العمالت‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪،1999 ،‬‬
‫ص‪.256‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ ‬مواجية الصدمة الخارجية من خالل التمويل أو التكيف أي من خالل االقتراض لتسوية ومواجية‬

‫انخفاض عوائد الصادرات وزيادة أسعار الواردات أو زيادة مدفوعات الفائدة أو من خالل زيادة‬

‫الصادرات أو خفض الواردات‪.‬‬

‫التكيف فإنو يتوجب عمى الحكومة أن تقرر إلى أي مدى يتم االعتماد عمى‬
‫‪ ‬إذا تم اختيار منيج ّ‬

‫خفض اإلنفاق أو تحويل اإلنفاق‪ ،‬أي خفض الطمب العام والخاص أو محاولة تحويل الطمب من‬

‫محميا‪.‬‬
‫السمع األجنبية إلى السمع المنتجة ّ‬

‫‪ ‬إتباع منيج تحويل اإلنفاق إما بواسطة خفض قيمة العممة أو المجوء إلى استخدام حصص‬

‫الواردات‪ ،‬واعادة الصادرات بيدف الحد من الواردات وزيادة الصادرات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬اليكتب‬

‫‪ 1‬بسام الحجار‪ ،‬نظام النقد العالمي وأسعار الصرف‪ ،‬دار المنيل المبناني‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬

‫‪ 2‬توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬اإلدارة المالية الدولية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬

‫‪ 3‬جوزيف دانيالز‪ ،‬ديفيد فانيوز‪ ،‬تعريب محمود حسن حسنى‪ ،‬اقتصاديات النقود والتمويل الدولي‪ ،‬دار‬

‫المريخ‪ ،‬الرياض‪.2010 ،‬‬

‫‪ 4‬سعود جايد مشكور العامري‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار زىران‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬

‫‪ 5‬سمير فخري نعمة‪ ،‬العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاسيا عمى ميزان المدفوعات‪،‬‬

‫دار اليازوري‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪ 6‬عادل احمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬

‫‪ 7‬عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬سعر الصرف وادارتو في ظل الصدمات االقتصادية‪ ،‬دار‬

‫صفاء‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬

‫‪ 8‬عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫الطبعة الثانية‪.2005 ،‬‬

‫‪ 9‬عبد الرحيم فؤاد الفارس‪ ،‬فراس أكرم الرفاعي‪ ،‬مدخل إلى األعمال الدولية‪ ،‬دار المناىج‪ ،‬عمان‪.2013،‬‬

‫‪ 10‬عبد الكريم شنجار العيساوي‪ ،‬عبد الميدي رحيم العويدي‪ ،‬السيولة الدولية في ظل األزمات‬

‫االقتصادية والمالية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬

‫‪ 11‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات سعر الصرف‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2016 ،‬‬

‫‪ 12‬عرفان تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة ‪.2002 ،2‬‬

‫‪ 13‬ماىر كنج شكري‪ ،‬مروان عوض‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار حامد‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 14‬محمد ناظم حنفي‪ ،‬مشاكل تحديد سعر الصرف وتقييم العمالت‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،‬‬

‫القاىرة‪.1999 ،‬‬

‫‪ 15‬محمود يونس محمد‪ ،‬عمي عبد الوىاب نجا‪ ،‬االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية‪ ،‬دار التعميم‬

‫الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.2016 ،‬‬

‫‪ 16‬مدحت صادق‪ ،‬النقود الدولية وعمميات الصرف األجنبي‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة‪.1997 ،‬‬

‫‪ 17‬موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪.2003 ،‬‬

‫‪ 18‬نوازد عبد الرحمن الييتي‪ ،‬منجد عبد المطيف الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬دار المناىج‪،‬‬

‫عمان‪.2007 ،‬‬

‫‪ 19‬ىيل عجمي جميل الجنابي‪ ،‬التمويل الدولي والعالقات النقدية الدولية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬

‫‪20 Jean-pierre Allgret, les régimes de change dans les marchés émergents, Vuibert, Paris‬‬
‫‪Cedex, 2005.‬‬
‫‪21 Larbi DOHNI, Carol HAINAUT, Les taux de change, de Boeck, Bruxelles, 2004.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقارير‪:‬‬

‫‪ 1‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬التقرير السنوي ‪.2016‬‬

‫‪ 2‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬قضايا اقتصادية ‪.2006 ،38‬‬

‫‪ 3‬صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪.2016‬‬

‫‪ 4‬مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية (األونكتاد)‪ ،‬آفاق بناء القدرة عمى تحمل الصدمات الخارجية‬

‫والتخفيف من أثرىا في التجارة والتنمية‪.2013 ،‬‬

‫‪70‬‬

You might also like