Professional Documents
Culture Documents
1
أستاذ محاضر قسم ب جامعة سعيدة
٭بنو مرين بن ورتاجن بن ماخو بن حديج بن فاتن بن يدر بن يخفت بن عبد اهلل بن ورتنصيص بن المعز بن إبراهيم بن سحيك بن
واسين من قبيلة زناتة ،كانت مواطنهم قبل تكوينهم دولة من فكيك إلى سجلماسة إلى ملوية ،نجحوا في االستقالل بالمغرب األقصى
بعدما تمكن زعيمهم أبو يحي بن عبد الحق في افتكاك فاس من أيدي الموحدين عام 646هـ .عبد الرحمن بن خلدون :العبر وديوان
المبتدأ و الخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،المجلد ،7دار الكتاب اللبناني ،بيروت
1968م ،ص .357
2
-نفسه ،ص 261م.
٭٭٭٭ ٭ الديالم :أحد بطون قبيلة زغبة العربية ،نسبة إلى ديلم بن حسن بن إبراهيم بن رومي .انظر بن خلدون ،مج 6ص .95
3
-نفسه ،ص .274
-4المصدر نفسه ،ص .191
-5المصدر نفسه ،ص .327-191
152
السنة6102 : الشهر :ديسمبر العدد :الثالث المجلد :الثامن متون العلوم االجتماعية
أن " مدينة يلَل بها عيون وميا كثيرة" .1أما تلمسان "فلها نهر يأتيها من جبلها المسمى بالصخرتين ....و
هذا الوادي يمر في شرقي المدينة ،وعليه أرجاء كثيرة ،ومما جاورها من المزارع كلها للسقي" .2كما ذكر
أن لمدينة " مليانة نهر يسقي أكثر مزارعها" ،3أما الجغرافي ابن سعيد فيقدم أيضا جوانب هامة من الثروة
المائية التي تزخر بها بالد المغرب األوسط ،فذكر أن جبال الونشريس منها ينبع نهر الشلف ويصب عند
مستغانم ،وهو مثل النيل 4.أما نهر المسيلة فيعتبر من "أجل األنهار" ،كما ذكر نهر يسر الذي يصب في
مدينة أرشغون .5أما مليانة فلها " نهر يسقي أكثر حدائقها وجناتها".6
هذا وجدير بالذكر أن مصادر السقاية في بالد المغرب األوسط كانت متنوعة ،فاألراضي
التي كانت على ضفاف األودية كانت تستفيد من السقي ،وقد ذكرنا سابقا ما أورد اإلدريسي وابن سعيد
حول أراضي تلمسان ومليانة ومستغانم والدور اإليجابي الذي لعبته أوديتها.
وقد زودتنا بعض النوازل بمعلومات قيمة عن نظام الري في تلمسان حيث كان منظما
تنظيما دقيقا ،فحسب الونشريسي كان بها عين ماء واحدة تسقي البساتين ،فمنهم من كان يروي أرضه
نها ار ،ومنهم من يسقيها ليال ،وفئة ثالثة كانت تسقي من الغداة إلى الزوال .7وقد استخدم فالح المغرب
األوسط الدواليب والنواعير وهي آالت لرفع الميا ،وتديرها الدواب كما في مليانة ومنطقة الشلف.8
أما الجهات الشرقية للمغرب األوسط فيذكر العمري أن بعض أراضيها تعتمد على المطر
كمصدر للسقاية ،9أما الجهات الواحية فإن الميا الجوفية تعوض األمطار.10
واذا كانت مدينة فاس قد عرفت تنظيما للري جد متطور حتى القرن 7ه16/م ،والمتمثل في
تقنية إقامة السدود على واديها ،1فإننا ال نستبعد على الفالحين معرفتهم بهذا األسلوب التقني.
-1أبو عبد اهلل الشريف اإلدريسي ،نزهة المشتاق في اختراق ارفاق ،مكتبة الثقافة الدينية ،ب ت ،مج ،1ص .251
-2اإلدريسي ،مصدر سابق ،ص .248
-3المصدر نفسه ،ص .253
-4ابن سعيد المغربي ،كتاب الجغرافيا ،تج اسماعيل العربي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط.1982 ،2ص .142
-5المصدر نفسه ،ص .141-127
-6اإلدريسي ،مصدر سابق ،م ،1ص .253
-7أبو العباس الونشريسي ،المعيار المغرب عن فتاوى علماء إفريقية واألندلس والمغرب ج ،5خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف
الدكتور محمد حجي ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت .1981ص .111
-8سليمان بهلولي ،الدولة السليمانية واالمارات العلوية في المغرب األوسط 342-173ه 789/م954 -م ،رسالة ماجستير
مخطوطة ،جامعة وهران 2111م ،ص .91
-9ابن فضل اهلل العمري ،مسالك األبصار في ممالك األبصار ،نشرة جزئية لحسن حسني عبد الوهاب تحت عنوان :وصف افريقية
واألندلس أواسط القرن الثامن هـ ،تونس ب ت ،ص 12
10
-إبراهيم حركات ،النشاط االقتصادي اإلسالمي في العصر الوسيط حتى القرن 9ه15 /م ،دار إفريقيا الشرق ،الدار البيضاء
،1996ص .89
153
السنة6102 : الشهر :ديسمبر العدد :الثالث المجلد :الثامن متون العلوم االجتماعية
أنواع المزروعات:
تنوعت الغالت الفالحية في بالد المغرب األوسط بسبب تعدد المناخات والترب واختالف
تقنيات الفالحة بين البادية والحواضر .وقد شكلت الحبوب خاصة القمج والشعير المصدر األساسي
لمعاش الناس ،كما أن شروطه الطبيعية والبشرية متوفرة .2ويصف لنا الجغرافي ابن سعيد أهمية منطقة
تنس الزراعية بقوله ":وهي مشهورة بكثرة القمج" ، 3أما اإلدريسي فيذكر أن شعير بجاية "يكفي لكثير من
البالد".4
كما زرعت الخضر والبقول طيلة فترة القرنين 4و8ه19 /و17م وقبلها ،أما البقول فقد وردت
في معظم المصادر باسم القطاني ويقصد به الفول والحمص والعدس ،والجلبان ،والقطاني إما يؤكل
أخض ار أو يابسا .ويشتد الطلب على الخضر والبقول من قبل سكان الحواضر لذا نجد زراعتها تتمركز
حول الحواضر .حيث تتوفر التربة الخصبة والميا 5كتيهرت ،مليانة ،بجاية ،وهران،
أما الفواكه فتميزت زراعتها باالنتشار ،ويكشف لنا اإلدريسي مناطق عديدة كتنس ،معسكر،
المرسى الكبير ،المسيلة ،شرشال .6أما ابن حوقل فيصف مدينة سطيف أنها "كثيرة الفواكه والثمار" أما
مليانة "ففيها جميع الفواكه والثمار" ،وجبل ميلة "فيه جميع الفواكه من التفاح الجليل والسفرجل ،واألعناب
الكثيرة" .7كما عرف المغرب األوسط زراعة الكروم فمدينة المسيلة لها كروم كثيرة في معظمها على نهر
الشلف ،أما شرشال فكرومها ظاهرة .8أما الزيتون فيصف لنا البكري مدينة طولقة بأنها "كثيرة البساتين
بالزيتون".9
يضاف إلى كل هذا أن المغرب األوسط عرف النباتات النسيجية وهي مواد أولية نباتية ،فبجاية
حسب ابن سعيد المغربي كانت تنتج كميات كبيرة من القطن 10باالضافة الى مستغانم والمسيلة ،أما متيجة
"فهي أكثر النواحي كتانا ومنها يحمل".11
1
-الونشريسي ،المعيار ج ، 5ص .21-21
-2بهلولي سليمان ،مرجع سابق ص .91
-3ابن سعيد ،مصدر سابق ص .142
-4اإلدريسي ،مج ،1ص .261
-5بهلولي سليمان ،مرجع سابق ص .93
6
-اإلدريسي ،مصدر سابق مج ،1ص ص .25202540258
-7ابن حوقل ،صورة األرض ،دار الكتاب اإلسالمي ،القاهرة ،ب ت ،ص ص .171-166
8
-اإلدريسي ،مصدر سابق مج ،1ص ص .258-253
-9أبو عبيد اهلل البكري ،المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب ،وهو جزء من كتاب المسالك والممالك ،مكتبة المثنى ،بغداد ب ت،
ص .72
-10ابن سعيد ،مصدر سابق ،ص .142
-11البكري ،مصدر سابق ،ص .69-65-59
154
السنة6102 : الشهر :ديسمبر العدد :الثالث المجلد :الثامن متون العلوم االجتماعية
أما الشهدانج ٭ فزرع في المسيلة ونواحيها ،1ويمكن أن نزيد على هذا تربية النحل التي اعتنى بها
الفالحون في شرشال وجزائر بني مزغنة ،لذلك كان إنتاج العسل من الوفرة بحيث "ينقل إلى سائر البالد
واألقطار المجاورة لهم والمتباعدة عنهم".2
يظهر مما تقدم أن المغرب األوسط عرف خصبا نماء كبيرين ،واستمرت هذ الحالة االقتصادية
االيجابية إلى فترة القرنين السابع والثامن الهجريين.
التنظيم الزراعي:
كان التنظيم الزراعي في بالد المغرب األوسط ال يختلف كثي ار عن التنظيم المعمول به
في سائر بالد المغرب اإلسالمي عامة ،خاصة من حيث طبيعة ملكية األراضي ،وطرق وتقنيات
استغاللها ،فقد أشار ابن خلدون في كتابه "العبر" إلى بعض البيوتات الكبيرة التي امتهنت الزراعة ،خاصة
في السهول التي تقع بجوار المدن ،فأسرة بني المالح األندلسية التي استقرت بتلمسان مع بداية تأسيس
الدولة الزيانية ،احترفت سكة الدنانير والدراهم "وزادوا إليها الفالحة".3
ويؤكد يحي بن خلدون ظاهرة ممارسة البيوتات المعروفة حرفة الزراعة كعائلة الم ارزقة.4
وما من شك أن العقار الفالحي الذي حازت عليه العديد من البيوتات المشهورة كان مصدر اإلقطاعيات
السلطانية التي كانوا مشمولين بها .وقد أكد عبدالرحمن بن خلدون في أكثر من مجال ،بخصوص طبقة
الخاصة أن ثروتها مستمدة من الجا بحكم قربها من السلطة الحاكمة ،وقد أقدم السلطان الزياني يغمراسن
بن زيان على إقطاع الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن يخلف بن عبدالسالم التنسي أراض زراعية.5
٭ الشهدانج :نبات من أصل صيني أو أصل فارسي ،وهو نبات مماثل للقنب ،وكانت تستعمل خيوطه في تحضير خيط قوي ومتين،
ويستعمل في صناعة أثواب رقيقة وورق جيد .انظر :جودت عبد الكريم ،األوضاع االقتصادية واالجتماعية في المغرب األوسط خالل
القرنين 3و4ه9 /و11م ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ب ت ،ص .56
-1اإلدريسي ،مصدر سابق مج 1ص .253
2
-اإلدريسي ،مصدر سابق ،ص .258
-3ابن خلدون ،العبر مج ،7ص .213
-4يحي بن خلدون ،مصدر سابق ،ص .114
٭ أبو اسحاق إبراهيم بن يخلف بن عبد السالم التنسي ،من العلماء الكبار عرف بالزهد والتقشف ،حاز مكانة رفيعة عند الملوك
الزيانيين ،انتهت غليه رياسة التدريس والفتوى في أقطار المغرب ،ألَف في العلم كثي ار ،وأشهر تآليفه شرح كتاب "تلقين المبتدأ وتذكرة
المنتهى" ألبي محمد عبد الوهاب المالكي في الفروع ،وقد ضاع هذا الكتاب أثناء الحصار الطويل لتلمسان ،وتوفي العالم أبو إسحاق
عام 681هـ1281/م .انظر يحي بن خلدون ،بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد ،تج عبد الحميد حاجيات ،ج ،1المكتبة
الوطنية ،الجزائر .1986ص ،أحمد بابا التنبكتي ،نيل االبتهاج بتطريز الديباج ،تق عبد الحميد الهرامة ،كلية الدعوة اإلسالمية،
طرابلس ليبيا 1989م ،ص .38
5
-محمد بن عبد اهلل التنسي ،تاريخ بني زيان ملوك تلمسان ،تحقيق محمود بوعياد ،إصدارات المكتبة الوطنية ،الجزائر 1985م،.
ص .127
155
السنة6102 : الشهر :ديسمبر العدد :الثالث المجلد :الثامن متون العلوم االجتماعية
وقد كانت األراضي المقتطعة لفائدة أصحاب السلطان وبطانته في غالب األحيان ذات
ملكية خاصة ،ألنه قلما توجد أراضي ذات ملكية جماعية إذا كانت ذات مردود اقتصادي جيد ،ألنه يكثر
طلبها والتنافس على اقتنائها ،ولنا في األراضي المسقية الموجودة في أحواز المدن خير دليل على هذ
الوضعية ،ألنها ذات خصب مضمون بسبب الميا ،وذات سوق مضمونة بسبب قربها من المدن.1
أما البادية فان غالبية األراضي كانت مشاعة تستغلها القبائل بشكل جماعي ،خاصة مسارح
الرعي للسوائم .لكن يجب التنبيه إلى أن بعض القبائل كانت إلى جانب حرفة الرعي ،تمارس أنشطة
فالحية كقبائل توجين وسويد" ،ففي هذ الحالة تضطر أن تترك بعض أفرادها لحماية مزروعاتها إلى حين
عودتها من ضعنها" .2وبخصوص حجم الملكيات الفالحية بالمغرب األوسط ونوعيتها يمكن تسجيل أن
الظروف الطبيعية تحكمت إلى حد كبير في هذا الجانب ،وذلك لوقوع بالد المغرب على حافة الصحراء
الكبرى ،وانفتاحها على سواحل البحر األبيض المتوسط ،وهذا ما نتج عنه اختالفا في طبيعة ملكية
األراضي من إقليم رخر ،فتركزت الملكيات الخاصة بجوار المدن.3
تنوعت ملكيات األراضي في المغرب األوسط ،وباستثناء أراضي اإلقطاع التي أشار إليها ابن
خلدون ،فانه أغفل باقي أنواع الملكيات األخرى التي يمكن استقاء معلومات بشأنها من المصادر
التاريخية األخرى وكتب النوازل والرحالت.
األراضي الموظفة :وهي تلك األراضي التي فرض عليها "وظيف*" للدولة ،وحسب الونشريسي أ-
يمكن مالحظة أنه في حالة شراء تلك األراضي ال يلزم المشتري دفع الوظيف إال بداية من اليوم الذي
اشتراها فيه.4
أراضي اإلقطاع :يمكن اعتبارها األرض التي يقطعها السالطين وأصحاب الحكم عموما ألفراد ب-
معينين لقاء خدمات معينة قدموها للدولة ،وقد أشار ابن خلدون إليها في أكثر من مكان ،حيث أورد أن
السلطان أبي حمو األوسط أقطع بعد عام 479هـ عرب المعقل مواطن بتلمسان ،الستمالتهم في صفه
ضد المرينيين ،و نفس األمر فعله مع عرب حصين عام 408هـ .وال شك أن كبار قادة الجيش استفادوا
من هذ األراضي كالقائد العسكري عبد اهلل بن مسلم ،ويورد ابن خلدون بخصوص المكانة التي تبوأها في
-1عبد المجيد زيان ،النظريات االقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر اإلسالمي والواقع المجتمعي ،دراسة فلسفية واجتماعية،
المؤسسة الوطنية للكتاب ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،2الجزائر ،1988ص .225
-2جودت عبد الكريم ،مرجع سابق ،ص .19
-3ناصر الدين سعيدوني ،دراسات تاريخية في الملكية والوقف والجباية ،دار الغرب اإلسالمي ،ط ،1بيروت ،2111ص .15-14
4
-الونشريسي ،المعيار ج ،6ص .112
* الوظيف هو الضريبة .انظر :كمال السيد أبو مصطفى ،جوانب من االجتماعية واالقتصادية والدينية والعلمية في المغرب اإلسالمي
من خالل نوازل وفتاوى المعيار المغرب للونشريسي ،مركز اإلسكندرية للكتاب .1996 ،ص .62
156
السنة6102 : الشهر :ديسمبر العدد :الثالث المجلد :الثامن متون العلوم االجتماعية
الدولة "فعال كعبه واستفحل أمر " وال شك أن هذ العبارة توحي أن عبد اهلل بن مسلم استفاد من امتيازات
هامة من ضمنها األراضي المقتطعة.1
األراضي الموات :وهي األرض البور التي يقطعها السلطان أو ولي األمر لمن يحييها ويزرعها، ت-
بور مهملة و
أرض و وأورد الونشريسي أن رجال من أهل تلمسان ،قام عام 468ه 1960/م باستصالح
قرب العمران ،وغرسها ثم باعها لرجل آخر ،الشيء الذي يؤكد أن األرض البور تصبج ملكا لمن يحييها
فيتصرف فيها كما يشاء.2
أراضي الحبوس :كان الهدف من حبس تلك األراضي هو تحقيق الرعاية االجتماعية والتكافل ث-
االجتماعي .وتفيد إحدى النوازل وجود األراضي المحتبسة على المساكين ببالد المغرب ،أطلق عليها
أرض المساكين ،كانت تزرع وتوزع عائداتها على الفقراء.3
هذا ومن المفيد اإلشارة إلى أن استغالل األرض وتقليبها وتهيئتها لم يكن يقوم به مالك األرض
دائما ،وانما عرف أيضا نظام الشركات الزراعية ،ويتضج ذلك من إحدى النوازل للونشريسي حيث أشار
إلى أخوين شقيقين كانت بينهما أرض زراعية ،وكان أحدهما يستغل األرض ويقتسم مع أخيه ارخر
محصول األرض عند حصاد ،4كما عرفت شركة المناصفة وذلك بأن يشترك المالك بأرضه بينما يقوم
الشريك بالقليب والبذر والعمل ،ويكون المحصول مناصفة بينهما ،كما كان المالك أحيانا يؤجر أرضه
مقابل أجر معلوم.5
هذا وقد كان النشاط الفالحي يواجه مشاكل عدة طول فترة القرنين 4و8ه19/و17م ،أبرزها
الجفاف وقد أشار ابن خلدون إلى أعوام 095م ،وما بعدها " أصاب الناس قحط ونالتهم سنة وهنوا لها".6
كما أن الصراعات السياسية بين الدول على زعامة بالد المغرب أثرت إلى حد كبير على
الفالحة ،ويقدم لنا ابن أبي زرع نصا حول تخريب بني مرين وحلفائهم من قبائل توجين لزروع بعض
نواحي المغرب األوسط عام 046ه1545/م ،حيث كتب ":فقطعوا الثمار والجنات ،وأفسدوا الزروع ،حتى
لم يدعوا بتلك النواحي قوت يوم ،حاشا السدرة والدوم".7