You are on page 1of 9

‫العصف الذهني كإستراتيجية لتنمية التفكير االبداعي لدى الطالب‬

Brainstorming as a strategy for developing students' creative thinking


2
‫ عبد السالم االشهب‬،*،1 ‫فتحي بوخاري‬
boukhari-fathi@univ-eloued.dz ‫ مخبر التنمية االجتماعية وخدمة المجتمع‬,)‫ (الجزائر‬,‫ جامعة الوادي‬1
2
lachheb-abdessalam@univ-eloued.dz ,)‫ مخبر التنمية االجتماعية وخدمة المجتمع (الجزائر‬,‫جامعة الوادي‬

2021-12-30 :‫تاريخ النشر‬ 2021-09-22 :‫تاريخ القبوؿ‬ 2021-05-05:‫تاريخ االستالـ‬

:‫ممخص‬
‫ لذا تيتـ األمـ المتقدمة بتنمية قدراتو إلى أقصى ما تسمح‬,‫ وىو أساس التقدـ‬,‫ألية أمة‬
ّ ‫اإلنساف ىو الثروة الحقيقية‬
.‫ حيث تقع مسؤولية إعداد اإلنساف المبدع عمى عاتؽ المؤسسات التعميمية مف خالؿ عممية التدريس بمختمؼ أنواعيا‬,‫بو‬
‫ وجب اتباع طرائؽ وأساليب تدريسية حديثة منيا‬,‫ومف أجؿ تحقيؽ العممية التعميمية ألىدافيا وتحقيؽ اإلبداع‬
ُّ ‫ كما‬,‫ ىذه األخيرة تعتبر مف أكثر األساليب استخداما وأكثرىا شيوعا‬,‫استراتيجية العصؼ الذىني‬
"‫يعد "العصؼ الذىني‬
,‫ فالعقؿ يعصؼ المشكمة ويفحصيا ويمحصيا بيدؼ التوصؿ إلى الحموؿ اإلبداعية المناسبة ليا‬,‫األكثر استخداما وشيوعا‬
.‫خاصة المشكالت المفتوحة‬
‫ خاصة‬,‫كما أصبحت مف أكثر االستراتيجيات التي حظيت باىتماـ المربيف لتنمية التفكير اإلبداعي وحؿ المشكالت‬
‫ خاصة المشكالت التي ليس ليا حؿ محدد‬,‫ لِ َما تحفؿ بو مجاالت تدريسيـ مف مشكالت عديدة ومتنوعة‬,‫لدى فئة الطُالَّب‬
‫ كونو استراتيجية ىامة‬,‫ وليذا جاءت ورقتنا البحثية ىذه إلبراز القيمة التربوية لمعصؼ الذىني‬."‫وواضح "المشكالت المفتوحة‬
.‫تُساىـ في تنمية التفكير االبداعي لدى الطالب‬
.‫ استراتيجية عصؼ ذىني؛ عصؼ ذىني؛ تفكير إبداعي‬:‫الكممات المفتاحية‬

Abstract:
The human being is the true wealth of any nation, and it is the basis of progress. Therefore,
developed nations are interested in developing their capabilities to the maximum they allow, as the
responsibility for preparing creative people falls on the shoulders of educational institutions through
the teaching process of all kinds.
In order for the educational process to achieve its goals and achieve creativity, modern teaching
methods and methods must be followed, including the strategy of brainstorming, the latter being one
of the most used and most common methods, and "brainstorming" is the most used and common, so
the mind storms the problem, examines and examines it with the aim of reaching creative solutions.
Suitable for her, especially open problems.
It has also become one of the most interesting strategies for educators to develop creative thinking
and problem solving, especially among students, due to the many and varied problems in their fields of
teaching, especially those that do not have a specific and clear solution "open problems". That is why
our research paper came to highlight the educational value of brainstorming, as it is an important
strategy that contributes to the development of creative thinking among students.
Keywords: Brainstorming strategy; Brain storming; Creative thinking.

.‫*المؤلف المراسل‬

962 277 269 2021 02 04


‫‪ -1‬مقدمة‬
‫يتطمب استمرار التقدـ العممي والتطور التقني الذي حققتو البشرية في مختمؼ المجاالت‪ ,‬النظرة المتجددة‬
‫لألشياء والتوليد المتواصؿ لألفكار الجديدة وتشجيع اإلبداع‪ ,‬خاصة في الدوؿ النامية التي تسعى جاىدة إلى‬
‫المحاؽ بركب التقدـ العممي والتطور التقني‪ .‬فقد أصبح ينظر إلى اإلبداع عمى َّأنو أمر حتمي أماـ الدوؿ‬
‫والمنظمات وفي كؿ المجاالت‪ ,‬خاصة في مجاؿ التدريس والتعميـ‪.‬‬
‫ولتنمية القدرات اإلبداعية لألفراد بصفة عامة والمتعمميف في المؤسسات التعميمية بصفة خاصة َّ‬
‫توجب‬
‫َّ‬
‫ولعؿ أسموب العصؼ الذىني أ حد ىذه األساليب اليامة والحديثة والتي تشجع‬ ‫اتباع أفضؿ األساليب التدريسية‪,‬‬
‫التفكير اإلبداعي وتطمؽ الطاقات الكامنة عند الطالب المتعمّميف في جو مف الحرّية واألماف يسمح بظيور كؿ‬
‫اآلراء واألفكار‪ ,‬حيث يكوف الطالب المتعمـ أو المتدرب في قمة التفاعؿ مع الموقؼ وتصمح ىذه الطريقة في‬
‫القضايا والموضوعات والمشكالت المفتوحة‪ ,‬أي التي ليس ليا إجابة واحدة صحيحة‪.‬‬
‫ويعتبر أسموب العصؼ الذىني واحد مف أساليب تحفيز التفكير واإلبداع الكثيرة‪ ,‬كأسموب لمتفكير الجماعي‬
‫أو الفردي في حؿ كثير مف المشكالت العممية والحياتية المختمفة‪ ,‬وىو عبارة عف موقؼ يزود الطالُّب بمجموعة‬
‫مف القواعد لتوليد األفكار في جو يجب أف يخمو مف إصدار األحكاـ عمى اآلخريف‪ ,‬وكذلؾ أف يدور حوؿ مشكمة‬
‫وأف يكوف تعاونيا ومفتوحا لتقبُّؿ أفكار كؿ طالب‪.‬‬
‫ويعتبر أسموب تعميمي وتدريبي يقوـ عمى حرية التفكير‪ ,‬ويستخدـ مف أجؿ توليد أكبر كـ مف األفكار‬
‫لمعا لجة موضوع مف الموضوعات المفتوحة مف الميتميف أو المعنييف بالموضوع خالؿ جمسة قصيرة عبر‬
‫خطوات‪ ,‬ووفؽ مبادئ محددة‪.‬‬
‫ومف ىذا المنطمؽ‪ ,‬نتطرؽ في ىذه الورقة البحثية إلى بعض المفاىيـ األساسية المتعمقة بأسموب العصؼ‬
‫الذىني‪ ,‬بدءا بالتطور التاريخي ليذا األسموب‪ ,‬إضافة إلى مفيومو وقيمتو التربوية‪ ,‬وخطوات تطبيقو‪ ,‬وعالقتو‬
‫بالتفكير االبداعي وأىميتو في تنمية ذلؾ لدى فئة الطالب‪.‬‬
‫‪ -2‬ماهية التدريس‬
‫‪ -1.2‬مفهوم التدريس‪:‬‬
‫قالت سعاد عبد الكريـ الوائمي "ىو عممية تواصؿ بيف المعمـ والمتعمّـ‪ ,‬ويعني االنتقاؿ مف حالة عقمية أخرى‪,‬‬
‫بحد‬
‫حيث يتـ نمو المتعمـ بيف لحظة وأخرى نتيجة تفاعمو مع مجموعة مف الحوادث التعميمية التي تؤثر فيو‪ ,‬فيو ّ‬
‫المدرس والطالب تحدث داخؿ الصؼ مف خالؿ طرح اآلراء َوُوجيات‬ ‫ذاتو نشاطات وعالقات إنسانية متبادلة بيف ُ‬
‫النظر‪ ,‬وبالتالي الوصوؿ إلى األىداؼ المطموبة إلنجاح عممية التعمـ" (الوائمي‪ ,2004 ,‬صفحة ‪)39‬‬
‫وفي تعريؼ أخر لمتدريس‪" :‬ىو عممية معتمدة لتشكيؿ بنية المتعمـ بصورة تمكنو مف تعمـ ممارسة سموؾ محدد‪ ,‬أو‬
‫االشتراؾ في سموؾ معيف‪ ,‬وذلؾ وفؽ ُشروط ُم َحددة" (بميغ‪ ,2013 ,‬صفحة ‪(173‬‬
‫وقد اجتمع الدكاترة "خميؿ إبراىيـ شبر " و"عبد الرحمف جامؿ " و"عبد الباقي أبو زيد" عمى تعريؼ واحد‬
‫لعممية التدريس‪ ,‬وذلؾ في قوليـ‪" :‬التدريس ىو أحد الوسائؿ التي تعمؿ عمى تحقيؽ التواصؿ الحضاري لمجنس‬
‫ومخطط‪,‬‬
‫البشري عف طريؽ نقؿ الخبرة والميارات واألفكار إلى األجياؿ القادمة‪ ,‬وىو نشاط إنساني َىادؼ ُ‬

‫‪972‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫المتعمـ‪ ,‬ويخضع ىذا النشاط إلى عممية تقويـ شاممة ومستمرة" (أبو زيد عبد‬
‫المعمـ و ُ‬
‫وتنفيذي‪ ,‬يتـ فيو تفاعؿ بيف ُ‬
‫الباقي‪ ,2014 ,‬صفحة ‪.)17‬‬
‫‪ -2.2‬استراتيجية التدريس‪:‬‬
‫لغويا يعود أصؿ كممة إستراتيجية ‪ strategy‬إلى الكممة اليونانية ‪ strategia‬والتي تعني البراعة العسكرية أو فف‬
‫الحرب (بركات‪ ,2009 ,‬صفحة ‪ ,) 28‬وىي خطة تبيف كيفية الوصوؿ إلى ىدؼ محدد وتشير إلى شبكة معقدة‬
‫مف األفكار والتوقعات التي تمثؿ ىذه الخطة‪ ,‬بحيث تقدـ إطار عاـ لمجموعة مف األفعاؿ التي توصؿ إلى ىدؼ‬
‫محدد (عطية‪ ,2008 ,‬صفحة ‪.(50‬‬
‫ولقد اعتبرىا "بميغ حمدي إسماعيؿ" مف أبرز المفاىيـ التي دار حوليا الجدؿ‪ ,‬وذلؾ بقولو "االستراتيجية‬
‫التدريسية مف المفاىيـ التي يدور الجدؿ حوليا‪ ,‬وقد يعود ذلؾ التساع استخدامات المفيوـ فاالستراتيجية كممة غير‬
‫عربية‪ُ ,‬يقصد بيا األسموب اليادؼ واختيار البديؿ األمثؿ مف بيف البدائؿ واالختبارات المتاحة" (بميغ ح‪,2013 ,‬‬
‫صفحة ‪.(175‬‬
‫وتُعرؼ أيضا َّ‬
‫بأنيا "الخطط التي يستخدميا المعمـ مف أجؿ مساعدة المتعمـ عمى اكتساب خبرة في موضوع‬
‫معيف‪ ,‬وتكوف عممية االكتساب ىذه ُمخططة ومنظمة ومتسمسمة‪ ,‬بحيث يحدد فييا اليدؼ النيائي مف المتعمـ"‬
‫(سناء‪ ,2012 ,‬صفحة ‪.)142‬‬
‫ويمكف القوؿ َّ‬
‫أف إستراتيجية التدريس ىي‪" :‬فف استخداـ اإلمكانات والوسائؿ المتاحة بطريقة مثمى لتحقيؽ‬
‫األىداؼ المنشودة عمى أتـ وجو‪ ,‬أي َّأنيا مجموعة مف اإلجراءات المخططة سمفَاً لتنفيذ الدرس بشكؿ فاعؿ بما‬
‫يكمؼ تحقيؽ األىداؼ" (الحريزي‪ ,2007 ,‬صفحة ‪.)97‬‬
‫‪ -3.2‬تصنيفات طرق التدريس‪:‬‬
‫تنقسـ طرؽ التدريس إلى نوعيف‪:‬‬
‫‪-‬طرؽ تدريس تقميدية‪ :‬وىي تركز عمى عممية توصيؿ المعمومات والمعارؼ لمتالميذ عف طريؽ المعمـ منيا‪:‬‬
‫طريقة اإللقاء‪ ,‬طريقة المحاضرة‪ ,‬طريقة ىدبرت‪ ,‬الطريقة االستقرائية‪.‬‬
‫‪ -‬طرؽ تدريس حديثة‪ :‬ىذه الطرؽ تَعتبر التمميذ محور العممية التعميمية‪ ,‬ومنيا‪ :‬طريقة حؿ المشكالت وطريقة‬
‫المناقشة‪ ,‬التعمـ التعاوني‪ ,‬التعميـ المبرمج‪ ,‬العصؼ الذىني‪( .‬زينب‪ ,2016/1437 ,‬صفحة ‪.)18‬‬
‫‪ -3‬استراتيجية العصف الذهني‬
‫‪ -1.3‬مفهوم استراتيجية العصف الذهني‪:‬‬
‫وىي "أسموب يعتمد عمى نوع مف التفكير الجماعي والمناقشة بيف مجموعات صغيرة‪ ,‬بيدؼ إثارة األفكار‬
‫وتنوعيا‪ ,‬وبالتالي توليد قائمة مف األفكار التي يمكف أف تؤدي لحؿ المشكمة مدار البحث‪ ,‬حيث تُساىـ األفكار‬
‫المتبادلة بيف مف اجتمعوا في توليد أفكار جديدة" (ثائر‪ ,2002 ,‬صفحة ‪.)78‬‬
‫‪ -2.3‬التـطـور التــاريخي الستراتيجية العصف الذهني‪:‬‬
‫ػعد (أليكس أوزبورف‪ Osborn Alex) 1888 -1966 -‬األب الشرعي ألسموب العصؼ الذىني الذي‬ ‫َي ُّ‬
‫اكتشفو عاـ ‪ .1938‬وقد جاء بيذا األسموب كرد فعؿ لعدـ رضاه عف األسموب التقميدي السائد آنذاؾ‪ ,‬وىو أسموب‬
‫المؤتمر الذي كاف يعقده عدد مف الخبراء يدلي كؿ منيـ بدلوه في تعاقب أو تناوب مع إتاحة الفرصة لممناقشة في‬

‫‪972‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫نياية الجمسة‪ .‬والسبب في عدـ رضاه بيذا األسموب التقميدي ىو قصوره في التوصؿ إلى حؿ كثير مف المشكالت‬
‫الصعبة أو المعقدة ذات الطابع المجرد‪.‬‬
‫وقد استمد (أوزبػورف) ىذا األسموب الجديد مف طريقة ىندية سابقة تعرؼ باسـ ‪ , Brai Barshana‬حيث‬
‫أما كممة ‪ Barshan‬فتعني السؤاؿ‪ .‬ويفيـ مف ىذا وضع‬
‫تعني كممة ‪Brai‬الجانب الذي يقع خارج نطاؽ التفكير‪َّ ,‬‬
‫العديد مف األسئمة خارج الذات لتوليد العديد مف األفكار‪ .‬وقد كاف استخداـ ىذه الطريقة في المجاؿ الديني فقط‪.‬‬
‫وقػد بيَّف (أوزبػورف) في كتابو (الخيػاؿ التطبيقػػي‪ )Imagination Applied 1953 -‬طريقتو في العصؼ‬
‫الذىني‪ ,‬والتي تصمح لتطبيقيا في أغمب مجاالت الحياة‪ ,‬بما فييا العمميات اإلدارية والصناعية أي َّأنو يمكف‬
‫حد سواء‪ .‬كما تيدؼ ىذه‬ ‫استخداميا في كؿ المجاالت التي تحتاج إلى إثارة التفكير عند األفراد والجماعات عمى ّ‬
‫الطريقة إلى إنتاج قائمة األفكار التي سيتـ تقويميا الحقاً‪ ,‬وتستخدـ كذلؾ في تحضير القدرات االبداعية واطالقيا‪.‬‬
‫فيي بذلؾ عممية تفكير فردي وجماعي وضعت الستخراج وانتاج أكبر قدر ممكف مف األفكار لمشكمة ما بقدر‬
‫المستطاع في غياب العوائؽ‪.‬‬
‫وفػي عاـ ‪ ,1954‬أسَّس (أوزبػػورف) مؤسسػة التعميػـ االبتكاري‪ ,‬حيث بدأ يستخدـ طريقة العصؼ الذىني‬
‫بشكؿ ُمنظـ في تدريب األفراد والمجموعات عمى حؿ المشكالت‪.‬‬
‫وفي عاـ ‪ 1955‬أنشأ أوؿ معيد لحػؿ المشكالت االبتكارية‪ Solving Problem Creative‬في مدينة "بفالػو"‬
‫استقرت مؤسسة التعميـ االبتكاري‪( .‬كرامش‪ ,2018 ,‬صفحة ‪.)101‬‬
‫َّ‬ ‫بنيويورؾ‪ ,‬حيث‬
‫جدير بالذكر َّ‬
‫أف (أوزبورف) لـ يكف عالما نفسانيا‪ ,‬بؿ كاف أحد العامميف بشؤوف اإلعالف والدعاية حيث‬
‫كػاف يشغػؿ منصب مديػر في وكػالة ‪ BBDO‬لمدعايػة بنيػويػورؾ‪.‬‬
‫الرواد الذيف استخدموا أسموب الدعاية في توظيؼ األساليب االبتكارية في حؿ المشكالت‬ ‫وكاف مف بيف ُ‬
‫المتعمقة بمجاالت الدعاية واإلعالنات‪ .‬وليذا لـ ييتـ (أوزبػورف) بصيػاغة األسس النظرية التي أقاـ عمييا طريقتو‪.‬‬
‫جاء مف بعد (أوزبورف) باحث آخر ىو بارنػز ‪ Parnes 1962 - 1967‬وقاـ بإجراء مزيد مف التعديالت‬
‫ُسس نظرية لمعصؼ الذىني‪ .‬وقد صدر‬ ‫ال وضع أ ُ‬
‫والتطوير ُمستعين ًا بأعضاء مؤسسة التعميـ االبتكاري‪ُ ,‬محاو ً‬
‫لػ ػ (بارنػز) عاـ ‪ 1963‬مقاؿ بعن ػ ػ ػ ػواف «ىؿ تفيـ حقيقة ما ىو العصؼ الذىني؟» شرح فيو بإسياب نظرية أسموب‬
‫العصؼ الذىني (عبادة‪ ,1992 ,‬صفحة ‪.)36‬‬
‫وتابع ُعمماء النفس الميتموف بمجاؿ تنمية االبتكار دراساتيـ حوؿ تطوير أسموب العصؼ الذىني استنادًا‬
‫إلى المبادئ ا لتي أرساىا (أوزبورف) ومف بعده (بارنػز) وزمالؤه‪ .‬فقد استخدمت ىذه الطريقة في حؿ المشكالت‬
‫بطريقة ابتكارية في مجاالت متنوعة مف أىميا‪ :‬النمو اإلداري لمموظفيػف‪ ,‬واتخػاذ القػ اررات فػي األنشطة الصناعيػة‬
‫والتجػارية والميػف اليندسيػػة واإلدارية والمشكالت االقتصادية واالجتماعية والسياسيػة والقانونية وفػي مجاؿ الدعاية‬
‫واإلعالف (عبادة‪ ,1992 ,‬صفحة ‪ .)37‬وقد ساىـ التطور السريع في مجاؿ تقنية المعمومات واالتصاالت ‪TIC‬‬
‫سمي بأسموب العصؼ الذىني اإللكتروني ‪Electronic‬‬
‫بشكؿ مباشر في تطوير أسموب العصؼ الذىني إلى ما ُ‬
‫ويتضمف ىذا األسموب ببساطة مجموعة مف برامج الحاسوب التي تربط الحاسبات الشخصية‬
‫َّ‬ ‫‪,brainstorming‬‬
‫أو الحاسبات الصغيرة المتنقمة مع محطة رئيسية تُدار مف قبؿ ما يعرؼ بالميسر ‪ ,Facilator‬حيث يجمس‬

‫‪979‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫إما أف تكوف داخؿ قاعة أو غرفة أو‬
‫المشاركوف في جمسة العصؼ الذىني أماـ حواسيبيـ الشخصية‪ ,‬والتي َّ‬
‫متوزعة في قاعػات أو غرؼ مختمفة‪ ,‬أو ُربَّما في قارات مختمفة مف العالـ‪.‬‬
‫ويتـ مف خالؿ العصؼ الذىني‪ ,‬الذي يتـ إلكترونيا‪ ,‬إدراج كؿ المقترحات التي قد تخطر بباؿ أي مف‬
‫المشاركيف دوف مناقشة ألي منيا‪ .‬وبعد أف ينتيي الجميع مف وضع ُمقترحاتيـ بسرية تامة‪ ,‬تنتيي ىذه المرحمة‬
‫لتبدأ مرحمة تحميؿ المقترحات وتجميعيا واختيار البديؿ األنسب بالتصويت‪ .‬وبالتالي َّ‬
‫فإف عممية اتخاذ القرار تتـ‬
‫بأسرع وقت ممكف‪ ,‬وباستشارة جميع المشاركيف (كرامش‪ ,2018 ,‬الصفحات ‪.)102-101‬‬

‫‪ -3.3‬القيمة التربوية الستراتيجية العصف الذهني‪:‬‬


‫يرى العديد مف الباحثيف َّ‬
‫بأف أسموب العصؼ الذىني لو فوائد كثيرة وأثر واضح في تنمية التفكير اإلبداعي‬
‫وحؿ المشكالت لدى األفراد‪ ,‬ويرجع ذلؾ لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أسموب العصؼ الذىني عممية بدييية‪ :‬يعمؿ الحكـ المؤجؿ لمعصؼ الذىني عمى توفير مناخ إبداعي‪ ,‬وذلؾ‬
‫مما يخمؽ مناخاً ح اًر لمتفكير بشكػؿ بدييػي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألنو ال يوجد نقد أو تدخؿ‪َّ ,‬‬
‫‪ -‬أسموب العصؼ الذىني عممية بسيطة‪ :‬يساعد عدـ وجود أي نوع مف النقد أو التقييـ أو قواعد خاصة عمى‬
‫بساطة العمؿ والحرية في التفكير‪.‬‬
‫‪ -‬أسموب العصؼ الذىني عممية مسمية‪ :‬يشارؾ كؿ فرد في مناقشة الجماعة أو حؿ المشكمة جماعيا والفكرة ىنا‬
‫ىي االشتراؾ في الرأي أو المزج بيف األفكار الغريبة وتركيبيا‪.‬‬
‫‪ -‬أسموب العصؼ الذىني عممية عالجية‪ :‬تكوف لكؿ فرد مف األفراد المشاركيف في المناقشة حرية الكالـ دوف أف‬
‫يقوـ أي فرد بفرض رأيو أو فكرتو أو حمو لممشكمة‪( .‬قطيط‪ ,2001 ,‬صفحة ‪.(131‬‬
‫‪ -‬أسموب العصؼ الذىني عممية تدريبية‪ :‬ىي طريقة ميمة االستثارة الخياؿ والمرونة والتدريب عمى التفكير‬
‫اإلبداعي‪ ,‬كما يرى بعض الباحثوف َّ‬
‫أف فوائد العصؼ الذىني تكمف في النواحي الرئيسية التالية (كرامش‪,2018 ,‬‬
‫صفحة ‪.)108‬‬
‫ألف النجاح في القياـ بياتيف الوظيفتيف يتطمَّب تحرير األفكار مف كؿ‬
‫وصنع الق اررات‪ ,‬وذلؾ َّ‬
‫‪ -‬في التخطيط ُ‬
‫القيود التي تحوؿ دوف الكشؼ عنيا‪ .‬فالتخطيط بوصفو التنبؤ بالمستقبؿ يحتاج إلى حفز األذىاف عمى النحو الذي‬
‫يساعد عمى إعداد الخطط بما يحقؽ التوازف بيف نقاط قوة المنظمة وضعفيا‪ ,‬وبيف الفرص والتيديدات البيئية التي‬
‫تواجييا‪.‬‬
‫وفيما يخص مراحؿ صنع الق اررات‪ ,‬السيما مرحمتي تحديد المشكالت وتييئة الحموؿ ليا المتاف تحتاجاف كما يعتقد‬
‫الباحثوف ىذا الحفز أيضا لتوفير أفضؿ المعمومات التي تضمف النجاح في التشخيص المرئي وغير المرئي‪ ,‬سواء‬
‫تعمَّؽ بالمشكالت وأبعادىا أو بدائؿ الحموؿ واعدادىا‪.‬‬
‫‪ -‬في التدريب وتنمية الميارات ذات األىمية في ارتفاع مستوى إنتاجية األفراد‪.‬‬
‫‪ - 4-3‬مبادئ وقواعد استراتيجية العصف الذهني‪:‬‬
‫مف قواعد استراتيجية العصؼ الذىني ما يمي‪ .‬رضواف (‪:)2018‬‬
‫‪ -‬أنيا ال تسمح بالحكـ عمى األفكار‪ ,‬وال تقويـ ألية فكرة‪.‬‬

‫‪972‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫‪ -‬الترحيب باألفكار الغريبة‪.‬‬
‫‪ -‬اليدؼ ىو الحصوؿ عمى أكبر عدد ممكف مف األفكار‪.‬‬
‫‪ -‬البناء عمى أفكار اآلخريف وتطويرىا‪.‬‬
‫‪ -5.3‬خطوات استراتيجية العصف الذهني‪:‬‬
‫طريقة العصؼ الذىني في التدريس ينبغي أف تسير وفؽ الخطوات اآلتية‪ .‬رضواف (‪:)2018‬‬
‫‪ -‬يحدد المعمـ مع تالميذه القضية أو القضايا التي يتناولونيا‪.‬‬
‫‪ -‬يسجؿ القضية أو القضايا عمى السبورة‪.‬‬
‫‪ -‬يطمب مف المتعمميف التفكير في القضية أو القضايا لعدة دقائؽ‪.‬‬
‫‪ -‬يدعو المعمـ المتعمميف مف الدارسيف عدـ مقاطعة زمالئيـ‪.‬‬
‫‪ -‬يعيف أحد المتعمميف لتسجيؿ األفكار عمى السبورة‪.‬‬
‫‪ -‬ينيي العصؼ الذىني عندما يشعر أف المتعمميف غطوا جوانب الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬يطمب منيـ توضيح لكؿ فكرة‪.‬‬
‫‪ -‬يصنؼ األفكار في فئات‪ ,‬ويرتبيا حسب األولوية‪.‬‬
‫‪ -‬يناقش المتعمموف األفكار المتفؽ عمييا‪.‬‬
‫‪ -6.3‬المشكالت التي تُ َحل باستراتيجية العصف الذهني‪:‬‬
‫وىي التي ال ُيعرؼ لَيا حؿ أو َجواب ُمحدد بالضبط (المشاكؿ المفتوحة)‪ ,‬وتنقصيا المعطيات والمعمومات‪,‬‬
‫مثاليا معظـ ما يواجينا في حياتنا مف مشاكؿ‪ ,‬وكذلؾ مشاكؿ التصميـ المختمفة‪ ,‬ومشاكؿ التشغيؿ واألعطاؿ‬
‫الصناعية‪ .‬وتتمخص طريقة حؿ ىذا النوع مف المشاكؿ في وضع إستراتيجية لبدء الحؿ‪ ,‬ثـ تحديد الوجية‬
‫والطريقة‪ ,‬ومراقبة سير العمؿ والتقدـ فيو‪ ,‬ثـ اختيار الحؿ األمثؿ الذي ُيحقؽ األىداؼ المرجوة‪( .‬البارودي‪,‬‬
‫‪ ,2015‬صفحة ‪.)113‬‬
‫‪ -4‬التفكير اإلبداعي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬مفهوم التفكير االبداعي‪:‬‬
‫مف الصعب تعريؼ التفكير اإلبداعي وتحديده كمفيوـ‪ ,‬فمـ يتوصؿ كؿ مف العمماء والباحثيف إلػى تعريؼ‬
‫محدد وشامؿ‪ ,‬واَّنما َّ‬
‫تعددت التعريفات منيا‪:‬‬
‫عرفو جرواف‪" :‬غايتػو سموؾ ىادؼ‪ ,‬ال يحدث في فراغ أو بمعػزؿ عػف محتػوى معرفػي ذي قيمػة ألف‬
‫ِّ‬
‫تتمخص في إيجاد حموؿ أصيم ة لمشكالت قائمة في أحد حقوؿ المعرفة أو الحياة اإلنسانية" (جرواف‪,2002 ,‬‬
‫صفحة ‪(.31‬‬
‫ويعرؼ أيضا َّ‬
‫بأنػو‪ :‬العمميػة الذىنيػة التػي نسػتخدميا لموصػوؿ إلػى األفكػار والػرؤى الجديػدة‪ ,‬أو التػي تػؤدي‬
‫إلى الدمج والتأليؼ بيف األفكار أو األشياء التي يعتبر سابقا َّأنيا غير مترابطة (الحيزاف‪ ,2002 ,‬صفحة ‪.)24‬‬
‫‪ -2.4‬دور التفكير االبداعي في جمسات العصف الذهني‪:‬‬

‫‪972‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫يعتمد أسموب العصؼ الذىني أساساً عمى تزاوج األفكار بيف األفراد بعضيـ البعض بيدؼ إنتاج أفكار‬
‫جديدة‪ ,‬أو تزاوج األفكار الحديثة مع القديمة‪ ,‬وىنا يأتي دور التفكير االبداعي‪ ,‬حيث يعتبر اإلبداع ىو أحد أىـ‬
‫األدوات التي تجعؿ أداء الفريؽ متمي ًاز‪.‬‬
‫أف التفكير االبداعي يمكف أف يستخدمو الفرد منفرداً‪ ,‬أو ضمف جمسة ابداعية حيث َّ‬
‫أف‬ ‫ويوضح "دى بونو" َّ‬
‫محؿ النقاش وتظير فائدة ومميزات‬
‫الفرد أكثر قدرة عمى استنباط األفكار‪ ,‬وفتح أفاؽ جديدة لمتفكير في الموضوع ّ‬
‫الفريؽ بعد استنباط الفكرة‪ ,‬ذلؾ َّ‬
‫ألف الفريؽ يمك ف أف يضيؼ إلى الفكرة‪ ,‬ويطورىا في اتجاىات لـ تكف تخطر بباؿ‬
‫صاحب الفكرة ذاتو‪( .‬البارودي‪ ,2015 ,‬صفحة ‪.)78‬‬
‫تعتبر عممية وضع الذىف في حالة مف اإلثارة والجاىزية لمتفكير عممية يتـ مف خالليا توليد أكبر قدر مف‬
‫األفكار حوؿ موضوع ما‪ ,‬أو مشكمة ما خالؿ فترة زمنية محددة‪ ,‬وىذا ما ُيعرؼ بأسموب العصؼ الذىني‪ ,‬بحيث‬
‫يسمح ىذا األسموب بفتح المجاؿ أماـ العمؿ الجماعي الخالَّؽ في جو مف الحرية واألماف واالنطالؽ باألفكار‪,‬‬
‫بعيداً عف النقد والتقييـ المحبط‪ ,‬كذلؾ يساىـ في تشجيع األفكار عمى تقبُّؿ التجديد والتطوير والتعود عمى احتراـ‬
‫الرأي األخر وتقبُّؿ التنوع واالختالؼ‪ .‬أزىار(‪.)2011‬‬
‫وقد أثبتت معظـ الدراسات فعالية أسموب العصؼ الذىني في تنمية ميارات التفكير االبداعي‪ ,‬ىذا األخير‬
‫الذي ييدؼ إلى تجميع الحقائؽ والخبرات والمعمومات واعادة تركيبيا إلعطاء حموؿ جديدة صحيحة‪ ,‬وذلؾ َّ‬
‫أف‬
‫أسموب العصؼ الذىني يحفز األفراد إلى استخداـ أقصى مدى مف القدرة عمى التفكير االبداعي‪ ,‬كما ساعدت‬
‫جمسات العصؼ الذىني عمى توليد كـ كبير مف األفكار‪ ,‬كما َّ‬
‫أف تأجيؿ الصياغة إلى حيف انتياء الجمسة‪ ,‬جعؿ‬
‫العممية تمر بمراحميا الطبيعية‪ ,‬أي توليد األفكار ومف ثـ صياغتيا بتأف وبذلؾ انعكس اإلبداع في األفكار‪.‬‬
‫كما َّأنو أيضا أزاؿ الفجوة بيف المسؤوليف واألفراد‪ ,‬كما َّ‬
‫حرر األفراد مف القيود التي يشعروف بيا‪ ,‬حيث‬
‫تترؾ حرية النقاش والحوار داخؿ المجموعات‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلؾ ُيساىـ أسموب العصؼ الذىني في تنمية الطالقة لدى األف ارد‪ ,‬بحيث يطور لدييـ القدرة‬
‫عمى توليد أكبر قدر مف األفكار عند االستجابة لمثير معيف‪ ,‬كما ُيساعد عمى تنمية المرونة لدييـ بحيث يصبح‬
‫لدييـ أفكار متنوعة التي تتغير بتغير الموقؼ‪ ,‬كذلؾ يمكف لمعصؼ الذىني أف يخمؼ تمي از في التفكير لدى‬
‫االفكار بحيث ال يمكف تقميد أفكارى ـ‪ ,‬وتتسـ بصفة الندرة بحيث تكوف غير مألوفة لمجميع وىي تمثؿ جانب التميز‬
‫في التفكير االبداعي‪ .‬ىنانو (‪.)2007‬‬
‫‪ -3.4‬عالقة العصف الذهني بالتفكير االبداعي‪:‬‬
‫يعتبر التفكير جيد أو نشاط عقمي يبذلو الفرد دوف توقؼ عند النظر إلى األمور‪ ,‬ويأخذ ىذا الجيد صو ار‬
‫مختمفة كالمقارنة واالستنباط والتحميؿ والتركيب‪ .‬كما َّ‬
‫أف ىناؾ تقسيمات متعددة لمتفكير‪ ,‬ونركز ىنا عمى التفكير‬
‫اإلبداعي الذي يعتمد عمى التخيُّؿ واإلبداع وتدفؽ األفكار وتعددىا‪ ,‬وييتـ باألفكار المرتبطة وغير المرتبطة‬
‫بالمشكمة حتى لو كانت أفكا اًر غير عممية‪ ,‬ويتبع كؿ المسارات حتى قميمة االحتماؿ‪ ,‬فمعظـ أساليب التفكير‬
‫االبداعي تعتمد عمى توليد األفكار‪ ,‬وىذا ىو األساس في أسموب العصؼ الذىني وعمى إتباع خطوات معينة‬
‫عممية وعممية تعمؿ عمى تنشيط القدرات العقمية‪ ,‬والتفكير والتخيؿ لموصوؿ إلى أفكار تسيـ في حؿ المشكالت أو‬
‫صناعة واتخاذ القرار‪ ,‬وىي مبادئ العصؼ الذىني الذي شاع استخدامو‪ ,‬وذلؾ َّ‬
‫ألنو يفتح الباب لمبديية واإلبداع‬

‫‪972‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫والحماس واالبتكار‪ ,‬لذا فيو يعتبر بمثابة التطبيؽ العممي لمفيوـ جماعي متعاوف‪ ,‬والذي يقوـ عمى فكرة َّ‬
‫أف الكؿ‬
‫أىـ مف أي جزء مف األجزاء المكونة لو فعند توحيد جيود األفراد وامكاناتيـ لف يتـ التوصؿ إلى حموؿ أفضؿ‬
‫فحسب‪ ,‬واَّنما سوؼ يتـ إثراؤىـ ذاتيا عف طريؽ توسيع مداركيـ وأفؽ معارفيـ‪ ,‬إذف فالعصؼ الذىني ينتج أفكا ار‬
‫غير مألوفة‪ ,‬ويعد قوة دافعة نحو التفكير االبتكاري‪ .‬سوىاـ (ب‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -5‬الخالصة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫يعد ألكس أوزبورف األب الشرعي الستراتيجية العصؼ الذىني‪ ,‬حيث تمثؿ ىذه االستراتيجية طريقة لتعميـ‬
‫وتدريب األفراد والجماعات عمى توليد أكبر عدد ممكف مف األفكار المبتكرة في جو خاؿ مف النقد ليذه األفكار‬
‫التي تمثؿ حموالً لمشكمة معينة‪.‬‬
‫الب َّد مف القياـ بذلؾ عمى أساس مبادئ وقواعد ميمة‪ ,‬وىي‬
‫ولتطبيؽ ىذه االستراتيجية في مجاؿ التدريس‪ُ ,‬‬
‫َّأنيا ال تسمح بالحكـ عمى األفكار‪ ,‬وال تقويـ أليَّة فكرة ميما كانت‪ ,‬أي الترحيب باألفكار الغريبة‪ ,‬واليدؼ مف كؿ‬
‫ىذا ىو الحصوؿ عمى أكبر عدد ممكف مف األفكار‪ ,‬وكذلؾ البناء عمى أفكار اآلخريف وتطويرىا‪.‬‬
‫ب اتباع الخطوات األساسية في مجاؿ التدريس والمتمثمة‬ ‫وج َ‬
‫ولمقياـ بيذه االستراتيجية "العصؼ الذىني" َ‬
‫في‪ :‬تحديد الموضوع أو المشكمة المراد دراستيا وحميا‪ ,‬تسجيؿ ىذه القضية عمى سبورة‪ ,‬ثـ ُيطمب مف الطالَّب‬
‫التفكير في القضية لعدة دقائؽ‪ ,‬وذلؾ في جمسة دراسية‪ ,‬ثـ يدعوىـ المعمـ لعدـ مقاطعة زمالئيـ‪ ,‬ويتعيَّف عمى‬
‫أحدىـ تسجيؿ كؿ األفكار المطروحة‪ ,‬وينتيي ىذا العمؿ حيف يشعر المعمـ َّ‬
‫أف طالبو قد غطوا كؿ جوانب‬
‫صنؼ كؿ األفكار في فئات‪ ,‬وتَُرتَّب حسب األولوية‪ ,‬وتناقش كميا "المتفؽ عمييا‪".‬‬
‫الموضوع‪ ,‬وفي األخير تُ َّ‬
‫وتعتبر طري قة العصؼ الذىني مف أنجع الطرؽ في حؿ العديد مف المشكالت‪ ,‬خاصة المشكالت ذات النوع‬
‫المفتوح‪.‬‬
‫اإلحاالت والمراجع‪:‬‬
‫‪ -‬أبو زيد عبد الباقي‪ ,‬واخروف (‪ .)2014‬أساسيات التدريس‪ .‬ط ‪ .1‬عماف‪ :‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬أزىار‪ ,‬محمد مجيد (‪ .)2011‬أثر استراتيجية العصؼ الذىني في تنمية الخصائص االبداعية لدى طالبات‬
‫كمية التربية لمبنات‪ .‬مجمة جامعة تكريت لمعموـ‪.331-284 .)7(18 .‬‬
‫‪ -‬البارودي‪ ,‬مناؿ أحمد (‪ :)2015‬العصؼ الذىني وفف صناعة األفكار‪ ,‬الطبعة األولى‪ .‬القاىرة‪ :‬دار الكتب‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الحريزي‪ ,‬راغدة (‪ .)2007‬التخطيط االستراتيجي في المنظومة الدراسية‪ .‬عماف‪ :‬دار الفكر لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬الحي ازف‪ ,‬عبد االلو بف ابراىيـ‪ .)2002( ,‬لمحات عامة في الفكر اإلبداعي‪ .‬ط‪ 1‬الرياض‪ :‬فيرسة مكتبة الممؾ‬
‫فيد الوطنية أثناء النشر‪.‬‬
‫‪ -‬الوائمي‪ ,‬سعاد عبد الكريـ (‪ .)2004‬طرائؽ تدريس األدب والبالغة والتعبير بيف التنظير والتطبيؽ‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى‪ .‬دار الشروؽ لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬بركات‪ ,‬ىشاـ بشير حسيف (‪ .)2009‬قراءات في استراتيجيات التدريس الفعاؿ‪ ,‬ط ‪ .2‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬بميغ‪ ,‬حمدي اسماعيؿ (‪ .)2013‬استراتيجيات تدريس المغة العربية أطر نظرية وتطبيقات عممية‪ .‬ط ‪ .1‬عماف‪:‬‬
‫دار المناىج لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪976‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬


‫‪ -‬ثائر‪ ,‬حسيف‪ ,‬فخرو عبد الناصر (‪ .)2002‬دليؿ ميارات التفكير‪ .‬عماف‪ :‬دار جيينة لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬جرواف‪ ,‬فتحي بف عبد الرحمف (‪ .)2002‬االبداع "مفيومو‪ ,‬معاييره‪ ,‬نظرياتو‪ ,‬قياسو‪ ,‬تدريبو‪ .‬مراحؿ العممية‬
‫االبداعي"‪ .‬ط ‪ .1‬عماف‪ :‬دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬رضواف‪ ,‬محمد رضواف ( ‪ .)2018‬أثر استخداـ استراتيجيتي العصؼ الذىني والتعمـ التعاوني في تنمية‬
‫التحصيؿ الدراسي في مبحث التربية االجتماعية لدى طالبات الصؼ الخامس األساسي في األردف‪ .‬مجمة العموـ‬
‫التربوية والنفسية – المجمة العربية لمعموـ ونشر األبحاث‪ .‬العدد (‪.125 -107 .)25‬‬
‫‪ -‬زينب‪ ,‬واخروف (‪ .)2016‬فاعمية طريقة العصؼ الذىني في تدريس مقرر الرياضيات لطالب الصؼ‬
‫الثاني الثانوي‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة السوداف لمعموـ والتكنولوجيا‪ :‬السوداف‪.‬‬
‫‪ -‬سناء‪ ,‬محمد أبو عاذرة (‪ .)2012‬االتجاىات الحديثة في تدريس العموـ‪ .‬عماف‪ :‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬سوىاـ‪ ,‬بادي (د‪ .‬ت)‪ .‬العصؼ الذىني وتنمية التفكير االبداعي لدى العامميف في المكتبات ومراكز المعمومات‪.‬‬
‫مجمة العموـ االجتماعية واالنسانية‪ .‬العدد (‪.30 -11 .)08‬‬
‫‪ -‬عبادة‪ ,‬أحمد (‪ .)1992‬الحموؿ االبتكارية لممشكالت "النظرية والتطبيؽ"‪ .‬البحريف‪ :‬دار الحكمة لمنشر‪.‬‬
‫‪ -‬عطية‪ ,‬محسف عمي (‪ .)2008‬االستراتيجيات الحديثة في التدريس الفعاؿ‪ .‬ط ‪ ,1‬عماف‪ :‬دار صفاء لطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬قطيط‪ ,‬غساف يوسؼ (‪ .)2011‬حؿ المشكالت إبداعيا‪ .‬عماف‪ :‬دار الثقافة لمنشر‪.‬‬
‫‪ -‬كرامش‪ ,‬بالؿ (‪ .)2018/2017‬دور أسموب العصؼ الذىني في تحقيؽ اإلبداع اإلداري "دراسة حالة مجمع‬
‫صيداؿ صناعة االدوية في الجزائر"‪ .‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتوراه عموـ في العموـ االقتصادية‪ ,‬جامعة‬
‫فرحات عباس سطيؼ‪ :- 1-‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ىنانو‪ ,‬محمد عبد اهلل (‪ .)2008‬ميارات العصؼ الذىني ودورىا في تنمية التفكير االبداعي عند الطالب‪.‬‬
‫مجمة أبحاث كمية التربية االساسية‪.28 -01 .)02(4 .‬‬

‫‪977‬‬ ‫‪277 269‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬

You might also like