You are on page 1of 28

Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018

SIATS Journals

Journal of Human Development and Education for


specialized Research

(JHDESR)

Journal home page: http://www.siats.co.uk

‫مجلة التنمية البشرية والتعليم لألبحاث التخصصية‬


.‫م‬1028 ‫ أكتوبر‬، 1 ‫ اجمللد‬،4 ‫العدد‬
e ISSN 2462-1730

‫المعوقات القانونية التي تواجه االستثمار األجنبي في العراق‬

) ‫وسبل معالجتها (دراسة تحليلية قانونية‬

‫محمود شاكر عبود الجنابي‬

mahmoodsha669@gmail com

‫محمد عون الرحيم بن مسعد صالح‬: ‫الدكتور‬

‫كلية الشريعة والقانون_جامعة العلوم االسالمية الماليزية‬

‫ه‬2419/‫م‬1028

Journal of Human Development and Education for specialized Research


Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018

ARTICLE INFO
Article history:
Received 1/9/2017
Received in revised form 25/9/2017
Accepted 11/12/2017
Available online 15/10/2018
Keywords:
Insert keywords for your paper

Abstract

Foreign investment become one of the concessive imperatives in this age


for its role in the influx of capital and technology (technology),
infrastructure development and providing the employment opportunities
in the host countries for investment ;but there are a lot of legal and
administrative obstacles face the foreign investment in Iraq. In this sense,
this study addressed these obstacles which prevent or impede the fluidity of
the foreign capital under the force of the investment law No.13 of 2006 and
the other administrative and complexities laws that related to the
enforcement of these laws depending on the analytical inductive method.
So, this study showed the necessary legal means to address these obstacles to
provide a safe and convenient environment attracting the foreign
investments. In order to that, the study showed the concept of foreign
investment and its types. Also, it showed the related obstacles to the
investment project ownership laws such as nationalization, expropriation
and the other procedures that taken by the state in accordance with the
sovereign jurisdiction; but it is obsessed scare foreign investors and reluctant
them to invest.

621
Journal of Human Development and Education for specialized Research
Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018

The study showed the necessity of legal processors dispense and providing
the enough securities to protect the investor and remove his obsessions from
these procedures or mitigate it such as the absolute ban or the conditional
ban. In the same context, the study discussed the foreign investment
obstacles in the administrative laws such as the administrative complexities,
owning real estates and disposition it. It also discussed how to address these
obstacles in terms of the role of the legislative stability condition in
administrative protection for the foreign investor in addition to granting the
foreign investor the necessary administrative licenses related to the
investment project.

After we finished discuss these topics, we finished our research with a


conclusion included the highlights results we reached during the research
in addition to several proposals we hope that the relevant authorities
introduced to attract investment and develop the country without excess or
negligence.

‫ملخص البحث‬

‫ لدوره يف تدفّق رؤوس األموال والتكنلوجيا‬،‫أصبح االستثمار األجنيب من الضرورات املسلّم هبا يف هذا العصر‬
‫املعوقات‬
ّ ‫ ولكن هناك الكثري من‬.‫(التكنولوجيا) وتطوير البىن التحتيّة وتوفري فرص العمل يف البلدان املضيفة لالستثمار‬
‫املعوقات‬
ّ ‫ تناولت هذه الدراسة تلك‬،‫ ومن هذا املنطلق‬.‫القانونية واإلدارية اليت تواجه االستثمار األجنيب يف دولة العراق‬
‫م وبقية‬1002 ‫) لسنة‬21( ‫ظل قانون االستثمار العراقي النافذ رقم‬
ّ ‫اليت متنع أو تعرقل انسياب رأس املال األجنيب يف‬
‫ اعتمدت الدراسة املنهج االستقرائي والوصف‬.‫القوانني ذات العالقة والتعقيدات اإلدارية املتعلقة بتطبيق تلك القوانني‬
‫املعوقات لتوفري بيئة‬
ّ ‫ فأظهرت الدراسة الوسائل القانونية الالزمة ملعاجلة تلك‬.‫ بغية الوصول إىل نتيجة رائعة‬،‫التحليلي‬
‫وضحت الدراسة مفهوم االستثمار األجنيب وبيان أنواعه‬ ّ ‫ ويف سبيل ذلك‬،‫آمنة ومالئمة جلذب االستثمارات األجنبية‬
‫ كالتأميم واملصادرة واالستيالء اجلربي املؤقت وباقي‬، ‫املعوقات املتعلقة بقوانني ملكيّة املشروع االستثماري‬
ّ ‫ كما بيّنت‬،

621
Journal of Human Development and Education for specialized Research
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫السيادي‪ ،‬وذلك يش ّكل هاجساً خييف املستثمر األجنيب فيحجم عن‬ ‫ّ‬ ‫اإلجراءات اليت تتّخذها الدولة وفق اختصاصها‬
‫االستثمار‪ ،‬كما بيّنت الدراسة وجوب وضع املعاجلات القانونية وتوفري الضمانات الكفيلة حبماية املستثمر وإزالة هواجسه‬
‫من تلك اإلجراءات أو التخفيف من حدهتا كاحلضر املطلق أو احلضر املشروط وويف ذات السياق‪ ،‬ناقشت الدراسة‬
‫معوقات االستثمار األجنيب يف القوانني اإلدارية كالتعقيدات اإلدارية ومتلك العقارات والتصرف فيها‪ ،‬وكيفية معاجلة هذه‬
‫ّ‬
‫املعوقات من حيث منح املستثمر األجنيب التيسريات اإلدارية لالزم املتعلقة باملشروع االستثماري ‪ .‬وبعد أن انتهت‬ ‫ّ‬
‫تضمنت جمموعة من النتائج‪ ،‬فضالً عن ع ّدة مقرتحات يؤمل‬ ‫‪،‬توصلت إىل خامتة ّ‬‫الدراسة من حبث هذه املوضوعات ّ‬
‫من اجلهات ذات العالقة األخذ هبا جلذب االستثمار األجنيب وتنمية واقع البالد بال إفراط وال تفريط‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫ميثل االستثمار األجنيب أحد أهم العناصر اليت تقوم عليها التنمية االقتصادية واالجتماعية يف كافة البلدان‪ -‬السيما‬
‫البلدان النامية‪ -‬حيث اعتمدت هذه الدول منذ فرتة بعيدة وحىت اآلن على الدول املتقدمة للنهوض مبستويات التنمية‬
‫وزيادة معدالت النمو االقتصادي فيها‪ ،‬متخذة أشكال وصور عدة نتيجة النقص يف مصادر التمويل احمللية لديها لدعم‬
‫مشاريع التنمية‪ ،‬مما زاد اعتمادها على مصادر التمويل اخلارجية ومنها االستثمار األجنيب باعتباره حمركاً للنمو االقتصادي‬
‫الذي يساهم يف زيادة القدرات اإلنتاجية لالقتصاد احمللي وإجياد فرص عمل وزيادة معدالت التشغيل وإدخال التقنية‪،‬‬
‫وتعترب هذه اخلصائص السمة املميزة هلذا النوع من االستثمار‪.‬‬

‫ولعل أبرز األمور اليت حتفز االستثمارات األجنبية على االنسياب إىل الدولة هو وجود ضمانات قانونية حلمايتها من‬
‫املعوقات اليت تتعرض هلا هذه االستثمارات يف الدولة املضيفة لالستثمار‪ ،‬وقد تتمثل هذه املعوقات باإلجراءات اليت‬
‫تتخذها الدولة املضيفة لالستثمار واليت تعترب مظهراً من مظاهر السيادة وحقاً مشروعاً من حقوقها القانونية‪ ،‬كنزع امللكية‬
‫واملصادرة والتأميم‪ ،‬والشك‪ ،‬أن هذه اإلجراءات كافية خللق املخاوف لدى املستثمر األجنيب‪ ،‬وقد تدفع املستثمر األجنيب‬
‫عن ترك هذا البلد والبحث عن أماكن أخرى أكثر اطمئناناً‪ .‬ومن جهة أخرى هناك معوقات ال تقل أمهية عن سابقتها‬
‫لتعلقه بالقوانني اإلدارية كالتعقيدات اإلدارية ومتلك العقار والتصرف فيها وتعدد جهات إصدار القرارات أو منح‬
‫الرتاخيص االستثمارية مما جيعل املستثمر أمام صعوبة احلصول على اإلجازات االستثمارية‪ ،‬مما تنعكس سلباً على العملية‬
‫االستثمارية كما تؤدي إىل عدم اطمئنان املستثمر على مشروعه وما هلا من تأثري على قرار املستثمر األجنيب‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫يعترب املناخ القانوين أحد أهم العوامل اليت يبىن عليها املستثمر األجنيب قرار استثمار أمواله يف أي دولة ومن ضمنها‬
‫العراق‪ ،‬فأول ما يأخذ املستثمر بعني االعتبار عند أقدامه على توظيف أمواله هو النظام القانوين الذي سيتم يف ظله‬
‫إجناز عملية االستثمار ولكي يشعر املستثمر األجنيب باالطمئنان البد من توفري مناخ استثماري مغري ألصحاب رؤوس‬
‫األموال األجنبية‪ ،‬واحلقيقة أن العراق غري ملزماً _ نضرياً _ بتوفري هذا املناخ للمستثمرين األجانب‪ .‬وإمنا هي حتت‬
‫ضغط ضعفها العلمي وحاجتها للموارد والتكنلوجيا األجنبية بعد إن اهنكت اقتصادها احلروب والعقوبات االقتصادية‬
‫واالحتالل األجنيب تضطر _ عملياً _ لتوفري هذا املناخ إىل املستثمرين األجانب بغية استضافتهم واستضافة صناعاهتم‬
‫وخدماهتم واالستفادة من التطور والتقدم التكنلوجي الذي بلغته مشروعاهتم‪ .‬وبالرغم من قيام العراق بانتهاج سياسات‬
‫اقتصادية وقانونية من شأهن ا زيادة تدفقات االستثمار األجنيب اليها‪ ،‬إال أنه ال زال يعاين من اخنفاض حجم التدفقات‬
‫االستثمارية األجنبية مقارنة بالدول األخرى وذلك لوجود جمموعة املعوقات القانونية ذات الطابع التشريعي واالقتصادي‬
‫واإلداري واملايل لذا سيقف الباحث على هذه املعوقات وكيفية معاجلتها‪.‬‬

‫منهجية البحث‬

‫الطريقة املتبعة يف البحث هو املنهج التحليلي (االستقراء والتحليل القانوين ) إذ يعتمد البحث على حتليل كل جزئية من‬
‫جزئياته يف القوانني الوطنية املختلفة وعرض اآلراء الفقهية؛ وبيان موقف التشريعات العربية واألجنبية كلما دعت احلاجة‬
‫أو الضرورة لبياهنا‪ ،‬كما ستخوض الدراسة يف املعوقات القانونية املتعلقة بقوانني امللكية والقوانني اإلدارية ‪ ،‬دون اخلوض‬
‫باملعوقات اإلجرائية واملالية ‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬تعريف االستثمار األجنبي وبيان أهميته وأنواعه‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف االستثمار األجنبي‬

‫_ االستثمار لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬االستثمار في اللغة‪ :‬مشتق من الثمر‪ ،‬وهو مصدر لفعل استثمر يستثمر على وزن استفعل‪ ،‬أي محل الشجر‪،‬‬
‫وأمثر الشجر خرج مثره‪ ،‬ومثرة الشيء ما تولد عنه‪ ،‬أو نفعه املقصود منه‪ ،‬وأمثر الرجل‪ :‬كثر ماله‪ ،‬والثمر مبعىن املال‪ .‬أو‬

‫‪621‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ال‬
‫﴿وَكا َن لَهُ َمثٌَر فَ َق َ‬
‫مبعىن الذهب والفضة‪ ،‬ومثر ماله‪ :‬أحسن القيام عليه ومناه ‪ .‬وهذا املعىن يستفاد من قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫َعُّز نَ َفًرا﴾ (‪.)2‬‬ ‫لِص ِ‬
‫احبِ ِه َوُه َو ُُيَا ِوُرهُ أَنَا أَ ْكثَ ُر ِم َ‬
‫نك َم ًاال َوأ َ‬ ‫َ‬
‫واجلدير بالذكر هنا‪ ،‬أن فقهاء وعلماء اللغة العربية يقولون بأن األلف والسني والتاء إذا زيدت يف أول الفعل أفادت‬
‫(‪)3‬‬
‫الطلب فإذا قيل‪ ،‬استثمر ماله استثماراً ‪ ،‬فمعناه طلب مثرة املال‪ ،‬أي طلب الزيادة و النماء و التكثري ملاله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف األجنبي‬

‫أما االجنيب لغة‪ :‬فهو مأخوذ من الفعل جنب‪ ،‬ويقال جار جنب أو صاحب باجلنب وهو الذي يقرب منك فيكون‬
‫اىل جانبك‪ ،‬واالجنيب هو الذي ال ينقاد‪ ،‬وهو ايضاً الغريب‪ ،‬يقال رجل جانب اي غريب واجلمع‪ :‬أجانب‪ ،‬مبعىن الغرباء‬
‫(‪ .)4‬ويف االصطالح‪ :‬مل جند أحدا من الفقهاء القدمية عرف هذا املصطلح‪ ،‬ولكن باستقراء‪ .‬مواضع وروده يف كالمهم‬
‫تبني أنه لفظ ليس له معىن واحد‪ ،‬بل يفسر يف كل مقام حبسبه‪ .‬فمن معانيه ما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬األجنيب البعيد عنك يف القرابة‪ ،‬وهو الذي ال تصله بك رابطة النسب‪ ،‬كقول احمللي يف شرح منهاج الطالبني‪:‬‬
‫"األجنيب أن ُيج عن امليت حجة اإلسالم بغري إذن"‪ .‬قال عمرية يف حاشيته‪" :‬املراد باألجنيب غري الوارث‪.‬‬
‫قاله شيخنا‪ .‬وقياس الصوم أن يراد به غري القريب"‪.‬‬

‫‪ .1‬واألجنيب الغريب عن األمر من عقد أو غريه‪ ،‬كقوهلم‪" :‬لو أتلف املبيع أجنيب قبل قبضه فسد العقد" أي‬
‫شخص غريب عن العقد‪ ،‬ليس هو البائع وال املشرتي‪ .‬وكقوهلم‪" :‬هل يصح شرط اخليار ألجنيب" ويسمى‬
‫األجنيب إذا تصرف فيما ليس له‪" :‬فضوليا"‪.‬‬
‫‪ .1‬واألجنيب‪ :‬الغريب عن الوطن‪ ،‬ودار اإلسالم كلها وطن للمسلم‪ .‬فاألجنيب عنها من ليس مبسلم وال ذمي‪.‬‬

‫ابن منضور ‪ . 2592.‬لسان العرب ‪ .‬لبنان ‪:‬دار املعارف ‪.‬ط‪. 1‬ج‪. 4‬مادة (مثر) ‪.‬ص‪. 402‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫القرآن‪ .‬الكهف‪. 14 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حسني بين هاين ‪ . 1004 .‬حوافز االستثمار يف النظام االقتصادي اإلسالمي ‪ .‬األردن ‪ :‬دار الكندي ‪ .‬ط‪ . 2‬ص ‪.40‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫احلسيين ‪ ،‬حممد مرتضى ‪ ". 2522.‬تاج العروس "‪ .‬الكويت ‪ .‬مطبعة الكويت ‪ .‬ص ‪. 228‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫_ التعريف االقتصادي لالستثمار األجنبي‬

‫لقد عرف املتخصصون يف جمال علم االقتصاد االستثمار األجنيب بتعريفات متعددة‪ ،‬إي أختلف فقهاء االقتصاد يف‬
‫إيراد تعريف لالستثمار األجنيب ورغم هذا فقد مت االمجاع على أنه حىت ميكن التسلم بوجود مشروع استثماري من‬
‫‪5‬‬
‫الوجهة االقتصادية جيب توافر ثالث عناصر ‪ ،‬وهي احلصة‪ ،‬عنصر الزمن‪ ،‬املخاطرة‪.‬‬

‫‪ ‬احلصة‪ :‬وتعين املسامهة اليت يقدمها املستثمر سواء كان شخصاً طبيعياً أو معنوياً يف إطار املشروع االستثماري‬
‫وهذه احلصة قد تكون نقدية أو عينية‪ ،‬واحلصة العينية قد تكون مادية أو معنوية كامللكية الفكرية‪.‬‬

‫‪ ‬عنصر الزمن‪ :‬ويعين مرور فرتة زمنية ال تقل عن ثالث سنوات يف حياة املشروع حىت ميكن اعتباره مشروعاً‬
‫استثمارياً باملعىن االقتصادي ‪ ،‬والعربة من حتديد هذه الفرتة هي للتمييز بني العمليات االستثمارية و العمليات‬
‫(‪)6‬‬
‫التجارية ‪.‬‬

‫‪ ‬عنصر املخاطرة‪ :‬ويعين إمكانية حتقيق الربح و إمكانية حتقيق اخلسارة عند الدخول يف أي مشروع استثماري‪.‬‬

‫_ تعريف االستثمار األجنبي في التشريعات العراقية‬

‫وأما موقف املشرع العراقي فقد عرف االستثمار بأنه (توظيف املال يف أي نشاط أو مشروع اقتصادي يعود باملنفعة‬
‫املشروعة على البلد)(‪ .)7‬ويالحظ من التعريف ان املشرع العراقي مل ُيدد أشكال االستثمار كما فعلت قوانني االستثمار‬
‫يف الدول العربية وإمنا اكتفى بتعريف االستثمار تعريفاً اقتصادياً‪.‬‬

‫ويف الدستور كردستان العراق مل يرد تعريفاً للمستثمر األجنيب بصورة خاصة وإمنا أورد تعريفاً للمستثمر عموماً سواء كان‬
‫املستثمر وطنياً أم أجنبياً فقد عرف املستثمر بأنه الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يستثمر أمواله يف اإلقليم وفق‬
‫أحكام هذا القانون وطنياً كان ام أجنبياً(‪ .)8‬فقد عرف املشرع االستثمار بشكل عام ومل ُيصره باالستثمار األجنيب أو‬
‫الوطين‪.‬‬

‫(‪ )5‬النظامي ‪ ،‬مصطفى خالد مصطفى ‪. 1001 .‬احلماية اإلجرائية لالستثمارات األجنبية اخلاصة ‪.‬عمان ‪ :‬الدار العلمية الدولية ‪ .‬ص ‪. 10‬‬
‫(‪ )6‬النظامي ‪ ،‬مصطفى خالد مصطفى‪ .‬مصدر سابق ‪ .‬ص ‪. 12‬‬
‫(‪ )7‬الفقرة (ن) املادة (‪ )2‬من قانون االستثمار يف العراق رقم (‪ )21‬لسنة ‪ ،1002‬املنشور يف الوقائع العراقية العدد (‪ 18 ،)4012‬ذو احلجة ‪2411‬‬
‫‪21،‬كانون الثاين ‪. 1001‬‬
‫(‪ )8‬الفقرة (تاسعاً ) من املادة االوىل من الفصل االول من قانون االستثمار ‪ ،‬إقليم كردستان –العراق رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 1002‬املنشور يف وقائع كردستان‬
‫بالعدد (‪ )21‬يف ‪. 1002/8/11‬‬

‫‪636‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫ويف ضوء ما سبق‪ ،‬نرى أنه لكي يتم التوصل إىل تعريف دقيق وشامل لالستثمار األجنيب يستلزم أن نأخذ بعني االعتبار‬
‫عدم إغفال أي عنصر من العناصر املكونة هلذا االستثمار كمصدر رأس املال وامللكية األجنبية واحلق يف إعادة تصدير‬
‫وحتويل عوائد االستثمار إىل اخلارج(‪. )9‬باإلضافة إىل السلطة اليت تتمتع هبا الدولة املضيفة لالستثمار سواء من حيث‬
‫منح الرتاخيص باالستثمار أو حتديد جماالت االستثمار وأنشطته يف هذا الشأن‪.‬‬

‫وإضافة إىل ما سبق‪ ،‬لو تأملنا جل هذه تعريفات أدركنها جامع غري مانع أو مانع غري جامع‪ ،‬وحفظ ألمهية التعريف‬
‫عند العلماء نقتصر بعبارة بسيطة واضحة ونقول‪" :‬بأنه انتقال رؤوس االموال نقديه أو عينيه‪ ،‬ماديه أو معنويه (كاملعرفة‬
‫الفنية والتقنية والتصاميم الصناعية) من دولة املستثمر اىل الدولة املضيفة بقصد حتقيق االرباح للمستثمر مبا يكفل عدم‬
‫اخلروج عن قوانني وسياسات خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية للدولة املضيفة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع االستثمار االجنبي‬

‫هناك أنواع كثرية لالستثمار األجنيب وهي ختتلف باختالف املعيار املستخدم يف تصنيفها‪ ،‬حيث سنتناول تقسيم‬
‫االستثمار األجنيب من حيث طبيعته ألمهيته يف هذه الدراسة ‪.‬‬

‫ينقسم االستثمار األجنيب من حيث طبيعته إىل نوعني مهمان‪:‬‬

‫أحدمها‪ :‬االستثمار األجنيب املباشر‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬االستثمار األجنيب غري املباشر‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر) ‪(Foreign Direct Investment‬‬

‫فقد عرفه صندوق النقد الدويل بأنه االستثمار الذي يتم للحصول على مصلحة مستمرة يف مشروع يقوم بعمليات يف‬
‫إطار اقتصادي خالف اقتصاد املستثمر الذي يستهدف املستثمر به احلصول يف القيام بدور فعال يف إدارة املشروع‬
‫(‪.)10‬‬

‫(‪ )9‬ينظر يف بيان هذه العناص ر الثالثة لالس تثمار األجنيب‪ :‬د‪ .‬أمحد ش رف الدين‪ ،‬املرش د إىل اعداد تش ريع االس تثمار‪ ،‬اص دار املؤس س ة العربية لض مان‬
‫االستثمار‪2588 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 10‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )10‬رمضان علي عبدالكرمي ‪ . 1022 .‬احلماية القانونية لالستثمارات األجنبية املباشرة ودور التحكيم يف تسوية املنازعات اخلاصة هبا ‪.‬القاهرة ‪ :‬املركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية ‪.‬ط‪. 2‬ص ‪. 11‬‬

‫‪632‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫أما عن أمهية االستثمار األجنيب املباشر للمستثمر األجنيب فإهنا تربز يف تفضيل املستثمر األجنيب هلذا النوع من االستثمار‬
‫ألنه خيوله حق ممارسة إدارة املشروع االستثماري ورقابته وتوجيه‪ ،‬كما أنه هو الذي خيتار املشروع الذي يستثمر فيه‬
‫أمواله‪ ،‬مثلما أن إمكانية الربح فيه كبرية على املدى الطويل (‪.)11‬‬

‫أما األمهية بالنسبة للدولة املضيفة‪ ،‬فهي تفضل االستثمار األجنيب املباشر؛ ألنه ميكنها من احلصول على أحدث‬
‫املنجزات التكنلوجية وأكثرها تطوراً بالنظر إىل ما متلكه هذه الشركات العمالقة من إمكانيات وقدرات هائلة على‬
‫صعيد البحث العلمي والتكنلوجي‪ ،‬باإلضافة إىل احلصول على أفضل املهارات التنظيمية واإلدارية والفنية ‪،‬كما أنه‬
‫يساعد الدول النامية يف القضاء على مشكلة املديونية اخلارجية اليت تعاين منها هذه الدول ويساعدها كذلك يف القضاء‬
‫على البطالة (‪.)12‬‬

‫وهكذا فإن االستثمار األجنيب املباشر ُيظى باهتمام كبري من جانب الدول النامية واملتقدمة على سواء ‪،‬بل إنه أصبح‬
‫موضوع اهتمام دويل فوجهت إليه منظمة األمم املتحدة عنايتها واهتمامها حبكم الدور املتعاظم واملتزايد الذي ميثله يف‬
‫االقتصاد العاملي والتجارة الدولية (‪.)13‬‬

‫كما ينقسم االستثمار األجنيب املباشر إىل نوعني رئيسيني مها‪ :‬املشروعات املشرتكة‪ ،‬والشركات املتعددة اجلنسية‪ ،‬أي‬
‫أن املستثمرون األجانب يقومون عادة باالستثمار املباشر من خالل إنشاء مشروعات مشرتكة أو من خالل إجياد فروع‬
‫للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬حيث سيتم دراسة كال الفرعني أدناه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المشروعات المشتركة (‪)Joint Ventures‬‬

‫يقصد باملشروعات املشرتكة االستثمارات اليت تقوم على أساس املشاركة والتعاون بني الطرفني أو أكثر يف جمال استثماري‬
‫سواء كان يف أكثر من بلد او يف بلد واحد (‪ .)14‬أو هي املشروعات اليت ميتلكها أو يشارك فيها بصفة دائمة طرفان أو‬
‫شخصان قانونيان أو أكثر من دولتني خمتلفتني وال تقتصر املشاركة على حصة يف رأس املال بل متتد على اإلدارة وبراءات‬
‫االخرتاع أو العالقات التجارية (‪.)15‬‬

‫صفوت امحد عبد احلفيظ ‪ . 1009 .‬دور االستثمار االجنيب يف تطوير احكام القانون الدويل اخلاص ‪ .‬االسكندرية ‪ :‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ .‬ص‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪. 12‬‬
‫(‪ )12‬آل زيارة ‪ ،‬كمال عبد حامد‪" . 1005 .‬االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬املنافع واملساوئ "‪ .‬جملة جامعة اهل البيت‪ .‬العدد السابع ‪.‬ص‪. 11-19‬‬
‫(‪ )13‬السامرائي‪ ،‬دريد حممود‪ .‬النظام القانوين للشركات املتعددة اجلنسية‪ .‬حبث غري منشور‪ .‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )14‬عبد الوهاب محيد رشيد ‪ . 2589.‬الدور التكاملي للمشروعات العربية املشرتكة _الطموحات و اآلراء ‪ .‬بريوت‪ :‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع ‪ .‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ )15‬حممد عبد العزيز عبد اهلل ‪ . 1009 .‬االستثمار األجنيب املباشر يف الدول اإلسالمية يف ضوء االقتصاد اإلسالمي ‪ .‬األردن ‪ :‬دار النفائس‪ .‬ص ‪. 18‬‬

‫‪633‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشركات المتعددة الجنسيات ‪)Multinational Corporations)16‬‬

‫هي جمموعة من الشركات‪ ،‬تتمتع جبنسيات دول خمتلفة‪ ،‬ويتعدى نشاطها حدود دولة واحدة‪ ،‬ومتارس إحدامها (الشركة‬
‫االم) سيطرهتا ورقابتها على الشركات األخرى اليت تسمى بالشركات الوليدة أو التابعة‪ ،‬عن طريق مسامهتها يف رأس مال‬
‫الش ركة الوليدة بنسبة تسمح هلا مبمارسة هذه السيطرة‪ ،‬وختضع الشركات الوليدة إلدارة شركة األم يف أطار اسرتاتيجية‬
‫عاملية واحدة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬االستثمار األجنبي الغير مباشر (‪)Indirect Foreign Investment‬‬

‫هو ذلك االستثمار الذي يتخذ شكل قروض مقدمة من اهليئات أو االفراد أو الشركات األجنبية‪ ،‬أو يكون يف شكل‬
‫اكتتاب يف األسهم والسندات الصادرة من الدولة املستقطبة لرأس املال أو هيئاهتا العامة أو الشركات اليت تنشأ فيها‪،‬‬
‫على أن ال يكون للمستثمر األجنيب من األسهم ما خيوله من إدارة الشركة والسيطرة عليها (‪ ،)17‬وهذا ما يتميز به‬
‫االستثمار غري املباشر؛ بأن دور املستثمر األجنيب يقتصر على جمرد تقدمي رأس املال إىل جهة معينة يف الدولة املضيفة‬
‫لتقوم هي هبذا االستثمار دون أن تكون له أية سيطرة أو رقابة على املشروع (‪.)18‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬معوقات االستثمار األجنبي المتعلقة بقوانين الملكية ‪.‬‬

‫وألجل تسليط الضوء على املعوقات اخلاصة بنزع امللكية املشروع االستثماري‪ ،‬سنقسم هذا املبحث إىل مطلبني‪ ،‬ونتناول‬
‫يف املطلب األول‪ :‬املخاطر اليت تواجه ملكية املشروع االستثماري‪ ،‬ويف املطلب الثاين‪ :‬نتناول معاجلة املعوقات اخلاصة‬
‫بنزع امللكية املشروع االستثماري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المخاطر التي تواجه ملكية المشروع االستثماري‪.‬‬

‫(‪ )16‬هناك تسميات خمتلفة أطلقت على هذه الشركات‪ ،‬مثل‪ :‬الشركات الدولية ‪ ،International Corporations‬والشركات عرب الوطنية‬
‫‪ ،Transnational Corporations‬والشركات فوق القومية ‪ ،Super- National Corporations‬والشركات العاملية ‪Global‬‬
‫‪ ،Corporations‬والشركات الكونية ‪،Corn- Corps Corporations‬للمزيد أنظر‬
‫_ الصائغ ‪ ،‬حممد يونس ُيىي‪ .1009 .‬املركز القانوين لالستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية يف ظل القانون الدويل املايل‪( .‬رسالة دكتوراه) ‪.‬‬
‫جامعة املوصل ‪ .‬ص ‪ 19‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )17‬خليل حسن خليل ‪" . 2520.‬دور رؤوس االموال االجنبية يف تنمية االقتصاديات املتخلفة‪ :‬مع دراسة مقارنة بإقليم كردستان "‪( .‬رسالة دكتوراه ) ‪.‬‬
‫جامعة القاهرة ‪ .‬ص‪. 82‬‬
‫(‪ )18‬النظامي ‪ ،‬خالد مصطفى ‪ ". 1001.‬احلماية اإلجرائية لالستثمارات األجنبية اخلاصة دراسة مقارنة "‪( .‬رسالة ماجستري ) ‪ .‬جامعة طرابلس ‪.‬ص ‪11‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫إن أكثر ما خييف املستثمر األجنيب هو اإلجراءات اليت تنصب على ملكية مشروعه االستثماري كنزع ملكيته سواء‬
‫بصورة دائميه أو مؤقتة وللوقوف على هذا املخاطر بشي من التفصيل سنقسم هذا املطلب إىل فرعني نتناول أشكال‬
‫نزع امللكية بصورة دائمة يف الفرع األول ونزع امللكية بصورة مؤقته يف الفرع الثاين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نزع الملكية (‪)19‬بصورة دائمة‬

‫وهناك طريقتان تتبعها الدولة املضيفة لالستيالء على ملكية املشروع االستثماري للمستثمر األجنيب بصورة دائمة مها‬
‫التأميم واملصادرة وسنتناوهلا أدناه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نزع الملكية للمنفعة العامة (االستمالك)‬

‫يقصد بنزع امللكية للمنفعة العامة أو االستمالك‪ ،‬اإلجراء الذي تتخذه السلطة العامة يف الدولة حبيث تستطيع بواسطته‬
‫حرمان شخص من ملكه العقاري جرباً من أجل املنفعة العامة مقابل تعويض عادل (‪.)20‬‬

‫وعرف املشرع العراقي نزع امللكية يف قانون االستمالك رقم (‪ )94‬لسنة ‪ 2510‬امللغى بأنه‪" :‬نزع ملكية العقار واحلقوق‬
‫العينية املتعلقة به لنفع عام ولقاء تعويض عادل يعني مبوجب هذا القانون‪ .‬ويشمل لفظ (العقار) العقار ذاته واحلقوق‬
‫العينية فيه"(‪ .)21‬على العكس من قانون االستمالك العراقي رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2582‬النافذ فلم يعرف نزع امللكية‪،‬‬
‫ولكنه اكتفى بالنص على اهلدف من القانون(‪ .)22‬وحسناً فعل ذلك ألن ذلك من اختصاص الفقه والقضاء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التأميم‬

‫يعترب التأميم من أخطر اإلجراءات السياسية اليت تتعرض هلا االستثمارات األجنبية يف أقاليم الدول املضيفة‬
‫لالستثمارات األجنبية‪ ،‬املكيفة على أهنا غري جتارية من الدرجة األوىل‪ ،‬ألنه ميس باحلقوق األكثر أمهية واملكرسة بصفة‬
‫مطلقة يف العامل‪ ،‬واليت تتمثل يف "حق االنسان يف امللكية اخلاصة" بصفة عامة ويف حق املستثمر األجنيب بصفة خاصة‪.‬‬

‫(‪ )19‬نزع امللكية وفقاً للمعىن الواسع مصطلح يعرب عن كافة صور تدخل الدولة يف امللكية اخلاصة (سواء كان التدخل دائمي كنزع امللكية للمنفعة العامة‬
‫‪،‬املصادرة‪ ،‬التأميم ‪ ،‬أو مؤقت كاالستيالء اجلربي املؤقت أو فرض احلراسة ) ‪ .‬اما وفقاً للمعىن الضيق فيشمل نزع امللكية للمنفعة العامة(االستمالك) الذي‬
‫يرد على العقار دون املنقول ‪.‬‬
‫(‪ )20‬حممد رفعت و حسني عثمان ‪ . 1002 .‬مبادئ القانون االداري ‪ .‬االسكندرية ‪ :‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ .‬ص‪492‬‬
‫(‪ )21‬البند األول من املادة (‪ )2‬من قانون االستمالك العراقي رقم (‪ )94‬لسنة ‪( 2510‬امللغي)‪.‬‬
‫(‪ )22‬حيث تنص املادة (‪ )2‬من قانون االس تمالك العراقي رقم (‪ )21‬لس نة ‪ 2582‬املعدل على أنه‪((:‬يهدف هذا القانون إىل حتقيق ما يأيت‪ -2 :‬تنظيم‬
‫اس تمالك العقار واحلقوق العينية األص لية املتعلقة به من قبل دوائر الدولة والقطاعني االش رتاكي واملختلط حتقيقاً ألغراض ها وتنفيذاً خلططها ومش اريعها‪-1 .‬‬
‫وض ع قواعد واس س موحدة للتعويض العادل عن العقارات املس تملكة تض من حقوق اص حاهبا دون االخالل باملص لحة العامة‪ -1 .‬تبس يط إجراءات‬
‫االستمالك مبا يؤمن سالمة وسرعة اجنازه))‪.‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫ويف العراق صدرت العديد من التشريعات واليت مت مبقتضاها تأميم العديد من النشاطات الصناعية والتجارية ذات األمهية‬
‫يف االقتصاد الوطين‪ ،‬فقد صدر قانون رقم (‪ )55‬لسنة ‪ 2524‬الذي أمم مجيع شركات التأمني وإعادة التأمني وكذلك‬
‫تأميم صناعة اإلمسنت والسكاير واالسبست والغزل والنسيج واملواد الغذائية والصابون(‪.)23‬‬

‫أما القانون رقم (‪ )200‬لسنة ‪ 2524‬فقد أمم مجيع البنوك واملصارف غري احلكومة العاملة يف العراق مبا فيها فروع‬
‫املصارف األجنبية‪ ،‬وانتقال ملكيتها إىل الدولة مبا فيها األموال املنقولة وغري املنقولة املسجلة بامسها أو باسم مركزها‬
‫الرئيسي يف اخلارج إذا كانت أجنبية(‪ . )24‬كذلك مت تأميم الشركات األجنبية العاملة يف القطاع النفطي وذلك مبوجب‬
‫القوانني رقم (‪ )202‬لسنة ‪ ،)25(2511‬والقانون رقم (‪ )10‬لسنة ‪ ،)26(2511‬أما القانون رقم (‪ )100‬لسنة ‪2519‬‬
‫فكان آخر التشريعات اخلاصة بتأميم النفط يف العراق حيث قضى بتأميم مجيع احلصص الشائعة يف عمليات نفط‬
‫البصرة اليت مل تشملها القوانني السابقة(‪.)27‬‬

‫ورغم مشروعية التأميم إال أن أثره على االستثمارات الوطنية واألجنبية يكون سلبياً ‪ ،‬حيث ميثل اللجوء اليه هاجساً‬
‫مزعجاً بالنسبة للمستثمر االجنيب ‪ ،‬حىت ولو كان مقابل تعويض يدفع هلم ‪ ،‬وذلك الن هذا التعويض لن يفلح يف إزالة‬
‫األثر السليب الذي يرتكه التأميم يف نفس املستثمر ‪ ،‬ومن هذا املنطلق فأن التأميم يقف عائقاً يقف يف قائمة املعوقات‬
‫الرئيسة جلذب رؤوس األموال االستثمارية األجنبية إىل البلدان املضيفة‪ ،‬اليت تقدم على اختاذ قرار التأميم ضد هذه‬
‫األموال (‪.)28‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المصادرة‬

‫تعترب املصادرة من بني املخاطر غري التجارية اليت ترمي إىل حرمان املالك من ملكيته‪ ،‬دون أن يكون مقابل ذلك تعويض‪،‬‬
‫إذ تعرف إجراء من وراءه نزع ملكية مال احملكوم عليه جرباً وإضافته إىل ملك الدولة دون مقابل‪ ،‬وذلك مبوجب حكم‬
‫قضائي صادر من حمكمة هلا ووالية الفصل يف النزاع املعروض عليها والذي صدر حكم بشأنه (‪ .)29‬فاملصادرة عموماً‬

‫(‪ )23‬يُنظر‪ :‬املادة األوىل من القانون رقم (‪ )55‬لسنة ‪ ،2524‬واملنشور يف جريدة الوقائع العراقية بالعدد (‪ )519‬يف ‪.2524 /1 /24‬‬
‫(‪ )24‬يُنظر‪ :‬املادة األوىل من القانون رقم (‪ )200‬لسنة ‪ ،2524‬واملنشور يف جريدة الوقائع العراقية بالعدد (‪ )519‬يف ‪.2524 /1 /24‬‬
‫(‪ )25‬يُنظر‪ :‬املادة األوىل من القانون رقم (‪ )202‬لسنة ‪ ،2511‬الصادر يف ‪.2511 /21/10‬‬
‫(‪ )26‬يُنظر‪ :‬املادة األوىل من القانون رقم (‪ )10‬لسنة ‪ ،2511‬الصادر يف ‪.2511/20/1‬‬
‫(‪ )27‬يُنظر‪ :‬املادة األوىل من القانون رقم (‪ )100‬لسنة ‪ ،2519‬الصادر يف ‪.2519/21/8‬‬
‫(‪ )28‬الشمري‪ . 1022 .‬معوقات االستثمار األجنيب يف الدول العربية (العراق‪-‬مصر –السعودية‪-‬اجلزائر‪-‬اليمن )‪.‬ص‬
‫(‪ )29‬الزغيب‪ ،‬علي امحد ‪. 1001.‬أحكام املصادرة يف القانون اجلنائي ‪.‬عمان ‪ :‬دار الثقافة ‪.‬ص ‪.20‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫أي اسم‬
‫تعرف بأهنا‪" :‬أخذ املمتلكات اخلاصة من قبل الدولة بدون تعويض مهما يكن شكل ذلك ومبوجب ّ‬
‫تنفذي"(‪.)30‬‬
‫ومبا تقدم ميكن القول بأن املصادرة تعد من أخطر املعوقات االستثمارية وذلك من جانبني‪:‬‬

‫اجلانب األول‪ :‬أن املصادرة تعد عمالً مشروعاً بالنسبة للدولة املضيفة لالستثمار على الرغم من خطورته‪ ،‬وال ينتج أثراً‬
‫على املستوى الدويل لصاحل املستثمر أي ال ُيق للمستثمر املطالبة بإلغاء املصادرة أو االعرتاض عليها انطالقا من الطبيعة‬
‫اجلزائية هلا‪.‬‬

‫اجلانب الثاين‪ :‬انتفاء التعويض يف حالة املصادرة أو قلته أن وجد جيعل املستثمر األجنيب مكتوف األيدي وال يستطيع‬
‫أن ُيرك ساكناً‪ ،‬الن من أهم ما مييز املصادرة هو انتفاء التعويض مما يعرضه اىل خسارة مشروعه االستثماري (‪.)31‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نزع الملكية بصورة مؤقتة‬

‫إن نزع ملكية املشروعات بصورة مؤقتة تتمثل باالستيالء املؤقت وفرض احلراسة على املشروع االستثماري‪ ،‬إذ مها‬
‫إجراءات خيتلفان عن التأميم واملصادرة يف كوهنما ميثالن إجراءات مؤقتة تزول بزوال أسباهبا‪ ،‬إال أهنما يتشاهبان بكوهنما‬
‫ينصبان على ملكية املشروع االستثماري ومنعه من االنتفاع مبشروعه ولو بشكل مؤقت‪.‬‬

‫االستيالء الجبري المؤقت‬ ‫‪-2‬‬

‫فاالستيالء اجلربي ‪" :‬هو إجراء تتخذه اجلهة املختصة‪ ،‬وفقاً للقانون مبوجب قرار إداري يهدف إىل االنتفاع باملال‬
‫حىت‬
‫املستوىل عليه دون انتقال ملكيته للدولة‪ ،‬ألنه إجراء ال تنتقل مبوجبه امللكية‪ ،‬بل تبقى على ذمة املستثمر األجنيب‪ّ ،‬‬
‫تنتهي امل ّدة احملددة لالستيالء"(‪. )32‬‬

‫وغالباً ما تباشره الدولة يف ظروف استثنائية كأن تكون ألغراض عسكرية أو لغريها من دواعي املصلحة العامة كحاالت‬
‫حدوث غرق أو في ضانات أو تفشي أوبئة أو غريها من احلوادث املوجبة لسرعة مباشرة االشغال أو استخدام عقار ما‬
‫للسيطرة على احلالة الطارئة‪ ،‬وميكن القول أن االستيالء إجراء موحد ينصب على امللكية بغض النضر عن صاحب‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫امللكية ؛ فاالستيالء اجلربي يطبق على األجانب واملواطنني على ً‬

‫)‪(30‬‬
‫‪Van necke (confiscation, expropriation and the conflict of law) international law quarterly: vol 4, no.3, July 1985.‬‬
‫‪P. 345.‬‬
‫الشمري‪ . 1022 .‬معوقات االستثمار األجنيب يف الدول العربية (العراق‪-‬مصر –السعودية‪-‬اجلزائر‪-‬اليمن )‪.‬ص ‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫هشام خالد‪ . 1000.‬عقد ضمان االستثمار‪ ،‬القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية املنازعات اليت قد تثور بش أنه‪ .‬مصر‪ .‬ص ‪. 281‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫فاملشرع العراقي مل يتطرق إىل االستيالء املؤقت بشكل مستقل‪ ،‬وإمنا أورد أحكامه ضمن أحكام قانون االستمالك‬
‫العراقي رقم (‪ 21‬لسنة ‪ .) 2582‬إذ تطرق يف الفصل الرابع منه إىل االستيالء املؤقت‪ ،‬يف نص املادة (‪/12‬أوال )‬
‫ولدوائر الدولة وللقطاعني االشرتاكي واملختلط يف احلاالت االستثنائية الطارئة‪ ،‬كالفيضانات أو تفشي وباء‪ ،‬أن تقرر‬
‫االستيالء املؤقت على أي عقار مدة حتدد بقرار االستيالء‪ ،‬على أن ال تتجاوز ((سنتني)) من تاريخ القرار‪ .‬أما الفقرتني‬
‫(ثانياً وثالثاً) من املادة أعالء فقد تضمن آلية أو إجراءات االستيالء من خالل تشكيل جلنة برئاسة رئيس الوحدة‬
‫اإلدارية ممثالً عنه وعضوية صاحب العقار وممثل عن اجلهة املستولية‪ ،‬ويف حالة تعذر تعني ممثل عن صاحب العقار‪،‬‬
‫يعني رئيس الوحدة اإلدارية ممثالً عنه من بني أصحاب العقارات اجملاورة‪ ،‬وتقوم اللجنة بتنظيم حمضر بوضع اليد على‬
‫العقار الذي صدر به قرار االستيالء‪ .‬وتتوىل هذه اللجنة تقدير التعويض املناسب الذي يستحقه صاحب العقار املستوىل‬
‫عليه مدة االستيالء املؤقت(‪.)33‬‬

‫ومن خالل عرض موقف املشرع العراقي خبصوص إجراءات االستيالء املؤقت نالحظ أن املشرع العراقي قد أناط‬
‫الصالحيات لرئيس الوحدة اإلدارية اليت يقع العقار ضمن حدودها‪ ،‬يف حني جند بعض التشريعات(‪ )34‬قد أناطت هذا‬
‫األمر مبجلس الوزراء بناءً على عرض من اجلهة احلكومية صاحبة االستيالء‪ ،‬مما يؤكد خطر هذا اإلجراء املتخذ‪ ،‬لذلك‬
‫كان هذه التشريعات أكثر ضمانة وأمان حلق امللكية من خالل اقرتان أمر االستيالء املؤقت مبجلس الوزراء‪ ،‬بينما أوكل‬
‫املشرع العراقي األمر اىل رئيس الوحدة اإلدارية‪ ،‬واليت ميكن أن يكون احملافظ أو القائم مقام أو مدير الناحية‪ ،‬حسب‬
‫موقع العقار‪ ،‬مما يعرض حق امللكية للخطر لعدم وجود الضمانات الكافية ملطمئنة املستثمر األجنيب ضد إجراء‬
‫االستيالء(‪. )35‬‬

‫فرض الحراسة‬ ‫‪-1‬‬

‫يقصد باحلراسة بأهنا‪" :‬وضع مال يقوم يف شأنه نزاع أو يكون احلق فيه غري ثابت‪ ،‬وهتدده خطر عاجل‪ ،‬يف يد أمني‬
‫يتكفل حبفظه وإدارته ورده مع تقدمي حساب عنه إىل من يثبت له احلق فيه "(‪.)36‬واحلراسة إما أن تكون اتفاقية أو‬
‫ق ضائية أو قانونية أو إدارية‪ ،‬فهي اتفاقية إذا كانت بناء على اتفاق بني شخصني أو أكثر‪ ،‬وهي قضائية إذا صدر هبا‬
‫حكم قضائي الغرض منه احملافظة على حقوق امللكية وما ينشأ عنها من حقوق عينية وال ُيكم هبا إال عند الضرورة‪،‬‬

‫(‪ )33‬انضر املادة (‪ )18-11-12‬من قانون االستمالك العراقي رقم(‪ )21‬لسنة‪ .2582‬العراق‪ :‬الوقائع العراقية‪ .‬العدد ‪.1021‬‬
‫(‪ )34‬كاملشرع الكوييت ‪ ،‬انظر املواد (‪ )18،11،12‬من قانون نزع امللكية واالستيالء املؤقت الكوييت رقم (‪ )11‬لسنة ‪.2542‬‬
‫(‪ )35‬الشمري‪ . 1022 .‬معوقات االستثمار األجنيب يف الدول العربية‪( .‬العراق‪-‬مصر –السعودية‪-‬اجلزائر‪-‬اليمن )‪.‬ص‬
‫(‪ )36‬السنهوري ‪،‬عبد الرزاق امحد ‪ . 1005 .‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد‪( .‬العقود الواردة على العمل املقاولة والوكالة والوديعة واحلراسة) ‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫منشورات احلليب احلقوقية‪ .‬اجلزء ‪ .1‬اجمللد األول‪ .‬ط‪ 1‬ص ‪.182‬البند ‪.154‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫وهي قانونية حينما تفرض بنص القانون‪ ،‬وأخرياً قد تكون إدارية وذلك حني تقوم السلطة اإلدارية بفرضها‪ ،‬وهي اليت‬
‫هتمنا‪ ،‬حيث تقوم السلطة العامة يف البلد املضيف لالستثمار هبدف تسيري مرفق عام إزاء إخالل امللتزم بإدارته وفقاً‬
‫لوثيقة االلتزام فيما بينهما(‪ .)37‬وعليه فإن الدولة تفرض هذا اإلجراء لغرض حتقيق عدة أهداف منها‪:‬‬

‫‪ .2‬تيسري مرفق ذا نفع عام‪.‬‬


‫‪ .1‬التحفظ على أموال أشخاص قاموا بأفعال من شأهنا اإلضرار باملنشآت أو املصاحل القومية للبالد‪.‬‬

‫واحلقيقة أن القرار اإلداري بفرض احلراسة اإلدارية ال يعد قراراً هنائياً إذ من املمكن الطعن به بأي طريق من طرق الطعن‪،‬‬
‫كما أن احلراسة تفرض على العقارات واملنقوالت على حد سواء‪ ،‬فضالً عن ذلك ال يستحق مالك األموال املوضوعة‬
‫حتت احلراسة أي تعويض عن غل يده يف إدارة أمواله ووضعها حتت يد احلارس(‪. )38‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معالجة المعوقات الخاصة بنزع ملكية المشروع االستثماري‬

‫إن اخلشية من (نزع ملكية املشروع االستثماري) يعد العائق األكرب أمام استقطاب رأس املال اخلارجي‪ ،‬إذ إنه قد يؤدي‬
‫يف الواقع إىل ابتعاد املستثمرين عن مزاولة نشاطهم التجاري يف تلك الدولة مهما توافرت فيها فرص حتقيق الربح (‪.)39‬‬

‫لذلك يتعني على الدولة املستقطبة لالستثمار األجنيب أن تبادر إىل التخفيف من هذه اخلشية أو إزالتها ويكون ذلك‬
‫بفرض قدر من القيود القانونية على نزع ملكية االستثمار ال تؤثر بصورة وأخرى على نظامها القانوين‪ :‬ولعل من أهم‬
‫تلك القيود هي نزع حظر نزع ملكية االستثمار االجنيب هبدف طمأنة املستثمر االجنيب وتشجيعه على ممارسة نشاطه‬
‫التجاري بيد أن هذا احلضر قد يكون مطلقاً وقد يكون مشروطاً بشروط معينة ‪ .‬كما أنه قد يرد على كل نضم نزع‬
‫امللكية كالتأميم أو املصادرة أو االستيالء املوقت أو فرض احلراسة‪ ،‬أو على البعض دون اآلخر‪ ،‬وذلك حبسب نضرة‬
‫املشرع الوطين واالجتاه الذي يعتنقه يف مواجهة االستثمار األجنيب ‪ .‬ونتوىل حبث ذلك يف فرعني خنصص أوهلما لبحث‬
‫احلضر املطلق لنزع امللكية ونتوىل يف ثانيهما حبث احلضر املشرط لنزع ملكية هذا االستثمار‪.‬‬

‫(‪)37‬هشام خالد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)281 -282‬‬


‫(‪ )38‬الفتالوي ‪،‬أمحد حسني جالب‪2411.‬ه ‪1002 ،‬م ‪ .‬النظام القانوين لعقد االستثمار‪( .‬رسالة دكتوراه)‪ .‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪ ، ،‬ص (‪-212‬‬
‫‪.)211‬‬
‫(‪ )39‬السامرائي ‪،‬دريد حممود ‪ . 1002 .‬االستثمار االجنيب (املعوقات والضمانات القانونية ) ‪.‬ص‪.241‬‬

‫‪631‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الحضر المطلق لنزع الملكية‬

‫هو أن يقر القانون الداخلي للدولة املضيفة حظر نزع أمللكية مطلقاً ويعد هذا احلظر حافزاً مهماً لتشجيع االستثمار‬
‫بضمانة من التأميم واملصادرة إال انه يبدو مبالغاً يف هذا النمط ألن الدولة ال تستطيع التنازل عن التأميم ‪ ،‬ألهنا تستطيع‬
‫إن تنزع امللكية ( بالتأميم ) مقابل تعويض عادل وهو حق قد أعرتف به القانون الدويل املعاصر كحق سيادي ووسيلة‬
‫من وسائلها لتحقيق الصاحل العام ‪ ،‬وهو حق يسلم به اجلميع ما دام يقرتن بتعويض املتضررين عن تطبيقه وتقريره‪ .‬أما‬
‫حظر نزع امللكية (باملصادرة) فأنه أمر معقول وذلك الن أملصادرة تؤدي إىل حرمان املستثمر من مشروعه االستثماري‬
‫بدون أي تعويض‪ ،‬وهبذه الصيغة تعد عائقاً كبريا ختيف املستثمر االجنيب جيب حضرها‪ ،‬ومن التشريعات اليت أخذت‬
‫هبذا االجتاه قانون ضمانات وحوافز االستثمار يف مصر رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 2551‬وكذلك وكذلك قد أخذ هبذا االجتاه‬
‫التشريع اليمين رقم (‪ )11‬لسنة ‪.2552‬‬

‫فاحلضر املطلق للملكية يعترب تنازل من جانب الدولة عن جزء مهم من صالحياهتا يف سبيل توفري بيئة استثمارية مناسبة‬
‫الستقطاب رأس املال األجنيب (‪.)40‬‬

‫ومبقتضى ذلك جييز قانون االستثمار نزع ملكية االستثمار األجنيب بشروط معينة ينبغي توافرها إلمكان ذلك ‪ ،‬وهذه‬
‫الشرط جييب أن تذكر صراحة يف قانون االستثمار ويتجسد هذا االجتاه عموماً يف التشريع السعودي لسنة ‪1000‬‬
‫وكذلك قانون تشجيع االستثمار يف السودان لسنة ‪.2555‬‬
‫كما نالحظ من هذا االجتاه أنه يلزم الستمالك املشروع االستثماري توافر ثالث شروط‪:‬‬

‫المصلحة العامة‬ ‫‪-2‬‬

‫يقصد باملصلحة العامة جمموعة العمليات اليت تستجيب حلاجات البالد اليت تتعلق بالصاحل العام وباالقتصاد الوطين‬
‫بصفة عامة (‪ ،)41‬وجيب توافرها يف اإلجراء الذي تتخذه الدولة لالستيالء على املشروع االستثماري ‪ ،‬إذا كان يهدف‬
‫بصفة أساسية إىل حتقيق مصلحة عامة للدولة أو إلحدى هيئاهتا ‪ ،‬اما االجراءات اليت تتخذها الدولة الذي يقتصر‬
‫على حتقيق منافع خارج مقتضيات املصلحة العامة فال يعد عامالً من عوامل اللجوء إىل نزع امللكية (‪.)42‬‬

‫(‪ )40‬السامرائي ‪،‬دريد حممود‪ . 1002 .‬االستثمار االجنيب (املعوقات والضمانات القانونية )‪ .‬ص ‪. 290‬‬
‫(‪ )41‬عشوش ‪ ،‬أمحد عبد احلميد ‪ .2550.‬التحكيم كوسيلة لفض املنازعات يف جمال االستثمار –دراسة مقارنة ‪ .‬مصر ‪ :‬مؤسسة شباب اجلامعة ‪ .‬ص‬
‫‪.120‬‬
‫(‪ )42‬عصام الدين مصطفى ‪.2519.‬النضام القانوين لالستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية ‪(.‬رسالة دكتوراه )‪ .‬جامعة عني مشس ‪.‬ص‪. 122‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫االجراء القانوني الواجب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يعد هذا الشرط ضماناً مهماً للمستثمر األجنيب‪ ،‬ويقصد به ضرورة إصدار قرار االستيالء طبقاً لإلجراءات والضمانات‬
‫القانونية الواردة يف القانون الداخلي للدولة املضيفة‪ ،‬إضافة إىل ما يتطلب معيار احلد األدىن ملعاملة األجانب يف القانون‬
‫الدويل‪ ،‬ويقصد بذلك يف الواقع توفري احلماية القانونية لالستثمار األجنيب ضد اإلجراءات التعسفية اليت قد تتخذ من‬
‫قبل سلطة غري خمتصة (‪.)43‬‬

‫االلتزام بأداء التعويض‬ ‫‪-1‬‬

‫يعد االلتزام بدفع التعويض يف الواقع ضماناً قانونياً مهماً من ضمانات االستثمار االجنيب يف الدولة املستقطبة لالستثمار‪،‬‬
‫فهذه الدولة وإن كانت متلك احلق يف االستيالء على املشاريع األجنبية اليت تزاول نشاطاً جتارياً يف إقليمها‪ ،‬باستخدام‬
‫أدوات قانونية خم تلفة ‪ ،‬فإهنا تلتزم من جهة أخرى مبقتضى قواعد القانون الداخلي والدويل جبرب الضرر الذي يلحق‬
‫املستثمر االجنيب نتيجة حرمانه‪ ،‬بطريق مباشر أو غري مباشر‪ ،‬من أمواله املستثمرة يف الدولة (‪.)44‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬معوقات االستثمار األجنبي في القوانين اإلدارية‬

‫إن قرار املستثمر األجنيب يف اختيار الدولة املضيفة إلقامة مشروعه االستثماري يرتبط ارتباطا وثيقاً بالضمانات املقدمة‬
‫من هذه الدولة ‪ .‬فقد تكون الدولة تتمتع بكثر من املزايا واخلصائص اجلغرافية واملوارد البشرية والطبيعية‪ ،‬إال أهنا ال‬
‫جتذب االستثمارات األجنبية وذلك رمبا يكون بسبب بعض املعوقات أو القيود اإلدارية اليت تفرضها الدولة املضيفة على‬
‫املستثمر األجنيب كالقيود على حرية املستثمر يف التصدير واالسترياد وكذلك حرية متلك العقارات لغرض إقامة املشروعات‬
‫والتصرف هبا ‪ .‬وسنتناول هذه القيود بالرتتيب يف املطلب األول مث نتناول كيفية معاجلة املعوقات يف املطلب الثاين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المعوقات اإلدارية الخاصة باالستيراد والتصدير‬

‫إن االسترياد والتصدير يعترب الشريان املغذي للمستثمر األجنيب وذلك ملا يوفره من أالت وقطع غيار ومواد أولية الالزمة‬
‫ملمارسة نشاطه االستثماري أو تصدير منتجاته اىل األسواق الدولية ‪ .‬وأن عدم االهتمام الدولة املضيفة هبذا اجلانب من‬
‫التشريعات تؤدي إىل نتائج سلبية يف جمال جذب املستثمرين كبعض الدول العربية عندما وضعت بعض القيود على‬

‫(‪ )43‬عصام الدين مصطفى بسيم ‪ .2519 .‬النظام القانوين لالستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية ‪(.‬رسالة دكتوراه )‪.‬جامعة عني مشس ‪ .‬ص‬
‫‪. 122‬‬
‫(‪ )44‬السامرائي ‪،‬دريد حممود ‪ . 1002 .‬االستثمار االجنيب (املعوقات والضمانات القانونية ) ‪.‬ص‪. 291‬‬

‫‪616‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫املستثمر يف جمال التصدير واالسترياد كالقيود اليت تتعلق باحملافظة على النقد األجنيب أو بذريعة تشجيع الصناعة الوطنية‬
‫وتوفر مثل هذه املواد يف األسواق احمللية (‪ ،)45‬أو بسبب احتياجات السوق احمللى ملثل هذه الصناعات يف حالة التصدير‪.‬‬

‫وهذه السياسات يف حقيقة األمر ترتب خملفات سلبية على املشاريع االستثمارية‪ ،‬وكذلك هناك أنواع أخرى من القيود‬
‫كأن تلزم الدولة املستثمر األجنيب على استرياد السلع واملعدات الالزمة لنشاطه من دولة معينة أو يفضل اختيار دولة‬
‫صديقة للدولة املضيفة(‪ ،)46‬أو تلزم الدول املستثمر األجنيب باالمتناع عن استرياد معداته ومواده أو تصدير منتجاته من‬
‫(‪)47‬‬
‫وإىل دولة معادية للدولة املضيفة‬

‫ويف العراق نرى أن املشرع تدارك هذه الضمانة وأعتربها من الضمانات األساسية اليت منحتها القوانني العراقية للمستثمرين‬
‫وأصحاب رؤوس األموال الوطنية واألجنبية ونرى أن قانون االستثمار النافذ تناول هذه الضمانة يف أكثر من فقرة ومنها‬
‫الفقرة (ثالثا) من املادة (‪ ) 21‬واليت تنص على أنه‪ :‬تعفى قطع الغيار املستوردة ألغراض املشروع من الرسوم‪ ،‬على أن‬
‫ال تزيد قيمة هذه القطع على (‪ )%10‬عشرين من املئة من قيمة شراء املوجودات‪ ،‬بشرط ان ال يتصرف هبا املستثمر‬
‫األجنيب لغري األغراض املستوردة من أجلها ‪ .‬وجاء يف الفقرة (رابعاً)من املادة (‪ )24‬أنه‪ :‬يلزم املستثمر مبسك سجالت‬
‫خاصة باملواد املستوردة للمشروع ‪ ،‬واملعفاة من الرسوم طبقاً ألحكام هذا القانون مع حتديد مدة االندثار هلذه املواد‪.‬‬

‫يتبني من النص أعاله بأن املشرع العراقي قد أزال للمستمر األجنيب بعض القيود والتعقيدات الروتينية املتبعة كالتقيد يف‬
‫سجل املستوردين‪ ،‬أو احلصول على إجازة االسترياد يف هذا الشأن وهي خطوة ُيمد عيها عليها‪ ،‬كما حذر املشرع‬
‫املستثمر األجنيب من استغالل إجازة االسترياد واملضاربة بقطع الغيار املستوردة‪ ،‬وإذا قام بشي من هذا القبيل سيجد‬

‫‪ 45‬ومثال ذلك كما ورد يف تقرير مؤسسة العربية لضمان االستثمار ‪ :‬إن إحدى الشركات االستثمارية العربية تعرضت ملشاكل وأدت اىل تعطيل نشاطها ‪،‬‬
‫وقد طلبت من اجلهات املعنية يف الدولة املضيفة استرياد نضم متطورة للري ‪ ،‬ورفضت هذ السلطات السماح هلا بذلك ‪ ،‬حبجة توافر تصنيع هذه النظم حملياً‬
‫ختتلف مواصفاهتا عن النظم الالزمة ‪ ،‬مما تسبب يف حدوث اختالل يف أداء الشركة وتعطيلها ‪،‬للتفصيل ينضر ‪ :‬معوقات االستثمار يف الدول العربية ‪.‬‬
‫سلسلة الدراسات االستثمارية‪ ،‬تصدرها املؤسسة العربية لضمان االستثمار ‪ ،‬بدون طبعة وسنة طبع ‪ .‬الكويت ‪.‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )46‬ومثال ذلك ‪ :‬ما نصت عليها املادة (‪/25‬ب) من عقد االستثمار النفطي املربم بني دولة الكويت وشركة النفط العربية عام (‪)2598‬على أنه ‪... :‬‬
‫جيب على الشركة أن متنح أفضلية للسلع واملواد املتاحة يف الكويت والدول العربية الصديقة ‪ ،‬ذات النوع واجلودة املماثلة‪ ،‬والسعر املناسب "‪.‬‬
‫(‪ )47‬ومثال ذلك ‪ :‬ما نصت عليها املادة (‪ )10‬من عقد االستثمار النفطي املربم بني حكومة مملكة البحرين و شركة سيرب يور عام (‪ )2510‬على أنه ‪" :‬‬
‫تعطي الشركة األفضلية للسلع واملواد املتوفرة يف البحرين ‪ ،‬جبودة وبسعر تنافسي مع السوق العاملية ‪ ،‬مع األخذ باحلسبان مصاريف النقل والتأمني وال تشرتى‬
‫بطريقة مباشرة أو غري مباشرة من دولة تعلن احلكومة أهنا معادية أو غري صديقة ‪.‬للمزيد ينضر ‪:‬‬
‫الشاهني ‪،‬وسن مقداد ‪ . 1002.‬التزامات اإلدارة يف عقود االستثمارات النفطية ‪(.‬رسالة ماجستري )‪ .‬جامعة املوصل ‪ .‬ص(‪)211-211‬‬

‫‪612‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫نفسه حتت طائلة املسؤولية اليت حددهتا املادة (‪ )28‬هلذا الغرض (‪ .)48‬كما نالحظ يف القانون النافذ بأن املشرع قد‬
‫غفل عن اإلشارة إىل حق املستثمر يف تصدير منتجاته إىل اخلارج يف حني أن القانون العراقي السابق قد أشار إىل هذا‬
‫احلق بوضوح يف قانون االستثمار ‪49‬العريب امللغى رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 1001‬الذي نص على أنه‪ :‬يتمتع املشروع املؤسس‬
‫مبوجب أحكام هذا القانون بالضمانات التالية‪... :‬حق تصدير إنتاجه كالً أو –جزءاً‪ -‬وفق ضوابط التصدير املعتمدة‬
‫– مبا يؤمن احتياجاته من النقد األجنيب"(‪.)50‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعوقات اإلدارية الخاصة بتملك العقارات الالزمة إلقامة المشروع االستثماري والتصرف فيه‪.‬‬

‫ونظراً ألمهية األراضي والعقارات بالنسبة للمستثمر لكوهنا اللبنة األساسية واألكثر أمهية يف إقامة مشروعه االستثماري‪،‬‬
‫إ ْذ ال ميكن إقامة أي مشروع من دون ختصيص األرض املطلوبة وفقاً خلرائط وتصاميم مقرتحة‪ .‬حيث ال يثري جدال يف‬
‫خصوص متليك املستثمر الوطين للعقار وذلك ألنه حق دستوري وغري قابل للنقاش (‪ ،)51‬بيد أن اجلدال قد أثري يف‬
‫خصوص متلك األجنيب للعقارات والتصرف فيه‪ ،‬فتقيد ملكية األجنيب وتصرفه يؤدي اىل عزوف املستثمر األجنيب‬
‫والبحث عن أماكن أكثر ضماناً؛ لذا تقوم اغلب الدول اجلاذبة لالستثمار بدعم املستثمرين وتشجيعهم يف بداية‬
‫نشاطهم عن طريق منحهم األراضي جماناً أو بأسعار ُخمَفضة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أدراك الدول املقارنة للتأثري املباشر هلذا القيود وأثرها على موقف املستثمرين من توظيف أمواهلم يف‬
‫إقليمها ولبعث الثقة والطمأنينة يف نفوسهم من إزالة املعوقات اليت حتد من سبيل مزاولة نشاطهم التجارية‪ ،‬السيما سبل‬
‫احلصول على القروض من املصارف التجارية‪ ،‬ألن العقارات تعترب كضمان عيين إلعطاء القروض الكبرية‪ ،‬جند بأهنا‬
‫ختتلف يف مواقفها يف هذه اخلصوص‪ ،‬ولكن األغلبية منها تتفق من حيث املبدأ للمستثمر األجنيب احلق يف متلك‬
‫العقارات إلنشاء املشاريع االستثمارية عليها‪ ،‬وما يالزمه لغرض تيسري نشاطاته االستثمارية‪ ،‬ولكنها قد ختتلف من‬
‫حيث التفاصيل واجلزيئات حبسب ظروف كل دولة وتداعيات نظامها السياسي(‪.)52‬‬

‫(‪ )48‬تنص املادة (‪ ) 28‬من القانون االستثمار العراقي النافذ على أنه ‪ " :‬إذا تبني أن موجودات املشروع املعفاة كلها أو بعضها من الضرائب أو الرسوم قد‬
‫بيعت خالفاً ألحكام هذا القانون ‪ ،‬أو استعملت يف غري املشروع أو استخدمت يف غري األغراض املصرح هبا فعلى املستثمر تسديد الضرائب والرسوم‬
‫والغرامات احملققة عليها وفقاً للقانون "‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫املادة (‪/24‬أوالً‪/‬د) من قانون االستثمار العريب امللغى رقم (‪ )21‬لسنة (‪ ،)1001‬القانون منشور يف الوقائع العراقية ‪ ،‬العدد (‪ ،)1595‬بتأريخ‬ ‫(‪)50‬‬

‫(‪ . )1001/21/1‬ص ‪.202‬‬


‫(‪ )51‬مثال ذلك نصت املادة (‪/11‬ثالثاً‪/‬أ) من الدستور العراقي لسنة (‪ )1009‬على أنه ‪ " :‬للعراقي احلق يف التملك يف أي مكان يف العراق ‪ ،‬وال جيوز‬
‫لغريه متلك غري منقول إال ما أستثين بقانون‪.‬‬
‫(‪ )52‬طال برامي سليمان ‪ .1029.‬حلماية االستثمار األجنيب (دراسة مقارنة )‪ .‬اإلسكندرية ‪ :‬الدار اجلامعية اجلديدة ‪.‬ص ‪.115‬‬

‫‪613‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬معالجة المعوقات اإلدارية من خالل منحه التسهيالت الالزمة ‪.‬‬

‫يقصد بالتيسريات اإلدارية التسهيالت اليت تقدمها السلطات املختصة يف الدولة املضيفة هبدف تذليل الصعوبات اليت‬
‫قد تعرتض املشروعات االستثمارية وتقدمي املعلومات االستثمارية واخلدمات االدارية واملساعدة يف سرعة اجناز االجراءات‬
‫الالزمة إلقامة املشروع وحسن سريه واستقرار العاملني به(‪.)53‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تبسيط االجراءات الالزمة إلقامة المشروعات االستثمارية‬

‫تعمل الدول اليت ترغب يف زيادة تدفق االستثمارات االجنبية اىل أقاليمها إىل اعتماد ختفيض عدد اإلجراءات الالزمة‬
‫لتأسيس املشروعات االستثمارية وتبسيطها وسرعة اجنازها‪ ،‬ملا له أثر مهم يف تدعيم مناخ االستثمار وبالتايل فإهنا متثل‬
‫عامل جذب لالستثمارات األجنبية‪ ،‬لذلك تلجاً الدول الراغبة يف استقطاب رأس املال املستثمرين إىل اعتماد أساليب‬
‫معينة ميكن من خالهلا امتام عملية اجناز االجراءات الالزمة إلقامة املشروعات االستثمارية بسرعة ومن هذه االجراءات‬
‫‪-:‬‬

‫أوالً – تفعيل خدمة النافذة الواحدة (‪)OOS‬‬

‫يقصد خبدمة النافذة الواحدة قيام هيئة حكومية واحدة متتلك كافة الصالحيات الضرورية مبنح اإلجازات والرتاخيص‬
‫واملوافقات‪ ،‬وأن الفكرة االساسية تكمن يف أن املستثمر سيكون على اتصال جبهة واحدة للحصول على كافة الرتاخيص‬
‫(‪)54‬‬
‫واملستندات الالزمة للعمل‬

‫ثانياً – إنشاء الحكومة االلكترونية)‪) E-Government‬‬

‫يقصد مبفهوم احلكومة االلكرتونية استغالل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت لتطوير وحتسني الشؤون العامة ويتمثل‬
‫ذلك يف اجناز اخلدمات احلكومية الرمسية سواء بني اجلهات احلكومية أو بني هذه اجلهات واملتعاملني معها‪ ،‬بطريقة‬
‫معلوماتية تعتمد على االنرتنت وتقنياهتا ‪ ،‬وذلك وفق ضمانات امنية معينة حتمي املستفيد واجلهة صاحبة اخلدمة(‪. )55‬‬

‫(‪ )53‬مفيد شهاب ‪ . 2581 .‬ضمانات االستثمار واملزايا املقررة له يف التشريعات العربية والقطرية واالتفاقية املوحدة الستثمار رؤوس االم وال العربية يف‬
‫الدول العربية ‪.‬اجمللة املصرية للقانون الدويل ‪ .‬اجمللد التاسع والثالثون ‪ .‬ص ‪. 11‬‬

‫(‪ )54‬ساالر حممد أمني ‪ .1005.‬املناخ االستثماري يف العراق مبوجب قانون االستثمار رقم (‪ )21‬لسنة (‪ )1002‬املعدل ‪ .‬بغداد ‪ :‬منشورات اهليئة‬
‫الوطنية لالستثمار‪ .‬ص ‪. 21‬‬
‫(‪ )55‬مرمي خال حسني ‪ . 1021 .‬احلكومة االلكرتونية ‪ .‬بغداد ‪ :‬جملة كلية بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة ‪ ،‬العدد اخلاص مبؤمتر الكلية ‪ .‬ص ‪.441‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توفير المعلومات االستثمارية و تقديم الخدمات االدارية‪.‬‬

‫القسم االول‪ :‬توفير المعلومات االستثمارية‬

‫يقصد بتوفري املعلومات تعريف املستثمر األجنيب بأهم الفرص املتاحة ونوعها والقطاعات الرئيسية املراد تنميتها وتوفري‬
‫البيانات واخلرائط االستثمارية اليت توضح له أرقام وبيانات عن االقتصاد الوطين‪ ،‬ومعدل النمو االقتصادي‪ ،‬وبيان‬
‫‪. 56‬‬
‫الضمانات واحلوافز والتسهيالت املمنوحة له‬

‫ويفضل أن يكون تقدمي هذه املعلومات حتت اشراف مكتب خمتص مثل مكتب تشجيع االستثمار أو وزارة التخطيط‬
‫أو أية جهة حكومية تتوافر فيها االمكانيات املادية والبشرية والقانونية اليت تسمح هلا باحلصول على البيانات واألرقام‬
‫والتنسيق مع خمتلف األجهزة احلكومية‪.57‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬توفير الخدمات اإلدارية االخرى‬

‫تقوم الدول يف اطار سعيها جلذب االستثمار االجنيب بتقدمي خدمات ادارية ملا هلذه اخلدمات من أثر يف دعم وتشجيع‬
‫االستثمار ومن هذه اخلدمات‪-:‬‬

‫أوالً – توفير األراضي مجاناً أو بأسعار مخفضة‬

‫ميكن للدولة أن تدعم املستثمرين األجانب وتشجعهم يف بداية نشاطهم عن طريق منحهم أراضي جماناً أو بأسعار‬
‫خمفضة يف بعض املناطق اليت تستهدف االستثمار فيها تبعاً خلريطة التنمية االقتصادية‪ ،58‬أو تقوم الدولة املضيفة‬
‫لالستثمار بتقدمي أراضي جماناً أو بأسعار خمفضة يف املناطق القليلة النمو كي جتذب االستثمارات إىل تلك املناطق‪.‬‬

‫ثانياً – تيسير دخول المستثمرين االجانب‬

‫إن املستثمرين األجانب الذين يبحثون عن فرص الستثمار أمواهلم يف أقاليم الدول األخرى قد يصطدمون بالقيود‬
‫املوضوعة على دخوهلم لتلك الدول أو بوجود إجراءات إدارية عديدة يستلزم اختاذها ليتمكنوا من اإلقامة يف تلك الدول‬
‫لذلك تسعى الدول اليت ترغب يف جذب االستثمارات إليها إىل تذليل تلك الصعوبات والعقبات من خالل عقد‬

‫‪ 56‬علي كرميي ‪ . 2550.‬النظام القانوين النتقال رؤوس االموال بني االقطار العربية ‪.‬بريوت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪.‬ط‪. 2‬ص ‪. 221‬‬
‫‪57‬سياسات جذب االستثمار االجنيب املباشر والبيين يف منطقة االسكوا … ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ 58‬السياسات املقرتحة جلذب االستثمار االجنيب املباشر اىل مصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 12‬وكذلك جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪،‬ص‪.22‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫اتفاقيات دولية مجاعية تضمن مبقتضاها كل دولة طرف السماح ملواطنيها بالدخول واإلقامة يف اقاليم الدول االطراف‬
‫االخرى مما يسهل للمستثمرين من مواطنيها االشرتاك يف إدارة وتشغيل مشروعاهتم االستثمارية يف الدولة املضيفة ‪.59‬‬

‫ثالثاً – خدمات تحفيزية إضافية‪.‬‬

‫تقدم الدول األكثر جذباً لالستثمار يف العامل خدمات إضافية فريدة وهذه اخلدمات هي مبثابة حتفيز للمستثمر لقيام‬
‫مشروعة االستثمار وفق اخلريطة االستثمارية اليت تضعها الدولة املضيفة‪ ،‬وهي ‪-:‬‬
‫‪ -2‬منح النقل‬

‫ميكن للدولة املضيفة لالستثمار أن تقدم منح نقل للمشروعات اليت تقع يف املناطق النائية ملساعدهتا على تسويق‬
‫منتجاهتا إىل املناطق املختلفة‪.60‬‬
‫‪ -1‬دعم الطاقة‬

‫تقوم الدول املضيفة بتقدمي هذا الدعم إىل املشروعات االستثمارية اليت تعمل يف جمال الطاقة مبا يساعد على زيادة موارد‬
‫الطاقة املتاحة وخفض اسعارها‪.61‬‬

‫‪ -1‬القروض امليسرة‬

‫ميكن للدولة املضيفة لالستثمار أن تقدم قروض إىل املشاريع اليت تقام يف املناطق األقل منواً وبسعر فائدة يتوقف على‬
‫عدة اعتبارات من بينها حجم رأس املال ومبيعات املشروع ودرجة املخاطرة املرتبطة باملشروع‪.62‬‬

‫‪ -4‬منح التنمية‬

‫تقدم هذه املنح ملساعدة املشروعات على حتسني قدرهتا على املنافسة يف األجل الطويل من خالل تشجيعها على‬
‫استخدام التقنية احلديثة بشرط أن تكون الشركة احلاصلة على الدعم قادرة على حتقيق األرباح يف املستقبل وجيب أن‬
‫‪63‬‬
‫يتوقف حجم املنحة املقدمة على طبيعة املشروع ونوع املنطقة اليت ميارس فيها النشاط‬

‫‪ 59‬عبد الواحد الفار ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬


‫‪ 60‬جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫‪ 61‬جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 62‬جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬املرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 21‬‬
‫‪63‬جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 20‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫‪ -9‬منح البحث والتطوير‬

‫تقدم هذه املنح للشركات اليت تقوم بتطوير املنتجات القائمة أو ابتكار منتجات جديدة وميكن اسرتداد هذه املنح يف‬
‫شكل اتاوات عند جناح املنتج اجلديد‪.64‬‬

‫ونالحظ مما تقدم أن التشريعات املنظمة لالستثمار يف الدول العربية مل تقدم هذه اخلدمات للمستثمر احمللي واألجنيب‬
‫على الرغم من أمهيتها السيما يف توجيه االستثمارات إىل القطاعات واملناطق اليت تريد الدولة توجيه االستثمارات إليها‬
‫إذ تستطيع الدولة املضيفة توجيه االستثمار إىل املناطق النائية من خالل تقدمي منح النقل والقروض امليسرة كما أهنا‬
‫تستطيع تشجيع االستثمارات على استخدام التقنية احلديثة من خالل منح التنمية ومنح البحث والتطوير‬

‫النتائج والتوصيات‬

‫بعد جولة هذه الدراسة العلمية حول "املعوقات القانونية لالستثمار األجنيب يف العراق وفق قانون رقم (‪ )21‬لسنة‬
‫‪ 1002‬املعدل " يثبت الباحث مبا يأيت من النتائج والتوصيات‪:‬‬

‫‪ .2‬االستثمار األجنيب هو‪ :‬استعمال األموال النقدية أو العينية وتنميتها يف مشروع من املشاريع وفق قوانني الدولة‬
‫املضيفة هلا‪.‬‬

‫‪ .1‬يساهم االستثمار األجنيب يف حماربة الفقر والبطالة‪ ،‬وتوفري فرص العمل ‪ .‬كما يساعد الدولة يف حترك التنمية‬
‫االقتصادية كونه شريان رئيسي يتدفق من خالله رأس املال واخلربة الفنية والعملية والتكنلوجيا ‪.‬‬

‫‪ .1‬تنوع االستثمار األجنيب حيث يوجد منها طويلة األجل وقصرية األجل‪ ،‬وكذلك ما يكون مباشر و غري مباشر‬
‫وغريها ‪،‬حيث يعد االستثمار االجنيب املباشر من أهم أنواع االستثمار االجنيب ولذلك الستفادة كال أطراف‬
‫العالقة االستثمارية ‪ ،‬حيث يستطيع املستثمر االجنيب من خالله على إدارة مشروعه االستثماري والرقابة عليه‬
‫وتوجيه مبا يكفل مصلحته ‪ ،‬وكذلك تفضله الدولة املضيفة ألنه ميكنها من استقطاب رأس املال والتكنلوجيا‬
‫وتوفري فرص العمل ‪.‬‬

‫‪ .4‬املعوقات القانونية الواردة على امللكية تكون أما بنزع امللكية بصورة دائمة كنزع امللكية للمنفعة العامة‬
‫(االستمالك ) أو التأميم أو املصادرة ‪ ،‬أو تكون بصورة مؤقتة كاالستيالء اجلربي املؤقت أو فرض احلراسة‬
‫على املشروع االستثماري‪.‬‬

‫‪ 64‬جتارب دولية لتحسني مناخ االستثمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 20‬‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫‪ .9‬أن االجراءات اليت تنصب على ملكية املشروع االستثماري كنزع ملكيته أو تقيده او حجزه تشكل هاجس‬
‫خميف للمستثمرين االجانب ‪ ،‬ألهنا تؤدي اىل حرمان املستثمر االجنيب من التصرف مبشروعة ‪ ،‬وتلحقه‬
‫خسارة مادية ومعنوية ‪.‬‬

‫‪ .2‬يعد التصرف باملشروع االستثماري من الضمانات التشريعية املهمة للمستثمرين االجانب ؛ حيث يزيد الثقة‬
‫باملشروع االستثماري ‪ ،‬ويبعث الطمأنينة يف نفوس املستثمرين ‪.‬‬

‫‪ .1‬تتفق مجيع تشريعات االستثمار على ختصيص العقارات الالزمة إلقامة املشاريع االستثمارية من خالل بيعها أو‬
‫تأجريها للمستثمر بأسعار خمفضة أو بدون مقابل ‪،‬يف الوقت الذي تشري فيه أغلب األحباث والدراسات إىل‬
‫عدم كفاءة نظام ختصيص العقارات هذا من الناحية االقتصادية ‪ ،‬وتتخلله صعوبات من الناحية اإلدارية بالنسبة‬
‫لكل من املستثمرين واألجهزة التنفيذية يف الدولة ‪ ،‬كما أنه يتيح فرص الفساد اإلداري‬

‫‪ .8‬إن العملية االستثمارية مرهونة بوجود أجهزة إدارية خمتصة بشؤون االستثمار يقع على عاتقها القيام مبجموعة‬
‫من املهام والوظائف ‪ ،‬كالتخطيط والتنظيم وتوجيه االستثمارات مبا ُيقق التنمية االقتصادية ‪ ،‬فضالً عن الرتويج‬
‫للمشروعات املتاحة لالستثمار‪ ،‬والتعريف باملناخ االستثماري داخل البالد‬

‫التوصيات‬

‫يوصى الباحث بما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬نوصي بضرورة هتيئة املناخ االستثماري املالئم واجلاذب لالستثمار احمللي واألجنيب على حد سواء ‪ .‬وذلك من‬
‫ٍ‬
‫بشكل مستمر ‪ ,‬وجعلها أكثر مرونة وواقعية ومراعاة الشفافية‬ ‫خالل تعديل التشريعات املتعلقة باالستثمار‬
‫والوضوح يف اللوائح والتشريعات املالية واإلدارية اليت حتدد حقوق وواجبات األطراف املشاركة يف العملية‬
‫االستثمارية‪.‬‬

‫‪ .1‬نقرتح تعديل املادة (‪ /21‬ثالثاً) من قانون االستثمار العراقي رقم (‪ )21‬لسنة ‪1002‬م املعدل‪ ،‬حيث تطرق‬
‫املشرع العراقي إىل صور نزع امللكية وحصرها بنزع امللكية للمنفعة العامة واملصادرة والتأميم ومل يتطرق لباقي‬
‫صور نزع امللكية واملتمثلة باالستيالء املؤقت وفرض احلراسة ‪ ،‬كما قد مجع بني املصادرة والتأميم يف نص واحد‬
‫وأوجد هلما حكماً واحداً من حيث املنع عموماً ‪ ،‬أما االستثناء فقد كان ما يصدر حبقو حكم قضائي بات‬
‫‪ ،‬أي باللجوء إىل القضاء الستحصال حكم مكتسب درجة البتات ويذلك األمر ينطبق على املصادرة دون‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫التأميم ‪ ،‬ألن األخري قرار سيادي ال يقع إال مبوجب قانون أو قرار تشريعي فكان األجدر باملشرع العراقي‬
‫إيراد النص بصورة مطلقة دون ختصيص لصور حمددة لنزع امللكية‪ ،‬وعليه فنقرتح تعديل النص أعاله بالشكل‬
‫اآليت‪:‬‬

‫‪( o‬املادة ‪/ 21‬ثالثاً ‪ /‬أ ) ‪ ) ،‬عدم مصادرة املشروع االستثماري املشمول بأحكام هذا القانون‬
‫كالً أو جزءاً باستثناء ما يصدر حبقو حكم قضائي بات‪( .‬‬
‫‪( o‬املادة ‪ / 21‬ثالثاً ‪ /‬ب ) ‪ ) ،‬عدم تأميم املشروع االستثماري املشمول بأحكام هذا القانون‬
‫كالً أو جزءاً إال ما ورد بقانون أو تشريع خاص(‬
‫‪( o‬املادة ‪ /21‬ثالثاً ‪ /‬ج ) ‪( ،‬عدم نزع ملكية املشروع االستثماري املشمول بأحكام هذا‬
‫القانون كالً أو جزءاً إال للمصلحة العامة ووفقاً لقانون ومقابل تعويض عادل)‬

‫‪ .1‬ضرورة حتديد نسبة مشاركة املستثمر األجنيب طبيعياًكان أم معنوياً يف املشروعات االستثمارية من املشرع العراقي‬
‫بالشكل الذي يكفل حتقيق الرقابة والسيطرة الوطنية على نشاط هذه املشاريع‪.‬‬

‫‪ .4‬تفعيل دور سياسة النافذة الواحدة من خالل ربط املؤسسات احلكومية املختلفة واجلهات القطاعية يف الوزارات‬
‫هبذه الدائرة ‪ ,‬لتوحيد اجلهة اليت يتعامل معها املستثمر وإهناء املتاعب اليت يعانيها يف تردده على العديد من‬
‫املؤسسات احلكومية واجلهات ذات العالقة باالستثمار ‪.‬‬

‫‪ .9‬ضرورة االهتمام بالرتويج لالستثمار من خالل انشاء مؤسسات تروجيية لالستثمار تتسم بالكفاءة واالتصال‬
‫على نطاق واسع باملستثمرين االجانب واحملليني وتعمل على توضيح فرص االستثمار امامهم وتعريفهم‬
‫بالضمانات واحلوافز اليت تقدمها هلم الدولة املضيفة ‪ ،‬اضافة اىل مد جسور التعاون مع املنظمات الدولية اليت‬
‫هلا دور يف عمليات الرتويج ‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬القرآن الكرمي‬

‫‪ ‬ابن منضور ‪ . 2592.‬لسان العرب ‪ .‬لبنان ‪:‬دار املعارف‪.‬‬

‫‪ ‬حسني بين هاين ‪ .1004 .‬حوافز االستثمار يف النظام االقتصادي اإلسالمي‪ .‬األردن‪ :‬دار الكندي‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫‪ ‬احلسيين ‪ ،‬حممد مرتضى ‪ .2522 .‬تاج العروس‪ .‬الكويت ‪ .‬مطبعة الكويت‬

‫‪ ‬النظامي‪ ،‬مصطفى خالد مصطفى‪1001 .‬م ‪ .‬احلماية االجرائية لالستثمارات األجنبية اخلاصة (دراسة‬
‫مقارنة)‪ّ .‬‬
‫عمان‪ :‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع‬

‫‪ ‬حممد رفعت و حسني عثمان ‪ . 1002 .‬مبادئ القانون االداري ‪ .‬االسكندرية ‪ :‬دار املطبوعات اجلامعية‬

‫‪ ‬الشمري‪ . 1022 .‬معوقات االستثمار األجنيب يف الدول العربية (العراق‪-‬مصر –السعودية‪-‬اجلزائر‪-‬اليمن)‬

‫‪ ‬الزغيب‪ ،‬علي امحد ‪ .1001.‬أحكام املصادرة يف القانون اجلنائي‪ .‬عمان‪ :‬دار الثقافة‬

‫‪ ‬هشام خالد‪ . 1000 .‬عقد ضمان االستثمار‪ ،‬القانون الواجب التطبيق عليه وتسوية املنازعات اليت قد تثور‬
‫بش أنه‪ .‬مصر‪ :‬دار الفكر اجلامعي‬

‫‪ ‬السنهوري‪ ،‬عبد الرزاق امحد‪ .1005 .‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد‪( ،‬العقود الواردة على العمل‬
‫املقاولة والوكالة والوديعة واحلراسة)‪ .‬بريوت‪ :‬منشورات احلليب احلقوقية‬

‫‪ ‬الفتالوي‪ ،‬أمحد حسني جالب‪2411.‬ه ‪1002 ،‬م ‪ .‬النظام القانوين لعقد االستثمار‪(.‬رسالة دكتوراه)‪ .‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة النهرين‬

‫‪ ‬السامرائي ‪،‬دريد حممود ‪ ". 1002 .‬االستثمار االجنيب (املعوقات والضمانات القانونية ) "‪ .‬لبنان –بريوت‬
‫مر كز دراسات الوحدة العربية‬

‫‪ ‬عشوش ‪ ،‬أمحد عبد احلميد ‪ .2550.‬التحكيم كوسيلة لفض املنازعات يف جمال االستثمار –دراسة مقارنة ‪.‬‬
‫مصر ‪ :‬مؤسسة شباب اجلامعة‬

‫‪ ‬عصام الدين مصطفى بسيم ‪ .2519 .‬النظام القانوين لالستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية ‪(.‬رسالة‬
‫دكتوراه )‪.‬جامعة عني مشس‬

‫‪ ‬مفيد شهاب ‪ . 2581 .‬ضمانات االستثمار واملزايا املقررة له يف التشريعات العربية والقطرية واالتفاقية املوحدة‬
‫الستثمار رؤوس االم وال العربية يف الدول العربية ‪.‬اجمللة املصرية للقانون الدويل ‪.‬‬

‫‪ ‬ساالر حممد أمني ‪ .1005.‬املناخ االستثماري يف العراق مبوجب قانون االستثمار رقم (‪ )21‬لسنة (‪)1002‬‬
‫املعدل ‪ .‬بغداد ‪ :‬منشورات اهليئة الوطنية لالستثمار‬

‫‪611‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫‪ ‬مرمي خال حسني ‪ .1021 .‬احلكومة االلكرتونية ‪ .‬بغداد ‪ :‬جملة كلية بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة ‪ ،‬العدد‬
‫اخلاص مبؤمتر الكلية‬

‫‪ ‬الفار‪ ،‬عبد الواحد ‪ . 2519.‬اجلوانب القانونية لالستثمارات العربية واألجنبية يف مصر‪ .‬القاهرة ‪:‬عامل الكتاب‬

‫‪ ‬العلي ‪ ،‬عادل فليح‪ .1022 .‬املالية العامة والتشريع املايل والضرييب ‪.‬االردن ‪ :‬دار إثراء للنشر والتوزيع‬

‫‪ ‬علي شهاب أمحد ‪ .1020.‬االستثمار األجنيب اخلاص يف العراق ‪ ،‬الواقع واالفاق – دراسة قانونية مقارنة ‪.‬‬
‫(رسالة ماجستري )‪ .‬جامعة الدول العربية‬

‫‪ ‬أبو حشيش‪ ،‬خليل عواد ‪ .1020 .‬احملاسبة الضريبية‪ ،‬حاالت وتطبيقات عملية الحتساب ضريبة الدخل‬
‫املستحقة‪ .‬االردن‪ :‬دار إثراء للنشر والتوزيع‬

‫‪ ‬علي كرميي ‪ . 2550.‬النظام القانوين النتقال رؤوس االموال بني االقطار العربية ‪.‬بريوت ‪ :‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية ‪.‬ط‪. 2‬‬

‫‪ ‬نزيه عبد املقصود حممد مربوك‪1024 .‬م‪ .‬حمددات وضمانات جذب االستثمارات األجنبية‪ .‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫دار الفكر اجلامعي‬

‫‪ ‬سيد امام امحد‪ .2512 .‬االعفاءات الضريبية بقصد تشجيع االستثمار واالنتاج ‪ .‬مصر‪ :‬جملة مصر‬

‫‪ ‬الطاهر ‪ ،‬عبد اهلل الشيخ حممود ‪ . 2588 .‬مقدمة الضمانات التشريعية يف اقتصاديات املالية العامة ‪ ،‬جامعة‬
‫امللك سعود ‪ ،‬الرياض‬

‫‪ ‬حمسن مججوم ‪ .2559 .‬التنسيق الضرييب الثنائي (جتربة مصر وسوريا)‪ .‬جمموعة اعمال ندوة (التنسيق الضرييب‬
‫لتنمية االستثمارات العربية املشرتكة االمانة العامة جلامعة الدول العربية‪ .‬القاهرة‬

‫‪ ‬عصام بشور ‪ . 2518 .‬املالية العامة والتشريع املايل‪ .‬األردن ‪ :‬مطبعة طربني‬

‫‪ ‬جدي ‪ ،‬حبيب الرمحن ‪ .2581 .‬دور السياسية الضريبية يف اجتذاب رؤوس االموال االجنبية يف الدول االخذة‬
‫يف النمو ‪(.‬رسالة دكتوراه) جامعة القاهرة‬

‫‪ ‬الوليد صاحل عبد العزيز‪ . 1001 .‬دور السياسة الضريبية يف حتفيز االستثمارات يف ظل التطورات العاملية‬
‫املعاصرة‪ .‬دار النهضة العربية‬

‫‪616‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research (JHDESR) Vo: 4, No: 1, 2018‬‬

‫‪ ‬عبد احلفيظ عبد اهلل‪ .2582 .‬اثار احلوافز الضريبية على االدخار واالستثمار‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار الثقافة العربية‬

‫‪ ‬الفخري ‪،‬عوين ‪ . 1001 .‬التنظيم القانوين للشركات متعددة اجلنسية والعوملة ‪ .‬بغداد ‪ :‬بيت احلكمة ‪ ،‬مطبعة‬
‫ايالف‬

‫‪ ‬طال برامي سليمان ‪ .1029.‬حلماية االستثمار األجنيب (دراسة مقارنة )‪ .‬اإلسكندرية ‪ :‬الدار اجلامعية اجلديدة‬
‫‪.‬‬

‫)‪ Van necke (confiscation, expropriation and the conflict of law‬‬


‫‪international law quarterly: vol 4, no.3, July 1985.‬‬

‫القوانين‬

‫الدستور العراقي لسنة (‪)1009‬‬


‫قانون االستثمار العراقي رقم (‪ )21‬لسنة ‪ ( 1002‬املعدل )‪.‬‬

‫قانون االستثمار يف إقليم كردستان رقم (‪ )4‬لسنة ‪. 1002‬‬

‫قانون االستمالك العراقي رقم (‪ )94‬لسنة ‪( 2510‬امللغى)‪.‬‬

‫قانون االستمالك العراقي رقم (‪ )21‬لسنة ‪( 2582‬املعدل)‬

‫قانون تأميم بعض الشركات واملنشآت رقم (‪ )55‬لسنة ‪2524‬‬

‫قانون تأميم البنوك واملصارف التجارية رقم (‪ )200‬لسنة ‪2524‬‬

‫قانون تأميم النفط رقم (‪ )100‬لسنة ‪. 2519‬‬


‫قانون نزع امللكية واالستيالء املؤقت الكوييت رقم (‪ )11‬لسنة ‪.2542‬‬

‫قانون االستثمار العريب رقم (‪ )21‬لسنة ‪( 1001‬امللغى )‬

‫‪612‬‬
‫‪Journal of Human Development and Education for specialized Research‬‬

You might also like