You are on page 1of 10

‫ضعف االدخار واالستثمار المحلي‬

‫وجذب االستثمارات االجنبية الى‬


‫االردن‬
‫مقدمة‬
‫في إطار دفع عجلة التنمية االقتصادية واستمرارها‪ ،‬اهتمت معظم الدول باالدخار الذي يعد‬
‫الدعامة األساسية لالستثمار‪ ،‬وهذا األخير هو بمثابة المحرك للتنمية االقتصادية‪ ،‬باعتباره الدافع‬
‫األساسي للنمو من خالل زيادة الناتج المحلي االجمالي ‪ ،‬والذي يتم من خالله استقرار النشاط‬
‫االقتصادي والمحافظة على تكوين رأس المال‪ .‬وتبدو العالقة بين االدخار واالستثمار عالقة‬
‫مزدوجة‪ ،‬فهي من ناحية عالقة تمويلية‪ ،‬بمعنى تمويل االدخار لالستثمار من أجل تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬عالقة إنتاجية‪ ،‬فاالدخار هو مصدر االستثمار‪ ،‬إضافة إلى أن‬
‫المدخرات تتحول من رأس مال نقدي إلى رأس مال عيني‪ ،‬أي إلى رأس مال حقيقي آالمباني‬
‫واآلالت والمعدات‪ ،‬وما إلى ذلك من سلع ‪ .‬ونشير إلى أن تكوين رأس المال في االقتصاد إنما‬
‫يعتمد على االستثمار ويسهم في إنتاج سلع أخرى واالدخار الذي يعتبر شرطا ضروريا له‪ ،‬آما‬
‫أن نجاح السياسة االستثمارية وتحقيق أهدافها‪ ،‬يعتمد على توفر سياسة ادخارية ذات افادة في‬
‫ضوء العالقة القائمة بينهما‪ .‬وقد اختلفت النظريات االقتصادية في نوع العالقة الموجودة بين‬
‫االدخار واالستثمار‪ ،‬فاالقتصاديون الكالسيك يؤسسون رؤيتهم للعالقة بين االدخار واالستثمار‬
‫على ما ذكرة آدم سميث من أن كل ما يدخر يتحول الى استثمار‪ .‬وينظر الكالسيكيون إلى‬
‫االدخار على أنه صورة أخرى من صور اإلنفاق على شراء السلع االستثمارية‬
‫لكن الفكر االقتصادي الكينزي قد اتخذ شكال مغايرا لما ارتكز عليه الفكر االقتصادي الكالسيكي‪،‬‬
‫ولعل أهم ما جاء به كينز ؛ اعتبار االدخار دالة في الدخل ال في سعر الفائدة‪ ،‬وأن األشخاص الذين‬
‫يقومون باالدخار هم ليسوا نفس األشخاص الذين يقومون باالتثمار‪ ،‬آما ال يرى أن زيادة االدخار‬
‫ستؤدي إلى خفض معدالت الفائدة فزيادة االستثمار‪ ،‬ألنه يعتبر أن معدل الفائدة يتحدد بطلب النقود‬
‫وعرضها‪ ،‬آما أن زيادة االستثمار تتوقف على الكفاية الحدية لرأس المال‪ ،‬أي مقدار األرباح التي‬
‫تخلفها األموال المستثمرة ومعدل الفائدة‪ .‬وان منطلق كينز في هذا التنظير الجديد‪ ،‬هو تفسير ما‬
‫حدث خالل أزمة الكساد الكبير في الثالثينات‪ ،‬فقد انخفض سعر الفائدة ولم ينخفض االدخار‪ ،‬ولم‬
‫يزد االستثمار على النحو الذي يحقق الخروج من األزمة‪ ،‬أي أن تحركات سعر الفائدة قد عجزت‬
‫عن تقديم الحافز لعودة النشاط االقتصادي إلى مستوى أعلى‪ .‬فمثال في الواليات المتحدة انخفض‬
‫معدل الفائدة إلى حوالي ‪% 1‬في حين لم يوجد هناك طلب على األموال‪ .‬ويرى كينز أن االدخار‬
‫واالستثمار ال يكونان بالضرورة مقدارين متساويين‪ ،‬الن الجماعات التي تدخر تختلف عن‬
‫الجماعات التي تستثمر‪ .‬والواقع أن هذه المساواة بينهما ليست مؤسسة على التوازن التلقائي الذي‬
‫يتحقق نتيجة لحرية الحياة االقتصادية وعدم تدخل الدولة كما ذهب إليه الكالسيكيون‪ ،‬ولكنها مؤسسة‬
‫على حد تعريف كينز لكل من االدخار واالستهالك‪ ،‬واالدخار واالستثمار‪ .‬ويرى كينز ان الدخل‬
‫عامل اساسي لتحقيق المساواة بين االدخار واالستثمار‪ ،‬فنقص االستثمار يؤدي إلى نقص الدخل‪،‬‬
‫وبالتالي يؤدي إلى نقص االدخار‪ ،‬مما يجعله ‪ 5‬يتعادل مع االستثمار‪ .‬وقد لخص كينز عالقة‬
‫المساواة بين االدخار واالستثمار فيما يلي ‪ :‬الدخـل = قيمة الناتج = االستهالك ‪ +‬االستثمار ؛‬
‫االدخار = الدخل – االستهالك ؛ وبالتالي ‪ :‬االدخار = االستثمار‬
‫يعد االدخار من المتغيرات االقتصادية الهامة التي تعزز النمو االقتصادي‪ ،‬حيث يعتبر مصدر‬
‫رئيسي من مصادر تمويًل االستثمار‪ ،،‬وقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات التطبيقية بأن‬
‫الدول التي يتمتع اقتصادها بازدياد معدالت االدخار فيها حققت معدالت نمو اقتصادي عالية‪،‬‬
‫فإدراك العوامل التي تعتبر عائق في طريق االدخار وتؤثر على حجمه ومعدالت نموه في‬
‫مختلف الدول هو األساس لوضع سياسات مناسبة لتعبئة المدخرات الوطنية وتوجيها في المسار‬
‫االستثماري‬
‫إن تعزيز وتنمية االدخار في األردن يعتبر امرا ضروريًا‪ ،‬وذلك تماشيا مع سعي الحكومة‬
‫األردنية إلى تنفيذ برامج اقتصادية مختلفة‪ ،‬حيث يلعب االدخار دورا في توفير الموارد المالية‬
‫الضرورية لتمويل االستثمار المحلي‪ ،‬وذلك لتدعيم القاعدة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني‪ ،‬مما‬
‫يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وزيادة معدالت النمو االقتصادي‬
‫واقع االدخار واالستثمار في االردن‬
‫تشير الدراسات التطبيقية االردنية الى ضعف كمية االدخار واالستثمار في االردن وان ارقامهما تتذبذب بحسب‬
‫حاالت الركود والتوسع االقتصادي وقد خلصت دراسة حسن العمرو واخرون الى ان الميل المتوسط لالدخار‬
‫في االردن لم يتجاوز اربعة عشر بالمئة من الناتج المحلي االجمالي ويعود ذلك الى انخفاض متوسط الناتج‬
‫المحلي االجمالي للفرد في االردن‬

‫كما اشارة نفس الدراسة ‪ 2014-1980‬الى ان نسبة االدخار العائلي الى الناتج المحلي االجمالي قد بلغت‬
‫بالمعدل خالل تلك الفترة ما يقاب ‪ 12‬بالمئة كما توصلت الدراسة الى وجود تاثير موجب ومعنوي لسعر الفائدة‬
‫على االدخار وتاثير سالب ومعنوي لسعر الفائدة على االستثمار‬
‫جذب االستثمار االجنبي المباشر الى االردن‬
‫األردن من الدول التي أدركت أهمية االستثمارات األجنبية المباشرة كأداة رئيسية للتصحيح واالنفتاح‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن أجل تحقيق األهداف المرجوة من هذه االستثمارات األجنبية‪ ،‬فقد قامت الحكومة‬
‫األردنية باتخاذ الكثير من اإلجراءات التصحيحية‪ ،‬وسن القوانين والتشريعات بهدف توفير المناخ‬
‫‪.‬االستثماري المناسب الستقطاب االستثمارات األجنبية في ظل المنافسة الشديدة من قبل دول الجوار‬
‫• ال يمكن إنكار مزايا االستثمارات األجنبية المباشرة وفي مقدمتها ‪ -‬زيادة القدرة التنافسية‬
‫واإلنتاجية للصناعات المحلية والعمل على زيادة فرص العمل وزيادة احتياطيات الدولة من‬
‫العمالت ألجنبية وغيرها من المزايا األخرى ‪.‬‬
‫• إن المنافع التي تحصل عليها الدول النامية جراء هذه االستثمارات األجنبية لها مقابل أو أعباء‬
‫فالشركات األجنبية لها أهداف ودوافع تسعى إلى تحقيقها من خالل قيامها باالستثمار الخارجي‪.‬‬
‫• وبسبب هذا ظهر اختالف في اآلراء حول اتجاه االستثمارات األجنبية‪ .‬فهناك ثالثة آراء رئيسية ‪-‬‬
‫األول يؤيد تأييدا مطلقا االستثمارات األجنبية بجميع أشكالها ‪ ،‬والثاني يعارض معارضة تامة‬
‫االستثمارات األجنبية ‪ ،‬و الثالث يؤيد االستثمارات األجنبية مع وضع بعض الضوابط والمعايير‬
‫لتنظيمها وانسيابها إلى داخل الدول النامية ‪.‬‬
‫تابع جذب االستثمار االجنبي المباشر الى االردن‬
‫‪:‬اهمية جذب االستثمار االجنبي المباشر‬
‫إن تنمية االستثمار األجنبي بأشكاله المختلفة يمثل قاسما مشتركا للدول الغنية والفقيرة معا‪،‬‬
‫فالدول الغنية تهتم به رغبة منها في الحفاظ على مستوى تطورها االقتصادي‪ ،‬أما الدول الفقيرة‬
‫فهي تهتم به رغبة منها في التخلص من الفقر ورفع مستويات النمو االقتصادي‪ ،‬لهذا فإن عملية‬
‫االستثمار األجنبي تستحوذ على اهتمام زائد من قبل جميع دول العالم‬
‫إن دول العالم ( الغنية والفقيرة ) تتنافس فيما بينها على جذب تدفق رؤوس األموال الخارجية‬
‫نحو أسواقها‪ ،‬فالدول النامية تهدف إلى تغطية نقص التمويل لديها‪ ،‬وتأسيس مشاريع تغطي‬
‫حاجة السوق‪ ،‬وزيادة الصادرات ودعم ميزان المدفوعات‪،‬وتوفير فرص العمل فضًال عن‬
‫إدخال تكنولوجيا وتقنيات وأساليب إنتاج وإدارة حديثة ]‪ .[4‬لذا يمكن القول بأن هدف اهتمام‬
‫الدول المضيفة باالستثمارات األجنبية لكي تعمل على زيادة فرص العمل‪ ،‬ورفع مستوى‬
‫المعيشة‪ ،‬وتنمية المهارات الفنية والخبرات العملية‪ ،‬ورفد الدولة المضيفة بالعمالت األجنبية‪،‬‬
‫والعمل على إحالل المنتجات المحلية بدال من المستوردة ]‪ ،[6‬باإلضافة إلى تحقيق التنمية‬
‫‪.‬االقتصادية المستدامة والشاملة‬
‫معوقات جذب االستثمار االجنبي المباشر الى االردن‬
‫لقد بذلت جهود ملموسة من قبل السلطات األردنية في العمل على جذب االستثمارات األجنبية‬
‫ومن خالل العمل على تحديث قوانين االستثمار األجنبي‪ ،‬والعمل على تأسيس مؤسسة تشجيع‬
‫االستثمار‪ ،‬ففي عام ‪ 1995‬تم تأسيس مؤسسة تشجيع االستثمار من قبل الحكومة األردنية‪ ،‬التي‬
‫تمنح حوافز جذابة ومشجعة للمستثمرين األردنيين وغير األردنيين على حد سواء من حيث‬
‫اإلعفاء من الرسوم الجمركية واإلعفاءات من ضريبتي الدخل‪ ،‬والخدمات االجتماعية‪ ،‬وتحويل‬
‫غير مقيد لرأس المال واألرباح‪ .‬بتاريخ ‪ 2004 / 5 / 16‬بدأ العمل بالنافذة االستثمارية لتبسيط‬
‫إجراءات الحصول على الموافقة‪ ،‬إذ بلغ حجم االستثمار األجنبي في المشروعات من خاللها‬
‫مبلغ ‪ 136.9‬مليون دينار‪ .‬كما أن األردن يرتبط بعدة اتفاقيات مثل اتفاقية الشراكة األردنية‬
‫األمريكية‪ ،‬واتفاقية الشراكة األردنية األوروبية‪ ،‬بغرض تنشيط االقتصاد وجذب االستثمارات‬
‫‪ .‬االجنبية الية‬
‫تابع معوقات جذب االستثمار االجنبي المباشر الى االردن‬
‫على الرغم من هذه الجهود المستمرة من قبل الحكومة األردنية‪ ،‬إال أن هناك بعض المعوقات‬
‫التي تعتبر عائقًا أمام وصول األردن للطموحات التي يصبو إليها‪ ،‬ومن هذه المعوقات ‪ :‬وجود‬
‫البيروقراطية اإلدارية‪ ،‬وتعدد الجهات التي يجب على المستثمر مراجعتها‪ ،‬واحتكار الفرص‬
‫االستثمارية المجدية من قبل مجموعة محددة من المستثمرين‪ ،‬وعدم وجود برنامج تسويقي‬
‫يتالءم مع السوق األردني‪ ،‬وصغر حجم السوق‪ ،‬وارتفاع ضريبة الدخل وضريبة المبيعات‬
‫وأسعار الطاقة مع عدم وجود ثبات واستقرار للسياسات االستثمارية والوضع السياسي غير‬
‫المستقر في المنطقة خصوصًا في الدول العربية المجاورة لألردن‪ ،‬وقلة الفرص االستثمارية‬
‫وضعف اإلمكانيات التنافسية في العديد من القطاعات االقتصادية‪ ،‬وارتفاع تكلفة اإلنتاج‬
‫والتمويل‪ ،‬وسيطرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة على المؤسسات‪ ،‬وانخفاض مستويات‬
‫]‪13‬‬
‫‪[.‬الدخول واألجور وظهور البطالة‬

You might also like