‫ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑداﻟﻌزﻳز‪ :‬اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹدارة‪ ،‬م‪28‬ع‪ ،2‬ص ص‪2014) 150-103 :‬م‪1435/‬ﻫـ(‬

‫‪DOI: 10.4197 / Eco. 28-2.4‬‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ظﻔﺎر ‪ -‬ﻛﻠﻳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ٕوادارة اﻷﻋﻣﺎﻝ‬
‫‪muhawya@yahoo.com‬‬
‫)ﻗدم ﻟﻠﻧﺷر ‪1431/12/28‬ه وﻗﺑﻝ ﻟﻠﻧﺷر ‪1432/4/1‬ه(‬

‫اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص‪ .‬ﺷﻬدت دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑدوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪2005‬م زﻳﺎدة‬
‫ﻣﻠﺣوظﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟوارد إﻟﻳﻬﺎ وذﻟك ﻓﻲ‬
‫ﺿوء ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻘﻠﻳص اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘف ﻓﻲ وﺟﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب‬
‫اﻟﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻟﺳﻳﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﻟﺗﺷرﻳﻌﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ‪ .‬وﻋﻠﻰ‬
‫اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﺟم ﻫذﻩ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻳﺔ ﻣﺎ زاﻝ ﻣﺣدودا إذا‬
‫ﻣﺎ ﻗورن ﺑﺣﺟم اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت دوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ أو ﺑﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﺟﻪ إﻟﻰ‬
‫اﻷﺳواق اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻗد ﻳﺗطﻠب ﺑذﻝ اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻟﺟﻬود‬
‫ﻟﺗﺷﺟﻳﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺷﻘﻳﻪ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻣﺎ ﻟذﻟك ﻣن ﺗﺄﺛﻳر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدوﻝ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﺑﻳﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋﻼﻗﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ اﺧرى ﻓﻲ دوﻝ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ‪ .‬ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﺗﺧﺗﺑر وﺗﺣﻠﻝ اﻟﺷواﻫد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫‪103‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪104‬‬

‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺳت دوﻝ )اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ؛ دوﻟﺔ‬

‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة؛ ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن؛ ﻗطر؛ اﻟﻛوﻳت واﻟﺑﺣرﻳن( اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻛون ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ‪ .‬ﻫدف ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﻫو اﺧﺗﺑﺎر إﻟﻰ أي‬
‫ﻣدى اﺳﺗطﺎﻋت ﻫذﻩ اﻟدوﻝ أن ﺗدرك أﻫﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻛذﻟك ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎﻳﻳس‬
‫واﻟﺳﻳﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ طﺑﻘت ﺑﻐرض ﺟذب أرس اﻟﻣﺎﻝ اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺗﺷﺟﻳﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ .‬ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺷواﻫد أﻳﺿﺎ ﻓﺈن اﻟورﻗﺔ ﺳﺗﻘوم‬
‫ﺑﺗﺻﻧﻳف وﺗﻣﻳﻳز ﺑﻌض ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ اﺳﺗﺧدﻣت ﻧظرﻳﺎت اﻟﻧﻣو اﻟﺣدﻳﺛﺔ واﻟﺗﻘﻧﻳﺎت واﻟطرق‬
‫اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﻟﺗﺧﺗﺑر ﺑﺷﻛﻝ ﺗﺟرﻳﺑﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪ .‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻣن ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﺗﺷﻳر إﻟﻰ ﻗوة اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺗﻐﻳرات ﺣﻳث أن ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺗﺳﺎﻫم ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﻠدان ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻊ‬
‫ﺟدﻳدة وﻋدﻳدة ﻳﻣﻛن أن ﺗﺛري اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ وﺑذﻟك ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ زﻳﺎدة‬
‫اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ‪ :‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪،‬‬
‫اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ﻟﻐوﻳﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑدء ﻳﺟب ﺗوﺿﻳﺢ ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣﻳث ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ً‬
‫وﻫﻲ ﻣﺻدر اﺳﺗﺛﻣر ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣر واﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠﺣﺻوﻝ‬
‫ﻋﻠﻳﻪ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ‪ .‬أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﻳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﻳﻌرف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺧﺻﻳص‬
‫رأس اﻟﻣﺎﻝ ﻟﻠﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻝ إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﺟدﻳدة ﻟﺗطوﻳر اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣوﺟودة ﺑﻬدف‬
‫زﻳﺎدة اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‪ .‬وﻳؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﻳف أﻧﻪ ﻳﻌﺑر ﻋن اﻧﺗﻘﺎﻝ رأس اﻟﻣﺎﻝ‬
‫ﻣن اﻟﺷﻛﻝ اﻟﻧﻘدي إﻟﻰ اﻟﺷﻛﻝ اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻘط‪ ،‬وﻫو أﻣر ﺗﻧﻔﻳﻪ ﺣﻘﻳﻘﺔ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗد‬
‫ﺳﻌﻳﺎ ﻟﺗﺣﻘﻳق أﻫداف ﻣﺣددة‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن وﺟود‬‫ﻳﺗم ﻓﻲ أﺻوﻝ ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ أو ﻣﺎﻟﻳﺔ ً‬
‫ﻧﻘدﻳﺎ ﻛﻣﻧﺢ اﻟﺑراءات واﻟﺗراﺧﻳص أو ﺑﺷﻛﻝ ﺑﺷري‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺷﻛﻝ ﺗﻘﻧﻲ وﻟﻳس ً‬
‫‪105‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻛﺎﻟﺧﺑراء واﻟﻔﻧﻳﻳن واﻹدارﻳﻳن‪ .‬أﻣﺎ ﻛﻝ ﻣن ﻫﺎس وروز )‪ (Hess & Ross, 1997‬ﻓﻬﻣﺎ‬
‫ﻳﻌرﻓﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت ﺟدﻳدة ﻓﻲ‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬أو اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﺻﻳد اﻵﻻت واﻟﻣﻌدات ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن‬
‫اﻷﺟﺎﻧب‪ ،‬أو ﺷراء اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ‪ ٪10‬أو أﻛﺛر ﻣن أﺻوﻝ اﻟﺷرﻛﺔ(‪ ،‬وﻳﺗﺳم ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﻳﺔ‪.‬‬
‫) ً‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻷوﻧﻛﺗﺎد اﻻﺳﺗﺛﻣـﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷـر ﺑﺄﻧﻪ ﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣـﺎر اﻟدوﻟﻲ‪،‬‬
‫وﻓﻰ ظﻠﻪ ﻳﻘوم ﻣﻘﻳم ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ أو اﻣﺗﻼك ﻣﺷروع ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻠﻛﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻬم‪ ،‬أو اﻟﻘوة اﻟﺗﺻوﻳﺗﻳـﺔ )‪ (٪10‬أو أﻛﺛر ﻣن‬
‫أﺟﻝ أن ﺗﻛون ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻔﻌﻠﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻳرﻩ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬

‫اﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ًا‬ ‫داﺧﻠﻳﺎ )وطﻧﻲ( أو‬
‫ً‬ ‫اﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ًا‬ ‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻧوﻋﺎن ‪ ..‬إﻣﺎ أن ﻳﻛون‬
‫ﺧﺎرﺟﻳﺎ )أﺟﻧﺑﻲ( وﻳﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﻝ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺎرج اﻟﺣدود اﻟوطﻧﻳﺔ‬
‫ً‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎر أﺟﻧﺑﻳﺎ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻳﻪ‪ .‬أﻣﺎ ﺟﻬﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻬﻲ‬
‫ًا‬ ‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن وﺑذﻟك ﻳﻌد‬
‫إﻣﺎ أن ﺗﻛون دوﻟﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ دوﻝ أو ﺷرﻛﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺷرﻛﺎت أو ﺣﺗﻰ أﻓراد‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎﻟك ﻧوﻋﻳن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ..‬ﻓﻬو إﻣﺎ أن ﻳﻛون اﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﻣﺑﺎﺷر أو اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷر‪ ...‬وﻳﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧوع اﻷوﻝ )اﻟﻣﺑﺎﺷر( ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫طوﻳﻝ اﻷﺟﻝ وﻳﺗﺿﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ داﺋﻣﺔ وﺳﻳطرة ﻛﻳﺎن ﻣﻘﻳم ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ )ﻣﺗﻣﺛﻼً‬
‫ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻘر( ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع ﻣﻘﺎم ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد آﺧر وﻫﻧﺎ ﻳﻣﺎرس اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫درﺟﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎم ﻓﻲ ﺑﻠد آﺧر ﻏﻳر ﺑﻠدﻩ اﻷم ‪.‬‬

‫إن أﻫﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ إﻋطﺎء ﻗوة دﻓﻊ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺣﻠﻲ‬
‫ﺑﺗﺣﺳﻳن ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋﻝ ﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‬
‫أﺳﺎﺳﻳﺎ ﻣن اﻟراﻓﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ‬
‫ً‬ ‫اﻟدوﻟﻳﺔ ﺑﺣﻳث ﻳﻛون ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟزًء‬
‫اﻗﺗﺻﺎد أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻣﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ اﻟدوﻟﻳﺔ‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪106‬‬

‫أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو اﻟﺣﺻوﻝ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣوارد‬
‫ﻣﺎﻟﻳﺔ ﻓﻳظﻝ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻫﻣﻳﺗﻪ‪ ،‬ذو أﺛر ﻣﺣدود‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وأﻫﻣﻳﺔ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﻛﻠﻳﺔ وﺿﻣن اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺗﻣوﻳﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑرﻛب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬‬
‫وﻟﻳس ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻣﺣدودة اﻷﻫداف ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺗوﻓﻳر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﻳﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻳﻣﺛﻝ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر أﻫم ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻣوﻳﻝ‬

‫اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث اﺣﺗﻝ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺿﻣن ﻣﻛوﻧﺎت ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻣوﻳﻝ ﺧﻼﻝ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﻳﺔ‪ .‬أي أﻧﻪ ﻓﺎق ﻓﻲ اﻷﻫﻣﻳﺔ اﻟﺗﻣوﻳﻝ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﺑﻧوك‬
‫واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ‪ .‬ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳﻧﻣو ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات‬
‫اﻷﺧﻳرة‪ ،‬أﺳرع ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﻳﺔ‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺗرة ﺑﻳن )‪1998-1993‬م( ﻛﺎن ﻣﺎ ﻳﻘرب ﻣن‬
‫)‪ (٪84‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ )دوﻝ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻌﺎون ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ( ﻓﻲ ﺷﻛﻝ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪2006‬م‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺟﻣوع‬
‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﻣﺳﺗوﻳﺎت ﻗﻳﺎﺳﻳﺔ وﺻﻠت إﻟﻰ ‪ 650‬ﻣﻠﻳﺎر‬
‫دوﻻر‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻳﻣﺛﻝ زﻳﺎدة ﻗدرﻫﺎ )‪ (٪20‬ﺗﻘرﻳﺑﺎ ﻋن ﺳﻧﺔ ‪2005‬م‪ .‬وﻳظﻬر ﺑﺄن‬
‫اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن ﻫذﻩ اﻟزﻳﺎدة ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻻﺳﻳﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺣﻳث وﺻﻝ إﻟﻰ ‪ 315‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر‪ ،‬ﺗﺣوﻳﻼت اﻟﻣﻬﺎﺟرﻳن ‪220‬‬
‫ﻣﻠﻳﺎر واﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻹﻧﻣﺎﺋﻳﺔ اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﺣواﻟﻲ ‪ 105‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر‪ .‬وﻳﻛون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ذو أﺛر ﻛﺑﻳر إذا ﺗدﻓق ﻋﻠﻰ ﻛﻳﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻳوﺟد ﺑﻳﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎﻣﻝ‬
‫إﻗﻠﻳﻣﻲ اﻗﺗﺻﺎدي ﺣﻳث ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻳﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﻧوﻳﻊ ﻫذﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻣﺑررات اﻟدراﺳﺔ‬
‫ﺗزاﻳد ﻓﻲ اﻟﺳﻧﻳن اﻷﺧﻳرة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون وذﻟك‬
‫ﻟﺗﺣﺳن ﺑﻳﺋﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻘﻠﻳص اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘف ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌظم‬
‫دوﻝ اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺗﻧﺎﻓس وﺗﺑﺣث ﺑﺟد ﻋن اﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻷﻧﻪ‬
‫ﺑﺄﺻوﻟﻪ اﻟﻣﺎدﻳﺔ اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ وأﺻوﻟﻪ ﻏﻳر اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻳﻣﻛن أن ﻳﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳق ﺗﻧﻣﻳﺔ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻳرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻣﺎ ﻳﻣﻛن إن ﻳﺳﻬم‬
‫ﺑﺷﻛﻝ ﻣﺑﺎﺷر وﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات اﻟوطﻧﻳﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ إدﺧﺎﻝ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‬
‫اﻟﺣدﻳﺛﺔ وﻓﺗﺢ ﻓرص اﻟﻌﻣﻝ أﻣﺎم ﻣواطﻧﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﻓﻳر ﻓرص‬
‫اﻟﺗدرﻳب ﻟﻬم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻘﻝ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻳﺳﺎﻋد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺣدﻳﺛﺔ‬
‫اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ وﻫﻰ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺗﺟﺎرﻳﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ رﻓض‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺑﺗﻛرة ﺑﻳﻊ ﺗﻘﻧﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋن طرﻳق اﻟﺗرﺧﻳص اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﺗﻛون أﻛﺛر ﺣداﺛﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎت‬
‫اﻟﺗراﺧﻳص ﺑﺳﺑب ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﻳر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﻳﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث‬
‫واﻟﺗطوﻳر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺷﻛﻝ اﻟذي ﻳﻧﻣﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺑﻔﻌﻝ ﺗﺄﺛﻳر‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة وﻧﺟد أن دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣﻳث‬
‫أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻌﺎﺋدات ﻧﻔطﻳﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻣﻣﺎ ﻳﺟﻧﺑﻬﺎ ﻓﺟوة اﻻدﺧﺎر‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬ﻛﻣﺎ أن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳﻛون ذو أﺛر ﻛﺑﻳر إذا ﺗدﻓق ﻋﻠﻰ ﻛﻳﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫ﻳوﺟد ﺑﻳﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎﻣﻝ إﻗﻠﻳﻣﻲ اﻗﺗﺻﺎدي ﺣﻳث ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻳﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ ﺗﻧوﻳﻊ‬
‫ﻫذﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدات ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎﻝ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪108‬‬

‫أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺑﺣث وأﻫداﻓﻪ‬

‫ﺗﻛﻣن أﻫﻣﻳﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟدور‬
‫اﻟﺣﻳوي اﻟذي ﻳﻣﻛن أن ﻳﻠﻌﺑﻪ ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت دوﻝ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ‪ ،‬وذﻟك إذا ﺗﻣﻛﻧت ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﻣن ﺗوﺟﻳﻪ وﺗﻧظﻳم وﺗﺧطﻳط ﻫذﻩ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺻورة ﺟﻳدة‪ ،‬ﻷن ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺷﻛﻝ ﺿرورة ﻛﺑﻳرة ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻝ‬
‫ﻟﺗﻠﺑﻳﺔ ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻝ إدﺧﺎﻝ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ اﻟﺣدﻳﺛﺔ وﻓﺗﺢ ﻓرص اﻟﻌﻣﻝ أﻣﺎم ﻣواطﻧﻲ اﻟﺑﻠد‬
‫اﻟﻣﺿﻳف ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﻓﻳر ﻓرص اﻟﺗدرﻳب ﻟﻬم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻘﻝ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﻳﺔ‬
‫واﻹدارﻳﺔ ﻟﻸزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻏﻳﺎب أو ﻧﻘص ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﻳﻝ اﻷﺧرى‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻫداف اﻟﺑﺣث ﻓﻬﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻟﺣﻳوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﺗﻧﻣﻳﺔ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ‬

‫‪ -2‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻣون ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم واﻟﺳﻳﺎﺳﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺟذب‬

‫ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬

‫‪ -3‬إظﻬﺎر اﻟﺗرﺗﻳب اﻟﻧوﻋﻲ ﻟدوﻝ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺳﻠم اﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬

‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﻳز ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﺗرﺗﻳب اﻟذي ﺗﺷﻐﻠﻪ دوﻝ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻌﺎون وذﻟك ﻟﺗﻘدﻳم اﻟﺗوﺻﻳﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ‬
‫ﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻧوع اﻗﺗﺻﺎدات ﻫذﻩ‬
‫اﻟدوﻝ وﻣن ﺛم أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻓرﺿﻳﺎت اﻟﺑﺣث‬
‫ﺳوف ﻧﺣﺎوﻝ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ أن ﻧﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻔرﺿﻳﺎت اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﺎﻣﻝ ﻫﺎم ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو‬

‫اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫‪ -‬إن ﺗوﻓﻳر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﺷرط ﺿروري ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳﻔﻌﻝ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﻗﻠﻳﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو‬
‫اﻟﺣﺎﻝ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬

‫‪ -‬إن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ أو اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت‬

‫اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﻳﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﻔﺎﻋﻝ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬

‫ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ اﻟﺑﺣث‬
‫ﻟﻘد ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻲ ﻓﻲ ﻋرﺿﻧﺎ ﻷﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻬذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻊ إﺑراز ﺑﻌض اﻟﻧظرﻳﺎت‬
‫وأﻫم روادﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟذﻟك اﻋﺗﻣدﻧﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻋرض اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟرﻳﺎﺿﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻳن دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﺳﻠوﺑﻳن‪:‬‬

‫اﻷﺳﻠوب اﻟﻧظري‪ :‬ﻟﺗﻐطﻳﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﻧظري اﻷﻛﺎدﻳﻣﻲ ﻟﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪،‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫وذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺗواﻓر ﻣن ﻣراﺟﻊ ﻋﻠﻣﻳﺔ ودورﻳﺎت وﺗﻘﺎرﻳر ودراﺳﺎت‬
‫وﺑﺣوث وﻣؤﺗﻣرات ﻋﻠﻣﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫ب‪ .‬أﺳﻠوب إﺣﺻﺎﺋﻲ ﻗﻳﺎﺳﻲ‪ :‬وﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﻳد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪110‬‬

‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج‬

‫اﻗﺗﺻﺎدي ﻳﺷرح ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺑﺎدﻟﻳﺔ‪.‬‬

‫اﺳﺗﺧدﻣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ ﻓﻳﻬﺎ اﻷﻗطﺎر وﺣدات‬
‫اﻟﻣﺷﺎﻫدة‪ .‬إن أدوات اﻻﻧﺣدار )اﻻرﺗدادات( اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻘدﻳر ﻫﻲ‬
‫اﻟﻣﺻﻣﻣﺔ ﺧﺻﻳﺻﺎ ﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺛﻝ طرﻳﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت اﻟﺻﻐرى‪ .‬اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻌدان وﻫﻲ ﺗﻣﺛﻝ ﺣدود اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﺑﻌد ﻣﻛﺎﻧﻲ ﺗﻣﺛﻠﻪ اﻟﺳت‬
‫أﻗطﺎر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻟﻬﺎ ﺑﻌد زﻣﻧﻲ وﻫو أن‬
‫ﻛﻝ ﻗطر ﻳﺷﻣﻝ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺳﻧﻳن ﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ زﻣﻧﻳﺔ ﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﺳﻧوﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت ﺛﺎﻧوﻳﺔ‪ .‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬

‫ﺟﻣﻌت اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﻣن ﺗﻘﺎرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻸوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬اﻟﺗﻘﺎرﻳر واﻟﻣﻧﺷورات‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﻳﺔ اﻟرﺳﻣﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻟﺟﻧﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻟﻐرﺑﻲ آﺳﻳﺎ )اﻻﺳﻛوا( وﻣﻧﺷورات اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﻳﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻝ‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻧﻣو ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺷﻛﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ وﻫﻲ أﻳﺿﺎ‬
‫ﺑﻳﺎﻧﺎت ﺛﺎﻧوﻳﺔ ﺟﻣﻌت ﻣن ﺗﻘﺎرﻳر اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ .‬ﻛﻝ اﻟﻣﺗﻐﻳرات‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻳﺎﻧﺎت ﺳﻧوﻳﺔ ﻣن ﻋﺎم ‪1996‬م ﺣﺗﻰ ‪2007‬م‪ .‬ﻟﻘد اﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ‬
‫طرﻳﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت اﻟﺻﻐرى ﻟﻧﺧﺗﺑر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو‬
‫اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫اﻷدﺑﻳﺎت )اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ(‬

‫ﻟﻘد أﺻﺑﺣت ﺗدﻓﻘﺎت رؤوس اﻷﻣواﻝ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻳﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫أﺳﺎﺳﻳﺎ ﻟﺗﻣوﻳﻝ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ‬
‫ً‬ ‫ﻣﺻدر‬
‫ًا‬ ‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر أﺣد أﻫم ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ ،‬إذ ﺗزاﻳدت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن دوﻝ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ )‪ (OECD 1998‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﻳﻝ اﻟﻣﺛﺎﻝ إﻟﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﻣن‬
‫‪111‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﺣواﻟﻲ ‪ 96‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر ﻋﺎم ‪1988‬م‪ ،‬إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ )‪ (240,2‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر ﻋﺎم‬
‫‪2000‬م )‪ .(UNCTAD 2001‬ﻳﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺛﻣـﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‬
‫)ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ( وﺳﻳﻠﺔ أﻓﺿﻝ ﻣن اﻟﻠﺟـوء إﻟﻰ اﻻﻗﺗـراض ﻣن اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪،‬‬
‫ﻟﻠﺗﺧﻔﻳف ﻣن ﻓﺟوة )اﻻدﺧﺎر‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر(‪ ،‬وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ اﻟﺷروط‬
‫اﻟﻣﺟﺣﻔﺔ ﻟﻠﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ‪ ،‬وﺗﻘﻠص اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ ﻟﻠدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‬
‫)ﻋﺑـداﻟﻣطﻠب ﻋﺑداﻟﺣﻣﻳـد ‪1998‬م()‪ Chen, Z. and M.S. Khan, 1997‬و‪.(IMF1985‬‬
‫إذ ﻟوﺣظ ﺗﻧﺎﻗص اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺳﻧوي ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻹﻧﻣﺎﺋﻳﺔ اﻟرﺳﻣﻳﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻰ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗزاﻳدت ﻓﻳﻪ‬
‫ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻰ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫ﻳﺳﺎﻋد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣن‬
‫ﺧﻼﻝ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺣدﻳﺛﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺗﺟﺎرﻳﺎ‪،‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ رﻓض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺑﺗﻛرة ﺑﻳﻊ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋن طرﻳق اﻟﺗرﺧﻳص‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪.‬‬

‫ﻛذﻟك ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﺗﻛون أﻛﺛر ﺣداﺛﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎت اﻟﺗراﺧﻳص‬
‫ﺑﺳﺑب ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﻳر‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﻳﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﻳر‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺷﻛﻝ اﻟذي ﻳﻧﻣﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺑﻔﻌﻝ ﺗﺄﺛﻳر اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻳﻣﻛن ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻳﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺳﺑب اﻣﺗﻼﻛﻬﺎ ﻟرؤوس أﻣواﻝ ﺿﺧﻣﺔ‪ ،‬وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن‬
‫اﻷﺳواق اﻟدوﻟﻳﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣن اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟﺣﺟم وﺑﻣﺎ ﻳؤدى إﻟﻰ زﻳﺎدة‬
‫اﻟﺗﺻدﻳر‪ ،‬أي ﺣدوث زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺻﺎدرات اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ )أﺛر ﻣﺑﺎﺷر(‪ .‬ﻟﻳس ذﻟك‬
‫ﻓﺣﺳب ﺑﻝ أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣن ﺷﻳوع أو اﻧﺗﺷﺎر‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟدى ﺷرﻛﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋن‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪112‬‬

‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟدوﻝ اﻷم ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫أﻋﺿﺎء ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬وﻳؤدى ﻣﺎ ﺳﺑق إﻟﻰ زﻳﺎدة ﺻﺎدرات اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ )أﺛر ﻏﻳر‬
‫ﻣﺑﺎﺷر(‪ Walz, U. 1997) .‬و‪(UNCTAD 1997‬‬

‫أوﺿﺢ ﻫوﻧﺞ )‪ ،(Hong, 1997‬ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗم إﺟراؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛورﻳﺎ ﻟﺗوﺿﻳﺢ دور‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷـر واﻟﻘـروض اﻟﺗﺟـﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋواﻣﻝ اﻹﻧﺗﺎج ﺧﻼﻝ‬
‫اﻟﻔﺗرة )‪1990-1970‬م(‪ ،‬أن ﻫﻧﺎك ﺗﺄﺛﻳر إﻳﺟﺎﺑﻲ وﻣﻌﻧوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋواﻣﻝ اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ أوﺿﺣت اﻟدراﺳﺔ أن‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻛورﻳﺎ اﺳﺗﻔﺎد ﻛﺛﻳ ار ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻛﺛﻳﻔﺔ اﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎﻝ ﻣﺛﻝ اﻟﺑﺗروﻝ‪ ،‬واﻵﻻت واﻹﻟﻳﻛﺗروﻧﻳﺎت ﻣﻣﺎ أدى‬
‫إﻟﻰ ﺗﺣﺳن وﺿﻊ اﻟﻣﻳزان اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻳزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت‪ .‬ﻛذﻟك أوﺿﺢ ﺷﻳن‬
‫)‪ (Chen‬وآﺧرون ﻓﻲ دراﺳﺗﻬم ﻋﺎم ‪1995‬م‪ ،‬ﻋن دور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ‬
‫اﻟﺻﻳن‪ ،‬أن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻳﻧﻳﺔ زادت ﻣن )‪ (٪3‬ﻋﺎم‬
‫‪1984‬م‪ ،‬إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن )‪ (٪5‬ﻋﺎم ‪1988‬م‪ ،‬و)‪ (٪12‬ﻋﺎم ‪1990‬م‪ ،‬وﻣﺎ ﻳﻘرب ﻣن‬
‫)‪ (٪17‬ﻋﺎم ‪1991‬م‪ ،‬و)‪ (٪20‬ﻋﺎم ‪1992‬م‪ ،‬ووﺻﻠت إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ )‪ (٪30‬ﻣن‬
‫اﻟﺻﺎدرات اﻟﺻﻳﻧﻳﺔ ﻋﺎم ‪1993‬م ﺑﺳﺑب ﺗواﻓر اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﻣﻘوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺻﻳن‪ ،‬ﻣن‬
‫أﻫﻣﻬﺎ إﺗﺑﺎع اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺗﺻﻧﻳﻊ ﻣن أﺟﻝ اﻟﺗﺻدﻳر‪.‬‬

‫أﻣﺎ دراﺳﺔ ﻛﻝ ﻣن أﺗﻛﻳن ﺟوردون وﻫرﻳﺳون )‪،(Aitken, Gordon & Harrison, 1997‬‬
‫ﺗﺄﺛﻳر إﻳﺟﺎﺑﻳﺎ وﻣﻌﻧوﻳﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻋﻠﻰ‬
‫ًا‬ ‫ﻓﻘد أوﺿﺣت أن ﻫﻧﺎك‬
‫ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺻﺎدرات اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﻔﺎدة اﻷﺧﻳرة ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫وﺧدﻣﺎت اﻟﺗوزﻳﻊ اﻟﺗﻲ أﻣدﺗﻬﺎ ﺑﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت‪ .‬ﻛذﻟك ﻗﺎم ﻛﻝ ﻣن‬
‫زﻳﺟﻳن وﻛوﻛو ﺗﺎﻧﺳﻳﻧﻲ )‪ ،(Zejen, 1996, and Kokko Tansini‬ﺑدراﺳﺔ ﺣوﻝ ﺗﺄﺛﻳر‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ أورﺟواي‪ ،‬إذ اﺗﺿﺢ أن اﻟﺗواﺟد اﻷﺟﻧﺑﻲ )وﺟود‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت( ﺳﺎﻫم ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺻﺎدرات ﺷرﻛﺎت أورﺟواي اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‬
‫‪113‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻓﻘط ودون ﺣدوث ﺗﻐﻳﻳر أو زﻳﺎدة ﺗذﻛر ﻓﻲ ﺻﺎدرات أورﺟواي إﻟﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﺎورة‬
‫ﻟﻬﺎ ﻣﺛﻝ اﻷرﺟﻧﺗﻳن واﻟﺑ ارزﻳﻝ‪ ،‬ﺣﻳث ﻟم ﺗﺗﺄﺛر اﻟﺻﺎدرات إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﺑﺎﻟﺗواﺟد‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ .‬ﻳدﻋم ﻣﺎ ﺳﺑق ﺣﻘﻳﻘﺔ اﻣﺗﻼك اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻟﺣﻠﻘﺎت ﺗوزﻳﻊ‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ ،‬وﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﺑﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﻳن ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻟﻳس ﺑﺎﻟﺿرورة أن‬
‫ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻷﺧرى اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻛذﻟك أوﺿﺢ ﻛﻝ ﻣن ﺑﻠوﺳﺗروم وﻛوﻛو )‪،(Blomström and Kokko, 1996‬‬

‫أن اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت رﺑﻣﺎ ﺗﻛون أﻓﺿﻝ ﻓﻲ اﻟﺗﺻدﻳر‪ ،‬وﺑﺷﻛﻝ أﻛﺑر ﻣن‬
‫ﻣﺛﻳﻼﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬ﻟﻘد ﺗم ﺗﺑرﻳر ذﻟك‪ ،‬ﺑﺎﻣﺗﻼك ﺗﻠك‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻘﻧوات اﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﻣﻬﺎرات ﺗﺳوﻳﻘﻳﺔ‪ ،‬وﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻹﻧﺗﺎج وﻗدرات ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﻛﻳﻔﻳﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻘرا‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻣن ﻧﻘص‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ اﻷﻛﺛر ً‬
‫ﻓﻲ رؤوس اﻷﻣواﻝ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻳﺟﻌﻝ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ﻓﻲ زﻳﺎدة‬
‫ﺻﺎدراﺗﻬﺎ‪ .‬ووﻓﻘﺎ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻳﺣدث اﻷﺛر اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات‪ ،‬ﻋﻧد‬
‫ﺗﺣوﻝ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻣن اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺗﺻﻧﻳﻊ ﻟﻺﺣﻼﻝ ﻣﺣﻝ اﻟواردات إﻟﻰ‬
‫اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺗﺻﻧﻳﻊ ﻟﺗﺷﺟﻳﻊ اﻟﺻﺎدرات‪ .‬إذ ﻳﻣﻛن ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت زﻳﺎدة اﻟﺻﺎدرات‬
‫ﻣن ﺧﻼﻝ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪ ،‬واﻻﺗﺣﺎدات اﻟﺟﻣرﻛﻳﺔ واﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة‬
‫ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ .‬أﻣﺎ دراﺳﺔ ﺣداد وﻫرﻳﺳون )‪،(Haddad & Harrison, 1993‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗطﺑﻳق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐرب‪ ،‬ﻓﻘد أوﺿﺣت أﻫﻣﻳﺔ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة‬
‫اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻓﻲ دﺧوﻝ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﻳن ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬وأن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك ﺣدوث ﺗﺣﺳن ﻓﻲ ﻛﻔﺎءة ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺧﻳرة‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﻳﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋواﻣﻝ اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻔﻌﻝ ﺗﺣﺳﻳن ﺟودة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗوﺻﻠت دراﺳﺔ أﺗﻛﻳن وآﺧرون )‪ ،(Aitken, et al., 1997‬ﻻﺧﺗﺑﺎر ﺗﺄﺛﻳر‬

‫اﻟﺗواﺟد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻣو إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋواﻣﻝ اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗطﺑﻳق ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟدوﻝ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪114‬‬

‫ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة )‪1989-1976‬م(‪ .‬إذ وﺟد أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﺣﻘﻘت ﻣﻌدﻻت‬

‫إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻗﺑﻝ ﻗدوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﻌﺗﺑر اﻧﺧﻔﺎض إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ اﻟﻘطﺎع اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻗﺑﻝ ﻗدوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫طﺎ ﺿرورًﻳﺎ ﻟﻣدى اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﻳﺎ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﺷر ً‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬ﻟﻘد ﺣدث ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﻟﻧﻔس اﻟﺳﺑب ﺣﻳث ﻛﺎﻧت اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض إﻧﺗﺎﺟﻳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ زﻳﺎدة اﺳﺗﻔﺎدﺗﻬﺎ ﻣن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ رﻓﻊ ﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋرﺑﺔ ﻟﻧﻘﻝ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ‪.‬‬

‫ﻛذﻟك أوﺿﺣت دراﺳﺔ رﻳﺷﺎردﺳون )‪ ،(Richardson, 1997‬أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻛﺑﻳر ﻓﻲ ﺗﺣﻔﻳز اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ دوﻝ ﺟﻧوب‬
‫ﺷرق آﺳﻳﺎ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼﻝ دورﻩ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ اﻟﻛﻠﻳﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻔﻌﻝ‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺣدﻳﺛﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ ودورﻩ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺻﺎدرات ﺗﻠك اﻟدوﻝ‪ .‬ﻳﺗطﻠب‬
‫ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣزاﻳﺎ ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﺿرورة ﺗواﻓر ﻋﻣﺎﻟﺔ ﻣﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬وﺑﻳﺋﺔ‬
‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻠك اﻻﺳﺗﻔﺎدة‪ .‬وﻳؤدى ﻣﺎ ﺳﺑق إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ واﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﻼﺣظ أن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻝ دوﻟﺔ ﻣﺿﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدﻩ‪ .‬وﺣدث ﻧﻔس اﻷﺛر اﻟﺳﺎﺑق ﻣن ﺣﻳث‬
‫اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻛﺎﻣﻳرون ﺑﻔﻌﻝ اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ‬
‫اﻟﻣوﺟﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗوﺻﻝ ﻛﻝ ﻣن دﻳﺟﺎﻧﻛوف وﻫوﻛﻣﺎن )‪ (Djankov & Hoekman‬إﻟﻰ‬
‫ﻧﻔس اﻷﺛر اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻧد اﻟﺗطﺑﻳق ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻳﻛوﺳﻠوﻓﺎﻛﻳﺎ‪.‬‬

‫وﻳرى آﺧرون )ﻣﺣﻣـد‪ ،‬أﻣﻳرة‪2005 ،‬م( أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻬم‬

‫ﺟدا وﻟﻪ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼﻝ إﻣداد‬ ‫ً‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﺑﺣزﻣﺔ ﻣن اﻷﺻوﻝ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ طﺑﻳﻌﺗﻬﺎ واﻟﻧﺎدرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﻣن‬
‫‪115‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﺧﻼﻝ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت‪ ،‬وﺗﺷﻣﻝ ﻫذﻩ اﻷﺻوﻝ رأس اﻟﻣﺎﻝ‪ ،‬اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ‪،‬‬
‫دوﻟﻳﺎ‪ .‬وﻫو ﻣن‬
‫اﻟﻣﻬﺎرات اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﻧﺎة ﻳﺗم ﻋن طرﻳﻘﻬﺎ ﺗﺳوﻳق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ً‬
‫ﺷﻳوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳﺷﺎرك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺣﻠﻲ – اﻟﺧﺎص‬
‫ً‬ ‫أﻛﺛر اﻷﺷﻛﺎﻝ‬
‫ﻣﻌﺎ‪ -‬اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن ﻣﻠﻛﻳﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫أو اﻟﺣﻛوﻣﻲ أو اﻻﺛﻧﻳن ً‬
‫اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﻳﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻳﺷﺎرﻛﻪ ﻓﻲ ﻗ اررات اﻹدارة‪ ،‬وﻋن طرﻳق ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻳﻣﻛن ﺗﻘﻠﻳﻝ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻳﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﻣن ﺗﺄﻣﻳم وﻣﺻﺎدرﻩ وﺧﻼﻓﻪ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﺧﻔﻳف اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﺗﺣﻣﻠﻬﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺿﻳف ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺷﺗرك‪) .‬أﻣﻳرة‪2005 ،‬م(‪.‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻣن أﻫم أﺷﻛﺎﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻣﻣوﻝ اﻟرﺋﻳﺳﻲ ﺣﻳث أن ﻟﻬﺎ ﻓروع ﻣﺗﻌددة ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻋدة دوﻝ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺗﻣﻳز ﺑﻛﺑر ﺣﺟم إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺗﻧوﻋﻪ‪ ،‬وﺑﺎﺣﺗﻛﺎرﻫﺎ ﻷﺣدث أﺳﺎﻟﻳب اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ‬
‫اﻟﻌﺻرﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗدار ﻣرﻛزًﻳﺎ ﻣن ﻣرﻛزﻫﺎ اﻟرﺋﻳﺳﻲ ﻓﻲ اﻟوطن اﻷم‪) .‬أﻣﻳرة‪،‬‬
‫‪2005‬م(‬

‫ﻳرى اﻟﺑﻌض )ﻋﺑداﻟﺳﻼم‪ ،‬رﺿﺎ‪2002 ،‬م( أن أﻫﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺗﺑدو ﻣن ﺧﻼﻝ آﺛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﺣﻳث ﻳوﻓر اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟﻣزاﻳﺎ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟدوﻟﻳﺔ اﻷﺧرى ﺗوﻓﻳرﻫﺎ ﻣﺛﻝ‪:‬‬

‫أﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺗﻣوﻳﻝ إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻧﻪ وﺳﻳﻠﺔ أﻛﺛر ً‬
‫‪ -2‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻳﻣﺛﻝ أﺳﻬﻝ وﺳﻳﻠﺔ وطرﻳﻘﺔ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻳؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ﻓرص وظﻳﻔﻳﺔ ورﻓﻊ ﻣﻬﺎرات اﻟﻌﻣﺎﻝ وﻓﺗﺢ أﺳواق ﺟدﻳدة‬
‫ﻟﻠﺗﺻدﻳر‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -4‬ﻗد ﻳﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطوﻳر ﻗدرﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‬

‫واﻟدﺧوﻝ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﻳﺔ إذا ﻣﺎ ﺗﻬﻳﺄت اﻟظروف ﻟﺗﺣﻘﻳق ذﻟك‪.‬‬
‫اﺧﺗﺑرت اﻟدﻛﺗورة واﻧﺞ )‪ (Wang, 2002‬اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن ‪ 12‬اﻗﺗﺻﺎدا‬
‫آﺳﻳوﻳﺎ ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة ﻣن )‪1997-1987‬م( ووﺟدت أن ﻣﺟﻣوع ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﻛﻝ ﻛﺑﻳر‪ .‬أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺗﺻﻧﻳف‬
‫أﻧواع اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﻫذﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدات‪ ،‬ﻓﻘد وﺟدت أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻘط ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﻳﻠﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻳر ﻛﺑﻳر ٕواﻳﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺳﻣﺎت ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻹﻳﺟﺎﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﺟﺎﻧﺑﻳﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬

‫ﺗﺣﻘق ﻟﻲ وﻟﻳو )‪ (Li and Lui, 2005‬ﻣؤﺧ ار ﻣن ﻓرﺿﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﺑﻠدان‬
‫اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻳﻧﺔ ﻛﺑﻳرة ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان ﻟﻠﻔﺗرة )‪1999-1970‬م(‪ .‬ﻟﻘد ﻛﺎن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻛﻣﻠﻳن ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺷﻛﻝ ﻛﺑﻳر‬
‫ﺳﺎﺑق وﻟﻛن أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺷﻛﻝ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟذاﺗﻳﺔ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺗزاﻳد ﻣن ﻣﻧﺗﺻف‬
‫اﻟﺛﻣﺎﻧﻳﻧﺎت‪ .‬وﺟد ﻟﻲ وﻟﻳو أن ﻫﻧﺎك ﺻﻠﺔ ﻗوﻳﺔ ﺗﻛﺎﻣﻠﻳﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ .‬وﻋﻼوة‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ذﻛ ار أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻳس ﻓﻘط ﻳﺷﺟﻊ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة وﻟﻛن أﻳﺿﺎ ﺑﺻورة ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼﻝ رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺑﺷري‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻛدا أن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟداﺧﻝ ﻳﻣﻳﻝ إﻟﻰ أن ﻳﻧﺟذب إﻟﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻣﻊ‬
‫ﺣﺟم اﻟﺳوق اﻟﻛﺑﻳرة‪.‬‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳﺳﺎﻋد أﻳﺿﺎ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق‬

‫اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ وﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣﻝ ﺣدﻳﺛﺔ وزﻳﺎدة ﻓرص اﻟوﺻوﻝ إﻟﻰ اﻷﺳواق ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫‪117‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﻘدم )‪ ،Paloni ،Noorbakhsh‬ﻳوﺳف‪2001 ،‬م( وﻛﻠﻬﺎ ﻳﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ‬

‫اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺳﺗﻔﻳدة‪.‬‬
‫ﺑﺷﻛﻝ ﻋﺎم ﻫﻧﺎك ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ اﻟرﺋﻳﺳﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳؤﺛر‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻣﺑﺎﺷرة وﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷرة ‪.Neuhas, 2006‬‬
‫وﻗد ﺗﻣت دراﺳﺔ اﻟﺗﺄﺛﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫واﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﻳﻳن اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺟزﺋﻲ‪ .‬وﻣن ﺧﻼﻝ ‪ 42‬دراﺳﺔ وﺟد أن )‪(٪36‬‬
‫ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗﺷﻳر إﻟﻰ أن ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻳﺟﺎﺑﻳﺎ وﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﻳﻌﺎﺑﻳﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف‪ ،‬ﻣﺛﻝ رأس اﻟﻣﺎﻝ‬
‫اﻟﺑﺷري‪ ،‬وﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻟﻘدرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺔ وﻏﻳرﻫﺎ‪ .‬وﺟد أﻳﺿﺎ أن )‪(٪20‬‬
‫ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗظﻬر أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻳر إﻳﺟﺎﺑﻲ ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻛﻣﺎ اﻗﺗرﺣت )‪ (٪12‬ﻣن اﻟدراﺳﺎت أن ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع ﻣﻊ زﻳﺎدة اﻷﺛر اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻓﻲ ﻗطﺎع‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﻳﻠﻳﺔ‪ .‬وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك )‪ (٪20‬ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺗﺷﻳر إﻟﻰ أن أﻧواع‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺳوف ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻳرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﻳﻝ اﻟﻣﺛﺎﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﺄﺳﻳﺳﻳﺔ ﺗﻣﻳﻝ إﻟﻰ أن ﻳﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳر‬
‫أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪ .‬وأظﻬرت )‪ (٪10‬ﻣن اﻟدراﺳﺎت أﻳﺿﺎ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻳر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو ﻷﻧﻪ ﻳﺣﻝ ﻣﺣﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻗﻠﻳﻠﺔ ﻫﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أظﻬرت أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر أن ﻳﻛون أﻛﺑر ﻓﻲ‬
‫وﺑﻧﺎء‬
‫ً‬ ‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻳن وﺟد آﺧرﻳن ﻋدم ﺗﺄﺛﻳرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﻳﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج أن اﻟﻐﺎﻟﺑﻳﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺗدﻋم اﻟﺗﺄﺛﻳر‬
‫اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻟﻛن ﻳﻌﺗﻣد‬
‫ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرات اﻻﺳﺗﻳﻌﺎﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪118‬‬

‫ﻳؤﺛر اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬

‫وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص‪ ،‬ﻣن ﺧﻼﻝ ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻵﻟﻳﺎت‪ .‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟرواﺑط ﻣﻊ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﻳن ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ اﻟذﻳن ﻳﺗﻌﻠﻣون ﻣن اﻟﻣراﻗﺑﺔ أو اﻟﻌﻣﻝ‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷرﻛﺎت أﺟﻧﺑﻳﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻘﻠﻳد واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻵﺛﺎر ﻏﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو ﻣن ﺧﻼﻝ ﺻﺎدرات‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة )‪ Rutherland 2005 and Markusen‬وﺟورج وﻏرﻳﻧﺎواي ‪.(2004‬‬

‫ﺗﺷﻳر اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ آﻟﻳﺎت اﻧﺗﻘﺎﻝ اﻟﺷرﻛﺎت‬

‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪.‬‬

‫)ﺑﻳرك وآﺧرون‪2008 ،‬م(؛ )ﻏرﻳﻧﺎواي وآﺧرون‪2004 ،‬م(‪ ،‬و)ﺗﺷوﻧﻎ‬

‫وآﺧرون‪2003 ،‬م( أﻛدوا ﻣن ﺧﻼﻝ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻧﺎزﺣﺔ أي أﺛر‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﺗزﻳد ﻣن ﻓﻌﺎﻟﻳﺗﻬﺎ ٕواﻧﺗﺎﺟﻳﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم‬
‫اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻳﺟﺎﺑﻳﺎ ‪.‬‬

‫)‪(Wen 2007‬؛ )‪ (Portal, et.al., 2002‬و)ﺑراﻣﺑﻳﻼ وآﺧرون ‪ (2009‬وﺟدوا أن‬

‫ﻫﻧﺎﻟك أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر اﻟﺗﻘﻠﻳد ﺣﻳث أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﺗﺣﺎﻛﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‬
‫اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﻳﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫ﻳؤدي إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬

‫)‪ (Gachino 2005, 2006‬ﺗوﺻﻝ إﻟﻰ أدﻟﺔ ﺗﻔﻳد ﺑﺎﻵﺛﺎر ﻏﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﻳﻠﻳﺔ وﻣن ﺛم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‪.‬‬

‫)ﻛرﻳم وأﺣﻣد‪2009 ،‬م( ﺣﻘق ﻓﻲ أﻫﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ‬

‫ﺗﺧﻔﻳض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﻘر وزﻳﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻋﺑر اﻟوﻻﻳﺎت اﻟﻣﺎﻟﻳزﻳﺔ ووﺟد أن‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ذو ﻣﻌﻧوﻳﺔ إﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟﻔﻘر وﻣوﺟﺑﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻳﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻳﻣﻛن ﺗﺧﻔﻳض ﻣﻌدﻻت‬
‫‪119‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻔﻘر ﺑزﻳﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻳﻣﻛن زﻳﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﺑزﻳﺎدﺗﻪ‬
‫أﻳﺿﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺳﻳﺎﺳﺎت واﻟﺣواﻓز ﻟﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬

‫اﺗﺧذت دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌدﻳد ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺟوﻫرﻳﺔ ﻟﺗدﻋﻳم ﺟﺎذﺑﻳﺔ‬
‫اﻟﺑﻳﺋﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻳﺔ ﻟدﻳﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ ﺗﻘﻠﻳص ﻋدد اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻬم ﺑﻧﺳب ﺗﻣﻠك أﻋﻠﻰ ﻓﻲ‬
‫ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺣددة‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﻣﻠك اﻟﻛﺎﻣﻝ ﺑﻧﺳﺑﺔ )‪ (٪100‬ﻟﻠﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻗد أﺻﺑﺢ‬
‫ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﻳرة وﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ دوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬ ‫ً‬
‫أﺻﺑﺣت ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻣﻔﺗوﺣﺔ أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ "اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ" ﻛﻣﺎ ﻳﻼﺣظ أن ﻋدد اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺟزﺋﻳﺔ أو اﻷﻧﺷطﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻗد اﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺗراﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات‬
‫اﻷﺧﻳرة‪ .‬ﻓدوﻟﺔ ﻗطر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﻳﻝ اﻟﻣﺛﺎﻝ ﻛﺎﻧت ﻗد أزاﻟت أﻧﺷطﺔ اﻟﺑﻧوك واﻟﺗﺄﻣﻳن ﻣن‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2004‬م‪ .‬ﻛذﻟك اﻟﺣﺎﻝ‪ ،‬ﻗﺎﻣت اﻟﺳﻌودﻳﺔ وﺿﻣن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻧﺣو ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﺑﻔﺗﺢ ﺷرﻳﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺧدﻣﻳﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن‬
‫اﻷﺟﺎﻧب‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻟﻣﺻرﻓﻳﺔ‪ ،‬وﺧدﻣﺎت اﻻﺗﺻﺎﻻت‪،‬‬
‫وﺗوزﻳﻊ اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﻛﻣﺑﻳوﺗر )اﻧظر اﻟﺟدوﻝ رﻗم ‪. (1‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪120‬‬

‫ﺟدوﻝ )‪(1‬‬
‫اﻟﺳﻳﺎﺳﺎت واﻟﺣواﻓز ﻟﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬
‫ِ‬
‫اﻟﺑﻧﺎﻳﺎت وﺗﺄﺟﻳر‬ ‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻏﻳر اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ ﻻﻣﺗﻼك‬ ‫ِ‬ ‫اﻋد ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻔت اﻟﻘو ُ‬ ‫ﺧﻔّ ْ‬
‫ِ‬
‫اﻷراﺿﻲ ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺄﺳﻳس ﻣﻛﺎن واﺣد ﺷﺎﻣﻝ ﻟﺗَﺳﻬﻳﻝ اﻹﺟراءات واﻟﺗراﺧﻳص؛‬
‫ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن‬
‫وزﻳﺎدة اﻟﻣﻠﻛﻳﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ِﻣ ْن )‪ (49‬إﻟﻰ )‪ِ (٪100‬ﻣ ْن اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ‬
‫إﺟﻣﺎﻻً ﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﺿﻌﺔ ﻗطﺎﻋﺎت أﺳﺎﺳﻳﺔ )وﻣﺛﺎﻝ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ :‬ﻧﻔط وأﻟﻣﻧﻳوم(‪.‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﻛوﻳﺗﻳﺔ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت‬ ‫ﻣﺢ ﻟﻸﺟﺎﻧب ﺑﺎﻻﻣﺗﻼك )‪ِ (٪100‬ﻣ ْن‬ ‫إﺟﺎزة اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي َﻳ ْﺳ ُ‬
‫ﻣن )‪ (٪55‬إﻟﻰ )‪ .(٪25‬وﺗم‬ ‫ِ‬ ‫دوﻟﺔ اﻟﻛوﻳت ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺧﻔﻳض اﻟﺿر ِ‬
‫ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت ْ‬ ‫اﺋب اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ﻟﻣ َﻌﺎﻟَ َﺟﺔ ﺗطﺑﻳﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬ ‫ﺗﺄﺳﻳس ﻣﻛﺗب ِ‬
‫ﻛﺑﻳر ُ‬
‫ِ‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت؛‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ أﻛﺛر‬ ‫أﺟﻧﺑﻳﺔ ِﻣ ْن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻣﻠﻛﻳﺔ‬ ‫ﻣﺣت ﺑـ )‪(٪100‬‬ ‫َﺳ ْ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌ ِ‬
‫ﻣﺎﻧﻳﺔ‬ ‫ِ‬ ‫ض ﺑﻳن‬ ‫ﻳﺑﺔ اﻟدﺧﻝ اﻟﻣﺧﻔّ ِ‬ ‫ﺗﺧﻔﻳض ﻋدم ﺗﻛﺎﻓؤ ﺿر ِ‬
‫ُ‬
‫اﻟوﺣﻳدة ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣﺎﻧﻳﺔ ِﻣ ْن )‪ (٪7.5‬إﻟﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻧﺳﺑﺔ‬ ‫ِ‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ وذﻟك َﺑرْﻓﻊ‬ ‫و‬
‫)‪ (٪12‬وﺗُ ّﻧز ُﻝ اﻟﻧِ َﺳَﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ِﻣ ْن )‪ (٪50-15‬إﻟﻰ )‪(٪30-5‬؛‬
‫ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ﻛﻣﺎ ﺗم إﻋﺎدة ﺗﻌرﻳف اﻟﺷرﻛﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻳﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﺣت ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻏﻳر‬ ‫وﺳ ْ‬ ‫ﺣﺎﻟﻳﺎ )‪(٪49‬؛ َ‬ ‫ً‬ ‫)‪ (٪70‬ﻣﻠﻛﻳﺔ أﺟﻧﺑﻳﺔ ﺑدﻻً ِﻣ ْن‬
‫اﻟﺑﻧﺎﻳﺎت وﺗﺄﺟﻳر اﻷراﺿﻲ‪ .‬اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﻳﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ ﺑﺎﻣﺗِﻼك‬
‫ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت وذﻟك ﺑﺎﻟﺗواﻓق ﻣﻊ اﺗﻔﺎﻗﻳﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻘطﺎع ﺗﻘﻧﻳﺔَ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ‪َ ،‬ﺑ ْدء ﻓﻲ ‪2003‬م‬‫ِ‬
‫اﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﻳم‪،‬‬ ‫أﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻟزر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻣﻠﻛﻳﺔ‬ ‫ﻣﺣت ﺑـ )‪(٪100‬‬ ‫َﺳ ْ‬
‫ﺳﻳﺎﺣﺔ‪ٕ ،‬واﺟراءات اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻔﺎءة‪ .‬ﺗم ﺗﺧﻔﻳض اﻟﻣﻌدﻝ اﻟﺿرﻳﺑﻲ‬ ‫ِ‬ ‫وﻗطﺎﻋﺎت‬ ‫دوﻟﺔ ﻗطر‬
‫اﻷﻗﺻﻰ ﻣ ْن )‪ (٪35‬إﻟﻰ )‪.(٪30‬‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﺗَﺳﻬﻳﻝ‬ ‫َﺳ َﺳت ﺳﻠطﺔَ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ع ﻗﺎﻧون اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟدﻳد وأ ّ‬ ‫ﺷر َ‬
‫ّ‬
‫ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻛﺎن ﺷﺎﻣﻝ ﻟﻺﺟراءات‪.‬‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت‪ ،‬وﻳﺷﻣﻝ ذﻟك ِ‬
‫اﻟﻐﺎز‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻠﻛﻳﺔ أﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ أﻛﺛر‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﺣت ﺑـ )‪(٪100‬‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ َﺳ ْ‬
‫ﻗطﻊ ﺿرﻳﺑﺔَ اﻟدﺧﻝ اﻟﻣﺗﻌﻠّﻘﺔ‬ ‫اﻟﻣﻳﺎﻩ‪ ،‬واﻟﺑﺗروﻛﻳﻣﺎوﻳﺎت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺗوﻟﻳد طﺎﻗﺔ‪ ،‬ﺗﺣﻠﻳﻪ‬
‫ْ‬ ‫اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻠﺣد اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣ ْن )‪ (٪45‬إﻟﻰ )‪.(٪30‬‬ ‫َ‬
‫ﻟﻌﻣﻠﻬم أَو ﺳﻛﻧِﻬم‪ ،‬ﻣﺎﻋدا ﻓﻲ‬ ‫ِ‬ ‫ﻟﻐﻳر اﻟﺳﻌودﻳﻳن ﺑﺎﻣﺗﻼك اﻟﻌﻘﺎر ِ‬
‫ات‬ ‫ﻣﺢ ِ‬ ‫َﺳ َ‬
‫اﻟﻣﻘد ِ‬
‫ﺳﺗﻳن‪.‬‬ ‫اﻟﻣدﻳﻧﺗﻳن ّ‬
‫ﻣﺟﺎﻧﻳﺔ ﺟدﻳدة ﺑﻘﺻد ﺟﻌﻝ اﻹﻣﺎرات ﻣرﻛز‬ ‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ أﻋﻠﻧت ِﻋ ّدة ﻣﻧﺎطق ﺗﺟﺎرﻳﺔ ّ‬
‫ِ‬
‫اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‪ ،‬واﻟﻔﻌﺎﻟﻳﺎت‬ ‫اﻟذﻫﺑﻳﺔ واﻟﺑﺣث وﺗطوﻳر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺳﺑﻳﻛﺔ‬ ‫ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎ ِرة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﻳ ِ‬ ‫ﻳﻊ اﻟﻌﻘﺎر ِ‬ ‫اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫ﻧﺔ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ات‬ ‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‪ .‬إرﺧﺎء اﻟﻘﻳود ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺷﺎر ِ‬
‫‪121‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﺎﻟﻣﻳﺎ وﺑدوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬

‫أظﻬر ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ ‪2008‬م اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ )أوﻧﻛﺗﺎد( أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﻠﻎ ذروﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻳﺎ‬
‫ً‬ ‫‪2007‬م اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺣﻳث ﻧﻣت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟوارد‬
‫ﻟﻠﻌﺎم اﻟﺧﺎﻣس ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﺑﻣﻌدﻝ ﺑﻠﻎ )‪ (٪30‬ﻟﺗﺻﻝ إﻟﻰ ‪ 1833‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر‬
‫أﻣرﻳﻛﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻧﺣو ‪ 1411‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2006‬م ﺑﻣﺎ ﻳﺗﺟﺎوز‬
‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﻳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺑﻠﻐﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2000‬م ﺑﻧﺣو ‪ 400‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ‪.‬‬
‫ﺟﺎء ذﻟك رﻏم اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻌﺎم‬
‫‪2007‬م اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ .‬وﺣﺳب اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﻳر‪ ،‬ﻓﻘد ﺷﻬدت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت‬
‫ﻣﺳﺗﻣر‬
‫ًا‬ ‫ﻧﻣوا‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟرﺋﻳﺳﻳﺔ )اﻟدوﻝ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪ ،‬واﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻳﺔ( ً‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟواردة إﻟﻳﻬﺎ‪ ،‬ﺣﻳث ﺑﻠﻐت ﺣﺻﺔ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣواﻟﻲ ‪ 1248‬ﻣﻠﻳﺎر‬
‫دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ )ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ ‪ (٪68‬ودوﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻣﺗﺣوﻟﺔ ﺣواﻟﻲ ‪ 85.9‬ﻣﻠﻳﺎر‬
‫دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ )ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ ‪ (٪4,7‬ﻓﻲ ﺣﻳن ﺑﻠﻐت ﺣﺻﺔ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت ﺣواﻟﻲ ‪ 72,1‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ ﻟﺗﺣﻘق ﺑذﻟك ﻧﺳﺑﺔ ﺑﻠﻐت )‪ (٪3,9‬ﻣن‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ .‬وﺗﺑﻳن ﺗﻘدﻳرات اﻷوﻧﻛﺗﺎد أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺑﻔﻌﻝ اﻷزﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻘﻠﺻت اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ اﻟواﻓدة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ‪1,9‬‬
‫ﺗرﻳﻠﻳون دوﻻر اﻟﻌﺎم ‪2007‬م إﻟﻰ ‪ 1,6‬ﺗرﻳﻠﻳون دوﻻر اﻟﻌﺎم ‪2008‬م‪ ،‬وظﻠت ﺗﻬﺑط‬
‫ﻗﻳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺛﻳﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﺎم‬
‫ﺣﺗﻰ اﻟرﺑﻊ اﻷوﻝ ﻣن اﻟﻌﺎم ‪2009‬م ﺑﻧﺳﺑﺔ )‪ً (٪44‬‬
‫اء ﻣﻧﻬﺎ(‬
‫‪2008‬م‪ .‬وﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‪) ،‬ﺣﻳث أن دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﺗﻌﺗﺑر ﺟز ً‬
‫ﺑﻠﻐت ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟواردة أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق‬
‫‪ 500‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ‪ ،‬أي زﻳﺎدة ﺑﻧﺳﺑﺔ )‪ (٪21‬ﻋن ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2006‬م‪.‬‬
‫ﻧﻣوا ﻣﺎ ﻗﻳﻣﺗﻪ ‪ 13‬ﻣﻠﻳﺎر دوﻻر أﻣرﻳﻛﻲ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫واﺟﺗذﺑت أﻗﻝ اﻟدوﻝ ً‬
‫أﻳﺿﺎ‪ .‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ‪2007‬م اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻫو رﻗم ﻗﻳﺎﺳﻲ ً‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪122‬‬

‫ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﺎن ﺿﻌﻳﻔﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﻌﻳﻧﺎت‬
‫وﻟﻛﻧﻪ أﺧذ ﻓﻲ اﻻزدﻳﺎد ﺑﻌد اﻟﻌﺎم ‪2003‬م وذﻟك ﺑطﻔرات ﻛﺑﻳرة ﺣﻳث أﺧذت ﺑﻳﺋﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺳن ] اﻧظر اﻟﺟدوﻟﻳن )‪ (2‬و)‪.[ (3‬‬
‫ﺟدوﻝ )‪(2‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬
‫)ﻣﻠﻳون دوﻻر(‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪634‬‬ ‫‪1996‬م‬
‫‪2825‬‬ ‫‪1997‬م‬
‫‪2630‬‬ ‫‪1998‬م‬
‫)‪(1105‬‬ ‫‪1999‬م‬
‫)‪(1723‬‬ ‫‪2000‬م‬
‫‪549‬‬ ‫‪2001‬م‬
‫‪336‬‬ ‫‪2002‬م‬
‫‪545,2‬‬ ‫‪2003‬م‬
‫‪289,4‬‬ ‫‪2004‬م‬
‫‪24801‬‬ ‫‪2005‬م‬
‫‪918,35‬‬ ‫‪2006‬م‬
‫‪42965‬‬ ‫‪2007‬م‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻟﺗﻘﺎرﻳر اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر )اﻷوﻧﻛﺗﺎد(‪.‬‬

‫اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻹﻗﻠﻳﻣﻲ‬
‫ﻳؤﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ ﺑطرﻳﻘﺔ‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت اﻟﻛﻠﻲ وﺑطرﻳﻘﺔ ﻏﻳر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن‬
‫ﺧﻼﻝ ﻗﻧوات ﺗﺷﻛﻝ ﻣؤﺛرات ﺧﺎرﺟﻳﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬اﻟﺗﺄﺛﻳر‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو ﻻ ﻳﻔﺎﺿﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻣن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻻ ﻳﺑرر ﻟﻧﻔﺳﻪ اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﻟﺟذﺑﻪ دون أن ﻳوﻓر اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ‬
‫‪123‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﻣن ﺧﻼﻝ‬
‫اﻟﺗﺄﺛﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫﻧﺎﻟك ﺟدﻝ ﺣوﻝ ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ أﺟزاء‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺿﻳف وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻳﺣﻔز اﻟﻧﻣو‪.‬‬
‫ﺟدوﻝ )‪(3‬‬
‫ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬
‫وﻣﻧﺎطق ﻣﺧﺗﺎرة‪2007-2004 ،‬م‬
‫)ﺑﻣﻼﻳﻳن اﻟدوﻻرات(‬
‫‪2007‬م‬ ‫‪2006‬م‬ ‫‪2005‬م‬ ‫‪2004‬م‬ ‫اﻟﻣﻧطﻘﺔ ‪ /‬اﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪13253‬‬ ‫‪8386‬‬ ‫‪10900‬‬ ‫‪10004‬‬ ‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪1756‬‬ ‫‪2915‬‬ ‫‪1049‬‬ ‫‪865‬‬ ‫اﻟﺑﺣرﻳن‬
‫‪2377‬‬ ‫‪952‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪229‬‬ ‫ُﻋﻣﺎن‬
‫‪1138‬‬ ‫‪**1786‬‬ ‫‪**1152‬‬ ‫‪**1199‬‬ ‫ﻗطر‬
‫‪123‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪240‬‬ ‫اﻟﻛوﻳت‬
‫‪24318‬‬ ‫‪18293‬‬ ‫‪12097‬‬ ‫‪1942‬‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬
‫‪42965‬‬ ‫‪32447‬‬ ‫‪26348‬‬ ‫‪14479‬‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬
‫‪72368‬‬ ‫‪61878‬‬ ‫‪44103‬‬ ‫‪23219‬‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬
‫‪1833324‬‬ ‫‪1411018‬‬ ‫‪958697‬‬ ‫‪742143‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم‬
‫‪499747‬‬ ‫‪412990‬‬ ‫‪316444‬‬ ‫‪275032‬‬ ‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‬
‫‪٪3.9‬‬ ‫‪٪4.4‬‬ ‫‪٪4.6‬‬ ‫‪٪3.1‬‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن‬
‫‪٪14.9‬‬ ‫‪٪15‬‬ ‫‪٪13.9‬‬ ‫‪٪8.4‬‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‬
‫‪٪2.3‬‬ ‫‪٪2.2‬‬ ‫‪٪2.7‬‬ ‫‪٪1.9‬‬ ‫إﺟﻣﺎﻟﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن‬
‫‪٪8.6‬‬ ‫‪٪7.9‬‬ ‫‪٪8.3‬‬ ‫‪٪5.2‬‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن‬
‫‪٪59.4‬‬ ‫‪٪52.4‬‬ ‫‪٪59.7‬‬ ‫‪٪61.4‬‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬
‫* ﺑﻳﺎﻧﺎت ﺗﻘدﻳرﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪2008‬م‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪124‬‬

‫اﻵﺛﺎر ﻏﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫‪ -1‬ﺣﺷد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎ ارت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻳﺳﺑب‬

‫وﻳﺣﻔز اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻹﺿﺎﻓﻳﺔ ﻟﻠﺗﻣوﻳﻝ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﻣس ﻓﻲ أﺳواق اﻟﻣﺎﻝ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻣن أﺟﻝ‬
‫ﺗﻛﻣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻷوﻟﻲ‪ .‬إن إﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﻣﺣﻔظﺔ اﻟﺗﻣوﻳﻝ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‬
‫اﻹﺿﺎﻓﻳﺔ ﻳﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣؤﺛرات ﺧﺎرﺟﻳﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣﺷد داﺧﻠﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫وﻟﻛن ﻗد ﻳﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳر ﻣﺎﻟﻲ ﺳﻠﺑﻲ إﻟﻰ ﺣﺷد ﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻳﻛون اﻟﻣﻌروض ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﺷﺣﻳﺢ‪ .‬ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻳﺎق ﻋﻧدﻣﺎ ﻳﺟﻠب‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ داﺧﻝ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻣﻧﺗﺟﺎ ﻣوﺟودا ﻣن ﻗﺑﻝ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ وﻗد ﻳؤدي إﻟﻰ ﺣﺷد‬
‫ﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ .‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻗﺿﺎﻳﺎ اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﻓﺈن ﻫذﻩ إذا ﻣﺎ أﺧذت ﺑﻣﻌزﻝ ﺳﻳﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻳر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت‬
‫اﻟﻛﻠﻲ‪ .‬واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻠﺣﺷد اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻳﻣﻛن أن‬
‫ﺗﻛون ﺻﺣﻳﺣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أن ﻳﺟﻠب ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻧﺗﺟﺎ ﺟدﻳدا إﻟﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف‬
‫وﻳﺧﻠق طﻠﺑﺎ ﺟدﻳدا ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ وﺳﻳطﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻣﺣﻠﻳﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ .‬أﺧﻳ ار ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻗد‬
‫ﻳﺳﺣب اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻫرة أﻳﺿﺎ ﺑﻌﻳدا ﻋن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ واﻟذي ﻳؤدي إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻳر‬
‫ﺳﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻣﺣﻠﻳﺎ وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻳﺳﺑب ﺗﺄﺛﻳر ﺳﻠﺑﻲ‬
‫إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻠﺣﺷد اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﺗراﺑط‬
‫ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣوﻳﻝ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ اﻟﺟدﻳدة‬
‫دور ً‬
‫ﻗد ﻳﻠﻌب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ًا‬
‫وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗؤدي إﻟﻰ إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ أﻋﻠﻰ وﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻫذا‬
‫ً‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف‬
‫اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ أﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻣن ﺗﻔﺎﻋﻝ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﻣﻊ‬
‫‪125‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻣوردﻳن واﻟﻌﻣﻼء اﻟﻣﺣﻠﻳﻳن وأﻳﺿﺎ ﺑواﺳطﺔ ﺗﻘﻠﻳد اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﻳن‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻳﻳن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﻳن ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت‪ .‬ﺑﻣﺎ أن اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت ﺳوف ﺗﻛون‬
‫ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ أﻓﺿﻠﻳﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻳﺔ وﺳط اﻟﻣﻧﺷﺂت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟﻛن ﻳﻛون‬
‫أﻳﺿﺎ ﻟﻬﺎ اﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﺳﻳن ﻛﻔﺎءة وﺟودة ﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣوردﻳن اﻟذﻳن ﺗﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻬم‪ ،‬ﻟذﻟك‬
‫ﻓﺈن طرﻳﻘﺔ اﻟﺗراﺑط ﻳﺗوﻗﻊ أن ﺗﻌﻣﻝ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟرواﺑط اﻟﺧﻠﻔﻳﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣدﻳد ﺧﻼف‬
‫اﻟﺗﺣوﻝ اﻟﺗﻘﻧﻲ اﻷﻓﻘﻲ أو ﺣﺗﻰ اﻟرواﺑط اﻷﻣﺎﻣﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺑﺷري‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻳر إﻳﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗطور رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺑﺷري‬
‫ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﺗدرﻳب‪ ،‬ﺗﺣوﻳﻝ اﻟﻣﻬﺎرات‪ ،‬اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺧﺑرة ﻟﻠﻌﻣﺎﻝ واﻟﻣوظﻔﻳن‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻳﻳن ﻟﻠﻣوردﻳن اﻟذﻳن ﻳﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻌﻬم ﻟذﻟك ﻳﻌﺗﻣد اﻷﺛر اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻣﻳﺔ اﻟﻛﻣﻳﺔ اﻟﻧﺳﺑﻳﺔ ﻹﻣﻛﺎﻧﻳﺔ ﻫذﻩ اﻟطرق‪ .‬وﻟﻛﻲ‬
‫ﻣﻌﻳﻧﺎ ﻣن ﻗدرة‬
‫ً‬ ‫ﺣدا‬
‫ﺗﻌﻣﻝ أداﺗﻲ اﻟﺗراﺑط اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ ورأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺑﺷري ﻓﺈن ً‬
‫اﻻﻣﺗﺻﺎص ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻣن ﺣﻳث ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﻳم ﻟﻠﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﻳﺔ اﻟﺗﺣﺗﻳﺔ‪ ،‬واﻟﺗطور اﻟﻣؤﺳﺳﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻵن ﻣﻬﻣﺔ‪ .‬ﻣﺛﻼ‪ ،‬اﻻﻓﺗﻘﺎر‬
‫إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﻳﺔ ﻣﺗطورة ﺳوف ﻳﺣرم اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ واﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻣن اﻟﺣﺻوﻝ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﻳﺔ ﻟرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﻳﻬﺎ اﻟذي ﺣﻔزت ﺑواﺳطﺔ أداة‬
‫اﻟﺗراﺑط‪ .‬وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻝ ﻓﺈن أﺳواق اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣﻝ ﺑﺷﻛﻝ ﺟﻳد ﺳوف ﺗﺳﻣﺢ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﻳص اﻟﻛفء ﻟﻠﺗﻘﻧﻳﺔ اﻟذي ﻳﺣﺳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﻌﻠﻳم اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻗد ﻳﺧﻔﻲ اﻟﺗﺣوﻝ اﻟﺳﻬﻝ ﻟﻠﻣﻬﺎرات ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻔزت ﺑواﺳطﺔ أداة رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺑﺷري‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﻓﻲ ظﻝ اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛﺎﻓﻲ ﻣن ﻗدرة اﻻﻣﺗﺻﺎص وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺄﺛﻳر‬
‫اﻟﺳﺎﻟب ﻟﻬذﻩ اﻷدوات ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻗد ﻳﻛون ﻟﻪ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف‪ .‬وﻟﻛن إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى ﻗدرة اﻻﻣﺗﺻﺎص ﻛﺎﻓﻳﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻳﻛون ﻟﻪ ﻣردود إﻳﺟﺎﺑﻲ ﻣن ﺧﻼﻝ أداﺗﻲ اﻟﺗراﺑط واﻟﻣﻬﺎ ارت ﻓﺈن‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪126‬‬

‫ذﻟك ﻗد ﻳؤدي إﻟﻰ أﺛر إﻳﺟﺎﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‪ .‬وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﻳﺔ‬
‫ﻓﺈن اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ‬
‫ﻻ ﻳﻣﻛن ﺗﺣدﻳدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧظرﻳﺔ ﻓﻘط‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﻳد ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺟرﻳﺑﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺣرص اﻟدوﻝ ﻋﻠﻰ اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ ﻛﻳﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻛﺑﻳرة ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎﻝ ﻓﻲ‬
‫دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻛﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟﻠﻣﻛﺎﺳب اﻟﻌدﻳدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻﻝ‬
‫ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟوﻓورات اﻟﺣﺟم واﻟﺗﺧﺻص اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟذي ﻳﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﻣزاﻳﺎ اﻟﻧﺳﺑﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻛﻝ دوﻟﺔ ﻣن دوﻝ اﻟﺗﻛﺗﻝ وﻫو ﻣﺎ ﻳﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻳﺔ‬
‫ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻫذﻩ اﻟدوﻝ وﻣن ﺛم زﻳﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻬﺎ وﺗوﻓﻳر اﻟﻣزﻳد ﻣن‬
‫ﻓرص اﻟﻌﻣﻝ وﺗﻘﻠﻳص ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣزاﻳﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﻳﻬﺎ ﻣن‬
‫وراء ﺗﺣﺳﻳن ﺷروط اﻟﺗﺑﺎدﻝ اﻟﺗﺟﺎري وﺗﻳﺳﻳر اﻧﺗﻘﺎﻝ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻷﻓراد ورؤوس‬
‫اﻷﻣواﻝ واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻣن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ أن وﺟود ﺳوق ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ واﻧﺗﻬﺎج ﺳﻳﺎﺳﺔ ﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج‬
‫وﻏﻳرﻫﺎ ﻣن ﺳﻳﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﺗﻌد أﻫم ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﺎﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ ﺗﺷﺟﻊ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻳﺔ ﺳواء ﺑﻳن اﻟدوﻝ اﻷﻋﺿﺎء أو‬
‫ﻣن ﺧﺎرج اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺣﻳث أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻳﻛون ﻫﻧﺎك ﺳوﻗﺎ واﺣدة‬
‫داﺧﻝ ﺟدار اﻟﺗﻌرﻳﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﻳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻳﻣﻛن أن ﺗزﻳد ﻣن اﻟﺣﺎﻓز ﻟدى‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب ﻟﻠدﺧوﻝ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﻔزة اﻟﺗﻌرﻳﻔﻳﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻌرﻳﻔﺔ اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ‬
‫اﻟﻣوﺣدة أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺗﻌرﻳﻔﺔ اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟدوﻝ ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣد ﻣن ﺗﺷوﻫﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎج داﺧﻝ دوﻝ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻳﻣﻛن أن ﻳزﻳد اﻟﻛم اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﻳﻘدﻣﻪ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻷﻋﺿﺎء ﻛﻣﺎ أن اﻟزﻳﺎدة اﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛن أن ﻳﺣدﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺟم‬
‫اﻟﺳوق ﺗﻣﻛن ﻣن زﻳﺎدة ﻛﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳواء ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻟداﺧﻠﻳﻳن أو‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﻳﻳن وﻫذا اﻷﺛر اﻟذي ﻳﻧطوي ﻋﻠﻰ أﻫﻣﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻛﺑﻳرة‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫وﻗد أدرﻛت دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس أن ﻣن أﻫم ﺷروط ﺗﺣﻘﻳق اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ ﺗﺑﻧﻲ ﺳﻳﺎﺳﺎت‬
‫ﻋﻣﻠﻳﺔ وأﻫداف واﻗﻌﻳﺔ ﻣﺗدرﺟﺔ‪ ،‬وﺣرﺻت ﻋﻠﻰ اﻟرﺑط ﺑﻳن ﺗﺣدﻳد اﻷﻫداف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻳﺔ‬
‫ووﺿﻊ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ ﻟﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ‪ ،‬وﺑﻧﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ .‬وﻳﻣﻛن إﻳﺟﺎز‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻠﻳﺔ ﻣﻧذ ﺑداﻳﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﻋﺎم ‪1981‬م ﺑﺎﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬إﻧﺷﺎء ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪1983‬م‪ ،‬ﺛم إﻗﺎﻣﺔ اﻻﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻓﻲ اﻷوﻝ ﻣن ﻳﻧﺎﻳر ‪2003‬م‪ ،‬واﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﺳﻧوﻳﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻣﻌدﻝ )‪ً (٪20‬‬
‫‪ -2‬إﻧﺷﺎء اﻟﺳوق اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷوﻝ ﻣن ﻳﻧﺎﻳر ‪2008‬م‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣوﻳﻝ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﺣدة‪ ،‬ﻋن طرﻳق ﺗﺣﻘﻳق‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻳن ﻣواطﻧﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﺗﻧﻘﻝ رؤوس اﻷﻣواﻝ‪ ،‬واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺟﻣﻳﻊ أﻧواﻋﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻣﻝ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ واﻟﺻﺣﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻋن طرﻳق ﺗﺑﻧﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺳﻳﺎﺳﺎت‬

‫واﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ واﻟﺑﻳﺋﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻌﻝ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ‬
‫اﺳﺗراﺗﻳﺟﻳﺔ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻌﻳدة اﻟﻣدى )‪2025-2000‬م(‪ ،‬واﻟﺳﻳﺎﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ‬
‫اﻟﻣوﺣدة‪ ،‬واﻟﺳﻳﺎﺳﺔ اﻟﺑﺗروﻟﻳﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪ ،‬واﻟﺳﻳﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ اﻟﻣوﺣدة‪ ،‬واﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‬
‫اﻟزراﻋﻳﺔ اﻟﻣوﺣدة‪.‬‬

‫‪ -4‬ﺗﻘرﻳب وﺗوﺣﻳد اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘواﻧﻳن واﻟﻣﻌﺎﻳﻳر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺑﻳﺋﺔ‪،‬‬

‫ﺣﻳث ﺗم ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻌﺷرات ﻣن اﻟﻘواﻧﻳن اﻟﻣوﺣدة‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻘواﻧﻳن اﻟﻣوﺣدة ﻟﻠﺟﻣﺎرك‬
‫وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق واﻟﺣﺟر اﻟزراﻋﻲ واﻟﺑﻳطري‪.‬‬

‫‪ -5‬رﺑط اﻟﺑﻧﻳﺎت اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﺑدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻻﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت‬

‫واﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﺎء‪ ،‬ﺣﻳث ﺗم إﻧﺟﺎز )‪ (٪66‬ﻣن ﻣﺷروع اﻟرﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬وﺗم‬
‫إﻧﺟﺎز دراﺳﺎت اﻟﺟدوى ﻟﻣﺷروﻋﻲ ﺷﺑﻛﺔ ﺳﻛك اﻟﺣدﻳد وﺷﺑﻛﺔ اﻟرﺑط اﻟﻣﺎﺋﻲ‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪128‬‬

‫‪ -6‬إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻣﺛﻝ ﻣﻛﺗب اﻟﺗرﺑﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻛﺗب وزراء اﻟﻌﻣﻝ‪،‬‬

‫وﻣﻛﺗب وزراء اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺧﻠﻳﺞ ﻟﻼﺳﺗﺷﺎرات اﻟﺻﻧﺎﻋﻳﺔ‪ ،‬وﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﻠﻳﺞ‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﻣﺷورة ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺟرﻳﺑﻳﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو‬
‫ﻟﻘد أﺟرﻳت دراﺳﺎت ﺗﺟرﻳﺑﻳﺔ ﻣﺗﻌددة ﺑﻬدف ﻣﻌرﻓﺔ أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻳﻣﻛن ﺗﺻﻧﻳﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﻧوﻋﻳن‪ :‬اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻫﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﻳر اﻟﺧطﻲ اﻟﻛﻠﻲ )أو ﻏﻳر اﻟﻣﺷروط( ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو وذﻟك ﺑﺗﺿﻣﻳن ﺗدﻓﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو‪ -‬اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ أو ﺗراﺟﻊ‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‪ .‬اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻫﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض أن أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو‬
‫ﻏﻳر اﻟﺧطﻲ )ﻣﺷروط( وﻳﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﻳﻌﺎﺑﻳﺔ )اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺗﺷرﻳﻌﻲ‪ ،‬اﻟﺑﻧﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﺣﺗﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻳﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﻳﺔ واﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺷﻔﺎﻓﻳﺔ واﻷﺳواق( ﻟﻠﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف‪ .‬ﻫذﻩ‬
‫اﻟدراﺳﺎت ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻣزج ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻛوﻧﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﻣن اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﻳﻌﺎﺑﻳﺔ‪ .‬اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﻳت ﺑﻐرض ﺗﻘدﻳر اﻟﺗﺄﺛﻳر اﻟﺧطﻲ‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو ﻗد أوﺟدت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﻳر ﻣﺳﺗﻘرة وﻏﻳر‬
‫واﺿﺣﺔ‪ .‬ﻟذﻟك ﻳﺑدو أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو إﻻ أن ﺑﻌض دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻟم ﺗﺳﺗﻔد ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﻘرﻳب ﻣن‬
‫ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧﻣو‪ .‬وﻋﻧدﻣﺎ ﻧرﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﻳﺎﻧﺎت ﻣﺟﻣوﻋﺔ دوﻝ‬
‫ﺟدا ً‬
‫ﻗﻳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻛﻣﻳﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟﻠس واﻟﺗﻘﺎرﻳر اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻳﻣﻛن أن ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺗدﻓﻘﺎت ﻗﻠﻳﻠﺔ ً‬
‫واﻟﻧﺳﺑﺔ إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﺎﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ واﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻷﺧرى ذات اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت‬
‫اﻷﻛﺛر ﺗﻧوﻋﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﻌﻳﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ذات أﺛر ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ اﺳﺗﻘطﺎب‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻟﻛن ﺗرﺗﻔﻊ اﻟﻧﺳﺑﺔ إذا ﻣﺎ ﻗﺎرﻧﺎﻫﺎ ﺑﻣﺟﻣﻝ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬
‫وذﻟك ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻛﺑﻳرة ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﻲ اﻟﻐﺎز واﻟﻧﻔط ]ﺟداوﻝ رﻗم )‪ (2‬و)‪(3‬‬
‫‪129‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫واﻟﺷﻛﻝ رﻗم )‪ .[(1‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺳﻧوﻳﺔ اﻟواردة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﻳﺔ ﻣن ﺗﻛوﻳن إﺟﻣﺎﻟﻲ رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ دوﻝ‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻔﺎوت ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻟﻳس ﻫﻧﺎﻟك ﻣﻘﻳﺎس واﺣد ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻝ‬
‫ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻋﺑر ﻓﺗرة زﻣﻧﻳﺔ ﻣﺣددة ]اﻧظر اﻟﺷﻛﻝ )‪.[(2‬‬
‫ﺷﻛﻝ )‪(1‬‬
‫ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ‪2003-1988‬م‬

‫اقتصاديات‬
‫الدول‬
‫العربية‬
‫األكثر تنوعا‬
‫دول مجلس‬
‫التعاون‬
‫الخليجي‬

‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ )‪2004‬م(‪.‬‬

‫ﺷﻛﻝ )‪(2‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟداﺧﻠﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت‬

‫البحرين‬

‫قطر‬

‫االمارات العربية المتحدة‬

‫المملكة العربية السعودية‬

‫عمان‬

‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﻏرﻓﺔ ﺗﺟﺎرة وﺻﻧﺎﻋﺔ دﺑﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﻳﺎﻧﺎت وﺣدة اﻹﻳﻛوﻧوﻣﻳﺳت ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪130‬‬

‫ﻳوﺿﺢ ﺷﻛﻝ رﻗم )‪ (1‬ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﺳﻧوﻳﺔ اﻟواردة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬

‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﻳﺔ ﻣن ﺗﻛوﻳن إﺟﻣﺎﻟﻲ رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة‬
‫)‪1997‬م‪2006-‬م(‪ .‬ﺧﻼﻝ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة‪ ،‬ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺗدﻓق اﻟﺳﻧوي‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟداﺧﻠﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﺗﻛوﻳن إﺟﻣﺎﻟﻲ رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت‬
‫)‪ (٪31‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺣرﻳن‪ (٪26) ،‬ﻟﻘطر‪ (٪17) ،‬ﻟﻺﻣﺎرات وأﻗﻝ ﻣن )‪ (٪1‬ﻟﻠﻛوﻳت‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻳوﺿﺢ اﻟﺷﻛﻝ )‪ (2‬أن اﻟﺑﺣرﻳن وﻗطر ﻛﺎﻧﺗﺎ ﺗﺗﻔوﻗﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎرات ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة‬
‫)‪2003-1997‬م(‪ ،‬ﻟﻛن وﻣﻧذ ‪2004‬م ظﻠت اﻹﻣﺎرات ﺗﺗﻔوق ﻋﻠﻳﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫اﺳﺗﻣر ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻧذ‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻧﺟد أن ﻧﺳﺑﺔ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺻدرة اﻟرﺋﻳﺳﻳﺔ ﻟﻠﻧﻔط ﺑدأت ﻓﻲ‬
‫ﻧظر ﻟﻠزﻳﺎدة اﻟﻛﺑﻳرة ﻓﻲ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺧﻼﻝ اﻟﺳﻧوات‬
‫اﻻرﺗﻔﺎع ًا‬
‫اﻟﻘﻠﻳﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﻳﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ واﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت )‪ (٪30‬ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2007‬م وﻓﻲ‬
‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﺻﻠت إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ )‪ ،(٪27‬وﻓﻲ ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ﺑﻠﻐت‬
‫اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺣواﻟﻲ )‪ .(٪40‬ﻓﻲ ﺣﻳن ظﻠت ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣن ﻗطر )‪(٪5‬‬
‫واﻟﻛوﻳت )أﻗﻝ ﻣن ‪ (٪1‬وﻋﻣوﻣﺎ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ اﻧﺧﻔﺿت ﻓﻲ ﻋﺎم ‪2007‬م ]اﻧظر اﻟﺟدوﻝ‬
‫رﻗم )‪.[(4‬‬
‫‪131‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﺟدوﻝ )‪(4‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﺗﻛوﻳن رأس اﻟﻣﺎﻝ اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬
‫)‪2007-1992‬م(‬
‫‪-1997‬‬
‫‪1998‬م ‪1999‬م ‪2000‬م ‪2001‬م ‪2002‬م ‪2003‬م ‪2006‬م ‪2007‬م‬ ‫اﻟدوﻟﺔ‬
‫‪1992‬م‬
‫‪44.7‬‬ ‫‪92.2‬‬ ‫‪50.4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪33.8‬‬ ‫‪50.5‬‬ ‫‪20.7 ٪72.9‬‬ ‫اﻟﺑﺣرﻳن‬
‫‪5.4‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫ﻗطر‬
‫‪26.7‬‬ ‫‪30.4‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪3.9-‬‬ ‫‪7.8-‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫اﻹﻣﺎرات‬
‫‪30.1‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.9-‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪5.7-‬‬ ‫‪2.5-‬‬ ‫‪14.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬
‫‪39.7‬‬ ‫‪30.4‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دوﻟﺔ اﻟﻛوﻳت‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪2008‬م‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ارﺗﻔﺎع ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﺧﻼﻝ‬
‫اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﻳﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻳﺟب ﻣﻼﺣظﺔ ﻣﺣدودﻳﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت‬
‫ﺧﺎرج ﻗطﺎع اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز‪ .‬إن أﻫﻣﻳﺔ ﺗواﺟد ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻳﺗﻌدى ﺗوﻓﻳر اﻟﻣوارد‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ إﻟﻰ ﺟﻠب ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﺟدﻳدة‪ ،‬أﺳﺎﻟﻳب إدارة ﺣدﻳﺛﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻋن طرﻳق ﺳﻳطرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﻳﺔ ﺗﺳﺗطﻳﻊ أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﺳﻳن‬
‫اﻟﺟودة ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ وﺗوﻓﻳر ﻣﻧﺎﻓذ ﻟﻠﺗﺻدﻳر ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ أﺧرى؛ اﻷﻣر اﻟذي ﻳؤدي إﻟﻰ‬
‫زﻳﺎدة اﻟﺻﺎدرات‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﺳﻳطرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻳؤدي إﻟﻰ رﺑط‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺟﻳﺔ اﻟﻣﺳﺗﺿﻳﻔﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻷﻣر اﻟذي ﻳدﻓﻊ ﻧﺣو‬
‫اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ ﺑﻳن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ‬

‫واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﻣدى أﻫﻣﻳﺔ ﺗدﻓق ﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣدى‬
‫اﻷﺛر اﻟذي ﻳﺣﻘﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﻳف ﻟﻬذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺈن اﻷرﻗﺎم ﺑﺎﻟﺟدوﻝ‬
‫رﻗم )‪ (5‬ﺗﺷﻳر إﻟﻰ أن أﻛﺑر اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت ﺗﺣﻘﻘت ﻓﻲ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة )إﻣﺎرة دﺑﻲ( وﻫﻲ ﻏﻳر ﻣﺻدرة رﺋﻳﺳﻳﺔ ﻟﻠﻧﻔط‪ ،‬ﺣﻳث ﺗﻌدت ﻧﺳﺑﺔ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪132‬‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ )‪ (٪65‬ﻟﻌﺎم ‪2007‬م ﻓﻲ‬
‫ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن و)‪ (٪25‬ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﻳث ﺗوﺟد إﻣﺎرة دﺑﻲ‪.‬‬
‫ﺟدوﻝ )‪(5‬‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ )‪2007-1980‬م(‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫‪2000‬م ‪2002‬م ‪2003‬م ‪2007‬م‬ ‫‪1980‬م ‪1985‬م ‪1990‬م ‪1995‬م‬ ‫اﻟدوﻟﺔ‬
‫‪65.9‬‬ ‫‪72.4‬‬ ‫‪73.7 74.1‬‬ ‫‪41.1 13 10.9‬‬ ‫‪٪2‬‬ ‫اﻟﺑﺣرﻳن‬
‫‪10.7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16.3 10.8‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫ﻗطر‬
‫‪25.5‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪4.1 2.2‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫اﻹﻣﺎرات‬
‫‪20.2‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪13.5 13.8‬‬ ‫‪17.5 21.5 25.2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬
‫‪14.7‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪12.9 12.5‬‬ ‫‪16 16.4 12‬‬ ‫ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ‪8.1‬‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اﻟﻛوﻳت‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪2008‬م‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷداء دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ذﻟك وطﺑﻘﺎ ﻟﺗﺻﻧﻳف ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻝ ﺣﺳب اﻷداء اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ واﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬ﺻﻧﻔت‬
‫اﻟﺑﺣرﻳن وﻗطر واﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣراﻛز ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﻳث ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄداء ﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣرﺗﻔﻊ وﻛذﻟك‬
‫ﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺄداء ﻣرﺗﻔﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ .‬وﻗد ﺻﻧﻔت اﻟﻛوﻳت وﻋﻣﺎن‬
‫واﻟﺳﻌودﻳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ذات أداء أﻗﻝ ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ وﻳﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﻫﻧﺎﻟك ﺗوﻗﻌﺎت ﻛﺑﻳرة‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻛن أداءﻫﺎ اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣﻧﺧﻔض ]أﻧظر اﻟﺟدوﻝ)‪[(6‬‬
‫ﺟدوﻝ )‪(6‬‬
‫اﻷداء اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ واﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬
‫أداء ﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣﻧﺧﻔض‬ ‫أداء ﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣرﺗﻔﻊ‬
‫ﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن؛ ﻗطر؛ اﻹﻣﺎرات اﻟﻛوﻳت؛ ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن؛ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ‬
‫ﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺄداء ﻣرﺗﻔﻊ‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬ ‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫__________‬ ‫_________‬ ‫ﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺄداء ﻣﻧﺧﻔض‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬ﺗﻘرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻧﻣوذج اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺗﺣدﻳد وﺗﻌرﻳف اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ‬
‫اﻟﻔرﺿﻳﺎت اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ )ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻣﺗوﺳط دﺧﻝ اﻟﻔرد ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس( ﺣﻳث‪:‬‬
‫‪ 0= H0‬ﻳﻣﺛﻝ اﻟﻔرض اﻟﻌدم ﺣﻳث ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻟﻣﺗﻐﻳرﻳن اﻟﺳﺎﺑﻘﻳن‪.‬‬
‫‪ 0 ≠ H1‬ﻳﻣﺛﻝ اﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ ﺣﻳث ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻟﻣﺗﻐﻳرﻳن اﻟﺳﺎﺑﻘﻳن‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ودرﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي )ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﺗدﻓق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس(‪.‬‬
‫‪ 0=H0‬ﻳﻣﺛﻝ اﻟﻔرض اﻟﻌدم ﺣﻳث ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻟﻣﺗﻐﻳرﻳن اﻟﺳﺎﺑﻘﻳن‪.‬‬
‫‪ 0 ≠ H1‬ﻳﻣﺛﻝ اﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ ﺣﻳث ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻟﻣﺗﻐﻳرﻳن اﻟﺳﺎﺑﻘﻳن‪.‬‬

‫ﺻﻳﺎﻏﺔ اﻟﻧﻣوذج‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻳﺗم اﺳﺗﺧدام ﻧﻣوذج ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻟداﺧﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﻧﻣوذج‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣن طرف )‪ (Marouan Alaya‬ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻟﻌﻼﻗﺔ وأﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠت ﺑﻌض دوﻝ ﺟﻧوب اﻟﻣﺗوﺳط وذﻟك ﻋﺎم‬
‫‪2006‬م وﻗد ﺗﻣت ﺗﻠك اﻟدراﺳﺔ ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة )‪2002-1975‬م(‪ ،‬وﻳﺗﻛون ﻣن ﺛﻼث‬
‫ﻣﻌﺎدﻻت اﺛﻧﺎن ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﻳث أن ﻛﻝ ﻋﻧﺻر ﻳؤﺛر وﻳﺗﺄﺛر‬
‫ﻣﻊ ﺑﻘﻳﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى وﻗد ﺟﺎء اﻟﻧﻣوذج ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛﻝ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫= ‪G(t) = α + β1 ∆ FDI + β2 ∆ Tintra. + β3 ∆ X + ε (1) Tintra = f (FDI) (2)X‬‬

‫)‪f (FDI) …… (3‬‬
‫ﺣﻳث‪:‬‬
‫)‪ = G(t‬ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻻﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ = α‬ﺛﺎﺑت‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪134‬‬

‫‪ = β3 ، β2 ، β1‬ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺗﻐﻳرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳس ﺣﺟم واﺗﺟﺎﻩ ﻋﻼﻗﺔ‬

‫ﻛﻝ ﻣﺗﻐﻳر ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﻳر اﻟﺗﺎﺑﻊ‪.‬‬
‫‪ = FDI‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪.‬‬
‫‪ = Tintra‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ = X‬اﻟﺻﺎدرات‪.‬‬

‫‪ = ε‬اﻟﺑواﻗﻲ )أي اﻟﻌواﻣﻝ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻳﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو‬
‫اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻧﻣو اﻟداﺧﻠﻲ واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ رﻗم )‪ (1‬واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد وﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛون‬
‫ﻣن ﻣﺗﻐﻳرات داﺧﻠﻳﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺧﻳرة ﺗﺗﺣدد ﺑﻣﺗﻐﻳرات أﺧرى ﺧﺎرﺟﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑدورﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺣﻳث أن ﻣﺗﻐﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﺗواﺟد ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺛﻼث وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﻳؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ‬
‫اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬وﺗﺗﻛون اﻟﻌﻳﻧﺔ ﻣﺣﻝ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺳﺗﺔ دوﻝ ﻫﻲ‬
‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ‪ ،‬ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬دوﻟﺔ اﻟﻛوﻳت‪،‬‬
‫دوﻟﺔ ﻗطر واﻟﺑﺣرﻳن أﻣﺎ ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ﻓﺗﻣﺗد ﻣن )‪2009-1996‬م( وذﻟك اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗواﻓر اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﻳرات اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﺧﻼﻝ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة‪.‬‬

‫وﻻﺧﺗﺑﺎر ﻓرﺿﻳﺔ اﻟﻌدم )‪ (H0‬أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ )ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻣﺗوﺳط دﺧﻝ اﻟﻔرد(‬
‫واﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ )‪ (H1‬اﻟذي ﻳﺷﻳر إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ )ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻣﺗوﺳط دﺧﻝ اﻟﻔرد(‬
‫ﻓﻘد ﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪ (1‬ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﻗد أظﻬر اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ‬
‫ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣزم اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬
‫‪135‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﺗوﺻﻳف اﻟﻧﻣوذج‬
‫ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺣدار اﻟﺧطﻲ اﻟﺑﺳﻳط ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫‪Gt = 278.6 + 0.046 X + 0.14 FDI‬‬ ‫وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ واﻟﺻﺎدرات‪:‬‬
‫)‪(0.104) (3.730‬‬
‫ﺟدوﻝ )‪(7‬‬
‫اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﻳرات‬
‫‪6553.4‬‬
‫)‪(1.857‬‬ ‫اﻟﺛﺎﺑت‬
‫‪937 .0‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫)‪*(9.299‬‬
‫‪0.821‬‬
‫)‪*(4.988‬‬ ‫اﻟﺻﺎدرات‬
‫‪0.919‬‬ ‫)‪(R2‬‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣﻌدﻝ‬
‫‪49.97‬‬ ‫اﺧﺗﺑﺎر ف )‪(F‬‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪.(1‬‬

‫ﻣﻼﺣظﺎت‬
‫‪ -1‬اﻟﻣﺗﻐﻳر اﻟﺗﺎﺑﻊ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻘﻳم ﺑﻳن اﻷﻗواس ﺗﻣﺛﻝ ﻧﺳﺑﺔ – ت‪.‬‬
‫‪ * -3‬ذو دﻻﻟﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﻳﺔ )‪.(٪1‬‬

‫اﻟﺟدوﻝ رﻗم )‪ (7‬ﻳﺳﺟﻝ ﺗﻘدﻳرات طرﻳﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت اﻟﺻﻐرى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﺛﻳر‬

‫اﻟﺧطﻲ اﻟﻐﻳر ﻣﺷروط ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو ﺑﺗﺿﻣﻳن ﺗدﻓﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﻣو‪ ،‬ﺣﻳث اﻷرﻗﺎم داﺧﻝ اﻷﻗواس ﺗﻣﺛﻝ ﻧﺳﺑﺔ‪ -‬ت ﻟﻠﻣﺗﻐﻳرات اﻟﻣﻘدرة‪ .‬ﻧﻼﺣظ ﻣن‬
‫اﻟﺟدوﻝ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺣدار ذات ﺟوﻫرﻳﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﻳﺔ )‪ .(٪1‬ﻣﻌﺎﻣﻝ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ذو ﻣﻌﻧوﻳﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى )‪ (٪1‬وﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ‬
‫ﺑﻳﻧﻪ وﺑﻳن ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس وﻣرﺑﻊ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪136‬‬

‫ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣﻌدﻝ )‪ (0,919‬وﻫذا ﻳﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﻌظم اﻷدﺑﻳﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻝ‬

‫ﺣﻳث أن )‪ (٪91‬ﻣن ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻳﺳﺑﺑﻪ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬ﻟﻛن ﻣﺎ ﻳزاﻝ ﺗﺄﺛﻳر اﻟﺻﺎدرات ﻓﻲ ﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺿﻌﻳف إذا ﻣﺎ أﺧذﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن أن اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻳﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬وﺑذﻟك ﻳﺗم ﻗﺑوﻝ اﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ ورﻓض اﻟﻔرض اﻟﻌدم‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﻳﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم ﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﺗﻐﻳرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺗﺎح‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺗرﺟﻣﻪ اﺗﻔﺎﻗﻳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ واﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﺗﺣﻘﻳق اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻷﻓﺿﻝ ﻟﻠﻣﻌﻳﺷﺔ ﻣن ﺧﻼﻝ اﻻﺳﺗﻐﻼﻝ اﻷﻣﺛﻝ ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﻳﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻳﺋﺔ اﻟطﺑﻳﻌﻳﺔ وﺗﻧﻣﻳﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣن اﻟﻣﺗﻐﻳرات‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ اﻟﻌﻣﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻟﺑطﺎﻟﺔ ٕواﺗﺎﺣﺔ اﻟﻣزﻳد ﻣن ﻓرص اﻟﻌﻣﻝ‪،‬‬
‫واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﻳﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗطورات اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‬
‫ﻟﺗﺣﺳﻳن ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ وﺗﻧوﻳﻊ وﺗطوﻳر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﻳﺔ ﻟﻛﺳب‬
‫اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ‪ .‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﻳرات ﺗﻣﺛﻝ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺿﻊ أﻣﺎم اﻟدوﻝ ﺗﺣدﻳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻣﺗﻌﺎظﻣﺔ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﺳﻳر أن ﺗواﺟﻬﻬﺎ دوﻟﺔ‬
‫ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﻣﻣﺎ ﺣدى ﺑﺎﻟﻣﺗﺧﺻﺻﻳن أن ﻳﺻﻔوا اﻟﻌﺻر اﻟراﻫن ﺑﻌﺻر اﻟﺗﻛﺗﻼت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ أو اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﺗﻼت ﺗﻣﺛﻝ اﻟﺳﺑﻳﻝ‬
‫اﻻﺳﺗراﺗﻳﺟﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣدﻳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻐﻳرات وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺑرز أﻫﻣﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪ .‬إن اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﺳﺎرت ﻧﺣوﻫﺎ دوﻝ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﺣﻘﻳق ﺗﻛﺎﻣﻠﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﻣوﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗوﻗﻳﻌﻬﺎ ﻓﻲ أواﺧر ﻋﺎم ‪1981‬م واﻟﺗﻲ ﺟددت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم‬
‫‪2001‬م أي ﺑﻌد ﻋﻘدﻳن ﻣن اﻟزﻣﺎن ﺗم ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻧﺟﺎز اﻟﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﺧطوات اﻟراﻣﻳﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺗﺣﻘﻳق ﺗﻛﺎﻣﻝ ﻫذﻩ اﻟدوﻝ وﺳوف ﻧﺳﺗﻌرض ﻣدى ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫‪137‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺗﺣﻔﻳز ﻫذا اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ وذﻟك ﺑﺗﻧﺎوﻝ ﻣﺗﻐﻳرﻳن ﻣن ﻣﺗﻐﻳرات اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس واﻟﺗﻧوع اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻳﻣﺛﻠﻪ‬
‫ﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺗﻧوع اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪.‬‬

‫أ – اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﺣﻘق اﻟﺗﺑﺎدﻝ اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳن دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﺧطوات ﻣﺗﻘدﻣﺔ وﻗد‬
‫ﺳﺎﻫﻣت ﺟﻬود اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻧﺳﻳق واﻟﺗﻲ أﺛﻣرت ﻋن ﻗﻳﺎم اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺑﻳن ﻫذﻩ‬
‫ﻗﻳﺎﺳﺎ ﺑﻛﺛﻳر ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟدوﻝ ﺧﻼﻝ ﻓﺗرة زﻣﻧﻳﺔ ﻗﺻﻳرة ً‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧطﻘﺔ وﻗد اﻧﻌﻛﺳت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت ﻓﻲ ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻟدوﻝ‬
‫اء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت ذات اﻟﻣﻧﺷﺄ اﻟوطﻧﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﺧﻼﻝ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻧوات وذﻟك ﺳو ً‬
‫اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﻳن ﻫذﻩ اﻟدوﻝ أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠواردات واﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ذات اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ واﻷﺟﻧﺑﻳﺔ وﺳوف ﻧﺗﻧﺎوﻝ ﻣن ﺧﻼﻝ‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪ (1‬ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪.‬‬
‫)‪Tintra = f (FDI‬‬
‫‪Tintra = α + β1 FDI‬‬

‫ﻣن ﺧﻼﻝ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد وﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺳت واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻔﺗرة ﻣن )‪2009-1996‬م( وذﻟك‬
‫اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﻳرات اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﺧﻼﻝ ﺗﻠك‬
‫اﻟﻔﺗرة وﻻﺧﺗﺑﺎر ﻓرﺿﻳﺔ اﻟﻌدم )‪ (H0‬أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ودرﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس )ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻣﻌدﻝ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس( واﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ )‪ (H1‬اﻟذي ﻳﺷﻳر إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻳن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ودرﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس )ﻣﻘﺎﺳﺎ‬
‫ﺑﻣﻌدﻝ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس( ﻓﻘد ﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪(1‬‬
‫ﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ ﺑﻳن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ودرﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪138‬‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس وﻗد أظﻬر اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣزم اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺟدوﻝ رﻗم )‪(8‬‬
‫اﻟﺗﺣﻠﻳﻝ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬ ‫اﻟﻣﺗﻐﻳرات‬
‫‪13.454‬‬
‫)‪(10.313‬‬ ‫اﻟﺛﺎﺑت‬
‫‪0.983‬‬
‫)‪*(18.355‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫‪0.963‬‬ ‫)‪(R2‬‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻣﻌدﻝ‬
‫‪336.89‬‬ ‫اﺧﺗﺑﺎر ف )‪(F‬‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪(1‬‬

‫ﻣﻼﺣظﺎت‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻣﺗﻐﻳر اﻟﺗﺎﺑﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻳس درﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻘﻳم ﺑﻳن اﻷﻗواس ﺗﻣﺛﻝ ﻧﺳﺑﺔ – ت‪.‬‬
‫‪ * -3‬ذو دﻻﻟﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﻳﺔ )‪.(٪1‬‬

‫اﻟﺟدوﻝ رﻗم )‪ (8‬ﻳﺳﺟﻝ ﺗﻘدﻳرات طرﻳﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت اﻟﺻﻐرى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺄﺛﻳر‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬
‫ﺑﺗﺿﻣﻳن ﺗدﻓﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌدﻝ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬ﺣﻳث اﻷرﻗﺎم داﺧﻝ‬
‫اﻷﻗواس ﺗﻣﺛﻝ ﻧﺳﺑﺔ‪ -‬ت ﻟﻠﻣﺗﻐﻳرات اﻟﻣﻘدرة‪ .‬ﻧﻼﺣظ ﻣن اﻟﺟدوﻝ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﻧﺣدار‬
‫ذات ﺟوﻫرﻳﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﻳﺔ )‪ .(٪1‬ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ذو‬
‫ﻣﻌﻧوﻳﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى )‪ (٪1‬وﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻳﻧﻪ وﺑﻳن درﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻘﺎﺳﺎ ﺑﻣﻌدﻝ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس وﻣرﺑﻊ ﻣﻌﺎﻣﻝ اﻻرﺗﺑﺎط‬
‫اﻟﻣﻌدﻝ )‪ (0,963‬وﻫذا ﻳﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﻌظم اﻷدﺑﻳﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎﻝ ﺣﻳث أن )‪(٪96‬‬
‫‪139‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻣن درﺟﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻳﺳﺑﺑﻪ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ..‬وﺑذﻟك ﻳﺗم‬
‫ﻗﺑوﻝ اﻟﻔرض اﻟﺑدﻳﻝ ورﻓض اﻟﻔرض اﻟﻌدم‪.‬‬

‫ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرة ﺧﻼﻝ اﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‪،‬‬
‫ﻧﻼﺣظ ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ وﻟﻛن ﺑﻣﻌدﻝ ﻗﻠﻳﻝ ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ ﻧﻣو ﺗﺟﺎرة اﻟواردات اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻝ وﻟﻛن ﺑﻣﻌدﻻت ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗراوﺣت ﺑﻳن )‪ (٪17,7‬ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة )‪-2000‬‬
‫‪2003‬م(‪ .‬وذﻟك ﻣﺎ ﺗوﺿﺣﻪ إﺣﺻﺎءات اﻟﺟدوﻝ رﻗم )‪ (9‬اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻳر إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻘﻳﺔ دوﻝ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﺣﻳث‬
‫ﻧﻼﺣظ اﺳﺗﻘرار ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻧد ﻣﻌدﻝ )‪ (٪8‬ﺗﻘر ًﻳﺑﺎ ﻣن‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدوﻝ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻳﺷﻳر إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻛﺑﻳر ﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ )‪ (٪92‬ﺣﺳب ﻫذا اﻟﺟدوﻝ‪،‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﻳﻌﻧﻲ ﺿﻌف اﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻳن دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس وﻫذا ﻳؤﻛد ﻋدم ﺗﻧوع‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﺣﻳث أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻣن ﺧﺎرج دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬
‫اﻋﺗﻣﺎدا ﻛﺑﻳ ار ﻣﻣﺎ ﻳﺷﻳر إﻟﻰ ﺿﻌف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻧوﻳﻊ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت اﻟﻣﺟﻠس ﺣﻳث ﻳﻣﻛن أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ وزﻳﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻳﺣﺻﻝ ﻓﻲ دوﻝ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺣﻳث وﺻﻠت اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ اﻻﺗﺣﺎد إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن )‪ (٪50‬وﻗد ﻳﻌود اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻧد ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﻳﺎق ‪ -‬اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻊ ﺑﻘﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟم‪ -‬إﻟﻰ‬
‫ﻋدة أﺳﺑﺎب أﺧرى أﺑرزﻫﺎ وﺟود ﺑﻌض اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﺄﺟﻳﻝ ﺑدء ﺗطﺑﻳق‬
‫اﺗﻔﺎﻗﻳﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ‪2007‬م ﺑدﻻً ﻋن ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ‪2005‬م‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪140‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم )‪(9‬‬

‫ﺗطور اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ﻟدوﻝ اﻟﻣﺟﻠس )ﻣﻠﻳون دوﻻر(‬
‫اﻟﺻﺎدرات‬ ‫اﻟواردات‬
‫‪ ٪‬اﻟﻣﺟﻣوع‬ ‫ﻋﺎﻟﻣﻳﺔ‬ ‫‪٪‬‬ ‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﻳﻧﻳﺔ‬ ‫اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ‪ ٪‬اﻟﻌﺎﻟﻣﻳﺔ ‪٪‬‬
‫‪94079‬‬ ‫‪87222‬‬ ‫‪6857 76285‬‬ ‫‪70584‬‬ ‫‪5701 2000‬‬
‫‪88264 -6 81868 -7 6396 85186‬‬ ‫‪12 78834 11 6352 2001‬‬
‫‪91670 3 83934 21 7736 88095‬‬ ‫‪2 80692 17 7402 2002‬‬
‫‪115338 26 105685 25 6953 103068‬‬ ‫‪18 95142 7 7926 2003‬‬
‫‪181646 60 169414 27 12232 131603‬‬ ‫‪26 119565 52 12038 2004‬‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ .‬اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ "اﻟﻧﺷرة اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬اﻷﻋداد ‪،13‬‬ ‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ‬
‫‪."15 ،14‬‬

‫ب‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﻧوع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس‬

‫إن ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﻳﺟﻌﻝ اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫واﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ دون ﺟدوى اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻣن ﺣﻳث ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻛﻠﻔﺔ واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‪ ،‬أي أن‬
‫ﻣﻌظم اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛﻝ ﻛﺑﻳر ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد اﻟﻧﻔط ﺣﻳث أن ﻣﻌظم‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻧﺻب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع وﻣﻌظم اﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻳﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻓﺈن اﻟﻌواﺋد اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻳﺔ ﻏﻳر واردة وﺗﻧوﻳﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺎت أﻳﺿﺎ ﺿﻌﻳف‬
‫]اﻧظر اﻟﺟدوﻝ رﻗم )‪ [(10‬ﺣﻳث ﻧﻼﺣظ ﺗﻣرﻛز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ دوﻝ )اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ‪ ،‬اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن( ﻓﻲ‬
‫ﻗطﺎع اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﺑﺗروﻝ واﻟﻐﺎز وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ )‪ (٪48,5) ،(٪54‬و)‪ (٪47‬ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ‪،‬‬
‫واﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺣﻳث ﺗﻣرﻛز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت وﺑﺎﻷﺧص اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ واﻟذي ﻳﺳﺗوﻋب ﺣواﻟﻲ )‪ (٪72‬ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن واﻟﺗﻲ ﻻ‬
‫ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣوارد ﻧﻔطﻳﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻛﻣﺎ أن ﺗﺑﻌﻳﺔ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس اﻗﺗﺻﺎدﻳﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻻ‬
‫ﺗﺟﻌﻝ ﻣن ﻛﻝ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ ﺑﻳن دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ذات أي ﻗﻳﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔَ‪،‬‬
‫ﻷن ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﺗﺳﺗورد ﻣﻌظم ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻟﻳس ﻟدﻳﻬﺎ أي ﻣﻧﺗﺟﺎت‬
‫ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻳﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض‪.‬‬
‫ﺟدوﻝ رﻗم )‪(10‬‬
‫‪141‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺳب ﻧوع اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‬

‫ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﻳن‬ ‫ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن‬ ‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ‬
‫)‪(2002-2001‬‬ ‫)‪(2003‬‬ ‫)‪(2004‬‬ ‫)‪(2005-2003‬‬
‫ﺻﻧﺎﻋﺎت وطﺎﻗﺔ‬
‫اﻟﺑﺗروﻝ واﻟﻐﺎز واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‬ ‫)‪ (٪54‬وطﺎﻗﺔ‪ ،‬م وطﺎﻗﺔ‪،‬‬
‫ﺻﻧﺎﻋﺎت‬ ‫ﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫)‪(٪33+ ٪47‬‬ ‫ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﺣوﻳﻠﻳﺔ‪ ،‬ﺗزوﻳد‬
‫ﻣﺎء وﻛﻬرﺑﺎء )‪(٪48.5‬‬
‫أﺧرى‬ ‫أﺧرى‬ ‫أﺧرى‬ ‫ﻋﻘود‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﺟﻣﻠﺔ‬ ‫ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ واﻟﻣﻔرق‪،‬‬
‫ﺗﺟﺎرة‬ ‫ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ واﻟﻣﻔرق‬
‫وﻣﻔرق‬ ‫ﺻﻳﺎﻧﺔ ﻣﺣرﻛﺎت وﺑﺿﺎﺋﻊ‬
‫ﻣطﺎﻋم وﻓﻧﺎدق‬ ‫ﻣطﺎﻋم وﻓﻧﺎدق‬
‫ﻣواﺻﻼت‪ ،‬ﻣﺧزون‬ ‫ﻣواﺻﻼت وﺗﺧزﻳن‬
‫ﻣواﺻﻼت واﺗﺻﺎﻻت‬
‫واﺗﺻﺎﻻت‬ ‫اﻻﺗﺻﺎﻻت‬
‫ﺧدﻣﺎت ﻣﺎﻟﻳﺔ‪،‬‬
‫ﺧدﻣﺎت ﻣﺎﻟﻳﺔ‬
‫ﺑﻧوك وﺗﺎﻣﻳن‬ ‫اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ‬ ‫ﺧدﻣﺎت ﻣﺎﻟﻳﺔ‬
‫وﺑﻧﻛﻳﺔ‬
‫)‪(٪72‬‬
‫ﻋﻘﺎرات‪ ،‬ﺗﺄﺟﻳر وﺧدﻣﺎت‬
‫ﻋﻘﺎرات‬ ‫ﻋﻘﺎرات واﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ‬
‫اﻷﻋﻣﺎﻝ ﺗﺷﻣﻝ اﻟﺗﻌﻠﻳم‪،‬‬
‫ﻋﻘﺎرات‬ ‫ٕواﻧﺷﺎءات‬ ‫اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳم‬
‫اﻟﺗدرﻳب‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬ﺧدﻣﺎت‬
‫وﻣﻧﺎﻓﻊ أﺧرى‬ ‫واﻻﻧﺷﺎءات‬
‫اﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ وﻋﻘود ﻣؤﻗﺗﺔ‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ ،ESCWA :‬ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺢ ﻋﻘد ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ اﻟﺳﻌودﻳﺔ ﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻳﻊ‪.‬‬

‫اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪:‬‬

‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟدور اﻟﻬﺎم اﻟذي ﻳﻘوم ﺑﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺗﺣﻔﻳز‬
‫اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧـﻼﻝ اﺳﺗﻔﺎدة ﺗﻠك اﻟدوﻝ ﻣن اﻟﻣزاﻳﺎ‬
‫ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻳواﺟﻪ ﺑﺎﻟﻌدﻳد ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗدﻓق اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﻗﻳﺎم‬

‫‪ً -1‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن ﺑﺎﺳﺗﻳراد ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن اﻟﺧﺎرج‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ ﻋدم ﺗواﻓرﻫﺎ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪142‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻰ‪ ،‬أو أﻧﻬﺎ ذات ﺟودة أﻗﻝ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺛﻳﻼﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺧﺎرج‪ .‬وﻳﺗرﺗب‬
‫ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻳزان اﻟﺗﺟﺎري‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق زﻳﺎدة ﻓﺎﺗورة اﻟواردات‪ ،‬وﻳﻧﻌﻛس ذﻟك ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟزﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟواردات ﺗﻔوق ﻣﺎ ﻳﺿﻳﻔﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺻﺎدرات‪ .‬وﻳزداد اﻷﺛر ﺳو ًءا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗدرة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﻳﻝ‬
‫ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻳزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻛﻛﻝ‪.‬‬
‫أﻣواﻟﻬم إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻳؤﺛر ً‬
‫‪ -2‬ﻗد ﻳؤدى اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ ﺗﻧﺎﻗص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻰ أو‬
‫ﻣزاﺣﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻰ )‪ (Crowding Out‬ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺑدﻻ ﻣن أن‬
‫ﻳﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ )‪ (Crowding In‬ﻣزﻳد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺷﻛﻝ اﻟذي ﻳﺣد‬
‫ﻣن ﺗﺄﺛﻳرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻝ‪ .‬وﺗﺣدث اﻟﻣزاﺣﻣﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻣوﻳﻝ‬
‫ﺟزء ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻰ و‪/‬أو ﺑﺳﺑب‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻳن ﺷرﻛﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺣﻳث ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﻘص اﻟﻣدﺧرات ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻰ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪ .‬وﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﺧروج ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ اﻟﻐﻳر ﻗﺎدرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻣود أﻣﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‪ .‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻳﻣﻛن ﻗﺑوﻟﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﺣﻝ ﺟداﻝ‪ .‬إذ أن ﺧروج اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ اﻟﻐﻳر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻳﻛون ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻝ اﻟطوﻳﻝ‪ .‬إذ أن ذﻟك ﻗد‬
‫ﻳﺷﺟﻊ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺿﻌﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﻳن أوﺿﺎﻋﻬﺎ واﻟدﺧوﻝ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻣرة‬
‫أﺧرى‪ ،‬وﻳؤدى ذﻟك إﻟﻰ ﻣزﻳد ﻣن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻳﺗوﻗف اﻟدور اﻹﻳﺟﺎﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‬

‫)ﻣن ﺧﻼﻝ ﻧﻘﻝ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ( ﻋﻠﻰ ﻣدى ظروف ٕواﻣﻛﺎﻧﻳﺎت ﺗﻠك اﻟدوﻝ‪،‬‬
‫ﻣﺛﻝ ﺗواﻓر ﺑﻧﻳﺔ أﺳﺎﺳﻳﺔ ﻗوﻳﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﻳق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺣدﻳﺛﺔ واﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن‬
‫زﻳﺎدة اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟﺗطوﻳر‪ .‬ﻛذﻟك ﻧوﻋﻳﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﻳﺔ‬
‫‪143‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻝ ﻣدى ﺗواﻓر ﻋﻣﺎﻟﺔ ﻣﺎﻫرة ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن زﻳﺎدة اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎﻝ‬
‫اﻟﺑﺷرى‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻣﻌظم اﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳﺔ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻘوﻣﺎت‪ ،‬اﻷﻣر‬
‫ﻣﺣدودا‪ .‬ﻟﻳس ذﻟك ﻓﺣﺳب ﺑﻝ أن‬
‫ً‬ ‫اﻟذي ﻳﺟﻌﻝ ﺗﺄﺛﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﺗﻠك اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺣدودة وﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ظروف اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﻳؤدى إﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗﻔﺎدة اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ‪ .‬ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﻋدم ﺣدوث أو ﺗﺿﺎؤﻝ زﻳﺎدة ﻋواﺋد اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ ﻟﻠدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻘدرات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺔ ﺿﻌﻳﻔﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺷﻛﻝ اﻟذي‬
‫ﻳﻌوق ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ﺗﻌدﻳﻝ وﺗﻘﺑﻝ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺣدﻳﺛﺔ‪ .‬ﻧﻔس اﻷﺛر اﻟﺳﺎﺑق ﻗد‬
‫ﻳﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﻣﻝ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت‬
‫إﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﺗﺗﺳم ﻓﻲ اﻷﺻﻝ ﺑﺎرﺗﻔﺎع إﻧﺗﺎﺟﻳﺗﻬﺎ ﻗﺑﻝ إﺗﻣﺎم ذﻟك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬وﻟﻘد ﺣدث‬
‫ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرة ﻣن )‪1989-1985‬م(‪ ،‬وﺗم إرﺟﺎع ذﻟك إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع‬
‫اﻟﻣﻳﻝ اﻻﺳﺗﻳرادي ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﻳﺎت‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﺿﻌف‬
‫اﻟرواﺑط اﻟﺧﻠﻔﻳﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود ﺗﺷوﻫﺎت‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳﻳﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب‪.‬‬

‫ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫‪ -4‬ﻳرى اﻟﺑﻌض أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻗد ﺗؤﺛر ً‬
‫اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻝ ﻗﻳﺎم اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺑﺗﻘدﻳم‬
‫إﻋﻔﺎءات ﺿرﻳﺑﻳﺔ ﻛﺑﻳرة ﻋﻠﻰ أﻧﺷطﺔ ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ .‬إذ ﺗؤدى اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺗﺂﻛﻝ إﻳرادات اﻟدوﻟﺔ اﻟﺿرﻳﺑﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻳؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -5‬ﻗد ﺗؤدى زﻳﺎدة ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ وﺟود ﻧوع ﻣن‬
‫اﻟﺗدﺧﻝ ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗزاﻳدت ﻣﺑﻳﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﻧوﻳﺔ‬
‫ﻋن ﻣﺑﻳﻌﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﻳﺔ‪ ،‬أو ﺗﺣﻛﻣت اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ إﺣدى أو ﺑﻌض‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ وﻋﻧد ﺗﻌﺎرض ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻣﻊ‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪144‬‬

‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘوﻣﻳﺔ ﻟﻠدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬ﻟﻘد ﺣدث ذﻟك ﻓﻲ ﺷﻳﻠﻲ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻷﻣرﻳﻛﻳﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗرﻛز اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻲ اﻟﺗﻠﻐراف واﻟﺗﻠﻳﻔون اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﺟﻌﻝ ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ أﻫم اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺷﻳﻠﻲ‪ .‬ﻛذﻟك ﺗوﺻﻠت إﺣدى‬
‫اﻟدراﺳﺎت‪ ،‬إﻟﻰ وﺟود ﺗﺄﺛﻳر ﺳﻠﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ زﻳﺎدة‬
‫درﺟﺔ اﻟﺗﺑﻌﻳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪ .‬وﻟﻘد أﻛد اﻟﻣﺎرﻛﺳﻳون اﻟﺟدد وﻏﻳرﻫم ﻣﺛﻝ )‪ (Hymer‬ذﻟك‬
‫اﻟرأي‪ .‬إذ وﺟد أن ﺗرﻛز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺗﺻدﻳر ﻓﻲ‬
‫اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ أدى إﻟﻰ زﻳﺎدة درﺟﺔ اﻟﺗﺑﻌﻳﺔ‪ .‬ﻟﻘد ﺗم ﺗﺑرﻳر ذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﺷرﻛﺎت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻳراد ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺻدﻳر ﻣن اﻟدوﻝ اﻷم‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗوﻗف ﺣﺻﻳﻠﺔ ﺻﺎدرات ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻝ ﺻﺎدرات اﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗوﻓﻳر ﺗﻠك اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﻳﺔ ﻣن اﻟدوﻝ اﻷم‪.‬‬

‫‪ -6‬ﺗﻣﻳز اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺑﻳن اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ‬

‫وﻣﺛﻳﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺟور‪ .‬إذ ﻳﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣﻠون اﻷﺟﺎﻧب أﺟو ار‬
‫ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﺟزءا ﻛﺑﻳ ار ﻣن ﺗﻠك‬
‫اﻷﺟور ﻳوﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت وﻣﺎ ﻳﻧطوي ﻋﻠﻳﻪ ﻣن ﺣدوث ﺗﻐﻳﻳر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﻣط اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻠدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟوطﻧﻳﺔ‪ .‬ﻟﻘد أﺷﺎرت إﺣدى‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﻳت ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺻر‬
‫ﻋﺎم ‪1994‬م‪ ،‬إﻟﻰ أن أﺟر اﻟﻣوظف اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺻﻝ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﺿﻌف أﺟر‬
‫اﻟﻣوظف اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻧوك‪ ،‬وﺣواﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺛﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪.‬‬

‫اﻧﺗﻘﺎدا آﺧر‪ ،‬وﻳﺗﻣﺛﻝ ﻓﻲ ﺗرﻛز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬

‫ً‬ ‫ـﻳر ﻫﻧﺎك‬
‫‪ -7‬أﺧ ًا‬
‫)أﺣﻳﺎﻧﺎ( ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻠوﺛﺔ ﻟﻠﺑﻳﺋﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺿﻳﻔﺔ‪ .‬ﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻳﺗطﻠب إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻝ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ )اﻟدوﻝ اﻷم(‪ ،‬إﻧﻔﺎق ﺗﻛﺎﻟﻳف ﻋﺎﻟﻳﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ‬
‫‪145‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻳﺋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟدوﻝ اﻟﻧﺎﻣﻳـﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻝ ﺻﻧﺎﻋـﺎت اﻟﻛﻳﻣـﺎوﻳﺎت‪ ،‬واﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت‪،‬‬

‫واﻟﺻﻠب‪ ،‬واﻹﺳﻣﻧت واﻟﺳﻳراﻣﻳك‪.‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻧظ ار ﻟوﻓرة رؤوس اﻷﻣواﻝ ﻓﻲ دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﺑﻔﺿﻝ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟدوﻝ ﻟﻳﺳت ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ رؤوس أﻣواﻝ أﺟﻧﺑﻳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻳﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻝ‬
‫ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﻳﻣﺛﻝ ﻓﻳﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون اﻷﺟﺎﻧب‬
‫ﻛﻧﺎﻗﻝ ﻟﻠﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻟﺟدﻳدة‪ ،‬اﻟﺧﺑرات اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﺧدﻣﺎت اﻟﺗوزﻳﻊ‪ ،‬وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺷﺄن‬
‫اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﻳﺔ‪ .‬إذا رﻏﺑت دوﻝ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﺟذب اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺈن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺟرﻳﺑﻳﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت دراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﻳﺎﺳﻲ أو‬
‫ﻣﺳوح اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﻳن‪ ،‬ﺗﺷﻳر إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﺳﻳن اﻟﺑﻧﻲ اﻟﺗﺣﺗﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺑﺳﻳط اﻟﻘواﻧﻳن‬
‫واﻟﺗﺷرﻳﻌﺎت‪ ،‬ﺗﻌزﻳز ﻣﻧﺎخ اﻷﻋﻣﺎﻝ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺗﻘوﻳﺔ اﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬إﻧﺷﺎء‬
‫ﻣﻧﺎطق ﺻﻧﺎﻋﻳﺔ ﺣرة ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣرﻳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ وﺗﺳﻬﻝ ﻓﻳﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎﻝ ﻟﺟذب‬
‫ﺷرﻛﺎت أﻛﺛر واﻟدﺧوﻝ ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻣﻝ إﻗﻠﻳﻣﻲ أوﺳﻊ‪ .‬إن ﻧظﺎم ﺑﻳﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎﻝ ﻓﻲ دوﻝ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﻳﺟﻲ واﻟذي ﺗﻬﻳﻣن ﻋﻠﻳﻪ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﻳﺔ‪ ،‬ﻳﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻳﺔ ﻟﻳﺳت ﺗﻌﺎﻣﻝ داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﻳﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ وﻟذﻟك ﻻ ﻳﺗم ﺗﺳﺟﻳﻠﻬﺎ رﺳﻣﻳﺎ ﻛﺗدﻓﻘﺎت‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎرات أﺟﻧﺑﻳﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻛذﻟك‪ .‬ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﻌف ﻗﺎﻋدة‬
‫اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ ‫‪146‬‬

‫اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫أوﻻً‪ :‬اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫اﻷﺳرج‪ ،‬ﺣﺳﻳن ﻋﺑداﻟﻣطﻠب )‪2005‬م( ﺳﻳﺎﺳﺎت ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺑﻧك اﻟﻛوﻳت اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،83‬ص ‪.58‬‬

‫اﻹﺳﻛوا )‪2005‬م( اﻻﺳﺗﻌراض اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺗطورات ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻹﻗﻠﻳﻣﻲ ﻓﻲ دوﻝ‬
‫ﻣﻧطﻘﺔ اﻹﺳﻛوا‪.‬‬

‫اﻹﺳﻛوا )‪2007‬م( اﻻﺳﺗﻌراض اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﺗطورات ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻹﻗﻠﻳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻝ‬
‫اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪.‬‬

‫أﻣﻳرة ﺣﺳب اﷲ ﻣﺣﻣد )‪2005‬م( ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﻳر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺑﻳﺋﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ )ﺗرﻛﻳﺎ– ﻛورﻳﺎ اﻟﺟﻧوﺑﻳﺔ – ﻣﺻر( رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗو ارﻩ‪ ،‬ﻛﻠﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ,‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻳن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬‬

‫ﻋﺑداﻟﺳﻼم‪ ،‬رﺿﺎ ﻣﺣﻣد )‪2002‬م( ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻧﺻورة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﺳﻼم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫ﻋﺑـداﻟﻣطﻠب ﻋﺑداﻟﺣﻣﻳـد )‪1998‬م( "ﻣـدى ﻓﻌﺎﻟﻳـﺔ اﻟﺣـواﻓـز اﻟﺿـرﻳﺑﻳﺔ ﻋﻠـﻰ ﺟــذب اﻻﺳﺗﺛﻣـﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑـﺎﺷر ﻟﻣﺻـر"‪ ،‬اﻟﻣﺟـﻠﺔ اﻟﻣﺻرﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ واﻟﺗﺧطﻳط‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد‬
‫اﻟﺳﺎدس‪ ،‬دﻳﺳﻣﺑر‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻳﺎ‪ :‬اﻟﻣراﺟﻊ اﻹ ﻧﺟﻠﻳزﻳﺔ‬

‫ً‬
‫‪Aitken, B., Hanson, G.H. and A.E. Harrison (1997) “Spillovers, Foreign Investment‬‬
‫‪and Export Behavior”, Journal of International Economics, 43, El Sevier‬‬
‫‪Science B.V, pp. 103-110. Blomström, M. and A. Kokko (1996), Ibid, pp. 25-‬‬
‫‪26.‬‬
‫‪Brambilla, I, Hale, G. and C. Long (2009) “Foreign Direct Investment and the‬‬
‫‪incentives to innovate and imitate” Scandinavian Journal of Economics 111(4):‬‬
‫‪853-861.‬‬
‫‪Burke, A, Gorg, H. and A. Hanley (2008) “The impact of foreign direct investment on‬‬
‫”‪new firm survival in the UK: evidence for static versus dynamic industries‬‬
‫‪Small Business Economics 31(4): 395-407.‬‬
147 ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

Chen, C., Chang, L. and Y. Zhang (1995) “The Role of Foreign Direct Investment in
China’s Post 1978 Economic Development”, World Development, 23(4), El
Sevier Science Ltd, Great Britain, pp. 698-702.
Chen, Z. and M.S. Khan (1997) “Patterns of Capital Flows to Emerging Markets: A
Theoretical Perspective”, IMF Working Paper, WP/97/13, Washington, D.C.,
January, p. 5.
Cheung, K.Y. and P. Lin (2004) “Spillover effects of FDI on innovation in China:
Evidence from the provincial data” China Economic Review 15(1): 25-44.
Gachino, G.G. (2006) “Foreign Direct Investment, Firm Level Capabilities, Human
Capital Development: Evidence from Kenyan manufacturing Industry” Working
Paper Series. UN MERIT.
Gachino, G.G. (2005) “Foreign Direct Investment, Spillovers and Innovation: The
Case of Kenyan Manufacturing Industry”. Unpublished PhD Thesis.
Gorg, H. and D. Greenaway (2004) “Much ado about nothing? Do domestic firms
really benefit from foreign direct investment?” World Bank Research Observer
19(2): 171-197. Haddad, M. and A. Harrison (1993), Op. Cit., pp. 66-67.
Hess, P. and C. Ross (1997) “Economic Development: Theories, Evidence and
Policies”, The Dryden Press, Harcourt Brace Collage Publishers, USA, p. 490.
Hong, K. (1997) “Foreign Capital and Economic Growth in Korea: 1970-1990”,
Journal of Economic Development, 22(1), June, p. 88.
IMF (1985) “Foreign Private Investment in Developing Countries”, Occasional Paper,
No. 33, January, p. I.
Karim, N.A.A. and S., Ahmad (2009) “Foreign Direct Investment: Key to Poverty
Reduction” The IUP Journal of Applied Economics, 8(5&6): 55-64.
Kokko, A., Tansini, R. and M. C. Zejan (1996) “Local Technological Capability and
Productivity Spillovers from FDI in The Uruguayan Manufacturing Sector”, The
Journal of Development Studies, 32(4), April, pp. 602-610.
Li, X. and X. Liu (2005) Foreign Direct Investment and Economic Growth: An
Increasingly Endogenous Relationship. World Development, 33(3): 393-407.
Markusen, James R. and T.F Rutherford (2005) “Learning on the Quick and Cheap:
Gains from Trade through Imported Expertise”. IIIS Discussion Paper No. 52.
Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=739588
Marouane Alaya (2006) “Investissement Direct Etranger et Croissance Economique,
une Estimation à partir d’un Modèle Structurel pour les Pays de Rive Sud de la
Méditerrané”, LES Cahiers de L’IRD (Paris: AUF, Septembre 2006), P. 4.
Neuhaus, M. (2006) The Impact of FDI on Economic Growth: An Analysis for the
Transition Countries of Central Europe and Eastern Europe, Germany.
Noorbakhsh, F., A., Paloni and Youssef A. (2001) Human Capital and FDI Inflows to
Developing Countries: New Empirical Evidence, World Development, 26(7),
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ 148
1593-1610.OECD (1998), “Survey of OECD Work on International Investment”,
Working Papers on International Investment, p. 11.
Portel, J., Moore, B. and R. Spires (2002) “The wider effects of inward foreign direct
investment in manufacturing on UK industry” Journal of Economic Geography
2(3): 279-310.
Richardson, P. (1997) “Globalisation and Linkages: Macro-Structural Challenges and
Opportunities”, OECD Working Paper, No.181, OECD/GD (97) 47, Paris, p.19.
UN (1999), “World Investment Report: Foreign Direct Investment and The Challenge
of Development”, UNCTAD, New York and Geneva, p.11.UN (2001), “ World
Investment Report: Overview“, UNCTAD, New York and Geneva, p, 3 UN
(2008), “ World Investment Report" UNCTAD, New York and Geneva.
Walz, U. (1997) “Innovation, Foreign Direct Investment and Growth”, Economist, 64,
The London School of Economics and Political Science, February, p.75.
Wang, M. (2002) Manufacturing FDI and Economic Growth: Evidence from Asian
Economies, Department of Economics, University of Oregon mimeo.
‫‪149‬‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣﻝ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫ﻣﻠﺣق رﻗم )‪(1‬‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻔﺗرة ‪2009 – 1996‬م‬
‫ﻧﺻﻳب اﻟﻔرد‬
‫ﻣن اﻟدﺧﻝ‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ‬
‫اﻟﺻﺎدرات اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺑﻳﻧﻳﺔ‬ ‫ﻛﻣﻘﻳﺎس‬ ‫اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬
‫ﻟﻣﻌدﻝ اﻟﻧﻣو )ﺑﻠﻳون دوﻻر( )ﺑﻠﻳون دوﻻر(‬ ‫اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫)ﺑﻠﻳون دوﻻر(‬
‫اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ‬ ‫)ﻣﻠﻳون دوﻻر(‬
‫)دوﻻر(‬
‫‪250.7‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫‪111.04‬‬ ‫‪12487‬‬ ‫‪634‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪260.3‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪12891‬‬ ‫‪2825‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪231.4‬‬ ‫‪12.2‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪11564‬‬ ‫‪2630‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪255.4‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪12523‬‬ ‫‪1105‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪317.8‬‬ ‫‪13.51‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪14650‬‬ ‫‪1723‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪333.0‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪15367‬‬ ‫‪549‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪349.8‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪168.5‬‬ ‫‪14866‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪405.4‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪215.6‬‬ ‫‪15219‬‬ ‫‪2545‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪482.9‬‬ ‫‪25.4‬‬ ‫‪370.8‬‬ ‫‪17583‬‬ ‫‪4289‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪612.4‬‬ ‫‪33.9‬‬ ‫‪467.9‬‬ ‫‪19000‬‬ ‫‪27266‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪718.6‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫‪559.9‬‬ ‫‪23917‬‬ ‫‪35918‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪803.5‬‬ ‫‪54.9‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪29067‬‬ ‫‪42965‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪1151.6‬‬ ‫‪67.3‬‬ ‫‪653.1‬‬ ‫‪43483‬‬ ‫‪63400‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪1328.2‬‬ ‫‪60.9‬‬ ‫‪473.2‬‬ ‫‪45000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪2009‬‬
‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ -‬ﺗﻘﺎرﻳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﺗﻘﺎرﻳر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬
‫ﻟدوﻝ اﻟﺧﻠﻳﺞ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ .‬اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ "اﻟﻧﺷرات اﻹﺣﺻﺎﺋﻳﺔ" وﺗﻘرﻳر دوﻝ ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون‬
‫ﻟﻣﺣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ‪2010-2007‬م وﺷﻔﻳق اﻟرﺣﻣن ‪2010‬م‪.‬‬
 ‫ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺣﻣد ﺣﺳﻳن‬ 150

Foreign Direct Investment (FDI) and its impact on

economic growth and integration in the Cooperation
Council of the Arab Gulf States
Muawya Ahmed Hussein
Dhofar University
College of Commerce and Business Administration
muhawya@yahoo.com

Abstract. The Cooperation Council of Gulf Arab states (GCC)

has witnessed since 2005, a marked increase in the volume of
inward FDI in the light of the growing confidence aspirations of
the future of the GCC economies and reduced barriers which
stand in the way of investment, as well as the improvement in
economic policies and legislation relevant. Despite this, the size
of these investment flows is still limited when compared to the
size of the economies of GCC countries or the size of the
investment going to other emerging markets, which may require
further efforts to encourage investment, both domestic and
foreign, since that would impact economic growth and
integration in these countries.
This paper considered as participation in the process to
demonstrate the relationship between FDI and economic growth
on the one hand and the relationship of FDI to economic
integration on the other hand in the GCC countries. This paper
tests and analyzes the evidence on direct investment in six
countries (Saudi Arabia; the United Arab Emirates; Sultanate of
Oman; Qatar; Kuwait and Bahrain) which constitutes GCC. The
aim of this paper is to test the extent these countries able to
recognize the importance of FDI in the process of economic
growth and integration as well as what measures and policies
which were applied in order to attract foreign capital and
encourage foreign investment.
Depending on the evidence, the paper will also collate and
highlight some of the determinants of foreign direct investment
and its impact on economic integration among the GCC
countries.
This paper used the new growth theories, techniques and
statistical methods to test experimentally the relationship
between foreign direct investment and economic growth and
integration in the GCC countries.
The results that we have acquired from the data analysis
indicate a weak relationship between these variables.
Keywords: foreign direct investment (FDI), economic growth,
economic integration, and Cooperation Council for the Arab
Gulf States (GCC).