Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻜﻤﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﻴﻞ ﺷ ﺎدة ﻣﺎﺳ أ ﺎدﻳﻤﻲ اﻟﻌﻠﻮم ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
ﺗﺨﺼﺺ :اﻗﺘﺼﺎد ﻗﻴﺎ
إﻟﻰ واﻟﺪي اﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ...ﻣﺪرﺳﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة....إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﻠﻪ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﻴﺒﺔ واﻟﻮﻗﺎر إﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻌﻄﺎء
ﺑﺪون اﻧﺘﻈﺎر ،إﻟﻰ ﻣﻦ أﺣﻤﻞ إﺳﻤﻪ ﺑﻜﻞ اﻓﺘﺨﺎر أرﺟﻮ ﻣﻦ اﷲ أن ﻳﻤﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮك "أﺑﻲ اﻟﻌﺰﻳﺰ".
إﻟﻰ ﻣﻼﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة إﻟﻰ ﺑﺴﻤﺔ اﻟﺤﻴﺎة وﺳﺮ اﻟﻮﺟﻮد إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن دﻋﺎﺋﻬﺎ ﺳﺮ ﻧﺠﺎﺣﻲ وﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ﺑﻠﺴﻢ ﺟﺮاﺣﻲ
إﻟﻰ أﻏﻠﻰ اﻟﺤﺒﺎﻳﺐ "أﻣﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ".
إﻟﻰ اﻟﻜﺘﻜﻮﺗﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة أﺳﻤﺎء ،وإﻟﻰ ﻣﺮام ﺑﻨﺎت أﺧﻲ ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ اﷲ.
إﻟﻰ أﺳﺘﺎذي اﻟﻤﺤﺘﺮم اﻟﻌﻤﺮاوي ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﻤﻨﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة.
إﻟﻰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وأﺧﻮﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺪرب "ﻋﺎدل"" ،ﻋﺼﺎم"" ،إﺳﺤﺎق"" ،ﺣﻜﻴﻢ"" ،ﻋﺰو"" ،ﺣﻤﺰة".
إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ أﺣﻼم رﻓﻴﻘﺔ درﺑﻲ ،إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وزﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ.
ﻳﻘﺎل ''ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮ اﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮ اﷲ'' ﻓﺒﻬﺬا ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن ﻟﻸﺳﺘﺎذي اﻟﻤﺸﺮف:
إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺳﺘﺎذة"
ﺷﻴﺮوف"،واﻷﺳﺘﺎذ"ﻋﺪﻟﻲ"
ﻛﻤﺎ ﻻ أﻧﺴﻰ ﻋﻤﺎل اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا ﻟﻨﺎ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ.
إﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ واﻻﻣﺘﻨﺎن ،وﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﻧﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﺜﺮ ون ذﻛﺮﻩ ﻓﻴﻨﺎﻟﻮن ﻓﻀﻠﻪ
وﻳﺤﻔﻈﻮن أﻣﺮﻩ وأن ﻳﻐﻤﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ وﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﺎ.
مــقــدمـــــة
عامــة
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت اﻫﺗﻣﺎم ﺟل اﻟﻣﻔﻛرﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻧﻘﺎط ﺑﺣث ﻋن ﻛل اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻣﺎ ،وأﻟﺗﻣس ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟذي
ﯾﻌد اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟداﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻧﻣو ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،واﻟذي
ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل .وﺗﺑدو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻼﻗﺔ ﻣزدوﺟﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﻣوﯾل اﻻدﺧﺎر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وزﯾﺎدة ﺛروة اﻷﻣم .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻻدﺧﺎر ﻫو ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو
ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺗﺧدام ﻟﻬذﻩ اﻟﻔواﺋض ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺣور اﻫﺗﻣﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم وﺗﻌﻣق أﺑﺣﺎث
اﻟدارﺳﯾن ﻟﻬذﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن وﻋﻼﻗﺗﻬﻣﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض وﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻫو إﯾﺟﺎد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
وﻗد اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻧوع اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾون ﯾؤﺳﺳون رؤﯾﺗﻬم ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻩ أدم ﺳﻣﯾث ﻣن أن ﻛل ﻣﺎ ﯾدﺧر
ﺳﻧوﯾﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﺛﻣر ﺳﻧوﯾﺎ .أي أن ﻛل ادﺧﺎر ﯾﺗﺣول ﺑﺿرورة إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻟﻛن اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﯾﻧزي ﻗد
اﺗﺧذ ﺷﻛﻼ ﻣﻐﺎﯾرا ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑروا اﻻدﺧﺎر داﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدﺧل ﻻ ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة،
وأن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻻدﺧﺎر ﻟﯾس ﻫم ﻣن ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾرى أن زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر
ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻟﻘد ﻟﺧص ﻛﯾﻧز ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر)ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اﻟدﺧل ﯾﺳﺎوي ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وﻟدﯾﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﺗﺳﺎوي ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﻬﻼك و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر،
اﻻدﺧﺎر أﯾﺿﺎ ﯾﺳﺎوي اﻟدﺧل ﻣطروح ﻣﻧﻪ اﻻﺳﺗﻬﻼك ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻻدﺧﺎر ﯾﺳﺎوي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
إن إطﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر اﻻدﺧﺎري و ﻛوﻧﻪ اﻷﻫم ﻓﻲ ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻟﺗطورات اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وﺣﺗﻰ اﻟﺟزاﺋر ﯾﺑرز ﻋﻼﻗﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﯾدة ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻩ ﺗرﻗﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
و ﻣن ﺛم ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﺟزاﺋري ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ وظﯾﻔﺔ ﻣن وظﺎﺋف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﺑﺎت ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻣﻠﺣﺔ ،و ﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﻪ
اﻻدﺧﺎر ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌد رﻛﯾزة ﻣن رﻛﺎﺋز اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬذا اﻟﻣﺗﻐﯾر ﻫو
اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣرﻏوب ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﻣن ﺿرورﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إذن ،ﻫو ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺣدث اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﺗﻌﺟﯾل ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟوطﻧﻲ .ﻓﺎﻟﺟزاﺋر ﺧﺻﺻت 200ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﻛﺎﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻧذ 2005ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟدﻋم اﻟﻧﻣو ،ﻻ ﺗزال ﺗواﺻل ﻧﻔس اﻟﺗوﺟﻪ
ﻓﻲ إطﺎر ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗوطﯾد اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻔﺗرة ) ،(2014-2010وﻫو اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﻛﺑر ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻧﻣوي
ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﺑﻼد ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ اﻟﯾوم.
ب
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
وﻟﻘد أوﺿﺣت ﻧﻣﺎذج اﻟﻧﻣو وﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ-اﻻدﺧﺎر وﺗﺣوﯾﻠﻪ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر-
ﺗﺣﺗل درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى ،وأن ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﯾﻌد
ﺷرطﺎ ﺿرورﯾﺎ ﻟﻧﺟﺎح ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻷﺧذة ﻓﻲ اﻟﻧﻣو ،ﻓﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،
ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،ﯾﺗطﻠﺑﺎن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة طﺎﻗﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﺗطﻠب ﻗدرا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﻣوارد ﻓﻲ ﺷﻛل ادﺧﺎر ﻣﺣول ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﯾﻛون ﻣﺣﻘق ﻋﻠﺔ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻗطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ.
-1اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ :
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق اﻟذﻛر اﺗﺿﺢ أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻋن ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت و ﺗﺄﺛﯾرات ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ و ﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺻﯾﺎﻏﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
" ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﻔﺗرة ) ( 2014 – 1990؟ "
وﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧﺳﺗﻌﯾن ﺑﺑﻌض اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
إن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻧﺎ وﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﻔرﺿﯾﺎت واﻟﺗﻲ ﻫﻲ:
-أن اﻻدﺧﺎر ﺿروري ﻟﺗوﻓﯾر رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ أي ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻹﺣداث دﻓﻌﺔ ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻣن أﻫم ﻣﺣدداﺗﻬم اﻟدﺧل وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة.
-اﺧﺗﻼف اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻵراء ﺣول اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
-ﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﺎﻻدﺧﺎر ﻫو أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
-ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع اﻻدﺧﺎر ﻣن أﻫم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻘﯾت ﺗرﻛﯾزا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟدراﺳﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى .
ت
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد دراﺳﺗﻪ ،ﺳﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،ﻛوﻧﻬﻣﺎ
ﯾﺗﻣﺎﺷﯾﺎن ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل وﺻف وﺗﺣﻠﯾل ﻋﻼﻗﺔ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و أﻫم
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ و اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔاﻟﺿرور ﯾﺔ
ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﻐرض اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺣددة وﻓق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﻠﻣﯾﺔ وذﻟك و ﻓق
ﻟدراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق ﺧطوات اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺗﻌرف ،اﻟﺗﻘدﯾر ،اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑراﻣﺞ
ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ و ﺳﻧﺳﺗﻌﯾن ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ ،Excel . Eviews8و ﺳﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﻧﺷورة ﻣن ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺟﻬﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ )اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ،اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ(،
ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ و ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ.
ث
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
-7اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ :ﻣن ﺑﯾن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ:
-دراﺳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث أﺣﻣد ﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﻧوان " اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر و
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) ، ( 2011 -1970ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ،
.2013
اﺳﺗﻬدﻓت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر وﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة 2011-1970وﻟﺑﯾﺎن ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻣﺳﺗﻘرة ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﺗطﻠب اﺳﺗﺧدام
ﺑﻌض اﻷدوات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰاﺧﺗﺑﺎر ات ﺟذر اﻟوﺣدة ،ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺣدﯾد رﺗﺑﺔ ﺗﻛﺎﻣل ﻛل ﻣﺗﻐﯾر ﻋﻠﻰ
ﺣدة .وﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ،ﺗم اﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻛﺎﻣل
اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻛل ﻣن طرﯾﻘﺔ اﻧﺟل – ﺟراﻧﺟر وطرﯾﻘﺔ ﺟوﻫﺎﻧﺳن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧداﻣﻧﺎ ﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﺟراﻧﺟر
ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .واﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋدم وﺟود ﻋﻼﻗﺔ
ﺗوازﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ .وﻛﺎن اﻟﺗﻔﺳﯾر
اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻟذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺷدة ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻛﻣﺻدر رﺋﯾﺳﻲ
ﻟﻠدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ،وﻋدم ﺗﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫﯾﻛل اﻟﺻﺎدرات ﻣن ﺟﻬﺔ،وا ٕ ﻟﻰ ﺿﻌف
اﻟطﺎﻗﺔ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎﺑﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
ﺑّ ﻠقّ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻟﻠﻔﺗرة -1970
-دراﺳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺑﺷﯾر ﻋﺑد اﷲ
،2005اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ﺗﺑﺣث ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﻓﻲ ﻣدى وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺳﺗﻘرة طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻠﯾﺑﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة ، 2005-1970واﻋﺗﻣﺎداً ﻋﻠﻰ طرق ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻣل طرﯾﻘﺔ اﻧﺟل-ﺟراﻧﺟر وطرﯾﻘﺔ ﺟوﻫﺎﻧﺳن وطرﯾﻘﺔ اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺣدود اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً .ﺗﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺳﻛون أن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﯾﺗﺑﻌﺎن ﻧﻣوذج اﻟﺳﯾر اﻟﻌﺷواﺋﻲ ،وﻫذا ﯾﺑﯾن ﺻﻼﺣﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎرات
اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺛﻼث ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدم
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗوازﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻔﺗرة اﻟدراﺳﺔ.
-دراﺳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺧﺎﻟد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺑﺳﺎم ،ﻧﻣوذج ﻟﻼدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ دراﺳﺔ
ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة ) ،(2002-1970ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد و اﻻدارة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ.
ﻫدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﻣوذج ﻣﻘدر ﯾﻔﺳر ﺳﻠوك اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة .2002-1970
ج
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
وﻣن أﺟل ﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠوك اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﺗم ﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻟﻘﯾﺎس
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻏﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔأﺧر ى.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗم ﻗﯾﺎس اﺳﺗﻘرار ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎر ﺷﺎو ،وﻛذﻟك اﺳﺗﺧدام ﻣﺗﻐﯾر وﺻﻔﻲ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ
إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﻧﺣراف ﻓﻲ ﻣﻘطﻊ اﻟﻧﻣوذج .ﺑﻌد اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺎت ﻋدد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،واﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺧذ ﻓﻲ
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﻌودي ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗم ﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج اﻟﺗﻛﯾف اﻟﺟزﺋﻲ ﻧوع ﻛوﯾك وﻫو ﻧﻣوذج
ﻣﺗﺣرك ﻗﺻﯾر اﻷﻣد ﯾﺣوي اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟدﺧل ،واﻟﺗﺿﺧم ،وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟدوﻻر،
واﻟﺛروة ،وﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺻوري .ﺣﯾث أظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
وﺟد أن ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد ﻷﻓﺿل ﻧﻣوذج ﻣﻘدر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﻣرﺗﻔﻊ ﺟدا وﻫو ،R = 0 ,93ﻣﻣﺎ ﯾدل
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﺗﻔﺳر اﻟﺟزء اﻷﻋظم ﻣن ) (Fو اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت 56,28ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻧﻣوذج ﻛﻛل ذا ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ وﺟد ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و اﻟذي ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺗﻪ )(1,93
ذو ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑواﻗﻲ ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،وأﺧﯾرا ﻟوﺣظ
اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻼﻧﺣدار ﻛﻣﺎ ﻟوﺣظ أﯾﺿﺎ أن إﺷﺎرات ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ
)اﻟدﺧل،اﻟﺛروة،اﻟﺗطور اﻟﻣﺎﻟﻲ( ﺟﺎءت ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻻﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻدﺧﺎر ،أﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﻫﻲ اﻟﺗﺿﺧم وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟدوﻻر وﻣﻌﯾﺎر اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗم اﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ وذﻟك
ﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌﻧوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ﻓﻘد أﺷﺎرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر ﺷﺎو أن
ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻧﻣوذج ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺑﺣث ،ﺛم اﺗﺿﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺻوري أن ﻫﻧﺎك اﻧﺣراف
ﻓﻲ ﻣﻘطﻊ اﻟﻧﻣوذج ﺑﯾن اﻟﻔﺗرﺗﯾن اﻟﻠﺗﺎن ﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ .ﻛﻣﺎ أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺔ أن ﻷزﻣﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ
ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ.
-8ﺣدود اﻟدراﺳﺔ :
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﺈن اﻟدراﺳﺔ ﺗﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أﻣﺎ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻬذﻩ
اﻟدراﺳﺔ ﺳﺗﺗم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،و ﻧﺧص ﺑذﻛر ﺟﺎﻧب اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أﻣﺎ ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﺎن ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ﺗﻣﺗد ﻣن 1990إﻟﻰ . 2014
-9ﻫﯾﻛل اﻟدراﺳﺔ :
ﻣن اﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺗم ﺗﻘﺳﯾم
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ﺣﯾث ﺗﻧﺎول اﻟﻔﺻل اﻷول اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻼدﺧﺎر ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ
اﻻدﺧﺎر وﻛﯾف ﯾﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗم اﻟﺗطرق ﻓﯾﻪ إﻟﻰ دور اﻻدﺧﺎر و ﻣﺎ ﻫﻲ
ﻣﺣدداﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و أﻫﻣﯾﺗﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ
ح
اﻟﻣــﻘدﻣﺔ اﻟﻌـــﺎﻣـــﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻟﻼدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ،2014-1990ﺣﯾث ﺧﺻص اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﻧﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣول
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ وﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟذي ﺗﻧﺎول ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻣوذج ،ﺛم ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﻣواﻟﻰ ﺳﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻣوذج اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ودراﺳﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ
و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،و ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷﺧﯾر اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧﻣوذج و ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻل
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
خ
الفـصـل األول
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
تمهيد:
لقد أصبحت كل الدول دون تمييز تنظر إلى االدخار على أنه حتمية وأداة لزيادة الطاقات اإلنتاجية
للدول و توفير رأس المال الالزم لالستثمار والطريق لتحقيق التنمية االقتصادية ،ويشكل االدخار النواة
األ ساسية لالستثمار ،ولكن االدخار الذي هو اقتطاع جزء محدد من دخل الفرد بشكل منتظم على فترة
من الزمن الهدف منه توفير المال الالزم لتحقيق األهداف المرجو تحقيقها ،ذلك أن االنطالق للتقدم
يتطلب أن يجد المجتمع طريقا الستخدام موارده الخاصة استخداما فعاال ،ومن الدول التي وجدت
نفسها تستثمر في أنشطة ومجاالت لم تحقق مفعولها هي الدول النامية ،لذلك يجب تحديد الشروط
وتهيئة الظروف المالئمة لالستثمار ،حتى يكون فعال في خدمة التنمية االقتصادية المرغوبة.وما يهمنا
في هذا الفصل هو العالقة بين االدخار واالستثمار وذلك بالتطرق إلى المدارس التي بحثت في هذا
المجال ،إذا تعتبر سعر الفائدة من أهم العوامل المحددة لكل من االدخار واالستثمار حيث تشغل دو ار
كبي ار في البناء االقتصادي.
9
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
يعتبر االدخار ظاهرة اقتصادية أساسية في حياة األفراد والمجتمعات ،وهو فائض الدخل عن
االستهالك أي أنه الفرق بين الدخل وما ينفق على سلع االستهالك والخدمات االستهالكية ،لذا يطلق
بعضهم على االدخار لفض الفائض .يتأسس االدخار إذا ،على االحتفاظ بجزء من الدخل بعد عملية
االستهالك ،حيث يحتفظ به لغرض االستثمار أو إلشباع حاجات ملحة أخرى .وفي هذا المبحث علينا
أن نتعرض إلى مفهوم العام لالدخار ،باإلضافة إلى أنواعه المختلفة.
تبلور مفهوم االدخار منذ بدء الفكر االقتصادي المنظم بالعالقة مع مفهوم الفائض االقتصادي .فهو
من الدالالت العميقة التي تكمن خلف اهتمام الفكر االقتصادي للتجاريين *المركنتيليين* بميزان
تجاري إيجابي وزيادة االحتياطي من الذهب والفضة بوصفهما الثروة الرئيسية المرغوب فيها.ويعد
االدخار كذلك من المعاني التي يوحي بها الفكر الفيزوقراطي الخاص بإنتاجية العمل الزراعي .فمن
المعروف أن ما يميز اإلنتاجية لدي أصحاب هذا الفكر هو أن العمل الزراعي يوفر فائضا في حين
أن غيره من األعمال ال يضمن ذلك.
-عرف االدخار قديما بأنه عبارة عن "االحتفاظ بقسط من الدخل الذي يكون بحوزة االنسان
احتياطا للظروف المستقبلية ،وحتى يوفر لنفسه ماهو بحاجة إليه من االستقرار في يومه
وغده".
-يعرف االدخار بأنه"الفرق بين الدخل و االستهالك .أي هو ذلك الجزء من الدخل الذي ال
ينفق على االستهالك ،مع العلم أن االدخار في بعض األحيان ال يستخدم كله في عملية
1
االستثمار ذلك ألن جزءا منه ربما يكتنز كما هو الحال في الدول النامية".
-االدخار هو "االحتفاظ بجزء من الدخل للمستقبل".
-االدخار هو "الجزء من الدخل الغير المخصص لالستهالك و الذي يودع عادة في حسابات
2
بنكية جارية أو يستخدم على المدى القصير ( األدوات المالية ،والحسابات األجل.")...،
1حربي محمد موسى عريقات ،مبادئ االقتصاد (التحليل الكلي)،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن،6002،ص .131
2نضال عباس ،مبادئ االقتصاد الكلي ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر و التوزيع ،األردن ،6013 ،ص .131
10
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
-االدخار ظاهرة اقتصادية أساسية في حياة األفراد والمجتمعات ،وهو فائض الدخل عن
االستهالك ،أي أنه الفرق بين الدخل وما ينفق على سلع االستهالك والخدمات االستهالكية.
1
لذلك يطلق بعضهم أيضا على االدخار لفظ *الفائض*.
فقد عرفه شوم بيتر بأنه تجنيب جزء من الدخل بقصد االستهالك أو االستثمار في
المستقبل ،ويعرفه ماريو ماريني بأنه ناتج النشاط االقتصادي الذي ال يستهلك ،بل يوجه
2
بطريقة تجعل له في المستقبل قدرة أكبر على إشباع الحاجات.
بناءا على المفاهيم السابقة نستطيع أن نكون مفهوما إجرائيا لالدخار على النحو التالي:
" -االدخار هو اقتطاع جزء من الدخل بعيدا عن االستهالك ،بغية االنتفاع به مستقبال ،بشرط
أن يأخذ طريقه إلى االستثمار بشكل مباشر أو غير مباشر".
الفرع الثاني :دالة االدخار
تصنف دالة االدخار مجموع المبالغ المدخرة عند مستويات مختلفة من الدخل حيث تبين دالة
االدخار العالقة الطردية بين االدخار والدخل ،أي كلما زاد الدخل المتاح زاد االدخار تبعا لذلك
والعكس ،كلما قل الدخل المتاح ترتب عليه انخفاض االدخار ،ويمكن صياغة دالة االدخار على
الصورة التالية:
(S = y – c.........)1
فإن :من ( )1و ( )2ومنه دالة االدخار تصبح على الشكل التاليs = - α +( 1-β )y…....(3):
: αتمثل الجزء السالب من دالة االدخار ،أو قيمة من مدخرات سابقة لتغطية حجم االستهالك عندما
يكون حجم الدخل المتاح مساويا للصفر.
( : )1 – βيمثل الميل الحدي لالدخار( (MPSويكون أقل من الواحد وأكبر من الصفر.
1حسام علي داود ،مبادئ االقتصاد الكلي ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،األردن ،6010 ،ص .161
2حربي محمد موسى عريقات ،مرجع سابق ،ص .131
11
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
إن هذه المعادلة تعبر عن الفترة القصيرة لوجود الثابت ،αكما تبين أن الدخل هو أهم عامل يدخل
في تحديد مستوى االدخار ،وبهذا فإن دالة االدخار تتزايد خطيا مع الدخل ،مع المالحظة أن الزيادة
في االدخار تكون بنسبة أقل ،ويمنك استنتاج دالة االدخار بيانيا من خالل دالة االستهالك ،وكقاعدة
عامة تتقاطع دالة االدخار مع المحور العمودي األفقي عندما االستهالك يساوي الدخل ،داللة على أن
االدخار يساوي صفر عند هذا المستوى.1
وتعرف العالقة بين الدخل واالدخار بدالة االدخار أو الميل الحدي لالدخار ،ويمكن التمييز هنا بين
نوعين من هذه العالقة أو اصطالحين متفرعين عنها ،هما:
الميل المتوسط لالدخار :ويمثل ببساطة متوسط ما يدخر من الدخل أو نسبة االدخار إلى الدخل.
االدخار
= = APS أي:
𝐒
𝐲 الدخل
الميل الحدي لالدخار :و يعرف بأنه يمثل نسبة التغير في االدخار الكلي إلي التغير في الدخل
2
الكلي ،أو التغير في االدخار الناتج عن التغير في الدخل بمقدار وحدة واحدة.
التغير في االدخار
أي:
𝐬∆
= MPS =
التغير في الدخل 𝒚∆
قد درسنا من قيل كيف يمكن اشتقاق دالة االدخار من دالة االستهالك لتكون:
الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لالدخار أي هما مقدران موجبان أقل من الواحد الصحيح،
أي:
مجموع الميل الحدي لالستهالك والميل الحدي لالدخار يساوي الواحد الصحيح ،حيث أن:
C S C S Y
1
Y Y Y Y
1اياد عبد الفتاح النور ،أساسيات االقتصاد الكلي ،ط ،1جامعة االسراء األردنية ،دار صفاء للنشر ،6013 ،ص .111
2محمد مروان ،محمد ظافر ،أحمد زهير شامية ،مبادئ التحليل االقتصادي ،جزئي ،كلي ،دار الثقافة للنشر و التوزيع،األردن ،6002 ،ص
.111،116
12
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
ونشير هنا إلى ما يعرف بالميل المتوسط لالستهالك والميل المتوسط لالدخار .فالميل المتوسط
لالستهالك
C
. APC والذي يمثل نسبة ما يوجه لالستهالك من الدخل هو مقدار موجب أقل من
Y
S C
. APS والذي يمثل نسبة ما يوجه الواحد الصحيح ،أي . 0 1 :والميل المتوسط لالدخار
Y Y
S
.0 لالدخار من الدخل هو مقدار موجب أقل من الواحد الصحيح ،أي 1 :
Y
كما مجموع الميل المتوسط لالستهالك والميل المتوسط لالدخار يساوي الواحد الصحيح ،حيث أن:
CS
1.
C S Y
Y Y Y Y
والرسم المقابل يوضح دالتي االستهالك واالدخار ،كما يوضح نقطة التعادل والتي تعبر عن المستوى
من الدخل الذي يتساوى عنده االستهالك مع الدخل ،واالدخار يساوي الصفر .وتتمثل هذه النقطة
بتقاطع دالة االستهالك مع خط الدخل (خط 45درجة) .وعندها تقطع دالة االدخار المحور األفقي.
االستهالك c
الدخل()y
ادخار ()+ دالة االستهالك ))c
الرسم المقابل يوضح دالتي االستهالك واالدخار ،كما يوضح نقطة التعادل والتي تعتبر عن المستوى
من الدخل الذي يتساوى عنده مع الدخل ،واالدخار يساوى الصفر .وتتمثل هذه النقطة بتقاطع دالة
1
االستهالك مع خط الدخل (خط 54درجة) .وعندها تقطع دالة االدخار المحور األفقي.
ومن خالل هذه التعاريف يمكن توضيح عالقة االدخار بالدخل فيما يلي:
1موشيار معروف ،تحليل االقتصاد الكلي ،ط ،1دار صفاء للنشر ،عمان ،6001 ،ص .133
13
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
الدخل واالستهالك متالزمان في االقتصاد ويشد بعضهما البعض بينما ال تكون العالقة بين االدخار
واالستثمار عالقة ارتباط بالضرورة ألن األفراد والعائالت التي بوسعها االدخار قد ال تلجأ إلى استثمار
مدخراتها على عكس الشركات الخاصة التي تقوم باالستثمار بدافع الربح أو الدولة التي هي ملزمة
1
بالقيام بحد أدني من االستثمار في الوظيفة العمومية واإلدارة والخدمات العمومية كالنقل والمواصالت.
هناك دراسات عديدة تبحث في عالقة االدخار بالمتغيرات المفسرة له ،ويمكن القول أن هذه الدراسات
تدور حول عدة افتراضات ،هي:
-1افتراض الدخل المطلق (نظرية كيتر) :إن الحديث عن االدخار أو االستهالك يكاد يكون
الحديث عن الشيء نفسه ،ذلك أن العوامل التي تحدد االستهالك تحدد في نفس الوقت
االدخار .إال أن الدخل الشخصي المتاح يعتبر المحدد الرئيس لالدخار الشخصي.
ربطت النظرية الكيترية إذن االدخار بالقدرة عليه ،وذلك يتبع مستوى الدخل ال سعر الفائدة،
فتكون ظاهرة االدخار حاصلة في المجتمعات ذات الدخل العالي .والدراسات قد أثبتت أن الميل
لالستهالك يرتفع لدى الطبقات منخفضة الدخل ،مما يجعل الميل لالدخار ضعيفا ،ويعتبر كيتر
أن االستهالك أهم من االدخار ،ألن هذا األخير ما هو إال الجزء المتبقي من الدخل بهد عملية
االستهالك .فكيتر لم يرى في االدخار إال عامال ضارا ،ذلك أنه عنصر انكماشي يقلل الطلب
على السلع .ونقص الطلب الكلي عن السلع الناتج عن زيادة االدخار ،يددي إلى نقص حجم ما
ينتجه المنظمون ،ومن ثم نقص حجم التشغيل ،وبالتالي الوصول إلي البطالة.
وقد افترض كيتر أن متوسط االستهالك يتناقص بينما يتزايد متوسط االدخار مع زيادة الدخل.
2
ويتكون الدخل المتاح من عنصرين أساسيين هما االستهالك واالدخار.
-2افتراض الدخل النسبي :تقوم على فرض أساسي وضعه Duisenbergقوامه أن الجزء من
الدخل األسرة المخصص لإلنفاق االستهالكي متوقف على دخل تلك األسرة مقارنة مع دخول
األسرة المجاورة أو التي تماثيلها وليس على أساس الدخل المطلق لها كذلك فإن العالقة
1عطية عبد الواحد ،التحليل االقتصاد الكلي ،دار النهضة العربية للنشر ،القاهرة ،6006 ،ص .311
2أحمد سالمي ،محمد شيخي ،مجلة الباحث ،تقدير دالة االدخار العائلي في الجزائر ،6001-1710
14
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
األساسية بين الدخل واالدخار هي عالقة تناسبية أي أن األفراد يميلون إلي استهالك أو
1
ادخار نسبة ثابتة من دخولهم.
-3افتراض الدخل الدائم(فريدمان) :قام فيردمان في سنة 1541بمحاولة التوفيق بين أراء كيتر
ودراسة Kuznetsأن الدالة األساسية لالدخار هي دالة تناسبية في ذلك مثل Duisenberg
إال إن فيردمان يجد أن هذه الدالة ليست في العالقة بين الدخل المشاهد واالدخار المشاهد في
اإلحصائيات لكن ما اسماه بالدخل الدائم واالدخار الدائم وتقوم نظرية الدخل الدائم على فرض
أساسي وضحه بأن االدخار الدائم نسبة ثابتة من الدخل الدائم .وهنا تظهر ركيزة فريدمان
لدور الدخل في االدخار المعارضة للفكرة المعتادة عن الدخل الجاري واستبدالها بالدخل الدائم
الذي يحدد بالدخل المتوقع تسلمه خالل فترة زمنية طويلة ووفقا لذلك فإن الدخل الدائم يمكن
تفسيره على أنه متوسط الدخل الذي يعتبر دائم وبإعطاء هذا المفهوم قد يصبح دخل األسرة
2
المقاس في سنة واحدة أكبر أو أقل من الدخل الدائم لها.
أوال :مستوى دخل الفرد :فكلما كان الدخل مرتفعا زادت القدرة على االدخارّ أو العكس.
ثانيا :مستوي األسعار :حيث أن هناك عالقة عكسية بين األسعار واالدخار ،فإذا زادت األسعار قل
االدخار أو العكس.
ثالثا:العائد المتوقع والمكسب الذي ينتظره الفرد من االدخار :فكلما ارتفعت قيمته زاد إقبال الفرد على
االدخار وهكذا.
رابعا:االحتياط لمواجهة األزمات :كالفقر والمرض وغير ذلك.
خامسا:الرغبة في تحسين مستوى المعيشة واالستمتاع بدخل أكبر في المستقبل.
سادسا:الرغبة في توفير اإلمكانات الالزمة ألداء بعض األغراض :كشراء السلع المعمرة كالسيارة أو
3
الثالجة وغيرهما والتي ال يستطيع دخل الفرد تحقيقها بصورته الجارية.
الفرع الرابع :أهمية االدخار
لالدخار دور وأهمية على األفراد و المجتمع بحيث أن األول أي األفراد يساعدهم على مواجهة
األحداث المستقبلية الغير متوقعة واالحتياط للطوارئ وكذلك يساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة
1رمزي زكي ،مشكلة االدخار مع دراسة خاصة عن البالد النامية ،الدار القومية للطباعة والنشر ،القاهرة 1722م ،صـ .61
2عبد الرحمن البيضاوي ،ظاهرة البطالة ونظرة خاصة عن اليمن ،دراسات في االقتصاد اليمني ،تحرير أحمد علي البشاري، 1771 ،كتاب
لثوابت ،ص (.)321-311
3أحمد عساف ،عالء الدين صادق ،االقتصاد الكلي ،ط ،1دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان.6013،611 ،
15
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
بالنسبة للمجتمع فإن االدخار يساعد على وصول االقتصاد القومي لمرحلة النمو الذاتي من خالل
مساهمته في عملية التنمية الشاملة كعامل من العوامل األخرى التي تساعد على تحقيقها كاأليدي
العاملة الفنية والمدربة والموارد الطبيعية ذات النوعية الجيدة والمستوى التكنولوجي والمناخ السياسي
واالجتماعي ،وكذلك تبرز أهمية االدخار في تخفيف الضغوط التضخمية إذ أنه يحد من االستهالك
وبالتالي التخفيف من الطلب الكلي ومنه تحقيق االستقرار النقدي1.هذا بوجه العموم إذ نجد إذا اتبعنا
أهمية االدخار في األدب االقتصادي تظهر جليا عند التقليدين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
حيث اهتم التقليديون بالنمو االقتصادي وأسباب زيادة ثروة األمم وبالتالي أعطوا أهمية بالغة لتراكم رأس
المال أي تكوين االدخار وتوجيهه نحو االستثمار فأطلق على النظرية التقليدية أنها "نظرية تراكم"
وقد اهتم ريكاردو الذي أعطى أهمية لألرباح ورأى أن الطبقة الرأسمالية هي التي تقوم باالدخار والتراكم
الرأسمالي ورأى كذلك زيادة األجور تتعلق بالتراكم أي أن المشكلة في نظر التقليديين لم تكن زيادة
الطلب كان طبقا لقانون "ساي" لألسواق وانما المشكلة هي زيادة االدخار وزيادة التراكم الرأس مالي
لزيادة اإلنتاج أي العرض.2
وهو االدخار الحر الذي يقوم به الفرد طوعاً واستجابة ِإلرادته ورغبته نتيجة لموازنته بين وضعين:
اإلنفاق .وتسهم جملة من ِ
اإلجراءات والسياسات وضع ِإقدامه على ِإنفاق دخله ووضع ِإمساكه عن هذا ِ
في زيادة حجم االدخار الحر عن طريق ِإيجاد الوعي االدخاري لدى المواطنين وتنميته ,ودعم الضمانة
والثقة باالدخار ,وتطوير المدسسات االدخارية وتوسيعها وتحسين خدماتها3.وال تزال المدسسات
االدخارية في البلدان النامية محدودة العدد وقاصرة على تقديم الخدمات الضرورية للمدخر نتيجة
ألسباب ِإدارية وفنيةِ ,إضافة ِإلى أن االدخارات الفردية مقصورة في الغالب على المدخرين في المدن,
ويكاد االدخار أن يكون معدوماً في المناطق الريفية لعدم وجود فروع للمدسسات االدخارية كالمصارف
4
وصناديق توفير البريد.
1نزار سعد الدين العسي ،د إبراهيم سليمان قطف ،االقتصاد الكلي مبادئ و تطبيقات ،جامعة عمان األهلية ،6001 ،ص .636
2مجيد علي حسين ،عفاف عبد الجبار سعيد ،مقدمة في التحليل االقتصادي الكلي ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع،
األردن،6001،ص .121
3محمد مروان ،مرجع سبق ذكره ،ص .113
4رمزي زكي ،مرجع سبق ذكره ،ص .62
16
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
وهو ادخار يجبر عليه األفراد نتيجة لمقتضيات قانونية أو لق اررات حكومية أو ق اررات الشركات .وقد
انتشر االدخار ِ
اإلجباري في االقتصاد الحديث وفي مقدمة مجاالته المجاالت الخمسة التالية:
أوال-نطاق االدخار التقاعدي :المنتمي إلى صناديق المعاشات والتأمينات االجتماعية ،وهذا النوع
من المدخرات له أهمية خاصة التساع مجاله ولتمتعه بصفة االستمرار والثبوت.
ثانيا-نطاق ادخار الشركات :وهذا النوع من المدخرات يتكون عندما تقرر الهيئة العامة ِإلحدى
الشركات دعم احتياطاتها أو عدم توزيع قسط من أرباحها قصد القيام بتمويل ذاتي ,فيترتب على
ذلك تناقص في األرباح الموزعة على المساهمين.
رابعا -القروض :ويمكن تقسيمها ِإلى قسمين :القروض الداخلية والقروض الخارجيةِ.إن القروض
العامة الداخلية هي األداة التي ُيلجأ ِإليها بسبب شح االدخار الحر وقصور االدخار ِ
اإلجباري ممثالً
في الضرائب.أما القروض الخارجية فهي األداة التي تلجأ ِإليها الدولة بسبب قصور التمويل
المحلي ،ورغبتها في تجنب بعض المخاطر االقتصادية الداخلية كالتدهور النقدي أو عدم الرغبة
في تحمل ضرائب أعلى.
خامسا -التمويل التضخمي :إذا لم يتيسر استدراك الفائض االقتصادي من قطاعات االقتصاد
القومي طواعية بفضل االدخار الحر أو كرهاً بوساطة الضرائب أو عن طريق القروض ,فِإنه يمكن
أن ُي ْستَ ْحدث ادخار بزيادة وسائل الدفع واالئتمان ثم االستحواذ عليها واستخدامها في تمويل التنمية
باسم التمويل التضخمي.والتمويل التضخمي أو التمويل بالعجز وسيلة لتحويل الموارد من
االستهالك الجاري ِإلى التكوين الرأسمالي بِإصدار نقود أو ائتمان لسد الفجوة التي تحدث في تمويل
1
خطة التنمية االقتصادية.
وديع طوروس ،االقتصاد الكلي ،الطبعة األولى ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،طرابلس ،6010 ،ص .112 1
17
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
أوال -الدخل :بما أن االدخار هو ذلك الجزء من الدخل الذي لم يستهلك فإننا نجد أن العوامل التي
تحدد االستهالك تحدد في نفس الوقت االدخار،وعلى هذا فإن كينز اعتبر أن الدخل المتاح هو المحدد
األساسي لكل من االدخار واالستهالك عكس التقليدين الذين أعطوا أهمية بالغة لسعر الفائدة
واعتبروها المتغير المستقل والوحيد المحدد لمتغيرات االدخار.
ثانيا-سعر الفائدة :إذا كان االدخار يعبر عن ذلك الحرمان من االستهالك لفترة من الوقت فإن سعر
الفائدة هي المكافأة التي يستفيد بها المستهلك نتيجة لحرمانه المدقت ولهذا فإن تأثير سعر الفائدة على
االدخار كان محل جدل ونقاش الكثير من االقتصاديين.
فلقد اعتبر الكالسيك أن الفائدة هي عائد االدخار ولذلك فإنهم ذكروا أنه كلما زاد سعر الفائدة كلما
ازد مستوى االدخار وبالتالي قل مستوى االستهالك ولكن يالحظ أن هذا الغرض ال يكون صحيحا إال
إذا كان الهدف من االدخار هو مجرد تحقيق عائد في المستقبل ,أما في الحاالت التي يكون فيها
االدخار بغرض الطوارئ المستقبلية أو ألغراض اجتماعية كالتعليم مثال فإن ارتفاع الفائدة في الوقت
الحاضر قد يقلل من مستوى االدخار وبالتالي يزيد من مستوى االستهالك.
بينما سعر الفائدة في نظر كينز هو ذلك السعر الذي يحقق التعادل بين كمية النقود التي يرغب
األفراد االحتفاظ بها وبين الكمية اإلجمالية للنقود التي تعود عليه بعد التوظيف.
ثالثا-حجم الثروة :هناك من يشير إلى وجود عالقة طردية بين مستوى االستهالك واالدخار وحجم
الثروة ،فلو أن شخصان يتساوى دخليهما الشهري ولكن أحدهم يستمد دخله من العمل واألخر يستمد
دخله من ثروة يملكها كاألرض مثال ،فإنه من المتوقع أن ينفق الثاني نسبة من دخله على االستهالك
أكبر من التي ينفقها األول ،والسبب في ذلك هو أن األول عليه أن يدخر جزء أكبر من دخله لمواجهة
الطوارئ المستقبلية أو ليعيش منه عندما يتقاعد عن العمل ،أما الثاني فإنه يدخر نسبة أقل من دخله
الطمئنانه على مستقبله من حيث وجود مصدر شبه دائم للدخل حاض ار أو مستقبال ،وهذا يعني أنه
كلما زاد حجم الثروة زادت نسبة االستهالك من الدخل وقلة نسبة االدخار.
الفرع الثاني :المحددات غير الدخيلة وتشتمل على اآلتي:
أوال -معدل التضخم:ويعرف على أنه " االرتفاع العام في المستوى العام لألسعار المصاحبة للزيادة في
كمية النفوذ المتداولة في السوق ،وهو يعني أن التضخم يتوافق ويتالءم تماما مع الزيادة في كمية
النفوذ .وينشأ التضخم في حالة اختالل التوازن بين كمية السلع والخدمات المعروضة في السوق
والطلب عليها وذلك بزيادة هذا األخير بشكل مستمر خالف العرض الذي يكون شبه ثابت أو مستقر.
18
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
ثانيا-العوامل الديموغرافية :لقد احتلت العالقة بين النمو السكاني واالدخار مكانا بار از في العديد من
نماذج النمو والتنفيذ حيث توصلت الدراسات الحديثة إلى أن العوامل السكانية يمكن أن تدثر على
1
االدخار ،إذا كلما ارتفع معدل النمو السكاني تباطد معدل نمو رصيد رأس المال العامل في المجتمع.
ثالثا-حصيلة الصادرات :تعتبر الصادرات من مكونات الدخل إذ تعتبر من اإلنفاق األجنبي على
السلع والخدمات المنتجة في الداخل والتي تم بيعها خارج الوطن ويتسبب هذا اإلنفاق األجنبي في خلق
دخل للبلد المصدر مما يددي إلى خلق أصول رأسمالية ،لذا تعتبر حصيلة الصادرات مصدر دخول
مرتفعة العوامل المدثرة على الدخل القومي والذي بدوره يدثر على االدخار القومي الذي يعتمد على
الدخل.
رابعا-حصيلة الضرائب :تعتبر الضريبة أداة فعالة في التحفيز على االدخار وتوجيهه نحو االستثمارات
المنتجة وتستخدمها الدولة للتأثير في الطلب الكلي ومستوى الناتج القومي وفي توزيعه بين الفئات
االجتماعية واألقاليم المختلفة داخل الدولة ،كما أن للضريبة أثر على كل من االدخار الحكومي
والخاص.
خامسا-التمويل الخارجي :التمويل الخارجي هو ذلك التدفقات المالية التي تعترضها من الخارج لسد
فجوة الموارد المحلية الناتجة عن قصور المدخرات المحلية عن الوفاء بحجم االستثمارات المطلوبة
وقصور الصادرات عن تغطية الواردات ،ومن ثمة ال بد من تغطية هذه الفجوة عن طريق الموارد
المالية األجنبية اإلضافية وهذه الموارد أنواع منها :المعونات األجنبية والقروض األجنبية الخاصة،
وللتمويل الخارجي آثار سلبية إذ أنه يمكن أن يددي إلى تباطد جهد الدولة للتنمية وتعبئة االدخار
المحلي ،كما يمكن أن يكون له آثار إيجابية على االدخار اإلجمالي من خالل تأثيرات القروض
واالستثمارات األجنبية على الدخل المحلي.2
1أحمد محمد مقبل ،ظاهرة البطالة في اليمن ،دراسات في االقتصاد اليمني ،تحرير أحمد علي البشاري 1771 ،كتاب الثوابت ،ص.326
2ايمان عطية ناصف ،النظرية االقتصادية الكلية ،دار الجامعة الجديدة ،جامعة االسكندارية،6002 ،ص .112
19
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
إن االستثمار هو أحد العوامل األساسية لنمو االقتصاد والمدسسات االقتصادية .فمن ناحية يعد أحد
المكونات األساسية للطلب الكلي ،ومن فإن انتعاش االستثمار هو انتعاش الطلب الكلي الذي له أثر
توسعي في الدخل .ومن ناحية أخرى فهو يعد عنص ار مهما من عناصر اإلنتاج ،ومستواه قد يدثر
بشكل مباشر في زيادة أو انخفاض حجم الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد ،والتي تعد المحرك األساسي
للنمو.
لذلك فاالستثمار يعني التضحية بإنفاق مالي معين في مقابل عائد متوقع حدوثه في المستقبل
1
وبذلك يصبح هذا العائد المتوقع مثال بثمن التضحية والحرمان واالنتظار طيلة فترة االستثمار.
-االستثمار يعني استخدام المدخرات النقدية والعينية في االقتصاد لتكوين أصول رأسمالية
(موجودات ثابتة) تستخدم في إنتاج السلع والخدمات.
-االستثمار هو "توظيف المال بهدف تحقيق العائد أو الربح والمال عموما ،وقد يكون
2
االستثمار على شكل مادي ملموس أو على شكل غير مادي".
-كما يعرف على أنه "توظيف المال بهدف تحقيق العائد أو الدخل أو الربح والمال عموما ،وقد
يكون االستثمار على شكل مادي ملموس أو شكل غير مادي".
ويمكن تعريف االستثمار بالمعنى االقتصادي بأنه استخدام المدخرات في تكوين االستثمارات أو
الطاقات
1فليح حسن ،االقتصاد الكلي ،الطبعة األولى ،جدار للكتاب العلمي للنشر والتوزيع ،األردن ،6001 ،ص .110
2نزار سعد الدين العيسى ،ابراهيم سليمان قطف ،مرجع سبق ذكره ،ص .123
20
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
اإلنتاجية الجديدة ،الالزمة لعمليات إنتاج السلع والخدمات ،والمحافظة على الطاقات اإلنتاجية
القائمة أو تجديدها.
كما أن هذه الطاقات اإلنتاجية أو االستثمارات إن هي إال هي إال سلع إنتاجية ،أي سلع ال تشبع
أغراض االستهالك ،بل تساهم في إنتاج غيرهم من السلع أو الخدمات ،وتسمى هذه السلع
أيضا *السلع الرأسمالية* أي السلع التي تتمثل في رأس المال العيني أو الحقيقي الذي ال
1
غنى عنه ألية عملية إنتاجية.
-االستثمار المالي :هو "عبارة عن أسهم والسندات في السوق المالية ،بغرض تحقيق أرباح عن
طريق الفرق بين ثمن البيع والشراء ،وكذلك االستثمار في البنوك مقابل معدالت الفائدة
معينة ،إال أنه بالنسبة لكينز ال يعتبر ذلك استثما ار باعتبار أن األسهم والسندات ال تددي إلي
زيادة الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد أي تحقيق قيمة مضافة ألنها عبارة عن تبادل ملكية بين
2
األفراد وال تددي إلي خلق مناصب عمل جديدة".
-االستثمار المحاسبي :هو "عبارة عن السلع التي تبقى بصفة دائمة داخل المدسسة سواء التي
اشترتها أو التي أنتجتها" ونقسم إلي قسمين:
األول :الثابتات المرتبطة باالستغالل :أي السلع المنتجة من المدسسة وليست للبيع أو
التحويل ولكن تستخدم كوسيلة عمل (أثاث ،منقوالت مادية ،وسائل النقل كمبيوتر .)....
الثاني :الثابتات خارج االستغالل خارج االستغالل :وهي التي ال تشكل وسائل عمل ولكنها
لتستجيب لبعض االهتمامات األخرى وذلك مثل المنشآت االجتماعية (مطعم ،المدسسة،
3
مراكو االصطياف.)....
ويمكن إعطاء تعريف شامل لالستثمار بأنه ":استخدام األموال في االنتاج إما مباشرة بشراء
4
المكائن واآلالت والمواد األولية ،واما بطريقة مباشرة كشراء األسهم والسندات".
أوال :يهدف االستثمار إلي خلق مناصب شغل وبالتالي يددي إلي زيادة االستهالك الذي يحقق
الرفاهية االجتماعية.
1منصور الزين ،تشجيع االستثمار وأثره على التنمية االقتصادية ،الطبعة األولى ،دار الراية للنشر والتوزيع ،األردن ،6016 ،ص .12
2بريش السعيد ،االقتصاد الكلي ،دار العلوم للنشر ،الجزائر ،6001 ،ص .166
3سامر عبد الهادي ،نضال عباس ،مبادئ االقتصاد الكلي ،ط ،1دار وائل للنشر ،األردن ،6013 ،ص .133
4قادري عبد العزيز ،االستثمارات الدولية ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر.31 ،6001 ،
21
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
ثانيا :كذلك أن االستثمارات هي الصورة المعبرة للنمو والتقدم الوطني وهي المعبرة عن مدي تحقق
المعيشة والرفاهية االجتماعية ومن خالل هذه األهمية يمكن اعتبار االستثمارات كأداة تستعملها
الدولة لتعديل الوضع االقتصادي.
ثالثا :يوفر االستثمار العمالت األجنبية عن طريق إنتاجه لمنتجات تم االعتماد على تصديرها.
رابعا :النمو باالستثمار بعد تكوين رأس مال جديد ،والذي بدوره يددي إلي توسيع الطاقة اإلنتاجية
1
للمدسسة وهذا من خالل تنمية فروق اإلنتاج وتوسيع مكانتها في السوق.
كما بينا سابقا بأن االستثمار هو توظيف لألموال في أصول متنوعة بهدف الحصول على دخل
للمستثمر ،وعلى المستثمر أن يراعي في ذلك مجموعة من المبادئ واألسس قبل اتخاذه لقرار
االستثمار ،ومن أهم مبادئ االستثمار هي:
معرفة البدائل المتاحة له من حيث تكاليفها وعوائدها المتوقعة ومخاطرها ،ويعني ذلك أن على
المستثمر أن يجري مسحا كامال عن االستثمار المتاحة له.
تحديد الفترة الزمنية لالستثمار ،أي هل يريد المستثمر استثمار أموال استثمار قصير األجل أم
طويل األجل ،اعتمادا على نوع الدخل الذي يرغب في تحقيقه خالل الفترة الزمنية.
تحديد درجة المخاطر التي يرغب المستثمر في تحملها ،أي استعداده لتحمل الخسائر التي قد
2
يتعرض لها جزء من استثماراته في المستقيل.
أوال :االستثمار الفردي :يتمثل في ما يوجهه الفرد عن مدخراته أو مدخرات الغير إلى تكوين رأس
مال حقيقي جديد.
ثانيا:استثمار الشركات :يتمثل في رأس المال الحقيقي الجديد الذي تقوم الشركات بتكوينه وتمويله
إما عن طريق االحتياطات التي يتم تكوينها من األرباح المحتجزة أو من القروض التي يتحصل
عليها.
ثالثا :االستثمار الحكومي :وهو رأس المال الحقيقي الجديد الذي تقوم الحكومة بتكوينه وتمويله إما
من فائض اإليرادات العادي ،أو من حصيلة القروض التي تطرحها لالكتتاب العام أو من حصيلة
القروض األجنبية أي تعقدها من الحكومات والهيئات األجنبية.
22
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
رابعا :االستثمار الوطني واالستثمار األجنبي :إذا كانت المدخرات يتم توجيهها لتكوين رأس المال
حقيقي جديد داخل الدولة ،فيكون هذا االستثمار وطني ،أما إذا كان خارج الدولة أو دولة أجنبية فهو
استثمار أجنبي.
خامسا :االستثمار العيني و النقدي :العيني هو عملية استخدام السلع والخدمات في تكوين طاقات
إنتاجية جديدة أو المحافظة علي الطاقات اإلنتاجية الموجودة أصال في المجتمع أو تجديدها أما
1
االستثمار النقدي فهو المقابل النقدي لالستثمار العيني معب ار عنه بالعملة المحلية أو العملة األجنبية.
أوال-الدخل المتوقع:
لقد أكد كينز بأن رب العمل يجري إنفاقه االستثماري على أساس توقع الربح .وتعتمد قيمة سلع
رأس المال في نظر رب العمل على توقف الدخل الذي يتوقع أن تعطيه هذه السلع أثناء حياتها
االقتصادية ،ويعتمد الدخل المتوقع على العوامل التالية:
اإلنتاجية المادية لآللة الرأسمالية المستخدمة في العملية اإلنتاجية إلنتاج السلع ومدى تطورها
وخاصة إذا كان هناك طلب كلي مرتفع على السلع.
السعر التي تباع به السلع التي تنتج بمساعدة اآللة الرأسمالية ويتوقف السعر على ظروف
السوق والطلب المستقبلي على السلع المنتجة.
تكاليف عوامل اإلنتاج األخرى كاألجور وغيرها من التكاليف التي تدفع مقابل استعمال مقادير
2
إضافية من التجهيزات الرأسمالية.
إن الكفاية الحدية لرأس المال تعبر عن معدل العائد المتوقع على تكلفة األصل الرأسمالي أو بعبارة
أخرى الربحية المتوقعة لألصل الرأسمالي.وقد جاء تعريف كينز للكفاية الحدية لرأس المال على أنها
سعر الخصم الذي يجعل القيمة الحالية للغالة السنوية المتوقعة من االستثمار مساوية لتكلفة إحالل
1ناظم محمد نوري الشمري ،طاهر فاضل ،أساسيات االستثمار العيني و المالي ،الطبعة األولى ،جامعة العلوم االقتصادية ،دار وائل للنشر،
األردن ،1777 ،ص .31
2زواد محمد الصوص ،االقتصاد الكلي ،دار المجتمع العربي للنشر ،عمان ،6001 ،ص .11
23
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
هذا األصل.يبين كينز أن اتخاذ قرار االستثمار يعتمد على الموازنة بين سعر الفائدة في السوق النقدية
أو المالية والكفاية الحدية لرأس المال ،حيث يفضل االستثمار عندما تكون الكفاية الحدية لرأس المال
أكبر من سعر الفائدة ،ويحجم عنه في الحالة العكسية ،وتتوقف الكفاية الحدية على التوقعات المتعلقة
باإلمكانيات المستقبلية ،وباتجاهات النفقات واألسعار المستقبلية والظروف التكنولوجية.
يعتبر سعر الفائدة إحدى محددات حجم االستثمار المرجو تحقيقه (حسب كينز) ويعتبر األداة
المستخدمة من طرف السلطات النقدية للتأثير على تفضيال ألفراد للسيولة ،بمعنى أن سعر الفائدة هو
المعدل الذي يحقق التوازن بين تفضيل السيولة (الطلب على النقد كأصل نقد يكامل السيولة أي الطلب
المباشر النقدي) وبين االستثمار النقدي (الناتج عن االدخار)،وبذلك يكون سعر الفائدة هو األداة التي
تعمل على تحويل النقود من أصل عاطل (في حالة تفضيل السيولة) إلى أصل استثمار بطاقة إنتاجية
(في حالة التخلي عن النقد السائل) .يعتبر سعر الفائدة نوع خاص من التكاليف التي تدخل في تكلفة
الحصول على رأس المال النقدي الالزم لشراء رأس المال الحقيقي ،وبالتالي كلما كان سعر الفائدة
1
كبير كلما انخفضت األرباح المتوقعة األمر الذي يددي إلي انخفاض االستثمار ،والعكس بالعكس.
يعتبر سعر الفائدة نوع خاص من التكاليف التي تدخل في تكلفة الحصول على رأس المال النقدي
الالزم لشراء رأس المال الحقيقي ،وبالتالي كلما كان سعر الفائدة كبير كلما انخفضت األرباح المتوقعة
األمر الذي يددي إلي انخفاض االستثمار ،والعكس بالعكس.يعتقد كينز أن انخفاض أسعار الفائدة
يددي إلى تشجيع االستثمار ،فالعالقة بين الطلب االستثماري وسعر الفائدة عكسية ويمكن تمثيل ذلك
)I = f (i بالعالقة التالية :
24
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
I
I = f (i)i0
I1
المصدر :من إعداد الطالب باإلعتماد على كتاب قاسم نايف عالوان
رابعا -التقدم التكنولوجي:
التقدم التكنولوجي مسألة مهمة لكافة المشروعات التي ترى ضرورة المحافظة على مراكزها التنافسية
داخل األسواق ألنه يعمل على زيادة األرباح وانخفاض التكاليف مما يددي إلي زيادة االستثمارات.
خامسا -التوقعات:
فلو كان النشاط االقتصادي في حالة جيدة يددي ذلك إلي تفادل رجال األعمال حول المستقبل
فيزيدوا من استثماراتهم الجديدة ،والعكس صحيح.
يصعب تقرير أثر اإلنفاق الحكومي على توقعات األرباح في المنشآت الخاصة ،فقد يكون اإلنفاق
الحكومي في صالحها حيث تخفض الظروف السيئة لنشاطاتها فتريد األرباح المتوقعة وتزيد
االستثمارات وقد يكون العكس حيث تكون السياسات الحكومية ضد االستثمارات الخاصة فتكون
1
منافسة ألنشطتها فتنخفض األرباح المتوقعة وبالتالي تنخفض االستثمارات.
بالرجوع ألي االستثمار بالمفهوم االقتصادي فإن السدال الذي يطرح نفسه هو ما الدافع وراء
اإلنفاق االستثماري؟ واإلجابة تكمن في أن المستثمرين يتجهون نحو شراء البضائع الرأسمالية
(االستثمارية) إذا توقعوا الحصول على أرباح منها ،أي إذا كانت العوائد من االستثمار أكبر من
التكاليف عليه .وهذا يقودنا لدراسة ثالثة عناصر رئيسية تحدد عملية اتخاذ قرار االستثماري ،وهذه
تتلخص في العوائد والتكاليف والتوقعات.
1قاسم نايف علوان،إدارة االستثمار بين النظرية والتطبيق ،كلية االقتصاد ،جامعة التحدي ،دار الثقافة للنشر ،عمان ،6007 ،ص .31
25
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
أوال :العوائد:Revenues
يعرف العائد على أنه المبالغ النقدية التي يجنيها المستثمر من جراء العملية اإلنتاجية التي أسهم
بها .وتزداد هذه العوائد مع زيادة المبيعات ،وبما أن األخيرة تعتمد على الوضع االقتصادي للدولة
بشكل عام ،لذا نجد أنه في فترات الركود االقتصادي ال تعمل اآلالت والمصانع بالكامل أو بفعالية
كبيرة ،وهذا يعني عدم الحاجة إلي زيادة االستثمارات ،من هنا نري قلة االستثمارات خالل فترات
الركود االقتصادي والحاجة إلي زيادة االنتعاش االقتصادي.
المحدد الثاني لمستوى االستثمار هو تكاليف االستثمار ،بيد أن السلع الرأسمالية تستعمل لسنوات
عديدة ،وعليه فمن الصعب حصر تكاليفها ومعاملتها كالسلع االستهالكية ،لذا سنقوم باحتساب
تكاليف رأس المال على أنها سعر الفائدة على االقتراض .ويعود إلى افتراضنا أن صاحب العمل
يقوم باقتراض المبالغ المطلوبة لالستثمارات من القطاع المصرفي ،وبالتالي فإن تكلفة االستثمارات
هي سعر الفائدة الذي سيدفعه المستثمر للبنك مقابل القروض الممنوحة إليه خالل الفترات الزمنية
المختلفة.
المحور األخير المحدد للقرار االستثماري هو التوقعات حول الوضع االقتصادي المستقبلي،
فنسمع هذه األيام ،عن رغبة العديد من المستثمرين في الدخول في مشاريع استثمارية في األردن
مثال ،وخاصة في قطاع السياحة والخدمات ،أملين في زيادة عدد السائحين إلي األردن ،وبالتالي
مع تصاعد وتيرة التوقعات اإليجابية حول األوضاع االقتصادية واالستقرار االقتصادي في
االستثمارات ستتجه غلي التزايد .أما في حالة حدوث ركود اقتصادي ،فإن العديد من المستثمرين
1
ستتجه إلى التزايد.
1خالد واصف الوزني ،أحمد حسين الرفاعي ،مبادئ االقتصاد الكلي ،ط ،6دار وائل للنشر ،األردن ،6001 ،ص .21
26
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
تختلف النظريات االقتصادية في اآلراء حول العالقة التي تربط االدخار واالستثمار فيما يلي:
إن النموذج النظري الكالسيكي يقوم بتحليل وتحديد مفهوم االستثمار من خالل إبراز العالقة
التي تربط االدخار باالستثمار ،في حين يعتبر الفكر الكالسيكي أن التراكم كمصدر للنمو
االقتصادي مثلما أوضحه أدم سميث .وفي هذا الشأن نتطرق في هذا المطلب إلي كيفية تحديد
االدخار لمتغير االستثمار ،ثم إظهار األساليب التي تدعو إلي االدخار ووظيفة تقسيم العمل
ودوره في التراكم رأس المال .إن الكالسيكيين ركزوا اهتمامهم على شروط التطور والنمو
االقتصادي ،واهتموا فعال ألي فكرة الفائض االقتصادي المتمثل في االدخار ،وحاولوا إيجاد
العالقة التي تربط بين االدخار واالستثمار ،وأقاموا تحليلهم المعروف بنظرية تكوين رأس المال.
االدخار في النظرية الرأسمالية الكالسيكية هو القوى الشرائية السائلة والمتوفرة ،والتي يتم استبعد
استعمالها في االستهالك ،بقصد استخدامها على أوجه الحصول علي اللوازم من الموارد الغذائية
للعمال ،والمواد األولية وأدوات العمل في مختلف الورشات .وهو إذن عملية استثمار يترتب عنها
1
بناء طاقة إنتاجية جديدة أو إحداث تراكم.
وبالتالي فإن الكالسيكيين قد نظروا إلي االدخار على أنه مصدر لالستثمار والعالقة بينهما
عالقة وطيدة ،ويعتبر أدم سميث أن االدخار والعمال شرطين ضروريين إلثراء األمة ،ويشاركه
في الرأي جميع رواد الفكر الكالسيكي منهم دافيد ريكاردو وجان باتيست ساي .وطالما أن
االدخار يعتبر مصدر التراكم الرأسمالي ،وبالتالي مصدر للثروة كما يري أدم سميث.
فإن ارتفاع حجمه يستلزم انخفاض األجور ،مما يجعل االثنين إذن في حالة عكسية .وال يكفي
انخفاض األجور إلحداث التراكم الكبير والسريع عند الفكر التقليدي بل البد أيضا من تخفيض
الريع .ألن الصناعة هي النشاط الذي يتم فيه تكوين رأس المال وليس الزراعة .أي أن الطبقة
الرأسمالية تخصص جزءا كبي ار من األرباح ألغراض التراكم ،وبالتالي يعتبر الربح مصدر أساسي
لالدخار والعالقة التي تربطهما عالقة طريدة ،وهكذا اهتم التحليل الكالسيكي باالدخار العتباره
2
كشرط ضروري الذي يسبق العمل لتدعيم التنمية االقتصادية ،ولما له عالقة دائمة باالستثمار.
1محمد صالح تركي القريشي ،علم اقتصاد التنمية ،الكبعة األولى ،إثراء للنشر و التوزيع ،األردن ،6010 ،ص .23
2حسين كريم حمزة ،العولمة المالية والنمو االقتصادي ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،6011 ،ص .311
27
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
وكذلك يري االقتصاديون الكالسيك أن هناك تعادال دائما بين االدخار واالستثمار ،على أساس
حدوث تغيرات في سعر الفائدة ،ويرى الكالسيك أنه يتم تحويل االدخار إلى استثمار عن طريق
سعر الفائدة الذي هو حجر الزاوية في النظرية الكالسيكية وبواسطته يبقى قانون ساي صالحا
بالنسبة القتصاد تسود فيه النقود .حيث أن االدخار هو المصدر الوحيد لعروض ردوس األموال
النقدية ،واالستثمار هو المصدر الوحيد لطلب ردوس األموال النقدية ،فعندما يقرر شخص
استثمار مبلغ من المال ،فهذا يعني زيادة الطلب على ردوس األموال النقدية ،مما يددي إلى رفع
سعر الفائدة ،وهذا االرتفاع في سعر الفائدة يودي إلى زيادة عرض ردوس األموال النقدية أي
االدخار ،بالقدر الذي يجعله يتعادل مع االستثمار.
-أن االدخار ال يعدو أن يكون في نهاية األمر سوى شكل من أشكال اإلنفاق ،وعلى وجه
التحديد إنفاق على السلع الرأسمالية ،لذا اعتبروا المدخرات هي بحكم طبيعتها استثمارات
حقيقية ،وتتحد الحالة التوازنية عندما يتساوى الطلب على رأس المال ألغراض االستثمار
والعرض من رأس المال المتأتي من االدخارات.
-إعطاء أهمية كبيرة لعالقة سعر الفائدة باالدخار ،كما أدخلوا في هذه العالقة جانب االستثمار
إذ يدكد مارشال أن سعر الفائدة هو ثمن االستخدام لرأس المال في السوق ،ويتجه هذا السعر
إلى مستواه التوازني ،عندما يتعادل الطلب الكلي لرأس المال مع العرض الكلي في هذا
السوق.
اختالف التحليل الكينزي لتعادل االدخار واالستثمار عن التحليل الكالسيكي ،فقد سبق أن
رأينا أن االقتصاديين الكالسيك ،كانوا يعتقدون أن سعر الفائدة هو العامل الموازن بين االدخار
واالستثمار.
أما كينز فيري أن الدخل هو العامل الذي يحقق التوازن بين االدخار واالستثمار ،كما أن
نقص االستثمار يددي إلى نقص الدخل ،وبالتالي يددى إلى نقص االدخار مما يجعله يتعادل مع
االستثمار وقد انتهى كينز إلى أن هناك نوعين من المساواة بين االدخار واالستثمار:
مساواة تعريفية وتعني مساواة بين االدخار واالستثمار عند كل مستوى من مستويات الدخل في
نفس الفترة ،مساواة ضرورية ال يمكن تخلفها وليس شرطا للتوازن الكلي.S=I :
28
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
مساواة وظيفية حيث تددي زيادة االستثمار بفعل المضاعف إلى زيادات متتالية في الدخل،
وبالتالي حدوث زيادات متتالية في االدخار وحيث ما تتالشى الزيادة في االدخار التي ترتبت
على زيادة الدخل يكون االدخار الكلي ،قد تساوى مع االستثمار الكلي ويحدث التوازن الدخل
وتحدث حركة عكسية لما تقدم إذا حدثت الزيادة األولية في االدخار.
ولكن الزيادة االدخار واالستثمار تصبح ركنا جوهريا لضمان النمو االقتصادي بمعدالت متنامية
أو مستقرة سواء كان ذلك لتحقيق دورة المعجل في االقتصاديات الصناعية المتقدمة أو لتوسيع
الجهاز اإلنتاجي الضروري لرفع معدالت النمو في االقتصاديات النامية ،لقد اهتم التحليل الكينزي
1
بالحالة األولى بينما التحليل الكالسيكي اهتم بالحالة الثانية وبوضوح أكثر نسبيا لكل حالة.
كما اعتبر كينز أن التغير في االستثمار بالزيادة يددي إلى التغير مستوى الدخل بالزيادة ،وذلك
من خالل مضاعف االستثمار مما يزيد االدخار.
كما رفض كينز وجهة نظر التقليديين بأن المساواة بين االدخار واالستثمار ،ومن ثم توازن
الدخل يحدث عند مستوى التوظيف الكامل ،حيث رأى أنه طالما أن التوظيف الكامل حالة نادرة
فإن المساواة بين االدخار واالستثمار تحدث عند مستوى أقل من مستوى التوظيف الكامل.
وكذلك حذر كينز من ارتفاع سعر الفائدة الدرجة التي تددي إلي زيادة تكلفة االستثمار وانخفاض
الكفاية الحدية لرأس المال مما ينتج عنه تخفيض في حجم االستثمار عن المستوى المطلوب.
وبوجه أخر يمكن القول أن كينز اعتقد أن انخفاض سعر الفائدة يمكن أن يكون له دور هام في
زيادة حجم االستثمارات وتنشيط المتغيرات االقتصادية .وفي النهاية نجد أن كينز قد جعل سعر
2
الفائدة أحد محددات حجم االستثمار وليس المحدد الوحيد له.
أن النتائج التي توصلت إليها المدرسة الكالسيكية ،كانت مخالفة لنتائج أفكار المدرسة الماركسية
رغم وجود بعض التشابه في التحليل ،حيث أخذ كارل ماركس عالقة االدخار باالستثمار برفضه
للنظرية قانون ساي بتشكيكها في مقدرة سعر الفائدة على تحقيق التزامن بين خطط القطاع العائلية
فيما يتعلق باالدخار مع خطط قطاع رجال األعمال فيما يتعلق باالستثمار ،فبينما كان الكالسيك
يعتقدون بأن زيادة االدخار يترتب عليها زيادة في االستثمارات المقدمة من رجال األعمال ،فإن
النظرية الماركسية تقول بأن زيادة االدخار أكثر معناه استهالك أقل وبالتالي طلب أقل على مختلف
1خالدي إيمان نور اليقين ،مذكرة دور االدخار العائلي في تمويل التنمية االقتصادية حالة الجزائر ،جامعة الجزائر .6016-6011 ،3
2حسين كريم حمزة ،مرجع سبق ذكره ،ص .312
29
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
السلع والخدمات المقدمة .فكيف نتوقع أن يتوسع رجال األعمال في استثماراتهم في الوقت الذي
ينكمش فيه الطلب على المنتجات؟ كما تدكد النظرية الماركسية هذه الفكرة بقولها أن كال من
االدخار واالستثمار يتمان بواسطة فريقين مختلفين ولدوافع مختلفة .فدوافع االدخار (شراء سلعة في
المستقبل ،االحتياط ألي ظروف طارئة ،لضمان مستقبل األبناء ،حبا في المال...إلخ) .تختلف
1
تماما عن دوافع االستثمار (تحقيق الربح).
1عمر سخري ،التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1771 ،ص.623 :
30
اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة الفصل األول
خالصة الفصل:
بعد استعراضنا لمختلف المفاهيم األساسية حول االدخار واالستثمار ،والنظريات المفسرة للعالقة
التي تربطهما ،باعتبارهما الحجر األساسي لدراسة وتطور وتفسير النمو االقتصادي.فاالدخار
واالستثمار يعتبران من المتغيرات االقتصادية الكبرى لسيرورة النظام االقتصادي ألنهما شديدا االرتباط
بعضهما البعض ،ولهما دور كبير في تراكم رأس المال ،وكما لهما ارتباط وثيق بالدخل وسعر الفائدة
واعتبارهما العامالن المحددان لكيليهما .حيث سوف نتطرق من خالل الفصل التالي إلى واقع
االستثمار واالدخار والسياسات المتبعة في الجزائر ،عبر مختلف المراحل لتطور االقتصاد الوطني.
31
الفـصـل الثاني
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻣﻬﯾد:
ﻣرت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﻣراﺣل ﺗﺟﺳدت ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ وﻣﺧططﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟوﺿﻊ اﻟﺳﺎﺋد
ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ،ﻓﻘد ﺗﺑﻧت ﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ أﻣﻼ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﻘق ﻟﻬﺎ أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟرﻗﻲ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺗم اﻋﺗﻣﺎد أﺳﻠوب اﻟﺗﺧطﯾط ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﻫداف ،ﻟﻛن
ﺑﻌد اﻷزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ 1986ﺳﺎءت اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻣﺎ اﺿطر إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺻﻧدوق واﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﯾﯾن ،اﻷﻣر اﻟذي أﺳﻔر إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن
أﻏﻠب اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﺑﺣﻠول ﺳﻧﺔ ،2000إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻗد ﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ آﺛﺎر
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻧﺑدأﻫﺎ ﺑﻣﺷﻛل اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻋﺻب اﻷزﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%28
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗدﻫور اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن وارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻐﺎء اﻟدﻋم ،واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻟﻠﺷﻐل واﻟﺳﻛن ،وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﻔﻘر ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري.
وﻷﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺿﻌت اﻟﺟزاﺋر
ﺑراﻣﺞ ﻟﻺﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ) ،(2014-2001وﻫﻲ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر واﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن
اﻟﺟﻬوي ،وﻫذا ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ .وأﺻﺑﺣت ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ذات اﺗﺟﺎﻩ ﺻﺎﻋد وﺑﺎرز
وﻫﺎدئ وذي طﺎﺑﻊ ﺗرﻗوي رﻏم اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﻣﻔﺗﻌﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺳوق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﯾﺗﺟﻠﻰ
ذﻟك ﻋﺑر وﺟود ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌﻛس ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
33
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻣﻠك اﻟﺟزاﺋر ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣﻘوﻣﺎت ﺳوق ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺧرﺟت ﻣن داﺋرة اﻟﻐﻣوض اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻔﻬﺎ ﺧﻼل رﺑﻊ ﻗرن
ﻣن اﻟزﻣن ،ﺑﻌد اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻹﺻﻼﺣﺎتاﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وا ٕ ﻧﺷﺎء ﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ،وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻋﺑر وﺟود
ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
اﻋﺗﻣدت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ،ﻹﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠرﺟوع
ﻟﻠﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻫﻲ:
ﻟﻘد ﻟﺟﺄت اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺣت ﺿﻐوط اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟد ﺻﻌﺑﺔ ،وﺑﻌد أن وﺻل
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺧطر واﻻﻧدﺛﺎر ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت أول اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻧدوق ﻋﺎم 1989
ﻛﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗﺣﺻﯾل ﺗﻣوﯾﻼت ﺧﺎرﺟﯾﺔ،إﻻ أﻧﻬﺎ أدت
إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ واﺧﺗﻼل اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺑراﻣﺞ ﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ ﻣﻧذ 1988ﺑﻠﺟوﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻺﻗراض ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺑﻧﻲ
ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ وﻗﺑول ﺷروطﻬﺎ ﻟﺣل اﻹﺧﺗﻼﻻت اﻟﺗوازﻧﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻫذا ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ظﻬور أﺛﺎر
ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋدﯾدة أﻫﻣﻬﺎ ارﺗﻔﺎع ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
أوﻻ -ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷول :ﻣن 31ﻣﺎي 1989إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 30ﻣﺎي 1990
ﻓﻲ ﺿوء اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ واﺟﻬت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت وﻣﻊ ﺗوﻗف ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض
واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺿطرت إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ وﺳﺎرت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻣﻊ
ﻋﻠﻣﻬﺎ ﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺷروطﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻراﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﺻرف وﻗﯾﻣﺔ
اﻟدﯾﻧﺎر واﻟﻔﺗﺢ اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻸﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ واﻓق ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎق اﻟﺗﺛﺑﯾت
30ﻣﺎي 1989ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم 155,7ﻣﻠﯾون وﺣدة ﺳﺣب ﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻔﺎدت اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺗﺳﻬﯾل
ﺗﻣوﯾل ﺗﻌوﯾﺿﻲ ﺑﻘﯾﻣﺔ 315,2ﻣﻠﯾون وﺣدة ﺣﻘوق ﺳﺣب ﺧﺎﺻﺔ ﻧظرا ﻻﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرو ل
1
وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺣﺑوب ﺳﻧﺔ .1988
1
دﺣﻣﺎن ﺑن ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق -ص.182
34
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣن 31ﺟوان 1991إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 30ﻣﺎرس 1992
ﻟم ﯾﺗﺣﻘق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳﺎﺑق ﻧظرا ﻟﻘﺻر ﻣدﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺻﻧدوق
اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣواﺻﻠﺔ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣن أﺟل إﻋﺎدة
اﻟﺗوازﻧﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺗوﺻﻠت اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺛﺎﻧﻲ ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣرﯾر رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ 21
أﻓرﯾل 1991واﺗﻔﻘت ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻹﺟراءات ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺣﯾث ﻗدر ت ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ،إذ ﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﻘدﯾم 300ﻣﻠﯾون وﺣدة ﺳﺣب
1
ﺧﺎﺻﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺛﺎﻟث :ﻣن أﻓرﯾل 1994إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎرس 1995
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌراﻗﯾل واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ اﻋﺗرﺿت ﻣﺳﺎر إﻋﺎدة ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ﻟﺟﺄت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣرة أﺧرى إﻟﻰ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻣن أﺟل إﺑرام ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻛﯾﯾﻔﻲ
ﺛﺎﻟث ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ واﺣدة اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ 1994/04/01إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 1995/03/31ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي
2
ﯾﺿم اﻟﺑﻧود اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻣو ﻣﺳﺗﻘر وﻣﻘﺑول ﻋﻧد ﺣدود %3ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1994وﻣﻌدل %6ﺳﻧﺔ 1995؛
ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم؛
ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن أي ﻋواﺋق ﻣﻣﻛﻧﺔ؛
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل ﻓﺗرة )(2014-2001
اﻋﺗﻣدت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ .وﻫو ﻛذﻟك ﺑراﻣﺞ
ﺗﻌﻛس إﺟﻣﺎﻋﺎً ﻋﺎﻟﻣﯾﺎً واﻟﺗزاﻣﺎً ﺳﯾﺎﺳﯾﺎً ﻣن أﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ.
1ﺣﺎﻛﻣﻲ ﺑﺣﻔص ،اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻧﺗﺎﺋﺞ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾر ،ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ
ﺣول ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳطﯾف 30 – 29 ،أﻛﺗوﺑر .2001ص .24
2
ﺑوﻛﺑوس ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص .125
35
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر واﻟﻣﺗوﺳط ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر أوﻻ وﺧﻠق
ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل ﺛﺎﻧﯾﺎ ،وﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن اﻟﺟﻬوي ﺛﺎﻟﺛﺎ وا ٕ ﺣﯾﺎء اﻟﻔﺿﺎء اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ راﺑﻌﺎ ،ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾﻣﺗد
ﻋﻠﻰ ّ أرﺑﻊ ﺳﻧوات وﺧﺻص ﻟﻪ ﻣﺑﻠﻎ 525ﻣﻠﯾﺎر دج أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 7,5ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﯾﻬدف إﻟﻰ إﯾﺟﺎد
اﻟظروف اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻣن أﺟل اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذا ﻏﻼف ﻣﺎﻟﻲ ﯾﻔوق 5ﻣﻠﯾﺎر دج
ﻛﺈﻧﻔﺎق ﻋﻣوﻣﻲ ﯾﻛﻣل دﻋم اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﺑرﻧﺎﻣﺞ أﺧرى ﻣﺛل ﺻﻧدوق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻧﺎطق
اﻟﺟﻧوب وﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ.
ﻋﻣﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﺿﺦ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﻪ 525ﻣﻠﯾﺎر دج وزﻋت ﻛﻣﺎ
ﯾﺗﺑﯾن اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
36
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أن اﻟدوﻟﺔ أﻋطت أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوي
اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﺣﯾث ﺧﺻﺻت ﻣﺎ ﻣﻘدارﻩ 210,5ﻣﻠﯾﺎر دج أي ﻧﺳﺑﺔ %40,1ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻐﻼف
واﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺛم ﯾﻠﯾﻪ ﻣﺣو اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻣﻘدار 114ﻣﻠﯾﺎر دج أي ﻧﺳﺑﺔ %21,7ﺛم
دﻋم ﻣﺳﺎر اﻹﻧﺗﺎج ودﻋم اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺑﻘﯾﻣﺔ 65,3ﻣﻠﯾﺎر دج و 45ﻣﻠﯾﺎر دج أي ﻧﺳﺑﺔ 12,4و%8,6
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ.
ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2009-2005ﺗم إطﻼق اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟدﻋم اﻟﻧﻣو وﻛذا ﺑرﻧﺎﻣﺟﻲ " اﻟﺟﻧوب " و "
اﻟﻬﺿﺎب اﻟﻌﻠﯾﺎ " ﺑﺗﻣوﯾل ﻣن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻗﯾﻣﺗﻪ 200ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺧﺻﺻت أﺳﺎﺳﺎ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ
ﻣن ﺧﻼل ﺗطوﯾر ﺷﺑﻛﺔ اﻟطرق واﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ وﺗﺣدﯾﺛﻬﺎ ،واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣوارد
اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻛن واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺗﻛﻔل
ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺗﻛوﯾن وﻛذا ﺗطوﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
1
وﺗﺣدﯾﺛﻬﺎ.
وﯾﻌد اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟدﻋم اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺛﻼث،
وﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺟﻧوب ﺧﺻص ﻟﻪ ﻣﺑﻠﻎ 4202,7ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﻣوزﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾﻧﻪ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ) ،(CNRAﺗﻘرﯾر ﺣول ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﻧوﻓﻣﺑر ، 2008ص. 1 1
37
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻧدرج ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺿﻣن دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ إﻋﺎدة اﻷﻋﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت أول ﻣﺎ اﻧطﻠﻘت ﻗﺑل ﻋﺷر
ﺳﻧوات ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﻣت ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﺳﻧﺔ 2001ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﻣﺗﺎﺣﺔ آﻧذاك وﺗوﺻﻠت اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻫذﻩ ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻓﺗرة 2009-2004اﻟذي ﺗدﻋم ﻫو اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ رﺻدت ﻟﺻﺎﻟﺢ وﻻﯾﺎت اﻟﻬﺿﺎب اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻟﺟﻧوب وﺑذﻟك ﺑﻠﻐت ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺟﻣﻠت ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﺧﻣس اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 17500ﻣﻠﯾﺎر دج ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎ ﺗزال ﻗﯾد اﻻﻧﺟﺎز.
ﯾﺳﺗﻠزم ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟذي وﺿﻊ ﻟﻠﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎ ﺑﯾن 2010و 2004ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت
1
21214ﻣﻠﯾﺎر دج أو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 286ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر وﻫو ﯾﺷﻣل ﺷﻘﯾن اﺛﻧﯾن ﻫﻣﺎ:
اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑرى اﻟﺟﺎري اﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ
واﻟطرق واﻟﻣﯾﺎﻩ ﺑﻣﺑﻠﻎ ﯾﻌﺎدل 130ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر؛
إطﻼق ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺟدﯾدة ﺑﻣﺑﻠﻎ 156ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر؛
ﯾﺧﺻص ﺑرﻧﺎﻣﺞ 2014-2010أﻛﺛر ﻣن %40ﻣن ﻣواردﻩ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾﻧﻪ
اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﺟدول رﻗم ) :(3-2ﯾﺑﯾن اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ.
1
ﺑﯾﺎن اﺟﺗﻣﺎع ﻣﺟﻠس اﻟوزراء اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻓﻲ 24ﻣﺎي .2010
38
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻣﻛن دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾل ﻟﺑﻌض ﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗطور ﻛل ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ،وﻣﻌدل
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم أﯾﺿﺎ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم.
ﻋﺎﻧت اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗذﺑذﺑﺔ ﺑﯾن اﻟزﯾﺎدة واﻟﻧﻘﺻﺎن ﺗﺎرة أﺧرى
ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ) (2010-2000واﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك.
2004 2003 2002 200 2000 199 199 199 1996 اﻟﺳﻧوات
1 9 8 7
5.1 6.8 3.1 1.9 2.4 3,2 5,1 1,1 4,1 اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي
2014 2013 2012 2011 201 2009 200 200 200 2005 اﻟﺳﻧوات
0 8 7 6
3,8 2,8 3,3 2,8 4.5 5 4.6 5.8 5.5 5.2 اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺟدول ،ﻋرف اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻌدل ﻣرﺗﻔﻊ ﺣﯾث ﺳﺟل %4,1ﺳﻧﺔ
،1996ﻟﯾﻧﺧﻔض إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ 1997ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%1,1وﻛﻣﺎ ﻋرف ﺗذﺑذﺑﺎ ﺑﯾن
اﻻﻧﺧﻔﺎض واﻻرﺗﻔﺎع ﺑﺣﯾث ﺳﺟل ﻧﺳﺑﺔ %2,4ﺳﻧﺔ 2000ﻟﯾﻧﺧﻔض إﻟﻰ %9,1ﺳﻧﺔ ،2001وﯾرﺟﻊ
اﻟﺳﺑب إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺑﺗرول إﻟﻰ 24,9ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن 28دوﻻر ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﺳﻧﺔ 2000ﻟﯾﻌود ﻣﻌدل
اﻟﻧﻣو ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﻣﺟددا ﻟﯾﺗراوح ﺑﯾن %4,5و %5,8ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2002إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ،2010ﻟﯾﺷﻬد ارﺗﻔﺎع
ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﺳﻧﺔ 2003ﺑﻣﻌدل ،%6,8ﻫذا ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻫﯾﻛل اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣن
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎد ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻛل ﻗطﺎع ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن ﺳﻧﺔ 2000و .2008ﻟﯾﺑﻘﻲ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﺑﯾن اﻻرﺗﻔﺎع واﻻﻧﺧﻔﺎض ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
) ،(2014-2010واﻟﺳﺑب ﯾﻌود داﺋﻣﺎ ﻟﻼرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول واﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ ،ﻛون اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.
39
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ أن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﻣرﺗﻛزا ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت،
واﻟﺗﻲ ﺗﻘل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻰ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋن %30ﻟﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﺳﺗﻣرا
ﻟﺗﺻل إﻟﻰ %50ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن 88,8دوﻻر ﻟﻠﺑرﻣﯾل ﺳﻧﺔ ،2012أﻣﺎ
ﺑﺧﺻوص ﻗطﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﺗﺑﻠﻎ %10ﺳﻧﺔ 2001اﻧﺧﻔﺿت إﻟﻰ %8,5ﺳﻧﺔ
2012وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﻟﺧﺿوع اﻟﻘطﺎع إﻟﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ .أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻟم
ﺗﺗﻌدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ %9ﻟﺗﻧﺧﻔض ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ %3,1ﺳﻧﺔ ،2012أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟﺑﻧﺎء
واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻘد ﻋرﻓت ﺗذﺑذﺑﺎ ﺑﯾن اﻟزﯾﺎدة واﻟﻧﻘﺻﺎن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة.
ﻛﺎن ﻣن ﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣرﯾر واﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻫو ﺿرورة إﺷراك اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص،
ﻓﺑدأت ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺧوﺻﺻﺗﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺗﺷﻐﯾل ،وﻟﻌﻼج ﻫذا اﻟﻣﺷﻛل واﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ 2001ﺗم
40
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت وﺗﺣﺳﯾن ﻣدا ﺧﯾل اﻟدوﻟﺔ واﻟﻬدف
ﻣﻧﻪ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
25
20
15
10
ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ )(%
5
0
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
ﯾﺗﺿﺢ ﺟﻠﯾﺎ ﻣن اﻟﺟدول أن ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻋرف اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﺎ ﺑﯾن 2001و ،2004ﻓﻌﻧدﻣﺎ
ﺳﺟل ﻧﺳﺑﺔ %27,5ﺳﻧﺔ 2001اﻧﺧﻔض ب 10ﻧﻘط ﻟﯾﺻل إﻟﻰ %17,5ﺳﻧﺔ 2004ﺑﻔﺿل ﺑرﻧﺎﻣﺞ
دﻋم اﻟﻧﻣو اﻟﻣﻛﻣل ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي وﻓر ﻣﻧذ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻋﻠﻰ 7285000ﻣﻧﺻب ﻋﻣل
ﻣﻧﻬﺎ 4575000ﻣﻧﺻب داﺋم ﺑﻧﺳﺑﺔ %63و 2710000ﻣﻧﺻب ﻏﯾر داﺋم ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%37وﻗد
41
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗوزﻋت اﻟﻣﻧﺎﺻب ﺑﻧﺳﺑﺔ %83ﻟﻘطﺎع اﻟﻣﻬﯾﻛل و %17ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻐﯾر رﺳﻣﻲ .وﻋﻠﻰ إﺛر ﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ
ﺗواﺻل ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣن %15,2ﺳﻧﺔ 2005إﻟﻰ %11,3ﺳﻧﺔ 2008ﺛم إﻟﻰ %10,2
ﺳﻧﺔ ،2009ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن 2007-2005ﺗم إﻧﺷﺎء 1120000ﻣﻧﺻب ﺷﻐل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
1.%61وﺧﻼل ﺳﻧﺔ 2011وﺻل ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،%9,9وﻫذا ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺗوﻗﻌﺎت ﺧط اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗراﺟﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
ﻣن %9,7ﻓﻲ 2012إﻟﻰ %9,3ﻓﻲ 2013ﺛم إﻟﻰ %9ﻓﻲ .2014
ﺷﻬدت ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣﺣﺳوﺳﺎ ﺑدءا ﻣن ﺳﻧﺔ 1999ﺑﻔﺿل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ ﻟﺗﺑﻠﻎ ﻧﺳﺑﺔ %2,1ﻟﯾﺗواﺻل اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻟﯾﺻل إﻟﻰ أﻗل ﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﺳﻧﺔ
2000ﺑﻣﻌدل %0,3ﻟﯾرﺗﻔﻊ إﻟﻰ %4,2ﺳﻧﺔ 2004ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﺑﻧﺳﺑﺔ ،%22,3ﻛﻣﺎ
ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻧﺳﺑﺔ %2,6و %3,6ﻟﺳﻧﺗﻲ 2003و 2004ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣﺳﺟﻼ ارﺗﻔﺎع ﻣﻘدر ب
2,3ﻧﻘطﺔ و 3,3ﻧﻘطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﻧﺔ .2000
ﻧﻼﺣظ ﻣن اﻟﺟدول أن ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم اﻧﺧﻔﺿت إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻬﺎ ﺳﻧﺔ 2000وﻟم ﺗﺗﺟﺎوز
اﻟﻣﻌدل %7ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻌﺷرﯾﺔ ،رﻏم ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﻔﺿل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ
ﻟﺗﺟﻧب ﺗوﺗرات اﻟﺗﺿﺧم .ﻛﻣﺎ وﺿﻌت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ﻣن ﺧﻼل
دﻋم أﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت و اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و ﻫو ﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﺑﺧﻔض ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم و إﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى
"ﻣﻌﻘول".
1
ﺑﯾﺎن اﺟﺗﻣﺎع ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﺳﻧﺔ ،2004ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ.
42
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﺣﻠﯾل دور ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر
ﻛﺎن ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،واﻻدﺧﺎر دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ،وﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ دور وأﻫﻣﯾﺔ ﻛب ﻣﻧﻬﻣﺎ.
ﻣن أﺟل ﺗﺣﻠﯾل ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺷرات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس
اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم واﻟذي ﯾﻌﻛس
ﺣﺟم اﻟﺳوق وﻣﺳﺗوى ﺗطورﻩ ،وﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم وﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣؤﺷر اﻟﺗوازن
اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
أوﻻ -ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو :ﻟﻘد ﻛﺎن ﻻرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة اﻷﺛر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن
ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺑﻌدﻫﺎ ﺳﺟﻠت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣﻌدﻻت ﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ارﺗﻔﻊ
ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ﺳﻧﺔ 2003إﻟﻰ %6,9وأﺻﺑﺢ ﺳﻧﺗﻲ 2004و 2005ﻓﻲ ﺣدود 5,3
%ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣﻌدل ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻛﺎﻓﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎزاﻟت ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ
1
أﻛﺛر ﻣن ،%25ﺣﯾث أدي زﯾﺎدة ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻣن %3,3ﺳﻧﺔ 2012إﻟﻰ %3,8ﺳﻧﺔ .2014
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﺿﺧم :ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺗراﺑط ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن ﺗﻐﯾرات ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم واﺳﺗﻘرار اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻗد
ﺷﻬدت ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺣوﻟﺔ ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ أﺳﺎﺳﺎ
ﻋن ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣدد إدارﯾﺎ ،وأﯾﺿﺎ ﻗﯾﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺑﻌد ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﺻرف ﺳﻧﺔ 1990و 1991ﺷﻬدت ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم
ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻗﯾﺎﺳﯾﺎ ﺗﺟﺎوزا %28ﺳﻧوﯾﺎ ،ووﺻل ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﺳﻧﺔ 1994إﻟﻰ ،%39وﻫو ﻣﺎ اﻧﻌﻛس
ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗدﻫور اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ وارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻋواﻣل ﻣﻌﯾﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر،
وﻟﻛن ﻣﻊ ﺗطﺑﯾق اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن 1994و 1996ﺗراﺟﻌت
ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ %15ﺳﻧﺔ 1996وا ٕ ﻟﻰ %6ﺳﻧﺔ 1997وﻓﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻋرف
ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم اﻧﺧﻔﺎض ﺣﯾث ﺳﺟل ﻧﺳﺑﺔ %2,9ﺳﻧﺔ 2014ﻣﻘﺎﺑل %3,3ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2013وﻫو ﻣﺎ
1
KPMG, Guide: investir en Algérie. 2006. p. 20.
43
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة .وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺗﺑرﻩ ﻋﺎﻣﻼ
1
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﯾد اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﺛﺎﻟﺛﺎ-اﻟﺗوازن اﻟﺧﺎرﺟﻲ :ﺑﻌد ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1999ﺷﻬدت وﺿﻌﯾﺔ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت
ﺗﺣﺳﻧﺎ ﻛﺑﯾرا إذا أﺻﺑﺢ ﯾﺳﺟل ﻓﺎﺋﺿﺎ ،وﻫو ﻣﺎ أدى ﺗﺣﺳن اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻓﻲ
ﺣدود ﺷﻬر اﺳﺗﯾراد واﺣد ﺳﻧﺔ 1990أﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﺣدود ﺣواﻟﻲ 38ﺷﻬر اﺳﺗﯾراد ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2006
ﺑﺄﻛﺛر ﻣن 78ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ،وﻗد أوﺿﺢ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋري أن اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺳﺟل ﻋﺟزا ﻗدرﻩ 12,9ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻷوﻟﻰ ﻟﻌﺎم ،2013ﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﺋض ﺑﻌﺷرة
ﻣﻠﯾﺎرات ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة ﻣن ﺳﻧﺔ 2.2012ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ أﻗل ﻣن 6ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2006ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻔوق 32ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺔ
،1994ﻛﻣﺎ ﺗﻔﯾد أﯾﺿﺎ ﺗﻘدﯾرات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى ﻗطﺎع اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أن اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2013ﺗﻘدر ﺑﺣواﻟﻲ 3,9ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.3
راﺑﻌﺎ -ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣواﺻﻼت :ﺗﺗوﻓر اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟطرق اﻟﺑرﯾﺔ اﻷﻛﺑر ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑـ 107324ﻛﻠم
إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ،ﻓﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺟدﯾد ،وﻧظرا ﻻﺗﺳﺎع اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى واﻟﻣدن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﺈن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻧﻘل واﻟﺗوزﯾﻊ ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ
إﻧﺟﺎز اﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ –ﺷرق ﻏرب -اﻟذي ﻣﺳﺎﻓﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن 1200ﻛﻠم.
وﺗﻌﺗﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺟد ﻣﺗﺄﺧرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣوروﺛﺔ ﻣن اﻟﺣﻘﺑﺔ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺷﺑﻛﺔ ﺗﺑﻠﻎ 4500ﻛﻠم ،إﻻ أن ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﻣن ﻣﻘل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﯾﺗم
ﻋﺑر اﻟﺷﺑﻛﺔ وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ز اد ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘل اﻟﺑري ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة ﯾﺑﻘﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد وﺗﺣدﯾث ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ورﺑطﻬﺎ ﺑﺄﻫم اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣواﻧﺊ .وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﻘل اﻟﺟوي واﻟﺑﺣري ﻓﻧﻼﺣظ ﺗﻘﺎدم أﺳطول اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ
وﻣﺣدودﯾﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻏﯾر ﺟﯾدة ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن
4
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘل وﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم.
1
http://data.worldbank.org/indicator, avril 2016.
2
Statistiques de la Banque d’Algérie. Janvier 2007-2013
3
Statistics from the bank Algerian financial sector. 2013.
4
وﺟﻼس ﻣوﺳﺷﯾت ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺑﻬﺎء ﺷﺎﻫﯾن ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2000 ،ص .167
44
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻼدﺧﺎر دور وأﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،وﺗﺣرﯾك ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟوطﻧﻲ.
أوﻻ -ﺣﻔز اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻣوﯾل ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ :ﯾﻣﺛل اﻻدﺧﺎر أﺣد وﺳﺎﺋل ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ أﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬذا
اﻻدﺧﺎر ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻗد ﺻﺎر اﻟﻔرد اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌطﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻼدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﻟﻪ دور
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﻓﻲ وﺗﯾرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟواردة
ﻣن اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،ﻧﻼﺣظ ﺗذﺑذﺑﺎت ﺣﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺣﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌر اﻟﻧﻔط.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ :إ ن اﻻدﺧﺎر ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻫذا ﻣن ﺧﻼل
إﯾﺟﺎد وظﺎﺋف ﺟدﯾدة ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺷروع ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺑﻔﺿل ﻫذﻩ اﻟﻣدﺧرات .وﻣن ﺧﻼل
اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﺻﻧدوق اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،ﻧﻼﺣظ أن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺷﻬدت ﻣﻌدﻻت ﻛﺑﯾرة ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
) ،(2000-1990وﻫﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻟﺟزاﺋر ﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻏﯾﺎب
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻣل ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻸﺟراء ﻋﻠﻰ إﺛر ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة
اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ وﺣل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،وﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﺑذﻟك وﺻﻠت ﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ إﻟﻰ
ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ %29,77ﺳﻧﺔ ،2000وﻫو ﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﻘر ﻓﻲ أوﺳﺎط
اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗدﺣرج ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن %27,30ﺳﻧﺔ 2001إﻟﻰ %9,8ﻓﻲ ،2013
وﻫذا ﻣؤﺷر إﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد .وﯾرﺟﻊ ﻫذا إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت ﺗﺷﻐﯾل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺿﺦ اﻟﺳﯾوﻟﺔ
1
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق ﻋدة ﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم :ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة ﻣﺻﺎدر اﻟﺿﻐط
اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ اﻟذي ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﯾوم ﯾﺗﺳم اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﺑﺿﺂﻟﺔ ﻣروﻧﺔ دوال
اﻟﻌرض ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر .إن إﺣداث ﻧزﻋﺎت ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﺗﺻﯾب اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون
اﺧﺗﻼف اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﯾﺎر اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘدي واﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت،وا ٕ ن ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺑﯾن اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎن
1
Activité , emploi & chômage ae 4eme trimestre 2013, n653, ons , algérie, avril 2016, p2
45
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻬﺎ أﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم أﻗﺻﺎﻫﺎ ﺳﻧﺔ
1995ﺑﻣﻌدل ،%29,8وذﻟك ﻓﻲ ظل اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،وﺑﺎﻧﺗﻬﺎج
ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﺟزاﺋر ﻛﺑﺢ اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،إﻟﻰ أن وﺻل ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ
ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب %0,34ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2000وﺑﻌدﻫﺎ أﺻﺑﺢ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ %2,9ﺳﻧﺔ 2012ﻣﻘﺎﺑل
%3,7ﻓﻲ 1،2011ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻟﻪ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
راﺑﻌﺎ -اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :إن اﻟﺧﻠل ﺑﯾن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗزاﯾد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗزاﯾد
اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻗد ﺗﺗﻌدى ﺣدود اﻷﻣﺎن .وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﯾﺳت ﺣﻼ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﻛﻧﺎ
ﯾﺗﯾﺢ ﻧﻘودا ،وﯾﻛﺑل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺳﻧوات ﻛﺛﯾرة ﻗﺎدﻣﺔ وﯾﻌوق اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﻛﻠﻣﺎ زاد ﺣﺟم اﻟﻣوارد
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎز اد ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺳﺎﻟب ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد .ﻓﺎﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻻﺳﺗداﻧﺔ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾط اﻟﺟﻬود اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻛﺎﻣن ،وا ٕ ﺿﻌﺎف اﻟﻘدرة اﻻدﺧﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .إن
ﺗﺣرك اﻻﺳﺗﯾراد اﻟﻣﻛﺛف ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻣن اﻟﺧﺎرج ﯾﻘﯾد دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﺣرﻛﺔ ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣدﺧرات وا ٕ ﻋﺎدة ﺗوزﯾﻌﻧﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗوﺟﻪ اﻟﻣدﺧرات ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻧﺣو ﺗﺳدﯾد اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻌﻼج ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻣﺟرد
ﻣزﯾد ﻣن ﺗدﻓق اﻟﻣوارد اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺿﺑط اﻻﺳﺗﻬﻼك
2
ﺑﺷﻘﯾﻪ اﻟﺧﺎص واﻟﻌﺎم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 اﻟﺳﻧوات
22.64 22.57 25.26 28.31 30.47 31.22 33.65 31.57 29.48 25.72 إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟدﯾن
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺳﻧوات
3,39 4 5,7 3,9 4,3 5,57 4,7 16,4 21,82 23,35 إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟدﯾن
اﻟﻣﺻدر :اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر
46
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣرت اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2006ﺑﺗﻐﯾرات ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻟدﯾن ،ﻓﺧﻼل اﻟﻣرﺣﻠﺔ ) ،(1993-1990اﻧﺧﻔض إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﯾن ﺑوﺗﯾرة ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ إذا اﻧﺗﻘل ﻣن 28,37
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ 25,37ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﺳﻧﺔ ،1993أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻧﺳﺑﺔ
،%9,34واﻟﺳﺑب ﯾﻌود إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺗدﻓق اﻟﻣوارد اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗﺣرك اﻻﺳﺗﯾراد اﻟﻣﻛﺛف ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻣن
اﻟﺧﺎرج .أﻣﺎ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1994أﺧذت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺟﻬودات ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﻠﺟﺄت إﻟﻲ طﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻘدم ﻟﻬﺎ ﻗرض ﻣﺗوﺳط اﻷﺟل
ﺑﻠﻎ 260ﻣﻠﯾون ﻟدﻋم ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻣم أدي ارﺗﻔﺎع اﻟدﯾون ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل ﺑﻧﺳﺑﺔ %13,18ﻣن
ﺳﻧﺔ 1994إﻟﻰ .1996وﻣﺛﻠت ﺳﻧﺔ 1997ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﺣﯾث
ﺳﺟل اﻟدﯾن اﻟﻣﺗوﺳط واﻟطوﯾل اﻷﺟل اﺗﺟﺎﻫﺎ ﺗﻧﺎزﻟﯾﺎ ﻟﺗﺑﻠﻎ 28,14ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ 1999أي اﻧﺧﻔﺎض
ﺑﻧﺳﺑﺔ %15,31ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1996ﻣم أدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﯾن ﺑﻧﺳﺑﺔ .%15,86و ﺑﻘﻲ
ﻣﻌدل إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة واﻟﻧﻘﺻﺎن ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات ،2001،2002،2003 ،1999إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ
ﺳﻧﺔ 2006اﻧﺧﻔﺿت اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗﺻل ﺣواﻟﻲ 15,5ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،وﻣن أﻫم أﺳﺑﺎب
ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول .وﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺗراﺟﻌت اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﺑﺄﻛﺛر ﻣن 4ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣﺎ ﺑﯾن 2010و 2011و ﺳﻧﺔ 2012ﺑ ـ 3,39ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،وﻫذا ﯾﻌود إﻟﻰ
اﺳﺗﻘرار أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋدة طرق ﻟدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﺗطور اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري وﻣﻌدﻻﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وأﻫم
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ.
اﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟواﻧب ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣراﺣل ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟزاﺋري :ﻣر اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن ﺷﻬدﺗﺎ اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ.
أوﻻ :اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ) 1989إﻟﻰ :(2000ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﺗﻧظﯾم اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺧطط
إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻗﺗﺻﺎدي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻘوى اﻟﺳوق ،وﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻋدة إﺻﻼﺣﺎت
ﺟوﻫرﯾﺔ ،وﻟﺟﺄت إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ( ﺑﻬدف اﻟﻣﺳﺎﻋدة
47
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗوج ذﻟك ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻻﺳﺗﻌداد اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﺑﯾن 1989و
.1994
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ )ﻣﺎ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ :(2000واﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﺑداﯾﺔ ﺧروج اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻷزﻣﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻋﺻﻔت ﺑﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،وﻣواﺻﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت واﺳﺗﻛﻣﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق.
وﻗد ﺷﻬدت اﻟﺟزاﺋر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ إطﻼق ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ) ،(2004-2001اﻟذي ﺗﻣﺣور
أﺳﺎﺳﺎ ﺣول دﻋم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻧﺷطﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ،دﻋم اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،وﻗد ﺗم اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻫذا
اﻟﻣﺳﻌﻰ ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻧﺔ ،2005واﻟذي ﺗﻣﯾز ﺑﺈﻧﻌﺎش ﻣﻛﺛف ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻣت ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗطو رﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣراﺣل وﻣﺳﺗوﯾﺎت ،وذﻟك
ﺑﻣراﻋﺎة اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن:
1
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 10-90ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14أﻓرﯾل .1990
2
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 12-93اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﻌدد ،64اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10أﻛﺗوﺑر .1993
3
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 05-95اﻟﻣﺗﻌﻠق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ﯾﻧﺎﯾر .1995
4
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻷﻣر 03-01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻋدد ،47اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22أوت .2001
48
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺻﺑﺣت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ ،ﻧظرا ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟوﺛﯾق ﺑﺎﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ،
ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻛﻔﯾﻠﺔ ،ﻛﻌﺎﻣل أوﻟﻲ وأﺳﺎﺳﻲ ﻟﺧدﻣﺔ أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻟﻘد اﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟواﻧب ﺗﻬدف ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ
إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻣﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ
واﻷﺟﻧﺑﻲ وذﻟك ﻣﻧذ اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗد اﻛﺗﺳﺑت ﺧﺑرة ﻻ ﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻬﺎ و ﻓﻲ
ﻣﯾدان ﺗﺷرﯾﻊ وﺗﻧظﯾم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﯾﺄﺧذ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻗﯾﻣﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻋﻧد ﻣﻧﺣﻪ اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،ﺣﯾث اﻟﻐرض ﻫو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرات
أو ﻣواﻛﺑﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﻌدﻣﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ،ﻟﻛن ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ﻓرﺿت ﺗداﺑﯾر ﺟدﯾدة
ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓﻘﺎ ﻟﺛﻼث ﻣﺣﺎور أﺳﺎﺳﯾﺔ:
ﻧﺣو اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﻟﻘﺔ ﻟﻣواطن اﻟﺷﻐل ،ﺛم ﻧﺣو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺧﺎﻟﻘﺔ ﻟﻣواطن اﻟﺷﻐل ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف
ﻣﻌﺗدﻟﺔ ،ﺛم ) اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ واﻟﺻﻐﯾرة( ﺛم ﻧﺣو أﻧﺷطﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺣرﻓﯾﺔ
واﻟﻣﻬن اﻟﺻﻐرى؛
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﺗﻛرﯾس ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوازن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﺣﺎد اﺗﺧذت ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺷﺟﺎﻋﺔ
ﻟﻠﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﺈﻗرار ﺗﺣﻔﯾزات ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟﻣراد ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ؛
أﺧﯾرا وﻧظرا ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﺈن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ وﻫﻲ
اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻻﻗت ﺗﺷﺟﯾﻌﻬﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﻛل ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺳﻧوﯾﺔ وﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ؛
أﺻدرت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ
ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات.
وﻣن أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن إﻧﺷﺎء وﻛﺎﻻت ﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وأﺟﻬزة أﺧرى ﻟدﻋﻣﻪ وﺗﺷﺟﯾﻌﻪ
ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧﺻوص :وﻛﺎﻟﺔ ﺗرﻗﯾﺔ ودﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ) ،(APSIﻟﺟﻧﺔ دﻋم ﻣواﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ) ،(CALPIاﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟدﻋم ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ) ،(ANSEJاﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر
49
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺄﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﻌدة ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ -اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :وﺗﻣﺛل ﻣﺗﻐﯾرا وﻫﻣﯾﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وذﻟك ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن أﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﯾﻛون ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﺷﺟﯾﻊ
وﺗﻧﺷﯾط ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات.
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻗراض :ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻫو ﺳﻌر ﻓﺎﺋدة اﻟﻘرض اﻟذي ﯾﺗم
ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺿﺧم ﻛﻣﺎ ﯾﻘﯾﺳﻪ ﻣﻌﺎﻣل اﻧﻛﻣﺎش اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﺳﺑﺑﯾن ﻫﻣﺎ:
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن :ﯾﻣﺛل ﻣﺳﺗوى ﺣﺟم اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﺗﻛون ﻓرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺟﯾدة ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﺣﺟم
اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﺑﯾرا ،ﺣﯾث ﯾؤدي ﻛﺑﯾر ﺣﺟم اﻟﺳوق إﻟﻰ ﻧﺷوء وﻓورات اﻟﺣﺟم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑر ﺣﺟم
اﻟﺳوق ﻓﺈن ذﻟك ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدل ﻧﻣوﻩ .وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدد ﺳﻛﺎن اﻟﺟزاﺋر ﯾﻌد ﺣﺟم
اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﺑﯾرا ﺣﯾث ﻗدر ﺑﺣواﻟﻲ 40ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﻓﻲ ،2014/01/01ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﺑﯾرا وﻣﺣﻔزا ﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات .وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣؤﺷر ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﯾرﺗﺑط اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ
ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ.
راﺑﻌﺎ -ﻋرض اﻟﻧﻘد :وﻫو ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗداول واﻟوداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎر اﻟﺟزاﺋري ﻟدى اﻟﺟﻬﺎز
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وﻛذا وداﺋﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺗﺣت اﻟطﻠب ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎر اﻟﺟزاﺋري ﻟدى اﻟﺑﻧك
1
ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 355-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 16رﻣﺿﺎن ﻋﺎم 1427اﻟﻣواﻓق 9أﻛﺗوﺑر ،2006اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺳﯾرﻫﺎ.
50
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣرﻛزي .وﯾﺗوﻗﻊ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أن ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﺣﯾث أن زﯾﺎدة ﻋرض اﻟﻧﻘد ،وﺑﺳﺑب ﺗوﻗﻌﺎت اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أﻓﺿل
ﻋﻧد اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻣن ﺛم زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟدﺧل ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺿﺎﻋف اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري.
ﺧﺎﻣﺳــﺎ -اﻻدﺧــﺎر :إن اﻻدﺧــﺎر ﺿــروري ﻟﺗــوﻓﯾر رؤوس اﻷﻣ ـوال اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾــذ أي ﺑرﻧــﺎﻣﺞ اﺳــﺗﺛﻣﺎري
ﻹﺣــداث دﻓﻌــﺔ ﻗوﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻧﻣــو اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ،وﺗﻣﺛــل ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻧﺧﻔــﺎض اﻟﻣــدﺧرات ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر أﻫــم اﻟﻌواﻣــل
اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻘ ــف وراء اﻧﺧﻔ ــﺎض ﻣﻌ ــدﻻت اﻟﻧﻣ ــو اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي ،ﻣﻣ ــﺎ ﯾ ــدﻓﻌﻬﺎ ﻟﻼﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻣوﯾ ــل اﻟﺧ ــﺎرﺟﻲ
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وذﻟك أﻣر ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻟﻣـﺎ ﻟـﻪ ﻣـن أﺛـﺎر ﺳـﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠـﻰ اﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﺑﺳـﺑب اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﺗـﻲ
ﯾﺗﺣﻣﻠﻬــﺎ .وﻟــذا ـ ﻓـﺎن اﻟﻣــدﺧرات اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ﺗﻌــد أﻣ ـراً ﺿــرورﯾﺎَ وﺣﯾوﯾــﺎً ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣﻌــدل ﻧﻣــو اﻗﺗﺻــﺎدي ﻣﻧﺎﺳــب
وﻣﻘﺑـول ،و ـﻗـد ﻧﺎﻗﺷــت اﻟﻌدﯾـد ﻣــن اﻟدراﺳــﺎت أﻫﻣﯾــﺔ ﺗﺣﻘﯾـق ﻣﻌــدل ادﺧــﺎر ﻣرﺗﻔـﻊ ﻛﻣﺣــدد أﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻼﺳــﺗﺛﻣﺎر
وﻟﻠﻧﻣــو اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ،و أﻛــدت دور وأﻫﻣﯾــﺔ ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﻌــدﻻت ﻣرﺗﻔﻌــﺔ ﻣــن اﻻدﺧــﺎر اﻟﻣﺣﻠــﻲ ﻟﺗﻣوﯾــل اﻟﺗﻛــوﯾن
اﻟرأﺳـ ــﻣﺎﻟﻲ اﻟـ ــﻼزم ﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ ﺧﺻوﺻـ ــﺎً إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﺑـ ــدﯾل ﻫـ ــو اﻻﻋﺗﻣـ ــﺎد ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺧـ ــﺎرج ﻓـ ــﻲ ﺗﻣوﯾـ ــل
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،وﻛﻣﺎ ﻧﻌﻠم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻛـر اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﺑـﺄن اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن اﻻدﺧـﺎر واﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر ) اﻟﺗـوازن ﻓـﻲ
ﺳــوق اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ( ﻫــو أﺣــد اﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت اﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗ ـوازن اﻟﻛﻠــﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻــﺎد اﻟﺑﻠــد وﺗﺣﻘﯾ ــق
1
اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﯾﻣﻛـن ﺗﻣﺛﯾــل ﺗطــور ﺳـﻌر اﻟﻔﺎﺋــدة اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻋﻠـﻰ اﻹﻗـراض ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﻟﻠﻔﺗـرة ) ،(2014-1996وذﻟــك
ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 اﻟﺳﻧوات
8 8 8.13 8.58 9.5 10 10.75 11.5 15 .71 19 IN
2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 اﻟﺳﻧوات
8 8 8 8 8 8 8 8 8 IN
اﻟﻣﺻدر :ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ
1
ﻣﺛﻘﺎل اﻟﺣﺳﻧﺎت ،إدارة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺗﺧﺻص إدارة أﻋﻣﺎل ،رﺳﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻏواط ،دﻓﻌﺔ ،2004ص .66
51
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﺑﺎﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻼﺣظ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطور ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻗراض
اﻟﺷﻛل رﻗم ) :(2-2ﺗطور ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻗراض ﻟﻠﻔﺗرة )(2014-1996
20 IR
15
10
IR
5
0
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014 اﻟﻣﺻدر :ﻣن إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ إﺣﺻﺎءات اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل رﻗم ) (1-2أن ﻣﻌدل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣرﺗﻔﻊ ﺑﻧﺳﺑﺔ %19ﺳﻧﺔ ،1996وﺑﻌدﻫﺎ
ﺗﻧﺧﻔض ﻟﺗﺻل إﻟﻰ %9,5ﺳﻧﺔ ،2001وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ ﺛﺑﺎت ﺑﻧﺳﺑﺔ %8ﻣن ﺳﻧﺔ
2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،2014واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻗراض ،ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر
ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ أن زﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ اﻧﺧﻔﺎض طﻠب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ،واﻟﻌﻛس
ﺻﺣﯾﺢ ،وا ٕ ن اﻟﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة وﻋرض اﻟﻧﻘود ﻟﻺﻗراض )اﻻدﺧﺎر( .ﻓﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر
اﻟﻔﺎﺋدة زاد ﻋرض اﻷرﺻدة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻗراض ،واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أﻧﻔﺳﻬم ﻣن أﺟل ﻣﻌرﻓﺔ أﻫم اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،ﯾﻛون ﻫﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎل ﻗوي ﻋن ﻋزوف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻐﺎﻣرة
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ظل زﯾﺎدة درﺟﺔ ﻋدم ﺗﺄﻛد اﻟﻣﺣﯾط وارﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة ،وﻗد ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ
52
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷواﺋل ،ورﺿﺎﻫم ﻋن ظروف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺷﺟﻊ
1
ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘدوم ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣﺿﺎﻋﻔﺗﻪ.
وﻗد أﻧﺟزت ﻋدة دراﺳﺎت ﺣول ﻋواﺋق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺗوﺻﻠت إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،إذا
ﻛﺷف أﻫم ﻣﻌوﻗﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر أﻫم دراﺳﺔ ﺗم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺳﻧﺔ 2002إذا ﺷﻣﻠت أﻛﺛر ﻣن 560ﻣؤﺳﺳﺔ )أﻏﻠﺑﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت
ﺻﻐﯾرة وﻣﺗوﺳطﺔ( وأﻧﺟزت أﻫم دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى 9وﻻﯾﺎت .وﺗﻣﺛﻠت أﻫم اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ اﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض وﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ وﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎر وﺿﻌف ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ
2
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﺿﻌف ﻣﺳﺗوى ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﻔﺳﺎد.
واﻟﺷﻛل اﻟﻣواﻟﻲ ﯾوﺿﺢ أﻫم ﻋواﺋق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ:
1طﺎﻫر ﺣردان ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ط ،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،2009 ،ص .29
2ﻧﺎﺟﻲ ﺑن ﺣﺳﯾن ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺗﻧوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،ص .15
53
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
35
30
25
20
15 28,8 28,2
10
12,9 12,1 Série
5
7,1 6,3 4,6 1
0
ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع غ ارﺗﻔﺎع ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻔﺳﺎد أﺳﺑﺎب أﺧرى
اﻟوﺻول رﺳﻣﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﺿراﺋب اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
ﻟﻠﻘرةض واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ غ واﻟرﺳوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﺗﻛﻠﻔﺗﮫ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻗدﻣت ﻟﻧﺎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ
ﺳﻣﺣت ﻟﻧﺎ ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻛل ﻋﺎﺋق ﻣن اﻟﻌواﺋق اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﺄﺛﯾر ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗﻣﺛﻼ ،ﺑل إﻧﻪ اﺧﺗﻠف ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻛﺑﯾرة ،وﺑﯾن ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،وﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻧﺷﺄة واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ .وﯾؤﻛد ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺑﻧك
اﻟدوﻟﻲ ﻣوﻗف رؤﺳﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﺑرون أن اﻟﻌواﺋق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ أﻛﺑر اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻬﺎ ،اﻟذﯾن اﻋﺗﺑروا أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺷﻛل اﻷول اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻧﺷﺎطﻬم اﻟﻌﺎدي أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري،
وﺗﺗﻣﺛل أﻫم اﻟﻌواﺋق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ
ﻻ ﺗﺗﻣﻛن ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻣن ﺗوﻓﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ.
وﻧظرا ﻟﻠﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ
وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ،ﻓﺈن واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟزاﺋري ﻣﺎ ﯾزال ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋدم ﺗوﻓر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗطورﻩ
واﻧﺗﻌﺎﺷﻪ .وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﺿﻌف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻌواﻣل أﻫﻣﻬﺎ ،ﺛﻘل اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ وﺗﺷﻌب
ﻣراﻛز اﻟﻘرار وﺗﻌدد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻌﻘﯾد اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺈﺟراءات اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﻌﻘﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﻧﻘص اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر ،أي ﺑﺗﻌﺑﯾر أدق إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم
اﻟواﺳﻊ ،اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﻛل اﻟﻘواﻋد اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج وﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت.
54
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻻدﺧﺎر وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻧرى ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺑﺣث ﻓﻲ واﻗﻊ اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة ) ،(2014-1990ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗطور ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻌواﻣل
اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ ،واﻟﺗطرق ﻟﺑﻌض ﻣؤﺷرات ﻛﻔﺎءة اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺳوف ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻬدف ﻣﻌرﻓﺔ وﺿﻊ ادﺧﺎر اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ
وادﺧﺎر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻌﺑت دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺳﺎﻫم ﺑﻘﺳط ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوطﻧﯾﺔ رﻏم ﺿﺧﺎﻣﺗﻬﺎ .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن
ﻫﻧﺎك ﻓرﻗﺎ ﺑﯾن ﻓﺎﺋض اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﻘﺻد ﺑﻔﺎﺋض اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ زﯾﺎدة اﻹﯾرادات
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﺟﺎرﯾﺔ )ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر أو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ( ﻓﻘط .وﻣﺎ دام اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾﻌﻧﻲ )ﻣﺟﻣوع
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ -ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر( ﻓﺈن ﺗﺣﻠﯾل ﺗطورات اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺗﺣﻠﯾل ﻛل ﻣن
1
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺣددﯾن ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻدﺧﺎر.
إن ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻓزﯾﺎدﺗﻬﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة أو
اﻧﺧﻔﺎض اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﺑﺎﻓﺗراض ﺛﺑﺎت ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻻ ﺗﻌﻧﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ زﯾﺎدة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وذﻟك ﻟوﺟود ﻋﺎﻣل أﺧر ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ،ﻫو طﺑﻌﺎ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ
اﻟﺗﺳﯾﯾر.
1
إﯾﺎد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﻧور ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .130
55
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
Sg اﻟﺳﻧوات
64000 1990
95000 1991
36000 1992
23000 1993
147000 1994
138000 1995
275000 1996
283000 1997
111000 1998
176000 1999
721000 2000
542000 2001
506000 2002
858000 2003
979000 2004
1838000 2005
2202000 2006
2014000 2007
685000 2008
975000 2009
456000 2010
389000 2011
457000 2012
687000 2013
202000 2014
اﻟﻣﺻدر :اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎتwww.ons.dz. ،
56
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) (10-2وﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ) ،(2014-1990أن اﻟﺟزاﺋر ﺷﻬدت ﻣﯾﻼ ﻣوﺟﺑﺎ
ﻟﻼدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﺣﯾث ﺳﺟﻠت ﻣﻌدﻻت ﻧﻣوﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻧوات 1994،1992،1990 :اﻟﻧﺳب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،%49,29 ،%75,97 ،%109,25 :وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣدﺧرات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ 36,2 :ﻣﻠﯾﺎر دج 63,7 ،ﻣﻠﯾﺎر دج ،و 95,1ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺳن اﻟوزن اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻼدﺧﺎر
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم إﻟﻰ ،%11,03 ،%11,49 ،%8,58 :ﻟﻠﺳﻧوات اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗرﺗﯾب .ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ،ﻣن ﺟﻬﺔ أوﻟﻰ ،ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن %21,91
ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ %19ﻓﻲ 1991ﺛم إﻟﻰ %16,02ﻓﻲ 1992ﺛم ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1993
و 1994ﺑﻣﻌدل %17,84ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وﯾرﺟﻊ ﻫذا إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺷﺗراﻛﻲ
واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺗرة ) ،(2010-1995ﺣﯾث ﺷﻬدت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺗذﺑذﺑﺎ واﺿﺣﺎ ﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن اﻟﺻﻌود
واﻟﻧزول ،ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ 1995ﻗﻔز اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑدﻟﯾل أﻧﻪ ﺳﺟل ﻣﻌدل ﻧﻣو
ﻧﻌﺗﺑر ب ،%551,42ﺣﯾث اﻧﺗﻘل إﻟﻰ 146,77ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﺑﻣﺎ ﯾﻣﺛل %9,87ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وذﻟك
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﻣو اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي ﺳﺟل .%52
ﻟﻛن ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (2010-1996ﺗﺣﺳﻧت أوﺿﺎع اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ،ﺣﯾث ﻗﻔز إﻟﻰ
ﻧﺣو 274,4ﻣﻠﯾﺎر دج ،أي ﺑﻣﻌدل ﻧﻣو ﺑﻠﻎ) (%98,9ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ﻫو
اﻟﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﻌدل ،%34,89وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1997ﺷﻬد اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻧوﻋﺎ ﻣن
اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﺳﺑﻲ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗراﺟﻌﺎت اﻟطﻔﯾف ،ﻟﻛن اﻷوﺿﺎع اﻧﻘﻠﺑت ﻣﻊ ﺣﻠول ﺳﻧﺔ ،1998ﺣﯾث
ﺗدﻫورت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﺟﺎد.
وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺗرة ) ،(2014-2001اﻧﻘﻠﺑت اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،اﻟذي ﻋرﻓﻪ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2001ﺑﻣﻌدل ) ،(%24,94ﺣﯾث ﺗدﻫور إﻟﻰ 541,89
ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳر ذﻟك ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﻌدل ) ،(%4,6ﺣﯾث وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى
1505,52ﻣﻠﯾﺎر دج ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،2004ﻓﺳﺟل اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ طﻔﯾﻔﺎ
ﺑوﺻوﻟﻪ إﻟﻰ 505,47ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﺑﻣﺎ ﯾﻣﺛل %11,18ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ،واﻟﺳﺑب ﻫو ﺗراﺟﻊ اﻟطﻔﯾف
ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺛﻠت ﻧﺳﺑﺔ %35,45ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وﺧﻼل اﻟﺳﻧوات 2005و 2006ﺷﻬد
اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺗﺣﺳﻧﺎ ﻣﺗواﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ،ﺣﯾث ﺳﺟﻠت اﻟﻘﯾم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب:
1837,72ﻣﻠﯾﺎر دج و 2202,02ﻣﻠﯾﺎر دج .وﻫو ﻣﺎ ﻣﺛل %24,30و %25,86ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻟﻠﺳﻧوات
اﻟﻣذﻛورة ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب .وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﻣو اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت أوزاﻧﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ
57
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ %40,77 :و ،%52,75وﻫذا اﻟﺳﺑب اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻣﺗواﺻل ﻓﻲ
ﺳﻌر اﻟﺑﺗرول اﻟﺟزاﺋري اﻟذي أﺧذ ﻣﯾﻼ ﻣوﺟﺑﺎ .وﺧﻼل ﻓﺗرة 2007و ،2008ﺗﻣﯾز اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ
ﺑﻣﯾل ﺳﺎﻟب ،ﺣﯾث ﺳﺟل اﻟﻘﯾم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ 2013,9 :ﻣﻠﯾﺎر دج و 684,7ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﻫو ﻣﺎ ﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ
%21,5و %6,17ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،وﻫذا اﻟﺳﺑب ﯾﻌود إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﻲ ﺳﻧﺔ
2009ﺗﺣﺳن وﺿﻊ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﺣﯾث ﺑﻠﻎ 957,4ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﻫو ﻣﺎ ﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ 9,72ﻣن
اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وﻫذا ﻧظرا ﻟﻠﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت 3275,4ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﺗﺣﺳن
ﻛﻼ ﻣن اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
ﺟدﯾر اﻟذﻛر أن ﻗﯾﻣﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ اﻟﺗﻲ أﺧذت اﻹﺷﺎرة اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2011ﻛﺎﻧت ﺑﺳﺑب
ﺗﻔوق ﺣﺟم ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،2011وﻟﯾس اﻹﯾرادات
اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻓﻌﻼ .ﻓﻔﻲ اﻟواﻗﻊ ﻧﺟد أن اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻛون رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﻗد ﺗﺟﺎوزت اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن طرف ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ 2011واﻟﻣﺣددة ﺑ ـ 1529,4ﻣﻠﯾﺎر دج ،ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﺳﻌر ﻣرﺟﻌﻲ ﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾﻘدر ب 37دوﻻر ﻟﻠﺑرﻣﯾل.
ﻗﺑل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻷﺳر ،ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ان دراﺳﺔ ﺳﻠوك ادﺧﺎر
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓردﯾﺔ .واﻟﺟدول رﻗم ) (3ﯾوﺿﺢ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗطور ادﺧﺎر
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
58
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼدﺧﺎر)*( اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼدﺧﺎر)*( اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح اﻻدﺧﺎر اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳﻧوات
0,16 362372,2 57329,9 305042,3 1990
59
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﺗطور اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﺷﻬد ﻋدة ﻓﺗرات ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ:
اﻟﻔﺗرة ):(1993_1990ﺷﻬد اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻧﻣوا ﺟدا ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ،ﺣﯾث ﺳﺟﻠت
اﻟﺳﻧوات ،1993 ،1992 ،1990،1991 :ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ،%96,07 ،%78,06 :
%36,21ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،و ﻫﻛذا اﻧﺗﻘل اﻻدﺧﺎر اﻷﺳري ﻣن 57,33ﻣﻠﯾﺎر دج ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ
184,38ﻣﻠﯾﺎر دج ﺳﻧﺔ .1993ﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﻓﻲ ﺗﺣﺳن ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ اﻟذي ﻋرف ﻣﺗوﺳط
%20,5ﻟﻠﻔﺗرة ) .(1993-1990واﻟﻔﺻل ﻓﻲ ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺣﺳوس ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح
ﻟﻸﺳر اﻟذي ﻋرف ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ %19 ،%32,44 ،%44,18 ،%25,19 :ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات
اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب ،ﺣﯾث اﻧﺗﻘل اﻟدﺧل ﻣن 362,37ﻣﻠﯾﺎر دج ﻓﻲ 1990إﻟﻰ 823,44ﻣﻠﯾﺎر
دج ﻓﻲ .1993
وﻗد ﺗزاﻣن ﻫذا ﻣﻊ ﻧﻣو اﻻﺳﺗﻬﻼك ،وﻟﻛن ﺑﻣﻌدﻻت أﻗل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧظﯾرﻩ اﻻدﺧﺎر ،ﺣﯾث ﺳﺟل
ﻣﻌدل ﻧﻣوﻩ اﻟﻘﯾﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ %18,6 ،%31,41 ،%34,42 ،%18,57 :ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧوات اﻟﻣذﻛورة،
وﺑﻬذا اﻧﺗﻘل ﻣن 305,04ﻣﻠﯾﺎر دج ﻓﻲ 1990إﻟﻰ 639,06ﻣﻠﯾﺎر دج ﺳﻧﺔ .1993ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر
ﻫذﻩ اﻟﺗطورات اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣدﺧرات اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﺑﻌدة أﺳﺑﺎب ،ﻗد ﯾﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻋدم ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل.
اﻟﻔﺗرة ):(1995 -1994ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻋرف اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو
ﺳﺎﻟﺑﺔ ﺳﻧﺗﻲ 1994و 1995ﺑﻠﻐت (%21,04-) :و ) (%2,83-ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،وﻫﻛذا ﺗدﻫور
اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى 145,57ﻣﻠﯾﺎر دج و 141,45ﻣﻠﯾﺎر دج ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،ﺑﻌدﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ
184,37ﻣﻠﯾﺎر دج ﻓﻲ ،1993وﻫو ﻣﺎ أدي إﻟﻰ ﺗدﻫور ﻣﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗوﺳط ،ﺣﯾث ﺳﺟل %15و %11
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،ﺑﻌدﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ %22ﺳﻧﺔ .1993وﯾﻣﻛن إرﺟﺎع ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻧﻣو اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻷﺳري اﻟذي ﺳﺟل ﻣﻌدل ﻧﻣو ﯾﻘدر ب %29,37و %33,42ﺧﻼل ﺳﻧﺗﻲ 1994و 1995ﺑﻌدﻣﺎ
وﺻل إﻟﻲ %18,60ﻓﻲ ،1993ﺣﯾث اﻧﺗﻘل إﻟﻰ 826,75ﻣﻠﯾﺎر دج و 1103,08ﻣﻠﯾﺎر دج ﺧﻼل
ﺳﻧﺗﻲ 1994و 1995ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب ،ﺑﻌد ﺳﺟل 639,06ﻣﻠﯾﺎر دج ﻓﻲ ،1993وﻫو ﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻷﺳري إﻟﻰ %85و %89ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﺑﻌدﻣﺎ وﺻل إﻟﻰ %78ﺳﻧﺔ .1993
اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد ،و ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ورﻓﻊ
اﻟدﻋم ﻋﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣوﺟﺎت اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺗﻲ أﺛرت ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ واﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر،
ووﺻل ﻣؤﺷر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺧطﯾرة ،ﻣﻊ ﺗﺑﺎطؤ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح.
60
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑروز ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،واﻟﺗﻲ
أﻓﺿت إﻟﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ دواﻣﺔ ﻣن ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار .اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ادﺧﺎر اﻟﻔرد ،و ﯾﻌﻣل
ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ أﺧرى .وﻫذا ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻣﺎ ﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ
اﻷﺛر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺿﻌف اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
اﻟﻔﺗرة ) :(2014-1996ﻟﻘد ﺻﺎر اﻟﻔرد اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌطﻲ ﻟﻼدﺧﺎر أﻫﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﻣﺳﻬﺎ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟوردة ﻟدﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول ،ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ ﺗزاﯾد ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣن ﺳﻧﺔ ﻷﺧرى،
ﻓﻘد اﻧﺗﻘل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن %12ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﺳﻧﺔ 1996وظل ﯾﻧﻣو إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﺗرة اﻟﻣﺷﺎﻫدة
أﯾن ﺳﺟل ﻣﺗوﺳط %34ﺳﻧﺔ ،2009ﻓﺎﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ أﺧذ ﯾﺗﺣﺳن ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣﻊ اﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ،1996ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﺳن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح اﻟذي ﻋرف ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﻣو واﻟزﯾﺎدة
ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﯾن ﻛﺎن ادﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع
ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻷﺳري ﺗزاﻣﻧﺎ ﻣﻊ ﺿﻌف اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ،وﻛذا اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻣﻌدل
اﻟﺗﺿﺧم .ﻫذا اﻟﺗﺣﺳن أﺧذ ﯾﻧﻣو ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗراﺟﻊ ﻣؤﺷر اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﯾﺣﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .ﻓﻘد ﺷﻬدت اﻟﻔﺗرة ) (2009 -1996ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻘﯾم اﻻدﺧﺎر
اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﺑﻠﻐت ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﻧﺣو ،%20,54وﻗد ﺗزاﻣن ذﻟك ﻣﻊ ﺗﺑﺎطﺄ ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻧﻣو اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻷﺳري ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ،1996وﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (2014-2010أﺻﺑﺣت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
ﻣﺳﺗﻘرة ﺗﺗراوح ﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ ﻣﺎﺑﯾن ،%23,95 ،%23,7 ،%23,4ﺧﻼل ﺳﻧوات،2010،2012،2014 ،
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ.
ﯾﻣﻛن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻼدﺧﺎر واﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
أوﻻ -اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﻟﻘد أﻛدت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﻌظم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻدﺧﺎر ،ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻬذا اﻟﻣﺗﻐﯾر ،ﻓﻠو ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺗرﺟﯾﺣﺎ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ،ﻟﻛﺎن اﻟدﺧل )اﻟﻧﺎﺗﺞ( ﻓﻲ ﺻدارة ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،ﻓﺎﻟدﺧل ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ
وﻗوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ،وا ٕ ن ﻣﻌﺎﻣل ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼدﺧﺎر ،ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي .ﺣﯾث ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﺣﺳب ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ أﻧﻪ ﯾﺑﻠﻎ ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ﻧﺳﺑﺔ % 9,1ﺳﻧﺔ 2012إﻟﻰ 15843ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،ﻣﻘﺎﺑل 14519,8ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر
ﺳﻧﺔ ،2011ﺑﻔﺿل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺟزت ﻟدﻓﻊ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،وﻓﻲ ﺳﻧﺔ
61
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
2014ﻛﺎن ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ﻟﻠﺟزاﺋر ،%3,4ﻣﻘﺎﺑل %3ﻓﻲ ،2013و ﺧﻼل ﺳﻧﺔ 2015
أوﺿﺣت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ رﻛود ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ﻋرﻓت وﺗﯾرة اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺑﺎطؤ ﺧﻼل اﻟﺛﻼﺛﻲ
اﻟﺛﺎﻟث ﻣن 2015ﺣﯾث وﺻﻠت إﻟﻰ 3,3ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة ﻣن 5 ) 2014ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ
اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟﺛﺎﻟث ﻣن .2014
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟدﺧل اﻟﻣطﻠق
ﻟﻛﯾﻧز ،ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﯾن ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم واﻻدﺧﺎر،
ﻓزﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط اﻟﻔرد ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري أﻫم ﻣﻛوﻧﺎت ﻣﯾزان
اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،وﯾﺿم اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ،ﻣﯾزان اﻟﺧدﻣﺎت وﻣﯾزان اﻟﺗﺣوﯾﻼت ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،أي أﻧﻪ ﯾﻘﯾس
اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻﺎدرات واﻟواردات ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ،وﯾﻛون رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻣوﺟﺑﺎ أو ﺳﺎﻟﺑﺎ ،ﻓﻔﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق رﺻﯾد ﻣوﺟب )ﻓﺎﺋض( ،ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺑﻠد ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ،ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﺳﺗطﺎع ﺗﻛوﯾن
ادﺧﺎر ﺻﺎﻓﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺧﺎرج ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق رﺻﯾد ﺳﺎﻟب ) ﻋﺟز( ،ﻫذا ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ ﺿرورة ﻟﺟوء اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻹﻗراضاﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﻌﺟز ،وا ٕ ن اﻟﺗﺣﺳن ﻓﻲ رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب
اﻟﺟﺎري ﺳﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،وﻣﻧﻪ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر .أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن رﺻﯾد
اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري و ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ.
راﺑﻌﺎ -ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ :ﺑداﯾﺔ ﻧرى ﻣن اﻟﺿروري اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻣوﺣد
ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ذﻟك ﺣﺳب ﻛل ﺑﻧك ،ﻟذا ﺳﻧﺳﺗﺧدم ﻣﻌدل
اﻷﺳﺎس اﻟﻣﺻر ﻓﻲ اﻟذي ﯾﺣددﻩ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ،واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟﻌﻲ اﻟﺳﻧوي
اﻟﻧﻘدي .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﻔﺗرض أن ﯾؤدي ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋرض اﻷﻣوال ﻣن
اﻟﻣدﺧرﯾن .وﻗد أﺷﺎرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺑﺣﺎث إﻟﻰ ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ درﺟﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻدﺧﺎر ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ،وﻓﻲ ﻛﺛﻲ ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻋدم اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺗﺄﺛﯾرا
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ وﻗوﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر وأﻧﻪ ذو ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻘد أﺛﺑﺗت ﻣﻌظم
اﻟﺑﺣوث أن ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﺄﺛﯾرا اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر .أي أﻧﻪ ذو ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ،
وﻗد ﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻻ ﯾﺗﻐﯾر ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻌﻛس اﻟﺗﻐﯾرات
اﻟﺗﻲ ﺗطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ )ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود(.
62
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم :اﻋﺗﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﺗﺿﺧم ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ﺑﺄﻧواﻋﻪ،
واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ أن اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة
اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠدﺧول ،وﻣن ﺛم ﯾﻧﻌﻛس ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر.
ﺳﺎدﺳﺎ -أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط :ﻧظرﯾﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻫو ﺷدﯾد اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر
اﻟﻧﻔط ،ﻓﺎرﺗﻔﺎع ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ زﯾﺎدة اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﻧﻔطﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗراﻛم ﻓواﺋض ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ اﻟذي ﻫو ﺟزء ﻣن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ .وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن ﻫﺑوط أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط
ﺳﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻣدا ﺧﯾل اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ ﻣﺣدﺛﺎ ﺧﺳﺎﺋر ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وﻣﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋل ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ.
ﺳﺎﺑﻌﺎ -رﺻﯾد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ :إن رﺻﯾد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻔرق ﯾﺑن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب واﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻟﺗﺣوﯾﻼت ،ﻗد ﯾﻛون ﻣوﺟﺑﺎ ،وﻗد ﯾﻛون
ﺳﺎﻟﺑﺎ ،ﻣﻌﺑرا ﻋن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾز اﻧﯾﺔ.وا ٕ ن ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض
اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ اﻟﺟزاﺋري وزﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻛﻠﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ .ﻛﻣﺎ
أن ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ
اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻰBS=T-(G+R) .
ﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﻟﺛﻼﺛﺔ ﻣؤﺷرات ﺗﺑﯾن ﻣدى ﻗدرة اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺈﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺗﻐطﻲ ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ،وﺳﯾﻛون ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﯾﻘﺻد ﺑﻔﺟوة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧﻘص اﻟﻣدﺧرات اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻌﺑﺋﺗﻬﺎ ﻋن ﻣﻘدار اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻼزم
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أن ﻫذﻩ اﻟﻔﺟوة ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﻛل ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻌدل ﻧﻣو ﻣﻌﯾن ،واﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻊ إﻋدادﻩ ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات 1.وﻟﻛﻲ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣؤﺷر أﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻣدﺧرات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗدﺧل داﺋرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻟذا ﺳﻧﺣﺎول ﻗﯾﺎس ﻓﺟوة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
).(2014-1990
1ﺣﺳﺎم داود وأﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،3دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻷردن ،2005 ،ص .126
63
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
64
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
)*( :ﻗﯾم ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣث) ،ﻓﺟوة اﻟﻣوارد= اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ -اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ(
ﺗدل اﻹﺷﺎرة اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣود اﻟﺧﺎص ﺑﻔﺟوة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (11-2ﻋﻠﻰ أن ﻫذا
اﻟرﻗم ﯾﻣﺛل ﻧﻘﺻﺎ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻘق ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻘق ،أﻣﺎ اﻹﺷﺎرة اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻓﺗدل ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻗد زادت ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﺣﻘق ﺑﻬذا اﻟﻣﻘدار اﻟذي ﯾﻠﻲ اﻹﺷﺎرة.
وﻫﻧﺎك ﻣﻼﺣظﺔ أﺧرى ،وﻫﻲ أن ﻛﺑر رﻗم ﻓﻲ ﻋﻣود اﻟﻔﺟوة رﺑﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﯾﻌود إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻻدﺧﺎر ،وﺻﻐر ﻫذا اﻟرﻗم رﺑﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ورﺑﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر.
اﻟﻔﺗرة ) :(1999-1990ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟدول ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺟزاﺋر ﻗد ﺗﻣﯾزت ﺑﻔﺟوة
ﻣوﺟﺑﺔ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﺣواﻟﻲ %4,03ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ .ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ
ﻋن ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﺻﻌود اﻟﻘوي ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت
ﻧﺳﺑﺔ %64,89ﻣن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺳﻧﺔ 1،1991وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋن أزﻣﺔ
اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻋﺎم 1990اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻣﻊ ﺣرب اﻟﻛوﯾت ،ﻣﻣﺎ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ظل
اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣرب.
اﻟﻔﺗرة ) :(2014-2000ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ 2000إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2014اﺳﺗﻘرت ﻓﺟوة اﻟﻣوارد
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣوﺟب وﺑﻠﻐت ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﺑﻧﺣو %13,16ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﻣﺣﻠﻲ .وﻗد ﺳﺟل ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻣﺗوﺳطﺔ ،%44,33وﺳﺟﻠت ﺳﻧﺔ 2009ﻓﺟوة
ﻣﻌدوﻣﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻠﻐت ) (%0,06-ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ ،و إن اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺗﺣﻘق إذا أﺻﺑﺢ ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر أﻋﻠﻰ ﻣن %20ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﻛﺛر ﻣن %25
ﻓﯾﺻﻧف ﺟﯾد ،وأﻛﺛر ﻣن %30ﯾﺻف ﺟﯾد ﺟدا .وﻛﻣﺎ ﺻرح ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺈن ﻣﻊ ﻣﻌدﻻت
ﺗوظﯾف اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻻ ﺗزال ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺟدا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎرﺗﯾن ﺗوﻧس و اﻟﻣﻐرب رﻏم
وﻓرة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
اﺳﺗﻬدف ﺿﺑط اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﺳد ﺣﺟم اﻟﻔﺟوة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر وﻫﻲ ﻓﺟوة
2
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
1
http://data.worldbank.org/indicator, avril 2016.
2
Statistiques de la Banque d’Algérie. Janvier 2007-2013
65
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻔﺟوة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد .وﺗﻣﺛل اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ اﻟذي ﻟم
ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺗﻣوﯾﻠﻪ ،وﯾﺗم ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻣن ﻣﺻﺎدر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،أو ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻣوﯾل
ﺑﺎﻟﻌﺟز أو ﻛﻼﻫﻣﺎ.
66
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
67
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
)*( :ﻗﯾم ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣث ) ،اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ= اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻛﻠﯾﺔ-اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح(
ﻟﻘد ﺻﺎﺣﺑت ﻓﺟوة اﻟﻣوارد اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﺟوة ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺣرك ﻓﻲ ﻧﻔس اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻐﯾر
ﻟﻔﺟوة اﻟﻣوارد اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﻘد ﺑﻘﯾت اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﻣﻌﺑرة ﻋن اﻻﺣﺗﯾﺎج
ﻟﻠﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺧﻼل طول اﻟﻔﺗرة ) ،(1999-1990وﻫو ﻣﺎ أﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻗم اﻟﺿﻐوط
اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ وﻓﻲ أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺗﺑﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺛرت ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳﻧوات اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻣﺗوﺳط )-
(%9,65ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺳﻧﺔ 1997اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻬﺎ ﻣوﺟﺑﺔ وﺳﺟﻠت .%1,17
ﻟﻛن ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ 2000ﺗﺣﺳﻧت أوﺿﺎع اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ وأﺻﺑﺣت ﺗﺳﺟل ﻓﺎﺋﺿﺎ ،ﻣﻌﺑرة ﻓﻲ ذﻟك،
ﻋن ﻗدرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﻣوﯾل اﻟذاﺗﻲ ،ﻓﻠﻘد ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳطﻬﺎ ﻣدى اﻟﻔﺗرة ) (2013-2000ﻧﺣو
%8,33ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ .وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي اﺳﺗﻬدف ﺳد
ﺣﺟم اﻟﻔﺟوة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري زﻫﻲ اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻪ
أﺛر اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟك.
ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﻗدرة اﻟﺻﺎدرات ﻋﻠﻰ ﺗﻐطﯾﺔ اﻟواردات :إن ﺟزءا ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺗم اﺳﺗﯾراد ﻣن اﻟﺧﺎرج
وﯾدﻓﻊ ﺛﻣﻧﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ،وﺗﻌد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت أﻫم ﻣﺻدر ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ
اﻟﺻﻌﺑﺔ .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻗدرة ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻋﻠﻰ ﺗﻐطﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟواردات ﺗﻌد أﺣد اﻟﻣؤﺷرات ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗدرة
اﻟﺑﻠد ﻋﻠﻰ ﻛﺳر ﻗﯾد اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .وﯾﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣؤﺷر)ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات /ﻗﯾﻣﺔ
اﻟواردات( * .100وﻟﻌﻼج اﻟﻔﺟوة وﻋدم اﻟﺗوازن اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻌﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى 1.وﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎز
اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
1
ﻋﻼوة ﻧوري ،اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻠوﺣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣﺳﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )اﻟﺟزاﺋر ﻧﻣوذﺟﺎ( ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ،
اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ ،2010 ،ص .192
68
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟدول رﻗم ) :(15اﻟﺻﺎدرات ﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﻰ اﻟواردات ﻟﻠﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ).(2014-1990
اﻟﺳﻧوات اﻟواردات ﺑﺎﻟﻣﻠﯾون دج اﻟﺻﺎدرات ﺑﺎﻟﻣﻠﯾون دج ﻣﻌدل ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ (*) %
69
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
)*( ﻗﯾم ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣث ،ﻣﻌدل ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ=)ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻﺎدرات /ﻗﯾﻣﺔ اﻟواردات(
*.100
وﺑﻧظرة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ طول ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ) (2014-1990ﻧﺟد ﻣﻌدل اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط
،%114,9أي أن ﻣﺗوﺳط ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻟﻠواردات ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ﻫو أﻛﺑر ﻣن اﻟواﺣد،
وﺳﺟل ﺧﻼﻟﻬﺎ رﻗﻣﯾن ﻗﯾﺎﺳﯾﯾن ،اﻷدﻧﻰ ﻛﺎن ﺳﻧﺔ 1994ﺑﻣﻘدار %80,7واﻷﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق ﺳﻧﺔ 2006
ﺑﻣﻘدار ،%222,7ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﺻﺎدرات اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺿﺎﻋﻔت ﺑﯾن 2001و.2006
70
واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل:
ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﺑرﺳم ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗرﻛز ﻣﺣورﻫﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻰ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣدﻋوﻣﺔ ﻣن طرف ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺗﺻﺎﻣﯾم ﻟﻧﻣﺎذج اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻠذﯾن ﯾرﻣﯾﺎن إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾف ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ودﻋم آﻟﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق وزﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل أﯾﺿﺎ إل ﻛل واﻗﻊ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة ) ،(2014-1990ﻣﻊ ﻓﺣص ﻣﻛوﻧﺎت واﻟﻣﺣددات ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم أﺣد أﻫم اﻟﻌواﻣل
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻔز اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻣوﯾل ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﯾﺗﺑﻠور دورﻫم أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬم وﺳﯾﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار
اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺑﻼد.
71
الفـصـل الثالث
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻣﻬﯾد:
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن واﻗﻊ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ وواﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﺗﺣدﯾد
أﻫﻣﯾﺗﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻧرى ﻣن اﻟﺿروري دراﺳﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﻣﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗرﺑط اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻰ ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم .ﯾﺗﻛون ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث،
ﻧﺳﺗﻌرض ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺗﺣﻠﯾل ﻟﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧطرق إﻟﻰ ﺑﻧﺎء
اﻟﻧﻣوذج اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ،ﻧﻌﺗﻣد ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد وﺗﺣﻠﯾل ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،ﻛذﻟك اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘرارﯾﺔ
وﺳﺑﺑﯾﺔ ﺟراﻧﺟر ﻟﻛل ﻣن ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻧﻘوم ﺑﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻣوذج اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ
ودراﺳﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ.
73
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أﺟرﯾت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣول اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻛﺎﻧت ﻣﻌظم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘطﻌﯾﺔ واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘطﻌﯾﺔ
اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،وﺗﺷﯾر اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻗوى ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،واﻟﺳﺑب ﯾﻌود إﻟﻰ ﺣرﻛﯾﺔ أﻛﺛر ﻟرؤ وس اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
وﻧﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌﺿﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
دراﺳﺔ ﺑرﺑري ﻣﺣﻣد أﻣﯾن :اﻫﺗﻣت ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﺑدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠوك اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺗﻪ وذﻟك ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن ،2011-1970
وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﺗم ﺗﺣدﯾد وﺗﻘدﯾر ﻧﻣوذج وأظﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ واﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫﻲ :ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن
اﻟدﺧل ،اﻹﻋﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺛﺎﺑت ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻣﻌدل
اﻟﻔﺎﺋدة اﻻﺳﻣﻲ ،ﺣﯾث ﺗطﺎﺑﻘت إﺷﺎرات اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﻘدرة ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﻣﻊ
ﻓرﺿﯾﺎت اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻدﺧﺎر وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك وﺟدت ذات ﻣﻌﻧوﯾﺔ
إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر وأن ﻣﻌﺎﻣل اﻻرﺗﺑﺎط ﻣرﺗﻔﻊ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك
اﺧﺗﺑﺎر) (Durbin-Wastsonاﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻷﺧطﺎء ،ﻣﻊ
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻛﺎﻣل ﻣﺗزاﻣن ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة
ﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺄﻛدﻧﺎ أن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﻘدرة ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣﺳﺗﻘرة ﻫﯾﻛﻠﯾﺎ ﻋﺑر اﻟﻔﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ.
وأظﻬرت اﻟدراﺳﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
SFR=-75786,6+252,196INF+1,09FCTP+100921,2PSF+µ
tB0=-4,1835 / tB1=0,5608 / tB2=3,9230 / tB3=3,5577/ N= 41
DW=0,702084 / R²=0,93 / R-²=0, 93 / prob(F)=0,000000 / Fsta=140,98
دراﺳﺔ أﺣﻣد ﺳﻼﻣﻲ :اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ -1970
2011ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻷطروﺣﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ واﻗﻊ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،وا ٕ ﻟﻰ أﺛرﻩ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل
،
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ،2011-1970ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ ،ﺗﻧﺎوﻟت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌرض واﻟﺗﺣﻠﯾل واﻗﻊ
اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺣددات اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻋﻼﻗﺗﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟطوﯾل ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام طرﯾﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت اﻟﺻﻐرى واﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ،ﻣﻊ
إﺟراء ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ .وﻗد أظﻬرت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ
74
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻟﻼدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن أن ﻛﻼ ﻣن :ﻣﻌدل ﻧﻣو
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﺗرة اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،رﺻﯾد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ،أﺳﻌﺎر
اﻟﻧﻔط وﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ذات ﺗﺄﺛﯾر واﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر .ﻛﻣﺎ ﺧﻠﺻت
اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗوازﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ .وأظﻬرت اﻟدراﺳﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
IPIBt= 27,9+0,17*SPIBt
tB0=6,7584 / tB1=1,6012 / N= 41
DW=0,39792 / R²=0,06 / R-²=0, 036 / prob(F)=0,11719 / Fsta=2,564
دراﺳﺔ ﺑﺷﯾر ﻋﺑد اﷲ ﺑﻠق :ﺗﺑﺣث ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ ﻓﻲ ﻣدى وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺳﺗﻘرة طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﺑﯾن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة 2005-1970
واﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ طرق ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل طرﯾﻘﺔ اﻧﺟل-ﺟراﻧﺟر وطرﯾﻘﺔ
ﺟوﻫﺎﻧﺳن وطرﯾﻘﺔ اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺣدود اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ .ﺗﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺳﻛون أن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن
ﯾﺗﺑﻌﺎن ﻧﻣوذج اﻟﺳﯾر اﻟﻌﺷواﺋﻲ ،وﻫذا ﯾﺑﯾن ﺻﻼﺣﯾﺔ اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺛﺎﻟث ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗوازﻧﯾﺔ ﺑﯾن
اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻔﺗرة اﻟدراﺳﺔ.
I=0,169+0,0875S+µ
tB0=5,5484 / tB1=-1,68 / N= 35
DW=0,8456 / R²=0,62 / R-²=0, 63 / prob(F)=0,11719 / Fsta=2,68
دراﺳﺔ ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻣر ﺳﺎﺳﻲ وﯾوﺳف ﯾﺧﻠف ﻣﺳﻌود :ﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن
ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺛر اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﻬدف اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻛﻣﺻدر ﻟﺗﻣوﯾل
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،وﻗد ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﺄﺳﻠوب " "Boundsﻟﻠﺗﻌرف
ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗوازﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،واﺧﺗﺑﺎرات ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن
ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،وأﺧﯾرا ﺗﻘدﯾر ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب "،"ARDL
أﺻﻬرت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طوﯾﻠﺔ اﻟﻣدى ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﻛﺷﻔت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎرات
75
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺟﺎذب ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ،أي أن ﻣﺗﻐﯾر اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾؤﺛر
ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ .وﺗﺷﯾر ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر إﻟﻰ أن ﻣﺗﻐﯾر اﻹﻧﻔﺎق
∑ ،Dوﯾرﺗﺑط ﻣﻌﻪ ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،D∑ 1ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺗﻐﯾر اﻻدﺧﺎر ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ
طردﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن إﯾرادات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
S =5386,417+0,28251*I+µ
tB0=6,14784 / tB1=-2,546 / N= 35
BG=2,03183 / R²=0,72 / R-²=0, 73 / prob(F)=0,00019 / Fsta=6,79
ﻣن ﺧﻼل ﻋرﺿﻧﺎ ﻷﻫم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر وﺧﺎرج اﻟﺟزاﺋر ،ﻧﺣﺎول إﻋطﺎء ﻣﻠﺧص
ﻟﻛل دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺟدول ،ﻧﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻋﻧوان اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ واﻟﻣﺳﺗﻘل ،وﻛذﻟك ﻧوع اﻟداﻟﺔ
وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ.
76
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدم ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ،ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻲ دراﺳﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻏراﻧﺟر ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات.
أول ﺧطوة ﯾﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،وذﻟك اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔﺻل اﻟﻧظري
وﺗﺣﻠﯾل واﻗﻊ ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ.
إن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ،وﻟﻛن ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺗﺣدﯾد دﻗﯾق وﺷﺎﻣل ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻣن أﺟل ذﻟك
ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺣﺻر ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗؤ ﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻛﺎﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ،
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎدر وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻧك
اﻟﺟزاﺋر ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ،اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ،اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗوﻓﯾر واﻻﺣﺗﯾﺎط ،وﻗد ﻛﺎﻧت
ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺳﻧﺔ 1990م إﻟﻰ 2014م ،وﻗد ﺗﻣﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ ﻣن ﺧﻼل
ﺑرﻧﺎﻣﺞ Eviews8ﺣﯾث ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗرﻣﯾز اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ:
ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،ﻗﻣﻧﺎ ﺑدراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧﺣﻧﯾﺎت ﻛل ﻣﺗﻐﯾر وﺗطورﻩ ﺧﻼل ﻓﺗرة
اﻟدراﺳﺔ ).(2014-1990
77
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ أﻋﻼﻩ ّ ،ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻌرف ﺗطورات ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻠﺳﻧوات
اﻷوﻟﻰ ،ﺣﯾث ﻛﺎن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﺳﺗﻘرا ﻣن ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ،1998وﺑﻌدﻫﺎ ﺑدأ ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ
ﺗزاﯾد ﺣﯾث ﺑﻠﻎ %54,31أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 968456ﻣﻠﯾون دج ،واﻟﺳﺑب ﯾﻌود إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑـ ـ 2278 :ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر.
-2دراﺳﺔ ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ:
78
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ أﻋﻼﻩ ﻧﻼﺣظ اﻟﻔﺗرة 2014-1990ﺗﻣﯾزت ﺑوﺟود ﺗطور ﻓﻲ ﺣﺟم
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻫذا اﻟﺳﺑب راﺟﻊ اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،وﻛذﻟك ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد
اﻟدوﻟﻲ ،وﻛذﻟك ﺑﺗطﺑﯾق اﻟدوﻟﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺳﻧﺔ 2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ
.2014
2500
2000
1500
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ FDI
1000
500
0
1990
1992
1994
1996
1998
2000
2002
2004
2006
2008
2010
2012
2014
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل أﻋﻼﻩ أن اﻟﺟزاﺋر ﺣﻘﻘت ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (2008-1990ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻘﺑوﻟﺔ
ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑوﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﯾن ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺧﻼل ﺳﻧﺔ
،1995ﻛﺎن ﻏﯾﺎب ﺷﺑﻪ ﻛﺎﻣل ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،وﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب إﻟﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ
اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﺎن ﺗدﻫور ﻟﻸوﺿﺎع اﻷﻣﻧﯾﺔ وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﻗد ارﺗﻔﻌت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ 169,1ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ﺳﻧﺔ ،2013ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﺳﻧﺔ ﺑﻌودة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ وﺟﻬت أﻏﻠﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ،وﺧﻼل ﺳﻧﺔ 2014
اﻧﺧﻔﺿت إﻟﻰ 150ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،وﯾﻌود ﻫذا اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗدﻫور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
79
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ
2500000
2000000
1500000
500000
0
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) (4-3وﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ) ،(2014-1990أن اﻟﺟزاﺋر ﺷﻬدت ﻣﯾﻼ ﻣوﺟﺑﺎ
ﻟﻼدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﺣﯾث ﺳﺟﻠت ﻣﻌدﻻت ﻧﻣوﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻧوات 1994،1992،1990 :اﻟﻧﺳب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،%49,29 ،%75,97 ،%109,25 :ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ،ﻣن ﺟﻬﺔ أوﻟﻰ ،ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ
ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن %21,91ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ %19ﻓﻲ 1991ﺛم إﻟﻰ
%16,02ﻓﻲ 1992ﺛم ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1993و 1994ﺑﻣﻌدل %17,84ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ ،وﯾرﺟﻊ ﻫذا
إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺷﺗراﻛﻲ واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق .و ﺷﻬد اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ
ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﺳﺑﻲ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗراﺟﻌﺎت اﻟطﻔﯾف ،ﻟﻛن اﻷوﺿﺎع اﻧﻘﻠﺑت ﻣﻊ ﺣﻠول ﺳﻧﺔ ،1998
ﺣﯾث ﺗدﻫور ت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺷﻛل ﺣﺎد .وﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) ،(2014-2001اﻧﻘﻠﺑت
اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،اﻟذي ﻋرﻓﻪ اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺣﯾث ﺗدﻫور إﻟﻰ 541,89ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳر ذﻟك ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﻌدل
) ،(%4,6ﺣﯾث وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى 1505,52ﻣﻠﯾﺎر دج ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،ﺳﺟل
اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﯾﻬﺎ ارﺗﻔﺎﻋﺎ طﻔﯾﻔﺎ ﺑوﺻوﻟﻪ إﻟﻰ 505,47ﻣﻠﯾﺎر دج ،وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﻣو اﻹﯾرادات
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت أوزاﻧﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ %40,77 :و،%52,75
وﻫذا اﻟﺳﺑب اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر واﻟﻣﺗواﺻل ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﺑﺗرول اﻟﺟزاﺋري اﻟذي أﺧذ ﻣﯾﻼ ﻣوﺟﺑﺎ ،ﺧﻼل ﺳﻧوات
.2011،2012 ،2010
80
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل أﻋﻼﻩ ،ﺗزاﯾد ﻣﻌدل اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣن ﺳﻧﺔ ﻷﺧرى ،ﻓﻘد اﻧﺗﻘل ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﻣن %12ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﺳﻧﺔ 1996وظل ﯾﻧﻣو إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﺗرة اﻟﻣﺷﺎﻫدة أﯾن ﺳﺟل ﻣﺗوﺳط %34
ﺳﻧﺔ ،2009ﻓﺎﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح أﺧذ ﯾﺗﺣﺳن ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣﻊ اﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧذ
ﺑداﯾﺔ ،1996ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﺳن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح اﻟذي ﻋرف ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﻣو واﻟزﯾﺎدة ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل ﻫذﻩ
اﻟﻔﺗرة ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﯾن ﻛﺎن ادﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﻬﻼك
اﻷﺳري ﺗزاﻣﻧﺎ ﻣﻊ ﺿﻌف اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ،وﻛذا اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم .ﻫذا اﻟﺗﺣﺳن
أﺧذ ﯾﻧﻣو ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗراﺟﻊ ﻣؤﺷر اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ .ﻓﻘد ﺷﻬدت اﻟﻔﺗرة ) (2009 -1996ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻘﯾم اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ،ﺑﻠﻐت
ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ﻧﺣو ،%20,54وﻗد ﺗزاﻣن ذﻟك ﻣﻊ ﺗﺑﺎطﺄ ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻧﻣو اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻷﺳري ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ
،1996وﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (2014-2010أﺻﺑﺣت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻣﺳﺗﻘرة.
81
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﻣﻛن اﻟﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر اﻻﺳﺗﻘرارﯾﺔ ،واﺧﺗﺑﺎر ﺟراﻧﺟر ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ).(2014-1990
ﯾﻬدف اﺧﺗﺑﺎر اﻻﺳﺗﻘرارﯾﺔ إﻟﻰ ﻓﺣص ﺧواص اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة
اﻟدراﺳﺔ ) ،(2014-1990واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺳﻛوﻧﻬﻣﺎ ،وﺗﺣدﯾد رﺗﺑﺔ ﺗﻛﺎﻣل ﻛل ﻣﺗﻐﯾر ﻋﻠﺔ ﺣدة ،ﻗد
ﻋرف اﺧﺗﺑﺎر ﺟذر اﻟوﺣدة ﻣن ﻗﺑل دﯾﻛﻲ ﻓوﻟر ﻓﻲ ﻋﺎم ،1979واﻟذي ﺗم ﺗطوﯾرﻩ إﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر دﯾﻛﻲ
ﻓوﻟر اﻟﻣوﺳﻊ أو اﻟﻣطور ADFﺣﯾث ﺗﺳﺗﻠزم إﺟراء اﻧﺣدار ذاﺗﻲ ﻟﻛل ﺳﻠﺳﻠﺔ.
ﻗﺑل اﻟدراﺳﺔ ﻷي ﻧﻣوذج ﻗﯾﺎﺳﻲ ،أو أي ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،أو ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣن
اﻟﺿروري دراﺳﺔ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘدﯾر .وذﻟك ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ درﺟﺔ
اﺳﺗﻘرارﻫﺎ وﺗﻛﺎﻣﻠﻬﺎ.
: H1اﻟﺳﻠﺳﺔ ﻣﺳﺗﻘرة.
t-Statistic *Prob.
82
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) :(2-3ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ،5%وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺑل H0أي أن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء اﻟﻔروﻗﺎت
ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ Prob=0.0032أﺻﻐر ﻣن ،5%
وﻋﻠﯾﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ اﻟﻔرق اﻷول.
t-Statistic *Prob.
83
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) :(5-3ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ،5%وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺑل H0أي أن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء اﻟﻔروﻗﺎت
ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ Prob=0.0006أﺻﻐر ﻣن ،5%
وﻋﻠﯾﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ اﻟﻔرق اﻷول.
t-Statistic *Prob.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) :(7-3ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ،5%وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺑل H0أي أن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء اﻟﻔروﻗﺎت ﻣن
اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ Prob=0.0010أﺻﻐر ﻣن ،5%وﻋﻠﯾﻪ
ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ اﻟﻔرق اﻷول.
84
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
t-Statistic *Prob.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) :(9-3ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ،5%وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺑل H0أي أن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء اﻟﻔروﻗ ﺎت
ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ Prob=0.0081أﺻﻐر ﻣن ،5%
وﻋﻠﯾﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺗﻘرة ﻓﻲ اﻟﻔرق اﻷول.
t-Statistic *Prob.
85
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول ) :(11-3ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ،5%وذﻟك ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗوى ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺑل H0أي أن ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء
اﻟﻔروﻗﺎت ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ Prob=0.0001أﺻﻐر
ﻣن ،5%وﻋﻠﯾﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺗﻘرة اﻟﻔرق اﻷول.
ﺑﻣﺎ أن ﻛل اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﺳﺗﻘرارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻧﻣر ﻹﺧﺗﺑﺎر ﺟراﻧﺟر ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن ﻛﺎﻹﻋﻼن واﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻣﺛﻼ ،وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺳﻠﺳﻠﺔ زﻣﻧﯾﺔ ،وﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻣﺗﻐﯾر ﻣﺎ
1
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ،أي وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن ﻗﯾم اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟواﺣد ﻋﺑر اﻟزﻣن.
1
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻟﺑﻠداوي ،اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ط ،1دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،2004 ،ص .169
86
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
87
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻣﺎ أن P=0,8480أﻛﺑر ﻣن ،0,05ﻧﻘﺑل H0وﻧرﻓض اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،أي أن IDﻻ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ
،SGﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن P=0,1429أﻛﺑر ﻣن ،0,05ﻧﻘﺑل H0وﻧرﻓض H1أي أن SGﻻ
ﺗﺳﺑب ﻓﻲ .ID
88
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻌد دراﺳﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻏراﻧﺟر ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرات اﻟدراﺳﺔ ،وﺟدﻧﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﺑﻌض ﻫذﻩ
ﻣﺗﻐﯾرات ،و ﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻟﻛل ﻣﺗﻐﯾر ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻷﺧر.
اﻟﻧﻣوذج اﻷول :دراﺳﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﺗﺎﺑﻊ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل
ﺑﻌد أن ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﻟﻼدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﯾﺳﺗوﺟب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد
اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻟﻧﻣوذج ،وﻫو ﻣﺑﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
SDt=β0+β1ID+ µi
ﺣﯾث:
89
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻧﻣوذج اﻟﺛﺎﻧﻲ :دراﺳﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻛﻣﺗﻐﯾر ﺗﺎﺑﻊ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر
ﻣﺳﺗﻘل
ﺑﻌد اﻟﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﯾﺳﺗوﺟب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد
اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲﻟﻧﻣوذج ،و ﻫو ﻣﺑﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
SNt=β0+β1ID+µi
ﺑﻌد اﻟﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﯾﺳﺗوﺟب ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻟﻧﻣوذج ،وﻫو ﻣﺑﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
FDIt= β0+β1SN+µi
ﺑﻌد اﻟﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﯾﺳﺗوﺟب ﻓﻲ ﻫذﻩ
FDIt= β0+β1SG+µi اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻟﻧﻣوذج ،وﻫو ﻣﺑﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
90
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﻛل اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻟﻠﻧﻣﺎذج اﻷرﺑﻌﺔ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﯾﺎس وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻟﻧﻣوذج ،وﯾﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻌﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺗﻐﯾرات
اﻟﻧﻣوذج .وﻟﻘد ﺗم ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛل ﻣﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣن ﻣﺻﺎدر أﻫﻣﻬﺎ :اﻟﺑﻧك
اﻟدوﻟﻲ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎت.
ﯾﺗوﻗف اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺷﻛل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣﺎ إذا ﺧطﻲ أو ﻏﯾر ﺧطﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﺗﻘﺎطﻌﯾﺔ وﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻟﻧﻣوذج ،وﻟﻘد ﺗم اﻋﺗﻣﺎد أﺳﻠوب اﻻﻧﺣدار اﻟﺑﺳﯾط ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘدﯾر
ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻟﻧﻣوذج ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ .EVIEWS
ﯾﺗطﻠب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ﺳﻧﺔ
1990إﻟﻰ ،2013وذﻟك ﻧﻘوم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧﻣوذج ،ﺛم ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎﺗﻪ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ.
91
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أوﻻ -اﺧﺗﺑﺎر ﺳﺗﯾودﻧت) :اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻻﻧﺣدار( ﻋﻧد درﺟﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ .%5
وﻓﻘﺎ ﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺳﺗﯾودﻧت ﺗم اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ﻣن ﺧﻼل ﻗﺑول إﺣدى اﻟﻔرﺿﯾﺗﯾن
اﻟﺗﺎﻟﯾﺗﯾن ورﻓض اﻷﺧرى ﻟﻛل ﻣﻌﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدا.
H0 : β i = 0 ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﻌدم:
H1 : β i ≠ 0 ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ:
:H0اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ ﻟﯾس ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ .و :H1اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ.
ﺛم ﻧﻘﺎرن اﻟﻘﯾﻣﺔ ) (Tcﻣﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺟدوﻟﺔ ﻋﻧد درﺟﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ) (n-kﺑﻣﺳﺗوى ﻣﻊ ﻣﻌﻧوﯾﺔ
.%5=α
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺟدوﻟﯾﺔ اﺳﺗﺧرﺟت ﻣن ﺟدول ﺳﺗﯾودﻧت ﻋﻧد ﻧﻔس ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ودرﺟﺔ ﺣرﯾﺔ ) ،(N-Kأي
ﻋدد اﻟﻣﺷﺎﻫدات ﻟﻠﻔﺗرة ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋدد اﻟﻣﻌﻠﻣﺎت اﻟﻣﻘدرة وﺗﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج ).(25-2=23
ﻗرار اﻻﺧﺗﺑﺎر:
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد وﻛذﻟك اﺧﺗﺑﺎر ﻓﯾﺷر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
92
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻟدﯾﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد ،R²=0,63ﺣﯾث أن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﯾﺗﺣﻛم ﺑ ـ %63ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ارﺗﺑﺎط ﻣﺗوﺳط ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة ،أﻣﺎ اﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ %37ﻓﺗﻔﺳرﻫﺎ ﻋواﻣل أﺧرى ﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ اﻟﻧﻣوذج و ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺧطﺄ .µt
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ :اﻟﺗﻲ ﺗﻘول ﺑﺄن ﻫﻧﺎك اﻧﻌدام ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ أي:
H0 : β0=β1
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ :اﻟﺗﻲ ﺗﻘول ﺑﺄن ﻫﻧﺎك ﻣﻌﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻧﻣوذج ﻏﯾر ﻣﻌدوﻣﺔ أي:
ﻗرار اﻻﺧﺗﺑﺎر:
ﺑﻌد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ واﻟﻣﻘدرة ﺑ ـ Fcal=39,28821 :ﻣﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن
ﺟدول ﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﺷر ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﯾﺔ %5ودرﺟﺔ ﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺑﺳط واﻟﻣﻘﺎم.
Ft=(n-m-1)=(25-2-1)=2,66
ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺟدوﻟﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ
ﺑﺟودة اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣدروس وﺻﻼﺣﯾﺗﻪ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﻠﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،β1ﻧﻼﺣظ أن إﺷﺎرﺗﻬﺎ ﻣوﺟﺑﺔ ،أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر
اﻟﺗﺎﺑﻊ ) اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ( واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ) اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ( ،وﺗﺗﻔق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﻌﺎت
93
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ اﻟذﻛر وﻣﻧطق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ إذا زاد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑـوﺣدة واﺣدة ﻓﺈن
ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺳﯾﺗﻐﯾر ﺑـ 40289,62 :وﺣدة ،إذن اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ β1ﺗﺗطﺎﺑق واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إن اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،رﻏم ﺟودﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ وﻗﺑوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺧﺎل
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ،ﻟذا ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ذﻟك وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ان ProbJb>0.05و ﻣﻧﻪ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎن اﻻﺧطﺎء ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
94
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﺑﯾن اﺧﺗﺑﺎر دارﺑﯾن واﺳﺗون وﺟود ﻣﺷﻛﻠﺔ ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑواﻗﻲ ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذا ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج
اﻟﻣﻘدر ﻗﯾﻣﺔ ،DW=0,47و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن 0و ،dlأي ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ
ﻣوﺟب ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﺧﺗﺑﺎر )ﻛوﻛران أورﻛت( ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺟدﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ،DW=2,12و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و 4-duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و ذﻟك
ﺣﺳب اﻟﻣﻼﺣظﺎت n=24و ﻋدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج ﻟﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﻻﻟﺔ .(1%،5%) α
أي أن ﻗﯾﻣﺔ DWﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ) ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء( (du<DW<4-du)،أي إن
اﻟﻧﻣوذج ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء.
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر أرش ) (ARCHواﻟذي ﯾظﻬر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺗﺟﺎﻧس
ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧطﺄ أم ﻻ.
95
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ Eviews8ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺑﻣﺎ أن Fprob>0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن.
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل اﺧﺗﺑﺎر دﯾﻛﻲ ﻓوﻟر اﻟﻣوﺳﻊ.
: H1اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺑواﻗﻲ.
96
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻣﺎ أن ﻛل ﻗﯾم اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن ،0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرﻓض ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻘرارﯾﺔ
اﻟﺑواﻗﻲ.
ﯾﺗطﻠب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن
ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ،2013وذﻟك ﻧﻘوم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧﻣوذج ،ﺛم ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ.
97
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أوﻻ -اﺧﺗﺑﺎر ﺳﺗﯾودﻧت) :اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻻﻧﺣدار( ﻋﻧد درﺟﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ .%5
.H0 إذا ﻛﺎن Tc>Ttﻧرﻓض .H0أو إذا ﻛﺎن Tc<Ttﻧﻘﺑل
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد وﻛذﻟك اﺧﺗﺑﺎر ﻓﯾﺷر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻟدﯾﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد ،R²=0,68ﺣﯾث أن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﯾﺗﺣﻛم ﺑ ـ %68ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ارﺗﺑﺎط ﻣﺗوﺳط ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة ،أﻣﺎ اﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ %32ﻓﺗﻔﺳرﻫﺎ ﻋواﻣل أﺧرى ﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ اﻟﻧﻣوذج وﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺧطﺄ .µt
ﺑﻌد ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ واﻟﻣﻘدرة ﺑ ـ Fcal=47,9657 :ﻣﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن ﺟدول
ﺗوزﯾﻊ ﻓﯾﺷر ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﻧوﯾﺔ %5ودرﺟﺔ ﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺑﺳط واﻟﻣﻘﺎم.
Ft=(n-m-1)=(25-2-1)=2,66
98
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺟدوﻟﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺟودة
اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣدروس وﺻﻼﺣﯾﺗﻪ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﻠﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،β1ﻧﻼﺣظ أن إﺷﺎرﺗﻬﺎ ﻣوﺟﺑﺔ ،أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر
اﻟﺗﺎﺑﻊ ) اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح( واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ) اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ( ،وﺗﺗﻔق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻊ
اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ اﻟذﻛر وﻣﻧطق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ إذا زاد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑـوﺣدة
واﺣدة ﻓﺈن ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺳﯾﺗﻐﯾر ﺑـ 2702603 :وﺣدة ،إذن اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ β1ﺗﺗطﺎﺑق
واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إن اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،رﻏم ﺟودﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ وﻗﺑوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺧﺎل
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ،ﻟذا ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ذﻟك وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﺑواﻗﻲ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﺧﺗﺑﺎر ﺟﺎك ﺑﯾرا وﺑﺎﺧﺗﺑﺎرﻩ:
99
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ان ProbJb>0.05و ﻣﻧﻪ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎن اﻻﺧطﺎء ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
ﯾﺑﯾن اﺧﺗﺑﺎر دارﺑﯾن واﺗﺳون وﺟود ﻣﺷﻛﻠﺔ ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑواﻗﻲ ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ﻗﯾﻣﺔ
،DW=0,48و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن 0و ،duأي ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻣوﺟب،
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﺧﺗﺑﺎر )ﻛوﻛران أورﻛت( ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺟدﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ،DW=2,39و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و 4-duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و ذﻟك
ﺣﺳب اﻟﻣﻼﺣظﺎت n=24و ﻋدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج ﻟﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﻻﻟﺔ .(1%،5%) α
أي أن ﻗﯾﻣﺔ DWﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ) ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء( (du<DW<4-du)،أي إن
اﻟﻧﻣوذج ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء.
100
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر أرش ) (ARCHواﻟذي ﯾظﻬر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
ﺗﺟﺎﻧس ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧطﺄ أم ﻻ.
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ Eviews8ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺑﻣﺎ أن Fprob>0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن.
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل اﺧﺗﺑﺎر دﯾﻛﻲ ﻓوﻟر اﻟﻣوﺳﻊ.
101
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺛر اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )،(2014-1990
وذﻟك ﻧﻘوم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧﻣوذج ،ﺛم ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ.
102
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أوﻻ -اﺧﺗﺑﺎر ﺳﺗﯾودﻧت) :اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻻﻧﺣدار( ﻋﻧد درﺟﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ .%5
ﻗرار اﻻﺧﺗﺑﺎر:
.H0 إذا ﻛﺎن Tc>Ttﻧرﻓض .H0أو إذا ﻛﺎن Tc<Ttﻧﻘﺑل
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ β1 :ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،و β0ﻟﯾس ﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،وﻟﻬذا ﯾﺟب ﺣذف اﻟﺣد
اﻟﺛﺎﺑت .C
103
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻌد ﺣذف اﻟﺣد اﻟﺛﺎﺑت Cأﺻﺑﺢ اﻟﻧﻣوذج ﻣﻛون ﻣن ﻣﻌﻠﻣﺔ واﺣدة β0ﺣﯾث :
،Probβ0=0,0000<0,05ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻧﻘﺑل و Tc>Ttﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرﻓض اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔرﯾﺔ وﻧﻘﺑل
اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ β0ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ.
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد وﻛذﻟك اﺧﺗﺑﺎر ﻓﯾﺷر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻟدﯾﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد ،R²=0,78ﺣﯾث أن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﯾﺗﺣﻛم ﺑ ـ %78ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ ،ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ارﺗﺑﺎط ﻗوي ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة ،أﻣﺎ اﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ %22ﻓﺗﻔﺳرﻫﺎ ﻋواﻣل أﺧرى ﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ اﻟﻧﻣوذج وﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺧطﺄ .µt
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﻠﻣﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ،β1ﻧﻼﺣظ أن إﺷﺎرﺗﻬﺎ ﻣوﺟﺑﺔ ،أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ) اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ( واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ) اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح( ،وﺗﺗﻔق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ اﻟذﻛر وﻣﻧطق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ إذا زاد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ
ﺑـوﺣدة واﺣدة ﻓﺈن ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺳﯾﺗﻐﯾر ﺑـ 0,000387 :وﺣدة ،إذن اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ β1
ﺗﺗطﺎﺑق واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إن اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،رﻏم ﺟودﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ وﻗﺑوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺧﺎل
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ،ﻟذا ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ذﻟك وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ.
104
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻻﺧﺗﺑﺎر أن ProbJb>0.05و ﻣﻧﻪ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎن اﻷﺧطﺎء ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
ﯾﺑﯾن اﺧﺗﺑﺎر دارﺑﯾن واﺗﺳون وﺟود ﻣﺷﻛﻠﺔ ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑواﻗﻲ ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر
ﻗﯾﻣﺔ ،DW=1,24و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن D1=1,13و ،D2=1,54أي أﻧﻬﺎ
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷك ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﺧﺗﺑﺎر
)ﻛوﻛران أورﻛت( ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
105
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺟدﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ،DW=1,92و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و 4-duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و ذﻟك
ﺣﺳب اﻟﻣﻼﺣظﺎت n=22و ﻋدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج ﻟﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﻻﻟﺔ .(1%،5%) α
أي أن ﻗﯾﻣﺔ DWﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ) ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء( (du<DW<4-du)،أي إن
اﻟﻧﻣوذج ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء.
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر أرش ) (ARCHواﻟذي ﯾظﻬر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
ﺗﺟﺎﻧس ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧطﺄ أم ﻻ.
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ Eviews8ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺟدول رﻗم ) :(28-3ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر ARCHﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﺛﺎﻟث
106
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺑﻣﺎ أن Fprob>0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺗﺟﺎﻧس اﻟﺗﺑﺎﯾن.
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل اﺧﺗﺑﺎر دﯾﻛﻲ ﻓوﻟر اﻟﻣوﺳﻊ.
: H1اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺑواﻗﻲ.
ﺑﻣﺎ أن ﻛل اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن 0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻘرارﯾﺔ
اﻟﺑواﻗﻲ.
ﯾﺗطﻠب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎدﻟﺔ أﺛر اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ﺳﻧﺔ
1990إﻟﻰ ،2013وذﻟك ﻧﻘوم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧﻣوذج ،ﺛم ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﻠﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ.
107
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أوﻻ -اﺧﺗﺑﺎر ﺳﺗﯾودﻧت) :اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻠﻣﺎت اﻻﻧﺣدار( ﻋﻧد درﺟﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ .%5
ﻗرار اﻻﺧﺗﺑﺎر:
.H0 إذا ﻛﺎن Tc>Ttﻧرﻓض .H0أو إذا ﻛﺎن Tc<Ttﻧﻘﺑل
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣوذج ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد وﻛذﻟك اﺧﺗﺑﺎر ﻓﯾﺷر ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
108
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻟدﯾﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺗﺣدﯾد ،R²=0,22ﺣﯾث أن اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ﯾﺗﺣﻛم ﺑ ـ %22ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ ،ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ارﺗﺑﺎط ﺿﻌﯾف ﺟدا ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻔﺳرة ،أﻣﺎ
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ %78ﻓﺗﻔﺳرﻫﺎ ﻋواﻣل أﺧرى ﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج وﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺧطﺄ .µt
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺟدوﻟﺔ وﻣﻧﻪ ﻧرﻓض H0و ﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺟودة
اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣدروس وﺻﻼﺣﯾﺗﻪ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﻠﻣﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،β1ﻧﻼﺣظ أن إﺷﺎرﺗﻬﺎ ﻣوﺟﺑﺔ ،أي أن اﻟﻌﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾر
اﻟﺗﺎﺑﻊ ) اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ( واﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺳر ) اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ( ،وﺗﺗﻔق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﻌﺎت
اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ اﻟذﻛر وﻣﻧطق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ إذا زاد ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑـوﺣدة واﺣدة ﻓﺈن
ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﺳﯾﺗﻐﯾر ﺑـ 0,000691 :وﺣدة ،إذن اﻟﻣﻌﻠﻣﺔ β1ﺗﺗطﺎﺑق واﻟﻧظرﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إن اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ،رﻏم ﺟودﺗﻪ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ وﻗﺑوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺧﺎل
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ،ﻟذا ﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ذﻟك وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ.
109
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ان ProbJb>0.05و ﻣﻧﻪ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻷﺧطﺎء ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
ﯾﺑﯾن اﺧﺗﺑﺎر دارﺑﯾن واﺗﺳون وﺟود ﻣﺷﻛﻠﺔ ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑواﻗﻲ ﺣﯾث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻘدر ﻗﯾﻣﺔ
،DW=0,46و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن 0و ،duأي ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻣوﺟب،
وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﺧﺗﺑﺎر )ﻛوﻛران أورﻛت( ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ وﺟدﻧﺎ ﻗﯾﻣﺔ ،DW=2,22و ﻫﻲ ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻣﺟدوﻟﺗﯾن duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و 4-duاﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻻﻧﻌدام اﻻرﺗﺑﺎط اﻟذاﺗﻲ و ذﻟك
ﺣﺳب اﻟﻣﻼﺣظﺎت n=22و ﻋدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج ﻟﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﻻﻟﺔ .(1%،5%) α
110
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
أي أن ﻗﯾﻣﺔ DWﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ) ﻋدم وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء( (du<DW<4-du)،أي إن
اﻟﻧﻣوذج ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن وﺟود ارﺗﺑﺎط ذاﺗﻲ ﻟﻸﺧطﺎء.
ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر أرش ) (ARCHواﻟذي ﯾظﻬر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
ﺗﺟﺎﻧس ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧطﺄ أم ﻻ.
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ Eviews8ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺟدول رﻗم ) :(32-3ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺧﺗﺑﺎر ARCHﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟراﺑﻊ
ﺑﻣﺎ أن Fprob=0,3553 >0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺑل H0اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋدم ﺗﺟﺎﻧس
اﻟﺗﺑﺎﯾن.
111
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﯾﺗم اﺧﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺳﻼﺳل اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل اﺧﺗﺑﺎر دﯾﻛﻲ ﻓوﻟر اﻟﻣوﺳﻊ.
: H1اﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺑواﻗﻲ.
ﺑﻣﺎ أن ﻛل ﻗﯾم اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن ،0,05ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرﻓض ﻧرﻓض H0وﻧﻘﺑل H1اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻘرارﯾﺔ اﻟﺑواﻗﻲ.
112
دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل:
ﺗم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻛﺷف اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات ﻗﯾد اﻟدراﺳﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑﻌض
اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗم دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري،
وﻟﺑﯾﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻼﺳل ﻣﺳﺗﻘرة ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﺗطﻠب اﺳﺗﺧدام ﺑﻌض اﻷدوات اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر ات ﺟذر اﻟوﺣدة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧداﻣﻧﺎ ﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﺟراﻧﺟر ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ ،وذﻟك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻠﯾل ،وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
وﻫﻧﺎ ﻟﻠﺗذﻛﯾر ﻓﺈن ﻫدﻓﻧﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﻣذﺟﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط
اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻗد ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺗﺄﺛﯾر ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧر.
113
الخاتمة العامة
اﻟﺨــﺎﺗـﻤﺔ اﻟﻌــﺎﻣـــﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﺧﻼل ﻓﺻول ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺻول ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻋﺎﻣﺔ ﺣول اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻠذان ﯾﻌﺗﺑران ﻋﻧﺻران ﻓﻲ
زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠدول واﻟطرﯾق ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻣﺣددات ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ) اﻟدﺧل ،ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺣﺟم اﻟﺛروة....إﻟﺦ( ،ﺑﻌدﻫﺎ ﺗوﺟﻬﻧﺎ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل اﻟطرق إﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ،
اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ(.
ﻛﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺟزاﺋري ،ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ،ﻹﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠرﺟوع ﻟﻠﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌرﺿﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل واﻗﻊ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺟزاﺋري) ،ﺗطور اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻟﻌﺎﺋﻠﻲ( ،وﺗﺣﻠﯾل ﻣؤﺷرات ﻛﻔﺎءة اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺗﻌرﺿﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل واﻗﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟزاﺋري ،وأﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻌﯾﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺛم ﺗﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك اﻟدراﺳﺔ اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑدراﺳﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ ﻗﺳﻣﻧﺎ اﻻدﺧﺎر إﻟﻰ )ادﺧﺎر ﻣﺣﻠﻲ ،ادﺧﺎر ﺣﻛوﻣﻲ،
ادﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح( ،واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ )اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ( ،ﺣﯾث ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ
دراﺳﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،وﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،ﺗﺄﺛﯾر
اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﺗﺄﺛﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر) ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﺳﺑب اﻻدﺧﺎر
اﻟﻣﺣﻠﻲ ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﺳﺑب اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ،اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛو ﻣﻲ ﯾﺳﺑب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ ،اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﯾﺳﺑب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ( .وﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ Eviews8
ﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣﺎذج ،اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،واﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ
وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﻋدم وﺟود ﻣﺷﺎﻛل ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ.
وﻗد ﺗم اﻟوﺻول ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺑﻧﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،وﻗد أن ﻟﻧﺎ اﻷوان ﻟﻧﻘول ﻛﻠﻣﺔ ﻣوﺟزة ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
115
اﻟﺨــﺎﺗـﻤﺔ اﻟﻌــﺎﻣـــﺔ
اﻻدﺧﺎر ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﻫو اﻗﺗطﺎع ﺟزء ﻣن
اﻟدﺧل ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك ،ﺑﻐﯾﺔ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،ﺑﺷرط أن ﯾﺄﺧذ طرﯾﻘﻪ إﻟﻰ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر.
ﻟﻼدﺧﺎر أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔرد
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻔرد أو اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻛﻣﺎ ﺷﻛل اﻻدﺧﺎر ﻗوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗراود ﺧﺎطرﻩ ،وﯾﻛﺗﺳب
اﻻدﺧﺎر أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﺣد أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻔز اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﻋﻧﺻر ﻣﻬم ﻓﻲ ﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ .وﯾﺗﺑﻠور دورﻩ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣن ﺣﺟم اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار
اﻟﻧﻘدي وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﯾن ﻗد ﻧظروا إﻟﻰ اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﺔ أﻧﻪ ﻣﺻدر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة ،وﻣن أﻫم ﻣﺣدداﺗﻬﻣﺎ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،وﯾﻌﺗﺑر أدم ﺳﻣﯾث أن اﻻدﺧﺎر واﻟﻌﻣﺎل
ﺷرطﯾن ﺿرورﯾﯾن ﻹﺛراء اﻷﻣﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﯾن ﻗد ﻧظروا إﻟﻲ
اﻻدﺧﺎر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺻدر ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة ،وﯾﻌﺗﺑر أدم ﺳﻣﯾث أن
اﻻدﺧﺎر واﻟﻌﻣﺎل ﺷرطﯾن ﺿرورﯾﯾن ﻹﺛراء اﻷﻣﺔ ،واﻋﺗﺑروا أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻫو اﻟﻌﺎﻣل
اﻟﻣوازن ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻓﯾرون أن اﻟدﺧل ﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي
ﯾﺣﻘق اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ أن ﻧﻘص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘص اﻟدﺧل،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾؤدى إﻟﻰ ﻧﻘص اﻻدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌﺎدل ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر ﻛﯾﻧز أن
اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺿﺎﻋف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻻدﺧﺎر .ﻛﻣﺎ ﺗؤﻛد اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﺑﻘوﻟﻬﺎ أن
ﻛﻼ ﻣن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺗﻣﺎن ﺑواﺳطﺔ ﻓرﯾﻘﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن وﻟدواﻓﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓدواﻓﻊ اﻻدﺧﺎر
)ﺷراء ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻷي ظروف طﺎرﺋﺔ ،ﻟﺿﻣﺎن ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﺑﻧﺎء ،ﺣﺑﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎل...إﻟﺦ( .ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن دواﻓﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر )ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ(.
ﺣﻘق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻣﻌدﻻت ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻼدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )،(2014-1990
ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ وﺟود اﺳﺗﻘرار ﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدارﻩ ،ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ %37,62ﻣن
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم.
ﺣﻘق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻣﻌدﻻ ﻣوﺟﺑﺎ ﻟﻼدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ،ﻋﻣوﻣﺎ ﺧﻼل ﻛل ﺳﻧوات
اﻟدراﺳﺔ ،وﺑﻠﻎ ﻣﻌدﻟﻪ ﻧﺣو .%32,32ﻓﺎﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح أﺧذ ﯾﺗﺣﺳن ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣﻊ
116
اﻟﺨــﺎﺗـﻤﺔ اﻟﻌــﺎﻣـــﺔ
اﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﺳن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح اﻟذي ﻋرف ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻧﻣو
واﻟزﯾﺎدة ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة.
ﺣﻘق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ادﺧﺎرا ﺣﻛوﻣﯾﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ،أي أن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺎﻗت
ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ،وﻫذا رﻏم أن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻧوات ﻓﺎﺋﺿﺎ .وﻫذا
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺳﻧﺔ 2011اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ادﺧﺎرا ﺣﻛوﻣﯾﺎ ﺳﺎﻟﺑﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻔوق ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻋﻠﻰ
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻣﯾز اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑوﺟود ﺗطور ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻫذا اﻟﺳﺑب راﺟﻊ
اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،وﻛذﻟك ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،وﻛذﻟك
ﺑﺗطﺑﯾق اﻟدوﻟﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺳﻧﺔ 2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ .2014
ﺗﻣﯾز ﻛذﻟك اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎﻣت اﻟدوﻟﺔ
ﺑوﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﯾن ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺧﻼل ﺳﻧﺔ ،1995ﻛﺎن ﻏﯾﺎب ﺷﺑﻪ ﻛﺎﻣل
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،وﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب إﻟﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﺎن
ﺗدﻫور ﻟﻸوﺿﺎع اﻷﻣﻧﯾﺔ وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﻗد ارﺗﻔﻌت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
إﻟﻰ 169,1ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ﺳﻧﺔ ،2013ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﺳﻧﺔ ﺑﻌودة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﻟﻠﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ وﺟﻬت أﻏﻠﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ،وﺧﻼل ﺳﻧﺔ 2014اﻧﺧﻔﺿت إﻟﻰ
150ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،وﯾﻌود ﻫذا اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗدﻫور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
ﺑﯾﻧت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﺧﺗﺑﺎر
ﺟراﻧﺟر ﻟﻠﺳﺑﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ أﺟرﯾﻧﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و ﺧﻼل
اﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻧﻼﺣظ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﺳﺑب ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ
اﻟﻣﺗﺎح ،وﻛذﻟك اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح ﯾﺳﺑب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﻣن
ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ:
-وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر وﻫذا ﯾﺛﺑت ﺻﺣﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﺳر
ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ،وﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ
أدت إﻟﻰ ﻫﺎﺗﻪ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﺣﯾث ﺷﻬت ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻷﺧﯾرة ارﺗﻔﺎع ﻛﺑﯾرا
ﻣﻣﺎ أدى إ]ى ارﺗﻔﺎع ﻣداﺧﯾل اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر
اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﺗﺣول ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺳواء ﻣﺣﻠﯾﺔ أو أﺟﻧﺑﯾﺔ.
-اﺳﺗطﻌﻧﺎ ﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
.2014-1990
117
اﻟﺨــﺎﺗـﻤﺔ اﻟﻌــﺎﻣـــﺔ
اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ:
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺣث ،ﯾﻣﻛن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
.1ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ اﻟﺗوﻟﯾد وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ،ﺑﻌﯾدا
ﻋن اﻟﺗﺄﺛﯾرات واﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ،وﯾﻛون ذﻟك اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
اﺳﺗﻐﻼل اﻟوﻓرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻹﺣداث ﻧﻬﺿﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻟن ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك إﻻ
ﺑﺗﺟﻧﯾد اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ.
.2إن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ إﯾرادات اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻛﻣﺻدر رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺛروة ،ﯾﻣﺛل أﺣد اﻟﺗﺣدﯾﺎت
اﻟﺧطﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ورﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ.
.3ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت
واﻟﺗﻘﺎﻋد ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﺳﯾن أداﺋﻬﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻣواردﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻧوﯾﻊ
وزﯾﺎدة ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻲ ﺗﺷﻣل ادﺧﺎرات ﻏﯾر إﺟﺑﺎرﯾﺔ.
آﻓﺎق اﻟﺑﺣث:
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧود اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻬﻣﺔ ،وﻫﻲ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك وﺻﻔﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﺟﺎﻫزة ﻷي ﻗﺿﯾﺔ
ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻻدﻋﺎء ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻗدﻣﻧﺎ ﺑﺣﺛﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼ وﺷﺎﻣﻼ ﻟﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧب وأﺑﻌﺎد
ﻣوﺿوع ﻋﻼﻗﺔ اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻬﺎم ﯾﺻﻌب
اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺣث واﺣد ،ﻓﻬﻧﺎك إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﻟم ﺗﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ،وأﺧري ﻟم ﺗﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﺑﻌﻣق.
ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺗﺑﻘﻰ ﺗطرح ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻛﺄﻓﺎق ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻷﺑﺣﺎث ﻻﺣﻘﺔ ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
118
قائمة المراجع
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻛﺗب:
أﺣﻣد ﻋﺳﺎف ،ﻋﻼء اﻟدﯾن ﺻﺎدق ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، 1
ﻋﻣﺎن.2013 ،
2أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﻘﺑل ،ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﯾﻣﻧﻲ ،ﺗﺣرﯾر أﺣﻣد
ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺷﺎري ،ﻛﺗﺎب اﻟﺛواﺑت.1995،
اﯾﺎد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﻧور ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳراء اﻷردﻧﯾﺔ ،دار ﺻﻔﺎء 3
ﻟﻠﻧﺷر.2013 ،
اﯾﻣﺎن ﻋطﯾﺔ ﻧﺎﺻف ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ 4
اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ.2008 ،
ﺑرﯾش اﻟﺳﻌﯾد ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2007 ، 5
ﺑوﻛﺑوس ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2004 ، 6
،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ّ ،دار واﺋل
ﺣرﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣوﺳﻰ ﻋرﯾﻘﺎت ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد )اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻠﻲ( 7
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻷردن.2006،
ﺣﺳﺎم داود وآﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،3دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ، 8
اﻷردن.2005 ،
ﺣﺳﺎم ﻋﻠﻲ داود ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، 9
اﻷردن.2010 ،
10ﺣﺳﯾن ﻛرﯾم ﺣﻣزة ،اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.2011 ،
11ﺧﺎﻟد واﺻف اﻟوزﻧﻲ ،أﺣﻣد ﺣﺳﯾن اﻟرﻓﺎﻋﻲ ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،2دار واﺋل
ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.2004 ،
12رﻣزي زﻛﻲ ،ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة .1966
13زواد ﻣﺣﻣد اﻟﺻوص ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن.2007 ،
14ﺳﺎﻣر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،ﻧﺿﺎل ﻋﺑﺎس ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن،
.2013
120
15طﺎﻫر ﺣردان ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ط ،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2009 ،
16ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺑﯾﺿﺎوي ،ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻧظرة ﺧﺎﺻﺔ ﻋن اﻟﯾﻣن ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﯾﻣﻧﻲ ،ﺗﺣرﯾر أﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺷﺎري، 1995 ،ﻛﺗﺎب ﻟﺛواﺑت.
17ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟواﺣد ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة.2002 ،
18ﻓﻠﯾﺢ ﺣﺳن ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟدار ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،
.2007
19ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2004 ،
20ﻗﺎﺳم ﻧﺎﯾف ﻋﻠوان،إدارة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗﺣدي،
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن.2009 ،
21ﻣﺟﯾد ﻋﻠﻲ ﺣﺳﯾن ،ﻋﻔﺎف ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر ﺳﻌﯾد ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2010،
22ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﺗرﻛﻲ اﻟﻘرﯾﺷﻲ ،ﻋﻠم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﻛﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،إﺛراء ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن.2010 ،
23ﻣﺣﻣد ﻣروان ،ﻣﺣﻣد ظﺎﻓر ،أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺟزﺋﻲ ،ﻛﻠﻲ،
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،اﻷردن.2008 ،
24ﻣﻧﺻور اﻟزﯾن ،ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟراﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2012 ،
25ﻣوﺷﯾﺎر ﻣﻌروف ،ﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ط ،1دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن.2005 ،
26ﻧﺎظم ﻣﺣﻣد ﻧوري اﻟﺷﻣري ،طﺎﻫر ﻓﺎﺿل ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﯾﻧﻲ و اﻟﻣﺎﻟﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.1999 ،
27ﻧزار ﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﻌﺳﻲ ،د إﺑراﻫﯾم ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻗطف ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻣﺑﺎدئ و ﺗطﺑﯾﻘﺎت،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻷﻫﻠﯾﺔ.2009،
28ﻧﺿﺎل ﻋﺑﺎس ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،
.2013
29وﺟﻼس ﻣوﺳﺷﯾت ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺑﻬﺎء ﺷﺎﻫﯾن ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻣﺻر.2000 ،
30ودﯾﻊ طوروس ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،طراﺑﻠس،
.2010
121
اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ:
31أﺣﻣد ﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﺣﻣد ﺷﯾﺧﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث ،ﺗﻘدﯾر داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
.2005-1970
32ﺧﻼدي إﯾﻣﺎن ﻧور اﻟﯾﻘﯾن ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﯾﺳﺗر دور اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .2012-2011 ،3
33ﻋﻼوة ﻧوري ،اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﻠوﺣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣﺳﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
)اﻟﺟزاﺋر ﻧﻣوذﺟﺎ( ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدارﯾﺔ.2010 ،
34ﻣﺛﻘﺎل اﻟﺣﺳﻧﺎت ،إدار ة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس ﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺗﺧﺻص إدارة أﻋﻣﺎل ،رﺳﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻏواط ،دﻓﻌﺔ .2004
35ﻧﺎﺟﻲ ﺑن ﺣﺳﯾن ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺗﻧوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.
ﻣﻠﺗﻘﯾﺎت:
36ﺣﺎﻛﻣﻲ ﺑﺣﻔص ،اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻧﺗﺎﺋﺞ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾر ،ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳطﯾف 30 – 29 ،أﻛﺗوﺑر .2001
ﺗﻘﺎرﯾر:
37اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ) ،(CNRAﺗﻘرﯾر ﺣول ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﻧوﻓﻣﺑر .2008
اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت:
38اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 10-90ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14
أﻓرﯾل .1990
39اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ 12-93اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﻌدد ،64
اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10أﻛﺗوﺑر .1993
122
:ﻣراﺳﯾم ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﺎت
123
المالحق
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) :(1اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ .2014-1990
125
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) :(2اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ .2014-1990
126
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) :(3اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح .2014-1990
127
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) :(4اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ .2014-1990
128
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) :(5اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ .2014-1990
129
قائمة الجداول و
االشكال و المالحق
الصـــفحــــة عــنــوان الشكل رقــم الشكل
13 منحنى االستهالك واالدخار ( ) 1-1
25 عالقة االستثمار بالسعر الفائدة () 2-1
41 تطور معدالت البطالة خالل 2010-2001 ( ) 1-2
52 تطور سعر الفائدة الحقيقي على اإلقراض للفترة ()2012-1991 ( ) 2-2
54 أهم عوائق االستثمار في الجزائر حسب دراسة البنك الدولي ( ) 3-2
78 تطور االدخار المحلي في الجزائر خالل الفترة ()2012-1990 ( ) 1-3
78 تطور االستثمار المحلي في الجزائر خالل الفترة ()2012-1990 ( ) 2-3
79 تطور االستثمار األجنبي في الجزائر خالل الفترة ()2012-1990 ( ) 3-3
80 تطور االدخار الحكومي في الجزائر خالل الفترة ()2012-1990 ( ) 2-3
81 تطور االدخار الوطني المتاح في الجزائر الفترة ()2012-1990 () 5- 3
94 اختبار جارك بي ار للنموذج األول ( ) 1-3
99 اختبار جارك بي ار للنموذج الثاني ( ) 7-3
105 اختبار جارك بي ار للنموذج الثالث ( ) 8-3
110 اختبار جارك بي ار للنموذج الرابع ( ) 9-3
II
الصفحة عنوان الجدول رقم الجدول
36 برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ()1002-1002 ()2-1
37 البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفترة ()1002-1002 ()2-2
38 يبين األغلفة المالية لبعض القطاعات ذات الصلة بالتنمية البشرية ()3-2
69 الصادرات منسوبة إلى الواردات للجزائر خالل الفترة ()1022-2220 ()05-2
76 ملخص الدراسات السابقة ()0-3
82 اختبار االستقرارية لالستثمار المحلي ()2-3
83 نتائج االستقرارية بالنسبة لالستثمار المحلي ()3-3
83 اختبار االستقرارية لالستثمار األجنبي ()4-3
83 نتائج االستقرارية بالنسبة لالستثمار األجنبي ()5-3
84 اختبار االستقرارية لالدخار المحلي ()6-3
84 نتائج االستقرارية بالنسبة لالدخار المحلي ()7-3
85 اختبار االستقرارية بالنسبة لالدخار الحكومي ()8-3
85 نتائج االستقرارية بالنسبة لالدخار الحكومي ()9-3
85 نتائج االستقرارية بالنسبة لالدخار الوطني المتاح ()01-3
86 اختبار االستقرارية بالنسبة لالدخار الوطني المتاح ()00-3
86 اختبار سببية غرانجر بين IDوSN ()02-3
87 اختبار سببية غرانجر بين FDIوSN ()03-3
87 اختبار سببية غرانجر بين IDوSD ()04-3
88 اختبار سببية غرانجر بين IDوSG ()05-3
88 اختبار سببية غرانجر بين SGوFDI ()06-3
89 اختبار سببية غرانجر بين SDو.DFI ()07-3
91 نتائج االختبار للنموذج األول ()08-3
III
95 اختبار DWبعد التصحيح29 ()09-3
96 نتائج اختبار ARCHللكشف عن مشكلة عدم ثبات التباين للنموذج األول ()21-3
97 نتائج استقرارية البواقي ()20-3
97 نتائج اختبار النموذج الثاني ()22-3
98 اختبار DWبعد التصحيح ()22-3
100 نتائج اختبار ARCHللكشف عن مشكلة عدم ثبات التباين للنموذج الثاني ()23-3
101 نتائج استقرارية البواقي ()24-3
102 نتائج االختبار للنموذج الثالث ()25-3
103 نتائج االختبار بعد حذف الحد الثابت c ()26-3
105 اختبار DWبعد التصحيح ()27-3
106 نتائج اختبار ARCHللكشف عن مشكلة عدم ثبات التباين للنموذج الثالث ()28-3
107 نتائج استقرارية البواقي ()29-3
108 نتائج اختبار النموذج الرابع ()31-3
110 اختبار DWبعد التصحيح ()30-3
110 نتائج اختبار ARCHللكشف عن مشكلة عدم ثبات التباين للنموذج الرابع ()32-3
112 نتائج استقرارية البواقي ()33-3
IV
الفهرس
الشكر والعرفان..................................................................................................
اإلهداء..........................................................................................................
المقدمة...................................................................................................أ
الفصل األول :اإلدخار واالستثمار مدخل نظري في المفهوم والعالقة
تمهيد9.....................................................................................................
المبحث األول :ماهية االدخار و أهم نظرياته01...............................................................
المطلب األول :مفهوم االدخار ،دالته ،أهميته01...............................................................
المطلب الثاني :أنواع االدخار01............................................................................
المطلب الثالث :محددات االدخار01..........................................................................
المبحث الثاني :ماهية االستثمار و طبيعته01................................................................
المطلب األول :مفهوم االستثمار ،أهميته ،مبادئه01...........................................................
المطلب الثاني :أنواع االستثمار00............................................................................
المطلب الثالث :محددات االستثمار والقرار االستثماري02......................................................
المبحث الثالث :العالقة بين االدخار واالستثمار في النظريات االقتصادية02....................................
VII
المطلب الثاني :العوامل المحددة لالدخار في الجزائر10........................................................
المطلب الثالث :مؤشرات كفاءة االدخار في تمويل التنمية االقتصادية12........................................
خاتمة الفصل20..............................................................................................
الفصل الثالث :دراسة قياسية للعالقة السببية بين االدخار واالستثمار في الجزائري
تمهيد37.....................................................................................................
المبحث األول :تحليل بعض الدراسات السابقة23...............................................................
المطلب األول :دراسات سابقة متعلقة بالجزائر23...............................................................
المطلب الثاني :دراسات سابقة خارج الجزائر20.................................................................
المطلب الثالث :ملخص لألهم الدراسات السابقة 21.............................................................
المبحث الثاني :بناء النموذج القياسي22........................................................................
المطلب األول :تحديد وتحليل متغيرات22.......................................................................
المطلب الثاني :الطرق واألدوات المستعملة10...................................................................
المطلب الثالث :تحديد الشكل الرياضي للنموذج19..............................................................
المبحث الثالث :تقدير النماذج القياسية ودراستها إحصائيا واقتصاديا90...........................................
المطلب األول :تقدير معلمات النماذج90.......................................................................
خاتمة الفصل002...............................................................................................
الخاتمة العامة000..............................................................................................
قائمة المراجع001...............................................................................................
المالحق000....................................................................................................
فهرس األشكالII................................................................................................
فهرس الجداولIII................................................................................................
فهرس المالحقVI...............................................................................................
قائمة المحتوياتV..............................................................................................
الملخص.........................................................................................................
VIII
:ملخص
هدفت األطروحة إلى دراسة العالقة بين معدل االدخار ومعدل االستثمار في االقتصاد الجزائري خالل
تطلب استخدام اختبار االستق اررية، ولبيان فيما إذا كانت المتغيرات مستقرة،)4102-0991( الفترة
باإلضافة إلى استخدام منهجية، وتبين أن المتغيرات مستقرة في الفرق األول،)(اختبار جذر الوحدة
وتبين أن هناك عالقة عكسية، وهذا للتحقق من وجود عالقة بين االدخار واالستثمار،جرانجر للسببية
مما جعله، وقد أظهرت النتائج المستويات العالية لالدخار خالل فترة الدراسة،بين االدخار واالستثمار
االدخار الوطني المتاح: كما تبين أن كل من،قاد ار على تمويل مختلف مشروعات االستثمارية
ذات تأثير واضح على،واالدخار الحكومي واالدخار المحلي واالستثمار المحلي واالستثمار األجنبي
والسبب يعود إلى ارتفاعات تقلبات أسعار البترول حيث شهت في الفترة األخيرة.بعضهم البعض
وبالتالي زيادة حجم االدخار،ارتفاع كبي ار مما أدى إلى ارتفاع مداخيل الدولة من العملة الصعبة
. وهذه الزيادة تحول على شكل استثمارات سواء محلية أو أجنبية،المحلي
Abstract
The purpose of the thesis to study the relationship between the savings rate
and the rate of investment in the Algerian economy during the period (1990-
2014), and a statement as to whether the variables are stable, require the use
of preprocessing testing (unit root test), and found to be stable variables in
first difference, in addition to the use of the methodology Granger causality,
and this is to verify the existence of a relationship between savings and
investment, and have found that there is an inverse relationship between
savings and investment, and the results showed high savings levels during the
study period, making him able to various investment projects financing, it
turns out that each of: saving the national disposable savings government
domestic savings and domestic investment and foreign investment, with a
clear impact on each other. The reason is due to the volatility of oil prices
hikes where Hht recent significant rise resulting in a higher state revenues of
hard currency, thereby increasing the size of domestic savings, and this
increase is shift the form of investments, whether domestic or foreign.