Professional Documents
Culture Documents
ﻟﻘد إزداداﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣوﺿوع اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﻌوﻟﻣﺔ ،وزﯾﺎدة إﻫﺗﻣﺎم
اﻟدول ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺧﻠق
ﻣﻧﺎﺻب اﻟﺷﻐل .ﻟذا ﻋﻣﻠت اﻟدول ﻋﻠﻰ زرع ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﺑرﻣﺟت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟدراﺳﯾﺔ وﺗﻧظﯾم اﻟدورات اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺧﻠق روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب ،وﺗﺣﻔﯾزﻫم ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع
واﻹﺑﺗﻛﺎر واﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ .ﻛﻣﺎ ﻋﻣﻠت أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣراﻓﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻔﺗﯾﺔ ﻋن
طرﯾق ﺣﺎﺿﻧﺎت اﻷﻋﻣﺎل وﻣﺧﺗﻠف ﻫﯾﺎﻛل اﻟدﻋم ﻟﻠوﺻول ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧﺿﺞ وﺗﺟﺎوز ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺧطر.
1
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﻔﻛﯾر إﺑداﻋﻲ إﺑﺗﻛﺎري وﻣؤﺳﺳﻲ.
ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ﺣول اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻔﻬوم ﻓﻘط ،دون اﻟﺗطرق ﻟﻧﺷﺄة ﻫذا
اﻟﻣﻔﻬوم وﺗطورﻩ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ .ﻛﻣﺎ أن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻣﻘﺎول ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛﺗﻣل دون اﻟﺗطرق
ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺑداع واﻹﺑﺗﻛﺎر وﺿرورة ﺗوﻓرﻫﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺎ.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌد اﻹﺷﺎرة اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ ﻟراﺋد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻺدارة) Fridirick
(Taylorواﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﯾؤدي أﻓﺿل طرﯾﻘﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﺟواﻧﺑﻬﺎ )إﻛﺗﺷﺎف اﻟﻔرص( ،ﻓﺿﻼ ﻋن إﺷﺎرة ) (Henry Fayolإﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑوﺻﻔﻬﺎ واﺣدة ﻣن
اﻟﻘواﻋد اﻹدارﯾﺔ اﻷرﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ )اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ( ،ﻓﻘد أﺷﺎرت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ أن اﻟﻔرد وﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﻛون ﺧﻼﻗﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ وﻛذﻟك ﯾرى ) (MC Gregorﻓﻲ إﺣدى إﻓﺗراﺿﺎت ﻧظرﯾﺔ ) (Yاﻟﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع واﻟﺗطوﯾر ﻣوزﻋﺔ ﺑﯾن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻓراد وﻣن اﻟﻣﻔروض
إﺳﺗﻐﻼل ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻬﺎ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑداﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹدارة واﻹدارة اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ
ﺑﺷﻛل ﺧﺎص إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟﺔ ) (Mintzbergﻓﻲ ﻋﺎم ،1983اﻟﺗﻲ ﻛﺷف ﻓﯾﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻘﺎطﻊ ﺑﯾن ﻣﺟﺎل اﻹدارة
اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔواﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وذﻟك ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻓﻛرة ﺻﻧﻊ "اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔاﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ".
وﺗظﻬر اﻹﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ
1
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ.
1ﻣﯾﺳون ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾن ،اﻟرﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة ﻟﺗﺟﺎرب ﺑﻌض اﻟدول ،ﺑﺣث ﻧظري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ﻛﻠﯾﺔ اﻹدارة واﻹﻗﺗﺻﺎد ،ﻧﺷر ﺑﻣﺟﻠﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑل ﻟﻠﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد . 21اﻟﻌدد 2013/ 2:م ،ص ،386ص .387
2
2ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ:
ﻋرف اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔرﻧﺳﻲ )ﻛﺎﻧﺗﻠﯾون (Cantillonاﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " :اﻟﺗوظﯾف اﻟذاﺗﻲ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن
اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻹﺗﺟﺎﻩ وذﻟك ﻣﻊ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر وﺗﻧظﯾم ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج وذﻟك ﺑﻐرض إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﻣطﻠوﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﺳوق" .وﯾرﺟﻊ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف واﺳﻊ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺑﯾرﯾن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن )ﺟوزﯾف
ﺷوﻣﺑﺗر (Joseph schumpterو)ﻓراﻧك ﻧﺎﯾت ( Frank knightاﻟﻠذﯾن ﻋرﻓﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ":ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺑﺗﻛﺎر
وﺗطوﯾر طرق وأﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﻹﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔرص اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ".
ﻛﻣﺎ ﻋرف ) دوﻟﻧق (Dollingاﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻋﺎم 1995ﺑﺄﻧﻬﺎ " :ﺧﻠق ﻣﻧظﻣﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺑدﻋﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
اﻟرﺑﺢ أو اﻟﻧﻣو ﺗﺣت ظروف اﻟﻣﺧﺎطرة وﻋدم اﻟﺗﺄﻛد أو اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻓرص ﺟدﯾدة ﻋﺎﻣﺔ".
وﻛذﻟك ﻗﺎم ﻛل ﻣن Busenitzو Barneyﻓﻲ ﻋﺎم 1997م ﺑﺈﻗﺗراح ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ " :ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﻔﺎع ﺑﺗﺷﻛﯾﻠﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺟﺎل
ﻣﺣدد ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﺷري" .ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺟﻬد زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل
أو إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ أﻋﻠﻰ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻔﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟﻬد اﻹﺑداﻋﻲ.
ﻛﻣﺎ ﻋرف اﻹﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻋﺎم 2003ﺑﺄﻧﻬﺎ " :اﻷﻓﻛﺎر واﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻠق وﺗطوﯾر
ﻧﺷﺎط ﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﻣزج اﻟﻣﺧﺎطرة واﻹﺑﺗﻛﺎر أو اﻹﺑداع واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر ٕوادارة اﻷﻧﺷطﺔ واﻷﻋﻣﺎل
1
وذﻟك ﺿﻣن ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة أو ﻗﺎﺋﻣﺔ".
وﺗﺄﺧذ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﺑﻌﺎدا ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎ :اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔواﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواﻓق اﻟﺟﯾد
ﻟﻬذﻩ اﻟﻌواﻣل ،ﻓﺎﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع واﻟﻘﯾﺎدة ﺣﯾث ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ أﺑﻌﺎد ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،أو ﻣﻧﺗﺟﺎ
ﺟدﯾدا أو طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون اﻹﺑداع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳوﯾق وﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ،أو ﻓﻲ إدارة اﻟﺗﻧظﯾم وﻫﯾﻛﻠﺗﻪ ،وﻛذﻟك ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧوﯾﻊ واﻟﺗﻣﺎﯾز ٕوادﺧﺎل طرق ﺟدﯾدة
2
وﻟﯾس اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣﺎذج واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أو ﻣﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ.
ﻟﻘد إﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻹﺑﺗﻛﺎر واﻹﺑداع ،وﯾرﺟﻊ إﺧﺗﻼﻓﻬم ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب أﻫﻣﻬﺎ :أن ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻹﺑﺗﻛﺎر واﻹﺑداع ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﺟدا ،ذات وﺟوﻩ ﻣﺗﻌددة ،اﻹﺧﺗﻼف ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد
3
اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ،واﻹﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ دراﺳﺗﻬﻣﺎ...
1أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺷﻣﯾري وآﺧرون" ﻧﺣو ﺑﯾﺋﺔ داﻋﻣﺔ ﻟرﯾﺎدة اﻷﻋﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط " اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺳﻌودي اﻟدوﻟﻲ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت وﻣراﻛز رﯾﺎدة
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧﻌﻘد ﻣن 9إﻟﻰ 11ﻧوﻓﻣﺑر 2014،اﻟرﯾﺎض اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ص .43,42
2
ﺑﻼل ﺧﻠف اﻟﺳﻛﺎرﻧﺔ ،اﻟرﯾﺎدة وﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن اﻷردن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ، 2008ص .17
3ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﻧﺻر ،اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺑﺗﻛﺎري واﻹﺑداﻋﻲ طرﯾﻘك إﻟﻰ اﻟﺗﻣﯾز واﻟﻧﺟﺎح ،اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗدرﯾب واﻟﻧﺷر،اﻟﻘﺎھرة-ﻣﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
،2012ص.18:
3
1ﻣﻔﻬوم اﻹﺑداع:
أﺑدع :ﻓﻌل ﻣﺎض ،أي أوﺟد وأﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺛﯾل ﺳﺎﺑق.
2-1ﺗﻌرﯾف اﻹﺑداع:
أﺷﺎر اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن ) (Daft, Noéﻋﻠﻰ أن اﻹﺑداع )(Creativityﻫو :اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻊ أو ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﺑطرق ﺗطوﯾر أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة .وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻫو :ﺗطوﯾر اﻷﻓﻛﺎر اﻹﺑﺗﻛﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣدرﻛﺔ
وﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﻔرص ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻫو ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ ﻟﻺﺑﺗﻛﺎر وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى
اﻟطوﯾل ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣﺳن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻌﺻف اﻟذﻫﻧﻲ ﻛﺄﺣد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ
ﺟﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎ ﻟﺗطوﯾر أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة ﺑﺣرﯾﺔ وﻋﻔوﯾﺔ دون إﻧﺗﻘﺎد .
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠط ﻣﻔﻬوم اﻹﺑداع ﻣﻊ ﻣﻔﺎﻫﯾم أﺧرى ﻣﺛل اﻟﺗﺣدﯾث واﻹﺑﺗﻛﺎرواﻟﺗﺣﺳﯾن.ﻓﻘد أﺷﺎر ) Robbins
(and Coulterإﻟﻰ أن اﻟﺗﺣدﯾث ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻓﻛرة ﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗؤﺛر ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻹﺑداع ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﺟدﯾد ﺑوﺻﻔﺔ إﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾل أو إﻋﺎدة ﻋﻣل اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺟدﯾدة ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﺷﺊ ﻣﺎ ﺟدﯾد.
وﯾرى اﻟﺑﻌض أن اﻹﺑﺗﻛﺎر ) (Innovationﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﺟدﯾد ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎ أو ﻓﻛرة ﺟدﯾدة ،وﺑﻬذا
ﻓﺈن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﻫو اﻟﺟزء اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻔﻛرة اﻟﺟدﯾدة ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻹﺑداع ﻫو اﻟﺟزء اﻟﻣﻠﻣوس اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ أو
ﺗﺣوﯾل اﻟﻔﻛرة إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﺳﯾن ﻓﻬو إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت وﺗﻐﯾﯾرات ﺻﻐﯾرة أو ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة أو ﺗﻧوﻋﺎ أو ﻣواءﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺧدام.
ﻛﻣﺎ ﯾرى ) (Rami.1994أن اﻹﺑداع ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻠﯾن اﻷول :ﻫو اﻹﺑداع اﻟﺟذري )اﻹﺧﺗراق( وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗوﺻل
إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺟدﯾد أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻛﻠﯾﺎ ﻋﻣﺎ ﺳﺑﻘﻬﺎ وﺗﺣﻘق ﻗﻔزة إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﻬو
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻘدم ﻛﺑﯾر ﻣﻔﺎﺟﺊ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ وﯾﻧﻘطﻊ ﻋﻧﻪ ﻣﺣﻘﻘﺎ دورة إﺑداﻋﯾﺔ ﺟدﯾدة ذات ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ ﻣن
اﻟدورة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛﻔﺎءة ودﻓﻊ اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﻪ وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻣوﻣﺎ .واﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻫو إﺑدع اﻟﺗﺣﺳﯾن
1
أﺣﻣد اﻟﺿﺑﻊ ،ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺑﺗﻛرة ،دار أﺟﯾﺎل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2009ص،10ص.11
4
)اﻟﺗدرﯾﺟﻲ( وﻫو اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺟدﯾد ﺟزﺋﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻛﺛﯾرة واﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗم إدﺧﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ
1
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،وأن ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻗد ﺗﻛون ﺟوﻫرﯾﺔ ٕوان ﺗراﻛﻣﻬﺎ ﯾﺣﻘق إﺑداﻋﺎ ﺟذرﯾﺎ.
ﻫو أي ﻓﻛرة ﺟدﯾدة أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟدﯾدة أو ﺗﻌﺗﺑر ﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗرﻛﯾز ﻟﯾس
ﻋﻠﻰ درﺟﺔ إﺧﺗﻼف اﻟﻔﻛرة ﻋن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺳﺗﻘرة وﻟﻛن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﯾﻬﺎ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن وﺟود ﻓرد ﻣﺑﺗﻛر دون ﺧﻠق ﻓﻛرة ﺟدﯾدة.
2
إذن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻔﻛرة اﻟﺟدﯾدة ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ إﺑﺗﻛﺎر.
وﯾرى )ﺟﯾﻠﻔود (Guifordأن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﻫو ﺗﻔﻛﯾر ﺗﻐﯾﯾري .ﻛﻣﺎ ﯾذﻛر )ﺳﺗﺎﯾن (Steinﺑﺄن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻋﻣل ﺟدﯾد ﻣﻘﺑول أو ذو ﻓﺎﺋدة أو ﻣرﺿﻲ ﻟدى ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس.
وﯾرى ) روﺟرز (Rogersاﻹﺑﺗﻛﺎر ﺑﺄﻧﻪ ظﻬور إﻧﺗﺎج ﺟدﯾد ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﻔرد وﻣﺎدة اﻟﺧﺑرة.
وﺗرى ) إﯾﻠﯾن ﯾرس (Ellen Yersأن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﻫو اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧب اﻟروﺗﯾن اﻟﻌﺎدي واﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ
3
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻣﻊ إﻧﺗﺎج أﺻﯾل وﺟدﯾد ﻏﯾر ﺷﺎﺋﻊ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذﻩ أو ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ.
ﯾرﻛز اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ،واﻟذي ﻗد ﯾﻛون إﺑداﻋﺎ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺑوق ،آو إﺑﺗﻛﺎر ﻣﻧﺗوج
ﺟدﯾد ،أو طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺞ ،أو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﺟدﯾدة ،وﻗد ﯾﻛون اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق ،أو اﻟﺗوزﯾﻊ،
وﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﺗﻧظﯾم أو إدارﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﯾرﻛز ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﻣل
اﻷﺷﯾﺎء ،ﻣﻣﺎ ﯾؤذي إﻟﻰ إﺿﺎﻓﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﺧﻼل اﻹﺑداع ﻓﻲ ﺗواﻓق اﻟﻣوارد ،وﻛﻣﺎ ﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﺷﻛل
اﻟﻣواﻟﻲ رﻗم.01:
اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ
اﻟﻣوارد اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ
اﻟﻣﺻدر:اﻟﻧﺟﺎر،ﻓﺎﯾزواﻟﻌﻠﻲ،ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر2006.م .اﻟرﯾﺎدة ٕوادارة اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺣﺎﻣد
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن،ص.14
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻛل اﻟﺳﺎﺑق أن اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن إﺑﺗﻛﺎ ار ٕواﺑداﻋﺎ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة واﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ وﺿﻌﻬﺎ
ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗواﻓق اﻟﻣوارد ﻋﻠﻰ إﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ إن ﻛﺎﻧت ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو
ﻣوارد ﺑﺷرﯾﺔ ،أو ﻣوارد ﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ .وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗواﻓق إﺑداﻋﯾﺎ ،أي ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻣﺛﺎل ﺳﺎﺑق ،وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﺗﺞ أو
ﺧدﻣﺔ ﺟدﯾدة ،أو طرﯾﻘﺔ ﻋﻣل ﺟدﯾدة ،أو ﻣدﺧل ﺟدﯾد ﻟﻸﻋﻣﺎل ،أو أﺳﻠوب ﺟدﯾد أو إﻓﺗﺗﺎح أو دﺧول ﺳوق
ﺟدﯾد ،أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر ﺗورﯾد ﺟدﯾد ﻟﻠﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻗﯾﻣﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠزﺑون.
1اﻟﻣﻘﺎول:
1-1ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻘﺎول:Entrepreneur
ﻋرف )دﯾﻔﯾد ﻣﺎﻛﻠﯾﻼﻧد (David maclelland1961،اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄﻧﻪ :اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻟدﯾﻪ اﻟﺣﻣﺎس ،وﯾﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺧﺎطرة ﺑدرﺟﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ أو ﻣﺗوﺳطﺔ ،وﻋﻧدﻩ ﺣﺎﺟﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻺﻧﺟﺎز.
أﻣﺎ )ﺑﯾﺗر درﯾﻛر (Druker 1964،ﻓﻘد إﻋﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌظم اﻟﻔرص.
1
و إﻋﺗﺑر ) (Libenstein 1968أن اﻟﻣﻘﺎول ﻫو :اﻟﻣﺧﺎطر وﻣن ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ظروف ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد.
وﻋرف ) (Don Havery et Donald 2001اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻔرص
ٕواﻏﺗﻧﺎﻣﻬﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻵﺧرون ﻻ ﯾﺳﺗطﻌون ذﻟك ،وﻛذﻟك ﻫو اﻟذي ﯾﻣﺗﻠك اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﺎدرة واﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻓرة ﻟﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻧﺎس وﻣﻧﻬﺎ:
1
ﻣﺟدي ﻋوض ﻣﺑﺎرك ،اﻟرﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟدار ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2009 ،م ،اﻷردن،ص ،27ص ،28ص،48ص.49
6
.1اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﺟﺎز.
.2اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل.
.3ﻻ ﯾﻣﻛن إﻋﺎﻗﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد.
.4ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطرة.
.5اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧب اﻟﻣﺧﺎطر ﺳواء اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ.
.6ﯾرى اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾراﻫﺎ اﻵﺧرون.
.7ﻟدﯾﻪ اﻟﺗﺻورات اﻟواﺿﺣﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻋﻣﻠﻪ.
.8ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻫدﻓﻬم واﺿﺣﺎ.
.9ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺻﺎدر ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد.
وﻋرف ) (Histrich 2005وآﺧرون اﻟﻣﻘﺎول ﺑﺄﻧﻪ :ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺎت أﺧذ اﻟﻣﺑﺎدرة وﯾﻧظم
اﻵﻟﯾﺎت واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔواﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻟﻔﺷل واﻟﻣﺧﺎطرة ،وﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻣوارد
واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﻣﻌدات و ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺻول وﯾﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ ذات ﻗﯾﻣﺔ ،وﯾﻘدم ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺑدﻋﺎ وﺟدﯾدا ،وﻛذﻟك ﯾﺗﻣﺗﻊ
1
ﺑﺎﻟﻣﻬﺎرات واﻟﺧﺻﺎﺋص ﺳواء اﻹدارﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ذﻟك.
ﻟﻘد ﻗﺳﻣت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻠوك إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع رﺋﯾﺳﺔ وﻫﻲ:
.1اﻟﻣﺑدع.2،اﻟﻣﺧﺎطر.3،اﻟﻣدﯾر ).(Robinson 1990
وﻟﻘد ﻗﺳم ﻣﯾﻧﺗزﺑﯾرغ وزﻣﻼؤﻩ ) (Mintzberg 1998اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻧواع،و ﻫﻲ :اﻟﻣﻘﺎول ذو اﻟﺗوﺟﻪ
ﻧﺣو اﻹﺑداع اﻟﻣﺣﺳوب ،اﻟﻣﻘﺎول ذو اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻹﺑداع اﻹﯾﺣﺎﺋﻲ ،واﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣروج اﻟﻣﺗﻔﺎﺋل ،واﻟﻣﻘﺎول اﻟﻣﻧﺷﺊ
ﻟﻣﺷروع ﻛﺑﯾر اﻟﺣﺟم.
وﻗد ﺻﻧف ﻣﯾﻛﺎﯾل ) (Michail,2000اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ،وﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ذوي اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ،
واﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم اﻟﻧﯾﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع ،وﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻓﻌﻠﯾﯾن ،وأﻓراد ﻋﻧدﻫم اﻟﻧﯾﺔ ﻟﺑدء ٕواﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺟدﯾد.
وﻗد ﻗﺳم ﺑﻌﺿﻬم ﻣﺛل أﻛﺑﺎﺳﺎران) (Ucbasaran,2001اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن إﻟﻰ أﻧواع أﺧرى ﻣﺛل :ﻣﻘﺎول أﺻﯾل،
وﻣﻘﺎول ﻣﺑﺗدئ ،ورﯾﺎدي ﺗﺳﻠﺳﻠﻲ أو ﺗﺗﺎﺑﻌﻲ ،وﻣﻘﺎول إﺣﺗواﺋﻲ.
ﻧﻼﺣظ ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت واﻷﻧواع اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﯾن ﺗﻌدد وﺗﻧوع ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻬم ،وﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ إﺧﺗﻼف اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟﻔﻛري واﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻛل ﺑﺎﺣث ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ٕواﺑراز ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬم وأﻧواﻋﻬم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ
2
اﻟﺣدث اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲٕ ،واﺧﺗﻼف طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔرﺻﺔ وﻧوﻋﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذا اﻟﺣدث ﻟدى اﻟﻣﻘﺎول ﻧﻔﺳﻪ.
ﯾﻠﻌب اﻷﻓراد دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،ﻓﺎﻟﻘﺎدة ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟذي ﯾوﺟﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﻠﻧﺟﺎح ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻪ ﻣن طرف اﻟﻣﻘﺎول.وﻟﻘد
وﺟدت اﻟدراﺳﺎت أن اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﻧﻣط اﻹدارة ،إدراك اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ،
وﻫﻲ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ .وﻟﻘد أﺷﺎر) (Bolton et Tompson.2008إﻟﻰ أن اﻟﻘﺎدة
ﯾﻣﺛﻠون ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدراء ،إﻻ أﻧﻬم أﻛﺛر إﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻧﻘﺎط
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺎﻹﺛﻧﯾن ﯾؤﻛدون ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﻠم ذو اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻟﻘﺎدة ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗﻌﻠﯾم
واﻹرﺷﺎد اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻠﻬدف واﻟﻣﻘﺎول ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﺗﻌﻠم ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ روح اﻟﻣﺑﺎدرة اﻹﺑداع .وﯾوﺿﺢ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﻘﺎدة واﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن.
اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﺎﺋد
ﻟﻘد أﺷﺎر ) (Dover et Dierk.2007إﻟﻰ ﺗرﻛﯾز اﻟﻣدراء ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﻣد وﺗﺟﻧﺑﻬم ﻟﻠﻣﺧﺎطر ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻘﺎدة ﻟﻬم داﻓﻊ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم ﻧﺣوى اﻷﺣﺳن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط وﻟدﯾﻬم ﺗطﻠﻌﺎت ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
وراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺟدﯾد واﻹﺑداع .أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻓﻠدﯾﻬم روح اﻟﻣﻐﺎﻣرة واﻟﺗﺟدﯾد وﯾﺗطﻠﻌون ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﯾﻘوﻣون
ﺑﺑﻧﺎء إﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت ﺑﻌﯾدة اﻷﻣد ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻹﺑداع واﻹﺑﺗﻛﺎر ،ﻟﻐرض دﯾﻣوﻣﺔ إﺳﺗﻣرار اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ
1
اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ.
1
ﻣﯾﺳون ﻋﻠﻲ ﺣﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص ،394ص .395
8
2اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ:
ﻟﻘد ﻋرﻓﻬﺎ) (Lumpkin et Gregory.2000ﺑﺄﻧﻬﺎ :ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣن ﻻ ﺷﻲء،
وﻛذﻟك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺈﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرص ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد واﻟﻣﺻﺎدر ،وﺿﻣن رؤﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﺎﻹﻋﺗﺑﺎر
ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺧﺎطر.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن) (Robert et Meier.2001ﺑﺄﻧﻬﺎ :اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﺳواء
أﻛﺎن ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة أم طرق إﻧﺗﺎج ﺟدﯾدة أم طرق إﻧﺗﺎج ﺟدﯾدة أم أﺳواق ﺟدﯾدة أم ﻧﻣﺎذج ﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،وأن اﻹﺑﺗﻛﺎر ﯾﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠزﺑﺎﺋن ،واﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ
1
ﺗﺣﻘﯾق ٕواﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻬم.
إن ﻫﻧﺎك ﺗداﺧﻼ ﻛﺑﯾ ار ﺑﯾن ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ﻟﯾس ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن أو
ﻣﺗرادﻓﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺿن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﺣﯾث أن ﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﯾﺳت ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺑدأ ﺑﺄي ﺣﺟم أو ﻣﺳﺗوى ﻟﻛن اﻟﻬدف اﻷﺳﻣﻰ ﯾﺑﻘﻰ ﻫو اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻘدم ،ﻣن ﺧﻼل اﻟرؤى
واﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل:اﻟﻧﻣو ،وزﯾﺎدة اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،وﺗﻌزﯾز اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳوق.
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺻﻐﯾرة اﻟﺣﺟم طوال ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
إن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻗد ﺗﺣﻘق ﺛروة ﻛﺑﯾرة وﻣردودا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎٕ ،وان ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺳب ﻓﻲ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺧﻣس ﺳﻧوات .ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺳب
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﯾﻛون ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس اﻟﻣﺧﺎطر ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺣﺟم،
2
ﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘﺎول ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﺳوف ﺗﺣﻘق ﻟﻪ ﻣن أرﺑﺎح ﺑﺎﻫظﺔ.
إن اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻟدى اﻟﺷﻌوب أﺻﺑﺢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻓﺑزرع ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﺧﻠق ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب روح اﻟﻣﺑﺎدرة ،واﻟﻣﺧﺎطرة و واﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و اﻟﺗطﻠﻊ ﻧﺣو
اﻟرﯾﺎدة وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ.
إن اﻹﺷﺗﻐﺎل ﺣول ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو ﻣﺳﻠك ﻋﻠﻣﻲ ﯾﻔرض ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻊ ﺗطورات
ﻣﺣﯾطﻬﺎ اﻟﻣﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﺣدﯾث ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳوﺳﯾوأﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﯾس
اﻟﻣراد ﺑﻪ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔواﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻘط – ٕوان ﻛﺎن ﺿرورﯾﺎ -ﺑل
اﻟﻘﺻد اﻷول ﻫو ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻛﻧﺗﺎج ﻟﻠﻛﯾﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺗﻔﺎﻋل داﺧل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻣؤﺳﺳﯾﺎ
ﻣﺗﻣﯾ از ﯾﻔرض إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺣﯾط اﻟذي ﯾﺗواﺟد ﺑﻪ ،ﻓﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﯾﻣﯾﺔ
واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﺎﺳﻣوﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻣون ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻬﺎ واﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗطوﯾر
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ ﻣن ﻣﻧﺎﻓﻊ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔإﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣن ﺗﻠك اﻟﻘﯾم واﻟﺗدﺑﯾر واﻷﺧﻼق واﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
1
واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟدﯾد واﻹﺑﺗﻛﺎر.
وﯾﻠﺧص ﻧﻣوذج ) (Sabourin et Gasseﻣﻔﻬوم ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺑرز اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﻘود ﻟﺑروز
وظﻬور اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﻣن ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن وﺑﺎﻷﺧص اﻟذﯾن ﺗﺎﺑﻌوا ﺗﻛوﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺣﯾث وﻣن ﺧﻼل
ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑراﻣﺞ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت
اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ .أﻣﺎ ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﻓﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت:
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ "اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺎت" :وﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ظﻬور
اﻹﺳﺗﻌدادات ﻋﻧد اﻟﻔرد.ﺣﯾث ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أن اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم آﺑﺎء ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺎص ﻟدﯾﻬم
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻛﺑر ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻻﺧرﯾن.
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ "اﻹﺳﺗﻌدادات" :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎول .وﻫﻲ اﻟﻣﺣﻔزات،
اﻟﻣواﻗف ،اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓظل ظروف ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﻠوك.
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ "ﺗﺟﺳﯾد اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع" :وﻫذا ﯾﻛون ﺗﺣت اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻌواﻣل اﻹﺟﺎﺑﯾﺔ وﻋواﻣل ﻋدم اﻹﺳﺗﻣ اررﯾﺔ )إﻧﻘطﺎع( ،ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻓﻬﻲ
ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،واﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﺗﻠﻛون إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻗدرات ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻬم ﯾﺣﺗﺎﺟون
2
ﻟدواﻓﻊ ﻣﺣرﻛﺔ أﺧف.
1
ﺑدراوي ﺳﻔﯾﺎن ،ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎول دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑوﻻﯾﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟدﻛﺗورة ل م د ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠم
اﻹﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2015/2014ص.75
2اﻟﺟودي ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،ﻧﺣو ﺗطوﯾر اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2015/2014ص،15ص.16
10
2ﻣﻘوﻣﺎت ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ:
اﻟﻣﺣﯾط اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﯾط اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﻧﺣو إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧظرا
ﻟﺗرﻛﯾﺑﺗﻪ اﻟﻣﻌﻘدة واﻟﺛرﯾﺔ.
اﻷﺳرة :ﺗﻌﻣل اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ودﻓﻌﻬم ﻟﺗﺑﻧﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﻣﺳﺗﻘﺑل
ﻣﻬﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻵﺑﺎء ﯾﻣﺗﻠﻛون ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﺗﺣﻣل ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ.
اﻟﻣدرﺳﺔ:ﻟﯾﺳت اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻟدﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔاﻟﺳوﺳﯾو-إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻫﺎ
اﻟﺗﻛوﯾﻧﻲ واﻟﺗرﺑوي اﻟﻣﻌﺗﺎد ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻘﯾم ﺟﺳور اﻹﻟﺗﻘﺎء ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺷﻛل ﻗﺎطرة
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻧﻔﺗﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب ،وﻫﻧﺎ ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻧﻘل
اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن أﺟل ﺧﻠق اﻟﺛروات ﺿﻣن ﻣﻧظور ﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻛوﯾن.
اﻟدﯾن :ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﯾن ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﺎﻋﻠون اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾون اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،ﻓﻘﯾم اﻟﻌﻣل ٕواﺗﻘﺎﻧﻪ وﻛذﻟك اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘوت..إﻟﺦ
ﻫﻲ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ ﻛل اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﺑﻌض اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟوﺿﻌﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺷﻛل اﻟدﯾن
واﻟﻘﯾم اﻟﺣﺎﻣل ﻟﻬﺎ أﺣد ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ.
اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت،
ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑدوﯾﺔ ﺗﻣﺎرس اﻟزراﻋﺔ واﻟرﻋﻲ ﻣﻊ أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻓﺗﺗوارﺛﻬﺎ اﻷﺟﯾﺎل.
اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺣﯾل إﻟﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول اﻟذي ﻋرف ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﻗدرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز ،اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ،اﻟرؤﯾﺎ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ...إﻟﺦ.
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز :أي ﺗﻘدﯾم أﻓﺿل أداء واﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ إﻧﺟﺎز اﻷﻫداف وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺗﻛﺎر واﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول داﺋﻣﺎ ﯾﻘﯾم أداءﻩ ٕواﻧﺟﺎزﻩ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾر إﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ.
اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس :ﺣﯾث ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت اﻷﻋﻣﺎل وذﻟك
ﻣن ﺧﻼل اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹدارة ٕواﺗﺧﺎذاﻟﻘرارت ﻟﺣل
اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس واﻹطﻣﺋﻧﺎن
ﻟﻘدراﺗﻬم وﺛﻘﺗﻬم ﺑﻬﺎ.
11
اﻟرؤﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ :أي اﻟﺗطﻠﻊ ﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﻧظرة ﺗﻔﺎؤﻟﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣرﻛز ﻣﺗﻣﯾز
وﻣﺳﺗوﯾﺎت رﺑﺣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة.
اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ واﻟﻣﺛﺎﺑرة :ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟون ﺑﺄن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت وﺿﻣﺎن إﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ ،إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﺻﺑر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑرﻏﺑﺎت آﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق آﻣﺎل وﻏﺎﯾﺎت ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﻟذﻟك
ﻓﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻷﻛﯾدة ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت إﻧﻣﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟد واﻹﺟﺗﻬﺎد واﻟﻌطﺎء.
اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻷﻫداف ،واﻟﺳﻌﻲ
ﺑﺈﺳﺗﻣرار ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺷراﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑﻌد اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻵﺧرﯾن ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺣﺟﯾم ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺗﺟﺳﯾد
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻷﻓﻛﺎرﻫم وآراﺋﻬم وطﻣوﺣﺎﺗﻬم ،ﻛﻣﺎ ﯾوﻓر ﻟﻬم إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟدﺧل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ
وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺛراء ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻪ إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﻫذا ﻣﺎ
1
ﺳﻣﺎﻩ )ﺷوم ﺑﯾﺗر " (Shumpeterﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺻﻐﯾرة".
ﺗﺳﻌﻰ ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ دﻣﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدارس ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺛﺎﻧوي ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﻣﺎط وﺑﺳرﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺗواﻓر ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺑرة وﻣوارد .ﻣﺎ ﻣن ﻣﺳﺎر واﺣد أو
ﻣﻘﺎرﺑﺔ واﺣدة ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗوﺿﯾﺢ ،ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻧﻣوذﺟﯾن ) ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ
وﺗﻌﻠﯾم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت واﻷﻋﻣﺎل( ،ﻷن ﺑراﻣﺞ دروس اﻷﻋﻣﺎل ﺗﺗطرق ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻛﻔﺎءات اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻓﻲ إﯾطﺎر
اﻷﻋﻣﺎل وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻧطﻠق اﻟدروس ﻣن ﻓرﺿﯾﺔ أن اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ﺻدد ﺗطوﯾر ﻣﻬﺎراﺗﻪ ﻛﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻣدﯾ ار ،أو ﻛﻲ
ﯾرﺗﻘﻲ اﻟﺳﻠم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺷروع أﻋﻣﺎل واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق .وﻣن اﻟﻧﺎدر أن ﺗﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟدروس ﻣن ﻓرﺿﯾﺔ أن
اﻟطﻠﺑﺔ ﯾوﻟدون اﻷﻓﻛﺎر وﯾﺧﻠﻘون وﯾؤﺳﺳون ﻣﺷﺎرﯾﻊ أﻋﻣﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم.
وﻟﻘد ﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻧظﺎﻣﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ إﻋﻼم،
وﺗدرﯾب ،وﺗﻌﻠﯾم أي ﻓرد ﯾرﻏب ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔاﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷروع ﯾﻬدف إﻟﻰ
2
ﺗﻌزﯾز اﻟوﻋﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ،وﺗﺄﺳﯾس ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل أو ﺗطوﯾر ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة".
1
ﺑدراوي ﺳﻔﯾﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص،77ص،78ص.79
2ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ )،(ILOﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﻌﻠم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ) ،(UNESCOﻧﺣو ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠرﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن ،اﻟﻧﺳﺧﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ :ﻣﻛﺗب اﻟﯾوﻧﺳﻛو اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت،طﺑﻌﺔ ، ISBN978-92-3-604034-9 ،2010ص.21
12
2أﻫداف اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ:
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻬدف اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم إﻟﻰ إﻛﺳﺎب اﻟطﻠﺑﺔ وﻫم ﻣراﺣل ﻋﻣرﯾﺔ
وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﺛل :اﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﻣﺧﺎطرة ،واﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺧﻠق ﺟﯾل ﺟدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن .وﻣن ﻫﻧﺎ
ﻓﺈن أﻫداف اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1ﺗﻣﯾﯾز وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻟﺑدء ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬم أو اﻟﺗﻘدم واﻟﻧﻣو ﻟﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ.
2ﺗﻣﻛﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ﻟﺗﺣﺿﯾر ﺧطط ﻋﻣل ﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺣرﺟﺔ واﻟﻣﻬﻣﺔ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ وﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺷروع ﻣﺛل :أﺑﺣﺎث و 3
دراﺳﺎت اﻟﺳوق ،ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن،ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷروع ،واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد.
4ﺗﻣﻛﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ﻣن ﺗطوﯾر ﺳﯾﻣﺎت وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻟدﯾﻬم ﻣﺛل اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وأﺧذ
اﻟﻣﺧﺎطرة واﻟﻣﺑﺎدرة ،وﻗﺑول اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ،أي اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرات اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾف ﺳﯾﺑدأ اﻟﻣﺷروع ٕوادارﺗﻪ ﺑﻧﺟﺎح.
5ﺗﻣﻛﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ﻟﯾﺻﺑﺣوا ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺗطورة أو ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
1
ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟدﯾﻬم.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣن أﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ .ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ
وﺗطوﯾر اﻟﻣﻬﺎرات واﻟﺳﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻣن ﺣﺳن اﻟﺣظ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﺳﺗﺛﻣﺎر دور اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ
ﻓﻲ ﺳن ﻣﺑﻛرة ﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ رﯾﺎض اﻷطﻔﺎل وﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺗد ﻫذا اﻟدور ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻣراﺣل ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم
اﻟﻌﺎﻟﻲ.
وﻣن اﻟﻣﺗطﻠب ﻟﻬذا اﻟﺗﻌﻠﯾم أن ﯾﻛون ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع واﻹﺑﺗﻛﺎر ،ﻓﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻠﻘﯾن واﻟﺣﻔظ ﻟم ﺗﻌد ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋق ﻛﺑﯾر أﻣﺎم ﺑﻧﺎء ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺗﻌﻠﯾﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﯾد اﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﺄﻣل واﻹﺑﺗﻛﺎرٕ ،واطﻼق اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻺﺑداع اﻟﻣﺗﺣرر ﻣن
اﻟﻧﻣطﯾﺔ ،واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣؤطر ،واﻟﺗدرج اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻟرﺗﯾب.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ أن ﯾﺗﻣﺣور اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم "اﻟﻣؤﺳﺳﺔ" أﺛﻧﺎء اﻟدراﺳﺔ .ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي
ﯾوﺟﻪ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹﺑداع إﻟﻰ ﻣﻛوﻧﺎت وأﻧﺷطﺔ وﻣﻬﺎرات ﺑﻧﺎء "اﻟﻣؤﺳﺳﺔ" وﯾﺟﻌل اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺷﺎﺋﻊ
ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ .وﻗد ﺳﺑﻘت أورﺑﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺣﯾث إﺳﺗﺣدﺛت ﻣذ ﻋﺎم 1988م ﻋددا
1
اﻟﺟودي ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .148
13
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ ﻟﻣﻔﻬوم "اﻟﻣؤﺳﺳﺔ" ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺷراﻛﺔ ودﻋم ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .وﻛﺎﻧت ﺛﻣرﺗﻪ أﻋدت ﺟﯾﻼ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﯾﻣﺗﻠك روﺣﺎ ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻹﺑﺗﻛﺎري اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع واﻹﺑﺗﻛﺎر ﯾﺗطﻠب ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻣﺗﻌدد اﻟﺗﺧﺻص اﻟذي
ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠطﺎﻟب ﻓرﺻﺔ ﺗﻌدد اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻹﺧﺗﯾﺎر ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻣﻲ ﺳﻌﺔ اﻷﻓق ،ورﺣﺎﺑﺔ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ورﺑط اﻷﻓﻛﺎر ،وﯾﺟود ﻣﻧﺎﺧﺎ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺎ ﻣﺗﻌدد اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﺧﺻﺻﯾﺔ ﯾﺳﻬم ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓﻛرة ﯾﻣﻛن
ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺷروع ﻣﻧﺗﺞ.
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﺗرﻛز اﻟﻣﻘررات ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،واﻹﺑﺗﻛﺎر واﻟﻣﺧﺎطرة ،واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل ،وﺗﻧظﯾم اﻟوﻗت وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻬﺎﻣﺔ .وﻗد ذﻛر روﺑرت ﻫﯾﺳرش وﻣﺎﯾﻛل ﺑﯾﺗر 2008م أن
اﻟدراﺳﺎت أوﺿﺣت أن ﻧﺳﺑﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺧﺎص ﻟﻠذﯾن ﯾدرﺳون اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺳﺎوي أرﺑﻌﺔ أﺿﻌﺎف
اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠذﯾن ﻻ ﯾدرﺳون اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻠذﯾن ﯾدرﺳون اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾزﯾد ﺣواﻟﻲ ّ % 20إﻟﻰ
1
%30ﻋن دﺧل اﻟذﯾن ﯾدرﺳون اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻷﺧرى.
ﻟﻘد إزدادإﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑدراﺳﺔ روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم وﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،وﻷن
اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻣزال ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ إﺗﻔﺎق ﺣول ﺗﻌرﯾف ﻣوﺣد وﺷﺎﻣل ﻟﻪ.
ﻓﺣﺳب ) (Leger-Jarniouﻻ ﯾﺟب اﻟﺧﻠط ﺑﯾن روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وروح اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻠﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﻔﻬوﻣﻪ
اﻟﺧﺎص ﺑﻪ.
2
1روح اﻟﻣؤﺳﺳﺔ :ﺗﺗﻣﺛل روح اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣواﻗف اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻣﻘﺎول.
2روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ :ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﻫﻼت واﻟﻘدرات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،وﺗﻌﻛس ﺳﻠوك
وﺗﺻرف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،ﻟم ﯾﺗﻔق اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﺻرﻫﺎ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﺗﻣﻛﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﺷف ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
ﻟﻘد ﺗﻌددت ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص وﺗﺷﺎﺑك اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺎد أن ﺗﺳﺗﻌﺻﻲ ﻋن اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻛﻣﻠﺔ
ﻣﺗﻣﻣﺔ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ ،وأﻛﺛرﻫﺎ ﻟﺻﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻬﻲ ﻓﻲ إﻋﺗﻘﺎدﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺗدﻋﯾﻣﻬﺎ وﺗﻌزﯾزﻫﺎ،
ﺑطرق وأدوات ﺷﺗﻰ ﻗد ﺗﻛون اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ اﺣد ﻫذﻩ اﻷدوات ،وﻣن ﻣﻧطﻠق ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻔﻬم إرﺗﺄﯾﻧﺎ ﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﺗﺣدي واﻹﺻرار.
اﻟﻣﺧﺎطرة ٕواﻗﺗﺣﺎم اﻟﻐﻣوض.
إﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻔرص
اﻹﺑداع واﻟﺗﺟدﯾد.
اﻹﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ.
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﺷف أن روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻋﻠﻣﺎ وﻻ ﻓﻧﺎ ،وﻻ ﺧﺻﺎﺋص وﺻﻔﺎت ﻓطرﯾﺔ أو ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ
ﺑل ﻫﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وﺳﻠوك ﺗﻐذﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ وﺗﻌﻛس اﻟﻘدرات
واﻟﻣﻬﺎرات ،ﻟذا ﻓﻬﻲ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻗدرة ﻓردﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر ﺑرأس اﻟﻣﺎل واﻟﻣﻐﺎﻣرة ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾم ﺷﻲء ﺟدﯾد)ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻹﺑﺗﻛﺎر( ﺑﺈﺳﺗﺧدام أﻓﺿل ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻬﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ
اﻟﻔرص ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻵﺧرون ﺗﻬدﯾدا " .ﺗﻌﻧﻲ روح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗوﻟﯾد اﻹﺑﺗﻛﺎر واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎح "
1
).(Jean louis schaan
1اﻟﯾﻣﯾن ﻓﺎﻟﺔ ،ﻟطﯾﻔﺔ ﺑرﻧﻲ ،اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،دراﺳﺔ إﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ ﻋﻧد طﻼب ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠوم
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ، 2010ص ،8ص،9ص.10
15
16