You are on page 1of 12

‫تمويل التجارة الخارجية‬

‫يشهد العالم اليوم‪ ،‬في إطار العوامل والتقنيات الجديدة المتحكمة في نسق وحجم التبادل التجاري‬
‫العالمي‪ ،‬العديد من التقلبات التي ترجع أساسا إلى تعاظم أهمية العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬وبالتالي‬
‫ظاهرة االعتماد االقتصادي المتبادل‪ ،‬بسبب ارتفاع نسبة ما يشكله قطاع التجارة الخارجية ضمن الناتج‬
‫المحلي اإلجم الي القتص اديات ال دول‪ .‬فج اء ه ذا القط اع محتال لل دور الحي وي والم ؤثر في النش اط‬
‫االقتصادي كونه يعتبر أهم صورة للعالقات االقتصادية التي تجري بمقتضاها تبادل السلع والخدمات‬
‫وغيره ا من عناص ر اإلنت اج المختلف ة بين ال دول في ش كل ص ادرات وواردات به دف تحقي ق المن افع‬
‫المتبادلة ألطراف التجارة‪ .‬ويمكن تصنيف الصفقات التجارية التي تتضمنها التجارة الخارجية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تبادل السلع المادية وتشتمل على السلع االستهالكية والسلع اإلنتاجية والمواد األولية والسلع نصف‬
‫المصنعة والسلع الوسيطة؛‬
‫‪ -‬تبادل الخدمات والتي تتضمن خدمات النقل والتأمين والشحن والسياحة وغيرها؛‬
‫‪ -‬تبادل عنصر العمل ويشتمل على األيدي العاملة من بلد آلخر باإلضافة إلى الهجرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التجارة الخارجية‬
‫‪ .1‬مفهوم التجارة الخارجية‬
‫لقـد تعـددت صـيغ مختلفـة مفاهيم التجـارة الخارجيـة بنـاء علـى هـدف مـن دراسـتها‪ ،‬فقـد عرفـت‬
‫تاريخا بأنها تمثل "أهم صورة للعالقات االقتصادية التي تجري بمقتضاها تبادل السلع والخدمات بين‬
‫الـدول في شـكل صادرات وواردات"‬
‫كمـا تعـرف علـى أنها‪" :‬عمليـة تبـادل التجـاري في السـلع والخـدمات وغيرهـا مـن عناصـر اإلنتـاج‬
‫المختلفـة بـين عدة دول بهدف تحقيق المنافع المتبادلة ألطراف التجارة"‪ .‬أو هـي الـتي تـتم مـن خـالل‬
‫عمليـات تصـدير واسـتيراد حيث يتم انتقال السلع والخدمات والموارد المالية من دولة ألخرى وفق‬
‫إجراءات إدارية ومالية‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية التجارة الخارجية‬
‫تكمن أهمية التجارة الخارجية في ما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة لعملية االستيراد‪ :‬االستيراد جزء من التجارة الخارجية يتضمن تخطيطا ووضع سياسات‬ ‫‪-‬‬
‫تغطي ه ذه الوظيف ة‪ ،‬ل ذا يجب سياس ة محكم ة في مي دان ش راء المنتج ات مج االت واس عة من‬
‫األنشطة المكملة والمرتبطة والسلع التي من الضروري استخدامها لضمان منافسة دائمة ومرتبطة‬
‫بعنص ر التك اليف‪ ،‬والمس تورد مختلف ة لتلبي ة احتياج ات اقتص ادية م ا‪ ،‬ومن هن ا نس تنتج أن وج ود‬
‫االستيراد دليل لوجود التصدير من بلد آخر‪.‬‬
‫بالنسبة لعملية التصدير‪ :‬التص دير عب ارة عن تس ويق للس لع والخ دمات إلى البل دان األجنبي ة مقاب ل‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على العملة الصعبة‪ ،‬ويعتبر التصدير من أكثر األشكال اقتحاما لألسواق الخارجية‪ ،‬كما‬
‫أن معظم المؤسسات ترغب في ممارسة العمليات التصديرية‪ ،‬بحيث يعتبر النشاط التصديري في‬
‫حد ذاته مقياسا للمرونة التنافسية للمؤسسات‪ ،‬و لمعرفة قدرتها على التكيف مع البيئات األخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬هيكل التجارة الخارجية‪:‬‬
‫الصادرات‪ :‬أن الصادرات مفهوم واحد مهما تعددت األفكار أو اختالفات اآلراء حيث تعرف بأنها‬ ‫‪-‬‬
‫النشـاط الذي يؤدي االنسحاب السلع والخدمات من المنتج والمستهلك أو من دولة مصدرة إلى دول ة‬
‫مستوردة وهي تنقسم إلى‪:‬‬
‫صادرات منظورة‪ :‬تتمثل قي السلع الملموسة؛‬ ‫‪‬‬
‫صادرات غير منظورة‪ :‬تتمثل في الخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال‪%%‬واردات‪ :‬عكس الص ادرات يمكن أن تع رف ال واردات على أنه ا عملي ة إدخ ال السـلع والخـدمات‬ ‫‪-‬‬
‫أجنبيـة إلى السوق الوطنية وتنقسم هي األخرى إلى‪:‬‬
‫الواردات المنظورة‪ :‬وهي الواردات الملموسة كالسلع؛‬ ‫‪‬‬
‫الواردات غير منظورة‪ :‬تتمثل في الخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1-4‬أسباب قيام التجارة الخارجية‪:‬‬
‫يرجع تفسير أسباب قيام التجارة الخارجية بين الدول إلى جذور المشكلة االقتصادية أي مشكلة‬
‫الندرة النسبية‪ .‬وتتمثل تلك األسباب فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية تحقيق االكتفاء الذاتي‪ :‬ال تستطيع أي دولة االعتماد على نفسها بشكل كلي نظرا لعدم‬
‫التوزيع المتكافئ لعناصر اإلنتاج بين الدول المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬التخصص الدولي‪ :‬ال يتيسر للدول االعتماد على نفسها كليا في إشباع حاجات أفرادها وذلك بسبب‬
‫التباين في توزيع الثروات الطبيعية والمكتسبة بين دول العالم‪ ،‬من هذا المنطلق يفضل أن تتخصص كل‬
‫دول ة في إنت اج بعض الس لع ال تي تأهله ا طبيعته ا وظروفه ا و إمكانياته ا االقتص ادية أن تنتجه ا بتك اليف‬
‫أقل أو بكفاءة أعلى‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف تكاليف اإلنتاج‪ :‬يعد تفاوت تكاليف اإلنتاج بين الدول دافعا للتجارة بينها‪ ،‬فالدول التي تمتلك‬
‫اقتص اديات الحجم بإمكانه ا التوس يع في نط اق وحجم اإلنت اج وبالت الي تخفيض متوس ط التكلف ة الكلي ة‬
‫للوحدة المنتجة مقارنة مع دولة أخرى تنتج بكميات ليست وفيرة وبالتالي ترتفع لديها تكلفة اإلنتاج مما‬
‫يعطي الدولة األولى ميزة نسبية في اإلنتاج مقارنة بالدولة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف ظ‪%%‬روف اإلنت‪%%‬اج‪ :‬فبعض المن اطق ذات المن اخ الموس مي هي أك ثر اس تعدادا لزراع ة الم وز‬
‫والقه وة على س بيل المث ال وبالت الي يتيس ر له ا التخص ص في إنت اج ه ذا الن وع من المنتج ات الزراعي ة‬
‫مقاب ل اس تيرادها لمنتج ات أخ رى مث ل النف ط ال ذي يت وفر أك ثر في ال دول ذات المن اخ الص حراوي مث ل‬
‫دول الخليج العربي‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف المي‪%%‬ول واألذواق‪ :‬حيث يمي ل العدي د من األف راد إلى ش راء الس لع المس توردة ول و من ب اب‬
‫التغيير‬
‫وهذا يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري الخارجي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمويل التجارة الخارجية‬
‫لقد تطور التمويل بصورة كبيرة في اآلونة األخيرة إذ أصـبح يأخـذ مكانـة وذلـك لحاجـة وضـرورة‬
‫المؤسسـات مهمـا كان نوعها وشكلها لمصادر لتمويل التجارة الخارجية ولذلك تعددت طرق التمويل‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل‪:‬‬
‫يعرف التمويل بأنه اإلمداد باألموال في أوقات الحاجة إليها وهذا التعريف يتكون من العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫تحديد دقيق لوقت الحاجة إليه؛‬ ‫‪-‬‬
‫البحث عن مصادر لألموال؛‬ ‫‪-‬‬
‫المخاطر التي تعترض أي نشاط يزاوله اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .2‬أهداف التمويل‪:‬‬
‫أهداف التمویل یلعب التمویل دورا هاما في تسییر األنشطة االقتصادية لهذا یمكن تلخیص أهدافه‬
‫في النقاط التالیة‪:‬‬
‫البحث والحصول على السیولة الضروریة للمشروع االستثماري بإمداده بالتجهیزات الالزم؛‬ ‫‪-‬‬
‫توزیع التدفقات النقدیة والمالیة على القطاعات واألعوان االقتصادية األخرى بكل موضوعیة؛‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة فعالیة تكالیف المشروع االستثماري ومحاولة تغطیة جزء منها؛‬ ‫‪-‬‬
‫تل زم الص ناعة التمویل التج اري وج ود أط راف تظم المخ اطر (المص ارف المركزیة) ویض بطها‬ ‫‪-‬‬
‫(وكالء التامین ضد الحجز عند السداد وضمان الحسابات)؛‬
‫التع اون بین األط راف االقتص ادیة المنتج ة م ع القط اع المص رفي التج اري والمؤسس ات المالیة‬ ‫‪-‬‬
‫األخرى لتوفیر منتجات التجارة الدولیة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعريف تمويل التجارة الخارجية‪:‬‬
‫ويمكن تعريف تمويل التجارة الخارجية بأنه نوع من أنواع األنشطة المالّية التي تعتمد على تقديم‬
‫ال دعم الم الي المباش ر أو غ ير المباش ر للتج ارة الخارجّي ة‪ ،‬إذ يعتم د التموي ل الم الي المباش ر على دور‬
‫البن وك المركزّي ة لل دول في تق ديم ال دعم الم الي الك افي لقط اع التج ارة الخارجي ة‪ ،‬بص فتها من‬
‫المخصص ات األساس ية له ذه البن وك‪ ،‬أم ا التموي ل الم الي غ ير المباش ر فه و ج زء من مس اهمة البن وك‬
‫التجارية العامة وأصحاب رؤوس األموال في تقديم الدعم المالي للتجارة الخارجية‪ .‬وتلعب المؤسسات‬
‫المصرفية )البنوك والمؤسسات المالية( في مجال التجارة الخارجية دور الوسيط لتحقيق عملية تحويل‬
‫السلع والخدمات من وإ لى الخارج‪ ،‬وذلك عن طريق منح قروض مصرفية ووسائل دفع حديثة‪ ،‬لفائدة‬
‫المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬حيث إن هذا ما يعرف بنشاطات التجارة الخارجية التي تمارسها المؤسسات‬
‫المصرفية التي تهدف إلى تقريب التجارة الخارجية للمتعاملين ووضع حد لمخاطر التجارة الخارجية‬
‫المعرقل ة لنق ل البض اعة وس المتها أثن اء رحالت التج ارة الدولي ة‪ .‬وتختل ف تقني ات تموي ل التج ارة‬
‫الخارجي ة ال تي توفره ا المؤسس ات الم ص رفية حس ب آج ال االس تحقاق‪ ،‬وتنقس م من ه ذا المنطل ق إلى‬
‫تمويل قصير األجل وتمويل متوسط وطويل األجل‪.‬‬
‫إال أن تموي ل التج ارة العالمي ة ش هد تط ورات متس ارعة وتح ديات متنوع ة زادت ح دتها عقب األزم ة‬
‫المالي ة العالمي ة وت رتب عليه ا نش وء فج وة م ا بين التم ويالت المطلوب ة والتم ويالت المنف ذة ق درها بن ك‬
‫التنمية األسيوي بنحو ‪ 1.5‬تريليون دوالر لعام ‪ ، 2016‬األمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع درجة‬
‫عدم التأكد في إنجاز مبادالت التجارة الخارجية حول العالم‪ .‬وهو ما حفز جهات مختلفة إقليمية ودولية‬
‫للبحث في األسباب والتعرف بدقة على تحديات تمويل التجارة التي تحول دون سد تلك الفجوة أو على‬
‫األقل التقليل منها‪.‬‬
‫‪ .4‬أساليب وتقنيات ومخاطر تمويل التجارة الخارجية‬
‫تتع دد تقس يمات تموي ل التج ارة وف ق مع ايير مختلف ة‪ .‬فحس ب مص در التموي ل‪ ،‬تنقس م إلى تموي ل‬
‫مباشر من الحكومات والبنوك المركزّي ة للدول وتمويل غير مباشر من البنوك التجارّية وجه ات التمويل‬
‫التجاري المتخصص‪ .‬وحسب الحداثة‪ ،‬عادة ما يقع التمييز بين وسائل التمويل التقليدية‪ ،‬مثل السندات‬
‫والصكوك والتي ترتكز على وجود وسيط وقوانين دولية منظمة‪ ،‬ووسائل التمويل الحديثة مثل تقنيات‬
‫الدفع المستندية التي تم تطويرها بشكل كبير وتشعبت أشكالها‪ .‬وحسب اآلجال‪ ،‬ينقسم تمويل التجارة‬
‫إلى تمويالت قصيرة األجل‪ ،‬وهي األكثر شيوعا‪ ،‬وتمويالت أخرى متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ .1.4‬قروض تمويل التجارة الخارجية‬
‫‪ .1.1.4‬التمويل القصير األجل‬
‫يتمثل في القروض القصيرة األجل التي تمنح لتمويل عمليات السداد ما بين المؤسسات وتتراوح‬
‫مدتها ما بين ‪ 12-3‬شهرًا وفي حاالت خاصة ‪ 18‬شهرا ونميز نوعين هما‪:‬‬
‫• ق‪%%‬روض التص‪%%‬دير‪ :‬وتس تهدف ك ل أنش طة تنمي ة الص ادرات ومنه ا ق روض البحث‪ ،‬لتغطي ة التك اليف‬
‫دراسة األسواق الخارجية‪ ،‬وقروض التمويل المسبق‪ ،‬لتغطية التكاليف الناتجة عن المرحلة التحضيرية‬
‫لتنفي ذ العق د‪ ،‬وق روض تموي ل المحزون ات‪ ،‬لتس ديد ك ل النفق ات المتعلق ة بتخ زين الس لع المص درة في‬
‫الخ ارج قب ل بيعه ا وتوزيعه ا‪ ،‬وق روض الش حن‪ ،‬وتمنح للمص در من أج ل تغطي ة نفق ات النق ل والش حن‬
‫للسلع المباعة‪.‬‬
‫• قروض االستيراد‪ :‬وتشمل ‪ 3‬أدوات رئيسية تتمثل في االعتماد المستندي‪ ،‬ويعتبر من أشهر الوسائل‬
‫المس تعملة في تموي ل ال واردات‪ ،‬والتحص يل المس تندي‪ ،‬ويتم من خالل ه تب ادل األوراق التجاري ة مقاب ل‬
‫السداد أو قبول السداد‪ ،‬وخصم الكمبيالة المستندية‪ ،‬حيث تتيح للبائع بيع الكمبيالة التي تم سحبها على‬
‫المستورد من بنكه المتداخل في الصفقة مع بنك المشتري في تاريخ مستقبلي بسعر مخفض يتم احتسابه‬
‫وف ق مع ايير منه ا س عر الخص م الس ائد إض افة إلى رس وم تحص يل كنس بة من قيم ة الكمبيال ة بح د أدني‬
‫لمبلغ الرسوم‪ ،‬كذلك يتم خصم الفائدة حتى االستحقاق والعموالت منها‪ ،‬وتستخدم تلك اآللية عند وجود‬
‫عالقة راسخة بين مختلف األطراف‪.‬‬

‫‪ .2.1.4‬التمويل المتوسط األجل‬


‫تشمل القروض التي يتراوح أجلها ما بين سنتين إلى أقل من ‪ 5‬سنوات وتتفرع إلى أربعة أنواع‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫• قروض المستورد‪ :‬وهي عبارة عن آلية يقوم بموجبها بنك معين أو مجموعة من بنوك بلد المصدر‬
‫بإعطاء قرض للمستورد بحيث يستعمله هذا األخير لتسديد مبلغ الصفقة نقدا للمصدر ويمنح للمشتري‬
‫لف ترة تتج اوز ‪ 18‬ش هرا‪ ،‬وق د يلعب المص در دور الوس يط في المفاوض ات م ا بين المس تورد والبن وك‬
‫المعني ة بإتم ام عملي ة الق رض ه ذه‪ ،‬ويتم إب رام تل ك الق روض بإمض اء عق دين مس تقلين‪ :‬أولهم ا العق د‬
‫التجاري يبين فيه نوعية السلع ومبالغها وشروط تنفيذ الصفقة وشروط البائع وإ جراءات الدفع الفوري‬
‫للب ائع من ط رف المش تري‪ ،‬وثانيهم ا عق د الق رض وي بين في ه ش روط إتم ام الق رض وإ نج ازه مث ل ف ترة‬
‫القرض وطريقة استرداده ومعدالت الفائدة المطبقة‪.‬‬
‫•قروض المصدر‪ :‬وهي قيام البنك بمنح قرض للمصدر لتمويل صادراته ولكن هذا القرض هو ناشئ‬
‫باألساس عن مهلة للتسديد يمنحها المصدر لفائدة المستورد‪ .‬وبصفة عامة يعتبر قرض المصدر شراء‬
‫للديون من طرف البنك على المدى المتوسط‪ .‬ووجه االختالف بين قرض المصدر وقرض المستورد‬
‫ه و اختالف المق ترض أو المس تفيد وثاني ا أن ق رض المص در يتطلب إب رام عق د واح د يتض من الج انبين‬
‫التج اري والم الي ويتحق ق ه ذا الق رض عن د ش حن البض اعة عن طري ق الكمبيال ة التجاري ة المقبول ة من‬
‫طرف المستورد والمضمونة من طرف بنكه‪.‬‬
‫• التخصيم متوس‪%%‬ط الم‪%%‬دى‪ :‬وه و العملي ة ال تي يتم بموجبه ا خص م األوراق التجاري ة المتوس طة الم دى‪،‬‬
‫فبهذا التمويل يمكن تغطية الديون الناتجة عن الصادرات لفترات متوسطة بصفة عامة وهو شراء ديون‬
‫ناشئة عن عملية التصدير‪.‬‬
‫• ق‪%%‬رض اإليج‪%%‬ار ال‪%%‬دولي‪ :‬ومض مون ه ذه العملي ة أن ي بيع المص در س لعته إلى ش ركة اإليج ار الدولي ة‬
‫وهي تق وم بتأجيره ا للزب ون األجن بي وتحص يل ملكي ة الس لعة الم ؤجرة ط وال م دة اإليج ار وينتف ع‬
‫المس تأجر بح ق االنتف اع بالس لعة ط وال ه ذه الم دة مقاب ل دف ع سلس لة من األقس اط الس نوية كم دفوعات‬
‫اإليجار المؤجر مع تملكها عندما يعادل مجموع األقساط ثمن المأجور والمتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫‪ .3.1.4‬التمويل طويل األجل‬
‫تتج اوز م دة التموي ل طوي ل األج ل ‪ 5‬س نوات ويس تخدم غالب ا في تموي ل الص فقات التجاري ة ال تي‬
‫تتطلب وقتا لتنفيذها مثل عقود تسليم المفتاح في توريدات المنشآت الكبرى أو صناعات معينة تأخذ وقتًا‬
‫طويًال مثل بيع السفن أو الطائرات ويمكن تقسيمها كما يلي‪:‬‬
‫• ق‪%%‬روض من أج‪%%‬ل الش‪%%‬راء‪ :‬ق رض المش تري ويعت بر آلي ة يق وم بموجبه ا بن ك معين أو مجموع ة من‬
‫بن وك بل د المص در بإعط اء ق رض للمس تورد بحيث يس تعمله ه ذا األخ ير بتس ديد مبل غ الص فقة نق دا‬
‫للمصدر‪.‬‬
‫•قروض من أجل التوريد‪ :‬قيام البنك بمنح قرض للمصدر لتمويل صادراته‪.‬‬
‫• ق ‪%%‬روض التوري ‪%%‬د ذات الط ‪%%‬ابع الخ ‪%%‬اص‪ :‬الموجه ة لتموي ل الص ادرات من خالل عملي ات اإلج ارة‬
‫وضمانها‪.‬‬
‫•الق‪%%‬روض الموجه‪%%‬ة لتموي‪%%‬ل االس‪%%‬تثمارات‪ :‬لتموي ل عملي ات التوس ع واالس تثمار الالزم ة للتص دير مث ل‬
‫اآلالت والمع دات وتجه يزات اإلنت اج بص فة عام ة وق د يتم أيض ا اللج وء إلى الق روض طويل ة األج ل‬
‫لتمويل نوع خاص من االستثمارات مثل الحصول على عقارات و أراض ومباِن بمختلف استعماالتها‬
‫المهنية وتمولها غالبا بنوك متخصصة وليست تجارية‪.‬‬
‫‪ .5‬وسائل الدفع المعتمدة في تمويل التجارة الخارجية‬
‫ق د يك ون من المناس ب اتف اق الب ائع م ع المش تري في التب ادالت التجاري ة الدولي ة على مس توى‬
‫المخ اطر المتوق ع في الص فقة وبالت الي تحدي د آلي ة ال دفع والتموي ل المناس بة‪ ،‬وفي الح االت االس تثنائية‬
‫عندما تكون مستويات المخاطر منخفضة جدا يتم استخدام الحساب المفتوح‪ ،‬والعكس عندما ترتفع بشدة‬
‫مس تويات المخ اطر يتم اللج وء إلى ال دفع المس بق لتموي ل الص فقة‪ ،‬وب الطبع ال تظه ر أدوات التموي ل‬
‫المص رفية للتج ارة في مث ل تل ك الح االت وإ نم ا تظه ر م ع المس تويات المتوس طة من درج ات األم ان أو‬
‫المخاطر‪ .‬وفيما يلي أبرز وسائل الدفع المستخدمة في تمويل التجارة‪.‬‬
‫‪ .1.5‬الوسائل التقليدية‬
‫• الحساب المفتوح ‪Open Account‬‬
‫هذه هي الطريقة األقل أماًن ا للتعامل بالنسبة للمصدر‪ ،‬ولكنها األكثر جاذبية للمشترين‪ .‬حيث يتم‬
‫ش حن البض ائع وتحوي ل المس تندات مباش رة إلى المش تري‪ ،‬م ع طلب ال دفع على الف ور أو في ت اريخ‬
‫مس تقبلي متف ق علي ه‪ .‬وال يتمت ع الُم ص در ب أي رقاب ة أو س يطرة على العملي ة‪ ،‬باس تثناء ف رض ش روط‬
‫ت داول مس تقبلية على المش تري‪ .‬ويع د الحس اب المفت وح األك ثر فائ دة للمش تري‪ ،‬ويس تخدم عن دما يك ون‬
‫المصدر واثًق ا بما فيه الكفاي ة من التزام المستورد بالسداد‪ .‬ولكن غالبا ما يتم تخفيف المخاطر المالية‬
‫من خالل الحصول على بوليصة تأمين ائتمانية لتغطية اإلعسار المحتمل للمستورد حتى الحد المالي‬
‫المتفق عليه‪.‬‬
‫• الدفع المسبق ‪Advance Payment‬‬
‫ال دفع المس بق ه و الوس يلة األك ثر أماًن ا للت داول بالنس بة للمص درين‪ ،‬وبالت الي األق ل جاذبي ة‬
‫للمشترين‪ ،‬حيث يقوم المستورد بالدفع إلى المصدر‪ ،‬بالكامل‪ ،‬قبل شحن البضائع نق ًد ا مع الطلب ‪cash‬‬
‫‪ with order CWO‬أو نقًد ا عند تسليم البضاعة ‪cash on delivery COD.‬‬
‫• السندات‬
‫وثيق ة ض ماٍن للس لع تق دُم إثبات ًا قانوني ًا بموجب ه يتُّم دف ع قيم ة الس ند الم الي إلى الب ائع من قب ل‬
‫المشتري‪ ،‬من خالل االعتماِد على وجود وسيط‪ ،‬يضمُن تحقيق الصفقة بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫• الصكوك‬
‫أوراق تحتوي على أمٍر بالدفِع المالي لصالح البائع‪ ،‬وتعتم ُد على مجموع ٍة من القوانين التجارّي ة‬
‫الدولّية‪ ،‬التي يجب االلتزاُم بها حتى يتم إثبات قانونّي ة الصك للتداول في التجارة الدولية‪.‬‬
‫• الكمبيالة‬
‫من أق دم األوراق التجاري ة وتتض من أم رًا من الس احب إلى المس حوب علي ه أن ي دفع مبلغ ا من‬
‫النقود بمجرد االطالع أو في تاريخ معين قابل للتعيين إلذن المستفيد وتتضمن عند إنشائها أو إصدارها‬
‫ثالث ة أط راف وهم‪ :‬الس احب ال ذي يص در األم ر ب دفع مبل غ من النق ود‪ ،‬المس حوب علي ه وه و من يتلقى‬
‫األمر بدفع مبلغ معين من النقود ألمر شخص ثالث يسمى المستفيد أو الحامل وهو الطرف الذي يصدر‬
‫األمر لصالحه‪.‬‬
‫• الشيك‬
‫ورق ة تتض من أم را ص ادرا من الش خص ه و الس احب إلى ش خص آخ ر ه و المس حوب‬
‫عليه )ويكون أحد البنوك( بأن يدفع بمجرد االطالع عليها مبلغا من النقود لشخص ثالث هو المستفيد‬
‫أو للحام ل‪ ،‬والش يك يك ون دائم ا مس تحق ال دفع ل دى االطالع إال ان ه وبش كل غ ير رس مي ق د يكتب في ه‬
‫تاريخ الحق‪ ،‬وهناك عدة أنواع من الشيكات المتداولة في التعامالت التجارية أولها شيك المؤسسة وهو‬
‫ال ذي يص دره المش تري ويس حب من حس ابه في البن ك‪ ،‬والش يك ال ذي ص دره البن ك نياب ة عن المش تري‬
‫وهو يحل مشكلة الشيك بدون رصيد‪.‬‬
‫• االعتمادات التجارية ‪Trade credit‬‬
‫ش كل من أش كال المقايض ة وتس تخدم لتنفي ذ عملي ات المبادل ة‪ ،‬وينص فيه ا على أن يتم تس ليم‬
‫مس تندات الص ادرات مقاب ل مس تندات ال واردات أو أن ت ودع حص يلة الص ادرات تحت تص رف البن ك‬
‫الس تخدامها في س داد قيم ة ال واردات‪ .‬وق د أص بحت االعتم ادات التجاري ة ن ادرة االس تخدام في ظ ل‬
‫التخصص وتقسيم العمل وصعوبة توافق المنتجات بين المصدر والمستورد‪.‬‬
‫‪ .2.5‬الوسائل الحديثة‬
‫• التحصيل المستندي ‪Bills for Collection‬‬
‫التحصيل المستندي يعد أكثر أماًن ا للمصدر )البائع( من الحساب المفتوح‪ ،‬حيث يتم إرسال وثائق‬
‫المصدر من بنكه إلى بنك المشتري )المستورد(‪ .‬وهو ما يحدث دائما بعد شحن البضاعة‪ ،‬ويحتوي‬
‫على تعليم ات مح ددة يجب أن تط اع‪ .‬وفي حال ة إخف اق المش تري في االمتث ال‪ ،‬يحتف ظ المص در‪ ،‬في‬
‫ظ روف معين ة‪ ،‬بح ق ملكي ة الس لع ال تي ق د تك ون قابل ة لالس ترداد‪ .‬ووف ق تل ك الوس يلة س يعمل بن ك‬
‫المشتري بناًء على التعليمات التي يقدمها المصدر‪ ،‬عبر مصرفه الخاص )مصرف المصدر(‪ ،‬وغالًبا ما‬
‫يتم االتف اق المس بق على مس ار التواص ل لح ل النزاع ات في ح ال وقوعه ا‪ .‬وتخض ع وس يلة التحص يل‬
‫المس تندي لمجموع ة من القواع د ال تي نش رتها غرف ة التج ارة الدولي ة ‪ ICC‬ومعروف ة اختص ارًا باس م‬
‫‪ URC522‬وال تي تل تزم به ا أك ثر من ‪ % 90‬من بن وك الع الم‪ .‬ويوج د نوع ان من فوات ير التحص يل‪،‬‬
‫والتي عادة ما يتم تحديدها بواسطة شروط الدفع المتفق عليها في العقد تجاري‪ .‬كل منها يوفر فوائد‬
‫مختلفة للمصدرين وهي‪:‬‬
‫‪-‬المستندات مقابل الدفع ‪Documents against Payment D/P‬‬
‫في هذه الحالة يتوقع من المشتري الدفع للبائع بمجرد االطالع على المستندات المتفق عليها وغالبا ما‬
‫تسمى تلك العملية )النقد مقابل المستندات(‪.‬‬
‫ووفق تلك الوسيلة ُيطلب من بنك المشتري اإلفراج عن بضائع الُم ص ِد ر فقط عند الدفع‪ .‬وهناك حالتان‬
‫للتعام ل أوالها عن طريق الش حن البح ري‪ ،‬بمجموعة كامل ة من س ندات الشحن‪ ،‬وهنا يحتفظ المصدر‬
‫بح ق الملكي ة ح تى يتم تحري ر ه ذه المس تندات بش كل ص حيح إلى المش تري‪ .‬وثانيهم ا في حال ة الش حن‬
‫الجوي حيث ال تتوافر مثل هذه السيطرة على ملكية البضاعة سواء كان ذلك بموجب بوليصة الشحن‬
‫الج وي أو مالحظ ات الش حن الج وي‪ ،‬ألن ه ذه الوث ائق هي مج رد “ ش هادات حرك ة” أك ثر منه ا‬
‫“مستندات ملكية”‪.‬‬
‫‪-‬المستندات مقابل القبول ‪Documents against Acceptance D/A‬‬
‫يتم في هذه الحالة استخدام فترة ائتمان ‪ 60‬أو ‪ 90‬يوًم ا بعد االطالع على “ المستندات” أو “مدة محددة‬
‫من ذ ت اريخ ش حن البض اعة” المتف ق علي ه بين المص در والمش تري‪ .‬ويمكن للمش تري الحص ول على‬
‫المستندات مقابل تعهده بالدفع في موعد متفق عليه في المستقبل‪ ،‬بدًال من الدفع الفوري‪.‬‬
‫وع ادة م ا تك ون مس تندات المص ّد ر )الب ائع( مص حوبة بمس ودة ‪ draft‬أو ف اتورة ص رف مث ل الش يك‪،‬‬
‫المس حوب على المش تري‪ .‬وعن دما يواف ق المش تري على الس داد في ت اريخ معين‪ ،‬فإن ه يوق ع المس ودة‪.‬‬
‫ومقابل هذا القبول يتم السماح للمشتري بالحصول على مستندات الشحنة‪ .‬وقد يحتفظ المصدر بالسيطرة‬
‫على الش حنة‪ ،‬كم ا ه و الح ال في س يناريو ‪ D / P‬إال أن ه بع د قب ول المش تري وتحري ر المس تندات‪،‬‬
‫يكون ) البائع( معرضا مالًي ا إلى أن يبد أ المشتري في السداد من خالل البنك‪.‬‬
‫•خطاب االعتماد المستندي ‪L/C Letters of Credit‬‬
‫إح دى األدوات الهام ة المس تعملة في تموي ل التج ارة الخارجي ة عن طري ق البن وك‪ ،‬وهي إج راء‬
‫قانوني يضمن حقوق جميع أطراف العملية التجارية‪ .‬فالخطاب تعهد كتابي بالدفع صادر عن البنك فاتح‬
‫االعتماد )بنك المستورد( إلى البنك المراسل )بنك المصدر أو المستفيد(‪ ،‬يتعهد فيه البنك ف اتح االعتماد‬
‫ب دفع مبل غ معين أو قب ول س حوبات بقيم ة مح ددة وخالل م دة مح ددة‪ ،‬وذل ك مقاب ل تق ديم المس تندات‬
‫المطابقة تماما لشروط االعتماد وتتضمن الشروط التي وضعها المشتري )مقدم الطلب(‪.‬‬
‫وتخض ع خطاب ات االعتم اد مث ل )فوات ير التحص يل( لمجموع ة من القواع د من غرف ة التج ارة الدولي ة‬
‫ومعروفة اختصارا باسم ‪ ، UCP600‬وتلتزم بها أكثر من ‪ % 90‬من بنوك العالم‪ .‬وهناك غالبا أربعة‬
‫أطراف تشترك في االعتماد المستندي هم‪:‬‬
‫‪ -‬المشتري )المستورد)‪ :‬الذي يطلب فتح االعتماد‪ ،‬ويكون االعتماد في شكل عقد بينه وبين البنك ف اتح‬
‫االعتماد‪ .‬ويشمل جميع النقاط التي يطلبها المستورد من المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬البن‪%%‬ك ف‪%%‬اتح االعتم‪%%‬اد )بن‪%%‬ك المس‪%%‬تورد)‪ :‬يق وم بفتح االعتم اد للمس تورد وف ق ش روط ويرس له إم ا إلى‬
‫المستفيد مباشرة في حالة االعتماد البسيط‪ ،‬أو إلى أحد مراسليه في بلد البائع في حالة مشاركة بنك ثان‬
‫في عملية االعتماد المستندي‪.‬‬
‫‪ -‬المستفيد )المصدر)‪ :‬هو المصدر الذي يقوم بتنفيذ شروط االعتماد في مدة صالحيته‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المراسل‪ :‬هو البنك الذي يقوم بإبالغ المس تفيد )المص در( بنص خط اب االعتماد الوارد إلي ه‬
‫من البن ك المص در لالعتم اد في الح االت ال تي يت دخل فيه ا أك ثر من بن ك في تنفي ذ عملي ة االعتم اد‬
‫المس تندي كم ا ه و في الغ الب‪ .‬وق د يض يف ه ذا البن ك المراس ل تعزي زه إلى االعتم اد‪ ،‬فيص بح ملتزم ا‬
‫بااللتزام الذي التزم به البنك المصدر‪ ،‬وهنا يسمى بالبنك المعزز‪.‬‬
‫وهناك عدة تقسيمات لالعتمادات المستندية وذلك حسب الزاوية المنظور إليها كما يلي‪:‬‬
‫من حيث االلتزام البنكي يمكن أن نفرق بين‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد مستندي قابل إللغاء ‪ : Revocable‬من قبل المستورد وال يتضمن أي التزام من قبل البنك‬
‫تجاه المصدر أو بنكه المراسل وهو نادر االستعمال حاليًا‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مستندي غير قابل لإللغاء ‪ : Irrevocable‬ويتعهد فيه بنك المستورد بالسداد ما لم يتحصل‬
‫على موافقة جميع األطراف على اإللغاء‪ .‬وينقسم من حيث التأكيد إلى أوال‪ :‬اعتماد مستندي غير قابل‬
‫لإللغاء وغير مؤكد ‪ Unconfirmed‬ويتطلب تعهد بنك المستورد فقط بقبول الدين الناشئ عن تصدير‬
‫البض اعة دون تأكي د ذل ك القب ول من بن ك الب ائع‪ ،‬وثاني ا‪ :‬اعتم اد مس تندي )غ ير قاب ل لإللغ اء ومؤك د‬
‫‪ Confirmed‬ويتطلب تعه د بن ك المص در )الب ائع( على ‪T‬ش كل تأكي د قب ول ال دين الناش ئ عن تص دير‬
‫البض اعة‪ .‬وه و ش ائع االس تخدام حالي ا‪ ،‬وخصوص ا إذا ك ان ل دى المص ّد ر )الب ائع( أي مخ اوف بش أن‬
‫ال دفع من بن ك المس تورد أو بل ده‪ ،‬ويق وم )البن ك الض امن أو مق دم النص يحة ‪the confirming or‬‬
‫‪ advising‬بالتأكي د نظ ير مقاب ل م الي يعتم د على مس توى المخ اطر المتوقع ة ال تي يتعين‬ ‫‪bank‬‬
‫تغطيتها‪ .‬ويمكن للبنوك في كثير من األحيان تقديم أسعار إرشادية للتأكيدات قبل وصول التأكيد‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن تقدير التكاليف‪.‬‬
‫من حيث شكل االعتماد يمكن التمييز بين‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد مستندي قابل للتحويل‪ :‬يسمح فيه للمستفيد تحويله كليا أو جزئيا إلى مستفيد آخر يطلق عليه‬
‫المس تفيد الث اني‪ ،‬وغالب ا م ا يك ون المس تفيد األول من االعتم اد ه و الوس يط أو الوكي ل للمس تورد في بل د‬
‫المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مستندي غير قابل للتحويل‪ :‬أي ال يجوز ألي مستفيد آخر استخدامه‪.‬‬
‫‪ -‬االعتم‪%%‬اد ال‪%%‬دائري أو المتج‪%%‬دد‪ :‬وه و اعتم اد واح د يتج دد تلقائي ا على ش كل دوري كلم ا انتهت مدت ه‬
‫وقيمته‪ ،‬دون أن تكون هناك حاجة إلى فتح اعتماد مستندي جديد في كل مرة‪ .‬ويستخدم هذا النوع من‬
‫االعتماد في حال االتفاق على تسليم البضاعة للمشتري على دفعات‪.‬‬
‫وحسب كيفية التنفيذ يجب أن نميز بين‪:‬‬
‫‪ -‬اعتم‪%%‬اد مس‪%%‬تندي منف‪%%‬ذ ل‪%%‬دى االطالع‪ :‬وه و ُيكن المس تفيد من الحص ول على قيم ة الص فقة من بنك ه‬
‫بمجرد التقدم إليه وإ ظهاره وتحقق البنك من صحة بياناته بعد ذلك يقوم البنك اآلمر بتحويل المبلغ فور‬
‫استالمه للمستندات والوثائق المطلوبة الواردة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬اعتم‪%%‬اد مس‪%%‬تندي محق‪%%‬ق بالتف‪%%‬اوض أو قاب‪%%‬ل للخص‪%%‬م‪ :‬ويمكن الب ائع من خص م الكمبيال ة ال تي يس حبها‬
‫على المشتري وفق شروط معينة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مستندي منفذ بالقبول أو الدفع اآلجل‪ :‬ويتض من قي ام البن ك ال ذي أص در االعتم اد أو مراس له‬
‫في حال ة التعزي ز بقب ول الكمبي االت المرفق ة بالمس تندات المقدم ة من المص در أو االل تزام بس داد قيم ة‬
‫المستندات عند حلول أجل السداد‪.‬‬
‫كما نجد ضمن مجموعة األدوات المتصلة بخطابات االعتماد صنفا آخر تحت مسمى خطابات االعتماد‬
‫االحتياطي ة ‪ Stand-By LCs‬أو الض مانات المص رفية‪ .‬وه و ض مان مص رفي إض افي يق دم من البن ك‬
‫نياب ة عن مق دم الطلب ولص الح المس تفيد‪ ،‬يتعه د في ه البن ك بأن ه في ح ال فش ل المس تورد في الوف اء‬
‫بالتزامات ه المالي ة أو تنفي ذ االتفاقي ة المبرم ة بين مق دم الطلب والمس تفيد‪ ،‬يق وم البن ك الض امن نياب ة عن‬
‫مقدم الطلب بسداد مبلغ الضمان للمستفيد عند استالم الطلب أو المطالبة من المستفيد‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار خطابات االعتماد االحتياطية بمثابة الضمانات البنكية‪ ،‬من حيث إنها ضمانة للعملية يتم‬
‫استدعاؤها فقط في حالة فشل المشتري في الدفع في سياق الظروف العادية لألعمال )والذي غالب ًا ما‬
‫يكون عبر آلية الحساب المفتوح( وغالبا ما تستخدم بشكل خاص لتغطية المخاطر المالية األساسية في‬
‫ح ال إج راء دفع ات متع ددة في آج ال مختلف ة أو طبق ا لج دول زم ني متف ق علي ه‪ .‬وم ع ذل ك‪ ،‬فهي ال‬
‫تتضمن سيطرة على وثائق الصفقة وبالتالي فهي ضمان غير مشروط‪.‬‬
‫‪ .6‬وسائل الدفع اإللكتروني‪:‬‬
‫هي منظوم ة متكامل ة من النظم وال برامج ال تي توفره ا المؤسس ات المالي ة والمص رفية‪ ،‬به دف‬
‫تسهيل إجراء عمليات الدفع اإللكتروني اآلمنة‪ ،‬وتعمل هذه المنظومة تحت مظلة من القواعد والقوانين‬
‫التي تضمن سرية تأمين وحماية إجراءات الشراء وضمان وصول الخدمة‪.‬‬
‫وهي وس يلة دف ع مس تحدثة عبر اس تعمال اإلنترنت نتيج ة للتط ور المعلوماتي في مج ال البنوك والنقود‬
‫المتداولة في التجارة عامة والخارجية خاصة وهي تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ .1.6‬الحواالت المصرفية ‪ Bank transfers‬من خالل نظام سويفت‬
‫من أفض ل وس ائل ال دفع في التج ارة الخارجي ة‪ ،‬فهي طريق ة حديث ة لل دفع وتب ادل الرس ائل‬
‫والمعلومات الخاصة بوسائل الدفع المختلفة سواء السداد النقدي أو عبر خطابات االعتماد أو التحصيل‬
‫المستندي عن بعد عن طريق استخدام نظام اتصال الكتروني آمن بين نحو ‪ 10‬آالف مؤسسة مالية في‬
‫‪ 212‬دول حول العالم وهو اختصار السم جمعية االتصاالت المالية العالمية بين البنوك ‪ SWIFT‬التي‬
‫ب دأت العم ل ب ه ع ام ‪ 1977‬لتحس ين طريق ة ال دفع الدولي ة بإدخ ال مق اييس موح دة للعالق ات المص رفية‬
‫ومعالجتها‪.‬‬
‫ويعت بر ه ذا النظ ام كب ديل متط ور للتلكس ويغطي جمي ع المراس الت المتعلق ة بالتع امالت المالي ة‬
‫والبنكية التي تتم بين البنوك والمؤسسات المالية ويمكن تطبيقه لتبادل الرسائل في مختلف العمليات مثل‬
‫مطابق ة أوام ر العمالء بين الجه ات المتداخل ة بالعملي ة والتص ديق عليه ا كم ا في التح ويالت النقدي ة‬
‫الخاص ة بالعملي ات ونت ائج التس وية وأيض ا في التص ديق على تنفي ذ عملي ات الت داول وتس ويتها بين‬
‫األطراف المعنية‪.‬‬
‫وت وفر ش بكة س ويفت لمس تعمليها الس رعة اللحظي ة واألم ان في إنج از المع امالت‪ ،‬باإلض افة إلى كونه ا‬
‫متاح ة على م دار الي وم‪ ،‬وال تتم العملي ات إال بع د تش فير الرس ائل بفض ل تقني ات متط ورة‪ ،‬كم ا أن‬
‫إجراءات التثبت من هوية المستعملين تنفذ بصرامة بالغة‪.‬‬
‫ويتم تحديد هوية المصارف المتراسلة عبر الشبكة من خالل رمز وحيد يُم نح لكل مصرف ويميزه عن‬
‫اآلخ رين‪ .‬ويتك ون ه ذا الرم ز من ثماني ة أح رف التيني ة‪ ،‬ت دل على اس م المص رف )األح رف األربع ة‬
‫األولى(‪ ،‬وعلى البلد الذي ينتمي إليه )الحرفين التالين(‪ ،‬ثم المدينة )الحرفين األخيرين(‪.‬‬
‫وقد شهدت الشبكة العديد من التطورات التقنية وتحولت إلى اعتماد تكنولوجيا بروتوكول اإلنترنت ‪IP‬‬
‫ولغة ‪ XML‬في البرمجة عام ‪ 2001‬ثم منظومة سويفت نت مع حلول عام‪ ، 2004‬مما اعُت بر تطورا‬
‫نوعي ا س مح بالتواص ل اآلني بين أجه زة البن وك‪ ،‬وإ طالق خ دمات جدي دة موجه ة إلى عمالء ج دد مث ل‬
‫صناديق التحوط وصناديق التقاعد وسماسرة أسواق المال‪ ،‬باإلضافة إلى المؤسسات غير المالية‪.‬‬
‫وبحل ول منتص ف ع ام ‪ 2015‬أص بحت الش بكة تنق ل ماليين الرس ائل يومي ًا إلنج از جمي ع معامالته ا‬
‫المالية الدولية وأهمها تحويل األموال‪ ،‬واالعتمادات المستندية‪ ،‬وعمليات شراء وبيع العمالت‪ ،‬وعمليات‬
‫أسواق المال وغيرها‪.‬‬
‫كم ا تج در اإلش ارة إلى تن وع كب ير في رس ائل الس ويفت وتت وزع بش كل مختص ر م ا بين األرق ام‬
‫‪ MT101‬إلى ‪ MT999‬و أبرزه ا المرتبط ة بعملي ات تموي ل التج ارة ومنه ا الح واالت النقدي ة‪،‬‬
‫واالعتمادات المستندية‪ ،‬وفواتير التحصيل‪ ،‬والكفاالت األجنبية‪ ،‬وعمليات الخزينة‪.‬‬
‫والرسائل التي تأخذ الرقم ‪ 700‬تتعلق بخطابات االعتماد والضمان البنكي للعمليات التجارية وأشهرها‬
‫نوعان‪:‬‬
‫• رسائل ‪ : MT799‬وهي رسائل مجانية تستخدم في الغالب إلظهار إثبات األموال أو إثبات الودائع‪.‬‬
‫عن د التعام ل م ع الض مانات المص رفية وخطاب ات االعتم اد المس تندية‪ ،‬وفي أك ثر األحي ان يتم إص دارها‬
‫قبل توقيع العقد و ‪ /‬أو قبل إصدار خطاب االعتماد أو الضمان المصرفي‪.‬‬
‫• رسائل ‪ : : MT 760‬وتع رف أيض ا باس م ‪ SWIFTTFBIC‬وترس ل ع ادة من بن ك إص دار خط اب‬
‫االعتم اد إلى بن ك تق ديم المش ورة‪ ،‬م ع تفاص يل خط اب االعتم اد االحتي اطي ‪ SBL/C‬أو الض مان‬
‫المصرفي أو من قبل الطرف الذي أصدر تعه ًد ا مضاًد ا للمستفيد‪ ،‬وتخضع تلك الرسائل لقواعد دولية‬
‫وضمانات عديدة من غرفة التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪ .2.6‬أنظمة الدفع الرقمية‬


‫تستخدم هذه األنظمة في عمليات التبادل التجاري التي تتم عبر شبكة اإلنترنت وخصوصا بين‬
‫الش ركات ‪ B2B‬وق د زادت أهمي ة ه ذا الن وع من التع امالت خصوص ا م ع ارتف اع حجم التج ارة‬
‫اإللكترونية في العالم لتبلغ‪ ،‬حسب التقرير الصادر عن مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية لعام‪2017‬‬
‫نحو ‪ 25.3‬تريليون دوالر عام ‪. 2015‬‬
‫وقد شهدت هذه األنظمة تطورا كبيرا السيما مع ظهور وانتشار مفهوم شبكات األعمال التجارية ذات‬
‫النظ ام اإليكول وجي ‪ Firm value webs‬وال تي تس تخدم تكنولوجي ا اإلن ترنت لتنس يق سالس ل القيم ة‬
‫‪ Value chain‬مع شركة األعمال في صناعة ما‪ ،‬أو ضمن مجموعة من الشركات‪ ،‬وتطوير عالقات‬
‫وثيقة مع الشركاء اللوجستيين‪ .‬فالشركات تنسق مع الموردين إنتاج االحتياجات الخاصة باستخدام ش بكة‬
‫اإلنترنت على أساس نظام إدارة سلسلة التوريد‪.‬‬
‫ويتم اس تخدام وس ائل عدي دة لل دفع لتس وية المع امالت بين الش ركات أو من قب ل األف راد منه ا البطاق ات‬
‫االئتمانية التي تصدرها البنوك بالتعاون مع الشركات العالمية مثل فيزا وماستر كارد وغيرها أو من‬
‫خالل بطاقات مسبقة الدفع للتعامالت اإللكترونية والتي يتم تعبئة قيمتها مسبقا والتي تس تحوذ حالي ا على‬
‫نص ف حجم المع امالت اإللكتروني ة م ع توقع ات ب تراجع حص تها إلى ‪ % 46‬م ع نم و الم دفوعات ع بر‬
‫اله اتف النق ال واس تمرار أس لوب ال دفع عن د التس ليم وخصوص ا في ال دول النامي ة‪ ،‬وانتش ار أس لوب‬
‫المحاف ظ اإللكتروني ة ‪ e-wallets‬مثلم ا ه و معتم د في موق ع ‪ . PayPal‬وك ذلك بع د ظه ور العمالت‬
‫االفتراضية المشفرة مثل بيتكوين وغيرها‪.‬‬

You might also like