Professional Documents
Culture Documents
-مقدمة.
-المبحث الثاني :مقومات التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية ،مراحله و العوامل المؤثرة فيه.
-المطلب األول :مقومات التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية.
-المطلب الثاني :مراحل التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية.
-المطلب الثالث :العوامل المؤثرة في عملية التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية.
-خاتمة.
-قائمة المراجع.
مقدمة
تعتبر الموارد البشرية الجزء األهم في بنية التنظيم اإلداري ومفتاح النجاح الرئيسي لجميع المؤسسات
الحكومية منها والخاصة هو االهتمام بالمورد البشري وتنميته بما يتالءم مع التطورات المستقبلية
العالمية في جميع المجاالت العلمية ،حيث يمثل العنصر البشري
أهم مدخالت النظام اإلنتاجي وأعظم القوى المؤثرة في تحديد هوية المنظمة الحديثة ورسم معالم
مستقبلها ،ذلك أن المنظمات والمؤسسات اإلدارية الناجحة تطبق النهج العلمي وتبحث عن الكفاءة
والمهارة الالزمة لنجاحها وتفوقها ،وذلك بعد أن دخل مفهوم التخطيط للموارد البشرية حيز التنفيذ
ولعب دورا كبيرا في تحديد االحتياجات التدريبية والوظيفية ،وكذلك مفهوم التخطيط االستراتيجي
لإلدارة الذي بات يستند على أسس علمية تأخذ بعين االعتبار التوافق بين القدرات البشرية ،ولقد
ساهمت المراحل التاريخية لتطور إدارة الموارد البشرية في بلورة الرؤية حول العنصر البشري بصفة
خاصة ،فالفلسفة التي تتبناها إدارة الموارد البشرية تكون ذات فعالية إذا ترجمت بوضوح وتفصيل لما
يتمتع به العنصر البشري من أهمية كبيرة ،ولم يعد مجرد أدوات وعناصر جامدة من عناصر اإلنتاج
أو أرقاما يعيشون على الهامش كما كان سابقا ،بل أصبح الرأسمال االستراتيجي والفكري للمنظمة .
وقد زادت قناعة المنظمات بأن الموارد البشرية تعتبر أحد األسلحة االستراتيجية في صراعها من
أجل البقاء والنمو ،هذا ما أصبح يفرض عليها ضرورة اعتبار هذه الموارد بمثابة شريك إستراتيجي له
دوره الحيوي ضمن استراتيجية المنظمة ،وهذا من خالل ربط غايات وأهداف واستراتيجيات المنظمة
مع أنشطة الموارد البشرية ،وبالتالي فنجاح االستراتيجية وتحقيق األهداف المحددة يكمن في ضرورة
توافر األعداد واألنواع المناسبة من الموارد البشرية ذات المهارات الضرورية ألداء المهام التي
تنطوي عليها اإلستراتيجية ،حيث تؤثر استراتيجية المنظمة على معالم العديد من الوظائف ومتطلباتها
المهارية ،ومن ثم على مزيج الموارد البشرية المناسبة لشغل هذه الوظائف بما يخدم متطلبات تنفيذها.
إن تخطيط الموارد البشرية يعتبر ضرورة حتمية في حالة إنشاء مؤسسات جديدة و ذلك بغرض تحديد
االحتياجات من الموارد البشرية كما أنه ضروري أيضا في حالة إدخال تكنولوجيا جديدة أو إعادة
التنظيم الداخلي للمؤسسة إذ يفرض عليها هذا الوضع زيادة أو نقص تخصصات معينة أو توظيف
أنواع جديدة من الكفاءات و المهارات و هذا ال يعني على اإلطالق أنه ليس من الضروري القيام
بعملية التخطيط االستراتيجي في حالة المؤسسات المستقرة إذ أنه ينبغي التنبؤ بالعجز في الموارد
البشرية و الناشئ عن الضياع الطبيعي أو التقاعد أو االستقالة و كذلك العجز الناشئ عن توسع
المؤسسة و الزيادة في حجم اإلنتاج و هو ما يدخل ضمن التخطيط بهدف سد النقص ،و كذا المقدمة
2
العامة التنبؤ بوجود فائض في العرض الداخلي من الموارد البشرية و الذي يندرج ضمن التخطيط
بهدف معالجة الفائض .
و يجب اإلشارة إلى أن تخطيط الموارد البشرية ال يتم بمعزل عن التخطيط الكلي للمؤسسة إذ أن
التنسيق بين كل من خطة الموارد البشرية و خطة التسويق و خطة اإلنتاج و غيرها هو شرط أساسي
لضمان بقاء و استقرار و نمو المؤسسة .
و هذا ما سنتطرق اليه في بحثنا هذا من خالل التعرف على ماهية التخطيط االستراتيجي للموارد
البشرية ،أهميته و أهدافه و مسؤلياته ،باإلضافة إلى مقومات وأسباب التخطيط االستراتيجي للموارد
البشرية ،مراحله و العوامل المؤثرة فيه.
3
-المبحث األول :ماهية التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية ،أهميته و أهدافه و مسؤليات.
-المطلب األول :مفهوم التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية:
-التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية هو العملية التي تستخدمها المؤسسة لتحديد كم و نوع الموارد
البشرية التي تحتاجها اآلن و في المستقبل وفقا لنوع األعمال التي تمارسها و األحداث البيئية التي تؤثر
عليها و بما يحقق الحصول على قوة عمل فاعلة و ذات كفاءة عالية .
عملية جمع و استخدام المعلومات الالزمة التخاذ القرارات حول االستثمار األمثل في نشاطات
الموارد البشرية المختلفة .
هو تقدير احتياجات المؤسسة من الموارد البشرية ذات المهارات و التخصصات المحددة خالل فترة
1
زمنية مقبلة و اختيار أفضل الطرق لتوفير هذه االحتياجات .
و يمكن النظر إلى التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية على أنه مقابلة بين العرض والطلب ،
فالعرض يمثل المتاح من الموارد البشرية حاليا و اتجاهه و سلوكه في الفترة المقبلة التي تتضمنها فترة
التخطيط ،أما الطلب فيمثل احتياجات المؤسسة من األفراد خالل فترة التخطيط و يعتمد هذا على
ظروف المؤسسة من حيث تغير أو ثبات كميات اإلنتاج و التغيير في عبء العمل و التغير في
تكنولوجيا اإلنتاج و التغير في الهيكل التنظيمي للمؤسسة .
يمكن تعريف التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية على أنه مجموعة من األفعال والتصرفات المنسقة
والتي تهدف إلى تكامل كل من البيئة التنظيمية ،والمنظمة ،واألفراد واألنظمة ،وتتوقف قدرة المؤسسة
على تبني االتجاه االستراتيجي إلدارة مواردها البشرية ،بل قدرتها على التنسيق مع البيئة التي تكون
فيها الموارد البشرية متضمنة في كل قرارات العمل االستراتيجية .
ويتضمن التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية المشاركة االستراتيجية إلدارة الموارد البشرية في
تكوين وإعداد وتطبيق استراتيجية العمل ككل من خالل تنمية مفاهيم وأدوات للمشاركة في وضع
- 1سماللي يحضيه ،أثر التسيير االستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على الميزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية :مدخل الجودة والمعرفة ،قسم علوم
التسيير ،جامعة الجزائر .2004 ،ص 4
4
الخطط طويلة األجل على مستوى المنظمة ،وبهذا تقوم إدارة الموارد البشرية بتحقيق التكامل بين كل
2
من أنظمة التفويضات وأنظمة المعلومات الخاصة باألفراد.
-المطلب الثاني :عالقة التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية بالتخطيط االستراتيجي للمؤسسة ككل:
إن تحركات إدارة الموارد البشرية تكون في ضوء تحركات المؤسسة ككل كما أن التخطيط
االستراتيجي للموارد البشرية يعتمد أساسا على التخطيط االستراتيجي للمؤسسة حيث أنه في ظل
رسالة المؤسسة و أهدافها يتم وضع خطة الموارد البشرية و التي من خاللها يتم توفير احتياجات
المؤسسة من هذه الموارد باألعداد و المهارات و الكفاءات المطلوبة و هو ما يوضحه الشكل الموالي :
رسالة المؤسسة
|تحديد نوع األعمال التي تمارسها المؤسسة
الغايات و األهداف
|وضع األهداف و الغايات
اإلستراتجية
|تحديد كيف يمكن تحقيق األهداف و الغايات
الهيكل
|تحديد نوع الوظائف المراد إنجازها و من قبل من
المورد
مواءمة المهارات ،القدرات و المعارف مع الوظائف المطلوبة.
نالحظ من الشكل السابق أنه من خالل التخطيط االستراتيجي للمؤسسة يتم التخطيط االستراتيجي
للموارد البشرية حيث أنه على أساس األهداف و الغايات التي تحددها المؤسسة و أسلوب تحقيقها يتم
3
تحديد كم و نوع الموارد البشرية الالزمة و التي يجب توفيرها مستقبال .
- 2سماللي يحضيه ،أثر التسيير االستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على الميزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية :مدخل الجودة والمعرفة ،قسم علوم
التسيير ،جامعة الجزائر .2004 ،ص 5
-3دارم البصام" ،التخطيط للموارد البشرية لماذا وكيف ؟" ،مجلة االقتصاد .1980 ،ص 4
5
إن التكامل بين اإلستراتيجية العامة للمؤسسة و التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية هو شرط
أساسي لتحقيق األهداف حيث أن االستراتيجيات المختلفة تمتلك دالالت مختلفة بالنسبة للمسؤولين على
الموارد البشرية و هو ما يوضحه الشكل الموالي :
نالحظ من الجدول السابق أن هناك تكامل بين كل من الخطة اإلستراتيجية وخطة الموارد البشرية و
يظهر هذا التكامل في نقطتين األولى تتمثل في مشاركة إدارة الموارد البشرية في وضع إستراتيجية
المؤسسة أما الثانية فهي إعداد خطة موارد بشرية بما يتوافق و أهداف اإلستراتيجية العامة للمؤسسة .
و بالتالي فإنه يمكن القول بأن التخطيط يقوم على أساس اإلتحاد بين كل من إدارة الموارد البشرية و
اإلدارة العليا و كلما كانت المستويات التنظيمية على مستوى عال من التكامل كلما كان التخطيط جيد و
دقيق وهو ما يؤدي إلى الحصول على الموارد البشرية المناسبة في أماكنها المناسبة و في الوقت
المناسب بما يمكن من تحسين أداء المؤسسة و الفرد معا و الجدير بالمالحظة هنا هو أن تنفيذ الخطة ال
يؤدي إلى تحقيق النتائج المنتظرة منها إال إذا كانت هناك قيادة فعالة لها القدرة على توجيه كل الجهود
4
لتحقيق األهداف .
-4دارم البصام" ،التخطيط للموارد البشرية لماذا وكيف ؟" ،مجلة االقتصاد .1980 ،ص 5
6
-1أهمية التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية:
و تتمثل في:
-يساعد تخطيط القوى العاملة على تحديد حاجات المؤسسة من األفراد ولفترات زمنية قادمة.
-يوفر أسس جيدة لالستخدام األمثل للموارد البشرية ،وبما يضمن التخلص أو الحد من ظاهرتي
البطالة المقنعة والعجز في بعض فئات العاملين وبالتالي فإنه يؤدي إلى تقليل الكلف غير المبررة في
أجور األفراد غير المنتجين بسبب فيضهم عن الحاجة أو تدني مستويات كفاءتهم .
-يمكن المؤسسة من االستعداد لمواجهة التغيرات pوالتطورات التي تحدث في البيئة المحيطة بها
( التطور التكنولوجي ،المنتجات المنافسة وتعليمات وقوانين الدولة ...الخ ) ،ألن هذه التغيرات قد
تخلق عادة تغييرا في محتوى العمل والمهارات المطلوبة وأنواعها وعددها ...الخ ،مما يستدعي
اإلعداد والتخطيط لمواجهة مثل هذه التغيرات .
-إتاحة الفرصة أمام المؤسسة للتأكد من مدى االستفادة من المصادر البشرية المتاحة وخاصة هؤالء
5
الذين يؤدون أعماال ال تتوافق مع قدراتهم ومهارتهم .
-المحافظة على الموارد البشرية وتخفيض معدل دوران العمل ،مما يؤدي إلى ضمان احتفاظ
المؤسسة باإلطارات الفنية الجيدة وعدم إفساح المجال أمام تسرب هذا النوع من القوى العاملة إلى
مؤسسات منافسة .
-يساهم مساهمة فاعلة في وضع الفرد المناسب في المكان المناسب بما يضمن تحسين مستويات كفاءة
األداء ،وزيادة العناية بالعنصر البشري .
-يشكل تخطيط الموارد البشرية جزءا أساسيا من التخطيط االستراتيجي العام للمؤسسة ،ومن ثم فإن
غياب مثل هذا التخطيط يؤدي إلى ضعف التخطيط االستراتيجي وتقليل قيمته لمستقبل المؤسسة .
- 5مهدي حسن زويلف ،إدارة الموارد البشرية :مدخل كمي ،دار الفكر للطباعة والنشر ،عمان .2000 ،ص 6
7
وعلى الرغم من أن التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية يتوجب ممارسته من قبل المنظمات إال أن
أهميته تظهر بشكل واضح في المنظمات الكبيرة والمتوسطة ،نظرا لما يحققه لها من فوائد عديدة
تتمثل في :
-يساعد التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية في التخلص من الفائض وسد العجز وبالتالي ترشيد
استخدام الموارد البشرية ،وتخفيض التكلفة الخاصة بالعمالة إلى أقل حد .
-يساهم في عمليات االختيار والتعيين ،إذ ما لم يكن معروفا عدد العاملين المطلوبين في المنظمة ال
يمكن البدء بعمليات التعيين واالختيار .
-يساعد على إظهار نقاط الضعف والقوة في نوعية أداء الموارد البشرية وبالتالي في تحديد نوعية
برامج التدريب والتطوير المطلوبة لرفع مستويات أداء العاملين .
-يساعد على تحقيق التكامل والترابط بين مختلف برامج إدارة الموارد البشرية ،ذلك أن تخطيط
6
االحتياجات ال يعمل بمعزل عن تخطيط التدريب مثال ،أو تخطيط األجور واالستقطاب واالختيار .
تعمل اإلدارة للوصول إلى جملة من األهداف الواعية والمدروسة من خالل القيام بعملية التخطيط
السليم للقوى العاملة وهذه األهداف تتمثل فيما يلي :
-الحصول على العدد الالزم والنوع المناسب من الموظفين ألداء العمل في الوقت المناسب والمكان
المناسب .
-مساعدة إدارة المنظمة في تحقيق أهدافها " إنتاجية أكبر بتكلفة أقل " ،وذلك بالحرص على تخفيض
تكاليف العمل من خالل تأكيد التوازن بين العرض من الموارد البشرية والطلب عليها بما يسمح
بتغطية احتياجات المنظمة .
-المحافظة على طاقات العاملين واستثمارها وتعزيز دافعتيهم نحو العمل باألساليب التي تضمن
تقدمهم ونموهم الوظيفي وانتماءهم للمنظمة وإخالصهم لها .
- 6مهدي حسن زويلف ،إدارة الموارد البشرية :مدخل كمي ،دار الفكر للطباعة والنشر ،عمان .2000 ،ص 8
8
-إعداد ميزانية الموارد البشرية سواء في مجال التوظيف ،أو التدريب ،أو الخدمات ،أو إنهاء
الخدمات .
-تحقيق التكامل بين الخطط االستراتيجية للمنظمة وبين استراتيجية إدارة الموارد البشرية وأنشطتها .
كما تتجلي البعض من أهداف التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية فيما يلي :
-التعرف على الوضع القائم للقوى العاملة بصورة تفصيلية تمكن من تحديد المعالم الواقعية لقوى
7
العمل المتاحة .
-التعرف على مصادر القوى العاملة ( سوق العمل ) ودراستها وتقييمها بهدف تحديد أسلوب االستفادة
المثلى منها في تنفيذ خطة القوى العاملة من حيث العدد والنوع .
-التعرف من واقع هذه البيانات والمعلومات المشار إليها على المشاكل التي تحد من االستخدام الرشيد
لقوة العمل الحالية والمتاحة والممكنة في الحاضر والمستقبل .
-محاولة وضع مجموعة من الحلول العملية لكل أو معظم هذه المشاكل في الوقت الحاضر مع
ضرورة الحل التدريجي لما تبقى منها في المستقبل وعدم تكرارها ،مع ضرورة التركيز بصفة خاصة
على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلتي البطالة المقنعة والعجز في بعض فئات العاملين .
-التنبؤ بأعداد ونوعيات القوى العاملة الالزمة خالل فترة زمنية مناسبة في المستقبل ،بحيث يغطي
هذا التنبؤ القوى العاملة الالزمة لإلحالل والتوسعات في األنشطة المختلفة خالل الفترة المحددة ،كأن
تكون خمس سنوات مثال .
-تحديد معالم سياسات وخطط التعيين والتدريب الالزمة لضمان الوصل إلى مستوى التشغيل
االقتصادي السليم والمستقر داخل المؤسسة .
-كما أن التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية يمكن من تحقيق األهداف التالية :
-يؤدي إلى تفهم أهمية العنصر البشري في بناء االستراتيجية وتضمينها داخل هذه االستراتيجية .
- 7مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان .1994 ،ص 10
9
-استقطاب أصحاب الموهبة والخبرة مقدما ما قبل الحاجة الفعلية سواء من المراكز التعليمية
المتخصصة أو من سوق العمل .
-تحسين التخطيط للمسار الوظيفي وأوجه التنمية األخرى للفرد مثل النمو المتتالي لتحقيق القدرة على
8
توسيع أبعاد مدارك القوى العاملة لفترات قادمة طويلة .
-تحليل ومتابعة العالقة بين تكلفة استخدام القوى العاملة والمزايا الناتجة عن استخدامها ،من خالل
وضع مجموعة من المعايير اإلرشادية ،كاألجور وغيرها من المزايا ،معدل دوران العمالة ،التدريب
والنقل وغيرها من النفقات .
وبصفة عامة ،فإن التخطيط الشامل للقوى العاملة على مستوى المؤسسة ،يجب أن يشمل على
الجوانب األساسية التالية :
-دراسة تحليلية لمستوى األداء الحالي ومستويات استغالل القوى العاملة حتى يمكن تحديد المستوى
الفعلي لألداء في مختلف مستويات التنظيم ،ومن ذلك يمكن تقدير المستوى المتوقع إحداثه لألداء
مستقبال وتطور هذا المستوى خالل السنوات القادمة .
-التنبؤ بتحركات المخزون من القوى العاملة ،لمعرفة نمط هذه التحركات وأثرها على المعروض
9
من األفراد في المستقبل البعيد.
-المبحث الثاني :مقومات التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية ،مراحله و العوامل المؤثرة فيه.
-المطلب األول :مقومات التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية:
- 8مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان .1994 ،ص 12
- 9مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان .1994 ،ص 13
10
-أن يكون التنظيم اإلداري واضحp.
و هناك مقومات أخرى البد من توفرها للوصول لتخطيط سليم و صحيح للموارد البشرية يمكن
10
حصرها فيما يلي :
-استقاللية المؤسسة و حريتها في اختيار و تعيين الموارد البشرية ألنه يكون من الصعب على
المؤسسة أن تخطط مواردها البشرية إذا تدخلت الهيئات المركزية في عملها.
-التكامل و االنسجام بين التخطيط الشامل للمؤسسة و التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية بمعنى
آخر البد أن تكون خطط الموارد البشرية جزءا من عملية التخطيط الشامل للمؤسسة.
-اقتناع اإلدارة العليا بالدور الذي يلعبه التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية في تحقيق االستخدام
األمثل للعنصر البشري.
-توفر نظم معلومات إدارية للتخطيط مع تحديث البيانات الموجودة فيها باستمرار.
-أن يكون هناك تزامن بين التخطيط القصير األجل و التخطيط الطويل األجل و ذلك بغرض تكوين
رؤية مستقبلية .
-خطط.
-وضوح جميع اإلدارات داخل المؤسسة.
- 10سمير محمد عبد الوهاب و آخرون ،إدارة الموارد البشرية ،المفاهيم و المجاالت و االتجاهات الحديثة ،مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة ،القاهرة،
.2004ص 4
11
-احترام التشريعات العمالية.
11
-التطورات pالمستقبلية للتكنولوجيا المستخدمة في أنشطة المؤسسة .
تبدأ إدارة الموارد البشرية في هذه المرحلة بإيجاد آليات للتوافق مع االستراتيجية التنظيمية من خالل
تحليل الظروف البيئية الداخلية والخارجية الخاصة بالموارد البشرية ،أي ال بد من تحديد كم ونوع
الموارد البشرية ،وهل هذا الكم يتناسب مع الوظائف الحالية والمستقبلية ،تحديد نقاط القوة
والضعف ،كذلك تحليل البيئة الخارجية ( الفرص والتهديدات ) من حيث توفر الكفاءات الخارجية
وإمكانية استقطابها من قبل المؤسسة ،درجة توفر المنافسين المؤثرين الذين يعتمدون على سياسات
تحفيزية تجذب الكفاءات ،دراسة تأثير التكنولوجيا من خالل درجة االعتماد عليها لتنفيذ العمل ،أيضا
دراسة مدى تأثير القوانين والتشريعات التي و تصدرها الدولة في مجال األعمال بشكل عام والموارد
البشرية بشكل خاص .
ويعتبر الفحص البيئي مطلبا أساسيا للتخطيط االستراتيجي للموارد البشرية ،حيث تقوم إدارة الموارد
البشرية إلى جانب وظيفتي التمويل والتسويق بدور في هذا الفحص البيئي ،ويمثل الفحص البيئي
أهمية كبيرة خاصة في فترات التغيير التكنولوجي السريع والتغيير في بيئة األسواق ،وتركز الجهود
المبذولة في الفحص البيئي على االتجاهات المتوقعة خالل الثالث أو الخمس سنوات القادمة والتي
تغطي التطورات في الخصائص السكانية ،والتقنية الفنية والقضايا االجتماعية واالقتصادية والقانونية
والتشريعية ،وكأمثلة لالتجاهات التي تهم أخصائي الموارد البشرية القائم بالفحص البيئي وهي ردود
أفعال المنافسين تجاه اتفاقيات تحرير التجارة وتأثيرها على مدى توفير العمالة ويمكن لوظيفة إدارة
الموارد البشرية أن تقوم بإسهامات إضافية لالستراتيجية من خالل قيامها باالستخبارات التنافسية
Competitive intelligenceوالتي تزيد من قيمة وظيفة إدارة الموارد البشرية كمصدر هام
للمعلومات ،فمديري الموارد البشرية يتلقون سير ذاتية للعاملين في الشركات المنافسة داخل نفس
الصناعة فإنهم يستطيعون التعرف األفراد الذين يسعون للحراك ،وكذا نوعية المهارات التي يحاول
12
المنافسون استقطابها ،باإلضافة إلى اتجاه المنافسين .
- 11سمير محمد عبد الوهاب و آخرون ،إدارة الموارد البشرية ،المفاهيم و المجاالت و االتجاهات الحديثة ،مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة ،القاهرة،
.2004ص 5
-12حسن ،راوية ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية .2002،ص 12
12
وبغض النظر عن شكل االرتباط والعالقة بين الموارد البشرية وعملية التخطيط االستراتيجي فان
مديري الموارد البشرية ال بد وأن يتنبؤوا بنوعية األفراد الذين تحتاج إليهم المنظمة لدعم
االستراتيجية .
إن كل هذه المعلومات وغيرها الخاصة بالموقف الفعلي للموارد البشرية تعطي صورة واضحة
وحقيقية حول ما تواجهه المؤسسة من عوامل وقوى مؤثرة في خطة الموارد البشرية .
إن عملية التقدير هي المرحلة الثانية من مراحل التخطيط للموارد البشرية بعد تحليل الجانب البيئي
وتحديد الموقف.وفي هذه المرحلة يتم تقدير حاجة المؤسسة من الموارد البشرية كما ونوعا ومن
مختلف التخصصات مع اإلشارة إلى أن عملية التقدير تتم على مستوى كل وحدة إدارية ،ولكل وظيفة
وعمل على حدة وبشكل تفصيلي ،ذلك ألن حجم األعمال في كل منها وكذلك قوة العمل المتاحة فيها
تختلف من وحدة ألخرى وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن عملية تقدير حاجة المؤسسة من الموارد
البشرية نبني على أساس حجم أو رقم األعمال المطلوب إنجازه والمحدد ،وهذا يستدعي بالضرورة
دراسة عبء أو حجم العمل المستقبلي في كل إدارة وقسم لتقدير حاجاتهما من الموارد البشرية لتغطية
13
هذا الحجم ،وذلك باالعتماد على مجموعة من األساليب النوعية والكمية لتقدير االحتياجات وهي :
أي الوظائف الرئاسية التي ستكون موجودة مستقبال في كافة المستويات اإلدارية التي يشتمل عليها
هيكل المنظمة التنظيمي سواء في اإلدارة العليا أو اإلدارة الوسطى أو اإلدارة المباشرة ،وهذه
-13حسن ،راوية ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية .2002،ص 13
13
الوظائف ذات طبيعة ذهنية فكرية أي إنتاجيتها غير ملموسة ،وتتصف عملية الحصر هذه بالبساطة ،
فبمجرد االطالع على الخريطة التنظيمية يمكن حصر عدد الوظائف وتوعياتها في كل مستوى إداري.
يقصد بها الوظائف غير الرئاسية التي يتم بواسطتها تنفيذ األعمال واإلجراءات أي العمل التشغيلي ،
حيث يتجمع معظمها في قاعدة الهرم التنظيمي ،ويتحدد عدد األفراد الالزم وفق كمية العمل المطلوب
انجازه في هذه الوظائف .
تقدير حاجة الوظائف من الموارد البشرية كما ونوعا وتتم هذه العملية كذلك بتقدير الوظائف اإلدارية
من المدراء والرؤساء باإلضافة إلى تقدير حاجة الوظائف غير اإلدارية من الموارد البشرية والتي تتم
بإتباع الخطوات التالية :
ويتم التقدير بالنسبة لكل وظيفة على حدة ،حيث يتم تقدير وحدات العمل ،ثم تحديد المعيار الزمني
الالزم إلنجاز وحدة عمل واحدة .
14
-تحديد عدد األفراد الذين يعملون حاليا في الوظيفة.
-تحديد زمن العمل الفعلي المتاح لألفراد الذين يعملون في الوظيفة عن طريق زمن العمل الرسمي
مطروح منه الوقت الضائع ،ويقصد بالوقت الضائع االستراحات ،الغياب والتأخير عن العمل ،
اإلجازات المرضية المتوقعة ...الخ .
- 14عقيلي عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية ،بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان .2000،ص 4
14
عندما نقارن الزمن المطلوب إلنجاز كمية العمل المقدر للوظيفة في خطوة ( أ ) سع الزمن المتاح فيها
وفق الخطوة ( ب ) نحصل على النتائج الثالثة التالية :
-يوجد نقص في الموارد البشرية وذلك في حالة كون الزمن المطلوب أكبر من الزمن المتاح .
-يوجد فائض في الموارد البشرية وذلك في حالة كون الزمن المطلوب أقل من الزمن المتاح .
-يوجد توازن وذلك في حالة كون الزمن المطلوب يعادل الزمن المتاح .
-3تحديد عرض الموارد البشرية بعد تقدير االحتياجات المستقبلية من الموارد البشرية :
تأتي الخطوة الثالثة وهي تحديد عرض الموارد البشرية بتحليل قوة العمل الحالية وخصائصها لكل
عمل أو وظيفة في كافة إدارات وأقسام المؤسسة من حيث المهارات والمستوى التدريبي ودرجة
االستعداد للعمل ،وكذلك تحديد التغيرات المحتملة في هذه الجوائب مستقبال من خالل إعداد قوائم
تعطي بيانات مفصلة عن كل نوع من الوظائف وخصائصها وعالقة كل واحدة باألخرى والشروط
المطلوبة في شاغلها من حيث المؤهل والتخصص والخبرة وغيرها ،ومن ناحية أخرى معرفة مدى
توافر هذه الشروط في األشخاص الذين يتولون تلك المهام ،األمر الذي يساعد على إعطاء فكرة
مفصلة عن قوة العمل الحالية من حيث النوع والعدد والتخصصات المختلفة ومدى استغالل هذه
القدرات المتاحة لتغطية عملها الكلي ،ومن الجدير بالذكر أن هناك مشكالت أساسية تؤثر على
العرض الداخلي للموارد البشرية ،فيتم احتساب وتقدير هذه الحاالت وفقا إلدارة وتجربتها السابقة مع
15
أخذها بعين االعتبار أية تغييرات بيئية مؤثرة.
تقوم اإلدارة بتحليل المعلومات والتوفيق بين كل من جانبي العرض والطلب ونادرا ما يكون الطلب
المتنبأ به مساويا للعرض ،فعندما يكون العرض الداخلي للموارد البشرية أكبر من االحتياجات نقول
بأن هناك فائضا في الموارد البشرية ،وفي حالة العكس أي أن العرض الداخلي ال يمكن من تلبية
احتياجاتها نقول أن هناك نقصا في الموارد البشرية ،وتمثل كال الوضعيتين عدم التوازن بين العرض
والطلب وهو مشكل يجب معالجته ،ومن بين السياسات التي تعتمد عليها المؤسسات في معالجة
الفائض اآلتي :
- 15عقيلي عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية ،بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان .2000،ص 5
15
-التوقف عن التوظيف الجديد :
حيث ال يعين بدال عن العاملين الذين يحالون على التقاعد أو الذين يموتون أو يصابون بإصابات عجز
دائم ،أومن يفصلون أو يسرحون من العمل ،فعدم التوظيف مع مرور الزمن يمكن المنظمة من
امتصاص الفائض لديها من الموارد البشرية .
ويبقى هذا مجرد رأي ألن الكفاءات التي تفقدها المؤسسة قد يصعب أحيانا أو يستحيل تعويضها إذا ما
تراكمت لديها خبرات ومهارات عالية جدا ويشكل فقدائها خسارة كبيرة .
تلجأ المؤسسات للتخلص من الفائض في الموارد البشرية إلى تشجيع العاملين فيها ممن قارب بلوغ
سن التقاعد إلى تقديم طلب اإلحالة إليه وعن رغبته ،وهي في سبيل ذلك تقدم لهم محفزات متعددة منه
على سبيل المثال دفع مكافآت مالية إضافية ،والشك أن تكلفة هذه المحفزات يجب أن تكون أقل من
تكلفة بقاء الفر لحين بلوغه سن التقاعد .
تقوم بعض المؤسسات كبديل لمعالجة فائضها من الموارد البشرية بتسريح جزء كبير منها بشكل نهائي
واستبدالها بموارد بشرية مؤقتة ،وذلك لتوفير الفرق بين تكلفة استخدام الجزء الدائم المسرح وبين
توظيف البديل عنه من الموارد في حاالت الكساد التجاري القصير والطويل األجل على حد سواء.
أما السياسات التي تعتمد عليها إدارة الموارد البشرية لسد العجز في الموارد البشرية فهـي مثال :
-1العامل االقتصادي:
- 16عقيلي عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية ،بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان .2000،ص 6
16
ويتمثل في إنتاج وتوزيع واستعمال الموارد والناتج الوطني ،ولغرض تلبية حاجيات المستهلك ،تقوم
المؤسسة بإنتاج وتوزيع واستعمال الموارد وكذا السلع والخدمات ،إذا فهي تعتبر نظاما اقتصاديا
فرعيا لنظام أو المحيط االقتصادي وبالتالي فإن مشاركتها في عمل المحيط االقتصادي تعتبر جد قوية
إذ توجه النظام االقتصادي وتخضعه لعدة تأثيرات .
ويشتمل العامل االقتصادي على حالة الرواج والكساد االقتصادي ،ومستوى الدخل الفردي السائدين
في البيئة الخارجية ،فإذا كانت الحالة االقتصادية رواجا ،إذ يتوقع المخطط زيادة الطلب على منتجات
المؤسسة الذي ستواجهه بتوسيع حجم أعمالها وإذا كان الدخل مرتفعا سيحدث نفس األمر ،والعكس
من ذلك صحيح ،ويتضح من ذلك بأن تخطيط الموارد البشرية عمل استراتيجي يسير جنبا إلى جنب
مع استراتيجية المنظمة ،وبما أنه هو المسؤول عن تقدير احتياجات تنفيذ هذه االستراتيجية من
الموارد البشرية فإن توجه هذا التخطيط سيكون وفق توجه استراتيجية المنظمة ،فإذا كانت هذه
االستراتيجية توسعا ،معنى ذلك أنه من المتوقع زيادة حجم أعمالها مستقبال واحتمال حاجتها لموارد
بشرية إضافية ،أما إذا كان توجه استراتيجية المنظمة نحو االنكماش ،سنتوقع عندئذ احتمال وجود
فائض في الموارد البشرية لديها بسبب تقليص حجم أعمالها .
-2العامل القانوني:
ويقصد به مجموعة التشريعات والقوانين pالتي تسنها الدولة لتنظيم استخدام أو تشغيل األيدي العاملة ،
وهذه التشريعات تمتد لتشمل عدد ساعات العمل األسبوعي ،ظروف العمل ،الحدود الدنيا لألجور
التي تدفع للعاملين ،طرق االختيار والتعيين والتقييم ،وأنواع التأمينات االجتماعية والخدمات األخرى
التي تقدم للعاملين وحدودها ودرجة شموليتها ،فلكل من هذه التشريعات تأثيره على سياسة الموارد
البشرية على مستوى المؤسسة .
فالقوانين الحكومية بخصوص شؤون األفراد والعاملين بموجب قانون العمل تنظم عدد أيام العمل
األسبوعية ،كذلك عدد ساعات العمل اليومية ،وهذا ما يؤدي إلى زيادة أو نقصان زمن العمل المتاح
مما ينعكس ذلك على حجم الموارد البشرية التي ترغب المؤسسة في الحصول عليها ،كما أن صدور
القوانين التي تنظم المبادالت التجارية مثل منع استيراد سلعة معينة من الخارج من أجل توفير الحماية
لإلنتاج المحلي ،فيزداد الطلب على هذه السلعة نتيجة عدم وجود منافسة خارجية لها في السوق ،
وزيادة حجم إنتاج المنظمة وأعمالها لتغطية هذه الزيادة يصاحبه حاجة إضافية للموارد البشرية ،إذن
17
فالقوانين والتشريعات الحكومية ذات تأثير في نشاط المؤسسات وحجم أعمالها المستقبلية وبالتالي
17
تخطيط مواردها البشرية .
-3العامل السياسي:
نقصد به الوضع السياسي الذي يسود الدولة ويشمل النظام السياسي السائد ،االستقرار السياسي ،
الوعي والنضج السياسي ،ويؤثر العامل السياسي بأكثر من طريقة على عملية التخطيط االستراتيجي
للموارد البشرية انطالقا من العناصر التالية :
يحدد النظام السياسي الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في االقتصاد ،وبالتالي أهميته وقوته
السياسية ،فالنظام الحر الرأسمالي يعطي للقطاع الخاص الدور الرئيسي في النشاط االقتصادي فيكون
القطاع كبيرا .
أما النظام الشيوعي فيمنع قيام أي قطاع خاص يذكر ،ويسمح النظام االشتراكي بقيام قطاع خاص ،
ولكنه يبقيه صغير وفي أنشطة غير أساسية وهذا ما يؤثر على المؤسسة سواء بتدعيم الفرص المتاحة
لالستثمار أو بتدعيم القيود والتهديدات التي تواجه المؤسسة وهو ما ينعكس على توفر الموارد البشرية
في و سوق العمل وكيفية التخطيط الستقطابها .
األهم من نوع النظام السياسي إلدارة الموارد البشرية هو األطراف التي تملك القوة في المجتمع
وتمارس الضغط السياسي ،ففي األنظمة غير الناضجة تكون القوة مركزة بجهة واحدة ،هذا التركيز
18
غالبا ما يسمح باستغالل الفرد العامل وبالتالي إبقاء أنظمة العمل بدائية.
ويمكن أن نعتبر االستقرار السياسي مؤشرا لمدى النضج السياسي ،فعندما يكون النظام غير ناضج
وتكون هناك جهة واحدة تملك كل عناصر القوة ستسعى األطراف األخرى لمقاومتها وانتزاع هذه القوة
،أما إذا تعددت القوى السياسية كأحزاب ونقابات وجمعيات مهنية وصحافة وغيرها ،وكان لكل منها
- 17نصر الدين عشوي" ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى المؤسسة كنظام ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم
التجارية .2004 ،ص 6
- 18نصر الدين عشوي" ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى المؤسسة كنظام ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم
التجارية .2004 ،ص 8
18
دوره وقوته ،فهذا التوزيع المتوازن للقوى السياسية يساعد في توفير وسائل حماية العاملين وإرغام
أرباب العمل على حماية حقوقهم .
حيث أنه في األنظمة السياسية الناضجة تتعدد الجهات الخارجية التي تمارس الضغط والرقابة وهذه
الجهات تشمل األجهزة القانونية والرقابية الرسمية ،والمنظمات المهنية ،التنظيمات الحزبية
والسياسية ووسائل اإلعالم العامة .
ففي المجتمعات ذات األنظمة الناضجة تلعب النقابات والجمعيات العلمية والمهنية وغرف التجارة
وغيرها دورا رقابيا وضاغطا مهما فهي تتدخل لصالح الموارد البشرية التي تعاني من البطالة وسوء
المعاملة ،كما تنشط لمنع أية تغيرات في األنظمة والقوانين التي قد تنعكس سلبا على مصالحهم مثل
إجراء تسريح العمال.
كذلك فإن األحزاب السياسية تلعب دور التطوير والضغط ،فعندما تحدد أهدافها وبرامج عملها تسعى
لجعلها جذابة لشرائح واسعة ،ويشكل القوى العاملة وكذا البطالون شريحة مهمة تتنافس األحزاب
السياسية على كسب ودها من خالل التعهد بخدمة مصالحها ،وهكذا يصبح التنافس السياسي وسيلة
إلنضاج الوعي والضغط إلنضاج الممارسات .
أما وسائل اإلعالم العامة فتلعب أيضا دورا رقابيا وضاغطا حقيقيا على المؤسسات المختلفة من خالل
إجراء التحقيقات حول آليات التوظيف في مختلف المؤسسات والقطاعات ،فهي تتحول من مجرد
وسائل لإلخبار السياسية والعامة إلى أدوات لتأشير أوجه الخلل والضغط لتصحيحها ،كما تصبح منبرا
19
للمفكرين والمثقفين الذين يعرفون القارئ بما يمكن أن يتوفر له وبالتالي زيادة وعيه .
4العامل االجتماعي:
يتأثر تخطيط القوى العاملة بالعادات والتقاليد والقيم االجتماعية السائدة بالمجتمع ،فيجب معرفة
النظرة إلى العمل في المجتمع ،خاصة بالنسبة لبعض المهن ،فقد نرى إقباال على أعمال ومهن معينة
وتقدير المجتمع للعاملين في هذه المهنة ،بينما ترى نفور من بعض المهن وعدم الرغبة فيها كما أن
عمل المرأة في المجتمع خاصة المجتمعات العربية له نظرة معينة وخاصة لبعض األعمال والمهن ،
- 19نصر الدين عشوي" ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى المؤسسة كنظام ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم
التجارية .2004 ،ص 10
19
وهذا بدوره سيؤثر على المعروض من العمالة وعلى توزيع القوى العاملة وهو بالتالي سيؤثر على
عملية التخطيط االستراتيجي للقوى العاملة بصفة عامة .
ومع تحديث االقتصاد وظهور مشاريع صناعية كبرى تكثر فرص العمل فيفضل األفراد العمل في
هذه المنظمات ويتركون األعمال الخاصة الصغيرة واألسرية ،بل تسود قيم تفضيل العمل في
مؤسسات كبيرة فيصبح طموح المورد البشري هو الحصول على وظيفة في مؤسسة أو شركة كبيرة ،
كذلك فإن شخصية الفرد ودرجة وعيه االجتماعي له دور في عملية التخطيط للموارد البشرية خاصة
مع التقدم االجتماعي وازدياد ثقة الفرد بنفسه وشعوره بأن عليه المطالبة بحقوقه عوضا عن االستعانة
بالوسيط إضافة إلى ذلك فإن االعتماد على الذات في تحديد المستقبل الوظيفي يساعد على اختيار مهنة
تعطيه مكانة اجتماعية نظرا ألن المؤسسة تعتمد على مزايا ونظام ترقيات أفضل وأكثر إنصافا ،
20
تختلف عن الوضعية في مؤسسة أخرى قد ال توفر ذلك .
-5العامل التكنولوجي:
تعمل المؤسسات حاليا في بيئة تتصف بدرجة عالية من التغير التكنولوجي يواجه ضغوطا أكبر في
التعامل مع الفرص والقيود أو التهديدات التي تواجه المنظمات بالمقارنة بحالة المنظمات العاملة في
بيئة ذات خصائص فنية وتكنولوجية تقليدية وبسيطة ومستقرة نسبيا ،وعلية يتعين على المؤسسة أن
تكون على وعي بالخصائص البيئية لعملية التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية من ناحية
وبالخصائص الفنية والتكنولوجية من ناحية أخرى ومتابعة ما يحدث بهما من تغيرات وما ينتج عنهما
من تدعيم للفرص أو القيود أو التهديدات أمام المؤسسة حتى تضع البدائل والخيارات االستراتيجية
المناسبة للتكيف مع هذه التغيرات ومن ثم تحديد السياسات واألساليب التنظيمية واإلدارية المالئمة
للتعامل معها ،فإذا كان توجه المؤسسة إلى استخدام اآللية الكاملة في تنفيذ أعمالها وإتمام اإلجراءات
فيها ،أي أن اآللة ستحل محل اإلنسان في تنفيذ العمل ،فعلى مخطط الموارد البشرية في هذه الحالة
توقع حدوث فائض في اليد العاملة بسبب عدم حاجة المؤسسة إليها ،وظهور حاجة جديدة للعمالة
الماهرة ذات التأهيل العالي القادر على التعامل مع هذه التقنية اآللية ،أما إذا كان توجه المؤسسة إلى
إبقاء المستوى التقني اآللي المستخدم فيها على حاله ،إذ يجب التوقع بأن هيكلة الموارد البشرية في
المنظمة ستبقى على حالها .
-20مصطفى محمود أبو بكر ،المرجع في التفكير االستراتيجي واإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية .2002 ،ص 4
20
-6عامل المنافسة:
تلعب المنافسة في السوق بشقيها المحلية والعالمية تأثيرا قويا في تحديد حجم أعمال
المؤسسات عموما ،فعندما تتوقع المؤسسة منافسة قوية في المستقبل معنى ذلك وجود احتمالية
انخفاض في حجم مبيعاتها ،الذي تقابله عادة بتقليص حجم أعمالها ،لكي ال يحدث لديها فائض في
اإلنتاج ورقم مخزون سلعي عالي ليس بإمكانها تسويقه ،أما إذا كانت المنافسة ضعيفة فالتوقع عندئذ
سيكون زيادة في رقم المبيعات بسبب زيادة الطلب على المنتجات ،مما يدفع المنظمات إلى توسيع
21
حجم إنتاجها وأعمالها المستقبلية من اجل تلبية هذه الزيادة .
-21مصطفى محمود أبو بكر ،المرجع في التفكير االستراتيجي واإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية .2002 ،ص 5
21
خاتمة
يلعب تخطيط الموارد البشرية دورا فعاال ضمن استراتيجية المنظمة من الموارد البشرية في ضوء
حجم أو عبء العمل المطلوب إنجازه والمحدد فيها ،وهذا يستدعي بالضرورة دراسة عبء أو حجم
العمل المستقبلي في كل إدارة وقسم داخل المنظمة ،لتقدير احتياجاتها من الموارد البشرية لتغطية هذا
الحجم ،كذلك يستدعي األمر دراسة قوة العمل المتاحة لمعرفة كمية العمل التي بإمكانها تغطيته من
عبء عملها وقوة العمل المتاحة لمعرفة كمية العمل المطلوب مع ما هو متاح منها ( قوة العمل ) ،
لتحديد فيما إذا كان لدى كل منها فائض أو عجز ،للعمل على معالجته لتحقيق التوازن بين حجم
أعمالها وقوة العمل فيها ،ومن ثم الخروج بخطة استراتيجية تحدد احتياجات المنظمة من الموارد
البشرية من حيث إعدادها وتخصصاتها ونوعياتها ،وبشكل يخدم تحقيق أهداف المنظمة
االستراتيجية .
فالهدف من تخطيط الموارد البشرية هو توفير الموارد البشرية الالزمة إلنجاز حجم العمل المطلوب
في خطة المنظمة االستراتيجية ،بحيث ال يكون هناك فائضا وال عجزا ،وحتى تتسم عملية التخطيط
االستراتيجي للموارد البشرية بالفعالية فإن المسؤولين عن هذه العملية يجب أن يكونوا على علم وفهم
كاملين بكافة أبعاد الخطة االستراتيجية للمنظمة ،وهذا يتطلب بدوره وجود رؤية مستقبلية الستقراء
األحداث المستقبلية ذات التأثير على العنصر البشري ،وأن ينظروا إلى هذه العملية ( تخطيط الموارد
البشرية ) على أنها عملية ديناميكية مستمرة وليست عملية ساكنة ،فالتخطيط الفعال للموارد البشرية
يتيح للمنظمة الوقت الكافي للتعامل مع احتياجاتها من الموارد البشرية وبأكثر مرونة ،وذلك ما
يساعدها على مواجهة عنصر المفاجأة وعدم التأكد والقدرة على االستجابة لتحديات سوق العمل.
إن الشرط األساسي لفعالية إدارة الموارد البشرية في أية مؤسسة هو وجود عالقة إيجابية بين الفرد
المختار و األداء المطلوب و من هنا تظهر أهمية كل من التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية و
تقييم األداء بحيث تهدف عملية التخطيط إلى الحصول على األنواع المناسبة من الموارد البشرية
باألعداد المناسبة ألداء العمل في الوقت المناسب و في المكان المناسب في حين تهدف عملية التقييم
إلى تحديد نقاط القوة و الضعف عند األفراد تمهيدا لتداركها و التغلب عليها مستقبال و بالتالي يعتبر
األداء المحور األساسي الذي تنصب حوله جهود المؤسسة كونه يشكل بامتياز أهم أهدافها ،و لتحقيق
كفاءة األداء البد من وجود تخطيط حيد و تقييم جيد وهو ما يدفع بالمؤسسات إلى اختيار أنسب الطرق
و األساليب المستخدمة في التخطيط و التقييم و التي تتوافق مع حجمها و نوع نشاطها و كذا ثقافتها و
أهدافها .
22
قائمة المراجع
-سماللي يحضيه ،أثر التسيير االستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على الميزة التنافسية
للمؤسسة االقتصادية :مدخل الجودة والمعرفة ،قسم علوم التسيير ،جامعة الجزائر.2004 ،
-جاسم مجيد ،دراسات في اإلدارة العامة ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.2000 ،
-دارم البصام" ،التخطيط للموارد البشرية لماذا وكيف ؟" ،مجلة االقتصاد.1980 ،
-مهدي حسن زويلف ،إدارة الموارد البشرية :مدخل كمي ،دار الفكر للطباعة والنشر ،عمان،
.2000
-مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان .1994 ،
-سمير محمد عبد الوهاب و آخرون ،إدارة الموارد البشرية ،المفاهيم و المجاالت و االتجاهات
الحديثة ،مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة ،القاهرة.2004 ،
-حسن ،راوية ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،
.2002
-عقيلي عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية ،بعد استراتيجي ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،
.2000
-نصر الدين عشوي" ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى المؤسسة كنظام ،جامعة
الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير والعلوم التجارية.2004 ،
-مصطفى محمود أبو بكر ،المرجع في التفكير االستراتيجي واإلدارة االستراتيجية ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية.2002 ،
23
24