‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪:‬ماهية ميزان المدفوعات‬

‫➢المطلب األول‪:‬مفهوم ميزان المدفوعات‬

‫➢ المطلب الثاني‪:‬أهمية ميزان المدفوعات‬

‫➢المطلب الثالث‪:‬مكونات ميزان المدفوعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫➢المطلب األول‪ :‬مفهوم التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫➢المطلب الثاني‪ :‬أنواع ااالختالالت في ميزان المدفوعات‬

‫➢ المطلب الثالث‪ :‬دراسة لميزان مدفوعات الجزائر‬

‫‪2024/2023‬‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

 ‫المقدمة‪:‬‬
‫ميز ان المدفوعات هو أحد المفاهيم االقتصادية الرئيسية التي تهم دراستها وفهمها في‬
‫تسجيًل شامًلا‬
‫ا‬ ‫سياق اقتصاد أي دولة‪ ،‬بما في ذلك الجزائر‪ .‬يُعتبر ميزان المدفوعات‬
‫لجميع الصفقات المالية بين االقتصاد الوطني وبقية العالم خًلل فترة زمنية محددة‪،‬‬
‫ويتألف من مجموعة من العناصر المهمة مثل التجارة الخارجية‪ ،‬والخدمات‪،‬‬
‫واالستثمارات الدولية‪ ،‬وتحويًلت األفراد‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫تحليل ميزان المدفوعات للجزائر يمثل أداة أساسية لفهم وتقييم األداء االقتصادي للبًلد‬
‫على الصعيدين المحلي والدولي‪ .‬من خًلل فحص هذا الموضوع‪ ،‬يمكننا فهم كيفية تفاعل‬
‫االقتصاد الجزائري مع اقتصادات العالم األخرى‪ ،‬ومدى تأثير هذه العًلقات على‬
‫االستقرار االقتصادي والمالي للبًلد‪.‬‬

‫يهدف هذا البحث إلى استكشاف ميزان مدفوعات الجزائر‪ ،‬وتحليل تطوراته وأثرها على‬
‫االقتصاد الجزائري‪ .‬سنقوم بدراسة عوامل تشكيل هذا الميزان‪ ،‬مثل أسعار النفط‪،‬‬
‫والتبادل التجاري مع الشركاء التجاريين‪ ،‬وسياسات الحكومة االقتصادية‪ ،‬وغيرها من‬
‫العوامل الهامة التي تؤثر على توازن ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫سيتم تقديم تحليل شامل للمعطيات االقتصادية المتاحة‪ ،‬مع التركيز على التحديات‬
‫والفرص التي تواجه االقتصاد الجزائري في مجال ميزان المدفوعات‪ ،‬بما في ذلك‬
‫اإلجراءات الًلزمة لتعزيز االستقرار والنمو االقتصادي في المستقبل‪.‬‬

‫ومنه نطرح التساؤل التالي‪:‬ماهو ميزان المدفوعات وماهي مكوناته‬

‫وأنواعه‬

‫‪1‬‬
 ‫المبحث األول‪:‬ماهية ميزان المدفوعات‬

‫المطلب األول‪:‬مفهوم ميزان المدفوعات‬

‫يعرف ميزان المدفوعات على أنه سجل محاسبي منظم لكافة المبادالت االقتصادية التي تمت بين‬
‫المقيمين في دولة ما وغير المقيمين في فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة واحدة ‪ ،‬كما يعرف على‬
‫أنه حساب يجمع تسجيًلت منظمة لكافة المعامًلت بين دولة أو مؤسساتها المحلية مع العالم‬
‫‪1‬‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫وعليه نستخلص أن ميزان المدفوعات ألية دولة ال يخرج عن كونه عبارة عن سجل تسجل فيه كل‬
‫المعامًلت االقتصادية لدولة ما مع العالم الخارجي ‪ ،‬بين المقيمين في تلك الدولة وغير المقيمين خًلل‬
‫‪2‬‬
‫فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬أهمية ميزان المدفوعات‬

‫تعكس بيانات ميزان المدفوعات دالالتها الخاصة التي تعبر عن األحوال االقتصادية للبلد بغض النضر‬
‫عن الفترة الزمنية التي تغطيها دراسة هذه البيانات لذلك فإن تسجيل هذه المعامًلت الدولية في حد ذاتها‬
‫مسألة حيوية ألي اقتصاد وطني وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬يعكس قوة االقتصاد الوطني للدولة ‪ :‬هيكل هذه المعامًلت االقتصادية يعكس قوة االقتصاد الوطني‬
‫وقابليته ودرجة تكيفه مع المتغيرات المؤثرة في االقتصاد الدولي ‪ ،‬ألنه يعكس حجم وهيكل كل من‬
‫الصادرات والواردات‬

‫‪ -‬يظهر القوى المحددة لسعر الصرف ‪ :‬ميزان المدفوعات يعكس قوى طلب وعرض العمًلت األجنبية ‪،‬‬
‫ويبين اثر السياسات االقتصادية على هيكل التجارة الخارجية من حيث حجم ونوع سلع التبادل‪.‬‬

‫ــ يساعد على تخطيط وتوجيه العالقات االقتصادية الخارجية للدولة ‪ :‬يشكل ميزان المدفوعات أداة هامة‬
‫تساعد السلطات العامة على تخطيط وتوجيه العًلقات االقتصادية الخارجية للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬حورية بن طرية ‪ ،‬دراسة تحليلية لميزان المدفوعات الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص تجارة دولية ‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ، 2017 - 2016 ،‬ص‪. 03‬‬
‫‪ 2‬موسى سعيد مطر وآخرون ‪،‬التمويل الدولي ‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط ‪ ، 2008 1 ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪2‬‬
 ‫ــ تقيس الوضع الخارجي للدولة ‪ :‬إن المعامًلت االقتصادية التي تربط الدولة مع العالم الخارجي هي‬
‫نتيجة اندماجه في االقتصاد الخارجي ‪ ،‬فهي بذلك تعكس الوضع الخارجي للدولة "‪.3‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬مكونات ميزان المدفوعات‬

‫ينقسم ميزان المدفوعات إلى قسمين أساسين عموديا وأفقيا‪:4‬‬

‫أوال ‪ /‬عموديا ‪ :‬وينقسم بدوره إلى قسمين هما ‪:‬‬

‫الجانب الدائن ‪ :‬وتسجل فيه كل عملية يترتب عنها دخول العملة األجنبية ‪ ،‬أي أن الصادرات وكل ما من‬
‫شأنه خلق حقوق للدولة قبل المستوردين األجانب أو دخول لرأس المال يقيد في الجانب الدائن‪.‬‬

‫‪ -‬الجانب المدين ‪ :‬وتسجل فيه كل عملية يترتب عنها عملية دفع أو التزام بالدفع للدول األخرى ‪ ،‬أي أن‬
‫الواردات وكل ما من شأنه خروج العملة األجنبية من الدولة إلى الدول األخرى يقيد في الجانب المدين‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬أفقيا ‪ :‬أما أفقيا فهناك العديد من التقسيمات إال أن األكثر اتفاقا هو الذي يقسم ميزان المدفوعات‬
‫إلى ثًلثة أقسام وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الحساب الجاري ‪ :‬يشمل هذا الحساب على جميع المبادالت من السلع والخدمات والذي يتألف من‬
‫عنصرين هما ‪ ،‬الميزان التجاري ‪ ،‬وميزان الخدمات‪: 5‬‬

‫أ ‪ -‬الميزان التجاري ‪ :‬ويتعلق األمر هنا بتجارة السلع أي صادرات السلع ووارداتها خًلل الفترة محل‬
‫الحساب ‪ ،‬أي أنه تسجل فيه التجارة المنظورة ‪ ،‬أي صادرات وواردات السلع ن وتسجل فيه الصادرات‬
‫السلعية دائنة في الميزان التجاري أما الواردات السلعية فتسجل في الجانب المدين حيث يترتب عليها‬
‫خروج نقد أجنبي ‪ .‬كما أن الميزان التجاري يحقق فائضا إذا كانت صادرات السلع أكبر من واردات‬
‫السلع ‪ ،‬ويحقق الميزان التجاري عجزا إذا كانت صادرات السلع أقل من واردات السلع ‪ ،‬ويحقق الميزان‬
‫التجاري توازنا إذا كانت صادرات السلع تساوي واردات السلع ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ميزان الخدمات ‪ :‬حيث تسجل فيه جميع المعامًلت الخدمية ‪ ،‬ويسمى بحساب أو ميزان المعامًلت‬
‫غير المنظورة ‪ ،‬ويسجل فيه صادرات وواردات الخدمات ‪ .‬وتسجل صادرات الخدمات في الجانب الدائن‬

‫‪ 3‬سيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية ‪ ،‬مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬المعمورة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪ 228‬ـ ‪. 230‬‬
‫‪ 4‬الفار إبراهيم محمد ‪ ،‬سعر الصرف بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،1991 ،‬ص‪.84 :‬‬
‫‪ 5‬السيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬التجارة الخارجية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2009 ،‬ص‪.231 :‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪ ،‬ومن أمثلة واردات الخدمات مدفوعات لشركات النقل والمًلحة األجنبية ومدفوعات المواطنين لبًلد‬
‫أجنبية ألغراض التعليم أو البعثات الدبلوماسية والعسكرية ومدفوعات الفوائد على القروض األجنبية‬
‫‪6‬‬
‫وأرباح االستثمارات األجنبية في الداخل‪.‬‬

‫ويسجل في الحساب الجاري أيضا اإليرادات الرأسمالية المحولة من الخارج وأرباح االستثمار‪.‬‬

‫‪ -2‬حساب رأس المال ‪: 7‬‬

‫في هذا الحساب جميع العمليات التي تمثل تغيرا في مراكز الدائنية والمديونية للدولة ألن معامًلت الدولة‬
‫مع الخارج ال تقتصر على تجارة السلع والخدمات فقط ‪ ،‬بل هناك حركات رؤوس األموال التي تنتقل من‬
‫بلد إلى آخر ‪ ،‬والتي تنقسم إلى نوعين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحركات رؤوس األموال طويلة األجل ‪ :‬ويقصد بها تحركات رأس المال من البلد إلى الخارج والعكس‬
‫لمدة تزيد عن سنة مثل االستثمارات المباشرة والقروض طويلة األجل وأقساط بسدادها ‪ .‬وتسجل‬
‫القروض الوطنية للخارج واالستثمار الوطني في الخارج وأقساط سداد القروض األجنبية في الجانب‬
‫المدين من حساب رأس المال حيث يترتب عليها مدفوعات للخارج‬

‫ب ‪ -‬تحركات رؤوس األموال قصير األجل ‪ :‬ويقصد بها التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة‬
‫األجل أي لمدة تقل عن سنة ‪ ،‬وتقيد حركات رؤوس األموال قصيرة األجل للخارج في الجانب المدين أما‬
‫تحركات رؤوس األموال للداخل تسجل في الجانب الدائن وتتم التحركات التلقائية لرؤوس األموال قصيرة‬
‫األجل لعدة أسباب منها ‪:‬‬

‫• الخوف من الظروف االقتصادية والسياسية غير المًلئمة ‪.‬‬

‫• اختًلف مستويات أسعار الفائدة‬
‫• لغرض المضاربة ‪ ،‬فمثًل عندما يتوقع المضاربون ارتفاع سعر عملة ما فإنهم يحولون أموالهم‬
‫للبد صاحب العملة المتوقع ارتفاع قيمتها ثم يبيعون مشترياتهم من العملة إذا ما تحققت توقعاتهم‬
‫والعكس‪.‬‬

‫ج‪-‬حساب التسوية ‪ :‬يتعلق هذا الحساب بصافي االحتياطات الدولية من الذهب النقدي واألصول السائلة ‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫ويتكون هذا الحساب من العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ 6‬السيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.232:‬‬

‫‪ 7‬فليح حسن خلف ‪ ،‬العًلقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر ‪ ،‬مصر ‪ ، 2001 ،‬ص ‪.242 :‬‬
‫‪ 8‬السيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.234‬‬

‫‪4‬‬
 ‫الذهب النقدي لدى السلطات النقدية الودائع بالعمًلت األجنبية التي تحتفظ بها البنوك التجارية الوطنية‬
‫لدى البنوك األجنبية األصول األجنبية قصيرة األجل مثل ‪ :‬أذونات الخزانة األجنبية موارد صندوق النقد‬
‫الدولي ‪.‬‬

‫‪ -3‬حساب السهو والخطأ‪:9‬‬

‫ميزان المدفوعات يشيد كمتطابقة محاسبية كون كل معاملة تكون قد سجلت نظريا مرتين ‪ ،‬وعليه فإن‬
‫المجموع الكلي يكون متساويا ولكن قد يحدث وإن يكون المجموع الدائن ال يساوي المدين نظرا لكون‬
‫مصادر المعلومات المعتمدة تتعدد وتختلف والفرق بينهما يمثل القيمة التي تسجل في حساب السهو‬
‫والخطأ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫أوال‪:‬التوازن في ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫إن الحالة الطبيعية لميزان المدفوعات هي التوازن أي تساوي الجانب المدين فيه مع الجانب الدائن ‪ ،‬لكن‬
‫هناك فرق بين التوازن المحاسبي الواجب تحققه في ميزان المدفوعات بأي حال من األحوال و التوازن‬
‫االقتصادي والذي ليس بالضرورة أن يكون متحققا بتحقق التوازن المحاسبي ‪ .‬ولتوازن ميزان‬

‫المدفوعات نوعين هما كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التوازن المحاسبي ‪ :‬ويطلق عليه أيضا بالتوازن الدفتري ألنه يظهر في الدفاتر المحاسبية ‪ ،‬وميزان‬
‫المدفوعات يكون متوازنا من الناحية الحسابية ألنه طريقة تنظيمه وتسجيل المعامًلت فيه تعتمد أساسا‬
‫على نظام القيد المزدوج ‪ ،‬هذا يعني أن كل معاملة يكون فيها طرفان أحدهما دائن واآلخر مدين أي تنشأ‬
‫حقوق لطرف ( أي دائنية ) ومستحقات على الطرف اآلخر ( أي مديونية)‪.‬‬

‫‪ - 2‬التوازن االقتصادي ‪ :‬إن التوازن االقتصادي لميزان المدفوعات ال يغطي جميع بنود األصول‬
‫وااللتزامات كما هو الحال في التوازن الحسابي ‪ ،‬وإنما يتعلق ببنود معينة في هذه األصول وااللتزامات‬
‫ذات الطبيعة الخاصة ومن هذه الزاوية ‪ ،‬فإن التوازن بالمعنى االقتصادي قد يتحقق وقد ال يتحقق ‪،‬‬
‫ويتحقق التوازن إذا تعادل مفعول القوى بحيث ال يمكن تغييره في أي اتجاه كان ومن هنا فإن التوازن‬

‫‪ 9‬كامل بكري ‪ ،‬االقتصاد الدولي التجارة الدولية والتمويل ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2003 ،‬ص‪298 :‬‬

‫‪5‬‬
 ‫االقتصادي لميزان المدفوعات يتعلق بكيفية تحديد عناصر ميزان المدفوعات التي يمكن اتخاذها كمعيار‬
‫لقياس حالة التوازن االقتصادي من عدمه ‪ .‬ولكي نتعرف على البنود البد من التمييز بين نوعين من‬
‫العمليات تدخل في ميزان المدفوعات ‪ ،‬وذلك بحسب الهدف من إجرائه فالنوع األول يعرف بالعمليات ما‬
‫فوق الخطأ‪ ،‬وهي تلك التي تتم لذاتها بغض النظر عن وضع ميزان المدفوعات‪.10‬‬

‫تتمثل في عمليات الحساب الجاري وحساب رأس المال طويل األجل وحركة رأس المال قصير األجل‬

‫بغرض المضاربة وحساب الذهب لألغراض التجارية فقط‪.‬‬

‫أما النوع الثاني فيعرف بعمليات الموازنة أو العمليات التعويضية العمليات تحت الخط ) وتتم بالنظر إلى‬

‫حالة أو وضع ميزان المدفوعات تتمثل في حركة رأس المال قصير األجل في شكل قروض أوتغيير في‬

‫طبيعة األرصدة األجنبية وفي حركة الذهب لألغراض النقدية ‪ ..‬وعليه يمكن القول أ المعامًلت‬

‫االقتصادية الواقعة فوق الخط تعد مصدر الخلل في ميزان المدفوعات سواء كان في صورة عجز أو‬

‫فائض ‪ ،‬أما المعامًلت الواقعة تحت الخط فإنها تعد بمثابة اإلجراءات التي تتخذها السلطات لمعرفة حالة‬

‫المعامًلت االقتصادية الواقعة فوق الخط من حيث حالة الفائض أو العجز‪.11‬‬

‫ثانيا‪:‬االختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم االختًلل ‪ :‬االختًلل في ميزان المدفوعات يعني زيادة الجانب الدائن عن الجانب المدين في‬

‫ميزان المدفوعات ‪ ،‬وعندما نتكلم عن االختًلل فإننا نقصد حالة الًلتوازن بين مدفوعات ومقبوضات‬

‫الخارجية لقاء المعامًلت المستقلة في الميزان ولديه صورتان ‪ :‬الصورة األولى عجز ميزان المدفوعات‬

‫الذي يعرف بأنه زيادة الجانب المدين على الجانب الدائن في بنود المعامًلت التلقائية أو إنه زيادة‬

‫المديونية على الدائنية على المديونية في بنود المعامًلت التلقائية أو زيادة المديونية على الدائنة في بنود‬

‫‪ 10‬شقيري نوري موسى وآخرون ‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ط‪ ، 1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2012 ،‬ص‪:‬‬
‫‪202‬‬
‫‪ 11‬حسيبة لغرازي ‪ ،‬دور وفعالية السياسة النقدية في التوازن الخارجي ‪ -‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪،‬‬
‫تخصص نقود وبنوك ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2011 - 2010 ، 3‬ص‪78 :‬‬

‫‪6‬‬
 ‫معامًلت التسوية ن وهناك عدة معايير أو مقاييس لقياس مقدار العجز أو الفائض في ميزان‬

‫المدفوعات‪.12‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع ااالختالالت في ميزان المدفوعات‬

‫توجد عدة أنواع من االختًلالت لميزان المدفوعات والتي تختلف باختًلف أسباب حدوثها فقد يكون‬

‫االختًلل ناتج عن سبب واحد أو جملة من األسباب هذا باختًلف الدول والظروف المحيطة بها أو الفترة‬
‫‪13‬‬
‫التي حدث فيها االختًلل ‪ ...‬ومن بين أنواع االختًلالت في ميزان المدفوعات نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬االختالل المؤقت ‪ :‬هو االختًلل الناتج عن مظاهر اقتصادية قصيرة األجل ‪ ،‬ولن تستمر إال لمدة‬

‫محدودة تكون سنة فقط دون تكرارها ‪ ،‬ويزول بزوال األسباب المؤدية ولحدوثه وهو ال يمثل مشكلة كبير‬

‫في المستقبل وال يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة لتصحيحه ألنه ال يمس البنية االقتصادية ومن أهم‬

‫األنواع المدرجة تحته نجد‪:‬‬

‫أ‪ -‬االختالل الموسمي ‪ :‬ويقصد به التقلبات التي تطرأ على ميزان المدفوعات على مدار العام نتيجة‬
‫العوامل الموسمية مما قد يترتب عليه زيادة الصادرات في فترة ثم زيادة الواردات في الفترة التالية‬
‫وتدهور ميزان المدفوعات في النصف الثاني من العام‪.‬‬
‫ب ‪ -‬االختالل العارض ‪ :‬هو االختًلل الناتج عن أسباب غير متوقعة في فترة ما ‪ ،‬كحدوث كوارث‬
‫طبيعية تؤدي إلى إتًلف محاصيل زراعية موجهة للتصدير ‪ ،‬مما يؤدي غلى عجز في الميزان‬
‫التجاري أو تحسن في األحوال الجوية تساعد على تنامي المحاصيل ‪ ،‬وبالتالي تحقيق فائض بزيادة‬
‫الصادرات أو حدوث عجز نتيجة زيادة الواردات من مواد التسلح والمواد الغذائية وانتشار موجة‬
‫التخزين عند نشوب حروب غير متوقعة مع إضافة التعويضات التي تنشأ عنها‪..‬‬
‫‪- 2‬االختالل الدائم ‪ :‬هو االختًلل الذي يستمر وجوده فترات طويلة ‪ ،‬وهو ما يكن أن ينطبق على‬
‫االختًلل الموجود في الدول النامية ‪ ،‬أي االختًلل المرتبط بالبنية االقتصادية أو الهيكل االقتصادية ‪،‬‬
‫وتتطلب مكافحة إجراءات صعبة التحقيق ‪ ،‬وتظهر نتائجها في المدى الطويل ويظهر هذا االختًلل‬
‫نتيجة عامل واحد أو أكثر من العوامل التالية‪:‬‬
‫• التغيرات الدائمة في ظروف العرض والطلب الدوليين على منتجات ما ‪ ،‬وتأثيرها في توزيع‬
‫الموارد‬

‫‪ 12‬فيلح حسن خلف ‪ ،‬التمويل الدولي ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪ ، 2004 ،‬ص ‪121 :‬‬
‫‪ 13‬حنان العروق ‪ ،‬سياسة سعر الصرف والتوازن الخارجي ‪ -‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص بنوك وتأمينات ‪،‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة ‪ ، 2004/2005 ،‬ص ‪.42 :‬‬

‫‪7‬‬
 ‫بين الفروع اإلنتاجية للدولة والتأثير على الهيكل االقتصادي ؛‬ ‫•‬
‫هذه الظروف تؤدي إلى تراجع الطلب على صادراتها ؛‬ ‫•‬
‫قد يعود إلى التغير المستمر في أذواق المستهلكين األجانب ؛‬ ‫•‬
‫انخفاض مستويات اإلنتاج والقدرة التنافسية في دائرة األسواق الدولية مع إضافة تأثير مركز‬ ‫•‬
‫الدائنة والمديونية لهذه الدول‪.‬‬
‫أ‪ -‬االختالل الهيكلي‪ :‬يرتبط هذا النوع من االختًلل لهياكل اإلنتاج والدخل والتوظيف ويظل قائما حتى‬
‫يتم إحداث التغيير الهيكلي في قطاعات االقتصاد وقد يسمى باسم االختًلل المزمن ‪ ،‬والذي يظهر‬
‫نتيجة مجموعة من التقلبات الهيكلية الطويلة األجل ‪ ،‬ومن بين األسباب التي تستدعي ظهوره هي ‪:‬‬
‫• التغيرات التي تصيب هيكل النفقات النسبية المكتسبة التي تؤدي إلى اختًلف المزايا النسبية‬
‫بين الدول ؛‬
‫• تغير هيكل الطلب الخارجي وتحوله إلى بعض السلع على حساب البعض اآلخر ‪.‬‬
‫ب االختالل الدوري ‪:‬‬
‫هو اختًلل ناشئ عن التقلبات الدورية التي تتعرض لها الدول األخذة بنموذج اقتصاد السوق ‪ ،‬وتقوم‬
‫التجارة الدولية بنقل هذه التقلبات من دولة ألخرى ‪ ،‬ففي حالة الرواج يزداد الطلب على الواردات‬
‫وبالتالي يزداد مستوى اإلنتاج والتوظيف ‪ ،‬أما في حالة الكساد فينخفض الطلب على الواردات مما‬
‫يؤثر بدوره على مستوى اإلنتاج والتوظيف ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تفاوت مرونة الصادرات والواردات ‪،‬‬
‫ومن هذه الناحية تتفاوت اآلثار المترتبة على موازين مدفوعات الدول مما يؤدي إلى اختًللها النوع‬
‫األول (المؤقت ) ال يثير أي مشكًلت وال يستدعي القيام بأنه سياسة للتخلص منه كونه يزول بزوال‬
‫التغيرات التي حدثت خًلل الفترة أما النوع الثاني ( الدائم ( فإنه يدعوا إلى اتخاذ إجراءات للحد‬
‫‪14‬‬
‫منه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دراسة لميزان مدفوعات الجزائر ‪2024/2023‬‬

‫األداء العام‪:‬‬

‫ضا كلياا بلغ ‪ 16.8‬مليار دوالر أمريكي خًلل‬ ‫فائض كلي ‪:‬حقق ميزان مدفوعات الجزائر فائ ا‬ ‫•‬
‫السنة المالية ‪2024/2023‬‬
‫ضا بلغ ‪ 13.9‬مليار دوالر‬ ‫حساب المعامالت الجارية ‪:‬سجل حساب المعامًلت الجارية فائ ا‬ ‫•‬
‫أمريكي‪ ،‬مدعو اما بارتفاع صادرات المحروقات‪.‬‬
‫ضا بلغ‬
‫حساب المعامالت الرأسمالية والمالية ‪:‬سجل حساب المعامًلت الرأسمالية والمالية فائ ا‬ ‫•‬
‫‪ 2.9‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬

‫المكونات الرئيسية‪:‬‬

‫‪ 14‬يوسف عبد الباقي ‪ ،‬دور سعر الصرف في تعديل ميزان المدفوعات الدول النامية ‪ -‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬جامعة الجائر ‪ ، 2001 ،‬ص‪36 :‬‬
‫‪ 15‬مقال الكثروني متاح على صفحة وكالة األنباء الجزائرية متاح على الرابط االلكتروني التالي‪:‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/149177-7‬‬

‫‪8‬‬
‫الصادرات ‪:‬ارتفعت صادرات السلع والخدمات بنسبة ‪ %23.5‬لتصل إلى ‪ 65.2‬مليار دوالر‬ ‫•‬
‫أمريكي‪ ،‬مدعومة بارتفاع أسعار النفط والغاز‪.‬‬
‫الواردات ‪:‬ارتفعت الواردات بنسبة ‪ %18.7‬لتصل إلى ‪ 48.3‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬مدعومة‬ ‫•‬
‫بزيادة الطلب على السلع االستهًلكية والرأسمالية‪.‬‬
‫تحويالت العمال ‪:‬بلغت تحويًلت العمال المقيمين في الخارج ‪ 4.2‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫•‬
‫االستثمار األجنبي المباشر ‪:‬بلغ صافي االستثمار األجنبي المباشر ‪ 2.5‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫•‬

‫التوقعات‪:‬‬

‫من المتوقع أن يستمر ميزان مدفوعات الجزائر في تحقيق فائض خًلل السنوات القادمة‪،‬‬ ‫•‬
‫مدعو اما بارتفاع أسعار المحروقات وزيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫من المتوقع أن تساهم اإلصًلحات االقتصادية في تحسين بيئة األعمال وجذب المزيد من‬ ‫•‬
‫االستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫الخاتمة‪:‬‬
‫عنصرا أساسياا‬
‫ا‬ ‫في الختام‪ ،‬يمكننا أن نستنتج أن ميزان مدفوعات الجزائر يمثل‬
‫في تقييم األداء االقتصادي للبًلد على الصعيدين المحلي والدولي‪ .‬على مر‬
‫السنين‪ ،‬شهد الميزان تطورات متنوعة نتيجة التغيرات في األسعار العالمية‪،‬‬
‫والتحوالت في هيكل االقتصاد الجزائري‪ ،‬والتغيرات في السياسات االقتصادية‬
‫المتبعة‪.‬‬
‫رغم التحديات التي تواجه ميزان المدفوعات‪ ،‬مثل تقلبات أسعار النفط وضعف‬
‫القطاعات غير النفطية‪ ،‬إال أن هناك إمكانات كبيرة لتحسين األداء وتعزيز‬
‫االستقرار االقتصادي في الجزائر‪ .‬من خًلل تنويع مصادر الدخل وتعزيز‬
‫التصديرات غير النفطية‪ ،‬وتعزيز االستثمارات في البنية التحتية والصناعات‬
‫استقرارا في ميزان مدفوعاتها‪.‬‬
‫ا‬ ‫األخرى‪ ،‬يمكن للجزائر تحقيق توازن أكثر‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب على الحكومة الجزائرية العمل على تعزيز بيئة‬
‫االستثمار وتحسين البنية التحتية وتعزيز القطاعات غير النفطية من خًلل‬
‫سياسات اقتصادية مستدامة ومنسقة‪ .‬كما ينبغي أن تكون هناك جهود مستمرة‬
‫لتعزيز الشفافية والحوكمة في القطاع المالي وتحسين التخطيط االقتصادي‬
‫لضمان النمو المستدام والمستقر في المستقبل‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫❖ حورية بن طرية ‪ ،‬دراسة تحليلية لميزان المدفوعات الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬تخصص تجارة دولية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪. ، 2017 - 2016 ،‬‬
‫❖ موسى سعيد مطر وآخرون ‪،‬التمويل الدولي ‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط ‪1 ،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫❖ سيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية ‪ ،‬مؤسسة رؤية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬المعمورة ‪ ،‬مصر ‪.2008 ،‬‬
‫❖ الفار إبراهيم محمد ‪ ،‬سعر الصرف بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مصر ‪.1991 ،‬‬
‫❖ السيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬التجارة الخارجية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2009 ،‬‬
‫❖ فليح حسن خلف ‪ ،‬العًلقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر ‪ ،‬مصر ‪.2001 ،‬‬
‫❖ كامل بكري ‪ ،‬االقتصاد الدولي التجارة الدولية والتمويل ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪. 2003‬‬
‫❖ شقيري نوري موسى وآخرون ‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ط‪ ، 1‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2012 ،‬‬
‫❖ حسيبة لغرازي ‪ ،‬دور وفعالية السياسة النقدية في التوازن الخارجي ‪ -‬دراسة حالة الجزائر‬
‫‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص نقود وبنوك ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2010 ، 3‬‬
‫‪. 2011 -‬‬
‫❖ فيلح حسن خلف ‪ ،‬التمويل الدولي ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪،‬‬
‫‪. 2004‬‬
‫❖ حنان العروق ‪ ،‬سياسة سعر الصرف والتوازن الخارجي ‪ -‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير تخصص بنوك وتأمينات ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪. 2004/2005 ،‬‬
‫❖ يوسف عبد الباقي ‪ ،‬دور سعر الصرف في تعديل ميزان المدفوعات الدول النامية ‪ -‬دراسة‬
‫حالة الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة الجائر ‪. 2001 ،‬‬
‫❖ مقال الكثروني متاح على صفحة وكالة األنباء الجزائرية متاح على الرابط االلكتروني‬
‫التالي‪https://www.aps.dz/ar/economie/149177-7 :‬‬

‫‪11‬‬