You are on page 1of 10

‫جامعة أفريقيا للعلوم اإلنسانية والتطبيقية‬

‫دولة ليبيا‬

‫القسم‪ :‬التمويل والمصارف‬

‫اسم المقرر‪ :‬تمويل واستثمار دولي‬

‫بحث بعنوان‪ :‬ميزان المدفوعات‬

‫اسم الطالبة‪ :‬مالك الصديق بيت المال‬

‫رقم القيد‪12113035:‬‬

‫تحت إشراف‪ :‬أ‪ .‬بوعجيلة دخيل‬

‫خريف ‪2023‬‬
‫ميزان المدفوعات‬

‫ميزان المدفوعات هو سجل محاسبي‪ ،‬ومالي ُتدّو ن فيه كافة اإلجراءات االقتصادية المتعلق ة بال دول‪ ،‬ولك ل دول ة من‬
‫دول العالم ميزان مدفوعات خاص به ا‪ ،‬تتعام ل في ه م ع ال دول األخ رى‪ ،‬لتس جيل العملي ات المالي ة ال تي تتم بينهم‪،‬‬
‫ويتكون من ج انبين‪ ،‬األول يس مى (الم دين)‪ :‬وتس جل في ه كاف ة اإلج راءات المالي ة ال تي يتم دفعه ا‪ ،‬والث اني يس مى‬
‫(الدائن)‪ :‬وتسجل فيه كافة اإلجراءات المالية التي يتم تحصيلها‪ ،‬ويعتمد ميزان المدفوعات على تس جيل كاف ة المب الغ‬
‫النقدية التي تدفع سواًء لشراء خدمة‪ ،‬أم سلعة ما‪ ،‬وأيضًا يحتوي على التفاصيل المتعلقة برأس الم ال‪ ،‬والمص روفات‬
‫األخرى‪ ،‬وفي العادة يتم إعداد نظام المدفوعات لسنة مالي ة واح دة‪ ،‬تب دأ في بداي ة الع ام‪ ،‬في األول من ش هر ك انون‬
‫الثاني (يناير)‪ ،‬وتنتهي بنهاية العام‪ ،‬في الحادي والثالثين من شهر كانون األول (ديسمبر)‪.‬‬

‫أهمية ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫لميزان المدفوعات أهمّي ة في تقييم الحالة االقتصادّي ة في دولة ما‪ ،‬بناًء على النقاط التالية‪:‬‬
‫يوّضح االرتباط بين االقتصاد المحلي‪ ،‬واالقتصاد العالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقّد م المساعدة للدول لتحسين وضعها االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يساهم في تقييم التأثيرات االقتصادّية العالمية على اقتصاد الدول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على توقع األسعار الخاصة بالصرف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يوفر بيانات إحصائية عن العمليات المالية الخاصة باقتصاد كل دولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مكّو نات ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫لميزان المدفوعات مجموعة من المكونات‪ ،‬والتي تظهر على شكل حسابات مالية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫العملّي ات الجارية‪:‬‬

‫هو حساب من الحسابات المكّو ن ة لم يزان الم دفوعات‪ ،‬ويحت وي على كاف ة الحس ابات المدين ة‪ ،‬والدائن ة‪ ،‬وال تي يتم‬
‫إعدادها خالل م دة زمني ة معين ة‪ ،‬وتهتم بدراس ة ال دخل‪ ،‬وكمي ات اإلنت اج‪ ،‬ويتك ون حس اب العملي ات الجاري ة‪ ،‬من‬
‫حسابين ثانويين‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫الميزان التجاري‪ :‬هو الحساب الذي يشمل كافة العمليات التجارية‪ ،‬والتي تتوزع على حسابين ثانويين‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الميزان السلعي‪ :‬يحتوي على السلع الصادرة‪ ،‬والواردة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الميزان الخدمي ‪ :‬يحتوي على الخدمات التي تتم بين الدول‪ ،‬مثل‪ :‬خدمات النقل‪ ،‬وتأشيرات العمل‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪1‬‬
‫التحويالت األحادية‪ :‬هو الحساب الذي يشمل العمليات المدينة‪ ،‬والدائنة‪ ،‬ولكن لطرف واح د‪ ،‬أي يس تخدم للدول ة‬ ‫‪‬‬
‫فقط‪ ،‬ومن ثم يتم إنشاء حسابات أحادية أخرى خاصة بباقي الدول التي يتم التعامل معها‪.‬‬

‫رأس المال‪:‬‬

‫هو الحساب الذي يهتم بتسجيل الحركات التي تتم على رأس المال‪ ،‬بين دولة ما والدول األخرى ال تي تتعام ل معه ا‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى ظهور المراكز المدينة‪ ،‬والدائنة الخاصة بالتع امالت المالي ة‪ ،‬ويتك ون حس اب رأس الم ال‪ ،‬من ثالث ة‬
‫حسابات ثانوية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫رأس المال قصير األجل‪ :‬هو الحساب الم الي ال ذي يجم ع كاف ة الحرك ات المالّي ة ح ول األص ول‪ ،‬وااللتزام ات‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة بالمواطنين‪ ،‬وغير المواطنين‪ ،‬وتقّيد في ه الحس ابات ال تي ال تزي د م دتها الزمني ة عن س نة مالي ة‪ ،‬مث ل‪:‬‬
‫القروض البنكية قصيرة األجل‪ ،‬واتفاقيات الدفع الدولّية‪.‬‬
‫رأس المال طويل األجل‪ :‬هو الحساب الم الي ال ذي يجم ع كاف ة الحرك ات المالّي ة ح ول األص ول‪ ،‬وااللتزام ات‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة ب المواطنين‪ ،‬وغ ير المواط نين‪ ،‬وتقّي د في ه الحس ابات ال تي تزي د م دتها الزمني ة عن س نة مالي ة‪ ،‬مث ل‪:‬‬
‫االستثمارات في المحافظ المالية‪ ،‬والقروض التجارّية التي تعتمد على االستيراد‪ ،‬والتصدير‪.‬‬
‫الودائع‪ :‬يحتوي هذا الحساب على الحركات المالّية الخاصة بالودائع بالعمالت األجنبّية‪ ،‬والمحلّية‪ ،‬وتسجيل سعر‬ ‫‪‬‬
‫صرف النقد مقارنة مع أسعار الذهب‪.‬‬

‫التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫التوازن في ميزان المدفوعات ‪ :‬هو حالة تتكافا في ظلها اإليرادات التي تتحصل للدولة عن صادراتها مع المدفوعات‬
‫(النفقات)‪ .‬ومن غير المرجح في عالم غير منتظم أن يغلب دائمًا التوازن الخارجي‪ ،‬فهذا التوازن ق د يتحق ق وق د ال‬
‫يتحقق وسوف يحدث فائض في ميزان المدفوعات أو عجز‪.‬‬

‫العجز‪ :‬هو الحالة التي ال تتكافا في ظلها اإليرادات التي تتحصل عليها الدولة عن صادراتها مع الم دفوعات‪ ،‬وهن اك‬
‫عجز مؤقت يمكن تسويته إن أمكن تغطيته بفائض لدى الدولة في حساب رأس المال‪ .‬وإن االختالل في الت وازن ه و‬
‫استمرار العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬أسباب االختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫توجد أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث هذا الخلل ولعل أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬التقييم الخاطئ لسعر صرف العملة المحلية‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫توجد عالقة وثيقة بين ميزان المدفوعات وسعر صرف العملة للبلد‪ ،‬فإذا كان س عر الص رف لعمل ة بل د م ا أك بر من‬
‫قيمتها الحقيقية‪ ،‬سيؤدي دلك إلى ارتفاع أسعار سلع البلد ذاته من وجهة نظر األجانب مما يؤدي إلى انخف اض الطلب‬
‫الخارجي عليها‪ ،‬ومن ثم سيؤدي ذلك إلى حدوث اختالل في ميزان المدفوعات‪ .‬إما إذا تم تحديد سعر ص رف العمل ة‬
‫بأقل مما يجب أن تكون عليه سيؤدي دلك إلى توسع الصادرات مقابل تقلص الواردات‪ ،‬مما يؤدي أيض ًا إلى ح دوث‬
‫اختالل في الميزان‪ ،‬لذلك هذه االختالالت غالبًا ما ينتج عنها ضغوط تضخمية والتي تس اهم في اس تمرارية االختالل‬
‫في الميزان‪.‬‬

‫‪ .2‬أسباب هيكلية‪:‬‬

‫وهي األسباب المتعلقة بالمؤشرات الهيكلية لالقتصاد الوطني والسيما هيكل التجارة الخارجية ( سواء الص ادرات أو‬
‫الواردات ) ‪ ،‬إضافة إلى قدرتها اإلنتاجية وبأساليب فنية متقدمة ‪ ،‬وهذا ما ينطبق تمامًا على حالة الدول النامي ة ال تي‬
‫يتس م هيك ل ص ادراتها ب التركيز الس لعي ‪ ،‬أي اعتماده ا على س لعة أو س لعتين أساس يتين ( زراعي ة أو معدني ة أو‬
‫بترولي) ‪ ،‬إذ ع ادة م ا تت أثر ه ذه الص ادرات بالعوام ل الخارجي ة المتجس دة في مرون ة الطلب الخ ارجي عليه ا في‬
‫األسواق العالمية كتغير أذواق المستهلكين وانصرافهم عن هذه السلع أو عند حدوث تقدم ف ني في الخ ارج ي ؤدي إلى‬
‫خفض أثمان السلع المماثلة لصادرات هذه الدول في الخارج ‪.‬‬

‫‪ .3‬أسباب دورية‪:‬‬

‫وهي أسباب تتعلق بالتقلبات االقتصادية التي تصيب النظ ام االقتص ادي الرأس مالي ‪ ،‬ففي ف ترات االنكم اش ينخفض‬
‫اإلنتاج والدخول واألثمان وتزداد معدالت البطالة ‪ ،‬فتنكمش الواردات مما قد يؤدي إلى حدوث فائض ‪ ،‬وفي ف ترات‬
‫التضخم يزيد اإلنتاج وترتفع األثمان واألجور والدخول فتقل قدرة البلد على التصدير وتزي د واردات ه مم ا ق د ي ؤدي‬
‫إلى عجز في ميزان المدفوعات ‪ ،‬ويالحظ أن التقلبات ال تبدأ في الوقت نفسه في الدول كافة ‪ ،‬كما تتفاوت ح دتها من‬
‫دولة إلى أخ رى ‪ ،‬وتنتق ل ه ذه التقلب ات الدوري ة عن ال دول ذات ال وزن في االقتص اد الع المي إلى ال دول األخ رى‬
‫( الشركاء التجاريين ) ‪.‬‬

‫‪ .4‬الظروف الطارئة‪:‬‬

‫قد تحصل أسباب عرضية ال يمكن التنبؤ بها وقد تؤدي إلى حدوث اختالل في ميزان مدفوعات البلد كما في حالة‬
‫الكوارث الطبيعية واندالع الحروب والتغير المفاجئ في أذواق المستهلكين محليًا ودوليًا‪ ،‬فهذه الحاالت ستؤثر على‬
‫النقد األجنبي السيما قد يصاحب ذلك تحويالت رأسمالية إلى خارج البلد‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬

‫‪ .5‬أسباب أخرى‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫مث ل انخف اض اإلنتاجي ة في ال دول النامي ة نتيج ة قل ة أدوات اإلنت اج ‪ ،‬ل ذلك تق دم ه ذه ال دول على ب رامج للتنمي ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية يزداد فيها استيرادها من اآلالت والتجهيزات الفنية ومس تلزمات اإلنت اج وغيره ا ‪ ،‬وته دف‬
‫هذه البلدان من هذا إلى رفع مستوى االستثمار الذي غالبًا ما يتجاوز طاقتها من االدخار ‪ ،‬وي ترتب عن ه ذا التف اوت‬
‫بين مستوى االستثمار ومستوى االدخار اتجاه نحو التضخم ‪ ،‬ونتيجة لهذا التضخم ونظرًا لزيادة واردات هذه ال دول‬
‫فإنها تعاني عجزًا دائمًا أو مزمنًا في ميزان دفوعاتها وتمول هذه الواردات بقروض طويلة األجل ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬طرق معالجة االختالل في ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫ولمعالجة االختالل في ميزان المدفوعات هناك طريقتين‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬تعديل السعر والدخل‪:‬‬

‫عن طريق استخدام سياسات نقدية ومالية توسعية أو انكماشية‪ ،‬للتأثير على أس عار الس لع والخ دمات المنتج ة محلي ًا‪،‬‬
‫مقابل منتجات توردها دول أخرى لجعل الصادرات أرخص (أغلى) نسبيًا‪ ،‬والواردات أرخص (أغلى) نس بيًا مقاس ة‬
‫بالعملة األجنبية‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬تعديل أسعار الصرف‪:‬‬

‫وتشمل تخفيض أو زيادة قيمة العملة الخارجية‪ ،‬لجعل أسعار الصادرات أو ال واردات أرخص (أغلى) قياس ًا بالعمل ة‬
‫األجنبية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا انخفض سعر صرف الليرة السورية قياس ًا بال دوالر األم ريكي من (‪ )50‬إلى (‪)70‬‬
‫ف إن ذل ك يس مح للمنتج الس وري‪ ،‬أن يخفض أس عار ص ادراته بنفس النس بة وزي ادة ق درتها التنافس ية في األس واق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫سوق الصرف وسعر الصرف‪:‬‬


‫سوق الصرف‪ :‬هو سوق الصرف األجنبي‪ ،‬والوسط الذي يقوم في ه األف راد والمؤسس ات الخاص ة والعام ة والبن وك‬
‫ببيع وشراء العمالت األجنبية‪.‬‬

‫أما سعر الصرف فيمثل قيم ة العمل ة ب العمالت األجنبي ة ال ذي يتح دد بتفاع ل الع رض والطلب في س وق الص رف‪.‬‬
‫ويمكن أن نعرفه بأنه‪ :‬عدد الوحدات من العملة األجنبية الذي يدفع مقابل وحدة واحدة من العمل ة الوطني ة‪ .‬كم ا يمكن‬
‫أن ُيعرف على أنه‪ :‬عدد الوحدات من العمل ة الوطني ة ال تي ت دفع للحص ول على وح دة واح دة من العمل ة األجنبي ة‪،‬‬
‫فعندما نقول إن سعر ص رف العمل ة األجنبي ة ق د ارتف ع‪ ،‬فه ذا معن اه أن س عر ص رف العمل ة الوطني ة ق د انخفض‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العمليات التي تحدث في سوق الصرف‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬الصرف العاجل والصرف اآلجل‪:‬‬

‫سعر الصرف العاجل أو اآلني‪ :‬هو سعر الصرف الذي يتحدد بس بب عملي ات بي ع وش راء العمالت األجنبي ة في‬
‫السوق في الوقت نفسه‪ ،‬أي في اللحظة الحاضرة‪.‬‬

‫أما سعر الصرف اآلجل‪ :‬فهو السعر الذي يتحدد بسبب عمليات بيع وشراء آجلة أو مستقبلية للعمالت األجنبية‪.‬‬

‫والسؤال هنا‪ :‬لماذا تحدث عمليات بيع وشراء آجلة للعمالت المختلفة؟‬
‫لتسهيل اإلجابة على هذا الس ؤال وتوض يحها يمكن االس تعانة بالمث ال اآلتي‪ :‬لنف ترض أن مس توردًا عراقي ًا اس تورد‬
‫بضائع بقيمة (‪ )50‬ألف دوالر واتفق مع المصدر أن يدفع هذا المبلغ بعد شهرين بالدوالر‪ .‬ثم فكر هذا المستورد أن ه‬
‫خالل هذه المدة الطويلة قد يطرأ ارتفاع في قيمة الدوالر مقابل الدينار العراقي‪ ،‬ومن ثم فإنه يخشى من أنه سيض طر‬
‫الى دفع مبالغ أكبر بالدينار للحصول على (‪ )50‬ألف دوالر بعد شهرين من اآلن‪ ،‬لذا فإنه سيحتاط لهذا االحتمال بأن‬
‫يقوم بشراء (‪ ) 50‬ألف دوالر يستلمها بعد شهرين بسعر صرف يتفق عليه مع الجهة المصرفية التي قد تكون بنكًا أو‬
‫مؤسسة أو أي متعامل آخر‪ ،‬أي أنه يشتري منها (اآلن) المبلغ الذي سيستلمه بعد شهرين وبس عر ص رف يتف ق علي ه‬
‫الطرفان حاليًا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عمليات المراجحة في سوق الصرف‪:‬‬

‫ُيقصد بالمراجحة تحقيق الربح من قبل فئة معينة من المتعاملين في سوق الصرف (الم راجحين) من خالل االس تفادة‬
‫من فروق سعر صرف لعملة معينة في أكثر من سوق‪ ،‬أي شراء العملة في السوق التي يكون فيها سعر صرف ه ذه‬
‫العملة منخفضًا وبيعها في السوق التي يكون فيها سعر الصرف للعملة نفسها مرتفعًا بقصد تحقي ق ربح من الس وقين‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون المراجحة ثالثية أي بين ثالث عمالت في ثالثة أسواق‪ ،‬وكذلك يمكن أن تكون رباعية أي بين أرب ع‬
‫عمالت في أربعة اسواق‪ ،‬وهما كانت درجة نعقد هذه العملي ات‪ ،‬ف إن فكرته ا االساس ية واح دة كم ا أنه ا ال تتض من‬
‫المضاربة أو التعامل بأسعار الصرف مع احتمال تقلبها‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬عمليات المضاربة في سوق الصرف‪:‬‬


‫هي عمليات يقوم بها صنف من المتعاملين في سوق الصرف‪ُ ،‬ت طلق عليهم تسمية المتضاربين‪ ،‬وهم يقومون اس تنادًا‬
‫الى توقعاتهم بشراء العملة التي يتوقعون ارتفاع سعر صرفها في المستقبل‪ ،‬ويبيعون العملة ال تي يتوقع ون انخف اض‬
‫سعر صرفها في المستقبل ويحققون ارباحًا من ذلك إذا صحت توقعاتهم‪ .‬والمضاربة في سوق الصرف على نوعين‪:‬‬

‫المضاربة المؤدية الى االستقرار في سوق الصرف‬ ‫‪.1‬‬


‫‪5‬‬
‫وهي المضاربة التي تسود في حالة سريات الظروف الطبيعية بحيث أن س عر الص رف ال ذي يرتف ع أو ينخفض عن‬
‫المستوى التوازني ال بد أن يعود اليه‪ ،‬ألن المضاربين يتحركون لبيع العملة التي ارتفع سعر ص رفها لس بب ط ارئ‪،‬‬
‫ويقومون بشرائها إذا انخفض سعر صرفها عن مستواه التوازني وهم بهذا يقودون السوق والسعر الى االس تقرار من‬
‫جديد‪.‬‬

‫المضاربة المؤدية الى عدم االستقرار في سوق الصرف‬ ‫‪.2‬‬

‫يسود هذا النوع من المضاربة عندما تغلب حال ة غ ير مألوف ة من التوقع ات ح ول حرك ة س عر الص رف‪ ،‬بحيث أن‬
‫تحرك سعر الص رف بعي دًا عن نقط ة الت وازن‪ ،‬ي ؤدي الى إطالق حرك ة في س وق الص رف ت دفع ه ذا الس عر الى‬
‫االبتعاد أكثر عن السعر التوازني‪ ،‬ففي مثل هذه األحوال عندما ينخفض سعر الصرف يسود لدى المض اربين التوق ع‬
‫بأن هذا السعر سيتبعه مزيد من االنخفاض‪ ،‬لذلك فإنهم يقومون بزيادة بيع ارصدتهم من ه ذه العمل ة – عكس الحال ة‬
‫السابقة – ومن ثم فإن تصرف المضاربين هذا من شأنه أن يدفع سعر صرف العملة الى مزيد من االنخفاض‪.‬‬

‫سعر الصرف في ظل النظم النقدية الدولية‬


‫انواع وترتيبات اسعار الصرف‪:‬‬

‫تتراوح نظم أسعار الصرف التي عرفها العالم بين نظامين متطرفين هما‪ :‬نظام سعر الصرف الثابت تمامًا الذي ك ان‬
‫سائدًا إبان فترة سريان قاعدة الذهب‪ ،‬ونظام سعر الصرف الح ر تمام ًا‪ ،‬أو م ا يع رف بنظ ام س عر الص رف الع ائم‪.‬‬
‫وبصورة عامة يمكن تمييز أنواع من أسعار الصرف التي عرفتها دول العالم‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬

‫سعر الص‪LL‬رف الث‪LL‬ابت تمام‪ًL‬ا‪ :‬ك ان ه ذا النظ ام س ائدًا في ف ترة س ريان قاع دة ال ذهب الدولي ة للم دة (‪– 1850‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،)1914‬وكل عملة فيه كانت معرف ة ب وزن معين من ال ذهب‪ ،‬ل ذا ف إن العالق ة بين ك ل عمل ة م ع غيره ا من‬
‫العمالت تعتمد على ما تحتويه كل واحدة من محت وى ذه بي‪ .‬ويت أرجح س عر الص رف ألي عمل ة في ظ ل ه ذا‬
‫النظام بين حدين يعرفان بحد دخول وخروج الذهب‪ ،‬أي أن سعر العملة ال يمكن أن يرتفع أو ينخفض عن ه ذين‬
‫الحدين‪ ،‬ويتحقق هذا بشكل تلقائي دون تدخل من أي سلطة اقتصادية‪.‬‬
‫سعر الصرف الث‪LL‬ابت م‪LL‬ع وج‪LL‬ود ه‪LL‬وامش مح‪LL‬ددة على ج‪LL‬انبي س‪LL‬عر التع‪LL‬ادل‪ :‬في ظ ل ه ذا النظ ام تعلن الدول ة عن‬ ‫‪‬‬

‫التزامها بسعر صرف ثابت لعملتها مع امكانية حركته داخل حدود محدودة وض يقة ال يتجاوزه ا ك أن تك ون (‪)%5‬‬
‫على جانبي سعر التعادل‪ ،‬وقد سرى هذا النظام على الصعيد الدولي على امتداد سريان نظام بريتن وودز (‪– 1944‬‬
‫‪.)1971‬‬

‫‪6‬‬
‫سعر الصرف الثابت مع وجود هوامش واسعة‪ :‬ويتشابه هذا النظام مع النظام الس ابق‪ ،‬إذ تق وم الدول ة ب االلتزام‬ ‫‪‬‬
‫بسعر التعادل مع تحديد هوامش واسعة لحركته‪ ،‬وقد تك ون ه ذه اله وامش مثًال (‪ )%15 – 10‬أو أك ثر ح ول‬
‫سعر التعادل‪.‬‬
‫القيد الزاحف‪ :‬وبمقتضاه تقوم الدولة بتحديد سعر صرف عملتها ثم تقوم بتعديله بين فترة وأخرى على أساس م ا‬ ‫‪‬‬
‫يحدث من تغيير في مؤشرات معينة كمعدل التضخم ‪/‬أو وضع ميزان المدفوعات ‪/‬أو عجز الموازنة العام ة ‪. . .‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫سعر الصرف الثابت القابل للتع‪LL‬ديل‪ :‬وبمقتض اه تعلن الدول ة س عر ص رف مح دد لعملته ا إال أنه ا تق وم بتغي يره‬ ‫‪‬‬
‫بصورة ارادية بين فترات زمنية مختلفة على وفق مقتضيات وضعها االقتصادي‪.‬‬
‫المرونة المدارة‪ :‬ويقصد بها أن يكون س عر الص رف مرن ًا أص ًال أي ح رًا في الحرك ة‪ ،‬إال أن الس لطة النقدي ة‬ ‫‪‬‬
‫تتدخل لتحديد حركته عندما تظهر تذبذبات أو تحركات غير مالئمة أو مضرة لالقتصاد بدوافع المضاربة مثًال‪.‬‬
‫سعر الصرف الحر (العائم)‪ :‬وبمقتضى هذا النوع يترك سعر الصرف حرًا في الحركة حس ب ظ روف الع رض‬ ‫‪‬‬
‫والطلب وال تتدخل السلطة النقدية في ادارته‪.‬‬

‫مما تقدم‪ ،‬يتضح لنا أن سعر الصرف يمكن أن يتراوح بين نظامين هما‪ :‬نظام س عر ص رف الث ابت وس عر الص رف‬
‫الحر‪ ،‬أما األش كال أو األن واع األخ رى بين ه ذين الن وعين فهي تختل ف فيم ا تتض منه من ص فات المرون ة (حري ة‬
‫الحركة) والثبات‪ ،‬فسعر الصرف الثابت مع الهوامش الضيقة عرفه العالم في ظل نظ ام قاع دة ال ذهب الدولي ة‪ ،‬وفي‬
‫ظل نظام قاعدة الصرف بالذهب‪ ،‬أما اليوم فإن ُمعظم العمالت الرئيسة في العالم (معومة) أي حرة في حركتها‪ ،‬وق د‬
‫تختار الدولة أن تتبع نظام سعر الصرف الخاص بها من بين هذه األنواع المختلفة‪.‬‬

‫نظريات تحديد اسعار الصرف‬


‫لقد قدم الفكر االقتصادي عدة محاوالت لتفسير العوام ل ال تي تق ف وراء تحدي د س عر الص رف عن د مس توى معين‪،‬‬
‫فمنها ما أرجع أسباب تحديد سعر الصرف الى العوامل الحقيقية‪ ،‬ومنها ما عزاها الى العوامل النقدية‪ .‬س نحاول فيم ا‬
‫يأتي التعرف على أبرز نظريتين جاءتا لتوضيح مقومات المستوى األولي لسعر الصرف‪:‬‬

‫نظرية تكافؤ (تعادل) القوة الشرائية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أول من تقدم بهذه النظرية هو االقتصادي السويدي كوستاف كاسل ‪ G.Cassel‬في عش رينات الق رن العش رين ‪،‬‬
‫وال تزال هذه النظرية تحظى حتى يومنا هذا بقبول واسع لدى االقتصاديين في تفسير حركة سعر الص رف ‪ ،‬الس يما‬
‫في فترات االضطراب االقتصادي المصحوب بظهور حاالت التضخم المفرط ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فكرة النظرية‪ :‬تقوم هذه النظرية على فكرة أساسها وجود عالقة بين مستوى االسعار المحلية وسعر صرف العمل ة‪،‬‬
‫بحيث ان حركة س عر الص رف تع بر عم ا يح دث من تغ ير في األس عار المحلي ة بالنس بة الى األس عار العالمي ة (أو‬
‫بالنسبة الى اسعار دولة أخرى) على سبيل المثال لو أن الدوالر األمريكي له ق درة ش رائية على ش راء مجموع ة من‬
‫الس لع‪ ،‬وك ان للباون د االس ترليني ق درة ش رائية على ش راء ض عف كمي ة ه ذه الس لع‪ ،‬فه ذا يع ني أن قيم ة الباون د‬
‫االسترليني هي ضعف قيمة الدوالر األمريكي‪ ،‬أي أن سعر الباوند = ‪ 2‬دوالرين‪.‬‬

‫تقويم النظرية‬

‫على الرغم من القبول الذي حظيت به هذه النظرية ال سيما في تفسيرها لفشل العودة الى نظام قاعدة الذهب‪ ،‬اال انه ا‬
‫تعرضت الى انتقادات كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ .1‬إن هذه النظرية هي أقرب الى البديهية ألنها تعبير رياضي عن قانون الس عر الواح د ال ذي يض من تحقي ق س عر‬
‫واحد لكل السلع إذا ما أزيلت كل الحواجز امام األسواق‪.‬‬

‫‪ .2‬هذه النظرية لم تفسر عوامل تحديد مستوى سعر الصرف فيس سنة األساس وإنما تأخ ذه ك أمر واق ع معطى كم ا‬
‫مر معنا‪.‬‬

‫‪ .3‬إن هذه النظرية تركز على العوامل النقدية في تحديد سعر الصرف‪ ،‬في حين أن هناك عوامل حقيقي ة تق ف وراء‬
‫حركة أسعار الصرف‪ ،‬مثل حركة رؤوس األموال ووضع الميزان التجاري ونسب التبادل التجاري‪ . . . ،‬الخ‪.‬‬

‫نظرية ميزان المدفوعات‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ُيعد سوق الصرف وجهًا آخر لميزان المدفوعات‪ ،‬ومن ثم ف إن وض ع م يزان الم دفوعات وم ا يتض منه من عملي ات‬
‫دائنة ومدينة هو الذي يحدد سعر صرف العملة‪ ،‬فميزان المدفوعات الذي يتجه نحو تحسن وض عه من حيث ال دائنين‬
‫تجاه العالم‪ ،‬يميل سعر صرف عملته نحو االرتفاع تجاه العمالت األخرى والعكس يحصل في حالة العجز‪.‬‬

‫تقويم النظرية‬

‫ُيؤخذ على هذه النظرية إغفال الجوانب اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬من الصعب تصور أن حركة سعر الص رف تت أثر بش كل تلق ائي بم ا يح دث في م يزان الم دفوعات‪ ،‬ألن الدول ة‬
‫تتدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة لتحديد سعر الصرف وادارته‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .2‬إن هناك تأثيرًا متبادًال بين سعر الصرف وميزان المدفوعات‪ ،‬فتارة يكون سعر الص رف ه و المتغ ير الت ابع لم ا‬
‫يحدث في ميزان المدفوعات‪ ،‬وتارة أخرى يكون وض ع م يزان الم دفوعات تابع ًا للتغ يرات ال تي تح دث في م يزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬

‫‪ .3‬هناك انتقاد نظري وتطبيقي لهذه النظرية‪ ،‬وذلك هو أن م يزان الم دفوعات مت وازن دائم ًا من الناحي ة الحس ابية‪،‬‬
‫ومن ثم فإن التحليل يجب أن يقتصر على العمليات المستقلة التي تحدث في الميزان‪ ،‬وهي على نوعين‪ :‬العمليات‬
‫المستقلة الدائنة والعمليات المستقلة المدينة‪ .‬األولى يترتب على حدوثها دخول نقد أجنبي الى البلد مثل الصادرات‬
‫السلعية واستالم الهبات والقروض طويلة األجل‪ .‬والثانية يترتب على حدوثها خروج نق د أجن بي من البالد‪ ،‬مث ل‬
‫االستيرادات ودفع هبات ومنح وتحويالت ودفع قروض طويلة األجل‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like