Professional Documents
Culture Documents
دولة ليبيا
رقم القيد12113035:
خريف 2023
ميزان المدفوعات
ميزان المدفوعات هو سجل محاسبي ،ومالي ُتدّو ن فيه كافة اإلجراءات االقتصادية المتعلق ة بال دول ،ولك ل دول ة من
دول العالم ميزان مدفوعات خاص به ا ،تتعام ل في ه م ع ال دول األخ رى ،لتس جيل العملي ات المالي ة ال تي تتم بينهم،
ويتكون من ج انبين ،األول يس مى (الم دين) :وتس جل في ه كاف ة اإلج راءات المالي ة ال تي يتم دفعه ا ،والث اني يس مى
(الدائن) :وتسجل فيه كافة اإلجراءات المالية التي يتم تحصيلها ،ويعتمد ميزان المدفوعات على تس جيل كاف ة المب الغ
النقدية التي تدفع سواًء لشراء خدمة ،أم سلعة ما ،وأيضًا يحتوي على التفاصيل المتعلقة برأس الم ال ،والمص روفات
األخرى ،وفي العادة يتم إعداد نظام المدفوعات لسنة مالي ة واح دة ،تب دأ في بداي ة الع ام ،في األول من ش هر ك انون
الثاني (يناير) ،وتنتهي بنهاية العام ،في الحادي والثالثين من شهر كانون األول (ديسمبر).
هو حساب من الحسابات المكّو ن ة لم يزان الم دفوعات ،ويحت وي على كاف ة الحس ابات المدين ة ،والدائن ة ،وال تي يتم
إعدادها خالل م دة زمني ة معين ة ،وتهتم بدراس ة ال دخل ،وكمي ات اإلنت اج ،ويتك ون حس اب العملي ات الجاري ة ،من
حسابين ثانويين ،وهما:
الميزان التجاري :هو الحساب الذي يشمل كافة العمليات التجارية ،والتي تتوزع على حسابين ثانويين ،وهما:
الميزان السلعي :يحتوي على السلع الصادرة ،والواردة. o
الميزان الخدمي :يحتوي على الخدمات التي تتم بين الدول ،مثل :خدمات النقل ،وتأشيرات العمل ،وغيرها. o
1
التحويالت األحادية :هو الحساب الذي يشمل العمليات المدينة ،والدائنة ،ولكن لطرف واح د ،أي يس تخدم للدول ة
فقط ،ومن ثم يتم إنشاء حسابات أحادية أخرى خاصة بباقي الدول التي يتم التعامل معها.
رأس المال:
هو الحساب الذي يهتم بتسجيل الحركات التي تتم على رأس المال ،بين دولة ما والدول األخرى ال تي تتعام ل معه ا،
مما يؤدي إلى ظهور المراكز المدينة ،والدائنة الخاصة بالتع امالت المالي ة ،ويتك ون حس اب رأس الم ال ،من ثالث ة
حسابات ثانوية ،وهي:
رأس المال قصير األجل :هو الحساب الم الي ال ذي يجم ع كاف ة الحرك ات المالّي ة ح ول األص ول ،وااللتزام ات
الخاصة بالمواطنين ،وغير المواطنين ،وتقّيد في ه الحس ابات ال تي ال تزي د م دتها الزمني ة عن س نة مالي ة ،مث ل:
القروض البنكية قصيرة األجل ،واتفاقيات الدفع الدولّية.
رأس المال طويل األجل :هو الحساب الم الي ال ذي يجم ع كاف ة الحرك ات المالّي ة ح ول األص ول ،وااللتزام ات
الخاصة ب المواطنين ،وغ ير المواط نين ،وتقّي د في ه الحس ابات ال تي تزي د م دتها الزمني ة عن س نة مالي ة ،مث ل:
االستثمارات في المحافظ المالية ،والقروض التجارّية التي تعتمد على االستيراد ،والتصدير.
الودائع :يحتوي هذا الحساب على الحركات المالّية الخاصة بالودائع بالعمالت األجنبّية ،والمحلّية ،وتسجيل سعر
صرف النقد مقارنة مع أسعار الذهب.
العجز :هو الحالة التي ال تتكافا في ظلها اإليرادات التي تتحصل عليها الدولة عن صادراتها مع الم دفوعات ،وهن اك
عجز مؤقت يمكن تسويته إن أمكن تغطيته بفائض لدى الدولة في حساب رأس المال .وإن االختالل في الت وازن ه و
استمرار العجز في ميزان المدفوعات.
توجد أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث هذا الخلل ولعل أهمها:
.1التقييم الخاطئ لسعر صرف العملة المحلية:
2
توجد عالقة وثيقة بين ميزان المدفوعات وسعر صرف العملة للبلد ،فإذا كان س عر الص رف لعمل ة بل د م ا أك بر من
قيمتها الحقيقية ،سيؤدي دلك إلى ارتفاع أسعار سلع البلد ذاته من وجهة نظر األجانب مما يؤدي إلى انخف اض الطلب
الخارجي عليها ،ومن ثم سيؤدي ذلك إلى حدوث اختالل في ميزان المدفوعات .إما إذا تم تحديد سعر ص رف العمل ة
بأقل مما يجب أن تكون عليه سيؤدي دلك إلى توسع الصادرات مقابل تقلص الواردات ،مما يؤدي أيض ًا إلى ح دوث
اختالل في الميزان ،لذلك هذه االختالالت غالبًا ما ينتج عنها ضغوط تضخمية والتي تس اهم في اس تمرارية االختالل
في الميزان.
.2أسباب هيكلية:
وهي األسباب المتعلقة بالمؤشرات الهيكلية لالقتصاد الوطني والسيما هيكل التجارة الخارجية ( سواء الص ادرات أو
الواردات ) ،إضافة إلى قدرتها اإلنتاجية وبأساليب فنية متقدمة ،وهذا ما ينطبق تمامًا على حالة الدول النامي ة ال تي
يتس م هيك ل ص ادراتها ب التركيز الس لعي ،أي اعتماده ا على س لعة أو س لعتين أساس يتين ( زراعي ة أو معدني ة أو
بترولي) ،إذ ع ادة م ا تت أثر ه ذه الص ادرات بالعوام ل الخارجي ة المتجس دة في مرون ة الطلب الخ ارجي عليه ا في
األسواق العالمية كتغير أذواق المستهلكين وانصرافهم عن هذه السلع أو عند حدوث تقدم ف ني في الخ ارج ي ؤدي إلى
خفض أثمان السلع المماثلة لصادرات هذه الدول في الخارج .
.3أسباب دورية:
وهي أسباب تتعلق بالتقلبات االقتصادية التي تصيب النظ ام االقتص ادي الرأس مالي ،ففي ف ترات االنكم اش ينخفض
اإلنتاج والدخول واألثمان وتزداد معدالت البطالة ،فتنكمش الواردات مما قد يؤدي إلى حدوث فائض ،وفي ف ترات
التضخم يزيد اإلنتاج وترتفع األثمان واألجور والدخول فتقل قدرة البلد على التصدير وتزي د واردات ه مم ا ق د ي ؤدي
إلى عجز في ميزان المدفوعات ،ويالحظ أن التقلبات ال تبدأ في الوقت نفسه في الدول كافة ،كما تتفاوت ح دتها من
دولة إلى أخ رى ،وتنتق ل ه ذه التقلب ات الدوري ة عن ال دول ذات ال وزن في االقتص اد الع المي إلى ال دول األخ رى
( الشركاء التجاريين ) .
.4الظروف الطارئة:
قد تحصل أسباب عرضية ال يمكن التنبؤ بها وقد تؤدي إلى حدوث اختالل في ميزان مدفوعات البلد كما في حالة
الكوارث الطبيعية واندالع الحروب والتغير المفاجئ في أذواق المستهلكين محليًا ودوليًا ،فهذه الحاالت ستؤثر على
النقد األجنبي السيما قد يصاحب ذلك تحويالت رأسمالية إلى خارج البلد ،مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان
المدفوعات.
.5أسباب أخرى:
3
مث ل انخف اض اإلنتاجي ة في ال دول النامي ة نتيج ة قل ة أدوات اإلنت اج ،ل ذلك تق دم ه ذه ال دول على ب رامج للتنمي ة
االقتصادية واالجتماعية يزداد فيها استيرادها من اآلالت والتجهيزات الفنية ومس تلزمات اإلنت اج وغيره ا ،وته دف
هذه البلدان من هذا إلى رفع مستوى االستثمار الذي غالبًا ما يتجاوز طاقتها من االدخار ،وي ترتب عن ه ذا التف اوت
بين مستوى االستثمار ومستوى االدخار اتجاه نحو التضخم ،ونتيجة لهذا التضخم ونظرًا لزيادة واردات هذه ال دول
فإنها تعاني عجزًا دائمًا أو مزمنًا في ميزان دفوعاتها وتمول هذه الواردات بقروض طويلة األجل .
عن طريق استخدام سياسات نقدية ومالية توسعية أو انكماشية ،للتأثير على أس عار الس لع والخ دمات المنتج ة محلي ًا،
مقابل منتجات توردها دول أخرى لجعل الصادرات أرخص (أغلى) نسبيًا ،والواردات أرخص (أغلى) نس بيًا مقاس ة
بالعملة األجنبية.
وتشمل تخفيض أو زيادة قيمة العملة الخارجية ،لجعل أسعار الصادرات أو ال واردات أرخص (أغلى) قياس ًا بالعمل ة
األجنبية ،على سبيل المثال ،إذا انخفض سعر صرف الليرة السورية قياس ًا بال دوالر األم ريكي من ( )50إلى ()70
ف إن ذل ك يس مح للمنتج الس وري ،أن يخفض أس عار ص ادراته بنفس النس بة وزي ادة ق درتها التنافس ية في األس واق
الخارجية.
أما سعر الصرف فيمثل قيم ة العمل ة ب العمالت األجنبي ة ال ذي يتح دد بتفاع ل الع رض والطلب في س وق الص رف.
ويمكن أن نعرفه بأنه :عدد الوحدات من العملة األجنبية الذي يدفع مقابل وحدة واحدة من العمل ة الوطني ة .كم ا يمكن
أن ُيعرف على أنه :عدد الوحدات من العمل ة الوطني ة ال تي ت دفع للحص ول على وح دة واح دة من العمل ة األجنبي ة،
فعندما نقول إن سعر ص رف العمل ة األجنبي ة ق د ارتف ع ،فه ذا معن اه أن س عر ص رف العمل ة الوطني ة ق د انخفض،
والعكس صحيح.
4
العمليات التي تحدث في سوق الصرف:
أوًال :الصرف العاجل والصرف اآلجل:
سعر الصرف العاجل أو اآلني :هو سعر الصرف الذي يتحدد بس بب عملي ات بي ع وش راء العمالت األجنبي ة في
السوق في الوقت نفسه ،أي في اللحظة الحاضرة.
أما سعر الصرف اآلجل :فهو السعر الذي يتحدد بسبب عمليات بيع وشراء آجلة أو مستقبلية للعمالت األجنبية.
والسؤال هنا :لماذا تحدث عمليات بيع وشراء آجلة للعمالت المختلفة؟
لتسهيل اإلجابة على هذا الس ؤال وتوض يحها يمكن االس تعانة بالمث ال اآلتي :لنف ترض أن مس توردًا عراقي ًا اس تورد
بضائع بقيمة ( )50ألف دوالر واتفق مع المصدر أن يدفع هذا المبلغ بعد شهرين بالدوالر .ثم فكر هذا المستورد أن ه
خالل هذه المدة الطويلة قد يطرأ ارتفاع في قيمة الدوالر مقابل الدينار العراقي ،ومن ثم فإنه يخشى من أنه سيض طر
الى دفع مبالغ أكبر بالدينار للحصول على ( )50ألف دوالر بعد شهرين من اآلن ،لذا فإنه سيحتاط لهذا االحتمال بأن
يقوم بشراء ( ) 50ألف دوالر يستلمها بعد شهرين بسعر صرف يتفق عليه مع الجهة المصرفية التي قد تكون بنكًا أو
مؤسسة أو أي متعامل آخر ،أي أنه يشتري منها (اآلن) المبلغ الذي سيستلمه بعد شهرين وبس عر ص رف يتف ق علي ه
الطرفان حاليًا.
ُيقصد بالمراجحة تحقيق الربح من قبل فئة معينة من المتعاملين في سوق الصرف (الم راجحين) من خالل االس تفادة
من فروق سعر صرف لعملة معينة في أكثر من سوق ،أي شراء العملة في السوق التي يكون فيها سعر صرف ه ذه
العملة منخفضًا وبيعها في السوق التي يكون فيها سعر الصرف للعملة نفسها مرتفعًا بقصد تحقي ق ربح من الس وقين.
ويمكن أن تكون المراجحة ثالثية أي بين ثالث عمالت في ثالثة أسواق ،وكذلك يمكن أن تكون رباعية أي بين أرب ع
عمالت في أربعة اسواق ،وهما كانت درجة نعقد هذه العملي ات ،ف إن فكرته ا االساس ية واح دة كم ا أنه ا ال تتض من
المضاربة أو التعامل بأسعار الصرف مع احتمال تقلبها.
يسود هذا النوع من المضاربة عندما تغلب حال ة غ ير مألوف ة من التوقع ات ح ول حرك ة س عر الص رف ،بحيث أن
تحرك سعر الص رف بعي دًا عن نقط ة الت وازن ،ي ؤدي الى إطالق حرك ة في س وق الص رف ت دفع ه ذا الس عر الى
االبتعاد أكثر عن السعر التوازني ،ففي مثل هذه األحوال عندما ينخفض سعر الصرف يسود لدى المض اربين التوق ع
بأن هذا السعر سيتبعه مزيد من االنخفاض ،لذلك فإنهم يقومون بزيادة بيع ارصدتهم من ه ذه العمل ة – عكس الحال ة
السابقة – ومن ثم فإن تصرف المضاربين هذا من شأنه أن يدفع سعر صرف العملة الى مزيد من االنخفاض.
تتراوح نظم أسعار الصرف التي عرفها العالم بين نظامين متطرفين هما :نظام سعر الصرف الثابت تمامًا الذي ك ان
سائدًا إبان فترة سريان قاعدة الذهب ،ونظام سعر الصرف الح ر تمام ًا ،أو م ا يع رف بنظ ام س عر الص رف الع ائم.
وبصورة عامة يمكن تمييز أنواع من أسعار الصرف التي عرفتها دول العالم ،على النحو اآلتي:
سعر الصLLرف الثLLابت تمامًLا :ك ان ه ذا النظ ام س ائدًا في ف ترة س ريان قاع دة ال ذهب الدولي ة للم دة (– 1850
،)1914وكل عملة فيه كانت معرف ة ب وزن معين من ال ذهب ،ل ذا ف إن العالق ة بين ك ل عمل ة م ع غيره ا من
العمالت تعتمد على ما تحتويه كل واحدة من محت وى ذه بي .ويت أرجح س عر الص رف ألي عمل ة في ظ ل ه ذا
النظام بين حدين يعرفان بحد دخول وخروج الذهب ،أي أن سعر العملة ال يمكن أن يرتفع أو ينخفض عن ه ذين
الحدين ،ويتحقق هذا بشكل تلقائي دون تدخل من أي سلطة اقتصادية.
سعر الصرف الثLLابت مLLع وجLLود هLLوامش محLLددة على جLLانبي سLLعر التعLLادل :في ظ ل ه ذا النظ ام تعلن الدول ة عن
التزامها بسعر صرف ثابت لعملتها مع امكانية حركته داخل حدود محدودة وض يقة ال يتجاوزه ا ك أن تك ون ()%5
على جانبي سعر التعادل ،وقد سرى هذا النظام على الصعيد الدولي على امتداد سريان نظام بريتن وودز (– 1944
.)1971
6
سعر الصرف الثابت مع وجود هوامش واسعة :ويتشابه هذا النظام مع النظام الس ابق ،إذ تق وم الدول ة ب االلتزام
بسعر التعادل مع تحديد هوامش واسعة لحركته ،وقد تك ون ه ذه اله وامش مثًال ( )%15 – 10أو أك ثر ح ول
سعر التعادل.
القيد الزاحف :وبمقتضاه تقوم الدولة بتحديد سعر صرف عملتها ثم تقوم بتعديله بين فترة وأخرى على أساس م ا
يحدث من تغيير في مؤشرات معينة كمعدل التضخم /أو وضع ميزان المدفوعات /أو عجز الموازنة العام ة . . .
الخ.
سعر الصرف الثابت القابل للتعLLديل :وبمقتض اه تعلن الدول ة س عر ص رف مح دد لعملته ا إال أنه ا تق وم بتغي يره
بصورة ارادية بين فترات زمنية مختلفة على وفق مقتضيات وضعها االقتصادي.
المرونة المدارة :ويقصد بها أن يكون س عر الص رف مرن ًا أص ًال أي ح رًا في الحرك ة ،إال أن الس لطة النقدي ة
تتدخل لتحديد حركته عندما تظهر تذبذبات أو تحركات غير مالئمة أو مضرة لالقتصاد بدوافع المضاربة مثًال.
سعر الصرف الحر (العائم) :وبمقتضى هذا النوع يترك سعر الصرف حرًا في الحركة حس ب ظ روف الع رض
والطلب وال تتدخل السلطة النقدية في ادارته.
مما تقدم ،يتضح لنا أن سعر الصرف يمكن أن يتراوح بين نظامين هما :نظام س عر ص رف الث ابت وس عر الص رف
الحر ،أما األش كال أو األن واع األخ رى بين ه ذين الن وعين فهي تختل ف فيم ا تتض منه من ص فات المرون ة (حري ة
الحركة) والثبات ،فسعر الصرف الثابت مع الهوامش الضيقة عرفه العالم في ظل نظ ام قاع دة ال ذهب الدولي ة ،وفي
ظل نظام قاعدة الصرف بالذهب ،أما اليوم فإن ُمعظم العمالت الرئيسة في العالم (معومة) أي حرة في حركتها ،وق د
تختار الدولة أن تتبع نظام سعر الصرف الخاص بها من بين هذه األنواع المختلفة.
أول من تقدم بهذه النظرية هو االقتصادي السويدي كوستاف كاسل G.Casselفي عش رينات الق رن العش رين ،
وال تزال هذه النظرية تحظى حتى يومنا هذا بقبول واسع لدى االقتصاديين في تفسير حركة سعر الص رف ،الس يما
في فترات االضطراب االقتصادي المصحوب بظهور حاالت التضخم المفرط .
7
فكرة النظرية :تقوم هذه النظرية على فكرة أساسها وجود عالقة بين مستوى االسعار المحلية وسعر صرف العمل ة،
بحيث ان حركة س عر الص رف تع بر عم ا يح دث من تغ ير في األس عار المحلي ة بالنس بة الى األس عار العالمي ة (أو
بالنسبة الى اسعار دولة أخرى) على سبيل المثال لو أن الدوالر األمريكي له ق درة ش رائية على ش راء مجموع ة من
الس لع ،وك ان للباون د االس ترليني ق درة ش رائية على ش راء ض عف كمي ة ه ذه الس لع ،فه ذا يع ني أن قيم ة الباون د
االسترليني هي ضعف قيمة الدوالر األمريكي ،أي أن سعر الباوند = 2دوالرين.
تقويم النظرية
على الرغم من القبول الذي حظيت به هذه النظرية ال سيما في تفسيرها لفشل العودة الى نظام قاعدة الذهب ،اال انه ا
تعرضت الى انتقادات كثيرة منها:
.1إن هذه النظرية هي أقرب الى البديهية ألنها تعبير رياضي عن قانون الس عر الواح د ال ذي يض من تحقي ق س عر
واحد لكل السلع إذا ما أزيلت كل الحواجز امام األسواق.
.2هذه النظرية لم تفسر عوامل تحديد مستوى سعر الصرف فيس سنة األساس وإنما تأخ ذه ك أمر واق ع معطى كم ا
مر معنا.
.3إن هذه النظرية تركز على العوامل النقدية في تحديد سعر الصرف ،في حين أن هناك عوامل حقيقي ة تق ف وراء
حركة أسعار الصرف ،مثل حركة رؤوس األموال ووضع الميزان التجاري ونسب التبادل التجاري . . . ،الخ.
ُيعد سوق الصرف وجهًا آخر لميزان المدفوعات ،ومن ثم ف إن وض ع م يزان الم دفوعات وم ا يتض منه من عملي ات
دائنة ومدينة هو الذي يحدد سعر صرف العملة ،فميزان المدفوعات الذي يتجه نحو تحسن وض عه من حيث ال دائنين
تجاه العالم ،يميل سعر صرف عملته نحو االرتفاع تجاه العمالت األخرى والعكس يحصل في حالة العجز.
تقويم النظرية
.1من الصعب تصور أن حركة سعر الص رف تت أثر بش كل تلق ائي بم ا يح دث في م يزان الم دفوعات ،ألن الدول ة
تتدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة لتحديد سعر الصرف وادارته.
8
.2إن هناك تأثيرًا متبادًال بين سعر الصرف وميزان المدفوعات ،فتارة يكون سعر الص رف ه و المتغ ير الت ابع لم ا
يحدث في ميزان المدفوعات ،وتارة أخرى يكون وض ع م يزان الم دفوعات تابع ًا للتغ يرات ال تي تح دث في م يزان
المدفوعات.
.3هناك انتقاد نظري وتطبيقي لهذه النظرية ،وذلك هو أن م يزان الم دفوعات مت وازن دائم ًا من الناحي ة الحس ابية،
ومن ثم فإن التحليل يجب أن يقتصر على العمليات المستقلة التي تحدث في الميزان ،وهي على نوعين :العمليات
المستقلة الدائنة والعمليات المستقلة المدينة .األولى يترتب على حدوثها دخول نقد أجنبي الى البلد مثل الصادرات
السلعية واستالم الهبات والقروض طويلة األجل .والثانية يترتب على حدوثها خروج نق د أجن بي من البالد ،مث ل
االستيرادات ودفع هبات ومنح وتحويالت ودفع قروض طويلة األجل.
9