You are on page 1of 13

‫‪ ‬خطة البحث ‪:‬‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية عجز الميزانية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عجز الميزانية‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب عجز الميزانية‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اثار و مخاطر عجز الميزانية‬ ‫‪.3‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع عجز الموازنة العامة للدولة‬ ‫‪.4‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب عالج عجز الميزانية العامة للدولة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تمويل عجز الميزانية العامة بالوسائل التقليدية‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمويل عجز الميزانية بوسائل غير تقليدية‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اقتراحات صندوق النقد الدولي على الدول‬ ‫‪.3‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬العجز الميزاني في الجزائر ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أسباب العجز الميزاني في الجزائر‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تمويل وعالج عجز الموازنة العامة للدولة المعتمدة في‬ ‫‪.2‬‬
‫الجزائر خالل الفترة )‪(2019-2017‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبرارات لجوء الجزائر للتمويل غير التقليدي‬ ‫‪.3‬‬

‫الخاتمة‬
‫المقدمة‬

‫تعد معالجة االختالالت الهيكلية مسألة في غاية االهمية على صعيد االقتصاد‬
‫الكلي ألي دولة‪ ،‬لذلك اهتم االقتصاديون بدراستها وتحليل آثارها على مختلف‬
‫المتغيرات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬فأخذ عجز الموازنة العامة اهتمام الكثير منهم باعتباره سمة‬
‫تكاد تعرفها‬
‫معظم الدول سواء المتقدمة منها أو النامي‪ ,‬و إن التصدي لمشكلة عجز الموازنة‬
‫العامة للدولة يجب أن يحتل مكانا بارزا في أي من برامج لإلصالح االقتصادي‪،‬‬
‫وبخاصة إذا كان هذا العجز قد تحول ألن يصبح اختالال هيكليا وليس عارضا‪ ،‬وذلك‬
‫لما يترتب عليه من آثار غير مرغوبة وخطيرة‪ ،‬فضال على أن حجم هذا العجز‬
‫ونطاقه وطبيعته‪ ،‬يرتبط بدرجة كبيرة بمدى كفاءة الدولة في إدارة المال العام من‬
‫حيث تحصيله و أسلوب تخصيصه لتمويل مختلف مجاالت االنفاق العام‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستدعي ضرورة صياغة برنامج عمل جاد وفعال لعالج هذا العجز‪.‬‬

‫حيث تعاني الجزائر مثلها مثل معظم دول العالم من عجز في موازنتها العامة‬
‫بسبب تباين حجم اإليرادات العامة والنفقات العامة‪ ،‬حيث تكمن األسباب األساسية‬
‫لهذا العجز في الدور المحوري للدولة في بناء وتحريك االقتصاد المحلي‪ ،‬ودعم‬
‫األنشطة المحلية‪،‬األمر الذي أدى إلى ضرورة البحث على آليات لتمويل وعالج هذا‬
‫العجز‪ ،‬وفي هذا اإلطار تعالج هذه الدراسة إشكالية أساسية هي‪:‬‬

‫فماهو عجز الموازنة العامة ؟‬

‫ماهي أهم اآلليــــــــات المعتمدة في تمـــــــويل عجـــــز المـــــوازنة العــــــــامة ‪-‬‬


‫للـــدولة؟‬

‫ماهي أهم اآلليــــــــات المعتمدة في تمـــــــويل عجـــــز المـــــوازنة العــــــــامة ‪-‬‬


‫للـــدولة فـــي الجـــــــــزائر خالل الفترة (‪2017-2019‬؟‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية عجز الميزانية ‪:‬‬


‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬مفهوم عجز الميزانية العامة للدولة‪:‬‬
‫إن عجز الموازنة ظاهرة اقتصادية شائعة تحدث بشكل عام على مستوى‬

‫الدول المختلفة المتقدمة منها والنامية على حد سواء‪ ،‬وقد تعددت تعاريف عجز الموازنة‬

‫وفيما يلي نستعرض بعضا منها‪:‬‬

‫‪-2‬عجز الموازنة العامة للدولة هو" تلك الحالة التي يكون فيها اإلنفاق العام أكبر من‬

‫االيرادات العامة حيث تعجز االيرادات العامة عن تغطية النفقات"‬

‫‪-3‬ويعرف "انعكاس لعدم قدرة االيرادات العامة على تغطية النفقات‪ ،‬أي زيادة النفقات‬

‫العامة على االيرادات العامة"‬

‫‪-4‬ويعرف " عجز الموازنة هو عبارة عن رصيد موازني سالب بحيث نفقات الدولة تكون‬

‫اعلى من ايراداتها"‬

‫‪-5‬ويعرف كذلك " العجز الحكومي يتمثل في زيادة نفقات الدولة عن مواردها الذاتية وأنها‬

‫غير قادرة على أو راغبة في تخفيض االنفاق أو فرض ضرائب إضافية’’‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن تعريف عجز الموازنة بأنه عبارة عن الفرق السالب بين‬

‫االيرادات العامة والنفقات العامة للدولة‪ ،‬كنتيجة لزيادة حجم االنفاق الحكومي على حجم‬

‫االيرادات العامة‪ ،‬أي انه انعكاس لعدم قدرة االيرادات العامة على تغطية النفقات العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب عجز الميزانية ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يرجع حدوث العجز في الموازنة العامة للدولة في الدول النامية بصفة عامة‪ ،‬إلى وجود تباين‬
‫شديد بين معدالت نمو النفقات العامة من ناحية‪ ،‬ومعدالت نمو االيرادات من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪-1-1‬زيادة ا لنفقات العامة‪ :‬من بين األسباب التي تؤدي إلى الزيادة في النفقات العامة ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬اتساع نطاق نشاط القطاع العام‪ :‬تزايد الوزن النسبي لإلنفاق العام االستثماري في‬
‫اجمالي التكوين ال أرسمالي الثابت‪ ،‬ويتعلق الت ازيد بمتطلبات التنمية خاصة في مراحلها‬
‫األولى‪ ،‬والتي تتطلب توجيه قدر كبير من االنفاق االستثماري الى مشروعات البنية‬
‫االساسية وكذلك تدعيم الهيكل الصناعي‪.‬‬
‫‪-‬تدهور القوة الشرائية للنقود‪ :‬يدفع تدهور القوة الشرائية للنقود االنفاق الحكومي نحو‬
‫التزايد‪ ،‬حيث تزيد تكلفة شراء المستلزمات السلعية والخدمية التي تحتاجها الدولة لتأدية‬
‫وظائفها التقليدية‪ ،‬كما انه مع اشتداد الضغوط التضخمية كثيرا ما تضطر الدولة الى‬
‫تقرير عالوة غالء لموظفيها لتعويض االنخفاض الذي يطرأ على دخولهم الحقيقية‪ ،‬كما‬

‫تزيد ايضا مخصصات الدعم السلعي‪ ،‬وترتفع تكلفة االستثمارات العامة‪.‬‬

‫‪-‬زيادة نسبة النفقات العامة الموجهة للخدمات االجتماعية كاإلسكان‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة‬

‫والضمان االجتماعي‪ ،‬استجابة لضغوط الطلب المحلي‪ ،‬والتزايد الكبير في نمو السكان‪.‬‬
‫‪-‬تزايد نمو العمالة الحكومية‪ :‬تتميز العمالة في القطاع الحكومي بتسارع معدالت نموها‬
‫وتزايد نسبتها الى اجمالي حجم التوظيف على مستوى االقتصاد القومي ككل‬
‫حيث ‪:‬‬
‫يؤدي تزايد العمال والموظفين الى زيادة االجور والمرتبات وهذا ما أدى الى النمو‬

‫المتزايد في االنفاق العامة كنتيجة لنمو العمالة الحكومية‪.‬‬

‫‪-‬تزايد اإلنفاق العسكري‪ :‬يعد اإلنفاق العسكري جزء من اإلنفاق العام للدولة تقوم به من‬
‫أجل الحفاظ على أمنها ضد خطر خارجي أو مواجهة خطر واقع لها فعال أو لتسخير‬
‫قوتها العسكرية لتحقيق أهداف توسعية‪ ،‬وال يقتصر على مخصصات األجور‬
‫والمستلزمات السلعية للقوات المسلحة فحسب بل يشمل نفقات صفقات استيراد السالح‬

‫وتكاليف صيانة العتاد‪.‬‬


‫‪-‬تزايد اعباء الدين العام المحلي والخارجي‪ :‬كتفسير للنمو الذي حدث في النفقات العامة‬
‫في غالبية البالد النامية فمن المعلوم أن أعباء خدمة هذا الدين تظهر في الموازنة‬
‫العامة‪ ،‬فالفوائد المستحقة على الديون الداخلية والخارجية تحسب عادة ضمن‬
‫المصروفات الجارية‪ ،‬بينما تظهر مدفوعات أقساط الديون في التحويالت ال أرسمالية‪ ،‬في‬
‫ضوء تفاقم الدين العام الداخلي من جراء طرح المزيد من أذونات الخزينة والسندات‬
‫الحكومية‪ ،‬وفي ضوء اغراق كثير من هذه البلدان في االستدانة الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬اللجوء الى سياسة التمويل بالعجز‪ :‬عودة الدولة الى انتهاج سياسة التمويل بالعجز‬
‫كأداة من أدوات تمويل التنمية‪ ،‬بمعنى ان تلجأ الدولة الى االصدار النقدي الجديد‪،‬‬
‫حيث ينجر عن هذه السياسة زيادة االسعار وارتفاع معدالت التضخم وبالتالي وقوع‬

‫الدولة في عجز الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪-‬اإلنفاق الحكومي المظهري‪ :‬يرجع نمو االنفاق العام في البالد النامية أيضا الى االنفاق‬
‫الحكومي المظهري غير الرشيد الذي يفترس موارد مالية عامة ال يستهان بها على اقامة‬
‫مباني حكومية فاخرة ومطارات ضخمة‪ ،‬واقامة المهرجانات التي تستهلك الماليين دون‬

‫أية نتائج تذكر‪.‬‬

‫‪-‬تفشي حاالت الفساد الحكومي‪ :‬مما يؤدي الى ضياع الكثير من مبالغ االنفاق العام‬
‫وانخفاض كفاءة تنفيذ المشاريع والمبالغ المنفقة بشكل ال يضمن سالمة التنفيذ ودقته‪،‬‬
‫ی ارفق ذلك تردي منظومة القيم االخالقية وانتشار قيم الكسب السريع والسهل مما يؤدي‬

‫الى رفع تكاليف االستثمارات العامة‪.‬‬


‫والى جانب المقومات سالفة الذكر‪ ،‬مارست بعض العوامل الخارجية تأثی ار سالبا‬
‫على تزايد النفقات‪ ،‬مثل االرتفاع شديد الوطأة في اسعار الواردات الضرورية‪ ،‬وبصافة‬
‫خاصة الواردات الغذائية ومواد الطاقة والسلع الوسيطية واالستثمارية‪ ،‬األمر الذي أدى بدوره‬
‫إلى تضخم حجم النفقات العامة المخصصة لمجابهة تمويل الحد األدنى الضروري من تلك‬
‫الواردات‪.‬‬
‫‪ -2‬تراجع االيرادات العامة ‪:‬هنالك مجموعة من االسباب والعوامل التي أدت الى تباطؤ نمو أو‬
‫تدهور االيرادات العامة‪ ،‬والتي نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف الطاقة الضريبية‪ :‬من أهم المقاييس التي وضعها االقتصاديون لقياس الجهد الضريبي‬
‫هي الطاقة الضريبية‪ ،‬ففي أغلب األحيان يقاس الجهد الضريبي بنسبة االی اردات إلى الدخل القومي‪،‬‬
‫وتتسم الدول النامية عامة والجزا ئر بشكل خاص بانخفاض نسبة الحصيلة الضريبية إلى إجمالي الناتج‬
‫الوطني والسبب في ذلك يمكن في انخفاض متوسط دخل الفرد وانخفاض الوعي الضريبي لدى‬
‫المكلفين بالضريبة وتوسع نطاق االقتصاد غير الرسمي‪ ،‬كل هذه األسباب تؤثر بشكل كبير على الجهد‬
‫الضريبي‪.‬‬
‫‪-‬التهرب الضريبي‪ :‬تعتبر ظاهرة التهرب الضريبي ظاهرة عالمية قديمة اقترن وجودها‬
‫بوجود الضريبة‪ ،‬فالتهرب الضريبي يقلص من أهمية النظام الضريبي ويهدد وجوده‪،‬‬
‫ويختلف مستوى التهرب من دولة ألخرى‪ ،‬وازدادت أهمية التهرب الضريبي جراء النمو‬
‫المتسارع للنشاط االقتصادي الموازي وزيادة العجز في الموازنة‪ ،‬فالتهرب الضريبي‬
‫يؤدي إلى إنقاص الحصيلة الضريبية ما يؤثر على الموازنة العامة للدولة ألن الضرائب‬
‫تمثل الجزء الكبير من اإليرادات العامة‪ ،‬وعليه يتضح لنا أن التهرب الضريبي يؤدي‬
‫إلى إنقاص حصيلة اإليرادات العامة ومنه إتباع سياسه ميزانية من شأنها تقليص حجم‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫‪-‬جمود النظام الضريبي‪ :‬يؤدي جمود النظام الضريبي وعدم تطويره وتطويعه لخدمة‬
‫أهداف التنمية‪ ،‬بشكل كبير في اضعاف موارد الدولة السيادية‪ ،‬حيث أنه في كثير من‬

‫االحيان ال تستجيب هذه االنظمة الى زيادة االيرادات مع زيادة الدخل القومي‪.‬‬
‫‪-‬ظاهرة المتأخ ارت المالية المستحقة‪ :‬تؤدي ظاهرة المتأخرات المالية المستحقة إلى‬
‫تدهور الموارد العامة لموازنة الدولة‪ ،‬والسمات الرئيسية لهذه الظاهرة هو التأخر في‬
‫تحصيل الضريبة في مواعيدها المقررة قانونا ويرجع ذلك للكثير من األسباب إضافة إلى‬
‫تقاعس الممولين على دفع ما عليهم من ضرائب و اإلهمال الكبير من العمال المختصين‬
‫بتحصيل الضرائب وضعف اإلمكانيات وكثرة التعقيدات الموجودة في التشريعات‬
‫الضريبية كل هذه األسباب تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة التي تؤثر بدرجة كبيرة على‬

‫أهم إی ارد من إيرادات الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪-‬تدهور االسعار العالمية للمواد الخام‪ :‬من اكثر اسباب عجز الموازنة العامة للدولة‬
‫خطر االنهيار في المعدالت العامة ألسعار النفط دون ما هو متوقع‪ ،‬مما يؤدي الى‬
‫انخفاض مفاجئ في االيرادات النفطية للدول المنتجة والمصدرة للنفط‪ ،‬خصوصا‬
‫بالنسبة للدول التي تسمى بالدول الريعية والتي يعتمد دخلها وناتجها القومي بدرجة كبيرة‬
‫على ايرادات النفط‪.‬‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬اثار و مخاطر عجز الميزانية ‪:‬‬


‫‪-‬زيادة الديون‪:‬‬
‫يقوم عجز الموازنة بزيادة الديون المتراكمة على الحكومات‪ ،‬فعندما تنفق الحكومة أكثر مما تحصل‬
‫عليه فإنَّه يتوجب عليها دفع هذه النفقات‪ ،‬وفي حال لم يكن لديها فوائض من السنوات السابقة فإنَّه‬
‫يجب عليها دفعها من خالل الديون‪ ،‬حيث تقترض الحكومات األموال من خالل إصدار سندات‬
‫للمستثمرين من القطاع الخاص‪ ،‬وبموجبها تقوم الحكومات باقتراض األموال من القطاع الخاص‬
‫والبنوك وصناديق التأمين وما إلى ذلك‪.‬‬

‫‪-‬زيادة معدل الفائدة‪:‬‬


‫نظرا لزيادة الديون على الدولة واالقتراض الذي تقوم به‬
‫من الطبيعي أن تحدث زيادة لمعدالت الفائدة ً‬
‫فمثال لتستطيع الحكومات جذب المزيد من األشخاص الذين يمكنهم إقراضها عليها‬ ‫ً‬ ‫من القطاع الخاص‪،‬‬
‫زيادة نسبة الفائدة التي ترغب بدفعها على المبلغ المقترض‪ ،‬بحيث إن رفعت الحكومة نسبة الفائدة‬
‫على القرض المراد أخذه من ‪ %2‬إلى ‪ %3‬سيزيد عدد األشخاص الذين يرغبون بإقراضها‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر فإنَّه كلما زاد العجز ستزيد الحاجة إلى االقتراض‪ ،‬وكلما اقترضت زادت نسبة الفائدة التي يتعين‬
‫على الحكومة دفعها‪ ،‬وكلما زادت نسبة الفائدة زادت الديون والعجز‪ ،‬فيمكن اعتبار ذلك حلقة مغلقة‬
‫تجعلك تسير بنفس المسار‪.‬‬

‫‪-‬حدوث نمو اقتصادي قصير المدى‪:‬‬

‫تعاني الحكومات أحيانًا من الركود فتقوم خالل هذه الفترات بتحفيز الطلب الكل ّ‬
‫ي‪ ،‬فعندما يحدث الركود‬
‫يفقد بعض الناس أعمالهم وآمالهم وبالتالي سيصبح لديهم أموال أقل إلنفاقها‪ ،‬حينها تقوم الحكومات‬
‫اقتصادي كبير‪ ،‬ففي هذه النقطة تهدف‬
‫ّ‬ ‫ي من أجل عدم حدوث انكماش‬ ‫بالتدخل وخلق طلب وهم ّ‬
‫الحكومات إلى تقليل اآلثار السلبية للركود‪ ،‬وعند قيام الحكومات باإلنفاق أكثر ستصبح بحاجة إلى‬
‫االقتصادي على المدى‬
‫ّ‬ ‫اقتراض أموال أكثر من القطاع الخاص‪ ،‬ومن الممكن أن يؤثر ذلك على النمو‬
‫البعيد‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر العجز في الميزانية ‪:‬‬


‫‪-‬وقوع الدولة في حالة التضخم‪ :‬عند زيادة النفقات الدولة عن إيراداتها تتجه الدولة إلى تغطية العجز‬
‫باللجوء إلى مؤسسة اإلصدار النقدي وطبع كميات إضافية من األوراق النقدية فتزداد الكتلة النقدية‬
‫المتداولة فيرتفع حجم الطلب الكلي مع بقاء العرض ثابتا‪ ً،‬فترجع األسعار ويحصل التضخم‬
‫وتنخفض قيمة العملة‬

‫‪-‬إن وجود العجز في الموازنة سيدفع الدولة إلى االقتراض‬


‫‪-‬إن وجود العجز في الموازنة العامة قد يؤدي إلى االقتراض لتغطية هذا العجز الذي سيترتب عليه‬
‫وجود نفقات إضافية في موازنات السنوات القادمة لسداد أقساط القروض وفوائدها؛‬
‫‪ -‬إن وجود العجز في الموازنة العامة يؤدي إلى تقليل االستثمار الخاص وزيادة االستهالك العام‪.‬‬

‫‪ .4‬المطلب الرابع‪ :‬أنواع عجز الموازنة العامة للدولة ‪:‬‬


‫لعجز الموازنة أشكال متنوعة ومختلفة‪ ،‬يمكن التمييز بينها كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬العجز الجاري‪:‬‬
‫يتمثل العجز الجاري في زيادة النفقات الجارية على اإليرادات الجارية‪ ،‬أي أنه ينحصر في الموازنة‬
‫العامة الجارية‪.‬‬
‫‪ -‬العجز األساسي ‪ :‬يستند هذا المفهوم على استبعاد دفع فوائد الديون المستحقة‪ ،‬ألن هذه الديون‬
‫في الواقع عبارة عن عمليات تمت في فترات سابقة بمعنى أن الفوائد عليها ال تتعلق بالفترة الحالية‪.‬‬
‫‪ -‬العجز التشغيلي ‪ :‬ويسمى أيضا بالعجز المصحح للتضخم ألنه يقيس العجز في ظروف التضخم‪،‬‬
‫ويتمثل هذا العجز في متطلبات اقتراض الدولة ناقصا الجزء الذي دفع كفوائد لتعويض الدائنين(الدولة)‬
‫عن الخسارة التي لحقت بهم نتيجة للتضخم‪.‬‬
‫‪-‬العجز الشامل ‪ :‬ويعرف أيضا بالتقليدي أو الشائع للعجز المالي‪ ،‬وهو يقيس الفرق بين إجمالي‬
‫النفقات الحكومية متضمنة مدفوعات الفوائد‪ ،‬ولكن غير مشتملة على المدفوعات أصل الديون الحكومية‪،‬‬
‫وبين اإليرادات الحكومية متضمنة اإليرادات الضريبية وغير الضريبية مشتملة على القروض‪.‬‬
‫‪ -‬العجز الهيكلي ‪ :‬هذا النوع من العجز ليس راجعا إلى الدورة التجارية بقدر ما يرجع بالدرجة‬
‫األولى إلى هيكل ومكونات ال موازنة ذاتها‪ ،‬والتي تؤدي في النهاية إلى زيادة العجز الفعلي عن العجز‬
‫المقدر في الموازنة‪ ،‬وذلك يسبب تزايد حجم النفقات عن اإليرادات‪ ،‬وعدم نجاح الحكومة في ترشيد‬
‫النفقات العامة وعجزها عن تنمية الموارد المالية من خالل زيادة القاعدة الضريبية والقضاء على معدالت‬
‫التهرب‪.‬‬
‫‪-‬الدين العام ‪ :‬ويقترب هذا المفهوم بشكل واضح من المعنى القاموسي لإلنفاق السالب‪ ،‬أي إنفاق‬
‫اإليرادات التي تم ّف هذا النوع من عر ُ جمعها من خالل االقتراض‪ ،‬وي العجز على أنه الفرق بين اإلنفاق‬
‫الجاري وصافي امتالك األصول الرأسمالية المادية وصافي امتالك األصول المالية من جهة‪ ،‬واإليرادات‬
‫الضريبية وغير الضريبية من جهة أخرى‪ ،‬و يقيس العجز في هذه الحالة صافي االقتراض الحكومي معدال‬
‫بالتغيرات في الحيازة من النقود‪ ،‬وبما أن هذه عادة ما تكون صغيرة فإن الموازنة تكون متوازنة إذا كان‬
‫صافي االقتراض يساوي الصفر‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أساليب عالج عجز الميزانية العامة للدولة ‪:‬‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬تمويل عجز الميزانية العامة بالوسائل التقليدية‪:‬‬
‫‪-1‬التمويل المحلي ‪ :‬يمكن للدولة تمويل عجز الموازنة عن طريق مصادر التمويل المحلي سواء عن‬
‫طريق االقتراض من الجمهور أو المؤسسات المصرفية ويمكن التفرقة بين ثالثة أنواع من االقتراض‬
‫المحلي‪:‬‬
‫‪-‬االقتراض من المصرف المركزي ‪ :‬ليس لالقتراض من البنك المركزي تأثير انكماشي مباشر على‬
‫الطلب الكلي‪ ،‬ألن البنك المركزي ليس مضطر لتخفيض االئتمان الممنوح لبعض القطاعات حتى‬
‫يقوم بتوسيع االئتمان المقدم للحكومة‪ ،‬وبالتالي فإن اإلنفاق المحلي المصحوب باالقتراض من البنك‬
‫المركزي له أثر توسعي على الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪-‬االقتراض من البنوك التجارية‪:‬تأتي هذه الطريقة من التمويل عن طريق بيع سندات الدين العمومي‬
‫التي تصدرها الخزينة العمومية للبنوك التجارية‪ ،‬عندما يكون البنك التجاري احتياطات زائدة فلن يكون‬
‫لهذا النوع من التمويل آثار على الطلب الكلي‪ ،‬ويكون اإلنفاق الحكومي الممول من هذا االقتراض آثار‬
‫توسعية شبيهة باإلنفاق الممول من البنك المركزي‪ ،‬أما إذا لم يكن لدى البنوك التجارية احتياطات زائدة‬
‫فإن اقتراض الحكومة من البنوك التجارية سيكون على حساب االئتمان الممنوح للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬االقتراض من القطاع الخاص خارج نطاق البنوك‪ :‬يتم هذا النوع من التمويل عن طريق بيع سندات‬
‫الدين العمومي للقطاع الخاص‪ ،‬أي تحويل األموال من األفراد إلى الدولة من أجل تغطية العجز‪ ،‬وتؤثر‬
‫هذه الطريقة على الكتلة النقدية وعلى السيولة لدى المصارف‪.‬‬
‫‪ -2‬التمويل الخارجي ‪ :‬يكون مصدره خارج الدولة ويأخذ شكل المنح لدعم الموازنة الجارية‬
‫والمعونات الخارجية لتمويل الموازنة التطويرية‪ ،‬وليست المعونات الخارجية كلها منح‪ ،‬حيث لها قسم‬
‫آخر في صورة قروض ميسر ة وتتميز هذه القروض بانخفاض أسعار الفائدة وطول فترة السماح وطول‬
‫آجال استحقاقها‪.‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬تمويل عجز الموازنة بوسائل غير تقليدية( التمويل بالعجز أو ما يعرف بالتمويل‬
‫التضخمي)‪:‬‬

‫تقوم الدولة التي تعاني من عجز في ميزانيتها العامة في بعض األحيان إلى اللجوء إلصدار كمية‬
‫جديدة من النقود بدون تغطية‪ ،‬وهذا ما يعرف بالتضخم المالي أو "التضخم االقتصادي" والذي مفاده‬
‫أن الزيادة التي تحدث في كمية النقود بيد العناصر االقتصادية ينجم عنها زيادة إقبال هذه األخيرة‬
‫على شراء السلع وا لخدمات بطريقة مفاجئة‪ ،‬مما يؤ دي إلى ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض القيمة‬
‫الحقيقية للنقود‪.‬‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬اهداف و اقتراحات صندوق النقد الدولي على الدول ‪:‬‬

‫يساعد صندوق النقد الدولي البلدان عن طريق الدعم المالي وطرق أخرى‪ .‬ومن خالل برنامجه‬
‫الرقابي‪ ،‬يستطيع الصندوق القيام بمتابعة مستمرة للسياسات االقتصادية والمالية للبلدان األعضاء‪.‬‬
‫وتركز المناقشات مع سلطات البلدان األعضاء على تأثير السياسات االقتصادية على االستقرار‬
‫والنمو‪ ،‬والتدابير المطلوبة على مستوى السياسات‪ .‬وتركز أنشطة بناء القدرات عادة على تعزيز‬
‫اإليرادات المحلية‪ ،‬وإدارة المالية العامة والسياسة النقدية‪ ،‬وتنظيم النظام المالي‪ ،‬وتطوير النظم‬
‫اإلحصائية‪ .‬وتساعد أنشطة بناء القدرات البلدان األعضاء في الصندوق على تصميم سياسات‬
‫سليمة وتطبيقها‪ ،‬وعلى التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها األمم المتحدة ‪ .‬و‬
‫يعمل الصندوق أيضا على ‪:‬‬
‫تعزيز التعاون النقدي الدولي‪ ،‬وتشجيع التوسع التجاري والنمو االقتصادي‪ ،‬وتثبيط السياسات التي‬
‫من شأنها اإلضرار بالرخاء‪ .‬ولتحقيق هذه المهمات الثالث‪ ،‬تعمل البلدان األعضاء في الصندوق‬
‫على أساس تعاوني فيما بينها ومع الهيئات الدولية األخرى لتحسين حياة المواطنين‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬العجز الميزاني في الجزائر ‪:‬‬


‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬أسباب العجز الميزاني في الجزائر ‪:‬‬
‫‪ -‬اعﺘماد الﺠﺰائﺮ على سﻴاسة إنفاقﻴة تﻮسعﻴة‪ ،‬مﺒﻨﻴة على سﻴاسة الﺘﺨﻄﻴﻂ‪.‬‬
‫‪ -‬انﺘﺸـار ﻇاهـﺮة الفﺴـاد وتﺒﺬيـﺮ اﳌـال العـام‬
‫‪ -‬اعﺘـامد الﺠﺰائـﺮ ﰲ إعﺪادهـا لقانـﻮن اﳌالﻴة عـلى سـعﺮ مﺮجعـي ألسـعار الﺒـﱰول ‪ 37‬دوالر‬
‫للﱪمﻴـﻞ‬

‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬آليات تمويل وعالج عجز الموازنة العامة للدولة المعتمدة في الجزائر ‪:‬‬

‫‪-‬التمويل غير التقليدي كآلية لمواجهة عجز الموازنة العامة في الجزائر خالل الفترة )‪2017-‬‬
‫)‪:2019‬‬

‫يعد التمويل غير التقليدي من بين البدائل التمويلية الحديثة التي لجأت إليها الجزائر لمواجهة‬
‫عجز موازنتها العامة‪ ،‬عبر آلية طبع المزيد من النقود الموجهة لسد مختلف النفقات العامة‪.‬‬
‫‪.1.4‬تعريف التمويل غير التقليدي‬
‫نصت المادة ‪ 45‬مكرر من القانون ‪ 17/10‬على ما يلي ) المادة ‪ 45‬مكرر من القانون‬
‫‪ 10/17‬والمتمم والمعدل لقانون ‪ 11/03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ 12 ،‬أكتوبر ‪ 2017،‬صفحة ‪( 04‬‬
‫‪" :‬يقوم بنك الجزائر‪ ،‬ابتداء من دخول الحكم حيز التنفيذ‪ ،‬بشكل استثنائي ولمدة خمس )‪(05‬‬
‫سنوات‪ ،‬بشراء‪ ،‬مباشرة من الخزينة‪ ،‬السندات المالية التي تصدرها هذه األخيرة‪ ،‬من أجل‬
‫المساهمة على وجه الخصوص‪ ،‬في‪ :‬مواجهة احتياجات تمويل الخزينة؛ تمويل الدين العمومي‬
‫الداخلي؛ تمويل الصندوق الوطني إللستثمار‪.‬‬
‫وتنفذ هذه اآللية بمراقبة برنامج اإلصالحات الهيكلية اإلقتصادية والميزانية‪ ،‬والتي ينبغي أن‬
‫تقضي في نهاية الفترة المذكورة أعاله كأقصى تقدير‪ ،‬إلى‪ :‬توازنات خزينة الدولة؛ توازن مي ازن‬
‫المدفوعات‪ .‬و تحدد آلية متابعة تنفيذ هذا الحكم من طرف الخزينة وبنك الجزائر‪ ،‬عن طريق التنظيم"‬
‫‪.2.4‬أهداف التمويل غير التقليدي‪:‬‬
‫يهدف التمويل غير التقليدي خالل الخمس سنوات )‪ (2017-2022‬إلى ما يلي )اإلتفاقيات‬
‫‪ 20 16، 14،‬المتضمنة إصدار سندات مالية لفائدة بنك الجزائر‪( 2017 ،‬‬
‫‪-‬تمويل احتياجات الخزينة العمومية‪ :‬طبقا ألحكام المادة ‪ 45‬مكرر من القانون ‪ 17/10،‬فقد تم‬
‫الشراء المباشر لسندات المالية من طرف بنك الجزائر‪ ،‬وفق االتفاقية رقم ‪ 14‬المؤرخة في ‪29‬‬
‫أكتوبر‬
‫‪ 2017‬والمبرمة بين الخزينة العمومية وبنك الجزائر والمتضمنة مواجهة احتياجات الخزينة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪-‬تمويل الدين العمومي الداخلي‪ :‬من بين أهداف التمويل غير التقليدي هو تسديد الدين العمومي‬
‫الداخلي‪ ،‬ولقد تم تنفيذ ذلك بموجب االتفاقية رقم ‪ 16‬المؤرخة في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 2017‬والمتضمنة تسديد‬
‫الدين العمومي الداخلي‪ ،‬حيث قدر المبلغ المخصص لتسديد الدين العمومي بـــ ‪ 1813‬مليار د‪.‬ج إلى‬
‫غاية جانفي ‪ 2019،‬وقد وجه لدفع سندات االقتراض )القرض الوطني من أجل النمو( التي تم‬
‫إصدارها في سنة ‪ 2016،‬وسندات الخزينة الصادرة مقابل شراء الدين البنكي لمؤسستي سونلغاز‬
‫وسوناطراك‪ ،‬وهذا من شأنه تخفيض حجم الدين العام الداخلي‪.‬‬

‫‪-‬تمويل الصندوق الوطني إللستثمار ‪(FNI):‬سمح التمويل غير التقليدي بدعم موارد هذا الصندوق‪،‬‬
‫وذلك بموجب االتفاقية رقم ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 2017‬والمبرمة بين الخزينة العمومية وبنك‬
‫الجزائر والمتضمنة تمويل الصندوق الوطني إللستثمار‪.‬‬
‫‪-‬استعادة توازنات خزينة الدولة‪ :‬من خالل‪ :‬تفويض االختصاصات في تسيير الموازنة على مستوى‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬تحسين إيرادات الجباية العادية عن طريق عصرنة مراكز وعمليات تحصيل‬
‫الضرائب ومكافحة الغش ‪ ،‬التحكم في النفقات العامة وترشيدها‪.‬‬
‫‪-‬استعادة توازنات ميزان المدفوعات‪ :‬و ذلك عن طريق كبح الواردات من السلع والخدمات و تشجيع‬
‫الصادرات خارج قطاع المحروقات‪.‬‬
‫وبالتالي سوف يتجه رصيد كل من خزينة الدولة ومي ازن المدفوعات إلى التوازن مع نهاية فترة‬
‫التطبيق كهدفين نهائيين )‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬مبرارات لجوء الجزائر للتمويل غير التقليدي ‪ :‬تتمثل أهم هذه المبررات فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-‬تعاظم العجز الموازني‪ :‬نتيجة تراجع الجباية البترولية ونضوب موارد صندوق ضبط اإلي اردات‬
‫بسبب اإلنخفاض الحاد غير المسبوق في أسعار النفط جراء الصدمة النفطية لسنة ‪) 2014‬انتقلت‬
‫من ‪ 109.45‬مليار دوالر سنة ‪ 2013‬إلى ‪ 40.76‬مليار دوالر سنة ‪ ،(2016‬ومع صعوبة الرفع‬
‫من قيمة الجباية العادية نتيجة رفض معظم األعوان االقتصاديين هذا اإلجراء‪ ،‬أصبح خيار التمويل‬
‫غير التقليدي هو الخيار الوحيد الذي يمكن من خاهلل سد عجز الموازنة العامة في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬تنامي الدين العمومي واستبعاد الدين الخارجي‪ :‬لقد ارتفعت نسبة الدين الداخلي العام للخزينة‬
‫العمومية ووصلت إلى ‪ 20%‬من قيمة اإليرادات‪ ،‬وهو ما أصبح يعيق التنمية وذلك القتصار الدين‬
‫واللذان كان منتظ ار الداخلي على مؤسستين وحيدتين )سونلغاز وسوناطراك(‪ ،‬منهما إنشاء‬
‫مشاريع‬
‫تنموية على الصعيد الوطني لوال تحملهما عبء تمويل الخزينة العمومية‪ ،‬ومع اتخاذ قرار صارم‬
‫بعدم‬
‫التوجه إلى المديونية الخارجية التي تصاحبها شروط قاسية على اإلقتصاد الوطني‪ ،‬ولكي ال يعاد‬
‫سيناريو أواخر الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬صنف التمويل غير التقليدي البديل الوحيد الذي‬
‫يمكن‬
‫اإلعتماد عليه لسداد الدين الداخلي‪.‬‬
‫‪-‬شح اإلستثمارات االجنبية‪ :‬نتيجة لعدم توفر الجزائر على المناخ المشجع اللستثمارات األجنبية‬
‫سواء منها المباشرة أو غير المباشرة‪ ،‬ومع وجود قاعدة اإلستثمار ‪ 49/51،‬حال دون إمكانية‬
‫اإلعتماد‬
‫على مردودية هذه اإلستثمارات في تمويل مختلف أوجه االنفاق العام‪.‬‬
‫‪-‬اال نخفاض الرهيب في السيولة النقدية لدى البنوك الجزائرية مع استمرار تآكل احتياطات‬
‫الصرف االجنبية‪ :‬حيث عرفت هذه األخيرة احتياطات الصرف األجنبية إنخفاض مستمر منذ سنة‬
‫‪ 2014‬إلى غاية سنة ‪.2019‬‬

‫الخاتمة‬

‫وفي ختام هذا البحث الدي حاولنا من خالله ابراز مفهوم وأسباب عجز الموازنة العامة للدولة‪،‬‬
‫وكذا أنواع وطرق تمويل العجز في الموازنة العامة‪ ،‬وهذا من أجل بناء اإلطار النظري للموضوع‬
‫بما يتناسب مع هدف البحث‪ ،‬ثم عمدنا الى تسليط الضوء على أساليب عالج عجز الميزانية العامة‬
‫للدولة و اقتراحات صندوق النقد الدولي على الدول‬
‫و أخيرا على اآلليات المعتمدة في تمويل وعالج عجز الموازنة العامة للدولة في الجزائر خالل‬
‫فترة الدراسة )‪ ,(2019-2017‬وقد توصلنا لمجموعة من النتائج والتوصيات نلخصها في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬عجز الموازنة العامة للدولة هو عبارة عن الفرق السالب بين اإلی اردات العامة والنفقات‬
‫العامة كنتيجة لزيادة في حجم االنفاق الحكومي على حجم اإليرادات العامة‪ ،‬أي أنه انعكاس‬
‫لعدم قدرة اإلی اردات العامة على تغطية النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب عالج عجز الميزانية العامة للدولة و أهميتها في مواجهة و معالجة العجز ‪.‬‬
‫‪ -‬اهداف و اقتراحات صندوق النقد الدولي على الدول في تعزيز التعاون النقدي الدولي‪،‬‬
‫وتشجيع التوسع التجاري والنمو االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬يعد التمويل غير التقليدي من بين البدائل التمويلية الحديثة التي لجأت إليها الجزائر‬
‫لمواجهة عجز موازنتها العامة‪ ،‬عبر آلية طبع المزيد من النقود الموجهة لسد مختلف‬
‫النفقات العامة ‪.‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 45‬مكرر من القانون ‪ 10/17‬والمتمم والمعدل لقانون ‪ 11/03‬المتعلق بالنقد‬


‫والقرض; ) ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،(2017‬الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،2020‬النشرة اإلحصائية رقم ‪. 49‬‬
‫‪ -‬رمزي زكي‪ ،‬انفجار العجز‪ :‬عالج عجز الموازنة العامة للدولة في ضوء المنهج االنكماشي‬
‫والمنهج التنموي‪.‬‬

You might also like