You are on page 1of 22

‫جامـــعــــــة الجزائـــــر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم التجارية‬

‫ميدان ‪ :‬علوم اقتصادية و التسيير و علوم تجارية‬

‫مقياس ‪ :‬إقتصاد نقدي‬

‫‪:‬بحث بعنوان‬

‫العجز املوازين يف ادلوةل‬


‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫نورهان بوحلة‬

‫صغير ايمان‬

‫مايا نهال بوغالم‬

‫مشهد نورة‬

‫الفوج ‪32 :‬‬ ‫‪03‬‬ ‫المجموعة ‪:‬‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬

‫‪1‬‬

‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماهية العجز الموازني‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف العجز الموازني للدولة‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬انواع عجز الموازنة العامة للدولة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق تمويل العجز الموازني و اسبابه‬

‫المطلب االول ‪ :‬طرق تمويل العجز الموازني للدولة‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬اسباب العجز الموازني للدولة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العجز الموازني في الجزائر‬

‫المطلب االول ‪ :‬تحليل تطور العجز الموازني في الجزائر ‪2016-2000‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اساليب تمويل العجز الموازني في الجزائر‪2016-2000‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬اثار العجز الموازني و كيفية عالجه‬

‫المطلب االول ‪ :‬اثار العجز الموازني‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية عالج العجز الموازني‬

‫خاتمة‬

‫مراجع‬

‫‪1‬‬

‫‪. 1 .‬مقدمة‬
‫دتع الموازنة العامة وسيلة من الوسائل الفعالة في تنفيذ السياسة المالية والتي تستخدمها معظم دول العالم لمعرفة وضعها المالي ‪ ،‬كما‬
‫تسعى إلى تحقيق التوازن االقتصادي في موازنتها بغية تفادي حصول العجز‪ ،‬ويعتبر هذا األخير من أكثر المشاكل االقتصادية اً نتشارا‬
‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬والذي مس موازنات مختلف الدول على حد سواء المتقدمة منها والنامية‪ ،‬وهذا نتيجة االرتفاع المتزايد والمستمر‬
‫لمعدالت هذا العجز خاصة بالنسبة للدول النامية التي ارتفع فيها حجم النفقات مقارنة بحجم اإليرادات‪ ،‬فهذه األخيرة أصبحت عاجزة عن‬
‫تغطية نفقاتها وذلك راجع إلى محدودية إيراداتها‪ ،‬بحيث تعتمد أغلبية هاته الدول بدرجة كبيرة على مورد واحد في التصدير مً ا أثر سلبيا‬
‫على النشاط االقتصادي فيها‪ ،‬وكما أثر أيضا على تحقيق التنمية االقتصادية فيها‪ ،‬فسعت جاهدة على تنويع إيراداتها وترشيد نفقاتها كما‬
‫عملت على إيجاد أساليب لمعالجة هذا العجز لتفادي اآلثار السلبية الناجمة عنه إال أن معظمها لم تتوصل إلى حلول جذرية ما أدى إلى تفاقم‬
‫العجز فيها وأثر ذلك على تحصيل معدالت النمو االقتصادي مما ساهم في تراجع اقتصادياتها ‪ .‬و الجزائر واحدة من بين البلدان التي يع‬
‫اني اقتصادها من وجود اختالل في الموازنة العامة والمتمثل في العجز‪ ،‬وهذا راجع إلى أن جانب إيراداتها الذي يرتكز على مصدر واحد‬
‫وهو البترول‪ ،‬هذا ما جعل االقتصاد الجزائري ذات طبيعة ريعية يعتمد بشكل كلي على مداخيل الجباية البترولية في تمويل الموازنة العامة‬
‫مقارنة باإليرادات العادية‪ ،‬فأصبحت المو ازنة العامة متوقفة على تقلبات أسعار هذه المادة في األسواق العالمية ما يجعلها عرضة‬
‫للصدمات الخارجية‪ ،‬وكما أن هذا العجز ناجم أيضا عن االرتفاع الهائل في حجم اإلنفاق العام بحيث وجهت نسبة كبيرة منه إلى‬
‫االستهالك‪ ،‬وهذا ما أدى إلى قصور اإليرادات عن تغطية النفقات ‪ .‬سعت الجزائر جاهدة في مواجهة هذه الظاهرة بوضعها مجموعة من‬
‫اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬وذلك عن طريق القيام بتنويع إيراداتها كما عملت على تقليص نفقاتها‪ ،‬وهذا بغية الوصول إلى التوازن‬
‫االقتصادي وتحقيق االستقرار النقدي والمالي‪ ،‬ومن أجل تحفيز معدالت النمو االقتصادي على االرتفاع هذا يساعدها على تنفيذ مشاريعها‬
‫ووصولها لألهداف المرجوة لتحقيق التنمية االقتصادية‪ 2. .‬مشكلة الدراسة يعتبر عجز الموازنة من أكثر االختالالت التي مست موازنات‬
‫مختلف الدول سواء متقدمة أو نامية‪ ،‬ومن بينها الجزائر بحيث ارتبطت موازنتها بوجود تباين بين أدواتها‪ ،‬ونتيجة االنخفاض الرهيب في‬
‫أسعار البترول أصبحت اإليرادات عاجزة على تغطية النفقات ما أدى إلى ارتفاع في عجز الموازنة وأثر ذلك على معدالت النمو‬
‫‪ :‬االقتصادي وأثر أيضا على النشاط االقتصادي للدولة ‪ .‬وعليه يتم طرح اإلشكالية التالية‬

‫االشكالية‬
‫هل تنامي العجز الموازني في الجزائر مرتبط بالتوسيع في السياسة النفقية أم بطرق تمويله ام بكالهما ؟‬

‫‪2‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ماهية العجز املوازين‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم العجز الموازني للدولة‬


‫لقد تعددت الدراسات التي حاولت التوصل إلى تحديد مفهوم دقيق لعجز الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وجاءت تلك الدراسات بعدة مفاهيم كما‬
‫‪.‬ظهرت عدة أنواع وإشكال عديدة من العجز‬
‫ومن أبرز ها عجز الموازنة هو عدم توازن اإلنفاق العمومي مع اإليرادات العمومية يعبر عن الحالة أو الوضع الذي تتجاوز فيه النفقات‬
‫العامة اإليرادات العامة أو بمعنى آخر يعبر عن فائض إنفاق القطاع العام على اإليرادات‪ ،‬كما ي الميزانية أيضا اسم الدين القومي عندما‬
‫يرتبط بإنفاق الحكومة كما يعرف أيضا "بأنه انعكاس قدرة اإليرادات العامة على تغطية النفقات العامة‪ ،‬أي زيادة النفقات العامة عن‬
‫اإليرادات العامة ويقصد به من ناحية أخرى "بأنه قصور اإليرادات العامة المقدرة للبلد عن سداد النفقات العامة المقدرة‪ ،‬أي أنها الحالة‬
‫المالية للبلد التي تكون عندها المبالغ المستلمة من قبل الحكومة أقل من نفقاتها‪ ،‬أي يكون االدخار الحكومي سالبا عندما تكون نفقات البلد‬
‫أعلى من إيراداته ويقصد أيضا به "هو المعنى البسيط للناتج النقدي من زيادة النفقات العامة على اإليرادات العامة خالل مدة زمنية عادة‬
‫سنة مالية‪ ،‬أو بمعنى آخر الناتج السلبي من العمليات النهائية العامة و يأخذ العجز في الموازنة العامةً بوجه عام شكلين أحدهما يكون‬
‫العجز هيكليا أي ناتج عن ضعف الجهاز اإلنتاجي للدولة وعدم قدرة اإليرادات العامة على مالحقة التزايد في النفقات العامة‪ ،‬والثاني يكون‬
‫مؤقت ناتج عن إتباع إحدى السياسات التي يتم اختيارها إلحداث العجز في الموازنة العامة من خالل التعاريف السابقة تم استخالص‬
‫التعريف التالي‪" :‬يعرف عجز الموازنة على أنه زيادة النفقات العامة على اإليرادات العامة‪ ،‬بحيث يكون هناك تباين وتشكل عجزا وال‬
‫تستطيع اإليرادات العامة تغطية هذه الزيادة من النفقات‬
‫من أجل استنتاج مفهوم شامل للعجز الموازني نذكر أهم المفاهيم‪:‬‬
‫يعرف عجز الموازنة العامة انه تلك الوضعية التي يكون فيها االنفاق العام أكبر من االيرادات العامة حيث تعجز االيرادات‬ ‫‪o‬‬
‫العامة عن تغطية النفقات‪.‬‬
‫ويعرف العجز الموازني أيضا بأنه قصور اإليرادات العامة المقدرة للدولة عن سداد النفقات المقدرة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫وعجز الموازنة العامة ما هو إال عن رصيد موازني سالب تكون فيه نفقات الدولة اعلى من إيراداتها‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫كل هذه التعاريف السابقة يمكن حصرها في المفهوم التقليدي للعجز‪ ،‬ونالحظ ان هذه المفاهيم تحصر مفهوم العجز في الحكومة المركزية‬
‫فقط بحيث أن هذا المقياس ال يقدم لنا صورة كافية عن حجم العجز‪ ،‬ألنه ال يأخذ جميع القطاعات العامة بعين االعتبار‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التعاريف يتضح لنا جليا مفهوم العجز الموازنة للدولة حيث يمكننا القول بان العجز الموازني هو ذلك النقص في اإليرادات‬
‫الحكومية عند تمويل النفقات العامة بأشكالها المتنوعة سواء كانت نفقات استثمارية أو جارية‪ ،‬فقصور اإليرادات العامة المقدرة عن سداد‬
‫النفقات العامة وزيادة النفقات العامة عن اإليرادات العامة للدولة يعبر عن عجز في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫إّن أبسط تعريف لمفهوم عجز الميزانية هو زيادة النفقات عن اإليرادات‪ ،‬وهناك تعريفات ُأخرى كتعريفه بأّن ه الرصيد السالب‬
‫للميزانية العامة للدولة‪ ،‬بمعنى أّن ه عند القيام بمراجعة الميزانية فال بد من تعادل أو توزان المدخول (اإليرادات أو العائدات) مع‬
‫النفقات (المصروفات)‪ ،‬وعندما يكون الناتج تفّو ق النفقات على اإليرادات نستطيع القول أن هناك عجزًا في الميزانية‪ ،‬وعندما‬
‫تزيد اإليرادات على النفقات فذلك دليل على وجود فائض في الميزانية‪ ،‬وهي الرصيد اإليجابي للميزانية‪ ،‬والحالة العكسّية‬
‫لعجزها‪ .‬تلجأ بعض الدول إلى االقتراض عند وقوع العجز في ميزانيتها‪ ،‬أّما في حالة الفائض فيتّم تخصيصه لميزانية السنة‬
‫المقبلة‪ ،‬مع إدخال مشاريع ونفقات إضافية يغّط يها المردود الفائض من السنة الماضية‪ ،‬أو تحويله إلى مشاريع ذات أهمية‬
‫كبرى‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬انواع عجز الموازنة العامة للدولة‬

‫لعجز الموازنة العامة للدولة أشكال متعددة ومختلفة نذكر اهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العجز الجاري‪:‬‬
‫يعبر العجز الجاري عن صافي مطالب القطاع الحكومي من الموارد وال‪Z‬ذي يجب تمويل‪Z‬ه ب‪Z‬االقتراض‪ ،‬ويق‪Z‬اس ه‪Z‬ذا الن‪Z‬وع من‬
‫العجز بالفرق اإلجمالي بين مجموع انواع اإلنفاق واإليرادات العامة لكل الهيئات الحكومية مطروحا من‪ZZZ‬ه‪2 1‬اإلنف‪ZZZ‬اق الحك‪ZZZ‬ومي‬
‫المخصص لسداد الديون المتراكمة من السنوات السابقة بمع‪ZZ‬نى آخ‪ZZ‬ر ه‪ZZ‬و الف‪ZZ‬رق بين اإلنف‪ZZ‬اق الع‪ZZ‬ام الج‪ZZ‬اري واإلي‪ZZ‬رادات العام‪ZZ‬ة‬
‫‪3‬‬
‫الجارية‪.‬‬
‫العجز الشامل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو عبارة عن التعريف التقليدي للعجز المالي‪ ،‬فالعجز الم‪ZZ‬الي يقيس الف‪ZZ‬رق الس‪ZZ‬الب بين إجم‪ZZ‬الي النفق‪ZZ‬ات الحكومي‪ZZ‬ة متض‪ZZ‬منة‬
‫مدفوعات الفوائد وغير مشتملة على مدفوعات اهتالك الديون الحكومية‪ ،‬وبين اإليرادات الحكومية متضمنة اإليرادات الضريبية‬
‫وغير الضريبية‪ ،‬وغير مشتملة على الدخل من االقتراض‪ ،‬فالعجز الش‪ZZ‬امل يح‪ZZ‬اول توس‪ZZ‬يع مفه‪ZZ‬وم العج‪ZZ‬ز ليش‪ZZ‬مل باإلض‪ZZ‬افة إلى‬
‫الجهاز الحكومي جميع الكيانات الحكومية األخرى كالهيئات المحلية والهيئات الالمركزية والمشاريع العامة للدولة‪ ،‬ومنه يص‪ZZ‬بح‬
‫العجز مساويا للفرق بين مجموع إيرادات الحكومة والقطاع العام ومجموع نفقات الحكومة والقطاع العام‪ ،‬بحيث أن ه‪ZZ‬ذا العج‪ZZ‬ز‬
‫ال بد من تغطية باقتراض جديد‪ ،‬إضافة إلى ذلك فهذا العجز يقدم صورة وافية لكل أنش‪Z‬طة الكيان‪ZZ‬ات الحكومي‪ZZ‬ة‪ ،‬دون اقتص‪ZZ‬ارها‬
‫على الحكومة المركزية والتي ال تشكل إال جزءا منه‪ZZ‬ا‪ ،‬ف‪ZZ‬النظرة الش‪ZZ‬املة للقط‪ZZ‬اع الحك‪ZZ‬ومي تس‪ZZ‬تدعي ع‪ZZ‬دم اس‪ZZ‬تبعاد المؤسس‪ZZ‬ات‬
‫المالية الحكومية عند قياس العجز مثل الخسائر التي يتكبدها البنك المركزي لقاء الوظائف التي يقوم بها‪.‬‬
‫العجز األساسي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يستند هذا النوع من العجز على استبعاد الفوائد المستحقة على الديون‪ ،‬فهذه الفوائد هي نتيجة لعجز سابق وليس‪ZZ‬ت نتيج‪ZZ‬ة للنش‪ZZ‬اط‬
‫المالي الحالي للدولة فهذا النوع من العجز يقدم لنا صورة واضحة لنا عن السياسات الميزانية الحالية من خال‪ZZ‬ل اس‪ZZ‬تبعاد الفوائ‪ZZ‬د‪،‬‬
‫ويهدف هذا المقياس إلى التعرف على مدى التحسن او التدهور الذي حدث على المديونية الحكومي‪ZZ‬ة نتيج‪ZZ‬ة للسياس‪ZZ‬ات الميزاني‪ZZ‬ة‬
‫التجارية‪ ،‬ويقدم أيضا تقييما على مدى القدرة على تحمل العجز الحكومي‪ ،‬ويع‪ZZ‬رف ه‪ZZ‬ذا الن‪ZZ‬وع من العج‪ZZ‬ز ب‪ZZ‬العجز ب‪ZZ‬دون فوائ‪ZZ‬د‬
‫الستبعاده لجميع اعتمادات الفوائد‪ ،‬حيث يهدف هذا المقياس إلى التعرف على تحسين أو تدهور مديونية الحكومة نتيجة للسياس‪ZZ‬ة‬
‫الميزانية الجارية‪ ،‬ولكن ما يؤخذ على ه‪ZZ‬ذا المفه‪ZZ‬وم اس‪ZZ‬تبعاده لعنص‪ZZ‬ر ع‪ZZ‬ام من عناص‪ZZ‬ر العج‪ZZ‬ز في ال‪ZZ‬دول النامي‪ZZ‬ة وه‪ZZ‬و الفوائ‪ZZ‬د‬
‫المستحقة على الديون الخارجية‪ ،‬والتي اصبحت تشكل عبئا كبيرا على هذه الدول‪.4‬‬

‫العجز التشغيلي‪:‬‬

‫العجز التشغيلي هو ذلك العجز الذي يمثل متطلبات االفتراض الحكومي والقطاع العام مخصوما منه الجزء الذي دفع من فوائ‪ZZ‬د‬
‫من اجل تصحيح التضخم‪ ،‬وذلك من خالل معام‪ZZ‬ل التص‪ZZ‬حيح النق‪ZZ‬دي ويحت‪ZZ‬وي س‪ZZ‬عر الفائ‪ZZ‬دة الم‪ZZ‬دفوع لل‪ZZ‬دائنين ج‪ZZ‬زءا من النق‪ZZ‬ود‬
‫لتعويضهم عن الخسائر الناجمة نتيجة الرتفاع األسعار‪ ،‬فمعظم الدول تعاني من معدالت التضخم‪ ،‬لذا يشترط ال‪ZZ‬دائنون رب‪ZZ‬ط قيم‬
‫ديونهم وفوائدها بالتغيرات في األسعار‪ ،‬الن التضخم يعمل على تخفيض القيم الحقيقية للديون القائمة‪ ،‬وغالبا ما ال تكون الفوائ‪ZZ‬د‬
‫التي تدفع في تغطية خسائر انخفاض القيمة الحقيقية للديون كافية‪ ،‬وفي مث‪ZZ‬ل ه‪ZZ‬ذه الح‪ZZ‬االت يرتف‪ZZ‬ع حجم غ‪ZZ‬ذا تم اس‪ZZ‬تخدام مقي‪ZZ‬اس‬
‫صافي احتياجات لقطاع الحكومي من الموارد‪.‬‬
‫العجز الهيكلي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو مقياس يحاول ان يمحي أثر العوامل الطارئة او المؤقتة والتي تؤثر على الموازنة العامة مث‪ZZ‬ل تغ‪ZZ‬يرات األس‪ZZ‬عار وانح‪ZZ‬راف‬
‫أسعار الفائدة في المدى الطويل‪ ،‬ويستبعد هذا المقياس مبيعات األصول الحكومية ألنها تمثل مردودا غ‪ZZ‬ير ع‪ZZ‬ادي وي‪ZZ‬بين لن‪ZZ‬ا ه‪ZZ‬ذا‬
‫العجز عجز معدالت نمو اإليرادات الخاصة عن مسايرة معدالت نمو النفقات العام‪ZZ‬ة بش‪ZZ‬كل دائم وغ‪ZZ‬ير مف‪ZZ‬اجئ او م‪ZZ‬ؤقت‪ ،‬فه‪ZZ‬و‬
‫عجز دائم يستبعد أثر العوامل المؤقتة او العارضة وال‪ZZ‬تي تك‪ZZ‬ون م‪ZZ‬ؤثرة على العج‪Z‬ز الم‪ZZ‬الي إض‪ZZ‬افة ‪ 1‬إلى التذب‪ZZ‬ذبات في ال‪ZZ‬دخل‬
‫المحلي وأسعار الفائدة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬طرق متويل العجز املوازين لدلوةل و اسبابه‬


‫المطلب االول ‪ :‬طرق تمويل العجز الموازني للدولة‬
‫‪1‬‬
‫حمري محمد‪ ,‬معالجة عجز الموازنة العامة للجزائر خالل فترة مذكرة تخرج لشهادة ماستر ‪ ,‬تخصص مالية و تجارة دولية‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫نفس المرجع السابق‬

‫‪4‬‬
‫تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة االقتراض‪:‬‬

‫تلجأ الحكومة إلى االقتراض بكل أنواعه من اجل تمويل عجز الموازنة العامة وقد يكون هذا االقتراض داخليا‪ ،‬او خارجيا‪ ،‬بحيث‬
‫يتم تحديد نوعية القرض ومبلغه ومدة االكتتاب وكل الشروط المتعلقة بالقرض‪ ،‬وتتوقف طبيعة القرض على عدة عوامل اهمها‬
‫المبالغ التي تحتاجها موازنة الدولة ومدى استعداد الجهة المقرضة لتقديم هذه المبالغ من جهة وعلى الوضعية االقتصادية السائدة‬
‫للدولة من جهة أخرى وبالتالي فالظروف العامة التي تعيشها الدولة هي من بين العوامل التي تحدد معالج االقتراض الذي سوف‬
‫تلجأ إليه فقد يكون قرضا داخليا وقد يكون قرضا خارجيا‪.‬‬
‫‪ )1‬تمويل عجز الموازنة بواسطة االقتراض الداخلي‪:‬‬
‫هناك العديد من اشكال االقتراض الداخلي حيث تلجأ إليها الدولة عندما تكون هناك قدرة تمويل محلية ومن اهم المصادر‬
‫هي البنك المركزي والبنوك التجارية او االقتراض من الجمهور‪.‬‬
‫وتعتبر سندات الخزينة العمومية من اهم المكونات الرئيسية للدين العام الداخلي بالعملة الوطنية فيمكن ان تكون سندات‬
‫بمدة ثالثة أشهر أو سندات من فئة ستة أشهر او سندات من فئة السنة بحيث تختلف نسب الفوائد االسمية المدفوعة‬
‫باختالف الفئات‪ ،‬وفي الغالب ما تقوم الدولة بوضع إجراءات لالكتتاب في هذه السندات من اجل تشجيع الجمهور‬
‫والمؤسسات غير المصرفية والجهاز المصرفي لالكتتاب فيها‪ ،‬فنجاح هذه القروض يعتمد على توفر فائض السيولة ومدى‬
‫الثقة بالحكومة‪ ،‬إضافة إلى مدى قدرة الدولة على المحافظة على القيم الحقيقية للقروض للمحافظة على أموال الشخص‬
‫المكتتب ومن بين اهم وأبرز المحددات التي تحكم القروض الداخلية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قدرة االقتصاد الوطني على تقديم القروض‪ :‬فترتبط هذه المقدرة بمدى قدرة البلد على االدخار أي حجم المواد التي يستهلكها‬
‫األفراد من الدخول المحققة في فترة معينة وهو بدوره يتوقف على حجم الدخل الوطني وحجم االستهالك الوطني‪ ،‬وبالتالي فغن‬
‫قدرة االقتصاد على تقديم القروض ترتفع عند ارتفاع الدخل القومي او انخفاض االستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة االقتصاد على خدمة القروض‪ :‬ينجر عن لجوء الدولة إلى الدين العام الداخلي التزامات مستقبلية واجبة السداد عندما يحين‬
‫تاريخ االستحقاق وهو األمر الذي يجب اخذه بعين االعتبار عندما تقوم بالحصول على هذا القرض فيجب ان تحاول الحكومة‬
‫توجيه القرض إلى المجاالت اإلنتاجية التي تحقق عوائد في المستقبل تساعد على تسديد خدمة القروض‪ ،‬ولكن غالبا ما تستخدم‬
‫هذه القروض لتغطية نفقات استهالكية وهو ما يشكل عبئا على موازنة الدولة يؤدي إلى إضعاف المركز المالي للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود سوق واسعة ومنظمة األوراق المالية‪ :‬والتي تتيح المجال لتداول السندات وغيرها من أدوات الدين العام وترفع من‬
‫رغبة األفراد في شراءها وذلك نظرا للسيولة العالية التي تتمتع بها‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكن االعتماد على هذه االدوات في تمويل عجز الموازنة العامة للدولة‪ ،‬غذا ما تم توفير البيئة المناسبة‬
‫والمالئمة لهذه اآللية من جهة وان ال تكون قيمة العجز كبيرة وتكون أسبابها أسباب هيكليه إضافة إلى ذلك ال بد ان تتجاوز‬
‫نسبة القروض الداخلية نسبة معينة من الدخل الوطني‪ ،‬وتلك النسبة تتحكم فيها األوضاع االقتصادية السائدة للدولة‪.‬‬
‫‪ )2‬تمويل عجز الموازنة العامة عن طريق االقتراض الخارجي‪:‬‬
‫تلجأ الدولة لهذا االقتراض عندما تعجز مصادر التمويل الداخلية بما فيها االقتراض عن توفير التمويل الضروري‪ ،‬أو‬
‫تكون الدولة بحاجة لعمالت أجنبية لتغطية عجز ميزان مدفوعاتها‪ ،‬وبالتالي نالحظ ان الدولة تلجأ لهذا النوع من االقتراض‬
‫عندما ال تكون المصادر الداخلية لالقتراض كافية لتمويل عجز الموازنة العامة لذلك تلجأ للمصادر الخارجية ألنه هو‬
‫السبيل الوحيد لعالج وتمويل هذا العجز‪ ،‬فهو عبارة عن عقد يربط الدولة مع المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد‬
‫الدولي والبنك الدولي وأيضا المؤسسات اإلقليمية بحيث يكون هذا العقد بالعمالت األجنبية‪.‬‬
‫فيعتبر هذا النوع من األدوات غير التضخمية لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة ويستعمل لسد نفقات الدولة بالعمالت‬
‫األجنبية‪ ،‬وذلك عند قصور المدخرات المحلية عن توفير متطلبات حاجات النفقات العامة‪ ،‬فتوفر هذه القروض قوة شرائية‬
‫جديدة للدولة ومنه زيادة كمية الموارد االقتصادية وهو ما يؤدي إلى زيادة الثروة الوطنية ومنه زيادة الموارد االقتصادية‬
‫المتاحة لالستعمال‪.‬‬
‫ولقد لجأت معظم الدول النامية لهذا النوع من االقتراض خصوصا في فترة الثمانينات من القرن الماضي وتوسعت فيه‬
‫وهو ما وفر لها مصدرا من مصادر التمويل من جهة ووسع ثقل المديونية الخارجية من جهة أخرى وبالتالي نقول أن هذا‬
‫النوع من االقتراض يكلف الكثير بالنسبة للدول التي تلجأ إليه‪ ،‬وتلجأ الدولة إلى هذا النوع من االقتراض في حالة عدم‬
‫توفر مصادر التمويل الداخلية من أجل تمويل عجزها الموازي‪ ،‬وبالتالي عدم كفاية المدخرات المحلية لتمويل المشاريع‬
‫‪5‬‬
‫الضرورية للتنمية يؤدي للجوء القروض وتختلف طبيعة القروض الخارجية وشروطها باختالف الجهة المقرضة وبشكل‬
‫عام تقسم مصادر القروض الخارجية إلى‪:‬‬
‫القروض من البنوك التجارية وأسواق المال الدولية‪ :‬وتمنح هذه القروض وفقا ألسعار السوق بأسعار فائدة مرتفعة وفترات‬ ‫‪‬‬
‫استحقاق قصيرة‪ ،‬وما تتميز به أن الحصول عليها سريع مقارنة بالمصادر األخرى‪.‬‬
‫القروض الحكومية الرسمية‪ :‬وتعرف هذه القروض بالقروض الثنائية وتمنح بموجب اتفاقيات رسمية بين الدول بحيث تختلف‬ ‫‪‬‬
‫شروطها من دولة ألخرى‪ ،‬وشروطها عادة ما تكون أسهل من حيث سعر الفائدة وفترة االستحقاق من القروض التجارية‪.‬‬
‫القروض من المنظمات الدولية‪ :‬وتعرف هذه القروض بالقروض المسيرة وتقدم من طرف الهيئات والمنظمات الدولية مثل‬ ‫‪‬‬
‫صندوق النقد والبنك الدولي ومن بين مميزاتها انها تمنح بشروط ميسرة من حيث أسعار لفائدة وفترة االستحقاق وفي الغالب ما‬
‫تكون موجهة ألغراض معينة ولكن بالرغم من أهمية هذا المصدر إال أنه أصبح في السنوات األخيرة سببا رئيسيا للكثير من‬
‫األزمات االقتصادية التي تعاني منها الدول النامية بسبب التدخالت والقيود التي تفرضها الجهات المقرضة على هذه الدول‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه القروض الخارجية سببا رئيسيا في ارتفاع مديونية الدولة غذ ما تمادت في استعمالها فعوض ان تكون أداة‬
‫لعالج عجز الموازنة بشكل خاص واالختااللت االقتصادية بشكل عام تكون وسيلة لتفاقم أزمتها االقتصادية مثل تزايد العجز في‬
‫ميزان المدفوعات‪ ،‬كما انها تعد سببا في انخفاض االحتياطات النقدية الدولية‪ ،‬أما أثرها على الموازنة العامة للدولة فيكمن في‬
‫زيادة أعبائها فتشكل مبالغ خدمة الدين الخارجي ممثلة في األقساط والفوائد جزءا هاما من نفقات الموازنة العامة وهو األمر‬
‫الذي يؤدي عند زيادتها غلى الحد من حرية التصرف في الموازنة العامة‪ ،‬ما يؤثر سلبا على تحقيق أهداف السياسة الميزانية‪.‬‬
‫‪ .I‬تمويل عجز الموازنة اإلصدار النقدي الجديد‬
‫يعتبر اإلصدار النقدي الجديد كأسلوب لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة وذلك عن طريق خلق كمية إضافية من النقود بدون‬
‫تغطية‪ ،‬فهذه السياسة التي تعد تمويال بالعجز أو تمويال هي زيادة تستهدف بها الدولة تمويل الزيادة في اإلنفاق الحكومي‪ ،‬ألنه‬
‫يترتب على إصدار النقود الجديدة غير المغطاة ارتفاعا في األسعار وهذه الضغوط تفاوت قوتها على حسب مرونة الجهاز‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬ونظرا لما لهذه الطريقة ن آثار سلبية على االقتصاد فغن الدول نادرا ما تلجأ إليها في عملية تمويل عجز الموازنة العامة‪،‬‬
‫وتستند في القيام باإلصدار النقدي الجديد على سلطتها في اإلشراف على النظام النقدي وتوجيهه‪ ،‬وتقوم بتحديد القواعد التي يسير‬
‫بمقتضاها وتحديد كمية اإلصدار‪.‬‬
‫‪ .II‬تمويل عجز الموازنة العامة للدولة بواسطة الضرائب‬
‫تعتبر الضريبة من اهم الركائز األساسية لميزانية الدولة فنجد ان معظم الدول تحاول دائما تطوير هيكلها الضريبي من اجل تحصيل‬
‫أكبر قد ممكن من اإليرادات الضريبية‪ ،‬وتعمل جاهدة لمكافحة التهرب الضريبي بجميع انواعه ومعاقبة المتهربين من دفع‬
‫الضرائب‪ ،‬ففي الدول المتقدمة يقدمون الضريبة لما لها من دور فعال في تمويل الموازنة العامة للدولة لذلك نجد أن اإليرادات‬
‫الضريبية تحتل نسبة عالية من إيرادات الميزانية على عكس ما هو موجود في الدول النامية فهي تمثل نسبة قليلة ومحتشمة بسبب‬
‫هشاشة األنظمة الضريبية في هذه الدول التي ساعدت على تفشي ظاهرة التهرب الضريبي وتدني الموارد المالية للموازنة واتساع‬
‫الفجوة بين اإلنفاق العام واإليرادات العامة وبالتالي تزايد العجز في الموازنة العامة‪ ،‬لذلك فغن إعادة إصالح األنظمة الضريبية‬
‫والسهر على تنظيم القطاع لضريبي يؤدي إلى التقليل من هذه اآلثار‪ ،‬وتعتبر السياسة الضريبية من اهم األدوات التي تستخدمها‬
‫الدول لتمويل عجز الموازنة العامة وذلك سواء رفع نسب ضرائب معينة او استحداث انواع جديدة من الضرائب‪.5‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اسباب العجز الموازني للدولة‬

‫يعود تفاقم العجز في دولة ما إلى أسباب متعددة‪ ،‬تنحصر في عوامل تؤدي إلى نمو اإلنفاق العام وأخرى ترجع إلى انهيار اإليرادات‬
‫العامة ‪ .‬ويمكن إجمال أهم األسباب وأكثرها قوة في تشكيل هذا العجز الى‬

‫أ زيادة أعباء الديون العامة المحلية والخارجية‪ :‬لقد ظهر هذا العامل في عقد السبعينات والثمانينات وهذا بعد أن تخلفت العديد‬
‫من الدول النامية عن سداد ديونها بسبب تفاقم حجمها‪ ،‬فوجدت هذه الدول نفسها أمام خيارين صعبين إما أن توقف عملية التنمية‬
‫االقتصادية أو تقوم بخدمة الديون الخارجية‪ ،‬حيث إذا ركزت هذه الدول على تمويل التنمية االقتصادية ال يمكنها أن تسدد التزاماتها‬
‫الخارجية ومنه تهتز سمعتها لدى الدول‪ ،‬أما إذا قامت بتسديد ديونها فال يمكنها أيضًا تحقيق أهدافها التنموية‪ ،‬وأعباء خدمة هذه الديون‬
‫تظهر في الموازنة العامة للدولة من خالل حساب الفوائد المستحقة على الديون الداخلية والخارجية ضمن النفقات الجارية‪ ،‬أما أقساط‬
‫الديون تظهر في باب التحويالت لرأسمالية‪ ،‬ومع تزايد المديونية الداخلية والخارجية ارتفع معها اإلنفاق الخاص بتغطية هذه الديون‬

‫ب اإلنفاق العسكري ‪ :‬اإلنفاق العسكري له دور كبير في تفاقم حجم اإلنفاق العام وزيادته بمعدالت كبيرة في أغلب الدول النامية‪،‬‬
‫وخاصة تلك الدول التي تعاني من توترات مستمرة سياسية وعسكرية‪ ،‬وال يقتصر اإلنفاق العسكري على بنود اإلنفاق الخاصة‬
‫بالمرتبات واالحتياجات من السلع والخدمات‪ ،‬بل يمتد األمر ليشمل مخصصات االستيراد من السالح والعتاد وتكاليف‬
‫الصيانة‪،...‬وخطورة هذا النوع من النفقات أنها تتم عادة بالعملة االجنبية‬

‫ت اتساع نمو العمالة الحكومية‪ :‬حيث زاد عدد الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي‪ ،‬ولقد ترتب عن تزايد العمال والموظفين‬
‫زيادة في األجور والمرتبات وهذا ما أدى إلى النمو المتزايد في اإلنفاق العام جراء نمو العمالة الحكومية‬

‫ث األزمات االقتصادية ‪ :‬تؤ دي األزمات االقتصادية إلى إحداث العجز في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬ألنها تؤدي إلى نقص الموارد‬
‫المالية للدولة نتيجة ضعف مقدرة األفراد على تأدية ما عليهم من واجبات مالية من ناحية‪ ،‬وما تتطلبه هذه األزمات من الدولة من زيادة‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫حجم اإلنفاق العام لعالج آثارها في صورة إعانات للعمال العاطلين‪ ،‬ونفقات إلعادة النشاط االقتصادي من ناحية أخرى‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫األزمات األزمة االقتصادية العالمية التي عصفت بأسعار النفط في سنة ‪2014‬‬

‫ج التوسع في النفقات غبر الضرورية يعد اإلسراف على إقامة المباني الحكومية الضخمة والفخمة وصرف نفقات كبيرة على‬
‫شراء األثاث الفاخر وتزيين هذه المرافق من األسباب الرئيسية لتزايد اإلنفاق العام‪ ،‬فصرف نفقات كبيرة على هذه المرافق اإلدارية‬
‫وعلى موظفيها يزيد من اتساع حجم اإلنفاق العام بشكل عام‪ ،‬وبالتالي ينعكس تأثيره السلبي على رصيد الموازنة العامة‬

‫ح زيادة الدعم السلعي واإلنتاجي وزيادة اإلنفاق العام على االستهالك ‪ :‬كلما زاد اتساع نطاق تدخل الدولة في النشاط‬
‫االقتصادي والحياة االقتصادية زاد معها حجم اإلنفاق‪ ،‬فتوجه الدولة لدعم بعض السلع المحلية ودعم المنتجين المحليين يزيد من حجم‬
‫نفقاتها التحويلية وهو ما يؤثر على الحجم الكلي لإلنفاق العام‬

‫خ سياسة التمويل بالعجز ‪ :‬تعد سياسة التمويل بالعجز آلية من آليات تمويل برامج التنمية بهدف كسب الوقت عند تكوين رأس‬
‫المال‪ ،‬أي العمل على صناعة العجز قصدًا في الموازنات العامة يتم تمويله من خالل زيادة االئتمان المصرفي وطباعة النقد‪ ،‬وذلك ألن‬
‫الدول النامية لديها موارد غير مستغلة كثيرة‪ ،‬وبالتالي فإن سياسة التمويل بالعجز سوف تعمل على زيادة الطلب على تلك الموارد‪،‬‬
‫ومن ثم ارتفاع األسعار وتحويل الموارد لصالح تراكم رأس المال‬

‫د التضخم وتدهور القوة الشرائية للنقود ‪ :‬يؤدي تدهور القوة الشرائية للنقود إلى نمو اإلنفاق العام من خالل دفعه نحو التزايد في‬
‫الموازنة العامة‪ ،‬بحيث تزيد تكلفة شراء المستلزمات السلعية والخدمية التي تحتاجها الدولة لتأدية وظائفها التقليدية‪ ً،‬ومع اشتداد‬
‫الضغوط التضخمية تضطر الدولة كثيرا إلى تقرير عالوات غالء لموظفيها لتعويض االنخفاضً الذي يطرأ على دخولهم الحقيقية‪ ،‬كما‬
‫تقوم أيضا بزيادة مخصصات الدعم السلعي وترتفع تكلفة االستثمارات العامة‪ ،‬وتنخفض اإليرادات الحقيقية الضريبية للدولة‪ .‬كما يؤدي‬
‫تدهور قيمة العملة إلى زيادة مدفوعات خدمة الدين‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة تكلفة الواردات االستهالكية خاصة من السلع الغدائية‬

‫‪ 1.1.2.2‬العوامل المتعلقة بتراجع اإليرادات العامة‪ :‬من أسباب العجز في الموازنة هو تباطؤ معدالت نمو اإليرادات العامة‪،‬‬
‫ومن بين أهم العوامل التي تؤدي إلى انخفاض هذه األخيرة هي كما يلي ‪ - :‬أ ضعف الجهد الضريبي ‪ :‬من أهم المقاييس األساسية التي‬
‫وضعها االقتصاديون لقياس الجهد الضريبي هي الطاقة الضريبية‪ ،‬وفي أغلب األحيان يقاس الجهد الضريبي بنسبة حصيلة الضرائب‬
‫على مختلف أنواعها إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وتتسم الدول النامية بانخفاض هذه النسبة والسبب في ذلك يكمن في انخفاض متوسط‬
‫دخل الفرد وانخفاض الوعي الضريبي لدى المكلفين بالضريبة وتوسع نطاق االقتصاد غير الرسمي‬

‫ب جمود النظام الضريبي ‪ :‬عدم تطور النظام الضريبي وجموده يساهم في إضعاف موارد الدولة السيادية‪ ،‬فبقاء النظام الضريبي‬
‫متخلفا يؤدي إلى عدم استجابتها(النظم الضريبية) إلى زيادة ونمو اإليرادات مع الدخل القومي‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن األنظمة الضريبية‬

‫‪7‬‬
‫مليئة باالستثناءات والتعقيدات التي تضعف حصيلتها وبالتالي تراجع اإليرادات العامة‬

‫ت التهرب الضريبي ‪ :‬ظاهرة التهرب الضريبي تعد ظاهرة عالمية قديمة اقترن وجودها بوجود الضريبة‪ ،‬حيث يقلص التهرب‬
‫الضريبي من أهمية النظام الضريبي ويهدد وجوده‪ ،‬و يؤدي إلى إنقاص الحصيلة الضريبية مما يؤثر على الموازنة العامة للدولة ألن‬
‫الضرائب تمثل الجزء الكبير من اإليرادات العامة‬

‫ث ظاهرة المتأخرات المالية‪ :‬يقصد بها التأخر في تحصيل الضريبة في مواعيدها المقررة قانونا‪ ،‬ويرجع ذلك للكثير من األسباب‬
‫لعل من أبرزها اإلهمال الكبير من العمال المختصين بتحصيل الضرائب وضعف اإلمكانيات وكثرة التعقيدات الموجودة في التشريعات‬
‫الضريبية وغيرها‬
‫ج التدهور الواضح في التحصيل الضريبي الناجم عن التدهور في األسعار العالمية للمواد الخام ‪ :‬تمثل المواد الخام‬
‫موردًا رئيسيًا في العديد من الدول النامية‪ ،‬حيث أن االنخفاض في األسعار أدى إلى خسارة الدول للكثير من الموارد المالية سواء كان‬
‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬فلما تكون الدولة هي المالكة لمصادر اإلنتاج كملكيتها لحقول إنتاج البترول تكون خسارة مباشرة‪ ،‬وأما‬
‫الخسارة غير مباشرة فتكون عند انخفاض الضرائب على أرباح الشركات التي تعمل في إنتاج وتصدير هذه المواد‪ ،‬ويزداد هذا األمر‬
‫تعقيدًا لما يكون المصدر الرئيسي للبلد متأتي من مادة واحدة أو مادتين من المواد الخام‪ ،‬وأن تدهور األسعار لهذه المواد يعتبر بمثابة‬
‫كارثة اقتصادية تعود على الدولة‪ ،‬وذلك نتيجة النخفاض مستويات الدخل واإلنفاق مما يعود باألثر السلبي على الحصيلة الضريبية‬
‫المباشرة وغير المباشرة‬

‫ا‬

‫الكتب ‪. 1 :‬أشواق بن قدور‪ ،‬تطور النظام المالي والنمو‬

‫االقتصادي ‪ ،‬الراية ‪ ،‬الجزائر‪ . 2 (.2013 ( ،‬تومي صالح‪ ،‬مدخل للنظرية القياسية االقتصادية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪)1999( ،‬‬

‫‪8‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬العجز املوازين يف اجلزائر‬


‫المطلب األول‪ :‬تحليل تطور العجز الميزاني‬

‫عرفت الجزائر عجز مستمر في موازنتها العمومية منذ بداية األلفية تحت تأثير عوامل متعددة بعضها يتعلق بتوسع اإلنفاق العمومي‬
‫‪.‬وأخرى بأساليب إدارة إي ارداتها‬
‫‪ .1‬نظرة على تطور العجز الموازني في الجزائر خالل الفترة ‪2016-2000‬‬
‫سجلت الج ازئر تواصل اختالل التوازن الموازني خالل الفترة ‪ 2016-2000‬بسبب التوسع في اإلنفاق العمومي في مختلف البرامج‬
‫التنموية‪ ،‬وكذا للسياسة الحذرة اتجاه ضخ موارد الجباية البترولية في الدائرة القتصادية؛ والجدول التالي يبرز تطور العجز الموازني بين‬
‫سنتي ‪.2016-2000‬‬
‫الجدول رقم‪ :01‬تطور رصيد الموازنة بين سنتي ‪2016-2000‬‬

‫يتضح لنا من الجدول رقم ‪، 01‬تنامي كبير للعجز الموازني خالل الفترة الممتدة‬
‫بين سنتي ‪2016‬و‪، 2000‬حيث انتقل من حوالي ‪60‬مليار دينار إلى ‪3236‬‬
‫مليار دينار‪ ،‬بارتفاع يتعدى ‪ 52‬مرة‪ ،‬وقد بلغ مداه سنة ‪ 2016‬حيث سجلت نسبته‬
‫إلى الناتج المحلي الخام حوالي‪ % ،23‬و عزى هذا التنامي إلى سببين اثنين ‪:‬‬
‫يتعلق السبب األول بتزايد حجم النفقات العمومية بمعدالت كبيرة جدا‪ ،‬نتيجة البرامج‬
‫التنموية انطالقا من برنامج اإلنعاش االقتصادي إلى برامج دعم النمو وتوطيده في‬
‫الفترة ما بين ‪،2001-2014‬حيث تواصل ار تفاع النفقات من ‪199.8‬مليار دينار‬
‫سنة‪ 2000‬إلى حوال‪ 8854.1‬مليار دينار ‪ 7.4‬مرة سنة ‪، 2015‬مع تسجيل‬
‫انخفاضها إلى حدود ‪7984.1‬سنة ‪، 2016‬أي بحوالي ‪% 10‬مقارنة بسنة ‪، 2015‬‬
‫بسبب سياسات ترشيد النفقات العمومية التي انتهجتها الحكومة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ورغم أن ارتفاع اإلنفاق العمو مي يعود إلى أسباب حقيقية وأخرى ظاهرية‪ ،‬إال أنه‬
‫فسر إلى حد كبير اعتماد أهداف نمو االقتصاد الج ازئري على سياسة المي ازنية‪،‬‬
‫بالنظر لمحدودية مساهمة القطاع الخاص‪ ،‬وقد بلغ متوسط نسبة نفقات التسيير إلى‬
‫إجمالي النفقات حوالي ‪ % 60‬خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪2016-2008‬‬
‫(انخفاضها النسبي منذ سنة ‪2014‬عن متوسط الفترة المدروس) بفعل اآلثار الناجمة‬
‫أساسا عن ارتفاع كتلة الرواتب والتعويضات‪ ،‬تجهيزات المكاتب والصيانة‪...‬الخ‪.‬‬
‫أما السبب الثاني فيرتبط بالتطورات التي عرفتها إيرادات الدولة‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بإيرادات الجباية البترولية التي تمثل نسبة معتبرة من إيرادات الموازنة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬حيث يقدر متوسط مساهمتها بـــــحوالي ‪% 54‬خالل الفترة المدروسة‪،‬‬
‫وعموما فقد عرفت إيرادات الموازنة ارتفاع من ‪ 1138.9‬مليار دينار سنة‪2000‬‬
‫إلى ما يقارب ‪ 4747.4‬مليار دينار سنة‪، 2016‬بما يمثل حوالي(‪ 2.4‬مرة)‪.‬‬
‫إن االنخفاض الحاد في أسعار النفط المتزامن مع ارتفاع حجم اإلنفاق العمومي‬
‫جعل الخطر مضاعف على التوازنات المالية للدولة واستقرارها؛ والتحدي القائم أمام‬
‫الحكومة الجزائرية حسب صندوق النقد الدولي‬
‫هو ضرورة إحالل الجباية العادية محل الجباية البت تباع سياسات‬
‫رولية‪ ،‬وضغط النفقات الجارية إلى أدنى حد ممكن وا‬
‫ترشيدها‪ ،‬وتعميق إصالحات الجيل الثاني والبحث عن مصادر تمويلية بديلة‬
‫للمشاريع التنموية‪.‬‬
‫‪- 2‬تحليل العوامل المتعلقة بهيكل اإليرادات العامة للدولة‪:‬‬
‫تعتبر التطورات التي عرفتها إيرادات الدولة من أهم العوامل التي أدت إلى تنامي‬
‫العجز الموازني‪ ،‬فعند تفحصنا لهيكلها نجد أن الجباية البترولية من أهم مصادر‬
‫‪، 2016-2000‬والجدول أدناه يلخص لنا ذلك‪.‬‬ ‫تمويل الموازنة العامة‪ ،‬بنسبة متوسطة تمثل أكثر من ‪%54‬خالل الفترة‬

‫‪10‬‬
‫يتضح لنا من الجدول أعاله أن موارد النفط تلعب دو ار هاما في توازن المواز ني‬
‫العامة للدولة‪ ،‬حيث مثلت في المتوسط ما يقارب ‪% 54‬لفترة الدراسة‪ ،‬إال أن الشيء‬
‫المالحظ كذلك هو التنامي التدريجي للموارد المتأتية من الجباية العادية‪ ،‬في مقابل‬
‫انخفاض نسبة مساهمة الجباية البترولية في إيرادات الميزانية من حوالي ‪% 63‬في‬
‫بداية األلفية إلى حوالي‪% 35‬سنة ‪، 2016‬خاصة بعد انهيار أسعار النفط في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬مع العلم أنه ال يتم احتساب السعر الحقيقي لبرميل النفط المطلوب‪،‬‬
‫والمقدر بحوالي ‪ 80‬دوالر كمتوسط للفترة الممتدة بين ‪، 2011-2016‬في حين‬
‫السعر المرجعي يقدر بـ ‪ 37‬دوالر للبرميل منذ ‪ 2007‬وهو سعر إعداد مشروع‬
‫الموازنة من دون احتساب العجز المسجل في نهاية كل سنة مالية‪ ،‬والذي يتم تغطيته‬
‫بتدخالت صندوق ضبط اإلي اردات الممول من الجباية البترولية‪ .‬والجدول أدناه يمثل‬
‫حجم الهوة بين السعر المرجعي المقدر إلعداد الموازنة وسعرها التوازني‬

‫يتضح من الجدول رقم ‪ 03‬تنامي الهوة بين السعر المرجعي الذي تبنى على‬
‫أساسه سياسة الموازنة وسعرها التوازني من سنة إلى أخرى‪ ،‬وهو ما يعكس حجم‬
‫العجز الموازني من جهة‪ ،‬والسياسة الحذرة في ضخ تلك األموال في الدائرة الحقيقية‬
‫بسبب ضعف الطاقة االستيعابية اللقتصاد‪ ،‬لكننا نرى أن هذه الفجوة غير مبررة‬
‫كونها تؤثر على الفرق بين قيمة فوائض الجباية البترولية الداخلة لصندوق ضبط‬
‫الموارد وفوائضه الحقيقية‪ ،‬ما يجعله مجرد آلية لتحويل الموارد مع فرق في الزمن‬
‫فقط‪ ،‬فالحكومة تعود كل مرة لتمويل عجز مو ازنتها إلى موارد الصندوق الذي أصبح‬
‫وكأنه يتلقى أموال أكثر مما يجب‪ ،‬فالمشرع سمح بذلك من أجل وضع تلك األموال‬
‫في حسابات خارج الموازنة ليعود إليها مرات عديدة خالل السنة لتمويل العجز بدال‬
‫ُ من اللجوء لتغير السعر المرجعي عد على أساسه الموازنة‬
‫الذي ت ‪.‬‬
‫ما نخلص إليه أن كل تذبذب في أسعار النفط سينعكس ال محالة على حجم‬
‫إيرادات الموازنة وبالتالي حجم اإلنفاق العام ولعل العجز الموازني الكبير المسجل‬
‫في السنوات األخيرة خير دليل على ذلك‪.‬‬
‫‪- 3‬تحليل العوامل المتعلقة بتنامي النفقات العامة‪:‬‬
‫عرفت الجزائر منذ بداية األلفية تنامي كبير في نفقاتها العمومية بشقها الجاري‬
‫واالستثماري‬
‫‪ ،‬وذلك ضمن مختلف برامجها التنموية؛ و الجدول أدناه يلخص لنا تطور‬
‫مخصصات الموازنة خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪2016-2000‬‬
‫‪11‬‬

‫يتضح من الجدول رقم‪،04‬أن النفقات العامة عرفت ارتفاع بحوالي‪ 7‬مرات من‬
‫سنة ‪ 2000‬إلى سنة ‪ 2016‬حيث انتقلت من حوالي‪ 1199.8‬مليار دينار إلى‬
‫حوالي ‪ 7949.1‬سنة ‪، 2016‬مع تسجيل تذبذبات في نسب نموها من سنة إلى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫إن تنامي النفقات العامة في المجمل يعود إلى ارتفاع أسعار المحروقات التي‬
‫أدت إلى تحول جذري في السياسة المالية عامة وسياسة اإلنفاق الحكومي خاصة‪،‬‬
‫حيث اتبعت الجزائر سياسة إنفاقية توسعية قصد الخروج من التبعات السلبية‬
‫إللصالحات االقتصادية لسنوات التسعينيات‪ ،‬وبذلك ارتفع حجم اإلنفاق العام بشقيه‬
‫الجاري واالستثماري‪ ،‬كما توضحه معدالت النمو في الجدول رقم ‪04‬‬
‫إن أهم ما ميز سياسة اإلنفاق الحكومي في الفترة الممتدة بين سنة‪ 2000‬وسنة‬
‫‪ 2007‬هو االرتفاع الكبير في نفقات التجهيز مقارنة بنفقات التسيير‪ ،‬فبعدما كانت‬
‫نسبتها سنة ‪ 2000‬تقدر بــ ‪ %، 26.5‬فقد وصلت إلى ‪% 48.5‬سنة ‪، 2007‬وهذه‬
‫الزيادة المعتبرة مردها إلى تطبيق برامج اإلنعاش االقتصادي ودعم النمو االقتصادي‬
‫بين ‪ ،2001-2009‬حيث عملت على استثمار عائدات البترول بالدرجة‬
‫األولى في قطاعات األشغال العمومية والبناء والفالحة والري ومختلف مشاريع البنية‬
‫التحتية ‪ ...‬؛ إال أنه منذ سنة ‪ 2010‬بدأت وتيرة تنامي نفقات االستثمار تعرف‬
‫تراجع سنة بعد سنة لتصل إلى أدنى مستوياتها سنة ‪، 2016‬حيث لم تتعدى‬
‫مخصصاتها ‪%39‬من إجمالي النفقات العمومية‪ ،‬رغم أن مخصصات نفقات التجهيز‬
‫في ميزانية سنة ‪ 2016‬بأرقامها المطلقة مرتفعة مقارنة بسنوات ما قبل ‪، 2014‬‬
‫حيث سجلت ميزانية نفقات التجهيز حوالي‪ 3176‬مليار دينار‪ ،‬في حين لم تتعدى‬
‫مخصصات نفقات التجهيز ‪ 1552.5‬مليار دينار سنة ‪، 2007‬أما ما بين سنتي‬
‫‪ 2016‬و‪ 2015‬فقد انخفضت بحوالي ‪%18.7‬بسبب سياسة الترشيد التي انتهجتها‬
‫الحكومة الجزائرية بشكل واضح بعد تراجع أسعار النفط منذ النصف الثاني من سنة‬
‫‪2014.‬‬
‫إن ارتفاع نفقات التجهيز في هذه الفترة ال يعني انخفاض نفقات التسيير‪ ،‬فهذه‬
‫األخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا باألرقام المطلقة حيث ارتفعت من حوالي‪881 .‬مليار‬
‫دينار سنة ‪ 2000‬إلى حوالي ‪ 4807‬مليار دينار سنة ‪(2016‬أكثر من ‪5‬مرات)‬
‫‪12‬‬
‫وهذا بسبب ارتفاع نفقات األجور والرواتب‪ ،‬والتدخالت االجتماعية الكثيفة نتيجة‬
‫االحتجاجات المتكررة واإلضرابات وغيرها من األسباب‪ ،‬وقد شكلت نسبتها إلى‬
‫إجمالي النفقات العامة حوالي ‪% 60‬سنة ‪ ، 2016‬والشكل أدناه يلخص لنا تطور‬
‫نفقات التسيير مقارنة بنفقات التجهيز‪.‬‬
‫يتضح من الشكل أعاله تنامي النفقات العامة بشكل الفت منذ بداية األلفية مع‬
‫تواصل هيمنة نفقات التسيير على هيكلها‪ ،‬حيث بلغ متوسط نسبة نفقات التسيير إلى‬
‫النفقات العامة خالل الفترة‪، .2008-2016 :‬حوالي ‪%، .0960.‬وذلك راجع آللثار‬
‫الناجمة أساسا عن ارتفاع كتلة الرواتب والتعويضات لعمال اإلدارات المركزية‬
‫وااللمركزية‪ ،‬والتي تستحوذ في المتوسط على حوالي‪ 35 %‬من نفقات التسيير‪،‬‬
‫باإلضافة إلى قيمة التحويالت التي تستأثر بنسبة ‪%، 40‬ثم فوائد الدين العام بنسبة ‪ ، %7‬وأخيرا نفقات المعدات واألدوات بحوالي‪%18‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اساليب تمويل العجز الموازني في الجزائر ‪2016-2000‬‬


‫اعتمدت الجزائر منذ بداية األلفية على سياسة مالية نشطة‪ ،‬وذلك بالتوسع في‬
‫اإلنفاق العمومي المقرون بالسياسة الحذرة في تسير موارد الدولة المتأتية من‬
‫الصاد ارت النفطية بعد االرتفاع غير المسبوق لبرميل النفط‪ ،‬ما جعلها تحدد سعر‬
‫ُ حسب على أساسه موارد المي ازنية مرجعي لبرميل النفط والباقي يحول إلى صندوق خاص بضبط الموارد‪ ، FRR10‬تفاديا لضخ‬
‫سيولة أكثر من طاقة استيعاب‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬وعليه فتمويل العجز الموازني في الجزائر تعددت أساليبه من فترة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬حسب المقدرة المالية للدولة‪ ،‬والسياسة المالية المطبقة‪.‬‬
‫_‪_1‬أساليب تمويل العجز الموازني في الجزائر‬
‫كانت الخزينة الجزائرية قبل سنة ‪ 2006‬تمول عجوزاتها باالعتماد على ثالث‬
‫مصادر هي‪ :‬التمويل البنكي‪ ،‬التمويل غير البنكي‪ ،‬والتمويل الخارجي؛ فالتمويل‬
‫البنكي يتم أساسا من خالل اإلصدار النقدي من طرف البنك المركزي‪ ،‬أما التمويل‬
‫غير البنكي فيتم بإصدار سندات الخزينة العامة وطرحها اللكتتاب‪ ،‬في حين يتم‬
‫التمويل الخارجي من خالل االقتراض الخارجي‪ ،‬فمثال بين سنتي ‪ 1994‬و ‪1998‬‬
‫كان تمويل عجز الموازنة يتم بالدرجة األولى باالعتماد على التمويل الخارجي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل المساعدات والقروض‪ ،‬كتلك التي كان يمنحها صندوق النقد الدولي‬
‫للجزائر في إطار برامج التصحيح االقتصادي‪ ،‬أما منذ سنة ‪ 1999‬إلى غاية ‪2005‬‬
‫فلم يعد تمويل هذا العجز يتم باالعتماد على التمويل الخارجي بل من خالل إصدار‬
‫‪ .‬واعتبارا من سنة‪ .2006‬أقرت‪ 25 .‬الخزينة العامة للسندات وطرحها في السوق المحلية‬
‫‪13‬‬
‫المادة ‪ 02‬من قانون المالية التكميلي إمكانية اللجوء إلى آلية تمويلية اربعة وهي‬
‫صندوق ضبط الموارد‪ 12‬لسد عجزها الموازني‪ ،‬وقد شرعت الحكومة فعليا في‬
‫‪،‬والجدول التالي يبرز‬ ‫استخدام رصيد الصندوق في تمويل عجز المي ازنية منذ ‪2006‬‬
‫أساليب تمويل العجز الموازني بين ‪2000-2016‬‬

‫‪: -http://www.premier‬على متاح‪ 2016-2015،‬المالية قانون‬

‫‪ministre.gov.dz/ar‬‬
‫يتضح من الجدول رقم ‪، 05‬أن تمويل عجز الموازنة في الجزائر مر بمرحلتين‬
‫هامتين‪ :‬المرحلة األولى قبل سنة ‪، 2016‬والمرحلة الثانية بعدها؛‬
‫أ‪ -‬مرحلة ما قبل سنة ‪: 2016‬تميزت باالعتماد على مصادر التمويل التقليدية‪،‬‬
‫فمنذ سنة ‪ 2000‬توسعت الحكومة في تمويل عجزها عن طريق طلب تسبيقات من‬
‫البنك المركزي )إصدار نقدي( وطرح اإلصدا ارت السندية في السوق المحلية‪ ،‬وذلك‬
‫على عكس ما كان يحدث قبل سنة‪، 2000 .‬حيث كانت تعتمد على التمويل‬
‫الخارجي‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن ظهور أرصدة التمويل سالبة في الجدول أعاله يثبت أن‬
‫الخزينة تسدد ما يستحق عليها من قروض وديون‪.‬‬
‫إذا ما نستنتجه في هذه المرحلة هو ابتعاد الجزائر عن التمويل الخارجي للعجز‬
‫الموازني وتوسعها في اإلصدارات السندية الداخلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة ما بعد سنة‪: 2006 .‬أصبحت الحكومة تعتمد بالدرجة األولى على‬
‫صندوق ضبط الموارد في تمويل عجز موازنتها‪ ،‬وذلك من خالل تدخالته التي‬
‫عرفت تنامي ملحوظ في الفترة الممتدة من ‪، 2015-2006‬حيث انتقلت هذه‬
‫األخيرة من‪ 91.5 .‬مليار دينار سنة ‪ 2006‬إلى حوالي ‪ 2965‬مليار دوالر كأقصى‬
‫قيمة سنة ‪ ( 2014‬ارتفاع بحوالي‪ 53 .‬مرة)‪ ،‬ولعل الشكل أدناه يوضح لنا ذلك‪ ،‬من‬
‫خالل المقارنة بين رصيد الموازنة ورصيد صندوق وحجم تدخالته‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المصدر‪ :‬باالعتماد على المعطيات الواردة في الجدول رقم ‪5‬و الجدول رقم‪1‬‬

‫يتضح من الشكل‪ 02‬تنامي تمويل العجز الموازني عن طريق صندوق ضبط‬


‫الموارد منذ سنة ‪، 0062‬حيث انتقلت نسبة مساهمته في تغطية العجز الموازني من‬
‫حوالي ‪91.5 ) 12.92%‬مليار دينار(‪ ،‬إلى ما يقارب حوالي ‪92% 2965‬مليار دوالر ( من نسبة العجز الكلي لسنة ‪، 2014‬لتنخفض‬
‫تغطيته إلى حوالي‬
‫‪%، 48‬و‪%55‬سنة ‪ 2015‬و‪ 2016‬على التوالي‪ ،‬بسبب تداعيات انخفاض أسعار‬
‫النفط‪ ،‬وت ارجع موارد الصندوق‪.‬‬
‫ما نخلص إليه من خالل العرض السابق أن عجز الميزانية في الفترة الممتدة‬
‫بين ‪ 2006-2016‬امتص في المتوسط السنوي حوالي ‪ 1800‬مليار دينار من‬
‫موارد صندوق ضبط الموارد ) ‪ 18‬مليار دوالر بالسعر الجاري للدوالر لشهر ديسمبر‬
‫‪)، 2016‬بما يقارب ‪% 10‬من الناتج المحلي الخام للجزائر‪ ،‬ما يدل على أن‬
‫الصندوق لعب دو ار بار از في الحفاظ على التوازن المالي للدولة خاصة في السنوات‬
‫األخيرة التي عرفت انخفاض حاد ألسعار النفط‪ ،‬لكن هل يستطيع مواصلة تدخالته‬
‫التصحيحية؟‬
‫‪-2‬تحديات القدرة على استدامة مصادر تمويل الميزانية‪:‬‬
‫إن القدرة على استدامة التمويل الموازني عموما ترتبط بعاملين اثنين‪ ،‬يتعلق‬
‫العامل األول بمدى انتعاش أسعار النفط في السنوات القادمة أو على األقل استقراره‬
‫في مستويات مقبولة ) في حدود ‪ 80‬دوالر للبرميل( بما يسمح بتحقيق التوازن‬
‫الموازني‪ ،‬أما العامل الثاني فيتعلق بمدى نجاح النموذج االقتصادي الجديد في‬
‫تنويع مصادر الدخل الوطني‪ ،‬وقدرة الحكومة على ترشيد السياسة االنفاقية للدولة‪،‬‬
‫فاستمرار اإلنفاق على هذه الوتيرة في ظل تواصل التراجع الحاد ألسعار النفط‬
‫سيرهن مستقبل صندوق ضبط الموارد في مواصلة تعديله وضبطه للموازنة الدولة‪،‬‬
‫فمن المحتمل أن ينخفض إلى أدنى مستوياته بنهاية سنة‪ ، 2018 .‬وعليه ستكون‬
‫الحكومة على موعد مع االقتراض سواء من الداخل باللجوء إلى القطاع غير‬
‫المصرفي‪ ،‬و طرح السندات الحكومية اللكتتاب في السوق المحلية بسعر فائدة مرتفع‪،‬‬
‫ما قد يؤدي إلى حصول المزاحمة مابين القطاعين العمومي والخاص على األموال‬
‫المعدة إلقراض القطاع الخاص‪ ،‬ونتيجة لحدوث أثر المزاحمة وعدم كفاية األموال‬
‫المعدة إللقراض لكال القطاعين‪ ،‬ستلجأ الحكومة إلى االقتراض من القطاع المصرفي‬
‫لتمويل عجز الموازنة من خالل االحتياطات النقدية الفائضة لدى المصارف‪ ،‬أو‬
‫إصدار نقدي جديد عن طريق البنك المركزي‪.‬‬
‫كما قد تلجأ الحكومة إلى التمويل الخارجي لسد عجز موازنتها سواء من خالل‬
‫التمويالت الخارجية المباشرة‪ ،‬كاالعتماد على المنح والمساعدات‪ ،‬والقروض الدولية‪،‬‬
‫أو من خالل البحث عن تمويالت غير مباشرة‪ ،‬من خالل طرحها للسندات العمومية‬
‫في سوق األو ارق المالية الدولية‪ ،‬وال يتوقف تمويل عجز الموازنة الحكومية على‬
‫‪16‬‬
‫التمويل الداخلي والخارجي فحسب‪ ،‬بل قد تضطر معه الحكومة إلى خوصصة‬

‫الشركات العمومية والتنازل عن بعض القطاعات التي تحتكرها منذ سبعينيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬خاصة تلك التي تعاني من تدهور اإلنتاج وقلة التنافسية‪.‬‬
‫في اعتقادنا استدامة المقدرة التمويلية للدولة يتطلب تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ترشيد النفقات العمومية واالبتعاد عن اإلسراف والتبذير؛‬
‫‪ -‬التحكم في االستهالك العمومي خاصة في مجال استهالك الطاقة التي عرفت‬
‫تنامي غير مسبوق في السنوات األخيرة؛‬
‫‪ -‬مراجعة أساليب الدعم الحكومي من خالل توجيهه لمستحقيه؛‬
‫‪ -‬الرفع من كفاءة وفعالية النفقة العمومية؛‬
‫‪ -‬االنتقال من نمط الميزانية التقليدية إلى ميزانية األداء والبرامج ؛‬
‫‪ -‬تنويع االقتصاد الوطني في إطار النموذج االقتصادي الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬دخال تنويع مصادر الدخل الوطني من خالل التمويل عن طريق البورصة‪ ،‬وا‬
‫األدوات المالية اإلسالمي حالل الجباية العادية محل الجباية البترولية وتوسيع‪.‬‬
‫أوعية الجباية العادية مع مراعاة أن يبقى الضغط الجبائي‬

‫‪17‬‬

‫املبحث الرابع ‪:‬ااثر العجز املوازين و كيفية عالجه‬


‫المطلب االول ‪ :‬اثار العجز الموازني للدولة‬
‫عند حدوث عجز الموازنة في الدولة فهي تقوم بتمويله بعدة مصادر سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية‪ ،‬وينجم عن هذه األخيرة عدة آثار‬
‫تؤثر في ميزانيتها‪ ،‬ونتيجة لهذا العجز هناك مجموعة من المخاطر تقع فيها الدولة‬
‫‪ 3.1.‬آثار العجز الموازني ‪ :‬يتم تمويل عجز الموازنة بواسطة مجموعة من الوسائل‪ ،‬ويترك هذا التمويل آثار متعددة تختلف باختالف‬
‫طرق التمويل‪ ،‬وهي تنقسم إلى آثار ايجابية وأخرى سلبية وهي كما يلي‬
‫‪ 1.3.1.‬اآلثار السلبية للعجز الموازني‪ :‬حدث عجز الموازنة تأثيرات متعددة وتتحدد بطريقة تمويله‪ ،‬فإذا تم االعتماد على االقتراض‬
‫ي الداخلي الذي يتطلب نجاحه جملة من العوامل من بينها استقرار قيمة العملة ونشاط األسواق المالية وثقة الحكومة ‪ ، ...‬ومن أهم نتائجه‬
‫هو زيادة عبء الدين المحلي وارتفاع معدالت الفائدة والذي يترتب عليه ‪‬ول العجز الموازنة عن طريق اإلصدار النقدي فإنه يؤدي إلى‬
‫التضخم مما يؤثرُ تأثيرات سلبية‪ ،‬أما إذا م سلبيًا على القدرة الشرائية لغالبية المواطنين وتدهور صرف العملة المحلية يرافقه نتائج سلبية‬
‫على أسعارُ جبر الحكومة على تقليص االستيراد‪ ،‬ويؤدي أيضًا إلى زيادة التفاوت في توزيع الدخل القومي ومما ي مشاريعها تبعا لزيادة‬
‫كلفة اإلنشاء واإلنتاج ‪ .‬ويعتبر التمويل غير تضخمي إذا تم التمويل من مصادر خارجية نتيجة أسعار الفائدة المرتفعة أو إتباع السياسات‬
‫االنكماشية‪ . ...‬إن تفاقم عجز الموازنة من سنة ألخرى وتحوله إلى عجز هيكلي مستمر ذو تكلفة باهظة سياسيًا‪ ً،‬اقتصادياً واجتماعيا‬
‫يهدد االستقرار المالي والنقدي‪ ،‬أما القروض الخارجية تكون لها آثار سلبية على االقتصاد الوطني‬
‫‪ 1.3.1.1‬اآلثار اإليجابية للعجز الموازني ‪ :‬حدث العجز آثارا ايجابية يتم ذكرها فيما يلي‬
‫االثر على تدعيم اسنهالك العائالت ‪ :‬عتبر جلب االستهالك العائالت عنصراً هاما في النمو االقتصادي حيث تشير اإلحصائيات أن‬
‫اإلتحاد األوروبي عرف عودة جوهرية للنمو االقتصادي منذ ‪ 1997‬بعد أن عرف استهالك العائالت تطور بنحو‪ 8,2%‬فقامت‬
‫المؤسسات بتكثيف قدرتها اإلنتاجية لرفع وهو ما حفز المؤسسات فتم رفع الدخل المتاح كنتيجة لسياسة التحويالت التي ارتفاع في اإلنفاق‬
‫العام ‪ . .‬ب األثر على إنعاش االستثمارات ‪ :‬يسمح االستثمار برفع اإلنتاج والدخل ويؤدي االدخار اإلضافي إلى موازاة االستثمار‬
‫اإلضافي وضخه في القناة االقتصادية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية عالج العجز الموازني‬

‫هناك عدة مصادر لتمويل عجز الموازنة‪ ،‬يمكن تقسيمها إلى وسائل تمويل تقليدية ووسائل تمويل غير تقليدية‬

‫‪ 1.2.2.1 :‬تمويل عجز الموازنة العامة بالوسائل التقليدية‪ :‬وهي بدورها تنقسم إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪– .‬أ‪ -‬التمويل المحلي ‪ :‬يمكن للدولة تمويل عجز الموازنة عن طريق مصادر التمويل المحلي سواء عن طريق االقتراض من الجمهور أو‬
‫المؤسسات المصرفية ويمكن التفرقة بين ثالثة أنواع من االقتراض المحلي‬

‫االقتراض من المصرف المركزي ‪ :‬ليس لالقتراض من البنك المركزي تأثير انكماشي مباشر على الطلب الكلي‪ ،‬ألن البنك المركزي‬
‫ليس مضطر لتخفيض االئتمان الممنوح لبعض القطاعات حتى يقوم بتوسيع االئتمان المقدم للحكومة‪ ،‬وبالتالي فإن اإلنفاق المحلي‬
‫المصحوب باالقتراض من البنك المركزي له أثر توسعي على الطلب الكلي‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬االقتراض من البنوك التجارية‪ :‬تأتي هذه الطريقة من التمويل عن طريق بيع سندات الدين العمومي التي تصدرها الخزينة‬

‫‪18‬‬
‫العمومية للبنوك التجارية‪ ،‬عندما يكون البنك التجاري احتياطات زائدة فلن يكون لهذا النوع من التمويل آثار على الطلب الكلي ويكون‬

‫اإلنفاق الحكومي الممول من هذا االقتراض آثار توسعية شبيهة باإلنفاق الممول من البنك المركزي‪ ،‬أما إذا لم يكن لدى البنوك التجارية‬
‫احتياطات زائدة فإن اقتراض الحكومة من البنوك التجارية سيكون على حساب االئتمان الممنوح للقطاع الخاص‬

‫‪ -‬االقتراض من القطاع الخاص خارج نطاق البنوك‪:‬يتم هذا النوع من التمويل عن طريق بيع سندات الدين العمومي للقطاع الخاص‪،‬‬
‫أي تحويل األموال من األفراد إلى الدولة من أجل تغطية العجز‪ ،‬وتؤثر هذه الطريقة على الكتلة النقدية وعلى السيولة لدى المصارف‬

‫ب التمويل الخارجي ‪ :‬يكون مصدره خارج الدولة ويأخذ شكل المنح لدعم الموازنة الجارية والمعونات الخارجية لتمويل الموازنة‬
‫التطويرية‪ ،‬وليست المعونات الخارجية كلها منح‪ ،‬حيث لها قسم آخر في صورة قروض ميسر ة وتتميز هذه القروض بانخفاض أسعار‬
‫الفائدة وطول فترة السماح وطول آجال استحقاقها‬

‫تمويل عجز الموازنة بوسائل غير تقليدية ( التمويل بالعجز أو ما يعرف بالتمويل التضخمي ) ‪ :‬تقوم الدولة التي تعاني من‬
‫عجز في ميزانيتها العامة في بعض األحيان إلى اللجوء إلصدار كمية جديدة من النقود بدون تغطية‪ ،‬وهذا ما يعرف بالتضخم المالي أو‬
‫"التضخم االقتصادي" والذي مفاده أن الزيادة التي تحدث في كمية النقود بيد العناصر االقتصادية ينجم عنها زيادة إقبال هذه األخيرة على‬
‫شراء السلع والخدمات بطريقة مفاجئة‪ ،‬مما يؤ دي إلى ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض القيمة الحقيقية للنقود‬
‫(‬ ‫( مختار ك ‪، 2017 . ،‬صفحة (‪232 .‬‬ ‫( مختار ك‪ ،.‬دون سنة النشر ‪ ،‬صفحة ‪232‬‬ ‫( مختار ك ‪، 2018 . ،‬صفحة ‪:(110‬‬ ‫( حميدة‪ 58_59 :( ، 2016_2015 ،‬ص (‬
‫(محمد هاني‪، 2018 ،‬صفحة ‪. (113‬‬ ‫عناية‪ ، 2014 ،‬صفحة ‪.(52‬‬

‫‪19‬‬

‫اخلامتة‬

‫يعتبر موضوع عجز الموازنة في الجزائر من أهم المواضيع التي يولي لها االقتصاديين اهتماما كبيرا وذلك لما تمثله الموازنة العامة من‬
‫أهمية في االقتصاد الوطني ‪ ،‬حيث تحاول معظم الدول سواء كانت متقدمة او نامية الوصول إلى تحقيق التوازن االقتصادي على جميع‬
‫األصعدة‪ ،‬خصوصا ما تعلق بالتوازن في الموازنة العامة‪ ،‬لذلك تسعى الدول جاهدة إلى تنويع إيراداتها وتنميتها من جهة وترشيد نفقاتها‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬إال انه من الواضح ان معظم الدول تعاني من مشكل عجز الموازنة العامة وذلك بسبب التزايد الهائل في نفقاتها العامة‬
‫ومحدودية إيراداتها‪ ،‬والتي أصبحت ال تستطيع تغطية نفقاتها من جهة ومن جهة أخرى تركز إيراداتها على مصادر محدودة وغير‬
‫مستقرة‪ ،‬وذلك ما تعاني منه الدول النامية بوجه التحديد والجزائر بوجه‬
‫املراجع‬

‫‪.‬أشواق بن قدور‪ ،‬تطور النظام المالي والنمو االقتصادي ‪ ،‬الراية ‪ ،‬الجزائر‪1 .2013 ( ،‬‬

‫تومي صالح‪ ،‬مدخل للنظرية القياسية االقتصادية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2 . ،‬‬
‫(‪)1999‬‬

‫علي جدوع الشرفات‪ ،‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬دار جليس الزمان للنشر ‪3 .‬‬
‫(‪.‬والتوزيع‪ ،‬عمان‪2010( ،‬‬

‫محمد عبد العزيز عجمية _ إيمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية االقتصادية دراسات نظرية ‪4.‬‬
‫‪.‬وتطبيقيةقسم االقتصاد مكتبة التجارة جامعة االسكندرية‪ ،‬مصر‪2003 ( ،‬‬

‫محمد مدحت مصطفى ـ سهير عبد الظاهر أحمد‪ ،‬النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية ‪5.‬‬
‫(‪.‬االقتصادية مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪1999( ،‬‬
‫الكتب ‪. 1 :‬أشواق بن قدور‪ ،‬تطور النظام المالي والنمو االقتصادي ‪ ،‬الراية ‪ ،‬الجزائر‪ . 2 (.2013 ( ،‬تومي صالح‪ ،‬مدخل للنظرية القياسية االقتصادية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪( ،‬‬
‫‪. 3 )1999‬علي جدوع الشرفات‪ ،‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬دار جليس الزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.4 (.2010( ،‬محمد عبد العزيز عجمية _ إيمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية االقتصادية‬
‫دراسات نظرية وتطبيقيةقسم االقتصاد مكتبة التجارة جامعة االسكندرية‪ ،‬مصر‪.5 (.2003 ( ،‬محمد مدحت مصطفى ـ سهير عبد الظاهر أحمد‪ ،‬النماذج الرياضية للتخطيط والتنمية االقتصادية مكتبة‬
‫(‪.‬ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪1999( ،‬‬

‫‪20‬‬

You might also like