You are on page 1of 16

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي صالحي أحمد – النعامة‪-‬‬


‫معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬

‫الملتقى الوطني األول حول‪:‬‬


‫إصالح نظام الميزانية العامة والمحاسبة العمومية في الجزائر‬
‫يومي‪ 05-04 :‬مارس ‪2024‬‬

‫المحور السابع‪ :‬التجارب الدولية في مجال إصالح نظام الميزانية والمحاسبة العمومية‬
‫مداخلة بعنوان‪:‬‬

‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة (تجربة ماليزيا)‬

‫من إعداد‪:‬‬
‫غنام اسية‪ ،1‬أستاذة محاضرة "ب"‪ ،‬المركز الجامعي مرسلي عبد هللا –تيبازة‪،-‬‬
‫‪ghennam.assia@cu-tipaza.dz‬‬

‫بوطبة صبرينة‪ ،‬أستاذة محاضرة "ب"‪ ،‬المركز الجامعي مرسلي عبد هللا –تيبازة‪،-‬‬
‫‪boutobba.sabrina@cu -tipaza.dz‬‬

‫‪ 1‬المؤلف المرسل‪ :‬د‪.‬غنام اسية‪ ،‬البريد االلكتروني‪ghennamassia@gmail.com :‬‬


‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ -‫التجربة الماليزية‬- ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة‬

:‫الملخص‬
‫ وكل دول تنتهج طرق معينة‬،‫تعد الميزانية العامة ألي دول المرآة العاكسة لقوة أو ضعف اقتصادها‬
‫لتحديد النفقات ليتم بعدها تحديد اإليرادات بأشكالها المختلفة إال أنه في بعض األحيان تواجه الدول‬
‫مشكلة عجز الميزانية العامة والتي تحاول معالجتها إما بالطرق التقليدية أو غير التقليدية حيث كل‬
‫ ومن خالل هذه الورقة البحثية نهدف إلى إبراز مدى فعالية الصكوك‬.‫منهما تخلق مشاكل اقتصادية‬
‫ وبغية اإلحاطة‬.‫اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة من خالل عرض التجربة الماليزية‬
‫ ومن أهم النتائج التي تم التوصل إليها في هذه‬،‫ اتبعنا المنهج الوصفي التحليلي‬،‫بجوانب الموضوع‬
‫ أن استعمال ماليزيا الصكوك اإلسالمية سمح لها بتغطية العجز في ميزانيتها العامة وتحقيق‬،‫الدراسة‬
.‫التطور والتنمية االقتصادية المستدامة‬
.‫ تجربة ماليزيا‬،‫ عجز الميزانية العامة‬،‫ صكوك إسالمية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:

The general budget of any country is the mirror that reflects the strength or weakness of its
economy, and each country adopts certain methods to determine expenditures in order to then
determine revenues in their various forms. However, sometimes countries face the problem of
the general budget deficit, which they try to address either through traditional or
unconventional methods, as each of them creates problems. Economical. Through this research
paper, we aim to highlight the effectiveness of Islamic sukuks in financing the public budget
deficit by presenting the Malaysian experience. In order to cover the aspects of the topic, we
followed the descriptive and analytical approach, and one of the most important results reached
in this study is that Malaysia’s use of Islamic sukuks allowed it to cover the deficit and achieve
sustainable economic development.

Keywords: Islamic bonds, public budget deficit, Malaysia’s experience

1
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تلعب الصكوك اإلسالمية دوراً مهما في تمويل العجز العام‪ ،‬ألنها تعتبر أداة تمويلية بديلة ومتوافقة‬
‫مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث تقوم الصكوك اإلسالمية على مفهوم المشاركة في الربح والخسارة‬
‫بدالً من دفع الفائدة‪ ،‬وهو ما ساهم في جذب المستثمرين إليها بل حتى توسع نطاق استعمالها في‬
‫البدان الغربية كبريطانيا والواليات المتحدة األمريكية وغيرها‪.‬‬
‫كما تعتبر الصكوك اإلسالمية احدى اآلليات التي يمكن من خاللها عجز الميزانية العامة ألنها تسمح‬
‫بتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫وعليه نطرح اإلشكالية الرئيسة التالية‪:‬‬
‫فيما يتمثل دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة؟‬
‫وعمال على المعالجة الجيدة لإلشكالية قمنا بطرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما المقصود بالعجز في الميزانية العامة وماهي أسبابه؟‬
‫‪ ‬ما هي الصكوك اإلسالمية وأهم مزاياه؟‬
‫‪ ‬هل الصكوك اإلسالمية في ماليزيا ساهمت في سد العجز في الميزانية العامة للدولة؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫ومن أجل اإلجابة عن التساؤالت السابقة قمنا بصياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تلجأ الدول إلى الوسائل التقليدية كالضرائب ومعدالت الفائدة وغيرها لمعالجة العجز وعند‬
‫عدم فاعليتها تلجأ بعد ذلك للوسائل غير التقليدية كطبع النقود بدون مقابل ومن أهم أسباب‬
‫العجز هو سوء تقدير الموازنة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الصكوك اإلسالمية أداة جد فعالة في معالجة مشكلة عجز الميزانية باعتبارها الخيار األكثر‬
‫سهولة بالمقارنة مع إجراءات المديونية الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬ساهمت الصكوك اإلسالمية في سد عجز الميزانية العامة في ماليزيا وحققت نمو في‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬نسعى من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن توضيحها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الصكوك اإلسالمية كسبيل لسد العجز في الميزانية العامة للدول‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على تجربة مصر كتجربة رائدة في استعمال الصكوك اإلسالمية‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية هذه الورقة البحثية في ضرورة الرجوع إلى األدوات التي تطرحها المالية اإلسالمية‬
‫لتحقيق استقرار اقتصادي على المدى الطويل مع الحفاض على المؤشرات االقتصادية الكلية عند‬
‫‪2‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫مستويات مقبولة‪ .‬ألن استعمال األدوات األخرى لطالما رافقته معدالت تضخم مرتفعة خاصةً في‬
‫االقتصادات التي سرعة دوران اقتصادها ضعيفة‪.‬‬
‫المنهج المتبع‪ :‬استعملنا في الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لعرض المفاهيم األساسية والنظرية‬
‫للدراسة‪ ،‬وكما استعملناه في تحليل وتقييم استعمال الصكوك اإلسالمية في عجز الميزانية العامة‬
‫لماليزية‪.‬‬
‫هيكل البحث‪ :‬لتجسيد موضوع البحث تم تقسيمه إلى ثالثة محاور رئيسة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار النظري للعجز في الميزانية العامة؛‬
‫‪ -‬ماهية الصكوك اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬التجربة الماليزية في استعمال الصكوك اإلسالمية لمعالجة عجز الميزانية العامة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬اإلطار النظري للعجز في الميزانية العامة‬
‫يعتبر العجز في الميزانية العامة من إحدى المشاكل االقتصادية التي أصبحت تعاني منها أغلب الدول‬
‫سواء كانت متقدمة أو نامية‪ ،‬ورغم تعدد التعاريف التي شرحت العجز في الميزانية العامة أن جميعها‬
‫تتفق حول التبادل الحاصل بين تزايد النفقات العامة من ناحية وانخفاض اإليرادات العامة من ناحية‬
‫أخرى مما سبب في حدوث فجوة مالية تتسع عاما بعد عام‪.‬‬
‫‪ .1‬العجز في الميزانية العامة‪:‬‬
‫هناك عدة تعاريف تختلف حسب الطريقة التي ينظر بها إلى عجز الميزانية العامة وبشكل عام يمكن‬
‫النظر إلى عجز الميزانية العامة بمفهومين‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم االقتصادي و االجتماعي‪ :‬يعرف عجز الميزانية العامة على أنه" التباين الشديد بين‬
‫‪1‬‬
‫نمو النفقات العامة للدولة من ناحية‪ ،‬ونمو اإليرادات العامة من ناحية أخرى "‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم المالي المحاسبي‪ :‬يمكن تعريفه بأنه" يحقق العجز المالي عندما تزيد نفقات الدولة‬
‫عن إيراداتها العادية‪ ،‬مما يدفع إلى اللجوء إلى اإلقراض أو اإلصدار النقدي لتغطية الزيادة‬
‫في اإلنفاق" ‪ ،2‬كما يمكن تعريفه" هو عبارة عن مجموعة الكلي لألذونات والسندات‬
‫المصدرة من قبل الخزينة العامة عن كمية األموال التي استأذنتها الحكومة لتمويل الزيادة في‬
‫‪3‬‬
‫نفقاتها العامة"‪.‬‬
‫‪ 1.2‬مقاييس عجز الميزانية العامة‪:‬‬
‫يعتبر قياس عجز الميزانية العامة من بين المؤشرات األساسية لبيان األثر الذي تحدثه السياسة المتبعة‬
‫في المتغيرات االقتصادية الكلية حيث نالحظ أنه ال يوجد تصور واضح حول قياس عجز الميزانية‬
‫العامة وهذا لسبب وجود مقاييس مختلفة تختلف باختالف الغرض المراد قياسه‪ ،‬حيث ال يوجد مقياس‬
‫شامل يمكن أن يستخدم لجميع األغراض والمجاالت‪.‬‬

‫‪ 1‬زكي رمزي‪" ،‬الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الميزانية العامة في العالم الثالث"‪ ،‬دار سيناء للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 2‬صادق عبد الكريم‪" ،‬االقتصاد المالي"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1988 ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Laura judkins, « do deficits affect interest pates” ;thesis pf the master ;easterm michigan‬‬
‫‪university ;2002 ;p 2 .‬‬
‫‪3‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫وفيما يلي أهم المقاييس المستخدمة في تعريف العجز الميزانية‪:‬‬


‫‪ -‬العجز الجاري‪ :‬يعبر هذا المقياس بالفرق بين المصروفات الجارية واإليرادات الجارية‪،‬‬
‫وبهذا االعتبار فإنه يعطينا‬
‫وزنا مقداره صفر للمصروفات الرأسمالية واإليرادات الرأسمالية مثل بيع األصول‪ ،‬وذلك ألن زيادة‬
‫اإلنفاق الحكومي على اإليرادات الحكومية في مجال االستثمار ال تغير صافي األصول للحكومة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كون الدين الجديد تقابله أصول حكومية جديدة‪.‬‬
‫العجز األساسي‪ :‬يقوم هذا المقياس على استبعاد دفع فوائد الديون المستحقة لذلك يعرف هذا‬ ‫‪-‬‬
‫النوع من العجز بالعجز بدون فوائد‪ ،‬ألنه في الواقع هذه الديون عمليات تمت في السابق أي‬
‫‪2‬‬
‫في فترة سابقة‪ ،‬بمعنى أن الفوائد عليها تتعلق بالعمليات ماضية وليست حالية‪.‬‬
‫العجز الشامل‪ :‬يعرف هذا المقياس بأنه "الفرق بين إجمالي النفقات الحكومية النقدية بما فيها‬ ‫‪-‬‬
‫الفوائد المدفوعة على الدين العام مع استبعاد مدفوعات إهتالك الديون الحكومية‪ ،‬وبين إجمالي‬
‫المتحصال ت الحكومية النقدية الضريبية وغير الضريبية مضافا إليها المنح مع استبعاد‬
‫‪3‬‬
‫حصيلة القروض"‪.‬‬
‫العجز التشغيلي‪ :‬ويسمى أيضا بالعجز المصحح للتضخم ألنه يقيس العجز في ظروف‬ ‫‪-‬‬
‫التضخم‪ ،‬ويتمثل العجز هنا في متطلبات اقتراض الدولة ناقصا الجزء الذي دفع كفوائد‬
‫لتعويض الدائنين (الدولة)عن الخسارة التي لحقت بهم نتيجة للتضخم‪ ،‬هذا الجزء يعرف‬
‫‪4‬‬
‫بالمصحح النقدي للتضخم‪.‬‬
‫العجز الهيكلي‪ :‬ويعبر عن هذا المقياس مصححا بإزالة العوامل الظرفية والمؤقتة النحرافات‬ ‫‪-‬‬
‫المتغيرات االقتصادية‬
‫(إيرادات ونفقات) دون أن تعكس الحقيقة في المدى الطويل‪ .‬وبالتالي يعبر العجز الهيكلي عن العجز‬
‫‪5‬‬
‫الذي يحتمل استمراره ما لم تتخذ الحكومة إجراءات للتغلب عليه‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أسباب المؤدية لحدوث عجز في الميزانية العامة‪:‬‬
‫يعود عجز الميزانية العامة إلى سببين رئيسيين هما زيادة النفقات العامة أو تباطؤ (تراجع) اإليرادات‬
‫العامة فيما يلي يتم شرح هذه األسباب‪:‬‬
‫أ‪ -‬زيادة النفقات العامة‪ :‬هناك العديد من العوامل األساسية التي لها تأثير في زيادة و نمو النفقات‬
‫العامة للدولة نبرزها في ما يلي‪:6‬‬

‫‪ 1‬كزيز نسرين‪ ،‬مرغاد لخضر‪ "،‬آليات تمويل وعالج عجز اليزإنية العامة للدولة في الجزإئر‪ -‬دراسة تحليلية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 47،‬جوان ‪،2017‬ص‪227‬‬
‫‪ 2‬دردوري لحسن‪" ،‬عجز الميزانية العامة للدولة وعالجه في االقتصاد الوضعي"‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪،14‬‬
‫ديسمبر‪ ،2013‬ص‪.104‬‬
‫‪ 3‬كردوري صبرينة‪" ،‬تمويل عجز الميزانية العامة للدولة في اإلقتصاد اإلسالمي درإسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪،2007،‬‬
‫ص ‪.135‬‬
‫‪ 4‬كردوري صبرينة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪137‬‬
‫‪ 5‬قدي عبدالمجيد‪" ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.208‬‬
‫‪ 6‬زرواق الحواس‪ " ،‬كفاءة الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة" ‪ ،‬المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة‬
‫المالية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ماي ‪ ،2014‬ص ‪.08‬‬
‫‪4‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫– توسيع مساحة نشاط القطاع العام‪ ،‬وبالتالي زيادة الوزن النسبي لإلنفاق العام االستثماري‬
‫في إجمالي‬
‫الرأسمال الثابت‪ ،‬ويتعلق التزايد بمتطلبات التنمية خاصة في المراحل األولى لها والتي تتطلب‬
‫توجيه كم كبير‬
‫من اإلنفاق االستثماري إلى مشروعات البنية األساسية وأيضا تدعيم الهيكل الصناعي؛‬
‫– زيادة نسبة النفقات العامة الموجهة للخدمات االجتماعية كاإلسكان‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة‬
‫والضمان االجتماعي وهذا راجع إلى تزايد الكبير في نمو معدالت السكان وبالتالي زيادة‬
‫الطلب المحلي؛‬
‫‪ -‬اتساع وتزايد نمو العمالة الحكومية حيث زاد عدد الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي‪،‬‬
‫ولقد ترتب‬
‫عن تزايد العمال والموظفين زيادة في األجور والمرتبات وهذا ما أدى إلى النمو المتزايد في‬
‫اإلنفاق العام جراء‬
‫نمو العمالة الحكومية؛‬
‫– رجوع الدولة إلى انتهاج سياسة التمويل بالعجز وذلك كأداة من أدوات تمويل التنمية‪،‬‬
‫بمعنى أنه تلجأ‬
‫الدول إلى اإل صدار النقدي الجديد‪ ،‬حيث ينجر عن هذه السياسة زيادة األسعار وارتفاع‬
‫معدالت التضخم‬
‫وبالتالي وقوع الدولة في عجز الميزانية العامة؛‬
‫– تزايد النفقات العامة جراء زيادة اإلنفاق العسكري‪ ،‬خصوصا تلك النفقات المخصصة‬
‫الستيراد األسلحة‪،‬‬
‫حيث تتجلى لنا الزيادة في النفقات العامة جراء اإلنفاق العسكري ألن استيراد األسلحة يكون‬
‫غالبا بالعملة‬
‫األجنبية؛‬
‫– نمو النفقات العامة بسبب زيادة تكاليف الدين العام سواء كان محلي أو خارجي‪ ،‬فدفع الفوائد‬
‫المستحقة‬
‫على الديون الداخلية والخارجية يؤدي إلى زيادة ونمو النفقات العامة وبالتالي زيادة تفاقم عجز‬
‫الميزانية العامة‬
‫للدولة؛‬
‫‪ -‬عامل التضخم وما يرافق ذلك من تدهور في قيمة النقود‪ ،‬األمر الذي يدفع اإلنفاق العام نحو‬
‫التزايد‬
‫الظاهري فقط نتيجة تزايد تكلفة شراء المستلزمات السلعية والخدمات التي تحتاجها الدولة‬
‫لتأدية وظائفها‬
‫التقليدية‪ ،‬وارتفاع كلفة االستثمارات العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تراجع اإليرادات العامة للدولة‪ :‬من بين أهم العوامل التي تؤدي إلى تراجع و تباطؤ معدالت‬
‫‪1‬‬
‫نمو اإليرادات العامة ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬دردوري لحسن‪" ،‬عجز الميزانية العامة للدولة وعالجه في االقتصاد الوضعي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪107-106‬‬
‫‪5‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫‪ -‬انخفاض حصيلة‪ ،‬الضرائب المباشرة وذلك لكثرة اإلعفاءات والمزايا الضريبية؛‬


‫‪ -‬ارتفاع نسبة الضرائب غير المباشرة إلى إجمالي الموارد الحكومية حيث يعود السبب إلى‬
‫حجم النشاط االقتصادي والدخل القومي‪ ،‬وبالتالي قلة الفرص المتاحة لزيادة االعتمادات على‬
‫الضرائب المباشرة‪ ،‬حيث أن الضرائب المباشرة ذات أثر تضخمي‪ ،‬وذلك جراء ارتفاع‬
‫األسعار بسببها من جهة واقتراض توجيه حصيلتها لإلنفاق العام االستهالكي حيث أن التضخم‬
‫له أثر كبير في زيادة معدالت عجز الميزانية العامة؛‬
‫‪ -‬عدم تطور النظام الضريبي وجموده يساهم في إضعاف موارد الدولة السيادية‪ ،‬فبقاء النظام‬
‫الضريبي متخلفا يؤدي إلى عدم استجابتها إلى زيادة نمو اإليرادات مع الدخل القومي‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك فإن األنظمة مليئة باالستثناءات والتعقيدات التي تضعف حصيلتها وبالتالي تراجع‬
‫اإليرادات العامة؛‬
‫‪ -‬زيادة أهمية الضرائب على قطاع التجارة الخارجية‪ ،‬حيث أنها وزنا نسبيا متزايد بالنسبة‬
‫لإليرادات العامة ولكن مع عدم استقرار األسعار وذلك ما يؤدي إلى نتيجة سلبية على جانب‬
‫اإليرادات والتالي التأثير على الميزانية العامة للدولة؛‬
‫‪ -‬زيادة حالة التهرب الضريبي الناتج عن اتساع حجم االقتصاد الموازي من جهة‪ ،‬ولضعف‬
‫تأهيل اإلدارة الضريبية من جهة أخرى‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ماهية الصكوك اإلسالمية‬
‫تعتبر الصكوك اإلسالمية من أبرز منتجات الصناعات اإلسالمية ومن وسائل جذب المدخالت‬
‫الحقيقية وتجمع األموال الالزمة لتمويل مختلف المشروعات بطريقة شرعية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعرف الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرفته هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية واإلسالمية‬
‫بأنها‪" :‬الصكوك وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية أعيان أو منافع أو خدمات‬
‫أو في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص‪ ،‬وذلك بعد تحصيل قيمة الصكوك‬
‫‪1‬‬
‫وقفل باب االكتتاب وبدأ استخدامها فيما أصدرت من أجله"‪.‬‬
‫كما عرفها مجمع الفقه اإلسالمي الدولي بأنها‪ ":‬أداة استثمارية تقوم على تجزئة رأس المال إلى‬
‫متساوية ‪ ،‬وذلك بإصدار صكوك مالية برأس المال على أساس وحدات‪ ،‬ومسجلة بأسماء‬
‫‪2‬‬
‫أصحابها باعتبارهم يملكون حصصا شائعة في رأس المالي‪ ،‬وما يتحول إلى نسبة كل منهم فيه"‪.‬‬
‫كما يمكن تعريفها على أنها‪" :‬تلك الصكوك التي تصدرها الحكومات وتستخدم حصيلتها في‬
‫توفير السلع والخدمات وفي استغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬كما تستخدمها الدولة كوسيلة من وسائل‬
‫‪3‬‬
‫تعبئة المدخرات والعمل على تشجيع االستثمارات في بعض القطاعات طبقا لبرنامج التنمية"‪.‬‬

‫‪ 1‬براضية حكيم‪ ،‬هني جعفر‪" ،‬دور التصكيك اإلسالمي في إدارة السيولة في البنوك اإلسالمية"‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،2016،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 2‬سليمان ناصر‪ ،‬ربيعة بن زيد‪" ،‬الصكوك اإلسالمية كأداة لتمويل التنمية االقتصادية‪ ،‬المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية‬
‫بين الصناعة المالية التقليدية والصناعة اإلسالمية"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪-5،‬‬
‫‪6‬ماي ‪ ،2014‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 3‬أحمد سفيان حي عبد اهلل‪ ،‬قمر الزمان بن نور الدين‪ ،‬وآخرون‪" ،‬األثر االقتصادي للصكوك السيادية عند تمويل الميزانية العامة"‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪،‬‬
‫العدد ‪ 21،‬قطر‪ ،‬سنة ‪ ،2020‬ص ‪.220‬‬
‫‪6‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫‪ .2‬خصائص الصكوك اإلسالمية‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫يمكن توضيح الخصائص العامة للصكوك اإلسالمية علي الوجه التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الصكوك عبارة عن وثائق تصدر باسم مالكها بفئات متساوية القيمة إلثبات حق‬
‫مالكها في الموجودات الصادرة بموجبها؛‬
‫‪ ‬يكون تداول الصكوك بناء على الشروط والضوابط الشرعية لتداول األصول‬
‫والمنافع والخدمات التي نمثلها؛‬
‫‪ ‬تمثل الصكوك حصص ملكية شائعة في موجودات قائمة أو يتعين إيجادها أو منافع‬
‫وال تمثل دينا على مصدرها؛‬
‫‪ ‬الصك االستثماري اإلسالمي يعطي حامله حصة من الربح إن وجدت؛‬
‫‪ ‬الصك االستثماري اإلسالمي يلزم صاحبه بتحمل مخاطر االستثمار كاملة؛‬
‫‪ ‬الصك االستثماري اإلسالمي يخصص حصيلة االكتتاب فيه لالستثمار في مشاريع‬
‫أو أنشطة تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية وعادة يتم تحديها مسبقا؛‬
‫‪ ‬استناد الصك على عقد شرعي يؤطر العالقة بين أطراف عملية التصكيك؛‬
‫‪ ‬انتقاء ضمان المدير (المضارب أو الوكيل أو الشريك)‪.‬‬
‫‪ .3‬مزايا الصكوك اإلسالمية‪:‬‬
‫توفر عملية التصكيك عدة مزايا للمتعاملين في حقها حيث يمكن تقسم هذه المزايا كما هو مبين‬
‫‪2‬‬
‫في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬التيجاني عبد القادر أحمد‪" ،‬الصكوك الحكومية (الواقع‪ ،‬التحديات والمأمول)"‪ ،‬المنتدى المصرفي الحادي و التسعين‪ ،‬أكاديمية‬
‫السودان للعلوم‬
‫المصرفية و المالية‪ ،‬مركز البحوث و النشر و االستثمارات‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪.19-18‬‬
‫‪ 2‬فتح الرحمن علي محمد صالح‪" ,‬دور الصكوك اإلسالمية في تمويل المشروعات التنموية"‪ ,‬تنظيم اتحاد المصارف العربية‪،‬‬
‫ورقة عمل لمنتدي الصيرفة اإلسالمية‪ ,‬بيروت‪ ,‬يوليو‪.2008,‬‬
‫‪7‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬مزايا التصكيك‬


‫بالنسبة لالقتصاد الكلي‬ ‫بالنسبة للمستثمرين‬ ‫بالنسبة للمصدر األصلي‬
‫‪-‬ينتج التصكيك أداة قليلة التكلفة ‪ -‬تزيد عمليات التصكيك من‬ ‫‪-‬تساعد عمليات التصكيك في‬
‫مقارنة باالقتراض المصرفي درجة تعميق السوق المالية‬ ‫المواءمة بين مصادر األموال‬
‫وذلك بسبب قلة الوسطاء بالدولة‪.‬‬ ‫واستخداماتها‪.‬‬
‫والمخاطر المرتبطة بالورقة ‪ -‬تساعد عملية التصكيك في نمو‬ ‫‪ -‬يساعد التصكيك في تحسين‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪GDP‬‬ ‫نسبة كفاية رأس المال ألنه عبارة المالية المصدرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعطي الصكوك اإلسالمية عوائد دون الحاجة إلى استثمارات‬ ‫عن عمليات خارج الميزانية‪.‬‬
‫أعلى مقارنة ببقية االستثمارات إضافية‪.‬‬ ‫‪ -‬يضاعف التصكيك من قدرة‬
‫المالية األخرى (األوراق المالية ‪ -‬تساعد عمليات التصكيك في‬ ‫المنشآت علي إنشاء األموال أي‬
‫تحريرها لتأمين السيولة الالزمة الحكومية والسندات ذات اآلجال تقليل درجة سيطرة الجهاز‬
‫المصرفي كمزود وحيد للتمويل‪.‬‬ ‫المتقاربة)‪.‬‬ ‫لتمويل احتياجاتها‪.‬‬
‫‪ -‬للصكوك اإلسالمية تدفقات مالية ‪ -‬مسايرة التغيرات الدولية‬ ‫‪ -‬يتيح التصكيك للمصارف‬
‫الحاصلة في سوق التمويل بغرض‬ ‫يمكن التنبؤ‬ ‫وسائر المؤسسات المالية وغير‬
‫‪ -‬توفر عمليات التصكيك فرصا إرضاء المستثمر المحلي بدال عن‬ ‫المالية األخرى إمكانية منح‬
‫لألفراد انتقاله الستهالك هذه الخدمات في‬ ‫متنوعة‬ ‫التمويل والتسهيالت ثم تحريكها استثمارية‬
‫والمؤسسات والحكومات بصورة الخارج وتأثير ذلك على ميزان‬ ‫واستبعادها من ميزانياتها‬
‫العمليات الرأسمالية‪.‬‬ ‫تمكنهم من إدارة‬ ‫العمومية خالل فترة قصيرة‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة فرص هائلة لسداد العجز‬ ‫سيولتهم بصورة مربحة‪.‬‬ ‫‪ -‬يعتبر التصكيك وسيلة جيدة‬
‫في موازنة الدولة االتحادية أو‬ ‫إلدارة المخاطر االئتمانية‬
‫الوالئية بتوفيره لموارد حقيقة غير‬ ‫‪ -‬يزيد التصكيك من قدرة المنشأة‬
‫مؤثرة سلبا على المستوى العام‬ ‫علي زيادة نشاطها دون الحاجة‬
‫لألسعار‪ ،‬وبالتالي تمكينها من‬ ‫إلى زيادة رأسمالها‪.‬‬
‫التنمية‬ ‫مشروعات‬ ‫تمويل‬
‫األساسية بصورة غير مكلفة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬فتح الرحمن علي محمد صالح‪" ,‬دور الصكوك االسالمية في تمويل المشروعات التنموية"‪ ,‬ورقة‬
‫عمل لمنتدي الصيرفة االسالمية‪ ,‬بيروت‪ ,‬يوليو‪ 2008,‬تنظيم اتحاد المصارف العربية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬التجربة الماليزية في استعمال الصكوك اإلسالمية لمعالجة عجز الميزانية العامة‬
‫ماليزيا تحتل المرتبة األولى من حيث اصدار الصكوك اإلسالمية‪ ،‬ويعود تاريخ التطور الكامل لسوق‬
‫المال االسالمي في ماليزيا إلى أوائل التسعينات عند اصدار شركة ‪ shell MDS‬أول صكوك إسالمية‬
‫تم تداولها سنة ‪ 1990‬في السوق المحلية‪ ،‬وتال ذلك اصدار عدد من األدوات المالية اإلسالمية ليتطور‬
‫السوق المالي الماليزي ويعرف التوسع الكبير الذي نشهده بحيث سوق رأس المال اإلسالمي قدر‬
‫بنسبة ‪ % 64.38‬من اجمالي حجم السوق المالي الماليزي نهاية ‪ 2022‬أي ما يعادل ‪2322.30‬‬
‫مليار رينجت ماليزي‪ ،‬وتقدر نسبة اجمالي الصكوك اإلسالمية في هذا السوق ب ‪ % 68.23‬نهاية‬
‫‪ 1.2022‬ومن بين أهم أسباب لجوء الحكومة الماليزية لهذه األداة التمويلية هو العجز الذي ظهر على‬

‫‪1‬‬
‫‪Securities Commission Malaysia.(2022). "Annual report 2022" Part statements, statistics and activities, P‬‬
‫‪:172.‬‬
‫‪8‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫موازنتها العامة وباألخص بعد تبنيها مخططات لتطوير البنى التحتية والتنموية وبدال من اصدار‬
‫سندات الدين العام لجأت إلى الصكوك اإلسالمية إلتاحة الفرصة لكافة شرائح المجتمع في المساهمة‬
‫في تنمية االقتصاد عن طريق التمويل واالكتتاب فيها وهو ما يسمح باشراك األفراد والقطاع الخاص‬
‫في مشاريع البنية التحتية إلى جانب الدولة مما يحث أفراد المجتمع للمحافظة عليها ألنهم شركاء‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ .1‬تطور دين الحكومة المركزية لماليزيا‪:‬‬
‫يوضح الشكل التالي تطور الدين الحكومة المركزية خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2002‬و‪2022‬‬
‫بحيث نالحظ أنه في ارتفاع مستمر لينتقل من ‪ 14.58‬ترليون دوالر أمريكي سنة ‪ 2002‬ليرتفع‬
‫تدريجيا ليسجل قيمة ‪ 55.56‬ترليون دوالر أمريكي سنة ‪ ،2021‬كما نالحظ األزمة المالية لسنة‬
‫‪ 2008‬ساهمت هي األخرى في ارتفاع قيمة الدين ليسجل ارتفاع بقيمة ‪ 9.05‬ترليون دوالر أمريكي‬
‫في سنة واحدة (‪ )2019‬كما نالحظ أن أزمة كوفيد‪ 19-‬هي األخرى عززت هوة الدين لينتقل من‬
‫‪ 39.18‬ترليون دوالر أمريكي سنة ‪ 2018‬إلى ‪ 55.56‬ترليون دوالر أمريكي سنة ‪.2021‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬دين الحكومة المركزية اإلجمالي خالل الفترة ‪2021-2002‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثتان باالعتماد على معطيات البنك الدولي‪ ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪2024/02/18‬على الرابط‪:‬‬
‫‪https://data.albankaldawli.org/indicator/GC.DOD.TOTL.CN?end=2021&locations=MY&start=1998‬‬

‫إال أن دين الحكومة المركزية المتزايد ال يعني أن الناتج الداخلي المحلي ضعيف وهذا ما يوضحه‬
‫الشكل رقم (‪ )02‬التالي‪ ،‬بحيث نالحظ أن كل من الناتج المحلي والنفقات العامة والدين الحكومي‬
‫تعرف ارتفاعا ً طرديا وأن الناتج المحلي يفوق قيمة النفقات والدين الحكومي‬

‫‪9‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02‬اجمالي الناتج المحلي والنفقات العامة ودين الحكومة لماليزيا خالل الفترة‬
‫‪2021-2002‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثتين باالعتماد على الملحق رقم ‪01‬‬


‫وهذا راجع إلى أن الدولة تنتهج سياسة تمويلية لالقتصاد تعتمد في أساسها على الدين كما يمكن‬
‫إرجاع ذلك إلى عدة عوامل أخرى من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال الصكوك اإلسالمية باعتبارها أداة تمويلية ناجحة لتفعيل السوق المالي وتمويل المشاريع‬
‫االستثمارية المختلفة؛‬
‫‪ -‬طبيعة المجتمع الماليزي الذي يطبق مبادئ الشريعة اإلسالمية والتي تعتبر مبدئا ً للحياة اليومية‬
‫والتنمية االقتصادية للمجتمعات اإلسالمية‪ ،‬كما أنها تمتلك أسلوبا يساعد في التنمية المستدامة‬
‫والذي يساعد في تحقيق أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫أنواع الصكوك اإلسالمية المتداولة في سوق رأس المال الماليزي‪:‬‬


‫عرف السوق الماليزي تطورا من حيث قيمة الصكوك اإلسالمية المتداولة إذ نالحظ من خالل‬
‫معطيات الجدول رقم (‪ )02‬لتسجل الصكوك اإلسالمية سنة ‪ 2013‬قيمة ‪ 275.80‬م‪.‬ر‪.‬م بسبب‬
‫مخطط تطوير مشاريع البنى التحتية التي يعتمد في تمويلها الطويل األجل على الصكوك اإلسالمية‪،‬‬
‫لتعرف تراجعا بعد أزمة النفط سنة ‪ 2014‬لتنخفض قيمتها إلى ‪ 117.70‬م‪.‬ر‪.‬م سنة ‪ 2015‬باإلضافة‬
‫إلى تذبذب قمة الرينجت الماليزي خالل نفس الفترة‪ ،‬لتنتعش الصكوك اإلسالمية من جديد على‬
‫العموم باألخص بعد ‪ ،2017‬لتراوح قيمة ‪ 296.84‬نهاية ‪ 2022‬ويرجع ذلك إلى تنويع إصدارات‬
‫الصكوك من حيث الصيغ وباألخص بعد الرواج الذي عرفته صكوك المرابحة النخفاض مخاطر‬
‫االستثمار بها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬حجم الصكوك اإلسالمية في ماليزيا خالل الفترة الممتدة ما بين ‪-2013‬‬
‫‪2022‬‬
‫قيمة الصكوك مليار ريجنت ماليزي‬ ‫قيمة الصكوك مليار ريجنت ماليزي السنة‬ ‫السنة‬

‫‪199.9‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪275.8‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪235.2‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪262.76‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪223.94‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪117.7‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪237.41‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪129.4‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪296.84‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪168.7‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصادر‪ :‬من إعداد الباحثتين باالعتماد على المراجع التالية‪:‬‬


‫‪ -‬محمد لخضر بوساحة وآخرون‪" ،‬واقع الصكوك اإلسالمية في ماليزيا وآفاق استفادة السوق المالي الجزائري‬
‫منها"‪ ،‬مجلة شعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬المجلد ‪ ،07‬تاريخ النشر ‪ ،2023/03/15‬الجزائر‪،2023 ،‬‬
‫ص ‪.52‬‬
‫‪-Securities Commission Malaysia. (2022). Annual report 2022, opcit, p 177.‬‬

‫والصكوك اإلسالمية في ماليزيا تقسم إلى ثالثة أقسام أساسية‪ ،‬لنجد في القسم األول الصكوك‬
‫اإلسالمية القائمة على عقد الشراكة والتي تضم كل من صكوك المضاربة وصكوك المشاركة‬
‫وصكوك الوكالة باالستثمار‪ ،‬أما القسم الثاني يضم الصكوك اإلسالمية القائمة على عقد البيع والتي‬
‫تضم كل من صكوك المرابحة وصكوك البيع بثمن آجل‪ ،‬صكوك االستصناع‪ ،‬والقسم الثالث يضم‬
‫الصكوك اإلسالمية القائمة على عقد االجازة كما هو موضح في الشكل ‪.03‬‬

‫‪11‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03‬أنواع الصكوك اإلسالمية الماليزية‬


‫الصكوك اإلسالمية المستعملة‬
‫بماليزيا‬

‫الصكوك اإلسالمية القائمة على‬ ‫الصكوك القائمة على عقد البيع‬ ‫الصكوك اإلسالمية القائمة على‬
‫عقد االجارة‬ ‫عقد الشراكة‬

‫صكوك اإلجارة‪:‬‬ ‫صكوك المرابحة‪:‬‬ ‫صكوك المضاربة‪ :‬أول اصدار‬


‫لها كان من طرف‬
‫أول اصدار لها كان سنة ‪2002‬‬ ‫أول اصدار لها كان سنة ‪1994‬‬ ‫‪PG MUNICIPAL BND‬‬
‫من طرف الحكومة الماليزية‬ ‫سنة ‪ 2005‬بقيمة ‪ 80‬مليون‬
‫عرفت باسم‬ ‫رنجيت ماليزي‬
‫‪Malaysia Global Sukuk‬‬
‫الصكوك البيع بثمن آجل‪:‬‬
‫صكوك المشاركة‪ :‬أول اصدار‬
‫أول اصدار لها كان سنة ‪1994‬‬
‫لها كان من طرف‬
‫ليتوقف إصدارها ابتدا ًء من سنة‬ ‫‪Musyarakh one capital BHD‬‬
‫‪ 2011‬بسبب االختالف الفقهي‪.‬‬ ‫سنة ‪ 2005‬بقيمة ‪ 250‬مليار‬
‫رنجيت ماليزي‬
‫صكوك االستصناع‪ :‬أول اصدار‬
‫صكوك الوكالة باالستثمار‪ :‬أول‬
‫لها كان من طرف‬
‫اصدار لها كان من طرف‬
‫‪SKS POWER SDN BHD‬‬
‫غولف لالستثمار سنة ‪.2011‬‬
‫سنة ‪ 2003‬بقيمة ‪ 5.6‬مليار‬
‫سنة ‪ 2005‬بقيمة ‪ 250‬مليار‬
‫رنجيت ماليزي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين باالعتماد على موقع هيئة األوراق المالية لماليزيا‪ ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 2024/02/18‬على الرابط‪https://www.sc.com.my/:‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تعتبر الصكوك اإلسالمية من بين أدوات المالية اإلسالمية التي عرفت رواجا كبيرا ولم تعد تقتصر‬
‫على البلدان اإلسالمية ولكن حتى الدول الغربية أصبحت مهتمة بهذه األدوات لما لها من فعالية في‬
‫النهوض باالقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة والتجربة الماليزية رائدة في مجال استخدام الصكوك‬
‫اإلسالمية للنهوض باقتصادها على جميع المستويات‪ ،‬وتناولنا من خالل هذه الورقة البحثية كيف‬
‫ساهمت الصكوك اإلسالمية في معالجة عجز الميزانية العامة باعتبار هذه األخيرة هي المشكلة‬
‫األساسية في السياسات المالية لمعظم الدول‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم يمكن إبراز أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معالج عجز الموازنة العامة بالطرق المتعارف عليها دائما ينتج عنه إما تضخم‪ ،‬أو مديونية‬
‫خارجية تعيق االقتصاد؛‬
‫‪12‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫من أهم نتائج التصكيك هي ظهور الصكوك اإلسالمية‪ ،‬القائمة وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪-‬‬
‫األمر الذي ساهم في جذب المستثمرين عبر العالم وباألخص المسلمين منهم باإلضافة إلى‬
‫تنوعها كما أثبت جدارتها في تعبئة المدخرات والمساهمة في المشاريع التنموية؛‬
‫تعتبر الصكوك اإلسالمية وسيلة فعالة لمواجهة األزمات المالية نظراً للمزايا التي تسمح لها‬ ‫‪-‬‬
‫أن تكون أداة قابلة للتسييل‪ ،‬وبالتالي تعزز االستقرار في السوق رأس المال اإلسالمي؛‬
‫استطاعت ماليزيا أن تكون رائدة في مواجهة التخلف الذي كان يعاني منه اقتصادها من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫إيجاد حلول لمعظم مشكالتها االقتصادية من خالل اعتمادها على فكرة اشراك أفراد المجتمع‬
‫في العملية التنموية من خالل طرح صكوك إسالمية لمختلف فئات المجتمع؛‬
‫الصكوك اإلسالمية ساهمت في حل مشكلة عجز الموازنة في ماليزيا‪ ،‬كما سمحت بإرساء‬ ‫‪-‬‬
‫قواعد للتنمية االقتصادية المستدامة‪.‬‬
‫االقتراحات والتوصيات‪:‬‬
‫وعلى ضوء النتائج المذكورة‪ ،‬يمكننا تقديم جملة من التوصيات واالقتراحات‪:‬‬
‫تحديد حد أقصى لالنفاق العام‪ ،‬بهدف الحد من إهدار المال العام‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة النظر في السياسات المالية المنتهجة باألخص في الدول اإلسالمية‪ ،‬مع ضرورة‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق النظام المالي اإلسالمي‪.‬‬
‫استعمال الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الموازنة يفرض وجود سياسة اقتصادية فاعلة‬ ‫‪-‬‬
‫وديناميكية وفي نفس الوقت تتمسك بالمبادئ اإلسالمية وهذا مع تحديد أولويات عملها‬
‫ونشاطها‪.‬‬
‫إعطاء المزيد من االهتمام بالدراسات االقتصادية اإلسالمية والسيما الفقهية‪ ،‬من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫مراكز البحث المختصة في الصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫االستفادة من التجربة الماليزية وطرح الصكوك اإلسالمية حكومية لتمويل المشاريع‬ ‫‪-‬‬
‫التنموية‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫‪ /1‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬كردوري صبرينة‪" ،‬تمويل عجز الميزانية العامة للدولة في اإلقتصاد اإلسالمي دراسة‬
‫تحليلية مقارنة"‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬زكي رمزي‪ " ،‬الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الميزانية العامة في العالم‬
‫الثالث"‪ ،‬دار سيناء للنشر‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬صادق عبد الكريم‪" ،‬االقتصاد المالي"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪ -‬براضية حكيم‪ ،‬هني جعفر‪" ،‬دور التصكيك اإلسالمي في إدارة السيولة في البنوك‬
‫اإلسالمية"‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪.2016،‬‬
‫‪13‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫‪ ‬المقاالت في مجالت علمية والملتقيات والتقارير‪:‬‬


‫‪ -‬كزيز نسرين‪ ،‬مرغاد لخضر‪ "،‬آليات تمويل وعالج عجز الميزانية العامة للدولة في‬
‫الجزإئر‪ -‬دراسة تحليلية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ 47،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -‬دردوري لحسن‪" ،‬عجز الميزانية العامة للدولة وعالجه في االقتصاد الوضعي"‪ ،‬مجلة‬
‫أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬ديسمبر‪.2013‬‬
‫‪ -‬سليمان ناصر‪ ،‬ربيعة بن زيد‪" ،‬الصكوك اإلسالمية كأداة لتمويل التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي حول‪ :‬منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية بين الصناعة المالية‬
‫التقليدية والصناعة اإلسالمية"‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،1‬الجزائر‪6-5،‬ماي ‪.2014‬‬
‫‪ -‬أحمد سفيان حي عبد اهلل‪ ،‬قمر الزمان بن نور الدين‪ ،‬وآخرون‪" ،‬األثر االقتصادي‬
‫للصكوك السيادية عند تمويل الميزانية العامة"‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪ ،‬العدد ‪ 21،‬قطر‪ ،‬سنة‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -‬التيجاني عبد القادر أحمد‪" ،‬الصكوك الحكومية (الواقع‪ ،‬التحديات والمأمول)"‪ ،‬المنتدى‬
‫المصرفي الحادي والتسعين‪ ،‬أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والنشر واالستثمارات‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪ -‬فتح الرحمن علي محمد صالح‪" ,‬دور الصكوك االسالمية في تمويل المشروعات‬
‫التنموية"‪ ,‬ورقة عمل لمنتدي الصيرفة االسالمية‪ ,‬بيروت‪ ,‬يوليو‪ 2008,‬تنظيم اتحاد‬
‫المصارف العربية‪.‬‬
‫‪/2‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪ ‬التقارير‪:‬‬
‫‪Securities Commission Malaysia,"Annual report 2022 "Part statements, statistics and‬‬
‫‪activities,2022.‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ https://data.albankaldawli.org‬‬
‫‪ https://www.sc.com.my/‬‬

‫‪14‬‬
‫غنام اسية & بوطبة صبرينة‬ ‫دور الصكوك اإلسالمية في تمويل عجز الميزانية العامة ‪-‬التجربة الماليزية‪-‬‬

‫قائمة المالحق‬
‫الملحق رقم (‪ :)01‬اجمالي النتاج المحلي والنفقات العامة والدين الحكومي للفترة ‪2022-2000‬‬
‫الوحدة‪ :‬ترليون دوالر أمريكي‬
‫السنوات‬ ‫النفقات العامة‬ ‫اجمالي الناتج المحلي‬ ‫دين الحكومة‬
‫‪2002‬‬ ‫‪6,19146‬‬ ‫‪34,98‬‬ ‫‪15,04‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪6,90272‬‬ ‫‪39,22‬‬ ‫‪17,69‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪8,3538‬‬ ‫‪44,2‬‬ ‫‪20,20‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪8,47122‬‬ ‫‪47,86‬‬ ‫‪20,15‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪9,17922‬‬ ‫‪51,86‬‬ ‫‪21,06‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪10,57945‬‬ ‫‪58,45‬‬ ‫‪23,44‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪12,58908‬‬ ‫‪64,23‬‬ ‫‪25,56‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪13,21313‬‬ ‫‪60,89‬‬ ‫‪30,93‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪12,14122‬‬ ‫‪66,71‬‬ ‫‪33,09‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪14,57209‬‬ ‫‪73,97‬‬ ‫‪36,99‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪15,8781‬‬ ‫‪75,61‬‬ ‫‪39,01‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪16,00826‬‬ ‫‪77,71‬‬ ‫‪41,19‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪15,72848‬‬ ‫‪79,84‬‬ ‫‪42,08‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪13,77624‬‬ ‫‪75,28‬‬ ‫‪40,35‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪12,85536‬‬ ‫‪76,52‬‬ ‫‪39,71‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪12,87384‬‬ ‫‪81,48‬‬ ‫‪40,74‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪13,75986‬‬ ‫‪86,54‬‬ ‫‪44,31‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪15,27372‬‬ ‫‪87,78‬‬ ‫‪46,00‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪15,7731‬‬ ‫‪85,26‬‬ ‫‪53,12‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪16,87269‬‬ ‫‪97,53‬‬ ‫‪61,74‬‬
‫‪2022‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪101,33 /‬‬
‫المصدر‪ :‬معطيات البنك الدولي‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 2023/02/18 :‬على الرابط‪:‬‬
‫‪https://data.albankaldawli.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD?end=2022&start=2000‬‬

‫‪15‬‬

You might also like