You are on page 1of 18

‫الفصل الثاني‬

‫ميزان المدفوعات (‪)Balance of Payments‬‬


‫أوالً‪ :‬المفهوم واألهمية ‪:‬‬
‫هو بيان يسجل قيمة الحقوق والديون الناشئة بين دولة معينة والعالم الخارجي‪ ،‬نتيجة قيام جميع أنواع‬
‫المبادالت االقتصادية‪ ،‬التي تنشأ بين المقيمين في هذه الدولة والمقيمين في الخارج‪ ،‬وخالل فترة معينة‬
‫اتفقوا على تحديدها بسنة‪.‬‬
‫دون فيه كافة اإلجراءات االقتصادية المتعلقة بالدول‪،‬‬
‫ويمكن تعريفه أيضاً بأنه ؛ سجل محاسبي‪ ،‬ومالي تُ ّ‬
‫ولكل دولة من دول العالم ميزان مدفوعات خاص بها‪ ،‬تتعامل فيه مع الدول األخرى‪ ،‬لتسجيل العمليات‬
‫المالية التي تتم بينهم‪ ،‬ويتكون من جانبين‪ ،‬األول يسمى (المدين)‪ :‬وتسجل فيه كافة اإلجراءات المالية التي‬
‫يتم دفعها‪ ،‬والثاني يسمى (الدائن)‪ :‬وتسجل فيه كافة اإلجراءات المالية التي يتم تحصيلها‪ ،‬ويعتمد ميزان‬
‫اء لشراء خدمة‪ ،‬أم سلعة ما‪ ،‬وأيضاً يحتوي على‬‫المدفوعات على تسجيل كافة المبالغ النقدية التي تدفع سو ً‬
‫التفاصيل المتعلقة برأس المال‪ ،‬والمصروفات األخرى‪ ،‬وفي العادة يتم إعداد نظام المدفوعات لسنة مالية‬
‫واحدة‪ ،‬تبدأ في بداية العام‪ ،‬في األول من شهر كانون الثاني (يناير)‪ ،‬وتنتهي بنهاية العام‪ ،‬في الحادي‬
‫والثالثين من شهر كانون األول (ديسمبر)‪.‬‬
‫‪Definition of the balance of payments :Are accounting statement that records‬‬
‫‪the value of the rights and debts arising between a given State and the outside‬‬
‫‪world as a result of all types of economic exchanges between residents of that‬‬
‫‪State and those residing abroad and within a certain period they have agreed‬‬
‫‪to set for one year.‬‬

‫أهمية ميزان المدفوعات ‪:‬‬


‫يعرض ميزان المدفوعات صورة حقيقية لنشاطات وفعاليات الدولة اإلقتصادية من حيث ‪:‬‬
‫‪ .1‬يعكس ميزان المدفوعات مدى قوة إقتصاد الدولة من خالل حجم كالً من الصادرات والمنتجات‬
‫وغير ذلك ‪..‬‬
‫‪ .2‬يظهر ميزان المدفوعات القوى التي تحدد أسعار الصرف من خالل فحص آليات العرض‬
‫والطلب على العمالت األجنبية وكذا هيكل التجارة الخارجية من خالل حجم المعادالت ونوع‬
‫سلع التبادل ‪..‬‬
‫‪ .3‬يعد ميزان المدفوعات مرجعاً أساسياً للبيانات والمعطيات االقتصادية الواقعية التي ُيتخذ على‬
‫أساسها الق اررات المحددة للسياسات النقدية والمالية ‪..‬‬
‫‪ .4‬يبي ن ميزان المدفوعات المركز التي تحتله الدولة في قائمة األقتصاد العالمي لذا يعد من اهم‬
‫وسائل التحليل اإلقتصادي ‪.‬‬
‫‪ .5‬يساعد ميزان المدفوعات في معالجة أي اختالالت يتم الكشف عنها من خالل ‪ ،‬بيان وضعية‬
‫اقتصاد البلد من حيث مواطن قوته ومكامن ضعفه ‪.‬‬
‫‪ .6‬يقدم ميزان المدفوعات رؤية مزدوجة ( محلية وعالمية) لفترة معينة عادة ما تكون سنة ‪.‬عن‬
‫طريق فحص العمليات التي تسجل في ميزان المدفوعات والتي تعكس قوة اإلقتصاد الوطني‬
‫وقابليته على المنافسة ودرجة استجابته للتغيرات الحاصلة في اإلقتصاد الدولي‪ ،‬ألنه يعكس‬
‫حجم وهيكل كل من اإلنتاج بما فيه العوامل المؤثرة عليه مثل حجم اإلستثمارات‪،‬درجة التوظيف‬
‫ومستوى األسعار والتكاليف والمستوى العلمي والتكنولوجي‪....‬إلخ‪ .‬وغالباً ما يطلب صندوق‬
‫النقد الدولي من أعضائه تقديم موقف ميزان المدفوعات بصورة دورية لفحصه وبالتالي الحكم‬
‫بصورة صحيحة على المركز الخارجي للعضو‪.‬‬

‫مزايا ميزان المدفوعات‪:‬‬


‫‪ .1‬انه حساب مختصر يضم جميع المعامالت بين المقيمين في الدولة وباقي أنحاء العالم بشكل‬
‫اجمالي وموجز‪.‬‬
‫‪ .2‬يصف حالة العالقات الخارجية االقتصادية للدولة ومن ثم تعيين مركزها االقتصادي الذي‬
‫تحتله ‪ ،‬للمستعدة في الوصول إلى الق اررات التي تخص السياسة النقدية والتجارة الخارجية‬
‫والتمويل الخارجي‪.‬‬
‫‪ .3‬تحليل ميزان المدفوعات يبين مقدرة الدولة على مواجهة استيراداتها من خالل ضبط عمليات‬
‫تصديرها للسلع أو تخفيض أصولها االجنبية وبيان فيما اذا كانت قادرة على استقبال المزيد‬
‫من المنح من الخارج‪.‬‬
‫‪ .4‬كشف ميزان المدفوعات يوضح أن كانت الدولة دائنة أو مدينة‪.‬‬
‫مكونات ميزان المدفوعات ‪:‬‬

‫أقسام ومكونات ميزان المدفوعات‬

‫حساب‬ ‫حساب رأس المال‬ ‫الحساب الجاري التسويات الرسمية‬


‫دون مقابل‬ ‫التحويالت‬

‫رؤوس االموال‬ ‫رؤوس االموال‬ ‫ميزان التجارة‬ ‫ميزان التجارة‬


‫قصيرة االجل‬ ‫طويلة االجل‬ ‫غير المنظورة‬ ‫المنظورة‬

‫الحساب الجاري‪ :‬يضم المعامالت السلعية والخدمية وعوائد الدخل بين الدولة والعالم الخارجي‬ ‫‪-1‬‬
‫وينقسم إلى‪:‬‬
‫ميزان التجارة المنظورة‪ :‬يسجل فيه السلع المصدرة والمستوردة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ميزان التجارة غير المنظورة‪ :‬يسجل فيه الحقوق والديون الناشئة عدد تبادل الخدمات‬ ‫ب‪-‬‬
‫بانواعها المختلفة (نقل ‪ ،‬تأمين‪ ،‬مصارف)‪.‬‬

‫وأهمية هذا الحساب تكمن في انه يبين االنفاق االجنبي الكلي على الناتج المحلي الجاري‪ ،‬النه يسجل‬
‫صادرات الدولة من السلع والخدمات المحلية وانفاق الدولة على السلع والخدمات االجنبية‪.‬‬

‫حساب رأس المال‪ :‬تكون أهمية هذا الحساب في ميزان المدفوعات بانه يبين أثر التجارة‬ ‫‪-2‬‬
‫الخارجية والمدفوعات على الثروة والدين وينقسم هذا الحساب‪.‬‬
‫حركة رؤوس االموال طويلة االجل‪ :‬وتشمل رؤوس االموال المتجهة من وإلى الخارج بقصد‬ ‫أ‪-‬‬
‫استثمارها الجل طويل اي مدة تزيد عن سنة‪ .‬مثل انشاء الشركات التابعة او تصفيتها‪ ،‬شراء االوراق المالية‬
‫طويلة االجل أو بيعها‪ ،‬منح القروض القروض طويلة االجل أو تسديدها‪.‬‬
‫تدفق رؤوس االموال إلى الداخل يسجل دائنا على ج ‪ /‬رأس المال النها مقبوضات نقدية‪ .‬ويشير تدفق‬
‫رؤوس االموال إلى الخارج على أنه تصدير رأس المال‪.‬‬
‫حركة رؤوس االموال قصيرة االجل‪ :‬وتشمل حركة رؤوس االموال المتجهة من وإلى الخارج‬ ‫ب‪-‬‬
‫بقصد استثمارها الجل قصير أي مدة ال تزيد عن سنة‪ .‬مثل الودائع المصرفية‪ ،‬أوراق مالية قصيرة االجل‪،‬‬
‫كمبياالت‪ ،‬اعتمادات تجارية وتمتاز بسيولتها العالية وسهولة حركتها من دوله إلى اخرى‪.‬‬
‫يمثل تدفقها إلى الخارج زيادة االصول االجنبية أو نقصان االلتزمات الخارجية القصيرة االجل للمواطنين‬
‫وبالمثل يمثل تدفق رؤوس االموال القصيرة االجل إلى الداخل في نقصان االصول االجنبية أو زيادة‬
‫االلتزامات الخارجية القصيرة االجل للمواطنين‪.‬‬
‫حساب التحويالت دون مقابل‪ :‬تتم بقيام متعامل معين بتقديم قيمة اقتصادية معينة إلى متعامل‬ ‫‪-3‬‬
‫آخر ولكن دون أن يستلم مقابل لها‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬الهدايا‪ ،‬الهبات‪ ،‬التعويضات من االفراد والحكومات سواء كانت من االجانب إلى المقيمين‬
‫او بالعكس‪ .‬وتسجل قيمة هذه السلع مدينة في الحساب والجانب االخرمن العملية لن يسجل في أي حساب‬
‫آخر النه بدون مقابل‪ .‬أما محاسبوا ميزان المدفوعات يقومون باجراء قيد مقابل دائن بنفس القيمة (تحويالت‬
‫حكومية)‪.‬‬
‫حساب التسويات الرسمية‪( :‬الذهب النقدي أو المعادن النفيسة)‪ :‬يسجل فيه (التدفق الداخلي‬ ‫‪-4‬‬
‫والخارجي) لحساب االلتزامات السائلة (االسهم) وغير السائلة للحائزين الرسميين االجانب والتغير في‬
‫االصول االحتياطية للدولة خالل سنة‪.‬‬
‫وتسجل زيادة االلتزامات الدولة نحو الحائزين الرسميين االجانب والنقص في االصول االحتياطية‬
‫الرسمية للدولة دائنان والعكس صحيح‪.‬‬
‫صادرات الذهب في ميزان المدفوعات دائنة‪ ،‬استيراداته مدينة يسجل زيادة رصيد جـ ‪ /‬الذهب االجنبي‬
‫للدولة كأنها صادرات دائنة في حين يعامل االنخفاض بوصفه مدينا‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسباب إختالل في ميزان المدفوعات‪: 1‬‬

‫‪ .1‬عوامل تتعلق بالتسعير الخاطئ ألسعار صرف العملة المحلية ؛ هناك عالقة مباشرة بين سعر‬
‫صرف العملة المحلية وميزان المدفوعات ‪ ،‬فإذا كان سعر صرف العملة المحلية أكثر من قيمتها‬
‫الحقيقية ؛ فإن ذلك سيقود إلى ارتفاع قيمة سلع ومنتجات ذلك البلد ‪ ،‬وبالتالي سيؤدي إلى عزوف‬
‫البلدان األخرى عن شراء سلعه ومنتجاته ‪ ،‬مما سيؤدي إلى نقص الطلب الخارجي على تلك السلع‬
‫وبالتالي حدوث إختالل في ميزان مدفوعاته ويحدث العكس في حالة تحديد سعر صرف العملة‬
‫بأقل مما يجب إذ يؤدي ذلك إلى توسيع الصادرات مقابل انخفاض اإلسترادات مما يؤدي إلى‬
‫حدوث إختالل في ميزان المدفوعات أيضا‪.‬‬
‫‪ .2‬عوامل هيكلية ترتبط ببنية االقتصاد الوطني وبالمؤثرات الهيكلية له ‪ ،‬وخاصة هيكل التجارة‬
‫الخارجية سواء في بند صادرات أو الواردات إضافة إلى هيكل الناتج المحلي ويكون هذا بشكل‬
‫خاص في البلدان النامية التي يتسم هيكل صادراتها بالتركيز السلعي‪ ،‬أي إعتمادها على منتوج‬
‫اومنتوجين أساسيين مثل (النفط والغاز) وغيرها ‪ ،‬واحيانا تتأثر هذه الصادرات بالعوامل الخارجية‬
‫المتجسدة بمرونة الطلب الخارجي عليها في األسواق الخارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬أسباب دورية (موسمية )‪ :‬تتضمن األسباب الدورية التي تمر بها اقتصاديات الدول التي تعتمد‬
‫على السياحة مثال ‪ ،‬وتكون تلك التقلبات التي تحدث في النشاط اإلقتصادي لتلك الدول مرتبطة‬
‫بعوامل منتظمة وتسمى بالدورات التجارية مثل حاالت الرخاء والركود التي تحصل دوريا وهي ال‬
‫تحدث في نفس الوقت وإنما تتفاوت في أوقات بدايتها ومن حيث حدتها‪.‬‬
‫‪ .4‬أسباب طارئة‪ :‬باإلضافة لماسبق هناك أسباب جانبية غير محسوبة قد تحصل فتؤدي إلى إختالل‬
‫في ميزان المدفوعات ‪ ،‬كالكوارث الطبيعية التي تؤثر على االنتاج وخفض الصادرات أو في حالة‬
‫تدهور البيئة الداخلية نتيجة الهزات السياسية والحروب السياسية واإلضرابات طويلة األجل ‪ ،‬مثل‬
‫هذه العوامل وغيرها ممكن ان تؤثر بصورة فعلية على صادرات البلد ‪ ،‬وما تتسببه من إنخفاض‬
‫في حصيلة النقد االجنبي خصوصا ما قد يرافق ذلك تحويالت رأسمالية إلى خارج البلد مما يؤدي‬
‫الى عجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تفاعل ميزان المدفوعات مع المتغيرات األساسية لالقتصاد الكلي ‪:‬‬
‫يعد التوازن في ميزان المدفوعات افتراضاً نظرياً‪ ،‬والوضعية الطبيعية الواقعية لهذا الميزان هي‬
‫االختالل سواء كان سلبيا أو إيجابيا‪ ،‬ويمكن التمييز بين نماذج أربعة من االختالل بحسب العناصر‬
‫االقتصادية المتفاعلة معه ‪:‬‬

‫‪ -1‬االختالل الطارئ‪.‬‬
‫‪ -2‬االختالل الدوري‪.‬‬
‫‪ -3‬االختالل الناتج عن مستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ -4‬االختالل البنيوي‪.‬‬
‫‪ -1‬االختالل الطارئ‪ :‬وهو يحدث في البلدان التي تعتمد في صادراتها على بعض السلع الزراعية‬
‫األساسية‪ ،‬وقد تحدث ضمنه اختالالت موسمية (بعض الدول المصدرة للسلع الزراعية)‪.‬‬
‫‪ -2‬االختالل الدوري‪ :‬فهو ينتج عن التقلبات االقتصادية على المستوى الدولي التي تتميز بفترات‬
‫قصيرة من االزدهار وتليها فترات قصيرة من الركود االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -3‬االختالل الناتج عن مستوى األسعار‪ :‬والذي يمكن معالجته عبر تخفيض سعر صرف العملة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ -4‬االختالل البنيوي‪ :‬وهو الذي ينتج عن عدة أسباب كضعف قدرة البلد اإلنتاجية‪ ،‬وارتفاع‬
‫مستوى تكاليف اإلنتاج‪ ،‬تدني المستوى التقني‪ ،‬تحول الطلب العالمي عن بعض المواد األولية‬
‫‪...‬إلخ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬آليات معالجة اختالالت ميزان المدفوعات ‪: 2‬‬

‫ويصنف البعض تلك اآلليات ضمن نموذجين رئيسيين هما‪:‬‬


‫‪ -1‬آليات ناتجة عن حركات األسعار أو اآلثار السعرية مثبتة من قبل االقتصاديين الكالسيك‬
‫أو الكالسيك الجدد‪.‬‬
‫‪ -2‬آليات ناتجة عن حركات المداخيل أو اآلثار الدخلية أثبتها التحليل الكينزي ‪.‬‬

‫‪ -1‬توازن ميزان المدفوعات عبر حركات األسعار ‪:‬‬


‫يعتبر الكالسيك والكالسيكيون الجدد أول من تناول بالتحليل توازن ميزان المدفوعات‪ ،‬لقد‬
‫ميز هؤالء بين وضعين مختلفين‪:‬‬
‫الوضع األول ‪ :‬في ظل نظام القاعدة الذهبية‬
‫الوضع الثاني‪ :‬حيث يسود نظام النقد غير قابل للتحويل إلى ذهب (السعر اإللزامي)‪.‬‬

‫أ‪ -‬إعادة التوازن اآللي إلى ميزان المدفوعات في ظل نظام القاعدة الذهبية‪:‬‬
‫فإذا ما حدث على سبيل المثال تحسن في مستوى اإلنتاجية الداخلي فسوف يترتب عن‬
‫ذلك زيادة في الصادرات المسددة بالذهب‪ ،‬هذه الكمية اإلضافية من الذهب تؤدي إلى زيادة الكتلة‬
‫النقدية للبلد المصدر‪ ،‬وتؤدي بدورها إلى ارتفاع األسعار الداخلية‪ ،‬إن ارتفاع األسعار يلغي الميزات‬
‫النسبية بين الدول ويخفض آليا الصادرات ويحقق العودة إلى حالة التوازن‪ ،‬وفي حالة انخفاض‬
‫مستوى اإلنتاجية الداخلي سوف يحدث خروج للذهب من اجل تسديد العجز في ميزان المدفوعات‬
‫بالذهب‪ ،‬وهذا يصاحبه انخفاض الكتلة النقدية وتدني مستوى األسعار الداخلية وهو ما يرفع آليا‬
‫الصادرات التي تحقق العودة إلى حالة التوازن‪.‬‬
‫هذا التحليل للتوازن اآللي يرتكز على النظرية الكمية للنقد التي تثبت ان التغيرات في‬
‫الوفورات النقدية تؤدي بالضرورة لتغير في األسعار الداخلية‪ ،‬ولكن بعد زوال النظام الذهبي‪ ،‬فقد‬
‫فقدت هذه النظرية مبررها العملي والعلمي‪.‬‬

‫ب‪ -‬إعادة التوازن اآللي إلى ميزان المدفوعات في ظل نظام النقد غير قابل للتحويل وسعر‬
‫الصرف المرن‪:‬‬
‫بالنسبة للكالسيكيين الجدد يتحقق توازن ميزان المدفوعات في ظل نظام النقد غير القابل‬
‫للتحويل (السعر اإلجباري) عبر تغيرات أسعار الصرف‪ ،‬فسعر الصرف يتحدد طبقا لقانون العرض‬
‫والطلب الذي ينطبق على تبادل العمالت عبر العمليات المسجلة في أصول وخصوم ميزان‬
‫المدفوعات ‪.‬‬
‫وإذا كان سعر الصرف يرتبط بوضعية ميزان المدفوعات‪ ،‬فإن تغيرات الصرف تعيد التوازن‬
‫إلى الميزان الذي يوجد في حالة خلل‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة عجز الميزان المذكور يكون الطلب على العمالت الصعبة أعلى من العرض‪،‬‬
‫وبذلك ترتفع أسعار العمالت األجنبية مقارنة مع العملة الوطنية فتصبح المنتجات األجنبية‬
‫مرتفعة األسعار مما يرفع من الصادرات المنخفضة األسعار وتنخفض الواردات المرتفعة‬
‫األسعار مما يقلل الطلب عليها‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة الفائض في ميزان المدفوعات يرتفع سعر صرف العملة الوطنية بالنسبة للعمالت‬
‫األجنبية مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الصادرات وانخفاض أسعار الواردات مما يزيد‬
‫الطلب عليها‪.‬‬
‫وفي كلتا الحالتين يعاد التوازن آليا إلى ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -2‬توازن مي ازن المدفوعات عبر حركات المداخيل ‪:‬‬
‫لقد أدرك االقتصاديون الكالسيكيون الجدد تأثير حركات المداخيل على توازن ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬لكن كان ينبغي انتظار الكينزين للتوسع والتعمق بهذا التحليل‪ ،‬والجدير بالذكر ان‬
‫كينز لم يتعرض لهذا الموضوع في مؤلفه (النظرية العامة) ولكن تحليل تأثير حركات المداخيل‬
‫أخذ باآللية الكينزية في تحديد دخل التوازن لكي تطبق على االقتصاد المفتوح‪ ،‬فالصادرات تظهر‬
‫كنوع جديد من الطلب (يضاف إلى الطلب النهائي) مؤهلة لكي تمارس على الدخل القومي أث ار‬
‫مضاعفا يسهم في إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬تأثير رقابة الصرف على إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬مراقبة الصرف كوسيلة لمواجهة المضاربة الهادفة إلى خفض قيمة النقد الوطني ‪:‬‬
‫تحدث مراقبة الصرف إما من خالل مراقبة العمليات الجارية‪ ،‬وإما من خالل مراقبة حركات‬
‫رؤوس األموال‪ ،‬هذه المراقبة قد يهدف إلى تسهيلها عبر إلزامية حصول عمليات الصرف بواسطة‬
‫"مصارف معتمدة " ‪ ،‬على أن تتحمل هذه األخيرة مسؤولياتها كاملة في هذا الصدد‪.‬‬
‫وقد تصبح مجموعة قواعد المراقبة أكثر مرونة كلما ط أر تحسن عل ميزان المدفوعات أو‬
‫طرأت زيادة على احتياطات الصرف‪.‬‬

‫أ‪ -‬مراقبة العمليات الجارية‪:‬‬


‫عند القيام بعمليات تصدير واستيراد يمكن أن تحصل عمليات تحويل لرؤوس األموال في‬
‫حال عدم اتخاذ السلطات المختصة بعض االحتياطات االحت ارزية‪ ،‬وتلجأ السلطات إلى وضع‬
‫العديد من اإلجراءات التي تطبق فقط على التسديدات‪ ،‬وليست على عمليات التصدير واالستيراد‬
‫في حد ذاتها التي تبقى محررة من كل قيد‪.‬‬
‫هذه اإلجراءات تتركز في جعل كل عملية تسديد دولية تمر حتما عبر المصارف‪ ،‬وهذا‬
‫يسمح بضبط (مراقبة) تطبيق اإلجراءات الواردة أدناه بواسطة النظام المصرفي‪-:‬‬
‫‪ -‬منع تسديد المستوردات مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام المصدر بإدخال عائدات الصادرات من العمالت الصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد سقف المبلغ من العمالت الصعبة المخصص للسائح‬
‫‪ -‬ال تهدف مراقبة الصرف إلى منع العمليات الجارية على السلع (صادرات وواردات)‬
‫والخدمات‪ ،‬إن الغاية من مراقبة الصرف هي بشكل عام اإلشراف على تسديد العمليات‬
‫الجارية من خالل اإلجراءات األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد آجال التسديد عبر اإلجرائين التاليين‪:‬‬


‫‪ -‬إلزامية إدخال العمالت األجنبية الناتجة عن التصدير الوطني‪ :‬توضع آجال قصوى‬
‫لهذا اإلدخال تختلف من بلد إلى أخر‪ ،‬على أن يبدأ احتسابها من وصول الصادرات‬
‫إلى مستورديها (العمالت األجنبية تباع في سوق الصرف الداخلي خالل مدة تحددها‬
‫السلطات النقدية) ‪.‬‬
‫‪ -‬منع التغطية ألجل لثمن المستوردات‪ :‬في البداية ال يستطيع المستوردون تسديد وارداتهم‬
‫قبل أن تخلص من الجمارك‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ال يمكن لهؤالء اإلقدام على الشراء‬
‫ألجل العمالت األجنبية الضرورية لتسديد عملياتهم‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد مبلغ العمالت األجنبية المخصصة لألفراد‪:‬‬


‫يحصل األفراد على العمالت األجنبية مقابل النقد الوطني على أساس سعر الصرف المحدد‪،‬‬
‫يشترط أن تكون مخصصة من اجل الرحالت السياحية أو رحالت األعمال‪ ،‬على أن يتم تحديد‬
‫عدد هذه الرحالت سنويا‪.‬‬
‫ب‪ -‬مراقبة حركات رؤوس األموال باتجاه الخارج‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة االستثمارات المباشرة‪ :‬منع المشروعات الوطنية من إخراج العمالت الصعبة وحضها‬
‫على تمويل استثماراتها في الخارج بقروض خارجية‪ ،‬وتشجيع تحويل رؤوس األموال األجنبية‬
‫إلى الداخل‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة عمليات التوظيفات باألوراق المالية األجنبية‪ :‬يمنع على المقيمين شراء األوراق المالية‬
‫األجنبية من غير المقيمين ‪.‬‬
‫‪ -‬منع استيراد الذهب ‪ :‬السعر يتحدد داخليا عن طريق العرض والطلب‪.‬‬
‫‪ -‬عزل سوق األوراق النقدية الوطنية الموجودة في الخارج‪ :‬وهذا ينتج عن منع المصارف الوطنية‬
‫من استرجاع األوراق النقدية الوطنية التي تحوزها المصارف األجنبية لتجنب ان تشكل األوراق‬
‫النقدية الخارجة خفية أصوال نقدية للمقيمين وقابلة للتحويل إلى عمالت أجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬إجراءات لمراقبة الوضعية المصرفية‪ :‬بمنع المصارف من تكوين أصول بالعمالت الصعبة‬
‫ومنع المصارف من إقراض النقد الوطني إلى مراسلين في الخارج (مصارف أجنبية) حتى ال‬
‫يضارب هؤالء على تخفيض محتمل للعملة الوطنية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مجابهة دخول رؤوس األموال‪:‬‬
‫يتوجب على السلطات النقدية مجابهة تدفق رؤوس األموال المضاربة الباحثة عن ارتفاع‬
‫الحق في سعر الصرف والتي تغذي خلقا مفرطا للنقد‪ ،‬وتخفض معدالت الفائدة‪ ،‬مما قد يبعث‬
‫على إنعاش الضغوطات التضخمية‪ ،‬ولمجابهة ذلك تستطيع السلطات النقدية ان تستعمل ثالث‬
‫(‪ )3‬مجموعات أساسية من اإلجراءات‪:‬‬
‫تأطير الودائع بالنقد الوطني العائد لغير المقيمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء سوق صرف مزدوجة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد قروض المقيمين القادمة من الخارج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬تاطير الودائع بالنقد الوطني لغير المقيمين‪:‬‬
‫يستطيع غير المقيمين بيع العمالت األجنبية في أسواق الصرف‪ ،‬مقابل شرائهم للنقد الوطني‬
‫الذي يوضع في حساب دائن مفتوح لدى أحد المصارف العاملة في الداخل‪ ،‬هدف غير المقيمين‬
‫من ذلك هو االحتفاظ بالنقد الوطني في الحساب المصرفي بانتظار ارتفاع الحق في سعر الصرف‪،‬‬
‫لثني غير المقيمين من االحتفاظ بالنقد الوطني في الحسابات المذكورة وفي سبيل عدم تشجيع‬
‫تدفق رؤوس األموال باإلمكان اتخاذ عدد من اإلجراءات وهي على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء الفوائد على هذه الودائع‪.‬‬
‫‪ -‬فرض معدل احتياط إلزامي خاص على هذه الودائع (‪ %100‬على سبيل المثال)‪.‬‬
‫‪ -‬إجبار المصارف التجارية المقيمة على عرض معدالت تعويض (معدل فائدة) متدنية‬
‫على ودائع غير المقيمين تكون أدنى إلى حد بعيد من معدالت التعويض السائدة في‬
‫الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬تأطير ما يسمى بوضعية المصارف بالعمالت األجنبية وبالنقد الوطني‪ ،‬فبموجب هذا‬
‫اإلجراء التنظيمي ال يستطيع المصرف قبول وديعة بالنقد الوطني من غير مقيم إال‬
‫إذا تمكن من منح قرض بالنقد الوطني على غير مقيم‪.‬‬
‫‪ -‬بيع األسهم والسندات المحلية لألجانب للحصول على العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬بيع العقارات المحلية لألجانب للحصول على النقد األجنبي‪.‬‬
‫استخدام أدوات السياسة التجارية المختلفة لكبح الواردات مثل نظام الحصص اوالرسوم‬ ‫‪-‬‬
‫الجمركية المضافة لتحفيز الصادرات من اجل تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‬
‫‪ .2‬إنشاء سوق صرف مزدوجة‪:‬‬
‫عندما يكون ميزان المدفوعات الجارية في حالة توازن تقريبي وعندما تتجه حركات المضاربة‬
‫إلى التسبب في تدفق كثيف لرؤوس األموال‪ ،‬يبدأ التفكير حينها في انشاء سوق صرف مزدوجة‪،‬‬
‫السوق الرسمي هو تقريبا متوازن وليس على السلطات النقدية التدخل من اجل حماية سعر (معدل)‬
‫التكافؤ‪.‬‬
‫في المقابل إن ارتفاع سعر الصرف –الذي ينجم عن الفائض في الطلب على النقد الوطني‬
‫في السوق المالية‪ -‬من اجل تمويل العمليات غير التجارية يميل إلى منع غير المقيمين عن‬
‫التوظيف بهذا النقد‪ ،‬ألنه يتوجب عليهم شراؤه بسعر أعلى من سعره الرسمي‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع حدود لقروض المقيمين القادمة من الخارج‪:‬‬
‫تلجأ السلطات النقدية من أجل تعزيز احتياطاتها في فترة الضعف النسبي لنقدها في أسواق‬
‫الصرف إلى تشجيع المشروعات التابعة للقطاعين الخاص والعام على االستدانة من الخارج‪،‬‬
‫ووضع حد لمبلغ هذه القروض مع اخضاع تحققها (تنفيذها) إلى موافقة السلطات النقدية المسبقة‪.‬‬

‫د‪.‬رقابة الصرف كوسيلة لمواجهة المضاربة الهادفة إلى رفع قيمة النقد الوطني ‪:‬‬
‫إن مسألة مراقبة الصرف ليست من أجل التصدي لخروج العمالت الصعبة‪ ،‬بل لمجابهة‬
‫الدخول الكثيف المحتمل للنقد األجنبي وتحويله إلى نقد وطني‪ ،‬هذه العمليات الناتجة عن المضاربة‬
‫على النقد األجنبي تنذر بأن تؤدي إلى رفع قيمة النقد الوطني الذي ينعكس سلبا على الصادرات‬
‫ويزيد من تدفق الواردات وتتركز اإلجراءات فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬استخدام بعض اآلليات التقليدية الشائعة‪:‬‬


‫يمكن تكرار بعض اآلليات السابقة ولكن الستخدامها ألهداف معاكسة وأبرز هذه اآلليات‪:‬‬
‫‪ ‬التأثير على آجال التسديد ويستخدم هذا اإلجراء أيضا إلرغام المستوردين على‬
‫التسديد العاجل لمستورداتهم خالل فترة محددة تبدأ اعتبا ار من تاريخ تخليص‬
‫هذه المستوردات من الجمارك‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد وضعية المصارف تجاه الخارج‪ ،‬على أثر منعها من ترك وضعياتها‬
‫تتدهور سواء كانت بالنقد الوطني أو بالنقد األجنبي‪ ،‬تجنبا للمضاربة على‬
‫ارتفاع النقد الوطني‪ ،‬هذه المضاربة تأخذ شكل بيع للعمالت األجنبية وتكوين‬
‫ودائع بالنقد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد اإلجراءات التي تهدف إلى تقييد أو تحديد االستثمارات المباشرة‬
‫األجنبية في الداخل (ضمن مجال اإلقتصاد الوطني)‪.‬‬
‫‪ ‬تغطية أصول (ودائع) المقيمين الجدد بنسبة مئوية مرتفعة من االحتياطات‬
‫اإللزامية لدى المصرف المركزي‪.‬‬
‫ب‪ -‬إنشاء آلية الصرف المزدوج‪:‬‬
‫بمقتضى هذه اآللية تتج أز عمليات الصرف طبقا لطبيعتها‪ ،‬فالعمليات التجارية تنجز في‬
‫سوق الصرف المسمى رسميا ‪ ،‬ألن المصرف المركزي يتدخل في هذه السوق للحفاظ على سعر‬
‫النقد الوطني‪ ،‬داخل هوامش تقلب تحددها االتفاقيات الدولية‪ ،‬أما باقي العمليات األخرى فهي تتبع‬
‫للسوق الحرة التي يتحدد فيها سعر العملة طبقا لقانون العرض والطلب في السوق الرسمية النقد‬
‫الوطني المستخدم ألغراض التجارية هو ذو سعر صرف رسمي ثابت‪.‬‬
‫أما في السوق الحرة فسعر صرف النقد الوطني المستخدم لألغراض المالية قد يكون عائما‬
‫أو مرنا‪.‬‬

‫‪ -3‬إيجابيات وسلبيات ضبط الصرف ‪:‬‬


‫إذا كان ضبط الصرف يسمح بالتخفيف المؤقت من الضغوطات على األسواق فهذا عائد‬
‫إلى إجراءات الضبط التي تتيح تحديد حجم العمليات المعتبرة ذات طابع مضارب بحت‪ ،‬وإلى كون‬
‫إجبار المصدرين على البيع السريع للعمالت األجنبية المتلقاة نتيجة التصدير‪ ،‬وكذلك منع‬
‫المستوردين من الحصول مسبقا على العمالت األجنبية الضرورية من اجل تسديد عملياتهم‪ ،‬يؤدي‬
‫إلى تخفيف الضغط مؤقتا عن سوق الصرف‪.‬‬
‫إال أن مساهمة هذه اإلجراءات في تمويل ميزان مدفوعات غير متوازن ال يمكن أن يكون‬
‫لها سوى تأثي ار مؤقتا‪ ،‬ألنه على الرغم من هذه اإلجراءات سوف يظهر في هذه السوق (سوق‬
‫الصرف) عاجال أم آجال‪ ،‬عدم التوازن الصافي في ميزان المدفوعات الجارية مضافا إليه عمليات‬
‫المضاربة التي يقف خلفها غير المقيمين (والتي ليس لضبط الصرف تأثير مباشر عليها)‪ ،‬أو‬
‫المقيمون (عمليات الغش والعمليات التي ال تخضع للضبط والقانون)‪.‬‬
‫وهناك مساوئ تترتب عليها كلفة مرتفعة نسبيا يقع عبؤها على المجتمع‪ ،‬ويتوضح ذلك‬
‫بإيجاز من خالل التالي‪:‬‬
‫‪ ‬تطبيق تنظيم الصرف يفرض تخصيص جهاز إداري ضاغط ليس فقط في اإلدارات العامة بل‬
‫أيضا في المصارف التي تجبر على إنشاء وتطوير أقسام ودوائر للضبط والمراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة التأثير على نظام الصرف يعني التأثير على النتائج بدال من التأثير على األسباب‪،‬‬
‫فعدم التوازنات الخارجية تجد سببها األساسي في التوازنات الداخلية ومعالجة ذلك تبدأ من‬
‫التأثير على الوضع االقتصادي الداخلي‪ ،‬وإذا لم يحصل ذلك فهناك انحرافات سوف تظهر‬
‫وتعرض للخطر النمو االقتصادي في المستقبل‪.‬‬
‫المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالمديونية‬
‫هناك العديد من المفاهيم المتعلقة بالمديونية ‪ ،‬نتناول ابرزها‪:‬‬

‫اجمالي الدين الخارجي‪ :‬هو الدين المستحق لغير المقيمين والقابل للتسديد بالنقد االجنبي‬ ‫‪.1‬‬
‫والسلع والخدمات‪.‬‬
‫الدين العام المضمون من السلطة العامة‪ :‬تشمل االلتزامات الخارجية‪ ،‬طويلة األجل للمدينين‬ ‫‪.2‬‬
‫العاملين بما فيها الحكومة الوطنية وكافة هيئاتها واجهزتها والهيئات العامة ذات االستقالل الذاتي‪،‬‬
‫وااللتزامات الخارجية من مدينين خصوصاً التي تكون مضمونة السداد من لدن سلطة عامة‪.‬‬
‫الدين طويل اآلجل‪ :‬هو الدين الذي تكون مدته في اآلجل أكثر من سنه وله ثالثة مكونات‬ ‫‪.3‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫الديون العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القروض المضمونه من سلطة عامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القروض الخاصة غير المضمونه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدين الخاص غير المضمون‪ :‬ويشمل االلتزامات الخارجية طويلة اآلجل للمدينين من‬ ‫‪.4‬‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬وال تضمن السلطة العامة إعادة تسديدها‪ ،‬وائتمان صندوق النقد الدولي والدين قصير‬
‫األجل‪.‬‬
‫استخدام ائتمان صندوق النقد الدولي‪ :‬ويشير إلى االلتزم بإعادة الشراء بالنسبة لصندق‬ ‫‪.5‬‬
‫النقد الدولي مقابل كل استخدامات موارده (باستثناء تلك التي تنشأ عن مسحوبات في شريحه‬
‫االحتياطي)‪.‬‬
‫مجموعة الدين العام الخارجي القائم في الذمة ‪ :‬يتكون من الدين طويل األجل الحكومي‬ ‫‪.6‬‬
‫والضمون حكومياً والدين الخاص طويل األجل غير المضمون‪ ،‬واستخدام تسهيالت صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬ويتضمن األرقام المعلنة فقط‪.‬‬
‫الدين قصيراألجل‪ :‬انه دين خارجي بأجل استحقاق عام واحد أو أقل‪ ،‬وهناك حالياً نظامان أو‬ ‫‪.7‬‬
‫معياران لتعريف الدين قصير األجل‪ ،‬هما‪:‬‬
‫معيار بنك التسويات الدولية‪ :‬أن جميع الديون الخارجية التي يحل موعد استحقاقها خالل‬ ‫أ‪.‬‬
‫عام واحد تعد ديوناً قصيرة األجل بصرف النظر عن أجل استحقاقها األصلي‪.‬‬
‫معيار البنك الدولي‪ :‬أنه يشمل فقط االلتزمات الخارجية بما فيها االعتمادات التجارية‬ ‫ب‪.‬‬
‫الرسمية المقدمة للدول النامية من منظمة التعاون االقتصادية والتنمية )‪ (OECD‬بآجال استحقاق أصلية‬
‫مدتها عام واحد أو اقل‪.‬‬
‫خدمة الدين‪ :‬المدفوعات الفعلية سداداً لالصل والفوائد المترتبة على الدين الخارجي‪ .‬وتشمل‬ ‫‪.8‬‬
‫خدمة الدين على نوعين من االلتزامات هما‪:‬‬
‫الفائدة المستحقة على الدين التي تدفع بوصفها نسبة مئوية من الدين مقابل تخلي الدول‬ ‫أ‪.‬‬
‫المقرضة عن رأس المال‪.‬‬
‫سداداً لألصل ويتضمن المبالغ التي تعيدها الجهة المقترضة إلى المقرضة بشكل مدفوعات‬ ‫ب‪.‬‬
‫سنوية‪.‬‬
‫إجمالي خدمة الدين‪ :‬عبارة عن المكونات اآلتية‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫تسديدات (األصل ‪ +‬الفائدة) التي تدفع بالعملة األجنبية من الناحية الفعلية‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫السلع أو الخدمات على الدين طويل األجل‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫الفائدة وهي المدفوعات على الدين قصير األجل وإعادة التسديدات‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫إعادة المشتريات والمعامالت لصندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫د‪.‬‬
‫خدمة الدين العام والمضمون من سلطة عامة‪ ،‬عباره عن تسديدات االصل والفائده الفعلية‬ ‫ه‪.‬‬
‫المدفوعه عن االلتزامات طويلة االجل‪.‬‬

‫‪. 10‬هيكل الديون الخارجية ‪ :‬وتقسم الديون بحسب مصادرها على ‪:‬‬

‫أوالً‪ .‬مصادر رسمية أو متعددة األطراف‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬

‫القروض متعددة األطراف من المنظمات الدولية واالقليمية‪ ،‬والوكاالت التي تشارك فيها عدد‬ ‫أ‪.‬‬
‫من الحكومات‪.‬‬
‫القروض الثنائية من الحكومات ووكاالتها‪ ،‬بما في ذلك المصارف المركزية‪ ،‬صناديق التمويل‬ ‫ب‪.‬‬
‫الوطنية‪ ،‬الوكاالت الرسمية الئتمان الصادرات‪.‬‬

‫ثانياً‪.‬الديون من المصادر الخاصة وتتضمن‪:‬‬

‫السندات التي تصدرها جهات خاصة وتباع لجهات أجنبية‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫القروض من المصارف والمؤسسات المالية الخاصة والتجارية‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫االئتمان من المصارد الخاصة مثل ائتمان المنتجين والمصدرين واالئتمان المصرفي‬ ‫ج‪.‬‬
‫المضمون‪.‬‬
‫‪.11‬شروط الديون‪ :‬تتضمن شروط الدين عند عقد اي اتفاقية لدين عدد من البنود اهمها‪:‬‬
‫سعر الفائدة ‪ :‬هو متوسط اسعار الفائدة االسمية التي تقترض بها دولة ما خالل مدة معينة‬ ‫أ‪.‬‬
‫عادة ما تكون سنة واحدة‪.‬‬
‫فترة االستحقاق‪ :‬وهي اصل القرض‪ ،‬اي هي المدة الزمنية التي تمتد من بدء مفعول عقد‬ ‫ب‪.‬‬
‫الدين إلى انتهاء خدمة الدين‪.‬‬
‫‪.12‬مدة السماح‪ :‬هي المدة التي يتفق كل من الدائن والمدين على فترة بدء عمليات السداد ‪ ،‬إذ ال‬
‫تدفع أقساط الدين خالل هذه المدة‪ ،‬وانما تدفع الفوائد المترتبة على الدين فقط‪.‬‬

‫‪.13‬عنصر المنحة‪ :‬يقصد به تقدير القيمة الحالية للمبالغ التي سيدفعها البلد المدين على شكل (فوائد‬
‫‪ +‬أقساط) خالل مدة القرض كلها ‪ ،‬ان عنصر المنحة يعتمد على سعر الفائدة ومعدل الخصم ومن ثم مدة‬
‫القرض ومدة السماح‪ ،‬لذلك ستكون هناك عدة احتماالت في حالة تغير أي شرط من الشروط ‪ ،‬وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫يكون عنصر المنحة موجباً في حال كون سعر الفائدة أقل من سعر الخصم‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫يتحدد عنصر المنحة بقيمة (صفر) عند تساوي سعر الفائدة وسعر الخصم‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫يكون عنصر المنحة سالباً عندما يكون سعر الفائدة اكبر من سعر الخصم‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫المفاهيم المرتبطة بميزان المدفوعات‬

‫أوالً‪ :‬نظام القيد المزدوج (‪:)Double entry system‬‬

‫عند اعداد ميزان المدفوعات تكون التعامالت مسجلة بقيدين متساويين احدهما دائن واشارته موجبة (‪)+‬‬
‫من الناحية الحسابية واالخر مدين اشارته سالبة (‪ )-‬ويكون مجموع القيود الموجبة مساوياً للقيود السالبة‬
‫ويساوي الرصيد صف اًر ‪ ،‬وتمثل القيود في ميزان المدفوعات معامالت اقتصادية مقابل قيم اقتصادية أخرى‪،‬‬
‫وتتكون هذه القيم من موارد حقيقية سلع وخدمات وبنود مالية‪ ،‬وغالباً ما تكون نتيجة القيود متساوية من‬
‫ناحية القيمة التي تم تبادلها ‪ ،‬وقد يكون القيد في جانب واحد ألسباب معينة‪ ،‬عندئذ تسجل قيود مقابلة‬
‫بهدف الموازنة‪ ،‬ويطلق عليها تحويالت دون مقابل ‪ ،‬وعليه وفقاً لهذا المعيار فإن كل دولة البد من أن‬
‫تقوم بإعداد بيان قيود دائنة تتضمن اآلتي ‪:‬‬

‫الموارد الحقيقية التي ترمز إلى الصادرات‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫البنود المالية التي تعكس اما تخفيضاً في موجوداته االجنبية او زيادة في مطلوباته االجنبية‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك يسجل قيود مدينة تتضمن ‪:‬‬

‫الموارد الحقيقة التي ترمز إلى الواردات‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫البنود المالية التي تعكس اما زيادة في الموجودات او نقص في المطلوبات االجنبية‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫اما التحويالت دون مقابل‪ ،‬والقيود المقابلة فإنها دائما ما تظهر دائنة عندما تكون القيود التي تقدم‬
‫المقابل لها مدينة‪ ،‬ومدينة عندما تكون هذه القيود دائنة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المقيمون‪:‬‬

‫يشمل المقيمون في اقتصاد معين المكونات اآلتية‪:‬‬

‫الحكومة العامة‪ :‬وتشمل جميع ادارات المنشأت واجهزة الحكومة المركزية والمحلية الواقعة في‬ ‫‪.1‬‬
‫االراضي االقليمية‪ ،‬وكذلك السفارات والقنصليات والمنشأت العسكرية والهيئات األخرى التابعة للحكومة‬
‫العامة والواقعة في مكان أخر‪.‬‬
‫االفراد‪ :‬إن مفهوم االقامة المقرر بالنسبة لالفراد مخصص النه يشمل جميع االفراد المتوقع‬ ‫‪.2‬‬
‫استهالكهم للسلع والخدمات ‪ ،‬في حال مساهمتهم في انتاجها او الذين يساهمون في االنشطة االقتصادية‬
‫‪ ،‬وهؤالء هم االفراد الذين يعد مركز مصالحهم العام واقعاً في االقتصاد المعني‪.‬‬
‫كل من ‪:‬‬
‫ويستثنى من ذلك ٌ‬
‫الزوار أو السياح‪ ،‬الي سبب كان لتسلية او قضاء العطالت او لممارسة الطقوس الدينية او‬ ‫أ‪.‬‬
‫لغيرها من االسباب‪.‬‬
‫أفراد طاقم البواخر والطائ ارت الذين اليعيشون في االقتصاد المعني ولكنهم يبقون أو يتجولون‬ ‫ب‪.‬‬
‫هناك خالل الرحلة‪.‬‬
‫المسافرون من رجال االعمال التجاريين الذين يكونون في االقتصاد المعني في مدة تقل عن‬ ‫ج‪.‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫االشخاص المستخدمين من قبل الحكومات االجنبية واالجهزة الدولية الذين تكون مدة مهمتهم‬ ‫د‪.‬‬
‫اقل من سنة‪.‬‬
‫الدبلوماسيون الرسميون وممثلو القنصليات وافراد القوات المسلحة والموظفون الحكوميون‬ ‫ه‪.‬‬
‫االخرون من اقتصاد اجنبي‪.‬‬
‫العمال الموسميون‪ ،‬اي االشخاص الذين يكونون في االقتصاد المعني بغرض االستخدام‬ ‫و‪.‬‬
‫الموسمي فقط‪.‬‬
‫عمال الحدود‪ ،‬اي االفراد الذين يعبرون الحدود بين اقتصادين يومياً‪.‬‬ ‫ز‪.‬‬

‫االجهزة الخاصة التي ال تهدف إلى الربح التي تخدم االفراد‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ان هذه االجهزة تبوب على انها تخدم االفراد‪ ،‬وهي بمثابة هيئات اقتصادية مقيمة في االقتصاد الذي‬
‫تقع أراضيه االقليمية‪.‬‬
‫المؤسسات‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وهي الوحدات المقيمة التي تعمل في‪:‬‬
‫إنتاج السلع والخدمات في األراضي اإلقليمية ألقتصاد معين‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫معامالت في األراضي الواقعة ضمن األراضي اإلقليمية لذلك االقتصاد‬ ‫ب‪.‬‬

‫وتقسم المؤسسات إلى نوعين‪:‬‬

‫المملوكة للقطاع الخاص‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫المملوكة للقطاع العام‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫وهي تشمل كالً من المؤسسات النقدية وغير النقدية‪.‬‬

‫التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫التوازن الثنائي والمتعدد األطراف‪:‬‬

‫ان تنظيم ميزان المدفوعات على اساس القيد المزدوج اي يكون الطرف الدائن مساوي لطرف المدين‪.‬‬
‫ولكنهما يظهران في قيدين مختلفين من حساب ميزان المدفوعات‪ .‬وان هذا يعني من الناحية المحاسبية‬
‫أن ميزان المدفوعات يجب أن يكون دائماً في توازن‪.‬‬

‫التوازن الثنائي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫يحصل بين دولة ما ودولة اخرى في حالة التجارة الثنائية البحته‪ ،‬نتيجة حاالت معينة على تطبيق‬
‫سياسات تهدف إلى تحقيق توازن ثنائي مع تلك الدولة واهم تلك السياسات هي ‪:‬‬
‫الرقابة على الصرف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقيد حرية تحويل العمالت مع الدولة المقابلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اتباع نظام الحصص وأتفاقات المقاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوازن المتعدد األطراف‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ان االصل في ميزان المدفوعات انه يسجل حقوق وديون دولة في مواجهة الدول االخرى وليس في‬
‫مواجهة دولة واحدة‪ .‬وترتبط هذه الفكرة بفكرة التجارة المتعددة االطراف‪ .‬ليس من الضروري ان تكون‬
‫المجاميع الجزئية في القيود الدائنه متساوية مع القيود المدينة‪ ،‬ولكن من الضروري ان تكون االيرادات‬
‫الكلية للدولة مساوية للمدفوعات الكلية وذلك ألن كالً من االيرادات والمدفوعات ال تشمل فقط التبادالت‬
‫التجارية (الصادرات والواردات) بل قيود ميزان المدفوعات االخرى كافة‪.‬‬

‫المصطلحات الواردة في الفصل الثاني ‪:‬‬


‫‪Balance of Payments‬‬ ‫ميزان المدفوعات ‪:‬‬
‫‪Current accounts‬‬ ‫الحساب الجاري ‪:‬‬
‫حركة رؤوس األموال طويل األجل ‪Long-term capital movement :‬‬
‫حركة رؤوس األموال قصيرة األجل ‪Short-term capital movement :‬‬
‫حساب التسويات الرسمية ‪Official Settlement Account :‬‬
‫الذهب النقدي ‪Monetary gold :‬‬
‫الدين الخارجي ‪External debt:‬‬
‫الدين طويل األجل ‪Long-term debt :‬‬
‫الدين قصير األجل ‪Short-term debt:‬‬
‫المنحة ‪Grant :‬‬
‫القرض ‪Loan :‬‬
‫سعر الفائدة ‪Interest rate :‬‬
‫أقساط الدين ‪Debt installments :‬‬
‫الموارد ‪Resources :‬‬
‫التصدير ‪Export:‬‬
‫االستيراد ‪Import:‬‬
‫التحويالت النقدية ‪Cash transfers :‬‬

You might also like