Professional Documents
Culture Documents
تلعب سوق األوراق المالية دورا مهما في تعبئة الموارد المالية الضرورية في العملية
التنموية لمختلف اقتصاديات دول العام وبهذا تجنبها اللجوء إىل مصادر تمويل قد التتالءم وأهدافها التنموية ،لذا
أصبحت الدول تتسارع في إنشاء هذه األسواق أو العمل عىل تطويرها وتحسين أدائها واستقطاب اكبر عدد من
المستثمرين فيها.
إال أن اقتصارها عىل كبار المستثمرين وكبار المدخرين فيها حرم فئة كبيرة من المدخرين من الدول إليها واقتناء
المعروض من أدواتها المالية بسبب محدود مدخراتهم أو قلة خبرتهم في مجال االستثمار أو تطوير محفظتهم األوراق
المالية ،لذا كان ال بد من إيجاد أداة استثمارية موجهة للمستثمرين ذات المدخرات الضعيفة والذين ليس لهم دراية
بمتابعة األدوات المالية والتي تدعى بصناديق االستثمار والتي سارعت معظم دول العام إىل تبنيها
وإنشائها نظرا للدور الكبير التي أصبحت تاديها خاصة فيما تعلق بتنشيط سوق أوراقها
المالية التي تتسم بضعف نشاطها كما هو الحال في الجزائر من خالل إنشائها لهيأت
التوظيف الجماعي للقيم المنقولة
نشأة صناديق االستثمار
ترجع نشأة صناديق االستثمار نتيجة لظهور شركات االستثمار في القرن التاسع
عشر في هولندا ،ومنها انتقلت إىل فرنسا ومن ثم إىل بريطانيا ،والتي كانت آنذاك في
مقدمة الدول الصناعية ،وظهرت صناديق االستثمار ألول مرة في الواليات المتحدة في
نهاية الثالثينيات من القرن الماضي ،وقد صدر قانون خاص لتنظيم تكوينها ونشأتها
وإدارتها في العام ، 940والذي ُع رف حينئذ بقانون شركات االستثمار ،وقد تطورت
صناديق االستثمار وازدهرت بشكل غير مسبوق في ال واليات المتحدة في أعقاب الحرب
العالمية الثانية ،كما تطورت صناعة صناديق االستثمار في األسواق المالية بصورة متسارعة
خالل العقد األخير من القرن الماضي ،وتزايدت أعدادها وتنوعت وظائفها ،وبرز األداء
الجيد لها كدليل عىل تفوقها عىل غيرها من األدوات والمجاالت االستثمارية األخرى.
وعىل الصعيد العربي فكانت المملكة العربية السعودية السباقة في وضع هذه
التجربة حيث انشأ البنك األهلي التجاري أو صندوق استثماري باسهم الصندوق األهلي
للدوالر القصير األجل في ديسمبر ، 1977في حين صدرت قواعد تنظيم صناديق
االستثمار المنظمة لها 14سنة من بعد ،أما باقي الدول العربية فاضت التجربة بنسب
متفاوتة من اإلقبال والنجاح ،اتسمت اغلب تلك التجارب بصدور الصناديق االستثمارية
قبل صدور التشريعات المنظمة لها ،وجاءت دولة الكويت ثاني دولة عربية بعد السعودية
في خوض تجربة الصناديق االستثمارية إذ بدأت تجربتها سنة 1982وتبعتها بعض الدول
العربية بعد نحو عقد من الزمن وهي مصر والبحرين وعمان في عام 1994ثم المغرب سنة 1995
ثم لبنان سنة ، 1996األردن سنة 1997ثم الجزائر سنة 1998
.تعريف صناديق االستثمار
تعرف صناديق االستثمار بأنه عبارة عن محفظة استثمارية مش تركة يسمح ألي
عدد من المستثمرين حسب رغبتهم وقدرتهم المالية وبمبالغ متواضعة باالشتراك فيه
من
خالل شراء حصة من أصوله تسمى الوحدة ،ويتم تقييم هذه الوحدة دوريا ،وتستثمر
الصناديق االستثمارية في األسهم والسندات أو النقد أو العمالت وتاسس هذه الصناديق
عىل صفة شركة استثمار تشرف عليها جهات حكومية متخصصة لغرض الرقابة والتوجيه
أنواع صناديق االستثمار
تنقسم صناديق االستثمار إىل عدة أنواع من حيث عدة معايير:
أ.عىل أساس تشكيلة األوراق المالية المكونة لها :
-صناديق األسهم العادية :تشمل فقط عىل أسهم عادية ،أي تتكون محافظ استثماراتها
المالية من تشكيلة متنوعة من األسهم المالية وفي هذا النوع من الصناديق يضع المستثمرين
هدف الربح في مقدمة أهدافهم االستثمارية.
-صناديق السندات :تتكون من تشكيلة متنوعة من السندات مختلفة اآلجال وجهات
اإلصدار تدخل في نطاق صناديق طويلة ومتوسطة األجل ،هناك سندات تصدرها
الحكومة وهناك من تصدرها منشآت أخرى ،فهناك صناديق تتكون من سندات مرتفعة
الجودة تنطوي عىل مستوى منخفض من المخاطر ،تتناسب مع ظروف المستثمر غير
القادر عىل تحمل المخاطر ،وهناك صناديق ذا سندات مرتفعة الجودة ومرتفعة المخاطر
للذين يرغبون في المخاطرة ،وهناك صناديق تتكون من سندات تصدرها الحكومة المحلية
)في الو م أ( تتميز بكون عوائدها معفاة من الضريبة ،ويبلغ الحد األدنى في مثل هذه
الصناديق 2000دوالر.
.
-الصناديق المتوازنة :وهي صناديق تتكون محافظ استثماراتها المالية من مزيج مت وازن -
من األسهم العادية السندات واألوراق المالية األخرى ،وذلك بهدف توفير دخل مناسب
ومنتظم مع تحقيق زيادة في هذا الدخل خالل فترة زمنية معينة.
-صناديق متخصصة :مثل هذه الصناديق تنحصر استثماراتها أو أموالها في أوراق مالية
خاصة بقطاع اقتصادي معين أو بفرع معين مثل قطاع الكهرباء أو االسمنت...الخ ،أو
قد تنحصر استثماراتها في نطاقات جغرافية محددة مثل االستثمار في األوراق المالية
األمريكية...الخ.
-صناديق سوق النقد :وهي الصناديق التي تتكون من تشكيلة من األوراق المالية قصيرة
األجل ،والتي عادة ما تتداول في سوق النقد ،أي من خالل ماسسات مالية كالبنوك
دفاتر البحوث العلمية 209
التجارية ،ومن بين هذه األوراق أذونات الخزانة ،شهادات اإليداع والكمبياالت ومن
سمات هذه الصناديق أنها تستجيب الحتياجات المستثمرين الذين يضعون هدف السيولة
واألمان في مقدمة أهدافهم االستثمارية ألي أوراق ال تتجاوز تاريخ استحقاقها عن سنة
ب .من حيث الهيكل التمويلي
:تنقسم إىل نوعين 2
-صناديق استثمار ذات نهاية مغلقة :وهي الصناديق التي يكون حجم الموارد المالية
المتاحة في وثاقها من قبل الجمهور محددا بمعنى أن هذه الصناديق تصدرا عددا ثابتا من
الوثائق المالية يتم توزيعها عىل المستثمرين فيها كل حسب حصته.
وطبقا لنظام هذه الصناديق ال يجوز لمالكي هذه الوثائق استرداد قيمتها من
الصندوق المصدر لها كما أن إدارة هذه الصناديق ال تقوم عادة بالشراء منهم ،وإذا يرغب
أحد مالكي هذه الوثاق في التخلص منها فالطريق الوحيد المتاح له هو أن يبيعها في
السوق المالية المنظمة ) البورصة( ،أو في السوق غير المنظمة ) التجار والسماسرة( ،من
طرف التجار والسماسرة لذا يطلق البعض عليها بالصناديق ذات التداول العام
صناديق ذات النهاية المفتوحة :هي الصناديق التي ال تحدد حجم الموارد المالية
المستثمرة في وثاقها من قبل الجمهور ،وال تحدد عدد الوثائق المالية المصدرة منها ،إذ يحوز
لها إصدار وبيع المزيد من هذه الوثائق تلبية لحاجة المستثمرين ،وإدارة هذه الصناديق
مستعدة إلعادة الشراء ما أصدرته من وثائق إذا رغب احد مالكي هذه الوثائق إذا في
التخلص منها جزيا أو كليا ،ولذلك فإنها تحرص دائما عىل توفير نسبة مالئمة من السيولة
تمكنها من دفع قيمة الوثائق المطلوب استردادها في أية لحظة يطلب المستثمر ذلك ،هذه
الميزة جعلت صناديق االستثمار ذات النهاية المفتوحة أكثر جاذبية لدى الجمهور بالمقارنة
بالوثائق غير القابلة لالسترداد كما هو الحال في الصناديق ذات النهاية المغلقة
وفق األهداف المقررة للصندوق.
يتحدد هدف صندوق االستثمار بطريقة تجذب له فئة معينة من المستثمرين وهناك
أربعة أهداف هي :النمو والدخل والنمو وإدارة الضريبة ،فهناك صناديق ذات أهداف
مزدوجة.
-صناديق النمو :تهدف هذه األنواع من الصناديق إىل تحسين في القيمة السوقية
للتشكيلة المتكون منها هذه الصناديق ،ولذا تشمل عادة عىل أسهم عادية لمنشآت
صناعية ألنها تتسم بدرجة عالية من النمو حيث تظهر سجالت هذه المنشآت نموا في
المبيعات وفي األرباح المحتجزة التي تنعكس عىل القيمة السوقية للسهم ،وبالتالي عىل نمو
األموال المستثمرة ،وبإعادة استثمار األرباح المحتجزة تزيد من األرباح وبالتالي ينعكس عىل
القيمة السوقية للسهم )تناسب هذه الصناديق المستثمرين الذين يرغبون في تحقيق عائد
مرتفع كما تناسب الذين ال يعتمدون عىل عائد استثماراتهم لتغطية نفقات معيشتهم(.
صناديق الدخل والنمو :تشمل هذه الصناديق المستثمرين الذين يعتمدون عىل جزء -
من عائد استثماراتهم في تغطية نفقاتهم كما يرغبون في تحقيق نمو الستثماراتهم تتكون
هذه الصناديق من أسهم عادية وأوراق مالية ذات دخل ثابت قد تتضمن أسهم منشآت
الخدمة العامة )مياه-كهرباء-هاتف( في مناطق ذات سكان كثيرون ونميز من هذه
الصناديق من تعطى األولية لهدف الدخل وصناديق تعطى األولية لهدف النمو.
-صناديق إدارة الضريبة :في تلك الصناديق التي ال تجذب توزيعات عىل المستثمرين،
بل تقوم بإعادة استثمار ما يتولد من أرباح في مقابل حصول المستثمر عىل أسهم
إضافية بما يعرف قيمتها ،وهنا ال محل لدفع الضريبة طالما م يحصل المستثمر عىل
التوزيعات نقدا فالضريبة تستحق فقط عند بيع األسهم )الضريبة تاخذ من الفرق بين
حصيلة البيع والمبلغ األصلي المستثمر( تناسب هذه الصناديق المستثمر الذي يرغب
في تأجيل دفع الضريبة
إىل سنوات الحقة أو المستثمر الذي يخضع إىل ضريبة عالية.
مزايا صناديق االستثمار
-االستفادة بخبرات اإلدارة المحترفة :في حالة االستثمار المباشر أي في حالة قيام-
المستثمر بالشراء المباشر لألسهم من السوق ،يصبح إلزاميا االطالع عىل كافة متطلبات
العملية فهو الذي يتخذ القرار االستثماري بما يتضمن من باء التشكيلة المالئمة ويراقب
حركة األسعار في السوق ،وعليه أن يختار التوقيت المناسب التخاذ القرارات والتصرف.
-التنويع الكفء :إن من مزايا صناديق االستثمار قدرتها عىل التنويع فليس بمقدور
المستثمر الفرد تخصيص أموالها في استثمارات متنوعة بطريقة تادي إىل تحقيق التوازن بين
المخاطرة والعائد إذا كانت تلك األموال صغيرة الحجم.
-المرونة والمالمة :في صناديق االستثمار ذات النهاية المفتوحة يحق للمستثمر أن يحول
استثماراته من صندوق آلخر إذا كانت اإلدارة مساولة عن صندوق أو أكثر ،هذه المرونة
من شأنها تقديم خدمة متميزة ألولئك المستثمرين الذين قد تتغير أهدافهم االستثمارية
يضاف إىل ذلك الصناديق مستعدة عىل الدوام السترداد وثائقها إذا ما رغب المستثمر
في التخلص منها كليا أو جزئيا ،كما يمكن للمستثمر أن يتفق عىل تصفية استثماراته
دفعة واحدة أو عن طريق دفعات شهرية أو سنوية أو نصف سنوية ،كما يمكنه اإلبقاء
عىل رأس المال المستثمر ويسحب فقط الدخل المتولد عنه كما له أن يعيد استثمار ذلك
الدخل إذا ما أراد ذلك.
-السيولة :تتسم وثاق صناديق االستثمار خاصة المفتوح منها بخاصية السيولة المرتفعة،
إذ يمكن لحاملها استرداد قيمتها في المواعيد المحددة التي) ال تتجاوز عادة أسبوعا(.
كما أن صناديق االستثمار تحقق وتوفر سيولة عالية بتكاليف متدنية للمستثمرين ،ال
يمكن الحصول عليها من خالل االستثمار المباشر.
مصادر تمويل صناديق االستثمار
تتكون مصادر االستثمار لصناديق االستثمار ذات النهاية المغلقة من حصيلة بيع أسهمها
مطروحا منها تكاليف اإلصدار والتي قد تصل إىل % 7.2من قيمة األسهم المصدرة
وتتكون التكاليف عادة من رسوم البيع لهذه األسهم والعموالت التي تتقاضاها شركات
الوساطة المالية) سماسرة األوراق المالية (.
أما أسس تشغيل مواردها فتعتمد عىل استخدام الموارد بصورة تحقق األهداف
االستثمارية لها كتنويع االستثمارات وتحقيق عائد مجد للمستثمرين ،فتلجأ إىل تكوين
المحافظ االستثمارية التي تتكون من استثمارات متعددة في أسهم شركات مختلفة وسندات
حكومية وسندات شركات ،كما تدخل في محافظ استثمارية االستثمار في أدوات السوق
النقدي كأذونات الخزانة ،وشهادات اإليداع ،واألوراق التجارية التي تصدرها شركات
الكبيرة ذوات المراكز المالية واإلدارية القوية للتمويل بعض عملياتها ،وهناك من شركات
االستثمار من يستثمر في نوع واحد من األوراق المالية فتجد مكونات محفظتها إما أسهما
(.أو سندات(
.أساليب إدارة صناديق االستثمار
تطورت صناعة الصناديق االستثمارية حتى أصبحت تدار من قبل المح ترفين
لديهم مهارات خاصة في اختيار الوسائل االستثمارية المالئمة التي يتوقعون لها أداء متميزا،
وقد نشأ في هذه الصناعة أسلوبان إلدارة الصناديق:
-أسلوب اإلدارة السلبية :يتم وفقه توزيع المبالغ المالية المستثمرة في الصندوق عىل عدد
كبير من أسهم قطاع واحد أو تتوسع لتشمل أسهم جميع قطاعات السوق ،وذلك محاكاة
لحركة ماشر ذلك القطاع أو ماشر السوق الكلي ،كاالستثمار مثال في أسهم ماشر
الصناعة ماا يعني قيام مدير الصندوق باالستثمار في كل أسهم الصناعة ،وتعد الصناديق
الخاصة بماشرات أمثلة عىل استراتيجيات اإلدارة السلبية للصناديق والتي ال يقوم فيها
مدير الصندوق بمحاولة إعادة التوازن للصندوق لتحفيز تجاوز إدانة األداء الماشر المعني.
وتعتمد اإلدارة السلبية عىل ماشرات من s & p 500
أسلوب اإلدارة النشطة أو االيجابية :يقوم عىل أساس إدخال مهارات مدير -
الصندوق في التأثير االيجابي عىل أداء صندوقه لتحقيق عوائد تفوق العوائد المتحققة من
االستثمار في ماشرات السوق ،ويسعى مديرو الصندوق إىل محاولة التنبا باتجاهات
األسواق ،وتغيير نسب تملكهم في صناديقهم التي يديرونها وفقا لذلك ،لذا يغير المديرون
وسائلهم االستثمارية داخل الصندوق بشكل متواصل ماا يختم عىل إعادة تشكيل األسهم
والقطاعات أو تغيير نسب التملك فيها وذلك حسب استقرائهم لمستقبل المناخ
االستثماري في السوق الذي يعمل فيه الصندوق)
.السياسة االستثمارية لصناديق االستثمار:
تختلف السياسات االستثمارية لهذه الصناديق حسب اختالف أهدافه وأغراضه
ومعدل العائد المراد تحقيقه ،وتنقسم هذه السياسات إىل :
-السياسة الدفاعية :هي التي يكون فيها المستثمر متحفظ اتجاه المخاطر وياكد عىل
عامل األمان واالستقرار وغالبا ما تستثمر أمواله في سندات طويلة األجل ،وأسهم ماتازة
ماا يضمن له دخال ثابتا ومستق را لفترة طويلة.
-السياسات الهجومية :هي السياسة التي يركز فيها المستثمر عىل الحصول عىل أعىل
عائد ماكن مهما كانت المخاطرة ،حيث تكون أمواله مستثمرة أغلبها أسهم عادية في
تشكيلة المحفظة حيث يتم شراءها بأسعار منخفضة ويتم االحتفاظ بها لفترة يتوقع ارتف اع
األسعار ليتم بيعها ،وعادة ما يكون عنصر المخاطرة كبير في هذا المجال.
-السياسة المتوازنة :هي التي يراعي فيها المستثمر عنصري األمان وتحقيق األرباح عن
طريق المضاربة ،واالستفادة من االرتفاع في األسعار ،وعادة تكون التشكيلة المحفظة متكونة
من أوراق قصيرة األجل وسندات طويلة األجل وأسهم ماتازة.
.كيفية إدارة صناديق االستثمار وإدارة استثماراتها
تدار هذه الصناديق من قبل شركات متخصصة التي تعمل عىل توفير الكادر
اإلداري من محاسبين وكتبة وغيرهم من الالزمين إلدارة أعمال شركة االستثمار واتخاذ
القرارات االستثمارية الالزمة لتكوين المحفظة االستثمارية الخاصة بشركة االستثمار ،وهذه
الشركات عادة ما تكون تابعة لشركة التأمين أو غيرها ،وتدير هذه الشركات المتخصصة
شركات االستثمار مقابل عمولة سنوية تقل عن % 1من موجودات شركة االستثمار،
ويقوم هاالء المديرون المتخصصون عادة بتحليل التطورات االقتصادية ،وتقييم اثر هذه
التطورات الحالية والمتوقعة عىل أوضاع الشركات المختلفة من اجل االستثمار في أسهمها
لتكوين محفظة استثمارية للشركة االستثمارية التي يدورنها لتلبي رغبات مستثمريها.
وعليه يتكون الهيكل التنظيمي لهذا النوع من الشركات من مجلس إدارة ،وخبير
مالي ) عادة ما يكون شركة متخصصة في إدارة النقود( ومساول عن إدارة محفظة شركة
االستثمار ،ودائرة للتوزيع والمبيعات ،ويقوم كل الصندوق من صناديق االستثمار بعمل
اتفاقية مع احد الخبراء الماليين )الشركة المتخصصة( من اجل قيام هذا الخبير بإدارة
الصندوق ،ويمكن إن تكون شركة الخبرة المالية عبارة عن شركة تابعة لشركة وساطة مالية،
أو شركة تامين أو شركة إدارة استثمار ا وان تكون بنكا.
ويترتب عىل مدير الصندوق أن يتقيد بالتعليمات التي تم وضعها في نشرة
اإلصدار الموزعة عىل المستثمرين المتوقعين ،ويجب أن تكون هناك رقابة داخلية للتأكد من
قيام مدير الصندوق بالتقيد بما ورد في نشرة اإلصدار ،مااثلة تتبع سياسات وأهداف
استثمارية متشابهة ،وتقاس نتيجة أعمال الصندوق بالعائد السنوي المتحقق بعد خصم
كافة التكاليف
كما يهدف مدير الصندوق إىل تخفيض نفقات إدارة الصندوق ولكن زيادة
النفقات قد ال تعني أن إدا رة الصندوق سيئة فقد يرجع ذلك إىل طبيعة االستراتيجيات
التي ينهجها الصندوق ،وعليه فان المعيار لتقييم الصندوق يتطلب مقارنة نتيجة أعمال
الصندوق بنتيجة أعمال صناديق أخرى.
وهناك اختالف في إدارة صناديق االستثمار ذات النهاية المغلقة ،وصناديق
االستثمار ذات النهاية المفتوحة بسبب االختالف في األهداف االستثمارية والسياسات
في كل منها ،فمدير الصندوق ذي النهاية المفتوحة ،عليه أن يكون متهيئ لتحويل جزء
من استثمارات الصندوق إىل نقد سائل لتلبية طلب المساهمين الذي يرغبون في بيع
أسهمهم للصندوق في أي وقت ،ولذا فعليه لن يبقى في الصندوق نقدا سائال لمواجهة
ذلك ،يعادل الفرق بين قيمة األسهم التي يمكن أن تباع مرة أخرى للصندوق وقيمة
األسهم الجديدة التي يمكن للصندوق أن يبيعها للمستثمرين الجدد ولكن هذا األمر
ليس موضع اهتمام مدير الصندوق ذات النهاية المغل
.كيفية حساب أرباح صناديق االستثمار وخسائرها:
تتكون إيرادات صناديق االستثمار من العوائد المتحققة من استثماراتها المختلفة
) :والمكونة لمحفظتها االستثمارية والتي يمكن أن تشمل) 01
-أرباح األسهم التي يمكن أن تدخل في المحفظة :والتي تأتي لشركة االستثمار في صورة
أرباح موزعة من الشركات المصدرة لألسهم؛
-األرباح الرأسمالية لألسهم الداخلة في المحفظة :وتمثل الفرق بين القيمة السوقية للسهم
هند البيع والقيمة التي تم شراء السهم بها؛
-الفوائد عىل السندات المختلفة التي تدخل في المحفظة االستثمارية لشركة االستثمار؛
-األرباح الرأسمالية المتأتية من السندات في جال ارتفاع قيمتها في السوق نتيجة انخفاض
أسعار الفوائد في السوق عىل مثل هذه األنواع من السندات؛
-الفوائد عىل أدوات السوق النقدي في المحفظة.
أما المصاريف السنوية لصناديق االستثمار فتتكون من:
-الرسوم اإلدارية التي يتلقاها الخبير المالي ،وتسمى أيضا رسوم االستثمار االستشارية،
وتشكل الرسوم الجزء األكبر من تكلفة إدارة الصندوق وتتراوح ما بين نصف في المائة إىل
واحد ونصف في المائة من موجودات الصندوق ،حيث تقل نسبة هذا السهم كلما زادت
قيمة المبالغ المستثمرة ،وعادة ما تعكس الرسوم اإلدارية درجة الصعوبة في إدارة صندوق
معين
-مصاريف االحتفاظ بسجالت المساهمين وتزويدهم بالقوائم المالية وتكاليف تعيين -
الخدمات المحاسبية واالحتفاظ بالموجودات؛
-مصاريف البيع والتوزيع.
.0معوقات صناديق االستثمار
ضعف نظام المعلومات وغياب الشفافية :يتوقف أي قرار استثماري في األوراق
المالية عىل توفر المعلومات المالية والمحاسبية ،مع وجود مجال واسع للشفافية ،وهذا ما
يسمح بإجراء عملية المقارنة والمفاضلة بين البدائل االستثمارية المتاحة عىل ضوء النتائج
المالية باإلضافة إىل ضرورة وجود هيئات ومجالت متخصصة في ميدان المال واألعمال
تفي بتحليل هذه المعلومات المنشورة وهو ما يزيد من صعوبة وتعقيد عملية اتخاذ القرار
االستثماري.
-التضخم :حيث أن التضخم ياثر عىل قيمة النقد ،وبالتالي ياثر عىل القيمة الحقيقية
لعوائد األوراق المالية من جهة ،ومن جهة ثانية فإنه ياثر عىل القدرة الشرائية لألفراد الذين
يوجهون اهتماماتهم إىل ارتفاع أسعار بدل التوظيف في صناديق االستثمار ،وقد عرف
معدل التضخم في الجزائر منذ بداية التسعينات ارتفاعا كبيرا كان من بين األسباب التي
وقفت عائقا أمام تطور الب ورصة في الجزائر.
-سوق االقتصاد الموازية :تشكل السوق الموازية قطب اجتذاب للمستثمرين والمدخرين
لما توفر لهم من إمكانية الحصول عىل أرباح سهلة دون مخاطرة أو عناء.
-ضعف القدرة الشرائية :نظرا لعدة عوامل أهمها انخفاض العملة الوطنية وتجميد األجور
والتسريح الجماعي ،ونمط توزيع حجم الناتج اإلجمالي ،تقلصت القدرة االدخارية للعائالت
وهذا أدى إىل انخفاض الطلب عىل األدوات المالية االستثمارية في السوق.
-ضعف الحوافز الجبائية :ويتجىل ذلك في الضغط الجبائي الذي يمارس عىل األعوان
االقتصاديين وخاصة الماسسات ،فيادي ذلك بهم إما تغيير سلوكهم االدخاري
واالستثماري ،وإما اتجاههم إىل عقد صفقات غير مصرح بها وخارج اإلطار القانوني دون
الخضوع للضرائب ،وهي من األسباب المهمة التي تادي إىل السوق الموازية.
-غياب الثقافة االستثمارية لدى العائالت :إن النهج االشتراكي الذي سارت عليه
الجزائر منذ االستقالل قد ابعد أي شكل من أشكال السوق المالي ضمن النشاط
االقتصادي ،حيث أن الخزينة العمومية أخذت عىل عاتقها تمويل كل االستثمارات ،وبهذا
مثل هذه السوق الجزائر يواجه بالتأكيد بعض الصعوبات الخاصة بتقبل الجمهور ،وهذا
راجع النعدام ثقافة االستثمار في األوراق المالية في أوساط أفراد المجتمع الجزائري ،ومن ثم
عدم تقبل فكرة االستثمار في البورصة نظرا لعدم الثقة في مصداقية وفعالية هذه السوق
بصفتها م يتم التعامل فيها في السابق.
-العامل الديني :يلقى االستثمار في بعض األوراق المالية المعارضة من قبل المجتمعات
اإلسالمية ومنها الجزائر،
اقتراحات لتفعيل صناديق االستثمار
-تحسين المناخ االستثماري :إن السير الحسن لصناديق االستثمار يتطلب وجود مناخ
استثماري مستقر بمعدالت منخفضة للتضخم ،وتحقيق استقرار اقتصادي كلي ،والجزائر
من خالل تطبيقها لبرنامج التصحيح الهيكلي عملت عىل إعادة التوازن إىل االقتصاد
والتوجه من اقتصاد المديونية إىل االقتصاد الحر بتحريرها لألسعار.
التعامل وفق سياسة العرض والطلب ولقد حققت الجزائر نتائج ايجابية في هذا المجال،
ويبقى عليها مواصلة هذه اإلصالحات للوصول إىل المقاييس الدولية في االستقرار
االقتصادي والعمل عىل اإلبقاء عىل هذا االستقرار للسوق المالية تلعب دورها بشكل
فعال.
-التحفيز الجبائي :إن السياسة الجبائية المطبقة في بلد ما تاثر وبشكل مباشر عىل
قرارات االستثمار والتمويل عن طريق صناديق االستثمار ،وبالتالي البد عىل السلطات
الجزائرية المختصة أن توفر حوافز جبائية من اجل تشجيع االستثمار في مجال األوراق
المالية.
-القضاء عىل األسواق الموازية :يعتبر وجود مثل هذه األسواق في االقتصاد منافس
شديد لصناديق االستثمار ،حيث أن األشخاص الذين يتعاملون في هذه السوق يحققون
أرباحا طائلة دون مراقبة من طرف مصلحة الضرائب ودون قيود تجارية أو استثمارية،
لذاك يجب عىل السلطات محاربة هذا المشكل بتشديد الرقابة عىل الماسسات واألفراد
الذين يتعاملون في مثل هذه السوق وإخضاعها للعمل تحت شروط اقتصاد السوق.
-ما يتعلق بالجانب الثقافي :إذ البد من تع زيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بإطالعه
عىل ما هو متاح من فرص جديدة لالستثمار ،لذلك من الضرورة تنمية وتطوير اإلعالم
االستثماري من خالل خطط وبرامج خاص بصغار المدخرين.
-ما يتعلق بالجانب الديني :وذلك بإحداث أدوات مالية ال تتعارض مع النظام القيمي
للعائالت لتحسيسها بأهمية صناديق االستثمار ودورها في تنمية االقتصاد الوطني،
وبالتالي
االستفادة من االدخار المكتنز بتعبئته.
الخالصة:
أثبتت صناديق االستثمار في الفترة األخيرة عىل أهميتها الكبيرة كوعاء استثمار
من حيث مقدرتها عىل تلبية حاجات مختلفة وخاصة لصغار المستثمرين حتى وصل إجمالي
األصول التي تديرها إىل أكثر من 24ترليون دوالر في سنة 2012من جهة ودورها في
تنشيط سوق األوراق المالية وقدرتها عىل تطوير محفظة األوراق المالية التي تحوزها من جهة
.أخرى لما تتمتع به من خبرات فنية في توظيف األوراق المالية
ونظرا ألهمية هذه األوعية االستثمارية وفي إطار تنشيط بورصة الجزائر عملت
عىل إنشائها تحت اسم هيأت التوظيف الجماعي للقيم المنقولة إال أن نشاطها يبقى
عمليا غير موجود ،حيث أن رأسمال الشركة الوحيدة الموجود هي شركة ذات رأسمال المتغير
سليم ( )CELIMوهي شركة تم اعتمادها في سنة ، 1998إال إن رأس المال الشركة
.مازال مقفال وال يحوزه المسامون الماسسون دون سواهم
وتفعيل هذه الصناديق يكون من خالل القضاء عىل العوائد التي تثبط نشاطها
والمتمثلة أساسا في مشكل التضخم و ضعف القدرة الشرائية باإلضافة إىل غياب الثقافة
االستثمارية لدى العائالت الجزائرية ،والعمل عىل تفعيلها من خالل توفير الحوافز الجبائية
والقضاء عىل األسواق الموازية وتعزيز اإلعالم االقتصادي للجمهور بأهمية صناديق
.االستثمار وما يمكن لها أن تحقق لهم من عوائد في حالة توظيف أموالهم