You are on page 1of 18

‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪5151‬‬

‫سكينة ألوات‬
‫أنوار بوهالل‬

‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬


‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫مقدمــــة‪:‬‬

‫‪5252‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬


‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪5353‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬


‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫أوال‪ :‬البنوك اإلسالمية من مرحلة الفراغ القانوني إلى مرحلة سد الفراغ‬


‫مل يعرف املغرب أية وثيقة تشريعية أو تنظيمية تضع ضوابط للتعامل مع البنوك اإلسالمية وتبيح هلا‬
‫العمل فوق الرتاب املغريب‪ ،‬إال سنة ‪ 2007‬اليت عرفت صدور دورية السيد وايل بنك املغرب اليت تعد مبثابة‬
‫وثيقة شرعنة جتربة البنوك التشاركية املغربية‪ ،‬لتكون أول الغيث قبل إقدام املشرع املغريب على إصدار قانون‬
‫خاص بالبنوك التشاركية سنة ‪.2014‬‬
‫إن مرحلة الفراغ تلك اليت تسبق ‪ 2007‬جديرة باالطالع على كيفية تعامل الدولة املغربية والفاعلني‬
‫‪5454‬‬
‫االقتصاديني به مع املالية اإلسالمية‪ ،‬وهل كانت هبا حماوالت لتبين هذا النمط من املالية‪ ،‬وهل ميكن اعتبارها‬
‫مرحلة للضغط على اجلهات الرمسية انتهت بصدور دورية وايل بنك املغرب وبعده القانون اخلاص بالبنوك‬
‫التشاركية‪.‬‬
‫إذا ثبت هذا فسيتم تقسيم هذه النقطة إىل جزئيني‪ :‬اجلزء األول تتعلق باملالية اإلسالمية يف مرحلة‬
‫الفراغ القانوين‪ ،‬واجلزء الثاين سيخصص ملرحلة تقنني البنوك التشاركية يف املغرب‪.‬‬

‫لقد تأخر املغرب يف تبين البنوك التشاركية وإعطائها اإلمكانية للعمل فوق ترابه‪ ،‬إىل غاية سنة ‪- 2007‬‬
‫كما مر معنا‪ ،-‬لكن رغم هذا التأخر إال أن مرحلة الفراغ كما سيظهر لنا من خالل ما يأيت ميكن اعتبارها كانت‬
‫تتضمن ما ميكن اعتباره بداية إلرساء دعائم الصناعة املالية اإلسالمية باملغرب‪ ،‬كما أهنا فرتة للرتوي والتفكري من اجل‬
‫وضع األسس املتينة هلذه الصناعة‪.‬‬
‫وعليه سنقسم هذه النقطة اجلزئية إىل قسمني‪ ،‬األول خنصصه ألهم احملطات اليت ميزت مرحلة الفراغ القانوين‪،‬‬
‫أما القسم الثاين فنتطرق من خالله لدورية وايل بنك املغرب اليت تعد وثيقة مفصلية بني مرحلة الفراغ ومرحلة التقنني‪.‬‬

‫‪ :1‬المالية االسالمية في المغرب خالل مرحلة ما قبل صدور دورية والي بنك المغرب‬
‫لقد مر املغرب بعدة حماوالت لفتح نوافد تتعامل بالطريقة اإلسالمية‪ ،‬كانت أوهلا يف أواسط القرن املاضي‬
‫سنة ‪ ،1984‬من قبل حممد الفيصل صاحب بنك فيصل اإلسالمي‪ ،‬الذي عرب عن رغبته يف تأسيس بنك إسالمي‬
‫باملغرب برأمسال قدره مثانية ماليري سنتيم‪ ،1‬مث بعد إنشاء اجلمعية املغربية للدراسات والبحوث يف االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬
‫تبنت مبادرة إنشاء املصارف اإلسالمية عندما أطلقت املشاركة خبربهتا يف مشروع إطالق أول جتربة يف املعامالت املالية‬
‫اإلسالمية مع "بنك الوفا" سنة ‪ ،1989‬وحينئذ انطلقت ثالثة خدمات بنكية هي ‪ :‬املراحبة واملشاركة واإلجارة‪،‬‬
‫فأوقفها بنك املغرب وطلب مهلة‪ ،2‬وسنتناول خدمات املالية االسالمية يف مرحلة الفراغ القانوين من خالل النقط‬
‫التالية‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬عبد السالم بالجي‪ :‬البنوك التشاركية االسالمية باملغرب‪ ،‬سلسلة إصدارات اجلمعية املغربية لالقتصاد االسالمي‪ ،‬السنة ‪ ،2016‬العدد‬
‫الرابع‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ 2‬عمر الكتاين‪" ،‬مستقبل املالية اإلسالمية الغامض باملغرب‪ ،" 1‬مقال منشور على املوقع االكرتوين‪www.maghrass.com :‬‬
‫(تاريخ وضع املقال ‪ 26‬يناير ‪ ،2013‬تاريخ الدخول إىل املوقع ‪ 12‬فرباير ‪.)2019‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪‬‬
‫اجتهادا من البنك املذكور للحفاظ على قدم السبق يف امليدان‪ ،‬قامت اجملموعة يف سنة ‪ ،1996‬بفتح صندوق‬
‫استثماري مطابق للشريعة اإلسالمية متت تسميته صندوق املشاركة ”‪ "FCP ACTIONS‬ومت تكوين جلنة‬
‫شرعية ملتابعة أنشطته‪ ،‬وحسب رأي عبد الرمحان احللو فإن مدير بنك الوفا كانت لديه رغبة يف إنشاء منتوج مطابق‬
‫للشريعة اإلسالمية وكان لديه اقتناع جتاري يف جدوى املنتوج‪ ،‬ويف غياب أية معايري دولية متداولة يف ذلك الوقت‪،‬‬
‫متت االستعانة بتجربتني للصناديق اإلسالمية‪ ،‬مها رأي اهليئة الشرعية رقم ‪ 53‬لشركة الراجحي املصرفية لالستثمار‪،‬‬
‫والثانية لصندوق اإلسالمي ملؤسسة‪ ،‬اليت مقرها البحرين‪ ،‬وبعد عدة مشاورات تأكد هلم أن بإمكاهنم فتح صندوق‬
‫‪5555‬‬
‫إستثماري مشرتك‪ "ABC " ،‬ألن صندوق االستثمار املشرتك كان مسموحا به يف القانون املغريب مبوجب القانون‬
‫رقم ‪ 213/93/1‬الصادر يف سبتمرب ‪.11993‬‬
‫‪‬‬
‫جاءت هذه احلقبة سنة ‪ ،1996‬ومتثلت يف فتح فرع لدار املال اإلسالمي بالدار البيضاء ‪(Faisal finance‬‬
‫) ‪ ،‬وكان ميارس نشاطا استثماريا مقتصرا على املشاركات من السوق املغربية الصاعدة‪ ،‬وما لبث أن انسحب من‬
‫السوق بعد ثالثة سنوات من نشاطه‪ ،2‬إذ كانت الساحة االقتصادية يف سنة ‪ 1998‬قد متيزت بتنظيم اجلمعية املغربية‬
‫لالقتصاد اإلسالمي ألكرب ندواهتا الدولية‪ ،‬بالتعاون مع البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬ومشاركة ثلة من الباحثني والفقهاء‬
‫ورجال األعمال والسياسة‪ ،‬فشكلت اجلمعية فضاء مالئما للتأطري والعمل من أجل االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ومن خالهلا‬
‫مت جتميع جهود عشرات املختصني واملهتمني‪ ،‬سواء االقتصاديني أو علماء الشريعة والقانون وغريهم‪ ،‬ومت تأسيس فروع‬
‫جديدة للجمعية يف عدة مدن داخل املغرب‪ ،‬وبفضل تلك اجلهود مت منح صالحية التأطري لألساتذة يف مادة االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬اليت أصبحت مادة أساسية بشعبة الدراسات اإلسالمية يف عدة جامعات‪ ، 3‬وقد تطور الوضع يف اآلونة‬
‫األخرية اىل فتح مسالك للماسرت متخصصة يف االقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ ،4‬ويصح القول أنه بعد اجلمعية املغربية‬
‫كانت املطالبة بإدماج املصرفية اإلسالمية يف النظام البنكي املغريب من اجلامعات املغربية‪ ،‬حيث ظل تدريس االقتصاد‬
‫اإلسالمي يف اجلامعات املغربية يف البداية مرتبطا باملبادرات الفردية لبعض أساتذة االقتصاد من أبناء الصحوة اإلسالمية‬
‫الدين انكبوا رغما على النظام التعليمي بالدراسة والبحث والتأطري حول االقتصاد اإلسالمي بكل أقسامه املختلفة‪،‬‬
‫فبدأت تظهر بني الفينة واألخرى بعض البحوث يف شعبة االقتصاد حول االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬خاصة يف حبث‬
‫التخرج لنيل اإلجازة والدراسات العليا‪ ،‬رغم عدم إدماج مادة االقتصاد اإلسالمي ضمن املقرر الدراسي يف شعبة‬
‫االقتصاد‪ ،‬ومن ضمنهم "حممد جنيب بوليف "‪ 5‬و"عمر الكتاين"‪ ،‬هذا األخري الذي شرع يف تدريس االقتصاد اإلسالمي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬عبد الرمحان احللو ‪ "،‬البنك اإلسالمي يف املغرب – املسار التارخيي واالنتظارات االقتصادية واجملتمعية " الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة املدارس الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص ‪ 43‬و‪.44‬‬
‫‪ 2‬عبد الرمحان احللو ‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 3‬حلسن الداودي‪ "،‬احللم الطويل ‪...‬النضال من أجل بنك إسالمي"‪ ،‬جريدة التجديد‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬الربيل ‪ 2010‬العدد ‪ ،2362‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ 4‬محزة عبد املهيمن‪ "،‬إدماج املصرفية اإلسالمية يف النظام البنكي املغريب ‪ :‬املعيقات واالفاق"‪ ،‬مقال منشور مبجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬سلسلة ‪.6‬‬
‫‪5 - Mohamed Najib Boulif ,vers une nouvelle approche des placements , thèse de doctorat‬‬
‫‪détat en sciences économique, université sidi mohamed ibn abdellah , faculté des science‬‬
‫‪juridique économique et social fès, 1996, p 140.‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫لطلبة السنة األوىل بكلية متخصصة يف املالية اإلسالمية مؤخرا‪ ،‬وبالتايل بدأت االنفراجات تتواىل‪ ،‬وبدأ التبشري‬
‫باالقتصاد اإلسالمي ينتقل من اجلامعة اىل اجملتمع ‪.1‬‬
‫‪‬‬
‫يرى عبد الرمحان احللو أن هذه احلقبة شجعت على االتصال ببعض رواد االقتصاد اإلسالمي يف املغرب‪ ،‬والذين‬
‫كان هلم اهتمام جبانب املعامالت على إجاد نواة لالستثمار وفقا للشريعة اإلسالمية‪ ،‬يف انتظار وجود املصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهكذا مت إنشاء الشركة الدولية لألعمال واملال "دعم ‪ "IBF Group‬يف سنة ‪ ،1998‬هبدف‬
‫االستثمار يف مشاريع جتارية وصناعية حمليا ودوليا عن طريق تعبئة األموال من بنوك وصناديق إسالمية وتوظيفها يف‬
‫‪5656‬‬ ‫استثمارات مغربية‪ ،‬والقيام بدراسات اجلدوى إلجنازها‪ ،‬ومن دراسات اجلدوى اليت اضطلعت هبا شركة ‪ ، IBF‬إجناز‬
‫عن الشركة الكربى لالستثمار اإلسالمي يف املغرب بطلب من البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪، 1999‬‬
‫حيث هذا األخري اىل املغرب فريقا لتدارس املشروع ووضع اللمسات األوىل لتأسيسه‪ ،‬ويف غياب للمناخ املناسب‬
‫لألعمال يف املغرب يف تلك احلقبة‪ ،‬مت طمس هذه الشركة ذات التوجه اإلسالمي ‪.2‬‬
‫واجلدير بالذكر أن املغرب على الرغم من أنه تأخر نسبيا عن مستوى االنفتاح على التمويالت اإلسالمية –‬
‫مقارنة مع كثري من الدول العربية واإلسالمية والغربية أيضا – فهو مع ذلك ساهم بشكل فعال يف دعم حركة إنشاء‬
‫املصارف اإلسالمية مبختلف الوسائل‪ ،‬من ذلك استضافته لكثري من املؤمترات السياسية والندوات العلمية املرتبطة‬
‫مبجال التمويل املصريف‪ ،‬فعلى سبيل املثال جند أن فكرة إنشاء البنك اإلسالمي للتنمية عرفت ميالدها بالرباط من‬
‫خالل اجتماع املؤمتر األول بتاريخ ‪ 25‬شتنرب ‪ ،31969‬كما مت تنظيم ندوة " التطبيقات االقتصادية اإلسالمية‬
‫املعاصرة" مببادرة من اجلمعية املغربية للدراسات والبحوث يف االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وبتعاون مع املعهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب التابع للبنك اإلسالمي للتنمية جبدة‪ ،‬وذلك ما بني ‪ 5‬و ‪ 8‬ماي ‪ 1998‬م يف مدينة الدار البيضاء‪ ،‬ومن‬
‫بني التوصيات اليت خلصت إليها الندوة‪ ،‬املطالبة بتعديل القانون البنكي املغريب‪ ،‬بشكل يتيح الفرصة أمام البنوك‬
‫املغربية لفتح شبابيك للمنتجات املصرفية املطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتأسيس مؤسسات مصرفية تعمل وفق‬
‫هذه األحكام بقصد تعبئة املوارد العاطلة وتوجيهها حنو االستثمار‪ ،‬وإدخال صيغ مطابقة للشريعة اإلسالمية يف مشروع‬
‫قانون التمويالت الصغرى ‪.4‬‬
‫‪ :2‬دورية والي بنك المغرب الصادرة بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪2007‬‬
‫ميثل تاريخ فاتح أكتوبر ‪ 2007‬منعطفا أساسيا ومرحلة مهمة يف تاريخ البنوك التشاركية باملغرب‪ ،‬حيث مت فيها‬
‫اإلعالن عن االنطالقة الرمسية لبدأ عملية بعض صيغ التمويل اإلسالمي باملغرب‪.‬‬
‫وإن بنك املغرب‪ ،‬أعلن من خالل الدورية املذكورة إدخال وتأطري عمليات تسويق منتوجات جديدة أطلق‬
‫عليها اسم " املنتوجات البديلة"‪ ،‬مع أن عمر جتربة البنوك اإلسالمية يف العا مل قد ناهز ‪ 50‬سنة‪ ،‬وأن هذه التجربة مل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬حلسن الداودي‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 2‬عبد الرمحان احللو ‪ ،‬م‪ .‬س ‪ ،‬ص‪. 52 – 50 :‬‬
‫‪ 3‬حممد الوردي‪ ،‬التمويل التشاركي يف املصارف بني املقصد التنموي املنشود وواقع التحديات املشهود‪ ،‬سلسلة إصدارات اجلمعية املغربية لالقتصاد‬
‫املغريب‪ ،‬دون اإلشارة إىل سنة النشر‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ 4‬سعد الدين العثماين ‪ " ،‬التطبيقات املعاصرة لإلقتصاد اإلسالمي "‪ ،‬جملة الفرقان العدد ‪ ، 42‬ص ‪. 4 :‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫يكتب أن خترج اىل الوجود يف املغرب‪ ،‬رغم املطالب الشعبية املتواصلة لفتح الباب أمام األبناك اإلسالمية‪ ،‬أو على‬
‫األقل فتح نوافد إسالمية يف البنوك التقليدية‪ ،‬على غرار العديد من الدول يف العا مل‪.‬‬

‫ورغم ما أثبته الدراسات املتخصصة املنصبة يف هذا الشأن على السوق املغربية‪ ،‬من جدوى املنتوجات‬
‫املصرفية اإلسالمية وقدرهتا على استقطاب مبالغ مهمة غري مسامهة يف النشاط االقتصادي الوطين‪ ،‬واليت قدرهتا بعض‬
‫الدراسات يف مبلغ ‪ 30‬مليار درهم أي ما يعادل ‪ 6‬يف املئة من الناتج اخلام الداخلي‪ ،‬وكذا على استقطاب سيولة‬
‫مهمة يرفع االستبناك لتتجاوز عتبة ‪ 30‬يف املئة‪ ،‬وهو ما سيؤثر بالنتيجة على معدالت اإلذخار واالستثمار ‪ ،1‬فإن‬
‫‪5757‬‬ ‫السلطات املالية املغربية مل تقدم على فتح اجملال أمام هذه الصيغ للتداول املصريف‪ ،‬إال حبلول سنة ‪ 2007‬من خالل‬
‫هذه التوصية اليت حتمل رقم ‪ 2007/33‬حتت مسمى ‪ ":‬توصية متعلقة مبنتجات االجارة واملشاركة واملراحبة "‪ ،2‬وقد‬
‫شكلت منعطفا مهما يف مسار االقتصاد املغريب بفتح اجملال أمام البنوك املغربية لتسويق املنتوجات البديلة والتنافس‬
‫على استقطاب فئات جديدة من املواطنني املغاربة الذين يرفضون التعامل مع البنوك التقليدية بسبب مربرات شرعية‬
‫تتمثل أساسا يف رفض التعامل بالفائدة الربوية‪ ،‬وحماولة السلطات النقدية الرفع من نسبة االستبناك‪ .‬وال شك أن‬
‫التوصية وإن أتت متأخرة وخجولة وناقصة‪ ،‬حيث مل تسمح بوجود مؤسسات مالية إسالمية مستقلة فهو خري من‬
‫أال تأيت‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن املغرب يف حاجة ماسة اىل مثل هذه الصناعة اليت تشهد إقباال منقطع النظري لدى‬
‫املستثمرين الرئيسيني يف املغرب وهم رجال األعمال‪.3‬‬

‫تلعب مؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬دورا أساسيا يف االقتصاد املغريب‪ ،‬وميكن اعتبارها أحد‬
‫أهم حمركات التنمية االقتصادية واالجتماعية يف البالد بصفتها املصدر الرئيسي لتمويل االقتصاد‪ ،‬مع ما يرتتب عن‬
‫ذلك من آفاق للنمو وخلق فرص الشغل‪ ،‬وتعرب اإلصالحات القانونية والتنظيمية اليت يعرفها القطاع البنكي ببالدنا‬
‫واليت مهت جمموع مكونات املنظومة املالية ( سوق الرساميل‪ ،‬التسنيد‪ ،‬العقود اآلجلة‪ ....‬اخل) عن إرادة واضحة حنو‬
‫حتديث القطاع من أجل مواجهة رهانات التنمية الوطنية‪ ،‬واالستجابة ملتطلبات احلكامة اجليدة وتدبري املخاطر‬
‫الشمولية‪ .‬ويف هذا السياق يندرج القانون اجلديد رقم ‪ 103.12‬املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف‬
‫حكمها‪ ،‬حيث خصص قسمه الثالث للمعامالت التشاركية‪ ،‬واليت تعد حبق اسرتاتيجية من املغرب لفتح اجملال أمام‬
‫استثمارات جديدة من دول اخلليج العريب‪ ،‬وجذب رؤوس أموال من اجلالية املغربية اليت جتد صدى هلذه املعامالت يف‬
‫دول إقامتها من الدول الغربية‪ ،‬ودعم املقاوالت الصغرى واملتوسطة ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬البشري عدي ‪ " ،‬البنوك اإلسالمية وأفاقها باملغرب " ‪ ،‬مقال منشور باملوقع االكرتوين‪( www.droitetentreprise.com :‬تاريخ وضع‬
‫املقال ‪ 3‬مارس ‪ ،2014‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 12‬فرباير ‪.)2019‬‬
‫‪ 2‬جواد مريد‪" :‬البنوك اإلسالمية يف ضوء املستجدات التنظيمية للمنتجات التمويلية"‪ ،‬دار باملغرب‪ ,‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة احملمدية ‪،2012‬‬
‫ص‪.220‬‬
‫‪ 3‬الحم الناصر‪" :‬الصريفة اإلسالمية يف املغرب العريب"‪ ،‬مقال منشور باملوقع االكرتوين ‪( www.wladbladi.com‬تاريخ وضع املقال ‪5‬‬
‫يونيو ‪ ،2007‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 13‬فرباير ‪.)2019‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫إن البنوك التشاركية من ناحية شكلها ختضع للقوانني اليت تسري على البنوك التقليدية‪ ،‬وهذه األخرية ختضع‬
‫للقوانني اخلاصة بالشركات‪ ،‬وقد اختارت يف األغلب األعم صبغة شركة املسامهة‪ 1‬اليت تدخلها يف صبغة البنوك‬
‫التجارية‪ ،2‬وإن كان يطلق على بعضها إسم " شركة املسامهة احملدودة"‪ ،‬فإن ذلك راجع فقط لكون الدول اليت توجد‬
‫هبا تعتمد على النمط االجنلوساكسوين‪ 3‬الذي يضفي عليها هذه الصفة‪ ،‬حيث يسمح أن يدير األموال غري مالكها‪،‬‬
‫مع أهنا يف الواقع هي نفسها شركة املسامهة يف التصنيف الالتيين‪ ،‬الذي له تصور معني عن املشاركة يف إدارة األعمال‪،‬‬
‫حيث أنه ال يدير إال من ميلك‪ ،‬وال خيرج عن هذه القاعدة سوى البنك اإلسالمي للتنمية باعتباره هيئة دولية‪ ،‬وقد‬
‫حدد املشرع املغريب من خالل املادة ‪ 432‬املقتضيات القانونية لنظام األبناك بشكل عام ومن ضمنها البنوك التشاركية‪.‬‬
‫‪5858‬‬

‫ولتأسيس البنك التشاركي وضع املشرع املغريب الشكل القانوين يف املادة األوىل‪ 5‬من قانون رقم ‪103-12‬‬
‫املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬حيث توضح هذه املادة أن البنك البد أن يأخد شكال قانونيا‬
‫حمددا يتجلى يف شخص معنوي وال ميكن أن يأخذ إال شكل شركة املسامهة ذات رأمسال الثابت‪ ،‬وملا كان البنك‬
‫التشاركي جيب أن يكون شخصا معنويا يف شكل شركة مسامهة ذات رأمسال ثابت فال بد من التساؤل عن طبيعة‬
‫رأمسال املؤسسة البنكية التشاركية؟ فبالرجوع اىل مقتضيات قانون رقم ‪ ،103-12‬جند املشرع املغريب قد حدد طبيعة‬
‫رأمسال املؤسسة البنكية التشاركية يف شكل رأمسال ثابت‪ ،6‬ولكي تزاول الشركة البنكية عملها ال بد هلا من حد أدىن‬
‫من رأس املال تتوفر عليه عند تأسيسها‪ ،‬وقد اشرتط املشرع على كل مؤسسة ائتمان مبا فيها البنوك التشاركية أن تثبت‬
‫التوفر يف موازنتها على رأمسال‪ 7‬مدفوع بالفعل‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬عائشة الشرقاوي املالقي‪ "،‬البنوك اإلسالمية التجربة بني الفقه والقانون والتطبيق"‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،2000 ، -‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ 2‬عبد الرمحان احللو‪" ،‬من أجل بناء إسالمي أفضل"‪ ،‬مطبعة املدارس الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪1990‬م‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 3‬من الدول اليت تعتمد على هذا النمط االجنلوساكسوين جند بريطانيا‪ ،‬وسكوتالنده‪ ،‬والواليات املتحدة االمريكية‪ ،‬أما الدول ذات األصل الالتيين‬
‫والقوانني ذات األصل االجنلوساكسوين ينعكس على قوانني الدول اإلسالمية حبسب الدول املستعمرة‪ ،‬فنحن يف دول املغرب العريب حيث أن‬
‫املستعمر كان إما فرنسا أو إسبانيا أو إيطاليا تتأثر قوانني دولنا بالنزعة الالتينية مما قد جيعل التعايش بني نظام مصريف إسالمي والقانون احمللي‬
‫اصعب منه يف الدول اليت يسودها قانون دو نزعة اجنلوساكسونية‪ .‬انظر عبد الرمحان احللو‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 12-103‬املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها حيث نصت على أنه ‪ ":‬جيب على مؤسسات‬
‫االئتمان املعتمدة باعتبارها بنوكا وكذا على البنوك احلرة أن تنضم اىل مجعية مهنية خاضعة ألحكام الظهري الشريف الصادر يف ‪ 3‬مجادى األوىل‬
‫‪ 15( 1378‬نوفمرب ‪ )1958‬يف تنظيم حق تأسيس اجلمعيات‪ ،‬كما وقع تغيريه وتتميمه‪.‬‬
‫وجيب على مؤسسات االئتمان املعتمدة باعتبارها شركات متويل أن تنظم اىل مجعية مهنية خاضعة ألحكام الظهري الشريف السابق الذكر‪.‬‬
‫ويصادق الوزير املكلف باملالية على األنظمة األساسية للجمعيات املهنية الثالث املذكورة وعلى مجيع التغيريات املدخلة عليها بعد إستطالع رأي‬
‫جلنة مؤسسات االئتمان "‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة األوىل من قانون رقم ‪ 12 -130‬السابق الدكر‪ ،‬جندها تنص على أن‪ ":‬تعترب مؤسسات االئتمان األشخاص االعتبارية اليت تزاول نشاطها‬
‫يف املغرب‪ ،‬أيا كان مقرها االجتماعي أو جنسية املشاركني يف رأمساهلا أو خمصصاهتا أو جنسية مسريها‪ ،‬واليت تزاول بصفة اعتيادية واحدا أو‬
‫أكثر من األنشطة التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تلقي األموال من اجلمهور ‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات االئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬وضع مجيع وسائل األداء رهن تصرف العمالء أو القيام بتدبريها "‪.‬‬
‫‪ -6‬الرأمسال الثابت هو جمموع وسائل اإلنتاج املادية الذي ال يتم إستهالكها أثناء عملية اإلنتاج ‪ ،‬حياهتا سنة حماسبية‪ ،‬ومن خصوصياته أنه قابل‬
‫للتغيري لكل حسب مسطرة شكلية‪ ،‬كما ال ميكن تغيري عدد املسامهني فيه إال بإتباع شكلية معينة ‪ .‬أنظر أمحد شكري السباعي‪ "،‬الوسيط يف‬
‫الشركات واجملموعات دات النفع االقتصادي‪-‬شركة املسامهة‪.."-‬‬
‫‪ 7‬الرأمسال األدىن‪ :‬هو املال الذي سيساهم به الشركاء عند التأسيس وهو يهدف اىل ضمان حقوق املودعني‪ ،‬ويرتاوح مبلغه حوايل مائة مليون درهم‬
‫الشرط يسري على البنوك العاملة باملغرب واليت تتواجد مقراهتا االجتماعية باخلارج‪.‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫كما أن اختاذ البنوك التشاركية شكل شركة املسامهة يعين أهنا تتأسس بنفس شكل البنوك التقليدية‪ ،‬مما يدل‬
‫على أهنا مل تستطع التخلص من القوانني الوضعية اجلاري العمل هبا‪ ،‬أو أن ختلق شكل خاص هبا على نفس مستوى‬
‫طرق املعامالت اليت خلقتها‪ ،‬إال أن هذا التصنيف ال مينع البنك التشاركي من القيام مبهام ال يعرفها البنك التقليدي‬
‫عادة‪ ،‬وباألخص تنظيم عالقاهتا مع املودعني من عمالء ومستثمرين ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬منتجات وخدمات البنوك التشاركية في نطاق القانون الجديد‬


‫طبقا لقانون مؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬فإن البنوك التشاركية تقدم ثالثة أنواع من‬
‫‪5959‬‬ ‫اخلدمات واملنتجات منها ‪ :‬خدمات مشرتكة مع البنوك التقليدية‪ ،‬وخدمات تنفرد هبا وحدها‪ ،‬وخدمات يقرتحها‬
‫الزبناء‪ ،‬وهو ما سيعرض له توا‪.‬‬

‫تشرتك عمليات البنك التشاركي يف الكثري من اخلدمات مع البنوك التقليدية‪ ،‬منها ما يعترب من العمليات‬
‫البنكية األساسية وهي ما أحال عليها املشرع املغريب من خالل املادة ‪ 54‬من قانون مؤسسات االئتمان اجلديد ‪،‬‬
‫ومنها األعمال اليت يف حكم األعمال البنكية واليت أحال عليها نفس القانون مبقتضى املادة ‪ ،57‬وسنتطرق هلا فيما‬
‫يأيت‪:‬‬
‫‪ :1‬قيام البنوك التشاركية باألنشطة البنكية األساسية للبنوك التقليدية‬
‫وقد أمسيناها كذلك ألهنا تعترب حمور النشاط البنكي‪ ،‬وقد وردت اإلحالة عليها مبقتضى الفقرة األوىل من‬
‫املادة ‪ 54‬من قانون مؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬حيث نصت على أنه‪ " :‬تعترب بنوكا تشاركية‬
‫األشخاص االعتبارية اخلاضعة ألحكام هذا القسم واملؤهلة ملزاولة األنشطة املشار إليها يف املادة األوىل ‪."...‬‬
‫وبالرجوع اىل املادة األوىل من نفس القانون أعاله واليت أوردت األنشطة البنكية األساسية كما يلي ‪:‬‬
‫تلقي األموال من اجلمهور؛‬ ‫‪‬‬
‫عمليات االئتمان ؛‬ ‫‪‬‬
‫وضع مجيع وسائل األداء رهن تصرف العمالء أو القيام بإدارهتا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وسنركز على النشاطني األول والثاين على اعتبار أن النشاط الثالث ذو طابع تقين‪ ،‬ذلك مجيع وسائل األداء رهن‬
‫تصرف العمالء أو القيام بإدارهتا يعين اعتبار وسائل األداء هي مجيع األدوات اليت متكن أي شخص من حتويل أموال‬
‫كيفما كانت الوسيلة أو الطريقة التقنية املستعملة لذلك‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وهي األموال اليت يتسلمها شخص من الغري على سبيل الوديعة أو غري ذلك وحيق له أن يتصرف فيها‬
‫حلسابه اخلاص على أساس االلتزام بإرجاعها ألصحاهبا‪ ،1‬كما ميكن تعريف الودائع على أهنا ما يتلقاه املصرف من‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الفقرة األوىل من املادة الثانية من قانون مؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها رقم ‪. 103.12‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫الناس (اجلمهور)‪ ،‬بكمية وافرة على قدر ما تتسع دائرة عمله ويذيع صيته‪ ،‬وعلى أساسه يزيد نفوذه وتتوافر قوته‪،1‬‬
‫مبعىن أن الودائع أو الوديعة هي ذلك املبلغ الذي يودعه صاحبه لدى البنك قصد احلفاظ عليه عنده إىل غاية طلبه‬
‫منه‪ ،‬ومن خالل هذا التعريف جند أن الوديعة البنكية ختتلف عن الوديعة العادية املنظمة مبقتضى قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬فاألوىل ختول للبنك التصرف يف األموال املودعة شريطة إرجاع مثلها ‪ -‬مبدئيا – يف حني الثانية ال ختول‬
‫للشخص املودع لديه إمكانية التصرف فيها بل ينبغي عليه حفظها وردها بعينها‪ ،2‬وقد تناول املشرع املغريب مسألة‬
‫تعريف الوديعة يف قانون اإللتزامات والعقود من خالل الفصل ‪ 781‬الذي ينص على ما يلي‪" :‬الوديعة عقد مبقتضاه‬
‫يسلم شخص شيئا منقوال إىل شخص آخر يلتزم حبفظه ويرده بعينه"‪ ،3‬إذن‪ ،‬فهذه الوديعة حسب ما يستفاد من‬
‫‪6060‬‬ ‫النص القانوين أعاله‪ ،‬مقومة على أساس أهنا شيء منقول يودعه صاحبه عند املودع عنده –الذي قد يكون بطبيعة‬
‫احلال بنكا‪ -‬قصد أن حيفظه‪ ،‬ويرده إليه عندما يطلبه‪ ،‬أو حسب اإلتفاق املربم بينهما‪ ،‬بذاته أو قيمته األصلية‪ ،‬أو‬
‫مبثله‪ ،‬ويسهر املودع عنده على العناية بالوديعة عنايته بأمواله اخلاصة‪ ،‬وال جيوز له أن يبذرها أو يبددها كأن يقوم‬
‫بإحالل شخص آخر حمله يف حفظها‪ ،‬على أنه قد يستحق املودع عنده أجرا على خدمته هذه للمودع‪ ،‬ما مل يتم‬
‫اإلتفاق على عدم نيل أي أجر‪ ،‬والبنك هنا هو املودع كما قلنا‪ ،‬لذلك فهو املسؤول عن حفظ الودائع والسهر على‬
‫العناية هبا وردها إىل مودعيها‪ ،‬وذلك بعد تلقيها عن طريق عملية اإليداع‪ ،‬واإليداع هو السبيل أو العملية اليت هبا يتم‬
‫فتح احلسابات ألرباب األموال داخل البنوك بصفة عامة‪.‬‬
‫وتنقسم الودائع يف البنوك التشاركية إىل ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫وهي الودائع اليت حيق للعميل املودع أن يطلبها يف أي وقت سواء نقدا أو عن طريق استعمال الشيكات أو أوامر‬
‫التحويالت املصرفية لعمالء آخرين‪ ،4‬وال يهدف املودع من ورائها احلصول على أي عائد أو ربح‪ ،‬فهي عبارة عن‬
‫أموال يقدمها املتعاملون للبنك دون قصد اإلستثمار‪ ،‬وال تدفع البنوك عليها أي عوائد لعدم ثبات رصيدها الذي قد‬
‫يصبح صفرا يف أي حلظة مما ال يعطي البنك الفرصة الحتسابه ضمن خطته يف االستثمار‪ 5‬ولكن قد يكون دافع‬
‫العملني إليداعها هو انتفاعهم باخلدمات اليت يقدمها البنك إليهم ومن بينها خدمة الشيكات كما سبق‪ ،‬كما قد‬
‫يكون هذا الدافع هو حاجتهم إىل اإلحتفاظ بالسيولة اليت لديهم يف مكان آمن خشية السرقة والضياع‪ 6.‬فهذه الودائع‬
‫أو احلسابات اجلارية هي حسابات مفتوحة لدى البنك اإلسالمي ال يدفع عنها هذا األخري أي مقابل‪ ،‬ويلتزم بإرجاع‬
‫األموال املودعة فيها حيث ما مت طلبها من قبل املودعني‪ ،‬وهي توجد كذلك يف البنوك التقليدية‪ ،‬غري أن احلساب‬
‫اجلاري يف هذه األخرية يسمح بالسحب املكشوف مقابل فائدة‪ ،‬يف حني أن احلساب اجلاري اإلسالمي ال جيوز أن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أبو األعلى املودودي ‪" ،‬الربا"‪ ،‬ترمجة وتعريب عاصم احلداد‪ ،‬مطبعة دار الفكر‪ ،‬بدون ذكر السنة الطبع‪ ،‬ص‪71‬و‪.72‬‬
‫‪ 2‬رشيد صبيح ‪ "،‬العمليات البنكية واملنتجات البديلة قبل مشروع رقم ‪ 103.12‬املتعلق بالبنوك التشاركية"‪ ،‬مقال منشور مبجلة املنارة للدراسات‬
‫القانونية واإلدارية‪ ،‬يناير ‪ ،2015‬العدد الثامن‪ ، ،‬ص ‪. 219‬‬
‫‪ 3‬األحكام العامة الواردة يف الفرع األول من الباب األول املعنون "بالوديعة اإلختيارية"‪ ،‬ا ملنصوص عليها يف القسم الرابع من ق‪ .‬ل‪ .‬ع املغريب‬
‫حتت عنوان‪" :‬الوديعة واحلراسة"‪ .‬الفصول من ‪ 781‬إىل ‪ ،790‬وكذا الفصول من ‪ 791‬إىل ‪ 817‬ق‪ .‬ل‪ .‬ع‪.‬‬
‫‪ 4‬حممد جالل سليمان‪ :‬الودائع االستثمارية يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة مصر ‪1996‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 5‬حممد جالل سليمان‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 6‬الغريب ناصر‪ :‬أصل املصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل‪ ،‬مطابع املنارة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬سنة ‪1996‬م‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫يكون مدينا بصفة عادية‪ ،‬إال أن يكون قرضا حسنا يتفق عليه مع الشروط املتعلقة به‪ 1.‬هذا وتعد الوديعة اجلارية أو‬
‫‪2‬‬
‫حتت الطلب مبثابة أمانة يلتزم البنك بردها عند طلبها‪ ،‬دون أن يدفع لصاحبها أي عائد خالل فرتة بقائها يف حوزته‪.‬‬
‫ولذا تعمد املصارف اإلسالمية تشجيعا ألصحاب هذه الودائع إىل عدم إحتساب أي مصاريف عليها‪،‬‬
‫بينما هناك بعض البنوك اإلسالمية متنح أصحاب احلسابات اجلارية جوائز من صايف أرباحها يقدرها جملس اإلدارة يف‬
‫حالة حتقيق أرباح مرتفعة‪.3‬‬
‫‪‬‬
‫ويقصد هبا كل حساب يف دفرت واجب التقدمي عند كل سحب أو إيداع مبعىن أن األموال املودعة يف هذا‬
‫‪6161‬‬
‫احلساب تكون على سبيل اإلدخار والتوفري احتياطا لنفقات الحقة قد تستجد على املودع‪ ،‬وبذلك ما عليه إال أن‬
‫يقدم دفرت التوفري من أجل السحب من احلساب‪ ،‬أو اإليداع فيه‪ ،‬فاملوفر ميكن أن حيصل على فرصة السحب مىت‬
‫أراد‪ ،‬وهلذه العينة من الودائع خصائص النوعني السابقني‪ ،‬فهي تلتقي مع الوديعة حتت الطلب يف إمكان السحب‬
‫‪4‬‬
‫منها يف أو وقت شاء املودع‪ ،‬وتلتقي مع الوديعة اإلستثمارية أو الثابتة يف إمكانية دخوهلا جمال املضاربة‪.‬‬
‫وميكن هلذه الوديعة التوفريية أن تتحول إىل وديعة استثمارية‪ ،‬وبالتايل استفادهتا من نشاط املضاربة أو‬
‫املشاركة‪ ،‬ومن مت احلصول على عائدات وأرباح منهما‪ ،‬غري أن ودائع التوفري ختتلف عن ودائع اإلستثمار داخل البنوك‬
‫اإلسالمية يف أمرين‪ :‬جوائز وحوافز تتمثل يف اإلستفادة من قرعة أداء فريضة احلج على حساهبا‪ ،‬وهو ما درج عليه‬
‫بنك فيصل اإلسالمي منذ مدة‪ ،‬وتتميز الودائع االدخارية بصغر مبالغها وزيادة عدد املودعني لذلك تسعى البنوك‬
‫ال جتذاب فائض مدخرات األفراد وصغار العمالء من خالل هذا النوع من الودائع‪ ،‬وحتظى بأمهية كبرية بالنسبة للبنوك‬
‫وذلك إلمكانية توظيفها يف استخدامات طويلة ومتوسطة‪. 5‬‬
‫‪‬‬
‫وقد عرف هذه العمليات القانون رقم ‪ 103.12‬بنصه على أنه ‪" :‬يعترب عملية إئتمان كل تصرف بعوض‪ ،‬يقوم‬
‫مبقتضاه شخص من األشخاص ‪:‬‬
‫‪ -‬يوضع أموال أو االلتزام بوضعها رهن تصرف شخص أخر يكون ملزما بإرجاعها؛‬
‫‪ -‬أو االلتزام ملصلحة شخص أخر‪ ،‬عن طريق التواقيع‪ ،‬يف شكل ضمان إحتياطي أو كفالة أو أي ضمان آخر‪.‬‬
‫وتعترب يف حكم عمليات االئتمان ‪:‬‬
‫‪ -‬العمليات املتعلقة باالئتمان اإلجياري وباإلجيار اليت يكون فيها للمستأجر خيار شراء العني املؤجرة والعمليات‬
‫املعتربة يف حكمها؛‬
‫‪ -‬عمليات شراء الفاتورات؛‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عبد الرمحان احللو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪1‬‬
‫منري إبراهيم هندي‪ "،‬إدارة األسواق واملنشآت املالية"‪ ،‬مطبعة املعارف اإلسكندرية مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1999‬ص‪.250‬‬ ‫‪2‬‬
‫عبد السميع املصرى‪ "،‬املصرف اإلسالمي علميا وعمليا"‪ ،‬مطبعة وهبة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1988‬ص ‪.115‬‬ ‫‪3‬‬
‫ضياء جميد‪ :‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬بدون الطبعة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1997‬ص‪.45‬‬ ‫‪4‬‬
‫حممد جالل سليمان‪ ،‬م ‪ .‬س‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪5‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪ -‬عمليات البيع االسرتدادي لألوراق والقيم املنقولة وعمليات اإلستحفاظ كما هو منصوص عليها يف التشريع‬
‫اجلاري به العمل "‪.1‬‬
‫ويستفاد من املقتضيات املنصوص عليها أعاله أن البنك يقدم إما إعتمادات خزينة مبوجبها يضع البنك‬
‫أموال أو يلتزم بوضعها رهن تصرف شخص أخر يكون ملزما بإرجاعها ويف هذا اإلطار تدخل القروض وعمليات‬
‫اخلصم‪ ،‬وإما إعتمادات بالتوقيع أي عندما يلتزم البنك ملصلحة شخص أخر عن طريق التوقيع‪ ،‬يف شكل ضمان أو‬
‫كفالة‪ ،‬أو أي ضمان أخر‪ ،‬فالبنك هنا ال مينح أي أصول‪ ،‬وإمنا يكتفي بإعطاء توقيعه ليتدخل بذلك بسمعته لصاحل‬
‫زبونه أمام الشخص الذي يريد هذا األخري التعاقد معه‪ ،‬ومثالنا يف ذلك االعتماد املستندي أو الكفالة عند أول طلب‪،‬‬
‫‪6262‬‬ ‫وعلى هذا األساس فإن االئتمان لدى البنوك التشاركية خيتلف عن االئتمان لدى البنوك التقليدية والذي يعترب هو‬
‫الثقة اليت يوليها املصرف لشخص ما سواء أكان طبيعياً أم معنوياً‪ ،‬بأن مينحه مبلغاً من املال الستخدامه يف غرض‬
‫حمدد‪ ،‬خالل فرتة زمنية متفق عليها وبشروط معينة لقاء عائد مادي متفق عليه وبضمانات متكن املصرف من اسرتداد‬
‫قرضه يف حال توقف العميل عن السداد‪.2‬‬
‫‪ :2‬قيام البنوك التشاركية بالعمليات البنكية التبعية للبنوك‬
‫تنص على هذه العمليات املادة ‪ 57‬من قانون مؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬حيث تسمح‬
‫للبنوك التشاركية مبزاولة العمليات الواردة يف املواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 16‬وفق الشروط املنصوص عليها يف املادة ‪ 54‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬وبالرجوع إىل هذه املواد‪ ،‬جند أن العمليات الواردة تشمل ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫خول املشرع ملؤسسات االئتمان احلق يف املسامهة يف رأمسال شركات موجودة أو مزمع إحداثها لكن ذلك‬
‫مشروط بإحرتام التعريفة الذي سيصدرها ويل بنك املغرب يف هذا اخلصوص‪.3‬‬
‫‪‬‬
‫وقد جاء تعداد هذه العمليات يف قانون مؤسسات االئتمان اجلديد ‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪4‬‬

‫عمليات الصرف ‪ :‬إستبدال العمالت األجنبية بالدرهم مقابل سعر حيدده بنك املغرب؛‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات البيع والشراء املتعلقة بالذهب واملعادن النفيسة والقطع النقدية؛‬ ‫‪-‬‬
‫توظيف القيم املنقولة أو سندات الديون القابلة للتداول أو أي منتج من املنتجات املالية واالكتتاب‬ ‫‪-‬‬
‫فيها وشرائها وتدبريها وحفظها وبيعها حيث تلعب دور الوسيط بني األشخاص أو املقاوالت وسوق الربصة؛‬
‫عرض عمليات تأمني األشخاص واملساعدة وتأمني القروض على اجلمهور فهي تلعب دور الوسيط‬ ‫‪-‬‬
‫بني زبنائها وشركات التأمني‪ ،‬وقد حدد هلا فروع التأمني هاته حىت ال تؤدي مزاولتها لعمليات التأمني بكاملها منافسة‬
‫للوسطاء الذين يتخصصون يف هذه العمليات ويتخذون منها نشاطها األساسي؛‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬املادة ‪ 3‬من القانون املذكور‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبد العزيز الدغيم وماهر األمني وإميان جنرو‪" ،‬التحليل االئتماين ودوره يف ترشيد عمليات اإلقراض املصريف بالتطبيق على املصرف الصناعي‬
‫السوري"‪ ،‬مقال منشور مبجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية‪ ،‬اجمللد ‪ 28‬العدد ‪ ،3‬السنة ‪ ،2006‬ص ‪.194‬‬
‫‪ - 3‬املادتني ‪ 8‬و‪ 25‬من القانون ‪ 103.12‬املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪.‬‬
‫‪ - 4‬املادة ‪ 7‬من القانون املذكور‪.‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫عمليات اإلجيار البسيط للمنقوالت والعقارات وهذا اإلجيار ال يتملك به العميل العقار أو املنقول‬ ‫‪-‬‬
‫أثناء خيار الشراء؛‬
‫خدمات االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وما ميكن أن نسجله من خالل ما سبق أن املشرع املغريب أعطى احلق للبنوك التشاركية يف مزاولة هذه اخلدمات‬
‫املشار إليها أعاله مبقتضى املادة ‪ 57‬واليت أحالت على املواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 16‬من نفس القانون‪ ،‬لكن قيدها بعدم‬
‫التعامل بالفوائد أخدا أو عطاء أو مها معا‪ ،‬باإلضافة إىل ضرورة أخد الرأي باملطابقة من طرف اجمللس العلمي األعلى‪،‬‬
‫وهذه حسنة من حسنات املشرع لكي ال يتم التالعب من طرف البنوك التشاركية وإفراغها من حمتواها الشرعي ‪.‬‬
‫‪6363‬‬

‫أصدر املشرع املغريب القانون ‪ 103.12‬املشار إليه أعاله‪ ،‬منظما بذلك نوعا جديدا من البنوك واليت خيتلف‬
‫نشاطها عن البنوك التقليدية‪ ،‬وبرجوعنا للمادة ‪ 54‬من نفس القانون‪ ،‬نستشف بأن ما مييز البنوك التشاركية هو‬
‫إنفرادها مبزاولة األنشطة املنصوص عليها يف املادتني ‪ 55‬و ‪ 58‬من القانون املذكور أعاله وهي كاأليت ‪:‬‬

‫‪ :1‬خدمات خاصة بالبنوك التشاركية‬


‫وتتجلى يف تلقي الودائع االستثمارية‪ ،1‬وهي ودائع يضعها أصحاهبا بقصد الربح والنماء‪ 2‬ألمواهلم وتنقسم‬
‫إىل نوعني‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫حيث يودع العميل املبلغ يف البنك التشاركي عن طريق فتح حساب االستثمار بامسه‪ ،‬وخيول املصرف باستثمار‬
‫هذا املبلغ يف أي من املشروعات اليت يراها البنك مناسبة من الناحية القانونية والشرعية سواء حمليا أو خارجيا‪ ،‬ويكون‬
‫هذا احلساب آلجال خمتلفة‪ ،‬وال جيوز لصاحب الوديعة أن يقوم بسحبها أو سحب جزء منها قبل هناية املدة احملددة‬
‫لذلك‪ ،‬ويأخذ االستثمار هبذه الوديعة حكم املضاربة الشرعية ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫ويطلق عليه حساب االستثمار بدون تفويض‪ ،‬ويف هذا النوع من احلساب خيتار العميل مشروعا من املشروعات‬
‫اليت يريد أن يستثمر فيها أمواله اليت أودعها وله أن حيدد املدة‪ ،‬ويستحق العميل نصيبه من األرباح يف هذا املشروع‬
‫الذي اختاره فقط ‪ ،‬ويطلق على هذا النوع املضاربة املقيدة‪ ،‬والودائع االستثمارية بصفة عامة تعترب أهم وعاء يغدي‬
‫عمليات االستثمار يف البنوك التشاركية‪ ،‬ويتضمن طلب إيداع الوديعة االستثمارية عادة النص على املبلغ‪ ،‬ومدة بقاء‬
‫الوديعة االستثمارية‪ ،‬وتفويض (أو عدم تفويض) البنك الستثمارها يف أوجه التوظيف املختلفة اليت ميارسها البنك‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬املادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 103.12‬املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‬
‫‪ _ 2‬وتعتمد الودائع االستثمارية على عقد املضاربة‪ ،‬إذ يكون رب املال هو املودع‪ ،‬أما البنك فيعترب هو املضارب‪ ،‬املوقع الرمسي ملوقع أمنية بنك‪،‬‬
‫‪( ، www.umniabank.ma‬تاريخ تصفح املوقع ‪ 29‬ماي ‪.)2019‬‬
‫‪ 3‬وقد صدر عن وايل بنك املغرب منشور رقم ‪\13‬و\‪ 16‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ،2016‬متعلق بشروط وكيفيات تلقي وتوظيف الودائع االستثمارية‪.‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪ :2‬منتجات خاصة بالبنوك التشاركية‬


‫وهي اليت نص عليها املشرع املغريب ضمن املادة ‪ 58‬من القانون البنكي اجلديد‪ ،‬وسنستعرضها مع التعريف‬
‫الوارد يف نفس املادة وهي كااليت ‪:‬‬
‫وهي " كل عقد يبيع مبوجبه بنك تشاركي‪ ،‬عن طريق االجيار‪ ،‬منقوال أو عقارا حمددا ويف‬ ‫‪-‬‬
‫ملكية هذا البنك حتت تصرف عميل قصد استعمال مسموح به قانونا‪.‬‬
‫يتم األداء من طرف العميل هلذه العملية تبعا للكيفيات املتفق عليها بني الطرفني‪.‬‬
‫واملراحبة نوعان مها املراحبة العادية واملراحبة ألمر بالشراء‪ ،‬فبالنسبة للمراحبة العادية هي اليت تكون فيها البضاعة‬
‫‪6464‬‬
‫مملوكة للتاجر ويبيعها بالثمن الذي قامت عليه مع ربح معلوم‪ ،‬كمثال على هذا النوع من املراحبة أن يأيت شخص إىل‬
‫تاجر لديه بضاعة فيقول له أريد أن أشرتي هذه البضاعة بالثمن نفسه الذي اشرتيتها به مع هامش ربح ‪ %10‬مثال‬
‫فيوافق التاجر على ذلك‪ ،‬أما النوع الثاين فيتميز بأهنا تضم ثالثة متعاقدين األول هو اآلمر بالشراء والثاين املصرف أو‬
‫البنك والثالث هو البائع‪ ،‬وهو أمر خيتلف فيه بيع املراحبة لألمر بالشراء عن املراحبة العادية‪ ،‬كون أن البنك يعترب وسيطا‬
‫يف هذه العملية‪ ،‬واملشرتي احلقيقي هو الزبون وليس البنك‪.1‬‬

‫وهي " كل عقد يضع مبوجبه بنك تشاركي‪ ،‬عن طريق االجيار‪ ،‬منقوال أو عقارا حمددا ويف‬ ‫‪-‬‬
‫ملكية هذا البنك حتت تصرف عميل قصد استعمال مسموح به قانونا ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫تكتسي االجارة أحد الشكلني التاليني ‪:‬‬


‫‪ -1‬إجارة تشغيلية عندما يتعلق االمر بإجيار بسيط ‪.‬‬
‫‪ -2‬إجارة منتهية بالتمليك عندما تنتهي االجيارة بتحويل ملكية املنقول أو العقار املستأجر للعميل تبعا‬
‫للكيفيات املتفق عليها بني الطرفني ‪.‬‬
‫وهي " كل عقد يكون الغرض منه مشاركة بنك تشاركي يف مشروع قصد حتقيق ربح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يشارك األطراف يف حتمل اخلسائر يف حدود مسامهتهم ويف األرباح حسب نسب حمددة مسبقا بينهم‪،3‬‬
‫وتكتسي املشاركة أحد الشكلني التاليني ‪:‬‬
‫الشكل األول ‪ :‬املشاركة الثابتة ‪ :‬يبقى األطراف شركاء إىل حني انقضاء العقد الرابط بينهم ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬حممد املاحي‪ :‬املصارف اإلسالمية‪ ،‬بنوك اإلدخار واالستثمار (اهليئات البديلة)‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬ختصص قانون األعمال‬
‫واالستثمار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،2013-2012‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 2‬وهناك من عرفها بأهنا "عقد تضع مبوجبه مؤسسة االئتمان عن طريق املنقوالت أو عقارات معلومة وحمددة أو مملوكة هلا حتت تصرف أحد‬
‫العمالء الستعمال املسموح به قانونا "‪ ،‬عبد املهيمن محزة‪" ،‬دور التمويالت البنكية البديلة يف تعويض قروض االستهالك بفائدة – دراسة يف‬
‫منتوجي اإلجارة واملراحبة"‪ ،‬مقال منشور مبجلة املنرب القانوين‪ ،‬العدد ‪ 2‬و‪ ،3‬أبريل – أكتوبر ‪ ،2012‬ص‪.21-20 :‬‬
‫‪ 3‬وعلى هذا األساس فإن املشاركة من العقود املعتمدة يف التعامالت املالية اإلسالمية وتستخدم حاليا يف تعامالت املصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث‬
‫يشرتك فيه األطراف يف املال واجلهد أو يف أحدمها‪ ،‬وتكون ملكية النشاط التجاري مشرتكة بينهم‪ ،‬كما يشرتكون أيضا يف الربح واخلسارة‪ ،‬وتعترب‬
‫املشاركة من أهم صيغ استثمار األموال يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وهي تالئم طبيعة املصارف اإلسالمية وفئة كبرية من املتعاملني معها‪ ،‬فيمكن‬
‫استخدامها يف متويل األنشطة االقتصادية املختلفة‪ .‬وتعد صيغة املشاركة من البدائل اإلسالمية للتمويل بالفوائد املتبع يف املصارف التقليدية‪ ،‬عقد‬
‫املشاركة "دون اإلشارة إىل اسم الكاتب"‪ ،‬مقال منشور على املوقع اإللكرتوين لقناة اجلزيرة‪( www.aljazeera.net :‬دون اإلشارة إىل‬
‫تاريخ وضع املقال باملوقع‪ ،‬تاريخ الدخول ملوقع ‪ 29‬ماي ‪.)2019‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫الشكل الثاين ‪ :‬املشاركة املتناقصة ‪ :‬فيها ينسحب البنك تدرجييا من املشروع وفق بنود العقد ‪.‬‬
‫وهي " كل عقد يربط بني بنك أو عدة بنوك تشاركية ( رب املال ) تقدم مبوجبه رأس املال‬ ‫‪-‬‬
‫نقدا أو عينا أو مها معا‪ ،‬ومقاول أو عدة مقاولني ( مضارب) يقدمون عملهم قصد إجناز مشروع معني‪ ،‬ويتحمل‬
‫املقاول أو املقاولون املسؤولية الكاملة يف تدبري املشروع‪ .‬يتم اقتسام األرباح احملققة باتفاق بني األطراف‪ ،‬ويتحمل‬
‫رب املال وحده اخلسائر إال يف حاالت اإلمهال أو سوء التدبري أو الغش أو خمالفة شروط العقد من طرف املضارب‬
‫‪.‬‬
‫وهو " كل عقد يعجل أحد املتعاقدين‪ ،‬البنك التشاركي أو العميل‪ ،‬مبلغا حمددا للمتعاقد‬ ‫‪-‬‬
‫‪6565‬‬
‫االخر الذي يلتزم من جانبه بتسليم مقدار معني من بضاعة مضبوطة بصفات حمددة يف أجل‪ ،‬ويتم عمليات‬
‫التمويل بالسلم يف املصارف اإلسالمية بدفع املصرف مبلغ من املال لعميل‪ ،‬ومن بني متظهرات أمهية هذا املنتوج‬
‫البنكي نذكر ما يلي‪:1‬‬
‫توفري السيولة للمنتج الذي حيتاجها لالستثمار‪ ،‬كما ال حيتاجها املستثمر املسلم كوهنا قد قدمت أو‬
‫سلمت يف جملس العقد‪ ،‬وبالتايل انتقلت لتكون مثناً يف موعد التسليم؛‬
‫عدم تأثر القوة الشرائية للنقود املستثمرة‪ ،‬فيعمل على احملافظة على املبلغ األصلي مثن سلعة حقيقية‪،‬‬
‫باإلضافة إىل قيمة التضخم نتيجة االرتفاعات احملتملة ملعدل األسعار‪ ،‬لكون املؤجل هو السلعة وليس النقد؛‬
‫يوفر السلم ميزة التكافل بني أفراد اجملتمع‪ ،‬ويقلل من تكاليف اإلنتاج‪ ،‬ويزيد من العرض‪ ،‬ويستخدم‬
‫مدخالت اإلنتاج وخصوصاً احمللية‪ ،‬ويعمل على إدامة التوظيف وتقليل البطالة املومسية‪.‬‬
‫هو " كل عقد يشرتي به شيء مما يصنع يلتزم مبوجبه أحد املتعاقدين‪ ،‬البنك التشاركي‬ ‫‪-‬‬
‫أو العميل‪ ،‬بتسليم مصنوع مبواد من عنده‪ ،‬بأوصاف معينة يتفق عليها وبثمن حمدد يدفع من طرف املستصنع‬
‫حسب الكيفية املتفق عليها بني الطرفني"‪.2‬‬

‫‪ :3‬منتجات يقترحها الزبناء ويجيزها المجلس العلمي األعلى‬


‫تنص املادة ‪ 58‬أعاله على أنه ‪ ":‬جيوز للبنوك التشاركية أن متول عمالءها بواسطة أي منتوج أخر‪ ،‬ال‬
‫يتعارض مع الشروط الواردة يف املادة ‪ ،54‬والذي حتدد مواصفاته التقنية وكذا كيفية تقدميه إىل العمالء مبنشور يصدره‬
‫وايل بنك املغرب‪ ،‬بعد استطالع رأي جلنة مؤسسات االئتمان‪ ،‬وبعد الرأي باملطابقة الصادرة عن اجمللس العلمي‬
‫األعلى"‪ ،‬ويتبني من خالل هذه الفقرة أن املشرع املغريب تعامل مبرونة كبرية مع الزبناء إلقرتاح منتجات وخدمات‬
‫توافق مشاريعهم واقتناعاهتم‪ ،‬كما تعطي للمجلس العلمي األعلى سلطة يف مراقبة هده املنتجات‪ ،‬وبناء عليه ميكن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬أمحد عرفة‪ " ،‬التمويل اإلسالمي بعقد السلم‪ -‬دراسة فقهية اقتصادية‪ "،‬مقال منشور على املوقع اإللكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪( ، www.aliqtisadalislami.net‬تاريخ وضع املقال ‪ 20‬يناير ‪ ،2016‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 29‬ماي ‪.)2019‬‬
‫ـع له مبىن‪ ،‬ويرفق مع طلبه بيانا كامال‪ ،‬مدعما بالرسوم واخلرائط‪،‬‬
‫ـ‬
‫‪ 2‬من األمثلة العملية على هذا املنتوج‪ ،‬ميكن للزبون أن يطلب من البنك أن يصن‬
‫حول نوع ومواصفات املبىن الذي يريد إنشاءه‪ ،‬وتقريرا يتضمن تكلفة البناء ومداخيله املتوقعة‪ ،‬مقال بدر الدين عتيقي‪" ،‬تفاصيل املنتوجات‬
‫التمويلية التشاركية"‪ ،‬مقال منشور يف املوقع اإللكرتوين جلريدة الصباح‪( www.assabah.ma :‬تاريخ وضع املقال ‪ 5‬يناير ‪ ،2019‬تاريخ‬
‫الدخول للموقع ‪ 29‬ماي ‪.)2019‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫للزبناء إما مبعرفتهم أو مبساعدة فقهاء أو خرباء إقرتاح عقود غري واردة يف القانون‪ ،‬إما موجودة يف الفقه اإلسالمي‬
‫كاملزارعة واملغارسة واملساقاة مثال‪ ،‬او مبتكرة ومتوافقة مع الضوابط الفقهية‪.1‬‬
‫غري أن ما يالحظ على هذا النص ان املشرع املغريب أعطى احلق القرتاح املنتجات وعقود غري واردة يف‬
‫القانون‪ ،‬ومل يعطي هذا حق االقرتاح للبنوك التشاركية وهذا فيه نوعا من الصرامة للبنوك التشاركية من إقرتاح منتجات‬
‫غري متوافقة مع الشريعة اإلسالمية فقط جللب الزبناء وحتقيق أرباح على حساب الغاية من هذه البنوك‪.‬‬
‫وكخالصة ملا سبق أن البنوك التشاركية للعمل هبذه املنتجات سواء املشرتكة مع البنوك التقليدية أو املنتجات‬
‫اخلاصة بالبنوك التشاركية أو اليت يقرتحها الزبناء‪ ،‬ال بد من أخد الرأي باملطابقة من طرف اجمللس العلمي األعلى وهي‬
‫‪6666‬‬
‫هيئة مستقلة لكل مكونات املالية التشاركية ومنها البنوك التشاركية‪ ،‬مث عملية التدقيق داخلي وهي عملية خاصة‬
‫بالبنوك التشاركية ذاتيا‪.‬‬

‫خاتمـــة‪:‬‬
‫انصبت هذه الدراسة على موضوع التمويل اإلسالمي باملغرب من واقع الفراغ القانوين إىل مرحلة إصدار‬
‫قانون منظم يشرعن البنوك التشاركية‪ ،‬وإن املراهنة على جتربة البنوك التشاركية باملغرب‪ ،‬يف ظل االستقرار السياسي‬
‫واالمين الذي ينعم به كبرية‪ ،‬لكي يصبح بلدا رائدا على الصعيدين العريب واالسالمي وعاصمة دولية للمالية االسالمية‪.‬‬
‫ووعيا بذلك فتم تقدمي التوصيات التالية من أجل جتويد التنصيص القانوين هلذه التجربة البنكية الفتية‪:‬‬
‫‪ ‬اإلسراع يف إنزال املقتضيات القانونية للبنوك التشاركية على أرض الواقع خبلق منتجات جديدة لتسويقها باملغرب تأخذ‬
‫بعني االعتبار الطابع اخلاص هلذا األخري؛‬
‫‪ ‬على املشرع املغريب االسراع يف اصدار قانون تنظيمي هلذه البنوك يواكب تطور ومستجدات املالية التشاركية ‪،‬وخيلق‬
‫نوع من التوازن بني بني البنك التشاركي والعميل‪ ،‬واملسامهة يف االستثمار وحتقيق السلم االجتماعي باملغرب؛‬
‫‪ ‬ضمان تنافسية متكافئة بني البنوك التقليدية والبنوك التشاركية مع مراعاة الطبيعة اخلاصة بالبنوك التشاركية ‪.‬‬
‫وأخريا ينبغي التأكد على أن املسؤولني على البنوك التشاركية‪ ،‬سواء من قريب أو من بعيد أن يعملوا على دعم‬
‫وترشيد مسريهتا كل حسب موقعه‪ ،‬وذلك حىت تتمكن من االسهام الفعلي يف وضع املال يف مساره اإلسالمي‬
‫الصحيح‪ ،‬وابتكار احللول الكفيلة بتجاوز العراقيل واملعوقات اليت كانت تعاين منها املنتوجات واليت حالت دون التنزيل‬
‫الصحيح ملقاصد التشريع االقتصادي اإلسالمي وغاياته اإلنسانية والتنموية‪.‬‬

‫الئحة منابع املقال‬


‫املصادر‪:‬‬
‫‪ ‬ظهري شريف رقم ‪ 1.14.193‬صادر يف فاتح ربيع األول ‪ 24 ( 1436‬ديسمرب ‪ ) 2014‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 103.12‬املتعلق مبؤسسات االئتمان واهليئات املعتربة يف حكمها‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 6328‬بتاريخ ‪ 22‬يناير‬
‫‪2015‬؛‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 1‬عبد السالم بالجي‪" ،‬البنوك التشاركية يف املغرب"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫توصية وايل بنك املغرب رقم ‪ /33‬و ‪ 2007 /‬الصادرة يف ‪ 13‬شتنرب ‪ 2007‬تتعلق مبنتجات اإلجارة واملشاركة‬ ‫‪‬‬
‫واملراحبة؛‬
‫منشور وايل بنك املغرب رقم ‪/13‬و‪ 16/‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪ ،2016‬متعلق بشروط وكيفيات تلقي وتوظيف الودائع‬ ‫‪‬‬
‫االستثمارية‪.‬‬
‫املراجع‬
‫ا ملراجع العامة‬
‫جواد مريد‪ :‬البنوك اإلسالمية يف ضوء املستجدات التنظيمية للمنتجات التمويلية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار باملغرب‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫‪6767‬‬ ‫احملمدية ‪2012‬؛‬
‫عائشة الشرقاوي املالقي‪ :‬البنوك اإلسالمية التجربة بني الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سنة ‪2000‬؛‬
‫حممد جالل سليمان‪ :‬الودائع االستثمارية يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ -‬سنة ‪1996‬؛‬
‫الغريب ناصر‪ :‬أصل املصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل‪ ،‬مطابع املنارة‪ -‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪.1996‬‬ ‫‪‬‬

‫ا ملراجع اخلاصة‬
‫أبو األعلى املودودي‪" :‬الربا"‪ ،‬ترمجة وتعريب عاصم احلداد‪ ،‬مطبعة دار الفكر‪ ،‬بدون ذكر السنة الطبع؛‬ ‫‪‬‬
‫عبد الرمحان احللو‪ ،‬البنك اإلسالمي يف املغرب – املسار التارخيي واالنتظارات االقتصادية واجملتمعية‪ ،‬الطبعة األوىل‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة املدارس‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬سنة ‪2015‬؛‬
‫عبد الرمحان احللو‪ :‬من أجل بناء بنك إسالمي أفضل‪ ،‬مطبعة املدارس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪1990‬؛‬ ‫‪‬‬
‫منري إبراهيم هندي‪ :‬إدارة األسواق واملنشآت املالية"‪ ،‬مطبعة املعارف اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪1999‬؛‬ ‫‪‬‬
‫عبد السميع املصرى‪ :‬املصرف اإلسالمي علميا وعمليا"‪ ،‬مطبعة وهبة‪ -‬القاهرة‪ ،-‬سنة ‪.1988‬‬ ‫‪‬‬

‫أطروحات جامعية‪:‬‬
‫‪ ‬عبد املهيمن محزة‪" ،‬النظام القانوين للقروض البنكية العقارية املخصصة للسكن دراسة يف األسس النظرية واجلوانب‬
‫العملية"‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‬
‫السنة اجلامعية ‪2014\2013‬؛‬
‫‪ ‬حممد املاحي‪ :‬املصارف اإلسالمية‪ ،‬بنوك اإلدخار واالستثمار (اهليئات البديلة)‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬ختصص قانون األعمال واالستثمار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الدراسية‬
‫‪.2013-2012‬‬

‫املقاالت‬
‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬
‫‪RERJ –N°4‬‬ ‫المجلة اإللكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2019‬العدد‪4‬‬

‫‪ ‬البشري عدي ‪ " ،‬البنوك اإلسالمية وأفاقها باملغرب "‪ ،‬مقال منشور باملوقع االكرتوين‪:‬‬
‫‪( www.droitetentreprise.com‬تاريخ وضع املقال ‪ 3‬مارس ‪ ،2014‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 12‬فرباير‬
‫‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬الحم الناصر‪" :‬الصريفة اإلسالمية يف املغرب العريب"‪ ،‬مقال منشور باملوقع االكرتوين‪www.wladbladi.com‬‬
‫(تاريخ وضع املقال ‪ 5‬يونيو ‪ ،2007‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 13‬فرباير ‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬عبد السالم بالجي‪ :‬البنوك التشاركية االسالمية باملغرب‪ ،‬سلسلة إصدارات اجلمعية املغربية لالقتصاد االسالمي‪ ،‬السنة‬
‫‪ ،2016‬العدد الرابع؛‬
‫‪6868‬‬
‫‪ ‬عمر الكتاين‪" ،‬مستقبل املالية اإلسالمية الغامض باملغرب‪ ،" 1‬مقال منشور على املوقع االكرتوين‪:‬‬
‫‪( www.maghrass.com‬تاريخ وضع املقال ‪ 26‬يناير ‪ ،2013‬تاريخ الدخول إىل املوقع ‪ 12‬فرباير ‪.)2019‬‬
‫‪ ‬حممد الوردي‪ :‬التمويل التشاركي يف املصارف بني املقصد التنموي املنشود وواقع التحديات املشهود‪ ،‬سلسلة إصدارات‬
‫اجلمعية املغربية لالقتصاد املغريب‪ ،‬دون اإلشارة إىل سنة النشر؛‬
‫‪ ‬منصف ابن الطييب‪ :‬التطبيقات االقتصادية املعاصرة‪ ،‬جملة الفرقان سنة ‪ ،2000‬العدد ‪43‬؛‬
‫‪ ‬رشيد صبيح‪ :‬العمليات البنكية واملنتجات البديلة قبل مشروع رقم ‪ 103.12‬املتعلق بالبنوك التشاركية"‪ ،‬مقال منشور‬
‫مبجلة املنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد الثامن؛‬
‫‪ ‬عبد اجلبار السبهاين‪" ،‬آثار التمويل الربوي"‪ ،‬مقال منشور على املوقع االلكرتوين التايل‪al-sabhany.com/index.php:‬‬
‫(تاريخ وضع املقال ‪ 12‬دجنرب ‪ ،2012‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 29‬ماي ‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬توفيق إمساعيل اجليوسي‪" ،‬خماطر الربا‪ :‬االقتصادية واالجتماعية"‪ ،‬مقال منشور على املوقع االلكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪( www.iefpedia.com‬تاريخ وضع املقال ‪ 13‬مارس ‪ ،2016‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 29‬ماي ‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬عبد املهيمن محزة‪" ،‬دور التمويالت البنكية البديلة يف تعويض قروض االستهالك بفائدة – دراسة يف منتوجي اإلجارة‬
‫واملراحبة"‪ ،‬مقال منشور مبجلة املنرب القانوين‪ ،‬العدد ‪ 2‬و‪ ،3‬أبريل – أكتوبر ‪2012‬؛‬
‫‪ ‬عقد املشاركة "دون اإلشارة إىل اسم الكاتب"‪ ،‬مقال منشور على املوقع اإللكرتوين لقناة اجلزيرة‪:‬‬
‫‪( www.aljazeera.net‬دون اإلشارة إىل تاريخ وضع املقال باملوقع‪ ،‬تاريخ الدخول ملوقع ‪ 29‬ماي‬
‫‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬أمحد عرفة‪ " ،‬التمويل اإلسالمي بعقد السلم‪ -‬دراسة فقهية اقتصادية‪ "،‬مقال منشور على املوقع اإللكرتوين‬
‫التايل‪( ، www.aliqtisadalislami.net :‬تاريخ وضع املقال ‪ 20‬يناير ‪ ،2016‬تاريخ الدخول للموقع‬
‫‪ 29‬ماي ‪)2019‬؛‬
‫‪ ‬بدر الدين عتيقي‪" ،‬تفاصيل املنتوجات التمويلية التشاركية"‪ ،‬مقال منشور يف املوقع اإللكرتوين جلريدة الصباح‪:‬‬
‫‪( www.assabah.ma‬تاريخ وضع املقال ‪ 5‬يناير ‪ ،2019‬تاريخ الدخول للموقع ‪ 29‬ماي ‪.)2019‬‬

‫ردمـد ‪ISSN: 7476-2605‬‬

You might also like