Professional Documents
Culture Documents
Ø Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ù Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø© Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø© 3
Ø Ù Ø Ø Ù Ø Ø Ù Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø© Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ø© 3
زايـري بلـقــاسـم
إعــداد
أ .د .زايـري بلـقــاسـم
ملخص البحث
حتاول هذه الورقة البحثية حتليل مدى إمكانية استفادة صناديق الثروة السيادية
من فرص و إمكانيات االســتثامر التي يتيحها النظام املايل اإلســامي ،يف ظل بيئة
حملية أصبحت تطالب هذه الصناديق باالســتثامر حمليــا بعد موجة من ردود الفعل
الســلبية من طرف الغرب نحوها ،و بعد اخلســائر التي منيت هبا أثناء األزمة املالية
لعــام .2008فبعد حتديد طبيعــة صناديق الثروة الســيادية و حتديد أهم العوامل
املفــرة لنموهــا ،و طبيعة التمويل اإلســامي و االجتاهات احلاليــة لنمو حجم
أصولــه يف الســنوات األخرية .ســنتطرق إىل حماولة إجياد عالقــات االرتباط بني
التمويل اإلســامي و صناديق الثروة الســيادية اخلليجية التي تواجه حاليا مشاكل
ملحة مثل إشكالية تنويع اقتصادياهتا و معاجلة ضعف اإلنتاجية و إخفاقات سوق
العمل ،و تطوير القطاع اخلاص غري النفطي ،و تطوير قدرات املؤسســات اإلدارية
و مؤسســات القطاع العام .و عىل هذا األساس اجتمعت العديد من العوامل التي
تربر رضورة تعزيز املشــاركة الفعالة الستثامرات صناديق الثروة السيادية اخلليجية
يف تطوير صناعة التمويل اإلســامي يف ظل االقتصاد السيايس اخلليجي ،و اعتبار
املنتجات اإلســامية كقنوات لتحقيق الرفاهية االجتامعية و التنمية املستدامة لدول
جملس التعاون اخلليجي.
خالل الثالثني عاما املاضية ،تبنى عدد من الدول اســتخدام صناديق النفط أو
ما يطلق عليها الصناديق السيادية إلدارة فعالة للموارد النفطية ،وحتقيق العديد من
األهداف .ولقد ارتبط إنشــاء أغلب صناديق النفط بطفرة أسعار النفط األوىل ،ثم
الثالثة ،أين حقق العديد من الدول النفطية وخاصة الدول اخلليجية عائدات معتربة
تطلبت إدارة ســليمة .وكان اهلدف واحدا من وراء إنشاء كل هذه الصناديق ،وهو
اســتثامر تلك العوائد بام خيدم األجيال القادمة وبام حيمي االقتصاديات الوطنية عند
تقلب أسعار النفط وخاصة خالل سنوات الرتاجع بحيث يتم اللجوء إىل الصندوق
ليســت بالظاهرة اجلديدة عىل مســتوى البيئة املالية الدولية ،حتى وإن عرفت نموا
رسيعا يف هناية القرن العرشين وبدايات األلفيــة الثالثة ،حيث تعود هذه الصناديق
إىل مخسينيات القرن العرشين عندما إنشاء دولة الكويت هيئة االستثامر الكويتية عام
،1953ليتواىل اثر ذلك يف السبعينيات وما بعدها ظهور صناديق أخرى يف سنغافورة
ســياديا .وتشــر اإلحصائيات احلديثة إىل التزايد الكبري يف أعداد هذه الصناديق يف
ولقد تعرضت صناديق الثروة السيادية وخاصة اآلسيوية واخلليجية إىل خسائر
معتربة أثناء وبعد األزمة املالية لعام ،2008حينام تدخلت بضخ ماليري الدوالرات
من أجل إنقاذ العديد من املؤسسات املالية واملرصفية األوروبية واألمريكية املتعثرة.
كام أن ردود الفعل واختالف املواقف الغربية نحو اســراتيجيات هذه الصناديق أثر
بشكل كبري عىل اســراتيجيات هذه الصناديق االســتثامرية من خالل البحث عن
قنوات االستثامر التي توفر احلامية الرضورية الستثامراهتا يف الداخل واخلارج .وعىل
هذا األساس كان للنمو املتسارع ألصول املعامالت اإلسالمية املتوافقة مع الرشيعة
اإلســامية من إمجايل التمويل التقليدي يف العديد من الدول العربية والغربية التي
تتنافس يف الوقت الراهن لتحويل عواصمها إىل مراكز كربى للمعامالت اإلسالمية،
وعدم تعرض اخلدمات املالية اإلسالمية لآلثار السلبية لالزمات املالية واالقتصادية
يف العقــود األخرية حافزا كبريا لدى هذه الصناديــق التي مل هتتم العديد منها وليس
كلها ولســنوات طويلة من تارخيها بالنمو املتزايد للمعامالت املالية اإلسالمية ،ومل
ختصص جزءا من حمافظها االســتثامرية ألدوات ومنتجات التمويل اإلسالمي .ومل
تكن مستعدة بالدخول يف اســتثامرات عىل أسس القواعد اإلسالمية ،والدخول يف
عمليات املرصفية اإلســامية من أجل دعم توسع هذا القطاع إىل دول غري إسالمية
من أجل احلفاظ عىل االستقرار يف النظام املايل العاملي.
وهلــذا ،تتقاطع العديد من العوامل واملربرات التــي تعزز دعم عالقة التمويل
اإلسالمي باســتثامرات صناديق الثروة الســيادية ،من أبرزها التوجهات التنموية
احلاليــة يف دول جملس التعــاون اخلليجي التي حتاول تبني أنامطــا جديدة من أجل
إحالل التنميــة القائمة عىل النفط إىل تنمية قائمة عــى تنويع اقتصادي .مما يتطلب
تشــجيع القطاع املحيل اخلاص لتحقيق التنمية املستدامة واالستقرار االقتصادي يف
عامل أكثر ما يوصف بعدم االســتقرار املايل واالقتصادي واالجتامعي ،ولعل زيادة
ســوق الطلب عىل هذه املنتجــات القائمة عىل املعايري األخالقيــة حمليا وخارجيا،
ســيعزز عالقة االرتباط هبذه القنوات لتوفري احلامية الرضورية والضامنات الفعلية
وهتــدف هذه الورقة البحثيــة إىل حتليل مدى إمكانية اســتفادة الصناعة املالية
اإلســام َّية من صناديق الثروة الســيادية وخاصة اخلليجية التي تراكمت لدهيا يف
الســنوات األخرية فوائض مالية كبرية تبحث عن استثامرات آمنة ،وماذا ُيمكن أن
تُقدمه هذه األخرية للصناعة املال َّية اإلسالمية الناشئة ،وللوصول إىل هذا اهلدف ،يبدأ
مهية اخلدمات
البحث بتوضيح األدب االقتصادي واملايل املتعلق باملوضوع ،وكذا أ ّ
التي ُيمكن أن تُقدمها الصناديق الســيادية للصناعة املال َّية اإلسالم َّية .وقد توصلت
الدراســة إىل عدة مقرتحات تسهم يف إمكانية االســتفادة من الصناديق السياد َّية بام
تعترب صناديق الثروة الســيادية أحد الفاعلني األساســيني عىل مستوى الساحة
املاليــة الدولية يف الوقــت احلايل إىل جانب العديد من املســتثمرين املؤسســاتيني
اآلخريــن (صناديق االســتثامر ،صناديق التحــوط ،صناديق التقاعــد ،املصارف
اإلســامية ...إلخ) .ويعود ظهور أول صندوق ســيادي يف العامل إىل عام 1953
بالكويــت وهو هيئة االســتثامر الكويتية ،ليتواىل بعدها ظهــور صناديق أخرى يف
الســبعينات يف ســنغافورة واإلمارات العربية املتحدة ،لتعرف بعدها نموا كبريا يف
أعدادها يف هناية القرن العرشين وبدايات األلفية الثالثة .وبالرغم من األمهية واملكانة
التي أصبحت حتتلها صناديق الثروة السيادية يف السنوات األخرية ضمن بنية النظام
املايل العاملي ،نتيجة لنمو حجم أصوهلا واستثامراهتا املعتربة ،ودورها يف إنقاذ العديد
من الرشكات والبنوك بعد األزمة املالية «أزمة الرهن العقاري» يف الواليات املتحدة
األمريكية ،وبغض النظر عن اجلدل الســيايس واالقتصادي وردود األفعال املتباينة
حوهلا ككيانات استثامرية قوية ،فليس هناك إمجاع عىل مستوى الدراسات واألبحاث
االقتصادية حول تعريف واحد وجامع هلذه الصناديق حيظى بالقبول العام.
ويعرف صنــدوق النقد الدويل صناديق الثروة الســيادية عــى أهنا عبارة عن
صناديق أو ترتيبات اس��تثامرية عمومية ذات أهداف خاصة وحمددة ،وتتميز بثالثة
معايري هي(((:
أ -مملوكــة أو مراقبة من طرف حكومة وطنية (تضــم احلكومة العامة كال من
دولة املنشأ.
لصناديق الثروة الســيادية ،مفاده أهنا عبارة عن «صناديق اســتثامر أو ترتيبات ذات
غرض خاص متلكها حكومات الدول ،التي تقوم بإنشــاء هذه الصناديق من أجل
حتقيق أهــداف اقتصادية كلية .وهي حتتفظ باألصول أو تتــوىل توظيفها أو إدارهتا
لتحقيق أهداف مالية ،مستخدمة يف ذلك اسرتاتيجيات استثامرية تتضمن االستثامر
يف األصــول املالية األجنبية .كام تتنوع مصادر متويل هذه الصناديق ،فهناك صناديق
يكون مصدر إنشــائها فوائض يف موازين املدفوعات ،أو عمليات ختص العمالت
األجنبية ،أو من إيــرادات اخلصخصة ،أو فائض يف امليزانيــة العامة للدولة و /أو
-صناديق مملوكة أو تسيطر عليها السلطة احلاكمة وهي الدولة ويعرب عن ذلك
بمعيار الســيادة .وهذا ما يميزها عن صناديق االســتثامر Capital Investmentأو
صناديق املضاربة.
-إهنا تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية كلية حمددة ،وخاصة تنويع مصادر الناتج
املحيل وتوفري حق األجيال القادمة وحتقيق تنمية مستدامة.
-تتبع هذه الصناديق عادة اســراتيجيات االســتثامر عىل املدى الطويل جيعل
أصوهلا عرضة للمخاطر لذلك تتطلب خرباء عامليني ذوو كفاءة وخربة(((.
((( �Lowery C (2007), Remarks on Sovereign Wealth Funds and the Industrial Fi
nancial Systems, Remarks at the Federal Reserve Bank of San Francisco’s Con-
.ference on the Asia Financial Crisis Revisited, Washington, June
-إهنا تســتثمر يف أصول أجنبية ،مما يؤدي إىل استثناء الصناديق التي ال تستثمر
إال يف أصول حملية.
-ليس هلــا أو هلا ولكن بدرجة أقــل التزامات لصالح الغــر ،مما يميزها عن
صناديق التقاعد ،كام أهنا ليس بإمكاهنا اللجوء إىل االقرتاض.
((( De la rosière J. (2008), Les nouvelles dynamiques de la finance mondiale : un
.rééquilibrage par les pays émergents, Paris, Politique étrangère, N°,2
اجلدل حول طبيعة هذه الصناديق .ولقد كان للتطورات اهليكلية التي يعرفها حاليا
االقتصاد العاملي دورا أساســيا يف تعزيز موارد وأصول هــذه الصناديق ،وخاصة
مع ارتفاع أس��عار املواد األولية ،وتزايد االختالالت االقتصادية الدولية سواء عىل
األموال) ،إضافة إىل تدخلها أثناء األزمة املالية األخرية لعام .((( 2008
وإذا حاولنا حتليل أهــم العنارص التي دار حوهلا النقاش وما زال عن صناديق
الثروة الســيادية من طرف املتخصصني أو مراكز البحث العلمية ،فيمكننا حرصها
حسب العديد من الدراسات واألبحاث يف ثالثة حتديات أساسية:
((( De la rosière J. (2008), Les nouvelles dynamiques de la finance mondiale : un
.rééquilibrage par les pays émergents, Paris, Politique étrangère, N°,2
أوال :إن نقص املعلومات والبيانات األساســية حول صناديق الثروة السيادية،
أدى إىل عجز واضــح وكبري لدى الكثريين من أصحاب القــرار يف الدول الغربية
أو املؤسســات املالية الدولية يف استيعاب وفهم حقيقي لطبيعة نشاط هذه الكيانات
االستثامرية .وهلذا ،يعتقد البعض ،أن سلوك هذه الصناديق سواء فيام يتعلق باالتصال
أو املســامهة الواضحة داخــل املنظومة املالية الدولية يبقــى ناقصا أو غامضا ،ألن
الصناديق السيادية ال تقدم (نسبيا) معلومات حقيقية وشفافة حول طبيعة نشاطاهتا،
ومن هنا ثارت العديد من التساؤالت واملخاوف من طرف جهات الرقابة املالية أو
ثانيا :هناك انشغال آخر عىل مستوى هذه األدبيات يدور حول القدرات احلقيقية
يف جمال تسيري املخاطر لدى صناديق الثروة السيادية ،وحييل هذا مبارشة إىل املفاهيم
املرتبطة بحاكمية وأداء هــذه الصناديق ،ألنه كلام ارتفع حجم التزامات الصناديق،
مع تنويع اســتثامراهتا عىل املســتوى اجلغرايف أو القطاعي ،كلام أصبحت األخطار
ثالثــا :رضورة وجود إطار متعدد األطراف للرقابة عىل نشــاط هذه الصناديق
من طرف الدول األوروبية ،وهذا من أجل تفادي أن تتوجه اســتثامراهتا فقط نحو
القطاعات التي تعترب إسرتاتيجية مثل األسواق املالية أو القطاع البنكي (استثمرت
وختتلف األهداف التي تسعى صناديق الثروة السيادية يف العامل إىل حتقيقها ،وذلك
نظرا إىل اختــاف طبيعة هذه الصناديق .ولكن اهلدف العام الذي جيمعها هو كيفية
حتويل األصول النفطية إىل استثامرات وتوظيفات مالية .ولكننا يمكن حرص أهداف
هذه الصناديق كأدوات الستقرار العائدات الناجتة عن الصادرات ويف هذا الصدد،
يمكن اإلشــارة إىل حالة بعض الصناديق التي تعتمد عىل البرتول كمصدر أسايس
كالصندوق الكويتــي (( Reserve Fund ،)KIAروســيا) ،صندوق ضبط املوارد
يف اجلزائــرLibyen Invest Authority، State General Stabilization Fund ،
.)(FRPومتوي��ل التنمية املحلية وتنويع االقتصاديات املحلية وهذا ينطبق عىل حالة
صندوق السيادي Temasekالقابضة (سنغافورة)( Khazanah ،ماليزيا)Public ،
ومن خالل قــراءة متأنية للمعطيات املتوفرة حــول األصول العاملية لصناديق
الثروة السيادية ،فإننا نالحظ وجود تركيز من حيث جمموع األصول وتركيز جغرايف
النتشار وتوزع هذه الصناديق عىل املستوى العاملي .فمن حيث حجم األصول نشري
إىل أن أصول أكرب مخس صناديق سيادية يف العامل يستحوذ عىل نصف إمجايل األصول
العاملية لصناديق الثروة السيادية .أما عىل مستوى التوزيع اجلغرايف ،ففي عام 2014
استحوذت كل من منطقة آسيا ومنطقة الرشق األوسط عىل حوايل % 75من إمجايل
أصول الصناديق السيادية يف العامل كام يظهر يف الشكل التايل.
http://www.swfinstitute.org/fund-rankings
أوروبا ،خاصة النرويج .كام حتتل دول رشق أوسطية مكانة بارزة عىل صعيد ترتيب
الدول.
وتأيت مصــادر متويل الصناديق الســيادية مــن قنوات متنوعــة والتي يمكن
جتميعها يف الفوائض التجارية الناجتة عن صادرات املواد األولية والسلع واملنتجات
أو املنتجــات املصنعة ،أو من الفائــض يف امليزان التجاري ،ومــن الفوائض املالية
واالدخــار العام وعوائد اخلصخصــة واحتياطيات التقاعد .ويمكــن التمييز هنا
بــن الصناديق التي يكــون مصدر دخلها ناتــج عن إيرادات املنتجات والســلع
( )Commodity SWFsوالصناديق املمولة بموارد أخرى غري مرتبطة بمصادر طبيعية
(.)Non Commodity SWFs
ويالحظ أن أكرب 11صناديق ســيادية متثل أكثر مــن % 70من إمجايل أصول
الصناديق الســيادية يف العامل جمتمعــة (اإلمارات العربية املتحــدة ،اململكة العربية
السعودية ،النرويج ،سنغافورة ،الكويت ،قطر والصني) ،ويرجع ارتفاع هذه النسبة
إىل اعتامد هــذه الدول عىل تصدير البرتول ،لذا نجــد أن البرتودوالر يمثل العملة
الرئيسية هلذه االحتياطيات ،ماعدا سنغافورة والصني التي يرجع أصول صندوقها
إىل عائدات التجارة اخلارجية ،كام نالحظ أن كل صناديق الثروة الســيادية بالنسبة
للدول العربية تســر املوارد النفطيــة أي البرتودوالر بســبب االنخفاض الكبري
للعائدات خارج قطاع املحروقات(((.
((( �Philippe Bouyoux, les conditions d’une contribution positive des fonds sou
verains a l’économie mondiale, document élaboré sous la responsabilité de la
direction générale du trésor de la politique économique, n°28, janvier 2008, p1
أما فيام خيص إسرتاتيجية االستثامر لدى صناديق الثروة السيادية ،فيمكن التمييز
بــن نوعني من الصناديق ،وهذا التصنيف يمكن أن يكون له آثار عىل إســراتيجية
االستثامر نفسها(((:
وترتكز إسرتاتيجية هذه الصناديق أساسا عىل تنويع االستثامرات ،مع مراعاة املعايري
املرتبطة باخلطر واألداء الشــامل للصناديق ،بدون التوسع نحو ختصص قطاعي أو
املسامهة يف تسيري الرشكة املعنية باالستثامر .وينطبق ذلك عىل حالة الصناديق األكثر
أمهية مثل صندوق أبو ظبي ( ،)ADIAأو الصندوق النروجيي ( ،)GPFGأو الصندوق
جدول رقم ( :)1بعض الصناديق السيادية وتقدير حجم أصوهلا (مليار دوالر):
المتحدة
السعودية
احتياطيات الصرف 298.7 محفظة االستثمار التابعة لمؤسسة النقد الصين-هونغ 1993
الميزانية
الميزان التجاري
العربية
اإلمارات العربية
الفوائض التجارية 56.6 مؤسسة االستثمار الكورية الجنوبية كوريا الجنوبية 2005
اإلمارات العربية
تعززت مكانة التمويل اإلسالمي من الناحية العددية ومن الناحية املعنوية ،فمن
الناحية الكمية ،فقد زادت أعداد املؤسســات املالية واملرصفية باختالف اخلدمات
التي تقدمها وارتفعت حجم أصوهلــا وتنوعت منتجاهتا .أما الناحية املعنوية ،فلقد
أكدت العديد من املؤسسات املالية الدولية كصندوق النقد الدويل وغريه من املراكز
البحثية عن إجيابية النظام املايل اإلســامي ،وأنــه كان أقل تأثرا وترضرا من األزمة
املالية العاملية ،البتعادها عن األعــال ذات املخاطرة .وهناك أدلة كبرية عىل وجود
عالقة ارتباط بني تطور القطاع املايل اإلسالمي والنمو ،وقدرة هذه البنوك عىل تقديم
احللول املبتكرة واملناســبة .وكذلك عىل جدواها التطبيقية ،وقدرهتا عىل املسامهة يف
االقتصاد احلقيقي وحتقيق التنمية املستدامة(((.
وتتنافس حاليا العديد من الدول الغربية مثل أملانيا ،بريطانيا وفرنسا والواليات
املتحــدة األمريكية عــى تقديم اخلدمــات املالية اإلســامية إىل جانب اخلدمات
التقليديــة .كام حفز ذلك العديد من اخلرباء واالقتصاديني ومراكز البحث واملعاهد
واملؤسســات اجلامعية عىل فتح ختصصات لتدريس املالية اإلسالمية يف العديد من
هذه الدول ،وهذا اعرتاف واضح بفعالية هذه اخلدمات وابتعادها عن كل أشــكال
االحتيال والغش وتقديم مناخ معنوي وأخالقي لكل املعامالت ،وحماولة لالستفادة
من املبادئ واملعايري األخالقية التي تقوم عليها املعامالت اإلسالمية ،وهذا ما يوفر
جو ًا من الطمأنينة بعد سلسلة من األزمات املالية واالقتصادية التي عانت ومازالت
((( مزيــد من املعلومات ،انظر :باتريك إمام وكانغني كبــودار ،)2010( ،يف صالح النمو ،التمويل
والتنمية ،ديسمرب .2010
تعــاين منها الدول الغربيــة ،والتي أدركت من خالهلا أن اخللل يكمن يف األســس
واملبادئ التي يقوم عليها النظام املايل الغريب.
ويبني الشــكل التايل حجم أصول الصناعة املالية اإلسالمية حسب تقديرات
عام ،2012ويالحظ تركز الصناعة املالية اإلسالمية يف عدد حمدود من الدول ،متثل
حــوايل % 94من جمموع القطاع يف العامل .ومتثــل دول اخلليج حوايل % 43.5من
جمموع هذه األصول(((.
ولقد حققت املصارف اإلسالمية التي نجاحات كبرية ،نظرا لتصنيفها من أرسع
قطاعات التمويل نموا عىل املستوى العاملي ،وذلك بمعدالت نمو تصل إىل رقمني
عىل مدى عقد ،ومتتلك أكثر من 300مؤسســة إسالمية ،ويمثل هذا القطاع حوايل
% 73من جمموع أصــول قطاع الصناعة املالية اإلســامية .وحتتل اململكة العربية
السعودية هرم تصنيف أكرب الدول من حيث حجم األصول بنسبة % 22من إمجايل
القطاع املايل اإلسالمي ( 216.928مليون دوالر) ،ويبني الشكل التايل أكرب الدول
ونشــر إىل أنه ليست الصناعة املرصفية اإلســامية مقترصة عىل البلدان ذات
ومناطــق جديدة كالرشق األقىص وأوروبا ،حيث يقــوم الكثري منها ،حاليا ،بتنفيذ
التمويل اإلسالمي .وحيث تتزايد مكانة التمويل اإلسالمي مقارنة بالبنوك التقليدية
ومل يقترص توســع املعامالت املالية اإلسالمية فقط عىل البنوك اإلسالمية ،فقد
شــمل كذلك خدمات التامني التكافيل الذي يعترب عنرصا أساسيا ومكونا رضوريا
من مكونات القطاع املايل ،ملا يقدمه من أوعية ادخارية ومالية تسهم يف متويل التنمية
ودعم خمتلف املشــاريع االســتثامرية طويلة األجل التي تســاهم يف تعزيز التنمية
االقتصادية واالجتامعية .كام تعترب الصكوك اإلســامية من أهــم املنتجات املالية
احلديثة التي قدمتها املؤسسات املالية اإلسالمية ،واستعملتها من أجل متويل التنمية
االقتصادية ودعم املشــاريع االقتصادية يف العديد من الدول اإلسالمية أو الغربية،
ولقد أدى صدور هذه الصكوك إىل حدوث ثورة يف التمويل اإلسالمي يف السنوات
األخرية ،وخاصة مع استخدام تقنيات اهلندسة املالية املتطورة.
ويتوقع معهــد التمويل الدويل بــأن تواصل الصناعة نموها بمعدل ســنوي
يرتاوح بــن 15إىل ،% 20لتوفر اإلطار التنظيمي املدعــم لنمو الصناعة املرصفية
اإلس�لامية .كام شــكل ارتفاع أســعار النفط منذ عام 2000عامــا حمفزا أدى
إىل حتويــل ضخم للمــوارد نحو كــرى الدول املنتجــة للنفط التــي كانت أكثر
ميال لتبنــي الصريفة اإلســامية((( .إضافة إىل دور احلكومــات يف املنطقة لتطوير
الصناعة املرصفية اإلســامية من أجل دفع معدالت النمــو وحتريك الطلب عىل
املنتجات اإلسالمية.
((( باتريك إمام وكانغني كبودار ،)2010( ،يف صالح النمو ،التمويل والتنمية ،ديسمرب .2010
هناك العديد من النقاط املشــركة التي جتمع بني التمويل اإلسالمي وصناديق
الثروة الســيادية ،فعدد كبري من الصناديق السيادية مصدرها الدول اإلسالمية .كام
أن تطور التمويل اإلســامي وصناديق الثروة الســيادية تم يف نفس الفرتة الزمنية
(سنوات )2000وبتأثري نفس العوامل:
-ارتفاع أسعار البرتول وتدفقات الســيولة الوفرية ونمو االدخار وخاصة يف
السنوات األخرية.
-الدور اإلجيايب الذي قامت هبا حكومات العديد من الدول العربية واإلسالمية
ومراكز البحث يف الداخل واخلارج يف تعزيز مكانة التمويل اإلسالمي ،الذي أصبح
ينافس يف حاالت ويتجاوز يف حاالت كثرية مكانة املنتجات املالية التقليدية.
-نمو صناعة األغذية احلالل العاملي بشــكل واسع وخاصة يف أوروبا وبعض
الدول العربية التي تتواجد هبا جاليات غري إســامية ،سامهت بشكل اجيايب ونشيط
يف دعم توسع خمتلف أشكال اخلدمات املرصفية اإلسالمية والصناعة التمويلية ،ألن
مصدر متويــل صناعة األغذية احلالل جيب أن يكون من مصادر متوافقة مع أحكام
الفقه اإلسالمي يف جانب املعامالت.
كام تتميز صناديق الثروة الســيادية بتنوع شــديد وبعض الغموض يف حاالت
وخاصة يف جمال الشــفافية ومعايري األداء واحلاكمية ،ومتلك إمكانيات كبرية للنمو
واالنتشــار ،كام أهنا تتبنى التزامات عىل املدى البعيد وال تســتعمل أسعار الفائدة
(بعض الصناديق الســيادية تتبنى معايري املســؤولية االجتامعية واألخالقية يف جمال
االســتثامر وذلك بابتعادها عن النشاطات املحرمة رشعا) .وعىل هذا األساس نجد
أن النظام املايل اإلســامي يوفر ضامنات عالية من الربح واالبتعاد عن املضاربات
القابلة للخسارة ،ويتامشى ذلك مع أهداف معظم صناديق الثروة السيادية وخاصة
العربية واإلســامية التي ازدادت رغبتها يف االســتثامرات األكثر أمانا ،كاألصول
املحمية من التضخم وأدوات الدخــل الثابت .ويف هذا اإلطار أصبحت اخلدمات
املرصفية اإلسالمية األرسع نموا يف النظام املايل الدويل ،حيث يوفر تدويل التمويل
اإلســامي إمكانية جعل التدفقات املالية عرب احلدود وسيطا بني االقتصاديات يف
مجيع أنحاء العامل .ومنذ إنشاء الصريفة اإلسالمية ،فإهنا أصبحت متثل القوة الدافعة
الرئيســية لصناعة التمويل اإلسالمي العاملي ،مع حجم األصول الذي يقدر بمبلغ
1.1تريليــون دوالر لعام ،2011ممثلة % 80.9من أصول املالية اإلســامية يف
مجيع أنحاء العامل .وبلغت أصول املرصفية اإلســامية 1.3تريليون دوالر يف هناية
عام ،2012عىل أساس معدل نمو سنوي مركب بنسبة % 21.1بني عامي 2007
و .2011وهذا ســيدفع صناديق الثروة السيادية إىل تغيري ســلوكياهتا االستثامرية
لتصبح مدفوعة أكثر بأدوات التمويل اإلسالمي.
إن عدم إقبال صناديق الثروة الســيادية العربية واخلليجية ،وعدم اســتعدادها
لالستثامر يف املنتجات اإلسالمية وأسواق رأس املال اإلسالمي بنفس احلامسة ونفس
التوجه إىل االستثامرات التقليدية ويف الدول الغربية مثل السندات واملشتقات املالية،
أدى إىل ظهور العديد مــن ردود الفعل املعاتبة أحيانــا واملنتقدة أحيانا أخرى عىل
التوجه االستثامري اخلارجي هلذه الصناديق .وليس صحيحا حول ما يشاع من عدم
قدرة املعامالت املالية اإلســامية وأدواهتا وأسواقها املختلفة التي تشمل الصكوك
واألسهم صغرية جدا وال تتمتع بالقدرة االستيعابية للحجم الكبري من السيولة الناجتة
عن فوائض ارتفاع أســعار النفط عامليا ،واجلواب واضح إذا تأملنا حجم األسواق
املالية يف العديد من الدول اإلسالمية التي يمكن أن توصف بأسواق املثلث الذهبي
عبارة عن أسواق متكاملة ومنضبطة انضباطا وفق املعايري الدولية ،أو ما متثله بعض
وهناك بعض البيانات الصادرة عن املؤسســات املالية الدولية تبني مدى متانة
وقوة هذه األســواق ،فقد بلغ حجــم الصكوك التي تم إصدارهــا يف ماليزيا عام
2011حوايل 24.8مليار دوالر أمريكي ،يف حني ارتفع مســتوى تداول األسهم
واملشتقات املالية اإلسالمية يف ماليزيا ،إذ بلغ حجم األوراق املالية الرشعية املتداولة
يف هذا الســوق يف هناية عام 2011حوايل 253مليار دوالر ،وهذا إن دل عىل يشء
فإنام يدل عىل قدرة األسواق املالية اإلسالمية عىل استيعاب الفوائض املالية والباحثة
عن االســتثامر وفق املعايري األخالقية واإلسالمية .وســتتمكن هذه األسواق نظرا
لزيادة الطلب عىل املنتجات اإلســامية عىل املدى املتوسط والطويل من تعزيز نمو
التمويل اإلسالمي.
متتلك دول جملس التعاون اخلليجي الستة خمزونا ضخام وطويل األمد من املوارد
اهليدروكربونية ،وتعتمد عليه بشكل كبري .ولقد عزز ارتفاع أسعار النفط يف العرشية
األخرية هيمنة اإليرادات النفطية يف اقتصاديات دول جملس التعاون اخلليجي التي
تشكل حوايل % 37من احتياطي النفط العاملي و % 22من احتياطي الغاز الطبيعي.
ولقد شــكل النفط والغــاز ما بني 2000و 2010حــوايل % 35من الناتج املحيل
اإلمجايل هلذه الدول جمتمعة ،وأنتج % 77من إمجايل العائدات من العمالت األجنبية.
وشــكل قطاع اهليدركربون حوايل % 80من عائدات حكومات دول املجلس تلك
الفرتة .ويبني اجلدول أن تأثري قطاع املحروقات يتم عىل ثالثة مستويات:
تم إعداد اجلدول اعتامدا عىل العديد من البيانات :األمانة العامة لدول املجلس التعاون اخلليجي
( ،)2011صندوق النقد العريب (.)2010
-1تأثري قطاع املحروقات عىل معدل النمو االقتصادي :يشكل قطاع املحروقات
نســبة معتربة من الناتج املحيل اإلمجايل ،إذ بلغ متوسط نسبة مسامهة هذا القطاع من
الناتج املحيل اإلمجايل عام 2009حوايل ،% 44.2وهو ما يؤكد األمهية املتزايدة التي
ما فتئ يسجلها هذا القطاع من سنة إىل أخرى ،مما يعني أن معدل النمو االقتصادي
يف دول جملس التعاون اخلليجي يتحدد بشــكل كبري عىل أساس معدل النمو الذي
يسجله اهليدروكربونات.
-2تأثــر قطاع املحروقات عىل املوازنــة العامة للدولة :تعــد اجلباية البرتولية
املــورد الرئييس إليرادات الدولة ،وهو ما تؤكده معطيات اجلدول ،إذ بلغت اجلباية
البرتولية من اإليرادات العامة للدولة نسبة % 78.4عام ،2009كل ذلك يعني أن
املوازنات ملعظم الدول اخلليجية تتأثر بشكل مبارش بالتغريات التي تسجلها أسعار
النفط عىل املستوى العاملي.
متتلــك دول جملس التعاون اخلليجي التي تعتــر يف قلب التحول الكبري الذي
تشهده األسواق املالية العاملية يف السنوات األخرية ،بسبب الصعود الرسيع لصناديق
الثروة الســيادية أصوال يف صناديقها الســيادية تقدر بحوايل 2649مليار دوالر،
موجودة يف أكرب 10صناديق ســيادية خليجية حســب التصنيــف األخري للمعهد
األمريكي للصناديق السيادية لعام . (1) 2014
األصول
(مليار الترتيب الترتيب
الدولة األم اسم الصندوق
دوالر خليجيا عالميا
أمريكي)
2 1 773 اإلمارات العربية المتحدة جهاز أبو ظبي لالستثمار
3 2 757.2 المملكة العربية السعودية محفظة ممتلكات مؤسسة النقد
العربي السعودي
6 3 548 الكويت هيئة االستثمار الكويتية
9 4 256 قطر جهاز قطر لالستثمار
13 5 90 اإلمارات العربية المتحدة مجلس أبو ظبي لالستثمار
20 6 70 اإلمارات العربية المتحدة شركة دبي لالستثمار
21 7 68.4 اإلمارات العربية المتحدة شركة أبو ظبي لالستثمارات
البترولية الدولية
24 8 60.9 اإلمارات العربية المتحدة شركة مبادلة للتنمية
39 9 15 اإلمارات العربية المتحدة جهاز اإلمارات لالستثمار
42 10 10.5 البحرين شركة ممتلكات القابضة
41 11 13 سلطنة عمان صندوق االحتياطي العماني
42 12 10.5 البحرين شركة ممتلكات القابضة
47 13 6.0 صندوق عمان لالستثمار
السعودي
2649 مجموع األصول ألكبر
Source : http://www.swfinstitute.org/fund-rankings
أي حوايل أكثر من % 37من إمجايل صناديق الثروة الســيادية يف العامل ،نصفها
تقريبــا متتلكه اإلمارات العربية املتحدة ،بصفة خاصــة إمارة أبو ظبي صاحبة أكرب
صندوق ثروة ســيادي يف اخلليج ،وثاين أكرب صندوق سيادي يف العامل بعد صندوق
الثروة الســيادي يف النرويج ،ويعترب الفرد يف أبو ظبي صاحب أكرب متوسط نصيب
للفرد من أصول صناديق الثروة السيادية يف العامل.
استثمارات إنشاء
الصندوق الصندوق
773 1976 جهاز أبو ظبي لالستثمار اإلمارات :أبو ظبي
68.4 1984 شركة االستثمارات اإلمارات :أبو ظبي
البترولية الدولية
90 2007 مجلس أبو ظبي لالستثمار اإلمارات :أبو ظبي
60.9 2002 مبادلة اإلمارات :أبو ظبي
992.3 إجمالي أبو ظبي
70 2006 شركة استثمار دبي اإلمارات :دبي
لالستثمار
1.078.5 إجمالي اإلمارات العربية
757.2 غ.م مؤسسة النقد العربي المملكة العربية السعودية
السعودي ساما
5.3 2008 صندوق لالستشارات العامة المملكة العربية السعودية
762.5 إجمالي المملكة العربية السعودية
548 1953 الهيئة العامة لالستثمار الكويت
256 2005 جهاز قطر لالستثمار قطر
6 1980 صندوق االحتياطي العام عمان
13 2006 ممتلكات البحرين
2.664 إجمالي دول مجلس التعاون الخليجي
7111.9 إجمالي صناديق الثروة السيادية
%37.45 نسبة دول مجلس التعاون الخليجي
املصدرhttp://www.swfinstitute.org/funds.php :
وتريب الدول اخلليجية من حيث احلجم فان دولة اإلمارات حتتل املركز األول
عربيــا بأصول تقدر بحــوايل 1.078.5مليار دوالر جمتمعــة ،وتدار عن طريق
جمموعة من الصناديق الســيادية أكربها صندوق جهاز أبو ظبي لالســتثامر والذي
يعترب ثاين أكرب صندوق سيادي يف العامل بأصول تبلغ 773مليار دوالر ،وصندوق
مؤسسة ديب لالســتثامر وصندوق الرشكة الدولية لالستثامرات البرتولية (أيبيك).
وأخريا صندوق مبادلة .تليها السعودية بموجودات مؤسسة النقد العريب السعودي
البالغة 757.2مليار دوالر ،يليها يف املرتبــة الثالثة عربيا دولة الكويت بصندوق
األجيال القادمة املدار من اهليئة العامة لالســتثامر الكويتيــة والبالغة أصوله 548
مليار دوالر ويأيت يف املرتبة الرابعة صندوق هيئة االســتثامر القطرية والبالغة أصوله
256مليار دوالر.
أ-أهنا تعرف حتوال جذريا ،يعود إىل التدفقــات املالية اهلائلة الناجتة عن ارتفاع
املوارد الطبيعية.
هـ -حتى تصبح العبا رئيســيا يف أسواق املال العاملية ،حتاول الصناديق توسيع
مالءة مصاحلها يف االقتصاديات العاملية والناشئة وإبرام رشاكات جديدة مع أسواق
ناشئة يف رشق آسيا وأفريقيا وأمريكا الالتينية.
الناشــئ يف املنطقة بعيدا عن تأثريات القطاع النفطي .كام جيب عىل صناديق الثروة
السيادية يف جملس التعاون اخلليجي أن تساعد عىل دعم النمو يف املنطقة وخاصة يف
الفــرات التي تعرف فيها هذه الدول أداء اقتصاديا ضعيفا ،وذلك من اجل احلفاظ
عىل مستوى النمو واحلفاظ عىل متويل االستثامرات اإلسرتاتيجية .ونذكر هنا جتربة
صندوق النرويج الســيادي الذي قام يف مراحل معينة بدعم مشاريع البنية التحتية
غداة األزمة االقتصادية العاملية هبدف احلفاظ عىل النمو االقتصادي للنرويج.
كام يمكن لصناديق الثروة السيادية يف منطقة جملس التعاون اخلليجي ومن خالل
اســتثامراهتا اخلارجية يف رشكات رائدة عامليا أن تكون قنوات نقل املعرفة واخلربة يف
جمال الصناعة والتكنولوجيا إىل الصناعة املحلية والتعرف عىل نامذج خمتلفة ومعايري
للتســيري جد متطورة ،مما يؤدي إىل دعم اسرتاتيجيات النمو االقتصادي للرشكات
املحلية التي ال متلك نفس املؤهالت الفنية والصناعية .كام أن عمليات االســتحواذ
التي تقوم هبذا هذه الصناديق يف أوروبا وأمريكا يف الرشكات متعددة اجلنسيات من
شــاهنا أن تساعد عىل احلصول عىل التكنولوجيات املهمة ،واملعرفة من خالل توفري
احلوافز هلذه الرشكات والضغط عليها من اجل دعم النشــاط اإلنتاجي والصناعي
حمليا ونقل املعرفة واخلربة .كام يمكن لصناديق الثروة الســيادية وبام متلكه من خربة
ومعرفة اكتســبتها من خالل اسرتاتيجياهتا يف اخلارج أن تستهدف بعض القطاعات
اإلســراتيجية ذات الكثافة العالية يف رأس املــال والتكنولوجيا مما يؤدي إىل تعزيز
القطاعات يف املجــاالت اجلديدة والتــي تعتمد عىل املعرفــة ،رأس املال البرشي
املؤهل والبنية األساســية واملؤسسات الداعمة من اجل تســهيل استيعاب املعرفة
والتكنولوجيا آلالف اخلرجيني من اجلامعات.
إن حتقيق هذه األهداف ليس باألمر الســهل ،إذ أن وجود البيئة االســتثامرية
املالئمــة ســيكون داعام لذلك ،كــا أن توفري بيئــة األعامل التي تتميز بالشــفافية
واملرونة من شـــأنه أن يكون حافزا هلذه االســتثامرات ،ويبدأ ذلك من خالل دعم
دور القطاع اخلاص والقضاء عىل كل اإلجراءات البريوقراطية التي حتد من نشــاط
االستثامرات املحلية واألجنبية .وكل هذه التغيريات والتسهيالت ستصب يف صالح
تعزيز التنمية االقتصادية واالجتامعية املســتدامة لدول جملس التعاون اخلليجي عىل
مستوى االقتصاد اجلزئي أو عىل مستوى االقتصاد الكيل ،ابتداء من ختفيف االعتامد
عىل النفــط واعتامد نموذج قائم عىل دعم الصادرات غري النفطية ،وإنشــاء صناعة
تنافســية تتوفر فيها كل املعايري واملواصفات الدولية ،وال ننكر ما وصلت إليه دول
اخلليج من حتســن كبري يف املؤرشات الدولية اخلاصة ببيئة األعامل أو التنافســية أو
التنمية البرشية أو غريهــا ،إال أن املزيد من التعديالت اهليكلية ســيهيئ اجلو أكثر
هلذه الدول للتحديات العاملية الراهنة ،وجيعلها أكثر استعدادا ملرحلة ما بعد النفط.
وهنا يأيت الرافد الثاين وهو التمويل اإلسالمي الذي سيشكل الدعامة الثانية للتنمية
االقتصادية واالجتامعية ،وســيوفر البيئة النفســية والثقافية الســتثامرات صناديق
الثروة الســيادية باملنطقة .ومن هنا يطرح التســاؤل التايل ما هي أهداف ومربرات
دعم صناديق الثروة السيادية للتمويل اإلسالمي يف دول املنطقة؟
الســؤال الراهن اليوم حول مدى اهتامم صناديق الثروة الســيادية بالدخول يف
من اجل دعم هذا القطاع .وعىل ضوء ما تم اإلشــارة إليه من احلجم املعترب ألصول
لرضورة إدماج املعايري اإلسالمية يف جمال املعامالت املالية ضمن السلوك االستثامرية
أوال :قدرة النظام اإلسالمي عىل توفري احلامية الالزمة الستثامرات صناديق الثروة
السيادية اخلليجية:
نظرا لتعرض صناديق الثروة الســيادية اخلليجية لكثري من اخلسائر أثناء وبعد
األزمــة املالية لعام ،2008فاملطلوب اآلن أكثر من أي وقت مىض أن تعيد النظر يف
اسرتاتيجياهتا االستثامرية وأن تبحث عن القنوات الرضورية التي متثل مناعة حقيقية
و نعتقد أن النظام املرصيف اإلســامي يمثل اآللية احلقيقيــة لتحقيق مثل هذه
الضامنات يف ظل عدم اســتقرار املنظومة املالية الدولية .وهناك تربيرات كثرية تؤكد
وتدعم ذلك ،منها االهتامم العاملي الكبري باملعامالت املالية اإلســامية يف السنوات
األخرية والتنافس الكبري بني الدول الغربية لتحويل عواصمها إىل مراكز مالية كربى
أصبحت يف منأى عن تداعيــات وآثار األزمات املالية التي عرفها االقتصاد العاملي
منذ التسعينيات وإىل حد اآلن وذلك باعرتاف العديد من الباحثني واملراكز البحثية
واملؤسسات املالية الدولية ،ويعود ســبب ذلك إىل ابتعاد املعامالت اإلسالمية عن
املخاطرة االستثامرية يف السندات ألهنا حمرمة رشعا ،والسبب الثاين يعود إىل القواعد
وجيــب عىل صناديق الثروة الســيادية اخلليجية التي ســامهت بقــوة يف إنقاذ
بعض كربيات املؤسســات املالية الغربية وتعرضت خلسائر كربى وتم حرماهنا من
حق التصويت يف جمالس إدارة الرشكات التي اســتحوذت عىل بعض حصصها أن
وعدم االســتقرار املايل .والبد أن يســند ذلك قرار ســيايس شــجاع حيث الدول
اخلليجية املالكة لصناديق الثروة الســيادية بــرورة التحرر من النظام املايل الغريب
حتقيق الرفاهية االقتصادية واالجتامعية لشــعوهبا بعد أن فشلت النظم التقليدية يف
حتقيق ذلك.
إذا علمنا أن النظام املرصيف اإلســامي اثبت انه قادر عىل املنافسة يف ظل أزمة
الشح االئتامين من جهة ،ونظرا للنمو الكبري الذي تعرفه الرصفة اإلسالمية يف منطقة
اخلليج ،واإلمكانيات الكبرية التي تتمتع هبا الصناعة اإلســامية من فتح أســواق
جديدة عىل مســتوى العامل يف ظل العديد من املحفزات وحمركات النمو واستمرار
الطلب القوي عىل هذه النوعية مــن اخلدمات واملنتجات املرصفية من جهة أخرى
بني السكان املسلمني وغري املسلمني ،مدعوما بالقدرة التنافسية املتنامية للمصارف
اإلسالمية مقابل نظرياهتا التقليدية.
ثالثا :زيادة الوعي الشعبي يف دول اخلليج للتوجه أكثر نحو االستثامرات املتطابقة
مع الرشيعة:
هذا التوجه الشــعبي مــورس وما زال بعدة طرق ،وخاصــة ما تقوم به مراكز
األبحــاث املختلفة والتجارب التــي مر هبا املواطنون يف اخلليــج ورجال األعامل
من األزمات املختلفة التي انتقلت عدواها إىل دوهلم جعلتهم ال يشــعرون باألمان
والطمأنينــة يف جمال األعامل من هذه اخلدمــات واألدوات التقليدية .وقد تبع هذا
الوعي تغري ملحوظ من الصناديق الســيادية يف دول جملس التعاون اخلليجي لتنويع
جــزء من حمافظهــا وحتويله إىل أصول إســامية .أو ختصيص بعــض التوظيفات
الصناديق السيادية لالستثامرات اإلسالمية ،بعد أن فشلت النظم املالية التقليدية يف
العامل .وذلك من اجل املسامهة يف أعامل التنمية والتطوير والتغيري وحتقيق االستقرار
االقتصادي باملنطقة.
يملك النظام املرصيف اإلســامي قدرة كبرية عىل تأمني احلامية الكافية ملختلف
التوظيفــات التي تقــوم هبا صناديق الثروة الســيادية من اخلســائر ،واالبتعاد عن
املضاربات الومهية أو الغري متطابقة مع أحكام الرشيعة اإلسالمية ،فإن ذلك يتامشى
مع سياسات صناديق الثروة السيادية التي حتاول أن تبحث عن االستثامرات اآلمنة.
وألن الصناديق الســيادية يف العامل العريب واإلسالمي معرضة لكثري من اخلسائر إذا
استمرت يف اسرتاتيجياهتا االســتثامرية احلالية ،فإن عليها أن تعزز روابطها بالنظام
املــريف الذي يؤمن هلــا احلامية من خســائر فادحة ،وربام يكــون النظام املرصيف
اإلسالمي هو الكفيل بتحقيق مثل هذه الضامنات ،ألن األزمة املالية األخرية دفعت
بقوة النظام املايل العاملي إىل االهتامم باملعامالت املرصفية اإلســامية التي ظلت إىل
حد ما يف منأى عن تداعيات األزمة البتعادها عن املجازفة االســتثامرية بالسندات
من جهة وطبيعة أحكام الرشيعة اإلسالمية.
خامســا :تعمــل صناديق الثروة الســيادية عىل دعــم مركز املعامــات املالية
اإلسالمية يف اخلارج:
إن عمليات االســتحواذ الكبرية التي تقوم هبا صناديق الثروة الســيادية أثناء
وبعد األزمة املالية ،وحصول بعضها عىل قوة تصويتية داخل جمالس إدارة الرشكات
التي متلك فيها حصصا معتربة ،ســيجعل من هذه االســتثامرات قناة تعريفية لنفاذ
املعامالت اإلســامية إىل هذه الرشكات ،وإذا علمنــا أن عددا كبريا من الصناديق
السيادية اخلليجية متلك حصصا يف العديد من البنوك الغربية واألمريكية األساسية،
فيمكن أن يكون ذلك احد املنافذ الرئيسية لدخول وتطبيق املالية اإلسالمية بقوة عىل
مســتوى هذه البنوك ،إما من خالل حتويل معامالهتا التقليدية إىل معامالت تتامشى
مع أحكام الرشيعة اإلســامية ،أو فتح نوافذ إســامية للتعامل يف املنتجات املالية
اإلسالمية ،وهذا ما يساعد املالية اإلسالمية عىل امتالك نفوذا كبريا داخل املجالس
اإلدارية هلذه املؤسسات املرصفية واملالية.
وتبني البيانات املتوافرة مدى زيادة مستويات الطلب عىل املنتجات واخلدمات
األخالقية واملتوافقة مع الرشيعة اإلســامية يف كل أنحــاء العامل ،ويظهر ذلك من
خالل اإلجراءات االســتباقية التي قامت هبا احلكومات الغربية لتشجيع عمليات
توطني املعامالت املالية اإلســامية وخاصة يف أملانيا ،بريطانيا وفرنسا وغريها من
الدول األوروبية ،من خالل مراجعة وإصالح العديد من الترشيعات والقوانني يف
جمال العمل املرصيف .وعىل هذا األســاس ،فان اآلفاق واالجتاهات التفاؤلية لتطور
الصناعية املرصفية اإلسالمية ستكون اكرب املحددات لإلقبال املتزايد عىل املنتجات
واخلدمــات التي تقدمها البنوك اإلســامية يف أوروبا وغريها مــن الدول الغربية
وهذا سيحفز صناديق الثروة السيادية عىل املســامهة يف جعل هذه املعامالت رافدا
أساســيا لنمو يف املنطقة ويعمل عىل حتقيق مكاسب اكرب لصالح التنمية االقتصادية
يف دول اخلليج.
سادســا :الرغبة املتزايدة لدى الدول املالكة لصناديق الثروة الســيادية يف الدول
اخلليجية لتحويل جزء من حمفظتها إىل أصول مالية إسالمية:
بالرغم من وجود العديد مــن العراقيل التنظيمية والثقافية التي ما زالت تعوق
بنظام نظام إســامي يف جانب املعامــات عرب احلدود ،وبالرغــم من أن صناعة
التمويل اإلســامي ما تزال يف مراحــل نموها األوىل ،فهناك رغبــة متزايدة لدى
العديد من الدول اخلليجية واإلسالمية التي متلك صناديق الثروة السيادية يف حتويل
جزء كبري من اســتثامراهتا ليكون موجودات مالية إســامية .ويتم ذلك من خالل
تغيري اإلسرتاتيجية االستثامرية ألصول صناديق الثروة السيادية لتصبح متوافقة مع
أحكام الرشيعة اإلسالمية عىل املدى القريب.
ومن أجل تعزيز املركز املايل لصناديق الثروة الســيادية العربية واخلليجية القيام
بتغيري اســراتيجياهتا االســتثامرية ،وذلك من خالل توزيع هذه االستثامرات عىل
خمتلف األســواق املالية اإلسالمية والعربية التي تشــهد حاليا نمو املنتجات املالية
اإلســامية وبقوة يف الســنوات األخرية ،كام يمكن أن يتضمن هذا التنويع عملية
االســتثامر يف الصكوك اإلسالمية عىل مســتوى األســواق العربية أو اإلسالمية،
مما ســيؤدي إىل تطوير الدول العربيــة وحتقيق الرفاهية للمواطنــن .والدليل عىل
قدرة املنتجات اإلســامية عىل حتقيــق التنمية االقتصاديــة واالجتامعية هو قدرة
االستثامرات اإلســامية عىل حتقيق عوائد اعيل من املنتجات التقليدية ،فاالستثامر
يف الصكــوك اإلســامية حيقق عوامل ترتاوح مــا بني % 5 - % 7ســنويا ،كام أن
الصناديق االســتثامرية املتوافقة مع أحكام الرشيعة اإلســامية حتقق عوائد ترتاوح
ما بني % 5 - % 9يف الدول العربية ،و % 30-20ســنويا يف ماليزيا .يف حني يالحظ
أن عائدات الســندات األمريكية املرتبطة بالتضخم وصلت إىل مســتوى .%0.9
وهذا يدل عــى أن التفاضل بني النوعني ســيكون منطقيا وباألدلــة لصالح نظام
املعامالت اإلسالمية.
سابعا :هناك عوامل كثرية ســتؤدي إىل مزيد من التوافق والتعاون بني صناديق
الثروة السيادية والتمويل اإلسالمي:
-تزايــد عدد املؤسســات املالية التــي تقدم احللــول املتوافقة مــع الرشيعة
اإلســامية ،إىل جانب تنوع اخلدمات واملنتجات املالية اإلسالمية التي ترافقت مع
تطور ما يســمى باهلندسة املالية التي ســامهت كثريا يف إثراء التجديدات املالية من
منظور إسالمي وحتاول إجياد اآلليات الرضورية للتحوط أمام خمتلف املخاطر التي
تواجهها املعامالت املالية اإلسالمية.
((( ملزيد من املعلومات ،أرجع إىل :سفني بريينت ،)2008( ،حني يتكلم املال :صناديق الثروة السيادية
العربية يف خطاب العوملة ،مركز كارنيغي للرشق األوسط ،بريوت :أكتوبر/ترشين األول.
-مــارس النمو العاملي املتزايــد الذي تعرفه صناعة ما يطلــق عليها باألغذية
احلالل ســيكون دورا إجيابيا يف توســع خمتلف أنواع اخلدمات املرصفية اإلسالمية
وصناعة التمويل يف تقديم احللول املالية املتوافقة مع الرشيعة اإلسالمية .وكام أرشنا
إليه سابقا عىل رضورة أن يكون مصدر التمويل وصناعة التمويل يف تقديم احللول
املالية متوافقة مع الرشيعة اإلسالمية ،بالنظر إىل أنه ينبغي أن يكون مصدر التمويل
لصناعة األغذية احلالل قائام عىل أسس رشعية توافق عملية االنتاج كلها مع أحكام
وأنظمة الرشيعة(((.
• • •
لقد كان اهلدف األســايس من هذا العمل هو حتليل الوزن املتصاعد للصناديق
السيادية اخلليجية يف إطار الفضاء املايل اجلديد ،وعالقتها بالتمويل اإلسالمي .ولقد
أكدت الورقة البحثية عىل العديد من االستنتاجات:
-هناك عنارص كثرية للتفكري املســتقبيل واملطروحة بحــدة أمام صناديق الثروة
السيادية لدول اخلليج واملتعلقة باستعامل أدوات التمويل اإلسالمي التي تتامشى مع
قواعد الرشيعة اإلسالمية يف املدى املتوســط كأداة مفضلة هلذه الصناديق من أجل
تعزيز وتنويع اسرتاتيجياهتا االستثامرية املحلية من جهة ،وتدعيم قدرات النفاذ إىل
العامل العريب واإلســامي من جهة أخرى ،مع العلم أن هناك أسواق كامنة الستثامر
رأس املال يمكن أن متثل مصدر جذب وتوســيع هلــذه التوظيفات يف مناطق كثرية
من العامل.
-ســفني بريينت ،)2008( ،حني يتكلم املال :صناديق الثروة الســيادية العربية يف
خطاب العوملة ،مركز كارنيغي للرشق األوسط ،بريوت :أكتوبر/ترشين األول.
-سفني بريينت )2010( ،أين صناديق الثروة السيادية من مبادئ سانتياغو؟ ،أوراق
كارنيغي ،مركز كارنيغي للرشق األوسط ،العدد 22أيار/مايو.
-مهران حاتم ،)2010( ،التضخم يف دول جملس التعاون اخلليجي ودور صناديق
النفط يف االستقرار االقتصادي ،API/WPS0702الكويت ،املعهد العريب للتخطيط.
-باتريــك إمام وكانغني كبــودار ،)2010( ،يف صالح النمــو ،التمويل والتنمية،
ديسمرب .2010
- Brad Setzer & Rachel Ziemba,(2007), understanding the new Financial
(November 2007).
un rééquilibrage par les pays émergents, Paris, Politique étrangère, N°,2.
française, Paris.
- Gieve J. (2008), Wealth Funds and Global imbalances, Bank of England
n°28, janvier.
survey, September.
européenne.
• • •