You are on page 1of 6

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث االول ‪ :‬مدخل عام لعلم المالية العامة‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف المالية العامة االسالمية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص المالية العامة االسالمية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المالية العامة االسالمية و المالية التقليدية‬
‫المطلب االول ‪ :‬أهمية المالية العامة االسالمية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مقارنة بين المالية العامة االسالمية و المالية التقليدية‬
‫خاتمة‬
‫مقدمة‬
‫في المنظور اإلسالمي‪ ،‬الميزانية هي أداة تستخدم في إدارة المال والموارد‪ .‬تهدف الميزانية إلى تحقيق‬
‫التوازن والعدل في توزيع الموارد وضمان استخدامها بطريقة فعالة ومسؤولة‪ .‬تعتبر الميزانية جزًءا من‬
‫النظام االقتصادي اإلسالمي الذي يركز على القيم اإلسالمية مثل العدل والتوازن والمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫تتطلب الميزانية تحديد الموارد المتاحة وتقديرها بدقة‪ ،‬ثم توجيه هذه الموارد بطريقة تضمن العدل وتلبي‬
‫احتياجات األفراد والمجتمع‪ .‬يجب أن تتم عملية توزيع الموارد بناًء على المصلحة العامة ومبادئ العدل‬
‫والشفافية‪ .‬يجب أن تكون قرارات الميزانية مبنية على المساواة وتعزيز الرفاهية االجتماعية‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬الميزانية في المنظور اإلسالمي تهدف إلى تحقيق التوازن والعدل في توزيع الموارد وتحقيق‬
‫الرفاهية االجتماعية‪ .‬تعتبر الميزانية أداة مهمة إلدارة المال والموارد بطريقة مسؤولة وفًقا للقيم اإلسالمية‪.‬‬

‫مدخل عام لعلم المالية العامة‬


‫تعريف المالية العامة االسالمية‬
‫يعرف علم المالية العامة بأنه ذلك الفرع من االقتصاد الذي يحكم النشاط المالي للدولة ""‪.‬‬
‫أو أنه عبارة عن "مجموعة من المبادئ واألصول االقتصادية التي تعالج اإليرادات العامة للدولة ونفقاتها‬
‫والموازنة بينهما ‪.‬‬
‫وهو ما يعرف بالقطاع العام فهي تحدد متطلبات هذا القطاع‪ ،‬وأسس هذه المتطلبات من موارد تمويلية‬
‫وإ يرادات عامة ونفقات ومن ثم بنائها على أسس اقتصادية سليمة يكون بالوسع التحكم بواسطتها بالنشاط‬
‫االقتصادي في المجتمع‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق ذكره يمكن أن تعطي تعريفا للمالية العامة اإلسالمية وهي‪" :‬‬
‫ذلك الفرع من االقتصاد الذي يحكم النشاط المالي للدولة اإلسالمية ‪.‬‬
‫أو أنها عبارة عن مجموعة من المبادئ واألصول االقتصادية التي وردت في القرآن والسنة‪ ،‬وتعالج‬
‫اإليرادات العامة والنفقات العامة للدولة اإلسالمية والموازنة بينهما ‪.‬‬
‫خصائص المالية العامة االسالمية ‪:‬‬
‫من خالل التعريفات السابقة يمكن أن نستخلص خصائص المالية العامة اإلسالمية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المالية العامة اإلسالمية تتكون من مجموعة من األصول والمبادئ االقتصادية والمالية التي أوردها‬
‫الشارع في القرآن ووجدت في السنة ومن أمثلة هذه األصول قوله تعالى‪ُ :‬خ ْذ ِم ْن َأْم َو اُهْم َص َد َقًة‬
‫ُتَطَّهُر ُهْم َو ُتَز ِّك يِه ْم َم ا َو َص َّل َع َلْي ِه ْم ِإَّن َص اَل َتَك َس َك ٌن ُهْم ِبَها َو الَّلُه َس ِم يٌع َع ليم " التوبة ‪.103‬‬
‫وعن عبد اهلل بن عمر ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬بني اإلسالم على‬
‫خمس‪ :‬شهادة أن ال إله إال اهلل وأن محمدًا رسول اهلل‪ ،‬وإ قامة الصالة‪ ،‬وإ يتاء الزكاة‪ ،‬والحج‪ ،‬وصوم‬
‫رمضان))‬
‫وهي نصوص تقر بفريضة الزكاة كأحد الموارد المالية العامة‪.‬‬
‫إن المالية العامة اإلسالمية تحتوي على مجموعة أخرى من األنظمة والحلول والمعامالت والقواعد المالية‬
‫توصل إليها العلماء والمختصين في المعامالت المالية اإلسالمية تطبيقا للمبادئ واألصول العامة الثابتة وال‬
‫تخالفها وهي أ أنظمة قد تتبدل وتتغير مع تبدل الزمان والمكان‪.‬‬
‫ومثال ذلك فرض الخراج من قبل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب على األراضي المغنومة من الكفار ‪،‬‬
‫كمورد مالي للدولة اإلسالمية‪.‬‬
‫علما أن موارد بيت المال كانت تتألف من الزكاة‪ ،‬والجزية‪ ،‬والغنائم‪ ،‬وأيضا فرض ضرائب العشور بناء‬
‫على اجتهاد الخليفة عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪.‬وأيضا تحديد مقدار ونوعية الجزية فقد كانت تجبي‬
‫عينا زمن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأبي بكر ونقدا زمن عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ :‬أن المالية العامة اإلسالمية تعتمد على نوعين من القواعد واألصول نوع ثابت ال يتغير‬
‫مع تغير الزمان والمكان مستمد من النصوص الشرعية‪ ،‬ونوع متغير مستمد من اجتهاد أهل العلم‬
‫والتخصص في كل زمان ومكان‪.‬‬

‫أهمية المالية العامة االسالمية‬


‫تتمثل أهمية المالية العامة اإلسالمية في أنها تستند إلى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والتي تركز على العدالة‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ .‬وتهدف المالية العامة اإلسالمية إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫المستدامة‪ ،‬مع مراعاة المصالح العامة والخاصة‪.‬‬
‫ومن أهم جوانب أهمية المالية العامة اإلسالمية ما يلي‪:‬‬
‫العدالة االجتماعية‪ :‬تسعى المالية العامة اإلسالمية إلى تحقيق العدالة االجتماعية من خالل توزيع الموارد‬ ‫‪.1‬‬
‫المالية بشكل عادل بين أفراد المجتمع‪ ،‬وتوفير الخدمات االجتماعية األساسية للجميع‪ ،‬دون تمييز‪.‬‬
‫التنمية االقتصادية‪ :‬تساهم المالية العامة اإلسالمية في تحقيق التنمية االقتصادية من خالل توفير التمويل‬ ‫‪.2‬‬
‫الالزم للمشاريع االقتصادية‪ ،‬ودعم القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وتعزيز االستثمارات‪.‬‬
‫المرونة المالية‪ :‬تتميز المالية العامة اإلسالمية بالمرونة المالية‪ ،‬حيث يمكنها التكييف مع التغيرات‬ ‫‪.3‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومواجهة األزمات المالية‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة على كيفية تحقيق المالية العامة اإلسالمية للعدالة االجتماعية والتنمية‬
‫االقتصادية‪:‬‬
‫الزكاة‪ :‬تعد الزكاة أحد أهم مصادر المالية العامة اإلسالمية‪ ،‬وهي فريضة إسالمية تفرض على المسلمين‬ ‫‪‬‬

‫األغنياء‪ ،‬وُتصرف على الفقراء والمحتاجين‪ .‬وتهدف الزكاة إلى تحقيق العدالة االجتماعية من خالل توزيع‬
‫الثروة بين أفراد المجتمع بشكل عادل‪.‬‬
‫الوقف‪ :‬يعد الوقف من أهم المؤسسات المالية في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهو عبارة عن تخصيص مال أو‬ ‫‪‬‬

‫أرض أو أي عقار لخدمة المسلمين‪ .‬وتهدف األوقاف إلى تحقيق التنمية االجتماعية من خالل توفير‬
‫الخدمات االجتماعية األساسية للمجتمع‪ ،‬مثل التعليم والصحة والرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫اإلنفاق الحكومي‪ :‬يهدف اإلنفاق الحكومي في المالية العامة اإلسالمية إلى تحقيق التنمية االقتصادية‬ ‫‪‬‬

‫واالجتماعية‪ ،‬من خالل توفير التمويل الالزم للمشاريع االقتصادية‪ ،‬ودعم القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وتعزيز‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬فإن المالية العامة اإلسالمية تلعب دوًر ا مهًم ا في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫المستدامة‪ ،‬مع مراعاة المصالح العامة والخاصة ‪.‬‬

‫مقارنة بين المالية العامة االسالمية و المالية التقليدية‬


‫تكاد تتفق األنظمة المالية العامة اإلسالمية مع الوضعية في األهداف ألن كال النظامين يهدف إلى تحقيق‬
‫الرفاهية االجتماعية وذلك باستحداث التنمية االقتصادية ورفع معدالت النمو االقتصادي والوفاء بالخدمات‬
‫العامة للجمهور ورفع معدالت اإلنتاج‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وحفز العمالة اإلنتاجية‪ ،‬وتوفير الموارد اإلنتاجية‪،‬‬
‫وإ قامة المشروعات التنموية‪ ،‬ورفع معدالت التشغيل الشامل ومضاعفة االستثمار‪ ،‬وزيادة الدخل‬
‫القومي‪.......‬‬
‫إال أننا نجد نقاط االختالف بين النظامين ندرجها في اآلتي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬نجد أن المالية العامة اإلسالمية تخصص موارد معينة إلنفاقها على خدمات اجتماعية‪ ،‬مثل الزكاة‬
‫والفيء والغنائم وهذا مخالف لمبدأ المالية العامة الوضعية التي تنكر مبدأ تخصيص أية موارد عامة‬
‫لإلنفاق العام وإ نما توزع الموارد في الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المالية العامة اإلسالمية لديها إمكانية التوسيع في تحقيق األغراض االجتماعية‪ ،‬وذلك باستخدام بعض‬
‫اإليرادات الغير مخصصة أصال مثل الخراج والعشور في حالة عدم كفاية حصائل الزكاة‪.‬‬
‫ولذلك أنكر بعض الفقهاء التصرف في مصارف الزكاة لإلنفاق على المصالح العامة‪ ،‬إال أن تكون دينا‬
‫على الميزانية العامة وهذا غير موجود في األنظمة الوضعية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تشمل المالية العامة اإلسالمية أنواعا من الضمان االجتماعي لم تعرفها األنظمة الوضعية حتى اآلن‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬ضمان الغارمين وهم الذين تحيق بهم خسارة مالية كبيرة ألسباب معينة حتى ولو كان لديهم مال‬
‫ولكنهم مالحقون بالديون أو الذين يتعرضون للفقر بعد غنى‪ ،‬فهؤالء لهم الحق أن يأخذوا من أموال‬
‫الغارمين ما يعوض خسائرهم أو يسد ديونهم‪.‬‬
‫‪ .2‬ضمان ابن السبيل‪ :‬وهو الذي ينقطع عن بلده وليس معه مال حتى ولو كان غنيا‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬انفردت المالية العامة في استخدام األدوات المالية ألغراض اجتماعية لتحقيق التوازن االجتماعي‬
‫والتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫مثال‪ :‬استخدام الفيء لتحقيق التوازن االجتماعي والقضاء على الفوارق االجتماعية بين الطبقات وتطبيقا‬
‫لمبدأ إعادة توزيع الثروات لقوله تعالى‪َ " :‬م ا َأَفاَء الَّلُه َع َلى َر ُس ول ه ِم ْن َأْه ِل اْلُقَر ى َفا ِلَّلِه َو ل َم َّر ُس وِل َو ل‬
‫ِذ ي اْلُقَر َبى َو اْلَيَتاَم ى َو اْلَم َس اِك ِبين َو َأْب ِن الَّس ِبيِل َك ْي اَل َيُك وَن ُد وَلًة َبْيَن اَأْلْغ ن ياء نُك ْم َو َم ا آَتاُك ُم الَّر ُس وُل‬
‫َفُخ ُذ وُه َو َم ا َنَهاُك ْم َع ْن ُه َفاْنَتُهوا َو اَّتُقوا الَّلَه ِإَّن الَّلَه َش ِد يُد اْلَقاِب " الحشر ‪ .7.‬وذلك منعا الحتكار التصرف‬
‫باألموال من قبل فئة األغنياء‪.‬‬
‫مثال‪ :‬استخدام الزكاة لتحقيق مبدأ التكافل االجتماعي وضمان حد الكفاية‪ ،‬وهو الحد الذي تسعى الدول‬
‫اليوم إلى تحقيقه ولم تستطع حتى اآلن الوصول إليه (حد الكفاف)‪ .‬خامسا‪ :‬المالية العامة أكثر تأصيال‬
‫للقواعد واألصول المالية الثابتة لتحديد تكاليف الزكاة والفيء والجزية‪.....‬‬
‫مثال‪ :‬وردت فرضية الزكاة بالقرآن الكريم‪ ،‬وتحديد تكاليفها‪ ،‬وشروطها‪ ،‬ومقدارها‪ ،‬وعلى من تجب‬
‫ووعائها في السنة النبوية‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫المعادن الذهب والفضة‬ ‫‪‬‬
‫األنعام‪ :‬اإلبل‪ ،‬البقر‪ ،‬الغنم‬ ‫‪‬‬
‫الزروع‪ :‬الحنطة‪ ،‬الشعير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .‬الثمار‪ :‬التمر الزبيب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .‬عروض التجارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سادسا ‪ :‬عرفت المالية العامة اإلسالمية نظام الوظيفية أو المعوضة والتي لم تعرفها المالية‬
‫الوضعية إال في القرون األخيرة‪.‬‬
‫أي فقد توصلت المالية الوضعية إلى عدم تدخل الدولة في ممارسة النشاط االقتصادي وفي أحوال السوق‬
‫وحصرت وظيفة الدولة في المهام التي يعجز عنها األفراد مثل‪ :‬الدفاع‪ ،‬األمن‪ ،‬التعليم الصحة‪،.........‬‬
‫وتوفير اإليرادات بالقدر الالزم لتغطية النفقات‪ ،‬وتركت ممارسة النشاط االقتصادي لألفراد‪ ،‬وبحجة أن‬
‫التوازن االقتصادي يحدث تلقائيا دون تدخل الدولة‪ ،‬وتخلت المالية العامة الوضعية هذا المبدأ بعد أن أثبتت‬
‫الفشل إزاء التطورات االقتصادية مثل‪ :‬أزمة الكساد ‪ 1929،‬ونظرية كينز في التوظيف الكامل‪ ،‬أحداث‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كل هذه األحداث وغيرها أدت إلى تبني نظام المالية الوظيفية أو المعوضة والتي‬
‫عرفتها المالية العامة اإلسالمية منذ أربعة عشر‪ ،‬والتي تحتم على الدولة أن تتدخل عن طريق استخدام‬
‫األدوات والسياسات المالية من أجل ممارسة النشاط االقتصادي والتأثير على قوى السوق وتوسيع إيرادات‬
‫الدولة والنفقات العامة‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬عرفت المالية العامة اإلسالمية مبدأ الفصل بين مالية الدولة ومالية الحكم أي فرقت بين بيت المال‬
‫العام‪ ،‬وبيت المال الخاص بالخليفة‪ ،‬وهذا الفصل الذي لم تعرفه المالية الوضعية إال مؤخرا‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫في الختام‪ ،‬الميزانية في المنظور اإلسالمي تعتبر أداة حيوية في إدارة المال والموارد بطريقة تضمن‬
‫العدل والتوازن وتحقيق الرفاهية االجتماعية‪ .‬تهدف الميزانية إلى توجيه الموارد وتحديد األولويات وتوزيع‬
‫الموارد بطريقة تعزز المساواة وتلبي احتياجات األفراد والمجتمع‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬الميزانية في المنظور اإلسالمي تعتبر أداة مهمة لتحقيق العدل والتوازن في توزيع الموارد‬
‫وتعزيز المساواة والرفاهية االجتماعية‪ .‬يجب أن تستخدم الموارد بحكمة وتوجه إلى المجاالت التي تحقق‬
‫أكبر قدر من الفائدة العامة وتساهم في التنمية المستدامة واالزدهار الشامل للمجتمع‪.‬‬

You might also like