Professional Documents
Culture Documents
الفصل األول
عموميات حول البنوك اإلسالمية
و البنوك التقليدية
الفصل األول :عموميات حول البنوك اإلسالمية و اختالفها عن البنوك
التقليدية
تمهيد للفصل
خاتمة الفصل
تمهيد الفصل
منذ ظهور البنوك اإلسالمية كثر الخلط و التشبيه بينها و بين البنوك التقليدية ,و كذا القول أنهما نفس
الشيء و وضيفتهما تقديم قروض كدين مقابل فوائد.
يهدف هذا الفصل إلى عرض عموميات حول البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية من أجل الفهم الجيد
و القدرة على إبراز الفرق بينهما و كذا التطرق إلى الودائع البنكية في النظامين .
سنحاول خالل هذا الفصل التعمق في البنوك اإلسالمية و فهم ما يميزها عن باقي البنوك التقليدية من
خالل التطرق إلى أهم العناوين ذات الصلة .و من أجل هذا تم تقسيم الفصل إلى ثالث مباحث :
المبحث األول سيركز حول تعريف البنوك اإلسالمية و تطورها التاريخي و أيضا إبراز أسس ز
خصائص هذه البنوك و إلى ما تهدف إليه .و الثاني سيتناول الفروق بين البنكين من خالل إبراز أوال
موارد و استخدامات البنك اإلسالمي والقواعد و الضوابط التي تختص بيها هذه البنوك عن نظيرتها و
أخيرا الفرق بين البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية .وكمبحث أخير سيكون حول الودائع البنكية في
البنوك اإلسالمية تعريفها,أنواعها...و أيضا أهميتها و عوامل تنميتها.
المبحث األول :مفاهيم أساسية حول البنوك اإلسالمية
تتمتع البنوك اإلسالمية بمكانة هامة في المجتمع اإلسالمي بسبب طبيعة عملها المتوافقة مع مبادئ
و قيم الشريعة اإلسالمية و هذا ما يمنح المواطنين ثقة التعامل معها ,و في هذا المبحث سنسعى إلى
الفهم الجيد للبنوك اإلسالمية و نشأتها التاريخية و كذا التطرق إلى األسس و الخصائص التي تقوم
عليها هذه البنوك مع تحديد أهدافها.
يمكن اعتبار البنوك اإلسالمية مفهوما حديثا ظهر أواخر ستينيات القرن الماضي ،لكنها جذبت اهتمام
الكثيرين من المسلمين و غير المسلمين و أصبحت موضوع الساعة ،لذلك سنتطرق إلى تعريفها و
تقديم أبرز التعاريف التي وضعت لها و نشأتها التاريخية.
لقد تعدد و اختلفت التعاريف المتعلقة بالبنوك اإلسالمية باختالف معرفيها وزوايا النظر إليها من حيث
تعدد وظائفها و أوجه النشاط التي تمارسها .و قبل أن نعرف البنك اإلسالمي ال بد وأن نأخذ تعريف
للبنك عموما.
باعتبار أن البنك و المصرف هما وجهان لمسمى واحد ،فكما جاء في المعجم الوسيط "البنك مصرف
1
المال"
أوال :التعريف اللغوي 2 :يأتي لفظ الصرف لمعاني كثيرة في اللغة وأحد هذه المعاني؛ بيع النقد بعضه
ببعض" :يقال صرفت الدراهم بالدنانير" .أي بعتها بها .
و معنى آخر" :رد الشيء و نقله من حال إلى حال و دفعه و تسريحه إلى المكان الذي جاء منه ،فيراد
بيه الفضل .و مبادلة النقد بالنقد والزيادة والنقل والرد".
ثانيا :التعريف االصطالحي :عرفه النووي من الشافعية " :إذا بيع الذهب بالذهب .أو الفضة بفضة
3
سميت مراطلة و إذا بيعت الفضة بذهب سميت صرفا".
البنك أو المصرف هو مؤسسة مالية تقوم بعمليات االئتمان باالقتراض و اإلقراض ألغراض تجارية
فتستثمر الودائع و األموال 4.و يعرف أيضا بأنه مؤسسة مالية تتاجر بالنقود و لها غرض رئيسي هو
5
العمل كوسيط بين رؤوس األموال و تسعى للبحث عن مجاالت االستثمار.
1إبراهيم مصطفى و زمالئه ،المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية ،مكتبة الشروق الدولية القاهرة ،مصر ،طبعة ثانية ،2005 ،ص71
2د.عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،المصارف اإلسالمية بين النظرية و التطبيق ،دار أسامة للنشر ،األردن – عمان ،الطبعة األولى،1998 ،
ص 27-26
3د.عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،نفس المرجع ،ص28
4أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب ،مصر ،الطبعة األولى 2008ص 249كلمة
785
5فالح حسن عداي الحسيني ،إدارة البنوك:مدخل كمي و استراتيجي معاصر ،دار وائل للنشر ،األردن ،الطبعة الثالثة ، 2006 ،ص 3
الوظيفة الرئيسية للبنوك التجارية هي الوساطة المالية ،فهي تعتبر وسيط مالي بين أصحاب المال الذين
يسعون الستثمار أموالهم مقابل فوائد يحصلونها و بين المستثمرين ،أصحاب الشركات و األفراد الذين
لهم حاجة مالية فيحصلون على قروض بنكية مقابل فائدة تدفع للبنك .لكن هذه الطريقة تتعارض مع
أحكام الشريعة اإلسالمية لما لها من ضرر على الفرد و المجتمع.
لقول ااهلل تعالى ﴿ :اَّلِذيَن َيْأُك ُلوَن الِّرَبا َال َيُق وُم وَن ِإَّال َك َم ا َيُق وُم اَّلِذي َيَتَخ َّبُط ُه الَّش ْي َط اُن ِمَن اْلَمِّس َذ ِلَك
ِبَأَّنُه ْم َق اُلوْا ِإَّنَم ا اْلَبْيُع ِم ْث ُل الِّرَبا َو َأَح َّل الُهّل اْلَبْيَع َو َح َّرَم الِّرَبا ﴾ سورة البقرة اآلية {}275
ومن هنا جاءت فكرة إنشاء بنوك (مصارف) تعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية ،تقضي حاجة
األفراد و تحقق التنمية االقتصادية .وقد قام العديد من المفكرين و الباحثين بتعريفها ،من بينهم:
تعريف أحمد النجار " البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مالية مصرفية لجمع األموال و توظيفها بما
1
يخدم بناء مجتمع التكامل اإلسالمي و تحقيق عدالة التوزيع و وضع المال في المسار اإلسالمي" .
و حسب ما جاء في اتفاقية إنشاء اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية " هي تلك البنوك أو المؤسسات
التي ينص قانون إنشائها و نظامها األساسي صراحة على االلتزام بالشريعة ،و على عدم التعامل
2
بالفائدة أخذا و عطاء"
"هي تلك المؤسسات النقدية المالية التي تقوم بمختلف المعامالت المالية ،التجارية و االستثمارية
وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية و القائمة أساسا على مبدأ عدم التعامل بالربا لتحقيق التنمية
3
االقتصادية و االجتماعية للمجتمعات" .
و كآخر تعريف نأخذه للبنوك اإلسالمية أنها " مؤسسة مالية تقوم بتجميع المدخرات و تحريكها في
قنوات المشاركة لالستثمار بأسلوب محرر من سعر الفائدة عن طريق أساليب المضاربة
والمشاركة و المتاجرة و االستثمار المباشر و تقديم كافة الخدمات المصرفية في إطار من الصيغ
4
الشرعية التي تضمن التنمية و االستقرار"
البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مالية تعمل وفق قيم و قواعد الشريعة اإلسالمية تسعى الى تقديم
خدمات وتلبية حاجات المواطنين من خالل جمع المدخرات و استثمارها في مشاريع حقيقية تدعم
1أحمد عبد العزيز النجار ،البنوك اإلسالمية وأثرها في تطوير االقتصاد الوطني ،مجلة المسلم المعاصر ،العدد ،24بیروت، 1980، ،ص 163
2المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية ،البنوك اإلسالمية :طلقة في معركة تقدم المسلمین ،البحرين، 2003 ،ص 4
رابط الموقع اإللكتروني الرسمي ()http://www.cibafi.org
3سفيان أسمع ،التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر-الواقع و األفاق ،-أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم
االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،2022 ،ص4
4نوال بلبواب ،اتجاهات إدارة المخاطر االئتمان في عمليات التموين بالبنوك "دراسة مقارنة بین البنوك التقلیدية والبنوك اإلسالمية ،أطروحة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ، 2017 ،ص117
عن المرجع عبد المنعم محمد مبارك ،محمود یونس ،اقتصاديات النقود والصیرفة والتجارة الدولية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية، 1996 ،ص
.173
االقتصاد الوطني ،و هي تمتنع عن التعامل بالربا بتقديم فوائد مقابل ودائع أصحابها أو الحصول عليها
مقابل قروض آلخرين ،تستمد قواعدها و مبادئها من القرآن و السنة .
في العصر الحديث ،و بعد ما حَّل في العالم من تغيرات اقتصادية ،اجتماعية و ثقافية ،وأصبح للنقود
دور فعال في حياة الفرد و المجتمع فظهرت الحاجة إلى وجود مؤسسات مالية تلعب دور الوساطة
المالية بين أصحاب الحاجة ،فظهرت البنوك التقليدية حيث كان اليهود أول من اتخذ هذه الخطوة و
تبعهم المسيحيون في أوروبا .و أخيرا تبعهم المسلمين أثناء الحقبة االستعمارية لبالدهم ،فأدخلوا
1
المؤسسات الربوية إلى المجتمعات اإلسالمية.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تحصلت العديد من الدول اإلسالمية على استقاللها حيث عملت على
تطوير بالدها و الرقي بها و ترك غبار االستعمار عنها ،و هذا ما ساهم في تطور الفكر االقتصادي
اإلسالمي و كأول خطوة قامت بها كانت محاربة الربا ،و باعتبار أنه ال يمكن هدم نظام كامل في ليلة
و ضحاها انتهجت الدول اإلسالمية مراحل تدريجية للسير نحو اقتصاد خالي من االربا أي التخلي عن
البنوك التقليدية و إتباع مبدأ المشاركة في الربح و الخسارة .
يعود تاريخ العمل البنكي اإلسالمي إلى بداية األربعينيات من القرن العشرين ،حيث في 1940
أنشأت في ماليزيا صناديق لالدخار تعمل من دون فائدة 2ألول مرة ،تبعها بعد ذلك سنة ، 1950في
إحدى المناطق الريفية في باكستان أنشئت مؤسسة تستقبل الودائع من األغنياء لتقدمها إلى المزارعين
الفقراء من اجل تحسين نشاطهم الزراعي،دون أن يتقاضى المودعين أي عائد على ودائعهم ،كما أن
القروض المقدمة إلى المزارعين كانت يتقاضى المودعون أي عائد على ودائهم ،كما أن القروض
المقدمة إلى المزارعين كانت بدون عائد أيضا ،وقد كانت المؤسسة تتقاضى أجور رمزية تغطى
3
تكاليفها اإلدارية فقط..
لكن التطبيق العملي إلنشاء البنوك اإلسالمية كان على يد الدكتور أحمد عبد العزيز النجار سنة 1963
تحت عنوان بنوك االدخار المحلية ،واستوحى أحمد النجار فكرته من البنوك في ألمانيا و طبقها في
مدينة ميت غمر بمص ،حيث تعمل وفق أسس الشريعة اإلسالمية فتقوم بتجميع المدخرات من
المزارعين و الفالحين المصريين و استثمارها دون فوائد مع تقاسم األرباح المتحصل عليها ،استمرت
4
هذه التجربة 3سنوات ثم تم إيقاف العمل بها بسبب ظروف داخلية.
في السبعينيات من القرن العشرين شهدت انطالقة جديدة لفكرة إنشاء المصارف اإلسالمية ،حيث سنة
1971بالقاهرة تم تأسيس "بنك ناصر االجتماعي" و يعد أول بنك يقوم بممارسة نشاطاته على غير
5
أساس الربا.
1سامي بن إبراهيم السويلم ،مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،السعودية ،الطبعة
األولى ،2011 ،ص 42
2عبد القادر طلحة.،يزيد قادة ،يوسف.صوار ،واقع البنوك اإلسالمية كبديل للبنوك التقليدية من منظور الكفاءة باستخدام أسلوب التحليل
ألتطويقي للبيانات( (،DEAمجلة المالية واألسواق ،المجلد ،03العدد ،02الجزائر ،2013 ،ص 52
3جمال العسالي،سويسي طه عبد الرحمن ،البنوك اإلسالمية :قراءة في في المبادئ و األسس و أساليب التمويل ،مجلة دفاتر اقتصادية ،المجلد،04
العدد ،01الجزائر ،2013 ،ص 254
4عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سابق ،ص177-176
5عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،نفس المرجع ،ص177
بعد ذلك استمرت عملية إنشاء البنوك اإلسالمية حيث أسس عام 1977االتحاد الدولي للبنوك
اإلسالمية و الذي كان يضم ثالث بنوك إسالمية بنك "فيصل اإلسالمي المصري" ،وبنك "فيصل
اإلسالمي السوداني" ،و"بيت التمويل الكويتي" ،أعقبها تأسيس البنك "اإلسالمي األردني للتمويل
1
واالستثمار" سنة ".1978
و بعدها انتشرت البنوك اإلسالمية في جميع أنحاء العالم حيث تأثر العالم الغربي بفكرة البنوك
اإلسالمية و بأهميتها "فقامت هذه الدول بفتح فروع أو نوافذ للمعامالت المصرفية اإلسالمية و ذلك من
أجل استقطاب أموال و استثمارات المسلمين المغتربين في دولهم مثل دار المال اإلسالمي بسويسرا
الذي أنشا في 27جويلية.1981الدول الغربية لم تقدم على هذه السياسة حبا في اإلسالم أو في المبادئ
التي يسعى إلى تحقيقها وإنما من اجل خدمة مصالحها الخاصة في استقطاب األموال و تطوير اقتصاد
2
الدول الغربية".
تمتاز المصارف اإلسالمية عن غيرها من المصارف التقليدية ب اتبعاها للشريعة اإلسالمية التي تقوم
على الحديث و السنة ،فهذه المصارف قامت على أسس ضابطة لها تشكل الركائز األساسية التي تعتمد
عليها هذه البنوك و كذا خصائص تنفرد بها.
االمالية ااالسالمية
المحضورات اإللتزامات
()- ()+
األنشطة غير مبدأ تقاسم األرباح و
الربا الغرر الميسر المشروعة و دعم األصول الملموسة
بعض المنتجات ( )pppالخسائر
لم يقتصر تحريم الربا على الشريعة اإلسالمية فحسب ،بل اتفقت عليه جميع األديان السماوية 3لما
فيه من ضرر على الفرد و المجتمع ،كما يقول القانوني عبد الرزاق السنهوري رحمه اهلل " كراهية
وهذا النهي نابع من الدور المنوط للمال في النظام االقتصاد اإلسالمي :فالنقود ليست سلعة و انما
2
وسيلة تبادل فحسب ال يمكنها تحقيق إرادات مع الزمن.
قال تعالى في اآلية الكريمة َ ﴿ :يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َلا َتْأُك ُلوا الِّرَبا َأْض َع اًف ا ُم َض اَع َف ًة َو اَّتُق وا الَّلَه َلَع َّلُك ْم
3
ُتْف ِلُح وَن ﴾ آل عمران اآلية 130
يعرف الفقهاء الربا على أنها الزيادة التي يشترطها المقرض على المقترض عند عقد القرض و هو ما
يعرف اليوم بالفائدة ،و يعرف كذلك بربا النسيئة .و تقسم الربا إلى نوعان :
ربا الفضل :ويعني الزيادة في القيمة "وهو زيادة أحد العوضين على اآلخر"" 4مثل درهم بدرهمين ،و
5
دينار بدينارين ،مثل صاع من البر بصاع و نص من البر".
و النوع الثاني :ربا النسيئة :و تعني التأخير مع الزيادة على األصل.
"و من هنا يتضح أن أية زيادة في القرض ،سواء كانت في مقابل تأجيل سداد الدين ،أو كانت
مشترطة قدرا محددا ،تصبح فائدة محرمة في اإلسالم و في هذا الصدد جاء الحديث الشريف عن قوله
6
صل اهلل عليه و سلم ( الدينار بالدينار ،و الدرهم بالدرهم ،ال فضل بينها ")...
"الغرر في اللغة العربية يعني الخطر ،و هو يتضمن أيضا معنى الخداع و اإلغراء .و المقصود
7
بالخطر هو احتمال التلف أو الهالك أو الخسارة".
"و قيل :بيع الغرر :بيع ما يجهله المتبايعان ،أو ماال يضمن تسليمه ،الطير في الهواء ،وسمي غررا؛
8
ألن له ظاهرا يغر المشتري و باطنه مجهول ".
تشترك الربا والغرر في الخطر فالربا هي معاملة فاقدة ألي خطر في حين الغرر مخاطرة %100
مقابل ربح 0فاإلسالم يشترط لحصول الربح تحمل الخطر ولكن ليس أي خطر و إنما الخطر الناشئ
عن تملك السلعة و هو خطر السوق التي حددت بقاعدة الغنم بالغرم فالبنك اإلسالمي في معامالته
المالية يتحمل خطر الخسارة في حين يرفض تحمل الخطر المقصود الغير مقدور عليه.
1سامي بن إبراهيم السويلم ،مرجع سابق،ص 42
2
Genevieve causse-broquet ,op-cit , p34
3القرآن الكريم ،سورة آل عمران ،اآلية 130
4عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سابق،ص65
https://binbaz.org.sa/fatwas/11418/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81- 5
%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-
%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%87 consulté le 25/02/2023 à 01 :39
consulté le 26/02/2023 à10 :15 6ربا الفضل وربا النسيئة -فقه المسلم ()islamonline.net
8فضل عبد هللا مراد ،الغرر( ماهيته و ضوابطه و أثره على العقود ) ،مجلة العلوم اإلسالمية و الحضارة ،المجلد ،1العدد ،4قطر ،2016 ،ص
13
1
.3.1اإلمتناع عن الميسر
لشدة تقارب الغرر و الميسر يخلط بينهما على أنهما نفس الشيء و في الواقع هناك فرق بينهما فكل
ميسر غرر وليس كل غرر ميسر فكلمة ميسر أخص من كلمة غرر ،قال الدكتور الضرير ":وكلمة
قمار ،أو ميسر أخص من كلمة غرر ،فالقمار والميسر غرر من غير شك ،ولكن هناك عقود كثيرة
فيها غرر ،ال يصح أن يقال عنها :إنها قمار ،فالبيع الذي فيه غرر ،واإلجارة التي فيها غرر،
وغيرهما من العقود ،من الخطأ إطالق كلمة القمار عليها ،وتشبيهها به إال ما تحققت فيه مميزات
القمار".
"في اللغة العربية ،يتوافق مفهوم ميسر مع أي نوع من أنواع ألعاب الصدفة والمراهنة والمضاربة.
وبشكل أعم ،يحظر القرآن األفعال االقتصادية واالجتماعية الملوثة بالصدفة وبالتالي غير الخاضعة
للرقابة فأي لعبة احتوت المخاطرة بالمال والمغالبة تكون من أوجه القمار مهما كانت وسيلة المقامرة و
يعود سبب تحريم الميسر الى أنه ياكل أموال الناس بالباطل ؛ و هذا ما حرمه اهلل تعالى بقوله { َيا َأُّيَها
اَّلِذيَن آَمُنوا َال َتْأُكُلوا َأْمَواَلُكم َبْيَنُكم ِباْلَباِط ل}النساء( ) 29
.4.1حضر األنشطة الغير مشروعة و بعض المنتجات
توجب الشريعة من المسلمين عدم االنخراط في أي أنشطة حرام .وينطبق الشيء نفسه على التمويل
اإلسالمي الذي يجب أن يتضمن أنشطة غير مشروعة .يجب أن تطيع جميع أنشطته الضرورات
األخالقية والدينية ،وبالتالي يتم حظر أي استثمار له صلة بالمقامرة أو الكحول أو تربية الخنازير أو
تجارة األسلحة أو المواد اإلباحية .ومن خالل حظر جميع هذه األنشطة ،يتمثل الهدف أيضا في تعزيز
2
التنمية المستدامة وتشجيع األنشطة التي تعتبر أكثر مسؤولية من الناحية االجتماعية".
يعتبر التمويل اإلسالمي تمويال تشاركيا فهو يقوم على مبدأ تقاسم األرباح و الخسائر بين صاحب المال
و مسير المشروع ويتم توزيع األرباح و الخسائر بينهما على أساس حصة مشاركة كل منهم في رأس
المال .أما إذا تولى احد الشركاء مسؤولية اإلدارة ،حينئذ يخصص له حصة في صافي الربح قبل
اقتسامه بصفته مضاربا بالمال 3لقوله صل اهلل عليه و سلم { :الربح على ما شرطا و الوضعية على
قدر المالين} فيكون الربح متساويا أو متفاضال بمعنى يجوز أن يتفاضل الشريكان في الربح بسبب
التفاوت بينهما في الخبرة أو الخدمة أو المهارة أو العمل ،أما الخسارة فهي على قدر رأس المال باتفاق
4
المذاهب ".
وألن البنوك اإلسالمية تعتمد على هذا المبدأ في عملياتها التمويلية فغالبا ما يبدو التمويل اإلسالمي على
أنه تشاركي ،فهذا النظام يتطلب عند توقيع العقد أن تحدد مشاركة كل طرفا مسبقا وفقا لنسبة متفق
عليها من الربح أو الخسارة و ليس ربح مستقبلي.
1
dhafer Saïdane , La finance islamique à l’heure de la mondialisation, édition revue banque, France, 2eme
édition, 2011, P 48
2
derguini bania ,djahnine khalissa, l’essor des produits financiers islamiques dans le cadre du systeme
bancaire algérien , mémoire en vue de l'obtention du diplôme de master en sciences économiques, université
abderrahmane mira de Bejaia, 2019, p 20
3مايا فتني ،إشكالية تسيير مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي ،مجلة العلوم اإلدارية و المالية،مجلد ،4العدد ،1الجزائر ، 2020 ،ص59
4محمود عبد الكريم إرشيد ،المدخل الشامل إلى معامالت و عمليات المصارف اإلسالمية ،دار النفائس ،عمان-األردن ،طبعة األولى،2015 ،
ص75
.6.1دعم األصول الملموسة
تدعم البنوك اإلسالمية االقتصادي الحقيقي من خالل عمليات التمويل التي تقوم بها وفق صيغ مالئمة
التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط االقتصادي ،فأي معاملة مالية في التمويل اإلسالمي يجب أن تدعمها
أصول ملموسة وحقيقية ومادية بل إن أي معاملة مالية يجب أن تتوافق مع تبادل سلع أو خدمات
حقيقية يمكن لمسها .و هذا المبدأ يجعل التمويل اإلسالمي يتحكم في مختلف المخاطر فيمكننا حل
المشاكل المتعلقة باالنفصال بين السوق المالية واالقتصاد الحقيقي.
وبهذا يتم استبعاد توسيع القروض غير الحقيقية المدعومة باألصول وال يمكن للبنوك بدء أو إبراز
عملية مضاربة .و يستند التمويل إلى مدخرات حقيقية وال يمكن أن يحقق عائدا إال إذا استثمر مباشرة
في األنشطة اإلنتاجية .وبالتالي ،فإن التمويل واالقتصاد الحقيقي متشابكان بشكل وثيق .و بهذا تقوم
المصارف اإلسالمية بدال من ذلك بعمليات استثمارية إليجاد موارد جديدة أو بتمويل عمليات لتيسير
1
تداول ونقل هذه الموارد.
تتميز البنوك اإلسالمية بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها من البنوك نذكر منها:
إذ يجب على البنك أن يراعي في تعامالته االبتعاد وعدم التعامل بالربا ،بيوع العينة ،بيع المحرمات أو
2
وسائلها ،كسب المال بالميسر ،الرشوة ،الغش،و الغرر ..الخ "
أساس معامالت البنوك التقليدية قائم على نظام الفائدة أخذا و عطاء على عكس ذلك تنفرد البنوك
إسالمية بعدم تعاملها بالربا فهي تعمل على جعل عالقتها مع طالبي التمويل مبنية على عقود
المشاركة ،أو على عقود المتاجرة ،أما في عالقتها مع المودعين فهي كذلك قائمة إما على أساس
3
المضاربة كما في حسابات االستثمار ،أو على أساس اإلقراض الحسن كما في الودائعّ تحت الطلب".
الربح ال يمثل الهدف الوحيد للبنك اإلسالمي فهو يحرص على أن يمول مشاريع جائزة شرعا فالبنك
اإلسالمي يمتنع عن تقديم التمويل ألي مشاريع تتناف مع قواعد اإلسالم ومحرمة شرعا التي تضر
بالفرد و المجتمع ،فال يمكن له تمويل مشروع يتناقض مع القيم والضوابط الشرعية لإلسالم ،مهما كان
4
حجمه .فال تقوم مثال بتمويل نشاط متعلق بالخمور أو أية أنشطة ثبت تحريمها في اإلسالم.
1
Mohamed Ali Chatt, l’imapct de l’application d’une éthique bancaire sur la diversification des banques
)islamiques , Etudes en Economie Islamique, Volume 6, Nos. 1&2 (1-27
2عبد القادر بريش ،زينب خلدون ،االبتكار المالي في التمويل وأهميته في تحقيق كفاءة وفعالية أداء البنوك اإلسالمية ،مجلة االقتصاد والمالية،
مجلد ،02العدد ،02الجزائر ،2016 ،ص 34
3جعوتي سمير ،تطوير العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر – الودائع والتمويالت ،أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه الطور
الثالث في العلوم االقتصادية تخصص :علوم مالية ومصرفية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،2022 ،ص 3
4نوال بلبواب ،مرجع سابق ص 118
الخراج هو الغلة التي تحصل من الشيء كالمنافع ،أما الضمان هو تحمل تبعة الهالك ،و معنى القاعدة
أن ما يخرج من منفعة الشيء فهو للمشتري عوض ما كان عليه من تبعة الهالك فانه لو هلك و هو
في ضمانه كانت الخسارة له 1.يقصد بالخراج الربح المكتسب من الشيء ،أما الضمان ضمان ما يتلف
ويقصد بهذه القاعدة أن من يتحمل مخاطر الضرر يحق له المنفعة .فالربح ال يكون مشروعا إال بتحمل
المخاطر المترتبة عنه أي عن ملكية الشيء أو األصل.
تمتاز البنوك اإلسالمية بخضوعها للرقابة الشرعية ،فباإلضافة إلى اتفاقها مع البنوك تقليدية في
خضوعها إلى الرقابة الداخلية و الرقابة الخارجية تنفرد المصارف اإلسالمية بهيئة الرقابة الشرعية
2
التي تقوم بالنظر في مختلف تعامالت المصرف ومدى مطابقتها لألحكام الشرعية "
تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق تنمية اقتصادية التي تدفع بعجلة التنمية االجتماعية و ذلك من خالل
توجيه نشاطها لخدمة أهداف التنمية االقتصادية و االجتماعية ،فهي تهتم بالعائد االجتماعي إلى جانب
3
تحقيق الربح.
تسعى البنوك اإلسالمية إلى تحقيق التكافل االجتماعي من خالل جمع و إنفاق الزكاة في جوانبها
الشرعية ،و استثمار الفائض منها و توزيع عوائدها على مستحقيها ،كما تقوم بتقديم قروض حسنة
4
لغايات إنسانية و أيضا مساعدة الزبائن في عثراتهم.
البنوك اإلسالمية كأي مؤسسة اقتصادية أخرى تملك أهدافا تسعى الى تحقيقها ،من أجل استمرار عملها
المصرفي و تواجدها في السوق ،وتختلف أهدافها وتتنوع على حسب الوظيفة و تنقسم أهدافها إلى :
تملك البنوك اإلسالمية أوجه تشابه من ناحية األهداف المالية مع البنوك التقليدية ،فكالهما يسعى إلى
استقطاب أكبر قدر من الودائع و تحقيق الربح غير أن البنوك اإلسالمية تسعى إلى تحقيق أهدافها
االقتصادية وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية أي بتجنب الربا و كل معاملة مالية محرمة فهدفها ليس
تحقيق الربح فقط و إنما تحقيق المنهج اإلسالمي في المعامالت.
االستمرارية و النمو :تسعى البنوك اإلسالمية من خالل عملها المصرفي إلى المحافظة على
تواجدها في السوق و االستمرار بممارسة نشاطها االقتصادي وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية ،أي
1عبد الكرم زيدان ،الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة اإلسالمية ،مؤسسة الرسالة للنشر و التوزيع ،لبنان ،طبعة أولى ،2001 ،ص
143
2محمود عبد الكريم أحمد إرشيد ،الشامل في معامالت و عمليات المصارف اإلسالمية ،دار النفاس للنشر و التوزيع ،عمان ،طبعة أولى،
،2015ص16
3بريش عبد القادر ،خلدون زينب،مرجع سابق ،ص 34
4بريش عبد القادر ،خلدون زينب،مرجع سابق ،ص 34
تنمية الموارد الذاتية للبنك و ذلك من خالل رفع رأس المال واألرباح المحتجزة واالحتياطات،
1
باإلضافة إلى تنمية الموارد الخارجية.
استقطاب الودائع و تنميتها :و لعل من أهم أهداف البنوك اإلسالمية يتمثل في جمع الودائع التي
تمثل أهم مرتكزات البنوك عموما و المصارف اإلسالمية خصوصا حيث تمثل هذه الودائع إحدى
أطراف عملية الوساطة المالية التي يشرف عليها البنك ،لذلك تتنافس مختلف البنوك في
استقطاب أكبر قدر ممكن من هذه الودائع و استثمارها بالنسبة للبنك اإلسالمي في مختلف
األنشطة االقتصادية المالئمة بما يعود بالربح على الفرد و المجتمع .
تحقيق الربح :تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق ربح مناسب و مشروع والذي يكون بعمليات
االستثمار التي يقوم بها البنك في مختلف المشاريع بتوظيف أموال البنك وكذا أموال المودعين،
و بدونه ال تستطيع البنوك اإلسالمية االستمرار أو البقاء و لن تستطيع تحقق أي من أهدافها
األخرى ،إذ أن الربح ال يهم حملة األسهم فقط بل يتعداه إلى المودعين أيضا" 2و يتم اقتسام
األرباح و الخسائر بين األطراف المشاركة.
تشجيع االستثمار و توفير التمويل للمستثمرين :تقوم البنوك اإلسالمية بدعم المستثمرين و خلق
فرص عمل للشباب في نفس الوقت وذلك من خالل أنها على عكس البنوك التقليدية التي توفر
قرضا بفائدة حيث تعتبر النقود سلعة و تتاجر بها مقابل فوائد من الطرفين أما البنوك اإلسالمية
تقوم بتوصيف المال في اقتصاد حقيقي وذلك بتمويل المشاريع و األنشطة االقتصادية الزراعية،
الصناعية ،التجارية مشروعة وذلك من خالل المعامالت المالية اإلسالمية التي تعرضها
كالمشاركة ،المضاربة ،المساقات ...فتدخل كشريك في المشروع وتساعد على خلق ثروة
حقيقية مما يحقق منفعة لجميع األطراف المشاركة و كذا المجتمع.
الحد من التضخم" :يحدث التضخم عندما تضعف العملة ،أي أن العملة ال توازي القيمة الشرائية
داخل البلد ،فالبنوك اإلسالمية ،ال تلجأ إلى خلق نقود دون مقابل ،ألنها إما تقوم على استثمار
ما لديها من الودائع دون إثراء غير مشروع ،بينما تقوم البنوك التجارية بفتح اعتمادات يسحبون
عليها ،ويستفيد البنك الربوي من أضعاف المبالغ المودعة لديه ،و هذا االتفاق الذي ال يقابله
إنتاج يزيد حجم المتداول من النقد دون مقابل من السلع أو الخدمات ،و نتيجة هذا هو ارتفاع
3
األسعار ،و يحصل التضخم النقدي ،فالبنوك اإلسالمية من أهدافها القضاء على هذه الظاهرة"
األهداف المتعلقة بوظيفة البنك كمؤسسة إسالمية تطبق الشريعة اإلسالمية .2
تملك البنوك اإلسالمية أهدافا أخرى غير األهداف المالية الربحية ،بل تسعى إلى تحقيق المنهج
اإلسالمي في المعامالت المالية و العمل وفق أسس شرعية لصالح الفرد و المجتمع.
رفع الحرج عن اإلفراد و المؤسسات :عن طريق إيجاد البديل الشرعي للمعامالت البنكية التقليدية
بغية رفع الحرج عن المسلمين في اللجوء إلى الربا من أجل تسير حاجاتهم التمويلية ،و االلتزام
1
بالقواعد والمبادئ اإلسالمية في المعامالت المالية والمصرفية.
توفير األمان للمودعين :من أهم عوامل نجاح البنوك اإلسالمية تحقيق عنصر األلمان ،إذ يعتبر
جوهر البنوك اإلسالمية " ،وذلك من خالل كسب ثقة المودعين ،عبر توفير سيولة نقدية دائمة
لمواجهة احتماالت السحب من ودائع العمال ،ما يدفع إلى تحقيق أرباح هائلة للبنوك اإلسالمية و
حتى المودعين".
رعاية متطلبات و مصالح المجتمع :يعمل البنك اإلسالمي على توفير المناخ الطيب لمعامالت
االفراد ،فتنشط الحياة االقتصادية و االجتماعية نتيجة الصدق و الطهارة في المعامالت و تحقيق
2
العائد العادل و التعاون بين مختلف الفئات.
جمع الزكاة و توزيعها على مستحقيها :تعرف الزكاة على أنها " حق يجب في أموال مخصوصة
يصرف لفئات محددة .و هي فريضة عينية إذا توافرت شروطها 3".فمن بين أهداف البنوك
اإلسالمية جمع الزكاة و التكفل بها إما بتوزيعها على مستحقيها إذا كان هناك حاجة أو استثمارها
4
إن لم توجد وجوه صرف عاجلة وأن يكون في االستثمار فرصة لمصلحة حقيقية.
االنتشار الجغرافي :تسعى البنوك اإلسالمية إلى توسيع دائرة حدودها محليا و دوليا واالنتشار في
العالم حتى يتم تحقيق كافة األهداف السابقة؛ وبروزها في الساحة العالمية مع تحقيق معدالت نمو
مرتفعة.
ظهور البنوك اإلسالمية في الساحة المصرفية و ممارستها للنشاط المصرفي جعلها في مواجهة البنوك
التقليدية و كثيرا ما يحدث الخلط بينهما و لكن في الواقع رغم التشابه بينهما يوجد أيضا فروق شاسعة
بينهما ،من خالل هذا المبحث سندرس أوال موارد و استخدامات كل منهما و ثانيا سنتناول الفرق بين
البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية .
المطلب األول :موارد و استخدامات البنوك اإلسالمية و التقليدية
البنك كمؤسسة مالية تقوم بأنشطة مصرفية له موارد يستعملها كمدخالت في نشاطه يمول بها جملة من
االستخدامات من أجل تحقيق الربح و الرضا لكافة األطراف المساهمة ،و لكن هذه الموارد و
االستخدامات تختلف في البنوك اإلسالمية عن نظيرتها التقليدية ،و هذا ما نتطرق له.
الموارد في البنوك اإلسالمية و التقليدية .1
ال تختلف المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية من حيث المصادر المالية المكونة لها ،ذلك ألن
كال منهما مؤسسة مالية تقوم بجمع الودائع و المدخرات ،فال فرق بينهما .وتنقسم مصادر األموال إلى
مصادر داخلية و مصادر خارجية .
المصادر الداخلية .1.1
وهي تلك المتأتية من أصحاب المصرف في شكل استثمارات في أسهم رأس المال من المساهمين في
المصرف اإلسالمي ،وكذلك الجزء المستقطع من األرباح السنوية غير الموزعة الناشئة عن نتائج
1
أعماله كاالحتياطات النقدية ،وتتكون المصادر الداخلية من األتي:
.1.1.1رأس المال المدفوع :يعد رأس المال بالنسبة للبنوك بمثابة صمام األمان المتصاص الخسائر
غير المتوقعة والتي يمكن أن تحدث في المستقبل ،ورأس المال هو مجموع قيمة األموال التي يحصل
عليها البنك من المساهمين عند تأسيسه ويتغير وفقا ألية إضافات أو تخفيضات قد تطرأ عليه مستقبال،
وهو مصدر الثقة واألمان بالنسبة للمودعين 2إال أن حجم رأس المال مقارنة مع مجموع موارد البنك
يمثل نسبة متواضعة جدا نظرا إلى أن السائد أن البنك التجاري يعتمد أساسا على أموال الغير
3
(الودائع) ،كما أن كبر حجم رأس المال يترتب عليه التزامات سنوية على البنك.
.2.1.1االحتياطات :هي مبالغ مالية تقتطع بنسب معينة من صافي أرباح المصرف اإلسالمي
بغرض تدعيم المركز المالي للمصرف 4وسواء كانت االحتياطات قانونية (إجبارية) أو اختيارية فإنها
مصدر من مصادر التمويل الذاتي ،وتكون صمام األمان لرأس المال من أي نقص في حالة وقوع
خسائر مستقبلية ،كما تعد من بين الضمانات ألموال المودعين ،كثيرا من الباحثين درجوا على التعريف
السابق لالحتياطات ،5بناء على وظيفتها الكالسيكية وهي دعم المركز المالي والمحافظة على رأس
المال وكذلك عامال من عوامل ضمان أموال المودعين.
1حمزة فيشوش ،مصادر واستخدامات األموال في المصارف اإلسالمية ،مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبة ،المجلد ،05العدد،01
الجزائر ،2020 ،ص 111
2الغريب ناصر ،أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغیل ،دار أبوللو للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر ،الطبعة األولى ،1996 ،ص63-62
3عبد العزبز محمود رجب ،مصادر و استخدامات أموال المصارف اإلسالمية و البنوك الربوية ،المجلة العلمية لالقتصاد و التجارة-جامعة عين
الشمس ،مجلد ،48العدد ،03مصر ،2020 ،ص359
4حمزة فيشوش ،نفس المرجع ،ص 113
5فؤاد بن حدو ،البنوك اإلسالمية واألزمة المالية العالمية ،ألفا دوك ،الجزائر ،الطبعة األولى ، 2018 ،ص 1
.3.1.1األرباح المحتجزة :عرفت بأنها تلك " تلك األرباح الفائضة أو المتبقية بعد إجراء عملية
التوزيع ،و تعتبر كذلك من حقوق الملكية أي أنها تخص المساهمين" ،1كما عرفها سليمان ناصر بأنها
تلك" األرباح المرحلة من السنوات الماضية والتي لم يتم توزيعها ،وذلك في انتظار االتفاق على كيفية
توزيعها ،وقد يكون عدم التوزيع برغبة من المساهمين 2".يتم احتجاز هذه األرباح داخليا إلعادة
استخدامها في توسيع نشاط المصرف و تمويل استثمارات جديدة لصالح المصرف مما يعود بالربح
و الفائدة.
.2.1المصادر الخارجية
تتمثل المواد الخارجية لألموال في الودائع والمدخرات ،إذ أنها المصدر األساسي الذي تستمد منه
المصارف قدرتها على إجراء عمليات التمويل واالستثمار 5،و تستخدمها البنوك اإلسالمية بطرق
مغايرة ،فالقاعدة العامة لديها ،أنها تتلقاها بناء على مبدأ المشاركة و ليس القرض المبني على نظام
6
الفائدة الثابتة و المحددة في البنوك التقليدية ،و الودائع في البنوك تنقسم إلى:
1.2.1الودائع (الحسابات) الجارية :تسمى حسابات تحت الطلب وفيها يتم اإليداع والسحب دون قيد
وال شرط وهي ودائع ال يجوز استعمالها شرعا إال بإذن صاحبها ،وتستوي البنوك اإلسالمية مع البنوك
التقليدية ،حيث ال تعطي أي مقابل ألصحاب الودائع الجارية ألن مهمة البنك تجاه هذا النوع من
7
الحسابات يكمن في الحفاظ على النقود ال غير.
2.2.1الودائع (الحسابات) االدخارية8:هي الحسابات التي تفتح لتشجع صغار المدخرين وتختلف هذه
الودائع عن حسابات التوفير بالبنوك التقليدية في أن أصحابها ال يحصلون على فائدة معينة و محددة
سابقا وإنما يحصلون على جزء من األرباح المحققة التي تحتسب على أساس الرصيد األدنى للحساب
.3.2.1الودائع (الحسابات) االستثمارية :وهي تلك األموال التي يودعها أصحابها بقصد االستثمار
والحصول على عوائد 1،وهذا النوع من الودائع ال يجوز ضمانها وال ضمان عائدها ،وإنما تكون إما
مضاربة أو مشاركة بين المصرف اإلسالمي والعميل ،وفي كال الحالتين ال يوجد ضمان ال لرأس
المال وال للعائد وإنما تخضع للربح والخسارة 2،و تنقسم إلى :حسابات استثمارية مطلقة؛ حسابات
استثمارية مقيدة؛ حسابات ُأخرى.
.3.1الموارد األخرى
توفر البنوك مجموعة من الخدمات المصرفية التي تسهل معامالت األفراد المتعاملين معها و يلبي
حاجاتهم في مختلف األنشطة التجارية و الصناعية و الخدمية و ذلك مقابل عائد في شكل عموالت
يتحصل عليه البنك من تلك الخدمات ،وتتمثل أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك اإلسالمية
فيما يلي:
.1.3.1إصدار خطابات الضمان(الكفالة) :ويقدم البنك اإلسالمي هذه الخدمة لعمالئه على أساس
الوكالة باألجر ،ويحق له أن يتقاضى األجور المتعارف عليها بين البنوك وذلك فيما عدا الفوائد
المتحققة بين تاريخ دفع قيمة المطالبة وبين تاريخ تسديد هذه القيمة من قبل العميل.
.2.3.1فتح االعتمادات المستندية :يعد االعتماد المستندي من أهم وسائل الدفع لقيم البضائع
وأكثرها انتشارا في عمليات التجارة الخارجية ،كما انه يعد وسيلة نموذجية لتسوية العمليات .و تحصل
3
البنوك عائدا ،و هو يعد من المعامالت المصرفية المعاصرة الجائزة شرعا.
.3.3.1تحصيل وخصم األوراق التجارية 4:تأخذ البنوك اإلسالمية عمولة من عند زبائنها نظير
تحصيلها للشيكات من العمالء و ذلك استنادا لعقد الوديعة بين البنك والعميل.
.4.3.1 .التحويالت المصرفية :تعتبر التحويالت المصرفية المالية من الخدمات األساسية التي تقدمها
البنوك اإلسالمية سواء بين عمالئها داخليا أو مع مؤسسات مالية أخر خارجيا ،وذلك من حساب إلى
.5.3.1عمليات االكتتاب في األسهم دون السندات :تؤدي البنوك اإلسالمية دور الوساطة في عملية
االكتتاب في األسهم الخاصة بالشركات و المشروعات التي تباشر المعامالت واألنشطة وفق ما تقتضيه
قواعد الشريعة اإلسالمية ومقاصدها "،ويكون البنك في حالة قيامه بإصدار األسهم وكيال ويمكن اخذ
1
األجر أو العمولة نظير عملة الذي وكلته الشركة فيه.
.6.3.1تأجير الخزائن الحديدية :تقوم البنوك بتأجير خزائن حديدية لعمالئها من أجل حفظ الوثائق
والمستندات السرية و النقود و مقتنيات نفيسة مقابل اجر يتقاضاه البنك مقابل الخدمة حسب حجم
الخزانة و مدة االستفادة .وتنفرد البنوك التجارية التقليدية بنوع آخر من الموارد والمتمثل في القروض:
.7.3.1القروض :وهي من أهم مصادر األموال الخارجية للبنوك التجارية سواء من البنك المركزي
أو من المؤسسات المالية والنقدية الوطنية أو األجنبية .وذلك لمواجهة مشكلة السيولة في حالة عدم
كفاية االحتياطيات النقدية لتلبية الطلبات غير المتوقعة للعمالء ،أو الرغبة في التوسع في منح االئتمان
2
بسبب زيادة النشاط التجاري خالل فترات االزدهار .ومن أهمها نذكر:
هناك عدة أوجه الستخدامات األموال لدى المصارف اإلسالمية ،فمنهuا مuا يقuوم على الموجuودات
(المرابحة أو السلم و االستصناع التي تقوم على بيع وشراء الموجودات ،واإلجارة التي تقوم على بيع
uاربة ،أو على
uاركة والمضu uل المشu
منافع هذه الموجودات) ،أو تقوم على المشاركة في األرباح )مثu
3
الصكوك (األوراق المالية) والمحافظ والصناديق االستثمارية(
السلم المضاربة
االستصناع
اإلجارة
المرابحة :هي عقد بيع بين المصرف و الزبون حيث يبيع المصرف نوعا معينا من .1.1.2
الموجودات حسب رغبته لزبونه بسعر التكلفة مضافا إليها هامش ربح متفق عليه ،و تستخدم
المرابحة كصيغة تمويل للموجودات أي لالستهالك النهائي من قبل األفراد ،وتكون على
1
قسمين:
بيع المرابحة العادية أو بيع ما سبق شراءه :وهنا يقوم التاجر بشراء السلعة بدون أن يكون
هناك وعد مسبق من المشتري بشراء البضاعة و إنما يتم البيع نتيجة عرض البضاعة وحاجة
المشتري إليها.
بيع المرابحة لآلمر بالشراء :حيث يتقدم الزبون الى البنك بطلب تمويل شراء حاجات محددة
كبضائع ،مواد خام ،منزل ،سيارة ..محددا مواصفات السلعة بالضبط ،بعد دراسة البنك
لملف الزبون و للعملية التمويلية يقوم بإعالم الزبون بتكلفة الشراء و بمقدار الربح الذي
سيأخذه البنك كزيادة ،فان تم االتفاق يوقع العقد بين الطرفين و يشرع البنك في شراء السلعة
و بعدها دخولها في ملكيته يقوم بإعادة بيعها للزبون بالسعر المتفق عليه و السداد بالتقسيط.
السلم :هو بيع آجل بعاجل ،وهو نوع من أنواع البيع يدفع فيه الثمن حاال و يسمى رأس مال .2.1.2
السلم ،ويؤجل فيها المبيع الموصوف في الذمة ،ويسمى «المسلم فيه» ،ويسمى البائع« المسلم
2
إليه» والمشتري «المسلم» ،أو «رب السلم» ،وقد يسمى السلم ً( سلفا)"
االستصناع :هو بيع عين موصوفة في الذمة ال بيع عمل ،وشرط عمله على الصانع وبالتالي .3.1.2
فهو عقد بيع عين مما يصنع صنعا يكون فيه البائع هو الصانع الذي يلتزم بصنع العين
الموصوفة بالعقد بمواد من عنده مقابل ثمن محدد ،إذا االستصناع هو دخول البنك في وساطة
3
بين طالب الشيء و صانعه.
1مهدي ميلود ،أدوات التمويل المصرفي الالربوي ودورها في دعم المؤسسات االقتصادية ،الملتقى الدولي حول" سياسات التمويل و أثرها على
االقتصاديات والمؤسسات" ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر ،2006 ،ص08-07
2هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص 291
3جمال العسالي،سويسي طه عبد الرحمن،مرجع سابق ،ص 265
اإلجارة و اإلجارة المنتهية بالتمليك :اإلجارة وسيلة للتيسير على الناس في الحصول على .4.1.2
المنافع التي ال يقدرون على تملكها و اإلجارة المقصودة هي إجارة األعيان (أواألشياء) ،وهي
عقد يراد به تمليك منفعة مشروعة معلومة لمدة معلومة بعوض مشروع معلوم .وهناك وجه
آخر لإلجارة تسمى اإلجارة المنتهيــة بالتمليك ،وهي إجارة يقترن بها الوعد بتمليك العين
1
المؤجرة إلى المستأجر في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها.
المشاركة :هي اتفاق بين المصرف و الزبون في التشارك في إنشاء مشروع مع االتفاق على .5.1.2
االرباح مسبقا حيث يتشاركان في األرباح و الخسائر و هناك عدة صيغ للمشاركة منها؛
المشاركة المباشرة،المشاركة الدائمة ،المشاركة المنتهية بالتمليك.
6.1.2المضاربة 2:توصف المضاربة بأنها عملية استثمارية تقوم على اتفاق بين طرفين هما رب
المال والمضارب ،حيث يقوم فيه رب المال بالمساهمة برأسمال في مؤسسة أو نشاط يديره رب العمل
بصفته مضاربا ويتم توزيع األرباح بين الطرفين ،ويتحمل رب المال الخسارة وحده ما لم تكن تلك
الخسائر بسبب تقصير أو تعدي من المضارب و تكون إما على أساس مطلق أو مقيد.
.7.1.2القرض الحسن :القرض الحسن هو القرض الذي يتم استرداده في نهاية المدة دون دفع أي
فوائد عليه ،ودون أن يكون للمقرض أي حق في المشاركة في أرباح أو خسائر ،فهو يمنح لتفريج
3
كرب على المستفيدين منه.
توظف البنوك التجارية مواردها بين مختلف مجاالت االستثمار و ذلك مقابل نسبة فائدة تحصلها من
متعامليها وتعدد هذه الوظائف و تتنوع بين :
4
.1.2.2تقديم القروض
الوظيفة األساسية للبنوك التجارية في جانب االستخدامات تكمن في منح القروض لمدة معينة مقابل
فوائد تدفع مع االلتزام بشروط و ضامنات ،و تنقسم هذه القروض إلى:
.2.1.3خصم األوراق التجارية :يعتبر هذا اإلجراء من أهم الوظائف في العصر الحديث ،و تزداد
أهميته بازدياد المعامالت اآلجلة بين األفراد في المجتمع ،2حيث تتمثل هذه العملية في قيام المصرفي
بإعادة شراء األوراق التجارية التي يكون حاملها (المستفيد النهائي) من مؤسسة ما قبل موعد
االستحقاق ،وذلك مقابل دفع المبلغ المستحق ،يبقى المحول (المستفيد) ضامنا للدفع.
3
.3.2.2وظائف أخرى
تختلف البنوك التقليدية عن البنوك اإلسالمية من حيث األفكار و األسس التي تقوم عليها كل منها،
ولكن هذا ال يمنع وجود أوجه تشابه بينهما فهما يشتركان في عدة أوجه.
تتشابه المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في أن كالهما مصرف يقدم خدمات مالية و
يسعى إلى تحقيق عوائد و أرباح تضمن استمرارية نشاطها
تتوافق المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في الودائع الجارية المبنية على أساس
القرض بدون فائدة ،اذ يتعهد المصرف بردها دون زيادة أو نقصان مع ما يرافق هذه المنتجات
1
من خدمات كإصدار الشيكات وبطاقات االئتمان.
تواجه البنوك اإلسالمية مخاطر مصرفية تقليدية بنفس الطريقة التي تواجه بها البنوك التقليدية.
يجري المصرفان تحويالت مصرفية من حساب آلخر ،ومن مصرف آلخر ،ومن بلد إلى آخر.
تتشابه مصادر األموال بين البنكين
الوظيفة األساسية للبنك هي الوساطة المالية؛ فكال البنكين يلعبان دور الوسيط المالي بين
المدخرين و المستثمرين.
تشترك كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية في تقديم نفس الخدمات المصرفية كتحويل األموال
و تحصيل األوراق التجارية لحساب الدائنين إلى جانب تأجير الخزائن الحديدية ،إصدار الشيكات
2
وكذا استبدال العمالت.
3
تخضع كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية لرقابة البنك المركزي و تتقيد بقراراته.
تتشابه البنوك اإلسالمية مع البنوك التقليدية في خضوعها للرقابة المالية الداخلية منها ،والخارجية
المتمثلة بالجهات ذات العالقة ،بما فيها هيئات الرقابة المالية ،والتي يكون غرضها منع حصول
الخطأ و االنحرافات ،أو التالعب في العمليات التي تقوم بها المصارف ،ومعالجتها في حالة
4
حصولها.
تختلف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية في عدة أوجه ،و يمكن أن نبرزها و نقارن بينهما من
خالل الجدول التالي:
1محمد محمود العلجوني ،البنوك اإلسالمية أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان ، 2008 ،ص122
2صبرينة كردودي ،سهام كردودي ،زعرور نعيمة ،مقارنة بين البنوك اإلسالمية و البنوك التجارية (التقليدية) ،مجلة المنهل االقتصادي،
المجلد ،01العدد ،02الجزائر ،2018 ،ص107
3فارس مسدور ،التمويل اإلسالمي من الفقه إلى التطبيق المعاصر لدى البنوك اإلسالمية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،الطبعة
االولى ،2008 ،ص16
4محمد عثمان شبير ،المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي ،دار النفائس،عمان ،الطبعة السادسة، 2007 ،ص 392-390
البنوك اإلسالمية البنوك التقليدية أوجه المقارنة
تعتبر الودائع أهم مصادر األموال التي تتلقاها البنوك من عمالئها والتي تعتمد عليها بشكل كبير
في القيام بنشاطاتها المختلفة ،لكنها تختلف من بنك الى آخر من حيث الحجم ومن حيث اآلجال ومن
حيث التكلفة ،فتشترك المصارف اإلسالمية والبنوك التجارية في مسميات حسابات الودائع لديها ،إال
أن حقيقة هذه الودائع تختلف في المصارف اإلسالمية عنها في البنوك التجارية التقليدية ،وهذا ما
سنبينه في هذا المبحث.
تعتمد البنوك اإلسالمية في تمويل استثماراتها بشكل أساسي على المصادر الخارجية ،وخاصة األموال
التي يودعها أصحابها في البنك الستثمارها أو حفظها لديه.
أ ما تعريف الوديعة في االصطالح البنكي فهي األموال التي يعهد بها األفراد ،أو الهيئات إلى البنوك،
2
على أن يتعهد البنك برد مساو لها إليهم ،أو نفسها لدى الطلب ،أو بالشروط المتفق عليها.
إيداع العميل للوديعة لدى البنك يكون بشروط البنك ،وليس له حق مناقشها فهو مخير إما بقبول شروط
اإليداع كما حددها البنك أو برفضها ،كما يشاء.
.1.1.2تعريفها :هي ودائع توضع تحت تصرف أصحابها دون أي إشعار مسبق ،فيمكنهم سحبها
كليا أو جزئيا دون أي شرط 3،فهذه الحسابات تفتحها البنوك اإلسالمية لألشخاص الذين لديهم أموال
ويرغبون بحفظها فقط أو االستفادة من الخدمات المصرفية المتعمقة بالتعامل التجاري أو الدفع أو
التحويل لالستغناء عن حمل النقود .كما ال يحق للبنك أن يفرض قيودا أو شروطا أمام صاحبها أثناء
السحب وال يجوز له االحتجاج بأي حجة تعرقل المودعين في استعمالها .فهي قروض بالمنظور
4
الفقهي ،حيث إن المصرف المتسلم لهذه الودائع يده يد ضمان لها وهو ملزم شرعا بالرد عند الطلب.
1حسين محمد سمحان ،أسس العمليات المصرفية اإلسالمية ،دار المسيرة ،األردن ،الطبعة الثانية ،2016 ،ص139
2محمد شيخون ،المصارف اإلسالمية ،دار وائل ، ،األردن ،الطبعة األولى ،2002 ،ص 99
3محفوظ لعشب ،الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثالثة ،2008 ،ص85
4نعيمة برودي ،طرق احتساب أرباح الودائع االستثمارية في البنوك اإلسالمية ،مجلة البحوث االقتصادية والمالية ،مجلد ،8العدد ،01الجزائر،
،2021ص391
ال يجوز استعمال هذا النوع من الودائع إال بإذن صاحبها و تكون من دون فوائد كما هو الحال في
البنوك التقليدية .وال يجوز لصاحب المال أخذ أي زيادة على ما أقرض لعدم تحمله مخاطر استثمار
ماله .وألن المقترض قبض المال على سبيل الضمان وليس على سبيل األمانة كما هو الحال في عقد
المضاربة فهو يتحمل كامل نتائج االستثمار ،له الغنم و عليه الغرم.
.2.1.2تكيفها الفقهي :التكييف الفقهي للودائع الجارية ال يخرج عن كونها قروض من المودع للبنك،
ألن المصرف يتصرف فيها و ال يرد عينها كم هي ،بل يرد بدلها أو مثلها .فالمصرف المتسلم لهذه
الودائع يده يد ضمان لها و ليس يد أمانة وتحت قاعدة " الخراج بالضمان " يمكن للمصرف استعمال
الودائع الجارية و االنفراد بما تولد عنها و أيضا تحمل الخسارة لوحدة في حال تحققها و في المقابل ال
1
يحصل صاحب الوديعة على أي مقابل.
.1.2.2تعريفها :عرفها أحمد حسن أحمد الحسني على أنها المبالغ النقدية التي يودعها أصحابها في
المصرف ألجل معين -سنة مثال – و ال يحق لهم سحبها أو سحب جزء منها ،و ال يلتزم المصرف
بردها إال بعد انقضاء أجلها .و يعطي المصرف التجاري عادة فائدة ربوية ألصحاب هذه الودائع تتزايد
2
كلما تزايد األجل.
أما في البنوك اإلسالمية فالودائع االستثمارية هي األموال التي يودعها أصحابها ويمنحون للبنك
اإلسالمي الحق في استثمارها في مجاالت مختلفة ،كما أنهم يأذنون لها بخلطها بحقوق الملكية (األموال
الذاتية(.و عليه فإن هذه الحسابات يتم فتحها بغرض الحصول على عائد نتيجة قيام البنك اإلسالمي
باستثمار تلك األموال ،و تخضع هذه األموال للقاعدة الشرعية " الغنم بالغرم " و تخضع الوديعة
3
االستثمارية لعقد المضاربة المطلقة .
.2.2.2تكييفها الفقهي :الوديعة االستثمارية في البنوك اإلسالمية هي عقد مضاربة بين البنك
والعميل المودع ،وال يضمن البنك الوديعة االستثمارية و ال أرباحها إال في حالة التقصير والتعدي أو
في حالة مخالفة شروط العقد .وال يجوز للبنك ضمان رأس مال المضاربة و صاحب الوديعة يشارك
في الربح و أيضا في الخسارة على حسب مساهمته في وعاء االستثمار.
اختلف المعاصرون في تخريج العالقة التعاقدية للودائع االستثمارية على قولين .4 :
القول األول :تخريج الوديعة االستثمارية على أساس عقد الوكالة.
القول الثاني :تخريج الوديعة االستثمارية على أساس عقد المضاربة.
1خالد بن حمزة،عمر بن دحمان ،الودائع االستثمارية في الصيرفة اإلسالمية الجزائرية مجلة البحوث العلمية و الدراسات اإلسالمية ،المجلد،14
العدد ،5الجزائر ،2022 ،ص 475
2عبد الغني العمومري ،أنواع الودائع في البنوك اإلسالمية و التكيف الفقهي لها ،مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية ،المجلد/العدد ،81المغرب،
،2019ص59
3نعيمة برودي ،نفس المرجع ،ص 393-392
4نعيمة برودي ،نفس المرجع ،ص 395-394
و لعدة أسباب يرجح القول الثاني؛ يقوم التخريج الفقهي لعقد الودائع االستثمارية وفق عقد المضاربة
بحيث أن المودعين هم أرباب مال المضاربة ،في حين أن البنك هو المضارب ،ويتوزع الربح بينهما
بحسب شروط العقد"
.3.2.2أنواعها :تعتبر هذه الودائع الوعاء الرئيسي الذي تتدفق من خالله األموال من أرباب األموال
إلى البنك اإلسالمي بغرض قيام البنك باستثمارها ،ويوجد نوعان منها :
حسابات االستثمار المشترك (المطلقة) :وهي التي يتلقاها البنك مع تفويضه من قبل أصحابها
باستثمارها ،وخلطها بأمواله (الذاتية) حقوق الملكية أو األموال التي لو حق التصرف المطلق فيها
(الحسابات الجارية) دون تقييدهم له باستثمارها بنفسه أو في مشروع أو غرض معية ،أو بكيفية
1
معينة.
حسابات االستثمار المخصص (المقيدة) :و هي الودائع النقدية التي يودعها أصحابها في البنك
الذي يتقيد في إدارتها واستثمارها ببعض القيود والشروط.
ويجب في كال النوعين من الودائع (حسابات االستثمار المشترك واالستثمار المخصص( أن تحدد نسبة
الربح مقدما في عقد المضاربة (المطلقة أو المقيدة) ،ألن ذلك ما يجب في عقد المضاربة و إال فسد
العقد لجهالة الربح.
.1.3.2تعريفها :تعرف على أنها المبالغ النقدية التي يقتطعها األفراد من دخولهم و يدفعونها الى
المصرف ليفتح لهم بها حسابا ادخاريا ،يحق لهم سحبه أو سحب جزء منه في أي وقت .ويدفع
المصرف التجاري للعميل المدخر فائدة ضئيلة على أساس أدنى رصيد له في حساب التوفير خالل
2
الشهر.
يفتح هذا النوع من الحسابات لتشجيع صغار المدخرين على التوفير ،فيحصل المدخرون على جزء من
األرباح المحققة التي تحتسب التي تحتسب على أساس الرصيد األدنى للحساب بحيث يمنح المدخر
3
عادة دفترا تسجل فيه كل عملية سحب أو إيداع.
.2.3.2تكييفها الفقهي :الجزء منها المخصص للتسديد سحوبات المودع تكون بمثابة حساب
جاري ،و تكيف على أنها قروض أما تلك التي يختار لها صاحبها أن تدخل في حساب
4
استثماري ،فتكيف كالودائع االستثمارية على أنها مضاربة.
5
.3.3.2أنواعها :تنقسم الودائع االدخارية إلى قسمين:
- 1عادل عبد الفضيل عيد ،االحتياط ضد المخاطر في المصارف االسالمية )دراسة مقارنة) ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،طبعة أولى،2011 ،
ص335
2أحمد حسن أحمد الحسني ،الودائع المصرفية:أنواعها –استخداماتها –استثماراتها ،المكتبة المكية /دار ابن حزم ،السعودية،الطبعة أولى،
،1999ص112
3موقع البنك الوطني اإلسالمي :الحسابات و الودائع | البنك الوطني االسالمي (consulté le 28/03 à 07 :02 )inb.ps
4خالد بن حمزة ،عمر بن دحمان ،مرجع سابق ،ص 476
5د.عبد الغني العمومري ،مرجع سابق ،ص 60
حساب االدخار مع التفويض باالستثمار :و يستحق هذا الحساب نصيبا من الربح،و يحسب العائد
من الربح أو الخسارة على أقل رصيد شهري ،و يحق للمتعامل اإليداع أو السحب في أي وقت
شاء.
حساب االدخار دون التفويض باالستثمار :و هذا النوع ال يستحق ربحا و يكون حكمه حكم
الحساب الجاري.
الودائع من أهم مصادر األموال الخارجية التي يعتمد عليها و البنك و يسعى إلى تنميتها و ذلك لما
تمتلكه من أهمية كبيرة
توجيه الأموال والمدخرات إلى قنوات استثمارية تعزز الإنتاج وتزيد من رأس المال ،ممuuا ينعش .1
اقتصاد الدولة.
تفيد الودائع المصارف أكثر بكثير من الاحتياطات و رأس المال كونuuه لا ُيمكن اسuuتثمارها في .2
مشاريع تدرج الأرباح.
uبة uل نسu uبب تقليu تساهم الودائع في تقليل الاستهلاك ،مَّم ا يترتب عنه الاستقرار النقدي للدولة بسu .3
التضخم و هذا ما يساهم في التنمية الاقتصادية.
تعد عملية الإيداع بحد ذاتها خدمة ُتقَّد م للأفراد فالودائع توفر عائدا جيدا للمودعين مما يحقuuق لهم .4
الاستقرار المادي.
إَّن الودائع ُتفيد في التوزيع العادل والمدروس للموارد المالية على المشاريع التي ُتستثَم ر بها ،مَّم ا .5
يؤدي إلى توزيع المخاطر والتقليل منها.
تسهل عملية الدفع بين الأشخاص من خلال التحويل السريع وخصوصًا خارج حدود الدولة. .6
ترتكز البنوك الإسلامية في تقديم خدماتها و إجراء عملياتها الاستثمارية بشكل أساسي على الودائuuع ،فهي
uا
أهم مصدر للمال لدى البنوك بصفة عامة .و لذلك وجب على البنك الاهتمام بجذب هذه الودائع و تنميتهu
من أجل الاستغلال الحسن لها و تحقيق المنفعة العامة؛ ومن أهم العوامل لذلك:
تـقديم خـدمات مصرفية مميزة :2ظهرت المصارف الإسلامية بعد معالجة الكثuuير من المعuuاملات
المصرفية لتتوافـق مع متطلبات الشريعة الإسلامية وتتناسب مع احتياجات المتعاملين ،وبهذا يسuuاهم
المصرف في زيادة ودائعه نظًر ا لإقبال الأفراد على الاستفادة من الخدمات المقدمة من قبل المصرف.
الودائع المصرفية :أنواعها ،وأهميتها ،وحكمها في اإلسالم ()annajah.netتم اإلطالع في 29/03/2023على الساعة 11:45 1
2أالء محمود ديدح ،عوامل تنمية الودائع في البنوك اإلسالمية :تطبيق عملي على آلية توزيع العوائد في مصرف البركة في سورية ،مجلة
االقتصاد اإلسالمي العالمي ،المجلد/العدد ،106سورية ،2021 ،ص64
انـتشار الوعي المصرفي الإسلامي :يعتبر الوعي المصرفي عاًم لا مهًم ا في تنمية الودائع؛ فمنذ نشأة
المصارف الإسلامية ظهرت العديد من التساؤلات عن ماهية البنوك الإسلامية؛ واختلافهuا عن البنuوك
uرuحيحة لنشu الاخرى ،وإن إجابة المصارف الإسلامية على هـذه التساؤلات هي من أحد السبل الصu
1
الوعي المصرفي الإسلامي ،وكلما زاد الوعي في المجتمع أدى ذلك لزيادة الودائع وتنميتها.
متانة المركز المالي للبنك الإسلامي :يعبر المركز المالي للبنك الإسلامي عن محصلة أعماله وأنشطته
في صورة رقمية ،موضحا لجميع قارئي القوائم المالية عن مصادر أمواله واسـتخداماته ،وكلمuuا
2
زادت العوائد والمنافع المحققة زاد الحافز لدى الأفراد والشركات للاستثمار في المصرف.
الانتشار الجغرافي للبنك و فروعه :تسعى البنوك الإسلامية إلى الانتشار محليا و دوليا و توسيع نطاقها
الجغرافي من أجل استهداف أكبر شريحة ممكنة و بالتالي زيادة الودائع التي تتلقاها.
uالي
uا ،و بالتu
تعظيم أهمية العائد االقتصادي :النظام البنكي يقوم بدور كبير لجمع الودائع و نموهu
للمنظومة البنكية تأثير إيجابي على االستثمار و بالتالي النمو االقتصادي 3،فتحقيق الuuربح يعuuود
بالنفع على جميع األطراف و من بينهم المودعين.
أداء الخدمات نيابة عن المتعاملين وتيسير معاملاتهم :يقوم المصرف الإسلامي بأخذ العبء في تأدية
uال
uاهم في إقبu
uتي تسu بعض الخدمات نيابة عن المتعاملين مثل توطين الرواتب ودفع الـفواتـير الu
4
الأفراد على التعامل مع المصرف و تمهيدا لزيادة الودائع في البنك.
سمعة البنك :البنك الإسلامي بالتحديد يجب عليه أن يحفظ سمعته بتطبيقه لأصول الصيرفة الإسلامية و
الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية .فسمعة البنك االستثمارية وهيكل رأس المال القوي تعكس مuuدى
كفاءة اإلدارة ،وبالتالي ثقة العمالء في البنك .فهذا ما يدفع بالأفراد المسلمين للتعامuuل مuuع البنuuك
الإسلامي لقضاء حاجاتهم تحت ظل الشريعة الإسلامية.
سرعة أداء الخدمة :حيث سعت البنوك مبكرا إلى االستفادة من الثورة التكنولوجية وذلك باستخدام
uلuة التحويu
uة وأنظمuاألساليب والوسائل ذات التقنيات العالية ،فقد استخدمت الحاسبات االلكترونيu
5
المختلفة ،مثل غرفة المقاصة االلكترونية وجهاز الصرف والصراف اآللي.
uتثمارات،
uال االسuالتوسع في تقديم خدمات غير مصرفية :تتمثل يف تقدمي االستشارات في مجu
uه،
uطته ،وإدارة أعمالu
وإدارة األموال العائدة إلى المودع ،والسعي إلدارة محفظة استثماراته وأنشu
6
وذلك مقابل نسبة من األرباح يتم االتفاق عليها.
خاتمة الفصل
إن هذه البنوك تلعب دورا اقتصاديا و اجتماعيا هاما من خالل الخدمات التمويلية المختلفة التي توفرها
والقائمة على صيغ التمويل المباحة في الشريعة اإلسالمية من مرابحة ،سلم ،استصناع ،إجارة،
مشاركة ،مضاربة ،القرض الحسن بدون فائدة ..حيث يهدف البنك من خالل هذه العقود باإلضافة إلى
تحقيق عائد ،تهدف أيضا إلى تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية بالمشاركة الفعلية في النشاط
االستثماري فال يقتصر هدفه على تعظيم ثروة المالك فقط.
في نهاية هذا الفصل تطرقنا إلى الودائع ؛ تعريفها ،أنواعها و تكيفها الفقهي و أيضا فهم أهميتها
للبنك و عوامل تنميتها في البنوك اإلسالمية و هذا تمهيدا للفصل الثاني الذي سيتمحور حول هذه
الودائع ؛ إدارة و توظيف الودائع و أيضا المخاطر التي يتحملها البنك جراء استقباله لها و ما يترتب
عليه لحمايتها و رقابة البنك المركزي على كل هذا.
.
الفصل الثاني
تعتبر الودائع البنكية أهم مصادر األموال الخارجية التي تعتمد عليها البنوك التجارية عامة و البنوك
اإلسالمية خاصة فهي تنفرد في هذه األخيرة بمجموعة من المميزات في أشكال توظيفها و آلية إدارتها
و إدارة عوائد استثمارها بين األطراف المشاركة.
و سيكون هذا الفصل الثاني لفهم دقيق إلدارة الودائع في البنوك اإلسالمية و الرقابة المطبقة عليها من
طرف السلطات اإلشرافية ،و ذلك من خالل ثالث مباحث حيث سينفرد المبحث األول بدراسة طرق
توظيف الودائع في البنك اإلسالمي و إدارتها و توزيع األرباح بين أصحابها و بين المساهمين مع
اإلشارة إلى صالحية أصحاب الحسابات في الرقابة على أموالهم .و كمبحث ثاني سيكون مضمونه
المخاطر على الودائع ،فالبنك يتحمل جملة من المخاطر جراء توظيف هذه الودائع و المشاركة بها في
مشاريع محتملة الربح و الخسائر ،بحيث يجب عليه أن يتخذ جملة من التدابير االحترازية لحماية
أموال المدعين من أي مخاطر قد تصيبهم كإجراء وقائي و بعدها اإلجراء العالجي لحماية الودائع
المصرفية حسب ما جاء به المشرع الجزائري و السلطات اإلشرافية للبالد .و في آخر هذا الفصل
سيكون المبحث الثالث حول رقابة السلطات اإلشرافية للبالد على الودائع في البنوك التجارية و
اإلسالمية منها خاصة ،حيث سيتم التطرق إلى تعريف هذه السلطات و دورها في الرقابة و كذا اآلليات
التي تمارس بها نشاط الرقابة على باقي البنوك.
المبحث األول :توظيف و إدارة و الودائع
تقبل البنوك اإلسالمية األموال على شكل ودائع من الناس لتحقيق أهدافهم المختلفة تحت نوعين
رئيسيين من الودائع هما الحسابات (الودائع) الجارية وحسابات (ودائع) االستثمار المختلفة فالنوع
األول تأخذه البنوك اإلسالمية على أساس القرض أو( األمانة( تطبيقا للقاعدة الشرعية "الخراج
بالضمان" بينما تأخذ النوع الثاني من الودائع )االستثمارية) على أساس المشاركة في الربح والخسارة
بناء عمى قاعدة الغرم بالغنم .فمن خالل هذا المبحث سنتطرق لدراسة الودائع من خالل التطرق إلى
آليات توظيف الودائع ،توزيع اإلرباح ثم الرقابة من طرف أصحاب المال.
البنوك اإلسالمية كوسيط مالي تهتم بجمع الودائع من العمالء الذين يردون ادخار ودائعهم و استثمارها
من خالل الشطر الثاني من وظيفة البنك أال و هي التمويل الذي توفره لألفراد و المؤسسات باستخدام
األموال المودعة.
تتلقى البنوك اإلسالمية نوعين رئيسيين من الودائع ،فمنها ما تتلقاها على أساس األمانة و هي الودائع
الجارية التي تضمن استردادها للمودعين عند الطلب وال يتحمل المتعامل أي مخاطر نتيجة لتشغيل
واستثمار تلك األموال و بالتالي ال يحق له أرباح تشغيلها فال تقدم عليها أي عوائد مالية و أي أرباح
محققة تكون من نصيب البنك.
بينما النوع الثاني فهو الوديعة االستثمارية و التي تكون في البنوك اإلسالمية عبارة عن عقد مضاربة
بين البنك والعميل المودع ،إذ أن هذا األخير يعتبر بمقتضى عقد المضاربة الشرعية بمثابة رب المال
والبنك بمثابة المضارب .وال يضمن البنك الوديعة االستثمارية وال أرباحها إال في حالة التقصير
1
والتعدي أو في حالة مخالفة شروط العقد.
تتنوع صور التوظيف في البنك اإلسالمي فتمثل عصب عمل البنوك اإلسالمية و مصدر تحقيق
2
اإلرادات فتنقسم إلى:
.2.2أنشطة استثمار يقوم بها البنك باالشتراك مع الغير :و هي أنشطة التمويل االستثمارية بصيغها
المختلفة البديلة للقروض الربوية و تتمثل في :
1نعيمة برودي ،طرق احتساب أرباح الودائع االستثمارية في البنوك اإلسالمية ،مجلة البحوث االقتصادية والمالية ،مجلد ،8العدد ،01الجزائر،
،2021ص 411
2محمود األنصاري،اسماعيل حسن،سمير مصطفى متولي ،البنوك اإلسالمية ،مطابع األهرام التجارية ،مصر ،طبعة غير مذكورة ،1988 ،ص
58
البيوع اآلجلة :كالمرابحة ،السلم ،االستصناع ،اإلجارة و اإلجارة المنتهية بالتمليك
المشاركات :وهي صيغ المضاربة و المشاركة
.3.2عموالت الخدمات المصرفية :يوفر البنك مجموعة من الخدمات لزبائنه أصحاب الحسابات
كإدارة الحسابات التي تساهم في تحقيق عائدات البنك اإلسالمي.
ال تضمن البنوك اإلسالمية أموال المودعين و ال تمنح عوائد ثابتة عليها ،بل يشارك أصحابها في
الربح و الخسارة وذلك خالفا للبنوك التقليدية التي تمنح فوائد ثابتة .لذلك فالمنافسة بينها و بين هذه
البنوك يكمن في قدرتها على منافسة البنوك التقليدية و استمرارها مرهون بتحقيق أرباح تنافسية
ترضي طموح المودعين و المساهمين.
1
العوامل المؤثرة في توزيع األرباح .1
توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر في سياسة البنك اإلسالمي في توزيع األرباح ،إذ نجد من بين
تلك العوامل الطريقة التي يدير بها البنك األصول المالية ،ونوعية المحفظة االستثمارية وعامل الزمن،
وأيضا نسب األرباح المحددة بداية بين البنك وأصحاب الحسابات االستثمارية لها تأثير ،إضافة إلى
عوامل أخرى تجعل سياسات توزيع األرباح تتباين بين البنوك اإلسالمية.
تعدد مصادر األموال يجعل البنك في إشكالية أي األموال لها األولوية في االستثمار ،ويحدث هذا عندما
تكون األموال الموجهة لالستثمار أكبر من الفرص االستثمارية المتاحة ،مما يجعل البنك اإلسالمي
أمام قرار المفاضلة بين أموال أصحاب الودائع االستثمارية وأموال المساهمين وأيهما تمنح األولوية
في التوظيف ،فهناك ثالث نماذج تنتهج :
النموذج األول :تعطى األولوية ألصحاب حسابات االستثمار المطلقة ،حيث يتم توزيع الربح بين
المالين ،فتستثمر أموال أصحاب حسابات االستثمار المطلقة بالكامل والباقي من أموال البنك،
النموذج الثاني :يكون للبنك نصيب األولوية ،حيث يتم توزيع الربح بين المالين على أساس أنه تم
استثمار أموال البنك بالكامل ،والباقي من أموال أصحاب حسابات االستثمار المطلقة
النموذج الثالث :توزع األرباح في هذا النموذج على أساس التناسب بين مصادر األموال دون إعطاء
األولوية ألحدهما ،نظرا ألن كليهما موجهان لالستثمار فال يجب تفضيل أحدهما على اآلخر ،حيث
يتبنى أصحاب هذا النموذج طريقة النمر أو األعداد ،حيث يتم اعتبار مساهمة األموال المشتركة في
االستثمار عمى أساس فئات المستثمرين ومدة االستثمار والوزن النسبي لكل فئة ،بحيث يشترك في ذلك
أموال المستثمرين وأموال المساهمين.
. 2.1نوعية المحفظة االستثمارية (طرق خلط أموال المضاربة بأموال البنك اإلسالمي(
.1.2.1المحفظة المنفصلة بالكامل :و قيها يقوم البنك اإلسالمي باستثمار أموال أصحاب الحسابات
االستثمارية بشكل منفصل تماما على استثمار أمواله الخاصة ،فيتحمل مخاطر أمواله الخاصة وحده و
بالتالي يحق له أرباح استثمارها له وحده ،و كذا بالنسبة ألصحاب الحسابات االستثمارية حيث يحق لهم
نتائج استثمار أموالهم الخاصة مع أخذ البنك حصة من الربح متفق عليها كمضارب.
-حصة البنك اإلسالمي من الربح سواء كان هو صاحب أموال االستثمار أومن أموال أصحاب
حسابات االستثمار المطلقة أو المقيدة.
ت خلط أموال المساهمين بحسابات االستثمار المخصص عندما ال تكفي لتمويل المشروع المخصص.
ويتم حساب الربح في حالة المحفظة المنفصلة بالكامل من خالل المعادلة التالية:
صافي الر بح التشغيلي للبنك وحده= إجمالي الربح التشغيلي ( إيرادات استثمار أموال البنك الخاصة
+إيرادات الخدمات المصرفية +حصة البنك كمضارب ) -المصروفات اإلدارية والعمومية .أما
حصة أرباب األموال من األرباح تكون من خالل طرح حصة المضارب من إجمالي إيراد استثمار
1
أموالهم.
ومن إيجابيات هذه المحفظة أنها مبنية على األصل في عقد المضاربة وهو تولي العامل إدارة أموال
المضاربة منفصلة عن ماله الخاص ،وهذا يسهل عملية احتساب األرباح وتوزيعها بين البنك اإلسالمي
وأصحاب الحسابات االستثمارية ،فبإتباع هذا األسلوب تتفادى البنوك اإلسالمية مشاكل قياس الربح
2
وتوزيعه بسبب وضوح ربح وخسارة أموال المضاربة.
.2.2.1المحفظة المختلطة بالكامل :وفيها يقوم البنك اإلسالمي بخلط جميع أمواله الخاصة مع جميع
أموال المضاربة ،بحيث يشترك البنك مع أرباب األموال في جميع إيرادات االستثمار وفي جميع
المصروفات ،ومن ثم فإن حصة كل طرف من األرباح تحسب بنسبة مساهمته في رأس مال المضاربة
مقابل تحميل اإليرادات الناتجة عن استثمار هذه األموال بكافة المصاريف العمومية و اإلدارية ،
وأيضا يشترك الطرفان في إيراد الخدمات المصرفية رغم أن هذه اإليرادات تنجم عادة عن استثمار
أصول البنك الخاصة ،إال أن تحميل جزء من هذه المصروفات ألصحاب الحسابات االستثمارية جعل
من حقهم الحصول على جزء من إيرادات الخدمات المصرفية .ويتم احتساب نسبة مشاركة كل طرف
3
في رأس المال بقسمة األموال الخاصة بهذا الطرف على مجموع األموال المتاحة لالستثمار.
1فؤاد الفسفوس ،البنوك اإلسالمية ،دار الكنوز ،األردن ،طبعة األولى ،2010 ،ص195
2حسين محمد سمحان ،أساليب خلط مال المضاربة وآثارها في قياس الربح وتوزيعه في المصارف اإلسالمية ،المجلة األردنية في الدراسات
اإلسالمية ،المجلد ،04العدد ،04األردن ،2008 ،ص84
3حسين محمد سمحان ،نفس المرجع ،ص 85
يمكن حساب الربح في حالة المحفظة المختلطة بالكامل كما يلي:
صافي الربح القابل للتوزيع بين الطرفين= صافي الربح التشغيلي (إجمالي اإليرادات -المصروفات
1
اإلدارية)-االحتياطي القانوني.
حيث يتم اقتطاع %10كاحتياطي قانوني من صافي األرباح التشغيلية قبل توزيعها عمى األطراف
2
المشاركة.
3
في حين أن حصة ربح كل طرف يتم الحصول عليها كما يلي:
حصة البنك= نسبة مساهمة البنك× الربح القابل للتوزيع حسب الشروط
حصة أصحاب الحسابات االستثمارية = مساهمتها في االستثمار× الربح القابل للتوزيع = (صافي
رصيد الحسابات االستثمارية ÷ مجموع األموال المشاركة المحسوبة) × الربح القابل للتوزيع.
فمن أجل احتساب األرباح يتم ضرب نسبة أصحاب الحسابات االستثمارية في األرباح المحققة إليجاد
إجمالي حصتهم من األرباح التي يطرح منيا حصة البنك كمضارب للتوصل إلى صافي الحصة ومن
4
ثم طرح صافي حصتهم من مجموع األرباح المحققة إليجاد حصة المساهمين.
.3.2.1المحفظة المختلطة جزئيا :يقوم البنك اإلسالمي بخلط جزء من أمواله بأموال الحسابات
االستثمارية ،وعادة ما يكون هذا الجزء قابال لالستثمار ،وهو الجزء السائل من موجودات البنك
الخاصة ،أما األصول الثابتة فيتم خصمها من أموال البنك الخاصة وما في حكميا ،وال يتم إدخالها
5
ضمن األموال المشاركة في االستثمار.
6
و تأطر هذه الطريقة بمجموعة من القواعد لقياس وتوزيع الربح كما يلي:
تعتبر جميع أموال البنك الخاصة وما في حكمها مشاركة في االستثمار ما عدا األصول الثابتة ،وذلك
بعد منح األولوية في االستثمار ألصحاب الحسابات االستثمارية.
يتحمل البنك اإلسالمي وحده جميع المصروفات اإلدارية والعمومية على اعتبار أنها من العمل الذي
يجب عليه القيام به في المضاربة.
يستأثر البنك اإلسالمي بإيرادات الخدمات المصرفية على اعتبار أنها ناتجة عن استعمال األصول
الثابتة وتحمل المصروفات اإلدارية والعمومية.
يمكن أن يتم اقتطاع جزء من أرباح االستثمار المشترك لمواجهة مخاطر االستثمار إذا وافق الجميع
على ذلك.
يحصل البنك على حصته المتفق عليها كمضارب من إيرادات االستثمار المشترك.
حصة البنك = حصة البنك كمضارب +حصته كمالك مال +إيرادات الخدمات المصرفية -
المصروفات اإلدارية والعمومية.
إن موضوع توزيع الربح في البنوك اإلسالمية يختلف عن ما هو وارد في نظيرتها التقليدية وذلك
بسبب طبيعة عقد المضاربة الذي يحكم العالقة بين المساهمين والمودعين المستثمرين؛ حيث تدمج
أموال الفئتين مع بعض وتوّج ه نحو استثمارات متعددة .فمعادلة الربح في أبسط صورها هي
(اإليرادات – المصاريف) ولكن لتوزيع هذه األرباح هناك أسس و قواعد لذلك هي:
أسس توزيع األرباح بين البنك اإلسالمي وأصحاب حسابات االستثمار .1.2
على البنك أن يراعي مجموعة من الضوابط عند توزيعه ألرباح المضاربة بين البنك اإلسالمي و
1
أصحاب الودائع االستثمارية ،و منها:
تحديد نسب الربح عند التعاقد وبحصة شائعة .و ال يجوز تعديلها بعد التعاقد إال بموافقة الطرفين،
ويجب اإلفصاح عن ذلك في التقارير المنشورة.
للبنك الحق في تحديد نسبة ربح موحدة بينه وبين جميع أصحاب الحسابات ،أو أن ال تكون هذه
النسبة موحدة ،وتختلف باختالف حجم الحساب.
تستخدم طريقة األعداد الحتساب األرباح للحسابات االستثمارية المشتركة المتباينة في المقدار
والمدة.
يجوز االتفاق على ابتداء مشاركة الحساب في األرباح اعتبارا من بداية مدة الحقة مثل اشتراط
مشاركة الحساب في األرباح من اليوم األول من الشهر التالي لشهر اإليداع.
يجوز االشتراط على صاحب الحساب االستثماري في العقد عدم السحب إال عند حلول األجل
المتفق عليه وأن انسحابه قبل ذلك يعني فقدان المبلغ المسحوب من حقه في األرباح وإذا قل
رصيده عن مبلغ محدد يعتبر منسحبا من المضاربة.
يتم توزيع األرباح المشتركة بين البنوك اإلسالمية في فترات دورية على أساس أن كل دورة تعتبر
مضاربة مستقلة بحساباتها و أوضاعها المالية اعتمادا على التنضيض الحكمي ،وأن المحاسبة
التامة تكون كالقبض.
فصل حصة البنك في المضاربة كرب العمل :فبعد خصم كافة التكاليف المباشرة من اإليرادات
الناشئة عن كل نشاط يتم طرح حصة البنك من المضاربة كرب العمل ،وهي النسبة المتفق عليها
2
مع المودعين.
تتبع البنوك اإلسالمية في توزيعها لألرباح طريقتين ؛ هما طريقة األعداد المصرفية (طريقة النمر)،
وطريقة التقويم الدوري.
حساب النمر أو األعداد( )product daiyهي حاصل ضرب المبلغ باألرقام ،وهي عبارة مستخدمة في
حساب الفوائد لدى المصارف الربوية ،وفي حساب فوائد القروض عمومًا .وقد استعارت البنوك
اإلسالمية هذه الطريقة لتوزيع أرباح كل دورة على حساب االستثمار المشترك لديها ،ذلك أن الودائع
مختلفة المدد ،وال يمكن التسوية بين مبلغين متساويين في المقدار ولكنهما مختلفان في المدة ،وال بين
مبلغين متساويين في المدة ولكنهما مختلفان في المقدار .طبعا لو تساوت المدد لتم التوزيع على أساس
3
المبالغ فقط.
1المنصور ،ضيف هللا عيسى المنصور ،نظرية األرباح في المصارف اإلسالمية )دراسة مقارنة) ،دار النفائس ،األردن ،الطبعة األولى،2007 ،
ص314
2نعيمة برودي ،مرجع سابق ،ص408
3عبد الباري مشعل ،العوامل التي تحدد توزیع األرباح على المودعین في البنوك اإلسالمیة ونموذج بنك اإلنماء في احتساب الربح في حال خلط
أموال المضاربة بأموال المضارب ،اصدار :هیئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالیة اإلسالمیة المؤتمرالتاسع للهیئات الشرعیة ،2010 ،ص
23
يجوز استخدام طريقة النمر لحساب األرباح و توزيعها بين المشاركين في وعاء استثماري واحد
(أصحاب حسابات االستثمار) ،وذلك بالنظر إلى المبلغ والزمن لموجودات كل حساب .فقد نص قرار
مجمع الفقه اإلسالميّ بجدة رقم )135( 122في دورته الثالثة عشر المنعقدة بالكويت في الفترة - 22
27/12/2001حول :hالقراض أو المضاربة المشتركة في المؤسسات المالية على أنه "ال مانع شرعا
ً حين توزيع األرباح من استخدام طريقة النمر القائمة على مراعاة مبلغ كل مستثمر ومدة بقائه في
1
االستثمار.
وتطبق هذه الطريقة لحساب األرباح بين المشاركين في حسابات االستثمار العامة القائمة مع مراعاة
مبلغ كل مستثمر ومدة بقائه في االستثمار(وحدة العملة × الوحدة الزمنية) فيعطي كل حساب نقاطا
2
بمقدار المبلغ والمدة التي مكثها ولو تكرر اإليداع والسحب منه أو تفاوتت المبالغ كل مرة.
3
.2.3.2طريقة التقويم الدوري
وهي طريقة تتبعها بعض البنوك اإلسالمية ،ويتم احتساب ربح كل وديعة من خالل الخطوات التالية:
يلتزم البنك بشراء هذه الوحدات عند طلب المودع بيعها ،أو يمكن مودعا جديدا من شرائها.
توزع األرباح على المودعين بحسب نسبة تملكهم في أصول المشروع عند التصفية )عدد
الوحدات ) بحسب الصيغة التالية:
ويرى بعض الباحثين أن طريقة النمر (األعداد) غير دقيقة ،ألنها تفترض حدوث األرباح في فترات
متعاقبة وعلى وتيرة ثابتة وهذا غير صحيح ،وأن الطريقة األمثل لتحديد الربح هو معرفة النصيب
الفعلي المملوك لكل مودع في االستثمارات المختلفة من خالل التقويم الدوري لموجودات المشاريع .
4
منذ لحظة إيداع العمالء ألموالهم في البنك فإنهم يرتبطون معه و مع مساهميه في عالقة ،حيث تملك
هذه العالقة أوجه مختلفة على حسب المصلحة بينهم.
1عبد الحليم غربي ،سياسات توزيع األرباح في البنوك اإلسالمية :البدائل العادلة بين المساهمين والمستثمرين ،مجلة الباحث ،المجلد ،07العدد
،07الجزائر ،2009 ،ص 171
2هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية ،هيئة ال ، AAOIFIالبحرين ،الطبعة األولى ،2017 ،ص -1018
1019
3برودي نعيمة ،مرجع سابق ،ص 410
4برودي نعيمة ،مرجع سابق ،ص 411
تتمثل مصادر األموال في البنك اإلسالمي في أموال المساهمين ،وأصحاب الودائع االستثمارية،
وحسابات التوفير ،وأصحاب الحسابات الجارية ،حيث تختلف طبيعة عقد كل واحد منهم مع البنك
اإلسالمي؛ فأصحاب الحسابات الجارية يترتب على عقدهم مع البنك اإلسالمي الضمان ،إذ يضمن
البنك لهم أموالهم في كل األحوال ،أما العقد بين أصحاب الحسابات االستثمارية وكذا المساهمين وبين
البنك فال يترتب عليه الضمان إال في حالة التعدي والتقصير 1،وتتجلى عالقة هؤالء مع البنك
2
اإلسالمي كما يلي:
على أساس شركة العنان :بين البنك اإلسالمي والمساهمين حيث توزع األرباح والخسائر بينهم
على حسب عدد األسهم.
على أساس المضاربة :بين البنك اإلسالمي وأصحاب الحسابات االستثمارية فيكون الربح بينهما
عمى حسب االتفاق ،والخسارة على رب المال فقط ،وال يضمن البنك المضارب إال في حالة
التعدي أو التقصير.
على أساس القرض الحسن :مع أصحاب الحسابات الجارية وبالتالي يضمن البنك لهم أموالهم في
كل األحوال ،وال عالقة لهم بالربح والخسارة.
إن استقبال البنك ألموال الناس و دخولها تحت حمايته ووصايته يكلفه بعض المخاطر التي من الممكن
أن تواجهه ،ولتوفير الحماية لها هناك نوعان من الحماية القانونية للودائع ،التي على الدول اتخاذها
وفقا لما ذهبت إليه اتفاقية بازل للمعايير الدولية للعمل المصرفي ،حتى يتسم النظام المصرفي بمستوى
األمان المطلوب ،النوع األول وقائي و الثاني عالجي ،فالنوع األول من الحماية يتمثل في مختلف
التدابير االحترازية ،أما النوع الثاني فيتمثل في التأمين على الودائع و هو الضمان 1.واللذان سيكونان
مضمون المطلب الثاني و الثالث على التوالي .
يواجه البنك اإلسالمي مجموعة من المخاطر المشتركة للقطاع المصرفي بأكمله ،مثل المخاطر المالية
والمخاطر التشغيلية ومخاطر التشغيل والمخاطر العرضية .غير أنها تواجه أيضًا مخاطر محددة
متأصلة في طابعها اإلسالمي ،مثل مخاطر تقاسم األرباح والخسائر الناشئة عن حسابات االستثمار في
األسهم ،والتي تتطلب تقاسم األرباح والخسائر بين المصرف وأصحاب هذه الحسابات .ويرجع هذا
الخطر إلى تحويل المخاطر المرتبطة بالودائع إلى مساهمي البنك 2.و يمكن تصنيف هذه المخاطر في
3
البنوك اإلسالمية إلى:
هي المخاطر المتعلقة بنوع صيغة التمويل :مرابحة مشاركة ،مضاربة.... ،الخ
1.1مخاطر التمويل بالمرابحة :في هذه الصيغة قد يتعرض البنك اإلسالمي إلى المخاطر اآلتية :
.2.1مخاطر التمويل والمضاربة والمشاركة :من أهم مخاطر صيغ المضاربة والمشاركة:
المخاطر الناتجة عن عدم دفع الشريك نصيب البنك في األرباح ،أو التأخر في دفعها؛
المخاطر الناتجة عن تذبذب األسعار ارتفاعا وهبوطا؛
المخاطر الناتجة عن ضعف األداء من جانب الشريك ،أو عدم دراسة المشروع دراسة جيدة؛
مخاطر السمعة الناتجة عن عدم التزام الشريك بالضوابط الشرعية؛
المخاطر الناتجة عن تلف البضاعة تحت يد المضارب؛
المخاطر الناتجة عن خسارة الشركة ،أو كون الربح الفعلي أقل من المتوقع؛
1حسينة بركات ،حماية الودائع في البنوك اإلسالمية ضمن القانون الجزائري ،مجلة المعيار ،مجلد ،27العدد ،3الجزائر،مارس ،2023ص
222
2
https://financededemain.com/quels-sont-les-risques-bancaires-islamiques/ consulté le 27/04/2023 à 21 :05
3عبد المجيد تيماوي ،نظام حماية الودائع في البنوك اإلسالمية تجربة البنك اإلسالمي األردني ،مجلة الواحات للبحوث و الدراسات ،المجلد،04
العدد ،02غرداية-الجزائر ،2011 ،ص 327حتى 329
المخاطر الناتجة عن تجاوز المدة الكلية لتمويل دون إتمام الصفقة
عدم التزام العميل بتسليم السلعة في الوقت أوالكمية أو المواصفات المتفق عليها في العقد؛
عدم تغطية العائد من السلم التكلفة؛
مخاطر انخفاض سعر السلعة بعد استالم البنك لها؛
مع حداثة البنوك اإلسالمية ،يمكن أن تكون هنالك مخاطر تشغيلية حادة مثل مخاطر العاملين ،وتنشأ
هنا عندما ال تتوفر للبنك اإلسالمي الموارد البشرية الكافية والمدربة تدريبا كافيا للقيام بالعمليات المالية
اإلسالمية ،ومع ا الختالف في طبيعة أعمال البنوك اإلسالمية عن غيرها من البنوك ،فربما ال تناسبها
برامج الحاسب اآللي المتوفرة في السوق والتي تستخدمها البنوك التقليدية ،وهذه المسألة أوجدت
مخاطر تطوير واستخدام تقنية المعلومات في البنوك اإلسالمية.
يبدو أن مخاطر السيولة للبنوك اإلسالمية منخفضة حاليا بسبب ما يمكن تسميته بأعراض السيولة
المفرطة التي تواجهها نتيجة لعدم توفر فرص استثمار كافية تتفق مع أحكام الشريعة.
قد يؤدي معدل العائد المنخفض للبنك اإلسالمي مقارنة بمتوسط العائد في سوق المصرفية إلى مخاطر
الثقة ،حيث ربما يظن المودعون والمستثمرون أن مرد العائد المنخفض هو التعدي أو التقصير من
جانب البنك اإلسالمي .قد ال يستطيع البنك اإلسالمي ا اللتزام الكامل بالمتطلبات الشرعية لمختلف
العقود مما قد يؤدي إلى سحب الودائع.
بما أن هناك اختالف في طبيعة العقود المالية اإلسالمية فإن هناك مخاطر تواجه البنوك اإلسالمية في
جانب توثيق هذه العقود وتنفيذها ،فقد طورت البنوك اإلسالمية هذه العقود وفق فهمها للتعاليم الشرعية
والقوانين المحلية ووفق احتياجات الراهنة ثم إن عدم وجود العقود الموحدة إضافة إلى عدم توافر النظم
القضائية التي تقرر في القضايا المرتبطة بتنفيذ العقود من جانب الطرف اآلخر تزيد من المخاطر
القانونية ذات الصلة باالتفاقيات التعاقدية اإلسالمية .
المطلب الثاني :التدابير العامة لحماية أموال المودعين
من بين إجراءات الحماية القانونية التي تنطبق على البنوك اإلسالمية ،قواعد التسيير المصرفي أو
التدابير االحترازية ،و هي مطلوبة وأكدت عليها الهيئات الشرعية للعمل المصرفي اإلسالمي ،كونها
تندرج في إطار العناية التي على البنك اإلسالمي بذلها عند توظيفه للودائع و إال عد مقصرا ،و وجب
عليه الضمان ،حيث تهدف مثل هذه المعايير إلى تفادي تركيز خطر االئتمان على أحد المستفيدين أو
مجموعة من المستفيدين و إحداث توافق بين عمليات القطاع البنكي المالي و النقدي ،و منع اإلضرار
بمالءة البنك ،و ضمان ودائع المودعين بتأمين الحد األدنى من التغطية الدائمة للقروض ،بأمواله
1
الخاصة أي ما يعرف بكفاية رأس المال.
و من بين هذه التدابير المهمة التي ينبغي على البنك التقيد بها من أجل حماية رؤوس األموال و الحد
من المخاطر عليها و عدم تركزها ما يلي :
تحظى الحوكمة في البنوك اإلسالمية باهتمام واسع في أوساط أصحاب القرار من اقتصاديين و
مصرفيين و مراقبين خارجيين و داخليين ،و ذلك للدور الهام الذي تلعبه هذه األخيرة في تقليل
المخاطر التي تتعرض لها هذه البنوك و الحد منها.
وفقا للجنة بازل للرقابة المصرفية الدولية؛ حوكمة البنوك هي الطريقة التي تتم بها إدارة أعمال و
شؤون المؤسسات البنكية من طرف مجالس إدارتها و اإلدارات العليا و التي تؤثر في كيفية قيام البنك
بوضع األهداف و الخطط و تحديد السياسات و اإلصالحات و المسؤوليات و الرقابة و التحكم في
2
المخاطر االئتمانية و غير ذلك.
فيمكن تعريفها على أنها مجموعة من األساليب و اإلجراءات الخاصة التي تبين كيفية تسيير مجلس
اإلدارة و المديرين التنفيذيين لمختلف نشاطات البنك و شؤونه ،فهي تعني مراقبة األداء من قبل مجلس
اإلدارة و اإلدارة العليا ،و حماية حقوق حملة األسهم و المودعين باإلضافة إلى االهتمام بعالقة هؤالء
3
باألطراف الخارجية و التي تحدد من خالل اإلطار التنظيمي وسلطات الهيئة الرقابية.
قد جاء في بيان هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية النص على مجموعة من
4
المبادئ للحوكمة في البنوك اإلسالمية تتلخص في :
إنشاء هياكل حوكمة التي تبرز شفافية االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية.
ال يمكن إلغاء المخاطر كليا و لكن يمكن الحد والتقليل منها ،و يكون هذا من خالل وضع تدابير
طوارئ و مراجعتها بما فيها خطط تعافي قوية و موثوقة حيثما كان ذلك مبررا 2.فقد أشارت هيئة
المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في إدارة المخاطر أنه ينبغي على مجلس اإلدارة
المشاركة في تحديد مستويات المخاطرة التي تستطيع المؤسسة تحملها و التأكد من وجود السياسات و
3
النظم الالزمة للتعرف على المخاطر و قياسها و تحليلها و إعداد التقارير بشأنها و الحد منها.
إن إدارة السيولة النقدية في البنك من األساسيات فهي تمثل أداة فعالة في السياسة النقدية للبنك التجاري
و البنك المركزي فمن المهم المحافظة على قدر امثل من السيولة لدى البنك دون تفويت فرص
االستثمار .و لهذا فقد أورد النظام الجزائري مجموعة من التدابير و اإلجراءات التي على البنوك
إتباعها من أجل المحافظة على مقدار السيولة الالزم.
يتضمن نظام االحتياطات اإلجبارية إلزام البنك المركزي البنوك التجارية على االحتفاظ في حساباته
الجارية بنسبة معينة في شكل نقود قانونية ،ويستخدم معدل االحتياطي اإلجباري للتأثير على حجم
االئتمان الذي تقدمه البنوك التجارية 4.حددت المادة 02من التعليمة رقم () 01-05المؤرخة في03
1الطاهر لطرش ،االقتصاد النقدي والبنكي ،دیوان المطبوعات الجامعیة ،لجزائر ،طبعة أولى 2013 ،ص 415
2صندوق النقد العربي ،المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفاعلة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية ،ترجمة اللجنة العربية للرقابة
المصرفية ،2014،ص 77
3هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،معايير المحاسبة و المراجعة و الحوكمة و األخالقيات ،مرجع سابق ،ص 1128
4دحمان بن عبد الفتاح،عبد الجليل جاليلة ،آلیات الرقابة المصرفیة في المنظومة المصرفیة الجزائریة من خالل المعاییر االحترازیة التفاقیات
لجنة بازل ،مجلة التكامل االقتصادي ،المجلد ،05العدد ،02الجزائر ،2017،ص 190
جانفي 2005المتعلقة بنمط االحتياطي اإلجباري نسبة االحتياطي اإلجباري %1ويتم حسابه شهريا
بداية من اليوم 15إلى اليوم 14للشهر الموالي ،وفي حالة نقص في االحتياطي اإلجباري تخضع
البنوك والمؤسسات المالية لغرامة مالية تساوي %5من المبلغ الناقص ،كما أن معدل االحتياطي
1
القانوني ال يجب أن يتجاوز %15ويمكن أن يساوي .%0
إن حماية الودائع هو مطلب أساسي لتعزيز مكانة البنوك اإلسالمية داخل النظام المصرفي ،و حمايتها
من اإلفالس ،و زيادة ثقة الزبائن في العمل المصرفي اإلسالمي ،ثم إن الودائع في البنوك اإلسالمية
تختلف من ناحية حمايتها و الحفاظ عليها بما هو وارد في البنوك التقليدية التي يجب عليها أن تشارك
في نظام ضمان الودائع.
فرق المشرع الجزائري بين الودائع الجارية و الودائع االستثمارية و بين ذلك في النظام رقم 02-20
المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية حيث جاء في نص المادة " 20باستثناء الودائع
في حسابات االستثمار التي تخضع لموافقة مكتوبة من طرف الزبون ،...تخضع ودائع األموال
المتلقاة من طرف شباك الصيرفة اإلسالمية ألحكام المواد المذكور أعاله ،...يحق لصاحب حساب
االستثمار الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن شباك الصيرفة اإلسالمية في لتمويالت التي
يقوم بها و يتحمل حصة من الخسائر المحتملة التي يسجلها شباك الصيرفة اإلسالمية في التحويالت
2
التي يقوم بها "
و بهذا االختالف أخضع المشرع الجزائري الودائع في البنوك اإلسالمية الى نظامين مختلفين:
فقد أخضع الودائع الجارية أو حسابات تحت الطلب إلى أحكام النظام 03-20الذي يتعلق بنظام
ضمان الودائع المصرفية كما جاء في نص المادة 21من النظام رقم ":02-20تخضع الودائع
والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالسترداد والمجمعة من طرف «شبابيك الصيرفة
اإلسالمية» للبنوك ،ألحكام النظام رقم 03-20المؤرخ في 20رجب عام 1441الموافق 15
مارس سنة 2020والمتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية .3".حيث يرى فيه الطريقة المثلى
لضمان الودائع المصرفية ؛ فقد جاء في نص المادة 2منه " :يجب على البنوك و فروع البنوك
األجنبية التي تدعى في صلب النص "البنوك" ،أن تنخرط ،طبقا للشروط المنصوص عليها في
4
هذا النظام ،إلى نظام ضمان الودائع المصرفية".
بينما أخضع الودائع االستثمارية إلتفاق مكتوب مبرم مع البنك وفقا لصيغ التمويل الممكنة حيث
بين ذلك في نص المادة 21من النظام رقم ...":02-20تخضع الودائع في حسابات االستثمار
1ياسمينة عمامرة ،تركية هادفي ،اآليات الحديثة لرقابة البنك المركزي على البنوك التجارية دراسة حالـة القواعد االحترازية في الجزائر خالل
الفترة ( ،)2017-2011مجلة البحوث االقتصادية و المالية ،المجلد ،07العدد ،02الجزائر ،2020،ص 241
2المادة 20من النظام رقم 02-20مؤرخ في 20رجب عام 1441الموافق ل 15مارس سنة 2020المحدد للعمليات البنكية المتعلقة
بالصيرفة اإلسالمية و قواعد ممارستها من طرف البنوك و المؤسسات المالية
3المادة 21من النظام رقم 02-20مؤرخ في 20رجب عام 1441الموافق ل 15مارس سنة 2020المحدد للعمليات البنكية المتعلقة
بالصيرفة اإلسالمية و قواعد ممارستها من طرف البنوك و المؤسسات المالية
4المادة 2من النظام رقم 03-20مؤرخ في 20رجب عام 1441الموافق ل 15مارس سنة ، 2020يتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية
إلى تنظيم خاص ".فالمودعون يملكون حقا في الربح المحقق و ملزمون بتحمل جزء من الخسارة
الممكنة.
إن طبيعة الودائع في البنوك اإلسالمية تجعلها تلتزم بضمان الودائع الجارية ،أما الودائع ا الستثمارية
فإن تطبيق نظام التأمين التجاري التقليدي عليها قد يخرجها من خصائصها األصلية باعتبارها عقد من
1
عقود المضاربة.
فالودائع بالحساب الجاري في البنوك اإلسالمية تبقى بمعنى القروض وأن رغبت بعض البنوك أن
تسميها تجاوز أمانات وبالتالي فان البنك اإلسالمي هو الذي يتحمل نفقة سدادها أو ردها ألربابها .أما
الودائع االستثمارية فحسب قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم )3/9( 86لعام ، 1995على أن "الودائع
التي تسلم للبنوك الملتزمة بأحكام الشريعة اإلسالمية بعقد استثمار على حصة من الربح هي رأس مال
مضاربة ،وتنطبق عليها أحكام المضاربة (القراض) في الفقه اإلسالمي التي منها عدم ضمان
المضارب (البنك) لرأس مال المضاربة" 2.فميزة هذه الحسابات االستثمارية أنها حسابات تشاركية في
الربح و الخسارة فال يمكن تحميل الخسارة الممكنة فيها لطرف على حساب الطرف اآلخر.
عرفت الهيئة الشرعية للمحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية " حماية رأس المال -
وكذلك االستثمارات -هي :استخدام الوسائل المتاحة للوقاية من الخسارة،أو النقصان،أو التلف ،وهي
أعم من ضمان رأس المال المستثمر من حيث إن الضمان هو االلتــزام من جهةَّ معينة بتحمل ما
3
يلحق برأس المال من خسارة ،أو نقصان أو تلف .أما الحماية ،فهي :وقاية رأس المال.
حماية رأس المال بالطرق المباحة مطلوبة شرعا ،وهي تندرج ضمن مقصد «حفظ المال» 4.وعليه قد
أجاز العلماء حماية الودائع من جانب اإلجراءات االحترازية ،في حين رفضوا الضمان لرأس المال.
فيد مدير االستثمار على المال :يد أمانة ،وال يضمن المال إال في حالة تعديه ،أو تقصيره ،أو مخالفته
الشروط .و إن حصلت الخسارة التجارية بسبب التعدي ،أو التقصير ،أو مخالفة الشروط من قبل
المضارب فإن لرب المال أن يطالب المضارب بضمان رأس المال ،وال يحق له المطالبة بالربح
5
الفائت.
فالودائع في المصارف اإلسالمية تنقسم إلى الودائع الجارية التي يمكن إخضاعها لنظام حماية الودائع
حسب ما صرح به التشريع الجزائري في النظام 02-20و أكد عليه أراء الفقهاء فيمكن معاملتها
1
عبد المجيد تيماوي ،مرجع سابق ،ص 331
2
عبد المجيد تيماوي ،مرجع سابق ،ص 330
3
هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية ،ص 1123
4
هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،نفس المرجع ،ص 1123
5
هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،نفس المرجع ،ص 1124
معاملة الودائع الجارية لدى المصارف التقليدية ،أما الودائع االستثمارية تتميز في المصارف اإلسالمية
بعدم جواز إخضاعها للنظام فهي حسابات تشاركية و ال يمكن الضمان فيها إال في حالة التعدي أو
التقصير من طرف البنك لكن يمكن حماية األموال المودعة في هذه الحسابات فحفظ المال من مقاصد
الشريعة اإلسالمية.
فتنقسم سبل الحماية للودائع في البنك اإلسالمي على حسب طبيعة الوديعة جارية أم استثمارية كما يلي:
1.3الوسائل المشروعة لحماية الودائع االستثمارية (رأس المال) /حماية الودائع االستثمارية
شرعت هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في معايير األيوفي الشرعية عدد من
الوسائل لحماية رأس المال المتمثل في المال المودع لدى البنك في حسابات االستثمار أي الودائع
1
االستثمارية الموجهة لالستثمار ،و التي نذكر منها :
التأمين التكافلي على االستثمار؛ لحماية رأس المال ،أو لتغطية مخاطر التعدي ،أو المماطلة ،أو
الوفاة ،أو اإلفالس.
التأمين التكافلي على األصول المؤجرة في الصكوك وغيرها ضد مخاطر التلف والصيانة
األساسية.
تعهد مؤسسات التكافل لضمان الصادرات واالستثمارات.
تعهد طرف ثالث بضمان (بتحمل) خسارة رأس المال الناشئة عن تعدي المدير ،أو تقصيره ،دون
مقابل عن الضمان ،مع حقه في الرجوع عليه.
تكوين احتياطيات لحماية رأس المال ،على أن تقتطع تلك االحتياطيات من حقوق المستثمرين ال
مــن حصة المدير من الربح بصفته مضاربا.
تنويع األصول االستثمارية بما يحقق العائد المناسب ويقلل المخاطر.
أخذ الرهونات والضمانات في المرابحة ،أو السلم ،أو االستصناع لتوثيق استيفاء الديون.
البيع بشرط الخيار (خيار النقد).
يجوز اتخاذ أدوات وإجراءات مشروعة أخرى بموافقة المستثمر لحماية رأس المال من المخاطر؛
سواء أكانت تلك المخاطر مرتبطة بتلف األصل المستثمر ،أم بنقصان قيمته ،أم بالتضخم ،أم
بتذبذب أسعار الصرف ،أو بغيرها.
تخضع الودائع الجارية الى نظام حماية الودائع مثل باقي البنوك ،فقد تم العمل في الجزائر بهذا النظام
بعد إفالس كل من بنك الخليفة و البنك التجاري الصناعي الجزائري ،أو ما يعرف بأزمة البنوك
الخاصة في الجزائر ،حيث تم تفعيل دور شركة ضمان الودائع المصرفية ( )S.G.D.Bو هي عبارة
عن شركة ذات أسهم أسست تحت تسمية صندوق ضمان الودائع المصرفية (ص.ض.و.م) في ماي
2003بموجب المادة 118من األمر 11-03المتعلق بالنقد والقرض المعدل والمتمم ،من طرف بنك
2
الجزائر بصفته عضوا مؤسسا.
1هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،نفس المرجع ،ص 1125حتى 1128
2كلثوم بن قراش ،آليات حماية الودائع المصرفية النقدية في التشريع الجزائري ،مجلة القانون العام الجزائري و المقارن ،المجلد ،07العدد،02
الجزائر ،2021،ص 343
تعرف الجمعية الدولية لنظام ضمان الودائع بأنه "النظام الذي ينشأ إلى حماية لحماية المودعين اتجاه
الخسائر التي يمكن أن تلحق ودائعهم المضمونة في حالة عدم قدرة المصرف على الوفاء بالتزاماته
1
اتجاه المودعين "
فنظام ضمان الودائع يهدف الى حماية صغار المودعين من مخاطر تعثر البنوك أو توقفها عن الدفع،
وذلك عن طريق الزام البنك بالمشاركة في صندوق التأمين على الودائع الذي يمول اعتمادا على
اشتراكات أو مساهمات تلتزم البنوك بسدادها ،وغالبا ما تكون هذه المساهمات كنسبة من حجم رأس
المال المودع لدى البنك.
ففكرة ضمان الودائع في أن يقوم كل بنك بدفع نسبة معینة من إجمالي الودائع لديه على جهة معينة
ينشئها البنك المركزي أو يشارك في إدارتها ،وإذا ما تعرضت الودائع للخطر نتيجة إفالس البنك أو
توقفه عن الدفع تتولى هذه الجهة رد الودائع في حدود المبالغ المؤمن عليها 2.فحسب المادة 07من
النظام رقم 03-20فإن البنوك ملزمة بالدفع إلى صندوق ضمان الودائع المصرفية عالوة سنوية
تحسب على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية ،و يسير هذا الصندوق من طرف شركة
مساهمة تسمى "صندوق ضمان الودائع المصرفية"
يعود إنشاء نظام ضمان الودائع إلى سببين منطقیین من الممكن النظر إلیھما على أساس أنھما
3
یفسران إلى حد بعید الغاية من إنشاء نظام ضمان الودائع وھما:
السبب األول :وھو السبب المباشر والمتعلق بحماية المودعين وزبائنهم بوصفهم من يقومون
بطلب مختلف الخدمات المصرفیة ،حیث إن الهدف من وراء نظام ضمان الودائع ھو التأكید
لجمھور المودعین بأنه تتوفر ألموالھم الحمایة الالزمة من تحمل الخسائر.
السبب الثاني :یعد السبب الغیر مباشر والمتعلق بتخفیض المخاطر النظامیة في القطاع
المصرفي بمعنى تخفیض مخاطر حدوث أزمات مصرفیة ،وذلك یشمل على سبیل المثال
التخفیف من خوف المودعین ومنعھم من التهافت على سحب ودائعھم عند حدوث أي أزمة،
األمر الذي یحول دون حدوث حالة من الذعر المصرفي.
الدور الوقائي ألنظمة ضمان الودائع :تنص معظم تشريعات أنظمة ضمان الودائع الحماية الوقائية
وليس العالجة أي أنها تهدف إلى حماية أموال المودعين من خالل الرقابة على البنوك قبل وصول
البنك إلى مرحلة التوقف عن الدفع ،إال ان هذا الدور الوقائي يتفاوت من بلد إلى آخر ،فمثال في
1عبد الرحمان خليف ،ماجدة مدوخ ،دور نظام ضمان الودائع في إدارة األزمات المصرفیة دراسة حالة مؤسسة ضمان الودائع الفلسطینیة،
مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد ،33العدد ،3الجزائر ،2022 ،ص 745
2بن علي بلعزوز ،مداخل مبتكرة لحل مشاكل التعثر المصرفي :نظام حمایة الودائع و الحوكمة ،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،المجلد ،04
العدد ،05الجزائر، 2008 ،ص 119
3رأفت علي األعرج ،مدى أھمية نظام ضمان الودائع في تدعیم شبكة األمان المالي ،الجامعة اإلسالمیة غزة ،فلسطین ،2009 ،ص 47
4عبد الرحمان خليف ،ماجدة مدوخ ،مرجع سابق ،ص 746/745
السودان أعطى للصندوق سلطة جمع البيانات والمعلومات والتقارير المتعلقة بالبنوك مباشرة أو
عن طريق بنك السودان مع صالحية إجراء مراجعة خاصة ألي بنك أو تفتيش دفاتره بواسطة
بنك السودان من أجل التأكد من السالمة المالية ألي بنك
الدور العالجي ألنظمة ضمان الودائع :حيث يالحظ أنه هناك العديد من المشكالت المصرفية التي
يكون أحدها سببا في إفالس بنك أو إعساره ،ومن هنا يبرز الدور العالجي لنظام ضمان الودائع
من خالل التدخل عند المشكلة وتقديم القروض الالزمة بأسعار فائدة مدعمة أو وضع المصرف
تحت سيطرة المؤسسة أو تعويض المودعين.
المبحث الثالث :رقابة السلطات اإلشرافية للبالد على أموال المودعين
يخضع الجهاز المصرفي الجزائري للرقابة من طرف السلطات اإلشرافية للبالد و ذلك لضمان السير
الحسن و المحافظة على األداء المالي للبنوك ،من خالل هذه المبحث سنتطرق أوال إلى التعريف
بالسلطات اإلشرافية و تبيان دورها في الرقابة ثم سنأخذ كمبحث ثاني طبيعة العالقة بين البنك
المركزي و البنك اإلسالمي ،و كآخر مطلب سيكون أساليب الرقابة على الودائع.
تخضع البنوك اإلسالمية في الجزائر للرقابة السلطات اإلشرافية للبالد مثلها مثل باقي البنوك التجارية
فهي تخضع لرقابة الهيئات التالية:
يعتبر مجلس النقد و القرض من بين هيئات الضبط المستقلة التي جاء بها القانون رم 90/10و التي
1
تبين الوظيفة االقتصادية للدولة في سياق اإلصالحات التي عرفها النظام المصرفي.
.1.1تعريفه و تكوينه
uقuانون 90/10المتعلuيعتبر إنشاء مجلس النقد و القرض من أهم اإلصالحات الجديدة التي حملها القu
بالنقد و القرض (األمر )03/11الذي يمثل بموجب هذا القانون مجلس إدارة بنك الجزائر و يمثل أيضا
uرض uد و القu
السلطة النقدية في الدولة ،و بصدور األمر 03/11المعدل و المتمم ،أصبح مجلس النقu
يتمتع بصالحيات واسعة عن تلك التي كانت مخولة له في ظل القuuانون 90/10من خالل ممارسuuته
2
لرقابة فعلية على النظام المصرفي ،فهو سلطة بمعنى الكلمة.
يتكون مجلس النقد والقرض من محافظ بنك الجزائر بصفته رئيس مجلس النقuد والقuرض ،أعضuاء
مجلس إدارة بنك الجزائر وشخصيتين تختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية والنقدية .هتuuان
3
األخيرتان تعينان عضوين في المجلس بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية.
.2.1دوره و صالحياته
يعتبر مجلس النقد و القرض سلطة نقدية تصدر أنظمة تتعلق باإلصدار النقدي ،الخصم و قبuuول رهن
uا و
uراف عليهuالسندات العامة والخاصة مقابل عمالت و معادن ثمينة و تحديد السياسة النقدية و اإلشu
uتخدام
uد اسu
متابعتها و تقييمها ،و كذلك فيما يخص تطور عناصر المجاميع النقدية و القرضية و تحديu
النقد و وضع قواعد الوقاية التي في السوق و تنظيم القواعد المحاسبية و مراقبة و تنظيم الصuuرف و
سوقه ،كذلك ضبط كل القواعد المتعلقة بفتح فروع و فتح مكاتب التمثيل للبنوك األجنبية ...فهو يظهر
1صافية إقلولي أولد رابح ،مجلس النقد و القرض سلطة إدارية مستقلة لضبط النشاط المصرفي ،المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية،
المجلد 08العدد ،02الجزائر ،2013 ،ص40
2أسماء بعلوج ،هجيرة تومي ،الرقابة على البنوك اإلسالمية الخاصة في الجزائر ،مجلة معالم للدراسات القانونية و السياسية ،المجلد 05العدد
،02الجزائر ،2022 ،ص 17
3الموقع اإللكتروني لبنك الجزائر consulté le 05/05/2023 à 17 :35مهام مجلس النقد و القرض ()bank-of-algeria.dz
كسلطة ضبط اقتصادي مستقلة في صورة سلطة تنظيمية.كما يحدد شروط اعتماد البنوك و المؤسسات
1
المالية و فتحها.
يملك صالحيات الترخيص باإلنشاء و كذلك الترخيص بالتعديل الذي يمس القوانين األساسية للبنوك و
المؤسسات المالية قبل أو بعد الحصول على االعتماد طبقا لنص المادة 62منه .فيتم الترخيص للبنوك
uرض اإلسالمية الخاصة تطبيقا ألحكام المادة 83من قانون النقد و القرض ،أثر قيام مجلس النقد و القu
بفحص االعتماد و مطابقته و حتى بعد منح االعتماد تبقى رقابة مجلس النقد و القرض على المصارف
2
اإلسالمية قائمة.
يمارس بنك الجزائر باعتباره البنك المركزي السلطة الرقابية للمصارف اإلسالمية الخاصuuة بصuuفة
مباشرة .فيعد من أهم المؤسسات المالية و يأتي على قمة النظام المصرفي و يعتبر الدعامة األساسuuية
للهيكل النقدي و المالي للدولة 3.إجماال تستهدف رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية الخاصuuة
4
إلى التأكد من سالمة و شرعية العمليات التي تقوم بها هذه البنوك من الناحية القانونية و التنظيمية.
يستمد تعريف البنك المركزي من وظائفه المختلفة ،فيمكن تعريفه على أنه مؤسسة مركزية نقدية تقوم
بوضيفة بنك البنوك و وكيل مالي للحكومة و مسؤوال عن إدارة النظام النقدي في الدولة 5و كذا حماية
المصلحة العامة من خالل حماية الدائنين و المودعين لديها من خالل التأكد من تطبيق هuuذه البنuuوك
6
لمختلف األنظمة و التعليمات الصادرة عن مجلس النقد و القرض و البنك المركزي.
7
يقوم البنك المركزي بوظائف مختلفة من أهمها:
بنك اإلصدار :فهو ينفرد بحق إصدار النقود الورقية –البنكنوت -و يقوك بوضع خطة اإلصدار و
حجم النقد المتداول و يشرف على تنفيذ الخطة ،و هو أيضا المسؤول عن غطاء العملة الورقية من
الذهب و العمالت األجنبية.
بنك البنوك :فالبنوك تحتفظ لديه بأرصدتها النقدية الفائضة عن حاجتها ،و تلجuuأ إليuuه في حالuuة
احتياجها للسيولة النقدية أي هو المقرض األخير و يشرف على عملية المقاصة ما بين البنuuوك ب
إجراء المستويات القيدية من حقوق و ديون البنوك فيما بينها.
بنك الدولة :فهو مصرفها و مستشارها المالي و يحتفظ لديه بودائعها ،و يمسك حساباتها ،و يقuuدم
إليها ما تحتاجه من قروض ،و يشرف على االتفاقيات المالية .التي تعقدها الحكومة من الخارج ،و
إن عالقة البنك المركزي بالمصارف اإلسالمية تختلف من دولة إلى أخرى ،فتتمثل هذه العالقة في
1
ثالث نماذج و ذلك حسب التوجه الفكري و التنظيمي للدولة وهي:
النموذج األول :مثل الباكستان و إيران ،فإن العالقة هنا محددة بضوابط و قواعد تتالءم مع أسس و
مبادئ النشاط المصرفي اإلسالمي و مراقبة إتباعها لهذه القواعد دون تعارض أو تضارب في األهداف
و سياسات الدول التي سمحت بقيام بنوك إسالمية و أصدرت لذلك قوانين تنظم حركتها.
النموذج الثاني :في ظل النظام المصرفي المزدوج ،بعيدا عن البنوك التقليدية تضع لها الضوابط و
تخصص لها األجهزة الحكومية التي تشرف على نشاطها و تتأكد من ممارستها ،و مثال ذلك ما حدث
في تركيا و ماليزيا و األردن و دولة اإلمارات العربية المتحدة ،و في هذه الحالة تأتي العالقة بين
البنوك المركزية و المصارف اإلسالمية منضبطة ،و ال تثار بين الطرفين أية مشكالت ،حيث تسير
األمور و فقا لمواد و بنود القوانين الموضوعة التي تأخذ بعين االعتبار الطبيعة المتميزة للبنوك
اإلسالمية.
النموذج الثالث :البنوك التقليدية و البنوك اإلسالمية حسب هذا النموذج ليست معفاة من القوانين التي
تحكم نشاط البنوك األخرى ،فهي تعمل وفقا لذلك كوحدات صغيرة وسط مجموعة كبيرة من البنوك
التقليدية ينظمها قانون الدولة و يشرف عليها البنك المركزي ،و معظم البنوك اإلسالمية تعيش اآلن هذه
الظروف في كل من مصر و الكويت و الجزائر و تونس مثال ،و هذه البنوك تجد نفسها في مأزق
حقيقي نتيجة إلخضاعها ألساليب الرقابة التقليدية من قبل البنوك المركزية في الدول التي تعمل فيها
بعض السلبيات التي لحقت بالبنوك اإلسالمية بسبب خضوعها للرقابة التقليدية.
إن البنوك اإلسالمية في الجزائر على قلتها هي إحدى لبنات النظام المصرفي الجزائري الذي يتكون
من 9مؤسسات مالية و 20بنك تجاري منها بنكين إسالميين تحت سلطة و رقابة بنك البنوك و هو
بنك الجزائر ( البنك المركزي) ،حيث تنشط ضمن إطار قانوني ال يختلف عن ذلك الذي تنشط فيه
2
البنوك التقليدية و المتمثل على وجه الخصوص في قانون النقد و القرض و أنظمة البنك المركزي.
تبدأ عالقة البنك المركزي ،بالبنك التجاري قبل تأسيس األخير .إذ يتوجـب علـى مجموعـة
المساهمين الذي يعتزمون تأسيس مصرف تجاري تقديم طلبهم للسلطة النقدية ،مدعما بالنظام األساسي،
وعقد التأسيس ودراسة الجدوى االقتصادية لتأسيس البنك للحصول على الترخيص الالزم ،وفي حال
1محمد صالح حمدي ،مرجع سابق ،ص 206/207
2أسماء بعلوج،،هجيرة تومي ،مرجع سابق ،ص 24
موافقة السلطة النقدية والجهات الرسمية األخرى علـى تأسيس البنك التجاري يتم تسجيل هذا البنك
لدى البنك المركزي .ويعتبر التسجيل Registrationبحد ذاته أسـلوب أولي لرقابة مستمرة على
تنفيذ أحكام القانون الذي ينظم العالقة بين البنك المركزي والبنك التجاري من حيث الحد األدنى
لرأسمال البنك واحتياطاته ،وأعضاء مجلس إدارته ،وأسماء المخولين باإلدارة ،ومراقبي الحسابات.
وأن أي تغيير يطرأ على هذه البيانات ،يستوجب إبالغ البنك المركزي بها إلجراء التعديالت الالزمة
1
على سجل البنوك لديه.
و تحت إطار قانون رقم 11-03المؤرخ في 26سبتمبر 2003فللبنك التجاري الحق في مزاولة
جميع العمليات البنكية من تمويالت و استثمارات وفقا لمبادئ و أحكام الشريعة اإلسالمية .و لكن
تميزها عن غيرها من البنوك التقليدية من حيث خصوصيتها التي تقضي بعدم تعاملها بالفوائد الربوية
ال يجعلها في منأى عن االلتزامات الواجبة عليها اتجاه الجهاز المصرفي التقليدي الذي تعمل في ظله و
2
تمارس نشاطها تحت سلطته.
3
و من أهم المحاور التي تشكل هذه العالقة ما يلي:
االحتياطي اإلجباري :يفرض البنك المركزي نسبة معينة كاحتياط نقدي على البنوك التجارية وهي
نسبة من ودائع البنك التجاري يلتزم باالحتفاظ بها في صورة رصيد لدى البنك المركزي دون أن
يتقاضى فائدة في مقابلها 4.و يفرض البنك االحتياط اإلجباري على مجمل الودائع دون التفريق بين
الودائع الجارية و الودائع االستثمارية ،فما يفرض على الحسابات الجارية ليس فيه مشكلة و ذلك
لغياب فروقات جوهرية بين البنك اإلسالمي و التقليدي في هذا الخصوص فالبنك ملزم بحفاظها و
ردها كاملة ألصحابه فيده يد أمانة .أما فرض هذه النسبة على الحسابات االستثمارية فهنا يكمن
التعارض و ذلك لطبيعة و اختالف هذه الحسابات في البنوك اإلسالمية عن التقليدية فهذه الودائع
مودعة الستثمارها بالشراكة مع البنك مع تحمل أصحابها لكامل المخاطر و البنك ليس مدينا بها
ألصحابها هو مؤتمن عليها فقط.فال يوجد أي التزام عليه بدفع نسبة االحتياطي عليها .
الرقابة على االئتمان :تمثل الرقابة على االئتمان أهمية كبيرة لدى السلطات النقدية وذلك لم حققته
من توازن نقدي والحد من مشاكل ارتفاع األسعار من خالل التأثير على عملية عرض النقود .و
تلجأ البنوك المركزية إلى وضع شروط لالئتمان فالمصارف اإلسالمية ليست بحاجة إلى هذا
األسلوب ألنها ال تمنح قروض تجارية و لكنها تستثمر استثمار مباشر و بذلك ال يحدث نشاطها إال
تأثير ضعيف على الكمية المعروضة من النقود و لكنها تستثمر استثمار مباشر و بذلك ال يحدث
نشاطها إال تأثير ضعيف على الكمية المعروضة من النقود و لكنها في نفس الوقت تتأثر سلبا
بسريانه عليها نظرا لعدم توافر بدائل شرعية إضافة إلى تعارض هذه السياسة مع أحكام الشريعة
اإلسالمية و هو األمر الذي يترتب عليه ضياع فرص الربحية على أصحاب الودائع فالبنوك
اإلسالمية في الجزائر ال تعامل معاملة خاصة في هذا الشأن.
ضمان الودائع :تلتزم البنوك بالدفع إلى شركة ضمان الودائع المصرفية عالوة سنوية تحسب على
أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية ،المسجلة بتاريخ 31ديسمبر من كل سنة .ويحدد
1فتحي بلدغم،إكرام بن عزة ،أثر السياسة النقدية على البنوك اإلسالمية العاملة في الجزائر بنك البركة ومصرف السالم ،مجلة مجاميع المعرفة،
العدد ،2018-06الجزائر ،2018 ،ص 124
2منال هاني ،واقع توافق األساليب الرقابية لبنك الجزائر مع خصائص البنوك اإلسالمية ،مجلة االقتصاد الجديد ،مجلد ،10العدد ،03الجزائر،
،2019ص396
3خولة بونعاس ،عالقة بنك الجزائر مع البنوك اإلسالمية ،مجلة أبحاث ،المجلد ،05لعدد ،01الجزائر ،2020 ،ص 11-10
4فائزة لعراف ،قياس أثر التغيير في معدل االحتياطي اإلجباري على تطور المستوى العام لألسعار في الجزائر للفترة ،2017-2000مجلة
افاق العلوم ،المجلد ،06العدد ،02الجزائر ،2021 ،ص 231
مجلس النقد والقرض سنويا واستنادا إلى مؤشرات اإلشراف ،نسبة هذه العالوة في حدود .%1
حيث تقوم شركة ضمان الودائع بتحصيل العالوات المستحقة و إيداعها في حساب مفتوح لدى بنك
الجزائر ،كما يتعين عليها التحقق من توظيف هذه الموارد في أصول آمنة ،وهو األمر الذي ال
يمكن أن يتحقق إال من خالل شراء سندات مصدرة أو مضمونة من طرف الدولة .في هذا الصدد
تواجه البنوك اإلسالمية مشكلتين:األولى و هي عدم التفريق بين طبيعة الودائع أو الحسابات
المودعة لديها كما مت ذكره سابقا ،والثانية أن توظيف تلك العالوات المحصلة من طرف شركة
ضمان الودائع يتم يف شكل سندات الخزينة والتي يترتب عنها فوائد وهو ما يتنافى مع طبيعة
عمل البنوك اإلسالمية.
رقابة البنك المركزي :إن البنوك اإلسالمية تمتثل لرقابة البنك المركزي وفقا للترتيبات التي ينص
عليها القانون كاملة ،إال أنها تعاني من مشكلة تقدمي بياناتها وقوائمها للبنك المركزي وفقا لنماذج
معدة خصيصا لتناسب بيانات البنوك التقليدية .حيث تعد المضاربة والمشاركة والمرابحة
كتسهيالت ائتمانية حسب نوعية الضمان ،كما تصنف الحسابات االستثمارية التي تشارك في الربح
والخسارة باعتبارها وديعة ثابتة .فالبنوك اإلسالمية يف هذه الحالة تواجه مشكل ازدواجية العمل.
وال تختلف البنوك اإلسالمية في الجزائر عن هذه الحالة فهي ال تعاني من مشكلة فيما يخص رقابة
بنك الجزائر عليها ،فهي تقوم بتقديم بياناتها بصفة دورية لهذا األخير ولكنها ملزمة بإرسال هذه
البيانات والقوائم وفقا لنماذج تالءم البنوك التقليدية.
المقرض األخير :تقوم البنوك المركزية بدور المقرض األخير للبنوك العاملة في الدولة عندما
تحتاج إلى سيولة ولكن المصارف اإلسالمية ال تستفيد من هذا األسلوب الحتوائه على سعر الفائدة.
كما تقوم بمنح أداة الخصم وإعادة الخصم للبنوك والتي ال تستفيد منها البنوك اإلسالمية كونها ال
تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية .والبنوك اإلسالمية في الجزائر تعاني من نفس األمر دون
محاولة لتكييف أدوات تتالءم مع خصائص هذه البنوك ،فتلجأ البنوك اإلسالمية إلى طرق أخرى
إلعادة التمويل.
السيولة القانونية :يفرض البنك المركزي على البنوك أن تحتفظ بنسبة معينة من السيولة ،تعاني
البنوك اإلسالمية في هذه الحالة من مشكلة انخفاض نسبة السيولة مقارنة مع البنوك التقليدية بسبب
عدم تعاملها بسندات الخزينة التي تدخل ضمن احتساب النسبة ،وهو األمر الذي يؤدي بها إلى
تعطيل استثمار األموال المودعة لديها .كما تدخل الحسابات االستثمارية في احتساب هذه النسبة
والتي كما سبق التطرق إليه فإنه ال يوجد التزام على البنك اإلسالمي بردها كاملة ألصحابها ،وهو
ما يؤثر في احتساب هذه النسبة.
مبدئيا البنوك المركزية ال تفرق وال تفصل في تعاملها و رقابتها على الودائع بين البنوك التقليدية
واإلسالمية ،فالبنك المركزي يقوم بالرقابة على الودائع للحفاظ على حقوق المودعين و الحفاظ على
استقرار العملة الوطنية.
فهي تسعى لتحقيق االستقرار المالي واالقتصادي للنظام العام من خالل تنظيم وترشيد الرقابة على
عمل المؤسسات المالية (اإلسالمية -التجارية) ،واإلشراف عليها والتأكد من أوضاعها المالية
والتزامها بتطبيق وإجراءات العمل التي تتفق والمعايير المحلية والعالمية من الهيئات وبنوك دولية،
فالمؤسسات المالية اإلسالمية تعتبر جزءا ال يتجزأ من النظام المصرفي مما يتطلب معه إخضاع هذه
المؤسسات ألنظمة رقابية وإشرافية تتناسب وخصوصية طبيعة عملها واحتياجاتها وبما يضمن لها
العمل في ظروف متساوية بالسوق التنافسي ولتنسيق وتقوية األداء التي تضطلع به كل من هيئات
الرقابة الشرعية والمصارف المركزية للقيام بالدور المنوط بها للتنمية االقتصادية بجميع مجاالتها وفق
1
القواعد واألسس التي تضمن سالمة مراكزها المالية وضمان حقوق المتعاملين معها
الرقابة المصرفية هي مجموعة من القواعد و األساليب و اإلجراءات التي تسير عليها أو تتخذها
السلطات النقدية و البنوك المركزية و المصارف بهدف الحفاظ على سالمة المركز المالي للمؤسسات
المصرفية توصال إلى تكوين جهاز مصرفي سليم و قوي يساهم في التنمية االقتصادية و يحافظ على
حقوق المستثمرين و المودعين و لضمان سالمة الودائع و القدرة على إعادتها إلى أصحابها عند الطلب
2
أو حسب عقد الوديعة.
تمتثل البنوك اإلسالمية لهذه الرقابة كما هي من دون أي تعديالت تناسبا مع طبيعة هذه البنوك و
خصوصيتها ،البنوك المركزية لم تلتفت لهذه الخصوصية في أعمال البنوك اإلسالمية مما جعلها تطبق
نفس النماذج واألدوات واألساليب المستخدمة في الرقابة على البنوك التقليدية على البنوك اإلسالمية.
فكانت النتائج العكسية في بعض األحيان .لكن هذا ال يعني أن هذه الرقابة ذات نتائج عكسية دوما أو
أنها ال تحقق أهدافها أحيانا وذلك بسبب عدم تحقيق طرح البنوك اإلسالمية عند إنشائها بزيادة فعالية
3
األدوات التمويلية المعتمدة على المشاركة.
يقوم البنك المركزي بالرقابة على الودائع المصرفية لتحقيق مجموعة من األهداف ،فالهدف األهم هو
4
ضمان إعادة هذه الودائع إلى أصحابها عند الطلب ،إضافة إلى أهداف أساسية أخرى منها:
1األنظمة الرقابية للمصارف المركزية على الودائع واالئتمان بالمؤسسات المالية | الشرق (Consulté le 10/05/2023 à 17 :28al-
)sharq.com
2البشير بن عبد الرحمان،حكيمة شرفة ،الرقابة على المصارف اإلسالمية في ظل بيئة مصرفية تقليدية "إشكاالت العالقة مع البنك المركزي"،
المجلة الجزائرية لألبحاث االقتصادية و المالية ،المجلد ،03العدد ،02الجزائر ،2020،ص 163
3محمود حسين الوادي ،اآلثار الرقابية واالقتصادية لرقابة البنك المركزي على الودائع واالئتمان في البنوك اإلسالمية ،مجلة جامعة الكتب
اإلسالمية ،المجلد ،01األردن ،ص 01
4د.محمود حسين الوادي ،مرجع سابق ،ص 6-5
1
إضافة إلى جملة من األهداف األخرى:
متابعة مدى احترام المصارف والمؤسسات المالية للقوانين المصرفية واألحكام التشريعية.
التنسيق فيما بين المصارف ومد يد المساعدة لها ودعمها لتقوية مراكزها المالية.
الوقوف على األخطاء واالنحرافات ،وتصحيحها ،وإيجاد اآلليات التي تعيق ظهورها مجددا.
تجنيب الجهاز المصرفي المخاطر قدر اإلمكان ،وحاالت العسر المالي.
منع تركيز الملكية بأيدي فئة قليلة من المستثمرين.
نشر الوعي المصرفي في أوساط العاملين بالمصارف والمتعاملين معه.
تتبع البنوك المركزية مجموعة من األساليب و األدوات من أجل الرقابة على الودائع المصرفية لضمان
سالمة اإلجراءات المتعلقة بالودائع من الناحية العملية ،و يمكن تقسيمها إلى:
تتعد األساليب الكمية التي يعتمد عليها البنك المركزي في الرقابة على البنوك التجارية ،نذكر منها :
تعتبر كفاية رأس المال كمقياس لمخاطر البنك و تعرف باسم القوة المالية للبنك و قدرته على تحمل
مخاطر الخاسرة ،كما يمكن اإلشارة إليها أيضا كمقياس لمالءة البنك أي قدرته على أداء التزاماته
المالية2.و يستخدم رأس مال البنك كركيزة المتصاص الخسائر في حال حدوثها وكذلك من أجل تمويل
3
البنية التحتية للبنوك.
و هذا يعني أنه على البنك عدم السماح بانخفاض رأس ماله عن ما يقبله من ودائع و ذلك بهدف حماية
أموال المودعين و المحافظة على استقراره.
و بناء على آخر التعديالت التي أدخلتها اتفاقية بازل 3على رأس المال فقد ارتفعت نسبة كفاية رأس
4
المال إلى %10.5و قد أصبح معدله كما يلي:
يلزم البنك المركزي المصارف الخاضعة له بضرورة االحتفاظ ببعض األصول ذات السيولة المرتفعة
حتى يسهل تحويلها إلى نقدية إذا ما زادت حركة المسحوبات من المودعين عن المعدل المتوقع ،و هو
يهدف من وراء تطبيق سياسة السيولة النقدية إلى الحيلولة دون تعرض المصارف ألزمات السيولة
المفاجئة ،ومن أمثلة هذه العناصر السندات الحكومية و أذونات الخزانة فهما يدران عائدا بالنسبة
للمصارف التقليدية بينما ال تتعامل المصارف اإلسالمية بهما ،مما يضطرها إلى أن تحتفظ بكميات
1البشير بن عبد الرحمان،حكيمة شرفة ،مرجع سابق164 ،
2ابتسام بوغدة،حياة نجار ،كفاية رأس المال وفق مقررات بازل 3و أثرها على السيولة المصرفية :دراسة قياسية لعينة من البنوك المدرجة
في السوق المالي السعودي باستخدام نماذج البانال ،مجلة المقريزي للدراسات المالية و االقتصادية ،مجلد،05العدد ،02الجزائر ،2021،ص
35
3إبراهيم الكراسنة ،أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر ،صندوق النقد العربي معهد السياسات االقتصادية ،أبوظبي-
اإلمارات العربية المتحدة ،الطبعة الثانية ،2010ص 5
4ابتسام بوغدة،حياة نجار ،مرجع سابق ،ص 36
أكبر من السيولة تفوت عليها تحقيق عائد 1.فهي تعاني من مشكلة انخفاض السيولة و هو األمر الذي
يتسبب في تعطيل استثمار أموال الودائع.
عادة ما تصدر البنوك المركزية تعليمات للبنوك العاملة تجبرها على االحتفاظ بنسبة من ودائعها لديه.
وتتناسب هذه النسبة مع الحالة التي يمر بها اقتصاد البلد من تضخم أو كساد 2.و ذلك بهدف ضمان
تلبية طلب المودعين ألموالهم في حاالت السحب المفاجئ
و هذه األداة ال تتالءم مع حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية ،فهو غير ملزم بضمان رد هذه
األموال كاملة ألصحابها إال في حال تعديه وتقصيره ،وذلك خالفا للودائع آلجل في المصارف
التقليدية .فهي ديون في ذمتها وهي ضامنة فيها ومن ثم فإن الفلسفة التي تقوم عليها هذه األداة
والمتمثلة في حماية أموال المودعين ال تنطبق على المصارف اإلسالمية وتنطبق على المصارف
3
التقليدية.
.4.1.2سعر إعادة الخصم :يعرف سعر إعادة الخصم بأنه وسيلة يلجأ البنك بموجبها إلى البنك
المركزي للحصول على السيولة مقابل التنازل له عن سندات قام هذا البنك ذاته بخصمها للغير في
مرحلة سابقة .و يمكن أن تكون هذه السندات تجارية (خاصة) أو عمومية ،و لكن دون أن يتعدى
4
تاريخ استحقاق مدة معينة تحدد حسب نوع السندات و طبيعتها.
.2.2األساليب الكيفية
.1.2.2اإلقناع األدبي
وذلك من خالل عقد اجتماعات مع مسؤولي البنوك التجارية لبحث نوعية وكمية القروض ولمحاولة
التأثير على السـلوك االئتمـاني لها وتوجيـه اإلرشادات ،الالزمة لضمان التنفيذ األمثل للسياسة
النقدية للبنك المركزي 5.أي محاولة البنك المركزي اقناع البنوك التجارية بالتضامن معه لتنفيذ سياسة
معينة ،و تتوقف مدى استجابة البنوك التجارية إلى مدى هيبة البنك المركزي.
يمثل هامش الضمان المطلوب ذلك المقدار من األموال التي يمكن أن يحصل عليها العمالء من البنوك
التجارية لشراء األوراق المالية كقرض من هذه البنوك ،و الباقي يدفعه العمالء من أموالهم الخاصة و
يسمى هامش الضمان المطلوب ،فإذا رأى البنك المركزي أن البنوك التجارية قد توسعت في منح
6
االئتمان خاصة منه المتجه للمضاربة فإنه يأمر برفع هامش الضمان.