You are on page 1of 59

‫المرفق ‪ 1‬أسس البنوك اإلسالمية ‪7.............................................................................................................

‬‬

‫الفصل األول‬
‫عموميات حول البنوك اإلسالمية‬
‫و البنوك التقليدية‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول البنوك اإلسالمية و اختالفها عن البنوك‬
‫التقليدية‬

‫تمهيد للفصل‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول البنوك اإلسالمية‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالبنوك اإلسالمية و نشأتها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس وخصائص البنوك اإلسالمية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف البنوك اإلسالمية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اختالف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية‬

‫المطلب األول‪ :‬موارد و استخدامات البنوك اإلسالمية و التقليدية‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الودائع البنكية في البنوك اإلسالمية‬

‫المطلب األول‪ :‬الودائع في البنوك اإلسالمية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الودائع المصرفية وعوامل تنميتها في البنوك اإلسالمية‬

‫خاتمة الفصل‬
‫تمهيد الفصل‬
‫منذ ظهور البنوك اإلسالمية كثر الخلط و التشبيه بينها و بين البنوك التقليدية‪ ,‬و كذا القول أنهما نفس‬
‫الشيء و وضيفتهما تقديم قروض كدين مقابل فوائد‪.‬‬

‫يهدف هذا الفصل إلى عرض عموميات حول البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية من أجل الفهم الجيد‬
‫و القدرة على إبراز الفرق بينهما و كذا التطرق إلى الودائع البنكية في النظامين ‪.‬‬

‫سنحاول خالل هذا الفصل التعمق في البنوك اإلسالمية و فهم ما يميزها عن باقي البنوك التقليدية من‬
‫خالل التطرق إلى أهم العناوين ذات الصلة‪ .‬و من أجل هذا تم تقسيم الفصل إلى ثالث مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول البنوك اإلسالمية؛‬ ‫‪-‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬اختالف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية؛‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الودائع البنكية في البنوك اإلسالمية و‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث األول سيركز حول تعريف البنوك اإلسالمية و تطورها التاريخي و أيضا إبراز أسس ز‬
‫خصائص هذه البنوك و إلى ما تهدف إليه‪ .‬و الثاني سيتناول الفروق بين البنكين من خالل إبراز أوال‬
‫موارد و استخدامات البنك اإلسالمي والقواعد و الضوابط التي تختص بيها هذه البنوك عن نظيرتها و‬
‫أخيرا الفرق بين البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية‪ .‬وكمبحث أخير سيكون حول الودائع البنكية في‬
‫البنوك اإلسالمية تعريفها‪,‬أنواعها‪...‬و أيضا أهميتها و عوامل تنميتها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول البنوك اإلسالمية‬
‫تتمتع البنوك اإلسالمية بمكانة هامة في المجتمع اإلسالمي بسبب طبيعة عملها المتوافقة مع مبادئ‬
‫و قيم الشريعة اإلسالمية و هذا ما يمنح المواطنين ثقة التعامل معها‪ ,‬و في هذا المبحث سنسعى إلى‬
‫الفهم الجيد للبنوك اإلسالمية و نشأتها التاريخية و كذا التطرق إلى األسس و الخصائص التي تقوم‬
‫عليها هذه البنوك مع تحديد أهدافها‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬التعريف بالبنوك اإلسالمية و نشأتها‬

‫يمكن اعتبار البنوك اإلسالمية مفهوما حديثا ظهر أواخر ستينيات القرن الماضي‪ ،‬لكنها جذبت اهتمام‬
‫الكثيرين من المسلمين و غير المسلمين و أصبحت موضوع الساعة ‪ ،‬لذلك سنتطرق إلى تعريفها و‬
‫تقديم أبرز التعاريف التي وضعت لها و نشأتها التاريخية‪.‬‬

‫تعريف البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.1‬‬

‫لقد تعدد و اختلفت التعاريف المتعلقة بالبنوك اإلسالمية باختالف معرفيها وزوايا النظر إليها من حيث‬
‫تعدد وظائفها و أوجه النشاط التي تمارسها‪ .‬و قبل أن نعرف البنك اإلسالمي ال بد وأن نأخذ تعريف‬
‫للبنك عموما‪.‬‬

‫تعريف البنك‬ ‫‪1.1‬‬

‫باعتبار أن البنك و المصرف هما وجهان لمسمى واحد‪ ،‬فكما جاء في المعجم الوسيط "البنك مصرف‬
‫‪1‬‬
‫المال"‬

‫أوال ‪:‬التعريف اللغوي‪ 2 :‬يأتي لفظ الصرف لمعاني كثيرة في اللغة وأحد هذه المعاني؛ بيع النقد بعضه‬
‫ببعض‪" :‬يقال صرفت الدراهم بالدنانير"‪ .‬أي بعتها بها ‪.‬‬

‫و معنى آخر‪" :‬رد الشيء و نقله من حال إلى حال و دفعه و تسريحه إلى المكان الذي جاء منه ‪ ،‬فيراد‬
‫بيه الفضل‪ .‬و مبادلة النقد بالنقد والزيادة والنقل والرد‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي ‪ :‬عرفه النووي من الشافعية‪ " :‬إذا بيع الذهب بالذهب‪ .‬أو الفضة بفضة‬
‫‪3‬‬
‫سميت مراطلة و إذا بيعت الفضة بذهب سميت صرفا"‪.‬‬

‫البنك أو المصرف هو مؤسسة مالية تقوم بعمليات االئتمان باالقتراض و اإلقراض ألغراض تجارية‬
‫فتستثمر الودائع و األموال‪ 4.‬و يعرف أيضا بأنه مؤسسة مالية تتاجر بالنقود و لها غرض رئيسي هو‬
‫‪5‬‬
‫العمل كوسيط بين رؤوس األموال و تسعى للبحث عن مجاالت االستثمار‪.‬‬

‫‪ .2.1‬تعريف البنوك اإلسالمية‬

‫‪ 1‬إبراهيم مصطفى و زمالئه ‪ ،‬المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،2005 ،‬ص‪71‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين النظرية و التطبيق ‪،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬األردن – عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪،1998 ،‬‬
‫ص ‪27-26‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪ 4‬أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2008‬ص‪ 249‬كلمة‬
‫‪785‬‬
‫‪ 5‬فالح حسن عداي الحسيني‪ ،‬إدارة البنوك‪:‬مدخل كمي و استراتيجي معاصر‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ، 2006 ،‬ص ‪3‬‬
‫الوظيفة الرئيسية للبنوك التجارية هي الوساطة المالية‪ ،‬فهي تعتبر وسيط مالي بين أصحاب المال الذين‬
‫يسعون الستثمار أموالهم مقابل فوائد يحصلونها و بين المستثمرين‪ ،‬أصحاب الشركات و األفراد الذين‬
‫لهم حاجة مالية فيحصلون على قروض بنكية مقابل فائدة تدفع للبنك‪ .‬لكن هذه الطريقة تتعارض مع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية لما لها من ضرر على الفرد و المجتمع‪.‬‬
‫لقول ااهلل تعالى‪ ﴿ :‬اَّلِذيَن َيْأُك ُلوَن الِّرَبا َال َيُق وُم وَن ِإَّال َك َم ا َيُق وُم اَّلِذي َيَتَخ َّبُط ُه الَّش ْي َط اُن ِمَن اْلَمِّس َذ ِلَك‬
‫ِبَأَّنُه ْم َق اُلوْا ِإَّنَم ا اْلَبْيُع ِم ْث ُل الِّرَبا َو َأَح َّل الُهّل اْلَبْيَع َو َح َّرَم الِّرَبا ﴾ سورة البقرة اآلية {‪}275‬‬

‫ومن هنا جاءت فكرة إنشاء بنوك (مصارف) تعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تقضي حاجة‬
‫األفراد و تحقق التنمية االقتصادية‪ .‬وقد قام العديد من المفكرين و الباحثين بتعريفها‪ ،‬من بينهم‪:‬‬

‫تعريف أحمد النجار " البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مالية مصرفية لجمع األموال و توظيفها بما‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫يخدم بناء مجتمع التكامل اإلسالمي و تحقيق عدالة التوزيع و وضع المال في المسار اإلسالمي‪" .‬‬

‫و حسب ما جاء في اتفاقية إنشاء اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية " هي تلك البنوك أو المؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫التي ينص قانون إنشائها و نظامها األساسي صراحة على االلتزام بالشريعة ‪ ،‬و على عدم التعامل‬
‫‪2‬‬
‫بالفائدة أخذا و عطاء"‬

‫"هي تلك المؤسسات النقدية المالية التي تقوم بمختلف المعامالت المالية‪ ،‬التجارية و االستثمارية‬ ‫‪‬‬
‫وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية و القائمة أساسا على مبدأ عدم التعامل بالربا لتحقيق التنمية‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادية و االجتماعية للمجتمعات‪" .‬‬

‫و كآخر تعريف نأخذه للبنوك اإلسالمية أنها " مؤسسة مالية تقوم بتجميع المدخرات و تحريكها في‬ ‫‪‬‬
‫قنوات المشاركة لالستثمار بأسلوب محرر من سعر الفائدة عن طريق أساليب المضاربة‬
‫والمشاركة و المتاجرة و االستثمار المباشر و تقديم كافة الخدمات المصرفية في إطار من الصيغ‬
‫‪4‬‬
‫الشرعية التي تضمن التنمية و االستقرار"‬

‫من خالل هذه التعاريف المقدمة نستخلص تعريفا كما يلي‪:‬‬

‫البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مالية تعمل وفق قيم و قواعد الشريعة اإلسالمية تسعى الى تقديم‬
‫خدمات وتلبية حاجات المواطنين من خالل جمع المدخرات و استثمارها في مشاريع حقيقية تدعم‬

‫‪1‬أحمد عبد العزيز النجار‪ ،‬البنوك اإلسالمية وأثرها في تطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬العدد ‪ ،24‬بیروت‪، 1980، ،‬ص ‪163‬‬
‫‪ 2‬المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية ‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ :‬طلقة في معركة تقدم المسلمین‪ ،‬البحرين‪، 2003 ،‬ص ‪4‬‬
‫رابط الموقع اإللكتروني الرسمي (‪)http://www.cibafi.org‬‬

‫‪ 3‬سفيان أسمع‪ ،‬التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪-‬الواقع و األفاق ‪ ،-‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص‪4‬‬
‫‪ 4‬نوال بلبواب‪ ،‬اتجاهات إدارة المخاطر االئتمان في عمليات التموين بالبنوك "دراسة مقارنة بین البنوك التقلیدية والبنوك اإلسالمية ‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ، 2017 ،‬ص‪117‬‬
‫عن المرجع عبد المنعم محمد مبارك‪ ،‬محمود یونس‪ ،‬اقتصاديات النقود والصیرفة والتجارة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪، 1996 ،‬ص‬
‫‪.173‬‬
‫االقتصاد الوطني ‪ ،‬و هي تمتنع عن التعامل بالربا بتقديم فوائد مقابل ودائع أصحابها أو الحصول عليها‬
‫مقابل قروض آلخرين ‪ ،‬تستمد قواعدها و مبادئها من القرآن و السنة ‪.‬‬

‫نشأة البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.2‬‬

‫في العصر الحديث ‪ ،‬و بعد ما حَّل في العالم من تغيرات اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و ثقافية ‪ ،‬وأصبح للنقود‬
‫دور فعال في حياة الفرد و المجتمع فظهرت الحاجة إلى وجود مؤسسات مالية تلعب دور الوساطة‬
‫المالية بين أصحاب الحاجة‪ ،‬فظهرت البنوك التقليدية حيث كان اليهود أول من اتخذ هذه الخطوة و‬
‫تبعهم المسيحيون في أوروبا ‪ .‬و أخيرا تبعهم المسلمين أثناء الحقبة االستعمارية لبالدهم ‪ ،‬فأدخلوا‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات الربوية إلى المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬

‫بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تحصلت العديد من الدول اإلسالمية على استقاللها حيث عملت على‬
‫تطوير بالدها و الرقي بها و ترك غبار االستعمار عنها ‪ ،‬و هذا ما ساهم في تطور الفكر االقتصادي‬
‫اإلسالمي و كأول خطوة قامت بها كانت محاربة الربا‪ ،‬و باعتبار أنه ال يمكن هدم نظام كامل في ليلة‬
‫و ضحاها انتهجت الدول اإلسالمية مراحل تدريجية للسير نحو اقتصاد خالي من االربا أي التخلي عن‬
‫البنوك التقليدية و إتباع مبدأ المشاركة في الربح و الخسارة ‪.‬‬

‫يعود تاريخ العمل البنكي اإلسالمي إلى بداية األربعينيات من القرن العشرين ‪ ،‬حيث في ‪1940‬‬
‫أنشأت في ماليزيا صناديق لالدخار تعمل من دون فائدة‪ 2‬ألول مرة ‪ ،‬تبعها بعد ذلك سنة ‪ ، 1950‬في‬
‫إحدى المناطق الريفية في باكستان أنشئت مؤسسة تستقبل الودائع من األغنياء لتقدمها إلى المزارعين‬
‫الفقراء من اجل تحسين نشاطهم الزراعي‪،‬دون أن يتقاضى المودعين أي عائد على ودائعهم ‪،‬كما أن‬
‫القروض المقدمة إلى المزارعين كانت يتقاضى المودعون أي عائد على ودائهم ‪،‬كما أن القروض‬
‫المقدمة إلى المزارعين كانت بدون عائد أيضا ‪،‬وقد كانت المؤسسة تتقاضى أجور رمزية تغطى‬
‫‪3‬‬
‫تكاليفها اإلدارية فقط‪..‬‬

‫لكن التطبيق العملي إلنشاء البنوك اإلسالمية كان على يد الدكتور أحمد عبد العزيز النجار سنة ‪1963‬‬
‫تحت عنوان بنوك االدخار المحلية‪ ،‬واستوحى أحمد النجار فكرته من البنوك في ألمانيا و طبقها في‬
‫مدينة ميت غمر بمص ‪،‬حيث تعمل وفق أسس الشريعة اإلسالمية فتقوم بتجميع المدخرات من‬
‫المزارعين و الفالحين المصريين و استثمارها دون فوائد مع تقاسم األرباح المتحصل عليها ‪ ،‬استمرت‬
‫‪4‬‬
‫هذه التجربة ‪ 3‬سنوات ثم تم إيقاف العمل بها بسبب ظروف داخلية‪.‬‬

‫في السبعينيات من القرن العشرين شهدت انطالقة جديدة لفكرة إنشاء المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث سنة‬
‫‪1971‬بالقاهرة تم تأسيس "بنك ناصر االجتماعي" و يعد أول بنك يقوم بممارسة نشاطاته على غير‬
‫‪5‬‬
‫أساس الربا‪.‬‬

‫‪ 1‬سامي بن إبراهيم السويلم‪ ،‬مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي ‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2011 ،‬ص ‪42‬‬
‫‪ 2‬عبد القادر طلحة‪.،‬يزيد قادة‪ ،‬يوسف‪.‬صوار‪ ،‬واقع البنوك اإلسالمية كبديل للبنوك التقليدية من منظور الكفاءة باستخدام أسلوب التحليل‬
‫ألتطويقي للبيانات( (‪،DEA‬مجلة المالية واألسواق‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪52‬‬
‫‪ 3‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪ :‬قراءة في في المبادئ و األسس و أساليب التمويل ‪،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬المجلد‪،04‬‬
‫العدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪254‬‬
‫‪ 4‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪177-176‬‬
‫‪ 5‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪177‬‬
‫بعد ذلك استمرت عملية إنشاء البنوك اإلسالمية حيث أسس عام ‪ 1977‬االتحاد الدولي للبنوك‬
‫اإلسالمية و الذي كان يضم ثالث بنوك إسالمية بنك "فيصل اإلسالمي المصري"‪ ،‬وبنك "فيصل‬
‫اإلسالمي السوداني"‪ ،‬و"بيت التمويل الكويتي"‪ ،‬أعقبها تأسيس البنك "اإلسالمي األردني للتمويل‬
‫‪1‬‬
‫واالستثمار" سنة "‪.1978‬‬

‫و بعدها انتشرت البنوك اإلسالمية في جميع أنحاء العالم حيث تأثر العالم الغربي بفكرة البنوك‬
‫اإلسالمية و بأهميتها "فقامت هذه الدول بفتح فروع أو نوافذ للمعامالت المصرفية اإلسالمية و ذلك من‬
‫أجل استقطاب أموال و استثمارات المسلمين المغتربين في دولهم مثل دار المال اإلسالمي بسويسرا‬
‫الذي أنشا في ‪ 27‬جويلية‪.1981‬الدول الغربية لم تقدم على هذه السياسة حبا في اإلسالم أو في المبادئ‬
‫التي يسعى إلى تحقيقها وإنما من اجل خدمة مصالحها الخاصة في استقطاب األموال و تطوير اقتصاد‬
‫‪2‬‬
‫الدول الغربية‪".‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس و خصائص البنوك اإلسالمية‬

‫تمتاز المصارف اإلسالمية عن غيرها من المصارف التقليدية ب اتبعاها للشريعة اإلسالمية التي تقوم‬
‫على الحديث و السنة‪ ،‬فهذه المصارف قامت على أسس ضابطة لها تشكل الركائز األساسية التي تعتمد‬
‫عليها هذه البنوك و كذا خصائص تنفرد بها‪.‬‬

‫أسس البنوك اإلسالمية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تستند البنوك اإلسالمية في ممارسة نشاطها المصرفي على ‪ 6‬أسس أساسية‬


‫المرفق ‪ 1‬أسس البنوك اإلسالمية‬

‫االمالية ااالسالمية‬

‫المحضورات‬ ‫اإللتزامات‬
‫(‪)-‬‬ ‫(‪)+‬‬
‫األنشطة غير‬ ‫مبدأ تقاسم األرباح و‬
‫الربا‬ ‫الغرر‬ ‫الميسر‬ ‫المشروعة و‬ ‫دعم األصول الملموسة‬
‫بعض المنتجات‬ ‫(‪ )ppp‬الخسائر‬

‫حضر الربا ( الفائدة )‬ ‫‪.1.1‬‬

‫لم يقتصر تحريم الربا على الشريعة اإلسالمية فحسب ‪ ،‬بل اتفقت عليه جميع األديان السماوية ‪ 3‬لما‬
‫فيه من ضرر على الفرد و المجتمع ‪ ،‬كما يقول القانوني عبد الرزاق السنهوري رحمه اهلل " كراهية‬

‫‪ 1‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪254‬‬


‫‪ 2‬أ‪.‬طلحة عبد القادر‪،‬أ‪.‬يزيد قادة‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬صوار يوسف ‪ ،‬نفس مرجع‪ ،‬ص‪53‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Genevieve causse-broquet, la finance islamique , édition revue banque, France, y a pas n d’édition, 2009, p35‬‬
‫تقليدية للربا‪ ،‬ال في مصر فحسب ‪ ،‬و ال في البالد اإلسالمية وحدها ‪ ،‬بل في أكثر تشريعات‬
‫‪1‬‬
‫العالم ‪.‬فالربا مكروه في كل البالد و في جميع العصور‪.‬‬

‫وهذا النهي نابع من الدور المنوط للمال في النظام االقتصاد اإلسالمي ‪ :‬فالنقود ليست سلعة و انما‬
‫‪2‬‬
‫وسيلة تبادل فحسب ال يمكنها تحقيق إرادات مع الزمن‪.‬‬

‫قال تعالى في اآلية الكريمة ‪َ ﴿ :‬يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َلا َتْأُك ُلوا الِّرَبا َأْض َع اًف ا ُم َض اَع َف ًة َو اَّتُق وا الَّلَه َلَع َّلُك ْم‬
‫‪3‬‬
‫ُتْف ِلُح وَن ﴾ آل عمران اآلية ‪130‬‬

‫يعرف الفقهاء الربا على أنها الزيادة التي يشترطها المقرض على المقترض عند عقد القرض و هو ما‬
‫يعرف اليوم بالفائدة‪ ،‬و يعرف كذلك بربا النسيئة‪ .‬و تقسم الربا إلى نوعان ‪:‬‬

‫ربا الفضل‪ :‬ويعني الزيادة في القيمة "وهو زيادة أحد العوضين على اآلخر"‪" 4‬مثل درهم بدرهمين ‪،‬و‬
‫‪5‬‬
‫دينار بدينارين ‪ ،‬مثل صاع من البر بصاع و نص من البر‪".‬‬

‫و النوع الثاني ‪ :‬ربا النسيئة ‪ :‬و تعني التأخير مع الزيادة على األصل‪.‬‬

‫"و من هنا يتضح أن أية زيادة في القرض ‪ ،‬سواء كانت في مقابل تأجيل سداد الدين ‪ ،‬أو كانت‬
‫مشترطة قدرا محددا ‪ ،‬تصبح فائدة محرمة في اإلسالم و في هذا الصدد جاء الحديث الشريف عن قوله‬
‫‪6‬‬
‫صل اهلل عليه و سلم ( الدينار بالدينار ‪ ،‬و الدرهم بالدرهم ‪ ،‬ال فضل بينها ‪")...‬‬

‫حضر عن الغرر‬ ‫‪.2.1‬‬

‫"الغرر في اللغة العربية يعني الخطر‪ ،‬و هو يتضمن أيضا معنى الخداع و اإلغراء‪ .‬و المقصود‬
‫‪7‬‬
‫بالخطر هو احتمال التلف أو الهالك أو الخسارة‪".‬‬

‫"و قيل ‪ :‬بيع الغرر‪ :‬بيع ما يجهله المتبايعان ‪ ،‬أو ماال يضمن تسليمه‪ ،‬الطير في الهواء‪ ،‬وسمي غررا؛‬
‫‪8‬‬
‫ألن له ظاهرا يغر المشتري و باطنه مجهول ‪".‬‬

‫تشترك الربا والغرر في الخطر فالربا هي معاملة فاقدة ألي خطر في حين الغرر مخاطرة ‪%100‬‬
‫مقابل ربح ‪ 0‬فاإلسالم يشترط لحصول الربح تحمل الخطر ولكن ليس أي خطر و إنما الخطر الناشئ‬
‫عن تملك السلعة و هو خطر السوق التي حددت بقاعدة الغنم بالغرم فالبنك اإلسالمي في معامالته‬
‫المالية يتحمل خطر الخسارة في حين يرفض تحمل الخطر المقصود الغير مقدور عليه‪.‬‬
‫‪ 1‬سامي بن إبراهيم السويلم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Genevieve causse-broquet ,op-cit , p34‬‬
‫‪ 3‬القرآن الكريم ‪ ،‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪130‬‬
‫‪4‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪65‬‬

‫‪https://binbaz.org.sa/fatwas/11418/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81- 5‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%87 consulté le 25/02/2023 à 01 :39‬‬
‫‪consulté le 26/02/2023 à10 :15 6‬ربا الفضل وربا النسيئة ‪ -‬فقه المسلم (‪)islamonline.net‬‬

‫‪ 7‬سامي بن إبراهيم السويلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪74‬‬

‫‪ 8‬فضل عبد هللا مراد‪ ،‬الغرر( ماهيته و ضوابطه و أثره على العقود )‪ ،‬مجلة العلوم اإلسالمية و الحضارة‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،4‬قطر‪ ،2016 ،‬ص‬
‫‪13‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .3.1‬اإلمتناع عن الميسر‬

‫لشدة تقارب الغرر و الميسر يخلط بينهما على أنهما نفس الشيء و في الواقع هناك فرق بينهما فكل‬
‫ميسر غرر وليس كل غرر ميسر فكلمة ميسر أخص من كلمة غرر ‪ ،‬قال الدكتور الضرير‪ ":‬وكلمة‬
‫قمار‪ ،‬أو ميسر أخص من كلمة غرر‪ ،‬فالقمار والميسر غرر من غير شك‪ ،‬ولكن هناك عقود كثيرة‬
‫فيها غرر‪ ،‬ال يصح أن يقال عنها‪ :‬إنها قمار‪ ،‬فالبيع الذي فيه غرر‪ ،‬واإلجارة التي فيها غرر‪،‬‬
‫وغيرهما من العقود‪ ،‬من الخطأ إطالق كلمة القمار عليها‪ ،‬وتشبيهها به إال ما تحققت فيه مميزات‬
‫القمار‪".‬‬

‫"في اللغة العربية‪ ،‬يتوافق مفهوم ميسر مع أي نوع من أنواع ألعاب الصدفة والمراهنة والمضاربة‪.‬‬
‫وبشكل أعم‪ ،‬يحظر القرآن األفعال االقتصادية واالجتماعية الملوثة بالصدفة وبالتالي غير الخاضعة‬
‫للرقابة فأي لعبة احتوت المخاطرة بالمال والمغالبة تكون من أوجه القمار مهما كانت وسيلة المقامرة و‬
‫يعود سبب تحريم الميسر الى أنه ياكل أموال الناس بالباطل ؛ و هذا ما حرمه اهلل تعالى بقوله { َيا َأُّيَها‬
‫اَّلِذيَن آَمُنوا َال َتْأُكُلوا َأْمَواَلُكم َبْيَنُكم ِباْلَباِط ل}النساء( ‪) 29‬‬
‫‪ .4.1‬حضر األنشطة الغير مشروعة و بعض المنتجات‬

‫توجب الشريعة من المسلمين عدم االنخراط في أي أنشطة حرام‪ .‬وينطبق الشيء نفسه على التمويل‬
‫اإلسالمي الذي يجب أن يتضمن أنشطة غير مشروعة‪ .‬يجب أن تطيع جميع أنشطته الضرورات‬
‫األخالقية والدينية‪ ،‬وبالتالي يتم حظر أي استثمار له صلة بالمقامرة أو الكحول أو تربية الخنازير أو‬
‫تجارة األسلحة أو المواد اإلباحية‪ .‬ومن خالل حظر جميع هذه األنشطة‪ ،‬يتمثل الهدف أيضا في تعزيز‬
‫‪2‬‬
‫التنمية المستدامة وتشجيع األنشطة التي تعتبر أكثر مسؤولية من الناحية االجتماعية‪".‬‬

‫‪ .5.1‬مبدأ تقاسم األرباح و الخسائر (‪)PPP‬‬

‫يعتبر التمويل اإلسالمي تمويال تشاركيا فهو يقوم على مبدأ تقاسم األرباح و الخسائر بين صاحب المال‬
‫و مسير المشروع ويتم توزيع األرباح و الخسائر بينهما على أساس حصة مشاركة كل منهم في رأس‬
‫المال‪ .‬أما إذا تولى احد الشركاء مسؤولية اإلدارة‪ ،‬حينئذ يخصص له حصة في صافي الربح قبل‬
‫اقتسامه بصفته مضاربا بالمال‪ 3‬لقوله صل اهلل عليه و سلم‪ { :‬الربح على ما شرطا و الوضعية على‬
‫قدر المالين} فيكون الربح متساويا أو متفاضال بمعنى يجوز أن يتفاضل الشريكان في الربح بسبب‬
‫التفاوت بينهما في الخبرة أو الخدمة أو المهارة أو العمل‪ ،‬أما الخسارة فهي على قدر رأس المال باتفاق‬
‫‪4‬‬
‫المذاهب ‪".‬‬

‫وألن البنوك اإلسالمية تعتمد على هذا المبدأ في عملياتها التمويلية فغالبا ما يبدو التمويل اإلسالمي على‬
‫أنه تشاركي ‪ ،‬فهذا النظام يتطلب عند توقيع العقد أن تحدد مشاركة كل طرفا مسبقا وفقا لنسبة متفق‬
‫عليها من الربح أو الخسارة و ليس ربح مستقبلي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪dhafer Saïdane , La finance islamique à l’heure de la mondialisation, édition revue banque, France, 2eme‬‬
‫‪édition, 2011, P 48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪derguini bania ,djahnine khalissa, l’essor des produits financiers islamiques dans le cadre du systeme‬‬
‫‪bancaire algérien , mémoire en vue de l'obtention du diplôme de master en sciences économiques, université‬‬
‫‪abderrahmane mira de Bejaia, 2019, p 20‬‬
‫‪ 3‬مايا فتني‪ ،‬إشكالية تسيير مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي ‪،‬مجلة العلوم اإلدارية و المالية‪،‬مجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،1‬الجزائر‪ ، 2020 ،‬ص‪59‬‬
‫‪ 4‬محمود عبد الكريم إرشيد ‪ ،‬المدخل الشامل إلى معامالت و عمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬طبعة األولى‪،2015 ،‬‬
‫ص‪75‬‬
‫‪ .6.1‬دعم األصول الملموسة‬

‫تدعم البنوك اإلسالمية االقتصادي الحقيقي من خالل عمليات التمويل التي تقوم بها وفق صيغ مالئمة‬
‫التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالنشاط االقتصادي‪ ،‬فأي معاملة مالية في التمويل اإلسالمي يجب أن تدعمها‬
‫أصول ملموسة وحقيقية ومادية بل إن أي معاملة مالية يجب أن تتوافق مع تبادل سلع أو خدمات‬
‫حقيقية يمكن لمسها‪ .‬و هذا المبدأ يجعل التمويل اإلسالمي يتحكم في مختلف المخاطر فيمكننا حل‬
‫المشاكل المتعلقة باالنفصال بين السوق المالية واالقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫وبهذا يتم استبعاد توسيع القروض غير الحقيقية المدعومة باألصول وال يمكن للبنوك بدء أو إبراز‬
‫عملية مضاربة‪ .‬و يستند التمويل إلى مدخرات حقيقية وال يمكن أن يحقق عائدا إال إذا استثمر مباشرة‬
‫في األنشطة اإلنتاجية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن التمويل واالقتصاد الحقيقي متشابكان بشكل وثيق‪ .‬و بهذا تقوم‬
‫المصارف اإلسالمية بدال من ذلك بعمليات استثمارية إليجاد موارد جديدة أو بتمويل عمليات لتيسير‬
‫‪1‬‬
‫تداول ونقل هذه الموارد‪.‬‬

‫خصائص البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.2‬‬

‫تتميز البنوك اإلسالمية بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها من البنوك نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1.2‬التزام البنك اإلسالمي في جميع معامالته بقاعدة الحالل و الحرام‬

‫إذ يجب على البنك أن يراعي في تعامالته االبتعاد وعدم التعامل بالربا‪ ،‬بيوع العينة‪ ،‬بيع المحرمات أو‬
‫‪2‬‬
‫وسائلها ‪ ،‬كسب المال بالميسر‪ ،‬الرشوة‪ ،‬الغش‪،‬و الغرر ‪..‬الخ "‬

‫‪ .2.2‬عدم التعامل بالربا أخذا و عطاء‬

‫أساس معامالت البنوك التقليدية قائم على نظام الفائدة أخذا و عطاء على عكس ذلك تنفرد البنوك‬
‫إسالمية بعدم تعاملها بالربا فهي تعمل على جعل عالقتها مع طالبي التمويل مبنية على عقود‬
‫المشاركة‪ ،‬أو على عقود المتاجرة‪ ،‬أما في عالقتها مع المودعين فهي كذلك قائمة إما على أساس‬
‫‪3‬‬
‫المضاربة كما في حسابات االستثمار‪ ،‬أو على أساس اإلقراض الحسن كما في الودائعّ تحت الطلب‪".‬‬

‫‪ .3.2‬االستثمار في المشاريع الحالل‬

‫الربح ال يمثل الهدف الوحيد للبنك اإلسالمي فهو يحرص على أن يمول مشاريع جائزة شرعا فالبنك‬
‫اإلسالمي يمتنع عن تقديم التمويل ألي مشاريع تتناف مع قواعد اإلسالم ومحرمة شرعا التي تضر‬
‫بالفرد و المجتمع‪ ،‬فال يمكن له تمويل مشروع يتناقض مع القيم والضوابط الشرعية لإلسالم‪ ،‬مهما كان‬
‫‪4‬‬
‫حجمه‪ .‬فال تقوم مثال بتمويل نشاط متعلق بالخمور أو أية أنشطة ثبت تحريمها في اإلسالم‪.‬‬

‫‪ .4.2‬االلتزام بقاعدة " الخراج بالضمان"‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamed Ali Chatt, l’imapct de l’application d’une éthique bancaire sur la diversification des banques‬‬
‫)‪islamiques , Etudes en Economie Islamique, Volume 6, Nos. 1&2 (1-27‬‬
‫‪ 2‬عبد القادر بريش‪ ،‬زينب خلدون‪ ،‬االبتكار المالي في التمويل وأهميته في تحقيق كفاءة وفعالية أداء البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد والمالية‪،‬‬
‫مجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،02‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪34‬‬
‫‪ 3‬جعوتي سمير ‪ ،‬تطوير العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر – الودائع والتمويالت‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه الطور‬
‫الثالث في العلوم االقتصادية تخصص‪ :‬علوم مالية ومصرفية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 4‬نوال بلبواب ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪118‬‬
‫الخراج هو الغلة التي تحصل من الشيء كالمنافع‪ ،‬أما الضمان هو تحمل تبعة الهالك‪ ،‬و معنى القاعدة‬
‫أن ما يخرج من منفعة الشيء فهو للمشتري عوض ما كان عليه من تبعة الهالك فانه لو هلك و هو‬
‫في ضمانه كانت الخسارة له‪ 1.‬يقصد بالخراج الربح المكتسب من الشيء‪ ،‬أما الضمان ضمان ما يتلف‬
‫ويقصد بهذه القاعدة أن من يتحمل مخاطر الضرر يحق له المنفعة‪ .‬فالربح ال يكون مشروعا إال بتحمل‬
‫المخاطر المترتبة عنه أي عن ملكية الشيء أو األصل‪.‬‬

‫‪ .5.2‬الخضوع للرقابة الشرعية‬

‫تمتاز البنوك اإلسالمية بخضوعها للرقابة الشرعية‪ ،‬فباإلضافة إلى اتفاقها مع البنوك تقليدية في‬
‫خضوعها إلى الرقابة الداخلية و الرقابة الخارجية تنفرد المصارف اإلسالمية بهيئة الرقابة الشرعية‬
‫‪2‬‬
‫التي تقوم بالنظر في مختلف تعامالت المصرف ومدى مطابقتها لألحكام الشرعية "‬

‫‪ .6.2‬الربط ما بين التنمية االقتصادية والتنمية االجتماعية‬

‫تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق تنمية اقتصادية التي تدفع بعجلة التنمية االجتماعية و ذلك من خالل‬
‫توجيه نشاطها لخدمة أهداف التنمية االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬فهي تهتم بالعائد االجتماعي إلى جانب‬
‫‪3‬‬
‫تحقيق الربح‪.‬‬

‫‪7.2‬السعي إلى تحقيق التكافل االجتماعي (إحياء نظام الزكاة)‬

‫تسعى البنوك اإلسالمية إلى تحقيق التكافل االجتماعي من خالل جمع و إنفاق الزكاة في جوانبها‬
‫الشرعية‪ ،‬و استثمار الفائض منها و توزيع عوائدها على مستحقيها‪ ،‬كما تقوم بتقديم قروض حسنة‬
‫‪4‬‬
‫لغايات إنسانية و أيضا مساعدة الزبائن في عثراتهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف البنوك اإلسالمية‬

‫البنوك اإلسالمية كأي مؤسسة اقتصادية أخرى تملك أهدافا تسعى الى تحقيقها‪ ،‬من أجل استمرار عملها‬
‫المصرفي و تواجدها في السوق ‪ ،‬وتختلف أهدافها وتتنوع على حسب الوظيفة و تنقسم أهدافها إلى ‪:‬‬

‫األهداف المتعلقة بوظيفة البنك كمؤسسة مالية‬ ‫‪.1‬‬

‫تملك البنوك اإلسالمية أوجه تشابه من ناحية األهداف المالية مع البنوك التقليدية ‪ ،‬فكالهما يسعى إلى‬
‫استقطاب أكبر قدر من الودائع و تحقيق الربح غير أن البنوك اإلسالمية تسعى إلى تحقيق أهدافها‬
‫االقتصادية وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية أي بتجنب الربا و كل معاملة مالية محرمة فهدفها ليس‬
‫تحقيق الربح فقط و إنما تحقيق المنهج اإلسالمي في المعامالت‪.‬‬

‫االستمرارية و النمو‪ :‬تسعى البنوك اإلسالمية من خالل عملها المصرفي إلى المحافظة على‬ ‫‪‬‬
‫تواجدها في السوق و االستمرار بممارسة نشاطها االقتصادي وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أي‬

‫‪ 1‬عبد الكرم زيدان‪ ،‬الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للنشر و التوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة أولى‪ ،2001 ،‬ص‬
‫‪143‬‬
‫‪ 2‬محمود عبد الكريم أحمد إرشيد ‪ ،‬الشامل في معامالت و عمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار النفاس للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة أولى‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪16‬‬
‫‪ 3‬بريش عبد القادر‪ ،‬خلدون زينب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪34‬‬
‫‪ 4‬بريش عبد القادر‪ ،‬خلدون زينب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪34‬‬
‫تنمية الموارد الذاتية للبنك و ذلك من خالل رفع رأس المال واألرباح المحتجزة واالحتياطات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى تنمية الموارد الخارجية‪.‬‬

‫استقطاب الودائع و تنميتها‪ :‬و لعل من أهم أهداف البنوك اإلسالمية يتمثل في جمع الودائع التي‬ ‫‪‬‬
‫تمثل أهم مرتكزات البنوك عموما و المصارف اإلسالمية خصوصا حيث تمثل هذه الودائع إحدى‬
‫أطراف عملية الوساطة المالية التي يشرف عليها البنك ‪ ،‬لذلك تتنافس مختلف البنوك في‬
‫استقطاب أكبر قدر ممكن من هذه الودائع و استثمارها بالنسبة للبنك اإلسالمي في مختلف‬
‫األنشطة االقتصادية المالئمة بما يعود بالربح على الفرد و المجتمع ‪.‬‬

‫تحقيق الربح ‪ :‬تهدف البنوك اإلسالمية إلى تحقيق ربح مناسب و مشروع والذي يكون بعمليات‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار التي يقوم بها البنك في مختلف المشاريع بتوظيف أموال البنك وكذا أموال المودعين‪،‬‬
‫و بدونه ال تستطيع البنوك اإلسالمية االستمرار أو البقاء و لن تستطيع تحقق أي من أهدافها‬
‫األخرى‪ ،‬إذ أن الربح ال يهم حملة األسهم فقط بل يتعداه إلى المودعين أيضا"‪ 2‬و يتم اقتسام‬
‫األرباح و الخسائر بين األطراف المشاركة‪.‬‬

‫تشجيع االستثمار و توفير التمويل للمستثمرين ‪ :‬تقوم البنوك اإلسالمية بدعم المستثمرين و خلق‬ ‫‪‬‬
‫فرص عمل للشباب في نفس الوقت وذلك من خالل أنها على عكس البنوك التقليدية التي توفر‬
‫قرضا بفائدة حيث تعتبر النقود سلعة و تتاجر بها مقابل فوائد من الطرفين أما البنوك اإلسالمية‬
‫تقوم بتوصيف المال في اقتصاد حقيقي وذلك بتمويل المشاريع و األنشطة االقتصادية الزراعية‪،‬‬
‫الصناعية ‪ ،‬التجارية مشروعة وذلك من خالل المعامالت المالية اإلسالمية التي تعرضها‬
‫كالمشاركة ‪ ،‬المضاربة‪ ،‬المساقات ‪ ...‬فتدخل كشريك في المشروع وتساعد على خلق ثروة‬
‫حقيقية مما يحقق منفعة لجميع األطراف المشاركة و كذا المجتمع‪.‬‬

‫الحد من التضخم‪" :‬يحدث التضخم عندما تضعف العملة ‪ ،‬أي أن العملة ال توازي القيمة الشرائية‬ ‫‪‬‬
‫داخل البلد ‪ ،‬فالبنوك اإلسالمية ‪،‬ال تلجأ إلى خلق نقود دون مقابل ‪ ،‬ألنها إما تقوم على استثمار‬
‫ما لديها من الودائع دون إثراء غير مشروع ‪ ،‬بينما تقوم البنوك التجارية بفتح اعتمادات يسحبون‬
‫عليها ‪ ،‬ويستفيد البنك الربوي من أضعاف المبالغ المودعة لديه ‪ ،‬و هذا االتفاق الذي ال يقابله‬
‫إنتاج يزيد حجم المتداول من النقد دون مقابل من السلع أو الخدمات ‪ ،‬و نتيجة هذا هو ارتفاع‬
‫‪3‬‬
‫األسعار ‪ ،‬و يحصل التضخم النقدي ‪ ،‬فالبنوك اإلسالمية من أهدافها القضاء على هذه الظاهرة"‬

‫األهداف المتعلقة بوظيفة البنك كمؤسسة إسالمية تطبق الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪.2‬‬

‫تملك البنوك اإلسالمية أهدافا أخرى غير األهداف المالية الربحية‪ ،‬بل تسعى إلى تحقيق المنهج‬
‫اإلسالمي في المعامالت المالية و العمل وفق أسس شرعية لصالح الفرد و المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪256‬‬


‫‪ 2‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪255‬‬
‫‪ 3‬البنوك اإلسالمية ‪ -‬حامد بن عبد هللا العلي ‪ -‬طريق اإلسالم (‪consulté 02/03/2023 à 15 :47 )islamway.net‬‬
‫التخلص من التبعية االقتصادية لغير المسلمين ‪ :‬تعاني البلدان اإلسالمية من التبعية االقتصادية‬ ‫‪‬‬
‫للمجتمع الغربي الذي انفرضت عليه بحكم الضعف االقتصادي الذي تعيشه بلداننا اإلسالمية ‪ ،‬فمن‬
‫المهم إنشاء بنوك قوية في الدول اإلسالمية تقوم بالمعامالت المصرفية فيما بين المسلمين و تقوي‬
‫حضورهم تخلصهم من التبعية للنظام الغربي الذي‬
‫يفرض سياسات ال تتماشى وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية و تلحق ضررا بالفرد و المجتمع‪.‬‬

‫رفع الحرج عن اإلفراد و المؤسسات‪ :‬عن طريق إيجاد البديل الشرعي للمعامالت البنكية التقليدية‬ ‫‪‬‬
‫بغية رفع الحرج عن المسلمين في اللجوء إلى الربا من أجل تسير حاجاتهم التمويلية‪ ،‬و االلتزام‬
‫‪1‬‬
‫بالقواعد والمبادئ اإلسالمية في المعامالت المالية والمصرفية‪.‬‬

‫توفير األمان للمودعين‪ :‬من أهم عوامل نجاح البنوك اإلسالمية تحقيق عنصر األلمان ‪ ،‬إذ يعتبر‬ ‫‪‬‬
‫جوهر البنوك اإلسالمية ‪" ،‬وذلك من خالل كسب ثقة المودعين‪ ،‬عبر توفير سيولة نقدية دائمة‬
‫لمواجهة احتماالت السحب من ودائع العمال ‪ ،‬ما يدفع إلى تحقيق أرباح هائلة للبنوك اإلسالمية و‬
‫حتى المودعين‪".‬‬

‫رعاية متطلبات و مصالح المجتمع‪ :‬يعمل البنك اإلسالمي على توفير المناخ الطيب لمعامالت‬ ‫‪‬‬
‫االفراد ‪ ،‬فتنشط الحياة االقتصادية و االجتماعية نتيجة الصدق و الطهارة في المعامالت و تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫العائد العادل و التعاون بين مختلف الفئات‪.‬‬

‫جمع الزكاة و توزيعها على مستحقيها‪ :‬تعرف الزكاة على أنها " حق يجب في أموال مخصوصة‬ ‫‪‬‬
‫يصرف لفئات محددة‪ .‬و هي فريضة عينية إذا توافرت شروطها‪ 3".‬فمن بين أهداف البنوك‬
‫اإلسالمية جمع الزكاة و التكفل بها إما بتوزيعها على مستحقيها إذا كان هناك حاجة أو استثمارها‬
‫‪4‬‬
‫إن لم توجد وجوه صرف عاجلة وأن يكون في االستثمار فرصة لمصلحة حقيقية‪.‬‬

‫االنتشار الجغرافي‪ :‬تسعى البنوك اإلسالمية إلى توسيع دائرة حدودها محليا و دوليا واالنتشار في‬ ‫‪‬‬
‫العالم حتى يتم تحقيق كافة األهداف السابقة؛ وبروزها في الساحة العالمية مع تحقيق معدالت نمو‬
‫مرتفعة‪.‬‬

‫‪ 1‬نوال بلبواب ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪121‬‬


‫‪ 2‬عبد الحمید عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬السعودية‪ ،2004 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 3‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬هيئة ال‪ ، AAOIFI‬البحرين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2017 ،‬ص‪882‬‬
‫‪ 4‬مليكة حفيظ شبايكي ‪ ،‬سمية لغراب‪ ،‬مساهمة البنوك االسالمية في تفعيل تثمير أموال الزكاة‪ :‬اتفاقية التعاون بين بنك البركة و صندوق الزكاة‬
‫الجزائري نموذجا‪ ،‬مجلة جديد االقتصاد‪ ،‬مجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪87‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اختالف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية‬

‫ظهور البنوك اإلسالمية في الساحة المصرفية و ممارستها للنشاط المصرفي جعلها في مواجهة البنوك‬
‫التقليدية و كثيرا ما يحدث الخلط بينهما و لكن في الواقع رغم التشابه بينهما يوجد أيضا فروق شاسعة‬
‫بينهما‪ ،‬من خالل هذا المبحث سندرس أوال موارد و استخدامات كل منهما و ثانيا سنتناول الفرق بين‬
‫البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬موارد و استخدامات البنوك اإلسالمية و التقليدية‬
‫البنك كمؤسسة مالية تقوم بأنشطة مصرفية له موارد يستعملها كمدخالت في نشاطه يمول بها جملة من‬
‫االستخدامات من أجل تحقيق الربح و الرضا لكافة األطراف المساهمة‪ ،‬و لكن هذه الموارد و‬
‫االستخدامات تختلف في البنوك اإلسالمية عن نظيرتها التقليدية‪ ،‬و هذا ما نتطرق له‪.‬‬
‫الموارد في البنوك اإلسالمية و التقليدية‬ ‫‪.1‬‬
‫ال تختلف المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية من حيث المصادر المالية المكونة لها‪ ،‬ذلك ألن‬
‫كال منهما مؤسسة مالية تقوم بجمع الودائع و المدخرات‪ ،‬فال فرق بينهما‪ .‬وتنقسم مصادر األموال إلى‬
‫مصادر داخلية و مصادر خارجية ‪.‬‬
‫المصادر الداخلية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫وهي تلك المتأتية من أصحاب المصرف في شكل استثمارات في أسهم رأس المال من المساهمين في‬
‫المصرف اإلسالمي‪ ،‬وكذلك الجزء المستقطع من األرباح السنوية غير الموزعة الناشئة عن نتائج‬
‫‪1‬‬
‫أعماله كاالحتياطات النقدية‪ ،‬وتتكون المصادر الداخلية من األتي‪:‬‬
‫‪.1.1.1‬رأس المال المدفوع‪ :‬يعد رأس المال بالنسبة للبنوك بمثابة صمام األمان المتصاص الخسائر‬
‫غير المتوقعة والتي يمكن أن تحدث في المستقبل‪ ،‬ورأس المال هو مجموع قيمة األموال التي يحصل‬
‫عليها البنك من المساهمين عند تأسيسه ويتغير وفقا ألية إضافات أو تخفيضات قد تطرأ عليه مستقبال‪،‬‬
‫وهو مصدر الثقة واألمان بالنسبة للمودعين‪ 2‬إال أن حجم رأس المال مقارنة مع مجموع موارد البنك‬
‫يمثل نسبة متواضعة جدا نظرا إلى أن السائد أن البنك التجاري يعتمد أساسا على أموال الغير‬
‫‪3‬‬
‫(الودائع)‪ ،‬كما أن كبر حجم رأس المال يترتب عليه التزامات سنوية على البنك‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬االحتياطات ‪ :‬هي مبالغ مالية تقتطع بنسب معينة من صافي أرباح المصرف اإلسالمي‬
‫بغرض تدعيم المركز المالي للمصرف‪ 4‬وسواء كانت االحتياطات قانونية (إجبارية) أو اختيارية فإنها‬
‫مصدر من مصادر التمويل الذاتي‪ ،‬وتكون صمام األمان لرأس المال من أي نقص في حالة وقوع‬
‫خسائر مستقبلية‪ ،‬كما تعد من بين الضمانات ألموال المودعين‪ ،‬كثيرا من الباحثين درجوا على التعريف‬
‫السابق لالحتياطات‪ ،5‬بناء على وظيفتها الكالسيكية وهي دعم المركز المالي والمحافظة على رأس‬
‫المال وكذلك عامال من عوامل ضمان أموال المودعين‪.‬‬

‫‪ 1‬حمزة فيشوش‪ ،‬مصادر واستخدامات األموال في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبة‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد‪،01‬‬
‫الجزائر‪ ،2020 ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ 2‬الغريب ناصر‪ ،‬أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغیل‪ ،‬دار أبوللو للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1996 ،‬ص‪63-62‬‬
‫‪ 3‬عبد العزبز محمود رجب‪ ،‬مصادر و استخدامات أموال المصارف اإلسالمية و البنوك الربوية ‪،‬المجلة العلمية لالقتصاد و التجارة‪-‬جامعة عين‬
‫الشمس‪ ،‬مجلد‪ ،48‬العدد‪ ،03‬مصر‪ ،2020 ،‬ص‪359‬‬
‫‪ 4‬حمزة فيشوش ‪،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 5‬فؤاد بن حدو‪ ،‬البنوك اإلسالمية واألزمة المالية العالمية‪ ،‬ألفا دوك‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، 2018 ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ .3.1.1‬األرباح المحتجزة‪ :‬عرفت بأنها تلك " تلك األرباح الفائضة أو المتبقية بعد إجراء عملية‬
‫التوزيع ‪ ،‬و تعتبر كذلك من حقوق الملكية أي أنها تخص المساهمين"‪ ،1‬كما عرفها سليمان ناصر بأنها‬
‫تلك" األرباح المرحلة من السنوات الماضية والتي لم يتم توزيعها‪ ،‬وذلك في انتظار االتفاق على كيفية‬
‫توزيعها‪ ،‬وقد يكون عدم التوزيع برغبة من المساهمين‪ 2".‬يتم احتجاز هذه األرباح داخليا إلعادة‬
‫استخدامها في توسيع نشاط المصرف و تمويل استثمارات جديدة لصالح المصرف مما يعود بالربح‬
‫و الفائدة‪.‬‬

‫‪ .4.1.1‬المخصصات‪ :‬المخصصات هي مبالغ مالية تحتجز من مجموع األرباح من أجل مواجهة‬


‫خطر يحتمل حدوثه خالل الفترة القادمة غير معلومة بالتحديد‪ ،‬أو من أجل مقابلة نقص في قيمة‬
‫األصول‪ 3.‬يقوم البنك اإلسالمي أحيان بتكوين مخصصات لمواجهة المشاكل المتعلقة ببعض األضرار‬
‫واألعباء أو الخسائر المترتبة علي عدم السداد أو خيانة األمانة أوإعسار بعض الشركاء وعدم كفاية‬
‫ضمانته والتزاماته لدى البنك أو خسارته في بيع بعض األصول واألوراق المالية وما إلى ذلك من‬
‫أعباء ومخاطر قد تواجه البنك‪ .‬ويعد مخصص مخاطر عمليات االستثمار أهم أنواع المخصصات في‬
‫‪4‬‬
‫البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬المصادر الخارجية‬

‫تتمثل المواد الخارجية لألموال في الودائع والمدخرات‪ ،‬إذ أنها المصدر األساسي الذي تستمد منه‬
‫المصارف قدرتها على إجراء عمليات التمويل واالستثمار‪ 5،‬و تستخدمها البنوك اإلسالمية بطرق‬
‫مغايرة ‪ ،‬فالقاعدة العامة لديها ‪ ،‬أنها تتلقاها بناء على مبدأ المشاركة و ليس القرض المبني على نظام‬
‫‪6‬‬
‫الفائدة الثابتة و المحددة في البنوك التقليدية‪ ،‬و الودائع في البنوك تنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ 1.2.1‬الودائع (الحسابات) الجارية‪ :‬تسمى حسابات تحت الطلب وفيها يتم اإليداع والسحب دون قيد‬
‫وال شرط وهي ودائع ال يجوز استعمالها شرعا إال بإذن صاحبها‪ ،‬وتستوي البنوك اإلسالمية مع البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬حيث ال تعطي أي مقابل ألصحاب الودائع الجارية ألن مهمة البنك تجاه هذا النوع من‬
‫‪7‬‬
‫الحسابات يكمن في الحفاظ على النقود ال غير‪.‬‬

‫‪ 2.2.1‬الودائع (الحسابات) االدخارية‪8:‬هي الحسابات التي تفتح لتشجع صغار المدخرين وتختلف هذه‬
‫الودائع عن حسابات التوفير بالبنوك التقليدية في أن أصحابها ال يحصلون على فائدة معينة و محددة‬
‫سابقا وإنما يحصلون على جزء من األرباح المحققة التي تحتسب على أساس الرصيد األدنى للحساب‬

‫‪ 1‬نوال بلبواب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪123‬‬


‫‪ 2‬سليمان ناصر‪ ،‬تطوير صيغ التمويل قصير األجل للبنوك اإلسالمية مع دراسة تطبيقية حول مجموعة من البنوك اإلسالمية‪ ،‬جمعية التراث‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ 3‬سمير جعوتـي‪ ،‬تطوير العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر – الودائع والتمويالت‪ ،-‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه‬
‫الطور الثالث في العلوم االقتصادية تخصص‪ :‬علوم مالية ومصرفية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ، 2022 ،‬ص‪6‬‬
‫‪ . 4‬عبد الحمید‪ ،‬عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية ‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪-‬السعودية‪2004 ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ص ‪117‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬حمزة فيشوش‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫‪ 6‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪257‬‬
‫‪ 7‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪257‬‬
‫‪ 8‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪258‬‬
‫بحيث يمنح المدخر عادة دفترا تسجل فيه كل عملية سحب أو إيداع‪ .‬وتستخدم البنوك اإلسالمية عادة‬
‫هذه الودائع في المشاريع االستثمارية قصيرة اآلجال وفق نظام المشاركة في األرباح على أساس‬
‫الرصيد األدنى للحسابات مع مراعاة نسبة السيولة المتوفرة لدى البنك‪.‬‬

‫‪ .3.2.1‬الودائع (الحسابات) االستثمارية‪ :‬وهي تلك األموال التي يودعها أصحابها بقصد االستثمار‬
‫والحصول على عوائد‪ 1،‬وهذا النوع من الودائع ال يجوز ضمانها وال ضمان عائدها‪ ،‬وإنما تكون إما‬
‫مضاربة أو مشاركة بين المصرف اإلسالمي والعميل‪ ،‬وفي كال الحالتين ال يوجد ضمان ال لرأس‬
‫المال وال للعائد وإنما تخضع للربح والخسارة‪ 2،‬و تنقسم إلى ‪:‬حسابات استثمارية مطلقة؛ حسابات‬
‫استثمارية مقيدة؛ حسابات ُأخرى‪.‬‬

‫‪ .3.1‬الموارد األخرى‬

‫توفر البنوك مجموعة من الخدمات المصرفية التي تسهل معامالت األفراد المتعاملين معها و يلبي‬
‫حاجاتهم في مختلف األنشطة التجارية و الصناعية و الخدمية و ذلك مقابل عائد في شكل عموالت‬
‫يتحصل عليه البنك من تلك الخدمات ‪ ،‬وتتمثل أهم الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك اإلسالمية‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.3.1‬إصدار خطابات الضمان(الكفالة)‪ :‬ويقدم البنك اإلسالمي هذه الخدمة لعمالئه على أساس‬
‫الوكالة باألجر‪ ،‬ويحق له أن يتقاضى األجور المتعارف عليها بين البنوك وذلك فيما عدا الفوائد‬
‫المتحققة بين تاريخ دفع قيمة المطالبة وبين تاريخ تسديد هذه القيمة من قبل العميل‪.‬‬

‫‪ .2.3.1‬فتح االعتمادات المستندية ‪ :‬يعد االعتماد المستندي من أهم وسائل الدفع لقيم البضائع‬
‫وأكثرها انتشارا في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬كما انه يعد وسيلة نموذجية لتسوية العمليات‪ .‬و تحصل‬
‫‪3‬‬
‫البنوك عائدا‪ ،‬و هو يعد من المعامالت المصرفية المعاصرة الجائزة شرعا‪.‬‬

‫‪ .3.3.1‬تحصيل وخصم األوراق التجارية‪ 4:‬تأخذ البنوك اإلسالمية عمولة من عند زبائنها نظير‬
‫تحصيلها للشيكات من العمالء و ذلك استنادا لعقد الوديعة بين البنك والعميل‪.‬‬

‫‪ .4.3.1 .‬التحويالت المصرفية ‪ :‬تعتبر التحويالت المصرفية المالية من الخدمات األساسية التي تقدمها‬
‫البنوك اإلسالمية سواء بين عمالئها داخليا أو مع مؤسسات مالية أخر خارجيا‪ ،‬وذلك من حساب إلى‬

‫‪ 1‬بن حدو فؤاد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪121‬‬


‫‪ 2‬محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬طبعة ‪، 2007 ،06‬ص‪267‬‬
‫‪ 3‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪258‬‬
‫‪ 4‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪258‬‬
‫حساب والى بنك محلي أو بنك في بلد أجنبي ‪،‬كما تقوم بتحويل العمالت المحلية و األجنبية بحسب‬
‫سعر الصرف المتداول‪ ،‬و يتلقى البنك أجرا مقابل هذه الخدمات التي يقدمها لعمالئه‪.‬‬

‫‪.5.3.1‬عمليات االكتتاب في األسهم دون السندات‪ :‬تؤدي البنوك اإلسالمية دور الوساطة في عملية‬
‫االكتتاب في األسهم الخاصة بالشركات و المشروعات التي تباشر المعامالت واألنشطة وفق ما تقتضيه‬
‫قواعد الشريعة اإلسالمية ومقاصدها ‪"،‬ويكون البنك في حالة قيامه بإصدار األسهم وكيال ويمكن اخذ‬
‫‪1‬‬
‫األجر أو العمولة نظير عملة الذي وكلته الشركة فيه‪.‬‬

‫‪ .6.3.1‬تأجير الخزائن الحديدية‪ :‬تقوم البنوك بتأجير خزائن حديدية لعمالئها من أجل حفظ الوثائق‬
‫والمستندات السرية و النقود و مقتنيات نفيسة مقابل اجر يتقاضاه البنك مقابل الخدمة حسب حجم‬
‫الخزانة و مدة االستفادة‪ .‬وتنفرد البنوك التجارية التقليدية بنوع آخر من الموارد والمتمثل في القروض‪:‬‬

‫‪ .7.3.1‬القروض‪ :‬وهي من أهم مصادر األموال الخارجية للبنوك التجارية سواء من البنك المركزي‬
‫أو من المؤسسات المالية والنقدية الوطنية أو األجنبية‪ .‬وذلك لمواجهة مشكلة السيولة في حالة عدم‬
‫كفاية االحتياطيات النقدية لتلبية الطلبات غير المتوقعة للعمالء‪ ،‬أو الرغبة في التوسع في منح االئتمان‬
‫‪2‬‬
‫بسبب زيادة النشاط التجاري خالل فترات االزدهار‪ .‬ومن أهمها نذكر‪:‬‬

‫االقتراض من البنك المركزي؛‬ ‫‪‬‬


‫االقتراض من البنوك التجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫االقتراض من سوق رأس المال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 2‬االستخدامات في المصارف اإلسالمية و التقليدية‬


‫الجانب الثاني لوظيفة الوساطة المالية التي تقوم بها البنوك هو التمويل و هو ما تستخدم فيه مواردها‪،‬‬
‫وهذه االستخدامات تختلق في البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية‪.‬‬

‫االستخدامات في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪.1.2‬‬

‫هناك عدة أوجه الستخدامات األموال لدى المصارف اإلسالمية‪ ،‬فمنه‪u‬ا م‪u‬ا يق‪u‬وم على الموج‪u‬ودات‬
‫(المرابحة أو السلم و االستصناع التي تقوم على بيع وشراء الموجودات‪ ،‬واإلجارة التي تقوم على بيع‬
‫‪u‬اربة‪ ،‬أو على‬
‫‪u‬اركة والمض‪u‬‬ ‫‪u‬ل المش‪u‬‬
‫منافع هذه الموجودات)‪ ،‬أو تقوم على المشاركة في األرباح )مث‪u‬‬
‫‪3‬‬
‫الصكوك (األوراق المالية) والمحافظ والصناديق االستثمارية(‬

‫‪ 1‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪259‬‬


‫‪ 2‬سمية داودي ‪ ،‬تسيير مخاطر القرض في البنوك التجارية باستعمال طريقة القرض التنقيطي‪ ،‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات شهادة الماستر‬
‫تخصص محاسبة و مالية ‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪:‬اإلطار المفاهيمي و التحديات‪،‬معهد السياسات االقتصادية ‪ ،‬صندوق النقد العربي‪،‬أبو ظبي‪-‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،2013 ،‬ص ‪8‬‬
‫االستخدامات في البنوك اإلسالمية‬

‫بدون ربح‬ ‫ربح ثابت‬ ‫ربح متغير‬


‫( هامش ربح مضاف على التكلفة )‬ ‫( مشاركة في الربح و الخسارة )‬

‫القرض الحسن‬ ‫المرابحة‬ ‫المشاركة‬

‫السلم‬ ‫المضاربة‬

‫االستصناع‬

‫اإلجارة‬

‫المرابحة ‪ :‬هي عقد بيع بين المصرف و الزبون حيث يبيع المصرف نوعا معينا من‬ ‫‪.1.1.2‬‬
‫الموجودات حسب رغبته لزبونه بسعر التكلفة مضافا إليها هامش ربح متفق عليه ‪ ،‬و تستخدم‬
‫المرابحة كصيغة تمويل للموجودات أي لالستهالك النهائي من قبل األفراد ‪ ،‬وتكون على‬
‫‪1‬‬
‫قسمين‪:‬‬
‫بيع المرابحة العادية أو بيع ما سبق شراءه‪ :‬وهنا يقوم التاجر بشراء السلعة بدون أن يكون‬ ‫‪‬‬
‫هناك وعد مسبق من المشتري بشراء البضاعة و إنما يتم البيع نتيجة عرض البضاعة وحاجة‬
‫المشتري إليها‪.‬‬
‫بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪ :‬حيث يتقدم الزبون الى البنك بطلب تمويل شراء حاجات محددة‬ ‫‪‬‬
‫كبضائع ‪ ،‬مواد خام ‪ ،‬منزل ‪ ،‬سيارة ‪ ..‬محددا مواصفات السلعة بالضبط ‪ ،‬بعد دراسة البنك‬
‫لملف الزبون و للعملية التمويلية يقوم بإعالم الزبون بتكلفة الشراء و بمقدار الربح الذي‬
‫سيأخذه البنك كزيادة‪ ،‬فان تم االتفاق يوقع العقد بين الطرفين و يشرع البنك في شراء السلعة‬
‫و بعدها دخولها في ملكيته يقوم بإعادة بيعها للزبون بالسعر المتفق عليه و السداد بالتقسيط‪.‬‬

‫السلم ‪ :‬هو بيع آجل بعاجل‪ ،‬وهو نوع من أنواع البيع يدفع فيه الثمن حاال و يسمى رأس مال‬ ‫‪.2.1.2‬‬
‫السلم‪ ،‬ويؤجل فيها المبيع الموصوف في الذمة‪ ،‬ويسمى «المسلم فيه»‪ ،‬ويسمى البائع« المسلم‬
‫‪2‬‬
‫إليه» والمشتري «المسلم»‪ ،‬أو «رب السلم»‪ ،‬وقد يسمى السلم ً( سلفا)"‬

‫االستصناع‪ :‬هو بيع عين موصوفة في الذمة ال بيع عمل‪ ،‬وشرط عمله على الصانع وبالتالي‬ ‫‪.3.1.2‬‬
‫فهو عقد بيع عين مما يصنع صنعا يكون فيه البائع هو الصانع الذي يلتزم بصنع العين‬
‫الموصوفة بالعقد بمواد من عنده مقابل ثمن محدد‪ ،‬إذا االستصناع هو دخول البنك في وساطة‬
‫‪3‬‬
‫بين طالب الشيء و صانعه‪.‬‬

‫‪ 1‬مهدي ميلود‪ ،‬أدوات التمويل المصرفي الالربوي ودورها في دعم المؤسسات االقتصادية‪ ،‬الملتقى الدولي حول" سياسات التمويل و أثرها على‬
‫االقتصاديات والمؤسسات"‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪08-07‬‬
‫‪ 2‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪291‬‬
‫‪ 3‬جمال العسالي‪،‬سويسي طه عبد الرحمن‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪265‬‬
‫اإلجارة و اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ :‬اإلجارة وسيلة للتيسير على الناس في الحصول على‬ ‫‪.4.1.2‬‬
‫المنافع التي ال يقدرون على تملكها و اإلجارة المقصودة هي إجارة األعيان (أواألشياء)‪ ،‬وهي‬
‫عقد يراد به تمليك منفعة مشروعة معلومة لمدة معلومة بعوض مشروع معلوم‪ .‬وهناك وجه‬
‫آخر لإلجارة تسمى اإلجارة المنتهيــة بالتمليك‪ ،‬وهي إجارة يقترن بها الوعد بتمليك العين‬
‫‪1‬‬
‫المؤجرة إلى المستأجر في نهاية مدة اإلجارة أو في أثنائها‪.‬‬

‫المشاركة ‪ :‬هي اتفاق بين المصرف و الزبون في التشارك في إنشاء مشروع مع االتفاق على‬ ‫‪.5.1.2‬‬
‫االرباح مسبقا حيث يتشاركان في األرباح و الخسائر و هناك عدة صيغ للمشاركة منها؛‬
‫المشاركة المباشرة‪،‬المشاركة الدائمة‪ ،‬المشاركة المنتهية بالتمليك‪.‬‬

‫‪6.1.2‬المضاربة‪ 2:‬توصف المضاربة بأنها عملية استثمارية تقوم على اتفاق بين طرفين هما رب‬
‫المال والمضارب‪ ،‬حيث يقوم فيه رب المال بالمساهمة برأسمال في مؤسسة أو نشاط يديره رب العمل‬
‫بصفته مضاربا ويتم توزيع األرباح بين الطرفين‪ ،‬ويتحمل رب المال الخسارة وحده ما لم تكن تلك‬
‫الخسائر بسبب تقصير أو تعدي من المضارب و تكون إما على أساس مطلق أو مقيد‪.‬‬

‫‪ .7.1.2‬القرض الحسن ‪ :‬القرض الحسن هو القرض الذي يتم استرداده في نهاية المدة دون دفع أي‬
‫فوائد عليه‪ ،‬ودون أن يكون للمقرض أي حق في المشاركة في أرباح أو خسائر‪ ،‬فهو يمنح لتفريج‬
‫‪3‬‬
‫كرب على المستفيدين منه‪.‬‬

‫‪ .2.2‬االستخدامات في المصارف التقليدية‬

‫توظف البنوك التجارية مواردها بين مختلف مجاالت االستثمار و ذلك مقابل نسبة فائدة تحصلها من‬
‫متعامليها وتعدد هذه الوظائف و تتنوع بين ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .1.2.2‬تقديم القروض‬

‫الوظيفة األساسية للبنوك التجارية في جانب االستخدامات تكمن في منح القروض لمدة معينة مقابل‬
‫فوائد تدفع مع االلتزام بشروط و ضامنات‪ ،‬و تنقسم هذه القروض إلى‪:‬‬

‫حسب النشاط االقتصادي‬ ‫‪‬‬


‫القرض االستثماري‪ :‬هو التسهيالت الممنوحة الى أصحاب المشاريع و مسيري المؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاجية ‪ ،‬بغرض توفير حاجاتها من مواد أولية و تجهيزات االستثمار مــن أصــول‬
‫ثابتــة و تشــمل هــذه القــروض‪ :‬القروض العقاریة‪ ،‬القروض الفالحة‪...،‬‬
‫‪ 1‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪270‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬إبراهيم الكراسنة‪،‬مرجع سابق ص ‪10‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪270‬‬
‫‪ 4‬ابراهيم لوراتي ‪،‬القروض البنكية و إجراءات منحها ‪،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،10‬العدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪200‬‬
‫القرض التجاري‪ :‬يقصد به القرض الذي يمنح في شكل تسهيالت مصرفية للعمالء لعمليات التبادل‬ ‫‪‬‬
‫التجاري المحلي و الخارجي ‪ ،‬كما يقدم هذا النوع الى المشاريع الصناعية من أجل تمويل‬
‫مستلزماتها الجارية‪.‬‬
‫القرض االستهالكي‪ :‬و هو ذلك النوع من القروض الذي يمنح لألفراد من أجل تمويل احتياجاتهم‬ ‫‪‬‬
‫االستهالكية من سلع معمرة مقابل فوائد والسداد عبر دفعات‪.‬‬
‫حسب الفترة الزمنية‬ ‫‪‬‬
‫قروض قصیرة األجل ‪ :‬هي التي تهدف إلى تمویل العملیات الصناعیة و التجارية الجارية‬ ‫‪‬‬
‫والتي ال تزید مدتها عن سنة‪.‬‬
‫قروض متوسطة األجل ‪ :‬تتراوح مدتها بین سنة و خمس سنوات‪ ،‬تستخدم عادة لتمويل‬ ‫‪‬‬
‫المشروعات اإلنتاجية‪،‬‬
‫قروض طویلة األجل‪ :‬و تتراوح مدتها ما بین خمس سـنوات و ‪ 20‬سـنة أو أكثـر‪ ،‬وهـي‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫تمثـل احتیاجـات المؤسسـات إلـى رؤوس األمـوال ثابتة بقصد اإلنشاءات و التجهيزات‪.‬‬
‫‪.‬حسب نوع الضمان‬ ‫‪‬‬
‫القروض بضمانات‪ :‬معظم القروض الممنوحة تكون مضمونة و تعرف باسم " ضمانات تكميلية "‬ ‫‪‬‬
‫ألنها تطلب لتكملة عنصر الثقة و يكمن أن يطلب كضمان رهن عقاري‪ ،‬أوراق مالية ‪،‬بضائع‬
‫كسيارة ‪...‬‬
‫القروض بدون ضمانات ‪ :‬عادة ما يقدم للمقترضين المعروفين بجديتهم في التعامل و التزامهم‬ ‫‪‬‬
‫بمقتضيات االتفاق‪ ،‬و يمنح في ظروف جد خاصة‪.‬‬

‫‪.2.1.3‬خصم األوراق التجارية ‪ :‬يعتبر هذا اإلجراء من أهم الوظائف في العصر الحديث ‪ ،‬و تزداد‬
‫أهميته بازدياد المعامالت اآلجلة بين األفراد في المجتمع‪ ،2‬حيث تتمثل هذه العملية في قيام المصرفي‬
‫بإعادة شراء األوراق التجارية التي يكون حاملها (المستفيد النهائي) من مؤسسة ما قبل موعد‬
‫االستحقاق‪ ،‬وذلك مقابل دفع المبلغ المستحق‪ ،‬يبقى المحول (المستفيد) ضامنا للدفع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .3.2.2‬وظائف أخرى‬

‫تمويل التجارة الخارجية من خالل فتح اعتماد مستندي‬ ‫‪‬‬


‫القيام بتحصيل مستحقات العمالء من أي مصدر ( شيكات ‪ ،‬أسهم ‪)...‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬نصيرة يحياوي‪ ،‬دور القروض البنكیة في تنمیة القطاع الفالحي في الجزائر‪ ،‬المجلة العلمية المستقبل االقتصادي‪ ،‬المجلد‪ ،01‬العدد‪،01‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪38‬‬
‫‪ 2‬خديجة قوادرية‪،‬عبد الرزاق قاضي‪ ،‬راجف نصيرة‪ ،‬دور البنوك التجارية في تمويل التنمية االقتصادية‪،‬مجلة التحوالت االقتصادية‪ ،‬المجلد‪،02‬‬
‫العدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ 3‬خديجة قوادرية‪،‬عبد الرزاق قاضي‪ ،‬راجف نصيرة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫منح الفوائد على الودائع للعمالء‬ ‫‪‬‬
‫بيع و شراء العمالت الوطنية و األجنبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين البنوك اإلسالمية و البنوك التقليدية‬

‫تختلف البنوك التقليدية عن البنوك اإلسالمية من حيث األفكار و األسس التي تقوم عليها كل منها‪،‬‬
‫ولكن هذا ال يمنع وجود أوجه تشابه بينهما فهما يشتركان في عدة أوجه‪.‬‬

‫أوجه التشابه‬ ‫‪.1‬‬

‫تتشابه المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في أن كالهما مصرف يقدم خدمات مالية و‬ ‫‪‬‬
‫يسعى إلى تحقيق عوائد و أرباح تضمن استمرارية نشاطها‬
‫تتوافق المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في الودائع الجارية المبنية على أساس‬ ‫‪‬‬
‫القرض بدون فائدة‪ ،‬اذ يتعهد المصرف بردها دون زيادة أو نقصان مع ما يرافق هذه المنتجات‬
‫‪1‬‬
‫من خدمات كإصدار الشيكات وبطاقات االئتمان‪.‬‬
‫تواجه البنوك اإلسالمية مخاطر مصرفية تقليدية بنفس الطريقة التي تواجه بها البنوك التقليدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجري المصرفان تحويالت مصرفية من حساب آلخر‪ ،‬ومن مصرف آلخر‪ ،‬ومن بلد إلى آخر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتشابه مصادر األموال بين البنكين‬ ‫‪‬‬
‫الوظيفة األساسية للبنك هي الوساطة المالية؛ فكال البنكين يلعبان دور الوسيط المالي بين‬ ‫‪‬‬
‫المدخرين و المستثمرين‪.‬‬
‫تشترك كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية في تقديم نفس الخدمات المصرفية كتحويل األموال‬ ‫‪‬‬
‫و تحصيل األوراق التجارية لحساب الدائنين إلى جانب تأجير الخزائن الحديدية‪ ،‬إصدار الشيكات‬
‫‪2‬‬
‫وكذا استبدال العمالت‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تخضع كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية لرقابة البنك المركزي و تتقيد بقراراته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتشابه البنوك اإلسالمية مع البنوك التقليدية في خضوعها للرقابة المالية الداخلية منها‪ ،‬والخارجية‬ ‫‪‬‬
‫المتمثلة بالجهات ذات العالقة‪ ،‬بما فيها هيئات الرقابة المالية‪ ،‬والتي يكون غرضها منع حصول‬
‫الخطأ و االنحرافات‪ ،‬أو التالعب في العمليات التي تقوم بها المصارف‪ ،‬ومعالجتها في حالة‬
‫‪4‬‬
‫حصولها‪.‬‬

‫أوجه االختالف‬ ‫‪.2‬‬

‫تختلف البنوك اإلسالمية عن البنوك التقليدية في عدة أوجه‪ ،‬و يمكن أن نبرزها و نقارن بينهما من‬
‫خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد محمود العلجوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ، 2008 ،‬ص‪122‬‬
‫‪ 2‬صبرينة كردودي‪ ،‬سهام كردودي ‪ ،‬زعرور نعيمة‪ ،‬مقارنة بين البنوك اإلسالمية و البنوك التجارية (التقليدية)‪ ،‬مجلة المنهل االقتصادي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،01‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪107‬‬
‫‪ 3‬فارس مسدور‪ ،‬التمويل اإلسالمي من الفقه إلى التطبيق المعاصر لدى البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪ ،2008 ،‬ص‪16‬‬
‫‪ 4‬محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس‪،‬عمان‪ ،‬الطبعة السادسة‪، 2007 ،‬ص ‪392-390‬‬
‫البنوك اإلسالمية‬ ‫البنوك التقليدية‬ ‫أوجه المقارنة‬

‫المشاركة في الربح و الخسارة‬ ‫نظام الفائدة أخذا و عطا‬ ‫النظام‬


‫(الُغْنم بالُغ ْر م)‬
‫تمويل المشروعات االستثمارية و‬ ‫تدعم المشاريع من خالل منح تمويل‬ ‫الدور االقتصادي‬
‫اإلنتاجية و بالتالي زيادة القدرة‬ ‫مالي مقابل فائدة مطلوبة‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫هدفها الرئيسي هو ضمان النمو‬ ‫يركز فقط على الربح وتأتي فائدة البنك‬ ‫أهداف عامة‬
‫االقتصادي المشروع‪.‬‬ ‫أوًال‬
‫وسيلة تبادل فقط و مقياس للقيم‬ ‫سلعة تباع و تشترى مقابل فائدة‬ ‫النقود‬
‫يتحقق الربح من خالل توظيف‬ ‫يتحقق من خالل الفرق بين الفائدة‬ ‫الربح‬
‫المال في مشروع اقتصادي‬ ‫المقدمة و المأخوذة‬
‫حقيقي ‪.‬‬
‫كما يقتسم الربح تقتسم الخسارة‬ ‫يتحملها المقتـرض لوحـده وال‬ ‫الخسارة‬
‫بين األطراف المشاركة في‬ ‫يتحمـل البنـك التقليدي أي خسارة‬
‫المشروع حسب أشكال االستثمار‪.‬‬ ‫جانبه‪.‬‬
‫الفائدة وهي الربا محرمة شرعا ‪،‬‬ ‫عمل هذه البنوك يتعلق بالفائدة أساسا ‪،‬‬ ‫التعامل بالفائدة‬
‫مقابل تشريع البيع ‪.‬‬ ‫فهي تقوم على نظام الفائدة في كل‬
‫معامالتها المصرفية‬
‫إنه غير موجود ألن البنك شريك‬ ‫يعادل سعر الفائدة السائد‪.‬‬ ‫التضخم‬
‫ربح وخسارة‬
‫الخدمات التي تقدمها البنوك‬ ‫الخدمات المصرفية يقدم البنك خدمات لزبائنه مقابل عمولة‬
‫اإلسالمية تكون مقابل أجور تغطي‬ ‫التي تعتبر من موارد البنك التقليدي‬
‫تكاليف تقديمها‬
‫االدخار هو تأجيل إنفاق عاجل‬ ‫هو فائض من دخل البنك بعد االستهالك‬ ‫االدخار‬
‫إلى إنفاق آجل و هو يقرر إلى أن‬ ‫لذلك يبحث البنك عن األموال لدى‬
‫النقود متاحة لكل أفراد المجتمع ‪.‬‬ ‫األغنياء‬
‫يحتل حيزا كبيرا من معامالتها‬ ‫منح القروض مقابل ضمانات ‪ ،‬وال‬ ‫أشكال االستثمار‬
‫فتختلف أشكال االستثمار و تتنوع‬ ‫تعتمد على االستثمار إال في نطاق ضيق‬
‫مرابحة‪،‬سلم‪ ،‬مضاربة‪،‬‬
‫مشاركة ‪...‬‬
‫*الضمانات غير مطلوبة‪ ،‬وإنما‬ ‫*الضمانات الزمة لضمان األصول‬ ‫ضوابط توظيف‬
‫ضمان تنفيذ المشروع‪ ،‬ودراسة‬ ‫الثابتة و المنقولة‬ ‫األموال‬
‫جدوى لهذا المشروع‬ ‫* ليس هناك اعتبار لجواز المشروع‬
‫*توظف األموال وتستثمر في‬ ‫شرعا أحالل هو أم حرام‬
‫المشاريع الحالل شرعا فقط ‪.‬‬
‫عائد جيد باعتبارها شريك في‬ ‫عائد قليل فهي مقيدة بنسبة فائدة محدودة‬ ‫مصدر عائد‬
‫المشروع فهي تتعرض لألرباح و‬ ‫المساهمين‬
‫الخسائر ‪.‬‬
‫يعان المدين المعسر و يمهل و‬ ‫ال تراعي أية ظروف ‪ ،‬إن لم يسدد‬ ‫التعامل مع الزبون‬
‫يعاقب المماطل‬ ‫تفرض عليه غرامات و يتم الحجز على‬ ‫المدين‬
‫ممتلكاته‬
‫قروض مجانية بدون أي عائد‬ ‫ال توجد قروض حسنة ‪ ،‬فكل القروض‬ ‫القروض الحسنة‬
‫يقدمها المصرف كدعم اقتصادي‬ ‫بالفائدة‬
‫اجتماعي‬
‫من أهم موارد مال المسلمين‪،‬‬ ‫غير موجودة‬ ‫تجميع الزكاة و‬
‫تتكفل البنوك اإلسالمية بجمعها و‬ ‫إنفاقها‬
‫توزيعها على مستحقيها أو إعادة‬
‫استثمار تلك األموال في حال‬
‫يمكن ذلك ‪.‬‬
‫تعتبر بنوكا اجتماعية تساهم في‬ ‫ال تساهم في المسؤولية االجتماعية‬ ‫المسؤولية‬
‫دعم المسؤولية االجتماعية و في‬ ‫االجتماعية‬
‫تحقيق التكافل االجتماعي ‪.‬‬
‫الرقابة الداخلية ‪ ،‬الرقابة الخارجية‬ ‫الرقابة الداخلية و الرقابة الخارجية‬ ‫الرقابة‬
‫(البنك المركزي )‬ ‫(البنك المركزي )‬
‫‪ +‬الرقابة الشرعية‬
‫من إعداد الطالبة باالعتماد على مصادر مختلفة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬الودائع البنكية في البنوك اإلسالمية‬

‫تعتبر الودائع أهم مصادر األموال التي تتلقاها البنوك من عمالئها والتي تعتمد عليها بشكل كبير‬
‫في القيام بنشاطاتها المختلفة ‪،‬لكنها تختلف من بنك الى آخر من حيث الحجم ومن حيث اآلجال ومن‬
‫حيث التكلفة ‪ ،‬فتشترك المصارف اإلسالمية والبنوك التجارية في مسميات حسابات الودائع لديها‪ ،‬إال‬
‫أن حقيقة هذه الودائع تختلف في المصارف اإلسالمية عنها في البنوك التجارية التقليدية‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنبينه في هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الودائع في البنوك اإلسالمية‬

‫تعتمد البنوك اإلسالمية في تمويل استثماراتها بشكل أساسي على المصادر الخارجية‪ ،‬وخاصة األموال‬
‫التي يودعها أصحابها في البنك الستثمارها أو حفظها لديه‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف الوديعة البنكية‬


‫الوديعة لغة من وَدَع ‪ ،‬إذا سكن وتعني الشيء عند غير من يملكه لحفظه‪ ،‬فهي إيداع شيء لدى شخص‬
‫‪1‬‬
‫آخر لمدة معينة على أن يتعهد هذا الشخص برد الشيء نفسه عند الطلب‪.‬‬

‫أ ما تعريف الوديعة في االصطالح البنكي فهي األموال التي يعهد بها األفراد‪ ،‬أو الهيئات إلى البنوك‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫على أن يتعهد البنك برد مساو لها إليهم‪ ،‬أو نفسها لدى الطلب‪ ،‬أو بالشروط المتفق عليها‪.‬‬

‫إيداع العميل للوديعة لدى البنك يكون بشروط البنك‪ ،‬وليس له حق مناقشها فهو مخير إما بقبول شروط‬
‫اإليداع كما حددها البنك أو برفضها‪ ،‬كما يشاء‪.‬‬

‫‪ .2‬أنواع الودائع في البنوك اإلسالمية و تكيفها الفقهي‬


‫تحتل الودائع البنكية أهم مصادر األموال التي تسعى البنوك اإلسالمية الى جذبها شأنها شأن البنوك‬
‫التقليدية ‪ ،‬ولكن على اختالف العالقة بين المودعين و البنوك التقليدية و التي هي عالقة الدائن‬
‫بالمدين ‪ ،‬فإنه في البنوك اإلسالمية العالقة تختلف حسب صيغ األوعية االدخارية ‪ ،‬حيث تأخذ الودائع‬
‫في البنوك اإلسالمية الصيغ التالية ‪:‬‬

‫‪ .1.2‬الودائع الجارية (الحسابات تحت الطلب)‬

‫‪ .1.1.2‬تعريفها ‪ :‬هي ودائع توضع تحت تصرف أصحابها دون أي إشعار مسبق‪ ،‬فيمكنهم سحبها‬
‫كليا أو جزئيا دون أي شرط‪ 3،‬فهذه الحسابات تفتحها البنوك اإلسالمية لألشخاص الذين لديهم أموال‬
‫ويرغبون بحفظها فقط أو االستفادة من الخدمات المصرفية المتعمقة بالتعامل التجاري أو الدفع أو‬
‫التحويل لالستغناء عن حمل النقود‪ .‬كما ال يحق للبنك أن يفرض قيودا أو شروطا أمام صاحبها أثناء‬
‫السحب وال يجوز له االحتجاج بأي حجة تعرقل المودعين في استعمالها‪ .‬فهي قروض بالمنظور‬
‫‪4‬‬
‫الفقهي‪ ،‬حيث إن المصرف المتسلم لهذه الودائع يده يد ضمان لها وهو ملزم شرعا بالرد عند الطلب‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين محمد سمحان‪ ،‬أسس العمليات المصرفية اإلسالمية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2016 ،‬ص‪139‬‬
‫‪ 2‬محمد شيخون‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار وائل ‪ ، ،‬األردن ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص ‪99‬‬
‫‪ 3‬محفوظ لعشب‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2008 ،‬ص‪85‬‬

‫‪ 4‬نعيمة برودي‪ ،‬طرق احتساب أرباح الودائع االستثمارية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬مجلد ‪ ،8‬العدد‪ ،01‬الجزائر‪،‬‬
‫‪،2021‬ص‪391‬‬
‫ال يجوز استعمال هذا النوع من الودائع إال بإذن صاحبها و تكون من دون فوائد كما هو الحال في‬
‫البنوك التقليدية‪ .‬وال يجوز لصاحب المال أخذ أي زيادة على ما أقرض لعدم تحمله مخاطر استثمار‬
‫ماله‪ .‬وألن المقترض قبض المال على سبيل الضمان وليس على سبيل األمانة كما هو الحال في عقد‬
‫المضاربة فهو يتحمل كامل نتائج االستثمار‪ ،‬له الغنم و عليه الغرم‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬تكيفها الفقهي‪ :‬التكييف الفقهي للودائع الجارية ال يخرج عن كونها قروض من المودع للبنك‪،‬‬
‫ألن المصرف يتصرف فيها و ال يرد عينها كم هي ‪ ،‬بل يرد بدلها أو مثلها‪ .‬فالمصرف المتسلم لهذه‬
‫الودائع يده يد ضمان لها و ليس يد أمانة وتحت قاعدة " الخراج بالضمان " يمكن للمصرف استعمال‬
‫الودائع الجارية و االنفراد بما تولد عنها و أيضا تحمل الخسارة لوحدة في حال تحققها و في المقابل ال‬
‫‪1‬‬
‫يحصل صاحب الوديعة على أي مقابل‪.‬‬

‫الودائع االستثمارية (الحسابات االستثمارية )‬ ‫‪2.2‬‬

‫‪ .1.2.2‬تعريفها ‪ :‬عرفها أحمد حسن أحمد الحسني على أنها المبالغ النقدية التي يودعها أصحابها في‬
‫المصرف ألجل معين ‪ -‬سنة مثال – و ال يحق لهم سحبها أو سحب جزء منها ‪ ،‬و ال يلتزم المصرف‬
‫بردها إال بعد انقضاء أجلها‪ .‬و يعطي المصرف التجاري عادة فائدة ربوية ألصحاب هذه الودائع تتزايد‬
‫‪2‬‬
‫كلما تزايد األجل‪.‬‬

‫أما في البنوك اإلسالمية فالودائع االستثمارية هي األموال التي يودعها أصحابها ويمنحون للبنك‬
‫اإلسالمي الحق في استثمارها في مجاالت مختلفة‪ ،‬كما أنهم يأذنون لها بخلطها بحقوق الملكية (األموال‬
‫الذاتية(‪.‬و عليه فإن هذه الحسابات يتم فتحها بغرض الحصول على عائد نتيجة قيام البنك اإلسالمي‬
‫باستثمار تلك األموال ‪،‬و تخضع هذه األموال للقاعدة الشرعية " الغنم بالغرم " و تخضع الوديعة‬
‫‪3‬‬
‫االستثمارية لعقد المضاربة المطلقة ‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬تكييفها الفقهي‪ :‬الوديعة االستثمارية في البنوك اإلسالمية هي عقد مضاربة بين البنك‬
‫والعميل المودع‪ ،‬وال يضمن البنك الوديعة االستثمارية و ال أرباحها إال في حالة التقصير والتعدي أو‬
‫في حالة مخالفة شروط العقد‪ .‬وال يجوز للبنك ضمان رأس مال المضاربة و صاحب الوديعة يشارك‬
‫في الربح و أيضا في الخسارة على حسب مساهمته في وعاء االستثمار‪.‬‬

‫اختلف المعاصرون في تخريج العالقة التعاقدية للودائع االستثمارية على قولين ‪.4 :‬‬

‫القول األول‪ :‬تخريج الوديعة االستثمارية على أساس عقد الوكالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القول الثاني‪ :‬تخريج الوديعة االستثمارية على أساس عقد المضاربة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬خالد بن حمزة‪،‬عمر بن دحمان‪ ،‬الودائع االستثمارية في الصيرفة اإلسالمية الجزائرية مجلة البحوث العلمية و الدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد‪،14‬‬
‫العدد‪ ،5‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪475‬‬
‫‪ 2‬عبد الغني العمومري‪ ،‬أنواع الودائع في البنوك اإلسالمية و التكيف الفقهي لها‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية‪ ،‬المجلد‪/‬العدد ‪ ،81‬المغرب‪،‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪59‬‬
‫‪ 3‬نعيمة برودي ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪393-392‬‬
‫‪ 4‬نعيمة برودي ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪395-394‬‬
‫و لعدة أسباب يرجح القول الثاني؛ يقوم التخريج الفقهي لعقد الودائع االستثمارية وفق عقد المضاربة‬
‫بحيث أن المودعين هم أرباب مال المضاربة‪ ،‬في حين أن البنك هو المضارب‪ ،‬ويتوزع الربح بينهما‬
‫بحسب شروط العقد"‬

‫‪ .3.2.2‬أنواعها‪ :‬تعتبر هذه الودائع الوعاء الرئيسي الذي تتدفق من خالله األموال من أرباب األموال‬
‫إلى البنك اإلسالمي بغرض قيام البنك باستثمارها‪ ،‬ويوجد نوعان منها ‪:‬‬

‫حسابات االستثمار المشترك (المطلقة) ‪ :‬وهي التي يتلقاها البنك مع تفويضه من قبل أصحابها‬ ‫‪‬‬
‫باستثمارها‪ ،‬وخلطها بأمواله (الذاتية) حقوق الملكية أو األموال التي لو حق التصرف المطلق فيها‬
‫(الحسابات الجارية) دون تقييدهم له باستثمارها بنفسه أو في مشروع أو غرض معية‪ ،‬أو بكيفية‬
‫‪1‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫‪ ‬حسابات االستثمار المخصص (المقيدة)‪ :‬و هي الودائع النقدية التي يودعها أصحابها في البنك‬
‫الذي يتقيد في إدارتها واستثمارها ببعض القيود والشروط‪.‬‬
‫ويجب في كال النوعين من الودائع (حسابات االستثمار المشترك واالستثمار المخصص( أن تحدد نسبة‬
‫الربح مقدما في عقد المضاربة (المطلقة أو المقيدة)‪ ،‬ألن ذلك ما يجب في عقد المضاربة و إال فسد‬
‫العقد لجهالة الربح‪.‬‬

‫‪ .3.2‬الودائع االدخارية( الحسابات االدخارية )‬

‫‪ .1.3.2‬تعريفها‪ :‬تعرف على أنها المبالغ النقدية التي يقتطعها األفراد من دخولهم و يدفعونها الى‬
‫المصرف ليفتح لهم بها حسابا ادخاريا ‪ ،‬يحق لهم سحبه أو سحب جزء منه في أي وقت ‪ .‬ويدفع‬
‫المصرف التجاري للعميل المدخر فائدة ضئيلة على أساس أدنى رصيد له في حساب التوفير خالل‬
‫‪2‬‬
‫الشهر‪.‬‬

‫يفتح هذا النوع من الحسابات لتشجيع صغار المدخرين على التوفير‪ ،‬فيحصل المدخرون على جزء من‬
‫األرباح المحققة التي تحتسب التي تحتسب على أساس الرصيد األدنى للحساب بحيث يمنح المدخر‬
‫‪3‬‬
‫عادة دفترا تسجل فيه كل عملية سحب أو إيداع‪.‬‬

‫‪ .2.3.2‬تكييفها الفقهي ‪ :‬الجزء منها المخصص للتسديد سحوبات المودع تكون بمثابة حساب‬
‫جاري ‪،‬و تكيف على أنها قروض أما تلك التي يختار لها صاحبها أن تدخل في حساب‬
‫‪4‬‬
‫استثماري ‪،‬فتكيف كالودائع االستثمارية على أنها مضاربة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .3.3.2‬أنواعها ‪ :‬تنقسم الودائع االدخارية إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ - 1‬عادل عبد الفضيل عيد‪ ،‬االحتياط ضد المخاطر في المصارف االسالمية )دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة أولى‪،2011 ،‬‬
‫ص‪335‬‬
‫‪ 2‬أحمد حسن أحمد الحسني‪ ،‬الودائع المصرفية‪:‬أنواعها –استخداماتها –استثماراتها‪ ،‬المكتبة المكية ‪ /‬دار ابن حزم‪ ،‬السعودية‪،‬الطبعة أولى‪،‬‬
‫‪،1999‬ص‪112‬‬
‫‪ 3‬موقع البنك الوطني اإلسالمي ‪ :‬الحسابات و الودائع | البنك الوطني االسالمي (‪consulté le 28/03 à 07 :02 )inb.ps‬‬
‫‪ 4‬خالد بن حمزة‪ ،‬عمر بن دحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪476‬‬
‫‪ 5‬د‪.‬عبد الغني العمومري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪60‬‬
‫حساب االدخار مع التفويض باالستثمار‪ :‬و يستحق هذا الحساب نصيبا من الربح‪،‬و يحسب العائد‬ ‫‪‬‬
‫من الربح أو الخسارة على أقل رصيد شهري ‪ ،‬و يحق للمتعامل اإليداع أو السحب في أي وقت‬
‫شاء‪.‬‬
‫حساب االدخار دون التفويض باالستثمار‪ :‬و هذا النوع ال يستحق ربحا و يكون حكمه حكم‬ ‫‪‬‬
‫الحساب الجاري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الودائع المصرفية و عوامل تنميتها في البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫الودائع من أهم مصادر األموال الخارجية التي يعتمد عليها و البنك و يسعى إلى تنميتها و ذلك لما‬
‫تمتلكه من أهمية كبيرة‬

‫‪ .1‬أهمية الودائع المصرفية‬


‫تمثل الودائع أهم مصدر خارجي لموارد المصارف اإلسالمية حيث ُتسَتخَدم في أغراض عدة‪ ،‬مثل‬
‫‪1‬‬
‫الاستثمار وعملية الإقراض‪ ،‬كما أَّنها ُتفيد في تسهيل العمليات المصرفية‪ ،‬وفي عدة نقاط منها‪:‬‬

‫توجيه الأموال والمدخرات إلى قنوات استثمارية تعزز الإنتاج وتزيد من رأس المال‪ ،‬مم‪uu‬ا ينعش‬ ‫‪.1‬‬
‫اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫تفيد الودائع المصارف أكثر بكثير من الاحتياطات و رأس المال كون‪uu‬ه لا ُيمكن اس‪uu‬تثمارها في‬ ‫‪.2‬‬
‫مشاريع تدرج الأرباح‪.‬‬
‫‪u‬بة‬ ‫‪u‬ل نس‪u‬‬ ‫‪u‬بب تقلي‪u‬‬ ‫تساهم الودائع في تقليل الاستهلاك‪ ،‬مَّم ا يترتب عنه الاستقرار النقدي للدولة بس‪u‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التضخم و هذا ما يساهم في التنمية الاقتصادية‪.‬‬
‫تعد عملية الإيداع بحد ذاتها خدمة ُتقَّد م للأفراد فالودائع توفر عائدا جيدا للمودعين مما يحق‪uu‬ق لهم‬ ‫‪.4‬‬
‫الاستقرار المادي‪.‬‬
‫إَّن الودائع ُتفيد في التوزيع العادل والمدروس للموارد المالية على المشاريع التي ُتستثَم ر بها‪ ،‬مَّم ا‬ ‫‪.5‬‬
‫يؤدي إلى توزيع المخاطر والتقليل منها‪.‬‬
‫تسهل عملية الدفع بين الأشخاص من خلال التحويل السريع وخصوصًا خارج حدود الدولة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫عوامل تنمية الودائع في البنوك الإسلامية‬ ‫‪.2‬‬

‫ترتكز البنوك الإسلامية في تقديم خدماتها و إجراء عملياتها الاستثمارية بشكل أساسي على الودائ‪uu‬ع‪ ،‬فهي‬
‫‪u‬ا‬
‫أهم مصدر للمال لدى البنوك بصفة عامة‪ .‬و لذلك وجب على البنك الاهتمام بجذب هذه الودائع و تنميته‪u‬‬
‫من أجل الاستغلال الحسن لها و تحقيق المنفعة العامة؛ ومن أهم العوامل لذلك‪:‬‬

‫تـقديم خـدمات مصرفية مميزة‪ :2‬ظهرت المصارف الإسلامية بعد معالجة الكث‪uu‬ير من المع‪uu‬املات‬ ‫‪‬‬
‫المصرفية لتتوافـق مع متطلبات الشريعة الإسلامية وتتناسب مع احتياجات المتعاملين‪ ،‬وبهذا يس‪uu‬اهم‬
‫المصرف في زيادة ودائعه نظًر ا لإقبال الأفراد على الاستفادة من الخدمات المقدمة من قبل المصرف‪.‬‬

‫الودائع المصرفية‪ :‬أنواعها‪ ،‬وأهميتها‪ ،‬وحكمها في اإلسالم (‪)annajah.net‬تم اإلطالع في ‪ 29/03/2023‬على الساعة ‪11:45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أالء محمود ديدح‪ ،‬عوامل تنمية الودائع في البنوك اإلسالمية‪ :‬تطبيق عملي على آلية توزيع العوائد في مصرف البركة في سورية‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد اإلسالمي العالمي‪ ،‬المجلد‪/‬العدد ‪ ،106‬سورية‪ ،2021 ،‬ص‪64‬‬
‫انـتشار الوعي المصرفي الإسلامي‪ :‬يعتبر الوعي المصرفي عاًم لا مهًم ا في تنمية الودائع؛ فمنذ نشأة‬ ‫‪‬‬
‫المصارف الإسلامية ظهرت العديد من التساؤلات عن ماهية البنوك الإسلامية؛ واختلافه‪u‬ا عن البن‪u‬وك‬
‫‪u‬ر‬‫‪u‬حيحة لنش‪u‬‬ ‫الاخرى‪ ،‬وإن إجابة المصارف الإسلامية على هـذه التساؤلات هي من أحد السبل الص‪u‬‬
‫‪1‬‬
‫الوعي المصرفي الإسلامي‪ ،‬وكلما زاد الوعي في المجتمع أدى ذلك لزيادة الودائع وتنميتها‪.‬‬

‫متانة المركز المالي للبنك الإسلامي‪ :‬يعبر المركز المالي للبنك الإسلامي عن محصلة أعماله وأنشطته‬ ‫‪‬‬
‫في صورة رقمية‪ ،‬موضحا لجميع قارئي القوائم المالية عن مصادر أمواله واسـتخداماته‪ ،‬وكلم‪uu‬ا‬
‫‪2‬‬
‫زادت العوائد والمنافع المحققة زاد الحافز لدى الأفراد والشركات للاستثمار في المصرف‪.‬‬

‫الانتشار الجغرافي للبنك و فروعه‪ :‬تسعى البنوك الإسلامية إلى الانتشار محليا و دوليا و توسيع نطاقها‬ ‫‪‬‬
‫الجغرافي من أجل استهداف أكبر شريحة ممكنة و بالتالي زيادة الودائع التي تتلقاها‪.‬‬

‫‪u‬الي‬
‫‪u‬ا‪ ،‬و بالت‪u‬‬
‫تعظيم أهمية العائد االقتصادي‪ :‬النظام البنكي يقوم بدور كبير لجمع الودائع و نموه‪u‬‬ ‫‪‬‬
‫للمنظومة البنكية تأثير إيجابي على االستثمار و بالتالي النمو االقتصادي‪ 3،‬فتحقيق ال‪uu‬ربح يع‪uu‬ود‬
‫بالنفع على جميع األطراف و من بينهم المودعين‪.‬‬

‫أداء الخدمات نيابة عن المتعاملين وتيسير معاملاتهم‪ :‬يقوم المصرف الإسلامي بأخذ العبء في تأدية‬ ‫‪‬‬
‫‪u‬ال‬
‫‪u‬اهم في إقب‪u‬‬
‫‪u‬تي تس‪u‬‬ ‫بعض الخدمات نيابة عن المتعاملين مثل توطين الرواتب ودفع الـفواتـير ال‪u‬‬
‫‪4‬‬
‫الأفراد على التعامل مع المصرف و تمهيدا لزيادة الودائع في البنك‪.‬‬

‫سمعة البنك‪ :‬البنك الإسلامي بالتحديد يجب عليه أن يحفظ سمعته بتطبيقه لأصول الصيرفة الإسلامية و‬ ‫‪‬‬
‫الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية‪ .‬فسمعة البنك االستثمارية وهيكل رأس المال القوي تعكس م‪uu‬دى‬
‫كفاءة اإلدارة‪ ،‬وبالتالي ثقة العمالء في البنك‪ .‬فهذا ما يدفع بالأفراد المسلمين للتعام‪uu‬ل م‪uu‬ع البن‪uu‬ك‬
‫الإسلامي لقضاء حاجاتهم تحت ظل الشريعة الإسلامية‪.‬‬

‫سرعة أداء الخدمة‪ :‬حيث سعت البنوك مبكرا إلى االستفادة من الثورة التكنولوجية وذلك باستخدام‬ ‫‪‬‬
‫‪u‬ل‬‫‪u‬ة التحوي‪u‬‬
‫‪u‬ة وأنظم‪u‬‬‫األساليب والوسائل ذات التقنيات العالية‪ ،‬فقد استخدمت الحاسبات االلكتروني‪u‬‬
‫‪5‬‬
‫المختلفة‪ ،‬مثل غرفة المقاصة االلكترونية وجهاز الصرف والصراف اآللي‪.‬‬

‫‪u‬تثمارات‪،‬‬
‫‪u‬ال االس‪u‬‬‫التوسع في تقديم خدمات غير مصرفية‪ :‬تتمثل يف تقدمي االستشارات في مج‪u‬‬ ‫‪‬‬
‫‪u‬ه‪،‬‬
‫‪u‬طته‪ ،‬وإدارة أعمال‪u‬‬
‫وإدارة األموال العائدة إلى المودع‪ ،‬والسعي إلدارة محفظة استثماراته وأنش‪u‬‬
‫‪6‬‬
‫وذلك مقابل نسبة من األرباح يتم االتفاق عليها‪.‬‬

‫خاتمة الفصل‬

‫‪ 1‬أالء محمود ديدح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪64‬‬


‫‪ 2‬أالء محمود ديدح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪65‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمن تسابت ‪،‬حبيب قنوني‪ ،‬أهمية الودائع المصرفية في تكوين رأس المال الثابت ‪ :‬دراسة حالة المنظومة المصرفية الجزائرية (‬
‫‪ ،(2012-1990‬مجلة مجاميع المعرفة‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد‪ ،01‬الجزائر‪، 2016 ،‬ص‪103‬‬
‫‪ 4‬أالء محمود ديدح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪65‬‬
‫‪ 5‬الويزة أوصغير‪ ،‬إستراتيجيات جذب الودائع في البنوك الجزائرية وأثرها على نشاطها‪ ،‬مجلة اإلستراتجية والتنمية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪،03‬‬
‫الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪92‬‬
‫‪ 6‬أوصغير الويزة‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪93‬‬
‫بختام هذا الفصل‪ ،‬فإنه يمكن القول أن البنوك اإلسالمية هي مؤسسات مالية تتبع مبادئ و قيم الشريعة‬
‫اإلسالمية في تقديم الخدمات المصرفية والتمويلية وتتجنب الفوائد و الغرر و كل ما هو محرم شرعا‬
‫فهي تعمل بمبدأ المشاركة في األرباح والخسائر‪ ،‬وقد جذبت البنوك اإلسالمية اهتمام المسلمين حول‬
‫العالم لما تتمتع به من شفافية وتأثير إيجابي في االقتصاد اإلسالمي‪ .‬ومع تزايد الطلب على الخدمات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬يتوقع أن تشهد البنوك اإلسالمية نموًا كبيرًا في المستقبل القريب‪.‬‬

‫إن هذه البنوك تلعب دورا اقتصاديا و اجتماعيا هاما من خالل الخدمات التمويلية المختلفة التي توفرها‬
‫والقائمة على صيغ التمويل المباحة في الشريعة اإلسالمية من مرابحة‪ ،‬سلم‪ ،‬استصناع‪ ،‬إجارة‪،‬‬
‫مشاركة‪ ،‬مضاربة‪ ،‬القرض الحسن بدون فائدة ‪ ..‬حيث يهدف البنك من خالل هذه العقود باإلضافة إلى‬
‫تحقيق عائد‪ ،‬تهدف أيضا إلى تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية بالمشاركة الفعلية في النشاط‬
‫االستثماري فال يقتصر هدفه على تعظيم ثروة المالك فقط‪.‬‬

‫في نهاية هذا الفصل تطرقنا إلى الودائع ؛ تعريفها ‪ ،‬أنواعها و تكيفها الفقهي و أيضا فهم أهميتها‬
‫للبنك و عوامل تنميتها في البنوك اإلسالمية و هذا تمهيدا للفصل الثاني الذي سيتمحور حول هذه‬
‫الودائع ؛ إدارة و توظيف الودائع و أيضا المخاطر التي يتحملها البنك جراء استقباله لها و ما يترتب‬
‫عليه لحمايتها و رقابة البنك المركزي على كل هذا‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الودائع في البنوك اإلسالمية‬


‫تمهيد للفصل‬

‫المبحث األول‪ :‬إدارة و توظيف الودائع‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات توظيف الودائع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬توزيع اإلرباح‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة من طرف أصحاب المال‬

‫المبحث الثاني‪:‬المخاطر على الودائع‬

‫المطلب األول ‪ :‬المخاطر التي يتعرض لها البنك جراء توظيفها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التدابير العامة لحماية أموال المودعين‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حماية الودائع في البنوك اإلسالمية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬رقابة السلطات اإلشرافية للبالد على أموال المودعين‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالسلطات اإلشرافية و دورها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة العالقة بين البنك المركزي و البنك اإلسالمي‬

‫المطلب الثالث‪: :‬أساليب الرقابة على الودائع‬


‫تمهيد الفصل‬
‫لقد تم التطرق في الفصل السابق إلى التكلم عن البنوك اإلسالمية بشكل عام ماهيتها‪ ،‬نشأتها‪ ،‬و‬
‫خصائصها و كذا ما تتماثل و ما تختلف فيه عن نظيرتها التقليدية و في آخر الفصل تم تناول مقدمة‬
‫حول الودائع البنكية؛ تعريفها ‪ ،‬أنواعها و تكيفها الفقهي و أيضا فهم أهميتها للبنك و عوامل تنميتها في‬
‫البنوك اإلسالمية و هذا تمهيدا لهذا الفصل‪.‬‬

‫تعتبر الودائع البنكية أهم مصادر األموال الخارجية التي تعتمد عليها البنوك التجارية عامة و البنوك‬
‫اإلسالمية خاصة فهي تنفرد في هذه األخيرة بمجموعة من المميزات في أشكال توظيفها و آلية إدارتها‬
‫و إدارة عوائد استثمارها بين األطراف المشاركة‪.‬‬

‫و سيكون هذا الفصل الثاني لفهم دقيق إلدارة الودائع في البنوك اإلسالمية و الرقابة المطبقة عليها من‬
‫طرف السلطات اإلشرافية‪ ،‬و ذلك من خالل ثالث مباحث حيث سينفرد المبحث األول بدراسة طرق‬
‫توظيف الودائع في البنك اإلسالمي و إدارتها و توزيع األرباح بين أصحابها و بين المساهمين مع‬
‫اإلشارة إلى صالحية أصحاب الحسابات في الرقابة على أموالهم‪ .‬و كمبحث ثاني سيكون مضمونه‬
‫المخاطر على الودائع‪ ،‬فالبنك يتحمل جملة من المخاطر جراء توظيف هذه الودائع و المشاركة بها في‬
‫مشاريع محتملة الربح و الخسائر‪ ،‬بحيث يجب عليه أن يتخذ جملة من التدابير االحترازية لحماية‬
‫أموال المدعين من أي مخاطر قد تصيبهم كإجراء وقائي و بعدها اإلجراء العالجي لحماية الودائع‬
‫المصرفية حسب ما جاء به المشرع الجزائري و السلطات اإلشرافية للبالد‪ .‬و في آخر هذا الفصل‬
‫سيكون المبحث الثالث حول رقابة السلطات اإلشرافية للبالد على الودائع في البنوك التجارية و‬
‫اإلسالمية منها خاصة‪ ،‬حيث سيتم التطرق إلى تعريف هذه السلطات و دورها في الرقابة و كذا اآلليات‬
‫التي تمارس بها نشاط الرقابة على باقي البنوك‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬توظيف و إدارة و الودائع‬

‫تقبل البنوك اإلسالمية األموال على شكل ودائع من الناس لتحقيق أهدافهم المختلفة تحت نوعين‬
‫رئيسيين من الودائع هما الحسابات (الودائع) الجارية وحسابات (ودائع) االستثمار المختلفة فالنوع‬
‫األول تأخذه البنوك اإلسالمية على أساس القرض أو( األمانة( تطبيقا للقاعدة الشرعية "الخراج‬
‫بالضمان" بينما تأخذ النوع الثاني من الودائع )االستثمارية) على أساس المشاركة في الربح والخسارة‬
‫بناء عمى قاعدة الغرم بالغنم‪ .‬فمن خالل هذا المبحث سنتطرق لدراسة الودائع من خالل التطرق إلى‬
‫آليات توظيف الودائع‪ ،‬توزيع اإلرباح ثم الرقابة من طرف أصحاب المال‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات توظيف الودائع‬

‫البنوك اإلسالمية كوسيط مالي تهتم بجمع الودائع من العمالء الذين يردون ادخار ودائعهم و استثمارها‬
‫من خالل الشطر الثاني من وظيفة البنك أال و هي التمويل الذي توفره لألفراد و المؤسسات باستخدام‬
‫األموال المودعة‪.‬‬

‫استقبال الودائع‬ ‫‪.1‬‬

‫تتلقى البنوك اإلسالمية نوعين رئيسيين من الودائع ‪ ،‬فمنها ما تتلقاها على أساس األمانة و هي الودائع‬
‫الجارية التي تضمن استردادها للمودعين عند الطلب وال يتحمل المتعامل أي مخاطر نتيجة لتشغيل‬
‫واستثمار تلك األموال و بالتالي ال يحق له أرباح تشغيلها فال تقدم عليها أي عوائد مالية و أي أرباح‬
‫محققة تكون من نصيب البنك‪.‬‬

‫بينما النوع الثاني فهو الوديعة االستثمارية و التي تكون في البنوك اإلسالمية عبارة عن عقد مضاربة‬
‫بين البنك والعميل المودع‪ ،‬إذ أن هذا األخير يعتبر بمقتضى عقد المضاربة الشرعية بمثابة رب المال‬
‫والبنك بمثابة المضارب‪ .‬وال يضمن البنك الوديعة االستثمارية وال أرباحها إال في حالة التقصير‬
‫‪1‬‬
‫والتعدي أو في حالة مخالفة شروط العقد‪.‬‬

‫التوظيف في البنك اإلسالمي‬ ‫‪.2‬‬

‫تتنوع صور التوظيف في البنك اإلسالمي فتمثل عصب عمل البنوك اإلسالمية و مصدر تحقيق‬
‫‪2‬‬
‫اإلرادات فتنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ .1.2‬أنشطة استثمار مباشرة‪ :‬و تتمثل في‪:‬‬

‫المتاجرة في العمالت األسهم و البضائع‬ ‫‪‬‬


‫االكتتاب في شركات المساهمة اإلسالمية‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء مشروعات مملوكة للبنك ملكية كاملة‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2.2‬أنشطة استثمار يقوم بها البنك باالشتراك مع الغير ‪ :‬و هي أنشطة التمويل االستثمارية بصيغها‬
‫المختلفة البديلة للقروض الربوية و تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ 1‬نعيمة برودي‪ ،‬طرق احتساب أرباح الودائع االستثمارية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬مجلد ‪ ،8‬العدد‪ ،01‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2021‬ص ‪411‬‬
‫‪ 2‬محمود األنصاري‪،‬اسماعيل حسن‪،‬سمير مصطفى متولي‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬مطابع األهرام التجارية‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة غير مذكورة‪ ،1988 ،‬ص‬
‫‪58‬‬
‫البيوع اآلجلة ‪ :‬كالمرابحة‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬اإلجارة و اإلجارة المنتهية بالتمليك‬ ‫‪‬‬
‫المشاركات‪ :‬وهي صيغ المضاربة و المشاركة‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3.2‬عموالت الخدمات المصرفية‪ :‬يوفر البنك مجموعة من الخدمات لزبائنه أصحاب الحسابات‬
‫كإدارة الحسابات التي تساهم في تحقيق عائدات البنك اإلسالمي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬توزيع اإلرباح‬

‫ال تضمن البنوك اإلسالمية أموال المودعين و ال تمنح عوائد ثابتة عليها‪ ،‬بل يشارك أصحابها في‬
‫الربح و الخسارة وذلك خالفا للبنوك التقليدية التي تمنح فوائد ثابتة‪ .‬لذلك فالمنافسة بينها و بين هذه‬
‫البنوك يكمن في قدرتها على منافسة البنوك التقليدية و استمرارها مرهون بتحقيق أرباح تنافسية‬
‫ترضي طموح المودعين و المساهمين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫العوامل المؤثرة في توزيع األرباح‬ ‫‪.1‬‬

‫توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر في سياسة البنك اإلسالمي في توزيع األرباح‪ ،‬إذ نجد من بين‬
‫تلك العوامل الطريقة التي يدير بها البنك األصول المالية‪ ،‬ونوعية المحفظة االستثمارية وعامل الزمن‪،‬‬
‫وأيضا نسب األرباح المحددة بداية بين البنك وأصحاب الحسابات االستثمارية لها تأثير‪ ،‬إضافة إلى‬
‫عوامل أخرى تجعل سياسات توزيع األرباح تتباين بين البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫أولوية األموال المستثمرة‬ ‫‪.1.1‬‬

‫تعدد مصادر األموال يجعل البنك في إشكالية أي األموال لها األولوية في االستثمار‪ ،‬ويحدث هذا عندما‬
‫تكون األموال الموجهة لالستثمار أكبر من الفرص االستثمارية المتاحة‪ ،‬مما يجعل البنك اإلسالمي‬
‫أمام قرار المفاضلة بين أموال أصحاب الودائع االستثمارية وأموال المساهمين وأيهما تمنح األولوية‬
‫في التوظيف‪ ،‬فهناك ثالث نماذج تنتهج ‪:‬‬

‫النموذج األول‪ :‬تعطى األولوية ألصحاب حسابات االستثمار المطلقة‪ ،‬حيث يتم توزيع الربح بين‬
‫المالين‪ ،‬فتستثمر أموال أصحاب حسابات االستثمار المطلقة بالكامل والباقي من أموال البنك‪،‬‬

‫النموذج الثاني‪ :‬يكون للبنك نصيب األولوية‪ ،‬حيث يتم توزيع الربح بين المالين على أساس أنه تم‬
‫استثمار أموال البنك بالكامل‪ ،‬والباقي من أموال أصحاب حسابات االستثمار المطلقة‬

‫النموذج الثالث‪ :‬توزع األرباح في هذا النموذج على أساس التناسب بين مصادر األموال دون إعطاء‬
‫األولوية ألحدهما‪ ،‬نظرا ألن كليهما موجهان لالستثمار فال يجب تفضيل أحدهما على اآلخر‪ ،‬حيث‬
‫يتبنى أصحاب هذا النموذج طريقة النمر أو األعداد‪ ،‬حيث يتم اعتبار مساهمة األموال المشتركة في‬
‫االستثمار عمى أساس فئات المستثمرين ومدة االستثمار والوزن النسبي لكل فئة‪ ،‬بحيث يشترك في ذلك‬
‫أموال المستثمرين وأموال المساهمين‪.‬‬

‫‪. 2.1‬نوعية المحفظة االستثمارية (طرق خلط أموال المضاربة بأموال البنك اإلسالمي(‬

‫‪ 1‬نعيمة برودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪404-398‬‬


‫تؤثر طريقة خلط أموال البنك الخاصة بأموال المضاربة في قياس و توزيع الربح ‪ ،‬أي في نصيب‬
‫البنك من ربح شركة المضاربة ‪ ،‬و تختلف طرق الخلط باختالف نوع المحفظة االستثمارية و هناك ‪3‬‬
‫أنواع من المحافظ ‪:‬‬

‫‪ .1.2.1‬المحفظة المنفصلة بالكامل‪ :‬و قيها يقوم البنك اإلسالمي باستثمار أموال أصحاب الحسابات‬
‫االستثمارية بشكل منفصل تماما على استثمار أمواله الخاصة‪ ،‬فيتحمل مخاطر أمواله الخاصة وحده و‬
‫بالتالي يحق له أرباح استثمارها له وحده‪ ،‬و كذا بالنسبة ألصحاب الحسابات االستثمارية حيث يحق لهم‬
‫نتائج استثمار أموالهم الخاصة مع أخذ البنك حصة من الربح متفق عليها كمضارب‪.‬‬

‫عند اتخاذ قرار االستثمار يجب تحديد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الجهة المتحملة للخسائر في حالة حدوثها و هي الجهة الممولة لالستثمار‬

‫‪ -‬حصة البنك اإلسالمي من الربح سواء كان هو صاحب أموال االستثمار أومن أموال أصحاب‬
‫حسابات االستثمار المطلقة أو المقيدة‪.‬‬

‫ت خلط أموال المساهمين بحسابات االستثمار المخصص عندما ال تكفي لتمويل المشروع المخصص‪.‬‬

‫ويتم حساب الربح في حالة المحفظة المنفصلة بالكامل من خالل المعادلة التالية‪:‬‬

‫صافي الر بح التشغيلي للبنك وحده= إجمالي الربح التشغيلي ( إيرادات استثمار أموال البنك الخاصة‬
‫‪ +‬إيرادات الخدمات المصرفية ‪ +‬حصة البنك كمضارب )‪ -‬المصروفات اإلدارية والعمومية‪ .‬أما‬
‫حصة أرباب األموال من األرباح تكون من خالل طرح حصة المضارب من إجمالي إيراد استثمار‬
‫‪1‬‬
‫أموالهم‪.‬‬

‫ومن إيجابيات هذه المحفظة أنها مبنية على األصل في عقد المضاربة وهو تولي العامل إدارة أموال‬
‫المضاربة منفصلة عن ماله الخاص‪ ،‬وهذا يسهل عملية احتساب األرباح وتوزيعها بين البنك اإلسالمي‬
‫وأصحاب الحسابات االستثمارية‪ ،‬فبإتباع هذا األسلوب تتفادى البنوك اإلسالمية مشاكل قياس الربح‬
‫‪2‬‬
‫وتوزيعه بسبب وضوح ربح وخسارة أموال المضاربة‪.‬‬

‫‪ .2.2.1‬المحفظة المختلطة بالكامل‪ :‬وفيها يقوم البنك اإلسالمي بخلط جميع أمواله الخاصة مع جميع‬
‫أموال المضاربة‪ ،‬بحيث يشترك البنك مع أرباب األموال في جميع إيرادات االستثمار وفي جميع‬
‫المصروفات‪ ،‬ومن ثم فإن حصة كل طرف من األرباح تحسب بنسبة مساهمته في رأس مال المضاربة‬
‫مقابل تحميل اإليرادات الناتجة عن استثمار هذه األموال بكافة المصاريف العمومية و اإلدارية ‪،‬‬
‫وأيضا يشترك الطرفان في إيراد الخدمات المصرفية رغم أن هذه اإليرادات تنجم عادة عن استثمار‬
‫أصول البنك الخاصة‪ ،‬إال أن تحميل جزء من هذه المصروفات ألصحاب الحسابات االستثمارية جعل‬
‫من حقهم الحصول على جزء من إيرادات الخدمات المصرفية‪ .‬ويتم احتساب نسبة مشاركة كل طرف‬
‫‪3‬‬
‫في رأس المال بقسمة األموال الخاصة بهذا الطرف على مجموع األموال المتاحة لالستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬فؤاد الفسفوس ‪،‬البنوك اإلسالمية ‪ ،‬دار الكنوز‪ ،‬األردن‪ ،‬طبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص‪195‬‬
‫‪ 2‬حسين محمد سمحان‪ ،‬أساليب خلط مال المضاربة وآثارها في قياس الربح وتوزيعه في المصارف اإلسالمية‪ ،‬المجلة األردنية في الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد‪ ،04‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪84‬‬
‫‪ 3‬حسين محمد سمحان‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪85‬‬
‫يمكن حساب الربح في حالة المحفظة المختلطة بالكامل كما يلي‪:‬‬

‫صافي الربح القابل للتوزيع بين الطرفين= صافي الربح التشغيلي (إجمالي اإليرادات ‪ -‬المصروفات‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية)‪-‬االحتياطي القانوني‪.‬‬

‫حيث يتم اقتطاع ‪ %10‬كاحتياطي قانوني من صافي األرباح التشغيلية قبل توزيعها عمى األطراف‬
‫‪2‬‬
‫المشاركة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫في حين أن حصة ربح كل طرف يتم الحصول عليها كما يلي‪:‬‬

‫حصة البنك= نسبة مساهمة البنك× الربح القابل للتوزيع حسب الشروط‬

‫حصة أصحاب الحسابات االستثمارية = مساهمتها في االستثمار× الربح القابل للتوزيع = (صافي‬
‫رصيد الحسابات االستثمارية ÷ مجموع األموال المشاركة المحسوبة) × الربح القابل للتوزيع‪.‬‬

‫فمن أجل احتساب األرباح يتم ضرب نسبة أصحاب الحسابات االستثمارية في األرباح المحققة إليجاد‬
‫إجمالي حصتهم من األرباح التي يطرح منيا حصة البنك كمضارب للتوصل إلى صافي الحصة ومن‬
‫‪4‬‬
‫ثم طرح صافي حصتهم من مجموع األرباح المحققة إليجاد حصة المساهمين‪.‬‬

‫‪ .3.2.1‬المحفظة المختلطة جزئيا‪ :‬يقوم البنك اإلسالمي بخلط جزء من أمواله بأموال الحسابات‬
‫االستثمارية‪ ،‬وعادة ما يكون هذا الجزء قابال لالستثمار‪ ،‬وهو الجزء السائل من موجودات البنك‬
‫الخاصة‪ ،‬أما األصول الثابتة فيتم خصمها من أموال البنك الخاصة وما في حكميا‪ ،‬وال يتم إدخالها‬
‫‪5‬‬
‫ضمن األموال المشاركة في االستثمار‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫و تأطر هذه الطريقة بمجموعة من القواعد لقياس وتوزيع الربح كما يلي‪:‬‬

‫تعتبر جميع أموال البنك الخاصة وما في حكمها مشاركة في االستثمار ما عدا األصول الثابتة‪ ،‬وذلك‬
‫بعد منح األولوية في االستثمار ألصحاب الحسابات االستثمارية‪.‬‬

‫يتحمل البنك اإلسالمي وحده جميع المصروفات اإلدارية والعمومية على اعتبار أنها من العمل الذي‬
‫يجب عليه القيام به في المضاربة‪.‬‬

‫يستأثر البنك اإلسالمي بإيرادات الخدمات المصرفية على اعتبار أنها ناتجة عن استعمال األصول‬
‫الثابتة وتحمل المصروفات اإلدارية والعمومية‪.‬‬

‫يمكن أن يتم اقتطاع جزء من أرباح االستثمار المشترك لمواجهة مخاطر االستثمار إذا وافق الجميع‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫يحصل البنك على حصته المتفق عليها كمضارب من إيرادات االستثمار المشترك‪.‬‬

‫‪ 1‬فؤاد الفسفوس‪،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪198‬‬


‫‪ 2‬فؤاد الفسفوس‪،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪197‬‬
‫‪ 3‬نعيمة برودي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪402‬‬
‫‪ 4‬حسين محمد سمحان‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪86‬‬
‫‪ 5‬نعيمة برودي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪403‬‬
‫‪ 6‬فؤاد الفسفوس‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪201-200‬‬
‫يحصل البنك على جزء من حصة أرباب األموال بنسبة مساهمته في األموال المستثمرة بعد منح‬
‫األولوية في االستثمار ألصحاب الحسابات االستثمارية‪.‬و عليه؛ يتم احتساب حصة البنك كما يلي‪:‬‬

‫حصة البنك = حصة البنك كمضارب ‪ +‬حصته كمالك مال ‪ +‬إيرادات الخدمات المصرفية ‪-‬‬
‫المصروفات اإلدارية والعمومية‪.‬‬

‫طرق توزيع األرباح على المساهمين و أصحاب الحسابات االستثمارية‬ ‫‪.2‬‬

‫إن موضوع توزيع الربح في البنوك اإلسالمية يختلف عن ما هو وارد في نظيرتها التقليدية وذلك‬
‫بسبب طبيعة عقد المضاربة الذي يحكم العالقة بين المساهمين والمودعين المستثمرين؛ حيث تدمج‬
‫أموال الفئتين مع بعض وتوّج ه نحو استثمارات متعددة‪ .‬فمعادلة الربح في أبسط صورها هي‬
‫(اإليرادات – المصاريف) ولكن لتوزيع هذه األرباح هناك أسس و قواعد لذلك هي‪:‬‬

‫أسس توزيع األرباح بين البنك اإلسالمي وأصحاب حسابات االستثمار‬ ‫‪.1.2‬‬

‫على البنك أن يراعي مجموعة من الضوابط عند توزيعه ألرباح المضاربة بين البنك اإلسالمي و‬
‫‪1‬‬
‫أصحاب الودائع االستثمارية‪ ،‬و منها‪:‬‬

‫تحديد نسب الربح عند التعاقد وبحصة شائعة‪ .‬و ال يجوز تعديلها بعد التعاقد إال بموافقة الطرفين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويجب اإلفصاح عن ذلك في التقارير المنشورة‪.‬‬
‫للبنك الحق في تحديد نسبة ربح موحدة بينه وبين جميع أصحاب الحسابات‪ ،‬أو أن ال تكون هذه‬ ‫‪‬‬
‫النسبة موحدة‪ ،‬وتختلف باختالف حجم الحساب‪.‬‬
‫تستخدم طريقة األعداد الحتساب األرباح للحسابات االستثمارية المشتركة المتباينة في المقدار‬ ‫‪‬‬
‫والمدة‪.‬‬
‫يجوز االتفاق على ابتداء مشاركة الحساب في األرباح اعتبارا من بداية مدة الحقة مثل اشتراط‬ ‫‪‬‬
‫مشاركة الحساب في األرباح من اليوم األول من الشهر التالي لشهر اإليداع‪.‬‬
‫يجوز االشتراط على صاحب الحساب االستثماري في العقد عدم السحب إال عند حلول األجل‬ ‫‪‬‬
‫المتفق عليه وأن انسحابه قبل ذلك يعني فقدان المبلغ المسحوب من حقه في األرباح وإذا قل‬
‫رصيده عن مبلغ محدد يعتبر منسحبا من المضاربة‪.‬‬
‫يتم توزيع األرباح المشتركة بين البنوك اإلسالمية في فترات دورية على أساس أن كل دورة تعتبر‬ ‫‪‬‬
‫مضاربة مستقلة بحساباتها و أوضاعها المالية اعتمادا على التنضيض الحكمي‪ ،‬وأن المحاسبة‬
‫التامة تكون كالقبض‪.‬‬

‫‪ .2.2‬قواعد توزيع األرباح والخسائر في البنوك اإلسالمية‬


‫بعد أن يتم قياس األرباح من كل نشاط من النشطة االستثمارية والتمويلية والخدمات المصرفية يجب‬
‫احترام القواعد التالية لتوزيع األرباح وذلك كما يلي‪:‬‬

‫فصل حصة البنك في المضاربة كرب العمل‪ :‬فبعد خصم كافة التكاليف المباشرة من اإليرادات‬ ‫‪‬‬
‫الناشئة عن كل نشاط يتم طرح حصة البنك من المضاربة كرب العمل‪ ،‬وهي النسبة المتفق عليها‬
‫‪2‬‬
‫مع المودعين‪.‬‬

‫‪ 1‬نعيمة برودي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪407-406‬‬


‫‪ 2‬محمود محمد العجلوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية أحكامها مبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2012 ،‬ص ‪468‬‬
‫تناسب توزيع األرباح مع الحصص‪ :‬توزع األرباح بين أرباب المال والمساهمين على حسب نسبة‬ ‫‪‬‬
‫مشاركتهم في رأس المال المضارب‪.‬‬
‫تحديد أساس توزيع الربح بين رأس مال المساهمين وبين الودائع‪ :‬حيث يتكون رأس مال‬ ‫‪‬‬
‫المساهمين من حقوق الملكية (رأس المال المدفوع ‪ +‬األرباح المحتجزة ‪ +‬األرباح المرحلة) –‬
‫‪1‬‬
‫(صافي تكلفة األصول الثابتة ‪+‬اإلنشاءات تحت التنفيذ(‪.‬‬
‫عدم استحقاق الودائع الجارية حصة من الربح‪ :‬فهي ال تتحمل الخسائر باعتبار أنها مضمونة من‬ ‫‪‬‬
‫قبل البنك‪ ،‬كما أنها تمثل قرضا حسنا يمكن للبنك استغالله‪ ،‬وعليه فإن هذا الجزء من الودائع‬
‫الجارية الذي يستغله البنك في االستثمارات يجب أن يضاف إلى رأس مال البنك المساهم به في‬
‫االستثمار‪ ،‬وعليه يمكن حساب رأس مال البنك المساهم في االستثمار من خالل المعادلة التالية‪:‬‬
‫حقوق الملكية‪ +‬الجزء المستثمر من الودائع الجارية – (صافي تكلفة األصول ‪+‬اإلنشاءات قيد‬
‫التنفيذ)‪ ،‬وتتحدد حصة كل من الودائع االستثمارية واالدخارية من األرباح بنسبة مساهمتها في‬
‫األموال المستثمرة وذلك بعد طرح االحتياطات القانونية واالختيارية )حصة الودائع االستثمارية‬
‫المساهمة في االستثمار=إجمالي الودائع االستثمارية ‪ -‬االحتياطي اإلجباري‪ -‬االحتياطي‬
‫االختياري)‪ ،‬وأما حصة الودائع االدخارية المساهمة في االستثمار فتحسب من خالل الجزء الذي‬
‫تمت الموافقة على استثماره من الودائع االدخارية مطروحا من االحتياطي اإلجباري عليها‬
‫‪2‬‬
‫واالحتياطي االختياري عليها‪.‬‬
‫حصة البنك من األرباح ‪ :‬يحصل المساهمين حصتهم من األرباح التي يحققها البنك من عدة‬ ‫‪‬‬
‫مصادر ؛فله حصة من األرباح كمضارب بأموال المودعين‪ ،‬حصة أمواله الخاصة الموجهة‬
‫لالستثمار‪ ،‬حصة األموال التي أذن لو باستغاللها وفق قاعدة الغنم بالغرم أو قاعدة الخراج‬
‫بالضمان‪ ،‬وأيضا إيرادات الخدمات المصرفية التي يتحصل عليها مقابل تحمله للمصروفات‬
‫اإلدارية و العمومية‪.‬‬

‫‪ .3.2‬طرق توزيع األرباح ‪:‬‬

‫تتبع البنوك اإلسالمية في توزيعها لألرباح طريقتين ؛ هما طريقة األعداد المصرفية (طريقة النمر)‪،‬‬
‫وطريقة التقويم الدوري‪.‬‬

‫‪ .1.3.2‬طريقة النمر ( األعداد المصرفية )‬

‫حساب النمر أو األعداد(‪ )product daiy‬هي حاصل ضرب المبلغ باألرقام‪ ،‬وهي عبارة مستخدمة في‬
‫حساب الفوائد لدى المصارف الربوية‪ ،‬وفي حساب فوائد القروض عمومًا‪ .‬وقد استعارت البنوك‬
‫اإلسالمية هذه الطريقة لتوزيع أرباح كل دورة على حساب االستثمار المشترك لديها‪ ،‬ذلك أن الودائع‬
‫مختلفة المدد‪ ،‬وال يمكن التسوية بين مبلغين متساويين في المقدار ولكنهما مختلفان في المدة‪ ،‬وال بين‬
‫مبلغين متساويين في المدة ولكنهما مختلفان في المقدار‪ .‬طبعا لو تساوت المدد لتم التوزيع على أساس‬
‫‪3‬‬
‫المبالغ فقط‪.‬‬

‫‪ 1‬المنصور‪ ،‬ضيف هللا عيسى المنصور‪ ،‬نظرية األرباح في المصارف اإلسالمية )دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،2007 ،‬‬
‫ص‪314‬‬
‫‪ 2‬نعيمة برودي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪408‬‬
‫‪ 3‬عبد الباري مشعل‪ ،‬العوامل التي تحدد توزیع األرباح على المودعین في البنوك اإلسالمیة ونموذج بنك اإلنماء في احتساب الربح في حال خلط‬
‫أموال المضاربة بأموال المضارب‪ ،‬اصدار‪ :‬هیئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالیة اإلسالمیة المؤتمرالتاسع للهیئات الشرعیة‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪23‬‬
‫يجوز استخدام طريقة النمر لحساب األرباح و توزيعها بين المشاركين في وعاء استثماري واحد‬
‫(أصحاب حسابات االستثمار)‪ ،‬وذلك بالنظر إلى المبلغ والزمن لموجودات كل حساب‪ .‬فقد نص قرار‬
‫مجمع الفقه اإلسالميّ بجدة رقم ‪ )135( 122‬في دورته الثالثة عشر المنعقدة بالكويت في الفترة ‪- 22‬‬
‫‪ 27/12/2001‬حول‪ :h‬القراض أو المضاربة المشتركة في المؤسسات المالية على أنه "ال مانع شرعا‬
‫ً حين توزيع األرباح من استخدام طريقة النمر القائمة على مراعاة مبلغ كل مستثمر ومدة بقائه في‬
‫‪1‬‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫وتطبق هذه الطريقة لحساب األرباح بين المشاركين في حسابات االستثمار العامة القائمة مع مراعاة‬
‫مبلغ كل مستثمر ومدة بقائه في االستثمار(وحدة العملة × الوحدة الزمنية) فيعطي كل حساب نقاطا‬
‫‪2‬‬
‫بمقدار المبلغ والمدة التي مكثها ولو تكرر اإليداع والسحب منه أو تفاوتت المبالغ كل مرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.2.3.2‬طريقة التقويم الدوري‬

‫وهي طريقة تتبعها بعض البنوك اإلسالمية‪ ،‬ويتم احتساب ربح كل وديعة من خالل الخطوات التالية‪:‬‬

‫يقسم رأسمال االستثمار المشترك إلى وحدات صغيرة كاألسهم‬ ‫‪‬‬


‫يعد كل إيداع في الحساب االستثماري شراء لعدد معين من هذه الوحدات‬ ‫‪‬‬
‫يتم تقويم الوعاء االستثماري بشكل متكرر يومي أو أسبوعي‪ ،‬من خالل األساليب المحاسبية‬ ‫‪‬‬
‫الحديثة‪ ،‬وعلى أساس القيمة الجارية لموجودات المشاريع‪.‬‬
‫تحتسب قيمة الوحدة وفق الصيغة التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫قيمة الوحدة = قيمة الوعاء (الجارية) ÷ عدد الوحدات‪.‬‬

‫يلتزم البنك بشراء هذه الوحدات عند طلب المودع بيعها‪ ،‬أو يمكن مودعا جديدا من شرائها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزع األرباح على المودعين بحسب نسبة تملكهم في أصول المشروع عند التصفية )عدد‬ ‫‪‬‬
‫الوحدات ) بحسب الصيغة التالية‪:‬‬

‫النسبة المئوية للمودع من الربح = عدد وحداته ÷ مجموع الوحدات × ‪100‬‬

‫ويرى بعض الباحثين أن طريقة النمر (األعداد) غير دقيقة‪ ،‬ألنها تفترض حدوث األرباح في فترات‬
‫متعاقبة وعلى وتيرة ثابتة وهذا غير صحيح‪ ،‬وأن الطريقة األمثل لتحديد الربح هو معرفة النصيب‬
‫الفعلي المملوك لكل مودع في االستثمارات المختلفة من خالل التقويم الدوري لموجودات المشاريع ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة من طرف أصحاب المال‬

‫منذ لحظة إيداع العمالء ألموالهم في البنك فإنهم يرتبطون معه و مع مساهميه في عالقة‪ ،‬حيث تملك‬
‫هذه العالقة أوجه مختلفة على حسب المصلحة بينهم‪.‬‬

‫طبيعة العالقة بين أصحاب األموال و المساهمين و البنك‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد الحليم غربي‪ ،‬سياسات توزيع األرباح في البنوك اإلسالمية ‪ :‬البدائل العادلة بين المساهمين والمستثمرين‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‬
‫‪ ،07‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪171‬‬
‫‪ 2‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬هيئة ال‪ ، AAOIFI‬البحرين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2017 ،‬ص ‪-1018‬‬
‫‪1019‬‬
‫‪ 3‬برودي نعيمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪410‬‬
‫‪ 4‬برودي نعيمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪411‬‬
‫تتمثل مصادر األموال في البنك اإلسالمي في أموال المساهمين‪ ،‬وأصحاب الودائع االستثمارية‪،‬‬
‫وحسابات التوفير‪ ،‬وأصحاب الحسابات الجارية‪ ،‬حيث تختلف طبيعة عقد كل واحد منهم مع البنك‬
‫اإلسالمي؛ فأصحاب الحسابات الجارية يترتب على عقدهم مع البنك اإلسالمي الضمان‪ ،‬إذ يضمن‬
‫البنك لهم أموالهم في كل األحوال‪ ،‬أما العقد بين أصحاب الحسابات االستثمارية وكذا المساهمين وبين‬
‫البنك فال يترتب عليه الضمان إال في حالة التعدي والتقصير‪ 1،‬وتتجلى عالقة هؤالء مع البنك‬
‫‪2‬‬
‫اإلسالمي كما يلي‪:‬‬

‫على أساس شركة العنان‪ :‬بين البنك اإلسالمي والمساهمين حيث توزع األرباح والخسائر بينهم‬ ‫‪‬‬
‫على حسب عدد األسهم‪.‬‬
‫على أساس المضاربة‪ :‬بين البنك اإلسالمي وأصحاب الحسابات االستثمارية فيكون الربح بينهما‬ ‫‪‬‬
‫عمى حسب االتفاق‪ ،‬والخسارة على رب المال فقط‪ ،‬وال يضمن البنك المضارب إال في حالة‬
‫التعدي أو التقصير‪.‬‬
‫على أساس القرض الحسن‪ :‬مع أصحاب الحسابات الجارية وبالتالي يضمن البنك لهم أموالهم في‬ ‫‪‬‬
‫كل األحوال‪ ،‬وال عالقة لهم بالربح والخسارة‪.‬‬

‫‪ 1‬برودي نعيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪406‬‬


‫‪ 2‬عماد عبد الرحمان بركة‪ ،‬قضايا ومشكالت في المصارف اإلسالمية وحلول مقترحة‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬ص ‪114/115‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬المخاطر على الودائع و طرق حمايتها‬

‫إن استقبال البنك ألموال الناس و دخولها تحت حمايته ووصايته يكلفه بعض المخاطر التي من الممكن‬
‫أن تواجهه‪ ،‬ولتوفير الحماية لها هناك نوعان من الحماية القانونية للودائع‪ ،‬التي على الدول اتخاذها‬
‫وفقا لما ذهبت إليه اتفاقية بازل للمعايير الدولية للعمل المصرفي ‪ ،‬حتى يتسم النظام المصرفي بمستوى‬
‫األمان المطلوب‪ ،‬النوع األول وقائي و الثاني عالجي‪ ،‬فالنوع األول من الحماية يتمثل في مختلف‬
‫التدابير االحترازية‪ ،‬أما النوع الثاني فيتمثل في التأمين على الودائع و هو الضمان‪ 1.‬واللذان سيكونان‬
‫مضمون المطلب الثاني و الثالث على التوالي ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المخاطر التي يتعرض لها البنك جراء توظيفها‬

‫يواجه البنك اإلسالمي مجموعة من المخاطر المشتركة للقطاع المصرفي بأكمله‪ ،‬مثل المخاطر المالية‬
‫والمخاطر التشغيلية ومخاطر التشغيل والمخاطر العرضية‪ .‬غير أنها تواجه أيضًا مخاطر محددة‬
‫متأصلة في طابعها اإلسالمي‪ ،‬مثل مخاطر تقاسم األرباح والخسائر الناشئة عن حسابات االستثمار في‬
‫األسهم‪ ،‬والتي تتطلب تقاسم األرباح والخسائر بين المصرف وأصحاب هذه الحسابات‪ .‬ويرجع هذا‬
‫الخطر إلى تحويل المخاطر المرتبطة بالودائع إلى مساهمي البنك‪ 2.‬و يمكن تصنيف هذه المخاطر في‬
‫‪3‬‬
‫البنوك اإلسالمية إلى‪:‬‬

‫مخاطر الصيغ‬ ‫‪.1‬‬

‫هي المخاطر المتعلقة بنوع صيغة التمويل‪ :‬مرابحة مشاركة‪ ،‬مضاربة‪.... ،‬الخ‬

‫‪1.1‬مخاطر التمويل بالمرابحة‪ :‬في هذه الصيغة قد يتعرض البنك اإلسالمي إلى المخاطر اآلتية ‪:‬‬

‫عدم وفاء العميل بالسداد حسب ا التفاق؛‬ ‫‪‬‬


‫تأجيل السداد عمدا لعدم وجود عقوبة على التأجيل؛‬ ‫‪‬‬
‫مخاطر الرجوع في الوعد‪ ،‬نتيجة عدم إلزامية وعود األمر بالشراء‪ ،‬في حالة األخذ بعدم‬ ‫‪‬‬
‫إلزامية الوعد؛‬
‫مخاطر رفض السلعة لوجود عيب فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.2.1‬مخاطر التمويل والمضاربة والمشاركة‪ :‬من أهم مخاطر صيغ المضاربة والمشاركة‪:‬‬

‫المخاطر الناتجة عن عدم دفع الشريك نصيب البنك في األرباح‪ ،‬أو التأخر في دفعها؛‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر الناتجة عن تذبذب األسعار ارتفاعا وهبوطا؛‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر الناتجة عن ضعف األداء من جانب الشريك‪ ،‬أو عدم دراسة المشروع دراسة جيدة؛‬ ‫‪‬‬
‫مخاطر السمعة الناتجة عن عدم التزام الشريك بالضوابط الشرعية؛‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر الناتجة عن تلف البضاعة تحت يد المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر الناتجة عن خسارة الشركة ‪،‬أو كون الربح الفعلي أقل من المتوقع؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬حسينة بركات‪ ،‬حماية الودائع في البنوك اإلسالمية ضمن القانون الجزائري‪ ،‬مجلة المعيار‪ ،‬مجلد‪ ،27‬العدد‪ ،3‬الجزائر‪،‬مارس ‪ ،2023‬ص‬
‫‪222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪https://financededemain.com/quels-sont-les-risques-bancaires-islamiques/ consulté le 27/04/2023 à 21 :05‬‬
‫‪ 3‬عبد المجيد تيماوي‪ ،‬نظام حماية الودائع في البنوك اإلسالمية تجربة البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد‪،04‬‬
‫العدد ‪ ،02‬غرداية‪-‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪ 327‬حتى ‪329‬‬
‫المخاطر الناتجة عن تجاوز المدة الكلية لتمويل دون إتمام الصفقة‬ ‫‪‬‬

‫‪.3.1‬مخاطر اإلستصناع‪ :‬من أهم مخاطر صيغة اإلستصناع‪:‬‬

‫تقلبات األسعار بعد تحديد في عقد اإلستصناع؛‬ ‫‪‬‬


‫تأخر الصانع في تسليم البضاعة إذا كان البنك مستصنعا؛‬ ‫‪‬‬
‫تأخر المقاول أو المنتج في تسليم البضاعة إذا كان البنك صانعا؛‬ ‫‪‬‬
‫تلف البضاعة تحت يد البنك قبل تسليمها للمصنع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪4.1‬مخاطر التمويل بالسلم‪ :‬من أهم مخاطر التمويل بالسلم‪:‬‬

‫عدم التزام العميل بتسليم السلعة في الوقت أوالكمية أو المواصفات المتفق عليها في العقد؛‬ ‫‪‬‬
‫عدم تغطية العائد من السلم التكلفة؛‬ ‫‪‬‬
‫مخاطر انخفاض سعر السلعة بعد استالم البنك لها؛‬ ‫‪‬‬

‫مخاطر التشغيل‬ ‫‪.2‬‬

‫مع حداثة البنوك اإلسالمية‪ ،‬يمكن أن تكون هنالك مخاطر تشغيلية حادة مثل مخاطر العاملين‪ ،‬وتنشأ‬
‫هنا عندما ال تتوفر للبنك اإلسالمي الموارد البشرية الكافية والمدربة تدريبا كافيا للقيام بالعمليات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومع ا الختالف في طبيعة أعمال البنوك اإلسالمية عن غيرها من البنوك‪ ،‬فربما ال تناسبها‬
‫برامج الحاسب اآللي المتوفرة في السوق والتي تستخدمها البنوك التقليدية‪ ،‬وهذه المسألة أوجدت‬
‫مخاطر تطوير واستخدام تقنية المعلومات في البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫مخاطر السيولة‬ ‫‪.3‬‬

‫يبدو أن مخاطر السيولة للبنوك اإلسالمية منخفضة حاليا بسبب ما يمكن تسميته بأعراض السيولة‬
‫المفرطة التي تواجهها نتيجة لعدم توفر فرص استثمار كافية تتفق مع أحكام الشريعة‪.‬‬

‫مخاطر الثقة‬ ‫‪.4‬‬

‫قد يؤدي معدل العائد المنخفض للبنك اإلسالمي مقارنة بمتوسط العائد في سوق المصرفية إلى مخاطر‬
‫الثقة‪ ،‬حيث ربما يظن المودعون والمستثمرون أن مرد العائد المنخفض هو التعدي أو التقصير من‬
‫جانب البنك اإلسالمي‪ .‬قد ال يستطيع البنك اإلسالمي ا اللتزام الكامل بالمتطلبات الشرعية لمختلف‬
‫العقود مما قد يؤدي إلى سحب الودائع‪.‬‬

‫المخاطر القانونية‬ ‫‪.5‬‬

‫بما أن هناك اختالف في طبيعة العقود المالية اإلسالمية فإن هناك مخاطر تواجه البنوك اإلسالمية في‬
‫جانب توثيق هذه العقود وتنفيذها‪ ،‬فقد طورت البنوك اإلسالمية هذه العقود وفق فهمها للتعاليم الشرعية‬
‫والقوانين المحلية ووفق احتياجات الراهنة ثم إن عدم وجود العقود الموحدة إضافة إلى عدم توافر النظم‬
‫القضائية التي تقرر في القضايا المرتبطة بتنفيذ العقود من جانب الطرف اآلخر تزيد من المخاطر‬
‫القانونية ذات الصلة باالتفاقيات التعاقدية اإلسالمية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التدابير العامة لحماية أموال المودعين‬

‫من بين إجراءات الحماية القانونية التي تنطبق على البنوك اإلسالمية‪ ،‬قواعد التسيير المصرفي أو‬
‫التدابير االحترازية‪ ،‬و هي مطلوبة وأكدت عليها الهيئات الشرعية للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬كونها‬
‫تندرج في إطار العناية التي على البنك اإلسالمي بذلها عند توظيفه للودائع و إال عد مقصرا‪ ،‬و وجب‬
‫عليه الضمان‪ ،‬حيث تهدف مثل هذه المعايير إلى تفادي تركيز خطر االئتمان على أحد المستفيدين أو‬
‫مجموعة من المستفيدين و إحداث توافق بين عمليات القطاع البنكي المالي و النقدي‪ ،‬و منع اإلضرار‬
‫بمالءة البنك‪ ،‬و ضمان ودائع المودعين بتأمين الحد األدنى من التغطية الدائمة للقروض‪ ،‬بأمواله‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة أي ما يعرف بكفاية رأس المال‪.‬‬

‫و من بين هذه التدابير المهمة التي ينبغي على البنك التقيد بها من أجل حماية رؤوس األموال و الحد‬
‫من المخاطر عليها و عدم تركزها ما يلي ‪:‬‬

‫حوكمة البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.1‬‬

‫تحظى الحوكمة في البنوك اإلسالمية باهتمام واسع في أوساط أصحاب القرار من اقتصاديين و‬
‫مصرفيين و مراقبين خارجيين و داخليين‪ ،‬و ذلك للدور الهام الذي تلعبه هذه األخيرة في تقليل‬
‫المخاطر التي تتعرض لها هذه البنوك و الحد منها‪.‬‬

‫مفهوم الحوكمة البنكية‬ ‫‪.1.1‬‬

‫وفقا للجنة بازل للرقابة المصرفية الدولية؛ حوكمة البنوك هي الطريقة التي تتم بها إدارة أعمال و‬
‫شؤون المؤسسات البنكية من طرف مجالس إدارتها و اإلدارات العليا و التي تؤثر في كيفية قيام البنك‬
‫بوضع األهداف و الخطط و تحديد السياسات و اإلصالحات و المسؤوليات و الرقابة و التحكم في‬
‫‪2‬‬
‫المخاطر االئتمانية و غير ذلك‪.‬‬

‫فيمكن تعريفها على أنها مجموعة من األساليب و اإلجراءات الخاصة التي تبين كيفية تسيير مجلس‬
‫اإلدارة و المديرين التنفيذيين لمختلف نشاطات البنك و شؤونه‪ ،‬فهي تعني مراقبة األداء من قبل مجلس‬
‫اإلدارة و اإلدارة العليا‪ ،‬و حماية حقوق حملة األسهم و المودعين باإلضافة إلى االهتمام بعالقة هؤالء‬
‫‪3‬‬
‫باألطراف الخارجية و التي تحدد من خالل اإلطار التنظيمي وسلطات الهيئة الرقابية‪.‬‬

‫مبادئ الحوكمة‬ ‫‪.2.1‬‬

‫قد جاء في بيان هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية النص على مجموعة من‬
‫‪4‬‬
‫المبادئ للحوكمة في البنوك اإلسالمية تتلخص في ‪:‬‬

‫إنشاء هياكل حوكمة التي تبرز شفافية االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬حسينة بركات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪227‬‬


‫‪ 2‬أمل العياري ‪،‬أبو بكر خوالد‪ ،‬تطبيق مبادئ حوكمة الشركات في القطاع المصرفي المؤسسات‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬المنتدى الوطني حول‬
‫حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪08‬‬
‫‪ 3‬نور الدين كروش‪،‬عائشة طبي‪ ،‬حوكمة البنوك اإلسالمية و دورها في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪،16‬العدد‪،01‬‬
‫الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪691‬‬
‫‪ 4‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬معايير المحاسبة و المراجعة و الحوكمة و األخالقيات‪ ،‬دار اليمان‪ ،‬الرياض‪-‬السعودية‪،‬‬
‫الطبعة‪ ،2015 ،01‬ص ‪1226-1124‬‬
‫المعاملة العادلة لحاملي األسهم حيث ينبغي أن تتيح المؤسسة المالية اإلسالمية لحاملي األسهم‬ ‫‪‬‬
‫حقوق التصويت‪ ،‬و الفرص الكافية للحوار معها‪ ،‬و القدرة على اختيار أعضاء مجلس اإلدارة و‬
‫هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬باإلضافة إلى ضمان اإلفصاح المناسب عن التطبيقات المالية و المصرفية‬
‫المتبعة‪.‬‬
‫المعاملة العادلة لمقدمي األموال و األطراف ذوي العالقة المهمة األخرى‪ ،‬حيث يجب على‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة المالية ضمان المعاملة العادلة و الغير متحيزة لألطراف و أصحاب األموال فيما يتعلق‬
‫باالستثمارات و تقديم المعلومات المالية و الغير مالية التخاذ القرار السليم‪.‬‬
‫وضع مجموعة من المعايير و الشروط المالئمة لتعيين مجلس اإلدارة و هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلشراف الفاعل لمجلس اإلدارة في القيادة و التوجيه و الرقابة على تنفيذ السياسات و الضوابط‬ ‫‪‬‬
‫المالئمة داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪ .2‬متطلبات رأس المال األدنى‬


‫یمثل رأس المال الخاص بالبنوك والمؤسسات المالیة الضمانة األولى اتجاه الزبائن‬
‫والغير‪،‬ويعتبر تواجد حجم كاف من رأس المال عنصرا مهمًا في ضمان مالءة هذه الهيئات أمام‬
‫تعدد المخاطر واتساع نطاقها‪ ،‬ولهذا السبب فقد أولى اإلصالح المالي والنقدي أهمية كبرى للحد‬
‫‪1‬‬
‫األدنى من رأس المال الذي یجب على البنوك والمؤسسات المالیة أن توفره‪.‬‬

‫إدارة المخاطر‬ ‫‪.3‬‬

‫ال يمكن إلغاء المخاطر كليا و لكن يمكن الحد والتقليل منها‪ ،‬و يكون هذا من خالل وضع تدابير‬
‫طوارئ و مراجعتها بما فيها خطط تعافي قوية و موثوقة حيثما كان ذلك مبررا‪ 2.‬فقد أشارت هيئة‬
‫المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في إدارة المخاطر أنه ينبغي على مجلس اإلدارة‬
‫المشاركة في تحديد مستويات المخاطرة التي تستطيع المؤسسة تحملها و التأكد من وجود السياسات و‬
‫‪3‬‬
‫النظم الالزمة للتعرف على المخاطر و قياسها و تحليلها و إعداد التقارير بشأنها و الحد منها‪.‬‬

‫السيولة النقدية‬ ‫‪.4‬‬

‫إن إدارة السيولة النقدية في البنك من األساسيات فهي تمثل أداة فعالة في السياسة النقدية للبنك التجاري‬
‫و البنك المركزي فمن المهم المحافظة على قدر امثل من السيولة لدى البنك دون تفويت فرص‬
‫االستثمار‪ .‬و لهذا فقد أورد النظام الجزائري مجموعة من التدابير و اإلجراءات التي على البنوك‬
‫إتباعها من أجل المحافظة على مقدار السيولة الالزم‪.‬‬

‫االحتياطي اإلجباري‬ ‫‪.5‬‬

‫يتضمن نظام االحتياطات اإلجبارية إلزام البنك المركزي البنوك التجارية على االحتفاظ في حساباته‬
‫الجارية بنسبة معينة في شكل نقود قانونية‪ ،‬ويستخدم معدل االحتياطي اإلجباري للتأثير على حجم‬
‫االئتمان الذي تقدمه البنوك التجارية‪ 4.‬حددت المادة ‪ 02‬من التعليمة رقم (‪) 01-05‬المؤرخة في‪03‬‬
‫‪ 1‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬دیوان المطبوعات الجامعیة‪ ،‬لجزائر‪ ،‬طبعة أولى‪ 2013 ،‬ص ‪415‬‬
‫‪ 2‬صندوق النقد العربي‪ ،‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفاعلة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬ترجمة اللجنة العربية للرقابة‬
‫المصرفية‪ ،2014،‬ص ‪77‬‬
‫‪ 3‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬معايير المحاسبة و المراجعة و الحوكمة و األخالقيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪1128‬‬
‫‪ 4‬دحمان بن عبد الفتاح‪،‬عبد الجليل جاليلة‪ ،‬آلیات الرقابة المصرفیة في المنظومة المصرفیة الجزائریة من خالل المعاییر االحترازیة التفاقیات‬
‫لجنة بازل‪ ،‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2017،‬ص ‪190‬‬
‫جانفي ‪ 2005‬المتعلقة بنمط االحتياطي اإلجباري نسبة االحتياطي اإلجباري ‪ %1‬ويتم حسابه شهريا‬
‫بداية من اليوم ‪ 15‬إلى اليوم ‪ 14‬للشهر الموالي‪ ،‬وفي حالة نقص في االحتياطي اإلجباري تخضع‬
‫البنوك والمؤسسات المالية لغرامة مالية تساوي ‪ %5‬من المبلغ الناقص‪ ،‬كما أن معدل االحتياطي‬
‫‪1‬‬
‫القانوني ال يجب أن يتجاوز ‪ %15‬ويمكن أن يساوي ‪.%0‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حماية الودائع في البنوك اإلسالمية‬

‫إن حماية الودائع هو مطلب أساسي لتعزيز مكانة البنوك اإلسالمية داخل النظام المصرفي‪ ،‬و حمايتها‬
‫من اإلفالس‪ ،‬و زيادة ثقة الزبائن في العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ثم إن الودائع في البنوك اإلسالمية‬
‫تختلف من ناحية حمايتها و الحفاظ عليها بما هو وارد في البنوك التقليدية التي يجب عليها أن تشارك‬
‫في نظام ضمان الودائع‪.‬‬

‫حماية الودائع في البنوك اإلسالمية من منظور القانون الجزائري‬ ‫‪.1‬‬

‫فرق المشرع الجزائري بين الودائع الجارية و الودائع االستثمارية و بين ذلك في النظام رقم ‪02-20‬‬
‫المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية حيث جاء في نص المادة ‪ " 20‬باستثناء الودائع‬
‫في حسابات االستثمار التي تخضع لموافقة مكتوبة من طرف الزبون ‪ ،...‬تخضع ودائع األموال‬
‫المتلقاة من طرف شباك الصيرفة اإلسالمية ألحكام المواد المذكور أعاله ‪ ،...‬يحق لصاحب حساب‬
‫االستثمار الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن شباك الصيرفة اإلسالمية في لتمويالت التي‬
‫يقوم بها و يتحمل حصة من الخسائر المحتملة التي يسجلها شباك الصيرفة اإلسالمية في التحويالت‬
‫‪2‬‬
‫التي يقوم بها "‬

‫و بهذا االختالف أخضع المشرع الجزائري الودائع في البنوك اإلسالمية الى نظامين مختلفين‪:‬‬

‫فقد أخضع الودائع الجارية أو حسابات تحت الطلب إلى أحكام النظام ‪ 03-20‬الذي يتعلق بنظام‬ ‫‪‬‬
‫ضمان الودائع المصرفية كما جاء في نص المادة ‪ 21‬من النظام رقم ‪ ":02-20‬تخضع الودائع‬
‫والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالسترداد والمجمعة من طرف «شبابيك الصيرفة‬
‫اإلسالمية» للبنوك‪ ،‬ألحكام النظام رقم ‪ 03-20‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ‪15‬‬
‫مارس سنة ‪ 2020‬والمتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪ .3".‬حيث يرى فيه الطريقة المثلى‬
‫لضمان الودائع المصرفية ؛ فقد جاء في نص المادة ‪ 2‬منه ‪ " :‬يجب على البنوك و فروع البنوك‬
‫األجنبية التي تدعى في صلب النص "البنوك" ‪ ،‬أن تنخرط ‪ ،‬طبقا للشروط المنصوص عليها في‬
‫‪4‬‬
‫هذا النظام ‪ ،‬إلى نظام ضمان الودائع المصرفية‪".‬‬
‫بينما أخضع الودائع االستثمارية إلتفاق مكتوب مبرم مع البنك وفقا لصيغ التمويل الممكنة حيث‬ ‫‪‬‬
‫بين ذلك في نص المادة ‪ 21‬من النظام رقم ‪ ...":02-20‬تخضع الودائع في حسابات االستثمار‬

‫‪ 1‬ياسمينة عمامرة‪ ،‬تركية هادفي‪ ،‬اآليات الحديثة لرقابة البنك المركزي على البنوك التجارية دراسة حالـة القواعد االحترازية في الجزائر خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2017-2011‬مجلة البحوث االقتصادية و المالية‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2020،‬ص ‪241‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 20‬من النظام رقم ‪ 02-20‬مؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ل ‪15‬مارس سنة ‪ 2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة‬
‫بالصيرفة اإلسالمية و قواعد ممارستها من طرف البنوك و المؤسسات المالية‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من النظام رقم ‪ 02-20‬مؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ل ‪15‬مارس سنة ‪ 2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة‬
‫بالصيرفة اإلسالمية و قواعد ممارستها من طرف البنوك و المؤسسات المالية‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 03-20‬مؤرخ في ‪ 20‬رجب عام ‪ 1441‬الموافق ل ‪15‬مارس سنة ‪ ، 2020‬يتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‬
‫إلى تنظيم خاص‪ ".‬فالمودعون يملكون حقا في الربح المحقق و ملزمون بتحمل جزء من الخسارة‬
‫الممكنة‪.‬‬

‫حماية الودائع في البنوك اإلسالمية من منظور الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪.2‬‬

‫إن طبيعة الودائع في البنوك اإلسالمية تجعلها تلتزم بضمان الودائع الجارية‪ ،‬أما الودائع ا الستثمارية‬
‫فإن تطبيق نظام التأمين التجاري التقليدي عليها قد يخرجها من خصائصها األصلية باعتبارها عقد من‬
‫‪1‬‬
‫عقود المضاربة‪.‬‬

‫فالودائع بالحساب الجاري في البنوك اإلسالمية تبقى بمعنى القروض وأن رغبت بعض البنوك أن‬
‫تسميها تجاوز أمانات وبالتالي فان البنك اإلسالمي هو الذي يتحمل نفقة سدادها أو ردها ألربابها ‪ .‬أما‬
‫الودائع االستثمارية فحسب قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم ‪ )3/9( 86‬لعام ‪ ، 1995‬على أن "الودائع‬
‫التي تسلم للبنوك الملتزمة بأحكام الشريعة اإلسالمية بعقد استثمار على حصة من الربح هي رأس مال‬
‫مضاربة‪ ،‬وتنطبق عليها أحكام المضاربة (القراض) في الفقه اإلسالمي التي منها عدم ضمان‬
‫المضارب (البنك) لرأس مال المضاربة"‪ 2.‬فميزة هذه الحسابات االستثمارية أنها حسابات تشاركية في‬
‫الربح و الخسارة فال يمكن تحميل الخسارة الممكنة فيها لطرف على حساب الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪ .1.2‬التعريف الشرعي لحماية الودائع في البنوك اإلسالمية‬

‫عرفت الهيئة الشرعية للمحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية " حماية رأس المال ‪-‬‬
‫وكذلك االستثمارات ‪ -‬هي‪ :‬استخدام الوسائل المتاحة للوقاية من الخسارة‪،‬أو النقصان‪،‬أو التلف‪ ،‬وهي‬
‫أعم من ضمان رأس المال المستثمر من حيث إن الضمان هو االلتــزام من جهةَّ معينة بتحمل ما‬
‫‪3‬‬
‫يلحق برأس المال من خسارة‪ ،‬أو نقصان أو تلف‪ .‬أما الحماية‪ ،‬فهي‪ :‬وقاية رأس المال‪.‬‬

‫‪ 2.2‬الحكم الشرعي لحماية الودائع‬

‫حماية رأس المال بالطرق المباحة مطلوبة شرعا‪ ،‬وهي تندرج ضمن مقصد «حفظ المال»‪ 4.‬وعليه قد‬
‫أجاز العلماء حماية الودائع من جانب اإلجراءات االحترازية‪ ،‬في حين رفضوا الضمان لرأس المال‪.‬‬

‫فيد مدير االستثمار على المال‪ :‬يد أمانة‪ ،‬وال يضمن المال إال في حالة تعديه‪ ،‬أو تقصيره‪ ،‬أو مخالفته‬
‫الشروط‪ .‬و إن حصلت الخسارة التجارية بسبب التعدي‪ ،‬أو التقصير‪ ،‬أو مخالفة الشروط من قبل‬
‫المضارب فإن لرب المال أن يطالب المضارب بضمان رأس المال‪ ،‬وال يحق له المطالبة بالربح‬
‫‪5‬‬
‫الفائت‪.‬‬

‫نظم حماية الودائع في البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.3‬‬

‫فالودائع في المصارف اإلسالمية تنقسم إلى الودائع الجارية التي يمكن إخضاعها لنظام حماية الودائع‬
‫حسب ما صرح به التشريع الجزائري في النظام ‪ 02-20‬و أكد عليه أراء الفقهاء فيمكن معاملتها‬
‫‪1‬‬
‫عبد المجيد تيماوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪331‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المجيد تيماوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪330‬‬
‫‪3‬‬
‫هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬ص ‪1123‬‬
‫‪4‬‬
‫هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪1123‬‬
‫‪5‬‬
‫هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪1124‬‬
‫معاملة الودائع الجارية لدى المصارف التقليدية‪ ،‬أما الودائع االستثمارية تتميز في المصارف اإلسالمية‬
‫بعدم جواز إخضاعها للنظام فهي حسابات تشاركية و ال يمكن الضمان فيها إال في حالة التعدي أو‬
‫التقصير من طرف البنك لكن يمكن حماية األموال المودعة في هذه الحسابات فحفظ المال من مقاصد‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫فتنقسم سبل الحماية للودائع في البنك اإلسالمي على حسب طبيعة الوديعة جارية أم استثمارية كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1.3‬الوسائل المشروعة لحماية الودائع االستثمارية (رأس المال)‪ /‬حماية الودائع االستثمارية‬

‫شرعت هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في معايير األيوفي الشرعية عدد من‬
‫الوسائل لحماية رأس المال المتمثل في المال المودع لدى البنك في حسابات االستثمار أي الودائع‬
‫‪1‬‬
‫االستثمارية الموجهة لالستثمار‪ ،‬و التي نذكر منها ‪:‬‬

‫التأمين التكافلي على االستثمار؛ لحماية رأس المال‪ ،‬أو لتغطية مخاطر التعدي‪ ،‬أو المماطلة‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫الوفاة‪ ،‬أو اإلفالس‪.‬‬
‫التأمين التكافلي على األصول المؤجرة في الصكوك وغيرها ضد مخاطر التلف والصيانة‬ ‫‪‬‬
‫األساسية‪.‬‬
‫تعهد مؤسسات التكافل لضمان الصادرات واالستثمارات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعهد طرف ثالث بضمان (بتحمل) خسارة رأس المال الناشئة عن تعدي المدير‪ ،‬أو تقصيره‪ ،‬دون‬ ‫‪‬‬
‫مقابل عن الضمان‪ ،‬مع حقه في الرجوع عليه‪.‬‬
‫تكوين احتياطيات لحماية رأس المال‪ ،‬على أن تقتطع تلك االحتياطيات من حقوق المستثمرين ال‬ ‫‪‬‬
‫مــن حصة المدير من الربح بصفته مضاربا‪.‬‬
‫تنويع األصول االستثمارية بما يحقق العائد المناسب ويقلل المخاطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخذ الرهونات والضمانات في المرابحة‪ ،‬أو السلم‪ ،‬أو االستصناع لتوثيق استيفاء الديون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البيع بشرط الخيار (خيار النقد)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجوز اتخاذ أدوات وإجراءات مشروعة أخرى بموافقة المستثمر لحماية رأس المال من المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫سواء أكانت تلك المخاطر مرتبطة بتلف األصل المستثمر‪ ،‬أم بنقصان قيمته‪ ،‬أم بالتضخم‪ ،‬أم‬
‫بتذبذب أسعار الصرف‪ ،‬أو بغيرها‪.‬‬

‫‪ 2.3‬حماية الودائع الجارية‬

‫تخضع الودائع الجارية الى نظام حماية الودائع مثل باقي البنوك‪ ،‬فقد تم العمل في الجزائر بهذا النظام‬
‫بعد إفالس كل من بنك الخليفة و البنك التجاري الصناعي الجزائري‪ ،‬أو ما يعرف بأزمة البنوك‬
‫الخاصة في الجزائر‪ ،‬حيث تم تفعيل دور شركة ضمان الودائع المصرفية (‪ )S.G.D.B‬و هي عبارة‬
‫عن شركة ذات أسهم أسست تحت تسمية صندوق ضمان الودائع المصرفية (ص‪.‬ض‪.‬و‪.‬م) في ماي‬
‫‪ 2003‬بموجب المادة ‪ 118‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض المعدل والمتمم‪ ،‬من طرف بنك‬
‫‪2‬‬
‫الجزائر بصفته عضوا مؤسسا‪.‬‬

‫‪ .1.2.3‬مفهوم نظام ضمان الودائع‬

‫‪ 1‬هيئة المحاسبة و المراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ 1125‬حتى ‪1128‬‬
‫‪ 2‬كلثوم بن قراش‪ ،‬آليات حماية الودائع المصرفية النقدية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة القانون العام الجزائري و المقارن‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‪،02‬‬
‫الجزائر‪ ،2021،‬ص ‪343‬‬
‫تعرف الجمعية الدولية لنظام ضمان الودائع بأنه "النظام الذي ينشأ إلى حماية لحماية المودعين اتجاه‬
‫الخسائر التي يمكن أن تلحق ودائعهم المضمونة في حالة عدم قدرة المصرف على الوفاء بالتزاماته‬
‫‪1‬‬
‫اتجاه المودعين "‬

‫فنظام ضمان الودائع يهدف الى حماية صغار المودعين من مخاطر تعثر البنوك أو توقفها عن الدفع‪،‬‬
‫وذلك عن طريق الزام البنك بالمشاركة في صندوق التأمين على الودائع الذي يمول اعتمادا على‬
‫اشتراكات أو مساهمات تلتزم البنوك بسدادها‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه المساهمات كنسبة من حجم رأس‬
‫المال المودع لدى البنك‪.‬‬

‫ففكرة ضمان الودائع في أن يقوم كل بنك بدفع نسبة معینة من إجمالي الودائع لديه على جهة معينة‬
‫ينشئها البنك المركزي أو يشارك في إدارتها‪ ،‬وإذا ما تعرضت الودائع للخطر نتيجة إفالس البنك أو‬
‫توقفه عن الدفع تتولى هذه الجهة رد الودائع في حدود المبالغ المؤمن عليها‪ 2.‬فحسب المادة ‪ 07‬من‬
‫النظام رقم ‪ 03-20‬فإن البنوك ملزمة بالدفع إلى صندوق ضمان الودائع المصرفية عالوة سنوية‬
‫تحسب على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية‪ ،‬و يسير هذا الصندوق من طرف شركة‬
‫مساهمة تسمى "صندوق ضمان الودائع المصرفية"‬

‫‪ .2.2.3‬الغاية من إنشاء نظام ضمان الودائع‬

‫يعود إنشاء نظام ضمان الودائع إلى سببين منطقیین من الممكن النظر إلیھما على أساس أنھما‬
‫‪3‬‬
‫یفسران إلى حد بعید الغاية من إنشاء نظام ضمان الودائع وھما‪:‬‬

‫السبب األول‪ :‬وھو السبب المباشر والمتعلق بحماية المودعين وزبائنهم بوصفهم من يقومون‬ ‫‪‬‬
‫بطلب مختلف الخدمات المصرفیة‪ ،‬حیث إن الهدف من وراء نظام ضمان الودائع ھو التأكید‬
‫لجمھور المودعین بأنه تتوفر ألموالھم الحمایة الالزمة من تحمل الخسائر‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬یعد السبب الغیر مباشر والمتعلق بتخفیض المخاطر النظامیة في القطاع‬ ‫‪‬‬
‫المصرفي بمعنى تخفیض مخاطر حدوث أزمات مصرفیة‪ ،‬وذلك یشمل على سبیل المثال‬
‫التخفیف من خوف المودعین ومنعھم من التهافت على سحب ودائعھم عند حدوث أي أزمة‪،‬‬
‫األمر الذي یحول دون حدوث حالة من الذعر المصرفي‪.‬‬

‫‪ .3.2.3‬دور نظام ضمان الودائع على البنوك التجارية‬


‫‪4‬‬
‫يكمن دور نظام ضمان الودائع المصرفية في دورین أساسيين‪:‬‬

‫الدور الوقائي ألنظمة ضمان الودائع ‪ :‬تنص معظم تشريعات أنظمة ضمان الودائع الحماية الوقائية‬ ‫‪‬‬
‫وليس العالجة أي أنها تهدف إلى حماية أموال المودعين من خالل الرقابة على البنوك قبل وصول‬
‫البنك إلى مرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬إال ان هذا الدور الوقائي يتفاوت من بلد إلى آخر‪ ،‬فمثال في‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان خليف ‪ ،‬ماجدة مدوخ‪ ،‬دور نظام ضمان الودائع في إدارة األزمات المصرفیة دراسة حالة مؤسسة ضمان الودائع الفلسطینیة‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،3‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪745‬‬
‫‪ 2‬بن علي بلعزوز‪ ،‬مداخل مبتكرة لحل مشاكل التعثر المصرفي‪ :‬نظام حمایة الودائع و الحوكمة‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلد ‪،04‬‬
‫العدد‪ ،05‬الجزائر‪، 2008 ،‬ص ‪119‬‬
‫‪ 3‬رأفت علي األعرج‪ ،‬مدى أھمية نظام ضمان الودائع في تدعیم شبكة األمان المالي ‪ ،‬الجامعة اإلسالمیة غزة‪ ،‬فلسطین‪ ،2009 ،‬ص ‪47‬‬
‫‪ 4‬عبد الرحمان خليف ‪ ،‬ماجدة مدوخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪746/745‬‬
‫السودان أعطى للصندوق سلطة جمع البيانات والمعلومات والتقارير المتعلقة بالبنوك مباشرة أو‬
‫عن طريق بنك السودان مع صالحية إجراء مراجعة خاصة ألي بنك أو تفتيش دفاتره بواسطة‬
‫بنك السودان من أجل التأكد من السالمة المالية ألي بنك‬

‫الدور العالجي ألنظمة ضمان الودائع ‪:‬حيث يالحظ أنه هناك العديد من المشكالت المصرفية التي‬ ‫‪‬‬
‫يكون أحدها سببا في إفالس بنك أو إعساره‪ ،‬ومن هنا يبرز الدور العالجي لنظام ضمان الودائع‬
‫من خالل التدخل عند المشكلة وتقديم القروض الالزمة بأسعار فائدة مدعمة أو وضع المصرف‬
‫تحت سيطرة المؤسسة أو تعويض المودعين‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬رقابة السلطات اإلشرافية للبالد على أموال المودعين‬

‫يخضع الجهاز المصرفي الجزائري للرقابة من طرف السلطات اإلشرافية للبالد و ذلك لضمان السير‬
‫الحسن و المحافظة على األداء المالي للبنوك‪ ،‬من خالل هذه المبحث سنتطرق أوال إلى التعريف‬
‫بالسلطات اإلشرافية و تبيان دورها في الرقابة ثم سنأخذ كمبحث ثاني طبيعة العالقة بين البنك‬
‫المركزي و البنك اإلسالمي‪ ،‬و كآخر مطلب سيكون أساليب الرقابة على الودائع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالسلطات اإلشرافية و دورها‬

‫تخضع البنوك اإلسالمية في الجزائر للرقابة السلطات اإلشرافية للبالد مثلها مثل باقي البنوك التجارية‬
‫فهي تخضع لرقابة الهيئات التالية‪:‬‬

‫مجلس النقد و القرض‬ ‫‪.1‬‬

‫يعتبر مجلس النقد و القرض من بين هيئات الضبط المستقلة التي جاء بها القانون رم ‪ 90/10‬و التي‬
‫‪1‬‬
‫تبين الوظيفة االقتصادية للدولة في سياق اإلصالحات التي عرفها النظام المصرفي‪.‬‬

‫‪ .1.1‬تعريفه و تكوينه‬

‫‪u‬ق‬‫‪u‬انون ‪ 90/10‬المتعل‪u‬‬‫يعتبر إنشاء مجلس النقد و القرض من أهم اإلصالحات الجديدة التي حملها الق‪u‬‬
‫بالنقد و القرض (األمر‪ )03/11‬الذي يمثل بموجب هذا القانون مجلس إدارة بنك الجزائر و يمثل أيضا‬
‫‪u‬رض‬ ‫‪u‬د و الق‪u‬‬
‫السلطة النقدية في الدولة‪ ،‬و بصدور األمر ‪ 03/11‬المعدل و المتمم‪ ،‬أصبح مجلس النق‪u‬‬
‫يتمتع بصالحيات واسعة عن تلك التي كانت مخولة له في ظل الق‪uu‬انون ‪ 90/10‬من خالل ممارس‪uu‬ته‬
‫‪2‬‬
‫لرقابة فعلية على النظام المصرفي‪ ،‬فهو سلطة بمعنى الكلمة‪.‬‬

‫يتكون مجلس النقد والقرض من محافظ بنك الجزائر بصفته رئيس مجلس النق‪u‬د والق‪u‬رض‪ ،‬أعض‪u‬اء‬
‫مجلس إدارة بنك الجزائر وشخصيتين تختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية والنقدية‪ .‬هت‪uu‬ان‬
‫‪3‬‬
‫األخيرتان تعينان عضوين في المجلس بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬دوره و صالحياته‬

‫يعتبر مجلس النقد و القرض سلطة نقدية تصدر أنظمة تتعلق باإلصدار النقدي‪ ،‬الخصم و قب‪uu‬ول رهن‬
‫‪u‬ا و‬
‫‪u‬راف عليه‪u‬‬‫السندات العامة والخاصة مقابل عمالت و معادن ثمينة و تحديد السياسة النقدية و اإلش‪u‬‬
‫‪u‬تخدام‬
‫‪u‬د اس‪u‬‬
‫متابعتها و تقييمها‪ ،‬و كذلك فيما يخص تطور عناصر المجاميع النقدية و القرضية و تحدي‪u‬‬
‫النقد و وضع قواعد الوقاية التي في السوق و تنظيم القواعد المحاسبية و مراقبة و تنظيم الص‪uu‬رف و‬
‫سوقه‪ ،‬كذلك ضبط كل القواعد المتعلقة بفتح فروع و فتح مكاتب التمثيل للبنوك األجنبية ‪...‬فهو يظهر‬

‫‪ 1‬صافية إقلولي أولد رابح ‪ ،‬مجلس النقد و القرض سلطة إدارية مستقلة لضبط النشاط المصرفي‪ ،‬المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية‪،‬‬
‫المجلد‪ 08‬العدد ‪ ،02‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪40‬‬
‫‪ 2‬أسماء بعلوج‪ ،‬هجيرة تومي‪ ،‬الرقابة على البنوك اإلسالمية الخاصة في الجزائر ‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬المجلد‪ 05‬العدد‬
‫‪ ،02‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪17‬‬
‫‪ 3‬الموقع اإللكتروني لبنك الجزائر‪ consulté le 05/05/2023 à 17 :35‬مهام مجلس النقد و القرض (‪)bank-of-algeria.dz‬‬
‫كسلطة ضبط اقتصادي مستقلة في صورة سلطة تنظيمية‪.‬كما يحدد شروط اعتماد البنوك و المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫المالية و فتحها‪.‬‬

‫يملك صالحيات الترخيص باإلنشاء و كذلك الترخيص بالتعديل الذي يمس القوانين األساسية للبنوك و‬
‫المؤسسات المالية قبل أو بعد الحصول على االعتماد طبقا لنص المادة ‪ 62‬منه‪ .‬فيتم الترخيص للبنوك‬
‫‪u‬رض‬ ‫اإلسالمية الخاصة تطبيقا ألحكام المادة ‪ 83‬من قانون النقد و القرض‪ ،‬أثر قيام مجلس النقد و الق‪u‬‬
‫بفحص االعتماد و مطابقته و حتى بعد منح االعتماد تبقى رقابة مجلس النقد و القرض على المصارف‬
‫‪2‬‬
‫اإلسالمية قائمة‪.‬‬

‫بنك الجزائر ( البنك المركزي)‬ ‫‪.2‬‬

‫يمارس بنك الجزائر باعتباره البنك المركزي السلطة الرقابية للمصارف اإلسالمية الخاص‪uu‬ة بص‪uu‬فة‬
‫مباشرة‪ .‬فيعد من أهم المؤسسات المالية و يأتي على قمة النظام المصرفي و يعتبر الدعامة األساس‪uu‬ية‬
‫للهيكل النقدي و المالي للدولة‪ 3.‬إجماال تستهدف رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية الخاص‪uu‬ة‬
‫‪4‬‬
‫إلى التأكد من سالمة و شرعية العمليات التي تقوم بها هذه البنوك من الناحية القانونية و التنظيمية‪.‬‬

‫تعريف بنك الجزائر‬ ‫‪.1.2‬‬

‫يستمد تعريف البنك المركزي من وظائفه المختلفة‪ ،‬فيمكن تعريفه على أنه مؤسسة مركزية نقدية تقوم‬
‫بوضيفة بنك البنوك و وكيل مالي للحكومة و مسؤوال عن إدارة النظام النقدي في الدولة‪ 5‬و كذا حماية‬
‫المصلحة العامة من خالل حماية الدائنين و المودعين لديها من خالل التأكد من تطبيق ه‪uu‬ذه البن‪uu‬وك‬
‫‪6‬‬
‫لمختلف األنظمة و التعليمات الصادرة عن مجلس النقد و القرض و البنك المركزي‪.‬‬

‫وظائف البنك المركزي‬ ‫‪.2.2‬‬

‫‪7‬‬
‫يقوم البنك المركزي بوظائف مختلفة من أهمها‪:‬‬

‫بنك اإلصدار‪ :‬فهو ينفرد بحق إصدار النقود الورقية –البنكنوت‪ -‬و يقوك بوضع خطة اإلصدار و‬ ‫‪‬‬
‫حجم النقد المتداول و يشرف على تنفيذ الخطة‪ ،‬و هو أيضا المسؤول عن غطاء العملة الورقية من‬
‫الذهب و العمالت األجنبية‪.‬‬
‫بنك البنوك‪ :‬فالبنوك تحتفظ لديه بأرصدتها النقدية الفائضة عن حاجتها‪ ،‬و تلج‪uu‬أ إلي‪uu‬ه في حال‪uu‬ة‬ ‫‪‬‬
‫احتياجها للسيولة النقدية أي هو المقرض األخير و يشرف على عملية المقاصة ما بين البن‪uu‬وك ب‬
‫إجراء المستويات القيدية من حقوق و ديون البنوك فيما بينها‪.‬‬
‫بنك الدولة‪ :‬فهو مصرفها و مستشارها المالي و يحتفظ لديه بودائعها‪ ،‬و يمسك حساباتها‪ ،‬و يق‪uu‬دم‬ ‫‪‬‬
‫إليها ما تحتاجه من قروض‪ ،‬و يشرف على االتفاقيات المالية‪ .‬التي تعقدها الحكومة من الخارج‪ ،‬و‬

‫‪ 1‬صافية إقلولي أولد رابح‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪43‬‬


‫‪ 2‬أسماء بعلوج‪ ،‬هجيرة تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪ 3‬محمد صالح حمدي‪ ،‬عالقة البنك المركزي بالمصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة الصراط‪ ،‬المجلد ‪ 07‬العدد ‪ ،01‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪202‬‬
‫‪ 4‬أسماء بعلوج‪ ،‬هجيرة تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ 5‬محمد صالح حمدي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪203‬‬
‫‪ 6‬أسماء بعلوج‪ ، ،‬هجيرة تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ 7‬محمد صالح حمدي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪203/204‬‬
‫‪u‬ف‬
‫‪u‬ادية‪ ،‬بمختل‪u‬‬
‫‪u‬ة االقتص‪u‬‬
‫‪u‬ة الدول‪u‬‬
‫يقوم بإدارة خدمة الدين العام و هو األداة الرئيسية لتنفيذ سياس‪u‬‬
‫األدوات النقدية و المالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة العالقة بين البنك المركزي و البنك اإلسالمي‬


‫يمثل البنك المركزي قمة الجهاز المصرفي فهو المسؤول عن تطبيق السياسة النقدية للدولة والساعي للمحافظة على األداء المالي‬
‫للبنوك التجارية و من بينها البنوك اإلسالمية التي تجمعها عالقة ال تختلف كثيرا عن ما هو بين البنك المركزي و باقي البنوك‬
‫التجارية‪.‬‬

‫نماذج العالقة بين البنوك المركزية و البنوك اإلسالمية‬ ‫‪.1‬‬

‫إن عالقة البنك المركزي بالمصارف اإلسالمية تختلف من دولة إلى أخرى‪ ،‬فتتمثل هذه العالقة في‬
‫‪1‬‬
‫ثالث نماذج و ذلك حسب التوجه الفكري و التنظيمي للدولة وهي‪:‬‬

‫النموذج األول‪ :‬مثل الباكستان و إيران‪ ،‬فإن العالقة هنا محددة بضوابط و قواعد تتالءم مع أسس و‬
‫مبادئ النشاط المصرفي اإلسالمي و مراقبة إتباعها لهذه القواعد دون تعارض أو تضارب في األهداف‬
‫و سياسات الدول التي سمحت بقيام بنوك إسالمية و أصدرت لذلك قوانين تنظم حركتها‪.‬‬

‫النموذج الثاني‪ :‬في ظل النظام المصرفي المزدوج‪ ،‬بعيدا عن البنوك التقليدية تضع لها الضوابط و‬
‫تخصص لها األجهزة الحكومية التي تشرف على نشاطها و تتأكد من ممارستها‪ ،‬و مثال ذلك ما حدث‬
‫في تركيا و ماليزيا و األردن و دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬و في هذه الحالة تأتي العالقة بين‬
‫البنوك المركزية و المصارف اإلسالمية منضبطة‪ ،‬و ال تثار بين الطرفين أية مشكالت‪ ،‬حيث تسير‬
‫األمور و فقا لمواد و بنود القوانين الموضوعة التي تأخذ بعين االعتبار الطبيعة المتميزة للبنوك‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫النموذج الثالث‪ :‬البنوك التقليدية و البنوك اإلسالمية حسب هذا النموذج ليست معفاة من القوانين التي‬
‫تحكم نشاط البنوك األخرى‪ ،‬فهي تعمل وفقا لذلك كوحدات صغيرة وسط مجموعة كبيرة من البنوك‬
‫التقليدية ينظمها قانون الدولة و يشرف عليها البنك المركزي‪ ،‬و معظم البنوك اإلسالمية تعيش اآلن هذه‬
‫الظروف في كل من مصر و الكويت و الجزائر و تونس مثال ‪ ،‬و هذه البنوك تجد نفسها في مأزق‬
‫حقيقي نتيجة إلخضاعها ألساليب الرقابة التقليدية من قبل البنوك المركزية في الدول التي تعمل فيها‬
‫بعض السلبيات التي لحقت بالبنوك اإلسالمية بسبب خضوعها للرقابة التقليدية‪.‬‬

‫العالقة بين البنوك اإلسالمية و بنك الجزائر‬ ‫‪.2‬‬

‫إن البنوك اإلسالمية في الجزائر على قلتها هي إحدى لبنات النظام المصرفي الجزائري الذي يتكون‬
‫من ‪ 9‬مؤسسات مالية و ‪ 20‬بنك تجاري منها بنكين إسالميين تحت سلطة و رقابة بنك البنوك و هو‬
‫بنك الجزائر ( البنك المركزي) ‪ ،‬حيث تنشط ضمن إطار قانوني ال يختلف عن ذلك الذي تنشط فيه‬
‫‪2‬‬
‫البنوك التقليدية و المتمثل على وجه الخصوص في قانون النقد و القرض و أنظمة البنك المركزي‪.‬‬

‫تبدأ عالقة البنك المركزي‪ ،‬بالبنك التجاري قبل تأسيس األخير‪ .‬إذ يتوجـب علـى مجموعـة‬
‫المساهمين الذي يعتزمون تأسيس مصرف تجاري تقديم طلبهم للسلطة النقدية‪ ،‬مدعما بالنظام األساسي‪،‬‬
‫وعقد التأسيس ودراسة الجدوى االقتصادية لتأسيس البنك للحصول على الترخيص الالزم‪ ،‬وفي حال‬
‫‪ 1‬محمد صالح حمدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪206/207‬‬
‫‪ 2‬أسماء بعلوج‪،،‬هجيرة تومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫موافقة السلطة النقدية والجهات الرسمية األخرى علـى تأسيس البنك التجاري يتم تسجيل هذا البنك‬
‫لدى البنك المركزي‪ .‬ويعتبر التسجيل ‪ Registration‬بحد ذاته أسـلوب أولي لرقابة مستمرة على‬
‫تنفيذ أحكام القانون الذي ينظم العالقة بين البنك المركزي والبنك التجاري من حيث الحد األدنى‬
‫لرأسمال البنك واحتياطاته‪ ،‬وأعضاء مجلس إدارته‪ ،‬وأسماء المخولين باإلدارة‪ ،‬ومراقبي الحسابات‪.‬‬
‫وأن أي تغيير يطرأ على هذه البيانات‪ ،‬يستوجب إبالغ البنك المركزي بها إلجراء التعديالت الالزمة‬
‫‪1‬‬
‫على سجل البنوك لديه‪.‬‬

‫و تحت إطار قانون رقم ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 2003‬فللبنك التجاري الحق في مزاولة‬
‫جميع العمليات البنكية من تمويالت و استثمارات وفقا لمبادئ و أحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬و لكن‬
‫تميزها عن غيرها من البنوك التقليدية من حيث خصوصيتها التي تقضي بعدم تعاملها بالفوائد الربوية‬
‫ال يجعلها في منأى عن االلتزامات الواجبة عليها اتجاه الجهاز المصرفي التقليدي الذي تعمل في ظله و‬
‫‪2‬‬
‫تمارس نشاطها تحت سلطته‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و من أهم المحاور التي تشكل هذه العالقة ما يلي‪:‬‬

‫االحتياطي اإلجباري ‪ :‬يفرض البنك المركزي نسبة معينة كاحتياط نقدي على البنوك التجارية وهي‬ ‫‪‬‬
‫نسبة من ودائع البنك التجاري يلتزم باالحتفاظ بها في صورة رصيد لدى البنك المركزي دون أن‬
‫يتقاضى فائدة في مقابلها‪ 4.‬و يفرض البنك االحتياط اإلجباري على مجمل الودائع دون التفريق بين‬
‫الودائع الجارية و الودائع االستثمارية‪ ،‬فما يفرض على الحسابات الجارية ليس فيه مشكلة و ذلك‬
‫لغياب فروقات جوهرية بين البنك اإلسالمي و التقليدي في هذا الخصوص فالبنك ملزم بحفاظها و‬
‫ردها كاملة ألصحابه فيده يد أمانة‪ .‬أما فرض هذه النسبة على الحسابات االستثمارية فهنا يكمن‬
‫التعارض و ذلك لطبيعة و اختالف هذه الحسابات في البنوك اإلسالمية عن التقليدية فهذه الودائع‬
‫مودعة الستثمارها بالشراكة مع البنك مع تحمل أصحابها لكامل المخاطر و البنك ليس مدينا بها‬
‫ألصحابها هو مؤتمن عليها فقط‪.‬فال يوجد أي التزام عليه بدفع نسبة االحتياطي عليها ‪.‬‬
‫الرقابة على االئتمان‪ :‬تمثل الرقابة على االئتمان أهمية كبيرة لدى السلطات النقدية وذلك لم حققته‬ ‫‪‬‬
‫من توازن نقدي والحد من مشاكل ارتفاع األسعار من خالل التأثير على عملية عرض النقود‪ .‬و‬
‫تلجأ البنوك المركزية إلى وضع شروط لالئتمان فالمصارف اإلسالمية ليست بحاجة إلى هذا‬
‫األسلوب ألنها ال تمنح قروض تجارية و لكنها تستثمر استثمار مباشر و بذلك ال يحدث نشاطها إال‬
‫تأثير ضعيف على الكمية المعروضة من النقود و لكنها تستثمر استثمار مباشر و بذلك ال يحدث‬
‫نشاطها إال تأثير ضعيف على الكمية المعروضة من النقود و لكنها في نفس الوقت تتأثر سلبا‬
‫بسريانه عليها نظرا لعدم توافر بدائل شرعية إضافة إلى تعارض هذه السياسة مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية و هو األمر الذي يترتب عليه ضياع فرص الربحية على أصحاب الودائع فالبنوك‬
‫اإلسالمية في الجزائر ال تعامل معاملة خاصة في هذا الشأن‪.‬‬
‫ضمان الودائع ‪ :‬تلتزم البنوك بالدفع إلى شركة ضمان الودائع المصرفية عالوة سنوية تحسب على‬ ‫‪‬‬
‫أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية‪ ،‬المسجلة بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر من كل سنة‪ .‬ويحدد‬

‫‪1‬فتحي بلدغم‪،‬إكرام بن عزة‪ ،‬أثر السياسة النقدية على البنوك اإلسالمية العاملة في الجزائر بنك البركة ومصرف السالم‪ ،‬مجلة مجاميع المعرفة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2018-06‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪124‬‬
‫‪ 2‬منال هاني‪ ،‬واقع توافق األساليب الرقابية لبنك الجزائر مع خصائص البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬مجلد ‪ ،10‬العدد‪ ،03‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪396‬‬
‫‪ 3‬خولة بونعاس‪ ،‬عالقة بنك الجزائر مع البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة أبحاث‪ ،‬المجلد‪ ،05‬لعدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص ‪11-10‬‬
‫‪ 4‬فائزة لعراف‪ ،‬قياس أثر التغيير في معدل االحتياطي اإلجباري على تطور المستوى العام لألسعار في الجزائر للفترة ‪ ،2017-2000‬مجلة‬
‫افاق العلوم‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪231‬‬
‫مجلس النقد والقرض سنويا واستنادا إلى مؤشرات اإلشراف‪ ،‬نسبة هذه العالوة في حدود ‪.%1‬‬
‫حيث تقوم شركة ضمان الودائع بتحصيل العالوات المستحقة و إيداعها في حساب مفتوح لدى بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬كما يتعين عليها التحقق من توظيف هذه الموارد في أصول آمنة‪ ،‬وهو األمر الذي ال‬
‫يمكن أن يتحقق إال من خالل شراء سندات مصدرة أو مضمونة من طرف الدولة‪ .‬في هذا الصدد‬
‫تواجه البنوك اإلسالمية مشكلتين‪:‬األولى و هي عدم التفريق بين طبيعة الودائع أو الحسابات‬
‫المودعة لديها كما مت ذكره سابقا‪ ،‬والثانية أن توظيف تلك العالوات المحصلة من طرف شركة‬
‫ضمان الودائع يتم يف شكل سندات الخزينة والتي يترتب عنها فوائد وهو ما يتنافى مع طبيعة‬
‫عمل البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫رقابة البنك المركزي‪ :‬إن البنوك اإلسالمية تمتثل لرقابة البنك المركزي وفقا للترتيبات التي ينص‬ ‫‪‬‬
‫عليها القانون كاملة‪ ،‬إال أنها تعاني من مشكلة تقدمي بياناتها وقوائمها للبنك المركزي وفقا لنماذج‬
‫معدة خصيصا لتناسب بيانات البنوك التقليدية‪ .‬حيث تعد المضاربة والمشاركة والمرابحة‬
‫كتسهيالت ائتمانية حسب نوعية الضمان‪ ،‬كما تصنف الحسابات االستثمارية التي تشارك في الربح‬
‫والخسارة باعتبارها وديعة ثابتة‪ .‬فالبنوك اإلسالمية يف هذه الحالة تواجه مشكل ازدواجية العمل‪.‬‬
‫وال تختلف البنوك اإلسالمية في الجزائر عن هذه الحالة فهي ال تعاني من مشكلة فيما يخص رقابة‬
‫بنك الجزائر عليها‪ ،‬فهي تقوم بتقديم بياناتها بصفة دورية لهذا األخير ولكنها ملزمة بإرسال هذه‬
‫البيانات والقوائم وفقا لنماذج تالءم البنوك التقليدية‪.‬‬
‫المقرض األخير‪ :‬تقوم البنوك المركزية بدور المقرض األخير للبنوك العاملة في الدولة عندما‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج إلى سيولة ولكن المصارف اإلسالمية ال تستفيد من هذا األسلوب الحتوائه على سعر الفائدة‪.‬‬
‫كما تقوم بمنح أداة الخصم وإعادة الخصم للبنوك والتي ال تستفيد منها البنوك اإلسالمية كونها ال‬
‫تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬والبنوك اإلسالمية في الجزائر تعاني من نفس األمر دون‬
‫محاولة لتكييف أدوات تتالءم مع خصائص هذه البنوك‪ ،‬فتلجأ البنوك اإلسالمية إلى طرق أخرى‬
‫إلعادة التمويل‪.‬‬
‫السيولة القانونية ‪ :‬يفرض البنك المركزي على البنوك أن تحتفظ بنسبة معينة من السيولة‪ ،‬تعاني‬ ‫‪‬‬
‫البنوك اإلسالمية في هذه الحالة من مشكلة انخفاض نسبة السيولة مقارنة مع البنوك التقليدية بسبب‬
‫عدم تعاملها بسندات الخزينة التي تدخل ضمن احتساب النسبة‪ ،‬وهو األمر الذي يؤدي بها إلى‬
‫تعطيل استثمار األموال المودعة لديها‪ .‬كما تدخل الحسابات االستثمارية في احتساب هذه النسبة‬
‫والتي كما سبق التطرق إليه فإنه ال يوجد التزام على البنك اإلسالمي بردها كاملة ألصحابها‪ ،‬وهو‬
‫ما يؤثر في احتساب هذه النسبة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب الرقابة على الودائع‬

‫مبدئيا البنوك المركزية ال تفرق وال تفصل في تعاملها و رقابتها على الودائع بين البنوك التقليدية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬فالبنك المركزي يقوم بالرقابة على الودائع للحفاظ على حقوق المودعين و الحفاظ على‬
‫استقرار العملة الوطنية‪.‬‬

‫فهي تسعى لتحقيق االستقرار المالي واالقتصادي للنظام العام من خالل تنظيم وترشيد الرقابة على‬
‫عمل المؤسسات المالية (اإلسالمية ‪ -‬التجارية)‪ ،‬واإلشراف عليها والتأكد من أوضاعها المالية‬
‫والتزامها بتطبيق وإجراءات العمل التي تتفق والمعايير المحلية والعالمية من الهيئات وبنوك دولية‪،‬‬
‫فالمؤسسات المالية اإلسالمية تعتبر جزءا ال يتجزأ من النظام المصرفي مما يتطلب معه إخضاع هذه‬
‫المؤسسات ألنظمة رقابية وإشرافية تتناسب وخصوصية طبيعة عملها واحتياجاتها وبما يضمن لها‬
‫العمل في ظروف متساوية بالسوق التنافسي ولتنسيق وتقوية األداء التي تضطلع به كل من هيئات‬
‫الرقابة الشرعية والمصارف المركزية للقيام بالدور المنوط بها للتنمية االقتصادية بجميع مجاالتها وفق‬
‫‪1‬‬
‫القواعد واألسس التي تضمن سالمة مراكزها المالية وضمان حقوق المتعاملين معها‬

‫مفهوم و أهداف الرقابة على الودائع المصرفية‬ ‫‪.1‬‬


‫يخضع الجهاز المصرفي لرقابة مستمرة من طرف الهيئات العليا‪ ،‬و ذلك عن طريق آليات وأدوات الرقابة المصرفية من أجل‬
‫السيطرة على القدرة اإلئتمانية للمصارف و حماية أموال المدعيين‪ ،‬حيث يحرص البنك المركزي بأساليب مختلفة يطبقها على البنوك‬
‫التجارية من أجل الحفاظ على سالمة األموال المؤمنة لدى البنك‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مفهوم الرقابة المصرفية‬

‫الرقابة المصرفية هي مجموعة من القواعد و األساليب و اإلجراءات التي تسير عليها أو تتخذها‬
‫السلطات النقدية و البنوك المركزية و المصارف بهدف الحفاظ على سالمة المركز المالي للمؤسسات‬
‫المصرفية توصال إلى تكوين جهاز مصرفي سليم و قوي يساهم في التنمية االقتصادية و يحافظ على‬
‫حقوق المستثمرين و المودعين و لضمان سالمة الودائع و القدرة على إعادتها إلى أصحابها عند الطلب‬
‫‪2‬‬
‫أو حسب عقد الوديعة‪.‬‬

‫تمتثل البنوك اإلسالمية لهذه الرقابة كما هي من دون أي تعديالت تناسبا مع طبيعة هذه البنوك و‬
‫خصوصيتها‪ ،‬البنوك المركزية لم تلتفت لهذه الخصوصية في أعمال البنوك اإلسالمية مما جعلها تطبق‬
‫نفس النماذج واألدوات واألساليب المستخدمة في الرقابة على البنوك التقليدية على البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫فكانت النتائج العكسية في بعض األحيان‪ .‬لكن هذا ال يعني أن هذه الرقابة ذات نتائج عكسية دوما أو‬
‫أنها ال تحقق أهدافها أحيانا وذلك بسبب عدم تحقيق طرح البنوك اإلسالمية عند إنشائها بزيادة فعالية‬
‫‪3‬‬
‫األدوات التمويلية المعتمدة على المشاركة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أهداف الرقابة على الودائع المصرفية‬

‫يقوم البنك المركزي بالرقابة على الودائع المصرفية لتحقيق مجموعة من األهداف‪ ،‬فالهدف األهم هو‬
‫‪4‬‬
‫ضمان إعادة هذه الودائع إلى أصحابها عند الطلب‪ ،‬إضافة إلى أهداف أساسية أخرى منها‪:‬‬

‫ضمان عدم إساءة البنوك إلدارة هذه الودائع‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ضمان استغالل الودائع االستغالل األمثل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان وفاء البنوك بالتزامها نحو أصحاب الودائع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان االستقرار االقتصادي حيث أن إخالل البنوك بالتزاماتها يؤدي إلى تدهور اقتصادي ال‬ ‫‪‬‬
‫تحمد عقباه‪.‬‬
‫السيطرة على عرض النقد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬األنظمة الرقابية للمصارف المركزية على الودائع واالئتمان بالمؤسسات المالية | الشرق (‪Consulté le 10/05/2023 à 17 :28al-‬‬
‫‪)sharq.com‬‬
‫‪ 2‬البشير بن عبد الرحمان‪،‬حكيمة شرفة‪ ،‬الرقابة على المصارف اإلسالمية في ظل بيئة مصرفية تقليدية "إشكاالت العالقة مع البنك المركزي"‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث االقتصادية و المالية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2020،‬ص ‪163‬‬
‫‪ 3‬محمود حسين الوادي‪ ،‬اآلثار الرقابية واالقتصادية لرقابة البنك المركزي على الودائع واالئتمان في البنوك اإلسالمية‪ ،‬مجلة جامعة الكتب‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬األردن‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ 4‬د‪.‬محمود حسين الوادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪6-5‬‬
‫‪1‬‬
‫إضافة إلى جملة من األهداف األخرى‪:‬‬

‫متابعة مدى احترام المصارف والمؤسسات المالية للقوانين المصرفية واألحكام التشريعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنسيق فيما بين المصارف ومد يد المساعدة لها ودعمها لتقوية مراكزها المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوقوف على األخطاء واالنحرافات‪ ،‬وتصحيحها‪ ،‬وإيجاد اآلليات التي تعيق ظهورها مجددا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجنيب الجهاز المصرفي المخاطر قدر اإلمكان‪ ،‬وحاالت العسر المالي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منع تركيز الملكية بأيدي فئة قليلة من المستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نشر الوعي المصرفي في أوساط العاملين بالمصارف والمتعاملين معه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أساليب و أدوات البنك المركزي في الرقابة على الودائع‬ ‫‪.2‬‬

‫تتبع البنوك المركزية مجموعة من األساليب و األدوات من أجل الرقابة على الودائع المصرفية لضمان‬
‫سالمة اإلجراءات المتعلقة بالودائع من الناحية العملية‪ ،‬و يمكن تقسيمها إلى‪:‬‬

‫األساليب الكمية‬ ‫‪.1.2‬‬

‫تتعد األساليب الكمية التي يعتمد عليها البنك المركزي في الرقابة على البنوك التجارية‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ .1.1.2‬كفاية رأس المال‬

‫تعتبر كفاية رأس المال كمقياس لمخاطر البنك و تعرف باسم القوة المالية للبنك و قدرته على تحمل‬
‫مخاطر الخاسرة‪ ،‬كما يمكن اإلشارة إليها أيضا كمقياس لمالءة البنك أي قدرته على أداء التزاماته‬
‫المالية‪2.‬و يستخدم رأس مال البنك كركيزة المتصاص الخسائر في حال حدوثها وكذلك من أجل تمويل‬
‫‪3‬‬
‫البنية التحتية للبنوك‪.‬‬

‫و هذا يعني أنه على البنك عدم السماح بانخفاض رأس ماله عن ما يقبله من ودائع و ذلك بهدف حماية‬
‫أموال المودعين و المحافظة على استقراره‪.‬‬

‫و بناء على آخر التعديالت التي أدخلتها اتفاقية بازل ‪ 3‬على رأس المال فقد ارتفعت نسبة كفاية رأس‬
‫‪4‬‬
‫المال إلى ‪ %10.5‬و قد أصبح معدله كما يلي‪:‬‬

‫‪ .2.1.2‬السيولة النقدية القانونية‬

‫يلزم البنك المركزي المصارف الخاضعة له بضرورة االحتفاظ ببعض األصول ذات السيولة المرتفعة‬
‫حتى يسهل تحويلها إلى نقدية إذا ما زادت حركة المسحوبات من المودعين عن المعدل المتوقع‪ ،‬و هو‬
‫يهدف من وراء تطبيق سياسة السيولة النقدية إلى الحيلولة دون تعرض المصارف ألزمات السيولة‬
‫المفاجئة‪ ،‬ومن أمثلة هذه العناصر السندات الحكومية و أذونات الخزانة فهما يدران عائدا بالنسبة‬
‫للمصارف التقليدية بينما ال تتعامل المصارف اإلسالمية بهما‪ ،‬مما يضطرها إلى أن تحتفظ بكميات‬
‫‪ 1‬البشير بن عبد الرحمان‪،‬حكيمة شرفة‪ ،‬مرجع سابق‪164 ،‬‬
‫‪ 2‬ابتسام بوغدة‪،‬حياة نجار‪ ،‬كفاية رأس المال وفق مقررات بازل ‪ 3‬و أثرها على السيولة المصرفية‪ :‬دراسة قياسية لعينة من البنوك المدرجة‬
‫في السوق المالي السعودي باستخدام نماذج البانال‪ ،‬مجلة المقريزي للدراسات المالية و االقتصادية‪ ،‬مجلد‪،05‬العدد‪ ،02‬الجزائر‪ ،2021،‬ص‬
‫‪35‬‬
‫‪ 3‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وإدارة المخاطر ‪ ،‬صندوق النقد العربي معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬أبوظبي‪-‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2010‬ص ‪5‬‬
‫‪ 4‬ابتسام بوغدة‪،‬حياة نجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫أكبر من السيولة تفوت عليها تحقيق عائد‪ 1.‬فهي تعاني من مشكلة انخفاض السيولة و هو األمر الذي‬
‫يتسبب في تعطيل استثمار أموال الودائع‪.‬‬

‫‪ .3.1.2‬نسبة االحتياطي القانوني‬

‫عادة ما تصدر البنوك المركزية تعليمات للبنوك العاملة تجبرها على االحتفاظ بنسبة من ودائعها لديه‪.‬‬
‫وتتناسب هذه النسبة مع الحالة التي يمر بها اقتصاد البلد من تضخم أو كساد‪ 2.‬و ذلك بهدف ضمان‬
‫تلبية طلب المودعين ألموالهم في حاالت السحب المفاجئ‬

‫و هذه األداة ال تتالءم مع حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية‪ ،‬فهو غير ملزم بضمان رد هذه‬
‫األموال كاملة ألصحابها إال في حال تعديه وتقصيره‪ ،‬وذلك خالفا للودائع آلجل في المصارف‬
‫التقليدية‪ .‬فهي ديون في ذمتها وهي ضامنة فيها ومن ثم فإن الفلسفة التي تقوم عليها هذه األداة‬
‫والمتمثلة في حماية أموال المودعين ال تنطبق على المصارف اإلسالمية وتنطبق على المصارف‬
‫‪3‬‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫‪ .4.1.2‬سعر إعادة الخصم ‪ :‬يعرف سعر إعادة الخصم بأنه وسيلة يلجأ البنك بموجبها إلى البنك‬
‫المركزي للحصول على السيولة مقابل التنازل له عن سندات قام هذا البنك ذاته بخصمها للغير في‬
‫مرحلة سابقة‪ .‬و يمكن أن تكون هذه السندات تجارية (خاصة) أو عمومية‪ ،‬و لكن دون أن يتعدى‬
‫‪4‬‬
‫تاريخ استحقاق مدة معينة تحدد حسب نوع السندات و طبيعتها‪.‬‬

‫‪ .2.2‬األساليب الكيفية‬

‫‪ .1.2.2‬اإلقناع األدبي‬

‫وذلك من خالل عقد اجتماعات مع مسؤولي البنوك التجارية لبحث نوعية وكمية القروض ولمحاولة‬
‫التأثير على السـلوك االئتمـاني لها وتوجيـه اإلرشادات‪ ،‬الالزمة لضمان التنفيذ األمثل للسياسة‬
‫النقدية للبنك المركزي‪ 5.‬أي محاولة البنك المركزي اقناع البنوك التجارية بالتضامن معه لتنفيذ سياسة‬
‫معينة ‪ ،‬و تتوقف مدى استجابة البنوك التجارية إلى مدى هيبة البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ 2.2.2‬هامش الضمان المطلوب‬

‫يمثل هامش الضمان المطلوب ذلك المقدار من األموال التي يمكن أن يحصل عليها العمالء من البنوك‬
‫التجارية لشراء األوراق المالية كقرض من هذه البنوك‪ ،‬و الباقي يدفعه العمالء من أموالهم الخاصة و‬
‫يسمى هامش الضمان المطلوب‪ ،‬فإذا رأى البنك المركزي أن البنوك التجارية قد توسعت في منح‬
‫‪6‬‬
‫االئتمان خاصة منه المتجه للمضاربة فإنه يأمر برفع هامش الضمان‪.‬‬

‫‪.3.2.2‬الفحص الدوري لمستوى الودائع الموجودة‬

‫‪ 1‬البشير بن عبد الرحمان‪،‬حكيمة شرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪168‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬محمود حسين الوادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫‪ 3‬البشير بن عبد الرحمان‪،‬حكيمة شرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪167‬‬
‫‪ 4‬طاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة‪ ،2004 ،03‬ص‪219‬‬
‫‪ 5‬آسية بن بوعزيز‪،‬حسينة ريمان‪ ،‬رقابة البنك المركزي على البنوك التجارية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪،03‬‬
‫الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪313‬‬
‫‪ 6‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬مكتبة الريام‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2006 ،‬ص‪125‬‬
‫يقصد به التأكد من صحة العمليات التي تجري على حسابات العمالء وصحة اإلجراءات وتطبيق‬
‫المعايير المحلية والعالمية والسياسات اإلجرائية في فتح الحسابات والتصرف فيها وغيرها من األمور‬
‫المتعلقة بحسابات المؤسسة المالية‪.‬‬
‫خاتمة الفصل‬

You might also like