Professional Documents
Culture Documents
آليات الحوكمة لإدارة المخاطر المصرفية وتعزيز الإستقرار المالي
آليات الحوكمة لإدارة المخاطر المصرفية وتعزيز الإستقرار المالي
لجنة المناقشة:
رئيسا جامعة أم البواقي أستاذ التعليم العالي أ.د .محمود جمام
مقررا جامعة أم البواقي أستاذ محاضر أ د .أحسين عثماني
عضوا جامعة بسكرة أستاذ التعليم العالي أ.د .الطيب داودي
عضوا جامعة باتنة 1 أستاذ التعليم العالي أ.د عمار زيتوني
عضوا جامعة بسكرة أستاذ التعليم العالي أ.د .رابح خوني
عضوا جامعة أم البواقي أستاذ محاضر أ د .زبير عياش
I
شكر وتقدير
كما أتقدم بوافر الشكر واالمتنان للدكتور :عثماني أحسين الذي شرفني بقبول اإلشراف
على هذا البحث ،والذي لم يدخر جهدا أو وقتا في تقديم التوجيهات السديدة واإلرشادات
القيمة إلثراء واتمام هذا العمل.
أتقدم بأسمى المعاني والتقدير لألساتذة األفاضل أعضاء لجنة المناقشة الذين شرفوني
بقبول مناقشة هذه الرسالة.
كما أتقدم بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من قريب أو بعيد.
II
فهرس المحتويات
III
01 متطلبات العولمة المصرفية .2.1.2
00 .1القضايا األساسية التي تواجه القطاع المصرفي في ظل العولمة المالية
00 االتجاه نحو الصيرفة الشاملة .1.1
00 زيادة عمليات االندماج المصرفي .1.2
00 ظهور أدوات ومستحدثات مالية جديدة .1.1
00 ظهور االبتكارات المالية .1.1
00 تغير هيكل الخدمات المصرفية .1.1
04 خوصصة المصارف .1.1
05 اشتداد المنافسة .1.3
05 انتشار ظاهرة غسيل األموال .1.3
05 المطلب الثالث :تزايد المخاطر المصرفية
00 .1تطور المخاطر في البيئة المصرفية الحديثة
01 .2مفهوم المخاطر المصرفية
01 مفهوم المخاطر .2.1
01 تعريف المخاطر المصرفية .2.2
00 .1مصادر المخاطر المصرفية
00 المخاطر الخاصة .1.1
00 المخاطر العامة .1.2
00 .1أنواع المخاطر المصرفية
00 المخاطر المالية .1.1
01 المخاطر غير المالية (مخاطر األعمال) .1.2
41 المبحث الثاني :العولمة المالية وحدوث األزمات المصرفية
41 المطلب األول :األزمات المصرفية –المفهوم واألسباب-
40 .1مفهوم األزمات المصرفية
40 مفهوم األزمة .1.1
44 تعريف األزمات المصرفية .1.2
41 .2خصائص األزمات المصرفية وأسبابها
41 خصائص األزمات المصرفية .2.1
40 أسباب األزمات المصرفية .2.2
50 .1التطور التاريخي لألزمات المصرفية
50 األزمات المصرفية خالل القرن 13 .1.1
54 األزمات المصرفية خالل القرن 11 .1.2
55 األزمات المصرفية خالل القرن 22 .1.1
50 األزمات المصرفية خالل القرن 21 .1.1
01 المطلب الثاني :التكاليف المالية واآلثار الحقيقية لألزمات المصرفية
IV
00 المطلب الثالث :سياسات تجنب األزمات المصرفية
04 المبحث الثالث :إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية
04 المطلب األول :أساسيات إدارة المخاطر المصرفية
65 .1مفهوم إدارة المخاطر المصرفية
67 .2أهمية إدارة المخاطر المصرفية
67 .1مبادئ إدارة المخاطر المصرفية
69 المطلب الثاني :معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (بازل -Iبازل )II
70 .1بازل Iومخاطر اإلئتمان
72 .2اتفاقية بازل ،IIمخاطر السوق والمخاطر التشغيلية
75 المطلب الثالث :اتفاقية بازل III
75 .1اإلصالحات الواردة في اتفاقية بازل III
78 .2مراحل تنفيذ اتفاقية بازل III
79 .1التحديات العالمية التي ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية عند تطبيق بازل III
00 خالصة الفصل
00 الفصل الثاني :الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
00 تمهيد
00 المبحث األول :المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات
04 المطلب األول :نشأة الحوكمة المؤسسية ودوافع ظهورها
04 .1نشأة الحوكمة المؤسسية
01 .2أسباب ودوافع ظهور الحوكمة المؤسسية
01 نظرية الوكالة والمشاكل التي تطرحها .2.1
01 حاالت الغش واإلفالس واالنهيارات المالية الكبرى .2.2
10 األزمات المالية .2.1
10 اقتصاديات العولمة .2.1
14 المطلب الثاني :مفهوم ،خصائص وأهداف الحوكمة المؤسسية
14 .1مفهوم الحوكمة المؤسسية
011 .2خصائص الحوكمة المؤسسية
010 .1أهداف الحوكمة المؤسسية
010 المطلب الثالث :أهمية الحوكمة المؤسسية ،األطراف األساسية وضوابطها
010 .1أهمية الحوكمة المؤسسية
014 .2األطراف األساسية في الحوكمة المؤسسية
011 .1ضوابط تطبيق الحوكمة المؤسسية
010 المطلب الرابع :أنظمة ومبادئ الحوكمة المؤسسية
010 .1أنظمة حوكمة المؤسسات
V
001 .2مبادئ الحوكمة المؤسسية
001 المبحث الثاني :دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية
000 المطلب األول :مفهوم الحوكمة المؤسسية من المنظور المصرفي
001 المطلب الثاني :أهمية ومبررات تطبيق الحوكمة في المصارف
001 .1أهمية الحوكمة المؤسسية في المصارف
001 .2مبررات تطبيق الحوكمة في المصارف
000 المطلب الثالث :لجنة بازل ومبادئ الحوكمة المؤسسية في المصارف
000 .1مهام مجلس االدارة
001 .2مهام االدارة العليا
000 .1ادارة المخاطر والرقابة الداخلية
001 .1نظام المكافآت والتعويضات
000 .1الهيكل التنظيمي للمصرف
000 .1اإلفصاح والشفافية
000 المبحث الثالث :آليات الحوكمة المصرفية
000 المطلب األول :اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية
000 .1مجلس اإلدارة
040 .2تعويضات اإلدارة التنفيذية
050 .1هيكل الملكية
050 المطلب الثاني :اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية
050 .1السوق لرقابة الشركات (االستحواذ العدائي)
050 .2منافسة سوق المنتجات (الخدمات) وسوق العمل اإلداري
050 .1التدقيق الخارجي
001 .1اآلليات القانونية والتنظمية
001 المطلب الثالث :التفاعل بين اآلليات الخارجية واآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية
VI
000 المبحث األول :اإلطار النظري لالستقرار المالي
004 المطلب األول :مفهوم االستقرار المالي
004 .1المبادئ الرئيسية لتحديد مفهوم االستقرار المالي
005 مدرسة عدم االستقرار المالي .1.1
000 مدرسة االستقرار المالي .1.2
000 .2تعريف االستقرار المالي
001 .1أهمية تحليل االستقرار المالي
011 المطلب الثاني :المحددات ،األهمية ،وأسباب عدم االستقرار المالي
011 .1محددات االستقرار المالي
010 .2أهمية االستقرار المالي
010 .1أسباب عدم االستقرار المالي
010 سعر الفائدة أداة لعدم االستقرار المالي .1.1
011 مشكالت التكوين .1.2
011 .1.2.1الذعر المالي
011 .1.2.2انهيار سوق األوراق المالية
001 .1.2.1عدم استقرار مستوى األسعار
000 تأثير سوق األصول على الميزانية العمومية .1.1
000 تزايد عدم اليقين .1.1
000 مشاكل في القطاع المصرفي .1.1
VII
015 المطلب الثالث :قياس االستقرار المالي للمصارف
015 .1مؤشر التنبؤ باالفالس Z-SCORE
010 .2تحديد القيمة المعرضة للمخاطر Value at Risk –VAR-
010 .1اختبار االجهاد المالي
011 .1نظام التقييم CRAFTE
010 المبحث الثالث :المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية
010 المطلب األول :تصحيح عيوب النظام المالي لتفادي تكرار األزمات المالية
010 .1عيوب النظام المالي
010 .2العوامل المطلوبة لتصحيح عيوب النظام المالي
010 توسيع الحدود التنظيمية .2.1
010 الحد من مسايرة االتجاهات الدورية في العمل التنظيمي والمحاسبي .2.2
015 معالجة قضايا االنضباط السوقي وفجوة المعلومات .2.1
010 تحسين التنسيق عبر الحدود .2.1
011 توفير السيولة لألسواق .2.1
011 .1مستقبل التنظيم المالي
010 المطلب الثاني :دور المصارف المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي
011 .1المصارف المركزية وعالقتها باالستقرار المالي
001 .2أدوات تعزيز االستقرار المالي
001 .2.1متطلبات ممارسة رقابية فعالة
004 .2.2صيرفة الظل
001 .2.1االشراف على أنظمة الدفع والتسوية
001 .2.1المالذ األخير إلقراض المؤسسات الفاشلة
001 .2.1مراقبة المخاطر النظامية وأدوات التخفيف منها
001 المطلب الثالث :األطراف األساسية المسؤولة عن تحقيق االستقرار المصرفي ضمن إطار الحوكمة
المؤسسية
001 أهمية بناء نظام إلدارة المخاطر .1
004 دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر .2
004 المراجعة الداخلية على أساس المخاطر .1
000 دور لجان المراجعة في إدارة المخاطر .1
001 دور المراجعة الخارجية في إدارة المخاطر .1
000 خالصة الفصل
001 الفصل الرابع :تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس استقراره في ظل الحوكمة المصرفية
001 تمهيد
000 المبحث األول :تطورات القطاع المصرفي الجزائري
VIII
000 المطلب األول :اإلصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية
000 إصالحات القطاع المصرفي الجزائري قبل قانون النقد والقرض 12-12 .1
000 اإلصالح المالي والمصرفي ()1131-1131 .1.1
000 اإلصالحات المصرفية ()1112-1131 .1.2
000 .1.2.1اإلصالحات المصرفية 1131
004 .1.2.2قانون استقاللية البنوك 1133
004 .1.2.1قانون النقد والقرض 12-12
001 اإلصالحات المصرفية بعد قانون النقد والقرض 12-12 .2
001 .2.1األمر 21-21المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض
001 .2.2األمر 11-21
001 .2.1األمر 21-12
000 المطلب الثاني :أزمات القطاع المصرفي الجزائري
001 .1أزمة البنوك العمومية 1131
041 .2أزمة البنوك الخاصة في الجزائر ()2223-2221
040 .2.1إفالس بنك الخليفة
040 .2.2البنك التجاري والصناعي ()B.C.I.A
040 .2.1أزمات البنوك الخاصة خالل الفترة 2223-2221
044 .2.1أسباب انهيار البنوك الخاصة في الجزائر خالل الفترة 2223-2221
040 .1آثار األزمة المالية العالمية 2223على القطاع المصرفي الجزائري
040 المطلب الثالث :مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية 2223
041 واقع السوق المصرفية الجزائرية .1
041 بنية النظام المصرفي الحالي .1.1
041 .1.1.1هيكل القطاع المصرفي الجزائري
051 .1.1.2نطاق التوزيع المصرفي
050 .1.1.1نسبة التغطية المصرفية
050 مؤشرات الوساطة المالية .1.2
050 .1.2.1إجمالي األصول/إجمالي الناتج المحلي
050 .1.2.2العمق المالي واألداء الخاص بالبنوك
050 .1.2.1التركز
055 هيكل الودائع والقروض في السوق المصرفية الجزائرية .1.1
055 هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية .1.1.1
051 هيكل القروض في السوق المصرفية الجزائرية .1.1.2
001 مؤشرات أداء القطاع المصرفي الجزائري .2
000 .2.1جودة األصول
004 .2.2مؤشرات الربحية
IX
000 .2.1مؤشرات السيولة
011 المبحث الثاني :الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري
011 المطلب األول :الرقابة على القطاع المصرفي الجزائري
011 .1دور بنك الجزائر في تحقيق استقرار القطاع المصرفي
010 .2دور المصالح المشتركة لبنك الجزائر في مراقبة البنوك التجارية
010 .2.1مركزية المخاطر
010 .2.2مركزية عوارض الدفع ومصلحة مركزية مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد
014 .2.1مركزية الميزانيات
014 .1الرقابة المستقلة
014 هيئة التمثيل (جمعية البنوك والمؤسسات المالية) .1.1
014 هيئة الرقابة (اللجنة المصرفية) .1.2
010 هيئة التنظيم ومنح االعتماد (مجلس النقد والقرض) .1.1
011 المطلب الثاني :الرقابة الداخلية وادارة المخاطر في القطاع المصرفي الجزائري
010 .1مضمون الرقابة الداخلية
001
.2األطراف المسؤولة عن الرقابة الداخلية
000 المطلب الثالث :االلتزامات المرتبطة بمعايير التسيير المصرفي للحفاظ على استقرار القطاع
المصرفي
000 .1قواعد الحيطة والحذر
000 .1.1االلتزام بالحد األدنى لرأس المال
000 .1.2نسب المالءة
000 .1.1الرقابة االحت ارزية لمالءة األموال الخاصة واإلبالغ المالي
004 .1.1توزيع المخاطر
004 .2مراقبة وضعيات الصرف
005 .1نظام التأمين على الودائع
011 .1شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي القانوني
010 المبحث الثالث :تحليل االستقرار المالي لمجموعة من البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة
0104-0111باستخدام مؤشرات Z-SCORE
010 المطلب األول :تقديم البنوك عينة الدراسة
010 .1تقديم البنك الوطني الجزائري BNA
010 .2تقديم بنك البركة الجزائري
014 .1تقديم بنك خليج الجزائر
014 .1تقديم بنك ترست الجزائر
015 .1تقديم بنك سوسيتي جنرال
X
010 المطلب الثاني :تقييم أداء البنوك عينة الدراسة
010 اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية .1
010 مجلس اإلدارة .1.1
011 معدل كفاية رأس المال .1.2
011 تركز الملكية .1.1
011 .2تقييم مختصر ألهم المؤشرات المالية للبنوك عينة الدراسة
011 .2.1تطور العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة 2211-2223
010 .2.2تطور العائد على األصول للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة 2211-2223
010 .2.1تطور معدل هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2211-2223
015 .2.1تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة -2223
2211
010 .2.1تطور الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2211-2223
010 .1نتائج الدراسة
010 المطلب الثالث :حساب Z-SCOREللبنوك عينة الدراسة
001 .1حساب مؤشر االستقرار المالي z-scoreللبنك الوطني الجزائري BNAخالل الفترة
2212-2223
000 .2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلترست بنك الجزائر خالل الفترة 2211-2223
000 .1حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك البركة الجزائر خالل الفترة 2211-2223
000 .1حساب مؤشر االستقرار المالي z-scoreلبنك الخليج العربي خالل الفترة 2211-2223
004 .1حساب مؤشر االستقرار المالي z-scoreلبنك سوسيتي جنرال خالل الفترة 2211-2223
005 .1المقارنة بين نتائج البنوك محل الدراسة
000 خالصة الفصل
000 الخاتمة
005 المراجع
041 الملخص باللغة العربية
040 الملخص باللغة اإلنجليزية
040 الملخص باللغة الفرنسية
قائمة الجداول
XI
الصفحة عنوان الجدول رقم الجدول
50 تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن 13 ()0-0
54 تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن 11 ()0-0
55 تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن 22 ()0-0
50 األزمات المصرفية النظامية 2211-2223 ()4-0
00 تكاليف األزمات المصرفية خالل الفترة 2221-1132 ()5-0
11 متطلبات رأس المال ورأس مال التحوط وفق مقررات بازل III ()0-0
01 قوانين وأنظمة حوكمة الشركات عل مستوى بعض دول العالم ()0-0
014 معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي 2211-1111 ()0-0
000 مصفوفة إشارات اإلنذار المبكر ()0-0
000 مصفوفة منهجية استخراج اإلشارات ()0-0
010 مؤشرات الحيطة الكلية MPS ()0-0
210 أدوات الحفاظ على استقرار األسعار واالستقرار المالي ()4-0
220 المخاطر النظامية ومراقبتها وأدوات التخفيف منها ()5-0
250 هيكل القطاع المصرفي الجزائري ()0-4
251 عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة خالل الفترة 2211-2223 ()0-4
252 نسبة إجمالي أصول البنوك إلى إجمالي الناتج المحلي خالل الفترة 2211-2221 ()0-4
253 مؤشرات اقتحام السوق (نسبة الودائع والقروض إلى اجمالي الناتج المحلي خارج ()4-4
المحروقات )2211-2223
254 نسبة أصول البنوك العمومية والخاصة من اجمالي أصول القطاع المصرفي ()5-4
الجزائري خالل الفترة 2211-2223
055 هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية خالل الفترة 2211-2223 ()0-4
050 هيكل القروض المقدمة للقطاع العام والقطاع الخاص خالل الفترة 2211-2223 ()1-4
001 حجم القروض الممنوحة حسب األجل خالل الفترة 2211-2223 ()0-4
000 مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة 2212-2221 ()1-4
001 حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة 2211-2223 ()01-4
000 التطور التاريخي إلنشاء نظم التأمين على الودائع في العالم ()00-4
015è مساهمة األعضاء المؤسسين لترست بنك الجزائر ()00-4
010 عدد أعضاء مجالس إدارة البنوك عينة الدراسة ()00-4
010 معدل كفاية رأس المال في القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة 2212-2221 ()04-4
011 تطور العائد على حقوق الملكية لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ()05-4
2211-2223
010 العاملة في الجزائر خالل الفترة -2223
تطور العائد على األصول لعينة البنوك XII ()00-4
2211
014 تطور هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2211-2223 ()01-4
015 تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة -2223 ()00-4
2211
الصفحة
011 الشكل
خالل الفترة 2211-2223 انزائر
عنوالج
الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في شكل رقم -ال
)01 (4
001 حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreللبنك الوطني الجزائري BNAللفترة ()01-4
2012-2223
000 حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلترست بنك الجزائر خالل الفترة ()00-4
2211-2223
000 حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك البركة الجزائر خالل الفترة ()00-4
2211-2223
000 حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك الخليج العربي الجزائر للفترة ()00-4
2211-2223
004 حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك سوسيتي جنرال الجزائر للفترة ()04-4
2211-2223
005 مقارنة مؤشر Z-Scoreلعينة الدراسة ()05-4
قائمة األشكال
XIII
15 حدود البيئة المصرفية ()0-0
15 عناصر البيئة المصرفية ()0-0
00 األسواق الكفؤة في مقابل اقتصاديات الفقاعة المالية ()0-0
00 القوى واالتجاهات الحديثة في البيئة المصرفية ()4-0
00 توزيع خسائر المصارف ()5-0
41 دورة حياة األزمة ()0-0
01 األزمات المزدوجة واألزمات الثالثية ()1-0
00 الخسائر الناتجة عن بعض األزمات المالية ()0-0
00 عملية إدارة المخاطر ()1-0
11 عوامل الحوكمة الجيدة ()0-0
011 خصائص الحوكمة المؤسسية ()0-0
010 أهمية الحوكمة المؤسسية ()0-0
014 الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية بالتناسب مع مستوياتها المختلفة ()4-0
015 األطراف الرئيسية في الحوكمة المؤسسية ()5-0
011 الضوابط الداخلية والخارجية للحوكمة المؤسسية ()0-0
000 مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDالمعدلة سنة 2221 ()1-0
000 مبادئ الحوكمة المصرفية الصادرة عن لجنة بازل سنة 2212 ()0-0
045 أنواع تعويضات المديرين التنفيذيين ()1-0
040 نظام الحوافز الناجح ()01-0
011 دعائم استقرار النظام المالي ()0-0
014 معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي 2211-1111 ()0-0
011 عوامل عدم االستقرار المالي ()0-0
194 عناصر تحليل مؤشرات الحيطة الكلية MPS ()4-0
054 التغيرات في حصة أصول القطاع المصرفي الجزائري ()0-4
051 حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم الودائع خالل الفترة 2211-2223 ()0-4
051 حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم القروض الممنوحة خالل الفترة ()0-4
()2212-2223
000 نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة والخاصة) خالل ()4-4
الفترة 2212-2221
004 معدل العائد على حقوق الملكية في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة ()5-4
والخاصة) خالل الفترة 2212-2221
005 معدل العائد على األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة) ()0-4
خالل الفترة 2212-2221
000 معدل هامش الفائدة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة) خالل ()1-4
XIV
الفترة 2212-2221
001 معدل األصول السائلة/إجمالي األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك ()0-4
العمومية والخاصة) خالل الفترة 2212-2221
000 اإلنجليزيةالمصرفي
باللغةي القطاع
الداللةاألجل األصولالعربية
القصيرة األجل/المطلوبات القصيرة معدلة باللغة
الدالل االختصار /الرمز
()1-4
الجزائري(البنوك العمومية والخاصة) خالل الفترة 2212-2221
001 حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة 2211-2223 ()01-4
010 معدل كفاية رأس المال في البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل الفترة -2221 ()00-4
2212
010 متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة للفترة 2212-2223 ()00-4
010 متوسط العائد على األصول ROAلعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة -2223 ()00-4
2211
014 متوسط هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة 2211-2223 ()04-4
010 متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة 2211-2223 ()05-4
011 متوسط الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة 2211-2223 ()00-4
XV
Basel Committee on Banking Supervision لجنة بازل للرقابة المصرفية BCBS
Bank for International Settlements بنك التسويات الدولية BIS
(Capital adequacy)- (Assets quality) – - جودة األصول– اإلدارة-كفاية رأس المال CAMELS
(MANAGEMENT) -(Earnings) - (Liquidity) -
- التمويل والسيولة-الربحية واإليرادات
(Sensitivity to market risk).
الحساسية لمخاطر السوق
XVI
املقدمة
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
تمهيد:
تحتل المصارف التجارية أهمية كبرى نظ ار لدورها الحيوي في النظم االقتصادية والمالية
من خالل تأثيرها اإليجابي على التنمية االقتصادية وتعبئة المدخرات الكافية والتوزيع الكفؤ لهذه
المدخرات على مجاالت االستثمار المختلفة ،كما تعتبر الممول األول للتنمية خاصة في
اقتصاديات الدول التي ال تمتلك أسواق مالية متطورة مثل الدول النامية إذ أنها المصدر الوحيد
لتمويل غالبية المشروعات في هذه الدول إذ تقوم بتعبئة المدخرات واعادة ضخها في االقتصاد.
وبالرغم من ذلك فقد أصبح القطاع المصرفي أكثر القطاعات تعرضا للمخاطر وال سيما في
عالمنا المعاصر ،الذي شهد العديد من التطورات في إطار العولمة والتحرير المالي والمصرفي
الذي انتهجته العديد من الدول ،والذي انعكس على تنامي ظاهرة االندماجات المصرفية
واستحداث خدمات ومنتجات مالية ،إضافة إلى ذلك كان للثورة التكنولوجية وتطور تقنيات
االتصال وتوظيفها في مجال الصناعة المصرفية األثر البارز على النشاط المصرفي وتحول
المصارف للصيرفة اإللكترونية.
وباعتبار القطاع المصرفي أحد أهم أجزاء القطاع المالي ،فإن سالمته واستق ارره تعتبر أحد
الركائز األساسية لسالمة القطاع المالي ككل والقطاع االقتصادي بصفة عامة ،حيث ومن خالل
وظائفه يسعى لتحقيق أعلى عائد ،وهو بذلك يواجه مجموعة من المخاطر التي يجب عليه أن
يقوم بقياسها وتحديدها وتقليلها قدر اإلمكان من أجل تحقيق معدل العائد المقبول والعمل على
الموازنة بين العائد والمخاطرة.
وتتوقف قدرة النظام المصرفي في مواجهة األزمات على مدى قدرة اإلجراءات والتدابير
االحت ارزية الموضوعة من قبل السلطات النقدية للوقاية من األزمات وعلى مدى قدرتها على
التدخل للحد والتقليل من الخسائر وتدهور األصول ،حيث وفي ظل تزايد المخاطر وتشعبها كان
ينقصها اإلشراف المصرفي الفعال ،مما دفع بالسلطات الرقابية لمختلف دول العالم لوضع قواعد
آمنة وآليات مشتركة لتقليل المخاطر التي تتعرض لها المصارف ،حيث تم إنشاء لجنة بازل
للرقابة المصرفية في بداية السبعينيات والتي تسعى من خالل تقاريرها إلى تقوية صالبة
االستقرار المالي وتحقيق التوافق في األنظمة والممارسات الرقابية الوطنية ،وذلك بوضع نظم شبه
ملزمة لكافة المصارف وبأسلوب موحد لقياس وادارة المخاطر والتعرف عليها.
من هنا تبرز أهمية إدارة المخاطر لتحقيق االستقرار المالي ،في ظل تزايد األزمات المالية في
العديد من الدول خالل العقود القليلة الماضية خاصة في أعقاب االنهيارات المالية واالقتصادية
أ
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
التي شهدتها دول شرق آسيا وأمريكا الالتينية وروسيا في التسعينيات من القرن العشرين ،وكذلك
ما شهده االقتصاد األمريكي من تداعيات االنهيارات المالية لعدد من أقطاب الشركات األمريكية
خالل سنة ،2222وما يشهده العالم حاليا من تداعيات األزمة المالية العالمية وما رافقها من
انهيار بعض المصارف ذات السمعة واالنتشار الدولي ،والتي كان من أبرز أسبابها الضعف
الواضح في إدارة وضبط المخاطر ،غياب دور الحوكمة المؤسسية وضعف الرقابة على سلوك
اإلدارة وعدم التطبيق الفاعل آلليات الحوكمة وغياب الدور االجتماعي للقطاع الخاص كشريك
استراتيجي للقطاع العام في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية المستدامة مما أسهم في
انهيار كبريات الشركات والمؤسسات المالية في العالم وضياع حقوق المساهمين والعاملين فيها
وأدى بالتالي إلى دخول االقتصاد العالمي مرحلة الركود ،مما يؤكد أهمية القواعد واإلجراءات
الضامنة بأن تدار المؤسسات ومن بينها المصارف بشكل صحيح وفعال لتحسين كفاءة قطاع
األعمال وتحقيق النمو االقتصادي على مستوى االقتصاد الكلي بما يضمن تعزيز البيئة
االستثمارية لعمل اقتصاد السوق وتجنيبه أية تشوهات في هيكله أو أدائه.
وضمن هذا اإلطار حرصت عدة منظمات دولية وسلطات نقدية على وضع نظم بهدف
ضمان استقرار وسالمة النظام المصرفي وضمان كفاءته ،مثل منظمة التعاون االقتصادي
والتنمية OCDEولجنة بازل للرقابة المصرفية ،حيث أصدرتا أوراقا دولية تتضمن معايير وأدلة
للحكم السليم في المؤسسات المصرفية والمالية ،ولقد أصبحت هذه األوراق بمثابة قواعد دولية
متفق عليها ،بحيث أن معظم الدول باتت تركز عليها وتعمل بمقتضاها حفاظا على سالمة
أنظمتها المصرفية ،من خالل حماية حقوق المودعين بتحديد الجهات التي يمكن أن تتولى هذه
المهمة وواجبات كل جهة وأساليب التنسيق فيما بينها ،وحتى تحقق البنوك أهدافها واستراتيجيتها
يتطلب هذا الزيادة في الوعي بالمخاطر المرتبطة بتحقيق هذه األهداف وبتبني اآلليات الرقابية
الفعالة في تحديد الوضع الذي تتجاوز فيه حدود المخاطر وتحسين فاعلية إدارة المخاطر.
وفي هذا السياق ،وبعد عقود من سياسة التخطيط االقتصادي في الجزائر والعديد من العوامل
األخرى التي أدت إلى إضعاف التطور المؤسسي ،بذلت الحكومة جهودا لتحسين بيئة األعمال
وانفتاح االقتصاد الجزائري وكذا التحول إلى االقتصاد القائم على قواعد السوق ،حيث تم إطالق
أول دليل لحوكمة الشركات عام ،2221وقامت بوضعه مجموعة عمل حوكمة الشركات متعددة
األطراف ،كما تم إنشاء مركز "حوكمة الشركات" في أكتوبر 2212بالجزائر العاصمة ،ليكون
بمثابة منبر لمساعدة الشركات الجزائرية على االلتزام بمواد الدليل ،واعتماد أفضل ممارسات
حوكمة الشركات الدولية ،وكذا تحسين قيم الحوكمة بما فيها الشفافية والمساءلة والمسؤولية.
ب
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
على الرغم من هذا فإن موضوع حوكمة الجهاز المصرفي الجزائري لم يلق االهتمام الكافي
ويشهد ضعف وبطئ كبيرين في البدأ بااللتزام بها ولم يصدر لحد اآلن أي دليل خاص بااللتزام
بالحوكمة المصرفية ،غير أنه ال يمكن إنكار الجهود المبذولة لبناء إطار تشريعي ومؤسسي
للحوكمة ،حيث وابتداءا من سنة 1132انطلقت اإلصالحات الهيكلية للقطاع االقتصادي والذي
مس مباشرة القطاع المصرفي الجزائري ،وصوال إلى إصالح 1112المتعلق بالنقد والقرض والذي
وضع اإلطار القانوني للسياسة النقدية ،وأعاد للبنك المركزي وظائفه ومهامه من خالل القانون
،12-12وتلته العديد من اإلصالحات الخاصة بالرقابة الداخلية وتسيير المخاطر المصرفية
والتي توافق في أغلبها ماجاءت به اتفاقية بازل للرقابة المصرفية.
اإلشكالية:
في ظل التحديات التي حملتها تغيرات البيئة المصرفية الدولية ،والمزايا التي يحققها االلتزام
بالحوكمة المصرفية ،فإن تبني السلطات النقدية الجزائرية آللياتها بصفة حقيقية يكتسب أهمية
كبيرة ،خاصة في حالة عدم االستقرار التي تعرفها الساحة المالية الدولية مؤخ ار ،والتحديات
الراهنة التي تفرضها األزمة المالية ،وهو ما يدفع إلى أن تكون إشكالية الدراسة حول مدى إدراك
البنوك التجارية العاملة في الجزائر ألهمية إدارة المخاطر في إطار آليات الحوكمة المصرفية
لتعزيز سالمتها واستقرارها.
-فيما تتمثل تغيرات البيئة المصرفية المعاصرة؟ وهل تؤثر على تزايد المخاطر المصرفية
وحدوث األزمات؟
-فيما تتمثل وظيفة إدارة المخاطر المصرفية؟ وهل تعتبر أحد أهداف الحوكمة المؤسسية؟
-فيما تتمثل وظائف البنك المركزي في إطار الحوكمة في تعزيز االستقرار المالي؟
-هل تعتمد البنوك التجارية العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر
المصرفية؟
-كيف يمكن آلليات الحوكمة أن تساهم في تعزيز االستقرار المالي في القطاع المصرفي
الجزائري؟ وما الذي يعيق االلتزام بها؟
ج
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
فرضيات البحث:
بهدف معالجة موضوع البحث واإلجابة على إشكاليته ،سيتم اختبار صحة الفرضيات التالية:
-الحوكمة وسيلة رئيسية إلدارة المخاطر وتوجد عالقة ارتباط وثيقة بها.
-البنوك المركزية ومن خالل دورها في إطار الحوكمة ،تهتم بإرساء مفهوم االستقرار
المالي من خالل التعامل مع األزمات المالية وقت حدوثها.
-تعتمد البنوك العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر بااللتزام بقواعد
لجنة بازل للرقابة المصرفية ،حيث تقوم هيئات الرقابة المصرفية بالدور المطلوب منها
في مراقبة المخاطر وتحديدها.
-يساعد االلتزام بمبادئ لجنة بازل للرقابة المصرفية على تدعيم ممارسات الحوكمة
المؤسسية في البنوك والرفع من كفاءتها في إدارة المخاطر في البنوك التجارية العاملة
في الجزائر.
-المبررات الذاتية
← الميول للبحث في المجال البنكي ،وكذلك بحكم التخصص؛
← الرغبة في االستم اررية للبحث في هذه الدراسة باعتبارها امتداد للدراسة السابقة في
الماستر ،والتي تناولت اإلصالحات المصرفية وتأثيرها على أداء البنوك الجزائرية.
-المبررات الموضوعية
← أهمية السالمة المالية للبنوك نظ ار لدورها في تمويل التنمية؛
← تقييم سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري في ظل تغيرات البيئة المصرفية
الحديثة؛
← أهمية موضوع الحوكمة المصرفية ودوره في تعزيز االستقرار المالي.
أهمية الدراسة:
يكتسي موضوع الحوكمة في البنوك أهمية كبيرة خاصة في أعقاب االنهيارات التي عانى
ويعاني منها القطاع المالي والمصرفي العالمي.
وتأتي أهمية هذه الدراسة من خالل تحليل ودراسة والقاء الضوء على النقاط التالية:
د
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
-دور مبادئ الحوكمة في تجنب المخاطر مما يشكل دافعا قويا للبنوك بتبني تلك الركائز.
أهداف الدراسة:
-تهدف هذه الدراسة إلى إثراء المعرفة العلمية في مجال تطوير إطار عملي مقترح يعتمد
على أفضل الممارسات المصرفية في إدارة المخاطر المصرفية؛
-توضيح مفهوم االستقرار المالي وأهميته وذلك من خالل اآلثار التي أفرزتها األزمات
المالية وما لها من تأثير على النظام المالي واالقتصادي العالمي ككل؛
-المساهمة في النقاشات التي تدور في الوقت الحاضر حول ضرورة تفعيل دور الحوكمة
في البنوك الجزائرية كآلية وأحد الوسائل الحديثة الهامة التي تهدف إلى الحفاظ وضمان
االستقرار في النظام المالي ككل والنظام المصرفي بشكل خاص؛
-معرفة مدى إدراك البنوك العاملة في الجزائر ألهمية آليات الحوكمة وفق المعايير الدولية
المعتمدة في إدارة المخاطر والخروج بتوصيات مقترحة تساعد البنوك على تطبيقها.
حدود الدراسة:
-الحدود المكانية :تمثلت عينة الدراسة في مجموعة من البنوك التجارية العاملة في
الجزائر تختلف من حيث هيكل الملكية (عمومية ،خاصة ومختلطة) ونوعية خدماتها
(إسالمية وتقليدية) هذا من جهة ومن جهة أخرى تم اختيارها لتوفر البيانات المتعلقة
بفترة الدراسة (حيث يستلزم الستخدام مؤشرات z-scoreبيانات 1سنوات على األقل)،
وتتمثل مجموعة البنوك في :البنك الوطني الجزائري ،BNAبنك البركة الجزائري ،بنك
سوسيتي جنرال ،ترست بنك الجزائر وبنك خليج الجزائر .AGB
-الحدود الزمنية:
حدود الدراسة بالنسبة لقياس االستقرار المالي لمجموعة من البنوك التجارية العاملة في
الجزائر تتمثل في 3سنوات (.)2211-2223
ه
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
الدراسات السابقة:
.0دراسة محمد إليفي ( :)0104أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية
مع دراسة حالة الجزائر
هدفت الدراسة إلى تناول أهم األساليب التي كان لها الدور الكبير في إدارة التعثر المصرفي
في مختلف دول العللم ،لمعرفة مدى مساهمة األساليب المطبقة فعليا على مستوى النظام
المصرفي الجزائري التي أفرزتها اإلصالحات المصرفية وكذا قدرة األساليب غير المعتمدة الممكن
تطبيقها في البيئة المصرفية الجزائرية إلدارة مشكل التعثر المصرفي.
تطرقا الباحثان إلى إمكانية أن تساهم الحوكمة المصرفية في تحقيق االستقرار المالي،
وخلصت النتيجة إلى أن إدارة المخاطر بشكل أفضل ،وتنظيم األجور للمديرين التنفيذيين،
وتعزيز انضباط السوق يمكن أن يساعد في جعل البنوك أكثر أمانا.
.0دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي
(.)0100
يعنى هذا الدليل بمواكبة تحليل مؤسسات التمويل األصغر لتقييمها لمدى تالزمها مع أفضل
الممارسات فيما يتعلق بالحوكمة وادارة المخاطر .يتوجه هذا الدليل إلى مجالس اإلدارة ،المدراء
التنفيذيين والمدراء المتقدمين العاملين لدى مؤسسات التمويل األصغر .كما وأنه ،من المتوقع أن
يستفيد من هذا الدليل كل من مقدمي خدمات التمويل األصغر ،في أي مرحلة وضمن أي صيغة
قانونية كانوا ،علما بأن هذا الدليل يركز على الهيكليات المؤسساتية القائمة بشكل عام في البلدان
العربية وشمال أفريقيا.
تتمحور إشكالية الباحثة حول إمكانية إيجاد مؤشرات من أجل التنبؤ بحدوث أزمة مالية قصد
الحد من آثارها خاصة في ظل العولمة وكيفية االستفادة من األزمة المالية اآلسيوية لتوقي
األزمات المالية.
و
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
هدفت الدراسة إلى إبراز أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي و إبراز
دور الحوكمة في القطاع المصرفي باعتباره القطاع األساسي للتنمية ،توصلت هذه الدراسة إلى
عدة نتائج أهمها أن تطبيق الحوكمة في البنوك الجزائرية مازال في مرحلة األولية وتطبيق مبادئ
الممارسات السلمية للحوكمة في البنوك يجب أن يمر عبر مسارين :األول تقوده البنوك المركزية
باعتبارها مسؤولة عن تنظيم ورقابة المنظومة المصرفية ،والثاني هو البنوك األخرى على مختلف
أنواعها باعتبارها تلعب دو ار مزدوجا في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة من خالل كونها شركات
مساهمة من الضروري أن تكون رائدة في تطبيق الحوكمة من جهة وأن تشكل البنوك إحدى
أدوات التغيير األساسية باتجاه إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة من قبل المؤسسات باعتبارها
المزود الرئيسي لها باألموال ،وأوصى الباحث بضرورة تدعيم تجربة الحوكمة في الجزائر خاصة
في ظل انفتاح السوق المصرفية وزيادة حدة المنافسة أين أصبح للحوكمة دور فعال في ضبط
أنشطة البنوك وتجنب وقوع األزمات المصرفية.
-االهتمام بمفهوم االستقرار المالي ،حيث ال توجد دراسات كثيرة تربط االستقرار المالي
بالحوكمة ووظيفة إدارة المخاطر؛
-تحليل استقرار القطاع المصرفي الجزائري.
لدراسة هذا الموضوع واإلحاطة بمختلف جوانبه ،وتحليل أبعاده واإلجابة على إشكاليته تم
اللجوء إلى استخدام مناهج مختلفة ،حيث تم االعتماد على:
المنهج الوصفي التحليلي :باستخدام أداة التوصيف والتحليل من أجل تحديد أهم -
التعاريف التي يقتضيها البحث ،ومن جهة أخرى لتحديد خصائص المؤشرات التي سيتم
دراستها ،والتي تم إعدادها باالعتماد على مصادر ومراجع تنوعت بين الكتب ،الدوريات،
التظاهرات العلمية والدراسات السابقة حول الموضوع ،كما تم االعتماد على شبكة
االنترنت.
ز
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
-منهج دراسة حالة :أما بالنسبة للجزء التطبيقي فقد تم االعتماد فيه على منهج دراسة
حالة على عينة متكونة من مجموعة البنوك التجارية العاملة في الجزائر ،باستخدام
مؤشرات z-scoreلتحليل مدى استقرار القطاع المصرفي الجزائري.
تقسيمات البحث:
من أجل اإلجابة عل اإلشكالية ومناقشة صحة الفرضيات ،تم تناول الموضوع في أربعة
فصول ،ثالث فصول نظرية وفصل تطبيقي ،والتي كان تقسيمها كالتالي:
ح
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة
تم تخصيص هذا الفصل للدراسة التطبيقية وتم تقسيمه لثالثة مباحث:
الصعوبات:
وكأي بحث من البحوث تواجهه مجموعة من الصعوبات ،ولعل أهمها صعوبة تحديد البيانات
الصحيحة من مجموعة البيانات المتوفرة الخاصة بالقوائم المالية لمجموعة البنوك محل دراسة
نظ ار لتعددها واختالفها.
ط
الفصل األول
البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة
المخاطر
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
تمهيد:
ترتكز سالمة االقتصاد الوطني ألي بلد وفعالية سياسته النقدية على مدى سالمة قطاع المالي
وباألخص القطاع المصرفي ،حيث أن وجود قطاع مصرفي متطور وفعال وعلى درجة عالية من
المرونة وله القدرة على التجديد واالبتكار يعد شرطا أساسيا لتحقيق النمو واالستقرار االقتصادي.
ولقد شهدت الصناعة المصرفية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي العديد من التغيرات
العالمية واإلقليمية ،والتي كان لها انعكاسات مهمة ،من أهمها األزمات المصرفية نتيجة االتجاه نحو
التحرير المالي ،وعولمة األسواق المالية الدولية ،وتزايد حركة رؤوس األموال المضاربة ،وتزايد دور
االستثمار األجنبي المباشر ،كل هذه العوامل أدت إلى تطور أعمال المصارف وتعدد وتشعب وتعقد
األنشطة التي تقوم بها هذا من جهة ،ومن جهة أخرى تزايد المخاطر المتعلقة بالنشاط المصرفي.
وضمن هذا اإلطار تزايد التركيز على إدارة ومراقبة المخاطر ذات التأثير الكبير والخطير على
أوضاع القطاع المصرفي ،حيث بدأ التفكير في البحث عن آليات لمواجهة تلك المخاطر وايجاد فكر
مشترك بين المصارف المركزية في دول العالم المختلفة يقوم على التنسيق بين السلطات الرقابية،
وذلك من خالل توجهات لجنة بازل للرقابة المصرفية ابتداءا باتفاق بازل ،Iثم بازل ،IIإلى بازل .III
وبناءا على ما سبق سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية تتمثل في:
المبحث الثالث :إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية.
يعتبر القطاع المصرفي من أهم القطاعات التي يستند عليه القطاع االقتصادي نظ ار الرتباط فعاليته
بتحقيق االستقرار والنمو االقتصادي من خالل وظيفتين أساسيتين ،وظيفة اقتصادية تتضمن تسهيل
قيام المصرف بتحويل الموارد االقتصادية الحقيقية من المقرضين إلى المقترضين ،أما بالنسبة للوظيفة
المالية فتتمثل في مد الوحدات ذات العجز المالي باألموال التي تحتاج إليها لتمويل نفقاتها ،وتنفيذ
خططها االستثمارية.
2
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
كما يعتبر القطاع المصرفي من أكثر القطاعات استجابة للتغيرات سواء كانت محلية أو دولية،
حيث تأثرت الصناعة المصرفية خالل السنوات الماضية بمجموعة من التغيرات وأهمها انتشار ظاهرة
العولمة االقتصادية والمالية ،وظهور الكيانات المصرفية العمالقة الناتجة عن ظاهرة االندماجات
المصرفية ،تنامي استخدام أدوات مالية جديدة نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل في الصناعة المصرفية،
وهو ما انعكس على تطور العمل المصرفي وتزايد المخاطر المتعلقة به.
باعتبار المصرف نظاما مفتوحا يتصف بالحركية ،يؤثر ويتأثر بالبيئة التي يعمل فيها وتعتمد
فعاليته على مدى التأثير الذي يحدثه التفاعل بين الطرفين حيث يستمد منها موارده البشرية ،المادية،
المعلوماتية وغيرها في صورة مدخالت ويقدم لها مختلف خدماته المصرفية في صورة مخرجات.
فإذا كان البعض يرجع تصاعد االهتمام بمكونات البيئة المصرفية إلى ظهور مفهوم النظم وتزايد
التدخل الحكومي في القطاع المصرفي ،والتشريعات المقننة للنشاط االقتصادي فإن البعض اآلخر
يرجع االهتمام ذاته إلى زيادة الفرص التي يمكن أن يستغلها المصرف من البيئة التي يعمل فيها وكذا
التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها ،مما يتطلب ضرورة االستعداد لها ،واعداد اإلستراتيجية والسياسة
المالئمة للتعامل مع المتغيرات البيئية.
وعليه سيتم التطرق في هذه النقطة إلى مفهوم البيئة المصرفية والعناصر المكونة لها.
.1تعريف البيئة المصرفية :ال يوجد اتفاق بين الكتاب والباحثين حول تحديد مفهوم البيئة وربما يرجع
ذلك إلى تعقد وتداخل مكوناتها ،حيث:
-يمكن تعريف بيئة المؤسسة بأنها "مجموعة القوى والعناصر التي تحيط بالمنظمة (داخل
وخارج المنظمة) ولها تأثير مباشر أو غير مباشر على الطريقة التي تعمل بها ،وتؤثر في
طريقة حصولها على الموارد الالزمة الستمرار عملها مثل المواد الخام ،والعمال المؤهلون
3
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
إلنتاج السلع والخدمات ،والمعلومات التي تحتاجها لتحسين التكنولوجيا المستخدمة أو تقرير
1
إستراتجيتها التنافسية ،وطرق دعم أصحاب المصالح الخارجيين في المنظمة".
-ويرى P.FILHOأن البيئة التي يعمل فيها المصرف تنطوي على ثالث مجموعات رئيسية من
المتغيرات :المجموعة األولى تنطوي على المتغيرات على المستوى الكلي كالعوامل االقتصادية
واالجتماعية والسياسية ،أما المجموعة الثانية فهي متغيرات مرتبطة بشكل مباشر مع المصرف
كالزبائن والمصارف األخرى ،وتنطوي المجموعة الثالثة على متغيرات خاصة ببيئة التعامل
2
داخل المصرف والتي تتكون من العمال والمديرين وغيرهم.
وعليه يمكن تعريف البيئة المصرفية على أنها مجموعة من المتغيرات التي تؤثر على أهداف
المصرف ومستوى كفاءته وفعاليته ،وتشمل هذه المتغيرات عوامل داخلية متعلقة باإلدارة وأخرى
خارجية ال تخضع لسيطرة اإلدارة ،وتشكل هذه المتغيرات نقاط قوة أو ضعف ،فرص أو تهديد بالنسبة
للمصرف:
-نقاط القوة :وتتمثل في االمكانيات الداخلية الذاتية للمصرف والتي تعطيه القدرة على استغالل
الفرص ومواجهة التهديدات.
-نقاط الضعف :وتتمثل في عوامل النقص الداخلية في المصرف التي تعيق من قدرته على
استغالل الفرص ومواجهة التحديات والتهديدات.
-الفرص :هي مجموع الظروف والعوامل التي تكون خارج بيئة المصرف ذات أثر ايجابي تمكنه
من التطوير والنمو.
-التهديدات :مجموع العوامل والظروف تكون كذلك خارج بيئة المصرف يمكن أن تؤثر سلبا
على أدائه أو تسبب خسارة وضرر له.
.1موسى أحمد خير الدين ،محمود أحمد النجار ،أثر البيئة الداخلية على االلتزام التنظيمي في المؤسسة العامة للضمان االجتماعي في
المملكة األردنية الهاشمية ،المؤسسة العامة للضمان االجتماعي ،عمان ،األردن ،0202 ،ص.26
.2عبد الغفار حنفي ،سمية قرياقص ،أساليب اإلدارة وبيئة األعمال ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكنرية ،مصر ،0222 ،ص.050
4
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المصدر :طارق طه ،إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية ،دار الكتاب ،االسكندرية ،0222 ،ص.55
.2عناصر البيئة المصرفية :تشكل البيئة المصرفية المحيط الذي يشتغل فيه المصرف والتي حدثت
فيها تغيرات كبيرة بفعل التغييرات السياسية المنتهجة في فترة الثمانينيات ،وتتكون البيئة المصرفية
من بيئتين داخلية وخارجية كما هو موضح في الشكل رقم (.)0-0
المصدر :من إعداد الطالبة إعتمادا على :عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية ،مجموعة النيل،
القاهرة ،الطبعة الثانية ،0220 ،ص.001
5
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.1عناصر البيئة الداخلية :يتمثل المحيط الداخلي للمنظمة في مجموعة من العوامل والمكونات
والمتغيرات المادية والمعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة بحدود المنظمة الداخلية ،حيث أن البيئة
الداخلية للمنظمة تمثل المستوى البيئي التنظيمي الداخلي المرتبط بشكل محدد ودقيق بالتطبيقات
اإلدارية والتنظيمية للمؤسسة لذلك فإن اختالف البيئة الداخلية للمؤسسات يتجسد باختالف في قدرات
هذه المؤسسات ونواحي قوتها الجوهرية أو ضعفها ،والتي من الممكن أن تصبح محددا أساسيا
1
الستغالل الفرص أو التعامل مع التهديدات في البيئة الخارجية للمؤسسة.
وعليه يمكن تعريف البيئة الداخلية للمصرف على أنها مجموع العناصر والعوامل الداخلية التي تؤثر
في أداء المصرف والتي تحدد عناصر القوة والضعف ،وتتكون هذه البيئة من:
.2.1.1مجلس االدارة :يعتبر مجلس إدارة المصرف همزة الوصل التي تصل بين األشخاص
2
الذين يوفرون المال وبين الذين يستخدمونه من أجل تحقيق قيمة مضافة.
.2.1.2حملة األسهم :هم الذين يقدمون رأس المال المملوك ،وعلى الرغم من أهمية سلطتهم
إال أنها محدودة ،وهم وحدهم الذين يمكنهم تعيين وفصل أعضاء مجلس اإلدارة ،وموافقتهم
الزمة ألنواع معينة من العمليات يحددها القانون العام أو النظام األساسي للمصرف.
.2.1.2اإلدارة التنفيذية :إذ يجب أن يتمتعوا بالكفاءة والنزاهة والخبرة الكافية المطلوبة إلدارة
3
المصرف كما أن عليهم أن يتعاملوا وفقا ألخالقيات المهنة.
.2.1.2المراجعون الداخليون :المراجعة الداخلية هي إحدى الوسائل الفعالة للرقابة الداخلية
التي تعمل على ضمان دقة البيانات المحاسبية واالقتصادية ،والتأكد من كفاية االحتياطيات
المتخذة لحماية أصول المصرف ،وفي التحقق من اتباع السياسات والخطط واإلجراءات
اإلدارية المرسومة ومن ثم قياس صالحية تلك الخطط والسياسات وجميع وسائل المراقبة
األخرى في تحقيق أهدافه.
.2.1.2الهيكل التنظيمي :يعتبر الهيكل التنظيمي للبنك من أهم عناصر البيئة الداخلية والذي
يتناسب مع مجال العمل والتخصص وكذا استيعابه لالحتياجات الوظيفية ولمساهمته في
تحقيق األهداف المرجوة وأهميته كعنصر ايجابي في المناخ التنظيمي ،وكل ما كان الهيكل
التنظيمي للمصرف مرن ومفتوح ومستوعب للظروف ويتناسب مع األهداف فإنه يشجع على
اإلبداع والتكيف مع البيئة الخارجية للمصرف.
.1طاهر محسن منصور الغالي ،وائل محمد صبحي إدريس ،اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل ،دار وائل للنشر والتوزيع األردن،
،0222ص.081
.2خلود العميان :ماهي وظائف مجلس االدارة؟ ،صحيفة الرياض االقتصادي ،العدد ،02025الصادرة يوم 08افريل ،0205النسخة
االكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ،/http://www.alriyadh.com :تاريخ االطالع 02 :ماي .0205
.3هالة حلمي السعيد ،الحوكمة من منظور مصرفي ،مركز المشروعات الدولية الخاصة ،0221 ،CIPEص.4
6
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.1.2الثقافة التنظيمية –القيم :-تتمثل القيم في االطار األخالقي والسلوكي الذي يعتمده
المصرف في تعامله مع مختلف األطراف ،والتي يمكن تمثيلها بالقوانين والقواعد التنظيمية
ومواثيق العمل للمجاالت المهنية إذ تعتبر هذه القيم جزءا أساسيا من إستراتيجية المصرف،
وعليه فكلما تمكن مجلس االدارة من تحديدها بوضوح كلما اقترب المصرف من تحقيق
أهدافه اإلستراتيجية ،كما تلعب القيم داخل المصرف دو ار أساسيا في تعزيز ثقة المساهمين
والزبائن والمستثمرين1،وتعتبر القيم داخل المصرف من أهم عناصر البيئة الداخلية وقد تكون
مصد ار لقوته ونجاحه ألنها تنعكس على الهيكل التنظيمي القائم والنمط اإلداري السائد ،ونظم
2
االتصاالت والمعلومات وطريقة معالجة المشكالت واتخاذ القرارت.
.2.1.2نظام المعلومات واالتصاالت :يتولد عن ممارسة المصرف لنشاطاته عدد كبير من
المعلومات والتي تحتاج لها مختلف المستويات داخل المصرف لتسيير األعمال اليومية،
ولذلك توجب وجود نظام يعمل على معالجة وتخزين تلك المعلومات وبثها لمتخذي الق اررات
في الوقت والمكان المناسب ،ولقد تزامن تزايد أهمية المعلومات مع التطور الهائل في
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت خالل العقود الثالثة األخيرة من القرن العشرين ،حيث
أصبحت تشكل المعلومة عنص ار حيويا في نجاح المؤسسات بصفة عامة والمصارف بصفة
3
خاصة في تحقيق أهدافها:
-ثورة المعرفة :أدت ثورة المعرفة إلى تعميق المعرفة ومضاعفة الخبرة والتجربة والمعلومات
البشرية ،انعكس ذلك على تطور العمل اإلداري وتغييره من اإلعتماد على أسلوب التجربة
والخطأ إلى العشوائية في اتخاذ الق اررات إلى األخذ باألسلوب العلمي حيث ظهرت عدة أنظمة
التخاذ الق اررات " خوارزميات دعم اتخاذ الق اررات" و"النظم الخبيرة".
-ثورة التكنولوجيا :أدت ثورة التكنولوجيا إلى السعي وراء االنجازات التكنولوجية المتالحقة مما
أد ى إلى ظهور وظائف جديدة تتمثل في محللي ومبرمجي النظم ووظائف المتابعة اآللية
والتوسع في إجراء التحاليل واإلحصاءات.
-ثورة االتصاالت :لقد أدت ثورة االتصاالت إلى ظهور عدة مفاهيم حديثة وأنظمة وخدمات
جديدة مثل النظم المتكاملة ،النظم المفتوحة ،شبكة االنترنت والتجارة االلكترونية.
-ثورة المعلومات :حيث أدت ثورة المعلومات إلى سرعة إستغالل ومعالجة البيانات بإستخدام
التكنولوجيات الحديثة وزيادة امكانياتها.
.1مصطفى محمد أبو بكر ،التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة " مدخل تطبيقي" ،الدار الجامعية للنشر ،االسكندرية ،0225 ،ص.426
.2خضير كاظم محمود الفريجات ،السلوك التنظيمي "المفاهيم معاصرة" ،أثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان ،0225 ،ص.065
.3حسين مصطفى هاللي ،نظم المعلومات البنكية ودعم اتخاذ القرار ،ندوة الخدمات البنكية االلكترونية الشاملة "رؤية مستقبيلة" ،المنظمة
العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة 05-05 ،نوفمبر ،0222ص.20
7
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.2عناصر البيئة الخارجية :تستمد المصارف التجارية وجودها وتطورها واستم ارريتها من مجموعة
األبعاد والمتغيرات التي تحيط بها وتؤثر عليها وعلى استراتيجياتها ،ونظ ار للمفهوم الواسع للبيئة
الخارجية وشمولها على العديد من المتغيرات وجد الباحثون منهجية علمية نظامية للتعامل معها
حيث تم تقسيمها إلى عوامل خارجية عامة وعوامل خارجية خاصة استنادا للتأثير المباشر وغير
المباشر لهذه المكونات.
.2.2.1عناصر البيئة الخارجية العامة :تتمثل البيئة الخارجية العامة في مجموع القوى
المحيطة والتي يصعب على المصرف التحكم بعناصرها والتأثير عليها نظ ار لشموليتها على الكل
وتسمى بيئة التعامل غير المباشر ،وتتمثل عناصرها في:
.2.2.1.1العوامل السياسية والقانونية :تتمثل العوامل السياسية والقانونية في التشريعات
الحكومية والقوانين وأسلوب الحكم وفلسفة الدولة التي يعمل ضمنها المصرف .كذلك مدى توفر
االستقرار السياسي وحجم التدخل الحكومي في االقتصاد ودور الحكومة في االستثمار ومدى وجود
الشفافية في معاملة الحكومة للقطاع الخاص ،وهل تعطي فرص متكافئة للقطاع الخاص أم ال،
باإلضافة إلى قوانين الضرائب ،تشريعات التجارة االلكترونية ،قوانين العمل والمعايير الدولية المحاسبية
والرقابية ،ويظهر للمصارف تأثير الحكومة من خالل األنظمة والقوانين الخاصة بشرعية وجودها
وعملياتها اليومية وهو ما ينعكس على استراتيجيات المصرف إذ عليه األخذ باالعتبار هذه المتغيرات
1
عند تحديدها.
.2.2.1.2العوامل االقتصادية :تتمثل العوامل االقتصادية في مجموع المتغيرات المحيطة
بالمصرف التي تعبر عن مدى صحة وحيوية النظام االقتصادي القائم والذي يعمل ضمنه المصرف،
وتتضمن :الدخل القومي ،الدخل الفردي ،معدل النمو االقتصادي واالستقرار ،معدل التضخم ،البطالة،
هيكل االستثمارات المحلية واألجنبية ،التغيرات في سوق األسهم ،معدالت الفائدة وعرض النقود بحيث
2
يأخذ المصرف هذه العوامل في االعتبار عند صياغته الستراتيجياته.
.2.2.1.2البيئة العالمية :إذ وفي ظل العولمة والتطور الهائل على صعيد تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت والتجارة االلكترونية ،أصبحت المؤسسات ومن ضمنها المصارف تعمل ضمن بيئة
مفتوحة غير محمية من المنافسة عبر الحدود.
.2.2.1.2العوامل التقنية :إن التطور والتقدم التقني والتكنولوجي يساهم بشكل فعال في تسريع
األعمال وتحسين أدائها ،ويقصد بالتقنية مدى استخدام المعرفة والتقنيات المتاحة لإلنتاج وتقديم
.1انعام حسن زويلف ،دور التحليل االستراتيجي إلبعاد بيئة التحكم المؤسسي في استمرارية المنظمة وتجنب األزمات المالية ،مجلة كلية
بغداد للعلوم االقتصادية ،العراق ،0225 ،ص.000
.2على كريم الخفاجي ،أثر العوامل والعقبات البيئية في تخطيط ونجاح الحمالت الترويجية " دراسة تطبيقية وتحليلية في عدد من الشركات
االنتاجية العراقية" ،مجلة العلوم االنسانية لجامعة بابل ،العراق ،المجلد ،05العدد ،0200 ،0ص.22
8
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الخدمات ،ومن أمثلة العوامل التقنية :إجمالي النفقات على البحث والتطوير ،المنتجات الجديدة،
تحسين اإلنتاجية ،حماية االختراعات وأنظمة التصميم والتوزيع باستخدام الحاسب اآللي.
وتمثل درجة تعقد التقنية ودرجة تطورها عامل من عوامل البيئة الخارجية العامة للمصرف ،إذ أن
التطور السريع في التكنولوجيا يؤدي إلى ضرورة أن يبقي المصرف على المستوى المطلوب من حيث
الحصول على التكنولوجيا الجديدة ليستطيع اإلبقاء على وضعه التنافسي.
.2.2.1.2العوامل الثقافية واالجتماعية :إن البناء االجتماعي والعالقات السائدة فيه ومنظومة
القيم واألعراف والتقاليد ،يؤثر بشكل كبير في طبيعة سلوك المصرف واألفراد على حد سواء ،كما
تنعكس أيضا على تكوين الهيكل التنظيمي ،فالمجتمعات النامية تتسم بالعالقات الشخصية وهو ما
يؤثر على موضوعية االختيار والتعيين والتطور الوظيفي بتأثير العوامل الشخصية إلى جانب معايير
كفاءة األداء.
أما العوامل الثقافية تتمثل في العوامل المتصلة بالثقافة والخبرات المتراكمة ،الحالة التعليمية ،تاريخ
الماضي والحاضر ،أسلوب الحياة ،نوعية الحياة ،الين والمعتقدات ...إلخ ،وهذه العناصر تعمل
1
مجتمعة في التأثير غير مباشر على المصارف من خالل التأثير على سلوك األفراد.
.2.2.2عناصر البيئة الخارجية الخاصة :هي مجموعة المتغيرات واألبعاد ذات التأثير
المباشر على المصارف وترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة عملها ،وتتمثل في:
.2.2.2.1المودعون :يعتبر أصحاب الودائع من أهم العوامل الخارجية الخاصة للمصرف ،إذ
أن هذا األخير يعتمد في القيام بأعماله على أموال المودعين حيث تشكل الودائع أغلب موارده المالية،
لذا على المصارف التجارية اتباع استراتيجيات ناجعة من أجل جذب الودائع والتوسع في عدد أصحاب
الودائع حيث أنه كلما زادت وتنوعت مصادر الموارد كان ذلك أفضل بالنسبة للمصرف من أجل
2
المحافظة على مكانته واستم ارره وتحقيق أهدافه ومواجهة المنافسين.
.2.2.2.2الزبائن :فيجب على المصرف معرفة حاجاتهم قصد الوفاء بها.
.2.2.2.2الجهات الحكومية :وتمثل السلطة الرسمية في الدولة بما تفرضه من قوانين
وتشريعات خاصة بمجال عمل ونشاط المنظمة ،مما يستلزم دراسة وتحليل ما تفرضه من تشريعات
قانونية ،يجب دراسة التسهيالت واإلعفاءات التي تقدمها الحكومة بصفة خاصة في مجال عمل
المنظمة أيا كان.
.1سناء حسن حلو ،أثر البيئة التسويقية في التخطيط االستراتيجي للتسويق " بحث تطبيقي في الشركة العامة للصناعات الجلدية" ،مجلة
االدارة واالقتصاد ،العراق ،العدد ،0225 ،26ص.026
.2منير ابراهيم هندي ،ادارة البنوك التجارية "مدخل اتخاذ القرار" ،االسكندرية ،الطبعة الثالثة ،0556 ،ص.055
9
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
ويرى العديد من الباحثين أن المصارف تعتبر من أكثر المنظمات التي تعاني من اإلجراءات
الحكومية ،على اعتبار أنها تتعامل في عنصر بالغ األهمية وهي األموال ،فعلى سبيل المثال تخضع
المصارف في الواليات المتحدة األمريكية لنظام تشريعي واجرائي مزدوج ،فهي تخضع لقواعد واجراءات
1
الحكومة اإلتحادية ،وقواعد وتشريعات الوالية التي يعمل بداخلها المصرف.
.2.2.2.2البنك المركزي :يعتبر وجود إطار تنظيمي وقانوني متطور لنظام المصرف أم ار هاما
وحيويا ،حيث شهد الدور الرقابي للمصارف المركزية تغي ار كبي ار حيث تحول اإلطار العام لها من
السيطرة المطلقة على المصارف إلى العمل على تشجيعها على إتباع السلوك الحصيف ،ولم تعد
الجهة الرقابية هي المتحكم في توجيه االئتمان بل أصبح دورها يقتصر على ضمان سالمة الجهاز
المصرفي.
.2.2.2.2العاملون :يعتبر موظفوا المصرف الواجهة األساسية وهو الذي يتعامل بشكل دائم مع
الزبائن ،ونتيجة لالحتكاك الدائم بهم تصبح لديه الخبرة الكافية والقدرة على ترجمة احتياجات الزبائن،
وهذه االحتياجات يمكن ترجمتها من طرف الموظف في شكل أفكار لتطوير الخدمة المصرفية.
.2.2.2.2المنافسون :يمثل المنافسون المنظمات األخرى التي تقدم نفس فكر المنظمة نفسه أو
بدائله ،ولهذا يجب دراسة وتحليل موقفهم وقدراتهم ومراكزهم والصورة الذهنية عن كل منافس لدى
الجمهور والمميزات الخاصة ببرامجهم ومهارات العاملين لديه وغيرها من النقاط التي تساعد في
تحديد كل منافس ،وذلك بما يفيد المنظمة في تحديد موقفها من هؤالء المنافسين وبالتالي ييسر
ويساعد على بناء استراتيجيتها.
.2.2.2.2مؤسسات التصنيف االئتماني* :تساعد مؤسسات التصنيف والتقييم االئتماني على
دعم االلتزام في السوق ،حيث تقوم فكرة التقييم على التأكد من توافر المعلومات لصغار المستثمرين،
ومن ثم فإن توافر هذه الخدمة من شأنه أن يساهم في زيادة الشفافية ودعم الحماية التي يجب توافرها
للمتعاملين في السوق.
.2.2.2.2وسائل االعالم :يمكن لوسائل االعالم أن تمارس الضغط على المصارف لنشر
المعلومات ورفع كفاءة رأس المال البشري ومراعاة مصالح الفاعلين اآلخرين في السوق.
.1طارق طه ،إدارة البنوك و نظم المعلومات المصرفية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0222 ،ص.025
* .هنالك العديد من المؤسسات التي تقوم بالتصنيف االئتماني ،لكن أشهرها المؤسسات األميركية الثالثة هم فيتش ()Fitch
وموديز( )Moody’sوستاندر أند بورز (.)Poor’s & Standards
01
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
عرفت الساحة المصرفية العالمية خالل التسعينيات تحوالت جذرية ببروز ظاهرة العولمة ،والتي
باتت تطرح تحديات جديدة على المنظومة المصرفية لدول العالم من خالل التحوالت باتجاه إطالق
قوى السوق وتحرير المبادالت التجارية وحركة رأس المال والمعلومات التقنية.
-المؤشر األول خاص بتطور حجم المعامالت باألسهم والسندات عبر الحدود في الدول
المتقدمة.
-المؤشر الثاني خاص بتطور تداول النقد األجنبي على الصعيد العالمي.
2
وتقود العولمة المالية أربع قوى رئيسية تتمثل في:
-الحكومات :حيث أن الحكومات تعتبر إحدى القوى الرئيسية للعولمة إذ هي التي تسمح بتحرير القيود
على القطاع المالي المحلي والحساب الجاري لميزان المدفوعات اقتناعا منها بمنافع التحرير المالي
لخلق نظام مالي محلي كفؤ قادر على المنافسة وأكثر متانة للنمو واالستقرار.
-المقترضون والمستثمرون :سواء كانوا أفراد أو شركات ،حيث يمكنهم الحصول على أموال من
الخارج بأقل تكلفة في ظل التحرير المالي ،كما يمكن للمستثمرين استغالل إزالة القيود لتنويع
المخاطر والقيام بالتوسعات للحصول على عائدات أعلى.
-المؤسسات المالية :إن التقدم التقني والمعلوماتي في ظل العولمة المالية أحدث تغيرات جذرية من
خالل إضعاف األهمية الجغرافي واتاحة الفرصة للمؤسسات العالمية أن تتواصل بعدة أسواق عالمية
.1ساعد مرابط ،أسماء بلميهوب ،العولمة المالية وتأثيرها على أداء األسواق المالية الناشئة ،الملتقى الدولي حول :سياسات التمويل وأثرها
على االقتصاديات والمؤسسات ،دراسة حالة الجزائر والدول النامية ،جامعة بسكرة ،يومي 00-00نوفمبر .0226
2
. Sergiol.Schmukler, Pablo Zoido- sobaton, financial globalization: opportunities and challenges for
developing countries, world bank, Washington D.C., 2001, pp 25-28.
00
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
من موقع واحد ،وكذلك تناقص التكاليف بسبب إلغاء القيود التنظيمية وهو ما ساهم أيضا في فتح
المجال أمام المصارف التجارية لممارسة أنشطة لم تكن متاحة من قبل.
1
.1.1.2أسس العولمة المالية :ترتكز العولمة المالية على ثالث أسس أساسية تتمثل في:
.1.1.2.1إلغاء الوساطة ( :)Disintermediationحيث لم يصبح االئتمان المصرفي هو السائد
في التمويل وانما موازي بصعود قوي لألسواق المالية ،حيث تطورت آليات التمويل للسوق المالية
فباإلضافة إلى أساليب التمويل التقليدية (أسهم وسندات) ظهرت مشتقات مالية تمتد إلى أجيال من
التحديث ،وكذلك مكنت آلية التوريق Securitizationمن تحويل جزء من الديون إلى أوراق مالية
وحقوق قابلة للتداول ،هذه التطورات أدت إلى تطور الالوساطة المالية وأصبحت المؤسسات المالية
تتغلغل داخل االقتصاد الوطني ومنافس للبنوك ،إذ لم تعد عالقة الجمهور العام والمدخرين
بالمستثمرين مجرد حسابات بنكية وودائع تحول إلى قروض إنما عالقة إصدار واكتتاب مباشر في
األوراق المالية ،حيث عرفت نسبة الوساطة المالية في فرنسا انخفاضا من %25خالل سنوات
السبعينيات إلى %52في نهاية التسعينيات.
.1.1.2.2رفع القيود ( :)Deregulationرفع القيود ال يعني الحرية المطلقة وانما التخفيف من
الرقابة كأحد أهم أسس العولمة المالية حيث أن النظام الرأسمالي يميل نحو عدم الخضوع لقيد
القوانين ثم رفع الرقابة على المصرف ،رفع القيود على حركة رؤوس األموال ودور االبتكارات
المالية في تخفيض تكاليف االتصاالت.
.1.1.2.2كسر الحواجز ( :)Decompartmentalisationكسر الحواجز الداخلية والخارجية حيث
"Big تم في سنة 0586إجراء العديد من االصالحات على بورصة لندن أو ما يسمى ب "Bang
وتم الغاء قانون Glass Steagall Actسنة 0555وقانون المصارف في فرنسا سنة 0584وذلك
من أجل تعميق التكامل المالي (وحدة الزمان والمكان ،النشاط).
.1.2انعكاسات العولمة المالية
.1.2.1فوائد التحرير المالي على السوق المالية
-كفاءة التخصيص (رأس المال – المخاطر)؛
-كفاءة نظم المعلومات المالية في السوق المالية إذ تعتبر السوق منخفضة الكفاءة إذا توفرت
معلومات تاريخية فقط ،وكفاءة شبه عالية للسوق المالية إذا تمكن المتعاملون من الحصول على
1
. Antoine Gentier, Globalisation financière et systèmes bancaires, M1 CFFP, Université Paul Cézanne,
2014, p21.
02
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المعلومات العامة بسهولة وتعتبر السوق كفؤة إذا تمكن المتعاملون من الحصول على المعلومات
العامة والخاصة؛
-تنويع المحفظة المالية لتخفيض مستوى المخاطر :تتمثل المحفظة المالية في مجموعة من
االستثمارات المختلفة التي تولد عائد ومخاطر معينة ،ويسعى المستثمر إلى تعظيم العائد المتوقع
على استثماره ولكنه يواجه بقية المخاطر التي يسعى إلى تخفيضها إلى أدنى حد ممكن وقد
وضع ماركويتز Markouitzنظرية المحفظة عام 0550للموازنة بين العائد والمخاطرة من
خالل سياسة التنويع؛
-انضباط السوق :إن شفافية النظام المالي تعد أداة فعالة في انضباط صانعي السياسات
والمشاركين في السوق المالية ،فبالنسبة لصانعي السياسات فان االنضباط يستمد من رغبتهم
الحقيقية في الحفاظ على سمعة الجهاز المالي ،أما بالنسبة للمشاركين فإن الشفافية تضمن
تحقيق االنضباط من خالل إزالة كافة التشوهات في األسعار ،1كما تساهم السوق المالية في
تجنب اآلثار التضخمية إذ لو قامت المصارف التجارية بعمليات التمويل ألدى ذلك إلى زيادة
مفرطة في حجم االئتمان المحلي ،وبالتالي إحداث موجات تضخمية ،خاصة أن هذه القروض
2
تأخذ طابع القروض طويلة األجل مما يتطلب فترة طويلة قبل تحقيق النتائج.
.1.2.2العولمة المالية عامل لتحقيق النمو والتخصيص األمثل للمدخرات على المستوى
الدولي :لقد ساهم التحرير المالي ورفع القيود عن حركة رؤوس األموال في إطار العولمة
المالية من تمكين الدول النامية من الوصول إلى األسواق المالية األولية بهدف الحصول على
ما تحتاجه من أموال لسد العجز في الموارد المحلية ،أي قصور المدخرات عن تمويل
االستثمارات المحلية ،األمر الذي سيؤدي إلى زيادة االستثمار المحلي وبالتالي معدل النمو
االقتصادي ،كما يفسح المجال في تحقيق تكلفة التمويل بسبب المنافسة بين الوكالء
3
كما ساهمت السوق المالية في زيادة االدخار والتخصيص األمثل له ،حيث االقتصاديين،
يوفر مجموعة كبيرة من الخيارات لوحدات الفائض كتوفيره ألصول مالية تعتبر أكثر جاذبية من
نواحي السيولة والعائد والمخاطرة وبالتالي يشجع الوحدات ذات الفائض لتقليل االنفاق
4
االستهالكي لصالح االدخار.
.1أمل يحيى شبارو ،الديون الداخلية للدول العربية األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ( ،) ESCWAورقة بحثية
مقدمة الجتماع الخبراء العداد الدول األعضاء في ال ESCWAلالجتماع الدولي حول التنمية 12-05 ،افريل ،0228الدوحة ،قطر،
ص.68
.2صالح الدين السيسي ،دراسات نظرية وتطبيقية :قضايا إقتصادية معاصرة ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،0221 ،ص.52
.3محمد صفوت قابل ،الدول النامية والعولمة ،الدار الجامعية ،القاهرة ،0224 ،ص.042
.4زيدان محمد ،نورين بومدين ،دور السوق المالي في تمويل التنمية االقتصادية بالجزائر " المعوقات واآلفاق" ،الملتقى الدولي حول سياسات
التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات – دراسة حالة الجزائر والدول النامية -يومي 00-00نوفمبر ،0226جامعة بسكرة.
03
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.1.2.2العولمة وزعزعة االستقرار المالي :يعني استقرار النظام المالي غياب األزمات المالية
أو تقليص إمكانية ظهورها إلى أدنى حد ممكن ،وتخفيف آثارها إذا ما ظهرت .وتعتبر الثقة
بكفاءة النظام المالي التشغيلية وقدرته على االستمرار أمر أساسي من عناصر االستقرار المالي.
.1.2.2تكرار الفقاعة المالية (فقاعة المضاربة) وعدم االستقرار المالي :لقد عرف االقتصاد
العالمي عدة أزمات مالية ناتجة عن المضاربة المالية الشرسة منها أزمة أزهار التيوليب Tulips
في هولندا ( ،)0616-0612فقاعة بحر الجنوب South Sea Bubbleنتيجة المضاربة على
أسهم شركة بحر الجنوب البريطانية ( ،)0202-0202انفجار فقاعة المسيسيبي (،)0202-0202
انهيار شركات السكك الحديدية في الواليات المتحدة االمريكية ( ،)0821-0868أزمات وفقاعات
بورصة وول ستريت ( ،)0582-0580 ،0565-0562 ،0505-0502انفجار الفقاعة العقارية في
اليابان نتيجة ارتفاع معدالت تضخم أسعار األصول في سوقي األسهم والعقارات (-0585
،)0552األزمة اآلسيوية ( ،)0552-0552فقاعة االنترنت ( ،)0222-0555فقاعة الرهن العقاري
(.)0222-0221
وتنشأ النزعة المضاربية نتيجة حركة رؤوس األموال الساخنة (األموال الساخنة " "Hot Moneyمن
المصطلحات المستخدمة كثي ار في أسواق المال ،وتعني األموال األجنبية المتدفقة لغرض تحقيق الربح
السريع (اقتناص الفرص) ،وهي أموال عادة ما تترك السوق بعد تحقيقها أهدافها السريعة ،أو عند
شعورها بالخطر محدثة خلال في التوازن العام لالقتصاد ومخلفة أض ار اًر كبيرة لألسواق غير المحصنة،
ومحدودة السيولة ).التي تبحث عن أفضل توظيف من حيث العائد ،السيولة والخطر في سوق مالية
أكثر تكامال واندماجا واتصاال وتحررا ،تخلق في المقابل انفصاال بين القطاع المالي والقطاع الحقيقي
األمر الذي يؤدي إلى خلق فقاعة مالية سرعان ما تنفجر لعدم استنادها لقاعدة انتاجية حقيقية وتنتقل
آثارها لتخلف عدم استقرار وأزمة مالية 1يتحرك تأثيرها إلى االقتصاد الحقيقي.
ولقد ساهمت عمليات التحرير المالي المحلي والدولي في تسهيل نشاط المضاربات من خالل إلغاء
القيود التي كانت تحد من قيامها ،حيث عرفت سنوات التسعينيات تسارعا كبي ار في تداول األوراق
المالية التقليدية (أسهم وسندات) باإلضافة إلى ظهور ابتكارات مالية جديدة أو المشتقات المالية التي
يتم التعامل بها على مدار الساعة في مختلف أسواق العالم.
كما ساهمت عدة عوامل أخرى في تهيئة المناخ المناسب لمزاولة المضاربين أعمالهم وجنيهم
األرباح السريعة تتمثل في إجراءات العولمة المالية ،ثبات أسعار الصرف ،ارتفاع أسعار الفائدة
المحلية ووجود اتجاه متزايد لزيادة حجم الدين الخارجي وارتفاع معدالت خدمته ،ولقد كانت لهذه
.1عماني لمياء ،العولمة المالية :ديناميكية رأس المال المالي وتطلعاته ،مجلة العلوم االنسانية بحوث اقتصادية ،بسكرة ،العدد ،10جوان
،0225ص.000
04
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المضاربات نتائج سلبية على الدول النامية التي حدثت فيها أثرت في انخفاض قيمة عملتها ،ارتفاع
معدالت التضخم وهو ما أدى إلى هروب كبير لرؤوس األموال نحو الخارج وفقدان ثقة المستثمرين في
1
األسواق.
.1.2.2السلوك غير العقالني وعدم االستقرار المالي (التمويل السلوكي) :إن علم التمويل قد
تطور بشكل كبير خالل العقود العديدة الماضية ،وقد أدرك كثير من الباحثين أن أسعار األسهم
ليست ناجمة فقط عن أرباح الشركات وأرباح األسهم ،ولكن أيضا يتعلق جانب كبير منها بمشاعر
جمهور المستثمرين ،فما نراه من فقاعات مالية في سوق األوراق المالية والتقلبات المفرطة في أسعار
األصول يشهد على هذه الحقيقة ،وبناء على ذلك ،يمكننا فهم تقلبات أسعار األسهم بتحليل عقلية
المشاركين في السوق ،ويتمثل التمويل السلوكي في محاولة لشرح وزيادة فهم أنماط التفكير
للمستثمرين والمدراء ،بما في ذلك العمليات المعنوية والدرجة التي تؤثر في عملية صنع القرار،
والنتيجة هي تفسير جديد لكيفية عمل االقتصاد الحديث مثل كيفية تأثر األسواق من سلوك
المستثمرين ،وما هو؟ ولماذا؟ وكيفية التمويل واالستثمار من منظور انساني؟.
ويعرف التمويل السلوكي على أنه" :دراسة تأثير علم النفس على سلوك الممارسين الماليين والتأثير
الحقا على األسواق".
كما يمكن القول أن التمويل السلوكي :يجمع السلوك الفردي والظواهر السوقية ويستخدم المعرفة
2
المأخوذة من كل من المجال النفسي والنظرية المالية".
لقد اكتسبت األفكار السلوكية المزيد من االهتمام باستثناء بعض األفكار المركزية في النظرية
االقتصادية الحديثة ،بما في ذلك وجهة النظر القائلة أن كل مشتر أو بائع يمثل نموذجا القتصاد
ذاتي ،أي كشخص عقالني مدفوع بمصلحته الذاتية .وكما كتب المؤرخ المالي األمريكي Peter L.
" :Bernsteinفالشخص في االقتصاد الكالسيكي وتحت الظروف كافة هو مجرد إنسان آلي قادر على
القيام بتفكير موضوعي".
أخفقت النظرية االقتصادية الكالسيكية في أن تأخذ في االعتبار أن العقالنية األفراد يمكن أن تؤثر
في ق ارراتهم المالية ،إذ تؤكد فرضية كفاءة األسواق ،وهي حجر الزاوية في العقيدة المالية ،أن معظم
األفراد سوف يقومون بالشراء عندما تكون السلعة ،مثل المنزل ،أقل من قيمتها الحقيقية ،وأنهم سوف
يمتنعون عن اإلنفاق عندما تصبح السلعة مكلفة للغاية (كما هو موضح في يسار الشكل رقم ،)1-0
غير أن النظرية الكالسيكية تواجه صعوبة كبيرة في تفسير الفقاعات االقتصاديةـ والتي ترتفع فيها
.1أحمد منير النجار ،عولمة األسواق المالية وأثارها على تنمية الدول النامية مع اإلشارة للسوق الكويتي ،المؤتمر العلمي الرابع الريادة
واإلبداع –استراتيجيات األعمال في مواجهة تحديات العولمة ،جامعة فيالدليفيا ،يومي 06-05مارس ،0225ص ص.08-02
.2مهدي عطية موحي الجبوري ،التمويل السلوكي ودوره في القرارات المالية ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة بابل ،المجلد ،00العدد ،4
،0204ص.825
05
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
األسعار أكثر من القيمة الحقيقية لألصل ،سواء أكان منزال أم ورقة مالية .وفي المقابل ،فإن النظريات
االقتصادية السلوكية ،والتي تركز على الحالة النفسية في عملية التمويل ،تتنبأ بأنه في األوقات التي
يسود فيها التفكير غير العقالني والعاطفة ،فإن عددا كبي ار من الناس سوف يقومون باالستثمار بدال
من إدراك حقيقة أنهم يدفعون قيما مغالى فيها ،فقط حتى يحدث التدافع للخروج من السوق في حالة
ذعر يؤدي إلى انهيار السوق (كما هو موضح في يمين الشكل رقم .)1-0
الشكل رقم ( :)2-1األسواق الكفؤة في مقابل اقتصاديات الفقاعات المالية
المصدر :جاري ستيكس ،عالم الفقاعات المالية وانفجاراتها ،ترجمة :محمد السقا -عدنان الحموي ،مجلة العلوم،
المجلد ،05الكويت ،عدد سبتمبر-اكتوبر ،0225ص.24
وأحد الموضوعات المتفق عليها في علم االقتصاد السلوكي هو الدوافع النفسية غير العقالنية التي
تكمن وراء الفقاعات المالية واالنكماش الحاد في األسواق الذي يتبعها .ويستشهد Robert Shiller
بمفهوم النزعات الحيوانية ودورة األعمال ،أي التقلبات صعودا وهبوطا في النشاط االقتصادي ،تعتمد
على اإلحساس األساسي بالثقة من قبل رجال األعمال والمستهلكين تجاه مشاركة كل منهما اآلخر في
المعامالت االقتصادية الروتينية ،غير أن أساس الثقة قد ال يقوم دائما على تقديرات عقالنية ،فالنزعات
الحيوانية ذلك الشعور الغريزي بأن هذا هو الوقت المناسب لشراء منزل أو هذا السهم النائم تدفع المرء
إلى الثقة المفرطة واتخاذ ق اررات متهورة خالل فترة االزدهار ،وهذه المشاعر يمكن أن تتحول بسرعة
إلى حالة من الذعر عندما يزداد القلق في ظل تحول السوق نحو االتجاه اآلخر ،إن عملية صناعة
القرار التي تحركها العاطفة تكمل تحيزات معرفية ،إخفاق وهم مالي في أن يأخذ بالحسبان التضخم
1
المالي مثال تؤدي إلى منطق استثمار ضعيف.
.1.2.2عدم تماثل المعلومات وعدم االستقرار المالي :تعتبر مشكلة عدم تماثل المعلومات
من أهم العوامل األساسية التي تؤدي إلى عدم االستقرار المالي ،ويعبر مشكل عدم تماثل المعلومات
.1جاري ستيكس ،عالم الفقاعات المالية وانفجاراتها ، ،ترجمة :محمد السقا-عدنان الحموي ،مجلة العلوم ،المجلد ،05الكويت ،عدد سبتمبر-
اكتوبر ،0225ص.24
06
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
عن الموقف الذي يكون فيه أحد األطراف المتعاملين من الناحية المالية يملك معلومات أكثر من
اآلخرين ،وهو ما يؤثر على الطرف اآلخر من ناحية تقييمه للمخاطر وامكانية اتخاذه ق اررات خاطئة،
كما يؤدي ذلك إلى تزايد المخاطر المعنوية وظهور المستفيد المجاني ،حيث أن من يملك معلومات
ال يمكنه منع اآلخرين من الحصول عليها ،وهو ما يعيق التشغيل الكفء للنظام المالي والمصرفي
1
وانتشار ما يسمى سلوك القطيع وانتشار العدوى أو تفشيها.
.2تأثير العولمة المالية على الجهاز المصرفي
تعتبر ظاهرة العولمة من أكثر الظواهر تأثي ار والتصاقا بالنشاط االقتصادي ،والذي يعتبر النشاط
المصرفي من أهمها وأكثرها تأث ار بالتغيرات الدولية والمحلية الناتجة عن العولمة ،حيث دخلت
المصارف في ميادين وأنشطة غير مسبوقة واتخذت أبعادا ومضامين جديدة بدال من المواقف
والتصورات الضيقة بهدف تعظيم الفرص واألرباح.
.2.1مفهوم العولمة المصرفية :هنالك فرق بين العولمة المالية والعولمة المصرفية ،حيث أن
العولمة المالية أشمل وهي تتعلق بمختلف المؤسسات المالية في حين أن العولمة المصرفية
تقتصر على مستوى المصارف ،وعليه يمكن تعريف العولمة المصرفية:
-اتجاه مصيري ،يعبر عن صراع المصارف في إطار الكيانات والتكتالت المصرفية الضخمة،
والمتعاظمة القوة ،والتي أصبحت تملك قدرة عالية على التأثير في شكل واتجاه السوق المصرفية
2
العالمية المتعاظم النمو والمتسارع في االنتشار واتساع التواجد في كافة أنحاء العالم.
-وأيضا تعرف بأنها :خروج المصرف من إطار التعامل المحلي إلى آفاق عالمية ،تعمل على
دمج نشاط المصرف في السوق العالمية ،وهذا ال يعني التخلي عما هو قائم وموجه إلى السوق
المحلية الوطنية ،بل تعني االنتقال بمحيط النشاط المصرفي إلى أرجاء العالم مع االحتفاظ
3
بالمركز الوطني ،مما يجعله أكثر فعالية وكفاءة ونشاطا.
وعليه فالعولمة المصرفية ال تعني أبدا التخلي عن ما هو قائم وموجه إلى السوق المحلية الوطنية،
ولكنها تعني أكثر االنتقال بمحيط النشاط إلى السوق الدولية مع االحتفاظ بسوق وطنية أكثر فاعلية
وأكثر قدرة ونشاطا لضمان االمتداد والتوسع المصرفي ،ولضمان االتساق الحيوي لألنشطة المصرفية
التي يمارسها المصرف ،ولقد ساهمت العولمة المصرفية في الربط بين قضيتين رئيسيتين هما:
.1عبد الصمد سعدون ،ادارة األزمات المالية في إقتصادات متقلبة ( نموذج دول مجلس التعاون الخليجي ) ،مجلة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية ،العراق ،العدد الخامس والثالثون ،0201 ،ص ص.06-05
.2نايف علي عبيد ،البنوك في ظل العولمة ،مجلة المستقبل العربي ،مركز دراسات الوطن العربي ،بيروت ،0552 ،ص. 08
.3محمد فرج عبد الحليم ،التطورات المصرفية واالئتمانية المعاصرة في السودان ،المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول التطورات المصرفية
واالئتمانية المعاصرة في مصر والعالم العربي ،كلية الحقوق ،جامعة حلوان ،مصر 00-01 ،ماي ،0224ص.02
07
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
وهو ما نتج عنه توليد ضغوط على المصارف من أجل إعادة الهيكلة التنظيمية لتتوافق مع
1
متطلبات العولمة واالتجاه نحو الحداثة المصرفية والتحرر االداري.
لقد ارتبط ظهور العولمة المصرفية بنشأة وتطور النظام الرأسمالي الذي يتمثل جوهره في تحركات
رؤوس األموال عبر الحدود واآلليات والشروط بها فيما بين األسواق المالية ،حتى ظهر مفهوم التحرير
المالي وضرورة تنفيذه ،ويعني التحرير المالي إلغاء القيود والضوابط على حركة رؤوس األموال قصيرة
األجل وطويلة األجل عبر الحدود ،واعطاء السوق مطلق الحرية والفعالية في عمليات وضمان وتوزيع
وتخصيص الموارد المالية وتحديد أسعار العمليات المالية طبقا لقوى العرض والطلب ،والغاء الرقابة
المالية الحكومية وبيع المصارف ذات الملكية العامة مع إعطاء المصارف والمؤسسات المالية
2
استقاللها التام وعدم فرض أي قيود حرية الدخول والخروج من صناعة الخدمات النقدية والمالية.
3
ولقد ساهمت عدة عوامل في اتجاه المصارف نحو العولمة تتمثل فيما يلي:
-التطور الذي حدث في اقتصاديات تشغيل المصارف والذي أدى إلى جعل األسواق المصرفية
المحلية أضيق من أن تستوعب كل ما تسمح به القدرات اإلنتاجية للمصارف المحلية ،كما أنها في
الوقت ذاته أصبحت ال توفر مجاال للحماية والتحوط االحترازي لتركز المخاطر وارتباطها بحكم
التخصص وتقسيم العمل الدولي وآليات التفاعل للنظام الرأسمالي الحر ،فضال عن اعتبارات النمو
السريع للمصارف العالمية والتي أدت إلى تهميش وتراجع المصارف المحلية وتناقض قدراتها حتى
على المستوى المحلي ،وأصبح يتهددها خطر االبتالع واالختفاء؛
-مشاركة المصارف في تشجيع وتطوير سوق المال عن طريق زيادة إقبال المدخرين للتعامل
والتملك في أسهم وسندات الشركات المختلفة وذلك في إطار إنشاء وتأسيس شركات السمسرة
وادارة المحافظ وضمان وتغطية االكتتاب والخصم من جانب والتعاون مع صناديق وشركات
التأمين الوطنية إلنشاء وتكوين صناديق استثمار تتعامل في أسواق المال من جانب آخر ،وكذلك
قيام اإلدارات المتخصصة بالمصارف بحمالت الترويج وبحوث السوق الالزمة في اتجاه وتنشيط
.1محسن أحمد الخضيري ،العولمة :مقدمة في فكر واقتصاد وادارة عصر الالدولة ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،0222 ،ص.025
.2رمضان علي الشراح ،محمد سعيد الشريف ،العولمة والبنوك االسالمية ،مجلة آفاق اقتصادية ،اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول
األمارات المتحدة ،مركز البحوث والتوثيق ،المجلد ،01العدد ،0220 ،52ص.65
.3عزت عبد الحليم ،أسباب العولمة المصرفية ،مجلة اتحاد المصارف العربية ،لبنان ،العدد ،016المجلد ،0222 ،02ص.26
08
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الخدمات واألنشطة القائمة والمقدمة بها لتسهيل أداء عمليات البيع والشراء لألوراق المالية وايجاد
وتحديث خدمات جديدة كالحفظ المركزي لسرعة تداول هذه األوراق في اتجاه ثان؛
-تطوير عدد البأس به من المصارف إطارها المؤسسي بما يدعم التحول نحو الصيرفة الشاملة
حيث دخلت هذه المصارف بقوة إلى ميادين عمل جديدة كالتمويل التأجيري وصيرفة األعمال
وأنشطة أسواق رأس المال والتأمين المصرفي والخدمات المصرفية الخاصة وغيرها ،وذلك سواء
عبر تأسيس شركات تابعــة أو متفرعة أو خلق دوائر جديدة في المصرف لممارسة هذه األعمال
واألنشطة غير التقليدية؛
-ضخامة حركة رؤوس األموال الدولية وانسيابها وسرعة تدفقها من مكان إلى آخر على إتساع دول
العالم وامتداد أسواقه الدولية ،واستحالة تجاهل هذه الموارد ،والتقاضي عن فرص االستفادة منها
وتحويلها من مجرد أموال وافدة إلى أموال مستقرة موظفة توظيفا جيدا وفاعال وقد دعم هذا األمر
ظهور وتنامي الكتل النقدية ذات التأثير غير المحدود على حركة رؤوس األموال وعلى قابليتها
للتوظف ولالستثمار متوسط وطويل األجل ،وعلى ق اررات المضاربين وانتقالهم من مركز نقدي
معين إلى مركز نقدي آخر ومن أوجه معينة في االستثمار إلى مجاالت وأوجه أخرى؛
-تضخم وتنامي الشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات مما جعل منها إمبراطوريات من حيث
القيمة المضافة ،ومن حيث حجم األصول ،ومن حيث حجم األموال المتدفقة منها واليها ،والتي
معها أصبحت تحتاج إلى وجود بنك كوني يتيح لها خدماته المصرفية حيث ترغب وحيث تود أن
تكون ،خاصة وأن العالقة ما بين هذه الشركات وبنوكها تستلزم منها أن يكون نشاطها ومعامالتها
المصرفية محصو ار في بنك ضخم يتولى مسؤولية وأمانة مستقبل هذه الشركات وينمو ويتنامى
معها ومن ثم فإنها بحكم المصالح وبحكم المسؤولية تحتاج إلى بنك وحيد قادر على خدمتها
ورعاية مصالحها.
-أن يصبح المصرف أكثر قدرة على إرضاء الزبون واشباع رغباته؛
-أن يصبح المصرف أكثر كفاءة في استغالل إمكانياته وتفعيل قدراته؛
-أن يصبح المصرف أكثر اقتصادية في تحقيق أكبر عائد من التكاليف التي يتحملها.
.1أسار فخري عبد اللطيف ،العولمة المصرفية ،المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث قسم بحوث االئتمان ،البنك المركزي العراقي ،العراق،
،0224ص.24
09
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
وعليه فإن العولمة المصرفية تتجاوز مرحلة الضرورة إلى نطاق الحتمية ،حيث تحقق للمصارف
1
مجموعة من األهداف ،والمتمثلة في:
-وضع برامج وقائية لمواجهة ما قد ينشأ من أزمات مصرفية سواء على المستوى الكلي العالمي أو
على المستوى الجزئي المحلي؛
-دعم المركز المالي للمصارف وزيادة القوة المالية بالشكل الذي يجعله قاد ار على تمويل العولمة
المصرفية بجوانبها االنتشارية الجغرافية وجوانبها الخاصة بالمزايا التنافسية؛
-إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة البحث وتطوير المصارف لتحسين األداء والدخول في
مجاالت جديدة أفضل مع مراعاة نظرية التكامل والكتل المصرفية ،واإلستفادة من االختالف
والفروق الفردة بين المجتمعات البشرية في تقديم خدمات مصرفية متميزة أكثر إشباعا وفعالية؛
-تحقيق فعالية غير محدودة في إعادة هيكلة المصرف من الداخل لتصبح أنشطته (التخطيط-
التنظيم-التوجيه-التحفيز والمتابعة الجماعية) ارتقائية فعالة توفر كافة اإلمكانات والطاقات ،وفي
الوقت ذاته دافعة ومحفزة على االبتكار والتحسين المستمر.
.2.2.2متطلبات العولمة المصرفية :تعتبر العولمة المصرفية بمثابة تيار متدفق مستمر،
تتحد بناءا عليه االرتكازات والتوجهات المصرفية للبنك الذي يشق طريقه نحو العولمة ،وتحتاج
العولمة إلى إدراك البنى الذاتية للمصارف ،بحيث يجب أن تنمو بالشكل الذي يمكنها من تخطي
الحدود ونشر شبكة فروعه ووحداته على مستوى العالم وفي إطار يتصف بالتكامل ،2ومن هنا
تكون العولمة المصرفية انبعاث من داخل المصرف ،ويتطلب قدرة غير محدودة على انتاج
الخدمات المصرفية فائقة الجودة واستخدامها كمتغير جوهري الختراق األسواق المصرفية الدولية
والتواجد المؤثر فيها وابتالعها تدريجيا ،وهو أمر يتطلب العمل عل مراحل تدريجية الكتساب
3
اآلتي:
-زيادة القوة المالية وتدعيم المركز المالي للمصرف بالشكل الذي يجعله قاد ار على تمويل عملية
العولمة بجوانبها االنتشارية الجغرافية وجوانبها الخاصة بالمزايا التنافسية الحيوية؛
-تحقيق أكبر قدر ممكن من الحماية والتحوط والصيانة واألمن والسرية بجوانبها الثالث :أمن
المعلومات ،أمن المؤسسات وأمن األفراد وبالشكل الذي يدعم الصورة الذهنية الجماهيرية
.1غالم عبد اهلل ،العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن ،0204 ،ص.52
.2جمال الدين بيومي ،تحديات العقد الجديدة ،مجلة اتحاد المصارف العربية ،لبنان ،العدد ،040المجلد ،0220 ،00ص.85
.3غالم عبد اهلل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.55-58
21
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
واالنطباع المصرفي عن المصرف ،ويخلق سمعة جيدة وعناصر جذب تسويقية صحيحة وسليمة
ومؤكدة تضمن للبنك نصيب متنام من السوق المصرفية؛
-تنويع وعصرنة قاعدة الخدمات والمنتجات ،حيث عملت المصارف على تقديم خدمات مبتكرة في
إطار صيرفة التجزئة مثل بطاقة االئتمان والصرف اآللي وتقديم القروض االستهالكية واالسكانية
وبرامج االدخار المرتبطة بالتأمين؛
-أصبحت عمليات التجميع والدمج والتملك وسيلة لدى بعض المصارف السيما الكبرى منها للتوسع
في حجم األعمال والربحية وتحقيق وفورات الحجم* ،وخفض التكاليف ودخول ميادين عمل جديدة
مما أدى إلى إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة المصارف؛
-تطوير أساليب الرقابة واالفصاح لدى المصارف ،وتحسين آليات الرقابة الخارجية والداخلية
وسياسات الضبط الداخلي ،وتحسين طرق إعداد التقارير المالية واعتماد المعايير الدولية
للمحاسبة والشفافية المالية في إعداد البيانات المالية وبما يتالءم والقواعد العالمية بتطوراتها
المتواصلة؛
-إعادة هيكلة طرق تقديم وتسويق الخدمات والمنتجات المصرفية ،من خالل التركيز أكثر على
قنوات الخدمة الذاتية أو قنوات التوزيعات المباشرة ،وتحويل الفروع من مراكز عمليات مستقلة إلى
قنوات تسويق وبيع الخدمات المصرفية المباشرة للزبائن ،كذلك من الضروري التركيز على تقديم
الخدمات المصرفية عن طريق األنترنت والدخول بقوة وفعالية إلى ميدان التجارة اإللكترونية؛
-إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة البحث والتطوير في المصارف لتحسين األداء والدخول
إلى مجاالت جديدة أفضل وأرقى ،مع عدم تجاهل نظرية التخصص وتقسيم العمل ،وكذلك مراعاة
نظرية التكامل المصرفي.
عرف القطاع المالي العالمي خالل السنوات األخيرة العديد من التحوالت الجذرية المهمة التي
أفرزتها العولمة المالية ،ودعت إلى ضرورة المواكبة والتكيف كمتطلبات أساسية وذلك لما كان لها من
تأثير كبير أبرزها وأهمها تحرير تجارة الخدمات المالية والمصرفية ،والتطورات التكنولوجية ،وتطبيق
برامج االصالح االقتصادي ،والتكتالت المصرفية ،واألخذ بمفهوم الصيرفة الشاملة ،وزيادة حدة
* .وفورات الحجم أو اقتصاديات الحجم أو اقتصاديات السلعة ( )Economies of scaleتمثل انخفاض تكلفة الوحدة المنتجة التي حصلت
عليها المؤسسة من خالل زيادة كمية اإلنتاج ،وكخاصية من خصائص العملية اإلنتاجية وتتمثل في أن ارتفاع عدد القطع المنتجة من سلعة ما
http://www.linfo.org/economies_of_scale.html ينتج عنه انخفاض في تكلفة إنتاج هذه القطعة .للمزيد أنظر :مشروع لينكس للمعلومات،
(.)0205/02/05
20
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الضغوط التنافسية بين المتدخلين في السوق المصرفية بتقديم تشكيلة متنوعة من الخدمات المصرفية
بجودة عالية وتكاليف منخفضة.
.2.1االتجاه نحو الصيرفة الشاملة :إن التغيرات المصرفية العالمية التي عكستها العولمة على أداء
المصارف أدت إلى ظهور ونمو كيانات مصرفية جديدة تمثلت في المصارف الشاملة والتي
تعني تحول المصارف التجارية بل وباقي المصارف إلى مصارف شاملة ،التي تسعى دائما وراء
1
تنويع مصادر التمويل والتوظيف وتعبئة أكبر قدر ممكن من المدخرات.
وتعرف المصارف الشاملة على أنها ":تلك المصارف التي تقوم بتقديم كل الخدمات المصرفية،
التقليدية وغير التقليدية بما فيها القيام بدور المنظم ،وتجمع في ذلك بين وظائف المصارف التجارية
ومصارف االستثمار ،إضافة إلى نشاط التأمين ،وتأسيس الشركات أو المشروعات ،وال تقوم هذه
المصارف على أساس التخصص القطاعي أو الوظيفي ،بل تساهم في تحقيق التطوير الشامل
والمتوازن لالقتصاد ،مع القيام بدور فعال في تطوير السوق المالية والبورصة ،وكافة أوجه النشاط
2
المالي واالقتصادي في المجتمع".
.2.2زيادة عمليات االندماج المصرفي :مع تسارع وتيرة العولمة والتحرر المالي في األسواق المالية
أصبحت ظاهرة االندماج بين المصارف والمؤسسات المالية تعرف انتشا ار واسعا ،كما أنها
أصبحت مطلبا ملحا من جانب كثير من المنظمين والمتعاملين في أسواق المال ،إذ تشهد
األسواق المصرفية الدولية عمليات اندماج كثيرة وبأحجام كبيرة.
ويعرف االندماج المصرفي على أنه " :قيام مصرفين أو أكثر باالتحاد واالمتزاج والتحالف لتشكيل
كيان إداري مصرفي أكبر حجما وأوسع نطاقا ،وبالتالي اكتساب اقتصاديات أفضل سواء من خالل
تعظيم العائد والمردود واألرباح أو من خالل اكتساب قوة وقدرة على مواجهة المخاطر ،وتخفيض
التكاليف ،واكتساب تأثير أكبر في السوق المصرفية المحلية والعالمية ،وقدرة أكبر على توجيه هذه
السوق لحماية المصالح المكتسبة ،أو التأكيد عليها ،وزيادة نمو هذه المصالح وبشكل مناسب ومعدل
3
مرتفع ،وبما يؤدي إلى توفير مؤكدات نجاح المصارف المندمجة".
.1عبد المطلب عبد الحميد ،العولمة واقتصاديات البنوك ،الدار الجامعية ،مصر ،0221 ،ص.18
.2رابح عرابة ،دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية – مع االشارة إلى حالة مصر ،-مجلة اقتصاديات شمال افريقيا،
العدد السادس ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،ص.058
.3محسن أحمد الخضيري ،االندماج المصرفي ،الدار الجامعية ،مصر ،0222 ،ص.06
22
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
1
.2.2ظهور أدوات ومستحدثات مالية جديدة :وتتمثل في:
-التجارة االلكترونية :Electronic commerceتمكن التجارة االلكترونية المصارف من تسويق
وتوزيع منتجاتها العادية وخدمات االستثمار لزبائنها عن طريق االنترنت ،كما يمكن طرح منتجاتها
بكل مواصفاتها ومعلوماتها عبر االنترنت مما يزيد من عدد المتعاملين ،ويقلص من حجم النفقات،
ومن جهة يسهم المصرف كذلك في هذه العملية بإصدار بطاقات الكترونية خاصة بالزبائن
للتحويل والتسديد ،ويكون ضامنا لحق التاجر في سداد قيمة الصفقات التجارية.
-القروض المشتركة :Syndicationهي نوع من القروض ذات قيمة ومخاطر كبيرة ،تشترك في
تقديمها عدة مصارف ،تخص هذه القروض تمويل العمليات الكبيرة ذات المبالغ الضخمة ،وبالتالي
تعد أداة مهمة لتوفير االحتياجات التمويلية.
-شهادات االستثمار :هي وثيقة قابلة للتداول ،يصدرها المصرف بعد إيداع مبلغ من المال مودع
بأرباح معينة لمدة محددة تزيد أو تقل عن ستة أشهر.
.2.2ظهور االبتكارات المالية :لقد شهدت األسواق المالية والنقدية الدولية القائمة ابتكارات مالية
جديدة من أهمها وجود إدارة جديدة للخصوم في ظل المنافسة السعرية ،ونمو وتزايد استخدام
أوراق الفائدة المسومة واآلجال القصيرة ولقد ظهرت أدوات مالية جديدة تتيح للمقترضين والزبائن
فرصة الحصول على مصدر تمويل طويل األجل خالل إصدار سلسلة من األوراق المالية
القصيرة األجل ،كما أن هناك ابتكارات مالية أخرى تعمل نحو األسواق المالية القابلة للتداول
مثل االبتكارات نحو المخاطرة المتمثلة في القروض ذات الفائدة المعومة والعقود المستقبلية،
2
وابتكارات تدعيم السيولة المتمثلة في مبادالت القروض وصناديق االستثمار في أسواق النقد.
.2.2تغير هيكل الخدمات المصرفية :لقد حدث تغير كبير في أعمال المصارف وتوسعت مساحة
ودائرة ونطاق أعمالها حيث أخذت المصارف تتجه إلى أداء خدمات مصرفية ومالية لم تكن
تقوم بها من قبل وانعكس ذلك بوضوح على هيكل ميزانيات المصارف ،ولقد اتضح من أحدث
التقارير على أكبر المصارف أن المصدر الرئيسي ألرباحها لم يعد يتحقق من عمليات االئتمان
المصرفي ،أي اإلقراض بل من األصول األخرى ،ومن ناحية أخرى انخفض النصيب النسبي
للودائع إلى إجمالي الخصوم بالمصارف ،وأن الخصوم القابلة للمتاجرة زاد نصيبها النسبي إلى
إجمالي خصوم المصارف ،نتيجة تزايد نشاطها في األنشطة األخرى غير اإلقراضية.
.1عائشة بدوي عبد الرحمن ،الصيرفة الشاملة كمدخل لمواكبة مستجدات الصناعة المصرفية ،مجلة بنك البركة السوداني ،السودان ،العدد،8
يونيو ،0200ص.06
.2رمضان علي الشراح ،محمد سعيد شريف ،مرجع سبق ذكره ،ص.80
23
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
وقد انعكس هذا المناخ بشكل كبير على أعمال المصارف وهيكل الخدمات التي تقدمها وذلك على
النحو التالي:1
-حدثت تغيرات هامة في هيكل ميزانيات المصارف حيث تنوعت مصادر األموال ومجاالت
توظيفها فلم يعد المصدر الرئيسي ألرباح المصارف يتحقق من االئتمان المصرفي؛
-أدى دخول المصارف التجارية في عمليات مصارف االستثمار إلى توسيع دائرة المخاطر التي
تواجه أعمالها لتشمل مخاطر السوق باإلضافة للمخاطر االئتمانية؛
-شهدت المصارف في معظم دول العالم تغيرات هامة في مكونات الودائع تمثلت في اتجاه
نسبة الودائع ألجل وودائع التوفير وشهادات اإليداع إلى إجمالي الودائع للتزايد بشكل واضح
مقابل انخفاض حجم الودائع الجارية.
وكنتيجة طبيعية إلعادة هيكلة الخدمات المصرفية توجهت المصارف وخاصة المصارف التجارية
إلى التحول إلى ما يسمى بالمصارف الشاملة.
.2.2خوصصة المصارف :تعتبر خوصصة المصارف أحد نتائج العولمة ،حيث اتجهت المصارف
في الدول النامية بالتحديد نحو الخوصصة بعد زوال الملكية العامة للمصارف في ظل تحول
الكثير من هذه الدول إلى تطبيق برامج اإلصالح االقتصادي والتحول آلليات السوق.
وتعني خوصصة المصارف توسيع قاعدة الملكية من خالل طرح جزء من رأس مال تلك المصارف
للبيع والتداول في بورصة األوراق المالية وبالتدريج ،لخلق بيئة تنافسية في السوق المصرفية وتحقيق
كفاءة أكبر لتلك المصارف في ظل العولمة ،بحيث يقوم صاحب القرار باختيار المصرف المراد
خوصصته لسبب أو آلخر ،ثم يقوم بطرح أسهم هذا المصرف لالكتتاب بعد تقييم أصوله وخصومه
واعادة هيكلته وتأهيله لعملية الخوصصة ،على أن تحتفظ الحكومة بملكية جزء كبير من رأس مال هذا
المصرف كمرحلة أولى ،ثم تزداد نسبة البيع للقطاع الخاص تدريجيا مع األخذ في عين االعتبار
الطاقة االستيعابية للسوق المالية ،أي خوصصة المصارف تتم على المدى الطويل أو المتوسط مع
السماح لمستثمر استراتيجي أن يمتلك الحصة المطروحة أو أن يمتلك الجزء األكبر منها مما يؤدي
2
إلى سيطرته في القرار.
1
.هارون الطاهر ،العقون نادية ،الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية ،الملتقى الوطني األول حول " المنظومة المصرفية في
األلفية الثالثة :منافسة ،مخاطر وتقنيات" ،قسم علوم التسيير ،جامعة جيجل ،يومي 2-6جوان .0225
2
.عبد المطلب عبد الحميد ،العولمة واقتصاديات البنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.026-025
24
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.2اشتداد المنافسة 1:أدت جولة األوروغواي 0554إلى الخروج باتفاقية تحرير الخدمات من
القيود ،وقد اتخذت المنافسة في إطار اتفاقية الخدمات المصرفية ثالث مظاهر واتجاهات
رئيسية:
-المنافسة بين المصارف التجارية فيما بينها سواء في بالسوق المصرفية المحلية أو السوق
العالمية؛
-المنافسة فيما بين المصارف والمؤسسات المالية األخرى؛
-المنافسة فيما بين المصارف والمؤسسات غير المالية األخرى على تقديم الخدمات المصرفية.
هذه االتجاهات أدت إلى احتدام المنافسة في السوق المصرفية في ظل إزالة الحواجز الجغرافية
لتلبية احتياجات الزبائن لقوة دخول المؤسسات المالية خالف المصارف إلى السوق المصرفية
وخاصة في أسواق الخدمات المالية.
.2.2انتشار ظاهرة غسيل األموال :يعتبر القطاع المصرفي من أكثر القطاعات االقتصادية استهدافا
من قبل القائمين على غسيل األموال ،ومن أهم القنوات المفضلة لهم ،من خالل دوره الكبير في
تقديم الخدمات المصرفية وتحديدا عمليات الصرف والتحويل النقدي بواسطة الشيكات والشيكات
السياحية والحواالت المالية الخاصة بالوسائل االلكترونية وبطاقات االئتمان والوفاء وعمليات
المقاصة وادارة المحافظ االستثمارية وتداول العمالت واألسهم وغيرها ،وهذه الخدمات يتسع
مداها ونطاقها في عصر المعلومات وتتحول إلى أنماط أكثر سهولة من حيث األداء وأقل رقابة
من حيث آلية التنفيذ خاصة في ميدان المصارف االلكترونية أو مصارف الويب على شبكة
األنترنت ،ومثل هذه العمليات بشكليها التقليدي وااللكتروني تعتبر أحسن وسيلة يمكن استغاللها
من أجل إخفاء المصدر غير المشروع للمال.
في ظل العولمة ومع تزايد المنافسة المحلية والدولية ،أصبح أي مصرف معرض للعديد من
المخاطر التي قد تنشأ نتيجة لعوامل داخلية متعلقة بنشاط وادارة المصرف ،أو عوامل خارجية ناتجة
عن التغيرات التي تحصل في البيئة التي يعمل فيها المصرف ،وعلى وجه الخصوص البيئة العالمية
والبيئة المحلية المتأثرة بالتغيرات المصرفية العالمية.
.1عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل ،العولمة وأثارها االقتصاية على المصارف –نظرة شمولية ،مجلة اقتصاديات شمال افريقيا ،العدد ،21
جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،ص.02
25
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
أصبحت البيئة المالية والمصرفية مليئة بالمخاطر ،حيث تركزت إحدى الدراسات التي أصدرها بنك
التسويات الدولية أن ثلثي دول أعضاء صندوق النقد الدولي قد تعرضوا ألزمات مالية ومصرفية خالل
الفترة من ،0555-0582حيث يوضح الشكل التالي القوى واالتجاهات الحديثة في البيئة المصرفية
وتأثيرها في تزايد المخاطر المصرفية:
Source: Timothy W. Koch, Steven Scott MacDonald, Bank Management, Dryden, 2000,
p 15.
ويرجع السبب في تزايد المخاطر في القطاع المصرفي في إطار العولمة المالية إلى العوامل
اآلتية:1
-زيادة الضغوط التنافسية :حيث تجبر المنافسة المصارف على تقديم أفضل الخدمات بأقل
األسعار ،مما أدى لتشجيع الميل إلى المخاطرة لتحقيق أقصى عائد على رأس المال المستثمر
وكسب أكبر حصة ممكنة في السوق ،وهو ما أدى إلى تزايد المخاطر المصرفية خاصة مخاطر
االئتمان؛
-التغيرات التنظيمية واإلشرافية :قامت العديد من الدول والتنظيمات المهنية المتخصصة بفرض
العديد من القيود التنظيمية على عمل المصارف وذلك للتقليل من مخاطر المنافسة فيما بينها،
والمحافظة على حدود معقولة من اتساع أعمال المصارف خارج الميزانية وتحولها من األعمال
التقليدية إلى أسواق المال مما أدى إلى تعرضها لمخاطر أزمات السيولة باإلضافة إلى مخاطر
السوق األخرى والتضخم وتقلبات األسعار؛
.1مصطفى كمال السيد طايل ،الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0204 ،ص. 000
26
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-عدم استقرار العوامل الخارجية :أدى عدم استقرار األسواق العالمية وعدم االستقرار المستمر
ألسعار الفوائد وأسعار صرف العمالت وابتداع المصارف ألدوات تغطية مستقبلية خاصة بالشركات
المتعددة الجنسية والتغيرات الهيكلية التي شهدتها األسواق المصرفية والمالية في السنوات األخيرة
نتيجة التحرر من القيود على حركة رؤوس األموال وانفتاح األسواق المحلية ،أدت إلى وجود
مخاطر جديدة لم تكون موجودة سابقا ،مثل مخاطر التسعير ومخاطر السياسة ومخاطر سعر
الفائدة ،مما أحدث زيادة عدد مرات المتغيرات والعوامل المؤثرة في نشاط المصارف؛
-التطورات التكنولوجية :والتي تعتبر من العوامل االيجابية على مخاطر العمل المصرفي نتيجة
زيادة قدرة المصارف على تحديد مخاطرها ،وادرتها بطريقة أفضل ،ولكن نجم عن ذلك أيضا آثار
سلبية تمثلت بمخاطر التجارة االلكترونية؛
-تزايد حجم األصول خارج الميزانية :حيث تزايد حجم األصول خارج الميزانية وتنوعها لدى
المصارف بغية تحسين العائد على أصولها من خالل الحصول على عوائد دون الحاجة لالحتفاظ
بتلك األصول ضمن بنود ميزانياتها.
لقد أدت هذه التغيرات إلى تزايد المخاطر بأشكالها المتنوعة التي تواجه عمل المصارف لتضم
العديد من أنواع المخاطر التي لم تكن محل اهتمام من قبل ،حيث زاد االهتمام بالمخاطر التشغيلية
ومخاطر السوق ومخاطر أسعار الفائدة ومخاطر سعر الصرف ،مما يتطلب من المصارف استخدام
التكنولوجيا واألساليب الحديثة إلدارة هذه المخاطر والتنبؤ بها.
تعد الصناعة المصرفية من أكثر الصناعات تعرضا للمخاطر ،حيث تعاظمت هذه المخاطر
وتغيرت طبيعتها في ظل تطورات التحرير المالي ،ومستحدثات العمل المصرفي ،وتنامي استخدام
أدوات مالية جديدة ساعد على خلقها التقدم التكنولوجي الهائل في الصناعة المصرفية ،وهو ما يتطلب
من مدراء المصارف فهم طبيعتها والتأكد من تقديرها والتصرف السليم حيالها من أجل البقاء في
ميدان المنافسة الدولية.
.2.1مفهوم المخاطر :يطلق غالبا على المخاطر مصطلح الخطر رغم التباين الواضح بينهما في
األدب الفرنسي ،Danger ≠Risqueبحيث تختلف المخاطر عن الخطر اختالفا جوهريا،
فالخطر حدث كامن واحتمال حدوثه ضعيف جدا وال يقع إال في وقت األزمات وهو مذموم
والتخطيط له مكلف جدا ،أما المخاطر المالية احتمال حدوثها كبير جدا ومن المربح التخطيط
لها قبل حدوثها.
27
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
يوجد للمخاطر عدة تعاريف تختلف باختالف الزاوية التي ينظر منها ،فمن بين هذه التعاريف
نذكر:
باإلضافة إلى حالة عدم التأكد ،هناك الخسارة غير المؤكدة أي أن المخاطر هي الخسارة
المادية المحتملة نتيجة وقوع حادث معين ومنه فالمخطر مقترن بصفتين أساسيتين هما حالة عدم
التأكد والخسارة فكلما زاد مقدار عدم التأكد زادت المخاطرة ومنه وقعت الخسارة.
يمكن أن يعبر عن المخاطر بالمعنى االصطالحي على أنها "توزيع احتمالي Probability -
"Distributionمع انتشار النتائج المستقبلية حول مستوى التوقع ،فإن إمكانية تحقيق انحراف
3
موجب يعبر عن فرصة ،فيما يفهم في الحالة العكسية (االنحراف السالب) بأنها مخاطرة".
.2.1.2المفهوم القانوني للمخاطر :يمكن تعريف المخطر من الناحية القانونية على أنه
"احتمالية وقوع حادث مستقبال ،أو حلول أجل غير معني خارج إرادة المتعاقدين قد يهلك
الشيء بسببه ،أو يحدث ضرر منه".
.2.1.2مفهوم الخطر من المنظور التأميني :يعتبر الخطر في عقد التأمين ثالث عناصر
العقد ،بعد قسط التأمين ومبلغ التأمين ،ويقصد به " حادث مستقبل محتمل الوقوع ال يتوقف على
إرادة أي من الطرفين اللذين تم بينهما العقد" ،4وعليه فالخطر في المجال التأميني له معنى واسع
ألنه يعني كل حادث احتمالي سواء كرهه االنسان أم أحبه ،وترتب على وقوعه ضرر أم ال ،أي أن
الخطر في معناه الفني الدقيق عند رجال التأمين يختلف عن الخطر في عرف االستعمال الشائع،
5
الذي يعني كارثة يكرهها االنسان ويخشى وقوعها ألن وقوعها يصيبه بضرر في نفسه أو ممتلكاته.
1
. R.S.Raghavan, Risk Management In Banks, February 2003, p841.
.2شقيري نوري موسى وآخرون ،إدارة المخاطر ،دار الميسرة للنشر ،األردن ،0200 ،ص. 05
.3حاكم محسن الربيعي ،حمد عبد الحسن راضي ،حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة ،األردن ،0200 ،ص.060
.4إبراهيم أبو النجا ،التأمين في القانون الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية ، 1992 ،ص. 56
.5عبد الناصر براني أبو شهد ،إدارة المخاطر في المصارف االسالمية ،دار النفائس للنشر والتوزيع،عمان ،0201 ،ص.04
28
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-كما يمكن تعريفه ":ينشأ الخطر عندما يكون هناك احتمال ألكثر من نتيجة والمحصلة
2
النهائية غير معروفة".
مما سبق يمكن تعريف المخطر على أنه احتمال اختالف النتائج الفعلية على النتائج المتوقعة.
.2.1.2المفهوم المالي للمخاطر :تعرف المخاطر في مجال اإلدارة المالية بأنها ":التقلب في
العوائد المستقبلية للق اررات المالية وفي أغلب أدبيات اإلدارة المالية تستخدم المخاطرة مرادف لالتأكد
3
Uncertaintyوكالهما يتعلقان بالفرص االستثمارية التي ال تكون عوائدها معروفة مسبقا".
.2.2تعريف المخاطر المصرفية :يمكن تعريف المخاطر المصرفية:
-يحدث الخطر المصرفي خالل الفترة التي تفصل بين وقت منح القرض من أجل االستحقاق أو
السداد المتوقع أو يستطيع أن يشمل األحداث غير متوقعة التي تصعب من قدرة المدين على
الوفاء بدينه.
-المخاطر المصرفية هي "حالة عدم التأكد في استرجاع رؤوس األموال المقرضة أو تحصيل أرباح
4
مستقبلية متوقعة".
-تتمثل المخاطر المصرفية في "التقلبات في القيمة السوقية للمصرف".
-تتمثل المخاطر المصرفية في "درجة تقلب العائد الفعلي للعملية االقراضية عن العائد التعاقدي
نتيجة ألسباب داخلية تتمثل في ضعف إدارة المصرف ،أو ألسباب خارجية ناتجة إما عن عدم
5
قدرة الزبون على السداد أو تأخره في السداد ،أو ألسباب سيادية كالظروف االقتصادية".
-ولقد عرفت لجنة التنظيم المصرفي وادارة المخاطر المنبثقة عن هيئة قطاع المصارف في
الواليات المتحدة األمريكية ) (FSRالمخاطر المصرفية على أنها احتمال حصول خسارة إما بشكل
مباشر من خالل خسائر في نتائج األعمال أو خسائر في رأس المال أو بشكل غير مباشر من
1
.The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of Internal
Audit (Standard), 2010, p19.
.2طارق اهلل خان ،حبيب أحمد ،ترجمة عثمان بابكر أحمد ،ادارة المخاطر تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية ،البنك االسالمي
للتنمية ،جدة ،0221 ،ص.08
3
.حاكم محسن الربيعي ،حمد عبد الحسن راضي ،مرجع سبق ذكره ،ص.060
4
. Anne Marie Percie du Sert, Risque et contrôle de risque, Economica, Paris, 1999, p25.
.5محمد عبد ربه ،قياس تكلفة مخاطر االئتمان المصرفي في البنوك التجارية ،الدار الجامعية ،مصر ،0222 ،ص.50
29
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
خالل وجود قيود تحد من قدرة المصرف على تحقيق أهدافه وغاياته ،حيث إن مثل هذه القيود
تؤدي إلى إضعاف قدرة المصرف على االستمرار في تقديم أعمالة وممارسة نشاطه من جهة
وتحد من قدرته على إستغالل الفرص المتاحة في بيئة العمل المصرفي من جهة أخرى.
وعليه يمكن تعريف المخاطر المصرفية على أنها احتمال تعرض المصرف إلى خسائر غير
متوقعة وغير مخطط لها أو تذبذب العائد المتوقع من استثمار معين أي أن المخاطر ممكن أن تأخذ
شكل سلبي وهو الفرق بين العوائد الحقيقة والعوائد المتوقعة (عندما تكون العوائد الحقيقية أقل) أو عدم
التأكد من العائد ،وعليه فالمخاطر المصرفية تتمثل في مجمل المخاطر المتعلقة بنشاط المصرف
والتي تجعله غير قادر على إعادة أصل القرض أو تحقيق أكبر ربحية ممكنة من االستثمار ،ويعكس
هذا التعريف وجهة نظر المدققين الداخليين وادارة المصرف للتعبير عن قلقهم إزاء اآلثار السلبية
الناجمة عن أحداث مستقبلية محتملة الوقوع لها قدرة على التأثير على تحقيق أهداف المصرف
المعتمدة لتنفيذ استراتيجياته بنجاح.
ومن الحقائق العامة أن المخاطرة والعائد مرتبطان ايجابيا ،وعلى المستثمر أن يتحمل مخاطرة
إضافية إذا أراد تحقيق عائد أعلى.
-أوال يعني مفهوم المخاطر المصرفية أن المصرف على دراية ومعرفة تامة بالمخاطر التي
يتعرض لها ويصنفها ويحدد الجهات المسئولة عن كل نوع منها؛
-التحديد المنظم للمخاطر هو األساس ألي إدارة فعالة للمخاطر ولذلك يتعين أن يولي
1
المصرف مسألة تحديد المخاطر أولوية عالية.
2
وتميز المصارف بين نوعين من الخسائر وهي:
-الخسائر المتوقعة :وهي الخسائر التي يتوقع المصرف حدوثها ،مثل توقع معدل عدم الوفاء
بالدين في محفظة القروض ،والتي يتحوط لها المصرف بإحتياطيات مناسبة.
-الخسائر غير المتوقعة :وهي الخسائر التي تتولد نتيجة ألحداث غير متوقعة ،مثل تقلبات مفاجئة
في أسعار الفائدة ،أو تقلبات مفاجئة في اقتصاد السوق .ويعتمد المصرف في هذه الحالة على
متانة رأس ماله لمقابلة الخسائر غير المتوقعة.
.1سمير الخطيب ،قياس وادارة المخاطر بالبنوك ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،0225 ،ص.01
2
. Mary Keegan, Management of Risk "Principles and Concepts, H M Treasury, The Orange Book,
working Papers, October 2004, P9.
31
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المصدر :ماهر الشيخ حسن ،قياس مالءة البنوك اإلسالمية في إطار المعيار الجديد لكفاية رأس المال ،المؤتمر
العالمي الثالث حول االقتصاد اإلسالمي ،جامعة أم القرى ،0225 ،ص.28
يرتبط حدوث المخاطر المصرفية بمجموعة من األسباب التي تؤدي إلى احتمال حدوث اختالف
بين ما هو متوقع وبين النتائج الفعلية ،وقد تكون هذه األسباب خاصة تتعلق بعمل المصرف أو عامة
متعلقة بالمحيط الذي يعمل فيه المصرف ،ويمكن ايجاز هذه المخاطر فيما يلي:
.2.1المخاطر الخاصة :يطلق على المخاطر الخاصة تسميات متعددة منها المخاطر التي يمكن
تجنبها والمخاطر القابلة للتنويع والمخاطر غير النظامية ( )Non-systematic Risksوالمخاطر
الالسوقية ،وتعرف بأنها ذلك الجزء من المخاطر الكلية التي تكون فريدة أو خاصة بالمصرف،
فالعوامل التي تحدد هذه المخاطر تكون مستقلة تماما عن الظروف االقتصادية التي تمر بها
البالد سواء في حالة الرواج االقتصادي أو في حالة األزمات االقتصادية.
وتتعلق هذه المخاطر بطبيعة نشاط المصرف أو طريقة تسييره وادارته ،بحيث تتحقق هذه المخاطر
نتيجة لضعف اإلدارة من حيث هيكلها أو طريقتها المتبعة في تسيير مشاكلها العمالية ،وكذلك تغير
أذواق الزبائن نتيجة تطور وظهور منتجات جديدة ويمكن لهذه المشاكل أن تؤثر في رغبة الزبون
وقدرته على سداد ما عليه اتجاه المصرف في اآلجال المحددة ،ومن األمثلة على هذه المخاطر
انخفاض أرباح مصرف معين أو ظهور منافس جديد.
30
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
وهذه المخاطر يمكن تجنبها من خالل وضع سياسات مالئمة وضوابط واجراءات مالئمة من
خالل تنويع االئتمان ،فالتنويع الجيد لألموال االئتمانية يمكن متخذي القرار االئتماني في تجنيب
التقلب في التدفقات النقدية المتأتية من عملية تقديم االئتمان ،وكذلك اختيار المسيرين من اصحاب
الكفاءات وكذا القيام ببرامج تأهيلية لتحسين مستواهم ،وتحسين أنظمة الرقابة الداخلية وااللتزام بآليات
الحوكمة.
.2.2المخاطر العامة :يطلق على المخاطر العامة تسميات متعددة منها :المخاطر النظامية
،Systematic Risksمخاطر السوق Market Riskوالمخاطر غير القابلة للتنويع
Undiversifiable Riskوالمخاطر التي ال يمكن تجنبها ،Unavoidable Riskوتتعلق هذه
المخاطر بالبيئة التي يعمل بها المصرف مثل مخاطر السوق ،مخاطر االئتمان ،مخاطر
التشغيل والتي ال يمكن تجنبها أو إلغائها ولكن يمكن التقليل من آثارها السلبية من خالل التنويع
في المحفظة االستثمارية واعداد خطط للطوارئ واعتماد أسلوب االدارة الحذرة التي تركز على
جوانب األمان من خالل المواءمة بين السيولة ،األمان والربحية ،وكذلك يمكن تجنب المخاطر
العامة من خالل تجنب بعض أنواع االئتمان أو األنشطة غير المالئمة وكذلك من خالل
الـتأمين.
.1صالح حسن ،تحليل وادارة المخاطر المصرفية االلكترونية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،0202 ،ص.02
32
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.1.1.1مخاطر االئتمان :تعتبر مخاطر االئتمان من أهم المخاطر التي تتعرض لها
المصارف التجارية ،إذ تمثل حوالي %62من مجموع المخاطر ،وتنشأ المخاطر االئتمانية من
احتمال عدم قدرة أو عدم رغبة المقترض أو الطرف اآلخر من القيام بالوفاء بالتزاماته المالية
ممثلة بكل أو جزء من الفوائد المستحقة أو أصل القرض أو كليهما في األوقات المحددة
للتسديد وفق االتفاقات والعقود المبرمة مع المصرف األمر الذي سينعكس في تقلب قيمة
محفظة القروض ومن ثم إلحاق الخسائر االقتصادية بالمصرف التجاري ،وال تقتصر إجمالي
الخسائر الناتجة عن مخاطر االئتمان على الخسائر المحاسبية المباشرة وانما تمتد لتشمل
تكاليف الفرصة البديلة ،تكاليف المعامالت والمصاريف المتعلقة بالقروض المتعثرة.
كما يمكن أن تنشأ مخاطر االئتمان ألسباب أخرى تتمثل في األوضاع االقتصادية السائدة كاتجاه
السوق نحو االنكماش أو التضخم ،اضطراب حركة األسواق كما أن هناك نوعا من المخاطر االئتمانية
يكون مردها إلى طبيعة العمل وبيئته.
غالبا ما تمنح المصارف التجارية القروض مقابل ضمانات معينة ،وقد تنخفض قيمة تلك
الضمانات بمرور الوقت مما يسبب للمصارف مشاكل أو مخاطر في حالة امتناع المقترض عن
السداد ،ولجوء المصرف إلى التصرف في تلك الضمانات الستيفاء مستحقاته من بيعها ،وال يمكن
تجنب هذا النوع من المخاطر بالكامل ألن جزءا من التخلف عن السداد قد يكون مرتبطا أو ناتجا عن
مخاطر السوق والتي تخرج عن إطار التحكم والسيطرة عليها ،وانما يمكن خفض درجة تأثير هذا النوع
1
من المخاطر عن طريق اتباع اسلوب التنويع.
إن توقع المخاطر االئتمانية من قبل المصرف التجاري وتحليلها والتحوط لها يساهم في تعزيز نمو
وتطور المصرف ويساعده على استرداد األموال التي قام بإقراضها والحصول على العوائد المرتبطة
بها ،كما أن هناك تنوعا وتعددا للمخاطر التي تحيط بالعملية االئتمانية بعضها يتعلق بالزبون
كمقترض وبعضها يتعلق بالنشاط وبعضها يتعلق بالظروف العامة.
.2.1.1.2مخاطر عدم السيولة :تعني السيولة قدرة المصرف على مقابلة التزاماته بصورة
أساسية وتلبية طلبات المودعين للسحب من الودائع وطلبات التمويل أي القروض لتمويل مختلف
المشروعات ،وتوفر السيولة بالقدر الكافي يجنب المصرف تصفية بعض أصوله السائلة من أجل
مواجهة النقص في السيولة ،وبالتالي يمكن القول أن توفر السيولة الكافي لدى المصرف يوفر
.1محمد عبد الوهاب العزاوي ،عبد السالم محمد خميس ،األزمات المالية " قديمها وحديثها ،أسبابها ونتائجها والدروس المستفادة" ،إثراء
للنشر والتوزيع ،األردن ،0202 ،ص.040
33
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الحماية واألمان ،الحماية تعني "حماية األموال غير السائلة من التصفية" ويعني األمان"أمان
1
الودائع" ،ويمكن تعريف السيولة من جانبين:
-الجانب الكمي :أنها كمية األصول التي يمكن تحويلها إلى نقد في وقت ما؛
-جانب التدفق :أنها كمية األصول القابلة للتحويل نقدا ،مضافا إليها ما يمكن الحصول عليه
من األسواق المالية ،ومن تسديد الزبائن اللتزاماتهم اتجاه المصرف.
2
ويمكن أن تحدث مخاطر عدم السيولة نتيجة لعوامل خارجية وداخلية تتمثل في:
-العوامل الداخلية :ضعف تخطيط السيولة مما يؤدي إلى عدم التناسق بين األصول
وااللتزامات من حيث آجال االستحقاق ،وكذلك التحول المفاجئ لبعض االلتزامات العرضية
إلى التزامات فعلية.
-العوامل الخارجية :الركود االقتصادي وما يترتب عليه من تعثر واألزمات الحادة التي تنشأ
بأسواق المال.
.2.1.1.2المخاطر االستراتيجية :تنشأ المخاطر االستراتيجية نتيجة التخاذ ق اررات خاطئة أو
التنفيذ الخاطئ للق اررات وعدم التجاوب المناسب مع تغيرات القطاع المصرفي التي تؤثر على
ايرادات المصرف وعلى رأسماله ،ويتحمل مجلس إدارة المصرف المسؤولية الكاملة عن حدوث
مخاطر إستراتيجية ،وكذلك إدارة المصرف العليا التي تتمثل مسؤوليتها في ضمان وجود إدارة
مخاطر استراتيجية مناسبة في المصرف.
.2.1.1.2مخاطر عدم المالءة المصرفية :يلعب رأس المال في المصارف عامة دو ار حيويا
ومهما في حماية أموال المودعين ويمثل الدرع الحصين الذي يحميها من الخسائر غير المتوقعة
( ،)Unexpected Lossوما دام أن رؤوس أموال المصارف تتسم بصغر حجمها مقارنة بحجم الودائع،
جاء االهتمام بالمالءة المالية ممثلة في نسبة كفاية رأس المال التي تطورت عملية احتسابها ،باعتبار
أن كفاية رأس المال تعبر عن قدرة رأس المال على تحقيق السالمة والمتانة في المراكز المالية
للمصارف ،ويرجع وجود مخاطر المالءة المصرفية إلى عدم كفاية رأس المال المتصاص الخسائر
التي يمكن أن تحدث وبالتالي تأثير هاته الخسائر على المودعين والدائنين ولهذا تهتم المصارف
3
المركزية بكفاية رأس المال بالنسبة للمصارف حيث يعتبر ضمانا لحقوق المودعين والدائنين.
.1حسام الدين نبيل أبو تركي ،إدارة مخاطر السيولة ،مجلة المصرفي ،بنك السودان المركزي ،العدد ،60سبتمبر ،0200ص.25
.2سمير الخطيب ،قياس وادارة المخاطر بالبنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.000-000
.3عبد الرزاق خليل ،بوعبدلي أحالم ،تقييم أداء البنوك التجارية العمومية الجزائرية من حيث العائد والمخاطرة ،ملتقى حول المنظومة
المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية ،كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة الشلف 05 -04 ،ديسمبر .0224
34
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.1.2مخاطر المضاربة (مخاطر السوق) :تقوم مخاطر المضاربة على أساس المراجحة،
ويمكن أن يترتب عليها ربح إذا كانت التوقعات سليمة أو خسارة إذا لم تكن كذلك ،ومخاطر
السوق هي عبارة عن الخسائر الناتجة عن التقلبات في أسعار ومعدالت السوق المالية (أسعار
األصول ومعدالت الفائدة...إلخ) وهي بذلك تصنف ضمن مخاطر المضاربة ،حيث أن تحركات
1
األسعار من الممكن أن تنتج عنها أرباح للمصرف.
إن مخاطر السوق التي يواجهها المصرف ال تنتج بالضرورة عن أداء ضعيف
للمصدر ،Nonperformance of the issuerأو بيع أدوات مالية أو أصول وانما تنتج عن التغيرات المعاكسة
أو التي ليست في صالح المصرف بالنسبة ألسعار السوق.
ويمكن أن تأخذ مخاطر السوق عدة أشكال يمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع تتمثل في:
.2.1.2.1مخاطر سعر الفائدة :تعتبر مخاطر أسعار الفائدة من أهم المخاطر التي تواجهها
المصارف ،ومن أكثرها تعقيدا خاصة في حالة عدم توفر أنظمة معلومات يستطيع المصرف
من خاللها معرفة معدالت العائد على أصوله ،ومعدالت تكلفة التزاماته ،ومقدار الفجوة بين
األصول والخصوم لكل عملة عند إعادة التسعير.
وتتمثل مخاطر سعر الفائدة في المخاطر الناتجة عن تعرض المصرف للخسائر نتيجة لتحركات
معاكسة في أسعار فائدة السوق ،التي يكون لها أثر سلبي على عوائد المصرف والقيمة االقتصادية
ألصوله ،كما يمكن القول أن مخاطر سعر الفائدة تحدث نتيجة لتغير أسعار الفائدة وعدم تطابق
استحقاقات الموجودات والمطلوبات لعملة ما وهكذا ترتبط مخاطر أسعار الفائدة للمصرف بتغير عوائد
موجودات المصرف ومطلوباته وقيمها بسبب تقلبات أسعار الفائدة ،ولقد ظهرت مخاطر أسعار الفائدة
بشكل ملحوظ خالل الفترة 0522-0552إذ تغيرت معدالت الفائدة 01مرة خالل هذه الفترة ،وبلغ
التغير مداه خالل الفترة 0582-0522إذ بلغ حوالي 084مرة ،بمعدل مرة واحدة كل 15يوم ،وكان
2
نتيجة ذلك حدوث خسائر كبيرة للمصارف.
.2.1.2.2مخاطر سعر الصرف :تتمثل مخاطر سعر الصرف في المخاطر الحالية والمستقبلية
التي قد تتأثر بها إيرادات المصرف ورأسماله نتيجة للتقلبات التي تط أر في األسواق على أسعار
صرف العمالت األجنبية ،فالمصارف عادة ما تحتفظ بجزء من أصولها بالعمالت األجنبية
.1نبيل حشاد ،دليلك إلى إدارة المخاطر المصرفية ،اتحاد المصارف العربية ،العدد ،0224 ،086ص.15
.2شقيري نوري موسى وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص.105
35
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
لتلبية احتياجات عمالئها المختلفة ،فأي تغيير في أسعار العمالت سينعكس على قيمة تلك
األصول سلبا أو إيجابا.
إن مسؤولية تحديد ومتابعة مخاطر سعر الصرف ترجع إلى مجلس اإلدارة وادارة المصرف من
1
خالل:
االتفاق مع المقترض بتسديد الفائدة مسبقا أو سداد قيمة القرض على شكل دفعات منتظمة -
فصلية أو نصف سنوية؛
.1ابراهيم الكراسنة ،أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وادارة المخاطر ،صندوق النقد العربي ،معهد السياسات االقتصادية،
أبوظبي ،مارس ،0226ص.42
.2أسعد حميد العلي ،إدارة المصارف التجارية –مدخل إلدارة المخاطر ،-الذاكرة للنشر والتوزيع ،األردن ،0201 ،ص.155
36
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-يمكن تجنب جزء من المخاطر إذا ما وافق المقترض على تعويم سعر الفائدة االسمية ،إذ وفي
حالة ارتفاع المستوى العام لألسعار وحدوث التضخم فسوف ترتفع أسعار الفائدة في السوق
بصفة عامة ويرتفع معها معدل الفائدة على القرض وبالتالي حماية المصرف من انخفاض
القوة الشرائية لتلك الفوائد.
.2.2المخاطر غير المالية (مخاطر األعمال)
.2.2.1مخاطر التشغيل
.2.2.1.1مفهوم المخاطر التشغيلية :يمكن تعريف المخاطر التشغيلية حسب لجنة
بازل" :مخاطر التعرض للخسائر التي تنجم عن عدم كفاية أو إخفاق العمليات الداخلية أو
األشخاص أو األنظمة أو التي تنجم عن أحداث خارجية ويشمل هذا التعريف المخاطر القانونية
ولكنه يستبعد المخاطر االستراتيجية ومخاطر السمعة والمخاطر النظامية ".
وبالتالي تتعلق مخاطر التشغيل بالتنظيم العام للمصف وأداء نظمه الداخلية ،ومدى التوافق مع
سياسات المصرف ،واإلجراءات ضد سوء اإلدارة والغش ،كذلك تتصل المخاطر التشغيلية بأوجه
االختالل الوظيفي في نظم المعلومات وفي نظام رفع التقارير ،وفي قواعد رصد المخاطر الداخلية،
وفي غياب التتبع واإلثبات الكفء للمخاطر ،ويمكن أن يستمر إغفال وتجاهل بعض المخاطر الهامة
وال تتخذ إجراءات تصحيحية وينتج عن ذلك عواقب وخيمة ،تظهر المخاطر التشغيلية على مستويين:
-المستوى الفني :عندما يكون نظام المعلومات أو مقاييس المخاطر ضعيفة وقاصرة؛
-المستوى التنظيمي :ويتعلق بإثبات ومراقبة المخاطر وكل القواعد والسياسات ذات الصلة.
لقد ركزت لجنة بازل للرقابة المصرفية منذ سنة 0558على المخاطر التشغيلية والتي أصبح لها
1
دور فاعل في تشكيل طبيعة وحدود هذه المخاطر والناتجة عن:
.1صادق راشد الشمري ،استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية وأثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن ،0201 ،ص.26
37
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
حيث أدت كل هذه العوامل إلى تزايد االهتمام بالمخاطر التشغيلية ،إذ أصبح لها دو ار بار از في
تشكيل طبيعة وحدود المخاطر التي تعترض المؤسسات المالية المصرفية ،ونتيجة لذلك تطلب
استحداث أساليب وممارسات سليمة وطرائق لقياس ومراقبة المخاطرة التشغيلية ومحاولة التخفيف منها،
علما أن لجنة بازل للرقابة المصرفية قامت بتخصيص متطلبات رأسمالية إضافية لمواجهة المخاطر
التشغيلية لتكون بندا من بنود المعيار الجديد لكفاية رأس المال.
1
وتتمثل أنواع المخاطر التشغيلية حسب لجنة بازل للرقابة المصرفية في:
-االحتيال الداخلي :هي األفعال من النوع الذي يهدف إلى الغش أو إساءة استعمال الممتلكات
أو التحايل على القانون واللوائح التنظيمية ،أو سياسة المصرف من قبل مسؤوليه أو العاملين
فيه.
-االحتيال الخارجي :أي أفعال يقوم بها طرف ثالث من النوع الذي يهدف إلى الغش أو إساءة
استعمال الممتلكات أو التحايل على القانون.
-ممارسات العمل واألمان في مكان العمل :األعمال التي ال تتفق مع طبيعة الوظيفة
واشتراطات قوانين الصحة والسالمة أو أية اتفاقيات أو أعمال التي ينتج عنها دفع تعويضات
عن إصابات شخصية.
الممارسات المتعلقة بالزبائن والمنتجات واألعمال :اإلخفاق غير المتعمد أو الناتج عن -
اإلهمال في الوفاء بااللتزامات المهنية اتجاه زبائن محددين ،ويضمن ذلك اشتراطات
الصالحية والثقة أو اإلخفاق الناتج عن طبيعة تصميم المنتج.
جراء
-األضرار في الموجودات المادية :الخسائر أو األضرار التي تلحق بالموجودات المادية ّ
كارثة طبيعية أو أية أحداث أخرى.
-توقف العمل والخلل في األنظمة بما في ذلك أنظمة الكومبيوتر :أي تعطل في األعمال أو
خلل في األنظمة.
-التنفيذ وادارة المعامالت :اإلخفاق في تنفيذ المعامالت أو إدارة العمليات والعالقات .يجب
على المصارف التعرف وتقييم جميع أنواع المخاطر التشغيلية التي تواجهها في جميع
اإلجراءات والسياسات التي يتم اتباعها في إدارة أعمالها ،كما يجب على المصرف قبل إطالق
أي منتج جديد أو نشاط جديد أو أي تغيير في النظام إلى تعريف هذا التغيير على خطة
العمل الموضوعة إلدارة المخاطر التشغيلية.
.1صادق راشد الشمري ،إدارة المصارف – الواقع والتطبيقات العملية ،-دار صفاء للنشر والتوزيع ،0225 ،ص.020
38
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.2.1المخاطر القانونية :ترتبط هذه المخاطر بعدم وضوح العقود المالية موضع التنفيذ،
أي أنها ترتبط بالنظام األساسي والتشريعات واألوامر الرقابية التي تحكم االلتزام بالعقود والصفقات
وربما تكون طبيعة هذه المخاطر خارجية مثل الضوابط الرقابية تؤثر في بعض أنواع األنشطة التي
تمارسها المصارف ،كما يمكن أن تكون ذات طبيعة داخلية تمت بصلة إلدارة المصرف ولموظفيه،
1
مثل االحتيال وعدم االلتزام بالضوابط والقوانين.
كما يمكن أن تكون مخاطر الخسارة على مستوى األسواق المالية من خالل مخاطر التوقعات
السوقية مثال ،والتي تنتج عن توقعات المستثمرين في األسواق المالية ما بين مشترين وبائعين ،ومن ثم
يتولد داخل السوق ما يسمى "النموذج العنكبوتي" يعني أن المستثمرين يتوقعون بيع ما لديهم من أسهم
في فترة زمنية معينة من السنة ،يعلمون بخبرتهم من السنوات السابقة بارتفاع السعر فيها ،لما سوف
توزعه تلك األسهم من كوبونات ،وبالمثل يتوقع بقية المستثمرين بهذا ،فيبدؤون بالبيع مبكرا ،ومن ثم
يترتب عليه انخفاض سعري يعقبه خسائر لفئة كبيرة من المجتمع ،وبالمثل للسنة التي تلي السنة يتوقع
انخفاض تلك األسهم ،فيلجأ الناس إلى عدم اقتنائها فيتجه سعرها نحو اإلرتفاع عند اإلعالن عن
2
توزيع األرباح.
39
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
تتمثل هذه المخاطر في المخاطر الحالية والمستقبلية التي تمس أرباح المصرف ورأسماله نتيجة
لعدم تقييده باألنظمة والقوانين والمعايير الصادرة عن السلطات الرقابية من وقت آلخر ،وان هذا النوع
من المخاطر يعرض المصرف لغرامات مالية وربما مخاطر السمعة وبالتالي التأثير على نشاطاته
بشكل عام ،حيث يعرف المصرف في األوساط المصرفية بأنه بنك غير ملتزم بأنظمة ولوائح الحكومة،
وقد تتسرب تلك المعلومات إلى قطاع كبير من المودعين والجمهور فتؤثر سلبا على قدرة المصرف
على استقطاب موارد مالية جديدة بإعتباره مصرفا مخالفا للقوانين واألنظمة ويخشى المودعون على
ودائعهم واستثماراتهم ،كما أن محفظته المالية ستتأثر من جراء هذه اإلجراءات.
لقد ساهم التوجه نحو العولمة المصرفية وسياسات التحرير المالي في حدوث األزمات المصرفية
وسرعة انتقالها ،حيث برزت التحديات في اواخر التسعينيات ومست األزمات ماال يقل عن ثلث الدول
األعضاء في صندوق النقد الدولي ،وكان لتلك األزمات تأثيرات على مجمل االقتصاديات الوطنية التي
حدثت فيها ،وبل امتدت تأثيراتها إلى مختلف األنظمة المالية التي ترتبط اقتصادياتها بها.
تؤدي المصارف دو ار كبي ار في تغذية اإلقتصاد بالسيولة ،فهي مجمع لألموال ووسيط بين أصحاب
الفوائض المالية وأصحاب العجز ،ويمنى نتيجة هذه العملية إذا أدارها بشكل جيد بأرباح كبيرة ،لكن قد
تعترض المصارف مجموعة من المخاطر والتي يسعى المدراء أثناء إدارتهم لهذه الفوائض المالية
تجنبها ،لكنهم يقفون في كثير من الحاالت عاجزين عن مواجهتها فيصاب هذا القطاع بأزمة مالية قد
تمتد إلى قطاعات أخرى.
41
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
ترجع كلمة األزمة إلى الكلمة الفرنسية Criseمن الالتينية Crirsisالتي تنحدر بدورها من اليونانية
،Krisis1وتعني في االصطالح التشريعي "لحظة الحكم" ،ثم استخدمت في الطب اللحظة الحاسمة ،أو
الفترة الحاسمة لمرض معين .وقد بدأ استخدام مصطلح األزمة في األدبيات الفرنسية في الكتب الطبية
ثم انتقلت إلى مجاالت أخرى منها علم النفس وعلم السياسة وعلم االقتصاد ،وخاصة في المجاالت
2
المالية والتجارية والصناعية والزراعية.
ويستعمل االقتصاديون الغربيون في بعض األحيان اصطالح الدورة المالية Cycleبدال من كلمة
Criseالتي تدل على األزمة ،ويمثل الفرق بين االصطالحين أن األزمة تدل على االختالل أو
االضطراب في مرحلة زمنية أو مكانية معينة ،في حين تدل الدورة Cycleعلى انتظام حصولها بصورة
متعاقبة ضمن الظواهر الطبيعية لها ،مما يعني أن حصول األزمات تمثل حالة متوقعة في النظام
3
الرأسمالي وتمثل أحد مظاهره الطبيعية.
.1.1.1مفهوم األزمة لغة :األزمة في اللغة تعني الشدة والقحط ،وهي موصوفة هنا
بوصفين ،أولهما كونها مالية متعلقة بالمال بالدرجة األولى ،والثاني كونها عالمية بمعنى أنها تشمل
دول العالم جميعها حيث لم تسلم منها دولة.
.1.1.2المفهوم االصطالحي لألزمة :يدور المعنى االصطالحي لمفهوم األزمة بصفة عامة
حول نفس المعنى ،إذ يمكن تعريف األزمة بأنها "مرحلة حرجة تواجه المنظومة االجتماعية وينتج
عنها خلل أو توقف في بعض الوظائف الحيوية لهذه المنظومة أو كلها ،ويصاحبها تطور سريع في
.1إبراهيم أبو العال ،األزمة المالية العالمية :أسبابها ،والحلول من منظور إسالمي ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،مركز النشر العالمي،
جامعة الملك عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية ،0225 ،ص.25
.2محمد محمود المكاوي ،األزمات االقتصادية العالمية –المفهوم-النظريات التي تفسر األزمات دراسة شخصية ألسباب األزمات ،دار الفكر
والقانون للنشر والتوزيع ،مصر ،0200 ،ص.02
.3فالح شفيع ،النشاط الربوي واالزمات المالية ،بحث منشور على الرابط ،http://alnoor.se/extra/26.doc :تاريخ االطالع:
.0205/25/00
40
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
األحداث ينجم عنه عدم استقرار في النظام األساسي لهذه المنظومة ويدفع سلطة اتخاذ القرار فيها
1
إلى ضرورة التدخل السريع لنجدتها واعادة التوازن لهذا النظام".
وبهذا المفهوم فإن الحكم على وضع معين اقتصادي ،اجتماعي ،سياسي...إلخ كونه أزمة يجب أن
يتصف بالخصائص التالية:
-انفجارات عنيفة واستقطابها لكل االهتمام من جانب جميع أفراد المجتمع والمؤسسات المتصلة
والمحيطة بها؛
-التعقيد والتداخل والتشابك في عناصرها ،عواملها ،أسبابها ...إلخ؛
-نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيا لدى متخذ القرار؛
-سيادة حالة من الخوف قد تصل إلى حد الرعب من المجهول التي يتضمنها إطار األزمة،
والتي يتضمن جانب منها انهيار الكيان اإلداري الذي حدثت به األزمة ،واشتداد جبهة
المواجهة واتساعها لتشمل أطرافا أخرى ،وأخي ار الدخول في دائرة من المجاهيل المستقبلية
التي يصعب معرفتها أو حسابها بدقة.
.1.1.2التعريف االقتصادي لألزمة
-األزمة االقتصادية هي فترة انقطاع في مسار النمو االقتصادي على النحو المعتاد حيث
ينخفض االنتاج ،ويقل معدل االستثمار وتزداد معدالت البطالة ...إلخ ،وهو ما قد يحدث
على مستوى الدولة أو على مستوى منطقة معينة وقد يحدث على مستوى العالم ،وهنا
2
توصف األزمة بأنها عالمية حيث تتسع وتتعمق دوائر تأثيرها وتأثرها.
-تعني توقف األحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادات والعرف مما يستلزم التغيير
3
السريع إلعادة التوازن لتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة.
وتعرف األزمة االقتصادية كذلك بأنها مرحلة تباطؤ للنشاط االقتصادي تأتي بعد مرحلة -
توسع اقتصادي ،وتتميز عادة بانخفاض عنيف لإلنتاج ) (depressionولمعدل النمو
4
) (recessionوبارتفاع معدل البطالة.
.1نعايم سعد زغلول ،تكنولوجيا المعلومات في إدارة األزمات ،رسالة ماجيستير ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،0555 ،
ص.00
.2السيد أحمد عبد الخالق ،دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين االيدولوجيا ومتطلبات الواقع العملي ،ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر
العلمي السنوي الثالث عشر حول الجوانب القانونية واالقتصادية لألزمة المالية العالمية ،يومي 20-20افريل ،0225جامعة المنصورة،
ص.20
.3السيد عليوه ،إدارة األزمات والكوارث واإلرهاب الدولي ،مركز الق اررات لالستشا ارت ،القاهرة ،الطبعة الثالثة ،0224 ،ص.01
.4عبد الرزاق سعيد بلعباس ،ما معنى األزمة؟ ،مركز أبحاث االقتصاد االسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،0225 ،ص.04
42
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-األزمة االقتصادية هي حالة حادة من المسار السيئ للحالة االقتصادية لبالد ،أو إلقليم ،أو
للعالم بأسره ،وتبدأ عادة من جراء انهيار ألسواق المال ،وترافقها ظاهرة جمود أو تدهور في
النشاط االقتصادي تتميز بالبطالة ،واإلفالس والتوترات االجتماعية ،وانخفاض القدرة الشرائية.
.1.1.2التعريف السياسي لألزمة :تشير األزمة بصورة عامة إلى موقف تتضارب فيه
العوامل ويؤدي فيه التغيير في األسباب إلى تغير مفاجئ في النتائج ،بمعنى آخر فإن األزمة هي
نتاج مجموعة من العوامل المتتابعة والمتراكمة تغذي كل منها اآلخر إلى أن تصل إلى حالة
1
االنفجار.
.1.1.2التعريف المالي لألزمة :ال يوجد تعريف أو مفهوم محدد لألزمة المالية ،لكن من
المفاهيم المبسطة لمصطلح األزمة المالية:
-األزمة المالية هي اضطراب حاد ومفاجئ فى بعض التوازنات االقتصادية يتبعه انهيار في
2
عدد من المؤسسات المالية تمتد آثاره إلى القطاعات األخرى.
-انهيار النظام المالي برمته مصحوبا بفشل عدد كبير من المؤسسات المالية وغير المالية مع
3
انكماش حاد في النشاط االقتصادي الكلي.
-كما يمكن تعريف األزمة بأنها انقطاع بالنسبة إلى مجرى النمو االقتصادي ،فاألزمة بهذا
4
المفهوم تأخذ بعدين أساسيين:
← البعد االول :بعد الذعر الناجم عن التهديد للكيان اإلداري الحالي والمستقبلي ،في التهديد
باضمحالل الحصص التنافسية وعدم اإليفاء بااللتزامات ،وافالس المؤسسة.
← البعد الثاني :بعد الزمن المتاح أمام إدارة األزمات التخاذ قرار سريع وصائب.
-األزمة المالية هي أزمة تمس أسواق المال وأسواق االئتمان في بالد معينة ،وقد تنتشر
لتتحول إلى أزمة إقليمية أو أزمة عالمية .واذا كانت األزمة المالية ال تتعلق في بداية األمر
إال باألسواق المالية ،فإن تفاقمها يؤدي إلى آثار ضارة باالقتصاد الحقيقي :تضييق االئتمان
وبالتالي انخفاض االستثمار ،مما يجر إلى أزمة اقتصادية ،بل حتى إلى ركود اقتصادي.5
-األزمة المالية هي حالة اضطراب أو توتر مالي يفضي إلى تعرض المتعاملين في األسواق
المالية بمشكالت سيولة واعسار ،مما يستدعي تدخل السلطات القائمة الحتواء تلك
.1محسن أحمد الخضيري ،إدارة األزمات ،مكتبة مدبولي ،مصر ،0220 ،ص. 40
.2عبد اهلل شحاتة ،األزمة المالية –المفهوم واألسباب ،بحث منشور على الرابط ،www.pideggpt.org/arabic/azma.doc :تاريخ
االطالع.0204/00/02 :
.3السيد البدوي عبد الحافظ ،إدارة األسواق المالية –نظرة معاصرة ،-دار الفكر العربي ،القاهرة ،0555 ،ص.15
.4دانيال أدنولد ،تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم ،ترجمة :األمير شمس الدين ،المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع ،بيروت،0550 ،
ص.00
.5عبد الرزاق سعيد بلعباس ،مرجع سبق ذكره ،ص.05
43
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
األوضاع ،وقد تأخذ األزمة المالية شكل أزمة مديونية أو أزمة عمالت أو أزمة مصرفية
وتنطوي األزمة على اضطرار السلطات إلى التخلي عن السياسات المتبعة ،وذلك لتنفيذ
1
برنامج لدعم واعادة هيكلة االقتصاد بتمويل من الخزانة العامة وتطبيق إجراءات لإلصالح.
.1.2تعريف األزمات المصرفية :تعتبر األزمة المصرفية شكال من أشكال األزمة المالية،
ويحدث هذا النوع من األزمات عندما تكون حجم األصول غير الكفؤة الموجودة لدى معين معين
كبيرة جدا أو عندما تتفق المعلومات الصادرة عن مختلف الجهات (اعالم ،دراسات) على أن هناك
مؤشرات ذعر (تجميد ودائع ،غلق مصارف ،ضمان ودائع ،وجود مخططات انقاذ حكومية
2
للمصارف).
تتميز األزمة المصرفية عن األزمات المالية األخرى بشدتها وتأثيرها على النظام المالي ككل،
بسبب الدور الذي تلعبه المصارف في التأثير على فعالية النظام االقتصادي والمالي سلبا أو ايجابا
والذي يتحقق من خالل عملية الوساطة المالية والنقدية التي تقوم بها ،وهذا يعني أن تعرض القطاع
المصرفي الختالالت ،سيؤدي الى عدم استقرار النظام المصرفي ونظام المدفوعات ،وهذا بدوره سيؤدي
الى حصول اثار مناوئة للنظام المالي ككل.
وتعرف األزمات المصرفية بأنها:
3
فترة تكون فيها معظم المصارف فى حالة عدم سيولة أو إعسار؛ -
الحالة التي تصبح فيها المصارف في حالة إعسار مالي ،بحيث يتطلب األمر تدخال من -
المصرف المركزي لضخ أموال إضافية لهاته المصارف أو إعادة هيكلة النظام المصرفي ،إلنقاذ
تلك المصارف وتوفير السيولة النقدية الكافية وتجنيب المصارف التجارية اإلفالس ومن ثم انهيار
النظام المصرفي؛
-أزمة تنشأ عندما تكون االلتزامات الموجودة في المصارف بحجم يفوق األصول المقابلة لها لدرجة
أن يكون دخل النظام المصرفي غير كاف لتغطية نفقاته؛
-تحدث األزمة المصرفية عندما تقل سيولة المصارف التجارية بحيث ال تستطيع هذه األخيرة تلبية
طلبات سحوبات المودعين ،وهذا بسبب إفراط هذه المصارف في منح االئتمان وعدم تقيدها
باإلبقاء على االحتياطيات القانونية المحددة من طرف المصرف المركزي ،فتصيب مجموعة
المودعين حالة من الذعر تؤدي إلى إقبال الكثير منهم على سحب ودائعهم فتعجز المصارف
.1جودة عبد الخالق ،األزمة المالية العالمية أزمة نظام ال أزمة سياسات ،السياسة الدولية ،عدد رقم ،025يناير ،0225ص.00
.2محمد يونس الصائغ ،شيماء عبد الستار جبر الليلة ،األزمات المالية العالمية وسبل تجنبها ،مجلة الرافدين للحقوق ،المجلد ،05العدد،50
ص.125
3
. Demerguc Kunt, Enrica Detragiache, Poonam Gupta, Inside the Crisis: An Emperical Analysis of
Banking Systems in Distress, IMF Working paper wp/00/56, oct2000.
44
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
التجارية عن توفير السيولة النقدية الكافية لتلك السحوبات ،مما يضطرها لالقتراض من المصارف
األخرى ،ولكن تخوفها من حدوث األزمة يمنعها من االقتراض فيما بينها.
وعليه يمكن القول بأن األزمة المصرفية هي شكل من أشكال األزمات المالية ،تحدث عندما يستنفذ
كل أو معظم رأس مال الجهاز المصرفي في قروض متعثرة ،ما يؤدي إلى اندفاع فعلي لسحب الودائع
من أحد المصارف أو عدد منها بسبب وجود حالة من الذعر المصرفي ،وتحدث عندها حالة إعسار
مصرفي قد يضطر معها الجهاز بأكمله إلى إيقاف قابلية تحويل التزاماته أو إلى إرغام الحكومة على
1
التدخل لمنع ذلك من خالل تقديم مساعدات كبيرة.
واألزمة المصرفية إما أن تكون أزمة سيولة لدى المصرف ،أو أزمة في االقراض أو ما يسمى أزمة
2
االئتمان:
-أزمة السيولة :تحدث أزمة السيولة عندما يواجه مصرف ما زيادة كبيرة ومفاجئة في طلب سحب
الودائع ،في الوقت الذي يقوم فيه المصرف يقوم بإقراض أو تشغيل معظم الودائع التي لديه ويحتفظ
ب نسبة بسيطة لمواجهة طلبات السحب اليومي ،وهو ما يجعله عاج از بطبيعة الحال عن االستجابة
لطلبات المودعين إذا ما تخطت تلك النسبة ،وبالتالي تحدث األزمة ،واذا حدثت مشكلة من هذا
النوع وامتدت إلى بنوك أخرى ،فتسمى في تلك الحالة أزمة مصرفية شاملة Systematic Banking
،Crisisوالتي تتمثل بعدم وجود استقرار مصرفي وظهور تزاحم كبير على المصارف السترداد
الودائع قد يترافق مع قيام المصارف بتجميد الودائع أو تعطل هذه المصارف مع إخفاق في
المنشآت المالية واستنفاذ رأس المال المصرفي أو دعم حكومي كبير لهذه المصارف والذي قد
يشكل عبئا مالية كبي ار على الحكومة مما يؤدي إلى زيادة مديونيتها ،ومن ثم زيادة متطلبات خدمة
الدين ،وسيؤدي ذلك إلى اضطراب السياسة المالية للحكومة مما يؤثر سلبا على ق اررات االستهالك
واالستثمار ،ويفضي فيما بعد إلى انخفاض معدل النمو االقتصادي ،وعليه فاألزمة المصرفية
الشاملة تتضمن إخفاق النظام المصرفي للبلد مع وجود تأثيرات كبيرة على متغيرات حقيقية مثل
اإلنتاج واالستثمار واالستهالك وغيرها.
-أزمة االئتمان :وهذه األزمة تحدث عندما تتوافر الودائع لدى المصارف وترفض هذه األخيرة منح
القروض ،خوفا من عدم قدرتها على الوفاء بطلبات السحب التي تحدث أزمة في اإلقراض ،وهو ما
يسمى بـأزمة االئتمان أو ،Credit Crunchوفي هذه الحالة تعتبر األزمة المصرفية غير شاملة فهي
عبارة عن عدم استقرار مصرفي ولكن ال يترافق مع التأثيرات األخرى .وقد حدث في التاريخ
45
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المالي للمصارف العديد من حاالت التعثر المالي مثل ما حدث في بريطانيا لبنك & Overend
Gurneyوما حدث في الواليات المتحدة عندما انهار بنك Bank of United Statesفي عام 0510
وبنك .Bear Stearns
1
وتتجلى مظاهر األزمة المصرفية في:
-ارتفاع كبير في مستوى الطلب على النقود ،بحيث ال يمكن تلبية هذا الطلب لجميع الشرائح وذلك
في المدى القصير؛
-عدم قدرة المقترضين الذين كانوا في ظل حالة سابقة في وضع جيد على االقتراض ،مما يعكس
االنهيار في سوق االقراض؛
-االضطرار إلى بيع أصول لخروج االلتزامات عن الخط المعتاد نتيجة القيمة السوقية لألصول،
وتعرض قيمة األصول إلى مزيد من التراجع ،واحداث فقاعات في مستويات األسعار؛
-انخفاض شديد في قيمة أصول المصرف ،مما يترجم عدم سالمة الوضع المالي لعدة مصارف وبما
يؤدي إلى انهيار بعضها ،والتدافع على سحب الودائع ،ويمكن توفر كل المظاهر السابق اإلشارة
إليها في أية أزمة مالية مصرفية بدرجة متفاوتة حسب كل حالة.
تمر األزمة بخمسة مراحل تمثل دورة حياتها ،وتتمثل هذه المراحل فيما يلي:
.1فؤاد حمدي بسيسو ،رؤية المصرفيين واالقتصاديين العرب لمواجهة األزمة المالية الدولية واالستثمار في المستقبل ،مجلة اتحاد
المصارف العربية ،العدد ،2009 ،118ص.02
46
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المصدر :ممدوح رفاعي ،ماجدة جبريل ،إدارة األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،ص.11
1
هناك العديد من المعايير المستخدمة في تمييز األزمات المصرفية عن األزمات األخرى أهمها:
نسبة القروض المعدومة ( )Non Performing Loans-NPLإلى مجموع القروض تتجاوز %02؛ -
-تجاوز حجم اإلصالح أو عملية اإلنقاذ %20من الناتج المحلي اإلجمالي.
إذا نتج عن األزمة تأميم بعض المصارف. -
-هناك حالة ذعر مصرفي Bank-Runsمتمثل في تسييل كبير للودائع من قبل المودعين مما
يستدعي تدخل السلطات من خالل تجميد الودائع أو إغالق المصارف أو تعميم تأمين القروض
.1أحمد طلفاح ،األزمات المالية وأزمات سعر الصرف وأثرها على التدفقات المالية ،المعهد العربي للتخطيط ،األردن ،أبريل ،0225ص. 00
47
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
1
كما تتميز األزمات المصرفية بأن:
-تكلفة إنقاذ النظام المصرفي مرتفعة في الدول الناشئة أكثر من الدول الصناعية باإلضافة إلى
تكلفة األزمات تؤدي إلى سوء استخدام الموارد وبالتالي ضياع االنتاج.
-األزمات المصرفية أكثر طوال وأكبر خسارة :حيث يستغرق التعافي 1سنوات ،الخسارة في النمو
تصل إلى %00.5مقارنة بالنمو االتجاهي ،خسارة األزمات المصرفية في ظل أزمات الصرف
كانت أكبر وتصل إلى %04.5من النمو الضائع.
.1بلقاسم العباس ،أسباب األزمات المالية والنماذج المفسرة لها ،المعهد العربي للتخطيط ،عمان ،0226 ،ص.02
48
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.2.2حالة عدم االستقرار في بعض المتغيرات االقتصادية الكلية :إن الطبيعة الخاصة
للتغيرت الكبيرة التي تحدث كنتيجة لتقلبات األسعار وفقدان الثقة
ا للمصارف تجعلها شديدة الحساسية
من قبل المودعين ،فضال عن العوامل الخارجية كتقلبات شروط التبادل الدولي وأسعار الفائدة العالمية
واآلثار المترتبة عليها من حفز انتقال رؤوس األموال وتغير أسعار الصرف ،وهذا ما قد يوقع
المصارف في مشاكل جمة ،سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ،فضال عن أن هناك المتغيرات
1
المحلية ،كمعدالت التضخم ومستوياتها ومدى تقلب األسعار محليا.
.2.2.2التغلغل الحكومي والقيود المرنة حول القروض المرتبطة به :يلعب كل من التدخل
الحكومي والقيود المرنة دو ار هاما في خلق األزمات المصرفية ألنها تسمح بتدخل األهداف السياسية
للحكومة أو أصحاب المصالح الخاصة فى كل نواحي العمليات المصرفية وتؤدي إلى تدهور معدالت
الربحية والكفاءة ،وتخضع القروض التي تمنحها المصارف المملوكة للدولة (القطاع العام) لتوجيهات
حكومية إما بشكل مباشر أو غير مباشر أكثر من تلك التي تتعرض لها المصارف الخاصة ،فقد
أنشئت معظم المصارف العامة لتخصيص القروض لقطاعات معينة وغالبا ما كانت الجدارة االئتمانية
لهذه القطاعات أو هؤالء المقترضين محل اهتمام أو تلقى وزنا كبي ار عند منح االئتمان والتي تعرف
كذلك بـ "إقراض السياسة" حيث أن العديد من البلدان أثناء عصر اشتراكية الدولة لم يكن عندها قطاع
مصرفي خاص:
-في البلدان مثل روسيا والصين وفيتنام ،وجدت المصارف فقط لتمويل النشاطات الحكومية
والمشاريع المملوكة للدولة واقراضهم كان ناد ار ما يستند إلى المعايير المالية الصحيحة ،كان
لدى العديد من هذه الشركات الرسمية موظفين زائدين وغير أكفاء ،ولم يطلب من تلك
الشركات تحقيق األرباح ،ولم تكن الحكومات تدعم هذه األعمال التجارية بشكل مباشر بل
استخدموا النظام المصرفي لتحويل األموال إلى هذه الشركات ،فقد كانت اإلعانة المالية
الطريق األكثر وضوحا لدعم األعمال التجارية والوظائف التي خلقوها ،ولكن تمويل الشركات
من خالل النظام المصرفي وضعت المصارف تحت الخطر ،في العديد من هذه البلدان كان
هناك مصارف مصنفة والتي مولت عدة أنواع من الصناعات ،المزارعون ،والتجارة الخارجية؛
في الب ارزيل ،أرغمت الحكومة المصارف لتوقف هذا النوع من القروض المقسمة حسب -
2
القطاع وأخرجت مصارف إقليمية تنموية متخصصة.
.عبد الصمد سعدون عبد اهلل ،إدارة األزمات المالية في اقتصادات متقلبة (نموذج دول مجلس التعاون الخليجي) ،مجلة كلية بغداد للعلوم
1
49
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.2.2.2إتباع سياسة المصرف كبير ال يجب أن يفشل :Too Big to failفالمصرف الكبير
إذا ظهرت بوادر األزمة عليه تتدخل الحكومة إلنقاذه ،خوفا من انتشار العدوى إلى المصارف
األصغر ،مما جعل المؤسسات المالية الكبيرة تتمادى في االستثمار في أصول عالية المخاطر وهي
تضمن أنه في حالة تعثرها ستحصل على المساعدة من قبل مؤسسة التأمين على الودائع.
.2.2.2ارتفاع أسعار الفائدة :حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر على المصارف ،وذلك ألن
أسعار الفائدة العالية تجعل من القروض أغلى عند اإلعادة ،خالل األزمة اآلسيوية شجع صندوق النقد
الدولي البلدان على التالعب بأسعار الفائدة لدعم عمالتهم ،التي كانت في هبوط مستمر ،وما إن
ارتفعت أسعار الفائدة (والتي وصلت إلى %12في اندونيسيا) بدأت المصارف بالفشل أيضا.
.2.2.2اإلفراط في منح القروض والتركيز على قطاعات معينة :إن الت ازيد الكبير في عمليات
إقراض المصارف وانهيار أسعار األصول المالية تعد من أساسيات العوامل التي عادة ما تسبق
األزمات المصرفية ،كما أن االقتصادات الناشئة والتي كانت من أكبر المتلقين للتدفقات الصافية من
رأس المال الخاص كانت هي األخرى من بين أكبر االقتصادات التي شهدت نموا كبي ار في قطاعاتها
التجارية والمصرفية وأخي ار فإن جزءا كبي ار من التدفقات التى تدفقت على المنطقة في التسعينيات من
القرن الماضي ،يمكن اعتبارها من العوامل التى بني عليها تفاؤل أكثر من الالزم حول آثار سياسة
اإلصالح االقتصادي التي قامت بها الدول المضيفة.
كما أن بعض المصارف تعرضت لمشاكل بسبب اإلفراط في إقراض قطاعات معينة ،حيث أن
الحاجة إلى اإلقراض المالي يسبب في أغلب األحيان ارتفاع مفرط في قيمة األصول إلى درجة التي
تتجاوز قيمة الثروة المعقولة ،بينما كانت األسعار في هبوط ،عملت المصارف على رفع ضمانات
اكتتابها بأعلى من قدرها ،المثال األكثر شيوعا عن الفقاعات حين قامت المصارف في تايالندا
ات المكاتب ،وبعد ذلك بوقت قريب
والفيتنام بإقراض المال للشركات التي قامت ببناء أو شراء عمار َ
هبطت أسعار تلك العمارات وبذلك لم تعد تلك الشركات قادرة على إعادة دفع قروضهم ،فهناك عدد
من المصارف التايالندية تعرضت لألذى لتقصير سداد تلك القروض ،وبانكوك عانت من المئات من
العمارات المكتبية الفارغة.
.2.2.2تعدد نظم أسعار الصرف :إن المصارف على عالقة وثيقة بتقلبات العملة ،فأزمات
العملة يمكن أن تؤدي إلى األزمات المصرفية ،والعكس بالعكس وأحيانا االثنان يظهران معا ،ويمكن
أن ندعو هذا الحدث باسم "ظاهرة األزمة المزدوجة " فإذا قامت المصارف في الدول النامية باإلقراض
بالدوالر وهبطت قيمة العملة المحلية فسيكون من المكلف أكثر إعادة القرض بالدوالر وبذلك سوف
تتدهور ميزانيات تلك المصارف ،وعلى قدرة المصارف المركزية على القيام بدور المقرض األخير
للمصارف التي تواجه مشاكل سيولة أو عسر مالي ،تلك كانت المشكلة الرئيسة في كوريا واندونيسيا
51
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
خالل األزمة اآلسيوية وواحدة من األسباب التي دعت األرجنتين لتأجيل تخفيض قيمة البيزو أثناء
األزمة في .0220
.2.2.2ضعف األطر القانونية في النظام المحاسبي 1:إذا كان الهيكل المؤسسي الذي تعمل
في إطاره المصارف هشا أو ضعيفا ،فإن أداءها سيتأثر بشكل سيء ،ويرى معظم المحللين أن النظم
المحاسبية المتبعة واجراءات اإلفصاح المحاسبي وكذلك اإلطار التشريعي تعتبر من معوقات فعالية
جهاز السوق وممارسة اإلشراف الفعال على المصارف ،وأوجه الضعف هذه تؤدي إلى تدهور معدالت
الربحية ،وال يستطيع المستثمر الخاص أو المشرفون على الرقابة إدارة وتنظيم المصارف التي ترتكب
أخطاء بدون معلومات تتسم بالدقة والموضوعية والشمول حول المقدرة االئتمانية للزبائن والمقترضين،
واذا كان النظام التشريعي يتسم بالتعقيد وبطء اإلجراءات وطولها سواء للمصارف للمطالبة بحقوقها
تجاه المقترضين أو فى حاالت اإلفالس فإن النتيجة هي ارتفاع خسائر المصارف وارتفاع تكاليف
اإلقراض.
.2.2.2الفشل التنظيمي :غالبا ما تفتقد الدول النامية إلى التعليمات الكافية كونهم لم يعززوها
بالشكل األمثل ،فمن الممكن أن تكون الرقابة ضعيفة على منح القروض ،االفتقاد إلى التأمين على
الودائع المصرفية والقليل من متطلبات رأس المال ،فمن الصعب على المصارف المطالبة بتأمين كما
أن الحكومة ال تدعمها عندما تحاول جمع الديون ،وهنا يكمن دور األنظمة التي يمكن أن تناقش ولكن
ليس هناك سؤال يمكن أن يثار أثناء األزمات المصرفية وذلك لفقدان األنظمة الجيدة ،كما تعتبر انعدام
الرقابة الحكومية واحدة من أبسط الطرق التي يمكن أن تحدث األزمات المصرفية حيث أن المصارف
في كثير من األحيان تسعى وراء تحقيق المكاسب على الرغم من أن المخاطر عالية للغاية (مثل
اإلفراط في االعتماد على المشتقات).
.2.2.12أثر العدوى :Contagion Effectنتيجة للعولمة والترابط الدولي ،فشل اقتصاد واحد
يمكن أن يخلق تأثي ار يشبه الدومينو .ففي عام ،0228عندما انهار اقتصاد الواليات المتحدة،
وانخفضت القوة الشرائية والناتج االقتصادي ،انعكس تأثيره على جميع االقتصاديات المرتبطة
باالقتصاد األمريكي (والتي تشمل معظم دول العالم) ،وهذا ما يسمى بالعدوى.
.2التطور التاريخي لألزمات المصرفية
لقد شهد العالم كله تقريبا أزمات مصرفية ولكنها حدثت في فترات مختلفة ،والسيما في فترات
التحول االقتصادي من نظام اقتصادي تسيطر عليه الدولة وهو النظام االشتراكي إلى النظام الرأسمالي
.1خليل حسين ،أسباب االزمات المالية العالمية وسياسات مواجهتها ،بحث منشور على الموقع االلكتروني (موقع خاص للدراسات والبحوث
اإلستراتيجية) يوم ،www.drkhalilhussein.blogspot.com/2008/10/blog -post.html :0228/02/02تاريخ االطالع:
.0204/00/05
50
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الذي يأخذ بمزيد من الحرية االقتصادية ويتجه نحو مزيد من التحرير االقتصادي والمالي ومزيد من
تقليص دور القطاع العام من خالل بيع وحداته المالية واالقتصادية للقطاع الخاص بطريقة ال تتميز
بالتدرج بل باالندفاع مع إهمال اعتبارات التكاليف والمنافع االقتصادية من وجهة نظر المجتمع.
1
وتتضمن األزمات المصرفية بعدان:
-أزمة فردية :حيث تكون األزمة محدودة بفشل مصرف واحد ،وتقتصر العواقب فقط على الدائنين
والمساهمين دون تأثير خطير على القطاع المالي والقطاع الحقيقي؛
-أزمة نظامية :حيث تمتد األزمة إلى المؤسسات المالية األخرى ،وتؤدي إلى انقطاع الخدمات
المالية والمصرفية التي تؤثر على القطاع الحقيقي.
ويمكن القول أن األزمة المصرفية نظامية Systematic Banking Crisisإذا تم استيفاء شرطان
2
يتمثالن في:
-ضائقة مالية كبيرة للقطاع المصرفي ( خسائر في النظام المصرفي -و /أو تصفية المصرف)؛
-اتخاذ تدابير هامة للتدخل في السياسة المصرفية استجابة للخسائر الكبيرة في النظام المصرفي.
يرجع تاريخ األزمات المالية العالمية –والتي تضم األزمات المصرفية وأزمات سعر الصرف إلى
أواخر القرن التاسع عشر وتبلورت في أزمة الكساد الكبير في ،0511-0505ولذلك فهي ليست ظاهرة
جديدة في االقتصاد العالمي وخالل العقدين األخيرين عانت كثير من الدول– سواء الصناعية أو
الناشئة أو دول التحول من التخطيط المركزي السابق – من نوع أو آخر من هذه األزمات وبدرجات
متفاوتة ،وخالل الفترة 0552-0525كانت هناك أكثر من 058أزمة سعر صرف و 54أزمة مصرفية،
وكانت أزمات أسعار الصرف األكثر شيوعا من األزمات المصرفية خالل الفترة ،0586-0525بينما
سادت األزمات المصرفية في الفترة ،0552-0582وارتبط ذلك بسياسات التحرير المالي التي انتشرت
خالل تلك الفترة ،وقد كان على بعض دول أمريكا الالتينية أن تعيد هيكلة نظامها المصرفي في
الثمانينيات والتسعينيات ،وفى أواخر التسعينيات تدهور أداء المصارف في دول البلطيق لدرجة أدت
إلى تدخل الحكومات لدعم المصارف الكبيرة ،وفى معظم الدول التي تحولت إلى اقتصاد السوق فإن
النظام المصرفي فيها شهد خسائر ضخمة ،وأخي ار فإن األزمة المالية في دول شرق آسيا أعادت إلى
األذهان مرة أخرى كيف يمكن لهذه األزمات أن تتفجر مع صعوبة تقدير اآلثار المتشعبة لها والتي
1
. Raymond BERNARD, Origine et traitement des crises bancaires :généralités, AFRITAC de l'Ouest,
15/04/2011, p02.
2
. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working Paper,
WP/12/163, June 2012, p04.
52
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
تنتشر في شكل عدوى وبائية ،حتى المصارف األمريكية لم تسلم من األزمات ففي أواخر الثمانينيات
وأوائل التسعينيات عانى أكثر من 25مصرفا من بين 525مصرف في والية نيوانجالند من الفشل
وانخفضت بشدة أسعار األصول العقارية بحيث كان ذلك سببا في فشل أكثر من %04من مصارف
1
نيوانجالند.
إن أهم ما يميز األزمات المصرفية خالل القرن 08أنها أزمات فردية مست عددا محدودا من
المصارف ولم تنتقل لباقي القطاع المصرفي ،ويمكن تلخيص أهم هذه األزمات من خالل الجدول رقم
(.)0-0
وقعت هذه األزمة خالل شهري مارس وأفريل سنة ،0520نتيجة التوسع في منح االئتمان من قبل الذعر المصرفي في
بنوك امريكية تأسست حديثا ،فضال عن تفشي المضاربة من قبل كل من ،William Duer الواليات المتحدة
Alexander Macombوغيرهم من المصرفيين البارزين ،حيث قاموا بالعمل على رفع أسعار األمريكية 1222
سندات الدين األمريكية وأسهم المصارف ،ولكن عندما حدث تخلف عن سداد القروض ،انخفضت
األسعار بسبب فقدان الثقة بالمصارف ،ولقد كان وزير الخزانة األمريكي Alexander Hamilton
قاد ار على إدارة األزمة ببراعة من خالل منح المصارف مئات اآلالف من الدوالرات لتفعيل عمليات
السوق المفتوحة للسندات ،وهو ما أدى إلى تحقيق االستقرار في ماي .0250
1
. Eric Rosengern, Will Greater Disclosure and Transparency Prevent the Next Banking Crisis,
Paper presented at a conference jointly sponsered by The FED of Chicago and IMF, P06.
53
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
هي أول أزمة مالية ناتجة عن حالة الذعر الجماعي ،أدت إلى ركود التجاري األوسع في كل من األزمة النقدية 1222
بريطانيا العظمى والواليات المتحدة األمريكية ،في الواليات المتحدة األمريكية ظهرت المشاكل ألول
مرة عندما انفجرت فقاعة المضاربة على األراضي سنة ،0256ثم تعمقت األزمة حيث تعرض
بنك إنجلت ار في 0252-20-06إلى انحصار شديد في حجم االحتياطي بموجب قانون تقييد
المصرف the Bank Restriction Actسنة ،0252أدى ذلك إلى انتشار الذعر بين المواطنين
والشركات الذين سارعوا إلى سحب مدخراتهم من المصارف والتسبب في إفالس جماعي.
Source: The group wikipedia, List of banking crises, in :wikipedia :the free encyclopedia, available:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_banking_crises (15/04/2015).
يمكن تلخيص أهم األزمات المصرفية خالل القرن 05من خالل الجدول رقم (:)0-0
االنهيار المالي 1222أزمة سوق األسهم في لندن إثر مضاربات مكثفة باستثمارات أمريكا الالتينية (المصارف ،التأمينات،
تسليح السفن ،بناء القنوات ،)...انخفضت قيم أسهمها انخفاضا شديدا في بورصة لندن فأفلست
مصاف عديدة وأكثر من 1122مؤسسة؛ رغم أن هذه األزمة تركزت في بريطانيا العظمى إال أنها
تعتبر أولى األزمات التي مست البورصة ،وتعتبر هذه األزمة أول أزمة اقتصادية حديثة ال تنسب إلى
حدث خارجي مثل الحرب ،وبالتالي بداية الدورات االقتصادية الحديثة.
االنهيار المالي 1222حيث عانى االقتصاد األمريكي من أزمة مالية أسفرت عن ركود كبير استمر حتى سنة ،0842
حيث انخفضت األرباح واألسعار ،انخفاض األجور في حين ارتفعت البطالة ،وأصاب الذعر
األصول المحلية واألجنبية .وترجع األزمة إلى االنهيار في البورصة انجلت ار بعد قرار الرئيس
األمريكي أندرو جاكسون اشتراط بيع األراضي مقابل معادن نفيسة ،وهو ما شكل ضربة قاضية
للمضاربة في سوق العقار األمريكي ،وبما أن المصارف كانت تقترض من بريطانيا فقد تلقت بريطانيا
الجزء األصعب من الصدمة قبل أن تنتقل األزمة إلى أمريكا عام ،0812وعلى الرغم من االنتعاش
الوجيز في عام ،0818إال أن الركود استمر لحوالي سبع سنوات .انهارت المصارف وفشلت
شركات ،انخفضت أسعار ،وفقد اآلالف من العمال وظائفهم ووصلت البطالة ٪05في بعض
المناطق.
أ دى انهيار أسعار أسهم شركات السكك الحديدية في المملكة المتحدة وفرنسا إلى أزمة في النظام الذعر المصرفي
االئتماني باإلضافة إلى هلع مصرفي وفشل العديد من المؤسسات غير المصرفية. 1222
54
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
األزمة االئتمانية في الواليات المتحدة تثير هبوط أسعار األسهم وكساد اقتصادي يسود كافة الدول الذعر المصرفي
التي تربطها مصالح نقدية ،مالية ،واقتصادية. 1222
أزمة مالية في المملكة المتحدة ناجمة عن المضاربات الخاصة بالسكك الحديدية وانهيار السوق الذعر المصرفي
المالية (يوم الجمعة األسود) ،تبعه هلع مصرفي نجم عنه نقص في السيولة وأزمة مصرفية. 1222
5ماي ،0821بورصتي فينا والنمسا بدأتا ما يسمى بفترة الكساد الكبير لالقتصاد العالمي بسبب الذعر المصرفي
المضاربات الضخمة التي لم تقابلها سوى ضمانات متدنية باإلضافة إلى أنها لم تكن مغطاة بإنتاج 1222
اقتصادي حقيقي مما سبب انهيا ار كليا انتقل إلى ألمانيا ،أوروبا والواليات المتحدة األمريكية.
أعرق مصرف بريطاني Baringsعلى وشك اإلفالس التام بسبب حيازته للسندات السيادية لدولة الذعر المصرفي
األرجنتين. 1222
انهيار مالي في الواليات المتحدة نتيجة محاولة المستثمرين تحويل سنداتهم الحكومية إلى ذهب. الذعر المصرفي
1222
Source: Ibid.
إن أهم ما ميز األزمات المصرفية خالل هاته الفترة أنها أزمات نظامية مست القطاع المصرفي
بأكمله ،إذ يمكن القول أن من بين اآلثار السلبية للعولمة المالية على الجهاز المصرفي هي تلك
األزمات القوية التي تعرض لها في العديد من دول العالم بما لها من آثار سلبية على مجمل
االقتصاديات الوطنية التي حدث فيها ،ويمكن تلخيص أهم تلك األزمات من خالل الجدول (:)1-0
55
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.1مازن إرشيد ،األوروغواي ..وطوق النجاة ،صحيفة العربي الجديد ،العدد ،084الصادرة يوم 4مارس ،0205النسخة االلكترونية ،الموقع
الرسمي للجريدة ،http://www.alaraby.co.uk :تاريخ االطالع.0205/24/06 :
56
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
أعلى ،والهدف هو تحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح لمؤسسات اإلقراض ،حيث بلغت ديون الرهن
العقاري 15مليار دوالر عام 0554ثم ارتفعت إلى 62مليار دوالر عام 0555ثم تصاعدت إلى 622
مليار دوالر عام ،0226ويالحظ أن المقابل للمخاطر التي كان يحصل عليها المقرض من المقترض
بالنسبة للرهون العقارية األقل جودة إنخفضت من 082نقطة أساس عام 0220إلى 012نقطة أساس
1
عام .0222
وقد بدأت بوادر األزمة تلوح في األفق منذ أوت ،0222أين تدهور االئتمان في السوق األمريكية
للقروض العقارية العالية المخاطر ،مما أدى إلى وقوع أزمة سيولة كبيرة في أسواق التمويل اآلجل بين
المصارف ،وفي هذه األثناء تدخلت المصارف المركزية الرئيسية بالعديد من اإلج ارءات لتوفير السيولة
المتعثرة ،غير أن الضغوط تجددت وتكثفت مع مطلع عام ،0228حين بدأت المؤسسات المالية في
اإلعالن عن خسائر ضخمة ،ارتبط معظمها باإلنكشاف في األوراق المالية المتعلقة بالقروض
العقارية ،ودخلت األزمة المالية منعطفا جديدا بحدوث سلسلة من األزمات وتعسر المصارف ،حيث
أعلن مصرف األعمال االستثماري العمالق ليمان براذرز Lehman Brothersإفالسه والذي يعتبر رابع
مصرف استثماري أمريكي ،حيث تكبد هذا األخير خسائر مالية جسيمة كان أفدحها خالل الربع الثالث
من عام 0228حيث بلغت نحو 4مليار دوالر أمريكي ،كما أعلن مصرف Bank of America
االندماج مع مصرف Mirill Lynchبطريقة االستحواذ ( ،)2.86-0كما اتفقت عشرة مصارف دولية
على إنشاء صندوق للسيولة برأس مال 22مليار دوالر لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحافي حين وافقت
2
المصارف المركزية على فتح المجال لإلقراض ،إال أن ذلك لم يمنع تراجع البورصات العالمية.
وتصل بعض التقديرات بإجمالي خسائر عالمية إلى حوالي 40تريليون دوالر وهو ما يعادل ثلث
الناتج العالمي لعام ،0228ويتمثل الجزء األكبر في خسائر األسهم 15تريليون دوالر أما بقية الخسائر
والتي تبلغ 5تريليون دوالر كانت من نصيب الشركات الخاصة والعقارات ،وبلغ عدد المصارف التي
أفلست في األزمة في الواليات المتحدة األمريكية فقط حوالي 158مصرفا حسب تقديرات االحتياطي
3
الفدرالي.
انتقلت تداعيات األزمة إلى األسواق المالية لمختلف الدول وبات عالجها عسيرا ،كما أن تزايد
ظاهرة الذعر المالي لدى المواطنين في الدول التي ضربتها األزمة وتوجههم نحو سحب أموالهم من
المصارف ،وتسارع حلقات هذه الموجة أدى بشكل واضح إلى انهيارات مالية في كبريات المصارف
.1عبد الستار سلمى ،األزمة المالية العالمية الحالية وأسبابها األساسية ،مجلة مصر المعاصرة ،القاهرة ،مصر ،0202 ،ص ص.65-68
.2هيثم يوسف عويضة ،األزمة المالية العالمية وانعكاساتها اإلقليمية ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،0204 ،ص.055
.3الدائرة المالية لحكومة دبي ،األزمة المالية العالمية -دروس مستفادة ،-إدارة الدراسات المالية ،0224 ،ص.25
57
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
االئتمانية ،بحيث اضطرت المصارف والمؤسسات المالية المختلفة إلى بيع أصولها بأسعار متدنية مما
زادت من تنامي هذه الخسائر األمر الذي أدى إلى تراجع الثقة في األسواق بشكل كبير.
والجدول التالي يوضح تأثير األزمة المالية العالمية على اقتصاديات الدول من خالل االجراءات
والتدخالت التي قامت بها تلك الدول لمواجهة األزمة خالل الفترة :0200-0222
Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An
Update, IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p06.
من خالل هذا الجدول يمكن اعتبار أن األزمات النظامية هي تلك األزمات التي تتخذ فيها الدولة
ثالث إجراءات على األقل من مجموع اإلجراءات الموضحة (دعم واسع للسيولة ،ضمانات كبيرة على
الخصوم ،تكاليف كبيرة إلعادة الهيكلة ،شراء األصول الهامة والتأميم) ،أما الحاالت األخرى فإن الدولة
تكون قد إتخذت اجراءات أقل لمواجهة األزمة.
58
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-ويكون الدعم واسع للسيولة عندما تتجاوز مبالغ المطالبات للبنك المركزي للقطاع المالي ودعم
السيولة من الخزينة %5من إجمالي الودائع والمطلوبات األجنبية وأكبر مرتين على األقل من
مستويات السيولة قبل األزمة؛
-وتعتبر تكاليف إعادة هيكلة المصارف كبيرة عندما تتجاوز %1من إجمالي الناتج المحلي مع
استبعاد السيولة ونفقات شراء األصول؛
-وتكون الضمانات على اإللتزامات كبيرة عندما تشمل اإلجراءات إلتزامات للمؤسسات المالية أكبر
من مجرد زيادة حدود التغطية للتأمين على الودائع؛
-وتعتبر عمليات التأميم كبيرة عندما تؤثر على هيكل المؤسسات المالية.
.2.2.2األزمة المزدوجة واألزمة الثالثية :غالبا ما تحدث األزمة المصرفية جنبا إلى جنب
مع أزمة سعر الصرف أو أزمة الديون السيادية ،حيث قد تكون األزمة مزدوجة وتعني حدوث أزمة
مصرفية يليها أو يسبقها أزمة في سوق الصرف ،أو قد تكون أزمة ثالثية وتعني حدوث أزمة مصرفية
يليها أو يسبقها أزمة في سوق الصرف ،ويليها أو يسبقها أزمة دين ،وتعتبر األزمات المزدوجة التي
ترتبط مع أزمات العملة (إما المصارف أو أزمات الديون لسيادية) األكثر شيوعا ،في حين أن تلك
التي تنطوي على كل من المصارف والديون السيادية هي األقل شيوعا ،1وفي دراسة أعدها صندوق
النقد الدولي تضمنت أكثر من 52بلدا بين الفترة 0552-0525كانت أزمة سعر الصرف األكثر
انتشا ار في النصف األول من الفترة 0586-0525وهذا ناتج عن الصدمات الخارجية التي تعرضت لها
ر في النصف الثاني من الفترة -0582
الكثير من البلدان ،أما األزمات المصرفية فكانت أكثر انتشا ا
0552وهذا ناتج عن عملية تحرير القطاعات المالية التي وقعت في العديد من البلدان ،2والشكل
التالي يوضح حدوث األزمة المزدوجة واألزمة الثالثية:
1
. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working Paper,
WP/12/163, June 2012, p12.
.2هبة الباز ،األزمات المالية المعاصرة (األسباب ،العالج ،الدروس المستفادة) ،رسالة دكتوراه غ منشورة ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس،
مصر ،0228 ،ص.41
59
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An
Update, IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p12.
يتم قياس نتائج األزمات المالية من خالل أربعة متغيرات أساسية تتمثل في :التكاليف المالية لألزمة
(النفقات المالية المباشرة المتضمنة حزمة انقاذ القطاع المالي) ،الخسائر الناتجة ،الزيادة في الدين
العام ،ونسبة القروض المتعثرة.
-تشمل التكاليف المالية اجمالي النفقات المالية المباشرة منذ بداية األزمة إلى نهايتها؛
-يتم قياس الزيادة في الدين العام نسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي خالل فترة أربع سنوات بدءا
بسنة األزمة ،أي أن الزيادة في الدين العام تقاس بالنسبة المئوية من الناتج المحلي االجمالي
خالل الفترة [ ، ]T+3 ,T-0حيث Tتمثل سنة بداية األزمة.
ويوضح الشكل التالي الخسائر التي خلفتها بعض األزمات حيث تمثل :Tسنة 0222في الواليات
المتحدة االمريكية 0228 ،في كل من ايرلندا وألمانيا 0554 ،في المكسيك 0552 ،في تايلندا واليابان،
وبإعتبار أن الناتج المحلي االجمالي عند T-4يساوي .022
61
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update,
IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p16.
حيث يالحظ االنحراف الكبير للناتج االجمالي المحلي قبل وبعد األزمة للدول التي تضررت من
األزمات المصرفية للفترة ،0228-0554وهو ما يوضح جليا حجم األضرار التي خلفتها تلك األزمات
وانعكاسها على االقتصادات الوطنية.
ويوضح الجدول التالي المقارنة بين التكاليف والخسائر الناتجة عن األزمات السابقة خالل الفترة
0226-0522وتكاليف األزمة المالية العالمية :0225-0222
60
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Resolution of Banking Crises: The Good, the
Bad, and the Ugly, IMF Working Paper, WP/10/146, June 2010, p22.
ويالحظ من خالل المعطيات السابقة أن الخسائر الناتجة عن األزمة المالية في الفترة 0225-0222
(مع العلم أن األزمات الجديدة تتضمن األزمات في كل من :النمسا ،بلجيكا ،الدنمارك ،ألمانيا،
أيسلندا ،أيرلندا ،التفيا ،لوكسمبورغ ،منغوليا ،هولندا ،أوكرانيا ،المملكة المتحدة ،والواليات المتحدة
األمريكية ).كانت أكبر من الخسائر الناتجة عن األزمات المالية السابقة خالل الفترة ،0226-0522
وكذلك نفس األمر بالنسبة لتأثير األزمات على الدين العام حيث سجل %01.5من اجمالي الناتج
المحلي خالل الفترة ،0225-0222و %06.1من اجمالي الناتج المحلي خالل الفترة ،0226-0522أما
بالنسبة للتكاليف المالية المباشرة فكانت عكس ذلك.
تطرح في األدبيات االقتصادية والتجارب العملية جملة من السياسات الهادفة الى تقليل احتمال
1
حدوث األزمات المالية منها:
-محاولة تقليل االضطرابات والمخاطر التي يتعرض لها الجهاز المصرفي :وذلك من خالل
استخدام أسلوب التنويع وشراء تأمين ضد تلك المخاطر واالحتفاظ بجزء أكبر من االحتياطيات
المالية لمواجهة مثل تلك التقلبات ،واستخدام سياسات مالية ونقدية متأنية وأكثر التزاما بأهدافها؛
-االستعداد والتحضير الكافي لحاالت االنتكاس في األسواق المالية والرواج المتزايد في منح
االئتمان المصرفي وتوسع الدور المالي للقطاع الخاص :وذلك عن طريق استخدام السياسات
.1ناجي التوني ،األزمات المالية ،سلسلة جسر التنمية ،المعهد العربي للتخطيط ،الكويت ،العدد ،05ماي ،0224ص ص.00-02
62
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المالية والنقدية التي تستطيع أن تتعامل مع تلك المشاكل من جهة وتصميم نظام رقابة مصرفية
يقوم بتعديل وتقليل درجة التقلبات وتركيز المخاطرة في منح االئتمان من جهة أخرى؛
-التقليل من حاالت عدم التالؤم والمطابقة في السيولة مع التزامات المصرف الحاضرة :عن
طريق آلية لتنظيم العمليات المصرفية في هذا المجال خصوصا في األسواق الناشئة ،وقد يكون
ذلك من خالل فرض احتياطي قانوني عال خالل الفترات العادية ،ويمكن تقليله في حاالت
إحتياج المصرف للسيولة في حاالت األزمات ،واالستعداد أيضا لمواجهة األزمات من خالل
اإلحتفاظ باحتياطات كافية من النقد األجنبي؛
-االستعداد الجيد والتهيئة الكاملة قبل تحرير السوق المالية :حيث يجب العمل على تطوير
وتعديل األطر القانونية والمؤسسية والتنظيمية للقطاع المصرفي؛
-الشفافية :عن طريق تقوية وتدعيم النظام المحاسبي والقانوني وزيادة الشفافية واإلفصاح عن
نسبة الديون المعدومة من جملة أصول المصرف والقطاع المصرفي والمالي؛
-تحسين نظام الحوافز لمالك المصارف واداراتها العليا :بما يخدم ويعزز نشاطات المصارف
بحيث يتحمل كل طرف نتائج ق ار ارته على سالمة اصول وأعمال المصرف؛
-منع آثار سياسة سعر الصرف :أي عزل آثار سياسة سعر الصرف المعمول بها من التأثير
السلبي على أعمال المصرف أو التهديد بإحداث أزمة في القطاع المصرفي؛
-إعطاء إستقاللية أكبر للمصارف المركزية :بمعنى منع التدخل الحكومي عند قيام المصرف
المركزي بأداء وظيفته األساسية وهي تنفيذ السياسة النقدية بحيث تقوم تلك األخيرة على أساس
اقتصادي وال تتدخل أغراض السياسة المالية فيها؛
-زيادة التنافس في السوق المالية :وذلك عن طريق فتح المجال لمصارف جديدة سواء محلية أو
أجنبية والحد من إنتشار إحتكار القلة؛
-رفع الحد األقصى لرأس المال المدفوع والمصرح به :حتى تستطيع المصارف تلبية التزاماتها
الحاضرة والمستقبلية في عالم تتسم فيه عمليات انتقال رؤوس األموال بسرعة فائقة؛
-الرقابة الوقائية واستخدام طرائق أفضل من مراقبة وتتبع أعمال المصارف التجارية :من منظور
السالمة واألمن لألصول المصرفية وزيادة المقدرة على التنبؤ بالكوارث واألزمات المصرفية قبل
حدوثها ،وبالتالي الحد من آثارها السلبية على الجهاز المصرفي حتى تستطيع السلطات النقدية
الوقاية منها ومنع انتقالها إلى مصارف أخرى.
63
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المبحث الثالث :إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية
تعد قضية إدارة المخاطر المصرفية من القضايا الرئيسية في إدارة القطاع المالي بشكل عام وفي
إدارة المصارف بشكل خاص ،وفي هذا اإلطار فلقد تم إعطاء معدل كفاية رأس المال األهمية الكبرى
لكونه عامال أساسيا في تدعيم المركز المالي للمصارف ،فمع تزايد المنافسة المحلية والدولية أصبحت
المصارف عرضة للعديد من المخاطر ،والتي قد تكون ناتجة من جهة عن نشاط المصرف وكيفية
تسييره وادارته ،ومن جهة أخرى ناتجة عن عوامل خارجية تتعلق بالبيئة التي تعمل فيها المصارف.
وضمن هاته الظروف كان ل ازما على المصارف إيجاد آليات لمواجهة تلك المخاطر ،فقد قامت عدة
مصارف مركزية في العالم بالتشاور إليجاد معايير عالمية لتطبيقها من خالل تشكيل لجنة بازل للرقابة
المصرفية بين مجموعة الدول الصناعية الكبرى وتحت إشراف بنك التسويات الدولية سنة ،0524ولقد
نتج عن تلك التشاورات اتفاقية بازل.
ترتكز الصناعة المصرفية في مضمونها على فن إدارة المخاطر ،وبدون المخاطر تقل األرباح
وتنعدم ،فكلما قبل المصرف أن يتعرض لقدر أكبر من المخاطر ،نجح في تحقيق جانب أكبر من
األرباح ،ومن هنا تأتي أهمية تحديد المخاطر المصرفية ،ليس لتجنبها ولكن إلحتوائها بهدف تعظيم
العائد على االستثمارات الذي هو في النهاية المقياس الحقيقي للنجاح.
ويعتبر موضوع إدارة المخاطر المصرفية من الموضوعات الهامة التي أخذت تستحوذ على
اهتمامات الباحثين والمصرفيين على المستوى المحلي والعالمي ،وال سيما في أعقاب األزمات المالية
والمصرفية التي حصلت كثير من دول العالم ،حيث كشفت مختلف الدراسات لهذه األزمات أن من أهم
أسباب هذه األزمات هو تزايد المخاطر المالية والمصرفية التي تواجهها المصارف والمؤسسات المالية
من جانب ،وضعف إدارتها من جانب آخر.
64
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
.1مفهوم إدارة المخاطر المصرفية :لقد تم استخدام مصطلح "إدارة المخاطر" في مجاالت
مختلفة ،إال أن االتجاهات العامة الستخدامه بدأت في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين ألحد
المراجع األوائل في مفهوم إدارة المخاطر ضمن أدبيات Harvard Busness Reviewفي عام 0556
في مقالة بعنوان " "Risk Management: Anew phase of cost controlضمن البدايات األولى لهذا
1
الموضوع.
تختلف وجهات نظر الكثير من الباحثين واالقتصاديين والهيئات في مفهوم إدارة المخاطر:
-عرف معهد المدققين الداخليين األمريكي IIAإدارة المخاطر "هي عملية تحديد ،تقييم ،إدارة،
ومراقبة األحداث أو الظروف المحتملة ،وذلك بهدف تزويد المنشأة بتأكيد معقول فيما يتعلق
2
بإنجاز وتحقيق أهداف المنشأة المخطط"؛
-إدارة المخاطر عبارة عن منهج أو مدخل عملي للتعامل مع المخاطر البحتة ،عن طريق توقع
الخسائر العارضة المحتملة ،وتصميم وتنفيذ إجراءات من شأنها أن تقلل إمكانية حدوث
3
الخسارة ،أو األثر المالي للخسائر التي تقع إلى الحد األدنى؛
-العمليات التي تحدد بواسطتها المنظمات مخاطرها ومن ثم تتخذ األفعال المطلوبة لمراقبة
اإلنحرافات عن المخاطر الحقيقية والتعرض لهذه المخاطر؛
-تتمثل إدارة المخاطر في توجهات استراتيجية وتكتيكية ،فمن حيث التوجه اإلستراتيجي في إدارة
المخاطر فتعني كيف يمكن أن تضيف إدارة المخاطر قيمة إلى منظمات األعمال ،أما عن
وجهة النظر التكتيكية فهي تعني كيف تعمل إدارة المخاطر بشكل حقيقي في أداء مهامها ،أي
أنه يشير إلى إستراتيجية إدارة المخاطر من جهة والتكتيكات المطلوبة لتحقيق هذه
4
اإلستراتيجية من جهة أخرى؛
لذلك فإن المصارف تقبل المخاطر اذا كانت ضمن اإلطار الذي يوافق عليه مجلس اإلدارة لغرض
تحقيق األرباح ،فمن خالل إدارة المخاطر في المصارف فإنها توازن بين اإلستراتيجيات البديلة
خصائص العائد /المخاطرة.
إن حسن إدارة المخاطر يشمل المرور بأربعة مراحل أساسية تتمثل في:
.1صادق راشد الشمري ،استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ،مرجع سبق ذكره ،ص.42
2
. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of Internal
Audit (Standards), 2010, P19.
.3طارق عبد العال حماد ،إدارة المخاطر (أفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك) ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،مصر ،0224 ،ص.50
.4صادق راشد الشمري ،استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ،مرجع سبق ذكره ،ص.40
65
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-تعريف المخاطر التي يتعرض لها العمل المصرفي وتحديدها من خالل االجابة على السؤال:
ما هي أنواع المخاطر وما هي العمليات المصرفية المعرضة للمخاطر؟.
-القدرة على قياس تلك المخاطر بصفة مستمرة من خالل نظم معلومات مالئمة ،من خالل
قياس حجم المخاطر المرتبطة بتقلبات األرباح و /أو رأس المال.
-اختيار المخاطر التي يرغب المصرف في التعرض لها؛
-مراقبة اإلدارة لتلك المخاطر وقياسها بمعايير مناسبة واتخاذ الق اررات الصحيحة في الوقت
المناسب لتعظيم العائد مقابل تحجيم المخاطر ،وهو جهد متواصل ال ينتهي ويمثل صميم
العمل المصرفي.
وبهذا تعتبر إدارة المخاطر عملية مستمرة ألن نقاط الضعف تتغير مع الوقت ،والشكل التالي
يوضح ذلك:
المصدر :عبد الرشيد بن ديب ،عبد القـادر شاللـي ،مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر ،مداخلة مقدمة للمشاركة في
الملتقى الدولي الثالث حول" :إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات :اآلفاق والتحديات" ،يومي 05و 06نوفمبر
،0228جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر.
66
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
ويالحظ من الشكل أعاله ،أن إدارة المخاطر تتضمن :الوقاية من حدوث المشاكل المحتملة -وعلى
حد السواء -اكتشاف وتصحيح المشاكل الفعلية في حال حدوثها ،و بذلك تتطلب إدارة المخاطر دورة
من الضوابط المستمرة تضمن لها الفعالية ،فإدارة المخاطر تكون:1
-عملية وقائية :تصمم وتنفذ وفقها السياسات واإلجراءات للوقاية من النتائج غير المرغوب فيها قبل
حدوثها.
-عملية اكتشافية :تصمم السيـاسـات واإلجراءات وفقهـا للتعرف على النتـائج غير المرغوب فيهـا
عندما تحدث ،وعن طريقها يتم التعرف على األخطاء بعد حدوثها.
-عملية تصحيحية :يتم التأكد وفقها من اتخاذ السيـاسات واإلجراءات التصحيحية لرصد النتائج غير
المرغوب فيها ،أو للتأكد من عدم تكرارها.
وتتوافر إلدارة المخاطر فرصة تقليل المستوى الكلي للمخاطر ومن ثم خفض متطلبات رأس المال
من خالل النهوض بمسؤولية تحديد المخاطر وقياسها وادارتها ومراقبتها.
.2أهمية إدارة المخاطر المصرفية :إن قياس المخاطر بغرض مراقبتها والتحكم فيها هو دور أساسي
2
تخدم به إدارات المخاطر الجديدة في المصارف عددا من الوظائف الهامة بها ،تتمثل في:
-المساعدة في تشكيل رؤية مستقبلية واضحة ،يتم بناءا عليها تحديد خطة وسياسة العمل؛
-تنمية وتطوير ميزة تافسية للمصرف عن طريق التحكم في التكاليف الحالية والمستقبلية التي
تؤثر على الربحية؛
-تقديم المخاطر والتحوط لها بما ال يؤثر على ربحية المصرف؛
-المساعدة في اتخاذ ق اررات التسعير؛
-قياس مدى كفاية رأس المال والقدرة على الوفاء بااللتزامات؛
-تطوير النماذج التي تعتمدها المصارف في تحديد المخاطر رقميا واإلشراف عليها؛
-المراجعة المستمرة لعمليات التحكم بالمخاطر و اقتراح التحسينات على األنظمة المختلفة؛
-نشر الوعي بالمخاطر بوجه عام على مستوى المصرف ككل.
.2مبادئ إدارة المخاطر المصرفية :إن أي عمل مصرفي مهما كانت البيئة التي يعمل فيها فإنه
يحمل في طياته الكثير من المخاطر لكونه يتعامل باإلقراض ومنح االئتمان ،حيث تتضمن
.1عبد الرشيد بن ديب ،عبد القـادر شاللـي ،مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر ،مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الدولي الثالث حول:
"إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات :اآلفاق والتحديات" ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر ،يومي 06-05نوفمبر .،0228
67
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المخاطر جانبان أحدهما إحتمالية حدث ما ،أما اآلخر فهو مقدار أو حجم النتائج المترتبة عن
حدوث ذلك الحدث ،وللتقليل من النتائج السلبية للمخاطر ينبغي تطبيق مبدأ الحيطة والحذر الذي
يعد األساس الذي بني عليه مبدأ إدارة المخاطر ،إذ أدت االفالسات واإلخفاقات واألزمات
المصرفية المتكررة في السنوات الماضية إلى تأكيد أهمية وجود مبادئ إدارة المخاطر R.M.P
والى إصرار السلطات االشرافية ومراقبي المصارف ضرورة وضع مبادئ عامة لذلك ،وتعد مبادئ
إدارة المخاطر بمثابة عملية يتم من خاللها التحديد والقياس والمتابعة والمراقبة للمخاطر التي
1
تواجهها المصارف.
-تقع مسؤولية إدارة المخاطر بشكل أساسي على عاتق مجلس اإلدارة لكل مصرف ،الذي يعتبر
المسؤول أمام المساهمين عن أعمال المصرف ،وهو ما يستوجب فهم المخاطر التي يواجهها
المصرف والتأكد من أنها تدار بأسلوب فعال وكفء؛
-على مجلس اإلدارة إقرار إستراتيجية إدارة المخاطر ،وتشجيع القائمين على اإلدارة على قبول وأخذ
المخاطر بعقالنية ،في إطار هذه السياسات والعمل على تجنب المخاطر التي يصعب عليهم
تقييمها؛
-أن تكون لدى كل مصرف لجنة مستقلة تسمى لجنة إدارة المخاطر تشمل في عضويتها بعض
المسؤولين التنفيذيين بالمصرف ،ويناط بهذه اللجنة مسؤولية تحديد ووضع سياسات إدارة المخاطر
إستنادا إلى استراتيجية المخاطر واإلستراتيجية العامة للمصرف التي يضعها مجلس اإلدارة ،مع
األخذ في اإلعتبار أسلوب الحيطة والحذر وعدم التركيز على نوع واحد من المخاطر؛
-إنشاء إدارة متخ صصة تتولى تطبيق سياسات إدارة المخاطر ،وتقع على عاتقها المسؤولية اليومية
لمراقبة وقياس المخاطر للتأكد من أن أنشطة المصرف تتم وفق السياسات والحدود المعتمدة،
وتكون تلك اإلدارة مسؤولة أمام لجنة إدارة المخاطر؛
-يتم تعيين مسؤول مخاطر لكل نوع من المخاطر الرئيسية التي يواجهها كل مصرف ،وخاصة
مخاطر االئتمان والسوق والسيولة ،ويشترط أن تكون لدى كل منهم الدراية الكافية والخبرة في
مجال عمله وفي مجال خدمات ومنتجات المصرف ذات العالقة بالمخاطر المتعلقة باختصاصه؛
-ضرورة وجود منهجية ونظام محدد لقياس ومراقبة المخاطر لدى كل بنك ،وذلك لتحديد مستوى
كل نوع من المخاطر التي يمكن قياسها وبشكل دقيق لمعرفة وتحديد تأثيرها على ربحية ومالءته
الرأسمالية ،ولنجاح هذا النظام من حيث المراقبة ،فإنه البد من إيجاد مجموعة شاملة ومتجانسة
من الحدود والسقوف التي تشمل على سبيل المثال حدودا إئتمانية وحدودا إحت ارزية تفرض وقف
.1صادق راشد الشمري ،استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ،مرجع سبق ذكره ،ص .48
68
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
التداول أو المتاجرة لتقليل مقدار الخسائر ،كما يجب وضع حدود للسيولة العامة للمصرف وكذلك
حدود لسيول ة المنتجات واألدوات االستثمارية ،بحيث تعزز تلك المنهجية من نظام القياس
والمراقبة؛
-البد من تقييم أصول كل مصرف وخاصة االستثمارية منها على أساس القيمة العادلة إن وجدت،
أو سعر السوق أو السعر الذي يتم تحديده باستقاللية عن المتعاملين في حالة عدم توافر سعر
السوق ،وذلك كمبدأ أساسي لقياس المخاطر والربحية؛
-ضرورة استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة المخاطر ،توفر بشكل دوري وفي الوقت المناسب
معلومات مالية تفصيلية وشاملة ودقيقة عن المخاطر التي يواجهها المصرف؛
-يجب االحتفاظ كتابيا بكافة التفاصيل المتعلقة بطريقة عمل أنظمة المعلومات وطريقة معالجة
المعلومات ،ومراجعتها بشكل دوري للتحقق من توافقها مع المعلومات المستخرجة من األنظمة
المعلوماتية؛
-ضرورة وجود وحدة مراجعة داخلية مستقلة بالمصارف تتبع مجلس اإلدارة بالمصرف مباشرة،
وتقوم بالمراجعة على جميع أعمال وأنشطة المصرف بما فيها إدارة المخاطر؛
-البد من وضع ضوابط تشغيلية فعالة وحازمة في جميع قطاعات المصارف مثل الفصل بين
الوظائف والمهام ،ووجود آلية لتتبع سلسلة اإلجراءات أو المعامالت؛
-وضع ضوابط أمان لجميع األنظمة المعلوماتية الرئيسية لكل بنك من أجل الحفاظ على صحة
وسالمة وسرية المعلومات ،ولمزيد من األمان يتعين مراجعة جميع األنظمة الرئيسية من قبل
أطراف أخرى خارجية من ذوي االختصاص؛
-وضع خطط للطوارئ معززة بإجراءات وقائية ضد األزمات ،يتم الموافقة عليها من قبل المسؤولين
ذوي العالقة ،وذلك للتأكد من أن المصرف قادر على تحمل أي أزمة أو تعطل األنظمة أو أجهزة
االتصاالت ،على أن تخضع هذه الخطط لإلختبار بشكل دوري.
المطلب الثاني :معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (بازل – Iبازل )II
يعد موضوع كفاية رأسمال المصرف واتجاهه إلى تدعيم مراكزها المالية أحد اإلتجاهات الحديثة في
إدارة المصارف ،وفي ظل سعي النظم المصرفية في معظم دول العالم إلى تطوير قدراتها التنافسية في
مجال المعامالت المصرفية والمالية ،وفي ظل القوى العديدة التي تشهدها األسواق النقدية المالية
الداخلية والخارجية أصبح أي بنك عرضة للعديد من المخاطر ،وفي ظل تصاعد المخاطر المصرفية
بدأ التفكير في البحث عن آليات لمواجهة وادارة تلك المخاطر التي تتعرض لها المصارف ،من هذا
69
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المنطلق حرصت مجموعة الدول الصناعية العشرة* تحت إشراف بنك التسويات الدولية BISعلى
تشكيل لجنة بازل لألنظمة المصرفية والممارسات الرقابية Committee on Banking regulation and
Supervisory Practicesفي نهاية عام .0524
.1بازل Iومخاطر االئتمان :لقد تأسست لجنة بازل عام 0524نتيجة تفاقم أزمة المديونية
الخارجية للدول النامية وتزايد حجم الديون المشكوك في تحصيلها ،وزيادة المنافسة القوية بين
المصارف اليابانية واألمريكية واألوروبية بسبب نقص تلك األموال ،ولقد تأسست هذه اللجنة بهدف
1
مراقبة أعمال المصارف واإلشراف عليها وذلك من خالل:
-وضع حد أدنى لكفاية رأس المال؛
-إزالة مصدر مهم للمنافسة غير العادلة بين المصارف نتيجة الفروقات في الرقابة الوطنية على
رأس المال؛
-تحقيق عدالة تنافسية بين المصارف؛
-تحقيق اإلستقرار في النظام المصرفي العالمي من خالل التقليل من حجم المديونية؛
-الرقابة المجمعة على كافة الوحدات المصرفية وفق التطورات االقتصادية العالمية في ظل
حركة رؤوس األموال الكبيرة؛
-التقليل من مخاطر االئتمان (السيولة ،مخاطر الصرف ،سعر الفائدة).
.1.1الجوانب األساسية التفاقية بازل :Iتقوم إتفاقية بازل Iعلى خمسة جوانب أساسية تتمثل في:
.1.1.1التركيز على مخاطر االئتمان :حيث هدفت إلى حساب الحدود الدنيا لرأس المال مع
األخذ بعين االعتبار مخاطر سعر الفائدة ومخاطر سعر الصرف ومخاطر التعامل في المشتقات
واالستثمار في األسواق المالية.
.1.1.2تعميق االهتمام بنوعية األصول وكفاية المخصصات الواجب تكوينها :وهذا من
خالل االهتمام بنوعية األصول ومستوى المخصصات التي يجب تكونها للديون المشكوك في
تحصيلها.
.1.1.2تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية:
-مجموعة دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية :OCDEينظر إلى هذه الدول على أنها ذات
مخاطر أقل من باقي دول العالم ،وتضـم دول هـذه المجموعـة الـدول كاملـة العضـوية فـي منظمـة
التع ــاون االقتص ــادي والتنمي ــة ،وال ــدول الت ــي يربطه ــا بص ــندوق النق ــد ال ــدولي ترتيب ــات إق ارض ــية
* .تتمثل الدول الصناعية العشرة في " :بلجيكا ،كندا ،فرنسا ،ألمانيا ،إيطاليا ،اليابان ،هولندا ،السويد ،بريطانيا ،الواليات المتحدة األمريكية،
باإلضافة إلى كل من لوكسمبورغ وسويس ار".
.1غالم عبد اهلل ،مرجع سبق ذكره ،ص.022
71
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
خاصــة ،بشــرط اســتبعاد أي دولــة مــن هــذه المجموعــة لمــدة 5ســنوات إذا مــا قامــت بإعــادة جدولــة
الدين العام الخارجي لها.
-مجموعة الدول األخرى في العالم :وتضم باقي دول العالم ،وينظر إلى هذه الدول على أنها
ذات مخاطر أعلى من دول المجموعة األخرى ،وبالتالي ال تتمتع هذه الدول والمصارف العاملة
فيها بتخفيضات في أوزان المخاطر المقررة لمجموعة OCDEوالدول ذات الترتيبات اإلقراضية
1
الخاصة مع صندوق النقد الدولي.
.1.1.2وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر األصول :أعدت طريقة لقياس كفاية رأس
المال تستند إلى نظام أوزان المخاطر ،يطبق على جميع الفقرات داخل وخارج الميزانية العمومية ،حيث
يختلف الوزن باختالف األصل من جهة وباختالف المدين (الملتزم باألصل) من جهة أخرى ،ومن هنا
نجد أن األصول تندرج عند حساب معيار كفاية رأس المال من خالل األوزان الخمسة التالية،%0 :
%100 ،%50 ،%20 ،%10مع ترك الحرية للسلطة الرقابية المحلية في اختيار تحديد بعض أوزان
المخاطر إلتاحة قدر من المرونة في مجال التطبيق بالنسبة للدول المختلفة ،فمثال األصول النقدية
2
وزنها المرجح ،%0والقروض الممنوحة للقطاع العام والخاص وزنها المرجح .%100
.1.1.2مكونات كفاية رأس المال المصرفي :تتحدد كفاية رأس المال وفقا لإلعتبارات التالية:
.1.1.2.1ربط إحتياجات رأس المال لدى المصرف باألخطار الناتجة عن األنشطة المختلفة
بغض النظر عما إذا كانت متضمنة في ميزانية المصرف أو خارج ميزانيته.
.1.1.2.2تقسيم رأس المال إلى شريحتين:
-رأس المــال األساسـي :يشــمل حقــوق المســاهمين +اإلحتياطيــات المعلنــة واإلحتياطيــات العامــة
والقانونية +األرباح غير الموزعة أو المحتجزة.
-رأس المـــال المســـاند :يش ــمل إحتياطي ــات غي ــر معلن ــة +إحتياطي ــات إع ــادة تقي ــيم األص ــول +
إحتياطيات مواجهة ديون متعثرة +اإلقراض متوسط و طويل األجل من المساهمين +األوراق
المالية ( األسهم والسندات التي تتحول إلى أسهم بعد فترة).
.1عبد المطلب عبد الحميد ،العولمة واقتصاديات البنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.85-84
.2عبد الحميد محمد الشواربي ،محمد عبد الحميد الشواربي ،إدارة المخاطر االئتمانية من وجهة النظر المصرفية والقانونية ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،مصر ،0220 ،ص.022
70
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-أال تزي ــد المخصصـ ـات العام ــة كح ــد أقص ــى ع ــن %0مرحلي ــا ث ــم تح ــدد ب ـ ـ 0,05م ــن األص ــول
وااللتزامات العرضية مرجحة الخطر ،ألنها ال ترقى إلى حقوق الملكية؛
-تخضع إحتياطيات إعادة التقييم لألصول العتبارات معينة (خصم بنسبة %55إلحتمـال خضـوع
هذا الفرق للضريبة عند بيع األصول) ،وكذا األوراق الماليـة التـي تتحـول إلـى أسـهم (يـتم سـدادها
بعد حقوق المودعين و قبل المساهمين)؛
-يشــترط لقبــول أيــة احتياطيــات س ـرية ضــمن قاعــدة رأس المــال المســاندة أن يكــون موافقــا عليه ــا
ومعتمدة من قبل السلطات الرقابية ،وأن تكون من خالل حساب األرباح والخسائر ،وأن ال يكون
1
لها صفة المخصص ،وبعض الدول ال تسمح بها.
.1.2تعديالت لجنة بازل )1222-1222( I
-في أفريل 0555أصدرت لجنة بازل لالشراف المصرفي مجموعة من اإلقتراحات اإلشرافية
بتطبيق معايير رأس المال بإدخال مخاطر السوق التي تتحملها المصارف ،وقد تم عرض هذه
المقترحات على المصارف للحصول على مالحظاتهم واألطراف المشاركة في السوق المالية
عليها؛
-يتمثل الهدف من استحداث هذا التعديل في اتفاق رأس المال في توفير ضمانات رأسمالية
صريحة ومحددة ضد مخاطر األسعار التي تتعرض لها المصارف خاصة تلك الناشئة عن
أنشطتها التجارية؛
-إن السمة الرئيسية القتراح أفريل 0555تمثلت في االستجابة لطلب أطراف الصناعة المصرفية
بالسماح للمصارف باستخدام نماذج ملكية داخلية لقياس مخاطر السوق كبديل الستخدام إطار
القياس الموحد الذي وضع في أفريل 0551والذي كان من المقترح تطبيقه على جميع
المصارف ،إال أن المناقشات والمالحظات التي وردت للجنة بازل أسفرت عن خطة للسماح
للمصارف بتحديد رأس المال الالزم لتغطية المخاطر السوقية من خالل نماذج إحصائية
داخلية ،ومن أجل ضمان الحد األدنى من الحيطة والحذر والشفافية والسير مع شروط رأس
المال على مستوى جميع المصارف.
.2اتفاقية بازل ،IIمخاطر السوق والمخاطر التشغيلية
يمثل اتفاق بازل الثاني التوافق العالمي حول اسس موحدة لقياس كفاية رأس المال ،واشتملت أهداف
اإلتفاق على وضع منهجية جديدة إلدارة المخاطر المصرفية وتضييق الفجوة بين رأس المال التنظيمي
ورأس المال االقتصادي .ويمثل اإلتفاق تطو ار نوعيا وكميا إلتفاق بازل األول .واتفاق بازل الثاني أكثر
دقة في قياس المخاطر ،وأفضل إدارة وأكثر شمولية إلستناده الى أركان ثالثة مقابل ركن واحد في
72
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
إتفاق بازل األول ،وهو أكثر حساسية للمخاطر التي صنفتها وثيقته الرئيسة على أنها مخاطر ائتمان،
ومخاطر سوق ،ومخاطر تشغيلية ،أورد لقياس كل منها مجموعة من البدائل ،واعتمد اإلتفاق ثالثة
أساليب مختلفة إلحتساب الحد األدنى لرأس المال ،وأعطى حوافز رأسمالية للمصارف التي تستخدم
1
إدارة جيدة لمخاطر االئتمان.
2
يمكن القول أن أهم ركائز اتفاقية بازل تتلخص في اآلتي:
.2.1من حيث مفهوم األصول :تختلف بازل IIعن بازل Iفي تعريف مفهوم األصول المرجحة
بأوزان مخاطرها ،وذلك عن طريق تعديل قياس وحساب هذه األصول وتستهدف طرق القياس الجديدة
دعم وتطوير قدرات المصارف على تقييم المخاطر ،وتقوم هذه الركيزة على عنصرين أساسيين هما:
-إدخال بعض التعديالت على أساليب قياس مخاطر االئتمان مقارنة باالتفاقية األولى؛
-استحداث أسلوب جديد مباشر للتعامل مع مخاطر التشغيل ،وذلك إلى جانب مخاطر
االئتمان ومخاطر السوق.
وفي هذا السياق تقدم بازل IIثالث طرق بديلة لقياس كل من مخاطر االئتمان ومخاطر التشغيل،
مما يسمح للمصارف والجهات الرقابية باختيار األساليب التي تالئم درجة تطور العمليات المصرفية
والبنية المؤسسية لألسواق المالية.
.1خالد أمين عبد اهلل ،معايير بازل من األول إلى الثالث ،مجلة الدراسات المالية والمصرفية ،األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية
عمان – األردن ،ص.26
(مركز البحوث المالية والمصرفية)ّ ،
.2محمد عبد الوهاب العزاوي ،عبد السالم محمد خميس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.084-081
73
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
المتالحقة في المخاطر التي تواجه األنظمة المصرفية ،وخاصة عندما تسعى لالستفادة من الفرص
المتاحة للدخول في مشروعات جديدة.
أدخلت بازل IIتعديال على اختبار الضغط Stress Testingالتي تستخدم نتائجها للتأكد من كفاية
ما تمتلكه المصارف من رؤوس أموال ،كما ركزت بعض التعديالت األخرى على مراجعة المصارف
لمخاطر التركز ،وكيفية التعامل مع المخاطر الناتجة عن استخدام الضمانات والمشتقات االئتمانية،
وأخي ار تطرقت للتوريق فاستحدثت أسلوبا رقابيا جديدا يساعد المصارف على التنبؤ بالمخاطر التي تنتج
عن هذا النوع من العمليات.
.2.2قواعد ضبط وتنظيم السوق :حيث تهدف هذه االتفاقية إلى دعم العمليات الخاصة بضبط
وتنظيم السوق بوضع مجموعة من متطلبات اإلفصاح التي تسمح للمتعاملين في السوق بتقييم
المعلومات الخاصة بالمخاطر االئتمانية ،وحجم رؤوس أموال المصارف ،وهو ما يساعدها والمراقبين
على إدارة المخاطر ودعم االستقرار ،وتجنب إغراق السوق بالمعلومات التي يصعب تحليلها أو
استخدامها للتعرف على الحجم الفعلي للمخاطر التي تواجه المصارف.
وقد يلجأ المراقبون للعديد من الطرق القانونية إللزام المصارف بإتباع متطلبات االفصاح ،ومنها
على سبيل المثال إلزامها بنشر المعلومات في تقارير تكون متاحة للعامة ،ويعتمد مدى التزام
المصارف بهذه المتطلبات على السلطة القانونة للمراقبين ،ويجب مراعاة أن يتماشى إطار اإلفصاح
المقترح ضمن اتفاقية بازل IIمع المعايير المحاسبية المحلية في كل دولة.
74
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
بعد األزمة المالية التي عاشها العالم خالل األعوام الماضية ،والذي كان المتسبب الرئيسي بها
المصارف والمؤسسات المالية ،كان ال بد من إعادة النظر في القوانين والقواعد الدولية التي تنظم عمل
المصارف ،فقامت لجنة بازل بدراسة مقررات لجنة بازل IIوذلك بهدف تعديلها واعادة تنظيمها لتغطية
العوامل التي أدت إلى هذه األزمة المالية ،فخرجت لجنة بازل بمقررات جديدة أطلق عليها بازل ،III
وقد أكدت هذه المبادئ على أهمية التحكم المؤسسي ،وادارة المخاطر واالمتثال مع المتطلبات الرقابية،
وعملت على تقوية هذه المتطلبات والتطبيقات الرقابية.
1
.1االصالحات الواردة في اتفاقية بازل III
.1.1رأس المال التنظيمي :تم تعديل مكونات رأس المال التنظيمي لتقسم إلى ما يلي:
الشريحة األولى لألسهم العادية ) Common Equity Tier 1 (CET1وتتكون بشكل -
رئيسي من رأس المال المدفوع واالحتياطيات واألرباح المدورة.
-الشريحة األولى اإلضافية ( ) Additional Tier 1
الشريحة الثانية () Tier 2 -
وقامت اتفاقية بازل IIIبإلغاء الشريحة الثالثة من رأس المال.
.1.2نسبة كفاية رأس المال :قامت اتفاقية بازل IIIبتعديل حدود نسبة كفاية رأس المال ابتداء من
عام 0201ولغاية نهاية عام 0208وذلك وفقاً لما يلي:
-إلزام المصارف باالحتفاظ بقدر من رأس المال الممتاز يعرف باسم) رأس مال أساسي) وهو من
المستوى األول ويتألف من رأس المال المدفوع واألرباح المحتفظ بها ويعادل %4,5على األقل من
أصولها التي تكتنفها المخاطر بزيادة عن النسبة الحالية والمقدرة ب %0وفق اتفاقية بازل ،IIوقد
تم كذلك رفع معدل مالئمة رأس المال إلى %02.5بدال عن %8وهذا يعني أن المصارف ملزمة
بتدبير رساميل اضافية للوفاء بهذه المتطلبات؛
.1معهد الدراسات المصرفية ،اتفاقية بازل الثالثة ،نشرة توعوية اضاءات ،السلسلة الخامسة ،العدد ، 5الكويت ،ديسمبر ،2012ص.21
75
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-تكوين احتياطي جديد منفصل يتألف من أسهم عادية ويعادل % 2,5من األصول ،أي أن
المصارف يجب أن تزيد كمية رأس المال الممتاز الذي تحتفظ به لمواجهة الصدمات المستقبلية
إلى ثالث أضعاف ليبلغ نسبة %2وفي حالة انخفاض نسبة األموال االحتياطية عن %2يمكن
للسلطات المالية أن تفرض قيودا على توزيع المصارف لألرباح على المساهمين أو منح المكافآت
المالية لموظفيهم ،ورغم الصرامة في المعايير الجديدة إال أن المدة الزمنية لتطبيق هذه المعايير
والتي قد تصل إلى عام 2019جعلت المصارف تتنفس الصعداء؛
-وبموجب االتفاقية الجديدة ستحتفظ المصارف بنوع من االحتياطي لمواجهة اآلثار السلبية المترتبة
على حركة الدورة االقتصادية بنسبة تتراوح بين صفر و %0,5من رأس المال األساسي )حقوق
المساهمين( ،مع توافر حد أدنى من مصادر التمويل المستقرة لدى المصارف وذلك لضمان عدم
تأثرها بأداء دورها في منح االئتمان واالستثمار جنبا إلى جنب ،مع توافر نسب محددة من السيولة
لضمان قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها اتجاه الزبائن؛
-رفع معدل المستوى األول من رأس المال اإلجمالي الحالي من %4إلى %6وعدم احتساب
الشريحة الثالثة في معدل كفاية رأس المال ،ومن المفترض أن يبدأ العمل تدريجيا بهذه اإلجراءات
اعتبا ار من يناير عام 2013وصوال إلى بداية العمل بها في عام 2015وتنفيذها بشكل نهائي في
عام 2019؛
-رأس المال اإلضافي المعاكس Countercyclical Bufferلتغطية مخاطر الدورات االقتصادية من
%2إلى % 0.5؛
-رأس المال اإلضافي لمواجهة المخاطر النظامية .Systematic Buffer
ويمثل الجدول التالي أهم اإلصالحات التي جاءت بها اتفاقية بازل IIIالمتعلقة برأس المال:
76
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
الجدول رقم ( :)2-1متطلبات رأس المال ورأس مال التحوط وفق مقررات بازل III
المصدر :مفتاح صالح ،رحال فاطمة ،تأثير مقررات لجنة بازل IIIعلى النظام المصرفي االسالمي ،المؤتمر العالمي
التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي :النمو والعدالة واالستقرار من منظور اسالمي ،يومي 02-25سبتمبر ،0201
أسطنبول ،تركيا.
.1.2معيار السيولة :والتي تبين أثناء األزمة المالية العالمية األخيرة مدى أهميتها لعمل
النظام المالي واألسواق بكاملها ،وتشمل هذه الحزمة من اإلصالحات اعتماد مقاييس جديدة بخصوص
السيولة ال زالت تستوجب الحصول على الموافقة من طرف قادة دول مجموعة العشرين ،حيث سيتعين
على المصارف تقديم أدوات أكبر للسيولة ،مكونة بشكل أساسي من أصول عالية السيولة مثل
السندات الحكومية.
.1محمد بن بوزيان ،بن حدو فؤاد ،عبد الحق بن عمر ،البنوك اإلسالمية والنظم والمعايير االحترازية الجديدة :واقع وآفاق تطبيق لمقررات
بازل( ،)2المؤتمر العالمي الثامن لالقتصاد والتمويل اإلسالمي-النمو المستدام والتنمية اإلسالمية الشاملة من منظور إسالمي ،-الدوحة ،قطر،
ديسمبر .0200
77
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
-الثانية وتعرف بنسبة صافي التمويل المستقر ( : )Net Stable Funding Ratioوتمثل نسبة
مصادر التمويل لدى المصرف (المطلوبات وحقوق الملكية) إلى استخدامات هذه المصادر (األصول)،
ويجب أن ال تقل عن .%022
.1.2نسبة الرافعة المالية 1:Leverage Ratioأضاف بازل IIIمعيار جديد وهو الرافعة المالية،
وتمثل األصول داخل وخارج الميزانية بدون اخذ المخاطر بعين االعتبار إلى رأس المال من
الشريحة األولى ،وهذه النسبة يجب أن ال تقل عن .%1
من خالل ذلك نالحظ أن بازل IIIأدخلت مفهومين جديدين على معيار بازل :II
-أوال :تعديل مكونات رأس المال التنظيمي لتشمل أدوات أكثر استق ار ار ) الشريحة األولى لألسهم
العادية( والغاء بعض مكونات رأس المال التنظيمي مثل إلغاء الشريحة الثالثة من رأس المال.
-ثانيا :أدخل معيار خاص بالسيولة للتأكد من أن المصارف تملك موجودات يمكن أن تسيلها
لتغطية احتياجاتها وودائع أكثر استق ار ار.
.2مراحل تنفيذ اتفاقية بازل :IIIتتلخص التعديالت التي أطلق عليها قواعد بازل IIIفي التالي:
-إجبار المصارف على زيادة األموال التي تخصصها (كبند احتياطي) لسد الثغرات المالية ،في
حال حدوث أزمة أو شح في النقد ،مثلما حدث في أزمة االئتمان األخيرة ،وعادة ما يحدث هذا
الشح بسبب الديون الهالكة أو الديون المعدومة ،وهي الديون التي يفشل أصحابها في سدادها
للمصارف ،ومن ثم يتحمل المصرف خسائرها.
لقد فرضت بازل IIIعلى المصارف ،رفع الشريحة األولى من رؤوس المال التي تشكل -
احتياطاتها "الصلبة" المؤلفة من أسهم وأرباح من %0إلى %4.5من أصولها .يضاف إلى ذلك،
تخصيص شريحة إضافية بمقدار %0.5من رأس المال ،لمواجهة أزمات مقبلة محتملة وهو ما
يرفع إجمالي االحتياطي الصلب إلى نسبة %2بدال من %0حاليا ،حيث وبحلول عام 0205
يجب على المصارف أن تكون قد رفعت أموال االحتياط إلى نسبة 4.5في المائة ،وهو ما
.1فالح كوكش ،أثر إتفاقية بازل IIIعلى البنوك األردنية ،معهد الدراسات المصرفية ،األردن ،يناير ،0200ص .20
78
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
يعرف باسم ( ،)core tier - one capital ratioثم ترفعها بنسبة إضافية تبلغ 0.5في المائة
بحلول عام ،0205وهو ما يعرف بإسم (.)counter – cyclical
كما ستتم زيادة نسبة األصول الذاتية للمصارف ،من %4إلى .%6ومن يبدأ العمل تدريجيا -
بهذه اإلجراءات ابتداء من 0يناير/كانون الثاني عام 0201وصوال إلى بداية العمل بها في عام
0205وتنفيذها بشكل نهائي في عام .0205
ولكي تستطيع المصارف مواكبة هذه الزيادة الكبيرة ،فعليها إما رفع رؤوس أموالها (عبر طرح
أسهم جديدة لالكتتاب العام ،أو إيجاد مصادر أخرى للتمويل) ،أو التقليل من حجم قروضها .وفي
الحالتين ،فإن األمر يحتاج لبعض الوقت .لذا فقد منحت اتفاقية بازل الجديدة المصارف حتى عام
1
0205فرصة لتطبيق هذه القواعد كلية ،على أن يبدأ التطبيق تدريجيا مع بداية عام .0201
2
.2التحديات العالمية التي ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية عند تطبيق بازل III
ركزت بازل IIIعلى رفع نوعية وكمية ومقدار االنسجام الدولي فيما يتعلق برأس المال والسيولة، -
وتهدف القواعد الجديدة إلى تعزيز إدارة رأس المال والمخاطر في المصارف ،وهذا يتطلب
استقطاب أموال إضافية لتعزيز رأس المال واإلحتياطيات والحد من مدفوعات أرباح األسهم
والمكافآت ،ورفع مكتسبات الكفاءة ،وتعبئة موارد جديدة لتلبية متطلبات رأس المال والسيولة ،وهذا
سيخلق تحديا كبي ار بالنسبة لبعض المصارف النشطة دوليا ،ال سيما في ظل ظروف السوق
الحالية؛
-على المصارف النشطة دوليا التي تواجه نقصا في رأس المال إعادة النظر في استراتيجيات
أعمالها وحضورها الدولي وخططها التوسعية ،ولذلك ربما تكون هناك حاجة إلتخاذ بعض
الق اررات الصعبة مثل تغيير المواقع أو التفكير في االندماج وتوحيد فروع وشركات التابعة لها؛
-توجب اتفاقية بازل IIIعلى المصارف تقييم قدراتها القائمة لتقدير المتطلبات اإلضافية لرأس المال
والسيولة ،وهذا يشجع المصارف على تخصيص االستثمارات الالزمة لتطوير أنظمة واجراءات
بناء طاقاتها االستيعابية؛
.1محمد أبو حسبو ،هل تمنع «قوانين بازل 2لإلصالح المصرفي» وقوع أزمة مالية جديدة؟ ،صحيفة الشرق األوسط ،العدد ،00606
الصادرة يوم 02سبتمبر ،0202النسخة االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة.http:// aawsat.com :
.عبد الرحمن بن عبد اهلل الحميدي ،استراتيجيات إدارة المخاطر لاللتزام بمقررات بازل 2وأبعادها المستقبلية ،ندوة استراتيجيات إدارة
2
المخاطر لاللتزام بمقررات بازل 1وأبعادها المستقبلية ،تنظيم :المعهد المصرفي وشركة ) ،(Moody’s Analyticsالرياض 12 ،نوفمبر
.0200
79
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
إن المعايير الجديدة لرأس المال والسيولة ذات طبيعة فنية ونظرية عالية ،وهذا يوجب على -
العاملين في المصارف والسلطات اإلشرافية تكثيف الدورات التدريبية لتعلم المفاهيم والتقنيات
الجديدة؛
-بالنظر إلى شح الموارد البشرية المؤهلة ،ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية تحديا في
المحافظة على وجذب الموظفين ذوي المهارات المطلوبة؛
لتلبية المتطلبات التنظيمية اإلضافية لبازل ،IIIعلى المصارف إعادة تقييم تقاريرها التنظيمية -
وهياكل االلتزام لديها لضمان انسجامها مع المتطلبات الجديدة ،وهذا أمر مهم نظ ار لتمديد الفترة
الزمنية لتنفيذ المرحلة االنتقالية التي يطلب من بعض المصارف المساهمة فيها من خالل دراسات
التأثير الكمي ،في حين يتوجب على البعض اآلخر التحضير للتنفيذ الكامل خالل تلك الفترة.
إن أهم خطوة يتعين اتخاذها من قبل المصارف ،إعتماد هيكل حوكمة فاعل الذي يناسب نموذج
أعمالها وادارة مخاطرها ،وينبغي على مجالس اإلدارة أن يكون لديها الفهم الواضح لمسئولياتها في
إدارة الشركات ،وممارسة مبادئ الحوكمة السليمة .كما يجب على اإلدارة العليا التنفيذية التأكد من أن
أنشطة المصرف تتفق مع استراتيجية أعمال المصارف ،ومستويات تحمل المخاطر ،والتوجيهات التي
أقرها مجلس اإلدارة .هذا هو األساس الذي يجب أن يبنى عليه أي إطار فاعل إلدارة المخاطر،
وهيكل حوافز سليم ،وترتيبات متطورة للحوكمة.
ويمكن القول أن هذه المعايير الجديدة ما تزال قابلة للتغير في بعض أجزاءها وفقا لنتائج دراسات
األثر الكمي لها ،وبالتالي قد يتطلب ذلك مزيدا من التعديالت في المتطلبات التنظيمية الحالية.
81
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر
خالصة الفصل:
لقد تم التطرق من خالل هذا الفصل إلى أهم تغيرات البيئة المصرفية الحديثة التي أصبحت تشكل
اإلطار الحقيقي الذي تعمل فيه المنظومة المصرفية العالمية ،والتي أصبحت تتميز بجملة من
المظاهر في ظل التوجة نحو العولمة كأنشطة اإلندماج التي تحدث بين المصارف ،واإلتجاه نحو
الصيرفة الشاملة واعادة هيكلة صناعة الخدمات المصرفية.
ولقد إنعكست تلك التحوالت على العمل المصرفي بتزايد المخاطر المصرفية ،وتعرض العديد من
إقتصاديات العالم ألزمات مصرفية كلفتها تكاليف مرتفعة ،ولقد كان االهتمام العالمي بتنظيم وترشيد
إدارة المصارف للمخاطر واحدا من أهم اهتمامات المجتمع الدولي ،نظ ار للمكانة التي يحتلها القطاع
المصرفي داخل القطاع المالي من جهة ،ومن جهة أخرى عالقته المباشرة بنظم المدفوعات وبالتالي
إدارة حركة النقود التي تمثل المحرك األساسي للنشاط االقتصادي ،وتتمثل أهم المخاطر التي تواجه
القطاع المصرفي في :المخاطر االستراتيجية ،مخاطر االئتمان ،مخاطر السيولة ،مخاطر أسعار
الفائدة ،مخاطر أسعار الصرف ،مخاطر تقلبات األسعار ،المخاطر التشغيلية والمخاطر القانونية.
وأصبح لزاما على المصارف أن تحتاط لتلك المخاطر بعدة وسائل أهمها معدل كفاية رأس أموال
المصارف ،والذي أصبح يأخذ أهمية متزايدة نتيجة التطورات المالية والمصرفية ،وانفتاح أسواق الدول
الصناعية التي عملت على توحيد أنظمة الرقابة المصرفية ،ووضع حدود دنيا لرؤوس أموال المصارف
من أجل تدعيم مراكزها المالية ،التي جاءت بها اتفاقية بازل ليكون ملزما على كل المصارف كمعيار
دولي عالمي وخط دفاع أول في حالة تعرض المصرف لخسائر بسبب تعرضه للمخاطر.
80
الفصل الثاني
الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع
المصرفي آللياتها
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
تمهيد
لقد ساهمت األزمات المالية وحدوث العديد من االنهيارات والفضائح المالية في العديد من دول
العالم ،والتي نتج أغلبها عن الغش واألخطاء المحاسبية وتواطؤ مكاتب التدقيق العالمية ،في دفع
اإلهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية والدفع بالهيئات الدولية إلى وضع مبادئ ومعايير دولية تخص
الحوكمة المؤسسية ،وكذلك وضع آليات عملية لتطبيق هذا المفهوم في قطاع المصارف.
ولقد برزت الحاجة إلى اإللتزام بآليات الحوكمة في المؤسسات وفي المصارف على وجه
الخصوص ،لما لهذا المفهوم من أهمية في ضمان اإلدارة الرشيدة والوقاية من األزمات المالية ،إلى
جانب المزايا التي يوفرها لكل من المستثمرين والمجتمع على حد سواء ،حيث أن مفهوم الحوكمة
المؤسسية ال يعتبر مفهوما أخالقيا مجردا يجب إعتماده ،وانما هو وسيلة للتأكد من دقة وحسن أداء
المصارف بما يؤدي إلى ضمان تحقيق األهداف.
بناءا على ما سبق ،ومن أجل وضع اإلطار المفاهيمي والتطبيقي للحوكمة المؤسسية وتبني القطاع
المصرفي آللياتها ،سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية تتمثل في:
المبحث األول :المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات.
المبحث الثاني :دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية.
المبحث الثالث :آليات الحوكمة المصرفية.
لقد حظي مفهوم الحوكمة المؤسسية في الفترة األخيرة باهتمام كبير من قبل العديد من المنظمات
الدولية واالقتصاديين في مختلف دول العالم نظ ار ألهميته بالنسبة للمؤسسة ،ولقد تم تخصيص هذا
المبحث للتعرف على كل ما يخص الحوكمة المؤسسية ،حيث سيتم التطرق للعناصر األساسية التالية:
83
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
على الرغم من االستعمال الحديث لهذا المصطلح ،إال أن ظهوره يعود لزمن بعيد فاألساس النظري
والتاريخي لحوكمة المؤسسات يرجع أوال لنظرية الوكالة ،حيث أنه نتيجة للثورة الصناعية اتسع نشاط
العديد من المؤسسات وبلغ عدد المستثمرين فيها باآلالف ،فأصبح من الصعب عليهم تسييرها واتخاذ
الق اررات الالزمة لتشغيلها بأنفسهم مما أدى إلى حدوث انفصال بين ملكية المؤسسة وادارتها فيعتبر
أصحاب األسهم مالكين للمؤسسة بينما يقومون بتوظيف مدراء تنفيذيين ليقوموا بإدارتها هي ما سميت
بنظرية الوكالة ،والتي ظهرت ألول مرة سنة 0510في كتاب للمؤلفين األمريكيين أدولف بيرل Adolf
،berleوجاردينر مينز Gardiner Meansوالذي تناول الشكل المؤسسي لمنشآت األعمال .إال أن هذا
الفصل الذي تم بين الملكية واإلدارة نتج عنه بعض المشاكل كخطر ضياع حقوق صغار المساهمين
إذ ال يوجد سبب ألن يهتم المدراء التنفيذيون الذين تم تعيينهم بمصالح هؤالء المساهمين ،وكل ما
يسعون إليه هو تحقيق ربح كاف لكسب رضا المالك ،وتحقيق إشباع ذاتي كالسلطة أو الشهرة كما وقد
يستغلون أصول المؤسسة لتحقيق حاجاتهم الشخصية ،وكذا السرقة واالختالسات باعتبارهم األقدر على
ذلك من بين كل الموظفين وكونهم يملكون القدر األعظم من السلطة والرقابة وخاصة إذا كانت رقابة
1
المالك عليهم ضعيفة وغير فعالة.
ثم بعد ذلك جاء دور األمريكيين أصحاب جائزة نوبل لالقتصاد Mecking & Jensenسنة 0526
حيث قدما تعريفا لنظرية الوكالة" :نحن نعرف نظرية الوكالة كعالقة بموجبها يلجأ شخص – الرئيسي
– principalصاحب الرأسمال لخدمات شخص آخر – العامل - agentلكي يقوم بدله ببعض المهام،
2
وهذه المهمة (العالقة) تستوجب نيابة في السلطة".
وقد صدر في نفس العام قانون مكافحات ممارسات الفساد في أمريكا يتضمن قواعد محددة
لصياغة ومراجعة نظم الرقابة الداخلية في الشركات 3.وجاءت بعد ذلك مجموعة من الدراسات العلمية
والعملية والتي أكدت على أهمية االلتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية وأثرها على زيادة ثقة المستثمرين
في أعضاء مجالس إدارة المؤسسات ،وبالتالي قدرة الدول على جذب مستثمرين جدد سواء محليين أو
أجانب ما يترتب على ذلك من تنمية اقتصاديات تلك الدول .وصاحب ذلك قيام العديد من دول العالم
.1طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،0225 ،ص ص.050-050
.2عبد الوهاب نصر علي ،شحاتة السيد شحاتة ،مراجعي الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة ،الدار
الجامعية ،مصر ،0222 ،ص.01
.3عفاف اسحق محمد أبوزر ،إستراتيجية مقترحة لتحسين فاعلية الحاكمية المؤسسية في القطاع المصرفي األردني ،أطروحة دكتوراه (غير
منشورة) ،جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن ،0226 ،ص.14
84
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
باالهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية عن طريق قيام كل من الهيئات العلمية بها والمشرعين بإصدار
مجموعة من اللوائح والقوانين والتقارير التي تؤكد على أهمية التزام الشركات بتطبيق تلك المبادئ.
وفي عام 0582قامت اللجنة الوطنية والخاصة بإعداد القوائم المالية National Commission on
Fraudulent Financial Reportingبإصدار قانونها المسمى Treadwayوالذي تضمن مجموعة من
التوصيات الخاصة بتطبيق قواعد الحوكمة المؤسسية وما يرتبط بها من منع حدوث الغش والتالعب
في إعداد القوائم المالية وذلك عن طريق االهتمام بمفهوم نظام الرقابة الداخلية وتقوية مهنة المراجعة
1
الخارجية أمام مجالس إدارة المؤسسات.
وفي سنة 0555أصدرت كل من بورصة نيويورك ) New York Stock Exchange( NYSE
والرابطة الوطنية لتجار األوراق المالية )National Association of Securities Dealers( NASDتقري ار
باسم ( )Blue Ribbon Reportوالذي كان موضوعه األساسي الدور الفعال للجان المراجعة بالمؤسسات
فيما يخص اإللتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية .وفي سنة 0220ومع تتالي االنهيارات والفضائح
المالية في أكبر المؤسسات األمريكية مثل مؤسسة WorldCom, Enronالناتجة عن النوايا السيئة
لمسيريها مما أدى إلى حدوث أزمة ثقة لدى المستثمرين ،اضطرت الحكومة األمريكية إلحداث
إصالحات في أنظمة االستثمار القديم* ،فاقترح السيناتور Paul Sarbanesبالتعاون مع عضو
الكونغرس Micheal G.Oxleyقانونا جديدا للتنظيم مرتبط بالحوكمة يتكلم عن مسؤولية المسيرين
وانشاء لجان مستقلة لمراجعة الحسابات وذلك في عام .0220
ونظ ار الرتباط االقتصاد األمريكي باالقتصاد في المملكة المتحدة ،ظهرت العديد من التقارير التي
تؤكد على أهمية االلتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية ،وكان لبورصة لندن ""London Stock Exchange
دو ار بار از في هذا المجال حيث صدر Cadbury Reportفي عام 0550ليؤكد على أهمية الحوكمة
المؤسسية من أجل زيادة ثقة المستثمرين في عملية إعداد ومراجعة القوائم المالية ،2وبمجرد إصدار
تقرير Cadburyالبريطاني أخذت العديد من الدول بإصدار تقاريرها إلصالح ممارسة المؤسسات
ألعمالها وتضمين التقارير بأفضل ممارسات الحوكمة المؤسسية ،ثم تطورت فكرة هذا المفهوم وتعززت
.1محمد مصطفى سليمان ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ( دراسة مقارنة ) ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،0226 ،
ص.01
* .قانون األوراق المالية الصادر سنة 0511م والذي تم تعديله سنة 0514م.
.2محمد مصطفى سليمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.04
85
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
أكثر نتيجة الجهود المبذولة التي برزت أعقاب األزمة المالية اآلسيوية التي حدثت في أسواق تايالند
وماليزيا عام .1 0552
مما سبق يالحظ أن مفهوم الحوكمة هو مفهوم حديث التطبيق قديم الجذور والمنطلقات ساهمت
عدة عوامل في نشوء فكرته وتطورها مما جعله وليد الحاجة.
2
وتعتمد الدول في إعدادها لقوانين وأنظمة الحوكمة المؤسسية على أسلوبين هما:
أ .األسلوب القانوني :حيث يتم إصدار قوانين ولوائح مفصلة ودقيقة ملزمة التطبيق ،تخضع
إلشراف دقيق من قبل الجهات الرقابية باستخدام معايير محددة ،وقد ينجر عن عدم االلتزام بهذه
القوانين واللوائح والقواعد النظامية إجراءات قد تكون حازمة من قبل الجهات الرقابية.
-اتجاه المؤسسة إلى استيفاء المتطلبات النظامية دون النظر إلى روح النظام؛
-التطبيق فقط من أجل االلتزام وبالحد األدنى؛
-إساءة استغالل هذه القوانين بالبحث عن الثغرات.
ب .أسلوب المبادئ :يقتصر دور الجهات الرقابية على تبني مبادئ عامة ومرنة تكون استرشادية
توضح الممارسات الجيدة للحوكمة ،وهذه المبادئ اختيارية التطبيق وتخضع عملية االلتزام بها
إلى ضغط السوق بتنفيذ األدلة االرشادية والممارسات بشكل اختياري من قبل المؤسسات.
.1عالء فرحان طالب ،إيمان شيحان المشهداني ،الحوكمة المؤسسية واألداء المالي اإلستراتيجي للمصارف ،دار صفاء للنشر والتوزيع،
عمان ،0200 ،ص.05
.2أحمد بن عبد اهلل آل الشيخ ،المتطلبات القانونية واإلجرائية لحوكمة الشركات ،منتدى الحوكمة السعودي 10-12 ،يناير ،0200ص
ص.00-02
86
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
أما من سلبيات هذا األسلوب فقد يكون تطبيق المبادئ وااللتزام بها ليس من أولويات الشركات في
ظل عدم وجود ثقافة الحوكمة وغياب الجهات الرقابية.
جدول رقم ( :)1-2قوانين وأنظمة الحوكمة المؤسسية على مستوى بعض دول العالم
لقد تعددت األسباب التي أدت إلى ظهور الحوكمة المؤسسية ،وتتمثل هذه األسباب في:
تعتبر نظرية الوكالة من النظريات الحديثة التي تقوم على مبدأ الفصل بين الملكية واإلدارة وكما
أنها تعتبر أساس العالقة بين اإلدارة والمساهمين ،لقد أدى تطبيق هذه النظرية إلى مشاكل كبيرة بين
مختلف األطراف في المؤسسة عرفت بمشاكل الوكالة.
يعتبر كال من ) (Berle & Meansأول من تناوال هذا الموضوع سنة 0510م في ندوة بعنوان
"المؤسسات الحديثة والملكية الخاصة" ،حيث أشارت هذه الندوة إلى أن المؤسسة أصبحت ضخمة
الحجم ،ونتيجة لذلك سيتم فصل الملكية عن الرقابة ،1مما قد ينجر عنه ما يعرف بمشكلة الوكالة ،هذه
األخيرة تعني الخطر الناجم عن استخدام المديرين إلستراتيجيات تتعارض تماما مع مصالح المالك،
وتخدم أغراضهم الخاصة.
1
. Gérard Charreaux, Corporate Governance "theory and made", Economica education, Paris, France,
1997, p144.
87
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وعرف كل من ) (Jensen & Maklingنظرية الوكالة على أنها" :تعاقد بين عدة أطراف فيها المالك
موكلين) من أجل تنفيذ المهام بالتفويض تصبح لهم سلطة يوكل أو يفوض أطرافا آخرين ( َّ
الموكل) ِّ
( ِّ
1
القرار".
-أن أطراف الوكالة يتمتعون بالرشد نسبيا وأن تصرفاتهم قائمة على أساس تعظيم منافعهم
الذاتية؛
-إن اختالف الطبيعة السلوكية والتكوينية وكذا األهداف بين المسيرين والمساهمين تؤدي إلى
خلق صراع منفعة في البداية بين هذين االثنين لتتعداه فيما بعد لباقي األطراف األخرى؛
-يلجأ المسير حسب هذه النظرية لوضع استراتيجيات تحميه وتحفظ له حقوقه ،عن طريق
استغالل نفوذه ،شبكة العالقات بالموردين والزبائن وكذلك حجم المعلومات التي يستقبلها
المسير قبل غيره وبذلك فهو يفضل تحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية أوال قبل مصالح
المؤسسة؛
-لمواجهة هذا االنحراف الذي تعتبره نظرية الوكالة إخالال بشروط العقد الذي يربط المسير
بالشركة يلجأ المساهمون لتعديل سلوك المسير السلبي وللحفاظ على مصالحهم باتخاذ تدابير
تقويمية ورقابية عن طريق إنشاء نظام الحوكمة المؤسسية الذي يملك آليات وأدوات رقابية
واشرافية داخلية تعتمد على مجالس اإلدارة ،الرقابة التبادلية بين المسيرين وكذا الرقابة المباشرة
للمساهمين ،وخارجية ممارسة من طرف األسواق.
.2.1.2مشاكل الوكالة
تشرح وتعالج نظرية الوكالة المشاكل الناتجة عن انفصال الملكية عن اإلدارة إذ استخدمت
لتفسير دوافع االختيار بين الطرق والبدائل المحاسبية واإلفصاح االختياري وتعيين مراقب
3
الحسابات ،حيث هناك مشكلتين أساسيتين للوكالة هما:
.1بهاء الدين سمير عالم ،أثر اآلليات الداخلية لحوكمة الشركات على األداء المالي في الشركات المصرية"دراسة تطبيقية" ،و ازرة االستثمار
مركز المديرين المصري ،مصر ،0225 ،ص ص.2-6
.2نجاتي ابراهيم عبد العليم ،نظرية الوكالة ودورها في تطوير نماذج الرقابة على األداء ،مجلة العلوم اإلدارية ،العدد األول ،0550 ،ص.52
.3عدنان بن حيدر بن درويش ،حوكمة الشركات ودور مجلس االدارة ،اتحاد المصارف العربية ،مصر ،0222 ،ص.66
88
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-مشكلة التخلخل الخلقي :تنشأ عندما ال يستطيع المالك مالحظة أداء الوكيل (اختياراته)،
وعندما تختلف تفضيالت كل من المالك والوكيل حول البدائل المتاحة لالختيار.
-مشكلة التخلخل العكسي (االختيار العكسي) :تنشأ عند عدم تماثل المعلومات لكل من
الموكل والوكيل حيث لإلدارة (الوكيل) معلومات أكثر عن المالك (الموكل) ،هذا ولو توفرت
نفس المعلومات للموكل فإنه ال يستطيع قراءتها وتفسيرها بنفس القدرة التي يتمتع بها الوكيل.
ومنه يمكن القول وعلى ضوء المشاكل التي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين أعضاء مجالس إدارة
المؤسسات وبين المساهمين أدى ذلك إلى زيادة االهتمام والتفكير في وضع مجموعة من القوانين
واللوائح التي تعمل على حماية مصالح المساهمين ،والحد من التالعب المالي واإلداري الذي قد يقوم
به أعضاء مجلس اإلدارة بهدف تعظيم مصالحهم الخاصة وذلك على اعتبارهم الجهة التي تمسك
بزمام األمور داخل المؤسسة ،وبالتالي فقد بدأ االهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية وابراز دورها في
الحد والتقليل من المشاكل التي مثلتها نظرية الوكالة.
.2.1.2تكاليف الوكالة
تتمثل تكاليف الوكالة في األموال التي ينفقها حملة األسهم لمتابعة األنشطة التي يقوم بها وكالئهم،
ذلك ألن حامل السهم ال يمكنه بمفرده القيام بعملية المتابعة المستمرة نظ ار لكثرة ما تتطلبه من مال
ووقت وجهد للحصول على المعلومات الكافية والصحيحة عن تصرفات مديري المؤسسات ،وحسب
1
Jensen & Mecklingأن مشاكل الوكالة تولد ثالثة أنواع من التكاليف:
-تكاليف المراقبة :وهي ناتجة عن التأكد من تصرفات الوكيل بأنه ال يعمل على تحقيق مصالحه
الشخصية أثناء إدارته للمؤسسة؛
-تكاليف االلتزام :وهي ناتجة عن الدعم والتحفيز الذي يتحصل عليه الوكيل من أجل بناء الثقة
التي تعتبر األساس؛
-تكاليف الفرصة البديلة 2:في حالة اختالف المصالح مع المدير أو مجلس إدارة المؤسسة في
اإلستراتيجية المتبعة (إستراتيجية غير مربحة مثال ،سوء تخصيص الموارد).
.2.2حاالت الغش واإلفالس واالنهيارات المالية الكبرى :لقد عكست االنهيارات المالية والفضائح
اإلدارية للعديد من الشركات دولية النشاط مدى الحاجة إلى قواعد الحوكمة إلعادة التوازن المالي
واإلداري ومعالجة الخلل في الهياكل المالية للشركات المساهمة األخرى بمعظم دول العالم.
1
. PARRAT Frédéric, Le gouvernement d’entreprise, Economica education, Paris, France, 1997, P32.
2
. Jean Bernard, Le gouvernement d’entreprise, P03,
http://www.creg.acversailles.fr/IMG/pdf/Le_gouvernement_d_entreprise.pdf, consulté le: 19/06/2014.
89
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
حيث أدت فضيحة شركة Enronللطاقة األمريكية وشركة WorldComإلى إصدار قانون
Barings Bank ) ،(Sarbanes Oxleyكما أدت فضيحة شركة Maxwellاإلنجليزية وبنك بارينجز
1
إلى إصدار تقرير .Cadbury
بدأت الشركة نشاطها في مدينة جاكسون بوالية مسيسبي في عام 0581تحت مسمى الخدمات
المحدودة لالتصاالت للمسافات البعيدة وفي عام 0585اندمجت المؤسسة مع مؤسسة الشركات
المتميزة وتحولت إلى مؤسسة عامة وتم قيدها في البورصة ،وفي عام 0555تحول إسم المؤسسة إلى
،LDDS World Comوالحقا إلى مؤسسة االتصاالت العالمية WorldComوفي عام 0558استحوذت
2
على مؤسسة .MCI Communications
ولقد اتهمت مؤسسة WorldComمن قبل محكمة نيويورك الفيدرالية باالحتيال بعد اعترافها بإخفاء
تكاليف بلغت 4مليارات دوالر ،مما دفعها إلى اشهار افالسها في واحدة من أكبر الفضائح المحاسبية
في تاريخ الواليات المتحدة األمريكية ،حيث أدت الفضيحة المالية لهذه المؤسسة إلى التأثير على قيمة
الدوالر األمريكي في أسواق تبادل العمالت المالية وانخفض سعر الدوالر اتجاه العمالت األخرى عند
إعالن المخالفات ،ولقد كان سبب انهيارها هو التالعب في حسابات ايراداتها واستخدام حيل محاسبية
إلخفاء مركزها المالي لكي تظهر بشكل يتفق مع توقعات المستثمرين في البورصة بهدف رفع سعر
السهم في السوق والحصول على أرباح غير حقيقية بصورة مخالفة لضوابط اللجنة ،وقد اتهم المسؤول
التنفيذي بتزييف سجالت المؤسسة المالية بعد ما أمر برفع مدخوالتها لمقابلة توقعات وول ستريت
3
وتضليل جمهور المستثمرين.
.1محسن أحمد الخضيري ،حوكمة الشركات ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،مصر ،0220 ،ص.42
.2منير هندي ،الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات ،دار المعارف ،االسكندرية ،0225 ،ص ص.01-00
.3دريد آل شبيب ،عبد الرحمن الجبوري ،أهمية تطوير هيئة الرقابة على االوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي –حالة شركة وورلد كوم
األمريكية ،المؤتمر العلمي الرابع الستراتيجيات األعمال في مواجهة العولمة ،جامعة الزيتونة ،األردن ،0225 ،ص.08
91
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ذلك تفرض نفسها بقوة في سوق المشتقات الطاقوية والمالية لتصبح سنة 0552من أهم المؤسسات
في بورصة وول ستريت 1.لقد لعبت مؤسسة Enronدور صناع السوق في عقود المشتقات المتداولة
في األسواق غير المنظمة أي العقود المتداولة خارج البورصة ،في الوقت الذي لم تكن فيه مطالبة
2
باإلفصاح عن حجم المخاطر المصاحبة لتلك العمليات.
في منتصف عام 0555وصل سعر سهم المؤسسة إلى ما يقارب 52دوالر أمريكي وهو أعلى سعر
وصلت إليه أسهمها ،كما تضاعف رقم أعمالها من 10مليار دوالر إلى 022مليار دوالر ،وفي
أواخر 0220أعلنت الشركة تضخيم أرباحها بما يعادل 5,1بليون دوالر اعتمادا على اعتبار
المصاريف التشغيلية بمثابة مصاريف رأسمالية ،ثم كشف واقع سوق المال في ذات الوقت السعر
الحقيقي لسهم الشركة نتيجة كثرة الممارسات المالية واإلدارية الخاطئة بالتواطؤ مع مراقب الحسابات،
وعلى اثرها انخفضت قيمة السهم إلى 11دوالر وتوالت خسارة المؤسسة إذ أعلن عن خسارة بلغت
3
622مليون دوالر وفي نهاية السنة تقدمت بإجراء اإلفالس.
4
ولعل أهم الدوافع التي أدت إلى انهيار هذه المؤسسة ما يلي:
-اعتماد المؤسسة على العمليات المقيدة خارج الميزانية التي يصعب اكتشافها لتصبح بذلك وسيلة
إلخفاء مقنن للمعلومات وهي تعتبر إحدى الثغرات المالية والمحاسبية التي استفادت منها؛
-عدم التزام المؤسسة بقوانين الشركات وهيئة األوراق المالية ،فضال عن عدم التمسك بقواعد السلوك
األخالقي والمهني؛
-وجود تواطؤ واضح بين المراجعين القانونيين وادارة المؤسسة ،حيث بلغت العالقة بين مؤسسة
Enronمع مؤسسة أندرسون في تقديم خدمات استشارية ال عالقة لها بمراجعة الحسابات في مقابل
حصولهم على مكافآت مقابل تكتمهم عن المخالفات أو لحثهم على عدم االلتزام بالفحص
والتمحيص األمين للمستندات؛
-عدم وجود مؤشرات مرجعية لإلفصاح والشفافية والعرض العادل للمعلومات بالتقارير المالية
للشركة؛
-عدم وجود أعضاء من المستقلين أو غير التنفيذيين في مجلس إدارة المؤسسة؛
1
. Bertrand RICHARD, Dominique MIELLE, La dynamique du gouvernement d’entreprise, paris cedex
05, Edition d’organisation, 2003, p02.
.2منير هندي ،مرجع سبق ذكره ،ص.5
.3علي حسين الدوغجي ،حوكمة الشركات وأهميتها في تفعيل ونزاهة التقارير المالية ،مجلة دراسات محاسبية مالية ،المعهد العالي للدراسات
المحاسبية والمالية ،جامعة بغداد ،العدد السابع ،0225 ،ص.04
.4عطا اهلل وارد خليل ،محمد عبد الفتاح العشماوي ،الحوكمة المؤسسية – مدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة ،-مكتبة
الحرية للنشر والتوزيع ،القاهرة ، 0228 ،ص ص.05-04
90
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-عدم وجود لجان فنية بالمؤسسة سواء للمراجعة الداخلية أو للتعيينات أو للمكافآت أو إلدارة
المخاطر؛
-زيادة حاالت التصرفات غير القانونية وغير األخالقية بالمؤسسة؛
-عدم وجود رسالة إستراتيجية للمؤسسة مبنية على تحليل البيئة الداخلية والخارجية لتحديد رؤية
ورسالة وأهداف المؤسسة؛
-تعظيم أرباح الشمؤسسة بأكثر من %052وتكبد المستثمرين خسائر ال تقل عن 05مليار دوالر في
سنة مالية واحدة؛
-التورط مع مؤسسات المراجعة الدولية في اعتماد إقامة مشاريع وهمية كلفت حملة األسهم باليين
الدوالرات؛
-منح الرواتب الضخمة والعالوات المتفاقمة والمكافآت العالية ألعضاء مجلس اإلدارة والمديرين
التنفيذيين بالمؤسسة.
Barings .2.2.2انهيار مصرف بارينجز Barings Bankاالنجليزي :مصرف بارينجز
1
Bankهو مصرف انجليزي كان عمره وقت انهياره عام 0555أكثر من 022سنة ،في عام 0550
تم تعيين نيكوالس ليسون كمسؤول تصميم وادارة عقود مشتقات في فرع المصرف في سنغافورة ،بدأ
نشاطه بعمليات من المفترض أنها محدودة المخاطر وأنها عمليات المراجحة * Arbitrageبين عقود
مستقبلية على مؤشر نيكي 005وعلى مؤشر أوساكا ،الذي يتداول في بورصة سنغافورة وهما مؤشران
لسوق طوكيو ،حيث يتميز هذان المؤشران بارتباطهما مع بعضهما البعض ،فلقد كان نيكوالس يبيع
عقود مستقبلية على مؤشر نيكي عندما ترتفع أسعارها ،ويقوم في نفس الوقت بشراء عقود على مؤشر
أوساكا إذا ما انخفضت أسعارها أو لم ترتفع بنفس قدر االرتفاع في أسعار العقود على مؤشر نيكي
أو حتى إذا ما بقيت على ما كانت عليه ،والعكس إذا كان يشتري عقود على مؤشر نيكي عندما
تنخفض أسعارها ويبيع في المقابل عقود على مؤشر أوساكا إذا لم يط أر عليه تغيير ،أو عندما تكون
أسعارها مرتفعة أو لم تنخفض بنفس قدر انخفاض أسعار العقود على مؤشر نيكي وهي عمليات
يصعب أن تتعرض للمخاطر.
ما حدث هو أن نيكوالس كان قد اشترى قد ار هائال من العقود المستقبلية على مؤشر نيكي الذي
انخفضت قيمته بنسبة %02أي من 02222نقطة في أول يناير إلى 08222نقطة بعد الزل ازل ،وأمال
92
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
منه في سرعة تعويض الخسائر قام بشراء المزيد من تلك العقود بهدف تخفيض متوسط األسعار،
ولكن األمور لم تسر بما كان متوقع ،فلقد استمر المؤشر في االنخفاض مسببا المزيد من الخسائر،
وبعدها قام نيكوالس بإخفاء خسائره على رؤسائه في حساب خاص واإلبالغ عن األرباح وأخذت
الخسائر في الزيادة حتى بلغت 602مليون دوالر أمريكي على الرغم من تنبه البورصة النقدية
بسنغافورة لكبر حجم التعامالت وابالغ ادارة المصرف وقيام االدارة بإصدار تعليمات له بعدم زيادة
1
حجم التعامالت إال أنه استمر وتجاهل تعليمات ادارة المصرف.
كل هذا تسبب في خسائر كبيرة لفرع المصرف بسنغافورة ،حيث أدى ذلك إلى عدم قدرة المصرف
على الوفاء بقيمة الغطاء النقدي الالزم لحجم معامالته طبقا للوائح في البورصة النقدية الدولية
بسنغافورة رغم محاولة مصرف انجلت ار انقاذ الموقف إال أنه قد توقف بعد أن اتضح أن خسائر
المصرف تتجاوز رأسماله حيث حقق المصرف خسائر تقدر بمبلغ 1,0مليار دوالر أمريكي مما أدى
2
إلى انهياره.
.2.2األزمات المالية :لقد أدت األزمات المالية والتي فجرها الفساد اإلداري والمالي وسوء
اإلدارة والفجوة الكبيرة بين مرتبات ومكافآت المديرين التنفيذيين وبين أداء تلك المؤسسات إلى أن
تصبح عمليات جذب المستويات الكافية من رأس المال متسمة بقدر كبير من الصعوبات ،حيث أدت
هذه األزمات إلى تكبد كثير من المساهمين خسائر مالية فادحة بالشكل الذي أدى بالمساهمين،
وخاصة المؤسسات االستثمارية أن يعلنوا بوضوح أنهم ليسوا على استعداد لتحمل نتائج الفساد وسوء
االدارة.
وبالتالي كان لزاما التفكير في كيفية حماية المستثمرين من أخطاء مجالس إدارة المؤسسات ،وقد
أسفر ذلك عن االهتمام بالدور الذي يلعبه مفهوم الحوكمة المؤسسية في التأكيد على االلتزام
بالسياسات واإلجراءات الرقابية وعلى دورها في جذب االستثمارات وتدعيم اقتصاديات الدول ،من
خالل وضع أسس معينة للعالقة بين مجلس االدارة والمديرين والمستثمرين وأصحاب المصالح بالشكل
3
الذي يؤدي إلى وجود شفافية في التعامل بين هذه األطراف.
.2.2اقتصاديات العولمة :لقد أدت العولمة وتحرير األسواق المالية وتحول كثير من دول
العالم إلى مفهوم االقتصاد الحر ،إلى انفصال الملكية عن اإلدارة من خالل التزايد في حجم
المؤسسات (الشركات المتعددة الجنسيات) ،نتج عن ذلك ضرورة االستعانة بأنظمة وآليات جديدة
1
.منير هندي ،الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.02-06
.2محمد نابغ ،مرجع سبق ذكره.
.3محمد مصطفى سليمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.00-00
93
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
*
للرقابة تضمن حماية حقوق جميع األطراف ذوي المصلحة في المؤسسة ،1حيث أوضحت الدراسة
التي قامت بها مجموعة ماكينزي McKinseyاالستشارية أن %82من المستثمرين في الواليات المتحدة
األمريكية وأوروبا الغربية قاموا باتخاذ ق اررات استثمارية بشكل متزايد على أساس ما إذا كانت الشركات
التي يريدون االستثمار فيها تحتوي على متطلبات الحوكمة المؤسسية أم ال هذا من جهة ،ومن جهة
أخرى فإن ما يشهده العالم اآلن من تحرير القتصاديات السوق وما يتبعها من تحرير لألسواق المالية
وفتح أسواق دولية جديدة يمكن من خاللها أن تحقق المؤسسات أرباحا مرتفعة تمكنها من التوسع في
مجال أنشطتها مما له من أثر في خلق فرص استثمارية جديدة وزيادة فرص العمل بالشكل الذي يؤدي
إلى نمو وتقدم اقتصاديات الدول التي تنتمي إليها تلك المؤسسات.
أدت هذه العوامل إلى تعرض المؤسسات إلى منافسة قوية والى قدر كبير من التذبذبات الرأسمالية،
حيث أن الشركات الوطنية إذا ما أرادت أن تستمر وتكتسب مزايا العولمة والصمود في وجه المنافسة
الداخلية والخارجية ،فإنها تحتاج إلى مصادر تمويل تتعدى طرق التمويل التقليدية ،ألن نقص رأس
المال يؤدي إلى إضعاف قدرتها التنافسية واالستغناء عن بعض العاملين والقضاء على المكاسب
االقتصادية واالجتماعية ،وبالتالي تفاقم مشكلة الفقر ،واألسوأ من ذلك أنها تصبح عاجزة عن التنافس
2
فتخرج من األسواق الدولية تماما ،أما االقتصاد الكلي فلن يتمكن من االستفادة من مزايا العولمة.
يمكن القول أنه ال يوجد تعريف واحد متفق عليه بين القانونيين واالقتصاديين لمصطلح "الحوكمة
المؤسسية" ،ويرجع ذلك إلى ارتباط هذا المفهوم بالعديد من األمور التنظيمية واالقتصادية والمالية
واالجتماعية للمؤسسات وتأثيرها على المجتمع واالقتصاد ككل.
.1.1تعريف الحوكمة المؤسسية :نظ ار لتعدد الجوانب المتعلقة بمفهوم الحوكمة المؤسسية ،فلقد
أعطي لهذا المفهوم العديد من التعريفات المختلفة تبعا للزاوية التي ينظر منها لهذا المفهوم،
.1حسين مصطفى هاللي ،من أجل استراتيجية وطنية للحوكمة من منظور إدارة الدولة والمجتمع والحكم الرشيد ،بحوث وأوراق عمل مؤتمر
متطلبات حوكمة الشركات وأسواق المال العربية ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر ،0222 ،ص.50
*
معمقة بين العامين 0220و 0221تضمنت آراء مستثمرين دوليين حول كيفية اختيار االستثمار في .مؤسسة ماكينزي أعدت دراسة ّ
مؤسسات محددة أو صناديق استثمارية ،وكان السؤال الرئيسي يتمحور حول أهمية التقارير المالية أو تقارير الحوكمة أو االثنين معا ،معظم
األجوبة كانت لصالح أهمية الحوكمة ،ورّكز الجميع على حقيقة أن التقارير المالية القوية مع حوكمة ضعيفة قد تخلق مجاال للشك في التقارير
المعدة .ولكن إذا كانت المؤسسة تتمتع بنظام حوكمة قوي ،فإن ذلك يعني تقارير مالية صحيحة ،حتى لو كانت هذه األرقام ضئيلة ،إال
ّ المالية
أنها صحيحة مئة بالمئة.
2
.مركز المشروعات الدولية الخاصة ،CIPEدليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة ،0225 ،ص.00
94
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
هناك من ينظر له من الناحية القانونية وهناك من ينظر له من الناحية االقتصادية ،وهناك من
يعرفه من الناحية االجتماعية.
.1.1.1المفهوم اللغوي للحوكمة المؤسسية :يشير لفظ الحوكمة إلى الترجمة العربية لألصل
اإلنجليزي للكلمة Governanceالذي توصل إليه مجمع اللغة العربية سنة 0220بعد عدة محاوالت
لتعريب الكلمة حيث تم سابقا إطالق مصطلحات أخرى مثل اإلدارة الرشيدة ،اإلدارة الجيدة ،الضبط
المؤسسي ،التحكم المؤسسي ،الحاكمية المؤسسية ،حوكمة الشركات ومصطلحات أخرى ،إال أن
األكثر شيوعا هو مصطلح حوكمة الشركات والحوكمة المؤسسية 1،ولغويا تعني الحوكمة المؤسسية
عملية التحكم والسيطرة من خالل قواعد الضبط بغرض تحقيق الرشد كما تعني المراقبة بصورة
متكاملة وعلنية تدعيما للشفافية والموضوعية والمساءلة.
.1.1.2المفهوم القانوني للحوكمة المؤسسية :يشير مفهوم الحوكمة المؤسسية من الناحية
القانونية إلى التنظيم الداخلي والعقود القانونية والتنظيمية ومدى اكتمال تلك العقود منذ بداية تأسيس
2
المؤسسة ومدى نجاحها في تحديد وتنظيم العالقات المختلفة بين األطراف المعنية.
وعليه يمكن القول أن مفهوم الحوكمة المؤسسية من الناحية القانونية يعني العالقة التعاقدية بين
تتمثل في المساهمين ،أصحاب المصالح والمديرين التي تحدد واجباتهم مجموعة من األطراف
وحقوقهم ،وهو ما يعمل على ضمان حقوق كل طرف منهم والتغلب على تضارب المصالح.
.1عالء فرحان طالب ،ايمان شيحاني المشهداني ،مرجع سبق ذكره ،ص.04
.2أحمد علي الخضري ،االفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،0200 ،ص ص-04
.05
.3أحمد السيد ابراهيم ،حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0202 ،ص.021
95
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.1.1.2المفهوم االداري للحوكمة المؤسسية :يمكن تعريف مصطلح الحوكمة المؤسسية من
الناحية االدارية على أنه "وضع الممارسات السليمة التي تنظم عمل إدارة المؤسسة بما يكفل
المحافظة على حقوق حملة األسهم والسندات والعاملين بالمؤسسة وأصحاب المصالح وغيرهم ،من
خالل االلتزام بتنفيذ صيغ العالقات التعاقدية التي تربط بينهم باستخدام األدوات المالية والمحاسبية
1
السليمة وفقا لمعايير االفصاح والشفافية الواجبة".
.1.1.2المفهوم االجتماعي األخالقي للحوكمة المؤسسية :أما من الناحية االجتماعية
األخالقية فمفهوم الحوكمة المؤسسية يركز على المسؤولية االجتماعية بحماية حقوق مساهمي األقلية،
2
وتساعد على تحقيق التنمية االقتصادية وحماية البيئة.
.1.1.2الحوكمة المؤسسية كنظام :حيث يمكن تعريف الحوكمة المؤسسية كنظام يتكون من
مجموعة أجزاء يعمل على تفعيل االمكانات وتوظيف الموارد بطريقة كفؤة ،والحوكمة المؤسسية
3
كمنظومة تفاعلية استهدافية تتكون من ثالث أجزاء هي:
-المدخالت :تتمثل مدخالت الحوكمة فيما تحتاج له من حاجيات وما يتعين توفيره لها من مطالب
سواء كانت مطالب تشريعية ،إدارية ،قانونية أو اقتصادية أو كلها مجتمعة.
-تشغيل الحوكمة :وتتمثل في الجهات المسؤولة عن تطبيق الحوكمة والمشرفة على هذا التطبيق
والجهات التطبيقية وكل كيان إداري داخل المؤسسة أو خارجها يسهم في تنفيذ الحوكمة وفي
تشجيع االلتزام بها فضال عن تطوير أحكامها واالرتقاء بها.
-المخرجات :إن الحوكمة المؤسسية ليست هدف بحد ذاتها بل هي أداة ووسيلة لتحقيق أهداف،
حيث تتمثل المخرجات في مجموعة المعايير والقواعد والقوانين المنظمة لألداء والسلوك
والممارسات العملية والتنفيذية سواء كانت في المؤسسات أو المصارف للحفاظ على حقوق
أصحاب المصالح وتحقيق الشفافية.
.1.2تعريف المنظمات والهيئات الدولية للحوكمة المؤسسية
.1.2.1تعريف لجنة كادبوري Cadburyللحوكمة المؤسسية :1222قامت هذه اللجنة
بتعريف حوكمة المؤسسات على أنها "النظام الذي تدار وتراقب به المؤسسات ،ومجالس اإلدارة
مسؤولة عن حوكمة المؤسسات ،ودور المساهمين في الحوكمة هو انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة
والمراجعين والتأكد من أن هناك هيكل حوكمة مالئم وفي مكانه ،ومسؤولية مجلس اإلدارة تتضمن:
وضع األهداف اإلستراتيجية للمؤسسة؛ -
-البحث وتعيين القيادات التي تحقق هذه األهداف؛
.1بهاء الدين سمير عالم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.6 -5
.2أحمد السيد ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص.021
3
.عالء فرحان طالب ،إيمان شيحان المشهداني ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.06-05
96
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
كذلك يعمل المجلس على التأكد من أن أعضائه يلتزمون بالقوانين واللوائح ،ويعملون لمصلحة
1
المساهمين أعضاء الجمعية العامة.
.1.2.2تعريف البنك الدولي للحوكمة المؤسسية :World Bankعرفها بأنها "الطريقة التي
3
تمارس بها السلطة في تسيير وادارة موارد الدولة االقتصادية واالجتماعية من أجل التنمية".
.1.2.2تعريف معهد المدققين الداخليين AIIلمفهوم الحوكمة المؤسسية :عرفها بأنها
"العمليات التي تتم من خالل اإلجراءات المستخدمة من ممثلي أصحاب المصالح من أجل توفير
اإلشراف على إدارة المخاطر ومراقبتها والتأكيد على كفاءة الضوابط إلنجاز األهداف والمحافظة على
قيم المؤسسة من خالل الحوكمة المؤسسية فيها".
.1.2.2تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDللحوكمة المؤسسية سنة
:2007لقد أعادت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDالنظر في مفهوم الحوكمة المؤسسية
سنة 0222وأوضحت بأنه "مجموعة من العالقات ما بين إدارة المؤسسة ومجلس إدارتها ومساهميها
والجهات األخرى التي لها اهتمام بالمؤسسة ،كما أنها تبين اآللية التي توضح من خاللها أهدافها
والوسائل لتحقيق تلك األهداف ومراقبة تحقيقها ،ومن ثم فإن الحوكمة المؤسسية الجيدة هي التي توفر
لكل من مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية الحوافز المناسبة للوصول إلى األهداف التي تصب في
1
. Cadbury Committee, Report of the committee on the financial aspects of corporate Governance,
London, Gee and Co Ltd, 1992, p14, www.ecgi.org/codes/documents/Cadbury.pdf, consulté le
24/07/2013.
2
. OECD, OECD's Definition Consistent with the one presented by Cadbury, April 1999, p15.
3
. HOUSSEM Rachid, la gouvernance bancaire, laboratory of research in finance, accounting and
financial intermediation, faculty of economic and management sciences of Tunis, university of Tunis el
manar, Tunisia, p04.
97
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
مصلحة المؤسسة وتسهيل إيجاد عملية م ارقبة فاعلة ،وبالتالي تساعد المؤسسة على استغالل مواردها
1
بكفاءة ".
من خالل العرض السابق لمختلف المفاهيم المقدمة من طرف هيئات دولية يمكن القول أنها تتفق
في كون الحوكمة إجراء عملي لمتابعة أداء مجلس اإلدارة ومختلف المستويات اإلدارية في الهيكل
التنظيمي للمؤسسة ،لكن يعتبر تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDسنة 0222األكثر
شموال وعمقا لتغطيته للنشاط اإلداري والمحاسبي ،حيث يشمل استخدام كافة اآلليات التي من شأنها
الوصول إلى االستخدام األمثل لكافة الموارد المتاحة وادارتها ضمن نظام رقابة فعال.
ومنه يمكن تعريف الحوكمة المؤسسية على أنها "مجموعة من المفاهيم واألهداف التي تتضمن
حوافز مناسبة لمجلس اإلدارة واإلدارة العليا لتتبع األهداف التي وضعت من أجل تطور المؤسسة
وضمان حقوق جميع األطراف ،وتحقيق المتابعة الفعالة والمستمرة واإلشراف على االستخدام األمثل
لمواردها بكفاءة ونزاهة عالية".
.1عالء فرحان طالب ،إيمان شيحاني المشهداني ،مرجع سبق ذكره ،ص.06
98
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.حق التصويت هو الحق الممنوح لحامل السهم العادي في التصويت على سياسات وق اررات المؤسسة في اجتماع الجمعية العامة ،ويرتبط
*
عدد األسهم التي يملكها المستثمر بقدرته على التأثير في ق اررات المؤسسة ،بحيث كلما زادت نسبة ملكية المستثمر في أسهم المؤسسة كلما زاد
http://www.cipe- الرابط: ص،02 الخاصة، الدولية المشروعات مركز أنظر: الق اررات. على التصويت في حقه
،arabia.org/files/pdf/Corporate_Governance/Glossary_of_Terms_2.pdfتاريخ االطالع.0205/25/28 :
99
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.2خصائص الحوكمة المؤسسية :تتمثل خصائص الحوكمة المؤسسية في :االنضباط ،الشفافية،
االستقاللية ،المساءلة ،العدالة ،المسؤولية والمسؤولية االجتماعية وفيما يلي التفصيل في هذه
1
الخصائص:
المصدر :طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات " المفاهيم -المبادئ -التجارب -تطبيقات الحوكمة في
المصارف" ،الدار الجامعية ،مصر ،0225 ،ص.01
-االنضباط :ويعني إتباع السلوك األخالقي المناسب والصحيح ،ويتحقق ذلك من خالل إعطاء
بيانات واضحة للجمهور ،وجود حافز لدى االدارة اتجاه تحقيق سعر عادل للسهم ،التقدير السليم
لحقوق الملكية ،استخدام الديون في مشروعات هادفة واقرار نتيجة الحوكمة في التقرير السنوي.
-االفصاح والشفافية :تتحقق بتقديم صورة واضحة وحقيقية عن كل ما يحدث ويتم ذلك من خالل
االفصاح عن االهداف المالية بدقة ،نشر التقارير المالية السنوية البيئية في الوقت المناسب،
االفصاح العادل عن النتائج السنوية ،تطبيق معايير المحاسبة والمراجعة ،توفير امكانية وصول
المستثمرين إلى اإلدارة العليا وتحديث المعلومات على شبكة االنترنت.
-االستقاللية :تالفي التأثيرات غير الضرورية نتيجة للضغوطات ،ويتحقق ذلك من خالل المعاملة
العادلة للمساهمين من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ،وجود لجنة لتحديد المرتبات والمكافآت
يرأسها عضو مجلس إدارة مستقل وتدعيم وجود مراجعين مستقلين.
-المساءلة :بمعنى إمكانية تقييم وتقدير أعمال مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية ويتحقق ذلك من
خالل ممارسة العمل بعناية ومسؤولية والترفع عن المصالح الشخصية ،التصرف بشكل فعال ضد
.1عطا اهلل وارد خليل ،محمد عبد الفتاح العشماوي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.012-008
011
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
األفراد الذين يتجاوزون حدود مسؤولياتهم ،التحقيق الفوري حالة إساءة اإلدارة العليا ووضع آليات
تسمح بمعاقبة الموظفين التنفيذيين وأعضاء مجلس اإلدارة في حالة تجاوز مسؤوليتهم وسلطتهم.
-العدالة :يجب احترام حقوق كل األطراف ذات المصلحة ،ويتحقق ذلك من خالل المعاملة العادلة
لمساهمي األقلية من قبل المساهمين أصحاب األغلبية ،سهولة طرق التصويت ،المكافآت العادلة
ألعضاء مجلس اإلدارة ،إعطاء المساهمين حق االعتراض عند اإلساءة إلى حقوقهم والمشاركة في
تعيين المديرين وأيضا في اتخاذ الق اررات.
-المسؤولية :أي مسؤولية مجلس اإلدارة أمام جميع األطراف ذات المصلحة في المؤسسة.
-المسؤولية االجتماعية :أي النظر للمؤسسة كمواطن صالح ،ويتحقق ذلك من خالل وجود سياسة
واضحة تؤكد على التمسك بالسلوك األخالقي ،وجود سياسة توظيف واضحة وعادة ووجود سياسة
واضحة عن المسؤولية البيئية.
.2أهداف الحوكمة المؤسسية :تساعد الحوكمة المؤسسية الجيدة في دعم األداء ،زيادة القدرة
ال تنافسية ،جذب االستثمارات للمؤسسات ،وتحسين االقتصاد بشكل عام ،من خالل الوسائل
التالية:
-تدعيم عنصر الشفافية في كافة معامالت وعمليات المؤسسة واجراءات المحاسبة والتدقيق المالي
على النحو الذي يمكن من الحد من ظاهرة الفساد المالي واإلداري؛
-ضمان التعامل بطريقة عادلة بالنسبة للمساهمين والعمال والدائنين واألطراف ذوي المصلحة في
حالة تعرض المؤسسة لإلفالس؛
-التوضيح وعدم الخلط بين المهام والمسؤوليات الخاصة بالمديرين التنفيذيين ومهام مجلس اإلدارة
ومسؤوليات أعضائه؛
-تمكين المؤسسة من الحصول على التمويل الالزم من طرف عدد أكبر من المستثمرين المحليين
واألجانب ،وذلك من خالل رفع درجة الثقة في المؤسسة؛
-تحسين وتطوير إدارة المؤسسة ،ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على تبني إستراتيجية سليمة
وضمان اتخاذ ق اررات الدمج والسيطرة بناءا على أسس سليمة بما يؤدي إلى رفع كفاءة األداء؛
-دعم استق ارر المؤسسة من خالل تجنب حدوث الممارسات المالية واإلدارية الخاطئة.
ويمكن استنتاج مما سبق أن الحوكمة تهدف إلى :تخفيض المخاطر ،تعزيز األداء ،تحسين سهولة
الدخول إلى األسواق المالية واتساع نطاق التسويق للسلع والخدمات وتحسين القيادة ،الشفافية وقابلية
المحاسبة عن المسؤولية االجتماعية.
010
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.1أهمية الحوكمة المؤسسية :لقد تزايد االهتمام بالحوكمة المؤسسية في ظل تحول أغلب
دول العالم إلى االقتصاد الرأسمالي والذي يعتمد على المؤسسات في تحقيق معدالت نمو مرتفعة ،وهو
ما أدى إلى كبر حجم تلك المؤسسات واتساع نشاطها وانفصال الملكية عن االدارة واتجاهها إلى
األسواق المالية في البحث عن مصادر تمويل أقل تكلفة من المصارف التجارية ،ولقد ساعد في ذلك
العولمة المالية وتحرير حركة انتقال رؤوس األموال وهو ما انجر عنه ضعف في آليات الرقابة على
1
المديرين وحدوث أزمات مالية ،من هنا تبرز أهمية الحوكمة المؤسسية في:
-التحكم في تعارض المصالح :إذ يحفز االلتزام بمبادئ الحوكمة في تقويم سلوك المؤسسة
اتجاه األطراف ذات العالقة بين جميع الفئات المختلفة سواء من داخل أو خارج المؤسسة،
والتقليل من المشاكل التي قد تنشأ عن الفصل بين الملكية واإلدارة وهو ما يؤدي إلى زيادة ثقة
المستثمرين في مجلس إدارة المؤسسة.
-تعزيز الكفاءة التشغيلية :يساهم التزام المؤسسة بمبادئ الحوكمة في اتباعها أحدث وأفضل
األساليب االدارية وهو ما يؤثر في نموها وزيادة ربحيتها وكذلك قدرتها في تقليل المخاطر التي
يمكن أن تتعرض لها ،وهو ما سينعكس ايجابا على أداء المؤسسة ومن ثم سوق األوراق
المالية والتي هي مؤشر لقوة االقتصاد ألي بلد.
-سهولة الحصول على التمويل بتكاليف أقل :إذ يساهم االلتزام بالحوكمة في خلق الثقة
والطمأنينة لدى المستثمرين ،وهو ما يساعد المؤسسة على الوصول إلى أسواق المال
والحصول على التمويل الالزم بتكلفة أقل مما يعينها على التوسع في نشاطها ،وتقليل
المخاطر وبناء الثقة مع أصحاب المصالح.
-االلتزام باإلفصاح والشفافية :يساهم االفصاح والشفافية في تمكين المستثمرين من مراقبة
استثماراتهم واتخاذ الق اررات ،كما يؤدي تطبيق مبدأ االفصاح والشفافية إلى منع حاالت الفساد
ويساعد على االستفادة من العائد الكامل لعمليات البيع في دفع التنمية االقتصادية
2
واالجتماعية للمجتمع.
-تعزيز النمو االقتصادي :تسهم الحوكمة المؤسسية في رفع مستوى كفاية االقتصاد ،حيث
تساعد على استقرار األسواق المالية ورفع مستوى الشفافية وجذب االستثمارات من الخارج ومن
الداخل ،زيادة على تقليص حجم المخاطر التي تواجه النظام االقتصادي.
.1اتحاد الشركات االستثمارية ،حوكمة الشركات ،مكتبة اآلفاق ،الكويت ،سبتمبر ،0200ص.50-50
.2أحمد علي خضر ،مرجع سبق ذكره ،ص.26
012
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-دعم االجراءات الرقابية :إن االلتزام بمبادئ الحوكمة يحث الهيئات الرقابية على تحديث وزيادة
االجراءات الرقابة والتنظيمية ،والتي تساهم في تحقيق أهداف المؤسسة والتقليل من المخاطر
التي قد تتعرض لها.
المصدر :محمد عمر باطويح ،الحوكمة ...تشريع وثقافة وسلوك ،حوكمة الشركات :اتحاد الشركات االستثمارية،
سبتمبر ،0200ص ص .65-64
وتختلف الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية باختالف مستوى تطبيقها كما هو موضح في الشكل
التالي:
013
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
الشكل رقم ( :)4-2الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية بالتناسب مع مستوياتها المختلفة
تنظم الحوكمة المؤسسية المسؤوليات والحقوق بين ثالثة أطراف أساسية تتمثل في:
014
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
المصدر :مركز أبوظبي ،أساسيات الحوكمة :مصطلحات ومفاهيم ،سلسلة النشرات التثقيفية لمركز أبو ظبي للحوكمة،
ص.25
.2.1مجلس االدارة :يعتبر مجلس االدارة أكثر آليات الحوكمة المؤسسية أهمية باعتباره السلطة
األعلى داخل المؤسسة ،إذ ترجع اليه جميع الصالحيات الالزمة التخاذ الق اررات واإلجراءات الالزمة
لتحقيق مصلحة المساهمين وتقليل التكاليف الناشئة عن الفصل بين الملكية وسلطة اتخاذ القرار،
1
حيث أنه مسؤول عن الق اررات االستراتيجية للمؤسسة .
وتختلف مسؤوليات مجلس االدارة بناءا على االحتياجات الخاصة لكل مؤسسة ،إال أنه بصفة عامة
2
تتمثل مهامه األساسية في:
.1خلود عاصم وناس عبيدي ،دور حوكمة الشركات في معالجة االختالالت الهيكيلية في سوق العراق لالوراق المالية ،مجلة دراسات مالية
ومحاسبية ،0200 ،ص.044
.2حوكمة الشركات :قضايا واتجاهات ،االتجاهات الدولية في القرن الحادي والعشرين...دور جديد لمجلس االدارة ،مركز المشروعات
الدولية الخاصة ،CIPEديسمبر ،0224ص.24
015
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
الطويل ،وتوكل للمساهمين مهمة اختيار أعضاء مجلس االدارة المناسبين لحماية حقوقهم ،كما يمتلك
1
المساهمون حق التصويت لتغيير لوائح المؤسسة أو رفض التغييرات حول االندماج أو البيع.
ويعتبر المساهمون مجموعة غير متجانسة فمنهم من هم أفراد ومنهم مؤسسات مالية (مصارف
وشركات تأمين) ،وتختلف كل فئة عن األخرى في عدد ونوعية األسهم التي تمتلكها وكذلك يختلفان
في الغرض من ملكية األسهم ،وهو ما يؤدي إلى خلق نوعا من تعارض المصالح إذ ممكن أن تنصاع
2
ادارة المؤسسة للفئات ذات التأثير األكبر من حيث القدرة على تشكيل مجلس االدارة.
وتتمثل أهم حقوق المساهمين في الحصول على جميع حقوقهم المتصلة بالسهم ،خاصة الحق في
الحصول على نصيب من األرباح التي يتقرر توزيعها والحق في الحصول على نصيب من موجودات
المؤسسة عند التصفية ،وحق حضور جمعيات المساهمين واالشتراك في مداوالتها والتصويت على
ق ارراتها ،وحق التصرف في األسهم ،وحق مراقبة أعمال مجلس اإلدارة ورفع دعوى المسؤولية على
أعضاء المجلس ،وحق االستفسار وطلب معلومات بما ال يضر بمصالح المؤسسة وال يتعارض مع
أنظمة السوق المالية ،ولعل من أهم آليات حصول المساهمين على حقوقهم في التصويت الختيار
3
أعضاء مجالس االدارات:
-التصويت التراكمي :هو أسلوب تصويت الختيار أعضاء مجلس اإلدارة يمنح كل مساهم قدرة
تصويتية بعدد األسهم التي يملكها ،بحيث يحق له التصويت بها لمرشح واحد أو تقسيمها بين من
يختارهم من المرشحين دون وجود تكرار لهذه األصوات .ويزيد هذا األسلوب من فرص حصول
مساهمي األقلية على تمثيل لهم في مجلس اإلدارة عن طريق تركيز األصوات التراكمية على
مرشح واحد.
-التصويت من بعد :بموجب هذه اآللية يستطيع المساهم ممارسة حق التصويت دون الحاجة إلى
أن يكون في مقر انعقاد الجمعية ،عالوة على أن ذلك يساعد المؤسسات على ضمان اكتمال
النصاب وانعقاد الجمعيات ،إلى جانب خفض مصروفات الشركات المدرجة الناتجة عن عدم
انعقاد الجمعيات في األوقات المحددة لها.
.2.2االدارة التنفيذية :إن االدارة التنفيذية مسؤولة عن تقديم تقارير خاصة بالمؤسسة باألداء
الفعال إلى مجلس االدارة ،كما أن االدارة تكون مسؤولة عن تعظيم أرباح المؤسسة وزيادة قيمتها
باإلضافة إلى مسؤوليتها اتجاه االفصاح والشفافية في المعلومات التي تنشرها للمساهمين.
016
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.2ضوابط تطبيق الحوكمة المؤسسية :إن التطبيق السليم للحوكمة المؤسسية واالستفادة من
مزاياها يتطلب توفر مجموعة من الضوابط والعوامل األساسية التي تضمن التطبيق السليم.
تتمثل الضوابط الداخلية في مجمل اآلليات داخل المؤسسة التي تهدف إلى تقليل تضارب المصالح
فيما بين المديرين ،المساهمين ،مجلس اإلدارة وأصحاب المصالح ،وحتى تكون هذه اآلليات ناجعة
1
يجب أن تدعم بضوابط خارجية تتمثل في التشريعات والقوانين التي تتوافق مع بيئة الدولة المعنية.
المصدر :محمد حسن يوسف ،محددات الحوكمة ومعاييرها – مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر،-
بنك االستثمار القومي ، 0222،ص.22
.1جون سوليفان وآخرون ،حوكمة الشركات في القرن الواحد والعشرون ،ترجمة سمير كرم ،مركز المشروعات الدولية الخاصة ،واشنطن،
،0221ص.02
017
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.2.1الضوابط الخارجية للحوكمة المؤسسية (البيئة االقتصادية العامة ومناخ األعمال) :إن
وجود الضوابط الخارجية للحوكمة يضمن تنفيذ القوانين والقواعد التي من شأنها أن تضمن حسن إدارة
المؤسسة وتقلل من التعارض بين العائد االجتماعي والعائد الخاص ،وتتمثل الضوابط الخارجية
1
لحوكمة المؤسسات في المناخ العام لالستثمار للدولة التي تعمل في اطارها المؤسسة وتتضمن:
-القوانين المنظمة للنشاط االقتصادي مثل قوانين سوق المال ،قانون الشركات ،قوانين تنظيم
المنافسة ومنع الممارسات االحتكارية واإلفالس؛
-كفاءة القطاع المالي (المصارف والسوق المالية) في توفير التمويل الالزم للمشروعات؛
-درجة تنافسية أسواق السلع وعناصر االنتاج؛
-كفاءة األجهزة والهيئات الرقابية (هيئة سوق المال والبورصة) في إحكام الرقابة على المؤسسات،
إضافة إلى المؤسسات الخاصة بالمهن الحرة مثل مكاتب المحاماة والمراجعة والتصنيف االئتماني
واالستشارات المالية واالستثمارات.
.2.2الضوابط الداخلية (االجراءات الداخلية للمؤسسة) :تتمثل الضوابط الداخلية للحوكمة
المؤسسية في القواعد واألسس التي تحدد كيفية اتخاذ الق اررات وتوزيع السلطات داخل المؤسسة بين
الجمعية العامة ،مجلس االدارة والمديرين التنفيذيين ،وتتمثل أهمية توافرها وتطبيقها في التقليل من
التعارض بين مصالح هذه األطراف الثالثة.
باإلضافة إلى هذا فإن الضوابط الداخلية والخارجية للحوكمة المؤسسية تتأثر بعوامل أخرى مرتبطة
بنوعية النظام السياسي للدولة والنظام االقتصادي السائد كذلك المستوى التعليمي ونسبة الوعي لدى
األفراد ،تتمثل في:
-سياسات االقتصاد الكلي ودرجة المنافسة في أسواق المنتج وأسواق عوامل االنتاج؛
-البيئة القانونية والتنظيمية والمؤسسية؛
-أخالقيات األعمال ومدى إدراك المؤسسات للمصالح البيئية واالجتماعية للمجتمعات.
.1محمد ناجي حسن خليفة ،الدور االشرافي والرقابي للهيئة العامة لسوق المال في تطبيق مبادئ حوكمة الشركات ،الهيئة العامة لسوق
المال ،مصر ،0221 ،ص.122
018
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ينتشر هذا النظام في الدول التي تطبق القانون العام COMMON LAWمثل بريطانيا والواليات
المتحدة األمريكية ،ويتميز هذا النظام بوجود عدد كبير من أصحاب األسهم يملك كل منهم عدد قليل
من أسهم المؤسسة ،وهو ما يساهم في عدم وجود حافز لديهم للمراقبة والمشاركة في الق اررات اإلدارية،
يؤدي هذا إلى تعيين أعضاء مستقلين في مجلس اإلدارة يشرفون على مراقبة السلوك اإلداري للمجلس
التنفيذي وهو ما يساهم في ضمان حماية مصالح وحقوق المساهمين من خالل اإلفصاح بشكل واضح
3
عن المعلومات ،وتقييم األداء بصفة موضوعية.
019
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
.1.2.1مزايا نظام الخارجيين :يمتاز نظام الخارجيين بالشفافية والوضوح والقابلية للمحاسبة
لذا يعتبر أقل فسادا.
.1.2.2عيوب نظام الخارجيين
-على عكس نظام الداخليين ،قد يسعى المساهمون إلى تعظيم أرباحهم في اآلجال القصيرة على
حساب استمرار أداء المؤسسة على المدى الطويل وهو ما يخلق جدال بين مجلس اإلدارة
وأصحاب المؤسسة؛
-قد يؤدي التغير في هيكل الملكية نتيجة لتخلي المساهمين عن استثماراتهم على أمل تحقيق أرباح
أكبر في مكان آخر إلى إضعاف استقرار المؤسسة؛
-نتيجة لعدم وجود حافز لدى صغار المساهمي في مراقبة ق اررات مجلس اإلدارة ومحاسبة أعضائه
عن مسؤولياتهم ،قد يؤدي هذا إلى بقاء األعضاء الذين يؤثرون على أداء المؤسسة بالسلب من
خالل ق ارراتهم غير الصائبة بينما تكون مصلحة المؤسسة في زوالهم.
مما سبق يمكن القول أن لكن نظام مخاطر قد تؤثر على النموذج الجيد للحوكمة المؤسسية ،وعدم
وجود آليات لتخفيضها سيؤدي حتما إلى تهديد سالمة االقتصاد ككل ،وعليه فإن النظام الفعال لحوكمة
المؤسسات هو النظام الذي يعتمد على المزج بين الضوابط الداخلية والخارجية.
لقد اهتمت العديد من المنظمات الدولية بدراسة ووضع معايير محددة لتطبيق الحوكمة المؤسسية
منها لجنة ،Cadburyمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،OECDبنك التسويات الدولية ،BIS
بورصة نيويورك ،NYSEالمفوضية األوروبية ورابطة الحوكمة المؤسسية بأمريكا الالتينية LAICG
واختلفت هذه المعايير باختالف مصدرها واختالف وجهات النظر ،وأهم ما يميز مبادئ الحوكمة
المؤسسية هو التطور والتجديد إذ أنها تتبع وتتغير وفق الظروف المحيطة وتتعرض للتجديد باستمرار
من أجل مواكبة تلك التغيرات واالستفادة من الفرص الجديدة.
ولقد كان لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDدور بارز في إرساء مجموعة من المبادئ
لتكون مرجعا لالستعانة بها في منظمات األعمال حول آلية الحوكمة ومدى فعاليتها في كل من
األسواق المتقدمة والنامية ،إذ وأثناء االجتماع الذي عقد في 08-02أفريل 0558طلب المجلس من
منظمة التعاون االقتصادي والتنمية باالشتراك مع حكومات الدول األعضاء وغيرها من المنظمات
الدولية والقطاع الخاص بوضع مجموعة من المعايير عن الحوكمة المؤسسية ،1وتستند هذه المبادئ
إلى ما قامت به المجموعة االستشارية لقطاع األعمال المعنية بالحوكمة المؤسسية والتابعة لمنظمة
.1طارق حماد عبد العال" ،حوكمة الشركات " المفاهيم -المبادئ -التجارب -تطبيقات الحوكمة في المصارف" ،مرجع سبق ذكره ،ص.15
001
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
التعاون االقتصادي والتنمية ،وكذلك كل من لجنة األسواق المالية ،لجنة االستثمار الدولي والشركات
المتعددة الجنسيات ولجنة سياسات البيئة.
كما تمت االستفادة من إسهامات عدد من الدول من غير أعضاء منظمة التعاون االقتصادي
والتنمية باإلضافة إلى إسهامات البنك الدولي IBوصندوق النقد الدولي ،IMFوقطاع األعمال
والمستثمرين واالتحادات المهنية وغيرها من األطراف المعنية بالموضوع .وقد غطت هذه المبادئ التي
صدرت عن منظمة OECDعام 0555تحت عنوان " "Principles of Corporate Governanceخمسة
مجاالت ،إال أنه في عام 0224تم تعديل هذه المبادئ وأصبحت تغطي ستة مجاالت تتمثل في الشكل
1
التالي:
الشكل رقم ( : )7-2مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDالمعدلة سنة 0224
.2.1ضمان وجود إطار فعال للحوكمة المؤسسية :ينص المبدأ األول من مبادئ منظمة التعاون
االقتصادي والتنمية بشأن الحوكمة المؤسسية على أن يعمل هيكل الحوكمة المؤسسية على رفع
مستوى الشفافية وكفاءة األسواق ،أن يتوافق مع دور القانون ويحدد بوضوح تقسيم المسؤوليات بين
مختلف الهيئات المسؤولة عن اإلشراف والرقابة وااللتزام بتطبيق القانون ،ولكي يكون هناك ضمان
لوجود أساس إلطار فعال للحوكمة المؤسسية ،هناك مجموعة من اإلرشادات يجب أخذها بعين
االعتبار هي:
1
. OECD, Principles of Corporate Governance, Organization for Economic Co-operation and
Development Publications Service, 2004, Available ( http://www.oecd.org ).
.الكفاءة :عدم قدرة أي مستثمر على تحقيق أي أرباح غير عادية على حساب مستثمر آخر وذلك لعدم قدرة أي مستثمر في الحصول على
معلومات جديدة تجعله في وضع أفضل التخاذ ق اررات استثمارية تعود بالنفع والربح عليه دون المستثمرين اآلخرين.
000
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-وضع إطار للحوكمة المؤسسية بهدف أن يكون ذا تأثير على األداء االقتصادي الشامل ،وكفاءة
األسواق وتشجيع قيام أسواق مالية تتميز بالشفافية والفعالية؛
-يجب أن تكون القوانين والتشريعات المنظمة للحوكمة المؤسسية متوافقة مع القانون وذات شفافية
وقابلة للتنفيذ؛
-تحديد المسؤوليات بين مختلف الجهات في نطاق اختصاص تشريعي واضح مع ضمان خدمة
المصلحة العامة؛
-أن تتمتع الجهات اإلشرافية والتنظيمية والتنفيذ بالسلطة والنزاهة ،وتوفير الموارد الالزمة للقيام
بواجباتها بطريقة متخصصة وموضوعية ،ويجب أن تكون ق ارراتها في الوقت المناسب وتتميز
بالشفافية مع توفير الشرح الكافي لها.
.2.2حقوق المساهمين :تتركز حقوق المساهمين في المؤسسة على موضوعات أساسية مثل
انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة والوسائل األخرى للتأثير على تكوين مجلس اإلدارة ،وبصفة عامة
هناك مجموعة من اإلرشادات التي يجب األخذ بها عند االلتزام بتطبيق المبدأ الثاني المتعلق بحقوق
1
المساهمين وهي:
ثانيا :حقوق المساهمين في الحصول على المعلومات الكافية عن الق اررات المتعلقة بأي تغيرات
أساسية في المؤسسة مثل:
1
. OECD, Principles of Corporate Governance, June21, 1999, Available: http://www.oecd.org .
002
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ثالثا :حق المساهمين في المشاركة بفاعلية والتصويت في اجتماعات الجمعية العامة للمساهمين،
واعالمهم بالقواعد ،بما في ذلك إجراءات التصويت التي تحكم اجتماعات الجمعية وهي:
-ينبغي تزويد المساهمين بالمعلومات الكافية في الوقت المناسب فيما يتعلق بتاريخ ومكان وجدول
أعمال الجمعية العامة ،وكذلك المعلومات الكاملة وفي الوقت المناسب عن الموضوعات التي
سيتم اتخاذ ق اررات بشأنها في االجتماعات؛
-يجب أن تتاح الفرصة للمساهمين لتوجيه األسئلة إلى مجلس االدارة بما في ذلك األسئلة المتعلقة
بالمراجعة الخارجية السنوية؛
-المشاركة الفاعلة للمساهمين في الق اررات األساسية الخاصة بالحوكمة المؤسسية ،مثل ترشيح
وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة ،وينبغي أن تخضع جميع مكونات نظام الحوافز الخاص بأعضاء
مجلس االدارة والعاملين لموافقة المساهمين؛
-حق المساهمين بالتصويت بالحضور شخصيا أو باإلنابة مع مراعاة المساواة في تأثير التصويت
1
بالحضور الشخصي أو باإلنابة.
رابعا :يتعين اإلفصاح عن الهياكل والترتيبات الرأسمالية التي تمكن المساهمين من ممارسة درجة من
الرقابة تتناسب مع مساهمتهم.
خامسا :الكفاءة والشفافية في قيام السوق بوظائفه في الرقابة على المؤسسات ،ويتضمن ذلك:
-القواعد واإلجراءات التي تغطي عمليات االستحواذ والصفقات غير العادية إذ ينبغي أن تكون
عملية االندماج وبيع أصول المؤسسة مثال واضحة ومعلنة وأسعارها تتصف بالشفافية والشروط
العادلة بحيث يتسنى للمستثمرين فهم حقوقهم والتعرف على المسارات المتاحة لهم بحسب فئاتهم
المختلفة؛
-يجب أال تستخدم اآلليات المضادة لالستحواذ لتحصين اإلدارة التنفيذية ضد المساءلة االدارية.
سادسا :ينبغي أن يأخذ المساهمون ومن بينهم المستثمرون المؤسسون في الحسبان التكاليف والمنافع
المقترنة بممارستهم لحقوقهم بالتصويت التي تركز:
-على المستثمر المؤسسي الذي يعمل في المجاالت المالية أو االئتمانية أن يفصح عن جميع
السياسات المتعلقة بالحوكمة المؤسسية والتصويت فيما يخص استثماراته ،بما في ذلك اإلجراءات
الخاصة باستخدام حقوقه في التصويت؛
.1عالء فرحان طالب ،ايمان شيحاني المشهداني ،مرجع سبق ذكره ،ص.12
003
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-على المستثمر المؤسسي أن يفصح عن أسلوبه في التعامل مع تضارب المصالح الذي قد يؤثر
على ممارسة الحقوق الرئيسية للملكية الخاصة باستثماراته.
سابعا :أن تتوافر لجميع المساهمين بما في ذلك المؤسسون ،الفرصة لتبادل االستشارات في
الموضوعات المتعلقة بحقوق ملكيتهم المنصوص عليها بالمبادئ التي تتناول االستثناءات لمنع سوء
االستغالل.
.1عطا اهلل وارد خليل ،محمد عبد الفتاح العشماوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.40
.2عدنان بن حيدر بن درويش ،مرجع سبق ذكره ،ص.42
004
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-يجب أن يسمح إطار الحوكمة المؤسسية بوجود آليات لمشاركة أصحاب المصالح وأن تكفل تلك
اآلليات بدورها تحسين مستويات األداء؛
-حينما يشارك أصحاب المصالح في عملية الحوكمة بالمؤسسة يجب أن تكفل لهم فرصة الحصول
على المعلومات المتصلة بذلك.
.2اإلفصاح والشفافية :ينص المبدأ الخامس على ضرورة أن يضمن إطار الحوكمة المؤسسية
القيام باإلفصاح السليم والصحيح في الوقت المناسب عن كافة الموضوعات الهامة المتعلقة
بالمؤسسة ،بما في ذلك المركز المالي واألداء وحقوق الملكية والحوكمة المؤسسية ،وهناك مجموعة
من االرشادات التي يجب األخذ بها عند االلتزام بتطبيق هذا المبدأ وهي:
1
أوال :يجب أن يتضمن اإلفصاح على المعلومات التالية:
ثانيا :يجب أن تعد المعلومات المفصح عنها استنادا إلى المعايير المحاسبية العالية الجودة وتشمل
المعلومات المالية وغير المالية.
ثالثا :إجراء التدقيق السنوي لحسابات المؤسسة بواسطة مدقق مستقل ومؤهل وذلك بهدف تقديم ضمان
خارجي وموضوعي للمجلس والمساهمين ،يفيد أن القوائم المالية تمثل فعال المركز المالي للمؤسسة
وأدائها في جميع المجاالت المهمة.
.1عالء فرحان طالب ،ايمان شيحاني المشهداني ،مرجع سبق ذكره ،ص. 42
005
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
رابعا :توفير قنوات نشر المعلومات لتمكين مختلف األطراف ذوي المصالح من الوصول إليها بشكل
عادل وبكلفة منخفضة في الوقت المحدد.
خامسا 1:يجب استكمال إطار الحوكمة المؤسسية بمنهج فعال يتناول ويشجع على تقديم التحليالت أو
المشورة عن طريق المحللين والسماسرة ووكاالت التقييم والتصنيف وغيرها ،والمتعلقة بالق اررات التي
يت خذها المستثمرون بعيدا عن أي تعارض مهم في المصلحة قد يؤدي إلى اإلضرار بنزاهة ما يقومون
به من تحليل أو ما يقدمون من مشورة.
.2مسؤوليات مجلس االدارة :يجب أن يتيح إطار الحوكمة المؤسسية الخطوط اإلرشادية
اإلستراتيجية لتوجيه المؤسسة ،كما يجب أن يكفل المتابعة الفعالة لإلدارة التنفيذية من قبل المؤسسة
والمساهمين ،ويتضمن ذلك:
أوال :يجب أن يعمل أعضاء مجلس اإلدارة على أساس توافر كامل المعلومات ،وكذا على أساس
النوايا الحسنة ،وسالمة القواعد المطبقة ،كما يجب أن يعمل لتحقيق مصالح المؤسسة والمساهمين؛
ثانيا :حينما ينتج عن ق اررات مجلس االدارة تأثيرات متباينة على مختلف فئات المساهمين ،فإنه ينبغي
على المجلس أن يعمل على تحقيق المعاملة المتكافئة لجميع المساهمين؛
ثالثا :على مجلس اإلدارة أن يتبع معايير عالية لألخالق ويضع في اعتباره مصالح األطراف ذوي
العالقة؛
رابعا :هناك مهام أساسية على مجلس اإلدارة القيام بها تتمثل في:
-وضع إستراتيجية المؤسسة ،سياسة المخاطر ،الميزانية وخطط العمل وتحديد أهداف األداء ،مراقبة
تنفيذ األداء والنفقات الرأسمالية وتصفية االستثمارات؛
-متابعة قياس كفاءة ممارسة المؤسسة لقواعد الحوكمة المؤسسية واجراء التعديالت عند الحاجة؛
-اختيار المديرين الرئيسيين وتحديد مكافآتهم ومتابعة أدائهم واعفائهم عند الضرورة؛
-اإلفصاح عن مكافآت المديرين وأعضاء مجلس اإلدارة ،لتحقيق مصالح المؤسسة والمساهمين؛
-توفير نظام رسمي يتصف بالشفافية لعمليات ترشيح وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة؛
-الرقابة على حاالت تعارض المصالح الخاصة بالمديرين وأعضاء مجلس اإلدارة والمساهمين بما
في ذلك سوء استخدام أصول المؤسسة واحكام السيطرة على بعض العمليات المتعلقة بذلك؛
006
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-التأكد من سالمة التقارير المالية والنظم المحاسبية للمؤسسة بما في ذلك نظام التدقيق المالي
المستقل والرقابة الداخلية السيما أنظمة إدارة المخاطر والرقابة المالية والتشغيلية ،واالمتثال للقوانين
والتعليمات.
خامسا :على مجلس اإلدارة أن يلتزم باالستقاللية والموضوعية فيما يتعلق بشؤون المؤسسة ،من خالل
تكليف عدد كاف من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين ممن تتوفر فيهم القدرة على الحكم
الموضوعي بمهام قد تتعارض فيها المصالح مثل (التقارير المالية ،التعيينات ،مكافآت التنفيذيين
وأعضاء مجلس االدارة)؛
سادسا :يجب أن تتوفر ألعضاء مجلس االدارة سهولة النفاذ إلى المعلومات المناسبة والدقيقة في
التوقيت المناسب ليتسنى لهم القيام بمسؤولياتهم على الوجه األكمل.
إن هذه المبادئ التي اقترحتها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،OECDوبالرغم من أنها تسعى
إلى تحديد أهداف واقتراح وسائل مختلفة لتطبيقها إال أنها ليست ملزمة وال تهدف لوضع وصفة
تفصيلية لنظام تشريع محلي ألية دولة أي ليس هنالك نموذجا مثاليا للحوكمة المؤسسية.
المبحث الثاني :دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية
يعتبر الجهاز المصرفي الدعامة الرئيسية للنظام المالي والركيزة األساسية لتحقيق التنمية االقتصادية
المستدامة والمالذ اآلمن إليداع المدخرات ،لذا فهو يتميز بدرجة عالية من الحساسية للمخاطر
المحتملة ألية عوامل أو مسببات نتيجة القصور في االلتزام بمبادئ الحوكمة ،وعليه فقد برزت أهمية
حوكمة المصارف وأخذت طابعا متمي از عن حوكمة المؤسسات األخرى وكانت أكثر تركي از وشموال
وتفصيال.
ولقد تزايد االهتمام بحوكمة المصارف عقب األزمة المالية العالمية في منتصف عام 0222وانهيار
العديد من المصارف بسبب عوامل يتعلق أغلبها بغياب الحوكمة ،مما جعل العديد من الجهات تهتم
بحوكمة المصارف واصدار إرشادات تؤكد فيها على أهمية تبنيها من الجهات اإلشرافية والمصارف
لضمان تحقيق النتائج المرجوة منها.
وضمن هذا اإلطار ،تم تخصيص هذا المبحث للتطرق للنقاط التالية:
007
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ال يخرج مفهوم الحوكمة المؤسسية في المصارف في معناه العام عن مفهوم الحوكمة المؤسسية،
ولقد تعددت التعاريف المقدمة لهذا المفهوم منها:
.1تعريف لجنة بازل للرقابة المصرفية " :تتضمن الطريقة التي تدار بها المؤسسات المصرفية
بواسطة مجالس إدارتها واإلدارة العليا والتي من شأنها أن تؤثر في وضع أهداف المصرف مع
ك يفية إدارة العمليات المصرفية بطريقة آمنة وسليمة وفقا للقوانين السارية وبما يحمي مصالح
1
المودعين وأصحاب المصالح".
.2وتعرف على أنها مجموعة من األساليب واإلجراءات الخاصة التي تبين كيفية تسيير مجلس اإلدارة
2
والمديرين التنفيذيين لمختلف نشاطات المصرف وشؤونه من خالل:
تحديد األهداف االستراتيجية للمصرف؛ -
-متابعة سير العمليات اليومية للمصرف؛
-القيام بمسؤولياتهم اتجاه أصحاب المصالح على أكمل وجه؛
-التأكد من صيرورة أنشطة المصرف تبعا لما جاء في اللوائح والقوانين وبما يحمي
مصالح المودعين.
.1هالة السعيد ،الحوكمة في البنوك العامة ،منشورات المعهد المصرفي ،القاهرة ،0222 ،ص .25
2
.محمد مصطفى سليمان ،مرجع سبق ذكره ،ص .044
3
. Ankit Katrodia, Corporate Governance Practices in the Banking Sector, Sai Om Journal of Commerce
and Management, VOLUME NO.1, ISSUE NO.4, p39
008
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
يعتبر الجهاز المصرفي أحد أعمدة التمويل في أي اقتصاد وترجع أهمية الحوكمة في المصارف
ألهمية المصارف في حد ذاتها ،وذلك لجملة الخصائص التي تتميز بها المصارف عموما ،والتي
يمكن ايجازها بما يلي:
-المصارف بوجه عام أكثر عرضة من غيرها من المؤسسات المالية األخرى إلى الصدمات المالية
بسبب هيكل الميزانية العامة الذي يتميز بارتفاع نسبة الرافعة المالية؛
-تلعب المصارف دو ار هاما في تمويل االقتصاد الوطني من خالل ممارسة وظيفة منح القروض
والتسهيالت االئتمانية وتقديم الخدمات المالية األساسية لعدد كبير من الزبائن ،وفشل هذه الوظيفة
يعني آثار سلبية خطيرة على االقتصاد وعلى المتعاملين مع المصرف ،وعلى بقية المصارف
األخرى (المخاطر النظامية) ،فممارسة هذه الوظيفة يتطلب توافر آليات الحوكمة القادرة على
تأمين سبل االستقرار المالي إلدارة المصرف ،وتوفير شبكة األمان المالية وخطط وسياسات
وبرامج لتأمين الودائع؛
-تقوم المصارف بدور رقابي مهم على المؤسسات المقترضة لحماية قروضها من مخاطر االئتمان
ومخاطر اإلعسار المالي ،إن مثل هذا الدور ال يمكن أن يؤديه المصرف بصورة مناسبة ما لم
يتمتع بآليات حوكمة جيدة تمكن إدارتها من تتبع ومراقبة المخاطر في تلك المؤسسات وتقييم أدائها
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى تحتل حوكمة المصارف دو ار مركزيا مهما في الترويج لثقافة
الحوكمة المؤسسية ،فإذا قام المسؤولون عن المصرف بممارسة آليات الحوكمة السليمة فسيكون
هناك احتمال أكبر لتخصيص رأس المال بطريقة أكثر كفاءة وتطبيق حوكمة مؤسسية فعالة على
المؤسسات التي يمولونها؛
-عند تبني المصارف لمبادئ الحوكمة ،يساعدها ذلك في تحسين إدارتها وتفادي التعرض للتعثر
واإلفالس وكذا يضمن لها تطوير األداء ويزيد في قدرتها على اتخاذ ق ارراتها وفق قواعد وأسس
009
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
سليمة ،وكذا يساعدها على تجنب تعرضها ألزمات مصرفية بتبنيها لمعايير اإلفصاح والشفافية في
1
تعاملها مع المستثمرين والمقرضين.
ويعتبر االلتزام بآليات الحوكمة في المصارف في الدول النامية أكثر أهمية وذلك لخصوصية
وطبيعة هذا القطاع إذ يعتبر المحرك الرئيسي والممول لنموها االقتصادي ومصدر أساسي تلجأ إليه
معظم المؤسسات لجلب األموال الالزمة لنشاطها بسبب تميز األسواق المالية بالتخلف وجمود الحركة،
كما أن أغلب الدول النامية لم تقم بتحرير أنظمتها المصرفية إال حديثا هذا األمر ساعد مسيري هذه
2
المصارف ومنحهم حرية أكبر في طرق تسييرهم.
.1محمد زيدان ،أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي باإلشارة إلى البنوك الجزائرية ،مجلة العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،العدد ،0225 ،25ص.02
2
. T.G.Arun, J.D.Turner, Corporate Governance of Banks in Developing Economies: Concepts and
Issues, p3: http://unpan1.un.org/intradoc/groups/public/documents/nispacee/unpan015471.pdf, consulté le
: 25/12/2014.
021
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-تزايد المخاطر المعنوية :عند منح قرض فالمصرف ال يعلم مسبقا إن كان المقترض لديه النية
في تسديد الدين أو تعرضه لمشاكل تحول دون قيامه بالتسديد كإقالته من العمل مما يترتب
1
عليه تزايد المخاطر المعنوية.
.2.2صغر رأس مال المصرف :يلعب رأس مال المصرف دو ار حيويا ومهما في تحقيق األمان
للمودعين وطالما أن رأس مال المصرف يتسم بصغر حجمه إذ ال تزيد نسبته إلى اجمالي الخصوم
عن ،%02وهذا مؤشر على صغر حافة األمان بالنسبة للمودعين والتي تشكل أموالهم نسبة كبيرة من
مصادر أموال المصرف ،وعليه فإن على إدارة المصرف أن تضع نصب أعينها تحقيق األهداف
الثالث ( أمان ،سيولة ،ربحية) فالتعارض بين هذه األهداف يؤدي إلى التعارض بين:
-المالك الذين يأملون بتحقيق أكبر عائد ممكن والذي سيؤثر بالضرورة على مستوى سيولة
المصرف ودرجة األمان؛
-أما المودعين فيأملون بأن يحتفظ المصرف بأكبر قدر من السيولة وتوجيه موارده إلى
استثمارات تتسم بحد أدنى من المخاطرة وهذا بالضرورة سيؤثر على ربحية المصرف.
هذا التعارض يستلزم وجود ادارة كفؤة تحقق التوافق واالنسجام بين األهداف الثالثة ،وال شك أن
فشل المصرف ال يؤثر فقط على أصحاب المصالح الخاصة والمالكين وانما يؤدي أيضا إلى تأثير
منتظم على استقرار المصارف األخرى ،وهو ما يتطلب وجود نظم محاسبية ورقابية سليمة للمحافظة
2
على استمرار هذه الثقة.
.2.2تخضع المصارف لقدر كبير من التنظيمات واللوائح :إن ما يميز المصارف هو خضوعها
لقدر كبير من التنظيمات واللوائح بسبب تعقد العمليات التي تقوم بها ،وكذا تعاملها بأموال الغير مما
يستلزم وجود قوانين تحمي اموال المودعين ،وضمان االستخدام األمثل لموارد المصرف باعتبارها
الممول األول للتنمية خاصة في الدول النامية.
.2.2المنافسة بين المصارف :المنافسة الكبيرة بين المصارف خلقت نوع من الثقافة والوعي
المصرفي لدى الجمهور والشركات بحيث أصبح معيار الجودة هو أساس العالقة ،مما حفز
المصارف على انتهاج الحوكمة التي تعتبر من المعايير الجوهرية للجودة.
كما أنه وفي ظل قطاع مالي يتسم بالحيوية والتجدد الدائمين ،على المصارف التي ترغب في
المحافظة على قدرتها التنافسية مواصلة االبتكار وتطبيق أفضل ممارسات العمل المصرفي ومنه آليات
1
. J-M. ROUSSEAU, T.BLAYAC, N.OULMANE, Introduction à la théorie de l’assurance, édition
DUNOD, Paris 2001, p95.
.2صادق راشد الشمري ،إدارة المصارف-الواقع والتطبيقات العملية ، -دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،0225 ،ص.080
020
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ومبادئ حوكمة المؤسسات التي تمكنها من تلبية االحتياجات المتجددة واغتنام الفرص التي تلوح في
األفق.
.2.2دور المصارف في تحفيز تطبيق الحوكمة في المؤسسات االخرى :نظ ار للدور الكبير الذي
يلعبه القطاع المصرفي لتعامله في النقود اقراضا واقتراضا وتوفير االحتياجات التمويلية الالزمة
للمؤسسات ،فسالمة القطاع المصرفي يعتبر أم ار أساسيا لسالمة االقتصاد ككل ،بحيث يعتبر أحد
أهم األطراف التي تساهم في بناء إطار مؤسسي لحوكمة المؤسسات من خالل محورين:
-تحفيز المؤسسات على تطبيق وتبني مبادئ الحوكمة المؤسسية من خالل اعتبار االلتزام
بالحوكمة عامال مهما في منح وتسهيل الحصول على االئتمان؛
-تسهيل الحصول على االئتمان بأسعار فائدة منخفضة بالنسبة للزبائن الذين يلتزمون
بالممارسات السليمة للحوكمة.
وهو ما سينعكس ايجابا على المؤسسات من خالل سهولة الحصول على التمويل وبتكلفة مناسبة،
وعلى الرغم من اهتمام المصارف بالحوكمة عند قرار منح االئتمان إال أن هذا االهتمام لم يرق بعد
إلى المستوى المطلوب كون افتقار بعض المصارف ذاتها إلى التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة
المؤسسية ،وضعف ثقافة مسؤولي ومدراء االئتمان في إدخال وتعزيز ثقافة الحوكمة ،وهو ما يستلزم
تدخل الجهات اإلشرافية في نشر وفرض تطبيق الحوكمة المؤسسية مما يعود بالفائدة على المصارف
ذاتها من خالل تخفيض المخاطر التي قد تتعرض لها وضمان عدم حدوث متغيرات مفاجئة هذا من
1
جهة ،وتدعيم وتعزيز هذا المفهوم لدى المؤسسات من جهة أخرى.
إن التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة يساعد في دعم وسالمة الجهاز المصرفي ،وفي هذا اإلطار
وضعت لجنة بازل للرقابة المصرفية معايير تنظيم ومراقبة الصناعة المصرفية حيث أصدرت تقرير
عن تعزيز الحوكمة المؤسسية في المصارف عام ،0555ثم نسخة معدلة عام ،0225وفي سنة 0226
وضعت 8مبادئ أساسية للحوكمة في المصارف ،وفي سنة 0202تم إصدار نسخة محدثة تتضمن
04مبدأ للحوكمة المصرفية بعنوان ،Principles for enhancing corporate governanceحيث
كشفت األزمة المالية التي بدأت في منتصف عام 0222عن العديد من الهفوات في مبادئ الحوكمة
المؤسسية في المصارف الصادرة عام ،0226على سبيل المثال عدم كفاءة رقابة مجلس اإلدارة على
اإلدارة العليا ،وعدم االهتمام الكافي بوظيفة إدارة المخاطر والهياكل التنظيمية المصرفية المعقدة دون
مبرر.
022
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وأهم ما يميز هذه المبادئ ويجعلها ذات خصوصية تختلف عن القواعد القانونية أنها معايير تنظيم
للسلوك الجيد في إدارة المصارف وفق المعايير واألساليب العلمية التي تحقق توازن بين مصالح
مختلف األطراف وليست نصوص قانونية آمرة ،وتندرج هذه المبادئ ضمن 6أقسام.
الشكل رقم ( :)8-2مبادئ الحوكمة المصرفية الصادرة عن لجنة بازل سنة 0202
يتحمل مجلس اإلدارة المسؤولية الكاملة عن سالمة الموقف المالي للمصرف وأدائه ،والموافقة
واإلشراف على تنفيذ األهداف االستراتيجية للمصرف ،واستراتيجية المخاطر ،الحوكمة المؤسسية ،والقيم
المؤسسية ،المجلس هو أيضا مسؤول عن الرقابة على اإلدارة العليا.
أ .يتحمل مجلس اإلدارة المسؤولية التامة عن المصرف من حيث تخطيط استراتيجية المخاطر
والسالمة المالية ،وكذا تنظيم المصرف وادارته.
ب .يجب على مجلس اإلدارة:
-التخطيط والموافقة على االستراتيجية العامة للمصرف؛
023
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
024
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
يجب أن يتمتع أعضاء مجلس اإلدارة باألهلية الالزمة لتولي عملهم وكذا الفهم الصحيح والواضح
لدورهم ضمن إطار الحوكمة المؤسسية.
-ضمن هذا المبدأ يجب أن يتمتع أعضاء مجلس اإلدارة بالكفاءة والخبرة المناسبة.
-يجب على مجلس اإلدارة كمجموعة أن يكون على معرفة وخبرة كافية بكل ما يتعلق باألنشطة
المالية للمصرف التي تمكنه من التطبيق الجيد للحوكمة والرقابة الفعالة ( يشمل الفهم الكامل
للتمويل ،المحاسبة ،اإلقراض ،العمليات المصرفية وأنظمة الدفع ،التخطيط االستراتيجي ،إدارة
المخاطر ،الضوابط الداخلية والتنظيم المصرفي ،م ارجعة الحسابات واالمتثال ) ينبغي أيضا أن
يستوعب أعضاء مجلس اإلدارة التغيرات في السوق المحلية والعالمية وكذا القوى االقتصادية
والبيئة القانونية والتنظيمية.
-من أجل تعميق معارف ومهارات أعضاء مجلس اإلدارة لتمكينهم من الوفاء بالتزاماتهم يجب
تكريس الوقت الكافي وتخصيص ميزانية لتكوينهم والقيام بدورات تدريبية.
-يجب أن يكون للمصرف العدد الكافي من أعضاء مجلس ادارته وأن يتمتعوا باالستقاللية التامة.
1
-يجب أن يمنح أعضاء مجلس اإلدارة الوقت والجهد الالزمين ألداء مسؤولياتهم.
يجب أن يضمن مجلس اإلدارة التوزيع السليم للمسؤوليات وفق نظام الحوكمة وتوفير الوسائل
الالزمة التي تضمن القيام بها ومراجعتها دوريا لتحسينها ،حيث أن تحديد المهام وفقا لمبادئ الحوكمة
الجيدة يساعد المجلس على القيام بواجباته على نحو جيد وأكثر فعالية.
1
. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, Op cit,
p10.
025
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-مجلس اإلدارة يجب أن ينظم نفسه بطريقة تتضمن حجمه ،مواعيد االجتماعات واستخدام اللجان.
-إجراء تقييم دوري للمجلس ككل كمجموعة وألعضائه ،حيث قد تكون هناك حاجة إلى إدخال
تحسينات أو إجراء أي تغييرات ضرورية.
ب .دور رئيس مجلس اإلدارة
-يلعب رئيس مجلس اإلدارة دو ار حاسما في سير العمل في المجلس ،وهو مسؤول عن األداء العام
حيث يجب أن يتمتع بالخبرة والكفاءة والشخصية التي تمكنه من الوفاء بهذه المسؤوليات؛
-يفضل أن يكون رئيس مجلس اإلدارة من األعضاء المستقلين (االستقالل يعني أن تكون مصلحة
المصرف فوق أي اعتبار).
ت .لجان مجلس اإلدارة
لزيادة الكفاءة والسماح بالتركيز أكثر في مختلف أنشطة المصرف ،يقوم رئيس مجلس اإلدارة
بتشكيل لجان المجلس المتخصصة ،يعتمد عدد وطبيعة اللجان على عوامل كثيرة منها حجم المصرف
ومجلس إدارته ،طبيعة المناطق الجغرافية للمصرف والمخاطر التي يتعرض لها.
-لجنة المراجعة :في العادة لجنة المراجعة هي المسؤولة عن ضمان جودة التقارير المالية وتحقيق
الثقة في المعلومات المحاسبية ،واإلشراف على عمليات المراجعة الداخلية والخارجية ومراجعة
االلتزام بتطبيق قواعد الحوكمة المؤسسية ،كما تقدم تقاريرها ونتائج أعمالها لمجلس اإلدارة.
-لجنة إدارة المخاطر :من صالحياتها وضع األطر واإلجراءات الالزمة للتعامل مع كافة فئات
المخاطر.
-لجان متخصصة أخرى
← لجنة الترشيحات :يمكن أن تقترح أسماء على مجلس اإلدارة كما يمكن أن تشارك في
تقييم فعالية مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ،والمشاركة في اإلشراف على موظفي المصرف
وسياسات الموارد البشرية.
← لجنة االمتثال :متخصصة في ضمان أن المصرف لديه الوسائل المناسبة لتعزيز عملية
صنع القرار واالمتثال للوائح والقواعد الداخلية.
ث .تضارب المصالح
يجب أن يتأكد مجلس اإلدارة أن السياسات اإلستراتيجية للمصرف تطبق بشكل جيد وتمنع األنشطة
والمواقف والعالقات التي تضعف الحوكمة وأهمها تعارض المصالح مثل اإلقراض للعاملين أو
المديرين أو حملة األسهم ممن لهم السيطرة واألغلبية أو إعطاء مزايا تفضيلية.
026
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
إن مجلس إدارة المصرف األم لديه المسؤولية الكاملة عن تطبيق الحوكمة المؤسسية للمجموعة
وفروعها ،وضمان وجود السياسات واآلليات لحوكمة مختلف هياكلها ،األعمال التجارية والمخاطر التي
يمكن أن تتعرض لها المجموعة وفروعها التابعة لها.
ينبغي أن تلتزم الفروع التابعة بقواعد الحوكمة المصرفية التي وضعها المصرف األم.
المبدأ 1:2تحت إشراف مجلس اإلدارة ،على اإلدارة العليا ضمان أن أنشطة المصرف تتفق مع
استراتيجيات األعمال والسياسات المعتمدة من قبل مجلس اإلدارة.
-تتك ون اإلدارة العليا من مجموعة من األفراد المسؤولين وتتم محاسبتهم يوميا على إدارة
المصرف ،ويجب أن يتمتع أعضاء اإلدارة العليا بالخبرة والكفاءات والنزاهة إلدارة المصرف.
-تساهم اإلدارة العليا بشكل كبير في التطبيق السليم لنظام الحوكمة المصرفية.
1
. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit, p16.
027
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-اإلدارة العليا مسؤولة عن تفويض المهام للموظفين ووضع هيكل تنظيمي يعزز المساءلة
والشفافية؛
-يجب أن تنفذ اإلدارة العليا النظم المالئمة إلدارة المخاطر المالية وغير المالية التي يتعرض لها
المصرف ،وهذا يشمل وظيفة إدارة المخاطر ونظام فعال للرقابة الداخلية.
.2إدارة المخاطر والرقابة الداخلية
المبدأ :2يجب أن يمتلك المصرف نظام رقابة داخلية فعال ولجنة إلدارة المخاطر المصرفية.
028
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-يجب أن يتضمن التقرير السنوي للمصرف معلومات عن دائرة إدارة المخاطر بخصوص هيكلها
وطبيعة عملياتها وتطورها.
-على المصرف أن يضمن من خالل عمليات التخطيط ووضع الميزانية أن دائرة إدارة المخاطر
لديها الموارد الكافية الضرورية لتقييم المخاطر ،والوصول إلى نظم تكنولوجيا المعلومات ونظام
تطوير الموارد ،والدعم والوصول إلى المعلومات الداخلية ،كما يجب أن يكون هناك معالجة
واضحة وتوفير الموارد الكافية لمهام المراجعة الداخلية واالمتثال ،التعويض والحوافز األخرى
(مثل فرص الترقية) من قبل رئيس اإلدارة العليا ودائرة إدارة المخاطر يجب أن تكون كافية
لجذب الموظفين المؤهلين.
-يجب أن يتمتع أعضاء دائرة إدارة المخاطر بالكفاءة والخبرة الكافية ،ومعرفة كبيرة بالسوق ،كما
يجب أن يكون لدى الموظفين القدرة والرغبة في تحدي جميع المخاطر.
المبدأ :2يجب تحديد المخاطر ومراقبتها ،ويجب أن تواكب إدارة المخاطر والرقابة الداخلية التغيرات
في المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المصرف.
-ينبغي أن يتضمن تحليل المخاطر العناصر الكمية والنوعية ،كما يعتبر قياس المخاطر عنصر
أساسي لوظيفة إدارة المخاطر.
-على المصرف االستفادة من البيانات الداخلية والخارجية التي تساعد على تحديد وتقييم المخاطر
واتخاذ الق اررات اإلستراتيجية وتحديد كفاية رأس المال ،وينبغي على مجلس اإلدارة التأكد من
جودة ودقة البيانات المعتمد عليها لتحديد المخاطر.
-نهج استشرافي إلدارة المخاطر يشمل الرصد المستمر للمخاطر القائمة وكذلك تحديد المخاطر
الجديدة أو الناشئة.
-يمكن االستفادة من اختبار الضغط Stress Testوتحليل السيناريوهات لتحديد وفهم المخاطر
المحتملة.
-باإلضافة إلى هذه األدوات االستشرافية ،يجب على المصرف النظر بانتظام في األداء الفعلي
بعد تقدير المخاطر للمساعدة في قياس دقة وفعالية عملية إدارة المخاطر واجراء التعديالت
الالزمة.
-بعد تحديد وقياس المخاطر ،ينبغي على دائرة إدارة المخاطر تقييم السبل الممكنة إلدارة هذه
المخاطر عن طريق تخفيضها أو التحوط للحد منها.
المبدأ :2إن اإلدارة الفعالة للمخاطر تتطلب التواصل الداخلي القوي داخل المصرف ،وتقديم التقارير
إلى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا.
029
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-يجب اإلبالغ عن المخاطر سواء رأسيا عبر الهيكل التنظيمي وأفقيا على مستوى اإلدارة مما
يسهل في اتخاذ القرار الفعال الذي يعزز السالمة المالية للمصرف ويمنع الق اررات التي قد تؤدي
إلى تضخيم التعرض للمخاطر.
-يجب أن ترسل التقارير إلى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا في الوقت المناسب وكاملة ومفهومة
ودقيقة من أجل اتخاذ الق اررات الصحيحة ،خاصة عندما يواجه المصرف صعوبات مالية وغيرها
تحتاج لق اررات فورية وحاسمة ،حيث أنه إذا كان لدى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا معلومات
ناقصة قد تؤدي ق ارراتهم إلى تضخيم المخاطر بدال من الحد منها.
المبدأ :2على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا أن تستخدم بشكل فعال التقارير التي تقدمها كل من
وظائف التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي ،ووظائف الرقابة الداخلية.
-تعتبر كل من وظيفة التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي وظيفة مستقلة ،وتمثل عنصر أساسي
لعملية الحوكمة المصرفية من أجل تحقيق عدد من األهداف الهامة وضمان سالمة المصرف.
-أهمية توافر نظام ضبط داخلي قوي يتضمن مهام التدقيق الداخلي والخارجي وادارة مستقلة
للمخاطر عن خطوط العمل مع مراعاة تناسب السلطات مع المسؤوليات.
-على المدققين الداخليين أن يكونوا على معرفة بمبادئ الحوكمة ودورهم األساسي حيال ضمان
االلتزام بها وذلك بتأهيلهم المناسب علميا وعمليا كذلك.
-تتمثل مهام المدقق الخارجي في التأكد من مدى صحة وانتظام القوائم المالية وكذا مدى تعبيرها
الصادق عن المركز المالي الحقيقي للمصرف ونتائج نشاطه.
1
.2نظام المكافآت والتعويضات
إن عالقة الوكالة من المشاكل التي يمكن أن تؤثر على أداء المصرف من خالل قيام بعض
المسؤولين بتصرفات تحقق مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة ،ومن وسائل حل هذه
المشاكل وتحقيق التوافق بين جميع األطراف هو وجود نظام للحوافز ،تساهم هذه األنظمة في التحكم
والت قليل من المخاطر ،ولكن عمليا قد ال يؤدي نظام التعويضات إلى تخفيض المخاطر التي قد تتفاقم
على المدى الطويل ،لذا أصدرت لجنة FSBمبادئ في أفريل 0225ثم معايير مرفقة في سبتمبر
0225للمساعدة في تنفيذها.
المبدأ :12على مجلس اإلدارة اإلشراف على تصميم وتطبيق نظام التعويضات ،ومراقبة تطبيقه
بشكل جيد.
1
. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit,
p24.
031
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-مجلس اإلدارة هو المسؤول عن التصميم العام وتشغيل نظام التعويض ،ويجب أن يكون هؤالء
المسؤولين أعضاء مستقلين غير تنفيذيين وعلى دراية ومعرفة كبيرة بنظام التعويض والحوافز
والمخاطر التي يمكن أن تنشأ عن مثل هذه الترتيبات ألن التعويض يجب أن يتوافق مع
المخاطر ،كما يجب على لجنة التعويضات والمكافآت العمل بشكل وثيق مع لجنة المخاطر
لتقييم الحوافز.
-باإلضافة إلى إنشاء نظام التعويضات ،ينبغي على مجلس اإلدارة رصد ومراجعة النتائج للتأكد
من أن نظام التعويض يعمل بفعالية.
إن ضمان توافق نظم الحوافز مع نظام المصرف وأهدافه واستراتيجياته يعتبر أحد العناصر
األساسية لدعم التطبيق السليم للحوكمة.
1
.2الهيكل التنظيمي للمصرف
المبدأ :12يجب على كل من مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الهيكل التنظيمي للمصرف والمخاطر
المرتبطة به بشكل جيد.
-بعض المصارف من أجل تحقيق أهداف قانونية ،تنظيمية ،مالية أو تقديم منتج تنشأ هياكل جديدة
على شكل وحدة أو فروع أو كيانات قانونية أخرى ،التي يمكن أن تزيد من تعقيد الهيكل التنظيمي
خاصة الترابط والمعامالت بين هذه الكيانات ،يمكن أن يؤدي إلى بروز تحديات في اإلشراف
وادارة المخاطر للمنظمة ككل.
-على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الهيكل وتنظيم المجموعة ،أهداف مختلف الوحدات
والكيانات ،الروابط والعالقات الرسمية وغير الرسمية بين مختلف الكيانات والمصرف األم ،وهذا
يتضمن فهم المخاطر القانونية والتشغيلية وكيف يمكن أن تؤثر على التمويل ورأس المال ،لذا
يجب أن يكون هناك تنظيم سليم وفعال لتسهيل توليد وتبادل المعلومات بين مختلف الكيانات
إلدارة المخاطر واإلشراف الفعال على المجموعة.
-من التحديات األخرى للحوكمة هي قيام المصرف بتأسيس أعمال أو إدارة خط انتاج ال يتناسب
مع بنية الهيكل القانوني للمصرف.
1
. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit,
p26.
030
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-يجب أن يوافق مجلس اإلدارة على السياسات واإلستراتيجيات لتأسيس هياكل جديدة ،كما يجب فهم
هيكل المصرف وحدوده بشكل صحيح ،وبشكل أوضح يجب على اإلدارة العليا وتحت إشراف
مجلس اإلدارة:
← تجنب تأسيس هياكل معقدة بال ضرورة؛
← يجب أن تكون هنالك عملية مركزية للموافقة والسيطرة على خلق كيانات قانونية جديدة
على أساس معايير محددة ،بما في ذلك القدرة على رصد والوفاء بمتطلبات كل منشأة
على نحو مستمر؛
← الفهم والقدرة على إنتاج معلومات بشأن هيكل المصرف؛
← التعرف على المخاطر التي تعقد بنية الكيان القانوني بما في ذلك غياب الشفافية اإلدارية،
المخاطر التشغيلية.
-من أجل تعزيز الحوكمة السليمة للمجموعة المصرفية ،يجب باإلضافة إلى التدقيق الداخلي
للكيانات يجب إجراء تقييم مستمر وشامل للمخاطر على مستوى هيكل المجموعة ،كما يجب أن
تتوافق التقارير الدورية التي تقيم الهيكل العام للمصرف مع اإلستراتيجية التي وضعها مجلس
اإلدارة.
المبدأ :12إذا كان المصرف يعمل ألغراض خاصة أو ضمن إطار يحول دون شفافية أو ال يستوفي
المعايير المصرفية الدولية ،يجب على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الغرض والمخاطر المتعلقة
بهذه العمليات والتخفيف منها.
.2اإلفصاح والشفافية
المبدأ :12إن اإلفصاح والشفافية من أهم مبادئ الحوكمة لتمكين المساهمين من الحصول على
المعلومات المطلوبة بشفافية وعدالة.
-تعتبر الشفافية أحد أهم عناصر الحوكمة المصرفية ،فإنه من الصعب على المساهمين
والمودعين وأصحاب المصلحة األخرى والمشاركين في السوق المراقبة بفعالية ومحاسبة مجلس
اإلدارة واإلدارة العليا عندما يكون هنالك نقص في الشفافية.
-تقع مسؤولية التطبيق الجيد للحوكمة على عاتق مجالس اإلدارة واإلدارة العليا الذين يلعبون دو ار
هاما في تطوير وتقييم ممارسات الحوكمة المصرفية ،باإلضافة إلى أطراف أخرى يمكن أن تعزز
الحوكمة تتمثل هذه األطراف في (المساهمين ،المودعين ،المدققين الخارجيين ،الحكومات،
وكاالت التصنيف االئتماني ،البورصة والموظفين).
032
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-يمكن تحسين ممارسات الحوكمة المصرفية من خالل معالجة عدد من المسائل القانونية تتمثل
في:
حماية وتعزيز حقوق المساهمين والمودعين وأصحاب المصالح األخرى؛ ←
توضيح األدوار والمهام؛ ←
ضمان أن المصارف تعمل في بيئة خالية من الفساد والرشوة؛ ←
تعزيز المواءمة بين مصالح المديرين والموظفين والمودعين والمساهمين من خالل ←
القوانين واللوائح والتدابير األخرى.
كل هذا يمكن أن يساعد في تعزيز بيئة األعمال التجارية والقانونية التي تدعم الحوكمة المصرفية
والمبادرات الرقابية.
تتمثل آليات الحوكمة المصرفية في الممارسات التي تؤدى من قبل المصرف والتي غايتها هي
تحقيق المصرف لألهداف المتوخاة من الحوكمة أي أنها تضمن للمصرف إدارة متغيرات البيئة الداخلية
والتكيف مع متغيرات البيئة الخارجية بإفصاح وشفافية عالية وبالتالي تأمين اإلدارة السليمة واالستقرار
وتجنب اآلثار السلبية لسوء اإلدارة ،وسيتم التطرق في هذا المبحث إلى العناصر التالية:
تتمثل اآلليات الداخلية في األنشطة واإلجراءات الالزمة التي يتم اتخاذها على المستوى الداخلي
للمصرف من أجل تحقيق أهدافه ،وتتمثل هذه اآلليات في:
-مجلس اإلدارة.
-تعويضات االدارة التنفيذية.
-هيكل الملكية.
.1مجلس االدارة :مسؤوليات أعضاء مجالس إدارات المؤسسات في مفهومها الحديث واسعة
جدا ،فقد أصحبت المؤسسات في الوقت الحاضر محط األنظار أكثر من أي وقت مضى ولم يعد في
إمكانها أن تقتصر اهتماماتها على مساهميها فقط ،فهناك فئات مثل موظفيها والمستهلكين وغيرهم
لهم مصالح هامة في تلك المؤسسات وال بد من أخذ تلك المصالح بعين االعتبار.
033
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وأعضاء مجالس اإلدارات بكونهم أمناء على المؤسسات التي هم أعضاء في مجالسها ،وتتجمع في
أيديهم جميع سلطاتها (باستثناء ما هو من اختصاص الجمعيات العمومية) ،يتوقع منهم التوفيق بين
المصالح المتضاربة للفئات المختلفة ،وليس فقط االهتمام بمصالح المساهمين على حساب مصالح
الفئات األخرى.
ومسؤوليات أعضاء مجالس إدارات المصارف أكثر خطورة في هذا الخصوص ،نظ ار لكون العمل
المصرفي يتصل اتصاال مباش ار بالمصلحة العامة وهو أمر معترف به عموما ،وتنبع أهمية مجلس
اإلدارة من أهمية القطاع المصرفي إذ أن انهيار المصارف يؤثر على دائرة أكبر من األشخاص فضال
عما قد يؤدي إليه من إضعاف النظام المالي ذاته ،وهو ما يجعل لمجلس اإلدارة المسؤولية األكبر في
إدارة المصرف .وتظل المسؤولية تالحقهم حتى بالرغم من خضوع عملهم إلشراف جهة تنظيمية
مهمتها هى ضمان قيامهم بأعمالهم بطريقة تؤدي إلى االستقرار .ويتركز اهتمام المشرفين التنظيميين
على نوعية إدارة المصرف ،ابتداء من مجلس اإلدارة ذاته.
.1.1تعريف مجلس اإلدارة :يتمثل مجلس اإلدارة في مجموعة من األفراد يقوم المساهمين باختيارهم،
وهو يضم أعضاء داخليين وأعضاء خارجيين بنسب تمثيل متباينة وفقا للقوانين واألنظمة ،وان
كان السائد اليوم هو تغليب عدد األعضاء الخارجيين من مجموع أعضاء المجلس اإلجمالي،
وذلك العتبارات تتعلق بأن هؤالء األعضاء الخارجيين قد يقدموا إسهامات هامة لمجلس اإلدارة
والمصرف نظ ار لالستقاللية التي يتمتعون بها وموضوعيتهم في تقييم األوضاع.
وحسب Charreauxلم يعد مجلس اإلدارة آلية تساهم في خلق القيمة فقط بل هو جهاز سلطة،
1
سيطرة والبحث عن الفرص وخلق معايير إجتماعية:
-مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية التعاقدية المالية للحوكمة :حيث تتمثل مهام مجلس اإلدارة
في تحفيز ورفع أداء المسيرين وذلك من خالل نظام المكافآت والعقاب والتهديد بالعزل من
المنصب ،ويعتبر دور مجلس اإلداري االنضباطي ضعيف خاصة في الشركات ذات رأس المال
العائلي للمسير ،ولمجلس اإلدارة السلطة أثناء مهامه لحماية مصالح األطراف األخرى
-مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية التشاركية للحوكمة :يعتبر مجلس اإلدارة حسب هذه
النظرية أداة لتسهيل خلق القيمة لجميع األطراف ،بحيث يتدخل مجلس اإلدارة كجهاز هرمي في
السلطة من أجل تقسيم مداخيل المؤسسة وتشجيع العمل الجماعي.
.1فاتح دبلة ،محمد جالب ،الحوكمة المصرفية ومساهمتها في إدارة المخاطر ،مجلة اإلقتصاديات المالية البنكية وادارة األعمال ،جامعة
محمد خيضر ،بسكرة ،العدد االفتتاحي ،2ص.025
034
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية االستراتيجية للحوكمة :يعتبر مجلس اإلدارة حسب هذه
النظرية أداة حصول على المعلومات ويساعد على خلق الكفاءات ،بحيث يلتزم مجلس اإلدارة
بتسهيل وتطوير هذه الكفاءات والمساعدة على بناء التوجهات االستراتيجية الجديدة.
وتتوقف الحوكمة الجيدة ألي منظمة إلى حد كبير على المهارات والخبرات ودرجة المعرفة التي
يتمتع بها أعضاء مجلس اإلدارة ،أما بالنسبة ألعضاء مجلس اإلدارة في المصارف فيحتاجون
باإلضافة إلى ما سبق مواكبة مختلف التطورات في المجالت الفنية والمالية والمحاسبية والنظم
واللوائح.
.1.2مسؤوليات ومهام مجلس االدارة :يكون مجلس إدارة المصرف مسؤوال بشكل مطلق عن
اإلشراف على إدارة المصرف بوجه عام وينبغي أن يقوم المجلس بالوظائف الرئيسية التالية
لتدعيم نظام الحوكمة بالمصرف وضمان فاعليته:
.1.2.1وضع استراتيجيات العمل واألهداف والسياسات وتطويرها :إن مجلس االدارة مسؤول
وبشكل رئيسي عن اعتماد التوجيهات االستراتيجية واألهداف الرئيسية للبنك واإلشراف على تنفيذها
والتأكد من نشرها بين العاملين ،وكذا وضع ميثاق يضبط سلوكيات العاملين واإلدارة العليا التي تستند
إلى ثقافة الحوكمة في المصرف بتوضيح قيم الحوكمة وقواعد السلوك المهني بما يتالءم مع المعايير
التي ينبغي أن ينتهجها المصرف.
1
ويقسم دور مجلس اإلدارة في عملية التخطيط االستراتيجي إلى ثالثة أجزاء:
-توفير التوجيه المالئم حول تطوير االستراتيجية وتوقعاتها بما يتالءم مع توجهات البنك؛
-الموافقة على الخطة االستراتيجية بعد انتهاء الفريق االداري من استكمالها أو توفير االرشادات
والتوجيهات حول التعديالت الالزمة قبل إعطاء الموافقة النهائية عليها؛
-استخدام الخطة االستراتيجية الموافق عليها كمعيار/أداة لمحاسبة وتقييم المدير التنفيذي والفريق
االداري في تنفيذهم لألهداف المحددة ،وفي حال عدم التمكن من تحقيق بعض األهداف لظروف
يتوجب على مجلس اإلدارة إعطاء التوجيهات الالزمة حول كيفية تعديل تلكخارجة عن السيطرةّ ،
األهداف وادخالها ضمن الخطة لجعلها قيد التنفيذ.
.1.2.2اعتماد الهيكل التنظيمي
-يتعين على مجلس اإلدارة أن يوافق على الهيكل التنظيمي العام للبنك؛
-إن مجلس إدارة المصارف مسؤول كذلك عن تشكيل الهيكل التنظيمي وتحديد هيكل
الصالحيات والمسئوليات في المصرف واختيار كبار التنفيذيين من أعضاء اإلدارة العليا
.1دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي ،ص،www.grameen-jameel.com ،00
تاريخ االطالع.0205/24/02 :
035
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
بالمصرف واإلشراف عليهم واستبدالهم إذا لزم األمر وذلك بعد اخذ رأي المسئول التنفيذي
الرئيسي ،ويجب أن يعكس الهيكل التنظيمي مبدأ الشفافية والمساءلة والفصل بين المهام بما
يضمن تواجد نظام فعال يحقق االشراف والرقابة المستمرة على على مختلف المستويات
الوظيفية مع توضيح دقيق للمهام والمسؤوليات؛
-يقع على عاتق مجلس اإلدارة مسؤولية تعيين الرئيس التنفيذي للبنك وتحديد راتبه ومكافآته،
ويجب أن يكون لدى مجلس اإلدارة خطة واضحة بشأن تعاقب القيادات اإلدارية.
وهناك أربعة مستويات إشرافية يجب أن يتوفر عليها الهيكل التنظيمي كحد أدنى لضمان فعاليته،
1
تتمثل في:
-المستوى االشرافي الذي يمثله أعضاء مجلس االدارة من خالل عضويتهم واللجان التابعة له؛
-المستوى االشرافي الذي يمثله أعضاء االدارة العليا؛
-المسؤولون عن االشراف المباشر على مختلف المستويات في المصارف؛
-المستوى االشرافي المتمثل في وظائف المصرف المستقلة ،كإدارة االلتزام ،إدارة المخاطر،
المراجعة الداخلية والتأكد من تناسب خبرات ومؤهالت العاملين والمتطلبات الوظيفية.
.1.2.2التأكد من نزاهة المصرف في ممارسة أعماله :حيث يقوم مجلس إدارة المصرف
بتوفير سياسات وميثاق أخالقيات العمل ،يتضمن تعريفا لتعارض المصالح والصفقات التي يقوم بها
موظفوا المصرف لمصالحهم الشخصية ،ويتم تعميم هذه السياسات وميثاق أخالقيات العمل على كافة
موظفي المصرف وأعضاء المجلس ،وتتضمن هذه السياسات:
.0قواعد واجراءات تنظيمية للعمليات التي تتم بين جميع األطراف ،سواء تلك المتعلقة بالمصرف
وموظفيه أو أعضاء مجلس االدارة واألطراف ذوي الصلة بهم ،كما تتضمن السياسات تنظيم
عمليات االقراض ومنح االئتمان ألعضاء مجلس االدارة وفقا لألسعار السائدة في السوق
وليس وفقا لشروط تفضيلية؛
-يقوم المجلس بتحديد أهداف المصرف كما يقوم بتوجيه اإلدارة التنفيذية لرسم استراتيجيه لتحقيق
هذه األهداف؛
-على المجلس التأكد من أن المصرف يتمتع بنزاهة عالية في ممارسة أعماله؛
-يجب أن تتوافر لدى المصرف سياسات مكتوبة تغطي كافة األنشطة المصرفية ويتم تعميمها
على كافة المستويات اإلدارية ومراجعتها بانتظام؛
-وضع ميثاق سلوكيات للعاملين واإلدارة العليا والفلسفة التي تتبعها اإلدارة مستند إلي ثقافة
الحوكمة في المصارف يقوم بتوضيح قيم الحوكمة وقواعد السلوك المهني بما يتالءم مع المعايير
.1جمال نجم ،تعليمات بشأن حوكمة البنوك ،البنك المركزي المصري ،القاهرة ،0200 ،ص.21
036
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
التي ينبغي أن ينتهجها المصرف على أن يعتمد من الجمعية العمومية كما يجب أن يتم نشر
ميثاق السلوكيات في جميع إدارات المصارف وتوقيع العاملين عليه والتعهد بالعمل به؛
-تشجيع ثقة المودعين والزبائن في نزاهة المعلومات التي تتدفق من المصرف ،ويجب على
أعضاء مجلس اإلدارة إدراك ضرورات السرية التجارية مع عدم استخدام ذلك كعذر ال ضرورة له
لعدم الشفافية ،وينبغي عليهم أن ينظروا إلى الشفافية باعتبارها القاعدة ويقع عبء اإلثبات على
1
أولئك الذين يعطون األولوية للضرورات التجارية؛
.1.2.2تشكيل اللجان وتفويض السلطات والصالحيات
-يقوم مجلس اإلدارة بمهامه اإلشرافية وتحديد صالحية اتخاذ الق اررات ،عن طريق تشكيل اللجان
التي تضم أعضائه ويجب أن يكون لكل لجنة برنامج عمل معروف وواضح لتحديد الواجبات
والمسؤوليات والصالحيات وأساليب صنع القرار ،ومواعيد االجتماعات؛
يجب على مجلس اإلدارة تفويض سلطات اتخاذ القرار ،وتحديد صالحيات التوقيع عن المصرف -
وتحريك األموال بالتدرج بين المستويات اإلدارية المختلفة ،بدءا من المجلس نفسه الى رئيس
وأعضاء المجلس واللجان المنبثقة منه وانتهاء باإلدارة التنفيذية؛
-يتعين على أعضاء مجلس االدارة العمل ضمن نطاق الصالحيات الممنوحة لهم بموجب عقد
تأسيس المصرف والتوجيهات الموضوعة لمجلس االدارة ،وفقا للقوانين واللوائح ذات الصلة،
ويتحمل اعضاء مجلس االدارة الذين تجاوزوا صالحياتهم مسؤولية الخسائر التي يتكبدها
المصرف نتيجة لتخطي تلك الصالحيات .من أهم اللجان التي يجب ان يقوم مجلس االدارة
بتشكيلها:
← اللجنة التنفيذية :تمارس الصالحيات المخولة لها من مجلس االدارة في منح االئتمان
وتجديده ومتابعته واستثمار وتوظيف األموال بما يزيد عن صالحيات االدارة التنفيذية.
تتولى االشراف على التدقيق الداخلي والخارجي وتقييم االداء ← لجنة التدقيق والمخاطر:
والمخاطر.
← لجنة اإلجراءات والسياسات :تتولى مهام دراسة ومراجعة تطوير االستراتيجيات واألهداف
والسياسات والنظم والخطط والموازنات.
← لجنة الحوافز والتعويضات :مسؤولة عن وضع سياسة األجور لجلب الموظفين وتحفيزهم
واإلبقاء عليهم وتحديد المكافآت المناسبة لهم ،اضافة الى مراجعة ووضع معايير توزيع
المكافآت السنوية للعاملين.
1
.جوناثان تشاركهام ،إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك ،المنتدى العالمي لحوكمة الشركات ،مذكرة المناقشة المركزة ،2البنك الدولي
لالنشاء والتعمير ،واشنطن ،0221 ،ص.02
037
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
← لجنة الترشيحات والحوكمة :تقر اللجنة المعايير المطلوبة للمرشحين لعضوية مجلس االدارة
والوظائف التنفيذية القيادية بالمصرف.
.1.2.2االشراف على التنفيذ وتقييم األداء والمخاطر :على مجلس اإلدارة أن يمارس دوره
في اإلشراف على تنفيذ السياسات وتحقيق أهداف المصرف وتقييم أدائه من خالل التالي:
-تقييم السياسات واإلجراءات ونظم الرقابة الداخلية :على مجلس اإلدارة أن يطلب من اإلدارة
التنفيذية تطوير برامج واجراءات العمل والرقابة الداخلية ومعالجة أوجه القصور والخلل بها بصفة
مستمرة على ضوء ما تظهره نتائج التقييم وتقارير متابعة األداء الدورية.
-مراجعة التقارير الدورية :على مجلس اإلدارة أن يطلب تقديم مختلف أنواع التقارير والتي يتم
اعدادها من قبل اللجان التي قام بتشكيلها ،ويتم مراجعتها عبر اجتماعات المجلس الدورية خالل
السنة.
-تقييم االداء ومعالجة االنحرافات :يقيم المجلس أداء االدارة التنفيذية ومدى التزامها بسياسات
المجلس ونجاحها في تحقيق النتائج واألهداف المخطط لها ،ويتضمن ذلك كشف االنحرافات
والتجاوزات وتقييمها وتحليل أسبابها ومحاسبة المسؤولين عنها واصدار التعليمات الالزمة
لمعالجتها وتفادي تكرارها.
-تقييم المخاطر الحالية والمستقبلية :من خالل دراسة وتحليل التقارير سالفة الذكر وربطها بتقارير
ومعلومات من مصادر أخرى عن السوق المحلية والدولية ،فان مجلس اإلدارة يستطيع أن يقيم
ويستقرئ المخاطر الكامنة التي من الممكن أن يواجها المصرف ،واصدار توجيهاته لإلدارة
التنفيذية حول سبل معالجتها والحد منها والتحقق من كفاية التحوط لها.
-اعتماد الحسابات الختامية :تقع على عاتق مجلس اإلدارة من خالل ممارسة دوره اإلشرافي
مسؤولية إعتماد الحسابات الختامية للبنك والتحقق من سالمة ومصداقية جميع البيانات المالية
والحسابات الختامية وشفافية وكفاية االفصاح بها وفق المعايير المحاسبية واالفصاحية الدولية
ووفق تعليمات المصرف المركزي.
-االشراف على أداء الفروع الخارجية والمؤسسات التابعة للمصرف :على مجلس االدارة القيام
بتقييم عمل وأداء الفروع الخارجية والمؤسسات التابعة وفقا لألهداف والسياسات واالستراتيجيات
الموضوعة ،مع العمل على تطويرها.
.1.2.2تعيين جهاز التدقيق الداخلي واإلشراف عليه :يقع على عاتق مجلس اإلدارة تعيين
جهاز التدقيق الداخلي الذي يتمتع أفراده بمؤهالت وخبرات عالية في كافة مجاالت العمل بالمصرف،
1
ويتولى مجلس اإلدارة اإلشراف على هذا الجهاز من خالل:
.1مصرف قطر المركزي ،المخاطر اإلدارية في البنوك – نهج إدارة البنوك ومؤسسات الخدمات المالية ، -الطبعة ،00ماي ،0202ص
ص.008-002
038
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-ضمان حياد واستقاللية التدقيق الداخلي وتجنب أي نوع من التأثير عليه من قبل اإلدارة التنفيذية،
وذلك بأن تكون تبعيته في الهيكل التنظيمي لمجلس اإلدارة مباشرة ويكون المجلس هو المسؤول
عن تحديد رواتب وحوافز ومكافآت موظظفي التدقيق الداخلي وهو المسؤول عن تقييم أدائهم،
وعليه أيضا التحقق من كفاية مؤهالتهم وخبراتهم ومهاراتهم المهنية والعمل على تنميتها باستمرار؛
-التحقق من تغطية التدقيق الداخلي لكافة إدارات وأقسام وفروع المصرف وكافة األنشطة والمخاطر
وأن يكون شكل التدقيق دوري ومستمر خالل السنة باإلضافة إلى تدقيق البيانات المالية
والحسابات الختامية؛
-التحقق من أن التدقيق الداخلي يتم وفق برامج تدقيق شاملة ومهنية مناسبة توافق أحدث معايير
وأدلة التدقيق الدولية مع توفير التقنيات الالزمة لذلك ،مع العمل على تقييم وتطوير هذه البرامج
لتتناسب مع تطور العمل بالمصرف؛
-يجب رفع تقارير التدقيق الداخلي مباشرة إلى مجلس اإلدارة ومن ثم تحويلها إلى اإلدارة التنفيذية
للرد والتعقيب عليها مع إصدار توجيهات المجلس لها لمعالجة المالحظات وفق برامج زمنية
محددة يعمل التدقيق الداخلي على متابعتها؛
-الت حقق من إحتفاظ إدارة التدقيق الداخلي بتقارير وأوراق التدقيق بشكل منظم وآمن يمكن للمجلس
الرجوع إليه ،وتكون جاهزة لإلطالع عليها من قبل مفتشي المصرف والمدققين الخارجيين.
.1.2.2توفير مدقق خارجي مستقل :يعتبر مجلس اإلدارة مسؤوال عن ترشيح مدقق خارجي
مستقل من ذوي االختصاص والكفاءة العالية والتعاقد معه وتحديد أتعابه بعد موافقة الجمعية العمومية
والوفاء بمتطلبات المصرف بهذا الشأن ،وعلى مجلس اإلدارة أن يضع الضوابط والتعليمات ،ويهيئ
األجواء التي تمكن المدقق الخارجي من الحصول على كل ما تتطلبه عملية التدقيق من معلومات
وبيانات ومستندات سواء من اإلدارة التنفيذية أو من المجلس نفسه ،والتي تضمن أيضا حياده
واستقالليته في إبداء رأيه وابراز نتائج تدقيقه.
كما يجب رفع تقارير المدقق الخارجي مباشرة إلى مجلس اإلدارة ومن ثم تحويلها إلى اإلدارة
التنفيذية للرد والتعقيب عليها وبعدها يصدر المجلس توجيهاته للتعامل مع المالحظات الواردة بتلك
التقارير.
.1.2.2المسؤولية اتجاه المساهمين واألطراف األخرى 1:يعتبر مجلس االدارة المسؤول األول
أمام المساهمين والزبائن وكافة المتعاملين مع المصرف عن نتائج أعماله وأدائه ،ومن أهم مسؤوليات
مجلس اإلدارة اتجاه المساهمين واألطراف األخرى ما يلي:
-مسؤوليته عن سالمة ومصداقية البيانات المالية والحسابات الختامية للمصرف؛
.1مصرف قطر المركزي ،المخاطر اإلدارية في البنوك – نهج إدارة البنوك ومؤسسات الخدمات المالية ،-مرجع سبق ذكره ،ص.005
039
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-تطبيق جميع مواد القانون األساسي للبنك ،وعلى رأسها ممارسة النشاط المصرح به وكل ما
يخص عزل واستبدال أعضاء مجلس اإلدارة خالل فترة عمله وترشيح وانتخاب أعضاء المجلس
الجدد ومراعاة الحد األقصى للمساهمة ومتطلبات زيادة أو تخفيض رأس المال وتوزيع األرباح أو
التعامل مع الخسائر وجميع مواد القانون األساسي األخرى في إطار تعليمات المصرف؛
-الشفافية والموضوعية في اإلفصاح عن جميع األمور الهامة التي تؤثر على أداء المصرف
ونتائج أعماله وتحقيق أهدافه في الوقت الحالي والمستقبل بصورة دقيقة وفي الوقت المالئم؛
-اإلفصاح عن االلتزامات والمعامالت المتعلقة باألطراف ذات العالقة والمصالح المتداخلة وتقييم
جميع التوضيحات األخرى التي تتطلبها القوانين المحلية والمعايير الدولية.
.1.2.2المسؤولية اتجاه المصرف :يعتبر مجلس اإلدارة المسؤول األول أمام المصرف عن:
-متانة الوضع المالي له والمحافظة على حقوق المودعين والمستثمرين؛
-مسؤوليته عن مصداقية وشفافية المعلومات والبيانات المالية؛
-االلتزام بجميع القوانين والتعليمات الصادرة عن المصرف وكذلك جميع القوانين والتعليمات
الصادرة من الجهات الرسمية األخرى كالمصرف المركزي.
.1.2تشكيل مجلس االدارة :يتضمن مصطلح المجلس معاني مختلفة في نظم اإلدارة األحادية
والمزدوجة ،فالمجلس في إطار النظام األحادي يتألف من مدراء تنفيذيين* وغير تنفيذيين** ،أما
في إطار النظام المزدوج ،فإن مصطلح المجلس يمكن أن يشير إلى مجلس اإلدارة الذي يتولى
أعضاؤه مسؤوليات تنفيذية ،والى المجلس اإلشرافي الذي يتولى المسؤولية عن مراقبة عمليات
إدارة المؤسسة واإلشراف عليها ،وتوجد تفاوتات فيما بين النظم المزدوجة ،فقد تشتمل مسؤوليات
المجلس اإلشرافي في بعض البلدان على مسؤوليات تتصل بالتوجيه االستراتيجي للمؤسسة ،وفي
حين أن النظام المزدوج يستخدم على نطاق أقل اتساعا من النظام األحادي ،فإن استخدام
1
النظام األول واسع االنتشار في عدة اقتصاديات كبرى مثل النمسا وألمانيا وهولندا.
.1.2حجم مجلس االدارة :يتمثل حجم مجلس اإلدارة في عدد المدراء األعضاء الذين يشكلون مجلس
اإلدارة ،ولم تتطرق مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDإلى عدد أعضاء مجلس
اإلدارة بشكل مباشر ولم تحدد رقما معينا ،وعادة ال يتم تحديد عدد أعضاء مجلس االدارة وتتفق
أغلب القوانين العالمية على أن يكون حجم مجلس االدارة كبي ار إلى حد مقبول وصغي ار إلى حد
مقبول.
* .العضو التنفيذي هو عضو مجلس اإلدارة الذي يكون متفرغا إلدارة المصرف ،ويتقاضى راتبا شهريا أو سنويا منها.
** .العضو غير التنفيذي هو عضو مجلس اإلدارة الذي ال يكون متفرغا إلدارة المصرف وال يتقاضى راتبا شهريا أو سنويا منها.
.1مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية ،إرشادات بشأن الممارسات الجيدة في الكشف عن البيانات في سياق إدارة الشركات ،نيويورك
وجنيف ،0226 ،ص ص.00-02
041
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
يجب أن يكون عدد أعضاء مجلس اإلدارة كاف ويتناسب مع حجم أعمال المصرف ،بحيث يمكن
هذا العدد من امتالك المجلس الخبرة والمعرفة في المجاالت المختلفة وتوزيع وظائف اإلشراف واإلدارة
بين كون العدد كبي ار إلى الحد الذي يمنع معه اتخاذ ق اررات أعضائه بشكل فعال ،ويعد حجم مجلس
اإلدارة كبي ار إذا تجاوز عدد أعضائه 02أعضاء ،وتفيد بعض الدراسة بوجود عالقة موجبة بين حجم
المجلس واألداء في القطاع المصرفي على عكس التوقعات النظرية التي ترى بأن صغر حجم مجلس
اإلدارة يكون أكثر فاعلية في تحسين مستوى اإلدارة ،كما يجب مراعاة التنوع في الخبرة العملية
والمهنية والمهارات المتخصصة في تشكيل المجلس وكافة األعضاء على معرفة بالقوانين واألنظمة
ذات العالقة وبحقوق وواجبات مجلس اإلدارة.
هي من اآلليات الداخلية التي تستهدف التوافق بين مصالح حملة األسهم والمديرين التنفيذيين بما
يجعلها وحدة مصالح متآلفة ،ويتحقق هذا التوافق من خالل جملة التعويضات المالية للمديرين
التنفيذيين من رواتب وعالوات ومكافآت وحوافز طويلة األمد على شكل ملكية األسهم ،والخيارات التي
تستخدم كآلية لربط أداء المدراء بأداء أسهم المصارف ،وباإلضافة إلى ملكية األسهم يسعى المساهمون
إلى تصميم عقود التعويضات بالشكل الذي يجعلها تؤمن للمدراء حوافز مالية أفضل تسهم في
تشجيعهم على تحقيق مصالح المساهمين.
ولقد عرفها Hittعلى أنها":اآللية التي تسعى إلى دمج مصالح المديرين والمالكين وتوحيدها من
خالل الرواتب والعالوات وتعويضات الحوافز طويلة األجل".
1
وتعتبر آلية تعويض المديرين التنفيذيين من آليات الحوكمة المعقدة ،بسبب:
-أن الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المدراء التنفيذيين تعد معقدة وغير تنفيذية ،لذلك فإن
اإلشراف المباشر على أولئك المدراء يكون غير مالئم للحكم على نوعية ق ارراتهم ،وهناك ميل
لربط تعويضات المدراء بالنتائج القابلة للقياس مثل األداء المالي للمصارف؛
-أن ق اررات المديرين التنفيذيين عادة ما تؤثر على نتائج المصرف المالية لمدة طويلة األجل
مما يجعل من الصعب تقييم تأثير الق اررات الحالية على أداء المصرف؛
1
& . Hitt Michael A, Ireland R Duane, Hoskisson Robert E, strategic Management Competitiveness
globalization: Concepts and cases, south-Western College publishing, 5th ed, 2003, p p222-224.
040
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-هناك عوامل أخرى تؤثر على أداء المصرف مثل التغيرات االقتصادية والقانونية غير المتوقعة
والتي تجعل من الصعب تمييز أثر الق اررات االستراتيجية.
.2.2مشاكل الوكالة وتعويضات المديرين التنفيذيين
تعتبر البنية المتناثرة للملكية األكثر شيوعا خاصة في الواليات المتحدة األمريكية ،حيث حملة
األسهم يملكون المؤسسة بينما يملك المديرون زمام التحكم إلى حد بعيد بتوجهات المؤسسة وأعمالها،
هذا الفصل بين الملكية والرقابة في المؤسسة وادارتها خلق ما يعرف في قاموس خبراء االقتصاد
المالي بعالقة التوكيل ،مديرو الشركة يعملون وكالء لحاملي أسهمها ،والموكلون (حملة األسهم) غير
قادرين على الجزم بأن الوكالء (المديرين) سيتصرفون دوما بما يخدم مصالح موكليهم على الوجه
األمثل.
ومشكلة تضارب المصالح من شأنها أن تؤثر على المديرين (الوكالء) من خالل حجم الجهود التي
يكلفون أنفسهم ببذلها ،حجم التسهيالت التي يسمحون ألنفسهم باالستفادة منها وكذلك الق اررات
االستراتيجية والعملية التي يتخذونها باسم المؤسسة ،وفي كل هذه العمليات ال يمكن الجزم على
1
اإلطالق بأن مصالح المديرين سوف تتطابق بالضرورة مع مصالح المالك وحملة األسهم.
تعمل التعويضات على تحفيز المديرين التنفيذيين في القيام بمهامهم على أكمل وجه من أجل
تحقيق مصالح المصرف وباألخص حملة األسهم وتالفي المشاكل التي تخلفها الوكالة ،أي أن
التعويض يشكل حاف از إيجابيا لتوجيه سلوك المدير في مصلحة المساهمين .وبالتالي فإنه عندما يقوم
بأداء عمله بشكل صحيح فإن قيمة المصرف سوف تزداد أيضا.
إن إدارة تعويضات المديرين التنفيذيين في العديد من الشركات تختلف عن تعويضات لموظفي
المستويات الدنيا ،حيث يجب مكافأة المديرين التنفيذيين إذا ما حققت الشركة قيمة وأرباح عبر عدد من
السنوات ،ومن ثم األجر الذي يتم توزيعه من خالل عدة أنواع من الحوافز هو جزء مهم في تعويضات
المدراء التنفيذيين ،ويختلف إجمالي تعويض المدراء التنفيذيينExecutives compensation packages
من دولة ألخرى ،غير أن االختالفات تكون أقل بالنسبة للشركات المتعددة الجنسيات وذلك ألن
Global Corporate المديرين التنفيذيين في الغالب هم جزء من خطة تعويض المنظمة العالمية
،Compensation Plansولكون رواتب المديرين التنفيذيين مرتفعة فإن الضرائب المفروضة عليها
.1لوسيان بيبتشك ،جيسي فريد ،أجر دون أداء :الوعود الخاوية بشأن تعويضات المديرين ،ترجمة :هاني الصالح ،مكتبة العبيكان للنشر،
،0200ص.11
042
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
كذلك مرتفعة حيث أن الكثير من إجمالي تعويضات المديرين التنفيذيين مصممة لتحقيق وفورات كبيرة
من الضرائب.
.2.2.1األجر القاعدي :تتنوع تعويضات المديرين التنفيذيين بتنوع وظائفهم ،حجم المنظمة،
القطاع الصناعي والبلد وغيرها من األمور ،ففي المؤسسات غير الربحية تشكل األجور %52أو أكثر
من إجمالي التعويضات على عكس المؤسسات الربحية أين يشكل األجر %12أو أقل من إجمالي
التعويضات ،وغالبا ما يتم تحديد األجر القاعدي للرئيس التنفيذي من خالل طريقة المفاضلة المعيارية
Benchmarkingحيث يتم إجراء مسح لمرتبات المديرين التنفيذيين في المصارف األخرى إلجراء
المقارنة.
.2.2.2المنافع المنتظمة :حيث يتحصل المديرين التنفيذيين منافع منتظمة وهي كذلك تشمل
الموظفين غير التنفيذيين كالضمان الصحي وخطط اإلجازات ،باإلضافة إلى الحصول على منافع
مكملة ال يتلقاها غيرهم من الموظفين كخطط صحة المديرين التنفيذيين والتي ال يكون فيها حدود على
الخصم أو اختيار طبيب.
.2.2.2العال وات :حيث باإلضافة إلى الحصول على المنافع المنتظمة فإن المديرون
التنفيذيون في الغالب يحصلون على منفعة تسمى عالوة فوق الراتب Perquisitesوتختصر Perks
وهي تعويضات خاصة بالمديرين التنفيذيين وفي الغالب ليست نقدية مثل حصولهم على تذاكر في
الدرجة األولى أو أن تكون لهم عضوية في أندية معينة.
.2.2.2الحوافز السنوية والمنح اإلضافية :والتي يتم تحديدها بطرق متعددة ،مثل استخدام
النظام االختياري حيث يقرر المدير التنفيذي األعلى CEOومجلس اإلدارة المنح ،والطريقة األخرى
هي ربط المنح بمقاييس محددة مثل العائد على االستثمار ،األرباح لكل سهم وصافي الربح قبل
الضريبة ،وأيا كانت الطريقة المستخدمة فمن المهم توضيحها وتحديدها بدقة لكي يفهم المديرين
التنفيذين ويحاولون بذل الجهد للحصول على تعويضات إضافية.
.2.2.2الحوافز المعتمدة على األداء الطويلة األجل :إن استخدام الحوافز المعتمدة على أداء
المدير التنفيذي هو محاولة لربط تعويض المدير التنفيذي بنمو ونجاح المصرف على المدى الطويل
والهدف من هذه التعويضات هو أن يتم جعل المدير التنفيذي يفكر ويتصرف كمت لو كان أحد مالك
المصرف ،وتتمثل هذه التعويضات في خيار السهم وخطط ملكية السهم:
.2.2.2.1خطة خيار السهم :خيارات األسهم عبارة عن عقود تسمح للمديرين التنفيذيين بشراء
أسهم بسعر محدد يسمى سعر الممارسة ،حيث إذا ارتفع سعر السهم عن سعر الممارسة سوف يحصل
المدير التنفيذي على الفرق كربح.
043
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
تعطي خيارات األسهم للمديرين التنفيذيين الحافز إلدارة المؤسسة على نحو يرفع من قيمة أسهمها
وهذا ما يخدم مصالح حملة األسهم ،ولذلك تساهم خيارات األسهم في الربط بين أهداف المديرين
التنفيذيين وحملة األسهم وهو ما يخفف من المشاكل المتصلة بالفصل بين الملكية واإلدارة ،ويكون
سعر ممارسة عقد الخيارات التنفيذي النموذجي هو سعر السهم السائد عند منح الخيار ،والمدة األكثر
شيوعا لعقود خيارات األسهم هي 02سنوات ،أي أن المدير التنفيذي أمامه 02سنوات ليرفع من سعر
السهم ويمارس الخيارات وبعد 02سنوات تنتهي صالحية الخيارات وال يستطيع المديرون التنفيذيون
1
بيع أو تحويل خياراتهم والتحوط من مخاطر أسعار األسهم.
خطط ملكية األسهم مصممة لتمنح المديرين التنفيذيين ملكية أسهم معتبرة لدى أصحاب العمل،
وحسب المركز القومي لملكية الموظفين فإن هناك حوالي 05ألف شركة في الواليات المتحدة
األمريكية تقدم برامج ملكية للموظفين قام فيها ما يقارب 00ألف شركة بخطط ملكية األسهم والتي
تغطي حوالي 25مليون موظف.
ولكن سواء كانت هذه الحوافز تأكد على المكافآت في المدى الطويل أو القصير هي محل جدل
للكثير من المختصين ،فالمكافآت قصيرة المدى تعتمد على األداء الربع السنوي أو السنوي قد ال تؤدي
إلى نفس نتائج الق اررات طويلة األجل ،ألن طويلة األجل موجهة بالمنظمة لكي تكون قادرة على تحقيق
أداء أفضل ،وتعتبر الحوافز طويلة األجل من التعويضات المهمة للمدير التنفيذي األعلى حيث من
خالل دراسة أجريت على 152مؤسسة ضخمة وضحت أن الحوافز طويلة األجل تشكل %68من
2
إجمالي تعويضات المديري التنفيذيين.
-األسهم المقيدة :هي أسهم عادية للمؤسسة تشمل قيدا قد يكون انقضاء فترة زمنية معينة أو
تحقيق هدف معين قبل أن يكون باإلمكان بيع األسهم ،ويجوز أن يستلم المديرون التنفيذيون منحة
أسهم ما تشترط انقضاء 02سنوات قبل أن يستطيع التنفيذيون بيعها ،وتتميز األسهم المقيدة بميزة عن
خيار السهم وهي أن قيمتها التصل إلى صفر عندما يهبط سعر السهم ،ولذلك ال ترتبط بها الحوافز
.1طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.065-068
.2روبرت ماتيس ،جون جاكسون ،ترجمة :رشا محمد األحمد ،تسيير الموارد البشرية ،الفصل ،01ص ص.00-00
044
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
الالمتماثلة التي تسببها الخيارات* ،وقد ارتفعت نسبة منح األسهم المقيدة من إجمالي الحوافز طويلة
المدى من %00سنة 0220إلى %01سنة .0224
-أسهم األداء :وهي األسهم المرتبطة باألداء حيث تعطى للمديرين التنفيذيين فقط إذا تم الوفاء
بمعايير معينة مثل عوائد السهم المستهدفة ،وهي تعتبر عالوات عن األداء حيث إذا ارتفع سعر السهم
فإن أسهم األداء تكون أكثر قيمة بالنسبة للمديرين التنفيذيين عندما يحصلون عليها ،وقد إزدادت خطط
أسهم األداء إلى %02من مزيج الحوافز طويلة المدى في ،0224حيث بلغت قيمتها نحو مليون دوالر
فقط للمديرين التنفيذيين الذين يعملون في الشركات الكبيرة.
المنافع المنتظمة
األجر القاعدي
المصدر :روبرت ماتيس ،جون جاكسون ،ترجمة :رشا محمد األحمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.00
Pay for .2.2حساسية تعويض المديرين التنفيذيين ألداء المؤسسة (األجر حسب األداء
)Performance
إن مدى صالحية هياكل األجور هذه في ضوء معايير إنجاز محددة لألداء وأهداف العمل طويلة
األجل ويجب أ ن تقترن مكافآت التنفيذيين مع تحقيق شركاتهم ألداء يفوق األهداف الموضوعة ،إذ
يشترط على المساهمين عند تحديد مقدار التعويضات المالية ألعضاء مجلس اإلدارة واإلدارة العليا
األخذ بعين االعتبار عنصرين أساسين يتمثالن في:
-قيد المشاركة :حيث يجب أن تكون التعويضات المالية أكبر من الدخل البديل المتاح إلى المدير
التنفيذي األعلى من المصادر األخرى.
-قيد الحافز :حيث تأخذ بعين االعتبار المخاطر المعنوية في الجهود اإلدارية ،والحل للتخفيف من
مشكلة المخاطر المعنوية هو تأمين التوافق في دوافع المدير التنفيذي األعلى ودوافع المساهمين،
* .خيار السهم ال متماثل ألن قيمته القابلة للممارسة يمكن أن ينتهي بها الحال ألن تكون كبيرة أو ال شيء.
045
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وتعتبر حصص األسهم وخيارات األسهم واحدة من اآلليات المستخدمة في تحفيز المدير التنفيذي
األعلى على زيادة العائد الحدي للشركة.
الشكل رقم ( :)10-2نظام الحوافز الناجح
هل تتم إدارة نظام الحوافز هل يتم مكافأة الموظفون الذين هل يتوافق النظام مع ثقافة
بشكل جيد ومناسب؟ يقومون بتحقيق أداء جيد؟ واستراتيجية البنك؟
المصدر :من إعداد الطالية اعتمادا على :روبرت ماتيس ،جون جاكسون ،ترجمة :رشا محمد األحمد ،مرجع سبق
ذكره ،ص.24
هذا يعني أن هذا المفهوم مرتبط ارتباطا وثيقا بثقافة المؤسسة التي يتميز األداء فيها بأنه مرتفع وهذا
المفهوم ال يسري فقط على منطقة المزايا والتعويضات ،إذ أن األجر حسب األداء هو تركيبة من
عمليات الموارد البشرية المختلفة تهدف لبناء بيئة تشجع الموظفين والمدراء على تطويع األهداف
وتؤسس ألن يحصل أفضل العاملين على أجر مميز عمن حوله .األجر حسب األداء ثقافة من
الثقافات التى يجدر تضمينها فى المؤسسة وال يجوز التعامل معها كمبادرة منفصلة حتى ال تفقد الهدف
األساسي منها وهو دفع الموظف نحو أقصى أداء للحصول على أجر أفضل.
ولطالما كانت الفكرة السائدة لدى االقتصاديين ومنذ زمن بعيد بأن عقود التعويضات المجدية ينبغي
أن تربط األجر باألداء كي تمنح المديرين حوافز إيجابية تدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم ،وفي
الحقيقة فإن التعويضات تمثل أداة هامة لتقليص تكاليف الوكالة ،وحساسية مشكلة التوكيل تضاعف
من ضرورة وأهمية التوظيف الفاعل لتلك األداة.
إن أعضاء مجلس اإلدارة ال يملكون عموما ال الوقت الكافي وال المعلومات الالزمة لرصد ومتابعة
جميع األعمال التي يقوم بها الجهاز التنفيذي والتأكد من أنها تصب جميعها في خدمة مصالح المالك
وحملة األسهم ،ولذلك من المهم جدا استمالة المدير العام إلى التركيز في عمله على مصالح حملة
األسهم واالبتعاد عن خيارات المصالح الشخصية الضيقة ،ويتم استمالتهم من خالل برنامج يربط
األداء بالتعويضات وهو ما يحقق إنجازات كبيرة من حيث خفض تكاليف الوكالة وتحسين األداء
وتعظيم قيمة األسهم.
046
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
إال أن ربط التعويضات باألداء قد يكلف المؤسسة تكاليف أكبر ،وذلك ألن األجر الحساس لألداء
أقل جاذبية بالنسبة للمديرين التنفيذيين من األجر الثابت المماثل له من حيث القيمة المتوقعة ،ونظ ار
لوجود ظروف تجعل التعويضات المرتبطة باألداء عرضة للمخاطر والمتمثلة في العوامل المستقبلية
الخارجة عن سيطرة المدير ،والمديرون عادة ما يميلون إلى تجنب المخاطر وهو ما يقلل من قيمة
التعويضات القائمة على األداء بالنسبة للمديرين ،وبتثبيت جميع العوامل األخرى فإن على الشركة أن
تقدم في حالة التعويضات القائمة على أساس األداء قيمة إجمالية تتجاوز بوضوح قيمة التعويضات
الثابتة الالزمة لتغطية قيمة حجز المديرين المعنيين ،وطالما أن حوافز المديرين تتمتع بدرجة كبيرة من
األهمية فإن العقد المجدي ينبغي أن يقدم جزءا رئيسا من تعويضاته بأشكال تحفز إلى تحسين األداء
الجيد وتكافئ على األداء الجيد.
وعلى الرغم من أن التعويضات المستندة إلى األداء تكون حاف از لإلدارة العليا من أجل اتخاذ
الق اررات التي تخدم مصالح حملة األسهم ،إال أنها غير كافية بوحدها ألنها قد تكون خطط التعويضات
عاجزة عن متابعة ومراقبة المديرين التنفيذيين ،إذ يالحظ عند بعض مستويات ملكية األسهم يصبح
المديرين أكثر ثبوتا في وظائفهم ومن ثم يعولون على المزايا والمنافع الخاصة بمراكزهم الوظيفية أكثر
من مكاسب األسهم التي يمكن أن يحصلوا عليها من المخاطر المتزايدة ،حيث تعد هذه اآللية معقدة
1
إلى حد ما ألسباب يمكن إيجازها فيما يلي:
-تعتبر الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المديرين التنفيذيين ق اررات معقدة وغير روتينية ،وبالتالي
فاإلشراف المباشر على المديرين التنفيذيين يكاد صعب للحكم على نوعية ق ارراتهم ،واإلجراء
األمثل يتمثل في التوجه نحو الربط التعويضات بالنتائج الفعلية القابلة للقياس مثل األداء المالي
للبنك؛
-إن التغيرات االقتصادية والقانونية غير المتوقعة تصعب من معرفة وتتبع تأثيرات الق اررات
االستراتيجية التي اتخذها المديرين التنفيذيين وبالتالي الحكم على أدائهم؛
-إن الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المدير التنفيذي األعلى غالبا ما ينعكس تأثيرها على النتائج
المالية للمصرف على المدى البعيد ،وهو ما يجعل صعوبة في تقييم أثر القرار المالي الحالي
على أداء المصرف في اآلجال البعيدة.
2
يمكن الحكم على مدى فعالية وجدوى التعويضات من خالل طريقتين هما:
.1حاكم محسن الربيعي ،حمد عبد الحسن راضي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.010-012
.2طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص .020
047
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
-الطريقة األولى :محاولة معرفة إن كانت هناك عالقة موجبة بين أداء المؤسسة وتعويض
المديرين التنفيذيين ،أي دراسة التناسب بين مكافأة المديرين التنفيذيين وقيمة المؤسسة ،فإذا كانت
العالقة موجبة يفترض أن يكون التعويض المبني على الحوافز ناجح وفعال ،لكن دراسة لمايكل
جنسن وكيفن مورفي أثبتت العكس من خالل دراسة التعويض الكلي لما يزيد عن 0222مدير
تنفيذي ووجدا أنه كلما إزدادت قيمة الشركة بمبلغ دوالر واحد في المقابل يتم دفع 1.05دوالر ،أي
أن حساسية األجر مقابل األداء منخفة جدا.
-الطريقة الثانية :تتمثل الطريقة الثانية لتقييم فعالية التعويض عن طريق الحوافز في الدليل القبلي
، Exanteوهو معرفة إن كانت تلك الشركات التي فعلت آليات التعويض قد حققت أداء جيدا فيما
بعد.
.2.2الحوكمة وآلية تعويض المديرين التنفيذيين
لقد شهدت السوق المالية أثناء مدة االزدهار في التسعينيات ارتفاعا كبي ار وغير مسبوق في
تعويضات المديرين التنفيذيين في الشركات ،حيث تضاعف وسطي األجر الحقيقي للمدير العام
التنفيذي (المصحح بمراعاة التضخم) خالل الفترة 0222-0550في الشركات المسجلة في دليل إس &
1
بي 522أكثر من أربع مرات متسلقا من 1,5مليون دوالر إلى 04,2مليون دوالر.
فمن أجل التوفيق بين التركيز على الربح طويل األجل للمستثمرين وهيكل تعويضات اإلدارة الذي
يكون بالعادة قصير المدى ،فقد بادرت عدة شركات أمريكية بصيغة تعويض للمدراء التنفيذيين على
أساس سعر سهم المؤسسة .وهذا بدوره أدى إلى زيادة التعويض من خالل األسهم والذي كان أقل من
0في المائة من األجر لكبار المدراء التنفيذيين في عام ،0522حتى وصل إلى أكثر من 52في
المائة مع عام .0222
وقد حظيت تعويضات المديرين التنفيذيين منذ ذلك الحين بقدر كبير من االهتمام بين المستثمرين،
وخبراء االقتصاد المالي وكذلك على صعيد األطراف المعنية بتنظيم حركة السوق ،ولكن نظ ار لهذا
الدافع لزيادة سعر السهم بشكل سريع فقد دفع بعض كبار المدراء التنفيذيين على أخذ المزيد من
المخاطر المتمثلة في زيادة الديون ،والتي زادت بدورها عدد حاالت اإلفالس.
حيث هزت موجة فضائح الشركات التي اندلعت أواخر العام 0220الثقة في مجالس إدارة الشركات
ولفتت األنظار إلى العديد من مكامن الخطأ المحتملة في سياسات تعويضات المديرين التنفيذيين،
والحقيقة أن إفالس 02من أكبر الشركات في الواليات المتحدة جميعها حدثت في العقد الماضي:
1
. Brian J. Hall, Kevin J. Murphay, The Trouble with stock options, Journal of Economic Perspectives,
2003, p50.
048
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ليمان براذرز ،وواشنطن ميوتشوال ،وورلدكوم ،و جنرال موتورز ،سي آي تي ،إنرون ،كونسيكو،
جلوبل ،وكرايسلر ،والرهن العقاري ثورنبرغ ،والذي يصل بمبلغ تراكمي لما يزيد عن 0.5تريليون دوالر.
ثانيا :نسبة كبيرة جدا من الدين في الميزانيات العمومية الخاصة لكل شركة؛
ولقد علق روجر مارتن على هذا في كتابه "تحديد اللعبة" وانتقد مارتن نظام التعويض على أساس
حول التركيز من األعمال الفعلية الى التركيز على سوق األوراق األسهم لكبار المدراء التنفيذيين والذي ّ
المالية والذي يعتمد على التوقعات بشكل كبير .وفي الواقع أصبح تركيز اهتمام كبار المدراء التنفيذيين
على إجابة توقعات سوق األسهم بدال من حل المشاكل التجارية الفعلية ،ومواءمة عملياتها التجارية مع
احتياجات عمالئها.
وعليه فاالعتدال في تعويض المديرين التنفيذيين هو أمر مهم ،حيث يمكن للشركات استخدام بحوث
التسويق للتعرف على مستوى التعويضات وتنتج عن هذه البحوث والدراسات نتائج ومعلومات كثيرة
تحتاج إلى تفسيرات دقيقة ،ويمكن تحديد وتحليل إذا ماكان تعويض المدير التنفيذي مناسب أو ال من
1
خالل االجابة على األسئلة التالية:
-هل يمكن أن توظف الشركات األخرى هذا الشخص مدي ار تنفيذيا لديها؟
-ما هي نتائج مقارنة تعويض المدير التنفيذي مع المدراء اآلخرين في شركات أخرى داخل
الصناعة؟
-هل يتوافق ما يتم دفعه للمدير التنفيذي مع الموظفين داخل الشركة؟
2
وحتى يكون نظام التعويضات فعال ويحقق العدالة فيجب أن يتضمن عدة معايير ،تتمثل في:
والحكومية؛ ← المالئمة :وتعني درجة االيفاء بالمستويات الدنيا من المتطلبات اإلدارية والنقابية
← العدالة :أن المدير التنفيذي يتلقى تعويضات بصورة عادلة تتناسب مع الجهود التي يقدمها
والمؤهالت التي يمتلكها؛
← التوازن :ينبغي أن يحقق النظام التوازن فيما بين األجور والمنافع والحوافز؛
.1روبرت ماتيس ،جون جاكسون ،ترجمة :رشا محمد األحمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.01
2
. Ivansivich, human resources management, 4th ed. Houghtom Mifflin compang, 1997, P305.
049
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
← االقتصادية :ينبغي أن تتناسب التعويضات المقدمة مع الجهود المبذولة والنتائج ،وعلى الشركة
التأكد من أنها ال تقوم بدفع تعويضات مبالغ فيها؛
← األمان :ينبغي أن تكون التعويضات كافية لمساعدة المدير التنفيذي على الشعور باألمان؛
← محفزة :ينبغي أن يكون نظام التعويضات مناسب لجذب وتحفيز المدير التنفيذي على بذل العناية
المناسبة إلدارة المؤسسة بنجاح وكافية للمديرين لجعلهم يعملون بشكل أفضل في سبيل تحسين
أداء المؤسسة.
ويعتبر مجلس إدارة المصرف هو الكيان المسؤول عن وضع السياسات ،ويجب أن يوافق على
إجمالي تعويضات المديرين التنفيذيين ووجود أعضاء مجلس اإلدارة الحريصين على حماية مصالح
المساهمين يمثل حاجة ماسة ليس فقط من أجل معالجة مشكلة تعويضات المديرين ،ولكن أيضا من
أجل معالجة المشكالت المتعلقة بالحوكمة المؤسسية ،من خالل انتقاء المديرين المناسبين واإلشراف
عليهم وتحديد تعويضاتهم بما يتوافق مع مصالح حملة األسهم ،ولكن ما هي الطريقة التي تجعل
1
أعضاء مجلس اإلدارة حريصين على مصالح حملة األسهم؟:
-استقاللية أعضاء مجلس اإلدارة :حيث ركزت الحوكمة المؤسسية على تعزيز استقاللية مجلس
اإلدارة إذ يعتبر عامال أساسيا لضمان فاعلية النموذج الرقابي ،حيث تبنت األسواق المالية في
عام 0221معايير تسجيل تفرض على الشركات المتداول أسهمها في السوق المالية أن تكون
األغلبية في مجالس إدارتها من األعضاء المستقلين.
-خطط تعويضات أعضاء مجلس اإلدارة :حيث يتم االعتماد على حقوق الملكية لتعويض أعضاء
مجلس اإلدارة بالقدر المطلوب من الحوافز االيجابية لدفعهم إلى التركيز على مصالح حملة
األسهم ،لكن هذا يؤدي إلى ظهور مشكلة وكالة جديدة بين أعضاء مجلس اإلدارة وحملة األسهم
لطالما أن أعضاء مجلس اإلدارة يمسكون بزمام تعويضاتهم بأنفسهم ،وهو ما يفرض وجود طرف
جديد يتم االعتماد عليه في تصميم التعويضات المحفزة ألعضاء مجلس اإلدارة.
-توطيد عالقة مجلس اإلدارة بحملة األسهم :إن السبيل األنجع واألحسن لتطوير أداء مجلس
اإلدارة يكون عن طريق زيادة نفوذ حملة األسهم على حساب أعضاء مجلس اإلدارة ،فباإلضافة
إلى جعل أعضاء مجلس اإلدارة أكثر استقاللية عن الجهاز التنفيذي فيجب أيضا جعلهم أقل
استقاللية عن حملة األسهم ،وهو ما من شأنه أن يزود أعضاء مجلس اإلدارة بحوافز أكثر فاعلية
وقوة لخدمة مصالح حملة األسهم .إن إكساب أعضاء مجلس اإلدارة شيئا من التبعية لحملة
األسهم من شأنه أن يضع حدا لتأثير بعض العوامل التي تجعل أعضاء مجلس اإلدارة يسعون
.1لوسيان بيبتشك ،جيسي فريد ،ترجمة :هاني الصالح ،مرجع سبق ذكره ،ص.104
051
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وراء مصالحهم الشخصية أو العمل على خدمة مصالح المديرين التنفيذيين بدال من العمل على
خدمة مصالح حملة األسهم.
.2هيكل الملكية
أدى إنفصال الملكية عن اإلدارة وتفويض المالك (األصيل) حق إدارة المؤسسة إلى مجموعـة
متخصصة من المديرين (الوكيل) إلى وجود اختالف جوهري فى المعلومات بين المـالك والمـديرين
وهو ما نتج عنه مشكلة عدم تماثل المعلومات ) (Information Asymmetryودفع ذلـك المالك إلى
تحمل تكاليف الوكالة لقيامهم بوضع آليات للرقابة على تصرفات المديرين وتحفيزهم علـى تحقيـق
1
مصالحهم.
يتم تعريف هيكل الملكية من خالل توزيع األسهم فيما يتعلق باألصوات ورأس المال ولكن أيضا من
خالل هوية أصحاب األسهم ،إن الفكرة الكامنة وراء مفهوم هياكل الملكية هو القدرة على فهم الطريقة
التي يتفاعل بها حملة األسهم مع إدارات المصارف.
إن دور المالك في تحقيق الرقابة الفعالة على سلوك االدارة يتوقف على نمط هيكل الملكية ،إذ تعد
هوية مالكي المصرف على جانب كبير من األهمية وفـي مجـالين أساسـيين همـا حجـم ملكيـتهم وطبيعـة
المنـافع التـي تـؤول الـيهم نتيجـة لهـذه الملكيـة ،اذ تصـنف هياكـل ملكيـة المصارف إلى نوعين يتمثـل
النـوع األول بالملكيـة المركـزة التـي تتركـز فيهـا الملكيـة أو السـيطرة المركـزة في عدد صغير من
المساهمين ،إذ تـدير تلك المجموعات المحدودة في الغالب المصارف أو تسيطر عليه مما يعني أنها
ستؤثر فيه بقـوة نتيجـة المتالكهـا معظـم اسـهم المصرف وبالتـالي معظـم حقـوق التصـويت وهذا النمط
سائد فى دول إفريقيا وآسيا وأوربا ماعدا بريطانيا ،أمـا النـوع الثـاني فيتمثـل بالملكيـة المشتتة والتي
يوضحها العدد الكبير من المالكين الذين يمتلك كل منهم عددا صغي ار من أسهم المصرف وال يملكـون
الحـق فـي االشـتراك بقـ اررات أو سياسـات اإلدارة كمـا ال يمارسـون مراقبـة أنشـطة المصرف عن قرب،
ويسود هذا النمط فى الواليات المتحدة وبريطانيا وكندا.2
ويعتبر هيكل الملكية أحد اآلليات المهمة للحوكمة المؤسسية التي من شأنها التأثير على أداء
المصارف ،ويعرف هيكل الملكية بأنه مجموع حصص رأس المال التي تمتلكها المجموعات واألفراد
والتي تشكل في مجموعها رأس مال المصارف ،وباختالف هذه المجموعات فإن اهتماماتها
.1مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى ،أثر هيكل الملكية وخصائص مجلس اإلدارة على التحفظ المحاسبى فى التقارير المالية :دليل من البيئة
االطالع: تاريخ ،http://www.bu.edu.eg/portal/uploads/Commerce/Accou nting%2.pdf ص،00 المصرية،
.0205/02/05
.2أمين السيد أحمد لطفي ،المراجعة الدولية وعولمة أسواق رأس المال ،الدار الجامعية ،مصر ،0225 ،ص.205
050
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
ررات اإلدارية والمالية تختلف ،فقد خلصت دراسة Shleifer and Vishny
ومصالحها وتأثيراتها في الق ا
سنة 0586إلى أن المجموعات المكونة لهيكل ملكية المؤسسة تسعى إلى تحقيق مصالح وأهداف
1
ليست بالضرورة أن تكون متجانسة فيما بينهم.
.2.1كبار المساهمين (تركز الملكية) :يتحدد مفهوم تركز الملكية في المصارف بعنصرين أساسيين
هما :عدد كبار المساهمين والنسبة المئوية لألسهم التي يمتلكها هؤالء المساهمون من مجموع األسهم،
ويصنف المساهمون على أنهم كبار المساهمون إذا فاقت نسبة امتالكهم من األسهم %5من إجمالي
األسهم.
.2.2مزايا تركز الملكية :يمثل تركز الملكية أحد آليات الحوكمة الداخلية التي تهدف إلى التخفيف
من مشكلة الوكالة ،ومنع المدراء من االبتعاد كثي ار عن تحقيق مصالح المالكين ،إضافة إلى السيطرة
على قيمة المصارف ،وذلك يتجسد من خالل:
-إن هيكل الملكية المركز الذي يضم عدد قليل من المساهمين يمتلكون النسبة األكبر أسهم
المصرف والذين يعرفون بكبار المساهمين يمتاز بالقدرة على ثني مدراء المصارف من ممارسة
سلوك المخاطرة المعنوية؛
-عادة ما يميل المساهمون الكبار إلى اإلبقاء على استثماراتهم في المصرف لمدة طويلة ونتيجة
لذلك فإنهم يميلون إلى تأييد الق اررات االستراتيجية التي تتضمن تطوير أداء المصرف على
المدى الطويل دون الق اررات التي تهدف إلى تحقيق مكاسب على المدى القصير؛
-يتمتع كبار المساهمين بقدرات وامكانيات كبيرة على توجيه ورقابة األنشطة االدارية التي من
خاللها يمكن المساهمة في رفع وتيرة أداء المصرف.
وتكتسب آلية تركز الملكية أهمية كبيرة بسبب تأثيرها في فاعلية الرقابة على الق اررات االدارية،
فالملكية المنتشرة Diffuse ownershipوالتي تتمثل في عدد كبير من المساهمين لعدد قليل من األسهم
مع عدد قليل من المالكين لعدد كبير من األسهم ينتج رقابة ضعيفة على قرارات اإلدارة ،وقد أظهرت
نتائج كثير من األبحاث في المجال المالي بأن درجة عالية من تركز الملكية يجعل احتمالية توجه
2
الق اررات اإلستراتيجية للمدراء نحو تعظيم ثروة المساهمين أكبر.
.2.2صور تركز الملكية :تتنوع ملكية المصارف حسب مؤسسيها إلى مصارف عائلية ،أو مصارف
مؤسسة من قبل الجهات الرسمية أو شبه الرسمية ،مؤسسات تابعة للمؤسسات المالية
.1عماد زياد رمضان ،أدوات الحاكمية المؤسسية وتكاليف الوكالة اإلداري دراسة تطبيقية على السوق األردني ،المجلة المصرية للدراسات
التجارية ،جامعة المنصورة ،مصر ،المجلد ،34العدد ،3ص.060
.2صالح الدين محمد امين االمام ،دور حوكمة الشركات في عمليات تقييم االستثمار ،المؤتمر العلمي االول لهئية النزاهة ،ص.28
052
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
واالستثمارية ،شركات مملوكة للمساهمين األفراد ،والمؤسسات المتنوعة التي تحوي كل أو بعض
هذه الخصائص ،ويمكن تقسيم أنواع الملكية إلى:
تعني مقدار أو نسبة امتالك أو سيطرة اإلدارة على المؤسسة .2.2.1الملكية االدارية:
بمعنى آخر قيام بعض حملة االسهم بالمشاركة في االدارة التنفيذية للمؤسسة وتملكهم لجزء من أسهم
المؤسسة ،وتظهر نظرية الوكالة أن ملكية األسهم من قبل المديرين تساعد على تقارب مصالحهم مع
حملة األسهم ويحد من سلوكهم االنتهازي ويحسن من جودة األرباح ،في حين يرى (Fama and
) Jensen, 1983أنه عند المستويات األعلى من ملكية اإلدارة فإن المديرين يمتلكون سيطرة كافية
لتحقيق أهدافهم الخاصة دون الخوف من عواقب ذلك على مصالح المالكين اآلخرين ،ويستطيع
حملة األسهم الكبار مراقبة اإلدارة إال أنهم يمتلكون القوة للتأثير سلبا على مصالح المساهمين
الصغار ويمكن أن يصبحوا جزءا من اإلدارة العليا ،أو يستطيعون أن يؤثروا عليها بسبب ملكيتهم،1
كما أشارت دراسة Hanسنة 0225إلى أنه طبقا آلثار الحصانة فإن تزايد الملكية اإلدارية يخفض
من مصداقية المعلومات المحاسبية لتزايد ممارسات إدارة األرباح وضعف آليات الرقابة على
2
تصرفات اإلدارة.
-تأثر تقارب المصالح :The Convergence of Interestوجود إدارة تتمتع بحصة ملكية مرتفعة
ونفوذ مهم ،يحدث تقارب للمصالح مع حملة األسهم الخارجيين .وهنا ال يتخذ المستثمرون
المالك ق اررات تحقق منافع خاصة لهم ،نظ اًر إلى َّأنهم سيتحملون عواقب سلوكهم الذي لن يؤدي
إلى تعظيم قيمة المنشأة .بالمقابل إذا كان لإلدارة حصة ملكية منخفضة ستكون دوافعها ضعيفة
للعمل بما يحقق مصالح حملة األسهم الخارجيين ،ومن ثم وفي هذه الحالة يتوقع أن يؤدي تأثير
اختالف المصالح إلى وجود تكاليف وكالة أكبر ،وقد أظهرت نتائج الدراسات أنه عندما تكون
اإلدارة تملك %02من حقوق الملكية فإن مصالحها تتقارب مع مصالح حملة األسهم اآلخرين.
-تأثير استحكام اإلدارة :Management Entrenchmentيزداد نفوذ اإلدارة مع زيادة حصتها في
الملكية ،ومن ثم يكون لديها مجال أوسع للعمل بشكل نفعي واتخاذ الق اررات التي تحقق
مصالحها.
فعندما تكون الملكية اإلدارية مرتفعة من المتوقع أن تتم زيادة ثروة المديرين من خالل المبالغة في
األرباح عن الفترة الحالية وتحويل الثروة من حملة األسهم الخارجيين إليها ،أي أن إذا كانت حصة
.1غسان أبو سعود وآخرون ،أثر هيكل الملكية على أداء الشركات الصناعية األردنية ،المجلة العربية للمحاسبة ،المجلد السابع عشر ،العدد
األول ،ص.42
.2مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى ،مرجع سبق ذكره ،ص.00
053
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
اإلدارة مرتفعة ،فإنها ستعمل على اختيار السياسات المحاسبية التي تقلل من التحفظ المحاسبي ،بحيث
تؤدي إلى المبالغة في األرباح بما سيؤدي إلى زيادة مكافآتها وتعويضاتها .وهنا ينظر إلى أن للتحفظ
المحاسبي كمؤشر عن جودة االرباح المحاسبي دورا ،من خالل دوره في تقليل تفاؤل اإلدارة أو الحد
1
منه وتقييد الق اررات أو األفعال التي قد تؤدي إلى المبالغة في األرباح أو تضخيم األصول.
.2.2.2الملكية المؤسسية :تعني أن يتم امتالك أو السيطرة على الشركات أين تتركز ملكية
األسهم من قبل بعض المؤسسات مثل صناديق االستثمار ،شركات التأمين وصناديق المعاشات حيث
تحد المؤسسية من تصرفات اإلدارة االنتهازية وتخفيض مشاكل الوكالة ،وتخفيض حالة عدم التماثل
بين اإلدارة والمستثمرين في السوق فضال عن رغبة المؤسسات في إعداد قوائم مالية ذات جودة عالية،
كما أن زيادة ملكية مؤسسات االستثمار يؤدي إلى تحسين جودة المعلومات المحاسبية والحد من
التصرفات االنتهازية.
.2.2.2ملكية كبار المستثمرين :وتعني أن المصرف يتم السيطرة عليه من قبل عدد صغير
من كبار المستثمرين ،ومن الناحية النظرية فإن المساهمين يقومون بدور الرقابة على أداء اإلدارة
للتخفيف من تكاليف الوكالة اإلدارية ،إال أنه من الناحية العملية فإن صغار المساهمين ليست لديهم
القدرة أو الحافز على الرقابة أو التأثير في أداء اإلدارة ،وبالمقابل فإن كبار المساهمين لديهم الحافز
والقدرة على الرقابة اإلدارية بشكل كفء ،وبشكل عام فإنه كلما زادت نسبة مساهمة المستثمر كلما
زادت القدرة والحافز للرقابة على األداء بهدف حماية مصالحه حيث خلصت دراسة (Shleifer and
) Vishny, 1986ودراسة ) (Bukart, 1995إلى أن زيادة نسبة كبار المساهمين في الشركة يعمل على
منع عمليات السيطرة الخارجية على الشركة مما يشعر اإلدارة باألمان األمر الذي ينعكس إيجابا على
2
تكاليف الوكالة واألداء.
.2.2.2الملكية العائلية :هي مؤسسات تنسب الى عائلة معينة وتكتسب شهرتها من شهرة
العائلة أو العكس أن تكتسب العائلة شهرتها من خالل شهرة المؤسسة التي تحمل إسمها ،وهي
مؤسسات في أغلب األحيان مغلقة على مالكها وقد يكون هناك سيطرة فقط من العائلة على
المؤسسة وليست ملكية بنسبة ،%022وقد يكون مؤسسها أو أحد أفراد عائلته هو رئيس مجلس
اإلدارة أو عضو فيه ،أو مدير تنفيذي أو مالك لـ %5على األقل من أسهم المؤسسة ،كذلك هي
المؤسسة التي يكون فيها أكثر من شخص واحد من نفس العائلة ويملك كل واحد منهم %5فأكثر
من أسهم المؤسسة.
.1علي يوسف ،أثر محددات هيكل ملكية المنشأة في تحفظ التقارير المالية " دراسة تطبيقية" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادة
والقانونية ،المجلد ،08العدد األول ،0200 ،ص.050
.2عماد زياد رمضان ،مرجع سبق ذكره ،ص. 28
054
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وتركز الملكية له تأثير إيجابي على القيمة ألنه يخفف صراع المصالح بين المالكين والمديرين وهو
ما يقلل من مشاكل الوكالة وقد يزيلها نهائيا ،وهو ما يؤثر ايجابيا على قيمة إدارة العائلة وتتمتع هذه
المؤسسات برؤية طويلة األجل ناجمة عن رغبة المؤسسين في بقاء الشركة لألجيال القادمة ،لكن
1
هناك العديد من المخاطر المرتبطة بهذا النوع من هياكل الملكية منها:
-النزاعات التي قد تنشأ بين داخل العائلة خاصة بين الذين يعملون في المؤسسة وبين من هم
مجرد حملة أسهم ،ومع نمو الشركة فإن معادلة المالك /المدير تتغير ويزداد تعقد األمور وتنشأ
الحاجة إلى وجود أنظمة رسمية تضبط العالقات مابين األجيال الجديدة من العائلة والمديرين من
غير العائلة؛
-مخاطر ناشئة عن توظيف وادارة المستقبل المهني بمديرين من نفس العائلة والمديرين من خارج
العائلة ،حيث يجب انتهاج سياسة تساوي بين المديرين من داخل العائلة والمديرين من خارج
العائلة من خالل نظام ترقية مستند على الكفاءة واألداء ،كما يجب أن تكون هناك عدالة
وشفافية في أنظمة الحوافز المادية وغير المادية.
وت تسم االقتصاديات الناشئة مقارنة باالقتصاديات المتطورة بتركز الملكية ،حيث تكون مجموعات
حملة األسهم ذات عالقة قوية بعائلة أو بعائالت محددة.
وتعتبر الملكية الحكومية للمصارف هي األكثر شيوعا وانتشا ار في كل أرجاء العالم وخاصة في
الدول ذات المؤسسات الضعيفة ،وأن لهذا النوع من الملكية تأثيرات مميزة على تخصيص الموارد
وتحقيق التطور االقتصادي حيث يرى Alexander Gershenkronأن التطور المالي ضروري لتحقيق
النمو ،فيشير إلى أن المصارف ذات الملكية الخاصة هي المحرك الرئيسي لتوجيه اإلدخارات نحو
الصناعة في العديد من الدول الصناعية خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر خاصة في
ألمانيا ،إال أنه في بعض الدول كروسيا لم تتطور المؤسسات االقتصادية بدرجة كافية لتصبح مصارفا
خاصة لكي تؤدي دور التطور الرئيسي لذلك كان على الحكومة أن تتدخل ومن خالل مؤسساتها
المالية فهي تستطيع أن تبدأ بالتطور المالي.
055
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
وحسب ( )Turnbull 1994فالعالقة المفترضة بين المساهمة الحكومية واألداء هي عالقة سلبية ألن
ممثل الحكومة في مجلس اإلدارة يمثل ظاهرة الوكيل الذي يمثل وكيل ،حيث الوكيل الثاني هو
صاحب القرار في المؤسسة الحكومية الذي قام بترسيخ الوكيل األول في مجلس اإلدارة مما قد
1
يضاعف من مشكلة الوكالة ويزيد من تكاليفها.
تعتبر اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية المكون الثاني من مكونات حوكمة المصارف ،وتتمثل
آليات الحوكمة الخارجية بالرقابات التي يمارسها أصحاب المصالح الخارجيين على المصرف،
والضغوط التي تمارسها المنظمات الدولية المهتمة بهذا الموضوع ،حيث يشكل هذا المصدر أحد
المصادر الكبرى المولدة لضغط هائل من أجل تطبيق قواعد الحوكمة.
تنامى استخدام آلية السوق لرقابة الشركات أو ما يعرف باالستحواذ العدائي في الواليات المتحدة
األمريكية مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي ،وذلك بسبب فشل آليات الحوكمة الداخلية من منع
اإلدارة والمدراء من اإلنحراف عن هدف تعظيم منافع المصارف ومن ثم تعظيم قيمة المساهم.
.1.1مفهوم آلية السوق لرقابة الشركات :إن ضعف آليات الحوكمة الداخلية ينعكس سلبا على
أداء المصارف ،وهو ما يعطي انطباعا واشارة للمصارف األخرى بإمكانية أن تكون تلك
المصارف هدفا لالستحواذ مستقبال ،حيث يشكل ذلك دافعا قويا للمدراء لتحقيق مستويات أداء
عالية لالحتفاظ بمراكزهم الوظيفية واستبعاد استهداف مؤسستهم ،ويتضمن السوق لرقابة
الشركات في المصارف مجموعة المالكين المحتملين الذين يودون االستحواذ على المصارف
الضعيفة األداء ،وذلك من خالل تغيير اإلدارة العليا باعتبارها المسؤولة عن األداء الذي حققه
المصرف وسوء تطبيق الق اررات اإلستراتيجية ،حيث يعتبر األداء ضعيف عندما يحقق المصرف
معدل عائد أقل من المتوسط.
وضمن هذا اإلطار تختلف وجهات النظر في تقييم فعالية السوق لرقابة الشركات في تحقيق
االنضباط اإلداري ألداء المدراء في المصارف:
-وجهة النظر األولى :يرى بعض الباحثين أن السوق لرقابة الشركات تعتبر أحد اآلليات
الفاعلة في الرقابة وضبط أداء اإلدارة الضعيفة ،حيث أن تهديد االستحواذ يضع إدارة
.فاطمة جاسم محمد ،بان توفيق نجم ،أثر الملكية في المرونة المالية للمصارف دراسة مقارنة بين مصرفي الشرق األوسط العراقي
1
لالستثمار ومصرف االستثمار السعودي ،مجلة االقتصادي الخليجي ،العدد ،0225 ،06ص ص.026-025
056
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
المصرف تحت طائلة الضبط الشديد من خالل التغذية العكسية المؤسساتية بين صنع
الق اررات داخل المصرف وبين سوق األسهم ،وهو ما يدفع اإلدارة التنفيذية إلى السعي والعمل
على تحسين العوائد ،وتجنب االستثمار في األصول المنخفضة األداء من أجل المحافظة
على مراكزهم الوظيفية ،ألن المنافسة الشديدة تؤثر على المصارف ذات األداء الضعيف
وبالتالي تجبر مخاطر االفالس فريق االدارة العليا للعمل بفعالية في بيئة السوق.
-وجهة النظر الثانية :وعلى النقيض من وجهة النظر األولى ،يرى باحثون آخرون أن آليات
الحوكمة الخارجية لضبط أداء المدراء في المصارف ضعيفة ،خاصة في الدول النامية نظ ار
لغياب السوق لرقابة الشركات طالما يشعر المودعون بأن ودائعهم المصرفية مضمونة ،وعليه
فإن معظم الدول النامية تركز على آليات الحوكمة الداخلية وخاصة آلية تركز الملكية
وتشكيل مجلس اإلدارة من األعضاء الخارجيين المستقلين.
.1.2أشكال االستحواذ :يحصل االستحواذ بأحد الطرق التالية:
.1.2.1التملك :Acquisitionويتم االستحواذ بطريقة التملك من خالل ثالث صور:
.1.2.1.1االندماج المصرفي :تطبيقات االندماج بصفة عامة تهتم باتحاد مصالح بنكين أو
أكثر ،وقد يتم هذا االتحاد من خالل المزج الكامل بين المصرفين لظهور كيان جديد يكون عادة أقوى
من المصرفين قبل االندماج يمثل أداة تـستخدمها الـمصارف بغـرض التوسـع فـي عملياتهـا التشغيلية،
وتهدف في كثير من األحيان إلـى زيـادة ربحيتهـا عـلى المـدى البعيـد وعـادة مـا تحـدث عمليات االندماج
قادر على تحقيق األهداف التي ال يستطيع أن يحققها
بالتحالف أو التكامل لخلق كيان جديد يكون ا
المصرف بمفرده ،أو للتغلب على مشاكل قائمة حاليا أو متوقعة في المستقبل ما يساعد على تعزيز
الموقف المالي للمحافظة على التنافسية ونتيجة االندماج هو اختفاء المصرفين وظهور مصرف ثالث
أقوى منهما بالتوافق والتراضي بيـن الطـرفين فـي إطـار يتـسم ببـذل العناية الالزمة لضمان أن التطبيق
1
سيعود بالفائدة على كال الطرفين (الدامج – المندمج).
ولقد عرفت عمليات االندماج توسعا كبي ار خالل عقد التسعينيات من القرن الماضي وفي مختلف
الصناعات خاصة في مجال الصناعة المصرفية ،ويعود ذلك للتطور التكنولوجي وتحرير الخدمات
المصرفية ،حيث بلغت قيمة االندماجات بين المصارف نحو 485مليار دوالر عام .0555
.1.2.1.2استحواذ عن طريق شراء األسهم :تتمثل الطريقة الثانية في تملك المصارف في قيام
المصرف المستحوذ بشراء أسهم المصرف المستحوذ عليه من خالل عرض شراء يقدم لمساهمي
.1محمد فوزي ،االندماج واالستحواذ للتأثير على كفاءة األداء المالي واإلداري ،جريدة الشرق القطرية ،الصادرة يوم ،0204/00/22النسخة
االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ،http://www.al-sharq.com :تاريخ االطالع.0205/25/02 :
057
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
المصرف المستحوذ عليه ،وسداد قيمة هذه األسهم نقدا أو مبادلتها بأسهم المصرف المستحوذ يحصل
عليها مساهموا المصرف المستحوذ عليه.
.1.2.1.2استحواذ عن طريق شراء األصول :ويقصد به قيام المصرف المستحوذ بشراء كامل
أصول المصرف المستحوذ عليه نقدا ،حيث يقوم المصرف المستحوذ على أصوله بتوزيع مقابل
األصول المستحوذ عليها على مساهميه ،وذلك تمهيدا لتصفية المصرف المستحوذ عليه أو أن يستخدم
1
المصرف المستحوذ على أصوله مقابل األصول في تغيير نشاطه الرئيسي.
.1.2.2منافسين بالوكالة Proxy Contests
يتم ذلك
.1.2.2شخصية عابرة (تحويل شركة مساهمة إلى شركة خاصة) ّ :Going Private
من خالل قيام شركة مساهمة بإعادة شراء أسهمها القائمة لكي تصبح شركة خاصة ،ويطلق على
األسهم التي يتم إعادة شرائها بواسطة الشركة Treasury stocksأي أسهم الخزينة ،وتتم عملية شراء
الشركة ألسهم ها بقيام الشركة باسترجاع بعض من أسهمها المصدرة بالدفع نقدا مقابل الحصول على
األسهم من المساهمين مباشرة ،ويمكن أن يتم ذلك بالشراء المباشر من السوق ،أو من خالل عملية
اكتتاب عكسي بسعر محدد ،أو من خالل مزاد معين حسب أسعار محددة في جدول .وهي شبيهة
بعملية خفض أرس المال في كونها تؤدي إلى خفض عدد األسهم المصدرة ،إال أنها تختلف في كونها
عملية شراء حقيقية ،ال مجرد مناقلة شكلية من بند رأس المال إلى بنود أخرى من ضمن حقوق
المساهمين .فهي إذا عملية تتطلب قيام الشركة بدفع أموال نقدية للمساهمين للحصول على األسهم
2
المطلوبة.
.2منافسة سوق المنتجات ( الخدمات) وسوق العمل اإلداري :تعتبر المنافسة في سوق المنتج
أحد آليات الحوكمة المهمة ،حيث أن اإلدارة التي ال تقوم بعملها بشكل مناسب أو غير كفؤة ،سوف
تؤدي إلى فشل المؤسسة وعدم قدرتها على منافسة المؤسسات التي تعمل في نفس حقل الصناعة
وبالتالي قد تتعرض لإلفالس ،وعليه فآلية المنافسة في سوق المنتج تساهم في انضباط اإلدارة خاصة
إذا كانت هناك سوق فعالة للعمل اإلداري لإلدارة العليا ،وهو ما يعني أن إفالس المؤسسة سوف يكون
3
له تأثير سلبي على آفاق التطور الوظيفي للمدير وأعضاء مجلس اإلدارة.
.2التدقيق الخارجي :External Auditingتعتبر وظيفة التدقيق الخارجي من الوظائف األساسية
التي تعمل على تحسين نوعية القوائم المالية ،وحتى يتحقق ذلك ينبغي على لجنة التدقيق األخذ
.1معهد الدراسات المصرفية ،استحواذ الشركات ،السلسلة السادسة ،العدد ،0سبتمبر ،0201الكويت ،ص.24
للجريدة: الرسمي الموقع االلكترونية، النسخة عمان، جريدة أسهمها، الشركة شراء غالب، ورسمه القادر .2عبد
http://2015.omandaily.om/?p=211417تاريخ االطالع.0205/25/24 :
3
. Hess David, Impavido Gregorio, Governance of Public Pension Funds: Lessons from Corporate
Governance and International Evidence, Policy Research Working Papers, August 2003, P54,
058
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
بعين االعتبار نوعية تلك القوائم وليس توافقها فقط ،وبالتركيز على دور مجلس اإلدارة في اختيار
المدقق الخارجي يرى Parker & Abbotإن لجان التدقيق المستقلة والنشيطة سوف تطلب تدقيقا ذا
نوعية عالية ،وبالتالي يجب اختيار المدققين األكفاء والمتخصصين في حقل الصناعة الذي تعمل
فيه الشركة .يمثل التدقيق الخارجي حجر الزاوية لحوكمة جيدة للشركات المملوكة للدولة ،إذ يساعد
المدققون الخارجيون هذه الشركات على تحقيق المساءلة والنزاهة وتحسين العمليات فيها ،ويغرسون
الثقة بين أصحاب المصالح والمواطنين بشكل عام.1
ويؤكد معهد المدققين الداخليين في الواليات المتحدة األمريكية Institute of Internal Auditors
) (IIAعلى أن الحوكمة الجيدة تتوقف على المعلومات المتولدة عن األطراف األربعة التي تشكل نظام
الحوكمة وهي :مجلس اإلدارة ،اإلدارة التنفيذية ،المدققون الداخليون والمدققون الخارجيون وأن هذه
العناصر األربعة تشكل الفهم الداخلي ألنشطة المؤسسة مع التقييم الخارجي المستقل ،ومن ثم فإن
إدارة التدقيق الخارجي من األطراف الرئيسية المعنية بتطبيق مفهوم الحوكمة ،كما أكدت مبادئ وقواعد
الحوكمة المؤسسية على ضرورة تطوير وظيفة التدقيق الخارجي ،وتفعيل دوره في إطار آليات الحوكمة
مع التركيز على عالقته بلجنة التدقيق والمدقق الداخلي ،2حيث للتدقيق الخارجي دور مهم وفعال في
إنجاح حوكمة الشركات ألنه يقلص أو يقضي على التعارض بين المساهمين واإلدارة ،كما أنه يقضي
على عدم تماثل المعلومات المحاسبية المحتواة بالقوائم المالية ،فالمدقق الخارجي يضفي ثقة ومصداقية
على المعلومات المحاسبية من خالل المصادقة على القوائم المالية التي تعدها الشركة ،وذلك بعد
مراجعتها والتأكد من صحة البيانات والمعلومات الواردة بها ،بحيث يقوم بإعداد تقارير مفصلة ترفق
4
بالقوائم المالية ،3ويتمثل دور التدقيق الخارجي في تعزيز مسؤوليات الحوكمة من خالل:
اإلشراف :Oversightينصب اإلشراف على التحقق مما إذا كانت الشركات المملوكة للدولة -
تعمل ما هو مفروض أن تعمله ويفيد في اكتشاف ومنع الفساد اإلداري والمالي.
-التبصر :Insightأما التبصر فانه يساعد متخذي الق اررات ،وذلك بتزويدهم بتقويم مستقل
للبرامج والسياسات ،العمليات والنتائج.
-الحكمة :Foresightوأخي ار تحدد الحكمة االتجاهات والتحديات التي تواجهها الشركة.
.1عباس حميد التميمي ،آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة ،ص ،05الرابط:
،www.nazaha.iq/search_web/muhasbe/2.docتاريخ االطالع.0205/25/02 :
.2أسامة بن فهد الحيزان ،تطوير أداء وظيفة التدقيق الداخلي لتفعيل متطلبات الحوكمة ،مجلة المحاسبة واإلدارة والتأمين ،كلية التجارة،
جامعة القاهرة ،العدد ،0228 ،22ص.055
.3عمر اقبال توفيق المشهداني ،تدقيق التحكم المؤسسي في ظل معايير التدقيق المتعارف عليها ،مجلة اداء المؤسسات الجزائرية ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد ،0200 ،20ص.002
.4عباس حمد التميمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.05
059
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
والنجاز كل دور من هذه األدوار يستخدم المدققون الخارجيون التدقيق المالي ،وتدقيق األداء،
والتحقق والخدمات االستشارية وقد أكدت بعض المنظمات المهنية والهيئات التنظيمية على ضرورة
أخذ وظيفة التدقيق الداخلي بعين االعتبار من المدقق الخارجي.
تؤثر اآلليات القانونية والتنظيمية على التفاعالت التي تجري بين مختلف األطراف المرتبطة مباشرة
بعملية الحوكمة ،ليس فيما يتصل بدورهم ووظيفتهم في هذه العملية ،بل على كيفية تفاعلهم مع
بعضهم ،حيث فرض قانون Sarbanes-Oxly Actمثال قواعد على الشركات المساهمة تتمثل في:
المطلب الثالث :التفاعل بين اآلليات الخارجية واآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية
يعتمد المديرين اآلليات الداخلية للحوكمة كرد فعل على القيود الخارجية ،حيث تعمل مثال لجنة
التدقيق بهدف تحقيق أفضل الممارسات ومراقبة اإلدارة ،من خالل إنشاء قواعد العمل.
ويعتبر التفاعل بين اآلليات الداخلية والخارجية للحوكمة ضمانا ألفضل تنسيق ممكن بين اإلدارة
والمساهمين وغيرهم من أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة والسلطات التنظيمية ،ويساعد التفاعل
بين اآلليات كذلك على تعزيز أفضل ممارسات الشفافية وحماية مصالح المساهمين ،ويعتبر التفاعل
األفضل بين اآلليات هو ذلك التفاعل الذي يضمن تخفيض تكاليف الوكالة من خالل تقييد القدرة
التسييرية للمديرين (مساحة تقديرية) واتجاه اإلدارة نحو تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب
مصالح األطراف األخرى.
إن المواجهة بين اآلليات الداخلية واآلليات الخارجية للحوكمة في المصرف تحدد المساحة التقديرية
للمديرين مقابل إلتزاماتهم أمام مختلف أصحاب المصلحة ،بما في ذلك المساهمون والسلطات
061
الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها
التنظيمية ،وتؤثر اآلليات الخارجية للحوكمة إلى حد كبير في مدى وجود آليات داخلية فعالة في إنشاء
نظام الحوكمة في المصارف ،وهكذا فإن تواجد بعض اآلليات الداخلية يكون نتيجة ومتعلقا بوجود
آليات خارجية ،على سبيل المثال إنشاء نظام إدارة المخاطر وتعزيز نظام الرقابة الداخلية تأتي
1
لمواجهة القيود التي تفرضها اتفاقية بازل .II
خالصة الفصل:
من خالل ماتم التطرق له في هذا الفصل ،يمكن القول أن اإللتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية
أصبح يشكل أحد العناصر الهامة التي تساهم في تجنب األزمات المالية ،وتمكين القطاع المصرفي
على وجه الخصوص من خالل اإللتزام بالحوكمة إلى إيجاد منظومة سليمة لتوضيح العالقة بين
مجلس اإلدارة وكافة األطراف ذات العالقة في سبيل إدارة المؤسسة المصرفية بالشكل األمثل وتعزيز
مبادئ الشفافية واإلفصاح ،وتعمل آليات الحوكمة على تقوية قدرة المصارف على منح التمويالت
حيث أن الجهات المقترضة ستتعامل مع المصارف بشكل أكثر شفافية ومن ثم ستنخفض درجة
المخاطر عند تعاملها مع المصارف فضال على أن المصرف سيكون أكثر دقة في دراسة حاالت
المقترضين ومن ثم يحد ذلك من التعثر الذي يؤثر بالتبعية على أرباح المصرف ،وذلك من خالل
مضاعفة قدرة مجلس اإلدارة على الرقابة الداخلية فضال عن تعزيز الروابط بين إدارة المخاطر وادارة
المصارف.
كما يمكن القول أن تطبيق الحوكمة المؤسسية في المصارف ال يختلف في جوهره عن تطبيق
الحوكمة المؤسسية في المؤسسات ،وانما االختالف يكمن في خصوصية المصارف وطبيعة نشاطها،
حيث يتجاوز الهدف من النشاط المصرفي حماية مصالح مختلف األطراف إلى الدفع بالمودعين للقيام
بعمليات المراقبة على المخاطر وممارسة اإلنضباط على المصارف ،والمساهمين إلى إتباع سلوك
أكثر حذرا ،باإلضافة إلى إهتمام هؤالء بالفاعلين الخارجيين ،والتي تتحدد من خالل اإلطار التنظيمي
وسلطات الهيئات الرقابية.
1
. Mohamed SEMMAE, Introduction au modèle de la gouvernance bancaire coopérative:
caractéristiques, particularités et mécanismes, p 14: http://www.veille.ma/IMG/pdf/mohammed-
semmae-gouvernance-bancaire-cooperative.pdf; consulté le: 15/07/2014.
060
الفصل الثالث
مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه
في ظل الحوكمة المصرفية
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تمهيد:
يعتبر القطاع المصرفي أداة مهمة الستقرار القطاع المالي ،بإعتباره أحد أهم أجزائه ،حيث أن تمتع
القطاع المصرفي بالعمق المطلوب والكثافة المناسبة يؤثر على السياسات النقدية الهادفة إلى تحقيق
االستقرار المالي .ويمكن للحوكمة المصرفية أن تساهم بشكل فعال في تعزيز ذلك واعطاء قيمة
مضافة من خالل تعزيز حماية حقوق المودعين والمستثمرين ،وتسهيل توفير التمويل والخدمات
المالية ،وتقليل تكلفة رأس المال ،وتحسين أداء العمليات ،وزيادة سالمة هذه المؤسسات في مواجهة
الصدمات الخارجية ،وبالتالي فثمة ضرورة لضمان وجود معايير قوية لحوكمة الشركات لتحقيق
االستقرار والسالمة لجميع المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم.
ويمثل التنبؤ باألزمات قبل وقوعها أحد أهم جوانب اإلدارة الناجحة لألزمة ،وجعل نتائجها السلبية
في حدها األدنى ،من خالل وضع التدابير االستباقية لمنعها ،أو التعامل الفاعل معها في حال
وقوعها ،أين يلعب المصرف المركزي دو ار من خالل تعزيز األطراف األساسية المسؤولة عن إدارة
المخاطر في إطار الحوكمة.
وبناءا على ما سبق سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية:
المبحث الثالث :المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية.
يعتبر االستقرار المالي من األهداف األساسية التي تسعى الجهات الرقابية إلى تحقيقها ،خاصة في
ظل التكاليف الكبيرة التي تتحملها االقتصاديات التي تشهد أزمات مالية ،حيث أن بعض االحصاءات
تشير إلى أن تكاليف األزمات المالية قد بلغت %02من إجمالي الناتج المحلي ،وهو األمر الذي يشير
إلى ضرورة إيالء استقرار النظام المالي وسالمته األهمية التي يستحقها من أجل المساعدة في تفادي
التكاليف.
063
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
على عكس االستقرار النقدي الذي يمكن تحديد مفهومه وقياسه بسهولة ،فإن االستقرار المالي من
المفاهيم المعقدة والذي لم يلق لحد اآلن تعريفا محددا وفي كثير من األحيان يتم تعريفه من حيث
غياب االستقرار المالي ،ويعتبر هذا المفهوم شرطا أساسيا لتحقيق النمو االقتصادي كما أن فعالية
1
السياسة النقدية تتطلب نظام مالي قوي وسليم لضمان فعالية تأثيرها على االقتصاد الحقيقي.
-االستقرار المالي مفهوم واسع :حيث يشتمل مفهوم االستقرار المالي الجوانب المختلفة للنظام
المالي من بنية تحتية (النظم القانونية ،نظم المدفوعات ونظم التسوية ،والنظم المحاسبية) ،مؤسسات
(المصارف والمؤسسات المالية) ،واألسواق (النقدية والمالية) ،وأي اضطراب في أحد مكوناته من
شأنه أن يضعف االستقرار في النظام بأكمله.
-االستقرار المالي وكفاءة أنظمة الدفع :فاالستقرار المالي ال يعني فقط فعالية تحقيق التمويل
لدوره في تخصيص الموارد وتعبئة المدخرات وخلق السيولة وتراكم الثروة ونمو الناتج وتحقيق التنمية
ولكن كذلك في كفاءة أنظمة الدفع.
-االستقرار المالي يتطلب أبعاد وقائية وعالجية :فاالستقرار المالي ال يعني غياب األزمات
المالية وانما النظام المالي المستقر هو القادر على التعامل والحد من االختالالت وتسويتها ،بعدة
سبل منها آليات التصحيح الذاتي والذي يجعل النقود قادرة على القيام بأداء دورها كوسيلة للتبادل
ووحدة حساب ومخزن القيمة.
-االستقرار المالي والنشاط االقتصادي :يعتبر النظام المالي مستقر إذا لم يتوقع تأثر النشاط
االقتصادي باالختالالت.
1
. Gill HAMMOND, Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les Pays en
Développement, Revue Economique et Monétaire n01, 2007, P 01.
064
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-االستقرار المالي ال يعني موقف أو مسار زمني واحد وثابت يمكن للنظام المالي العودة إليه
بعد صدمة ما وانما يشير إلى سلسلة متصلة من األحداث ،متعددة األبعاد ،تحدث عبر العديد من
المتغيرات التي يمكن مشاهدتها وقياسها ،والتي تستخدم كذلك في التحديد الكمي لمدى كفاءة النظام
المالي في أداء وظائفه التسييرية ،ونظ ار لتعدد جوانب االستقرار المالي ،فإن أي تغيير يحدث يمكن
قياسه باستخدام مؤشر كمي واحد حيث أن أثر العدوى والعالقات غير الخطية بين مختلف قطاعات
1
النظام المالي تزيد من صعوبة التنبؤ باألزمات المالية.
ويعتبر تعريف االستقرار المالي مهما لتطوير األدوات التحليلية ،وكذا لتصميم السياسات واألطر
التشغيلية ،ولكن وكما تم ذكره سابقا فإن تحديد مفهوم االستقرار المالي يعد أم ار صعبا نظ ار لحداثة
مجال االستقرار المالي ،مقارنة مع تحليل األسعار أو االستقرار النقدي اللذان لهما تاريخ أطول في
مجال البحث 2،وفي هذا اإلطار يوجد هناك مدرستين في تفسير هذا المفهوم:
-الباحثون الذين يفضلون تعريف االستقرار المالي بواسطة نقيضه :عدم االستقرار المالي.
-الباحثون الذين يحاولون تحديد مفهوم االستقرار المالي من خالل خصائصه.
.1.1مدرسة عدم االستقرار المالي Financial Instability School
هناك العديد من الباحثين اللذين حاولوا اعطاء وصف وتعريف االستقرار المالي من خالل غيابه:
-حسب ) :(Mishkin1999فإن عدم االستقرار المالي يحدث عند انقطاع تدفق المعلومات مما
يؤدي إلى عدم تحقيق النظام المالي لهدفه المتمثل في التخصيص والتوجيه األمثل للمدخرات
نحو االستثمار ،وبالتالي تعرضه لحالة ذعر وتضييق في منح االئتمان ،قد يؤدي ذلك إلى
3
حدوث أزمة اقتصادية.
-وحسب ) :(Herrero & Pedro del,2003يظهر عدم االستقرار المالي نتيجة سوء تخصيص
4
األموال أو االختيار غير الكفء لالستثمار مما ينتج عنه مخاطر معنوية.
.1غازي شيناسي ،الحفاظ على االستقرار المالي ،قضايا اقتصادية ،16منشورات صندوق النقد الدولي ،0225 ،ص.20
2
. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, what is financial stability?, Financial stability paper series,
N20, Central Bank of Bahrain, March 2008, p06.
3
. Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed, Firano Zakaria, Financial stability: definitions, theoretical
foundations and roles of the central banks, International Research Journal of Finance and Economics,
2012, P78.
4
. Alicia García Herrero, Pedro del Río, financial stability and the design of monetary policy,
Documento de Trabajo n.º 0315, 2003, p08, www.bde.es.
065
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-وحسب ) :( R.Ferguson 2003فإن عدم االستقرار المالي يظهر عندما تبرز العوامل
الخارجية السلبية للسوق* وتؤثر سلبا على االقتصاد الحقيقي ،وحسبه فإن عدم االستقرار يتميز
بالخصائص التالية:
← انحراف قوي في أسعار األصول (فقاعة مضاربة)؛
← تشوه في وظيفة السوق وكذا امكانية الحصول على االئتمان على المستوى المحلي والدولي؛
1
← انحراف كبير لإلنفاق الكلي بمستوى أعلى أو أقل عن قدرة االقتصاد لإلنتاج.
-حسب ) :(Drfill and others 2005فإن عدم االستقرار المالي يتمثل في الوضع الذي يمتلك
فيه المقترضين المحتملين ثروة قليلة نسبيا إلى حجم مشاريعهم يؤدي هذا الموقف إلى كلفة
2
تنظيمية عالية ومعوقات في أداء قطاع االستثمار.
:(Wood & Allen 2006) -الالستقرار هو سلسلة يمر فيها عدد كبير من األط ارف (شركات-
أفراد-حكومات) بأزمة مالية والتي لم تكن مرتبطة بسلوكاتهم السابقة ،والمالحظ في هذا
3
التعريف أنه أدمج القطاع غير المالي.
Financial Stability School .1.2مدرسة االستقرار المالي
) : (Rocket 1997االستقرار المالي يكون عندما تكون المؤسسات الرئيسية في النظام المالي -
مستقرة ،وهنالك درجة عالية من الثقة في استمرار تلبية التزاماتهم التعاقدية دون توقف أو
مساعدة خارجية ،وأن تكون االسواق المالية مستقرة باستقرار األسعار ،ويأخذ هذا التعريف في
4
االعتبار حالة الوسطاء واألسواق المالية دون البنية التحتية المالية.
:(Lager 1999) -االستقرار المالي هو تجنب تعثر النظام المالي والذي قد يتسبب بتكاليف
كبيرة على الناتج الحقيقي.
:(Padoa-Schioppa 2002) -يكون هنالك استقرار عندما يكون النظام المالي قادر على
تحمل الصدمات التي تعيق التخصيص األمثل للمدخرات لفرص االستثمار ،حيث يركز هذا
التعريف على قدرة امتصاص الصدمات أو مرونة النظام المالي حتى يتمكن من االضطالع
* .هي الق اررات التي يتخذها مجموعة من المتعاملين االقتصاديين والتي تؤثر سلبا على باقي المتعاملين.
1
. Roger W. Ferguson, Should Financial Stability Be an Explicit Central Bank Objective?, Financial
Stability and the Business Cycle: Five Views, BIS Paper No 18, 2003, pp 7-05.
2
. John Driffill, Zeno Rotondi, Paolo Savona, Cristiano Zazzara, Monetary Policy and Financial Stability
what Role for the Futures Market?, March 2005, p 06, www.ems.bbk.ac.uk.
3
. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, what is financial stability?, Op cit , p08.
4
. Ibid, p09.
066
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
بوظائفه األساسية المتمثلة في تخصيص الموارد ونظام المدفوعات ،وتعطل نظام المدفوعات
1
قد يلحق آثار سلبية على مستوى النشاط االقتصادي.
-حسب ) (Foot 2003يتوفر االستقرار المالي عند توفر:
← االستقرار النقدي؛
← توافق بين معدالت التوظيف والمعدالت الطبيعية لالقتصاد؛
← الثقة في المؤسسات المالية القائدة؛
2
← استقرار في أسعار األصول المالية والحقيقية.
وهذا التعريف هو من أحد التعاريف القليلة التي تربط االستقرار النقدي باالستقرار المالي.
:(Shinasi 2004) -يكون النظام المالي مستقر عندما تكون له القدرة على التسيير بكفاءة توزيع
3
الموارد االقتصادية ،مع االستمرار في أداء الوظائف األساسية حتى في حالة الصدمات.
دراسة هذه التعاريف يشير إلى التقارب في وجهات النظر حول إعطاء مفهوم لالستقرار المالي:
← تعريف االستقرار المالي من خالل مدى كفاءة النظام المالي بالقيام بوظائفه في توجيه
المدخرات إلى االستثمار االنتاجي؛
← عدم االستقرار المالي ينشأ في كثير من األحيان نتيجة صدمات غير متوقعة يتعرض لها
النظام المالي؛
← يرتبط االستقرار المالي ارتباطا وثيقا بمدى الثقة في النظام المالي،
← يكون النظام المالي مدخال لعدم االستقرار عندما يهدد ويعيق أداء االقتصاد.
وبصفة عامة يمكن القول أن تحقيق االستقرار المالي يتضمن آليات االقتصاد التي تضمن أعلى
معدل للنمو االقتصادي وتحقيق االستقرار االقتصادي وتتمثل هذه اآلليات في التسعير ،التخصيص
وادارة المخاطر المالية (االئتمان ،السيولة ،السوق...إلخ).
1
. Padoa‐Schioppa, ―Central Banks and Financial Stability: Exploring a Land in Between‖, paper
presented at the Second ECB Central Banking Conference, Frankfurt am Main, 24‐25 October 2002.
2
. Foot Michael, What is financial stability ‖and How do we get it?, The Roy Bridge Memorial Lecture,
Financial Services Authority, April 2003, p03.
3
. J.Schinasi Garry, Defining financial stability ,”IMF Working Paper, WP/04/187, 2004, P08.
067
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
لقد ساد حوار طويل في العقد الماضي وبرزت العديد من المحاوالت الجدية في األدب االقتصادي
لتفسير المعنى الدقيق لما يمكن أن يكون تعريفا شامال ودقيقا لمفهوم االستقرار المالي ،وحصل
إجماع بين الباحثين وصناع القرار في المجتمع المالي والنقدي واالقتصادي على أن مفهوم االستقرار
المالي واسع جدا ويشمل جوانب مختلفة من التمويل (والنظام المالي) ومنها البنية التحتية،
والمؤسسات ،واألسواق ،حيث هناك من يعرف االستقرار المالي على أنه:
ويمكن القول أن أفضل تعريف لالستقرار المالي هو الحالة التي يكون فيها النظام المالي ،أي
األسواق المالية الرئيسية والنظام المؤسسي المالي ،مقاوما للصدمات االقتصادية ويصلح للوفاء على
نحو سلس بوظائفه األساسية ،المتمثلة بالوساطة المالية وتسهيل العمليات االقتصادية وادارة المخاطر
وترتيب المدفوعات ،وفي النظام المالي السليم وحسن األداء يتحقق االستقرار المالي من خالل آليات
.1محمد فوزي ،آليات وضوابط تحقيق االستقرار المالي في معامالت البنوك االسالمية ،جريدة الشرق القطرية الصادرة يوم ،0204/24/02
النسخة اإللكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ، /http://www.al-sharq.comتاريخ االطالع.0204/22/05 :
068
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
السوق التصحيحية الذاتية التي تخلق مقاومة وتمنع المشاكل من التفاقم لتشمل نطاق المنظومة المالية
بأكملها ،وأهم عنصر في مفهوم االستقرار المالي هو مدى تأثيره على االقتصاد الحقيقي.
من الجدير االشارة إلى أن االستقرار المالي ال يعني أن النظام المالي ال يظهر على اإلطالق أي
مواطن الضعف ،فهو يصف حالة حيث النظام المالي قادر على أداء وظائفه الطبيعية حتى في حالة
وجود نقاط الضعف أو إذا شهد صدمات ،فال مناص من أن أجزاء من النظام سوف تعمل دون
المستوى في بعض األوقات ،والشرط الوحيد هو أن أي مواطن الضعف أو الصدمات ليست خطيرة
بما يكفي لتتسبب في تعطل السير العادي للنظام المالي (أو يتم امتصاصها وتدار من قبل النظام
المالي).
هذا النهج ينظر لألزمات المالية على أنها الحالة القصوى التي يمكن أن تنتج عن عدم االستقرار
المالي ،يمكن أن ينظر إلى عدم االستقرار المالي إلى جانب مجموعة من االحتماالت ،بما في ذلك:
-الهشاشة المالية ،حيث نقاط الضعف واضحة ولكن النظام المالي يدار بطريقة ما للقيام بمهامه؛
-عدم االستقرار المالي ،حيث نقاط الضعف هي بداية لعرقلة تقديم الخدمات المالية؛
-األزمة المالية ،وهو الشكل األكثر خطورة من عدم االستقرار المالي.
وبالتالي ،يفيد تحليل االستقرار المالي في تحديد نقاط الضعف في النظام المالي التي قد تنمو
بسبب مشاكل خطيرة قد تحدث مستقبال ،كما يسعى إلى تحديد صدمات محتملة/المخاطر ،وكذلك
تحديد ما إذا كان النظام المالي مستقر أو ال ،ويتضمن ذلك أربع قضايا رئيسية:
إذن ،فإن تحليل المصارف المركزية يسعى لتقييم االستقرار المالي في سياق التطلع إلى األمام،
ودراسة كيفية التطورات الداخلية والخارجية في المستقبل التي قد تؤثر على النظام المالي ،حتى إذا
كانت الظروف الحالية ال تعطي أي سبب للقلق ،وفي نهاية المطاف ،فإن رسم استنتاج بشأن
069
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
استقرار القطاع المالي يتم باستخدام المعايير المذكورة أعاله حيث ينطوي تحليل االستقرار المالي
على مزيج من التحليل الفني والحكم على القيم.
وعلى الرغم من االعتماد إلى حد كبير على المعلومات الواردة في مؤشرات السالمة المالية
لتحديد التهديدات التي يتعرض النظام المالي ،فمن الممكن لمؤشرات السالمة المالية أن تعطي
1
إشارات متضاربة ،والتي تتطلب الخبرة والحكم الصادر عن المحلل للوصول إلى نتيجة مجدية.
أصدر كال من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي دليال حول برنامج تقييم القطاع المالي
( FSAP )Financial Sector Assessment Programالذي يحاول " تحقيق تحليل متكامل لقضايا
االستقرار والتنمية باستخدام مجموعة واسعة من األدوات التحليلية والتقنية" ،والتي تشمل الدعائم
التالية:
Source: Datuk seri panglima Andrew sheng, Islamic finance and financial policy and
stability: An institutional perspective, IFSB, Kuala Lumpur, March 2007, p12.
1
. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, Op cit, p p19-20.
071
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
يتطلب الحفاظ على االستقرار المالي أو استعادته تعزيز السياسات االقتصادية الكلية والهيكلية
المناسبة ،حيث تتأثر مؤسسات االئتمان بالتغيرات التي تط أر على االقتصاد الكلي في البيئة التي
تعمل بها ،1لوجود عالقة مترابطة بين االستقرار المالي واالستقرار االقتصادي ،حيث أن انضباط
إحداهما يوفر فرصة لآلخر مشمولة بسياسات نقدية ومالية جيدة ،مع تخصيص شفاف للموارد
المالية.
إن انضباط البيئة االقتصادية الكلية يسهم في تحقيق االستقرار المالي وسالمة أداء المؤسسات
المالية لتعزيز السيولة والربحية مع توظيف المدخرات المحلية ،مما يساعد على تغطية مخاطر
تقلبات أسعار الصرف والفائدة ،والذي يؤمن بدوره استقرار المدفوعات الخارجية للمؤسسات المالية
خاصة المصارف ،ويظهر ذلك من خالل اتخاذ التدابير المالئمة في سياسة االقتصاد الكلي وايجاد
أطر تنظيمية تساعد على تحقيق استقرار األداء المنظم والشفاف لألسواق المالية وتعزيزه.
اكتسبت سياسة الحيطة الكلية التركيز بشكل خاص بعد األزمة المالية العالمية ،20228وتعتبر خط
الدفاع األول ضد التجاوزات المالية التي يمكن أن تهدد االستقرار ،ومن شأن تعميم مجموعة من
أدوات سياسة الحيطة الجزئية والكلية ،أن يخفض الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة قبل أن يظهر ما يبرر
ذلك في االقتصاد ،ويساعد ذلك المؤسسات ذات األهمية النظامية أيضا على اكتساب مزيد من
الصالبة ،كما يساعد على احتواء ديناميكية أسعار األصول واالئتمان المسايرة لالتجاهات الدورية،
ويوفر هامشا للوقاية من عواقب ضائقات السيولة عند عودة التلقلبات.
3
وتعتمد تدابير سالمة الحيطة الكلية على ثالث خطوات:
-يجب أن تتوافر لصناع السياسات البيانات الالزمة لم ارقبة ت اركم المخاطر على االستقرار المالي؛
-يجب أن يتخذوا االستعدادات الالزمة لضمان امتالكهم السلطة القانونية والقدرة التحليلية
الضروريين الستخدام أدوات السياسة االحت ارزية الكلية التي قد تنشأ الحاجة إليها ويكتسب ذلك
أهمية كبيرة في القطاع غير المصرفي ،حيث لم يتحقق بعد إرساء اإلطار التنظيمي بشكل كامل
وحيث ينبغي توسيع نطاق هذا اإلطار ليتعامل مع المخاطر الناشئة؛
1
. AGENCE MONETAIRE DE L’AFRIQUE DE L’OUEST (AMAO (, STABILITE FINANCIERE ET
SUPERVISION BANCAIRE AU SEIN DE LA CEDEAO, Freetown, Novembre 2009, p03.
2
. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012, p68.
3
.تقرير االستقرار المالي العالمي ،المخاطرة ،والسيولة ،وصيرفة الظل :كبح التجاوزات وتشجيع النمو ،أكتوبر ،0204ص.24
070
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-يجب أن يكون لدى صناع السياسات تكليف واضح يخول لهم التحرك عند الحاجة ،وال يقل عن
ذلك أهمية أن تكون لديهم شجاعة التحرك لمواجهة المستجدات ،حتى إذا كانت التدابير المطلوبة
ال تحظى بشعبية كبيرة؛ ومن المطلوب في هذا الصدد أيضا وجود تواصل فعال ومتوازن مع
الجمهور لتوضيح التدابير المتخذة.
وتهتم الدعامة األولى لالستقرار المالي بتحليل السالمة المالية الكلية والتي تهدف إلى التخفيف من
1
المخاطر في النظام المالي ككل ،من خالل:
-استخدام اختبار االجهاد ،تحليل السيناريو ،وتحليل مؤشرات السالمة المالية والروابط المالية
الكلية؛
-تحليل هيكل القطاع المالي ،بما في ذلك تحليل الكفاءة ،القدرة التنافسية ،درجة التركز والسيولة؛
-تقييم مدى مراعاة وتطبيق المعايير الدولية ذات الصلة والقوانين والممارسات الجيدة في القطاع
المالي؛
-تحليل محددات االستقرار والتنمية التي تتناسب مع ظروف البالد مثل دور المؤسسات المالية
العامة ،تأثير الدولرة ،مدى تطور أو تخلف السوق المالية.
(Regulatory and Supervisory .1.2الدعامة الثانية :الشروط الرقابية والقانونية
)conditions
-ضبط ومراقبة النظام المالي على المستوى الجزئي والكلي وذلك بهدف تسيير وادارة المخاطر؛
:)Crisisوجود إطار فعال للتعامل مع (Management -إدارة األزمات المالية والمصرفية بفاعلية
األزمات ومعالجة آثارها لتقليل أثرها على االستقرار المالي وذلك من خالل إجراء مراجعة لدور
جميع الجهات ذات العالقة مثل (المصرف المركزي ،مؤسسة ضمان الودائع وو ازرة المالية)
لتحديد دور كال من هذه المؤسسات في التعامل مع األزمات المالية والمصرفية؛
-مع األخذ باالعتبار السياسة النقدية والسياسة المالية والسياسات األخرى (مثل حماية الزبائن
2
والتنافسية والمعايير المحاسبية) واالقتصاد المحلي واالقليمي والعالمي.
1
. Datuk seri panglima Andrew sheng, Op cit, p13.
.2محمد عمايره ،دور البنوك المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي ،الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة
المخاطر في المؤسسات المالية والمصرفية 8 ،أغسطس ،0205عمان ،األردن ،ص.25
072
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
.1.2الدعامة الثالثة :الشروط المتعلقة بالسوق وبالبنية التحتية (infrastructure Market and
1
)conditions
-البنية التحتية القانونية للتمويل ،بما في ذلك نظام اإلعسار وحقوق الدائن وشبكات األمان
المالية؛
-نظام البنية التحتية للسيولة ،بما في ذلك العمليات النقدية والصرف ،المدفوعات ونظم تسوية
األوراق المالية ،والتبادل وأسواق األوراق المالية؛
-الشفافية ،الحوكمة والبنية التحتية للمعلومات ،بما في ذلك شفافية السياسة المالية والنقدية،
حوكمة الشركات ،إطار المحاسبة والتدقيق ،تقارير نظام االئتمان.
.2أهمية االستقرار المالي
يعتبر االستقرار المالي أحد أهم األركان األساسية في تهيئة البيئة المالئمة لتشجيع االستثمار
المحلي والخارجي وبالتالي تحريك النشاط االقتصادي ،وتمكن إدراك أهمية االستقرار المالي من خالل
النظر إلى اآلثار الكبيرة المتعددة عن األطراف الناجمة عن األزمات التي تفرزها على القطاع المالي
واالقتصادي ككل ،تتمثل في:
-تأثير غياب االستقرار المالي على النمو االقتصادي 2:حيث يرتبط مفهوم االستقرار المالي
ارتباطا وثيقا بالموازنة العامة للدولة ،والذي ينظر لها باعتبارها برنامجا لتحقيق أهداف اقتصادية
واجتماعية محددة ،وكذلك باعتبارها أداة رئيسية من أدوات السياسة المالية وذلك في إطار خطة
عامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية ،وبالتالي فإن االستقرار المالى يعتبر من األمور التى تشغل
المتقدمة أو الدول النامية على حد سواء وخاصة الدول النامية
اإلدارات االقتصادية سواء بالدول ُ
المستوى الداخلي أو الخارجي نتيجة التأثر باألزمات
فى ظل تزايد األزمات االقتصادية سواء على ُ
االقتصادية التى تحدث لدول أخرى مثل األزمة التى تعرضت لها المكسيك عام 0555والتي أدت
إلى وصول المكسيك إلى حالة من االنفالت المالي واعالنها عدم القدرة على سداد ديونها ،وكذلك
األزمة التى تعرضت لها دول شرق آسيا المعروفة بدول النمور اآلسيوية وهي (كوريا الجنوبية،
إندونيسيا ،تايالند ،الفلبين ،ماليزيا ،تايوان ،هونج كونج ،سنغافورة) والتي لوال تدخل صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي والدول الكبرى ذات المصالح المشتركة بهذه الدول ومنها الواليات المتحدة
األمريكية واليابان وغيرها من الدول النهارت هذه الدول انهيا ار تاما ،كما انعكس عدم االستقرار
1
. Datuk seri panglima Andrew sheng, Op cit, p 14.
.2محمد السيد على محمد الحارونى ،دور البنك الـدولي وصندوق النقد الدولي فـى تحقيق االستقرار المالي فـى مصر "دراسة مقارنة"،
رسالة دكتوراه غ منشورة ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،مركز النظم العالمية لخدمات البحث العلمي،0228 ،
،/http://www.alnodom.comتاريخ االطالع.)0205/02/02( :
073
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
المالي سلبا على النمو االقتصادي خالل األزمة المالية العالمية األخيرة 0222مثل ما يوضح
الجدول التالي:
جدول رقم ( :)1-2معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي )%( 0201-0555
شكل بياني رقم ( :)2-2معدل النمو االقتصادي العالمي من إجمالي الناتج المحلي )%( 0201-0555
حيث انخفض معدل النمو االقتصادي في كثير من الدول المتقدمة والنامية كنتيجة النخفاض
النشاط ومعدل التبادل التجاري الدولي ،حيث انخفضت الصادرات العالمية بنسبة ،%00والواردات
العالمية بنسبة %01من سنة 0228إلى ،0225كما انخفض معدل نمو حجم التجارة العالمية من
%5.0سنة 0226إلى %2.2في سنة ،0222إلى %1سنة ،0228والى انخفاض قياسي سالب
%02.2سنة 0225ليعود لالرتفاع بنمو بنسبة %00.4سنة ،0202ومن هنا أصبح االستقرار المالي
أحد أهم األهداف األساسية التى يسعى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى تحقيقها للدول
األعضاء وذلك للحفاظ على توازن االقتصاد العالمي.
074
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-إن االضطرابات المالية تقف على رأس المخاطر التي تهدد استقرار االقتصاد العالمي ،فقد أشار
تقرير منتدى االقتصاد العالمي الذي صدر في مطلع سنة 0228وحمل عنوان المخاطر العالمية
0228أن النظم المالية المضطربة ،وخاصة أزمة الرهن العقاري التي تفاقمت في أمريكا ،تمثل
تحديا كبي ار يؤثر على استقرار االقتصاد العالمي ،لهذا فقد طالب التقرير بزيادة التدخل في أسواق
المال لتقليل حدة المخاطر وتحسين حوكمة النظام المالي العالمي من خالل شبكة مسؤولين
إلدارة المخاطر .وأكد التقرير على أن التركيز المتزايد على األسواق المالية المضطربة والتوترات
السياسية المتفاقمة في عام 0228قد يدفعان الحكومات والشركات إلى تجاهل المخاطر األقل
إلحاحا مثل التغيرات المناخية ،وهذا من شأنه أن يزيد في صعوبة التعامل مستقبال مع هذه
القضايا الحرجة بعيدة المدى؛
-أظهرت نتائج األزمة المالية كوارث على جميع األصعدة (االقتصادية والسياسية واالجتماعية)
والتي ستمتد آثارها لسنوات قادمة من بعد حدوثها ،ومنها األزمة اآلسيوية أو أزمة مصارف
اليابان في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات ،ثم األزمة المالية التي أصابت تركيا عامي
0220و 2002والتي أدت إلى تعثر العديد من المصارف التقليدية ومن بينها ثمانية مملوكة
للدولة وخسارة إجمالية قدرت ب % 3.5من حجم الناتج المحلي اإلجمالي ثم أزمة الرهن العقاري
التي يعيش االقتصاد العالمي تبعاتها وآثارها والتي قد تصل تكاليفها إلى ) (01تريليون دوالر
( 1000مليار دوالر) وهذه األزمات ما هي إال نماذج من أمثلة كثيرة ممتدة عبر تاريخ طويل لم
يتعدى دورة حدوثها الواحدة تلوى األخرى أكثر من عشرة سنوات كما يذكر مؤرخ ومحلل األزمات
المالية كنبد لبرجر وغيره مثل االقتصادي األمريكي الشهير هيمان مينسكي الذي توصل إلى
نتيجة مفادها أننا نحاول تحقيق االستقرار لنظام هش بطبيعته وغير مستقر ومعرض لالزمات
1
المالية؛
-أدت األزمة المالية العالمية 0222إلى شطب عدد من المصارف الكبرى في العالم حوالي 25
بنك ألكثر من ) (300مليار دوالر من قيمة أصولها نتيجة انخفاض قيمة األوراق المالية
المضمونة بقروض عقارية منذ 2007األمر الذي أدى إلى تراجع السيولة لدى المصارف
إلقراضها للمستهلكين؛
-تكاليف عدم االستقرار المالي :بلغت الخسائر المترتبة عن األزمة المالية العالمية بين عامي
12 ،0228-0222تريليون دوالر في أسواق األسهم في حين خسرت أسواق العقار ما يقارب
أيضا 12تريليون دوالر آخر ،وأعلنت العديد من المصارف في عدة بلدان إفالسها ولعل أبرزها
.1بلوافي أحمد مهدي ،البنوك اإلسالمية واالستقرار المالي -تحليل تجريبي ، -ورقة عمل صادرة عن صندوق النقد الدولي ،0228 ،ص
ص.26-25
075
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
بنك ليمان براذرز ) (Lehman-brothersوهو رابع أكبر بنك في الواليات المتحدة األمريكية ،ومن
1
حيث حجم تكاليف االنقاذ ما يقارب 252مليار دوالر حسب تقرير البنك الدولي سنة 0225؛
-انخفاض الناتج يؤدي إلى انخفاض اإليرادات العامة للدولة فتزداد مشاكل الديون السيادية من
جهة ومن جهة أخرى تضطر الدولة إلى تقليص حجم اإلنفاق العام ما يقود إلى تخفيض الناتج
في تغذية متبادلة بين اإلنفاق الحكومي والناتج إلى جانب اصطدام الحكومة باالحتجاجات
الشعبية واإلضرابات وغيرها ما يفاقم الوضع بالنسبة للناتج .وكمثال على ذلك أزمة الديون
السيادية األوربية خاصة اليونانية منها والتي انفجرت كإحدى إرهاصات األزمة المالية العالمية
والركود االقتصادي الذي أعقبها ،وتبقى النتيجة النهائية األهم لألزمة المالية هي تحولها إلى أزمة
اقتصادية تمس الجوانب الحقيقية من االقتصاد ،حيث قدر البنك الدولي الخسائر الناجمة من تلك
األزمات بحوالي %00من الناتج المحلي اإلجمالي تفاوتت من دولة ألخرى وتجاوزت % 00في
2
بعض الحاالت كاألرجنتين ،الشيلي ،وساحل العاج.
من خالل ما سبق يمكن مالحظة اآلثار السلبية التي أحدثها عدم االستقرار المالي في اقتصاديات
الكثير من الدول المتقدمة والنامية وعلى جميع األصعدة والتي تم مشاهدتها بعد األزمة المالية
وبوضوح ،األمر الذي يبرز أهمية االستقرار المالي واآلثار الناتجة عن فقدانه.
.1بشار ذنون الشكرجي ،دور المصارف االسالمية في االستقرار المالي والتحديات التي تواجهها ،تنمية الرافدين ،العدد ،004المجلد ،15
،0201ص .01
.2عبد الرزاق سعيد بلعباس ،األزمة المالية العالمية ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،جدة ،0225 ،ص .05
076
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
Source: Frederic S. Mishkin, The Causes and Propagation of Financial Instability: Lessons for
Policymakers , Proceedings - Economic Policy Symposium - Jackson Hole, 1997, p 74.
077
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
.2.1سعر الفائدة أداة لعدم االستقرار المالي1 :حيث يعتبر معدل الفائدة جوهر األزمات المالية،
ويركز منسكي Hyman Philip Minskyفي فرضيته حول عدم االستقرار المالي الداخلي على
الخاصية الداخلية لوقوع األزمات المالية ،حيث يعتقد أن المتسبب في وقوع األزمة المالية هو
هيكل االستدانة في االقتصاد ويعبر عن ذلك بما يلي " :أن منبع األزمة المالية هو التوسع في
منح القروض المصرفية " ،ويولي منسكي أهمية بالغة لهيكل االستدانة وخاصة أثر الرفع المالي
المستخدم بكثرة عند الموجات المضاربية ،وتنطلق األزمة المالية حسب منسكي بوجود ظواهر
خارجية :حروب ،أزمة سياسية ،بروز قطاعات اقتصادية جديدة ،ظهور تقنيات حديثة ،وكذا
تغير القوانين التي أدت إلى ازدهار التجارة العالمية وتحرر حركة رؤوس األموال أو استخدام
تقنيات المشتقات المالية التي تعد أيضا عوامل مؤثرة وفاعلة تؤدي إلى خلق فرص ربح جديدة
في قطاع اقتصادي جديد نتيجة ت ازيد االستثمارات ،وهذا ما يولد ازدهار اقتصادي يتم تمويله
وتغذيته بالتوسع في القروض المتأتية من النظام المصرفي على اعتبار أن المصارف تستجيب
باإليجاب لهذا الطلب الجديد لغرض تحقيق فرص ربح جديدة.
-أن الهشاشة المالية الداخلية يعود سببها إلى اللجوء إلى االستدانة المصرفية وجودة
المقترضين؛
-أهمية ارتفاع أسعار الفائدة للمرور من مرحلة االزدهار إلى مرحلة األزمة بسبب
المخاطراالئتمانية ،حيث أن إمكانية حدوث األزمة المالية يزداد مع احتمال ارتفاع أسعار
الفائدة في االقتصاد ،ومع استمرار مرحلة االزدهار االقتصادي فإن حجم القروض سيزداد
مما يؤدي بالمصارف إلى حماية نفسها ضد المخاطرة االئتمانية من خالل رفع أسعار الفائدة
مما يزيد من المصاريف المالية لدى المقترضين الذين قد يتحولون إلى فئة ذات مخاطر
عالية وبالتالي إمكانية تعرض هذه المصارف إلى اإلفالس.
ويميز منسكي بين ثالث أنواع من المؤسسات داخل االقتصاد تمتاز بهياكل استدانة مختلفة هي:
-فئة المتعاملين الحذرين :التي تمتاز بارتفاع مداخيلها مقارنة بمصاريفها المالية عند تاريخ االستحقاق
مما يسمح لها بالدفع في اآلجال المحددة للقرض؛
-فئة المتعاملين المضاربين :التي تمتاز بقلة مداخيل الفترة مقارنة بالمصاريف المالية ،لكنها كافية
لتغطية الفوائد مما يستلزم من هذه الفئة ضرورة إعادة التمويل بالديون ألجل سداد أصل الدين؛
.1بحري هشام ،محزم حسينة ،اآلثار المحتملة لتخفيض أسعار الفائدة على االقتصاد العالمي ،مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الوطني
التاسع حول أداة سعر الفائدة وأثرها على األزمات االقتصادية ،جامعة 02أوت سكيكدة 02-25ماي ،0200ص ص.26-24
078
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-فئة المتعاملين السيئين :وهي الفئة التي ال تستطيع مداخيلها تغطية فوائد وأصل القروض مما يحتم
عليها زيادة االقتراض من المصارف للوفاء بالتزاماتها لفترات سابقة.
إن ارتفاع أسعار الفائدة في االقتصاد يمثل عامال أساسيا في حدوث الهشاشة المالية ،ويرجع هذا
االرتفاع إلى اعتماد المؤسسات على االقتراض بشكل كبير في تمويل المشاريع االستثمارية ،وكلما
كان حجم المشاريع كبي ار كلما زادت الحاجة إلى االقتراض من المصارف مما يزيد من احتمال عدم
السداد ،وبالتالي تلجأ المصارف لرفع سعر الفائدة لحماية نفسها على هذا األساس ،فإن األزمة المالية
تحدث مع زيادة احتمال ارتفاع أسعار الفائدة التي ستضعف من عوائد االستثمارات ،وتزيد من
المصاريف المالية وارتفاع الطلب على القروض لضمان سداد الديون السابقة ،يضاف إلى ذلك
هشاشة الميزانيات المصرفية ومع استمرار الطفرة االستثمارية سيزداد اعتماد المؤسسات على القروض
المصرفية وترتفع بذلك أسعار الفائدة ،وتتحول المؤسسات من فئة المتعاملين الحذرين إلى فئة
المتعاملين السيئين ،وفي هذه الحالة يصبح وزن المؤسسات السيئة أكبر في االقتصاد مما يزيد من
الهشاشة المالية ويؤدي إلى وقوع األزمة المالية فاألزمة االقتصادية.
.2.2مشكالت التكوين 1:تتشابه األنواع الثالثة لعدم االستقرار المالي ،المتمثلة في الذعر المالي،
انهيار سوق األوراق المالية وحاالت عدم استقرار مستوى األسعار ،في أنها كلها مشكالت
تكوين حيث أن سلوكات األفراد المنفصلة تكون لها انعكاسات كلية:
.2.2.1الذعر المالي :Financial Panicويقصد بالذعر المالي تلك الظاهرة التي ينتج عنها
حدوث تهافت على سحب الودائع من المصرف ،والذعر المالي يكون لو أن كل المطالبين بحقوقهم
رغبوا في تسييلها في وقت واحد ،وال توجد أمام المؤسسات المالية أو المصرفية إمكانية لمواجهة تلك
السحوبات ،ويكون ذلك بسبب مشاكل لدى المصرف في تراجع ثقة المودعين واندفاعهم لسحب أموالهم
فعندما يعرف الجمهور أن أحد المصارف أو بعضها في أزمة ،يسارع بسحب ودائعه من المصارف،
سواء السليمة أو المصابة ،فتقل احتياطيات المصارف ،وعندما تتالشى االحتياطيات ال يستطيع
المصرف بعد ذلك أن يفي بوعوده الخاصة بالسيولة ،ويتحتم عليه بقوة القانون أن يغلق أبوابه ،أو
يتخذ مسلك لتخطي هاته العقبات.
.2.2.2انهيار سوق األوراق المالية 2:تمر أسواق المال كل فترة بأزمات تؤدي الى "تحطم"
أسعار عدد كبير من األسهم خالل مدة قصيرة جدا بحيث تنخفض أسعار هذه األسهم بصورة كبيرة
وفجائية .هذا األمر قد يؤدي إلى خسائر مالية فادحة وذلك بسبب الخسارة الكبيرة في قيمة السندات
المالية التي يمتلكها المستثمر .أسباب هذا االنهيار قد تكون عوامل اقتصادية بحتة ،ولكنها كذلك نابعة
.1مائيير كوهين ،النظم المالية والتمويلية ،ترجمة :عبد الحكم الخزامى ،دار الفجر ،الطبعة األولى ،مصر ،0222 ،ص.006
.2فؤاد معدي ،سوق األوراق المالية ولمحة عن أزماتها ،0205 ،الموقع ،http://eamaar.org/?mod=article&ID=7262 :تاريخ
االطالع.)0205/00/02( :
079
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
من "ذعر" لدى أصحاب األسهم والسندات الذين فقدوا الثقة في األوراق المالية التي يملكونها وباتوا
يعتقدون أنها ستخسر من قيمتها الكثير ،مما يؤدي بهم إلى عرض ما يملكون من أسهم للبيع بحيث
يصبح العرض على هذه السندات أكبر بكثير من الطلب فتخسر قيمتها ،وكثي ار ما يتم الحديث عن أن
السبب في هذا هو ما يسمى "فقاعات" سوق المال النابعة من تنبؤات ومضاربات أسواق المال التي
تؤدي إلى "انتفاخ" قيمة السندات المالية بدون أي أساس اقتصادي وبدون أي عالقة مع الواقع ،وتنفجر
هذه "الفقاعات" عند اصطدامها بأرض الواقع.
هذا االصطدام يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات المالية بصورة فجائية وبسرعة بحيث تكون خسارة
المستثمر فورية وفادحة ،ويقال أن أزمات سوق المال هي ظاهرة اجتماعية حيث تجتمع أحداث
وعوامل اقتصادية خارجية مع تصرفات جمهور المستثمرين وحالتهم النفسية مما يؤدي إلى تدافع
المستثمرون على بيع ما يملكون من أسهم ويدفعون أسعار السندات إلى األسفل ،ومن أشهر األزمات
في أسواق المال كانت األزمة المالية الكبرى في سوق المال األمريكية عام 0505حيث استمر
انخفاض مؤشر الداو جونس الصناعي حتى وصل إلى نسبة % 85مع حلول شهر جويلية 0510
حيث تدخلت الحكومة األمريكية لمنع انهيار االقتصاد األمريكي .وفي العام 0228حصل هنالك
انهيار كبير آخر في سوق المال األمريكية بدأ بانهيار بعض المصارف األمريكية وأشهرهم بنك "ليمان
براذرس" الذي أدى انهياره إلى انهيار أسواق المال األمريكية والعالمية .وفي نهاية سنة 0205كان
هنالك انهيار في أسواق المال اآلسيوية أدى إلى انخفاضات كبيرة في أسواق المال العالمية ،والجدير
بالذكر أن هذه االنهيارات واألزمات أدت إلى خسائر مالية ضخمة ويصعب تصور حجمها.
.2.2.2عدم استقرار مستوى األسعار 1:يأخذ مستوى االستقرار العام لألسعار أحد الشكلين
التاليين:
-التضخم ،أي االرتفاع المستمر في األسعار؛
-التقلص واالنعكاس في األسعار ،أي الهبوط المستمر والمتواصل.
ولكل شكل تأثيراته السلبية على اإلقراض ،حيث تعتبر التقلبات في معدل التضخم عنص ار حاسما
في مقدرة القطاع المصرفي على القيام بدور الوساطة المالية ،وخصوصا منح االئتمان وتوفير السيولة،
وقد اعتبر الركود االقتصادي الناتج عن ارتفاع مستويات األسعار سببا مباش ار لحدوث األزمات المالية
في العديد من دول أمريكا الجنوبية ودول العالم النامي ،بينما يزيد التقلص في األسعار من قيمة
األموال المودعة لإلقراض ،نتيجة لذلك فإن التضخم غير المتوقع تكون آثاره سلبية على المقرضين،
وعلى العكس تكون ايجابية للمقترضين ،بينما االنعكاس في األسعار غير المتوقع يكون له تأثير
081
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
عكسي لما يعمله التضخم غير المتوقع ،إن عدم التأكد حول المستقبل المتوقع للتضخم والتقلص يجعل
القروض أكثر خطورة بالنسبة للمقترضين وللمقرضين وهو ما يجعل عملية االقراض أقل جاذبية.
.2.2تأثير سوق األصول على الميزانية العمومية :Asset market effects on balance sheets
إذ أن طبيعة الموجودات التي يحتفظ بها لها تأثير كبير على الميزانية العمومية وبالتالي على
حصول األزمات المالية.
.2.2تزايد عدم اليقين 1:Increases in uncertaintyإن أحد وأهم العوامل األساسية التي تؤدي إلى
عدم االستقرار المالي واإلسهام في حدوث أزمات مالية ومصرفية هي مشكلة عدم اليقين ،حيث
أن ارتفاع عدم اليقين في االسواق المالية قد يؤدي إلى الفشل المالي ،وأن صدمة سوق األسهم
تجعل من الصعوبة على المقرضين تجنب مخاطر االئتمان الرديء نتيجة تفاقم مشكلة سوء
االختيار ،وبالتالي فإن عدم قدرة المقرضين على حل سلبية مشكلة االختيار المعاكس تجعلهم
أقل رغبة في اإلقراض ،مما يؤدي إلى االنخفاض في االقراض واالستثمار والنشاط الكلي.
باعتبار أن المصارف 2
.2.2مشاكل في القطاع المصرفي :Problems in the banking sector
لها دور مهم في السوق المالية ،نظ ار لدورها ومساهمتها في انتاج المعلومات ألنها على دراية
ومعرفة بالوضع المالي لكل شركة تتعامل معها سواء بإقراضها أو بمسك ودائعها ،وهو ما يسهل
عملية خلق االستثمار لالقتصاد.
وبالتالي فإن انخفاض قدرة المصارف على الدخول في الوساطة المالية وصنع القروض ،سوف
يؤدي مباشرة إلى انخفاض االستثمار والنشاط االقتصادي الكلي.
إن وضعية الميزانية العامة للمصرف لها تأثي ار هاما في قدرته على منح القروض ،حيث وفي حالة
أن المصرف كان يعاني من تدهور في ميزانيته العمومية ،فيحدث انكماش في رأس ماله أمامه
خيارين:
ومع ذلك ،عندما تواجه المصارف تدهو ار في ميزانيتها العمومية ،فمن الصعب جدا بالنسبة لها
الرفع من رأسمالها بتكلفة معقولة ،حيث غالبا ما تلجأ إلى تخفيض منح القروض والذي يؤدي إلى
1
. Frederic S. Mishkin, Op cit, p 64.
2
. Ibid, p 67.
080
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تباطؤ النشاط االقتصادي ،حيث تشير الدراسات على سبيل المثال ،أن هذه اآللية برزت خالل سنوات
التسعينيات في الواليات المتحدة األمريكية مما أعاق النمو االقتصادي األمريكي في ذلك الوقت.
نظ ار الرتباط االستقرار المالي باستقرار كال من االستقرار االقتصادي الكلي واستقرار القطاع
المصرفي والمالي ،فإن االستقرار االقتصادي الكلي أيضا مرتبط بوجود نظام مصرفي قوي ،فمن غير
الممكن تحقيق السالمة المصرفية والحفاظ عليها ما لم تتطور األسعار والمتغيرات في االقتصاد بشكل
1
ثابت نسبيا ما لم يتوسع النشاط االقتصادي بخطوات معقولة.
كما تتوقف سالمة النظام المصرفي ومرونته على الطريقة التي تمارس بها المصارف وبكفاءة
واتقان اإلجراءات التي تسند إليها تحليالتها لمخاطر االئتمان وق ارراتها المتعلقة باالقتراض ،وعلى
الطريقة التي تدرك بها مالمح المخاطر المتغيرة ،إلى جانب هذه اإلجراءات تقوم المصارف بوظائف
مالية رئيسية أخرى مثل ممارسة عمليات المقاصة وتسوية المدفوعات وعمليات سوق الصرف
األجنبي ،ونتيجة لذلك فإن القطاع المصرفي يعتبر األداة األساسية لنقل تدابير السياسة النقدية إلى
2
أسعار الفائدة في السوق.
-ارتفاع الديون المتعثرة :حيث يعتبر مؤشر الديون المتعثرة دليال هاما في رصد األزمات
المصرفية ،حيث يجب أن ال تتجاوز نسبة الديون المتعثرة %02-%5من إجمالي القروض
المصرفية واذا تجاوزت هذه النسبة فإن ذلك يعتبر مؤش ار على عدم كفاءة األداء المصرفي.3
-غياب الشفافية واإلفصاح ونقص المعلومات :مما يوقع النظام المصرفي فى خيارات سيئة ،حيث
يلجأ بعض المقترضين إلى تضخيم القيمة الرأسمالية لألصول (خاصة العقارية) بقصد الحصول
على قروض بقيمة عالية مما يوقع النظام المصرفى في أخطاء اختيار المشروعات التى يتم
تمويلها خصوصا عندما يعجز المدينون عن اإليفاء بااللتزامات المترتبة عليهم بسبب المبالغة في
تضخيم قيمة األصول التى يمتلكونها من جهة واستخدام هذه القروض في قطاعات ليس لها
جدوى اقتصادية أو تواجه نقصا فى الطلب وليس لديها المرونة الكافية فى السوق (قطاع
العقارات مثال) من جهة أخرى.
.1مالكوم نايت ،الدول النامية والتي تمر بمرحلة انتقال وتواجه العولمة المالية ،مجلة التمويل والتنمية ،جوان ،0555ص.10
.2غالم عبد اهلل ،العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية ،مرجع سبق ذكره ،ص.010
.3مجيب حسن محمد ،تطوير مؤشرات للتنبؤ باألزمات المصرفية ،جامعة الشارقة ،االمارات العربية المتحدة ،ص،21
، http://cbl.gov.ly/pdf/04obK1uIE41EL5E7E4e.pdfتاريخ االطالع.)0205/24/02 ( :
082
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-التدهور السريع فى نسب رأس المال نتيجة النخفاض موجودات المصرف /مطلوباته.
-الذعر المصرفي :عندما يعرف الجمهور أن أحد المصارف أو بعضها في أزمة ،يسارع إلى
سحب ودائعه من المصارف سواء السليمة أو المصابة ،فتقل احتياطيات المصارف مما يتسبب
في أزمة سيولة.
-اإلعسار المصرفي :والذي يعتبر مؤش ار أوليا على أزمة النظام المصرفي ويحدث اإلعسار عادة
قبل فترة قصيرة من إشهار اإلفالس وتعتبر القروض المتعثرة ،والتدهور السريع فى نسب رأس
المال ،وانخفاض معدل التغطية دالئل على دخول المصارف مرحلة اإلعسار.
-الفشل المصرفي :فالمصرف يفشل عندما تكون القيمة السوقية ألصوله أقل من القيمة السوقية
اللتزاماته ،ويحدث ذلك نتيجة االندفاع في اإلقراض عالي المخاطر ،واالستثمار في أصول متقلبة
في قيمتها السوقية ،وارتفاع حجم القروض المعدومة ،واندفاع الجمهور لسحب ودائعه.
-مراحل اإلفالس المصرفي :وهذا اإلفالس بدوره ناجم عن المخاطر التالية :مخاطر السوق،
المخاطر االئتمانية ،مخاطر السيولة ،العدوى ،الخطر المعنوي.
المبحث الثاني :مؤشرات قياس االستقرار المصرفي للتنبؤ باألزمات المالية
تعتبر مؤشرات قياس االستقرار المصرفي للتنبؤ باألزمات المالية من أهم المؤشرات التي تمكن
من مراقبة النظام المالي من أجل اكتشاف مدى قدرته على التعامل مع التذبذبات في حركة رؤوس
األموال ،ويهدف هذا المبحث إلى التعرف على مختلف النظم التي تمكن من قياس االستق ارر المالي
1
للبنوك ،يمكن التمييز بين أربعة نظم :
.1طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات " المفاهيم -المبادئ -التجارب -تطبيقات الحوكمة في المصارف" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص
.225-224
083
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
لقد دفعت األزمات المالية والمصرفية العديدة التي مر بها النظام المالي العالمي العديد من الدول
النامية والمتقدمة لالهتمام بقضية اإلنذار المبكر ،وذلك من خالل تطوير عدد من النماذج الرياضية
بغرض التنبؤ بمؤشرات حدوث األزمات المالية ،وذلك من أجل تجنبها أو االستعداد لها ،ومن خالل
هذه الجزئية سيتم التطرق لماهية نظم اإلنذار المبكر التي تعتبر آلية مهمة في القيام بدور أثناء
سيرورة إدارة األزمات المالية.
إن تطوير واستخدام مؤشرات لإلنذار المبكر للتنبيه على المخاطر ،تساعد متخذي القرار في اتخاذ
اإلجراءات االستباقية على أن تكون هذه المؤشرات دائمة ومستمرة ،وكذلك إصدار التشريعات لتعزيز
العمل الرقابي ،تأسيس وتدعيم إدارة المخاطر ،ووضع الخطط واإلستراتيجيات لتجنب المخاطر،
وتفعيل دور إدارات التدقيق الداخلي ،ودعم وتفعيل نظام الحوكمة ،هذا باإلضافة إلى وضع األجهزة
العليا للرقابة لمعايير اللتزام مختلف الجهات بنظام الحوكمة ،هذا باإلضافة إلى إعطاء المزيد من
1
الصالحيات لألجهزة الرقابية للقيام بدور أكبر وباستقاللية تامة.
-نظم االنذار المبكر " :آلية الغرض منها إكتشاف إشارات اإلنذار إتجاه ظاهرة ما وهي عملية تقوم
على رصد وتسجيل وتحليل اإلشارات التي تنبىء عن قرب حدوث أزمة ،إال أنه يجب التفريق بين
اإلشارات التي تشير إلى قرب وقوع أزمة وبعض الضوضاء الناتجة عن المشكالت اليومية بقطاع
2
األعمال".
-نظم اإلنذار المبكر باألزمات المالية ":هي عبارة عن نماذج تستطيع أن تميز إن كان هناك ضعف
وتحدد نقاط الضعف التي تظهر في النظام المالي ،من خالل إرسال إشارات صحيحة وفي الوقت
3
المناسب تنذر ببداية أزمة".
.1عبد العزيز الرشيدي ،التحول إلى االقتصاد الوهمي من أسباب األزمات المالية ،الملتقى العربي األوروبي الخامس لألجهزة العليا للرقابة
المالية والمحاسبية ،الدوحة 5 ،ديسمبر .0205
.2محمد رشاد الحمالوي ،السيد محمود سماحة ،إدارة األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،ص.010
3
. ALESSIO Ciarlone, GIORGIO Trebeschi, desining an Early warning system for debt crises, Emerging
markets review, No 06, 2005, p376.
084
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
وعليه يمكن القول أن نظم اإلنذار المبكر عبارة عن القدرة على استيعاب اإلشارات المتعلقة باحتمال
حدوث األزمات ،مما يمكن من اتخاذ التدابير لتجنبها ،وتقوم العملية على رصد وتسجيل اإلشارات
1
التي تشير إلى قرب حدوث أزمة ،مثل:
تعتبر إشارات اإلنذار المبكر مهمة ،حيث من الصعب منع وقوع شيء إن لم يتم التنبؤ باحتمال
وقوعه ،أو من الصعب مواجهة األزمات المالية إن لم يتم االستعداد لها ،كذلك تنبع أهمية نظام
اإلنذار المبكر بأنها تقدم أداة دائمة ومستمرة للتوجيه واإلنذار والتحذير لمتخذي القرار وواضعي
السياسات باحتمال تعرض االقتصاد ألزمة مالية ،فتبين احتماالت حدوثها في وقت مبكر قبل وقوعها
2
التخاذ سياسات واجراءات وقائية عند وقوع األزمة.
وهو ما يوجب اتخاذ الخطوات التنفيذية الالزمة لنظام اإلنذار المبكر لألزمات ،من خالل توفير نظم
االنذار التي تتسم بالكفاءة والفاعلية في تطوير أدوات التحليل ،والتنبؤ باألزمات ،وتوفير القاعدة
المعلوماتية ،وتدريب الكوادر المسؤولة عن إدارة األزمات بشكل مستمر ،واقامة أنظمة اتصال وتنسيق
مع كافة المؤسسات ذات الصلة بمواضيع األزمات المالية في الداخل والخارج ،واقامة أنظمة اتصال
مع المؤسسات االقليمية والدولية من أجل التشاور.
إن نتائج أنظمة اإلنذار المبكر يمكن أن تكون وفق أربع احتماالت وهي:
-التوفيق :حيث يتم رصد إشارات االنذار بوقوع أزمة ،وتقع األزمة فعال.
-الفشل :في هذه الحالة يتم رصد إشارات اإلنذار بوقوع األزمة وتقع األزمة.
.1عز الدين المناصرة ،علم إدارة األزمات االقتصادية العالمية ،مجلة فيالدلفيا الثقافية ،العدد السابع ،0202 ،ص ص.006-005
.2عبد النبي إسماعيل الطوخي ،التنبؤ المبكر باألزمات المالية بإستخدام المؤشرات المالية القائدة ،مؤتمر اقتصاديات األعمال في ظل عالم
متغير ،جامعة العلوم التطبيقية األهلية ،عمان ،األردن.0221 ،
085
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-اإلنذار الكاذب :إذ يتم رصد إشارات اإلنذار بوقوع أزمة ،فيعتقد أن هناك أزمة توشك أن تقع
لكن ال تقع هذه األزمة.
-الرفض الصحيح :حيث ال يتم اإلنذار بوقوع أزمة وبالفعل ال تقع.
ال توجد أزمة في غضون 12شهر توجد أزمة خالل 12شهر البيان
اإلنذار الكاذب التوفيق صدور اإلشارة
الرفض الصريح الفشل عدم صدور أي إشارة
Source: MATTHIEU BUSSIERE, MARCEL FRATZSCHER, TOWARDS A NEW EARLY WARNING SYSTEM OF
FINANCIAL CRISES, EUROPEAN CENTRAL BANK WORKING PAPER NO145, MAY 2002, p 14.
حيث أن األزمة قبل وقوعها بفترة ترسل سلسلة من اإلشارات تنبؤ بإحتمال وقوع أزمة ،فنظام
اإلنذار المبكر باألزمات المالية يرصد مؤشرات األزمات المالية بغرض إعطاء إشارة إلحتمال وقوع
أزمة مالية.
لقد ظهرت كتابات عديدة ودراسات مختلفة سواء من البنك الدولي أو الصندوق النقد الدولي أو
بنك التسويات أو الباحثين االقتصاديين المهتمين بدراسة األزمات المصرفية والمالية ومعرفة أسبابها
وكيفية وضع نظم للتنبؤ بها قبل حدوثها بوقت مبكر ،حتى يمكن اتخاذ اإلجراءات أو السياسات
المضادة لمنع أو تجنب حدوثها أو تقليل الخسائر المترتبة عليها ألدنى مستوى إن لم يكن من الممكن
086
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
وقوع األزمات ،1ويمكن تصنيف الدراسات البحثية التي تسعى للكشف عن مؤشرات اإلنذار المبكر بعد
2
االستقرار المالي ،إلى ثالث فئات منهجية للبحث ،تتمثل في:
-التحليل النوعي : Qualitative analysisحيث يشير هذا المنهج لمقارنة بيانية لديناميات المؤشرات
االقتصادية األساسية في الفترة التي تسبق األزمات المالية مع فترات االستقرار المالي.
-نماذج االقتصاد القياسي : Econometric modelingكمنهجية Probit modelsومنهجية نماذج
تعتمد على االنحدار اللوجستي ،Logit modelsحيث يتم تقييم المؤشرات االقتصادية التي يمكن
االعتماد عليها لتوقع احتمال وقوع أزمات مالية.
-المعايير الالمعلمية : Nonparametric criteriaفي هذه المنهجية يتم تطوير الخصائص العددية
المختلفة التي تسمح بالكشف مقدما عن حالة ضعف االقتصاد الكلي واحتمال وقوعه في أزمة مالية.
.2.1منهج المؤشرات القائدة 3:Leading indicatorsيعتبر المتغير مؤش ار قياديا فاعال إذا تمكن
من الكشف عن السلوك غير الطبيعي قبل حدوث األزمة ،كما ال يعطي إنذار غير صحيح عن اقتراب
وقوع أزمة في األوقات العادية أي حاالت االستقرار ،ويمكن استخدام المؤشرات المالية من قبل متخذي
القرار لتوقع األزمات المالية ،ويمكن تحديدها من خالل مقارنة سلوك متغير معين في فترة ما قبل
األزمة مع سلوكه خالل فترة االستقرار والسكون ،وذلك بخلق نوع من التوازن بين احتمالية عدم التوقع
باألزمات وتخفيض احتمالية إعطاء إنذار غير صحيح عند وجود ضغوطات ،كما يمكن تحديدها
باالعتماد على نماذج االقتصاد القياسي لتحديد المؤشرات التي تثبت أهميتها إحصائيا ،من أجل
استخدامها في تقدير احتمالية وقوع أزمة خالل فترة معينة.
.2.2منهجية استخراج اإلشارات :Signal Extraction4والتي تقوم على متابعة مجموعة من
المؤشرات والتى تتكرر بشكل كبير وتميل للتصرف بسلوك غير عادي يختلف عن طبيعتها قبل حدوث
األزمة على أن يقوم نظام اإلنذار بإعطاء إشارة تعكس احتمال حدوث أزمة.
.1علي عبد الرضا حمودي العميد ،مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ المبكر باألزمات (دراسة تطبيقية -حالة العراق) ،المديرية العامة
لإلحصاء واألبحاث ،البنك المركزي العراقي ،0225 ،ص .21
2
. A. V. Ulyukaev, P. V. Trunin, Application of a signals approach to the development of early
warning indicators of financial instability in the Russian Federation , Studies on Russian
Economic Development ,Volume 19 ,Issue 5, September 2008, p 517.
.3مركز البحوث المالية والمصرفية ،التحديات التي تواجه التنبؤ باألزمات المالية واالقتصادية ،مجلة الدراسات المالية والمصرفية ،المجلد
الثامن ،العدد ،420عمان ،0220 ،ص .00
4
. Mario DEHOVE, CRISES FINANCIÈRES: DEUX OU TROIS CHOSES QUE NOUS SAVONS D’ELLES
« QUE NOUS APPREND L’APPROCHE STATISTIQUE DES CRISES FINANCIÈRES ? », Document de
travail, Conseil d’analyse économique, République Française, Avril 2003, p 12.
087
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
ظهرت منهجية االشارات ألول مرة في أعمال ) ،Kaminsky & Reinhart (1996حيث قاما بتصميم
نظاما لإلنذار المبكر عن األزمات المالية وبالتحديد أزمات العملة ،من خالل القيام بدراسة 26أزمة
عملة في 12بلدا خالل الفترة ،0555-0522وتهدف هذه المنهجية إلى الربط بين مختلف األنواع من
األزمات المالية ،ويتم وضع مؤشرات مركبة يمكن االعتماد عليها في التنبؤ بأن نظام مالي معين في
وضع ما قبل األزمة ،ويمكن اختبار فاعلية منهج اإلشارات على مستوى المؤشرات الفردية باالعتماد
على المصفوفة التالية ،حيث تتم الدراسة على مجموعة من الدول يرمز لها ب ،nخالل الفترة الزمنية
Tوالتي عرفت عدد Pمن األزمات ،ونضع أنفسنا عند اللحظة tونعطي ألنفسنا الفترة الزمنية θوقيمة
مرجعية Sللمتغير ،Xوهي القيمة التي ستستخدم كعتبة.
توجد نسب يمكن االعتماد عليها كمقياس لتقييم منهج اإلشارات وهي:
-نسبة المؤشرات الصحيحة الصادرة من المؤشر إلى الفترة الزمنية التي تم فيها إصدار إشارات
صحيحة = .A/ A+C
-نسبة اإلشارات الخاطئة إلى الخاطئة الممكنة.B/B+D :
-مؤشر الضوضاء = ).B/ (B+D) / A/ (A+C
088
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
خالل سنة 0584أجرى الباحث Zmijewskiدراسة على عينة من المؤسسات األمريكية المدرجة في
السوق المالية ،مكونة من 42مؤسسة مفلسة و 822مؤسسة إصطناعية غير مفلسة ،واعتمد في
نموذجه على ثالث نسب مالية محتملة من واقع التقارير المالية لهذه المؤسسات خالل الفترة من
، 0528-0520وهي العائد على مجموع األصول ،نسبة المديونية ،نسبة التداول ،وقد استخدم النموذج
تحليل بروبيت ،Probit Analysisلتحديد قيمة معامالت التمييز وايجاد العالقة بين المتغيرات
والمتغيرات التابعة ،ذلك باستخدام عتبة محددة لتلك المتغيرات ،حيث تعبر القيم األعلى من هذه العتبة
عن حالة أزمة مالية وتأخذ القيمة ( ،)0بينما تعبر القيم الدنيا عن حالة االستقرار وتأخذ قيمة (،)2
حسب الصيغة التالية:
وبضرب المتغيرات الثابتة والمستقلة بالعدد 0.8018تصبح الصيغة المعدلة كما يلي:
حيث أن:
:X2نسبة المديونية؛
:X3نسبة التداول.
.2.2منهجية نماذج تعتمد على االنحدار اللوجستي :Logit models2لقد تم اقتراح نماذج
االنحدار اللوجيستيكي لتقدير مؤشرات اإلنذار المبكر باألزمات المالية من قبل كل من Demirgüç-
Mulder, ) ، Künt and Detragiache (1998وكل من ) Gonzalez-Hermosillo (1999وكذلك
) ، Perrelli and Rocha (2001و) ، Bussiere and Fratzcher (2002حيث جمع Gonzalez-
.1شعيب شنوف ،التحليل المالي الحديث طبقا للمعايير الدولية لإلبالغ المالي ،IFRSزهران للنشر ،0201 ،ص ص .050-052
2
. DeLisle Worrell , Quantitative Assessment of the Financial Sector: An Integrated Approach, IMF
Working Paper, WP/04/153, August 2004, p 06.
089
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
Hermosilloبين مؤشرات الحيطة الكلية ومتغيرات االقتصاد الكلي ،بينما اعتمد كل من Mulder,
Perrelli and Rochaعلى مؤشرات مستمدة من ميزانيات وحسابات المؤسسات ،أما الدراسات األخرى
فقد اعتمدت على متغيرات االقتصاد الكلي فقط ،باإلضافة إلى تلك الدراسات التي تهدف إلى تصميم
نماذج اختبار احتمال حدوث أزمات مالية مكلفة جدا إذا تمت الدراسة لكل اقتصاد على حدا وهو أمر
نادر نسبيا وأن النماذج القطرية هي الفعالة التسام كل اقتصاد بخصائص معينة ،إذ يصعب عن
طريق منهجية Logitتحديد مؤشرات لألزمات المالية القتصاد معين ،ويتطلب ذلك تطبيق المنهجية
على كل اقتصاد على حدا ،وهو ما يصعب من تطبيق اختبارات فعالة ،وهو ما دفع بإيجاد نماذج
اكثر فعالية من طرف ) Polius and Sahely (2003و Worrell, Cherebin and Polius-Mounsey
) (2001تتمثل في اختبارات لإلفالس للمؤسسات المالية بشكل فردي ،واستعمال النتائج للتنبؤ في حالة
كون بعض المؤسس ات لها تأثير كبير على األسواق المالية والتي يمكن أن تسبب إنتشار تداعيات
األزمة المالية.
ويقوم Logit modelsعلى دراسة أثر مجموعة من المتغيرات االقتصادية والمالية فى احتمال حدوث
أزمة ،ويعطي النموذج احتمال إما ( )2أي تنبؤ باحتمال عدم حدوث أزمة أو ( )0أي تنبؤ باحتمال
حدوث أزمة.
.2التحديات التي تواجه تصميم أنظمة االنذار المبكر باألزمات المالية :تواجه نظم االنذار
المبكر لألزمات المالية صعوبات في تصميمها في ظل موجات التحرير المالي والتكامل المالي بين
1
مختلف األسواق المالية ،وتتمثل هذه الصعوبات في:
-صعوبة الحصول على البيانات بصفة منتظمة؛
-عدم وجود مؤشرات يمكن من خاللها جزم التنبؤ بصورة معينة ،وذلك لوجود متغيرات خارج النموذج
يمكن أن تؤثر على توقعات النموذج مثل األحداث السياسية؛
-نظ ار لسرية بعض البيانات أو عدم توفرها أصال كتلك المتعلقة بحجم عمليات غسيل األموال وقيمة
الديون المتعثر ،فإنه يشكل تحدي أمام الباحثين لتطوير المؤشرات التي يتضمنها نظام االنذار المبكر؛
-وجود تحديات أمام حصر بعض العوامل السياسية واالجتماعية وصعوبة قياسها ،على الرغم من
تأثيرها الكبير على أجهزة اإلنذار المبكر ،باإلضافة إلى تحديات أخرى تتمثل في ديناميكية الظروف
الدولية التي تحيط باألزمات المالية التي وقعت في عقد التسعينيات كانت تحيط بها ظروف ،ولذلك
فإن نظم اإلنذار المبكر المصممة لها ال تصلح لألزمات المالية التي وقعت بعدها؛
.1أمير الفونس عريان حنا ،تصميم نظام لإلنذار المبكر لألزمات االقتصادية في مصر باإلسترشاد باألزمة اآلسيوية والروسية ،أطروحة
دكتوراه (غ منشورة) ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،0225 ،ص ص.000-000
091
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-يعد التحرير المالي وسيلة ضغط على نظم اإلنذار المبكر المصممة ،حيث أن التغيرات المفاجئة في
تدفقات رؤوس األموال تؤدي إلى خلل في نظام اإلنذار المبكر فالبد أن تكون مرونة لتدارك تلك
المتغيرات لهدف رفع كفاءة نظم اإلنذار المبكر المصممة؛
-تعتبر عدم كفاءة األسواق المالية تحديا آخر أمام تصميم أنظمة اإلنذار المبكر ،فمؤشرات البورصة
قد ال تعكس الوجه الحقيقي لبعض القطاعات االقتصادية ،ولذلك فإن المؤشرات المبنية على أساسها
الداخلة في تصميم نظام اإلنذار المبكر تقلل من كفاءتها على التنبؤ.
.2ترابط االقتصادات وانتشار مخاطر عدم االستقرار المالي :لقد وجد صندوق النقد الدولي بعد
األزمة المالية العالمية األخيرة ضرورة لتطوير نظم اإلنذار المبكر ،EWSحيث إقترح أحد الخبراء
1
االقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي جملة من األفكار بخصوص ذلك ،شملت مايلي:
-تطوير مؤشرات ال ينحصر دورها في تحديد المخاطر القطرية فحسب ،إنما يمتد دورها في
توضيح كيفية ترجمة المخاطر القطرية إلى مخاطر نظامية عابرة للحدود؛
-تطوير مؤشرات بالتعاون مع مختلف أجهزة الرقابة المالية في العالم ،والتي يمكن أن توضح
بصفة دقيقة منشأ المخاطر المالية التي تنتشر عبر القطاع المالي؛
-تطوير مؤشرات حول المخاطر التي تنشأ عن تدفقات األصول المالية عبر الحدود واألمر
متعلق كذلك بالنسبة للخصوم المالية.
إن القدرة على رصد وتحليل سالمة االستقرار المالي تفترض وجود مؤشرات للكشف عن سالمة
واستقرار األنظمة المالية ،وتسمى هذه المؤشرات بمؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي،
وفيما يلي شرح لماهيتها.
.1مفهوم مؤشرات الحيطة الكلية :لقد أثار االضطراب المالي في النصف الثاني من التسعينيات
الكثير من التأمالت في طرق تدعيم النظام المالي العالمي ،واثر ذلك طالب من صندوق النقد
الدولي تقييم سالمة النظام المالي في البلدان األعضاء كجزء من عمله اإلشرافي الذي يشتمل
إعداد وسائل تقييم مدى استقرار النظام المالي ،وقد توصل كل من الصندوق النقد والدولي والبنك
الدولي في إطار برنامج مشترك إلى تطوير نظام مراقبة شامل ،يتمثل في نظام مؤشرات الحيطة
الكلية Macro-Prudential Indicators MPIوتشتمل كال من مؤشرات الحيطة الجزئية المجمعة
1
. Takatoshi Kato, Early Warning Systems and Their Role in Surveillance, Deputy Managing Director,
International Monetary Fund At High-Level Seminar, Singapore, 9 February 2010,
https://www.imf.org/external/np/speeches/2010/020910.htm (04/11/2015).
090
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
على سالمة المؤسسات المالية كل على حدا CAMELSومتغيرات االقتصاد الكلي المرتبطة
1
بسالمة النظام المالي.
Source: R.Mink, N.Silva, L’UTILISATION DES COMPTES FINANCIERS POUR L’EVALUATION DE LA STABILITE
FINANCIERE, ORGANISATION DE COOPERATION ET DEVELOPPEMENT ECONOMIQUES, STD/NAES/FA(2003)4,
03 OCT 2003, P 07.
مؤشرات الحيطة الكلية هي مؤشرات تدل على مدى سالمة واستقرار النظام المصرفي ،وتساعد
على تقييم مدى قابلية هذا األخير للتأثر باألزمات المالية واالقتصادية وهي أيضا تعمل كأداة لإلنذار
المبكر في حاالت تعرض الجهاز المصرفي والمالي للخطر 2،من خالل مراقبة ورصد االتجاهات
3
الهيكلية للتوجيه واإلنذار المبكر والتحذير من عدم االستقرار المالي قبل وقوع الحدث.
.2أهمية مؤشرات الحيطة الكلية :تمكن مؤشرات الحيطة الكلية من معرفة مدى سالمة
واستقرار النظام المالي وتساعد على تقييم مدى قابلية القطاع المالي للتأثر باألزمات المالية
واالقتصادية ،وهي أيضا تعمل كأداة لإلنذار المبكر في حاالت تعرض الجهاز المصرفي المالي
4
للخطر ،ولهذه المؤشرات أهميتها لعدة أسباب تتمثل في:
-تسمح بأن يكون التقييم مبنيا على مقاييس موضوعية للسالمة المالية؛
-تساعد على تكريس مبدأ الشفافية واإلفصاح واتاحة المعلومات لزبائن السوق والجمهور؛
-هي مقاييس تسمح بمقارنة األوضاع (من خالل المؤشرات) عبر الدول؛
.1بول هيلبرز وآخرون ،أدوات جديدة لتقييم سالمة النظام المالي ،مجلة التمويل والتنمية ،عدد ،21سبتمبر ،0220ص.50
.2طلفاح أحمد ،مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي ،المعهد العربي للتخطيط ،أبريل ،0225ص.20
.3علي عبد الرضا حمودي العميد ،مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ باألزمات " درسة تطبيقية حال العراق" ،المديرية العامة لإلحصاء
واألبحاث ،البنك المركزي العراقي ،ص.21
.4بول هيلبرز وآخرون ،مرجع سبق ذكره ،ص.50
092
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-تعمل على معيارية النظم المحاسبية واإلحصائية من خالل استخدام نفس المؤشرات التي
تسهل المقارنة ليس وطنيا فقط بل عالميا أيضا؛
-تعمل على كشف مخاطر انتقال عدوى األزمات المالية والعمل على التقليل من حدتها.
.2مكونات مؤشرات الحيطة الكلية :تتضمن مؤشرات الحيطة الكلية MPSكال
1
المؤشرين:
-مؤشرات الحيطة الجزئية المجمعة لسالمة المؤسسات المالية الفردية :وتعتمد مؤشرات الحيطة
الجزئية على ستة 6مؤشرات تجميعية أساسية هي ما يعرف بإطار ) (CAMELSوهي األحرف
األولى من المؤشرات الستة :كفاية رأس المال ) – (Capital adequacyجودة األصول (Assets
) – qualityاإلدارة ( -)Managementالربحية واإليرادات ) -( Earningsالتمويل والسيولة
) -)Liquidityالحساسية لمخاطر السوق ). (Sensitivity to market risk
-متغيرات اإلقتصاد الكلي المرتبطة بسالمة النظام المالي :من بينها بيانات النمو الكلية والنمو في
القطاعات ،اتجاهات ميزان المدفوعات ،مستوى التضخم ودرجة تقلبه ،أسعار الفائدة والصرف
ونمو االئتمان ،وتغير أسعار األوراق المالية والعقارات ،وقابلية األنظمة المالية لإلصابة بعدوى
األزمات.
وغالبا ما تحدث األزمات المالية عندما تشير تلك المؤشرات إلى نقاط ضعف ،وهو ما يعني أن
المؤسسات المالية ضعيفة وتواجه صدمات االقتصاد الكلي.
1
. Paul Hilbers and others, New Tools for Assessing Financial System Soundness, Finance and
development, A quarterly magazine of the IMF, Volume 37, Number 3, September 2000.
093
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
094
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
.1مؤشر التنبؤ باالفالس 1:Z-scoreيعتبر هذا النموذج أفضل قياس الستقرار المصرف ،ألنه
يفيد في معرفة ما إذا كان المصرف سيواجه حالة إعسار مالي ،بينما المؤشرات األخرى تقيس
أساسا مدى مواجهة المصرف لمشكلة السيولة.
2
وتحديد عدد النقاط في العام 0568من قبل أستاذ العلوم المالية في لقد جرى تعريف مفهوم )(Z
جامعة نيويورك ) ،(Edward Altmanباستخدام أسلوب التحليل التمييزي الخطي متعدد المتغيرات
إليجاد أفضل النسب المالية القادرة على التنبؤ بفشل الشركات األمريكية .حيث قام الباحث باستخدام
عينة صغيرة مؤلفة من ( )66شركة صناعية مدرجة في السوق المالية )11( ،شركة فاشلة وأخرى غير
فاشلة مماثلة لها من حيث نوع الصناعة وحجم األصول (تم استثناء الشركات التي يقل مجموع
أصولها عن مليون دوالر أمريكي) ،وللتأكد من دقة تصنيف الشركات تم استخدام تحليل التصنيف
) (Classification Analysisبدقة بلغت في العام األول %54و %52للشركات الفاشلة وغير الفاشلة
على التوالي ،ولكن درجة الدقة تراجعت في السنة الثانية التي سبقت اإلفالس ،حيث انخفضت إلى
%20و %54للشركات الفاشلة وغير الفاشلة على التوالي .وقد أخذ النموذج بعين االعتبار ( )00نسبة
مالية محتملة من واقع التقارير المالية لهذه الشركات خالل الفترة من ( ،)0565 – 0564تم تصنيفها
إلى خمس فئات ،وهي :السيولة ،والربحية ،والرفع المالي ،والقدرة على سداد اإللتزامات قصيرة األجل،
والنشاط ،ووقع االختيار على أفضل خمسة نسب للتنبؤ بالفشل المالي ،ليظهر النموذج حسب الصيغة
3
التالية:
.1حسن بلقاسم غصان ،عبد الكريم أحمد قندوز ،قياس االستقرار المالي للبنوك اإلسالمية والتقليدية في السعودية ،المؤتمر العالمي الثامن
لالقتصاد والتمويل االسالمي النمو المستدام والتنمية االقتصادية الشاملة من المنظور االسالمي ،الدوحة ،قطر ،من 08إلى 02ديسمبر
،0200ص .28
.2فهمي مصطفى الشيخ ،التحليل المالي ،رام اهلل ،فلسطين ،0228 ،ص ص .80-80
3
. See more: http://www.investopedia.com/terms/a/altman.asp.
095
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
وكلما ارتفعت قيمة ) ،(Zفإنها تشير إلى سالمة المركز المالي للمؤسسة ،بينما تدل القيمة المتدنية
على احتمال الفشل المالي .وبموجب هذا النموذج يمكن تصنيف المؤسسات محل الدراسة إلى ثالث
فئات وفقا لقدرتها على االستمرار ،وهذه الفئات هي:
إذا كانت 0.8 < Z-Scoreفهذا يعني أن المصرف معرض لإلفالس. -
إذا كانت 1 > Z-Scoreفهذا يعني أن المصرف غير معرض لإلفالس. -
1 < Z-Score < 0.8صعب إعطاء قرار حاسم بشأنها والتي تحتاج إلى دراسة تفصيلية -
ويطلق عليها المنطقة الرمادية.
.2تحديد القيمة المعرضة للمخاطر Value at Risk –VAR-1
تعتمد طريقة قياس القيمة المعرضة للمخاطر VARعلى حساب أقصى قيمة للخسائر التي يتوقع
أن يتحملها المصرف للمحافظ التي بحوزته في ظل الظروف الطبيعية خالل فترة زمنية معينة بسبب
التعرض لمخاطر أسعار العائد ،وذلك في ظل درجة ثقة معينة ،وتطبق هذه الطريقة بصفة أساسية
على األصول المحتفظ بها لغرض المتاجرة ،حيث تكون النية لدى المصرف هو المتاجرة في المراكز
لديه على أساس يومي ،ويمكن حساب القيمة المعرضة للمخاطر VARباستخدام أحد الطرق الثالث
التالية:
لتقييم سالمة المصارف تقييما سليما ،يتم إخضاعها الختبارات للقدرة على تحمل الضغوط تؤدي
عمليات افتراضية لقياس أدائها في ظل سيناريوهات اقتصادية كلية ومالية بالغة الشدة -مثل حدوث
ركود حاد أو جفاف أسواق التمويل.
.1البنك المركزي المصري ،مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ،2ورقة للمناقشة،
قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل ، 2ص ص .04-01
096
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
اختبار االجهاد المالي هو مجموعة من االختبارات على شكل سيناريوهات بهدف الوصول إلى
مدى مرونة القطاع المصرفي في تحمل الصدمات والهزات االقتصادية بجانب مدى قدرته على تحمل
ومواجهة المخاطر المتعلقة باالئتمان والديون السيادية في ظل ظروف معينة وخالل فترة زمنية معينة.
وتعتبر اختبارات االجهاد المالي أداة مهمة في عملية إدارة المخاطر لدى المصارف التجارية ،وقد
ازدادت أهميتها في ظل األزمة المالية واالقتصادية العالمية والتي بدأت أول بوادرها في الواليات
المتحدة األمريكية سنة ،0222ولعل أحد أبرز أهداف هذا النوع من االختبارات هو تنبيه السلطات
الرقابية وادارات المصارف لما يمكن أن تسببه األحداث السلبية غير المتوقعة المرتبطة بالعديد من
المخاطر وتزويد اإلدارات بمؤشرات عن حجم رأس المال المطلوب لمواجهة الخسائر المحتملة التي قد
تكون ناتجة عن الصدمات المالية الكبيرة ،إضافة إلى أن هذه االختبارات تعتبر مكملة للطرق واألدوات
1
األخرى المستخدمة في إدارة المخاطر في المصارف التجارية.
2
.2.2أنواع اختبارات االجهاد المالي
.2.2.1السيناريوهات ذات المتغير الواحد :Single – Factor Shocksباستخدام هذا المنهج
يتم دراسة تأثير كل متغير على حده على الوضع المالي للمصرف مع افتراض ثبات المتغيرات
األخرى ،وذلك بهدف تقييم مدى حساسية الوضع المالي للبنك لمتغير معين والمقارنة مع الحساسية
للمتغيرات أخرى.
.2.2.2السيناريوهات ذات المتغيرات المتعددة :Multi-Factor Scenariosيهدف هذا
النوع من اختبارات األوضاع الضاغطة إلى تقييم تأثير عدة متغيرات مجتمعة تتعلق بالمخاطر
المختلفة التي تواجه المصرف على وضعه المالي.
.2.2التقنيات األساسية الختبارات االجهاد المالي :توجد طريقتان إلجراء اختبار االجهاد المالي
للمصارف ،بهدف تقييم أثر وقوع حدث جوهري في متغيرات االقتصاد الكلي على كل من ربحية
3
المصارف ورؤوس أموالها ،تتمثل في:
.2.2.1تحليل الحساسية :Sensitivity Analysisيمثل ھذا النوع الشكل المبسط من
اختبارات االجهاد ،حيث يتم بموجب هذه االختبارات تقييم أثر تطبيق تغير ما لمتغير واحد على
.1أسعد حميد العلي ،إدارة المصارف التجارية –مدخل إدارة المخاطر ،-الذاكرة للنشر والتوزيع ،عمان ،0201 ،ص.088
.2محمد عمايره ،اختبارات االوضاع الضاغطة ،Stress Testingالملتقى االقتصادي العربي االول الدارة المخاطر في المؤسسات المالية
والمصرفية 8 ،أغسطس ،0205عمان ،األردن ،ص.25
.البنك المركزي المصري ،مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ،2ورقة للمناقشة،
3
097
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
الوضع المالي للبنك مع بقاء كافة المتغيرات األخرى ثابتة .تساعد هذه االختبارات على إمداد
المصرف بتقييم مبدئي وسريع لمدى حساسية محفظة المصرف لمعامل مخاطر ما Risk Factor
وتحديد أوجه تركز المخاطر بها.
.2.2.2تحليل السيناريوهات :Scenario Analysisتعد هذه االختبارات أكثر تعقيدا من
اختبارات الحساسية حيث يتم من خاللها تطبيق عدة تغيرات غير مواتية على عدة متغيرات في ذات
الوقت بناء على مجموعة من االفتراضات والتي تشمل عادة ما يلي:
-تغيرات جوهرية في المعدل العام ألسعار العائد؛
-تغيرات في العالقة بين معدالت أسعار العائد في األسواق الرئيسية المختلفة (مخاطر
األساس)؛
-تغيرات في انحدار وشكل منحنى العائد.
.2.2انتقادات اختبار االجهاد المالي
1
من أبرز االنتقادات الموجهة الختبار االجهاد المالي:
-أنها غير معمقة خصوصا تلك التي طبقت على المصارف األوروبية ،حيث يرى بعض
المحللين عدم شمول هذا االختبار إلمكانية عجز الدولة عن تسديد ديونها ،وأبرز مثال عن
ذلك هو تعرض االقتصاد اليوناني إلى حالة من عدم القدرة على سداد سنداتها ،أو قد يتمثل
ذلك بوصول عجز الموازنة للدولة إلى مستويات غير مقبولة وهو األمر الذي قد يؤدي إلى
خفض التصنيف االئتماني لتلك الدول ومسببا بذلك حالة من إنعدام الثقة؛
-عدم وجود معايير محددة الختيار المصارف التي يجرى عليها اختبار االجهاد ،على سبيل
المثال إشتمل االختبار الذي أجري بمشاركة كال من لجنة اإلشراف المصرفي األوروبي
بالتعاون مع البنك المركزي األوروبي ،إلى جانب سلطات اإلشراف المحلي بكل دولة من
االتحاد األوروبي على 50مصرفا ،وذلك باختبار كل مصرف على حدى في 02دولة من
األعضاء في االتحاد األوروبي البالغ عددهم 02دولة ،وكان معيار اختبار هذه المصارف
يعتمد على قيمة أصولها ،بحيث تمثل بمجموعها %52من القيمة االجمالية ألصول القطاع
المصرفي في تلك الدول ،ولذلك تم وصف اختبار االجهاد المالي من قبل رئيس مركز
دراسات السياسة األوروبية دانيال غروس بأنها ذات فائدة متدنية ،وذلك بسبب محدوديتها في
تقديم أية أفكار جديدة لمعالجة المشاكل التي تواجهها القطاعات المصرفية.
098
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
1
.2نظام التقييم CRAFTE
يعتبر نظام التقييم CRAFTEأحد النظم الحديثة في تقييم اداء المصارف ،يعتمد على عدة عناصر
مهمة حروفها االولى تشير الى الكلمة ،CRAFTEكل حرف يشير الى عنصر مختلف وهو يحدد
التقييم ودرجة المخاطر والجودة الكلية للبنوك من خالل عناصرها الستة التي تشير إلى:
.1صالح الدين محمد أمين اإلمام ،صادق راشد الشمري ،تفعيل أنظمة الرقابة المصرفية وتطويرها وفق المعايير الدولية –نظام CRAFTE
نموذجا ،-مجلة االدارة واالقتصاد ،العدد ،0200 ،52ص ص.168-164
099
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تقييم تصنيف الموجودات وتخصيص مخصصات كافية لها .Allocating sufficient provisions -
capital and – .2.2الرافعة المالية وادارة رأس المال والسيولة Financial Leverage
لرفعة المالية المقصود بها استخدام الشركة للمديونية في هيكل تمويلها أي بمعنى
:Liquidityا ا
استخدام القروض المالية للشركة ويترتب على استخدام القروض التزام ثابت يتمثل بالفوائد على
القروض وهي تكاليف واجبة الدفع.
ومنهم من يعرف الرفع المالي :على أنه توليفة من أموال المالك والدائنين ،أما المصارف فإن
رافعتها المالية دائماً مرتفعة ألنها تعمل بالودائع من خالل حصول البنك على قرض لزيادة الربح يشار
له بأنه الرافعة المالية للمصرف Financial Leverageوهو يقاس بنسبة القروض الى حق الملكية،
وتعتبر الرافعة المالية مؤشر للمخاطر التي تواجه المصارف عند أي طلب على الودائع فجائي ،كذلك
على المصارف أن تأخذ باالعتبار المؤشرات والمعايير الضرورية للمحافظة على سيولة كافية ،هذه
المعايير هي:
تحديد حدود الرافعة؛ -
تبني المقاييس للمسؤولية المالية في التعامل مع السيولة الكافية؛ -
-ضمان المقدرة لزيادة رأس المال عند الضرورة ،والمحافظة على نسبة سيولة كافية تعتبر سياسة
احتجاز األرباح تعتبر سياسة مالئمة لغرض التوسع في زيادة نسبة رأس المال بدال من
االقتراض.
.2.2الشفافية :Transparencyحيث تعد الشفافية المهمة األساسية للمصرف وهي تعتبر
المسؤولية األساسية في جزء من إدارته.
.2.2الربحية :Earningتحقيق الربح يعكس األداء السليم إلدارة المصرف وبخاصة في بناء تشكيلة
متنوعة من قنوات وموجودات االستثمار التي تحدد التعرض للمخاطر وتزيد الربحية ،ويمكن تحقيق
هذا من خالل اآلتي:
-إدارة موجودات سليمة Sound asset management؛
-إيرادات عالية ومستقرة High and stable revenues؛
-تنويع اإليرادات .Diversification of revenue
211
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
المبحث الثالث :المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية
لقد كشفت األزمة المالية العالمية األخيرة عن ضعف النظام المالي العالمي وهو ما أدى إلى
ضرورة إصالح عيوب القطاع المصرفي من خالل اإللتزام بالحوكمة أين تلعب المصارف المركزية
دو ار أساسيا في تعزيز االستقرار المالي ،وكذلك من خالل تعزيز دور األطراف األساسية المسؤولة عن
إدارة المخاطر في إطار الحوكمة.
المطلب األول :تصحيح عيوب النظام المالي لتفادي تكرار األزمات المالية
يعتبر ضعف النظام المالي في االقتصاديات المعاصرة أحد العناصر الهامة التي ساهمت وبقدر
كبير في حدوث أسوأ األزمات العالمية ،ابتداءا بأزمة الكساد الكبير ،حيث كان تصميم التنظيم المالي
مشوبا بالضعف ،وغير عملي وافتقر إلى االتساق عبر المؤسسات وقطاعات السوق ،باإلضافة إلى
عدم اتساقه على مستوى البلدان ،وبرز هذا الضعف أكثر خالل األزمة المالية العالمية األخيرة حيث
بدأ التركيز منذ سنة 0225على إصالح النظام المالي من خالل وضع جدول أعمال السياسة
االقتصادية لقادة مجموعة العشرين* لالقتصاديات المتقدمة واقتصاديات األسواق الناشئة ،من أجل
المساهمة ومحاولة التصدي للمخاطر على مستوى النظام بأكمله ،والتي كشفت عنها األزمة ،ودرء
1
انتشار تداعياتها إلى المؤسسات والبلدان األخرى ،والى االقتصاد الحقيقي.
* .تتألف مجموعة العشرين من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في 05بلدا :األرجنتين /أستراليا /الب ارزيل /كندا /الصين /فرنـسا /
المانيـا /الهنـد /اندونيسيا /ايطاليا /اليابان /المكسيك /روسيا /المملكة العربية الـسعودية /جنوب أفريقيا /جنوب كوريا /تركيا /المملكة
المتحـدة /الواليـات المتحـدة األمريكية ،واإلتحاد األوروبي هو العضو العشرين المكمل للمجموعة ،وتمثلـه رئاسـة المجلس الدائري والبنك المركزي
األوروبي ،تهدف المجموعة إلى الجمع بين األنظمة اإلقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التى تتسم باألهمية والتنظـيم لمناقـشة القـضايا
الرئيسية المرتبطة باإلقتصاد العالمي.
.1لو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،إصالح عيوب النظام المالي ،مجلة التمويل والتنمية ،يونيو ،0200ص.04
210
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تعتبر عملية فهم المصادر التي نشأت عنها المخاطر عامال أساسيا في القدرة على استعادة
االستقرار ،حيث كشفت األزمة المالية 0222عن أوجه الضعف ،ولقد أشار التحليل الصادر عن
1
صندوق النقد الدولي إلى إخفاقات على ثالثة مستويات مختلفة:
-ضعف تجهيز األنظمة المالية بما يتيح لها باكتشاف تركزات المخاطر والحوافز المعيبة وراء طفرة
االبتكارات المالية ،حيث عجز كال من االنضباط السوقي والعمل التنظيمي على احتواء المخاطر
الناجمة عن سرعة االبتكار وزيادة الرفع المالي ،والتي ظلت تتراكم لسنوات طويلة؛
-عدم االهتمام الكافي من قبل صانعي السياسات بتنامي االختالالت االقتصادية الكلية ،والتي
ساهمت في تراكم المخاطر النظامية في القطاع المالي وفي سوق العقار ،حيث ركزت المصارف
المركزية باألساس على التضخم ،وليس على المخاطر المصاحبة الرتفاع أسعار األصول وتزايد
الرفع المالي ،وكانت األجهزة الرقابية تركز على القطاع المصرفي الرسمي مهملة المخاطر
المتزايدة في القطاع المالي الذي يعمل في الظل (صيرفة الظل)؛
-ضعف التنسيق والتعاون الدولي ،ولقد كشفت األزمة عن ذلك حيث ظل إشراف كل من صندوق
النقد الدولي ومنتدى االستقرار المالي ضعيفا وغير كامل ،وكان ذلك إلى حد كبير بسبب نقص
الركائز األساسية التي تعتمد عليها مؤسسات اإلشراف الفعال المنتظم على االقتصاديات المتقدمة
2
المهمة.
.2العوامل المطلوبة لتصحيح عيوب النظام المالي
حيث من المهم جدا إصالح النظام المالي وتحسين توفير السيولة ،حيث تعتبر عدم كفاية التنظيم
المالي أحد العوامل الرئيسية المساهمة في عدم االستقرار المالي وحدوث األزمات المالية ،وهو ما دفع
بصندوق النقد الدولي إلى تفحص مجاالت عديدة تتطلب االعتناء بها لمنع األزمات التي تهدد
3
النظام:
-محيط التنظيم ،أو ما هي المؤسسات والممارسات التي ينبغي أن تكون موضع إشراف القائمين
على التنظيم؛
.نشرة صندوق النقد الدولي ،صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية 6 ،مارس .0225
1
212
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-مسايرة االتجاهات الدورية ،ميل بعض الممارسات التنظيمية وممارسات نشاط األعمال إلى
تضخيم دورة األعمال؛
-فجوات المعلومات بشأن المخاطر وأماكن توزيعها في النظام المالي؛
-العمل على تجانس السياسات التنظيمية واألطر القانونية لتعزيز االشراف المنسق والبت في أمور
المؤسسات واألسواق التي تعمل عبر الحدود؛
-توفير السيولة لألسواق لكفاية التدفق السلس لألموال من أجل االستثمار واإلبالغ الفعال للسياسة
النقدية.
.2.1توسيع الحدود التنظيمية :1يجب توسيع محيط التنظيم ليشمل المؤسسات واألسواق التي
كانت خارج نطاق التنظيم ،والتي تخرج في بعض األحيان عن مجال اكتشاف القائمين على التنظيم
واإلشراف ،ولقد تمكنت بعض هذه الكيانات من الحصول على ديون قصيرة األجل لالستثمار في
أصول أطول أجال وزيادة قدرتها على تعزيز الفاعلية المالية باالستدانة إلى درجة هددت االستقرار
المالي عندما طالبت هذه الجهات المقدمة الديون قصيرة األجل بأموالها بيد أن تغطية جميع الوسطاء
الماليين غير ضرورية وقد تحد من الفوائد التي يوفرها البعض منهم لالقتصاد (مثل االبتكار والتحويل
الكفء لألموال) ،وتشمل األنشطة أو الكيانات غير الخاضعة للتنظيم التي ينبغي وضعها داخل
المحيط الجديد فيما يلي:
المؤسسات التي تعتبر طرفا مقابال في تحويالت المخاطر من القطاعات الخاضعة للتنظيم ،حيث -
يجب أن يستهدف التنظيم الجديد الكيانات الخارجة عن الميزانية العمومية ،مثل أدوات االستثمار
المهيكل التي يمكن استخدامها في االستحواذ على أصول محفوفة بالمخاطر من المصارف أو
الشركات األخرى الخاضعة للتنظيم.
شركات االستثمار التي تستخدم االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية والتي تميل إلى تضخيم -
عمليات االنخفاض الحلزوني ألسعار األصول عندما تكون في حاجة إلى تسدد ما استدانته
لتحقيق الفاعلية المالية ،أي بيع األصول قبل أوانها لتقيل اعتمادها على الديون عندما تعتبر
االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية مفرطة.
.2.2الحد من مسايرة االتجاهات الدورية في العمل التنظيمي والمحاسبي :حيث يتعين توقع
حدوث دورات إقتصادية ،غير أن بعض الممارسات التنظيمية والمؤسسية قد تزيد من حدة التحركات
الدورية ،وقد تتفاوت هذه الممارسات من تنظيمات رأس المال وقواعد رصد مخصصات االحتياطي
للبنوك في إدارة المخاطر وممارسات التعويض في الكثير من المؤسسات المالية ،ويتمثل التحدي الذي
يواجه التنظيم التحوطي في إزالة العناصر المسايرة لالتجاهات الدورية بدون إبطال مفعول صنع
.1الو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،ما الذي يتعين علينا عمله؟ ،مجلة التمويل والتنمية :العالم يواجه أزمة ،المجلد ،46العدد ،20مارس ،0225
ص ص.04-01
213
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
الق اررات المستندة إلى المخاطر داخل المؤسسات المالية ،وعالوة على ذلك ينبغي أن يكون أي تحرك
إلضافة تنظيمات تشترط رأس مالي إضافي تدريجيا لتجنب إلحاق المزيد من الضرر بالنظام المالي.
1
ومن بين سمات النظام المالي المسايرة لالتجهات الدورية:
-تنظيم رأس المال :حيث يقتضي األمر أن تزداد اشتراطات رأس المال (األموال المطلوب من
المؤسسات االحتفاظ بها الستيعاب الخسائر) في حاالت االنكماش االقتصادي وأن تنخفض في
حاالت االنتعاش ،وهناك طرق عديدة للقيام بذلك واحدى الطرق البسيطة تتمثل في جعل
اشتراطات رأس المال مضادة للتقلبات الدورية ،حيث يرتفع مبلغ رأس المال المطلوب لدعم مستوى
معين من األصول أثناء فترات االزدهار وينخفض أثناء األزمات االقتصادية.
-االستدانة :قد أبرزت األزمة دور االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية ،فمن ناحية المبدأ ينبغي
الشتراطات رأس المال المرجح بالمخاطر التي تطالب برؤوس أموال لألصول األكثر خطر أكبر
مما تطالب به األصول األقل خط ار أن تحد من االستدانة المفرطة لتحقيق الفاعلية المالية ،غير
أنه قد يكون من المفيد أيضا أن تطبق نسبة مئوية قصوى لهذه االستدانة ،مثل رأس مال مرتفع
النوعية مقسوما على إجمالي األصول بما في ذلك الكيانات الخارجة عن الميزانية العمومية ،كأداة
بسيطة نسبيا للحد من االستدانة العامة لتحقيق الفاعلية المالية في المؤسسات المالية أثناء
االنتعاش.
-طرائق المحاسبة بالقيمة العادلة :على الرغم من أن تقييم األصول باستخدام األسعار السوقية
الراهنة تستخدم كمقياس أداء جيد في معظم الحاالت ،إال أن طريقة المحاسبة بالقيمة العادلة يمكن
أن تعمل في فترات التخفيف من االستدانة على زيادة حدة عمليات الهبوط الحلزوني في األسعار،
فإذا ما تعين على شركة ما أن تبيع أصل ما بسعر منخفض ،فقد يتعين على شركات أخرى أن
تقيم األصول المماثلة بنفس السعر المنخفض ،وهو ما قد يدفع الشركات األخرى على البيع،
وبخاصة إذا ما كان لديها قواعد تمنع االحتفاظ بأصول منخفضة القيمة ،ومن ثم فإنه ينبغي أن
تسمح قواعد المحاسبة للشركات المالية التي لديها أصول متداولة بأن تخصص " احتياطيات تقييم"
تنمو لكي تعكس التقييمات المبالغ فيها أثناء االنتعاش وتعمل كواق من أي انتكاسات نحو القيم
األدنى أثناء االنكماش ،وبالمثل فإن قيم األصول المستخدمة كرهونات مثل المنازل تميل أيضا
إلى التحرك مع الدورة ،ويتطلب األمر مساحة أكبر في سجل قواعد المحاسبة للسماح باإلبالغ عن
تقييمات محافظة بدرجة أكبر ،استنادا إلى مؤشرات تتطلع للمستقبل وقابلة للقياس.
.1الو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،ما الذي يتعين علينا عمله؟ ،مرجع سبق ذكره ،ص.04
214
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-تمويل السيولة :أي قدرة المؤسسات المالية على الحصول على أموال من أجل اإلقراض ،وتميل
األموال إلى أن تكون أكثر وفرة أثناء االنتعاش وأقل وفرة أثناء االنكماش ،ويتمثل خط الدفاع
األول لكفالة توافر األموال المطرد في وجود تقنيات مدعمة إلدارة مخاطر السيولة في المؤسسات
المالية ،وينبغي تشجيع المؤسسات على االعتماد على أشكال التمويل أقل تقلبا مثل ودائع التجزئة
وليس على تمويل الجملة قصير األجل ،وقد يكون تحديد اشتراطات إضافية لرأس المال مستندة
إلى المخاطر أو فرض نوع ما من الرسوم بمثابة طرائق كفئة إلعادة تسعير السيولة ،كما يمكن
النظر في أداة تتطلب من المصارف االحتفاظ بحد أدنى من األصول السائلة المرتفعة الجودة.
.2.2معالجة قضايا االنضباط السوقي وفجوة المعلومات 1:حيث يالحظ في كثير من الحاالت أن
المعلومات الالزمة لرصد المخاطر النظامية إما لم يتم جمعها أو لم يتم تحليلها مع أخذ المخاطر
النظامية بعين االعتبار ،وخاصة البيانات المطلوبة لدراسة الروابط النظامية (وهي دراسة تقتضي
الحصول على معلومات عن حجم انكشاف كل مؤسسة للمخاطر الناشئة عن المؤسسات األخرى)،
غير أن هناك عقبات قانونية تعيق جمع هذه المعلومات من مختلف أنواع المؤسسات داخل كل بلد
وعبر الحدود ،باإلضافة إلى بعض المصاعب الفنية التي ينطوي عليها جمع هذه البيانات وقياس
مواطن االنكشاف قياسا مقننا ،ومن الضروري ايجاد اتساق في ابالغ البيانات واستخدام التعاريف
فضال على زيادة تبادل المعلومات بين مناطق االختصاص المختلفة ،حتى يتسنى بدأ التقدم وتالفي
حدوث المشاكل التي تؤدي إلى عدم االستقرار المالي.
ومن الضروري أيضا 2تحسين جودة المعلومات المتاحة عن االنكشافات خارج الميزانية العمومية
والمعامالت خارج السوق الرسمية ،وزيادة الشفافية في تقييم األدوات المالية المركبة ،وهو ما يتيح
لألجهزة التنظيمية فرصة تجميع المخاطر التي تهدد النظام بأسره ووضع تقييمات لها ،وسوف تؤدي
هذه التدابير أيضا إلى تعزيز االنضباط السوقي.
ففي الوقت الذي تضخمت فيه فقاعة المضاربة عام 0222ثم انفجارها ،تزايدت مخاطر العجز عن
السداد ،وشكل عدم تماثل المعلومات نتيجة عن االبتكارات المالية من خالل الشك حول نوعية هذه
3
المنتجات ،وخاصة في أربع مجاالت رئيسية تتمثل في:
-بيانات عن الميزانيات اإلقطاعية :حيث يتطلب األمر تحسين مدى توافر البيانات عن
األصول وااللتزامات الخاصة بقطاعات المؤسسات المالية غير المصرفية ،والشركات غير
.1صندوق النقد الدولي ،تقرير االستقرار المالي العالمي ،ملخص واف ،ابريل ،0225ص.04
.2نشرة صندوق النقد الدولي ،صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية 6 ،مارس .0225
.3آدلهايد بورجي-شميلز ،بيانات من أجل االنقاذ –لماذا ستصبح المعلومات اإلحصائية المفتاح الرئيسي لتفادي األزمات في المستقبل،
مجلة التمويل والتنمية ،مارس ،0225ص.11
215
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
المالية والقطاعات العائلية ،حيث كشفت األزمة المالية العالمية عن ضرورة استيعاب األنشطة
في شرائح من القطاع المالي مازالت عمليات اإلبالغ عن البيانات فيها غير واضحة وربما
تحدث فيها مخاطر كبيرة ،كما يتطلب األمر توضيح واظهار القطاع العام بما في ذلك
المصارف المركزية للتكلفة الناشئة عن تصدي األزمة بشكل شفاف واإلبالغ عنها على أساس
إجمالي وصافي.
-إطار التحويل النهائي للمخاطر :حيث أبرزت األزمة المالية مختلف التعقيدات الموجودة في
تحليل هامش المخاطر وتحويل المخاطر والتوصل إلى تحديد الدين القائم ،وتتضمن القضايا
المعنية استيعاب نشاط المؤسسات ذات األغراض الخاصة والعمليات التي تتم خارج الميزانية
وتقدير تحويل المخاطر من خالل أدوات مثل مبادلة التعثر االئتماني CDSوالمشتقات ،هذا
باإلضافة إلى أن المنتجات المهيكلة مثل التزامات الديون المضمونة واألوراق المالية المدعومة
باألصول ABSتخفي المكان من النظام الذي تكمن فيه المخاطر.
-بيانات لرصد التطورات في أسواق العقارات :حيث تعتبر التغي ارت في أسعار العقارات
وأسواقها وأثرها على السلوك االقتصادي لألسر والمؤسسات المالية من األمور المحورية في
التطورات االقتصادية في كثير من البلدان ،وعلى الرغم من ازدياد أهمية هذا السوق في كثير
من الدول إال أن المعلومات عنه لم تكن تامة بالنسبة ألغلبها.
-االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية والسيولة :حيث أظهرت األزمة المالية العالمية التوسع
الكبير في اإلستدانة لتحقيق الفاعلية المالية ،والذي تزايد في النظام االقتصادي وفصل النشاط
المالي عبر الحدود عن النشاط الحقيقي للبلدان المتقدمة ،كما برزت مخاطر السيولة حيث
كان هناك تفضيل دائم ألجل االستحقاق األصلي باعتباره مقياسا لالستحقاق ،لكن األمر
يتطلب اهتمام أكبر بباقي مقاييس االستحقاق مع تحديد أكثر وضوحا لمخاطر تمديد اآلجال.
.2.2تحسين التنسيق عبر الحدود 1:حيث أن االشراف على المؤسسات المالية ذات الشأن عالميا
واقليميا لم ينفذ بطريقة تسمح بالتصدي للمخاطر النظامية والعالمية المتصلة بهذه األزمة بشكل
سلس .إن إفالس المصرف االستثماري الدولي ليمان براذرز ،وعدم مالءة ثالثة بنوك من
ايسلندا ،وتهاوي عمالق التأمينات الدولي ،AIGكلها وقائع لسوء التنسيق الذي أضر بالثقة في
األسواق المالية وبأدائها وقد قوضت مصاعب التنازل عن المصالح الوطنية (وغير ذلك من
القيود الهيكلية والسياسية والثقافية والقانونية) من االشراف الفعال على المجموعات المالية.
ويتعين على صناع السياسات والسياسيين في البلدان التي تعمل فيها المؤسسات المالية
المتعددة األنشطة أن يعملوا معا على معالجة مواطن التنافر في األطر القانونية الوطنية التي
216
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
أصبحت جلية في االخفاقات المصرفية الحالية ،وخالل األزمة أحيانا ما يعمل عدم اتساق تدفقات
المعلومات عبر الحدود والتعاون فيما بين الجهات التنظيمية على تثبيط عمليات الحل .لقد كانت
المعلومات عن التعرض للمخاطر عبر الحدود غير مكتملة ولم تكن الصالت النظامية فيما بين
المؤسسات المالية موضع تقدير كاف ،ويجب على الجهات التنظيمية واإلشرافية أن تبث في أي
المعلومات التي يعتبر جمعها وابالغها ضروريا ،مع األخذ بعين االعتبار بوثاقة صلتها
باالستقرار النظامي.
.2.2توفير السيولة لألسواق 1:لقد أسفرت األزمة المالية العالمية عن وفرة في الطرق لتوفير
السيولة لألسواق ،وقد وسعت المصارف المركزية من عدد األطراف المقابلة ،وزادت من أنواع
الرهونات التي تقبها وأطالت فترة استحقاق دعم السيولة ،وفي بعض الحاالت تم إدخال العمل
بتسهيالت جديدة ،وعلى الرغم من أن هذه اإلجراءات ساعدت على تلبية الطلب المتزايد على
السيولة ،فإنها عجزت على اإلبقاء على األسواق مستمرة في عملها ،وذلك إلى حد ما ألنها لم
تقضي على عدم تيقن الطرف المقابل الذي يسود األسواق المالية.
ونظ ار ألن آليات إبالغ السياسة النقدية كانت أقل جدارة بالتعويل عليها ،كان على المصارف
المركزية أن تكرس اهتمامها لتقرير الكيفية التي يمكن أن تدعم بها الوساطة أثناء فترات تصحيح
الميزانية العمومية للبنك ،وثمة أنشطة من قبيل مقايضات األصول للتخفيف عن الميزانية العمومية
للبنك بصفة مؤقتة للسماح للبنوك بتقديم قروض أخرى يمكن أن تعمل على دعم المصارف مباشرة،
للمصارف المركزية في توفير االئتمان والتدابير شبه المالية (مثل استخدام الميزانيات العمومية
لمقترضين معنيين) تساعد على اإلبقاء وعلى استمرار أسواق االئتمان في عملها ،ولكن يمكن أن تكون
لها آثار ضارة إذا ما استخدمت لفترات زمنية طويلة.
واألهم من ذلك ،يمكن أن تشمل الطرائق الجديدة المستخدمة إلتاحة السيولة في حاالت الطوارئ
وتوفير الوساطة إلى المقترضين المحتاجين مفهوما ما عن كيفية وقف استخدام تلك الطرائق مع عودة
الظروف إلى وضعها الطبيعي.
تدور المناقشات في كثير من المحافل الدولية حول إعادة تصميم األطر التنظيمية لتجنب حدوث
أزمات في المستقبل ،فباال ضافة إلى حتمية إعادة هيكلة التنظيم ،فإن من المهم أيضا أال تغيب عن
األذهان الحاجة إلى تقوية قدرة الجهات اإلشرافية واستعدادها فيما يتعلق بإنفاذ هذه التنظيمات في
217
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
الوقت المناسب وبطريقة لها مصداقيتها ،وسيحتاج ذلك إلى كفالة استقالل التنفيذ وكفاية الموارد
المتاح ة لوكاالت اإلشراف ،وستستغرق إعادة هيكلة القواعد التنظيمية وقتا ،ولكن قوة الدفع للتحرك في
هذه االتجاهات التي تم مناقشتها للتو متينة ،وحالما تستطيع األسواق أن تدرك الوجهة التي تتخذها
1
التنظيمات الجديدة ،يستطيع المستثمرون أن يسارعوا بالنظر في البيئة الجديدة.
وكانت الفكرة المشتركة هي أن األمر يقتضي إستعادة التوازن بين التنظيم وحرية العمل لمصلحة
التنظيم الرشيد لمواجهة التقلبات الدورية ،والذي يتسم بالشمول في تغطيته للمؤسسات ويالعالمية في
2
مداه واتساقه ،وتتمثل أهم اقتراحات اإلصالح في:
تحسين الحوافز التي تساعد على التحمل الرشيد للمخاطر من خالل خطوات مثل إصالح -
التعويضات واألجور ،والتقاسم األكبر للمخاطر من جانب منشىء القروض واألوراق؛
وضع تنظيم أكثر تشددا لرأس المال ،مع وضع حدود أكثر صرامة على االستدانة لتحقيق -
الفاعلية المالية والمثبتات الكامنة لمنع مسايرة االتجاهات الدورية وتكدس فقاعات األصول؛
ضرورة إقامة نظام مالي عالمي جديد يرتكز على مبادئ الشفافية والمسؤولية والممارسة المصرفية -
القوية والسليمة ،والتعاون بين مختلف دول العالم ،بحيث يشمل هذا النظام شبكة إنذار مبكر وآلية
للوقاية من األزمات يستفيد منها جميع دول العالم؛
توجيه أكبر قدر ممكن من االنتباه واالهتمام نحو اإلشراف على السيولة ومخاطر التمويل؛ -
وضع آليات أفضل لإلشراف على المؤسسات المالية الكبيرة الممتدة عبر الحدود المركبة؛ -
مد نطاق التنظيم المالي لضمان التنظيم السليم لجميع المؤسسات الهامة؛ -
تحسين الشفافية وتخفيض المخاطر النظامية المصاحبة للمشتقات واألدوات المالية المعقدة من -
خالل االعتماد بدرجة أكبر على التبادل النقدي أو من خالل وسائل التبادل االلكترونية بدال من
معامالت المشتقات خارج البورصة؛
ضمان أن تفي هيئات التصنيف االئتماني بأعلى المعايير مع تجنب تضارب المصالح. -
المطلب الثاني :دور المصارف المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي
نظ ار للدور الهام للقطاع المصرفي في االقتصاد القومي ألي دولة ،فإن أي مشاكل أو أزمات قد
يتعرض لها سوف تنعكس بشكل سلبي على أداء االقتصاد ،لذلك يقع على عاتق المصارف المركزية
مسؤولية تحقيق االستقرار المالي والحد من المخاطر النظامية ،كما يجب على المصارف المركزية
.1ضياء مجيد الموسوي ،عولمة الحوكمة المالية –التنظيم واإلشراف ومراقبة المؤسسات المالية في أعقاب األزمة العالمية ،-2222دار
هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0201 ،ص.002
.2آمار باتاتشاريا ،شبكة مشوشة ،التمويل والتنمية ،مارس ،0225ص.40
218
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
سرعة اتخاذ االجراءات الالزمة للتعامل مع المصارف التي تعاني من مشاكل هيكلية وأزمات فى
السيولة (المصارف الضعيفة) والعمل على عالجها.
إن عدم االستقرار المالي ،يمكن أن يؤثر على بيئة االقتصاد الكلي ،بالتزامن مع عواقب كبيرة
للنشاط االقتصادي ،واستقرار األسعار وعملية انتقال السياسة النقدية .كذلك فإن المصارف المركزية
هي المصدر النهائي لسيولة االقتصاد ،وتوفير السيولة المناسبة أمر حاسم لإلستقرار المالي ،علما أنه
ينبغي التركيز على صعيد االقتصاد الكلي ،والفهم الجيد لألسواق المالية والمؤسسات والبنى التحتية.
يلعب المصرف المركزي دو ار مهما في تمثيل الدولة وبسط سيادتها على أنشطة الحياة اليومية
(المالية -اإلقتصادية -اإلستثمارية -التجارية -االجتماعية) سواء للفرد أو المجتمع ككل
فالمصرف المركزي يعكس دور الحكومة في النشاط المالي واإلقتصادي وذلك من خالل التحكم
ب إتجاهات التعامل النقدي في السوق ،وضبط السياسة النقدية ،وتوجيه الموارد ومجاالت اإلنتاج نحو
اإلستخدام األمثل والفعال وفق اإلمكانات المتاحة للدول ،واصدار األوراق النقدية ،والمحافظة على
مستويات الدخول واألسعار ،ومراقبة أسعار الصرف ،واتخاذ التدابير الالزمة الستقرار الحياة
االقتصادية والمالية عموما مستعينا باألساليب والوسائل التي تمكنة من األداء الكفء والفعال لهذه
المهام.
والجدول التالي يوضح أهم أدوات الحفاظ على استقرار األسعار واالستقرار المالي:
219
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
⊗ = أداة لكليهما.
تلعب الهيئات الرقابية ،سواء الدولية أو الوطنية ،دو ار في غاية األهمية في حماية القطاعات
المصرفية ،وفي معالجة نقاط الضعف التي قد تصيب المصارف ،وفي تطوير قواعد ومعايير العمل
المصرفي ،ووضع معايير حديثة ،وكل ذلك بهدف حماية المصارف الوطنية ومنحها قدرة أكبر على
201
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تحمل الصدمات ،وأن أي ضعف أو تراخ في ممارسة تلك الهيئات لمهماتها ،قد يؤدي إلى نتائج خطرة
على القطاع المصرفي والمالي واالقتصاد على نحو أوسع .وظهر ذلك جليا خالل األزمة المالية
العالمية وما بعدها ،حيث كان من نتائج تهاون الهيئات الرقابية األميركية واألوروبية في قيامها بدورها،
قيام مصارفها الوطنية باستثمارات عالية المخاطر ال تتناسب وقدرتها على تحمل المخاطر ،وحيازة
العديد من تلك المصارف على رأس مال /أو سيولة غير كافية لدعم وضعية المخاطر التي اتخذتها،
مما أدى إلى إفالس المئات منها .كذلك ترافق ذلك في كثير من األحيان مع ضعف كبير في إدارة
المصارف لمخاطرها ،والتقليل من تقدير المخاطر الكامنة في نشاطاتها ،وهو ما أدى بدوره إلى تقدير
1
سيء لحاجات رأس المال.
لعبت لجنة بازل للرقابة المصرفية دو ار هاما لتنسيق أنظمة الرقابة على المصارف حيث وضعت
اللجنة توصيات اتخذت كمعايير دولية للرقابة المصرفية تطبق في الدول األعضاء بها ،ولذلك تحرص
الحكومات على وضع نظم للرقابة المصرفية واإلشراف على المصارف بهدف تحقيق االستقرار في
النظام المالي وضمان كفاءة النظام المصرفي وحماية المودعين بما يتواءم مع التطورات والتحوالت
والمستجدات العالمية التي جعلت معايير الرقابة تتخطى الحواجز المحلية لتصبح معايي ار دولية تسعى
كافة دول العالم للتواؤم معها.
على الرغم من اختالف نظم الرقابة في دول العالم ،إال أنه يوجد اتفاق عام على أهداف محددة رئيسية
2
للرقابة المصرفية:
-الحفاظ على استقرار النظام المالي والمصرفي :ويتضمن ذلك تجنب مخاطر إفالس
المصارف من خالل اإلشراف على ممارسات المؤسسات المصرفية ،وضمان عدم تعثرها
كما يتضمن ذلك أيضاً وضع القواعد حماية للنظام المصرفي والنظام المالي ككل،
والتعليمات الخاصة بإدارة األصول والخصوم في المصارف سواء بالنسبة للعمليات المحلية أو
الدولية.
-ضمان كفاءة عمل الجهاز المصرفي :ويتم ذلك من خالل فحص الحسابات والمستندات
الخاصة بالمصارف للتأكد من جودة األصول وتجنب تعرضها للمخاطر ،وتقييم العمليات
الداخلية بالمصارف وتحليل العناصر المالية الرئيسية وتوافق عمليات المصارف مع األطر
.1وسام حسن فتوح ،منتدى االجراءات الرقابية االحترازية والممارسات السليمة إلدارة المخاطر ،عمان ،األردن ،يومي 05-08فبراير .0205
.2النشرة االقتصادية البنك األهلي المصري ،نظم الرقابة المصرفية في الدول المتقدمة ،العدد الرابع ،القاهرة ،0220 ،ص.00
200
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
العامة للقوانين الموضوعة ،وتقييم الوضع المالي للبنوك للتأكد من قدرتها على الوفاء
بالتزاماتها ،بهدف الحفاظ على تمويل بعض األنشطة االقتصادية والمؤسسات الحيوية والهامة
والتي ال يستطيع القطاع الخاص تدبير تمويلها بالكامل.
حماية المودعين :ويتم ذلك من خالل تدخل السلطات الرقابية لفرض سيطرتها واتخاذ -
اإلجراءات المناسبة لتفادي المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها األموال في حالة عدم تنفيذ
المؤسسات االئتمانية التزاماتها تجاه المودعين وخاصة المتعلقة بسالمة األصول.
.2.1.2الشروط التي وضعتها لجنة بازل للوصول إلى معايير الرقابة المصرفية
تعتبر الرقابة المصرفية جزءا من نظام متكامل يساعد في تحقيق االستقرار المالي ،ويتكون هذا
1
النظام من العناصر التالية:
.1محمد عبد الوهاب العزاوي ،عبد السالم محمد خميس ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.020-020
202
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
تقوم المصارف المركزية وفقا لقوانين إنشائها باإلشراف والرقابة على المصارف المسجلة لديها بما
يكفل سالمة مراكزها المالية ويضع كل مصرف مركزي القواعد العامة لإلشراف على المصارف والتي
1
تتلخص فيما يلي:
-تسجيل المصارف :يجب وضع معايير محددة لدخول الوحدات المصرفية إلى السوق المصرفية أو
شروط الحصول على الترخيص ،وذلك لكي يكون للسلطة الرقابية القدرة على استبعاد من الكيانات
التي تهدد سالمة القطاع المصرفي.
-تحديد مجاالت النشاط المصرفي :يجب على السلطة الرقابية توضيح المجاالت التي يسمح للبنوك
ارتيادها مثال امكانية القيام بأنشطة غير مصرفية ،أو امكانية امتالك اسهم وحصص في شركات
غير مصرفية ،وفي حالة السماح بذلك يجب اتخاذ اجراءات محددة لتفادي التعرض لمخاطر كبيرة.
-الزام المصارف بإتباع قواعد الحذر :وهي مجموعة من المقاييس التسييرية التي يجب إحترامها من
طرف المصارف التجارية وذلك من أجل الحفاظ على أموالها الخاصة ،وضمان مستوى معين من
السيولة ومالءتها المالية تجاه المودعين.
-تفتيش المصارف :يمكن لهيئات اإلشراف أن تقوم برقابة ميدانية من أجل التحقق من صحة
المعلومات المقدمة من طرف المصرف واإلطالع على مدى تنفيذ المصرف لتعليمات وأوامر
المصرف المركزي.
-البيانات الدورية :وهي مجموع المعلومات التي تقدمها المصارف عن نشاطها بصورة منتظمة
ودورية للسلطة النقدية بشكل موحد يمكن المصرف المركزي من تحليل نشاط مختلف المصارف
واتخاذ اإلجراءات المناسبة.
-وضع حدود على التركزات االئتمانية :والتي يقصد بها مجموع االنكشافات المباشرة وغير المباشرة
للمصرف اتجاه زبون واحد أو مجموعة من الزبائن ذوي العالقة أو الجهات ذات العالقة بالمصرف
بما يعادل أو يزيد عن %02من قاعدة رأسمال المصرف.
-تكوين المؤونات والمخصصات لمواجهة الخسائر الناتجة عن الديون الرديئة :حيث يتعين على
المصارف أ ن تقوم بتصنيف أصولها نوعيا وفقا لمعيار محدد وتكوين حد معين من المخصصات
لمقابلة الخسائر المحتملة.
.1محمد أحمد عبد النبي ،الرقابة المصرفية ،دار زمزم ،االردن ،0202 ،ص.50
203
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-منح مراقبي المصارف سلطة اتخاذ االجراءات الالزمة لتصحيح الممارسات غير السليمة :وقد
يشمل ذلك إمكانية فرض غرامات أو ايقاف بعض أوجه النشاط أو المساءلة القانونية لبعض
المسؤولين عن المصارف.
.2.2صيرفة الظل
.2.2.1مفهوم صيرفة الظل
" صيرفة الظل هي مجموعة أعمال الوساطة االئتمانية التي تضطلع بها المؤسسات واألنشطة ،بشكل
كلي أو جزئي ،خارج إطار النظام المصرفي التقليدي وتوفر أعمال الوساطة االئتمانية ،وتعتبر بديال
1
قيما عن التمويل المصرفي التقليدي إذا ما أحسن تنفيذها".
وعلى الرغم من أن نظام الظل المصرفي يتخذ أشكاال بالغة االختالف عبر البلدان وداخلها ،فإن
نموه يرتكز على بعض العوامل الدافعة الرئيسية التي يشترك فيها الجميع؛ فغالبا ما يكون تشديد
التنظيم المصرفي ووفرة السيولة ،باإلضافة إلى الطلب من المؤسسات االستثمارية ،حاف از لألنشطة غير
المصرفية ،وال تزال البيئة المالية الحالية في االقتصادات المتقدمة حاف از لنمو صيرفة الظل.
وتوضح مؤشرات عديدة في تلك االقتصادات انتقال بعض األنشطة -مثل اإلقراض إلى المؤسسات-
من المصارف التقليدية إلى القطاع غير المصرفي.2
الظل المرافق لهذا النوع من الصيرفة ،ال يعني عمليات مالية خارجة عن القانون ،بل هي داللة
على العمليات المالية التي تدور في ظل النظام المصرفي التقليدي ،وال تصل الى حد التطابق معه.
وقد أطلق اإلقتصادي Paul McCulleyهذه العبارة في العام 0222خالل المنتدى المالي السنوي الذي
3
استضافه بنك اإلحتياطي الفيدرالي ،في كانساس سيتي في الواليات المتحدة األميركية.
وتتمثل الجوانب الرئيسية األربعة للوساطة فيما يلي:4
-تحويل آجال االستحقاق :الحصول على أموال قصيرة األجل لالستثمار في أصول أطول
أجال؛
-تحويل السيولة :مفهوم مشابه لتحويل آجال االستحقاق يعني ضمنا استخدام خصوم شبه
نقدية لشراء أصول يكون بيعها أصعب مثل القروض؛
.1كريستي قهوجي« ،صيرفة الظل» قد تشكل خطرا على االستقرار المالي واالقتصاد في حال استعمالها بطريقة غير شرعية مثل تبييض
االموال ،جريدة الديار اللبنانية ،الصادرة يوم 0مارس ،0205النسخة االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة/http://www.addiyar.com :
(.)0205/25/05
.2تقرير االستقرار المالي العالمي ،المخاطرة ،والسيولة ،وصيرفة الظل :كبح اإلفراط مع تشجيع النمو ،ملخص الفصل الثاني ،أكتوبر
،0204ص.20
.3خضر حسان ،صيرفة الظل ..مخاطر اقتصادية بالجملة ،جريدة المدن االلكترونية ،الصادرة يوم 02فبراير ،0205الموقع الرسمي
للجريدة.)0205/26/06( /http://www.almodon.com :
4
.لو ار كودريس ،ما هو نظام الظل المصرفي؟ ،التمويل والتنمية ،يونيو ،0201ص.40
204
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-الرفع المالي :استخدام أساليب مثل اقتراض أموال لشراء أصول ثابتة لتعظيم المكاسب ) أو
الخسائر) المحتملة ألي استثمار؛
-نقل مخاطر االئتمان :تحمل مخاطر عجز أحد المقترضين على السداد ونقلها من منشئ
القرض إلى طرف آخر.
.2.2.2مخاطر صيرفة الظل
لقد ظهرت تداعيات أنشطة صيرفة الظل بصورة واضحة خالل الفترة الممتدة بين عامين 0222
و ،0225حيث شهد هذا النشاط نموا قويا منذ بداية األزمة المالية العالمية سنة 0222ليصل إلى 62
تريليون دوالر سنة ،0200وتجلت في إنهيار أسواق األوراق المالية المدعومة باألصول ،وفي فشل
النموذج المعتمد على إنشاء الديون بهدف إعادة توزيعها بإستخدام الهياكل المالية واإلستثمارية
الخاصة .كذلك ظهرت في إنهيار وافالس صناديق أسواق النقد ،والتخبط في أسواق عقود إعادة
الشراء ،وعمليات تسليف األوراق والسندات المالية .وفي الوقت الذي كانت فيه المصارف خاضعة
لمجموعة متطورة من األنظمة اإلشرافية والرقابية اإلحت ارزية ،وغيرها من التعليمات الناظمة ،فإن
صيرفة الظل بقيت ،طيلة الفترة الماضية ،تعمل في ظل أنظمة وقواعد أقل تشددا وأحيانا من دون
رقابة.
العمليات المالية الداخلة في إطار صيرفة الظل تحمل في طياتها مخاطر إقتصادية على مستوى
فردي وجماعي:
تحديدا على مستوى زيادة السيولة في األسواق ،واغراق األفراد بالديون ،والتالعب بأسعار -
األصول بطريقة غير منظمة ،فهذه الصيرفة تخلق تأثي ار مباش ار على حجم اإلئتمان في
األسواق ،بما يزيد من حدة تقلبات الدورات اإلقتصادية ،فقد يزيد عرض اإلئتمان وبالتالي يرفع
حجم السيولة ،مما يؤدي الى إرتفاع أسعار األصول ،في فترات الرواج اإلقتصادي ،ويساهم
في خفض معدل الطلب على األصول في أوقات التباطؤ اإلقتصادي ،وبالتالي تدهور أسعار
األصول ،مما يؤدي الى انعدام الثقة بين المتعاملين؛
تبرز خطورة صيرفة الظل خاصة في حالة شح السيولة مع تحول المقرضين إليها هربا من -
عمليات التدقيق والمراجعة ،حيث أن ارتفاع معدالت االستدانة أو االعتماد على الرافعة المالية
لهذه المؤسسات وازدياد الفجوة بين استحقاقات الخصوم واستحقاقات األصول لديها ،أن يقود
إلى تعثر أو إفالس المؤسسات المالية غير المصرفية الضالعة بهذه األنشطة ،وأن يحرك
1
مخاطر العدوى في األسواق المالية ويضخم بالتالي المخاطر النظامية؛
.1جوزيف طربيه ،صيرفة الظل ،ورقة بحثية مقدمة لمنتدى :صيرفة الظل ..خطورة تمددها وكيفية مكافحة غسل األموال التي باإلمكان أن تتم
عبرها ،يومي 08-02فبراير ،0205لبنان.
205
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
-عمليات تبييض األموال عبر صيرفة الظل على سبيل المثال أمر تصعب مكافحته ،إن لم
تكن مستحيلة ،ألن مراقبة هذه الصيرفة صعبة ومنعها مستحيل ،اذ ال قانون يمنع عملية
الدين ،طالما أن الدائن والمدين يتفقان في عالقة تعاقدية رضائية ،وخاصة في االقتصادات
المفتوحة ،ال شيء يحدد الفائدة على الديون ،وألن عملية الدين مفتوحة ،والعمليات المالية لهذه
المؤسسات حرة ،فإن تبييض األموال قد ينتشر بسرعة من دون أي إمكانية لضبطه ،ألن حجم
التداول المالي في هذه السوق غير محدد ،وعلى الرغم من امكانية مالحظة توسعه إال أنه من
الصعب تحديد قياس مادي يساهم في معرفة حركة هذه السوق وكمية األموال المتداولة فيها،
مما يساعد في إحتواء أي أزمة قد تنتج عن عملياتها المالية.
وكان نظام الظل من العناصر الرئيسية التي ساهمت في عرض وطلب المنتجات المورقة غير
1
النمطية والتي تنطوي على مخاطر ،مما أفضى إلى االنهيار المالي في الواليات المتحدة.
.2.2.2رقابة صيرفة الظل
تشكل صيرفة الظل خط ار مهما قد يهدد االستقرار المالي واالقتصاد الوطني في حال استعمالها
بطريقة غير مشروعة أي القيام بعمليات مالية مشبوهة تحت مسمى صيرفة الظل كجريمة تبييض
االموال ،ومن هنا تسعى المصارف المركزية حول العالم الى محاولة تنظيم هذا القطاع ومكافحة
الجرائم المالية في الوقت عينه.
وفي هذا الصدد ،يواجه صناع السياسات تحديا يتمثل في االستفادة القصوى من نظام الظل
المصرفي مع الوصول بمخاطره النظامية إلى الحد األدنى ،ويحث صناع السياسات على معالجة
2
التوسع المستمر في التمويل خارج الحدود التنظيمية ،وذلك من خالل:
-وضع إطار رقابي يتناسب من جانب مع وضعية القطاعات المالية ودرجة تطورها ومميزاتها
وخصائصها ومخاطرها العامة ،وينسجم من جانب آخر مع القوانين المالية واألنظمة والتشريعات
الرقابية المحلية؛
-سد الفجوات الكبيرة في البيانات من خالل تبادل المعلومات بين السلطات اإلشرافية محليا وعبر
الحدود ،وذلك من أجل أن تصبح قادرة على تقييم المخاطر التي قد تنشأ عن قطاع صيرفة الظل
وأنشطته التي قد تتداخل بين أكثر من دولة؛
-منهج أشمل للتنظيم والرقابة يركز على كل من األنشطة والكيانات ويولي اهتماما أكبر للمخاطر
النظامية.
ويمكن أن يقوم نظام الظل المصرفي بدور مفيد كعنصر مكمل للنظام المصرفي التقليدي عن
طريق التوسع في إتاحة االئتمان أو عن طريق دعم السيولة في األسواق ،وتحويل آجال االستحقاق،
1
.لو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،إصالح عيوب النظام المالي ،التمويل والتنمية ،يونيو ،0200ص .05
2
.جوزيف طربيه ،مرجع سبق ذكره.
206
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
وتقاسم المخاطر ،لكن هذا النظام كثي ار ما يواجه مخاطر مشابهة للمخاطر المصرفية ،مثلما حدث
أثناء األزمة المالية العالمية في الفترة 0228-0222وعلى الرغم من أن نقص البيانات يحول دون
إجراء تقييم شامل لصيرفة الظل ،فإنه يبدو أن مساهمة هذا النظام كبيرة في المخاطر النظامية المحلية
التي تتعرض لها الواليات المتحدة ،بينما تبدو مساهمته أقل بكثير في منطقة اليورو والمملكة المتحدة.1
.2.2االشراف على أنظمة الدفع والتسوية
تتمثل المهمة األساسية لنظم الدفع في تحقيق وضمان االستقرار المالي القائم علي مبدأي السالمة
والكفاءة ألنظمة الدفع المختلفة ،باإلضافة إلي توفير خدمات وأنظمة دفع مناسبة تلبي احتياجات
مستخدميها مع التأكيد على ضرورة استمرار تلك الخدمات وضمان إتاحتها على نحو يرضي كافة
المستخدمين.
.2.2.1مفهوم أنظمة الدفع :يعرف نظام المدفوعات على أنه مجموعة األدوات ،واإلجراءات،
والقواعد الخاصة بعملية تحويل األموال بين األعضاء المشاركين في النظام )المصارف والمؤسسات
المالية( ،وذلك وفقا التفاقيات مبرمة بين كافة األعضاء المشاركين بالنظام وبين مشغل النظام ،حيث
تتم عملية انتقال األموال باستخدام بنية أساسية فنية وفقا لتقنيات متفق عليها.2
.2.2.2إشراف المصرف المركزي على أنظمة الدفع :يعد اإلشراف على نظم الدفع أحد
الوظائف األساسية للبنوك المركزية ،والذي يهدف منها إلى ضمان التدفق النقدي من خالل أنظمة
الدفع من أجل تحقيق االستقرار المالي ،ويتم ذلك بالتأكد من تحقق عنصري السالمة والكفاءة ألنظمة
الدفع وكذا تأمين وسائل الدفع .وتنبع أهمية اإلشراف على نظم الدفع في التأكد من وجود نظم دفع
تتسم بالكفاءة والمصداقية تزيد من فاعلية السياسة النقدية ،وتساهم كذلك في تحقيق االستقرار المالي
وتحد من المخاطر النظامية مما يزيد من ثقة المستخدمين في النقد وفي وسائل الدفع المختلفة.
ويقوم المصرف المركزي بوظيفته اإلشرافية على نظم الدفع بهدف تحقيق التعاون بين المشاركين
من جهة ،واقرار معايير تتيح التكامل بين النظم ،وضمان وضوح قواعد التشغيل واألدوار التي تقوم بها
األطراف المشتركة في تلك النظم .وللقيام بهذه الوظيفة فمن الضروري تقييم مدى الكفاءة والثقة في كل
وسيلة دفع ،وتحليل دورة تدفق األموال داخل النظام بدأ من مصدر أمر الدفع وصوال للمستفيد ،وتحليل
البنية األساسية لنظام الدفع ،ودعم االلتزام بمعايير التأمين.
.1تقرير االستقرار المالي العالمي ،المخاطرة ،والسيولة ،وصيرفة الظل :كبح اإلفراط مع تشجيع النمو ،ملخص الفصل الثاني ،أكتوبر
،0204ص.20
.2البنك المركزي المصري ،نظم الدفع –نظرة عامة ،/http://www.cbe.org.eg ،-تاريخ االطالع.0205/00/08 :
207
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
وبناءا على توصيات بنك التسويات الدولية يتعين على المصرف المركزي القيام بما يلي:1
-تحديد أهدافه بشأن نظم الدفع ونشر سياستها األساسية بالنسبة لنظم الدفع ذات األهمية النظامية؛
-التأكد من توافق نظم الدفع التي يشغلها مع المبادئ األساسية لنظم الدفع ذات األهمية النظامية؛
-التأكد من مدى توافق نظم الدفع التي تشغلها جهات أخرى مع المبادئ األساسية لنظم الدفع ذات
األهمية النظامية وأن يكون قاد ار على القيام بذلك الدور؛
-التعاون مع السلطات النقدية األخرى والجهات ذات العالقة المحلية واألجنبية في سبيل تشجيع
تطبيق نظم دفع متوافقة مع المبادئ األساسية لنظم الدفع.
2
.2.2.2أهداف اإلشراف على أنظمة الدفع
-تخفيض المخاطر النظامية :بما أن أنظمة المدفوعات تعتبر إحدى المكونات الهامة في النظام
المالي ،فإنه توجب إدارة ومراقبة هذه األنظمة بشكل سليم لخفض احتمال أو منع وقوع
المخاطر النظامية التي تهدد هذه األنظمة.
-تعزيز السهولة والسالسة :بما أن أنظمة المدفوعات تعتبر األنظمة الوحيدة لتحقيق عمليات
المقاصة والتسوية ،فإن الفشل في هذه األنظمة أو تعطل أحد مكوناتها سيعود بتأثيرات سلبية
على القطاع المالي بشكل خاص وعلى االقتصاد الكلي بشكل عام؛
تعزيز ثقة الزبائن :إن زيادة كفاءة وأمان أنظمة المدفوعات ستؤدي إلى زيادة ثقة الزبائن، -
وبالتالي زيادة اإلقبال على استخدام أدوات الدفع اإللكترونية.
اعتمدت اللجنة الدولية ألنظمة الدفع والتسوية المنبثقة عن بنك التسويات الدولية بعض المبادئ
األساسية لإلشراف الفعال على أنظمة الدفع والتسوية ،وقد تم نشرها في تقرير صادر عن بنك
التسويات الدولي ،وتنقسم هذه المبادئ كما يوضح الشكل التالي إلى مجموعتين ،هما:3
.3سلطة النقد الفلسطينية ،تقرير اإلشراف على أنظمة المدفوعات في فلسطين ،2212مرجع سبق ذكره ،ص.25
208
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
يقوم المصرف المركزي بدور المسعف (المقرض) األخير عندما تتعرض المصارف ألي سبب من
األسباب لعجز سيولي يؤدي إلى إضعاف مركزها المالي كخطوة أولى نحو فقدان الثقة الذي ربما يتولد
منه االنهيار واعالن اإلفالس والتصفية ،والمصرف المركزي يهدف منها المحافظة على االستقرار
النقدي وسالمة الجهاز المصرفي وكذلك حماية أموال المودعين ،حيث يقوم المصرف المركزي بتقديم
القروض للمصارف العاملة ضمن الجهاز المصرفي وتحت رقابته بأسعار فائدة يحددها هو عند حاجة
هذه المصارف وفي ظروف طارئة للسيولة النقدية ،خاصة عندما يكون المصرف غير قادر على
االستجابة لطلب الزبائن على السحب من ودائعهم في لحظة زمنية حرجة وتسمى هذه الحالة بـ (العسر
المالي).
هذا العجـز الـذي يخشـاه المصـرف المركـزي ويحـذر منـه ويجنـد لـه كـل االحتياطيـات كخطـوط دفـ ـ ــاع
لصده ،والعجز السيولي الذي يتعرض له المصرف إما أن يكون عجـ از سـيوليا طارئـا أو عارضـا بمعنـى
1
أنه متوقع على المدى القريب جدا أو عجز في السيولة العامة للمصرف.
والجدول التالي يوضح بعض المخاطر النظامية وكيفية مراقبتها وتقييمها ،وأدوات التخفيف من
تراكمها.
.1محمد على يوسف أحمد ،دور السلطات الرقابية فى الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية ،ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الخدمات المالية
االسالمية الثاني ،طرابلس ،ليبيا ،يومي 08-02أبريل .0202
2
. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012, Op Cit, p69.
209
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
المطلب الثالث :األطراف األساسية المسؤولة عن تحقيق االستقرار المصرفي ضمن إطار الحوكمة
المؤسسية
تصاحب صيرفة القرن 00العديد من المخاطر التي ال تقتصر على المخاطر االئتمانية التقليدية،
بل تمتد لتشمل العديد من المخاطر سواء المخاطر السوقية أو التشغيلية ،وأنه كلما قدمت المصارف
تشكيلة جديدة من المنتجات المصرفية المستحدثة أو استخدمت أدوات غير تقليدية في تقديم تلك
221
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
الخدمات كلما زادت وتنوعت المخاطر التي تتعرض لها المصارف ،وفي ظل المتغيرات العالمية
المعاصرة التي تشهدها الصناعة المصرفية سواء بالنسبة للعولمة أو االبتكارات أو التحرر من القيود،
من هنا تبرز أهمية بناء نظام إلدارة المخاطر الذي يتيح آلية أشد تنظيما إلدارة المخاطر ،بحيث
ينهض المصرف بقدرته على توقع وتحديد ،وادارة المخاطر التي يمكن أن تحول بينه وبين تحقيق
أهدافه.
يتمثل نظام إدارة المخاطر في مجموعة المعايير والعمليات واألدوات والمعلومات التي تساعد على
تطبيق إدارة فعالة للمخاطر التي تواجهها المؤسسات المصرفية ،ويتألف نظام إدارة المخاطر الفعال
1
من ما يلي:
-الجانب الكمي :يحتوي هذا الجانب على مجموعة من األدوات والتقنيات والنماذج اإلحصائية
المستخدمة للتعرف على بعض المخاطر وتحليلها وتقييمها مثل :اللوغاريتمات ،توزيع
االحتماالت ،القيمة الزمنية للنقود ،المتوسط ،االنحراف المعياري ،االرتباط ،االلتواء ،تقدير
متغيرات التوزيع ،اختبار االفتراضات ،الخصائص اإلحصائية وتنبؤ االرتباط...الخ.
ولعل أهم هذه التقنيات هي القيمة المعرضة للمخاطرة والتي تعرف على أنها أسوأ حالة متنبأ بها
للخسارة على مستوى محدد من الثقة ،كما طورت مقاييس ونماذج أخرى مثل تحليل،) Carlo) Monte
واختبار االجهاد ).(stress testing
زيادة على ذلك فإن مكونات الجانب النوعي تقوم بتقديم االفتراضات األولية عن ماهية المخاطر
الذي يتم من خالله ) (stress testingالمتعرض لها وأنواعها ،وبفضل االستعانة بتقنية اختبار االجهاد
القيام بسالسل سيناريو ،ومعرفة ما إذا تحاليل التحقق من أثر قوة بعض االفتراضات األولية موجودة
.1عصماني عبد القادر ،أهمية بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات في المؤسسات المالية ،الملتقى العلمي الدولي حول :األزمة
المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ،يومي 00-02أكتوبر ،0225جامعة فرحات عباس –سطيف ،الجزائر.
220
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
ضمن نموذج المخاطرة ،ويتوقف ذلك على نوعية المعطيات المتضمنة لقدرة المهندس المالي على
اختيار السيناريوهات المناسبة.
وباالستخدام المترادف لكل من الجانب الكمي والنوعي ،يتم تصميم وانجاز إدارة المخاطر مضافا
لها نقاط التوجيه للنقائص المالزمة لذلك ،فمن خالل عملية قياس ومراقبة المخاطر التي تدفع للتركيز
بشكل كبير على الحاجة إلى منهج ثابت ومتماسك ،ألن كال من المكونات الكمية والنوعية لنظام إدارة
المخاطر هي مكونات حيوية إلدارة مخاطر فعالة ،من أجل الوصول ألفضل نتيجة ممكنة.
1
.1.2بناء نظام إدارة المخاطر
.1.2.1النمذجة االلكترونية ألنظمة إدارة المخاطر
تتم النمذجة االلكترونية بدراسة محددات عملية إدارة المخاطر واستخدام البرمجيات ونماذج المتعددة
اعتمادا على البيانات المحصل عليها ،وادراج جميع المتغيرات والدراسات الداعمة لبناء نظام الكتروني
فعال ومرن ،قابل للتعديل والتطوير في أي وقت ممكن.
وقد وضع ) (Barry W. Boehmخطوات واضحة لبرامج الكترونية إلدارة المخاطر ،وخطوات مماثلة
يمكن أيضا استعمالها في مختلف الميادين إلدارة المخاطر.
يمكن تقسيم إدارة المخاطرة إلى إيجاد أدوات تحديد المخاطر وادارتها ،وفي نموذج ) (Boehmيمكن
تقسيم المخاطر إلى مجموعتين أساسيتين:
-تقييم المخاطر :تتكون من ثالثة أقسام وهي تعريف ،وتحليل ،وتحديد األولوية بالنسبة
للمخاطر المتعرض لها؛
-مراقبة المخاطر :تنقسم من ثالثة أقسام وهي :تخطيط إدارة المخاطر ،إيجاد الحلول
للمخاطر ،والمتابعة.
وهاتان المجموعتان يمكن استخدامهما أيضا إليجاد المراحل في تحليل مخاطر دائني المؤسسة.
إن تنفيذ هذه الخطوات يتم في إطار برنامج إدارة المخاطر للمؤسسة المالية المعنية ويكون قياس
المخاطر مرتبطا بشكل وثيق ومتكامل مع العمليات اليومية المنجزة من خالل نظام المعلومات ،وأن
تقدم تقارير منتظمة عن حاالت التعرض للمخاطر بأنواعها ،وعن حاالت الخسائر المحققة أو
المرتقبة.
.1.2.2برنامج إدارة المخاطر :تستطيع المصارف من خالل خطوات ومراحل إدارة المخاطر
من وضع برنامج إلدارة المخاطر المصرفية يوضح الخطوط العريضة لهذه العملية ،بدءا من اإلطار
.1محمد إليفي ،أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية مع دراسة حالة الجزائر ،أطروحة دكتوراه (غ منشورة) ،جامعة
حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،0204-0201 ،ص ص.052-056
222
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
الزمني إلى تحديد المخاطر األساسية التي يمكن إدارتها بواسطة تحليل وتقييم أساليب التعامل معها
وبما تقترحه لجنة إدارة المخاطر ،ويصادق عليه مجلس اإلدارة ،ومن األفضل أن يكون البرنامج في
شكل جداول تحدد جميع نقاط ممارسة نشاط إدارة المخاطر ،ويمكن القول أن بناء نظام المخاطر
1
عموما يمر بمرحلتين:
-المرحلة األولى :تعمل هذه المرحلة على تقدير الهيكل/اإلطار الحالي إلدارة المخاطر في
المصرف وتحديد ما فيه من ثغرات ،واستنادا إلى هذا التقدير ،سيجري تطوير واختبار إطار
مناسب إلدارة المخاطر واستراتيجية لتنفيذه ،وتطوير خطة للتنفيذ لكي تستخدم في إرساء نظام
إلدارة المخاطر على مستوى المصرف في ظل المرحلة الثانية .وسيتألف إطار إدارة المخاطر من
األهداف ،والسياسات ،والعمليات ،والهيكل التنظيمي ،ورفع التقارير ،والرصد المناسب ،واإلشراف،
والضبط بما يكفل التحسين المستمر لقدرات المصرف في ميدان إدارة المخاطر؛
-المرحلة الثانية :التنفيذ الكامل لنظام إدارة المخاطر على مستوى المصرف باستخدام اإلطار
وخطة التنفيذ اللذين تم تطويرهما في ظل المرحلة األولى.
.1.2.2التشغيل :يتم تشغيل النظام اإللكتروني من قبل مختصين في البرمجة االلكترونية
وتحت إشراف اللجنة المكلفة بإدارة المخاطر في المصرف بصفة يومية ،ومن ثم إعداد التقارير بشكل
متواصل ،ومن المهم جدا ربط نظام إدارة المخاطر مع نظام المعلومات الموجود في المصرف ،وهذا
ما يسمح باكتشاف المخاطر واتخاذ خطوات فورية للتعامل معها في أي إدارة أو فرع من فروع
المصرف ،ويساهم كل ما سبق في تكوين قاعدة معطيات على معظم المخاطر المتعرض لها وتعمق
من الخبرات والتجارب في مجال إدارة المخاطر.
.1.2.2المراقبة 2:تحدث عملية مراقبة النظام اإللكتروني على أساس قاعدة البيانات المتوفرة،
ويمكن أن تكون هذه المراقبة تلقائية أي بطريقة آلية تتكفل بها البرامج اإللكترونية بشكل يومي أو
شهري أو فصلي تبعا لنوع النظام المتبع ،بشرط أن تكون الرقابة الداخلية في المصرف متكاملة مع
المراقبة اآللية ،مع مراعاة أن هذه األنظمة تعجز عن كشف المخاطر النظامية والمخاطر القانونية
والمخاطر التكنولوجية ،أو التي قد تنشأ من إستخدام هذه األنظمة نفسها كمخاطر القرصنة والتدمير
عبر الفيروسات اإللكترونية والتجسس على المعلومات ...إلخ.
.1منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ،FAOاختصاصات الدراسة عن إدارة المخاطر في المنظمة ،لجنة المالية ،الموجز التنفيذي للدورة
،006روما 05-00 ،ماي ،0225ص.20
.2محمد إليفي ،مرجع سبق ذكره ص.052
223
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
يعتبر التدقيق الداخلي من الوسائل المهمة إلدارة المخاطر في المصارف للتأكد والتحقق من التزام
الوحدات اإلدارية بالسياسات المالية ،واإلدارية ،والتشريعات ،واألنظمة المالية واإلدارية ،والسياسات
العامة المتبعة فيها ،ويعتبر إقامة نظام سليم للتدقيق الداخلي والمحافظة عليه ،والتأكد من سالمة
1
تطبيقه ،التزاما قانونيا يقع على عاتق المصرف.
عرفه معهد المدققين الداخليين ) (IIAكما ورد في المعايير الدولية للممارسة المهنية للتدقيق
الداخلي*) (ISPPIAعلى أنه "نشاط مستقل وموضوعي واستشاري ،مصمم ليزيد من قيمة الشركة،
وتحسين عملياتها ،إذ يساعدها على تحقيق أهدافها من خالل منهجية منتظمة ومنضبطة لتقييم
2
وتطوير فعالية إدارة المخاطر ،وضبط وادارة وترشيد العمليات".
وتعتبر عملية تحديد المخاطر من المهام األساسية في وظيفة التدقيق الداخلي ،حيث تشكل إدارة
المخاطر تحديا للمدققين:
-من جهة يجب أن يساعد المدقق الداخلي اإلدارة على وضع سياسات إلدرة فعالة للمخاطر؛
-ومن جهة أخرى يجب أن يساهم المدقق الداخلي في وضع ومتابعة تنفيذ األحكام والمعايير
الصارمة لألداء.
فإدارة المخاطر يجب أن تتضمن تحديد وتقييم وادارة ومراقبة األحداث المحتملة لتقديم تأكيدات
معقولة بأن المصارف تدير مخاطرها على النحو الذي يمكنها من تحقيق أهدافها ،واعطاء توصيات
لتحسين الكفاءة والفعالية لعمليات المصارف وصوال إلى األهداف المنشودة.
.2المراجعة الداخلية على أساس المخاطر
تعتبر المراجعة الداخلية أحد أهم وسائل الرقابة الداخلية ،وتعرف المراجعة الداخلية على أساس
اإلدارة الشاملة للمخاطر بأنها ":المنهجية التي تقدم التأكيد بأن المخاطر قد تم إدارتها لتصبح داخل
حدود المستوى المقبول من الخطر" ،ويمكن تطبيق هذا المدخل على أي خطر يعوق المصرف في
3
تحقيق أهدافه سواء كان خط ار ماليا أو تشغيليا أو استراتيجيا ،داخليا أو خارجيا.
.1يوسف محمود جربوع ،مراجعة الحسابات المتقدمة وفقا لمعايير المراجعة الدولية ،غزة ،0222 ،ص.022
*
. International Standards for the Professional Practice of Internal Auditing
.2داوود يوسف صبح ،دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية ،دار الكتب العلمية للنشر ،القاهرة ،0222 ،ص.10
3
. Griffiths David, "Risk Based Internal Auditing: Three views on implementation", Version 2.2, 2006 ,
pp01-02. Available: http://www.internalaudit.biz/files/implementation/rbiaimplementing.pdf, consulté le
20/11/2015.
224
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
1
ويمكن تحقيق الترابط بين اإلدارة الشاملة للمخاطر والمراجعة الداخلية من خالل:
-وضع وتحديد أهداف المصرف :حيث يتمثل دور المراجعة الداخلية في التأكد من أن أهداف
المصرف تم وضعها وتوصيلها بفعالية وأن أهداف الوحدات واألقسام والفروع تتكامل مع أهداف
المصرف.
-تحديد المستوى المقبول من المخاطر :وهنا بعد أن يتم تحديد مستوى المخاطر من طرف مجلس
اإلدارة والمديرين ،يأتي دور المراجعة الداخلية في تقديم تأكيد بأن المستويات التي يمكن تحملها
من المخاطر تم تحديدها وأن اإلدارة تعمل داخل هذه الحدود المقبولة من المخاطر.
-إنشاء وتكوين إطار مناسب إلدارة المخاطر :يتمثل دور المراجعة الداخلية في إجراء تقييم على
مستوى الوحدات والفروح لتنفيذ هذا اإلطار ،ويسمح للمراجعة الداخلية بالدخول في هذا اإلطار
واجراء المتابعة والتقييم لإلجراءات المتبعة لمنع حدوث فجوات بين هيكل ووظيفة اإلطار.
-التحقق من المخاطر واألحداث التي ستمنع المصرف من تحقيق أهدافه :حيث تقوم المراجعة
الداخلية بدراسة مجتمع الخطر وتقييم المخاطر المهمة المتضمنة فيه ،كما تقوم بفحص المخاطر
المحددة عند كل المستويات التنظيمية.
-تقييم احتمال وتأثير حدوث المخاطر :تقوم وظيفة المراجعة الداخلية في تقديم تأكيد بأن المخاطر
تم تقييمها بشكل سليم.
-اختيار وتنفيذ االستجابات المالئمة للمخاطر :تقوم المراجعة الداخلية بتقديم تأكيد عن عملية إدارة
المخاطر وكيف يتم اختيار وتنفيذ االستجابات المالئمة للمخاطر.
-إدارة أنشطة الرقابة واالستجابات األخرى لتخفيف المخاطر :بعد تحديد استراتيجيات االستجابة
للمخاطر يجب على االدارة أن تكفل أدوات الرقابة وأنشطة االستجابات األخرى للمخاطر وأن
تختبرها لتتأكد من أنها تعمل بفعالية ،وعلى المراجعين الداخليين أن يتفهموا كيفية تصميم أدوات
الرقابة وتقييم مدى مالءمتها كاستجابة للمخاطر ،وفي هذه المرحلة فإن المراجعة الداخلية تحتاج
إلى اختبار فعالية الحدود المادية والمنطقية وحماية المعلومات.
-تقديم المعلومات عن المخاطر وتوصيلها بشكل منظم لكل مستويات المصرف :يقوم فريق إدارة
المخاطر باالتفاق مع المراجعة الداخلية بتوصيل نتائج عمله إلى المصرف ككل ،وتحتاج اإلدارة
إلى تفهم المخاطر التي سوف تمنعها من تحقيق أهدافها وما األدوات الرقابية التي يجب
استخدامها لتخفيف هذه المخاطر؟ ،أما المراجعة الداخلية فإنها تحتاج إلى تقييم التقرير عن
.1عبده أحمد عبده عتش ،إطار مقترح لتفعيل دور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر في بية األعمال المصرية ،رسالة ماجيستير (غ
منشورة) ،جامعة طنطا ،كلية التجارة ،مصر ،0200 ،ص ص.48-42
225
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
المخاطر األساسية عند كل مستويات المصرف واختبار دقة ومالءمة واكتمال المعلومات والتقرير
عنها وتوصيلها.
-المتابعة المركزية وتنسيق عمليات إدارة المخاطر ومخرجاتها :يتم إعداد وتجهيز األنشطة
الرقابية بواسطة اإلدارة بشكل مستمر وذلك للتأكد من االلتزام باستراتيجيات االستجابة للمخاطر،
وتقوم المراجعة الداخلية بتقييم هذه العملية.
-تقديم تأكيد عن فعالية إدارة المخاطر :تقوم اإلدارة بالتحقق من المخاطر وأدوات الرقابة المالئمة
لها لتخفيف آثارها السلبية ،كما تقوم بتأكيد إلى مجلس اإلدارة بأن عملية إدارة المخاطر تتم
بفعالية ،وتقوم المراجعة الداخلية بمراجعة نتائج تقديرات إدارة المخاطر وذلك بشكل مستقل.
-تقديم تأكيد موضوعي ومستقل وتقديم خدمات استشارية :تقوم اإلدارة بالتحقق من المخاطر
وأدوات الرقابة المالئمة لها لتخفيف آثارها السلبية ،كما تقوم بتقديم تأكيد إلى مجلس اإلدارة بأن
عملية إدارة المخاطر تتم بفعالية ،وتقوم المراجعة الداخلية بمراجعة نتائج تقديرات إدارة المخاطر
وذلك بشكل مستقل.
-تقديم تأكيد موضوعي ومستقل وتقديم خدمات استشارية :يتمثل الدور الرئيسي للمراجعة الداخلية
في تقديم تأكيد موضوعي إلى مجلس اإلدارة عن مدى فعالية إدارة المخاطر ،ويمكن للمراجعة
الداخلية أن تضيف قيمة للبنك عن طريق:
← تقديم تأكيد موضوعي بأن معظم مخاطر األعمال تم إدارتها بشكل مناسب؛
← تقديم تأكيد بأن إدارة المخاطر بالمصرف وادارة الرقابة الداخلية يعمالن بفعالية.
ويمكن للمراجعة الداخلية أن تقدم خدمات استشارية تعمل على تحسين حوكمة المصارف وادارة
المخاطر وعمليات الرقابة.
يعتبر تعيين لجنة للمراجعة من الممارسات الجيدة السليمة ،الكثيرون يعتبرون لجنة المراجعة أم ار ال
غنى عنه ،بل وبعض الجهات الرقابية تشترط على المصارف تأسيس لجنة للمراجعة .وتعتبر صفتي
االستقاللية وعمق النظر من أهم صفات لجنة المراجعة ،فهي ال تندفع نحو االستغراق فى أمور
محاسبية وال تتورط فى تغطية أخطاء أحد األطراف ذات العالقة.
وتلعب لجان المراجعة دو ار رئيسيا في اإلشراف والرقابة المالية وتقديم التقارير ،وبهذا تعمل على
تقوية حوكمة الشركة وزيادة الثقة العامة بالمصرف ،وهي من اللجان الهامة فى حماية أصول
المصرف بما يخدم مصالح المساهمين والمستثمرين والمودعين والمنظمين وكل من يعمل فى المصرف
أو يتعامل معه ،بل يمكننا القول بأن لجنة المراجعة هى لجنة حليفة للجهة االشرافية بالمصرف وينبغى
226
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
أن تعمل بصورة وثيقة مع تلك الجهات االشرافية .ومع ذلك ،يجب أن يحافظ أعضاء لجنة المراجعة
على استقاللهم عن المشرفين.1
الواجب النهائي للجان المراجعة هو التأكد من أن التقارير التي يصدرها المصرف تقدم صورة
2
حقيقية وصادقة عن مركزه ،بينما يظل أداء المصرف مسئولية مجلس اإلدارة بأسره.
نظ ار لوجود تعارض في المصالح بين اإلدارة والمساهمين ،يبرز دور المراجعة الخارجية كأداة
للرقابة وتخفيض هذا التعارض ،ولزيادة فعالية المراجعة الداخلية يجب األخذ بعين االعتبار النقاط
التالية:
.1جوناثان تشاركهام ،إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك ،مرجع سبق ذكره ،ص.65
.2المرجع السابق ،ص.08
227
الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية
خالصة الفصل
يعتبر النظام المصرفي أحد أهم أجزاء النظام المالي ،واستقرار هذا األخير مرتبط باستقرار النظام
المصرفي ،ومن بين األسباب التي أدت إلى عدم استقرار النظام المصرفي هي عولمة األسواق المالية
وظهور الكثير من االبتكارات المالية التي أدت إلى الحد من فعالية األدوات التقليدية الهادفة إلى
ضمان االستقرار في النظام المصرفي ،وتعتبر الحوكمة من الوسائل الحديثة الهامة التي تهدف إلى
الحفاظ وضمان االستقرار في النظام المالي ككل والنظام المصرفي بشكل خاص ،ويعد االهتمام
بالحوكمة المؤسسية في المصارف عنص ار رئيسيا في تحسين الكفاءة االقتصادية ،وسوء هذه الحوكمة
يمكن أن يؤثر على االستقرار االقتصادي والمالي.
أن تعزيز االستقرار المالي ال يعني فقط القدرة على مواجهة األزمات والمخاطر الحالية ،وانما -
تحقيق االستقرار يرتكز بشكل أساسي على الدور الوقائي من خالل التنبؤ باألزمات والمخاطر
التي قد تحدث في المستقبل ،إلرسال إشارة إلى الجهات المعنية بطبيعة المخاطر المحتملة؛
أهمية التنبؤ المبكر باألزمات ،حيث تم التطرق في هذا الفصل إلى العديد من األساليب التي -
تمكن من ذلك ،خاصة في ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم من عدم إستقرار مالي
وحدوث العديد من األزمات المصرفية ،حيث بات التنبؤ المسبق باألزمات توجها عالميا من أجل
وضع التصورات المالئمة لكيفية التعاطي معها في حال وقوعها؛
تعتبر وظيفة إدارة المخاطر عنص ار مهما في البناء التنظيمي األساسي ألي قطاع مصرفي ،والتي -
تعتبر أحد أهداف التحكم المؤسسي ،خاصة بعد األزمة المالية العالمية األخيرة.
228
الفصل الرابع
تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري
وقياس إستقراره في ظل الحوكمة
المصرفية
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تمهيد
لقد دفعت العديد من األزمات التي عانى منها االقتصاد الجزائري بصفة عامة ،والقطاع المصرفي
بصفة خاصة بسبب هشاشته من جهة ،والمحيط الخارجي من جهة أخرى ،والتي أخرت تطور النظام
المالي وشكلت عائقا للنمو االقتصادي ،دفعت بالقطاع المصرفي الجزائر إلى تبني مجموعة من
اإلصالحات التي تدعم ممارسة النشاط المصرفي خاصة من خالل فتح المجال للمتعاملين من القطاع
الخاص ،وتحسين سير البنوك العمومية.
ولقد كان إلقرار قانون النقد والقرض 02-52نقطة التحول في مجال اإلصالحات التي مر بها
القطاع المصرفي الجزائري ،بإعتباره العنصر المحوري لإلصالح من خالل إقامة نظام مصرفي ذو
مستويين عوض النظام ذو المستوى الواحد الذي كان البنك المركزي يلعب فيه دو ار تابعا ،وبعد قانون
النقد والقرض تلته العديد من اإلصالحات والتي كان الهدف منهااإلرتقاء بالبنوك التجارية إلى مكانة
تجعلها قادرة على البقاء والمواجهة ،في ظل إقتصاد تسوده العولمة ويتميز بتدفق المعلومات.
ونظ ار ألهمية الحوكمة المصرفية ،اذ أنها تعتمد األسس األخالقية وتضمن لكل أصحاب المصالح
حقوقهم وتوجه المؤسسة نحو االلتزام بالقوانين المنظمة لعملها ،من خالل االفصاح والشفافية
والمساءلة ،فإن انتهاجها وتطبيق معاييرها من شأنه أن يكون درعا واقيا لها من كل األزمات والمخاطر
المختلفة.
ولعل إدماج مفهوم الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري بمختلف أبعاده وآلياته ،سيمكن حقا من
ض مان سالمته ومتانة مختلف مكوناته لما يحققه من مزايا من خالل وظيفة إدارة المخاطر في تحقيق
اإلستقرار المالي ،والقدرة على على مواجهة التحديات التي تفرضها البيئة المصرفية المعاصرة خاصة
بعد األزمات المصرفية التي أصبحت تهدد مختلف األنظمة المصرفية العالمية نتيجة الترابط والتكامل
الدولي.
وبهدف دراسة وتحليل مدى إستفادة القطاع المصرفي الجزائري من الحوكمة من خالل تحسين
أساليب اإلشراف والرقابة وادارة البنوك ،سيتم من خالل هذا الفصل التطرق للنقاط األساسية التالية:
المبحث الثالث :تحليل االستقرار المالي لعينة من البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 0204-0222
باستخدام مؤشر .Z-SCORE
231
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
يحتل القطاع المصرفي الجزائري أهمية بالغة كممول للتنمية خاصة في ظل عدم وجود سوق مالية
متطورة ،وتزداد أهميته من يوم آلخر مع التطورات الهامة التي تط أر على االقتصاديات الوطنية ،من
جهة ،ومع التحوالت العميقة التي يشهدها المحيط المالي الدولي من جهة ثانية.
وعلى هذا األساس ،ولضمان فعالية القطاع المصرفي وسالمة أدائه من جهة ،ولمواجهة نقاط
الضعف التي أدت بالقطاع المصرفي الجزائري للوقوع في أزمات من جهة أخرى ،قامت السلطات
النقدية في الجزائر بإجراء العديد من اإلصالحات المتوالية ،ومن أجل تتبع مسار هذه اإلصالحات
وكذلك تقييم أداء القطاع المصرفي الجزائري على إثر هذه اإلصالحات ،سيتم التطرق في هذا المبحث
للعناصر األساسية التالية:
نظ ار للتطورات الحاصلة في العالم وانفتاح الجزائر على العالم الخارجي وانتهاجها اقتصاد السوق،
كان لزاما عليها أن تقوم بالعديد من اإلصالحات في العديد من األنظمة ،منها النظام المصرفي والذي
مر بالعديد من اإلصالحات الناتجة عن سياسات التحول القتصاد السوق من جهة ،ومنها ما هو
عبارة عن رد فعل عن األزمات المالية التي مر بها القطاع المصرفي الجزائري لتعميق الرقابة عليه
من جهة أخرى.
ولقد مر القطاع المصرفي الجزائري بعدة مراحل من اإلصالح ،ابتداءا بمرحلة تأميم البنوك األجنبية
ر بعهد اإلصالحات المصرفية عام 0586
عام 0566ليتشكل بذلك القطاع المصرفي الجزائري ،مرو ا
أين دخلت الجزائر عهد االصالحات األساسية ،وبعد ذلك قانون النقد والقرض ،02-52لتليها بعد ذلك
العديد من اإلصالحات األخرى.
ومن خالل هذا المطلب سيتم التطرق للمحطات األساسية لإلصالح التي مرت بها المنظومة
المصرفية الجزائرية.
230
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
لقد دفع افتقار القطاع المصرفي الجزائري إلى النطاق المؤسسي والخبرة للنهوض بأعمال الوساطة
المالية مع دخول الجزائر إلى مرحلة اقتصاد السوق ،إلى ضرورة إعادة النظر في تطوير هذا القطاع،
بالقيام بالعديد من اإلصالحات المتتالية ابتداءا بمرحلة االصالح المالي والمصرفي ،0520ثم
االصالح المصرفي لسنة ،0586واصالح ،0588وبعدها قانون النقد والقرض ،02-52أين ساهمت
هذه المراحل في تشكيل اإلطار األساسي للقطاع المصرفي الجزائري.
انطلقت هذه المرحلة سنة 0520أين تم إدخال بعض التعديالت واإلصالحات على السياسة النقدية
والمصرفية تماشيا مع السياسة العامة للدولة في إطار االقتصاد المخطط ،حيث أنشئ مجلس القرض
والهيئة التقنية للمؤسسات المصرفية بموجب األمر 42-20الصادر في 0520/26/12والمتضمن
تنظيم البنوك .1حيث حمل هذا االصالح رؤية جديدة لعالقات التمويل وحدد أيضا طرق تمويل
االستثمارات العمومية المخططة.
ولكن ابتداءا من سنة 0582تم التراجع عن التعديالت السابقة بإلغاء تمويل المؤسسات بواسطة
قروض بنك ية متوسطة األجل ،وحلت الخزينة محل النظام البنكي في تمويل االستثمارات العمومية
2
المخططة بواسطة قروض طويلة األجل ،كما تم انشاء بنوك متخصصة.
يمكن اعتبار سنة 0586البداية الحقيقية لإلصالحات االقتصادية ،حيث صدرت ثالثة نصوص
أساسية خالل هذه المرحلة مهدت للتحول إلى اقتصاد السوق وهي:
-قانون 12-22المؤرخ في :1222/22/12المتعلق بنظام البنوك والقرض والذي جاء ليعيد لبنك
الجزائر مهامه في إدارة وتسيير السياسة النقدية ،كما أعاد هذا القانون النظر في العالقة التي تربط
بنك الجزائر بالخزينة العمومية.
.1األمر رقم 42-20المؤرخ في 0520/22/26المتضمن تنظيم مؤسسات القرض ،الجريدة الرسمية ،العدد.55
.2الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،0220 ،ص.080
232
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تهدف هذه القوانين في مجملها إلى إعادة النظر في النظام المصرفي الجزائري بشكل يعيد للبنوك
وظيفتها األصلية ،وهي الوساطة المالية في االقتصاد الوطني وتعمل كذلك على جمع الموارد
االدخارية وتقديم القروض على أساس المردودية أي استرجاع مبلغ القرض مع الفوائد ،كل هذا تحت
إشراف ورقابة بنك الجزائر الذي استرجع استقالليته.
تبلور هذا اإلصالح الجديد بصدور قانون البنوك والقروض 00-86بتاريخ ،0586/28/05والذي
هدف إلى إعطاء دور أكثر أهمية للبنوك ،من خالل القيام ببعض التغييرات على مستوى الهياكل
االستشارية والمتمثلة في إنشاء مجلس وطني للقرض ولجنة لمراقبة عمليات البنوك ،بدال من مجلس
القرض واللجنة التنفيذية للمؤسسات المصرفية المنشأة سنة ،0520فقد ألزمت المصارف بمتابعة
استخدام القروض التي تمنحها ومتابعة الوضعية المالية للمؤسسات االقتصادية العمومية ،وبالتالي
1
اتخاذ التدابير الضرورية للتقليل من مخاطر عدم سداد القروض.
حيث ظهر مفهوم ما يسمى بالخطر البنكي ليدخل ألول مرة في عالم تسيير البنوك التجارية ،وذلك
من خال ل إدخال مقاييس الربحية والمردودية واألمان في تسيير البنوك التجارية بالخصوص في مجال
منح القروض بجميع أنواعها.
كما جاء قانون 00-86المتعلق بنظام البنوك والقرض ليعيد لبنك الجزائر مهامه في إدارة وتسيير
السياسة النقدية ،والتي تتمثل في:
-ضبط ومراقبة توزيع االعتمادات على قطاعات االقتصاد بالوسائل المالئمة من خالل
ممارسة امتياز االصدار؛
-مساعدة الخزينة العمومية؛
-جمع احتياطيات الصرف وتسييرها وتوظيفها؛
-توفير الظروف لتحقيق استقرار العملة وحسن سير المنظومة المصرفية؛
-تسيير أدوات السياسة النقدية وتحديد الحدود القصوى لعمليات إعادة الحسم المخصصة
لمؤسسات القرض.
قانون رقم 00-86المتعلق بنظام البنوك والقرض الممضي في 05أوت ،0586الجريدة الرسمية ،العدد ،0586/28/02 ،14 .1
ص.0405
233
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
جاء قانون النقد والقرض 02-52في 04أفريل ،0552حيث اتضح بعد إصالحات 0588أنها ال
تتناسب مع الوضعية االقتصادية الجديدة ،حيث أعاد قانون النقد والقرض 02-52تعريف هيكل النظام
المصرفي الجزائري.
.1قانون رقم 26-88المتعلق بنظام البنوك والقرض ممضي في 00يناير ،0588الجريدة الرسمية ،عدد ،20مؤرخة في 01يناير ،0588
ص.55
.2بلعزوز بن علي ،كتوش عاشور ،واقع المنظومة المصرفية الجزائرية ومنهج االصالح ،ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت
االقتصادية –واقع وتحديات ،-جامعة الشلف ،الجزائر ،يومي 05-04ديسمبر .0224
234
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
حيث تمثلت أهم السلبيات التي دفعت السلطات النقدية في الجزائر إلى إصدار قانون النقد والقرض
1
02-52في:
-فقدان البنوك لوظيفتها األساسية حيث أصبحت البنوك التجارية غرفا لتسجيل ومحاسبة
التدفقات المالية لتمويل االستثمارات العمومية؛
-زيادة اإلصدار البنكي حيث أصبح بنك الجزائر جها از لطبع النقود عوضا عن تسيير السياسة
النقدية؛
-إهمال تعبئة االدخار الخاص؛
-سوء تسيير الجهاز المصرفي.
.1.2.2.2تنظيم بنك الجزائر في ظل قانون النقد والقرض 12-22
-هيكل بنك الجزائر وادارته :حيث يعرف بنك الجزائر حسب المادة 00من قانون النقد والقرض
02-52على أنه" :مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وهو يخضع
للقانون التجاري" ،ويقوم يتسييره وادارته ومراقبته محاظ وثالث نواب ،ومجلس النقد والقرض
ومراقبان ،كما يتصرف مجلس النقد والقرض كمجلس إدارة بنك الجزائر وكسلطة إدارية تصدر
تنظيمات نقدية ومالية ومصرفية.
-المحافظ ونواب المحافظ :حيث يقوم بتسيير بنك الجزائر محافظ وثالث نواب يتم تعيينهم
بمرسوم رئاسي لمدة 5سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ،ويتم إقالتهم في حال العجز الصحي
أو الخطأ الفادح بموجب مرسوم رئاسي ،كما أن المحافظ ونوابه ال يخضعون لقواعد الوظيفة
العمومية ،ويدير المحافظ جميع أعمال بنك الجزائر حيث يوقع جميع االتفاقيات والمحاضر
المتعلقة بالسنوات المالية ونتائج نهاية السنة؛ يمثل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية ولدى
الهيئات المالية والدولية؛ ينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد مهامها ،يشتري ويبيع جميع
األمالك المنقولة وغير المنقولة كما يوظف ويرقي ويعزل مستخدمي بنك الجزائر وتستشيره
الحكومة بكل ما يخص النقد والقرض.
-مجلس النقد والقرض :حيث يتكون مجلس النقد والقرض محافظ وهو الرئيس ،ثالث نواب
كأعضاء وثالث موظفين معينين بموجب مرسوم رئاسي ،ويتم تعيينهم نظ ار لخبرتهم في
الشؤون االقتصادية والمالية ،وتتمثل أهم صالحيات المجلس كسلطة نقدية بإصدار أنظمة
مصرفية تتعلق ب:
.1تشام فاروق ،أهمية االصالحات المصرفية والمالية في تحسين أداء االقتصاد ،الملتقى الوطني حول االصالحات االقتصادية والممارسات
التسويقية ،المركز الجامعي بشار ،يومي 00-02أفريل .0224
235
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
← إصدار النقد؛
← أسس وشروط عمليات بنك الجزائر خاصة عمليات الخصم وقبول السندات ،غرف
المقاصة؛
← شروط البنوك والمؤسسات المالية وشروط إقامة فروع؛
← األسس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية؛
← حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية؛
← النظم والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك؛
← الشروط التقنية لممارسة مهن االستشارة والوساطة في مجال الصرف والمجال المالي؛
← مراقبة الصرف وتنظيم السوق الخاص به.
-الرقابة :حيث يقوم بمراقبة بنك الجزائر مراقبان يقومان بمراقبة عامة تشمل جميع دوائر بنك
الجزائر وكافة أعماله ،كما يقومان بتدقيق الحسابات ضمن نفس الشروط التي يعمل وفقها
مراجعوا الحسابات.
.1.2.2.2مبادئ قانون النقد والقرض :12-22يعتبر قانون النقد والقرض 02-52نصا
تشريعيا أساسيا في مسار االصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية ،وتتمثل أهم مبادئه
1
في:
-الفصل بين الدائرة النقدية وهيئة التخطيط ،حيث أن الق اررات النقدية السابقة كانت مبنية على
التخطيط المركزي ولم تكن هناك أهداف نقدية بحتة؛
-الفصل بين السلطة النقدية والخزينة ،حيث حددت قيمة تمويل البنك المركزي للخزينة العمومية
ب .%02
-الفصل بين خزينة الدولة والقطاع المصرفي ،من خالل منح االستقاللية للبنوك في منح
القروض لالقتصاد؛
-إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة.
وعليه وبموجب القانون 02-52فلقد أصبحت للبنوك الجزائرية الحرية في تمويل مختلف
قطاعات االقتصاد ومنح االئتمان بمختلف اآلجال ،كما تم فتح السوق المصرفية أمام القطاع
الخاص واألجنبي ،ونتيجة لذلك ظهرت العديد من البنوك الخاصة أولها بنك البركة سنة ،0550
2
باإلضافة إلى تعزيز دور البنك المركزي وتمكينه من أداء عمله في إطار واسع من االستقاللية.
.1ناصر دادي عدون ،مراقبة التسيير في المؤسسة االقتصادية ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،0224 ،ص.002
.2سليمان ناصر ،النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة ،مجلة الدراسات االقتصادية والمالية ،المركز الجامعي الوادي ،العدد األول،
،0228ص.01
236
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وعليه يمكن القول أن األمر 00-21جاء لتدعيم آليات المراقبة التي يستعملها بنك الجزائر بالتناسب
2
مع التحوالت االقتصادية السريعة خاصة بعد فضيحتي بنك الخليفة والبنك التجاري الصناعي.
.2.2األمر :22-12لقد ساهمت عدة عوامل على المستويين المحلي والدولي إلى تعديل األمر -21
00المتعلق بالنقد والقرض من خالل إصدار األمر ،24-02والذي يهدف إلى تحقيق نمو
اقتصادي سريع خارج قطاع المحروقات والسهر على تحقيق االستقرار النقدي والمالي خاصة
بعد األزمة المالية العالمية ،0222وتتمثل أهم عوامل تعديل األمر 00-21في:
-تفعيل الدور الرقابي للتشديد على ضرورة تحسين إدارة المخاطر وتطبيق مبادئ الحوكمة
المؤسسية السليمة؛
-عصرنة أنظمة الدفع الشامل خاصة فيما يتعلق بتحسين الخدمات المصرفية للزبائن وقنوات
انتقال آثار السياسة النقدية ،وتشجيع البنوك على تقديم وتنويع المنتجات المصرفية الجديدة؛
-ضعف كفاءة النظام المصرفي الجزائري وأثره السلبي في الوصول إلى معدالت التضخم
المستهدفة.
.1األمر 20-20الممضي في 0220/20/02المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد 08 ،04فبراير ،0220
ص.24
.2األمر 00-21الممضي في 06أوت ،0221المعدل والمتمم لقانون 02-52المتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد02 ،50
أوت ،0221ص.21
237
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
1
ويتضمن األمر 24-02التعديالت التالية:
-أشارت المادة 20من األمر 24-02إلى أن مهمة بنك الجزائر تتمثل في الحرص على
استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية ،وفي توفير أفضل الشروط في
ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد ،وكذلك تحقيق االستقرار
المالي والنقدي؛
-كما أشارت المادة 20من األمر 24-02إلى أن بنك الجزائر مسؤول على تنظيم الحركة
النقدية والتوجيه والمراقبة ،والتأكد من سالمة النظام المصرفي وصالبته؛
-لقد أشارت المادة 21أن إعداد ميزان المدفوعات يعتبر من مسؤولية بنك الجزائر ،وعلى
البنوك والمؤسسات المالية وكذلك اإلدارات المالية وكل األطراف المعنية تزويده باإلحصائيات
والمعلومات المفيدة؛
-تنص المادة 4على ضرورة أن يكون لكل بنك يعمل في الجزائر حساب جار دائن مع بنك
الجزار لتلبية حاجات عمليات التسديد بعنوان نظم الدفع ،ويحرص بنك الجزائر على السير
الحسن لنظم الدفع وفعاليتها وسالمتها؛
-نصت المادة 5على ضرورة تأكد بنك الجزائر من سالمة وسائل الدفع ،ورفض وسائل الدفع
التي تقدم ضمانات سالمة غير كافية؛
-نصت المادة 6على أن المساهمون هم من يتحملون النفقات المتعلقة بتسيير نظم الدفع ،بعد
أن كانت غرفة المقاصة هي من تتحمل النفقات في المادة 52من األمر 00-21؛
-تنص المادة 2على ضرورة أن تلتزم البنوك والمؤسسات المالية بوضع جهاز رقابي داخلي
ناجع ،ووضع جهاز رقابة المطابقة؛
-تضمنت المادة 8وظيفة بنك الجزائر في تنظيم وتسيير مصلحة مركزية مخاطر المؤسسات
ومركزية مخاطر العائالت ومركزية المستحقات غير المدفوعة.
لقد تعرض القطاع المصرفي الجزائري للعديد من الهزات ،والتي كان لها األثر الكبير في قيام
الهيئات المسؤولة بالعديد من اإلصالحات ،وسيتم من خالل هاته النقطة التطرق لألزمات المصرفية
التي مست القطاع المصرفي الجزائري ،وكذلك تأثير األزمة المالية العالمية 0222على القطاع
المصرفي الجزائري.
.1األمر 24-02يعدل ويتمم األمر 00-21الممضي في 06أوت ،0202الجريدة الرسمية ،العدد ،0202/25/20 ،52ص ص-00
.05
238
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
1
.1أزمة البنوك العمومية 1222
لقد أدت األزمة البترولية التي مست االقتصاد الجزائري في سنة 0586نتيجة انهيار أسعار
المحروقات في األسواق العالمية إلى بروز إختالالت عميقة على مستوى مؤشرات التوازنات
االقتصادية الكلية ،بسبب االرتفاع الحاد في حجم المديونية الخارجية ونسبة خدمات الدين ،وتقلص
موارد الدولة من عائدات الصادرات ،حين سجلت أسعار النفط أدنى مستوى لها بأقل من 5دوالر
للبرميل فعرفت الميزانية عج از فاضحا تلتها سنوات من األزمة الحقيقية خلقت مشاكل كبيرة في عملية
التمويل.
ولقد مست هذه األزمة مختلف القطاعات منها القطاع البنكي ،فقد عجز هذا األخير بأطره القانونية
والمالية عن تعبئة وجمع المدخرات وتمويل االقتصاد الوطني والخروج من دائرة األزمات التي حلت
باالقتصاد ،وتمثلت الصعوبات آنذاك بين تمويل التنمية وأولوياتها وعجز البنك كمؤسسة تجارية تلزمه
منظومة معينة للقيام بوظائفه بفعالية من أجل ضمان التطوير كما أن الفلسفة االشتراكية التي كانت
تقوم على التخطيط المركزي لكل نشاط وعلى مفاهيم الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج وتخصيص
الموارد وفق المنفعة االجتماعية عرقلت كل مخططات التنمية وكل المساعي لبناء اقتصاد مرن
يتماشى وامكانيات الدولة المتاحة وضعها السائد لنهوض نحو اقتصاد أفضل.
حيث عاش القطاع المصرفي الجزائري سنة 0586أزمة سيولة خانقة بسبب التدهور الكبير في
أسعار البترول ،وهو ما انعكس على عدم فعالية السياسة التمويلية ،ويمكن تقسيم أسباب هذه األزمة
إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية تتمثل في:
.1.1األسباب الداخلية
-طبيعة تسيير القطاع المصرفي خالل هاته الفترة ،حيث وفي ظل االقتصاد الموجه كان منح
القروض البنكية يخضع للق اررات اإلدارية ،وكانت البنوك مجبرة على تمويل المؤسسات العمومية
حتى وان كانت ال تتمتع بالمالءة المالية وال تقدم الضمانات الكافية؛
-حلول الخزينة محل النظام البنكي في تمويل االستثمارات العمومية المخططة بواسطة قروض
طويلة األجل ،وقد أدت هذه السياسة غالبا إلى اختزال وظيفة البنوك ودورها في إطار محاسبي
على الرغم من أنها جاءت لتخفف من الضغوط الموجودة على خزينتها وأصبحت نشاطاتها
تتميز بالسلبية في توزيع القرض مع تعاظم دور الخزينة في هذا المجال ،وقد أدى ذلك إلى
إضعاف إراداتها في تعبئة االدخار؛
1
. M. Ghernaout, crises financières et faillites des banques algérienne : du choc pétrolier 1986 à la
liquidation des banques el Khalifa et BCIA, édition GAL, 1ere édition, Alger, 2004, P20.
239
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-اعتماد االقتصاد الجزائري بشكل مطلق على عوائد البترول ،وتميز نظام التسيير بعدم العقالنية
في جميع القطاعات وتبذير الموارد.
.1.2األسباب الخارجية
يتمثل السبب الخارجي الرئيسي في الصدمة البترولية سنة ،0586أين شهدت السوق العالمية
انخفاضا مفاجئا ألسعار البترول ،ولقد صاحب هذا االنخفاض نقصا فادحا في السيولة ،بسبب غلق
األسواق المالية عقب إعالن بعض الدول عن عجزها نهائيا عن تسديد ديونها مثل المكسيك والب ارزيل.
وكرد فعل على أزمة السيولة التي عانت منها البنوك العمومية حاولت السلطات النقدية احتواء هذه
األزمة من جانبين:
-أوال :من خالل إنقاذ البنوك العمومية ومحاولة إنعاش االقتصاد بمحاولة توفير السيولة المالية
الكافية لكل من المؤسسات العمومية والبنوك؛
-ثانيا :إعادة النظر في كيفية التسيير ومراجعة القوانين حيث تعتبر هذه النقطة من اآلثار
االيجابية التي خلفتها األزمة البترولية ،ودفعت بالهيئات المسؤولة عن القطاع المصرفي الجزائري
إلجراء العديد من اإلصالحات ،حيث جاءت إصالحات الثمانينيات (إصالح 0586المتعلق
بنظام البنوك والقرض واصالح 0588الخاص بتوجيه المؤسسات العمومية) كحتمية ولدها الخلل
على مستوى التنظيم واألداء بالنسبة للنظام الذي ساد في الفترة السابقة لعام ،0586والتي كان
بمثابة التحرر الذي عرفه النظام البنكي واالقتصادي بحيث أنه انتقل من نظام موجه اشتراكي إلى
اقتصاد السوق ،وبداية إنشاء نظام بنكي جزائري بمقاييس دولية.
.2أزمة البنوك الخاصة في الجزائر ()2222-2222
منذ سنة 0552شرعت السلطات العمومية في إجراء تعديالت هيكلية على القطاع المصرفي،
بهدف التهيئة للعمل وفق آليات اقتصاد السوق وتحقيق جودة الخدمات المصرفية وخلق منافسة بين
المصارف ،حيث تم تحرير السوق المصرفية والمنافسة وبدأت البنوك الخاصة الوطنية واألجنبية
تتموقع تدريجيا وتحتل مساحة معقولة وبدأت حصتها السوقية في النمو حيث بلغت %00عام ،0220
وظهرت عالمات التفاؤل على المهتمين والمتعاملين االقتصاديين ،ومن بين أهم البنوك التي ظهرت
في هذه الفترة ،نجد بنك الخليفة والبنك التجاري والصناعي الجزائري ) ،(BCIAلكن أهم ما ميز هذه
المرحلة هو ضعف رقابة بنك الجزائر لهذه البنوك قبل وبعد بداية نشاطها ،ما أدى إلى إفالس بنك
الخليفة والبنك الصناعي والتجاري ،والذي كان بمثابة الصدمة التي شهدها القطاع المصرفي الخاص
في الجزائر.
241
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
لقد شكلت قضية بنك الخليفة أهم أزمة عرفتها المنظومة المصرفية في الجزائر ،بالنظر لحجمها
وتداعياتها ،فبنك الخليفة الذي تأسس في عام 0552على يد صاحبه السيد الخليفة لعروسي وهو
صيدلي ،وأعتمد في عام 0558كان يتمتع بوضع خاص من حيث كونه بنكا تتوفر فيه المعايير
الدولية ،وكان البنك يمتلك 012وكالة موزعة عبر كافة التراب الوطني خاصة في المناطق ذات
الكثافة السكانية والنشاطات االقتصادية ،فيما قدرت أصول البنك حوالي 0.5مليار دوالر ،كما بلغ رقم
1
أعماله 422مليون دوالر في مطلع سنة 0224في حين فاق عدد عمالئه 0.5مليون زبون.
وقــد ق ــدم ه ــذا البن ــك خ ــدمات ومنتج ــات بنكي ــة لــم يك ــن المودع ــون الجزائري ــون ليحص ــلوا عليه ــا مث ــل
معــدالت الفائــدة العاليــة علــى الودائــع ألجــل (حيــث أن البنــك كــان يتعامــل بمعــدالت فائــدة مدينــة تتـراوح
بــين 00و ،% 02بينمــا كانــت البنــوك العموميــة تتعامــل بمعــدالت فــي حــدود ،% 6-5فبنــك الخليفــة لــم
يكــن يحتــرم التعليمــات التــي كــان بنــك الج ازئــر يقــدمها فيمــا يخــص معــدالت اإلقـراض ومعــدالت اإليــداع
على حد سواء) ،وبطاقات بنكية ،حسابات بالعملة الصـعبة ،تسـهيالت القـروض ،بطاقـات شـراء تعـادل
ضــعف مرتــب الزبــون ....الــخ ،وهــذا كلــه بغــرض جــذب أكبــر عــدد مــن الزبــائن ،كمــا ق ـدم هــذا البنــك
عروضـ ــا خاصـ ــة ومغريـ ــة علـ ــى الودائـ ــع الخاصـ ــة بالمؤسسـ ــات العموميـ ــة والهيئـ ــات العامـ ــة والضـ ــمان
االجتماعي.
بدأت مالمح تجاوزات بنك الخليفة منذ سنة 0220إثر عمليات الرقابة الدورية لبنك الج ازئـر ألعمـال
ونشــاطات مختلــف البنــوك والمؤسســات الماليــة ،وقــد تــم إعــداد تقريــر مــن طــرف البنــك المركــزي يبــين
مخالفة هـذا البنـك ألنظمـة الصـرف المعتمـدة وتـم إرسـاله إلـى الـوزير المكلـف بالماليـة فـي شـهر ديسـمبر
0220ولم تقم أية جهة باإلجراءات القانونية والتنظيمية الضرورية قبـل اسـتفحال الخطـر وفقـدان الـتحكم
فيــه ،إال أن عمليــات مراقبــة أخــرى أجريــت فــي ســبتمبر 0220أكــدت اســتمرار هــذا البنــك فــي مخالفــة
أنظمة الصرف وتحويل رؤوس األمـوال مـن والـى الخـارج ،وقـد أعـد المراقبـون تقريـ ار لمختلـف التجـاوزات
المرتكبــة وســلم إلــى العدالــة فــي فيفــري 20221بموجــب التعــديالت التــي أدخلــت علــى األمــر 00–56فــي
3
مادته 05والتي تخول لبنك الجزائر إرسال محاضر المخالفات إلى العدالة.
.1ص حفيظ ،بعد عشر سنوات على تحرير القطاع البنكي ،يومية الخبر ،عدد ،1812الصادرة بتاريخ ،0224/22/04الموقع الرسمي
للجريدة./http://www.elkhabar.com :
2
. M. Ghernaout, Op Cit, P39.
.3األمر 00-56الممضي في 0556/22/25يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى
الخارج ،الجريدة الرسمية المؤرخة في ،0556/22/02العدد ،41ص.00
240
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وقد واجه بنك الخليفة وضعية صعبة فيما يتعلق بحركة الودائع والوضعية المحاسبية وبالتالي عدم
القدرة على سداد مستحقات الزبائن ،لهذا قامت السلطات بعد اتخاذ قرار تصفية البنك بالعديد من
اإلجراءات لغرض ضمان حقوق المودعين ،حيث قامت شركة ضمان الودائع بتقدير تعويضات بقيمة
622.222دج لجميع المودعين ،وهو ما لم يكن كافيا ،مما اضطر مصفي البنك إلى تطهير الحسابات
وبيع أصول البنك.1
وبعد تأكد السلطات الرقابية من عجز إطارات بنك الخليفة عن اإلدارة واتباعهم لعمليات غير
قانونية من خالل توجيه اللجنة المصرفية إلى المسؤولين عن بنك الخليفة لوما بعد إنذار باإلدالء
بتفسيراتها حسب المادة 051من قانون النقد والقرض ،02-52وفشل بنك الخليفة في إعادة توازناته
المالية حسب المادة 054من قانون النقد والقرض ،202-52تم اتخاذ قرار من طرف اللجنة المصرفية
بتكليف شخص إداري يسير أمور البنك مؤقتا في بداية مارس 0221إلى غاية اإلعالن عن إفالسه،
بموجب المادة 055من قانون النقد والقرض المعدل والمتمم ،وهو تدبير وقائي .وقد اتخذ هذا القرار
3
الالزم من أجل احتواء المخاطر قدر اإلمكان.
وحسب ما أشارت له اللجنة البنكية في إحدى مذكراتها والمتعلقة بنشاط الرقابة والتفتيش ،فإن سوء
الحوكمة التي ميزت الوظيفة الرقابية لبنك الجزائر تعتبر من أهم أسباب األزمات المالية ،ويبرز ذلك
4
من خالل:
عدم احترام اإلجراءات المحاسبية للمؤسسة ،حيث واجه بنك الخليفة وضعية صعبة فيما يتعلق -
بحركة الودائع والوضعية المحاسبية وبالتالي عدم القدرة على سداد مستحقات الزبائن؛
التأخر في تقديم التقارير لبنك الجزائر؛ -
المراجعة غير المنتظمة لملفات التوطين؛ -
غياب المتابعة والرقابة؛ -
عدم احترام قواعد الحذر. -
.1أمـال عيـاري ،أبوبكر خوالد ،تطبيق مبادئ الحوكمة في المؤسسات المصرفية – دراسة حالة الجزائر– ،الملتقى الوطني حول :حوكمة
الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 22-26 :ماي .0200
.2قانون رقم 02-52ممضي في 0552 /24/04المتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية المؤرخة في ،0552/24/08العدد ،06
ص.512
3
. La Banque d'Algérie, Rapport annuel 2003, P23, http://www.bank-of-algeria.dz, (20/11/2015).
4
. M. Ghernaout, Op Cit, P43.
242
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تم إنشاء البنك التجاري والصناعي الجزائري ) (B.C.I.Aكشركة أسهم بعقد موثق في 4جويلية
0558وبعد أن أعتمد كبنك في 04سبتمبر ،0558تم اكتشاف التالعبات في عمليات إدارة البنك،
عندما قامت السلطات الرقابية بإحدى مهام الرقابة الميدانية لعمليات التجارة الخارجية التي كان يمولها
بشكل واسع والتي أجريت خالل النصف األول من عام ،0221وخالل السنوات المالية 0222و0220
و ،0220تبين أن BCIAانتهك القوانين واللوائح المعمول بها في هذا الشأن.
حيث وجد المفتشون العديد من التجاوزات للقواعد القانونية والتنظيمية الخاصة بالنشاط البنكي من
بينها:
-عدم احترام التسيير الجيد للمهنة (التسيير البنكي ) ،خاصة فيما يتعلق بمعالجة الشيكات غير
المدفوعة؛
حيث قيدت منظمة الشفافية الدولية وعديد المصارف العالمية ظاهرتي الرشوة والميوعة المصرفية
كممارسة طاغية على منظومة التعامالت االقتصادية والمالية الجزائرية.
ووصل عدد البنوك الخاصة "المعلقة" في الجزائر إلى عشرة ،كان آخرها مصرف "الريان الجزائري"
خالل الفترة ،0222-0221حيث تم سحب االعتماد من سبعة مصارف ومؤسستين ماليتين ،منذ سنة
،0221وهي على التوالي :خليفة بنك ،المصرف التجاري والصناعي الجزائري ،الشركة الجزائرية للبنك،
مونا بنك ،أركو بنك ،جينرال ميديتيرانيان ،يونين بنك ،ألجيريان أنترناشيونال بنك ،إضافة إلى الريان
بنك ،وهو ما معناه أن كل البنوك الخاصة ذات الرأسمال الجزائري تمت تصفيتها ،وصارت الساحة
المصرفية الجزائرية مقتصرة على 02بنكا منها سبعة بنوك عمومية وخمس مؤسسات مالية فحسب
1
سنة .0222
.1كامل الشيرازي ،زلزال البنوك الخاصة في الجزائر ،يومية إيالف االلكترونية ،عدد 05ديسمبر ،0222الموقع الرسمي لليومية:
،http://elaph.com/ElaphWeb/Economics/2007/12/290580.htmتاريخ االطالع.0205/00/08 :
243
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وتتمثل األسباب التي عجلت باختفاء هذه البنوك الخاصة في المال غير القانوني إلى جانب تعديل
رأسمال األدنى سنة ،0224حيث تم رفعه من 522مليون دج إلى 0522مليون دج ،حيث أن هذا
التعديل رفضته بعض البنوك الخاصة ،وقررت التوقف عن النشاط وتمت تصفيتها ومن بينها أركو بن
ومونا بنك ،ومدترنيان بنك أما ريان بنك فيعتبر البنك األجنبي الوحيد الذي انسحب من السوق
المصرفية الجزائرية بسبب رفضه رفع رأسماله 1،الذي حصل على االعتماد بتاريخ 8أكتوبر ،0222لم
يستجب إلى غاية 4مارس 0226ألحكام النظام 20-24المؤرخ في 4مارس 0224المتعلق بالحد
األدنى المضمون لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية النشطة في الجزائر المعتمد تطبيقا لألمر 00-21
المؤرخ في 06أوت 0221المتعلق بالنقد والقرض.
ولقد كان لهذه األحداث تأثي ار كبي ار على القطاع المصرفي الجزائري ،حيث شهدت الساحة المصرفية
الجزائرية تراجعا ،وتزعزعت ثقة الجمهور والمتعاملين االقتصاديين في القطاع المصرفي الخاص
الوطني واألجنبي بشكل عام ،وعاد األمر إلى سابق عهده بهيمنة البنوك العمومية على النشاط
المصرفي وتراجع المنافسة في السوق المصرفية.
لقد أدت العديد من العوامل واألسباب إلى أزمة البنوك الخاصة في الجزائر ،وخاصة بنك الخليفة
2
والبنك الصناعي والتجاري الجزائري ،وتتمثل أبرز هذه األسباب في:
-صنفت اإلدارة غير السليمة وضعف التحكم في التسيير وفق معايير التسيير البنكي وعدم
االلتزام بقواعد الحيطة والحذر ،من بين األسباب الرئيسية التي حددها مفتشي بنك الجزائر
واللجنة المصرفية في تقاريرهم المعدة انطالقا من عمليات التفتيش والمعاينة الميدانية التي
أجريت على البنكين المعنيين ،وتتمثل في عدم االلتزام بالقواعد المحاسبية وعدم الشفافية في
المعلومات ،وعدم احترام مؤشرات التسيير المالي ،وكذلك عدم وجود تقارير عن حصيلة
النشاط مصادق عليها من طرف الجمعية العامة للمساهمين كما ينص عليه القانون ،وتجلى
هذا خاصة في بنك الخليفة حيث أنه لم يعد تقارير حصيلة نشاطه لسنوات ،0555
0220،0222؛
.1محمد الشريف إلمان" ،فضيحة الخليفة" سبب مباشر في تراجع البنوك الخاصة ،جريدة الشعب الجزائرية ،النسخة اإللكترونية ،يوم 20
أكتوبر ،0200الرابط الرسمي للجريدة ،/http://www.ech-chaab.com :تاريخ االطالع.0205/00/05 :
2
. Ghernaout.M, Op Cit, pp39-42.
244
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-تغاضي السلطات النقدية عن القيام بمسؤولياتهم في سالمة واستقرار النظام البنكي في الحد
من التهافت الذي يحدث عند ظهور حاالت إعسار مصرفي مثلما حدث للبنكين ،عن طريق
توفير آلية صريحة لحماية المودعين ،إذ لو توفرت هذه األخيرة لقللت من السحب الكبير
للودائع من البنكين (هذا السحب الناجم من جراء تجميد تحويالت بنك الخليفة وتعيين مسير
إداري ،وبالتالي إمكانية إفالسه مما أدى بالمودعين نتيجة تخوفهم إلى طلب سحب ودائعهم
مما انجر عنه أزمة سيولة في البنك ،ونفس الشئ ينطبق على البنك الصناعي والتجاري) هذا
من جهة ،ومن جهة أخرى فان عدم وجود هذه اآللية يعني في واقع الحال أن حماية المودعين
ستكون على عاتق الدولة ،حيث ال توجد دولة تقبل من حيث المبدأ فقدان مودعي البنوك
ألموالهم ،هذا النوع من الضمان المستتر ،شجع البنكين على التهور المصرفي واالستثمار في
مجاالت ذات مخاطرة كبيرة (خاصة وأن بنك الخليفة كان يحظى بمعاملة خاصة من قبل
السلطات العمومية) ،كذلك فإن اللجنة المصرفية لم تقم بدورها في إعالم وتوجيه المودعين
عن طبيعة المشاكل التي اعترضت البنكين ،مما شجعهم كثي ار على السحب المرتفع للودائع؛
-عدم القدرة على التحكم في التكاليف وذلك من خالل اإلفراط في النفقات غير المبررة والتي
ليس لها عالقة بالنشاط الرئيسي كما كان عليه الحال بالنسبة لبنك الخليفة (تمويل الفرق
الرياضية ،تمويل الحفالت المهرجانات وغيرها من التمويالت).
-حصول بنك الخليفة والبنك التجاري والصناعي على الموارد وغياب رقابة بنك الجزائر دفع بهما
للقيام بعمليات غير مدرة لعائد كتمويل النوادي الرياضية ،منح المسيرين والمساهمين في البنك
قروضا ذات مخاطر تتجاوز في كثير من األحيان الحدود التي نصت عليها القوانين (كأن ال
يتجاوز القرض % 20من األموال الخاصة وغيرها) أضف إلى ذلك غياب الخبرة في مجال
التسيير البنكي وغياب الرقابة داخل البنك وكذا رقابة بنك الجزائر ،حيث أرتفع إجمالي القروض
المقدمة من طرف البنوك الخاصة من 15,2مليار دج سنة 0220إلى 080,1مليار دج سنة
0220أي ارتفاع بنسبة %156,6؛
ضعف التحكم في تسيير السيولة ،ووجود فائض في السيولة بالنسبة لبنك الخليفة لدى بنك -
الجزائر؛
-عدم قيام اللجنة المصرفية بدورها الرقابي على أكمل وجه وتغاضيها عن عدم احترام قواعد
الحيطة والحذر في تسيير البنوك ،وتدخلها المتأخر ما أدى إلى ارتفاع تكاليف إفالس البنكين.
-عدم التنويع في محفظة النشاط المصرفي واحترام معايير التوازن المالي ،بحيث تم تخصيص
موارد قصيرة األجل لتمويل االستثمارات طويلة األجل ،باإلضافة إلى التحويالت المالية المفرطة
245
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
نحو الخارج ،وكذلك منح أسعار فائدة مرتفعة على الودائع أكثر مما هو سائد في السوق وهو ما
يتنافى والسالمة المالية؛
-السعي وراء تحقيق الربح على المدى القصير وعدم التقيد بالمهنية واالحترافية في ممارسة النشاط
المصرفي؛
-عدم مواكبة السلطات العمومية لشروط التحرير المصرفي ،وذلك لدعمها الواسع للبنوك العمومية
من خالل إعادة رسملتها وتطهير محافظها من الديون ،وفي المقابل لم تلقى البنوك الخاصة
االهتمام الكافي لترقيتها وتشجيعها ،بل العكس تم التضييق عليها ودفعها لممارسة تصرفات غير
قانونية؛
-عدم مواكبة السلطات الرقابية لتغيرات البيئة الجديدة ،وتدعيمها فقط للبنوك العمومية ،ولم تتاح
الفرصة لممثلي البنوك الخاصة من المساهمة في اتخاذ القرار ،وعدم تمكينهم من أن يكونوا
أعضاء في هيئات الرقابة والهيئات األخرى ،ومنحهم فرصة طرح مشاكلهم وانشغاالتهم من أجل
الوصول إلى تكوين قطاع مصرفي منسجم وأكثر صالبة وتسوده المنافسة ،وهو ما ينعكس ايجابا
على االقتصاد الوطني.
ولقد شكلت أزمات البنوك الخاصة في الجزائر خالل الفترة 0222-0221دافعا لقيام الهيئات
المعنية بالمزيد من اإلصالحات من أجل استعادة سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري،
وتترجم ذلك في إصدار األمر رقم 00-21المتعلق بالنقد والقرض ،والتي جاءت مواده لتنظم
النشاط البنكي وشروط إنشاء البنوك الخاصة وهذا بعد األخذ بعين االعتبار الثغرات التي كانت
موجودة و التي سببت هذه األزمة ،مع ضمان حقوق المودعين من خالل مجموعة القواعد ذات
البعد الوقائي والعالجي ،وتقوية األمن المالي.
تتأثر كافة دول العالم باألزمة المالية العالمية بدرجات متفاوتة ترتبط بدرجة االندماج في االقتصاد
العالمي وأسواقه المالية ،وبالنسبة لالقتصاد الجزائري فإن التأثير يكون غير مباشر وذلك نظ ار لـ:
246
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-اعتماد الحكومة الجزائرية على موازنة بسعر مرجعي يقل كثي ار عن أسعار السوق وهذا ما
1
يجنبها أي انعكاسات في حالة انخفاض أسعار البترول؛
-فائض السيولة في القطاع المصرفي الجزائري ،حيث حققت السيولة المحلية نموا بلغ
%00,02في عام 0222وذلك مقارنة بنسبة %08,62خالل ،0226وهذا راجع إلى إرتفاع
أسعار النفط في األسواق العالمية؛
-نتكامل القطاع المالي الجزائري في النظام المالي العالمي مازال محدودا وأن النظام المصرفي
الجزائري لم يندمج بقوة في النظام العالمي؛
-اعتماد الجزائر على نظام مصرفي عمومي مكنها من تجنب الصدمة التي أفرزتها األزمة
المالية العالمية على األقل لفترة ال تقل عن أربع سنوات حسب الخبراء ،رغم أن هذا النظام
المصرفي ما زال في نفس الوقت يشكل أكبر عائق في وجه استقطاب االستثمارات األجنبية
المباشرة وغير المباشرة ،حيث يفضل المستثمرين المناطق التي تعتمد على أنظمة مصرفية
متحررة من القيود الحكومية وتتصرف بشكل مرن مع المشاريع االستثمارية األجنبية ،وهو ما
تفتقده الجزائر؛
تبني بنك الجزائر قانون النقد والقرض سنة 0552وخطة إصالح الجهاز المصرفي خالل -
الفترة 0228-0224والتي شجعت على االندماجات لخلق كيانات مصرفية قوية ،وتضمنت
إعادة الهيكلة المالية واإلدارية للبنوك وتنقية محافظ البنوك من الديون الرديئة؛
-الضوابط التي وضعها بنك الجزائر في مجال منح االئتمان والقيمة التسليفية للضمان ونسب
السيولة واالحتياطي والحدود القصوى الستثمارات البنك في األوراق المالية وفى التمويل
العقاري واالئتمان ألغراض استهالكية ..الخ ،وضمن هذا اإلطار أقرت الحكومة قانونا يقضي
بتوقيف القروض االستهالكية الموجهة لألشخاص والعائالت التي بلغت سنة 0228ما قيمته
022مليار دينار وتطورت بنسب تراوحت بين %05-%02مقارنة بسنة 0222وهي موجهة
كلها لشراء السيارات واألجهزة االلكترونية وتأثيث المنازل ،ومثل هذا القرار من دون شك البد
وأن تكون له أثار ايجابية على تقليص الطلب من جانب وتخليص البنوك من خطر عدم قدرة
المستهلكين على اإليفاء بالتزاماتهم اتجاه هذه القروض؛
-للتخفيف من مشكلة السكن ،أصدرت الحكومة ق ار ار لتوسيع نشاط الشركة العامة إلعادة
التمويل العقاري ،وذلك بوضع قواعد ممارسة البنوك ألنشطة التمويل العقاري من اجل تحريك
السوق العقارية والرفع من قدرة التمويل طويل األجل للبنوك التي تتوافر على سيولة ناهزت 65
الجزائري، االقتصاد على وأثرها الراهنة المالية األزمة كريم، وهراني محمد، سيدي عياد دليلة، طالب
1
.
الرابط ،/http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/12.PDF :تاريخ االطالع ، 0206/20/20 :ص.00
247
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
مليار دوالر أغلبها سيولة قصيرة األجل ،ويحتاج تطبيق ونجاح مثل هذه السياسة إلى توافر
شروط وقواعد واضحة وشفافة لتجنب مخاطر اإلفالس وعدم قدرة المستهلكين على اإليفاء
بسداد هذه القروض وبالتالي السقوط في أزمة مالية واقتصادية ،كما أن البنوك الزالت في
الحدود اآلمنة لالئتمان العقاري؛
-االهتمام بإدارة المخاطر بوضع بنك الجزائر مجموعة من القواعد التي تتعلق بأسس إدارة
المخاطر االئتمانية وتكوين المخصصات لكل من القروض وااللتزامات العرضية واالرتباطات
والقروض ألغراض استهالكية وألغراض عقارية ..الخ؛
-انخفاض حجم االستثمارات المالية للبنوك في الخارج مقارنة بحجم ودائعها ،رغم أن
االحتياطيات الدولية بلغت 041,0مليار دوالر في الثالثي األول من سنة ،0225منها 52
مليار دوالر مودعة على شكل سندات وأذونات خزانة أمريكية وأوربية وهي سندات ممتازة
ومضمونة كما بلغت احتياطيات صندوق ضبط الواردات حوالي 62مليار دوالر لم يتم
1
استخدامها.
.2.1تدابير بنك الجزائر الوقائية
قصد احتواء كل خطر للعدوى المالية ،قام مجلس النقد والقرض وبنك الجزائر ،في الثالثي الرابع
2
من سنة ،0228بتدابير إضافية السيما في المجاالت التالية:
وتهدف هذه االجراءات إلى تعزيز االستقرار المالي الجزائري بشكل أكبر ،حيث يبرز النظام المالي
كأولوية على الصعيد العالمي.
وبالفعل وعلى الرغم من من استمرار بعض المصاعب التي ال زالت تواجه القطاع المصرفي
وباألخص البنوك العمومية ،المتمثلة في مجال أنظمة المعلومات وتسيير مخاطر القروض ،السيما
.عماري عمار ،فالي نبيلة ،األزمة المالية العالمية وتداعياتها على بعض مؤشرات االقتصاد الجزائري ،الملتقى العلمي الدولي :األزمة المالية
1
واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ،جامعة فرحات عباس –سطيف ،الجزائر ،يومي 00-02أكتوبر ،0225ص ص.01-00
.2محمد لكصاسي ،تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر ،بنك الجزائر ،تدخل محافظ بنك الجزائر أمام المجلس الشعبي الوطني،
ص.22
248
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
المخاطر المتصلة بتركيز المخاطر على المجموعات الخاصة ،يبقى القطاع المصرفي الجزائري مستقر
نسبيا في ظل األزمة المالية العالمية ،0222فهاته األخيرة لم تؤثر بشكل مباشر في القطاع المصرفي
الجزائري نظ ار لعدم اندماجه بقوة على المستوى الدولي من جهة ،ومن جهة أخرى ضعف التزامات
البنوك العاملة في الجزار اتجاه الخارج ،حيث تتمثل وضعياتها المفتوحة أقل من %2,5من المجموع
الكلي لميزانياتها.
كما سمح تقليص المديوينة الخارجية للجزائر قبل حدوث األزمة المالية بمقاومة البنوك العاملة في
الجزائر للصدمات الخارجية المتمثلة في الصدمة الفجائية ،حيث يبرز عمليا اشتداد الشروط الخاصة
بالتمويل الخارجي للدول الناشئة خاصة في فترة األزمات.
المطلب الثالث :مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية 2222
من أجل تقييم أثر اإلصالحات المصرفية السابقة من جهة ،وتحليل سالمة واستقرار القطاع
المصرفي الجزائري بمختلف مكوناته بعد األزمة المالية العالمية من جهة أخرى ،سيتم من خالل هذا
المطلب التطرق إلى:
يتميز القطاع المصرفي الجزائري بوجود عدد كبير من المصارف الخاصة ،والتي تمثل نسبة كبيرة
من المصارف العاملة في السوق الجزائرية ،إن هذا الواقع يوفر حالة عملية مناسبة لفهم كيف يتحدد
أداء المصارف العمومية وهل يختلف عن أداء المصارف الخاصة؟.
.1مقرر رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/20يتضمن نشر قامة البنوك وقائمة المؤسسات المؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،01ص.14
249
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تهيمن المصارف العمومية على القطاع المصرفي من خالل أهمية شبكات وكاالتها الموزعة على
كامل التراب الوطني رغم تسارع وتيرة إنشاء وكاالت المصارف الخاصة في هذه السنوات األخيرة،
حيث وصل عدد وكاالت البنوك العمومية إلى 0001وكالة حتى سنة ،0204مقابل 105وكالة للبنوك
251
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الخاصة في نفس السنة ،وتغطي شبكة البنوك العمومية كل الواليات على عكس البنوك الخاصة التي
1
طورت شبكاتها على مستوى شمال الوطن.
والجدول التالي يوضح عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة خالل الفترة .0204-0222
الجدول رقم ( :)2-2عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة العاملة في الجزائر خالل الفترة 0204-0222
2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 البيان /السنة
0001 0254 0250 0281 0222 0220 0252 0251 عدد وكاالت البنوك العمومية
105 105 120 024 052 050 044 054 عدد وكاالت البنوك الخاصة
تحسب نسبة التغطية المصرفية بقسمة عدد السكان في البلد على عدد الوكاالت أو الشبابيك
المصرفية المتوفرة ،وتعتبر هذه النسبة في الجزائر األضعف تقريبا بين بلدان حوض المتوسط والبلدان
العربية ،حيث يغطي كل بنك في الجزائر حوالي 05222نسمة لكل بنك ،في حين تنص المعايير
الدولية على وكالة لكل 02آالف شخص ،وهذا ما يفسر الضغط الذي تعاني منه المؤسسات المالية
في الجزائر رغم اإلجراءات المتخذة لتطوير القطاع إال أنه ال يزال جد متأخر مقارنة بالدول العربة.
وأورد تقري ار ماليا حول التغطية البنكية في البلدان العربية ،التأخر الكبير الذي تشهده الجزائر في هذا
القطاع ،حيث يغطي كل بنك في المناطق الحضرية في الجزائر حوالي 05222نسمة والتي تعد نسبة
كبيرة مقارنة بدول الجوار حيث يغطي كل بنك في المملكة المغربية حوالي 6آالف نسمة أما
في تونس 7400نسمة لكل بنك ،وهي أقل من المقاييس الدولية التي تنص على 02آالف شخص
لكل وكالة ،وجاءت األردن على رأس القائمة حيث يغطي كل بنك 5آالف نسمة في حين يغطي كل
2
بنك 00ألف نسمة في مصر.
1
. Banque D’Algerie, EVOLUTION ECONOMIQUE ET MONETAIRE EN ALGERIE, RAPPORT 2014, Juillet
2015, pp74-75.
.2سارن ن ،النظام البنكي الجزائري األضعف في المنطقة العربية ،محرك بحث جزايرس ،0204/20/26 ،الموقع الرسمي لمحرك البحث:
.)0205/02/01( www.djazairess.com
250
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
عرف القطاع المصرفي الجزائري تحسنا كبي ار في مؤشراته خالل العشرية األخيرة ،حيث أنه لم
يتضرر بصفة مباشرة باألزمة المالية العالمية ،0228-0222ولتقييم استقرار القطاع المصرفي بصفة
عامة سيتم تحليل مجموعة من المؤشرات المتعلقة به.
يقوم النظام المالي في المقام األول على أساس البنوك ،حيث بلغ إجمالي أصول قطاع البنوك إلى
إجمالي الناتج المحلي %65,5سنة 0204مقابل %60,0نهاية سنة 0201و %55,6نهاية سنة .0200
كما بلغت نسبة إجمالي األصول إلى إجمالي الناتج المحلي خارج قطاع المحروقات %85,0سنة
0204مقابل %84,0سنة 0201و %84,4سنة .0200
الجدول رقم ( :)2-2نسبة إجمالي أصول البنوك إلى إجمالي الناتج المحلي خالل الفترة )%( 0204-0225
إن استمرار النمو في أصول البنوك يزيد من قدرتها على توفير المزيد من األموال الالزمة
للقطاعات االقتصادية المختلفة للتوسع والنمو ،كما أنه يشير من جهة أخرى إلى أن القطاعات
االقتصادية أو بعضها على األقل يحقق فوائض تعود الى الدورة االقتصادية من خالل قناة القطاع
المصرفي.
تعبر المؤشرات المصرفية (الودائع – القروض) عن حالة االقتصاد الوطني فكلما ازداد حجم
الودائع وانخفض حجم اإلقراض كلما وصفنا الحالة بالركود وبالمقابل كلما ازداد حجم القروض كلما
كانت الحالة تمثل رواجا اقتصاديا ،ويتم ربط تلك المؤشرات بالناتج المحلي االجمالي من أجل
الحصول على تقدير جيد وكذلك نتائج واقعية.
252
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
بلغت نسبة الودائع خارج المحروقات إلى إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات %65.5سنة
0204مقابل %60.0سنة ،0201و %60.6سنة .0200كما تمثل نسبة قروض البنوك والمؤسسات
المالية لالقتصاد من إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات %55سنة 0204مقابل %48.5سنة
،0201و % 46سنة .0200
الجدول رقم ( :)2-2مؤشرات اقتحام السوق (نسبة الودائع والقروض إلى اجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات
)%( )0204-0222
2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 البيان /السنة
65.52 60.22 60.02 60.42 55.42 61.12 - الودائع خارج المحروقات /اجمالي -
الناتج المحلي خارج المحروقات
55.22 52.22 قروض البنوك لالقتصاد /اجمالي الناتج 46.52 48.22 42.52 42.22 50.22 56.22
المحلي خارج المحروقات
Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-
algeria.dz/.
ومن خالل التحليل السابق يمكن القول أن عالقة القروض والودائع بالناتج االجمالي المحلي خارج
قطاع المحروقات هي عالقة غير اقتصادية حيث أن حالة الركود ال تعبر عن االنحرافات الحاصلة
عن المعايير الدولية ،وانما ترجع لوضع القطاع المصرفي الجزائري أين ال تستطيع البنوك العمومية
حتى الوقت الحاضر استخدام أنظمة التسويق لجذب الودائع وتعميم أنظمة ادخار حديثة ومن جهة
ثانية فإن فترة الحصول على القرض واإلجراءات غير جاذبة للمقترضين.
.1.2.2التركز
يتركز القطاع المصرفي الجزائري على مجموعة البنوك العمومية التي تمتلك النسبة الساحقة من
إجمالي األصول ،إذ هيمنت البنوك العمومية في سنة 0204على %86,2من إجمالي أصول القطاع
المصرفي الجزائري مقابل %01,1للبنوك الخاصة ،وعلى الرغم من ذلك إال أن نسبة أصول البنوك
الخاصة إلى إجمالي األصول تحسنت مقارنة بسنة 0222أين كانت تمثل %2,8كما يوضح الجدول
التالي.
253
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)2-2نسبة أصول البنوك العمومية والخاصة من اجمالي أصول القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة
)%( 0204-0222
2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 البيان /السنة
86.22 85.52 86.52 88.22 85.22 85.22 52.82 البنوك 50.02 أصول نسبة
العمومية
01.12 04.02 01.52 00.22 00.22 00.22 25.02 البنوك 22.82 أصول نسبة
الخاصة
Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-
algeria.dz/.
بقي تركز األصول الخاصة بالقطاع المصرفي على حاله خالل سنة ،0204وال تزال أصول
مجموعة البنوك العمومية تغطي حوالي %52من مجموع أصول القطاع المصرفي مثل ما يوضح
الشكل البياني التالي:
2007
100
80
2014 2008
60
40
20
نسبة أصول البنوك العمومية
2013 0 2009
نسبة أصول البنوك الخاصة
2012 2010
2011
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )5-4وبرنامج EXCEL
وبالرغم من سياسة التقليل من نسبة ملكية القطاع العمومي للبنوك وتخفيف قيود إنشاء بنوك
خاصة ،إال أن البنوك العمومية تواصل سيطرتها الكاملة على هذا القطاع ،وهو ما قد يؤثر على
استراتيجيات وعمليات المؤسسات المصرفية ،حيث تلعب البنوك العمومية الدور األكبر في القطاع
المالي من خالل اعتماد الدولة عليها في تمويل المشاريع ذات األولوية ،بينما ينحصر دور البنوك
254
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الخاصة في تمويل التجارة الخارجية على الرغم من تسقيف رسوم االئتمان التجاري ،وقد يشجع تقديم
الدعم لمصلحة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القطاع الخاص إلعادة توجيه أنشطته نحوها.
ولقد عرف نشاط جمع الموارد البنكية والمتمثلة في الودائع المصرفية نموا خالل سنة 0204بمعدل
% 02,8مقابل % 8,0سنة ،0201و % 6,5سنة .0200
والجدول التالي بين هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية وحصة كل من البنوك العمومية
والبنوك الخاصة خالل فترة الدراسة (:)0204-0222
الجدول رقم ( :)2-2هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية خالل الفترة 0204-0222
-تفوق الودائع الجارية عن الودائع ألجل ،ويفسر هذا التفوق بالميل التصاعدي للودائع تحت
الطلب لقطاع المحروقات ،حيث عرفت الودائع الجارية نموا بنسبة %05,4سنة ،0204مقابل
تفوق الودائع ألجل عن الودائع الجارية سنة 0201نتيجة انخفاض ودائع قطاع المحروقات؛
255
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-نظ ار الرتفاع ودائع قطاع المحروقات ،فلقد سجلت الودائع الجارية ارتفاعا سنة 0204بنسبة
%05,4مقارنة بسنة 0201أين كانت الزيادة ب ،% 5,4في حين أن سنة 0200سجلت
انكماشا في حجم الودائع الجارية بنسبة ،%4-وتتفوق حصة البنوك العمومية من الودائع
الجارية عن البنوك الخاصة إذ تمثل حصة البنوك العمومية من الودائع الجارية %81,22سنة
،0204وسجلت ارتفاعا بنسبة %06,0مقابل ،%4,0بينما تتمثل حصة البنوك الخاصة من
إجمالي الودائع الجارية %06,05سنة ،0204وارتفعت بنسبة %00,4مقارنة ب %00,2سنة
0201؛
-بقي إرتفاع الودائع اآلجلة مستق ار سنة 0204بزيادة قدرها ،%02,6مقارنة بسنة 0201أين
كانت الزيادة بـ ،%02,2بعد الزيادة المهمة سنة 0200بـ ،%05,6وتتفوق حصة البنوك
العمومية من الودائع اآلجلة عن البنوك العمومية بنسبة %50مقابل %8للبنوك الخاصة ،ولقد
ارتفعت حصة البنوك العمومية سنة 0204بنسبة %00,0مقارنة ب %02,2سنة ،2013
على عكس البنوك الخاصة والتي انخفضت حصتها من الودائع اآلجلة سنة 0204بنسبة -
،%6,8مقابل االرتفاع سنة 0201بنسبة ،%00,0و %05سنة 0200؛
-كما يظهر الجدول أعاله أيضا أن حجم الودائع الجارية أكبر مقارنة بحجم الودائع ألجل حيث
بلغت نسبة الودائع الجارية من إجمالي حجم الودائع %48,64سنة ،0204بينما نسبة الودائع
ألجل بلغت %44,28وهذا ما يحد نوعا ما من إمكانية البنوك في التوسع ومنح القروض
المتوسطة والطويلة األجل.
ويوضح الشكل البياني التالي حصة البنوك العمومية والخاصة من حجم الودائع المجمعة:
256
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)2-2حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم الودائع خالل الفترة 0204-0222
100
90
حصة البنوك من الودائع بالنسبة المئوية
80
70
60
50
حصة البنوك العمومية
40
حصة البنوك الخاصة
30
20
10
0
2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007
السنوات
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )6-4وبرنامج EXCEL
ويالحظ من خالل األعمدة البيانية أن ودائع البنوك العمومية تمثل الجزء األكبر من إجمالي
الودائع.
تعتبر القروض البنكية المصدر األساسي لتمويل االقتصاد الوطني ،ويبين الجدول التالي القروض
الممنوحة للقطاع العام والقطاع الخاص وحصة كل من البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل فترة
الدراسة .0204-0222
257
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)2-2هيكل القروض المقدمة للقطاع العام والقطاع الخاص خالل الفترة 0204-0222
222222 212222 222222 222222 222222 222221 222121 222222 مجموع القروض
%82,8 %86,5 % 86,2 % 85,8 % 86,8 % 87,9 % 87,5 البنوك %88,5 حصة -
العمومية
%00,0 %01,5 %01,1 % 04,0 % 13,2 % 12,1 % 12,5 البنوك % 11,5 حصة -
الخاصة
Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-
algeria.dz/.
يعكس الجدول أعاله تطور حجم القروض الممنوحة من طرف البنوك العاملة في الجزائر ،حيث
عرفت زيادة معتبرة خالل الفترة ،0204-0222حيث سجل إجمالي القروض إرتفاعا وصل إلى
% 06,0ب 6520,5مليار دج مقابل %02,1سنة 0201و %06,8سنة ،0200أما بالنسبة لحجم
الزيادة المسجلة في حجم القروض حسب القطاعات فقد تم تسجيل ارتفاع في نسبة القروض الممنوحة
للقطاع العام بنسبة % 18سنة 0204مقارنة بسنة ،0201كما سجلت نسبة القروض الممنوحة للقطاع
الخاص ارتفاعا ،وهو ما يعكس توجهات الدولة في مجال تشجيع القطاع الخاص خالل السنوات
األخيرة.
كما يالحظ كذلك من البيانات السابقة أن نسبة القروض الممنوحة من طرق البنوك الخاصة قد
عرفت انخفاضا طفيفا بعد االستقرار إلى %00,0سنة ،0204في مقابل %01,5سنة 0201و%01,1
سنة ،0200حيث تتركز معظم القروض الممنوحة من طرف البنوك الخاصة للقطاع العائلي
والمؤسسات الخاصة.
258
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وتستحوذ البنوك العمومية على أكبر حصة من إجمالي القروض الممنوحة حيث لم تنزل هذه النسبة
عن .% 80
ويوضح الشكل التالي حصة البنوك العمومية والخاصة من حجم القروض الممنوحة:
الشكل البياني رقم ( :)2-2حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم القروض الممنوحة خالل الفترة (-0222
)0200
100
حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من القروض
90
80
70
الموزعة بالنسبة المئوية
60
50
حصة البنوك العمومية
40
حصة البنوك الخاصة
30
20
10
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014
السنوات
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )2-4وبرنامج EXCEL
تظهر األعمدة البيانية أعاله محدودية مساهمة البنوك الخاصة في تمويل االقتصاد الجزائري،
وسيطرة البنوك العمومية على حجم القروض الممنوحة ،غير أنه يمكن مالحظة التزايد اإليجابي
والمستمر في حجم القروض الممنوحة من طرف البنوك الخاصة.
ومن أجل التعرف على على طبيعة القروض الممنوحة حسب مدتها أي القروض القصيرة
والمتوسطة وطويلة األجل وحصة كل من البنوك العمومية والبنوك الخاصة نورد الجدول التالي:
259
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)2-2حجم القروض الممنوحة حسب األجل خالل الفترة ()0204-0222
2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 البيان /السنة
122222 122222 122122 122222 121122 122222 112222 122221 أ-القروض قصيرة األجل
0250,2 516,4 521,5 555,6 0245,4 0040,1 0205,8 520,5 -البنوك العمومية
502,2 482,2 182,2 161,4 065,6 025,0 061,6 001,6 -البنوك الخاصة
المتوسطة 222222 222121 222222 222122 122222 122222 122222 112222 ب-القروض
والطويلة األجل
4600,0 1500,2 0240,0 0064,4 0252,4 0522,2 0060,0 0248,8 -البنوك العمومية
021,0 002,0 080,8 062,1 065,1 051,5 061,5 008,8 -البنوك الخاصة
222222 212222 222222 222222 222222 222221 221221 222222 مجموع القروض
%04,2 %02,6 %10,8 %16,6 %42,0 %40,8 %45,5 القروض %46,6 -مجموع
القصيرة األجل
%25,1 %20,4 %68,0 %61,4 %55,5 %52,0 %54,5 القروض %51,4 -مجموع
متوسطة وطويلة األجل
Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-
algeria.dz/.
يتبين من الجدول أعاله تراجع القروض القصيرة األجل لصالح القروض المتوسطة وطويلة األجل
حيث تمثل %25,1من إجمالي مجموع القروض الممنوحة سنة ،0204وهذا ما يعكس التوجه العام
نحو تحفيز االستثمار طويل األجل.
سيتم تحليل مؤشرات االستقرار المالي للقطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ،0200-0225
والموضحة في الجدول التالي:
261
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)2-2مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة )%( 0200-0225
.2.1جودة األصول
على الرغم من أن منح القروض البنكية يكون وفقا ألسس وسياسات ائتمانية تهدف إلى استقرار
النشاط االقتصادي والتقليل من حدة المخاطر االئتمانية مستقبال ،إال أنه واقعيا ال يمكن ألي قطاع
260
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
مصرفي في العالم أن يحقق تركيبة منتظمة ومستقرة لمحفظة قروضه ،ويعود ذلك لطبيعة العالقة بين
القروض والمخاطر ،ألنهما يترافقان في النشاط البنكي وال يمكن عزلهما عن بعضهما البعض ،حيث
أنه ما من قرض يمنح لعميل ما إال ويحمل البنك قد ار من المخاطر مهما كانت طبيعة الضمانات التي
تحصلت عليها ،وتعتمد درجة مصداقية معدالت رأس المال على درجة موثوقية مؤشرات جودة ونوعية
األصول نظ ار للعالقة الطردية بينهما ،والتي يمكن تحليلها من خالل المؤشرات التالية:
-نسبة القروض المتعثرة :حيث تقاس نسبة القروض المتعثرة من خالل نسبة المستحقات غير
الناجعة إلى مجموع المستحقات ،حيث تحسنت هذه النسبة كثي ار مقارنة بسنة 0222أين كانت تشكل
القروض المتعثرة ما يقارب 151,2مليار دج من مجموع 201,8مليار دج وهو ما يمثل نسبة
،%55,15وقد نجم عن ارتفاع القروض إلى هذا المستوى إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول األكثر
عددا من حيث إفالس مؤسساتها حيث احتلت المرتبة 48دوليا.
إن إعادة الشراء الذي قامت بها الخزينة العمومية عن طريق إصدار أوراق مالية التي خصت
أساسا المستحقات غير الناجعة على المؤسسات العمومية ،قد بلغ 1113,7مليار دينار خالل
العشرية ،0202-0220تمثل هذه التكلفة لتطهير الذمة المالية نسبة تتراوح بين %0,10-%0,02
من إجمالي الناتج الداخلي خالل العشرية ،بالموازاة مع ذلك ،وبعد تقليص المديونية الخارجية،
قامت الخزينة العمومية بتسديد مسبق لجزء من الدين العمومي الداخلي خالل الفترة ،0202-0226
وفي نهاية 0202بلغ إجمالي األوراق المالية المصدرة تمثيال لمختلف عمليات التطهير خالل
العشريتين 420,5مليار دج ،منها 164,4مليار دج بموجب عمليات إعادة الشراء المحققة في
الفترة 0202-0225لوحدها ،وخالل سنتي ،0200-0200بلغت عمليات إعادة شراء المستحقات
على المؤسسات العمومية والخاصة من طرف الخزينة العمومية 015,2مليار دج ،أي نسبة
1
%2,22من إجمالي الناتج الداخلي.
.1محمد لكصاسي ،إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر ،صندوق النقد العربي ،رقم ،0204 ،61ص.24
262
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)2-2نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة والخاصة) خالل
الفترة 0200-0225
ويتضح من خالل الشكل البياني السابق انخفاض نسبة القروض المتعثرة للفترة ،0200-0225
حيث انخفضت من %00,0سنة 0225إلى %00,5سنة ،0200وربما يرجع انخفاض نسبة
القروض المتعثرة إلى تحسين مجال تسيير خطر القرض.
وتعتبر القروض المتعثرة لدى البنوك العمومية أعلى بكثير مقارنة بالبنوك الخاصة ،حيث
تمثلت نسبة القروض في البنوك العمومية سنة %00,4 ،0200وهي مستحقات غير ناجعة قديمة
نسبيا والتي خصصت لها البنوك العمومية مؤونة معتبرة وصلت إلى %65,4من إجمالي
المخصصات سنة ،0200في حين تبقى معدالت المستحقات غير الناجعة في البنوك الخاصة
منخفضة نسبيا بمعدل %5,0سنة 0200مع تخصيص ما نسبته %20,2من إجمالي
المخصصات لمواجهة خسائر القروض .غير أن معدل القروض المتعثرة في البنوك الخاصة يشهد
ارتفاعا متزايدا خالل الفترة 0200-0225على عكس البنوك العمومية التي بدأت تنخفض فيها
نسبة القروض المتعثرة.
-نسبة إجمالي التصنيف :تقاس نسبة إجمالي التصنيف من خالل نسبة القروض المتعثرة إلى
إجمالي حقوق الملكية ،وكلما كانت هذه النسبة صغيرة كلما دل ذلك على أن القطاع
المصرفي له حركة منتظمة في تحصيل أقساط القروض والفوائد حيث يبين الجدول السابق
انخفاضا تدريجيا لهذه النسبة خالل الفترة ،0200-0225حيث كانت تمثل نسبة القروض
263
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
المتعثرة إلى إجمالي حقوق الملكية سنة %11,5 ،0225وانخفضت هذه النسبة تدريجيا لتصل
إلى %06,0سنة .0200
.2.2مؤشرات الربحية
-العائد على حقوق الملكية :يعد مؤشر العائد على حقوق الملكية ROEمن أهم المؤشرات
التي تعبر عن ربحية البنك اإلجمالية ،ومن أهم معايير قياس كفاءة استخدام األموال في
البنوك ،ويعتبر معدل العائد على حقوق الملكية مرتفع إذا ما تمت مقارنته بالدول المجاورة.
الشكل البياني رقم ( :)2-2معدل العائد على حقوق الملكية في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة
والخاصة) خالل الفترة 0200-0225
35
30
معدل العاد على حقوق الملكية %
25
العائد على حقوق الملكية
20
0
2009 2010 2011 2012
السنوات
ومن خالل الشكل البياني السابق يالحظ انخفاض طفيف لمؤشر العائد على حقوق الملكية
خالل الفترة ،0200-0225من %06سنة 0222إلى %01,1سنة .0200
كما يالحظ أن معدالت العائد على حقوق الملكية للبنوك الخاصة أعلى من البنوك العمومية،
حيث أن معدل العائد على حقوق الملكية في البنوك الخاصة خالل الفترة 0200-0225عرف
تزايدا مستم ار من %02,5سنة 0225إلى %04,8سنة ،0200على عكس البنوك العمومية التي
ر لمعدل العائد على حقوق الملكية من %02,5سنة 0225إلى .%00,2
شهدت انخفاضا مستم ا
-العائد على األصول :ويعرف كذلك بمردودية األصول ،حيث يقيس معدل العائد على األصول
مدى فاعلية اإلدارة في استخدام الموارد المتاحة ،ومدى قدرتها على تحقيق العوائد من األموال
المتاحة من مختلف المصادر التمويلية ،بغض النظر عن الطريقة التي تم بها هذا التمويل،
264
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وبالتالي فهو يعكس أثر األنشطة التشغيلية والتمويلية بالبنك .إذ يعتبر معدل العائد على
األصول مقياسا كليا يعبر عن أداء البنوك ،ألنه يحمل في طياته قدرة البنك على تحقيق
العوائد من كافة مصادر التمويل ،المتمثلة في حقوق الملكية والودائع وأية مصادر تمويل
أخرى ،والتي تمثل في مجموعها مجموع أصول وخصوم البنك .ويتضمن المقياس أثر كافة
أنشطة البنك ،التشغيلية والتمويلية واالستثمارية ،ويبين األرباح المتولدة عن كل دينار من
األصول .وزيادة النسبة مؤشر على كفاءة اإلدارة في رسم سياساتها التشغيلية واالستثمارية
والتمويلية.
الشكل البياني رقم ( :)2-2معدل العائد على األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية
والخاصة) خالل الفترة 0200-0225
ومن خالل الشكل البياني السابق يالحظ تسجيل مؤشر ROAنسبا مقبولة بما أنها كانت خالل
الفترة ،0200-0225أكبر من ،%0حيث حقق %0سنة ،0200كما أن معدل العائد على
األصول في البنوك العمومية أقل من العائد على األصول في البنوك الخاصة.
-هامش الفائدة :يعتبر هامش الفائدة أهم مصدر لاليرادات في البنوك التجارية حيث شكل
%62من دخل التشغيل خالل سنة .0200
265
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)2-2معدل هامش الفائدة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة)
خالل الفترة 0200-0225
-األعباء خارج الفوائد/إجمالي الدخل :تحسنت األعباء خارج الفوائد تحسنا طفيفا من %11,6
سنة 0200إلى %11,0سنة .0200
.2.2مؤشرات السيولة :تنبع أهمية السيولة المصرفية من ضرورة استعداد المصارف الدائم الحتمال
إقدام بعض المودعين لديها إلى سحب ودائعهم في أي وقت ،األمر الذي يستدعي أن تستجيب
المصارف لهذه السحوبات بالسرعة الالزمة عن طريق توفير السيولة المناسبة دون أن ينعكس
ذلك سلبا على أوجه نشاطاتها وعلى األهداف المتوخاة منها.
-األصول السائلة/إجمالي األصول :يمثل هذا المؤشر نسبة األصول المتداولة التي يمكن
تحويلها الى نقدية في فترة زمنية قصيرة جدا ،إلى إجمالي األصول.
266
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)2-2معدل األصول السائلة/إجمالي األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك
العمومية والخاصة) خالل الفترة 0200-0225
ولقد أدى االتجاه التصاعدي للقروض المتوسطة والطويلة األجل إلى انخفاض نسبة األصول
السائلة إلى إجمالي األصول %45,5 ،سنة 0200مقابل %50,8سنة .0225
-األصول القصيرة األجل/المطلوبات قصيرة األجل :من بين المعايير االحت ارزية األولى التي
حددتها السلطات النقدية والرقابية للمصارف في كافة الدول ،تطبيقا لمبدأ مواءمة آجال
مصادر واستعماالت األموال ،هو معيار نسبة السيولة أي نسبة مجموع الموجودات (أو
االستعماالت) السائلة إلى مجموع المطلوبات (أو المصادر) متوجبة األداء .ويوفر هذا المعيار
للبنوك ،من حيث المبدأ ،إمكانية مواجهة طلبات السحوبات التي قد تتعرض لها وكذلك سائر
المطلوبات المتوجبة .ويتحقق هذا الهدف بشكل أمثل ،عندما تتساوى األموال السائلة في
المصرف خالل فترة معينة مع مجموع التزاماته ،أي حين تبلغ نسبة السيولة .%022
267
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)2-2معدل األصول القصيرة األجل/المطلوبات القصيرة األجل في القطاع المصرفي
الجزائري (البنوك العمومية والخاصة) خالل الفترة 0200-0225
ومن خالل البيانات المقدمة في الجدول السابق والشكل البياني فلقد انعكس كذلك تصاعد القروض
المتوسطة والطويلة األجل المقدمة من طرف القطاع المصرفي الجزائري ،على نسبة األصول القصيرة
األجل إلى المطلوبات قصيرة األجل ،حيث انخفضت هذه النسبة من %004,5إلى %022,5سنة
.0200
يعاني القطاع المصرفي الجزائر من فائض في السيولة غير الموظفة بنسب مرتفعة ،مما يشكل
خط ار على االقتصاد الوطني ،وهذا نتيجة تواضع طاقة االستيعاب الوطنية في مجال القروض
لالقتصاد بسبب االعتماد الكبير على ميزانية الدولة لتمويل المشاريع العمومية.
ومنذ سنة 0220لم تلجأ المصارف والمؤسسات المالية إلى إعادة التمويل لدى بنك الجزائر ،وذلك
بسبب فائض السيولة المت ازيد في السوق النقدية ،وحتى سنة ،2009سنة الصدمة الخارجية الكبيرة
والناجمة عن األزمة االقتصادية العالمية ،فقد تميزت باستم ارر فائض السيولة الهيكلي في السوق
النقدية.
268
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)12-2حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة 0204-0222
2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 البيان /السنة
9117,5 7787,4 2015,8 6211,2 5805,0 5046,4 5060,8 4502,1 حجم الودائع
6520,5 5054,5 4056,4 1204,2 1066,2 1285,0 0604,0 0021,2 حجم القروض
0604,6 0610,5 0515,4 1228,1 0550,4 0260,1 0542,2 0101,6 فائض السيولة
Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-
algeria.dz/.
ويوضح الشكل البياني التالي تطور حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة -0222
:0204
الشكل البياني ( :)12-2حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة 0204-0222
3500
3000
2500
فائض السيولة (مليار دج)
2000
1500
1000
500
0
2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014
السنوات
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )02-4وبرنامج EXCEL
من خالل المعطيات السابقة لفائض السيولة خالل الفترة ( )0204-0222يمكن مالحظة االرتفاع
المستمر لفائض السيولة خالل الفترة ( ،)0200-0222لينخفض حجم فائض السيولة ابتداءا من سنة
،0200ويعود هذا االنخفاض لمحاولة بنك الجزائر امتصاص فائض السيولة على مستوى السوق
ال نقدية ،وذلك بواسطة إدارة مرنة ومنتظمة للوسائل غير المباشرة للسياسة النقدية ،و كان بنك الجزائر
قد أدرج في ماي 0201آداة جديدة للسياسة النقدية حيث ارتفعت نسبة تكوين االحتياطيات الدنيا
االلزامية من %5إلى ،%00وبفضل هذه اآلليات تقلصت السيولة المصرفية.
269
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
كما تم امتصاص فائض السيولة بشكل فعال بواسطة وسائل استرجاع السيولة ( 1350مليار دج)،
ولو أن لجوء المصارف لتسهيلة الودائع إلى 24ساعة انخفض ( 479,90مليار دج في نهاية
1
ديسمبر 2013مقابل 838,08مليار دج في نهاية ديسمبر .)2012
لقد تبنت السلطات النقدية في الج ازئر من خالل قانون النقد والقرض والتعديالت التي تلته والذي
مثل اإلصالح األبرز في المنظومة المصرفية ،التوصيات الصادرة عن لجنة بازل في اتفاقيتها األولى
" اتفاقية " 1988وعملت على تطبيق هذه التوصيات بشيء من التمهل والتدرج ،يدفعها ويحذوها في
ذلك ما يوفره هذا اإلطار من إمكانية لربط أرس مال البنك باألخطار التي يمكن أن يتعرض لها ،بما
يعزز سالمة الوحدات المصرفية ويمكن أيضا من الرقابة واإلشراف على صحة النظام المالي بشكل
عام فمع بروز أهمية رأس المال في الصناعة المصرفية ودوره في تحقيق السالمة واالحتياط ضد
الخسائر اتجهت السلطات النقدية في الجزائر إلى إقرار مجموعة من التدابير التي سعت من خاللها
إلى تعزيز هذا التوجه لدى البنوك الجزائرية ووضعها في موقع المتتبع لما يعرفه عالم الصناعة
المصرفية من تحوالت فيهذا المجال .وعليه فقد تم وضع مجموعة من قواعد الحذر للتسيير بهدف
تدعيم مساعي السالمة المصرفية و في منحى يدعم مرتكزات الحوكمة المصرفية.
تسعى نظم الرقابة المصرفية إلى إيجاد نظام مالي ومصرفي قوي وكفؤ ،يحقق أهداف السلطة
النقدية من خالل تحديد نقاط الضعف في أداء المؤسسات المصرفية ،والتي يمكن أن تكون مرتكزات
مرنة تنفذ من خاللها األزمات المالية.
تنص المادة 15من األمر رقم 24-02المؤرخ في 06أغسطس 0202المعدل والمتمم لألمر رقم
00-21المؤرخ في 06أغسطس 0221المتعلق بالنقد والقرض على أن " :تتمثل مهمة بنك الجزائر
1
. Rapport annuel de la Banque d'Algérie 0201, P 163, http://www.bank-of-algeria.dz/ )11/01/2016).
271
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
في الحرص على استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية وفي توفير أفضل الشروط
في ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد ،مع السهر على االستقرار
النقدي والمالي".
ولهذا الغرض يكلف بتنظيم الحركة النقدية ويواجه ويراقب بكل الوسائل المالئمة توزيع القروض،
تنظيم السيولة ،السهر على حسن تسيير التعهدات المالية اتجاه الخارج ،ضبط سوق الصرف والتأكد
1
من سالمة النظام المصرفي وصالبته.
أبرز القانون المصرفي لسنة 0202دور بنك الجزائر في مجال استقرار القطاع المصرفي ،إذ عليه
أن يحرص على سالمة وصالبة هذا القطاع ،وللقيام بذلك أسندت لبنك الجزائر منذ سنة 0202
صالحيات أوسع إلجراء كل تحقيق على مستوى المصارف والمؤسسات المالية ،مما يساهم في تعزيز
قدرة الكشف المبكر لمواطن الضعف .كما يتولى بنك الجزائر ويدير بصفة مستمرة اإلشراف على
المؤسسات المصرفية (المصارف والمؤسسات المالية) مع تركيز اإلشراف المصرفي على المخاطر.
من جهة أخرى ،وفي إطار إدارة هدف االستقرار المالي ،يأخذ بنك الجزائر بعين االعتبار على
نطاق واسع كل من مستوى المؤشرات المالية الخاصة باستقرار القطاع المصرفي ومساهمة القطاع
المصرفي في التنمية االقتصادية واستم اررية الخدمات المالية وتحسن اإلدماج المالي.2
وتهدف رقابة بنك الجزائر بالدرجة األولى إلى الوقوف على مدى احترام البنوك لألحكام التشريعية
والتنظيمية السارية ،ويعرف قانون النقد والقرض البنك المركزي الجزائري على أنه مؤسسة وطنية تتمتع
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ويدعى بنك الجزائر ويتعامل مع الغير بصفته تاجرا ،ويخضع
لقواعد المحاسبة التجارية وال يخضع للتسجيل في السجل التجاري ،وتعود ملكية رأسماله كاملة للدولة
3
وموقعه مدينة الجزائر ،إال أنه يمكن أن يفتح فروعا ووكاالت ويختار مراسلين متى رأى ذلك مناسبا.
ويلجأ بنك الجزائر في ممارسته لوظيفة الرقابة على البنوك التجارية إلى عدة آليات ووسائل منها
المباشرة ،بحيث يتدخل بواسطتها مباشرة في مراقبة البنوك ،ومنها غير المباشرة ،بحيث ال يتدخل
مباشرة في ممارسة وظيفته الرقابية ويتحكم في ذلك عن طريق مجموعة من السياسات والمتغيرات.
على المستوى العملياتي وبموجب القانون ،فإن مفتشية بنك الجزائر مكلفة بالقيام ،لصالح اللجنة
المصرفية ،بالرقابة على أساس المستندات والرقابة بعين المكان .وعليه ،ومنذ بداية سنوات ،2000
.1األمر رقم 24-02ممضي في 0202/28 /06يعدل ويتمم األمر رقم 00-21المؤرخ في 0221/28/06والمتعلق بالنقد والقرض،
الجريدة الرسمية ،عدد ،0202/25/20 ،52ص.00
.2محمد لكصاسي ،تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.00
.3المادة 002من القانون رقم 02-52المؤرخ في 0552/24/04المتعلق بالنقد والقرض.
270
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تعززت قدرة بنك الجزائر في مجال اإلشراف المصرفي بصفة معتبرة ،مدعمة بالمساعدة التقنية
لصندوق النقد الدولي ،حيث سمحت مهمات تقييم القطاع المالي التي قام بها صندوق النقد الدولي
والبنك الدولي في 0221و ،0222بتعزيز أكبر لوسائل رقابة بن الجزائر ،واندرجت المساعدة التقنية
للخزينة األمريكية ،ابتداء من سنة 0228وألربع سنوات متتالية ،في هذا السياق ،مع تركيز خاص على
1
تطوير منهج اإلشراف القائم على متابعة المخاطر.
.2.1مركزية المخاطر
تأسست هذه المصلحة بموجب المادة 044من القانون 02-52للنقد والقرض وتكررت في المادة 58
من األمر ،00-21ثم جاءت التدابير القانونية من خالل األمر 24-02الصادرة في أوت 0202لتعطي
إرساءا قانونيا أكبر لمركزية المخاطر بحيث أصبحت مكونة من مركزية المخاطر للعائالت ومركزية
المخاطر للمؤسسات ،وهي هيئة مكلفة بجمع كل المعلومات المتعلقة بالقروض الممنوحة من البنوك
والمؤسسات المالية ،التي يتكفل البنك المركزي بتسييرها وتنظيمها ،وينظم إليها إجباريا مع احترام قواعد
عملها ،كل البنوك والمؤسسات المالية التي تعمل داخل التراب الوطني ،ويزودونها بأسماء جميع
المستفيدين من القروض وطبيعتها وسقفها والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكل قرض ،وتتمثل
وظائفها الرئيسية فيما يلي:
-تلعب دو ار إعالميا ممتا از للبنوك والمؤسسات المالية ،يتمثل في تزويدها بالمعلومات الضرورية
المرتبطة بالقروض والزبائن التي يمكن أن تشكل مخاطر لها تؤثر على نشاطها وعملها؛
مراقبة مدى احترام وتطبيق قواعد التسيير التي يحددها البنك المركزي من طرف البنوك -
والمؤسسات المالية لضمان سيولتها وقدرتها تجاه الغير وضمان توازنها المالي؛
تركيز المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة بالبنك المركزي الذي يسمح -
له بتسيير أفضل لسياسة القرض؛
منح البنوك والمؤسسات المالية القيام بمفاضالت بين القروض المتاحة بناء على معطيات -
سليمة نسبيا.
إلى جانب التسيير الحالي لمركزية المخاطر ،تمحورت األعمال المباشر فيها منذ سنة 0200حول
ثالثة محاور أساسية تتمثل في:
.محمد لكصاسي ،إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر ،صندوق النقد العربي ،رقم ،0204 ،61ص.22
1
272
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-تواصل عملية تطهير قواعد البيانات لمركزية مخاطر المؤسسات والتي تم البدء فيها منذ سنة
،0200والتي تم فيها تزويد أغلب المؤسسات المصرحة لدى مركزية المخاطر بأرقام التعريف
الضريبي NIFوكذا بأرقام المركز الوطني للسجل التجاري ،CNRCغير أن هذه العملية تعرف
صعوبات تخص المقاولين الفرديين؛
-تصميم حل تقني داخلي إلقامة مركزية مخاطر األسر.
.2.2مركزية عوارض الدفع ومصلحة مركزية مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد
أنشئت مركزية عوارض الدفع بموجب النظام رقم 20-50المؤرخ في 00مارس ،0550الذي
يفرض على الوساطة المالية االنضمام إليها وتبليغها بكل عوارض الدفع الناتجة عن القروض
الممنوحة ،أو استعمال وسائل الدفع الموضوعة تحت تصرف الزبائن ،وتتمثل مهمة مركزية عوارض
الدفع في:
-تنظيم و تسيير بطاقية مركزية تتضمن كل عوارض الدفع الناتجة عن عدم تسديد القروض أو عن
مشاكل في استعمال وسائل الدفع و ما ينجر عنها من تبعات أخرى؛
-نشر واعالم كل الوسطاء الماليين و كل األشخاص المعنيين بقائمة عوارض الدفع وما ينجر عنها
من تبعات أخرى وبصفة دورية.
أما بالنسبة لمشكلة إصدار شيكات بدون رصيد فإن تنظيم وسير مركزية مكافحة إصدار شيكات
بدون رصيد يخضع لنظام مجلس النقد والقرض رقم 20-28المؤرخ في 02جانفي ،0228والمتعلق
بالوقاية والمكافحة ضد إصدار صكوك بدون رصيد ،حيث تم إقامة الجهاز الجديد لمركزية حوادث
دفع الشيكات ودخل حيز التنفيذ وفقا للقانون رقم 20-25المؤرخ في 6فيفري 0225المعدل والمتمم
لألمر رقم 55-25المؤرخ في 06سبتمبر 0525المتعلق بالقانون التجاري.
وبعد تعديل وتتميم القانون 20-28بالنظام رقم 22-00المؤرخ في 05أكتوبر ،0200قام بنك
الجزائر بإصدار التعليمة رقم 0200-20المؤرخة في 5مارس 0200المتعلق بترتيبات الوقاية من
إصدار شيكات بدون رصيد ومكافحتها ،والذي أدخل تغييرات عميقة تتمثل في:
273
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
ومقارنة بالمعطيات المصرح بها نهاية ،0201فلقد ارتفعت حوادث الدفع المسجلة في مركزية
المستحقات غير المدفوعة سنة 0204ب %05,28من حيث العدد ،و %04,58من حيث القيمة ،ممثلة
بـ 48860شيك بقيمة 65,6مليار دج.
أما فيما يخص عوارض الدفع فلقد ارتفعت من 00500تصريح سنة 0201إلى 01500تصريح
سنة ،0204بارتفاع نسبتة .%02,18
.2.2مركزية الميزانيات
أنشئت في الجزائر مركزية الميزانيات بموجب المادة األولى من النظام 22-56المؤرخ في 21
جويلية 0556والتي تنص على" :يتم إنشاء مركزية الميزانيات لدى بنك الجزائر طبقا لمهامه المتمثلة
في مراقبة وتوزيع القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية غير البنكية ،وقصد تعميم طرق
موحدة في التحليل المالي الخاص بالمؤسسات ضمن النظام المصرفي" ،ويجب على كل البنوك
والمؤسسات المالية غير البنكية وشركات االعتماد اإليجاري أن تنظم إلى مركزية الميزانيات لبنك
الجزائر ،وأن تزودها بالمعلومات المحاسبية والمالية التي تتعلق بالسنوات الثالث األخيرة لزبائنها من
المؤسسات وفقا لنموذج موحد يضعه بنك الجزائر.
.2الرقابة المستقلة
تتمثل هيئات الرقابة المستقلة في:
.2.1هيئة التمثيل (جمعية البنوك والمؤسسات المالية)
جمعية البنوك والمؤسسات المالية ABEFهي عبارة عن تجمع عام للنظام المصرفي ،فهي تمثل
الحقوق الجماعية للبنوك والمؤسسات المالية باألخص لدى السلطات العمومية من خالل االهتمام
ببعض مجاالت النشاط المصرفي (تحسين تقنيات البنك والقرض ،وتنشيط المنافسة ،واعتماد
التكنولوجيا الحديثة ،وتكوين الموظفين ،وتنظيم وتسيير خدمات ومصالح النفع العام).
تتكون اللجنة المصرفية من 1 :أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي
والمحاسبي؛ وقاضيين ينتدبان من المحكمة العليا يختارهما الرئيس األول لهذه المحكمة بعد استشارة
المجلس األعلى للقضاء.
274
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
أ .سلطة إدارية :مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية
المطبقة عليها ،ولكي تتمكن هيئة الرقابة من القيام بمهامها تعتمد على نوعين من التحقيق:
الرقابة على أساس السندات :وتدعى بالرقابة الدائمة والتي تعتمد على التقارير المنجزة من -
قبل وتحت مسؤولية المفتشية العامة لبنك الجزائر ،بعد فحص كل المعطيات والمعلومات
المقدمة بصفة دورية من طرف البنوك ،حيث تنظم اللجنة برنامج عمليات المراقبة التي تقوم
بها ،وتحدد قامة التقديم وصيغته وآجال وتبليغ الوثائق والمعلومات التي تراها مفيدة ،ويخول لها
أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية جميع المعلومات واإليضاحات واإلثباتات الالزمة
لممارسة مهمتها.
وتهدف هذه الرقابة إلى تحديد نقاط الضعف والمخاطر الخاصة بكل بنك ،مما يسمح للجنة
المصرفية من خالل استالمها التقارير بوضع خطط عمل وتوجيه عمل الرقابة بعين المكان من أجل
حصر أفضل ألهداف هذا النوع من الرقابة.
ويمكن تلخيص نتائج الرقابة على أساس المستندات للمؤسسات المالية الجزائرية فيما يلي:
← احترام التدابير القانونية والتنظيمية :حيث وفي سنة 0204تم تسجيل زيادة في عدد المخالفات
ب 66مخالفة مقابل 64حالة سنة .0201
← الرقابة الداخلية ومراقبة وقياس المخاطر :وفقا للنظام الجديد رقم 28-00المؤرخ في 08نوفمبر
0200المتعلق بالرقابة الداخلية ،فلقد شهدت المؤسسات المالية تحسنا خصوصا بما يتعلق
بعصرنة أنظمتها للمعلومات تسمح بمراقبة فعالة ودائمة للمخطر المتعرض لها ،غير أنه تبقى
بعض التدابير الموضوعة تعرف نقصا مثل نقص مساهمة هيئة المداولة في مراقبة المخاطر وفي
أنظمة المعلومات ،وأحيانا حتى في تقييم وقياس المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة المالية.
← التدقيق الخارجي القانوني :أما فيما يخص التدقيق القانوني للبنوك والمؤسسات المالية فلقد شهد
تسيي ار أحسن حسب محافظي الحسابات ،بالنظر لعدد المصادقات على الحسابات بدون تحفظ
وهو ما يعكس تحسن نوعية المعلومات المحاسبية والمالية.
← جهاز مكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب :حيث وحسب تقارير محافظي الحسابات فإنه
يالحظ النقص لدى بعض البنوك والمؤسسات المالية في اإللتزام بالنظام الجديد 21-00المؤرخ
في 08نوفمبر 0200المتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما الذي
يلغي النظام رقم 25-25المؤرخ في 05ديسمبر .0225
275
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-الرقابة الميدانية :حيث يكلف بنك الجزائر بتنظيم هذه المراقبة لحساب اللجنة بواسطة أعوانه،
تستند هذه الطريقة على أساس برنامج دوري يخضع تحديده لمداولة اللجنة المصرفية ،من خالل
النزول إلى المقر االجتماعي للبنوك ،والفروع التابعة لها ،إلجراء عمليات تفتيش وتحقيق يمكنها
أن تكون جذرية أو دقيقة ،كما يمكنها أن تكون حول نشاط معين ،تحرر على إثرها محاضر
معاينة ،تجمع في تقارير تدعى تقارير ميدانية.
وضمن هذا اإلطار قامت المديرية العامة للمفتشية العامة سنة 0201بمهمات من نوع رقابة
خاصة بمواضيع معينة لدى 5بنوك عمومية فيما يخص تقييم محفظة القروض ،وكذلك 4مهام
تدخل في إطار رقابة عمليات التجارة الخارجية .إجماال وفي سنة 0201تم إجراء عملية رقابة بعين
المكان منها 00أجريت لدى 01بنك.
ب .السلطة القضائية :المعاقبة على اإلخالالت التي تتم معاينتها ،حيث تفحص اللجنة شروط
استغالل البنوك والمؤسسات المالية وتسهر على نوعية وضعياتها المالية ،واحترام قواعد حسن
سير المهنة ،ويمكن للجنة بمقتضى أحكام المواد 051إلى 052من القانون 02-52أن تتخذ
تدابير وعقوبات تأديبية مختلفة تتماشى درجة شدتها حسب األخطاء والمخالفات المثبتة،
فيمكن أن تطلب من أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر وضعيته ليتخذ في أجل معين كل
التدابير التي من شأنها أن تعيد أو تدعم توازنه المالي أو تصحح أساليب تسييره ،أو أن تعمل
على تعيين مدير مؤقت يقوم بإدارة أعمال هذه المؤسسة وتسييرها.
.2.2هيئة التنظيم ومنح االعتماد (مجلس النقد والقرض)
يعتبر مجلس النقد والقرض من أهم ما جاء به قانون النقد والقرض والذي أعطيت له وظيفة
السلطة النقدية في البالد ،ويتشكل مجلس النقد والقرض من:
يجتمع هذا المجلس على األقل أربع مرات في السنة وبحضور على األقل ستة من أعضائه حتى
يتمكن من عقد اجتماعه ،وبصفته السلطة النقدية له تتمثل مهامه في:
إصدار النقود المعدنية واألوراق النقدية مع إشارات تعريفها وشروط وكيفية مراقبة صنعها واتالفها -
وكذا تغطيتها؛
-تحديد أسس وشروط عمليات البنك المركزي وخاصة عمليات الخصم وقبول السندات تحت نظام
األمانة ورهن السندات العامة والخاصة ،والعمليات المتعلقة بالمعادن الثمينة والعمالت األجنبية؛
276
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتباعتها وتقييمها ،ولهذا الغرض يحدد المجلس األهداف
النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية والقرضية ويحدد استخدام النقد وكذا وضع
قواعد الوقاية في سوق النقد ويتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي مخاطر
اإلختالل؛
-غرف المقاصة؛
-سير وسائل الدفع وسالمتها؛
-تحديد األسس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية المتعلقة بتغطية وتوزيع
المخاطر والسيولة والمالءة؛
-تحدي د النظم والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة التطور
الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان؛
-تقديم االعتماد إلنشاء البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية واألجنبية وتعديل الترخيص أو الرجوع
فيه باإلضافة إلى ذلك فهناك مهام أخرى عديدة يقوم بها؛
-حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية السيما في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن؛
-الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي
والمالي.
المطلب الثاني :الرقابة الداخلية وادارة المخاطر في القطاع المصرفي الج ازئري
تعرف الرقابة الداخلية للبنوك على أنها مجموعة من اإلجراءات التي يضعها مديري وموظفي
1
المؤسسة بهدف تحقيق بصفة دائمة ومعقولة ما يلي:
-تسيير أمثل للعمليات وتحقيق األهداف المسطرة األساسية (المردودية ،حماية الممتلكات،
الكفاءة)؛
شفافية ونزاهة المعلومات ،واحترام القواعد والقوانين الداخلية للبنك. -
استفاد جهاز اإلشراف المصرفي ،ابتداء من سنة ،0220من وضع نظام الرقابة الداخلية .حيث
يلزم النظام رقم 0220-21المؤرخ في 08أكتوبر 0220المصارف والمؤسسات المالية بوضع نظام
رقابة داخلية ،السيما نظام رقابة العمليات واإلجراءات الداخلية وتنظيم محاسبي ولمعالجة المعلومات
وكذا أنظمة لقياس المخاطر والنتائج وأنظمة للمراقبة والتحكم في المخاطر ونظام خاص بالوثائق
والمعلومات .يتعلق األمر ،بالنسبة للمصارف والمؤسسات المالية ،بوضع نظام رقابة داخلية ألنشطتها
2
والمخاطر المرتبطة بها ،وهذا قصد تحسين التقييم والتسيير والتحكم في المخاطر المصرفية.
1
. Mohamed Faci, Définitions, formes et types d'audit, Convergence BEA, N 10, Février 2003, p21.
.2محمد لكصاسي ،إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.22
277
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وعلى هذا األساس تظهر أهمية حيازة البنوك والمؤسسات المالية في النظام المصرفي الجزائري
قصد تطبيق هذا النظام بشكل جيد على هيكل تنظيمي متجانس ونظام معلوماتي قوي باإلضافة إلى
والمهنية. وجود إطار بشري مؤهل في ميادين اإلدارة التشغيلية
تتشكل الرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية من مجموع العمليات والمناهج واإلجراءات التي
1
تهدف على الخصوص إلى ضمان ما يأتي:
-التحكم في النشاطات؛
-األخذ بعين االعتبار بشكل مالئم جميع المخاطر ،بما فيها المخاطر العملياتية؛
ويجب أن يحتوي جهاز الرقابة الداخلية الذي ينبغي على البنوك والمؤسسات المالية أن تضعه،
خصوصا على ما يأتي:
278
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-التأكد من االحترام الصارم لإلجراءات الداخلية المتبعة في إتخاذ القرار والمتبعة في اتخاذ
المخاطر مهما كانت طبيعتها ،وكذا تطبيق معايير التسيير المحددة من الجهاز التنفيذي؛
-التأكد من نوعية المعلومات المعلومات المحاسبية والمالية ،سواء كانت موجهة للجهاز التنفيذي
أو لهيئة المداولة أو مرسلة لبنك الجزائر أو للجنة المصرفية أو موجهة للنشر؛
-رقابة ظروف تقييم المعلومات المحاسبية والمالية وتسجيلها وحفظها وتوفرها ،خصوصا مع ضمان
سير التدقيق؛
حسب المادة 31من النظام ،28-00على البنوك أن تحترم األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة
1
بالنظام المحاسبي والمالي ،المتعلقة ب ـ:
-ضمان وجود مجموعة اإلجراءات والمسماة مسار التدقيق؛ تسمح بإعادة تشكيل العمليات حسب
التسلسل الزمني ،وبتحديد هذه المعلومات بالوثائق األصلية ،وتوضيح أرصدة الحسابات عند
تواريخ إقفالها عن طريق البيانات المناسبة (الجرد المادي ،تجزئة األرصدة)..؛
-تحتفظ البنوك بمجموع الملفات الضرورية إلثبات البيانات المالية والتقارير الدورية.
2
.1.2أنظمة قياس المخاطر والنتائج
تلتزم البنوك بوضع أنظمة قياس وتحليل المخاطر ،وتكييفها مع طبيعة وحجم عملياتها خاصة منها
مخاطر القرض ،معدل الفائدة اإلجمالي والسيولة وخطر السوق ،...وتسمح هذه األنظمة بتقدير النتائج
المتوصل إليها من قياس المخاطر بطريقة إستشرافية.
.1.2أنظمة المراقبة والتحكم في المخاطر
حيث يجب على البنوك أن تضع أنظمة مخاطر القرض ومخاطر التركيز والمخاطر الناجمة عن
عمليات مابين البنوك ،ومخاطر معدالت الفائدة ومخاطر معدالت الصرف ومخاطر السيولة والدفع،
مع إظهار الحدود الداخلية والظروف التي من خاللها يتم إحترام هذه الحدود.
.1المادة 10من النظام رقم 28-00الممضي في 0200/00/08المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية،
العدد .0200/28/08 ،42
.2المادة 51من النظام رقم 28-00الممضي في 0200/00/08المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية،
العدد 0200/28/08 ،42
279
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
1
.1.2نظام اإلعالم والتوثيق
يتوجب على البنوك إعداد دالئل اإلجراءات المتعلقة بنشاطاتها المختلفة ،والتي تحدد على األقل
كيفيات التسجيل والمعالجة واسترداد المعلومات والخطط المحاسبية.
.2.2لجنة تدقيق 2:هي لجنة يمكن أن تنشئها هيئة المداولة لتساعدها في ممارسة مهامها ،وتقوم
هيئة المداولة بتحديد تشكيلة ومهام وكيفيات سير لجنة التدقيق والشروط التي يشترك بموجبها محافظوا
الحسابات أو أي شخص آخر تابع للبنك .
وتكمن المهمة الرئيسية للجنة التدقيق داخل البنك في التقييم والتقدير المستقل ،الذي يهدف إلى
معاينة وتقييم السير الحسن وفاعلية الرقابة الداخلية ،وحسب المادة 22من نظام رقم 28-00الممضي
في 08نوفمبر ،0200تكلف لجنة التدقيق ب ـ:
-التحقق من وضوح المعلومات المقدمة وتقدير مدى إنتظام وأهمية المناهج المحاسبية المتبعة في
إعداد الحسابات؛
-تقدير نوعية جهاز الرقابة الداخلية ،خاصة تناسق أنظمة القياس والمراقبة والتحكم ورقابة
المخاطر ،وعند االقتضاء اقتراح أعمال تكميلية بهذه الصفة.
3
.2.2المسؤول
.المادة 54من النظام رقم 28-00الممضي في 0200/00/08المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية،
1
281
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
المطلب الثالث :االلتزامات المرتبطة بمعايير التسيير المصرفي للحفاظ على استقرار القطاع
المصرفي
بهدف تعزيز االستقرار المالي للمنظومة المصرفية التي تكتسي أهمية خاصة في الجزائر في سياق
األزمة المالية الدولية ،سعت الهيئات المسؤولة عن القطاع المصرفي الجزائري بإجراء إصالحات على
القواعد االحت ارزية ،السيما ما تعلق برفع نسبة قابلية تسديد ديون البنوك وانشاء "واقية أمنية" بالنسبة
لألخطار المعتدلة ،حيث ينبغي على البنوك أن تتمتع بصالبة مالية كبرى لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها
في كل وقت.
" -عبارة عن قواعد للتسيير في الميدان المصرفي ،والتي على المؤسسات التي تتعاطى االئتمان
احترامها من أجل ضمان سيولتها وبالتالي مالءة اتجاه المودعين حتى تكتسب العمليات المصرفية
نوعا من الثقة"؛
" -مجموعة القواعد والتنظيمات التي توجه الستدراك التكاثر الضخم للمخاطر التي يواجهها النشاط
المصرفي والمالي ،بهدف حماية المودعين وكذا السير الحسن للنظام المصرفي والمالي ،وأبعد من
ذلك التوازن االقتصادي"؛
" -مجموعة المقاييس الموضوعة على وجه الخصوص في مجال القروض الممنوحة ومالءة
1
وسيولة البنوك".
حيث أدى تطور النشاط المصرفي الدولي إلى ظهور مخاطر من شأنها أن تهدد استقرار النظام
المصرفي العالمي ما دفع بالدول الكبرى إلى محاولة إيجاد قواعد الحذر الموجهة لضمان مالءة
مؤسسات القرض وسيولة الودائع وكذا حماية المودعين ،فكانت هناك ردة فعل دولية فيما يخص هذه
المسألة بواسطة لجنة بازل ،والتي اقترحت في جويلية لسنة 1988عالمية المالءة سميت بنسبة كوك،
تفرض على البنوك العالمية والكبرى االحتفاظ بحد أدنى من رأس المال الخاص.
ولقد تبنت المنظومة المصرفية الجزائرية هاته القواعد من خالل عدة أنظمة ،أهمها:
.1عائشة الشرقاوي المالقي ،البنوك اإلسالمية -التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق ،المركز الثقافي العربي ،بيروت ،2000 ،ص.124
280
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-النظام رقم 20-04المتعلق بنسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ،والذي
ألغى النظام رقم 25-50المؤرخ في 0550/28/04الذي يحدد قواعد الحذر في تسيير
المصارف والمؤسسات المالية ،المعدل والمتمم.
وهذا األخير يعتبر إصالحا لإلجراءات التنظيمية االحت ارزية لمطابقة القواعد االحت ارزية للمقاييس
والمعايير الجديدة للجنة بازل ،حيث تم إصدار ثالثة أنظمة من طرف مجلس النقد والقرض في الثالثي
األول من ،0204دخلت حيز التنفيذ اعتبا ار من شهر أكتوبر ،وتضمنت نسب المالءة وكذا المخاطر
1
الكبرى والمساهمات ،وتصنيف المستحقات وااللتزامات بالتوقيع وتكوين مؤونات عليها.
2
.1.1االلتزام بالحد األدنى لرأس المال
حيث ألزم النظام رقم 24-28المتعلق بالحد األدنى لرأس مال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في
الجزائر ،في مادته 0البنوك أن تمتلك عند تأسيسها رأسماال محر ار كليا ونقدا ويساوي على األقل عشرة
ماليير دينار جزائري ( 02.222.222.222دج).
.1.2نسب المالءة
تمثل هذه النسبة العالقة بين قيمة األموال الخاصة للبنوك وقيمة مجموع المخاطر التي تتعرض لها
بمناسبة عملياتها ،ويكمن دور هذه النسبة في ضمان قدرة البنوك على الوفاء بالتزاماتها وتفادي
األخطار المحتملة وذلك باالعتماد على أموالها الخاصة.
ولقد ألزم النظام رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/06المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك
3
والمؤسسات المالية ،تماشيا مع القواعد الجديدة التي جاءت بها اتفاقية بازل ،3ب ـ:
-تنقل نسبة القابلية على تسديد ديون البنوك التي يتم احتسابها على أساس نسبة أموالها
الخاصة بالمقارنة مع األخطار المتعلقة بالقروض العملية والسوق إلى ما ال يقل عن %5,5
مقابل %8سابقا ،ويتم حساب معدل المالءة المالية حسب المادة 5من النظام رقم 20-04
وفقا للمعادلة التالية:
.محمد لكصاسي ،تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر ،مرجع سبق ذكره ،ص.06
1
.2نظام رقم 24-28المؤرخ في 0228/00/01المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،20ص.14
.3نظام رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/06المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية ،العدد
،56ص.00
282
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-يجب أن تغطي األموال الخاصة القاعدية كال من مخاطر القرض والمخاطر العملياتية
ومخاطر السوق بواقع %2على األقل؛
-فرضت على البنوك تشكيل "وسادة أمنية" تزودها من أموالها األساسية الخاصة وتغطي %0.5
من األخطار المعتدلة.
ويمكن للجنة المصرفية أن تفرض على البنوك والمؤسسات المالية ذات األهمية النظامية نسب
مالءة تفوق تلك المذكورة سابقا.
وتتحدد نسبة المالءة وفقا لالعتبارات التالية:
-تتضمن مخاطر القرض مخاطر الميزانية والمخاطر خارج الميزانية.
-تتكون األموال الخاصة القانونية من األموال الخاصة القاعدية واألموال الخاصة التكميلية:
← تتكون األموال الخاصة القاعدية من :رأس المال االجتماعي أو من التخصيص +العالوات
ذات الصلة برأس المال +االحتياطيات (خارج فوارق إعادة التقييم أو التقييم).
← تتكون األموال الخاصة التكميلية من %52 :من مبلغ فوارق إعادة التقييم %52+من قيمة
فوائض القيمة الكامنة والناجمة عن التقييم بالقيمة الحقيقية لألصول المتاحة للبيع+مؤونات
لتغطية المخاطر المصرفية العامة مكونة على المستحقات الجارية للميزانية في حدود %0,05
من األصول المرجحة لخطر القرض +سندات المساهمة +األموال المتأتية من إصدار سندات
أو اقتراضات.
1
.1.2الرقابة االحترازية لمالءمة األموال الخاصة واإلبالغ المالي
حيث تهدف الرقابة االحت ارزية إلى التأكد من أن البنوك والمؤسسات المالية تحوز على أمواال
خاصة تتالءم مع كل أنواع المخاطر التي تتعرض لها حيث تلزم اللجنة المصرفية البنوك حسب المادة
10من نظام رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/06المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك
والمؤسسات المالية بـ:
حيازة أموال خاصة تفوق المتطلبات الدنيا ،وذلك إن لم تسمح هذه األخيرة بتغطية كل المخاطر، -
وذلك لضمان تغطية جميع المخاطر التي تتعرض لها بصفة فعلية؛
-ضرورة وضع نظام تقييم داخلي لمالءمة أموالها الخاصة وذلك لتغطية المخاطر المتعرض لها
أو التي يمكن التعرض لها ،ويجب أن يسمح هذا النظام بعرض دوري حول مالءمة األموال
الخاصة للمخاطر المتعرض لها وحول الفوارق الممكنة لهيئة المداولة وللجهاز التنفيذي؛
.نظام رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/06المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ،الجريدة الرسمية ،العدد
1
،56ص.08
283
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
وضع إجراءات كتابية في مجال اإلبالغ المالي تصادق عليه هيئة المداولة التي تحدد طريقة -
نشر المعلومات والرقابة الواجب ممارستها على العملية بكاملها ،وفقا لألحكام القانونية
والتنظيمية؛
نشر المعلومات الكمية والنوعية المتعلقة بهيكل أموالها الخاصة ،وممارساتها في مجال تسيير -
المخاطر.
1
.1.2توزيع المخاطر
يتعين على البنوك تجنب تركيز األخطار التي تتعرض لها بسبب عملياتها سواء مع نفس الزبون أو
مع نفس المجموعة من الزبائن ،وذلك باحترامها لنوعين من النسب في توزيع األخطار حددها بنك
الجزائر ،والمتمثلة في:
-يجب على كل بنك أو مؤسسة مالية أن تحترم باستمرار نسبة قصوى ال تفوق %05بين مجموع
المخاطر الصافية المرجحة التي يتعرض لها على نفس المستفيد ومبلغ أمواله الخاصة القانونية؛
-كما يجب أن ال تتجاوز مجموع المخاطر الكبرى التي يتعرض لها البنك 8أضعاف مبلغ أمواله
الخاصة.
.2مراقبة وضعيات الصرف
اهتم التشريع المصرفي في الجزائر بمراقبة وضعية الصرف بوضعه لقاعدة تقوم بتخفيف آثار
المخاطر الناجمة عن العمليات بالعملة الصعبة ،وفي هذا اإلطار وضعت السلطة النقدية نسبتين،
2
ويتعلق األمر بـ:
-نسبة قصوى محددة بـ ،%02بين مبلغ وضعية الصرف (قصيرة أو طويلة) مع مبلغ صافي
األموال الذاتية؛
نسبة قصوى ال تتعدى %12بين مجموع وضعيات الصرف "قصيرة أو طويلة" لجميع العمالت -
و مبلغ صافي األموال الذاتية.
من جانب آخر ،تلزم المادة 20من التعليمة رقم 28-55المتضمنة للقواعد المتعلقة بوضعيات
الصرف ،البنوك والمؤسسات المالية المتدخلة في سوق الصرف على توفرها:
-نظام دائم للقياس يسمح بتسجيل فوري للعمليات على العمالت الصعبة وبحساب النتائج،
باإلضافة إلى وضعيات الصرف لجميع العمالت ولكل عملة على حدى؛
-نظام الرقابة وتسيير المخاطر مع احترام الحدود الموضوعة وفقا لنصوص هذه التعليمة؛
.1نظام رقم 20-04المؤرخ في 0204/20/06المتضمن المخاطر الكبرى والمساهمات ،الجريدة الرسمية ،العدد ،56ص.05
.المادة 21من التعليمة رقم 28-55المؤرخة في 0555/00/06المتضمنة للقواعد المتعلقة بوضعيات الصرف.
2
284
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-نظام مراقبة دائم يسمح باحترام اإلجراءات الداخلية الضرورية لضمان احترام النظامين السابقين.
وتقوم البنوك يوميا بالتصريح بوضعيات الصرف الخاصة بها في كل عملة للمديرية العامة
للعالقات المالية الخارجية في بنك الجزائر.
285
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
قسمت إلى دولتين الحقا في نهاية القرن الماضي ،تعتبر أول دولة أنشأت نظاما متطو ار لحماية
الودائع والقروض على المستوى القومي وذلك في سنة .10504
والجدول التالي يوضح التطور التاريخي إلنشاء نظام تأمين الودائع في العالم:
الجدول رقم ( :)11-2التطور التاريخي إلنشاء نظم التأمين على الودائع في العالم
نظام تأمين الودائع السنة
ظهر أول نظام لضمان الودائع المصرفية في العالم في والية نيويورك االمريكية. 1222
تشيكوسلوفلكيا :تعتبر أول دولة أنشأت نظاما متطور لحماية الودائع والقروض على المستوى القومي ،وقد 1222
نشات (تشيكوسلوفاكيا) في ذلك الوقت صندوقين أحدهما(صندوق الضمان الخــاص) الذي أنشى ليساعد
المصارف على استعادة خسائرها الناجمة عن الحرب العالمية األولى( ،صندوق الضمان العام) لتشجيع
االدخار بزيادة درجة سالمة الودائع ومساعدة المصارف لتتطور على أحسن وجه ممكن.
صادق الكونجرس األمريكي على قانون المصارف الذي كان يهدف إلى معالجة العيوب التي ظهرت في 1222
(Great النظام المالي األمريكي ،والتي أدت إلى فشل كثير من المصارف في فترة الكساد الكبير
(FDIC )Federal Deposit ) Depressionوبموجب القانون أنشأت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع
insurance Corporatianعـام 0514لتدير نظام التأمين على الودائع لدى المصارف التجارية.
تركيا :قامت بإنشاء صندوق تصفية المصارف. 1960
ألمانيا :حيث قامت بإنشاء صندوقا خاصا لحماية أموال المودعين بعد انهيار بنك هيرشتات. 1222
بريطانيا :أنشأت نظام حماية المودعين بعد أن حصلت لديها أزمة مصرفية حادة. 1222
الثمانينيات ايطاليا :أنشأت نظاما لحماية الودائع.
فرنسا :أنشأت نظاما لحماية الودائع عقب انهيار البنك الفرنسي السعودي. 1222
البحرين :أنشأت مجلس حماية الودائع 1222
السودان :إنشاء صندوق ضمان الودائع. 1222
األردن :إنشاء مؤسسة ضمان الودائع. 2222
العراق :قام البنك المركزي العراقي بإنشاء شركة مختلطة لضمان الودائع . 2222
المصدر :من إعداد الطالبة باإلعتماد على :وليد عيدي عبد النبي ،شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية
الجهاز المصرفي وودائع الجمهور ،البنك المركزي العراقي ،المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان ،ص
ص.20-20
.1وليد عيدي عبد النبي ،شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية الجهاز المصرفي وودائع الجمهور ،البنك المركزي العراقي،
المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان ،ص.20
286
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
1
حيث أقر هذا القانون ومن خالل مادته ( 022الملغاة) ،بـ:
-ضرورة اكتتاب البنوك برأسمال شركة مساهمة ضمان للودائع المصرفية بالعملة الوطنية ،ويخول
للبنك المركزي وحده دون سواه بدور المؤسس لهذه الشركة دون أن يكتتب أسهمها مع رأسمالها؛
-يلزم كل بنك بدفع منحة ضمان سنوية تقدر بـ %0على األكثر من مبلغ ودائعه بالعملة الوطنية
والذي يحدده المجلس سنويا ،مع تحديد الحد األقصى للضمان الممنوح لكل مودع؛
-تعتبر جميع الودائع العائدة للشخص الواحد لدى البنك كوديعة واحدة ولو كانت بعمالت مختلفة،
وتكون الودائع بالعملة الوطنية وحدها مضمونة؛
-ال تطلب الضمانة إال في حال توقف بنك عن الدفع ،وال تشمل هذه الضمانة المبالغ المسلفة
للمؤسسات المالية أو تلك التي تسلفها البنوك فيما بينها؛
.1قانون رقم 02-52ممضي في 04أبريل 0552يتعلق بقانون النقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد ،06ص.542
287
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-باعتبار ضمان الودائع المصرفية ذو مصلحة عمومية ،تدفع الخزينة العمومية منحة طبقا
لإلجراءات المالية المعمول بها في شركة ضمان الودائع قيمتها مساوية للمبلغ المدفوع من قبل
مجموع البنوك المنخرطة.
.2.2.2.2نظام رقم 22-22المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية
1
حيث جاء هذا النظام إلضفاء توضيح أكثر حول نظام ضمان الوداع المصرفية من خالل إضافة:
-رأس مال شركة الضمان مجزئ إلى أقسام متساوية بين المساهمين فيها ،أي البنوك والخزينة
العمومية ،وتسهر البنوك على مراعاة المساواة حتى في حالة تعديل رأس المال المقرر قانونا من
طرف الجمعية العامة للمساهمين؛
-تدفع البنوك عالوة سنوية تحسب على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية المسجلة
بتاريخ 10ديسمبر من كل سنة ،ويحدد مجلس النقد والقرض سنويا نسبة هذه العالوة في حدود
%0على األكثر ويتم توظيف موارد الصندوق في أصول مضمونة.
.2.2.2.2المادة 112من األمر 11-22المتعلق بالنقد والقرض
إن حاالت عدم االمتثال والمخالفات المسجلة على مستوى بعض المصارف الخاصة أدت باللجنة
المصرفية ،بصفتها سلطة الرقابة ،إلى سحب اعتماد سبعة مصارف ومؤسستين ماليتين بين 0221
و ،0225كان البعض منها قد دخل حالة توقف عن السداد بين 0221و 0226وكانت لها مخاطر
مركزة على كيانات مجمعاتها .هذا ما دفع بنك الجزائر واللجنة المصرفية إلى تنشيط نظام ضمان
الودائع في سنة ،0221تطبيقا لإلطار النظامي القائم.
وتم ذلك بمقتضى األمر 00-21المــؤرخ في 06أوت ،0221ولقد جاء في الباب الخامس ،المادة
2
008من هذا األمر:
يجب على البنوك أن تشارك في تمويل صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة الوطنية يتم -
إنشاؤه من طرف بنك الجزائر؛
يتعين على كل بنك أن يدفع إلى صندوق الضمان عالوة ضمان سنوية نسبتها %0على -
األكثر من مبلغ ودائعه؛
يحدد المجلس كل سنة مبلغ العالوة المذكورة سابقا ،ويحدد مبلغ الضمان األقصى الممنوح إياه -
كل مودع؛
.1نظام رقم 24-52الممضي في 0552/00/10المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،0558/21/05 ،02
ص ص .40-42
.2األمر رقم 00-21الممضي في 0221/28/06المتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد ،0221/28/02 ،50ص.05
288
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-تعتبر ودائع شخص ما لدى نفس البنك ،ولحاجات هذه المادة ،وديعة وحيدة حتى وان كانت
بعمالت مختلفة؛
-ال يمكن استعمال هذا الضمان إال في حالة توقف البنك على الدفع؛
-ال يغطي هذا الضمان المبالغ التي تسبقها البنوك فيما بينها.
.2.2.2.2النظام 22-22المؤرخ في 2222/22/22المتضمن إنشاء نظام ضمان الودائع
المصرفية
جاء النظام 21-24المؤرخ في 0224/21/4المتضمن إنشاء نظام ضمان الودائع المصرفية ،وألغى
1
ما جاء به نظام رقم ،24-52وجاء فيه:
تسيير صندوق ضمان الودائع المصرفية يهدف إلى تعويض المودعين في حالة عدم توفر -
ودائعهم والمبالغ األخر الشبيهة بالودائع القابلة لإلسترداد*؛
-يحدد الحد األقصى للتعويض الممنوح لكل مودع 622,222دج؛
-ويسري سقف التعويض المذكور في المادة 8من النظام رقم ،21-24إذا ماتجاوز مبلغ الوديعة
الوحيدة مجموع القروض والمبالغ األخرى الشبيهة المستحقة للبنك على المودع ،أما إذا تجاوز
مجموع المبالغ المستحقة على المودع مجموع وديعته ،يبقى المودع مدينا بهذا الرصيد وفقا
للشروط التي ينص عليها التشريع المعمول به؛
-حددت المادة 05من النظام رقم 21-24المهلة الممنوحة لشركة ضمان الودائع المصرفية من
أجل صرف مستحقات المودعين المعنيين بعملية التعويض بـ 6أشهر ،قابلة للتجديد مرة واحدة
إذا دعت الضرورة لذلك.
.2.2.2.2التعليمة رقم 22-12المؤرخة في 21أكتوبر 2212
حيث خفضت هذه التعليمة من مساهمة البنوك إلى %2,05من المبلغ اإلجمالي للودائع المسجلة
في 10ديسمبر .0225
.2.2تقييم نظام ضمان الودائع في الجزائر
-انعدام الدور الوقائي لمؤسسة ضمان الودائع المصرفية في الجزائر ،واقتصار دورها على التدخل
في حالة تحقق الخطر عند توقف البنك عن الدفع الناتج من انعدام القدرة المالية للبنك والوفاء
بمستحقات الزبائن عند الطلب دون البحث عن إنقاذ البنك .وذلك على عكس ما هو معمول به
في بعض الدول العربية ففي السودان مثال أعطى القانون عن طريق بنك السودان صالحية إجراء
.1نظام رقم 21-24الممضي في 0224/21/24المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،0224/26/20 ،15
ص.00
* .يقصد بالودائع والمبالغ األخرى الشبيهة بالودائع القابلة لالسترداد حسب مفهوم هذا النظام ،كل رصيد دائن ناجم عن األموال المتبقية في
حساب أو أموال متواجدة في وضعية انتقالية ناتجة عن عمليات مصرفية عادية ينبغي استردادها .للمزيد أنظر :المادة 24من النظام رقم -24
21المؤرخ في في 0224/21/4المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية.
289
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
مراجعة خاصة ألي بنك أو تفتيش دفاتره من أجل التأكد من السالمة المالية له ،أما في األردن
فإن القانون منح مؤسسة الضمان بعض األدوار الجوارية للرقابة الوقائية؛
-يتميز نظام ضمان الودائع المصرفية في الجزائر بانعدام التمويل الحكومي واقتصاره على مساهمة
البنوك األعضاء فيه عن طريق المساهمة األولية في رأسمال الصندوق باإلضافة إلى دفع أقساط
سنوية ،حيث كان من األجدر أن تساهم الحكومة في تمويله خاصة وأنه في مراحله األولية؛
-نسبة العالوة الموحدة والمقدرة بـ %2,05سنويا من إجمالي الودائع هي غير منطقية ،السيما
بالنسبة للبنوك الكبيرة (البنوك العمومية) التي لديها ودائع بمبالغ ضخمة إذ يلقي عليها هذا النظام
بتكلفة ال مبرر لها ،خاصة إذا كانت تتمتع هذه البنوك بمراكز مالية صحيحة وقوية.
.2شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي القانوني
يعتبر حد أدنى من الودائع المصرفية يفرض القانون االحتفاظ به كاحتياطي ،صيانة لحقوق
المودعين وضمانا لقدرة المصرف على تلبية طلباتهم في األحوال غير العادية.
حدد االحتياطي القانوني على الودائع المصرفية في الجزائر بموجب المادة 51من قانون -
1
النقد والقرض بنسبة ال تتعدى %08من المبالغ المعتمدة كأساس الحتسابه.
-وحسب التعليمة رقم 54-06الصادرة بتاريخ 05أفريل 0554فان البنوك والمؤسسات المالية
ملزمة على االحتفاظ بمبالغ معينة من االحتياطيات لديها في شكل ودائع لدى بنك الجزائر
في ظل الشروط المذكورة في التعليمة الصادرة عن بنك الجزائر تحت رقم 54-21بتاريخ
08ديسمبر 0554وذلك بهدف تنظيم السيولة في االقتصاد الوطني ،وحدد معـدل
االحتياطي االجباري في هذه التعليمة بنسبة %0,5على مجمـوع العناصر المذكورة في
المادة الثانية في هذه التعليمة،
-وبعد ذلك رفعت نسبة االحتياطي إلى %4وفق التعليمة رقم 0220-20الصادرة بتاريخ 00
فيفري 0220عندما شعر البنك المركزي بتمادي المصارف التجارية في منح التسهيالت
االئتمانية؛
وبعد تطبيق هذه التعليمة بحوالي عشرة أشهر فقط أصدر بنك الجزائر تعليمة أخرى تحت -
رقم 26-20برفع نسبة االحتياطي ل % 4,05انطالقا من 05ديسمبر 0220؛
ثم تعليمة أخرى رقم 26-20والتي بدورها رفعت نسبة االحتياطي إلى ،%6,05وتعتبر -
هاته التعليمة أول تعليمة تنص على حق البنوك في فوائد على االحتياطي االلزامي في
مادتها ،20والتي قدرت ب ـ ،%0,5وهذا يدل على رغبة البنك المركزي الجزائري بجعلها
وسيلة هامة للتحكم في سيولة البنوك واستخدامها للحد من التضخم أو لمكافحة االنكماش.
.1قانون رقم 02-52ممضي في 04أفريل 0552بتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد ،0552/24/08 ،06ص.510
291
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
ولقد حدد النظام رقم 20-24الذي يحدد شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي اإللزامي ،مايلي:
-ال يمكن أن تتجاوز نسبة االحتياطي اإللزامي %05ويمكن أن تساوي 2؛
-البنوك المفلسة أو تلك الموجودة في حالة تسوية قضائية ليست ملزمة بتكوين احتياطي
إلزامي؛
-يتم تكوين اإلحتياطي اإللزامي للبنوك من مجموع االستحقاقات المجمعة و/أو المقترضة
بالدينار واالستحقاقات المرتبطة بالعمليات خارج الميزانية باستثناء االستحقاقات االستحقاقات
ازاء بنك الجزائر؛
-يتشكل االحتياطي اإللزامي من األرصدة الدائنة للحسابات الجارية للبنوك المفتوحة في
سجالت بنك الجزار المسجلة خالل فترة تكوين االحتياطي؛
-تتحدد فترة تكوين االحتياطي اإللزامي بشهر واحد ،تبدأ من اليوم 05التقويمي من كل شهر
وتنتهي 04من الشهر التالي؛
-يمكن أن تعطى على موجودات االحتياطي فوائد ال تتجاوز النسبة المتوسطة لعمليات إعادة
تمويل بنك الجزائر ،وتدفع الفوائد في أجل أقصاه اليوم 00من كل شهر ،أي 2أيام بعد
تكوين إنقضاء فترة تكوين اإلحتياطي.
المبحث الثالث :تحليل االستقرار المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2212-2222
باستخدام مؤشرات Z-SCORE
لتحليل سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري تم اختيار مؤشـر االسـتقرار والسـالمة الماليـة
المعـروف باسـم Z-Scoreوالـذي يقـيس درجـة االسـتقرار والسـالمة الماليـة للمصـارف باالستناد إلى
العائد على أصـولها ونسـبة حقـوق ملكيتهـا إلـى إجمـالي األصـول ،والذي يعتبر من بين أحدث
المنهجيات المستخدمة لتقييم السالمة المالية للبنوك ،من خالل قياس درجة استق ارره ،وهو بمثابة جهاز
إنذار مبكر ينذر القائمين على القطاع المصرفي وكذلك السلطات الرقابية بضـرورة اتخاذ خطـوات
تصـحيحية فـي حـال أظهـرت هـذه المؤشـرات أن البنوك ال تسـير فـي االتجاه الصحيح ،أو تعطي رسائل
طمأنة على أن السالمة المالية للمصرف على درجة جيدة مـن االسـتقرار.
ولتطبيق هذا المؤشر على القطاع المصرفي الجزائري تم اختيار مجموعة من البنوك العاملة في
الجزائر ،العتبارين أساسيين يتمثالن في:
-االعتبار األول :اختيار مجموعة من البنوك تختلف من حيث هيكل الملكية (بنك عمومي ،بنك
خاص جزائري ،بنك خاص برؤوس أموال عربية ،بنك خاص برؤوس أموال أجنبية) ،وكذلك بنك
290
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
إسالمي لتحقيق االختالف من حيث النشاط ،وذلك من أجل إعطاء صورة واقعية عن الوضعية
الحقيقية لمدى سالمة واستقرار مختلف مكونات القطاع المصرفي الجزائري.
-االعتبار الثاني :توفر البيانات المالية المتعلقة بفترة الدراسة 0204-0222لمجموعة البنوك
المختارة عدا البنك الوطني الجزائري ،فلم تتوفر البيانات الخاصة بالسنتين األخيرتين من فترة
الدراسة ،لذا تم االكتفاء بالفترة 0200-0222وهي فترة كافية وتتناسب مع تطبيق مؤشرات z-
.score
-البنك الوطني الجزائري :BNAباعتباره أول بنك تجاري عمومي في القطاع المصرفي
الجزائري؛
-بنك البركة الجزائري :باعتباره بنك مختلط بين القطاع العام والقطاع الخاص ،وأول بنك يعمل
في الجزائر وفق الشريعة اإلسالمية ،وكذلك توفر البيانات الخاصة بفترة الدراسة.
-بنك الخليج الجزائر :باعتباره بنكا خاصا برؤوس أموال عربية ،وكذلك توفر البيانات الخاصة
بفترة الدراسة.
-ترست بنك الجزائر :باعتباره بنكا محليا برؤوس أموال خاصة ،وكذلك توفر البيانات الخاصة
بفترة الدراسة.
-بنك سوسيتي جنرال :باعتباره بنكا خاصا برؤوس أموال أجنبية ،وكذلك توفر البيانات الخاصة
بفترة الدراسة.
يعتبر البنك الوطني الجزائري أحد أهم البنوك التجارية العمومية في الجزائر التي ظهرت بعد التأميم
والذي تأسس في 01جوان 0566بموجب األمر رقم 028-66والمتضمن احداث البنك الوطني
الجزائري وتحديد قانونه األساسي ،حيث كان عبارة عن مصرف عالمي ومسؤول أيضا عن تمويل
القطاع الفالحي:
في سنة 0580تم إعادة هيكلة هذا البنك حيث تم إنشاء بنك جديد خاص يهدف إلى تمويل -
ودعم المناطق الريفية؛
-ثم القانون رقم 20/88في 12جانفي 0588الخاص بتوجيه المؤسسات االقتصادية نحو
االستقاللية ،وما ترتب عليه من آثار ال يمكن إنكارها فيما يخص تنظيم وظائف البنك؛
292
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
رفع رأس مال البنك إلى 40622مليار دج في جوان 0225عن طريق إصدار 02222سهم -
جديد بـ ـ 0مليون دج لكل مكتتب؛
يقدم هذا البنك خدماته من خالل أكثر من 022وكالة تنتشر عبر كامل التراب الوطني ،وتتمثل
1
أهم مهامه فيما يلي:
أنشئ بنك البركة الجزائري في 02ماي 0550وبدأ نشاطه فعليا في سبتمبر ،0550وهو أول
مؤسسة مصرفية مختلطة بين القطاع العام والقطاع الخاص ،برأسمال قدره 522مليون دينار
جزائري ويتمثل مساهميه في كل مجموعة البركة المصرفية بـ ـ %56وبنك الفالحة والتنمية
الريفية ) (BADRبـ ـ ،%44مسير بموجب أحكام القانون رقم 02/52المؤرخ في 04أبريل 0552
المتعلق بالنقد والقرض ،وهو مرخص بالقيام بجميع األعمال المصرفية ،التمويل واالستثمار ،وفقا
2
لمبادئ الشريعة اإلسالمية.
هو بنك تجاري أنشئ بموجب القانون الجزائري ،وهو عضو من أبرز أعضاء مجموعة أعمال
في الشرق األوسط ( KIPCOالشركة الكويتية للمشاريع) ،اعتمد في مارس 0224برأسمال قدره 02
مليار دج ،وهو يسعى للمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية والمالية في الجزائر ،وكذا تقديم
منتجات وخدمات مالية متطورة على نطاق واسع وبشكل مستمر للمؤسسات واألفراد ،ويقدم بنك
الخليج الجزائر خدمات مصرفية تقليدية تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ،ولديه شبكة تتكون
من 62وكالة في سنة .30206
1
. http://www.bna.dz/presentation.html, consulté le: 08/01/2016.
2
.http://www.albaraka-bank.com/fr/index.php?option=com_content&task=view&id=218&Itemid=28, consulté
le: 08/01/2016.
3
. https://www.agb.dz/article-view-1.html, consulté le: 08/01/2016.
293
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تأسس ترست بنك الجزائر في 12ديسمبر 0220في شكل شركة مساهمة ) (SPAبرأس مال
أولي قدره 252مليون دينار جزائري ،والذي ارتفع إلى 5.0مليار دينار جزائري في فيفري ،0226
وتقرر زيادة رأس المال من قبل المساهمين خالل عام ،0225ليصل إلى 02مليار دج ،وذلك
وفقا لألحكام الجديدة لمجلس النقد والقرض ،ويتكون رأس مال ترست بنك من 02.222.222سهم
بقيمة اسمية قدرها عشرة آالف دينار (10 000.00دج) لكل سهم .ولقد تم رفع رأس مال البنك في
1
فيفري 0200إلى 01.222.222.222دينار جزائري.
قيمة المشاركة في رأس المال (دج) المشاركة في رأس المال % المساهمون
1872 000 000,00 % 14,40 ترست الجزائر للتأمين واعادة التأمين
1950 000 000,00 % 15,00 شركة االستثمارات االردنية القابضة
1040 000 000,00 % 8,00 القطرية الوطنية للتأمين واعادة التأمين
650 000 000,00 % 5,00 ترست الدولية للتأمين فلسطين
4 888 000 000,00 % 37,60 ترست الجزائر لالستثمار
260 000 000,00 % 2,00 مؤسسة ترست العالمية للتأمين (قبرص)
650 000 000,00 % 5,00 جمال أبو نحل
260 000 000,00 % 2,00 راضي شاكر
780 000 000,00 % 6,00 غازي كمال أبو النحل
780 000 000,00 % 2,00 الشيخ ناصر سعود آل ثاني
13 000 000,00 % 1,00 كمال أبو نحل
130 000 000,00 % 1,00 فادي أبو نحل
130 000 000,00 % 1,00 حامد أبو نحل
13 000 000 000,00 % 022 المجموع
Source: http://www.trust-bank-algeria.com/pr%C3%A9sentation, consulté le:
08/01/2016.
1
. http://www.trust-bank-algeria.com/pr%C3%A9sentation, consulté le: 08/01/2016.
294
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
بنك سوسيتي جنرال الجزائر هو فرع من فروع بنك سوسيتي جنرال الفرنسي ،وهو بنك خاص
ذو طبيعة عالمية:
ويقدم هذا البنك خدمات بنكية لـ 055222زبون من أفراد وشركات ،وشبكة مكونة من 28وكالة
و 0444عامل ،ولقد أبدى بنك سوسيتي جنرال رغبته من البداية في أن يصبح بنك عالمي يقدم خدماته
1
لجميع األعوان االقتصاديين في الجزائر.
يتمثل الدور الرئيسي لمجلس اإلدارة في حماية وتعزيز حقوق المساهمين طويلة األجل وذلك بتحمل
مسؤولية الحوكمة المؤسسية الشاملة للبنك ،ولمعرفة مدى مساهمة مجلس ادارة البنوك عينة الدراسة
كأحد أهم اآلليات الداخلية للحوكمة في ضمان سالمة العمليات المصرفية وتأمين االستقرار المالي،
سيتم التطرق للنقاط التالية:
يتمثل مجلس االدارة في مجموعة من األعضاء سواء كانوا منتخبين أو معينين يتولون اإلشراف
بشكل مشترك على أنشطة البنك ،وحسب المادة 602القانون التجاري الجزائري فإن مجلس اإلدارة
يجب أن يتألف من 1أعضاء على األقل ومن 00عضوا على األكثر ،كما يجب وحسب المادة 605
من القانون التجاري على مجلس االدارة أن يكون مالكا لعدد من األسهم يمثل %02على األقل رأسمال
البنك ،والجدول التالي يوضح عدد أعضاء مجلس إدارة البنوك عينة الدراسة:
295
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
حيث يتضح من خالل الجدول السابق أن عدد أعضاء مجلس إدارة البنوك عينة الدراسة يتراوح بين
02-5عضوا بمتوسط 2أعضاء ،وهو ما يتوافق مع التوجه المصرفي الحديث نحو تشكيل مجالس
إدارة صغيرة الحجم التي تكون أكثر فاعلية في تحسين مستوى اإلدارة واألداء وتزيد من سرعة إتخاذ
الق اررات ،حيث كلما زاد عدد أعضاء مجلس اإلدارة ،كلما كان هناك من الناحية العملية ،احتماال أكبر
لقيام إحدى اللجان الداخلية باتخاذ الق اررات مسبقا فى أمور شديدة الجدية والخطورة.
إن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى اإلشراف المستقل ،حيث أن أغلب أعضاء مجالس إدارة البنوك
عينة الدراسة هم من المالك ،وهو ما يخالف آليات الحوكمة حيث أن تشكيل أغلبية مجلس اإلدارة من
أعضاء مستقلين يكون أكثر فاعلية في أداء مهمته في رقابة المدراء التنفيذيين ،وهو ما يفرض على
القطاع المصرفي الجزائري إعادة هيكلة مجالس اإلدارة بما يتوافق وآليات الحوكمة وبما يضمن
إستقالليتها ،من خالل تعيين أعضاء مستقلين قادرين على القيام بإشراف فعال على أعمال البنوك.
يفرض القانون التجاري الجزائري في مادته 618هيمنة رئيس مجلس اإلدارة لوحده على البنك،
حيث يتمتع بصالحيات واسعة للتصرف بإسم البنك ،أي أن رئيس مجلس اإلدارة يجمع بين وظيفتي
رئيس مجلس اإلدارة والمدير التنفيذي األعلى وهو ما يسمى بتركز السلطة الذي يزيد من عبء العمل
المصرفي والمخاطر.
296
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
يعتبر أحد أهم اآلليات الداخلية لحوكمة البنوك التي تهدف إلى تقليل المخاطر ،حيث يؤدي
االحتفاظ بمتطلبات رأس المال إلى فهم المخاطر المرافقة لكل نوع من أنواع األصول المصرفية وال
سيما محفظة القروض وفقا لنظام األوزان المرتبطة بدرجة االئتمان الممنوحة للديون من قبل وكاالت
التصنيف االئتماني العالمي ،وحسب معايير محددة فصلتها لجنة بازل.
ويعد معدل كفاية رأس المال للبنوك واحدا من أهم المؤشرات الفنية للمالءة المالية بالقطاع المالي
والتي استحدثت بالسنوات الماضية وهو بمثابة صمام األمان لحماية المودعين لتعزيز االستقرار
والكفاءة في النظام المصرفي والمؤسسات المالية.
الجدول رقم ( :)12-2معدل كفاية رأس المال في القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة 0200-0225
وهو يمثل نسبة تغطية التزامات البنك من خالل أمواله الخاصة ،وتعتبر كفاية رأس المال هامش
األمان الذي يحتفظ به البنك لمواجهة المخاطر المحتملة ،بغية توفير الحماية للمودعين والمقرضين،
ولقد عرف معدل كفاية رأس مال القطاع المصرفي الجزائري معدالت مرتفعة تفوق النسبة القانونية
المطلوبة ،أي تفوق تلك المعايير الموصى بها في اتفاقية بازل .III
الشكل البياني رقم ( :)11-2معدل كفاية رأس المال في البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل الفترة 0200-0225
297
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )04-4وبرنامج EXCEL
ولقد عرفت نسبة المالءة %06,0سنة 0225تنقسم إلى %01,5للبنوك العمومية و %15,0للبنوك
الخاصة ،مقابل %01,4سنة 0200تنقسم إلى %00,6للبنوك العمومية و %10,5للبنوك الخاصة ،في
الوقت الذي تسجل فيه بنوك البلدان المجاورة واألوروبية نسبا أقل من ذلك.
ويرتبط ارتفاع معدالت كفاية رأس المال بآثار رسملة البنوك التي تمت خالل ،0225حيث ألزم
القانون رقم 28-24الصادر في سنة 0228والمتعلق بالحد األدنى لرأس مال البنك الذي يلزم برفع
الحد األدنى لرأس إلى 02ماليير دج.
.1.2تركز الملكية
يتميز القطاع المصرفي الجزائري بتركز الملكية ،حيث تملك الدولة 6بنوك عمومية تمثل %86من
أصول القطاع المصرفي الجزائري ،وهو ما يخلق مشاكل تركز االئتمان وتوجيه وانكشاف البنوك
لمخاطر المقترض الواحد أو مجموعة مقترضين ذات خصائص متشابهة ،كما يزيد ذلك من مشاكل
الوكالة من خالل بروز ظاهرة الوكيل الذي يمثل الوكيل.
يعتبر معدل العائد على حقوق الملكية من أهم مؤشرات قياس كفاءة استخدام األموال ،حيث تقيس
هذه النسبة العائد المحقق لمساهمي البنك أي مدى قددرة األموال المستثمرة من جانب البنك على
298
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
تحقيق األرباح ،وارتفاع هذه النسبة يدل على كفاءة إدارة البنك من جهة ،ومن جهة أخرى يدل على
المخاطرة العالية الناجمة عن زيادة الرافعة المالية أي درجة اعتماد البنك على االقتراض.
ويتم قياس معدل العائد على حقوق الملكية وفق العالقة التالية:
صافي الدخل
022 × معدل العائد على حقوق الملكية =
اجمالي حقوق الملكية
الجدول رقم ( :)12-2تطور العائد على حقوق الملكية لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 0204-0222
()%
المتوسط مؤشر 2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 السنة
القطاع
()2212 البيان
22222 - - 08,54 08,61 05,65 00,11 02,85 06,55 BNA
12222 08,28 02,80 08,55 08,18 02,00 05,50 25,64 22,26 بنك
البركة
الجزائري
22222 16,56 10,22 01,22 00,22 08,22 04,22 04,22 05,21 بنك
22222 خليج
الجزائر
12222 06,65 00,15 26,12 22,05 05,82 28,05 04,62 05,51 ترست
بنك
الجزائر
22222 05,25 سوسيتي 06,25 01,61 00,22 08,88 04,45 42,00 05,48
جنرال
المصدر :التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة 0204-0222
من خالل بيانات الجدول السابق يتضح أن بنك سوسيتي جنرال الجزائر حقق أكبر متوسط للعائد
على حقوق الملكية بـ %04,15وهو يفوق المؤشر القطاعي للعائد على حقوق الملكية لسنة 0204
المقدر بـ ،%01,52وحقق بنك خليج الجزائر متوسط عائد على الحقوق بـ ،%00,56ثم البنك
الوطني الجزائري BNAبـ ،%00,01ثم بنك البركة الجزائري بـ ،%06,61بينما حقق ترست بنك
الجزائر أقل معدل للعائد على حقوق الملكية بـ.%06,61
299
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
ويوضح الشكل البياني التالي متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة:
الشكل البياني رقم ( :)12-2متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة للفترة 0200-0222
30
25
العائد على حقوق الملكية %
20
15
10 المتوسط
5
0
BNA بنك البركة بنك خليج سوسيتي جنرال ترست بنك
الجزائري الجزائر الجزائر
عينة البنوك العاملة في الجزائر
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )05-4وبرنامج EXCEL
.2.2تطور العائد على األصول للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة 2212-2222
يقيس معدل العائد على األصول ( )ROAنصيب كل وحدة من الموجودات من صافي الربح بعد
الضرائب ،وزيادة هذا المعدل تعني كفاءة استخدام األموال المستثمرة ،ويتم حساب هذا المعدل من
خالل العالقة التالية:
صافي الدخل
× 022 معدل العائد على األصول =
إجمالي األصول
والجدول التالي يوضح تطور العائد على األصول للبنوك محل الدراسة خالل الفترة 0204-0222
مقارنة بمؤشر القطاع المصرفي الجزائري سنة :0204
311
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)12-2تطور العائد على األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة )%( 0204-0222
المتوسط مؤشر 2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 السنة
القطاع
()2212 البيان
22222 - - 20,20 0,04 20,05 20,62 22,54 22,24 BNA
22222 20,64 20,62 20,22 0,84 20,65 20,82 21,65 البركة 20,14 بنك
الجزائري
22222 20,06 24,22 24,22 21,22 24,22 21,22 21,50 خليج 21,62 بنك
22222 الجزائر
22222 21,62 21,41 21,02 21,00 26,58 20,25 24,80 بنك 24,45 ترست
الجزائر
21222 20,02 20,82 20,22 20,62 20,02 20,82 20,12 20,22 سوسيتي
جنرال
المصدر :التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة 0204-0222
من خالل بيانات الجدول السابق يتضح تحقيق ترست بنك الجزائر ألعلى متوسط للعائد على
األصول بـ ،%21,52وهي تتجاوز مؤشر القطاع المقدر بـ ،%20بينما حقق بنك خليج الجزائر المرتبة
الثانية بمتوسط عائد على األصول يقدر بـ %21,40ثم بنك البركة الجزائر بمتوسط عائد على األصول
يساوي ،%20,82ثم بنك سوسيتي جنرال بمتوسط عائد على األصول يساوي ،%20,22بينما حقق
البنك الوطني الجزائري BNAأدنى نسبة للعائد على حقوق الملكية بمتوسط .%2,50
ويوضح الشكل البياني التالي المقارنة البيانية لمتوسط العائد على األصول لعينة البنوك العاملة في
الجزائر خالل الفترة :0204-0222
310
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)12-2متوسط العائد على األصول ROAلعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة
0204-0222
4
3,5
3
العائد على األصول %
2,5
2
1,5 المتوسط
1
0,5
0
BNA بنك البركة بنك خليج سوسيتي جنرال ترست بنك
الجزائري الجزائر الجزائر
عينة البنوك العاملة في الجزائر
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )06-4وبرنامج EXCEL
يتضح جليا كفاءة استخدام األموال المستثمرة لترست بنك الجزائر ،وعلى العكس فلقد حقق البنك
الوطني الجزائري نسبة ضعيفة للعائد على األصول أقل من ،%0مما يحتم على إدارة البنك مراجعة
هذه النسبة وخصوصا ما يتعلق بإنخفاض صافي الدخل.
.2.2تطور معدل هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2212-2222
صافي الدخل
× 022 معدل هامش الربح =
اجمالي االيرادات
312
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)12-2تطور هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة )%( 0204-0222
المتوسط مؤشر 2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 السنة
القطاع
()2212 البيان
42,22 - - 40,16 60,22 51,56 40,24 01,54 02,86 BNA
50,85 52,60 50,21 52,56 21,48 20,28 45,62 40,48 البركة 05,52 بنك
الجزائري
22222 46,54 12,52 42,86 40,80 40,22 41,21 16,10 64,58 خليج 55,05 بنك
الجزائر
15,16 44,04 12,22 40,55 04,11 50,21 05,64 42,06 بنك 12,62 ترست
الجزائر
14,54 18,55 02,40 58,52 45,02 41,56 15,06 00,21 00,45 سوسيتي
جنرال
المصدر :التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة 0204-0222
من خالل بيانات الجدول رقم ( )02-4يتضح تحقيق بنك البركة الجزائري ألعلى نسبة لهامش الربح
بـ ،%50,85ثم بنك خليج الجزائر بنسبة ،%46,54ثم بنك BNAبنسبة ،%42,22ثم ترست بنك
الجزائر بنسبة ،%15,16بينما حقق بنك سوسيتي جنرال أدنى نسبة بمعدل .%14,54
0204-0222 الشكل البياني رقم ( :)12-2متوسط هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة
60
50
معدل هامش الربح %
40
30
20 المتوسط
10
0
BNA بنك البركة بنك خليج سوسيتي جنرال ترست بنك
الجزائري الجزائر الجزائر
عينة البنوك العاملة في الجزائر
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )02-4وبرنامج .EXCEL
313
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2.2تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2212-2222
إجمالي اإليرادات
× 022 معدل منفعة األصول =
إجمالي األصول
الجدول رقم ( :)12-2تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 0204-0222
()%
المتوسط 2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 السنة
البيان
22222 - - 21,00 21,50 24,05 21,56 21,55 21,51 BNA
22221 24,55 24,54 25,45 21,86 21,21 26,12 28,50 البركة 22,55 بنك
الجزائري
22222 25,58 22,52 25,28 8,42 28,02 25,12 28,25 خليج 28,20 بنك
الجزائر
12222 28,05 25,02 22,02 00,84 00,20 25,80 02,00 بنك 00,84 ترست
الجزائر
22222 25,46 26,58 24,10 25,12 24,56 02,00 02,85 25,20 سوسيتي
جنرال
المصدر :التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة 0204-0222
يتضح من خالل الجدول السابق تحقيق ترست بنك الجزائر تحقيق أعلى معدل لمنفعة األصول
بمعدل ،%02,04وحقق بنك خليج الجزائر نسبة ،%8,05ثم بنك سوسيتي جنرال بنسبة ،%6,15ثم
بنك البركة الجزائري بنسبة ،%5,80بينما حقق البنك الوطني الجزائري أدنى نسبة بـ.%0,28
ويوضح الشكل البياني التالي متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة
:0204-0222
314
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الشكل البياني رقم ( :)12-2متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة -0222
0204
12
10
معدل منفعة األصول %
8
6
4 المتوسط
2
0
BNA بنك البركة بنك خليج سوسيتي جنرال ترست بنك
الجزائري الجزائر الجزائر
عينة البنوك العاملة في الجزائر
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )08-4وبرنامج .EXCEL
.2.2تطور الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة 2212-2222
إجمالي األصول
(مرة) معامل الرفع المالي=
حقول الملكية
315
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
الجدول رقم ( :)12-2الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ( 0204-0222مرة)
المتوسط 2212 2212 2212 2211 2212 2222 2222 2222 السنة
البيان
12222 - - 04,15 01,10 00,02 00,82 00,00 01,24 BNA
22222 6,81 6,81 6,80 6,42 6,15 25,22 06,41 05,22 بنك
البركة
الجزائري
22221 06,05 01,00 02,00 2,10 5,61 4,52 02,80 بنك خليج 5,82
الجزائر
22222 8,05 5,02 0,05 0,12 0,08 0,55 5,02 1,48 ترست
بنك
الجزائر
12222 02,55 00,48 00,56 02,52 00,84 01,55 12,25 08,45 سوسيتي
جنرال
المصدر :التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة 0204-0222
حيث يتضح من الجدول السابق تحقيق البنك الوطني الجزائري ألعلى معامل رفع مالي ب06,11
مرة وهو ما يعني اعتماده الكبير على الديون لتمويل أصوله ،ثم سوسيتي جنرال الجزائر ب 05مرة ،ثم
بنك البركة الجزائري ب 5مرات وكذلك بنك خليج الجزائر ،واخي ار ترست بنك.
0204-0222 الشكل البياني رقم ( :)12-2متوسط الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة
18
16
14
الرفع المالي (مرة)
12
10
8
6 المتوسط
4
2
0
BNA بنك البركة بنك خليج سوسيتي جنرال ترست بنك
الجزائري الجزائر الجزائر
عينة البنوك العاملة في الجزائر
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول ( )05-4وبرنامج EXCEL
316
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2نتائج الدراسة
من خالل التقييم المختصر باستخدام المؤشرات المالية للبنوك عينة الدراسة تم التوصل للنتائج
التالية:
-الربحية :حيث يتم قياسها من خالل مؤشرات العائد على حقوق الملكية ،العائد على األصول
ومنفعة األصول ولقد حقق بنك سوسيتي جنرال أكبر معدل للعائد على حقوق الملكية مقارنة
بمجموعة البنوك عينة الدراسة ،حيث يبرز وبوضوح مدى نجاح بنك سوسيتي جنرال-الجزائر
وكفاءته في في تعظيم ثروة حملة األسهم وذلك من خالل تعزيز هذه النسبة بشكل مستمر
وباألخص ما يتعلق بصافي الدخل.
أما بالنسبة للعائد على األصول فلقد حقق ترست بنك الجزائر أعلى نسبة ،وهو ما يدل على كفاءته
في اس تخدام أصوله وتحويلها إلى أرباح ،كذلك حقق ترست بنك الجزائر أعلى معدل لمنفعة األصول
الناتج عن الكفاءة في استخدام األصول.
-التكاليف :ويتم قياس الكفاءة في التحكم فيها من خالل هامش الربح ،حيث حقق بنك البركة
الجزائري أعلى هامش للربح من مجموع البنوك عينة الدراسة ،ويعود ذلك إلقبال الجمهور على
الخدمات االسالمية التي يقدمها بنك البركة باعتباره أول بنك يعمل وفق الشريعة االسالمية في
الجزائر.
-المخاطرة :ويتم قياسها من خالل مؤشر الرفع المالي حيث حقق البنك الوطني الجزائري أكبر
معدل من بين مجموعة البنوك عينة الدراسة ،وهو ما يعني اعتماد هذا البنك على الديون في
تمويل أصوله وبالتالي ارتفاع المخاطر المالية للبنك.
لقد استخدمت العديد من المؤشرات لتقييم السالمة المالية للبنوك ،منها تحديد القيمة المعرضة
للمخاطر ،VARاختبار الضغط Stress Testونموذج Z-SCOREويعتبر هذا األخير من أفضل
النماذج لقياس االستقرار المالي للبنوك ،ألنه يعرف ما إذا كان البنك سيواجه حالة إعسار مالي ،بينما
المؤشرات األخرى تقيس أساسا مدى مواجهة البنك لمشكلة السيولة ،وهو من المقاييس الحديثة التي
تستخدم لقياس درجة االستقرار المالي للبنوك ،وتحديد السالمة والصحة المالية لها ،حيث يعكس هذا
المؤشر عدد وحدات اإلنحراف المعياري التي بموجبها ستنخفض الربحية ،وذلك قبل أن يتم استنفاذ
رأس المال المصرفي.
317
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
ولقد أثبتت الدراسات التي قامت بقياس مدى فعالية المعيار أن دقة تنبؤاته تتراوح ما بين %72
و %82وهي نسبة جيدة في مثل هذه النماذج ،حيث أصبح المعيار اعتبا ار منذ عام 1985معتمدا من
قبل المدققين ،وادارات المحاسبة ،وأنظمة قواعد البيانات لتقييم حالة القروض البنكية.
وأحد الخصائص األساسية لهذا المعيار أنه موضوعي إلى حد كبير لقياس السالمة المالية
لمجموعة من المؤسسات المالية المختلفة ،وموضوعيته مستمدة من كونه يركز بشكل رئيسي على
1
خطر إعسار) (insolvencyأو إفالس ) (Bankruptcyالبنك.
ويزداد مؤشر Z-Scoreمع ازدياد مستويات الربحية ورأس المال ،في حين أنه ينخفض حين يكون
هناك عدم استقرار في العوائد ،ويظهر ذلك من خالل ارتفاع قيمة االنحراف المعياري للعائد على
األصول ،وكلما كانت zكبيرة دل ذلك على السالمة المالية للبنك وعدم تعثره.
2
ويتم احتساب Z-Scoreمن خالل العالقة التالية:
حيث يمثل:
) :σ(ROAاالنحراف المعياري للعائد على األصول ،حيث يجب أن يحسب لخمس سنوات على األقل
من خالل العالقة التالية:
1
.زواوي الحبيب ،طهرات عمار ،أثر األزمة المالية على المؤشرات البنكية :دراسة مقارنة بين النموذجين اإلسالمي والتقليدي ،الملتقى
الدولي األول حول :االقتصاد اإلسالمي ،الواقع ..و رهانات المستقبل ،المركز الجامعي غرداية ،يومي 04-01فيفري .0200
2
. Linh Nguyen, Michael Skully, Shrimal Perera, Government Ownership, Economic Development,
Regulation Quality and Bank Stability-International evidence, Department of Accounting and Finance,
Monash University, 900 Dandenong, Vic 3145, Australia, October 2012, P11.
http://www.business.uwa.edu.au/__data/assets/pdf_file/0005/2198372/Nguyen-Linh-Monash.pdf
)(17/01/2016
318
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
:nعدد السنوات.
.1حساب مؤشر الستقرار المالي z-scoreللبنك الوطني الجزائري BNAخالل الفترة -2222
2212
الجدول رقم ( :)22-2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreللبنك الوطني الجزائري BNAللفترة -0222
2012
2
)(ROAi-ROA )(ROAi-ROA E/A ROA السنة/البيان
0,0000046225 0,00215 2,214 0,0074 2007
0,0000172225 0,00415 2,218 0,0094 2008
0,0001311025 0,01145 0,078 0,0167 2009
0,0003115225 0,01765 2,01 0,0229 2010
0,0002608225 0,01615 2.225 0,0214 2011
0,0000235225 0,00485 2,265 0,0101 2012
- Ave E/A = ROA=0,00525 النتائج
= 0,000748815 0,0701
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية للبنك الوطني الجزائري BNAللفترة 0200-0222
وبرنامج .Excel
وعليه يمكن القول أنه ومن خالل نسبة ،z-score BNAفإن على البنك الوطني الجزائري أن يخفض
أرباحه بأكثر من 6مرات عن انحرافاتها المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته ،وبالتالي يصبح غير
قادر على الوفاء بالتزاماته.
319
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلترست بنك الجزائر خالل الفترة 2212-2222
الجدول رقم ( :)21-2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreللترست بنك الجزائر للفترة 0204-0222
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لترست بنك الجزائر للفترة .0204-0222
= 0,013
𝟑𝟓 𝟓
z-score trust = = 39,13
𝟓
15,01 = z-scoreوهو ما يعني أن على ترست بنك الجزائر أن يخفض أرباحه trust وعليه فإن
بأكثر من 15مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته ،وبالتالي يصبح غير قادر على
الوفاء بإلتزاماته.
301
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك البركة الجزائر خالل الفترة 2212-2222
الجدول رقم ( :)22-2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك البركة الجزائر للفترة 0204-0222
= 0,003943
38,59 = z-scoreوهو ما يعني أن بنك البركة الجزائر عليه أن يخفض أرباحه ALBARAKA وعليه فإن
بأكثر من 18مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته ،وبالتالي يصبح غير قادر على
الوفاء بإلتزاماته.
300
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2حساب مؤشر االستقرار المالي z-scoreلبنك الخليج العربي خالل الفترة 2212-2222
الجدول رقم ( :)22-2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك الخليج العربي الجزائر للفترة -0222
0204
= 0,00644412
وعليه فإن 31,69 = z-scoreAGBوهو ما يعني أن بنك خليج الجزائر عليه أن يخفض أرباحه بأكثر
من 31مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته ،وبالتالي يصبح غير قادر على الوفاء
بإلتزاماته.
302
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
.2حساب مؤشر االستقرار المالي z-scoreلبنك سوسيتي جنرال خالل الفترة 2212-2222
الجدول رقم ( :)22-2حساب مؤشر االستقرار المالي Z-Scoreلبنك سوسيتي جنرال الجزائر للفترة -0222
0204
2
)(ROAi-ROA )(ROAi-ROA E/A ROA السنة/البيان
2,222245 2,222- 0,053 2,202 2007
2,222206 2,224- 0,052 2,201 2008
2,222220 2.220 0,105 2,208 2009
2,222206 2.224 0,108 2,200 2010
2,222280 2.225 0,117 2,206 2011
2,222264 2,228 0.111 2,205 2012
2,222220 2,220 0,105 2,208 2212
2,222206 2,224 0,112 2,200 2212
- Av E/A= 0,095 ROA= 2.212 النتائج
=22222212
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لبنك سوسيتي جنرال الجزائر 0204-0222وبرنامج
.Excel
= 0,00155
𝟑
= z-score = 72,25
𝟑𝟑
72,25= z-scoreوهو ما يعني أن بنك سوسيتي جنرال الجزائر عليه أن SOCIETE GENERALE وعليه فإن
يخفض أرباحه بأكثر من 20مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته ،وبالتالي يصبح
غير قادر على الوفاء بإلتزاماته.
303
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
ترست بنك المتوسط بنك بنك الخليج – بنك البركة البنك الوطني البيان /البنك
الجزائر سوسيتي الجزائر AGB الجزائري الجزائري
جنرال BNA
الجزائر
12,62 39,13 20,05 10,65 38,59 6,17 Z-Score
المصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على المعطيات السابقة
من خالل الجدول السابق والمقارنة بين Z-Scoreللبنوك محل الدراسة يتضح ضعف البنك الوطني
الجزائري باقترابه من حدود التعثر واإلفالس ،بينما البنوك األربعة األخرى تتمتع بإستقرار مالي على
المستوى الكلي بإبتعادها عن إمكانية حدوث تعثر أو إفالس ،وهو ما يعكس قدرتها على إدارة
المخاطر المصرفية ،وبالتالي التقليل من حجم الخسائر ،ويمكن القول أن:
-البنوك الخاصة برؤوس أموال أجنبية تعتبر أكثر إستق ار ار من البنوك األخرى؛
-البنوك العمومية أقل إستق ار ار من ضمن مجموعة البنوك العاملة في الجزائر؛
-ارتفاع الخطر البنكي عند البنوك العمومية بسبب محدودية معايير إدارة المخاطر ،على عكس
البنوك التجارية األخرى ،إضافة إلى إشكالية التقييم بسبب مخاطر عدم السداد ،وهو ما يبرز
ضعف وهشاشة البنوك العمومية التي تواجه حجم خسائر كبيرة ناتجة عن القروض المتعثرة،
وبالتالي ضعف الحوكمة المصرفية؛
-تدخل الدولة بإحتواء الوضع من خالل تقديم المساعدات لها نظ ار لطابعها اإلستراتيجي في
تمويل التنمية االقتصادية في الجزائر.
وهو ما يؤكد على أهمية انفتاح النشاط البنكي في إطار تنظيمي ومؤسسي تدريجي ،من أجل
استقطاب رؤوس أموال إضافية والحصول على الخبرة لتطوير النظام المصرفي في مجال التمويل
الدولي وطرق الدفع اإللكتروني.
304
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
خالصة الفصل
تضمن هذا الفصل دراسة مالية تحليلية كلية وجزئية بإستخدام المؤشرات المالية:
-دراسة كلية :من خالل تحليل مؤشرات األداء للقطاع المصرفي الجزائري بهدف دراسة تأثير
اإلصالحات للفترة 0200-0225وهي الفترة التي تلت حدوث األزمة المالية العالمية بإستخدام
مؤشرات الربحية ،مؤشرات السيولة وجودة األصول؛
-دراسة جزئية :من خالل قياس إستقرار مجموعة من البنوك التجارية العاملة في الجزائر
المتمثلة في البنك الوطني الجزائري ،بنك البركة الجزائري ،بنك الخليج الجزائر ،ترست بنك
الجزائر وبنك سوسيتي جنرال للفترة 0204-0222بإستخدام مؤشر .z-score
باإلضافة إلى إعطاء لمحة عن واقع الحوكمة في الجهاز المصرفي من الناحية القانونية
والتشريعية ،وهو ما سمح بإعطاء صورة واضحة والمقارنة بين الجانب التشريعي واإلطار القانوني
وبين الواقع التطبيقي والعملي لمدى إستفادة القطاع الجزائري من آليات الحوكمة للتحكم في
المخاطر وتجنب الوقوع في أزمات ،ولقد تم التوصل للنقاط األساسية التالية:
-اإلصالحات المصرفية التي شهدتها المنظومة البنكية الجزائرية لم تسمح بتعميق المنافسة في
السوق المصرفية الجزائرية وتحسين األداء باالهتمام بتمويل المشروعات األكثر ربحية وزيادة
كفاءة أداء الخدمات المصرفية حيث بقي نشاط البنوك محصو ار في دعم الصفقات العمومية
والقيام بالعمليات الخارجية ،كما أن سيطرة البنوك العمومية ال تزال مستمرة؛
-إن هيمنة البنوك العمومية على السوق المصرفية الجزائرية ال يعود إلى كفاءتها بقدر ما يعود
إلى طبيعة ملكيتها واحتكارها للنشاط المصرفي؛
-إن عدم تأثير األزمة المالية العالمية 0222على القطاع المصرفي الجزائري ،ال يرجع في
األصل إلى متانة القطاع المصرفي الجزائري وصالبته ،وانما لعدم إندماج وتكامل القطاع مع
النظام المالي العالمي وعدم وجود قنوات تسريب لألزمات لعدم إمتالك الجزائر لسوق مالي
متطور ،ولكن يمكن أن تؤثر هاته األزمة بصفة غير مباشرة مثل ما حدث خالل أزمة 0586
حيث يمكن أن تتأثر السيولة نتيجة إنخفاض أسعار البترول ،وهو ما ينعكس على القدرة
التمويلية للبنوك؛
-رغم سعي السلطات النقدية لإلهتمام بمفهوم الحوكمة المصرفية من خالل مختلف التشريعات
التي تم التطرق لها ،والتي تواكب في جانب كبير منها ما جاءت به اتفاقيات بازل الثالث،
غير أن ذلك يبقى غير كافي وعلى السلطات أن تقوم بتهيئة البيئة واإلطار الالزم الذي يمكن
من اإللتزام بآليات الحوكمة بصفة فاعلة؛
305
الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية
-حقق بنك سوسيتي جنرال ممثل مجموعة البنوك الخاصة األجنبية في الجزائر أكبر قيمة لـz-
scoreوهو ما يعني أنه يحقق مستويات ربحية مرتفعة ولديه رأس مال كاف والذي يعتبر
كخط دفاع أول لمواجهة أي خسائر ،ويتمتع بالقدرة على إدارة المخاطر وبنظام حوكمة جيد،
بينما حققت البنوك الثالث بنك البركة ،بنك خليج الجزائر وترست بنك قيما متقاربة لمؤشر z-
scoreوهي قيم ايجابية تجعلها بعيدة عن الوقوع في تعثر مصرفي يمكن أن يؤدي بها إلى
اإلفالس وفي نفس الوقت تحقق معدالت ربحية جيدة ،بينما حقق البنك الوطني الجزائري أقل
قيمة لمؤشر z-scoreوهو ما يفسر حجم القروض المتعثرة التي يعاني منها هذا البنك نتيجة
سوء إدارة المخاطر وعدم وجود نظام رقابي داخلي فعال قادر على مواجهة المخاطر ،وضعف
الحوكمة في هذا البنك وهو ما يجعله قريب من مواجهة صعوبات مالية ،ما يستدعي ضرورة
إقامة نظام فعال للمراقبة واإلشراف في إطار آليات الحوكمة.
306
اخلامتة
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند اختيار موضوع آليات الحوكمة إلدارة المخاطر وتعزيز االستقرار المالي كان الهدف األساسي
يتمحور حول إبراز دور هذه اآلليات في تعزيز االستقرار المالي من خالل وظيفة إدارة المخاطر في
ظل التطورات التي تشهدها المنظومة المصرفية العالمية والتحديات التي تواجهها نتيجة التغيرات التي
أصبحت تميز البيئة المصرفية العالمية ،حيث شهدت هذه األخيرة تغيرات جذرية والتي كان لها األثر
البارز على األوضاع االقتصادية لمختلف دول العالم.
ولقد اهتمت الدراسة بموضوع االستقرار المالي الذي يحتل صدارة اهتمام التظاهرات المالية
العالمية ،خاصة بعد ارتفاع وتيرة وحدة األزمات المالية خالل العقود الثالث الماضية ،فقد أصبح
الحفاظ على االستقرار المالي على مدى العقد الماضي هدفا مت ازيد األهمية في سياق صنع السياسات
االقتصادية ،وهنالك عالقة مترابطة بين االستقرار المالي واالستقرار االقتصادي ،حيث أن انضباط
إحداهما يوفر فرصة لآلخر مشمولة بسياسات نقدية ومالية جيدة ،مع تخصيص شفاف للموارد المالية.
حيث تصاعدت المخاطر التي تواجه العمل المصرفي في البيئة المعاصرة بصورة مضطردة بسبب
التطورات والتحوالت الحاصلة ،والتي أصبحت سمة من طبيعة العمل المصرفي ،غير أن تأثيرها
أصبح كبيرا ،وهو ما يتطلب إصالحات هيكلية باألنظمة الرقابية للمصارف وادارة المخاطر من خالل
مفاهيم حوكمة البنوك.
وتعتبر الحوكمة من أهم المواضيع وأكثرها معالجة في مختلف المجاالت والتخصصات ،وخاصة
الحوكمة المصرفية باعتبار القطاع المصرفي الممول الرئيسي للتنمية ،كما أن استقراره يؤثر على
االستقرار المالي ككل ،حيث تعد حوكمة القطاع المصرفي الجزئري مطلبا هاما في الوضع الحالي،
بعد المرور بعدة إصالحات واالنتقال إلى اقتصاد السوق ،والتحديات واألزمات التي يواجهها االقتصاد
ككل.
ولقد تم من خالل هذه الدراسة قياس االستقرار المالي للمؤسسات المصرفية العاملة في الجزائر ،من
خالل عينة من البنوك خالل الفترة ( ،)0202-0222وتم تناول الدراسة في أربعة فصول ،وباستخدام
المنهج واألدوات المشار إليها في المقدمة ،وعليه تناولت الخاتمة نتائج البحث واختبار الفرضيات،
التوصيات المقترحة وآفاق البحث.
309
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختبار الفرضيات :ارتبطت اإلجابة على السؤال الرئيسي باختبار مدى صحة أو نفي الفرضيات
المعطاة في مقدمة الدراسة ،وبعد الدراسة النظرية والتطبيقية كانت نتائج اختبارها كما يلي:
-الفرضية األولى :الحوكمة وسيلة رئيسية إلدارة المخاطر وتوجد عالقة ارتباط وثيقة بها.
تعتبر هذه الفرضية صحيحة ،حيث ال يمكن إلدارة المخاطر القيام بواجباتها إال من خالل وجود
توطيد وتدعيم وتكامل بين أسس وآليات الحوكمة المؤسسية ،وذلك من خالل القيام بطمأنة المساهمين
واألطراف ذات العالقة بأن المخاطر المرتبطة باالستثمارات يتم السيطرة عليها ومتابعتها قبل حدوثها
وأن اإلدارة تقوم بالتصدي لها بشكل مهني ومنظم.
حيث لم تعد وظيفة إدارة المخاطر مجرد نشاط مخصص لمجال معين بل تمثل أحد األركان
الجوهرية لعمليات البنك اليومية نظ ار للتداخل الكبير بين المتطلبات الخارجية والداخلية إلدارة
المخاطر ،ونظ ار لعدم مواكبة المنهجية القديمة إلدارة المخاطر لهذه المتطلبات التي تعتمد على عزل
مختلف الوظائف والعمليات واألساليب والبنى التحتية ،وقد تشكل في بعض األحيان عبئا تشغيليا
وماليا متزايدا مما يحد من قدرة المصارف على مواكبة النمو األساسي لألعمال ومبادرات التغيير.
فإن مواجهة هذه التحديات يكون باختيار البنوك التقنية الخاصة بالحوكمة وادارة المخاطر واالمتثال
التي توفر الفوائد التالية :وضع رؤية أفضل للمخاطر التي تهدد المؤسسات وكيفية الحد منها ،تخفيض
كلفة إدارة المخاطر من خالل التقليل من العمليات وأدوات الرقابة التي تتم بشكل يدوي وزيادة
مستويات الكفاءة من خالل توحيد المعايير وتبسيط اإلجراءات ومركزية العمليات.
-الفرضية الثانية :المصارف المركزية ومن خالل دورها في إطار الحوكمة ،تهتم بإرساء مفهوم
االستقرار المالي من خالل التعامل مع األزمات المالية وقت حدوثها.
الفرضية صحيحة ،حيث تعمل المصارف المركزية على تأهيل المصارف لالستعداد للصدمات
المتوقعة ،ومنع انتقالها إلى مكونات البيئة المالية األخرى وباقي القطاعات االقتصادية بالدولة ،لذلك
هناك مبادئ أساسية متفق عليها تتمثل في الشفافية ،والحوكمة المؤسسية ،وربط مؤشرات االقتصاد
الكلي مع السالمة المصرفية لتحقيق انضباط األداء ،والمقدرة على التسويات المالية الداخلية
والخارجية ،كما أن نجاح الحوكمة المصرفية ال يرتبط فقط بوضع القواعد الرقابية ،ولكن أيضا بأهمية
تطبيقها بشكل سليم ،وهذا يعتمد على البنك المركزي ورقابته من جهة ،وعلى البنك المعني وادارته من
الجهة األخرى.
321
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما يقع على عاتق المصارف المركزية مسؤولية تحقيق االستقرار المالي والحد من المخاطر
النظامية ،وسرعة اتخاذ االجراءات الالزمة للتعامل مع المصارف التي تعاني من مشاكل هيكلية
وأزمات فى السيولة والعمل على عالجها.
-الفرضية الثالثة :تعتمد البنوك العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر
بااللتزام بقواعد لجنة بازل للرقابة المصرفية ،حيث تقوم هيئات الرقابة المصرفية بالدور
المطلوب منها في مراقبة المخاطر وتحديدها.
وهي فرضية غير صحيحة ،حيث اتضح من خالل الدراسة التطبيقية عدم كفاية أدوات قياس
المخاطر خاصة في البنوك العمومية ،حيث يظهر ذلك جليا من خالل حجم القروض المتعثرة التي
تشهدها البنوك العمومية ،وهو ما يعني سوء إدارة المخاطر وعدم وجود نظام رقابي داخلي فعال قادر
على مواجهة المخاطر ،وضعف الحوكمة خاصة في البنوك العمومية وهو ما يجعلها قريبة من
مواجهة صعوبات مالية ،ما يستدعي ضرورة إقامة نظام فعال للمراقبة واإلشراف في إطار الحوكمة.
-الفرضية الرابعة :يساعد االلتزام بمبادئ لجنة بازل للرقابة المصرفية على تدعيم ممارسات
الحوكمة المؤسسية في البنوك ،والرفع من كفاءتها في إدارة المخاطر في البنوك التجارية
العاملة في الجزائر.
الفرضية صحيحة ،حيث تدرك لجنة بازل أن تحقيق الرقابة المصرفية بشكل فعال لن يتم إال فى
وجود تطبيق سليم للحوكمة داخل الجهاز المصرفي ،وفقا للجنة بازل فهناك أربعة أشكال هامة من
الرقابة يجب أن يتضمنها الهيكل التنظيمى ألي مصرف وذلك لضمان التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة
وهي :الرقابة من خالل مجلس اإلدارة أو المجلس اإلشرافي ،الرقابة من خالل أشخاص ليس لهم صلة
بالعمل اليومي في مجاالت العمل المختلفة ،رقابة مباشرة على مجاالت العمل المختلفة بالمصرف
ووظائف مستقلة إلدارة المخاطر والمراجعة .من هنا تتضح أهمية استخدام مفهوم حوكمة المؤسسية في
ضوء بيئة مصرفية دولية تحكمها مقر ارت لجنة بازل من أجل بناء نظام مصرفي مستقر يزيد من الثقة
فيما يستخدم من بيانات ،وبالتالي ما يستخرج من معلومات ،ومن ثم أثر ذلك على مستوى رأس المال
المطلوب استيفاءه في القطاع المصرفي الجزائري.
النتائج:
-حدث تغيير كبير في البيئة المصرفية وذلك نظ ار للتحوالت والتطورات المتالحقة والتـي شـهدتها
السـاحة الماليــة والمصـرفية نتيجــة العولمــة الماليــة ،حيــث تطــور نشــاط البنــوك وتوســعت مســاحة
320
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودائرة و نطاق أعمالهـا المصـرفية سـواء علـى المسـتوى الـداخلي أو الـدولي والـذي انعكـس علـى
زيادة المخاطر المصرفية؛
-من أهم المبادئ التي تقوم عليها قواعد الحوكمة حماية حقوق المساهمين والمعاملة المتساوية
لجميع المساهمين وحماية حقوق أصحاب المصالح أو المتعاملين مع المصارف فضال عن
اإلفصاح والشفافية بدقة وفي الوقت المناسب للوصول إلى المعلومات التي تهم جميع
المستثمرين؛
-أن تطبيق الحوكمة المصرفية يساعد على مواجهة أشد االزمات بأقل الخسائر الممكنة
خصوصا في ظل ما يمر به االقتصاد حاليا من أزمات حيث ستضاعف من قدرة مجلس
اإلدارة على الرقابة الداخلية فضال عن تعزيز الروابط بين إدارة المخاطر وادارة المصرف؛
-أن تطبيــق مبــادئ الحوكمــة ســيزيد مــن قــدرة المصــارف علــى مــنح التمــويالت حيــث أن الجهــات
المقترضـة ســتتعامل مـع المصــرف بشـكل أكثــر شـفافية ومــن ثـم ســتنخفض درجـة المخــاطر عنــد
تعاملهـا معهـا ،إضـافة إلـى أن المصــرف سـيكون أكثـر دقـة فــي د ارسـة حـاالت المقترضـين ومــن
ثم يحد ذلك من التعثر الذي يؤثر بالتبعية على أرباحه؛
-يتطلب تنفيذ أعمال الحوكمة توافر التنظيم اإلداري والمهني المتكامل الذي يشتمل على وجود
مجلس إدارة فاعل للحفاظ على حقوق المساهمين ولجنة مراجعة وادارة مراجعة داخلية ولجنة
إدارة المخاطر مع وظيفة مراقبة االمتثال داخل المصرف؛
-استمرار أي مصرف يعتمد بالدرجة األولى على التنبؤ بوضعه المالي ومدى قدرته على تحقيق
العوائد واالحتفاظ بالسيولة المالئمة لمواجهة أحداث المستقبل الذي يتسم بعدم التأكد؛
-التنبؤ المبكر باالزمات المالية باستخدام المؤشرات المالية يقدم أداة دائمة ومستمرة لتوجيه
متخذي القرار باحتمال تعرض االقتصاد المحلي ألزمة مالية أو أزمة عمالت بما يساعدهم في
اتخاذ سياسات واجراءات وقائية تمنع حدوثها؛
-أصبحت الرقابة االحت ارزية الكلية تلقى اهتماما كبي ار كونها تساعد على الحد أو التخفيف من
تعرض النظام المصرفي إلى أي صعوبات ،والحد من التكاليف الكبيرة التي قد يتكبدها
االقتصاد إلنقاذ المصارف؛
-يعتبــر قــاون النقــد 02-52منعطفــا هامــا فــي تــاريخ االصــالحات المص ـرفية والنقديــة الجزائريــة،
حيـث اسـتطاع وضـع إطـار واضـح لتسـيير البنـوك الجزائريـة ضـمن مرحلـة التحـول إلـى اقتصــاد
السوق ،والذي تلته العديد من اإلصالحات المتمثلـة فـي األمـر ،00-21واألمـر ،24-02ولكـن
وعلــى الــرغم مــن اإلطــار القــانوني الــذي أقرتــه ب ـرامج اإلصــالحات المص ـرفية فــي الج ازئــر التــي
تس ــتند إل ــى القواع ــد التجاري ــة والمردودي ــة ،غي ــر أن ت ــدخل الدول ــة ف ــي توزي ــع الق ــروض خاص ــة
322
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالنسبة للبنوك العمومية من خالل منح تمويل لمؤسسات اقتصادية عاجزة وأخرى ذات مخاطر
إئتمانية مرتفعة ،أدى إلى تـراكم القـروض المتعثـرة لـديها ويفقـدها القـدرة علـى المسـاهمة ،وكـذلك
التأثير على ربحيتها واستقرارها مستقبال؛
-بالرغم من توفر اإلطار التشريعي والتوجيهي المالئم ووجود بعض الدالالت والمؤشرات األولية
التي توحي ببداية الوعي بأهمية تطبيق مبادئ الحوكمـة المؤسسـية فـي البنـوك الجزائريـة إال أن
اإللتزام بهذه المبادئ لم يرق إلى المستوى المطلـوب وبـاألخص فـي ظـل غيـاب دليـل للحوكمـة
المؤسسية لدى هذه المصارف.
التوصيات:
بناءا على النتائج السابقة تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات تتمثل في:
ضرورة عدم اكتفاء السلطات النقدية في الجزائر بإصدار القوانين الخاصة بالحوكمة -
المؤسسية وانما إيجاد البيئة السياسية واالقتصادية المناسبة لتطبيقها ،واعداد األطر القانونية
والرقابية الالزمة لتطبيقها خاصة فيما يتعلق بإرشادات بنك الجزائر؛
-ضرورة قيام الجهات المنظمة للعمل المصرفي الجزائري بإعداد وتطوير دليل مبادئ ومعايير
الحوكمة المصرفية وآليات تطبيقها بصورة سليمة ،مع االستفادة من الخبرات اإلقليمية والدولية
في هذا المجال ،ومشاركة المهنيين واألكادميين في وضع وتطوير هذا الدليل بما يتناسب
والبيئة الجزائرية ،وهو ما يساهم في تعزيز كفاءة الجهاز المصرفي وضمان مصالح الزبائن
لتحقيق أكبر قدر ممكن من شافية البيانات المالية ،والذي من شأنه تعزيز الثقة في الجهاز
المصرفي ووحداته؛
-يجب توفير معيار ألفضل الممارسات الدولية في هذا مجال الحوكمة بما يتماشى مع قدرات
كل بنك على استيعاب المخاطر ،مع إخطار البنك المركزي في حالة تعذر تحقيق ذلك مفس ار
بالمبررات؛
-ضرورة تطبيق مؤشر اإلنذار المبكر باألزمات المصرفية النظامية وفقا لبازل 1كأحد أدوات
التنبؤ باألزمات المصرفية والذى يترتب على نتائجه تحديد نسبة تكوين احتياطي رأس المال
لمواجهة التقلبات االقتصادية ،الذي يستهدف تجنب األزمات وتخفيض شدة األثر فى حالة
حدوثها ،ويمثل ذلك أهمية كبيرة لصانعي القرار بشأن التنبؤ فى المجاالت االقتصادية
والمالية؛
-ضرورة تقديم دورات تدريبية لتأهيل موظفي حيث أن نقص الخبرات هو أكبر المشكالت التي
ستواجه البنوك حال تطبيق الحوكمة نتيجة عدم توافر الخبرات القادرة على إحالل نظام جديد
خصوصاً في البنوك المحلية.
323
الخاتمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آفاق الدراسة :من خالل البحث في موضوع دراستا ،تم إيجاد بعض الجوانب التي لم نتطرق لها في
هذا البحث التي يمكن أن تتم دراستها والبحث فيها أكثر تتمثل في:
324
املراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
أوال :الكتب
إبراهيم أبو النجا ،التأمين في القانون الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية. 1992، .0
اتحاد الشركات االستثمارية ،حوكمة الشركات ،مكتبة اآلفاق ،الكويت ،سبتمبر .0200 .0
أحمد السيد ابراهيم ،حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.0202 ، .1
أحمد علي الخضري ،االفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات ،دار الفكر الجامعي ،مصر.0200 ، .4
أسعد حميد العلي ،إدارة المصارف التجارية –مدخل إدارة المخاطر ،-الذاكرة للنشر والتوزيع ،عمان.0201 ، .5
أمين السيد أحمد لطفي ،المراجعة الدولية وعولمة أسواق أرس المال ،الدار الجامعية ،مصر.0225 ، .6
البنك المركزي المصري ،مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ،2ورقة .2
للمناقشة ،قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل. 2
دانيال أدنولد ،تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم ،ترجمة :األمير شمس الدين ،المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع ،بيروت، .8
.0550
هيثم يوسف عويضة ،األزمة المالية العالمية وانعكاساتها اإلقليمية ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان.0204 ، .5
.02حاكم محسن الربيعي ،حمد عبد الحسن راضي ،حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة ،األردن.0200 ،
.00طارق اهلل خان ،حبيب أحمد ،ترجمة عثمان بابكر أحمد ،ادارة المخاطر تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية ،البنك االسالمي
للتنمية ،جدة.0221 ،
.00طارق طه ،إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية ،دار الكتاب ،االسكندرية.0222 ،
.01طارق عبد العال حماد ،إدارة المخاطر (أفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك) ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،مصر.0224 ،
.04طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات " المفاهيم -المبادئ -التجارب -تطبيقات الحوكمة في المصارف" ،الدار الجامعية ،مصر،
.0225
.05طارق عبد العال حماد ،حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.0225 ،
.06الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.0220 ،
.02طاهر محسن منصور الغالي ،وائل محمد صبحي إدريس ،اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل ،دار وائل للنشر والتوزيع األردن،
.0222
.08لوسيان بيبتشك ،جيسي فريد ،أجر دون أداء :الوعود الخاوية بشأن تعويضات المديرين ،ترجمة :هاني الصالح ،مكتبة العبيكان
للنشر.0200 ،
.05مائيير كوهين ،النظم المالية والتمويلية ،ترجمة :عبد الحكم الخزامى ،دار الفجر ،الطبعة األولى ،مصر.0222 ،
.02محسن أحمد الخضيري ،إدارة األزمات ،مكتبة مدبولي ،مصر.0220 ،
.00محسن أحمد الخضيري ،االندماج المصرفي ،الدار الجامعية ،مصر.0222 ،
.00محسن أحمد الخضيري ،حوكمة الشركات ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،مصر.0220 ،
.01محمد أحمد عبد النبي ،الرقابة المصرفية ،دار زمزم ،االردن.0202 ،
.04محمد صفوت قابل ،الدول النامية والعولمة ،الدار الجامعية ،القاهرة.0224 ،
.05محمد عبد الوهاب العزاوي ،عبد السالم محمد خميس ،األزمات المالية " قديمها وحديثها ،أسبابها ونتائجها والدروس المستفادة" ،إثراء
للنشر والتوزيع ،األردن.0202 ،
.06محمد عبد ربه ،قياس تكلفة مخاطر االئتمان المصرفي في البنوك التجارية ،الدار الجامعية ،مصر.0222 ،
.02محمد محمود المكاوي ،األزمات االقتصادية العالمية –المفهوم-النظريات التي تفسر األزمات دراسة شخصية ألسباب األزمات ،دار
الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،مصر.0200 ،
.08محمد مصطفى سليمان ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ( دراسة مقارنة ) ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.0226 ،
326
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.05مصطفى كمال السيد طايل ،الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.0204 ،
.12مصطفى محمد أبو بكر ،التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة " مدخل تطبيقي" ،الدار الجامعية للنشر ،االسكندرية.0225 ،
.10منير ابراهيم هندي ،ادارة البنوك التجارية "مدخل اتخاذ القرار" ،االسكندرية ،الطبعة الثالثة.0556 ،
.10منير هندي ،الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات ،دار المعارف ،االسكندرية.0225 ،
.11ناصر دادي عدون ،مراقبة التسيير في المؤسسة االقتصادية ،دار المحمدية العامة ،الجزائر.0224 ،
.14سمير الخطيب ،قياس وادارة المخاطر بالبنوك ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر.0225 ،
.15السيد البدوي عبد الحافظ ،إدارة األسواق المالية –نظرة معاصرة ،-دار الفكر العربي ،القاهرة.0555 ،
.16السيد عليوه ،إدارة األزمات والكوارث واإلرهاب الدولي ،مركز الق اررات لالستشارات ،القاهرة ،الطبعة الثالثة.0224 ،
.12عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية ،مجموعة النيل ،القاهرة ،الطبعة الثانية.0220 ،
.18عبد الحميد محمد الشواربي ،محمد عبد الحميد الشواربي ،إدارة المخاطر االئتمانية من وجهة النظر المصرفية والقانونية ،منشأة
المعارف ،اإلسكندرية ،مصر.0220 ،
.15عبد الغفار حنفي ،سمية قرياقص ،أساليب اإلدارة وبيئة األعمال ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكنرية ،مصر.0222 ،
.42عبد المطلب عبد الحميد ،العولمة واقتصاديات البنوك ،الدار الجامعية ،مصر.0221 ،
.40عبد الناصر براني أبو شهد ،إدارة المخاطر في المصارف االسالمية ،دار النفائس للنشر والتوزيع،عمان.0201 ،
.40عبد الناصر براني أبو شهد ،إدارة المخاطر في المصارف االسالمية ،دار النفائس للنشر والتوزيع ،األردن.0200 ،
.41عبد الوهاب نصر علي ،شحاتة السيد شحاتة ،مراجعي الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة ،الدار
الجامعية ،مصر.0222 ،
.44عطا اهلل وارد خليل ،محمد عبد الفتاح العشماوي ،الحوكمة المؤسسية – مدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة،-
مكتبة الحرية للنشر والتوزيع ،القاهرة.0228 ،
.45عالء فرحان طالب ،إيمان شيحان المشهداني ،الحوكمة المؤسسية واألداء المالي اإلستراتيجي للمصارف ،دار صفاء للنشر والتوزيع،
عمان.0200 ،
.46فهمي مصطفى الشيخ ،التحليل المالي ،رام اهلل ،فلسطين.0228 ،
.42صادق راشد الشمري ،إدارة المصارف-الواقع والتطبيقات العملية ، -دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.0225 ،
.48صادق راشد الشمري ،استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية وأثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن.0201 ،
.45صالح الدين السيسي ،دراسات نظرية وتطبيقية :قضايا إقتصادية معاصرة ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة.0221 ،
.52صالح حسن ،تحليل وادارة المخاطر المصرفية االلكترونية ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة.0202 ،
.50روبرت ماتيس ،جون جاكسون ،ترجمة :رشا محمد األحمد ،تسيير الموارد البشرية ،الفصل .01
.50شقيري نوري موسى وآخرون ،إدارة المخاطر ،دار الميسرة للنشر ،األردن.0200 ،
.51خضير كاظم محمود الفريجات ،السلوك التنظيمي "المفاهيم معاصرة" ،أثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان.0225 ،
.54ضياء مجيد الموسوي ،عولمة الحوكمة المالية –التنظيم واإلشراف ومراقبة المؤسسات المالية في أعقاب األزمة العالمية ،-2222
دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر.0201 ،
.55غالم عبد اهلل ،العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن.0204 ،
.0أمير الفونس عريان حنا ،تصميم نظام لإلنذار المبكر لألزمات االقتصادية في مصر باإلسترشاد باألزمة اآلسيوية والروسية ،رسالة
دكتوراه (غ منشورة) ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة.0225 ،
.0هبة الباز ،األزمات المالية المعاصرة (األسباب ،العالج ،الدروس المستفادة) ،رسالة دكتوراه (غ منشورة) ،كلية التجارة ،جامعة عين
شمس ،مصر.0228 ،
327
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.1محمد السيد على محمد الحارونى ،دور البنك الـدولي وصندوق النقد الدولي فـى تحقيق االستقرار المالي فـى مصر "دراسة مقارنة"،
رسالة دكتوراه (غ منشورة) ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،مركز النظم العالمية لخدمات البحث العلمي،0228 ،
،/http://www.alnodom.comتاريخ االطالع.)0205/02/02( :
.4محمد إليفي ،أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية مع دراسة حالة الجزائر ،أطروحة دكتوراه (غ منشورة) ،جامعة
حسيبة بن بوعلي ،الشلف.0204-0201 ،
.5نعايم سعد زغلول ،تكنولوجيا المعلومات في إدارة األزمات ،رسالة ماجيستير (غ منشورة) ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،
.0555
.6عبده أحمد عبده عتش ،إطار مقترح لتفعيل دور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر في بية األعمال المصرية ،رسالة ماجيستير (غ
منشورة) ،جامعة طنطا ،كلية التجارة ،مصر.0200 ،
.2عفاف اسحق محمد أبوزر ،إستراتيجية مقترحة لتحسين فاعلية الحاكمية المؤسسية في القطاع المصرفي األردني ،رسالة دكتوراه (غ
منشورة) ،جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن.0226 ،
إبراهيم أبو العال ،األزمة المالية العالمية :أسبابها ،والحلول من منظور إسالمي ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،مركز النشر .0
العالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية.0225 ،
ابراهيم الكراسنة ،أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وادارة المخاطر ،صندوق النقد العربي ،معهد السياسات االقتصادية، .0
أبوظبي ،مارس .0226
أحمد بن عبد اهلل آل الشيخ ،المتطلبات القانونية واإلجرائية لحوكمة الشركات ،منتدى الحوكمة السعودي 10-12 ،يناير .0200 .1
أحمد طلفاح ،األزمات المالية وأزمات سعر الصرف وأثرها على التدفقات المالية ،المعهد العربي للتخطيط ،األردن ،أبريل .0225 .4
أحمد منير النجار ،عولمة األسواق المالية وأثارها على تنمية الدول النامية مع اإلشارة للسوق الكويتي ،المؤتمر العلمي الرابع .5
الريادة واإلبداع –استراتيجيات األعمال في مواجهة تحديات العولمة ،جامعة فيالدليفيا ،يومي 06-05مارس .0225
آدلهايد بورجي-شميلز ،بيانات من أجل االنقاذ –لماذا ستصبح المعلومات اإلحصائية المفتاح الرئيسي لتفادي األزمات في المستقبل، .6
مجلة التمويل والتنمية ،مارس .0225
أسار فخري عبد اللطيف ،العولمة المصرفية ،المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث قسم بحوث االئتمان ،البنك المركزي العراقي ،العراق، .2
.0224
أسامة بن فهد الحيزان ،تطوير أداء وظيفة التدقيق الداخلي لتفعيل متطلبات الحوكمة ،مجلة المحاسبة واإلدارة والتأمين ،كلية التجارة، .8
جامعة القاهرة ،العدد .0228 ،22
آمار باتاتشاريا ،شبكة مشوشة ،مجلة التمويل والتنمية ،مارس .0225 .5
.02أمـال عيـاري ،أبوبكر خوالد ،تطبيق مبادئ الحوكمة في المؤسسات المصرفية – دراسة حالة الجزائر– ،الملتقى الوطني حول :حوكمة
الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يومي 22-26 :ماي .0200
.00أمل يحيى شبارو ،الديون الداخلية للدول العربية األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ( ،) ESCWAورقة بحثية
مقدمة الجتماع الخبراء العداد الدول األعضاء في ال ESCWAلالجتماع الدولي حول التنمية 12-05 ،افريل ،0228الدوحة ،قطر.
.00انعام حسن زويلف ،دور التحليل االستراتيجي إلبعاد بيئة التحكم المؤسسي في استمرارية المنظمة وتجنب األزمات المالية ،مجلة كلية
بغداد للعلوم االقتصادية ،العراق.0225 ،
.01أينيا سكيفيرين ،األزمات المصرفية ،بحث منشور على الموقع اإللكتروني (شبكة الصحفيين الدوليين) يوم :0228/26/02
، https://ijnet.org/ar/blog/تاريخ االطالع.0205/24/05 :
.04بحري هشام ،محزم حسينة ،اآلثار المحتملة لتخفيض أسعار الفائدة على االقتصاد العالمي ،مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى
الوطني التاسع حول أداة سعر الفائدة وأثرها على األزمات االقتصادية ،جامعة 02أوت سكيكدة 02-25ماي .0200
.05بشار ذنون الشكرجي ،دور المصارف االسالمية في االستقرار المالي والتحديات التي تواجهها ،تنمية الرافدين ،العدد ،004المجلد
.0201 ،15
328
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.06بلعزوز بن علي ،كتوش عاشور ،واقع المنظومة المصرفية الجزائرية ومنهج االصالح ،ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت
االقتصادية –واقع وتحديات ،-جامعة الشلف ،الجزائر ،يومي 05-04ديسمبر .0224
.02بلقاسم العباس ،أسباب األزمات المالية والنماذج المفسرة لها ،المعهد العربي للتخطيط ،عمان.0226 ،
.08بلوافي أحمد مهدي ،البنوك اإلسالمية واالستقرار المالي -تحليل تجريبي ، -ورقة عمل صادرة عن صندوق النقد الدولي.0228 ،
.02جوزيف طربيه ،صيرفة الظل ،ورقة بحثية مقدمة لمنتدى :صيرفة الظل ..خطورة تمددها وكيفية مكافحة غسل األموال التي باإلمكان أن
تتم عبرها ،يومي 08-02فبراير ،0205لبنان.
.08جون سوليفان وآخرون ،حوكمة الشركات في القرن الواحد والعشرون ،ترجمة سمير كرم ،مركز المشروعات الدولية الخاصة ،واشنطن،
.0221
.05جوناثان تشاركهام ،إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك ،المنتدى العالمي لحوكمة الشركات ،مذكرة المناقشة المركزة ،2البنك الدولي
لالنشاء والتعمير ،واشنطن.0221 ،
.12داوود يوسف صبح ،دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية ،دار الكتب العلمية للنشر ،القاهرة.0222 ،
.10الدائرة المالية لحكومة دبي ،األزمة المالية العالمية -دروس مستفادة ،-إدارة الدراسات المالية.0224 ،
.10دريد آل شبيب ،عبد الرحمن الجبوري ،أهمية تطوير هيئة الرقابة على االوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي –حالة شركة وورلد
كوم األمريكية ،المؤتمر العلمي الرابع الستراتيجيات األعمال في مواجهة العولمة ،جامعة الزيتونة ،األردن.0225 ،
.11دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي ،www.grameen-jameel.com ،تاريخ
االطالع.0205/24/02 :
.14هارون الطاهر ،العقون نادية ،الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية ،الملتقى الوطني األول حول " المنظومة المصرفية
في األلفية الثالثة :منافسة ،مخاطر وتقنيات" ،قسم علوم التسيير ،جامعة جيجل ،يومي 2-6جوان .0225
.15هالة السعيد ،الحوكمة في البنوك العامة ،منشورات المعهد المصرفي ،القاهرة.0222 ،
.16هالة حلمي السعيد ،الحوكمة من منظور مصرفي ،مركز المشروعات الدولية الخاصة .0221 ،CIPE
.12هيئة السوق المالية السعودية ،حوكمة الشركات ،المملكة العربية السعودية.0200 ،
.18وسام حسن فتوح ،منتدى االجراءات الرقابية االحترازية والممارسات السليمة إلدارة المخاطر ،عمان ،األردن ،يومي 05-08فبراير
.0205
.15وليد عيدي عبد النبي ،شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية الجهاز المصرفي وودائع الجمهور ،البنك المركزي العراقي،
المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان.
329
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.42زواوي الحبيب ،طهرات عمار ،أثر األزمة المالية على المؤشرات البنكية :دراسة مقارنة بين النموذجين اإلسالمي والتقليدي ،الملتقى
الدولي األول حول :االقتصاد اإلسالمي ،الواقع ..و رهانات المستقبل ،المركز الجامعي غرداية ،يويم 04-01فيفري .0200
.40زيدان محمد ،نورين بومدين ،دور السوق المالي في تمويل التنمية االقتصادية بالجزائر " المعوقات واآلفاق" ،الملتقى الدولي حول
سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات – دراسة حالة الجزائر والدول النامية -يومي 00-00نوفمبر ،0226جامعة
بسكرة.
.40حسام الدين نبيل أبو تركي ،إدارة مخاطر السيولة ،مجلة المصرفي ،بنك السودان المركزي ،العدد ،60سبتمبر .0200
.41حسن بلقاسم غصان ،عبد الكريم أحمد قندوز ،قياس االستقرار المالي للبنوك اإلسالمية والتقليدية في السعودية ،المؤتمر العالمي
الثامن لالقتصاد والتمويل االسالمي النمو المستدام والتنمية االقتصادية الشاملة من المنظور االسالمي ،الدوحة ،قطر ،من 08إلى 02
ديسمبر .0200
.44حسين مصطفى هاللي ،من أجل استراتيجية وطنية للحوكمة من منظور إدارة الدولة والمجتمع والحكم الرشيد ،بحوث وأوراق عمل
مؤتمر متطلبات حوكمة الشركات وأسواق المال العربية ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر.0222 ،
.45حسين مصطفى هاللي ،نظم المعلومات البنكية ودعم اتخاذ القرار ،ندوة الخدمات البنكية االلكترونية الشاملة "رؤية مستقبيلة" ،المنظمة
العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة 05-05 ،نوفمبر .0222
.46حوكمة الشركات :قضايا واتجاهات ،االتجاهات الدولية في القرن الحادي والعشرين...دور جديد لمجلس االدارة ،مركز المشروعات
الدولية الخاصة ،CIPEديسمبر .0224
.42طالب دليلة ،عياد سيدي محمد ،وهراني كريم ،األزمة المالية الراهنة وأثرها على االقتصاد الجزائري،
الرابط ،/http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/12.PDF :تاريخ االطالع.0206/20/20 :
.48طلفاح أحمد ،مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي ،المعهد العربي للتخطيط ،أبريل .0225
.45عائشة الشرقاوي المالقي ،البنوك اإلسالمية -التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق ،المركز الثقافي العربي ،بيروت.2000 ،
.52يوسف محمود جربوع ،مراجعة الحسابات المتقدمة وفقا لمعايير المراجعة الدولية ،غزة.0222 ،
.50كامل الشيرازي ،زلزال البنوك الخاصة في الجزائر ،يومية إيالف االلكترونية ،عدد 05ديسمبر ،0222الموقع الرسمي لليومية:
،http://elaph.com/ElaphWeb/Economics/2007/12/290580.htmتاريخ االطالع.0205/00/08 :
.50كريستي قهوجي« ،صيرفة الظل» قد تشكل خط ار على االستقرار المالي واالقتصاد في حال استعمالها بطريقة غير شرعية مثل تبييض
للجريدة: الرسمي الموقع االلكترونية، النسخة ،0205 مارس 0 يوم الصادرة اللبنانية، الديار جريدة االموال،
،/http://www.addiyar.comتاريخ االطالع.0205/25/05 :
.51الو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،ما الذي يتعين علينا عمله؟ ،مجلة التمويل والتنمية :العالم يواجه أزمة ،المجلد ،46العدد ،20مارس
.0225
.54لو ار كودريس ،أديتيا ناراين ،إصالح عيوب النظام المالي ،مجلة التمويل والتنمية ،يونيو .0200
.55لو ار كودريس ،ما هو نظام الظل المصرفي؟ ،التمويل والتنمية ،يونيو .0201
.56مازن إرشيد ،األوروغواي ..وطوق النجاة ،صحيفة العربي الجديد ،العدد ،084الصادرة يوم 4مارس ،0205النسخة االلكترونية،
الموقع الرسمي للجريدة ،http://www.alaraby.co.uk :تاريخ االطالع.0205/24/06 :
.52مالكوم نايت ،الدول النامية والتي تمر بمرحلة انتقال وتواجه العولمة المالية ،مجلة التمويل والتنمية ،جوان .0555
.58ماهر الشيخ حسن ،قياس مالءة البنوك اإلسالمية في إطار المعيار الجديد لكفاية رأس المال ،المؤتمر العالمي الثالث حول االقتصاد
اإلسالمي ،جامعة أم القرى.0225 ،
.55مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى ،أثر هيكل الملكية وخصائص مجلس اإلدارة على التحفظ المحاسبى فى التقارير المالية :دليل من
البيئة المصرية ،http://www.bu.edu.eg/portal/uploads/Commerce/Accounting%2.pdf ،تاريخ االطالع:
.0205/02/05
.62مجيب حسن محمد ،تطوير مؤشرات للتنبؤ باألزمات المصرفية ،جامعة الشارقة ،االمارات العربية المتحدة ،الموقع:
،http://cbl.gov.ly/pdf/04obK1uIE41EL5E7E4e.pdfتاريخ االطالع.0205/24/02 :
.60محسن أحمد الخضيري ،العولمة :مقدمة في فكر واقتصاد وادارة عصر الالدولة ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة.0222 ،
331
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.60محمد أبو حسبو ،هل تمنع «قوانين بازل 2لإلصالح المصرفي» وقوع أزمة مالية جديدة؟ ،صحيفة الشرق األوسط ،العدد ،00606
الصادرة يوم 02سبتمبر ،0202النسخة االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة.http:// aawsat.com :
.61محمد الشريف إلمان" ،فضيحة الخليفة" سبب مباشر في تراجع البنوك الخاصة ،جريدة الشعب الجزائرية ،النسخة اإللكترونية ،يوم 20
أكتوبر ،0200الرابط الرسمي للجريدة.)0205/00/05( ،/http://www.ech-chaab.com :
.64محمد بن بوزيان ،بن حدو فؤاد ،عبد الحق بن عمر ،البنوك اإلسالمية والنظم والمعايير االحترازية الجديدة :واقع وآفاق تطبيق لمقررات
بازل( ،)2المؤتمر العالمي الثامن لالقتصاد والتمويل اإلسالمي-النمو المستدام والتنمية اإلسالمية الشاملة من منظور إسالمي،-
الدوحة ،قطر ،ديسمبر .0200
.65محمد حسن يوسف ،محددات الحوكمة ومعاييرها – مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر ،-بنك االستثمار القومي.0222،
.66محمد رشاد الحمالوي ،السيد محمود سماحة ،إدارة األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة.
.62محمد زيدان ،أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي باإلشارة إلى البنوك الجزائرية ،مجلة العلوم االقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،العدد .0225 ،25
.68محمد على يوسف أحمد ،دور السلطات الرقابية فى الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية ،ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الخدمات
المالية االسالمية الثاني ،طرابلس ،ليبيا ،يومي 08-02أبريل .0202
.65محمد عمايره ،دور البنوك المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي ،الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة
المخاطر في المؤسسات المالية والمصرفية 8 ،أغسطس ،0205عمان ،األردن.
.22محمد عمايره ،اختبارات االوضاع الضاغطة ،Stress Testingالملتقى االقتصادي العربي االول الدارة المخاطر في المؤسسات
المالية والمصرفية 8 ،أغسطس ،0205عمان ،األردن.
.20محمد عمر باطويح ،الحوكمة ...تشريع وثقافة وسلوك ،حوكمة الشركات :اتحاد الشركات االستثمارية ،سبتمبر .0200
.20محمد فرج عبد الحليم ،التطورات المصرفية واالئتمانية المعاصرة في السودان ،المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول التطورات المصرفية
واالئتمانية المعاصرة في مصر والعالم العربي ،كلية الحقوق ،جامعة حلوان ،مصر 00-01 ،ماي .0224
.21محمد فوزي ،االندماج واالستحواذ للتأثير على كفاءة األداء المالي واإلداري ،جريدة الشرق القطرية ،الصادرة يوم ،0204/00/22
النسخة االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ،http://www.al-sharq.com :تاريخ االطالع.0205/25/02 :
.24محمد فوزي ،آليات وضوابط تحقيق االستقرار المالي في معامالت البنوك االسالمية ،جريدة الشرق القطرية الصادرة يوم
،0204/24/02النسخة اإللكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ، /http://www.al-sharq.comتاريخ االطالع.0204/22/05 :
.25محمد لكصاسي ،إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر ،صندوق النقد العربي ،رقم .0204 ،61
.26محمد لكصاسي ،تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر ،بنك الجزائر ،تدخل محافظ بنك الجزائر أمام المجلس الشعبي الوطني.
330
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.82ممدوح رفاعي ،ماجدة جبريل ،إدارة األزمات ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة.
.88منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ،FAOاختصاصات الدراسة عن إدارة المخاطر في المنظمة ،لجنة المالية ،الموجز التنفيذي
للدورة ،006روما 05-00 ،ماي .0225
.85مهدي عطية موحي الجبوري ،التمويل السلوكي ودوره في القرارات المالية ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة بابل ،المجلد ،00العدد ،4
.0204
.52مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية ،إرشادات بشأن الممارسات الجيدة في الكشف عن البيانات في سياق إدارة الشركات ،نيويورك
وجنيف.0226 ،
.50موسى أحمد خير الدين ،محمود أحمد النجار ،أثر البيئة الداخلية على االلتزام التنظيمي في المؤسسة العامة للضمان االجتماعي في
المملكة األردنية الهاشمية ،المؤسسة العامة للضمان االجتماعي ،عمان ،األردن.0202 ،
.50ناجي التوني ،األزمات المالية ،سلسلة جسر التنمية ،المعهد العربي للتخطيط ،الكويت ،العدد ،05ماي .0224
.51نايف علي عبيد ،البنوك في ظل العولمة ،مجلة المستقبل العربي ،مركز دراسات الوطن العربي ،بيروت.0552 ،
.54نبيل حشاد ،دليلك إلى إدارة المخاطر المصرفية ،اتحاد المصارف العربية ،العدد .0224 ،086
.55نجاتي ابراهيم عبد العليم ،نظرية الوكالة ودورها في تطوير نماذج الرقابة على األداء ،مجلة العلوم اإلدارية ،العدد األول.0550 ،
.56النشرة االقتصادية البنك األهلي المصري ،نظم الرقابة المصرفية في الدول المتقدمة ،العدد الرابع ،القاهرة.0220 ،
.52نشرة صندوق النقد الدولي ،صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية 6 ،مارس .0225
.58سارن ن ،النظام البنكي الجزائري األضعف في المنطقة العربية ،محرك بحث جزايرس ،0204/20/26 ،الموقع الرسمي لمحرك
البحث.)0205/02/01( www.djazairess.com :
.55ساعد مرابط ،أسماء بلميهوب ،العولمة المالية وتأثيرها على أداء األسواق المالية الناشئة ،الملتقى الدولي حول :سياسات التمويل
وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات ،دراسة حالة الجزائر والدول النامية ،جامعة بسكرة ،يومي 00-00نوفمبر .0226
.022سلطة النقد الفلسطينية ،تقرير اإلشراف على أنظمة المدفوعات في فلسطين ،2212التقرير األول ،أبريل .0204
.020سليمان ناصر ،النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة ،مجلة الدراسات االقتصادية والمالية ،المركز الجامعي الوادي ،العدد األول،
.0228
.020سناء حسن حلو ،أثر البيئة التسويقية في التخطيط االستراتيجي للتسويق " بحث تطبيقي في الشركة العامة للصناعات الجلدية" ،مجلة
االدارة واالقتصاد ،العراق ،العدد .0225 ،26
.021السيد أحمد عبد الخالق ،دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين االيدولوجيا ومتطلبات الواقع العملي ،ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر
العلمي السنوي الثالث عشر حول الجوانب القانونية واالقتصادية لألزمة المالية العالمية ،يومي 20-20افريل ،0225جامعة المنصورة.
.024عائشة بدوي عبد الرحمن ،الصيرفة الشاملة كمدخل لمواكبة مستجدات الصناعة المصرفية ،مجلة بنك البركة السوداني ،السودان،
العدد ،8يونيو .0200
.025عباس حميد التميمي ،آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة ،الرابط:
،www.nazaha.iq/search_web/muhasbe/2.docتاريخ االطالع.0205/25/02 :
.016عبد الرحمن بن عبد اهلل الحميدي ،استراتيجيات إدارة المخاطر لاللتزام بمقررات بازل 2وأبعادها المستقبلية ،ندوة استراتيجيات إدارة
المخاطر لاللتزام بمقررات بازل 1وأبعادها المستقبلية ،تنظيم :المعهد المصرفي وشركة ) ،(Moody’s Analyticsالرياض 12 ،نوفمبر
.0200
.022عبد الرزاق خليل ،بوعبدلي أحالم ،تقييم أداء البنوك التجارية العمومية الجزائرية من حيث العائد والمخاطرة ،ملتقى حول المنظومة
المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية ،كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة الشلف 05 -04 ،ديسمبر .0224
.028عبد الرزاق سعيد بلعباس ،األزمة المالية العالمية ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،جدة.0225 ،
.025عبد الرزاق سعيد بلعباس ،ما معنى األزمة؟ ،مركز أبحاث االقتصاد االسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز.0225 ،
.002عبد الرشيد بن ديب ،عبد القـادر شاللـي ،مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر ،مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الدولي الثالث حول:
"إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات :اآلفاق والتحديات" ،يومي 05و 06نوفمبر ،0228جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف،
الجزائر.
332
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.000عبد الستار سلمى ،األزمة المالية العالمية الحالية وأسبابها األساسية ،مجلة مصر المعاصرة ،القاهرة ،مصر.0202 ،
.000عبد الصمد سعدون ،ادارة األزمات المالية في إقتصادات متقلبة ( نموذج دول مجلس التعاون الخليجي ) ،مجلة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية ،العراق ،العدد الخامس والثالثون.0201 ،
.001عبد العزيز الرشيدي ،التحول إلى االقتصاد الوهمي من أسباب األزمات المالية ،الملتقى العربي األوروبي الخامس لألجهزة العليا للرقابة
المالية والمحاسبية ،الدوحة 5 ،ديسمبر .0205
.004عبد القادر ورسمه غالب ،شراء الشركة أسهمها ،جريدة عمان ،النسخة االلكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة:
http://2015.omandaily.om/?p=211417تاريخ االطالع.0205/25/24 :
.005عبد اهلل شحاتة ،األزمة المالية –المفهوم واألسباب ،بحث منشور على الرابط ،www.pideggpt.org/arabic/azma.doc :تاريخ
االطالع.0204/00/02 :
.006عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل ،العولمة وأثارها االقتصاية على المصارف –نظرة شمولية ،مجلة اقتصاديات شمال افريقيا ،العدد
،21جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف.
.002عبد النبي إسماعيل الطوخي ،التنبؤ المبكر باألزمات المالية بإستخدام المؤشرات المالية القائدة ،مؤتمر اقتصاديات األعمال في ظل
عالم متغير ،جامعة العلوم التطبيقية األهلية ،عمان ،األردن.0221 ،
.008عدنان بن حيدر بن درويش ،حوكمة الشركات ودور مجلس االدارة ،اتحاد المصارف العربية ،مصر.0222 ،
.005عز الدين المناصرة ،علم إدارة األزمات االقتصادية العالمية ،مجلة فيالدلفيا الثقافية ،العدد السابع.0202 ،
.002عزت عبد الحليم ،أسباب العولمة المصرفية ،مجلة اتحاد المصارف العربية ،لبنان ،العدد ،016المجلد .0222 ،02
.020عصماني عبد القادر ،أهمية بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات في المؤسسات المالية ،الملتقى العلمي الدولي حول :األزمة
المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ،يومي 00-02أكتوبر ،0225جامعة فرحات عباس –سطيف ،الجزائر.
.000على كريم الخفاجي ،أثر العوامل والعقبات البيئية في تخطيط ونجاح الحمالت الترويجية " دراسة تطبيقية وتحليلية في عدد من
الشركات االنتاجية العراقية" ،مجلة العلوم االنسانية لجامعة بابل ،العراق ،المجلد ،05العدد .0200 ،0
.001علي حسين الدوغجي ،حوكمة الشركات وأهميتها في تفعيل ونزاهة التقارير المالية ،مجلة دراسات محاسبية مالية ،المعهد العالي
للدراسات المحاسبية والمالية ،جامعة بغداد ،العدد السابع.0225 ،
.004علي عبد الرضا حمودي العميد ،مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ المبكر باألزمات (دراسة تطبيقية -حالة العراق) ،المديرية
العامة لإلحصاء واألبحاث ،البنك المركزي العراقي.0225 ،
.005علي يوسف ،أثر محددات هيكل ملكية المنشأة في تحفظ التقارير المالية " دراسة تطبيقية" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادة
والقانونية ،المجلد ،08العدد األول.0200 ،
.006عماد زياد رمضان ،أدوات الحاكمية المؤسسية وتكاليف الوكالة اإلداري دراسة تطبيقية على السوق األردني ،المجلة المصرية
للدراسات التجارية ،جامعة المنصورة ،مصر ،المجلد ،34العدد .3
.002عماري عمار ،فالي نبيلة ،األزمة المالية العالمية وتداعياتها على بعض مؤشرات االقتصاد الجزائري ،الملتقى العلمي الدولي :األزمة
المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ،جامعة فرحات عباس –سطيف ،الجزائر ،يومي 00-02أكتوبر .0225
.008عماني لمياء ،العولمة المالية :ديناميكية رأس المال المالي وتطلعاته ،مجلة العلوم االنسانية بحوث اقتصادية ،بسكرة ،العدد ،10جوان
.0225
.005عمر اقبال توفيق المشهداني ،تدقيق التحكم المؤسسي في ظل معايير التدقيق المتعارف عليها ،مجلة اداء المؤسسات الجزائرية ،جامعة
قاصدي مرباح ،ورقلة ،العدد .0200 ،20
.012فاتح دبلة ،محمد جالب ،الحوكمة المصرفية ومساهمتها في إدارة المخاطر ،مجلة اإلقتصاديات المالية البنكية وادارة األعمال ،جامعة
محمد خيضر ،بسكرة ،العدد االفتتاحي.2
.010فاطمة جاسم محمد ،بان توفيق نجم ،أثر الملكية في المرونة المالية للمصارف دراسة مقارنة بين مصرفي الشرق األوسط العراقي
لالستثمار ومصرف االستثمار السعودي ،مجلة االقتصادي الخليجي ،العدد .0225 ،06
333
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
.010فالح شفيع ،النشاط الربوي واالزمات المالية ،بحث منشور على الرابط ،http://alnoor.se/extra/26.doc :تاريخ االطالع:
.0205/25/00
.011فالح كوكش ،أثر إتفاقية بازل IIIعلى البنوك األردنية ،معهد الدراسات المصرفية ،األردن ،يناير .0200
.014فؤاد حمدي بسيسو ،رؤية المصرفيين واالقتصاديين العرب لمواجهة األزمة المالية الدولية واالستثمار في المستقبل ،مجلة اتحاد
المصارف العربية ،العدد.2009 ،118
.015فؤاد معدي ،سوق األوراق المالية ولمحة عن أزماتها ،0205 ،الموقع ،http://eamaar.org/?mod=article&ID=7262 :تاريخ
االطالع.)0205/00/02( :
.016ص حفيظ ،بعد عشر سنوات على تحرير القطاع البنكي ،يومية الخبر ،عدد ،1812الصادرة بتاريخ ،0224/22/04الموقع الرسمي
للجريدة./http://www.elkhabar.com :
.012صالح الدين محمد امين االمام ،دور حوكمة الشركات في عمليات تقييم االستثمار ،المؤتمر العلمي االول لهئية النزاهة.
.018صندوق النقد الدولي ،تقرير االستقرار المالي العالمي ،ملخص واف ،ابريل .0225
.015رابح عرابة ،دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية – مع االشارة إلى حالة مصر ،-مجلة اقتصاديات شمال
افريقيا ،العدد السادس ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف.
.042رمضان علي الشراح ،محمد سعيد الشريف ،العولمة والبنوك االسالمية ،مجلة آفاق اقتصادية ،اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول
األمارات المتحدة ،مركز البحوث والتوثيق ،المجلد ،01العدد .0220 ،52
.040شعيب شنوف ،التحليل المالي الحديث طبقا للمعايير الدولية لإلبالغ المالي ،IFRSزهران للنشر.0201 ،
.040تشام فاروق ،أهمية االصالحات المصرفية والمالية في تحسين أداء االقتصاد ،الملتقى الوطني حول االصالحات االقتصادية
والممارسات التسويقية ،المركز الجامعي بشار ،يومي 00-02أفريل .0224
.041تقرير االستقرار المالي العالمي ،المخاطرة ،والسيولة ،وصيرفة الظل :كبح اإلفراط مع تشجيع النمو ،ملخص الفصل الثاني ،أكتوبر
.0204
.044خالد أمين عبد اهلل ،معايير بازل من األول إلى الثالث ،مجلة الدراسات المالية والمصرفية ،األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية
عمان – األردن.
(مركز البحوث المالية والمصرفية)ّ ،
.045خضر حسان ،صيرفة الظل ..مخاطر اقتصادية بالجملة ،جريدة المدن االلكترونية ،الصادرة يوم 02فبراير .0205الموقع الرسمي
للجريدة.)0205/26/06( /http://www.almodon.com :
.046خلود العميان :ماهي وظائف مجلس االدارة؟ ،صحيفة الرياض االقتصادي ،العدد ،02025الصادرة يوم 08افريل ،0205النسخة
االكترونية ،الموقع الرسمي للجريدة ،/http://www.alriyadh.com :تاريخ االطالع 02 :ماي .0205
.042خلود عاصم وناس عبيدي ،دور حوكمة الشركات في معالجة االختالالت الهيكيلية في سوق العراق لالوراق المالية ،مجلة دراسات
مالية ومحاسبية.0200 ،
.048خليل حسين ،أسباب االزمات المالية العالمية وسياسات مواجهتها ،بحث منشور على الموقع االلكتروني (موقع خاص للدراسات
والبحوث اإلستراتيجية) يوم ،www.drkhalilhussein.blogspot.com/2008/10/blog -post.html :0228/02/02
تاريخ االطالع.0204/00/05 :
.045ضياء مجيد الموسوي ،االقتصاد العالمي ما بعد األزمة المالية واالقتصادية ،2222-2222مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع،
.0200
.052غازي شيناسي ،الحفاظ على االستقرار المالي ،قضايا اقتصادية ،16منشورات صندوق النقد الدولي.0225 ،
.050غسان أبو سعود وآخرون ،أثر هيكل الملكية على أداء الشركات الصناعية األردنية ،المجلة العربية للمحاسبة ،المجلد السابع عشر،
العدد األول.
334
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
خامسا :التقارير
باللغة األجنبية
I. Ouvrages
1. Timothy W. Koch, Steven Scott MacDonald, Bank Management, Dryden, 2000.
2. Anne Marie Percie du Sert, Risque et contrôle de risque, Economica, Paris, 1999.
3. PARRAT Frédéric, Le gouvernement d’entreprise, Economica education, Paris, France, 1997.
4. Bertrand RICHARD, Dominique MIELLE, La dynamique du gouvernement d’entreprise, paris
cedex 05, Edition d’organisation, 2003.
5. Gérard Charreaux, Corporate Governance "theory and made", Economica education, Paris,
France, 1997.
6. J-M. ROUSSEAU, T.BLAYAC, N.OULMANE, Introduction à la théorie de l’assurance, édition
DUNOD, Paris 2001.
7. Ivansivich, human resources management, 4th ed. Houghtom Mifflin compang, 1997.
8. M. Ghernaout, crises financières et faillites des banques algérienne : du choc pétrolier 1986
à la liquidation des banques el Khalifa et BCIA, édition GAL, 1ere édition, Alger, 2004.
9. R.S.Raghavan, Risk Management In Banks, February 2003.
335
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
6. Alicia García Herrero, Pedro del Río, financial stability and the design of monetary policy,
Documento de Trabajo n.º 0315, 2003, www.bde.es.
7. Ankit Katrodia, Corporate Governance Practices in the Banking Sector, Sai Om Journal of
Commerce and Management, VOLUME NO.1, ISSUE NO.4.
8. Antoine Gentier, Globalisation financière et systèmes bancaires, M1 CFFP, Université Paul
Cézanne, 2014.
9. Banque D’Algerie, EVOLUTION ECONOMIQUE ET MONETAIRE EN ALGERIE, RAPPORT 2014,
Juillet 2015.
10. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance,
Bank for International Settlements, october 2010, available: www.bis.org.
11. Brian J. Hall, Kevin J. Murphay, The Trouble with stock options, Journal of Economic
Perspectives, 2003.
12. Cadbury Committee, Report of the committee on the financial aspects of corporate
Governance, London, Gee and Co Ltd, 1992, www.ecgi.org/codes/documents/Cadbury.pdf,
consulté le 24/07/2013
13. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012.
14. Datuk seri panglima Andrew sheng, Islamic finance and financial policy and stability: An
institutional perspective, IFSB, Kuala Lumpur, March 2007.
15. DeLisle Worrell , Quantitative Assessment of the Financial Sector: An Integrated Approach,
IMF Working Paper, WP/04/153, August 2004.
16. Demerguc Kunt et als, Inside the Crisis: An Emperical Analysis of Banking Systems in
Distress, IMF Working paper wp/00/56, oct2000.
17. Eric Rosengern, Will Greater Disclosure and Transparency Prevent the Next Banking Crisis,
Paper presented at a conference jointly sponsered by The FED of Chicago and IMF.
18. Foot Michael, What is financial stability ‖and How do we get it?, The Roy Bridge Memorial
Lecture, Financial Services Authority, April 2003.
336
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
19. Frederic S. Mishkin, The Causes and Propagation of Financial Instability: Lessons for
Policymakers , Proceedings - Economic Policy Symposium - Jackson Hole, 1997.
20. Gill HAMMOND, Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les Pays en
Développement, Revue Economique et Monétaire n01, 2007.
21. Global Corporate Governance Forum (GCGF) and International Finance Corporation (IFC),
Introduction to Corporate Governance, Corporate Governance Board Leadership Training
Resources Kit, 0228.
22. Griffiths David, "Risk Based Internal Auditing: Three views on implementation", Version 2.2,
2006 , Available: http://www.internalaudit.biz/files/implementation/rbiaimplementing.pdf, consulté
le 20/11/2015.
23. Hess David, Impavido Gregorio, Governance of Public Pension Funds: Lessons from
Corporate Governance and International Evidence, Policy Research Working Papers, August
2003.
24. Hitt Michael A; Ireland R Duane; Hoskisson Robert E, strategic Management Competitiveness &
globalization: Concepts and cases, south-Western College publishing, 5th ed, 2003.
25. HOUSSEM Rachid, la gouvernance bancaire, laboratory of research in finance, accounting and
financial intermediation, faculty of economic and management sciences of Tunis, university of
Tunis el manar, Tunisia.
26. International Finance Corporate IFC, The Russia Corporate Governance Manual, Washington
DC, 2004.
27. International Monetary Fund, FINANCIAL SYSTEM STABILITY ASSESSMENT ALGERIA, IMF
Country Report No. 14/161, Washington, D.C., June 2014.
28. J.Schinasi Garry, Defining financial stability ,”IMF Working Paper, WP/04/187, 2004.
29. Jean Bernard, Le gouvernement d’entreprise, P03,
http://www.creg.acversailles.fr/IMG/pdf/Le_gouvernement_d_entreprise.pdf, consulté le:
19/06/2014.
30. John Driffill, Zeno Rotondi, Paolo Savona, Cristiano Zazzara, Monetary Policy and Financial
Stability what Role for the Futures Market?, March 2005, p 06, www.ems.bbk.ac.uk.
31. Linh Nguyen, Michael Skully, Shrimal Perera, Government Ownership, Economic Development,
Regulation Quality and Bank Stability-International evidence, Department of Accounting and
Finance, Monash University, 900 Dandenong, Vic 3145, Australia, October 2012,
http://www.business.uwa.edu.au/__data/assets/pdf_file/0005/2198372/Nguyen-Linh-Monash.pdf
(17/01/2016)
32. Luc Laeven, Fabián Valencia, Resolution of Banking Crises: The Good, the Bad, and the
Ugly, IMF Working Paper, WP/10/146, June 2010.
33. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working
Paper, WP/12/163, June 2012.
34. Mario DEHOVE, CRISES FINANCIÈRES: DEUX OU TROIS CHOSES QUE NOUS SAVONS
D’ELLES « QUE NOUS APPREND L’APPROCHE STATISTIQUE DES CRISES FINANCIÈRES
? », Document de travail, Conseil d’analyse économique, République Française, Avril 2003.
337
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
35. Mary Keegan, Management of Risk "Principles and Concepts, H M Treasury, The Orange Book,
working Papers, October 2004.
36. MATTHIEU BUSSIERE, MARCEL FRATZSCHER, TOWARDS A NEW EARLY WARNING
SYSTEM OF FINANCIAL CRISES, EUROPEAN CENTRAL BANK WORKING PAPER NO. 145,
MAY 2002.
37. Mohamed Faci, Définitions, formes et types d'audit, Convergence BEA, N 10, Février 2003.
38. Mohamed SEMMAE, Introduction au modèle de la gouvernance bancaire coopérative:
caractéristiques, particularités et mécanismes, http://www.veille.ma/IMG/pdf/mohammed-
semmae-gouvernance-bancaire-cooperative.pdf; consulté le: 15/07/2014
39. OECD, OECD's Definition Consistent with the one presented by Cadbury, April 1999.
40. OECD, Principles of Corporate Governance, June21, 1999, Available: http://www.oecd.org.
41. OECD, Principles of Corporate Governance, Organization for Economic Co-operation and
Development Publications Service, 2004, Available: http://www.oecd.org.
42. Padoa‐Schioppa, ―Central Banks and Financial Stability: Exploring a Land in Between‖,
paper presented at the Second ECB Central Banking Conference, Frankfurt am Main, 24‐25
October 2002.
43. Paul Hilbers and others, New Tools for Assessing Financial System Soundness, Finance and
development, A quarterly magazine of the IMF, Volume 37, Number 3, September 2000.
44. R.Mink, N.Silva, L’UTILISATION DES COMPTES FINANCIERS POUR L’EVALUATION DE LA STABILITE
FINANCIERE, ORGANISATION DE COOPERATION ET DEVELOPPEMENT ECONOMIQUES,
STD/NAES/FA(2003)4, 03 OCT 2003.
45. Raymond BERNARD, Origine et traitement des crises bancaires: généralités, AFRITAC de
l'Ouest, 15/04/2011.
46. Roger W. Ferguson, Should Financial Stability Be an Explicit Central Bank Objective?,
Financial Stability and the Business Cycle: Five Views, BIS Paper No 18, 2003.
47. Sergiol.Schmukler, Pablo Zoido- sobaton, financial globalization: opportunities and challenges
for developing countries, World Bank, Washington D.C., 2001.
48. T.G.Arun, J.D.Turner, Corporate Governance of Banks in Developing Economies: Concepts
and Issues, http://unpan1.un.org/intradoc/groups/public/documents/nispacee/unpan015471.pdf,
consulté le: 25/12/2014.
49. Takatoshi Kato, Early Warning Systems and Their Role in Surveillance, Deputy Managing
Director, International Monetary Fund At High-Level Seminar, Singapore, 9 February 2010,
https://www.imf.org/external/np/speeches/2010/020910.htm (04/11/2015).
50. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of
Internal Audit (Standard), 2010.
51. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of
Internal Audit (Standards), 2010.
52. Tommaso Padoa-Schioppa, CENTRAL BANKS AND FINANCIAL STABIILTY: EXPLORING A
LAND IN BETWEEN, Second ECB Central Banking Conference: THE TRANSFORMATION OF
THE EUROPEAN FINANCIAL SYSTEM, Frankfurt, 24-25 October 2002.
338
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع
339
ملخص:
تتناول هذه الدراسة آليات الحوكمة إلدارة المخاطر المصرفية وتعزيز االستقرار المالي "دراسة
حالة عينة من البنوك التجارية العاملة في الجزائر" ،والمكونة من خمسة بنوك ،بنك عمومي ،بنك
مختلط ،بنك خاص جزائري ،بنك خاص برؤوس أموال عربية وبنك خاص برؤوس أموال أجنبية
خالل الفترة ( ،)0204-0222وذلك لإلجابة على إشكالية الدراسة المتمثلة في مدى إدراك البنوك
التجارية العاملة في الجزائر ألهمية إدارة المخاطر في إطار ما يسمى بآليات الحوكمة المصرفية
لتعزيز سالمتها واستقرارها.
وقد تم التطرق لمختلف تغيرات البيئة المصرفية المعاصرة وتأثيرها على تزايد المخاطر ،ثم
اإلطار النظري للحوكمة وتبني القطاع المصرفي آللياتها ،ثم مؤشرات قياس االستقرار المالي
وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية ،وتم تدعيم الدراسة بجانب تطبيقي لتحليل واقع القطاع
المصرفي الجزائري وقياس استق ارره في ظل الحوكمة المصرفية باستخدام مجموعة من المؤشرات
المالية ،وقياس المخاطر الكلية ودرجة أمان القطاع المصرفي الجزائري من خالل العينة ،بالتركيز
على استخدام مؤشر االستقرار المالي للبنوك .z-score
ولقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج أهمها :أن البنوك العمومية أقل استقرار وأمانا من
البنوك الخاصة ،وهي قريبة جدا من التعثر المصرفي ،ويرجع ذلك لحجم القروض المتعثرة وسوء
إدارة المخاطر المتعلقة بذلك ،وكذلك عدم وجود نظام رقابي داخلي فعال وضعف آليات الحوكمة.
الكلمات المفتاحية :المخاطر المصرفية -الحوكمة المصرفية -لجنة بازل للرقابة المصرفية-
اإلستقرار المالي -مؤشر .z-score
341
Abstract
The current study aims at covering corporate governance mechanisms
to manage the banking risks as well as to strengthen the financial stability.
It presents the case of five commercial banks operating in Algeria from
2007 to 2014 in order to answer the suggested problematic of the study that
represents the extent to which commercial banks operating in Algeria
recognize the importance of managing risks through corporate governance
mechanisms in order to strenghten the banking safety and stability. The
banks that have been chosen are: a public bank, a mixed bank, an Algerian
private bank, a private bank for Arabic capital and a private bank for
foreign capital.
Various points have been introduced, such as: the different novice
environmental changes and their impact on increasing the number of risks,
the theoretical framework of governance and its mechanisms’ adaptation
by the banking sector, financial measuring stability indicators and their
developments within corporate governance, etc. The study was reinforced
with a practical part to analyse the Algerian banking sector and its stability
measurement within banking governance using a group of financial
indicators. Also, it included the overall risk measurement and the degree of
the Algerian banking sector safety through the sample concentrating on
using the banking financial stability indicator z-score.
The study showed some results. The most important one is that public
banks are less stability and safety than private ones and they can face
faltering banking easily because of the size of non-performing loans, the
missing of effective internal control system and the weakness of the
corporate governance mechanisms.
340
Résumé:
Cette étude traite les mécanismes de la bonne gouvernance, pour
mieux savoir gérer les risques bancaires pour le renforcement de la stabilité
financière. «étude du cas d’un échantillon de banques commerciales exerçant
en Algérie», représente cinq banques: une banque publique, une banque
mixte, une banque algérienne privée, une banque privée au fonds arabes, et
une banque privée au fonds étrangers au cours de la période (2007- 2014 .)
Afin, de répondre à la problématique de la thèse qui porte sur le degré de la
connaissance de l'importance de la gestion des risques que peuvent subir les
banques commerciales exerçant en Algérie dans le cadre appelé «
gouvernance bancaire » et cela pour renforcer leur sécurité et leur stabilité.
L’étude aborde les différents changements touchant à l’environnement
bancaire contemporain et leurs impact sur la croissance des risques, ainsi le
cadre théorique d’une bonne gouvernance et l'adoption du secteur bancaire de
ces mécanismes, le renforcement des indicateurs de mesure de la stabilité
financière selon la bonne gouvernance bancaire, soutenue par l’étude
appliquée, afin de pouvoir analyser la réalité du secteur bancaire algérien et
de mesurer sa stabilité selon l’approche de la bonne gouvernance bancaire.
Pour y arriver nous avons fait recours un ensemble d'indicateurs
financiers, la mesure du risque global et le degré de la sécurité du secteur
bancaire Algérien à travers l'échantillon, en se concentrant sur l'utilisation des
mesures de la stabilité financière selon l'indice des banques z –score .L'étude
a abouti un ensemble de résultats dont les plus importantes - :les banques
publiques sont moins stables, moins sécurisées que les banques privées et Les
risques de leurs défaillances sont grandes à cause des crédits énormes non
remboursés- .la mauvaise gestion des risques - .La faiblesse du système de
gouvernance et l’inexistence d’un système de contrôle interne efficace .
342