You are on page 1of 369

‫وزارة التعليـــــــم العالـــــــــي والبحــــث العـلمــــــــي‬

‫جـــامعـــة العربـــــي بــن مهيــــدي‪ -‬أم البـــواقـــــي‬


‫كـلية العلـوم االقتصاديـة والعلــوم التجــارية وعلــوم التسيير‬
‫قســــــم العلـــــــــوم االقتصادية‬

‫الرقم التسلسلي‪............... :‬‬

‫آليات الحوكمة إلدارة المخاطر المصرفية وتعزيز‬


‫االستقرار المالي‬
‫" دراسة حالة عينة من البنوك التجارية العاملة في الجزائر"‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ل م د في علوم التسيير‬


‫تخصــــص‪ :‬مالية وبنوك‬
‫المشــــرف‪:‬‬ ‫إعــــــــداد الطـــــالــبة‪:‬‬
‫د‪ .‬أحسين عثماني‬ ‫أميرة بن مخلوف‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمود جمام‬
‫مقررا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬أحسين عثماني‬
‫عضوا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬الطيب داودي‬
‫عضوا‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د عمار زيتوني‬
‫عضوا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬رابح خوني‬
‫عضوا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬زبير عياش‬

‫السنـــة الجامعية ‪5102 -5102‬‬


‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل إلى أعز وأغلى ما في الوجود إلى من قال فيهما المولى عز وجل‬
‫"وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغي ار"‪ ،‬إلى من انتظ ار هذا العمل وساهما في‬
‫الدي الكريمين حفظهما اهلل‪.‬‬
‫إنجازه منذ البداية إلى آخر حرف‪ ،‬إلى و َّ‬

‫إلى إخوتي األعزاء حفظهم اهلل‬

‫إلى روح أختي " أميمة" رحمك اهلل‬

‫إلى زوجي العزيز‬

‫إلى كل من ساعدني في إنجاز هذا العمل جزاكم اهلل عني خي ار‬

‫إلى كل الزمالء واألصدقاء األعزاء‬

‫إلى كل األهل واألقارب دون إستثناء‬

‫إلى كل من أضاء شمعة في دربي دمتم للخير أوفياء‬

‫أهدي إليهم جميعا ثمرة هذا العمل‬

‫‪I‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد والشكر هلل العلي القدير على جميع نعمه‪.‬‬

‫كما أتقدم بوافر الشكر واالمتنان للدكتور‪ :‬عثماني أحسين الذي شرفني بقبول اإلشراف‬
‫على هذا البحث‪ ،‬والذي لم يدخر جهدا أو وقتا في تقديم التوجيهات السديدة واإلرشادات‬
‫القيمة إلثراء واتمام هذا العمل‪.‬‬

‫أتقدم بأسمى المعاني والتقدير لألساتذة األفاضل أعضاء لجنة المناقشة الذين شرفوني‬
‫بقبول مناقشة هذه الرسالة‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬


‫‪I‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪II‬‬ ‫الشكر وتقدير‬
‫‪III‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪XII‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪XIV‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪XVI‬‬ ‫قائمة االختصارات والرموز‬
‫أ‪-‬ط‬ ‫المقدمة‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬
‫‪10‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬البيئة المصرفية المعاصرة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البيئة المصرفية وعناصرها‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .1‬تعريف البيئة المصرفية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .2‬عناصر البيئة المصرفية‬
‫‪10‬‬ ‫عناصر البيئة الداخلية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪10‬‬ ‫عناصر البيئة الخارجية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التوجه نحو العولمة المصرفية‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .1‬اإلطار النظري للعولمة المالية‬
‫‪00‬‬ ‫مفهوم العولمة المالية وأسسها‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫انعكاسات العولمة المالية‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫فوائد التحرير المالي على السوق المالية‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫العولمة المالية عامل لتحقيق النمو والتخصيص األمثل للمدخرات على‬ ‫‪.1.2.2‬‬
‫المستوى الدولي‬
‫‪04‬‬ ‫العولمة وزعزعة االستقرار المالي‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫‪04‬‬ ‫تكرار الفقاعة المالية (فقاعة المضاربة) وعدم االستقرار المالي‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫‪05‬‬ ‫السلوك غير العقالني وعدم االستقرار المالي (التمويل السلوكي)‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫عدم تماثل المعلومات وعدم االستقرار المالي‬ ‫‪.1.2.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .2‬تأثير العولمة المالية على الجهاز المصرفي‬
‫‪01‬‬ ‫مفهوم العولمة المصرفية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫أسباب ظهور العولمة المصرفية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪01‬‬ ‫أهداف العولمة المصرفية ومتطلباتها‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫أهداف العولمة المصرفية‬ ‫‪.2.1.1‬‬

‫‪III‬‬
‫‪01‬‬ ‫متطلبات العولمة المصرفية‬ ‫‪.2.1.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .1‬القضايا األساسية التي تواجه القطاع المصرفي في ظل العولمة المالية‬
‫‪00‬‬ ‫االتجاه نحو الصيرفة الشاملة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫زيادة عمليات االندماج المصرفي‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫ظهور أدوات ومستحدثات مالية جديدة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫ظهور االبتكارات المالية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫تغير هيكل الخدمات المصرفية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪04‬‬ ‫خوصصة المصارف‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪05‬‬ ‫اشتداد المنافسة‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪05‬‬ ‫انتشار ظاهرة غسيل األموال‬ ‫‪.1.3‬‬
‫‪05‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تزايد المخاطر المصرفية‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .1‬تطور المخاطر في البيئة المصرفية الحديثة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .2‬مفهوم المخاطر المصرفية‬
‫‪01‬‬ ‫مفهوم المخاطر‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫تعريف المخاطر المصرفية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .1‬مصادر المخاطر المصرفية‬
‫‪00‬‬ ‫المخاطر الخاصة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪00‬‬ ‫المخاطر العامة‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .1‬أنواع المخاطر المصرفية‬
‫‪00‬‬ ‫المخاطر المالية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫المخاطر غير المالية (مخاطر األعمال)‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪41‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬العولمة المالية وحدوث األزمات المصرفية‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األزمات المصرفية –المفهوم واألسباب‪-‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم األزمات المصرفية‬
‫‪40‬‬ ‫مفهوم األزمة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪44‬‬ ‫تعريف األزمات المصرفية‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .2‬خصائص األزمات المصرفية وأسبابها‬
‫‪41‬‬ ‫خصائص األزمات المصرفية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪40‬‬ ‫أسباب األزمات المصرفية‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ .1‬التطور التاريخي لألزمات المصرفية‬
‫‪50‬‬ ‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪13‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪54‬‬ ‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪11‬‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪55‬‬ ‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪22‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪50‬‬ ‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪21‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التكاليف المالية واآلثار الحقيقية لألزمات المصرفية‬

‫‪IV‬‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬سياسات تجنب األزمات المصرفية‬
‫‪04‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫‪04‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أساسيات إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪65‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪67‬‬ ‫‪ .2‬أهمية إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪67‬‬ ‫‪ .1‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (بازل ‪ -I‬بازل ‪)II‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ .1‬بازل ‪ I‬ومخاطر اإلئتمان‬
‫‪72‬‬ ‫‪ .2‬اتفاقية بازل ‪ ،II‬مخاطر السوق والمخاطر التشغيلية‬
‫‪75‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اتفاقية بازل ‪III‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ .1‬اإلصالحات الواردة في اتفاقية بازل ‪III‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .2‬مراحل تنفيذ اتفاقية بازل ‪III‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .1‬التحديات العالمية التي ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية عند تطبيق بازل ‪III‬‬
‫‪00‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪00‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬
‫‪00‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪00‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات‬
‫‪04‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة الحوكمة المؤسسية ودوافع ظهورها‬
‫‪04‬‬ ‫‪ .1‬نشأة الحوكمة المؤسسية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .2‬أسباب ودوافع ظهور الحوكمة المؤسسية‬
‫‪01‬‬ ‫نظرية الوكالة والمشاكل التي تطرحها‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪01‬‬ ‫حاالت الغش واإلفالس واالنهيارات المالية الكبرى‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪10‬‬ ‫األزمات المالية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪10‬‬ ‫اقتصاديات العولمة‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم‪ ،‬خصائص وأهداف الحوكمة المؤسسية‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم الحوكمة المؤسسية‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .2‬خصائص الحوكمة المؤسسية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬أهداف الحوكمة المؤسسية‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية الحوكمة المؤسسية‪ ،‬األطراف األساسية وضوابطها‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬أهمية الحوكمة المؤسسية‬
‫‪014‬‬ ‫‪ .2‬األطراف األساسية في الحوكمة المؤسسية‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬ضوابط تطبيق الحوكمة المؤسسية‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬أنظمة ومبادئ الحوكمة المؤسسية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬أنظمة حوكمة المؤسسات‬

‫‪V‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2‬مبادئ الحوكمة المؤسسية‬
‫‪001‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحوكمة المؤسسية من المنظور المصرفي‬
‫‪001‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية ومبررات تطبيق الحوكمة في المصارف‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬أهمية الحوكمة المؤسسية في المصارف‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2‬مبررات تطبيق الحوكمة في المصارف‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬لجنة بازل ومبادئ الحوكمة المؤسسية في المصارف‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬مهام مجلس االدارة‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2‬مهام االدارة العليا‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬ادارة المخاطر والرقابة الداخلية‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬نظام المكافآت والتعويضات‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬الهيكل التنظيمي للمصرف‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬اإلفصاح والشفافية‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آليات الحوكمة المصرفية‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬مجلس اإلدارة‬
‫‪040‬‬ ‫‪ .2‬تعويضات اإلدارة التنفيذية‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1‬هيكل الملكية‬
‫‪050‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1‬السوق لرقابة الشركات (االستحواذ العدائي)‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .2‬منافسة سوق المنتجات (الخدمات) وسوق العمل اإلداري‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1‬التدقيق الخارجي‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬اآلليات القانونية والتنظمية‬
‫‪001‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التفاعل بين اآلليات الخارجية واآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬

‫‪000‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫‪000‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬
‫‪000‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪VI‬‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‬
‫‪004‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االستقرار المالي‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1‬المبادئ الرئيسية لتحديد مفهوم االستقرار المالي‬
‫‪005‬‬ ‫مدرسة عدم االستقرار المالي‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫مدرسة االستقرار المالي‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .2‬تعريف االستقرار المالي‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬أهمية تحليل االستقرار المالي‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المحددات‪ ،‬األهمية‪ ،‬وأسباب عدم االستقرار المالي‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬محددات االستقرار المالي‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬أهمية االستقرار المالي‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬أسباب عدم االستقرار المالي‬
‫‪010‬‬ ‫سعر الفائدة أداة لعدم االستقرار المالي‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫مشكالت التكوين‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1.2.1‬الذعر المالي‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1.2.2‬انهيار سوق األوراق المالية‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1.2.1‬عدم استقرار مستوى األسعار‬
‫‪000‬‬ ‫تأثير سوق األصول على الميزانية العمومية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫تزايد عدم اليقين‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫مشاكل في القطاع المصرفي‬ ‫‪.1.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور القطاع المصرفي في تعزيز االستقرار المالي‬


‫‪000‬‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشرات قياس االستقرار المصرفي والتنبؤ باألزمات المالية‬
‫‪004‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مناهج االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1‬ماهية نظم االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .2‬مناهج االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬
‫‪001‬‬ ‫منهج المؤشرات القائدة‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪001‬‬ ‫منهجية استخراج اإلشارات‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪001‬‬ ‫منهجية بروبيت‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪001‬‬ ‫منهجية نماذج تعتمد على االنحدار اللوجستي‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬التحديات التي تواجه تصميم أنظمة االنذار المبكر باألزمات المالية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬ترابط االقتصادات وانتشار مخاطر عدم االستقرار المالي‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المصرفي‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم مؤشرات الحيطة الكلية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬أهمية مؤشرات الحيطة الكلية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬مكونات مؤشرات الحيطة الكلية‬

‫‪VII‬‬
‫‪015‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬قياس االستقرار المالي للمصارف‬
‫‪015‬‬ ‫‪ .1‬مؤشر التنبؤ باالفالس ‪Z-SCORE‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬تحديد القيمة المعرضة للمخاطر ‪Value at Risk –VAR-‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬اختبار االجهاد المالي‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬نظام التقييم ‪CRAFTE‬‬
‫‪010‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تصحيح عيوب النظام المالي لتفادي تكرار األزمات المالية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬عيوب النظام المالي‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬العوامل المطلوبة لتصحيح عيوب النظام المالي‬
‫‪010‬‬ ‫توسيع الحدود التنظيمية‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪010‬‬ ‫الحد من مسايرة االتجاهات الدورية في العمل التنظيمي والمحاسبي‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪015‬‬ ‫معالجة قضايا االنضباط السوقي وفجوة المعلومات‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪010‬‬ ‫تحسين التنسيق عبر الحدود‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫توفير السيولة لألسواق‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬مستقبل التنظيم المالي‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور المصارف المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬المصارف المركزية وعالقتها باالستقرار المالي‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2‬أدوات تعزيز االستقرار المالي‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬متطلبات ممارسة رقابية فعالة‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .2.2‬صيرفة الظل‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬االشراف على أنظمة الدفع والتسوية‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬المالذ األخير إلقراض المؤسسات الفاشلة‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬مراقبة المخاطر النظامية وأدوات التخفيف منها‬
‫‪001‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األطراف األساسية المسؤولة عن تحقيق االستقرار المصرفي ضمن إطار الحوكمة‬
‫المؤسسية‬
‫‪001‬‬ ‫أهمية بناء نظام إلدارة المخاطر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪004‬‬ ‫دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر‬ ‫‪.2‬‬
‫‪004‬‬ ‫المراجعة الداخلية على أساس المخاطر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫دور لجان المراجعة في إدارة المخاطر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪001‬‬ ‫دور المراجعة الخارجية في إدارة المخاطر‬ ‫‪.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪001‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس استقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪001‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪000‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطورات القطاع المصرفي الجزائري‬

‫‪VIII‬‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية‬
‫‪000‬‬ ‫إصالحات القطاع المصرفي الجزائري قبل قانون النقد والقرض ‪12-12‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫اإلصالح المالي والمصرفي (‪)1131-1131‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪000‬‬ ‫اإلصالحات المصرفية (‪)1112-1131‬‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1.2.1‬اإلصالحات المصرفية ‪1131‬‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1.2.2‬قانون استقاللية البنوك ‪1133‬‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1.2.1‬قانون النقد والقرض ‪12-12‬‬
‫‪001‬‬ ‫اإلصالحات المصرفية بعد قانون النقد والقرض ‪12-12‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬األمر ‪ 21-21‬المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.2‬األمر ‪11-21‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .2.1‬األمر ‪21-12‬‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أزمات القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬أزمة البنوك العمومية ‪1131‬‬
‫‪041‬‬ ‫‪ .2‬أزمة البنوك الخاصة في الجزائر (‪)2223-2221‬‬
‫‪040‬‬ ‫‪ .2.1‬إفالس بنك الخليفة‬
‫‪040‬‬ ‫‪ .2.2‬البنك التجاري والصناعي (‪)B.C.I.A‬‬
‫‪040‬‬ ‫‪ .2.1‬أزمات البنوك الخاصة خالل الفترة ‪2223-2221‬‬
‫‪044‬‬ ‫‪ .2.1‬أسباب انهيار البنوك الخاصة في الجزائر خالل الفترة ‪2223-2221‬‬
‫‪040‬‬ ‫‪ .1‬آثار األزمة المالية العالمية ‪ 2223‬على القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪040‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية ‪2223‬‬
‫‪041‬‬ ‫واقع السوق المصرفية الجزائرية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪041‬‬ ‫بنية النظام المصرفي الحالي‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪041‬‬ ‫‪ .1.1.1‬هيكل القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪051‬‬ ‫‪ .1.1.2‬نطاق التوزيع المصرفي‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1.1.1‬نسبة التغطية المصرفية‬
‫‪050‬‬ ‫مؤشرات الوساطة المالية‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1.2.1‬إجمالي األصول‪/‬إجمالي الناتج المحلي‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1.2.2‬العمق المالي واألداء الخاص بالبنوك‬
‫‪050‬‬ ‫‪ .1.2.1‬التركز‬
‫‪055‬‬ ‫هيكل الودائع والقروض في السوق المصرفية الجزائرية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪055‬‬ ‫هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية‬ ‫‪.1.1.1‬‬
‫‪051‬‬ ‫هيكل القروض في السوق المصرفية الجزائرية‬ ‫‪.1.1.2‬‬
‫‪001‬‬ ‫مؤشرات أداء القطاع المصرفي الجزائري‬ ‫‪.2‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .2.1‬جودة األصول‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .2.2‬مؤشرات الربحية‬

‫‪IX‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .2.1‬مؤشرات السيولة‬
‫‪011‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الرقابة على القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬دور بنك الجزائر في تحقيق استقرار القطاع المصرفي‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬دور المصالح المشتركة لبنك الجزائر في مراقبة البنوك التجارية‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2.1‬مركزية المخاطر‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2.2‬مركزية عوارض الدفع ومصلحة مركزية مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد‬
‫‪014‬‬ ‫‪ .2.1‬مركزية الميزانيات‬
‫‪014‬‬ ‫‪ .1‬الرقابة المستقلة‬
‫‪014‬‬ ‫هيئة التمثيل (جمعية البنوك والمؤسسات المالية)‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪014‬‬ ‫هيئة الرقابة (اللجنة المصرفية)‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪010‬‬ ‫هيئة التنظيم ومنح االعتماد (مجلس النقد والقرض)‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الداخلية وادارة المخاطر في القطاع المصرفي الجزائري‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬مضمون الرقابة الداخلية‬
‫‪001‬‬
‫‪ .2‬األطراف المسؤولة عن الرقابة الداخلية‬

‫‪000‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزامات المرتبطة بمعايير التسيير المصرفي للحفاظ على استقرار القطاع‬
‫المصرفي‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬قواعد الحيطة والحذر‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1.1‬االلتزام بالحد األدنى لرأس المال‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1.2‬نسب المالءة‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1.1‬الرقابة االحت ارزية لمالءة األموال الخاصة واإلبالغ المالي‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1.1‬توزيع المخاطر‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .2‬مراقبة وضعيات الصرف‬
‫‪005‬‬ ‫‪ .1‬نظام التأمين على الودائع‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .1‬شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي القانوني‬
‫‪010‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل االستقرار المالي لمجموعة من البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪ 0104-0111‬باستخدام مؤشرات ‪Z-SCORE‬‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقديم البنوك عينة الدراسة‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬تقديم البنك الوطني الجزائري ‪BNA‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2‬تقديم بنك البركة الجزائري‬
‫‪014‬‬ ‫‪ .1‬تقديم بنك خليج الجزائر‬
‫‪014‬‬ ‫‪ .1‬تقديم بنك ترست الجزائر‬
‫‪015‬‬ ‫‪ .1‬تقديم بنك سوسيتي جنرال‬

‫‪X‬‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم أداء البنوك عينة الدراسة‬
‫‪010‬‬ ‫اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬ ‫‪.1‬‬
‫‪010‬‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪011‬‬ ‫تركز الملكية‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .2‬تقييم مختصر ألهم المؤشرات المالية للبنوك عينة الدراسة‬
‫‪011‬‬ ‫‪ .2.1‬تطور العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2.2‬تطور العائد على األصول للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2.1‬تطور معدل هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪015‬‬ ‫‪ .2.1‬تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪-2223‬‬
‫‪2211‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .2.1‬تطور الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ .1‬نتائج الدراسة‬
‫‪010‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حساب ‪ Z-SCORE‬للبنوك عينة الدراسة‬
‫‪001‬‬ ‫‪ .1‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ z-score‬للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬خالل الفترة‬
‫‪2212-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لترست بنك الجزائر خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك البركة الجزائر خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ .1‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ z-score‬لبنك الخليج العربي خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪004‬‬ ‫‪ .1‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ z-score‬لبنك سوسيتي جنرال خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪005‬‬ ‫‪ .1‬المقارنة بين نتائج البنوك محل الدراسة‬
‫‪000‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪000‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪005‬‬ ‫المراجع‬
‫‪041‬‬ ‫الملخص باللغة العربية‬
‫‪040‬‬ ‫الملخص باللغة اإلنجليزية‬
‫‪040‬‬ ‫الملخص باللغة الفرنسية‬

‫قائمة الجداول‬

‫‪XI‬‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬
‫‪50‬‬ ‫تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪13‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪54‬‬ ‫تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪11‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪55‬‬ ‫تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪22‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪50‬‬ ‫األزمات المصرفية النظامية ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)4-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫تكاليف األزمات المصرفية خالل الفترة ‪2221-1132‬‬ ‫(‪)5-0‬‬
‫‪11‬‬ ‫متطلبات رأس المال ورأس مال التحوط وفق مقررات بازل ‪III‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪01‬‬ ‫قوانين وأنظمة حوكمة الشركات عل مستوى بعض دول العالم‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪014‬‬ ‫معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي ‪2211-1111‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪000‬‬ ‫مصفوفة إشارات اإلنذار المبكر‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪000‬‬ ‫مصفوفة منهجية استخراج اإلشارات‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪010‬‬ ‫مؤشرات الحيطة الكلية ‪MPS‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪210‬‬ ‫أدوات الحفاظ على استقرار األسعار واالستقرار المالي‬ ‫(‪)4-0‬‬
‫‪220‬‬ ‫المخاطر النظامية ومراقبتها وأدوات التخفيف منها‬ ‫(‪)5-0‬‬
‫‪250‬‬ ‫هيكل القطاع المصرفي الجزائري‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪251‬‬ ‫عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪252‬‬ ‫نسبة إجمالي أصول البنوك إلى إجمالي الناتج المحلي خالل الفترة ‪2211-2221‬‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪253‬‬ ‫مؤشرات اقتحام السوق (نسبة الودائع والقروض إلى اجمالي الناتج المحلي خارج‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫المحروقات ‪)2211-2223‬‬
‫‪254‬‬ ‫نسبة أصول البنوك العمومية والخاصة من اجمالي أصول القطاع المصرفي‬ ‫(‪)5-4‬‬
‫الجزائري خالل الفترة ‪2211-2223‬‬
‫‪055‬‬ ‫هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪050‬‬ ‫هيكل القروض المقدمة للقطاع العام والقطاع الخاص خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)1-4‬‬
‫‪001‬‬ ‫حجم القروض الممنوحة حسب األجل خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪000‬‬ ‫مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ‪2212-2221‬‬ ‫(‪)1-4‬‬
‫‪001‬‬ ‫حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)01-4‬‬
‫‪000‬‬ ‫التطور التاريخي إلنشاء نظم التأمين على الودائع في العالم‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪015è‬‬ ‫مساهمة األعضاء المؤسسين لترست بنك الجزائر‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪010‬‬ ‫عدد أعضاء مجالس إدارة البنوك عينة الدراسة‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪010‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال في القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ‪2212-2221‬‬ ‫(‪)04-4‬‬
‫‪011‬‬ ‫تطور العائد على حقوق الملكية لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة‬ ‫(‪)05-4‬‬
‫‪2211-2223‬‬
‫‪010‬‬ ‫العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪-2223‬‬
‫تطور العائد على األصول لعينة البنوك ‪XII‬‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211‬‬
‫‪014‬‬ ‫تطور هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)01-4‬‬
‫‪015‬‬ ‫تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪-2223‬‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211‬‬
‫الصفحة‬
‫‪011‬‬ ‫الشكل‬
‫خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫انزائر‬
‫عنوالج‬
‫الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في‬ ‫شكل‬ ‫رقم‪ -‬ال‬
‫‪)01‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪001‬‬ ‫حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬للفترة‬ ‫(‪)01-4‬‬
‫‪2012-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لترست بنك الجزائر خالل الفترة‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك البركة الجزائر خالل الفترة‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك الخليج العربي الجزائر للفترة‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211-2223‬‬
‫‪004‬‬ ‫حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك سوسيتي جنرال الجزائر للفترة‬ ‫(‪)04-4‬‬
‫‪2211-2223‬‬
‫‪005‬‬ ‫مقارنة مؤشر ‪ Z-Score‬لعينة الدراسة‬ ‫(‪)05-4‬‬

‫قائمة األشكال‬

‫‪XIII‬‬
‫‪15‬‬ ‫حدود البيئة المصرفية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪15‬‬ ‫عناصر البيئة المصرفية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫األسواق الكفؤة في مقابل اقتصاديات الفقاعة المالية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫القوى واالتجاهات الحديثة في البيئة المصرفية‬ ‫(‪)4-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫توزيع خسائر المصارف‬ ‫(‪)5-0‬‬
‫‪41‬‬ ‫دورة حياة األزمة‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪01‬‬ ‫األزمات المزدوجة واألزمات الثالثية‬ ‫(‪)1-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫الخسائر الناتجة عن بعض األزمات المالية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪00‬‬ ‫عملية إدارة المخاطر‬ ‫(‪)1-0‬‬
‫‪11‬‬ ‫عوامل الحوكمة الجيدة‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪011‬‬ ‫خصائص الحوكمة المؤسسية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪010‬‬ ‫أهمية الحوكمة المؤسسية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪014‬‬ ‫الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية بالتناسب مع مستوياتها المختلفة‬ ‫(‪)4-0‬‬
‫‪015‬‬ ‫األطراف الرئيسية في الحوكمة المؤسسية‬ ‫(‪)5-0‬‬
‫‪011‬‬ ‫الضوابط الداخلية والخارجية للحوكمة المؤسسية‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪000‬‬ ‫مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬المعدلة سنة ‪2221‬‬ ‫(‪)1-0‬‬
‫‪000‬‬ ‫مبادئ الحوكمة المصرفية الصادرة عن لجنة بازل سنة ‪2212‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪045‬‬ ‫أنواع تعويضات المديرين التنفيذيين‬ ‫(‪)1-0‬‬
‫‪040‬‬ ‫نظام الحوافز الناجح‬ ‫(‪)01-0‬‬
‫‪011‬‬ ‫دعائم استقرار النظام المالي‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪014‬‬ ‫معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي ‪2211-1111‬‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪011‬‬ ‫عوامل عدم االستقرار المالي‬ ‫(‪)0-0‬‬
‫‪194‬‬ ‫عناصر تحليل مؤشرات الحيطة الكلية ‪MPS‬‬ ‫(‪)4-0‬‬
‫‪054‬‬ ‫التغيرات في حصة أصول القطاع المصرفي الجزائري‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪051‬‬ ‫حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم الودائع خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫‪051‬‬ ‫حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم القروض الممنوحة خالل الفترة‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫(‪)2212-2223‬‬
‫‪000‬‬ ‫نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة والخاصة) خالل‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪004‬‬ ‫معدل العائد على حقوق الملكية في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة‬ ‫(‪)5-4‬‬
‫والخاصة) خالل الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪005‬‬ ‫معدل العائد على األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة)‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫خالل الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪000‬‬ ‫معدل هامش الفائدة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة) خالل‬ ‫(‪)1-4‬‬

‫‪XIV‬‬
‫الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪001‬‬ ‫معدل األصول السائلة‪/‬إجمالي األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك‬ ‫(‪)0-4‬‬
‫العمومية والخاصة) خالل الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪000‬‬ ‫اإلنجليزيةالمصرفي‬
‫باللغةي القطاع‬
‫الداللةاألجل‬ ‫األصولالعربية‬
‫القصيرة األجل‪/‬المطلوبات القصيرة‬ ‫معدلة باللغة‬
‫الدالل‬ ‫االختصار‪ /‬الرمز‬
‫(‪)1-4‬‬
‫الجزائري(البنوك العمومية والخاصة) خالل الفترة ‪2212-2221‬‬
‫‪001‬‬ ‫حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)01-4‬‬
‫‪010‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال في البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل الفترة ‪-2221‬‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2212‬‬
‫‪010‬‬ ‫متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة للفترة ‪2212-2223‬‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪010‬‬ ‫متوسط العائد على األصول ‪ ROA‬لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة ‪-2223‬‬ ‫(‪)00-4‬‬
‫‪2211‬‬
‫‪014‬‬ ‫متوسط هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)04-4‬‬
‫‪010‬‬ ‫متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)05-4‬‬
‫‪011‬‬ ‫متوسط الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة ‪2211-2223‬‬ ‫(‪)00-4‬‬

‫قائمة االختصارات والرموز‬

‫‪XV‬‬
Basel Committee on Banking Supervision ‫لجنة بازل للرقابة المصرفية‬ BCBS
Bank for International Settlements ‫بنك التسويات الدولية‬ BIS
(Capital adequacy)- (Assets quality) – -‫ جودة األصول– اإلدارة‬-‫كفاية رأس المال‬ CAMELS
(MANAGEMENT) -(Earnings) - (Liquidity) -
-‫ التمويل والسيولة‬-‫الربحية واإليرادات‬
(Sensitivity to market risk).
‫الحساسية لمخاطر السوق‬

Chief executive officer ‫المدير التنفيذي األعلى‬ CEO


Center for International Private Enterprise ‫مركز المشروعات الدولية الخاصة‬ CIPE

Corporate governance, Risk management, ‫جودة‬-‫إدارة المخاطر‬-‫الحوكمة المؤسسية‬ CRAFTE


Asset quality, Financial leverage, Transparency
-‫الشفافية‬ -‫المالية‬ ‫الرافعة‬ -‫األصول‬
and Earnings
‫الربحية‬
Early Warning System ‫نظام اإلنذار المبكر‬ EWS
Financial Sector Assessment Program ‫برنامج تقييم القطاع المالي‬ FSAP
Financial Stability Board ‫مجلس االستقرار المالي‬ FSB
Group of Ten ‫مجموعة الدول الصناعية العشرة‬ G10
Group of Twenty 22 ‫مجموعة‬ G20
Global Corporate Governance Forum ‫المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‬ GCGF
International accounting standards ‫المعايير المحاسبية الدولية‬ IAS
International Corporate Governance Network ‫الشبكة الدولية لحوكمة الشركات‬ ICGN
International Finance Corporation ‫مؤسسة التمويل الدولية‬ IFC
Institute of Internal Auditors ‫معهد المدققين الداخليين األمريكي‬ IIA
International Monetary Fund ‫صندوق النقد الدولي‬ IMF
London Stock Exchange ‫بورصة لندن‬ LSE
National Association of Securities Dealers ‫الرابطة الوطنية لتجار األوراق المالية‬ NASD
New York Stock Exchange ‫بورصة نيويورك‬ NYSE
Organisation of Economic Co-operation and ‫منظمة التعاون االقتصاد والتنمية‬ OECD
Development
Return on asset ‫العائد على األصول‬ RoA
Return on equity ‫العائد على حقوق الملكية‬ RoE
Risk weighted Asset ‫األصول المرجحة بالمخاطر‬ RWA
Value at risk ‫القيمة المقدرة للمخاطر‬ VAR

XVI
‫املقدمة‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تحتل المصارف التجارية أهمية كبرى نظ ار لدورها الحيوي في النظم االقتصادية والمالية‬
‫من خالل تأثيرها اإليجابي على التنمية االقتصادية وتعبئة المدخرات الكافية والتوزيع الكفؤ لهذه‬
‫المدخرات على مجاالت االستثمار المختلفة‪ ،‬كما تعتبر الممول األول للتنمية خاصة في‬
‫اقتصاديات الدول التي ال تمتلك أسواق مالية متطورة مثل الدول النامية إذ أنها المصدر الوحيد‬
‫لتمويل غالبية المشروعات في هذه الدول إذ تقوم بتعبئة المدخرات واعادة ضخها في االقتصاد‪.‬‬

‫وبالرغم من ذلك فقد أصبح القطاع المصرفي أكثر القطاعات تعرضا للمخاطر وال سيما في‬
‫عالمنا المعاصر‪ ،‬الذي شهد العديد من التطورات في إطار العولمة والتحرير المالي والمصرفي‬
‫الذي انتهجته العديد من الدول‪ ،‬والذي انعكس على تنامي ظاهرة االندماجات المصرفية‬
‫واستحداث خدمات ومنتجات مالية‪ ،‬إضافة إلى ذلك كان للثورة التكنولوجية وتطور تقنيات‬
‫االتصال وتوظيفها في مجال الصناعة المصرفية األثر البارز على النشاط المصرفي وتحول‬
‫المصارف للصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫وباعتبار القطاع المصرفي أحد أهم أجزاء القطاع المالي‪ ،‬فإن سالمته واستق ارره تعتبر أحد‬
‫الركائز األساسية لسالمة القطاع المالي ككل والقطاع االقتصادي بصفة عامة‪ ،‬حيث ومن خالل‬
‫وظائفه يسعى لتحقيق أعلى عائد‪ ،‬وهو بذلك يواجه مجموعة من المخاطر التي يجب عليه أن‬
‫يقوم بقياسها وتحديدها وتقليلها قدر اإلمكان من أجل تحقيق معدل العائد المقبول والعمل على‬
‫الموازنة بين العائد والمخاطرة‪.‬‬

‫وتتوقف قدرة النظام المصرفي في مواجهة األزمات على مدى قدرة اإلجراءات والتدابير‬
‫االحت ارزية الموضوعة من قبل السلطات النقدية للوقاية من األزمات وعلى مدى قدرتها على‬
‫التدخل للحد والتقليل من الخسائر وتدهور األصول‪ ،‬حيث وفي ظل تزايد المخاطر وتشعبها كان‬
‫ينقصها اإلشراف المصرفي الفعال‪ ،‬مما دفع بالسلطات الرقابية لمختلف دول العالم لوضع قواعد‬
‫آمنة وآليات مشتركة لتقليل المخاطر التي تتعرض لها المصارف‪ ،‬حيث تم إنشاء لجنة بازل‬
‫للرقابة المصرفية في بداية السبعينيات والتي تسعى من خالل تقاريرها إلى تقوية صالبة‬
‫االستقرار المالي وتحقيق التوافق في األنظمة والممارسات الرقابية الوطنية‪ ،‬وذلك بوضع نظم شبه‬
‫ملزمة لكافة المصارف وبأسلوب موحد لقياس وادارة المخاطر والتعرف عليها‪.‬‬

‫من هنا تبرز أهمية إدارة المخاطر لتحقيق االستقرار المالي‪ ،‬في ظل تزايد األزمات المالية في‬
‫العديد من الدول خالل العقود القليلة الماضية خاصة في أعقاب االنهيارات المالية واالقتصادية‬

‫أ‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫التي شهدتها دول شرق آسيا وأمريكا الالتينية وروسيا في التسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وكذلك‬
‫ما شهده االقتصاد األمريكي من تداعيات االنهيارات المالية لعدد من أقطاب الشركات األمريكية‬
‫خالل سنة ‪ ،2222‬وما يشهده العالم حاليا من تداعيات األزمة المالية العالمية وما رافقها من‬
‫انهيار بعض المصارف ذات السمعة واالنتشار الدولي‪ ،‬والتي كان من أبرز أسبابها الضعف‬
‫الواضح في إدارة وضبط المخاطر‪ ،‬غياب دور الحوكمة المؤسسية وضعف الرقابة على سلوك‬
‫اإلدارة وعدم التطبيق الفاعل آلليات الحوكمة وغياب الدور االجتماعي للقطاع الخاص كشريك‬
‫استراتيجي للقطاع العام في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية المستدامة مما أسهم في‬
‫انهيار كبريات الشركات والمؤسسات المالية في العالم وضياع حقوق المساهمين والعاملين فيها‬
‫وأدى بالتالي إلى دخول االقتصاد العالمي مرحلة الركود‪ ،‬مما يؤكد أهمية القواعد واإلجراءات‬
‫الضامنة بأن تدار المؤسسات ومن بينها المصارف بشكل صحيح وفعال لتحسين كفاءة قطاع‬
‫األعمال وتحقيق النمو االقتصادي على مستوى االقتصاد الكلي بما يضمن تعزيز البيئة‬
‫االستثمارية لعمل اقتصاد السوق وتجنيبه أية تشوهات في هيكله أو أدائه‪.‬‬

‫وضمن هذا اإلطار حرصت عدة منظمات دولية وسلطات نقدية على وضع نظم بهدف‬
‫ضمان استقرار وسالمة النظام المصرفي وضمان كفاءته‪ ،‬مثل منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية ‪ OCDE‬ولجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬حيث أصدرتا أوراقا دولية تتضمن معايير وأدلة‬
‫للحكم السليم في المؤسسات المصرفية والمالية‪ ،‬ولقد أصبحت هذه األوراق بمثابة قواعد دولية‬
‫متفق عليها‪ ،‬بحيث أن معظم الدول باتت تركز عليها وتعمل بمقتضاها حفاظا على سالمة‬
‫أنظمتها المصرفية‪ ،‬من خالل حماية حقوق المودعين بتحديد الجهات التي يمكن أن تتولى هذه‬
‫المهمة وواجبات كل جهة وأساليب التنسيق فيما بينها‪ ،‬وحتى تحقق البنوك أهدافها واستراتيجيتها‬
‫يتطلب هذا الزيادة في الوعي بالمخاطر المرتبطة بتحقيق هذه األهداف وبتبني اآلليات الرقابية‬
‫الفعالة في تحديد الوضع الذي تتجاوز فيه حدود المخاطر وتحسين فاعلية إدارة المخاطر‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬وبعد عقود من سياسة التخطيط االقتصادي في الجزائر والعديد من العوامل‬
‫األخرى التي أدت إلى إضعاف التطور المؤسسي‪ ،‬بذلت الحكومة جهودا لتحسين بيئة األعمال‬
‫وانفتاح االقتصاد الجزائري وكذا التحول إلى االقتصاد القائم على قواعد السوق‪ ،‬حيث تم إطالق‬
‫أول دليل لحوكمة الشركات عام ‪ ،2221‬وقامت بوضعه مجموعة عمل حوكمة الشركات متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬كما تم إنشاء مركز "حوكمة الشركات" في أكتوبر ‪ 2212‬بالجزائر العاصمة‪ ،‬ليكون‬
‫بمثابة منبر لمساعدة الشركات الجزائرية على االلتزام بمواد الدليل‪ ،‬واعتماد أفضل ممارسات‬
‫حوكمة الشركات الدولية‪ ،‬وكذا تحسين قيم الحوكمة بما فيها الشفافية والمساءلة والمسؤولية‪.‬‬

‫ب‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫على الرغم من هذا فإن موضوع حوكمة الجهاز المصرفي الجزائري لم يلق االهتمام الكافي‬
‫ويشهد ضعف وبطئ كبيرين في البدأ بااللتزام بها ولم يصدر لحد اآلن أي دليل خاص بااللتزام‬
‫بالحوكمة المصرفية‪ ،‬غير أنه ال يمكن إنكار الجهود المبذولة لبناء إطار تشريعي ومؤسسي‬
‫للحوكمة‪ ،‬حيث وابتداءا من سنة ‪ 1132‬انطلقت اإلصالحات الهيكلية للقطاع االقتصادي والذي‬
‫مس مباشرة القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬وصوال إلى إصالح ‪ 1112‬المتعلق بالنقد والقرض والذي‬
‫وضع اإلطار القانوني للسياسة النقدية‪ ،‬وأعاد للبنك المركزي وظائفه ومهامه من خالل القانون‬
‫‪ ،12-12‬وتلته العديد من اإلصالحات الخاصة بالرقابة الداخلية وتسيير المخاطر المصرفية‬
‫والتي توافق في أغلبها ماجاءت به اتفاقية بازل للرقابة المصرفية‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫في ظل التحديات التي حملتها تغيرات البيئة المصرفية الدولية‪ ،‬والمزايا التي يحققها االلتزام‬
‫بالحوكمة المصرفية‪ ،‬فإن تبني السلطات النقدية الجزائرية آللياتها بصفة حقيقية يكتسب أهمية‬
‫كبيرة‪ ،‬خاصة في حالة عدم االستقرار التي تعرفها الساحة المالية الدولية مؤخ ار‪ ،‬والتحديات‬
‫الراهنة التي تفرضها األزمة المالية‪ ،‬وهو ما يدفع إلى أن تكون إشكالية الدراسة حول مدى إدراك‬
‫البنوك التجارية العاملة في الجزائر ألهمية إدارة المخاطر في إطار آليات الحوكمة المصرفية‬
‫لتعزيز سالمتها واستقرارها‪.‬‬

‫كما يمكن طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬فيما تتمثل تغيرات البيئة المصرفية المعاصرة؟ وهل تؤثر على تزايد المخاطر المصرفية‬
‫وحدوث األزمات؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل وظيفة إدارة المخاطر المصرفية؟ وهل تعتبر أحد أهداف الحوكمة المؤسسية؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل وظائف البنك المركزي في إطار الحوكمة في تعزيز االستقرار المالي؟‬
‫‪ -‬هل تعتمد البنوك التجارية العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر‬
‫المصرفية؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن آلليات الحوكمة أن تساهم في تعزيز االستقرار المالي في القطاع المصرفي‬
‫الجزائري؟ وما الذي يعيق االلتزام بها؟‬

‫ج‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫بهدف معالجة موضوع البحث واإلجابة على إشكاليته‪ ،‬سيتم اختبار صحة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحوكمة وسيلة رئيسية إلدارة المخاطر وتوجد عالقة ارتباط وثيقة بها‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك المركزية ومن خالل دورها في إطار الحوكمة‪ ،‬تهتم بإرساء مفهوم االستقرار‬
‫المالي من خالل التعامل مع األزمات المالية وقت حدوثها‪.‬‬
‫‪ -‬تعتمد البنوك العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر بااللتزام بقواعد‬
‫لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬حيث تقوم هيئات الرقابة المصرفية بالدور المطلوب منها‬
‫في مراقبة المخاطر وتحديدها‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد االلتزام بمبادئ لجنة بازل للرقابة المصرفية على تدعيم ممارسات الحوكمة‬
‫المؤسسية في البنوك والرفع من كفاءتها في إدارة المخاطر في البنوك التجارية العاملة‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫مبررات اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬المبررات الذاتية‬
‫← الميول للبحث في المجال البنكي‪ ،‬وكذلك بحكم التخصص؛‬
‫← الرغبة في االستم اررية للبحث في هذه الدراسة باعتبارها امتداد للدراسة السابقة في‬
‫الماستر‪ ،‬والتي تناولت اإلصالحات المصرفية وتأثيرها على أداء البنوك الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬المبررات الموضوعية‬
‫← أهمية السالمة المالية للبنوك نظ ار لدورها في تمويل التنمية؛‬
‫← تقييم سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري في ظل تغيرات البيئة المصرفية‬
‫الحديثة؛‬
‫← أهمية موضوع الحوكمة المصرفية ودوره في تعزيز االستقرار المالي‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫يكتسي موضوع الحوكمة في البنوك أهمية كبيرة خاصة في أعقاب االنهيارات التي عانى‬
‫ويعاني منها القطاع المالي والمصرفي العالمي‪.‬‬

‫وتأتي أهمية هذه الدراسة من خالل تحليل ودراسة والقاء الضوء على النقاط التالية‪:‬‬

‫د‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫‪ -‬أهمية مبادئ الحوكمة في الجهاز المصرفي ودورها في تفادي األزمات االقتصادية‬


‫وضمان المعاملة المتوازنة لجميع األطراف واستم ارر النشاط االقتصادي وتحقيق النمو؛‬

‫‪ -‬ابراز دور التنبؤ المبكر باألزمات في الوقاية منها ومنع حدوثها؛‬

‫‪ -‬ابراز أثر التزام المصارف بآليات الحوكمة في تحقيق االستقرار المالي؛‬

‫‪ -‬دور مبادئ الحوكمة في تجنب المخاطر مما يشكل دافعا قويا للبنوك بتبني تلك الركائز‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬تهدف هذه الدراسة إلى إثراء المعرفة العلمية في مجال تطوير إطار عملي مقترح يعتمد‬
‫على أفضل الممارسات المصرفية في إدارة المخاطر المصرفية؛‬

‫‪ -‬توضيح مفهوم االستقرار المالي وأهميته وذلك من خالل اآلثار التي أفرزتها األزمات‬
‫المالية وما لها من تأثير على النظام المالي واالقتصادي العالمي ككل؛‬

‫‪ -‬المساهمة في النقاشات التي تدور في الوقت الحاضر حول ضرورة تفعيل دور الحوكمة‬
‫في البنوك الجزائرية كآلية وأحد الوسائل الحديثة الهامة التي تهدف إلى الحفاظ وضمان‬
‫االستقرار في النظام المالي ككل والنظام المصرفي بشكل خاص؛‬

‫‪ -‬معرفة مدى إدراك البنوك العاملة في الجزائر ألهمية آليات الحوكمة وفق المعايير الدولية‬
‫المعتمدة في إدارة المخاطر والخروج بتوصيات مقترحة تساعد البنوك على تطبيقها‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬الحدود المكانية‪ :‬تمثلت عينة الدراسة في مجموعة من البنوك التجارية العاملة في‬
‫الجزائر تختلف من حيث هيكل الملكية (عمومية‪ ،‬خاصة ومختلطة) ونوعية خدماتها‬
‫(إسالمية وتقليدية) هذا من جهة ومن جهة أخرى تم اختيارها لتوفر البيانات المتعلقة‬
‫بفترة الدراسة (حيث يستلزم الستخدام مؤشرات ‪ z-score‬بيانات ‪ 1‬سنوات على األقل)‪،‬‬
‫وتتمثل مجموعة البنوك في‪ :‬البنك الوطني الجزائري ‪ ،BNA‬بنك البركة الجزائري‪ ،‬بنك‬
‫سوسيتي جنرال‪ ،‬ترست بنك الجزائر وبنك خليج الجزائر ‪.AGB‬‬
‫‪ -‬الحدود الزمنية‪:‬‬

‫حدود الدراسة بالنسبة لقياس االستقرار المالي لمجموعة من البنوك التجارية العاملة في‬
‫الجزائر تتمثل في ‪ 3‬سنوات (‪.)2211-2223‬‬

‫ه‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ .0‬دراسة محمد إليفي (‪ :)0104‬أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية‬
‫مع دراسة حالة الجزائر‬

‫هدفت الدراسة إلى تناول أهم األساليب التي كان لها الدور الكبير في إدارة التعثر المصرفي‬
‫في مختلف دول العللم‪ ،‬لمعرفة مدى مساهمة األساليب المطبقة فعليا على مستوى النظام‬
‫المصرفي الجزائري التي أفرزتها اإلصالحات المصرفية وكذا قدرة األساليب غير المعتمدة الممكن‬
‫تطبيقها في البيئة المصرفية الجزائرية إلدارة مشكل التعثر المصرفي‪.‬‬

‫‪Corporate governance of banks‬‬ ‫‪ .0‬دراسة (‪،)Luc Laeven, Lev Ratnovski‬‬


‫‪.)0104( and financial stability‬‬

‫تطرقا الباحثان إلى إمكانية أن تساهم الحوكمة المصرفية في تحقيق االستقرار المالي‪،‬‬
‫وخلصت النتيجة إلى أن إدارة المخاطر بشكل أفضل‪ ،‬وتنظيم األجور للمديرين التنفيذيين‪،‬‬
‫وتعزيز انضباط السوق يمكن أن يساعد في جعل البنوك أكثر أمانا‪.‬‬

‫‪ .0‬دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي‬
‫(‪.)0100‬‬

‫يعنى هذا الدليل بمواكبة تحليل مؤسسات التمويل األصغر لتقييمها لمدى تالزمها مع أفضل‬
‫الممارسات فيما يتعلق بالحوكمة وادارة المخاطر‪ .‬يتوجه هذا الدليل إلى مجالس اإلدارة‪ ،‬المدراء‬
‫التنفيذيين والمدراء المتقدمين العاملين لدى مؤسسات التمويل األصغر‪ .‬كما وأنه‪ ،‬من المتوقع أن‬
‫يستفيد من هذا الدليل كل من مقدمي خدمات التمويل األصغر‪ ،‬في أي مرحلة وضمن أي صيغة‬
‫قانونية كانوا‪ ،‬علما بأن هذا الدليل يركز على الهيكليات المؤسساتية القائمة بشكل عام في البلدان‬
‫العربية وشمال أفريقيا‪.‬‬

‫‪ .4‬أوكيل نسيمة (‪":)0110‬األزمة المالية و إمكانية التوقي منها و التخفيف من آثارها‪-‬‬


‫مع دراسة حالة أزمة جنوب شرق آسيا‪"-‬‬

‫تتمحور إشكالية الباحثة حول إمكانية إيجاد مؤشرات من أجل التنبؤ بحدوث أزمة مالية قصد‬
‫الحد من آثارها خاصة في ظل العولمة وكيفية االستفادة من األزمة المالية اآلسيوية لتوقي‬
‫األزمات المالية‪.‬‬

‫و‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫‪ .5‬دراسة زيدان محمد (‪ :)0115‬أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحكومة في القطاع‬


‫المصرفي باإلشارة إلى البنوك الجزائرية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إلى إبراز أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي و إبراز‬
‫دور الحوكمة في القطاع المصرفي باعتباره القطاع األساسي للتنمية‪ ،‬توصلت هذه الدراسة إلى‬
‫عدة نتائج أهمها أن تطبيق الحوكمة في البنوك الجزائرية مازال في مرحلة األولية وتطبيق مبادئ‬
‫الممارسات السلمية للحوكمة في البنوك يجب أن يمر عبر مسارين‪ :‬األول تقوده البنوك المركزية‬
‫باعتبارها مسؤولة عن تنظيم ورقابة المنظومة المصرفية‪ ،‬والثاني هو البنوك األخرى على مختلف‬
‫أنواعها باعتبارها تلعب دو ار مزدوجا في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة من خالل كونها شركات‬
‫مساهمة من الضروري أن تكون رائدة في تطبيق الحوكمة من جهة وأن تشكل البنوك إحدى‬
‫أدوات التغيير األساسية باتجاه إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة من قبل المؤسسات باعتبارها‬
‫المزود الرئيسي لها باألموال‪ ،‬وأوصى الباحث بضرورة تدعيم تجربة الحوكمة في الجزائر خاصة‬
‫في ظل انفتاح السوق المصرفية وزيادة حدة المنافسة أين أصبح للحوكمة دور فعال في ضبط‬
‫أنشطة البنوك وتجنب وقوع األزمات المصرفية‪.‬‬

‫ما تمتاز به هذه الدراسة عن الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ -‬االهتمام بمفهوم االستقرار المالي‪ ،‬حيث ال توجد دراسات كثيرة تربط االستقرار المالي‬
‫بالحوكمة ووظيفة إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -‬تحليل استقرار القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫منهج البحث واألدوات المستخدمة‪:‬‬

‫لدراسة هذا الموضوع واإلحاطة بمختلف جوانبه‪ ،‬وتحليل أبعاده واإلجابة على إشكاليته تم‬
‫اللجوء إلى استخدام مناهج مختلفة‪ ،‬حيث تم االعتماد على‪:‬‬

‫المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬باستخدام أداة التوصيف والتحليل من أجل تحديد أهم‬ ‫‪-‬‬
‫التعاريف التي يقتضيها البحث‪ ،‬ومن جهة أخرى لتحديد خصائص المؤشرات التي سيتم‬
‫دراستها‪ ،‬والتي تم إعدادها باالعتماد على مصادر ومراجع تنوعت بين الكتب‪ ،‬الدوريات‪،‬‬
‫التظاهرات العلمية والدراسات السابقة حول الموضوع‪ ،‬كما تم االعتماد على شبكة‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫ز‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫‪ -‬منهج دراسة حالة‪ :‬أما بالنسبة للجزء التطبيقي فقد تم االعتماد فيه على منهج دراسة‬
‫حالة على عينة متكونة من مجموعة البنوك التجارية العاملة في الجزائر‪ ،‬باستخدام‬
‫مؤشرات ‪ z-score‬لتحليل مدى استقرار القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫تقسيمات البحث‪:‬‬

‫من أجل اإلجابة عل اإلشكالية ومناقشة صحة الفرضيات‪ ،‬تم تناول الموضوع في أربعة‬
‫فصول‪ ،‬ثالث فصول نظرية وفصل تطبيقي‪ ،‬والتي كان تقسيمها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول‪" :‬البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر"‬

‫تضمن ثالثة مباحث أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول تمهيدي تم التطرق فيه للبيئة المصرفية المعاصرة؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني تم تخصيصه إلبراز العالقة بين العولمة المالية وحدوث األزمات‬
‫المصرفية؛‬
‫‪ ‬وتطرق المبحث الثالث إلدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪" :‬الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها"‬

‫تضمن ثالثة مباحث أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول حول المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني تناول دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة‬
‫المؤسسية؛‬
‫‪ ‬المبحث تطرق آلليات الحوكمة المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ " :‬مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية"‬

‫وتم تقسيمه إلى ثالث مباحث أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول تناول اإلطار النظري لالستقرار المالي؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني حول مؤشرات قياس االستقرار المصرفي والتنبؤ باألزمات المالية؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث تناول المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة‬
‫المؤسسات المالية‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪" :‬تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس استقراره في ظل‬ ‫‪-‬‬
‫الحوكمة المصرفية"‬

‫ح‬
‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المقدمة‬

‫تم تخصيص هذا الفصل للدراسة التطبيقية وتم تقسيمه لثالثة مباحث‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول تطرق لتطورات القطاع المصرفي الجزائري؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني تناول واقع الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث كان مخصصا لتحليل االستقرار المالي لعينة من البنوك العاملة في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪ 2211-2223‬باستخدام مؤشر ‪.Z-SCORE‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫وكأي بحث من البحوث تواجهه مجموعة من الصعوبات‪ ،‬ولعل أهمها صعوبة تحديد البيانات‬
‫الصحيحة من مجموعة البيانات المتوفرة الخاصة بالقوائم المالية لمجموعة البنوك محل دراسة‬
‫نظ ار لتعددها واختالفها‪.‬‬

‫ط‬
‫الفصل األول‬
‫البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة‬
‫المخاطر‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ترتكز سالمة االقتصاد الوطني ألي بلد وفعالية سياسته النقدية على مدى سالمة قطاع المالي‬
‫وباألخص القطاع المصرفي‪ ،‬حيث أن وجود قطاع مصرفي متطور وفعال وعلى درجة عالية من‬
‫المرونة وله القدرة على التجديد واالبتكار يعد شرطا أساسيا لتحقيق النمو واالستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫ولقد شهدت الصناعة المصرفية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي العديد من التغيرات‬
‫العالمية واإلقليمية‪ ،‬والتي كان لها انعكاسات مهمة‪ ،‬من أهمها األزمات المصرفية نتيجة االتجاه نحو‬
‫التحرير المالي‪ ،‬وعولمة األسواق المالية الدولية‪ ،‬وتزايد حركة رؤوس األموال المضاربة‪ ،‬وتزايد دور‬
‫االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬كل هذه العوامل أدت إلى تطور أعمال المصارف وتعدد وتشعب وتعقد‬
‫األنشطة التي تقوم بها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تزايد المخاطر المتعلقة بالنشاط المصرفي‪.‬‬

‫وضمن هذا اإلطار تزايد التركيز على إدارة ومراقبة المخاطر ذات التأثير الكبير والخطير على‬
‫أوضاع القطاع المصرفي‪ ،‬حيث بدأ التفكير في البحث عن آليات لمواجهة تلك المخاطر وايجاد فكر‬
‫مشترك بين المصارف المركزية في دول العالم المختلفة يقوم على التنسيق بين السلطات الرقابية‪،‬‬
‫وذلك من خالل توجهات لجنة بازل للرقابة المصرفية ابتداءا باتفاق بازل ‪ ،I‬ثم بازل ‪ ،II‬إلى بازل ‪.III‬‬

‫وبناءا على ما سبق سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬البيئة المصرفية المعاصرة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العولمة المالية وحدوث األزمات المصرفية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬البيئة المصرفية المعاصرة‬

‫يعتبر القطاع المصرفي من أهم القطاعات التي يستند عليه القطاع االقتصادي نظ ار الرتباط فعاليته‬
‫بتحقيق االستقرار والنمو االقتصادي من خالل وظيفتين أساسيتين‪ ،‬وظيفة اقتصادية تتضمن تسهيل‬
‫قيام المصرف بتحويل الموارد االقتصادية الحقيقية من المقرضين إلى المقترضين‪ ،‬أما بالنسبة للوظيفة‬
‫المالية فتتمثل في مد الوحدات ذات العجز المالي باألموال التي تحتاج إليها لتمويل نفقاتها‪ ،‬وتنفيذ‬
‫خططها االستثمارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫كما يعتبر القطاع المصرفي من أكثر القطاعات استجابة للتغيرات سواء كانت محلية أو دولية‪،‬‬
‫حيث تأثرت الصناعة المصرفية خالل السنوات الماضية بمجموعة من التغيرات وأهمها انتشار ظاهرة‬
‫العولمة االقتصادية والمالية‪ ،‬وظهور الكيانات المصرفية العمالقة الناتجة عن ظاهرة االندماجات‬
‫المصرفية‪ ،‬تنامي استخدام أدوات مالية جديدة نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل في الصناعة المصرفية‪،‬‬
‫وهو ما انعكس على تطور العمل المصرفي وتزايد المخاطر المتعلقة به‪.‬‬

‫وسيتم التطرق في هذا المبحث للنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مفهوم البيئة المصرفية وعناصرها؛‬


‫‪ -‬التوجه نحو العولمة المصرفية؛‬
‫‪ -‬تزايد المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البيئة المصرفية وعناصرها‬

‫باعتبار المصرف نظاما مفتوحا يتصف بالحركية‪ ،‬يؤثر ويتأثر بالبيئة التي يعمل فيها وتعتمد‬
‫فعاليته على مدى التأثير الذي يحدثه التفاعل بين الطرفين حيث يستمد منها موارده البشرية‪ ،‬المادية‪،‬‬
‫المعلوماتية وغيرها في صورة مدخالت ويقدم لها مختلف خدماته المصرفية في صورة مخرجات‪.‬‬

‫فإذا كان البعض يرجع تصاعد االهتمام بمكونات البيئة المصرفية إلى ظهور مفهوم النظم وتزايد‬
‫التدخل الحكومي في القطاع المصرفي‪ ،‬والتشريعات المقننة للنشاط االقتصادي فإن البعض اآلخر‬
‫يرجع االهتمام ذاته إلى زيادة الفرص التي يمكن أن يستغلها المصرف من البيئة التي يعمل فيها وكذا‬
‫التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها‪ ،‬مما يتطلب ضرورة االستعداد لها‪ ،‬واعداد اإلستراتيجية والسياسة‬
‫المالئمة للتعامل مع المتغيرات البيئية‪.‬‬

‫وعليه سيتم التطرق في هذه النقطة إلى مفهوم البيئة المصرفية والعناصر المكونة لها‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف البيئة المصرفية‪ :‬ال يوجد اتفاق بين الكتاب والباحثين حول تحديد مفهوم البيئة وربما يرجع‬
‫ذلك إلى تعقد وتداخل مكوناتها‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن تعريف بيئة المؤسسة بأنها "مجموعة القوى والعناصر التي تحيط بالمنظمة (داخل‬
‫وخارج المنظمة) ولها تأثير مباشر أو غير مباشر على الطريقة التي تعمل بها‪ ،‬وتؤثر في‬
‫طريقة حصولها على الموارد الالزمة الستمرار عملها مثل المواد الخام‪ ،‬والعمال المؤهلون‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫إلنتاج السلع والخدمات‪ ،‬والمعلومات التي تحتاجها لتحسين التكنولوجيا المستخدمة أو تقرير‬
‫‪1‬‬
‫إستراتجيتها التنافسية‪ ،‬وطرق دعم أصحاب المصالح الخارجيين في المنظمة"‪.‬‬
‫‪ -‬ويرى ‪ P.FILHO‬أن البيئة التي يعمل فيها المصرف تنطوي على ثالث مجموعات رئيسية من‬
‫المتغيرات‪ :‬المجموعة األولى تنطوي على المتغيرات على المستوى الكلي كالعوامل االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ ،‬أما المجموعة الثانية فهي متغيرات مرتبطة بشكل مباشر مع المصرف‬
‫كالزبائن والمصارف األخرى‪ ،‬وتنطوي المجموعة الثالثة على متغيرات خاصة ببيئة التعامل‬
‫‪2‬‬
‫داخل المصرف والتي تتكون من العمال والمديرين وغيرهم‪.‬‬

‫وعليه يمكن تعريف البيئة المصرفية على أنها مجموعة من المتغيرات التي تؤثر على أهداف‬
‫المصرف ومستوى كفاءته وفعاليته‪ ،‬وتشمل هذه المتغيرات عوامل داخلية متعلقة باإلدارة وأخرى‬
‫خارجية ال تخضع لسيطرة اإلدارة‪ ،‬وتشكل هذه المتغيرات نقاط قوة أو ضعف‪ ،‬فرص أو تهديد بالنسبة‬
‫للمصرف‪:‬‬

‫‪ -‬نقاط القوة‪ :‬وتتمثل في االمكانيات الداخلية الذاتية للمصرف والتي تعطيه القدرة على استغالل‬
‫الفرص ومواجهة التهديدات‪.‬‬
‫‪ -‬نقاط الضعف‪ :‬وتتمثل في عوامل النقص الداخلية في المصرف التي تعيق من قدرته على‬
‫استغالل الفرص ومواجهة التحديات والتهديدات‪.‬‬
‫‪ -‬الفرص‪ :‬هي مجموع الظروف والعوامل التي تكون خارج بيئة المصرف ذات أثر ايجابي تمكنه‬
‫من التطوير والنمو‪.‬‬
‫‪ -‬التهديدات‪ :‬مجموع العوامل والظروف تكون كذلك خارج بيئة المصرف يمكن أن تؤثر سلبا‬
‫على أدائه أو تسبب خسارة وضرر له‪.‬‬

‫‪ .1‬موسى أحمد خير الدين‪ ،‬محمود أحمد النجار‪ ،‬أثر البيئة الداخلية على االلتزام التنظيمي في المؤسسة العامة للضمان االجتماعي في‬
‫المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬المؤسسة العامة للضمان االجتماعي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0202 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ .2‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬سمية قرياقص‪ ،‬أساليب اإلدارة وبيئة األعمال‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكنرية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.050‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬حدود البيئة المصرفية‬

‫المصدر‪ :‬طارق طه‪ ،‬إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬االسكندرية‪ ،0222 ،‬ص‪.55‬‬

‫‪ .2‬عناصر البيئة المصرفية‪ :‬تشكل البيئة المصرفية المحيط الذي يشتغل فيه المصرف والتي حدثت‬
‫فيها تغيرات كبيرة بفعل التغييرات السياسية المنتهجة في فترة الثمانينيات‪ ،‬وتتكون البيئة المصرفية‬
‫من بيئتين داخلية وخارجية كما هو موضح في الشكل رقم (‪.)0-0‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬عناصر البيئة المصرفية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة إعتمادا على‪ :‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬مجموعة النيل‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0220 ،‬ص‪.001‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.1‬عناصر البيئة الداخلية‪ :‬يتمثل المحيط الداخلي للمنظمة في مجموعة من العوامل والمكونات‬
‫والمتغيرات المادية والمعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة بحدود المنظمة الداخلية‪ ،‬حيث أن البيئة‬
‫الداخلية للمنظمة تمثل المستوى البيئي التنظيمي الداخلي المرتبط بشكل محدد ودقيق بالتطبيقات‬
‫اإلدارية والتنظيمية للمؤسسة لذلك فإن اختالف البيئة الداخلية للمؤسسات يتجسد باختالف في قدرات‬
‫هذه المؤسسات ونواحي قوتها الجوهرية أو ضعفها‪ ،‬والتي من الممكن أن تصبح محددا أساسيا‬
‫‪1‬‬
‫الستغالل الفرص أو التعامل مع التهديدات في البيئة الخارجية للمؤسسة‪.‬‬

‫وعليه يمكن تعريف البيئة الداخلية للمصرف على أنها مجموع العناصر والعوامل الداخلية التي تؤثر‬
‫في أداء المصرف والتي تحدد عناصر القوة والضعف‪ ،‬وتتكون هذه البيئة من‪:‬‬

‫‪ .2.1.1‬مجلس االدارة‪ :‬يعتبر مجلس إدارة المصرف همزة الوصل التي تصل بين األشخاص‬
‫‪2‬‬
‫الذين يوفرون المال وبين الذين يستخدمونه من أجل تحقيق قيمة مضافة‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬حملة األسهم‪ :‬هم الذين يقدمون رأس المال المملوك‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية سلطتهم‬
‫إال أنها محدودة‪ ،‬وهم وحدهم الذين يمكنهم تعيين وفصل أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وموافقتهم‬
‫الزمة ألنواع معينة من العمليات يحددها القانون العام أو النظام األساسي للمصرف‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬اإلدارة التنفيذية‪ :‬إذ يجب أن يتمتعوا بالكفاءة والنزاهة والخبرة الكافية المطلوبة إلدارة‬
‫‪3‬‬
‫المصرف كما أن عليهم أن يتعاملوا وفقا ألخالقيات المهنة‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬المراجعون الداخليون‪ :‬المراجعة الداخلية هي إحدى الوسائل الفعالة للرقابة الداخلية‬
‫التي تعمل على ضمان دقة البيانات المحاسبية واالقتصادية‪ ،‬والتأكد من كفاية االحتياطيات‬
‫المتخذة لحماية أصول المصرف‪ ،‬وفي التحقق من اتباع السياسات والخطط واإلجراءات‬
‫اإلدارية المرسومة ومن ثم قياس صالحية تلك الخطط والسياسات وجميع وسائل المراقبة‬
‫األخرى في تحقيق أهدافه‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬الهيكل التنظيمي‪ :‬يعتبر الهيكل التنظيمي للبنك من أهم عناصر البيئة الداخلية والذي‬
‫يتناسب مع مجال العمل والتخصص وكذا استيعابه لالحتياجات الوظيفية ولمساهمته في‬
‫تحقيق األهداف المرجوة وأهميته كعنصر ايجابي في المناخ التنظيمي‪ ،‬وكل ما كان الهيكل‬
‫التنظيمي للمصرف مرن ومفتوح ومستوعب للظروف ويتناسب مع األهداف فإنه يشجع على‬
‫اإلبداع والتكيف مع البيئة الخارجية للمصرف‪.‬‬

‫‪ .1‬طاهر محسن منصور الغالي‪ ،‬وائل محمد صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع األردن‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.081‬‬
‫‪ .2‬خلود العميان‪ :‬ماهي وظائف مجلس االدارة؟‪ ،‬صحيفة الرياض االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،02025‬الصادرة يوم ‪ 08‬افريل ‪ ،0205‬النسخة‬
‫االكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪ ،/http://www.alriyadh.com :‬تاريخ االطالع‪ 02 :‬ماي ‪.0205‬‬
‫‪ .3‬هالة حلمي السعيد‪ ،‬الحوكمة من منظور مصرفي‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،0221 ،CIPE‬ص‪.4‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.1.2‬الثقافة التنظيمية –القيم‪ :-‬تتمثل القيم في االطار األخالقي والسلوكي الذي يعتمده‬
‫المصرف في تعامله مع مختلف األطراف‪ ،‬والتي يمكن تمثيلها بالقوانين والقواعد التنظيمية‬
‫ومواثيق العمل للمجاالت المهنية إذ تعتبر هذه القيم جزءا أساسيا من إستراتيجية المصرف‪،‬‬
‫وعليه فكلما تمكن مجلس االدارة من تحديدها بوضوح كلما اقترب المصرف من تحقيق‬
‫أهدافه اإلستراتيجية‪ ،‬كما تلعب القيم داخل المصرف دو ار أساسيا في تعزيز ثقة المساهمين‬
‫والزبائن والمستثمرين‪1،‬وتعتبر القيم داخل المصرف من أهم عناصر البيئة الداخلية وقد تكون‬
‫مصد ار لقوته ونجاحه ألنها تنعكس على الهيكل التنظيمي القائم والنمط اإلداري السائد‪ ،‬ونظم‬
‫‪2‬‬
‫االتصاالت والمعلومات وطريقة معالجة المشكالت واتخاذ القرارت‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬نظام المعلومات واالتصاالت‪ :‬يتولد عن ممارسة المصرف لنشاطاته عدد كبير من‬
‫المعلومات والتي تحتاج لها مختلف المستويات داخل المصرف لتسيير األعمال اليومية‪،‬‬
‫ولذلك توجب وجود نظام يعمل على معالجة وتخزين تلك المعلومات وبثها لمتخذي الق اررات‬
‫في الوقت والمكان المناسب‪ ،‬ولقد تزامن تزايد أهمية المعلومات مع التطور الهائل في‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت خالل العقود الثالثة األخيرة من القرن العشرين‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت تشكل المعلومة عنص ار حيويا في نجاح المؤسسات بصفة عامة والمصارف بصفة‬
‫‪3‬‬
‫خاصة في تحقيق أهدافها‪:‬‬
‫‪ -‬ثورة المعرفة‪ :‬أدت ثورة المعرفة إلى تعميق المعرفة ومضاعفة الخبرة والتجربة والمعلومات‬
‫البشرية‪ ،‬انعكس ذلك على تطور العمل اإلداري وتغييره من اإلعتماد على أسلوب التجربة‬
‫والخطأ إلى العشوائية في اتخاذ الق اررات إلى األخذ باألسلوب العلمي حيث ظهرت عدة أنظمة‬
‫التخاذ الق اررات " خوارزميات دعم اتخاذ الق اررات" و"النظم الخبيرة"‪.‬‬
‫‪ -‬ثورة التكنولوجيا‪ :‬أدت ثورة التكنولوجيا إلى السعي وراء االنجازات التكنولوجية المتالحقة مما‬
‫أد ى إلى ظهور وظائف جديدة تتمثل في محللي ومبرمجي النظم ووظائف المتابعة اآللية‬
‫والتوسع في إجراء التحاليل واإلحصاءات‪.‬‬
‫‪ -‬ثورة االتصاالت‪ :‬لقد أدت ثورة االتصاالت إلى ظهور عدة مفاهيم حديثة وأنظمة وخدمات‬
‫جديدة مثل النظم المتكاملة‪ ،‬النظم المفتوحة‪ ،‬شبكة االنترنت والتجارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬ثورة المعلومات‪ :‬حيث أدت ثورة المعلومات إلى سرعة إستغالل ومعالجة البيانات بإستخدام‬
‫التكنولوجيات الحديثة وزيادة امكانياتها‪.‬‬

‫‪ .1‬مصطفى محمد أبو بكر‪ ،‬التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة " مدخل تطبيقي"‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،0225 ،‬ص‪.426‬‬
‫‪ .2‬خضير كاظم محمود الفريجات‪ ،‬السلوك التنظيمي "المفاهيم معاصرة"‪ ،‬أثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،0225 ،‬ص‪.065‬‬
‫‪ .3‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬نظم المعلومات البنكية ودعم اتخاذ القرار‪ ،‬ندوة الخدمات البنكية االلكترونية الشاملة "رؤية مستقبيلة"‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ 05-05 ،‬نوفمبر ‪ ،0222‬ص‪.20‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.2‬عناصر البيئة الخارجية‪ :‬تستمد المصارف التجارية وجودها وتطورها واستم ارريتها من مجموعة‬
‫األبعاد والمتغيرات التي تحيط بها وتؤثر عليها وعلى استراتيجياتها‪ ،‬ونظ ار للمفهوم الواسع للبيئة‬
‫الخارجية وشمولها على العديد من المتغيرات وجد الباحثون منهجية علمية نظامية للتعامل معها‬
‫حيث تم تقسيمها إلى عوامل خارجية عامة وعوامل خارجية خاصة استنادا للتأثير المباشر وغير‬
‫المباشر لهذه المكونات‪.‬‬
‫‪ .2.2.1‬عناصر البيئة الخارجية العامة‪ :‬تتمثل البيئة الخارجية العامة في مجموع القوى‬
‫المحيطة والتي يصعب على المصرف التحكم بعناصرها والتأثير عليها نظ ار لشموليتها على الكل‬
‫وتسمى بيئة التعامل غير المباشر‪ ،‬وتتمثل عناصرها في‪:‬‬
‫‪ .2.2.1.1‬العوامل السياسية والقانونية‪ :‬تتمثل العوامل السياسية والقانونية في التشريعات‬
‫الحكومية والقوانين وأسلوب الحكم وفلسفة الدولة التي يعمل ضمنها المصرف‪ .‬كذلك مدى توفر‬
‫االستقرار السياسي وحجم التدخل الحكومي في االقتصاد ودور الحكومة في االستثمار ومدى وجود‬
‫الشفافية في معاملة الحكومة للقطاع الخاص‪ ،‬وهل تعطي فرص متكافئة للقطاع الخاص أم ال‪،‬‬
‫باإلضافة إلى قوانين الضرائب‪ ،‬تشريعات التجارة االلكترونية‪ ،‬قوانين العمل والمعايير الدولية المحاسبية‬
‫والرقابية‪ ،‬ويظهر للمصارف تأثير الحكومة من خالل األنظمة والقوانين الخاصة بشرعية وجودها‬
‫وعملياتها اليومية وهو ما ينعكس على استراتيجيات المصرف إذ عليه األخذ باالعتبار هذه المتغيرات‬
‫‪1‬‬
‫عند تحديدها‪.‬‬
‫‪ .2.2.1.2‬العوامل االقتصادية‪ :‬تتمثل العوامل االقتصادية في مجموع المتغيرات المحيطة‬
‫بالمصرف التي تعبر عن مدى صحة وحيوية النظام االقتصادي القائم والذي يعمل ضمنه المصرف‪،‬‬
‫وتتضمن‪ :‬الدخل القومي‪ ،‬الدخل الفردي‪ ،‬معدل النمو االقتصادي واالستقرار‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬البطالة‪،‬‬
‫هيكل االستثمارات المحلية واألجنبية‪ ،‬التغيرات في سوق األسهم‪ ،‬معدالت الفائدة وعرض النقود بحيث‬
‫‪2‬‬
‫يأخذ المصرف هذه العوامل في االعتبار عند صياغته الستراتيجياته‪.‬‬
‫‪ .2.2.1.2‬البيئة العالمية‪ :‬إذ وفي ظل العولمة والتطور الهائل على صعيد تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت والتجارة االلكترونية‪ ،‬أصبحت المؤسسات ومن ضمنها المصارف تعمل ضمن بيئة‬
‫مفتوحة غير محمية من المنافسة عبر الحدود‪.‬‬
‫‪ .2.2.1.2‬العوامل التقنية‪ :‬إن التطور والتقدم التقني والتكنولوجي يساهم بشكل فعال في تسريع‬
‫األعمال وتحسين أدائها‪ ،‬ويقصد بالتقنية مدى استخدام المعرفة والتقنيات المتاحة لإلنتاج وتقديم‬

‫‪ .1‬انعام حسن زويلف‪ ،‬دور التحليل االستراتيجي إلبعاد بيئة التحكم المؤسسي في استمرارية المنظمة وتجنب األزمات المالية‪ ،‬مجلة كلية‬
‫بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬العراق‪ ،0225 ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ .2‬على كريم الخفاجي‪ ،‬أثر العوامل والعقبات البيئية في تخطيط ونجاح الحمالت الترويجية " دراسة تطبيقية وتحليلية في عدد من الشركات‬
‫االنتاجية العراقية"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية لجامعة بابل‪ ،‬العراق‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،0200 ،0‬ص‪.22‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الخدمات‪ ،‬ومن أمثلة العوامل التقنية‪ :‬إجمالي النفقات على البحث والتطوير‪ ،‬المنتجات الجديدة‪،‬‬
‫تحسين اإلنتاجية‪ ،‬حماية االختراعات وأنظمة التصميم والتوزيع باستخدام الحاسب اآللي‪.‬‬

‫وتمثل درجة تعقد التقنية ودرجة تطورها عامل من عوامل البيئة الخارجية العامة للمصرف‪ ،‬إذ أن‬
‫التطور السريع في التكنولوجيا يؤدي إلى ضرورة أن يبقي المصرف على المستوى المطلوب من حيث‬
‫الحصول على التكنولوجيا الجديدة ليستطيع اإلبقاء على وضعه التنافسي‪.‬‬

‫‪ .2.2.1.2‬العوامل الثقافية واالجتماعية‪ :‬إن البناء االجتماعي والعالقات السائدة فيه ومنظومة‬
‫القيم واألعراف والتقاليد‪ ،‬يؤثر بشكل كبير في طبيعة سلوك المصرف واألفراد على حد سواء‪ ،‬كما‬
‫تنعكس أيضا على تكوين الهيكل التنظيمي‪ ،‬فالمجتمعات النامية تتسم بالعالقات الشخصية وهو ما‬
‫يؤثر على موضوعية االختيار والتعيين والتطور الوظيفي بتأثير العوامل الشخصية إلى جانب معايير‬
‫كفاءة األداء‪.‬‬

‫أما العوامل الثقافية تتمثل في العوامل المتصلة بالثقافة والخبرات المتراكمة‪ ،‬الحالة التعليمية‪ ،‬تاريخ‬
‫الماضي والحاضر‪ ،‬أسلوب الحياة‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬الين والمعتقدات ‪...‬إلخ‪ ،‬وهذه العناصر تعمل‬
‫‪1‬‬
‫مجتمعة في التأثير غير مباشر على المصارف من خالل التأثير على سلوك األفراد‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬عناصر البيئة الخارجية الخاصة‪ :‬هي مجموعة المتغيرات واألبعاد ذات التأثير‬
‫المباشر على المصارف وترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة عملها‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ .2.2.2.1‬المودعون‪ :‬يعتبر أصحاب الودائع من أهم العوامل الخارجية الخاصة للمصرف‪ ،‬إذ‬
‫أن هذا األخير يعتمد في القيام بأعماله على أموال المودعين حيث تشكل الودائع أغلب موارده المالية‪،‬‬
‫لذا على المصارف التجارية اتباع استراتيجيات ناجعة من أجل جذب الودائع والتوسع في عدد أصحاب‬
‫الودائع حيث أنه كلما زادت وتنوعت مصادر الموارد كان ذلك أفضل بالنسبة للمصرف من أجل‬
‫‪2‬‬
‫المحافظة على مكانته واستم ارره وتحقيق أهدافه ومواجهة المنافسين‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬الزبائن‪ :‬فيجب على المصرف معرفة حاجاتهم قصد الوفاء بها‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬الجهات الحكومية‪ :‬وتمثل السلطة الرسمية في الدولة بما تفرضه من قوانين‬
‫وتشريعات خاصة بمجال عمل ونشاط المنظمة‪ ،‬مما يستلزم دراسة وتحليل ما تفرضه من تشريعات‬
‫قانونية‪ ،‬يجب دراسة التسهيالت واإلعفاءات التي تقدمها الحكومة بصفة خاصة في مجال عمل‬
‫المنظمة أيا كان‪.‬‬

‫‪ .1‬سناء حسن حلو‪ ،‬أثر البيئة التسويقية في التخطيط االستراتيجي للتسويق " بحث تطبيقي في الشركة العامة للصناعات الجلدية"‪ ،‬مجلة‬
‫االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪ ،0225 ،26‬ص‪.026‬‬
‫‪ .2‬منير ابراهيم هندي‪ ،‬ادارة البنوك التجارية "مدخل اتخاذ القرار"‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،0556 ،‬ص‪.055‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫ويرى العديد من الباحثين أن المصارف تعتبر من أكثر المنظمات التي تعاني من اإلجراءات‬
‫الحكومية‪ ،‬على اعتبار أنها تتعامل في عنصر بالغ األهمية وهي األموال‪ ،‬فعلى سبيل المثال تخضع‬
‫المصارف في الواليات المتحدة األمريكية لنظام تشريعي واجرائي مزدوج‪ ،‬فهي تخضع لقواعد واجراءات‬
‫‪1‬‬
‫الحكومة اإلتحادية‪ ،‬وقواعد وتشريعات الوالية التي يعمل بداخلها المصرف‪.‬‬

‫‪ .2.2.2.2‬البنك المركزي‪ :‬يعتبر وجود إطار تنظيمي وقانوني متطور لنظام المصرف أم ار هاما‬
‫وحيويا‪ ،‬حيث شهد الدور الرقابي للمصارف المركزية تغي ار كبي ار حيث تحول اإلطار العام لها من‬
‫السيطرة المطلقة على المصارف إلى العمل على تشجيعها على إتباع السلوك الحصيف‪ ،‬ولم تعد‬
‫الجهة الرقابية هي المتحكم في توجيه االئتمان بل أصبح دورها يقتصر على ضمان سالمة الجهاز‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬العاملون‪ :‬يعتبر موظفوا المصرف الواجهة األساسية وهو الذي يتعامل بشكل دائم مع‬
‫الزبائن‪ ،‬ونتيجة لالحتكاك الدائم بهم تصبح لديه الخبرة الكافية والقدرة على ترجمة احتياجات الزبائن‪،‬‬
‫وهذه االحتياجات يمكن ترجمتها من طرف الموظف في شكل أفكار لتطوير الخدمة المصرفية‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬المنافسون‪ :‬يمثل المنافسون المنظمات األخرى التي تقدم نفس فكر المنظمة نفسه أو‬
‫بدائله‪ ،‬ولهذا يجب دراسة وتحليل موقفهم وقدراتهم ومراكزهم والصورة الذهنية عن كل منافس لدى‬
‫الجمهور والمميزات الخاصة ببرامجهم ومهارات العاملين لديه وغيرها من النقاط التي تساعد في‬
‫تحديد كل منافس‪ ،‬وذلك بما يفيد المنظمة في تحديد موقفها من هؤالء المنافسين وبالتالي ييسر‬
‫ويساعد على بناء استراتيجيتها‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬مؤسسات التصنيف االئتماني*‪ :‬تساعد مؤسسات التصنيف والتقييم االئتماني على‬
‫دعم االلتزام في السوق‪ ،‬حيث تقوم فكرة التقييم على التأكد من توافر المعلومات لصغار المستثمرين‪،‬‬
‫ومن ثم فإن توافر هذه الخدمة من شأنه أن يساهم في زيادة الشفافية ودعم الحماية التي يجب توافرها‬
‫للمتعاملين في السوق‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬وسائل االعالم‪ :‬يمكن لوسائل االعالم أن تمارس الضغط على المصارف لنشر‬
‫المعلومات ورفع كفاءة رأس المال البشري ومراعاة مصالح الفاعلين اآلخرين في السوق‪.‬‬

‫‪ .1‬طارق طه‪ ،‬إدارة البنوك و نظم المعلومات المصرفية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‪.025‬‬
‫*‪ .‬هنالك العديد من المؤسسات التي تقوم بالتصنيف االئتماني‪ ،‬لكن أشهرها المؤسسات األميركية الثالثة هم فيتش (‪)Fitch‬‬
‫وموديز(‪ )Moody’s‬وستاندر أند بورز (‪.)Poor’s & Standards‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التوجه نحو العولمة المصرفية‬

‫عرفت الساحة المصرفية العالمية خالل التسعينيات تحوالت جذرية ببروز ظاهرة العولمة‪ ،‬والتي‬
‫باتت تطرح تحديات جديدة على المنظومة المصرفية لدول العالم من خالل التحوالت باتجاه إطالق‬
‫قوى السوق وتحرير المبادالت التجارية وحركة رأس المال والمعلومات التقنية‪.‬‬

‫‪ .1‬االطار النظري للعولمة المالية‬


‫‪ .1.1‬مفهوم العولمة المالية وأسسها‬
‫‪ .1.1.1‬تعريف العولمة المالية‪ :‬إن العولمة المالية هي الناتج األساسي لعمليات التحرير‬
‫المالي والتحول إلى ما يسمى باالندماج العالمي وهو ما أدى إلى ترابط وتكامل األسواق من خالل‬
‫إلغاء القيود على حركة رؤوس‪ ،‬ومن ثم أخذت تتدفق عبر الحدود إلى األسواق العالمية‪ ،‬ويمكن‬
‫تعريف العولمة المالية على أنها‪ :‬النمو الهائل في حجم التعامالت المالية على المستوى العالمي والتي‬
‫‪1‬‬
‫تقود نحو توحيد أسعار السلع المالية في مختلف األسواق المالية العالمية‪.‬‬

‫ويمكن االستدالل على العولمة المالية من خالل مؤشرين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬المؤشر األول خاص بتطور حجم المعامالت باألسهم والسندات عبر الحدود في الدول‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬المؤشر الثاني خاص بتطور تداول النقد األجنبي على الصعيد العالمي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتقود العولمة المالية أربع قوى رئيسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬الحكومات‪ :‬حيث أن الحكومات تعتبر إحدى القوى الرئيسية للعولمة إذ هي التي تسمح بتحرير القيود‬
‫على القطاع المالي المحلي والحساب الجاري لميزان المدفوعات اقتناعا منها بمنافع التحرير المالي‬
‫لخلق نظام مالي محلي كفؤ قادر على المنافسة وأكثر متانة للنمو واالستقرار‪.‬‬
‫‪ -‬المقترضون والمستثمرون‪ :‬سواء كانوا أفراد أو شركات‪ ،‬حيث يمكنهم الحصول على أموال من‬
‫الخارج بأقل تكلفة في ظل التحرير المالي‪ ،‬كما يمكن للمستثمرين استغالل إزالة القيود لتنويع‬
‫المخاطر والقيام بالتوسعات للحصول على عائدات أعلى‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات المالية‪ :‬إن التقدم التقني والمعلوماتي في ظل العولمة المالية أحدث تغيرات جذرية من‬
‫خالل إضعاف األهمية الجغرافي واتاحة الفرصة للمؤسسات العالمية أن تتواصل بعدة أسواق عالمية‬

‫‪ .1‬ساعد مرابط‪ ،‬أسماء بلميهوب‪ ،‬العولمة المالية وتأثيرها على أداء األسواق المالية الناشئة‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬سياسات التمويل وأثرها‬
‫على االقتصاديات والمؤسسات‪ ،‬دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 00-00‬نوفمبر ‪.0226‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Sergiol.Schmukler, Pablo Zoido- sobaton, financial globalization: opportunities and challenges for‬‬
‫‪developing countries, world bank, Washington D.C., 2001, pp 25-28.‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫من موقع واحد‪ ،‬وكذلك تناقص التكاليف بسبب إلغاء القيود التنظيمية وهو ما ساهم أيضا في فتح‬
‫المجال أمام المصارف التجارية لممارسة أنشطة لم تكن متاحة من قبل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1.1.2‬أسس العولمة المالية‪ :‬ترتكز العولمة المالية على ثالث أسس أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1.1.2.1‬إلغاء الوساطة (‪ :)Disintermediation‬حيث لم يصبح االئتمان المصرفي هو السائد‬
‫في التمويل وانما موازي بصعود قوي لألسواق المالية‪ ،‬حيث تطورت آليات التمويل للسوق المالية‬
‫فباإلضافة إلى أساليب التمويل التقليدية (أسهم وسندات) ظهرت مشتقات مالية تمتد إلى أجيال من‬
‫التحديث‪ ،‬وكذلك مكنت آلية التوريق ‪ Securitization‬من تحويل جزء من الديون إلى أوراق مالية‬
‫وحقوق قابلة للتداول‪ ،‬هذه التطورات أدت إلى تطور الالوساطة المالية وأصبحت المؤسسات المالية‬
‫تتغلغل داخل االقتصاد الوطني ومنافس للبنوك‪ ،‬إذ لم تعد عالقة الجمهور العام والمدخرين‬
‫بالمستثمرين مجرد حسابات بنكية وودائع تحول إلى قروض إنما عالقة إصدار واكتتاب مباشر في‬
‫األوراق المالية‪ ،‬حيث عرفت نسبة الوساطة المالية في فرنسا انخفاضا من ‪ %25‬خالل سنوات‬
‫السبعينيات إلى ‪ %52‬في نهاية التسعينيات‪.‬‬
‫‪ .1.1.2.2‬رفع القيود (‪ :)Deregulation‬رفع القيود ال يعني الحرية المطلقة وانما التخفيف من‬
‫الرقابة كأحد أهم أسس العولمة المالية حيث أن النظام الرأسمالي يميل نحو عدم الخضوع لقيد‬
‫القوانين ثم رفع الرقابة على المصرف‪ ،‬رفع القيود على حركة رؤوس األموال ودور االبتكارات‬
‫المالية في تخفيض تكاليف االتصاالت‪.‬‬
‫‪ .1.1.2.2‬كسر الحواجز (‪ :)Decompartmentalisation‬كسر الحواجز الداخلية والخارجية حيث‬
‫‪"Big‬‬ ‫تم في سنة ‪ 0586‬إجراء العديد من االصالحات على بورصة لندن أو ما يسمى ب "‪Bang‬‬

‫وتم الغاء قانون ‪ Glass Steagall Act‬سنة ‪ 0555‬وقانون المصارف في فرنسا سنة ‪ 0584‬وذلك‬
‫من أجل تعميق التكامل المالي (وحدة الزمان والمكان‪ ،‬النشاط)‪.‬‬
‫‪ .1.2‬انعكاسات العولمة المالية‬
‫‪ .1.2.1‬فوائد التحرير المالي على السوق المالية‬
‫‪ -‬كفاءة التخصيص (رأس المال – المخاطر)؛‬
‫‪ -‬كفاءة نظم المعلومات المالية في السوق المالية إذ تعتبر السوق منخفضة الكفاءة إذا توفرت‬
‫معلومات تاريخية فقط‪ ،‬وكفاءة شبه عالية للسوق المالية إذا تمكن المتعاملون من الحصول على‬

‫‪1‬‬
‫‪. Antoine Gentier, Globalisation financière et systèmes bancaires, M1 CFFP, Université Paul Cézanne,‬‬
‫‪2014, p21.‬‬

‫‪02‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المعلومات العامة بسهولة وتعتبر السوق كفؤة إذا تمكن المتعاملون من الحصول على المعلومات‬
‫العامة والخاصة؛‬
‫‪ -‬تنويع المحفظة المالية لتخفيض مستوى المخاطر‪ :‬تتمثل المحفظة المالية في مجموعة من‬
‫االستثمارات المختلفة التي تولد عائد ومخاطر معينة‪ ،‬ويسعى المستثمر إلى تعظيم العائد المتوقع‬
‫على استثماره ولكنه يواجه بقية المخاطر التي يسعى إلى تخفيضها إلى أدنى حد ممكن وقد‬
‫وضع ماركويتز ‪ Markouitz‬نظرية المحفظة عام ‪ 0550‬للموازنة بين العائد والمخاطرة من‬
‫خالل سياسة التنويع؛‬
‫‪ -‬انضباط السوق‪ :‬إن شفافية النظام المالي تعد أداة فعالة في انضباط صانعي السياسات‬
‫والمشاركين في السوق المالية‪ ،‬فبالنسبة لصانعي السياسات فان االنضباط يستمد من رغبتهم‬
‫الحقيقية في الحفاظ على سمعة الجهاز المالي‪ ،‬أما بالنسبة للمشاركين فإن الشفافية تضمن‬
‫تحقيق االنضباط من خالل إزالة كافة التشوهات في األسعار‪ ،1‬كما تساهم السوق المالية في‬
‫تجنب اآلثار التضخمية إذ لو قامت المصارف التجارية بعمليات التمويل ألدى ذلك إلى زيادة‬
‫مفرطة في حجم االئتمان المحلي‪ ،‬وبالتالي إحداث موجات تضخمية‪ ،‬خاصة أن هذه القروض‬
‫‪2‬‬
‫تأخذ طابع القروض طويلة األجل مما يتطلب فترة طويلة قبل تحقيق النتائج‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬العولمة المالية عامل لتحقيق النمو والتخصيص األمثل للمدخرات على المستوى‬
‫الدولي‪ :‬لقد ساهم التحرير المالي ورفع القيود عن حركة رؤوس األموال في إطار العولمة‬
‫المالية من تمكين الدول النامية من الوصول إلى األسواق المالية األولية بهدف الحصول على‬
‫ما تحتاجه من أموال لسد العجز في الموارد المحلية‪ ،‬أي قصور المدخرات عن تمويل‬
‫االستثمارات المحلية‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إلى زيادة االستثمار المحلي وبالتالي معدل النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬كما يفسح المجال في تحقيق تكلفة التمويل بسبب المنافسة بين الوكالء‬
‫‪3‬‬
‫كما ساهمت السوق المالية في زيادة االدخار والتخصيص األمثل له‪ ،‬حيث‬ ‫االقتصاديين‪،‬‬
‫يوفر مجموعة كبيرة من الخيارات لوحدات الفائض كتوفيره ألصول مالية تعتبر أكثر جاذبية من‬
‫نواحي السيولة والعائد والمخاطرة وبالتالي يشجع الوحدات ذات الفائض لتقليل االنفاق‬
‫‪4‬‬
‫االستهالكي لصالح االدخار‪.‬‬

‫‪ .1‬أمل يحيى شبارو‪ ،‬الديون الداخلية للدول العربية األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (‪ ،) ESCWA‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة الجتماع الخبراء العداد الدول األعضاء في ال‪ ESCWA‬لالجتماع الدولي حول التنمية‪ 12-05 ،‬افريل ‪ ،0228‬الدوحة‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫ص‪.68‬‬
‫‪ .2‬صالح الدين السيسي‪ ،‬دراسات نظرية وتطبيقية‪ :‬قضايا إقتصادية معاصرة‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،0221 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ .3‬محمد صفوت قابل‪ ،‬الدول النامية والعولمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،0224 ،‬ص‪.042‬‬
‫‪ .4‬زيدان محمد‪ ،‬نورين بومدين‪ ،‬دور السوق المالي في تمويل التنمية االقتصادية بالجزائر " المعوقات واآلفاق"‪ ،‬الملتقى الدولي حول سياسات‬
‫التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات – دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ -‬يومي ‪ 00-00‬نوفمبر ‪ ،0226‬جامعة بسكرة‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .1.2.2‬العولمة وزعزعة االستقرار المالي‪ :‬يعني استقرار النظام المالي غياب األزمات المالية‬
‫أو تقليص إمكانية ظهورها إلى أدنى حد ممكن‪ ،‬وتخفيف آثارها إذا ما ظهرت‪ .‬وتعتبر الثقة‬
‫بكفاءة النظام المالي التشغيلية وقدرته على االستمرار أمر أساسي من عناصر االستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬تكرار الفقاعة المالية (فقاعة المضاربة) وعدم االستقرار المالي‪ :‬لقد عرف االقتصاد‬
‫العالمي عدة أزمات مالية ناتجة عن المضاربة المالية الشرسة منها أزمة أزهار التيوليب ‪Tulips‬‬
‫في هولندا (‪ ،)0616-0612‬فقاعة بحر الجنوب ‪ South Sea Bubble‬نتيجة المضاربة على‬
‫أسهم شركة بحر الجنوب البريطانية (‪ ،)0202-0202‬انفجار فقاعة المسيسيبي (‪،)0202-0202‬‬
‫انهيار شركات السكك الحديدية في الواليات المتحدة االمريكية (‪ ،)0821-0868‬أزمات وفقاعات‬
‫بورصة وول ستريت (‪ ،)0582-0580 ،0565-0562 ،0505-0502‬انفجار الفقاعة العقارية في‬
‫اليابان نتيجة ارتفاع معدالت تضخم أسعار األصول في سوقي األسهم والعقارات (‪-0585‬‬
‫‪ ،)0552‬األزمة اآلسيوية (‪ ،)0552-0552‬فقاعة االنترنت (‪ ،)0222-0555‬فقاعة الرهن العقاري‬
‫(‪.)0222-0221‬‬

‫وتنشأ النزعة المضاربية نتيجة حركة رؤوس األموال الساخنة (األموال الساخنة "‪ "Hot Money‬من‬
‫المصطلحات المستخدمة كثي ار في أسواق المال‪ ،‬وتعني األموال األجنبية المتدفقة لغرض تحقيق الربح‬
‫السريع (اقتناص الفرص)‪ ،‬وهي أموال عادة ما تترك السوق بعد تحقيقها أهدافها السريعة‪ ،‬أو عند‬
‫شعورها بالخطر محدثة خلال في التوازن العام لالقتصاد ومخلفة أض ار اًر كبيرة لألسواق غير المحصنة‪،‬‬
‫ومحدودة السيولة‪ ).‬التي تبحث عن أفضل توظيف من حيث العائد‪ ،‬السيولة والخطر في سوق مالية‬
‫أكثر تكامال واندماجا واتصاال وتحررا‪ ،‬تخلق في المقابل انفصاال بين القطاع المالي والقطاع الحقيقي‬
‫األمر الذي يؤدي إلى خلق فقاعة مالية سرعان ما تنفجر لعدم استنادها لقاعدة انتاجية حقيقية وتنتقل‬
‫آثارها لتخلف عدم استقرار وأزمة مالية‪ 1‬يتحرك تأثيرها إلى االقتصاد الحقيقي‪.‬‬
‫ولقد ساهمت عمليات التحرير المالي المحلي والدولي في تسهيل نشاط المضاربات من خالل إلغاء‬
‫القيود التي كانت تحد من قيامها‪ ،‬حيث عرفت سنوات التسعينيات تسارعا كبي ار في تداول األوراق‬
‫المالية التقليدية (أسهم وسندات) باإلضافة إلى ظهور ابتكارات مالية جديدة أو المشتقات المالية التي‬
‫يتم التعامل بها على مدار الساعة في مختلف أسواق العالم‪.‬‬
‫كما ساهمت عدة عوامل أخرى في تهيئة المناخ المناسب لمزاولة المضاربين أعمالهم وجنيهم‬
‫األرباح السريعة تتمثل في إجراءات العولمة المالية‪ ،‬ثبات أسعار الصرف‪ ،‬ارتفاع أسعار الفائدة‬
‫المحلية ووجود اتجاه متزايد لزيادة حجم الدين الخارجي وارتفاع معدالت خدمته‪ ،‬ولقد كانت لهذه‬

‫‪ .1‬عماني لمياء‪ ،‬العولمة المالية‪ :‬ديناميكية رأس المال المالي وتطلعاته‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية بحوث اقتصادية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد‪ ،10‬جوان‬
‫‪ ،0225‬ص‪.000‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المضاربات نتائج سلبية على الدول النامية التي حدثت فيها أثرت في انخفاض قيمة عملتها‪ ،‬ارتفاع‬
‫معدالت التضخم وهو ما أدى إلى هروب كبير لرؤوس األموال نحو الخارج وفقدان ثقة المستثمرين في‬
‫‪1‬‬
‫األسواق‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬السلوك غير العقالني وعدم االستقرار المالي (التمويل السلوكي)‪ :‬إن علم التمويل قد‬
‫تطور بشكل كبير خالل العقود العديدة الماضية‪ ،‬وقد أدرك كثير من الباحثين أن أسعار األسهم‬
‫ليست ناجمة فقط عن أرباح الشركات وأرباح األسهم‪ ،‬ولكن أيضا يتعلق جانب كبير منها بمشاعر‬
‫جمهور المستثمرين‪ ،‬فما نراه من فقاعات مالية في سوق األوراق المالية والتقلبات المفرطة في أسعار‬
‫األصول يشهد على هذه الحقيقة‪ ،‬وبناء على ذلك‪ ،‬يمكننا فهم تقلبات أسعار األسهم بتحليل عقلية‬
‫المشاركين في السوق‪ ،‬ويتمثل التمويل السلوكي في محاولة لشرح وزيادة فهم أنماط التفكير‬
‫للمستثمرين والمدراء‪ ،‬بما في ذلك العمليات المعنوية والدرجة التي تؤثر في عملية صنع القرار‪،‬‬
‫والنتيجة هي تفسير جديد لكيفية عمل االقتصاد الحديث مثل كيفية تأثر األسواق من سلوك‬
‫المستثمرين‪ ،‬وما هو؟ ولماذا؟ وكيفية التمويل واالستثمار من منظور انساني؟‪.‬‬
‫ويعرف التمويل السلوكي على أنه‪" :‬دراسة تأثير علم النفس على سلوك الممارسين الماليين والتأثير‬
‫الحقا على األسواق"‪.‬‬
‫كما يمكن القول أن التمويل السلوكي‪ :‬يجمع السلوك الفردي والظواهر السوقية ويستخدم المعرفة‬
‫‪2‬‬
‫المأخوذة من كل من المجال النفسي والنظرية المالية"‪.‬‬
‫لقد اكتسبت األفكار السلوكية المزيد من االهتمام باستثناء بعض األفكار المركزية في النظرية‬
‫االقتصادية الحديثة‪ ،‬بما في ذلك وجهة النظر القائلة أن كل مشتر أو بائع يمثل نموذجا القتصاد‬
‫ذاتي‪ ،‬أي كشخص عقالني مدفوع بمصلحته الذاتية‪ .‬وكما كتب المؤرخ المالي األمريكي ‪Peter L.‬‬
‫‪" :Bernstein‬فالشخص في االقتصاد الكالسيكي وتحت الظروف كافة هو مجرد إنسان آلي قادر على‬
‫القيام بتفكير موضوعي"‪.‬‬
‫أخفقت النظرية االقتصادية الكالسيكية في أن تأخذ في االعتبار أن العقالنية األفراد يمكن أن تؤثر‬
‫في ق ارراتهم المالية‪ ،‬إذ تؤكد فرضية كفاءة األسواق‪ ،‬وهي حجر الزاوية في العقيدة المالية‪ ،‬أن معظم‬
‫األفراد سوف يقومون بالشراء عندما تكون السلعة‪ ،‬مثل المنزل‪ ،‬أقل من قيمتها الحقيقية‪ ،‬وأنهم سوف‬
‫يمتنعون عن اإلنفاق عندما تصبح السلعة مكلفة للغاية (كما هو موضح في يسار الشكل رقم ‪،)1-0‬‬
‫غير أن النظرية الكالسيكية تواجه صعوبة كبيرة في تفسير الفقاعات االقتصاديةـ والتي ترتفع فيها‬

‫‪ .1‬أحمد منير النجار‪ ،‬عولمة األسواق المالية وأثارها على تنمية الدول النامية مع اإلشارة للسوق الكويتي‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع الريادة‬
‫واإلبداع –استراتيجيات األعمال في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬جامعة فيالدليفيا‪ ،‬يومي ‪ 06-05‬مارس ‪ ،0225‬ص ص‪.08-02‬‬
‫‪ .2‬مهدي عطية موحي الجبوري‪ ،‬التمويل السلوكي ودوره في القرارات المالية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬المجلد ‪ ،00‬العدد ‪،4‬‬
‫‪ ،0204‬ص‪.825‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫األسعار أكثر من القيمة الحقيقية لألصل‪ ،‬سواء أكان منزال أم ورقة مالية‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬فإن النظريات‬
‫االقتصادية السلوكية‪ ،‬والتي تركز على الحالة النفسية في عملية التمويل‪ ،‬تتنبأ بأنه في األوقات التي‬
‫يسود فيها التفكير غير العقالني والعاطفة‪ ،‬فإن عددا كبي ار من الناس سوف يقومون باالستثمار بدال‬
‫من إدراك حقيقة أنهم يدفعون قيما مغالى فيها‪ ،‬فقط حتى يحدث التدافع للخروج من السوق في حالة‬
‫ذعر يؤدي إلى انهيار السوق (كما هو موضح في يمين الشكل رقم ‪.)1-0‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬األسواق الكفؤة في مقابل اقتصاديات الفقاعات المالية‬

‫المصدر‪ :‬جاري ستيكس‪ ،‬عالم الفقاعات المالية وانفجاراتها‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد السقا‪ -‬عدنان الحموي‪ ،‬مجلة العلوم‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،05‬الكويت‪ ،‬عدد سبتمبر‪-‬اكتوبر ‪ ،0225‬ص‪.24‬‬
‫وأحد الموضوعات المتفق عليها في علم االقتصاد السلوكي هو الدوافع النفسية غير العقالنية التي‬
‫تكمن وراء الفقاعات المالية واالنكماش الحاد في األسواق الذي يتبعها‪ .‬ويستشهد ‪Robert Shiller‬‬
‫بمفهوم النزعات الحيوانية ودورة األعمال‪ ،‬أي التقلبات صعودا وهبوطا في النشاط االقتصادي‪ ،‬تعتمد‬
‫على اإلحساس األساسي بالثقة من قبل رجال األعمال والمستهلكين تجاه مشاركة كل منهما اآلخر في‬
‫المعامالت االقتصادية الروتينية‪ ،‬غير أن أساس الثقة قد ال يقوم دائما على تقديرات عقالنية‪ ،‬فالنزعات‬
‫الحيوانية ذلك الشعور الغريزي بأن هذا هو الوقت المناسب لشراء منزل أو هذا السهم النائم تدفع المرء‬
‫إلى الثقة المفرطة واتخاذ ق اررات متهورة خالل فترة االزدهار‪ ،‬وهذه المشاعر يمكن أن تتحول بسرعة‬
‫إلى حالة من الذعر عندما يزداد القلق في ظل تحول السوق نحو االتجاه اآلخر‪ ،‬إن عملية صناعة‬
‫القرار التي تحركها العاطفة تكمل تحيزات معرفية‪ ،‬إخفاق وهم مالي في أن يأخذ بالحسبان التضخم‬
‫‪1‬‬
‫المالي مثال تؤدي إلى منطق استثمار ضعيف‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬عدم تماثل المعلومات وعدم االستقرار المالي‪ :‬تعتبر مشكلة عدم تماثل المعلومات‬
‫من أهم العوامل األساسية التي تؤدي إلى عدم االستقرار المالي‪ ،‬ويعبر مشكل عدم تماثل المعلومات‬

‫‪ .1‬جاري ستيكس‪ ،‬عالم الفقاعات المالية وانفجاراتها‪ ، ،‬ترجمة‪ :‬محمد السقا‪-‬عدنان الحموي‪ ،‬مجلة العلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬الكويت‪ ،‬عدد سبتمبر‪-‬‬
‫اكتوبر ‪ ،0225‬ص‪.24‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫عن الموقف الذي يكون فيه أحد األطراف المتعاملين من الناحية المالية يملك معلومات أكثر من‬
‫اآلخرين‪ ،‬وهو ما يؤثر على الطرف اآلخر من ناحية تقييمه للمخاطر وامكانية اتخاذه ق اررات خاطئة‪،‬‬
‫كما يؤدي ذلك إلى تزايد المخاطر المعنوية وظهور المستفيد المجاني‪ ،‬حيث أن من يملك معلومات‬
‫ال يمكنه منع اآلخرين من الحصول عليها‪ ،‬وهو ما يعيق التشغيل الكفء للنظام المالي والمصرفي‬
‫‪1‬‬
‫وانتشار ما يسمى سلوك القطيع وانتشار العدوى أو تفشيها‪.‬‬
‫‪ .2‬تأثير العولمة المالية على الجهاز المصرفي‬

‫تعتبر ظاهرة العولمة من أكثر الظواهر تأثي ار والتصاقا بالنشاط االقتصادي‪ ،‬والذي يعتبر النشاط‬
‫المصرفي من أهمها وأكثرها تأث ار بالتغيرات الدولية والمحلية الناتجة عن العولمة‪ ،‬حيث دخلت‬
‫المصارف في ميادين وأنشطة غير مسبوقة واتخذت أبعادا ومضامين جديدة بدال من المواقف‬
‫والتصورات الضيقة بهدف تعظيم الفرص واألرباح‪.‬‬

‫‪ .2.1‬مفهوم العولمة المصرفية‪ :‬هنالك فرق بين العولمة المالية والعولمة المصرفية‪ ،‬حيث أن‬
‫العولمة المالية أشمل وهي تتعلق بمختلف المؤسسات المالية في حين أن العولمة المصرفية‬
‫تقتصر على مستوى المصارف‪ ،‬وعليه يمكن تعريف العولمة المصرفية‪:‬‬
‫‪ -‬اتجاه مصيري‪ ،‬يعبر عن صراع المصارف في إطار الكيانات والتكتالت المصرفية الضخمة‪،‬‬
‫والمتعاظمة القوة‪ ،‬والتي أصبحت تملك قدرة عالية على التأثير في شكل واتجاه السوق المصرفية‬
‫‪2‬‬
‫العالمية المتعاظم النمو والمتسارع في االنتشار واتساع التواجد في كافة أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ -‬وأيضا تعرف بأنها‪ :‬خروج المصرف من إطار التعامل المحلي إلى آفاق عالمية‪ ،‬تعمل على‬
‫دمج نشاط المصرف في السوق العالمية‪ ،‬وهذا ال يعني التخلي عما هو قائم وموجه إلى السوق‬
‫المحلية الوطنية‪ ،‬بل تعني االنتقال بمحيط النشاط المصرفي إلى أرجاء العالم مع االحتفاظ‬
‫‪3‬‬
‫بالمركز الوطني‪ ،‬مما يجعله أكثر فعالية وكفاءة ونشاطا‪.‬‬

‫وعليه فالعولمة المصرفية ال تعني أبدا التخلي عن ما هو قائم وموجه إلى السوق المحلية الوطنية‪،‬‬
‫ولكنها تعني أكثر االنتقال بمحيط النشاط إلى السوق الدولية مع االحتفاظ بسوق وطنية أكثر فاعلية‬
‫وأكثر قدرة ونشاطا لضمان االمتداد والتوسع المصرفي‪ ،‬ولضمان االتساق الحيوي لألنشطة المصرفية‬
‫التي يمارسها المصرف‪ ،‬ولقد ساهمت العولمة المصرفية في الربط بين قضيتين رئيسيتين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬عبد الصمد سعدون‪ ،‬ادارة األزمات المالية في إقتصادات متقلبة ( نموذج دول مجلس التعاون الخليجي )‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الخامس والثالثون‪ ،0201 ،‬ص ص‪.06-05‬‬
‫‪ .2‬نايف علي عبيد‪ ،‬البنوك في ظل العولمة‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوطن العربي‪ ،‬بيروت‪ ،0552 ،‬ص‪. 08‬‬
‫‪ .3‬محمد فرج عبد الحليم‪ ،‬التطورات المصرفية واالئتمانية المعاصرة في السودان‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول التطورات المصرفية‬
‫واالئتمانية المعاصرة في مصر والعالم العربي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ 00-01 ،‬ماي ‪ ،0224‬ص‪.02‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬تحرير النشاط التمويلي؛‬


‫‪ -‬تحديث النشاط المصرفي واصالحه‪.‬‬

‫وهو ما نتج عنه توليد ضغوط على المصارف من أجل إعادة الهيكلة التنظيمية لتتوافق مع‬
‫‪1‬‬
‫متطلبات العولمة واالتجاه نحو الحداثة المصرفية والتحرر االداري‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أسباب ظهور العولمة المصرفية‬

‫لقد ارتبط ظهور العولمة المصرفية بنشأة وتطور النظام الرأسمالي الذي يتمثل جوهره في تحركات‬
‫رؤوس األموال عبر الحدود واآلليات والشروط بها فيما بين األسواق المالية‪ ،‬حتى ظهر مفهوم التحرير‬
‫المالي وضرورة تنفيذه‪ ،‬ويعني التحرير المالي إلغاء القيود والضوابط على حركة رؤوس األموال قصيرة‬
‫األجل وطويلة األجل عبر الحدود‪ ،‬واعطاء السوق مطلق الحرية والفعالية في عمليات وضمان وتوزيع‬
‫وتخصيص الموارد المالية وتحديد أسعار العمليات المالية طبقا لقوى العرض والطلب‪ ،‬والغاء الرقابة‬
‫المالية الحكومية وبيع المصارف ذات الملكية العامة مع إعطاء المصارف والمؤسسات المالية‬
‫‪2‬‬
‫استقاللها التام وعدم فرض أي قيود حرية الدخول والخروج من صناعة الخدمات النقدية والمالية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ولقد ساهمت عدة عوامل في اتجاه المصارف نحو العولمة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التطور الذي حدث في اقتصاديات تشغيل المصارف والذي أدى إلى جعل األسواق المصرفية‬
‫المحلية أضيق من أن تستوعب كل ما تسمح به القدرات اإلنتاجية للمصارف المحلية‪ ،‬كما أنها في‬
‫الوقت ذاته أصبحت ال توفر مجاال للحماية والتحوط االحترازي لتركز المخاطر وارتباطها بحكم‬
‫التخصص وتقسيم العمل الدولي وآليات التفاعل للنظام الرأسمالي الحر‪ ،‬فضال عن اعتبارات النمو‬
‫السريع للمصارف العالمية والتي أدت إلى تهميش وتراجع المصارف المحلية وتناقض قدراتها حتى‬
‫على المستوى المحلي‪ ،‬وأصبح يتهددها خطر االبتالع واالختفاء؛‬
‫‪ -‬مشاركة المصارف في تشجيع وتطوير سوق المال عن طريق زيادة إقبال المدخرين للتعامل‬
‫والتملك في أسهم وسندات الشركات المختلفة وذلك في إطار إنشاء وتأسيس شركات السمسرة‬
‫وادارة المحافظ وضمان وتغطية االكتتاب والخصم من جانب والتعاون مع صناديق وشركات‬
‫التأمين الوطنية إلنشاء وتكوين صناديق استثمار تتعامل في أسواق المال من جانب آخر‪ ،‬وكذلك‬
‫قيام اإلدارات المتخصصة بالمصارف بحمالت الترويج وبحوث السوق الالزمة في اتجاه وتنشيط‬

‫‪ .1‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة‪ :‬مقدمة في فكر واقتصاد وادارة عصر الالدولة‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‪.025‬‬
‫‪ .2‬رمضان علي الشراح‪ ،‬محمد سعيد الشريف‪ ،‬العولمة والبنوك االسالمية‪ ،‬مجلة آفاق اقتصادية‪ ،‬اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول‬
‫األمارات المتحدة‪ ،‬مركز البحوث والتوثيق‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،0220 ،52‬ص‪.65‬‬
‫‪ .3‬عزت عبد الحليم‪ ،‬أسباب العولمة المصرفية‪ ،‬مجلة اتحاد المصارف العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬العدد ‪ ،016‬المجلد ‪ ،0222 ،02‬ص‪.26‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الخدمات واألنشطة القائمة والمقدمة بها لتسهيل أداء عمليات البيع والشراء لألوراق المالية وايجاد‬
‫وتحديث خدمات جديدة كالحفظ المركزي لسرعة تداول هذه األوراق في اتجاه ثان؛‬
‫‪ -‬تطوير عدد البأس به من المصارف إطارها المؤسسي بما يدعم التحول نحو الصيرفة الشاملة‬
‫حيث دخلت هذه المصارف بقوة إلى ميادين عمل جديدة كالتمويل التأجيري وصيرفة األعمال‬
‫وأنشطة أسواق رأس المال والتأمين المصرفي والخدمات المصرفية الخاصة وغيرها‪ ،‬وذلك سواء‬
‫عبر تأسيس شركات تابعــة أو متفرعة أو خلق دوائر جديدة في المصرف لممارسة هذه األعمال‬
‫واألنشطة غير التقليدية؛‬
‫‪ -‬ضخامة حركة رؤوس األموال الدولية وانسيابها وسرعة تدفقها من مكان إلى آخر على إتساع دول‬
‫العالم وامتداد أسواقه الدولية‪ ،‬واستحالة تجاهل هذه الموارد‪ ،‬والتقاضي عن فرص االستفادة منها‬
‫وتحويلها من مجرد أموال وافدة إلى أموال مستقرة موظفة توظيفا جيدا وفاعال وقد دعم هذا األمر‬
‫ظهور وتنامي الكتل النقدية ذات التأثير غير المحدود على حركة رؤوس األموال وعلى قابليتها‬
‫للتوظف ولالستثمار متوسط وطويل األجل‪ ،‬وعلى ق اررات المضاربين وانتقالهم من مركز نقدي‬
‫معين إلى مركز نقدي آخر ومن أوجه معينة في االستثمار إلى مجاالت وأوجه أخرى؛‬
‫‪ -‬تضخم وتنامي الشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات مما جعل منها إمبراطوريات من حيث‬
‫القيمة المضافة‪ ،‬ومن حيث حجم األصول‪ ،‬ومن حيث حجم األموال المتدفقة منها واليها‪ ،‬والتي‬
‫معها أصبحت تحتاج إلى وجود بنك كوني يتيح لها خدماته المصرفية حيث ترغب وحيث تود أن‬
‫تكون‪ ،‬خاصة وأن العالقة ما بين هذه الشركات وبنوكها تستلزم منها أن يكون نشاطها ومعامالتها‬
‫المصرفية محصو ار في بنك ضخم يتولى مسؤولية وأمانة مستقبل هذه الشركات وينمو ويتنامى‬
‫معها ومن ثم فإنها بحكم المصالح وبحكم المسؤولية تحتاج إلى بنك وحيد قادر على خدمتها‬
‫ورعاية مصالحها‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أهداف العولمة المصرفية ومتطلباتها‬


‫‪ .2.2.1‬أهداف العولمة المصرفية‪ :‬تحقق العولمة المصرفية العديد من األهداف التي من‬
‫‪1‬‬
‫بينها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يصبح المصرف أكثر قدرة على إرضاء الزبون واشباع رغباته؛‬
‫‪ -‬أن يصبح المصرف أكثر كفاءة في استغالل إمكانياته وتفعيل قدراته؛‬
‫‪ -‬أن يصبح المصرف أكثر اقتصادية في تحقيق أكبر عائد من التكاليف التي يتحملها‪.‬‬

‫‪ .1‬أسار فخري عبد اللطيف‪ ،‬العولمة المصرفية ‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث قسم بحوث االئتمان‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪ ،0224‬ص‪.24‬‬

‫‪09‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫وعليه فإن العولمة المصرفية تتجاوز مرحلة الضرورة إلى نطاق الحتمية‪ ،‬حيث تحقق للمصارف‬
‫‪1‬‬
‫مجموعة من األهداف‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬وضع برامج وقائية لمواجهة ما قد ينشأ من أزمات مصرفية سواء على المستوى الكلي العالمي أو‬
‫على المستوى الجزئي المحلي؛‬
‫‪ -‬دعم المركز المالي للمصارف وزيادة القوة المالية بالشكل الذي يجعله قاد ار على تمويل العولمة‬
‫المصرفية بجوانبها االنتشارية الجغرافية وجوانبها الخاصة بالمزايا التنافسية؛‬
‫‪ -‬إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة البحث وتطوير المصارف لتحسين األداء والدخول في‬
‫مجاالت جديدة أفضل مع مراعاة نظرية التكامل والكتل المصرفية‪ ،‬واإلستفادة من االختالف‬
‫والفروق الفردة بين المجتمعات البشرية في تقديم خدمات مصرفية متميزة أكثر إشباعا وفعالية؛‬
‫‪ -‬تحقيق فعالية غير محدودة في إعادة هيكلة المصرف من الداخل لتصبح أنشطته (التخطيط‪-‬‬
‫التنظيم‪-‬التوجيه‪-‬التحفيز والمتابعة الجماعية) ارتقائية فعالة توفر كافة اإلمكانات والطاقات‪ ،‬وفي‬
‫الوقت ذاته دافعة ومحفزة على االبتكار والتحسين المستمر‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬متطلبات العولمة المصرفية‪ :‬تعتبر العولمة المصرفية بمثابة تيار متدفق مستمر‪،‬‬
‫تتحد بناءا عليه االرتكازات والتوجهات المصرفية للبنك الذي يشق طريقه نحو العولمة‪ ،‬وتحتاج‬
‫العولمة إلى إدراك البنى الذاتية للمصارف‪ ،‬بحيث يجب أن تنمو بالشكل الذي يمكنها من تخطي‬
‫الحدود ونشر شبكة فروعه ووحداته على مستوى العالم وفي إطار يتصف بالتكامل‪ ،2‬ومن هنا‬
‫تكون العولمة المصرفية انبعاث من داخل المصرف‪ ،‬ويتطلب قدرة غير محدودة على انتاج‬
‫الخدمات المصرفية فائقة الجودة واستخدامها كمتغير جوهري الختراق األسواق المصرفية الدولية‬
‫والتواجد المؤثر فيها وابتالعها تدريجيا‪ ،‬وهو أمر يتطلب العمل عل مراحل تدريجية الكتساب‬
‫‪3‬‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة القوة المالية وتدعيم المركز المالي للمصرف بالشكل الذي يجعله قاد ار على تمويل عملية‬
‫العولمة بجوانبها االنتشارية الجغرافية وجوانبها الخاصة بالمزايا التنافسية الحيوية؛‬
‫‪ -‬تحقيق أكبر قدر ممكن من الحماية والتحوط والصيانة واألمن والسرية بجوانبها الثالث‪ :‬أمن‬
‫المعلومات‪ ،‬أمن المؤسسات وأمن األفراد وبالشكل الذي يدعم الصورة الذهنية الجماهيرية‬

‫‪ .1‬غالم عبد اهلل‪ ،‬العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0204 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ .2‬جمال الدين بيومي‪ ،‬تحديات العقد الجديدة‪ ،‬مجلة اتحاد المصارف العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬العدد ‪ ،040‬المجلد ‪ ،0220 ،00‬ص‪.85‬‬
‫‪ .3‬غالم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.55-58‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫واالنطباع المصرفي عن المصرف‪ ،‬ويخلق سمعة جيدة وعناصر جذب تسويقية صحيحة وسليمة‬
‫ومؤكدة تضمن للبنك نصيب متنام من السوق المصرفية؛‬
‫‪ -‬تنويع وعصرنة قاعدة الخدمات والمنتجات‪ ،‬حيث عملت المصارف على تقديم خدمات مبتكرة في‬
‫إطار صيرفة التجزئة مثل بطاقة االئتمان والصرف اآللي وتقديم القروض االستهالكية واالسكانية‬
‫وبرامج االدخار المرتبطة بالتأمين؛‬
‫‪ -‬أصبحت عمليات التجميع والدمج والتملك وسيلة لدى بعض المصارف السيما الكبرى منها للتوسع‬
‫في حجم األعمال والربحية وتحقيق وفورات الحجم*‪ ،‬وخفض التكاليف ودخول ميادين عمل جديدة‬
‫مما أدى إلى إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة المصارف؛‬
‫‪ -‬تطوير أساليب الرقابة واالفصاح لدى المصارف‪ ،‬وتحسين آليات الرقابة الخارجية والداخلية‬
‫وسياسات الضبط الداخلي‪ ،‬وتحسين طرق إعداد التقارير المالية واعتماد المعايير الدولية‬
‫للمحاسبة والشفافية المالية في إعداد البيانات المالية وبما يتالءم والقواعد العالمية بتطوراتها‬
‫المتواصلة؛‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة طرق تقديم وتسويق الخدمات والمنتجات المصرفية‪ ،‬من خالل التركيز أكثر على‬
‫قنوات الخدمة الذاتية أو قنوات التوزيعات المباشرة‪ ،‬وتحويل الفروع من مراكز عمليات مستقلة إلى‬
‫قنوات تسويق وبيع الخدمات المصرفية المباشرة للزبائن‪ ،‬كذلك من الضروري التركيز على تقديم‬
‫الخدمات المصرفية عن طريق األنترنت والدخول بقوة وفعالية إلى ميدان التجارة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬إحداث تقدم ملموس وحيوي في أنشطة البحث والتطوير في المصارف لتحسين األداء والدخول‬
‫إلى مجاالت جديدة أفضل وأرقى‪ ،‬مع عدم تجاهل نظرية التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬وكذلك مراعاة‬
‫نظرية التكامل المصرفي‪.‬‬

‫‪ .2‬القضايا األساسية التي تواجه القطاع المصرفي في ظل العولمة المالية‬

‫عرف القطاع المالي العالمي خالل السنوات األخيرة العديد من التحوالت الجذرية المهمة التي‬
‫أفرزتها العولمة المالية‪ ،‬ودعت إلى ضرورة المواكبة والتكيف كمتطلبات أساسية وذلك لما كان لها من‬
‫تأثير كبير أبرزها وأهمها تحرير تجارة الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬والتطورات التكنولوجية‪ ،‬وتطبيق‬
‫برامج االصالح االقتصادي‪ ،‬والتكتالت المصرفية‪ ،‬واألخذ بمفهوم الصيرفة الشاملة‪ ،‬وزيادة حدة‬

‫*‪ .‬وفورات الحجم أو اقتصاديات الحجم أو اقتصاديات السلعة ( ‪ )Economies of scale‬تمثل انخفاض تكلفة الوحدة المنتجة التي حصلت‬
‫عليها المؤسسة من خالل زيادة كمية اإلنتاج‪ ،‬وكخاصية من خصائص العملية اإلنتاجية وتتمثل في أن ارتفاع عدد القطع المنتجة من سلعة ما‬
‫‪http://www.linfo.org/economies_of_scale.html‬‬ ‫ينتج عنه انخفاض في تكلفة إنتاج هذه القطعة‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬مشروع لينكس للمعلومات‪،‬‬
‫(‪.)0205/02/05‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الضغوط التنافسية بين المتدخلين في السوق المصرفية بتقديم تشكيلة متنوعة من الخدمات المصرفية‬
‫بجودة عالية وتكاليف منخفضة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬االتجاه نحو الصيرفة الشاملة‪ :‬إن التغيرات المصرفية العالمية التي عكستها العولمة على أداء‬
‫المصارف أدت إلى ظهور ونمو كيانات مصرفية جديدة تمثلت في المصارف الشاملة والتي‬
‫تعني تحول المصارف التجارية بل وباقي المصارف إلى مصارف شاملة‪ ،‬التي تسعى دائما وراء‬
‫‪1‬‬
‫تنويع مصادر التمويل والتوظيف وتعبئة أكبر قدر ممكن من المدخرات‪.‬‬

‫وتعرف المصارف الشاملة على أنها‪ ":‬تلك المصارف التي تقوم بتقديم كل الخدمات المصرفية‪،‬‬
‫التقليدية وغير التقليدية بما فيها القيام بدور المنظم‪ ،‬وتجمع في ذلك بين وظائف المصارف التجارية‬
‫ومصارف االستثمار‪ ،‬إضافة إلى نشاط التأمين‪ ،‬وتأسيس الشركات أو المشروعات‪ ،‬وال تقوم هذه‬
‫المصارف على أساس التخصص القطاعي أو الوظيفي‪ ،‬بل تساهم في تحقيق التطوير الشامل‬
‫والمتوازن لالقتصاد‪ ،‬مع القيام بدور فعال في تطوير السوق المالية والبورصة‪ ،‬وكافة أوجه النشاط‬
‫‪2‬‬
‫المالي واالقتصادي في المجتمع"‪.‬‬

‫‪ .2.2‬زيادة عمليات االندماج المصرفي‪ :‬مع تسارع وتيرة العولمة والتحرر المالي في األسواق المالية‬
‫أصبحت ظاهرة االندماج بين المصارف والمؤسسات المالية تعرف انتشا ار واسعا‪ ،‬كما أنها‬
‫أصبحت مطلبا ملحا من جانب كثير من المنظمين والمتعاملين في أسواق المال‪ ،‬إذ تشهد‬
‫األسواق المصرفية الدولية عمليات اندماج كثيرة وبأحجام كبيرة‪.‬‬

‫ويعرف االندماج المصرفي على أنه ‪ " :‬قيام مصرفين أو أكثر باالتحاد واالمتزاج والتحالف لتشكيل‬
‫كيان إداري مصرفي أكبر حجما وأوسع نطاقا‪ ،‬وبالتالي اكتساب اقتصاديات أفضل سواء من خالل‬
‫تعظيم العائد والمردود واألرباح أو من خالل اكتساب قوة وقدرة على مواجهة المخاطر‪ ،‬وتخفيض‬
‫التكاليف‪ ،‬واكتساب تأثير أكبر في السوق المصرفية المحلية والعالمية‪ ،‬وقدرة أكبر على توجيه هذه‬
‫السوق لحماية المصالح المكتسبة‪ ،‬أو التأكيد عليها‪ ،‬وزيادة نمو هذه المصالح وبشكل مناسب ومعدل‬
‫‪3‬‬
‫مرتفع‪ ،‬وبما يؤدي إلى توفير مؤكدات نجاح المصارف المندمجة"‪.‬‬

‫‪ .1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬العولمة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0221 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ .2‬رابح عرابة‪ ،‬دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية – مع االشارة إلى حالة مصر‪ ،-‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪،‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬ص‪.058‬‬
‫‪ .3‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬االندماج المصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.06‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2.2‬ظهور أدوات ومستحدثات مالية جديدة‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التجارة االلكترونية ‪ :Electronic commerce‬تمكن التجارة االلكترونية المصارف من تسويق‬
‫وتوزيع منتجاتها العادية وخدمات االستثمار لزبائنها عن طريق االنترنت‪ ،‬كما يمكن طرح منتجاتها‬
‫بكل مواصفاتها ومعلوماتها عبر االنترنت مما يزيد من عدد المتعاملين‪ ،‬ويقلص من حجم النفقات‪،‬‬
‫ومن جهة يسهم المصرف كذلك في هذه العملية بإصدار بطاقات الكترونية خاصة بالزبائن‬
‫للتحويل والتسديد‪ ،‬ويكون ضامنا لحق التاجر في سداد قيمة الصفقات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬القروض المشتركة ‪ :Syndication‬هي نوع من القروض ذات قيمة ومخاطر كبيرة‪ ،‬تشترك في‬
‫تقديمها عدة مصارف‪ ،‬تخص هذه القروض تمويل العمليات الكبيرة ذات المبالغ الضخمة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تعد أداة مهمة لتوفير االحتياجات التمويلية‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات االستثمار‪ :‬هي وثيقة قابلة للتداول‪ ،‬يصدرها المصرف بعد إيداع مبلغ من المال مودع‬
‫بأرباح معينة لمدة محددة تزيد أو تقل عن ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ .2.2‬ظهور االبتكارات المالية‪ :‬لقد شهدت األسواق المالية والنقدية الدولية القائمة ابتكارات مالية‬
‫جديدة من أهمها وجود إدارة جديدة للخصوم في ظل المنافسة السعرية‪ ،‬ونمو وتزايد استخدام‬
‫أوراق الفائدة المسومة واآلجال القصيرة ولقد ظهرت أدوات مالية جديدة تتيح للمقترضين والزبائن‬
‫فرصة الحصول على مصدر تمويل طويل األجل خالل إصدار سلسلة من األوراق المالية‬
‫القصيرة األجل‪ ،‬كما أن هناك ابتكارات مالية أخرى تعمل نحو األسواق المالية القابلة للتداول‬
‫مثل االبتكارات نحو المخاطرة المتمثلة في القروض ذات الفائدة المعومة والعقود المستقبلية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وابتكارات تدعيم السيولة المتمثلة في مبادالت القروض وصناديق االستثمار في أسواق النقد‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تغير هيكل الخدمات المصرفية‪ :‬لقد حدث تغير كبير في أعمال المصارف وتوسعت مساحة‬
‫ودائرة ونطاق أعمالها حيث أخذت المصارف تتجه إلى أداء خدمات مصرفية ومالية لم تكن‬
‫تقوم بها من قبل وانعكس ذلك بوضوح على هيكل ميزانيات المصارف‪ ،‬ولقد اتضح من أحدث‬
‫التقارير على أكبر المصارف أن المصدر الرئيسي ألرباحها لم يعد يتحقق من عمليات االئتمان‬
‫المصرفي‪ ،‬أي اإلقراض بل من األصول األخرى‪ ،‬ومن ناحية أخرى انخفض النصيب النسبي‬
‫للودائع إلى إجمالي الخصوم بالمصارف‪ ،‬وأن الخصوم القابلة للمتاجرة زاد نصيبها النسبي إلى‬
‫إجمالي خصوم المصارف‪ ،‬نتيجة تزايد نشاطها في األنشطة األخرى غير اإلقراضية‪.‬‬

‫‪ .1‬عائشة بدوي عبد الرحمن‪ ،‬الصيرفة الشاملة كمدخل لمواكبة مستجدات الصناعة المصرفية‪ ،‬مجلة بنك البركة السوداني‪ ،‬السودان‪ ،‬العدد‪،8‬‬
‫يونيو ‪ ،0200‬ص‪.06‬‬
‫‪ .2‬رمضان علي الشراح‪ ،‬محمد سعيد شريف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫وقد انعكس هذا المناخ بشكل كبير على أعمال المصارف وهيكل الخدمات التي تقدمها وذلك على‬
‫النحو التالي‪:1‬‬

‫‪ -‬حدثت تغيرات هامة في هيكل ميزانيات المصارف حيث تنوعت مصادر األموال ومجاالت‬
‫توظيفها فلم يعد المصدر الرئيسي ألرباح المصارف يتحقق من االئتمان المصرفي؛‬
‫‪ -‬أدى دخول المصارف التجارية في عمليات مصارف االستثمار إلى توسيع دائرة المخاطر التي‬
‫تواجه أعمالها لتشمل مخاطر السوق باإلضافة للمخاطر االئتمانية؛‬
‫‪ -‬شهدت المصارف في معظم دول العالم تغيرات هامة في مكونات الودائع تمثلت في اتجاه‬
‫نسبة الودائع ألجل وودائع التوفير وشهادات اإليداع إلى إجمالي الودائع للتزايد بشكل واضح‬
‫مقابل انخفاض حجم الودائع الجارية‪.‬‬

‫وكنتيجة طبيعية إلعادة هيكلة الخدمات المصرفية توجهت المصارف وخاصة المصارف التجارية‬
‫إلى التحول إلى ما يسمى بالمصارف الشاملة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬خوصصة المصارف‪ :‬تعتبر خوصصة المصارف أحد نتائج العولمة‪ ،‬حيث اتجهت المصارف‬
‫في الدول النامية بالتحديد نحو الخوصصة بعد زوال الملكية العامة للمصارف في ظل تحول‬
‫الكثير من هذه الدول إلى تطبيق برامج اإلصالح االقتصادي والتحول آلليات السوق‪.‬‬

‫وتعني خوصصة المصارف توسيع قاعدة الملكية من خالل طرح جزء من رأس مال تلك المصارف‬
‫للبيع والتداول في بورصة األوراق المالية وبالتدريج‪ ،‬لخلق بيئة تنافسية في السوق المصرفية وتحقيق‬
‫كفاءة أكبر لتلك المصارف في ظل العولمة‪ ،‬بحيث يقوم صاحب القرار باختيار المصرف المراد‬
‫خوصصته لسبب أو آلخر‪ ،‬ثم يقوم بطرح أسهم هذا المصرف لالكتتاب بعد تقييم أصوله وخصومه‬
‫واعادة هيكلته وتأهيله لعملية الخوصصة‪ ،‬على أن تحتفظ الحكومة بملكية جزء كبير من رأس مال هذا‬
‫المصرف كمرحلة أولى‪ ،‬ثم تزداد نسبة البيع للقطاع الخاص تدريجيا مع األخذ في عين االعتبار‬
‫الطاقة االستيعابية للسوق المالية‪ ،‬أي خوصصة المصارف تتم على المدى الطويل أو المتوسط مع‬
‫السماح لمستثمر استراتيجي أن يمتلك الحصة المطروحة أو أن يمتلك الجزء األكبر منها مما يؤدي‬
‫‪2‬‬
‫إلى سيطرته في القرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬هارون الطاهر‪ ،‬العقون نادية‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول " المنظومة المصرفية في‬
‫األلفية الثالثة‪ :‬منافسة‪ ،‬مخاطر وتقنيات"‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬يومي ‪ 2-6‬جوان ‪.0225‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬العولمة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.026-025‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.2‬اشتداد المنافسة‪ 1:‬أدت جولة األوروغواي ‪ 0554‬إلى الخروج باتفاقية تحرير الخدمات من‬
‫القيود‪ ،‬وقد اتخذت المنافسة في إطار اتفاقية الخدمات المصرفية ثالث مظاهر واتجاهات‬
‫رئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬المنافسة بين المصارف التجارية فيما بينها سواء في بالسوق المصرفية المحلية أو السوق‬
‫العالمية؛‬
‫‪ -‬المنافسة فيما بين المصارف والمؤسسات المالية األخرى؛‬
‫‪ -‬المنافسة فيما بين المصارف والمؤسسات غير المالية األخرى على تقديم الخدمات المصرفية‪.‬‬

‫هذه االتجاهات أدت إلى احتدام المنافسة في السوق المصرفية في ظل إزالة الحواجز الجغرافية‬
‫لتلبية احتياجات الزبائن لقوة دخول المؤسسات المالية خالف المصارف إلى السوق المصرفية‬
‫وخاصة في أسواق الخدمات المالية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬انتشار ظاهرة غسيل األموال‪ :‬يعتبر القطاع المصرفي من أكثر القطاعات االقتصادية استهدافا‬
‫من قبل القائمين على غسيل األموال‪ ،‬ومن أهم القنوات المفضلة لهم‪ ،‬من خالل دوره الكبير في‬
‫تقديم الخدمات المصرفية وتحديدا عمليات الصرف والتحويل النقدي بواسطة الشيكات والشيكات‬
‫السياحية والحواالت المالية الخاصة بالوسائل االلكترونية وبطاقات االئتمان والوفاء وعمليات‬
‫المقاصة وادارة المحافظ االستثمارية وتداول العمالت واألسهم وغيرها‪ ،‬وهذه الخدمات يتسع‬
‫مداها ونطاقها في عصر المعلومات وتتحول إلى أنماط أكثر سهولة من حيث األداء وأقل رقابة‬
‫من حيث آلية التنفيذ خاصة في ميدان المصارف االلكترونية أو مصارف الويب على شبكة‬
‫األنترنت‪ ،‬ومثل هذه العمليات بشكليها التقليدي وااللكتروني تعتبر أحسن وسيلة يمكن استغاللها‬
‫من أجل إخفاء المصدر غير المشروع للمال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تزايد المخاطر المصرفية‬

‫في ظل العولمة ومع تزايد المنافسة المحلية والدولية‪ ،‬أصبح أي مصرف معرض للعديد من‬
‫المخاطر التي قد تنشأ نتيجة لعوامل داخلية متعلقة بنشاط وادارة المصرف‪ ،‬أو عوامل خارجية ناتجة‬
‫عن التغيرات التي تحصل في البيئة التي يعمل فيها المصرف‪ ،‬وعلى وجه الخصوص البيئة العالمية‬
‫والبيئة المحلية المتأثرة بالتغيرات المصرفية العالمية‪.‬‬

‫‪ .1‬عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل‪ ،‬العولمة وأثارها االقتصاية على المصارف –نظرة شمولية‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .1‬تطور المخاطر في البيئة المصرفية الحديثة‬

‫أصبحت البيئة المالية والمصرفية مليئة بالمخاطر‪ ،‬حيث تركزت إحدى الدراسات التي أصدرها بنك‬
‫التسويات الدولية أن ثلثي دول أعضاء صندوق النقد الدولي قد تعرضوا ألزمات مالية ومصرفية خالل‬
‫الفترة من ‪ ،0555-0582‬حيث يوضح الشكل التالي القوى واالتجاهات الحديثة في البيئة المصرفية‬
‫وتأثيرها في تزايد المخاطر المصرفية‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬القوى واالتجاهات الحديثة في البيئة المصرفية‬

‫‪Source: Timothy W. Koch, Steven Scott MacDonald, Bank Management, Dryden, 2000,‬‬
‫‪p 15.‬‬

‫ويرجع السبب في تزايد المخاطر في القطاع المصرفي في إطار العولمة المالية إلى العوامل‬
‫اآلتية‪:1‬‬

‫‪ -‬زيادة الضغوط التنافسية‪ :‬حيث تجبر المنافسة المصارف على تقديم أفضل الخدمات بأقل‬
‫األسعار‪ ،‬مما أدى لتشجيع الميل إلى المخاطرة لتحقيق أقصى عائد على رأس المال المستثمر‬
‫وكسب أكبر حصة ممكنة في السوق‪ ،‬وهو ما أدى إلى تزايد المخاطر المصرفية خاصة مخاطر‬
‫االئتمان؛‬
‫‪ -‬التغيرات التنظيمية واإلشرافية‪ :‬قامت العديد من الدول والتنظيمات المهنية المتخصصة بفرض‬
‫العديد من القيود التنظيمية على عمل المصارف وذلك للتقليل من مخاطر المنافسة فيما بينها‪،‬‬
‫والمحافظة على حدود معقولة من اتساع أعمال المصارف خارج الميزانية وتحولها من األعمال‬
‫التقليدية إلى أسواق المال مما أدى إلى تعرضها لمخاطر أزمات السيولة باإلضافة إلى مخاطر‬
‫السوق األخرى والتضخم وتقلبات األسعار؛‬

‫‪ .1‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0204 ،‬ص‪. 000‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬عدم استقرار العوامل الخارجية‪ :‬أدى عدم استقرار األسواق العالمية وعدم االستقرار المستمر‬
‫ألسعار الفوائد وأسعار صرف العمالت وابتداع المصارف ألدوات تغطية مستقبلية خاصة بالشركات‬
‫المتعددة الجنسية والتغيرات الهيكلية التي شهدتها األسواق المصرفية والمالية في السنوات األخيرة‬
‫نتيجة التحرر من القيود على حركة رؤوس األموال وانفتاح األسواق المحلية‪ ،‬أدت إلى وجود‬
‫مخاطر جديدة لم تكون موجودة سابقا‪ ،‬مثل مخاطر التسعير ومخاطر السياسة ومخاطر سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬مما أحدث زيادة عدد مرات المتغيرات والعوامل المؤثرة في نشاط المصارف؛‬
‫‪ -‬التطورات التكنولوجية‪ :‬والتي تعتبر من العوامل االيجابية على مخاطر العمل المصرفي نتيجة‬
‫زيادة قدرة المصارف على تحديد مخاطرها‪ ،‬وادرتها بطريقة أفضل‪ ،‬ولكن نجم عن ذلك أيضا آثار‬
‫سلبية تمثلت بمخاطر التجارة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬تزايد حجم األصول خارج الميزانية‪ :‬حيث تزايد حجم األصول خارج الميزانية وتنوعها لدى‬
‫المصارف بغية تحسين العائد على أصولها من خالل الحصول على عوائد دون الحاجة لالحتفاظ‬
‫بتلك األصول ضمن بنود ميزانياتها‪.‬‬

‫لقد أدت هذه التغيرات إلى تزايد المخاطر بأشكالها المتنوعة التي تواجه عمل المصارف لتضم‬
‫العديد من أنواع المخاطر التي لم تكن محل اهتمام من قبل‪ ،‬حيث زاد االهتمام بالمخاطر التشغيلية‬
‫ومخاطر السوق ومخاطر أسعار الفائدة ومخاطر سعر الصرف‪ ،‬مما يتطلب من المصارف استخدام‬
‫التكنولوجيا واألساليب الحديثة إلدارة هذه المخاطر والتنبؤ بها‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم المخاطر المصرفية‬

‫تعد الصناعة المصرفية من أكثر الصناعات تعرضا للمخاطر‪ ،‬حيث تعاظمت هذه المخاطر‬
‫وتغيرت طبيعتها في ظل تطورات التحرير المالي‪ ،‬ومستحدثات العمل المصرفي‪ ،‬وتنامي استخدام‬
‫أدوات مالية جديدة ساعد على خلقها التقدم التكنولوجي الهائل في الصناعة المصرفية‪ ،‬وهو ما يتطلب‬
‫من مدراء المصارف فهم طبيعتها والتأكد من تقديرها والتصرف السليم حيالها من أجل البقاء في‬
‫ميدان المنافسة الدولية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬مفهوم المخاطر‪ :‬يطلق غالبا على المخاطر مصطلح الخطر رغم التباين الواضح بينهما في‬
‫األدب الفرنسي ‪ ،Danger ≠Risque‬بحيث تختلف المخاطر عن الخطر اختالفا جوهريا‪،‬‬
‫فالخطر حدث كامن واحتمال حدوثه ضعيف جدا وال يقع إال في وقت األزمات وهو مذموم‬
‫والتخطيط له مكلف جدا‪ ،‬أما المخاطر المالية احتمال حدوثها كبير جدا ومن المربح التخطيط‬
‫لها قبل حدوثها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫يوجد للمخاطر عدة تعاريف تختلف باختالف الزاوية التي ينظر منها‪ ،‬فمن بين هذه التعاريف‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪ .2.1.1‬المفهوم اللغوي للمخاطر‪ :‬كلمة مخطر هي كلمة مأخوذة من المصطلح ‪Rescass‬‬


‫‪1‬‬
‫أي ‪ Risque‬والذي يعني تغيير وانحراف عن ما كان متوقع‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬المفهوم االصطالحي للمخاطر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يمكن تعريف المخاطر على أنها "عدم التأكد من وقوع خسارة معينة"‪.‬‬

‫باإلضافة إلى حالة عدم التأكد‪ ،‬هناك الخسارة غير المؤكدة أي أن المخاطر هي الخسارة‬
‫المادية المحتملة نتيجة وقوع حادث معين ومنه فالمخطر مقترن بصفتين أساسيتين هما حالة عدم‬
‫التأكد والخسارة فكلما زاد مقدار عدم التأكد زادت المخاطرة ومنه وقعت الخسارة‪.‬‬

‫يمكن أن يعبر عن المخاطر بالمعنى االصطالحي على أنها "توزيع احتمالي ‪Probability‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ "Distribution‬مع انتشار النتائج المستقبلية حول مستوى التوقع‪ ،‬فإن إمكانية تحقيق انحراف‬
‫‪3‬‬
‫موجب يعبر عن فرصة‪ ،‬فيما يفهم في الحالة العكسية (االنحراف السالب) بأنها مخاطرة‪".‬‬
‫‪ .2.1.2‬المفهوم القانوني للمخاطر‪ :‬يمكن تعريف المخطر من الناحية القانونية على أنه‬
‫"احتمالية وقوع حادث مستقبال‪ ،‬أو حلول أجل غير معني خارج إرادة المتعاقدين قد يهلك‬
‫الشيء بسببه‪ ،‬أو يحدث ضرر منه"‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬مفهوم الخطر من المنظور التأميني‪ :‬يعتبر الخطر في عقد التأمين ثالث عناصر‬
‫العقد‪ ،‬بعد قسط التأمين ومبلغ التأمين‪ ،‬ويقصد به " حادث مستقبل محتمل الوقوع ال يتوقف على‬
‫إرادة أي من الطرفين اللذين تم بينهما العقد"‪ ،4‬وعليه فالخطر في المجال التأميني له معنى واسع‬
‫ألنه يعني كل حادث احتمالي سواء كرهه االنسان أم أحبه‪ ،‬وترتب على وقوعه ضرر أم ال‪ ،‬أي أن‬
‫الخطر في معناه الفني الدقيق عند رجال التأمين يختلف عن الخطر في عرف االستعمال الشائع‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫الذي يعني كارثة يكرهها االنسان ويخشى وقوعها ألن وقوعها يصيبه بضرر في نفسه أو ممتلكاته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. R.S.Raghavan, Risk Management In Banks, February 2003, p841.‬‬
‫‪ .2‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬دار الميسرة للنشر‪ ،‬األردن‪ ،0200 ،‬ص‪. 05‬‬
‫‪ .3‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسن راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة ‪ ،‬األردن‪ ،0200 ،‬ص‪.060‬‬
‫‪ .4‬إبراهيم أبو النجا‪ ،‬التأمين في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ، 1992 ،‬ص‪. 56‬‬
‫‪ .5‬عبد الناصر براني أبو شهد‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف االسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪ ،0201 ،‬ص‪.04‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.1.2‬المفهوم االقتصادي للمخاطر‪ :‬عرف معهد المراجعين الداخليين األمريكي المخاطر‬


‫بأنها‪":‬احتمال وقوع حادث مستقبال تؤثر في تحقيق المؤسسة ألهدافها‪ ،‬ويمكن قياس هذه المخاطر من‬
‫‪1‬‬
‫خالل درجة تأثيرها على أهداف المؤسسة وكذا درجة احتمال حدوثها"‪.‬‬

‫‪ -‬كما يمكن تعريفه‪ ":‬ينشأ الخطر عندما يكون هناك احتمال ألكثر من نتيجة والمحصلة‬
‫‪2‬‬
‫النهائية غير معروفة"‪.‬‬

‫مما سبق يمكن تعريف المخطر على أنه احتمال اختالف النتائج الفعلية على النتائج المتوقعة‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬المفهوم المالي للمخاطر‪ :‬تعرف المخاطر في مجال اإلدارة المالية بأنها ‪":‬التقلب في‬
‫العوائد المستقبلية للق اررات المالية وفي أغلب أدبيات اإلدارة المالية تستخدم المخاطرة مرادف لالتأكد‬
‫‪3‬‬
‫‪ Uncertainty‬وكالهما يتعلقان بالفرص االستثمارية التي ال تكون عوائدها معروفة مسبقا"‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تعريف المخاطر المصرفية‪ :‬يمكن تعريف المخاطر المصرفية‪:‬‬
‫‪ -‬يحدث الخطر المصرفي خالل الفترة التي تفصل بين وقت منح القرض من أجل االستحقاق أو‬
‫السداد المتوقع أو يستطيع أن يشمل األحداث غير متوقعة التي تصعب من قدرة المدين على‬
‫الوفاء بدينه‪.‬‬
‫‪ -‬المخاطر المصرفية هي "حالة عدم التأكد في استرجاع رؤوس األموال المقرضة أو تحصيل أرباح‬
‫‪4‬‬
‫مستقبلية متوقعة"‪.‬‬
‫‪ -‬تتمثل المخاطر المصرفية في "التقلبات في القيمة السوقية للمصرف"‪.‬‬
‫‪ -‬تتمثل المخاطر المصرفية في "درجة تقلب العائد الفعلي للعملية االقراضية عن العائد التعاقدي‬
‫نتيجة ألسباب داخلية تتمثل في ضعف إدارة المصرف‪ ،‬أو ألسباب خارجية ناتجة إما عن عدم‬
‫‪5‬‬
‫قدرة الزبون على السداد أو تأخره في السداد‪ ،‬أو ألسباب سيادية كالظروف االقتصادية"‪.‬‬
‫‪ -‬ولقد عرفت لجنة التنظيم المصرفي وادارة المخاطر المنبثقة عن هيئة قطاع المصارف في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية )‪ (FSR‬المخاطر المصرفية على أنها احتمال حصول خسارة إما بشكل‬
‫مباشر من خالل خسائر في نتائج األعمال أو خسائر في رأس المال أو بشكل غير مباشر من‬

‫‪1‬‬
‫‪.The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of Internal‬‬
‫‪Audit (Standard), 2010, p19.‬‬
‫‪ .2‬طارق اهلل خان‪ ،‬حبيب أحمد‪ ،‬ترجمة عثمان بابكر أحمد‪ ،‬ادارة المخاطر تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية‪ ،‬البنك االسالمي‬
‫للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،0221 ،‬ص‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسن راضي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.060‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Anne Marie Percie du Sert, Risque et contrôle de risque, Economica, Paris, 1999, p25.‬‬
‫‪ .5‬محمد عبد ربه‪ ،‬قياس تكلفة مخاطر االئتمان المصرفي في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.50‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫خالل وجود قيود تحد من قدرة المصرف على تحقيق أهدافه وغاياته‪ ،‬حيث إن مثل هذه القيود‬
‫تؤدي إلى إضعاف قدرة المصرف على االستمرار في تقديم أعمالة وممارسة نشاطه من جهة‬
‫وتحد من قدرته على إستغالل الفرص المتاحة في بيئة العمل المصرفي من جهة أخرى‪.‬‬

‫وعليه يمكن تعريف المخاطر المصرفية على أنها احتمال تعرض المصرف إلى خسائر غير‬
‫متوقعة وغير مخطط لها أو تذبذب العائد المتوقع من استثمار معين أي أن المخاطر ممكن أن تأخذ‬
‫شكل سلبي وهو الفرق بين العوائد الحقيقة والعوائد المتوقعة (عندما تكون العوائد الحقيقية أقل) أو عدم‬
‫التأكد من العائد‪ ،‬وعليه فالمخاطر المصرفية تتمثل في مجمل المخاطر المتعلقة بنشاط المصرف‬
‫والتي تجعله غير قادر على إعادة أصل القرض أو تحقيق أكبر ربحية ممكنة من االستثمار‪ ،‬ويعكس‬
‫هذا التعريف وجهة نظر المدققين الداخليين وادارة المصرف للتعبير عن قلقهم إزاء اآلثار السلبية‬
‫الناجمة عن أحداث مستقبلية محتملة الوقوع لها قدرة على التأثير على تحقيق أهداف المصرف‬
‫المعتمدة لتنفيذ استراتيجياته بنجاح‪.‬‬

‫ومن الحقائق العامة أن المخاطرة والعائد مرتبطان ايجابيا‪ ،‬وعلى المستثمر أن يتحمل مخاطرة‬
‫إضافية إذا أراد تحقيق عائد أعلى‪.‬‬

‫ويستند تعريف المخاطر المصرفية على مبادئ أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬أوال يعني مفهوم المخاطر المصرفية أن المصرف على دراية ومعرفة تامة بالمخاطر التي‬
‫يتعرض لها ويصنفها ويحدد الجهات المسئولة عن كل نوع منها؛‬
‫‪ -‬التحديد المنظم للمخاطر هو األساس ألي إدارة فعالة للمخاطر ولذلك يتعين أن يولي‬
‫‪1‬‬
‫المصرف مسألة تحديد المخاطر أولوية عالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتميز المصارف بين نوعين من الخسائر وهي‪:‬‬

‫‪ -‬الخسائر المتوقعة‪ :‬وهي الخسائر التي يتوقع المصرف حدوثها‪ ،‬مثل توقع معدل عدم الوفاء‬
‫بالدين في محفظة القروض‪ ،‬والتي يتحوط لها المصرف بإحتياطيات مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬الخسائر غير المتوقعة‪ :‬وهي الخسائر التي تتولد نتيجة ألحداث غير متوقعة‪ ،‬مثل تقلبات مفاجئة‬
‫في أسعار الفائدة‪ ،‬أو تقلبات مفاجئة في اقتصاد السوق‪ .‬ويعتمد المصرف في هذه الحالة على‬
‫متانة رأس ماله لمقابلة الخسائر غير المتوقعة‪.‬‬

‫‪ .1‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وادارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Mary Keegan, Management of Risk "Principles and Concepts, H M Treasury, The Orange Book,‬‬
‫‪working Papers, October 2004, P9.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫والشكل التالي يوضح توزيع الخسائر‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬توزيع خسائر المصارف‬

‫المصدر‪ :‬ماهر الشيخ حسن‪ ،‬قياس مالءة البنوك اإلسالمية في إطار المعيار الجديد لكفاية رأس المال‪ ،‬المؤتمر‬
‫العالمي الثالث حول االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،0225 ،‬ص‪.28‬‬

‫‪ .2‬مصادر المخاطر المصرفية‬

‫يرتبط حدوث المخاطر المصرفية بمجموعة من األسباب التي تؤدي إلى احتمال حدوث اختالف‬
‫بين ما هو متوقع وبين النتائج الفعلية‪ ،‬وقد تكون هذه األسباب خاصة تتعلق بعمل المصرف أو عامة‬
‫متعلقة بالمحيط الذي يعمل فيه المصرف‪ ،‬ويمكن ايجاز هذه المخاطر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .2.1‬المخاطر الخاصة‪ :‬يطلق على المخاطر الخاصة تسميات متعددة منها المخاطر التي يمكن‬
‫تجنبها والمخاطر القابلة للتنويع والمخاطر غير النظامية (‪ )Non-systematic Risks‬والمخاطر‬
‫الالسوقية‪ ،‬وتعرف بأنها ذلك الجزء من المخاطر الكلية التي تكون فريدة أو خاصة بالمصرف‪،‬‬
‫فالعوامل التي تحدد هذه المخاطر تكون مستقلة تماما عن الظروف االقتصادية التي تمر بها‬
‫البالد سواء في حالة الرواج االقتصادي أو في حالة األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫وتتعلق هذه المخاطر بطبيعة نشاط المصرف أو طريقة تسييره وادارته‪ ،‬بحيث تتحقق هذه المخاطر‬
‫نتيجة لضعف اإلدارة من حيث هيكلها أو طريقتها المتبعة في تسيير مشاكلها العمالية‪ ،‬وكذلك تغير‬
‫أذواق الزبائن نتيجة تطور وظهور منتجات جديدة ويمكن لهذه المشاكل أن تؤثر في رغبة الزبون‬
‫وقدرته على سداد ما عليه اتجاه المصرف في اآلجال المحددة‪ ،‬ومن األمثلة على هذه المخاطر‬
‫انخفاض أرباح مصرف معين أو ظهور منافس جديد‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫وهذه المخاطر يمكن تجنبها من خالل وضع سياسات مالئمة وضوابط واجراءات مالئمة من‬
‫خالل تنويع االئتمان‪ ،‬فالتنويع الجيد لألموال االئتمانية يمكن متخذي القرار االئتماني في تجنيب‬
‫التقلب في التدفقات النقدية المتأتية من عملية تقديم االئتمان‪ ،‬وكذلك اختيار المسيرين من اصحاب‬
‫الكفاءات وكذا القيام ببرامج تأهيلية لتحسين مستواهم‪ ،‬وتحسين أنظمة الرقابة الداخلية وااللتزام بآليات‬
‫الحوكمة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬المخاطر العامة‪ :‬يطلق على المخاطر العامة تسميات متعددة منها‪ :‬المخاطر النظامية‬
‫‪ ،Systematic Risks‬مخاطر السوق ‪ Market Risk‬والمخاطر غير القابلة للتنويع‬
‫‪ Undiversifiable Risk‬والمخاطر التي ال يمكن تجنبها ‪ ،Unavoidable Risk‬وتتعلق هذه‬
‫المخاطر بالبيئة التي يعمل بها المصرف مثل مخاطر السوق‪ ،‬مخاطر االئتمان‪ ،‬مخاطر‬
‫التشغيل والتي ال يمكن تجنبها أو إلغائها ولكن يمكن التقليل من آثارها السلبية من خالل التنويع‬
‫في المحفظة االستثمارية واعداد خطط للطوارئ واعتماد أسلوب االدارة الحذرة التي تركز على‬
‫جوانب األمان من خالل المواءمة بين السيولة‪ ،‬األمان والربحية‪ ،‬وكذلك يمكن تجنب المخاطر‬
‫العامة من خالل تجنب بعض أنواع االئتمان أو األنشطة غير المالئمة وكذلك من خالل‬
‫الـتأمين‪.‬‬

‫إن أهم ما يمز هذا النوع من المخاطر هو‪:‬‬

‫‪ -‬شمولية هذه المخاطر إذ ال تقتصر على قطاع معين أو نشاط معين؛‬


‫‪ -‬تتحدد أساسا بالظروف االقتصادية التي تمر بها البالد كحاالت التضخم والكساد‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬تمس في أغلب األحيان التكاليف الثابتة المرتفعة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع المخاطر المصرفية‬

‫تنقسم المخاطر التي تواجه المصارف إلى‪:‬‬

‫‪ -‬مخاطر مالية وهي عبارة عن الخسائر المحتملة في السوق؛‬


‫‪ -‬مخاطر غير مالية تحدث نتيجة لألعمال التي تمارسها المصارف‪.‬‬
‫‪ .2.1‬المخاطر المالية‪ :‬ترتبط المخاطر المالية بإدارة الميزانية العمومية للمصرف‪ ،‬أي إدارة‬
‫األصول والخصوم‪ ،‬وتنقسم المخاطر المالية بدورها إلى نوعين من المخاطر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .2.1.1‬المخاطر البحتة‪ :‬وهي المخاطر التي يمكن أن تتسبب في خسائر للمصرف إذا لم يتم‬
‫إدارتها بكفاءة‪ ،1‬وتنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وادارة المخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،0202 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.1.1.1‬مخاطر االئتمان‪ :‬تعتبر مخاطر االئتمان من أهم المخاطر التي تتعرض لها‬
‫المصارف التجارية‪ ،‬إذ تمثل حوالي ‪ %62‬من مجموع المخاطر‪ ،‬وتنشأ المخاطر االئتمانية من‬
‫احتمال عدم قدرة أو عدم رغبة المقترض أو الطرف اآلخر من القيام بالوفاء بالتزاماته المالية‬
‫ممثلة بكل أو جزء من الفوائد المستحقة أو أصل القرض أو كليهما في األوقات المحددة‬
‫للتسديد وفق االتفاقات والعقود المبرمة مع المصرف األمر الذي سينعكس في تقلب قيمة‬
‫محفظة القروض ومن ثم إلحاق الخسائر االقتصادية بالمصرف التجاري‪ ،‬وال تقتصر إجمالي‬
‫الخسائر الناتجة عن مخاطر االئتمان على الخسائر المحاسبية المباشرة وانما تمتد لتشمل‬
‫تكاليف الفرصة البديلة‪ ،‬تكاليف المعامالت والمصاريف المتعلقة بالقروض المتعثرة‪.‬‬

‫كما يمكن أن تنشأ مخاطر االئتمان ألسباب أخرى تتمثل في األوضاع االقتصادية السائدة كاتجاه‬
‫السوق نحو االنكماش أو التضخم‪ ،‬اضطراب حركة األسواق كما أن هناك نوعا من المخاطر االئتمانية‬
‫يكون مردها إلى طبيعة العمل وبيئته‪.‬‬

‫غالبا ما تمنح المصارف التجارية القروض مقابل ضمانات معينة‪ ،‬وقد تنخفض قيمة تلك‬
‫الضمانات بمرور الوقت مما يسبب للمصارف مشاكل أو مخاطر في حالة امتناع المقترض عن‬
‫السداد‪ ،‬ولجوء المصرف إلى التصرف في تلك الضمانات الستيفاء مستحقاته من بيعها‪ ،‬وال يمكن‬
‫تجنب هذا النوع من المخاطر بالكامل ألن جزءا من التخلف عن السداد قد يكون مرتبطا أو ناتجا عن‬
‫مخاطر السوق والتي تخرج عن إطار التحكم والسيطرة عليها‪ ،‬وانما يمكن خفض درجة تأثير هذا النوع‬
‫‪1‬‬
‫من المخاطر عن طريق اتباع اسلوب التنويع‪.‬‬

‫إن توقع المخاطر االئتمانية من قبل المصرف التجاري وتحليلها والتحوط لها يساهم في تعزيز نمو‬
‫وتطور المصرف ويساعده على استرداد األموال التي قام بإقراضها والحصول على العوائد المرتبطة‬
‫بها‪ ،‬كما أن هناك تنوعا وتعددا للمخاطر التي تحيط بالعملية االئتمانية بعضها يتعلق بالزبون‬
‫كمقترض وبعضها يتعلق بالنشاط وبعضها يتعلق بالظروف العامة‪.‬‬

‫‪ .2.1.1.2‬مخاطر عدم السيولة‪ :‬تعني السيولة قدرة المصرف على مقابلة التزاماته بصورة‬
‫أساسية وتلبية طلبات المودعين للسحب من الودائع وطلبات التمويل أي القروض لتمويل مختلف‬
‫المشروعات‪ ،‬وتوفر السيولة بالقدر الكافي يجنب المصرف تصفية بعض أصوله السائلة من أجل‬
‫مواجهة النقص في السيولة‪ ،‬وبالتالي يمكن القول أن توفر السيولة الكافي لدى المصرف يوفر‬

‫‪ .1‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬عبد السالم محمد خميس‪ ،‬األزمات المالية " قديمها وحديثها‪ ،‬أسبابها ونتائجها والدروس المستفادة"‪ ،‬إثراء‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0202 ،‬ص‪.040‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الحماية واألمان‪ ،‬الحماية تعني "حماية األموال غير السائلة من التصفية" ويعني األمان"أمان‬
‫‪1‬‬
‫الودائع"‪ ،‬ويمكن تعريف السيولة من جانبين‪:‬‬
‫‪ -‬الجانب الكمي‪ :‬أنها كمية األصول التي يمكن تحويلها إلى نقد في وقت ما؛‬
‫‪ -‬جانب التدفق‪ :‬أنها كمية األصول القابلة للتحويل نقدا‪ ،‬مضافا إليها ما يمكن الحصول عليه‬
‫من األسواق المالية‪ ،‬ومن تسديد الزبائن اللتزاماتهم اتجاه المصرف‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويمكن أن تحدث مخاطر عدم السيولة نتيجة لعوامل خارجية وداخلية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬العوامل الداخلية‪ :‬ضعف تخطيط السيولة مما يؤدي إلى عدم التناسق بين األصول‬
‫وااللتزامات من حيث آجال االستحقاق‪ ،‬وكذلك التحول المفاجئ لبعض االلتزامات العرضية‬
‫إلى التزامات فعلية‪.‬‬

‫‪ -‬العوامل الخارجية‪ :‬الركود االقتصادي وما يترتب عليه من تعثر واألزمات الحادة التي تنشأ‬
‫بأسواق المال‪.‬‬

‫‪ .2.1.1.2‬المخاطر االستراتيجية‪ :‬تنشأ المخاطر االستراتيجية نتيجة التخاذ ق اررات خاطئة أو‬
‫التنفيذ الخاطئ للق اررات وعدم التجاوب المناسب مع تغيرات القطاع المصرفي التي تؤثر على‬
‫ايرادات المصرف وعلى رأسماله‪ ،‬ويتحمل مجلس إدارة المصرف المسؤولية الكاملة عن حدوث‬
‫مخاطر إستراتيجية‪ ،‬وكذلك إدارة المصرف العليا التي تتمثل مسؤوليتها في ضمان وجود إدارة‬
‫مخاطر استراتيجية مناسبة في المصرف‪.‬‬
‫‪ .2.1.1.2‬مخاطر عدم المالءة المصرفية‪ :‬يلعب رأس المال في المصارف عامة دو ار حيويا‬
‫ومهما في حماية أموال المودعين ويمثل الدرع الحصين الذي يحميها من الخسائر غير المتوقعة‬
‫(‪ ،)Unexpected Loss‬وما دام أن رؤوس أموال المصارف تتسم بصغر حجمها مقارنة بحجم الودائع‪،‬‬
‫جاء االهتمام بالمالءة المالية ممثلة في نسبة كفاية رأس المال التي تطورت عملية احتسابها‪ ،‬باعتبار‬
‫أن كفاية رأس المال تعبر عن قدرة رأس المال على تحقيق السالمة والمتانة في المراكز المالية‬
‫للمصارف‪ ،‬ويرجع وجود مخاطر المالءة المصرفية إلى عدم كفاية رأس المال المتصاص الخسائر‬
‫التي يمكن أن تحدث وبالتالي تأثير هاته الخسائر على المودعين والدائنين ولهذا تهتم المصارف‬
‫‪3‬‬
‫المركزية بكفاية رأس المال بالنسبة للمصارف حيث يعتبر ضمانا لحقوق المودعين والدائنين‪.‬‬

‫‪ .1‬حسام الدين نبيل أبو تركي‪ ،‬إدارة مخاطر السيولة‪ ،‬مجلة المصرفي‪ ،‬بنك السودان المركزي‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سبتمبر ‪ ،0200‬ص‪.25‬‬
‫‪ .2‬سمير الخطيب ‪ ،‬قياس وادارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.000-000‬‬
‫‪ .3‬عبد الرزاق خليل‪ ،‬بوعبدلي أحالم‪ ،‬تقييم أداء البنوك التجارية العمومية الجزائرية من حيث العائد والمخاطرة‪ ،‬ملتقى حول المنظومة‬
‫المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الشلف‪ 05 -04 ،‬ديسمبر ‪.0224‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.1.2‬مخاطر المضاربة (مخاطر السوق)‪ :‬تقوم مخاطر المضاربة على أساس المراجحة‪،‬‬
‫ويمكن أن يترتب عليها ربح إذا كانت التوقعات سليمة أو خسارة إذا لم تكن كذلك‪ ،‬ومخاطر‬
‫السوق هي عبارة عن الخسائر الناتجة عن التقلبات في أسعار ومعدالت السوق المالية (أسعار‬
‫األصول ومعدالت الفائدة‪...‬إلخ) وهي بذلك تصنف ضمن مخاطر المضاربة‪ ،‬حيث أن تحركات‬
‫‪1‬‬
‫األسعار من الممكن أن تنتج عنها أرباح للمصرف‪.‬‬

‫إن مخاطر السوق التي يواجهها المصرف ال تنتج بالضرورة عن أداء ضعيف‬
‫للمصدر‪ ،Nonperformance of the issuer‬أو بيع أدوات مالية أو أصول وانما تنتج عن التغيرات المعاكسة‬
‫أو التي ليست في صالح المصرف بالنسبة ألسعار السوق‪.‬‬

‫ويمكن أن تأخذ مخاطر السوق عدة أشكال يمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .2.1.2.1‬مخاطر سعر الفائدة‪ :‬تعتبر مخاطر أسعار الفائدة من أهم المخاطر التي تواجهها‬
‫المصارف‪ ،‬ومن أكثرها تعقيدا خاصة في حالة عدم توفر أنظمة معلومات يستطيع المصرف‬
‫من خاللها معرفة معدالت العائد على أصوله‪ ،‬ومعدالت تكلفة التزاماته‪ ،‬ومقدار الفجوة بين‬
‫األصول والخصوم لكل عملة عند إعادة التسعير‪.‬‬

‫وتتمثل مخاطر سعر الفائدة في المخاطر الناتجة عن تعرض المصرف للخسائر نتيجة لتحركات‬
‫معاكسة في أسعار فائدة السوق‪ ،‬التي يكون لها أثر سلبي على عوائد المصرف والقيمة االقتصادية‬
‫ألصوله‪ ،‬كما يمكن القول أن مخاطر سعر الفائدة تحدث نتيجة لتغير أسعار الفائدة وعدم تطابق‬
‫استحقاقات الموجودات والمطلوبات لعملة ما وهكذا ترتبط مخاطر أسعار الفائدة للمصرف بتغير عوائد‬
‫موجودات المصرف ومطلوباته وقيمها بسبب تقلبات أسعار الفائدة‪ ،‬ولقد ظهرت مخاطر أسعار الفائدة‬
‫بشكل ملحوظ خالل الفترة ‪ 0522-0552‬إذ تغيرت معدالت الفائدة ‪ 01‬مرة خالل هذه الفترة‪ ،‬وبلغ‬
‫التغير مداه خالل الفترة ‪ 0582-0522‬إذ بلغ حوالي ‪ 084‬مرة‪ ،‬بمعدل مرة واحدة كل ‪ 15‬يوم‪ ،‬وكان‬
‫‪2‬‬
‫نتيجة ذلك حدوث خسائر كبيرة للمصارف‪.‬‬

‫‪ .2.1.2.2‬مخاطر سعر الصرف‪ :‬تتمثل مخاطر سعر الصرف في المخاطر الحالية والمستقبلية‬
‫التي قد تتأثر بها إيرادات المصرف ورأسماله نتيجة للتقلبات التي تط أر في األسواق على أسعار‬
‫صرف العمالت األجنبية‪ ،‬فالمصارف عادة ما تحتفظ بجزء من أصولها بالعمالت األجنبية‬

‫‪ .1‬نبيل حشاد‪ ،‬دليلك إلى إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،0224 ،086‬ص‪.15‬‬
‫‪ .2‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫لتلبية احتياجات عمالئها المختلفة‪ ،‬فأي تغيير في أسعار العمالت سينعكس على قيمة تلك‬
‫األصول سلبا أو إيجابا‪.‬‬

‫إن مسؤولية تحديد ومتابعة مخاطر سعر الصرف ترجع إلى مجلس اإلدارة وادارة المصرف من‬
‫‪1‬‬
‫خالل‪:‬‬

‫‪ -‬توفير سياسات واضحة في المصرف تحكم مثل هذه النشاطات؛‬


‫‪ -‬يجب أن تتضمن السياسات الحدود التي يتقبلها مجلس إدارة المصرف بخصوص هذا النوع‬
‫من المخاطر‪.‬‬
‫‪ .2.1.2.2‬مخاطر أسعار السوق‪ :‬تعتبر محفظة السندات من أهم عناصر ميزانية المصرف‬
‫التجاري التي تتعرض للتقلبات السعرية (في جانب الموجودات‪ ،‬وهي عبارة عن سندات يشتريها‬
‫المصرف التجاري لالستفادة من العائد الثابت الذي تدره أو من ارتفاع قيمة أسعارها السوقية)‪،‬‬
‫وتتمثل أهم المؤشرات التي تستخدم في قياس المخاطر السعرية في‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة القيمة الدفترية لموجودات المصرف على القيمة السوقية لتلك الموجودات؛‬
‫‪ -‬نسبة القيمة الدفترية لحق الملكية على القيمة السوقية لحق الملكية؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القيمة السوقية للسندات والموجودات ذات العائد الثابت على القيمة الدفترية لتلك الموجودات‪.‬‬
‫‪ .2.1.2.2‬مخاطر السلع‪ :‬وتسمى كذلك بمخاطر التضخم الناجمة عن االرتفاع العام في‬
‫األسعار ومن ثم انخفاض القوة الشرائية للعملة الوطنية‪ ،‬وعندما تتزايد معدالت التضخم في‬
‫االقتصاد بمرور الوقت فإن المستثمرون يقدمون على طلب عوائد مالية أعلى على استثماراتهم‬
‫لمواجهة حالة االنخفاض في القوة الشرائية للعملة‪ ،‬حيث قد يفوق االنخفاض في القوة الشرائية‬
‫مقدار العائد المحقق مقوما باألسعار الثابتة‪ ،‬وتتزايد حدة مخاطر السلع عندما ترفع المصارف‬
‫من اجمالي استخداماتها لألموال‪ ،‬وهو ما سينعكس سلبا على الدخل الصافي المحقق‬
‫للمساهمين مقوما باألسعار الثابتة‪.‬‬

‫ويمكن تجنب والتقليل من مخاطر السلع من خالل‪:‬‬

‫االتفاق مع المقترض بتسديد الفائدة مسبقا أو سداد قيمة القرض على شكل دفعات منتظمة‬ ‫‪-‬‬
‫فصلية أو نصف سنوية؛‬

‫‪ .1‬ابراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وادارة المخاطر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪،‬‬
‫أبوظبي‪ ،‬مارس ‪ ،0226‬ص‪.42‬‬
‫‪ .2‬أسعد حميد العلي‪ ،‬إدارة المصارف التجارية –مدخل إلدارة المخاطر‪ ،-‬الذاكرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0201 ،‬ص‪.155‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬يمكن تجنب جزء من المخاطر إذا ما وافق المقترض على تعويم سعر الفائدة االسمية‪ ،‬إذ وفي‬
‫حالة ارتفاع المستوى العام لألسعار وحدوث التضخم فسوف ترتفع أسعار الفائدة في السوق‬
‫بصفة عامة ويرتفع معها معدل الفائدة على القرض وبالتالي حماية المصرف من انخفاض‬
‫القوة الشرائية لتلك الفوائد‪.‬‬
‫‪ .2.2‬المخاطر غير المالية (مخاطر األعمال)‬
‫‪ .2.2.1‬مخاطر التشغيل‬
‫‪ .2.2.1.1‬مفهوم المخاطر التشغيلية‪ :‬يمكن تعريف المخاطر التشغيلية حسب لجنة‬
‫بازل‪" :‬مخاطر التعرض للخسائر التي تنجم عن عدم كفاية أو إخفاق العمليات الداخلية أو‬
‫األشخاص أو األنظمة أو التي تنجم عن أحداث خارجية ويشمل هذا التعريف المخاطر القانونية‬
‫ولكنه يستبعد المخاطر االستراتيجية ومخاطر السمعة والمخاطر النظامية "‪.‬‬

‫وبالتالي تتعلق مخاطر التشغيل بالتنظيم العام للمصف وأداء نظمه الداخلية‪ ،‬ومدى التوافق مع‬
‫سياسات المصرف‪ ،‬واإلجراءات ضد سوء اإلدارة والغش‪ ،‬كذلك تتصل المخاطر التشغيلية بأوجه‬
‫االختالل الوظيفي في نظم المعلومات وفي نظام رفع التقارير‪ ،‬وفي قواعد رصد المخاطر الداخلية‪،‬‬
‫وفي غياب التتبع واإلثبات الكفء للمخاطر‪ ،‬ويمكن أن يستمر إغفال وتجاهل بعض المخاطر الهامة‬
‫وال تتخذ إجراءات تصحيحية وينتج عن ذلك عواقب وخيمة‪ ،‬تظهر المخاطر التشغيلية على مستويين‪:‬‬

‫‪ -‬المستوى الفني‪ :‬عندما يكون نظام المعلومات أو مقاييس المخاطر ضعيفة وقاصرة؛‬
‫‪ -‬المستوى التنظيمي‪ :‬ويتعلق بإثبات ومراقبة المخاطر وكل القواعد والسياسات ذات الصلة‪.‬‬

‫لقد ركزت لجنة بازل للرقابة المصرفية منذ سنة ‪ 0558‬على المخاطر التشغيلية والتي أصبح لها‬
‫‪1‬‬
‫دور فاعل في تشكيل طبيعة وحدود هذه المخاطر والناتجة عن‪:‬‬

‫‪ -‬تطور وتعقد الخدمات المالية؛‬


‫‪ -‬زيادة االعتماد على التكنولوجيا؛‬
‫‪ -‬توسع المصارف في ممارسة أنشطتها على المستوى العالمي بعد أن كانت مقتصرة على‬
‫المستوى المحلي؛‬
‫‪ -‬اعتماد المؤسسات المصرفية والمالية على طرف ثالث إلدارة البنية التحتية التكنولوجية‬
‫المناسبة لدعم عمليات الصيرفة االلكترونية إذ ترتبط أنظمتها بأنظمة هذا الطرف‪ ،‬أو بما‬
‫يعني االعتماد على جهات أخرى في توافر بعض الخدمات‪.‬‬

‫‪ .1‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية وأثرها في األداء المالي للمصارف التجارية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0201 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫حيث أدت كل هذه العوامل إلى تزايد االهتمام بالمخاطر التشغيلية‪ ،‬إذ أصبح لها دو ار بار از في‬
‫تشكيل طبيعة وحدود المخاطر التي تعترض المؤسسات المالية المصرفية‪ ،‬ونتيجة لذلك تطلب‬
‫استحداث أساليب وممارسات سليمة وطرائق لقياس ومراقبة المخاطرة التشغيلية ومحاولة التخفيف منها‪،‬‬
‫علما أن لجنة بازل للرقابة المصرفية قامت بتخصيص متطلبات رأسمالية إضافية لمواجهة المخاطر‬
‫التشغيلية لتكون بندا من بنود المعيار الجديد لكفاية رأس المال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتمثل أنواع المخاطر التشغيلية حسب لجنة بازل للرقابة المصرفية في‪:‬‬

‫‪ -‬االحتيال الداخلي‪ :‬هي األفعال من النوع الذي يهدف إلى الغش أو إساءة استعمال الممتلكات‬
‫أو التحايل على القانون واللوائح التنظيمية‪ ،‬أو سياسة المصرف من قبل مسؤوليه أو العاملين‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -‬االحتيال الخارجي‪ :‬أي أفعال يقوم بها طرف ثالث من النوع الذي يهدف إلى الغش أو إساءة‬
‫استعمال الممتلكات أو التحايل على القانون‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسات العمل واألمان في مكان العمل‪ :‬األعمال التي ال تتفق مع طبيعة الوظيفة‬
‫واشتراطات قوانين الصحة والسالمة أو أية اتفاقيات أو أعمال التي ينتج عنها دفع تعويضات‬
‫عن إصابات شخصية‪.‬‬
‫الممارسات المتعلقة بالزبائن والمنتجات واألعمال‪ :‬اإلخفاق غير المتعمد أو الناتج عن‬ ‫‪-‬‬
‫اإلهمال في الوفاء بااللتزامات المهنية اتجاه زبائن محددين‪ ،‬ويضمن ذلك اشتراطات‬
‫الصالحية والثقة أو اإلخفاق الناتج عن طبيعة تصميم المنتج‪.‬‬
‫جراء‬
‫‪ -‬األضرار في الموجودات المادية‪ :‬الخسائر أو األضرار التي تلحق بالموجودات المادية ّ‬
‫كارثة طبيعية أو أية أحداث أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬توقف العمل والخلل في األنظمة بما في ذلك أنظمة الكومبيوتر‪ :‬أي تعطل في األعمال أو‬
‫خلل في األنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ وادارة المعامالت‪ :‬اإلخفاق في تنفيذ المعامالت أو إدارة العمليات والعالقات‪ .‬يجب‬
‫على المصارف التعرف وتقييم جميع أنواع المخاطر التشغيلية التي تواجهها في جميع‬
‫اإلجراءات والسياسات التي يتم اتباعها في إدارة أعمالها‪ ،‬كما يجب على المصرف قبل إطالق‬
‫أي منتج جديد أو نشاط جديد أو أي تغيير في النظام إلى تعريف هذا التغيير على خطة‬
‫العمل الموضوعة إلدارة المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪ .1‬صادق راشد الشمري‪ ،‬إدارة المصارف – الواقع والتطبيقات العملية‪ ،-‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،0225 ،‬ص‪.020‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.2.1‬المخاطر القانونية‪ :‬ترتبط هذه المخاطر بعدم وضوح العقود المالية موضع التنفيذ‪،‬‬
‫أي أنها ترتبط بالنظام األساسي والتشريعات واألوامر الرقابية التي تحكم االلتزام بالعقود والصفقات‬
‫وربما تكون طبيعة هذه المخاطر خارجية مثل الضوابط الرقابية تؤثر في بعض أنواع األنشطة التي‬
‫تمارسها المصارف‪ ،‬كما يمكن أن تكون ذات طبيعة داخلية تمت بصلة إلدارة المصرف ولموظفيه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مثل االحتيال وعدم االلتزام بالضوابط والقوانين‪.‬‬

‫كما يمكن أن تكون مخاطر الخسارة على مستوى األسواق المالية من خالل مخاطر التوقعات‬
‫السوقية مثال‪ ،‬والتي تنتج عن توقعات المستثمرين في األسواق المالية ما بين مشترين وبائعين‪ ،‬ومن ثم‬
‫يتولد داخل السوق ما يسمى "النموذج العنكبوتي" يعني أن المستثمرين يتوقعون بيع ما لديهم من أسهم‬
‫في فترة زمنية معينة من السنة‪ ،‬يعلمون بخبرتهم من السنوات السابقة بارتفاع السعر فيها‪ ،‬لما سوف‬
‫توزعه تلك األسهم من كوبونات‪ ،‬وبالمثل يتوقع بقية المستثمرين بهذا‪ ،‬فيبدؤون بالبيع مبكرا‪ ،‬ومن ثم‬
‫يترتب عليه انخفاض سعري يعقبه خسائر لفئة كبيرة من المجتمع‪ ،‬وبالمثل للسنة التي تلي السنة يتوقع‬
‫انخفاض تلك األسهم‪ ،‬فيلجأ الناس إلى عدم اقتنائها فيتجه سعرها نحو اإلرتفاع عند اإلعالن عن‬
‫‪2‬‬
‫توزيع األرباح‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬المخاطر السياسية‪ :‬تشمل المخاطر السياسية كل أنواع المخاطر الخارجية المنشأ‬


‫التي إن تحققت يمكن أن تعرض عمليات المصرف للخطر أو تقوض وضعه المالي أو كفاية رأس‬
‫ماله‪ ،‬وتشمل مثل هذه المخاطر تدخل الدولة في النشاط االقتصادي بسن قوانين وتشريعات بغرض‬
‫إجراء إصالحات اقتصادية كفرض ضرائب جديدة أو رسوم إضافية أو استحداث سياسات قانونية‬
‫كالسياسة التمويلية وسياسة سعر الصرف‪ ،‬كما أن تدخل الدولة قد يكون في شكل تأميم ومصادرة‪،‬‬
‫كذلك يكون من أسباب المخاطر السياسية نشوب حروب أو سقوط حكومة‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا‬
‫على المصارف التي لديها استثمارات خارجية أو تسبب لها عج از في إدارة أعمالها أو توجيه‬
‫استثماراتها بطريقة كفؤة مما يقلل من معدالت أرباحها أو يعرضها إلى خسائر مالية‪.‬‬
‫تنشأ هذه المخاطر عن عدم االلتزام‬ ‫‪ .2.2.2‬مخاطر عدم االلتزام (مخاطر تنظيمية)‪:‬‬
‫وتجاهل المصرف لتعليمات المصرف المركزي أو المعايير الدولية‪ ،‬حيث تصدر الدولة سياسات‬
‫مالية ونقدية وتطلب من المصرف المركزي باعتباره مصرف الحكومة متابعة تنفيذ هذه السياسات من‬
‫قبل المصارف العاملة‪ ،‬ويحدث في بعض األحيان ونتيجة لتقديرات خاطئة حدوث تجاوزات من‬
‫بعض المصارف وعدم االلتزام بتلك السياسات مما يدفع المصرف المركزي إلى اتخاذ إجراءات بحق‬
‫تلك المصارف‪.‬‬

‫‪ .1‬طارق اهلل خان‪ ،‬أحبيب أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ .2‬عبد الناصر براني أبو شهد‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف االسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0200 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫تتمثل هذه المخاطر في المخاطر الحالية والمستقبلية التي تمس أرباح المصرف ورأسماله نتيجة‬
‫لعدم تقييده باألنظمة والقوانين والمعايير الصادرة عن السلطات الرقابية من وقت آلخر‪ ،‬وان هذا النوع‬
‫من المخاطر يعرض المصرف لغرامات مالية وربما مخاطر السمعة وبالتالي التأثير على نشاطاته‬
‫بشكل عام‪ ،‬حيث يعرف المصرف في األوساط المصرفية بأنه بنك غير ملتزم بأنظمة ولوائح الحكومة‪،‬‬
‫وقد تتسرب تلك المعلومات إلى قطاع كبير من المودعين والجمهور فتؤثر سلبا على قدرة المصرف‬
‫على استقطاب موارد مالية جديدة بإعتباره مصرفا مخالفا للقوانين واألنظمة ويخشى المودعون على‬
‫ودائعهم واستثماراتهم‪ ،‬كما أن محفظته المالية ستتأثر من جراء هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العولمة المالية وحدوث األزمات المصرفية‬

‫لقد ساهم التوجه نحو العولمة المصرفية وسياسات التحرير المالي في حدوث األزمات المصرفية‬
‫وسرعة انتقالها‪ ،‬حيث برزت التحديات في اواخر التسعينيات ومست األزمات ماال يقل عن ثلث الدول‬
‫األعضاء في صندوق النقد الدولي‪ ،‬وكان لتلك األزمات تأثيرات على مجمل االقتصاديات الوطنية التي‬
‫حدثت فيها‪ ،‬وبل امتدت تأثيراتها إلى مختلف األنظمة المالية التي ترتبط اقتصادياتها بها‪.‬‬

‫وسيتم التطرق في هذا المبحث إلى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األزمات المصرفية –المفهوم واألسباب‪-‬؛‬


‫‪ -‬التكاليف المالية واآلثار الحقيقية لألزمات المصرفية؛‬
‫‪ -‬سياسات تجنب األزمات المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األ زمات المصرفية‪-‬المفهوم واألسباب‪-‬‬

‫تؤدي المصارف دو ار كبي ار في تغذية اإلقتصاد بالسيولة‪ ،‬فهي مجمع لألموال ووسيط بين أصحاب‬
‫الفوائض المالية وأصحاب العجز‪ ،‬ويمنى نتيجة هذه العملية إذا أدارها بشكل جيد بأرباح كبيرة‪ ،‬لكن قد‬
‫تعترض المصارف مجموعة من المخاطر والتي يسعى المدراء أثناء إدارتهم لهذه الفوائض المالية‬
‫تجنبها‪ ،‬لكنهم يقفون في كثير من الحاالت عاجزين عن مواجهتها فيصاب هذا القطاع بأزمة مالية قد‬
‫تمتد إلى قطاعات أخرى‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .1‬مفهوم األزمات المصرفية‬


‫‪ .1.1‬مفهوم األزمة‪ :‬تتعدد المفاهيم المتعلقة باألزمات وفقا للبعد الذي تتناوله هذه المفاهيم‬
‫نظ ار الرتباط مفهوم األزمة بأكثر من بعد‪ ،‬منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو ثقافي ومنها ما هو‬
‫سياسي ومنها ما هو اقتصادي‪ ،‬كما يختلف االطار الذي تشمله األزمة وحدودها‪ ،‬فمنها ما يتعلق‬
‫باألزمات الداخلية التي تلقى بآثارها على النظام الداخلي للدولة‪ ،‬ومنها ما يتسع نطاقه ليلقي بتأثيره‬
‫على النظام الدولي برمته‪ ،‬وبذلك يتسع مفهوم األزمة ليشمل األزمات المحلية وينتهي باألزمات الدولية‪.‬‬

‫ترجع كلمة األزمة إلى الكلمة الفرنسية ‪ Crise‬من الالتينية ‪ Crirsis‬التي تنحدر بدورها من اليونانية‬
‫‪ ،Krisis1‬وتعني في االصطالح التشريعي "لحظة الحكم"‪ ،‬ثم استخدمت في الطب اللحظة الحاسمة‪ ،‬أو‬
‫الفترة الحاسمة لمرض معين‪ .‬وقد بدأ استخدام مصطلح األزمة في األدبيات الفرنسية في الكتب الطبية‬
‫ثم انتقلت إلى مجاالت أخرى منها علم النفس وعلم السياسة وعلم االقتصاد‪ ،‬وخاصة في المجاالت‬
‫‪2‬‬
‫المالية والتجارية والصناعية والزراعية‪.‬‬

‫ويستعمل االقتصاديون الغربيون في بعض األحيان اصطالح الدورة المالية ‪ Cycle‬بدال من كلمة‬
‫‪ Crise‬التي تدل على األزمة‪ ،‬ويمثل الفرق بين االصطالحين أن األزمة تدل على االختالل أو‬
‫االضطراب في مرحلة زمنية أو مكانية معينة‪ ،‬في حين تدل الدورة ‪ Cycle‬على انتظام حصولها بصورة‬
‫متعاقبة ضمن الظواهر الطبيعية لها‪ ،‬مما يعني أن حصول األزمات تمثل حالة متوقعة في النظام‬
‫‪3‬‬
‫الرأسمالي وتمثل أحد مظاهره الطبيعية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬مفهوم األزمة لغة‪ :‬األزمة في اللغة تعني الشدة والقحط‪ ،‬وهي موصوفة هنا‬
‫بوصفين‪ ،‬أولهما كونها مالية متعلقة بالمال بالدرجة األولى‪ ،‬والثاني كونها عالمية بمعنى أنها تشمل‬
‫دول العالم جميعها حيث لم تسلم منها دولة‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬المفهوم االصطالحي لألزمة‪ :‬يدور المعنى االصطالحي لمفهوم األزمة بصفة عامة‬
‫حول نفس المعنى‪ ،‬إذ يمكن تعريف األزمة بأنها "مرحلة حرجة تواجه المنظومة االجتماعية وينتج‬
‫عنها خلل أو توقف في بعض الوظائف الحيوية لهذه المنظومة أو كلها‪ ،‬ويصاحبها تطور سريع في‬

‫‪ .1‬إبراهيم أبو العال‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ :‬أسبابها‪ ،‬والحلول من منظور إسالمي ‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مركز النشر العالمي‪،‬‬
‫جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،0225 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ .2‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬األزمات االقتصادية العالمية –المفهوم‪-‬النظريات التي تفسر األزمات دراسة شخصية ألسباب األزمات‪ ،‬دار الفكر‬
‫والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،0200 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ .3‬فالح شفيع‪ ،‬النشاط الربوي واالزمات المالية‪ ،‬بحث منشور على الرابط‪ ،http://alnoor.se/extra/26.doc :‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0205/25/00‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫األحداث ينجم عنه عدم استقرار في النظام األساسي لهذه المنظومة ويدفع سلطة اتخاذ القرار فيها‬
‫‪1‬‬
‫إلى ضرورة التدخل السريع لنجدتها واعادة التوازن لهذا النظام"‪.‬‬

‫وبهذا المفهوم فإن الحكم على وضع معين اقتصادي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬سياسي‪...‬إلخ كونه أزمة يجب أن‬
‫يتصف بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬انفجارات عنيفة واستقطابها لكل االهتمام من جانب جميع أفراد المجتمع والمؤسسات المتصلة‬
‫والمحيطة بها؛‬
‫‪ -‬التعقيد والتداخل والتشابك في عناصرها‪ ،‬عواملها‪ ،‬أسبابها ‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤيا لدى متخذ القرار؛‬
‫‪ -‬سيادة حالة من الخوف قد تصل إلى حد الرعب من المجهول التي يتضمنها إطار األزمة‪،‬‬
‫والتي يتضمن جانب منها انهيار الكيان اإلداري الذي حدثت به األزمة‪ ،‬واشتداد جبهة‬
‫المواجهة واتساعها لتشمل أطرافا أخرى‪ ،‬وأخي ار الدخول في دائرة من المجاهيل المستقبلية‬
‫التي يصعب معرفتها أو حسابها بدقة‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬التعريف االقتصادي لألزمة‬
‫‪ -‬األزمة االقتصادية هي فترة انقطاع في مسار النمو االقتصادي على النحو المعتاد حيث‬
‫ينخفض االنتاج‪ ،‬ويقل معدل االستثمار وتزداد معدالت البطالة ‪...‬إلخ‪ ،‬وهو ما قد يحدث‬
‫على مستوى الدولة أو على مستوى منطقة معينة وقد يحدث على مستوى العالم‪ ،‬وهنا‬
‫‪2‬‬
‫توصف األزمة بأنها عالمية حيث تتسع وتتعمق دوائر تأثيرها وتأثرها‪.‬‬
‫‪ -‬تعني توقف األحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادات والعرف مما يستلزم التغيير‬
‫‪3‬‬
‫السريع إلعادة التوازن لتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة‪.‬‬
‫وتعرف األزمة االقتصادية كذلك بأنها مرحلة تباطؤ للنشاط االقتصادي تأتي بعد مرحلة‬ ‫‪-‬‬
‫توسع اقتصادي‪ ،‬وتتميز عادة بانخفاض عنيف لإلنتاج )‪ (depression‬ولمعدل النمو‬
‫‪4‬‬
‫)‪ (recession‬وبارتفاع معدل البطالة‪.‬‬

‫‪ .1‬نعايم سعد زغلول‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات في إدارة األزمات‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،0555 ،‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ .2‬السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين االيدولوجيا ومتطلبات الواقع العملي‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر‬
‫العلمي السنوي الثالث عشر حول الجوانب القانونية واالقتصادية لألزمة المالية العالمية‪ ،‬يومي ‪ 20-20‬افريل ‪ ،0225‬جامعة المنصورة‪،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫‪ .3‬السيد عليوه‪ ،‬إدارة األزمات والكوارث واإلرهاب الدولي‪ ،‬مركز الق اررات لالستشا ارت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،0224 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ .4‬عبد الرزاق سعيد بلعباس‪ ،‬ما معنى األزمة؟‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد االسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،0225 ،‬ص‪.04‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬األزمة االقتصادية هي حالة حادة من المسار السيئ للحالة االقتصادية لبالد‪ ،‬أو إلقليم‪ ،‬أو‬
‫للعالم بأسره‪ ،‬وتبدأ عادة من جراء انهيار ألسواق المال‪ ،‬وترافقها ظاهرة جمود أو تدهور في‬
‫النشاط االقتصادي تتميز بالبطالة‪ ،‬واإلفالس والتوترات االجتماعية‪ ،‬وانخفاض القدرة الشرائية‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬التعريف السياسي لألزمة‪ :‬تشير األزمة بصورة عامة إلى موقف تتضارب فيه‬
‫العوامل ويؤدي فيه التغيير في األسباب إلى تغير مفاجئ في النتائج‪ ،‬بمعنى آخر فإن األزمة هي‬
‫نتاج مجموعة من العوامل المتتابعة والمتراكمة تغذي كل منها اآلخر إلى أن تصل إلى حالة‬
‫‪1‬‬
‫االنفجار‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬التعريف المالي لألزمة‪ :‬ال يوجد تعريف أو مفهوم محدد لألزمة المالية‪ ،‬لكن من‬
‫المفاهيم المبسطة لمصطلح األزمة المالية‪:‬‬
‫‪ -‬األزمة المالية هي اضطراب حاد ومفاجئ فى بعض التوازنات االقتصادية يتبعه انهيار في‬
‫‪2‬‬
‫عدد من المؤسسات المالية تمتد آثاره إلى القطاعات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬انهيار النظام المالي برمته مصحوبا بفشل عدد كبير من المؤسسات المالية وغير المالية مع‬
‫‪3‬‬
‫انكماش حاد في النشاط االقتصادي الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن تعريف األزمة بأنها انقطاع بالنسبة إلى مجرى النمو االقتصادي‪ ،‬فاألزمة بهذا‬
‫‪4‬‬
‫المفهوم تأخذ بعدين أساسيين‪:‬‬
‫← البعد االول‪ :‬بعد الذعر الناجم عن التهديد للكيان اإلداري الحالي والمستقبلي‪ ،‬في التهديد‬
‫باضمحالل الحصص التنافسية وعدم اإليفاء بااللتزامات‪ ،‬وافالس المؤسسة‪.‬‬
‫← البعد الثاني‪ :‬بعد الزمن المتاح أمام إدارة األزمات التخاذ قرار سريع وصائب‪.‬‬
‫‪ -‬األزمة المالية هي أزمة تمس أسواق المال وأسواق االئتمان في بالد معينة‪ ،‬وقد تنتشر‬
‫لتتحول إلى أزمة إقليمية أو أزمة عالمية‪ .‬واذا كانت األزمة المالية ال تتعلق في بداية األمر‬
‫إال باألسواق المالية‪ ،‬فإن تفاقمها يؤدي إلى آثار ضارة باالقتصاد الحقيقي‪ :‬تضييق االئتمان‬
‫وبالتالي انخفاض االستثمار‪ ،‬مما يجر إلى أزمة اقتصادية‪ ،‬بل حتى إلى ركود اقتصادي‪.5‬‬
‫‪ -‬األزمة المالية هي حالة اضطراب أو توتر مالي يفضي إلى تعرض المتعاملين في األسواق‬
‫المالية بمشكالت سيولة واعسار‪ ،‬مما يستدعي تدخل السلطات القائمة الحتواء تلك‬

‫‪ .1‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ ،0220 ،‬ص‪. 40‬‬
‫‪ .2‬عبد اهلل شحاتة‪ ،‬األزمة المالية –المفهوم واألسباب‪ ،‬بحث منشور على الرابط‪ ،www.pideggpt.org/arabic/azma.doc :‬تاريخ‬
‫االطالع‪.0204/00/02 :‬‬
‫‪ .3‬السيد البدوي عبد الحافظ‪ ،‬إدارة األسواق المالية –نظرة معاصرة‪ ،-‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،0555 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ .4‬دانيال أدنولد‪ ،‬تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم‪ ،‬ترجمة‪ :‬األمير شمس الدين‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،0550 ،‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ .5‬عبد الرزاق سعيد بلعباس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫األوضاع‪ ،‬وقد تأخذ األزمة المالية شكل أزمة مديونية أو أزمة عمالت أو أزمة مصرفية‬
‫وتنطوي األزمة على اضطرار السلطات إلى التخلي عن السياسات المتبعة‪ ،‬وذلك لتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫برنامج لدعم واعادة هيكلة االقتصاد بتمويل من الخزانة العامة وتطبيق إجراءات لإلصالح‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف األزمات المصرفية‪ :‬تعتبر األزمة المصرفية شكال من أشكال األزمة المالية‪،‬‬
‫ويحدث هذا النوع من األزمات عندما تكون حجم األصول غير الكفؤة الموجودة لدى معين معين‬
‫كبيرة جدا أو عندما تتفق المعلومات الصادرة عن مختلف الجهات (اعالم‪ ،‬دراسات) على أن هناك‬
‫مؤشرات ذعر (تجميد ودائع‪ ،‬غلق مصارف‪ ،‬ضمان ودائع‪ ،‬وجود مخططات انقاذ حكومية‬
‫‪2‬‬
‫للمصارف)‪.‬‬
‫تتميز األزمة المصرفية عن األزمات المالية األخرى بشدتها وتأثيرها على النظام المالي ككل‪،‬‬
‫بسبب الدور الذي تلعبه المصارف في التأثير على فعالية النظام االقتصادي والمالي سلبا أو ايجابا‬
‫والذي يتحقق من خالل عملية الوساطة المالية والنقدية التي تقوم بها‪ ،‬وهذا يعني أن تعرض القطاع‬
‫المصرفي الختالالت‪ ،‬سيؤدي الى عدم استقرار النظام المصرفي ونظام المدفوعات‪ ،‬وهذا بدوره سيؤدي‬
‫الى حصول اثار مناوئة للنظام المالي ككل‪.‬‬
‫وتعرف األزمات المصرفية بأنها‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫فترة تكون فيها معظم المصارف فى حالة عدم سيولة أو إعسار؛‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة التي تصبح فيها المصارف في حالة إعسار مالي‪ ،‬بحيث يتطلب األمر تدخال من‬ ‫‪-‬‬
‫المصرف المركزي لضخ أموال إضافية لهاته المصارف أو إعادة هيكلة النظام المصرفي‪ ،‬إلنقاذ‬
‫تلك المصارف وتوفير السيولة النقدية الكافية وتجنيب المصارف التجارية اإلفالس ومن ثم انهيار‬
‫النظام المصرفي؛‬
‫‪ -‬أزمة تنشأ عندما تكون االلتزامات الموجودة في المصارف بحجم يفوق األصول المقابلة لها لدرجة‬
‫أن يكون دخل النظام المصرفي غير كاف لتغطية نفقاته؛‬
‫‪ -‬تحدث األزمة المصرفية عندما تقل سيولة المصارف التجارية بحيث ال تستطيع هذه األخيرة تلبية‬
‫طلبات سحوبات المودعين‪ ،‬وهذا بسبب إفراط هذه المصارف في منح االئتمان وعدم تقيدها‬
‫باإلبقاء على االحتياطيات القانونية المحددة من طرف المصرف المركزي‪ ،‬فتصيب مجموعة‬
‫المودعين حالة من الذعر تؤدي إلى إقبال الكثير منهم على سحب ودائعهم فتعجز المصارف‬

‫‪ .1‬جودة عبد الخالق‪ ،‬األزمة المالية العالمية أزمة نظام ال أزمة سياسات‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬عدد رقم‪ ،025‬يناير‪ ،0225‬ص‪.00‬‬
‫‪ .2‬محمد يونس الصائغ‪ ،‬شيماء عبد الستار جبر الليلة‪ ،‬األزمات المالية العالمية وسبل تجنبها‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد‪،50‬‬
‫ص‪.125‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Demerguc Kunt, Enrica Detragiache, Poonam Gupta, Inside the Crisis: An Emperical Analysis of‬‬
‫‪Banking Systems in Distress, IMF Working paper wp/00/56, oct2000.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫التجارية عن توفير السيولة النقدية الكافية لتلك السحوبات‪ ،‬مما يضطرها لالقتراض من المصارف‬
‫األخرى‪ ،‬ولكن تخوفها من حدوث األزمة يمنعها من االقتراض فيما بينها‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول بأن األزمة المصرفية هي شكل من أشكال األزمات المالية‪ ،‬تحدث عندما يستنفذ‬
‫كل أو معظم رأس مال الجهاز المصرفي في قروض متعثرة‪ ،‬ما يؤدي إلى اندفاع فعلي لسحب الودائع‬
‫من أحد المصارف أو عدد منها بسبب وجود حالة من الذعر المصرفي‪ ،‬وتحدث عندها حالة إعسار‬
‫مصرفي قد يضطر معها الجهاز بأكمله إلى إيقاف قابلية تحويل التزاماته أو إلى إرغام الحكومة على‬
‫‪1‬‬
‫التدخل لمنع ذلك من خالل تقديم مساعدات كبيرة‪.‬‬
‫واألزمة المصرفية إما أن تكون أزمة سيولة لدى المصرف‪ ،‬أو أزمة في االقراض أو ما يسمى أزمة‬
‫‪2‬‬
‫االئتمان‪:‬‬

‫‪ -‬أزمة السيولة‪ :‬تحدث أزمة السيولة عندما يواجه مصرف ما زيادة كبيرة ومفاجئة في طلب سحب‬
‫الودائع‪ ،‬في الوقت الذي يقوم فيه المصرف يقوم بإقراض أو تشغيل معظم الودائع التي لديه ويحتفظ‬
‫ب نسبة بسيطة لمواجهة طلبات السحب اليومي‪ ،‬وهو ما يجعله عاج از بطبيعة الحال عن االستجابة‬
‫لطلبات المودعين إذا ما تخطت تلك النسبة‪ ،‬وبالتالي تحدث األزمة‪ ،‬واذا حدثت مشكلة من هذا‬
‫النوع وامتدت إلى بنوك أخرى‪ ،‬فتسمى في تلك الحالة أزمة مصرفية شاملة ‪Systematic Banking‬‬
‫‪ ،Crisis‬والتي تتمثل بعدم وجود استقرار مصرفي وظهور تزاحم كبير على المصارف السترداد‬
‫الودائع قد يترافق مع قيام المصارف بتجميد الودائع أو تعطل هذه المصارف مع إخفاق في‬
‫المنشآت المالية واستنفاذ رأس المال المصرفي أو دعم حكومي كبير لهذه المصارف والذي قد‬
‫يشكل عبئا مالية كبي ار على الحكومة مما يؤدي إلى زيادة مديونيتها‪ ،‬ومن ثم زيادة متطلبات خدمة‬
‫الدين‪ ،‬وسيؤدي ذلك إلى اضطراب السياسة المالية للحكومة مما يؤثر سلبا على ق اررات االستهالك‬
‫واالستثمار‪ ،‬ويفضي فيما بعد إلى انخفاض معدل النمو االقتصادي‪ ،‬وعليه فاألزمة المصرفية‬
‫الشاملة تتضمن إخفاق النظام المصرفي للبلد مع وجود تأثيرات كبيرة على متغيرات حقيقية مثل‬
‫اإلنتاج واالستثمار واالستهالك وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة االئتمان‪ :‬وهذه األزمة تحدث عندما تتوافر الودائع لدى المصارف وترفض هذه األخيرة منح‬
‫القروض‪ ،‬خوفا من عدم قدرتها على الوفاء بطلبات السحب التي تحدث أزمة في اإلقراض‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمى بـأزمة االئتمان أو‪ ،Credit Crunch‬وفي هذه الحالة تعتبر األزمة المصرفية غير شاملة فهي‬
‫عبارة عن عدم استقرار مصرفي ولكن ال يترافق مع التأثيرات األخرى‪ .‬وقد حدث في التاريخ‬

‫‪ .1‬عبد اهلل شحاتة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ .2‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬األزمات االقتصادية العالمية المفهوم‪ -‬النظريات التي تفسر األزمات‪ -‬دراسة تشخيصية ألسباب األزمات‪ ،‬دار‬
‫الفكر والقانون‪ ،‬المنصورة‪ ،0200 ،‬ص ص‪.64-61‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المالي للمصارف العديد من حاالت التعثر المالي مثل ما حدث في بريطانيا لبنك & ‪Overend‬‬
‫‪ Gurney‬وما حدث في الواليات المتحدة عندما انهار بنك ‪ Bank of United States‬في عام ‪0510‬‬
‫وبنك ‪.Bear Stearns‬‬

‫‪1‬‬
‫وتتجلى مظاهر األزمة المصرفية في‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع كبير في مستوى الطلب على النقود‪ ،‬بحيث ال يمكن تلبية هذا الطلب لجميع الشرائح وذلك‬
‫في المدى القصير؛‬
‫‪ -‬عدم قدرة المقترضين الذين كانوا في ظل حالة سابقة في وضع جيد على االقتراض‪ ،‬مما يعكس‬
‫االنهيار في سوق االقراض؛‬
‫‪ -‬االضطرار إلى بيع أصول لخروج االلتزامات عن الخط المعتاد نتيجة القيمة السوقية لألصول‪،‬‬
‫وتعرض قيمة األصول إلى مزيد من التراجع‪ ،‬واحداث فقاعات في مستويات األسعار؛‬
‫‪ -‬انخفاض شديد في قيمة أصول المصرف‪ ،‬مما يترجم عدم سالمة الوضع المالي لعدة مصارف وبما‬
‫يؤدي إلى انهيار بعضها‪ ،‬والتدافع على سحب الودائع‪ ،‬ويمكن توفر كل المظاهر السابق اإلشارة‬
‫إليها في أية أزمة مالية مصرفية بدرجة متفاوتة حسب كل حالة‪.‬‬

‫تمر األزمة بخمسة مراحل تمثل دورة حياتها‪ ،‬وتتمثل هذه المراحل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬فؤاد حمدي بسيسو‪ ،‬رؤية المصرفيين واالقتصاديين العرب لمواجهة األزمة المالية الدولية واالستثمار في المستقبل‪ ،‬مجلة اتحاد‬
‫المصارف العربية‪ ،‬العدد‪ ،2009 ،118‬ص‪.02‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬دورة حياة األزمة‬

‫المصدر‪ :‬ممدوح رفاعي‪ ،‬ماجدة جبريل‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪ .2‬خصائص األزمات المصرفية وأسبابها‬


‫‪ .2.1‬خصائص األزمات المصرفية‪ :‬تميل األزمات المصرفية عادة إلى االستمرار وقتا أطول من‬
‫أزمات العملة ولها آثار أقسى على النشاط االقتصادي‪ ،‬ولقد كانت األزمات نادرة نسبيا في‬
‫الخمسينيات والستينيات بسبب القيود على رأس المال والتحويل‪ ،‬ولكنها أصبحت أكثر شيوعا‬
‫منذ السبعينيات وتحدث بالترادف مع أزمة العملة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هناك العديد من المعايير المستخدمة في تمييز األزمات المصرفية عن األزمات األخرى أهمها‪:‬‬

‫نسبة القروض المعدومة (‪ )Non Performing Loans-NPL‬إلى مجموع القروض تتجاوز ‪%02‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تجاوز حجم اإلصالح أو عملية اإلنقاذ ‪ %20‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫إذا نتج عن األزمة تأميم بعض المصارف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬هناك حالة ذعر مصرفي ‪ Bank-Runs‬متمثل في تسييل كبير للودائع من قبل المودعين مما‬
‫يستدعي تدخل السلطات من خالل تجميد الودائع أو إغالق المصارف أو تعميم تأمين القروض‬

‫‪ .1‬أحمد طلفاح‪ ،‬األزمات المالية وأزمات سعر الصرف وأثرها على التدفقات المالية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬األردن‪ ،‬أبريل ‪ ،0225‬ص‪. 00‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫(ذعر مصرفي في حالة اإلكوادور ‪ 0555‬واألرجنتين ‪ 0220‬واغالق مصرف في اندونيسيا عام‬


‫‪.)0552‬‬

‫‪1‬‬
‫كما تتميز األزمات المصرفية بأن‪:‬‬

‫‪ -‬تكلفة إنقاذ النظام المصرفي مرتفعة في الدول الناشئة أكثر من الدول الصناعية باإلضافة إلى‬
‫تكلفة األزمات تؤدي إلى سوء استخدام الموارد وبالتالي ضياع االنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬األزمات المصرفية أكثر طوال وأكبر خسارة‪ :‬حيث يستغرق التعافي ‪ 1‬سنوات‪ ،‬الخسارة في النمو‬
‫تصل إلى ‪ %00.5‬مقارنة بالنمو االتجاهي‪ ،‬خسارة األزمات المصرفية في ظل أزمات الصرف‬
‫كانت أكبر وتصل إلى ‪ %04.5‬من النمو الضائع‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أسباب األزمات المصرفية‬


‫يمكن أن تحدث األزمات المصرفية لعدة أسباب مختلفة‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .2.2.1‬تحرير مالي مبكر في ظروف تنظيمية ورقابية غير مالئمة‪ :‬يعد جانب التحرير‬
‫المالى من الجوانب المسلم بها فى عموم الدول النامية‪ ،‬إال أن التحرير المالي في ظل التطورات التقنية‬
‫المعاصرة‪ ،‬يستحدث أوضاعا جديدة لم يتعود عليها النظام المصرفي في السابق وما لم يكن هناك ما‬
‫يقابلها من احتياطيات واجراءات كافية يمكن أن تحدث أزمة للمصارف‪ ،‬حيث أن تحرير القطاع المالي‬
‫من القيود التي كانت تحدد النشاطات التي تدخلها المؤسسات المالية والسيما المصارف واألصول‬
‫التي تستثمر فيها أموالها‪ ،‬وازالة القيود المفروضة على شركات التأمين فزاد حجم اإلقراض بدون‬
‫ضمانات كافية‪ ،‬واستثمرت المصارف في أنشطة وأصول كانت محرمة عليها‪ ،‬وتم منح قروض إلى‬
‫مقترضين جدارتهم االئتمانية ضعيفة والنتيجة هي حدوث تعثر في سداد القروض التي كانت تمنحها‬
‫المصارف (التجارية والمصارف التي أخذت شكل شركات استثمار ‪ investment companies‬أو‬
‫المصارف الشاملة ‪ )universal banks‬إلى المقترضين‪ ،‬فمثال حينما يتم تحرير سعر فائدة معين‪ ،‬تفقد‬
‫المصارف الحماية الكافية كتلك التى كانت تتمتع بها فى ظل أسعار الفائدة المدارة والتي كانت تجعل‬
‫سعر الفائدة على اآلجال القصيرة أقل من اآلجال طويلة األجل‪ ،‬ومع رفع القيود على منح االئتمان‬
‫يزيد الطلب (الذي كان في حالة ترقب) في القطاعات التى تم تحريرها مثل العقارات وأنشطة السندات‪،‬‬
‫كما أن خفض نسبة االحتياطي قد يسمح للبنوك في أن تلبي تلك الطلبات المتزايدة‪ ،‬في ظل هذه‬
‫األوضاع ومع بقاء المسؤولين في حالة تحفظ في منح االئتمان فى ظل سياسة الكبح المالي إذ هم‬
‫أنفسهم المسؤولون في ظل سياسة التحرر لن تكون لديهم الخبرة الكافية لتقدير مخاطر االئتمان‪.‬‬

‫‪ .1‬بلقاسم العباس‪ ،‬أسباب األزمات المالية والنماذج المفسرة لها‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬عمان‪ ،0226 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.2.2‬حالة عدم االستقرار في بعض المتغيرات االقتصادية الكلية‪ :‬إن الطبيعة الخاصة‬
‫للتغيرت الكبيرة التي تحدث كنتيجة لتقلبات األسعار وفقدان الثقة‬
‫ا‬ ‫للمصارف تجعلها شديدة الحساسية‬
‫من قبل المودعين‪ ،‬فضال عن العوامل الخارجية كتقلبات شروط التبادل الدولي وأسعار الفائدة العالمية‬
‫واآلثار المترتبة عليها من حفز انتقال رؤوس األموال وتغير أسعار الصرف‪ ،‬وهذا ما قد يوقع‬
‫المصارف في مشاكل جمة‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬فضال عن أن هناك المتغيرات‬
‫‪1‬‬
‫المحلية‪ ،‬كمعدالت التضخم ومستوياتها ومدى تقلب األسعار محليا‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬التغلغل الحكومي والقيود المرنة حول القروض المرتبطة به‪ :‬يلعب كل من التدخل‬
‫الحكومي والقيود المرنة دو ار هاما في خلق األزمات المصرفية ألنها تسمح بتدخل األهداف السياسية‬
‫للحكومة أو أصحاب المصالح الخاصة فى كل نواحي العمليات المصرفية وتؤدي إلى تدهور معدالت‬
‫الربحية والكفاءة‪ ،‬وتخضع القروض التي تمنحها المصارف المملوكة للدولة (القطاع العام) لتوجيهات‬
‫حكومية إما بشكل مباشر أو غير مباشر أكثر من تلك التي تتعرض لها المصارف الخاصة‪ ،‬فقد‬
‫أنشئت معظم المصارف العامة لتخصيص القروض لقطاعات معينة وغالبا ما كانت الجدارة االئتمانية‬
‫لهذه القطاعات أو هؤالء المقترضين محل اهتمام أو تلقى وزنا كبي ار عند منح االئتمان والتي تعرف‬
‫كذلك بـ "إقراض السياسة" حيث أن العديد من البلدان أثناء عصر اشتراكية الدولة لم يكن عندها قطاع‬
‫مصرفي خاص‪:‬‬
‫‪ -‬في البلدان مثل روسيا والصين وفيتنام‪ ،‬وجدت المصارف فقط لتمويل النشاطات الحكومية‬
‫والمشاريع المملوكة للدولة واقراضهم كان ناد ار ما يستند إلى المعايير المالية الصحيحة‪ ،‬كان‬
‫لدى العديد من هذه الشركات الرسمية موظفين زائدين وغير أكفاء‪ ،‬ولم يطلب من تلك‬
‫الشركات تحقيق األرباح‪ ،‬ولم تكن الحكومات تدعم هذه األعمال التجارية بشكل مباشر بل‬
‫استخدموا النظام المصرفي لتحويل األموال إلى هذه الشركات‪ ،‬فقد كانت اإلعانة المالية‬
‫الطريق األكثر وضوحا لدعم األعمال التجارية والوظائف التي خلقوها‪ ،‬ولكن تمويل الشركات‬
‫من خالل النظام المصرفي وضعت المصارف تحت الخطر‪ ،‬في العديد من هذه البلدان كان‬
‫هناك مصارف مصنفة والتي مولت عدة أنواع من الصناعات‪ ،‬المزارعون‪ ،‬والتجارة الخارجية؛‬
‫في الب ارزيل‪ ،‬أرغمت الحكومة المصارف لتوقف هذا النوع من القروض المقسمة حسب‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫القطاع وأخرجت مصارف إقليمية تنموية متخصصة‪.‬‬

‫‪ .‬عبد الصمد سعدون عبد اهلل‪ ،‬إدارة األزمات المالية في اقتصادات متقلبة (نموذج دول مجلس التعاون الخليجي)‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬العدد الخامس والثالثون‪ ،0201 ،‬ص ص‪.02-06‬‬


‫‪ .‬أينيا سكيفيرين‪ ،‬األزمات المصرفية‪ ،‬بحث منشور على الموقع اإللكتروني (شبكة الصحفيين الدوليين) يوم ‪:0228/26/02‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ، https://ijnet.org/ar/blog/‬تاريخ االطالع‪.0205/24/05 :‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .2.2.2‬إتباع سياسة المصرف كبير ال يجب أن يفشل ‪ :Too Big to fail‬فالمصرف الكبير‬
‫إذا ظهرت بوادر األزمة عليه تتدخل الحكومة إلنقاذه‪ ،‬خوفا من انتشار العدوى إلى المصارف‬
‫األصغر‪ ،‬مما جعل المؤسسات المالية الكبيرة تتمادى في االستثمار في أصول عالية المخاطر وهي‬
‫تضمن أنه في حالة تعثرها ستحصل على المساعدة من قبل مؤسسة التأمين على الودائع‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬ارتفاع أسعار الفائدة‪ :‬حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر على المصارف‪ ،‬وذلك ألن‬
‫أسعار الفائدة العالية تجعل من القروض أغلى عند اإلعادة‪ ،‬خالل األزمة اآلسيوية شجع صندوق النقد‬
‫الدولي البلدان على التالعب بأسعار الفائدة لدعم عمالتهم‪ ،‬التي كانت في هبوط مستمر‪ ،‬وما إن‬
‫ارتفعت أسعار الفائدة (والتي وصلت إلى ‪ %12‬في اندونيسيا) بدأت المصارف بالفشل أيضا‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬اإلفراط في منح القروض والتركيز على قطاعات معينة‪ :‬إن الت ازيد الكبير في عمليات‬
‫إقراض المصارف وانهيار أسعار األصول المالية تعد من أساسيات العوامل التي عادة ما تسبق‬
‫األزمات المصرفية‪ ،‬كما أن االقتصادات الناشئة والتي كانت من أكبر المتلقين للتدفقات الصافية من‬
‫رأس المال الخاص كانت هي األخرى من بين أكبر االقتصادات التي شهدت نموا كبي ار في قطاعاتها‬
‫التجارية والمصرفية وأخي ار فإن جزءا كبي ار من التدفقات التى تدفقت على المنطقة في التسعينيات من‬
‫القرن الماضي‪ ،‬يمكن اعتبارها من العوامل التى بني عليها تفاؤل أكثر من الالزم حول آثار سياسة‬
‫اإلصالح االقتصادي التي قامت بها الدول المضيفة‪.‬‬

‫كما أن بعض المصارف تعرضت لمشاكل بسبب اإلفراط في إقراض قطاعات معينة‪ ،‬حيث أن‬
‫الحاجة إلى اإلقراض المالي يسبب في أغلب األحيان ارتفاع مفرط في قيمة األصول إلى درجة التي‬
‫تتجاوز قيمة الثروة المعقولة‪ ،‬بينما كانت األسعار في هبوط‪ ،‬عملت المصارف على رفع ضمانات‬
‫اكتتابها بأعلى من قدرها‪ ،‬المثال األكثر شيوعا عن الفقاعات حين قامت المصارف في تايالندا‬
‫ات المكاتب‪ ،‬وبعد ذلك بوقت قريب‬
‫والفيتنام بإقراض المال للشركات التي قامت ببناء أو شراء عمار َ‬
‫هبطت أسعار تلك العمارات وبذلك لم تعد تلك الشركات قادرة على إعادة دفع قروضهم‪ ،‬فهناك عدد‬
‫من المصارف التايالندية تعرضت لألذى لتقصير سداد تلك القروض‪ ،‬وبانكوك عانت من المئات من‬
‫العمارات المكتبية الفارغة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬تعدد نظم أسعار الصرف‪ :‬إن المصارف على عالقة وثيقة بتقلبات العملة‪ ،‬فأزمات‬
‫العملة يمكن أن تؤدي إلى األزمات المصرفية‪ ،‬والعكس بالعكس وأحيانا االثنان يظهران معا‪ ،‬ويمكن‬
‫أن ندعو هذا الحدث باسم "ظاهرة األزمة المزدوجة " فإذا قامت المصارف في الدول النامية باإلقراض‬
‫بالدوالر وهبطت قيمة العملة المحلية فسيكون من المكلف أكثر إعادة القرض بالدوالر وبذلك سوف‬
‫تتدهور ميزانيات تلك المصارف‪ ،‬وعلى قدرة المصارف المركزية على القيام بدور المقرض األخير‬
‫للمصارف التي تواجه مشاكل سيولة أو عسر مالي‪ ،‬تلك كانت المشكلة الرئيسة في كوريا واندونيسيا‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫خالل األزمة اآلسيوية وواحدة من األسباب التي دعت األرجنتين لتأجيل تخفيض قيمة البيزو أثناء‬
‫األزمة في ‪.0220‬‬
‫‪ .2.2.2‬ضعف األطر القانونية في النظام المحاسبي‪ 1:‬إذا كان الهيكل المؤسسي الذي تعمل‬
‫في إطاره المصارف هشا أو ضعيفا‪ ،‬فإن أداءها سيتأثر بشكل سيء‪ ،‬ويرى معظم المحللين أن النظم‬
‫المحاسبية المتبعة واجراءات اإلفصاح المحاسبي وكذلك اإلطار التشريعي تعتبر من معوقات فعالية‬
‫جهاز السوق وممارسة اإلشراف الفعال على المصارف‪ ،‬وأوجه الضعف هذه تؤدي إلى تدهور معدالت‬
‫الربحية‪ ،‬وال يستطيع المستثمر الخاص أو المشرفون على الرقابة إدارة وتنظيم المصارف التي ترتكب‬
‫أخطاء بدون معلومات تتسم بالدقة والموضوعية والشمول حول المقدرة االئتمانية للزبائن والمقترضين‪،‬‬
‫واذا كان النظام التشريعي يتسم بالتعقيد وبطء اإلجراءات وطولها سواء للمصارف للمطالبة بحقوقها‬
‫تجاه المقترضين أو فى حاالت اإلفالس فإن النتيجة هي ارتفاع خسائر المصارف وارتفاع تكاليف‬
‫اإلقراض‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬الفشل التنظيمي‪ :‬غالبا ما تفتقد الدول النامية إلى التعليمات الكافية كونهم لم يعززوها‬
‫بالشكل األمثل‪ ،‬فمن الممكن أن تكون الرقابة ضعيفة على منح القروض‪ ،‬االفتقاد إلى التأمين على‬
‫الودائع المصرفية والقليل من متطلبات رأس المال‪ ،‬فمن الصعب على المصارف المطالبة بتأمين كما‬
‫أن الحكومة ال تدعمها عندما تحاول جمع الديون‪ ،‬وهنا يكمن دور األنظمة التي يمكن أن تناقش ولكن‬
‫ليس هناك سؤال يمكن أن يثار أثناء األزمات المصرفية وذلك لفقدان األنظمة الجيدة‪ ،‬كما تعتبر انعدام‬
‫الرقابة الحكومية واحدة من أبسط الطرق التي يمكن أن تحدث األزمات المصرفية حيث أن المصارف‬
‫في كثير من األحيان تسعى وراء تحقيق المكاسب على الرغم من أن المخاطر عالية للغاية (مثل‬
‫اإلفراط في االعتماد على المشتقات)‪.‬‬
‫‪ .2.2.12‬أثر العدوى ‪ :Contagion Effect‬نتيجة للعولمة والترابط الدولي‪ ،‬فشل اقتصاد واحد‬
‫يمكن أن يخلق تأثي ار يشبه الدومينو‪ .‬ففي عام ‪ ،0228‬عندما انهار اقتصاد الواليات المتحدة‪،‬‬
‫وانخفضت القوة الشرائية والناتج االقتصادي‪ ،‬انعكس تأثيره على جميع االقتصاديات المرتبطة‬
‫باالقتصاد األمريكي (والتي تشمل معظم دول العالم)‪ ،‬وهذا ما يسمى بالعدوى‪.‬‬
‫‪ .2‬التطور التاريخي لألزمات المصرفية‬
‫لقد شهد العالم كله تقريبا أزمات مصرفية ولكنها حدثت في فترات مختلفة‪ ،‬والسيما في فترات‬
‫التحول االقتصادي من نظام اقتصادي تسيطر عليه الدولة وهو النظام االشتراكي إلى النظام الرأسمالي‬

‫‪ .1‬خليل حسين‪ ،‬أسباب االزمات المالية العالمية وسياسات مواجهتها‪ ،‬بحث منشور على الموقع االلكتروني (موقع خاص للدراسات والبحوث‬
‫اإلستراتيجية) يوم ‪ ،www.drkhalilhussein.blogspot.com/2008/10/blog -post.html :0228/02/02‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0204/00/05‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الذي يأخذ بمزيد من الحرية االقتصادية ويتجه نحو مزيد من التحرير االقتصادي والمالي ومزيد من‬
‫تقليص دور القطاع العام من خالل بيع وحداته المالية واالقتصادية للقطاع الخاص بطريقة ال تتميز‬
‫بالتدرج بل باالندفاع مع إهمال اعتبارات التكاليف والمنافع االقتصادية من وجهة نظر المجتمع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتضمن األزمات المصرفية بعدان‪:‬‬

‫‪ -‬أزمة فردية‪ :‬حيث تكون األزمة محدودة بفشل مصرف واحد‪ ،‬وتقتصر العواقب فقط على الدائنين‬
‫والمساهمين دون تأثير خطير على القطاع المالي والقطاع الحقيقي؛‬
‫‪ -‬أزمة نظامية‪ :‬حيث تمتد األزمة إلى المؤسسات المالية األخرى‪ ،‬وتؤدي إلى انقطاع الخدمات‬
‫المالية والمصرفية التي تؤثر على القطاع الحقيقي‪.‬‬

‫ويمكن القول أن األزمة المصرفية نظامية ‪ Systematic Banking Crisis‬إذا تم استيفاء شرطان‬
‫‪2‬‬
‫يتمثالن في‪:‬‬

‫‪ -‬ضائقة مالية كبيرة للقطاع المصرفي ( خسائر في النظام المصرفي‪ -‬و‪ /‬أو تصفية المصرف)؛‬
‫‪ -‬اتخاذ تدابير هامة للتدخل في السياسة المصرفية استجابة للخسائر الكبيرة في النظام المصرفي‪.‬‬

‫يرجع تاريخ األزمات المالية العالمية –والتي تضم األزمات المصرفية وأزمات سعر الصرف إلى‬
‫أواخر القرن التاسع عشر وتبلورت في أزمة الكساد الكبير في ‪ ،0511-0505‬ولذلك فهي ليست ظاهرة‬
‫جديدة في االقتصاد العالمي وخالل العقدين األخيرين عانت كثير من الدول– سواء الصناعية أو‬
‫الناشئة أو دول التحول من التخطيط المركزي السابق – من نوع أو آخر من هذه األزمات وبدرجات‬
‫متفاوتة‪ ،‬وخالل الفترة ‪ 0552-0525‬كانت هناك أكثر من ‪ 058‬أزمة سعر صرف و‪ 54‬أزمة مصرفية‪،‬‬
‫وكانت أزمات أسعار الصرف األكثر شيوعا من األزمات المصرفية خالل الفترة ‪ ،0586-0525‬بينما‬
‫سادت األزمات المصرفية في الفترة ‪ ،0552-0582‬وارتبط ذلك بسياسات التحرير المالي التي انتشرت‬
‫خالل تلك الفترة‪ ،‬وقد كان على بعض دول أمريكا الالتينية أن تعيد هيكلة نظامها المصرفي في‬
‫الثمانينيات والتسعينيات‪ ،‬وفى أواخر التسعينيات تدهور أداء المصارف في دول البلطيق لدرجة أدت‬
‫إلى تدخل الحكومات لدعم المصارف الكبيرة‪ ،‬وفى معظم الدول التي تحولت إلى اقتصاد السوق فإن‬
‫النظام المصرفي فيها شهد خسائر ضخمة‪ ،‬وأخي ار فإن األزمة المالية في دول شرق آسيا أعادت إلى‬
‫األذهان مرة أخرى كيف يمكن لهذه األزمات أن تتفجر مع صعوبة تقدير اآلثار المتشعبة لها والتي‬

‫‪1‬‬
‫‪. Raymond BERNARD, Origine et traitement des crises bancaires :généralités, AFRITAC de l'Ouest,‬‬
‫‪15/04/2011, p02.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working Paper,‬‬
‫‪WP/12/163, June 2012, p04.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫تنتشر في شكل عدوى وبائية‪ ،‬حتى المصارف األمريكية لم تسلم من األزمات ففي أواخر الثمانينيات‬
‫وأوائل التسعينيات عانى أكثر من ‪ 25‬مصرفا من بين ‪ 525‬مصرف في والية نيوانجالند من الفشل‬
‫وانخفضت بشدة أسعار األصول العقارية بحيث كان ذلك سببا في فشل أكثر من ‪ %04‬من مصارف‬
‫‪1‬‬
‫نيوانجالند‪.‬‬

‫‪ .2.1‬األزمات المصرفية خالل القرن ‪12‬‬

‫إن أهم ما يميز األزمات المصرفية خالل القرن ‪ 08‬أنها أزمات فردية مست عددا محدودا من‬
‫المصارف ولم تنتقل لباقي القطاع المصرفي‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم هذه األزمات من خالل الجدول رقم‬
‫(‪.)0-0‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-1‬تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪08‬‬

‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪08‬‬ ‫تاريخ األزمة‬


‫‪،Leendert Pieter de Neufville‬‬ ‫حيث بدأت هذه األزمة في امستردام بانهيار مصرف‬ ‫أزمة مصرف امستردام‬
‫امتدت إلى ألمانيا والدول االسكندنافية‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية هذه األزمة في تاريخ األزمات‬ ‫سنة ‪1222‬‬
‫المصرفية إذ يمكن أن تعتبر المفتاح لفهم وتحليل األزمات المالية األخيرة‪ ،‬إال أنها لم تلق االهتمام‬
‫الكافي‪.‬‬
‫حيث بدأت هذه األزمة بانهيار المصرفين ‪.Neal, James, Fordyce and Down‬‬ ‫أزمة لندن وامستردام‬
‫‪1222-1222‬‬

‫وقعت هذه األزمة خالل شهري مارس وأفريل سنة ‪ ،0520‬نتيجة التوسع في منح االئتمان من قبل‬ ‫الذعر المصرفي في‬
‫بنوك امريكية تأسست حديثا‪ ،‬فضال عن تفشي المضاربة من قبل كل من ‪،William Duer‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪ Alexander Macomb‬وغيرهم من المصرفيين البارزين‪ ،‬حيث قاموا بالعمل على رفع أسعار‬ ‫األمريكية ‪1222‬‬
‫سندات الدين األمريكية وأسهم المصارف‪ ،‬ولكن عندما حدث تخلف عن سداد القروض‪ ،‬انخفضت‬
‫األسعار بسبب فقدان الثقة بالمصارف‪ ،‬ولقد كان وزير الخزانة األمريكي ‪Alexander Hamilton‬‬
‫قاد ار على إدارة األزمة ببراعة من خالل منح المصارف مئات اآلالف من الدوالرات لتفعيل عمليات‬
‫السوق المفتوحة للسندات‪ ،‬وهو ما أدى إلى تحقيق االستقرار في ماي ‪.0250‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Eric Rosengern, Will Greater Disclosure and Transparency Prevent the Next Banking Crisis,‬‬
‫‪Paper presented at a conference jointly sponsered by The FED of Chicago and IMF, P06.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫هي أول أزمة مالية ناتجة عن حالة الذعر الجماعي‪ ،‬أدت إلى ركود التجاري األوسع في كل من‬ ‫األزمة النقدية ‪1222‬‬
‫بريطانيا العظمى والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬في الواليات المتحدة األمريكية ظهرت المشاكل ألول‬
‫مرة عندما انفجرت فقاعة المضاربة على األراضي سنة ‪ ،0256‬ثم تعمقت األزمة حيث تعرض‬
‫بنك إنجلت ار في ‪ 0252-20-06‬إلى انحصار شديد في حجم االحتياطي بموجب قانون تقييد‬
‫المصرف ‪ the Bank Restriction Act‬سنة ‪ ،0252‬أدى ذلك إلى انتشار الذعر بين المواطنين‬
‫والشركات الذين سارعوا إلى سحب مدخراتهم من المصارف والتسبب في إفالس جماعي‪.‬‬
‫‪Source: The group wikipedia, List of banking crises, in :wikipedia :the free encyclopedia, available:‬‬
‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_banking_crises (15/04/2015).‬‬

‫‪ .2.2‬األزمات المصرفية خالل القرن ‪12‬‬

‫يمكن تلخيص أهم األزمات المصرفية خالل القرن ‪ 05‬من خالل الجدول رقم (‪:)0-0‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪05‬‬

‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪12‬‬ ‫تاريخ األزمة‬


‫االنهيار المالي ‪ 1212‬هي أول أزمة مالية بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬نتجت عن صرف األموال في حرب ‪ 0800‬وسياسة‬
‫التقشف التي فرضها المصرف المركزي األمريكي‪.‬‬

‫االنهيار المالي ‪ 1222‬أزمة سوق األسهم في لندن إثر مضاربات مكثفة باستثمارات أمريكا الالتينية (المصارف‪ ،‬التأمينات‪،‬‬
‫تسليح السفن‪ ،‬بناء القنوات‪ ،)...‬انخفضت قيم أسهمها انخفاضا شديدا في بورصة لندن فأفلست‬
‫مصاف عديدة وأكثر من ‪ 1122‬مؤسسة؛ رغم أن هذه األزمة تركزت في بريطانيا العظمى إال أنها‬
‫تعتبر أولى األزمات التي مست البورصة‪ ،‬وتعتبر هذه األزمة أول أزمة اقتصادية حديثة ال تنسب إلى‬
‫حدث خارجي مثل الحرب‪ ،‬وبالتالي بداية الدورات االقتصادية الحديثة‪.‬‬

‫االنهيار المالي ‪ 1222‬حيث عانى االقتصاد األمريكي من أزمة مالية أسفرت عن ركود كبير استمر حتى سنة ‪،0842‬‬
‫حيث انخفضت األرباح واألسعار‪ ،‬انخفاض األجور في حين ارتفعت البطالة‪ ،‬وأصاب الذعر‬
‫األصول المحلية واألجنبية‪ .‬وترجع األزمة إلى االنهيار في البورصة انجلت ار بعد قرار الرئيس‬
‫األمريكي أندرو جاكسون اشتراط بيع األراضي مقابل معادن نفيسة‪ ،‬وهو ما شكل ضربة قاضية‬
‫للمضاربة في سوق العقار األمريكي‪ ،‬وبما أن المصارف كانت تقترض من بريطانيا فقد تلقت بريطانيا‬
‫الجزء األصعب من الصدمة قبل أن تنتقل األزمة إلى أمريكا عام ‪ ،0812‬وعلى الرغم من االنتعاش‬
‫الوجيز في عام ‪ ،0818‬إال أن الركود استمر لحوالي سبع سنوات‪ .‬انهارت المصارف وفشلت‬
‫شركات‪ ،‬انخفضت أسعار‪ ،‬وفقد اآلالف من العمال وظائفهم ووصلت البطالة ‪ ٪05‬في بعض‬
‫المناطق‪.‬‬
‫أ دى انهيار أسعار أسهم شركات السكك الحديدية في المملكة المتحدة وفرنسا إلى أزمة في النظام‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫االئتماني باإلضافة إلى هلع مصرفي وفشل العديد من المؤسسات غير المصرفية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫األزمة االئتمانية في الواليات المتحدة تثير هبوط أسعار األسهم وكساد اقتصادي يسود كافة الدول‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫التي تربطها مصالح نقدية‪ ،‬مالية‪ ،‬واقتصادية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬

‫أزمة مالية في المملكة المتحدة ناجمة عن المضاربات الخاصة بالسكك الحديدية وانهيار السوق‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫المالية (يوم الجمعة األسود)‪ ،‬تبعه هلع مصرفي نجم عنه نقص في السيولة وأزمة مصرفية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬

‫‪ 5‬ماي ‪ ،0821‬بورصتي فينا والنمسا بدأتا ما يسمى بفترة الكساد الكبير لالقتصاد العالمي بسبب‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫المضاربات الضخمة التي لم تقابلها سوى ضمانات متدنية باإلضافة إلى أنها لم تكن مغطاة بإنتاج‬ ‫‪1222‬‬
‫اقتصادي حقيقي مما سبب انهيا ار كليا انتقل إلى ألمانيا‪ ،‬أوروبا والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫أعرق مصرف بريطاني ‪ Barings‬على وشك اإلفالس التام بسبب حيازته للسندات السيادية لدولة‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫األرجنتين‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫انهيار مالي في الواليات المتحدة نتيجة محاولة المستثمرين تحويل سنداتهم الحكومية إلى ذهب‪.‬‬ ‫الذعر المصرفي‬
‫‪1222‬‬
‫‪Source: Ibid.‬‬

‫‪ .2.2‬األزمات المصرفية خالل القرن ‪22‬‬

‫إن أهم ما ميز األزمات المصرفية خالل هاته الفترة أنها أزمات نظامية مست القطاع المصرفي‬
‫بأكمله‪ ،‬إذ يمكن القول أن من بين اآلثار السلبية للعولمة المالية على الجهاز المصرفي هي تلك‬
‫األزمات القوية التي تعرض لها في العديد من دول العالم بما لها من آثار سلبية على مجمل‬
‫االقتصاديات الوطنية التي حدث فيها‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم تلك األزمات من خالل الجدول (‪:)1-0‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬تاريخ األزمات المصرفية خالل القرن ‪02‬‬

‫األزمات المصرفية خالل القرن ‪22‬‬ ‫تاريخ األزمة‬


‫ذعر مصرفي في الواليات المتحدة نتيجة تدهور حاد لسوق األوراق المالية يمتد إلى فرنسا وايطاليا‬ ‫الذعر المصرفي ‪1222‬‬
‫وبلدان أخرى‪.‬‬
‫الذعر المالي الياباني الذي أدى إلى إفالس شامل للمصارف في جميع أنحاء اإلمبراطورية اليابانية‪.‬‬ ‫‪Shōwa‬‬ ‫األزمة المالية‬
‫‪1222‬‬
‫انهيار وول ستريت يؤدي إلى أزمة مصرفية تُغرق الواليات المتحدة في الكساد األعظم وتطلق‬ ‫أزمة الكساد الكبير‬
‫العنان ألكبر أزمة اقتصادية عالمية وأسوأ أزمة المصرفية النظامية من القرن العشرين‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫وهي أزمة مصرفية أفلس من خاللها المصرف األلماني هير ستات بسبب التفاوت في التوقيت بين‬ ‫أزمة ‪1222‬‬
‫ألمانيا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وألول مرة يتم التعرف على مفهوم الخطر النظامي‪.‬‬
‫أزمة مصرفية عالمية وحصر االئتمان العام يعسران الطريق على البلدان النامية في تسديد ديونها‪.‬‬ ‫أزمة ‪1222‬‬
‫عطل هام في شبكة كمبيوتر بنك نيويورك يعرقل نظام تسديد وتسليم سندات الخزينة األمريكية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫الفقاعة اليابانية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫األزمة المصرفية الفنلندية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬


‫األزمة المصرفية السويدية ‪.‬‬ ‫سنوات التسعينيات‬
‫األزمة المصرفية في بيرو‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫األزمة المصرفية الفنزويلية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫األزمة المالية اآلسيوية‪ :‬ربط العديد من العمالت اآلسيوية بالدوالر وموجات المضاربة في‬ ‫‪1222‬‬
‫البورصات والقطاع العقاري‪ ،‬أدى إلى نشوب أزمة اقتصادية آسيوية والتي بدورها أطلقت أزمة في‬
‫أسعار الصرف وفي المصارف‪.‬‬
‫األزمة المالية الروسية‪ :‬أزمة مالية ضخمة في روسيا تخلف عج از عن دفع روسيا لديونها‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫األزمة االقتصادية األرجنتينية‬ ‫‪2222-1222‬‬
‫األزمة المصرفية اإلكوادورية‬ ‫‪1222-1222‬‬
‫‪Source: Ibid.‬‬

‫‪ .2.2‬األزمات المصرفية خالل القرن ‪:21‬‬

‫تتمثل أهم األزمات المصرفية خالل هاته الفترة في‪:‬‬

‫‪ .2.2.1‬األزمة المصرفية األورغوانية ‪ :2222‬واجهت األوروغواي أزمة اقتصادية خانقة مطلع‬


‫األلفية الثانية‪ ،‬نتيجة األزمة المالية التي حدثت لجيرانها الب ارزيل واألرجنتين ما أدى إلى وقوع أزمة‬
‫مصرفية حادة بعد أن سحب مواطني األرجنتين الودائع الضخمة في مصارف األوروغواي‪ ،‬وهو ما‬
‫أدى إلى انخفاض قيمة عملتها الوطنية‪ ،‬أدى ذلك إلى ارتفاع معدل البطالة بنحو ‪ ،%02‬وانخفاض‬
‫‪1‬‬
‫األجور‪ ،‬وتدهور عملتها الوطنية "البيزو"‪ ،‬وارتفاع نسبة األوروغوانيين الواقعين تحت خط الفقر‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬األزمة المصرفية ماينمار ‪ :2222‬فرضت الواليات المتحدة عقوبات اقتصادية؛ بما‬
‫في ذلك فرض حظر على واردات المنتجات البورمية‪ ،‬وفرض حظر على أي نشاط مالي خدمي يقوم‬
‫به أفراد أمريكيون مع حكومة بورما مما أدى إلى تدهور االقتصاد‪ .‬وفي فبراير ‪ 0221‬حدثت أزمة‬
‫مصرفية كبيرة نتج عنها إغالق ‪ 02‬مصرفا خاصا‪ ،‬ما تسبب في تعطيل االقتصاد‪ .‬واعتبا ار من عام‬
‫‪ ،0225‬تعمل المصارف الخاصة الكبيرة في ظل قيود صارمة‪ ،‬تحد القطاع الخاص من الحصول على‬
‫االئتمان الرسمي‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬أزمة الرهن العقاري ‪ :Mortgage Crisis 2222‬حيث شجع االزدهار الكبير لسوق‬
‫العقارات األمريكية مابين عامي ‪ 0226-0220‬المصارف وشركات اإلقراض على اللجوء إلى اإلقراض‬
‫العقاري المرتفع المخاطر‪ ،‬ومنح المقترضين قروض بدون ضمانات وبمخاطر كبيرة مقابل سعر فائدة‬

‫‪ .1‬مازن إرشيد‪ ،‬األوروغواي‪ ..‬وطوق النجاة‪ ،‬صحيفة العربي الجديد‪ ،‬العدد ‪ ،084‬الصادرة يوم ‪ 4‬مارس ‪ ،0205‬النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع‬
‫الرسمي للجريدة‪ ،http://www.alaraby.co.uk :‬تاريخ االطالع‪.0205/24/06 :‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫أعلى‪ ،‬والهدف هو تحقيق أكبر قدر ممكن من األرباح لمؤسسات اإلقراض‪ ،‬حيث بلغت ديون الرهن‬
‫العقاري ‪ 15‬مليار دوالر عام ‪ 0554‬ثم ارتفعت إلى ‪ 62‬مليار دوالر عام ‪ 0555‬ثم تصاعدت إلى ‪622‬‬
‫مليار دوالر عام ‪ ،0226‬ويالحظ أن المقابل للمخاطر التي كان يحصل عليها المقرض من المقترض‬
‫بالنسبة للرهون العقارية األقل جودة إنخفضت من ‪ 082‬نقطة أساس عام ‪ 0220‬إلى ‪ 012‬نقطة أساس‬
‫‪1‬‬
‫عام ‪.0222‬‬

‫وقد بدأت بوادر األزمة تلوح في األفق منذ أوت ‪ ،0222‬أين تدهور االئتمان في السوق األمريكية‬
‫للقروض العقارية العالية المخاطر‪ ،‬مما أدى إلى وقوع أزمة سيولة كبيرة في أسواق التمويل اآلجل بين‬
‫المصارف‪ ،‬وفي هذه األثناء تدخلت المصارف المركزية الرئيسية بالعديد من اإلج ارءات لتوفير السيولة‬
‫المتعثرة‪ ،‬غير أن الضغوط تجددت وتكثفت مع مطلع عام ‪ ،0228‬حين بدأت المؤسسات المالية في‬
‫اإلعالن عن خسائر ضخمة‪ ،‬ارتبط معظمها باإلنكشاف في األوراق المالية المتعلقة بالقروض‬
‫العقارية‪ ،‬ودخلت األزمة المالية منعطفا جديدا بحدوث سلسلة من األزمات وتعسر المصارف‪ ،‬حيث‬
‫أعلن مصرف األعمال االستثماري العمالق ليمان براذرز ‪ Lehman Brothers‬إفالسه والذي يعتبر رابع‬
‫مصرف استثماري أمريكي‪ ،‬حيث تكبد هذا األخير خسائر مالية جسيمة كان أفدحها خالل الربع الثالث‬
‫من عام ‪ 0228‬حيث بلغت نحو ‪ 4‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬كما أعلن مصرف ‪Bank of America‬‬
‫االندماج مع مصرف ‪ Mirill Lynch‬بطريقة االستحواذ (‪ ،)2.86-0‬كما اتفقت عشرة مصارف دولية‬
‫على إنشاء صندوق للسيولة برأس مال ‪ 22‬مليار دوالر لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحافي حين وافقت‬
‫‪2‬‬
‫المصارف المركزية على فتح المجال لإلقراض‪ ،‬إال أن ذلك لم يمنع تراجع البورصات العالمية‪.‬‬

‫وتصل بعض التقديرات بإجمالي خسائر عالمية إلى حوالي ‪ 40‬تريليون دوالر وهو ما يعادل ثلث‬
‫الناتج العالمي لعام ‪ ،0228‬ويتمثل الجزء األكبر في خسائر األسهم ‪ 15‬تريليون دوالر أما بقية الخسائر‬
‫والتي تبلغ ‪ 5‬تريليون دوالر كانت من نصيب الشركات الخاصة والعقارات‪ ،‬وبلغ عدد المصارف التي‬
‫أفلست في األزمة في الواليات المتحدة األمريكية فقط حوالي ‪ 158‬مصرفا حسب تقديرات االحتياطي‬
‫‪3‬‬
‫الفدرالي‪.‬‬

‫انتقلت تداعيات األزمة إلى األسواق المالية لمختلف الدول وبات عالجها عسيرا‪ ،‬كما أن تزايد‬
‫ظاهرة الذعر المالي لدى المواطنين في الدول التي ضربتها األزمة وتوجههم نحو سحب أموالهم من‬
‫المصارف‪ ،‬وتسارع حلقات هذه الموجة أدى بشكل واضح إلى انهيارات مالية في كبريات المصارف‬

‫‪ .1‬عبد الستار سلمى‪ ،‬األزمة المالية العالمية الحالية وأسبابها األساسية‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0202 ،‬ص ص‪.65-68‬‬
‫‪ .2‬هيثم يوسف عويضة‪ ،‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتها اإلقليمية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0204 ،‬ص‪.055‬‬
‫‪ .3‬الدائرة المالية لحكومة دبي‪ ،‬األزمة المالية العالمية ‪ -‬دروس مستفادة‪ ،-‬إدارة الدراسات المالية‪ ،0224 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫االئتمانية‪ ،‬بحيث اضطرت المصارف والمؤسسات المالية المختلفة إلى بيع أصولها بأسعار متدنية مما‬
‫زادت من تنامي هذه الخسائر األمر الذي أدى إلى تراجع الثقة في األسواق بشكل كبير‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح تأثير األزمة المالية العالمية على اقتصاديات الدول من خالل االجراءات‬
‫والتدخالت التي قامت بها تلك الدول لمواجهة األزمة خالل الفترة ‪:0200-0222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬األزمات المصرفية النظامية ‪0200-0222‬‬

‫‪Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An‬‬
‫‪Update, IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p06.‬‬

‫من خالل هذا الجدول يمكن اعتبار أن األزمات النظامية هي تلك األزمات التي تتخذ فيها الدولة‬
‫ثالث إجراءات على األقل من مجموع اإلجراءات الموضحة (دعم واسع للسيولة‪ ،‬ضمانات كبيرة على‬
‫الخصوم‪ ،‬تكاليف كبيرة إلعادة الهيكلة‪ ،‬شراء األصول الهامة والتأميم)‪ ،‬أما الحاالت األخرى فإن الدولة‬
‫تكون قد إتخذت اجراءات أقل لمواجهة األزمة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬ويكون الدعم واسع للسيولة عندما تتجاوز مبالغ المطالبات للبنك المركزي للقطاع المالي ودعم‬
‫السيولة من الخزينة ‪ %5‬من إجمالي الودائع والمطلوبات األجنبية وأكبر مرتين على األقل من‬
‫مستويات السيولة قبل األزمة؛‬
‫‪ -‬وتعتبر تكاليف إعادة هيكلة المصارف كبيرة عندما تتجاوز ‪ %1‬من إجمالي الناتج المحلي مع‬
‫استبعاد السيولة ونفقات شراء األصول؛‬
‫‪ -‬وتكون الضمانات على اإللتزامات كبيرة عندما تشمل اإلجراءات إلتزامات للمؤسسات المالية أكبر‬
‫من مجرد زيادة حدود التغطية للتأمين على الودائع؛‬
‫‪ -‬وتعتبر عمليات التأميم كبيرة عندما تؤثر على هيكل المؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬األزمة المزدوجة واألزمة الثالثية‪ :‬غالبا ما تحدث األزمة المصرفية جنبا إلى جنب‬
‫مع أزمة سعر الصرف أو أزمة الديون السيادية‪ ،‬حيث قد تكون األزمة مزدوجة وتعني حدوث أزمة‬
‫مصرفية يليها أو يسبقها أزمة في سوق الصرف‪ ،‬أو قد تكون أزمة ثالثية وتعني حدوث أزمة مصرفية‬
‫يليها أو يسبقها أزمة في سوق الصرف‪ ،‬ويليها أو يسبقها أزمة دين‪ ،‬وتعتبر األزمات المزدوجة التي‬
‫ترتبط مع أزمات العملة (إما المصارف أو أزمات الديون لسيادية) األكثر شيوعا‪ ،‬في حين أن تلك‬
‫التي تنطوي على كل من المصارف والديون السيادية هي األقل شيوعا‪ ،1‬وفي دراسة أعدها صندوق‬
‫النقد الدولي تضمنت أكثر من ‪ 52‬بلدا بين الفترة ‪ 0552-0525‬كانت أزمة سعر الصرف األكثر‬
‫انتشا ار في النصف األول من الفترة ‪ 0586-0525‬وهذا ناتج عن الصدمات الخارجية التي تعرضت لها‬
‫ر في النصف الثاني من الفترة ‪-0582‬‬
‫الكثير من البلدان‪ ،‬أما األزمات المصرفية فكانت أكثر انتشا ا‬
‫‪ 0552‬وهذا ناتج عن عملية تحرير القطاعات المالية التي وقعت في العديد من البلدان‪ ،2‬والشكل‬
‫التالي يوضح حدوث األزمة المزدوجة واألزمة الثالثية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working Paper,‬‬
‫‪WP/12/163, June 2012, p12.‬‬
‫‪ .2‬هبة الباز‪ ،‬األزمات المالية المعاصرة (األسباب‪ ،‬العالج‪ ،‬الدروس المستفادة)‪ ،‬رسالة دكتوراه غ منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫مصر‪ ،0228 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬األزمات المزدوجة واألزمات الثالثية‬

‫‪Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An‬‬
‫‪Update, IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p12.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التكاليف المالية واآلثار الحقيقية لألزمات المصرفية‬

‫يتم قياس نتائج األزمات المالية من خالل أربعة متغيرات أساسية تتمثل في‪ :‬التكاليف المالية لألزمة‬
‫(النفقات المالية المباشرة المتضمنة حزمة انقاذ القطاع المالي)‪ ،‬الخسائر الناتجة‪ ،‬الزيادة في الدين‬
‫العام‪ ،‬ونسبة القروض المتعثرة‪.‬‬

‫‪ -‬تشمل التكاليف المالية اجمالي النفقات المالية المباشرة منذ بداية األزمة إلى نهايتها؛‬
‫‪ -‬يتم قياس الزيادة في الدين العام نسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي خالل فترة أربع سنوات بدءا‬
‫بسنة األزمة‪ ،‬أي أن الزيادة في الدين العام تقاس بالنسبة المئوية من الناتج المحلي االجمالي‬
‫خالل الفترة [‪ ، ]T+3 ,T-0‬حيث ‪ T‬تمثل سنة بداية األزمة‪.‬‬

‫ويوضح الشكل التالي الخسائر التي خلفتها بعض األزمات حيث تمثل ‪ :T‬سنة ‪ 0222‬في الواليات‬
‫المتحدة االمريكية‪ 0228 ،‬في كل من ايرلندا وألمانيا‪ 0554 ،‬في المكسيك‪ 0552 ،‬في تايلندا واليابان‪،‬‬
‫وبإعتبار أن الناتج المحلي االجمالي عند ‪ T-4‬يساوي ‪.022‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬الخسائر الناتجة عن بعض األزمات المالية‬

‫‪Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update,‬‬
‫‪IMF Working Paper, WP/12/163, June 2012, p16.‬‬

‫حيث يالحظ االنحراف الكبير للناتج االجمالي المحلي قبل وبعد األزمة للدول التي تضررت من‬
‫األزمات المصرفية للفترة ‪ ،0228-0554‬وهو ما يوضح جليا حجم األضرار التي خلفتها تلك األزمات‬
‫وانعكاسها على االقتصادات الوطنية‪.‬‬

‫ويوضح الجدول التالي المقارنة بين التكاليف والخسائر الناتجة عن األزمات السابقة خالل الفترة‬
‫‪ 0226-0522‬وتكاليف األزمة المالية العالمية ‪:0225-0222‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬تكاليف األزمات المصرفية خالل الفترة ‪0225-0522‬‬

‫‪Source: Luc Laeven, Fabián Valencia, Resolution of Banking Crises: The Good, the‬‬
‫‪Bad, and the Ugly, IMF Working Paper, WP/10/146, June 2010, p22.‬‬

‫ويالحظ من خالل المعطيات السابقة أن الخسائر الناتجة عن األزمة المالية في الفترة ‪0225-0222‬‬
‫(مع العلم أن األزمات الجديدة تتضمن األزمات في كل من‪ :‬النمسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬ألمانيا‪،‬‬
‫أيسلندا‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬التفيا‪ ،‬لوكسمبورغ‪ ،‬منغوليا‪ ،‬هولندا‪ ،‬أوكرانيا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ).‬كانت أكبر من الخسائر الناتجة عن األزمات المالية السابقة خالل الفترة ‪،0226-0522‬‬
‫وكذلك نفس األمر بالنسبة لتأثير األزمات على الدين العام حيث سجل ‪ %01.5‬من اجمالي الناتج‬
‫المحلي خالل الفترة ‪ ،0225-0222‬و‪ %06.1‬من اجمالي الناتج المحلي خالل الفترة ‪ ،0226-0522‬أما‬
‫بالنسبة للتكاليف المالية المباشرة فكانت عكس ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سياسات تجنب األزمات المصرفية‬

‫تطرح في األدبيات االقتصادية والتجارب العملية جملة من السياسات الهادفة الى تقليل احتمال‬
‫‪1‬‬
‫حدوث األزمات المالية منها‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة تقليل االضطرابات والمخاطر التي يتعرض لها الجهاز المصرفي‪ :‬وذلك من خالل‬
‫استخدام أسلوب التنويع وشراء تأمين ضد تلك المخاطر واالحتفاظ بجزء أكبر من االحتياطيات‬
‫المالية لمواجهة مثل تلك التقلبات‪ ،‬واستخدام سياسات مالية ونقدية متأنية وأكثر التزاما بأهدافها؛‬
‫‪ -‬االستعداد والتحضير الكافي لحاالت االنتكاس في األسواق المالية والرواج المتزايد في منح‬
‫االئتمان المصرفي وتوسع الدور المالي للقطاع الخاص‪ :‬وذلك عن طريق استخدام السياسات‬

‫‪ .1‬ناجي التوني‪ ،‬األزمات المالية‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،05‬ماي ‪ ،0224‬ص ص‪.00-02‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المالية والنقدية التي تستطيع أن تتعامل مع تلك المشاكل من جهة وتصميم نظام رقابة مصرفية‬
‫يقوم بتعديل وتقليل درجة التقلبات وتركيز المخاطرة في منح االئتمان من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬التقليل من حاالت عدم التالؤم والمطابقة في السيولة مع التزامات المصرف الحاضرة‪ :‬عن‬
‫طريق آلية لتنظيم العمليات المصرفية في هذا المجال خصوصا في األسواق الناشئة‪ ،‬وقد يكون‬
‫ذلك من خالل فرض احتياطي قانوني عال خالل الفترات العادية‪ ،‬ويمكن تقليله في حاالت‬
‫إحتياج المصرف للسيولة في حاالت األزمات‪ ،‬واالستعداد أيضا لمواجهة األزمات من خالل‬
‫اإلحتفاظ باحتياطات كافية من النقد األجنبي؛‬
‫‪ -‬االستعداد الجيد والتهيئة الكاملة قبل تحرير السوق المالية‪ :‬حيث يجب العمل على تطوير‬
‫وتعديل األطر القانونية والمؤسسية والتنظيمية للقطاع المصرفي؛‬
‫‪ -‬الشفافية‪ :‬عن طريق تقوية وتدعيم النظام المحاسبي والقانوني وزيادة الشفافية واإلفصاح عن‬
‫نسبة الديون المعدومة من جملة أصول المصرف والقطاع المصرفي والمالي؛‬
‫‪ -‬تحسين نظام الحوافز لمالك المصارف واداراتها العليا‪ :‬بما يخدم ويعزز نشاطات المصارف‬
‫بحيث يتحمل كل طرف نتائج ق ار ارته على سالمة اصول وأعمال المصرف؛‬
‫‪ -‬منع آثار سياسة سعر الصرف‪ :‬أي عزل آثار سياسة سعر الصرف المعمول بها من التأثير‬
‫السلبي على أعمال المصرف أو التهديد بإحداث أزمة في القطاع المصرفي؛‬
‫‪ -‬إعطاء إستقاللية أكبر للمصارف المركزية‪ :‬بمعنى منع التدخل الحكومي عند قيام المصرف‬
‫المركزي بأداء وظيفته األساسية وهي تنفيذ السياسة النقدية بحيث تقوم تلك األخيرة على أساس‬
‫اقتصادي وال تتدخل أغراض السياسة المالية فيها؛‬
‫‪ -‬زيادة التنافس في السوق المالية‪ :‬وذلك عن طريق فتح المجال لمصارف جديدة سواء محلية أو‬
‫أجنبية والحد من إنتشار إحتكار القلة؛‬
‫‪ -‬رفع الحد األقصى لرأس المال المدفوع والمصرح به‪ :‬حتى تستطيع المصارف تلبية التزاماتها‬
‫الحاضرة والمستقبلية في عالم تتسم فيه عمليات انتقال رؤوس األموال بسرعة فائقة؛‬
‫‪ -‬الرقابة الوقائية واستخدام طرائق أفضل من مراقبة وتتبع أعمال المصارف التجارية‪ :‬من منظور‬
‫السالمة واألمن لألصول المصرفية وزيادة المقدرة على التنبؤ بالكوارث واألزمات المصرفية قبل‬
‫حدوثها‪ ،‬وبالتالي الحد من آثارها السلبية على الجهاز المصرفي حتى تستطيع السلطات النقدية‬
‫الوقاية منها ومنع انتقالها إلى مصارف أخرى‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق لجنة بازل للرقابة المصرفية‬

‫تعد قضية إدارة المخاطر المصرفية من القضايا الرئيسية في إدارة القطاع المالي بشكل عام وفي‬
‫إدارة المصارف بشكل خاص‪ ،‬وفي هذا اإلطار فلقد تم إعطاء معدل كفاية رأس المال األهمية الكبرى‬
‫لكونه عامال أساسيا في تدعيم المركز المالي للمصارف‪ ،‬فمع تزايد المنافسة المحلية والدولية أصبحت‬
‫المصارف عرضة للعديد من المخاطر‪ ،‬والتي قد تكون ناتجة من جهة عن نشاط المصرف وكيفية‬
‫تسييره وادارته‪ ،‬ومن جهة أخرى ناتجة عن عوامل خارجية تتعلق بالبيئة التي تعمل فيها المصارف‪.‬‬

‫وضمن هاته الظروف كان ل ازما على المصارف إيجاد آليات لمواجهة تلك المخاطر‪ ،‬فقد قامت عدة‬
‫مصارف مركزية في العالم بالتشاور إليجاد معايير عالمية لتطبيقها من خالل تشكيل لجنة بازل للرقابة‬
‫المصرفية بين مجموعة الدول الصناعية الكبرى وتحت إشراف بنك التسويات الدولية سنة ‪ ،0524‬ولقد‬
‫نتج عن تلك التشاورات اتفاقية بازل‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سيتم التطرق في هذا المبحث للنقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أساسيات إدارة المخاطر المصرفية؛‬


‫‪ -‬معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (بازل ‪ -I‬بازل ‪)II‬؛‬
‫‪ -‬اتفاقية بازل ‪.III‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أساسيات إدارة المخاطر المصرفية‬

‫ترتكز الصناعة المصرفية في مضمونها على فن إدارة المخاطر‪ ،‬وبدون المخاطر تقل األرباح‬
‫وتنعدم‪ ،‬فكلما قبل المصرف أن يتعرض لقدر أكبر من المخاطر‪ ،‬نجح في تحقيق جانب أكبر من‬
‫األرباح‪ ،‬ومن هنا تأتي أهمية تحديد المخاطر المصرفية‪ ،‬ليس لتجنبها ولكن إلحتوائها بهدف تعظيم‬
‫العائد على االستثمارات الذي هو في النهاية المقياس الحقيقي للنجاح‪.‬‬

‫ويعتبر موضوع إدارة المخاطر المصرفية من الموضوعات الهامة التي أخذت تستحوذ على‬
‫اهتمامات الباحثين والمصرفيين على المستوى المحلي والعالمي‪ ،‬وال سيما في أعقاب األزمات المالية‬
‫والمصرفية التي حصلت كثير من دول العالم‪ ،‬حيث كشفت مختلف الدراسات لهذه األزمات أن من أهم‬
‫أسباب هذه األزمات هو تزايد المخاطر المالية والمصرفية التي تواجهها المصارف والمؤسسات المالية‬
‫من جانب‪ ،‬وضعف إدارتها من جانب آخر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ .1‬مفهوم إدارة المخاطر المصرفية‪ :‬لقد تم استخدام مصطلح "إدارة المخاطر" في مجاالت‬
‫مختلفة‪ ،‬إال أن االتجاهات العامة الستخدامه بدأت في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين ألحد‬
‫المراجع األوائل في مفهوم إدارة المخاطر ضمن أدبيات ‪ Harvard Busness Review‬في عام ‪0556‬‬
‫في مقالة بعنوان "‪ "Risk Management: Anew phase of cost control‬ضمن البدايات األولى لهذا‬
‫‪1‬‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫تختلف وجهات نظر الكثير من الباحثين واالقتصاديين والهيئات في مفهوم إدارة المخاطر‪:‬‬

‫‪ -‬عرف معهد المدققين الداخليين األمريكي ‪ IIA‬إدارة المخاطر "هي عملية تحديد‪ ،‬تقييم‪ ،‬إدارة‪،‬‬
‫ومراقبة األحداث أو الظروف المحتملة‪ ،‬وذلك بهدف تزويد المنشأة بتأكيد معقول فيما يتعلق‬
‫‪2‬‬
‫بإنجاز وتحقيق أهداف المنشأة المخطط"؛‬
‫‪ -‬إدارة المخاطر عبارة عن منهج أو مدخل عملي للتعامل مع المخاطر البحتة‪ ،‬عن طريق توقع‬
‫الخسائر العارضة المحتملة‪ ،‬وتصميم وتنفيذ إجراءات من شأنها أن تقلل إمكانية حدوث‬
‫‪3‬‬
‫الخسارة‪ ،‬أو األثر المالي للخسائر التي تقع إلى الحد األدنى؛‬
‫‪ -‬العمليات التي تحدد بواسطتها المنظمات مخاطرها ومن ثم تتخذ األفعال المطلوبة لمراقبة‬
‫اإلنحرافات عن المخاطر الحقيقية والتعرض لهذه المخاطر؛‬
‫‪ -‬تتمثل إدارة المخاطر في توجهات استراتيجية وتكتيكية‪ ،‬فمن حيث التوجه اإلستراتيجي في إدارة‬
‫المخاطر فتعني كيف يمكن أن تضيف إدارة المخاطر قيمة إلى منظمات األعمال‪ ،‬أما عن‬
‫وجهة النظر التكتيكية فهي تعني كيف تعمل إدارة المخاطر بشكل حقيقي في أداء مهامها‪ ،‬أي‬
‫أنه يشير إلى إستراتيجية إدارة المخاطر من جهة والتكتيكات المطلوبة لتحقيق هذه‬
‫‪4‬‬
‫اإلستراتيجية من جهة أخرى؛‬

‫لذلك فإن المصارف تقبل المخاطر اذا كانت ضمن اإلطار الذي يوافق عليه مجلس اإلدارة لغرض‬
‫تحقيق األرباح‪ ،‬فمن خالل إدارة المخاطر في المصارف فإنها توازن بين اإلستراتيجيات البديلة‬
‫خصائص العائد‪ /‬المخاطرة‪.‬‬

‫إن حسن إدارة المخاطر يشمل المرور بأربعة مراحل أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of Internal‬‬
‫‪Audit (Standards), 2010, P19.‬‬
‫‪ .3‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر (أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،0224 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ .4‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬تعريف المخاطر التي يتعرض لها العمل المصرفي وتحديدها من خالل االجابة على السؤال‪:‬‬
‫ما هي أنواع المخاطر وما هي العمليات المصرفية المعرضة للمخاطر؟‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على قياس تلك المخاطر بصفة مستمرة من خالل نظم معلومات مالئمة‪ ،‬من خالل‬
‫قياس حجم المخاطر المرتبطة بتقلبات األرباح و‪ /‬أو رأس المال‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المخاطر التي يرغب المصرف في التعرض لها؛‬
‫‪ -‬مراقبة اإلدارة لتلك المخاطر وقياسها بمعايير مناسبة واتخاذ الق اررات الصحيحة في الوقت‬
‫المناسب لتعظيم العائد مقابل تحجيم المخاطر‪ ،‬وهو جهد متواصل ال ينتهي ويمثل صميم‬
‫العمل المصرفي‪.‬‬

‫وبهذا تعتبر إدارة المخاطر عملية مستمرة ألن نقاط الضعف تتغير مع الوقت‪ ،‬والشكل التالي‬
‫يوضح ذلك‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪:)2-1‬عملية إدارة المخاطر‬

‫المصدر‪ :‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬عبد القـادر شاللـي‪ ،‬مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة في‬
‫الملتقى الدولي الثالث حول‪" :‬إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات‪ :‬اآلفاق والتحديات"‪ ،‬يومي ‪ 05‬و‪ 06‬نوفمبر‬
‫‪ ،0228‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫ويالحظ من الشكل أعاله‪ ،‬أن إدارة المخاطر تتضمن‪ :‬الوقاية من حدوث المشاكل المحتملة ‪-‬وعلى‬
‫حد السواء‪ -‬اكتشاف وتصحيح المشاكل الفعلية في حال حدوثها‪ ،‬و بذلك تتطلب إدارة المخاطر دورة‬
‫من الضوابط المستمرة تضمن لها الفعالية‪ ،‬فإدارة المخاطر تكون‪:1‬‬

‫‪ -‬عملية وقائية‪ :‬تصمم وتنفذ وفقها السياسات واإلجراءات للوقاية من النتائج غير المرغوب فيها قبل‬
‫حدوثها‪.‬‬

‫‪ -‬عملية اكتشافية‪ :‬تصمم السيـاسـات واإلجراءات وفقهـا للتعرف على النتـائج غير المرغوب فيهـا‬
‫عندما تحدث‪ ،‬وعن طريقها يتم التعرف على األخطاء بعد حدوثها‪.‬‬

‫‪ -‬عملية تصحيحية‪ :‬يتم التأكد وفقها من اتخاذ السيـاسات واإلجراءات التصحيحية لرصد النتائج غير‬
‫المرغوب فيها‪ ،‬أو للتأكد من عدم تكرارها‪.‬‬

‫وتتوافر إلدارة المخاطر فرصة تقليل المستوى الكلي للمخاطر ومن ثم خفض متطلبات رأس المال‬
‫من خالل النهوض بمسؤولية تحديد المخاطر وقياسها وادارتها ومراقبتها‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية إدارة المخاطر المصرفية‪ :‬إن قياس المخاطر بغرض مراقبتها والتحكم فيها هو دور أساسي‬
‫‪2‬‬
‫تخدم به إدارات المخاطر الجديدة في المصارف عددا من الوظائف الهامة بها‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬المساعدة في تشكيل رؤية مستقبلية واضحة‪ ،‬يتم بناءا عليها تحديد خطة وسياسة العمل؛‬
‫‪ -‬تنمية وتطوير ميزة تافسية للمصرف عن طريق التحكم في التكاليف الحالية والمستقبلية التي‬
‫تؤثر على الربحية؛‬
‫‪ -‬تقديم المخاطر والتحوط لها بما ال يؤثر على ربحية المصرف؛‬
‫‪ -‬المساعدة في اتخاذ ق اررات التسعير؛‬
‫‪ -‬قياس مدى كفاية رأس المال والقدرة على الوفاء بااللتزامات؛‬
‫‪ -‬تطوير النماذج التي تعتمدها المصارف في تحديد المخاطر رقميا واإلشراف عليها؛‬
‫‪ -‬المراجعة المستمرة لعمليات التحكم بالمخاطر و اقتراح التحسينات على األنظمة المختلفة؛‬
‫‪ -‬نشر الوعي بالمخاطر بوجه عام على مستوى المصرف ككل‪.‬‬
‫‪ .2‬مبادئ إدارة المخاطر المصرفية‪ :‬إن أي عمل مصرفي مهما كانت البيئة التي يعمل فيها فإنه‬
‫يحمل في طياته الكثير من المخاطر لكونه يتعامل باإلقراض ومنح االئتمان‪ ،‬حيث تتضمن‬

‫‪ .1‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬عبد القـادر شاللـي‪ ،‬مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الدولي الثالث حول‪:‬‬
‫"إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات‪ :‬اآلفاق والتحديات"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 06-05‬نوفمبر ‪.،0228‬‬

‫‪ .2‬صالح حسن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المخاطر جانبان أحدهما إحتمالية حدث ما‪ ،‬أما اآلخر فهو مقدار أو حجم النتائج المترتبة عن‬
‫حدوث ذلك الحدث‪ ،‬وللتقليل من النتائج السلبية للمخاطر ينبغي تطبيق مبدأ الحيطة والحذر الذي‬
‫يعد األساس الذي بني عليه مبدأ إدارة المخاطر‪ ،‬إذ أدت االفالسات واإلخفاقات واألزمات‬
‫المصرفية المتكررة في السنوات الماضية إلى تأكيد أهمية وجود مبادئ إدارة المخاطر ‪R.M.P‬‬
‫والى إصرار السلطات االشرافية ومراقبي المصارف ضرورة وضع مبادئ عامة لذلك‪ ،‬وتعد مبادئ‬
‫إدارة المخاطر بمثابة عملية يتم من خاللها التحديد والقياس والمتابعة والمراقبة للمخاطر التي‬
‫‪1‬‬
‫تواجهها المصارف‪.‬‬

‫وتتمثل أهم مبادئ إدارة المخاطر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقع مسؤولية إدارة المخاطر بشكل أساسي على عاتق مجلس اإلدارة لكل مصرف‪ ،‬الذي يعتبر‬
‫المسؤول أمام المساهمين عن أعمال المصرف‪ ،‬وهو ما يستوجب فهم المخاطر التي يواجهها‬
‫المصرف والتأكد من أنها تدار بأسلوب فعال وكفء؛‬
‫‪ -‬على مجلس اإلدارة إقرار إستراتيجية إدارة المخاطر‪ ،‬وتشجيع القائمين على اإلدارة على قبول وأخذ‬
‫المخاطر بعقالنية‪ ،‬في إطار هذه السياسات والعمل على تجنب المخاطر التي يصعب عليهم‬
‫تقييمها؛‬
‫‪ -‬أن تكون لدى كل مصرف لجنة مستقلة تسمى لجنة إدارة المخاطر تشمل في عضويتها بعض‬
‫المسؤولين التنفيذيين بالمصرف‪ ،‬ويناط بهذه اللجنة مسؤولية تحديد ووضع سياسات إدارة المخاطر‬
‫إستنادا إلى استراتيجية المخاطر واإلستراتيجية العامة للمصرف التي يضعها مجلس اإلدارة‪ ،‬مع‬
‫األخذ في اإلعتبار أسلوب الحيطة والحذر وعدم التركيز على نوع واحد من المخاطر؛‬
‫‪ -‬إنشاء إدارة متخ صصة تتولى تطبيق سياسات إدارة المخاطر‪ ،‬وتقع على عاتقها المسؤولية اليومية‬
‫لمراقبة وقياس المخاطر للتأكد من أن أنشطة المصرف تتم وفق السياسات والحدود المعتمدة‪،‬‬
‫وتكون تلك اإلدارة مسؤولة أمام لجنة إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -‬يتم تعيين مسؤول مخاطر لكل نوع من المخاطر الرئيسية التي يواجهها كل مصرف‪ ،‬وخاصة‬
‫مخاطر االئتمان والسوق والسيولة‪ ،‬ويشترط أن تكون لدى كل منهم الدراية الكافية والخبرة في‬
‫مجال عمله وفي مجال خدمات ومنتجات المصرف ذات العالقة بالمخاطر المتعلقة باختصاصه؛‬
‫‪ -‬ضرورة وجود منهجية ونظام محدد لقياس ومراقبة المخاطر لدى كل بنك‪ ،‬وذلك لتحديد مستوى‬
‫كل نوع من المخاطر التي يمكن قياسها وبشكل دقيق لمعرفة وتحديد تأثيرها على ربحية ومالءته‬
‫الرأسمالية‪ ،‬ولنجاح هذا النظام من حيث المراقبة‪ ،‬فإنه البد من إيجاد مجموعة شاملة ومتجانسة‬
‫من الحدود والسقوف التي تشمل على سبيل المثال حدودا إئتمانية وحدودا إحت ارزية تفرض وقف‬

‫‪ .1‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية واثرها في األداء المالي للمصارف التجارية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫التداول أو المتاجرة لتقليل مقدار الخسائر‪ ،‬كما يجب وضع حدود للسيولة العامة للمصرف وكذلك‬
‫حدود لسيول ة المنتجات واألدوات االستثمارية‪ ،‬بحيث تعزز تلك المنهجية من نظام القياس‬
‫والمراقبة؛‬
‫‪ -‬البد من تقييم أصول كل مصرف وخاصة االستثمارية منها على أساس القيمة العادلة إن وجدت‪،‬‬
‫أو سعر السوق أو السعر الذي يتم تحديده باستقاللية عن المتعاملين في حالة عدم توافر سعر‬
‫السوق‪ ،‬وذلك كمبدأ أساسي لقياس المخاطر والربحية؛‬
‫‪ -‬ضرورة استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة المخاطر‪ ،‬توفر بشكل دوري وفي الوقت المناسب‬
‫معلومات مالية تفصيلية وشاملة ودقيقة عن المخاطر التي يواجهها المصرف؛‬
‫‪ -‬يجب االحتفاظ كتابيا بكافة التفاصيل المتعلقة بطريقة عمل أنظمة المعلومات وطريقة معالجة‬
‫المعلومات‪ ،‬ومراجعتها بشكل دوري للتحقق من توافقها مع المعلومات المستخرجة من األنظمة‬
‫المعلوماتية؛‬
‫‪ -‬ضرورة وجود وحدة مراجعة داخلية مستقلة بالمصارف تتبع مجلس اإلدارة بالمصرف مباشرة‪،‬‬
‫وتقوم بالمراجعة على جميع أعمال وأنشطة المصرف بما فيها إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -‬البد من وضع ضوابط تشغيلية فعالة وحازمة في جميع قطاعات المصارف مثل الفصل بين‬
‫الوظائف والمهام‪ ،‬ووجود آلية لتتبع سلسلة اإلجراءات أو المعامالت؛‬
‫‪ -‬وضع ضوابط أمان لجميع األنظمة المعلوماتية الرئيسية لكل بنك من أجل الحفاظ على صحة‬
‫وسالمة وسرية المعلومات‪ ،‬ولمزيد من األمان يتعين مراجعة جميع األنظمة الرئيسية من قبل‬
‫أطراف أخرى خارجية من ذوي االختصاص؛‬
‫‪ -‬وضع خطط للطوارئ معززة بإجراءات وقائية ضد األزمات‪ ،‬يتم الموافقة عليها من قبل المسؤولين‬
‫ذوي العالقة‪ ،‬وذلك للتأكد من أن المصرف قادر على تحمل أي أزمة أو تعطل األنظمة أو أجهزة‬
‫االتصاالت‪ ،‬على أن تخضع هذه الخطط لإلختبار بشكل دوري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معايير لجنة بازل لكفاية رأس المال (بازل ‪ – I‬بازل ‪)II‬‬

‫يعد موضوع كفاية رأسمال المصرف واتجاهه إلى تدعيم مراكزها المالية أحد اإلتجاهات الحديثة في‬
‫إدارة المصارف‪ ،‬وفي ظل سعي النظم المصرفية في معظم دول العالم إلى تطوير قدراتها التنافسية في‬
‫مجال المعامالت المصرفية والمالية‪ ،‬وفي ظل القوى العديدة التي تشهدها األسواق النقدية المالية‬
‫الداخلية والخارجية أصبح أي بنك عرضة للعديد من المخاطر‪ ،‬وفي ظل تصاعد المخاطر المصرفية‬
‫بدأ التفكير في البحث عن آليات لمواجهة وادارة تلك المخاطر التي تتعرض لها المصارف‪ ،‬من هذا‬

‫‪69‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المنطلق حرصت مجموعة الدول الصناعية العشرة* تحت إشراف بنك التسويات الدولية ‪ BIS‬على‬
‫تشكيل لجنة بازل لألنظمة المصرفية والممارسات الرقابية ‪Committee on Banking regulation and‬‬
‫‪ Supervisory Practices‬في نهاية عام ‪.0524‬‬

‫‪ .1‬بازل ‪ I‬ومخاطر االئتمان‪ :‬لقد تأسست لجنة بازل عام ‪ 0524‬نتيجة تفاقم أزمة المديونية‬
‫الخارجية للدول النامية وتزايد حجم الديون المشكوك في تحصيلها‪ ،‬وزيادة المنافسة القوية بين‬
‫المصارف اليابانية واألمريكية واألوروبية بسبب نقص تلك األموال‪ ،‬ولقد تأسست هذه اللجنة بهدف‬
‫‪1‬‬
‫مراقبة أعمال المصارف واإلشراف عليها وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬وضع حد أدنى لكفاية رأس المال؛‬
‫‪ -‬إزالة مصدر مهم للمنافسة غير العادلة بين المصارف نتيجة الفروقات في الرقابة الوطنية على‬
‫رأس المال؛‬
‫‪ -‬تحقيق عدالة تنافسية بين المصارف؛‬
‫‪ -‬تحقيق اإلستقرار في النظام المصرفي العالمي من خالل التقليل من حجم المديونية؛‬
‫‪ -‬الرقابة المجمعة على كافة الوحدات المصرفية وفق التطورات االقتصادية العالمية في ظل‬
‫حركة رؤوس األموال الكبيرة؛‬
‫‪ -‬التقليل من مخاطر االئتمان (السيولة‪ ،‬مخاطر الصرف‪ ،‬سعر الفائدة)‪.‬‬
‫‪ .1.1‬الجوانب األساسية التفاقية بازل ‪ :I‬تقوم إتفاقية بازل ‪ I‬على خمسة جوانب أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1.1.1‬التركيز على مخاطر االئتمان‪ :‬حيث هدفت إلى حساب الحدود الدنيا لرأس المال مع‬
‫األخذ بعين االعتبار مخاطر سعر الفائدة ومخاطر سعر الصرف ومخاطر التعامل في المشتقات‬
‫واالستثمار في األسواق المالية‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬تعميق االهتمام بنوعية األصول وكفاية المخصصات الواجب تكوينها‪ :‬وهذا من‬
‫خالل االهتمام بنوعية األصول ومستوى المخصصات التي يجب تكونها للديون المشكوك في‬
‫تحصيلها‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ :OCDE‬ينظر إلى هذه الدول على أنها ذات‬
‫مخاطر أقل من باقي دول العالم‪ ،‬وتضـم دول هـذه المجموعـة الـدول كاملـة العضـوية فـي منظمـة‬
‫التع ــاون االقتص ــادي والتنمي ــة‪ ،‬وال ــدول الت ــي يربطه ــا بص ــندوق النق ــد ال ــدولي ترتيب ــات إق ارض ــية‬

‫*‪ .‬تتمثل الدول الصناعية العشرة في‪ " :‬بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى كل من لوكسمبورغ وسويس ار"‪.‬‬
‫‪ .1‬غالم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.022‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫خاصــة‪ ،‬بشــرط اســتبعاد أي دولــة مــن هــذه المجموعــة لمــدة ‪ 5‬ســنوات إذا مــا قامــت بإعــادة جدولــة‬
‫الدين العام الخارجي لها‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة الدول األخرى في العالم‪ :‬وتضم باقي دول العالم‪ ،‬وينظر إلى هذه الدول على أنها‬
‫ذات مخاطر أعلى من دول المجموعة األخرى‪ ،‬وبالتالي ال تتمتع هذه الدول والمصارف العاملة‬
‫فيها بتخفيضات في أوزان المخاطر المقررة لمجموعة ‪ OCDE‬والدول ذات الترتيبات اإلقراضية‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة مع صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر األصول‪ :‬أعدت طريقة لقياس كفاية رأس‬
‫المال تستند إلى نظام أوزان المخاطر‪ ،‬يطبق على جميع الفقرات داخل وخارج الميزانية العمومية‪ ،‬حيث‬
‫يختلف الوزن باختالف األصل من جهة وباختالف المدين (الملتزم باألصل) من جهة أخرى‪ ،‬ومن هنا‬
‫نجد أن األصول تندرج عند حساب معيار كفاية رأس المال من خالل األوزان الخمسة التالية‪،%0 :‬‬
‫‪ %100 ،%50 ،%20 ،%10‬مع ترك الحرية للسلطة الرقابية المحلية في اختيار تحديد بعض أوزان‬
‫المخاطر إلتاحة قدر من المرونة في مجال التطبيق بالنسبة للدول المختلفة‪ ،‬فمثال األصول النقدية‬
‫‪2‬‬
‫وزنها المرجح ‪ ،%0‬والقروض الممنوحة للقطاع العام والخاص وزنها المرجح ‪.%100‬‬
‫‪ .1.1.2‬مكونات كفاية رأس المال المصرفي‪ :‬تتحدد كفاية رأس المال وفقا لإلعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ .1.1.2.1‬ربط إحتياجات رأس المال لدى المصرف باألخطار الناتجة عن األنشطة المختلفة‬
‫بغض النظر عما إذا كانت متضمنة في ميزانية المصرف أو خارج ميزانيته‪.‬‬
‫‪ .1.1.2.2‬تقسيم رأس المال إلى شريحتين‪:‬‬
‫‪ -‬رأس المــال األساسـي‪ :‬يشــمل حقــوق المســاهمين ‪ +‬اإلحتياطيــات المعلنــة واإلحتياطيــات العامــة‬
‫والقانونية ‪ +‬األرباح غير الموزعة أو المحتجزة‪.‬‬
‫‪ -‬رأس المـــال المســـاند‪ :‬يش ــمل إحتياطي ــات غي ــر معلن ــة ‪ +‬إحتياطي ــات إع ــادة تقي ــيم األص ــول ‪+‬‬
‫إحتياطيات مواجهة ديون متعثرة ‪ +‬اإلقراض متوسط و طويل األجل من المساهمين ‪ +‬األوراق‬
‫المالية ( األسهم والسندات التي تتحول إلى أسهم بعد فترة)‪.‬‬

‫ويجب احترام الشروط اآلتية في رأس المال‪:‬‬

‫‪ -‬أال يزيد رأس المال التكميلي على رأس المال األساسي؛‬


‫‪ -‬أال تزيــد نســبة القــروض التــي تحصــل عليهــا المصــارف مــن المســاهمين والتــي تــدخل ضــمن هــذا‬
‫اإلطار عن ‪ %52‬من رأس المال األساسي؛‬

‫‪ .1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬العولمة واقتصاديات البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.85-84‬‬
‫‪ .2‬عبد الحميد محمد الشواربي‪ ،‬محمد عبد الحميد الشواربي‪ ،‬إدارة المخاطر االئتمانية من وجهة النظر المصرفية والقانونية‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،0220 ،‬ص‪.022‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬أال تزي ــد المخصصـ ـات العام ــة كح ــد أقص ــى ع ــن ‪ %0‬مرحلي ــا ث ــم تح ــدد ب ـ ـ ‪ 0,05‬م ــن األص ــول‬
‫وااللتزامات العرضية مرجحة الخطر‪ ،‬ألنها ال ترقى إلى حقوق الملكية؛‬
‫‪ -‬تخضع إحتياطيات إعادة التقييم لألصول العتبارات معينة (خصم بنسبة ‪ %55‬إلحتمـال خضـوع‬
‫هذا الفرق للضريبة عند بيع األصول)‪ ،‬وكذا األوراق الماليـة التـي تتحـول إلـى أسـهم (يـتم سـدادها‬
‫بعد حقوق المودعين و قبل المساهمين)؛‬
‫‪ -‬يشــترط لقبــول أيــة احتياطيــات س ـرية ضــمن قاعــدة رأس المــال المســاندة أن يكــون موافقــا عليه ــا‬
‫ومعتمدة من قبل السلطات الرقابية‪ ،‬وأن تكون من خالل حساب األرباح والخسائر‪ ،‬وأن ال يكون‬
‫‪1‬‬
‫لها صفة المخصص‪ ،‬وبعض الدول ال تسمح بها‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تعديالت لجنة بازل ‪)1222-1222( I‬‬
‫‪ -‬في أفريل ‪ 0555‬أصدرت لجنة بازل لالشراف المصرفي مجموعة من اإلقتراحات اإلشرافية‬
‫بتطبيق معايير رأس المال بإدخال مخاطر السوق التي تتحملها المصارف‪ ،‬وقد تم عرض هذه‬
‫المقترحات على المصارف للحصول على مالحظاتهم واألطراف المشاركة في السوق المالية‬
‫عليها؛‬
‫‪ -‬يتمثل الهدف من استحداث هذا التعديل في اتفاق رأس المال في توفير ضمانات رأسمالية‬
‫صريحة ومحددة ضد مخاطر األسعار التي تتعرض لها المصارف خاصة تلك الناشئة عن‬
‫أنشطتها التجارية؛‬
‫‪ -‬إن السمة الرئيسية القتراح أفريل ‪ 0555‬تمثلت في االستجابة لطلب أطراف الصناعة المصرفية‬
‫بالسماح للمصارف باستخدام نماذج ملكية داخلية لقياس مخاطر السوق كبديل الستخدام إطار‬
‫القياس الموحد الذي وضع في أفريل ‪ 0551‬والذي كان من المقترح تطبيقه على جميع‬
‫المصارف‪ ،‬إال أن المناقشات والمالحظات التي وردت للجنة بازل أسفرت عن خطة للسماح‬
‫للمصارف بتحديد رأس المال الالزم لتغطية المخاطر السوقية من خالل نماذج إحصائية‬
‫داخلية‪ ،‬ومن أجل ضمان الحد األدنى من الحيطة والحذر والشفافية والسير مع شروط رأس‬
‫المال على مستوى جميع المصارف‪.‬‬
‫‪ .2‬اتفاقية بازل ‪ ،II‬مخاطر السوق والمخاطر التشغيلية‬

‫يمثل اتفاق بازل الثاني التوافق العالمي حول اسس موحدة لقياس كفاية رأس المال‪ ،‬واشتملت أهداف‬
‫اإلتفاق على وضع منهجية جديدة إلدارة المخاطر المصرفية وتضييق الفجوة بين رأس المال التنظيمي‬
‫ورأس المال االقتصادي‪ .‬ويمثل اإلتفاق تطو ار نوعيا وكميا إلتفاق بازل األول‪ .‬واتفاق بازل الثاني أكثر‬
‫دقة في قياس المخاطر‪ ،‬وأفضل إدارة وأكثر شمولية إلستناده الى أركان ثالثة مقابل ركن واحد في‬

‫‪ .1‬غالم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.024 -021‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫إتفاق بازل األول‪ ،‬وهو أكثر حساسية للمخاطر التي صنفتها وثيقته الرئيسة على أنها مخاطر ائتمان‪،‬‬
‫ومخاطر سوق‪ ،‬ومخاطر تشغيلية‪ ،‬أورد لقياس كل منها مجموعة من البدائل‪ ،‬واعتمد اإلتفاق ثالثة‬
‫أساليب مختلفة إلحتساب الحد األدنى لرأس المال‪ ،‬وأعطى حوافز رأسمالية للمصارف التي تستخدم‬
‫‪1‬‬
‫إدارة جيدة لمخاطر االئتمان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يمكن القول أن أهم ركائز اتفاقية بازل تتلخص في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .2.1‬من حيث مفهوم األصول‪ :‬تختلف بازل ‪ II‬عن بازل ‪ I‬في تعريف مفهوم األصول المرجحة‬
‫بأوزان مخاطرها‪ ،‬وذلك عن طريق تعديل قياس وحساب هذه األصول وتستهدف طرق القياس الجديدة‬
‫دعم وتطوير قدرات المصارف على تقييم المخاطر‪ ،‬وتقوم هذه الركيزة على عنصرين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬إدخال بعض التعديالت على أساليب قياس مخاطر االئتمان مقارنة باالتفاقية األولى؛‬
‫‪ -‬استحداث أسلوب جديد مباشر للتعامل مع مخاطر التشغيل‪ ،‬وذلك إلى جانب مخاطر‬
‫االئتمان ومخاطر السوق‪.‬‬

‫وفي هذا السياق تقدم بازل ‪ II‬ثالث طرق بديلة لقياس كل من مخاطر االئتمان ومخاطر التشغيل‪،‬‬
‫مما يسمح للمصارف والجهات الرقابية باختيار األساليب التي تالئم درجة تطور العمليات المصرفية‬
‫والبنية المؤسسية لألسواق المالية‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬أساليب قياس مخاطر االئتمان‪:‬‬


‫‪ -‬أسلوب التصنيف الداخلي األساسي؛‬
‫‪ -‬األسلوب القياسي؛‬
‫‪ -‬أسلوب التصنيف الداخلي المتقدم‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬أساليب قياس مخاطر التشغيل‪:‬‬
‫‪ -‬األسلوب القياسي؛‬
‫‪ -‬أسلوب المؤشر األساسي؛‬
‫‪ -‬أساليب القياس المتقدمة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬من حيث المراجعة الرقابية‪ :‬إلى جانب حاجة المصارف لتقييم كفاية رأس المال مقارنة‬
‫بالمخاطر‪ ،‬فمن المهم مراجعة المراقبين لهذا التقييم للتدخل حينما تقتضي الحاجة‪ ،‬لضمان فعالية إدارة‬
‫المؤسسات المصرفية ونظم الرقابة عليها‪ ،‬ألن أي إطار لكفاية رأس المال ال يمكنه مواكبة التغيرات‬

‫‪ .1‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬معايير بازل من األول إلى الثالث‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‬
‫عمان – األردن‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(مركز البحوث المالية والمصرفية)‪ّ ،‬‬
‫‪ .2‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬عبد السالم محمد خميس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.084-081‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المتالحقة في المخاطر التي تواجه األنظمة المصرفية‪ ،‬وخاصة عندما تسعى لالستفادة من الفرص‬
‫المتاحة للدخول في مشروعات جديدة‪.‬‬

‫أدخلت بازل ‪ II‬تعديال على اختبار الضغط ‪ Stress Testing‬التي تستخدم نتائجها للتأكد من كفاية‬
‫ما تمتلكه المصارف من رؤوس أموال‪ ،‬كما ركزت بعض التعديالت األخرى على مراجعة المصارف‬
‫لمخاطر التركز‪ ،‬وكيفية التعامل مع المخاطر الناتجة عن استخدام الضمانات والمشتقات االئتمانية‪،‬‬
‫وأخي ار تطرقت للتوريق فاستحدثت أسلوبا رقابيا جديدا يساعد المصارف على التنبؤ بالمخاطر التي تنتج‬
‫عن هذا النوع من العمليات‪.‬‬

‫‪ .2.2‬قواعد ضبط وتنظيم السوق‪ :‬حيث تهدف هذه االتفاقية إلى دعم العمليات الخاصة بضبط‬
‫وتنظيم السوق بوضع مجموعة من متطلبات اإلفصاح التي تسمح للمتعاملين في السوق بتقييم‬
‫المعلومات الخاصة بالمخاطر االئتمانية‪ ،‬وحجم رؤوس أموال المصارف‪ ،‬وهو ما يساعدها والمراقبين‬
‫على إدارة المخاطر ودعم االستقرار‪ ،‬وتجنب إغراق السوق بالمعلومات التي يصعب تحليلها أو‬
‫استخدامها للتعرف على الحجم الفعلي للمخاطر التي تواجه المصارف‪.‬‬

‫وقد يلجأ المراقبون للعديد من الطرق القانونية إللزام المصارف بإتباع متطلبات االفصاح‪ ،‬ومنها‬
‫على سبيل المثال إلزامها بنشر المعلومات في تقارير تكون متاحة للعامة‪ ،‬ويعتمد مدى التزام‬
‫المصارف بهذه المتطلبات على السلطة القانونة للمراقبين‪ ،‬ويجب مراعاة أن يتماشى إطار اإلفصاح‬
‫المقترح ضمن اتفاقية بازل ‪ II‬مع المعايير المحاسبية المحلية في كل دولة‪.‬‬

‫ويتضمن تطبيق بازل ‪ II‬المتطلبات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجود طريقة واضحة الحتساب مخاطر االئتمان ومخاطر التشغيل؛‬


‫‪ -‬وجود آلية للتقيد بقواعد الشفافية؛‬
‫‪ -‬مراعاة مستلزمات مواجهة مخاطر السوق عند احتساب نسبة المالءة؛‬
‫‪ -‬تعزيز إدارة الحوكمة المصرفية؛‬
‫‪ -‬اضطالع مجالس اإلدارة بدور أساسي في تحديد أهداف اإلدارة المصرفية الرشيدة داخل‬
‫المصرف‪ ،‬واإلشراف على حسن تسييرها؛‬
‫‪ -‬إحترام معايير المساءلة والمحاسبة على مختلف المستويات الوظيفية؛‬
‫‪ -‬التنسيق التام بين دوائر التدقيق الداخلي وعمل مفوضي المراقبة حرصا على التجانس في‬
‫الرؤية والتكامل في األداء‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اتفاقية بازل ‪III‬‬

‫بعد األزمة المالية التي عاشها العالم خالل األعوام الماضية‪ ،‬والذي كان المتسبب الرئيسي بها‬
‫المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬كان ال بد من إعادة النظر في القوانين والقواعد الدولية التي تنظم عمل‬
‫المصارف‪ ،‬فقامت لجنة بازل بدراسة مقررات لجنة بازل ‪ II‬وذلك بهدف تعديلها واعادة تنظيمها لتغطية‬
‫العوامل التي أدت إلى هذه األزمة المالية‪ ،‬فخرجت لجنة بازل بمقررات جديدة أطلق عليها بازل ‪،III‬‬
‫وقد أكدت هذه المبادئ على أهمية التحكم المؤسسي‪ ،‬وادارة المخاطر واالمتثال مع المتطلبات الرقابية‪،‬‬
‫وعملت على تقوية هذه المتطلبات والتطبيقات الرقابية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬االصالحات الواردة في اتفاقية بازل ‪III‬‬
‫‪ .1.1‬رأس المال التنظيمي‪ :‬تم تعديل مكونات رأس المال التنظيمي لتقسم إلى ما يلي‪:‬‬
‫الشريحة األولى لألسهم العادية )‪ Common Equity Tier 1 (CET1‬وتتكون بشكل‬ ‫‪-‬‬
‫رئيسي من رأس المال المدفوع واالحتياطيات واألرباح المدورة‪.‬‬
‫‪ -‬الشريحة األولى اإلضافية ( ‪) Additional Tier 1‬‬
‫الشريحة الثانية (‪) Tier 2‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقامت اتفاقية بازل ‪ III‬بإلغاء الشريحة الثالثة من رأس المال‪.‬‬

‫‪ .1.2‬نسبة كفاية رأس المال‪ :‬قامت اتفاقية بازل ‪ III‬بتعديل حدود نسبة كفاية رأس المال ابتداء من‬
‫عام ‪ 0201‬ولغاية نهاية عام ‪ 0208‬وذلك وفقاً لما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إلزام المصارف باالحتفاظ بقدر من رأس المال الممتاز يعرف باسم) رأس مال أساسي) وهو من‬
‫المستوى األول ويتألف من رأس المال المدفوع واألرباح المحتفظ بها ويعادل ‪ %4,5‬على األقل من‬
‫أصولها التي تكتنفها المخاطر بزيادة عن النسبة الحالية والمقدرة ب ‪ %0‬وفق اتفاقية بازل ‪ ،II‬وقد‬
‫تم كذلك رفع معدل مالئمة رأس المال إلى ‪ %02.5‬بدال عن ‪ %8‬وهذا يعني أن المصارف ملزمة‬
‫بتدبير رساميل اضافية للوفاء بهذه المتطلبات؛‬

‫‪ .1‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬اتفاقية بازل الثالثة‪ ،‬نشرة توعوية اضاءات‪ ،‬السلسلة الخامسة‪ ،‬العدد‪ ، 5‬الكويت‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2012‬ص‪.21‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬تكوين احتياطي جديد منفصل يتألف من أسهم عادية ويعادل ‪ % 2,5‬من األصول‪ ،‬أي أن‬
‫المصارف يجب أن تزيد كمية رأس المال الممتاز الذي تحتفظ به لمواجهة الصدمات المستقبلية‬
‫إلى ثالث أضعاف ليبلغ نسبة ‪ %2‬وفي حالة انخفاض نسبة األموال االحتياطية عن ‪ %2‬يمكن‬
‫للسلطات المالية أن تفرض قيودا على توزيع المصارف لألرباح على المساهمين أو منح المكافآت‬
‫المالية لموظفيهم‪ ،‬ورغم الصرامة في المعايير الجديدة إال أن المدة الزمنية لتطبيق هذه المعايير‬
‫والتي قد تصل إلى عام ‪ 2019‬جعلت المصارف تتنفس الصعداء؛‬
‫‪ -‬وبموجب االتفاقية الجديدة ستحتفظ المصارف بنوع من االحتياطي لمواجهة اآلثار السلبية المترتبة‬
‫على حركة الدورة االقتصادية بنسبة تتراوح بين صفر و‪ %0,5‬من رأس المال األساسي )حقوق‬
‫المساهمين(‪ ،‬مع توافر حد أدنى من مصادر التمويل المستقرة لدى المصارف وذلك لضمان عدم‬
‫تأثرها بأداء دورها في منح االئتمان واالستثمار جنبا إلى جنب‪ ،‬مع توافر نسب محددة من السيولة‬
‫لضمان قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها اتجاه الزبائن؛‬
‫‪ -‬رفع معدل المستوى األول من رأس المال اإلجمالي الحالي من ‪ %4‬إلى ‪ %6‬وعدم احتساب‬
‫الشريحة الثالثة في معدل كفاية رأس المال‪ ،‬ومن المفترض أن يبدأ العمل تدريجيا بهذه اإلجراءات‬
‫اعتبا ار من يناير عام ‪ 2013‬وصوال إلى بداية العمل بها في عام ‪ 2015‬وتنفيذها بشكل نهائي في‬
‫عام ‪2019‬؛‬
‫‪ -‬رأس المال اإلضافي المعاكس ‪ Countercyclical Buffer‬لتغطية مخاطر الدورات االقتصادية من‬
‫‪ %2‬إلى ‪ % 0.5‬؛‬
‫‪ -‬رأس المال اإلضافي لمواجهة المخاطر النظامية ‪.Systematic Buffer‬‬

‫ويمثل الجدول التالي أهم اإلصالحات التي جاءت بها اتفاقية بازل ‪ III‬المتعلقة برأس المال‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-1‬متطلبات رأس المال ورأس مال التحوط وفق مقررات بازل ‪III‬‬

‫المصدر‪ :‬مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة‪ ،‬تأثير مقررات لجنة بازل ‪ III‬على النظام المصرفي االسالمي‪ ،‬المؤتمر العالمي‬
‫التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي‪ :‬النمو والعدالة واالستقرار من منظور اسالمي‪ ،‬يومي ‪ 02-25‬سبتمبر ‪،0201‬‬
‫أسطنبول‪ ،‬تركيا‪.‬‬

‫‪ .1.2‬معيار السيولة‪ :‬والتي تبين أثناء األزمة المالية العالمية األخيرة مدى أهميتها لعمل‬
‫النظام المالي واألسواق بكاملها‪ ،‬وتشمل هذه الحزمة من اإلصالحات اعتماد مقاييس جديدة بخصوص‬
‫السيولة ال زالت تستوجب الحصول على الموافقة من طرف قادة دول مجموعة العشرين‪ ،‬حيث سيتعين‬
‫على المصارف تقديم أدوات أكبر للسيولة‪ ،‬مكونة بشكل أساسي من أصول عالية السيولة مثل‬
‫السندات الحكومية‪.‬‬

‫وقد اقترحت االتفاقية الجديدة اعتماد نسبتين في الوفاء بمتطلبات السيولة‪:1‬‬


‫‪ -‬األولى للمدى القصير وتعرف بنسبة تغطية السيولة (‪ :)Liquidity Coverage Ratio‬وتمثل‬
‫نسبة األصول المرتفعة السيولة حسب تعريف بازل ‪ III‬إلى صافي التدفقات النقدية الصادرة‬
‫المتوقعة خالل ‪ 12‬يوم ‪ ،‬ويجب أن ال تقل عن ‪.% 022‬‬

‫‪ .1‬محمد بن بوزيان‪ ،‬بن حدو فؤاد‪ ،‬عبد الحق بن عمر‪ ،‬البنوك اإلسالمية والنظم والمعايير االحترازية الجديدة‪ :‬واقع وآفاق تطبيق لمقررات‬
‫بازل(‪ ،)2‬المؤتمر العالمي الثامن لالقتصاد والتمويل اإلسالمي‪-‬النمو المستدام والتنمية اإلسالمية الشاملة من منظور إسالمي‪ ،-‬الدوحة‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫ديسمبر ‪.0200‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫‪ -‬الثانية وتعرف بنسبة صافي التمويل المستقر (‪ : )Net Stable Funding Ratio‬وتمثل نسبة‬
‫مصادر التمويل لدى المصرف (المطلوبات وحقوق الملكية) إلى استخدامات هذه المصادر (األصول)‪،‬‬
‫ويجب أن ال تقل عن ‪.%022‬‬

‫‪ .1.2‬نسبة الرافعة المالية ‪ 1:Leverage Ratio‬أضاف بازل ‪ III‬معيار جديد وهو الرافعة المالية‪،‬‬
‫وتمثل األصول داخل وخارج الميزانية بدون اخذ المخاطر بعين االعتبار إلى رأس المال من‬
‫الشريحة األولى‪ ،‬وهذه النسبة يجب أن ال تقل عن ‪.%1‬‬

‫من خالل ذلك نالحظ أن بازل ‪ III‬أدخلت مفهومين جديدين على معيار بازل ‪:II‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬تعديل مكونات رأس المال التنظيمي لتشمل أدوات أكثر استق ار ار ) الشريحة األولى لألسهم‬
‫العادية( والغاء بعض مكونات رأس المال التنظيمي مثل إلغاء الشريحة الثالثة من رأس المال‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬أدخل معيار خاص بالسيولة للتأكد من أن المصارف تملك موجودات يمكن أن تسيلها‬
‫لتغطية احتياجاتها وودائع أكثر استق ار ار‪.‬‬
‫‪ .2‬مراحل تنفيذ اتفاقية بازل ‪ :III‬تتلخص التعديالت التي أطلق عليها قواعد بازل ‪ III‬في التالي‪:‬‬
‫‪ -‬إجبار المصارف على زيادة األموال التي تخصصها (كبند احتياطي) لسد الثغرات المالية‪ ،‬في‬
‫حال حدوث أزمة أو شح في النقد‪ ،‬مثلما حدث في أزمة االئتمان األخيرة‪ ،‬وعادة ما يحدث هذا‬
‫الشح بسبب الديون الهالكة أو الديون المعدومة‪ ،‬وهي الديون التي يفشل أصحابها في سدادها‬
‫للمصارف‪ ،‬ومن ثم يتحمل المصرف خسائرها‪.‬‬

‫لقد فرضت بازل ‪ III‬على المصارف‪ ،‬رفع الشريحة األولى من رؤوس المال التي تشكل‬ ‫‪-‬‬
‫احتياطاتها "الصلبة" المؤلفة من أسهم وأرباح من ‪ %0‬إلى ‪ %4.5‬من أصولها‪ .‬يضاف إلى ذلك‪،‬‬
‫تخصيص شريحة إضافية بمقدار ‪ %0.5‬من رأس المال‪ ،‬لمواجهة أزمات مقبلة محتملة وهو ما‬
‫يرفع إجمالي االحتياطي الصلب إلى نسبة ‪ %2‬بدال من ‪ %0‬حاليا‪ ،‬حيث وبحلول عام ‪0205‬‬
‫يجب على المصارف أن تكون قد رفعت أموال االحتياط إلى نسبة ‪ 4.5‬في المائة‪ ،‬وهو ما‬

‫‪ .1‬فالح كوكش‪ ،‬أثر إتفاقية بازل ‪ III‬على البنوك األردنية‪ ،‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬األردن‪ ،‬يناير ‪ ،0200‬ص ‪.20‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫يعرف باسم (‪ ،)core tier - one capital ratio‬ثم ترفعها بنسبة إضافية تبلغ ‪ 0.5‬في المائة‬
‫بحلول عام ‪ ،0205‬وهو ما يعرف بإسم (‪.)counter – cyclical‬‬
‫كما ستتم زيادة نسبة األصول الذاتية للمصارف‪ ،‬من ‪ %4‬إلى ‪ .%6‬ومن يبدأ العمل تدريجيا‬ ‫‪-‬‬
‫بهذه اإلجراءات ابتداء من ‪ 0‬يناير‪/‬كانون الثاني عام ‪ 0201‬وصوال إلى بداية العمل بها في عام‬
‫‪ 0205‬وتنفيذها بشكل نهائي في عام ‪.0205‬‬

‫ولكي تستطيع المصارف مواكبة هذه الزيادة الكبيرة‪ ،‬فعليها إما رفع رؤوس أموالها (عبر طرح‬
‫أسهم جديدة لالكتتاب العام‪ ،‬أو إيجاد مصادر أخرى للتمويل)‪ ،‬أو التقليل من حجم قروضها‪ .‬وفي‬
‫الحالتين‪ ،‬فإن األمر يحتاج لبعض الوقت‪ .‬لذا فقد منحت اتفاقية بازل الجديدة المصارف حتى عام‬
‫‪1‬‬
‫‪ 0205‬فرصة لتطبيق هذه القواعد كلية‪ ،‬على أن يبدأ التطبيق تدريجيا مع بداية عام ‪.0201‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .2‬التحديات العالمية التي ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية عند تطبيق بازل ‪III‬‬
‫ركزت بازل ‪ III‬على رفع نوعية وكمية ومقدار االنسجام الدولي فيما يتعلق برأس المال والسيولة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتهدف القواعد الجديدة إلى تعزيز إدارة رأس المال والمخاطر في المصارف‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫استقطاب أموال إضافية لتعزيز رأس المال واإلحتياطيات والحد من مدفوعات أرباح األسهم‬
‫والمكافآت‪ ،‬ورفع مكتسبات الكفاءة‪ ،‬وتعبئة موارد جديدة لتلبية متطلبات رأس المال والسيولة‪ ،‬وهذا‬
‫سيخلق تحديا كبي ار بالنسبة لبعض المصارف النشطة دوليا‪ ،‬ال سيما في ظل ظروف السوق‬
‫الحالية؛‬
‫‪ -‬على المصارف النشطة دوليا التي تواجه نقصا في رأس المال إعادة النظر في استراتيجيات‬
‫أعمالها وحضورها الدولي وخططها التوسعية‪ ،‬ولذلك ربما تكون هناك حاجة إلتخاذ بعض‬
‫الق اررات الصعبة مثل تغيير المواقع أو التفكير في االندماج وتوحيد فروع وشركات التابعة لها؛‬
‫‪ -‬توجب اتفاقية بازل ‪ III‬على المصارف تقييم قدراتها القائمة لتقدير المتطلبات اإلضافية لرأس المال‬
‫والسيولة‪ ،‬وهذا يشجع المصارف على تخصيص االستثمارات الالزمة لتطوير أنظمة واجراءات‬
‫بناء طاقاتها االستيعابية؛‬

‫‪ .1‬محمد أبو حسبو‪ ،‬هل تمنع «قوانين بازل ‪ 2‬لإلصالح المصرفي» وقوع أزمة مالية جديدة؟‪ ،‬صحيفة الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪،00606‬‬
‫الصادرة يوم ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،0202‬النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪.http:// aawsat.com :‬‬
‫‪ .‬عبد الرحمن بن عبد اهلل الحميدي‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر لاللتزام بمقررات بازل‪ 2‬وأبعادها المستقبلية‪ ،‬ندوة استراتيجيات إدارة‬
‫‪2‬‬

‫المخاطر لاللتزام بمقررات بازل‪ 1‬وأبعادها المستقبلية‪ ،‬تنظيم‪ :‬المعهد المصرفي وشركة )‪ ،(Moody’s Analytics‬الرياض‪ 12 ،‬نوفمبر‬
‫‪.0200‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫إن المعايير الجديدة لرأس المال والسيولة ذات طبيعة فنية ونظرية عالية‪ ،‬وهذا يوجب على‬ ‫‪-‬‬
‫العاملين في المصارف والسلطات اإلشرافية تكثيف الدورات التدريبية لتعلم المفاهيم والتقنيات‬
‫الجديدة؛‬
‫‪ -‬بالنظر إلى شح الموارد البشرية المؤهلة‪ ،‬ستواجه المصارف والسلطات اإلشرافية تحديا في‬
‫المحافظة على وجذب الموظفين ذوي المهارات المطلوبة؛‬
‫لتلبية المتطلبات التنظيمية اإلضافية لبازل ‪ ،III‬على المصارف إعادة تقييم تقاريرها التنظيمية‬ ‫‪-‬‬
‫وهياكل االلتزام لديها لضمان انسجامها مع المتطلبات الجديدة‪ ،‬وهذا أمر مهم نظ ار لتمديد الفترة‬
‫الزمنية لتنفيذ المرحلة االنتقالية التي يطلب من بعض المصارف المساهمة فيها من خالل دراسات‬
‫التأثير الكمي‪ ،‬في حين يتوجب على البعض اآلخر التحضير للتنفيذ الكامل خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫إن أهم خطوة يتعين اتخاذها من قبل المصارف‪ ،‬إعتماد هيكل حوكمة فاعل الذي يناسب نموذج‬
‫أعمالها وادارة مخاطرها‪ ،‬وينبغي على مجالس اإلدارة أن يكون لديها الفهم الواضح لمسئولياتها في‬
‫إدارة الشركات‪ ،‬وممارسة مبادئ الحوكمة السليمة‪ .‬كما يجب على اإلدارة العليا التنفيذية التأكد من أن‬
‫أنشطة المصرف تتفق مع استراتيجية أعمال المصارف‪ ،‬ومستويات تحمل المخاطر‪ ،‬والتوجيهات التي‬
‫أقرها مجلس اإلدارة‪ .‬هذا هو األساس الذي يجب أن يبنى عليه أي إطار فاعل إلدارة المخاطر‪،‬‬
‫وهيكل حوافز سليم‪ ،‬وترتيبات متطورة للحوكمة‪.‬‬

‫ويمكن القول أن هذه المعايير الجديدة ما تزال قابلة للتغير في بعض أجزاءها وفقا لنتائج دراسات‬
‫األثر الكمي لها‪ ،‬وبالتالي قد يتطلب ذلك مزيدا من التعديالت في المتطلبات التنظيمية الحالية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيئة المصرفية المعاصرة وأهمية إدارة المخاطر‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫لقد تم التطرق من خالل هذا الفصل إلى أهم تغيرات البيئة المصرفية الحديثة التي أصبحت تشكل‬
‫اإلطار الحقيقي الذي تعمل فيه المنظومة المصرفية العالمية‪ ،‬والتي أصبحت تتميز بجملة من‬
‫المظاهر في ظل التوجة نحو العولمة كأنشطة اإلندماج التي تحدث بين المصارف‪ ،‬واإلتجاه نحو‬
‫الصيرفة الشاملة واعادة هيكلة صناعة الخدمات المصرفية‪.‬‬

‫ولقد إنعكست تلك التحوالت على العمل المصرفي بتزايد المخاطر المصرفية‪ ،‬وتعرض العديد من‬
‫إقتصاديات العالم ألزمات مصرفية كلفتها تكاليف مرتفعة‪ ،‬ولقد كان االهتمام العالمي بتنظيم وترشيد‬
‫إدارة المصارف للمخاطر واحدا من أهم اهتمامات المجتمع الدولي‪ ،‬نظ ار للمكانة التي يحتلها القطاع‬
‫المصرفي داخل القطاع المالي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى عالقته المباشرة بنظم المدفوعات وبالتالي‬
‫إدارة حركة النقود التي تمثل المحرك األساسي للنشاط االقتصادي‪ ،‬وتتمثل أهم المخاطر التي تواجه‬
‫القطاع المصرفي في‪ :‬المخاطر االستراتيجية‪ ،‬مخاطر االئتمان‪ ،‬مخاطر السيولة‪ ،‬مخاطر أسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬مخاطر أسعار الصرف‪ ،‬مخاطر تقلبات األسعار‪ ،‬المخاطر التشغيلية والمخاطر القانونية‪.‬‬

‫وأصبح لزاما على المصارف أن تحتاط لتلك المخاطر بعدة وسائل أهمها معدل كفاية رأس أموال‬
‫المصارف‪ ،‬والذي أصبح يأخذ أهمية متزايدة نتيجة التطورات المالية والمصرفية‪ ،‬وانفتاح أسواق الدول‬
‫الصناعية التي عملت على توحيد أنظمة الرقابة المصرفية‪ ،‬ووضع حدود دنيا لرؤوس أموال المصارف‬
‫من أجل تدعيم مراكزها المالية‪ ،‬التي جاءت بها اتفاقية بازل ليكون ملزما على كل المصارف كمعيار‬
‫دولي عالمي وخط دفاع أول في حالة تعرض المصرف لخسائر بسبب تعرضه للمخاطر‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع‬
‫المصرفي آللياتها‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫تمهيد‬
‫لقد ساهمت األزمات المالية وحدوث العديد من االنهيارات والفضائح المالية في العديد من دول‬
‫العالم‪ ،‬والتي نتج أغلبها عن الغش واألخطاء المحاسبية وتواطؤ مكاتب التدقيق العالمية‪ ،‬في دفع‬
‫اإلهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية والدفع بالهيئات الدولية إلى وضع مبادئ ومعايير دولية تخص‬
‫الحوكمة المؤسسية‪ ،‬وكذلك وضع آليات عملية لتطبيق هذا المفهوم في قطاع المصارف‪.‬‬
‫ولقد برزت الحاجة إلى اإللتزام بآليات الحوكمة في المؤسسات وفي المصارف على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬لما لهذا المفهوم من أهمية في ضمان اإلدارة الرشيدة والوقاية من األزمات المالية‪ ،‬إلى‬
‫جانب المزايا التي يوفرها لكل من المستثمرين والمجتمع على حد سواء‪ ،‬حيث أن مفهوم الحوكمة‬
‫المؤسسية ال يعتبر مفهوما أخالقيا مجردا يجب إعتماده‪ ،‬وانما هو وسيلة للتأكد من دقة وحسن أداء‬
‫المصارف بما يؤدي إلى ضمان تحقيق األهداف‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق‪ ،‬ومن أجل وضع اإلطار المفاهيمي والتطبيقي للحوكمة المؤسسية وتبني القطاع‬
‫المصرفي آللياتها‪ ،‬سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آليات الحوكمة المصرفية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المفاهيم األساسية لحوكمة المؤسسات‬

‫لقد حظي مفهوم الحوكمة المؤسسية في الفترة األخيرة باهتمام كبير من قبل العديد من المنظمات‬
‫الدولية واالقتصاديين في مختلف دول العالم نظ ار ألهميته بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬ولقد تم تخصيص هذا‬
‫المبحث للتعرف على كل ما يخص الحوكمة المؤسسية‪ ،‬حيث سيتم التطرق للعناصر األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬نشأة الحوكمة المؤسسية ودوافع ظهورها؛‬


‫‪ -‬مفهوم‪ ،‬خصائص وأهداف الحوكمة المؤسسية؛‬
‫‪ -‬أهمية الحوكمة المؤسسية‪ ،‬األطراف األساسية وضوابطها؛‬
‫‪ -‬أنظمة ومبادئ الحوكمة المؤسسية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الحوكمة المؤسسية ودوافع ظهورها‬

‫‪ .1‬نشأة الحوكمة المؤسسية‬

‫على الرغم من االستعمال الحديث لهذا المصطلح‪ ،‬إال أن ظهوره يعود لزمن بعيد فاألساس النظري‬
‫والتاريخي لحوكمة المؤسسات يرجع أوال لنظرية الوكالة‪ ،‬حيث أنه نتيجة للثورة الصناعية اتسع نشاط‬
‫العديد من المؤسسات وبلغ عدد المستثمرين فيها باآلالف‪ ،‬فأصبح من الصعب عليهم تسييرها واتخاذ‬
‫الق اررات الالزمة لتشغيلها بأنفسهم مما أدى إلى حدوث انفصال بين ملكية المؤسسة وادارتها فيعتبر‬
‫أصحاب األسهم مالكين للمؤسسة بينما يقومون بتوظيف مدراء تنفيذيين ليقوموا بإدارتها هي ما سميت‬
‫بنظرية الوكالة‪ ،‬والتي ظهرت ألول مرة سنة ‪ 0510‬في كتاب للمؤلفين األمريكيين أدولف بيرل ‪Adolf‬‬
‫‪ ،berle‬وجاردينر مينز ‪ Gardiner Means‬والذي تناول الشكل المؤسسي لمنشآت األعمال‪ .‬إال أن هذا‬
‫الفصل الذي تم بين الملكية واإلدارة نتج عنه بعض المشاكل كخطر ضياع حقوق صغار المساهمين‬
‫إذ ال يوجد سبب ألن يهتم المدراء التنفيذيون الذين تم تعيينهم بمصالح هؤالء المساهمين‪ ،‬وكل ما‬
‫يسعون إليه هو تحقيق ربح كاف لكسب رضا المالك‪ ،‬وتحقيق إشباع ذاتي كالسلطة أو الشهرة كما وقد‬
‫يستغلون أصول المؤسسة لتحقيق حاجاتهم الشخصية‪ ،‬وكذا السرقة واالختالسات باعتبارهم األقدر على‬
‫ذلك من بين كل الموظفين وكونهم يملكون القدر األعظم من السلطة والرقابة وخاصة إذا كانت رقابة‬
‫‪1‬‬
‫المالك عليهم ضعيفة وغير فعالة‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك جاء دور األمريكيين أصحاب جائزة نوبل لالقتصاد ‪ Mecking & Jensen‬سنة ‪0526‬‬
‫حيث قدما تعريفا لنظرية الوكالة‪" :‬نحن نعرف نظرية الوكالة كعالقة بموجبها يلجأ شخص – الرئيسي‬
‫‪ – principal‬صاحب الرأسمال لخدمات شخص آخر – العامل ‪ - agent‬لكي يقوم بدله ببعض المهام‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذه المهمة (العالقة) تستوجب نيابة في السلطة"‪.‬‬

‫وقد صدر في نفس العام قانون مكافحات ممارسات الفساد في أمريكا يتضمن قواعد محددة‬
‫لصياغة ومراجعة نظم الرقابة الداخلية في الشركات‪ 3.‬وجاءت بعد ذلك مجموعة من الدراسات العلمية‬
‫والعملية والتي أكدت على أهمية االلتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية وأثرها على زيادة ثقة المستثمرين‬
‫في أعضاء مجالس إدارة المؤسسات‪ ،‬وبالتالي قدرة الدول على جذب مستثمرين جدد سواء محليين أو‬
‫أجانب ما يترتب على ذلك من تنمية اقتصاديات تلك الدول‪ .‬وصاحب ذلك قيام العديد من دول العالم‬

‫‪ .1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص ص‪.050-050‬‬
‫‪ .2‬عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مراجعي الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ .3‬عفاف اسحق محمد أبوزر‪ ،‬إستراتيجية مقترحة لتحسين فاعلية الحاكمية المؤسسية في القطاع المصرفي األردني‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غير‬
‫منشورة)‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات العليا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0226 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫باالهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية عن طريق قيام كل من الهيئات العلمية بها والمشرعين بإصدار‬
‫مجموعة من اللوائح والقوانين والتقارير التي تؤكد على أهمية التزام الشركات بتطبيق تلك المبادئ‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 0582‬قامت اللجنة الوطنية والخاصة بإعداد القوائم المالية ‪National Commission on‬‬
‫‪ Fraudulent Financial Reporting‬بإصدار قانونها المسمى ‪ Treadway‬والذي تضمن مجموعة من‬
‫التوصيات الخاصة بتطبيق قواعد الحوكمة المؤسسية وما يرتبط بها من منع حدوث الغش والتالعب‬
‫في إعداد القوائم المالية وذلك عن طريق االهتمام بمفهوم نظام الرقابة الداخلية وتقوية مهنة المراجعة‬
‫‪1‬‬
‫الخارجية أمام مجالس إدارة المؤسسات‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 0555‬أصدرت كل من بورصة نيويورك ‪) New York Stock Exchange( NYSE‬‬
‫والرابطة الوطنية لتجار األوراق المالية ‪ )National Association of Securities Dealers( NASD‬تقري ار‬
‫باسم (‪ )Blue Ribbon Report‬والذي كان موضوعه األساسي الدور الفعال للجان المراجعة بالمؤسسات‬
‫فيما يخص اإللتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية‪ .‬وفي سنة ‪ 0220‬ومع تتالي االنهيارات والفضائح‬
‫المالية في أكبر المؤسسات األمريكية مثل مؤسسة ‪ WorldCom, Enron‬الناتجة عن النوايا السيئة‬
‫لمسيريها مما أدى إلى حدوث أزمة ثقة لدى المستثمرين‪ ،‬اضطرت الحكومة األمريكية إلحداث‬
‫إصالحات في أنظمة االستثمار القديم*‪ ،‬فاقترح السيناتور‪ Paul Sarbanes‬بالتعاون مع عضو‬
‫الكونغرس ‪ Micheal G.Oxley‬قانونا جديدا للتنظيم مرتبط بالحوكمة يتكلم عن مسؤولية المسيرين‬
‫وانشاء لجان مستقلة لمراجعة الحسابات وذلك في عام ‪.0220‬‬

‫ونظ ار الرتباط االقتصاد األمريكي باالقتصاد في المملكة المتحدة‪ ،‬ظهرت العديد من التقارير التي‬
‫تؤكد على أهمية االلتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية‪ ،‬وكان لبورصة لندن "‪"London Stock Exchange‬‬
‫دو ار بار از في هذا المجال حيث صدر ‪ Cadbury Report‬في عام ‪ 0550‬ليؤكد على أهمية الحوكمة‬
‫المؤسسية من أجل زيادة ثقة المستثمرين في عملية إعداد ومراجعة القوائم المالية‪ ،2‬وبمجرد إصدار‬
‫تقرير ‪ Cadbury‬البريطاني أخذت العديد من الدول بإصدار تقاريرها إلصالح ممارسة المؤسسات‬
‫ألعمالها وتضمين التقارير بأفضل ممارسات الحوكمة المؤسسية‪ ،‬ثم تطورت فكرة هذا المفهوم وتعززت‬

‫‪ .1‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ( دراسة مقارنة )‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،0226 ،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫*‪ .‬قانون األوراق المالية الصادر سنة ‪0511‬م والذي تم تعديله سنة ‪0514‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫أكثر نتيجة الجهود المبذولة التي برزت أعقاب األزمة المالية اآلسيوية التي حدثت في أسواق تايالند‬
‫وماليزيا عام ‪.1 0552‬‬

‫مما سبق يالحظ أن مفهوم الحوكمة هو مفهوم حديث التطبيق قديم الجذور والمنطلقات ساهمت‬
‫عدة عوامل في نشوء فكرته وتطورها مما جعله وليد الحاجة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتعتمد الدول في إعدادها لقوانين وأنظمة الحوكمة المؤسسية على أسلوبين هما‪:‬‬

‫أ‪ .‬األسلوب القانوني‪ :‬حيث يتم إصدار قوانين ولوائح مفصلة ودقيقة ملزمة التطبيق‪ ،‬تخضع‬
‫إلشراف دقيق من قبل الجهات الرقابية باستخدام معايير محددة‪ ،‬وقد ينجر عن عدم االلتزام بهذه‬
‫القوانين واللوائح والقواعد النظامية إجراءات قد تكون حازمة من قبل الجهات الرقابية‪.‬‬

‫يمتاز هذا األسلوب بأنه‪:‬‬

‫‪ -‬يوضح بصفة دقيقة ومفصلة الممارسات المقبولة والواجب االلتزام بها؛‬


‫‪ -‬مدخل جيد في تحقيق االلتزام اآلني والفوري بتنفيذ آليات الحوكمة الكمية في المؤسسات‪.‬‬

‫أما سلبياته فتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬اتجاه المؤسسة إلى استيفاء المتطلبات النظامية دون النظر إلى روح النظام؛‬
‫‪ -‬التطبيق فقط من أجل االلتزام وبالحد األدنى؛‬
‫‪ -‬إساءة استغالل هذه القوانين بالبحث عن الثغرات‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسلوب المبادئ‪ :‬يقتصر دور الجهات الرقابية على تبني مبادئ عامة ومرنة تكون استرشادية‬
‫توضح الممارسات الجيدة للحوكمة‪ ،‬وهذه المبادئ اختيارية التطبيق وتخضع عملية االلتزام بها‬
‫إلى ضغط السوق بتنفيذ األدلة االرشادية والممارسات بشكل اختياري من قبل المؤسسات‪.‬‬

‫يتميز هذا األسلوب ب ـ ‪:‬‬

‫‪ -‬فتح المجال للمؤسسات لالجتهاد ووضع األطر التي تناسبها؛‬


‫‪ -‬البحث عن أفضل التجارب واالستفادة منها‪.‬‬

‫‪ .1‬عالء فرحان طالب‪ ،‬إيمان شيحان المشهداني‪ ،‬الحوكمة المؤسسية واألداء المالي اإلستراتيجي للمصارف‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،0200 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ .2‬أحمد بن عبد اهلل آل الشيخ‪ ،‬المتطلبات القانونية واإلجرائية لحوكمة الشركات‪ ،‬منتدى الحوكمة السعودي‪ 10-12 ،‬يناير ‪ ،0200‬ص‬
‫ص‪.00-02‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫أما من سلبيات هذا األسلوب فقد يكون تطبيق المبادئ وااللتزام بها ليس من أولويات الشركات في‬
‫ظل عدم وجود ثقافة الحوكمة وغياب الجهات الرقابية‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضع أساليب الحوكمة المؤسسية في بعض دول العالم‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1-2‬قوانين وأنظمة الحوكمة المؤسسية على مستوى بعض دول العالم‬

‫المصدر‪ :‬أحمد بن عبد اهلل آل الشيخ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪ .2‬أسباب ودوافع ظهور الحوكمة المؤسسية‬

‫لقد تعددت األسباب التي أدت إلى ظهور الحوكمة المؤسسية‪ ،‬وتتمثل هذه األسباب في‪:‬‬

‫‪ .2.1‬نظرية الوكالة والمشاكل التي تطرحها‬

‫تعتبر نظرية الوكالة من النظريات الحديثة التي تقوم على مبدأ الفصل بين الملكية واإلدارة وكما‬
‫أنها تعتبر أساس العالقة بين اإلدارة والمساهمين‪ ،‬لقد أدى تطبيق هذه النظرية إلى مشاكل كبيرة بين‬
‫مختلف األطراف في المؤسسة عرفت بمشاكل الوكالة‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬مفهوم نظرية الوكالة‬

‫يعتبر كال من )‪ (Berle & Means‬أول من تناوال هذا الموضوع سنة ‪ 0510‬م في ندوة بعنوان‬
‫"المؤسسات الحديثة والملكية الخاصة"‪ ،‬حيث أشارت هذه الندوة إلى أن المؤسسة أصبحت ضخمة‬
‫الحجم‪ ،‬ونتيجة لذلك سيتم فصل الملكية عن الرقابة‪ ،1‬مما قد ينجر عنه ما يعرف بمشكلة الوكالة‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة تعني الخطر الناجم عن استخدام المديرين إلستراتيجيات تتعارض تماما مع مصالح المالك‪،‬‬
‫وتخدم أغراضهم الخاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Gérard Charreaux, Corporate Governance "theory and made", Economica education, Paris, France,‬‬
‫‪1997, p144.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وعرف كل من )‪ (Jensen & Makling‬نظرية الوكالة على أنها‪" :‬تعاقد بين عدة أطراف فيها المالك‬
‫موكلين) من أجل تنفيذ المهام بالتفويض تصبح لهم سلطة‬ ‫يوكل أو يفوض أطرافا آخرين ( َّ‬
‫الموكل) ِّ‬
‫( ِّ‬
‫‪1‬‬
‫القرار"‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬فرضيات نظرية الوكالة‬


‫‪2‬‬
‫تركز نظرية الوكالة على الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن أطراف الوكالة يتمتعون بالرشد نسبيا وأن تصرفاتهم قائمة على أساس تعظيم منافعهم‬
‫الذاتية؛‬
‫‪ -‬إن اختالف الطبيعة السلوكية والتكوينية وكذا األهداف بين المسيرين والمساهمين تؤدي إلى‬
‫خلق صراع منفعة في البداية بين هذين االثنين لتتعداه فيما بعد لباقي األطراف األخرى؛‬
‫‪ -‬يلجأ المسير حسب هذه النظرية لوضع استراتيجيات تحميه وتحفظ له حقوقه‪ ،‬عن طريق‬
‫استغالل نفوذه‪ ،‬شبكة العالقات بالموردين والزبائن وكذلك حجم المعلومات التي يستقبلها‬
‫المسير قبل غيره وبذلك فهو يفضل تحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية أوال قبل مصالح‬
‫المؤسسة؛‬
‫‪ -‬لمواجهة هذا االنحراف الذي تعتبره نظرية الوكالة إخالال بشروط العقد الذي يربط المسير‬
‫بالشركة يلجأ المساهمون لتعديل سلوك المسير السلبي وللحفاظ على مصالحهم باتخاذ تدابير‬
‫تقويمية ورقابية عن طريق إنشاء نظام الحوكمة المؤسسية الذي يملك آليات وأدوات رقابية‬
‫واشرافية داخلية تعتمد على مجالس اإلدارة‪ ،‬الرقابة التبادلية بين المسيرين وكذا الرقابة المباشرة‬
‫للمساهمين‪ ،‬وخارجية ممارسة من طرف األسواق‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬مشاكل الوكالة‬

‫تشرح وتعالج نظرية الوكالة المشاكل الناتجة عن انفصال الملكية عن اإلدارة إذ استخدمت‬
‫لتفسير دوافع االختيار بين الطرق والبدائل المحاسبية واإلفصاح االختياري وتعيين مراقب‬
‫‪3‬‬
‫الحسابات‪ ،‬حيث هناك مشكلتين أساسيتين للوكالة هما‪:‬‬

‫‪ .1‬بهاء الدين سمير عالم‪ ،‬أثر اآلليات الداخلية لحوكمة الشركات على األداء المالي في الشركات المصرية"دراسة تطبيقية"‪ ،‬و ازرة االستثمار‬
‫مركز المديرين المصري‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص ص‪.2-6‬‬
‫‪ .2‬نجاتي ابراهيم عبد العليم‪ ،‬نظرية الوكالة ودورها في تطوير نماذج الرقابة على األداء‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية‪ ،‬العدد األول‪ ،0550 ،‬ص‪.52‬‬

‫‪ .3‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬حوكمة الشركات ودور مجلس االدارة‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.66‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬مشكلة التخلخل الخلقي‪ :‬تنشأ عندما ال يستطيع المالك مالحظة أداء الوكيل (اختياراته)‪،‬‬
‫وعندما تختلف تفضيالت كل من المالك والوكيل حول البدائل المتاحة لالختيار‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة التخلخل العكسي (االختيار العكسي)‪ :‬تنشأ عند عدم تماثل المعلومات لكل من‬
‫الموكل والوكيل حيث لإلدارة (الوكيل) معلومات أكثر عن المالك (الموكل)‪ ،‬هذا ولو توفرت‬
‫نفس المعلومات للموكل فإنه ال يستطيع قراءتها وتفسيرها بنفس القدرة التي يتمتع بها الوكيل‪.‬‬

‫ومنه يمكن القول وعلى ضوء المشاكل التي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين أعضاء مجالس إدارة‬
‫المؤسسات وبين المساهمين أدى ذلك إلى زيادة االهتمام والتفكير في وضع مجموعة من القوانين‬
‫واللوائح التي تعمل على حماية مصالح المساهمين‪ ،‬والحد من التالعب المالي واإلداري الذي قد يقوم‬
‫به أعضاء مجلس اإلدارة بهدف تعظيم مصالحهم الخاصة وذلك على اعتبارهم الجهة التي تمسك‬
‫بزمام األمور داخل المؤسسة‪ ،‬وبالتالي فقد بدأ االهتمام بمفهوم الحوكمة المؤسسية وابراز دورها في‬
‫الحد والتقليل من المشاكل التي مثلتها نظرية الوكالة‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬تكاليف الوكالة‬

‫تتمثل تكاليف الوكالة في األموال التي ينفقها حملة األسهم لمتابعة األنشطة التي يقوم بها وكالئهم‪،‬‬
‫ذلك ألن حامل السهم ال يمكنه بمفرده القيام بعملية المتابعة المستمرة نظ ار لكثرة ما تتطلبه من مال‬
‫ووقت وجهد للحصول على المعلومات الكافية والصحيحة عن تصرفات مديري المؤسسات‪ ،‬وحسب‬
‫‪1‬‬
‫‪ Jensen & Meckling‬أن مشاكل الوكالة تولد ثالثة أنواع من التكاليف‪:‬‬

‫‪ -‬تكاليف المراقبة‪ :‬وهي ناتجة عن التأكد من تصرفات الوكيل بأنه ال يعمل على تحقيق مصالحه‬
‫الشخصية أثناء إدارته للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬تكاليف االلتزام‪ :‬وهي ناتجة عن الدعم والتحفيز الذي يتحصل عليه الوكيل من أجل بناء الثقة‬
‫التي تعتبر األساس؛‬
‫‪ -‬تكاليف الفرصة البديلة‪ 2:‬في حالة اختالف المصالح مع المدير أو مجلس إدارة المؤسسة في‬
‫اإلستراتيجية المتبعة (إستراتيجية غير مربحة مثال‪ ،‬سوء تخصيص الموارد)‪.‬‬
‫‪ .2.2‬حاالت الغش واإلفالس واالنهيارات المالية الكبرى‪ :‬لقد عكست االنهيارات المالية والفضائح‬
‫اإلدارية للعديد من الشركات دولية النشاط مدى الحاجة إلى قواعد الحوكمة إلعادة التوازن المالي‬
‫واإلداري ومعالجة الخلل في الهياكل المالية للشركات المساهمة األخرى بمعظم دول العالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. PARRAT Frédéric, Le gouvernement d’entreprise, Economica education, Paris, France, 1997, P32.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Jean Bernard, Le gouvernement d’entreprise, P03,‬‬
‫‪http://www.creg.acversailles.fr/IMG/pdf/Le_gouvernement_d_entreprise.pdf, consulté le: 19/06/2014.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫حيث أدت فضيحة شركة ‪ Enron‬للطاقة األمريكية وشركة ‪ WorldCom‬إلى إصدار قانون‬
‫‪Barings Bank‬‬ ‫)‪ ،(Sarbanes Oxley‬كما أدت فضيحة شركة ‪ Maxwell‬اإلنجليزية وبنك بارينجز‬
‫‪1‬‬
‫إلى إصدار تقرير ‪.Cadbury‬‬

‫‪ .2.2.1‬انهيار مؤسسة ‪ WorldCom‬األمريكية‪ :‬مؤسسة ‪ WorldCom‬هي عبارة عن‬


‫مجموعة من المؤسسات إلدارة المعلومات وتزويد خدمات االتصاالت واالنترنت وتعد هذه المؤسسة‬
‫من أضخم مؤسسات األعمال في التجارة األمريكية والدولية إذ تتم من خاللها نصف تعامالت‬
‫االنترنت العالمية‪.‬‬

‫بدأت الشركة نشاطها في مدينة جاكسون بوالية مسيسبي في عام ‪ 0581‬تحت مسمى الخدمات‬
‫المحدودة لالتصاالت للمسافات البعيدة وفي عام ‪ 0585‬اندمجت المؤسسة مع مؤسسة الشركات‬
‫المتميزة وتحولت إلى مؤسسة عامة وتم قيدها في البورصة‪ ،‬وفي عام ‪ 0555‬تحول إسم المؤسسة إلى‬
‫‪ ،LDDS World Com‬والحقا إلى مؤسسة االتصاالت العالمية ‪ WorldCom‬وفي عام ‪ 0558‬استحوذت‬
‫‪2‬‬
‫على مؤسسة ‪.MCI Communications‬‬

‫ولقد اتهمت مؤسسة ‪ WorldCom‬من قبل محكمة نيويورك الفيدرالية باالحتيال بعد اعترافها بإخفاء‬
‫تكاليف بلغت ‪ 4‬مليارات دوالر‪ ،‬مما دفعها إلى اشهار افالسها في واحدة من أكبر الفضائح المحاسبية‬
‫في تاريخ الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث أدت الفضيحة المالية لهذه المؤسسة إلى التأثير على قيمة‬
‫الدوالر األمريكي في أسواق تبادل العمالت المالية وانخفض سعر الدوالر اتجاه العمالت األخرى عند‬
‫إعالن المخالفات‪ ،‬ولقد كان سبب انهيارها هو التالعب في حسابات ايراداتها واستخدام حيل محاسبية‬
‫إلخفاء مركزها المالي لكي تظهر بشكل يتفق مع توقعات المستثمرين في البورصة بهدف رفع سعر‬
‫السهم في السوق والحصول على أرباح غير حقيقية بصورة مخالفة لضوابط اللجنة‪ ،‬وقد اتهم المسؤول‬
‫التنفيذي بتزييف سجالت المؤسسة المالية بعد ما أمر برفع مدخوالتها لمقابلة توقعات وول ستريت‬
‫‪3‬‬
‫وتضليل جمهور المستثمرين‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬انهيار مؤسسة ‪ Enron‬األمريكية‪ :‬أنشأت مؤسسة ‪ Enron‬األمريكية سنة ‪ ،0585‬في‬


‫البداية كانت تنشط في مجال نقل الغاز الطبيعي للمسافات الطويلة عبر قنوات تحت األرض والبحر‪،‬‬
‫وأدى عدم انتظام سوق الطاقة األمريكي إلى تحول مؤسسة ‪ Enron‬إلى مؤسسة تجارية حيث جعلها‬

‫‪ .1‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0220 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ .2‬منير هندي‪ ،‬الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،0225 ،‬ص ص‪.01-00‬‬

‫‪ .3‬دريد آل شبيب‪ ،‬عبد الرحمن الجبوري‪ ،‬أهمية تطوير هيئة الرقابة على االوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي –حالة شركة وورلد كوم‬
‫األمريكية ‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع الستراتيجيات األعمال في مواجهة العولمة‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬األردن‪ ،0225 ،‬ص‪.08‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫ذلك تفرض نفسها بقوة في سوق المشتقات الطاقوية والمالية لتصبح سنة ‪ 0552‬من أهم المؤسسات‬
‫في بورصة وول ستريت‪ 1.‬لقد لعبت مؤسسة ‪ Enron‬دور صناع السوق في عقود المشتقات المتداولة‬
‫في األسواق غير المنظمة أي العقود المتداولة خارج البورصة‪ ،‬في الوقت الذي لم تكن فيه مطالبة‬
‫‪2‬‬
‫باإلفصاح عن حجم المخاطر المصاحبة لتلك العمليات‪.‬‬

‫في منتصف عام ‪ 0555‬وصل سعر سهم المؤسسة إلى ما يقارب ‪ 52‬دوالر أمريكي وهو أعلى سعر‬
‫وصلت إليه أسهمها‪ ،‬كما تضاعف رقم أعمالها من ‪ 10‬مليار دوالر إلى ‪ 022‬مليار دوالر‪ ،‬وفي‬
‫أواخر ‪ 0220‬أعلنت الشركة تضخيم أرباحها بما يعادل ‪ 5,1‬بليون دوالر اعتمادا على اعتبار‬
‫المصاريف التشغيلية بمثابة مصاريف رأسمالية‪ ،‬ثم كشف واقع سوق المال في ذات الوقت السعر‬
‫الحقيقي لسهم الشركة نتيجة كثرة الممارسات المالية واإلدارية الخاطئة بالتواطؤ مع مراقب الحسابات‪،‬‬
‫وعلى اثرها انخفضت قيمة السهم إلى ‪ 11‬دوالر وتوالت خسارة المؤسسة إذ أعلن عن خسارة بلغت‬
‫‪3‬‬
‫‪ 622‬مليون دوالر وفي نهاية السنة تقدمت بإجراء اإلفالس‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ولعل أهم الدوافع التي أدت إلى انهيار هذه المؤسسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اعتماد المؤسسة على العمليات المقيدة خارج الميزانية التي يصعب اكتشافها لتصبح بذلك وسيلة‬
‫إلخفاء مقنن للمعلومات وهي تعتبر إحدى الثغرات المالية والمحاسبية التي استفادت منها؛‬
‫‪ -‬عدم التزام المؤسسة بقوانين الشركات وهيئة األوراق المالية‪ ،‬فضال عن عدم التمسك بقواعد السلوك‬
‫األخالقي والمهني؛‬
‫‪ -‬وجود تواطؤ واضح بين المراجعين القانونيين وادارة المؤسسة‪ ،‬حيث بلغت العالقة بين مؤسسة‬
‫‪ Enron‬مع مؤسسة أندرسون في تقديم خدمات استشارية ال عالقة لها بمراجعة الحسابات في مقابل‬
‫حصولهم على مكافآت مقابل تكتمهم عن المخالفات أو لحثهم على عدم االلتزام بالفحص‬
‫والتمحيص األمين للمستندات؛‬
‫‪ -‬عدم وجود مؤشرات مرجعية لإلفصاح والشفافية والعرض العادل للمعلومات بالتقارير المالية‬
‫للشركة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود أعضاء من المستقلين أو غير التنفيذيين في مجلس إدارة المؤسسة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪. Bertrand RICHARD, Dominique MIELLE, La dynamique du gouvernement d’entreprise, paris cedex‬‬
‫‪05, Edition d’organisation, 2003, p02.‬‬
‫‪ .2‬منير هندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ .3‬علي حسين الدوغجي‪ ،‬حوكمة الشركات وأهميتها في تفعيل ونزاهة التقارير المالية‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية مالية‪ ،‬المعهد العالي للدراسات‬
‫المحاسبية والمالية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العدد السابع‪ ،0225 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ .4‬عطا اهلل وارد خليل‪ ،‬محمد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬الحوكمة المؤسسية – مدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة‪ ،-‬مكتبة‬
‫الحرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ، 0228 ،‬ص ص‪.05-04‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬عدم وجود لجان فنية بالمؤسسة سواء للمراجعة الداخلية أو للتعيينات أو للمكافآت أو إلدارة‬
‫المخاطر؛‬
‫‪ -‬زيادة حاالت التصرفات غير القانونية وغير األخالقية بالمؤسسة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود رسالة إستراتيجية للمؤسسة مبنية على تحليل البيئة الداخلية والخارجية لتحديد رؤية‬
‫ورسالة وأهداف المؤسسة؛‬
‫‪ -‬تعظيم أرباح الشمؤسسة بأكثر من ‪ %052‬وتكبد المستثمرين خسائر ال تقل عن ‪ 05‬مليار دوالر في‬
‫سنة مالية واحدة؛‬
‫‪ -‬التورط مع مؤسسات المراجعة الدولية في اعتماد إقامة مشاريع وهمية كلفت حملة األسهم باليين‬
‫الدوالرات؛‬
‫‪ -‬منح الرواتب الضخمة والعالوات المتفاقمة والمكافآت العالية ألعضاء مجلس اإلدارة والمديرين‬
‫التنفيذيين بالمؤسسة‪.‬‬
‫‪Barings‬‬ ‫‪ .2.2.2‬انهيار مصرف بارينجز ‪ Barings Bank‬االنجليزي‪ :‬مصرف بارينجز‬
‫‪1‬‬
‫‪ Bank‬هو مصرف انجليزي كان عمره وقت انهياره عام ‪ 0555‬أكثر من ‪ 022‬سنة ‪ ،‬في عام ‪0550‬‬
‫تم تعيين نيكوالس ليسون كمسؤول تصميم وادارة عقود مشتقات في فرع المصرف في سنغافورة‪ ،‬بدأ‬
‫نشاطه بعمليات من المفترض أنها محدودة المخاطر وأنها عمليات المراجحة *‪ Arbitrage‬بين عقود‬
‫مستقبلية على مؤشر نيكي ‪ 005‬وعلى مؤشر أوساكا‪ ،‬الذي يتداول في بورصة سنغافورة وهما مؤشران‬
‫لسوق طوكيو‪ ،‬حيث يتميز هذان المؤشران بارتباطهما مع بعضهما البعض‪ ،‬فلقد كان نيكوالس يبيع‬
‫عقود مستقبلية على مؤشر نيكي عندما ترتفع أسعارها‪ ،‬ويقوم في نفس الوقت بشراء عقود على مؤشر‬
‫أوساكا إذا ما انخفضت أسعارها أو لم ترتفع بنفس قدر االرتفاع في أسعار العقود على مؤشر نيكي‬
‫أو حتى إذا ما بقيت على ما كانت عليه‪ ،‬والعكس إذا كان يشتري عقود على مؤشر نيكي عندما‬
‫تنخفض أسعارها ويبيع في المقابل عقود على مؤشر أوساكا إذا لم يط أر عليه تغيير‪ ،‬أو عندما تكون‬
‫أسعارها مرتفعة أو لم تنخفض بنفس قدر انخفاض أسعار العقود على مؤشر نيكي وهي عمليات‬
‫يصعب أن تتعرض للمخاطر‪.‬‬

‫ما حدث هو أن نيكوالس كان قد اشترى قد ار هائال من العقود المستقبلية على مؤشر نيكي الذي‬
‫انخفضت قيمته بنسبة ‪ %02‬أي من ‪ 02222‬نقطة في أول يناير إلى ‪ 08222‬نقطة بعد الزل ازل‪ ،‬وأمال‬

‫‪ .1‬محمد نابغ‪ ،‬بازل وفن المراجعة الداخلية للبنوك‪،‬‬


‫‪ ،http://www.gn4me.com/alalamalyoum/inner.jsp?page_no=2&art_id=585832‬تاريخ االطالع‪.0204/21/25 :‬‬
‫*‪ .‬المراجحة ‪ Arbitrage‬هي طريقة مالية متقدمة تمارس من قبل المحترفين لالستفادة من فارق السعر بين أدوات استثمار مختلفة أو بين‬
‫أسواق مختلفة ويطلق عليها بمراجحة األسعار‪ .‬للمزيد أنظر‪ ،http://www.mhabash.com/2012/05/06/ :‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0204/25/04‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫منه في سرعة تعويض الخسائر قام بشراء المزيد من تلك العقود بهدف تخفيض متوسط األسعار‪،‬‬
‫ولكن األمور لم تسر بما كان متوقع‪ ،‬فلقد استمر المؤشر في االنخفاض مسببا المزيد من الخسائر‪،‬‬
‫وبعدها قام نيكوالس بإخفاء خسائره على رؤسائه في حساب خاص واإلبالغ عن األرباح وأخذت‬
‫الخسائر في الزيادة حتى بلغت ‪ 602‬مليون دوالر أمريكي على الرغم من تنبه البورصة النقدية‬
‫بسنغافورة لكبر حجم التعامالت وابالغ ادارة المصرف وقيام االدارة بإصدار تعليمات له بعدم زيادة‬
‫‪1‬‬
‫حجم التعامالت إال أنه استمر وتجاهل تعليمات ادارة المصرف‪.‬‬

‫كل هذا تسبب في خسائر كبيرة لفرع المصرف بسنغافورة‪ ،‬حيث أدى ذلك إلى عدم قدرة المصرف‬
‫على الوفاء بقيمة الغطاء النقدي الالزم لحجم معامالته طبقا للوائح في البورصة النقدية الدولية‬
‫بسنغافورة رغم محاولة مصرف انجلت ار انقاذ الموقف إال أنه قد توقف بعد أن اتضح أن خسائر‬
‫المصرف تتجاوز رأسماله حيث حقق المصرف خسائر تقدر بمبلغ ‪ 1,0‬مليار دوالر أمريكي مما أدى‬
‫‪2‬‬
‫إلى انهياره‪.‬‬

‫‪ .2.2‬األزمات المالية‪ :‬لقد أدت األزمات المالية والتي فجرها الفساد اإلداري والمالي وسوء‬
‫اإلدارة والفجوة الكبيرة بين مرتبات ومكافآت المديرين التنفيذيين وبين أداء تلك المؤسسات إلى أن‬
‫تصبح عمليات جذب المستويات الكافية من رأس المال متسمة بقدر كبير من الصعوبات‪ ،‬حيث أدت‬
‫هذه األزمات إلى تكبد كثير من المساهمين خسائر مالية فادحة بالشكل الذي أدى بالمساهمين‪،‬‬
‫وخاصة المؤسسات االستثمارية أن يعلنوا بوضوح أنهم ليسوا على استعداد لتحمل نتائج الفساد وسوء‬
‫االدارة‪.‬‬

‫وبالتالي كان لزاما التفكير في كيفية حماية المستثمرين من أخطاء مجالس إدارة المؤسسات‪ ،‬وقد‬
‫أسفر ذلك عن االهتمام بالدور الذي يلعبه مفهوم الحوكمة المؤسسية في التأكيد على االلتزام‬
‫بالسياسات واإلجراءات الرقابية وعلى دورها في جذب االستثمارات وتدعيم اقتصاديات الدول‪ ،‬من‬
‫خالل وضع أسس معينة للعالقة بين مجلس االدارة والمديرين والمستثمرين وأصحاب المصالح بالشكل‬
‫‪3‬‬
‫الذي يؤدي إلى وجود شفافية في التعامل بين هذه األطراف‪.‬‬

‫‪ .2.2‬اقتصاديات العولمة‪ :‬لقد أدت العولمة وتحرير األسواق المالية وتحول كثير من دول‬
‫العالم إلى مفهوم االقتصاد الحر‪ ،‬إلى انفصال الملكية عن اإلدارة من خالل التزايد في حجم‬
‫المؤسسات (الشركات المتعددة الجنسيات)‪ ،‬نتج عن ذلك ضرورة االستعانة بأنظمة وآليات جديدة‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬منير هندي‪ ،‬الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.02-06‬‬
‫‪ .2‬محمد نابغ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ .3‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00-00‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫*‬
‫للرقابة تضمن حماية حقوق جميع األطراف ذوي المصلحة في المؤسسة‪ ،1‬حيث أوضحت الدراسة‬
‫التي قامت بها مجموعة ماكينزي ‪ McKinsey‬االستشارية أن ‪ %82‬من المستثمرين في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وأوروبا الغربية قاموا باتخاذ ق اررات استثمارية بشكل متزايد على أساس ما إذا كانت الشركات‬
‫التي يريدون االستثمار فيها تحتوي على متطلبات الحوكمة المؤسسية أم ال هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى فإن ما يشهده العالم اآلن من تحرير القتصاديات السوق وما يتبعها من تحرير لألسواق المالية‬
‫وفتح أسواق دولية جديدة يمكن من خاللها أن تحقق المؤسسات أرباحا مرتفعة تمكنها من التوسع في‬
‫مجال أنشطتها مما له من أثر في خلق فرص استثمارية جديدة وزيادة فرص العمل بالشكل الذي يؤدي‬
‫إلى نمو وتقدم اقتصاديات الدول التي تنتمي إليها تلك المؤسسات‪.‬‬

‫أدت هذه العوامل إلى تعرض المؤسسات إلى منافسة قوية والى قدر كبير من التذبذبات الرأسمالية‪،‬‬
‫حيث أن الشركات الوطنية إذا ما أرادت أن تستمر وتكتسب مزايا العولمة والصمود في وجه المنافسة‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬فإنها تحتاج إلى مصادر تمويل تتعدى طرق التمويل التقليدية‪ ،‬ألن نقص رأس‬
‫المال يؤدي إلى إضعاف قدرتها التنافسية واالستغناء عن بعض العاملين والقضاء على المكاسب‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي تفاقم مشكلة الفقر‪ ،‬واألسوأ من ذلك أنها تصبح عاجزة عن التنافس‬
‫‪2‬‬
‫فتخرج من األسواق الدولية تماما‪ ،‬أما االقتصاد الكلي فلن يتمكن من االستفادة من مزايا العولمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم‪ ،‬خصائص وأهداف الحوكمة المؤسسية‬

‫‪ .1‬مفهوم الحوكمة المؤسسية‬

‫يمكن القول أنه ال يوجد تعريف واحد متفق عليه بين القانونيين واالقتصاديين لمصطلح "الحوكمة‬
‫المؤسسية"‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ارتباط هذا المفهوم بالعديد من األمور التنظيمية واالقتصادية والمالية‬
‫واالجتماعية للمؤسسات وتأثيرها على المجتمع واالقتصاد ككل‪.‬‬

‫‪ .1.1‬تعريف الحوكمة المؤسسية‪ :‬نظ ار لتعدد الجوانب المتعلقة بمفهوم الحوكمة المؤسسية‪ ،‬فلقد‬
‫أعطي لهذا المفهوم العديد من التعريفات المختلفة تبعا للزاوية التي ينظر منها لهذا المفهوم‪،‬‬

‫‪ .1‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬من أجل استراتيجية وطنية للحوكمة من منظور إدارة الدولة والمجتمع والحكم الرشيد‪ ،‬بحوث وأوراق عمل مؤتمر‬
‫متطلبات حوكمة الشركات وأسواق المال العربية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.50‬‬
‫*‬
‫معمقة بين العامين ‪ 0220‬و‪ 0221‬تضمنت آراء مستثمرين دوليين حول كيفية اختيار االستثمار في‬ ‫‪ .‬مؤسسة ماكينزي أعدت دراسة ّ‬
‫مؤسسات محددة أو صناديق استثمارية‪ ،‬وكان السؤال الرئيسي يتمحور حول أهمية التقارير المالية أو تقارير الحوكمة أو االثنين معا‪ ،‬معظم‬
‫األجوبة كانت لصالح أهمية الحوكمة‪ ،‬ورّكز الجميع على حقيقة أن التقارير المالية القوية مع حوكمة ضعيفة قد تخلق مجاال للشك في التقارير‬
‫المعدة‪ .‬ولكن إذا كانت المؤسسة تتمتع بنظام حوكمة قوي‪ ،‬فإن ذلك يعني تقارير مالية صحيحة‪ ،‬حتى لو كانت هذه األرقام ضئيلة‪ ،‬إال‬
‫ّ‬ ‫المالية‬
‫أنها صحيحة مئة بالمئة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،CIPE‬دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪ ،0225 ،‬ص‪.00‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫هناك من ينظر له من الناحية القانونية وهناك من ينظر له من الناحية االقتصادية‪ ،‬وهناك من‬
‫يعرفه من الناحية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .1.1.1‬المفهوم اللغوي للحوكمة المؤسسية‪ :‬يشير لفظ الحوكمة إلى الترجمة العربية لألصل‬
‫اإلنجليزي للكلمة ‪ Governance‬الذي توصل إليه مجمع اللغة العربية سنة ‪ 0220‬بعد عدة محاوالت‬
‫لتعريب الكلمة حيث تم سابقا إطالق مصطلحات أخرى مثل اإلدارة الرشيدة‪ ،‬اإلدارة الجيدة‪ ،‬الضبط‬
‫المؤسسي‪ ،‬التحكم المؤسسي‪ ،‬الحاكمية المؤسسية‪ ،‬حوكمة الشركات ومصطلحات أخرى‪ ،‬إال أن‬
‫األكثر شيوعا هو مصطلح حوكمة الشركات والحوكمة المؤسسية‪ 1،‬ولغويا تعني الحوكمة المؤسسية‬
‫عملية التحكم والسيطرة من خالل قواعد الضبط بغرض تحقيق الرشد كما تعني المراقبة بصورة‬
‫متكاملة وعلنية تدعيما للشفافية والموضوعية والمساءلة‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬المفهوم القانوني للحوكمة المؤسسية‪ :‬يشير مفهوم الحوكمة المؤسسية من الناحية‬
‫القانونية إلى التنظيم الداخلي والعقود القانونية والتنظيمية ومدى اكتمال تلك العقود منذ بداية تأسيس‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة ومدى نجاحها في تحديد وتنظيم العالقات المختلفة بين األطراف المعنية‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن مفهوم الحوكمة المؤسسية من الناحية القانونية يعني العالقة التعاقدية بين‬
‫تتمثل في المساهمين‪ ،‬أصحاب المصالح والمديرين التي تحدد واجباتهم‬ ‫مجموعة من األطراف‬
‫وحقوقهم‪ ،‬وهو ما يعمل على ضمان حقوق كل طرف منهم والتغلب على تضارب المصالح‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬المفهوم االقتصادي للحوكمة المؤسسية‪ :‬اقتصاديا يمكن تعريف الحوكمة المؤسسية‬


‫على أنها اآللية التي تساعد المؤسسة للحصول على التمويل الالزم وتضمن تعظيم قيمتها على المدى‬
‫‪3‬‬
‫الطويل‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬المفهوم المحاسبي للحوكمة المؤسسية‪ :‬من المنظور المحاسبي يشير مصطلح‬
‫الحوكمة المؤسسية إلى توفير الحماية ألموال المستثمرين وتمكينهم من الحصول على عوائد مناسبة‪،‬‬
‫وضمان عدم استخدام أموالهم في مجاالت ذات مخاطر عالية كذلك عدم استغاللها من قبل االدارة‬
‫لتحقيق مصالح شخصية‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة الضوابط وااللتزام بالمعايير المحاسبية الدولية‬
‫التي تؤدي إلى تحقيق مزيد من الشفافية وتوسيع نطاق االفصاح عن البيانات المحاسبية والقوائم‬
‫‪4‬‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ .1‬عالء فرحان طالب‪ ،‬ايمان شيحاني المشهداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ .2‬أحمد علي الخضري‪ ،‬االفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،0200 ،‬ص ص‪-04‬‬
‫‪.05‬‬
‫‪ .3‬أحمد السيد ابراهيم‪ ،‬حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0202 ،‬ص‪.021‬‬

‫‪ .4‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ .1.1.2‬المفهوم االداري للحوكمة المؤسسية‪ :‬يمكن تعريف مصطلح الحوكمة المؤسسية من‬
‫الناحية االدارية على أنه "وضع الممارسات السليمة التي تنظم عمل إدارة المؤسسة بما يكفل‬
‫المحافظة على حقوق حملة األسهم والسندات والعاملين بالمؤسسة وأصحاب المصالح وغيرهم‪ ،‬من‬
‫خالل االلتزام بتنفيذ صيغ العالقات التعاقدية التي تربط بينهم باستخدام األدوات المالية والمحاسبية‬
‫‪1‬‬
‫السليمة وفقا لمعايير االفصاح والشفافية الواجبة"‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬المفهوم االجتماعي األخالقي للحوكمة المؤسسية‪ :‬أما من الناحية االجتماعية‬
‫األخالقية فمفهوم الحوكمة المؤسسية يركز على المسؤولية االجتماعية بحماية حقوق مساهمي األقلية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتساعد على تحقيق التنمية االقتصادية وحماية البيئة‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬الحوكمة المؤسسية كنظام‪ :‬حيث يمكن تعريف الحوكمة المؤسسية كنظام يتكون من‬
‫مجموعة أجزاء يعمل على تفعيل االمكانات وتوظيف الموارد بطريقة كفؤة‪ ،‬والحوكمة المؤسسية‬
‫‪3‬‬
‫كمنظومة تفاعلية استهدافية تتكون من ثالث أجزاء هي‪:‬‬
‫‪ -‬المدخالت‪ :‬تتمثل مدخالت الحوكمة فيما تحتاج له من حاجيات وما يتعين توفيره لها من مطالب‬
‫سواء كانت مطالب تشريعية‪ ،‬إدارية‪ ،‬قانونية أو اقتصادية أو كلها مجتمعة‪.‬‬
‫‪ -‬تشغيل الحوكمة‪ :‬وتتمثل في الجهات المسؤولة عن تطبيق الحوكمة والمشرفة على هذا التطبيق‬
‫والجهات التطبيقية وكل كيان إداري داخل المؤسسة أو خارجها يسهم في تنفيذ الحوكمة وفي‬
‫تشجيع االلتزام بها فضال عن تطوير أحكامها واالرتقاء بها‪.‬‬
‫‪ -‬المخرجات‪ :‬إن الحوكمة المؤسسية ليست هدف بحد ذاتها بل هي أداة ووسيلة لتحقيق أهداف‪،‬‬
‫حيث تتمثل المخرجات في مجموعة المعايير والقواعد والقوانين المنظمة لألداء والسلوك‬
‫والممارسات العملية والتنفيذية سواء كانت في المؤسسات أو المصارف للحفاظ على حقوق‬
‫أصحاب المصالح وتحقيق الشفافية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف المنظمات والهيئات الدولية للحوكمة المؤسسية‬
‫‪ .1.2.1‬تعريف لجنة كادبوري ‪ Cadbury‬للحوكمة المؤسسية ‪ :1222‬قامت هذه اللجنة‬
‫بتعريف حوكمة المؤسسات على أنها "النظام الذي تدار وتراقب به المؤسسات‪ ،‬ومجالس اإلدارة‬
‫مسؤولة عن حوكمة المؤسسات‪ ،‬ودور المساهمين في الحوكمة هو انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫والمراجعين والتأكد من أن هناك هيكل حوكمة مالئم وفي مكانه‪ ،‬ومسؤولية مجلس اإلدارة تتضمن‪:‬‬
‫وضع األهداف اإلستراتيجية للمؤسسة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬البحث وتعيين القيادات التي تحقق هذه األهداف؛‬

‫‪ .1‬بهاء الدين سمير عالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.6 -5‬‬
‫‪ .2‬أحمد السيد ابراهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.021‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬عالء فرحان طالب‪ ،‬إيمان شيحان المشهداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.06-05‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬مراقبة إدارة العمل؛‬


‫‪ -‬رفع التقارير للمساهمين‪.‬‬

‫كذلك يعمل المجلس على التأكد من أن أعضائه يلتزمون بالقوانين واللوائح‪ ،‬ويعملون لمصلحة‬
‫‪1‬‬
‫المساهمين أعضاء الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬للحوكمة المؤسسية سنة‬


‫‪ :1222‬تعتبر من أوائل من اهتم بموضوع الحوكمة المؤسسية حيث عرفتها بأنها "نظام يتم بواسطته‬
‫توجيه ورقابة المؤسسة‪ ،‬حيث تحدد الواجبات والمسؤوليات لمختلف األطراف‪ ،‬مثل مجلس اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫والمديرين وغيرهم من ذوي المصالح"‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬تعريف البنك الدولي للحوكمة المؤسسية ‪ :World Bank‬عرفها بأنها "الطريقة التي‬
‫‪3‬‬
‫تمارس بها السلطة في تسيير وادارة موارد الدولة االقتصادية واالجتماعية من أجل التنمية"‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬تعريف معهد المدققين الداخليين ‪ AII‬لمفهوم الحوكمة المؤسسية‪ :‬عرفها بأنها‬
‫"العمليات التي تتم من خالل اإلجراءات المستخدمة من ممثلي أصحاب المصالح من أجل توفير‬
‫اإلشراف على إدارة المخاطر ومراقبتها والتأكيد على كفاءة الضوابط إلنجاز األهداف والمحافظة على‬
‫قيم المؤسسة من خالل الحوكمة المؤسسية فيها"‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬للحوكمة المؤسسية سنة‬
‫‪ :2007‬لقد أعادت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬النظر في مفهوم الحوكمة المؤسسية‬
‫سنة ‪ 0222‬وأوضحت بأنه "مجموعة من العالقات ما بين إدارة المؤسسة ومجلس إدارتها ومساهميها‬
‫والجهات األخرى التي لها اهتمام بالمؤسسة‪ ،‬كما أنها تبين اآللية التي توضح من خاللها أهدافها‬
‫والوسائل لتحقيق تلك األهداف ومراقبة تحقيقها‪ ،‬ومن ثم فإن الحوكمة المؤسسية الجيدة هي التي توفر‬
‫لكل من مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية الحوافز المناسبة للوصول إلى األهداف التي تصب في‬

‫‪1‬‬
‫‪. Cadbury Committee, Report of the committee on the financial aspects of corporate Governance,‬‬
‫‪London, Gee and Co Ltd, 1992,‬‬ ‫‪p14, www.ecgi.org/codes/documents/Cadbury.pdf, consulté le‬‬
‫‪24/07/2013.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. OECD, OECD's Definition Consistent with the one presented by Cadbury, April 1999, p15.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. HOUSSEM Rachid, la gouvernance bancaire, laboratory of research in finance, accounting and‬‬
‫‪financial intermediation, faculty of economic and management sciences of Tunis, university of Tunis el‬‬
‫‪manar, Tunisia, p04.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫مصلحة المؤسسة وتسهيل إيجاد عملية م ارقبة فاعلة‪ ،‬وبالتالي تساعد المؤسسة على استغالل مواردها‬
‫‪1‬‬
‫بكفاءة "‪.‬‬

‫من خالل العرض السابق لمختلف المفاهيم المقدمة من طرف هيئات دولية يمكن القول أنها تتفق‬
‫في كون الحوكمة إجراء عملي لمتابعة أداء مجلس اإلدارة ومختلف المستويات اإلدارية في الهيكل‬
‫التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬لكن يعتبر تعريف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬سنة ‪ 0222‬األكثر‬
‫شموال وعمقا لتغطيته للنشاط اإلداري والمحاسبي‪ ،‬حيث يشمل استخدام كافة اآلليات التي من شأنها‬
‫الوصول إلى االستخدام األمثل لكافة الموارد المتاحة وادارتها ضمن نظام رقابة فعال‪.‬‬

‫ومنه يمكن تعريف الحوكمة المؤسسية على أنها "مجموعة من المفاهيم واألهداف التي تتضمن‬
‫حوافز مناسبة لمجلس اإلدارة واإلدارة العليا لتتبع األهداف التي وضعت من أجل تطور المؤسسة‬
‫وضمان حقوق جميع األطراف‪ ،‬وتحقيق المتابعة الفعالة والمستمرة واإلشراف على االستخدام األمثل‬
‫لمواردها بكفاءة ونزاهة عالية"‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح عوامل الحوكمة الجيدة‪:‬‬

‫‪ .1‬عالء فرحان طالب‪ ،‬إيمان شيحاني المشهداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬عوامل الحوكمة الجيدة‬

‫مراقبة البيئة‬ ‫األداء الجيد لمجلس االدارة‬


‫وتتضمن‪:‬‬ ‫ويتضمن‪:‬‬
‫تأسيس لجنة تدقيق مستقلة؛‬ ‫‪-‬‬ ‫توضيح األدوار؛‬ ‫‪-‬‬
‫وظيفة إدارة المخاطر؛‬ ‫‪-‬‬ ‫التقييم الذاتي والتدريب المستمر لمجلس االدارة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابة الداخلية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫المزج بين مهارات أعضاء مجلس االدارة؛‬ ‫‪-‬‬
‫وظيفة المراجعة الداخلية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫مكافاة مدير المجلس وفقا لممارساته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استقاللية المراجع الخارجي؛‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة أنظمة المعلومات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تأسيس وظيفة االلتزام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح حقوق حامل األسهم‬ ‫الشفافية‬
‫تتضمن‪:‬‬ ‫من خالل‪:‬‬
‫توضيح حقوق األقلية من حملة األسهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كشف المعلومات المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على المعلومات؛‬ ‫‪-‬‬ ‫كشف المعلومات غير المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة والتصويت*؛‬ ‫‪-‬‬ ‫إعداد القوائم المالية وفقا ل‪IFRS‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم االدارة بشكل جيد؛‬ ‫‪-‬‬ ‫نشر التقرير السنوي للمؤسسة بنوعية عالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح الحصص‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نشر القوائم المالية الخاصة بالمؤسسة على‬ ‫‪-‬‬
‫االنترنت‪.‬‬
‫التزامات مجلس االدارة‬
‫التوجيه االستراتيجي ومتابعة االدارة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مناقشة قضايا الحوكمة وانشاء لجنة لحوكمة المؤسسات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خطط عمل لتحسين حوكمة المؤسسات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير دليل حوكمة المؤسسات؛‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤولية اتجاه المؤسسة وحملة األسهم وااللتزام بتحقيق مصالح المؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Source: Global Corporate Governance Forum (GCGF) and International Finance Corporation (IFC),‬‬
‫‪Introduction to Corporate Governance, Corporate Governance Board Leadership Training Resources Kit,‬‬
‫‪0228, P16.‬‬

‫‪ .‬حق التصويت هو الحق الممنوح لحامل السهم العادي في التصويت على سياسات وق اررات المؤسسة في اجتماع الجمعية العامة‪ ،‬ويرتبط‬
‫*‬

‫عدد األسهم التي يملكها المستثمر بقدرته على التأثير في ق اررات المؤسسة‪ ،‬بحيث كلما زادت نسبة ملكية المستثمر في أسهم المؤسسة كلما زاد‬
‫‪http://www.cipe-‬‬ ‫الرابط‪:‬‬ ‫ص‪،02‬‬ ‫الخاصة‪،‬‬ ‫الدولية‬ ‫المشروعات‬ ‫مركز‬ ‫أنظر‪:‬‬ ‫الق اررات‪.‬‬ ‫على‬ ‫التصويت‬ ‫في‬ ‫حقه‬
‫‪ ،arabia.org/files/pdf/Corporate_Governance/Glossary_of_Terms_2.pdf‬تاريخ االطالع‪.0205/25/28 :‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ .2‬خصائص الحوكمة المؤسسية‪ :‬تتمثل خصائص الحوكمة المؤسسية في‪ :‬االنضباط‪ ،‬الشفافية‪،‬‬
‫االستقاللية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬العدالة‪ ،‬المسؤولية والمسؤولية االجتماعية وفيما يلي التفصيل في هذه‬
‫‪1‬‬
‫الخصائص‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )2-2‬خصائص الحوكمة المؤسسية‬

‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات " المفاهيم‪ -‬المبادئ‪ -‬التجارب‪ -‬تطبيقات الحوكمة في‬
‫المصارف"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص‪.01‬‬

‫‪ -‬االنضباط‪ :‬ويعني إتباع السلوك األخالقي المناسب والصحيح‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل إعطاء‬
‫بيانات واضحة للجمهور‪ ،‬وجود حافز لدى االدارة اتجاه تحقيق سعر عادل للسهم‪ ،‬التقدير السليم‬
‫لحقوق الملكية‪ ،‬استخدام الديون في مشروعات هادفة واقرار نتيجة الحوكمة في التقرير السنوي‪.‬‬
‫‪ -‬االفصاح والشفافية‪ :‬تتحقق بتقديم صورة واضحة وحقيقية عن كل ما يحدث ويتم ذلك من خالل‬
‫االفصاح عن االهداف المالية بدقة‪ ،‬نشر التقارير المالية السنوية البيئية في الوقت المناسب‪،‬‬
‫االفصاح العادل عن النتائج السنوية‪ ،‬تطبيق معايير المحاسبة والمراجعة‪ ،‬توفير امكانية وصول‬
‫المستثمرين إلى اإلدارة العليا وتحديث المعلومات على شبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬االستقاللية‪ :‬تالفي التأثيرات غير الضرورية نتيجة للضغوطات‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل المعاملة‬
‫العادلة للمساهمين من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‪ ،‬وجود لجنة لتحديد المرتبات والمكافآت‬
‫يرأسها عضو مجلس إدارة مستقل وتدعيم وجود مراجعين مستقلين‪.‬‬
‫‪ -‬المساءلة‪ :‬بمعنى إمكانية تقييم وتقدير أعمال مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية ويتحقق ذلك من‬
‫خالل ممارسة العمل بعناية ومسؤولية والترفع عن المصالح الشخصية‪ ،‬التصرف بشكل فعال ضد‬

‫‪ .1‬عطا اهلل وارد خليل‪ ،‬محمد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.012-008‬‬

‫‪011‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫األفراد الذين يتجاوزون حدود مسؤولياتهم‪ ،‬التحقيق الفوري حالة إساءة اإلدارة العليا ووضع آليات‬
‫تسمح بمعاقبة الموظفين التنفيذيين وأعضاء مجلس اإلدارة في حالة تجاوز مسؤوليتهم وسلطتهم‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة‪ :‬يجب احترام حقوق كل األطراف ذات المصلحة‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل المعاملة العادلة‬
‫لمساهمي األقلية من قبل المساهمين أصحاب األغلبية‪ ،‬سهولة طرق التصويت‪ ،‬المكافآت العادلة‬
‫ألعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬إعطاء المساهمين حق االعتراض عند اإلساءة إلى حقوقهم والمشاركة في‬
‫تعيين المديرين وأيضا في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية‪ :‬أي مسؤولية مجلس اإلدارة أمام جميع األطراف ذات المصلحة في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬أي النظر للمؤسسة كمواطن صالح‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل وجود سياسة‬
‫واضحة تؤكد على التمسك بالسلوك األخالقي‪ ،‬وجود سياسة توظيف واضحة وعادة ووجود سياسة‬
‫واضحة عن المسؤولية البيئية‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف الحوكمة المؤسسية‪ :‬تساعد الحوكمة المؤسسية الجيدة في دعم األداء‪ ،‬زيادة القدرة‬
‫ال تنافسية‪ ،‬جذب االستثمارات للمؤسسات‪ ،‬وتحسين االقتصاد بشكل عام‪ ،‬من خالل الوسائل‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تدعيم عنصر الشفافية في كافة معامالت وعمليات المؤسسة واجراءات المحاسبة والتدقيق المالي‬
‫على النحو الذي يمكن من الحد من ظاهرة الفساد المالي واإلداري؛‬
‫‪ -‬ضمان التعامل بطريقة عادلة بالنسبة للمساهمين والعمال والدائنين واألطراف ذوي المصلحة في‬
‫حالة تعرض المؤسسة لإلفالس؛‬
‫‪ -‬التوضيح وعدم الخلط بين المهام والمسؤوليات الخاصة بالمديرين التنفيذيين ومهام مجلس اإلدارة‬
‫ومسؤوليات أعضائه؛‬
‫‪ -‬تمكين المؤسسة من الحصول على التمويل الالزم من طرف عدد أكبر من المستثمرين المحليين‬
‫واألجانب‪ ،‬وذلك من خالل رفع درجة الثقة في المؤسسة؛‬
‫‪ -‬تحسين وتطوير إدارة المؤسسة‪ ،‬ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على تبني إستراتيجية سليمة‬
‫وضمان اتخاذ ق اررات الدمج والسيطرة بناءا على أسس سليمة بما يؤدي إلى رفع كفاءة األداء؛‬
‫‪ -‬دعم استق ارر المؤسسة من خالل تجنب حدوث الممارسات المالية واإلدارية الخاطئة‪.‬‬

‫ويمكن استنتاج مما سبق أن الحوكمة تهدف إلى‪ :‬تخفيض المخاطر‪ ،‬تعزيز األداء‪ ،‬تحسين سهولة‬
‫الدخول إلى األسواق المالية واتساع نطاق التسويق للسلع والخدمات وتحسين القيادة‪ ،‬الشفافية وقابلية‬
‫المحاسبة عن المسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية الحوكمة المؤسسية‪ ،‬األطراف األساسية وضوابطها‬

‫‪ .1‬أهمية الحوكمة المؤسسية‪ :‬لقد تزايد االهتمام بالحوكمة المؤسسية في ظل تحول أغلب‬
‫دول العالم إلى االقتصاد الرأسمالي والذي يعتمد على المؤسسات في تحقيق معدالت نمو مرتفعة‪ ،‬وهو‬
‫ما أدى إلى كبر حجم تلك المؤسسات واتساع نشاطها وانفصال الملكية عن االدارة واتجاهها إلى‬
‫األسواق المالية في البحث عن مصادر تمويل أقل تكلفة من المصارف التجارية‪ ،‬ولقد ساعد في ذلك‬
‫العولمة المالية وتحرير حركة انتقال رؤوس األموال وهو ما انجر عنه ضعف في آليات الرقابة على‬
‫‪1‬‬
‫المديرين وحدوث أزمات مالية‪ ،‬من هنا تبرز أهمية الحوكمة المؤسسية في‪:‬‬
‫‪ -‬التحكم في تعارض المصالح‪ :‬إذ يحفز االلتزام بمبادئ الحوكمة في تقويم سلوك المؤسسة‬
‫اتجاه األطراف ذات العالقة بين جميع الفئات المختلفة سواء من داخل أو خارج المؤسسة‪،‬‬
‫والتقليل من المشاكل التي قد تنشأ عن الفصل بين الملكية واإلدارة وهو ما يؤدي إلى زيادة ثقة‬
‫المستثمرين في مجلس إدارة المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الكفاءة التشغيلية‪ :‬يساهم التزام المؤسسة بمبادئ الحوكمة في اتباعها أحدث وأفضل‬
‫األساليب االدارية وهو ما يؤثر في نموها وزيادة ربحيتها وكذلك قدرتها في تقليل المخاطر التي‬
‫يمكن أن تتعرض لها‪ ،‬وهو ما سينعكس ايجابا على أداء المؤسسة ومن ثم سوق األوراق‬
‫المالية والتي هي مؤشر لقوة االقتصاد ألي بلد‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة الحصول على التمويل بتكاليف أقل‪ :‬إذ يساهم االلتزام بالحوكمة في خلق الثقة‬
‫والطمأنينة لدى المستثمرين‪ ،‬وهو ما يساعد المؤسسة على الوصول إلى أسواق المال‬
‫والحصول على التمويل الالزم بتكلفة أقل مما يعينها على التوسع في نشاطها‪ ،‬وتقليل‬
‫المخاطر وبناء الثقة مع أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام باإلفصاح والشفافية‪ :‬يساهم االفصاح والشفافية في تمكين المستثمرين من مراقبة‬
‫استثماراتهم واتخاذ الق اررات‪ ،‬كما يؤدي تطبيق مبدأ االفصاح والشفافية إلى منع حاالت الفساد‬
‫ويساعد على االستفادة من العائد الكامل لعمليات البيع في دفع التنمية االقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫واالجتماعية للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز النمو االقتصادي‪ :‬تسهم الحوكمة المؤسسية في رفع مستوى كفاية االقتصاد‪ ،‬حيث‬
‫تساعد على استقرار األسواق المالية ورفع مستوى الشفافية وجذب االستثمارات من الخارج ومن‬
‫الداخل‪ ،‬زيادة على تقليص حجم المخاطر التي تواجه النظام االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .1‬اتحاد الشركات االستثمارية‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ ،‬مكتبة اآلفاق‪ ،‬الكويت‪ ،‬سبتمبر ‪ ،0200‬ص‪.50-50‬‬
‫‪ .2‬أحمد علي خضر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪012‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬دعم االجراءات الرقابية‪ :‬إن االلتزام بمبادئ الحوكمة يحث الهيئات الرقابية على تحديث وزيادة‬
‫االجراءات الرقابة والتنظيمية‪ ،‬والتي تساهم في تحقيق أهداف المؤسسة والتقليل من المخاطر‬
‫التي قد تتعرض لها‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )3-2‬أهمية الحوكمة المؤسسية‬

‫المصدر‪ :‬محمد عمر باطويح‪ ،‬الحوكمة‪ ...‬تشريع وثقافة وسلوك‪ ،‬حوكمة الشركات‪ :‬اتحاد الشركات االستثمارية‪،‬‬
‫سبتمبر ‪ ،0200‬ص ص ‪.65-64‬‬

‫وتختلف الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية باختالف مستوى تطبيقها كما هو موضح في الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪013‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫الشكل رقم (‪ :)4-2‬الفوائد التي تحققها الحوكمة المؤسسية بالتناسب مع مستوياتها المختلفة‬

‫‪Source: International Finance Corporate IFC, The Russia Corporate Governance‬‬


‫‪Manual, Washington DC, 2004, p 13.‬‬

‫األطراف األساسية في الحوكمة المؤسسية‬ ‫‪.2‬‬

‫تنظم الحوكمة المؤسسية المسؤوليات والحقوق بين ثالثة أطراف أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪014‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫الشكل رقم (‪ :)5-2‬األطراف الرئيسية في الحوكمة المؤسسية‬

‫المصدر‪ :‬مركز أبوظبي‪ ،‬أساسيات الحوكمة‪ :‬مصطلحات ومفاهيم‪ ،‬سلسلة النشرات التثقيفية لمركز أبو ظبي للحوكمة‪،‬‬
‫ص‪.25‬‬

‫‪ .2.1‬مجلس االدارة‪ :‬يعتبر مجلس االدارة أكثر آليات الحوكمة المؤسسية أهمية باعتباره السلطة‬
‫األعلى داخل المؤسسة‪ ،‬إذ ترجع اليه جميع الصالحيات الالزمة التخاذ الق اررات واإلجراءات الالزمة‬
‫لتحقيق مصلحة المساهمين وتقليل التكاليف الناشئة عن الفصل بين الملكية وسلطة اتخاذ القرار‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث أنه مسؤول عن الق اررات االستراتيجية للمؤسسة ‪.‬‬

‫وتختلف مسؤوليات مجلس االدارة بناءا على االحتياجات الخاصة لكل مؤسسة‪ ،‬إال أنه بصفة عامة‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل مهامه األساسية في‪:‬‬

‫‪ -‬اختيار أعضاء االدارة التنفيذية وتقدير مكافآتهم؛‬


‫‪ -‬ضبط ومراقبة تعارض المصالح؛‬
‫‪ -‬التأكد من نزاهة النظم المالية والمحاسبية؛‬
‫‪ -‬االشراف على مدى فعالية ممارسات الحوكمة وعمل التغييرات الضرورية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬المساهمون‪ :‬المساهمون هم من يقومون بتقديم رأس المال للمؤسسة من خالل ملكيتهم‬
‫لألسهم مقابل الحصول على أرباح مناسبة الستثماراتهم‪ ،‬وأيضا تعظيم قيمة المؤسسة على المدى‬

‫‪ .1‬خلود عاصم وناس عبيدي‪ ،‬دور حوكمة الشركات في معالجة االختالالت الهيكيلية في سوق العراق لالوراق المالية‪ ،‬مجلة دراسات مالية‬
‫ومحاسبية‪ ،0200 ،‬ص‪.044‬‬
‫‪ .2‬حوكمة الشركات‪ :‬قضايا واتجاهات‪ ،‬االتجاهات الدولية في القرن الحادي والعشرين‪...‬دور جديد لمجلس االدارة‪ ،‬مركز المشروعات‬
‫الدولية الخاصة ‪ ،CIPE‬ديسمبر ‪ ،0224‬ص‪.24‬‬

‫‪015‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫الطويل‪ ،‬وتوكل للمساهمين مهمة اختيار أعضاء مجلس االدارة المناسبين لحماية حقوقهم‪ ،‬كما يمتلك‬
‫‪1‬‬
‫المساهمون حق التصويت لتغيير لوائح المؤسسة أو رفض التغييرات حول االندماج أو البيع‪.‬‬

‫ويعتبر المساهمون مجموعة غير متجانسة فمنهم من هم أفراد ومنهم مؤسسات مالية (مصارف‬
‫وشركات تأمين) ‪ ،‬وتختلف كل فئة عن األخرى في عدد ونوعية األسهم التي تمتلكها وكذلك يختلفان‬
‫في الغرض من ملكية األسهم‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى خلق نوعا من تعارض المصالح إذ ممكن أن تنصاع‬
‫‪2‬‬
‫ادارة المؤسسة للفئات ذات التأثير األكبر من حيث القدرة على تشكيل مجلس االدارة‪.‬‬

‫وتتمثل أهم حقوق المساهمين في الحصول على جميع حقوقهم المتصلة بالسهم‪ ،‬خاصة الحق في‬
‫الحصول على نصيب من األرباح التي يتقرر توزيعها والحق في الحصول على نصيب من موجودات‬
‫المؤسسة عند التصفية‪ ،‬وحق حضور جمعيات المساهمين واالشتراك في مداوالتها والتصويت على‬
‫ق ارراتها‪ ،‬وحق التصرف في األسهم‪ ،‬وحق مراقبة أعمال مجلس اإلدارة ورفع دعوى المسؤولية على‬
‫أعضاء المجلس‪ ،‬وحق االستفسار وطلب معلومات بما ال يضر بمصالح المؤسسة وال يتعارض مع‬
‫أنظمة السوق المالية‪ ،‬ولعل من أهم آليات حصول المساهمين على حقوقهم في التصويت الختيار‬
‫‪3‬‬
‫أعضاء مجالس االدارات‪:‬‬

‫‪ -‬التصويت التراكمي‪ :‬هو أسلوب تصويت الختيار أعضاء مجلس اإلدارة يمنح كل مساهم قدرة‬
‫تصويتية بعدد األسهم التي يملكها‪ ،‬بحيث يحق له التصويت بها لمرشح واحد أو تقسيمها بين من‬
‫يختارهم من المرشحين دون وجود تكرار لهذه األصوات‪ .‬ويزيد هذا األسلوب من فرص حصول‬
‫مساهمي األقلية على تمثيل لهم في مجلس اإلدارة عن طريق تركيز األصوات التراكمية على‬
‫مرشح واحد‪.‬‬
‫‪ -‬التصويت من بعد‪ :‬بموجب هذه اآللية يستطيع المساهم ممارسة حق التصويت دون الحاجة إلى‬
‫أن يكون في مقر انعقاد الجمعية‪ ،‬عالوة على أن ذلك يساعد المؤسسات على ضمان اكتمال‬
‫النصاب وانعقاد الجمعيات‪ ،‬إلى جانب خفض مصروفات الشركات المدرجة الناتجة عن عدم‬
‫انعقاد الجمعيات في األوقات المحددة لها‪.‬‬
‫‪ .2.2‬االدارة التنفيذية‪ :‬إن االدارة التنفيذية مسؤولة عن تقديم تقارير خاصة بالمؤسسة باألداء‬
‫الفعال إلى مجلس االدارة‪ ،‬كما أن االدارة تكون مسؤولة عن تعظيم أرباح المؤسسة وزيادة قيمتها‬
‫باإلضافة إلى مسؤوليتها اتجاه االفصاح والشفافية في المعلومات التي تنشرها للمساهمين‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫‪ .2‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ .3‬هيئة السوق المالية السعودية ‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،0200 ،‬ص ص‪.25-28‬‬

‫‪016‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ .2‬ضوابط تطبيق الحوكمة المؤسسية‪ :‬إن التطبيق السليم للحوكمة المؤسسية واالستفادة من‬
‫مزاياها يتطلب توفر مجموعة من الضوابط والعوامل األساسية التي تضمن التطبيق السليم‪.‬‬

‫تتمثل الضوابط الداخلية في مجمل اآلليات داخل المؤسسة التي تهدف إلى تقليل تضارب المصالح‬
‫فيما بين المديرين‪ ،‬المساهمين‪ ،‬مجلس اإلدارة وأصحاب المصالح‪ ،‬وحتى تكون هذه اآلليات ناجعة‬
‫‪1‬‬
‫يجب أن تدعم بضوابط خارجية تتمثل في التشريعات والقوانين التي تتوافق مع بيئة الدولة المعنية‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)6-2‬الضوابط الداخلية والخارجية للحوكمة المؤسسية‬

‫المصدر‪ :‬محمد حسن يوسف‪ ،‬محددات الحوكمة ومعاييرها – مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر‪،-‬‬
‫بنك االستثمار القومي‪ ، 0222،‬ص‪.22‬‬

‫‪ .1‬جون سوليفان وآخرون‪ ،‬حوكمة الشركات في القرن الواحد والعشرون‪ ،‬ترجمة سمير كرم‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬واشنطن‪،‬‬
‫‪ ،0221‬ص‪.02‬‬

‫‪017‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ .2.1‬الضوابط الخارجية للحوكمة المؤسسية (البيئة االقتصادية العامة ومناخ األعمال)‪ :‬إن‬
‫وجود الضوابط الخارجية للحوكمة يضمن تنفيذ القوانين والقواعد التي من شأنها أن تضمن حسن إدارة‬
‫المؤسسة وتقلل من التعارض بين العائد االجتماعي والعائد الخاص‪ ،‬وتتمثل الضوابط الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫لحوكمة المؤسسات في المناخ العام لالستثمار للدولة التي تعمل في اطارها المؤسسة وتتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬القوانين المنظمة للنشاط االقتصادي مثل قوانين سوق المال‪ ،‬قانون الشركات‪ ،‬قوانين تنظيم‬
‫المنافسة ومنع الممارسات االحتكارية واإلفالس؛‬
‫‪ -‬كفاءة القطاع المالي (المصارف والسوق المالية) في توفير التمويل الالزم للمشروعات؛‬
‫‪ -‬درجة تنافسية أسواق السلع وعناصر االنتاج؛‬
‫‪ -‬كفاءة األجهزة والهيئات الرقابية (هيئة سوق المال والبورصة) في إحكام الرقابة على المؤسسات‪،‬‬
‫إضافة إلى المؤسسات الخاصة بالمهن الحرة مثل مكاتب المحاماة والمراجعة والتصنيف االئتماني‬
‫واالستشارات المالية واالستثمارات‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الضوابط الداخلية (االجراءات الداخلية للمؤسسة)‪ :‬تتمثل الضوابط الداخلية للحوكمة‬
‫المؤسسية في القواعد واألسس التي تحدد كيفية اتخاذ الق اررات وتوزيع السلطات داخل المؤسسة بين‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬مجلس االدارة والمديرين التنفيذيين‪ ،‬وتتمثل أهمية توافرها وتطبيقها في التقليل من‬
‫التعارض بين مصالح هذه األطراف الثالثة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذا فإن الضوابط الداخلية والخارجية للحوكمة المؤسسية تتأثر بعوامل أخرى مرتبطة‬
‫بنوعية النظام السياسي للدولة والنظام االقتصادي السائد كذلك المستوى التعليمي ونسبة الوعي لدى‬
‫األفراد‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬سياسات االقتصاد الكلي ودرجة المنافسة في أسواق المنتج وأسواق عوامل االنتاج؛‬
‫‪ -‬البيئة القانونية والتنظيمية والمؤسسية؛‬
‫‪ -‬أخالقيات األعمال ومدى إدراك المؤسسات للمصالح البيئية واالجتماعية للمجتمعات‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أنظمة ومبادئ الحوكمة المؤسسية‬

‫‪ .1‬أنظمة حوكمة المؤسسات‬


‫‪.1.1‬نظام الداخليين (الهيكل المركز)‪ :‬يتم تطبيق هذا النظام في الدول التي يحكمها القانون‬
‫المدني‪ ،‬حيث تتركز الملكية اإلدارة فيه على عدد قليل من األفراد‪ ،‬العائالت‪ ،‬المديرين‬
‫التنفيذيين‪ ،‬الشركات القابضة‪ ،‬المصارف والمؤسسات غير المالية وهم من يطلق عليهم‬

‫‪ .1‬محمد ناجي حسن خليفة‪ ،‬الدور االشرافي والرقابي للهيئة العامة لسوق المال في تطبيق مبادئ حوكمة الشركات‪ ،‬الهيئة العامة لسوق‬
‫المال‪ ،‬مصر‪ ،0221 ،‬ص‪.122‬‬

‫‪018‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫بالداخليين (‪ ،)Insiders‬ويقوم الداخليون بممارسة السيطرة من خالل امتالك معظم أسهم‬


‫المؤسسة ومعظم حقوق التصويت‪ ،‬حيث غالبا ما يقدم المساهمون ذوي الملكيات الضخمة من‬
‫األسهم بالتحكم في اإلدارة عن طريق التمثيل المباشر في مجلس إدارة المؤسسة‪ ،‬أو يمتلكون‬
‫بعض األسهم إال أنهم يتمتعون بأغلبية حقوق التصويت نظ ار لتعدد أنواع األسهم مع تمتع‬
‫بعضها بحقوق تصويت أكثر من بعضها اآلخر‪ ،‬وهو ما يمكنهم فعال من أن يتحكموا بإدارة‬
‫‪1‬‬
‫وق اررات المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .1.1.1‬مزايا نظام الداخليين‬
‫‪ -‬يؤدي تطبيق نظام الداخليين إلى تقليل احتماالت الفساد المالي واإلداري والغش‪ ،‬نظ ار لوجود‬
‫الحافز لدى الداخليين لمراقبة اإلدارة بشكل مستمر وعن كثب؛‬
‫‪ -‬نظ ار المتالك الداخليين قسطا من األسهم وحقوق التصويت فهم يميلون للحفاظ عن استثماراتهم‬
‫لمدة أطول‪ ،‬لذلك هم يعملون على تأييد الق اررات التي تعمل على تطور المؤسسة على المدى‬
‫الطويل دون الق اررات التي تحقق مكاسب على المدى القصير وتؤثر على أدائها‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬عيوب نظام الداخليين‬
‫‪ -‬قد تتعرض المؤسسة لفشل نتيجة لتواطؤ أصحاب حقوق التصويت مع اإلدارة لالستيالء على‬
‫أصول المؤسسة على حساب صغار المساهمين بحيث يشكل عدم تمتع األقلية من المساهمين‬
‫بحقوقهم القانونية خط ار كبي ار على حوكمة المؤسسات؛‬
‫‪ -‬قد يستغل كبار المالكي ن أو من يمتلكون العدد الكبير من حقوق التصويت قوة التأثير على ق اررات‬
‫‪2‬‬
‫مجلس اإلدارة لتحقيق مصالحهم الشخصية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬نظام الخارجيين (الهيكل المشتت)‬

‫ينتشر هذا النظام في الدول التي تطبق القانون العام ‪ COMMON LAW‬مثل بريطانيا والواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ويتميز هذا النظام بوجود عدد كبير من أصحاب األسهم يملك كل منهم عدد قليل‬
‫من أسهم المؤسسة‪ ،‬وهو ما يساهم في عدم وجود حافز لديهم للمراقبة والمشاركة في الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫يؤدي هذا إلى تعيين أعضاء مستقلين في مجلس اإلدارة يشرفون على مراقبة السلوك اإلداري للمجلس‬
‫التنفيذي وهو ما يساهم في ضمان حماية مصالح وحقوق المساهمين من خالل اإلفصاح بشكل واضح‬
‫‪3‬‬
‫عن المعلومات‪ ،‬وتقييم األداء بصفة موضوعية‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪ .2‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬دليل تأسيس حوكمة الشركات في االقتصادات النامية والصاعدة والمتحولة‪ ،‬مصر‪ ،‬مارس ‪،0220‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫‪ .3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪019‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ .1.2.1‬مزايا نظام الخارجيين‪ :‬يمتاز نظام الخارجيين بالشفافية والوضوح والقابلية للمحاسبة‬
‫لذا يعتبر أقل فسادا‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬عيوب نظام الخارجيين‬
‫‪ -‬على عكس نظام الداخليين‪ ،‬قد يسعى المساهمون إلى تعظيم أرباحهم في اآلجال القصيرة على‬
‫حساب استمرار أداء المؤسسة على المدى الطويل وهو ما يخلق جدال بين مجلس اإلدارة‬
‫وأصحاب المؤسسة؛‬
‫‪ -‬قد يؤدي التغير في هيكل الملكية نتيجة لتخلي المساهمين عن استثماراتهم على أمل تحقيق أرباح‬
‫أكبر في مكان آخر إلى إضعاف استقرار المؤسسة؛‬
‫‪ -‬نتيجة لعدم وجود حافز لدى صغار المساهمي في مراقبة ق اررات مجلس اإلدارة ومحاسبة أعضائه‬
‫عن مسؤولياتهم‪ ،‬قد يؤدي هذا إلى بقاء األعضاء الذين يؤثرون على أداء المؤسسة بالسلب من‬
‫خالل ق ارراتهم غير الصائبة بينما تكون مصلحة المؤسسة في زوالهم‪.‬‬

‫مما سبق يمكن القول أن لكن نظام مخاطر قد تؤثر على النموذج الجيد للحوكمة المؤسسية‪ ،‬وعدم‬
‫وجود آليات لتخفيضها سيؤدي حتما إلى تهديد سالمة االقتصاد ككل‪ ،‬وعليه فإن النظام الفعال لحوكمة‬
‫المؤسسات هو النظام الذي يعتمد على المزج بين الضوابط الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫‪ .2‬مبادئ الحوكمة المؤسسية‬

‫لقد اهتمت العديد من المنظمات الدولية بدراسة ووضع معايير محددة لتطبيق الحوكمة المؤسسية‬
‫منها لجنة ‪ ،Cadbury‬منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ ،OECD‬بنك التسويات الدولية ‪،BIS‬‬
‫بورصة نيويورك ‪ ،NYSE‬المفوضية األوروبية ورابطة الحوكمة المؤسسية بأمريكا الالتينية ‪LAICG‬‬
‫واختلفت هذه المعايير باختالف مصدرها واختالف وجهات النظر‪ ،‬وأهم ما يميز مبادئ الحوكمة‬
‫المؤسسية هو التطور والتجديد إذ أنها تتبع وتتغير وفق الظروف المحيطة وتتعرض للتجديد باستمرار‬
‫من أجل مواكبة تلك التغيرات واالستفادة من الفرص الجديدة‪.‬‬

‫ولقد كان لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬دور بارز في إرساء مجموعة من المبادئ‬
‫لتكون مرجعا لالستعانة بها في منظمات األعمال حول آلية الحوكمة ومدى فعاليتها في كل من‬
‫األسواق المتقدمة والنامية‪ ،‬إذ وأثناء االجتماع الذي عقد في ‪ 08-02‬أفريل ‪ 0558‬طلب المجلس من‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية باالشتراك مع حكومات الدول األعضاء وغيرها من المنظمات‬
‫الدولية والقطاع الخاص بوضع مجموعة من المعايير عن الحوكمة المؤسسية‪ ،1‬وتستند هذه المبادئ‬
‫إلى ما قامت به المجموعة االستشارية لقطاع األعمال المعنية بالحوكمة المؤسسية والتابعة لمنظمة‬

‫‪ .1‬طارق حماد عبد العال‪" ،‬حوكمة الشركات " المفاهيم‪ -‬المبادئ‪ -‬التجارب‪ -‬تطبيقات الحوكمة في المصارف"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪001‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬وكذلك كل من لجنة األسواق المالية‪ ،‬لجنة االستثمار الدولي والشركات‬
‫المتعددة الجنسيات ولجنة سياسات البيئة‪.‬‬

‫كما تمت االستفادة من إسهامات عدد من الدول من غير أعضاء منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية باإلضافة إلى إسهامات البنك الدولي ‪ IB‬وصندوق النقد الدولي ‪ ،IMF‬وقطاع األعمال‬
‫والمستثمرين واالتحادات المهنية وغيرها من األطراف المعنية بالموضوع‪ .‬وقد غطت هذه المبادئ التي‬
‫صدرت عن منظمة ‪ OECD‬عام ‪ 0555‬تحت عنوان "‪ "Principles of Corporate Governance‬خمسة‬
‫مجاالت‪ ،‬إال أنه في عام ‪ 0224‬تم تعديل هذه المبادئ وأصبحت تغطي ستة مجاالت تتمثل في الشكل‬
‫‪1‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ : )7-2‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬المعدلة سنة ‪0224‬‬

‫‪Source: OECD, Principles of Corporate Governance, Organization for Economic Co-‬‬


‫‪operation and Development Publications Service, 2004, Available: http://www.oecd.org.‬‬

‫وفيما يلي شرح مفصل لكل مبدأ من هذه المبادئ‪:‬‬

‫‪ .2.1‬ضمان وجود إطار فعال للحوكمة المؤسسية‪ :‬ينص المبدأ األول من مبادئ منظمة التعاون‬
‫االقتصادي والتنمية بشأن الحوكمة المؤسسية على أن يعمل هيكل الحوكمة المؤسسية على رفع‬
‫مستوى الشفافية وكفاءة األسواق‪ ،‬أن يتوافق مع دور القانون ويحدد بوضوح تقسيم المسؤوليات بين‬
‫مختلف الهيئات المسؤولة عن اإلشراف والرقابة وااللتزام بتطبيق القانون‪ ،‬ولكي يكون هناك ضمان‬
‫لوجود أساس إلطار فعال للحوكمة المؤسسية‪ ،‬هناك مجموعة من اإلرشادات يجب أخذها بعين‬
‫االعتبار هي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. OECD, Principles of Corporate Governance, Organization for Economic Co-operation and‬‬
‫‪Development Publications Service, 2004, Available ( http://www.oecd.org ).‬‬
‫‪ .‬الكفاءة‪ :‬عدم قدرة أي مستثمر على تحقيق أي أرباح غير عادية على حساب مستثمر آخر وذلك لعدم قدرة أي مستثمر في الحصول على‬
‫معلومات جديدة تجعله في وضع أفضل التخاذ ق اررات استثمارية تعود بالنفع والربح عليه دون المستثمرين اآلخرين‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬وضع إطار للحوكمة المؤسسية بهدف أن يكون ذا تأثير على األداء االقتصادي الشامل‪ ،‬وكفاءة‬
‫األسواق وتشجيع قيام أسواق مالية تتميز بالشفافية والفعالية؛‬
‫‪ -‬يجب أن تكون القوانين والتشريعات المنظمة للحوكمة المؤسسية متوافقة مع القانون وذات شفافية‬
‫وقابلة للتنفيذ؛‬
‫‪ -‬تحديد المسؤوليات بين مختلف الجهات في نطاق اختصاص تشريعي واضح مع ضمان خدمة‬
‫المصلحة العامة؛‬
‫‪ -‬أن تتمتع الجهات اإلشرافية والتنظيمية والتنفيذ بالسلطة والنزاهة‪ ،‬وتوفير الموارد الالزمة للقيام‬
‫بواجباتها بطريقة متخصصة وموضوعية‪ ،‬ويجب أن تكون ق ارراتها في الوقت المناسب وتتميز‬
‫بالشفافية مع توفير الشرح الكافي لها‪.‬‬
‫‪ .2.2‬حقوق المساهمين‪ :‬تتركز حقوق المساهمين في المؤسسة على موضوعات أساسية مثل‬
‫انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة والوسائل األخرى للتأثير على تكوين مجلس اإلدارة‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫هناك مجموعة من اإلرشادات التي يجب األخذ بها عند االلتزام بتطبيق المبدأ الثاني المتعلق بحقوق‬
‫‪1‬‬
‫المساهمين وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق المساهمين األساسية وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬طرق آمنة لتسجيل الملكية؛‬


‫‪ -‬نقل وتحويل ملكية األسهم؛‬
‫‪ -‬الحصول على المعلومات الخاصة بالمؤسسة في الوقت المناسب وبصفة منتظمة؛‬
‫‪ -‬المشاركة والتصويت في اجتماعات الجمعية العامة للمساهمين؛‬
‫‪ -‬المشاركة في انتخاب وعزل أعضاء مجلس اإلدارة؛‬
‫‪ -‬المشاركة في أرباح المؤسسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق المساهمين في الحصول على المعلومات الكافية عن الق اررات المتعلقة بأي تغيرات‬
‫أساسية في المؤسسة مثل‪:‬‬

‫‪ -‬تعديل النظام األساسي أو عقد التأسيس؛‬


‫‪ -‬الترخيص بإصدار أسهم جديدة؛‬
‫‪ -‬العمليات الخاصة واالستثنائية التي تؤدي إلى التأثير على المؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. OECD, Principles of Corporate Governance, June21, 1999, Available: http://www.oecd.org .‬‬

‫‪002‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫ثالثا‪ :‬حق المساهمين في المشاركة بفاعلية والتصويت في اجتماعات الجمعية العامة للمساهمين‪،‬‬
‫واعالمهم بالقواعد‪ ،‬بما في ذلك إجراءات التصويت التي تحكم اجتماعات الجمعية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬ينبغي تزويد المساهمين بالمعلومات الكافية في الوقت المناسب فيما يتعلق بتاريخ ومكان وجدول‬
‫أعمال الجمعية العامة‪ ،‬وكذلك المعلومات الكاملة وفي الوقت المناسب عن الموضوعات التي‬
‫سيتم اتخاذ ق اررات بشأنها في االجتماعات؛‬
‫‪ -‬يجب أن تتاح الفرصة للمساهمين لتوجيه األسئلة إلى مجلس االدارة بما في ذلك األسئلة المتعلقة‬
‫بالمراجعة الخارجية السنوية؛‬
‫‪ -‬المشاركة الفاعلة للمساهمين في الق اررات األساسية الخاصة بالحوكمة المؤسسية‪ ،‬مثل ترشيح‬
‫وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وينبغي أن تخضع جميع مكونات نظام الحوافز الخاص بأعضاء‬
‫مجلس االدارة والعاملين لموافقة المساهمين؛‬
‫‪ -‬حق المساهمين بالتصويت بالحضور شخصيا أو باإلنابة مع مراعاة المساواة في تأثير التصويت‬
‫‪1‬‬
‫بالحضور الشخصي أو باإلنابة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬يتعين اإلفصاح عن الهياكل والترتيبات الرأسمالية التي تمكن المساهمين من ممارسة درجة من‬
‫الرقابة تتناسب مع مساهمتهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الكفاءة والشفافية في قيام السوق بوظائفه في الرقابة على المؤسسات‪ ،‬ويتضمن ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬القواعد واإلجراءات التي تغطي عمليات االستحواذ والصفقات غير العادية إذ ينبغي أن تكون‬
‫عملية االندماج وبيع أصول المؤسسة مثال واضحة ومعلنة وأسعارها تتصف بالشفافية والشروط‬
‫العادلة بحيث يتسنى للمستثمرين فهم حقوقهم والتعرف على المسارات المتاحة لهم بحسب فئاتهم‬
‫المختلفة؛‬
‫‪ -‬يجب أال تستخدم اآلليات المضادة لالستحواذ لتحصين اإلدارة التنفيذية ضد المساءلة االدارية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ينبغي أن يأخذ المساهمون ومن بينهم المستثمرون المؤسسون في الحسبان التكاليف والمنافع‬
‫المقترنة بممارستهم لحقوقهم بالتصويت التي تركز‪:‬‬

‫‪ -‬على المستثمر المؤسسي الذي يعمل في المجاالت المالية أو االئتمانية أن يفصح عن جميع‬
‫السياسات المتعلقة بالحوكمة المؤسسية والتصويت فيما يخص استثماراته‪ ،‬بما في ذلك اإلجراءات‬
‫الخاصة باستخدام حقوقه في التصويت؛‬

‫‪ .1‬عالء فرحان طالب‪ ،‬ايمان شيحاني المشهداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪003‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬على المستثمر المؤسسي أن يفصح عن أسلوبه في التعامل مع تضارب المصالح الذي قد يؤثر‬
‫على ممارسة الحقوق الرئيسية للملكية الخاصة باستثماراته‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬أن تتوافر لجميع المساهمين بما في ذلك المؤسسون‪ ،‬الفرصة لتبادل االستشارات في‬
‫الموضوعات المتعلقة بحقوق ملكيتهم المنصوص عليها بالمبادئ التي تتناول االستثناءات لمنع سوء‬
‫االستغالل‪.‬‬

‫‪ .2.2‬المعاملة المتكافئة للمساهمين‬


‫‪ -‬إذ يجب أن يكفل نظام الحوكمة المؤسسية المعاملة المتكافئة لجميع المساهمين ومن بينهم صغار‬
‫المساهمين والمساهمين األجانب‪ ،‬كما ينبغي أن تتاح لكافة المساهمين فرصة الحصول على‬
‫‪1‬‬
‫تعويض فعلي حالة انتهاك حقوقهم‪ ،‬ويتضمن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يعامل المساهمون المنتمون إلى نفس الفئة معاملة متكافئة؛‬
‫‪ -‬ينبغي أن يكون لنفس المساهمين داخل كل فئة نفس حقوق التصويت‪ ،‬فكل المساهمين يجب أن‬
‫يتمكنوا من الحصول على المعلومات المتصلة بحقوق التصويت الممنوحة لكل من فئات‬
‫المساهمين وذلك قبل قيامهم بشراء األسهم‪ ،‬كما يجب أن تعلن أية تغييرات في حقوق التصويت‬
‫مبك ار وفي الوقت المناسب لضمان حقوق المساهمين؛‬
‫‪ -‬يجب أن يتم التصويت بواسطة األمناء المفوضين بطريقة متفق عليها مع أصحاب األسهم؛‬
‫‪ -‬ينبغي أن تكفل العمليات واإلجراءات المتصلة باالجتماعات العامة للمساهمين المعاملة المتكافئة‬
‫لكافة المساهمين‪ ،‬كما يجب أال تسفر إجراءات المؤسسة عن صعوبة أو ارتفاع في تكلفة‬
‫التصويت؛‬
‫‪ -‬ينبغي أن يطلب من مجلس اإلدارة أو المديرين التنفيذيين اإلفصاح عن وجود أية مصالح خاصة‬
‫بهم أو بذويهم قد تتصل بعمليات أو مسائل تمس المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬دور أصحاب المصالح في الحوكمة المؤسسية‪ :‬ينص هذا المبدأ على ضرورة أن يتضمن‬
‫إطار الحوكمة المؤسسية االعتراف بحقوق أصحاب المصالح كما يرسيها القانون‪ ،‬وأن يعمل أيضا‬
‫على تشجيع التعاون بين المؤسسات وأصحاب المصالح في مجال خلق الثروة وفرص العمل وتحقيق‬
‫‪2‬‬
‫استدامة المشروعات القائمة على أسس مالية سليمة‪ ،‬ويتضمن هذا المبدأ ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يعمل إطار الحوكمة المؤسسية على تأكيد احترام حقوق أصحاب المصالح التي يحميها القانون؛‬
‫‪ -‬حينما يحمي القانون حقوق أصحاب المصالح ينبغي أن تتاح لهم فرصة الحصول على تعويضات‬
‫في حالة انتهاك حقوقهم؛‬

‫‪ .1‬عطا اهلل وارد خليل‪ ،‬محمد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ .2‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫‪004‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬يجب أن يسمح إطار الحوكمة المؤسسية بوجود آليات لمشاركة أصحاب المصالح وأن تكفل تلك‬
‫اآلليات بدورها تحسين مستويات األداء؛‬
‫‪ -‬حينما يشارك أصحاب المصالح في عملية الحوكمة بالمؤسسة يجب أن تكفل لهم فرصة الحصول‬
‫على المعلومات المتصلة بذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلفصاح والشفافية‪ :‬ينص المبدأ الخامس على ضرورة أن يضمن إطار الحوكمة المؤسسية‬
‫القيام باإلفصاح السليم والصحيح في الوقت المناسب عن كافة الموضوعات الهامة المتعلقة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬بما في ذلك المركز المالي واألداء وحقوق الملكية والحوكمة المؤسسية‪ ،‬وهناك مجموعة‬
‫من االرشادات التي يجب األخذ بها عند االلتزام بتطبيق هذا المبدأ وهي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬يجب أن يتضمن اإلفصاح على المعلومات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬النتائج المالية ونتائج عمليات المؤسسة؛‬


‫‪ -‬أهداف المؤسسة؛‬
‫‪ -‬حق األغلبية من حيث المساهمة وحقوق التصويت؛‬
‫‪ -‬سياسة مكافأة أعضاء مجلس االدارة والتنفيذيين الرئيسيين والمعلومات عن أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫بما في ذلك مؤهالتهم وعملية االختيار والمديرين اآلخرين في المؤسسة وما إذا كانوا يتمتعون‬
‫باالستقاللية؛‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة بأطراف من الشركة أو أقاربهم؛‬
‫‪ -‬عوامل المخاطرة المتوقعة؛‬
‫‪ -‬الموضوعات الخاصة بالعاملين وأصحاب المصالح اآلخرين؛‬
‫‪ -‬هياكل وسياسات الحوكمة وبصفة خاصة‪ ،‬ما يحتويه أي نظام أو سياسة للحوكمة المؤسسية‬
‫والعمليات التي يتم تنفيذها بموجبها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يجب أن تعد المعلومات المفصح عنها استنادا إلى المعايير المحاسبية العالية الجودة وتشمل‬
‫المعلومات المالية وغير المالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراء التدقيق السنوي لحسابات المؤسسة بواسطة مدقق مستقل ومؤهل وذلك بهدف تقديم ضمان‬
‫خارجي وموضوعي للمجلس والمساهمين‪ ،‬يفيد أن القوائم المالية تمثل فعال المركز المالي للمؤسسة‬
‫وأدائها في جميع المجاالت المهمة‪.‬‬

‫‪ .1‬عالء فرحان طالب‪ ،‬ايمان شيحاني المشهداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 42‬‬

‫‪005‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫رابعا‪ :‬توفير قنوات نشر المعلومات لتمكين مختلف األطراف ذوي المصالح من الوصول إليها بشكل‬
‫عادل وبكلفة منخفضة في الوقت المحدد‪.‬‬

‫خامسا‪ 1:‬يجب استكمال إطار الحوكمة المؤسسية بمنهج فعال يتناول ويشجع على تقديم التحليالت أو‬
‫المشورة عن طريق المحللين والسماسرة ووكاالت التقييم والتصنيف وغيرها‪ ،‬والمتعلقة بالق اررات التي‬
‫يت خذها المستثمرون بعيدا عن أي تعارض مهم في المصلحة قد يؤدي إلى اإلضرار بنزاهة ما يقومون‬
‫به من تحليل أو ما يقدمون من مشورة‪.‬‬

‫‪ .2‬مسؤوليات مجلس االدارة‪ :‬يجب أن يتيح إطار الحوكمة المؤسسية الخطوط اإلرشادية‬
‫اإلستراتيجية لتوجيه المؤسسة‪ ،‬كما يجب أن يكفل المتابعة الفعالة لإلدارة التنفيذية من قبل المؤسسة‬
‫والمساهمين‪ ،‬ويتضمن ذلك‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يجب أن يعمل أعضاء مجلس اإلدارة على أساس توافر كامل المعلومات‪ ،‬وكذا على أساس‬
‫النوايا الحسنة‪ ،‬وسالمة القواعد المطبقة‪ ،‬كما يجب أن يعمل لتحقيق مصالح المؤسسة والمساهمين؛‬

‫ثانيا‪ :‬حينما ينتج عن ق اررات مجلس االدارة تأثيرات متباينة على مختلف فئات المساهمين‪ ،‬فإنه ينبغي‬
‫على المجلس أن يعمل على تحقيق المعاملة المتكافئة لجميع المساهمين؛‬

‫ثالثا‪ :‬على مجلس اإلدارة أن يتبع معايير عالية لألخالق ويضع في اعتباره مصالح األطراف ذوي‬
‫العالقة؛‬

‫رابعا‪ :‬هناك مهام أساسية على مجلس اإلدارة القيام بها تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬وضع إستراتيجية المؤسسة‪ ،‬سياسة المخاطر‪ ،‬الميزانية وخطط العمل وتحديد أهداف األداء‪ ،‬مراقبة‬
‫تنفيذ األداء والنفقات الرأسمالية وتصفية االستثمارات؛‬
‫‪ -‬متابعة قياس كفاءة ممارسة المؤسسة لقواعد الحوكمة المؤسسية واجراء التعديالت عند الحاجة؛‬
‫‪ -‬اختيار المديرين الرئيسيين وتحديد مكافآتهم ومتابعة أدائهم واعفائهم عند الضرورة؛‬
‫‪ -‬اإلفصاح عن مكافآت المديرين وأعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬لتحقيق مصالح المؤسسة والمساهمين؛‬
‫‪ -‬توفير نظام رسمي يتصف بالشفافية لعمليات ترشيح وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة؛‬
‫‪ -‬الرقابة على حاالت تعارض المصالح الخاصة بالمديرين وأعضاء مجلس اإلدارة والمساهمين بما‬
‫في ذلك سوء استخدام أصول المؤسسة واحكام السيطرة على بعض العمليات المتعلقة بذلك؛‬

‫‪ .1‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪006‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬التأكد من سالمة التقارير المالية والنظم المحاسبية للمؤسسة بما في ذلك نظام التدقيق المالي‬
‫المستقل والرقابة الداخلية السيما أنظمة إدارة المخاطر والرقابة المالية والتشغيلية‪ ،‬واالمتثال للقوانين‬
‫والتعليمات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬على مجلس اإلدارة أن يلتزم باالستقاللية والموضوعية فيما يتعلق بشؤون المؤسسة‪ ،‬من خالل‬
‫تكليف عدد كاف من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين ممن تتوفر فيهم القدرة على الحكم‬
‫الموضوعي بمهام قد تتعارض فيها المصالح مثل (التقارير المالية‪ ،‬التعيينات‪ ،‬مكافآت التنفيذيين‬
‫وأعضاء مجلس االدارة)؛‬

‫سادسا‪ :‬يجب أن تتوفر ألعضاء مجلس االدارة سهولة النفاذ إلى المعلومات المناسبة والدقيقة في‬
‫التوقيت المناسب ليتسنى لهم القيام بمسؤولياتهم على الوجه األكمل‪.‬‬

‫إن هذه المبادئ التي اقترحتها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ ،OECD‬وبالرغم من أنها تسعى‬
‫إلى تحديد أهداف واقتراح وسائل مختلفة لتطبيقها إال أنها ليست ملزمة وال تهدف لوضع وصفة‬
‫تفصيلية لنظام تشريع محلي ألية دولة أي ليس هنالك نموذجا مثاليا للحوكمة المؤسسية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور المؤسسات المصرفية في تبني وتطبيق مبادئ الحوكمة المؤسسية‬

‫يعتبر الجهاز المصرفي الدعامة الرئيسية للنظام المالي والركيزة األساسية لتحقيق التنمية االقتصادية‬
‫المستدامة والمالذ اآلمن إليداع المدخرات‪ ،‬لذا فهو يتميز بدرجة عالية من الحساسية للمخاطر‬
‫المحتملة ألية عوامل أو مسببات نتيجة القصور في االلتزام بمبادئ الحوكمة‪ ،‬وعليه فقد برزت أهمية‬
‫حوكمة المصارف وأخذت طابعا متمي از عن حوكمة المؤسسات األخرى وكانت أكثر تركي از وشموال‬
‫وتفصيال‪.‬‬

‫ولقد تزايد االهتمام بحوكمة المصارف عقب األزمة المالية العالمية في منتصف عام ‪ 0222‬وانهيار‬
‫العديد من المصارف بسبب عوامل يتعلق أغلبها بغياب الحوكمة‪ ،‬مما جعل العديد من الجهات تهتم‬
‫بحوكمة المصارف واصدار إرشادات تؤكد فيها على أهمية تبنيها من الجهات اإلشرافية والمصارف‬
‫لضمان تحقيق النتائج المرجوة منها‪.‬‬

‫وضمن هذا اإلطار‪ ،‬تم تخصيص هذا المبحث للتطرق للنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مفهوم الحوكمة المؤسسية من المنظور المصرفي؛‬


‫‪ -‬أهمية ومبررات تطبيق الحوكمة في المصارف؛‬
‫‪ -‬لجنة بازل ومبادئ الحوكمة المؤسسية في المصارف‪.‬‬

‫‪007‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الحوكمة المؤسسية من المنظور المصرفي‬

‫ال يخرج مفهوم الحوكمة المؤسسية في المصارف في معناه العام عن مفهوم الحوكمة المؤسسية‪،‬‬
‫ولقد تعددت التعاريف المقدمة لهذا المفهوم منها‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ " :‬تتضمن الطريقة التي تدار بها المؤسسات المصرفية‬
‫بواسطة مجالس إدارتها واإلدارة العليا والتي من شأنها أن تؤثر في وضع أهداف المصرف مع‬
‫ك يفية إدارة العمليات المصرفية بطريقة آمنة وسليمة وفقا للقوانين السارية وبما يحمي مصالح‬
‫‪1‬‬
‫المودعين وأصحاب المصالح"‪.‬‬
‫‪ .2‬وتعرف على أنها مجموعة من األساليب واإلجراءات الخاصة التي تبين كيفية تسيير مجلس اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫والمديرين التنفيذيين لمختلف نشاطات المصرف وشؤونه من خالل‪:‬‬
‫تحديد األهداف االستراتيجية للمصرف؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬متابعة سير العمليات اليومية للمصرف؛‬
‫‪ -‬القيام بمسؤولياتهم اتجاه أصحاب المصالح على أكمل وجه؛‬
‫‪ -‬التأكد من صيرورة أنشطة المصرف تبعا لما جاء في اللوائح والقوانين وبما يحمي‬
‫مصالح المودعين‪.‬‬

‫بالنتيجة‪ ،‬يقصد بحوكمة المصارف وضع السياسات واالستراتيجيات‪ ،‬تحديد المسؤوليات‬


‫والصالحيات واإلجراءات السليمة التي تضمن حسن التنفيذ وانتظام العمل على مختلف المستويات‬
‫اإلدارية بهدف حماية حقوق المودعين وأصحاب المصالح مع األخذ في االعتبار مصالح المالكين‬
‫األساسيين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وبالتالي فإن التطبيق الجيد للحوكمة سيمكن المصرف من‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة الكفاءة والتقليل من المخاطر المرتبطة بالنشاط المصرفي؛‬


‫‪ -‬تحقيق وصول أسهل لألسواق المالية وتخفيض تكلفة رأس المال؛‬
‫‪ -‬زيادة معدالت النمو؛‬
‫‪ -‬جذب المستثمرين االستراتيجيين؛‬
‫‪ -‬تحسين معايير اإلقراض؛‬

‫‪ .1‬هالة السعيد‪ ،‬الحوكمة في البنوك العامة‪ ،‬منشورات المعهد المصرفي‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.044‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Ankit Katrodia, Corporate Governance Practices in the Banking Sector, Sai Om Journal of Commerce‬‬
‫‪and Management, VOLUME NO.1, ISSUE NO.4, p39‬‬

‫‪008‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬حماية حقوق المساهمين وأصحاب المصالح؛‬


‫‪ -‬تقوية سمعة المصرف ورفع ثقة الزبائن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية ومبررات تطبيق الحوكمة في المصارف‬

‫‪ .1‬أهمية الحوكمة المؤسسية في المصارف‬

‫يعتبر الجهاز المصرفي أحد أعمدة التمويل في أي اقتصاد وترجع أهمية الحوكمة في المصارف‬
‫ألهمية المصارف في حد ذاتها‪ ،‬وذلك لجملة الخصائص التي تتميز بها المصارف عموما‪ ،‬والتي‬
‫يمكن ايجازها بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المصارف بوجه عام أكثر عرضة من غيرها من المؤسسات المالية األخرى إلى الصدمات المالية‬
‫بسبب هيكل الميزانية العامة الذي يتميز بارتفاع نسبة الرافعة المالية؛‬
‫‪ -‬تلعب المصارف دو ار هاما في تمويل االقتصاد الوطني من خالل ممارسة وظيفة منح القروض‬
‫والتسهيالت االئتمانية وتقديم الخدمات المالية األساسية لعدد كبير من الزبائن‪ ،‬وفشل هذه الوظيفة‬
‫يعني آثار سلبية خطيرة على االقتصاد وعلى المتعاملين مع المصرف‪ ،‬وعلى بقية المصارف‬
‫األخرى (المخاطر النظامية)‪ ،‬فممارسة هذه الوظيفة يتطلب توافر آليات الحوكمة القادرة على‬
‫تأمين سبل االستقرار المالي إلدارة المصرف‪ ،‬وتوفير شبكة األمان المالية وخطط وسياسات‬
‫وبرامج لتأمين الودائع؛‬
‫‪ -‬تقوم المصارف بدور رقابي مهم على المؤسسات المقترضة لحماية قروضها من مخاطر االئتمان‬
‫ومخاطر اإلعسار المالي‪ ،‬إن مثل هذا الدور ال يمكن أن يؤديه المصرف بصورة مناسبة ما لم‬
‫يتمتع بآليات حوكمة جيدة تمكن إدارتها من تتبع ومراقبة المخاطر في تلك المؤسسات وتقييم أدائها‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تحتل حوكمة المصارف دو ار مركزيا مهما في الترويج لثقافة‬
‫الحوكمة المؤسسية‪ ،‬فإذا قام المسؤولون عن المصرف بممارسة آليات الحوكمة السليمة فسيكون‬
‫هناك احتمال أكبر لتخصيص رأس المال بطريقة أكثر كفاءة وتطبيق حوكمة مؤسسية فعالة على‬
‫المؤسسات التي يمولونها؛‬
‫‪ -‬عند تبني المصارف لمبادئ الحوكمة‪ ،‬يساعدها ذلك في تحسين إدارتها وتفادي التعرض للتعثر‬
‫واإلفالس وكذا يضمن لها تطوير األداء ويزيد في قدرتها على اتخاذ ق ارراتها وفق قواعد وأسس‬

‫‪009‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫سليمة‪ ،‬وكذا يساعدها على تجنب تعرضها ألزمات مصرفية بتبنيها لمعايير اإلفصاح والشفافية في‬
‫‪1‬‬
‫تعاملها مع المستثمرين والمقرضين‪.‬‬

‫ويعتبر االلتزام بآليات الحوكمة في المصارف في الدول النامية أكثر أهمية وذلك لخصوصية‬
‫وطبيعة هذا القطاع إذ يعتبر المحرك الرئيسي والممول لنموها االقتصادي ومصدر أساسي تلجأ إليه‬
‫معظم المؤسسات لجلب األموال الالزمة لنشاطها بسبب تميز األسواق المالية بالتخلف وجمود الحركة‪،‬‬
‫كما أن أغلب الدول النامية لم تقم بتحرير أنظمتها المصرفية إال حديثا هذا األمر ساعد مسيري هذه‬
‫‪2‬‬
‫المصارف ومنحهم حرية أكبر في طرق تسييرهم‪.‬‬

‫‪ .2‬مبررات تطبيق الحوكمة في المصارف‬


‫‪ .2.1‬المصارف أكثر عرضة للمخاطر‪ :‬إن المصارف التجارية والمؤسسات المالية التي تقبل الودائع‬
‫تكون أكثر عرضة للمخاطر وذلك ألن‪:‬‬
‫‪ -‬تتميز التزامات المصرف بالمخاطر‪ ،‬فضعف الرقابة الداخلية والشفافية قد يتسبب في‬
‫حدوث أزمات؛‬
‫‪ -‬انهيار أي مصرف يؤدي إلى تدمير أصول المودعين كما أن عملية االنقاذ التي تقوم بها‬
‫السلطات المالية في الدولة قد تكون باهضة التكلفة؛‬
‫‪ -‬انهيار مصرف واحد يؤدي إلى االخالل بالنظام المصرفي بأسره‪.‬‬
‫‪ .2.2‬المصارف أكثر عرضة لمشاكل عدم تماثل المعلومات ‪ :Information Asymetric‬يعتبر‬
‫مشكل عدم تماثل المعلومات من أهم العوامل التي تؤدي إلى عدم االستقرار المالي والمساهمة في‬
‫حدوث األزمات المالية‪ ،‬وهو يعبر عن عدم المساواة في كمية ونوعية المعلومات المتحصل عليها بين‬
‫األط راف المتعاقدة‪ ،‬أي أنه يمكن ألحد األطراف أن يكتسب معلومات ليست في حوزة الطرف اآلخر‪،‬‬
‫والتي يمكن أن يستغلها لتحقيق مصالحه الذاتية‪ ،‬وتعتبر المصارف أكثر عرضة لهذا الخطر حيث أن‬
‫األطراف الداخلية (مالك‪ ،‬إداريين) يكونون أكثر علما من الغير (األطراف الخارجية)‪ ،‬ويترتب على‬
‫ذلك اتخاذ ق اررات خاطئة وكذا تزايد المخاطر المعنوية‪:‬‬
‫‪ -‬اتخاذ ق اررات خاطئة‪ :‬عندما يكون ألحد االطراف معلومات أكثر من آخرين‪ ،‬يترتب عن ذلك أن‬
‫الطرف االخر لن يستطيع تقييم المخاطر بشكل صحيح وبالتالي ينتج عنه اتخاذ ق اررات خاطئة‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد زيدان‪ ،‬أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي باإلشارة إلى البنوك الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬العدد ‪ ،0225 ،25‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. T.G.Arun, J.D.Turner, Corporate Governance of Banks in Developing Economies: Concepts and‬‬
‫‪Issues, p3: http://unpan1.un.org/intradoc/groups/public/documents/nispacee/unpan015471.pdf, consulté le‬‬
‫‪: 25/12/2014.‬‬

‫‪021‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬تزايد المخاطر المعنوية‪ :‬عند منح قرض فالمصرف ال يعلم مسبقا إن كان المقترض لديه النية‬
‫في تسديد الدين أو تعرضه لمشاكل تحول دون قيامه بالتسديد كإقالته من العمل مما يترتب‬
‫‪1‬‬
‫عليه تزايد المخاطر المعنوية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬صغر رأس مال المصرف‪ :‬يلعب رأس مال المصرف دو ار حيويا ومهما في تحقيق األمان‬
‫للمودعين وطالما أن رأس مال المصرف يتسم بصغر حجمه إذ ال تزيد نسبته إلى اجمالي الخصوم‬
‫عن ‪ ،%02‬وهذا مؤشر على صغر حافة األمان بالنسبة للمودعين والتي تشكل أموالهم نسبة كبيرة من‬
‫مصادر أموال المصرف‪ ،‬وعليه فإن على إدارة المصرف أن تضع نصب أعينها تحقيق األهداف‬
‫الثالث ( أمان ‪،‬سيولة‪ ،‬ربحية) فالتعارض بين هذه األهداف يؤدي إلى التعارض بين‪:‬‬
‫‪ -‬المالك الذين يأملون بتحقيق أكبر عائد ممكن والذي سيؤثر بالضرورة على مستوى سيولة‬
‫المصرف ودرجة األمان؛‬
‫‪ -‬أما المودعين فيأملون بأن يحتفظ المصرف بأكبر قدر من السيولة وتوجيه موارده إلى‬
‫استثمارات تتسم بحد أدنى من المخاطرة وهذا بالضرورة سيؤثر على ربحية المصرف‪.‬‬

‫هذا التعارض يستلزم وجود ادارة كفؤة تحقق التوافق واالنسجام بين األهداف الثالثة‪ ،‬وال شك أن‬
‫فشل المصرف ال يؤثر فقط على أصحاب المصالح الخاصة والمالكين وانما يؤدي أيضا إلى تأثير‬
‫منتظم على استقرار المصارف األخرى‪ ،‬وهو ما يتطلب وجود نظم محاسبية ورقابية سليمة للمحافظة‬
‫‪2‬‬
‫على استمرار هذه الثقة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تخضع المصارف لقدر كبير من التنظيمات واللوائح‪ :‬إن ما يميز المصارف هو خضوعها‬
‫لقدر كبير من التنظيمات واللوائح بسبب تعقد العمليات التي تقوم بها‪ ،‬وكذا تعاملها بأموال الغير مما‬
‫يستلزم وجود قوانين تحمي اموال المودعين‪ ،‬وضمان االستخدام األمثل لموارد المصرف باعتبارها‬
‫الممول األول للتنمية خاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬المنافسة بين المصارف‪ :‬المنافسة الكبيرة بين المصارف خلقت نوع من الثقافة والوعي‬
‫المصرفي لدى الجمهور والشركات بحيث أصبح معيار الجودة هو أساس العالقة‪ ،‬مما حفز‬
‫المصارف على انتهاج الحوكمة التي تعتبر من المعايير الجوهرية للجودة‪.‬‬

‫كما أنه وفي ظل قطاع مالي يتسم بالحيوية والتجدد الدائمين‪ ،‬على المصارف التي ترغب في‬
‫المحافظة على قدرتها التنافسية مواصلة االبتكار وتطبيق أفضل ممارسات العمل المصرفي ومنه آليات‬

‫‪1‬‬
‫‪. J-M. ROUSSEAU, T.BLAYAC, N.OULMANE, Introduction à la théorie de l’assurance, édition‬‬
‫‪DUNOD, Paris 2001, p95.‬‬
‫‪ .2‬صادق راشد الشمري‪ ،‬إدارة المصارف‪-‬الواقع والتطبيقات العملية‪ ، -‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0225 ،‬ص‪.080‬‬

‫‪020‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫ومبادئ حوكمة المؤسسات التي تمكنها من تلبية االحتياجات المتجددة واغتنام الفرص التي تلوح في‬
‫األفق‪.‬‬

‫‪ .2.2‬دور المصارف في تحفيز تطبيق الحوكمة في المؤسسات االخرى‪ :‬نظ ار للدور الكبير الذي‬
‫يلعبه القطاع المصرفي لتعامله في النقود اقراضا واقتراضا وتوفير االحتياجات التمويلية الالزمة‬
‫للمؤسسات‪ ،‬فسالمة القطاع المصرفي يعتبر أم ار أساسيا لسالمة االقتصاد ككل‪ ،‬بحيث يعتبر أحد‬
‫أهم األطراف التي تساهم في بناء إطار مؤسسي لحوكمة المؤسسات من خالل محورين‪:‬‬
‫‪ -‬تحفيز المؤسسات على تطبيق وتبني مبادئ الحوكمة المؤسسية من خالل اعتبار االلتزام‬
‫بالحوكمة عامال مهما في منح وتسهيل الحصول على االئتمان؛‬
‫‪ -‬تسهيل الحصول على االئتمان بأسعار فائدة منخفضة بالنسبة للزبائن الذين يلتزمون‬
‫بالممارسات السليمة للحوكمة‪.‬‬

‫وهو ما سينعكس ايجابا على المؤسسات من خالل سهولة الحصول على التمويل وبتكلفة مناسبة‪،‬‬
‫وعلى الرغم من اهتمام المصارف بالحوكمة عند قرار منح االئتمان إال أن هذا االهتمام لم يرق بعد‬
‫إلى المستوى المطلوب كون افتقار بعض المصارف ذاتها إلى التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة‬
‫المؤسسية‪ ،‬وضعف ثقافة مسؤولي ومدراء االئتمان في إدخال وتعزيز ثقافة الحوكمة‪ ،‬وهو ما يستلزم‬
‫تدخل الجهات اإلشرافية في نشر وفرض تطبيق الحوكمة المؤسسية مما يعود بالفائدة على المصارف‬
‫ذاتها من خالل تخفيض المخاطر التي قد تتعرض لها وضمان عدم حدوث متغيرات مفاجئة هذا من‬
‫‪1‬‬
‫جهة‪ ،‬وتدعيم وتعزيز هذا المفهوم لدى المؤسسات من جهة أخرى‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬لجنة بازل ومبادئ الحوكمة المؤسسية في المصارف‬

‫إن التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة يساعد في دعم وسالمة الجهاز المصرفي‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫وضعت لجنة بازل للرقابة المصرفية معايير تنظيم ومراقبة الصناعة المصرفية حيث أصدرت تقرير‬
‫عن تعزيز الحوكمة المؤسسية في المصارف عام ‪ ،0555‬ثم نسخة معدلة عام ‪ ،0225‬وفي سنة ‪0226‬‬
‫وضعت ‪ 8‬مبادئ أساسية للحوكمة في المصارف‪ ،‬وفي سنة ‪ 0202‬تم إصدار نسخة محدثة تتضمن‬
‫‪ 04‬مبدأ للحوكمة المصرفية بعنوان ‪ ،Principles for enhancing corporate governance‬حيث‬
‫كشفت األزمة المالية التي بدأت في منتصف عام ‪ 0222‬عن العديد من الهفوات في مبادئ الحوكمة‬
‫المؤسسية في المصارف الصادرة عام ‪ ،0226‬على سبيل المثال عدم كفاءة رقابة مجلس اإلدارة على‬
‫اإلدارة العليا‪ ،‬وعدم االهتمام الكافي بوظيفة إدارة المخاطر والهياكل التنظيمية المصرفية المعقدة دون‬
‫مبرر‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.052-056‬‬

‫‪022‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وأهم ما يميز هذه المبادئ ويجعلها ذات خصوصية تختلف عن القواعد القانونية أنها معايير تنظيم‬
‫للسلوك الجيد في إدارة المصارف وفق المعايير واألساليب العلمية التي تحقق توازن بين مصالح‬
‫مختلف األطراف وليست نصوص قانونية آمرة‪ ،‬وتندرج هذه المبادئ ضمن ‪ 6‬أقسام‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)8-2‬مبادئ الحوكمة المصرفية الصادرة عن لجنة بازل سنة ‪0202‬‬

‫‪SOURCE: Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing‬‬


‫‪corporate governance, Bank for International Settlements, october 2010, available:‬‬
‫‪www.bis.org.‬‬

‫‪ .1‬مهام مجلس اإلدارة‬

‫المبدأ‪ :1‬مسؤوليات مجلس اإلدارة الشاملة‬

‫يتحمل مجلس اإلدارة المسؤولية الكاملة عن سالمة الموقف المالي للمصرف وأدائه‪ ،‬والموافقة‬
‫واإلشراف على تنفيذ األهداف االستراتيجية للمصرف‪ ،‬واستراتيجية المخاطر‪ ،‬الحوكمة المؤسسية‪ ،‬والقيم‬
‫المؤسسية‪ ،‬المجلس هو أيضا مسؤول عن الرقابة على اإلدارة العليا‪.‬‬

‫أ‪ .‬يتحمل مجلس اإلدارة المسؤولية التامة عن المصرف من حيث تخطيط استراتيجية المخاطر‬
‫والسالمة المالية‪ ،‬وكذا تنظيم المصرف وادارته‪.‬‬
‫ب‪ .‬يجب على مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫‪ -‬التخطيط والموافقة على االستراتيجية العامة للمصرف؛‬

‫‪023‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬االشراف على تنفيذ استراتيجيات المصرف‪:‬‬


‫استراتيجية المخاطر‪.‬‬ ‫←‬
‫إدارة المخاطر واالمتثال‪.‬‬ ‫←‬
‫نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬ ‫←‬
‫إطار الحوكمة المؤسسية‪ ،‬وكذا مدونة السلوك ونظام التعويض‪.‬‬ ‫←‬
‫‪ -‬يجب أن يأخذ مجلس اإلدارة بعين االعتبار مصالح المساهمين والمودعين وأصحاب‬
‫المصلحة اآلخرين‪ ،‬وكذا ضمان عالقة جيدة وفعالة مع المشرفين على المصرف؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكفل مجلس اإلدارة أن العالقة مع جميع األطراف ( داخلية وخارجية ) تخضع‬
‫لقواعد مناسبة ويتم مراجعة المخاطر المتعلقة بها وتقييمها ( اختالس أو سوء استغالل )؛‬
‫ت‪ .‬القيم المؤسسية وقواعد السلوك‬
‫‪ -‬ثقافة المؤسسة توفر المعايير والحوافز المناسبة للسلوك المهني الذي يمثل الركيزة األساسية‬
‫للحوكمة الجيدة‪ ،‬في هذا الصدد يجب على مجلس اإلدارة وضع المعايير المهنية والقيم‬
‫المؤسسية التي تعزز النزاهة ألعضائه‪ ،‬ولإلدارة العليا والموظفين؛‬
‫‪ -‬يجب أن يضع المصرف مجموعة قواعد للسلوك ) ‪ ( code of conduct‬توضح مجموعة‬
‫السلوكات المقبولة وغير المقبولة‪ ،‬باألخص السلوكات غير القانونية مثل غسيل األموال‬
‫واالحتيال والرشوة أو الفساد؛‬
‫‪ -‬من واجبات مجلس اإلدارة توفير الحماية الالزمة للعاملين وتشجيعهم على اعداد تقارير عن‬
‫الممارسات غير القانونية وغير األخالقية دون خوف أو تردد وذلك بتوفير الحماية الالزمة لهم‬
‫دون أي إجراءات تأديبية مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬ألن مثل هذه الممارسات قد يكون لها تأثير على‬
‫سمعة المصرف‪.‬‬
‫ث‪ .‬اإلشراف على اإلدارة العليا‬
‫‪ -‬إن اختيار وتعيين أعضاء اإلدارة العليا هي مهمة مجلس اإلدارة كما يمكن لها تغيير األعضاء‬
‫عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس اإلدارة مسؤول عن اإلشراف على اإلدارة العليا‪:‬‬
‫← ضمان أن أداء اإلدارة العليا يتم وفقا لالستراتيجيات والسياسات المعتمدة من قبل مجلس‬
‫اإلدارة؛‬
‫← على مجلس اإلدارة االجتماع دوريا بانتظام مع اإلدارة العليا؛‬
‫← المساءلة ومراجعة المعلومات المقدمة من قبل اإلدارة العليا؛‬
‫← وضع معايير ألداء اإلدارة العليا تتناسب مع األهداف الطويلة األجل واستراتيجية السالمة‬
‫المالية للمصرف؛‬

‫‪024‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫← يجب أن يتمتع مسؤولي المصرف بالمهارات والخبرات الضرورية إلدارته‪.‬‬


‫‪ -‬يجب أن يضمن مجلس اإلدارة أن الهيكل التنظيمي للمصرف يسهل عملية اتخاذ القرار وااللتزام‬
‫بالحوكمة المؤسسية والتأكد من أن الهيكل التنظيمي يحدد بوضوح مسؤوليات جميع األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المجلس أن يقوم بمراجعة دورية لسياسات وضوابط اإلدارة العليا والرقابة الداخلية‬
‫(التدقيق الداخلي‪ ،‬إدارة المخاطر واالمتثال) من أجل تحديد نقاط الضعف ومعالجتها‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :2‬مؤهالت مجلس اإلدارة‬

‫يجب أن يتمتع أعضاء مجلس اإلدارة باألهلية الالزمة لتولي عملهم وكذا الفهم الصحيح والواضح‬
‫لدورهم ضمن إطار الحوكمة المؤسسية‪.‬‬

‫‪ -‬ضمن هذا المبدأ يجب أن يتمتع أعضاء مجلس اإلدارة بالكفاءة والخبرة المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على مجلس اإلدارة كمجموعة أن يكون على معرفة وخبرة كافية بكل ما يتعلق باألنشطة‬
‫المالية للمصرف التي تمكنه من التطبيق الجيد للحوكمة والرقابة الفعالة ( يشمل الفهم الكامل‬
‫للتمويل‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬اإلقراض‪ ،‬العمليات المصرفية وأنظمة الدفع‪ ،‬التخطيط االستراتيجي‪ ،‬إدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬الضوابط الداخلية والتنظيم المصرفي‪ ،‬م ارجعة الحسابات واالمتثال ) ينبغي أيضا أن‬
‫يستوعب أعضاء مجلس اإلدارة التغيرات في السوق المحلية والعالمية وكذا القوى االقتصادية‬
‫والبيئة القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل تعميق معارف ومهارات أعضاء مجلس اإلدارة لتمكينهم من الوفاء بالتزاماتهم يجب‬
‫تكريس الوقت الكافي وتخصيص ميزانية لتكوينهم والقيام بدورات تدريبية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون للمصرف العدد الكافي من أعضاء مجلس ادارته وأن يتمتعوا باالستقاللية التامة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يجب أن يمنح أعضاء مجلس اإلدارة الوقت والجهد الالزمين ألداء مسؤولياتهم‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :2‬هيكل مجلس اإلدارة‬

‫يجب أن يضمن مجلس اإلدارة التوزيع السليم للمسؤوليات وفق نظام الحوكمة وتوفير الوسائل‬
‫الالزمة التي تضمن القيام بها ومراجعتها دوريا لتحسينها ‪ ،‬حيث أن تحديد المهام وفقا لمبادئ الحوكمة‬
‫الجيدة يساعد المجلس على القيام بواجباته على نحو جيد وأكثر فعالية‪.‬‬

‫أ‪ .‬تنظيم مجلس اإلدارة‬


‫‪ -‬يجب أن يحدد مجلس اإلدارة القواعد التنظيمية‪ ،‬اللوائح‪ ،‬الحقوق والمسؤوليات واألنشطة الرئيسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, Op cit,‬‬
‫‪p10.‬‬

‫‪025‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬مجلس اإلدارة يجب أن ينظم نفسه بطريقة تتضمن حجمه‪ ،‬مواعيد االجتماعات واستخدام اللجان‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء تقييم دوري للمجلس ككل كمجموعة وألعضائه‪ ،‬حيث قد تكون هناك حاجة إلى إدخال‬
‫تحسينات أو إجراء أي تغييرات ضرورية‪.‬‬
‫ب‪ .‬دور رئيس مجلس اإلدارة‬
‫‪ -‬يلعب رئيس مجلس اإلدارة دو ار حاسما في سير العمل في المجلس‪ ،‬وهو مسؤول عن األداء العام‬
‫حيث يجب أن يتمتع بالخبرة والكفاءة والشخصية التي تمكنه من الوفاء بهذه المسؤوليات؛‬
‫‪ -‬يفضل أن يكون رئيس مجلس اإلدارة من األعضاء المستقلين (االستقالل يعني أن تكون مصلحة‬
‫المصرف فوق أي اعتبار)‪.‬‬
‫ت‪ .‬لجان مجلس اإلدارة‬

‫لزيادة الكفاءة والسماح بالتركيز أكثر في مختلف أنشطة المصرف‪ ،‬يقوم رئيس مجلس اإلدارة‬
‫بتشكيل لجان المجلس المتخصصة‪ ،‬يعتمد عدد وطبيعة اللجان على عوامل كثيرة منها حجم المصرف‬
‫ومجلس إدارته‪ ،‬طبيعة المناطق الجغرافية للمصرف والمخاطر التي يتعرض لها‪.‬‬

‫‪ -‬لجنة المراجعة‪ :‬في العادة لجنة المراجعة هي المسؤولة عن ضمان جودة التقارير المالية وتحقيق‬
‫الثقة في المعلومات المحاسبية‪ ،‬واإلشراف على عمليات المراجعة الداخلية والخارجية ومراجعة‬
‫االلتزام بتطبيق قواعد الحوكمة المؤسسية‪ ،‬كما تقدم تقاريرها ونتائج أعمالها لمجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة إدارة المخاطر‪ :‬من صالحياتها وضع األطر واإلجراءات الالزمة للتعامل مع كافة فئات‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬لجان متخصصة أخرى‬
‫← لجنة الترشيحات‪ :‬يمكن أن تقترح أسماء على مجلس اإلدارة كما يمكن أن تشارك في‬
‫تقييم فعالية مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‪ ،‬والمشاركة في اإلشراف على موظفي المصرف‬
‫وسياسات الموارد البشرية‪.‬‬
‫← لجنة االمتثال‪ :‬متخصصة في ضمان أن المصرف لديه الوسائل المناسبة لتعزيز عملية‬
‫صنع القرار واالمتثال للوائح والقواعد الداخلية‪.‬‬
‫ث‪ .‬تضارب المصالح‬

‫يجب أن يتأكد مجلس اإلدارة أن السياسات اإلستراتيجية للمصرف تطبق بشكل جيد وتمنع األنشطة‬
‫والمواقف والعالقات التي تضعف الحوكمة وأهمها تعارض المصالح مثل اإلقراض للعاملين أو‬
‫المديرين أو حملة األسهم ممن لهم السيطرة واألغلبية أو إعطاء مزايا تفضيلية‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المبدأ ‪ :2‬هياكل المجموعة المصرفية‬

‫إن مجلس إدارة المصرف األم لديه المسؤولية الكاملة عن تطبيق الحوكمة المؤسسية للمجموعة‬
‫وفروعها‪ ،‬وضمان وجود السياسات واآلليات لحوكمة مختلف هياكلها‪ ،‬األعمال التجارية والمخاطر التي‬
‫يمكن أن تتعرض لها المجموعة وفروعها التابعة لها‪.‬‬

‫أ‪ .‬مجلس إدارة المصرف األم‬


‫‪ -‬لالضطالع بمسؤولياته في إطار الحوكمة المؤسسية‪ ،‬على مجلس إدارة المصرف األم أن يكون‬
‫على بينة بالمخاطر والقضايا الجوهرية التي قد تؤثر على كل من المصرف ككل أو فروعه‬
‫التابعة له‪ ،‬لذا يجب أن تمارس الرقابة على الفروع التابعة مع احترام استقالليتها‪.‬‬
‫‪ -‬لضمان قيام مجلس إدارة المصرف األم بالوفاء بمسؤولياته ضمن إطار الحوكمة‪ ،‬يجب عليه‪:‬‬
‫← أن يسهم نظام الحوكمة المصرفية في الرقابة الفعالة على الفروع التابعة؛‬
‫← تقييم دوري لنظام الحوكمة المصرفية؛‬
‫← اعداد مبادئ الحوكمة التي يجب أن تلتزم بها الفروع التابعة؛‬
‫← ضمان توفر ما يكفي من الموارد لجميع الفروع لاللتزام بالحوكمة المصرفية؛‬
‫← ضرورة فهم األدوار والعالقات بين مختلف الفروع‪ ،‬وعالقتهم بالمصرف؛‬
‫← التأكد من وجود الوسائل المناسبة التي تمكن من الرقابة على مختلف الفروع وفقا لمبادئ‬
‫الحوكمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مجلس إدارة الفروع التابعة‬

‫ينبغي أن تلتزم الفروع التابعة بقواعد الحوكمة المصرفية التي وضعها المصرف األم‪.‬‬

‫‪ .2‬مهام اإلدارة العليا‬

‫المبدأ ‪ 1:2‬تحت إشراف مجلس اإلدارة‪ ،‬على اإلدارة العليا ضمان أن أنشطة المصرف تتفق مع‬
‫استراتيجيات األعمال والسياسات المعتمدة من قبل مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬تتك ون اإلدارة العليا من مجموعة من األفراد المسؤولين وتتم محاسبتهم يوميا على إدارة‬
‫المصرف‪ ،‬ويجب أن يتمتع أعضاء اإلدارة العليا بالخبرة والكفاءات والنزاهة إلدارة المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم اإلدارة العليا بشكل كبير في التطبيق السليم لنظام الحوكمة المصرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit, p16.‬‬

‫‪027‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬اإلدارة العليا مسؤولة عن تفويض المهام للموظفين ووضع هيكل تنظيمي يعزز المساءلة‬
‫والشفافية؛‬
‫‪ -‬يجب أن تنفذ اإلدارة العليا النظم المالئمة إلدارة المخاطر المالية وغير المالية التي يتعرض لها‬
‫المصرف‪ ،‬وهذا يشمل وظيفة إدارة المخاطر ونظام فعال للرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ .2‬إدارة المخاطر والرقابة الداخلية‬

‫المبدأ ‪ :2‬يجب أن يمتلك المصرف نظام رقابة داخلية فعال ولجنة إلدارة المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫أ‪ .‬وظيفة إدارة المخاطر والرقابة الداخلية‬


‫‪ -‬إن وظيفة إدارة المخاطر تتضمن‪:‬‬
‫← تحديد المخاطر الرئيسية؛‬
‫← تقييم هذه المخاطر وقياسها؛‬
‫← تزويد مجلس اإلدارة واإلدارة العليا بمعلومات وتقارير مفصلة عن المخاطر التي تواجه‬
‫المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة الداخلية تعتبر من األدوات الرقابية الهامة باعتبارها إجراء احترازي للتأكد من صحة‬
‫المعلومات وتحسين نوعية التقارير المالية وحماية أصول المصرف ورفع كفاءة الموظفين‪ ،‬وكذا‬
‫تقييم مدى االلتزام بالسياسات المرسومة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مسؤول المخاطر) ‪Cheif Risk Officer ( CRO‬‬

‫يجب أن يكون المسؤول التنفيذي مستقل ويتحمل مسؤولية إدارة المخاطر‪.‬‬

‫ت‪ .‬مسؤوليات دائرة إدارة المخاطر‬


‫‪ -‬التعرف والقياس والمراقبة واجراء التوصيات الالزمة لتخفيف المخاطر التي تواجه المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير منهجيات القياس والضبط لكل نوع من أنواع المخاطر وتحليل جميع المخاطر بما فيها‬
‫مخاطر االئتمان‪ ،‬مخاطر السوق‪ ،‬مخاطر السيولة ومخاطر التشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬التوصية للجنة إدارة المخاطر بمستوى المخاطر‪ ،‬والموافقات‪ ،‬ورفع التقارير وتسجيل حاالت‬
‫االستثناءات عن سياسة إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد مجلس اإلدارة واإلدارة العليا بمعلومات عن قياس المخاطر ومنظومة المخاطر في‬
‫المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم لجان المصرف مثل لجان االئتمان ولجنة إدارة األصول والخصوم والمخاطر بمساعدة دائرة‬
‫إدارة المخاطر في القيام بمهامها وفق الصالحيات المحددة لهذه اللجان‪.‬‬

‫‪028‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬يجب أن يتضمن التقرير السنوي للمصرف معلومات عن دائرة إدارة المخاطر بخصوص هيكلها‬
‫وطبيعة عملياتها وتطورها‪.‬‬
‫‪ -‬على المصرف أن يضمن من خالل عمليات التخطيط ووضع الميزانية أن دائرة إدارة المخاطر‬
‫لديها الموارد الكافية الضرورية لتقييم المخاطر‪ ،‬والوصول إلى نظم تكنولوجيا المعلومات ونظام‬
‫تطوير الموارد‪ ،‬والدعم والوصول إلى المعلومات الداخلية‪ ،‬كما يجب أن يكون هناك معالجة‬
‫واضحة وتوفير الموارد الكافية لمهام المراجعة الداخلية واالمتثال‪ ،‬التعويض والحوافز األخرى‬
‫(مثل فرص الترقية) من قبل رئيس اإلدارة العليا ودائرة إدارة المخاطر يجب أن تكون كافية‬
‫لجذب الموظفين المؤهلين‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتمتع أعضاء دائرة إدارة المخاطر بالكفاءة والخبرة الكافية‪ ،‬ومعرفة كبيرة بالسوق‪ ،‬كما‬
‫يجب أن يكون لدى الموظفين القدرة والرغبة في تحدي جميع المخاطر‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :2‬يجب تحديد المخاطر ومراقبتها‪ ،‬ويجب أن تواكب إدارة المخاطر والرقابة الداخلية التغيرات‬
‫في المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المصرف‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي أن يتضمن تحليل المخاطر العناصر الكمية والنوعية‪ ،‬كما يعتبر قياس المخاطر عنصر‬
‫أساسي لوظيفة إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬على المصرف االستفادة من البيانات الداخلية والخارجية التي تساعد على تحديد وتقييم المخاطر‬
‫واتخاذ الق اررات اإلستراتيجية وتحديد كفاية رأس المال‪ ،‬وينبغي على مجلس اإلدارة التأكد من‬
‫جودة ودقة البيانات المعتمد عليها لتحديد المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬نهج استشرافي إلدارة المخاطر يشمل الرصد المستمر للمخاطر القائمة وكذلك تحديد المخاطر‬
‫الجديدة أو الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن االستفادة من اختبار الضغط ‪ Stress Test‬وتحليل السيناريوهات لتحديد وفهم المخاطر‬
‫المحتملة‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى هذه األدوات االستشرافية‪ ،‬يجب على المصرف النظر بانتظام في األداء الفعلي‬
‫بعد تقدير المخاطر للمساعدة في قياس دقة وفعالية عملية إدارة المخاطر واجراء التعديالت‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬بعد تحديد وقياس المخاطر‪ ،‬ينبغي على دائرة إدارة المخاطر تقييم السبل الممكنة إلدارة هذه‬
‫المخاطر عن طريق تخفيضها أو التحوط للحد منها‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :2‬إن اإلدارة الفعالة للمخاطر تتطلب التواصل الداخلي القوي داخل المصرف‪ ،‬وتقديم التقارير‬
‫إلى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‪.‬‬

‫‪029‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬يجب اإلبالغ عن المخاطر سواء رأسيا عبر الهيكل التنظيمي وأفقيا على مستوى اإلدارة مما‬
‫يسهل في اتخاذ القرار الفعال الذي يعزز السالمة المالية للمصرف ويمنع الق اررات التي قد تؤدي‬
‫إلى تضخيم التعرض للمخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن ترسل التقارير إلى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا في الوقت المناسب وكاملة ومفهومة‬
‫ودقيقة من أجل اتخاذ الق اررات الصحيحة‪ ،‬خاصة عندما يواجه المصرف صعوبات مالية وغيرها‬
‫تحتاج لق اررات فورية وحاسمة‪ ،‬حيث أنه إذا كان لدى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا معلومات‬
‫ناقصة قد تؤدي ق ارراتهم إلى تضخيم المخاطر بدال من الحد منها‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :2‬على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا أن تستخدم بشكل فعال التقارير التي تقدمها كل من‬
‫وظائف التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي‪ ،‬ووظائف الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر كل من وظيفة التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي وظيفة مستقلة‪ ،‬وتمثل عنصر أساسي‬
‫لعملية الحوكمة المصرفية من أجل تحقيق عدد من األهداف الهامة وضمان سالمة المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية توافر نظام ضبط داخلي قوي يتضمن مهام التدقيق الداخلي والخارجي وادارة مستقلة‬
‫للمخاطر عن خطوط العمل مع مراعاة تناسب السلطات مع المسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬على المدققين الداخليين أن يكونوا على معرفة بمبادئ الحوكمة ودورهم األساسي حيال ضمان‬
‫االلتزام بها وذلك بتأهيلهم المناسب علميا وعمليا كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تتمثل مهام المدقق الخارجي في التأكد من مدى صحة وانتظام القوائم المالية وكذا مدى تعبيرها‬
‫الصادق عن المركز المالي الحقيقي للمصرف ونتائج نشاطه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬نظام المكافآت والتعويضات‬

‫إن عالقة الوكالة من المشاكل التي يمكن أن تؤثر على أداء المصرف من خالل قيام بعض‬
‫المسؤولين بتصرفات تحقق مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة‪ ،‬ومن وسائل حل هذه‬
‫المشاكل وتحقيق التوافق بين جميع األطراف هو وجود نظام للحوافز‪ ،‬تساهم هذه األنظمة في التحكم‬
‫والت قليل من المخاطر‪ ،‬ولكن عمليا قد ال يؤدي نظام التعويضات إلى تخفيض المخاطر التي قد تتفاقم‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬لذا أصدرت لجنة ‪ FSB‬مبادئ في أفريل ‪ 0225‬ثم معايير مرفقة في سبتمبر‬
‫‪ 0225‬للمساعدة في تنفيذها‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :12‬على مجلس اإلدارة اإلشراف على تصميم وتطبيق نظام التعويضات‪ ،‬ومراقبة تطبيقه‬
‫بشكل جيد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit,‬‬
‫‪p24.‬‬

‫‪031‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬مجلس اإلدارة هو المسؤول عن التصميم العام وتشغيل نظام التعويض‪ ،‬ويجب أن يكون هؤالء‬
‫المسؤولين أعضاء مستقلين غير تنفيذيين وعلى دراية ومعرفة كبيرة بنظام التعويض والحوافز‬
‫والمخاطر التي يمكن أن تنشأ عن مثل هذه الترتيبات ألن التعويض يجب أن يتوافق مع‬
‫المخاطر‪ ،‬كما يجب على لجنة التعويضات والمكافآت العمل بشكل وثيق مع لجنة المخاطر‬
‫لتقييم الحوافز‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى إنشاء نظام التعويضات‪ ،‬ينبغي على مجلس اإلدارة رصد ومراجعة النتائج للتأكد‬
‫من أن نظام التعويض يعمل بفعالية‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :11‬يجب أن تتوافق تعويضات الموظفين مع جميع المخاطر‪.‬‬

‫إن ضمان توافق نظم الحوافز مع نظام المصرف وأهدافه واستراتيجياته يعتبر أحد العناصر‬
‫األساسية لدعم التطبيق السليم للحوكمة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬الهيكل التنظيمي للمصرف‬

‫المبدأ ‪ :12‬يجب على كل من مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الهيكل التنظيمي للمصرف والمخاطر‬
‫المرتبطة به بشكل جيد‪.‬‬

‫‪ -‬بعض المصارف من أجل تحقيق أهداف قانونية‪ ،‬تنظيمية‪ ،‬مالية أو تقديم منتج تنشأ هياكل جديدة‬
‫على شكل وحدة أو فروع أو كيانات قانونية أخرى‪ ،‬التي يمكن أن تزيد من تعقيد الهيكل التنظيمي‬
‫خاصة الترابط والمعامالت بين هذه الكيانات‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى بروز تحديات في اإلشراف‬
‫وادارة المخاطر للمنظمة ككل‪.‬‬
‫‪ -‬على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الهيكل وتنظيم المجموعة‪ ،‬أهداف مختلف الوحدات‬
‫والكيانات‪ ،‬الروابط والعالقات الرسمية وغير الرسمية بين مختلف الكيانات والمصرف األم‪ ،‬وهذا‬
‫يتضمن فهم المخاطر القانونية والتشغيلية وكيف يمكن أن تؤثر على التمويل ورأس المال‪ ،‬لذا‬
‫يجب أن يكون هناك تنظيم سليم وفعال لتسهيل توليد وتبادل المعلومات بين مختلف الكيانات‬
‫إلدارة المخاطر واإلشراف الفعال على المجموعة‪.‬‬
‫‪ -‬من التحديات األخرى للحوكمة هي قيام المصرف بتأسيس أعمال أو إدارة خط انتاج ال يتناسب‬
‫مع بنية الهيكل القانوني للمصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance, op cit,‬‬
‫‪p26.‬‬

‫‪030‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬يجب أن يوافق مجلس اإلدارة على السياسات واإلستراتيجيات لتأسيس هياكل جديدة‪ ،‬كما يجب فهم‬
‫هيكل المصرف وحدوده بشكل صحيح‪ ،‬وبشكل أوضح يجب على اإلدارة العليا وتحت إشراف‬
‫مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫← تجنب تأسيس هياكل معقدة بال ضرورة؛‬
‫← يجب أن تكون هنالك عملية مركزية للموافقة والسيطرة على خلق كيانات قانونية جديدة‬
‫على أساس معايير محددة‪ ،‬بما في ذلك القدرة على رصد والوفاء بمتطلبات كل منشأة‬
‫على نحو مستمر؛‬
‫← الفهم والقدرة على إنتاج معلومات بشأن هيكل المصرف؛‬
‫← التعرف على المخاطر التي تعقد بنية الكيان القانوني بما في ذلك غياب الشفافية اإلدارية‪،‬‬
‫المخاطر التشغيلية‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل تعزيز الحوكمة السليمة للمجموعة المصرفية‪ ،‬يجب باإلضافة إلى التدقيق الداخلي‬
‫للكيانات يجب إجراء تقييم مستمر وشامل للمخاطر على مستوى هيكل المجموعة‪ ،‬كما يجب أن‬
‫تتوافق التقارير الدورية التي تقيم الهيكل العام للمصرف مع اإلستراتيجية التي وضعها مجلس‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫المبدأ ‪ :12‬إذا كان المصرف يعمل ألغراض خاصة أو ضمن إطار يحول دون شفافية أو ال يستوفي‬
‫المعايير المصرفية الدولية‪ ،‬يجب على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا فهم الغرض والمخاطر المتعلقة‬
‫بهذه العمليات والتخفيف منها‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلفصاح والشفافية‬

‫المبدأ ‪ :12‬إن اإلفصاح والشفافية من أهم مبادئ الحوكمة لتمكين المساهمين من الحصول على‬
‫المعلومات المطلوبة بشفافية وعدالة‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر الشفافية أحد أهم عناصر الحوكمة المصرفية‪ ،‬فإنه من الصعب على المساهمين‬
‫والمودعين وأصحاب المصلحة األخرى والمشاركين في السوق المراقبة بفعالية ومحاسبة مجلس‬
‫اإلدارة واإلدارة العليا عندما يكون هنالك نقص في الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬تقع مسؤولية التطبيق الجيد للحوكمة على عاتق مجالس اإلدارة واإلدارة العليا الذين يلعبون دو ار‬
‫هاما في تطوير وتقييم ممارسات الحوكمة المصرفية‪ ،‬باإلضافة إلى أطراف أخرى يمكن أن تعزز‬
‫الحوكمة تتمثل هذه األطراف في (المساهمين‪ ،‬المودعين‪ ،‬المدققين الخارجيين‪ ،‬الحكومات‪،‬‬
‫وكاالت التصنيف االئتماني‪ ،‬البورصة والموظفين)‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬يمكن تحسين ممارسات الحوكمة المصرفية من خالل معالجة عدد من المسائل القانونية تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫حماية وتعزيز حقوق المساهمين والمودعين وأصحاب المصالح األخرى؛‬ ‫←‬
‫توضيح األدوار والمهام؛‬ ‫←‬
‫ضمان أن المصارف تعمل في بيئة خالية من الفساد والرشوة؛‬ ‫←‬
‫تعزيز المواءمة بين مصالح المديرين والموظفين والمودعين والمساهمين من خالل‬ ‫←‬
‫القوانين واللوائح والتدابير األخرى‪.‬‬

‫كل هذا يمكن أن يساعد في تعزيز بيئة األعمال التجارية والقانونية التي تدعم الحوكمة المصرفية‬
‫والمبادرات الرقابية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آليات الحوكمة المصرفية‬

‫تتمثل آليات الحوكمة المصرفية في الممارسات التي تؤدى من قبل المصرف والتي غايتها هي‬
‫تحقيق المصرف لألهداف المتوخاة من الحوكمة أي أنها تضمن للمصرف إدارة متغيرات البيئة الداخلية‬
‫والتكيف مع متغيرات البيئة الخارجية بإفصاح وشفافية عالية وبالتالي تأمين اإلدارة السليمة واالستقرار‬
‫وتجنب اآلثار السلبية لسوء اإلدارة‪ ،‬وسيتم التطرق في هذا المبحث إلى العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية؛‬


‫‪ -‬اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية؛‬
‫‪ -‬التفاعل بين اآلليات الخارجية واآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬

‫تتمثل اآلليات الداخلية في األنشطة واإلجراءات الالزمة التي يتم اتخاذها على المستوى الداخلي‬
‫للمصرف من أجل تحقيق أهدافه‪ ،‬وتتمثل هذه اآلليات في‪:‬‬

‫‪ -‬مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تعويضات االدارة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل الملكية‪.‬‬
‫‪ .1‬مجلس االدارة‪ :‬مسؤوليات أعضاء مجالس إدارات المؤسسات في مفهومها الحديث واسعة‬
‫جدا‪ ،‬فقد أصحبت المؤسسات في الوقت الحاضر محط األنظار أكثر من أي وقت مضى ولم يعد في‬
‫إمكانها أن تقتصر اهتماماتها على مساهميها فقط‪ ،‬فهناك فئات مثل موظفيها والمستهلكين وغيرهم‬
‫لهم مصالح هامة في تلك المؤسسات وال بد من أخذ تلك المصالح بعين االعتبار‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وأعضاء مجالس اإلدارات بكونهم أمناء على المؤسسات التي هم أعضاء في مجالسها‪ ،‬وتتجمع في‬
‫أيديهم جميع سلطاتها (باستثناء ما هو من اختصاص الجمعيات العمومية)‪ ،‬يتوقع منهم التوفيق بين‬
‫المصالح المتضاربة للفئات المختلفة‪ ،‬وليس فقط االهتمام بمصالح المساهمين على حساب مصالح‬
‫الفئات األخرى‪.‬‬

‫ومسؤوليات أعضاء مجالس إدارات المصارف أكثر خطورة في هذا الخصوص‪ ،‬نظ ار لكون العمل‬
‫المصرفي يتصل اتصاال مباش ار بالمصلحة العامة وهو أمر معترف به عموما‪ ،‬وتنبع أهمية مجلس‬
‫اإلدارة من أهمية القطاع المصرفي إذ أن انهيار المصارف يؤثر على دائرة أكبر من األشخاص فضال‬
‫عما قد يؤدي إليه من إضعاف النظام المالي ذاته‪ ،‬وهو ما يجعل لمجلس اإلدارة المسؤولية األكبر في‬
‫إدارة المصرف‪ .‬وتظل المسؤولية تالحقهم حتى بالرغم من خضوع عملهم إلشراف جهة تنظيمية‬
‫مهمتها هى ضمان قيامهم بأعمالهم بطريقة تؤدي إلى االستقرار‪ .‬ويتركز اهتمام المشرفين التنظيميين‬
‫على نوعية إدارة المصرف‪ ،‬ابتداء من مجلس اإلدارة ذاته‪.‬‬

‫‪ .1.1‬تعريف مجلس اإلدارة‪ :‬يتمثل مجلس اإلدارة في مجموعة من األفراد يقوم المساهمين باختيارهم‪،‬‬
‫وهو يضم أعضاء داخليين وأعضاء خارجيين بنسب تمثيل متباينة وفقا للقوانين واألنظمة‪ ،‬وان‬
‫كان السائد اليوم هو تغليب عدد األعضاء الخارجيين من مجموع أعضاء المجلس اإلجمالي‪،‬‬
‫وذلك العتبارات تتعلق بأن هؤالء األعضاء الخارجيين قد يقدموا إسهامات هامة لمجلس اإلدارة‬
‫والمصرف نظ ار لالستقاللية التي يتمتعون بها وموضوعيتهم في تقييم األوضاع‪.‬‬
‫وحسب ‪ Charreaux‬لم يعد مجلس اإلدارة آلية تساهم في خلق القيمة فقط بل هو جهاز سلطة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫سيطرة والبحث عن الفرص وخلق معايير إجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية التعاقدية المالية للحوكمة‪ :‬حيث تتمثل مهام مجلس اإلدارة‬
‫في تحفيز ورفع أداء المسيرين وذلك من خالل نظام المكافآت والعقاب والتهديد بالعزل من‬
‫المنصب‪ ،‬ويعتبر دور مجلس اإلداري االنضباطي ضعيف خاصة في الشركات ذات رأس المال‬
‫العائلي للمسير‪ ،‬ولمجلس اإلدارة السلطة أثناء مهامه لحماية مصالح األطراف األخرى‬
‫‪ -‬مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية التشاركية للحوكمة‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة حسب هذه‬
‫النظرية أداة لتسهيل خلق القيمة لجميع األطراف‪ ،‬بحيث يتدخل مجلس اإلدارة كجهاز هرمي في‬
‫السلطة من أجل تقسيم مداخيل المؤسسة وتشجيع العمل الجماعي‪.‬‬

‫‪ .1‬فاتح دبلة‪ ،‬محمد جالب‪ ،‬الحوكمة المصرفية ومساهمتها في إدارة المخاطر‪ ،‬مجلة اإلقتصاديات المالية البنكية وادارة األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد االفتتاحي‪ ،2‬ص‪.025‬‬

‫‪034‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬مفهوم مجلس اإلدارة حسب النظرية االستراتيجية للحوكمة‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة حسب هذه‬
‫النظرية أداة حصول على المعلومات ويساعد على خلق الكفاءات‪ ،‬بحيث يلتزم مجلس اإلدارة‬
‫بتسهيل وتطوير هذه الكفاءات والمساعدة على بناء التوجهات االستراتيجية الجديدة‪.‬‬
‫وتتوقف الحوكمة الجيدة ألي منظمة إلى حد كبير على المهارات والخبرات ودرجة المعرفة التي‬
‫يتمتع بها أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬أما بالنسبة ألعضاء مجلس اإلدارة في المصارف فيحتاجون‬
‫باإلضافة إلى ما سبق مواكبة مختلف التطورات في المجالت الفنية والمالية والمحاسبية والنظم‬
‫واللوائح‪.‬‬
‫‪ .1.2‬مسؤوليات ومهام مجلس االدارة‪ :‬يكون مجلس إدارة المصرف مسؤوال بشكل مطلق عن‬
‫اإلشراف على إدارة المصرف بوجه عام وينبغي أن يقوم المجلس بالوظائف الرئيسية التالية‬
‫لتدعيم نظام الحوكمة بالمصرف وضمان فاعليته‪:‬‬
‫‪ .1.2.1‬وضع استراتيجيات العمل واألهداف والسياسات وتطويرها‪ :‬إن مجلس االدارة مسؤول‬
‫وبشكل رئيسي عن اعتماد التوجيهات االستراتيجية واألهداف الرئيسية للبنك واإلشراف على تنفيذها‬
‫والتأكد من نشرها بين العاملين‪ ،‬وكذا وضع ميثاق يضبط سلوكيات العاملين واإلدارة العليا التي تستند‬
‫إلى ثقافة الحوكمة في المصرف بتوضيح قيم الحوكمة وقواعد السلوك المهني بما يتالءم مع المعايير‬
‫التي ينبغي أن ينتهجها المصرف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ويقسم دور مجلس اإلدارة في عملية التخطيط االستراتيجي إلى ثالثة أجزاء‪:‬‬

‫‪ -‬توفير التوجيه المالئم حول تطوير االستراتيجية وتوقعاتها بما يتالءم مع توجهات البنك؛‬
‫‪ -‬الموافقة على الخطة االستراتيجية بعد انتهاء الفريق االداري من استكمالها أو توفير االرشادات‬
‫والتوجيهات حول التعديالت الالزمة قبل إعطاء الموافقة النهائية عليها؛‬
‫‪ -‬استخدام الخطة االستراتيجية الموافق عليها كمعيار‪/‬أداة لمحاسبة وتقييم المدير التنفيذي والفريق‬
‫االداري في تنفيذهم لألهداف المحددة‪ ،‬وفي حال عدم التمكن من تحقيق بعض األهداف لظروف‬
‫يتوجب على مجلس اإلدارة إعطاء التوجيهات الالزمة حول كيفية تعديل تلك‬‫خارجة عن السيطرة‪ّ ،‬‬
‫األهداف وادخالها ضمن الخطة لجعلها قيد التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬اعتماد الهيكل التنظيمي‬
‫‪ -‬يتعين على مجلس اإلدارة أن يوافق على الهيكل التنظيمي العام للبنك؛‬
‫‪ -‬إن مجلس إدارة المصارف مسؤول كذلك عن تشكيل الهيكل التنظيمي وتحديد هيكل‬
‫الصالحيات والمسئوليات في المصرف واختيار كبار التنفيذيين من أعضاء اإلدارة العليا‬

‫‪ .1‬دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي‪ ،‬ص‪،www.grameen-jameel.com ،00‬‬
‫تاريخ االطالع‪.0205/24/02 :‬‬

‫‪035‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫بالمصرف واإلشراف عليهم واستبدالهم إذا لزم األمر وذلك بعد اخذ رأي المسئول التنفيذي‬
‫الرئيسي‪ ،‬ويجب أن يعكس الهيكل التنظيمي مبدأ الشفافية والمساءلة والفصل بين المهام بما‬
‫يضمن تواجد نظام فعال يحقق االشراف والرقابة المستمرة على على مختلف المستويات‬
‫الوظيفية مع توضيح دقيق للمهام والمسؤوليات؛‬
‫‪ -‬يقع على عاتق مجلس اإلدارة مسؤولية تعيين الرئيس التنفيذي للبنك وتحديد راتبه ومكافآته‪،‬‬
‫ويجب أن يكون لدى مجلس اإلدارة خطة واضحة بشأن تعاقب القيادات اإلدارية‪.‬‬

‫وهناك أربعة مستويات إشرافية يجب أن يتوفر عليها الهيكل التنظيمي كحد أدنى لضمان فعاليته‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬المستوى االشرافي الذي يمثله أعضاء مجلس االدارة من خالل عضويتهم واللجان التابعة له؛‬
‫‪ -‬المستوى االشرافي الذي يمثله أعضاء االدارة العليا؛‬
‫‪ -‬المسؤولون عن االشراف المباشر على مختلف المستويات في المصارف؛‬
‫‪ -‬المستوى االشرافي المتمثل في وظائف المصرف المستقلة‪ ،‬كإدارة االلتزام‪ ،‬إدارة المخاطر‪،‬‬
‫المراجعة الداخلية والتأكد من تناسب خبرات ومؤهالت العاملين والمتطلبات الوظيفية‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬التأكد من نزاهة المصرف في ممارسة أعماله‪ :‬حيث يقوم مجلس إدارة المصرف‬
‫بتوفير سياسات وميثاق أخالقيات العمل‪ ،‬يتضمن تعريفا لتعارض المصالح والصفقات التي يقوم بها‬
‫موظفوا المصرف لمصالحهم الشخصية‪ ،‬ويتم تعميم هذه السياسات وميثاق أخالقيات العمل على كافة‬
‫موظفي المصرف وأعضاء المجلس‪ ،‬وتتضمن هذه السياسات‪:‬‬
‫‪ .0‬قواعد واجراءات تنظيمية للعمليات التي تتم بين جميع األطراف‪ ،‬سواء تلك المتعلقة بالمصرف‬
‫وموظفيه أو أعضاء مجلس االدارة واألطراف ذوي الصلة بهم‪ ،‬كما تتضمن السياسات تنظيم‬
‫عمليات االقراض ومنح االئتمان ألعضاء مجلس االدارة وفقا لألسعار السائدة في السوق‬
‫وليس وفقا لشروط تفضيلية؛‬
‫‪ -‬يقوم المجلس بتحديد أهداف المصرف كما يقوم بتوجيه اإلدارة التنفيذية لرسم استراتيجيه لتحقيق‬
‫هذه األهداف؛‬
‫‪ -‬على المجلس التأكد من أن المصرف يتمتع بنزاهة عالية في ممارسة أعماله؛‬
‫‪ -‬يجب أن تتوافر لدى المصرف سياسات مكتوبة تغطي كافة األنشطة المصرفية ويتم تعميمها‬
‫على كافة المستويات اإلدارية ومراجعتها بانتظام؛‬
‫‪ -‬وضع ميثاق سلوكيات للعاملين واإلدارة العليا والفلسفة التي تتبعها اإلدارة مستند إلي ثقافة‬
‫الحوكمة في المصارف يقوم بتوضيح قيم الحوكمة وقواعد السلوك المهني بما يتالءم مع المعايير‬

‫‪ .1‬جمال نجم‪ ،‬تعليمات بشأن حوكمة البنوك‪ ،‬البنك المركزي المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،0200 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪036‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫التي ينبغي أن ينتهجها المصرف على أن يعتمد من الجمعية العمومية كما يجب أن يتم نشر‬
‫ميثاق السلوكيات في جميع إدارات المصارف وتوقيع العاملين عليه والتعهد بالعمل به؛‬
‫‪ -‬تشجيع ثقة المودعين والزبائن في نزاهة المعلومات التي تتدفق من المصرف‪ ،‬ويجب على‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة إدراك ضرورات السرية التجارية مع عدم استخدام ذلك كعذر ال ضرورة له‬
‫لعدم الشفافية‪ ،‬وينبغي عليهم أن ينظروا إلى الشفافية باعتبارها القاعدة ويقع عبء اإلثبات على‬
‫‪1‬‬
‫أولئك الذين يعطون األولوية للضرورات التجارية؛‬
‫‪ .1.2.2‬تشكيل اللجان وتفويض السلطات والصالحيات‬
‫‪ -‬يقوم مجلس اإلدارة بمهامه اإلشرافية وتحديد صالحية اتخاذ الق اررات‪ ،‬عن طريق تشكيل اللجان‬
‫التي تضم أعضائه ويجب أن يكون لكل لجنة برنامج عمل معروف وواضح لتحديد الواجبات‬
‫والمسؤوليات والصالحيات وأساليب صنع القرار‪ ،‬ومواعيد االجتماعات؛‬
‫يجب على مجلس اإلدارة تفويض سلطات اتخاذ القرار‪ ،‬وتحديد صالحيات التوقيع عن المصرف‬ ‫‪-‬‬
‫وتحريك األموال بالتدرج بين المستويات اإلدارية المختلفة‪ ،‬بدءا من المجلس نفسه الى رئيس‬
‫وأعضاء المجلس واللجان المنبثقة منه وانتهاء باإلدارة التنفيذية؛‬
‫‪ -‬يتعين على أعضاء مجلس االدارة العمل ضمن نطاق الصالحيات الممنوحة لهم بموجب عقد‬
‫تأسيس المصرف والتوجيهات الموضوعة لمجلس االدارة‪ ،‬وفقا للقوانين واللوائح ذات الصلة‪،‬‬
‫ويتحمل اعضاء مجلس االدارة الذين تجاوزوا صالحياتهم مسؤولية الخسائر التي يتكبدها‬
‫المصرف نتيجة لتخطي تلك الصالحيات‪ .‬من أهم اللجان التي يجب ان يقوم مجلس االدارة‬
‫بتشكيلها‪:‬‬
‫← اللجنة التنفيذية‪ :‬تمارس الصالحيات المخولة لها من مجلس االدارة في منح االئتمان‬
‫وتجديده ومتابعته واستثمار وتوظيف األموال بما يزيد عن صالحيات االدارة التنفيذية‪.‬‬
‫تتولى االشراف على التدقيق الداخلي والخارجي وتقييم االداء‬ ‫← لجنة التدقيق والمخاطر‪:‬‬
‫والمخاطر‪.‬‬
‫← لجنة اإلجراءات والسياسات‪ :‬تتولى مهام دراسة ومراجعة تطوير االستراتيجيات واألهداف‬
‫والسياسات والنظم والخطط والموازنات‪.‬‬
‫← لجنة الحوافز والتعويضات‪ :‬مسؤولة عن وضع سياسة األجور لجلب الموظفين وتحفيزهم‬
‫واإلبقاء عليهم وتحديد المكافآت المناسبة لهم‪ ،‬اضافة الى مراجعة ووضع معايير توزيع‬
‫المكافآت السنوية للعاملين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جوناثان تشاركهام‪ ،‬إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك‪ ،‬المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‪ ،‬مذكرة المناقشة المركزة ‪ ،2‬البنك الدولي‬
‫لالنشاء والتعمير‪ ،‬واشنطن‪ ،0221 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪037‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫← لجنة الترشيحات والحوكمة‪ :‬تقر اللجنة المعايير المطلوبة للمرشحين لعضوية مجلس االدارة‬
‫والوظائف التنفيذية القيادية بالمصرف‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬االشراف على التنفيذ وتقييم األداء والمخاطر‪ :‬على مجلس اإلدارة أن يمارس دوره‬
‫في اإلشراف على تنفيذ السياسات وتحقيق أهداف المصرف وتقييم أدائه من خالل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم السياسات واإلجراءات ونظم الرقابة الداخلية‪ :‬على مجلس اإلدارة أن يطلب من اإلدارة‬
‫التنفيذية تطوير برامج واجراءات العمل والرقابة الداخلية ومعالجة أوجه القصور والخلل بها بصفة‬
‫مستمرة على ضوء ما تظهره نتائج التقييم وتقارير متابعة األداء الدورية‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة التقارير الدورية‪ :‬على مجلس اإلدارة أن يطلب تقديم مختلف أنواع التقارير والتي يتم‬
‫اعدادها من قبل اللجان التي قام بتشكيلها‪ ،‬ويتم مراجعتها عبر اجتماعات المجلس الدورية خالل‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم االداء ومعالجة االنحرافات‪ :‬يقيم المجلس أداء االدارة التنفيذية ومدى التزامها بسياسات‬
‫المجلس ونجاحها في تحقيق النتائج واألهداف المخطط لها‪ ،‬ويتضمن ذلك كشف االنحرافات‬
‫والتجاوزات وتقييمها وتحليل أسبابها ومحاسبة المسؤولين عنها واصدار التعليمات الالزمة‬
‫لمعالجتها وتفادي تكرارها‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم المخاطر الحالية والمستقبلية‪ :‬من خالل دراسة وتحليل التقارير سالفة الذكر وربطها بتقارير‬
‫ومعلومات من مصادر أخرى عن السوق المحلية والدولية‪ ،‬فان مجلس اإلدارة يستطيع أن يقيم‬
‫ويستقرئ المخاطر الكامنة التي من الممكن أن يواجها المصرف‪ ،‬واصدار توجيهاته لإلدارة‬
‫التنفيذية حول سبل معالجتها والحد منها والتحقق من كفاية التحوط لها‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الحسابات الختامية‪ :‬تقع على عاتق مجلس اإلدارة من خالل ممارسة دوره اإلشرافي‬
‫مسؤولية إعتماد الحسابات الختامية للبنك والتحقق من سالمة ومصداقية جميع البيانات المالية‬
‫والحسابات الختامية وشفافية وكفاية االفصاح بها وفق المعايير المحاسبية واالفصاحية الدولية‬
‫ووفق تعليمات المصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬االشراف على أداء الفروع الخارجية والمؤسسات التابعة للمصرف‪ :‬على مجلس االدارة القيام‬
‫بتقييم عمل وأداء الفروع الخارجية والمؤسسات التابعة وفقا لألهداف والسياسات واالستراتيجيات‬
‫الموضوعة‪ ،‬مع العمل على تطويرها‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬تعيين جهاز التدقيق الداخلي واإلشراف عليه‪ :‬يقع على عاتق مجلس اإلدارة تعيين‬
‫جهاز التدقيق الداخلي الذي يتمتع أفراده بمؤهالت وخبرات عالية في كافة مجاالت العمل بالمصرف‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويتولى مجلس اإلدارة اإلشراف على هذا الجهاز من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬مصرف قطر المركزي‪ ،‬المخاطر اإلدارية في البنوك – نهج إدارة البنوك ومؤسسات الخدمات المالية‪ ، -‬الطبعة ‪ ،00‬ماي ‪ ،0202‬ص‬
‫ص‪.008-002‬‬

‫‪038‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬ضمان حياد واستقاللية التدقيق الداخلي وتجنب أي نوع من التأثير عليه من قبل اإلدارة التنفيذية‪،‬‬
‫وذلك بأن تكون تبعيته في الهيكل التنظيمي لمجلس اإلدارة مباشرة ويكون المجلس هو المسؤول‬
‫عن تحديد رواتب وحوافز ومكافآت موظظفي التدقيق الداخلي وهو المسؤول عن تقييم أدائهم‪،‬‬
‫وعليه أيضا التحقق من كفاية مؤهالتهم وخبراتهم ومهاراتهم المهنية والعمل على تنميتها باستمرار؛‬
‫‪ -‬التحقق من تغطية التدقيق الداخلي لكافة إدارات وأقسام وفروع المصرف وكافة األنشطة والمخاطر‬
‫وأن يكون شكل التدقيق دوري ومستمر خالل السنة باإلضافة إلى تدقيق البيانات المالية‬
‫والحسابات الختامية؛‬
‫‪ -‬التحقق من أن التدقيق الداخلي يتم وفق برامج تدقيق شاملة ومهنية مناسبة توافق أحدث معايير‬
‫وأدلة التدقيق الدولية مع توفير التقنيات الالزمة لذلك‪ ،‬مع العمل على تقييم وتطوير هذه البرامج‬
‫لتتناسب مع تطور العمل بالمصرف؛‬
‫‪ -‬يجب رفع تقارير التدقيق الداخلي مباشرة إلى مجلس اإلدارة ومن ثم تحويلها إلى اإلدارة التنفيذية‬
‫للرد والتعقيب عليها مع إصدار توجيهات المجلس لها لمعالجة المالحظات وفق برامج زمنية‬
‫محددة يعمل التدقيق الداخلي على متابعتها؛‬
‫‪ -‬الت حقق من إحتفاظ إدارة التدقيق الداخلي بتقارير وأوراق التدقيق بشكل منظم وآمن يمكن للمجلس‬
‫الرجوع إليه‪ ،‬وتكون جاهزة لإلطالع عليها من قبل مفتشي المصرف والمدققين الخارجيين‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬توفير مدقق خارجي مستقل‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة مسؤوال عن ترشيح مدقق خارجي‬
‫مستقل من ذوي االختصاص والكفاءة العالية والتعاقد معه وتحديد أتعابه بعد موافقة الجمعية العمومية‬
‫والوفاء بمتطلبات المصرف بهذا الشأن‪ ،‬وعلى مجلس اإلدارة أن يضع الضوابط والتعليمات‪ ،‬ويهيئ‬
‫األجواء التي تمكن المدقق الخارجي من الحصول على كل ما تتطلبه عملية التدقيق من معلومات‬
‫وبيانات ومستندات سواء من اإلدارة التنفيذية أو من المجلس نفسه‪ ،‬والتي تضمن أيضا حياده‬
‫واستقالليته في إبداء رأيه وابراز نتائج تدقيقه‪.‬‬
‫كما يجب رفع تقارير المدقق الخارجي مباشرة إلى مجلس اإلدارة ومن ثم تحويلها إلى اإلدارة‬
‫التنفيذية للرد والتعقيب عليها وبعدها يصدر المجلس توجيهاته للتعامل مع المالحظات الواردة بتلك‬
‫التقارير‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬المسؤولية اتجاه المساهمين واألطراف األخرى‪ 1:‬يعتبر مجلس االدارة المسؤول األول‬
‫أمام المساهمين والزبائن وكافة المتعاملين مع المصرف عن نتائج أعماله وأدائه‪ ،‬ومن أهم مسؤوليات‬
‫مجلس اإلدارة اتجاه المساهمين واألطراف األخرى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مسؤوليته عن سالمة ومصداقية البيانات المالية والحسابات الختامية للمصرف؛‬

‫‪ .1‬مصرف قطر المركزي‪ ،‬المخاطر اإلدارية في البنوك – نهج إدارة البنوك ومؤسسات الخدمات المالية‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.005‬‬

‫‪039‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬تطبيق جميع مواد القانون األساسي للبنك‪ ،‬وعلى رأسها ممارسة النشاط المصرح به وكل ما‬
‫يخص عزل واستبدال أعضاء مجلس اإلدارة خالل فترة عمله وترشيح وانتخاب أعضاء المجلس‬
‫الجدد ومراعاة الحد األقصى للمساهمة ومتطلبات زيادة أو تخفيض رأس المال وتوزيع األرباح أو‬
‫التعامل مع الخسائر وجميع مواد القانون األساسي األخرى في إطار تعليمات المصرف؛‬
‫‪ -‬الشفافية والموضوعية في اإلفصاح عن جميع األمور الهامة التي تؤثر على أداء المصرف‬
‫ونتائج أعماله وتحقيق أهدافه في الوقت الحالي والمستقبل بصورة دقيقة وفي الوقت المالئم؛‬
‫‪ -‬اإلفصاح عن االلتزامات والمعامالت المتعلقة باألطراف ذات العالقة والمصالح المتداخلة وتقييم‬
‫جميع التوضيحات األخرى التي تتطلبها القوانين المحلية والمعايير الدولية‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬المسؤولية اتجاه المصرف‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة المسؤول األول أمام المصرف عن‪:‬‬
‫‪ -‬متانة الوضع المالي له والمحافظة على حقوق المودعين والمستثمرين؛‬
‫‪ -‬مسؤوليته عن مصداقية وشفافية المعلومات والبيانات المالية؛‬
‫‪ -‬االلتزام بجميع القوانين والتعليمات الصادرة عن المصرف وكذلك جميع القوانين والتعليمات‬
‫الصادرة من الجهات الرسمية األخرى كالمصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تشكيل مجلس االدارة‪ :‬يتضمن مصطلح المجلس معاني مختلفة في نظم اإلدارة األحادية‬
‫والمزدوجة‪ ،‬فالمجلس في إطار النظام األحادي يتألف من مدراء تنفيذيين* وغير تنفيذيين**‪ ،‬أما‬
‫في إطار النظام المزدوج‪ ،‬فإن مصطلح المجلس يمكن أن يشير إلى مجلس اإلدارة الذي يتولى‬
‫أعضاؤه مسؤوليات تنفيذية‪ ،‬والى المجلس اإلشرافي الذي يتولى المسؤولية عن مراقبة عمليات‬
‫إدارة المؤسسة واإلشراف عليها‪ ،‬وتوجد تفاوتات فيما بين النظم المزدوجة‪ ،‬فقد تشتمل مسؤوليات‬
‫المجلس اإلشرافي في بعض البلدان على مسؤوليات تتصل بالتوجيه االستراتيجي للمؤسسة‪ ،‬وفي‬
‫حين أن النظام المزدوج يستخدم على نطاق أقل اتساعا من النظام األحادي‪ ،‬فإن استخدام‬
‫‪1‬‬
‫النظام األول واسع االنتشار في عدة اقتصاديات كبرى مثل النمسا وألمانيا وهولندا‪.‬‬
‫‪ .1.2‬حجم مجلس االدارة‪ :‬يتمثل حجم مجلس اإلدارة في عدد المدراء األعضاء الذين يشكلون مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬ولم تتطرق مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬إلى عدد أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة بشكل مباشر ولم تحدد رقما معينا‪ ،‬وعادة ال يتم تحديد عدد أعضاء مجلس االدارة وتتفق‬
‫أغلب القوانين العالمية على أن يكون حجم مجلس االدارة كبي ار إلى حد مقبول وصغي ار إلى حد‬
‫مقبول‪.‬‬

‫*‪ .‬العضو التنفيذي هو عضو مجلس اإلدارة الذي يكون متفرغا إلدارة المصرف‪ ،‬ويتقاضى راتبا شهريا أو سنويا منها‪.‬‬
‫**‪ .‬العضو غير التنفيذي هو عضو مجلس اإلدارة الذي ال يكون متفرغا إلدارة المصرف وال يتقاضى راتبا شهريا أو سنويا منها‪.‬‬
‫‪ .1‬مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬إرشادات بشأن الممارسات الجيدة في الكشف عن البيانات في سياق إدارة الشركات‪ ،‬نيويورك‬
‫وجنيف‪ ،0226 ،‬ص ص‪.00-02‬‬

‫‪041‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫يجب أن يكون عدد أعضاء مجلس اإلدارة كاف ويتناسب مع حجم أعمال المصرف‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫هذا العدد من امتالك المجلس الخبرة والمعرفة في المجاالت المختلفة وتوزيع وظائف اإلشراف واإلدارة‬
‫بين كون العدد كبي ار إلى الحد الذي يمنع معه اتخاذ ق اررات أعضائه بشكل فعال‪ ،‬ويعد حجم مجلس‬
‫اإلدارة كبي ار إذا تجاوز عدد أعضائه ‪ 02‬أعضاء‪ ،‬وتفيد بعض الدراسة بوجود عالقة موجبة بين حجم‬
‫المجلس واألداء في القطاع المصرفي على عكس التوقعات النظرية التي ترى بأن صغر حجم مجلس‬
‫اإلدارة يكون أكثر فاعلية في تحسين مستوى اإلدارة‪ ،‬كما يجب مراعاة التنوع في الخبرة العملية‬
‫والمهنية والمهارات المتخصصة في تشكيل المجلس وكافة األعضاء على معرفة بالقوانين واألنظمة‬
‫ذات العالقة وبحقوق وواجبات مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ .2‬تعويضات االدارة التنفيذية‬


‫‪ .2.1‬مفهوم آلية تعويضات االدارة التنفيذية‬

‫هي من اآلليات الداخلية التي تستهدف التوافق بين مصالح حملة األسهم والمديرين التنفيذيين بما‬
‫يجعلها وحدة مصالح متآلفة‪ ،‬ويتحقق هذا التوافق من خالل جملة التعويضات المالية للمديرين‬
‫التنفيذيين من رواتب وعالوات ومكافآت وحوافز طويلة األمد على شكل ملكية األسهم‪ ،‬والخيارات التي‬
‫تستخدم كآلية لربط أداء المدراء بأداء أسهم المصارف‪ ،‬وباإلضافة إلى ملكية األسهم يسعى المساهمون‬
‫إلى تصميم عقود التعويضات بالشكل الذي يجعلها تؤمن للمدراء حوافز مالية أفضل تسهم في‬
‫تشجيعهم على تحقيق مصالح المساهمين‪.‬‬

‫ولقد عرفها ‪ Hitt‬على أنها‪":‬اآللية التي تسعى إلى دمج مصالح المديرين والمالكين وتوحيدها من‬
‫خالل الرواتب والعالوات وتعويضات الحوافز طويلة األجل"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعتبر آلية تعويض المديرين التنفيذيين من آليات الحوكمة المعقدة‪ ،‬بسبب‪:‬‬

‫‪ -‬أن الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المدراء التنفيذيين تعد معقدة وغير تنفيذية‪ ،‬لذلك فإن‬
‫اإلشراف المباشر على أولئك المدراء يكون غير مالئم للحكم على نوعية ق ارراتهم‪ ،‬وهناك ميل‬
‫لربط تعويضات المدراء بالنتائج القابلة للقياس مثل األداء المالي للمصارف؛‬
‫‪ -‬أن ق اررات المديرين التنفيذيين عادة ما تؤثر على نتائج المصرف المالية لمدة طويلة األجل‬
‫مما يجعل من الصعب تقييم تأثير الق اررات الحالية على أداء المصرف؛‬

‫‪1‬‬
‫& ‪. Hitt Michael A, Ireland R Duane, Hoskisson Robert E, strategic Management Competitiveness‬‬
‫‪globalization: Concepts and cases, south-Western College publishing, 5th ed, 2003, p p222-224.‬‬

‫‪040‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬هناك عوامل أخرى تؤثر على أداء المصرف مثل التغيرات االقتصادية والقانونية غير المتوقعة‬
‫والتي تجعل من الصعب تمييز أثر الق اررات االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مشاكل الوكالة وتعويضات المديرين التنفيذيين‬

‫تعتبر البنية المتناثرة للملكية األكثر شيوعا خاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث حملة‬
‫األسهم يملكون المؤسسة بينما يملك المديرون زمام التحكم إلى حد بعيد بتوجهات المؤسسة وأعمالها‪،‬‬
‫هذا الفصل بين الملكية والرقابة في المؤسسة وادارتها خلق ما يعرف في قاموس خبراء االقتصاد‬
‫المالي بعالقة التوكيل‪ ،‬مديرو الشركة يعملون وكالء لحاملي أسهمها‪ ،‬والموكلون (حملة األسهم) غير‬
‫قادرين على الجزم بأن الوكالء (المديرين) سيتصرفون دوما بما يخدم مصالح موكليهم على الوجه‬
‫األمثل‪.‬‬

‫ومشكلة تضارب المصالح من شأنها أن تؤثر على المديرين (الوكالء) من خالل حجم الجهود التي‬
‫يكلفون أنفسهم ببذلها‪ ،‬حجم التسهيالت التي يسمحون ألنفسهم باالستفادة منها وكذلك الق اررات‬
‫االستراتيجية والعملية التي يتخذونها باسم المؤسسة‪ ،‬وفي كل هذه العمليات ال يمكن الجزم على‬
‫‪1‬‬
‫اإلطالق بأن مصالح المديرين سوف تتطابق بالضرورة مع مصالح المالك وحملة األسهم‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أنواع تعويضات المديرين التنفيذيين‬

‫تعمل التعويضات على تحفيز المديرين التنفيذيين في القيام بمهامهم على أكمل وجه من أجل‬
‫تحقيق مصالح المصرف وباألخص حملة األسهم وتالفي المشاكل التي تخلفها الوكالة‪ ،‬أي أن‬
‫التعويض يشكل حاف از إيجابيا لتوجيه سلوك المدير في مصلحة المساهمين‪ .‬وبالتالي فإنه عندما يقوم‬
‫بأداء عمله بشكل صحيح فإن قيمة المصرف سوف تزداد أيضا‪.‬‬

‫إن إدارة تعويضات المديرين التنفيذيين في العديد من الشركات تختلف عن تعويضات لموظفي‬
‫المستويات الدنيا‪ ،‬حيث يجب مكافأة المديرين التنفيذيين إذا ما حققت الشركة قيمة وأرباح عبر عدد من‬
‫السنوات‪ ،‬ومن ثم األجر الذي يتم توزيعه من خالل عدة أنواع من الحوافز هو جزء مهم في تعويضات‬
‫المدراء التنفيذيين‪ ،‬ويختلف إجمالي تعويض المدراء التنفيذيين‪Executives compensation packages‬‬
‫من دولة ألخرى‪ ،‬غير أن االختالفات تكون أقل بالنسبة للشركات المتعددة الجنسيات وذلك ألن‬
‫‪Global Corporate‬‬ ‫المديرين التنفيذيين في الغالب هم جزء من خطة تعويض المنظمة العالمية‬
‫‪ ،Compensation Plans‬ولكون رواتب المديرين التنفيذيين مرتفعة فإن الضرائب المفروضة عليها‬

‫‪ .1‬لوسيان بيبتشك‪ ،‬جيسي فريد‪ ،‬أجر دون أداء ‪ :‬الوعود الخاوية بشأن تعويضات المديرين‪ ،‬ترجمة‪ :‬هاني الصالح‪ ،‬مكتبة العبيكان للنشر‪،‬‬
‫‪ ،0200‬ص‪.11‬‬

‫‪042‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫كذلك مرتفعة حيث أن الكثير من إجمالي تعويضات المديرين التنفيذيين مصممة لتحقيق وفورات كبيرة‬
‫من الضرائب‪.‬‬

‫‪ .2.2.1‬األجر القاعدي‪ :‬تتنوع تعويضات المديرين التنفيذيين بتنوع وظائفهم‪ ،‬حجم المنظمة‪،‬‬
‫القطاع الصناعي والبلد وغيرها من األمور‪ ،‬ففي المؤسسات غير الربحية تشكل األجور ‪ %52‬أو أكثر‬
‫من إجمالي التعويضات على عكس المؤسسات الربحية أين يشكل األجر ‪ %12‬أو أقل من إجمالي‬
‫التعويضات‪ ،‬وغالبا ما يتم تحديد األجر القاعدي للرئيس التنفيذي من خالل طريقة المفاضلة المعيارية‬
‫‪ Benchmarking‬حيث يتم إجراء مسح لمرتبات المديرين التنفيذيين في المصارف األخرى إلجراء‬
‫المقارنة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬المنافع المنتظمة‪ :‬حيث يتحصل المديرين التنفيذيين منافع منتظمة وهي كذلك تشمل‬
‫الموظفين غير التنفيذيين كالضمان الصحي وخطط اإلجازات‪ ،‬باإلضافة إلى الحصول على منافع‬
‫مكملة ال يتلقاها غيرهم من الموظفين كخطط صحة المديرين التنفيذيين والتي ال يكون فيها حدود على‬
‫الخصم أو اختيار طبيب‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬العال وات‪ :‬حيث باإلضافة إلى الحصول على المنافع المنتظمة فإن المديرون‬
‫التنفيذيون في الغالب يحصلون على منفعة تسمى عالوة فوق الراتب ‪ Perquisites‬وتختصر ‪Perks‬‬
‫وهي تعويضات خاصة بالمديرين التنفيذيين وفي الغالب ليست نقدية مثل حصولهم على تذاكر في‬
‫الدرجة األولى أو أن تكون لهم عضوية في أندية معينة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬الحوافز السنوية والمنح اإلضافية‪ :‬والتي يتم تحديدها بطرق متعددة‪ ،‬مثل استخدام‬
‫النظام االختياري حيث يقرر المدير التنفيذي األعلى ‪ CEO‬ومجلس اإلدارة المنح‪ ،‬والطريقة األخرى‬
‫هي ربط المنح بمقاييس محددة مثل العائد على االستثمار‪ ،‬األرباح لكل سهم وصافي الربح قبل‬
‫الضريبة‪ ،‬وأيا كانت الطريقة المستخدمة فمن المهم توضيحها وتحديدها بدقة لكي يفهم المديرين‬
‫التنفيذين ويحاولون بذل الجهد للحصول على تعويضات إضافية‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬الحوافز المعتمدة على األداء الطويلة األجل‪ :‬إن استخدام الحوافز المعتمدة على أداء‬
‫المدير التنفيذي هو محاولة لربط تعويض المدير التنفيذي بنمو ونجاح المصرف على المدى الطويل‬
‫والهدف من هذه التعويضات هو أن يتم جعل المدير التنفيذي يفكر ويتصرف كمت لو كان أحد مالك‬
‫المصرف‪ ،‬وتتمثل هذه التعويضات في خيار السهم وخطط ملكية السهم‪:‬‬
‫‪ .2.2.2.1‬خطة خيار السهم‪ :‬خيارات األسهم عبارة عن عقود تسمح للمديرين التنفيذيين بشراء‬
‫أسهم بسعر محدد يسمى سعر الممارسة‪ ،‬حيث إذا ارتفع سعر السهم عن سعر الممارسة سوف يحصل‬
‫المدير التنفيذي على الفرق كربح‪.‬‬

‫‪043‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫تعطي خيارات األسهم للمديرين التنفيذيين الحافز إلدارة المؤسسة على نحو يرفع من قيمة أسهمها‬
‫وهذا ما يخدم مصالح حملة األسهم‪ ،‬ولذلك تساهم خيارات األسهم في الربط بين أهداف المديرين‬
‫التنفيذيين وحملة األسهم وهو ما يخفف من المشاكل المتصلة بالفصل بين الملكية واإلدارة‪ ،‬ويكون‬
‫سعر ممارسة عقد الخيارات التنفيذي النموذجي هو سعر السهم السائد عند منح الخيار‪ ،‬والمدة األكثر‬
‫شيوعا لعقود خيارات األسهم هي ‪ 02‬سنوات‪ ،‬أي أن المدير التنفيذي أمامه ‪ 02‬سنوات ليرفع من سعر‬
‫السهم ويمارس الخيارات وبعد ‪ 02‬سنوات تنتهي صالحية الخيارات وال يستطيع المديرون التنفيذيون‬
‫‪1‬‬
‫بيع أو تحويل خياراتهم والتحوط من مخاطر أسعار األسهم‪.‬‬

‫‪ .2.2.2.2‬خطة ملكية السهم ‪ :ESOP‬نظ ار للتصور الذي مفاده أن الخيارات التنفيذية‬


‫ربما تكون قد أسهمت في إخفاقات الحوكمة في أوائل القرن الحادي والعشرين‪ ،‬فقد اتجهت العديد من‬
‫المؤسسات إلى البحث عن أشكال بديلة للتعويض التشجيعي طويل المدى‪.‬‬

‫خطط ملكية األسهم مصممة لتمنح المديرين التنفيذيين ملكية أسهم معتبرة لدى أصحاب العمل‪،‬‬
‫وحسب المركز القومي لملكية الموظفين فإن هناك حوالي ‪ 05‬ألف شركة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية تقدم برامج ملكية للموظفين قام فيها ما يقارب ‪ 00‬ألف شركة بخطط ملكية األسهم والتي‬
‫تغطي حوالي ‪ 25‬مليون موظف‪.‬‬

‫ولكن سواء كانت هذه الحوافز تأكد على المكافآت في المدى الطويل أو القصير هي محل جدل‬
‫للكثير من المختصين‪ ،‬فالمكافآت قصيرة المدى تعتمد على األداء الربع السنوي أو السنوي قد ال تؤدي‬
‫إلى نفس نتائج الق اررات طويلة األجل‪ ،‬ألن طويلة األجل موجهة بالمنظمة لكي تكون قادرة على تحقيق‬
‫أداء أفضل‪ ،‬وتعتبر الحوافز طويلة األجل من التعويضات المهمة للمدير التنفيذي األعلى حيث من‬
‫خالل دراسة أجريت على ‪ 152‬مؤسسة ضخمة وضحت أن الحوافز طويلة األجل تشكل ‪ %68‬من‬
‫‪2‬‬
‫إجمالي تعويضات المديري التنفيذيين‪.‬‬

‫وتنقسم ملكية األسهم إلى‪:‬‬

‫‪-‬األسهم المقيدة‪ :‬هي أسهم عادية للمؤسسة تشمل قيدا قد يكون انقضاء فترة زمنية معينة أو‬
‫تحقيق هدف معين قبل أن يكون باإلمكان بيع األسهم‪ ،‬ويجوز أن يستلم المديرون التنفيذيون منحة‬
‫أسهم ما تشترط انقضاء ‪ 02‬سنوات قبل أن يستطيع التنفيذيون بيعها‪ ،‬وتتميز األسهم المقيدة بميزة عن‬
‫خيار السهم وهي أن قيمتها التصل إلى صفر عندما يهبط سعر السهم‪ ،‬ولذلك ال ترتبط بها الحوافز‬

‫‪ .1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.065-068‬‬
‫‪ .2‬روبرت ماتيس‪ ،‬جون جاكسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬رشا محمد األحمد‪ ،‬تسيير الموارد البشرية‪ ،‬الفصل ‪ ،01‬ص ص‪.00-00‬‬

‫‪044‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫الالمتماثلة التي تسببها الخيارات*‪ ،‬وقد ارتفعت نسبة منح األسهم المقيدة من إجمالي الحوافز طويلة‬
‫المدى من ‪ %00‬سنة ‪ 0220‬إلى ‪ %01‬سنة ‪.0224‬‬
‫‪-‬أسهم األداء‪ :‬وهي األسهم المرتبطة باألداء حيث تعطى للمديرين التنفيذيين فقط إذا تم الوفاء‬
‫بمعايير معينة مثل عوائد السهم المستهدفة‪ ،‬وهي تعتبر عالوات عن األداء حيث إذا ارتفع سعر السهم‬
‫فإن أسهم األداء تكون أكثر قيمة بالنسبة للمديرين التنفيذيين عندما يحصلون عليها‪ ،‬وقد إزدادت خطط‬
‫أسهم األداء إلى ‪ %02‬من مزيج الحوافز طويلة المدى في ‪ ،0224‬حيث بلغت قيمتها نحو مليون دوالر‬
‫فقط للمديرين التنفيذيين الذين يعملون في الشركات الكبيرة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)9-2‬أنواع تعويضات المديرين التنفيذيين‬

‫الحوافز طويلة األجل‬

‫الحوافز السنوية والمنح االضافية‬

‫العالوات‬ ‫الفوائد االضافية‬

‫المنافع المنتظمة‬

‫األجر القاعدي‬

‫المصدر‪ :‬روبرت ماتيس‪ ،‬جون جاكسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬رشا محمد األحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪Pay for‬‬ ‫‪ .2.2‬حساسية تعويض المديرين التنفيذيين ألداء المؤسسة (األجر حسب األداء‬
‫‪)Performance‬‬

‫إن مدى صالحية هياكل األجور هذه في ضوء معايير إنجاز محددة لألداء وأهداف العمل طويلة‬
‫األجل ويجب أ ن تقترن مكافآت التنفيذيين مع تحقيق شركاتهم ألداء يفوق األهداف الموضوعة‪ ،‬إذ‬
‫يشترط على المساهمين عند تحديد مقدار التعويضات المالية ألعضاء مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‬
‫األخذ بعين االعتبار عنصرين أساسين يتمثالن في‪:‬‬

‫‪ -‬قيد المشاركة‪ :‬حيث يجب أن تكون التعويضات المالية أكبر من الدخل البديل المتاح إلى المدير‬
‫التنفيذي األعلى من المصادر األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬قيد الحافز‪ :‬حيث تأخذ بعين االعتبار المخاطر المعنوية في الجهود اإلدارية‪ ،‬والحل للتخفيف من‬
‫مشكلة المخاطر المعنوية هو تأمين التوافق في دوافع المدير التنفيذي األعلى ودوافع المساهمين‪،‬‬

‫*‪ .‬خيار السهم ال متماثل ألن قيمته القابلة للممارسة يمكن أن ينتهي بها الحال ألن تكون كبيرة أو ال شيء‪.‬‬

‫‪045‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وتعتبر حصص األسهم وخيارات األسهم واحدة من اآلليات المستخدمة في تحفيز المدير التنفيذي‬
‫األعلى على زيادة العائد الحدي للشركة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)10-2‬نظام الحوافز الناجح‬

‫نظام الحوافز الناجح‬

‫هل تتم إدارة نظام الحوافز‬ ‫هل يتم مكافأة الموظفون الذين‬ ‫هل يتوافق النظام مع ثقافة‬
‫بشكل جيد ومناسب؟‬ ‫يقومون بتحقيق أداء جيد؟‬ ‫واستراتيجية البنك؟‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالية اعتمادا على‪ :‬روبرت ماتيس‪ ،‬جون جاكسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬رشا محمد األحمد‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫هذا يعني أن هذا المفهوم مرتبط ارتباطا وثيقا بثقافة المؤسسة التي يتميز األداء فيها بأنه مرتفع وهذا‬
‫المفهوم ال يسري فقط على منطقة المزايا والتعويضات‪ ،‬إذ أن األجر حسب األداء هو تركيبة من‬
‫عمليات الموارد البشرية المختلفة تهدف لبناء بيئة تشجع الموظفين والمدراء على تطويع األهداف‬
‫وتؤسس ألن يحصل أفضل العاملين على أجر مميز عمن حوله‪ .‬األجر حسب األداء ثقافة من‬
‫الثقافات التى يجدر تضمينها فى المؤسسة وال يجوز التعامل معها كمبادرة منفصلة حتى ال تفقد الهدف‬
‫األساسي منها وهو دفع الموظف نحو أقصى أداء للحصول على أجر أفضل‪.‬‬

‫ولطالما كانت الفكرة السائدة لدى االقتصاديين ومنذ زمن بعيد بأن عقود التعويضات المجدية ينبغي‬
‫أن تربط األجر باألداء كي تمنح المديرين حوافز إيجابية تدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة فإن التعويضات تمثل أداة هامة لتقليص تكاليف الوكالة‪ ،‬وحساسية مشكلة التوكيل تضاعف‬
‫من ضرورة وأهمية التوظيف الفاعل لتلك األداة‪.‬‬

‫إن أعضاء مجلس اإلدارة ال يملكون عموما ال الوقت الكافي وال المعلومات الالزمة لرصد ومتابعة‬
‫جميع األعمال التي يقوم بها الجهاز التنفيذي والتأكد من أنها تصب جميعها في خدمة مصالح المالك‬
‫وحملة األسهم‪ ،‬ولذلك من المهم جدا استمالة المدير العام إلى التركيز في عمله على مصالح حملة‬
‫األسهم واالبتعاد عن خيارات المصالح الشخصية الضيقة‪ ،‬ويتم استمالتهم من خالل برنامج يربط‬
‫األداء بالتعويضات وهو ما يحقق إنجازات كبيرة من حيث خفض تكاليف الوكالة وتحسين األداء‬
‫وتعظيم قيمة األسهم‪.‬‬

‫‪046‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫إال أن ربط التعويضات باألداء قد يكلف المؤسسة تكاليف أكبر‪ ،‬وذلك ألن األجر الحساس لألداء‬
‫أقل جاذبية بالنسبة للمديرين التنفيذيين من األجر الثابت المماثل له من حيث القيمة المتوقعة‪ ،‬ونظ ار‬
‫لوجود ظروف تجعل التعويضات المرتبطة باألداء عرضة للمخاطر والمتمثلة في العوامل المستقبلية‬
‫الخارجة عن سيطرة المدير‪ ،‬والمديرون عادة ما يميلون إلى تجنب المخاطر وهو ما يقلل من قيمة‬
‫التعويضات القائمة على األداء بالنسبة للمديرين‪ ،‬وبتثبيت جميع العوامل األخرى فإن على الشركة أن‬
‫تقدم في حالة التعويضات القائمة على أساس األداء قيمة إجمالية تتجاوز بوضوح قيمة التعويضات‬
‫الثابتة الالزمة لتغطية قيمة حجز المديرين المعنيين‪ ،‬وطالما أن حوافز المديرين تتمتع بدرجة كبيرة من‬
‫األهمية فإن العقد المجدي ينبغي أن يقدم جزءا رئيسا من تعويضاته بأشكال تحفز إلى تحسين األداء‬
‫الجيد وتكافئ على األداء الجيد‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن التعويضات المستندة إلى األداء تكون حاف از لإلدارة العليا من أجل اتخاذ‬
‫الق اررات التي تخدم مصالح حملة األسهم‪ ،‬إال أنها غير كافية بوحدها ألنها قد تكون خطط التعويضات‬
‫عاجزة عن متابعة ومراقبة المديرين التنفيذيين‪ ،‬إذ يالحظ عند بعض مستويات ملكية األسهم يصبح‬
‫المديرين أكثر ثبوتا في وظائفهم ومن ثم يعولون على المزايا والمنافع الخاصة بمراكزهم الوظيفية أكثر‬
‫من مكاسب األسهم التي يمكن أن يحصلوا عليها من المخاطر المتزايدة‪ ،‬حيث تعد هذه اآللية معقدة‬
‫‪1‬‬
‫إلى حد ما ألسباب يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المديرين التنفيذيين ق اررات معقدة وغير روتينية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فاإلشراف المباشر على المديرين التنفيذيين يكاد صعب للحكم على نوعية ق ارراتهم‪ ،‬واإلجراء‬
‫األمثل يتمثل في التوجه نحو الربط التعويضات بالنتائج الفعلية القابلة للقياس مثل األداء المالي‬
‫للبنك؛‬
‫‪ -‬إن التغيرات االقتصادية والقانونية غير المتوقعة تصعب من معرفة وتتبع تأثيرات الق اررات‬
‫االستراتيجية التي اتخذها المديرين التنفيذيين وبالتالي الحكم على أدائهم؛‬
‫‪ -‬إن الق اررات االستراتيجية التي يتخذها المدير التنفيذي األعلى غالبا ما ينعكس تأثيرها على النتائج‬
‫المالية للمصرف على المدى البعيد‪ ،‬وهو ما يجعل صعوبة في تقييم أثر القرار المالي الحالي‬
‫على أداء المصرف في اآلجال البعيدة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يمكن الحكم على مدى فعالية وجدوى التعويضات من خالل طريقتين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسن راضي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.010-012‬‬
‫‪ .2‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.020‬‬

‫‪047‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫‪ -‬الطريقة األولى‪ :‬محاولة معرفة إن كانت هناك عالقة موجبة بين أداء المؤسسة وتعويض‬
‫المديرين التنفيذيين‪ ،‬أي دراسة التناسب بين مكافأة المديرين التنفيذيين وقيمة المؤسسة‪ ،‬فإذا كانت‬
‫العالقة موجبة يفترض أن يكون التعويض المبني على الحوافز ناجح وفعال‪ ،‬لكن دراسة لمايكل‬
‫جنسن وكيفن مورفي أثبتت العكس من خالل دراسة التعويض الكلي لما يزيد عن ‪ 0222‬مدير‬
‫تنفيذي ووجدا أنه كلما إزدادت قيمة الشركة بمبلغ دوالر واحد في المقابل يتم دفع ‪ 1.05‬دوالر‪ ،‬أي‬
‫أن حساسية األجر مقابل األداء منخفة جدا‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة الثانية‪ :‬تتمثل الطريقة الثانية لتقييم فعالية التعويض عن طريق الحوافز في الدليل القبلي‬
‫‪ ، Exante‬وهو معرفة إن كانت تلك الشركات التي فعلت آليات التعويض قد حققت أداء جيدا فيما‬
‫بعد‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الحوكمة وآلية تعويض المديرين التنفيذيين‬

‫لقد شهدت السوق المالية أثناء مدة االزدهار في التسعينيات ارتفاعا كبي ار وغير مسبوق في‬
‫تعويضات المديرين التنفيذيين في الشركات‪ ،‬حيث تضاعف وسطي األجر الحقيقي للمدير العام‬
‫التنفيذي (المصحح بمراعاة التضخم) خالل الفترة ‪ 0222-0550‬في الشركات المسجلة في دليل إس &‬
‫‪1‬‬
‫بي ‪ 522‬أكثر من أربع مرات متسلقا من ‪ 1,5‬مليون دوالر إلى ‪ 04,2‬مليون دوالر‪.‬‬

‫فمن أجل التوفيق بين التركيز على الربح طويل األجل للمستثمرين وهيكل تعويضات اإلدارة الذي‬
‫يكون بالعادة قصير المدى‪ ،‬فقد بادرت عدة شركات أمريكية بصيغة تعويض للمدراء التنفيذيين على‬
‫أساس سعر سهم المؤسسة‪ .‬وهذا بدوره أدى إلى زيادة التعويض من خالل األسهم والذي كان أقل من‬
‫‪ 0‬في المائة من األجر لكبار المدراء التنفيذيين في عام ‪ ،0522‬حتى وصل إلى أكثر من ‪ 52‬في‬
‫المائة مع عام ‪.0222‬‬

‫وقد حظيت تعويضات المديرين التنفيذيين منذ ذلك الحين بقدر كبير من االهتمام بين المستثمرين‪،‬‬
‫وخبراء االقتصاد المالي وكذلك على صعيد األطراف المعنية بتنظيم حركة السوق‪ ،‬ولكن نظ ار لهذا‬
‫الدافع لزيادة سعر السهم بشكل سريع فقد دفع بعض كبار المدراء التنفيذيين على أخذ المزيد من‬
‫المخاطر المتمثلة في زيادة الديون‪ ،‬والتي زادت بدورها عدد حاالت اإلفالس‪.‬‬

‫حيث هزت موجة فضائح الشركات التي اندلعت أواخر العام ‪ 0220‬الثقة في مجالس إدارة الشركات‬
‫ولفتت األنظار إلى العديد من مكامن الخطأ المحتملة في سياسات تعويضات المديرين التنفيذيين‪،‬‬
‫والحقيقة أن إفالس ‪ 02‬من أكبر الشركات في الواليات المتحدة جميعها حدثت في العقد الماضي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Brian J. Hall, Kevin J. Murphay, The Trouble with stock options, Journal of Economic Perspectives,‬‬
‫‪2003, p50.‬‬

‫‪048‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫ليمان براذرز‪ ،‬وواشنطن ميوتشوال‪ ،‬وورلدكوم‪ ،‬و جنرال موتورز‪ ،‬سي آي تي‪ ،‬إنرون‪ ،‬كونسيكو‪،‬‬
‫جلوبل‪ ،‬وكرايسلر‪ ،‬والرهن العقاري ثورنبرغ‪ ،‬والذي يصل بمبلغ تراكمي لما يزيد عن ‪ 0.5‬تريليون دوالر‪.‬‬

‫تتشابه حاالت اإلفالس هذه في ثالثة أوجه رئيسية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هيكل تعويض عال لكبار المدراء التنفيذيين؛‬

‫ثانيا‪ :‬نسبة كبيرة جدا من الدين في الميزانيات العمومية الخاصة لكل شركة؛‬

‫ثالثا‪ :‬سياسات محاسبية سمحت لهم بإخفاء الخسائر وغياب الشفافية‪.‬‬

‫ولقد علق روجر مارتن على هذا في كتابه "تحديد اللعبة" وانتقد مارتن نظام التعويض على أساس‬
‫حول التركيز من األعمال الفعلية الى التركيز على سوق األوراق‬ ‫األسهم لكبار المدراء التنفيذيين والذي ّ‬
‫المالية والذي يعتمد على التوقعات بشكل كبير‪ .‬وفي الواقع أصبح تركيز اهتمام كبار المدراء التنفيذيين‬
‫على إجابة توقعات سوق األسهم بدال من حل المشاكل التجارية الفعلية‪ ،‬ومواءمة عملياتها التجارية مع‬
‫احتياجات عمالئها‪.‬‬

‫وعليه فاالعتدال في تعويض المديرين التنفيذيين هو أمر مهم‪ ،‬حيث يمكن للشركات استخدام بحوث‬
‫التسويق للتعرف على مستوى التعويضات وتنتج عن هذه البحوث والدراسات نتائج ومعلومات كثيرة‬
‫تحتاج إلى تفسيرات دقيقة‪ ،‬ويمكن تحديد وتحليل إذا ماكان تعويض المدير التنفيذي مناسب أو ال من‬
‫‪1‬‬
‫خالل االجابة على األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬هل يمكن أن توظف الشركات األخرى هذا الشخص مدي ار تنفيذيا لديها؟‬
‫‪ -‬ما هي نتائج مقارنة تعويض المدير التنفيذي مع المدراء اآلخرين في شركات أخرى داخل‬
‫الصناعة؟‬
‫‪ -‬هل يتوافق ما يتم دفعه للمدير التنفيذي مع الموظفين داخل الشركة؟‬
‫‪2‬‬
‫وحتى يكون نظام التعويضات فعال ويحقق العدالة فيجب أن يتضمن عدة معايير‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫والحكومية؛‬ ‫← المالئمة‪ :‬وتعني درجة االيفاء بالمستويات الدنيا من المتطلبات اإلدارية والنقابية‬
‫← العدالة‪ :‬أن المدير التنفيذي يتلقى تعويضات بصورة عادلة تتناسب مع الجهود التي يقدمها‬
‫والمؤهالت التي يمتلكها؛‬
‫← التوازن‪ :‬ينبغي أن يحقق النظام التوازن فيما بين األجور والمنافع والحوافز؛‬

‫‪ .1‬روبرت ماتيس‪ ،‬جون جاكسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬رشا محمد األحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Ivansivich, human resources management, 4th ed. Houghtom Mifflin compang, 1997, P305.‬‬

‫‪049‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫← االقتصادية‪ :‬ينبغي أن تتناسب التعويضات المقدمة مع الجهود المبذولة والنتائج‪ ،‬وعلى الشركة‬
‫التأكد من أنها ال تقوم بدفع تعويضات مبالغ فيها؛‬
‫← األمان‪ :‬ينبغي أن تكون التعويضات كافية لمساعدة المدير التنفيذي على الشعور باألمان؛‬
‫← محفزة‪ :‬ينبغي أن يكون نظام التعويضات مناسب لجذب وتحفيز المدير التنفيذي على بذل العناية‬
‫المناسبة إلدارة المؤسسة بنجاح وكافية للمديرين لجعلهم يعملون بشكل أفضل في سبيل تحسين‬
‫أداء المؤسسة‪.‬‬

‫ويعتبر مجلس إدارة المصرف هو الكيان المسؤول عن وضع السياسات‪ ،‬ويجب أن يوافق على‬
‫إجمالي تعويضات المديرين التنفيذيين ووجود أعضاء مجلس اإلدارة الحريصين على حماية مصالح‬
‫المساهمين يمثل حاجة ماسة ليس فقط من أجل معالجة مشكلة تعويضات المديرين‪ ،‬ولكن أيضا من‬
‫أجل معالجة المشكالت المتعلقة بالحوكمة المؤسسية‪ ،‬من خالل انتقاء المديرين المناسبين واإلشراف‬
‫عليهم وتحديد تعويضاتهم بما يتوافق مع مصالح حملة األسهم‪ ،‬ولكن ما هي الطريقة التي تجعل‬
‫‪1‬‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة حريصين على مصالح حملة األسهم؟‪:‬‬

‫‪ -‬استقاللية أعضاء مجلس اإلدارة‪ :‬حيث ركزت الحوكمة المؤسسية على تعزيز استقاللية مجلس‬
‫اإلدارة إذ يعتبر عامال أساسيا لضمان فاعلية النموذج الرقابي‪ ،‬حيث تبنت األسواق المالية في‬
‫عام ‪ 0221‬معايير تسجيل تفرض على الشركات المتداول أسهمها في السوق المالية أن تكون‬
‫األغلبية في مجالس إدارتها من األعضاء المستقلين‪.‬‬
‫‪ -‬خطط تعويضات أعضاء مجلس اإلدارة‪ :‬حيث يتم االعتماد على حقوق الملكية لتعويض أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة بالقدر المطلوب من الحوافز االيجابية لدفعهم إلى التركيز على مصالح حملة‬
‫األسهم‪ ،‬لكن هذا يؤدي إلى ظهور مشكلة وكالة جديدة بين أعضاء مجلس اإلدارة وحملة األسهم‬
‫لطالما أن أعضاء مجلس اإلدارة يمسكون بزمام تعويضاتهم بأنفسهم‪ ،‬وهو ما يفرض وجود طرف‬
‫جديد يتم االعتماد عليه في تصميم التعويضات المحفزة ألعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬توطيد عالقة مجلس اإلدارة بحملة األسهم‪ :‬إن السبيل األنجع واألحسن لتطوير أداء مجلس‬
‫اإلدارة يكون عن طريق زيادة نفوذ حملة األسهم على حساب أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬فباإلضافة‬
‫إلى جعل أعضاء مجلس اإلدارة أكثر استقاللية عن الجهاز التنفيذي فيجب أيضا جعلهم أقل‬
‫استقاللية عن حملة األسهم‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يزود أعضاء مجلس اإلدارة بحوافز أكثر فاعلية‬
‫وقوة لخدمة مصالح حملة األسهم‪ .‬إن إكساب أعضاء مجلس اإلدارة شيئا من التبعية لحملة‬
‫األسهم من شأنه أن يضع حدا لتأثير بعض العوامل التي تجعل أعضاء مجلس اإلدارة يسعون‬

‫‪ .1‬لوسيان بيبتشك‪ ،‬جيسي فريد‪ ،‬ترجمة‪ :‬هاني الصالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.104‬‬

‫‪051‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وراء مصالحهم الشخصية أو العمل على خدمة مصالح المديرين التنفيذيين بدال من العمل على‬
‫خدمة مصالح حملة األسهم‪.‬‬
‫‪ .2‬هيكل الملكية‬

‫أدى إنفصال الملكية عن اإلدارة وتفويض المالك (األصيل) حق إدارة المؤسسة إلى مجموعـة‬
‫متخصصة من المديرين (الوكيل) إلى وجود اختالف جوهري فى المعلومات بين المـالك والمـديرين‬
‫وهو ما نتج عنه مشكلة عدم تماثل المعلومات )‪ (Information Asymmetry‬ودفع ذلـك المالك إلى‬
‫تحمل تكاليف الوكالة لقيامهم بوضع آليات للرقابة على تصرفات المديرين وتحفيزهم علـى تحقيـق‬
‫‪1‬‬
‫مصالحهم‪.‬‬

‫يتم تعريف هيكل الملكية من خالل توزيع األسهم فيما يتعلق باألصوات ورأس المال ولكن أيضا من‬
‫خالل هوية أصحاب األسهم‪ ،‬إن الفكرة الكامنة وراء مفهوم هياكل الملكية هو القدرة على فهم الطريقة‬
‫التي يتفاعل بها حملة األسهم مع إدارات المصارف‪.‬‬

‫إن دور المالك في تحقيق الرقابة الفعالة على سلوك االدارة يتوقف على نمط هيكل الملكية‪ ،‬إذ تعد‬
‫هوية مالكي المصرف على جانب كبير من األهمية وفـي مجـالين أساسـيين همـا حجـم ملكيـتهم وطبيعـة‬
‫المنـافع التـي تـؤول الـيهم نتيجـة لهـذه الملكيـة‪ ،‬اذ تصـنف هياكـل ملكيـة المصارف إلى نوعين يتمثـل‬
‫النـوع األول بالملكيـة المركـزة التـي تتركـز فيهـا الملكيـة أو السـيطرة المركـزة في عدد صغير من‬
‫المساهمين‪ ،‬إذ تـدير تلك المجموعات المحدودة في الغالب المصارف أو تسيطر عليه مما يعني أنها‬
‫ستؤثر فيه بقـوة نتيجـة المتالكهـا معظـم اسـهم المصرف وبالتـالي معظـم حقـوق التصـويت وهذا النمط‬
‫سائد فى دول إفريقيا وآسيا وأوربا ماعدا بريطانيا‪ ،‬أمـا النـوع الثـاني فيتمثـل بالملكيـة المشتتة والتي‬
‫يوضحها العدد الكبير من المالكين الذين يمتلك كل منهم عددا صغي ار من أسهم المصرف وال يملكـون‬
‫الحـق فـي االشـتراك بقـ اررات أو سياسـات اإلدارة كمـا ال يمارسـون مراقبـة أنشـطة المصرف عن قرب‪،‬‬
‫ويسود هذا النمط فى الواليات المتحدة وبريطانيا وكندا‪.2‬‬

‫ويعتبر هيكل الملكية أحد اآلليات المهمة للحوكمة المؤسسية التي من شأنها التأثير على أداء‬
‫المصارف‪ ،‬ويعرف هيكل الملكية بأنه مجموع حصص رأس المال التي تمتلكها المجموعات واألفراد‬
‫والتي تشكل في مجموعها رأس مال المصارف‪ ،‬وباختالف هذه المجموعات فإن اهتماماتها‬

‫‪ .1‬مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى‪ ،‬أثر هيكل الملكية وخصائص مجلس اإلدارة على التحفظ المحاسبى فى التقارير المالية‪ :‬دليل من البيئة‬
‫االطالع‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،http://www.bu.edu.eg/portal/uploads/Commerce/Accou nting%2.pdf‬‬ ‫ص‪،00‬‬ ‫المصرية‪،‬‬
‫‪.0205/02/05‬‬
‫‪ .2‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة الدولية وعولمة أسواق رأس المال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص‪.205‬‬

‫‪050‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫ررات اإلدارية والمالية تختلف‪ ،‬فقد خلصت دراسة ‪Shleifer and Vishny‬‬
‫ومصالحها وتأثيراتها في الق ا‬
‫سنة ‪ 0586‬إلى أن المجموعات المكونة لهيكل ملكية المؤسسة تسعى إلى تحقيق مصالح وأهداف‬
‫‪1‬‬
‫ليست بالضرورة أن تكون متجانسة فيما بينهم‪.‬‬

‫‪ .2.1‬كبار المساهمين (تركز الملكية)‪ :‬يتحدد مفهوم تركز الملكية في المصارف بعنصرين أساسيين‬
‫هما‪ :‬عدد كبار المساهمين والنسبة المئوية لألسهم التي يمتلكها هؤالء المساهمون من مجموع األسهم‪،‬‬
‫ويصنف المساهمون على أنهم كبار المساهمون إذا فاقت نسبة امتالكهم من األسهم ‪ %5‬من إجمالي‬
‫األسهم‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مزايا تركز الملكية‪ :‬يمثل تركز الملكية أحد آليات الحوكمة الداخلية التي تهدف إلى التخفيف‬
‫من مشكلة الوكالة‪ ،‬ومنع المدراء من االبتعاد كثي ار عن تحقيق مصالح المالكين‪ ،‬إضافة إلى السيطرة‬
‫على قيمة المصارف‪ ،‬وذلك يتجسد من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إن هيكل الملكية المركز الذي يضم عدد قليل من المساهمين يمتلكون النسبة األكبر أسهم‬
‫المصرف والذين يعرفون بكبار المساهمين يمتاز بالقدرة على ثني مدراء المصارف من ممارسة‬
‫سلوك المخاطرة المعنوية؛‬
‫‪ -‬عادة ما يميل المساهمون الكبار إلى اإلبقاء على استثماراتهم في المصرف لمدة طويلة ونتيجة‬
‫لذلك فإنهم يميلون إلى تأييد الق اررات االستراتيجية التي تتضمن تطوير أداء المصرف على‬
‫المدى الطويل دون الق اررات التي تهدف إلى تحقيق مكاسب على المدى القصير؛‬
‫‪ -‬يتمتع كبار المساهمين بقدرات وامكانيات كبيرة على توجيه ورقابة األنشطة االدارية التي من‬
‫خاللها يمكن المساهمة في رفع وتيرة أداء المصرف‪.‬‬

‫وتكتسب آلية تركز الملكية أهمية كبيرة بسبب تأثيرها في فاعلية الرقابة على الق اررات االدارية‪،‬‬
‫فالملكية المنتشرة ‪ Diffuse ownership‬والتي تتمثل في عدد كبير من المساهمين لعدد قليل من األسهم‬
‫مع عدد قليل من المالكين لعدد كبير من األسهم ينتج رقابة ضعيفة على قرارات اإلدارة‪ ،‬وقد أظهرت‬
‫نتائج كثير من األبحاث في المجال المالي بأن درجة عالية من تركز الملكية يجعل احتمالية توجه‬
‫‪2‬‬
‫الق اررات اإلستراتيجية للمدراء نحو تعظيم ثروة المساهمين أكبر‪.‬‬

‫‪ .2.2‬صور تركز الملكية‪ :‬تتنوع ملكية المصارف حسب مؤسسيها إلى مصارف عائلية‪ ،‬أو مصارف‬
‫مؤسسة من قبل الجهات الرسمية أو شبه الرسمية‪ ،‬مؤسسات تابعة للمؤسسات المالية‬

‫‪ .1‬عماد زياد رمضان‪ ،‬أدوات الحاكمية المؤسسية وتكاليف الوكالة اإلداري دراسة تطبيقية على السوق األردني‪ ،‬المجلة المصرية للدراسات‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،34‬العدد ‪ ،3‬ص‪.060‬‬

‫‪ .2‬صالح الدين محمد امين االمام‪ ،‬دور حوكمة الشركات في عمليات تقييم االستثمار‪ ،‬المؤتمر العلمي االول لهئية النزاهة‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪052‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫واالستثمارية‪ ،‬شركات مملوكة للمساهمين األفراد‪ ،‬والمؤسسات المتنوعة التي تحوي كل أو بعض‬
‫هذه الخصائص‪ ،‬ويمكن تقسيم أنواع الملكية إلى‪:‬‬
‫تعني مقدار أو نسبة امتالك أو سيطرة اإلدارة على المؤسسة‬ ‫‪ .2.2.1‬الملكية االدارية‪:‬‬
‫بمعنى آخر قيام بعض حملة االسهم بالمشاركة في االدارة التنفيذية للمؤسسة وتملكهم لجزء من أسهم‬
‫المؤسسة‪ ،‬وتظهر نظرية الوكالة أن ملكية األسهم من قبل المديرين تساعد على تقارب مصالحهم مع‬
‫حملة األسهم ويحد من سلوكهم االنتهازي ويحسن من جودة األرباح‪ ،‬في حين يرى ‪(Fama and‬‬
‫)‪ Jensen, 1983‬أنه عند المستويات األعلى من ملكية اإلدارة فإن المديرين يمتلكون سيطرة كافية‬
‫لتحقيق أهدافهم الخاصة دون الخوف من عواقب ذلك على مصالح المالكين اآلخرين‪ ،‬ويستطيع‬
‫حملة األسهم الكبار مراقبة اإلدارة إال أنهم يمتلكون القوة للتأثير سلبا على مصالح المساهمين‬
‫الصغار ويمكن أن يصبحوا جزءا من اإلدارة العليا‪ ،‬أو يستطيعون أن يؤثروا عليها بسبب ملكيتهم‪،1‬‬
‫كما أشارت دراسة ‪ Han‬سنة ‪ 0225‬إلى أنه طبقا آلثار الحصانة فإن تزايد الملكية اإلدارية يخفض‬
‫من مصداقية المعلومات المحاسبية لتزايد ممارسات إدارة األرباح وضعف آليات الرقابة على‬
‫‪2‬‬
‫تصرفات اإلدارة‪.‬‬

‫ويمكن للملكية اإلدارية أن تؤثر في تكاليف الوكالة بطريقتين‪:‬‬

‫‪ -‬تأثر تقارب المصالح ‪ :The Convergence of Interest‬وجود إدارة تتمتع بحصة ملكية مرتفعة‬
‫ونفوذ مهم‪ ،‬يحدث تقارب للمصالح مع حملة األسهم الخارجيين‪ .‬وهنا ال يتخذ المستثمرون‬
‫المالك ق اررات تحقق منافع خاصة لهم‪ ،‬نظ اًر إلى َّأنهم سيتحملون عواقب سلوكهم الذي لن يؤدي‬
‫إلى تعظيم قيمة المنشأة‪ .‬بالمقابل إذا كان لإلدارة حصة ملكية منخفضة ستكون دوافعها ضعيفة‬
‫للعمل بما يحقق مصالح حملة األسهم الخارجيين‪ ،‬ومن ثم وفي هذه الحالة يتوقع أن يؤدي تأثير‬
‫اختالف المصالح إلى وجود تكاليف وكالة أكبر‪ ،‬وقد أظهرت نتائج الدراسات أنه عندما تكون‬
‫اإلدارة تملك ‪ %02‬من حقوق الملكية فإن مصالحها تتقارب مع مصالح حملة األسهم اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير استحكام اإلدارة ‪ :Management Entrenchment‬يزداد نفوذ اإلدارة مع زيادة حصتها في‬
‫الملكية‪ ،‬ومن ثم يكون لديها مجال أوسع للعمل بشكل نفعي واتخاذ الق اررات التي تحقق‬
‫مصالحها‪.‬‬

‫فعندما تكون الملكية اإلدارية مرتفعة من المتوقع أن تتم زيادة ثروة المديرين من خالل المبالغة في‬
‫األرباح عن الفترة الحالية وتحويل الثروة من حملة األسهم الخارجيين إليها‪ ،‬أي أن إذا كانت حصة‬

‫‪ .1‬غسان أبو سعود وآخرون‪ ،‬أثر هيكل الملكية على أداء الشركات الصناعية األردنية‪ ،‬المجلة العربية للمحاسبة‪ ،‬المجلد السابع عشر‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ .2‬مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪053‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫اإلدارة مرتفعة‪ ،‬فإنها ستعمل على اختيار السياسات المحاسبية التي تقلل من التحفظ المحاسبي‪ ،‬بحيث‬
‫تؤدي إلى المبالغة في األرباح بما سيؤدي إلى زيادة مكافآتها وتعويضاتها‪ .‬وهنا ينظر إلى أن للتحفظ‬
‫المحاسبي كمؤشر عن جودة االرباح المحاسبي دورا‪ ،‬من خالل دوره في تقليل تفاؤل اإلدارة أو الحد‬
‫‪1‬‬
‫منه وتقييد الق اررات أو األفعال التي قد تؤدي إلى المبالغة في األرباح أو تضخيم األصول‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬الملكية المؤسسية‪ :‬تعني أن يتم امتالك أو السيطرة على الشركات أين تتركز ملكية‬
‫األسهم من قبل بعض المؤسسات مثل صناديق االستثمار‪ ،‬شركات التأمين وصناديق المعاشات حيث‬
‫تحد المؤسسية من تصرفات اإلدارة االنتهازية وتخفيض مشاكل الوكالة‪ ،‬وتخفيض حالة عدم التماثل‬
‫بين اإلدارة والمستثمرين في السوق فضال عن رغبة المؤسسات في إعداد قوائم مالية ذات جودة عالية‪،‬‬
‫كما أن زيادة ملكية مؤسسات االستثمار يؤدي إلى تحسين جودة المعلومات المحاسبية والحد من‬
‫التصرفات االنتهازية‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬ملكية كبار المستثمرين‪ :‬وتعني أن المصرف يتم السيطرة عليه من قبل عدد صغير‬
‫من كبار المستثمرين‪ ،‬ومن الناحية النظرية فإن المساهمين يقومون بدور الرقابة على أداء اإلدارة‬
‫للتخفيف من تكاليف الوكالة اإلدارية‪ ،‬إال أنه من الناحية العملية فإن صغار المساهمين ليست لديهم‬
‫القدرة أو الحافز على الرقابة أو التأثير في أداء اإلدارة‪ ،‬وبالمقابل فإن كبار المساهمين لديهم الحافز‬
‫والقدرة على الرقابة اإلدارية بشكل كفء‪ ،‬وبشكل عام فإنه كلما زادت نسبة مساهمة المستثمر كلما‬
‫زادت القدرة والحافز للرقابة على األداء بهدف حماية مصالحه حيث خلصت دراسة ‪(Shleifer and‬‬
‫)‪ Vishny, 1986‬ودراسة )‪ (Bukart, 1995‬إلى أن زيادة نسبة كبار المساهمين في الشركة يعمل على‬
‫منع عمليات السيطرة الخارجية على الشركة مما يشعر اإلدارة باألمان األمر الذي ينعكس إيجابا على‬
‫‪2‬‬
‫تكاليف الوكالة واألداء‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬الملكية العائلية‪ :‬هي مؤسسات تنسب الى عائلة معينة وتكتسب شهرتها من شهرة‬
‫العائلة أو العكس أن تكتسب العائلة شهرتها من خالل شهرة المؤسسة التي تحمل إسمها‪ ،‬وهي‬
‫مؤسسات في أغلب األحيان مغلقة على مالكها وقد يكون هناك سيطرة فقط من العائلة على‬
‫المؤسسة وليست ملكية بنسبة ‪ ،%022‬وقد يكون مؤسسها أو أحد أفراد عائلته هو رئيس مجلس‬
‫اإلدارة أو عضو فيه‪ ،‬أو مدير تنفيذي أو مالك لـ‪ %5‬على األقل من أسهم المؤسسة‪ ،‬كذلك هي‬
‫المؤسسة التي يكون فيها أكثر من شخص واحد من نفس العائلة ويملك كل واحد منهم ‪ %5‬فأكثر‬
‫من أسهم المؤسسة‪.‬‬

‫‪ .1‬علي يوسف‪ ،‬أثر محددات هيكل ملكية المنشأة في تحفظ التقارير المالية " دراسة تطبيقية"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادة‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد األول‪ ،0200 ،‬ص‪.050‬‬
‫‪ .2‬عماد زياد رمضان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 28‬‬

‫‪054‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وتركز الملكية له تأثير إيجابي على القيمة ألنه يخفف صراع المصالح بين المالكين والمديرين وهو‬
‫ما يقلل من مشاكل الوكالة وقد يزيلها نهائيا‪ ،‬وهو ما يؤثر ايجابيا على قيمة إدارة العائلة وتتمتع هذه‬
‫المؤسسات برؤية طويلة األجل ناجمة عن رغبة المؤسسين في بقاء الشركة لألجيال القادمة‪ ،‬لكن‬
‫‪1‬‬
‫هناك العديد من المخاطر المرتبطة بهذا النوع من هياكل الملكية منها‪:‬‬

‫‪ -‬النزاعات التي قد تنشأ بين داخل العائلة خاصة بين الذين يعملون في المؤسسة وبين من هم‬
‫مجرد حملة أسهم‪ ،‬ومع نمو الشركة فإن معادلة المالك‪ /‬المدير تتغير ويزداد تعقد األمور وتنشأ‬
‫الحاجة إلى وجود أنظمة رسمية تضبط العالقات مابين األجيال الجديدة من العائلة والمديرين من‬
‫غير العائلة؛‬
‫‪ -‬مخاطر ناشئة عن توظيف وادارة المستقبل المهني بمديرين من نفس العائلة والمديرين من خارج‬
‫العائلة‪ ،‬حيث يجب انتهاج سياسة تساوي بين المديرين من داخل العائلة والمديرين من خارج‬
‫العائلة من خالل نظام ترقية مستند على الكفاءة واألداء‪ ،‬كما يجب أن تكون هناك عدالة‬
‫وشفافية في أنظمة الحوافز المادية وغير المادية‪.‬‬

‫وت تسم االقتصاديات الناشئة مقارنة باالقتصاديات المتطورة بتركز الملكية‪ ،‬حيث تكون مجموعات‬
‫حملة األسهم ذات عالقة قوية بعائلة أو بعائالت محددة‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬الملكية الحكومية‪ :‬تعني أن تقوم الحكومة باإلمتالك المباشر للمصرف أو السيطرة‬


‫عليه أو أن تقوم أحد المؤسسات التابعة للحكومة بشكل غير مباشر بامتالك أو السيطرة على‬
‫المصارف‪.‬‬

‫وتعتبر الملكية الحكومية للمصارف هي األكثر شيوعا وانتشا ار في كل أرجاء العالم وخاصة في‬
‫الدول ذات المؤسسات الضعيفة‪ ،‬وأن لهذا النوع من الملكية تأثيرات مميزة على تخصيص الموارد‬
‫وتحقيق التطور االقتصادي حيث يرى ‪ Alexander Gershenkron‬أن التطور المالي ضروري لتحقيق‬
‫النمو‪ ،‬فيشير إلى أن المصارف ذات الملكية الخاصة هي المحرك الرئيسي لتوجيه اإلدخارات نحو‬
‫الصناعة في العديد من الدول الصناعية خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر خاصة في‬
‫ألمانيا‪ ،‬إال أنه في بعض الدول كروسيا لم تتطور المؤسسات االقتصادية بدرجة كافية لتصبح مصارفا‬
‫خاصة لكي تؤدي دور التطور الرئيسي لذلك كان على الحكومة أن تتدخل ومن خالل مؤسساتها‬
‫المالية فهي تستطيع أن تبدأ بالتطور المالي‪.‬‬

‫‪ .1‬غسان أبو سعود وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪055‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫وحسب (‪ )Turnbull 1994‬فالعالقة المفترضة بين المساهمة الحكومية واألداء هي عالقة سلبية ألن‬
‫ممثل الحكومة في مجلس اإلدارة يمثل ظاهرة الوكيل الذي يمثل وكيل‪ ،‬حيث الوكيل الثاني هو‬
‫صاحب القرار في المؤسسة الحكومية الذي قام بترسيخ الوكيل األول في مجلس اإلدارة مما قد‬
‫‪1‬‬
‫يضاعف من مشكلة الوكالة ويزيد من تكاليفها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية‬

‫تعتبر اآلليات الخارجية للحوكمة المصرفية المكون الثاني من مكونات حوكمة المصارف‪ ،‬وتتمثل‬
‫آليات الحوكمة الخارجية بالرقابات التي يمارسها أصحاب المصالح الخارجيين على المصرف‪،‬‬
‫والضغوط التي تمارسها المنظمات الدولية المهتمة بهذا الموضوع‪ ،‬حيث يشكل هذا المصدر أحد‬
‫المصادر الكبرى المولدة لضغط هائل من أجل تطبيق قواعد الحوكمة‪.‬‬

‫‪ .1‬السوق لرقابة الشركات ( االستحواذ العدائي)‬

‫تنامى استخدام آلية السوق لرقابة الشركات أو ما يعرف باالستحواذ العدائي في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي‪ ،‬وذلك بسبب فشل آليات الحوكمة الداخلية من منع‬
‫اإلدارة والمدراء من اإلنحراف عن هدف تعظيم منافع المصارف ومن ثم تعظيم قيمة المساهم‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مفهوم آلية السوق لرقابة الشركات‪ :‬إن ضعف آليات الحوكمة الداخلية ينعكس سلبا على‬
‫أداء المصارف‪ ،‬وهو ما يعطي انطباعا واشارة للمصارف األخرى بإمكانية أن تكون تلك‬
‫المصارف هدفا لالستحواذ مستقبال‪ ،‬حيث يشكل ذلك دافعا قويا للمدراء لتحقيق مستويات أداء‬
‫عالية لالحتفاظ بمراكزهم الوظيفية واستبعاد استهداف مؤسستهم‪ ،‬ويتضمن السوق لرقابة‬
‫الشركات في المصارف مجموعة المالكين المحتملين الذين يودون االستحواذ على المصارف‬
‫الضعيفة األداء‪ ،‬وذلك من خالل تغيير اإلدارة العليا باعتبارها المسؤولة عن األداء الذي حققه‬
‫المصرف وسوء تطبيق الق اررات اإلستراتيجية‪ ،‬حيث يعتبر األداء ضعيف عندما يحقق المصرف‬
‫معدل عائد أقل من المتوسط‪.‬‬

‫وضمن هذا اإلطار تختلف وجهات النظر في تقييم فعالية السوق لرقابة الشركات في تحقيق‬
‫االنضباط اإلداري ألداء المدراء في المصارف‪:‬‬

‫‪ -‬وجهة النظر األولى‪ :‬يرى بعض الباحثين أن السوق لرقابة الشركات تعتبر أحد اآلليات‬
‫الفاعلة في الرقابة وضبط أداء اإلدارة الضعيفة‪ ،‬حيث أن تهديد االستحواذ يضع إدارة‬

‫‪ .‬فاطمة جاسم محمد‪ ،‬بان توفيق نجم‪ ،‬أثر الملكية في المرونة المالية للمصارف دراسة مقارنة بين مصرفي الشرق األوسط العراقي‬
‫‪1‬‬

‫لالستثمار ومصرف االستثمار السعودي‪ ،‬مجلة االقتصادي الخليجي‪ ،‬العدد ‪ ،0225 ،06‬ص ص‪.026-025‬‬

‫‪056‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المصرف تحت طائلة الضبط الشديد من خالل التغذية العكسية المؤسساتية بين صنع‬
‫الق اررات داخل المصرف وبين سوق األسهم‪ ،‬وهو ما يدفع اإلدارة التنفيذية إلى السعي والعمل‬
‫على تحسين العوائد‪ ،‬وتجنب االستثمار في األصول المنخفضة األداء من أجل المحافظة‬
‫على مراكزهم الوظيفية‪ ،‬ألن المنافسة الشديدة تؤثر على المصارف ذات األداء الضعيف‬
‫وبالتالي تجبر مخاطر االفالس فريق االدارة العليا للعمل بفعالية في بيئة السوق‪.‬‬
‫‪ -‬وجهة النظر الثانية‪ :‬وعلى النقيض من وجهة النظر األولى‪ ،‬يرى باحثون آخرون أن آليات‬
‫الحوكمة الخارجية لضبط أداء المدراء في المصارف ضعيفة‪ ،‬خاصة في الدول النامية نظ ار‬
‫لغياب السوق لرقابة الشركات طالما يشعر المودعون بأن ودائعهم المصرفية مضمونة‪ ،‬وعليه‬
‫فإن معظم الدول النامية تركز على آليات الحوكمة الداخلية وخاصة آلية تركز الملكية‬
‫وتشكيل مجلس اإلدارة من األعضاء الخارجيين المستقلين‪.‬‬
‫‪ .1.2‬أشكال االستحواذ‪ :‬يحصل االستحواذ بأحد الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ .1.2.1‬التملك ‪ :Acquisition‬ويتم االستحواذ بطريقة التملك من خالل ثالث صور‪:‬‬
‫‪ .1.2.1.1‬االندماج المصرفي‪ :‬تطبيقات االندماج بصفة عامة تهتم باتحاد مصالح بنكين أو‬
‫أكثر‪ ،‬وقد يتم هذا االتحاد من خالل المزج الكامل بين المصرفين لظهور كيان جديد يكون عادة أقوى‬
‫من المصرفين قبل االندماج يمثل أداة تـستخدمها الـمصارف بغـرض التوسـع فـي عملياتهـا التشغيلية‪،‬‬
‫وتهدف في كثير من األحيان إلـى زيـادة ربحيتهـا عـلى المـدى البعيـد وعـادة مـا تحـدث عمليات االندماج‬
‫قادر على تحقيق األهداف التي ال يستطيع أن يحققها‬
‫بالتحالف أو التكامل لخلق كيان جديد يكون ا‬
‫المصرف بمفرده‪ ،‬أو للتغلب على مشاكل قائمة حاليا أو متوقعة في المستقبل ما يساعد على تعزيز‬
‫الموقف المالي للمحافظة على التنافسية ونتيجة االندماج هو اختفاء المصرفين وظهور مصرف ثالث‬
‫أقوى منهما بالتوافق والتراضي بيـن الطـرفين فـي إطـار يتـسم ببـذل العناية الالزمة لضمان أن التطبيق‬
‫‪1‬‬
‫سيعود بالفائدة على كال الطرفين (الدامج – المندمج)‪.‬‬

‫ولقد عرفت عمليات االندماج توسعا كبي ار خالل عقد التسعينيات من القرن الماضي وفي مختلف‬
‫الصناعات خاصة في مجال الصناعة المصرفية‪ ،‬ويعود ذلك للتطور التكنولوجي وتحرير الخدمات‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث بلغت قيمة االندماجات بين المصارف نحو ‪ 485‬مليار دوالر عام ‪.0555‬‬

‫‪ .1.2.1.2‬استحواذ عن طريق شراء األسهم‪ :‬تتمثل الطريقة الثانية في تملك المصارف في قيام‬
‫المصرف المستحوذ بشراء أسهم المصرف المستحوذ عليه من خالل عرض شراء يقدم لمساهمي‬

‫‪ .1‬محمد فوزي‪ ،‬االندماج واالستحواذ للتأثير على كفاءة األداء المالي واإلداري‪ ،‬جريدة الشرق القطرية‪ ،‬الصادرة يوم ‪ ،0204/00/22‬النسخة‬
‫االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪ ،http://www.al-sharq.com :‬تاريخ االطالع‪.0205/25/02 :‬‬

‫‪057‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫المصرف المستحوذ عليه‪ ،‬وسداد قيمة هذه األسهم نقدا أو مبادلتها بأسهم المصرف المستحوذ يحصل‬
‫عليها مساهموا المصرف المستحوذ عليه‪.‬‬
‫‪ .1.2.1.2‬استحواذ عن طريق شراء األصول‪ :‬ويقصد به قيام المصرف المستحوذ بشراء كامل‬
‫أصول المصرف المستحوذ عليه نقدا‪ ،‬حيث يقوم المصرف المستحوذ على أصوله بتوزيع مقابل‬
‫األصول المستحوذ عليها على مساهميه‪ ،‬وذلك تمهيدا لتصفية المصرف المستحوذ عليه أو أن يستخدم‬
‫‪1‬‬
‫المصرف المستحوذ على أصوله مقابل األصول في تغيير نشاطه الرئيسي‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬منافسين بالوكالة ‪Proxy Contests‬‬
‫يتم ذلك‬
‫‪ .1.2.2‬شخصية عابرة (تحويل شركة مساهمة إلى شركة خاصة) ‪ّ :Going Private‬‬
‫من خالل قيام شركة مساهمة بإعادة شراء أسهمها القائمة لكي تصبح شركة خاصة‪ ،‬ويطلق على‬
‫األسهم التي يتم إعادة شرائها بواسطة الشركة ‪ Treasury stocks‬أي أسهم الخزينة‪ ،‬وتتم عملية شراء‬
‫الشركة ألسهم ها بقيام الشركة باسترجاع بعض من أسهمها المصدرة بالدفع نقدا مقابل الحصول على‬
‫األسهم من المساهمين مباشرة‪ ،‬ويمكن أن يتم ذلك بالشراء المباشر من السوق‪ ،‬أو من خالل عملية‬
‫اكتتاب عكسي بسعر محدد‪ ،‬أو من خالل مزاد معين حسب أسعار محددة في جدول‪ .‬وهي شبيهة‬
‫بعملية خفض أرس المال في كونها تؤدي إلى خفض عدد األسهم المصدرة‪ ،‬إال أنها تختلف في كونها‬
‫عملية شراء حقيقية‪ ،‬ال مجرد مناقلة شكلية من بند رأس المال إلى بنود أخرى من ضمن حقوق‬
‫المساهمين‪ .‬فهي إذا عملية تتطلب قيام الشركة بدفع أموال نقدية للمساهمين للحصول على األسهم‬
‫‪2‬‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫‪ .2‬منافسة سوق المنتجات ( الخدمات) وسوق العمل اإلداري‪ :‬تعتبر المنافسة في سوق المنتج‬
‫أحد آليات الحوكمة المهمة‪ ،‬حيث أن اإلدارة التي ال تقوم بعملها بشكل مناسب أو غير كفؤة‪ ،‬سوف‬
‫تؤدي إلى فشل المؤسسة وعدم قدرتها على منافسة المؤسسات التي تعمل في نفس حقل الصناعة‬
‫وبالتالي قد تتعرض لإلفالس‪ ،‬وعليه فآلية المنافسة في سوق المنتج تساهم في انضباط اإلدارة خاصة‬
‫إذا كانت هناك سوق فعالة للعمل اإلداري لإلدارة العليا‪ ،‬وهو ما يعني أن إفالس المؤسسة سوف يكون‬
‫‪3‬‬
‫له تأثير سلبي على آفاق التطور الوظيفي للمدير وأعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ .2‬التدقيق الخارجي ‪ :External Auditing‬تعتبر وظيفة التدقيق الخارجي من الوظائف األساسية‬
‫التي تعمل على تحسين نوعية القوائم المالية‪ ،‬وحتى يتحقق ذلك ينبغي على لجنة التدقيق األخذ‬

‫‪ .1‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬استحواذ الشركات‪ ،‬السلسلة السادسة‪ ،‬العدد ‪ ،0‬سبتمبر ‪ ،0201‬الكويت‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫للجريدة‪:‬‬ ‫الرسمي‬ ‫الموقع‬ ‫االلكترونية‪،‬‬ ‫النسخة‬ ‫عمان‪،‬‬ ‫جريدة‬ ‫أسهمها‪،‬‬ ‫الشركة‬ ‫شراء‬ ‫غالب‪،‬‬ ‫ورسمه‬ ‫القادر‬ ‫‪.2‬عبد‬
‫‪ http://2015.omandaily.om/?p=211417‬تاريخ االطالع‪.0205/25/24 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Hess David, Impavido Gregorio, Governance of Public Pension Funds: Lessons from Corporate‬‬
‫‪Governance and International Evidence, Policy Research Working Papers, August 2003, P54,‬‬

‫‪058‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫بعين االعتبار نوعية تلك القوائم وليس توافقها فقط‪ ،‬وبالتركيز على دور مجلس اإلدارة في اختيار‬
‫المدقق الخارجي يرى ‪ Parker & Abbot‬إن لجان التدقيق المستقلة والنشيطة سوف تطلب تدقيقا ذا‬
‫نوعية عالية‪ ،‬وبالتالي يجب اختيار المدققين األكفاء والمتخصصين في حقل الصناعة الذي تعمل‬
‫فيه الشركة‪ .‬يمثل التدقيق الخارجي حجر الزاوية لحوكمة جيدة للشركات المملوكة للدولة‪ ،‬إذ يساعد‬
‫المدققون الخارجيون هذه الشركات على تحقيق المساءلة والنزاهة وتحسين العمليات فيها‪ ،‬ويغرسون‬
‫الثقة بين أصحاب المصالح والمواطنين بشكل عام‪.1‬‬

‫ويؤكد معهد المدققين الداخليين في الواليات المتحدة األمريكية ‪Institute of Internal Auditors‬‬
‫)‪ (IIA‬على أن الحوكمة الجيدة تتوقف على المعلومات المتولدة عن األطراف األربعة التي تشكل نظام‬
‫الحوكمة وهي‪ :‬مجلس اإلدارة‪ ،‬اإلدارة التنفيذية‪ ،‬المدققون الداخليون والمدققون الخارجيون وأن هذه‬
‫العناصر األربعة تشكل الفهم الداخلي ألنشطة المؤسسة مع التقييم الخارجي المستقل‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫إدارة التدقيق الخارجي من األطراف الرئيسية المعنية بتطبيق مفهوم الحوكمة‪ ،‬كما أكدت مبادئ وقواعد‬
‫الحوكمة المؤسسية على ضرورة تطوير وظيفة التدقيق الخارجي‪ ،‬وتفعيل دوره في إطار آليات الحوكمة‬
‫مع التركيز على عالقته بلجنة التدقيق والمدقق الداخلي‪ ،2‬حيث للتدقيق الخارجي دور مهم وفعال في‬
‫إنجاح حوكمة الشركات ألنه يقلص أو يقضي على التعارض بين المساهمين واإلدارة‪ ،‬كما أنه يقضي‬
‫على عدم تماثل المعلومات المحاسبية المحتواة بالقوائم المالية‪ ،‬فالمدقق الخارجي يضفي ثقة ومصداقية‬
‫على المعلومات المحاسبية من خالل المصادقة على القوائم المالية التي تعدها الشركة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫مراجعتها والتأكد من صحة البيانات والمعلومات الواردة بها‪ ،‬بحيث يقوم بإعداد تقارير مفصلة ترفق‬
‫‪4‬‬
‫بالقوائم المالية‪ ،3‬ويتمثل دور التدقيق الخارجي في تعزيز مسؤوليات الحوكمة من خالل‪:‬‬

‫اإلشراف ‪ :Oversight‬ينصب اإلشراف على التحقق مما إذا كانت الشركات المملوكة للدولة‬ ‫‪-‬‬
‫تعمل ما هو مفروض أن تعمله ويفيد في اكتشاف ومنع الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫‪ -‬التبصر ‪ :Insight‬أما التبصر فانه يساعد متخذي الق اررات‪ ،‬وذلك بتزويدهم بتقويم مستقل‬
‫للبرامج والسياسات‪ ،‬العمليات والنتائج‪.‬‬
‫‪ -‬الحكمة ‪ :Foresight‬وأخي ار تحدد الحكمة االتجاهات والتحديات التي تواجهها الشركة‪.‬‬

‫‪ .1‬عباس حميد التميمي‪ ،‬آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة‪ ،‬ص‪ ،05‬الرابط‪:‬‬
‫‪ ،www.nazaha.iq/search_web/muhasbe/2.doc‬تاريخ االطالع‪.0205/25/02 :‬‬
‫‪ .2‬أسامة بن فهد الحيزان‪ ،‬تطوير أداء وظيفة التدقيق الداخلي لتفعيل متطلبات الحوكمة‪ ،‬مجلة المحاسبة واإلدارة والتأمين‪ ،‬كلية التجارة‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،0228 ،22‬ص‪.055‬‬
‫‪ .3‬عمر اقبال توفيق المشهداني‪ ،‬تدقيق التحكم المؤسسي في ظل معايير التدقيق المتعارف عليها‪ ،‬مجلة اداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،0200 ،20‬ص‪.002‬‬
‫‪ .4‬عباس حمد التميمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪059‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫والنجاز كل دور من هذه األدوار يستخدم المدققون الخارجيون التدقيق المالي‪ ،‬وتدقيق األداء‪،‬‬
‫والتحقق والخدمات االستشارية وقد أكدت بعض المنظمات المهنية والهيئات التنظيمية على ضرورة‬
‫أخذ وظيفة التدقيق الداخلي بعين االعتبار من المدقق الخارجي‪.‬‬

‫‪ .2‬اآلليات القانونية والتنظيمية‬

‫تؤثر اآلليات القانونية والتنظيمية على التفاعالت التي تجري بين مختلف األطراف المرتبطة مباشرة‬
‫بعملية الحوكمة‪ ،‬ليس فيما يتصل بدورهم ووظيفتهم في هذه العملية‪ ،‬بل على كيفية تفاعلهم مع‬
‫بعضهم‪ ،‬حيث فرض قانون ‪ Sarbanes-Oxly Act‬مثال قواعد على الشركات المساهمة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة تشكيل مجلس االدارة من أغلبية أعضاء مستقلين؛‬


‫‪ -‬وضع خطوط اتصال فعالة بين المدقق الخارجي ولجنة التدقيق؛‬
‫‪ -‬تعميق الدور االشرافي للجنة التدقيق على عملية إعداد التقارير المالية؛‬
‫‪ -‬تكليف لجنة التدقيق بمهمة واعفاء المدقق الخارجي والمصادقة على الخدمات غير التدقيقية‬
‫التي يمكن أن تقدمها شركات التدقيق لزبائنها؛‬
‫‪ -‬دور المدير التنفيذي األعلى ومدير الشؤون المالية تقييم صحة التقارير المالية ونظام الرقابة‬
‫المالية‪ ،‬وكذلك وضع خطوط اتصال فعالة بين المدقق الخارجي ولجنة التدقيق وتحديد قدرة‬
‫المسؤولين في المؤسسة على المصادقة على المعامالت التي تخصهم في المؤسسة‪ ،‬والتي قد‬
‫تكون مضرة بمصالح المالكين وأصحاب المصالح اآلخرين في المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التفاعل بين اآلليات الخارجية واآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬

‫يعتمد المديرين اآلليات الداخلية للحوكمة كرد فعل على القيود الخارجية‪ ،‬حيث تعمل مثال لجنة‬
‫التدقيق بهدف تحقيق أفضل الممارسات ومراقبة اإلدارة‪ ،‬من خالل إنشاء قواعد العمل‪.‬‬

‫ويعتبر التفاعل بين اآلليات الداخلية والخارجية للحوكمة ضمانا ألفضل تنسيق ممكن بين اإلدارة‬
‫والمساهمين وغيرهم من أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة والسلطات التنظيمية‪ ،‬ويساعد التفاعل‬
‫بين اآلليات كذلك على تعزيز أفضل ممارسات الشفافية وحماية مصالح المساهمين‪ ،‬ويعتبر التفاعل‬
‫األفضل بين اآلليات هو ذلك التفاعل الذي يضمن تخفيض تكاليف الوكالة من خالل تقييد القدرة‬
‫التسييرية للمديرين (مساحة تقديرية) واتجاه اإلدارة نحو تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب‬
‫مصالح األطراف األخرى‪.‬‬

‫إن المواجهة بين اآلليات الداخلية واآلليات الخارجية للحوكمة في المصرف تحدد المساحة التقديرية‬
‫للمديرين مقابل إلتزاماتهم أمام مختلف أصحاب المصلحة‪ ،‬بما في ذلك المساهمون والسلطات‬

‫‪061‬‬
‫الفصل الثاني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحوكمة المؤسسية وتبني القطاع المصرفي آللياتها‬

‫التنظيمية‪ ،‬وتؤثر اآلليات الخارجية للحوكمة إلى حد كبير في مدى وجود آليات داخلية فعالة في إنشاء‬
‫نظام الحوكمة في المصارف‪ ،‬وهكذا فإن تواجد بعض اآلليات الداخلية يكون نتيجة ومتعلقا بوجود‬
‫آليات خارجية‪ ،‬على سبيل المثال إنشاء نظام إدارة المخاطر وتعزيز نظام الرقابة الداخلية تأتي‬
‫‪1‬‬
‫لمواجهة القيود التي تفرضها اتفاقية بازل ‪.II‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خالل ماتم التطرق له في هذا الفصل‪ ،‬يمكن القول أن اإللتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية‬
‫أصبح يشكل أحد العناصر الهامة التي تساهم في تجنب األزمات المالية‪ ،‬وتمكين القطاع المصرفي‬
‫على وجه الخصوص من خالل اإللتزام بالحوكمة إلى إيجاد منظومة سليمة لتوضيح العالقة بين‬
‫مجلس اإلدارة وكافة األطراف ذات العالقة في سبيل إدارة المؤسسة المصرفية بالشكل األمثل وتعزيز‬
‫مبادئ الشفافية واإلفصاح‪ ،‬وتعمل آليات الحوكمة على تقوية قدرة المصارف على منح التمويالت‬
‫حيث أن الجهات المقترضة ستتعامل مع المصارف بشكل أكثر شفافية ومن ثم ستنخفض درجة‬
‫المخاطر عند تعاملها مع المصارف فضال على أن المصرف سيكون أكثر دقة في دراسة حاالت‬
‫المقترضين ومن ثم يحد ذلك من التعثر الذي يؤثر بالتبعية على أرباح المصرف‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫مضاعفة قدرة مجلس اإلدارة على الرقابة الداخلية فضال عن تعزيز الروابط بين إدارة المخاطر وادارة‬
‫المصارف‪.‬‬

‫كما يمكن القول أن تطبيق الحوكمة المؤسسية في المصارف ال يختلف في جوهره عن تطبيق‬
‫الحوكمة المؤسسية في المؤسسات‪ ،‬وانما االختالف يكمن في خصوصية المصارف وطبيعة نشاطها‪،‬‬
‫حيث يتجاوز الهدف من النشاط المصرفي حماية مصالح مختلف األطراف إلى الدفع بالمودعين للقيام‬
‫بعمليات المراقبة على المخاطر وممارسة اإلنضباط على المصارف‪ ،‬والمساهمين إلى إتباع سلوك‬
‫أكثر حذرا‪ ،‬باإلضافة إلى إهتمام هؤالء بالفاعلين الخارجيين‪ ،‬والتي تتحدد من خالل اإلطار التنظيمي‬
‫وسلطات الهيئات الرقابية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Mohamed SEMMAE, Introduction au modèle de la gouvernance bancaire coopérative:‬‬
‫‪caractéristiques, particularités et mécanismes, p 14: http://www.veille.ma/IMG/pdf/mohammed-‬‬
‫‪semmae-gouvernance-bancaire-cooperative.pdf; consulté le: 15/07/2014.‬‬

‫‪060‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه‬
‫في ظل الحوكمة المصرفية‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر القطاع المصرفي أداة مهمة الستقرار القطاع المالي‪ ،‬بإعتباره أحد أهم أجزائه‪ ،‬حيث أن تمتع‬
‫القطاع المصرفي بالعمق المطلوب والكثافة المناسبة يؤثر على السياسات النقدية الهادفة إلى تحقيق‬
‫االستقرار المالي‪ .‬ويمكن للحوكمة المصرفية أن تساهم بشكل فعال في تعزيز ذلك واعطاء قيمة‬
‫مضافة من خالل تعزيز حماية حقوق المودعين والمستثمرين‪ ،‬وتسهيل توفير التمويل والخدمات‬
‫المالية‪ ،‬وتقليل تكلفة رأس المال‪ ،‬وتحسين أداء العمليات‪ ،‬وزيادة سالمة هذه المؤسسات في مواجهة‬
‫الصدمات الخارجية‪ ،‬وبالتالي فثمة ضرورة لضمان وجود معايير قوية لحوكمة الشركات لتحقيق‬
‫االستقرار والسالمة لجميع المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫ويمثل التنبؤ باألزمات قبل وقوعها أحد أهم جوانب اإلدارة الناجحة لألزمة‪ ،‬وجعل نتائجها السلبية‬
‫في حدها األدنى‪ ،‬من خالل وضع التدابير االستباقية لمنعها‪ ،‬أو التعامل الفاعل معها في حال‬
‫وقوعها‪ ،‬أين يلعب المصرف المركزي دو ار من خالل تعزيز األطراف األساسية المسؤولة عن إدارة‬
‫المخاطر في إطار الحوكمة‪.‬‬

‫وبناءا على ما سبق سيتم التطرق في هذا الفصل إلى ثالث مباحث أساسية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشرات قياس االستقرار المصرفي للتنبؤ باألزمات المالية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‬

‫يعتبر االستقرار المالي من األهداف األساسية التي تسعى الجهات الرقابية إلى تحقيقها‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل التكاليف الكبيرة التي تتحملها االقتصاديات التي تشهد أزمات مالية‪ ،‬حيث أن بعض االحصاءات‬
‫تشير إلى أن تكاليف األزمات المالية قد بلغت ‪ %02‬من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وهو األمر الذي يشير‬
‫إلى ضرورة إيالء استقرار النظام المالي وسالمته األهمية التي يستحقها من أجل المساعدة في تفادي‬
‫التكاليف‪.‬‬

‫‪063‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ومن خالل هذا المبحث سيتم التطرق إلى‪:‬‬

‫‪ -‬مفهوم االستقرار المالي؛‬


‫‪ -‬المحددات‪ ،‬األهمية‪ ،‬وأسباب عدم االستقرار المالي؛‬
‫‪ -‬دور القطاع المصرفي في تعزيز االستقرار المالي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االستقرار المالي‬

‫على عكس االستقرار النقدي الذي يمكن تحديد مفهومه وقياسه بسهولة‪ ،‬فإن االستقرار المالي من‬
‫المفاهيم المعقدة والذي لم يلق لحد اآلن تعريفا محددا وفي كثير من األحيان يتم تعريفه من حيث‬
‫غياب االستقرار المالي‪ ،‬ويعتبر هذا المفهوم شرطا أساسيا لتحقيق النمو االقتصادي كما أن فعالية‬
‫‪1‬‬
‫السياسة النقدية تتطلب نظام مالي قوي وسليم لضمان فعالية تأثيرها على االقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫‪ .1‬المبادئ الرئيسية لتحديد مفهوم االستقرار المالي‬

‫يرتبط تحديد مفهوم االستقرار المالي بالمبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االستقرار المالي مفهوم واسع‪ :‬حيث يشتمل مفهوم االستقرار المالي الجوانب المختلفة للنظام‬
‫المالي من بنية تحتية (النظم القانونية‪ ،‬نظم المدفوعات ونظم التسوية‪ ،‬والنظم المحاسبية)‪ ،‬مؤسسات‬
‫(المصارف والمؤسسات المالية)‪ ،‬واألسواق (النقدية والمالية)‪ ،‬وأي اضطراب في أحد مكوناته من‬
‫شأنه أن يضعف االستقرار في النظام بأكمله‪.‬‬
‫‪ -‬االستقرار المالي وكفاءة أنظمة الدفع‪ :‬فاالستقرار المالي ال يعني فقط فعالية تحقيق التمويل‬
‫لدوره في تخصيص الموارد وتعبئة المدخرات وخلق السيولة وتراكم الثروة ونمو الناتج وتحقيق التنمية‬
‫ولكن كذلك في كفاءة أنظمة الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬االستقرار المالي يتطلب أبعاد وقائية وعالجية‪ :‬فاالستقرار المالي ال يعني غياب األزمات‬
‫المالية وانما النظام المالي المستقر هو القادر على التعامل والحد من االختالالت وتسويتها‪ ،‬بعدة‬
‫سبل منها آليات التصحيح الذاتي والذي يجعل النقود قادرة على القيام بأداء دورها كوسيلة للتبادل‬
‫ووحدة حساب ومخزن القيمة‪.‬‬
‫‪ -‬االستقرار المالي والنشاط االقتصادي‪ :‬يعتبر النظام المالي مستقر إذا لم يتوقع تأثر النشاط‬
‫االقتصادي باالختالالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Gill HAMMOND, Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les Pays en‬‬
‫‪Développement, Revue Economique et Monétaire n01, 2007, P 01.‬‬

‫‪064‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬االستقرار المالي ال يعني موقف أو مسار زمني واحد وثابت يمكن للنظام المالي العودة إليه‬
‫بعد صدمة ما وانما يشير إلى سلسلة متصلة من األحداث‪ ،‬متعددة األبعاد‪ ،‬تحدث عبر العديد من‬
‫المتغيرات التي يمكن مشاهدتها وقياسها‪ ،‬والتي تستخدم كذلك في التحديد الكمي لمدى كفاءة النظام‬
‫المالي في أداء وظائفه التسييرية‪ ،‬ونظ ار لتعدد جوانب االستقرار المالي‪ ،‬فإن أي تغيير يحدث يمكن‬
‫قياسه باستخدام مؤشر كمي واحد حيث أن أثر العدوى والعالقات غير الخطية بين مختلف قطاعات‬
‫‪1‬‬
‫النظام المالي تزيد من صعوبة التنبؤ باألزمات المالية‪.‬‬

‫ويعتبر تعريف االستقرار المالي مهما لتطوير األدوات التحليلية‪ ،‬وكذا لتصميم السياسات واألطر‬
‫التشغيلية‪ ،‬ولكن وكما تم ذكره سابقا فإن تحديد مفهوم االستقرار المالي يعد أم ار صعبا نظ ار لحداثة‬
‫مجال االستقرار المالي‪ ،‬مقارنة مع تحليل األسعار أو االستقرار النقدي اللذان لهما تاريخ أطول في‬
‫مجال البحث‪ 2،‬وفي هذا اإلطار يوجد هناك مدرستين في تفسير هذا المفهوم‪:‬‬

‫‪ -‬الباحثون الذين يفضلون تعريف االستقرار المالي بواسطة نقيضه‪ :‬عدم االستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ -‬الباحثون الذين يحاولون تحديد مفهوم االستقرار المالي من خالل خصائصه‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مدرسة عدم االستقرار المالي ‪Financial Instability School‬‬

‫هناك العديد من الباحثين اللذين حاولوا اعطاء وصف وتعريف االستقرار المالي من خالل غيابه‪:‬‬

‫‪ -‬حسب )‪ :(Mishkin1999‬فإن عدم االستقرار المالي يحدث عند انقطاع تدفق المعلومات مما‬
‫يؤدي إلى عدم تحقيق النظام المالي لهدفه المتمثل في التخصيص والتوجيه األمثل للمدخرات‬
‫نحو االستثمار‪ ،‬وبالتالي تعرضه لحالة ذعر وتضييق في منح االئتمان‪ ،‬قد يؤدي ذلك إلى‬
‫‪3‬‬
‫حدوث أزمة اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬وحسب )‪ :(Herrero & Pedro del,2003‬يظهر عدم االستقرار المالي نتيجة سوء تخصيص‬
‫‪4‬‬
‫األموال أو االختيار غير الكفء لالستثمار مما ينتج عنه مخاطر معنوية‪.‬‬

‫‪ .1‬غازي شيناسي‪ ،‬الحفاظ على االستقرار المالي‪ ،‬قضايا اقتصادية ‪ ،16‬منشورات صندوق النقد الدولي‪ ،0225 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, what is financial stability?, Financial stability paper series,‬‬
‫‪N20, Central Bank of Bahrain, March 2008, p06.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed, Firano Zakaria, Financial stability: definitions, theoretical‬‬
‫‪foundations and roles of the central banks, International Research Journal of Finance and Economics,‬‬
‫‪2012, P78.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Alicia García Herrero, Pedro del Río, financial stability and the design of monetary policy,‬‬
‫‪Documento de Trabajo n.º 0315, 2003, p08, www.bde.es.‬‬

‫‪065‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬وحسب )‪ :( R.Ferguson 2003‬فإن عدم االستقرار المالي يظهر عندما تبرز العوامل‬
‫الخارجية السلبية للسوق* وتؤثر سلبا على االقتصاد الحقيقي‪ ،‬وحسبه فإن عدم االستقرار يتميز‬
‫بالخصائص التالية‪:‬‬
‫← انحراف قوي في أسعار األصول (فقاعة مضاربة)؛‬
‫← تشوه في وظيفة السوق وكذا امكانية الحصول على االئتمان على المستوى المحلي والدولي؛‬
‫‪1‬‬
‫← انحراف كبير لإلنفاق الكلي بمستوى أعلى أو أقل عن قدرة االقتصاد لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬حسب )‪ :(Drfill and others 2005‬فإن عدم االستقرار المالي يتمثل في الوضع الذي يمتلك‬
‫فيه المقترضين المحتملين ثروة قليلة نسبيا إلى حجم مشاريعهم يؤدي هذا الموقف إلى كلفة‬
‫‪2‬‬
‫تنظيمية عالية ومعوقات في أداء قطاع االستثمار‪.‬‬
‫‪ :(Wood & Allen 2006) -‬الالستقرار هو سلسلة يمر فيها عدد كبير من األط ارف (شركات‪-‬‬
‫أفراد‪-‬حكومات) بأزمة مالية والتي لم تكن مرتبطة بسلوكاتهم السابقة‪ ،‬والمالحظ في هذا‬
‫‪3‬‬
‫التعريف أنه أدمج القطاع غير المالي‪.‬‬
‫‪Financial Stability School‬‬ ‫‪ .1.2‬مدرسة االستقرار المالي‬
‫)‪ : (Rocket 1997‬االستقرار المالي يكون عندما تكون المؤسسات الرئيسية في النظام المالي‬ ‫‪-‬‬
‫مستقرة‪ ،‬وهنالك درجة عالية من الثقة في استمرار تلبية التزاماتهم التعاقدية دون توقف أو‬
‫مساعدة خارجية‪ ،‬وأن تكون االسواق المالية مستقرة باستقرار األسعار‪ ،‬ويأخذ هذا التعريف في‬
‫‪4‬‬
‫االعتبار حالة الوسطاء واألسواق المالية دون البنية التحتية المالية‪.‬‬
‫‪ :(Lager 1999) -‬االستقرار المالي هو تجنب تعثر النظام المالي والذي قد يتسبب بتكاليف‬
‫كبيرة على الناتج الحقيقي‪.‬‬
‫‪ :(Padoa-Schioppa 2002) -‬يكون هنالك استقرار عندما يكون النظام المالي قادر على‬
‫تحمل الصدمات التي تعيق التخصيص األمثل للمدخرات لفرص االستثمار‪ ،‬حيث يركز هذا‬
‫التعريف على قدرة امتصاص الصدمات أو مرونة النظام المالي حتى يتمكن من االضطالع‬

‫*‪ .‬هي الق اررات التي يتخذها مجموعة من المتعاملين االقتصاديين والتي تؤثر سلبا على باقي المتعاملين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪. Roger W. Ferguson, Should Financial Stability Be an Explicit Central Bank Objective?, Financial‬‬
‫‪Stability and the Business Cycle: Five Views, BIS Paper No 18, 2003, pp 7-05.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. John Driffill, Zeno Rotondi, Paolo Savona, Cristiano Zazzara, Monetary Policy and Financial Stability‬‬
‫‪what Role for the Futures Market?, March 2005, p 06, www.ems.bbk.ac.uk.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, what is financial stability?, Op cit , p08.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Ibid, p09.‬‬

‫‪066‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫بوظائفه األساسية المتمثلة في تخصيص الموارد ونظام المدفوعات‪ ،‬وتعطل نظام المدفوعات‬
‫‪1‬‬
‫قد يلحق آثار سلبية على مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬حسب )‪ (Foot 2003‬يتوفر االستقرار المالي عند توفر‪:‬‬
‫← االستقرار النقدي؛‬
‫← توافق بين معدالت التوظيف والمعدالت الطبيعية لالقتصاد؛‬
‫← الثقة في المؤسسات المالية القائدة؛‬
‫‪2‬‬
‫← استقرار في أسعار األصول المالية والحقيقية‪.‬‬

‫وهذا التعريف هو من أحد التعاريف القليلة التي تربط االستقرار النقدي باالستقرار المالي‪.‬‬

‫‪ :(Shinasi 2004) -‬يكون النظام المالي مستقر عندما تكون له القدرة على التسيير بكفاءة توزيع‬
‫‪3‬‬
‫الموارد االقتصادية‪ ،‬مع االستمرار في أداء الوظائف األساسية حتى في حالة الصدمات‪.‬‬

‫دراسة هذه التعاريف يشير إلى التقارب في وجهات النظر حول إعطاء مفهوم لالستقرار المالي‪:‬‬

‫← تعريف االستقرار المالي من خالل مدى كفاءة النظام المالي بالقيام بوظائفه في توجيه‬
‫المدخرات إلى االستثمار االنتاجي؛‬
‫← عدم االستقرار المالي ينشأ في كثير من األحيان نتيجة صدمات غير متوقعة يتعرض لها‬
‫النظام المالي؛‬
‫← يرتبط االستقرار المالي ارتباطا وثيقا بمدى الثقة في النظام المالي‪،‬‬
‫← يكون النظام المالي مدخال لعدم االستقرار عندما يهدد ويعيق أداء االقتصاد‪.‬‬

‫وبصفة عامة يمكن القول أن تحقيق االستقرار المالي يتضمن آليات االقتصاد التي تضمن أعلى‬
‫معدل للنمو االقتصادي وتحقيق االستقرار االقتصادي وتتمثل هذه اآلليات في التسعير‪ ،‬التخصيص‬
‫وادارة المخاطر المالية (االئتمان‪ ،‬السيولة‪ ،‬السوق‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Padoa‐Schioppa, ―Central Banks and Financial Stability: Exploring a Land in Between‖, paper‬‬
‫‪presented at the Second ECB Central Banking Conference, Frankfurt am Main, 24‐25 October 2002.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Foot Michael, What is financial stability ‖and How do we get it?, The Roy Bridge Memorial Lecture,‬‬
‫‪Financial Services Authority, April 2003, p03.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. J.Schinasi Garry, Defining financial stability ,”IMF Working Paper, WP/04/187, 2004, P08.‬‬

‫‪067‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬تعريف االستقرار المالي‬

‫لقد ساد حوار طويل في العقد الماضي وبرزت العديد من المحاوالت الجدية في األدب االقتصادي‬
‫لتفسير المعنى الدقيق لما يمكن أن يكون تعريفا شامال ودقيقا لمفهوم االستقرار المالي‪ ،‬وحصل‬
‫إجماع بين الباحثين وصناع القرار في المجتمع المالي والنقدي واالقتصادي على أن مفهوم االستقرار‬
‫المالي واسع جدا ويشمل جوانب مختلفة من التمويل (والنظام المالي) ومنها البنية التحتية‪،‬‬
‫والمؤسسات‪ ،‬واألسواق‪ ،‬حيث هناك من يعرف االستقرار المالي على أنه‪:‬‬

‫تجنب الوقوع في األزمات؛‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬بينما يرى آخرون أن مفهوم االستقرار المالي يتجاوز تعريف عدم وقوع األزمات المالية‬
‫واالقتصادية في النظام المالي‪ ،‬بل يتعداه ليشمل كفاءة الموارد المالية واالقتصادية وتوزيعها‬
‫جغرافيا والمعامالت المالية مثل االدخار واالستثمار والقروض والتمويل والجوانب االقتصادية‬
‫مثل تراكم الثروة ونمو الناتج المحلي وأسعار الموجودات واألصول باإلضافة للعمليات اإلدارية‬
‫مثل تقييم المخاطر المالية وادارة السيولة وتوزيعها من خالل العمل على التأكيد بقوة وسالمة‬
‫‪1‬‬
‫مكونات النظام المالي؛‬
‫‪ -‬ويعرف صندوق النقد الدولي (‪ )International Monetary Fund‬عدم االستقرار المالي "بفترات‬
‫االضطراب الحاد في األسواق المالية التي تضعف قابلية النظام على تقديم خدمات الدفع‬
‫ومخاطر التحويل وتخصيص االئتمان والسيولة وانخفاض النشاط الحقيقي لالقتصاد"؛‬
‫‪ -‬ولقد عرف بنك التسويات الدولي االستقرار المالي بأنه " حالة ينتفي فيها وجود عوامل تؤثر على‬
‫تقلبات مفاجئة وغير مبررة ألسعار األصول‪ ،‬ومقدرة المؤسسات المالية على مواجهة االلتزامات‬
‫التعاقدية"‪ ،‬وينبئ مفهوم االستقرار المالي لبنك التسويات بوجود عدم استقرار مالي في الدول‬
‫النامية التي تعاني من "فقاعات السوق التسعيرية"‪ ،‬والتي ال يمكن الخروج منها في ظل سياسات‬
‫التخطيط القصير األجل‪ ،‬وعدم الوصول إلى الشمول المالي في الدولة‪.‬‬

‫ويمكن القول أن أفضل تعريف لالستقرار المالي هو الحالة التي يكون فيها النظام المالي‪ ،‬أي‬
‫األسواق المالية الرئيسية والنظام المؤسسي المالي‪ ،‬مقاوما للصدمات االقتصادية ويصلح للوفاء على‬
‫نحو سلس بوظائفه األساسية‪ ،‬المتمثلة بالوساطة المالية وتسهيل العمليات االقتصادية وادارة المخاطر‬
‫وترتيب المدفوعات‪ ،‬وفي النظام المالي السليم وحسن األداء يتحقق االستقرار المالي من خالل آليات‬

‫‪ .1‬محمد فوزي‪ ،‬آليات وضوابط تحقيق االستقرار المالي في معامالت البنوك االسالمية‪ ،‬جريدة الشرق القطرية الصادرة يوم ‪،0204/24/02‬‬
‫النسخة اإللكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة ‪ ، /http://www.al-sharq.com‬تاريخ االطالع‪.0204/22/05 :‬‬

‫‪068‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫السوق التصحيحية الذاتية التي تخلق مقاومة وتمنع المشاكل من التفاقم لتشمل نطاق المنظومة المالية‬
‫بأكملها‪ ،‬وأهم عنصر في مفهوم االستقرار المالي هو مدى تأثيره على االقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية تحليل االستقرار المالي‬

‫من الجدير االشارة إلى أن االستقرار المالي ال يعني أن النظام المالي ال يظهر على اإلطالق أي‬
‫مواطن الضعف‪ ،‬فهو يصف حالة حيث النظام المالي قادر على أداء وظائفه الطبيعية حتى في حالة‬
‫وجود نقاط الضعف أو إذا شهد صدمات‪ ،‬فال مناص من أن أجزاء من النظام سوف تعمل دون‬
‫المستوى في بعض األوقات‪ ،‬والشرط الوحيد هو أن أي مواطن الضعف أو الصدمات ليست خطيرة‬
‫بما يكفي لتتسبب في تعطل السير العادي للنظام المالي (أو يتم امتصاصها وتدار من قبل النظام‬
‫المالي)‪.‬‬

‫هذا النهج ينظر لألزمات المالية على أنها الحالة القصوى التي يمكن أن تنتج عن عدم االستقرار‬
‫المالي‪ ،‬يمكن أن ينظر إلى عدم االستقرار المالي إلى جانب مجموعة من االحتماالت‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬الهشاشة المالية‪ ،‬حيث نقاط الضعف واضحة ولكن النظام المالي يدار بطريقة ما للقيام بمهامه؛‬
‫‪ -‬عدم االستقرار المالي‪ ،‬حيث نقاط الضعف هي بداية لعرقلة تقديم الخدمات المالية؛‬
‫‪ -‬األزمة المالية‪ ،‬وهو الشكل األكثر خطورة من عدم االستقرار المالي‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬يفيد تحليل االستقرار المالي في تحديد نقاط الضعف في النظام المالي التي قد تنمو‬
‫بسبب مشاكل خطيرة قد تحدث مستقبال‪ ،‬كما يسعى إلى تحديد صدمات محتملة‪/‬المخاطر‪ ،‬وكذلك‬
‫تحديد ما إذا كان النظام المالي مستقر أو ال‪ ،‬ويتضمن ذلك أربع قضايا رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو الوضع المالي الحالي وأداء مختلف مكونات النظام المالي؟‬


‫‪ -‬ما هو الوضع المالي الحالي للقطاع غير المالي (األسر والمؤسسات التجارية)؟‬
‫‪ -‬ما هي نقاط الضعف في الميزانيات العمومية لكل من القطاعات المالية وغير المالية؟‬
‫‪ -‬كيف تدار نقاط الضعف‪ ،‬وكيف هي مرونة القطاعات المالية وغير المالية للصدمات؟‬

‫إذن‪ ،‬فإن تحليل المصارف المركزية يسعى لتقييم االستقرار المالي في سياق التطلع إلى األمام‪،‬‬
‫ودراسة كيفية التطورات الداخلية والخارجية في المستقبل التي قد تؤثر على النظام المالي‪ ،‬حتى إذا‬
‫كانت الظروف الحالية ال تعطي أي سبب للقلق‪ ،‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬فإن رسم استنتاج بشأن‬

‫‪069‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫استقرار القطاع المالي يتم باستخدام المعايير المذكورة أعاله حيث ينطوي تحليل االستقرار المالي‬
‫على مزيج من التحليل الفني والحكم على القيم‪.‬‬

‫وعلى الرغم من االعتماد إلى حد كبير على المعلومات الواردة في مؤشرات السالمة المالية‬
‫لتحديد التهديدات التي يتعرض النظام المالي‪ ،‬فمن الممكن لمؤشرات السالمة المالية أن تعطي‬
‫‪1‬‬
‫إشارات متضاربة‪ ،‬والتي تتطلب الخبرة والحكم الصادر عن المحلل للوصول إلى نتيجة مجدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المحددات‪ ،‬األهمية‪ ،‬وأسباب عدم االستقرار المالي‬

‫‪ .1‬محددات االستقرار المالي‬

‫أصدر كال من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي دليال حول برنامج تقييم القطاع المالي‬
‫(‪ FSAP )Financial Sector Assessment Program‬الذي يحاول " تحقيق تحليل متكامل لقضايا‬
‫االستقرار والتنمية باستخدام مجموعة واسعة من األدوات التحليلية والتقنية"‪ ،‬والتي تشمل الدعائم‬
‫التالية‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬دعائم استقرار النظام المالي‬

‫‪Source: Datuk seri panglima Andrew sheng, Islamic finance and financial policy and‬‬
‫‪stability: An institutional perspective, IFSB, Kuala Lumpur, March 2007, p12.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, Op cit, p p19-20.‬‬

‫‪071‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪.1.1‬الدعامة األولى‪ :‬مؤشرات الحيطة الكلية (‪)Macro prudential conditions‬‬

‫يتطلب الحفاظ على االستقرار المالي أو استعادته تعزيز السياسات االقتصادية الكلية والهيكلية‬
‫المناسبة‪ ،‬حيث تتأثر مؤسسات االئتمان بالتغيرات التي تط أر على االقتصاد الكلي في البيئة التي‬
‫تعمل بها‪ ،1‬لوجود عالقة مترابطة بين االستقرار المالي واالستقرار االقتصادي‪ ،‬حيث أن انضباط‬
‫إحداهما يوفر فرصة لآلخر مشمولة بسياسات نقدية ومالية جيدة‪ ،‬مع تخصيص شفاف للموارد‬
‫المالية‪.‬‬

‫إن انضباط البيئة االقتصادية الكلية يسهم في تحقيق االستقرار المالي وسالمة أداء المؤسسات‬
‫المالية لتعزيز السيولة والربحية مع توظيف المدخرات المحلية‪ ،‬مما يساعد على تغطية مخاطر‬
‫تقلبات أسعار الصرف والفائدة‪ ،‬والذي يؤمن بدوره استقرار المدفوعات الخارجية للمؤسسات المالية‬
‫خاصة المصارف‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل اتخاذ التدابير المالئمة في سياسة االقتصاد الكلي وايجاد‬
‫أطر تنظيمية تساعد على تحقيق استقرار األداء المنظم والشفاف لألسواق المالية وتعزيزه‪.‬‬

‫اكتسبت سياسة الحيطة الكلية التركيز بشكل خاص بعد األزمة المالية العالمية ‪ ،20228‬وتعتبر خط‬
‫الدفاع األول ضد التجاوزات المالية التي يمكن أن تهدد االستقرار‪ ،‬ومن شأن تعميم مجموعة من‬
‫أدوات سياسة الحيطة الجزئية والكلية‪ ،‬أن يخفض الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة قبل أن يظهر ما يبرر‬
‫ذلك في االقتصاد‪ ،‬ويساعد ذلك المؤسسات ذات األهمية النظامية أيضا على اكتساب مزيد من‬
‫الصالبة‪ ،‬كما يساعد على احتواء ديناميكية أسعار األصول واالئتمان المسايرة لالتجاهات الدورية‪،‬‬
‫ويوفر هامشا للوقاية من عواقب ضائقات السيولة عند عودة التلقلبات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وتعتمد تدابير سالمة الحيطة الكلية على ثالث خطوات‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن تتوافر لصناع السياسات البيانات الالزمة لم ارقبة ت اركم المخاطر على االستقرار المالي؛‬
‫‪ -‬يجب أن يتخذوا االستعدادات الالزمة لضمان امتالكهم السلطة القانونية والقدرة التحليلية‬
‫الضروريين الستخدام أدوات السياسة االحت ارزية الكلية التي قد تنشأ الحاجة إليها ويكتسب ذلك‬
‫أهمية كبيرة في القطاع غير المصرفي‪ ،‬حيث لم يتحقق بعد إرساء اإلطار التنظيمي بشكل كامل‬
‫وحيث ينبغي توسيع نطاق هذا اإلطار ليتعامل مع المخاطر الناشئة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪. AGENCE MONETAIRE DE L’AFRIQUE DE L’OUEST (AMAO (, STABILITE FINANCIERE ET‬‬
‫‪SUPERVISION BANCAIRE AU SEIN DE LA CEDEAO, Freetown, Novembre 2009, p03.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012, p68.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬والسيولة‪ ،‬وصيرفة الظل‪ :‬كبح التجاوزات وتشجيع النمو‪ ،‬أكتوبر ‪ ،0204‬ص‪.24‬‬

‫‪070‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬يجب أن يكون لدى صناع السياسات تكليف واضح يخول لهم التحرك عند الحاجة‪ ،‬وال يقل عن‬
‫ذلك أهمية أن تكون لديهم شجاعة التحرك لمواجهة المستجدات‪ ،‬حتى إذا كانت التدابير المطلوبة‬
‫ال تحظى بشعبية كبيرة؛ ومن المطلوب في هذا الصدد أيضا وجود تواصل فعال ومتوازن مع‬
‫الجمهور لتوضيح التدابير المتخذة‪.‬‬

‫وتهتم الدعامة األولى لالستقرار المالي بتحليل السالمة المالية الكلية والتي تهدف إلى التخفيف من‬
‫‪1‬‬
‫المخاطر في النظام المالي ككل‪ ،‬من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬استخدام اختبار االجهاد‪ ،‬تحليل السيناريو‪ ،‬وتحليل مؤشرات السالمة المالية والروابط المالية‬
‫الكلية؛‬
‫‪ -‬تحليل هيكل القطاع المالي‪ ،‬بما في ذلك تحليل الكفاءة‪ ،‬القدرة التنافسية‪ ،‬درجة التركز والسيولة؛‬
‫‪ -‬تقييم مدى مراعاة وتطبيق المعايير الدولية ذات الصلة والقوانين والممارسات الجيدة في القطاع‬
‫المالي؛‬
‫‪ -‬تحليل محددات االستقرار والتنمية التي تتناسب مع ظروف البالد مثل دور المؤسسات المالية‬
‫العامة‪ ،‬تأثير الدولرة‪ ،‬مدى تطور أو تخلف السوق المالية‪.‬‬
‫(‪Regulatory and Supervisory‬‬ ‫‪ .1.2‬الدعامة الثانية‪ :‬الشروط الرقابية والقانونية‬
‫‪)conditions‬‬
‫‪ -‬ضبط ومراقبة النظام المالي على المستوى الجزئي والكلي وذلك بهدف تسيير وادارة المخاطر؛‬
‫‪ :)Crisis‬وجود إطار فعال للتعامل مع‬ ‫(‪Management‬‬ ‫‪ -‬إدارة األزمات المالية والمصرفية بفاعلية‬
‫األزمات ومعالجة آثارها لتقليل أثرها على االستقرار المالي وذلك من خالل إجراء مراجعة لدور‬
‫جميع الجهات ذات العالقة مثل (المصرف المركزي‪ ،‬مؤسسة ضمان الودائع وو ازرة المالية)‬
‫لتحديد دور كال من هذه المؤسسات في التعامل مع األزمات المالية والمصرفية؛‬
‫‪ -‬مع األخذ باالعتبار السياسة النقدية والسياسة المالية والسياسات األخرى (مثل حماية الزبائن‬
‫‪2‬‬
‫والتنافسية والمعايير المحاسبية) واالقتصاد المحلي واالقليمي والعالمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Datuk seri panglima Andrew sheng, Op cit, p13.‬‬
‫‪ .2‬محمد عمايره‪ ،‬دور البنوك المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي‪ ،‬الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة‬
‫المخاطر في المؤسسات المالية والمصرفية‪ 8 ،‬أغسطس ‪ ،0205‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪072‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1.2‬الدعامة الثالثة‪ :‬الشروط المتعلقة بالسوق وبالبنية التحتية (‪infrastructure Market and‬‬
‫‪1‬‬
‫‪)conditions‬‬
‫‪ -‬البنية التحتية القانونية للتمويل‪ ،‬بما في ذلك نظام اإلعسار وحقوق الدائن وشبكات األمان‬
‫المالية؛‬
‫‪ -‬نظام البنية التحتية للسيولة‪ ،‬بما في ذلك العمليات النقدية والصرف‪ ،‬المدفوعات ونظم تسوية‬
‫األوراق المالية‪ ،‬والتبادل وأسواق األوراق المالية؛‬
‫‪ -‬الشفافية‪ ،‬الحوكمة والبنية التحتية للمعلومات‪ ،‬بما في ذلك شفافية السياسة المالية والنقدية‪،‬‬
‫حوكمة الشركات‪ ،‬إطار المحاسبة والتدقيق‪ ،‬تقارير نظام االئتمان‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية االستقرار المالي‬

‫يعتبر االستقرار المالي أحد أهم األركان األساسية في تهيئة البيئة المالئمة لتشجيع االستثمار‬
‫المحلي والخارجي وبالتالي تحريك النشاط االقتصادي‪ ،‬وتمكن إدراك أهمية االستقرار المالي من خالل‬
‫النظر إلى اآلثار الكبيرة المتعددة عن األطراف الناجمة عن األزمات التي تفرزها على القطاع المالي‬
‫واالقتصادي ككل‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تأثير غياب االستقرار المالي على النمو االقتصادي‪ 2:‬حيث يرتبط مفهوم االستقرار المالي‬
‫ارتباطا وثيقا بالموازنة العامة للدولة‪ ،‬والذي ينظر لها باعتبارها برنامجا لتحقيق أهداف اقتصادية‬
‫واجتماعية محددة‪ ،‬وكذلك باعتبارها أداة رئيسية من أدوات السياسة المالية وذلك في إطار خطة‬
‫عامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي فإن االستقرار المالى يعتبر من األمور التى تشغل‬
‫المتقدمة أو الدول النامية على حد سواء وخاصة الدول النامية‬
‫اإلدارات االقتصادية سواء بالدول ُ‬
‫المستوى الداخلي أو الخارجي نتيجة التأثر باألزمات‬
‫فى ظل تزايد األزمات االقتصادية سواء على ُ‬
‫االقتصادية التى تحدث لدول أخرى مثل األزمة التى تعرضت لها المكسيك عام ‪ 0555‬والتي أدت‬
‫إلى وصول المكسيك إلى حالة من االنفالت المالي واعالنها عدم القدرة على سداد ديونها‪ ،‬وكذلك‬
‫األزمة التى تعرضت لها دول شرق آسيا المعروفة بدول النمور اآلسيوية وهي (كوريا الجنوبية‪،‬‬
‫إندونيسيا‪ ،‬تايالند‪ ،‬الفلبين‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬تايوان‪ ،‬هونج كونج‪ ،‬سنغافورة) والتي لوال تدخل صندوق النقد‬
‫الدولي والبنك الدولي والدول الكبرى ذات المصالح المشتركة بهذه الدول ومنها الواليات المتحدة‬
‫األمريكية واليابان وغيرها من الدول النهارت هذه الدول انهيا ار تاما‪ ،‬كما انعكس عدم االستقرار‬

‫‪1‬‬
‫‪. Datuk seri panglima Andrew sheng, Op cit, p 14.‬‬
‫‪ .2‬محمد السيد على محمد الحارونى‪ ،‬دور البنك الـدولي وصندوق النقد الدولي فـى تحقيق االستقرار المالي فـى مصر "دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه غ منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مركز النظم العالمية لخدمات البحث العلمي‪،0228 ،‬‬
‫‪ ،/http://www.alnodom.com‬تاريخ االطالع‪.)0205/02/02( :‬‬

‫‪073‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المالي سلبا على النمو االقتصادي خالل األزمة المالية العالمية األخيرة ‪ 0222‬مثل ما يوضح‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1-2‬معدل النمو االقتصادي العالمي من اجمالي الناتج المحلي ‪)%( 0201-0555‬‬

‫‪Source: Index Mundi, GDP - real growth rate )% (,‬‬


‫‪http://www.indexmundi.com/g/g.aspx?v=66&c=xx&l=en; Visit Date 18/12/2015.‬‬

‫ويمكن تمثيل الجدول السابق بالشكل البياني التالي‪:‬‬

‫شكل بياني رقم (‪ :)2-2‬معدل النمو االقتصادي العالمي من إجمالي الناتج المحلي ‪)%( 0201-0555‬‬

‫‪Source: Index Mundi, GDP - real growth rate )% (,‬‬


‫‪http://www.indexmundi.com/g/g.aspx?v=66&c=xx&l=en; Visit Date 18/12/2015.‬‬

‫حيث انخفض معدل النمو االقتصادي في كثير من الدول المتقدمة والنامية كنتيجة النخفاض‬
‫النشاط ومعدل التبادل التجاري الدولي‪ ،‬حيث انخفضت الصادرات العالمية بنسبة ‪ ،%00‬والواردات‬
‫العالمية بنسبة ‪ %01‬من سنة ‪ 0228‬إلى ‪ ،0225‬كما انخفض معدل نمو حجم التجارة العالمية من‬
‫‪ %5.0‬سنة ‪ 0226‬إلى ‪ %2.2‬في سنة ‪ ،0222‬إلى ‪ %1‬سنة ‪ ،0228‬والى انخفاض قياسي سالب‬
‫‪ %02.2‬سنة ‪ 0225‬ليعود لالرتفاع بنمو بنسبة ‪ %00.4‬سنة ‪ ،0202‬ومن هنا أصبح االستقرار المالي‬
‫أحد أهم األهداف األساسية التى يسعى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى تحقيقها للدول‬
‫األعضاء وذلك للحفاظ على توازن االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪074‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬إن االضطرابات المالية تقف على رأس المخاطر التي تهدد استقرار االقتصاد العالمي‪ ،‬فقد أشار‬
‫تقرير منتدى االقتصاد العالمي الذي صدر في مطلع سنة ‪ 0228‬وحمل عنوان المخاطر العالمية‬
‫‪ 0228‬أن النظم المالية المضطربة‪ ،‬وخاصة أزمة الرهن العقاري التي تفاقمت في أمريكا‪ ،‬تمثل‬
‫تحديا كبي ار يؤثر على استقرار االقتصاد العالمي‪ ،‬لهذا فقد طالب التقرير بزيادة التدخل في أسواق‬
‫المال لتقليل حدة المخاطر وتحسين حوكمة النظام المالي العالمي من خالل شبكة مسؤولين‬
‫إلدارة المخاطر ‪.‬وأكد التقرير على أن التركيز المتزايد على األسواق المالية المضطربة والتوترات‬
‫السياسية المتفاقمة في عام ‪ 0228‬قد يدفعان الحكومات والشركات إلى تجاهل المخاطر األقل‬
‫إلحاحا مثل التغيرات المناخية‪ ،‬وهذا من شأنه أن يزيد في صعوبة التعامل مستقبال مع هذه‬
‫القضايا الحرجة بعيدة المدى؛‬
‫‪ -‬أظهرت نتائج األزمة المالية كوارث على جميع األصعدة (االقتصادية والسياسية واالجتماعية)‬
‫والتي ستمتد آثارها لسنوات قادمة من بعد حدوثها‪ ،‬ومنها األزمة اآلسيوية أو أزمة مصارف‬
‫اليابان في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات‪ ،‬ثم األزمة المالية التي أصابت تركيا عامي‬
‫‪ 0220‬و‪ 2002‬والتي أدت إلى تعثر العديد من المصارف التقليدية ومن بينها ثمانية مملوكة‬
‫للدولة وخسارة إجمالية قدرت ب ‪ % 3.5‬من حجم الناتج المحلي اإلجمالي ثم أزمة الرهن العقاري‬
‫التي يعيش االقتصاد العالمي تبعاتها وآثارها والتي قد تصل تكاليفها إلى )‪ (01‬تريليون دوالر‬
‫( ‪ 1000‬مليار دوالر) وهذه األزمات ما هي إال نماذج من أمثلة كثيرة ممتدة عبر تاريخ طويل لم‬
‫يتعدى دورة حدوثها الواحدة تلوى األخرى أكثر من عشرة سنوات كما يذكر مؤرخ ومحلل األزمات‬
‫المالية كنبد لبرجر وغيره مثل االقتصادي األمريكي الشهير هيمان مينسكي الذي توصل إلى‬
‫نتيجة مفادها أننا نحاول تحقيق االستقرار لنظام هش بطبيعته وغير مستقر ومعرض لالزمات‬
‫‪1‬‬
‫المالية؛‬
‫‪ -‬أدت األزمة المالية العالمية ‪ 0222‬إلى شطب عدد من المصارف الكبرى في العالم حوالي ‪25‬‬
‫بنك ألكثر من )‪ (300‬مليار دوالر من قيمة أصولها نتيجة انخفاض قيمة األوراق المالية‬
‫المضمونة بقروض عقارية منذ ‪ 2007‬األمر الذي أدى إلى تراجع السيولة لدى المصارف‬
‫إلقراضها للمستهلكين؛‬
‫‪ -‬تكاليف عدم االستقرار المالي‪ :‬بلغت الخسائر المترتبة عن األزمة المالية العالمية بين عامي‬
‫‪ 12 ،0228-0222‬تريليون دوالر في أسواق األسهم في حين خسرت أسواق العقار ما يقارب‬
‫أيضا ‪ 12‬تريليون دوالر آخر‪ ،‬وأعلنت العديد من المصارف في عدة بلدان إفالسها ولعل أبرزها‬

‫‪ .1‬بلوافي أحمد مهدي‪ ،‬البنوك اإلسالمية واالستقرار المالي ‪ -‬تحليل تجريبي‪ ، -‬ورقة عمل صادرة عن صندوق النقد الدولي‪ ،0228 ،‬ص‬
‫ص‪.26-25‬‬

‫‪075‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫بنك ليمان براذرز )‪ (Lehman-brothers‬وهو رابع أكبر بنك في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومن‬
‫‪1‬‬
‫حيث حجم تكاليف االنقاذ ما يقارب ‪ 252‬مليار دوالر حسب تقرير البنك الدولي سنة ‪0225‬؛‬
‫‪ -‬انخفاض الناتج يؤدي إلى انخفاض اإليرادات العامة للدولة فتزداد مشاكل الديون السيادية من‬
‫جهة ومن جهة أخرى تضطر الدولة إلى تقليص حجم اإلنفاق العام ما يقود إلى تخفيض الناتج‬
‫في تغذية متبادلة بين اإلنفاق الحكومي والناتج إلى جانب اصطدام الحكومة باالحتجاجات‬
‫الشعبية واإلضرابات وغيرها ما يفاقم الوضع بالنسبة للناتج‪ .‬وكمثال على ذلك أزمة الديون‬
‫السيادية األوربية خاصة اليونانية منها والتي انفجرت كإحدى إرهاصات األزمة المالية العالمية‬
‫والركود االقتصادي الذي أعقبها‪ ،‬وتبقى النتيجة النهائية األهم لألزمة المالية هي تحولها إلى أزمة‬
‫اقتصادية تمس الجوانب الحقيقية من االقتصاد‪ ،‬حيث قدر البنك الدولي الخسائر الناجمة من تلك‬
‫األزمات بحوالي ‪ %00‬من الناتج المحلي اإلجمالي تفاوتت من دولة ألخرى وتجاوزت ‪ % 00‬في‬
‫‪2‬‬
‫بعض الحاالت كاألرجنتين‪ ،‬الشيلي‪ ،‬وساحل العاج‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن مالحظة اآلثار السلبية التي أحدثها عدم االستقرار المالي في اقتصاديات‬
‫الكثير من الدول المتقدمة والنامية وعلى جميع األصعدة والتي تم مشاهدتها بعد األزمة المالية‬
‫وبوضوح‪ ،‬األمر الذي يبرز أهمية االستقرار المالي واآلثار الناتجة عن فقدانه‪.‬‬

‫‪ .2‬أسباب عدم االستقرار المالي‬

‫ينشأ عدم االستقرار المالي نتيجة أحد العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬بشار ذنون الشكرجي‪ ،‬دور المصارف االسالمية في االستقرار المالي والتحديات التي تواجهها‪ ،‬تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،004‬المجلد ‪،15‬‬
‫‪ ،0201‬ص ‪.01‬‬
‫‪ .2‬عبد الرزاق سعيد بلعباس‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،0225 ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪076‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-2‬عوامل عدم االستقرار المالي‬

‫‪Source: Frederic S. Mishkin, The Causes and Propagation of Financial Instability: Lessons for‬‬
‫‪Policymakers , Proceedings - Economic Policy Symposium - Jackson Hole, 1997, p 74.‬‬

‫‪077‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.1‬سعر الفائدة أداة لعدم االستقرار المالي‪1 :‬حيث يعتبر معدل الفائدة جوهر األزمات المالية‪،‬‬
‫ويركز منسكي ‪ Hyman Philip Minsky‬في فرضيته حول عدم االستقرار المالي الداخلي على‬
‫الخاصية الداخلية لوقوع األزمات المالية‪ ،‬حيث يعتقد أن المتسبب في وقوع األزمة المالية هو‬
‫هيكل االستدانة في االقتصاد ويعبر عن ذلك بما يلي‪ " :‬أن منبع األزمة المالية هو التوسع في‬
‫منح القروض المصرفية "‪ ،‬ويولي منسكي أهمية بالغة لهيكل االستدانة وخاصة أثر الرفع المالي‬
‫المستخدم بكثرة عند الموجات المضاربية‪ ،‬وتنطلق األزمة المالية حسب منسكي بوجود ظواهر‬
‫خارجية‪ :‬حروب‪ ،‬أزمة سياسية‪ ،‬بروز قطاعات اقتصادية جديدة‪ ،‬ظهور تقنيات حديثة‪ ،‬وكذا‬
‫تغير القوانين التي أدت إلى ازدهار التجارة العالمية وتحرر حركة رؤوس األموال أو استخدام‬
‫تقنيات المشتقات المالية التي تعد أيضا عوامل مؤثرة وفاعلة تؤدي إلى خلق فرص ربح جديدة‬
‫في قطاع اقتصادي جديد نتيجة ت ازيد االستثمارات‪ ،‬وهذا ما يولد ازدهار اقتصادي يتم تمويله‬
‫وتغذيته بالتوسع في القروض المتأتية من النظام المصرفي على اعتبار أن المصارف تستجيب‬
‫باإليجاب لهذا الطلب الجديد لغرض تحقيق فرص ربح جديدة‪.‬‬

‫تقوم فرضية منسكي على مبدأين رئيسيين‪:‬‬

‫‪ -‬أن الهشاشة المالية الداخلية يعود سببها إلى اللجوء إلى االستدانة المصرفية وجودة‬
‫المقترضين؛‬
‫‪ -‬أهمية ارتفاع أسعار الفائدة للمرور من مرحلة االزدهار إلى مرحلة األزمة بسبب‬
‫المخاطراالئتمانية‪ ،‬حيث أن إمكانية حدوث األزمة المالية يزداد مع احتمال ارتفاع أسعار‬
‫الفائدة في االقتصاد‪ ،‬ومع استمرار مرحلة االزدهار االقتصادي فإن حجم القروض سيزداد‬
‫مما يؤدي بالمصارف إلى حماية نفسها ضد المخاطرة االئتمانية من خالل رفع أسعار الفائدة‬
‫مما يزيد من المصاريف المالية لدى المقترضين الذين قد يتحولون إلى فئة ذات مخاطر‬
‫عالية وبالتالي إمكانية تعرض هذه المصارف إلى اإلفالس‪.‬‬

‫ويميز منسكي بين ثالث أنواع من المؤسسات داخل االقتصاد تمتاز بهياكل استدانة مختلفة هي‪:‬‬
‫‪ -‬فئة المتعاملين الحذرين‪ :‬التي تمتاز بارتفاع مداخيلها مقارنة بمصاريفها المالية عند تاريخ االستحقاق‬
‫مما يسمح لها بالدفع في اآلجال المحددة للقرض؛‬
‫‪ -‬فئة المتعاملين المضاربين‪ :‬التي تمتاز بقلة مداخيل الفترة مقارنة بالمصاريف المالية‪ ،‬لكنها كافية‬
‫لتغطية الفوائد مما يستلزم من هذه الفئة ضرورة إعادة التمويل بالديون ألجل سداد أصل الدين؛‬

‫‪ .1‬بحري هشام‪ ،‬محزم حسينة‪ ،‬اآلثار المحتملة لتخفيض أسعار الفائدة على االقتصاد العالمي‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الوطني‬
‫التاسع حول أداة سعر الفائدة وأثرها على األزمات االقتصادية‪ ،‬جامعة ‪ 02‬أوت سكيكدة ‪ 02-25‬ماي ‪ ،0200‬ص ص‪.26-24‬‬

‫‪078‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬فئة المتعاملين السيئين‪ :‬وهي الفئة التي ال تستطيع مداخيلها تغطية فوائد وأصل القروض مما يحتم‬
‫عليها زيادة االقتراض من المصارف للوفاء بالتزاماتها لفترات سابقة‪.‬‬
‫إن ارتفاع أسعار الفائدة في االقتصاد يمثل عامال أساسيا في حدوث الهشاشة المالية‪ ،‬ويرجع هذا‬
‫االرتفاع إلى اعتماد المؤسسات على االقتراض بشكل كبير في تمويل المشاريع االستثمارية‪ ،‬وكلما‬
‫كان حجم المشاريع كبي ار كلما زادت الحاجة إلى االقتراض من المصارف مما يزيد من احتمال عدم‬
‫السداد‪ ،‬وبالتالي تلجأ المصارف لرفع سعر الفائدة لحماية نفسها على هذا األساس‪ ،‬فإن األزمة المالية‬
‫تحدث مع زيادة احتمال ارتفاع أسعار الفائدة التي ستضعف من عوائد االستثمارات‪ ،‬وتزيد من‬
‫المصاريف المالية وارتفاع الطلب على القروض لضمان سداد الديون السابقة‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬
‫هشاشة الميزانيات المصرفية ومع استمرار الطفرة االستثمارية سيزداد اعتماد المؤسسات على القروض‬
‫المصرفية وترتفع بذلك أسعار الفائدة‪ ،‬وتتحول المؤسسات من فئة المتعاملين الحذرين إلى فئة‬
‫المتعاملين السيئين‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح وزن المؤسسات السيئة أكبر في االقتصاد مما يزيد من‬
‫الهشاشة المالية ويؤدي إلى وقوع األزمة المالية فاألزمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مشكالت التكوين‪ 1:‬تتشابه األنواع الثالثة لعدم االستقرار المالي‪ ،‬المتمثلة في الذعر المالي‪،‬‬
‫انهيار سوق األوراق المالية وحاالت عدم استقرار مستوى األسعار‪ ،‬في أنها كلها مشكالت‬
‫تكوين حيث أن سلوكات األفراد المنفصلة تكون لها انعكاسات كلية‪:‬‬
‫‪ .2.2.1‬الذعر المالي ‪ :Financial Panic‬ويقصد بالذعر المالي تلك الظاهرة التي ينتج عنها‬
‫حدوث تهافت على سحب الودائع من المصرف‪ ،‬والذعر المالي يكون لو أن كل المطالبين بحقوقهم‬
‫رغبوا في تسييلها في وقت واحد‪ ،‬وال توجد أمام المؤسسات المالية أو المصرفية إمكانية لمواجهة تلك‬
‫السحوبات‪ ،‬ويكون ذلك بسبب مشاكل لدى المصرف في تراجع ثقة المودعين واندفاعهم لسحب أموالهم‬
‫فعندما يعرف الجمهور أن أحد المصارف أو بعضها في أزمة‪ ،‬يسارع بسحب ودائعه من المصارف‪،‬‬
‫سواء السليمة أو المصابة‪ ،‬فتقل احتياطيات المصارف‪ ،‬وعندما تتالشى االحتياطيات ال يستطيع‬
‫المصرف بعد ذلك أن يفي بوعوده الخاصة بالسيولة‪ ،‬ويتحتم عليه بقوة القانون أن يغلق أبوابه‪ ،‬أو‬
‫يتخذ مسلك لتخطي هاته العقبات‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬انهيار سوق األوراق المالية‪ 2:‬تمر أسواق المال كل فترة بأزمات تؤدي الى "تحطم"‬
‫أسعار عدد كبير من األسهم خالل مدة قصيرة جدا بحيث تنخفض أسعار هذه األسهم بصورة كبيرة‬
‫وفجائية‪ .‬هذا األمر قد يؤدي إلى خسائر مالية فادحة وذلك بسبب الخسارة الكبيرة في قيمة السندات‬
‫المالية التي يمتلكها المستثمر‪ .‬أسباب هذا االنهيار قد تكون عوامل اقتصادية بحتة‪ ،‬ولكنها كذلك نابعة‬

‫‪ .1‬مائيير كوهين‪ ،‬النظم المالية والتمويلية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحكم الخزامى‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪.006‬‬
‫‪ .2‬فؤاد معدي‪ ،‬سوق األوراق المالية ولمحة عن أزماتها‪ ،0205 ،‬الموقع‪ ،http://eamaar.org/?mod=article&ID=7262 :‬تاريخ‬
‫االطالع‪.)0205/00/02( :‬‬

‫‪079‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫من "ذعر" لدى أصحاب األسهم والسندات الذين فقدوا الثقة في األوراق المالية التي يملكونها وباتوا‬
‫يعتقدون أنها ستخسر من قيمتها الكثير‪ ،‬مما يؤدي بهم إلى عرض ما يملكون من أسهم للبيع بحيث‬
‫يصبح العرض على هذه السندات أكبر بكثير من الطلب فتخسر قيمتها‪ ،‬وكثي ار ما يتم الحديث عن أن‬
‫السبب في هذا هو ما يسمى "فقاعات" سوق المال النابعة من تنبؤات ومضاربات أسواق المال التي‬
‫تؤدي إلى "انتفاخ" قيمة السندات المالية بدون أي أساس اقتصادي وبدون أي عالقة مع الواقع‪ ،‬وتنفجر‬
‫هذه "الفقاعات" عند اصطدامها بأرض الواقع‪.‬‬

‫هذا االصطدام يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات المالية بصورة فجائية وبسرعة بحيث تكون خسارة‬
‫المستثمر فورية وفادحة‪ ،‬ويقال أن أزمات سوق المال هي ظاهرة اجتماعية حيث تجتمع أحداث‬
‫وعوامل اقتصادية خارجية مع تصرفات جمهور المستثمرين وحالتهم النفسية مما يؤدي إلى تدافع‬
‫المستثمرون على بيع ما يملكون من أسهم ويدفعون أسعار السندات إلى األسفل‪ ،‬ومن أشهر األزمات‬
‫في أسواق المال كانت األزمة المالية الكبرى في سوق المال األمريكية عام ‪ 0505‬حيث استمر‬
‫انخفاض مؤشر الداو جونس الصناعي حتى وصل إلى نسبة ‪ % 85‬مع حلول شهر جويلية ‪0510‬‬
‫حيث تدخلت الحكومة األمريكية لمنع انهيار االقتصاد األمريكي‪ .‬وفي العام ‪ 0228‬حصل هنالك‬
‫انهيار كبير آخر في سوق المال األمريكية بدأ بانهيار بعض المصارف األمريكية وأشهرهم بنك "ليمان‬
‫براذرس" الذي أدى انهياره إلى انهيار أسواق المال األمريكية والعالمية‪ .‬وفي نهاية سنة ‪ 0205‬كان‬
‫هنالك انهيار في أسواق المال اآلسيوية أدى إلى انخفاضات كبيرة في أسواق المال العالمية‪ ،‬والجدير‬
‫بالذكر أن هذه االنهيارات واألزمات أدت إلى خسائر مالية ضخمة ويصعب تصور حجمها‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬عدم استقرار مستوى األسعار‪ 1:‬يأخذ مستوى االستقرار العام لألسعار أحد الشكلين‬
‫التاليين‪:‬‬
‫‪ -‬التضخم‪ ،‬أي االرتفاع المستمر في األسعار؛‬
‫‪ -‬التقلص واالنعكاس في األسعار‪ ،‬أي الهبوط المستمر والمتواصل‪.‬‬

‫ولكل شكل تأثيراته السلبية على اإلقراض‪ ،‬حيث تعتبر التقلبات في معدل التضخم عنص ار حاسما‬
‫في مقدرة القطاع المصرفي على القيام بدور الوساطة المالية‪ ،‬وخصوصا منح االئتمان وتوفير السيولة‪،‬‬
‫وقد اعتبر الركود االقتصادي الناتج عن ارتفاع مستويات األسعار سببا مباش ار لحدوث األزمات المالية‬
‫في العديد من دول أمريكا الجنوبية ودول العالم النامي‪ ،‬بينما يزيد التقلص في األسعار من قيمة‬
‫األموال المودعة لإلقراض‪ ،‬نتيجة لذلك فإن التضخم غير المتوقع تكون آثاره سلبية على المقرضين‪،‬‬
‫وعلى العكس تكون ايجابية للمقترضين‪ ،‬بينما االنعكاس في األسعار غير المتوقع يكون له تأثير‬

‫‪ .1‬مائيير كوهين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.000‬‬

‫‪081‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫عكسي لما يعمله التضخم غير المتوقع‪ ،‬إن عدم التأكد حول المستقبل المتوقع للتضخم والتقلص يجعل‬
‫القروض أكثر خطورة بالنسبة للمقترضين وللمقرضين وهو ما يجعل عملية االقراض أقل جاذبية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تأثير سوق األصول على الميزانية العمومية ‪:Asset market effects on balance sheets‬‬
‫إذ أن طبيعة الموجودات التي يحتفظ بها لها تأثير كبير على الميزانية العمومية وبالتالي على‬
‫حصول األزمات المالية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تزايد عدم اليقين ‪ 1:Increases in uncertainty‬إن أحد وأهم العوامل األساسية التي تؤدي إلى‬
‫عدم االستقرار المالي واإلسهام في حدوث أزمات مالية ومصرفية هي مشكلة عدم اليقين‪ ،‬حيث‬
‫أن ارتفاع عدم اليقين في االسواق المالية قد يؤدي إلى الفشل المالي‪ ،‬وأن صدمة سوق األسهم‬
‫تجعل من الصعوبة على المقرضين تجنب مخاطر االئتمان الرديء نتيجة تفاقم مشكلة سوء‬
‫االختيار‪ ،‬وبالتالي فإن عدم قدرة المقرضين على حل سلبية مشكلة االختيار المعاكس تجعلهم‬
‫أقل رغبة في اإلقراض‪ ،‬مما يؤدي إلى االنخفاض في االقراض واالستثمار والنشاط الكلي‪.‬‬
‫باعتبار أن المصارف‬ ‫‪2‬‬
‫‪ .2.2‬مشاكل في القطاع المصرفي ‪:Problems in the banking sector‬‬
‫لها دور مهم في السوق المالية‪ ،‬نظ ار لدورها ومساهمتها في انتاج المعلومات ألنها على دراية‬
‫ومعرفة بالوضع المالي لكل شركة تتعامل معها سواء بإقراضها أو بمسك ودائعها‪ ،‬وهو ما يسهل‬
‫عملية خلق االستثمار لالقتصاد‪.‬‬

‫وبالتالي فإن انخفاض قدرة المصارف على الدخول في الوساطة المالية وصنع القروض‪ ،‬سوف‬
‫يؤدي مباشرة إلى انخفاض االستثمار والنشاط االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫إن وضعية الميزانية العامة للمصرف لها تأثي ار هاما في قدرته على منح القروض‪ ،‬حيث وفي حالة‬
‫أن المصرف كان يعاني من تدهور في ميزانيته العمومية‪ ،‬فيحدث انكماش في رأس ماله أمامه‬
‫خيارين‪:‬‬

‫‪ -‬إما أن يخفض من القروض من أجل تقليص قاعدة أصوله؛‬


‫‪ -‬أو أن يحاول المصرف الرفع من رأس ماله‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬عندما تواجه المصارف تدهو ار في ميزانيتها العمومية‪ ،‬فمن الصعب جدا بالنسبة لها‬
‫الرفع من رأسمالها بتكلفة معقولة‪ ،‬حيث غالبا ما تلجأ إلى تخفيض منح القروض والذي يؤدي إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪. Frederic S. Mishkin, Op cit, p 64.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Ibid, p 67.‬‬

‫‪080‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تباطؤ النشاط االقتصادي‪ ،‬حيث تشير الدراسات على سبيل المثال‪ ،‬أن هذه اآللية برزت خالل سنوات‬
‫التسعينيات في الواليات المتحدة األمريكية مما أعاق النمو االقتصادي األمريكي في ذلك الوقت‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور القطاع المصرفي في تعزيز االستقرار المالي‬

‫نظ ار الرتباط االستقرار المالي باستقرار كال من االستقرار االقتصادي الكلي واستقرار القطاع‬
‫المصرفي والمالي‪ ،‬فإن االستقرار االقتصادي الكلي أيضا مرتبط بوجود نظام مصرفي قوي‪ ،‬فمن غير‬
‫الممكن تحقيق السالمة المصرفية والحفاظ عليها ما لم تتطور األسعار والمتغيرات في االقتصاد بشكل‬
‫‪1‬‬
‫ثابت نسبيا ما لم يتوسع النشاط االقتصادي بخطوات معقولة‪.‬‬

‫كما تتوقف سالمة النظام المصرفي ومرونته على الطريقة التي تمارس بها المصارف وبكفاءة‬
‫واتقان اإلجراءات التي تسند إليها تحليالتها لمخاطر االئتمان وق ارراتها المتعلقة باالقتراض‪ ،‬وعلى‬
‫الطريقة التي تدرك بها مالمح المخاطر المتغيرة‪ ،‬إلى جانب هذه اإلجراءات تقوم المصارف بوظائف‬
‫مالية رئيسية أخرى مثل ممارسة عمليات المقاصة وتسوية المدفوعات وعمليات سوق الصرف‬
‫األجنبي‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن القطاع المصرفي يعتبر األداة األساسية لنقل تدابير السياسة النقدية إلى‬
‫‪2‬‬
‫أسعار الفائدة في السوق‪.‬‬

‫وهناك العديد من المظاهر التي تدل على عدم االستقرار المصرفي‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع الديون المتعثرة‪ :‬حيث يعتبر مؤشر الديون المتعثرة دليال هاما في رصد األزمات‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث يجب أن ال تتجاوز نسبة الديون المتعثرة ‪ %02-%5‬من إجمالي القروض‬
‫المصرفية واذا تجاوزت هذه النسبة فإن ذلك يعتبر مؤش ار على عدم كفاءة األداء المصرفي‪.3‬‬
‫‪ -‬غياب الشفافية واإلفصاح ونقص المعلومات‪ :‬مما يوقع النظام المصرفي فى خيارات سيئة‪ ،‬حيث‬
‫يلجأ بعض المقترضين إلى تضخيم القيمة الرأسمالية لألصول (خاصة العقارية) بقصد الحصول‬
‫على قروض بقيمة عالية مما يوقع النظام المصرفى في أخطاء اختيار المشروعات التى يتم‬
‫تمويلها خصوصا عندما يعجز المدينون عن اإليفاء بااللتزامات المترتبة عليهم بسبب المبالغة في‬
‫تضخيم قيمة األصول التى يمتلكونها من جهة واستخدام هذه القروض في قطاعات ليس لها‬
‫جدوى اقتصادية أو تواجه نقصا فى الطلب وليس لديها المرونة الكافية فى السوق (قطاع‬
‫العقارات مثال) من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ .1‬مالكوم نايت‪ ،‬الدول النامية والتي تمر بمرحلة انتقال وتواجه العولمة المالية‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬جوان ‪ ،0555‬ص‪.10‬‬
‫‪ .2‬غالم عبد اهلل‪ ،‬العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪ .3‬مجيب حسن محمد‪ ،‬تطوير مؤشرات للتنبؤ باألزمات المصرفية‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪،21‬‬
‫‪ ، http://cbl.gov.ly/pdf/04obK1uIE41EL5E7E4e.pdf‬تاريخ االطالع‪.)0205/24/02 ( :‬‬

‫‪082‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬التدهور السريع فى نسب رأس المال نتيجة النخفاض موجودات المصرف ‪ /‬مطلوباته‪.‬‬
‫‪ -‬الذعر المصرفي‪ :‬عندما يعرف الجمهور أن أحد المصارف أو بعضها في أزمة‪ ،‬يسارع إلى‬
‫سحب ودائعه من المصارف سواء السليمة أو المصابة‪ ،‬فتقل احتياطيات المصارف مما يتسبب‬
‫في أزمة سيولة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعسار المصرفي‪ :‬والذي يعتبر مؤش ار أوليا على أزمة النظام المصرفي ويحدث اإلعسار عادة‬
‫قبل فترة قصيرة من إشهار اإلفالس وتعتبر القروض المتعثرة‪ ،‬والتدهور السريع فى نسب رأس‬
‫المال‪ ،‬وانخفاض معدل التغطية دالئل على دخول المصارف مرحلة اإلعسار‪.‬‬
‫‪ -‬الفشل المصرفي‪ :‬فالمصرف يفشل عندما تكون القيمة السوقية ألصوله أقل من القيمة السوقية‬
‫اللتزاماته‪ ،‬ويحدث ذلك نتيجة االندفاع في اإلقراض عالي المخاطر‪ ،‬واالستثمار في أصول متقلبة‬
‫في قيمتها السوقية‪ ،‬وارتفاع حجم القروض المعدومة‪ ،‬واندفاع الجمهور لسحب ودائعه‪.‬‬
‫‪ -‬مراحل اإلفالس المصرفي‪ :‬وهذا اإلفالس بدوره ناجم عن المخاطر التالية‪ :‬مخاطر السوق‪،‬‬
‫المخاطر االئتمانية‪ ،‬مخاطر السيولة‪ ،‬العدوى‪ ،‬الخطر المعنوي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مؤشرات قياس االستقرار المصرفي للتنبؤ باألزمات المالية‬

‫تعتبر مؤشرات قياس االستقرار المصرفي للتنبؤ باألزمات المالية من أهم المؤشرات التي تمكن‬
‫من مراقبة النظام المالي من أجل اكتشاف مدى قدرته على التعامل مع التذبذبات في حركة رؤوس‬
‫األموال‪ ،‬ويهدف هذا المبحث إلى التعرف على مختلف النظم التي تمكن من قياس االستق ارر المالي‬
‫‪1‬‬
‫للبنوك‪ ،‬يمكن التمييز بين أربعة نظم ‪:‬‬

‫‪ -‬النظم اإلشرافية الخاصة بإعطاء تقديرات للبنوك؛‬


‫‪ -‬نظم تحليل النسب المالية والتي تقوم على مجموعة من المتغيرات؛‬
‫‪ -‬نظم التقييم الشامل لمخاطر المصرف؛‬
‫‪ -‬النماذج اإلحصائية التي تحاول اكتشاف المخاطر التي تؤدي إلى ظروف مستقبلية معاكسة لما‬
‫يرغبه المصرف‪.‬‬

‫وعليه سيتم التطرق في هذا المبحث للنقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫مناهج االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية؛‬ ‫‪-‬‬


‫مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المصرفي؛‬ ‫‪-‬‬
‫قياس االستقرار المالي للمصارف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات " المفاهيم‪ -‬المبادئ‪ -‬التجارب‪ -‬تطبيقات الحوكمة في المصارف"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‬
‫‪.225-224‬‬

‫‪083‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المطلب األول‪ :‬مناهج االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬

‫لقد دفعت األزمات المالية والمصرفية العديدة التي مر بها النظام المالي العالمي العديد من الدول‬
‫النامية والمتقدمة لالهتمام بقضية اإلنذار المبكر‪ ،‬وذلك من خالل تطوير عدد من النماذج الرياضية‬
‫بغرض التنبؤ بمؤشرات حدوث األزمات المالية‪ ،‬وذلك من أجل تجنبها أو االستعداد لها‪ ،‬ومن خالل‬
‫هذه الجزئية سيتم التطرق لماهية نظم اإلنذار المبكر التي تعتبر آلية مهمة في القيام بدور أثناء‬
‫سيرورة إدارة األزمات المالية‪.‬‬

‫ماهية نظم االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬ ‫‪.1‬‬

‫إن تطوير واستخدام مؤشرات لإلنذار المبكر للتنبيه على المخاطر‪ ،‬تساعد متخذي القرار في اتخاذ‬
‫اإلجراءات االستباقية على أن تكون هذه المؤشرات دائمة ومستمرة‪ ،‬وكذلك إصدار التشريعات لتعزيز‬
‫العمل الرقابي‪ ،‬تأسيس وتدعيم إدارة المخاطر‪ ،‬ووضع الخطط واإلستراتيجيات لتجنب المخاطر‪،‬‬
‫وتفعيل دور إدارات التدقيق الداخلي‪ ،‬ودعم وتفعيل نظام الحوكمة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وضع األجهزة‬
‫العليا للرقابة لمعايير اللتزام مختلف الجهات بنظام الحوكمة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى إعطاء المزيد من‬
‫‪1‬‬
‫الصالحيات لألجهزة الرقابية للقيام بدور أكبر وباستقاللية تامة‪.‬‬

‫لقد قدم الباحثون عدة تعاريف لنظم اإلنذار المبكر‪:‬‬

‫‪ -‬نظم االنذار المبكر‪ " :‬آلية الغرض منها إكتشاف إشارات اإلنذار إتجاه ظاهرة ما وهي عملية تقوم‬
‫على رصد وتسجيل وتحليل اإلشارات التي تنبىء عن قرب حدوث أزمة‪ ،‬إال أنه يجب التفريق بين‬
‫اإلشارات التي تشير إلى قرب وقوع أزمة وبعض الضوضاء الناتجة عن المشكالت اليومية بقطاع‬
‫‪2‬‬
‫األعمال"‪.‬‬
‫‪ -‬نظم اإلنذار المبكر باألزمات المالية‪ ":‬هي عبارة عن نماذج تستطيع أن تميز إن كان هناك ضعف‬
‫وتحدد نقاط الضعف التي تظهر في النظام المالي‪ ،‬من خالل إرسال إشارات صحيحة وفي الوقت‬
‫‪3‬‬
‫المناسب تنذر ببداية أزمة"‪.‬‬

‫‪ .1‬عبد العزيز الرشيدي‪ ،‬التحول إلى االقتصاد الوهمي من أسباب األزمات المالية ‪ ،‬الملتقى العربي األوروبي الخامس لألجهزة العليا للرقابة‬
‫المالية والمحاسبية‪ ،‬الدوحة‪ 5 ،‬ديسمبر ‪.0205‬‬
‫‪ .2‬محمد رشاد الحمالوي‪ ،‬السيد محمود سماحة‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. ALESSIO Ciarlone, GIORGIO Trebeschi, desining an Early warning system for debt crises, Emerging‬‬
‫‪markets review, No 06, 2005, p376.‬‬

‫‪084‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وعليه يمكن القول أن نظم اإلنذار المبكر عبارة عن القدرة على استيعاب اإلشارات المتعلقة باحتمال‬
‫حدوث األزمات‪ ،‬مما يمكن من اتخاذ التدابير لتجنبها‪ ،‬وتقوم العملية على رصد وتسجيل اإلشارات‬
‫‪1‬‬
‫التي تشير إلى قرب حدوث أزمة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ -‬االرتفاع غير الحقيقي في أسعار األسهم؛‬


‫‪ -‬الحروب والتغيرات السياسية واالجتماعية واالقتصادية؛‬
‫‪ -‬التطورات غير اإليجابية في سعر الفائدة وسعر الصرف والمضاربات وتدهور أسعار العملة الوطنية؛‬
‫‪ -‬ضعف القطاع المصرفي ومواجهته لمشكلة السيولة؛‬
‫‪ -‬تفاقم العجز في الميزان التجاري‪ ،‬وميزان المدفوعات‪ ،‬وتصاعد أزمة الديون‪ ،‬استنزاف احتياطي‬
‫العمالت األجنبية؛‬
‫‪ -‬انتشار الفساد‪ ،‬األخطاء الفادحة في السياسات االقتصادية والمالية؛‬
‫‪ -‬تعرض الشركات المدرجة أوراقها المالية في السوق المالية ألزمات واضطرابات‪ ،‬تؤثر على أسعارها‬
‫في السوق المالية‪.‬‬

‫تعتبر إشارات اإلنذار المبكر مهمة‪ ،‬حيث من الصعب منع وقوع شيء إن لم يتم التنبؤ باحتمال‬
‫وقوعه‪ ،‬أو من الصعب مواجهة األزمات المالية إن لم يتم االستعداد لها‪ ،‬كذلك تنبع أهمية نظام‬
‫اإلنذار المبكر بأنها تقدم أداة دائمة ومستمرة للتوجيه واإلنذار والتحذير لمتخذي القرار وواضعي‬
‫السياسات باحتمال تعرض االقتصاد ألزمة مالية‪ ،‬فتبين احتماالت حدوثها في وقت مبكر قبل وقوعها‬
‫‪2‬‬
‫التخاذ سياسات واجراءات وقائية عند وقوع األزمة‪.‬‬

‫وهو ما يوجب اتخاذ الخطوات التنفيذية الالزمة لنظام اإلنذار المبكر لألزمات‪ ،‬من خالل توفير نظم‬
‫االنذار التي تتسم بالكفاءة والفاعلية في تطوير أدوات التحليل‪ ،‬والتنبؤ باألزمات‪ ،‬وتوفير القاعدة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬وتدريب الكوادر المسؤولة عن إدارة األزمات بشكل مستمر‪ ،‬واقامة أنظمة اتصال وتنسيق‬
‫مع كافة المؤسسات ذات الصلة بمواضيع األزمات المالية في الداخل والخارج‪ ،‬واقامة أنظمة اتصال‬
‫مع المؤسسات االقليمية والدولية من أجل التشاور‪.‬‬

‫إن نتائج أنظمة اإلنذار المبكر يمكن أن تكون وفق أربع احتماالت وهي‪:‬‬

‫‪ -‬التوفيق‪ :‬حيث يتم رصد إشارات االنذار بوقوع أزمة‪ ،‬وتقع األزمة فعال‪.‬‬
‫‪ -‬الفشل‪ :‬في هذه الحالة يتم رصد إشارات اإلنذار بوقوع األزمة وتقع األزمة‪.‬‬

‫‪ .1‬عز الدين المناصرة‪ ،‬علم إدارة األزمات االقتصادية العالمية‪ ،‬مجلة فيالدلفيا الثقافية‪ ،‬العدد السابع‪ ،0202 ،‬ص ص‪.006-005‬‬
‫‪ .2‬عبد النبي إسماعيل الطوخي‪ ،‬التنبؤ المبكر باألزمات المالية بإستخدام المؤشرات المالية القائدة‪ ،‬مؤتمر اقتصاديات األعمال في ظل عالم‬
‫متغير‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية األهلية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.0221 ،‬‬

‫‪085‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬اإلنذار الكاذب‪ :‬إذ يتم رصد إشارات اإلنذار بوقوع أزمة‪ ،‬فيعتقد أن هناك أزمة توشك أن تقع‬
‫لكن ال تقع هذه األزمة‪.‬‬
‫‪ -‬الرفض الصحيح‪ :‬حيث ال يتم اإلنذار بوقوع أزمة وبالفعل ال تقع‪.‬‬

‫والشكل التالي يوضح مصفوفة إشارات اإلنذار المبكر‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬مصفوفة إشارات اإلنذار المبكر‬

‫ال توجد أزمة في غضون ‪ 12‬شهر‬ ‫توجد أزمة خالل ‪ 12‬شهر‬ ‫البيان‬
‫اإلنذار الكاذب‬ ‫التوفيق‬ ‫صدور اإلشارة‬
‫الرفض الصريح‬ ‫الفشل‬ ‫عدم صدور أي إشارة‬
‫‪Source: MATTHIEU BUSSIERE, MARCEL FRATZSCHER, TOWARDS A NEW EARLY WARNING SYSTEM OF‬‬
‫‪FINANCIAL CRISES, EUROPEAN CENTRAL BANK WORKING PAPER NO145, MAY 2002, p 14.‬‬

‫حيث أن األزمة قبل وقوعها بفترة ترسل سلسلة من اإلشارات تنبؤ بإحتمال وقوع أزمة‪ ،‬فنظام‬
‫اإلنذار المبكر باألزمات المالية يرصد مؤشرات األزمات المالية بغرض إعطاء إشارة إلحتمال وقوع‬
‫أزمة مالية‪.‬‬

‫مناهج االنذار المبكر باألزمات المالية والمصرفية‬ ‫‪.2‬‬

‫لقد ظهرت كتابات عديدة ودراسات مختلفة سواء من البنك الدولي أو الصندوق النقد الدولي أو‬
‫بنك التسويات أو الباحثين االقتصاديين المهتمين بدراسة األزمات المصرفية والمالية ومعرفة أسبابها‬
‫وكيفية وضع نظم للتنبؤ بها قبل حدوثها بوقت مبكر‪ ،‬حتى يمكن اتخاذ اإلجراءات أو السياسات‬
‫المضادة لمنع أو تجنب حدوثها أو تقليل الخسائر المترتبة عليها ألدنى مستوى إن لم يكن من الممكن‬

‫تفادي وقوعها من األساس‪.‬‬


‫وهناك عدة مؤشرات رقابية لإلنذار المبكر تستخدم لقياس مدى سالمة األداء المصرفي‪ ،‬إذ تستخدم‬
‫كمؤشرات لتقييم أداء المصارف ثم تصنيفها واكتشاف أوجه الخلل المالي في أدائها قبل وقت مبكر‬
‫حتى ال تتعرض لمشاكل مالية تؤدي الى انهيارها وبالتالي تقوم هذه المؤشرات بالتعريف باحتماالت‬
‫الحدوث في وقت مبكر قبل وقوع الحدث التخاذ ما يلزم من سياسات واج ارءات وقائية أو مانعة من‬

‫‪086‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وقوع األزمات‪ ،1‬ويمكن تصنيف الدراسات البحثية التي تسعى للكشف عن مؤشرات اإلنذار المبكر بعد‬
‫‪2‬‬
‫االستقرار المالي‪ ،‬إلى ثالث فئات منهجية للبحث‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التحليل النوعي ‪ : Qualitative analysis‬حيث يشير هذا المنهج لمقارنة بيانية لديناميات المؤشرات‬
‫االقتصادية األساسية في الفترة التي تسبق األزمات المالية مع فترات االستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ -‬نماذج االقتصاد القياسي ‪ : Econometric modeling‬كمنهجية ‪ Probit models‬ومنهجية نماذج‬
‫تعتمد على االنحدار اللوجستي ‪ ،Logit models‬حيث يتم تقييم المؤشرات االقتصادية التي يمكن‬
‫االعتماد عليها لتوقع احتمال وقوع أزمات مالية‪.‬‬
‫‪ -‬المعايير الالمعلمية ‪ : Nonparametric criteria‬في هذه المنهجية يتم تطوير الخصائص العددية‬
‫المختلفة التي تسمح بالكشف مقدما عن حالة ضعف االقتصاد الكلي واحتمال وقوعه في أزمة مالية‪.‬‬
‫‪ .2.1‬منهج المؤشرات القائدة ‪ 3:Leading indicators‬يعتبر المتغير مؤش ار قياديا فاعال إذا تمكن‬
‫من الكشف عن السلوك غير الطبيعي قبل حدوث األزمة‪ ،‬كما ال يعطي إنذار غير صحيح عن اقتراب‬
‫وقوع أزمة في األوقات العادية أي حاالت االستقرار‪ ،‬ويمكن استخدام المؤشرات المالية من قبل متخذي‬
‫القرار لتوقع األزمات المالية‪ ،‬ويمكن تحديدها من خالل مقارنة سلوك متغير معين في فترة ما قبل‬
‫األزمة مع سلوكه خالل فترة االستقرار والسكون‪ ،‬وذلك بخلق نوع من التوازن بين احتمالية عدم التوقع‬
‫باألزمات وتخفيض احتمالية إعطاء إنذار غير صحيح عند وجود ضغوطات‪ ،‬كما يمكن تحديدها‬
‫باالعتماد على نماذج االقتصاد القياسي لتحديد المؤشرات التي تثبت أهميتها إحصائيا‪ ،‬من أجل‬
‫استخدامها في تقدير احتمالية وقوع أزمة خالل فترة معينة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬منهجية استخراج اإلشارات ‪ :Signal Extraction4‬والتي تقوم على متابعة مجموعة من‬
‫المؤشرات والتى تتكرر بشكل كبير وتميل للتصرف بسلوك غير عادي يختلف عن طبيعتها قبل حدوث‬
‫األزمة على أن يقوم نظام اإلنذار بإعطاء إشارة تعكس احتمال حدوث أزمة‪.‬‬

‫‪ .1‬علي عبد الرضا حمودي العميد‪ ،‬مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ المبكر باألزمات (دراسة تطبيقية ‪ -‬حالة العراق)‪ ،‬المديرية العامة‬
‫لإلحصاء واألبحاث‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،0225 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪2‬‬
‫‪. A. V. Ulyukaev, P. V. Trunin, Application of a signals approach to the development of early‬‬
‫‪warning indicators of financial instability in the Russian Federation , Studies on Russian‬‬
‫‪Economic Development ,Volume 19 ,Issue 5, September 2008, p 517.‬‬

‫‪ .3‬مركز البحوث المالية والمصرفية‪ ،‬التحديات التي تواجه التنبؤ باألزمات المالية واالقتصادية‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬المجلد‬
‫الثامن‪ ،‬العدد ‪ ،420‬عمان‪ ،0220 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Mario DEHOVE, CRISES FINANCIÈRES: DEUX OU TROIS CHOSES QUE NOUS SAVONS D’ELLES‬‬
‫‪« QUE NOUS APPREND L’APPROCHE STATISTIQUE DES CRISES FINANCIÈRES ? », Document de‬‬
‫‪travail, Conseil d’analyse économique, République Française, Avril 2003, p 12.‬‬

‫‪087‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ظهرت منهجية االشارات ألول مرة في أعمال )‪ ،Kaminsky & Reinhart (1996‬حيث قاما بتصميم‬
‫نظاما لإلنذار المبكر عن األزمات المالية وبالتحديد أزمات العملة‪ ،‬من خالل القيام بدراسة ‪ 26‬أزمة‬
‫عملة في ‪ 12‬بلدا خالل الفترة ‪ ،0555-0522‬وتهدف هذه المنهجية إلى الربط بين مختلف األنواع من‬
‫األزمات المالية‪ ،‬ويتم وضع مؤشرات مركبة يمكن االعتماد عليها في التنبؤ بأن نظام مالي معين في‬
‫وضع ما قبل األزمة‪ ،‬ويمكن اختبار فاعلية منهج اإلشارات على مستوى المؤشرات الفردية باالعتماد‬
‫على المصفوفة التالية‪ ،‬حيث تتم الدراسة على مجموعة من الدول يرمز لها ب‪ ،n‬خالل الفترة الزمنية‬
‫‪ T‬والتي عرفت عدد ‪ P‬من األزمات‪ ،‬ونضع أنفسنا عند اللحظة ‪ t‬ونعطي ألنفسنا الفترة الزمنية ‪ θ‬وقيمة‬
‫مرجعية ‪ S‬للمتغير ‪ ،X‬وهي القيمة التي ستستخدم كعتبة‪.‬‬

‫‪ A -‬تعبر عن الفترة الزمنية ‪ θ‬التي أصدر فيها المؤشر إشارات صحيحة‪.‬‬


‫‪ B -‬تعبر عن الفترة الزمنية ‪ θ‬التي أصدر فيها المؤشر إشارة خاطئة‪.‬‬
‫‪ C -‬تعبر عن الفترة الزمنية التي لم يصدر فيها المؤشر أية إشارة لوقوع أزمة‪ ،‬على الرغم من‬
‫وقوع أزمة خالل الفترة ‪.θ‬‬
‫‪ D -‬تعبر عن الفترة الزمنية التي لم يتم خاللها إصدار أية إشارة لوقوع أزمة‪ ،‬وبالفعل لم تقع‬
‫أزمة خالل الفترة ‪.θ‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬مصفوفة منهجية استخراج اإلشارات‬

‫‪Source: Mario DEHOVE, Op cit, p 12.‬‬

‫توجد نسب يمكن االعتماد عليها كمقياس لتقييم منهج اإلشارات وهي‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة المؤشرات الصحيحة الصادرة من المؤشر إلى الفترة الزمنية التي تم فيها إصدار إشارات‬
‫صحيحة = ‪.A/ A+C‬‬
‫‪ -‬نسبة اإلشارات الخاطئة إلى الخاطئة الممكنة‪.B/B+D :‬‬
‫‪ -‬مؤشر الضوضاء = )‪.B/ (B+D) / A/ (A+C‬‬

‫‪088‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.2‬منهجية بروبيت ‪Probit models1‬‬

‫خالل سنة ‪ 0584‬أجرى الباحث ‪ Zmijewski‬دراسة على عينة من المؤسسات األمريكية المدرجة في‬
‫السوق المالية‪ ،‬مكونة من ‪ 42‬مؤسسة مفلسة و‪ 822‬مؤسسة إصطناعية غير مفلسة‪ ،‬واعتمد في‬
‫نموذجه على ثالث نسب مالية محتملة من واقع التقارير المالية لهذه المؤسسات خالل الفترة من‬
‫‪ ، 0528-0520‬وهي العائد على مجموع األصول‪ ،‬نسبة المديونية‪ ،‬نسبة التداول‪ ،‬وقد استخدم النموذج‬
‫تحليل بروبيت ‪ ،Probit Analysis‬لتحديد قيمة معامالت التمييز وايجاد العالقة بين المتغيرات‬
‫والمتغيرات التابعة‪ ،‬ذلك باستخدام عتبة محددة لتلك المتغيرات‪ ،‬حيث تعبر القيم األعلى من هذه العتبة‬
‫عن حالة أزمة مالية وتأخذ القيمة (‪ ،)0‬بينما تعبر القيم الدنيا عن حالة االستقرار وتأخذ قيمة (‪،)2‬‬
‫حسب الصيغة التالية‪:‬‬

‫وبضرب المتغيرات الثابتة والمستقلة بالعدد ‪ 0.8018‬تصبح الصيغة المعدلة كما يلي‪:‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ :X1‬معدل العائد على مجموع األصول؛‬

‫‪ :X2‬نسبة المديونية؛‬

‫‪ :X3‬نسبة التداول‪.‬‬

‫‪ .2.2‬منهجية نماذج تعتمد على االنحدار اللوجستي ‪ :Logit models2‬لقد تم اقتراح نماذج‬
‫االنحدار اللوجيستيكي لتقدير مؤشرات اإلنذار المبكر باألزمات المالية من قبل كل من ‪Demirgüç-‬‬
‫‪Mulder,‬‬ ‫)‪ ، Künt and Detragiache (1998‬وكل من )‪ Gonzalez-Hermosillo (1999‬وكذلك‬
‫)‪ ، Perrelli and Rocha (2001‬و)‪ ، Bussiere and Fratzcher (2002‬حيث جمع ‪Gonzalez-‬‬

‫‪ .1‬شعيب شنوف‪ ،‬التحليل المالي الحديث طبقا للمعايير الدولية لإلبالغ المالي ‪ ،IFRS‬زهران للنشر‪ ،0201 ،‬ص ص ‪.050-052‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. DeLisle Worrell , Quantitative Assessment of the Financial Sector: An Integrated Approach, IMF‬‬
‫‪Working Paper, WP/04/153, August 2004, p 06.‬‬

‫‪089‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ Hermosillo‬بين مؤشرات الحيطة الكلية ومتغيرات االقتصاد الكلي‪ ،‬بينما اعتمد كل من ‪Mulder,‬‬
‫‪ Perrelli and Rocha‬على مؤشرات مستمدة من ميزانيات وحسابات المؤسسات‪ ،‬أما الدراسات األخرى‬
‫فقد اعتمدت على متغيرات االقتصاد الكلي فقط‪ ،‬باإلضافة إلى تلك الدراسات التي تهدف إلى تصميم‬
‫نماذج اختبار احتمال حدوث أزمات مالية مكلفة جدا إذا تمت الدراسة لكل اقتصاد على حدا وهو أمر‬
‫نادر نسبيا وأن النماذج القطرية هي الفعالة التسام كل اقتصاد بخصائص معينة‪ ،‬إذ يصعب عن‬
‫طريق منهجية ‪ Logit‬تحديد مؤشرات لألزمات المالية القتصاد معين‪ ،‬ويتطلب ذلك تطبيق المنهجية‬
‫على كل اقتصاد على حدا‪ ،‬وهو ما يصعب من تطبيق اختبارات فعالة‪ ،‬وهو ما دفع بإيجاد نماذج‬
‫اكثر فعالية من طرف )‪ Polius and Sahely (2003‬و ‪Worrell, Cherebin and Polius-Mounsey‬‬
‫)‪ (2001‬تتمثل في اختبارات لإلفالس للمؤسسات المالية بشكل فردي‪ ،‬واستعمال النتائج للتنبؤ في حالة‬
‫كون بعض المؤسس ات لها تأثير كبير على األسواق المالية والتي يمكن أن تسبب إنتشار تداعيات‬
‫األزمة المالية‪.‬‬

‫ويقوم ‪ Logit models‬على دراسة أثر مجموعة من المتغيرات االقتصادية والمالية فى احتمال حدوث‬
‫أزمة‪ ،‬ويعطي النموذج احتمال إما (‪ )2‬أي تنبؤ باحتمال عدم حدوث أزمة أو (‪ )0‬أي تنبؤ باحتمال‬
‫حدوث أزمة‪.‬‬

‫‪ .2‬التحديات التي تواجه تصميم أنظمة االنذار المبكر باألزمات المالية‪ :‬تواجه نظم االنذار‬
‫المبكر لألزمات المالية صعوبات في تصميمها في ظل موجات التحرير المالي والتكامل المالي بين‬
‫‪1‬‬
‫مختلف األسواق المالية‪ ،‬وتتمثل هذه الصعوبات في‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على البيانات بصفة منتظمة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود مؤشرات يمكن من خاللها جزم التنبؤ بصورة معينة‪ ،‬وذلك لوجود متغيرات خارج النموذج‬
‫يمكن أن تؤثر على توقعات النموذج مثل األحداث السياسية؛‬
‫‪ -‬نظ ار لسرية بعض البيانات أو عدم توفرها أصال كتلك المتعلقة بحجم عمليات غسيل األموال وقيمة‬
‫الديون المتعثر‪ ،‬فإنه يشكل تحدي أمام الباحثين لتطوير المؤشرات التي يتضمنها نظام االنذار المبكر؛‬
‫‪ -‬وجود تحديات أمام حصر بعض العوامل السياسية واالجتماعية وصعوبة قياسها‪ ،‬على الرغم من‬
‫تأثيرها الكبير على أجهزة اإلنذار المبكر‪ ،‬باإلضافة إلى تحديات أخرى تتمثل في ديناميكية الظروف‬
‫الدولية التي تحيط باألزمات المالية التي وقعت في عقد التسعينيات كانت تحيط بها ظروف‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن نظم اإلنذار المبكر المصممة لها ال تصلح لألزمات المالية التي وقعت بعدها؛‬

‫‪ .1‬أمير الفونس عريان حنا‪ ،‬تصميم نظام لإلنذار المبكر لألزمات االقتصادية في مصر باإلسترشاد باألزمة اآلسيوية والروسية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،0225 ،‬ص ص‪.000-000‬‬

‫‪091‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬يعد التحرير المالي وسيلة ضغط على نظم اإلنذار المبكر المصممة‪ ،‬حيث أن التغيرات المفاجئة في‬
‫تدفقات رؤوس األموال تؤدي إلى خلل في نظام اإلنذار المبكر فالبد أن تكون مرونة لتدارك تلك‬
‫المتغيرات لهدف رفع كفاءة نظم اإلنذار المبكر المصممة؛‬
‫‪ -‬تعتبر عدم كفاءة األسواق المالية تحديا آخر أمام تصميم أنظمة اإلنذار المبكر‪ ،‬فمؤشرات البورصة‬
‫قد ال تعكس الوجه الحقيقي لبعض القطاعات االقتصادية‪ ،‬ولذلك فإن المؤشرات المبنية على أساسها‬
‫الداخلة في تصميم نظام اإلنذار المبكر تقلل من كفاءتها على التنبؤ‪.‬‬
‫‪ .2‬ترابط االقتصادات وانتشار مخاطر عدم االستقرار المالي‪ :‬لقد وجد صندوق النقد الدولي بعد‬
‫األزمة المالية العالمية األخيرة ضرورة لتطوير نظم اإلنذار المبكر ‪ ،EWS‬حيث إقترح أحد الخبراء‬
‫‪1‬‬
‫االقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي جملة من األفكار بخصوص ذلك‪ ،‬شملت مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير مؤشرات ال ينحصر دورها في تحديد المخاطر القطرية فحسب‪ ،‬إنما يمتد دورها في‬
‫توضيح كيفية ترجمة المخاطر القطرية إلى مخاطر نظامية عابرة للحدود؛‬
‫‪ -‬تطوير مؤشرات بالتعاون مع مختلف أجهزة الرقابة المالية في العالم‪ ،‬والتي يمكن أن توضح‬
‫بصفة دقيقة منشأ المخاطر المالية التي تنتشر عبر القطاع المالي؛‬
‫‪ -‬تطوير مؤشرات حول المخاطر التي تنشأ عن تدفقات األصول المالية عبر الحدود واألمر‬
‫متعلق كذلك بالنسبة للخصوم المالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المصرفي‬

‫إن القدرة على رصد وتحليل سالمة االستقرار المالي تفترض وجود مؤشرات للكشف عن سالمة‬
‫واستقرار األنظمة المالية‪ ،‬وتسمى هذه المؤشرات بمؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي‪،‬‬
‫وفيما يلي شرح لماهيتها‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم مؤشرات الحيطة الكلية‪ :‬لقد أثار االضطراب المالي في النصف الثاني من التسعينيات‬
‫الكثير من التأمالت في طرق تدعيم النظام المالي العالمي‪ ،‬واثر ذلك طالب من صندوق النقد‬
‫الدولي تقييم سالمة النظام المالي في البلدان األعضاء كجزء من عمله اإلشرافي الذي يشتمل‬
‫إعداد وسائل تقييم مدى استقرار النظام المالي‪ ،‬وقد توصل كل من الصندوق النقد والدولي والبنك‬
‫الدولي في إطار برنامج مشترك إلى تطوير نظام مراقبة شامل‪ ،‬يتمثل في نظام مؤشرات الحيطة‬
‫الكلية ‪ Macro-Prudential Indicators MPI‬وتشتمل كال من مؤشرات الحيطة الجزئية المجمعة‬

‫‪1‬‬
‫‪. Takatoshi Kato, Early Warning Systems and Their Role in Surveillance, Deputy Managing Director,‬‬
‫‪International‬‬ ‫‪Monetary‬‬ ‫‪Fund‬‬ ‫‪At‬‬ ‫‪High-Level‬‬ ‫‪Seminar,‬‬ ‫‪Singapore,‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪February‬‬ ‫‪2010,‬‬
‫‪https://www.imf.org/external/np/speeches/2010/020910.htm (04/11/2015).‬‬

‫‪090‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫على سالمة المؤسسات المالية كل على حدا ‪ CAMELS‬ومتغيرات االقتصاد الكلي المرتبطة‬
‫‪1‬‬
‫بسالمة النظام المالي‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2-2‬عناصر تحليل مؤشرات الحيطة الكلية‬

‫‪Source: R.Mink, N.Silva, L’UTILISATION DES COMPTES FINANCIERS POUR L’EVALUATION DE LA STABILITE‬‬
‫‪FINANCIERE,‬‬ ‫‪ORGANISATION DE COOPERATION ET DEVELOPPEMENT ECONOMIQUES, STD/NAES/FA(2003)4,‬‬
‫‪03 OCT 2003, P 07.‬‬

‫مؤشرات الحيطة الكلية هي مؤشرات تدل على مدى سالمة واستقرار النظام المصرفي‪ ،‬وتساعد‬
‫على تقييم مدى قابلية هذا األخير للتأثر باألزمات المالية واالقتصادية وهي أيضا تعمل كأداة لإلنذار‬
‫المبكر في حاالت تعرض الجهاز المصرفي والمالي للخطر‪ 2،‬من خالل مراقبة ورصد االتجاهات‬
‫‪3‬‬
‫الهيكلية للتوجيه واإلنذار المبكر والتحذير من عدم االستقرار المالي قبل وقوع الحدث‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية مؤشرات الحيطة الكلية‪ :‬تمكن مؤشرات الحيطة الكلية من معرفة مدى سالمة‬
‫واستقرار النظام المالي وتساعد على تقييم مدى قابلية القطاع المالي للتأثر باألزمات المالية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وهي أيضا تعمل كأداة لإلنذار المبكر في حاالت تعرض الجهاز المصرفي المالي‬
‫‪4‬‬
‫للخطر‪ ،‬ولهذه المؤشرات أهميتها لعدة أسباب تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تسمح بأن يكون التقييم مبنيا على مقاييس موضوعية للسالمة المالية؛‬
‫‪ -‬تساعد على تكريس مبدأ الشفافية واإلفصاح واتاحة المعلومات لزبائن السوق والجمهور؛‬
‫‪ -‬هي مقاييس تسمح بمقارنة األوضاع (من خالل المؤشرات) عبر الدول؛‬

‫‪ .1‬بول هيلبرز وآخرون‪ ،‬أدوات جديدة لتقييم سالمة النظام المالي‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬سبتمبر ‪ ،0220‬ص‪.50‬‬
‫‪ .2‬طلفاح أحمد‪ ،‬مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬أبريل ‪ ،0225‬ص‪.20‬‬
‫‪ .3‬علي عبد الرضا حمودي العميد‪ ،‬مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ باألزمات " درسة تطبيقية حال العراق"‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء‬
‫واألبحاث‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ .4‬بول هيلبرز وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪092‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تعمل على معيارية النظم المحاسبية واإلحصائية من خالل استخدام نفس المؤشرات التي‬
‫تسهل المقارنة ليس وطنيا فقط بل عالميا أيضا؛‬
‫‪ -‬تعمل على كشف مخاطر انتقال عدوى األزمات المالية والعمل على التقليل من حدتها‪.‬‬
‫‪ .2‬مكونات مؤشرات الحيطة الكلية‪ :‬تتضمن مؤشرات الحيطة الكلية ‪ MPS‬كال‬
‫‪1‬‬
‫المؤشرين‪:‬‬
‫‪ -‬مؤشرات الحيطة الجزئية المجمعة لسالمة المؤسسات المالية الفردية‪ :‬وتعتمد مؤشرات الحيطة‬
‫الجزئية على ستة ‪ 6‬مؤشرات تجميعية أساسية هي ما يعرف بإطار )‪ (CAMELS‬وهي األحرف‬
‫األولى من المؤشرات الستة‪ :‬كفاية رأس المال )‪ – (Capital adequacy‬جودة األصول ‪(Assets‬‬
‫)‪ – quality‬اإلدارة (‪ -)Management‬الربحية واإليرادات )‪ -( Earnings‬التمويل والسيولة‬
‫)‪ -)Liquidity‬الحساسية لمخاطر السوق )‪. (Sensitivity to market risk‬‬
‫‪ -‬متغيرات اإلقتصاد الكلي المرتبطة بسالمة النظام المالي‪ :‬من بينها بيانات النمو الكلية والنمو في‬
‫القطاعات‪ ،‬اتجاهات ميزان المدفوعات‪ ،‬مستوى التضخم ودرجة تقلبه‪ ،‬أسعار الفائدة والصرف‬
‫ونمو االئتمان‪ ،‬وتغير أسعار األوراق المالية والعقارات‪ ،‬وقابلية األنظمة المالية لإلصابة بعدوى‬
‫األزمات‪.‬‬

‫وغالبا ما تحدث األزمات المالية عندما تشير تلك المؤشرات إلى نقاط ضعف‪ ،‬وهو ما يعني أن‬
‫المؤسسات المالية ضعيفة وتواجه صدمات االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Paul Hilbers and others, New Tools for Assessing Financial System Soundness, Finance and‬‬
‫‪development, A quarterly magazine of the IMF, Volume 37, Number 3, September 2000.‬‬

‫‪093‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬مؤشرات الحيطة الكلية ‪MPS‬‬

‫مؤشرات االقتصاد الكلي‬ ‫مؤشرات الحيطة الجزئية‬


‫النمو اإلقتصادي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫كفاية رأس المال‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مجموع معدالت النمو؛‬ ‫‪-‬‬ ‫نسب رأس المال التجميعية المعدلة بالمخاطر؛‬ ‫‪-‬‬
‫تدهور القطاعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التوزيع التكراري لمعدالت رأس المال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .2‬ميزان المدفوعات‪:‬‬ ‫جودة األصول‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عجز الحساب الجاري؛‬ ‫‪-‬‬ ‫مؤشرات المؤسسة المقرضة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كفاية اإلحتياطي من النقد األجنبي؛‬ ‫‪-‬‬ ‫تركيز االئتمان القطاعي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الدين الخارجي (بما في ذلك هيكل االستحقاق)؛‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلقراض المقيم بالعملة األجنبية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التضخم ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫القروض غير العاملة ؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .12‬أسعار الفائدة والصرف‪:‬‬ ‫القروض للمؤسسات العامة الخاسرة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التغلب في أسعار الفائدة والصرف؛‬ ‫‪-‬‬ ‫مخاطر األصول؛‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى أسعار الفائدة الحقيقية المحلية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫االقتراض المرتبط؛‬ ‫‪-‬‬
‫قابلية سعر الصرف لالستمرار؛‬ ‫‪-‬‬ ‫مؤشرات الرفع المالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمانات سعر الصرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ .2‬مؤشرات المؤسسة المقترضة‪:‬‬
‫ازدهار اإلقراض وسعر األصول‪:‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫نسبة الدين الى حقوق الملكية‬ ‫‪-‬‬
‫نوبات ازدهار اإلقراض؛‬ ‫‪-‬‬ ‫ربحية الشركات‬ ‫‪-‬‬
‫نوبات ازدهار أسعار األصول‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مؤشرات أخرى لظروف الشركات‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .12‬إطار العدوى‪:‬‬ ‫مديونية القطاع العائلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة المتبادلة بين األسواق المالية؛‬ ‫‪-‬‬ ‫سالمة اإلدارة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلثار الجانبية للتجارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدالت اإلنفاق؛ نسبة اإليرادات لكل موظف؛ التوسع في عدد المؤسسات المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عوامل أخرى ‪:‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫اإليرادات والربحية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫العائد على األصول؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقراض واالستثمار الموجه؛‬ ‫‪-‬‬ ‫العائد على حقوق الملكية؛‬ ‫‪-‬‬
‫لجوء الحكومة للنظام المصرفي؛‬ ‫‪-‬‬ ‫معدالت الدخل واإلنفاق؛‬ ‫‪-‬‬
‫المؤشرات الهيكلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التزامات متأخرة السداد في االقتصاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السيولة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تسهيالت المصرف المركزي للبنوك التجارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التجزئة في معدالت اإلقراض بين المصارف؛‬ ‫‪-‬‬
‫الودائع بالنسبة لإلجمالي النقدي؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة القروض الى الودائع؛‬ ‫‪-‬‬
‫هيكل استحقاق األصول والخصوم؛‬ ‫‪-‬‬
‫تدابير سيولة السوق الثانوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحساسية بالنسبة لمخاطر السوق‪:‬‬ ‫‪.12‬‬
‫مخاطر سعر الفائدة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مخاطر سعر الصرف األجنبي؛‬ ‫‪-‬‬
‫مخاطر أسعار األسهم؛‬ ‫‪-‬‬
‫مخاطر أسعار السلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤشرات خاصة بالسوق‪:‬‬ ‫‪.11‬‬

‫أسعار السوق لألدوات المالية؛‬ ‫‪-‬‬


‫مؤشرات على العوائد المفرطة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تصنيف االئتمان؛‬ ‫‪-‬‬
‫هوامش العائد السيادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المصدر‪ :‬بول هيلبرز وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪54‬‬

‫‪094‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قياس االستقرار المالي للمصارف‬

‫‪ .1‬مؤشر التنبؤ باالفالس ‪ 1:Z-score‬يعتبر هذا النموذج أفضل قياس الستقرار المصرف‪ ،‬ألنه‬
‫يفيد في معرفة ما إذا كان المصرف سيواجه حالة إعسار مالي‪ ،‬بينما المؤشرات األخرى تقيس‬
‫أساسا مدى مواجهة المصرف لمشكلة السيولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتحديد عدد النقاط في العام ‪ 0568‬من قبل أستاذ العلوم المالية في‬ ‫لقد جرى تعريف مفهوم )‪(Z‬‬
‫جامعة نيويورك )‪ ،(Edward Altman‬باستخدام أسلوب التحليل التمييزي الخطي متعدد المتغيرات‬
‫إليجاد أفضل النسب المالية القادرة على التنبؤ بفشل الشركات األمريكية‪ .‬حيث قام الباحث باستخدام‬
‫عينة صغيرة مؤلفة من (‪ )66‬شركة صناعية مدرجة في السوق المالية‪ )11( ،‬شركة فاشلة وأخرى غير‬
‫فاشلة مماثلة لها من حيث نوع الصناعة وحجم األصول (تم استثناء الشركات التي يقل مجموع‬
‫أصولها عن مليون دوالر أمريكي)‪ ،‬وللتأكد من دقة تصنيف الشركات تم استخدام تحليل التصنيف‬
‫)‪ (Classification Analysis‬بدقة بلغت في العام األول ‪ %54‬و‪ %52‬للشركات الفاشلة وغير الفاشلة‬
‫على التوالي‪ ،‬ولكن درجة الدقة تراجعت في السنة الثانية التي سبقت اإلفالس‪ ،‬حيث انخفضت إلى‬
‫‪ %20‬و‪ %54‬للشركات الفاشلة وغير الفاشلة على التوالي‪ .‬وقد أخذ النموذج بعين االعتبار (‪ )00‬نسبة‬
‫مالية محتملة من واقع التقارير المالية لهذه الشركات خالل الفترة من (‪ ،)0565 – 0564‬تم تصنيفها‬
‫إلى خمس فئات‪ ،‬وهي‪ :‬السيولة‪ ،‬والربحية‪ ،‬والرفع المالي‪ ،‬والقدرة على سداد اإللتزامات قصيرة األجل‪،‬‬
‫والنشاط‪ ،‬ووقع االختيار على أفضل خمسة نسب للتنبؤ بالفشل المالي‪ ،‬ليظهر النموذج حسب الصيغة‬
‫‪3‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪Z-Score = 1.2A + 1.4B + 3.3C + 0.6D + 1.0E‬‬

‫‪ = A‬رأس المال العامل ‪ /‬إجمالي األصول‬

‫‪ = B‬األرباح المحتجزة ‪ /‬مجموع األصول‬

‫‪ = C‬األرباح قبل خصم الفوائد والضرائب ‪ /‬إجمالي األصول‬

‫‪ .1‬حسن بلقاسم غصان‪ ،‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬قياس االستقرار المالي للبنوك اإلسالمية والتقليدية في السعودية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثامن‬
‫لالقتصاد والتمويل االسالمي النمو المستدام والتنمية االقتصادية الشاملة من المنظور االسالمي‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬من ‪ 08‬إلى ‪ 02‬ديسمبر‬
‫‪ ،0200‬ص ‪.28‬‬
‫‪ .2‬فهمي مصطفى الشيخ‪ ،‬التحليل المالي‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬فلسطين‪ ،0228 ،‬ص ص ‪.80-80‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. See more: http://www.investopedia.com/terms/a/altman.asp.‬‬

‫‪095‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ = D‬القيمة السوقية لألسهم ‪ /‬مجموع الخصوم‬

‫‪ = E‬المبيعات ‪ /‬إجمالي األصول‬

‫وكلما ارتفعت قيمة )‪ ،(Z‬فإنها تشير إلى سالمة المركز المالي للمؤسسة‪ ،‬بينما تدل القيمة المتدنية‬
‫على احتمال الفشل المالي‪ .‬وبموجب هذا النموذج يمكن تصنيف المؤسسات محل الدراسة إلى ثالث‬
‫فئات وفقا لقدرتها على االستمرار‪ ،‬وهذه الفئات هي‪:‬‬

‫إذا كانت ‪ 0.8 < Z-Score‬فهذا يعني أن المصرف معرض لإلفالس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كانت ‪ 1 > Z-Score‬فهذا يعني أن المصرف غير معرض لإلفالس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1 < Z-Score < 0.8‬صعب إعطاء قرار حاسم بشأنها والتي تحتاج إلى دراسة تفصيلية‬ ‫‪-‬‬
‫ويطلق عليها المنطقة الرمادية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد القيمة المعرضة للمخاطر ‪Value at Risk –VAR-1‬‬

‫تعتمد طريقة قياس القيمة المعرضة للمخاطر ‪ VAR‬على حساب أقصى قيمة للخسائر التي يتوقع‬
‫أن يتحملها المصرف للمحافظ التي بحوزته في ظل الظروف الطبيعية خالل فترة زمنية معينة بسبب‬
‫التعرض لمخاطر أسعار العائد‪ ،‬وذلك في ظل درجة ثقة معينة‪ ،‬وتطبق هذه الطريقة بصفة أساسية‬
‫على األصول المحتفظ بها لغرض المتاجرة‪ ،‬حيث تكون النية لدى المصرف هو المتاجرة في المراكز‬
‫لديه على أساس يومي‪ ،‬ويمكن حساب القيمة المعرضة للمخاطر ‪ VAR‬باستخدام أحد الطرق الثالث‬
‫التالية‪:‬‬

‫طريقة التباين والتغاير ‪.Variance and Covariance‬‬ ‫‪-‬‬


‫طريقة المحاكاة التاريخية ‪.Historical Simulation‬‬ ‫‪-‬‬
‫طريقة محاكاة مونت كارلو ‪.Monte-Carlo Simulation‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .2‬اختبار االجهاد المالي‬

‫لتقييم سالمة المصارف تقييما سليما‪ ،‬يتم إخضاعها الختبارات للقدرة على تحمل الضغوط تؤدي‬
‫عمليات افتراضية لقياس أدائها في ظل سيناريوهات اقتصادية كلية ومالية بالغة الشدة ‪ -‬مثل حدوث‬
‫ركود حاد أو جفاف أسواق التمويل‪.‬‬

‫‪ .1‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ‪ ،2‬ورقة للمناقشة‪،‬‬
‫قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل‪ ، 2‬ص ص ‪.04-01‬‬

‫‪096‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.1‬مفهوم اختبار االجهاد المالي‬

‫اختبار االجهاد المالي هو مجموعة من االختبارات على شكل سيناريوهات بهدف الوصول إلى‬
‫مدى مرونة القطاع المصرفي في تحمل الصدمات والهزات االقتصادية بجانب مدى قدرته على تحمل‬
‫ومواجهة المخاطر المتعلقة باالئتمان والديون السيادية في ظل ظروف معينة وخالل فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫وتعتبر اختبارات االجهاد المالي أداة مهمة في عملية إدارة المخاطر لدى المصارف التجارية‪ ،‬وقد‬
‫ازدادت أهميتها في ظل األزمة المالية واالقتصادية العالمية والتي بدأت أول بوادرها في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية سنة ‪ ،0222‬ولعل أحد أبرز أهداف هذا النوع من االختبارات هو تنبيه السلطات‬
‫الرقابية وادارات المصارف لما يمكن أن تسببه األحداث السلبية غير المتوقعة المرتبطة بالعديد من‬
‫المخاطر وتزويد اإلدارات بمؤشرات عن حجم رأس المال المطلوب لمواجهة الخسائر المحتملة التي قد‬
‫تكون ناتجة عن الصدمات المالية الكبيرة‪ ،‬إضافة إلى أن هذه االختبارات تعتبر مكملة للطرق واألدوات‬
‫‪1‬‬
‫األخرى المستخدمة في إدارة المخاطر في المصارف التجارية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2.2‬أنواع اختبارات االجهاد المالي‬
‫‪ .2.2.1‬السيناريوهات ذات المتغير الواحد ‪ :Single – Factor Shocks‬باستخدام هذا المنهج‬
‫يتم دراسة تأثير كل متغير على حده على الوضع المالي للمصرف مع افتراض ثبات المتغيرات‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك بهدف تقييم مدى حساسية الوضع المالي للبنك لمتغير معين والمقارنة مع الحساسية‬
‫للمتغيرات أخرى‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬السيناريوهات ذات المتغيرات المتعددة ‪ :Multi-Factor Scenarios‬يهدف هذا‬
‫النوع من اختبارات األوضاع الضاغطة إلى تقييم تأثير عدة متغيرات مجتمعة تتعلق بالمخاطر‬
‫المختلفة التي تواجه المصرف على وضعه المالي‪.‬‬
‫‪ .2.2‬التقنيات األساسية الختبارات االجهاد المالي‪ :‬توجد طريقتان إلجراء اختبار االجهاد المالي‬
‫للمصارف‪ ،‬بهدف تقييم أثر وقوع حدث جوهري في متغيرات االقتصاد الكلي على كل من ربحية‬
‫‪3‬‬
‫المصارف ورؤوس أموالها‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .2.2.1‬تحليل الحساسية ‪ :Sensitivity Analysis‬يمثل ھذا النوع الشكل المبسط من‬
‫اختبارات االجهاد‪ ،‬حيث يتم بموجب هذه االختبارات تقييم أثر تطبيق تغير ما لمتغير واحد على‬

‫‪ .1‬أسعد حميد العلي‪ ،‬إدارة المصارف التجارية –مدخل إدارة المخاطر‪ ،-‬الذاكرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0201 ،‬ص‪.088‬‬
‫‪ .2‬محمد عمايره‪ ،‬اختبارات االوضاع الضاغطة ‪ ،Stress Testing‬الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة المخاطر في المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية‪ 8 ،‬أغسطس ‪ ،0205‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ .‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ‪ ،2‬ورقة للمناقشة‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل ‪ ،2‬ص‪.08‬‬

‫‪097‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الوضع المالي للبنك مع بقاء كافة المتغيرات األخرى ثابتة‪ .‬تساعد هذه االختبارات على إمداد‬
‫المصرف بتقييم مبدئي وسريع لمدى حساسية محفظة المصرف لمعامل مخاطر ما ‪Risk Factor‬‬
‫وتحديد أوجه تركز المخاطر بها‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬تحليل السيناريوهات ‪ :Scenario Analysis‬تعد هذه االختبارات أكثر تعقيدا من‬
‫اختبارات الحساسية حيث يتم من خاللها تطبيق عدة تغيرات غير مواتية على عدة متغيرات في ذات‬
‫الوقت بناء على مجموعة من االفتراضات والتي تشمل عادة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تغيرات جوهرية في المعدل العام ألسعار العائد؛‬
‫‪ -‬تغيرات في العالقة بين معدالت أسعار العائد في األسواق الرئيسية المختلفة (مخاطر‬
‫األساس)؛‬
‫‪ -‬تغيرات في انحدار وشكل منحنى العائد‪.‬‬
‫‪ .2.2‬انتقادات اختبار االجهاد المالي‬
‫‪1‬‬
‫من أبرز االنتقادات الموجهة الختبار االجهاد المالي‪:‬‬

‫‪ -‬أنها غير معمقة خصوصا تلك التي طبقت على المصارف األوروبية‪ ،‬حيث يرى بعض‬
‫المحللين عدم شمول هذا االختبار إلمكانية عجز الدولة عن تسديد ديونها‪ ،‬وأبرز مثال عن‬
‫ذلك هو تعرض االقتصاد اليوناني إلى حالة من عدم القدرة على سداد سنداتها‪ ،‬أو قد يتمثل‬
‫ذلك بوصول عجز الموازنة للدولة إلى مستويات غير مقبولة وهو األمر الذي قد يؤدي إلى‬
‫خفض التصنيف االئتماني لتلك الدول ومسببا بذلك حالة من إنعدام الثقة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود معايير محددة الختيار المصارف التي يجرى عليها اختبار االجهاد‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال إشتمل االختبار الذي أجري بمشاركة كال من لجنة اإلشراف المصرفي األوروبي‬
‫بالتعاون مع البنك المركزي األوروبي‪ ،‬إلى جانب سلطات اإلشراف المحلي بكل دولة من‬
‫االتحاد األوروبي على ‪ 50‬مصرفا‪ ،‬وذلك باختبار كل مصرف على حدى في ‪ 02‬دولة من‬
‫األعضاء في االتحاد األوروبي البالغ عددهم ‪ 02‬دولة‪ ،‬وكان معيار اختبار هذه المصارف‬
‫يعتمد على قيمة أصولها‪ ،‬بحيث تمثل بمجموعها ‪ %52‬من القيمة االجمالية ألصول القطاع‬
‫المصرفي في تلك الدول‪ ،‬ولذلك تم وصف اختبار االجهاد المالي من قبل رئيس مركز‬
‫دراسات السياسة األوروبية دانيال غروس بأنها ذات فائدة متدنية‪ ،‬وذلك بسبب محدوديتها في‬
‫تقديم أية أفكار جديدة لمعالجة المشاكل التي تواجهها القطاعات المصرفية‪.‬‬

‫‪ .1‬أسعد حميد العلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.056‬‬

‫‪098‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2‬نظام التقييم ‪CRAFTE‬‬
‫يعتبر نظام التقييم ‪ CRAFTE‬أحد النظم الحديثة في تقييم اداء المصارف‪ ،‬يعتمد على عدة عناصر‬
‫مهمة حروفها االولى تشير الى الكلمة ‪ ،CRAFTE‬كل حرف يشير الى عنصر مختلف وهو يحدد‬
‫التقييم ودرجة المخاطر والجودة الكلية للبنوك من خالل عناصرها الستة التي تشير إلى‪:‬‬

‫‪ .2.1‬حوكمة البنوك ‪ :Corporate governance‬حتى تتمكن المصارف من أداء ممارسات فعالة‪،‬‬


‫فالحوكمة ‪ Governance‬هي أساسية لتحقيق والمحافظة على ثقة الجمهور في النظام المصرفي والتي‬
‫هي أساسية لحسن سير القطاع المصرفي واالقتصاد ككل‪ ،‬لذلك فأن حوكمة رشيدة في الشركات تشكل‬
‫عنص ار أساسيا في سير العمل بشكل سليم وآمن للمصرف وبعيدة عن المخاطر‪.‬‬
‫‪ .2.2‬إدارة المخاطر ‪ :Risk management‬تتمثل إدارة المخاطر في مجموع اإلجراءات التي تقوم‬
‫بها إدارات المصارف من أجل وضع حدود لآلثار السلبية الناجمة عن تلك المخاطر بأشكالها المختلفة‬
‫والمحافظة عليها من أدنى حد ممكن وتحليل المخاطر وتقييمها ومراقبتها بهدف التقليل والتخفيف من‬
‫آثاراها السلبية على المصارف‪.‬‬
‫‪ .2.2‬جودة الموجودات ‪ :Asset quality‬تستند جودة موجودات المصرف على فاعلية إدارة‬
‫الموجودات‪ ،‬وباألخص إدارة تسهيالت االئتمان‪ ،‬ويمكن إدراك جودة الموجودات من خالل تطبيق‬
‫المقاييس اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تبني إستراتيجيات وسياسات مالئمة لنشر المخاطر وتوزيعها؛‬
‫‪ -‬تقييم المكونات واالتجاهات لمحافظ الموجودات؛‬
‫‪ -‬قياس تركز الموجودات وباألخص تركزات االئتمان ‪Credit concentrations‬؛‬

‫‪ .1‬صالح الدين محمد أمين اإلمام‪ ،‬صادق راشد الشمري‪ ،‬تفعيل أنظمة الرقابة المصرفية وتطويرها وفق المعايير الدولية –نظام ‪CRAFTE‬‬
‫نموذجا‪ ،-‬مجلة االدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،0200 ،52‬ص ص‪.168-164‬‬

‫‪099‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تقييم تصنيف الموجودات وتخصيص مخصصات كافية لها ‪.Allocating sufficient provisions‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪capital and‬‬ ‫–‬ ‫‪ .2.2‬الرافعة المالية وادارة رأس المال والسيولة ‪Financial Leverage‬‬
‫لرفعة المالية المقصود بها استخدام الشركة للمديونية في هيكل تمويلها أي بمعنى‬
‫‪ :Liquidity‬ا ا‬
‫استخدام القروض المالية للشركة ويترتب على استخدام القروض التزام ثابت يتمثل بالفوائد على‬
‫القروض وهي تكاليف واجبة الدفع‪.‬‬
‫ومنهم من يعرف الرفع المالي ‪ :‬على أنه توليفة من أموال المالك والدائنين‪ ،‬أما المصارف فإن‬
‫رافعتها المالية دائماً مرتفعة ألنها تعمل بالودائع من خالل حصول البنك على قرض لزيادة الربح يشار‬
‫له بأنه الرافعة المالية للمصرف ‪ Financial Leverage‬وهو يقاس بنسبة القروض الى حق الملكية‪،‬‬
‫وتعتبر الرافعة المالية مؤشر للمخاطر التي تواجه المصارف عند أي طلب على الودائع فجائي‪ ،‬كذلك‬
‫على المصارف أن تأخذ باالعتبار المؤشرات والمعايير الضرورية للمحافظة على سيولة كافية‪ ،‬هذه‬
‫المعايير هي‪:‬‬
‫تحديد حدود الرافعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تبني المقاييس للمسؤولية المالية في التعامل مع السيولة الكافية؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ضمان المقدرة لزيادة رأس المال عند الضرورة‪ ،‬والمحافظة على نسبة سيولة كافية تعتبر سياسة‬
‫احتجاز األرباح تعتبر سياسة مالئمة لغرض التوسع في زيادة نسبة رأس المال بدال من‬
‫االقتراض‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الشفافية ‪ :Transparency‬حيث تعد الشفافية المهمة األساسية للمصرف وهي تعتبر‬
‫المسؤولية األساسية في جزء من إدارته‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الربحية ‪ :Earning‬تحقيق الربح يعكس األداء السليم إلدارة المصرف وبخاصة في بناء تشكيلة‬
‫متنوعة من قنوات وموجودات االستثمار التي تحدد التعرض للمخاطر وتزيد الربحية‪ ،‬ويمكن تحقيق‬
‫هذا من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة موجودات سليمة ‪Sound asset management‬؛‬
‫‪ -‬إيرادات عالية ومستقرة ‪High and stable revenues‬؛‬
‫‪ -‬تنويع اإليرادات ‪.Diversification of revenue‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المقومات الالزمة لتحقيق االستقرار المالي في ظل حوكمة المؤسسات المالية‬

‫لقد كشفت األزمة المالية العالمية األخيرة عن ضعف النظام المالي العالمي وهو ما أدى إلى‬
‫ضرورة إصالح عيوب القطاع المصرفي من خالل اإللتزام بالحوكمة أين تلعب المصارف المركزية‬
‫دو ار أساسيا في تعزيز االستقرار المالي‪ ،‬وكذلك من خالل تعزيز دور األطراف األساسية المسؤولة عن‬
‫إدارة المخاطر في إطار الحوكمة‪.‬‬

‫وسيتم التطرق من خالل هذا المبحث إلى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تصحيح عيوب النظام المالي لتفادي تكرار األزمات المالية؛‬


‫‪ -‬دور المصارف المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي؛‬
‫‪ -‬األطراف األساسية المسؤولة على تحقيق االستقرار المصرفي ضمن إطار الحوكمة‬
‫المؤسسية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تصحيح عيوب النظام المالي لتفادي تكرار األزمات المالية‬

‫يعتبر ضعف النظام المالي في االقتصاديات المعاصرة أحد العناصر الهامة التي ساهمت وبقدر‬
‫كبير في حدوث أسوأ األزمات العالمية‪ ،‬ابتداءا بأزمة الكساد الكبير‪ ،‬حيث كان تصميم التنظيم المالي‬
‫مشوبا بالضعف‪ ،‬وغير عملي وافتقر إلى االتساق عبر المؤسسات وقطاعات السوق‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عدم اتساقه على مستوى البلدان‪ ،‬وبرز هذا الضعف أكثر خالل األزمة المالية العالمية األخيرة حيث‬
‫بدأ التركيز منذ سنة ‪ 0225‬على إصالح النظام المالي من خالل وضع جدول أعمال السياسة‬
‫االقتصادية لقادة مجموعة العشرين* لالقتصاديات المتقدمة واقتصاديات األسواق الناشئة‪ ،‬من أجل‬
‫المساهمة ومحاولة التصدي للمخاطر على مستوى النظام بأكمله‪ ،‬والتي كشفت عنها األزمة‪ ،‬ودرء‬
‫‪1‬‬
‫انتشار تداعياتها إلى المؤسسات والبلدان األخرى‪ ،‬والى االقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫*‪ .‬تتألف مجموعة العشرين من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في ‪ 05‬بلدا‪ :‬األرجنتين ‪ /‬أستراليا ‪ /‬الب ارزيل ‪ /‬كندا ‪ /‬الصين ‪ /‬فرنـسا ‪/‬‬
‫المانيـا ‪ /‬الهنـد ‪ /‬اندونيسيا ‪ /‬ايطاليا ‪ /‬اليابان ‪ /‬المكسيك ‪ /‬روسيا ‪ /‬المملكة العربية الـسعودية ‪ /‬جنوب أفريقيا ‪ /‬جنوب كوريا ‪ /‬تركيا ‪ /‬المملكة‬
‫المتحـدة ‪ /‬الواليـات المتحـدة األمريكية‪ ،‬واإلتحاد األوروبي هو العضو العشرين المكمل للمجموعة‪ ،‬وتمثلـه رئاسـة المجلس الدائري والبنك المركزي‬
‫األوروبي‪ ،‬تهدف المجموعة إلى الجمع بين األنظمة اإلقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التى تتسم باألهمية والتنظـيم لمناقـشة القـضايا‬
‫الرئيسية المرتبطة باإلقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ .1‬لو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬إصالح عيوب النظام المالي‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو ‪ ،0200‬ص‪.04‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1‬عيوب النظام المالي‬

‫تعتبر عملية فهم المصادر التي نشأت عنها المخاطر عامال أساسيا في القدرة على استعادة‬
‫االستقرار‪ ،‬حيث كشفت األزمة المالية ‪ 0222‬عن أوجه الضعف‪ ،‬ولقد أشار التحليل الصادر عن‬
‫‪1‬‬
‫صندوق النقد الدولي إلى إخفاقات على ثالثة مستويات مختلفة‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف تجهيز األنظمة المالية بما يتيح لها باكتشاف تركزات المخاطر والحوافز المعيبة وراء طفرة‬
‫االبتكارات المالية‪ ،‬حيث عجز كال من االنضباط السوقي والعمل التنظيمي على احتواء المخاطر‬
‫الناجمة عن سرعة االبتكار وزيادة الرفع المالي‪ ،‬والتي ظلت تتراكم لسنوات طويلة؛‬
‫‪ -‬عدم االهتمام الكافي من قبل صانعي السياسات بتنامي االختالالت االقتصادية الكلية‪ ،‬والتي‬
‫ساهمت في تراكم المخاطر النظامية في القطاع المالي وفي سوق العقار‪ ،‬حيث ركزت المصارف‬
‫المركزية باألساس على التضخم‪ ،‬وليس على المخاطر المصاحبة الرتفاع أسعار األصول وتزايد‬
‫الرفع المالي‪ ،‬وكانت األجهزة الرقابية تركز على القطاع المصرفي الرسمي مهملة المخاطر‬
‫المتزايدة في القطاع المالي الذي يعمل في الظل (صيرفة الظل)؛‬
‫‪ -‬ضعف التنسيق والتعاون الدولي‪ ،‬ولقد كشفت األزمة عن ذلك حيث ظل إشراف كل من صندوق‬
‫النقد الدولي ومنتدى االستقرار المالي ضعيفا وغير كامل‪ ،‬وكان ذلك إلى حد كبير بسبب نقص‬
‫الركائز األساسية التي تعتمد عليها مؤسسات اإلشراف الفعال المنتظم على االقتصاديات المتقدمة‬
‫‪2‬‬
‫المهمة‪.‬‬
‫‪ .2‬العوامل المطلوبة لتصحيح عيوب النظام المالي‬

‫حيث من المهم جدا إصالح النظام المالي وتحسين توفير السيولة‪ ،‬حيث تعتبر عدم كفاية التنظيم‬
‫المالي أحد العوامل الرئيسية المساهمة في عدم االستقرار المالي وحدوث األزمات المالية‪ ،‬وهو ما دفع‬
‫بصندوق النقد الدولي إلى تفحص مجاالت عديدة تتطلب االعتناء بها لمنع األزمات التي تهدد‬
‫‪3‬‬
‫النظام‪:‬‬

‫‪ -‬محيط التنظيم‪ ،‬أو ما هي المؤسسات والممارسات التي ينبغي أن تكون موضع إشراف القائمين‬
‫على التنظيم؛‬

‫‪ .‬نشرة صندوق النقد الدولي‪ ،‬صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية‪ 6 ،‬مارس ‪.0225‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬آمار باتاتشاريا‪ ،‬شبكة مشوشة‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪ ،0225‬ص‪.40‬‬


‫‪ .3‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬االقتصاد العالمي ما بعد األزمة المالية واالقتصادية ‪ ،2222-2222‬مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،0200‬ص‪.026‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬مسايرة االتجاهات الدورية‪ ،‬ميل بعض الممارسات التنظيمية وممارسات نشاط األعمال إلى‬
‫تضخيم دورة األعمال؛‬
‫‪ -‬فجوات المعلومات بشأن المخاطر وأماكن توزيعها في النظام المالي؛‬
‫‪ -‬العمل على تجانس السياسات التنظيمية واألطر القانونية لتعزيز االشراف المنسق والبت في أمور‬
‫المؤسسات واألسواق التي تعمل عبر الحدود؛‬
‫‪ -‬توفير السيولة لألسواق لكفاية التدفق السلس لألموال من أجل االستثمار واإلبالغ الفعال للسياسة‬
‫النقدية‪.‬‬
‫‪ .2.1‬توسيع الحدود التنظيمية‪ :1‬يجب توسيع محيط التنظيم ليشمل المؤسسات واألسواق التي‬
‫كانت خارج نطاق التنظيم‪ ،‬والتي تخرج في بعض األحيان عن مجال اكتشاف القائمين على التنظيم‬
‫واإلشراف‪ ،‬ولقد تمكنت بعض هذه الكيانات من الحصول على ديون قصيرة األجل لالستثمار في‬
‫أصول أطول أجال وزيادة قدرتها على تعزيز الفاعلية المالية باالستدانة إلى درجة هددت االستقرار‬
‫المالي عندما طالبت هذه الجهات المقدمة الديون قصيرة األجل بأموالها بيد أن تغطية جميع الوسطاء‬
‫الماليين غير ضرورية وقد تحد من الفوائد التي يوفرها البعض منهم لالقتصاد (مثل االبتكار والتحويل‬
‫الكفء لألموال)‪ ،‬وتشمل األنشطة أو الكيانات غير الخاضعة للتنظيم التي ينبغي وضعها داخل‬
‫المحيط الجديد فيما يلي‪:‬‬
‫المؤسسات التي تعتبر طرفا مقابال في تحويالت المخاطر من القطاعات الخاضعة للتنظيم‪ ،‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫يجب أن يستهدف التنظيم الجديد الكيانات الخارجة عن الميزانية العمومية‪ ،‬مثل أدوات االستثمار‬
‫المهيكل التي يمكن استخدامها في االستحواذ على أصول محفوفة بالمخاطر من المصارف أو‬
‫الشركات األخرى الخاضعة للتنظيم‪.‬‬
‫شركات االستثمار التي تستخدم االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية والتي تميل إلى تضخيم‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات االنخفاض الحلزوني ألسعار األصول عندما تكون في حاجة إلى تسدد ما استدانته‬
‫لتحقيق الفاعلية المالية‪ ،‬أي بيع األصول قبل أوانها لتقيل اعتمادها على الديون عندما تعتبر‬
‫االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية مفرطة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الحد من مسايرة االتجاهات الدورية في العمل التنظيمي والمحاسبي‪ :‬حيث يتعين توقع‬
‫حدوث دورات إقتصادية‪ ،‬غير أن بعض الممارسات التنظيمية والمؤسسية قد تزيد من حدة التحركات‬
‫الدورية‪ ،‬وقد تتفاوت هذه الممارسات من تنظيمات رأس المال وقواعد رصد مخصصات االحتياطي‬
‫للبنوك في إدارة المخاطر وممارسات التعويض في الكثير من المؤسسات المالية‪ ،‬ويتمثل التحدي الذي‬
‫يواجه التنظيم التحوطي في إزالة العناصر المسايرة لالتجاهات الدورية بدون إبطال مفعول صنع‬

‫‪ .1‬الو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬ما الذي يتعين علينا عمله؟‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ :‬العالم يواجه أزمة‪ ،‬المجلد ‪ ،46‬العدد‪ ،20‬مارس ‪،0225‬‬
‫ص ص‪.04-01‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الق اررات المستندة إلى المخاطر داخل المؤسسات المالية‪ ،‬وعالوة على ذلك ينبغي أن يكون أي تحرك‬
‫إلضافة تنظيمات تشترط رأس مالي إضافي تدريجيا لتجنب إلحاق المزيد من الضرر بالنظام المالي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن بين سمات النظام المالي المسايرة لالتجهات الدورية‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم رأس المال‪ :‬حيث يقتضي األمر أن تزداد اشتراطات رأس المال (األموال المطلوب من‬
‫المؤسسات االحتفاظ بها الستيعاب الخسائر) في حاالت االنكماش االقتصادي وأن تنخفض في‬
‫حاالت االنتعاش‪ ،‬وهناك طرق عديدة للقيام بذلك واحدى الطرق البسيطة تتمثل في جعل‬
‫اشتراطات رأس المال مضادة للتقلبات الدورية‪ ،‬حيث يرتفع مبلغ رأس المال المطلوب لدعم مستوى‬
‫معين من األصول أثناء فترات االزدهار وينخفض أثناء األزمات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬االستدانة‪ :‬قد أبرزت األزمة دور االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية‪ ،‬فمن ناحية المبدأ ينبغي‬
‫الشتراطات رأس المال المرجح بالمخاطر التي تطالب برؤوس أموال لألصول األكثر خطر أكبر‬
‫مما تطالب به األصول األقل خط ار أن تحد من االستدانة المفرطة لتحقيق الفاعلية المالية‪ ،‬غير‬
‫أنه قد يكون من المفيد أيضا أن تطبق نسبة مئوية قصوى لهذه االستدانة‪ ،‬مثل رأس مال مرتفع‬
‫النوعية مقسوما على إجمالي األصول بما في ذلك الكيانات الخارجة عن الميزانية العمومية‪ ،‬كأداة‬
‫بسيطة نسبيا للحد من االستدانة العامة لتحقيق الفاعلية المالية في المؤسسات المالية أثناء‬
‫االنتعاش‪.‬‬
‫‪ -‬طرائق المحاسبة بالقيمة العادلة‪ :‬على الرغم من أن تقييم األصول باستخدام األسعار السوقية‬
‫الراهنة تستخدم كمقياس أداء جيد في معظم الحاالت‪ ،‬إال أن طريقة المحاسبة بالقيمة العادلة يمكن‬
‫أن تعمل في فترات التخفيف من االستدانة على زيادة حدة عمليات الهبوط الحلزوني في األسعار‪،‬‬
‫فإذا ما تعين على شركة ما أن تبيع أصل ما بسعر منخفض‪ ،‬فقد يتعين على شركات أخرى أن‬
‫تقيم األصول المماثلة بنفس السعر المنخفض‪ ،‬وهو ما قد يدفع الشركات األخرى على البيع‪،‬‬
‫وبخاصة إذا ما كان لديها قواعد تمنع االحتفاظ بأصول منخفضة القيمة‪ ،‬ومن ثم فإنه ينبغي أن‬
‫تسمح قواعد المحاسبة للشركات المالية التي لديها أصول متداولة بأن تخصص " احتياطيات تقييم"‬
‫تنمو لكي تعكس التقييمات المبالغ فيها أثناء االنتعاش وتعمل كواق من أي انتكاسات نحو القيم‬
‫األدنى أثناء االنكماش‪ ،‬وبالمثل فإن قيم األصول المستخدمة كرهونات مثل المنازل تميل أيضا‬
‫إلى التحرك مع الدورة‪ ،‬ويتطلب األمر مساحة أكبر في سجل قواعد المحاسبة للسماح باإلبالغ عن‬
‫تقييمات محافظة بدرجة أكبر‪ ،‬استنادا إلى مؤشرات تتطلع للمستقبل وقابلة للقياس‪.‬‬

‫‪ .1‬الو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬ما الذي يتعين علينا عمله؟‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تمويل السيولة‪ :‬أي قدرة المؤسسات المالية على الحصول على أموال من أجل اإلقراض‪ ،‬وتميل‬
‫األموال إلى أن تكون أكثر وفرة أثناء االنتعاش وأقل وفرة أثناء االنكماش‪ ،‬ويتمثل خط الدفاع‬
‫األول لكفالة توافر األموال المطرد في وجود تقنيات مدعمة إلدارة مخاطر السيولة في المؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬وينبغي تشجيع المؤسسات على االعتماد على أشكال التمويل أقل تقلبا مثل ودائع التجزئة‬
‫وليس على تمويل الجملة قصير األجل‪ ،‬وقد يكون تحديد اشتراطات إضافية لرأس المال مستندة‬
‫إلى المخاطر أو فرض نوع ما من الرسوم بمثابة طرائق كفئة إلعادة تسعير السيولة‪ ،‬كما يمكن‬
‫النظر في أداة تتطلب من المصارف االحتفاظ بحد أدنى من األصول السائلة المرتفعة الجودة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬معالجة قضايا االنضباط السوقي وفجوة المعلومات‪ 1:‬حيث يالحظ في كثير من الحاالت أن‬
‫المعلومات الالزمة لرصد المخاطر النظامية إما لم يتم جمعها أو لم يتم تحليلها مع أخذ المخاطر‬
‫النظامية بعين االعتبار‪ ،‬وخاصة البيانات المطلوبة لدراسة الروابط النظامية (وهي دراسة تقتضي‬
‫الحصول على معلومات عن حجم انكشاف كل مؤسسة للمخاطر الناشئة عن المؤسسات األخرى)‪،‬‬
‫غير أن هناك عقبات قانونية تعيق جمع هذه المعلومات من مختلف أنواع المؤسسات داخل كل بلد‬
‫وعبر الحدود‪ ،‬باإلضافة إلى بعض المصاعب الفنية التي ينطوي عليها جمع هذه البيانات وقياس‬
‫مواطن االنكشاف قياسا مقننا‪ ،‬ومن الضروري ايجاد اتساق في ابالغ البيانات واستخدام التعاريف‬
‫فضال على زيادة تبادل المعلومات بين مناطق االختصاص المختلفة‪ ،‬حتى يتسنى بدأ التقدم وتالفي‬
‫حدوث المشاكل التي تؤدي إلى عدم االستقرار المالي‪.‬‬

‫ومن الضروري أيضا‪ 2‬تحسين جودة المعلومات المتاحة عن االنكشافات خارج الميزانية العمومية‬
‫والمعامالت خارج السوق الرسمية‪ ،‬وزيادة الشفافية في تقييم األدوات المالية المركبة‪ ،‬وهو ما يتيح‬
‫لألجهزة التنظيمية فرصة تجميع المخاطر التي تهدد النظام بأسره ووضع تقييمات لها‪ ،‬وسوف تؤدي‬
‫هذه التدابير أيضا إلى تعزيز االنضباط السوقي‪.‬‬

‫ففي الوقت الذي تضخمت فيه فقاعة المضاربة عام ‪ 0222‬ثم انفجارها‪ ،‬تزايدت مخاطر العجز عن‬
‫السداد‪ ،‬وشكل عدم تماثل المعلومات نتيجة عن االبتكارات المالية من خالل الشك حول نوعية هذه‬
‫‪3‬‬
‫المنتجات‪ ،‬وخاصة في أربع مجاالت رئيسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬بيانات عن الميزانيات اإلقطاعية‪ :‬حيث يتطلب األمر تحسين مدى توافر البيانات عن‬
‫األصول وااللتزامات الخاصة بقطاعات المؤسسات المالية غير المصرفية‪ ،‬والشركات غير‬

‫‪ .1‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬ملخص واف‪ ،‬ابريل ‪ ،0225‬ص‪.04‬‬
‫‪ .2‬نشرة صندوق النقد الدولي‪ ،‬صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية‪ 6 ،‬مارس ‪.0225‬‬
‫‪ .3‬آدلهايد بورجي‪-‬شميلز‪ ،‬بيانات من أجل االنقاذ –لماذا ستصبح المعلومات اإلحصائية المفتاح الرئيسي لتفادي األزمات في المستقبل‪،‬‬
‫مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪ ،0225‬ص‪.11‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المالية والقطاعات العائلية‪ ،‬حيث كشفت األزمة المالية العالمية عن ضرورة استيعاب األنشطة‬
‫في شرائح من القطاع المالي مازالت عمليات اإلبالغ عن البيانات فيها غير واضحة وربما‬
‫تحدث فيها مخاطر كبيرة‪ ،‬كما يتطلب األمر توضيح واظهار القطاع العام بما في ذلك‬
‫المصارف المركزية للتكلفة الناشئة عن تصدي األزمة بشكل شفاف واإلبالغ عنها على أساس‬
‫إجمالي وصافي‪.‬‬
‫‪ -‬إطار التحويل النهائي للمخاطر‪ :‬حيث أبرزت األزمة المالية مختلف التعقيدات الموجودة في‬
‫تحليل هامش المخاطر وتحويل المخاطر والتوصل إلى تحديد الدين القائم‪ ،‬وتتضمن القضايا‬
‫المعنية استيعاب نشاط المؤسسات ذات األغراض الخاصة والعمليات التي تتم خارج الميزانية‬
‫وتقدير تحويل المخاطر من خالل أدوات مثل مبادلة التعثر االئتماني ‪ CDS‬والمشتقات‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى أن المنتجات المهيكلة مثل التزامات الديون المضمونة واألوراق المالية المدعومة‬
‫باألصول ‪ ABS‬تخفي المكان من النظام الذي تكمن فيه المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬بيانات لرصد التطورات في أسواق العقارات‪ :‬حيث تعتبر التغي ارت في أسعار العقارات‬
‫وأسواقها وأثرها على السلوك االقتصادي لألسر والمؤسسات المالية من األمور المحورية في‬
‫التطورات االقتصادية في كثير من البلدان‪ ،‬وعلى الرغم من ازدياد أهمية هذا السوق في كثير‬
‫من الدول إال أن المعلومات عنه لم تكن تامة بالنسبة ألغلبها‪.‬‬
‫‪ -‬االستدانة لتحقيق الفاعلية المالية والسيولة‪ :‬حيث أظهرت األزمة المالية العالمية التوسع‬
‫الكبير في اإلستدانة لتحقيق الفاعلية المالية‪ ،‬والذي تزايد في النظام االقتصادي وفصل النشاط‬
‫المالي عبر الحدود عن النشاط الحقيقي للبلدان المتقدمة‪ ،‬كما برزت مخاطر السيولة حيث‬
‫كان هناك تفضيل دائم ألجل االستحقاق األصلي باعتباره مقياسا لالستحقاق‪ ،‬لكن األمر‬
‫يتطلب اهتمام أكبر بباقي مقاييس االستحقاق مع تحديد أكثر وضوحا لمخاطر تمديد اآلجال‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تحسين التنسيق عبر الحدود‪ 1:‬حيث أن االشراف على المؤسسات المالية ذات الشأن عالميا‬
‫واقليميا لم ينفذ بطريقة تسمح بالتصدي للمخاطر النظامية والعالمية المتصلة بهذه األزمة بشكل‬
‫سلس‪ .‬إن إفالس المصرف االستثماري الدولي ليمان براذرز‪ ،‬وعدم مالءة ثالثة بنوك من‬
‫ايسلندا‪ ،‬وتهاوي عمالق التأمينات الدولي ‪ ،AIG‬كلها وقائع لسوء التنسيق الذي أضر بالثقة في‬
‫األسواق المالية وبأدائها وقد قوضت مصاعب التنازل عن المصالح الوطنية (وغير ذلك من‬
‫القيود الهيكلية والسياسية والثقافية والقانونية) من االشراف الفعال على المجموعات المالية‪.‬‬

‫ويتعين على صناع السياسات والسياسيين في البلدان التي تعمل فيها المؤسسات المالية‬
‫المتعددة األنشطة أن يعملوا معا على معالجة مواطن التنافر في األطر القانونية الوطنية التي‬

‫‪ .1‬الو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.06-05‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫أصبحت جلية في االخفاقات المصرفية الحالية‪ ،‬وخالل األزمة أحيانا ما يعمل عدم اتساق تدفقات‬
‫المعلومات عبر الحدود والتعاون فيما بين الجهات التنظيمية على تثبيط عمليات الحل‪ .‬لقد كانت‬
‫المعلومات عن التعرض للمخاطر عبر الحدود غير مكتملة ولم تكن الصالت النظامية فيما بين‬
‫المؤسسات المالية موضع تقدير كاف‪ ،‬ويجب على الجهات التنظيمية واإلشرافية أن تبث في أي‬
‫المعلومات التي يعتبر جمعها وابالغها ضروريا‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار بوثاقة صلتها‬
‫باالستقرار النظامي‪.‬‬

‫‪ .2.2‬توفير السيولة لألسواق‪ 1:‬لقد أسفرت األزمة المالية العالمية عن وفرة في الطرق لتوفير‬
‫السيولة لألسواق‪ ،‬وقد وسعت المصارف المركزية من عدد األطراف المقابلة‪ ،‬وزادت من أنواع‬
‫الرهونات التي تقبها وأطالت فترة استحقاق دعم السيولة‪ ،‬وفي بعض الحاالت تم إدخال العمل‬
‫بتسهيالت جديدة‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذه اإلجراءات ساعدت على تلبية الطلب المتزايد على‬
‫السيولة‪ ،‬فإنها عجزت على اإلبقاء على األسواق مستمرة في عملها‪ ،‬وذلك إلى حد ما ألنها لم‬
‫تقضي على عدم تيقن الطرف المقابل الذي يسود األسواق المالية‪.‬‬

‫ونظ ار ألن آليات إبالغ السياسة النقدية كانت أقل جدارة بالتعويل عليها‪ ،‬كان على المصارف‬
‫المركزية أن تكرس اهتمامها لتقرير الكيفية التي يمكن أن تدعم بها الوساطة أثناء فترات تصحيح‬
‫الميزانية العمومية للبنك‪ ،‬وثمة أنشطة من قبيل مقايضات األصول للتخفيف عن الميزانية العمومية‬
‫للبنك بصفة مؤقتة للسماح للبنوك بتقديم قروض أخرى يمكن أن تعمل على دعم المصارف مباشرة‪،‬‬
‫للمصارف المركزية في توفير االئتمان‬ ‫والتدابير شبه المالية (مثل استخدام الميزانيات العمومية‬
‫لمقترضين معنيين) تساعد على اإلبقاء وعلى استمرار أسواق االئتمان في عملها‪ ،‬ولكن يمكن أن تكون‬
‫لها آثار ضارة إذا ما استخدمت لفترات زمنية طويلة‪.‬‬

‫واألهم من ذلك‪ ،‬يمكن أن تشمل الطرائق الجديدة المستخدمة إلتاحة السيولة في حاالت الطوارئ‬
‫وتوفير الوساطة إلى المقترضين المحتاجين مفهوما ما عن كيفية وقف استخدام تلك الطرائق مع عودة‬
‫الظروف إلى وضعها الطبيعي‪.‬‬

‫‪ .2‬مستقبل التنظيم المالي‬

‫تدور المناقشات في كثير من المحافل الدولية حول إعادة تصميم األطر التنظيمية لتجنب حدوث‬
‫أزمات في المستقبل‪ ،‬فباال ضافة إلى حتمية إعادة هيكلة التنظيم‪ ،‬فإن من المهم أيضا أال تغيب عن‬
‫األذهان الحاجة إلى تقوية قدرة الجهات اإلشرافية واستعدادها فيما يتعلق بإنفاذ هذه التنظيمات في‬

‫‪ .1‬الو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الوقت المناسب وبطريقة لها مصداقيتها‪ ،‬وسيحتاج ذلك إلى كفالة استقالل التنفيذ وكفاية الموارد‬
‫المتاح ة لوكاالت اإلشراف‪ ،‬وستستغرق إعادة هيكلة القواعد التنظيمية وقتا‪ ،‬ولكن قوة الدفع للتحرك في‬
‫هذه االتجاهات التي تم مناقشتها للتو متينة‪ ،‬وحالما تستطيع األسواق أن تدرك الوجهة التي تتخذها‬
‫‪1‬‬
‫التنظيمات الجديدة‪ ،‬يستطيع المستثمرون أن يسارعوا بالنظر في البيئة الجديدة‪.‬‬

‫وكانت الفكرة المشتركة هي أن األمر يقتضي إستعادة التوازن بين التنظيم وحرية العمل لمصلحة‬
‫التنظيم الرشيد لمواجهة التقلبات الدورية‪ ،‬والذي يتسم بالشمول في تغطيته للمؤسسات ويالعالمية في‬
‫‪2‬‬
‫مداه واتساقه‪ ،‬وتتمثل أهم اقتراحات اإلصالح في‪:‬‬

‫تحسين الحوافز التي تساعد على التحمل الرشيد للمخاطر من خالل خطوات مثل إصالح‬ ‫‪-‬‬
‫التعويضات واألجور‪ ،‬والتقاسم األكبر للمخاطر من جانب منشىء القروض واألوراق؛‬
‫وضع تنظيم أكثر تشددا لرأس المال‪ ،‬مع وضع حدود أكثر صرامة على االستدانة لتحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫الفاعلية المالية والمثبتات الكامنة لمنع مسايرة االتجاهات الدورية وتكدس فقاعات األصول؛‬
‫ضرورة إقامة نظام مالي عالمي جديد يرتكز على مبادئ الشفافية والمسؤولية والممارسة المصرفية‬ ‫‪-‬‬
‫القوية والسليمة‪ ،‬والتعاون بين مختلف دول العالم‪ ،‬بحيث يشمل هذا النظام شبكة إنذار مبكر وآلية‬
‫للوقاية من األزمات يستفيد منها جميع دول العالم؛‬
‫توجيه أكبر قدر ممكن من االنتباه واالهتمام نحو اإلشراف على السيولة ومخاطر التمويل؛‬ ‫‪-‬‬
‫وضع آليات أفضل لإلشراف على المؤسسات المالية الكبيرة الممتدة عبر الحدود المركبة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مد نطاق التنظيم المالي لضمان التنظيم السليم لجميع المؤسسات الهامة؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين الشفافية وتخفيض المخاطر النظامية المصاحبة للمشتقات واألدوات المالية المعقدة من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل االعتماد بدرجة أكبر على التبادل النقدي أو من خالل وسائل التبادل االلكترونية بدال من‬
‫معامالت المشتقات خارج البورصة؛‬
‫ضمان أن تفي هيئات التصنيف االئتماني بأعلى المعايير مع تجنب تضارب المصالح‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور المصارف المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي‬

‫نظ ار للدور الهام للقطاع المصرفي في االقتصاد القومي ألي دولة‪ ،‬فإن أي مشاكل أو أزمات قد‬
‫يتعرض لها سوف تنعكس بشكل سلبي على أداء االقتصاد‪ ،‬لذلك يقع على عاتق المصارف المركزية‬
‫مسؤولية تحقيق االستقرار المالي والحد من المخاطر النظامية‪ ،‬كما يجب على المصارف المركزية‬

‫‪ .1‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬عولمة الحوكمة المالية –التنظيم واإلشراف ومراقبة المؤسسات المالية في أعقاب األزمة العالمية ‪ ،-2222‬دار‬
‫هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0201 ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ .2‬آمار باتاتشاريا‪ ،‬شبكة مشوشة‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪ ،0225‬ص‪.40‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫سرعة اتخاذ االجراءات الالزمة للتعامل مع المصارف التي تعاني من مشاكل هيكلية وأزمات فى‬
‫السيولة (المصارف الضعيفة) والعمل على عالجها‪.‬‬

‫إن عدم االستقرار المالي‪ ،‬يمكن أن يؤثر على بيئة االقتصاد الكلي‪ ،‬بالتزامن مع عواقب كبيرة‬
‫للنشاط االقتصادي‪ ،‬واستقرار األسعار وعملية انتقال السياسة النقدية‪ .‬كذلك فإن المصارف المركزية‬
‫هي المصدر النهائي لسيولة االقتصاد‪ ،‬وتوفير السيولة المناسبة أمر حاسم لإلستقرار المالي‪ ،‬علما أنه‬
‫ينبغي التركيز على صعيد االقتصاد الكلي‪ ،‬والفهم الجيد لألسواق المالية والمؤسسات والبنى التحتية‪.‬‬

‫‪ .1‬المصارف المركزية وعالقتها باالستقرار المالي‬

‫يلعب المصرف المركزي دو ار مهما في تمثيل الدولة وبسط سيادتها على أنشطة الحياة اليومية‬
‫(المالية ‪ -‬اإلقتصادية ‪ -‬اإلستثمارية ‪ -‬التجارية ‪ -‬االجتماعية) سواء للفرد أو المجتمع ككل‬
‫فالمصرف المركزي يعكس دور الحكومة في النشاط المالي واإلقتصادي وذلك من خالل التحكم‬
‫ب إتجاهات التعامل النقدي في السوق‪ ،‬وضبط السياسة النقدية‪ ،‬وتوجيه الموارد ومجاالت اإلنتاج نحو‬
‫اإلستخدام األمثل والفعال وفق اإلمكانات المتاحة للدول‪ ،‬واصدار األوراق النقدية‪ ،‬والمحافظة على‬
‫مستويات الدخول واألسعار‪ ،‬ومراقبة أسعار الصرف‪ ،‬واتخاذ التدابير الالزمة الستقرار الحياة‬
‫االقتصادية والمالية عموما مستعينا باألساليب والوسائل التي تمكنة من األداء الكفء والفعال لهذه‬
‫المهام‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح أهم أدوات الحفاظ على استقرار األسعار واالستقرار المالي‪:‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬أدوات الحفاظ على استقرار األسعار واالستقرار المالي‬

‫‪Source: Tommaso Padoa-Schioppa, CENTRAL BANKS AND FINANCIAL STABIILTY:‬‬


‫‪EXPLORING A LAND IN BETWEEN, Second ECB Central Banking Conference: THE‬‬
‫‪TRANSFORMATION OF THE EUROPEAN FINANCIAL SYSTEM, Frankfurt, 24-25‬‬
‫‪October 2002, p 22.‬‬
‫مع العلم أن‪ :‬رمز واحد يعني‪ :‬استخدام إضافي لألداة؛‬

‫رمزين‪ :‬استخدام رئيسي لألداة؛‬

‫× = أداة في يد المصرف المركزي؛‬

‫= أداة في يد سلطة أخرى غير المصرف المركزي؛‬

‫⊗ = أداة لكليهما‪.‬‬

‫‪ .2‬أدوات تعزيز االستقرار المالي‬


‫‪ .2.1‬متطلبات ممارسة رقابة مصرفية فعالة‬

‫تلعب الهيئات الرقابية‪ ،‬سواء الدولية أو الوطنية‪ ،‬دو ار في غاية األهمية في حماية القطاعات‬
‫المصرفية‪ ،‬وفي معالجة نقاط الضعف التي قد تصيب المصارف‪ ،‬وفي تطوير قواعد ومعايير العمل‬
‫المصرفي‪ ،‬ووضع معايير حديثة‪ ،‬وكل ذلك بهدف حماية المصارف الوطنية ومنحها قدرة أكبر على‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تحمل الصدمات‪ ،‬وأن أي ضعف أو تراخ في ممارسة تلك الهيئات لمهماتها‪ ،‬قد يؤدي إلى نتائج خطرة‬
‫على القطاع المصرفي والمالي واالقتصاد على نحو أوسع‪ .‬وظهر ذلك جليا خالل األزمة المالية‬
‫العالمية وما بعدها‪ ،‬حيث كان من نتائج تهاون الهيئات الرقابية األميركية واألوروبية في قيامها بدورها‪،‬‬
‫قيام مصارفها الوطنية باستثمارات عالية المخاطر ال تتناسب وقدرتها على تحمل المخاطر‪ ،‬وحيازة‬
‫العديد من تلك المصارف على رأس مال ‪ /‬أو سيولة غير كافية لدعم وضعية المخاطر التي اتخذتها‪،‬‬
‫مما أدى إلى إفالس المئات منها‪ .‬كذلك ترافق ذلك في كثير من األحيان مع ضعف كبير في إدارة‬
‫المصارف لمخاطرها‪ ،‬والتقليل من تقدير المخاطر الكامنة في نشاطاتها‪ ،‬وهو ما أدى بدوره إلى تقدير‬
‫‪1‬‬
‫سيء لحاجات رأس المال‪.‬‬

‫لعبت لجنة بازل للرقابة المصرفية دو ار هاما لتنسيق أنظمة الرقابة على المصارف حيث وضعت‬
‫اللجنة توصيات اتخذت كمعايير دولية للرقابة المصرفية تطبق في الدول األعضاء بها‪ ،‬ولذلك تحرص‬
‫الحكومات على وضع نظم للرقابة المصرفية واإلشراف على المصارف بهدف تحقيق االستقرار في‬
‫النظام المالي وضمان كفاءة النظام المصرفي وحماية المودعين بما يتواءم مع التطورات والتحوالت‬
‫والمستجدات العالمية التي جعلت معايير الرقابة تتخطى الحواجز المحلية لتصبح معايي ار دولية تسعى‬
‫كافة دول العالم للتواؤم معها‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬أهداف الرقابة المصرفية‬

‫على الرغم من اختالف نظم الرقابة في دول العالم‪ ،‬إال أنه يوجد اتفاق عام على أهداف محددة رئيسية‬
‫‪2‬‬
‫للرقابة المصرفية‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على استقرار النظام المالي والمصرفي‪ :‬ويتضمن ذلك تجنب مخاطر إفالس‬
‫المصارف من خالل اإلشراف على ممارسات المؤسسات المصرفية‪ ،‬وضمان عدم تعثرها‬
‫كما يتضمن ذلك أيضاً وضع القواعد‬ ‫حماية للنظام المصرفي والنظام المالي ككل‪،‬‬
‫والتعليمات الخاصة بإدارة األصول والخصوم في المصارف سواء بالنسبة للعمليات المحلية أو‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان كفاءة عمل الجهاز المصرفي‪ :‬ويتم ذلك من خالل فحص الحسابات والمستندات‬
‫الخاصة بالمصارف للتأكد من جودة األصول وتجنب تعرضها للمخاطر‪ ،‬وتقييم العمليات‬
‫الداخلية بالمصارف وتحليل العناصر المالية الرئيسية وتوافق عمليات المصارف مع األطر‬

‫‪ .1‬وسام حسن فتوح‪ ،‬منتدى االجراءات الرقابية االحترازية والممارسات السليمة إلدارة المخاطر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬يومي ‪ 05-08‬فبراير ‪.0205‬‬

‫‪ .2‬النشرة االقتصادية البنك األهلي المصري‪ ،‬نظم الرقابة المصرفية في الدول المتقدمة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬القاهرة‪ ،0220 ،‬ص‪.00‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫العامة للقوانين الموضوعة‪ ،‬وتقييم الوضع المالي للبنوك للتأكد من قدرتها على الوفاء‬
‫بالتزاماتها‪ ،‬بهدف الحفاظ على تمويل بعض األنشطة االقتصادية والمؤسسات الحيوية والهامة‬
‫والتي ال يستطيع القطاع الخاص تدبير تمويلها بالكامل‪.‬‬
‫حماية المودعين‪ :‬ويتم ذلك من خالل تدخل السلطات الرقابية لفرض سيطرتها واتخاذ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات المناسبة لتفادي المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها األموال في حالة عدم تنفيذ‬
‫المؤسسات االئتمانية التزاماتها تجاه المودعين وخاصة المتعلقة بسالمة األصول‪.‬‬
‫‪ .2.1.2‬الشروط التي وضعتها لجنة بازل للوصول إلى معايير الرقابة المصرفية‬

‫تعتبر الرقابة المصرفية جزءا من نظام متكامل يساعد في تحقيق االستقرار المالي‪ ،‬ويتكون هذا‬
‫‪1‬‬
‫النظام من العناصر التالية‪:‬‬

‫سياسات اقتصاد كلي مستقرة وسليمة؛‬ ‫‪-‬‬


‫بنية أساسية متطورة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫← قوانين منظمة للشركات وحماية المستهلك والملكية الخاصة؛‬
‫← قواعد ومبادئ محاسبية معترف بها دوليا؛‬
‫← نظام مستقل لمراجعة الميزانيات؛‬
‫← رقابة مصرفية فعالة؛‬
‫← قواعد لتنظيم أعمال المؤسسات المالية األخرى بخالف المصارف؛‬
‫← نظام لتسوية المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬االنضباط الفعال للسوق ‪ ،Effective Market Discipline‬والذي يعتمد على تدفق المعلومات من‬
‫المقترضين إلى المستثمرين والدائنين‪ ،‬وعدم التدخل الحكومي في ق اررات هذه األطراف وبصفة‬
‫خاصة منح االئتمان؛‬
‫‪ -‬صالحية للسلطة الرقابية في اتخاذ اإلجراءات التصحيحية لتصحيح أوضاع المصارف المتعثرة‪،‬‬
‫أو إعادة هيكلة‪ /‬تصفية هذه المصارف في الحاالت الحرجة؛‬
‫آليات لتوفير مستوى مالئم من التدخل الحكومي بهدف حماية النظام المصرفي عندما يتعرض‬ ‫‪-‬‬
‫لعقبات ‪.Systemic Protection‬‬

‫‪ .1‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬عبد السالم محمد خميس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.020-020‬‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.1.2‬االجراءات الرقابية الالزمة لتحقيق االشراف المصرفي الحذر‬

‫تقوم المصارف المركزية وفقا لقوانين إنشائها باإلشراف والرقابة على المصارف المسجلة لديها بما‬
‫يكفل سالمة مراكزها المالية ويضع كل مصرف مركزي القواعد العامة لإلشراف على المصارف والتي‬
‫‪1‬‬
‫تتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسجيل المصارف‪ :‬يجب وضع معايير محددة لدخول الوحدات المصرفية إلى السوق المصرفية أو‬
‫شروط الحصول على الترخيص‪ ،‬وذلك لكي يكون للسلطة الرقابية القدرة على استبعاد من الكيانات‬
‫التي تهدد سالمة القطاع المصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مجاالت النشاط المصرفي‪ :‬يجب على السلطة الرقابية توضيح المجاالت التي يسمح للبنوك‬
‫ارتيادها مثال امكانية القيام بأنشطة غير مصرفية‪ ،‬أو امكانية امتالك اسهم وحصص في شركات‬
‫غير مصرفية‪ ،‬وفي حالة السماح بذلك يجب اتخاذ اجراءات محددة لتفادي التعرض لمخاطر كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬الزام المصارف بإتباع قواعد الحذر‪ :‬وهي مجموعة من المقاييس التسييرية التي يجب إحترامها من‬
‫طرف المصارف التجارية وذلك من أجل الحفاظ على أموالها الخاصة‪ ،‬وضمان مستوى معين من‬
‫السيولة ومالءتها المالية تجاه المودعين‪.‬‬
‫‪ -‬تفتيش المصارف‪ :‬يمكن لهيئات اإلشراف أن تقوم برقابة ميدانية من أجل التحقق من صحة‬
‫المعلومات المقدمة من طرف المصرف واإلطالع على مدى تنفيذ المصرف لتعليمات وأوامر‬
‫المصرف المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬البيانات الدورية‪ :‬وهي مجموع المعلومات التي تقدمها المصارف عن نشاطها بصورة منتظمة‬
‫ودورية للسلطة النقدية بشكل موحد يمكن المصرف المركزي من تحليل نشاط مختلف المصارف‬
‫واتخاذ اإلجراءات المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حدود على التركزات االئتمانية‪ :‬والتي يقصد بها مجموع االنكشافات المباشرة وغير المباشرة‬
‫للمصرف اتجاه زبون واحد أو مجموعة من الزبائن ذوي العالقة أو الجهات ذات العالقة بالمصرف‬
‫بما يعادل أو يزيد عن ‪ %02‬من قاعدة رأسمال المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين المؤونات والمخصصات لمواجهة الخسائر الناتجة عن الديون الرديئة‪ :‬حيث يتعين على‬
‫المصارف أ ن تقوم بتصنيف أصولها نوعيا وفقا لمعيار محدد وتكوين حد معين من المخصصات‬
‫لمقابلة الخسائر المحتملة‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد أحمد عبد النبي‪ ،‬الرقابة المصرفية‪ ،‬دار زمزم‪ ،‬االردن‪ ،0202 ،‬ص‪.50‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬منح مراقبي المصارف سلطة اتخاذ االجراءات الالزمة لتصحيح الممارسات غير السليمة‪ :‬وقد‬
‫يشمل ذلك إمكانية فرض غرامات أو ايقاف بعض أوجه النشاط أو المساءلة القانونية لبعض‬
‫المسؤولين عن المصارف‪.‬‬
‫‪ .2.2‬صيرفة الظل‬
‫‪ .2.2.1‬مفهوم صيرفة الظل‬
‫" صيرفة الظل هي مجموعة أعمال الوساطة االئتمانية التي تضطلع بها المؤسسات واألنشطة‪ ،‬بشكل‬
‫كلي أو جزئي‪ ،‬خارج إطار النظام المصرفي التقليدي وتوفر أعمال الوساطة االئتمانية‪ ،‬وتعتبر بديال‬
‫‪1‬‬
‫قيما عن التمويل المصرفي التقليدي إذا ما أحسن تنفيذها"‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن نظام الظل المصرفي يتخذ أشكاال بالغة االختالف عبر البلدان وداخلها‪ ،‬فإن‬
‫نموه يرتكز على بعض العوامل الدافعة الرئيسية التي يشترك فيها الجميع؛ فغالبا ما يكون تشديد‬
‫التنظيم المصرفي ووفرة السيولة‪ ،‬باإلضافة إلى الطلب من المؤسسات االستثمارية‪ ،‬حاف از لألنشطة غير‬
‫المصرفية‪ ،‬وال تزال البيئة المالية الحالية في االقتصادات المتقدمة حاف از لنمو صيرفة الظل‪.‬‬
‫وتوضح مؤشرات عديدة في تلك االقتصادات انتقال بعض األنشطة‪ -‬مثل اإلقراض إلى المؤسسات‪-‬‬
‫من المصارف التقليدية إلى القطاع غير المصرفي‪.2‬‬
‫الظل المرافق لهذا النوع من الصيرفة‪ ،‬ال يعني عمليات مالية خارجة عن القانون‪ ،‬بل هي داللة‬
‫على العمليات المالية التي تدور في ظل النظام المصرفي التقليدي‪ ،‬وال تصل الى حد التطابق معه‪.‬‬
‫وقد أطلق اإلقتصادي ‪ Paul McCulley‬هذه العبارة في العام ‪ 0222‬خالل المنتدى المالي السنوي الذي‬
‫‪3‬‬
‫استضافه بنك اإلحتياطي الفيدرالي‪ ،‬في كانساس سيتي في الواليات المتحدة األميركية‪.‬‬
‫وتتمثل الجوانب الرئيسية األربعة للوساطة فيما يلي‪:4‬‬
‫‪ -‬تحويل آجال االستحقاق‪ :‬الحصول على أموال قصيرة األجل لالستثمار في أصول أطول‬
‫أجال؛‬
‫‪ -‬تحويل السيولة ‪:‬مفهوم مشابه لتحويل آجال االستحقاق يعني ضمنا استخدام خصوم شبه‬
‫نقدية لشراء أصول يكون بيعها أصعب مثل القروض؛‬

‫‪ .1‬كريستي قهوجي‪« ،‬صيرفة الظل» قد تشكل خطرا على االستقرار المالي واالقتصاد في حال استعمالها بطريقة غير شرعية مثل تبييض‬
‫االموال‪ ،‬جريدة الديار اللبنانية‪ ،‬الصادرة يوم ‪ 0‬مارس ‪ ،0205‬النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪/http://www.addiyar.com :‬‬
‫(‪.)0205/25/05‬‬
‫‪ .2‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬والسيولة‪ ،‬وصيرفة الظل ‪:‬كبح اإلفراط مع تشجيع النمو‪ ،‬ملخص الفصل الثاني‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ ،0204‬ص‪.20‬‬
‫‪ .3‬خضر حسان‪ ،‬صيرفة الظل‪ ..‬مخاطر اقتصادية بالجملة‪ ،‬جريدة المدن االلكترونية‪ ،‬الصادرة يوم ‪ 02‬فبراير ‪ ،0205‬الموقع الرسمي‬
‫للجريدة‪.)0205/26/06( /http://www.almodon.com :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬لو ار كودريس‪ ،‬ما هو نظام الظل المصرفي؟‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو ‪ ،0201‬ص‪.40‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬الرفع المالي‪ :‬استخدام أساليب مثل اقتراض أموال لشراء أصول ثابتة لتعظيم المكاسب ) أو‬
‫الخسائر) المحتملة ألي استثمار؛‬
‫‪ -‬نقل مخاطر االئتمان‪ :‬تحمل مخاطر عجز أحد المقترضين على السداد ونقلها من منشئ‬
‫القرض إلى طرف آخر‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬مخاطر صيرفة الظل‬
‫لقد ظهرت تداعيات أنشطة صيرفة الظل بصورة واضحة خالل الفترة الممتدة بين عامين ‪0222‬‬
‫و‪ ،0225‬حيث شهد هذا النشاط نموا قويا منذ بداية األزمة المالية العالمية سنة ‪ 0222‬ليصل إلى ‪62‬‬
‫تريليون دوالر سنة ‪ ،0200‬وتجلت في إنهيار أسواق األوراق المالية المدعومة باألصول‪ ،‬وفي فشل‬
‫النموذج المعتمد على إنشاء الديون بهدف إعادة توزيعها بإستخدام الهياكل المالية واإلستثمارية‬
‫الخاصة‪ .‬كذلك ظهرت في إنهيار وافالس صناديق أسواق النقد‪ ،‬والتخبط في أسواق عقود إعادة‬
‫الشراء‪ ،‬وعمليات تسليف األوراق والسندات المالية‪ .‬وفي الوقت الذي كانت فيه المصارف خاضعة‬
‫لمجموعة متطورة من األنظمة اإلشرافية والرقابية اإلحت ارزية‪ ،‬وغيرها من التعليمات الناظمة‪ ،‬فإن‬
‫صيرفة الظل بقيت‪ ،‬طيلة الفترة الماضية‪ ،‬تعمل في ظل أنظمة وقواعد أقل تشددا وأحيانا من دون‬
‫رقابة‪.‬‬
‫العمليات المالية الداخلة في إطار صيرفة الظل تحمل في طياتها مخاطر إقتصادية على مستوى‬
‫فردي وجماعي‪:‬‬
‫تحديدا على مستوى زيادة السيولة في األسواق‪ ،‬واغراق األفراد بالديون‪ ،‬والتالعب بأسعار‬ ‫‪-‬‬
‫األصول بطريقة غير منظمة‪ ،‬فهذه الصيرفة تخلق تأثي ار مباش ار على حجم اإلئتمان في‬
‫األسواق‪ ،‬بما يزيد من حدة تقلبات الدورات اإلقتصادية‪ ،‬فقد يزيد عرض اإلئتمان وبالتالي يرفع‬
‫حجم السيولة‪ ،‬مما يؤدي الى إرتفاع أسعار األصول‪ ،‬في فترات الرواج اإلقتصادي‪ ،‬ويساهم‬
‫في خفض معدل الطلب على األصول في أوقات التباطؤ اإلقتصادي‪ ،‬وبالتالي تدهور أسعار‬
‫األصول‪ ،‬مما يؤدي الى انعدام الثقة بين المتعاملين؛‬
‫تبرز خطورة صيرفة الظل خاصة في حالة شح السيولة مع تحول المقرضين إليها هربا من‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات التدقيق والمراجعة‪ ،‬حيث أن ارتفاع معدالت االستدانة أو االعتماد على الرافعة المالية‬
‫لهذه المؤسسات وازدياد الفجوة بين استحقاقات الخصوم واستحقاقات األصول لديها‪ ،‬أن يقود‬
‫إلى تعثر أو إفالس المؤسسات المالية غير المصرفية الضالعة بهذه األنشطة‪ ،‬وأن يحرك‬
‫‪1‬‬
‫مخاطر العدوى في األسواق المالية ويضخم بالتالي المخاطر النظامية؛‬

‫‪ .1‬جوزيف طربيه‪ ،‬صيرفة الظل‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لمنتدى‪ :‬صيرفة الظل ‪ ..‬خطورة تمددها وكيفية مكافحة غسل األموال التي باإلمكان أن تتم‬
‫عبرها‪ ،‬يومي ‪ 08-02‬فبراير ‪ ،0205‬لبنان‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬عمليات تبييض األموال عبر صيرفة الظل على سبيل المثال أمر تصعب مكافحته‪ ،‬إن لم‬
‫تكن مستحيلة‪ ،‬ألن مراقبة هذه الصيرفة صعبة ومنعها مستحيل‪ ،‬اذ ال قانون يمنع عملية‬
‫الدين‪ ،‬طالما أن الدائن والمدين يتفقان في عالقة تعاقدية رضائية‪ ،‬وخاصة في االقتصادات‬
‫المفتوحة‪ ،‬ال شيء يحدد الفائدة على الديون‪ ،‬وألن عملية الدين مفتوحة‪ ،‬والعمليات المالية لهذه‬
‫المؤسسات حرة‪ ،‬فإن تبييض األموال قد ينتشر بسرعة من دون أي إمكانية لضبطه‪ ،‬ألن حجم‬
‫التداول المالي في هذه السوق غير محدد‪ ،‬وعلى الرغم من امكانية مالحظة توسعه إال أنه من‬
‫الصعب تحديد قياس مادي يساهم في معرفة حركة هذه السوق وكمية األموال المتداولة فيها‪،‬‬
‫مما يساعد في إحتواء أي أزمة قد تنتج عن عملياتها المالية‪.‬‬
‫وكان نظام الظل من العناصر الرئيسية التي ساهمت في عرض وطلب المنتجات المورقة غير‬
‫‪1‬‬
‫النمطية والتي تنطوي على مخاطر‪ ،‬مما أفضى إلى االنهيار المالي في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬رقابة صيرفة الظل‬
‫تشكل صيرفة الظل خط ار مهما قد يهدد االستقرار المالي واالقتصاد الوطني في حال استعمالها‬
‫بطريقة غير مشروعة أي القيام بعمليات مالية مشبوهة تحت مسمى صيرفة الظل كجريمة تبييض‬
‫االموال‪ ،‬ومن هنا تسعى المصارف المركزية حول العالم الى محاولة تنظيم هذا القطاع ومكافحة‬
‫الجرائم المالية في الوقت عينه‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يواجه صناع السياسات تحديا يتمثل في االستفادة القصوى من نظام الظل‬
‫المصرفي مع الوصول بمخاطره النظامية إلى الحد األدنى‪ ،‬ويحث صناع السياسات على معالجة‬
‫‪2‬‬
‫التوسع المستمر في التمويل خارج الحدود التنظيمية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬وضع إطار رقابي يتناسب من جانب مع وضعية القطاعات المالية ودرجة تطورها ومميزاتها‬
‫وخصائصها ومخاطرها العامة‪ ،‬وينسجم من جانب آخر مع القوانين المالية واألنظمة والتشريعات‬
‫الرقابية المحلية؛‬
‫‪ -‬سد الفجوات الكبيرة في البيانات من خالل تبادل المعلومات بين السلطات اإلشرافية محليا وعبر‬
‫الحدود‪ ،‬وذلك من أجل أن تصبح قادرة على تقييم المخاطر التي قد تنشأ عن قطاع صيرفة الظل‬
‫وأنشطته التي قد تتداخل بين أكثر من دولة؛‬
‫‪ -‬منهج أشمل للتنظيم والرقابة يركز على كل من األنشطة والكيانات ويولي اهتماما أكبر للمخاطر‬
‫النظامية‪.‬‬
‫ويمكن أن يقوم نظام الظل المصرفي بدور مفيد كعنصر مكمل للنظام المصرفي التقليدي عن‬
‫طريق التوسع في إتاحة االئتمان أو عن طريق دعم السيولة في األسواق‪ ،‬وتحويل آجال االستحقاق‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬لو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬إصالح عيوب النظام المالي‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو ‪ ،0200‬ص ‪.05‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬جوزيف طربيه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وتقاسم المخاطر‪ ،‬لكن هذا النظام كثي ار ما يواجه مخاطر مشابهة للمخاطر المصرفية‪ ،‬مثلما حدث‬
‫أثناء األزمة المالية العالمية في الفترة ‪ 0228-0222‬وعلى الرغم من أن نقص البيانات يحول دون‬
‫إجراء تقييم شامل لصيرفة الظل‪ ،‬فإنه يبدو أن مساهمة هذا النظام كبيرة في المخاطر النظامية المحلية‬
‫التي تتعرض لها الواليات المتحدة‪ ،‬بينما تبدو مساهمته أقل بكثير في منطقة اليورو والمملكة المتحدة‪.1‬‬
‫‪ .2.2‬االشراف على أنظمة الدفع والتسوية‬

‫تتمثل المهمة األساسية لنظم الدفع في تحقيق وضمان االستقرار المالي القائم علي مبدأي السالمة‬
‫والكفاءة ألنظمة الدفع المختلفة‪ ،‬باإلضافة إلي توفير خدمات وأنظمة دفع مناسبة تلبي احتياجات‬
‫مستخدميها مع التأكيد على ضرورة استمرار تلك الخدمات وضمان إتاحتها على نحو يرضي كافة‬
‫المستخدمين‪.‬‬

‫‪ .2.2.1‬مفهوم أنظمة الدفع‪ :‬يعرف نظام المدفوعات على أنه مجموعة األدوات‪ ،‬واإلجراءات‪،‬‬
‫والقواعد الخاصة بعملية تحويل األموال بين األعضاء المشاركين في النظام )المصارف والمؤسسات‬
‫المالية(‪ ،‬وذلك وفقا التفاقيات مبرمة بين كافة األعضاء المشاركين بالنظام وبين مشغل النظام‪ ،‬حيث‬
‫تتم عملية انتقال األموال باستخدام بنية أساسية فنية وفقا لتقنيات متفق عليها‪.2‬‬
‫‪ .2.2.2‬إشراف المصرف المركزي على أنظمة الدفع‪ :‬يعد اإلشراف على نظم الدفع أحد‬
‫الوظائف األساسية للبنوك المركزية‪ ،‬والذي يهدف منها إلى ضمان التدفق النقدي من خالل أنظمة‬
‫الدفع من أجل تحقيق االستقرار المالي‪ ،‬ويتم ذلك بالتأكد من تحقق عنصري السالمة والكفاءة ألنظمة‬
‫الدفع وكذا تأمين وسائل الدفع‪ .‬وتنبع أهمية اإلشراف على نظم الدفع في التأكد من وجود نظم دفع‬
‫تتسم بالكفاءة والمصداقية تزيد من فاعلية السياسة النقدية‪ ،‬وتساهم كذلك في تحقيق االستقرار المالي‬
‫وتحد من المخاطر النظامية مما يزيد من ثقة المستخدمين في النقد وفي وسائل الدفع المختلفة‪.‬‬

‫ويقوم المصرف المركزي بوظيفته اإلشرافية على نظم الدفع بهدف تحقيق التعاون بين المشاركين‬
‫من جهة‪ ،‬واقرار معايير تتيح التكامل بين النظم‪ ،‬وضمان وضوح قواعد التشغيل واألدوار التي تقوم بها‬
‫األطراف المشتركة في تلك النظم‪ .‬وللقيام بهذه الوظيفة فمن الضروري تقييم مدى الكفاءة والثقة في كل‬
‫وسيلة دفع‪ ،‬وتحليل دورة تدفق األموال داخل النظام بدأ من مصدر أمر الدفع وصوال للمستفيد‪ ،‬وتحليل‬
‫البنية األساسية لنظام الدفع‪ ،‬ودعم االلتزام بمعايير التأمين‪.‬‬

‫‪ .1‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬والسيولة‪ ،‬وصيرفة الظل‪ :‬كبح اإلفراط مع تشجيع النمو‪ ،‬ملخص الفصل الثاني‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪ ،0204‬ص‪.20‬‬
‫‪ .2‬البنك المركزي المصري‪ ،‬نظم الدفع –نظرة عامة‪ ،/http://www.cbe.org.eg ،-‬تاريخ االطالع‪.0205/00/08 :‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وبناءا على توصيات بنك التسويات الدولية يتعين على المصرف المركزي القيام بما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬تحديد أهدافه بشأن نظم الدفع ونشر سياستها األساسية بالنسبة لنظم الدفع ذات األهمية النظامية؛‬
‫‪ -‬التأكد من توافق نظم الدفع التي يشغلها مع المبادئ األساسية لنظم الدفع ذات األهمية النظامية؛‬
‫‪ -‬التأكد من مدى توافق نظم الدفع التي تشغلها جهات أخرى مع المبادئ األساسية لنظم الدفع ذات‬
‫األهمية النظامية وأن يكون قاد ار على القيام بذلك الدور؛‬
‫‪ -‬التعاون مع السلطات النقدية األخرى والجهات ذات العالقة المحلية واألجنبية في سبيل تشجيع‬
‫تطبيق نظم دفع متوافقة مع المبادئ األساسية لنظم الدفع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .2.2.2‬أهداف اإلشراف على أنظمة الدفع‬
‫‪ -‬تخفيض المخاطر النظامية‪ :‬بما أن أنظمة المدفوعات تعتبر إحدى المكونات الهامة في النظام‬
‫المالي‪ ،‬فإنه توجب إدارة ومراقبة هذه األنظمة بشكل سليم لخفض احتمال أو منع وقوع‬
‫المخاطر النظامية التي تهدد هذه األنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز السهولة والسالسة‪ :‬بما أن أنظمة المدفوعات تعتبر األنظمة الوحيدة لتحقيق عمليات‬
‫المقاصة والتسوية‪ ،‬فإن الفشل في هذه األنظمة أو تعطل أحد مكوناتها سيعود بتأثيرات سلبية‬
‫على القطاع المالي بشكل خاص وعلى االقتصاد الكلي بشكل عام؛‬
‫تعزيز ثقة الزبائن‪ :‬إن زيادة كفاءة وأمان أنظمة المدفوعات ستؤدي إلى زيادة ثقة الزبائن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبالتالي زيادة اإلقبال على استخدام أدوات الدفع اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬المبادئ الدولية حول اإلشراف على أنظمة الدفع‬

‫اعتمدت اللجنة الدولية ألنظمة الدفع والتسوية المنبثقة عن بنك التسويات الدولية بعض المبادئ‬
‫األساسية لإلشراف الفعال على أنظمة الدفع والتسوية‪ ،‬وقد تم نشرها في تقرير صادر عن بنك‬
‫التسويات الدولي‪ ،‬وتنقسم هذه المبادئ كما يوضح الشكل التالي إلى مجموعتين‪ ،‬هما‪:3‬‬

‫← المبادئ العامة المتعلقة باإلشراف على أنظمة الدفع والتسوية‪.‬‬


‫← المبادئ المتعلقة بالتعاون الدولي في اإلشراف على أنظمة الدفع والتسوية‪.‬‬

‫‪ .1‬بنك االمارات المركزي‪ ،‬أنظمة الدفع والتسوية‪ ،‬الرابط‪:‬‬


‫‪ ،http://www.centralbank.ae/index.php?option=com_content&view=article&id=133&Itemid=125‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0205/00/08‬‬
‫‪ .‬سلطة النقد الفلسطينية‪ ،‬تقرير اإلشراف على أنظمة المدفوعات في فلسطين ‪ ،2212‬التقرير األول‪ ،‬أبريل ‪ ،0204‬ص‪.24‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .3‬سلطة النقد الفلسطينية‪ ،‬تقرير اإلشراف على أنظمة المدفوعات في فلسطين ‪ ،2212‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.2‬المالذ األخير إلقراض المؤسسات الفاشلة‬

‫يقوم المصرف المركزي بدور المسعف (المقرض) األخير عندما تتعرض المصارف ألي سبب من‬
‫األسباب لعجز سيولي يؤدي إلى إضعاف مركزها المالي كخطوة أولى نحو فقدان الثقة الذي ربما يتولد‬
‫منه االنهيار واعالن اإلفالس والتصفية‪ ،‬والمصرف المركزي يهدف منها المحافظة على االستقرار‬
‫النقدي وسالمة الجهاز المصرفي وكذلك حماية أموال المودعين‪ ،‬حيث يقوم المصرف المركزي بتقديم‬
‫القروض للمصارف العاملة ضمن الجهاز المصرفي وتحت رقابته بأسعار فائدة يحددها هو عند حاجة‬
‫هذه المصارف وفي ظروف طارئة للسيولة النقدية‪ ،‬خاصة عندما يكون المصرف غير قادر على‬
‫االستجابة لطلب الزبائن على السحب من ودائعهم في لحظة زمنية حرجة وتسمى هذه الحالة بـ (العسر‬
‫المالي)‪.‬‬

‫هذا العجـز الـذي يخشـاه المصـرف المركـزي ويحـذر منـه ويجنـد لـه كـل االحتياطيـات كخطـوط دفـ ـ ــاع‬
‫لصده‪ ،‬والعجز السيولي الذي يتعرض له المصرف إما أن يكون عجـ از سـيوليا طارئـا أو عارضـا بمعنـى‬
‫‪1‬‬
‫أنه متوقع على المدى القريب جدا أو عجز في السيولة العامة للمصرف‪.‬‬

‫‪ .2.2‬مراقبة المخاطر النظامية وأدوات التخفيف منها‬


‫‪2‬‬
‫المخاطر النظامية هي المخاطر التي يتعرض لها النظام المالي ككل مثل‪:‬‬

‫‪ -‬نمو االئتمان بشكل كبير وبما ال يتناسب مع النشاط االقتصادي؛‬


‫‪ -‬التعرض المرتفع لالصول( العقارات واالسهم) التي تشهد ارتفاع كبير في أسعارها(فقاعات)؛‬
‫‪ -‬التعرض المرتفع لقطاع االفراد المثقل بالديون؛‬
‫‪ -‬التعرض المرتفع للديون الحكومية؛‬
‫‪ -‬االعتماد على مصادر أموال غير مستقرة‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح بعض المخاطر النظامية وكيفية مراقبتها وتقييمها‪ ،‬وأدوات التخفيف من‬
‫تراكمها‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد على يوسف أحمد ‪ ،‬دور السلطات الرقابية فى الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الخدمات المالية‬
‫االسالمية الثاني‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬يومي ‪ 08-02‬أبريل ‪.0202‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012, Op Cit, p69.‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬المخاطر النظامية ومراقبتها وأدوات التخفيف منها‬

‫أدوات للتخفيف من تراكم المخاطر‬ ‫كيفية المراقبة أو التقييم‬ ‫المخاطر النظامية‬


‫النظامية أو لتحسين مرونة النظام‬
‫النمو االئتماني المفرط ‪-‬الفجوة االئتمانية ويعبر عنها بالفارق بين نمو ‪ -‬تطبيق عازل رأس مالي يعمل بعكس‬
‫االئتمان ونسبة النمو في الناتج المحلي التقلبات الدورية‪.‬‬ ‫(ازدهار االئتمان)‬
‫‪ -‬االمداد الديناميكي‪.‬‬ ‫االجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة القروض إلى الودائع‪.‬‬ ‫‪-‬تحليل نمو االئتمان القطاعي‪.‬‬
‫تعرض السوق المالية تقييم وجود فقاعة في سوق العقارات(تزايد تحديد الحد األقصى للتمويل العقاري‪ ،‬الحد‬
‫المؤشر‪-‬أسعار المنازل إلى نسبة تملك المساكن‪ ،‬من التركيز على قطاع معين‪ ،‬رفع‬ ‫لفقاعة األصول‬
‫نسبة التمويل العقاري ‪ ،LTV‬معدل البطالة)‪ ،‬االصول المرجحة بالمخاطر ‪ ،RWAs‬رفع‬
‫وتقييم وجود فقاعة في سوق االوراق المالية (تزايد المخصصات‪ ،‬رفع رأس المال‪.‬‬
‫المؤشرات‪ PER ،‬نسبة السعر إلى االرباح‪،‬‬
‫التقلبات)‪ ،‬اختبارات االجهاد المالي‪.‬‬
‫ارتفاع ديون قطاع األسر نسبة ديون األسر إلى الدخل‪ ،‬ديون األسر إلى تحديد سقف أعلى لنسبة ديون‬
‫نسبة الثروة واألصول والمطلوبات من الطاع األسر إلى الدخل‪ ،‬وزيادة أوزان‬
‫المخاطر‪ ،‬ورفع مستويات رأس المال وفقا‬ ‫العائلي‪.‬‬
‫لنتائج اختبارات اإلجهاد‬
‫التعرض المرتفع للدين تحليل القدرة على تحمل الديون‪ ،‬وتحديد تأثير زيادة أوزان المخاطر‪ ،‬ورفع مستويات رأس‬
‫ذلك على المالءة أو السيولة باستخدام اختبار المال وفقا لنتائج اختبارات اإلجهاد‪.‬‬ ‫الحكومي‬
‫االجهاد‪.‬‬
‫االعتماد على مصادر عدم استقرار نسب التمويل ونسب السيولة تخفيض اإللتزامات غير األساسية عند‬
‫احتساب نسبة القروض إلى الديون‬ ‫األخرى‪ ،‬واختبار االجهاد للسيولة‪.‬‬ ‫التمويل غير المستقرة‬
‫وزيادة االحتياطيات المطلوبة ومستويات‬
‫السيولة‬
‫‪Source: Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012, Op Cit, p70.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األطراف األساسية المسؤولة عن تحقيق االستقرار المصرفي ضمن إطار الحوكمة‬
‫المؤسسية‬

‫أهمية بناء نظام الدارة المخاطر‬ ‫‪.1‬‬

‫تصاحب صيرفة القرن ‪ 00‬العديد من المخاطر التي ال تقتصر على المخاطر االئتمانية التقليدية‪،‬‬
‫بل تمتد لتشمل العديد من المخاطر سواء المخاطر السوقية أو التشغيلية‪ ،‬وأنه كلما قدمت المصارف‬
‫تشكيلة جديدة من المنتجات المصرفية المستحدثة أو استخدمت أدوات غير تقليدية في تقديم تلك‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الخدمات كلما زادت وتنوعت المخاطر التي تتعرض لها المصارف‪ ،‬وفي ظل المتغيرات العالمية‬
‫المعاصرة التي تشهدها الصناعة المصرفية سواء بالنسبة للعولمة أو االبتكارات أو التحرر من القيود‪،‬‬
‫من هنا تبرز أهمية بناء نظام إلدارة المخاطر الذي يتيح آلية أشد تنظيما إلدارة المخاطر‪ ،‬بحيث‬
‫ينهض المصرف بقدرته على توقع وتحديد‪ ،‬وادارة المخاطر التي يمكن أن تحول بينه وبين تحقيق‬
‫أهدافه‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مفهوم نظام إدارة المخاطر‬

‫يتمثل نظام إدارة المخاطر في مجموعة المعايير والعمليات واألدوات والمعلومات التي تساعد على‬
‫تطبيق إدارة فعالة للمخاطر التي تواجهها المؤسسات المصرفية‪ ،‬ويتألف نظام إدارة المخاطر الفعال‬
‫‪1‬‬
‫من ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الجانب الكمي‪ :‬يحتوي هذا الجانب على مجموعة من األدوات والتقنيات والنماذج اإلحصائية‬
‫المستخدمة للتعرف على بعض المخاطر وتحليلها وتقييمها مثل ‪:‬اللوغاريتمات‪ ،‬توزيع‬
‫االحتماالت‪ ،‬القيمة الزمنية للنقود‪ ،‬المتوسط‪ ،‬االنحراف المعياري‪ ،‬االرتباط‪ ،‬االلتواء‪ ،‬تقدير‬
‫متغيرات التوزيع‪ ،‬اختبار االفتراضات‪ ،‬الخصائص اإلحصائية وتنبؤ االرتباط‪...‬الخ‪.‬‬

‫ولعل أهم هذه التقنيات هي القيمة المعرضة للمخاطرة والتي تعرف على أنها أسوأ حالة متنبأ بها‬
‫للخسارة على مستوى محدد من الثقة‪ ،‬كما طورت مقاييس ونماذج أخرى مثل تحليل‪،) Carlo) Monte‬‬
‫واختبار االجهاد )‪.(stress testing‬‬

‫‪ -‬الجانب النوعي‪ :‬ويتمثل في مجموعة من اإلجراءات والرقابات‪ ،‬وكذلك الفحوصات التي‬


‫تستخدم من أجل تحقيق إدارة فعالة للمخاطر‪ ،‬كاختيار األدوات المناسبة ‪ -‬األكثر فعالية وأقل‬
‫تكلفة ‪ -‬لمعالجة المخاطر مع األخذ بعين االعتبار طبيعة المخاطر ودرجة خطورتها‬
‫المفترضة‪ ،‬باإلضافة إلى هذا يتضمن الجانب النوعي تحديد مسؤوليات مختلف مصالح‬
‫المؤسسة المساهمة في عملية إدارة المخاطر‪ ،‬فضال عن تحديد الوظائف العليا لمراقبة‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫زيادة على ذلك فإن مكونات الجانب النوعي تقوم بتقديم االفتراضات األولية عن ماهية المخاطر‬
‫الذي يتم من خالله )‪ (stress testing‬المتعرض لها وأنواعها‪ ،‬وبفضل االستعانة بتقنية اختبار االجهاد‬
‫القيام بسالسل سيناريو‪ ،‬ومعرفة ما إذا تحاليل التحقق من أثر قوة بعض االفتراضات األولية موجودة‬

‫‪ .1‬عصماني عبد القادر‪ ،‬أهمية بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات في المؤسسات المالية‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬األزمة‬
‫المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أكتوبر ‪ ،0225‬جامعة فرحات عباس –سطيف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ضمن نموذج المخاطرة‪ ،‬ويتوقف ذلك على نوعية المعطيات المتضمنة لقدرة المهندس المالي على‬
‫اختيار السيناريوهات المناسبة‪.‬‬

‫وباالستخدام المترادف لكل من الجانب الكمي والنوعي‪ ،‬يتم تصميم وانجاز إدارة المخاطر مضافا‬
‫لها نقاط التوجيه للنقائص المالزمة لذلك‪ ،‬فمن خالل عملية قياس ومراقبة المخاطر التي تدفع للتركيز‬
‫بشكل كبير على الحاجة إلى منهج ثابت ومتماسك‪ ،‬ألن كال من المكونات الكمية والنوعية لنظام إدارة‬
‫المخاطر هي مكونات حيوية إلدارة مخاطر فعالة‪ ،‬من أجل الوصول ألفضل نتيجة ممكنة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1.2‬بناء نظام إدارة المخاطر‬
‫‪ .1.2.1‬النمذجة االلكترونية ألنظمة إدارة المخاطر‬

‫تتم النمذجة االلكترونية بدراسة محددات عملية إدارة المخاطر واستخدام البرمجيات ونماذج المتعددة‬
‫اعتمادا على البيانات المحصل عليها‪ ،‬وادراج جميع المتغيرات والدراسات الداعمة لبناء نظام الكتروني‬
‫فعال ومرن‪ ،‬قابل للتعديل والتطوير في أي وقت ممكن‪.‬‬
‫وقد وضع )‪ (Barry W. Boehm‬خطوات واضحة لبرامج الكترونية إلدارة المخاطر‪ ،‬وخطوات مماثلة‬
‫يمكن أيضا استعمالها في مختلف الميادين إلدارة المخاطر‪.‬‬
‫يمكن تقسيم إدارة المخاطرة إلى إيجاد أدوات تحديد المخاطر وادارتها‪ ،‬وفي نموذج )‪ (Boehm‬يمكن‬
‫تقسيم المخاطر إلى مجموعتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم المخاطر‪ :‬تتكون من ثالثة أقسام وهي تعريف‪ ،‬وتحليل‪ ،‬وتحديد األولوية بالنسبة‬
‫للمخاطر المتعرض لها؛‬
‫‪ -‬مراقبة المخاطر‪ :‬تنقسم من ثالثة أقسام وهي ‪:‬تخطيط إدارة المخاطر‪ ،‬إيجاد الحلول‬
‫للمخاطر‪ ،‬والمتابعة‪.‬‬
‫وهاتان المجموعتان يمكن استخدامهما أيضا إليجاد المراحل في تحليل مخاطر دائني المؤسسة‪.‬‬
‫إن تنفيذ هذه الخطوات يتم في إطار برنامج إدارة المخاطر للمؤسسة المالية المعنية ويكون قياس‬
‫المخاطر مرتبطا بشكل وثيق ومتكامل مع العمليات اليومية المنجزة من خالل نظام المعلومات‪ ،‬وأن‬
‫تقدم تقارير منتظمة عن حاالت التعرض للمخاطر بأنواعها‪ ،‬وعن حاالت الخسائر المحققة أو‬
‫المرتقبة‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬برنامج إدارة المخاطر‪ :‬تستطيع المصارف من خالل خطوات ومراحل إدارة المخاطر‬
‫من وضع برنامج إلدارة المخاطر المصرفية يوضح الخطوط العريضة لهذه العملية‪ ،‬بدءا من اإلطار‬

‫‪ .1‬محمد إليفي‪ ،‬أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية مع دراسة حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،0204-0201 ،‬ص ص‪.052-056‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الزمني إلى تحديد المخاطر األساسية التي يمكن إدارتها بواسطة تحليل وتقييم أساليب التعامل معها‬
‫وبما تقترحه لجنة إدارة المخاطر‪ ،‬ويصادق عليه مجلس اإلدارة‪ ،‬ومن األفضل أن يكون البرنامج في‬
‫شكل جداول تحدد جميع نقاط ممارسة نشاط إدارة المخاطر‪ ،‬ويمكن القول أن بناء نظام المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫عموما يمر بمرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬تعمل هذه المرحلة على تقدير الهيكل‪/‬اإلطار الحالي إلدارة المخاطر في‬
‫المصرف وتحديد ما فيه من ثغرات‪ ،‬واستنادا إلى هذا التقدير‪ ،‬سيجري تطوير واختبار إطار‬
‫مناسب إلدارة المخاطر واستراتيجية لتنفيذه‪ ،‬وتطوير خطة للتنفيذ لكي تستخدم في إرساء نظام‬
‫إلدارة المخاطر على مستوى المصرف في ظل المرحلة الثانية‪ .‬وسيتألف إطار إدارة المخاطر من‬
‫األهداف‪ ،‬والسياسات‪ ،‬والعمليات‪ ،‬والهيكل التنظيمي‪ ،‬ورفع التقارير‪ ،‬والرصد المناسب‪ ،‬واإلشراف‪،‬‬
‫والضبط بما يكفل التحسين المستمر لقدرات المصرف في ميدان إدارة المخاطر؛‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬التنفيذ الكامل لنظام إدارة المخاطر على مستوى المصرف باستخدام اإلطار‬
‫وخطة التنفيذ اللذين تم تطويرهما في ظل المرحلة األولى‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬التشغيل‪ :‬يتم تشغيل النظام اإللكتروني من قبل مختصين في البرمجة االلكترونية‬
‫وتحت إشراف اللجنة المكلفة بإدارة المخاطر في المصرف بصفة يومية‪ ،‬ومن ثم إعداد التقارير بشكل‬
‫متواصل‪ ،‬ومن المهم جدا ربط نظام إدارة المخاطر مع نظام المعلومات الموجود في المصرف‪ ،‬وهذا‬
‫ما يسمح باكتشاف المخاطر واتخاذ خطوات فورية للتعامل معها في أي إدارة أو فرع من فروع‬
‫المصرف‪ ،‬ويساهم كل ما سبق في تكوين قاعدة معطيات على معظم المخاطر المتعرض لها وتعمق‬
‫من الخبرات والتجارب في مجال إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬المراقبة‪ 2:‬تحدث عملية مراقبة النظام اإللكتروني على أساس قاعدة البيانات المتوفرة‪،‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه المراقبة تلقائية أي بطريقة آلية تتكفل بها البرامج اإللكترونية بشكل يومي أو‬
‫شهري أو فصلي تبعا لنوع النظام المتبع‪ ،‬بشرط أن تكون الرقابة الداخلية في المصرف متكاملة مع‬
‫المراقبة اآللية‪ ،‬مع مراعاة أن هذه األنظمة تعجز عن كشف المخاطر النظامية والمخاطر القانونية‬
‫والمخاطر التكنولوجية‪ ،‬أو التي قد تنشأ من إستخدام هذه األنظمة نفسها كمخاطر القرصنة والتدمير‬
‫عبر الفيروسات اإللكترونية والتجسس على المعلومات ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .1‬منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪ ،FAO‬اختصاصات الدراسة عن إدارة المخاطر في المنظمة‪ ،‬لجنة المالية‪ ،‬الموجز التنفيذي للدورة‬
‫‪ ،006‬روما‪ 05-00 ،‬ماي ‪ ،0225‬ص‪.20‬‬
‫‪ .2‬محمد إليفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪.052‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر‬

‫يعتبر التدقيق الداخلي من الوسائل المهمة إلدارة المخاطر في المصارف للتأكد والتحقق من التزام‬
‫الوحدات اإلدارية بالسياسات المالية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬والتشريعات‪ ،‬واألنظمة المالية واإلدارية‪ ،‬والسياسات‬
‫العامة المتبعة فيها‪ ،‬ويعتبر إقامة نظام سليم للتدقيق الداخلي والمحافظة عليه‪ ،‬والتأكد من سالمة‬
‫‪1‬‬
‫تطبيقه‪ ،‬التزاما قانونيا يقع على عاتق المصرف‪.‬‬

‫عرفه معهد المدققين الداخليين )‪ (IIA‬كما ورد في المعايير الدولية للممارسة المهنية للتدقيق‬
‫الداخلي*)‪ (ISPPIA‬على أنه "نشاط مستقل وموضوعي واستشاري‪ ،‬مصمم ليزيد من قيمة الشركة‪،‬‬
‫وتحسين عملياتها‪ ،‬إذ يساعدها على تحقيق أهدافها من خالل منهجية منتظمة ومنضبطة لتقييم‬
‫‪2‬‬
‫وتطوير فعالية إدارة المخاطر‪ ،‬وضبط وادارة وترشيد العمليات"‪.‬‬

‫وتعتبر عملية تحديد المخاطر من المهام األساسية في وظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬حيث تشكل إدارة‬
‫المخاطر تحديا للمدققين‪:‬‬

‫‪ -‬من جهة يجب أن يساعد المدقق الداخلي اإلدارة على وضع سياسات إلدرة فعالة للمخاطر؛‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى يجب أن يساهم المدقق الداخلي في وضع ومتابعة تنفيذ األحكام والمعايير‬
‫الصارمة لألداء‪.‬‬

‫فإدارة المخاطر يجب أن تتضمن تحديد وتقييم وادارة ومراقبة األحداث المحتملة لتقديم تأكيدات‬
‫معقولة بأن المصارف تدير مخاطرها على النحو الذي يمكنها من تحقيق أهدافها‪ ،‬واعطاء توصيات‬
‫لتحسين الكفاءة والفعالية لعمليات المصارف وصوال إلى األهداف المنشودة‪.‬‬
‫‪ .2‬المراجعة الداخلية على أساس المخاطر‬

‫تعتبر المراجعة الداخلية أحد أهم وسائل الرقابة الداخلية‪ ،‬وتعرف المراجعة الداخلية على أساس‬
‫اإلدارة الشاملة للمخاطر بأنها‪ ":‬المنهجية التي تقدم التأكيد بأن المخاطر قد تم إدارتها لتصبح داخل‬
‫حدود المستوى المقبول من الخطر"‪ ،‬ويمكن تطبيق هذا المدخل على أي خطر يعوق المصرف في‬
‫‪3‬‬
‫تحقيق أهدافه سواء كان خط ار ماليا أو تشغيليا أو استراتيجيا‪ ،‬داخليا أو خارجيا‪.‬‬

‫‪ .1‬يوسف محمود جربوع‪ ،‬مراجعة الحسابات المتقدمة وفقا لمعايير المراجعة الدولية‪ ،‬غزة‪ ،0222 ،‬ص‪.022‬‬
‫*‬
‫‪. International Standards for the Professional Practice of Internal Auditing‬‬
‫‪ .2‬داوود يوسف صبح‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Griffiths David, "Risk Based Internal Auditing: Three views on implementation", Version 2.2, 2006 ,‬‬
‫‪pp01-02. Available: http://www.internalaudit.biz/files/implementation/rbiaimplementing.pdf, consulté le‬‬
‫‪20/11/2015.‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫ويمكن تحقيق الترابط بين اإلدارة الشاملة للمخاطر والمراجعة الداخلية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬وضع وتحديد أهداف المصرف‪ :‬حيث يتمثل دور المراجعة الداخلية في التأكد من أن أهداف‬
‫المصرف تم وضعها وتوصيلها بفعالية وأن أهداف الوحدات واألقسام والفروع تتكامل مع أهداف‬
‫المصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المستوى المقبول من المخاطر‪ :‬وهنا بعد أن يتم تحديد مستوى المخاطر من طرف مجلس‬
‫اإلدارة والمديرين‪ ،‬يأتي دور المراجعة الداخلية في تقديم تأكيد بأن المستويات التي يمكن تحملها‬
‫من المخاطر تم تحديدها وأن اإلدارة تعمل داخل هذه الحدود المقبولة من المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء وتكوين إطار مناسب إلدارة المخاطر‪ :‬يتمثل دور المراجعة الداخلية في إجراء تقييم على‬
‫مستوى الوحدات والفروح لتنفيذ هذا اإلطار‪ ،‬ويسمح للمراجعة الداخلية بالدخول في هذا اإلطار‬
‫واجراء المتابعة والتقييم لإلجراءات المتبعة لمنع حدوث فجوات بين هيكل ووظيفة اإلطار‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من المخاطر واألحداث التي ستمنع المصرف من تحقيق أهدافه‪ :‬حيث تقوم المراجعة‬
‫الداخلية بدراسة مجتمع الخطر وتقييم المخاطر المهمة المتضمنة فيه‪ ،‬كما تقوم بفحص المخاطر‬
‫المحددة عند كل المستويات التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم احتمال وتأثير حدوث المخاطر‪ :‬تقوم وظيفة المراجعة الداخلية في تقديم تأكيد بأن المخاطر‬
‫تم تقييمها بشكل سليم‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار وتنفيذ االستجابات المالئمة للمخاطر‪ :‬تقوم المراجعة الداخلية بتقديم تأكيد عن عملية إدارة‬
‫المخاطر وكيف يتم اختيار وتنفيذ االستجابات المالئمة للمخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة أنشطة الرقابة واالستجابات األخرى لتخفيف المخاطر‪ :‬بعد تحديد استراتيجيات االستجابة‬
‫للمخاطر يجب على االدارة أن تكفل أدوات الرقابة وأنشطة االستجابات األخرى للمخاطر وأن‬
‫تختبرها لتتأكد من أنها تعمل بفعالية‪ ،‬وعلى المراجعين الداخليين أن يتفهموا كيفية تصميم أدوات‬
‫الرقابة وتقييم مدى مالءمتها كاستجابة للمخاطر‪ ،‬وفي هذه المرحلة فإن المراجعة الداخلية تحتاج‬
‫إلى اختبار فعالية الحدود المادية والمنطقية وحماية المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المعلومات عن المخاطر وتوصيلها بشكل منظم لكل مستويات المصرف‪ :‬يقوم فريق إدارة‬
‫المخاطر باالتفاق مع المراجعة الداخلية بتوصيل نتائج عمله إلى المصرف ككل‪ ،‬وتحتاج اإلدارة‬
‫إلى تفهم المخاطر التي سوف تمنعها من تحقيق أهدافها وما األدوات الرقابية التي يجب‬
‫استخدامها لتخفيف هذه المخاطر؟‪ ،‬أما المراجعة الداخلية فإنها تحتاج إلى تقييم التقرير عن‬

‫‪ .1‬عبده أحمد عبده عتش‪ ،‬إطار مقترح لتفعيل دور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر في بية األعمال المصرية‪ ،‬رسالة ماجيستير (غ‬
‫منشورة)‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر‪ ،0200 ،‬ص ص‪.48-42‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المخاطر األساسية عند كل مستويات المصرف واختبار دقة ومالءمة واكتمال المعلومات والتقرير‬
‫عنها وتوصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬المتابعة المركزية وتنسيق عمليات إدارة المخاطر ومخرجاتها‪ :‬يتم إعداد وتجهيز األنشطة‬
‫الرقابية بواسطة اإلدارة بشكل مستمر وذلك للتأكد من االلتزام باستراتيجيات االستجابة للمخاطر‪،‬‬
‫وتقوم المراجعة الداخلية بتقييم هذه العملية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم تأكيد عن فعالية إدارة المخاطر‪ :‬تقوم اإلدارة بالتحقق من المخاطر وأدوات الرقابة المالئمة‬
‫لها لتخفيف آثارها السلبية‪ ،‬كما تقوم بتأكيد إلى مجلس اإلدارة بأن عملية إدارة المخاطر تتم‬
‫بفعالية‪ ،‬وتقوم المراجعة الداخلية بمراجعة نتائج تقديرات إدارة المخاطر وذلك بشكل مستقل‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم تأكيد موضوعي ومستقل وتقديم خدمات استشارية‪ :‬تقوم اإلدارة بالتحقق من المخاطر‬
‫وأدوات الرقابة المالئمة لها لتخفيف آثارها السلبية‪ ،‬كما تقوم بتقديم تأكيد إلى مجلس اإلدارة بأن‬
‫عملية إدارة المخاطر تتم بفعالية‪ ،‬وتقوم المراجعة الداخلية بمراجعة نتائج تقديرات إدارة المخاطر‬
‫وذلك بشكل مستقل‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم تأكيد موضوعي ومستقل وتقديم خدمات استشارية‪ :‬يتمثل الدور الرئيسي للمراجعة الداخلية‬
‫في تقديم تأكيد موضوعي إلى مجلس اإلدارة عن مدى فعالية إدارة المخاطر‪ ،‬ويمكن للمراجعة‬
‫الداخلية أن تضيف قيمة للبنك عن طريق‪:‬‬
‫← تقديم تأكيد موضوعي بأن معظم مخاطر األعمال تم إدارتها بشكل مناسب؛‬
‫← تقديم تأكيد بأن إدارة المخاطر بالمصرف وادارة الرقابة الداخلية يعمالن بفعالية‪.‬‬

‫ويمكن للمراجعة الداخلية أن تقدم خدمات استشارية تعمل على تحسين حوكمة المصارف وادارة‬
‫المخاطر وعمليات الرقابة‪.‬‬

‫‪ .2‬دور لجان المراجعة في إدارة المخاطر‬

‫يعتبر تعيين لجنة للمراجعة من الممارسات الجيدة السليمة‪ ،‬الكثيرون يعتبرون لجنة المراجعة أم ار ال‬
‫غنى عنه‪ ،‬بل وبعض الجهات الرقابية تشترط على المصارف تأسيس لجنة للمراجعة‪ .‬وتعتبر صفتي‬
‫االستقاللية وعمق النظر من أهم صفات لجنة المراجعة‪ ،‬فهي ال تندفع نحو االستغراق فى أمور‬
‫محاسبية وال تتورط فى تغطية أخطاء أحد األطراف ذات العالقة‪.‬‬

‫وتلعب لجان المراجعة دو ار رئيسيا في اإلشراف والرقابة المالية وتقديم التقارير‪ ،‬وبهذا تعمل على‬
‫تقوية حوكمة الشركة وزيادة الثقة العامة بالمصرف‪ ،‬وهي من اللجان الهامة فى حماية أصول‬
‫المصرف بما يخدم مصالح المساهمين والمستثمرين والمودعين والمنظمين وكل من يعمل فى المصرف‬
‫أو يتعامل معه‪ ،‬بل يمكننا القول بأن لجنة المراجعة هى لجنة حليفة للجهة االشرافية بالمصرف وينبغى‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫أن تعمل بصورة وثيقة مع تلك الجهات االشرافية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن يحافظ أعضاء لجنة المراجعة‬
‫على استقاللهم عن المشرفين‪.1‬‬

‫الواجب النهائي للجان المراجعة هو التأكد من أن التقارير التي يصدرها المصرف تقدم صورة‬
‫‪2‬‬
‫حقيقية وصادقة عن مركزه‪ ،‬بينما يظل أداء المصرف مسئولية مجلس اإلدارة بأسره‪.‬‬

‫‪ .2‬دور المراجعة الخارجية في إدارة المخاطر‬

‫نظ ار لوجود تعارض في المصالح بين اإلدارة والمساهمين‪ ،‬يبرز دور المراجعة الخارجية كأداة‬
‫للرقابة وتخفيض هذا التعارض‪ ،‬ولزيادة فعالية المراجعة الداخلية يجب األخذ بعين االعتبار النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االلتزام بمعايير المراجعة الدولية؛‬


‫‪ -‬االلتزام بقواعد السلوك األخالقي؛‬
‫‪ -‬وجود نظام للرقابة على جودة أداء المراجعة الخارجية؛‬
‫‪ -‬اعتماد المراجع على كل من نظم دعم القرار ونظم الخبرة لما لها من دور كبير في ترشيد أداء‬
‫المراجع الخارجي وذلك من خالل التغلب على مشكلة التخصص وتقسيم العمل والسرعة في إنجاز‬
‫مهام المراجعة وترشيد الحكم المهني والتقدير الشخصي‪.‬‬

‫‪ .1‬جوناثان تشاركهام‪ ،‬إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ .2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مؤشرات قياس االستقرار المالي وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫خالصة الفصل‬

‫يعتبر النظام المصرفي أحد أهم أجزاء النظام المالي‪ ،‬واستقرار هذا األخير مرتبط باستقرار النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬ومن بين األسباب التي أدت إلى عدم استقرار النظام المصرفي هي عولمة األسواق المالية‬
‫وظهور الكثير من االبتكارات المالية التي أدت إلى الحد من فعالية األدوات التقليدية الهادفة إلى‬
‫ضمان االستقرار في النظام المصرفي‪ ،‬وتعتبر الحوكمة من الوسائل الحديثة الهامة التي تهدف إلى‬
‫الحفاظ وضمان االستقرار في النظام المالي ككل والنظام المصرفي بشكل خاص‪ ،‬ويعد االهتمام‬
‫بالحوكمة المؤسسية في المصارف عنص ار رئيسيا في تحسين الكفاءة االقتصادية‪ ،‬وسوء هذه الحوكمة‬
‫يمكن أن يؤثر على االستقرار االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫ولقد تم التوصل من خالل هذا الفصل إلى‪:‬‬

‫أن تعزيز االستقرار المالي ال يعني فقط القدرة على مواجهة األزمات والمخاطر الحالية‪ ،‬وانما‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق االستقرار يرتكز بشكل أساسي على الدور الوقائي من خالل التنبؤ باألزمات والمخاطر‬
‫التي قد تحدث في المستقبل‪ ،‬إلرسال إشارة إلى الجهات المعنية بطبيعة المخاطر المحتملة؛‬
‫أهمية التنبؤ المبكر باألزمات‪ ،‬حيث تم التطرق في هذا الفصل إلى العديد من األساليب التي‬ ‫‪-‬‬
‫تمكن من ذلك‪ ،‬خاصة في ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم من عدم إستقرار مالي‬
‫وحدوث العديد من األزمات المصرفية‪ ،‬حيث بات التنبؤ المسبق باألزمات توجها عالميا من أجل‬
‫وضع التصورات المالئمة لكيفية التعاطي معها في حال وقوعها؛‬
‫تعتبر وظيفة إدارة المخاطر عنص ار مهما في البناء التنظيمي األساسي ألي قطاع مصرفي‪ ،‬والتي‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر أحد أهداف التحكم المؤسسي‪ ،‬خاصة بعد األزمة المالية العالمية األخيرة‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري‬
‫وقياس إستقراره في ظل الحوكمة‬
‫المصرفية‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تمهيد‬

‫لقد دفعت العديد من األزمات التي عانى منها االقتصاد الجزائري بصفة عامة‪ ،‬والقطاع المصرفي‬
‫بصفة خاصة بسبب هشاشته من جهة‪ ،‬والمحيط الخارجي من جهة أخرى‪ ،‬والتي أخرت تطور النظام‬
‫المالي وشكلت عائقا للنمو االقتصادي‪ ،‬دفعت بالقطاع المصرفي الجزائر إلى تبني مجموعة من‬
‫اإلصالحات التي تدعم ممارسة النشاط المصرفي خاصة من خالل فتح المجال للمتعاملين من القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وتحسين سير البنوك العمومية‪.‬‬

‫ولقد كان إلقرار قانون النقد والقرض ‪ 02-52‬نقطة التحول في مجال اإلصالحات التي مر بها‬
‫القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬بإعتباره العنصر المحوري لإلصالح من خالل إقامة نظام مصرفي ذو‬
‫مستويين عوض النظام ذو المستوى الواحد الذي كان البنك المركزي يلعب فيه دو ار تابعا‪ ،‬وبعد قانون‬
‫النقد والقرض تلته العديد من اإلصالحات والتي كان الهدف منهااإلرتقاء بالبنوك التجارية إلى مكانة‬
‫تجعلها قادرة على البقاء والمواجهة‪ ،‬في ظل إقتصاد تسوده العولمة ويتميز بتدفق المعلومات‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمية الحوكمة المصرفية‪ ،‬اذ أنها تعتمد األسس األخالقية وتضمن لكل أصحاب المصالح‬
‫حقوقهم وتوجه المؤسسة نحو االلتزام بالقوانين المنظمة لعملها‪ ،‬من خالل االفصاح والشفافية‬
‫والمساءلة‪ ،‬فإن انتهاجها وتطبيق معاييرها من شأنه أن يكون درعا واقيا لها من كل األزمات والمخاطر‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫ولعل إدماج مفهوم الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري بمختلف أبعاده وآلياته ‪ ،‬سيمكن حقا من‬
‫ض مان سالمته ومتانة مختلف مكوناته لما يحققه من مزايا من خالل وظيفة إدارة المخاطر في تحقيق‬
‫اإلستقرار المالي‪ ،‬والقدرة على على مواجهة التحديات التي تفرضها البيئة المصرفية المعاصرة خاصة‬
‫بعد األزمات المصرفية التي أصبحت تهدد مختلف األنظمة المصرفية العالمية نتيجة الترابط والتكامل‬
‫الدولي‪.‬‬

‫وبهدف دراسة وتحليل مدى إستفادة القطاع المصرفي الجزائري من الحوكمة من خالل تحسين‬
‫أساليب اإلشراف والرقابة وادارة البنوك‪ ،‬سيتم من خالل هذا الفصل التطرق للنقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطورات القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل االستقرار المالي لعينة من البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪0204-0222‬‬
‫باستخدام مؤشر ‪.Z-SCORE‬‬

‫‪231‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المبحث األول‪ :‬تطورات القطاع المصرفي الجزائري‬

‫يحتل القطاع المصرفي الجزائري أهمية بالغة كممول للتنمية خاصة في ظل عدم وجود سوق مالية‬
‫متطورة‪ ،‬وتزداد أهميته من يوم آلخر مع التطورات الهامة التي تط أر على االقتصاديات الوطنية‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬ومع التحوالت العميقة التي يشهدها المحيط المالي الدولي من جهة ثانية‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬ولضمان فعالية القطاع المصرفي وسالمة أدائه من جهة‪ ،‬ولمواجهة نقاط‬
‫الضعف التي أدت بالقطاع المصرفي الجزائري للوقوع في أزمات من جهة أخرى‪ ،‬قامت السلطات‬
‫النقدية في الجزائر بإجراء العديد من اإلصالحات المتوالية‪ ،‬ومن أجل تتبع مسار هذه اإلصالحات‬
‫وكذلك تقييم أداء القطاع المصرفي الجزائري على إثر هذه اإلصالحات‪ ،‬سيتم التطرق في هذا المبحث‬
‫للعناصر األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية؛‬


‫‪ -‬أزمات القطاع المصرفي الجزائري؛‬
‫‪ -‬مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية ‪.0222‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية‬

‫نظ ار للتطورات الحاصلة في العالم وانفتاح الجزائر على العالم الخارجي وانتهاجها اقتصاد السوق‪،‬‬
‫كان لزاما عليها أن تقوم بالعديد من اإلصالحات في العديد من األنظمة‪ ،‬منها النظام المصرفي والذي‬
‫مر بالعديد من اإلصالحات الناتجة عن سياسات التحول القتصاد السوق من جهة‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫عبارة عن رد فعل عن األزمات المالية التي مر بها القطاع المصرفي الجزائري لتعميق الرقابة عليه‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫ولقد مر القطاع المصرفي الجزائري بعدة مراحل من اإلصالح‪ ،‬ابتداءا بمرحلة تأميم البنوك األجنبية‬
‫ر بعهد اإلصالحات المصرفية عام ‪0586‬‬
‫عام ‪ 0566‬ليتشكل بذلك القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬مرو ا‬
‫أين دخلت الجزائر عهد االصالحات األساسية‪ ،‬وبعد ذلك قانون النقد والقرض ‪ ،02-52‬لتليها بعد ذلك‬
‫العديد من اإلصالحات األخرى‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المطلب سيتم التطرق للمحطات األساسية لإلصالح التي مرت بها المنظومة‬
‫المصرفية الجزائرية‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1‬إصالحات القطاع المصرفي الجزائري قبل قانون النقد والقرض ‪12-22‬‬

‫لقد دفع افتقار القطاع المصرفي الجزائري إلى النطاق المؤسسي والخبرة للنهوض بأعمال الوساطة‬
‫المالية مع دخول الجزائر إلى مرحلة اقتصاد السوق‪ ،‬إلى ضرورة إعادة النظر في تطوير هذا القطاع‪،‬‬
‫بالقيام بالعديد من اإلصالحات المتتالية ابتداءا بمرحلة االصالح المالي والمصرفي ‪ ،0520‬ثم‬
‫االصالح المصرفي لسنة ‪ ،0586‬واصالح ‪ ،0588‬وبعدها قانون النقد والقرض ‪ ،02-52‬أين ساهمت‬
‫هذه المراحل في تشكيل اإلطار األساسي للقطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1.1‬اإلصالح المالي والمصرفي (‪)1222-1221‬‬

‫انطلقت هذه المرحلة سنة ‪ 0520‬أين تم إدخال بعض التعديالت واإلصالحات على السياسة النقدية‬
‫والمصرفية تماشيا مع السياسة العامة للدولة في إطار االقتصاد المخطط‪ ،‬حيث أنشئ مجلس القرض‬
‫والهيئة التقنية للمؤسسات المصرفية بموجب األمر ‪ 42-20‬الصادر في ‪ 0520/26/12‬والمتضمن‬
‫تنظيم البنوك‪ .1‬حيث حمل هذا االصالح رؤية جديدة لعالقات التمويل وحدد أيضا طرق تمويل‬
‫االستثمارات العمومية المخططة‪.‬‬

‫ولكن ابتداءا من سنة ‪ 0582‬تم التراجع عن التعديالت السابقة بإلغاء تمويل المؤسسات بواسطة‬
‫قروض بنك ية متوسطة األجل‪ ،‬وحلت الخزينة محل النظام البنكي في تمويل االستثمارات العمومية‬
‫‪2‬‬
‫المخططة بواسطة قروض طويلة األجل‪ ،‬كما تم انشاء بنوك متخصصة‪.‬‬

‫‪ .1.2‬اإلصالحات المصرفية (‪)1222-1222‬‬

‫يمكن اعتبار سنة ‪ 0586‬البداية الحقيقية لإلصالحات االقتصادية‪ ،‬حيث صدرت ثالثة نصوص‬
‫أساسية خالل هذه المرحلة مهدت للتحول إلى اقتصاد السوق وهي‪:‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 12-22‬المؤرخ في ‪ :1222/22/12‬المتعلق بنظام البنوك والقرض والذي جاء ليعيد لبنك‬
‫الجزائر مهامه في إدارة وتسيير السياسة النقدية‪ ،‬كما أعاد هذا القانون النظر في العالقة التي تربط‬
‫بنك الجزائر بالخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ :1222/21/12‬المتعلق بالقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬


‫االقتصادية؛‬
‫‪ -‬قانون ‪ 12-22‬المؤرخ في ‪ :1222/22/12‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 42-20‬المؤرخ في ‪ 0520/22/26‬المتضمن تنظيم مؤسسات القرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.55‬‬
‫‪ .2‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0220 ،‬ص‪.080‬‬

‫‪232‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تهدف هذه القوانين في مجملها إلى إعادة النظر في النظام المصرفي الجزائري بشكل يعيد للبنوك‬
‫وظيفتها األصلية‪ ،‬وهي الوساطة المالية في االقتصاد الوطني وتعمل كذلك على جمع الموارد‬
‫االدخارية وتقديم القروض على أساس المردودية أي استرجاع مبلغ القرض مع الفوائد‪ ،‬كل هذا تحت‬
‫إشراف ورقابة بنك الجزائر الذي استرجع استقالليته‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬اإلصالحات المصرفية ‪1222‬‬

‫تبلور هذا اإلصالح الجديد بصدور قانون البنوك والقروض ‪ 00-86‬بتاريخ ‪ ،0586/28/05‬والذي‬
‫هدف إلى إعطاء دور أكثر أهمية للبنوك‪ ،‬من خالل القيام ببعض التغييرات على مستوى الهياكل‬
‫االستشارية والمتمثلة في إنشاء مجلس وطني للقرض ولجنة لمراقبة عمليات البنوك‪ ،‬بدال من مجلس‬
‫القرض واللجنة التنفيذية للمؤسسات المصرفية المنشأة سنة ‪ ،0520‬فقد ألزمت المصارف بمتابعة‬
‫استخدام القروض التي تمنحها ومتابعة الوضعية المالية للمؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪1‬‬
‫اتخاذ التدابير الضرورية للتقليل من مخاطر عدم سداد القروض‪.‬‬

‫حيث ظهر مفهوم ما يسمى بالخطر البنكي ليدخل ألول مرة في عالم تسيير البنوك التجارية‪ ،‬وذلك‬
‫من خال ل إدخال مقاييس الربحية والمردودية واألمان في تسيير البنوك التجارية بالخصوص في مجال‬
‫منح القروض بجميع أنواعها‪.‬‬

‫كما جاء قانون ‪ 00-86‬المتعلق بنظام البنوك والقرض ليعيد لبنك الجزائر مهامه في إدارة وتسيير‬
‫السياسة النقدية‪ ،‬والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ضبط ومراقبة توزيع االعتمادات على قطاعات االقتصاد بالوسائل المالئمة من خالل‬
‫ممارسة امتياز االصدار؛‬
‫‪ -‬مساعدة الخزينة العمومية؛‬
‫‪ -‬جمع احتياطيات الصرف وتسييرها وتوظيفها؛‬
‫‪ -‬توفير الظروف لتحقيق استقرار العملة وحسن سير المنظومة المصرفية؛‬
‫‪ -‬تسيير أدوات السياسة النقدية وتحديد الحدود القصوى لعمليات إعادة الحسم المخصصة‬
‫لمؤسسات القرض‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 00-86‬المتعلق بنظام البنوك والقرض الممضي في ‪ 05‬أوت ‪ ،0586‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،0586/28/02 ،14‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ص‪.0405‬‬

‫‪233‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1.2.2‬قانون استقاللية البنوك ‪1222‬‬

‫حيث صدر في ‪ 0588/20/00‬القانون ‪ 20-88‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ ،00-86‬حيث يتضمن‬


‫القانون التوجيهي للمؤسسات العموميات االقتصادية‪ ،‬والذي أعطى استقاللية للبنوك في إطار التنظيم‬
‫الجديد لالقتصاد والمؤسسات‪ ،‬من خالل تحديد العالقة بين البنوك والمؤسسات إذ لم تعد البنوك مجبرة‬
‫على تمويل المؤسسات العمومية‪ ،‬وأصبحت البنوك مؤسسة اقتصادية مستقلة تهدف إلى تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫الربح‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويمكن تحديد أهم القواعد التي قام عليها القانون ‪ 20-88‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إعطاء االستقاللية للبنوك في إطار التنظيم الجديد لالقتصاد والمؤسسات؛‬


‫‪ -‬دعم دور بنك الجزائر في ضبط وتسيير السياسة النقدية إلحداث التوازن في االقتصادي الكلي؛‬
‫‪ -‬يعتبر البنك شخصية معنوية تجارية تخضع لمبدأ االستقاللية المالية والتوازن المحاسبي‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أن نشاط البنك يخضع ابتداء من هذا التاريخ إلى قواعد التجارة ويجب أن يأخذ أثناء نشاطه بمبدأ‬
‫الربحية والمردودية‪ ،‬ولكي يحقق ذلك‪ ،‬يجب أن يكيف نشاطاته في هذا االتجاه؛‬
‫‪ -‬يمكن للمؤسسات المالية غير المصرفية أن تقوم بتوظيف نسبة من أصولها المالية في اقتناء أسهم‬
‫أو سندات صادرة عن مؤسسات تعمل داخل التراب الوطني أو خارجه؛‬
‫‪ -‬يمكن لمؤسسات القرض أن تلجأ إلى الجمهور من أجل االقتراض على المدى الطويل‪ ،‬كما يمكنها‬
‫أن تلجأ إلى طلب ديون خارجية‪.‬‬
‫‪ .1.2.2‬قانون النقد والقرض ‪12-22‬‬

‫جاء قانون النقد والقرض ‪ 02-52‬في ‪ 04‬أفريل ‪ ،0552‬حيث اتضح بعد إصالحات ‪ 0588‬أنها ال‬
‫تتناسب مع الوضعية االقتصادية الجديدة‪ ،‬حيث أعاد قانون النقد والقرض ‪ 02-52‬تعريف هيكل النظام‬
‫المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 26-88‬المتعلق بنظام البنوك والقرض ممضي في ‪ 00‬يناير ‪ ،0588‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬مؤرخة في ‪ 01‬يناير ‪،0588‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫‪ .2‬بلعزوز بن علي‪ ،‬كتوش عاشور‪ ،‬واقع المنظومة المصرفية الجزائرية ومنهج االصالح‪ ،‬ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت‬
‫االقتصادية –واقع وتحديات‪ ،-‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 05-04‬ديسمبر ‪.0224‬‬

‫‪234‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1.2.2.1‬أسباب صدور القانون ‪12-22‬‬

‫حيث تمثلت أهم السلبيات التي دفعت السلطات النقدية في الجزائر إلى إصدار قانون النقد والقرض‬
‫‪1‬‬
‫‪ 02-52‬في‪:‬‬

‫‪ -‬فقدان البنوك لوظيفتها األساسية حيث أصبحت البنوك التجارية غرفا لتسجيل ومحاسبة‬
‫التدفقات المالية لتمويل االستثمارات العمومية؛‬
‫‪ -‬زيادة اإلصدار البنكي حيث أصبح بنك الجزائر جها از لطبع النقود عوضا عن تسيير السياسة‬
‫النقدية؛‬
‫‪ -‬إهمال تعبئة االدخار الخاص؛‬
‫‪ -‬سوء تسيير الجهاز المصرفي‪.‬‬
‫‪ .1.2.2.2‬تنظيم بنك الجزائر في ظل قانون النقد والقرض ‪12-22‬‬
‫‪ -‬هيكل بنك الجزائر وادارته‪ :‬حيث يعرف بنك الجزائر حسب المادة ‪ 00‬من قانون النقد والقرض‬
‫‪ 02-52‬على أنه‪" :‬مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وهو يخضع‬
‫للقانون التجاري"‪ ،‬ويقوم يتسييره وادارته ومراقبته محاظ وثالث نواب‪ ،‬ومجلس النقد والقرض‬
‫ومراقبان‪ ،‬كما يتصرف مجلس النقد والقرض كمجلس إدارة بنك الجزائر وكسلطة إدارية تصدر‬
‫تنظيمات نقدية ومالية ومصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظ ونواب المحافظ‪ :‬حيث يقوم بتسيير بنك الجزائر محافظ وثالث نواب يتم تعيينهم‬
‫بمرسوم رئاسي لمدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬ويتم إقالتهم في حال العجز الصحي‬
‫أو الخطأ الفادح بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬كما أن المحافظ ونوابه ال يخضعون لقواعد الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬ويدير المحافظ جميع أعمال بنك الجزائر حيث يوقع جميع االتفاقيات والمحاضر‬
‫المتعلقة بالسنوات المالية ونتائج نهاية السنة؛ يمثل بنك الجزائر لدى السلطات العمومية ولدى‬
‫الهيئات المالية والدولية؛ ينظم مصالح بنك الجزائر ويحدد مهامها‪ ،‬يشتري ويبيع جميع‬
‫األمالك المنقولة وغير المنقولة كما يوظف ويرقي ويعزل مستخدمي بنك الجزائر وتستشيره‬
‫الحكومة بكل ما يخص النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس النقد والقرض‪ :‬حيث يتكون مجلس النقد والقرض محافظ وهو الرئيس‪ ،‬ثالث نواب‬
‫كأعضاء وثالث موظفين معينين بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬ويتم تعيينهم نظ ار لخبرتهم في‬
‫الشؤون االقتصادية والمالية‪ ،‬وتتمثل أهم صالحيات المجلس كسلطة نقدية بإصدار أنظمة‬
‫مصرفية تتعلق ب‪:‬‬

‫‪ .1‬تشام فاروق‪ ،‬أهمية االصالحات المصرفية والمالية في تحسين أداء االقتصاد‪ ،‬الملتقى الوطني حول االصالحات االقتصادية والممارسات‬
‫التسويقية‪ ،‬المركز الجامعي بشار‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أفريل ‪.0224‬‬

‫‪235‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫← إصدار النقد؛‬
‫← أسس وشروط عمليات بنك الجزائر خاصة عمليات الخصم وقبول السندات‪ ،‬غرف‬
‫المقاصة؛‬
‫← شروط البنوك والمؤسسات المالية وشروط إقامة فروع؛‬
‫← األسس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية؛‬
‫← حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية؛‬
‫← النظم والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك؛‬
‫← الشروط التقنية لممارسة مهن االستشارة والوساطة في مجال الصرف والمجال المالي؛‬
‫← مراقبة الصرف وتنظيم السوق الخاص به‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة‪ :‬حيث يقوم بمراقبة بنك الجزائر مراقبان يقومان بمراقبة عامة تشمل جميع دوائر بنك‬
‫الجزائر وكافة أعماله‪ ،‬كما يقومان بتدقيق الحسابات ضمن نفس الشروط التي يعمل وفقها‬
‫مراجعوا الحسابات‪.‬‬
‫‪ .1.2.2.2‬مبادئ قانون النقد والقرض ‪ :12-22‬يعتبر قانون النقد والقرض ‪ 02-52‬نصا‬
‫تشريعيا أساسيا في مسار االصالحات التي مرت بها المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬وتتمثل أهم مبادئه‬
‫‪1‬‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل بين الدائرة النقدية وهيئة التخطيط‪ ،‬حيث أن الق اررات النقدية السابقة كانت مبنية على‬
‫التخطيط المركزي ولم تكن هناك أهداف نقدية بحتة؛‬
‫‪ -‬الفصل بين السلطة النقدية والخزينة‪ ،‬حيث حددت قيمة تمويل البنك المركزي للخزينة العمومية‬
‫ب ‪.%02‬‬
‫‪ -‬الفصل بين خزينة الدولة والقطاع المصرفي‪ ،‬من خالل منح االستقاللية للبنوك في منح‬
‫القروض لالقتصاد؛‬
‫‪ -‬إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة‪.‬‬

‫وعليه وبموجب القانون ‪ 02-52‬فلقد أصبحت للبنوك الجزائرية الحرية في تمويل مختلف‬
‫قطاعات االقتصاد ومنح االئتمان بمختلف اآلجال‪ ،‬كما تم فتح السوق المصرفية أمام القطاع‬
‫الخاص واألجنبي‪ ،‬ونتيجة لذلك ظهرت العديد من البنوك الخاصة أولها بنك البركة سنة ‪،0550‬‬
‫‪2‬‬
‫باإلضافة إلى تعزيز دور البنك المركزي وتمكينه من أداء عمله في إطار واسع من االستقاللية‪.‬‬

‫‪ .1‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مراقبة التسيير في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،0224 ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ .2‬سليمان ناصر‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪ ،0228‬ص‪.01‬‬

‫‪236‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬اإلصالحات المصرفية بعد قانون النقد والقرض ‪12-22‬‬


‫‪ .2.1‬األمر ‪ 21-21‬المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض‪ 1:‬يهدف هذا التعديل إلى تقسيم مجلس‬
‫النقد والقرض إلى جهازين يتمثالن في مجلس اإلدارة ومجلس النقد والقرض‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس اإلدارة مكلف بإدارة وتسيير شؤون البنك المركزي؛‬
‫‪ -‬مجلس النقد والقرض مكلف بأداء دور السلطة النقدية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬األمر ‪ :11-22‬يعتبر األمر ‪ 00-21‬الذي ظهر في ‪ 06‬أوت ‪ 0221‬نصا تشريعيا يعكس بصدق‬
‫أهمية المكانة التي يجب أن تكون عليها المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬ولقد تضمن األمر ‪-21‬‬
‫‪ 00‬دعم األفكار التي جاء بها القانون ‪ 02-52‬وكذلك التأكيد على بعض التعديالت الجزئية‬
‫التي جاء بها األمر ‪ ،20-20‬والتي تتمثل أساسا في الفصل بين مجلس اإلدارة ومجلس النقد‬
‫والقرض فيما يخص الهيكل التنظيمي‪ ،‬وتم كذلك توسيع مهام مجلس النقد والقرض كسلطة نقدية‬
‫حسب ما نصت عليه المادة (‪ )60‬بتحديد السياسة النقدية‪ ،‬اإلشراف عليها‪ ،‬ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن األمر ‪ 00-21‬جاء لتدعيم آليات المراقبة التي يستعملها بنك الجزائر بالتناسب‬
‫‪2‬‬
‫مع التحوالت االقتصادية السريعة خاصة بعد فضيحتي بنك الخليفة والبنك التجاري الصناعي‪.‬‬

‫‪ .2.2‬األمر ‪ :22-12‬لقد ساهمت عدة عوامل على المستويين المحلي والدولي إلى تعديل األمر ‪-21‬‬
‫‪ 00‬المتعلق بالنقد والقرض من خالل إصدار األمر ‪ ،24-02‬والذي يهدف إلى تحقيق نمو‬
‫اقتصادي سريع خارج قطاع المحروقات والسهر على تحقيق االستقرار النقدي والمالي خاصة‬
‫بعد األزمة المالية العالمية ‪ ،0222‬وتتمثل أهم عوامل تعديل األمر ‪ 00-21‬في‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل الدور الرقابي للتشديد على ضرورة تحسين إدارة المخاطر وتطبيق مبادئ الحوكمة‬
‫المؤسسية السليمة؛‬
‫‪ -‬عصرنة أنظمة الدفع الشامل خاصة فيما يتعلق بتحسين الخدمات المصرفية للزبائن وقنوات‬
‫انتقال آثار السياسة النقدية‪ ،‬وتشجيع البنوك على تقديم وتنويع المنتجات المصرفية الجديدة؛‬
‫‪ -‬ضعف كفاءة النظام المصرفي الجزائري وأثره السلبي في الوصول إلى معدالت التضخم‬
‫المستهدفة‪.‬‬

‫‪ .1‬األمر ‪ 20-20‬الممضي في ‪ 0220/20/02‬المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 08 ،04‬فبراير ‪،0220‬‬
‫ص‪.24‬‬
‫‪ .2‬األمر ‪ 00-21‬الممضي في ‪ 06‬أوت ‪ ،0221‬المعدل والمتمم لقانون ‪ 02-52‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪02 ،50‬‬
‫أوت ‪ ،0221‬ص‪.21‬‬

‫‪237‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫ويتضمن األمر ‪ 24-02‬التعديالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أشارت المادة ‪ 20‬من األمر ‪ 24-02‬إلى أن مهمة بنك الجزائر تتمثل في الحرص على‬
‫استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية‪ ،‬وفي توفير أفضل الشروط في‬
‫ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد‪ ،‬وكذلك تحقيق االستقرار‬
‫المالي والنقدي؛‬
‫‪ -‬كما أشارت المادة ‪ 20‬من األمر ‪ 24-02‬إلى أن بنك الجزائر مسؤول على تنظيم الحركة‬
‫النقدية والتوجيه والمراقبة‪ ،‬والتأكد من سالمة النظام المصرفي وصالبته؛‬
‫‪ -‬لقد أشارت المادة ‪ 21‬أن إعداد ميزان المدفوعات يعتبر من مسؤولية بنك الجزائر‪ ،‬وعلى‬
‫البنوك والمؤسسات المالية وكذلك اإلدارات المالية وكل األطراف المعنية تزويده باإلحصائيات‬
‫والمعلومات المفيدة؛‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 4‬على ضرورة أن يكون لكل بنك يعمل في الجزائر حساب جار دائن مع بنك‬
‫الجزار لتلبية حاجات عمليات التسديد بعنوان نظم الدفع‪ ،‬ويحرص بنك الجزائر على السير‬
‫الحسن لنظم الدفع وفعاليتها وسالمتها؛‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 5‬على ضرورة تأكد بنك الجزائر من سالمة وسائل الدفع‪ ،‬ورفض وسائل الدفع‬
‫التي تقدم ضمانات سالمة غير كافية؛‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 6‬على أن المساهمون هم من يتحملون النفقات المتعلقة بتسيير نظم الدفع‪ ،‬بعد‬
‫أن كانت غرفة المقاصة هي من تتحمل النفقات في المادة ‪ 52‬من األمر ‪00-21‬؛‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 2‬على ضرورة أن تلتزم البنوك والمؤسسات المالية بوضع جهاز رقابي داخلي‬
‫ناجع‪ ،‬ووضع جهاز رقابة المطابقة؛‬
‫‪ -‬تضمنت المادة ‪ 8‬وظيفة بنك الجزائر في تنظيم وتسيير مصلحة مركزية مخاطر المؤسسات‬
‫ومركزية مخاطر العائالت ومركزية المستحقات غير المدفوعة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أزمات القطاع المصرفي الجزائري‬

‫لقد تعرض القطاع المصرفي الجزائري للعديد من الهزات‪ ،‬والتي كان لها األثر الكبير في قيام‬
‫الهيئات المسؤولة بالعديد من اإلصالحات‪ ،‬وسيتم من خالل هاته النقطة التطرق لألزمات المصرفية‬
‫التي مست القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬وكذلك تأثير األزمة المالية العالمية ‪ 0222‬على القطاع‬
‫المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1‬األمر ‪ 24-02‬يعدل ويتمم األمر ‪ 00-21‬الممضي في ‪ 06‬أوت ‪ ،0202‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،0202/25/20 ،52‬ص ص‪-00‬‬
‫‪.05‬‬

‫‪238‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫‪ .1‬أزمة البنوك العمومية ‪1222‬‬

‫لقد أدت األزمة البترولية التي مست االقتصاد الجزائري في سنة ‪ 0586‬نتيجة انهيار أسعار‬
‫المحروقات في األسواق العالمية إلى بروز إختالالت عميقة على مستوى مؤشرات التوازنات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬بسبب االرتفاع الحاد في حجم المديونية الخارجية ونسبة خدمات الدين‪ ،‬وتقلص‬
‫موارد الدولة من عائدات الصادرات‪ ،‬حين سجلت أسعار النفط أدنى مستوى لها بأقل من ‪ 5‬دوالر‬
‫للبرميل فعرفت الميزانية عج از فاضحا تلتها سنوات من األزمة الحقيقية خلقت مشاكل كبيرة في عملية‬
‫التمويل‪.‬‬

‫ولقد مست هذه األزمة مختلف القطاعات منها القطاع البنكي‪ ،‬فقد عجز هذا األخير بأطره القانونية‬
‫والمالية عن تعبئة وجمع المدخرات وتمويل االقتصاد الوطني والخروج من دائرة األزمات التي حلت‬
‫باالقتصاد‪ ،‬وتمثلت الصعوبات آنذاك بين تمويل التنمية وأولوياتها وعجز البنك كمؤسسة تجارية تلزمه‬
‫منظومة معينة للقيام بوظائفه بفعالية من أجل ضمان التطوير كما أن الفلسفة االشتراكية التي كانت‬
‫تقوم على التخطيط المركزي لكل نشاط وعلى مفاهيم الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج وتخصيص‬
‫الموارد وفق المنفعة االجتماعية عرقلت كل مخططات التنمية وكل المساعي لبناء اقتصاد مرن‬
‫يتماشى وامكانيات الدولة المتاحة وضعها السائد لنهوض نحو اقتصاد أفضل‪.‬‬

‫حيث عاش القطاع المصرفي الجزائري سنة ‪ 0586‬أزمة سيولة خانقة بسبب التدهور الكبير في‬
‫أسعار البترول‪ ،‬وهو ما انعكس على عدم فعالية السياسة التمويلية‪ ،‬ويمكن تقسيم أسباب هذه األزمة‬
‫إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1.1‬األسباب الداخلية‬
‫‪ -‬طبيعة تسيير القطاع المصرفي خالل هاته الفترة‪ ،‬حيث وفي ظل االقتصاد الموجه كان منح‬
‫القروض البنكية يخضع للق اررات اإلدارية‪ ،‬وكانت البنوك مجبرة على تمويل المؤسسات العمومية‬
‫حتى وان كانت ال تتمتع بالمالءة المالية وال تقدم الضمانات الكافية؛‬
‫‪ -‬حلول الخزينة محل النظام البنكي في تمويل االستثمارات العمومية المخططة بواسطة قروض‬
‫طويلة األجل‪ ،‬وقد أدت هذه السياسة غالبا إلى اختزال وظيفة البنوك ودورها في إطار محاسبي‬
‫على الرغم من أنها جاءت لتخفف من الضغوط الموجودة على خزينتها وأصبحت نشاطاتها‬
‫تتميز بالسلبية في توزيع القرض مع تعاظم دور الخزينة في هذا المجال‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى‬
‫إضعاف إراداتها في تعبئة االدخار؛‬

‫‪1‬‬
‫‪. M. Ghernaout, crises financières et faillites des banques algérienne : du choc pétrolier 1986 à la‬‬
‫‪liquidation des banques el Khalifa et BCIA, édition GAL, 1ere édition, Alger, 2004, P20.‬‬

‫‪239‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬اعتماد االقتصاد الجزائري بشكل مطلق على عوائد البترول‪ ،‬وتميز نظام التسيير بعدم العقالنية‬
‫في جميع القطاعات وتبذير الموارد‪.‬‬
‫‪ .1.2‬األسباب الخارجية‬

‫يتمثل السبب الخارجي الرئيسي في الصدمة البترولية سنة ‪ ،0586‬أين شهدت السوق العالمية‬
‫انخفاضا مفاجئا ألسعار البترول‪ ،‬ولقد صاحب هذا االنخفاض نقصا فادحا في السيولة‪ ،‬بسبب غلق‬
‫األسواق المالية عقب إعالن بعض الدول عن عجزها نهائيا عن تسديد ديونها مثل المكسيك والب ارزيل‪.‬‬

‫وكرد فعل على أزمة السيولة التي عانت منها البنوك العمومية حاولت السلطات النقدية احتواء هذه‬
‫األزمة من جانبين‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬من خالل إنقاذ البنوك العمومية ومحاولة إنعاش االقتصاد بمحاولة توفير السيولة المالية‬
‫الكافية لكل من المؤسسات العمومية والبنوك؛‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬إعادة النظر في كيفية التسيير ومراجعة القوانين حيث تعتبر هذه النقطة من اآلثار‬
‫االيجابية التي خلفتها األزمة البترولية‪ ،‬ودفعت بالهيئات المسؤولة عن القطاع المصرفي الجزائري‬
‫إلجراء العديد من اإلصالحات‪ ،‬حيث جاءت إصالحات الثمانينيات (إصالح ‪ 0586‬المتعلق‬
‫بنظام البنوك والقرض واصالح ‪ 0588‬الخاص بتوجيه المؤسسات العمومية) كحتمية ولدها الخلل‬
‫على مستوى التنظيم واألداء بالنسبة للنظام الذي ساد في الفترة السابقة لعام ‪ ،0586‬والتي كان‬
‫بمثابة التحرر الذي عرفه النظام البنكي واالقتصادي بحيث أنه انتقل من نظام موجه اشتراكي إلى‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬وبداية إنشاء نظام بنكي جزائري بمقاييس دولية‪.‬‬
‫‪ .2‬أزمة البنوك الخاصة في الجزائر (‪)2222-2222‬‬

‫منذ سنة ‪ 0552‬شرعت السلطات العمومية في إجراء تعديالت هيكلية على القطاع المصرفي‪،‬‬
‫بهدف التهيئة للعمل وفق آليات اقتصاد السوق وتحقيق جودة الخدمات المصرفية وخلق منافسة بين‬
‫المصارف‪ ،‬حيث تم تحرير السوق المصرفية والمنافسة وبدأت البنوك الخاصة الوطنية واألجنبية‬
‫تتموقع تدريجيا وتحتل مساحة معقولة وبدأت حصتها السوقية في النمو حيث بلغت ‪ %00‬عام ‪،0220‬‬
‫وظهرت عالمات التفاؤل على المهتمين والمتعاملين االقتصاديين‪ ،‬ومن بين أهم البنوك التي ظهرت‬
‫في هذه الفترة‪ ،‬نجد بنك الخليفة والبنك التجاري والصناعي الجزائري )‪ ،(BCIA‬لكن أهم ما ميز هذه‬
‫المرحلة هو ضعف رقابة بنك الجزائر لهذه البنوك قبل وبعد بداية نشاطها‪ ،‬ما أدى إلى إفالس بنك‬
‫الخليفة والبنك الصناعي والتجاري‪ ،‬والذي كان بمثابة الصدمة التي شهدها القطاع المصرفي الخاص‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.1‬افالس بنك الخليفة‬

‫لقد شكلت قضية بنك الخليفة أهم أزمة عرفتها المنظومة المصرفية في الجزائر‪ ،‬بالنظر لحجمها‬
‫وتداعياتها‪ ،‬فبنك الخليفة الذي تأسس في عام ‪ 0552‬على يد صاحبه السيد الخليفة لعروسي وهو‬
‫صيدلي‪ ،‬وأعتمد في عام ‪ 0558‬كان يتمتع بوضع خاص من حيث كونه بنكا تتوفر فيه المعايير‬
‫الدولية‪ ،‬وكان البنك يمتلك ‪ 012‬وكالة موزعة عبر كافة التراب الوطني خاصة في المناطق ذات‬
‫الكثافة السكانية والنشاطات االقتصادية‪ ،‬فيما قدرت أصول البنك حوالي ‪ 0.5‬مليار دوالر‪ ،‬كما بلغ رقم‬
‫‪1‬‬
‫أعماله ‪ 422‬مليون دوالر في مطلع سنة ‪ 0224‬في حين فاق عدد عمالئه ‪ 0.5‬مليون زبون‪.‬‬

‫وقــد ق ــدم ه ــذا البن ــك خ ــدمات ومنتج ــات بنكي ــة لــم يك ــن المودع ــون الجزائري ــون ليحص ــلوا عليه ــا مث ــل‬
‫معــدالت الفائــدة العاليــة علــى الودائــع ألجــل (حيــث أن البنــك كــان يتعامــل بمعــدالت فائــدة مدينــة تتـراوح‬
‫بــين ‪ 00‬و‪ ،% 02‬بينمــا كانــت البنــوك العموميــة تتعامــل بمعــدالت فــي حــدود ‪ ،% 6-5‬فبنــك الخليفــة لــم‬
‫يكــن يحتــرم التعليمــات التــي كــان بنــك الج ازئــر يقــدمها فيمــا يخــص معــدالت اإلقـراض ومعــدالت اإليــداع‬
‫على حد سواء)‪ ،‬وبطاقات بنكية‪ ،‬حسابات بالعملة الصـعبة‪ ،‬تسـهيالت القـروض‪ ،‬بطاقـات شـراء تعـادل‬
‫ضــعف مرتــب الزبــون ‪....‬الــخ‪ ،‬وهــذا كلــه بغــرض جــذب أكبــر عــدد مــن الزبــائن‪ ،‬كمــا ق ـدم هــذا البنــك‬
‫عروضـ ــا خاصـ ــة ومغريـ ــة علـ ــى الودائـ ــع الخاصـ ــة بالمؤسسـ ــات العموميـ ــة والهيئـ ــات العامـ ــة والضـ ــمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫بدأت مالمح تجاوزات بنك الخليفة منذ سنة ‪ 0220‬إثر عمليات الرقابة الدورية لبنك الج ازئـر ألعمـال‬
‫ونشــاطات مختلــف البنــوك والمؤسســات الماليــة‪ ،‬وقــد تــم إعــداد تقريــر مــن طــرف البنــك المركــزي يبــين‬
‫مخالفة هـذا البنـك ألنظمـة الصـرف المعتمـدة وتـم إرسـاله إلـى الـوزير المكلـف بالماليـة فـي شـهر ديسـمبر‬
‫‪ 0220‬ولم تقم أية جهة باإلجراءات القانونية والتنظيمية الضرورية قبـل اسـتفحال الخطـر وفقـدان الـتحكم‬
‫فيــه‪ ،‬إال أن عمليــات مراقبــة أخــرى أجريــت فــي ســبتمبر ‪ 0220‬أكــدت اســتمرار هــذا البنــك فــي مخالفــة‬
‫أنظمة الصرف وتحويل رؤوس األمـوال مـن والـى الخـارج‪ ،‬وقـد أعـد المراقبـون تقريـ ار لمختلـف التجـاوزات‬
‫المرتكبــة وســلم إلــى العدالــة فــي فيفــري ‪ 20221‬بموجــب التعــديالت التــي أدخلــت علــى األمــر ‪ 00–56‬فــي‬
‫‪3‬‬
‫مادته ‪ 05‬والتي تخول لبنك الجزائر إرسال محاضر المخالفات إلى العدالة‪.‬‬

‫‪ .1‬ص حفيظ‪ ،‬بعد عشر سنوات على تحرير القطاع البنكي‪ ،‬يومية الخبر‪ ،‬عدد ‪ ،1812‬الصادرة بتاريخ ‪ ،0224/22/04‬الموقع الرسمي‬
‫للجريدة‪./http://www.elkhabar.com :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. M. Ghernaout, Op Cit, P39.‬‬
‫‪ .3‬األمر ‪ 00-56‬الممضي في ‪ 0556/22/25‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى‬
‫الخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ،0556/22/02‬العدد ‪ ،41‬ص‪.00‬‬

‫‪240‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وقد واجه بنك الخليفة وضعية صعبة فيما يتعلق بحركة الودائع والوضعية المحاسبية وبالتالي عدم‬
‫القدرة على سداد مستحقات الزبائن‪ ،‬لهذا قامت السلطات بعد اتخاذ قرار تصفية البنك بالعديد من‬
‫اإلجراءات لغرض ضمان حقوق المودعين‪ ،‬حيث قامت شركة ضمان الودائع بتقدير تعويضات بقيمة‬
‫‪ 622.222‬دج لجميع المودعين‪ ،‬وهو ما لم يكن كافيا‪ ،‬مما اضطر مصفي البنك إلى تطهير الحسابات‬
‫وبيع أصول البنك‪.1‬‬

‫وبعد تأكد السلطات الرقابية من عجز إطارات بنك الخليفة عن اإلدارة واتباعهم لعمليات غير‬
‫قانونية من خالل توجيه اللجنة المصرفية إلى المسؤولين عن بنك الخليفة لوما بعد إنذار باإلدالء‬
‫بتفسيراتها حسب المادة ‪ 051‬من قانون النقد والقرض ‪ ،02-52‬وفشل بنك الخليفة في إعادة توازناته‬
‫المالية حسب المادة ‪ 054‬من قانون النقد والقرض ‪ ،202-52‬تم اتخاذ قرار من طرف اللجنة المصرفية‬
‫بتكليف شخص إداري يسير أمور البنك مؤقتا في بداية مارس ‪ 0221‬إلى غاية اإلعالن عن إفالسه‪،‬‬
‫بموجب المادة ‪ 055‬من قانون النقد والقرض المعدل والمتمم‪ ،‬وهو تدبير وقائي‪ .‬وقد اتخذ هذا القرار‬
‫‪3‬‬
‫الالزم من أجل احتواء المخاطر قدر اإلمكان‪.‬‬

‫وحسب ما أشارت له اللجنة البنكية في إحدى مذكراتها والمتعلقة بنشاط الرقابة والتفتيش‪ ،‬فإن سوء‬
‫الحوكمة التي ميزت الوظيفة الرقابية لبنك الجزائر تعتبر من أهم أسباب األزمات المالية‪ ،‬ويبرز ذلك‬
‫‪4‬‬
‫من خالل‪:‬‬

‫عدم احترام اإلجراءات المحاسبية للمؤسسة‪ ،‬حيث واجه بنك الخليفة وضعية صعبة فيما يتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بحركة الودائع والوضعية المحاسبية وبالتالي عدم القدرة على سداد مستحقات الزبائن؛‬
‫التأخر في تقديم التقارير لبنك الجزائر؛‬ ‫‪-‬‬
‫المراجعة غير المنتظمة لملفات التوطين؛‬ ‫‪-‬‬
‫غياب المتابعة والرقابة؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم احترام قواعد الحذر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .1‬أمـال عيـاري‪ ،‬أبوبكر خوالد‪ ،‬تطبيق مبادئ الحوكمة في المؤسسات المصرفية – دراسة حالة الجزائر– ‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي‪ 22-26 :‬ماي ‪.0200‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 02-52‬ممضي في ‪ 0552 /24/04‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية المؤرخة في ‪ ،0552/24/08‬العدد ‪،06‬‬
‫ص‪.512‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. La Banque d'Algérie, Rapport annuel 2003, P23, http://www.bank-of-algeria.dz, (20/11/2015).‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. M. Ghernaout, Op Cit, P43.‬‬

‫‪242‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.2‬البنك التجاري والصناعي الجزائري )‪(B.C.I.A‬‬

‫تم إنشاء البنك التجاري والصناعي الجزائري )‪ (B.C.I.A‬كشركة أسهم بعقد موثق في ‪ 4‬جويلية‬
‫‪ 0558‬وبعد أن أعتمد كبنك في ‪ 04‬سبتمبر ‪ ،0558‬تم اكتشاف التالعبات في عمليات إدارة البنك‪،‬‬
‫عندما قامت السلطات الرقابية بإحدى مهام الرقابة الميدانية لعمليات التجارة الخارجية التي كان يمولها‬
‫بشكل واسع والتي أجريت خالل النصف األول من عام ‪ ،0221‬وخالل السنوات المالية ‪ 0222‬و‪0220‬‬
‫و‪ ،0220‬تبين أن ‪ BCIA‬انتهك القوانين واللوائح المعمول بها في هذا الشأن‪.‬‬

‫حيث وجد المفتشون العديد من التجاوزات للقواعد القانونية والتنظيمية الخاصة بالنشاط البنكي من‬
‫بينها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم احترام التسيير الجيد للمهنة (التسيير البنكي )‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بمعالجة الشيكات غير‬
‫المدفوعة؛‬

‫‪ -‬عدم كفاية الحساب الجاري للبنك لدى بنك الجزائر؛‬

‫‪ -‬غياب االحتياطي اإلجباري؛‬

‫‪ -‬تجاوزات لقوانين الصرف‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أزمات البنوك الخاصة خالل الفترة ‪2222-2222‬‬

‫حيث قيدت منظمة الشفافية الدولية وعديد المصارف العالمية ظاهرتي الرشوة والميوعة المصرفية‬
‫كممارسة طاغية على منظومة التعامالت االقتصادية والمالية الجزائرية‪.‬‬

‫ووصل عدد البنوك الخاصة "المعلقة" في الجزائر إلى عشرة‪ ،‬كان آخرها مصرف "الريان الجزائري"‬
‫خالل الفترة ‪ ،0222-0221‬حيث تم سحب االعتماد من سبعة مصارف ومؤسستين ماليتين‪ ،‬منذ سنة‬
‫‪ ،0221‬وهي على التوالي‪ :‬خليفة بنك‪ ،‬المصرف التجاري والصناعي الجزائري‪ ،‬الشركة الجزائرية للبنك‪،‬‬
‫مونا بنك‪ ،‬أركو بنك‪ ،‬جينرال ميديتيرانيان‪ ،‬يونين بنك‪ ،‬ألجيريان أنترناشيونال بنك‪ ،‬إضافة إلى الريان‬
‫بنك‪ ،‬وهو ما معناه أن كل البنوك الخاصة ذات الرأسمال الجزائري تمت تصفيتها‪ ،‬وصارت الساحة‬
‫المصرفية الجزائرية مقتصرة على ‪ 02‬بنكا منها سبعة بنوك عمومية وخمس مؤسسات مالية فحسب‬
‫‪1‬‬
‫سنة ‪.0222‬‬

‫‪ .1‬كامل الشيرازي‪ ،‬زلزال البنوك الخاصة في الجزائر‪ ،‬يومية إيالف االلكترونية‪ ،‬عدد ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،0222‬الموقع الرسمي لليومية‪:‬‬
‫‪ ،http://elaph.com/ElaphWeb/Economics/2007/12/290580.htm‬تاريخ االطالع‪.0205/00/08 :‬‬

‫‪243‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وتتمثل األسباب التي عجلت باختفاء هذه البنوك الخاصة في المال غير القانوني إلى جانب تعديل‬
‫رأسمال األدنى سنة ‪ ،0224‬حيث تم رفعه من ‪ 522‬مليون دج إلى ‪ 0522‬مليون دج‪ ،‬حيث أن هذا‬
‫التعديل رفضته بعض البنوك الخاصة‪ ،‬وقررت التوقف عن النشاط وتمت تصفيتها ومن بينها أركو بن‬
‫ومونا بنك‪ ،‬ومدترنيان بنك أما ريان بنك فيعتبر البنك األجنبي الوحيد الذي انسحب من السوق‬
‫المصرفية الجزائرية بسبب رفضه رفع رأسماله‪ 1،‬الذي حصل على االعتماد بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،0222‬لم‬
‫يستجب إلى غاية ‪ 4‬مارس ‪ 0226‬ألحكام النظام ‪ 20-24‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 0224‬المتعلق بالحد‬
‫األدنى المضمون لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية النشطة في الجزائر المعتمد تطبيقا لألمر ‪00-21‬‬
‫المؤرخ في ‪ 06‬أوت ‪ 0221‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫ولقد كان لهذه األحداث تأثي ار كبي ار على القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬حيث شهدت الساحة المصرفية‬
‫الجزائرية تراجعا‪ ،‬وتزعزعت ثقة الجمهور والمتعاملين االقتصاديين في القطاع المصرفي الخاص‬
‫الوطني واألجنبي بشكل عام‪ ،‬وعاد األمر إلى سابق عهده بهيمنة البنوك العمومية على النشاط‬
‫المصرفي وتراجع المنافسة في السوق المصرفية‪.‬‬

‫‪ .2.2‬أسباب انهيار البنوك الخاصة في الجزائر خالل الفترة ‪2222-2222‬‬

‫لقد أدت العديد من العوامل واألسباب إلى أزمة البنوك الخاصة في الجزائر‪ ،‬وخاصة بنك الخليفة‬
‫‪2‬‬
‫والبنك الصناعي والتجاري الجزائري‪ ،‬وتتمثل أبرز هذه األسباب في‪:‬‬

‫‪ .2.2.1‬غياب مبادئ الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬صنفت اإلدارة غير السليمة وضعف التحكم في التسيير وفق معايير التسيير البنكي وعدم‬
‫االلتزام بقواعد الحيطة والحذر‪ ،‬من بين األسباب الرئيسية التي حددها مفتشي بنك الجزائر‬
‫واللجنة المصرفية في تقاريرهم المعدة انطالقا من عمليات التفتيش والمعاينة الميدانية التي‬
‫أجريت على البنكين المعنيين‪ ،‬وتتمثل في عدم االلتزام بالقواعد المحاسبية وعدم الشفافية في‬
‫المعلومات‪ ،‬وعدم احترام مؤشرات التسيير المالي‪ ،‬وكذلك عدم وجود تقارير عن حصيلة‬
‫النشاط مصادق عليها من طرف الجمعية العامة للمساهمين كما ينص عليه القانون‪ ،‬وتجلى‬
‫هذا خاصة في بنك الخليفة حيث أنه لم يعد تقارير حصيلة نشاطه لسنوات ‪،0555‬‬
‫‪0220،0222‬؛‬

‫‪ .1‬محمد الشريف إلمان‪" ،‬فضيحة الخليفة" سبب مباشر في تراجع البنوك الخاصة‪ ،‬جريدة الشعب الجزائرية‪ ،‬النسخة اإللكترونية‪ ،‬يوم ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0200‬الرابط الرسمي للجريدة‪ ،/http://www.ech-chaab.com :‬تاريخ االطالع‪.0205/00/05 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Ghernaout.M, Op Cit, pp39-42.‬‬

‫‪244‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تغاضي السلطات النقدية عن القيام بمسؤولياتهم في سالمة واستقرار النظام البنكي في الحد‬
‫من التهافت الذي يحدث عند ظهور حاالت إعسار مصرفي مثلما حدث للبنكين‪ ،‬عن طريق‬
‫توفير آلية صريحة لحماية المودعين‪ ،‬إذ لو توفرت هذه األخيرة لقللت من السحب الكبير‬
‫للودائع من البنكين (هذا السحب الناجم من جراء تجميد تحويالت بنك الخليفة وتعيين مسير‬
‫إداري‪ ،‬وبالتالي إمكانية إفالسه مما أدى بالمودعين نتيجة تخوفهم إلى طلب سحب ودائعهم‬
‫مما انجر عنه أزمة سيولة في البنك‪ ،‬ونفس الشئ ينطبق على البنك الصناعي والتجاري) هذا‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فان عدم وجود هذه اآللية يعني في واقع الحال أن حماية المودعين‬
‫ستكون على عاتق الدولة‪ ،‬حيث ال توجد دولة تقبل من حيث المبدأ فقدان مودعي البنوك‬
‫ألموالهم‪ ،‬هذا النوع من الضمان المستتر‪ ،‬شجع البنكين على التهور المصرفي واالستثمار في‬
‫مجاالت ذات مخاطرة كبيرة (خاصة وأن بنك الخليفة كان يحظى بمعاملة خاصة من قبل‬
‫السلطات العمومية)‪ ،‬كذلك فإن اللجنة المصرفية لم تقم بدورها في إعالم وتوجيه المودعين‬
‫عن طبيعة المشاكل التي اعترضت البنكين‪ ،‬مما شجعهم كثي ار على السحب المرتفع للودائع؛‬
‫‪ -‬عدم القدرة على التحكم في التكاليف وذلك من خالل اإلفراط في النفقات غير المبررة والتي‬
‫ليس لها عالقة بالنشاط الرئيسي كما كان عليه الحال بالنسبة لبنك الخليفة (تمويل الفرق‬
‫الرياضية‪ ،‬تمويل الحفالت المهرجانات وغيرها من التمويالت)‪.‬‬

‫‪ .2.2.2‬ضعف العوامل اإلشرافية والرقابية‬

‫‪ -‬حصول بنك الخليفة والبنك التجاري والصناعي على الموارد وغياب رقابة بنك الجزائر دفع بهما‬
‫للقيام بعمليات غير مدرة لعائد كتمويل النوادي الرياضية‪ ،‬منح المسيرين والمساهمين في البنك‬
‫قروضا ذات مخاطر تتجاوز في كثير من األحيان الحدود التي نصت عليها القوانين (كأن ال‬
‫يتجاوز القرض ‪ % 20‬من األموال الخاصة وغيرها) أضف إلى ذلك غياب الخبرة في مجال‬
‫التسيير البنكي وغياب الرقابة داخل البنك وكذا رقابة بنك الجزائر‪ ،‬حيث أرتفع إجمالي القروض‬
‫المقدمة من طرف البنوك الخاصة من ‪ 15,2‬مليار دج سنة ‪ 0220‬إلى ‪ 080,1‬مليار دج سنة‬
‫‪ 0220‬أي ارتفاع بنسبة ‪%156,6‬؛‬
‫ضعف التحكم في تسيير السيولة‪ ،‬ووجود فائض في السيولة بالنسبة لبنك الخليفة لدى بنك‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر؛‬
‫‪ -‬عدم قيام اللجنة المصرفية بدورها الرقابي على أكمل وجه وتغاضيها عن عدم احترام قواعد‬
‫الحيطة والحذر في تسيير البنوك‪ ،‬وتدخلها المتأخر ما أدى إلى ارتفاع تكاليف إفالس البنكين‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التنويع في محفظة النشاط المصرفي واحترام معايير التوازن المالي‪ ،‬بحيث تم تخصيص‬
‫موارد قصيرة األجل لتمويل االستثمارات طويلة األجل‪ ،‬باإلضافة إلى التحويالت المالية المفرطة‬

‫‪245‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫نحو الخارج‪ ،‬وكذلك منح أسعار فائدة مرتفعة على الودائع أكثر مما هو سائد في السوق وهو ما‬
‫يتنافى والسالمة المالية؛‬
‫‪ -‬السعي وراء تحقيق الربح على المدى القصير وعدم التقيد بالمهنية واالحترافية في ممارسة النشاط‬
‫المصرفي؛‬
‫‪ -‬عدم مواكبة السلطات العمومية لشروط التحرير المصرفي‪ ،‬وذلك لدعمها الواسع للبنوك العمومية‬
‫من خالل إعادة رسملتها وتطهير محافظها من الديون‪ ،‬وفي المقابل لم تلقى البنوك الخاصة‬
‫االهتمام الكافي لترقيتها وتشجيعها‪ ،‬بل العكس تم التضييق عليها ودفعها لممارسة تصرفات غير‬
‫قانونية؛‬
‫‪ -‬عدم مواكبة السلطات الرقابية لتغيرات البيئة الجديدة‪ ،‬وتدعيمها فقط للبنوك العمومية‪ ،‬ولم تتاح‬
‫الفرصة لممثلي البنوك الخاصة من المساهمة في اتخاذ القرار‪ ،‬وعدم تمكينهم من أن يكونوا‬
‫أعضاء في هيئات الرقابة والهيئات األخرى‪ ،‬ومنحهم فرصة طرح مشاكلهم وانشغاالتهم من أجل‬
‫الوصول إلى تكوين قطاع مصرفي منسجم وأكثر صالبة وتسوده المنافسة‪ ،‬وهو ما ينعكس ايجابا‬
‫على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ولقد شكلت أزمات البنوك الخاصة في الجزائر خالل الفترة ‪ 0222-0221‬دافعا لقيام الهيئات‬
‫المعنية بالمزيد من اإلصالحات من أجل استعادة سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري‪،‬‬
‫وتترجم ذلك في إصدار األمر رقم ‪ 00-21‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬والتي جاءت مواده لتنظم‬
‫النشاط البنكي وشروط إنشاء البنوك الخاصة وهذا بعد األخذ بعين االعتبار الثغرات التي كانت‬
‫موجودة و التي سببت هذه األزمة‪ ،‬مع ضمان حقوق المودعين من خالل مجموعة القواعد ذات‬
‫البعد الوقائي والعالجي‪ ،‬وتقوية األمن المالي‪.‬‬

‫‪ .2‬القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية ‪2222‬‬

‫تتأثر كافة دول العالم باألزمة المالية العالمية بدرجات متفاوتة ترتبط بدرجة االندماج في االقتصاد‬
‫العالمي وأسواقه المالية‪ ،‬وبالنسبة لالقتصاد الجزائري فإن التأثير يكون غير مباشر وذلك نظ ار لـ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود سوق مالية بالمعنى الفعلي في الجزائر؛‬


‫‪ -‬عدم وجود ارتباطات مصرفية للبنوك الجزائرية مع البنوك العالمية بالشكل الذي يؤثر عليها؛‬
‫‪ -‬انغالق االقتصاد الجزائري بشكل نسبي على االقتصاد العالمي‪ ،‬ذلك أن اإلنتاج الجزائري ال‬
‫يعتمد على التصدير باستثناء المحروقات وذلك ما يجعله في مأمن من أي كساد قد يصيب‬
‫االقتصاد العالمي والكثير من الدول التي تعتمد على صادرات قد تتأثر بالركود والكساد في‬
‫الدول المستهلكة لمنتجاتها؛‬

‫‪246‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬اعتماد الحكومة الجزائرية على موازنة بسعر مرجعي يقل كثي ار عن أسعار السوق وهذا ما‬
‫‪1‬‬
‫يجنبها أي انعكاسات في حالة انخفاض أسعار البترول؛‬
‫‪ -‬فائض السيولة في القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬حيث حققت السيولة المحلية نموا بلغ‬
‫‪ %00,02‬في عام ‪ 0222‬وذلك مقارنة بنسبة ‪ %08,62‬خالل ‪ ،0226‬وهذا راجع إلى إرتفاع‬
‫أسعار النفط في األسواق العالمية؛‬
‫‪ -‬نتكامل القطاع المالي الجزائري في النظام المالي العالمي مازال محدودا وأن النظام المصرفي‬
‫الجزائري لم يندمج بقوة في النظام العالمي؛‬
‫‪ -‬اعتماد الجزائر على نظام مصرفي عمومي مكنها من تجنب الصدمة التي أفرزتها األزمة‬
‫المالية العالمية على األقل لفترة ال تقل عن أربع سنوات حسب الخبراء‪ ،‬رغم أن هذا النظام‬
‫المصرفي ما زال في نفس الوقت يشكل أكبر عائق في وجه استقطاب االستثمارات األجنبية‬
‫المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬حيث يفضل المستثمرين المناطق التي تعتمد على أنظمة مصرفية‬
‫متحررة من القيود الحكومية وتتصرف بشكل مرن مع المشاريع االستثمارية األجنبية‪ ،‬وهو ما‬
‫تفتقده الجزائر؛‬
‫تبني بنك الجزائر قانون النقد والقرض سنة ‪ 0552‬وخطة إصالح الجهاز المصرفي خالل‬ ‫‪-‬‬
‫الفترة ‪ 0228-0224‬والتي شجعت على االندماجات لخلق كيانات مصرفية قوية‪ ،‬وتضمنت‬
‫إعادة الهيكلة المالية واإلدارية للبنوك وتنقية محافظ البنوك من الديون الرديئة؛‬
‫‪ -‬الضوابط التي وضعها بنك الجزائر في مجال منح االئتمان والقيمة التسليفية للضمان ونسب‬
‫السيولة واالحتياطي والحدود القصوى الستثمارات البنك في األوراق المالية وفى التمويل‬
‫العقاري واالئتمان ألغراض استهالكية‪ ..‬الخ‪ ،‬وضمن هذا اإلطار أقرت الحكومة قانونا يقضي‬
‫بتوقيف القروض االستهالكية الموجهة لألشخاص والعائالت التي بلغت سنة ‪ 0228‬ما قيمته‬
‫‪ 022‬مليار دينار وتطورت بنسب تراوحت بين ‪ %05-%02‬مقارنة بسنة ‪ 0222‬وهي موجهة‬
‫كلها لشراء السيارات واألجهزة االلكترونية وتأثيث المنازل‪ ،‬ومثل هذا القرار من دون شك البد‬
‫وأن تكون له أثار ايجابية على تقليص الطلب من جانب وتخليص البنوك من خطر عدم قدرة‬
‫المستهلكين على اإليفاء بالتزاماتهم اتجاه هذه القروض؛‬
‫‪ -‬للتخفيف من مشكلة السكن‪ ،‬أصدرت الحكومة ق ار ار لتوسيع نشاط الشركة العامة إلعادة‬
‫التمويل العقاري‪ ،‬وذلك بوضع قواعد ممارسة البنوك ألنشطة التمويل العقاري من اجل تحريك‬
‫السوق العقارية والرفع من قدرة التمويل طويل األجل للبنوك التي تتوافر على سيولة ناهزت ‪65‬‬

‫الجزائري‪،‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫على‬ ‫وأثرها‬ ‫الراهنة‬ ‫المالية‬ ‫األزمة‬ ‫كريم‪،‬‬ ‫وهراني‬ ‫محمد‪،‬‬ ‫سيدي‬ ‫عياد‬ ‫دليلة‪،‬‬ ‫طالب‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫الرابط‪ ،/http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/12.PDF :‬تاريخ االطالع‪ ، 0206/20/20 :‬ص‪.00‬‬

‫‪247‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫مليار دوالر أغلبها سيولة قصيرة األجل‪ ،‬ويحتاج تطبيق ونجاح مثل هذه السياسة إلى توافر‬
‫شروط وقواعد واضحة وشفافة لتجنب مخاطر اإلفالس وعدم قدرة المستهلكين على اإليفاء‬
‫بسداد هذه القروض وبالتالي السقوط في أزمة مالية واقتصادية‪ ،‬كما أن البنوك الزالت في‬
‫الحدود اآلمنة لالئتمان العقاري؛‬
‫‪ -‬االهتمام بإدارة المخاطر بوضع بنك الجزائر مجموعة من القواعد التي تتعلق بأسس إدارة‬
‫المخاطر االئتمانية وتكوين المخصصات لكل من القروض وااللتزامات العرضية واالرتباطات‬
‫والقروض ألغراض استهالكية وألغراض عقارية‪ ..‬الخ؛‬
‫‪ -‬انخفاض حجم االستثمارات المالية للبنوك في الخارج مقارنة بحجم ودائعها‪ ،‬رغم أن‬
‫االحتياطيات الدولية بلغت ‪ 041,0‬مليار دوالر في الثالثي األول من سنة ‪ ،0225‬منها ‪52‬‬
‫مليار دوالر مودعة على شكل سندات وأذونات خزانة أمريكية وأوربية وهي سندات ممتازة‬
‫ومضمونة كما بلغت احتياطيات صندوق ضبط الواردات حوالي ‪ 62‬مليار دوالر لم يتم‬
‫‪1‬‬
‫استخدامها‪.‬‬
‫‪ .2.1‬تدابير بنك الجزائر الوقائية‬

‫قصد احتواء كل خطر للعدوى المالية‪ ،‬قام مجلس النقد والقرض وبنك الجزائر‪ ،‬في الثالثي الرابع‬
‫‪2‬‬
‫من سنة ‪ ،0228‬بتدابير إضافية السيما في المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الزيادة الجوهرية في متطلبات رأس المال األدنى للمصارف والمؤسسات المالية؛‬


‫‪ -‬تدعيم أدوات التقارير المالية للمصارف والمؤسسات المالية من طرف بنك الج ازئر‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمح بتحسين متزايد لإلشراف على القطاع المصرفي؛‬
‫‪ -‬تدقيق اختبارات المقاومة بشكل مستمر من طرف بنك الجزائر؛‬
‫‪ -‬تكثيف متابعة تطور المخاطر المصرفية من طرف بنك الجزائر‪ ،‬السيما في مجال تركز‬
‫مخاطر القرض‪ ،‬للتأكد من تنمية قروض سليمة لالقتصاد‪.‬‬

‫وتهدف هذه االجراءات إلى تعزيز االستقرار المالي الجزائري بشكل أكبر‪ ،‬حيث يبرز النظام المالي‬
‫كأولوية على الصعيد العالمي‪.‬‬

‫وبالفعل وعلى الرغم من من استمرار بعض المصاعب التي ال زالت تواجه القطاع المصرفي‬
‫وباألخص البنوك العمومية‪ ،‬المتمثلة في مجال أنظمة المعلومات وتسيير مخاطر القروض‪ ،‬السيما‬

‫‪ .‬عماري عمار‪ ،‬فالي نبيلة‪ ،‬األزمة المالية العالمية وتداعياتها على بعض مؤشرات االقتصاد الجزائري‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي‪ :‬األزمة المالية‬
‫‪1‬‬

‫واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس –سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أكتوبر ‪ ،0225‬ص ص‪.01-00‬‬
‫‪ .2‬محمد لكصاسي‪ ،‬تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬تدخل محافظ بنك الجزائر أمام المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫ص‪.22‬‬

‫‪248‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المخاطر المتصلة بتركيز المخاطر على المجموعات الخاصة‪ ،‬يبقى القطاع المصرفي الجزائري مستقر‬
‫نسبيا في ظل األزمة المالية العالمية ‪ ،0222‬فهاته األخيرة لم تؤثر بشكل مباشر في القطاع المصرفي‬
‫الجزائري نظ ار لعدم اندماجه بقوة على المستوى الدولي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ضعف التزامات‬
‫البنوك العاملة في الجزار اتجاه الخارج‪ ،‬حيث تتمثل وضعياتها المفتوحة أقل من ‪ %2,5‬من المجموع‬
‫الكلي لميزانياتها‪.‬‬

‫كما سمح تقليص المديوينة الخارجية للجزائر قبل حدوث األزمة المالية بمقاومة البنوك العاملة في‬
‫الجزائر للصدمات الخارجية المتمثلة في الصدمة الفجائية‪ ،‬حيث يبرز عمليا اشتداد الشروط الخاصة‬
‫بالتمويل الخارجي للدول الناشئة خاصة في فترة األزمات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري بعد األزمة المالية العالمية ‪2222‬‬

‫من أجل تقييم أثر اإلصالحات المصرفية السابقة من جهة‪ ،‬وتحليل سالمة واستقرار القطاع‬
‫المصرفي الجزائري بمختلف مكوناته بعد األزمة المالية العالمية من جهة أخرى‪ ،‬سيتم من خالل هذا‬
‫المطلب التطرق إلى‪:‬‬

‫‪ -‬واقع السوق المصرفية الجزائرية؛‬


‫‪ -‬مؤشرات أداء القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫‪ .1‬واقع السوق المصرفية الجزائرية‬

‫يتميز القطاع المصرفي الجزائري بوجود عدد كبير من المصارف الخاصة‪ ،‬والتي تمثل نسبة كبيرة‬
‫من المصارف العاملة في السوق الجزائرية‪ ،‬إن هذا الواقع يوفر حالة عملية مناسبة لفهم كيف يتحدد‬
‫أداء المصارف العمومية وهل يختلف عن أداء المصارف الخاصة؟‪.‬‬

‫‪ .1.1‬بنية النظام المصرفي الحالي‬


‫‪ .1.1.1‬هيكل القطاع المصرفي الجزائري‪ 1:‬بلغ عدد المصارف العاملة في الجزائر ‪ 02‬مصرفا‬
‫يمكن تقسيمها حسب نوعها إلى‪:‬‬
‫‪ -‬حسب الملكية إلى‪ 26 :‬مصارف حكومية و‪ 04‬مصرفا خاصا؛‬
‫‪ -‬حسب الجنسية إلى‪ 22 :‬مصارف محلية و‪ 01‬مصرفا أجنبيا؛‬
‫‪ -‬حسب التوجه االيديولوجي‪ :‬تنقسم المصارف في الجزائر إلى ‪ 02‬مصرفا تجاريا تقليديا‪ ،‬و‪21‬‬
‫مصارف تعمل وفق الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .1‬مقرر رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/20‬يتضمن نشر قامة البنوك وقائمة المؤسسات المؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬ص‪.14‬‬

‫‪249‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫والجدول التالي يوضح طبيعة التوزيع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬هيكل القطاع المصرفي الجزائري‬

‫بنوك أجنبية غير عربية‬ ‫بنوك أجنبية عربية‬ ‫بنوك محلية‬


‫تجارية‬ ‫إسالمية‬ ‫تجارية‬ ‫بنوك تجارية‬
‫–الجزائر ‪ -‬بنك البركة الجزائري ‪ -‬سيتي بنك الجزائر (فرع‬ ‫بنك‬ ‫فرنسا‬ ‫الخارجي ‪-‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪-‬بنك‬
‫‪ BANQUE‬بنك) ‪CITYBANK N.A.‬‬ ‫‪AL FRANSABANK‬‬ ‫‪EL-‬‬ ‫)‪(BEA‬‬
‫‪ALGERIA BARAKA ALGERIE‬‬ ‫‪-‬البنك الوطني الجزائري ‪DJAZAIR‬‬
‫الجزائر‬ ‫نتيكسيس‬ ‫العربية ‪-‬‬ ‫المؤسسة‬ ‫‪ -‬البنك العربي الجزائر (فرع ‪-‬‬ ‫)‪(BNA‬‬
‫‪NATIXIS ALGERIE‬‬ ‫‪-‬القرض الشعبي الجزائري بنك) ‪ ARAB BANK PLC‬المصرفية الجزائر "‪"ABC‬‬
‫‪ -‬بنك السالم –الجزائر ‪ -‬سوسيتي جينيرال –الجزائر‬ ‫‪ALGERIA‬‬ ‫)‪(CPA‬‬
‫‪SOCIETE AL SALAM BANK‬‬ ‫المحلية ‪ -‬بنك الخليج –الجزائر‬ ‫التنمية‬ ‫‪-‬بنك‬
‫‪GENERALE‬‬ ‫‪ -‬بنك االسكان للتجارة والتمويل ‪– ALGERIA‬‬ ‫)‪(BDL‬‬
‫‪ALGERIE‬‬ ‫والتنمية الجزائر ‪THE HOUSING‬‬ ‫الفالحة‬ ‫‪-‬بنك‬
‫‪ -‬إتش‪.‬إس‪.‬بي ‪.‬سي بنك‬ ‫‪BANK‬‬ ‫‪FOR‬‬ ‫الريفية )‪(BADR‬‬
‫الجزائر (فرع) ‪H.S.B.C.‬‬ ‫الوطني ‪TRADE AND FINANCE-‬‬ ‫‪-‬الصندوق‬
‫‪ALGERIA‬‬ ‫واالحتياط ‪ALGERIA‬‬ ‫لالدخار‬
‫‪ -‬بي‪.‬ن‪.‬بي باريباس –‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(CNEP‬‬
‫‪B.N.P.-‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪ -‬ترست بنك –الجزائر‬
‫‪PARIBAS‬‬ ‫‪EL‬‬ ‫‪TRUST‬‬ ‫‪BANK‬‬
‫‪DJAZAIR‬‬ ‫‪ALGERIA‬‬
‫‪CREDIT‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪AGRICOLE‬‬
‫‪ET‬‬ ‫‪CORPORATE‬‬
‫‪INVESTISSEMENT‬‬
‫‪BANK – ALGERIE‬‬
‫‪Source: La Banque D’Algérie, EVOLUTION ECONOMIQUE ET MONETAIRE EN‬‬
‫‪ALGERIE, Rapport 2014, Juillet 2015, pp71-75.‬‬

‫‪ .1.1.2‬نطاق التوزيع المصرفي‬

‫تهيمن المصارف العمومية على القطاع المصرفي من خالل أهمية شبكات وكاالتها الموزعة على‬
‫كامل التراب الوطني رغم تسارع وتيرة إنشاء وكاالت المصارف الخاصة في هذه السنوات األخيرة‪،‬‬
‫حيث وصل عدد وكاالت البنوك العمومية إلى ‪ 0001‬وكالة حتى سنة ‪ ،0204‬مقابل ‪ 105‬وكالة للبنوك‬

‫‪251‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الخاصة في نفس السنة‪ ،‬وتغطي شبكة البنوك العمومية كل الواليات على عكس البنوك الخاصة التي‬
‫‪1‬‬
‫طورت شبكاتها على مستوى شمال الوطن‪.‬‬

‫والجدول التالي يوضح عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة خالل الفترة ‪.0204-0222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬عدد الوكاالت للبنوك العامة والخاصة العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212 2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212 2222‬‬ ‫‪2222 2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬

‫‪0001‬‬ ‫‪0254‬‬ ‫‪0250‬‬ ‫‪0281‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪0220‬‬ ‫‪0252‬‬ ‫‪0251‬‬ ‫عدد وكاالت البنوك العمومية‬

‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪024‬‬ ‫‪052‬‬ ‫‪050‬‬ ‫‪044‬‬ ‫‪054‬‬ ‫عدد وكاالت البنوك الخاصة‬

‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬


‫‪algeria.dz/.‬‬

‫‪ .1.1.2‬نسبة التغطية المصرفية‬

‫تحسب نسبة التغطية المصرفية بقسمة عدد السكان في البلد على عدد الوكاالت أو الشبابيك‬
‫المصرفية المتوفرة‪ ،‬وتعتبر هذه النسبة في الجزائر األضعف تقريبا بين بلدان حوض المتوسط والبلدان‬
‫العربية‪ ،‬حيث يغطي كل بنك في الجزائر حوالي ‪ 05222‬نسمة لكل بنك‪ ،‬في حين تنص المعايير‬
‫الدولية على وكالة لكل ‪ 02‬آالف شخص‪ ،‬وهذا ما يفسر الضغط الذي تعاني منه المؤسسات المالية‬
‫في الجزائر رغم اإلجراءات المتخذة لتطوير القطاع إال أنه ال يزال جد متأخر مقارنة بالدول العربة‪.‬‬
‫وأورد تقري ار ماليا حول التغطية البنكية في البلدان العربية‪ ،‬التأخر الكبير الذي تشهده الجزائر في هذا‬
‫القطاع‪ ،‬حيث يغطي كل بنك في المناطق الحضرية في الجزائر حوالي ‪ 05222‬نسمة والتي تعد نسبة‬
‫كبيرة مقارنة بدول الجوار حيث يغطي كل بنك في المملكة المغربية حوالي ‪ 6‬آالف نسمة أما‬
‫في تونس ‪ 7400‬نسمة لكل بنك‪ ،‬وهي أقل من المقاييس الدولية التي تنص على ‪ 02‬آالف شخص‬
‫لكل وكالة‪ ،‬وجاءت األردن على رأس القائمة حيث يغطي كل بنك ‪ 5‬آالف نسمة في حين يغطي كل‬
‫‪2‬‬
‫بنك ‪ 00‬ألف نسمة في مصر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Banque D’Algerie, EVOLUTION ECONOMIQUE ET MONETAIRE EN ALGERIE, RAPPORT 2014, Juillet‬‬
‫‪2015, pp74-75.‬‬
‫‪ .2‬سارن ن‪ ،‬النظام البنكي الجزائري األضعف في المنطقة العربية ‪ ،‬محرك بحث جزايرس‪ ،0204/20/26 ،‬الموقع الرسمي لمحرك البحث‪:‬‬
‫‪.)0205/02/01( www.djazairess.com‬‬

‫‪250‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1.2‬مؤشرات الوساطة المالية‬

‫عرف القطاع المصرفي الجزائري تحسنا كبي ار في مؤشراته خالل العشرية األخيرة‪ ،‬حيث أنه لم‬
‫يتضرر بصفة مباشرة باألزمة المالية العالمية ‪ ،0228-0222‬ولتقييم استقرار القطاع المصرفي بصفة‬
‫عامة سيتم تحليل مجموعة من المؤشرات المتعلقة به‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬إجمالي األصول المصرفية‪ /‬إجمالي الناتج المحلي‬

‫يقوم النظام المالي في المقام األول على أساس البنوك‪ ،‬حيث بلغ إجمالي أصول قطاع البنوك إلى‬
‫إجمالي الناتج المحلي ‪ %65,5‬سنة ‪ 0204‬مقابل ‪ %60,0‬نهاية سنة ‪ 0201‬و‪ %55,6‬نهاية سنة ‪.0200‬‬

‫كما بلغت نسبة إجمالي األصول إلى إجمالي الناتج المحلي خارج قطاع المحروقات ‪ %85,0‬سنة‬
‫‪ 0204‬مقابل ‪ %84,0‬سنة ‪ 0201‬و‪ %84,4‬سنة ‪.0200‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬نسبة إجمالي أصول البنوك إلى إجمالي الناتج المحلي خالل الفترة ‪)%( 0204-0225‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬


‫‪65,52‬‬ ‫‪60,52‬‬ ‫‪62,02‬‬ ‫‪60,02‬‬ ‫‪66,62‬‬ ‫إجمالي أصول البنوك‪ /‬إجمالي الناتج ‪21,22‬‬
‫المحلي‬
‫‪85,02‬‬ ‫‪84,82‬‬ ‫‪85,62‬‬ ‫‪86,02‬‬ ‫‪88,82‬‬ ‫الناتج ‪55,62‬‬ ‫إجمالي‬ ‫األصول‪/‬‬ ‫إجمالي‬
‫المحلي خارج المحروقات‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2009-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫إن استمرار النمو في أصول البنوك يزيد من قدرتها على توفير المزيد من األموال الالزمة‬
‫للقطاعات االقتصادية المختلفة للتوسع والنمو‪ ،‬كما أنه يشير من جهة أخرى إلى أن القطاعات‬
‫االقتصادية أو بعضها على األقل يحقق فوائض تعود الى الدورة االقتصادية من خالل قناة القطاع‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬العمق المالي واألداء الخاص بالبنوك‬

‫تعبر المؤشرات المصرفية (الودائع – القروض) عن حالة االقتصاد الوطني فكلما ازداد حجم‬
‫الودائع وانخفض حجم اإلقراض كلما وصفنا الحالة بالركود وبالمقابل كلما ازداد حجم القروض كلما‬
‫كانت الحالة تمثل رواجا اقتصاديا‪ ،‬ويتم ربط تلك المؤشرات بالناتج المحلي االجمالي من أجل‬
‫الحصول على تقدير جيد وكذلك نتائج واقعية‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫بلغت نسبة الودائع خارج المحروقات إلى إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات ‪ %65.5‬سنة‬
‫‪ 0204‬مقابل ‪ %60.0‬سنة ‪ ،0201‬و‪ %60.6‬سنة ‪ .0200‬كما تمثل نسبة قروض البنوك والمؤسسات‬
‫المالية لالقتصاد من إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات ‪ %55‬سنة ‪ 0204‬مقابل ‪ %48.5‬سنة‬
‫‪ ،0201‬و‪ % 46‬سنة ‪.0200‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬مؤشرات اقتحام السوق (نسبة الودائع والقروض إلى اجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات‬
‫‪)%( )0204-0222‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬
‫‪65.52‬‬ ‫‪60.22‬‬ ‫‪60.02 60.42 55.42 61.12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الودائع خارج المحروقات‪ /‬اجمالي ‪-‬‬
‫الناتج المحلي خارج المحروقات‬
‫‪55.22‬‬ ‫‪52.22‬‬ ‫قروض البنوك لالقتصاد‪ /‬اجمالي الناتج ‪46.52 48.22 42.52 42.22 50.22 56.22‬‬
‫المحلي خارج المحروقات‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫ومن خالل التحليل السابق يمكن القول أن عالقة القروض والودائع بالناتج االجمالي المحلي خارج‬
‫قطاع المحروقات هي عالقة غير اقتصادية حيث أن حالة الركود ال تعبر عن االنحرافات الحاصلة‬
‫عن المعايير الدولية‪ ،‬وانما ترجع لوضع القطاع المصرفي الجزائري أين ال تستطيع البنوك العمومية‬
‫حتى الوقت الحاضر استخدام أنظمة التسويق لجذب الودائع وتعميم أنظمة ادخار حديثة ومن جهة‬
‫ثانية فإن فترة الحصول على القرض واإلجراءات غير جاذبة للمقترضين‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬التركز‬

‫يتركز القطاع المصرفي الجزائري على مجموعة البنوك العمومية التي تمتلك النسبة الساحقة من‬
‫إجمالي األصول‪ ،‬إذ هيمنت البنوك العمومية في سنة ‪ 0204‬على ‪ %86,2‬من إجمالي أصول القطاع‬
‫المصرفي الجزائري مقابل ‪ %01,1‬للبنوك الخاصة‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك إال أن نسبة أصول البنوك‬
‫الخاصة إلى إجمالي األصول تحسنت مقارنة بسنة ‪ 0222‬أين كانت تمثل ‪ %2,8‬كما يوضح الجدول‬
‫التالي‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬نسبة أصول البنوك العمومية والخاصة من اجمالي أصول القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة‬
‫‪)%( 0204-0222‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان ‪ /‬السنة‬
‫‪86.22‬‬ ‫‪85.52‬‬ ‫‪86.52‬‬ ‫‪88.22‬‬ ‫‪85.22‬‬ ‫‪85.22‬‬ ‫‪52.82‬‬ ‫البنوك ‪50.02‬‬ ‫أصول‬ ‫نسبة‬
‫العمومية‬
‫‪01.12‬‬ ‫‪04.02‬‬ ‫‪01.52‬‬ ‫‪00.22‬‬ ‫‪00.22‬‬ ‫‪00.22‬‬ ‫‪25.02‬‬ ‫البنوك ‪22.82‬‬ ‫أصول‬ ‫نسبة‬
‫الخاصة‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫بقي تركز األصول الخاصة بالقطاع المصرفي على حاله خالل سنة ‪ ،0204‬وال تزال أصول‬
‫مجموعة البنوك العمومية تغطي حوالي ‪ %52‬من مجموع أصول القطاع المصرفي مثل ما يوضح‬
‫الشكل البياني التالي‪:‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)1-2‬التغيرات في حصة أصول القطاع المصرفي الجزائري‬

‫‪2007‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫نسبة أصول البنوك العمومية‬
‫‪2013‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2009‬‬
‫نسبة أصول البنوك الخاصة‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫وبالرغم من سياسة التقليل من نسبة ملكية القطاع العمومي للبنوك وتخفيف قيود إنشاء بنوك‬
‫خاصة‪ ،‬إال أن البنوك العمومية تواصل سيطرتها الكاملة على هذا القطاع‪ ،‬وهو ما قد يؤثر على‬
‫استراتيجيات وعمليات المؤسسات المصرفية‪ ،‬حيث تلعب البنوك العمومية الدور األكبر في القطاع‬
‫المالي من خالل اعتماد الدولة عليها في تمويل المشاريع ذات األولوية‪ ،‬بينما ينحصر دور البنوك‬

‫‪254‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الخاصة في تمويل التجارة الخارجية على الرغم من تسقيف رسوم االئتمان التجاري‪ ،‬وقد يشجع تقديم‬
‫الدعم لمصلحة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القطاع الخاص إلعادة توجيه أنشطته نحوها‪.‬‬

‫‪ .1.2‬هيكل الودائع والقروض في السوق المصرفية الجزائرية‬


‫‪ .1.2.1‬هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية‪ :‬تعتبر الودائع من أهم مصادر التمويل‬
‫للبنوك التجارية وتبقى المحفز التقليدي والمورد األول واألهم لنشاط القطاع المصرفي‪ ،‬ولهذا تحرص‬
‫على جذبه عن طريق تطوير الوعي االدخاري لدى الزبائن وتنميته‪.‬‬

‫ولقد عرف نشاط جمع الموارد البنكية والمتمثلة في الودائع المصرفية نموا خالل سنة ‪ 0204‬بمعدل‬
‫‪ % 02,8‬مقابل ‪ % 8,0‬سنة ‪ ،0201‬و‪ % 6,5‬سنة ‪.0200‬‬

‫والجدول التالي بين هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية وحصة كل من البنوك العمومية‬
‫والبنوك الخاصة خالل فترة الدراسة (‪:)0204-0222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬هيكل الودائع في السوق المصرفية الجزائرية خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪/‬السنة‬


‫‪4434,8‬‬ ‫‪3537,5‬‬ ‫‪3356,4‬‬ ‫‪3495,8‬‬ ‫‪2763,7‬‬ ‫‪2502,9‬‬ ‫‪2946,9‬‬ ‫‪2560,8‬‬ ‫أ‪ -‬الودائع الجارية‬
‫‪3712,1‬‬ ‫‪2942,2‬‬ ‫‪2823,3‬‬ ‫‪3095,8‬‬ ‫‪2462,5‬‬ ‫‪2241,9‬‬ ‫‪2705,1‬‬ ‫‪2369,7‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومة‬
‫‪722,7‬‬ ‫‪595,3‬‬ ‫‪533,1‬‬ ‫‪400,0‬‬ ‫‪301,2‬‬ ‫‪261,0‬‬ ‫‪241,8‬‬ ‫‪191,1‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪4083,7‬‬ ‫‪3691,7‬‬ ‫‪3333,6‬‬ ‫‪2787,5‬‬ ‫‪2524,3‬‬ ‫‪2228,9‬‬ ‫‪1991,0‬‬ ‫‪1761,5‬‬ ‫ب‪ -‬الودائع ألجل‬
‫‪3793,6‬‬ ‫‪3380,4‬‬ ‫‪3053,6‬‬ ‫‪2552,3‬‬ ‫‪2333,5‬‬ ‫‪2079,0‬‬ ‫‪1870,3‬‬ ‫‪1671,5‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪290,1‬‬ ‫‪311,3‬‬ ‫‪280,0‬‬ ‫‪235,2‬‬ ‫‪190,8‬‬ ‫‪149,9‬‬ ‫‪120,7‬‬ ‫‪89,5‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪9117,5‬‬ ‫‪7787,4‬‬ ‫‪7238,0‬‬ ‫‪6733,0‬‬ ‫‪5712,2‬‬ ‫‪5146,4‬‬ ‫‪5161,8‬‬ ‫‪4517,3‬‬ ‫مجموع الودائع‬
‫‪% 87,7‬‬ ‫‪% 86,6‬‬ ‫‪% 87,1‬‬ ‫‪% 89,1‬‬ ‫‪% 89,6‬‬ ‫‪% 90,0‬‬ ‫‪% 92,1‬‬ ‫البنوك ‪%51,0‬‬ ‫حصة‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية‬
‫‪% 12,3‬‬ ‫‪% 13,4‬‬ ‫‪% 12,9‬‬ ‫‪% 10,9‬‬ ‫‪% 10,4‬‬ ‫‪% 10,0‬‬ ‫‪% 7,80‬‬ ‫البنوك ‪% 6,90‬‬ ‫حصة‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫ومن خالل بيانات الجدول السابق يمكن مالحظة‪:‬‬

‫‪ -‬تفوق الودائع الجارية عن الودائع ألجل‪ ،‬ويفسر هذا التفوق بالميل التصاعدي للودائع تحت‬
‫الطلب لقطاع المحروقات‪ ،‬حيث عرفت الودائع الجارية نموا بنسبة ‪ %05,4‬سنة ‪ ،0204‬مقابل‬
‫تفوق الودائع ألجل عن الودائع الجارية سنة ‪ 0201‬نتيجة انخفاض ودائع قطاع المحروقات؛‬

‫‪255‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬نظ ار الرتفاع ودائع قطاع المحروقات‪ ،‬فلقد سجلت الودائع الجارية ارتفاعا سنة ‪ 0204‬بنسبة‬
‫‪ %05,4‬مقارنة بسنة ‪ 0201‬أين كانت الزيادة ب ‪ ،% 5,4‬في حين أن سنة ‪ 0200‬سجلت‬
‫انكماشا في حجم الودائع الجارية بنسبة ‪ ،%4-‬وتتفوق حصة البنوك العمومية من الودائع‬
‫الجارية عن البنوك الخاصة إذ تمثل حصة البنوك العمومية من الودائع الجارية ‪ %81,22‬سنة‬
‫‪ ،0204‬وسجلت ارتفاعا بنسبة ‪ %06,0‬مقابل ‪ ،%4,0‬بينما تتمثل حصة البنوك الخاصة من‬
‫إجمالي الودائع الجارية ‪ %06,05‬سنة ‪ ،0204‬وارتفعت بنسبة ‪ %00,4‬مقارنة ب ‪ %00,2‬سنة‬
‫‪0201‬؛‬
‫‪ -‬بقي إرتفاع الودائع اآلجلة مستق ار سنة ‪ 0204‬بزيادة قدرها ‪ ،%02,6‬مقارنة بسنة ‪ 0201‬أين‬
‫كانت الزيادة بـ ‪ ،%02,2‬بعد الزيادة المهمة سنة ‪ 0200‬بـ ‪ ،%05,6‬وتتفوق حصة البنوك‬
‫العمومية من الودائع اآلجلة عن البنوك العمومية بنسبة ‪ %50‬مقابل ‪ %8‬للبنوك الخاصة‪ ،‬ولقد‬
‫ارتفعت حصة البنوك العمومية سنة ‪ 0204‬بنسبة ‪ %00,0‬مقارنة ب ‪ %02,2‬سنة ‪،2013‬‬
‫على عكس البنوك الخاصة والتي انخفضت حصتها من الودائع اآلجلة سنة ‪ 0204‬بنسبة ‪-‬‬
‫‪ ،%6,8‬مقابل االرتفاع سنة ‪ 0201‬بنسبة ‪ ،%00,0‬و‪ %05‬سنة ‪0200‬؛‬
‫‪ -‬كما يظهر الجدول أعاله أيضا أن حجم الودائع الجارية أكبر مقارنة بحجم الودائع ألجل حيث‬
‫بلغت نسبة الودائع الجارية من إجمالي حجم الودائع ‪ %48,64‬سنة ‪ ،0204‬بينما نسبة الودائع‬
‫ألجل بلغت ‪ %44,28‬وهذا ما يحد نوعا ما من إمكانية البنوك في التوسع ومنح القروض‬
‫المتوسطة والطويلة األجل‪.‬‬

‫ويوضح الشكل البياني التالي حصة البنوك العمومية والخاصة من حجم الودائع المجمعة‪:‬‬

‫‪256‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم الودائع خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪100‬‬
‫‪90‬‬
‫حصة البنوك من الودائع بالنسبة المئوية‬

‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫حصة البنوك العمومية‬
‫‪40‬‬
‫حصة البنوك الخاصة‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )6-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ويالحظ من خالل األعمدة البيانية أن ودائع البنوك العمومية تمثل الجزء األكبر من إجمالي‬
‫الودائع‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬هيكل القروض في السوق المصرفية الجزائرية‬

‫تعتبر القروض البنكية المصدر األساسي لتمويل االقتصاد الوطني‪ ،‬ويبين الجدول التالي القروض‬
‫الممنوحة للقطاع العام والقطاع الخاص وحصة كل من البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل فترة‬
‫الدراسة ‪.0204-0222‬‬

‫‪257‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬هيكل القروض المقدمة للقطاع العام والقطاع الخاص خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫(الوحدة‪ :‬مليار دج)‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪/‬السنة‬


‫‪1180,5‬‬ ‫‪0414,1‬‬ ‫‪0242,2‬‬ ‫‪0240,1‬‬ ‫‪0460,4‬‬ ‫‪0485,5‬‬ ‫‪0020,0‬‬ ‫أ‪ -‬القروض الممنوحة ‪585,1‬‬
‫للقطاع العام‬
‫‪1180,5‬‬ ‫‪0414,1‬‬ ‫‪0242,2‬‬ ‫‪0240,1‬‬ ‫‪0460,1‬‬ ‫‪0484,5‬‬ ‫‪0022,1‬‬ ‫‪528,1‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومة‬
‫‪2,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪1002,2‬‬ ‫‪0202,0‬‬ ‫‪0044,5‬‬ ‫‪0580,4‬‬ ‫‪0825,1‬‬ ‫‪0555,0‬‬ ‫‪0400,5‬‬ ‫ب‪ -‬القروض الممنوحة ‪0004,4‬‬
‫للقطاع الخاص‬
‫‪0118,2‬‬ ‫‪0201,0‬‬ ‫‪0625,4‬‬ ‫‪0450,2‬‬ ‫‪0124,5‬‬ ‫‪0002,0‬‬ ‫‪0286,2‬‬ ‫‪564,2‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪280,1‬‬ ‫‪652,2‬‬ ‫‪565,5‬‬ ‫‪512,2‬‬ ‫‪412,8‬‬ ‫‪120,0‬‬ ‫‪105,0‬‬ ‫‪052,4‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬

‫‪222222 212222 222222 222222 222222 222221 222121 222222‬‬ ‫مجموع القروض‬
‫‪%82,8‬‬ ‫‪%86,5‬‬ ‫‪% 86,2‬‬ ‫‪% 85,8‬‬ ‫‪% 86,8‬‬ ‫‪% 87,9‬‬ ‫‪% 87,5‬‬ ‫البنوك ‪%88,5‬‬ ‫حصة‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية‬
‫‪%00,0‬‬ ‫‪%01,5‬‬ ‫‪%01,1‬‬ ‫‪% 04,0‬‬ ‫‪% 13,2‬‬ ‫‪% 12,1‬‬ ‫‪% 12,5‬‬ ‫البنوك ‪% 11,5‬‬ ‫حصة‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫يعكس الجدول أعاله تطور حجم القروض الممنوحة من طرف البنوك العاملة في الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫عرفت زيادة معتبرة خالل الفترة ‪ ،0204-0222‬حيث سجل إجمالي القروض إرتفاعا وصل إلى‬
‫‪ % 06,0‬ب ‪ 6520,5‬مليار دج مقابل ‪ %02,1‬سنة ‪ 0201‬و‪ %06,8‬سنة ‪ ،0200‬أما بالنسبة لحجم‬
‫الزيادة المسجلة في حجم القروض حسب القطاعات فقد تم تسجيل ارتفاع في نسبة القروض الممنوحة‬
‫للقطاع العام بنسبة ‪ % 18‬سنة ‪ 0204‬مقارنة بسنة ‪ ،0201‬كما سجلت نسبة القروض الممنوحة للقطاع‬
‫الخاص ارتفاعا‪ ،‬وهو ما يعكس توجهات الدولة في مجال تشجيع القطاع الخاص خالل السنوات‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫كما يالحظ كذلك من البيانات السابقة أن نسبة القروض الممنوحة من طرق البنوك الخاصة قد‬
‫عرفت انخفاضا طفيفا بعد االستقرار إلى ‪ %00,0‬سنة ‪ ،0204‬في مقابل ‪ %01,5‬سنة ‪ 0201‬و‪%01,1‬‬
‫سنة ‪ ،0200‬حيث تتركز معظم القروض الممنوحة من طرف البنوك الخاصة للقطاع العائلي‬
‫والمؤسسات الخاصة‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وتستحوذ البنوك العمومية على أكبر حصة من إجمالي القروض الممنوحة حيث لم تنزل هذه النسبة‬
‫عن ‪.% 80‬‬

‫ويوضح الشكل التالي حصة البنوك العمومية والخاصة من حجم القروض الممنوحة‪:‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من حجم القروض الممنوحة خالل الفترة (‪-0222‬‬
‫‪)0200‬‬

‫‪100‬‬
‫حصة البنوك العمومية والبنوك الخاصة من القروض‬

‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫الموزعة بالنسبة المئوية‬

‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫حصة البنوك العمومية‬
‫‪40‬‬
‫حصة البنوك الخاصة‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )2-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫تظهر األعمدة البيانية أعاله محدودية مساهمة البنوك الخاصة في تمويل االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫وسيطرة البنوك العمومية على حجم القروض الممنوحة‪ ،‬غير أنه يمكن مالحظة التزايد اإليجابي‬
‫والمستمر في حجم القروض الممنوحة من طرف البنوك الخاصة‪.‬‬

‫ومن أجل التعرف على على طبيعة القروض الممنوحة حسب مدتها أي القروض القصيرة‬
‫والمتوسطة وطويلة األجل وحصة كل من البنوك العمومية والبنوك الخاصة نورد الجدول التالي‪:‬‬

‫‪259‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬حجم القروض الممنوحة حسب األجل خالل الفترة (‪)0204-0222‬‬

‫(الوحدة‪ :‬مليار دج)‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬
‫‪122222 122222 122122 122222 121122 122222 112222 122221‬‬ ‫أ‪-‬القروض قصيرة األجل‬
‫‪0250,2‬‬ ‫‪516,4‬‬ ‫‪521,5‬‬ ‫‪555,6‬‬ ‫‪0245,4‬‬ ‫‪0040,1‬‬ ‫‪0205,8‬‬ ‫‪520,5‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪502,2‬‬ ‫‪482,2‬‬ ‫‪182,2‬‬ ‫‪161,4‬‬ ‫‪065,6‬‬ ‫‪025,0‬‬ ‫‪061,6‬‬ ‫‪001,6‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫المتوسطة ‪222222 222121 222222 222122 122222 122222 122222 112222‬‬ ‫ب‪-‬القروض‬
‫والطويلة األجل‬
‫‪4600,0‬‬ ‫‪1500,2‬‬ ‫‪0240,0‬‬ ‫‪0064,4‬‬ ‫‪0252,4‬‬ ‫‪0522,2‬‬ ‫‪0060,0‬‬ ‫‪0248,8‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪021,0‬‬ ‫‪002,0‬‬ ‫‪080,8‬‬ ‫‪062,1‬‬ ‫‪065,1‬‬ ‫‪051,5‬‬ ‫‪061,5‬‬ ‫‪008,8‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪222222 212222 222222 222222 222222 222221 221221 222222‬‬ ‫مجموع القروض‬
‫‪%04,2‬‬ ‫‪%02,6‬‬ ‫‪%10,8‬‬ ‫‪%16,6‬‬ ‫‪%42,0‬‬ ‫‪%40,8‬‬ ‫‪%45,5‬‬ ‫القروض ‪%46,6‬‬ ‫‪-‬مجموع‬
‫القصيرة األجل‬
‫‪%25,1‬‬ ‫‪%20,4‬‬ ‫‪%68,0‬‬ ‫‪%61,4‬‬ ‫‪%55,5‬‬ ‫‪%52,0‬‬ ‫‪%54,5‬‬ ‫القروض ‪%51,4‬‬ ‫‪-‬مجموع‬
‫متوسطة وطويلة األجل‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله تراجع القروض القصيرة األجل لصالح القروض المتوسطة وطويلة األجل‬
‫حيث تمثل ‪ %25,1‬من إجمالي مجموع القروض الممنوحة سنة ‪ ،0204‬وهذا ما يعكس التوجه العام‬
‫نحو تحفيز االستثمار طويل األجل‪.‬‬

‫‪ .2‬مؤشرات أداء القطاع المصرفي الجزائري‬

‫سيتم تحليل مؤشرات االستقرار المالي للقطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ‪،0200-0225‬‬
‫والموضحة في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪261‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬مؤشرات استقرار القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ‪)%( 0200-0225‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬


‫‪06,0‬‬ ‫‪05,4‬‬ ‫‪00,0‬‬ ‫‪11,5‬‬ ‫نسبة القروض المتعثرة‪ /‬رأس المال االجتماعي‬
‫‪02,4‬‬ ‫‪05,0‬‬ ‫‪02,5‬‬ ‫‪46,2‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪1,4‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪00,5‬‬ ‫‪04,5‬‬ ‫‪08,1‬‬ ‫‪00,0‬‬ ‫نسبة القروض المتعثرة‬
‫‪00,4‬‬ ‫‪06,0‬‬ ‫‪02,5‬‬ ‫‪01,6‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪5,0‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪4,0‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫صافي نسبة القروض المتعثرة‬
‫‪1,8‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫‪8,1‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪0,5‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪2,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪65,5‬‬ ‫‪65,5‬‬ ‫‪21,5‬‬ ‫‪65,4‬‬ ‫نسبة مخصصات القروض المتعثرة‬
‫‪65,4‬‬ ‫‪65,6‬‬ ‫‪21,2‬‬ ‫‪65,2‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪20,2‬‬ ‫‪25,5‬‬ ‫‪66,2‬‬ ‫‪80,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪01,1‬‬ ‫‪04,2‬‬ ‫‪06,2‬‬ ‫‪06,2‬‬ ‫العائد على حقوق الملكية‬
‫‪00,2‬‬ ‫‪06,0‬‬ ‫‪05,8‬‬ ‫‪02,5‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪04,8‬‬ ‫‪00,4‬‬ ‫‪02,1‬‬ ‫‪02,5‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪0,2‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫العائد على األصول‬
‫‪0,6‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪4,6‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪4,6‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪62,0‬‬ ‫‪64,5‬‬ ‫‪61,8‬‬ ‫‪58,4‬‬ ‫هامش الفائدة‪/‬اجمالي الدخل‬
‫‪28,0‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪20,6‬‬ ‫‪62,4‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪40,6‬‬ ‫‪44,4‬‬ ‫‪44,0‬‬ ‫‪50,5‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪11,0‬‬ ‫‪11,6‬‬ ‫‪00,4‬‬ ‫‪10,0‬‬ ‫األعباء خارج الفوائد‪/‬إجمالي الدخل‬
‫‪14,2‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪05,5‬‬ ‫‪12,8‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪10,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪45,5‬‬ ‫‪52,0‬‬ ‫‪51,2‬‬ ‫‪50,8‬‬ ‫األصول السائلة‪/‬إجمالي األصول‬
‫‪45,0‬‬ ‫‪50,0‬‬ ‫‪54,0‬‬ ‫‪50,2‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪52,5‬‬ ‫‪41,0‬‬ ‫‪41,2‬‬ ‫‪44,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪022,5‬‬ ‫‪021,2‬‬ ‫‪004,1‬‬ ‫‪004,5‬‬ ‫األصول القصيرة األجل‪/‬المطلوبات القصيرة األجل‬
‫‪002,5‬‬ ‫‪026,6‬‬ ‫‪008,0‬‬ ‫‪008,4‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪51,5‬‬ ‫‪84,6‬‬ ‫‪88,5‬‬ ‫‪85,2‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪Source: International Monetary Fund, FINANCIAL SYSTEM STABILITY ASSESSMENT ALGERIA, IMF‬‬
‫‪Country Report No. 14/161, Washington, D.C., June 2014, P16.‬‬

‫‪ .2.1‬جودة األصول‬

‫على الرغم من أن منح القروض البنكية يكون وفقا ألسس وسياسات ائتمانية تهدف إلى استقرار‬
‫النشاط االقتصادي والتقليل من حدة المخاطر االئتمانية مستقبال‪ ،‬إال أنه واقعيا ال يمكن ألي قطاع‬

‫‪260‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫مصرفي في العالم أن يحقق تركيبة منتظمة ومستقرة لمحفظة قروضه‪ ،‬ويعود ذلك لطبيعة العالقة بين‬
‫القروض والمخاطر‪ ،‬ألنهما يترافقان في النشاط البنكي وال يمكن عزلهما عن بعضهما البعض‪ ،‬حيث‬
‫أنه ما من قرض يمنح لعميل ما إال ويحمل البنك قد ار من المخاطر مهما كانت طبيعة الضمانات التي‬
‫تحصلت عليها‪ ،‬وتعتمد درجة مصداقية معدالت رأس المال على درجة موثوقية مؤشرات جودة ونوعية‬
‫األصول نظ ار للعالقة الطردية بينهما‪ ،‬والتي يمكن تحليلها من خالل المؤشرات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة القروض المتعثرة‪ :‬حيث تقاس نسبة القروض المتعثرة من خالل نسبة المستحقات غير‬
‫الناجعة إلى مجموع المستحقات‪ ،‬حيث تحسنت هذه النسبة كثي ار مقارنة بسنة ‪ 0222‬أين كانت تشكل‬
‫القروض المتعثرة ما يقارب ‪ 151,2‬مليار دج من مجموع ‪ 201,8‬مليار دج وهو ما يمثل نسبة‬
‫‪ ،%55,15‬وقد نجم عن ارتفاع القروض إلى هذا المستوى إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول األكثر‬
‫عددا من حيث إفالس مؤسساتها حيث احتلت المرتبة ‪ 48‬دوليا‪.‬‬

‫إن إعادة الشراء الذي قامت بها الخزينة العمومية عن طريق إصدار أوراق مالية التي خصت‬
‫أساسا المستحقات غير الناجعة على المؤسسات العمومية‪ ،‬قد بلغ ‪ 1113,7‬مليار دينار خالل‬
‫العشرية ‪ ،0202-0220‬تمثل هذه التكلفة لتطهير الذمة المالية نسبة تتراوح بين ‪%0,10-%0,02‬‬
‫من إجمالي الناتج الداخلي خالل العشرية‪ ،‬بالموازاة مع ذلك‪ ،‬وبعد تقليص المديونية الخارجية‪،‬‬
‫قامت الخزينة العمومية بتسديد مسبق لجزء من الدين العمومي الداخلي خالل الفترة ‪،0202-0226‬‬
‫وفي نهاية ‪ 0202‬بلغ إجمالي األوراق المالية المصدرة تمثيال لمختلف عمليات التطهير خالل‬
‫العشريتين ‪ 420,5‬مليار دج‪ ،‬منها ‪ 164,4‬مليار دج بموجب عمليات إعادة الشراء المحققة في‬
‫الفترة ‪ 0202-0225‬لوحدها‪ ،‬وخالل سنتي ‪ ،0200-0200‬بلغت عمليات إعادة شراء المستحقات‬
‫على المؤسسات العمومية والخاصة من طرف الخزينة العمومية ‪ 015,2‬مليار دج‪ ،‬أي نسبة‬
‫‪1‬‬
‫‪ %2,22‬من إجمالي الناتج الداخلي‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد لكصاسي‪ ،‬إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬رقم ‪ ،0204 ،61‬ص‪.24‬‬

‫‪262‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة والخاصة) خالل‬
‫الفترة ‪0200-0225‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ويتضح من خالل الشكل البياني السابق انخفاض نسبة القروض المتعثرة للفترة ‪،0200-0225‬‬
‫حيث انخفضت من ‪ %00,0‬سنة ‪ 0225‬إلى ‪ %00,5‬سنة ‪ ،0200‬وربما يرجع انخفاض نسبة‬
‫القروض المتعثرة إلى تحسين مجال تسيير خطر القرض‪.‬‬

‫وتعتبر القروض المتعثرة لدى البنوك العمومية أعلى بكثير مقارنة بالبنوك الخاصة‪ ،‬حيث‬
‫تمثلت نسبة القروض في البنوك العمومية سنة ‪ %00,4 ،0200‬وهي مستحقات غير ناجعة قديمة‬
‫نسبيا والتي خصصت لها البنوك العمومية مؤونة معتبرة وصلت إلى ‪ %65,4‬من إجمالي‬
‫المخصصات سنة ‪ ،0200‬في حين تبقى معدالت المستحقات غير الناجعة في البنوك الخاصة‬
‫منخفضة نسبيا بمعدل ‪ %5,0‬سنة ‪ 0200‬مع تخصيص ما نسبته ‪ %20,2‬من إجمالي‬
‫المخصصات لمواجهة خسائر القروض‪ .‬غير أن معدل القروض المتعثرة في البنوك الخاصة يشهد‬
‫ارتفاعا متزايدا خالل الفترة ‪ 0200-0225‬على عكس البنوك العمومية التي بدأت تنخفض فيها‬
‫نسبة القروض المتعثرة‪.‬‬

‫‪ -‬نسبة إجمالي التصنيف‪ :‬تقاس نسبة إجمالي التصنيف من خالل نسبة القروض المتعثرة إلى‬
‫إجمالي حقوق الملكية‪ ،‬وكلما كانت هذه النسبة صغيرة كلما دل ذلك على أن القطاع‬
‫المصرفي له حركة منتظمة في تحصيل أقساط القروض والفوائد حيث يبين الجدول السابق‬
‫انخفاضا تدريجيا لهذه النسبة خالل الفترة ‪ ،0200-0225‬حيث كانت تمثل نسبة القروض‬

‫‪263‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المتعثرة إلى إجمالي حقوق الملكية سنة ‪ %11,5 ،0225‬وانخفضت هذه النسبة تدريجيا لتصل‬
‫إلى ‪ %06,0‬سنة ‪.0200‬‬
‫‪ .2.2‬مؤشرات الربحية‬
‫‪ -‬العائد على حقوق الملكية‪ :‬يعد مؤشر العائد على حقوق الملكية ‪ ROE‬من أهم المؤشرات‬
‫التي تعبر عن ربحية البنك اإلجمالية‪ ،‬ومن أهم معايير قياس كفاءة استخدام األموال في‬
‫البنوك‪ ،‬ويعتبر معدل العائد على حقوق الملكية مرتفع إذا ما تمت مقارنته بالدول المجاورة‪.‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬معدل العائد على حقوق الملكية في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العامة‬
‫والخاصة) خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬
‫معدل العاد على حقوق الملكية ‪%‬‬

‫‪25‬‬
‫العائد على حقوق الملكية‬
‫‪20‬‬

‫‪15‬‬ ‫العائد على حقوق الملكية في‬


‫البنوك العمومية‬
‫‪10‬‬
‫العائد على حقوق الملكية في‬
‫‪5‬‬ ‫البنوك الخاصة‬

‫‪0‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ومن خالل الشكل البياني السابق يالحظ انخفاض طفيف لمؤشر العائد على حقوق الملكية‬
‫خالل الفترة ‪ ،0200-0225‬من ‪ %06‬سنة ‪ 0222‬إلى ‪ %01,1‬سنة ‪.0200‬‬

‫كما يالحظ أن معدالت العائد على حقوق الملكية للبنوك الخاصة أعلى من البنوك العمومية‪،‬‬
‫حيث أن معدل العائد على حقوق الملكية في البنوك الخاصة خالل الفترة ‪ 0200-0225‬عرف‬
‫تزايدا مستم ار من ‪ %02,5‬سنة ‪ 0225‬إلى ‪ %04,8‬سنة ‪ ،0200‬على عكس البنوك العمومية التي‬
‫ر لمعدل العائد على حقوق الملكية من ‪ %02,5‬سنة ‪ 0225‬إلى ‪.%00,2‬‬
‫شهدت انخفاضا مستم ا‬

‫‪ -‬العائد على األصول‪ :‬ويعرف كذلك بمردودية األصول‪ ،‬حيث يقيس معدل العائد على األصول‬
‫مدى فاعلية اإلدارة في استخدام الموارد المتاحة‪ ،‬ومدى قدرتها على تحقيق العوائد من األموال‬
‫المتاحة من مختلف المصادر التمويلية‪ ،‬بغض النظر عن الطريقة التي تم بها هذا التمويل‪،‬‬

‫‪264‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وبالتالي فهو يعكس أثر األنشطة التشغيلية والتمويلية بالبنك‪ .‬إذ يعتبر معدل العائد على‬
‫األصول مقياسا كليا يعبر عن أداء البنوك‪ ،‬ألنه يحمل في طياته قدرة البنك على تحقيق‬
‫العوائد من كافة مصادر التمويل‪ ،‬المتمثلة في حقوق الملكية والودائع وأية مصادر تمويل‬
‫أخرى‪ ،‬والتي تمثل في مجموعها مجموع أصول وخصوم البنك‪ .‬ويتضمن المقياس أثر كافة‬
‫أنشطة البنك‪ ،‬التشغيلية والتمويلية واالستثمارية‪ ،‬ويبين األرباح المتولدة عن كل دينار من‬
‫األصول‪ .‬وزيادة النسبة مؤشر على كفاءة اإلدارة في رسم سياساتها التشغيلية واالستثمارية‬
‫والتمويلية‪.‬‬
‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬معدل العائد على األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية‬
‫والخاصة) خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ومن خالل الشكل البياني السابق يالحظ تسجيل مؤشر ‪ ROA‬نسبا مقبولة بما أنها كانت خالل‬
‫الفترة ‪ ،0200-0225‬أكبر من ‪ ،%0‬حيث حقق ‪ %0‬سنة ‪ ،0200‬كما أن معدل العائد على‬
‫األصول في البنوك العمومية أقل من العائد على األصول في البنوك الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬هامش الفائدة‪ :‬يعتبر هامش الفائدة أهم مصدر لاليرادات في البنوك التجارية حيث شكل‬
‫‪ %62‬من دخل التشغيل خالل سنة ‪.0200‬‬

‫‪265‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬معدل هامش الفائدة في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك العمومية والخاصة)‬
‫خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫‪ -‬األعباء خارج الفوائد‪/‬إجمالي الدخل‪ :‬تحسنت األعباء خارج الفوائد تحسنا طفيفا من ‪%11,6‬‬
‫سنة ‪ 0200‬إلى ‪ %11,0‬سنة ‪.0200‬‬
‫‪ .2.2‬مؤشرات السيولة‪ :‬تنبع أهمية السيولة المصرفية من ضرورة استعداد المصارف الدائم الحتمال‬
‫إقدام بعض المودعين لديها إلى سحب ودائعهم في أي وقت‪ ،‬األمر الذي يستدعي أن تستجيب‬
‫المصارف لهذه السحوبات بالسرعة الالزمة عن طريق توفير السيولة المناسبة دون أن ينعكس‬
‫ذلك سلبا على أوجه نشاطاتها وعلى األهداف المتوخاة منها‪.‬‬
‫‪ -‬األصول السائلة‪/‬إجمالي األصول‪ :‬يمثل هذا المؤشر نسبة األصول المتداولة التي يمكن‬
‫تحويلها الى نقدية في فترة زمنية قصيرة جدا‪ ،‬إلى إجمالي األصول‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬معدل األصول السائلة‪/‬إجمالي األصول في القطاع المصرفي الجزائري (البنوك‬
‫العمومية والخاصة) خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ولقد أدى االتجاه التصاعدي للقروض المتوسطة والطويلة األجل إلى انخفاض نسبة األصول‬
‫السائلة إلى إجمالي األصول‪ %45,5 ،‬سنة ‪ 0200‬مقابل ‪ %50,8‬سنة ‪.0225‬‬

‫‪ -‬األصول القصيرة األجل‪/‬المطلوبات قصيرة األجل‪ :‬من بين المعايير االحت ارزية األولى التي‬
‫حددتها السلطات النقدية والرقابية للمصارف في كافة الدول‪ ،‬تطبيقا لمبدأ مواءمة آجال‬
‫مصادر واستعماالت األموال‪ ،‬هو معيار نسبة السيولة أي نسبة مجموع الموجودات (أو‬
‫االستعماالت) السائلة إلى مجموع المطلوبات (أو المصادر) متوجبة األداء‪ .‬ويوفر هذا المعيار‬
‫للبنوك‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬إمكانية مواجهة طلبات السحوبات التي قد تتعرض لها وكذلك سائر‬
‫المطلوبات المتوجبة‪ .‬ويتحقق هذا الهدف بشكل أمثل‪ ،‬عندما تتساوى األموال السائلة في‬
‫المصرف خالل فترة معينة مع مجموع التزاماته‪ ،‬أي حين تبلغ نسبة السيولة ‪.%022‬‬

‫‪267‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)2-2‬معدل األصول القصيرة األجل‪/‬المطلوبات القصيرة األجل في القطاع المصرفي‬
‫الجزائري (البنوك العمومية والخاصة) خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )5-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ومن خالل البيانات المقدمة في الجدول السابق والشكل البياني فلقد انعكس كذلك تصاعد القروض‬
‫المتوسطة والطويلة األجل المقدمة من طرف القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬على نسبة األصول القصيرة‬
‫األجل إلى المطلوبات قصيرة األجل‪ ،‬حيث انخفضت هذه النسبة من ‪ %004,5‬إلى ‪ %022,5‬سنة‬
‫‪.0200‬‬

‫‪ -‬فائض السيولة في القطاع المصرفي الجزائري‬

‫يعاني القطاع المصرفي الجزائر من فائض في السيولة غير الموظفة بنسب مرتفعة‪ ،‬مما يشكل‬
‫خط ار على االقتصاد الوطني‪ ،‬وهذا نتيجة تواضع طاقة االستيعاب الوطنية في مجال القروض‬
‫لالقتصاد بسبب االعتماد الكبير على ميزانية الدولة لتمويل المشاريع العمومية‪.‬‬

‫ومنذ سنة ‪ 0220‬لم تلجأ المصارف والمؤسسات المالية إلى إعادة التمويل لدى بنك الجزائر‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب فائض السيولة المت ازيد في السوق النقدية‪ ،‬وحتى سنة ‪ ،2009‬سنة الصدمة الخارجية الكبيرة‬
‫والناجمة عن األزمة االقتصادية العالمية‪ ،‬فقد تميزت باستم ارر فائض السيولة الهيكلي في السوق‬
‫النقدية‪.‬‬

‫ويوضح الجدول التالي تطور فائض السيولة خالل الفترة ‪:0200-0222‬‬

‫‪268‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫(الوحدة‪ :‬مليار دج)‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬
‫‪9117,5‬‬ ‫‪7787,4‬‬ ‫‪2015,8‬‬ ‫‪6211,2‬‬ ‫‪5805,0‬‬ ‫‪5046,4‬‬ ‫‪5060,8‬‬ ‫‪4502,1‬‬ ‫حجم الودائع‬
‫‪6520,5‬‬ ‫‪5054,5‬‬ ‫‪4056,4‬‬ ‫‪1204,2‬‬ ‫‪1066,2‬‬ ‫‪1285,0‬‬ ‫‪0604,0‬‬ ‫‪0021,2‬‬ ‫حجم القروض‬
‫‪0604,6‬‬ ‫‪0610,5‬‬ ‫‪0515,4‬‬ ‫‪1228,1‬‬ ‫‪0550,4‬‬ ‫‪0260,1‬‬ ‫‪0542,2‬‬ ‫‪0101,6‬‬ ‫فائض السيولة‬
‫‪Source: Les rapports annuels de la banque d'algérie 2007-2014, http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/.‬‬

‫ويوضح الشكل البياني التالي تطور حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة ‪-0222‬‬
‫‪:0204‬‬

‫الشكل البياني (‪ :)12-2‬حجم فائض السيولة لدى البنوك الجزائرية خالل الفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬
‫فائض السيولة (مليار دج)‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )02-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫من خالل المعطيات السابقة لفائض السيولة خالل الفترة (‪ )0204-0222‬يمكن مالحظة االرتفاع‬
‫المستمر لفائض السيولة خالل الفترة (‪ ،)0200-0222‬لينخفض حجم فائض السيولة ابتداءا من سنة‬
‫‪ ،0200‬ويعود هذا االنخفاض لمحاولة بنك الجزائر امتصاص فائض السيولة على مستوى السوق‬
‫ال نقدية‪ ،‬وذلك بواسطة إدارة مرنة ومنتظمة للوسائل غير المباشرة للسياسة النقدية‪ ،‬و كان بنك الجزائر‬
‫قد أدرج في ماي ‪ 0201‬آداة جديدة للسياسة النقدية حيث ارتفعت نسبة تكوين االحتياطيات الدنيا‬
‫االلزامية من ‪ %5‬إلى ‪ ،%00‬وبفضل هذه اآلليات تقلصت السيولة المصرفية‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫كما تم امتصاص فائض السيولة بشكل فعال بواسطة وسائل استرجاع السيولة (‪ 1350‬مليار دج)‪،‬‬
‫ولو أن لجوء المصارف لتسهيلة الودائع إلى ‪ 24‬ساعة انخفض (‪ 479,90‬مليار دج في نهاية‬
‫‪1‬‬
‫ديسمبر ‪ 2013‬مقابل ‪ 838,08‬مليار دج في نهاية ديسمبر ‪.)2012‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الحوكمة في القطاع المصرفي الجزائري‬

‫لقد تبنت السلطات النقدية في الج ازئر من خالل قانون النقد والقرض والتعديالت التي تلته والذي‬
‫مثل اإلصالح األبرز في المنظومة المصرفية‪ ،‬التوصيات الصادرة عن لجنة بازل في اتفاقيتها األولى‬
‫" اتفاقية " ‪ 1988‬وعملت على تطبيق هذه التوصيات بشيء من التمهل والتدرج‪ ،‬يدفعها ويحذوها في‬
‫ذلك ما يوفره هذا اإلطار من إمكانية لربط أرس مال البنك باألخطار التي يمكن أن يتعرض لها‪ ،‬بما‬
‫يعزز سالمة الوحدات المصرفية ويمكن أيضا من الرقابة واإلشراف على صحة النظام المالي بشكل‬
‫عام فمع بروز أهمية رأس المال في الصناعة المصرفية ودوره في تحقيق السالمة واالحتياط ضد‬
‫الخسائر اتجهت السلطات النقدية في الجزائر إلى إقرار مجموعة من التدابير التي سعت من خاللها‬
‫إلى تعزيز هذا التوجه لدى البنوك الجزائرية ووضعها في موقع المتتبع لما يعرفه عالم الصناعة‬
‫المصرفية من تحوالت فيهذا المجال‪ .‬وعليه فقد تم وضع مجموعة من قواعد الحذر للتسيير بهدف‬
‫تدعيم مساعي السالمة المصرفية و في منحى يدعم مرتكزات الحوكمة المصرفية‪.‬‬

‫وسيتم التطرق من خالل هذا المبحث إلى‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة على القطاع المصرفي الجزائري؛‬


‫‪ -‬الرقابة الداخلية وادارة المخاطر في القطاع المصرفي الجزائري؛‬
‫‪ -‬االلتزامات المرتبطة بمعايير التسيير للحفاظ على استقرار القطاع المصرفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرقابة على القطاع المصرفي الجزائري‬

‫تسعى نظم الرقابة المصرفية إلى إيجاد نظام مالي ومصرفي قوي وكفؤ‪ ،‬يحقق أهداف السلطة‬
‫النقدية من خالل تحديد نقاط الضعف في أداء المؤسسات المصرفية‪ ،‬والتي يمكن أن تكون مرتكزات‬
‫مرنة تنفذ من خاللها األزمات المالية‪.‬‬

‫‪ .1‬دور بنك الجزائر في تحقيق استقرار القطاع المصرفي‬

‫تنص المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 24-02‬المؤرخ في ‪ 06‬أغسطس ‪ 0202‬المعدل والمتمم لألمر رقم‬
‫‪ 00-21‬المؤرخ في ‪ 06‬أغسطس ‪ 0221‬المتعلق بالنقد والقرض على أن‪ " :‬تتمثل مهمة بنك الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫‪. Rapport annuel de la Banque d'Algérie 0201, P 163, http://www.bank-of-algeria.dz/ )11/01/2016).‬‬

‫‪271‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫في الحرص على استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف السياسة النقدية وفي توفير أفضل الشروط‬
‫في ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد‪ ،‬مع السهر على االستقرار‬
‫النقدي والمالي"‪.‬‬

‫ولهذا الغرض يكلف بتنظيم الحركة النقدية ويواجه ويراقب بكل الوسائل المالئمة توزيع القروض‪،‬‬
‫تنظيم السيولة‪ ،‬السهر على حسن تسيير التعهدات المالية اتجاه الخارج‪ ،‬ضبط سوق الصرف والتأكد‬
‫‪1‬‬
‫من سالمة النظام المصرفي وصالبته‪.‬‬

‫أبرز القانون المصرفي لسنة ‪ 0202‬دور بنك الجزائر في مجال استقرار القطاع المصرفي‪ ،‬إذ عليه‬
‫أن يحرص على سالمة وصالبة هذا القطاع‪ ،‬وللقيام بذلك أسندت لبنك الجزائر منذ سنة ‪0202‬‬
‫صالحيات أوسع إلجراء كل تحقيق على مستوى المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬مما يساهم في تعزيز‬
‫قدرة الكشف المبكر لمواطن الضعف‪ .‬كما يتولى بنك الجزائر ويدير بصفة مستمرة اإلشراف على‬
‫المؤسسات المصرفية (المصارف والمؤسسات المالية) مع تركيز اإلشراف المصرفي على المخاطر‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬وفي إطار إدارة هدف االستقرار المالي‪ ،‬يأخذ بنك الجزائر بعين االعتبار على‬
‫نطاق واسع كل من مستوى المؤشرات المالية الخاصة باستقرار القطاع المصرفي ومساهمة القطاع‬
‫المصرفي في التنمية االقتصادية واستم اررية الخدمات المالية وتحسن اإلدماج المالي‪.2‬‬

‫وتهدف رقابة بنك الجزائر بالدرجة األولى إلى الوقوف على مدى احترام البنوك لألحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية السارية‪ ،‬ويعرف قانون النقد والقرض البنك المركزي الجزائري على أنه مؤسسة وطنية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويدعى بنك الجزائر ويتعامل مع الغير بصفته تاجرا‪ ،‬ويخضع‬
‫لقواعد المحاسبة التجارية وال يخضع للتسجيل في السجل التجاري‪ ،‬وتعود ملكية رأسماله كاملة للدولة‬
‫‪3‬‬
‫وموقعه مدينة الجزائر‪ ،‬إال أنه يمكن أن يفتح فروعا ووكاالت ويختار مراسلين متى رأى ذلك مناسبا‪.‬‬

‫ويلجأ بنك الجزائر في ممارسته لوظيفة الرقابة على البنوك التجارية إلى عدة آليات ووسائل منها‬
‫المباشرة‪ ،‬بحيث يتدخل بواسطتها مباشرة في مراقبة البنوك‪ ،‬ومنها غير المباشرة‪ ،‬بحيث ال يتدخل‬
‫مباشرة في ممارسة وظيفته الرقابية ويتحكم في ذلك عن طريق مجموعة من السياسات والمتغيرات‪.‬‬

‫على المستوى العملياتي وبموجب القانون‪ ،‬فإن مفتشية بنك الجزائر مكلفة بالقيام‪ ،‬لصالح اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬بالرقابة على أساس المستندات والرقابة بعين المكان ‪.‬وعليه‪ ،‬ومنذ بداية سنوات ‪،2000‬‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 24-02‬ممضي في ‪ 0202/28 /06‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 00-21‬المؤرخ في ‪ 0221/28/06‬والمتعلق بالنقد والقرض‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،0202/25/20 ،52‬ص‪.00‬‬
‫‪ .2‬محمد لكصاسي‪ ،‬تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 002‬من القانون رقم ‪ 02-52‬المؤرخ في ‪ 0552/24/04‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تعززت قدرة بنك الجزائر في مجال اإلشراف المصرفي بصفة معتبرة‪ ،‬مدعمة بالمساعدة التقنية‬
‫لصندوق النقد الدولي‪ ،‬حيث سمحت مهمات تقييم القطاع المالي التي قام بها صندوق النقد الدولي‬
‫والبنك الدولي في ‪ 0221‬و‪ ،0222‬بتعزيز أكبر لوسائل رقابة بن الجزائر‪ ،‬واندرجت المساعدة التقنية‬
‫للخزينة األمريكية‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ 0228‬وألربع سنوات متتالية‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬مع تركيز خاص على‬
‫‪1‬‬
‫تطوير منهج اإلشراف القائم على متابعة المخاطر‪.‬‬

‫‪ .2‬دور المصالح المشتركة لبنك الجزائر في مراقبة البنوك التجارية‬

‫‪ .2.1‬مركزية المخاطر‬
‫تأسست هذه المصلحة بموجب المادة ‪ 044‬من القانون ‪ 02-52‬للنقد والقرض وتكررت في المادة ‪58‬‬
‫من األمر ‪ ،00-21‬ثم جاءت التدابير القانونية من خالل األمر ‪ 24-02‬الصادرة في أوت ‪ 0202‬لتعطي‬
‫إرساءا قانونيا أكبر لمركزية المخاطر بحيث أصبحت مكونة من مركزية المخاطر للعائالت ومركزية‬
‫المخاطر للمؤسسات‪ ،‬وهي هيئة مكلفة بجمع كل المعلومات المتعلقة بالقروض الممنوحة من البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬التي يتكفل البنك المركزي بتسييرها وتنظيمها‪ ،‬وينظم إليها إجباريا مع احترام قواعد‬
‫عملها‪ ،‬كل البنوك والمؤسسات المالية التي تعمل داخل التراب الوطني‪ ،‬ويزودونها بأسماء جميع‬
‫المستفيدين من القروض وطبيعتها وسقفها والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكل قرض‪ ،‬وتتمثل‬
‫وظائفها الرئيسية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تلعب دو ار إعالميا ممتا از للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬يتمثل في تزويدها بالمعلومات الضرورية‬
‫المرتبطة بالقروض والزبائن التي يمكن أن تشكل مخاطر لها تؤثر على نشاطها وعملها؛‬
‫مراقبة مدى احترام وتطبيق قواعد التسيير التي يحددها البنك المركزي من طرف البنوك‬ ‫‪-‬‬
‫والمؤسسات المالية لضمان سيولتها وقدرتها تجاه الغير وضمان توازنها المالي؛‬
‫تركيز المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة بالبنك المركزي الذي يسمح‬ ‫‪-‬‬
‫له بتسيير أفضل لسياسة القرض؛‬
‫منح البنوك والمؤسسات المالية القيام بمفاضالت بين القروض المتاحة بناء على معطيات‬ ‫‪-‬‬
‫سليمة نسبيا‪.‬‬

‫إلى جانب التسيير الحالي لمركزية المخاطر‪ ،‬تمحورت األعمال المباشر فيها منذ سنة ‪ 0200‬حول‬
‫ثالثة محاور أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تسيير مشروع عصرنة وتطوير مركزية مخاطر المؤسسات واألسر؛‬

‫‪ .‬محمد لكصاسي‪ ،‬إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬رقم ‪ ،0204 ،61‬ص‪.22‬‬
‫‪1‬‬

‫‪272‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تواصل عملية تطهير قواعد البيانات لمركزية مخاطر المؤسسات والتي تم البدء فيها منذ سنة‬
‫‪ ،0200‬والتي تم فيها تزويد أغلب المؤسسات المصرحة لدى مركزية المخاطر بأرقام التعريف‬
‫الضريبي ‪ NIF‬وكذا بأرقام المركز الوطني للسجل التجاري ‪ ،CNRC‬غير أن هذه العملية تعرف‬
‫صعوبات تخص المقاولين الفرديين؛‬
‫‪ -‬تصميم حل تقني داخلي إلقامة مركزية مخاطر األسر‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مركزية عوارض الدفع ومصلحة مركزية مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد‬

‫أنشئت مركزية عوارض الدفع بموجب النظام رقم ‪ 20-50‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ ،0550‬الذي‬
‫يفرض على الوساطة المالية االنضمام إليها وتبليغها بكل عوارض الدفع الناتجة عن القروض‬
‫الممنوحة‪ ،‬أو استعمال وسائل الدفع الموضوعة تحت تصرف الزبائن‪ ،‬وتتمثل مهمة مركزية عوارض‬
‫الدفع في‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيم و تسيير بطاقية مركزية تتضمن كل عوارض الدفع الناتجة عن عدم تسديد القروض أو عن‬
‫مشاكل في استعمال وسائل الدفع و ما ينجر عنها من تبعات أخرى؛‬
‫‪ -‬نشر واعالم كل الوسطاء الماليين و كل األشخاص المعنيين بقائمة عوارض الدفع وما ينجر عنها‬
‫من تبعات أخرى وبصفة دورية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمشكلة إصدار شيكات بدون رصيد فإن تنظيم وسير مركزية مكافحة إصدار شيكات‬
‫بدون رصيد يخضع لنظام مجلس النقد والقرض رقم ‪ 20-28‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ،0228‬والمتعلق‬
‫بالوقاية والمكافحة ضد إصدار صكوك بدون رصيد‪ ،‬حيث تم إقامة الجهاز الجديد لمركزية حوادث‬
‫دفع الشيكات ودخل حيز التنفيذ وفقا للقانون رقم ‪ 20-25‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ 0225‬المعدل والمتمم‬
‫لألمر رقم ‪ 55-25‬المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 0525‬المتعلق بالقانون التجاري‪.‬‬

‫وبعد تعديل وتتميم القانون ‪ 20-28‬بالنظام رقم ‪ 22-00‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،0200‬قام بنك‬
‫الجزائر بإصدار التعليمة رقم ‪ 0200-20‬المؤرخة في ‪ 5‬مارس ‪ 0200‬المتعلق بترتيبات الوقاية من‬
‫إصدار شيكات بدون رصيد ومكافحتها‪ ،‬والذي أدخل تغييرات عميقة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬آجال تسوية الشيكات المستحقة غير المدفوعة وادخال غرامة تبرئة؛‬


‫‪ -‬تمديد مدة منع استعمال دفتر الشيكات من سنتين إلى خمسة سنوات؛‬
‫‪ -‬شروط استرجاع إمكانية شيكات من طرف أي شخص منع من استعمال دفتر شيكات؛‬
‫‪ -‬وقوع المسؤولية على عاتق المؤسسة المصرحة في حالة عدم احترام االلتزامات القانونية‬
‫والتنظيمية بحوادث عدم دفع الشيكات‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ومقارنة بالمعطيات المصرح بها نهاية ‪ ،0201‬فلقد ارتفعت حوادث الدفع المسجلة في مركزية‬
‫المستحقات غير المدفوعة سنة ‪ 0204‬ب ‪ %05,28‬من حيث العدد‪ ،‬و‪ %04,58‬من حيث القيمة‪ ،‬ممثلة‬
‫بـ ‪ 48860‬شيك بقيمة ‪ 65,6‬مليار دج‪.‬‬

‫أما فيما يخص عوارض الدفع فلقد ارتفعت من ‪ 00500‬تصريح سنة ‪ 0201‬إلى ‪ 01500‬تصريح‬
‫سنة ‪ ،0204‬بارتفاع نسبتة ‪.%02,18‬‬

‫‪ .2.2‬مركزية الميزانيات‬

‫أنشئت في الجزائر مركزية الميزانيات بموجب المادة األولى من النظام ‪ 22-56‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫جويلية ‪ 0556‬والتي تنص على‪" :‬يتم إنشاء مركزية الميزانيات لدى بنك الجزائر طبقا لمهامه المتمثلة‬
‫في مراقبة وتوزيع القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية غير البنكية‪ ،‬وقصد تعميم طرق‬
‫موحدة في التحليل المالي الخاص بالمؤسسات ضمن النظام المصرفي"‪ ،‬ويجب على كل البنوك‬
‫والمؤسسات المالية غير البنكية وشركات االعتماد اإليجاري أن تنظم إلى مركزية الميزانيات لبنك‬
‫الجزائر‪ ،‬وأن تزودها بالمعلومات المحاسبية والمالية التي تتعلق بالسنوات الثالث األخيرة لزبائنها من‬
‫المؤسسات وفقا لنموذج موحد يضعه بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬الرقابة المستقلة‬
‫تتمثل هيئات الرقابة المستقلة في‪:‬‬
‫‪ .2.1‬هيئة التمثيل (جمعية البنوك والمؤسسات المالية)‬

‫جمعية البنوك والمؤسسات المالية ‪ ABEF‬هي عبارة عن تجمع عام للنظام المصرفي‪ ،‬فهي تمثل‬
‫الحقوق الجماعية للبنوك والمؤسسات المالية باألخص لدى السلطات العمومية من خالل االهتمام‬
‫ببعض مجاالت النشاط المصرفي (تحسين تقنيات البنك والقرض‪ ،‬وتنشيط المنافسة‪ ،‬واعتماد‬
‫التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وتكوين الموظفين‪ ،‬وتنظيم وتسيير خدمات ومصالح النفع العام)‪.‬‬

‫‪ .2.2‬هيئة الرقابة (اللجنة المصرفية)‬

‫تتكون اللجنة المصرفية من‪ 1 :‬أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمالي‬
‫والمحاسبي؛ وقاضيين ينتدبان من المحكمة العليا يختارهما الرئيس األول لهذه المحكمة بعد استشارة‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وتتمثل أهم مهامها في‪:‬‬

‫أ‪ .‬سلطة إدارية‪ :‬مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المطبقة عليها‪ ،‬ولكي تتمكن هيئة الرقابة من القيام بمهامها تعتمد على نوعين من التحقيق‪:‬‬
‫الرقابة على أساس السندات‪ :‬وتدعى بالرقابة الدائمة والتي تعتمد على التقارير المنجزة من‬ ‫‪-‬‬
‫قبل وتحت مسؤولية المفتشية العامة لبنك الجزائر‪ ،‬بعد فحص كل المعطيات والمعلومات‬
‫المقدمة بصفة دورية من طرف البنوك‪ ،‬حيث تنظم اللجنة برنامج عمليات المراقبة التي تقوم‬
‫بها‪ ،‬وتحدد قامة التقديم وصيغته وآجال وتبليغ الوثائق والمعلومات التي تراها مفيدة‪ ،‬ويخول لها‬
‫أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية جميع المعلومات واإليضاحات واإلثباتات الالزمة‬
‫لممارسة مهمتها‪.‬‬

‫وتهدف هذه الرقابة إلى تحديد نقاط الضعف والمخاطر الخاصة بكل بنك‪ ،‬مما يسمح للجنة‬
‫المصرفية من خالل استالمها التقارير بوضع خطط عمل وتوجيه عمل الرقابة بعين المكان من أجل‬
‫حصر أفضل ألهداف هذا النوع من الرقابة‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص نتائج الرقابة على أساس المستندات للمؤسسات المالية الجزائرية فيما يلي‪:‬‬

‫← احترام التدابير القانونية والتنظيمية‪ :‬حيث وفي سنة ‪ 0204‬تم تسجيل زيادة في عدد المخالفات‬
‫ب‪ 66‬مخالفة مقابل ‪ 64‬حالة سنة ‪.0201‬‬
‫← الرقابة الداخلية ومراقبة وقياس المخاطر‪ :‬وفقا للنظام الجديد رقم ‪ 28-00‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر‬
‫‪ 0200‬المتعلق بالرقابة الداخلية‪ ،‬فلقد شهدت المؤسسات المالية تحسنا خصوصا بما يتعلق‬
‫بعصرنة أنظمتها للمعلومات تسمح بمراقبة فعالة ودائمة للمخطر المتعرض لها‪ ،‬غير أنه تبقى‬
‫بعض التدابير الموضوعة تعرف نقصا مثل نقص مساهمة هيئة المداولة في مراقبة المخاطر وفي‬
‫أنظمة المعلومات‪ ،‬وأحيانا حتى في تقييم وقياس المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة المالية‪.‬‬
‫← التدقيق الخارجي القانوني‪ :‬أما فيما يخص التدقيق القانوني للبنوك والمؤسسات المالية فلقد شهد‬
‫تسيي ار أحسن حسب محافظي الحسابات‪ ،‬بالنظر لعدد المصادقات على الحسابات بدون تحفظ‬
‫وهو ما يعكس تحسن نوعية المعلومات المحاسبية والمالية‪.‬‬
‫← جهاز مكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‪ :‬حيث وحسب تقارير محافظي الحسابات فإنه‬
‫يالحظ النقص لدى بعض البنوك والمؤسسات المالية في اإللتزام بالنظام الجديد ‪ 21-00‬المؤرخ‬
‫في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 0200‬المتعلق بالوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما الذي‬
‫يلغي النظام رقم ‪ 25-25‬المؤرخ في ‪ 05‬ديسمبر ‪.0225‬‬

‫‪275‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬الرقابة الميدانية‪ :‬حيث يكلف بنك الجزائر بتنظيم هذه المراقبة لحساب اللجنة بواسطة أعوانه‪،‬‬
‫تستند هذه الطريقة على أساس برنامج دوري يخضع تحديده لمداولة اللجنة المصرفية‪ ،‬من خالل‬
‫النزول إلى المقر االجتماعي للبنوك‪ ،‬والفروع التابعة لها‪ ،‬إلجراء عمليات تفتيش وتحقيق يمكنها‬
‫أن تكون جذرية أو دقيقة‪ ،‬كما يمكنها أن تكون حول نشاط معين‪ ،‬تحرر على إثرها محاضر‬
‫معاينة‪ ،‬تجمع في تقارير تدعى تقارير ميدانية‪.‬‬

‫وضمن هذا اإلطار قامت المديرية العامة للمفتشية العامة سنة ‪ 0201‬بمهمات من نوع رقابة‬
‫خاصة بمواضيع معينة لدى ‪ 5‬بنوك عمومية فيما يخص تقييم محفظة القروض‪ ،‬وكذلك ‪ 4‬مهام‬
‫تدخل في إطار رقابة عمليات التجارة الخارجية‪ .‬إجماال وفي سنة ‪ 0201‬تم إجراء عملية رقابة بعين‬
‫المكان منها ‪ 00‬أجريت لدى ‪ 01‬بنك‪.‬‬

‫ب‪ .‬السلطة القضائية‪ :‬المعاقبة على اإلخالالت التي تتم معاينتها‪ ،‬حيث تفحص اللجنة شروط‬
‫استغالل البنوك والمؤسسات المالية وتسهر على نوعية وضعياتها المالية‪ ،‬واحترام قواعد حسن‬
‫سير المهنة‪ ،‬ويمكن للجنة بمقتضى أحكام المواد ‪ 051‬إلى ‪ 052‬من القانون ‪ 02-52‬أن تتخذ‬
‫تدابير وعقوبات تأديبية مختلفة تتماشى درجة شدتها حسب األخطاء والمخالفات المثبتة‪،‬‬
‫فيمكن أن تطلب من أي بنك أو مؤسسة مالية عندما تبرر وضعيته ليتخذ في أجل معين كل‬
‫التدابير التي من شأنها أن تعيد أو تدعم توازنه المالي أو تصحح أساليب تسييره‪ ،‬أو أن تعمل‬
‫على تعيين مدير مؤقت يقوم بإدارة أعمال هذه المؤسسة وتسييرها‪.‬‬
‫‪ .2.2‬هيئة التنظيم ومنح االعتماد (مجلس النقد والقرض)‬

‫يعتبر مجلس النقد والقرض من أهم ما جاء به قانون النقد والقرض والذي أعطيت له وظيفة‬
‫السلطة النقدية في البالد‪ ،‬ويتشكل مجلس النقد والقرض من‪:‬‬

‫‪ -‬أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر؛‬


‫‪ -‬عضوين يعينان بموجب مرسوم رئاسي وهذا بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية والنقدية‪.‬‬

‫يجتمع هذا المجلس على األقل أربع مرات في السنة وبحضور على األقل ستة من أعضائه حتى‬
‫يتمكن من عقد اجتماعه‪ ،‬وبصفته السلطة النقدية له تتمثل مهامه في‪:‬‬

‫إصدار النقود المعدنية واألوراق النقدية مع إشارات تعريفها وشروط وكيفية مراقبة صنعها واتالفها‬ ‫‪-‬‬
‫وكذا تغطيتها؛‬
‫‪ -‬تحديد أسس وشروط عمليات البنك المركزي وخاصة عمليات الخصم وقبول السندات تحت نظام‬
‫األمانة ورهن السندات العامة والخاصة‪ ،‬والعمليات المتعلقة بالمعادن الثمينة والعمالت األجنبية؛‬

‫‪276‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها ومتباعتها وتقييمها‪ ،‬ولهذا الغرض يحدد المجلس األهداف‬
‫النقدية السيما فيما يتصل بتطور المجاميع النقدية والقرضية ويحدد استخدام النقد وكذا وضع‬
‫قواعد الوقاية في سوق النقد ويتأكد من نشر معلومات في السوق ترمي إلى تفادي مخاطر‬
‫اإلختالل؛‬
‫‪ -‬غرف المقاصة؛‬
‫‪ -‬سير وسائل الدفع وسالمتها؛‬
‫‪ -‬تحديد األسس والنسب التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية المتعلقة بتغطية وتوزيع‬
‫المخاطر والسيولة والمالءة؛‬
‫‪ -‬تحدي د النظم والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة التطور‬
‫الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان؛‬
‫‪ -‬تقديم االعتماد إلنشاء البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية واألجنبية وتعديل الترخيص أو الرجوع‬
‫فيه باإلضافة إلى ذلك فهناك مهام أخرى عديدة يقوم بها؛‬
‫‪ -‬حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية السيما في مجال العمليات مع هؤالء الزبائن؛‬
‫‪ -‬الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ومهنتي االستشارة والوساطة في المجالين المصرفي‬
‫والمالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة الداخلية وادارة المخاطر في القطاع المصرفي الج ازئري‬

‫تعرف الرقابة الداخلية للبنوك على أنها مجموعة من اإلجراءات التي يضعها مديري وموظفي‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسة بهدف تحقيق بصفة دائمة ومعقولة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير أمثل للعمليات وتحقيق األهداف المسطرة األساسية (المردودية‪ ،‬حماية الممتلكات‪،‬‬
‫الكفاءة)؛‬
‫شفافية ونزاهة المعلومات‪ ،‬واحترام القواعد والقوانين الداخلية للبنك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استفاد جهاز اإلشراف المصرفي‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ ،0220‬من وضع نظام الرقابة الداخلية‪ .‬حيث‬
‫يلزم النظام رقم ‪ 0220-21‬المؤرخ في ‪ 08‬أكتوبر ‪ 0220‬المصارف والمؤسسات المالية بوضع نظام‬
‫رقابة داخلية‪ ،‬السيما نظام رقابة العمليات واإلجراءات الداخلية وتنظيم محاسبي ولمعالجة المعلومات‬
‫وكذا أنظمة لقياس المخاطر والنتائج وأنظمة للمراقبة والتحكم في المخاطر ونظام خاص بالوثائق‬
‫والمعلومات‪ .‬يتعلق األمر‪ ،‬بالنسبة للمصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬بوضع نظام رقابة داخلية ألنشطتها‬
‫‪2‬‬
‫والمخاطر المرتبطة بها‪ ،‬وهذا قصد تحسين التقييم والتسيير والتحكم في المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Mohamed Faci, Définitions, formes et types d'audit, Convergence BEA, N 10, Février 2003, p21.‬‬
‫‪ .2‬محمد لكصاسي‪ ،‬إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪277‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وعلى هذا األساس تظهر أهمية حيازة البنوك والمؤسسات المالية في النظام المصرفي الجزائري‬
‫قصد تطبيق هذا النظام بشكل جيد على هيكل تنظيمي متجانس ونظام معلوماتي قوي باإلضافة إلى‬
‫والمهنية‪.‬‬ ‫وجود إطار بشري مؤهل في ميادين اإلدارة التشغيلية‬

‫‪ .1‬مضمون الرقابة الداخلية‬

‫تتشكل الرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية من مجموع العمليات والمناهج واإلجراءات التي‬
‫‪1‬‬
‫تهدف على الخصوص إلى ضمان ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬التحكم في النشاطات؛‬

‫‪ -‬السير الجيد للعمليات الداخلية؛‬

‫‪ -‬األخذ بعين االعتبار بشكل مالئم جميع المخاطر‪ ،‬بما فيها المخاطر العملياتية؛‬

‫‪ -‬احترام اإلجراءات الداخلية؛‬

‫‪ -‬المطابقة مع األنظمة والقوانين؛‬

‫‪ -‬الشفافية ومتابعة العمليات المصرفية؛‬

‫‪ -‬موثوقية المعلومات المالية؛‬

‫‪ -‬الحفاظ على األصول؛‬

‫‪ -‬االستعمال الفعال على الموارد‪.‬‬

‫ويجب أن يحتوي جهاز الرقابة الداخلية الذي ينبغي على البنوك والمؤسسات المالية أن تضعه‪،‬‬
‫خصوصا على ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1.1‬نظام رقابة العمليات واإلجراءات الداخلية‬


‫‪2‬‬
‫حسب المادة ‪ 26‬من النظام ‪ ،28-00‬فإن مهام هذا النظام تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد من مطابقة العمليات المنجزة واإلجراءات الداخلية المستعملة‪ ،‬لألحكام التشريعية‬


‫والتنظيمية وللمعايير واألعراف المهنية واألخالقية وكذا لتوجيهات هيئة المداولة ولتعليمات‬
‫الجهاز التنفيذي؛‬

‫‪ .1‬المادة ‪ 21‬من االمر ‪ 00-21‬المتعلق بالنقد والقرض المؤرخ في ‪ 06‬أوت ‪.0221‬‬


‫‪ .2‬المادة ‪ 26‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪.0200/28/08 ،42‬‬

‫‪278‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬التأكد من االحترام الصارم لإلجراءات الداخلية المتبعة في إتخاذ القرار والمتبعة في اتخاذ‬
‫المخاطر مهما كانت طبيعتها‪ ،‬وكذا تطبيق معايير التسيير المحددة من الجهاز التنفيذي؛‬

‫‪ -‬التأكد من نوعية المعلومات المعلومات المحاسبية والمالية‪ ،‬سواء كانت موجهة للجهاز التنفيذي‬
‫أو لهيئة المداولة أو مرسلة لبنك الجزائر أو للجنة المصرفية أو موجهة للنشر؛‬

‫‪ -‬رقابة ظروف تقييم المعلومات المحاسبية والمالية وتسجيلها وحفظها وتوفرها‪ ،‬خصوصا مع ضمان‬
‫سير التدقيق؛‬

‫‪ -‬التأكد من نوعية أنظمة اإلعالم واالتصال؛‬

‫‪ -‬التأكد من تنفيذ اإلجراءات التصحيحية المقررة في آجال معقولة‪.‬‬

‫‪ .1.2‬هيئة المحاسبة ومعالجة المعلومات‬

‫حسب المادة ‪ 31‬من النظام ‪ ،28-00‬على البنوك أن تحترم األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة‬
‫‪1‬‬
‫بالنظام المحاسبي والمالي‪ ،‬المتعلقة ب ـ‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان وجود مجموعة اإلجراءات والمسماة مسار التدقيق؛ تسمح بإعادة تشكيل العمليات حسب‬
‫التسلسل الزمني‪ ،‬وبتحديد هذه المعلومات بالوثائق األصلية‪ ،‬وتوضيح أرصدة الحسابات عند‬
‫تواريخ إقفالها عن طريق البيانات المناسبة (الجرد المادي‪ ،‬تجزئة األرصدة‪)..‬؛‬
‫‪ -‬تحتفظ البنوك بمجموع الملفات الضرورية إلثبات البيانات المالية والتقارير الدورية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .1.2‬أنظمة قياس المخاطر والنتائج‬
‫تلتزم البنوك بوضع أنظمة قياس وتحليل المخاطر‪ ،‬وتكييفها مع طبيعة وحجم عملياتها خاصة منها‬
‫مخاطر القرض‪ ،‬معدل الفائدة اإلجمالي والسيولة وخطر السوق‪ ،...‬وتسمح هذه األنظمة بتقدير النتائج‬
‫المتوصل إليها من قياس المخاطر بطريقة إستشرافية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬أنظمة المراقبة والتحكم في المخاطر‬
‫حيث يجب على البنوك أن تضع أنظمة مخاطر القرض ومخاطر التركيز والمخاطر الناجمة عن‬
‫عمليات مابين البنوك‪ ،‬ومخاطر معدالت الفائدة ومخاطر معدالت الصرف ومخاطر السيولة والدفع‪،‬‬
‫مع إظهار الحدود الداخلية والظروف التي من خاللها يتم إحترام هذه الحدود‪.‬‬

‫‪ .1‬المادة ‪ 10‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪.0200/28/08 ،42‬‬
‫‪ .2‬المادة ‪ 51‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪0200/28/08 ،42‬‬

‫‪279‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫‪ .1.2‬نظام اإلعالم والتوثيق‬
‫يتوجب على البنوك إعداد دالئل اإلجراءات المتعلقة بنشاطاتها المختلفة‪ ،‬والتي تحدد على األقل‬
‫كيفيات التسجيل والمعالجة واسترداد المعلومات والخطط المحاسبية‪.‬‬

‫‪ .2‬األطراف المسؤولة عن الرقابة الداخلية‪ :‬تتمثل األطراف األساسية المسؤولة عن الرقابة‬


‫الداخلية للبنوك في‪:‬‬

‫‪ .2.2‬لجنة تدقيق‪ 2:‬هي لجنة يمكن أن تنشئها هيئة المداولة لتساعدها في ممارسة مهامها‪ ،‬وتقوم‬
‫هيئة المداولة بتحديد تشكيلة ومهام وكيفيات سير لجنة التدقيق والشروط التي يشترك بموجبها محافظوا‬
‫الحسابات أو أي شخص آخر تابع للبنك ‪.‬‬

‫وتكمن المهمة الرئيسية للجنة التدقيق داخل البنك في التقييم والتقدير المستقل‪ ،‬الذي يهدف إلى‬
‫معاينة وتقييم السير الحسن وفاعلية الرقابة الداخلية‪ ،‬وحسب المادة ‪ 22‬من نظام رقم ‪ 28-00‬الممضي‬
‫في ‪ 08‬نوفمبر ‪ ،0200‬تكلف لجنة التدقيق ب ـ‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من وضوح المعلومات المقدمة وتقدير مدى إنتظام وأهمية المناهج المحاسبية المتبعة في‬
‫إعداد الحسابات؛‬
‫‪ -‬تقدير نوعية جهاز الرقابة الداخلية‪ ،‬خاصة تناسق أنظمة القياس والمراقبة والتحكم ورقابة‬
‫المخاطر‪ ،‬وعند االقتضاء اقتراح أعمال تكميلية بهذه الصفة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .2.2‬المسؤول‬

‫حيث يجب على البنوك أن تعين‪:‬‬

‫‪ -‬مسؤوال مكلفا بالتنسيق وبفعالية أجهزة الرقابة الدائمة؛‬


‫‪ -‬مسؤوال مكلفا بالسهر على توافق وفعالية جهاز الرقابة الدورية‪.‬‬
‫ويتم تبليغ هويتهمها للجنة المصرفية‪ ،‬وال يجوز لهم القيام بأية عملية تجارية أو مالية أو محاسبية‪،‬‬
‫إال إذا تعلق األمر بعضو من الجهاز التنفيذي‬

‫‪ .‬المادة ‪ 54‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫العدد ‪.0200/28/08 ،42‬‬


‫‪ .2‬المادة ‪ 22‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪0200/28/08 ،42‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 5‬و‪ 02‬من النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،0200/28/08 ،42‬ص‪.04‬‬

‫‪281‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزامات المرتبطة بمعايير التسيير المصرفي للحفاظ على استقرار القطاع‬
‫المصرفي‬

‫قواعد الحيطة والحذر‬ ‫‪.1‬‬

‫بهدف تعزيز االستقرار المالي للمنظومة المصرفية التي تكتسي أهمية خاصة في الجزائر في سياق‬
‫األزمة المالية الدولية‪ ،‬سعت الهيئات المسؤولة عن القطاع المصرفي الجزائري بإجراء إصالحات على‬
‫القواعد االحت ارزية‪ ،‬السيما ما تعلق برفع نسبة قابلية تسديد ديون البنوك وانشاء "واقية أمنية" بالنسبة‬
‫لألخطار المعتدلة‪ ،‬حيث ينبغي على البنوك أن تتمتع بصالبة مالية كبرى لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها‬
‫في كل وقت‪.‬‬

‫تعرف قواعد الحيطة والحذر بأنها‪:‬‬

‫‪" -‬عبارة عن قواعد للتسيير في الميدان المصرفي‪ ،‬والتي على المؤسسات التي تتعاطى االئتمان‬
‫احترامها من أجل ضمان سيولتها وبالتالي مالءة اتجاه المودعين حتى تكتسب العمليات المصرفية‬
‫نوعا من الثقة"؛‬
‫‪ " -‬مجموعة القواعد والتنظيمات التي توجه الستدراك التكاثر الضخم للمخاطر التي يواجهها النشاط‬
‫المصرفي والمالي‪ ،‬بهدف حماية المودعين وكذا السير الحسن للنظام المصرفي والمالي‪ ،‬وأبعد من‬
‫ذلك التوازن االقتصادي"؛‬
‫‪ " -‬مجموعة المقاييس الموضوعة على وجه الخصوص في مجال القروض الممنوحة ومالءة‬
‫‪1‬‬
‫وسيولة البنوك"‪.‬‬

‫حيث أدى تطور النشاط المصرفي الدولي إلى ظهور مخاطر من شأنها أن تهدد استقرار النظام‬
‫المصرفي العالمي ما دفع بالدول الكبرى إلى محاولة إيجاد قواعد الحذر الموجهة لضمان مالءة‬
‫مؤسسات القرض وسيولة الودائع وكذا حماية المودعين‪ ،‬فكانت هناك ردة فعل دولية فيما يخص هذه‬
‫المسألة بواسطة لجنة بازل‪ ،‬والتي اقترحت في جويلية لسنة ‪ 1988‬عالمية المالءة سميت بنسبة كوك‪،‬‬
‫تفرض على البنوك العالمية والكبرى االحتفاظ بحد أدنى من رأس المال الخاص‪.‬‬

‫ولقد تبنت المنظومة المصرفية الجزائرية هاته القواعد من خالل عدة أنظمة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ 02-52‬المتعلق بقانون النقد والقرض؛‬


‫‪ -‬األمر ‪ 00-21‬المتعلق بالنقد والقرض؛‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 25-50‬المتعلق بتحديد قواعد الحذر في تسيير المصارف والمؤسسات المالية؛‬

‫‪ .1‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪-‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،2000 ،‬ص‪.124‬‬

‫‪280‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬النظام رقم ‪ 20-04‬المتعلق بنسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والذي‬
‫ألغى النظام رقم ‪ 25-50‬المؤرخ في ‪ 0550/28/04‬الذي يحدد قواعد الحذر في تسيير‬
‫المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫وهذا األخير يعتبر إصالحا لإلجراءات التنظيمية االحت ارزية لمطابقة القواعد االحت ارزية للمقاييس‬
‫والمعايير الجديدة للجنة بازل‪ ،‬حيث تم إصدار ثالثة أنظمة من طرف مجلس النقد والقرض في الثالثي‬
‫األول من ‪ ،0204‬دخلت حيز التنفيذ اعتبا ار من شهر أكتوبر‪ ،‬وتضمنت نسب المالءة وكذا المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫الكبرى والمساهمات‪ ،‬وتصنيف المستحقات وااللتزامات بالتوقيع وتكوين مؤونات عليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .1.1‬االلتزام بالحد األدنى لرأس المال‬

‫حيث ألزم النظام رقم ‪ 24-28‬المتعلق بالحد األدنى لرأس مال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في‬
‫الجزائر‪ ،‬في مادته ‪ 0‬البنوك أن تمتلك عند تأسيسها رأسماال محر ار كليا ونقدا ويساوي على األقل عشرة‬
‫ماليير دينار جزائري (‪ 02.222.222.222‬دج)‪.‬‬

‫‪ .1.2‬نسب المالءة‬

‫تمثل هذه النسبة العالقة بين قيمة األموال الخاصة للبنوك وقيمة مجموع المخاطر التي تتعرض لها‬
‫بمناسبة عملياتها‪ ،‬ويكمن دور هذه النسبة في ضمان قدرة البنوك على الوفاء بالتزاماتها وتفادي‬
‫األخطار المحتملة وذلك باالعتماد على أموالها الخاصة‪.‬‬
‫ولقد ألزم النظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك‬
‫‪3‬‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬تماشيا مع القواعد الجديدة التي جاءت بها اتفاقية بازل ‪ ،3‬ب ـ‪:‬‬
‫‪ -‬تنقل نسبة القابلية على تسديد ديون البنوك التي يتم احتسابها على أساس نسبة أموالها‬
‫الخاصة بالمقارنة مع األخطار المتعلقة بالقروض العملية والسوق إلى ما ال يقل عن ‪%5,5‬‬
‫مقابل ‪ %8‬سابقا‪ ،‬ويتم حساب معدل المالءة المالية حسب المادة ‪ 5‬من النظام رقم ‪20-04‬‬
‫وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬

‫األموال الخاصة القانونية‬


‫معدل المالءة المالية=‬
‫مجموع التعرضات المرجحة لمخاطر القرض والمخاطر العملياتية و مخاطر السوق‬

‫‪ .‬محمد لكصاسي‪ ،‬تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .2‬نظام رقم ‪ 24-28‬المؤرخ في ‪ 0228/00/01‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬ص‪.14‬‬
‫‪ .3‬نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،56‬ص‪.00‬‬

‫‪282‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬يجب أن تغطي األموال الخاصة القاعدية كال من مخاطر القرض والمخاطر العملياتية‬
‫ومخاطر السوق بواقع ‪ %2‬على األقل؛‬
‫‪ -‬فرضت على البنوك تشكيل "وسادة أمنية" تزودها من أموالها األساسية الخاصة وتغطي ‪%0.5‬‬
‫من األخطار المعتدلة‪.‬‬
‫ويمكن للجنة المصرفية أن تفرض على البنوك والمؤسسات المالية ذات األهمية النظامية نسب‬
‫مالءة تفوق تلك المذكورة سابقا‪.‬‬
‫وتتحدد نسبة المالءة وفقا لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تتضمن مخاطر القرض مخاطر الميزانية والمخاطر خارج الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬تتكون األموال الخاصة القانونية من األموال الخاصة القاعدية واألموال الخاصة التكميلية‪:‬‬
‫← تتكون األموال الخاصة القاعدية من‪ :‬رأس المال االجتماعي أو من التخصيص‪ +‬العالوات‬
‫ذات الصلة برأس المال‪ +‬االحتياطيات (خارج فوارق إعادة التقييم أو التقييم)‪.‬‬
‫← تتكون األموال الخاصة التكميلية من‪ %52 :‬من مبلغ فوارق إعادة التقييم‪ %52+‬من قيمة‬
‫فوائض القيمة الكامنة والناجمة عن التقييم بالقيمة الحقيقية لألصول المتاحة للبيع‪+‬مؤونات‬
‫لتغطية المخاطر المصرفية العامة مكونة على المستحقات الجارية للميزانية في حدود ‪%0,05‬‬
‫من األصول المرجحة لخطر القرض‪ +‬سندات المساهمة‪ +‬األموال المتأتية من إصدار سندات‬
‫أو اقتراضات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1.2‬الرقابة االحترازية لمالءمة األموال الخاصة واإلبالغ المالي‬
‫حيث تهدف الرقابة االحت ارزية إلى التأكد من أن البنوك والمؤسسات المالية تحوز على أمواال‬
‫خاصة تتالءم مع كل أنواع المخاطر التي تتعرض لها حيث تلزم اللجنة المصرفية البنوك حسب المادة‬
‫‪ 10‬من نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية بـ‪:‬‬
‫حيازة أموال خاصة تفوق المتطلبات الدنيا‪ ،‬وذلك إن لم تسمح هذه األخيرة بتغطية كل المخاطر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك لضمان تغطية جميع المخاطر التي تتعرض لها بصفة فعلية؛‬
‫‪ -‬ضرورة وضع نظام تقييم داخلي لمالءمة أموالها الخاصة وذلك لتغطية المخاطر المتعرض لها‬
‫أو التي يمكن التعرض لها‪ ،‬ويجب أن يسمح هذا النظام بعرض دوري حول مالءمة األموال‬
‫الخاصة للمخاطر المتعرض لها وحول الفوارق الممكنة لهيئة المداولة وللجهاز التنفيذي؛‬

‫‪ .‬نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪1‬‬

‫‪ ،56‬ص‪.08‬‬

‫‪283‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫وضع إجراءات كتابية في مجال اإلبالغ المالي تصادق عليه هيئة المداولة التي تحدد طريقة‬ ‫‪-‬‬
‫نشر المعلومات والرقابة الواجب ممارستها على العملية بكاملها‪ ،‬وفقا لألحكام القانونية‬
‫والتنظيمية؛‬
‫نشر المعلومات الكمية والنوعية المتعلقة بهيكل أموالها الخاصة‪ ،‬وممارساتها في مجال تسيير‬ ‫‪-‬‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1.2‬توزيع المخاطر‬
‫يتعين على البنوك تجنب تركيز األخطار التي تتعرض لها بسبب عملياتها سواء مع نفس الزبون أو‬
‫مع نفس المجموعة من الزبائن‪ ،‬وذلك باحترامها لنوعين من النسب في توزيع األخطار حددها بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬يجب على كل بنك أو مؤسسة مالية أن تحترم باستمرار نسبة قصوى ال تفوق ‪ %05‬بين مجموع‬
‫المخاطر الصافية المرجحة التي يتعرض لها على نفس المستفيد ومبلغ أمواله الخاصة القانونية؛‬
‫‪ -‬كما يجب أن ال تتجاوز مجموع المخاطر الكبرى التي يتعرض لها البنك ‪ 8‬أضعاف مبلغ أمواله‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬مراقبة وضعيات الصرف‬
‫اهتم التشريع المصرفي في الجزائر بمراقبة وضعية الصرف بوضعه لقاعدة تقوم بتخفيف آثار‬
‫المخاطر الناجمة عن العمليات بالعملة الصعبة‪ ،‬وفي هذا اإلطار وضعت السلطة النقدية نسبتين‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويتعلق األمر بـ‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة قصوى محددة بـ ‪ ،%02‬بين مبلغ وضعية الصرف (قصيرة أو طويلة) مع مبلغ صافي‬
‫األموال الذاتية؛‬

‫نسبة قصوى ال تتعدى ‪ %12‬بين مجموع وضعيات الصرف "قصيرة أو طويلة" لجميع العمالت‬ ‫‪-‬‬
‫و مبلغ صافي األموال الذاتية‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬تلزم المادة ‪ 20‬من التعليمة رقم ‪ 28-55‬المتضمنة للقواعد المتعلقة بوضعيات‬
‫الصرف‪ ،‬البنوك والمؤسسات المالية المتدخلة في سوق الصرف على توفرها‪:‬‬

‫‪ -‬نظام دائم للقياس يسمح بتسجيل فوري للعمليات على العمالت الصعبة وبحساب النتائج‪،‬‬
‫باإلضافة إلى وضعيات الصرف لجميع العمالت ولكل عملة على حدى؛‬

‫‪ -‬نظام الرقابة وتسيير المخاطر مع احترام الحدود الموضوعة وفقا لنصوص هذه التعليمة؛‬

‫‪ .1‬نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن المخاطر الكبرى والمساهمات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬ص‪.05‬‬
‫‪ .‬المادة ‪ 21‬من التعليمة رقم ‪ 28-55‬المؤرخة في ‪ 0555/00/06‬المتضمنة للقواعد المتعلقة بوضعيات الصرف‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪284‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬نظام مراقبة دائم يسمح باحترام اإلجراءات الداخلية الضرورية لضمان احترام النظامين السابقين‪.‬‬

‫وتقوم البنوك يوميا بالتصريح بوضعيات الصرف الخاصة بها في كل عملة للمديرية العامة‬
‫للعالقات المالية الخارجية في بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬نظام التأمين على الودائع‬


‫يعتبر وجود نظام مصرفي سليم وتنافسي من أهم ركائز استقرار االقتصاد وحيويته بأية دولة‪ ،‬كما‬
‫يعتبر نظام التأمين على الودائع عنص ار أساسيا في الحفاظ على الثقة في النظام المصرفي وتعزيز‬
‫االستقرار المالي‪ .‬ويقوم نظام التأمين على الودائع بتعويض المودعين بالكامل أو جزئيا عن ودائعهم‬
‫لدى المصارف األعضاء في حال تعثر أي مصرف‪.‬‬
‫‪ .2.1‬فوائد نظام التأمين على الودائع‬
‫‪ -‬جزء ال يتج أز من شبكة األمان المالي؛‬
‫‪ -‬يتم توفيره تلقائيا للمودعين دون مقابل؛‬
‫‪ -‬يساهم في استقرار النظام المصرفي من خالل تعويض المودعين دون تأخير عند تعثر أحد‬
‫المصارف؛‬
‫‪ -‬يقلل من خطر امتداد عدوى تعثر أحد المصارف إلى المصارف األخرى؛‬
‫‪ -‬يضمن تكافؤ الفرص للمصارف المتفاوتة األحجام‪ ،‬لتتنافس على األنواع المختلفة من‬
‫الودائع‪ ،‬وبالتالي زيادة ثقة الجمهور في المصارف خاصة الصغيرة منها؛‬
‫‪ -‬تحويل عبء تعويض المودعين من الحكومة إلى نظام مستقل قائم على أساس التحصيل‬
‫المسبق (حيث يتم تجميع األموال مسبقا المصارف األعضاء)‪.‬‬
‫‪ .2.2‬نشأة نظام التأمين على الودائع‬
‫ظهر أول نظام لضمان الودائع المصرفية في العالم في والية نيويورك االمريكية سنة ‪ 0805‬ثم‬
‫قامت عدة واليات بإنشاء نظم مماثلة‪ ،‬ومع نهاية القرن التاسع عشر اختفت جميع أنظمة ضمان‬
‫الودائع وذلك لعدة أسباب من أبرزها عدم كفاية رأس المال‪ ،‬ونقص السيولة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فقد كان لرداءة المواسم الزراعية واألزمات المالية المتالحقة أث ار واضح في عجز‬
‫المصارف عن الوفاء بديونها وافالس العديد منها مما‪ ،‬وضع عبئا ثقيال عن انظمة ضمان الودائع‬
‫المصرفية‪ ،‬والتي كان ينقصها آنذاك وجود مقرض اخير )‪ (Lende of Last resort‬حيث أن النظام‬
‫االحتياطي الفدرالي (البنك المركزي االمريكي) لم يكن قد أنشا بعد‪ ،‬وعلى الرغم من أن الواليات‬
‫المتحـدة كانت أول دولـة تقيم نظاما لضمان الودائع على مستوى الوالية‪ ،‬إال أن (تشيكوسلوفاكيا) التي‬

‫‪285‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫قسمت إلى دولتين الحقا في نهاية القرن الماضي‪ ،‬تعتبر أول دولة أنشأت نظاما متطو ار لحماية‬
‫الودائع والقروض على المستوى القومي وذلك في سنة ‪.10504‬‬
‫والجدول التالي يوضح التطور التاريخي إلنشاء نظام تأمين الودائع في العالم‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11-2‬التطور التاريخي إلنشاء نظم التأمين على الودائع في العالم‬
‫نظام تأمين الودائع‬ ‫السنة‬
‫ظهر أول نظام لضمان الودائع المصرفية في العالم في والية نيويورك االمريكية‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫تشيكوسلوفلكيا‪ :‬تعتبر أول دولة أنشأت نظاما متطور لحماية الودائع والقروض على المستوى القومي‪ ،‬وقد‬ ‫‪1222‬‬
‫نشات (تشيكوسلوفاكيا) في ذلك الوقت صندوقين أحدهما(صندوق الضمان الخــاص) الذي أنشى ليساعد‬
‫المصارف على استعادة خسائرها الناجمة عن الحرب العالمية األولى‪( ،‬صندوق الضمان العام) لتشجيع‬
‫االدخار بزيادة درجة سالمة الودائع ومساعدة المصارف لتتطور على أحسن وجه ممكن‪.‬‬
‫صادق الكونجرس األمريكي على قانون المصارف الذي كان يهدف إلى معالجة العيوب التي ظهرت في‬ ‫‪1222‬‬
‫‪(Great‬‬ ‫النظام المالي األمريكي‪ ،‬والتي أدت إلى فشل كثير من المصارف في فترة الكساد الكبير‬
‫‪(FDIC )Federal Deposit‬‬ ‫)‪ Depression‬وبموجب القانون أنشأت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع‬
‫‪ insurance Corporatian‬عـام ‪ 0514‬لتدير نظام التأمين على الودائع لدى المصارف التجارية‪.‬‬
‫تركيا‪ :‬قامت بإنشاء صندوق تصفية المصارف‪.‬‬ ‫‪1960‬‬
‫ألمانيا‪ :‬حيث قامت بإنشاء صندوقا خاصا لحماية أموال المودعين بعد انهيار بنك هيرشتات‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫بريطانيا‪ :‬أنشأت نظام حماية المودعين بعد أن حصلت لديها أزمة مصرفية حادة‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫الثمانينيات ايطاليا‪ :‬أنشأت نظاما لحماية الودائع‪.‬‬
‫فرنسا‪ :‬أنشأت نظاما لحماية الودائع عقب انهيار البنك الفرنسي السعودي‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫البحرين‪ :‬أنشأت مجلس حماية الودائع‬ ‫‪1222‬‬
‫السودان‪ :‬إنشاء صندوق ضمان الودائع‪.‬‬ ‫‪1222‬‬
‫األردن‪ :‬إنشاء مؤسسة ضمان الودائع‪.‬‬ ‫‪2222‬‬
‫العراق‪ :‬قام البنك المركزي العراقي بإنشاء شركة مختلطة لضمان الودائع ‪.‬‬ ‫‪2222‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على‪ :‬وليد عيدي عبد النبي‪ ،‬شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية‬
‫الجهاز المصرفي وودائع الجمهور‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان‪ ،‬ص‬
‫ص‪.20-20‬‬

‫‪ .1‬وليد عيدي عبد النبي‪ ،‬شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية الجهاز المصرفي وودائع الجمهور‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪،‬‬
‫المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪286‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.2‬نظام تأمين الودائع في الجزائر‬


‫‪ .2.2.1‬أسباب إنشاء نظام تأمين الودائع في الجزائر‬
‫إن إنشاء نظام التأمين على الودائع في الجزائر ال يخرج عن السياق العام الذي أنشئت على إثره‬
‫كثي ار من أنظمة التأمين على الودائع في العالم‪ ،‬ويمكن إيجاز العوامل التي أدت الى إنشاء نظام‬
‫التأمين على الودائع في الجزائر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ظهور ما سمي بأزمة بنك الخليفة مع مطلع عام ‪ 0221‬واعالن إفالسه‪ ،‬وما تسبب فيه من‬
‫ضياع ألموال وحقوق المودعين‪ ،‬وضياع للمال العام حيث تشير بعض التقديرات إلى تحمل‬
‫خزينة الدولة حوالي ‪ 0,5‬مليار دوالر من جراء إفالس هذا البنك؛‬
‫‪ -‬نتيجة للعامل السابق حدثت أزمة ثقة في القطاع المصرفي الخاص‪ ،‬وهذا بعد الفضائح التي‬
‫أصبحت تظهر وتكشف التعامالت المشبوهة التي تتم في البنوك الخاصة‪ ،‬وعلى إثر ذلك‬
‫تفجرت فضيحة البنك الصناعي والتجاري و الذي تم إعالن إفالسه هو أيضا؛‬
‫‪ -‬رغبة السلطات العمومية وعلى رأسها السلطة النقدية في فرض قواعد انضباط أكثر صرامة على‬
‫البنوك بهدف ضمان استقر النظام المصرفي؛‬
‫‪ -‬يأتي إنشاء نظام التأمين على الودائع في الجزائر استجابة لتوصيات المؤسسات المالية والنقدية‬
‫الدولية (‪ FMI‬و‪ )BM‬بضرورة تطوير آليات اإلشراف والرقابة على البنوك من أجل فرض‬
‫االنضباط السوقي وتوفير عوامل خلق مناخ تنافسي سليم‪ ،‬وبيئة مصرفية سليمة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2‬إطار تأسيس نظام التأمين على الودائع في الجزائر‬
‫‪ .2.2.2.1‬المادة ‪ 122‬من قانون النقد والقرض ‪12-22‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث أقر هذا القانون ومن خالل مادته ‪( 022‬الملغاة)‪ ،‬بـ‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة اكتتاب البنوك برأسمال شركة مساهمة ضمان للودائع المصرفية بالعملة الوطنية‪ ،‬ويخول‬
‫للبنك المركزي وحده دون سواه بدور المؤسس لهذه الشركة دون أن يكتتب أسهمها مع رأسمالها؛‬
‫‪ -‬يلزم كل بنك بدفع منحة ضمان سنوية تقدر بـ ‪ %0‬على األكثر من مبلغ ودائعه بالعملة الوطنية‬
‫والذي يحدده المجلس سنويا‪ ،‬مع تحديد الحد األقصى للضمان الممنوح لكل مودع؛‬
‫‪ -‬تعتبر جميع الودائع العائدة للشخص الواحد لدى البنك كوديعة واحدة ولو كانت بعمالت مختلفة‪،‬‬
‫وتكون الودائع بالعملة الوطنية وحدها مضمونة؛‬
‫‪ -‬ال تطلب الضمانة إال في حال توقف بنك عن الدفع‪ ،‬وال تشمل هذه الضمانة المبالغ المسلفة‬
‫للمؤسسات المالية أو تلك التي تسلفها البنوك فيما بينها؛‬

‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 02-52‬ممضي في ‪ 04‬أبريل ‪ 0552‬يتعلق بقانون النقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬ص‪.542‬‬

‫‪287‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬باعتبار ضمان الودائع المصرفية ذو مصلحة عمومية‪ ،‬تدفع الخزينة العمومية منحة طبقا‬
‫لإلجراءات المالية المعمول بها في شركة ضمان الودائع قيمتها مساوية للمبلغ المدفوع من قبل‬
‫مجموع البنوك المنخرطة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬نظام رقم ‪ 22-22‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‬
‫‪1‬‬
‫حيث جاء هذا النظام إلضفاء توضيح أكثر حول نظام ضمان الوداع المصرفية من خالل إضافة‪:‬‬

‫‪ -‬رأس مال شركة الضمان مجزئ إلى أقسام متساوية بين المساهمين فيها‪ ،‬أي البنوك والخزينة‬
‫العمومية‪ ،‬وتسهر البنوك على مراعاة المساواة حتى في حالة تعديل رأس المال المقرر قانونا من‬
‫طرف الجمعية العامة للمساهمين؛‬
‫‪ -‬تدفع البنوك عالوة سنوية تحسب على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة الوطنية المسجلة‬
‫بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر من كل سنة‪ ،‬ويحدد مجلس النقد والقرض سنويا نسبة هذه العالوة في حدود‬
‫‪ %0‬على األكثر ويتم توظيف موارد الصندوق في أصول مضمونة‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬المادة ‪ 112‬من األمر ‪ 11-22‬المتعلق بالنقد والقرض‬

‫إن حاالت عدم االمتثال والمخالفات المسجلة على مستوى بعض المصارف الخاصة أدت باللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬بصفتها سلطة الرقابة‪ ،‬إلى سحب اعتماد سبعة مصارف ومؤسستين ماليتين بين ‪0221‬‬
‫و‪ ،0225‬كان البعض منها قد دخل حالة توقف عن السداد بين ‪ 0221‬و‪ 0226‬وكانت لها مخاطر‬
‫مركزة على كيانات مجمعاتها‪ .‬هذا ما دفع بنك الجزائر واللجنة المصرفية إلى تنشيط نظام ضمان‬
‫الودائع في سنة ‪ ،0221‬تطبيقا لإلطار النظامي القائم‪.‬‬

‫وتم ذلك بمقتضى األمر ‪ 00-21‬المــؤرخ في ‪ 06‬أوت ‪ ،0221‬ولقد جاء في الباب الخامس‪ ،‬المادة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 008‬من هذا األمر‪:‬‬

‫يجب على البنوك أن تشارك في تمويل صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة الوطنية يتم‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاؤه من طرف بنك الجزائر؛‬
‫يتعين على كل بنك أن يدفع إلى صندوق الضمان عالوة ضمان سنوية نسبتها ‪ %0‬على‬ ‫‪-‬‬
‫األكثر من مبلغ ودائعه؛‬
‫يحدد المجلس كل سنة مبلغ العالوة المذكورة سابقا‪ ،‬ويحدد مبلغ الضمان األقصى الممنوح إياه‬ ‫‪-‬‬
‫كل مودع؛‬

‫‪ .1‬نظام رقم ‪ 24-52‬الممضي في ‪ 0552/00/10‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،0558/21/05 ،02‬‬
‫ص ص ‪.40-42‬‬
‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 00-21‬الممضي في ‪ 0221/28/06‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،0221/28/02 ،50‬ص‪.05‬‬

‫‪288‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬تعتبر ودائع شخص ما لدى نفس البنك‪ ،‬ولحاجات هذه المادة‪ ،‬وديعة وحيدة حتى وان كانت‬
‫بعمالت مختلفة؛‬
‫‪ -‬ال يمكن استعمال هذا الضمان إال في حالة توقف البنك على الدفع؛‬
‫‪ -‬ال يغطي هذا الضمان المبالغ التي تسبقها البنوك فيما بينها‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬النظام ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ 2222/22/22‬المتضمن إنشاء نظام ضمان الودائع‬
‫المصرفية‬
‫جاء النظام ‪ 21-24‬المؤرخ في ‪ 0224/21/4‬المتضمن إنشاء نظام ضمان الودائع المصرفية‪ ،‬وألغى‬
‫‪1‬‬
‫ما جاء به نظام رقم ‪ ،24-52‬وجاء فيه‪:‬‬
‫تسيير صندوق ضمان الودائع المصرفية يهدف إلى تعويض المودعين في حالة عدم توفر‬ ‫‪-‬‬
‫ودائعهم والمبالغ األخر الشبيهة بالودائع القابلة لإلسترداد*؛‬
‫‪ -‬يحدد الحد األقصى للتعويض الممنوح لكل مودع ‪ 622,222‬دج؛‬
‫‪ -‬ويسري سقف التعويض المذكور في المادة ‪ 8‬من النظام رقم ‪ ،21-24‬إذا ماتجاوز مبلغ الوديعة‬
‫الوحيدة مجموع القروض والمبالغ األخرى الشبيهة المستحقة للبنك على المودع‪ ،‬أما إذا تجاوز‬
‫مجموع المبالغ المستحقة على المودع مجموع وديعته‪ ،‬يبقى المودع مدينا بهذا الرصيد وفقا‬
‫للشروط التي ينص عليها التشريع المعمول به؛‬
‫‪ -‬حددت المادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 21-24‬المهلة الممنوحة لشركة ضمان الودائع المصرفية من‬
‫أجل صرف مستحقات المودعين المعنيين بعملية التعويض بـ ‪ 6‬أشهر‪ ،‬قابلة للتجديد مرة واحدة‬
‫إذا دعت الضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ .2.2.2.2‬التعليمة رقم ‪ 22-12‬المؤرخة في ‪ 21‬أكتوبر ‪2212‬‬
‫حيث خفضت هذه التعليمة من مساهمة البنوك إلى ‪ %2,05‬من المبلغ اإلجمالي للودائع المسجلة‬
‫في ‪ 10‬ديسمبر ‪.0225‬‬
‫‪ .2.2‬تقييم نظام ضمان الودائع في الجزائر‬
‫‪ -‬انعدام الدور الوقائي لمؤسسة ضمان الودائع المصرفية في الجزائر‪ ،‬واقتصار دورها على التدخل‬
‫في حالة تحقق الخطر عند توقف البنك عن الدفع الناتج من انعدام القدرة المالية للبنك والوفاء‬
‫بمستحقات الزبائن عند الطلب دون البحث عن إنقاذ البنك‪ .‬وذلك على عكس ما هو معمول به‬
‫في بعض الدول العربية ففي السودان مثال أعطى القانون عن طريق بنك السودان صالحية إجراء‬

‫‪ .1‬نظام رقم ‪ 21-24‬الممضي في ‪ 0224/21/24‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،0224/26/20 ،15‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫*‪ .‬يقصد بالودائع والمبالغ األخرى الشبيهة بالودائع القابلة لالسترداد حسب مفهوم هذا النظام‪ ،‬كل رصيد دائن ناجم عن األموال المتبقية في‬
‫حساب أو أموال متواجدة في وضعية انتقالية ناتجة عن عمليات مصرفية عادية ينبغي استردادها‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬المادة ‪ 24‬من النظام رقم ‪-24‬‬
‫‪ 21‬المؤرخ في في ‪ 0224/21/4‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫مراجعة خاصة ألي بنك أو تفتيش دفاتره من أجل التأكد من السالمة المالية له‪ ،‬أما في األردن‬
‫فإن القانون منح مؤسسة الضمان بعض األدوار الجوارية للرقابة الوقائية؛‬
‫‪ -‬يتميز نظام ضمان الودائع المصرفية في الجزائر بانعدام التمويل الحكومي واقتصاره على مساهمة‬
‫البنوك األعضاء فيه عن طريق المساهمة األولية في رأسمال الصندوق باإلضافة إلى دفع أقساط‬
‫سنوية‪ ،‬حيث كان من األجدر أن تساهم الحكومة في تمويله خاصة وأنه في مراحله األولية؛‬
‫‪ -‬نسبة العالوة الموحدة والمقدرة بـ ‪ %2,05‬سنويا من إجمالي الودائع هي غير منطقية‪ ،‬السيما‬
‫بالنسبة للبنوك الكبيرة (البنوك العمومية) التي لديها ودائع بمبالغ ضخمة إذ يلقي عليها هذا النظام‬
‫بتكلفة ال مبرر لها‪ ،‬خاصة إذا كانت تتمتع هذه البنوك بمراكز مالية صحيحة وقوية‪.‬‬
‫‪ .2‬شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي القانوني‬
‫يعتبر حد أدنى من الودائع المصرفية يفرض القانون االحتفاظ به كاحتياطي‪ ،‬صيانة لحقوق‬
‫المودعين وضمانا لقدرة المصرف على تلبية طلباتهم في األحوال غير العادية‪.‬‬
‫حدد االحتياطي القانوني على الودائع المصرفية في الجزائر بموجب المادة ‪ 51‬من قانون‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫النقد والقرض بنسبة ال تتعدى ‪ %08‬من المبالغ المعتمدة كأساس الحتسابه‪.‬‬
‫‪ -‬وحسب التعليمة رقم ‪ 54-06‬الصادرة بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ 0554‬فان البنوك والمؤسسات المالية‬
‫ملزمة على االحتفاظ بمبالغ معينة من االحتياطيات لديها في شكل ودائع لدى بنك الجزائر‬
‫في ظل الشروط المذكورة في التعليمة الصادرة عن بنك الجزائر تحت رقم ‪ 54-21‬بتاريخ‬
‫‪ 08‬ديسمبر ‪ 0554‬وذلك بهدف تنظيم السيولة في االقتصاد الوطني‪ ،‬وحدد معـدل‬
‫االحتياطي االجباري في هذه التعليمة بنسبة ‪ %0,5‬على مجمـوع العناصر المذكورة في‬
‫المادة الثانية في هذه التعليمة‪،‬‬
‫‪ -‬وبعد ذلك رفعت نسبة االحتياطي إلى ‪ %4‬وفق التعليمة رقم ‪ 0220-20‬الصادرة بتاريخ ‪00‬‬
‫فيفري ‪ 0220‬عندما شعر البنك المركزي بتمادي المصارف التجارية في منح التسهيالت‬
‫االئتمانية؛‬
‫وبعد تطبيق هذه التعليمة بحوالي عشرة أشهر فقط أصدر بنك الجزائر تعليمة أخرى تحت‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 26-20‬برفع نسبة االحتياطي ل ‪ % 4,05‬انطالقا من ‪ 05‬ديسمبر ‪0220‬؛‬
‫ثم تعليمة أخرى رقم ‪ 26-20‬والتي بدورها رفعت نسبة االحتياطي إلى ‪ ،%6,05‬وتعتبر‬ ‫‪-‬‬
‫هاته التعليمة أول تعليمة تنص على حق البنوك في فوائد على االحتياطي االلزامي في‬
‫مادتها ‪ ،20‬والتي قدرت ب ـ ‪ ،%0,5‬وهذا يدل على رغبة البنك المركزي الجزائري بجعلها‬
‫وسيلة هامة للتحكم في سيولة البنوك واستخدامها للحد من التضخم أو لمكافحة االنكماش‪.‬‬

‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 02-52‬ممضي في ‪ 04‬أفريل ‪ 0552‬بتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،0552/24/08 ،06‬ص‪.510‬‬

‫‪291‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ولقد حدد النظام رقم ‪ 20-24‬الذي يحدد شروط تكوين الحد األدنى لالحتياطي اإللزامي‪ ،‬مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يمكن أن تتجاوز نسبة االحتياطي اإللزامي ‪ %05‬ويمكن أن تساوي ‪2‬؛‬
‫‪ -‬البنوك المفلسة أو تلك الموجودة في حالة تسوية قضائية ليست ملزمة بتكوين احتياطي‬
‫إلزامي؛‬
‫‪ -‬يتم تكوين اإلحتياطي اإللزامي للبنوك من مجموع االستحقاقات المجمعة و‪/‬أو المقترضة‬
‫بالدينار واالستحقاقات المرتبطة بالعمليات خارج الميزانية باستثناء االستحقاقات االستحقاقات‬
‫ازاء بنك الجزائر؛‬
‫‪ -‬يتشكل االحتياطي اإللزامي من األرصدة الدائنة للحسابات الجارية للبنوك المفتوحة في‬
‫سجالت بنك الجزار المسجلة خالل فترة تكوين االحتياطي؛‬
‫‪ -‬تتحدد فترة تكوين االحتياطي اإللزامي بشهر واحد‪ ،‬تبدأ من اليوم ‪ 05‬التقويمي من كل شهر‬
‫وتنتهي ‪ 04‬من الشهر التالي؛‬
‫‪ -‬يمكن أن تعطى على موجودات االحتياطي فوائد ال تتجاوز النسبة المتوسطة لعمليات إعادة‬
‫تمويل بنك الجزائر‪ ،‬وتدفع الفوائد في أجل أقصاه اليوم ‪ 00‬من كل شهر‪ ،‬أي ‪ 2‬أيام بعد‬
‫تكوين إنقضاء فترة تكوين اإلحتياطي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل االستقرار المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬
‫باستخدام مؤشرات ‪Z-SCORE‬‬

‫لتحليل سالمة واستقرار القطاع المصرفي الجزائري تم اختيار مؤشـر االسـتقرار والسـالمة الماليـة‬
‫المعـروف باسـم ‪ Z-Score‬والـذي يقـيس درجـة االسـتقرار والسـالمة الماليـة للمصـارف باالستناد إلى‬
‫العائد على أصـولها ونسـبة حقـوق ملكيتهـا إلـى إجمـالي األصـول‪ ،‬والذي يعتبر من بين أحدث‬
‫المنهجيات المستخدمة لتقييم السالمة المالية للبنوك‪ ،‬من خالل قياس درجة استق ارره‪ ،‬وهو بمثابة جهاز‬
‫إنذار مبكر ينذر القائمين على القطاع المصرفي وكذلك السلطات الرقابية بضـرورة اتخاذ خطـوات‬
‫تصـحيحية فـي حـال أظهـرت هـذه المؤشـرات أن البنوك ال تسـير فـي االتجاه الصحيح‪ ،‬أو تعطي رسائل‬
‫طمأنة على أن السالمة المالية للمصرف على درجة جيدة مـن االسـتقرار‪.‬‬

‫ولتطبيق هذا المؤشر على القطاع المصرفي الجزائري تم اختيار مجموعة من البنوك العاملة في‬
‫الجزائر‪ ،‬العتبارين أساسيين يتمثالن في‪:‬‬

‫‪ -‬االعتبار األول‪ :‬اختيار مجموعة من البنوك تختلف من حيث هيكل الملكية (بنك عمومي‪ ،‬بنك‬
‫خاص جزائري‪ ،‬بنك خاص برؤوس أموال عربية‪ ،‬بنك خاص برؤوس أموال أجنبية)‪ ،‬وكذلك بنك‬

‫‪290‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫إسالمي لتحقيق االختالف من حيث النشاط‪ ،‬وذلك من أجل إعطاء صورة واقعية عن الوضعية‬
‫الحقيقية لمدى سالمة واستقرار مختلف مكونات القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬االعتبار الثاني‪ :‬توفر البيانات المالية المتعلقة بفترة الدراسة ‪ 0204-0222‬لمجموعة البنوك‬
‫المختارة عدا البنك الوطني الجزائري‪ ،‬فلم تتوفر البيانات الخاصة بالسنتين األخيرتين من فترة‬
‫الدراسة‪ ،‬لذا تم االكتفاء بالفترة ‪ 0200-0222‬وهي فترة كافية وتتناسب مع تطبيق مؤشرات ‪z-‬‬
‫‪.score‬‬

‫وتتكون عينة الدراسة من ‪ 5‬بنوك‪:‬‬

‫‪ -‬البنك الوطني الجزائري ‪ :BNA‬باعتباره أول بنك تجاري عمومي في القطاع المصرفي‬
‫الجزائري؛‬
‫‪ -‬بنك البركة الجزائري‪ :‬باعتباره بنك مختلط بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬وأول بنك يعمل‬
‫في الجزائر وفق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكذلك توفر البيانات الخاصة بفترة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬بنك الخليج الجزائر‪ :‬باعتباره بنكا خاصا برؤوس أموال عربية‪ ،‬وكذلك توفر البيانات الخاصة‬
‫بفترة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬ترست بنك الجزائر‪ :‬باعتباره بنكا محليا برؤوس أموال خاصة‪ ،‬وكذلك توفر البيانات الخاصة‬
‫بفترة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬بنك سوسيتي جنرال‪ :‬باعتباره بنكا خاصا برؤوس أموال أجنبية‪ ،‬وكذلك توفر البيانات الخاصة‬
‫بفترة الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقديم البنوك عينة الدراسة‬

‫‪ .1‬تقديم البنك الوطني الجزائري ‪BNA‬‬

‫يعتبر البنك الوطني الجزائري أحد أهم البنوك التجارية العمومية في الجزائر التي ظهرت بعد التأميم‬
‫والذي تأسس في ‪ 01‬جوان ‪ 0566‬بموجب األمر رقم ‪ 028-66‬والمتضمن احداث البنك الوطني‬
‫الجزائري وتحديد قانونه األساسي‪ ،‬حيث كان عبارة عن مصرف عالمي ومسؤول أيضا عن تمويل‬
‫القطاع الفالحي‪:‬‬

‫في سنة ‪ 0580‬تم إعادة هيكلة هذا البنك حيث تم إنشاء بنك جديد خاص يهدف إلى تمويل‬ ‫‪-‬‬
‫ودعم المناطق الريفية؛‬
‫‪ -‬ثم القانون رقم ‪ 20/88‬في ‪ 12‬جانفي ‪ 0588‬الخاص بتوجيه المؤسسات االقتصادية نحو‬
‫االستقاللية‪ ،‬وما ترتب عليه من آثار ال يمكن إنكارها فيما يخص تنظيم وظائف البنك؛‬

‫‪292‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫رفع رأس مال البنك إلى ‪ 40622‬مليار دج في جوان ‪ 0225‬عن طريق إصدار ‪ 02222‬سهم‬ ‫‪-‬‬
‫جديد بـ ـ ‪ 0‬مليون دج لكل مكتتب؛‬

‫يقدم هذا البنك خدماته من خالل أكثر من ‪ 022‬وكالة تنتشر عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬وتتمثل‬
‫‪1‬‬
‫أهم مهامه فيما يلي‪:‬‬

‫منح القروض والتسهيالت االئتمانية؛‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬تلقى الودائع؛‬
‫‪ -‬تمويل التجارة الخارجية؛‬
‫‪ -‬خصم األوراق التجارية والتدخل في عمليات الصرف اآلجل‪.‬‬
‫‪ .2‬تقديم بنك البركة الجزائري‬

‫أنشئ بنك البركة الجزائري في ‪ 02‬ماي ‪ 0550‬وبدأ نشاطه فعليا في سبتمبر ‪ ،0550‬وهو أول‬
‫مؤسسة مصرفية مختلطة بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬برأسمال قدره ‪ 522‬مليون دينار‬
‫جزائري ويتمثل مساهميه في كل مجموعة البركة المصرفية بـ ـ ‪ %56‬وبنك الفالحة والتنمية‬
‫الريفية )‪ (BADR‬بـ ـ ‪ ،%44‬مسير بموجب أحكام القانون رقم ‪ 02/52‬المؤرخ في ‪ 04‬أبريل ‪0552‬‬
‫المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬وهو مرخص بالقيام بجميع األعمال المصرفية‪ ،‬التمويل واالستثمار‪ ،‬وفقا‬
‫‪2‬‬
‫لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬تقديم بنك خليج الجزائر‬

‫هو بنك تجاري أنشئ بموجب القانون الجزائري‪ ،‬وهو عضو من أبرز أعضاء مجموعة أعمال‬
‫في الشرق األوسط ‪( KIPCO‬الشركة الكويتية للمشاريع)‪ ،‬اعتمد في مارس ‪ 0224‬برأسمال قدره ‪02‬‬
‫مليار دج‪ ،‬وهو يسعى للمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية والمالية في الجزائر‪ ،‬وكذا تقديم‬
‫منتجات وخدمات مالية متطورة على نطاق واسع وبشكل مستمر للمؤسسات واألفراد‪ ،‬ويقدم بنك‬
‫الخليج الجزائر خدمات مصرفية تقليدية تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولديه شبكة تتكون‬
‫من ‪ 62‬وكالة في سنة ‪.30206‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. http://www.bna.dz/presentation.html, consulté le: 08/01/2016.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.http://www.albaraka-bank.com/fr/index.php?option=com_content&task=view&id=218&Itemid=28, consulté‬‬
‫‪le: 08/01/2016.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. https://www.agb.dz/article-view-1.html, consulté le: 08/01/2016.‬‬

‫‪293‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬تقديم بنك ترست الجزائر‬

‫تأسس ترست بنك الجزائر في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0220‬في شكل شركة مساهمة )‪ (SPA‬برأس مال‬
‫أولي قدره ‪ 252‬مليون دينار جزائري‪ ،‬والذي ارتفع إلى ‪ 5.0‬مليار دينار جزائري في فيفري ‪،0226‬‬
‫وتقرر زيادة رأس المال من قبل المساهمين خالل عام ‪ ،0225‬ليصل إلى ‪ 02‬مليار دج‪ ،‬وذلك‬
‫وفقا لألحكام الجديدة لمجلس النقد والقرض‪ ،‬ويتكون رأس مال ترست بنك من ‪ 02.222.222‬سهم‬
‫بقيمة اسمية قدرها عشرة آالف دينار (‪10 000.00‬دج) لكل سهم‪ .‬ولقد تم رفع رأس مال البنك في‬
‫‪1‬‬
‫فيفري ‪ 0200‬إلى ‪ 01.222.222.222‬دينار جزائري‪.‬‬

‫وتتمثل مساهمة األعضاء المؤسسيين في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬مساهمة األعضاء المؤسسين لترست بنك الجزائر‬

‫قيمة المشاركة في رأس المال (دج)‬ ‫المشاركة في رأس المال ‪%‬‬ ‫المساهمون‬
‫‪1872 000 000,00‬‬ ‫‪% 14,40‬‬ ‫ترست الجزائر للتأمين واعادة التأمين‬
‫‪1950 000 000,00‬‬ ‫‪% 15,00‬‬ ‫شركة االستثمارات االردنية القابضة‬
‫‪1040 000 000,00‬‬ ‫‪% 8,00‬‬ ‫القطرية الوطنية للتأمين واعادة التأمين‬
‫‪650 000 000,00‬‬ ‫‪% 5,00‬‬ ‫ترست الدولية للتأمين فلسطين‬
‫‪4 888 000 000,00‬‬ ‫‪% 37,60‬‬ ‫ترست الجزائر لالستثمار‬
‫‪260 000 000,00‬‬ ‫‪% 2,00‬‬ ‫مؤسسة ترست العالمية للتأمين (قبرص)‬
‫‪650 000 000,00‬‬ ‫‪% 5,00‬‬ ‫جمال أبو نحل‬
‫‪260 000 000,00‬‬ ‫‪% 2,00‬‬ ‫راضي شاكر‬
‫‪780 000 000,00‬‬ ‫‪% 6,00‬‬ ‫غازي كمال أبو النحل‬
‫‪780 000 000,00‬‬ ‫‪% 2,00‬‬ ‫الشيخ ناصر سعود آل ثاني‬
‫‪13 000 000,00‬‬ ‫‪% 1,00‬‬ ‫كمال أبو نحل‬
‫‪130 000 000,00‬‬ ‫‪% 1,00‬‬ ‫فادي أبو نحل‬
‫‪130 000 000,00‬‬ ‫‪% 1,00‬‬ ‫حامد أبو نحل‬
‫‪13 000 000 000,00‬‬ ‫‪% 022‬‬ ‫المجموع‬
‫‪Source: http://www.trust-bank-algeria.com/pr%C3%A9sentation, consulté le:‬‬
‫‪08/01/2016.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. http://www.trust-bank-algeria.com/pr%C3%A9sentation, consulté le: 08/01/2016.‬‬

‫‪294‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬تقديم بنك سوسيتي جنرال‬

‫بنك سوسيتي جنرال الجزائر هو فرع من فروع بنك سوسيتي جنرال الفرنسي‪ ،‬وهو بنك خاص‬
‫ذو طبيعة عالمية‪:‬‬

‫قام بفتح مكتب تمثيل له في الجزائر سنة ‪،0582‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬في سنة ‪ 0555‬ثم إنشاء شركة تابعة لمجموعة سوسيتي جنرال برأسمال قدره ‪ 522‬مليون‬
‫دينار‪،‬‬
‫‪ -‬في مارس ‪ 0222‬ثم فتح أول وكالة للزبائن في األبيار؛‬
‫‪ -‬رفع بنك سوسيتي جنرال الجزائر ألول مرة رأسماله سنة ‪ 0222‬إلى ‪ 0.5‬مليار دينار جزائري؛‬
‫‪ -‬رفع بنك سوسيتي جنرال الجزائر رأسماله سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 02‬مليار دينار جزائري؛‬

‫ويقدم هذا البنك خدمات بنكية لـ ‪ 055222‬زبون من أفراد وشركات‪ ،‬وشبكة مكونة من ‪ 28‬وكالة‬
‫و‪ 0444‬عامل‪ ،‬ولقد أبدى بنك سوسيتي جنرال رغبته من البداية في أن يصبح بنك عالمي يقدم خدماته‬
‫‪1‬‬
‫لجميع األعوان االقتصاديين في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم أداء البنوك عينة الدراسة‬

‫‪ .1‬اآلليات الداخلية للحوكمة المصرفية‬


‫‪ .1.1‬مجلس اإلدارة‬

‫يتمثل الدور الرئيسي لمجلس اإلدارة في حماية وتعزيز حقوق المساهمين طويلة األجل وذلك بتحمل‬
‫مسؤولية الحوكمة المؤسسية الشاملة للبنك‪ ،‬ولمعرفة مدى مساهمة مجلس ادارة البنوك عينة الدراسة‬
‫كأحد أهم اآلليات الداخلية للحوكمة في ضمان سالمة العمليات المصرفية وتأمين االستقرار المالي‪،‬‬
‫سيتم التطرق للنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1.1.1‬عدد أعضاء مجلس اإلدارة‬

‫يتمثل مجلس االدارة في مجموعة من األعضاء سواء كانوا منتخبين أو معينين يتولون اإلشراف‬
‫بشكل مشترك على أنشطة البنك‪ ،‬وحسب المادة ‪ 602‬القانون التجاري الجزائري فإن مجلس اإلدارة‬
‫يجب أن يتألف من ‪ 1‬أعضاء على األقل ومن ‪ 00‬عضوا على األكثر‪ ،‬كما يجب وحسب المادة ‪605‬‬
‫من القانون التجاري على مجلس االدارة أن يكون مالكا لعدد من األسهم يمثل ‪ %02‬على األقل رأسمال‬
‫البنك‪ ،‬والجدول التالي يوضح عدد أعضاء مجلس إدارة البنوك عينة الدراسة‪:‬‬

‫‪. www.societegenerale.dz/nous_connaitre.html, consulté le: 08/01/2016.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪295‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬عدد أعضاء مجالس إدارة البنوك عينة الدراسة‬

‫عدد أعضاء مجلس اإلدارة‬ ‫البنك‬


‫‪26‬‬ ‫البنك الوطني الجزائري‬
‫‪02‬‬ ‫بنك البركة الجزائر‬
‫‪25‬‬ ‫سوسيتي جنرال‬
‫‪26‬‬ ‫بنك خليج الجزائر‬
‫‪25‬‬ ‫ترست بنك الجزائر‬
‫‪22‬‬ ‫المتوسط‬
‫المصدر‪ :‬التقارير المالية للبنوك عينة الدراسة‬

‫حيث يتضح من خالل الجدول السابق أن عدد أعضاء مجلس إدارة البنوك عينة الدراسة يتراوح بين‬
‫‪ 02-5‬عضوا بمتوسط ‪ 2‬أعضاء‪ ،‬وهو ما يتوافق مع التوجه المصرفي الحديث نحو تشكيل مجالس‬
‫إدارة صغيرة الحجم التي تكون أكثر فاعلية في تحسين مستوى اإلدارة واألداء وتزيد من سرعة إتخاذ‬
‫الق اررات‪ ،‬حيث كلما زاد عدد أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬كلما كان هناك من الناحية العملية‪ ،‬احتماال أكبر‬
‫لقيام إحدى اللجان الداخلية باتخاذ الق اررات مسبقا فى أمور شديدة الجدية والخطورة‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬استقاللية مجلس اإلدارة‬

‫إن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى اإلشراف المستقل‪ ،‬حيث أن أغلب أعضاء مجالس إدارة البنوك‬
‫عينة الدراسة هم من المالك‪ ،‬وهو ما يخالف آليات الحوكمة حيث أن تشكيل أغلبية مجلس اإلدارة من‬
‫أعضاء مستقلين يكون أكثر فاعلية في أداء مهمته في رقابة المدراء التنفيذيين‪ ،‬وهو ما يفرض على‬
‫القطاع المصرفي الجزائري إعادة هيكلة مجالس اإلدارة بما يتوافق وآليات الحوكمة وبما يضمن‬
‫إستقالليتها‪ ،‬من خالل تعيين أعضاء مستقلين قادرين على القيام بإشراف فعال على أعمال البنوك‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬رئيس مجلس اإلدارة‬

‫يفرض القانون التجاري الجزائري في مادته ‪ 618‬هيمنة رئيس مجلس اإلدارة لوحده على البنك‪،‬‬
‫حيث يتمتع بصالحيات واسعة للتصرف بإسم البنك‪ ،‬أي أن رئيس مجلس اإلدارة يجمع بين وظيفتي‬
‫رئيس مجلس اإلدارة والمدير التنفيذي األعلى وهو ما يسمى بتركز السلطة الذي يزيد من عبء العمل‬
‫المصرفي والمخاطر‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .1.2‬معدل كفاية رأس المال‬

‫يعتبر أحد أهم اآلليات الداخلية لحوكمة البنوك التي تهدف إلى تقليل المخاطر‪ ،‬حيث يؤدي‬
‫االحتفاظ بمتطلبات رأس المال إلى فهم المخاطر المرافقة لكل نوع من أنواع األصول المصرفية وال‬
‫سيما محفظة القروض وفقا لنظام األوزان المرتبطة بدرجة االئتمان الممنوحة للديون من قبل وكاالت‬
‫التصنيف االئتماني العالمي‪ ،‬وحسب معايير محددة فصلتها لجنة بازل‪.‬‬

‫ويعد معدل كفاية رأس المال للبنوك واحدا من أهم المؤشرات الفنية للمالءة المالية بالقطاع المالي‬
‫والتي استحدثت بالسنوات الماضية وهو بمثابة صمام األمان لحماية المودعين لتعزيز االستقرار‬
‫والكفاءة في النظام المصرفي والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬معدل كفاية رأس المال في القطاع المصرفي الجزائري خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫البيان‪ /‬السنة‬


‫‪01,4‬‬ ‫‪01,2‬‬ ‫‪01,6‬‬ ‫‪06,0‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال‬
‫‪00,6‬‬ ‫‪00,5‬‬ ‫‪00,2‬‬ ‫‪01,5‬‬ ‫‪-‬البنوك العمومية‬
‫‪10,5‬‬ ‫‪10,0‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫‪15,0‬‬ ‫‪-‬البنوك الخاصة‬
‫‪Source: International Monetary Fund, FINANCIAL SYSTEM STABILITY ASSESSMENT ALGERIA, IMF‬‬
‫‪Country Report No. 14/161, Washington, D.C., June 2014, P16.‬‬

‫وهو يمثل نسبة تغطية التزامات البنك من خالل أمواله الخاصة‪ ،‬وتعتبر كفاية رأس المال هامش‬
‫األمان الذي يحتفظ به البنك لمواجهة المخاطر المحتملة‪ ،‬بغية توفير الحماية للمودعين والمقرضين‪،‬‬
‫ولقد عرف معدل كفاية رأس مال القطاع المصرفي الجزائري معدالت مرتفعة تفوق النسبة القانونية‬
‫المطلوبة‪ ،‬أي تفوق تلك المعايير الموصى بها في اتفاقية بازل ‪.III‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)11-2‬معدل كفاية رأس المال في البنوك العمومية والبنوك الخاصة خالل الفترة ‪0200-0225‬‬

‫‪297‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )04-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫ولقد عرفت نسبة المالءة ‪ %06,0‬سنة ‪ 0225‬تنقسم إلى ‪ %01,5‬للبنوك العمومية و‪ %15,0‬للبنوك‬
‫الخاصة‪ ،‬مقابل ‪ %01,4‬سنة ‪ 0200‬تنقسم إلى ‪ %00,6‬للبنوك العمومية و‪ %10,5‬للبنوك الخاصة‪ ،‬في‬
‫الوقت الذي تسجل فيه بنوك البلدان المجاورة واألوروبية نسبا أقل من ذلك‪.‬‬

‫ويرتبط ارتفاع معدالت كفاية رأس المال بآثار رسملة البنوك التي تمت خالل ‪ ،0225‬حيث ألزم‬
‫القانون رقم ‪ 28-24‬الصادر في سنة ‪ 0228‬والمتعلق بالحد األدنى لرأس مال البنك الذي يلزم برفع‬
‫الحد األدنى لرأس إلى ‪ 02‬ماليير دج‪.‬‬

‫‪ .1.2‬تركز الملكية‬

‫يتميز القطاع المصرفي الجزائري بتركز الملكية‪ ،‬حيث تملك الدولة ‪ 6‬بنوك عمومية تمثل ‪ %86‬من‬
‫أصول القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬وهو ما يخلق مشاكل تركز االئتمان وتوجيه وانكشاف البنوك‬
‫لمخاطر المقترض الواحد أو مجموعة مقترضين ذات خصائص متشابهة‪ ،‬كما يزيد ذلك من مشاكل‬
‫الوكالة من خالل بروز ظاهرة الوكيل الذي يمثل الوكيل‪.‬‬

‫‪ .2‬تقييم مختصر ألهم المؤشرات المالية للبنوك عينة الدراسة‬


‫‪ .2.1‬تطور العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫يعتبر معدل العائد على حقوق الملكية من أهم مؤشرات قياس كفاءة استخدام األموال‪ ،‬حيث تقيس‬
‫هذه النسبة العائد المحقق لمساهمي البنك أي مدى قددرة األموال المستثمرة من جانب البنك على‬

‫‪298‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫تحقيق األرباح‪ ،‬وارتفاع هذه النسبة يدل على كفاءة إدارة البنك من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يدل على‬
‫المخاطرة العالية الناجمة عن زيادة الرافعة المالية أي درجة اعتماد البنك على االقتراض‪.‬‬

‫ويتم قياس معدل العائد على حقوق الملكية وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫صافي الدخل‬
‫‪022‬‬ ‫×‬ ‫معدل العائد على حقوق الملكية =‬
‫اجمالي حقوق الملكية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬تطور العائد على حقوق الملكية لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪0204-0222‬‬
‫(‪)%‬‬

‫المتوسط مؤشر‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫السنة‬
‫القطاع‬
‫(‪)2212‬‬ ‫البيان‬
‫‪22222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 08,54 08,61 05,65 00,11 02,85 06,55‬‬ ‫‪BNA‬‬
‫‪12222 08,28‬‬ ‫‪02,80 08,55 08,18 02,00 05,50 25,64 22,26‬‬ ‫بنك‬
‫البركة‬
‫الجزائري‬
‫‪22222 16,56‬‬ ‫‪10,22 01,22 00,22 08,22 04,22 04,22 05,21‬‬ ‫بنك‬
‫‪22222‬‬ ‫خليج‬
‫الجزائر‬
‫‪12222 06,65‬‬ ‫‪00,15 26,12 22,05 05,82 28,05 04,62 05,51‬‬ ‫ترست‬
‫بنك‬
‫الجزائر‬
‫‪22222 05,25‬‬ ‫سوسيتي ‪06,25 01,61 00,22 08,88 04,45 42,00 05,48‬‬
‫جنرال‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة ‪0204-0222‬‬

‫من خالل بيانات الجدول السابق يتضح أن بنك سوسيتي جنرال الجزائر حقق أكبر متوسط للعائد‬
‫على حقوق الملكية بـ‪ %04,15‬وهو يفوق المؤشر القطاعي للعائد على حقوق الملكية لسنة ‪0204‬‬
‫المقدر بـ‪ ،%01,52‬وحقق بنك خليج الجزائر متوسط عائد على الحقوق بـ ‪ ،%00,56‬ثم البنك‬
‫الوطني الجزائري ‪ BNA‬بـ ‪ ،%00,01‬ثم بنك البركة الجزائري بـ‪ ،%06,61‬بينما حقق ترست بنك‬
‫الجزائر أقل معدل للعائد على حقوق الملكية بـ‪.%06,61‬‬

‫‪299‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ويوضح الشكل البياني التالي متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة‪:‬‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)12-2‬متوسط العائد على حقوق الملكية للبنوك عينة الدراسة للفترة ‪0200-0222‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬
‫العائد على حقوق الملكية ‪%‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬ ‫المتوسط‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪BNA‬‬ ‫بنك البركة‬ ‫بنك خليج‬ ‫سوسيتي جنرال ترست بنك‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫عينة البنوك العاملة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )05-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫‪ .2.2‬تطور العائد على األصول للبنوك عينة الدراسة خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫يقيس معدل العائد على األصول (‪ )ROA‬نصيب كل وحدة من الموجودات من صافي الربح بعد‬
‫الضرائب‪ ،‬وزيادة هذا المعدل تعني كفاءة استخدام األموال المستثمرة‪ ،‬ويتم حساب هذا المعدل من‬
‫خالل العالقة التالية‪:‬‬

‫صافي الدخل‬
‫× ‪022‬‬ ‫معدل العائد على األصول =‬
‫إجمالي األصول‬

‫والجدول التالي يوضح تطور العائد على األصول للبنوك محل الدراسة خالل الفترة ‪0204-0222‬‬
‫مقارنة بمؤشر القطاع المصرفي الجزائري سنة ‪:0204‬‬

‫‪311‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬تطور العائد على األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪)%( 0204-0222‬‬

‫المتوسط مؤشر‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫السنة‬
‫القطاع‬
‫(‪)2212‬‬ ‫البيان‬
‫‪22222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 20,20‬‬ ‫‪0,04‬‬ ‫‪20,05 20,62 22,54‬‬ ‫‪22,24‬‬ ‫‪BNA‬‬
‫‪22222 20,64 20,62 20,22‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪20,65 20,82 21,65‬‬ ‫البركة ‪20,14‬‬ ‫بنك‬
‫الجزائري‬
‫‪22222 20,06 24,22 24,22 21,22‬‬ ‫‪24,22 21,22 21,50‬‬ ‫خليج ‪21,62‬‬ ‫بنك‬
‫‪22222‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪22222 21,62 21,41 21,02 21,00‬‬ ‫‪26,58 20,25 24,80‬‬ ‫بنك ‪24,45‬‬ ‫ترست‬
‫الجزائر‬
‫‪21222 20,02 20,82 20,22 20,62‬‬ ‫‪20,02 20,82 20,12‬‬ ‫‪20,22‬‬ ‫سوسيتي‬
‫جنرال‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة ‪0204-0222‬‬

‫من خالل بيانات الجدول السابق يتضح تحقيق ترست بنك الجزائر ألعلى متوسط للعائد على‬
‫األصول بـ ‪ ،%21,52‬وهي تتجاوز مؤشر القطاع المقدر بـ‪ ،%20‬بينما حقق بنك خليج الجزائر المرتبة‬
‫الثانية بمتوسط عائد على األصول يقدر بـ ‪ %21,40‬ثم بنك البركة الجزائر بمتوسط عائد على األصول‬
‫يساوي ‪ ،%20,82‬ثم بنك سوسيتي جنرال بمتوسط عائد على األصول يساوي ‪ ،%20,22‬بينما حقق‬
‫البنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬أدنى نسبة للعائد على حقوق الملكية بمتوسط ‪.%2,50‬‬

‫ويوضح الشكل البياني التالي المقارنة البيانية لمتوسط العائد على األصول لعينة البنوك العاملة في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪:0204-0222‬‬

‫‪310‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)12-2‬متوسط العائد على األصول ‪ ROA‬لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة‬
‫‪0204-0222‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3,5‬‬

‫‪3‬‬
‫العائد على األصول ‪%‬‬

‫‪2,5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1,5‬‬ ‫المتوسط‬

‫‪1‬‬

‫‪0,5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪BNA‬‬ ‫بنك البركة‬ ‫بنك خليج‬ ‫سوسيتي جنرال ترست بنك‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫عينة البنوك العاملة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )06-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫يتضح جليا كفاءة استخدام األموال المستثمرة لترست بنك الجزائر‪ ،‬وعلى العكس فلقد حقق البنك‬
‫الوطني الجزائري نسبة ضعيفة للعائد على األصول أقل من ‪ ،%0‬مما يحتم على إدارة البنك مراجعة‬
‫هذه النسبة وخصوصا ما يتعلق بإنخفاض صافي الدخل‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تطور معدل هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫يتم احتساب هامش الربح وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫صافي الدخل‬
‫× ‪022‬‬ ‫معدل هامش الربح =‬
‫اجمالي االيرادات‬

‫‪312‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬تطور هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪)%( 0204-0222‬‬

‫المتوسط مؤشر‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫السنة‬
‫القطاع‬
‫(‪)2212‬‬ ‫البيان‬
‫‪42,22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 40,16 60,22‬‬ ‫‪51,56 40,24 01,54‬‬ ‫‪02,86‬‬ ‫‪BNA‬‬
‫‪50,85 52,60 50,21 52,56 21,48‬‬ ‫‪20,28 45,62 40,48‬‬ ‫البركة ‪05,52‬‬ ‫بنك‬
‫الجزائري‬
‫‪22222‬‬ ‫‪46,54 12,52 42,86 40,80 40,22‬‬ ‫‪41,21 16,10 64,58‬‬ ‫خليج ‪55,05‬‬ ‫بنك‬
‫الجزائر‬
‫‪15,16 44,04 12,22 40,55 04,11‬‬ ‫‪50,21 05,64 42,06‬‬ ‫بنك ‪12,62‬‬ ‫ترست‬
‫الجزائر‬
‫‪14,54 18,55 02,40 58,52 45,02‬‬ ‫‪41,56 15,06 00,21‬‬ ‫‪00,45‬‬ ‫سوسيتي‬
‫جنرال‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة ‪0204-0222‬‬

‫من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )02-4‬يتضح تحقيق بنك البركة الجزائري ألعلى نسبة لهامش الربح‬
‫بـ ‪ ،%50,85‬ثم بنك خليج الجزائر بنسبة ‪ ،%46,54‬ثم بنك ‪ BNA‬بنسبة ‪ ،%42,22‬ثم ترست بنك‬
‫الجزائر بنسبة ‪ ،%15,16‬بينما حقق بنك سوسيتي جنرال أدنى نسبة بمعدل ‪.%14,54‬‬

‫‪0204-0222‬‬ ‫الشكل البياني رقم (‪ :)12-2‬متوسط هامش الربح لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬
‫معدل هامش الربح ‪%‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬ ‫المتوسط‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪BNA‬‬ ‫بنك البركة‬ ‫بنك خليج‬ ‫سوسيتي جنرال ترست بنك‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫عينة البنوك العاملة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )02-4‬وبرنامج ‪.EXCEL‬‬

‫‪313‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2.2‬تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫يتم احتساب معدل منفعة األصول وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫إجمالي اإليرادات‬
‫× ‪022‬‬ ‫معدل منفعة األصول =‬
‫إجمالي األصول‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬تطور معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪0204-0222‬‬
‫(‪)%‬‬

‫المتوسط‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫السنة‬

‫البيان‬
‫‪22222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 21,00 21,50‬‬ ‫‪24,05 21,56 21,55‬‬ ‫‪21,51‬‬ ‫‪BNA‬‬
‫‪22221 24,55 24,54 25,45 21,86‬‬ ‫‪21,21 26,12 28,50‬‬ ‫البركة ‪22,55‬‬ ‫بنك‬
‫الجزائري‬
‫‪22222 25,58 22,52 25,28‬‬ ‫‪8,42‬‬ ‫‪28,02 25,12 28,25‬‬ ‫خليج ‪28,20‬‬ ‫بنك‬
‫الجزائر‬
‫‪12222 28,05 25,02 22,02 00,84‬‬ ‫‪00,20 25,80 02,00‬‬ ‫بنك ‪00,84‬‬ ‫ترست‬
‫الجزائر‬
‫‪22222 25,46 26,58 24,10 25,12‬‬ ‫‪24,56 02,00 02,85‬‬ ‫‪25,20‬‬ ‫سوسيتي‬
‫جنرال‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة ‪0204-0222‬‬

‫يتضح من خالل الجدول السابق تحقيق ترست بنك الجزائر تحقيق أعلى معدل لمنفعة األصول‬
‫بمعدل ‪ ،%02,04‬وحقق بنك خليج الجزائر نسبة ‪ ،%8,05‬ثم بنك سوسيتي جنرال بنسبة ‪ ،%6,15‬ثم‬
‫بنك البركة الجزائري بنسبة ‪ ،%5,80‬بينما حقق البنك الوطني الجزائري أدنى نسبة بـ‪.%0,28‬‬

‫ويوضح الشكل البياني التالي متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة‬
‫‪:0204-0222‬‬

‫‪314‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الشكل البياني رقم (‪ :)12-2‬متوسط معدل منفعة األصول لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة ‪-0222‬‬
‫‪0204‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬
‫معدل منفعة األصول ‪%‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬ ‫المتوسط‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪BNA‬‬ ‫بنك البركة‬ ‫بنك خليج‬ ‫سوسيتي جنرال ترست بنك‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫عينة البنوك العاملة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )08-4‬وبرنامج ‪.EXCEL‬‬

‫‪ .2.2‬تطور الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫يتم قياس معامل الرفع المالي وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫إجمالي األصول‬
‫(مرة)‬ ‫معامل الرفع المالي=‬
‫حقول الملكية‬

‫‪315‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫الجدول رقم (‪ :)12-2‬الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر خالل الفترة ‪( 0204-0222‬مرة)‬

‫المتوسط‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2212‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫‪2222‬‬ ‫السنة‬

‫البيان‬
‫‪12222‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04,15‬‬ ‫‪01,10‬‬ ‫‪00,02‬‬ ‫‪00,82‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪01,24‬‬ ‫‪BNA‬‬
‫‪22222‬‬ ‫‪6,81‬‬ ‫‪6,81‬‬ ‫‪6,80‬‬ ‫‪6,42‬‬ ‫‪6,15‬‬ ‫‪25,22‬‬ ‫‪06,41‬‬ ‫‪05,22‬‬ ‫بنك‬
‫البركة‬
‫الجزائري‬
‫‪22221‬‬ ‫‪06,05‬‬ ‫‪01,00‬‬ ‫‪02,00‬‬ ‫‪2,10‬‬ ‫‪5,61‬‬ ‫‪4,52‬‬ ‫‪02,80‬‬ ‫بنك خليج ‪5,82‬‬
‫الجزائر‬
‫‪22222‬‬ ‫‪8,05‬‬ ‫‪5,02‬‬ ‫‪0,05‬‬ ‫‪0,12‬‬ ‫‪0,08‬‬ ‫‪0,55‬‬ ‫‪5,02‬‬ ‫‪1,48‬‬ ‫ترست‬
‫بنك‬
‫الجزائر‬
‫‪12222‬‬ ‫‪02,55‬‬ ‫‪00,48‬‬ ‫‪00,56‬‬ ‫‪02,52‬‬ ‫‪00,84‬‬ ‫‪01,55‬‬ ‫‪12,25‬‬ ‫‪08,45‬‬ ‫سوسيتي‬
‫جنرال‬
‫المصدر‪ :‬التقارير السنوية للبنوك عينة الدراسة ‪0204-0222‬‬

‫حيث يتضح من الجدول السابق تحقيق البنك الوطني الجزائري ألعلى معامل رفع مالي ب‪06,11‬‬
‫مرة وهو ما يعني اعتماده الكبير على الديون لتمويل أصوله‪ ،‬ثم سوسيتي جنرال الجزائر ب‪ 05‬مرة‪ ،‬ثم‬
‫بنك البركة الجزائري ب ‪ 5‬مرات وكذلك بنك خليج الجزائر‪ ،‬واخي ار ترست بنك‪.‬‬

‫‪0204-0222‬‬ ‫الشكل البياني رقم (‪ :)12-2‬متوسط الرفع المالي لعينة البنوك العاملة في الجزائر للفترة‬

‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫الرفع المالي (مرة)‬

‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬ ‫المتوسط‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪BNA‬‬ ‫بنك البركة‬ ‫بنك خليج‬ ‫سوسيتي جنرال ترست بنك‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائر‬ ‫الجزائر‬
‫عينة البنوك العاملة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )05-4‬وبرنامج ‪EXCEL‬‬

‫‪316‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬نتائج الدراسة‬

‫من خالل التقييم المختصر باستخدام المؤشرات المالية للبنوك عينة الدراسة تم التوصل للنتائج‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الربحية‪ :‬حيث يتم قياسها من خالل مؤشرات العائد على حقوق الملكية‪ ،‬العائد على األصول‬
‫ومنفعة األصول ولقد حقق بنك سوسيتي جنرال أكبر معدل للعائد على حقوق الملكية مقارنة‬
‫بمجموعة البنوك عينة الدراسة‪ ،‬حيث يبرز وبوضوح مدى نجاح بنك سوسيتي جنرال‪-‬الجزائر‬
‫وكفاءته في في تعظيم ثروة حملة األسهم وذلك من خالل تعزيز هذه النسبة بشكل مستمر‬
‫وباألخص ما يتعلق بصافي الدخل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للعائد على األصول فلقد حقق ترست بنك الجزائر أعلى نسبة‪ ،‬وهو ما يدل على كفاءته‬
‫في اس تخدام أصوله وتحويلها إلى أرباح‪ ،‬كذلك حقق ترست بنك الجزائر أعلى معدل لمنفعة األصول‬
‫الناتج عن الكفاءة في استخدام األصول‪.‬‬

‫‪ -‬التكاليف‪ :‬ويتم قياس الكفاءة في التحكم فيها من خالل هامش الربح‪ ،‬حيث حقق بنك البركة‬
‫الجزائري أعلى هامش للربح من مجموع البنوك عينة الدراسة‪ ،‬ويعود ذلك إلقبال الجمهور على‬
‫الخدمات االسالمية التي يقدمها بنك البركة باعتباره أول بنك يعمل وفق الشريعة االسالمية في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬المخاطرة‪ :‬ويتم قياسها من خالل مؤشر الرفع المالي حيث حقق البنك الوطني الجزائري أكبر‬
‫معدل من بين مجموعة البنوك عينة الدراسة‪ ،‬وهو ما يعني اعتماد هذا البنك على الديون في‬
‫تمويل أصوله وبالتالي ارتفاع المخاطر المالية للبنك‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حساب ‪ Z-SCORE‬للبنوك عينة الدراسة‬

‫لقد استخدمت العديد من المؤشرات لتقييم السالمة المالية للبنوك‪ ،‬منها تحديد القيمة المعرضة‬
‫للمخاطر ‪ ،VAR‬اختبار الضغط ‪ Stress Test‬ونموذج ‪ Z-SCORE‬ويعتبر هذا األخير من أفضل‬
‫النماذج لقياس االستقرار المالي للبنوك‪ ،‬ألنه يعرف ما إذا كان البنك سيواجه حالة إعسار مالي‪ ،‬بينما‬
‫المؤشرات األخرى تقيس أساسا مدى مواجهة البنك لمشكلة السيولة‪ ،‬وهو من المقاييس الحديثة التي‬
‫تستخدم لقياس درجة االستقرار المالي للبنوك‪ ،‬وتحديد السالمة والصحة المالية لها‪ ،‬حيث يعكس هذا‬
‫المؤشر عدد وحدات اإلنحراف المعياري التي بموجبها ستنخفض الربحية‪ ،‬وذلك قبل أن يتم استنفاذ‬
‫رأس المال المصرفي‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫ولقد أثبتت الدراسات التي قامت بقياس مدى فعالية المعيار أن دقة تنبؤاته تتراوح ما بين ‪%72‬‬
‫و‪ %82‬وهي نسبة جيدة في مثل هذه النماذج‪ ،‬حيث أصبح المعيار اعتبا ار منذ عام ‪ 1985‬معتمدا من‬
‫قبل المدققين‪ ،‬وادارات المحاسبة‪ ،‬وأنظمة قواعد البيانات لتقييم حالة القروض البنكية‪.‬‬

‫وأحد الخصائص األساسية لهذا المعيار أنه موضوعي إلى حد كبير لقياس السالمة المالية‬
‫لمجموعة من المؤسسات المالية المختلفة‪ ،‬وموضوعيته مستمدة من كونه يركز بشكل رئيسي على‬
‫‪1‬‬
‫خطر إعسار)‪ (insolvency‬أو إفالس )‪ (Bankruptcy‬البنك‪.‬‬

‫ويزداد مؤشر ‪ Z-Score‬مع ازدياد مستويات الربحية ورأس المال‪ ،‬في حين أنه ينخفض حين يكون‬
‫هناك عدم استقرار في العوائد‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل ارتفاع قيمة االنحراف المعياري للعائد على‬
‫األصول‪ ،‬وكلما كانت ‪ z‬كبيرة دل ذلك على السالمة المالية للبنك وعدم تعثره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويتم احتساب ‪ Z-Score‬من خالل العالقة التالية‪:‬‬

‫حيث يمثل‪:‬‬

‫‪ :ROA‬العائد على األصول (إجمالي النتيجة السنوية الصافية‪ /‬إجمالي األصول)‬

‫‪ :E/A‬نسبة حقوق الملكية إلى إجمالي األصول‬

‫)‪ :σ(ROA‬االنحراف المعياري للعائد على األصول‪ ،‬حيث يجب أن يحسب لخمس سنوات على األقل‬
‫من خالل العالقة التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬زواوي الحبيب‪ ،‬طهرات عمار‪ ،‬أثر األزمة المالية على المؤشرات البنكية‪ :‬دراسة مقارنة بين النموذجين اإلسالمي والتقليدي‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع ‪ ..‬و رهانات المستقبل‪ ،‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬يومي ‪ 04-01‬فيفري ‪.0200‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Linh Nguyen, Michael Skully, Shrimal Perera, Government Ownership, Economic Development,‬‬
‫‪Regulation Quality and Bank Stability-International evidence, Department of Accounting and Finance,‬‬
‫‪Monash‬‬ ‫‪University,‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪Dandenong,‬‬ ‫‪Vic‬‬ ‫‪3145,‬‬ ‫‪Australia,‬‬ ‫‪October‬‬ ‫‪2012,‬‬ ‫‪P11.‬‬
‫‪http://www.business.uwa.edu.au/__data/assets/pdf_file/0005/2198372/Nguyen-Linh-Monash.pdf‬‬
‫)‪(17/01/2016‬‬

‫‪318‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ :ROA‬الوسط الحسابي لمعدل العائد على األصول‬

‫‪ :n‬عدد السنوات‪.‬‬

‫‪ .1‬حساب مؤشر الستقرار المالي ‪ z-score‬للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬خالل الفترة ‪-2222‬‬
‫‪2212‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬للفترة ‪-0222‬‬
‫‪2012‬‬

‫‪2‬‬
‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪ROA‬‬ ‫السنة‪/‬البيان‬
‫‪0,0000046225‬‬ ‫‪0,00215‬‬ ‫‪2,214‬‬ ‫‪0,0074‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪0,0000172225‬‬ ‫‪0,00415‬‬ ‫‪2,218‬‬ ‫‪0,0094‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪0,0001311025‬‬ ‫‪0,01145‬‬ ‫‪0,078‬‬ ‫‪0,0167‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪0,0003115225‬‬ ‫‪0,01765‬‬ ‫‪2,01‬‬ ‫‪0,0229‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0,0002608225‬‬ ‫‪0,01615‬‬ ‫‪2.225‬‬ ‫‪0,0214‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0,0000235225‬‬ ‫‪0,00485‬‬ ‫‪2,265‬‬ ‫‪0,0101‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪- Ave‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪= ROA=0,00525‬‬ ‫النتائج‬
‫‪= 0,000748815‬‬ ‫‪0,0701‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬للفترة ‪0200-0222‬‬
‫وبرنامج ‪.Excel‬‬

‫انطالقا من بيانات الجدول (‪ )02-4‬فإن‪:‬‬

‫‪z-score‬‬ ‫‪BNA‬‬ ‫=‬ ‫‪= 6,17‬‬

‫وعليه يمكن القول أنه ومن خالل نسبة ‪ ،z-score BNA‬فإن على البنك الوطني الجزائري أن يخفض‬
‫أرباحه بأكثر من ‪ 6‬مرات عن انحرافاتها المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته‪ ،‬وبالتالي يصبح غير‬
‫قادر على الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لترست بنك الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)21-2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬للترست بنك الجزائر للفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪(ROAi-ROA)2‬‬ ‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪ROA‬‬ ‫السنة ‪/‬البيان‬


‫‪2,222280‬‬ ‫‪2,225‬‬ ‫‪2,08‬‬ ‫‪2,244‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2,222065‬‬ ‫‪2,201‬‬ ‫‪2,15‬‬ ‫‪2,248‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2,222264‬‬ ‫‪2,228-‬‬ ‫‪2,11‬‬ ‫‪2,202‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2,2225‬‬ ‫‪2,21‬‬ ‫‪2,11‬‬ ‫‪2,265‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2,222206‬‬ ‫‪2,224-‬‬ ‫‪2,41‬‬ ‫‪2,210‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪2,222206‬‬ ‫‪2,224-‬‬ ‫‪2,85‬‬ ‫‪2,210‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2,222220‬‬ ‫‪2,220-‬‬ ‫‪2,42‬‬ ‫‪2,214‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2,222220‬‬ ‫‪2,220‬‬ ‫‪2,24‬‬ ‫‪2,216‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪- Ave‬‬ ‫‪E/A ROA= 0,022‬‬ ‫النتائج‬
‫‪=0,001248‬‬ ‫‪= 0,4737‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لترست بنك الجزائر للفترة ‪.0204-0222‬‬

‫انطالقا من بيانات الجدول (‪ )00-4‬فإن‪:‬‬

‫‪= 0,013‬‬

‫𝟑𝟓‬ ‫𝟓‬
‫‪z-score‬‬ ‫‪trust‬‬ ‫=‬ ‫‪= 39,13‬‬
‫𝟓‬

‫‪ 15,01 = z-score‬وهو ما يعني أن على ترست بنك الجزائر أن يخفض أرباحه‬ ‫‪trust‬‬ ‫وعليه فإن‬
‫بأكثر من ‪ 15‬مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته‪ ،‬وبالتالي يصبح غير قادر على‬
‫الوفاء بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك البركة الجزائر خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك البركة الجزائر للفترة ‪0204-0222‬‬

‫‪(ROAi-ROA)2‬‬ ‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪ROA‬‬ ‫السنة‪ /‬البيان‬


‫‪0,0000216225‬‬ ‫‪-0,00465‬‬ ‫‪0,075‬‬ ‫‪0,0234‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪0,0000783225‬‬ ‫‪0,00885‬‬ ‫‪0,097‬‬ ‫‪0,0369‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪0,0000004225‬‬ ‫‪0,00065‬‬ ‫‪0,140‬‬ ‫‪0,0287‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪0,0000013225‬‬ ‫‪0,00115‬‬ ‫‪0,144‬‬ ‫‪0,0269‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0,0000001225‬‬ ‫‪0,00035‬‬ ‫‪0,125‬‬ ‫‪0,0284‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0,0000001225‬‬ ‫‪-0,00035‬‬ ‫‪0,120‬‬ ‫‪0,0277‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪0,0000042025‬‬ ‫‪-0,00205‬‬ ‫‪0,146‬‬ ‫‪0,0260‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0,0000027225‬‬ ‫‪-0,00165‬‬ ‫‪0,146‬‬ ‫‪0,0264‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Ave‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪= ROA= 0,22‬‬ ‫النتائج‬
‫‪=0,00010886‬‬ ‫‪0,124‬‬ ‫‪ROA= 0,02805‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لبنك البركة الجزائر ‪ 0204-0222‬وبرنامج ‪. Excel‬‬

‫انطالقا من بيانات الجدول (‪ )00-4‬فإن‪:‬‬

‫‪= 0,003943‬‬

‫‪z-score‬‬ ‫‪ALBARAKA‬‬ ‫=‬ ‫‪= 38,59‬‬

‫‪ 38,59 = z-score‬وهو ما يعني أن بنك البركة الجزائر عليه أن يخفض أرباحه‬ ‫‪ALBARAKA‬‬ ‫وعليه فإن‬
‫بأكثر من ‪ 18‬مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته‪ ،‬وبالتالي يصبح غير قادر على‬
‫الوفاء بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ z-score‬لبنك الخليج العربي خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك الخليج العربي الجزائر للفترة ‪-0222‬‬
‫‪0204‬‬

‫‪(ROAi-ROA)2‬‬ ‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪ROA‬‬ ‫السنة‪/‬البيان‬


‫‪2,2222020522‬‬ ‫‪2,22452‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪2,216‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2,2222005605‬‬ ‫‪2,22425‬‬ ‫‪2,06‬‬ ‫‪2,215‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2,2222025605‬‬ ‫‪2,22105-‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪2,210‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2,2222112605‬‬ ‫‪2,22525‬‬ ‫‪2,02‬‬ ‫‪2.242‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2,2222082605‬‬ ‫‪2,22405-‬‬ ‫‪2,02‬‬ ‫‪2.212‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪2,2222112605‬‬ ‫‪2,22525‬‬ ‫‪2,05‬‬ ‫‪2,242‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2,2222212605‬‬ ‫‪2,22025‬‬ ‫‪2,01‬‬ ‫‪2,216‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2,2220522605‬‬ ‫‪2,20005-‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪2,200‬‬ ‫‪2014‬‬
‫=‪- Ave E/A‬‬ ‫‪ROA=2222222‬‬ ‫النتائج‬
‫‪= 0,0002906875‬‬ ‫‪2212‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لبنك الخليج العربي الجزائر ‪ 0204-0222‬وبرنامج‬
‫‪.Excel‬‬

‫انطالقا من بيانات الجدول (‪ )01-4‬فإن‪:‬‬

‫‪= 0,00644412‬‬

‫‪z-score‬‬ ‫‪AGB‬‬ ‫=‬ ‫‪= 31,69‬‬

‫وعليه فإن ‪ 31,69 = z-scoreAGB‬وهو ما يعني أن بنك خليج الجزائر عليه أن يخفض أرباحه بأكثر‬
‫من ‪ 31‬مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته‪ ،‬وبالتالي يصبح غير قادر على الوفاء‬
‫بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ z-score‬لبنك سوسيتي جنرال خالل الفترة ‪2212-2222‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-2‬حساب مؤشر االستقرار المالي ‪ Z-Score‬لبنك سوسيتي جنرال الجزائر للفترة ‪-0222‬‬
‫‪0204‬‬

‫‪2‬‬
‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫)‪(ROAi-ROA‬‬ ‫‪E/A‬‬ ‫‪ROA‬‬ ‫السنة‪/‬البيان‬
‫‪2,222245‬‬ ‫‪2,222-‬‬ ‫‪0,053‬‬ ‫‪2,202‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2,222206‬‬ ‫‪2,224-‬‬ ‫‪0,052‬‬ ‫‪2,201‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2,222220‬‬ ‫‪2.220‬‬ ‫‪0,105‬‬ ‫‪2,208‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2,222206‬‬ ‫‪2.224‬‬ ‫‪0,108‬‬ ‫‪2,200‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2,222280‬‬ ‫‪2.225‬‬ ‫‪0,117‬‬ ‫‪2,206‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪2,222264‬‬ ‫‪2,228‬‬ ‫‪0.111‬‬ ‫‪2,205‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2,222220‬‬ ‫‪2,220‬‬ ‫‪0,105‬‬ ‫‪2,208‬‬ ‫‪2212‬‬
‫‪2,222206‬‬ ‫‪2,224‬‬ ‫‪0,112‬‬ ‫‪2,200‬‬ ‫‪2212‬‬
‫‪- Av E/A= 0,095 ROA= 2.212‬‬ ‫النتائج‬
‫‪=22222212‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على التقارير السنوية لبنك سوسيتي جنرال الجزائر ‪ 0204-0222‬وبرنامج‬
‫‪.Excel‬‬

‫انطالقا من بيانات الجدول (‪ )04-8‬فإن‪:‬‬

‫‪= 0,00155‬‬

‫𝟑‬
‫= ‪z-score‬‬ ‫‪= 72,25‬‬
‫𝟑𝟑‬

‫‪ 72,25= z-score‬وهو ما يعني أن بنك سوسيتي جنرال الجزائر عليه أن‬ ‫‪SOCIETE GENERALE‬‬ ‫وعليه فإن‬
‫يخفض أرباحه بأكثر من ‪ 20‬مرة عن انحرافاته المعيارية حتى تستنزف حقوق ملكيته‪ ،‬وبالتالي يصبح‬
‫غير قادر على الوفاء بإلتزاماته‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ .2‬المقارنة بين نتائج البنوك محل الدراسة‬

‫الجدول رقم (‪ :)22-2‬مقارنة مؤشر ‪ Z-Score‬لعينة الدراسة (‪)%‬‬

‫ترست بنك المتوسط‬ ‫بنك‬ ‫بنك الخليج –‬ ‫بنك البركة‬ ‫البنك الوطني‬ ‫البيان‪ /‬البنك‬
‫الجزائر‬ ‫سوسيتي‬ ‫الجزائر ‪AGB‬‬ ‫الجزائري‬ ‫الجزائري‬
‫جنرال‬ ‫‪BNA‬‬
‫الجزائر‬
‫‪12,62‬‬ ‫‪39,13‬‬ ‫‪20,05‬‬ ‫‪10,65‬‬ ‫‪38,59‬‬ ‫‪6,17‬‬ ‫‪Z-Score‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على المعطيات السابقة‬

‫من خالل الجدول السابق والمقارنة بين ‪ Z-Score‬للبنوك محل الدراسة يتضح ضعف البنك الوطني‬
‫الجزائري باقترابه من حدود التعثر واإلفالس‪ ،‬بينما البنوك األربعة األخرى تتمتع بإستقرار مالي على‬
‫المستوى الكلي بإبتعادها عن إمكانية حدوث تعثر أو إفالس‪ ،‬وهو ما يعكس قدرتها على إدارة‬
‫المخاطر المصرفية‪ ،‬وبالتالي التقليل من حجم الخسائر‪ ،‬ويمكن القول أن‪:‬‬

‫‪ -‬البنوك الخاصة برؤوس أموال أجنبية تعتبر أكثر إستق ار ار من البنوك األخرى؛‬
‫‪ -‬البنوك العمومية أقل إستق ار ار من ضمن مجموعة البنوك العاملة في الجزائر؛‬

‫ويتم تفسير ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع الخطر البنكي عند البنوك العمومية بسبب محدودية معايير إدارة المخاطر‪ ،‬على عكس‬
‫البنوك التجارية األخرى‪ ،‬إضافة إلى إشكالية التقييم بسبب مخاطر عدم السداد‪ ،‬وهو ما يبرز‬
‫ضعف وهشاشة البنوك العمومية التي تواجه حجم خسائر كبيرة ناتجة عن القروض المتعثرة‪،‬‬
‫وبالتالي ضعف الحوكمة المصرفية؛‬
‫‪ -‬تدخل الدولة بإحتواء الوضع من خالل تقديم المساعدات لها نظ ار لطابعها اإلستراتيجي في‬
‫تمويل التنمية االقتصادية في الجزائر‪.‬‬

‫وهو ما يؤكد على أهمية انفتاح النشاط البنكي في إطار تنظيمي ومؤسسي تدريجي‪ ،‬من أجل‬
‫استقطاب رؤوس أموال إضافية والحصول على الخبرة لتطوير النظام المصرفي في مجال التمويل‬
‫الدولي وطرق الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫خالصة الفصل‬

‫تضمن هذا الفصل دراسة مالية تحليلية كلية وجزئية بإستخدام المؤشرات المالية‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة كلية‪ :‬من خالل تحليل مؤشرات األداء للقطاع المصرفي الجزائري بهدف دراسة تأثير‬
‫اإلصالحات للفترة ‪ 0200-0225‬وهي الفترة التي تلت حدوث األزمة المالية العالمية بإستخدام‬
‫مؤشرات الربحية‪ ،‬مؤشرات السيولة وجودة األصول؛‬
‫‪ -‬دراسة جزئية‪ :‬من خالل قياس إستقرار مجموعة من البنوك التجارية العاملة في الجزائر‬
‫المتمثلة في البنك الوطني الجزائري‪ ،‬بنك البركة الجزائري‪ ،‬بنك الخليج الجزائر‪ ،‬ترست بنك‬
‫الجزائر وبنك سوسيتي جنرال للفترة ‪ 0204-0222‬بإستخدام مؤشر ‪.z-score‬‬

‫باإلضافة إلى إعطاء لمحة عن واقع الحوكمة في الجهاز المصرفي من الناحية القانونية‬
‫والتشريعية‪ ،‬وهو ما سمح بإعطاء صورة واضحة والمقارنة بين الجانب التشريعي واإلطار القانوني‬
‫وبين الواقع التطبيقي والعملي لمدى إستفادة القطاع الجزائري من آليات الحوكمة للتحكم في‬
‫المخاطر وتجنب الوقوع في أزمات‪ ،‬ولقد تم التوصل للنقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصالحات المصرفية التي شهدتها المنظومة البنكية الجزائرية لم تسمح بتعميق المنافسة في‬
‫السوق المصرفية الجزائرية وتحسين األداء باالهتمام بتمويل المشروعات األكثر ربحية وزيادة‬
‫كفاءة أداء الخدمات المصرفية حيث بقي نشاط البنوك محصو ار في دعم الصفقات العمومية‬
‫والقيام بالعمليات الخارجية‪ ،‬كما أن سيطرة البنوك العمومية ال تزال مستمرة؛‬
‫‪ -‬إن هيمنة البنوك العمومية على السوق المصرفية الجزائرية ال يعود إلى كفاءتها بقدر ما يعود‬
‫إلى طبيعة ملكيتها واحتكارها للنشاط المصرفي؛‬
‫‪ -‬إن عدم تأثير األزمة المالية العالمية ‪ 0222‬على القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬ال يرجع في‬
‫األصل إلى متانة القطاع المصرفي الجزائري وصالبته‪ ،‬وانما لعدم إندماج وتكامل القطاع مع‬
‫النظام المالي العالمي وعدم وجود قنوات تسريب لألزمات لعدم إمتالك الجزائر لسوق مالي‬
‫متطور‪ ،‬ولكن يمكن أن تؤثر هاته األزمة بصفة غير مباشرة مثل ما حدث خالل أزمة ‪0586‬‬
‫حيث يمكن أن تتأثر السيولة نتيجة إنخفاض أسعار البترول‪ ،‬وهو ما ينعكس على القدرة‬
‫التمويلية للبنوك؛‬
‫‪ -‬رغم سعي السلطات النقدية لإلهتمام بمفهوم الحوكمة المصرفية من خالل مختلف التشريعات‬
‫التي تم التطرق لها‪ ،‬والتي تواكب في جانب كبير منها ما جاءت به اتفاقيات بازل الثالث‪،‬‬
‫غير أن ذلك يبقى غير كافي وعلى السلطات أن تقوم بتهيئة البيئة واإلطار الالزم الذي يمكن‬
‫من اإللتزام بآليات الحوكمة بصفة فاعلة؛‬

‫‪305‬‬
‫الفصل الرابع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل واقع القطاع المصرفي الجزائري وقياس إستقراره في ظل الحوكمة المصرفية‬

‫‪ -‬حقق بنك سوسيتي جنرال ممثل مجموعة البنوك الخاصة األجنبية في الجزائر أكبر قيمة لـ‪z-‬‬
‫‪ score‬وهو ما يعني أنه يحقق مستويات ربحية مرتفعة ولديه رأس مال كاف والذي يعتبر‬
‫كخط دفاع أول لمواجهة أي خسائر‪ ،‬ويتمتع بالقدرة على إدارة المخاطر وبنظام حوكمة جيد‪،‬‬
‫بينما حققت البنوك الثالث بنك البركة‪ ،‬بنك خليج الجزائر وترست بنك قيما متقاربة لمؤشر ‪z-‬‬
‫‪ score‬وهي قيم ايجابية تجعلها بعيدة عن الوقوع في تعثر مصرفي يمكن أن يؤدي بها إلى‬
‫اإلفالس وفي نفس الوقت تحقق معدالت ربحية جيدة‪ ،‬بينما حقق البنك الوطني الجزائري أقل‬
‫قيمة لمؤشر ‪ z-score‬وهو ما يفسر حجم القروض المتعثرة التي يعاني منها هذا البنك نتيجة‬
‫سوء إدارة المخاطر وعدم وجود نظام رقابي داخلي فعال قادر على مواجهة المخاطر‪ ،‬وضعف‬
‫الحوكمة في هذا البنك وهو ما يجعله قريب من مواجهة صعوبات مالية‪ ،‬ما يستدعي ضرورة‬
‫إقامة نظام فعال للمراقبة واإلشراف في إطار آليات الحوكمة‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫اخلامتة‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عند اختيار موضوع آليات الحوكمة إلدارة المخاطر وتعزيز االستقرار المالي كان الهدف األساسي‬
‫يتمحور حول إبراز دور هذه اآلليات في تعزيز االستقرار المالي من خالل وظيفة إدارة المخاطر في‬
‫ظل التطورات التي تشهدها المنظومة المصرفية العالمية والتحديات التي تواجهها نتيجة التغيرات التي‬
‫أصبحت تميز البيئة المصرفية العالمية‪ ،‬حيث شهدت هذه األخيرة تغيرات جذرية والتي كان لها األثر‬
‫البارز على األوضاع االقتصادية لمختلف دول العالم‪.‬‬

‫ولقد اهتمت الدراسة بموضوع االستقرار المالي الذي يحتل صدارة اهتمام التظاهرات المالية‬
‫العالمية‪ ،‬خاصة بعد ارتفاع وتيرة وحدة األزمات المالية خالل العقود الثالث الماضية‪ ،‬فقد أصبح‬
‫الحفاظ على االستقرار المالي على مدى العقد الماضي هدفا مت ازيد األهمية في سياق صنع السياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهنالك عالقة مترابطة بين االستقرار المالي واالستقرار االقتصادي‪ ،‬حيث أن انضباط‬
‫إحداهما يوفر فرصة لآلخر مشمولة بسياسات نقدية ومالية جيدة‪ ،‬مع تخصيص شفاف للموارد المالية‪.‬‬

‫حيث تصاعدت المخاطر التي تواجه العمل المصرفي في البيئة المعاصرة بصورة مضطردة بسبب‬
‫التطورات والتحوالت الحاصلة‪ ،‬والتي أصبحت سمة من طبيعة العمل المصرفي‪ ،‬غير أن تأثيرها‬
‫أصبح كبيرا‪ ،‬وهو ما يتطلب إصالحات هيكلية باألنظمة الرقابية للمصارف وادارة المخاطر من خالل‬
‫مفاهيم حوكمة البنوك‪.‬‬

‫وتعتبر الحوكمة من أهم المواضيع وأكثرها معالجة في مختلف المجاالت والتخصصات‪ ،‬وخاصة‬
‫الحوكمة المصرفية باعتبار القطاع المصرفي الممول الرئيسي للتنمية‪ ،‬كما أن استقراره يؤثر على‬
‫االستقرار المالي ككل‪ ،‬حيث تعد حوكمة القطاع المصرفي الجزئري مطلبا هاما في الوضع الحالي‪،‬‬
‫بعد المرور بعدة إصالحات واالنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬والتحديات واألزمات التي يواجهها االقتصاد‬
‫ككل‪.‬‬

‫ولقد تم من خالل هذه الدراسة قياس االستقرار المالي للمؤسسات المصرفية العاملة في الجزائر‪ ،‬من‬
‫خالل عينة من البنوك خالل الفترة (‪ ،)0202-0222‬وتم تناول الدراسة في أربعة فصول‪ ،‬وباستخدام‬
‫المنهج واألدوات المشار إليها في المقدمة‪ ،‬وعليه تناولت الخاتمة نتائج البحث واختبار الفرضيات‪،‬‬
‫التوصيات المقترحة وآفاق البحث‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اختبار الفرضيات‪ :‬ارتبطت اإلجابة على السؤال الرئيسي باختبار مدى صحة أو نفي الفرضيات‬
‫المعطاة في مقدمة الدراسة‪ ،‬وبعد الدراسة النظرية والتطبيقية كانت نتائج اختبارها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الفرضية األولى‪ :‬الحوكمة وسيلة رئيسية إلدارة المخاطر وتوجد عالقة ارتباط وثيقة بها‪.‬‬

‫تعتبر هذه الفرضية صحيحة‪ ،‬حيث ال يمكن إلدارة المخاطر القيام بواجباتها إال من خالل وجود‬
‫توطيد وتدعيم وتكامل بين أسس وآليات الحوكمة المؤسسية‪ ،‬وذلك من خالل القيام بطمأنة المساهمين‬
‫واألطراف ذات العالقة بأن المخاطر المرتبطة باالستثمارات يتم السيطرة عليها ومتابعتها قبل حدوثها‬
‫وأن اإلدارة تقوم بالتصدي لها بشكل مهني ومنظم‪.‬‬

‫حيث لم تعد وظيفة إدارة المخاطر مجرد نشاط مخصص لمجال معين بل تمثل أحد األركان‬
‫الجوهرية لعمليات البنك اليومية نظ ار للتداخل الكبير بين المتطلبات الخارجية والداخلية إلدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬ونظ ار لعدم مواكبة المنهجية القديمة إلدارة المخاطر لهذه المتطلبات التي تعتمد على عزل‬
‫مختلف الوظائف والعمليات واألساليب والبنى التحتية‪ ،‬وقد تشكل في بعض األحيان عبئا تشغيليا‬
‫وماليا متزايدا مما يحد من قدرة المصارف على مواكبة النمو األساسي لألعمال ومبادرات التغيير‪.‬‬

‫فإن مواجهة هذه التحديات يكون باختيار البنوك التقنية الخاصة بالحوكمة وادارة المخاطر واالمتثال‬
‫التي توفر الفوائد التالية‪ :‬وضع رؤية أفضل للمخاطر التي تهدد المؤسسات وكيفية الحد منها‪ ،‬تخفيض‬
‫كلفة إدارة المخاطر من خالل التقليل من العمليات وأدوات الرقابة التي تتم بشكل يدوي وزيادة‬
‫مستويات الكفاءة من خالل توحيد المعايير وتبسيط اإلجراءات ومركزية العمليات‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية الثانية‪ :‬المصارف المركزية ومن خالل دورها في إطار الحوكمة‪ ،‬تهتم بإرساء مفهوم‬
‫االستقرار المالي من خالل التعامل مع األزمات المالية وقت حدوثها‪.‬‬

‫الفرضية صحيحة‪ ،‬حيث تعمل المصارف المركزية على تأهيل المصارف لالستعداد للصدمات‬
‫المتوقعة‪ ،‬ومنع انتقالها إلى مكونات البيئة المالية األخرى وباقي القطاعات االقتصادية بالدولة‪ ،‬لذلك‬
‫هناك مبادئ أساسية متفق عليها تتمثل في الشفافية‪ ،‬والحوكمة المؤسسية‪ ،‬وربط مؤشرات االقتصاد‬
‫الكلي مع السالمة المصرفية لتحقيق انضباط األداء‪ ،‬والمقدرة على التسويات المالية الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬كما أن نجاح الحوكمة المصرفية ال يرتبط فقط بوضع القواعد الرقابية‪ ،‬ولكن أيضا بأهمية‬
‫تطبيقها بشكل سليم‪ ،‬وهذا يعتمد على البنك المركزي ورقابته من جهة‪ ،‬وعلى البنك المعني وادارته من‬
‫الجهة األخرى‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كما يقع على عاتق المصارف المركزية مسؤولية تحقيق االستقرار المالي والحد من المخاطر‬
‫النظامية‪ ،‬وسرعة اتخاذ االجراءات الالزمة للتعامل مع المصارف التي تعاني من مشاكل هيكلية‬
‫وأزمات فى السيولة والعمل على عالجها‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية الثالثة‪ :‬تعتمد البنوك العاملة في الجزائر أدوات مناسبة في قياس وادارة المخاطر‬
‫بااللتزام بقواعد لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬حيث تقوم هيئات الرقابة المصرفية بالدور‬
‫المطلوب منها في مراقبة المخاطر وتحديدها‪.‬‬

‫وهي فرضية غير صحيحة‪ ،‬حيث اتضح من خالل الدراسة التطبيقية عدم كفاية أدوات قياس‬
‫المخاطر خاصة في البنوك العمومية‪ ،‬حيث يظهر ذلك جليا من خالل حجم القروض المتعثرة التي‬
‫تشهدها البنوك العمومية‪ ،‬وهو ما يعني سوء إدارة المخاطر وعدم وجود نظام رقابي داخلي فعال قادر‬
‫على مواجهة المخاطر‪ ،‬وضعف الحوكمة خاصة في البنوك العمومية وهو ما يجعلها قريبة من‬
‫مواجهة صعوبات مالية‪ ،‬ما يستدعي ضرورة إقامة نظام فعال للمراقبة واإلشراف في إطار الحوكمة‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية الرابعة‪ :‬يساعد االلتزام بمبادئ لجنة بازل للرقابة المصرفية على تدعيم ممارسات‬
‫الحوكمة المؤسسية في البنوك‪ ،‬والرفع من كفاءتها في إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬
‫العاملة في الجزائر‪.‬‬

‫الفرضية صحيحة‪ ،‬حيث تدرك لجنة بازل أن تحقيق الرقابة المصرفية بشكل فعال لن يتم إال فى‬
‫وجود تطبيق سليم للحوكمة داخل الجهاز المصرفي‪ ،‬وفقا للجنة بازل فهناك أربعة أشكال هامة من‬
‫الرقابة يجب أن يتضمنها الهيكل التنظيمى ألي مصرف وذلك لضمان التطبيق السليم لمبادئ الحوكمة‬
‫وهي‪ :‬الرقابة من خالل مجلس اإلدارة أو المجلس اإلشرافي‪ ،‬الرقابة من خالل أشخاص ليس لهم صلة‬
‫بالعمل اليومي في مجاالت العمل المختلفة‪ ،‬رقابة مباشرة على مجاالت العمل المختلفة بالمصرف‬
‫ووظائف مستقلة إلدارة المخاطر والمراجعة‪ .‬من هنا تتضح أهمية استخدام مفهوم حوكمة المؤسسية في‬
‫ضوء بيئة مصرفية دولية تحكمها مقر ارت لجنة بازل من أجل بناء نظام مصرفي مستقر يزيد من الثقة‬
‫فيما يستخدم من بيانات‪ ،‬وبالتالي ما يستخرج من معلومات‪ ،‬ومن ثم أثر ذلك على مستوى رأس المال‬
‫المطلوب استيفاءه في القطاع المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ -‬حدث تغيير كبير في البيئة المصرفية وذلك نظ ار للتحوالت والتطورات المتالحقة والتـي شـهدتها‬
‫السـاحة الماليــة والمصـرفية نتيجــة العولمــة الماليــة‪ ،‬حيــث تطــور نشــاط البنــوك وتوســعت مســاحة‬

‫‪320‬‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ودائرة و نطاق أعمالهـا المصـرفية سـواء علـى المسـتوى الـداخلي أو الـدولي والـذي انعكـس علـى‬
‫زيادة المخاطر المصرفية؛‬
‫‪ -‬من أهم المبادئ التي تقوم عليها قواعد الحوكمة حماية حقوق المساهمين والمعاملة المتساوية‬
‫لجميع المساهمين وحماية حقوق أصحاب المصالح أو المتعاملين مع المصارف فضال عن‬
‫اإلفصاح والشفافية بدقة وفي الوقت المناسب للوصول إلى المعلومات التي تهم جميع‬
‫المستثمرين؛‬
‫‪ -‬أن تطبيق الحوكمة المصرفية يساعد على مواجهة أشد االزمات بأقل الخسائر الممكنة‬
‫خصوصا في ظل ما يمر به االقتصاد حاليا من أزمات حيث ستضاعف من قدرة مجلس‬
‫اإلدارة على الرقابة الداخلية فضال عن تعزيز الروابط بين إدارة المخاطر وادارة المصرف؛‬

‫‪ -‬أن تطبيــق مبــادئ الحوكمــة ســيزيد مــن قــدرة المصــارف علــى مــنح التمــويالت حيــث أن الجهــات‬
‫المقترضـة ســتتعامل مـع المصــرف بشـكل أكثــر شـفافية ومــن ثـم ســتنخفض درجـة المخــاطر عنــد‬
‫تعاملهـا معهـا‪ ،‬إضـافة إلـى أن المصــرف سـيكون أكثـر دقـة فــي د ارسـة حـاالت المقترضـين ومــن‬
‫ثم يحد ذلك من التعثر الذي يؤثر بالتبعية على أرباحه؛‬
‫‪ -‬يتطلب تنفيذ أعمال الحوكمة توافر التنظيم اإلداري والمهني المتكامل الذي يشتمل على وجود‬
‫مجلس إدارة فاعل للحفاظ على حقوق المساهمين ولجنة مراجعة وادارة مراجعة داخلية ولجنة‬
‫إدارة المخاطر مع وظيفة مراقبة االمتثال داخل المصرف؛‬
‫‪ -‬استمرار أي مصرف يعتمد بالدرجة األولى على التنبؤ بوضعه المالي ومدى قدرته على تحقيق‬
‫العوائد واالحتفاظ بالسيولة المالئمة لمواجهة أحداث المستقبل الذي يتسم بعدم التأكد؛‬
‫‪ -‬التنبؤ المبكر باالزمات المالية باستخدام المؤشرات المالية يقدم أداة دائمة ومستمرة لتوجيه‬
‫متخذي القرار باحتمال تعرض االقتصاد المحلي ألزمة مالية أو أزمة عمالت بما يساعدهم في‬
‫اتخاذ سياسات واجراءات وقائية تمنع حدوثها؛‬
‫‪ -‬أصبحت الرقابة االحت ارزية الكلية تلقى اهتماما كبي ار كونها تساعد على الحد أو التخفيف من‬
‫تعرض النظام المصرفي إلى أي صعوبات‪ ،‬والحد من التكاليف الكبيرة التي قد يتكبدها‬
‫االقتصاد إلنقاذ المصارف؛‬

‫‪ -‬يعتبــر قــاون النقــد ‪ 02-52‬منعطفــا هامــا فــي تــاريخ االصــالحات المص ـرفية والنقديــة الجزائريــة‪،‬‬
‫حيـث اسـتطاع وضـع إطـار واضـح لتسـيير البنـوك الجزائريـة ضـمن مرحلـة التحـول إلـى اقتصــاد‬
‫السوق‪ ،‬والذي تلته العديد من اإلصالحات المتمثلـة فـي األمـر ‪ ،00-21‬واألمـر ‪ ،24-02‬ولكـن‬
‫وعلــى الــرغم مــن اإلطــار القــانوني الــذي أقرتــه ب ـرامج اإلصــالحات المص ـرفية فــي الج ازئــر التــي‬
‫تس ــتند إل ــى القواع ــد التجاري ــة والمردودي ــة‪ ،‬غي ــر أن ت ــدخل الدول ــة ف ــي توزي ــع الق ــروض خاص ــة‬

‫‪322‬‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بالنسبة للبنوك العمومية من خالل منح تمويل لمؤسسات اقتصادية عاجزة وأخرى ذات مخاطر‬
‫إئتمانية مرتفعة‪ ،‬أدى إلى تـراكم القـروض المتعثـرة لـديها ويفقـدها القـدرة علـى المسـاهمة‪ ،‬وكـذلك‬
‫التأثير على ربحيتها واستقرارها مستقبال؛‬
‫‪ -‬بالرغم من توفر اإلطار التشريعي والتوجيهي المالئم ووجود بعض الدالالت والمؤشرات األولية‬
‫التي توحي ببداية الوعي بأهمية تطبيق مبادئ الحوكمـة المؤسسـية فـي البنـوك الجزائريـة إال أن‬
‫اإللتزام بهذه المبادئ لم يرق إلى المستوى المطلـوب وبـاألخص فـي ظـل غيـاب دليـل للحوكمـة‬
‫المؤسسية لدى هذه المصارف‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫بناءا على النتائج السابقة تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات تتمثل في‪:‬‬

‫ضرورة عدم اكتفاء السلطات النقدية في الجزائر بإصدار القوانين الخاصة بالحوكمة‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسية وانما إيجاد البيئة السياسية واالقتصادية المناسبة لتطبيقها‪ ،‬واعداد األطر القانونية‬
‫والرقابية الالزمة لتطبيقها خاصة فيما يتعلق بإرشادات بنك الجزائر؛‬
‫‪ -‬ضرورة قيام الجهات المنظمة للعمل المصرفي الجزائري بإعداد وتطوير دليل مبادئ ومعايير‬
‫الحوكمة المصرفية وآليات تطبيقها بصورة سليمة‪ ،‬مع االستفادة من الخبرات اإلقليمية والدولية‬
‫في هذا المجال‪ ،‬ومشاركة المهنيين واألكادميين في وضع وتطوير هذا الدليل بما يتناسب‬
‫والبيئة الجزائرية‪ ،‬وهو ما يساهم في تعزيز كفاءة الجهاز المصرفي وضمان مصالح الزبائن‬
‫لتحقيق أكبر قدر ممكن من شافية البيانات المالية‪ ،‬والذي من شأنه تعزيز الثقة في الجهاز‬
‫المصرفي ووحداته؛‬
‫‪ -‬يجب توفير معيار ألفضل الممارسات الدولية في هذا مجال الحوكمة بما يتماشى مع قدرات‬
‫كل بنك على استيعاب المخاطر‪ ،‬مع إخطار البنك المركزي في حالة تعذر تحقيق ذلك مفس ار‬
‫بالمبررات؛‬
‫‪ -‬ضرورة تطبيق مؤشر اإلنذار المبكر باألزمات المصرفية النظامية وفقا لبازل ‪ 1‬كأحد أدوات‬
‫التنبؤ باألزمات المصرفية والذى يترتب على نتائجه تحديد نسبة تكوين احتياطي رأس المال‬
‫لمواجهة التقلبات االقتصادية‪ ،‬الذي يستهدف تجنب األزمات وتخفيض شدة األثر فى حالة‬
‫حدوثها‪ ،‬ويمثل ذلك أهمية كبيرة لصانعي القرار بشأن التنبؤ فى المجاالت االقتصادية‬
‫والمالية؛‬
‫‪ -‬ضرورة تقديم دورات تدريبية لتأهيل موظفي حيث أن نقص الخبرات هو أكبر المشكالت التي‬
‫ستواجه البنوك حال تطبيق الحوكمة نتيجة عدم توافر الخبرات القادرة على إحالل نظام جديد‬
‫خصوصاً في البنوك المحلية‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫الخاتمة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آفاق الدراسة‪ :‬من خالل البحث في موضوع دراستا‪ ،‬تم إيجاد بعض الجوانب التي لم نتطرق لها في‬
‫هذا البحث التي يمكن أن تتم دراستها والبحث فيها أكثر تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬دور نماذج االنذار المبكر في التنبؤ بالوضعية المالية للبنوك الجزائرية؛‬


‫‪ -‬قياس تأثير الحوكمة المصرفية في درجة األمان المصرفي الجزائري؛‬
‫‪ -‬استخدام مؤشرات ‪ CRAFTE‬لتقييم سالمة القطاع المصرفي الجزائري؛‬
‫‪ -‬توصية بتوسيع عينة الدراسة لتشمل بقية البنوك العاملة في الجزائر من أجل تأكيد أو دحض‬
‫نتائج هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫املراجع‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫إبراهيم أبو النجا‪ ،‬التأمين في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪. 1992،‬‬ ‫‪.0‬‬
‫اتحاد الشركات االستثمارية‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ ،‬مكتبة اآلفاق‪ ،‬الكويت‪ ،‬سبتمبر ‪.0200‬‬ ‫‪.0‬‬
‫أحمد السيد ابراهيم‪ ،‬حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.0202 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أحمد علي الخضري‪ ،‬االفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.0200 ،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أسعد حميد العلي‪ ،‬إدارة المصارف التجارية –مدخل إدارة المخاطر‪ ،-‬الذاكرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0201 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة الدولية وعولمة أسواق أرس المال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.0225 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫البنك المركزي المصري‪ ،‬مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ‪ ،2‬ورقة‬ ‫‪.2‬‬
‫للمناقشة‪ ،‬قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل‪. 2‬‬
‫دانيال أدنولد‪ ،‬تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم‪ ،‬ترجمة‪ :‬األمير شمس الدين‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪.0550‬‬
‫هيثم يوسف عويضة‪ ،‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتها اإلقليمية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0204 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .02‬حاكم محسن الربيعي‪ ،‬حمد عبد الحسن راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة ‪ ،‬األردن‪.0200 ،‬‬
‫‪ .00‬طارق اهلل خان‪ ،‬حبيب أحمد‪ ،‬ترجمة عثمان بابكر أحمد‪ ،‬ادارة المخاطر تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية‪ ،‬البنك االسالمي‬
‫للتنمية‪ ،‬جدة‪.0221 ،‬‬
‫‪ .00‬طارق طه‪ ،‬إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬االسكندرية‪.0222 ،‬‬
‫‪ .01‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر (أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.0224 ،‬‬
‫‪ .04‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات " المفاهيم‪ -‬المبادئ‪ -‬التجارب‪ -‬تطبيقات الحوكمة في المصارف"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.0225‬‬
‫‪ .05‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.0225 ،‬‬
‫‪ .06‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪ .02‬طاهر محسن منصور الغالي‪ ،‬وائل محمد صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع األردن‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ .08‬لوسيان بيبتشك‪ ،‬جيسي فريد‪ ،‬أجر دون أداء ‪ :‬الوعود الخاوية بشأن تعويضات المديرين‪ ،‬ترجمة‪ :‬هاني الصالح‪ ،‬مكتبة العبيكان‬
‫للنشر‪.0200 ،‬‬
‫‪ .05‬مائيير كوهين‪ ،‬النظم المالية والتمويلية‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الحكم الخزامى‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .02‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪.0220 ،‬‬
‫‪ .00‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬االندماج المصرفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .00‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.0220 ،‬‬
‫‪ .01‬محمد أحمد عبد النبي‪ ،‬الرقابة المصرفية‪ ،‬دار زمزم‪ ،‬االردن‪.0202 ،‬‬
‫‪ .04‬محمد صفوت قابل‪ ،‬الدول النامية والعولمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.0224 ،‬‬
‫‪ .05‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬عبد السالم محمد خميس‪ ،‬األزمات المالية " قديمها وحديثها‪ ،‬أسبابها ونتائجها والدروس المستفادة"‪ ،‬إثراء‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0202 ،‬‬
‫‪ .06‬محمد عبد ربه‪ ،‬قياس تكلفة مخاطر االئتمان المصرفي في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .02‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬األزمات االقتصادية العالمية –المفهوم‪-‬النظريات التي تفسر األزمات دراسة شخصية ألسباب األزمات‪ ،‬دار‬
‫الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.0200 ،‬‬
‫‪ .08‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري ( دراسة مقارنة )‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.0226 ،‬‬

‫‪326‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .05‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية والعولمة االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.0204 ،‬‬
‫‪ .12‬مصطفى محمد أبو بكر‪ ،‬التنظيم اإلداري في المنظمات المعاصرة " مدخل تطبيقي"‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.0225 ،‬‬
‫‪ .10‬منير ابراهيم هندي‪ ،‬ادارة البنوك التجارية "مدخل اتخاذ القرار"‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.0556 ،‬‬
‫‪ .10‬منير هندي‪ ،‬الفكر الحديث في التحليل المالي وتقييم األداء مدخل حوكمة الشركات‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬االسكندرية‪.0225 ،‬‬
‫‪ .11‬ناصر دادي عدون‪ ،‬مراقبة التسيير في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.0224 ،‬‬
‫‪ .14‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وادارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.0225 ،‬‬
‫‪ .15‬السيد البدوي عبد الحافظ‪ ،‬إدارة األسواق المالية –نظرة معاصرة‪ ،-‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.0555 ،‬‬
‫‪ .16‬السيد عليوه‪ ،‬إدارة األزمات والكوارث واإلرهاب الدولي‪ ،‬مركز الق اررات لالستشارات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.0224 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬مجموعة النيل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0220 ،‬‬
‫‪ .18‬عبد الحميد محمد الشواربي‪ ،‬محمد عبد الحميد الشواربي‪ ،‬إدارة المخاطر االئتمانية من وجهة النظر المصرفية والقانونية‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.0220 ،‬‬
‫‪ .15‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬سمية قرياقص‪ ،‬أساليب اإلدارة وبيئة األعمال‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكنرية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .42‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬العولمة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.0221 ،‬‬
‫‪ .40‬عبد الناصر براني أبو شهد‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف االسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪.0201 ،‬‬
‫‪ .40‬عبد الناصر براني أبو شهد‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف االسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0200 ،‬‬
‫‪ .41‬عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مراجعي الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .44‬عطا اهلل وارد خليل‪ ،‬محمد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬الحوكمة المؤسسية – مدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة‪،-‬‬
‫مكتبة الحرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.0228 ،‬‬
‫‪ .45‬عالء فرحان طالب‪ ،‬إيمان شيحان المشهداني‪ ،‬الحوكمة المؤسسية واألداء المالي اإلستراتيجي للمصارف‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.0200 ،‬‬
‫‪ .46‬فهمي مصطفى الشيخ‪ ،‬التحليل المالي‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬فلسطين‪.0228 ،‬‬
‫‪ .42‬صادق راشد الشمري‪ ،‬إدارة المصارف‪-‬الواقع والتطبيقات العملية‪ ، -‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0225 ،‬‬
‫‪ .48‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية إدارة المخاطر المصرفية وأثرها في األداء المالي للمصارف التجارية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.0201 ،‬‬
‫‪ .45‬صالح الدين السيسي‪ ،‬دراسات نظرية وتطبيقية‪ :‬قضايا إقتصادية معاصرة‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.0221 ،‬‬
‫‪ .52‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وادارة المخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪.0202 ،‬‬
‫‪ .50‬روبرت ماتيس‪ ،‬جون جاكسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬رشا محمد األحمد‪ ،‬تسيير الموارد البشرية‪ ،‬الفصل ‪.01‬‬
‫‪ .50‬شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬دار الميسرة للنشر‪ ،‬األردن‪.0200 ،‬‬
‫‪ .51‬خضير كاظم محمود الفريجات‪ ،‬السلوك التنظيمي "المفاهيم معاصرة"‪ ،‬أثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪.0225 ،‬‬
‫‪ .54‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬عولمة الحوكمة المالية –التنظيم واإلشراف ومراقبة المؤسسات المالية في أعقاب األزمة العالمية ‪،-2222‬‬
‫دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0201 ،‬‬
‫‪ .55‬غالم عبد اهلل‪ ،‬العولمة المالية واألنظمة المصرفية العربية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0204 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬األطروحات‪ ،‬الرسائل والمذكرات‬

‫‪ .0‬أمير الفونس عريان حنا‪ ،‬تصميم نظام لإلنذار المبكر لألزمات االقتصادية في مصر باإلسترشاد باألزمة اآلسيوية والروسية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.0225 ،‬‬
‫‪ .0‬هبة الباز‪ ،‬األزمات المالية المعاصرة (األسباب‪ ،‬العالج‪ ،‬الدروس المستفادة)‪ ،‬رسالة دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين‬
‫شمس‪ ،‬مصر‪.0228 ،‬‬

‫‪327‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .1‬محمد السيد على محمد الحارونى‪ ،‬دور البنك الـدولي وصندوق النقد الدولي فـى تحقيق االستقرار المالي فـى مصر "دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬مركز النظم العالمية لخدمات البحث العلمي‪،0228 ،‬‬
‫‪ ،/http://www.alnodom.com‬تاريخ االطالع‪.)0205/02/02( :‬‬
‫‪ .4‬محمد إليفي‪ ،‬أساليب تدنية مخاطر التعثر المصرفي في الدول النامية مع دراسة حالة الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غ منشورة)‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.0204-0201 ،‬‬
‫‪ .5‬نعايم سعد زغلول‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات في إدارة األزمات‪ ،‬رسالة ماجيستير (غ منشورة)‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪.0555‬‬
‫‪ .6‬عبده أحمد عبده عتش‪ ،‬إطار مقترح لتفعيل دور المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر في بية األعمال المصرية‪ ،‬رسالة ماجيستير (غ‬
‫منشورة)‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬مصر‪.0200 ،‬‬
‫‪ .2‬عفاف اسحق محمد أبوزر‪ ،‬إستراتيجية مقترحة لتحسين فاعلية الحاكمية المؤسسية في القطاع المصرفي األردني‪ ،‬رسالة دكتوراه (غ‬
‫منشورة)‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات العليا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.0226 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬التقارير‪ ،‬الدراسات والبحوث المتخصصة‬

‫إبراهيم أبو العال‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ :‬أسبابها‪ ،‬والحلول من منظور إسالمي‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مركز النشر‬ ‫‪.0‬‬
‫العالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.0225 ،‬‬
‫ابراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة على البنوك وادارة المخاطر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪.0‬‬
‫أبوظبي‪ ،‬مارس ‪.0226‬‬
‫أحمد بن عبد اهلل آل الشيخ‪ ،‬المتطلبات القانونية واإلجرائية لحوكمة الشركات‪ ،‬منتدى الحوكمة السعودي‪ 10-12 ،‬يناير ‪.0200‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أحمد طلفاح‪ ،‬األزمات المالية وأزمات سعر الصرف وأثرها على التدفقات المالية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬األردن‪ ،‬أبريل ‪.0225‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أحمد منير النجار‪ ،‬عولمة األسواق المالية وأثارها على تنمية الدول النامية مع اإلشارة للسوق الكويتي‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع‬ ‫‪.5‬‬
‫الريادة واإلبداع –استراتيجيات األعمال في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬جامعة فيالدليفيا‪ ،‬يومي ‪ 06-05‬مارس ‪.0225‬‬
‫آدلهايد بورجي‪-‬شميلز‪ ،‬بيانات من أجل االنقاذ –لماذا ستصبح المعلومات اإلحصائية المفتاح الرئيسي لتفادي األزمات في المستقبل‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪.0225‬‬
‫أسار فخري عبد اللطيف‪ ،‬العولمة المصرفية ‪ ،‬المديرية العامة لإلحصاء واألبحاث قسم بحوث االئتمان‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.0224‬‬
‫أسامة بن فهد الحيزان‪ ،‬تطوير أداء وظيفة التدقيق الداخلي لتفعيل متطلبات الحوكمة‪ ،‬مجلة المحاسبة واإلدارة والتأمين‪ ،‬كلية التجارة‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬العدد ‪.0228 ،22‬‬
‫آمار باتاتشاريا‪ ،‬شبكة مشوشة‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مارس ‪.0225‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ .02‬أمـال عيـاري‪ ،‬أبوبكر خوالد‪ ،‬تطبيق مبادئ الحوكمة في المؤسسات المصرفية – دراسة حالة الجزائر– ‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي‪ 22-26 :‬ماي ‪.0200‬‬
‫‪ .00‬أمل يحيى شبارو‪ ،‬الديون الداخلية للدول العربية األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (‪ ،) ESCWA‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة الجتماع الخبراء العداد الدول األعضاء في ال‪ ESCWA‬لالجتماع الدولي حول التنمية‪ 12-05 ،‬افريل ‪ ،0228‬الدوحة‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫‪ .00‬انعام حسن زويلف‪ ،‬دور التحليل االستراتيجي إلبعاد بيئة التحكم المؤسسي في استمرارية المنظمة وتجنب األزمات المالية‪ ،‬مجلة كلية‬
‫بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬العراق‪.0225 ،‬‬

‫‪ .01‬أينيا سكيفيرين‪ ،‬األزمات المصرفية‪ ،‬بحث منشور على الموقع اإللكتروني (شبكة الصحفيين الدوليين) يوم ‪:0228/26/02‬‬
‫‪ ، https://ijnet.org/ar/blog/‬تاريخ االطالع‪.0205/24/05 :‬‬
‫‪ .04‬بحري هشام‪ ،‬محزم حسينة‪ ،‬اآلثار المحتملة لتخفيض أسعار الفائدة على االقتصاد العالمي‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى‬
‫الوطني التاسع حول أداة سعر الفائدة وأثرها على األزمات االقتصادية‪ ،‬جامعة ‪ 02‬أوت سكيكدة ‪ 02-25‬ماي ‪.0200‬‬
‫‪ .05‬بشار ذنون الشكرجي‪ ،‬دور المصارف االسالمية في االستقرار المالي والتحديات التي تواجهها‪ ،‬تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪ ،004‬المجلد‬
‫‪.0201 ،15‬‬

‫‪328‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .06‬بلعزوز بن علي‪ ،‬كتوش عاشور‪ ،‬واقع المنظومة المصرفية الجزائرية ومنهج االصالح‪ ،‬ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت‬
‫االقتصادية –واقع وتحديات‪ ،-‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 05-04‬ديسمبر ‪.0224‬‬
‫‪ .02‬بلقاسم العباس‪ ،‬أسباب األزمات المالية والنماذج المفسرة لها‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬عمان‪.0226 ،‬‬
‫‪ .08‬بلوافي أحمد مهدي‪ ،‬البنوك اإلسالمية واالستقرار المالي ‪ -‬تحليل تجريبي‪ ، -‬ورقة عمل صادرة عن صندوق النقد الدولي‪.0228 ،‬‬

‫‪ .09‬بنك االمارات المركزي‪ ،‬أنظمة الدفع والتسوية‪ ،‬الرابط‪:‬‬


‫‪ ،http://www.centralbank.ae/index.php?option=com_content&view=article&id=133&Itemid=125‬تاريخ‬
‫االطالع‪.0205/00/08 :‬‬
‫‪ .02‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مخاطر أسعار العائد بالمحفظة لغير أغراض المتاجرة وفقا للدعامة الثانية من مقررات بازل ‪ ،2‬ورقة‬
‫للمناقشة‪ ،‬قطاع الرقابة واإلشراف وحدة تطبيق مقررات بازل ‪.2‬‬
‫‪ .00‬البنك المركزي المصري‪ ،‬نظم الدفع –نظرة عامة‪ ،/http://www.cbe.org.eg ،-‬تاريخ االطالع‪.0205/00/08 :‬‬
‫‪ .00‬بهاء الدين سمير عالم‪ ،‬أثر اآلليات الداخلية لحوكمة الشركات على األداء المالي في الشركات المصرية"دراسة تطبيقية"‪ ،‬و ازرة‬
‫االستثمار مركز المديرين المصري‪ ،‬مصر‪.0225 ،‬‬
‫‪ .01‬بول هيلبرز وآخرون‪ ،‬أدوات جديدة لتقييم سالمة النظام المالي‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬سبتمبر ‪.0220‬‬
‫‪ .04‬جاري ستيكس‪ ،‬عالم الفقاعات المالية وانفجاراتها‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد السقا‪ -‬عدنان الحموي‪ ،‬مجلة العلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬الكويت‪ ،‬عدد‬
‫سبتمبر‪-‬اكتوبر ‪.0225‬‬
‫‪ .05‬جمال نجم‪ ،‬تعليمات بشأن حوكمة البنوك‪ ،‬البنك المركزي المصري‪ ،‬القاهرة‪.0200 ،‬‬
‫‪ .06‬جودة عبد الخالق‪ ،‬األزمة المالية العالمية أزمة نظام ال أزمة سياسات‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬عدد رقم‪ ،025‬يناير‪.0225‬‬

‫‪ .02‬جوزيف طربيه‪ ،‬صيرفة الظل‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لمنتدى‪ :‬صيرفة الظل ‪ ..‬خطورة تمددها وكيفية مكافحة غسل األموال التي باإلمكان أن‬
‫تتم عبرها‪ ،‬يومي ‪ 08-02‬فبراير ‪ ،0205‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .08‬جون سوليفان وآخرون‪ ،‬حوكمة الشركات في القرن الواحد والعشرون‪ ،‬ترجمة سمير كرم‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬واشنطن‪،‬‬
‫‪.0221‬‬
‫‪ .05‬جوناثان تشاركهام‪ ،‬إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك‪ ،‬المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‪ ،‬مذكرة المناقشة المركزة ‪ ،2‬البنك الدولي‬
‫لالنشاء والتعمير‪ ،‬واشنطن‪.0221 ،‬‬
‫‪ .12‬داوود يوسف صبح‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫‪ .10‬الدائرة المالية لحكومة دبي‪ ،‬األزمة المالية العالمية ‪ -‬دروس مستفادة‪ ،-‬إدارة الدراسات المالية‪.0224 ،‬‬
‫‪ .10‬دريد آل شبيب‪ ،‬عبد الرحمن الجبوري‪ ،‬أهمية تطوير هيئة الرقابة على االوراق المالية لرفع كفاءة السوق المالي –حالة شركة وورلد‬
‫كوم األمريكية ‪ ،‬المؤتمر العلمي الرابع الستراتيجيات األعمال في مواجهة العولمة‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬األردن‪.0225 ،‬‬

‫‪ .11‬دليل الحوكمة المؤسساتية وادارة المخاطر لمؤسسات التمويل األصغر في العالم العربي‪ ،www.grameen-jameel.com ،‬تاريخ‬
‫االطالع‪.0205/24/02 :‬‬
‫‪ .14‬هارون الطاهر‪ ،‬العقون نادية‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول " المنظومة المصرفية‬
‫في األلفية الثالثة‪ :‬منافسة‪ ،‬مخاطر وتقنيات"‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬يومي ‪ 2-6‬جوان ‪.0225‬‬
‫‪ .15‬هالة السعيد‪ ،‬الحوكمة في البنوك العامة‪ ،‬منشورات المعهد المصرفي‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫‪ .16‬هالة حلمي السعيد‪ ،‬الحوكمة من منظور مصرفي‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪.0221 ،CIPE‬‬
‫‪ .12‬هيئة السوق المالية السعودية ‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.0200 ،‬‬

‫‪ .18‬وسام حسن فتوح‪ ،‬منتدى االجراءات الرقابية االحترازية والممارسات السليمة إلدارة المخاطر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬يومي ‪ 05-08‬فبراير‬
‫‪.0205‬‬
‫‪ .15‬وليد عيدي عبد النبي‪ ،‬شركات ضمان الودائع المصرفية ودورها في حماية الجهاز المصرفي وودائع الجمهور‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪،‬‬
‫المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واالئتمان‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .42‬زواوي الحبيب‪ ،‬طهرات عمار‪ ،‬أثر األزمة المالية على المؤشرات البنكية‪ :‬دراسة مقارنة بين النموذجين اإلسالمي والتقليدي‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي األول حول‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع ‪ ..‬و رهانات المستقبل‪ ،‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬يويم ‪ 04-01‬فيفري ‪.0200‬‬
‫‪ .40‬زيدان محمد‪ ،‬نورين بومدين‪ ،‬دور السوق المالي في تمويل التنمية االقتصادية بالجزائر " المعوقات واآلفاق"‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات – دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ -‬يومي ‪ 00-00‬نوفمبر ‪ ،0226‬جامعة‬
‫بسكرة‪.‬‬
‫‪ .40‬حسام الدين نبيل أبو تركي‪ ،‬إدارة مخاطر السيولة‪ ،‬مجلة المصرفي‪ ،‬بنك السودان المركزي‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سبتمبر ‪.0200‬‬
‫‪ .41‬حسن بلقاسم غصان‪ ،‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬قياس االستقرار المالي للبنوك اإلسالمية والتقليدية في السعودية‪ ،‬المؤتمر العالمي‬
‫الثامن لالقتصاد والتمويل االسالمي النمو المستدام والتنمية االقتصادية الشاملة من المنظور االسالمي‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬من ‪ 08‬إلى ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪.0200‬‬
‫‪ .44‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬من أجل استراتيجية وطنية للحوكمة من منظور إدارة الدولة والمجتمع والحكم الرشيد‪ ،‬بحوث وأوراق عمل‬
‫مؤتمر متطلبات حوكمة الشركات وأسواق المال العربية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .45‬حسين مصطفى هاللي‪ ،‬نظم المعلومات البنكية ودعم اتخاذ القرار‪ ،‬ندوة الخدمات البنكية االلكترونية الشاملة "رؤية مستقبيلة"‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ 05-05 ،‬نوفمبر ‪.0222‬‬
‫‪ .46‬حوكمة الشركات‪ :‬قضايا واتجاهات‪ ،‬االتجاهات الدولية في القرن الحادي والعشرين‪...‬دور جديد لمجلس االدارة‪ ،‬مركز المشروعات‬
‫الدولية الخاصة ‪ ،CIPE‬ديسمبر ‪.0224‬‬
‫‪ .42‬طالب دليلة‪ ،‬عياد سيدي محمد‪ ،‬وهراني كريم‪ ،‬األزمة المالية الراهنة وأثرها على االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫الرابط‪ ،/http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/12.PDF :‬تاريخ االطالع‪.0206/20/20 :‬‬
‫‪ .48‬طلفاح أحمد‪ ،‬مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سالمة القطاع المالي‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬أبريل ‪.0225‬‬
‫‪ .45‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية ‪-‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪.2000 ،‬‬
‫‪ .52‬يوسف محمود جربوع‪ ،‬مراجعة الحسابات المتقدمة وفقا لمعايير المراجعة الدولية‪ ،‬غزة‪.0222 ،‬‬
‫‪ .50‬كامل الشيرازي‪ ،‬زلزال البنوك الخاصة في الجزائر‪ ،‬يومية إيالف االلكترونية‪ ،‬عدد ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،0222‬الموقع الرسمي لليومية‪:‬‬
‫‪ ،http://elaph.com/ElaphWeb/Economics/2007/12/290580.htm‬تاريخ االطالع‪.0205/00/08 :‬‬

‫‪ .50‬كريستي قهوجي‪« ،‬صيرفة الظل» قد تشكل خط ار على االستقرار المالي واالقتصاد في حال استعمالها بطريقة غير شرعية مثل تبييض‬
‫للجريدة‪:‬‬ ‫الرسمي‬ ‫الموقع‬ ‫االلكترونية‪،‬‬ ‫النسخة‬ ‫‪،0205‬‬ ‫مارس‬ ‫‪0‬‬ ‫يوم‬ ‫الصادرة‬ ‫اللبنانية‪،‬‬ ‫الديار‬ ‫جريدة‬ ‫االموال‪،‬‬
‫‪ ،/http://www.addiyar.com‬تاريخ االطالع‪.0205/25/05 :‬‬
‫‪ .51‬الو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬ما الذي يتعين علينا عمله؟‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ :‬العالم يواجه أزمة‪ ،‬المجلد ‪ ،46‬العدد‪ ،20‬مارس‬
‫‪.0225‬‬
‫‪ .54‬لو ار كودريس‪ ،‬أديتيا ناراين‪ ،‬إصالح عيوب النظام المالي‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو ‪.0200‬‬
‫‪ .55‬لو ار كودريس‪ ،‬ما هو نظام الظل المصرفي؟‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو ‪.0201‬‬

‫‪ .56‬مازن إرشيد‪ ،‬األوروغواي‪ ..‬وطوق النجاة‪ ،‬صحيفة العربي الجديد‪ ،‬العدد ‪ ،084‬الصادرة يوم ‪ 4‬مارس ‪ ،0205‬النسخة االلكترونية‪،‬‬
‫الموقع الرسمي للجريدة‪ ،http://www.alaraby.co.uk :‬تاريخ االطالع‪.0205/24/06 :‬‬
‫‪ .52‬مالكوم نايت‪ ،‬الدول النامية والتي تمر بمرحلة انتقال وتواجه العولمة المالية‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬جوان ‪.0555‬‬
‫‪ .58‬ماهر الشيخ حسن‪ ،‬قياس مالءة البنوك اإلسالمية في إطار المعيار الجديد لكفاية رأس المال‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث حول االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪.0225 ،‬‬

‫‪ .55‬مجدى مليجى عبد الحكيم مليجى‪ ،‬أثر هيكل الملكية وخصائص مجلس اإلدارة على التحفظ المحاسبى فى التقارير المالية‪ :‬دليل من‬
‫البيئة المصرية‪ ،http://www.bu.edu.eg/portal/uploads/Commerce/Accounting%2.pdf ،‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0205/02/05‬‬
‫‪ .62‬مجيب حسن محمد‪ ،‬تطوير مؤشرات للتنبؤ باألزمات المصرفية‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ ،‬الموقع‪:‬‬
‫‪ ،http://cbl.gov.ly/pdf/04obK1uIE41EL5E7E4e.pdf‬تاريخ االطالع‪.0205/24/02 :‬‬
‫‪ .60‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة‪ :‬مقدمة في فكر واقتصاد وادارة عصر الالدولة‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬

‫‪331‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .60‬محمد أبو حسبو‪ ،‬هل تمنع «قوانين بازل ‪ 2‬لإلصالح المصرفي» وقوع أزمة مالية جديدة؟‪ ،‬صحيفة الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪،00606‬‬
‫الصادرة يوم ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،0202‬النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪.http:// aawsat.com :‬‬
‫‪ .61‬محمد الشريف إلمان‪" ،‬فضيحة الخليفة" سبب مباشر في تراجع البنوك الخاصة ‪ ،‬جريدة الشعب الجزائرية‪ ،‬النسخة اإللكترونية‪ ،‬يوم ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0200‬الرابط الرسمي للجريدة‪.)0205/00/05( ،/http://www.ech-chaab.com :‬‬
‫‪ .64‬محمد بن بوزيان‪ ،‬بن حدو فؤاد‪ ،‬عبد الحق بن عمر‪ ،‬البنوك اإلسالمية والنظم والمعايير االحترازية الجديدة‪ :‬واقع وآفاق تطبيق لمقررات‬
‫بازل(‪ ،)2‬المؤتمر العالمي الثامن لالقتصاد والتمويل اإلسالمي‪-‬النمو المستدام والتنمية اإلسالمية الشاملة من منظور إسالمي‪،-‬‬
‫الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬ديسمبر ‪.0200‬‬
‫‪ .65‬محمد حسن يوسف‪ ،‬محددات الحوكمة ومعاييرها – مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها في مصر‪ ،-‬بنك االستثمار القومي‪.0222،‬‬
‫‪ .66‬محمد رشاد الحمالوي‪ ،‬السيد محمود سماحة‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .62‬محمد زيدان‪ ،‬أهمية إرساء وتعزيز مبادئ الحوكمة في القطاع المصرفي باإلشارة إلى البنوك الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬العدد ‪.0225 ،25‬‬
‫‪ .68‬محمد على يوسف أحمد‪ ،‬دور السلطات الرقابية فى الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الخدمات‬
‫المالية االسالمية الثاني‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬يومي ‪ 08-02‬أبريل ‪.0202‬‬
‫‪ .65‬محمد عمايره‪ ،‬دور البنوك المركزية في الحد من المخاطر النظامية وحماية االستقرار المالي‪ ،‬الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة‬
‫المخاطر في المؤسسات المالية والمصرفية‪ 8 ،‬أغسطس ‪ ،0205‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .22‬محمد عمايره‪ ،‬اختبارات االوضاع الضاغطة ‪ ،Stress Testing‬الملتقى االقتصادي العربي االول الدارة المخاطر في المؤسسات‬
‫المالية والمصرفية‪ 8 ،‬أغسطس ‪ ،0205‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .20‬محمد عمر باطويح‪ ،‬الحوكمة‪ ...‬تشريع وثقافة وسلوك‪ ،‬حوكمة الشركات‪ :‬اتحاد الشركات االستثمارية‪ ،‬سبتمبر ‪.0200‬‬
‫‪ .20‬محمد فرج عبد الحليم‪ ،‬التطورات المصرفية واالئتمانية المعاصرة في السودان‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي الثالث حول التطورات المصرفية‬
‫واالئتمانية المعاصرة في مصر والعالم العربي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ 00-01 ،‬ماي ‪.0224‬‬

‫‪ .21‬محمد فوزي‪ ،‬االندماج واالستحواذ للتأثير على كفاءة األداء المالي واإلداري‪ ،‬جريدة الشرق القطرية‪ ،‬الصادرة يوم ‪،0204/00/22‬‬
‫النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪ ،http://www.al-sharq.com :‬تاريخ االطالع‪.0205/25/02 :‬‬
‫‪ .24‬محمد فوزي‪ ،‬آليات وضوابط تحقيق االستقرار المالي في معامالت البنوك االسالمية‪ ،‬جريدة الشرق القطرية الصادرة يوم‬
‫‪ ،0204/24/02‬النسخة اإللكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة ‪ ، /http://www.al-sharq.com‬تاريخ االطالع‪.0204/22/05 :‬‬
‫‪ .25‬محمد لكصاسي‪ ،‬إصالح القطاع المصرفي واالستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬رقم ‪.0204 ،61‬‬
‫‪ .26‬محمد لكصاسي‪ ،‬تطورات الوضعية المالية والنقدية في الجزائر‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬تدخل محافظ بنك الجزائر أمام المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬

‫‪ .22‬محمد نابغ‪ ،‬بازل وفن المراجعة الداخلية للبنوك‪،‬‬


‫‪ ،http://www.gn4me.com/alalamalyoum/inner.jsp?page_no=2&art_id=585832‬تاريخ االطالع‪.0204/21/25 :‬‬
‫‪ .28‬محمد ناجي حسن خليفة‪ ،‬الدور االشرافي والرقابي للهيئة العامة لسوق المال في تطبيق مبادئ حوكمة الشركات‪ ،‬الهيئة العامة لسوق‬
‫المال‪ ،‬مصر‪.0221 ،‬‬
‫‪ .25‬محمد يونس الصائغ‪ ،‬شيماء عبد الستار جبر الليلة‪ ،‬األزمات المالية العالمية وسبل تجنبها‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬المجلد‪،05‬‬
‫العدد‪.50‬‬
‫‪ .82‬مركز أبوظبي‪ ،‬أساسيات الحوكمة‪ :‬مصطلحات ومفاهيم‪ ،‬سلسلة النشرات التثقيفية لمركز أبو ظبي للحوكمة‪.‬‬
‫‪ .80‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،CIPE‬دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪.0225 ،‬‬
‫‪ .80‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬دليل تأسيس حوكمة الشركات في االقتصادات النامية والصاعدة والمتحولة‪ ،‬مصر‪ ،‬مارس ‪.0220‬‬
‫‪ .81‬مصرف قطر المركزي‪ ،‬المخاطر اإلدارية في البنوك – نهج إدارة البنوك ومؤسسات الخدمات المالية‪ ، -‬الطبعة ‪ ،00‬ماي ‪.0202‬‬
‫‪ .84‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬استحواذ الشركات‪ ،‬السلسلة السادسة‪ ،‬العدد ‪ ،0‬سبتمبر ‪ ،0201‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .85‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬اتفاقية بازل الثالثة‪ ،‬نشرة توعوية اضاءات‪ ،‬السلسلة الخامسة‪ ،‬العدد‪ ، 5‬الكويت‪ ،‬ديسمبر ‪2012.‬‬
‫‪ .86‬مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة‪ ،‬تأثير مقررات لجنة بازل ‪ III‬على النظام المصرفي االسالمي‪ ،‬المؤتمر العالمي التاسع لالقتصاد والتمويل‬
‫اإلسالمي‪ :‬النمو والعدالة واالستقرار من منظور اسالمي‪ ،‬يومي ‪ 02-25‬سبتمبر ‪ ،0201‬أسطنبول‪ ،‬تركيا‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .82‬ممدوح رفاعي‪ ،‬ماجدة جبريل‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .88‬منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪ ،FAO‬اختصاصات الدراسة عن إدارة المخاطر في المنظمة‪ ،‬لجنة المالية‪ ،‬الموجز التنفيذي‬
‫للدورة ‪ ،006‬روما‪ 05-00 ،‬ماي ‪.0225‬‬
‫‪ .85‬مهدي عطية موحي الجبوري‪ ،‬التمويل السلوكي ودوره في القرارات المالية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬المجلد ‪ ،00‬العدد ‪،4‬‬
‫‪.0204‬‬
‫‪ .52‬مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية‪ ،‬إرشادات بشأن الممارسات الجيدة في الكشف عن البيانات في سياق إدارة الشركات‪ ،‬نيويورك‬
‫وجنيف‪.0226 ،‬‬
‫‪ .50‬موسى أحمد خير الدين‪ ،‬محمود أحمد النجار‪ ،‬أثر البيئة الداخلية على االلتزام التنظيمي في المؤسسة العامة للضمان االجتماعي في‬
‫المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬المؤسسة العامة للضمان االجتماعي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.0202 ،‬‬
‫‪ .50‬ناجي التوني‪ ،‬األزمات المالية‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،05‬ماي ‪.0224‬‬
‫‪ .51‬نايف علي عبيد‪ ،‬البنوك في ظل العولمة‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوطن العربي‪ ،‬بيروت‪.0552 ،‬‬
‫‪ .54‬نبيل حشاد‪ ،‬دليلك إلى إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬العدد ‪.0224 ،086‬‬
‫‪ .55‬نجاتي ابراهيم عبد العليم‪ ،‬نظرية الوكالة ودورها في تطوير نماذج الرقابة على األداء‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية‪ ،‬العدد األول‪.0550 ،‬‬

‫‪ .56‬النشرة االقتصادية البنك األهلي المصري‪ ،‬نظم الرقابة المصرفية في الدول المتقدمة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬القاهرة‪.0220 ،‬‬
‫‪ .52‬نشرة صندوق النقد الدولي‪ ،‬صندوق النقد الدولي يحث على إعادة النظر في كيفية إدارة المخاطر النظامية العالمية‪ 6 ،‬مارس ‪.0225‬‬
‫‪ .58‬سارن ن‪ ،‬النظام البنكي الجزائري األضعف في المنطقة العربية ‪ ،‬محرك بحث جزايرس‪ ،0204/20/26 ،‬الموقع الرسمي لمحرك‬
‫البحث‪.)0205/02/01( www.djazairess.com :‬‬
‫‪ .55‬ساعد مرابط‪ ،‬أسماء بلميهوب‪ ،‬العولمة المالية وتأثيرها على أداء األسواق المالية الناشئة‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬سياسات التمويل‬
‫وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات‪ ،‬دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 00-00‬نوفمبر ‪.0226‬‬
‫‪ .022‬سلطة النقد الفلسطينية‪ ،‬تقرير اإلشراف على أنظمة المدفوعات في فلسطين ‪ ،2212‬التقرير األول‪ ،‬أبريل ‪.0204‬‬
‫‪ .020‬سليمان ناصر‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة ‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪ ،‬المركز الجامعي الوادي‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪.0228‬‬
‫‪ .020‬سناء حسن حلو‪ ،‬أثر البيئة التسويقية في التخطيط االستراتيجي للتسويق " بحث تطبيقي في الشركة العامة للصناعات الجلدية"‪ ،‬مجلة‬
‫االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪.0225 ،26‬‬
‫‪ .021‬السيد أحمد عبد الخالق‪ ،‬دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين االيدولوجيا ومتطلبات الواقع العملي‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر‬
‫العلمي السنوي الثالث عشر حول الجوانب القانونية واالقتصادية لألزمة المالية العالمية‪ ،‬يومي ‪ 20-20‬افريل ‪ ،0225‬جامعة المنصورة‪.‬‬
‫‪ .024‬عائشة بدوي عبد الرحمن‪ ،‬الصيرفة الشاملة كمدخل لمواكبة مستجدات الصناعة المصرفية‪ ،‬مجلة بنك البركة السوداني‪ ،‬السودان‪،‬‬
‫العدد‪ ،8‬يونيو ‪.0200‬‬

‫‪ .025‬عباس حميد التميمي‪ ،‬آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪ ،www.nazaha.iq/search_web/muhasbe/2.doc‬تاريخ االطالع‪.0205/25/02 :‬‬
‫‪ .016‬عبد الرحمن بن عبد اهلل الحميدي‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر لاللتزام بمقررات بازل‪ 2‬وأبعادها المستقبلية‪ ،‬ندوة استراتيجيات إدارة‬
‫المخاطر لاللتزام بمقررات بازل‪ 1‬وأبعادها المستقبلية‪ ،‬تنظيم‪ :‬المعهد المصرفي وشركة )‪ ،(Moody’s Analytics‬الرياض‪ 12 ،‬نوفمبر‬
‫‪.0200‬‬
‫‪ .022‬عبد الرزاق خليل‪ ،‬بوعبدلي أحالم‪ ،‬تقييم أداء البنوك التجارية العمومية الجزائرية من حيث العائد والمخاطرة‪ ،‬ملتقى حول المنظومة‬
‫المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الشلف‪ 05 -04 ،‬ديسمبر ‪.0224‬‬
‫‪ .028‬عبد الرزاق سعيد بلعباس‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪.0225 ،‬‬
‫‪ .025‬عبد الرزاق سعيد بلعباس‪ ،‬ما معنى األزمة؟‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد االسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪.0225 ،‬‬
‫‪ .002‬عبد الرشيد بن ديب‪ ،‬عبد القـادر شاللـي‪ ،‬مدخل استراتيجي إلدارة المخاطر‪ ،‬مداخلة مقدمة للمشاركة في الملتقى الدولي الثالث حول‪:‬‬
‫"إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات‪ :‬اآلفاق والتحديات"‪ ،‬يومي ‪ 05‬و‪ 06‬نوفمبر ‪ ،0228‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .000‬عبد الستار سلمى‪ ،‬األزمة المالية العالمية الحالية وأسبابها األساسية‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.0202 ،‬‬
‫‪ .000‬عبد الصمد سعدون‪ ،‬ادارة األزمات المالية في إقتصادات متقلبة ( نموذج دول مجلس التعاون الخليجي )‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الخامس والثالثون‪.0201 ،‬‬

‫‪ .001‬عبد العزيز الرشيدي‪ ،‬التحول إلى االقتصاد الوهمي من أسباب األزمات المالية ‪ ،‬الملتقى العربي األوروبي الخامس لألجهزة العليا للرقابة‬
‫المالية والمحاسبية‪ ،‬الدوحة‪ 5 ،‬ديسمبر ‪.0205‬‬
‫‪ .004‬عبد القادر ورسمه غالب‪ ،‬شراء الشركة أسهمها ‪ ،‬جريدة عمان‪ ،‬النسخة االلكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪:‬‬
‫‪ http://2015.omandaily.om/?p=211417‬تاريخ االطالع‪.0205/25/24 :‬‬

‫‪ .005‬عبد اهلل شحاتة‪ ،‬األزمة المالية –المفهوم واألسباب‪ ،‬بحث منشور على الرابط‪ ،www.pideggpt.org/arabic/azma.doc :‬تاريخ‬
‫االطالع‪.0204/00/02 :‬‬
‫‪ .006‬عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل‪ ،‬العولمة وأثارها االقتصاية على المصارف –نظرة شمولية‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،21‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.‬‬

‫‪ .002‬عبد النبي إسماعيل الطوخي‪ ،‬التنبؤ المبكر باألزمات المالية بإستخدام المؤشرات المالية القائدة‪ ،‬مؤتمر اقتصاديات األعمال في ظل‬
‫عالم متغير‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية األهلية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.0221 ،‬‬
‫‪ .008‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬حوكمة الشركات ودور مجلس االدارة‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،‬مصر‪.0222 ،‬‬
‫‪ .005‬عز الدين المناصرة‪ ،‬علم إدارة األزمات االقتصادية العالمية‪ ،‬مجلة فيالدلفيا الثقافية‪ ،‬العدد السابع‪.0202 ،‬‬
‫‪ .002‬عزت عبد الحليم‪ ،‬أسباب العولمة المصرفية‪ ،‬مجلة اتحاد المصارف العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬العدد ‪ ،016‬المجلد ‪.0222 ،02‬‬

‫‪ .020‬عصماني عبد القادر‪ ،‬أهمية بناء أنظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات في المؤسسات المالية‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬األزمة‬
‫المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أكتوبر ‪ ،0225‬جامعة فرحات عباس –سطيف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .000‬على كريم الخفاجي‪ ،‬أثر العوامل والعقبات البيئية في تخطيط ونجاح الحمالت الترويجية " دراسة تطبيقية وتحليلية في عدد من‬
‫الشركات االنتاجية العراقية"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية لجامعة بابل‪ ،‬العراق‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪.0200 ،0‬‬
‫‪ .001‬علي حسين الدوغجي‪ ،‬حوكمة الشركات وأهميتها في تفعيل ونزاهة التقارير المالية‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية مالية‪ ،‬المعهد العالي‬
‫للدراسات المحاسبية والمالية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العدد السابع‪.0225 ،‬‬

‫‪ .004‬علي عبد الرضا حمودي العميد‪ ،‬مؤشرات الحيطة الكلية وامكانية التنبؤ المبكر باألزمات (دراسة تطبيقية ‪ -‬حالة العراق)‪ ،‬المديرية‬
‫العامة لإلحصاء واألبحاث‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪.0225 ،‬‬
‫‪ .005‬علي يوسف‪ ،‬أثر محددات هيكل ملكية المنشأة في تحفظ التقارير المالية " دراسة تطبيقية"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادة‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد األول‪.0200 ،‬‬
‫‪ .006‬عماد زياد رمضان‪ ،‬أدوات الحاكمية المؤسسية وتكاليف الوكالة اإلداري دراسة تطبيقية على السوق األردني‪ ،‬المجلة المصرية‬
‫للدراسات التجارية‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،34‬العدد ‪.3‬‬
‫‪ .002‬عماري عمار‪ ،‬فالي نبيلة‪ ،‬األزمة المالية العالمية وتداعياتها على بعض مؤشرات االقتصاد الجزائري‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي‪ :‬األزمة‬
‫المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس –سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أكتوبر ‪.0225‬‬
‫‪ .008‬عماني لمياء‪ ،‬العولمة المالية‪ :‬ديناميكية رأس المال المالي وتطلعاته‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية بحوث اقتصادية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد‪ ،10‬جوان‬
‫‪.0225‬‬
‫‪ .005‬عمر اقبال توفيق المشهداني‪ ،‬تدقيق التحكم المؤسسي في ظل معايير التدقيق المتعارف عليها‪ ،‬مجلة اداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪.0200 ،20‬‬
‫‪ .012‬فاتح دبلة‪ ،‬محمد جالب‪ ،‬الحوكمة المصرفية ومساهمتها في إدارة المخاطر‪ ،‬مجلة اإلقتصاديات المالية البنكية وادارة األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد االفتتاحي‪.2‬‬
‫‪ .010‬فاطمة جاسم محمد‪ ،‬بان توفيق نجم‪ ،‬أثر الملكية في المرونة المالية للمصارف دراسة مقارنة بين مصرفي الشرق األوسط العراقي‬
‫لالستثمار ومصرف االستثمار السعودي‪ ،‬مجلة االقتصادي الخليجي‪ ،‬العدد ‪.0225 ،06‬‬

‫‪333‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .010‬فالح شفيع‪ ،‬النشاط الربوي واالزمات المالية‪ ،‬بحث منشور على الرابط‪ ،http://alnoor.se/extra/26.doc :‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪.0205/25/00‬‬
‫‪ .011‬فالح كوكش‪ ،‬أثر إتفاقية بازل ‪ III‬على البنوك األردنية‪ ،‬معهد الدراسات المصرفية‪ ،‬األردن‪ ،‬يناير ‪.0200‬‬
‫‪ .014‬فؤاد حمدي بسيسو‪ ،‬رؤية المصرفيين واالقتصاديين العرب لمواجهة األزمة المالية الدولية واالستثمار في المستقبل‪ ،‬مجلة اتحاد‬
‫المصارف العربية‪ ،‬العدد‪.2009 ،118‬‬

‫‪ .015‬فؤاد معدي‪ ،‬سوق األوراق المالية ولمحة عن أزماتها‪ ،0205 ،‬الموقع‪ ،http://eamaar.org/?mod=article&ID=7262 :‬تاريخ‬
‫االطالع‪.)0205/00/02( :‬‬
‫‪ .016‬ص حفيظ‪ ،‬بعد عشر سنوات على تحرير القطاع البنكي‪ ،‬يومية الخبر‪ ،‬عدد ‪ ،1812‬الصادرة بتاريخ ‪ ،0224/22/04‬الموقع الرسمي‬
‫للجريدة‪./http://www.elkhabar.com :‬‬
‫‪ .012‬صالح الدين محمد امين االمام‪ ،‬دور حوكمة الشركات في عمليات تقييم االستثمار‪ ،‬المؤتمر العلمي االول لهئية النزاهة‪.‬‬
‫‪ .018‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬ملخص واف‪ ،‬ابريل ‪.0225‬‬
‫‪ .015‬رابح عرابة‪ ،‬دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية – مع االشارة إلى حالة مصر‪ ،-‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫افريقيا‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫‪ .042‬رمضان علي الشراح‪ ،‬محمد سعيد الشريف‪ ،‬العولمة والبنوك االسالمية‪ ،‬مجلة آفاق اقتصادية‪ ،‬اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول‬
‫األمارات المتحدة‪ ،‬مركز البحوث والتوثيق‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪.0220 ،52‬‬
‫‪ .040‬شعيب شنوف‪ ،‬التحليل المالي الحديث طبقا للمعايير الدولية لإلبالغ المالي ‪ ،IFRS‬زهران للنشر‪.0201 ،‬‬

‫‪ .040‬تشام فاروق‪ ،‬أهمية االصالحات المصرفية والمالية في تحسين أداء االقتصاد‪ ،‬الملتقى الوطني حول االصالحات االقتصادية‬
‫والممارسات التسويقية‪ ،‬المركز الجامعي بشار‪ ،‬يومي ‪ 00-02‬أفريل ‪.0224‬‬
‫‪ .041‬تقرير االستقرار المالي العالمي‪ ،‬المخاطرة‪ ،‬والسيولة‪ ،‬وصيرفة الظل ‪:‬كبح اإلفراط مع تشجيع النمو‪ ،‬ملخص الفصل الثاني‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪.0204‬‬
‫‪ .044‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬معايير بازل من األول إلى الثالث‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‬
‫عمان – األردن‪.‬‬
‫(مركز البحوث المالية والمصرفية)‪ّ ،‬‬

‫‪ .045‬خضر حسان‪ ،‬صيرفة الظل‪ ..‬مخاطر اقتصادية بالجملة‪ ،‬جريدة المدن االلكترونية‪ ،‬الصادرة يوم ‪ 02‬فبراير ‪ .0205‬الموقع الرسمي‬
‫للجريدة‪.)0205/26/06( /http://www.almodon.com :‬‬
‫‪ .046‬خلود العميان‪ :‬ماهي وظائف مجلس االدارة؟‪ ،‬صحيفة الرياض االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،02025‬الصادرة يوم ‪ 08‬افريل ‪ ،0205‬النسخة‬
‫االكترونية‪ ،‬الموقع الرسمي للجريدة‪ ،/http://www.alriyadh.com :‬تاريخ االطالع‪ 02 :‬ماي ‪.0205‬‬
‫‪ .042‬خلود عاصم وناس عبيدي‪ ،‬دور حوكمة الشركات في معالجة االختالالت الهيكيلية في سوق العراق لالوراق المالية‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫مالية ومحاسبية‪.0200 ،‬‬

‫‪ .048‬خليل حسين‪ ،‬أسباب االزمات المالية العالمية وسياسات مواجهتها‪ ،‬بحث منشور على الموقع االلكتروني (موقع خاص للدراسات‬
‫والبحوث اإلستراتيجية) يوم ‪،www.drkhalilhussein.blogspot.com/2008/10/blog -post.html :0228/02/02‬‬
‫تاريخ االطالع‪.0204/00/05 :‬‬
‫‪ .045‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬االقتصاد العالمي ما بعد األزمة المالية واالقتصادية ‪ ،2222-2222‬مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.0200‬‬
‫‪ .052‬غازي شيناسي‪ ،‬الحفاظ على االستقرار المالي‪ ،‬قضايا اقتصادية ‪ ،16‬منشورات صندوق النقد الدولي‪.0225 ،‬‬
‫‪ .050‬غسان أبو سعود وآخرون‪ ،‬أثر هيكل الملكية على أداء الشركات الصناعية األردنية‪ ،‬المجلة العربية للمحاسبة‪ ،‬المجلد السابع عشر‪،‬‬
‫العدد األول‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القوانين‪ ،‬األوامر‪ ،‬األنظمة والتعليمات‬

‫‪ .0‬األمر رقم ‪ 42-20‬المؤرخ في ‪ 0520/22/26‬المتضمن تنظيم مؤسسات القرض‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

‫‪ .0‬قانون رقم ‪ 00-86‬المتعلق بنظام البنوك والقرض الممضي في ‪ 05‬أوت ‪.0586‬‬


‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 26-88‬المتعلق بنظام البنوك والقرض ممضي في ‪ 00‬يناير ‪.0588‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 02-52‬ممضي في ‪ 0552/24/04‬المتعلق بقانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .5‬التعليمة رقم ‪ 28-55‬المؤرخة في ‪ 0555/00/06‬المتضمنة للقواعد المتعلقة بوضعيات الصرف‪.‬‬
‫‪ .6‬األمر ‪ 00-56‬الممضي في ‪ 0556/22/25‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من‬
‫والى الخارج‬
‫‪ .2‬نظام رقم ‪ 24-52‬الممضي في ‪ 0552/00/10‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪.‬‬
‫‪ .8‬األمر ‪ 20-20‬الممضي في ‪ 0220/20/02‬المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .5‬األمر ‪ 00-21‬الممضي في ‪ 06‬أوت ‪ ،0221‬المعدل والمتمم لقانون ‪ 02-52‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .02‬نظام رقم ‪ 21-24‬الممضي في ‪ 0224/21/24‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪.‬‬
‫‪ .00‬نظام رقم ‪ 24-28‬المؤرخ في ‪ 0228/00/01‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .00‬األمر رقم ‪ 24-02‬ممضي في ‪ 0202/28 /06‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 0221/28/06 00-21‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .01‬النظام رقم ‪ 28-00‬الممضي في ‪ 0200/00/08‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .04‬مقرر رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/20‬يتضمن نشر قامة البنوك وقائمة المؤسسات المؤسسات المالية المعتمدة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .05‬نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .06‬نظام رقم ‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 0204/20/06‬المتضمن المخاطر الكبرى والمساهمات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التقارير‬

‫‪ .0‬التقارير السنوية لبنك البركة الجزائر ‪.0204-0222‬‬


‫‪ .0‬التقارير السنوية لبنك الجزائر ‪.0204-0222‬‬
‫‪ .1‬التقارير السنوية لبنك الخليج العربي الجزائر ‪.0204-0222‬‬
‫‪ .4‬التقارير السنوية للبنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬للفترة ‪.0200-0222‬‬
‫‪ .5‬السنوية لبنك سوسيتي جنرال الجزائر ‪.0204-0222‬‬
‫‪ .6‬السنوية لترست بنك الجزائر للفترة ‪.0204-0222‬‬

‫باللغة األجنبية‬

‫‪I.‬‬ ‫‪Ouvrages‬‬
‫‪1. Timothy W. Koch, Steven Scott MacDonald, Bank Management, Dryden, 2000.‬‬
‫‪2. Anne Marie Percie du Sert, Risque et contrôle de risque, Economica, Paris, 1999.‬‬
‫‪3. PARRAT Frédéric, Le gouvernement d’entreprise, Economica education, Paris, France, 1997.‬‬
‫‪4. Bertrand RICHARD, Dominique MIELLE, La dynamique du gouvernement d’entreprise, paris‬‬
‫‪cedex 05, Edition d’organisation, 2003.‬‬
‫‪5. Gérard Charreaux, Corporate Governance "theory and made", Economica education, Paris,‬‬
‫‪France, 1997.‬‬
‫‪6. J-M. ROUSSEAU, T.BLAYAC, N.OULMANE, Introduction à la théorie de l’assurance, édition‬‬
‫‪DUNOD, Paris 2001.‬‬
‫‪7. Ivansivich, human resources management, 4th ed. Houghtom Mifflin compang, 1997.‬‬
‫‪8. M. Ghernaout, crises financières et faillites des banques algérienne : du choc pétrolier 1986‬‬
‫‪à la liquidation des banques el Khalifa et BCIA, édition GAL, 1ere édition, Alger, 2004.‬‬
‫‪9. R.S.Raghavan, Risk Management In Banks, February 2003.‬‬

‫‪335‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

II. Rapports, séminaire et communications


1. A. V. Ulyukaev, P. V. Trunin, Application of a signals approach to the development of
early warning indicators of financial instability in the Russian Federation, Studies on
Russian Economic Development ,Volume 19 ,Issue 5, September 2008.
2. Abayomi A.Alawode, Al Sadek Mohamed, what is financial stability?, Financial stability paper
series, N20, Central Bank of Bahrain, March 2008.
3. Abouch Mohamed, Saidi Abdessamed, Firano Zakaria, Financial stability: definitions,
theoretical foundations and roles of the central banks, International Research Journal of
Finance and Economics, 2012.
4. AGENCE MONETAIRE DE L’AFRIQUE DE L’OUEST (AMAO (, STABILITE FINANCIERE ET
SUPERVISION BANCAIRE AU SEIN DE LA CEDEAO, Freetown, Novembre 2009.
5. ALESSIO Ciarlone, GIORGIO Trebeschi, desining an Early warning system for debt crises,
Emerging markets review, No 06, 2005.

6. Alicia García Herrero, Pedro del Río, financial stability and the design of monetary policy,
Documento de Trabajo n.º 0315, 2003, www.bde.es.
7. Ankit Katrodia, Corporate Governance Practices in the Banking Sector, Sai Om Journal of
Commerce and Management, VOLUME NO.1, ISSUE NO.4.
8. Antoine Gentier, Globalisation financière et systèmes bancaires, M1 CFFP, Université Paul
Cézanne, 2014.
9. Banque D’Algerie, EVOLUTION ECONOMIQUE ET MONETAIRE EN ALGERIE, RAPPORT 2014,
Juillet 2015.
10. Basel Committee on Banking Supervision, Principles for enhancing corporate governance,
Bank for International Settlements, october 2010, available: www.bis.org.
11. Brian J. Hall, Kevin J. Murphay, The Trouble with stock options, Journal of Economic
Perspectives, 2003.
12. Cadbury Committee, Report of the committee on the financial aspects of corporate
Governance, London, Gee and Co Ltd, 1992, www.ecgi.org/codes/documents/Cadbury.pdf,
consulté le 24/07/2013
13. Central Bank of Jordan, FINANCIAL STABILITY REPORT, 2012.
14. Datuk seri panglima Andrew sheng, Islamic finance and financial policy and stability: An
institutional perspective, IFSB, Kuala Lumpur, March 2007.
15. DeLisle Worrell , Quantitative Assessment of the Financial Sector: An Integrated Approach,
IMF Working Paper, WP/04/153, August 2004.
16. Demerguc Kunt et als, Inside the Crisis: An Emperical Analysis of Banking Systems in
Distress, IMF Working paper wp/00/56, oct2000.
17. Eric Rosengern, Will Greater Disclosure and Transparency Prevent the Next Banking Crisis,
Paper presented at a conference jointly sponsered by The FED of Chicago and IMF.
18. Foot Michael, What is financial stability ‖and How do we get it?, The Roy Bridge Memorial
Lecture, Financial Services Authority, April 2003.

336
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

19. Frederic S. Mishkin, The Causes and Propagation of Financial Instability: Lessons for
Policymakers , Proceedings - Economic Policy Symposium - Jackson Hole, 1997.
20. Gill HAMMOND, Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les Pays en
Développement, Revue Economique et Monétaire n01, 2007.
21. Global Corporate Governance Forum (GCGF) and International Finance Corporation (IFC),
Introduction to Corporate Governance, Corporate Governance Board Leadership Training
Resources Kit, 0228.
22. Griffiths David, "Risk Based Internal Auditing: Three views on implementation", Version 2.2,
2006 , Available: http://www.internalaudit.biz/files/implementation/rbiaimplementing.pdf, consulté
le 20/11/2015.
23. Hess David, Impavido Gregorio, Governance of Public Pension Funds: Lessons from
Corporate Governance and International Evidence, Policy Research Working Papers, August
2003.
24. Hitt Michael A; Ireland R Duane; Hoskisson Robert E, strategic Management Competitiveness &
globalization: Concepts and cases, south-Western College publishing, 5th ed, 2003.
25. HOUSSEM Rachid, la gouvernance bancaire, laboratory of research in finance, accounting and
financial intermediation, faculty of economic and management sciences of Tunis, university of
Tunis el manar, Tunisia.
26. International Finance Corporate IFC, The Russia Corporate Governance Manual, Washington
DC, 2004.
27. International Monetary Fund, FINANCIAL SYSTEM STABILITY ASSESSMENT ALGERIA, IMF
Country Report No. 14/161, Washington, D.C., June 2014.
28. J.Schinasi Garry, Defining financial stability ,”IMF Working Paper, WP/04/187, 2004.
29. Jean Bernard, Le gouvernement d’entreprise, P03,
http://www.creg.acversailles.fr/IMG/pdf/Le_gouvernement_d_entreprise.pdf, consulté le:
19/06/2014.
30. John Driffill, Zeno Rotondi, Paolo Savona, Cristiano Zazzara, Monetary Policy and Financial
Stability what Role for the Futures Market?, March 2005, p 06, www.ems.bbk.ac.uk.

31. Linh Nguyen, Michael Skully, Shrimal Perera, Government Ownership, Economic Development,
Regulation Quality and Bank Stability-International evidence, Department of Accounting and
Finance, Monash University, 900 Dandenong, Vic 3145, Australia, October 2012,
http://www.business.uwa.edu.au/__data/assets/pdf_file/0005/2198372/Nguyen-Linh-Monash.pdf
(17/01/2016)
32. Luc Laeven, Fabián Valencia, Resolution of Banking Crises: The Good, the Bad, and the
Ugly, IMF Working Paper, WP/10/146, June 2010.
33. Luc Laeven, Fabián Valencia, Systemic Banking Crises Database: An Update, IMF Working
Paper, WP/12/163, June 2012.
34. Mario DEHOVE, CRISES FINANCIÈRES: DEUX OU TROIS CHOSES QUE NOUS SAVONS
D’ELLES « QUE NOUS APPREND L’APPROCHE STATISTIQUE DES CRISES FINANCIÈRES
? », Document de travail, Conseil d’analyse économique, République Française, Avril 2003.

337
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

35. Mary Keegan, Management of Risk "Principles and Concepts, H M Treasury, The Orange Book,
working Papers, October 2004.
36. MATTHIEU BUSSIERE, MARCEL FRATZSCHER, TOWARDS A NEW EARLY WARNING
SYSTEM OF FINANCIAL CRISES, EUROPEAN CENTRAL BANK WORKING PAPER NO. 145,
MAY 2002.
37. Mohamed Faci, Définitions, formes et types d'audit, Convergence BEA, N 10, Février 2003.
38. Mohamed SEMMAE, Introduction au modèle de la gouvernance bancaire coopérative:
caractéristiques, particularités et mécanismes, http://www.veille.ma/IMG/pdf/mohammed-
semmae-gouvernance-bancaire-cooperative.pdf; consulté le: 15/07/2014
39. OECD, OECD's Definition Consistent with the one presented by Cadbury, April 1999.
40. OECD, Principles of Corporate Governance, June21, 1999, Available: http://www.oecd.org.
41. OECD, Principles of Corporate Governance, Organization for Economic Co-operation and
Development Publications Service, 2004, Available: http://www.oecd.org.

42. Padoa‐Schioppa, ―Central Banks and Financial Stability: Exploring a Land in Between‖,
paper presented at the Second ECB Central Banking Conference, Frankfurt am Main, 24‐25
October 2002.
43. Paul Hilbers and others, New Tools for Assessing Financial System Soundness, Finance and
development, A quarterly magazine of the IMF, Volume 37, Number 3, September 2000.
44. R.Mink, N.Silva, L’UTILISATION DES COMPTES FINANCIERS POUR L’EVALUATION DE LA STABILITE
FINANCIERE, ORGANISATION DE COOPERATION ET DEVELOPPEMENT ECONOMIQUES,
STD/NAES/FA(2003)4, 03 OCT 2003.
45. Raymond BERNARD, Origine et traitement des crises bancaires: généralités, AFRITAC de
l'Ouest, 15/04/2011.
46. Roger W. Ferguson, Should Financial Stability Be an Explicit Central Bank Objective?,
Financial Stability and the Business Cycle: Five Views, BIS Paper No 18, 2003.
47. Sergiol.Schmukler, Pablo Zoido- sobaton, financial globalization: opportunities and challenges
for developing countries, World Bank, Washington D.C., 2001.
48. T.G.Arun, J.D.Turner, Corporate Governance of Banks in Developing Economies: Concepts
and Issues, http://unpan1.un.org/intradoc/groups/public/documents/nispacee/unpan015471.pdf,
consulté le: 25/12/2014.
49. Takatoshi Kato, Early Warning Systems and Their Role in Surveillance, Deputy Managing
Director, International Monetary Fund At High-Level Seminar, Singapore, 9 February 2010,
https://www.imf.org/external/np/speeches/2010/020910.htm (04/11/2015).
50. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of
Internal Audit (Standard), 2010.
51. The Institute of Internal Auditors, International Standards for the Professional Practice of
Internal Audit (Standards), 2010.
52. Tommaso Padoa-Schioppa, CENTRAL BANKS AND FINANCIAL STABIILTY: EXPLORING A
LAND IN BETWEEN, Second ECB Central Banking Conference: THE TRANSFORMATION OF
THE EUROPEAN FINANCIAL SYSTEM, Frankfurt, 24-25 October 2002.

338
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المراجع‬

III. Sites internet


1. http://www.albarakabank.com/fr/index.php?option=com_content&task=view&id=218&Itemid=28
2. http://www.bank-of-algeria.dz/.
3. http://www.bna.dz/presentation.html
4. http://www.investopedia.com/terms/a/altman.asp.
5. http://www.trust-bank-algeria.com/pr%C3%A9sentation
6. Index Mundi, GDP - real growth rate )% (,
7. http://www.indexmundi.com/g/g.aspx?v=66&c=xx&l=en; Visit Date 18/12/2015.
8. The group wikipedia, List of banking crises, in :wikipedia :the free encyclopedia, available:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_banking_crises (15/04/2015).
9. www.ag-bank.com/article-view-1.htm.
10. www.societegenerale.dz/nous_connaitre.html.

339
‫ملخص‪:‬‬

‫تتناول هذه الدراسة آليات الحوكمة إلدارة المخاطر المصرفية وتعزيز االستقرار المالي "دراسة‬
‫حالة عينة من البنوك التجارية العاملة في الجزائر"‪ ،‬والمكونة من خمسة بنوك‪ ،‬بنك عمومي‪ ،‬بنك‬
‫مختلط‪ ،‬بنك خاص جزائري‪ ،‬بنك خاص برؤوس أموال عربية وبنك خاص برؤوس أموال أجنبية‬
‫خالل الفترة (‪ ،)0204-0222‬وذلك لإلجابة على إشكالية الدراسة المتمثلة في مدى إدراك البنوك‬
‫التجارية العاملة في الجزائر ألهمية إدارة المخاطر في إطار ما يسمى بآليات الحوكمة المصرفية‬
‫لتعزيز سالمتها واستقرارها‪.‬‬

‫وقد تم التطرق لمختلف تغيرات البيئة المصرفية المعاصرة وتأثيرها على تزايد المخاطر‪ ،‬ثم‬
‫اإلطار النظري للحوكمة وتبني القطاع المصرفي آللياتها‪ ،‬ثم مؤشرات قياس االستقرار المالي‬
‫وتعزيزه في ظل الحوكمة المصرفية‪ ،‬وتم تدعيم الدراسة بجانب تطبيقي لتحليل واقع القطاع‬
‫المصرفي الجزائري وقياس استق ارره في ظل الحوكمة المصرفية باستخدام مجموعة من المؤشرات‬
‫المالية‪ ،‬وقياس المخاطر الكلية ودرجة أمان القطاع المصرفي الجزائري من خالل العينة‪ ،‬بالتركيز‬
‫على استخدام مؤشر االستقرار المالي للبنوك ‪.z-score‬‬

‫ولقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج أهمها‪ :‬أن البنوك العمومية أقل استقرار وأمانا من‬
‫البنوك الخاصة‪ ،‬وهي قريبة جدا من التعثر المصرفي‪ ،‬ويرجع ذلك لحجم القروض المتعثرة وسوء‬
‫إدارة المخاطر المتعلقة بذلك‪ ،‬وكذلك عدم وجود نظام رقابي داخلي فعال وضعف آليات الحوكمة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المخاطر المصرفية‪ -‬الحوكمة المصرفية‪ -‬لجنة بازل للرقابة المصرفية‪-‬‬
‫اإلستقرار المالي‪ -‬مؤشر ‪.z-score‬‬

‫‪341‬‬
Abstract
The current study aims at covering corporate governance mechanisms
to manage the banking risks as well as to strengthen the financial stability.
It presents the case of five commercial banks operating in Algeria from
2007 to 2014 in order to answer the suggested problematic of the study that
represents the extent to which commercial banks operating in Algeria
recognize the importance of managing risks through corporate governance
mechanisms in order to strenghten the banking safety and stability. The
banks that have been chosen are: a public bank, a mixed bank, an Algerian
private bank, a private bank for Arabic capital and a private bank for
foreign capital.
Various points have been introduced, such as: the different novice
environmental changes and their impact on increasing the number of risks,
the theoretical framework of governance and its mechanisms’ adaptation
by the banking sector, financial measuring stability indicators and their
developments within corporate governance, etc. The study was reinforced
with a practical part to analyse the Algerian banking sector and its stability
measurement within banking governance using a group of financial
indicators. Also, it included the overall risk measurement and the degree of
the Algerian banking sector safety through the sample concentrating on
using the banking financial stability indicator z-score.
The study showed some results. The most important one is that public
banks are less stability and safety than private ones and they can face
faltering banking easily because of the size of non-performing loans, the
missing of effective internal control system and the weakness of the
corporate governance mechanisms.

Key words: banking risks - banking governance - the Basel committee on


banking supervision -financial stability- z-score indicator.

340
Résumé:
Cette étude traite les mécanismes de la bonne gouvernance, pour
mieux savoir gérer les risques bancaires pour le renforcement de la stabilité
financière. «étude du cas d’un échantillon de banques commerciales exerçant
en Algérie», représente cinq banques: une banque publique, une banque
mixte, une banque algérienne privée, une banque privée au fonds arabes, et
une banque privée au fonds étrangers au cours de la période (2007- 2014 .)
Afin, de répondre à la problématique de la thèse qui porte sur le degré de la
connaissance de l'importance de la gestion des risques que peuvent subir les
banques commerciales exerçant en Algérie dans le cadre appelé «
gouvernance bancaire » et cela pour renforcer leur sécurité et leur stabilité.
L’étude aborde les différents changements touchant à l’environnement
bancaire contemporain et leurs impact sur la croissance des risques, ainsi le
cadre théorique d’une bonne gouvernance et l'adoption du secteur bancaire de
ces mécanismes, le renforcement des indicateurs de mesure de la stabilité
financière selon la bonne gouvernance bancaire, soutenue par l’étude
appliquée, afin de pouvoir analyser la réalité du secteur bancaire algérien et
de mesurer sa stabilité selon l’approche de la bonne gouvernance bancaire.
Pour y arriver nous avons fait recours un ensemble d'indicateurs
financiers, la mesure du risque global et le degré de la sécurité du secteur
bancaire Algérien à travers l'échantillon, en se concentrant sur l'utilisation des
mesures de la stabilité financière selon l'indice des banques z –score .L'étude
a abouti un ensemble de résultats dont les plus importantes - :les banques
publiques sont moins stables, moins sécurisées que les banques privées et Les
risques de leurs défaillances sont grandes à cause des crédits énormes non
remboursés- .la mauvaise gestion des risques - .La faiblesse du système de
gouvernance et l’inexistence d’un système de contrôle interne efficace .

Mots clés : risque bancaire- la gouvernance bancaire- le comité de Bâle sur le


contrôle bancaire- la stabilité financière- l’indice Z- score.

342

You might also like