You are on page 1of 319

‫جامعة الجزائر ‪03‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬

‫دراسة تحليلية لمدى تأثير آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة‬
‫التوقعات في المراجعة‬
‫‪ -‬دراسة ميدانية ‪-‬‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في علوم التسيير‬


‫تخصص‪ :‬محاسبة و تدقيق‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ /‬زغدار أحمد‬ ‫كرمية نسرين‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫أ‪.‬د‪/‬باشي أحمد‪ .............................‬رئيسا‪................‬جامعة الجزائر ‪03‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬زغدار أحمد‪............................‬مشرفا و مقر ار‪ ............‬جامعة المدية‬
‫د‪ /‬بن عيشة باديس‪....................‬عضوا ممتحنا‪ ..............‬جامعة الجزائر ‪03‬‬
‫د‪ /‬حمالوي ربيعة‪..... ................‬عضوا ممتحنا‪................‬جامعة الجزائر ‪03‬‬
‫د‪ /‬كشرود بشير‪.......................‬عضوا ممتحنا‪..................‬وزارة االستثمار‬
‫د‪ /‬بلقاضي بلقاسم‪....................‬عضوا ممتحنا‪.................‬جامعة بومرداس‬

‫السنة الجامعية‪.2015/2014:‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫تسعى مهنة المراجعة عادة إلى إضفاء الثقة و المصداقية على القوائم المالية‪ ،‬و بعد سلسلة االنهيارات و‬
‫األزمات التي شهدها العالم و التي ترجع أسبابها في العموم إلى الفساد اإلداري و المالي و المحاسبي‪،‬‬
‫تعرضت المهنة إلى فقدان الثقة من قبل األطراف المستفيدة من خدماتها ما نتج عنه ما يعرف بفجوة‬
‫التوقعات في المراجعة‪.‬‬
‫كما أن من أسباب انهيار الشركات إفتقار إدارتها الى الممارسات السليمة في الرقابة و اإلشراف على‬
‫أعمالها فكانت حوكمة الشركات هي الحل السريع و المتكامل لهذه المشاكل‪.‬‬
‫لذا فقد هدف هذا البحث إلى دراسة تحليلية و ميدانية ألثر آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة‬
‫توقعات المراجعة في الجزائر بين مراجعي الحسابات و مستخدمي القوائم المالية من خالل اقتراح نموذج‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫و توصلت هذه الدراسة إلى أن وجود آليات داخلية ( مجلس اإلدارة‪ ،‬اإلدارة العليا‪ ،‬لجنة المراجعة‪،‬‬
‫المراجعة الداخلية) و أخرى خارجية (مراجع الحسابات) تلتزم بمتطلبات حوكمة الشركات سوف يؤدي إلى‬
‫الحصول على قوائم مالية ذات جودة تتسم باالفصاح الكافي ما يؤدي إلى زيادة الثقة في التقارير المالية و‬
‫بالتالي تضييق فجوة التوقعات‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المراجعة القانونية في الجزائر‪ ،‬جودة القوائم المالية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The audit profession seeks to provide a confidence and credibility to the financial‬‬
‫‪statements, and after series of collapses and crises that world have seen because‬‬
‫‪managerial, financial and accountant corruption so the profession has suffered‬‬
‫‪from loss of confidence by the public who benefice of their services, which is‬‬
‫‪resulting what we call “audit expectation gap”.‬‬
‫‪And the other reasons for the collapses of companies are the lacking of their‬‬
‫‪management to good and right practices in the control and supervision of their‬‬
‫‪business, so the solution for these problems was the corporate governance.‬‬
‫‪The aim of this research is to make an analytical and field study of the impact of‬‬
‫‪corporate governance’s mechanism on the narrow of audit expectation gap in‬‬
Algeria between auditors and users of financial statements by proposing a model to
achieve the objectives of study.
The study conclude that the application of the internal mechanism ( Board of
directors, top management, the audit committee and internal audit) and the external
one (auditors) have an appropriate level of trust and confidence for users of
financial statements so narrowing the gap expectation between the auditors and
users of financial statement.

Key words:
Audit expectation gap, corporate governance, legal audit in Algeria, quality of
financial statement.
‫‪I‬‬ ‫الفهرس‬

‫قائمة المحتويات‬

‫شكر و عرفان‬
‫اإلهـ ــداء‬
‫ملخص الدراسة‬
‫الفهرس‪I ...............................................................................................‬‬
‫فهرس األشكال و الجداول‪V ............................................................................‬‬
‫فهرس المالحق‪VII ....................................................................................‬‬
‫قائمة المختصرات‪VII ..................................................................................‬‬
‫المقدمة‪ .............................................................................................‬أ‬

‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬


‫تمهيد‪2..................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المنطلقات الفكرية و البواعث األساسية لحوكمةالشركات‪3 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظريات المفسرة لحوكمة الشركات ‪3 ..............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي لحوكمة الشركات‪9 ..............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ ‪ ،‬أهداف‪ ،‬و أهمية حوكمة الشركات‪17 .....................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المؤسسي و التنظيمي لحوكمة الشركات ‪24 ..................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار التشريعي لحوكمة الشركات ‪25 .............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سياسة التمويل و ضوابط األسواق المالية ‪28 ......................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حوكمة الشركات‪ ،‬األبعاد التنظيمية و اآلليات ‪33 ..................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج حوكمة الشركات و اإلطار المالئم لها في االقتصادات النامية‪35.............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النموذج الخارجي لحوكمة الشركات ‪35 ............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النموذج الداخلي الداخلي لحوكمة الشركات ‪37......................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حوكمة الشركات في االقتصادات النامية و األسواق الناشئة ‪42.....................‬‬

‫خالصة الفصل ‪52 .....................................................................‬‬


‫‪II‬‬ ‫الفهرس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري و العلمي للمراجعة‬


‫تمهيد ‪54 ...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المراجعة ‪55 ...........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة األولية للمراجعة ‪55..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار النظري للمراجعة الخارجية ‪60.................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المفاهيم ذات العالقة بالمراجعة الخارجية ‪66..........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسار المراجعة الخارجية و تكاملها مع المراجعة الداخلية و انعكاس التكامل بينهما على‬
‫الحوكمة ‪71 .........................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مسار المراجعة الخارجية ‪71 ........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام الرقابة الداخلية و المراجعة الداخلية ‪74 ........................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التكامل بين المراجعة الداخلية و المراجعة الخارجية و انعكاسه على حوكمة‬
‫الشركات ‪83 ...........................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تطور المراجعة الخارجية في الجزائر و واقعها ‪88 ......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور المراجعة الخارجية في الجزائر و تنظيم المهنة‪88 ...............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الخصائص المتعلقة بالمراجع الخارجي القانوني بالجزائر‪94 ..........................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الهيئات المشرفة على المراجعة الخارجية في الجزائر ‪103 .............................‬‬

‫خالصة الفصل‪109 .......................................................................‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬
‫تمهيد ‪111 ...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة و تطور فجوة التوقعات في المراجعة‪112 .........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التأصيل التاريخي لفجوة التوقعات حسب البلدان األكثر اهتماما بها ‪112 .............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم فجوة التوقعات ‪118 ..........................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب نشوء فجوة التوقعات في المراجعة‪121 ........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مكونات فجوة التوقعات و سبل تضييقها‪125 ...........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مكونات فجوة التوقعات‪125 ..........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سبل تضييق فجوة التوقعات‪131 .....................................................‬‬
‫‪III‬‬ ‫الفهرس‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار االيجابية و السلبية لفجوة التوقعات ‪140 .....................................‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬توقعات مستخدمي القوائم المالية من مهنة المراجعة ‪142 .............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬استقاللية المراجع‪ ،‬وتقييم مدى قدرة المنشاة على االستمرار‪143 ......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اكتشاف االحتيال و اكتشاف التصرفات غير القانونية ‪148 ..........................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬القيام بدور فعال في تحسين جودة االفصاح‪152 ....................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪155 .....................................................................‬‬


‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية و تضييق الفجوة‬
‫تمهيد‪157 ...............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االفصاح و الشفافية في القوائم المالية من منظور حوكمي‪158 ........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المحتوى المعلوماتي للقوائم المالية و محددات جودتها ‪158 ..........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التالعب في القوائم المالية ‪165 ....................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أثر جودة االفصاح و الشفافية في ظل الحوكمة‪169 ...................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور اآلليات الداخلية للحوكمة في تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية‪175 ..........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور مجلس االدارة في تعزيز ثقة مستعملي القوائم المالية‪175 .......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور االدارة العليا في الحصول على قوائم مالية غير مضللة و خالية من الغش‪180 ..‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور لجنة المراجعة في الحصول على قوائم مالية ذات جودة‪182....................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬دور المراجعة الداخلية و نظام الرقابة الداخلية في زيادة ثقة مستخدمي القوائم‬
‫المالية‪193............................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الدور الحوكمي للمراجعة الخارجية في تلبية احتياجات مستخدمي المعلومات المالية في‬
‫تضييق فجوة التوقعات‪195 ..........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور جودة المراجعة من منظور حوكمي‪195 ........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحاجة لمراجعة القوائم المالية و آثارها الحوكمية‪201 ...............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الدور الحوكمي للمراجعة المستمرة‪204 .............................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪208 ....................................................................‬‬


‫‪IV‬‬ ‫الفهرس‬

‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور آليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات‬
‫المراجعة مع دراسة ميدانية‬
‫تمهيد‪210................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬واقع حوكمة الشركات و اإلطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر‪211 ...........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع االصالح المحاسبي و أثره على بورصة الج ازئر‪212 .............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وضع حوكمة الشركات في الجزائر‪218 ...............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر ‪222 .................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نموذج مقترح لدراسة دور آليات الحوكمة في تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‪228..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االطار المنهجي للدراسة الميدانية‪231 ..............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة الدراسة الميدانية‪231 ......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحضير االستبيان‪233.............................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬متغيرات و عينة الدراسة‪237.......................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬معالجة االستبيان‪238................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تفريغ البيانات ‪238................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل االستبيان‪241...............................................................‬‬
‫خالصة‪260.........................................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪262 .......................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪271....................................................................................‬‬
‫المالحق‪288.........................................................................................‬‬
‫‪V‬‬ ‫الفهرس‬

‫فهرس األشكال و الجداول‬


‫أوال‪ :‬قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم‬


‫الشكل‬
‫‪16‬‬ ‫نظام حوكمة الشركات‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪16‬‬ ‫األطراف المعنية بتطبيق حوكمة الشركات‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪21‬‬ ‫الركائز األساسية لحوكمة الشركات‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪23‬‬ ‫خصائص حوكمة الشركات‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪45‬‬ ‫خريطة األسواق الناشئة في العالم‬ ‫‪5-1‬‬
‫‪61‬‬ ‫مكونات اإلطار النظري للمراجعة‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪77‬‬ ‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪79‬‬ ‫مراحل تقييم نظام الرقابة الداخلية‬ ‫‪3-2‬‬
‫‪121‬‬ ‫فجوة التوقعات في المراجعة‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪128‬‬ ‫مكونات فجوة التوقعات‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪129‬‬ ‫أنواع فجوة التوقعات في المراجعة‪.‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪149‬‬ ‫مثلث الغش‪.‬‬ ‫‪4-3‬‬
‫‪161‬‬ ‫الخصائص النوعية للمعلومات‪.‬‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪167‬‬ ‫مجاالت ممارسة المحاسبة االبداعية‬ ‫‪2-4‬‬
‫‪174‬‬ ‫أهمية الشفافية‬ ‫‪3-4‬‬
‫‪185‬‬ ‫موقع لجنة المراجعة‬ ‫‪4-4‬‬
‫‪212‬‬ ‫دور المحاسبة في النظام االقتصادي‬ ‫‪1-5‬‬

‫‪231‬‬ ‫نموذج مقترح لدراسة أثر آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات‬ ‫‪2-5‬‬
‫‪VI‬‬ ‫الفهرس‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬
‫‪56‬‬ ‫أهم المراحل التاريخية للمراجعة‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪83‬‬ ‫أوجه االختالف بين المراجعة الداخلية و المراجعة الخارجية‪.‬‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪116‬‬ ‫نشرات معايير فجوة التوقعات الصادرة عن مجلس معايير المراجعة ‪ ASP‬التابع للمعهد األمريكي‬ ‫‪1-3‬‬
‫للمحاسبين القانونيين ‪ AICPA‬في سنة ‪1988‬‬
‫‪235‬‬ ‫مقياس ليكرت الخماسي‬ ‫‪1-5‬‬
‫‪236‬‬ ‫معامالت الثبات لمتغيرات الدراسة‬ ‫‪2-5‬‬
‫‪239‬‬ ‫أإلحصائية الخاصة باستمارات االستبيان‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪240‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغير المؤهل العلمي‬ ‫‪4-5‬‬
‫‪241‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغير سنوات الخبرة‪.‬‬ ‫‪5-5‬‬
‫‪242‬‬ ‫توزيع عينة الدراسة حسب متغير المسمى الوظيفي‪.‬‬ ‫‪6-5‬‬
‫‪243‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول مسؤولية مجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫‪7-5‬‬
‫‪245‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول أهمية دور اإلدارة العليا‪.‬‬ ‫‪8-5‬‬
‫‪247‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول دور و مسؤوليات مراجع الحسابات‪,‬‬ ‫‪9-5‬‬
‫‪250‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول فاعلية لجنة المراجعة‪.‬‬ ‫‪10-5‬‬
‫‪252‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول فاعلية المراجعة الداخلية‪.‬‬ ‫‪11-5‬‬
‫‪254‬‬ ‫نتائج آراء عينة الدراسة حول العوامل المساعدة على التقليل من فجوة التوقعات‪.‬‬ ‫‪12-5‬‬
‫‪256‬‬ ‫نتائج اراء عينة الدراسة من فئة مراجعي الحسابات حول نوع فجوة توقعات المراجعة في الجزائر‬ ‫‪13-5‬‬

‫‪259‬‬ ‫تقدير و اختبار النموذج‪.‬‬ ‫‪14-5‬‬


VII ‫الفهرس‬

‫فهرس المالحق‬

‫عنوان الملحق‬ ‫رقم الملحق‬

.2006 ‫سلم أتعاب محافظي الحسابات المعمول به في الجزائر الصادر في‬ 01

‫استبيان لمعرفة أثر آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‬ 02

‫قائمة بأسماء المحكمين‬ 03

-spss ‫نتائج الدراسة الميدانية –مخرجات‬ 04

‫قائمة المختصرات‬

IIA Institute of internal auditors


IFC International finance corporation
OECD Organisation for economic co-operation and development
SEC Securities and Exchange commission
BIS Bank for International settlement
IOSCO International organization for securities commission
IAS International accounting standards
ISA International standards of auditing
COSO Committee of sponsoring organization
NYSE New York securities and exchanges
EBRD European Bank for Reconstruction and Development
AICPA American Institute for certified public accountants
IFACI Institut Français des auditeurs et contrôleurs internes
ONECC Ordre national des experts comptables et des commissaires
aux comptes et des comptables agrées
VIII ‫الفهرس‬

SCF Système comptable financier


APB Audit practice board
ASB Audit standard board
CICA Canadian Institute of certified accountant
COSOB Commission d’organisation et de surveillance des opérations
des bourses
SGBV Société de gestion de la bourse des valeurs
IOB Intermédiaire des opérations de bourse
‫مقدمة‬

‫تحتل مهنة المراجعة أهمية بالغة في الحياة االقتصادية نظ ار لكثرة األطراف المستفيدة من تقاريرها‪،‬‬
‫غير أنها تواجه تحديات كبيرة و خاصة على مدار السنوات األخيرة نتيجة تزايد الشكوك حول فقدانها‬
‫المسؤولية و المصداقية و ثقة األطراف المستفيدة من تقاريرها‪ ،‬من مستخدمين لتلك التقارير و مساهمين و‬
‫حتى الجمهور بعد سلسلة األزمات المالية التي مست العديد من الشركات ( شركات دول شرق أسيا‪ ،‬شركة‬
‫‪ Enron‬و شركة ‪ World com‬على سبيل المثال) و ما ترتب عنها من انهيارات مالية‪ .‬حيث ترجع أسباب‬
‫هذه االنهيارات في مجملها إلى الفساد اإلداري و المالي و المحاسبي‪ ،‬مع مراعاة أن هذا األخير يرجع بصفة‬
‫أساسية إلى دور المراجع الخارجي و مدى تأكيده على صحة القوائم المالية و ما تتضمنه من معلومات‬
‫أثر واضحا على الضرر الذي لحق بالمستثمرين نتيجة عدم تزويدهم على‬
‫محاسبية مخالفة للحقيقة ما كان له ا‬
‫األقل بإشارات تحذير عن الحالة اإلقتصادية التي ستؤول إليها هذه الشركات‪.‬‬

‫و حيث أن المجتمع المالي يتوقع من مراجعي الحسابات ضمان الكفاية الفنية و النزاهة و الموضوعية‬
‫و االستقالل في تقاريرهم‪ ،‬كما يتوقعون منهم اكتشاف األخطاء الجوهرية في القوائم المالية و اكتشاف الغش‬
‫و التصرفات غير القانونية‪ ،‬فإن التباين بين ما يتوقعه أو يعتقده المجتمع المالي من واجبات و مسؤوليات‬
‫المراجع و ما يعتقده المراجع نفسه بخصوص تلك المسؤوليات يؤدي إلى ظهور ما اصطلح عليه بـ "فجوة‬
‫التوقعات في المراجعة" " ‪ "Audit Expectation Gap‬حيث هذه الفجوة ما هي إال زعزعة لثقة المستثمرين‬
‫في التقارير التي يصدرها مراجعي الحسابات‪.‬‬

‫كما أنه من أهم أسباب انهيار الشركات هو افتقار إدارتها إلى الممارسات السليمة في الرقابة و اإلشراف‬
‫و نقص الخبرة و كذلك اختالل هياكل التمويل و بالتالي عدم القدرة على سداد المستحقات بجانب نقص‬
‫الشفافية و عدم إظهار معلومات محاسبية تعبر عن حقيقة األوضاع المالية للشركة‪ ،‬فكان مفهوم حوكمة‬
‫الشركات هو الحل السريع و المتكامل لمثل هذه المشاكل حيث أخذ مفهومها بعدا تطوريا و بصورة سريعة‬
‫في كافة البلدان حيث أصبحت األوساط المهنية و األكاديمية تنظر إلى مفهوم الحوكمة على أنه أسلوب‬
‫إداري حديث يمكن عن طريقه إدارة المنشآت و المنظمات و إحكام الرقابة عليها و وضع األطر الالزمة‬
‫لتحديد العالقات المتداخلة بين األطراف داخل و خارج المؤسسات و مسؤوليات كل طرف بشكل دقيق‪.‬‬
‫و بالنظر إلى أهمية القوائم المالية كمخرجات ألي نظام محاسبي و الدور األساسي الذي تلعبه كل من‬
‫اإلدارة و مراجع الحسابات في الحصول على معلومات صحيحة قريبة من الواقع فإن اتباع آليات حوكمة‬
‫الشركات سيحقق قد ار مالئما من الطمأنينة للمستثمرين و متخذي الق اررات و ذلك لما تحققه هذه اآلليات من‬
‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫حماية و ضمان لحقوق كافة األطراف ذوي المصلحة المرتبطين بأعمال الشركة من خالل إحكام الرقابة و‬
‫السيطرة على أداء إدارة الشركة و مراجع الحسابات‪.‬‬

‫حيث يمكن تصنيف آليات حوكمة الشركات إلى آليات داخلية و تتمثل خاصة في مجلس اإلدارة‪ ،‬اإلدارة‬
‫العليا‪ ،‬لجنة المراجعة و المراجعة الداخلية‪ ،‬و أخرى خارجية متعلقة بمراجع الحسابات و مدى التزامه‬
‫بمسؤولياته من خالل الحفاظ على استقالله‪ ،‬و بذل العناية المهنية الالزمة‪ ،‬و السعي إلى تحقيق الجودة أثناء‬
‫أداء عمله‪.‬‬

‫و بما أن الجزائر قد بدأت في مرحلة جديدة من اإلصالح المالي و اإلقتصادي و كذلك إصدار العديد من‬
‫القوانين و الق اررات التي تدعوا إلى فتح المجال للقطاع الخاص بحرية و دون قيود و التوجه إلى إقتصاد‬
‫السوق‪ ،‬و أمام تشجيع اإلستثمار الخارجي و إنشاء سوق لألوراق المالية‪ ،‬فإن هناك حاجة ملحة إلعادة‬
‫اإلطمئنان للمستثمرين و المواطنين و ذلك بإتخاذ الخطوات الالزمة لحماية مصالحهم و إعادة الثقة في‬
‫مخرجات النظام المحاسبي من قوائم مالية منشورة‪ ،‬كل هذا أدى بنا إلى إختيار هذا الموضوع و الذي انبثقت‬
‫عنه االشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫" ما هي إمكانية تفعيل آليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة التوقعات بين مستخدمي المعلومات المالية‬
‫و مراجعي الحسابات في الجزائر؟"‬

‫و يتفرع هذا التساؤل الرئيسي إلى األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬


‫‪ -1‬ما هي دواعي اإلهتمام بمفهوم حوكمة الشركات؟ و ما هي متطلباتها؟‬
‫‪ -2‬ماهو البناء الفكري للمراجعة ؟ ما هي خصائص اإلطار العام لممارسة مهنة المراجعة الخارجية في‬
‫الجزائر؟‬
‫‪ -3‬ما طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة؟ و ما هي مكوناتها في الجزائر؟‬
‫‪ -4‬فيما يتمثل الدور الحوكمي لكل من اآلليات الداخلية و الخارجية و كيف يمكن اإلستفادة منه في‬
‫زيادة ثقة مستخدمي التقارير المالية و تضييق فجوة التوقعات في المراجعة؟‬
‫‪ -5‬ما مدى مساهمة آليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة في الجزائر؟‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫فرضيات الدراسة‬
‫كإجابات قبلية لألسئلة الفرعية قمنا بصياغة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحتل مبادئ حوكمة الشركات و ممارساتها أهمية كبيرة تتزايد مع مرور الزمن و تتصاعد أهميتها في‬
‫الدول النامية بعد أن وجدت قبوال واسعا في الدول المتقدمة خاصة بعد ظهور األزمات المالية‪ ،‬حيث‬
‫ترتكز على آليات داخلية و أخرى خارجية تعمل على حماية أصحاب المصالح و زيادة ثقتهم في‬
‫التقارير المالية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتبر المراجعة الخارجية تقنية فنية ذات تأصيل نظري‪ ،‬و يشوب اإلطار العام لممارسة مهنة‬
‫المراجعة في الجزائر العديد من أوجه القصور‪.‬‬
‫‪ -3‬تمثل فجوة التوقعات التباين بين ما يتوقعه أو يعتقده المجتمع المالي من واجبات و مسؤوليات‬
‫المراجع و ما يعتقده المراجع نفسه بخصوص تلك المسؤوليات ‪ ،‬و هي تتكون من فجوة المعقولية و‬
‫فجوة األداء‪.‬‬
‫‪ -4‬تعمل اآلليات الداخلية للحوكمة على زيادة جودة اإلفصاح في القوائم المالية و التقليل من إمكانية‬
‫التالعب فيها مما يزيد من ثقة مستخدمي القوائم المالية‪ .‬كما يعمل مراجع الحسابات من خالل‬
‫إلتزامه بمسؤولياته و تحقيق جودة المراجعة من زيادة ثقة أصحاب المصالح في تقريره و بالتالي‬
‫تضييق الفجوة‪.‬‬
‫‪ -5‬في ظل محدودية نشاط البورصة و السوق المالي في الجزائر و ما يترتب عنه من غياب لإلطار‬
‫المؤسسي لحوكمة الشركات‪ ،‬فإن ذلك يؤثر على فعالية آليات الحوكمة مما يؤثر بدوره على تضييق‬
‫فجوة التوقعات في المراجعة‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫تظهر أهمية هذا البحث من الناحية العملية أنه من أول البحوث التي تهدف الستقصاء مكونات فجوة‬
‫التوقعات في الجزائر و التعريف بها و شرح أسبابها حيث لوحظ غياب األبحاث التي تهتم بدراسة فجوة‬
‫التوقعات بين كل من المراجعين و المجتمع المالي في الجزائر‪.‬‬
‫أما من الناحية العلمية فتظهر أهميته بكونه يضيف دراسة جديدة للدراسات السابقة حيث لم يتم من قبل‬
‫دراسة تحليلية للعالقة بين آليات الحوكمة و فجوة التوقعات في بيئة المراجعة الجزائرية‪ ،‬كما اقتصرت أغلب‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫الدراسات في العالم على دراسة بعض آليات الحوكمة دون األخرى أو دراسة آثار بعض مبادئ الحوكمة على‬
‫بعض مراحل عملية المراجعة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى محاولة إعطاء صورة واضحة عن كل من مسؤولية مراجع الحسابات و إدارة الشركة‬
‫للوصول إلى قوائم مالية معبرة عن حقيقة المركز المالي و خلوها من الغش و التالعب و تتسم باإلفصاح‬
‫الكافي‪ ،‬من خالل اآلليات الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات‪.‬‬

‫و كذلك زيادة الوعي الثقافي لمختلف األطراف بأهمية حوكمة الشركات في تضييق فجوة التوقعات‪.‬‬

‫أهداف الموضوع‬
‫باإلضافة إلى محاولة اإلجابة عن التساؤل الرئيسي للبحث فإنه يهدف كذلك إلى البحث عن مكونات‬
‫فجوة التوقعات في بيئة المراجعة الجزائرية مع دراسة تحليلية تفصيلية للجوانب الرئيسية التي تكمن فيها‪ ،‬و‬
‫التعرف على اإلطار العام لممارسة مهنة المراجعة في الجزائر و محاولة تحديد مدى تأثير آليات حوكمة‬
‫الشركات من مجلس اإلدارة‪ ،‬االدارة العليا‪ ،‬لجنة مراجعة‪ ،‬الم ارجعة داخلية و المراجعة الخارجية على تضييق‬
‫فجوة التوقعات بين مراجعي الحسابات و مستخدمي التقارير المالية من خالل إجراء دراسة ميدانية الستطالع‬
‫أراء مراجعي الحسابات و المجتمع المالي حول الموضوع‪.‬‬

‫مبررات اختيار الموضوع‬


‫‪ -‬الميول الشخصي لمجال المراجعة و الموضوع عموما‪ ،‬باإلضافة إلى التكوين األكاديمي الذي تلقيته على‬
‫مستوى تمهيدي ماجستير‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط الموضوع بالتطورات التي يشهدها العالم في مجال حوكمة الشركات و ظهور األزمات المالية التي‬
‫سببت أزمة ثقة في مهنتي المراجعة و المحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلصالحات التي تشهدها الجزائر في مختلف القطاعات و فتح سوق رأس المال الدولي و كذا إصدار‬
‫دليل الحكم الراشد الجزائري‪.‬‬

‫‌ه‬
‫مقدمة‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫نتناول في هذا الجزء من الدراسة استقراء و تحليل أهم الدراسات السابقة حول الموضوع‪ ،‬حيث سوف‬
‫نعرض بإيجاز األهداف الرئيسية لكل دراسة و أهم النتائج التي تم التوصل إليها‪ ،‬وذلك بغرض استغاللها‬
‫لتوجيه و خدمة موضوع البحث‪.‬‬
‫حيث قمنا بتقسيم الدراسات السابقة إلى دراسات عربية و أخرى أجنبية كما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬الدراسات العربية‬

‫‪ -1‬دراسة (محمود حمودة‪" :1)2012 :‬أهمية المراجعة الداخلية في تضييق فجوة التوقعات" ‪ ،‬تناولت هذه‬
‫الدراسة مفهوم فجوة التوقعات و مكوناتها و أسبابها حيث ركزت على عدم معقولية التوقعات‪ ،‬انخفاض جودة‬
‫األداء في المراجعة‪ ،‬قصور معايير المحاسبة‪ ،‬اإلتصال غير الفعال في بيئة المراجعة و الشك في استقالل‬
‫المراجع‪ .‬كما تناولت المراجعة الداخلية و تطويرها و أخي ار تناولت أهمية المراجعة الداخلية في تحقيق التكامل‬
‫مع المراجعة الخارجية الذي من شأنه تضيق فجوة التوقعات‪ ،‬كما توصلت إلى نتيجة أن عالج هذه الفجوة‬
‫يقع على عاتق مزاولي مهنة المراجعة و ليس مستخدمي القوائم‪.‬‬
‫و قد خرجت هذه الدراسة بتوصيات أنه يجب دعم استقالل المراجع و كذلك نشر معايير المراجعة الداخلية و‬
‫تطويرها‪ ،‬التأهيل العلمي للمراجعين و تنمية مهاراتهم و التنسيق و التعاون بين المراجعة الداخلية و الخارجية‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة (نبيل حمادي‪": 2)2012،‬اثر تطبيق الحوكمة على جودة المراجعة المالية‪ -‬دراسة حالة‬
‫الجزائر" ‪ ،‬هدفت هذه الدراسة إلى تحديد أثر تطبيق الحوكمة من خالل آلياتها الداخلية على جودة المراجعة‬
‫المالية‪ ،‬و قد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث تم إجراء مسح مكتبي لمجموعة من‬
‫الدراسات‪ ،‬وتم استنباط آليات الحوكمة الداخلية و المتمثلة في مجلس اإلدارة‪ ،‬لجنة المراجعة‪ ،‬المراجعة‬
‫الداخلية‪ ،‬اإلفصاح‪ ،‬و بالنسبة لجودة المراجعة المالية فقد تم اعتماد أربع مؤشرات هي خصائص مكتب‬
‫المراجعة‪ ،‬خصائص المراجعة المالية‪ ،‬مهام المراجع المالي‪ ،‬أسلوب الرقابة على جودة المراجعة المالية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى دراسة ميدانية حيث تم توزيع استبيانين‪ ،‬األول لجمع بيانات حول اآلليات الداخلية للحوكمة‬
‫لعينة من المؤسسات اإلقتصادية العمومية و الثاني حول جودة المراجعة المالية لعينة من األكادميين و‬

‫‪1‬‬
‫‌محمود حمودة‪" ،‬أهمية المراجعة الداخلية في تضييق فجوة التوقعات" ‪ ،‬مجلة المحاسب العربي‪ ،‬العدد ‪ ،12‬أكتوبر ‪‌ .2012‬‬

‫‪‌2‬نبيل حمادي‪ " ،‬اثر تطبيق الحوكمة على جودة المراجعة المالية‪-‬دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬رسالة دكتو ار غير منشورة الجزائر‪،‬‬
‫جامعة ‌الجزائر‪ ،03‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ‪.2012‬‬
‫‌و‬
‫مقدمة‬

‫ممارسي المهنة‪ ،‬ثم القيام بتقدير نماذج خطية متعددة لوضيح أثر آليات الحوكمة الداخلية على جودة‬
‫المراجعة المالية‪ ،‬و خلصت الدراسة إلى أن آليات الحوكمة الداخلية لها تأثير طردي على جودة المراجعة‪ ،‬و‬
‫تم تقديم مجموعة من التوصيات أهمها الرفع من مستوى آليات الحوكمة الداخلية باإلضافة إلى تحسين جودة‬
‫مهنة المراجعة المالية‪.‬‬

‫‪-3‬دراسة (المليجي‪ :)2006 ،‬دراسة و اختبار تأثير آليات حوكمة الشركات على فجوة التوقعات في بيئة‬
‫الممارسة المهنية المصرية‪ ،1‬تناولت هذه الدراسة اختبار و تحليل أثر تطبيق حوكمة الشركات على فجوة‬
‫التوقعات في بيئة المراجعة المصرية و دور آليات الحوكمة المرتبطة بالعميل و المتمثلة في (قوة إدارة‬
‫المراجعة الداخلية‪ ،‬مدى التزام إدارة المنشاة بتطبيق المعايير المحاسبية الدولية و المحلية‪ ،‬قوة و استقالل‬
‫لجنة المراجعة‪ ،‬درجة إعتماد المنشأة على تكنولوجيا المعلومات المتطورة)‪ ،‬و المرتبطة بمراجعي الحسابات و‬
‫المتمثلة في ( التغيير اإللزامي لمراجع الحسابات بصفة دورية‪ ،‬درجة استقالليته‪ ،‬مدى الت ازمه بتطبيق معايير‬
‫المراجعة الدولية و المحلية‪ ،‬مدى تقديمه لخدمات استشارية للمنشأة محل المراجعة)‪ ،‬في محاولة تضييق و‬
‫عالج تلك الفجوة‪ ،‬و قد خلصت الدراسة إلى وجود إرتباط وثيق بين آليات الحوكمة المرتبطة بالعميل و‬
‫المرتبطة بمراجع الحسابات و بين فجوة التوقعات في بيئة المراجعة و أن تفعيل آليات الحوكمة يحقق قدر‬
‫مالئم من الثقة للمستثمرين و متخذي الق اررات اعتمادا على التقارير المالية التي أعدت و روجعت وفقا‬
‫آلليات الحوكمة‪ ،‬و أوصت الدراسة بضرورة تدعيم تطبيق آليات باإلتساق مع القواعد و المعايير الدولية‪ ،‬و‬
‫أيضا ضرورة تطوير التشريعات ذات الصلة بالحوكمة‪.‬‬

‫بـ‪-‬الدراسات باللغة االجنبية‬

‫‪-1‬دراسة ‪“The Effects of Corporate Governance Experience :(Dezoart et Salterio 2001)2‬‬


‫”‪، and Financial Reporting and Audit Knowledge of Audit Committee Members Judgments‬‬
‫قاما بدراسة آثار استقالل أعضاء لجنة المراجعة و كذلك معرفتهم بالتقارير المالية و تقارير المراجعة على‬

‫‌ ‪‌1‬ابراهيم سيد المليجي‪ " ،‬دراسة و اختبار تاثير اليات حوكمة الشركات على فجوة التوقعات في بيئة الممارسة المهنية‬
‫‪‌ .24-9‬‬ ‫المصرية"‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬العدد‪ ،1‬مجلد ‪ ،43‬مصر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2006‬ص‪-‬ص‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dezoart, F.T., and S.Salterio, “The Effects of Corporate Governance Experience and Financial‬‬
‫‪Reporting and Audit Knowledge of Audit Committee Members Judgments", Auditing: A‬‬
‫‪Journal of Practice and Theory: 20, (2).‬‬
‫‌ز‬
‫مقدمة‬

‫دعمهم لمراجع الحسابات في خالفاته مع اإلدارة‪ ،‬و أجرى الدراسة على ‪ 68‬عضو لجنة مراجعة في كندا‬
‫على حالة خالفية حول السياسات المطبقة و حول معرفتهم المتعددة و قدراتهم على حل المشاكل و معرفتهم‬
‫بالتقارير المالية و تقارير المراجعة‪.‬‬
‫و تشير نتائج الدراسة إلى أن استقالل أعضاء لجنة المراجعة ذوي الخبرة يؤدي لزيادة دعم مراجع الحسابات‪،‬‬
‫كذلك تبين وجود عالقة طردية بين معرفة عضو لجنة المراجعة بتقارير المراجعة و دعمه للمراجع و هذا‬
‫عكس ما كان متوقع‪ .‬و بالرغم من النتائج السابقة إال أن الدراسة لم تناقش تأثير أحكام لجنة المراجعة‬
‫بالعالقات التي تؤثر على استقاللهم مثل‪ :‬وجود أقارب لهم بالشركة‪ ،‬الحفاظ على ارتباطات هامة داخل‬
‫الشركة‪ ،‬منح الشركة مكافأة تغيير أعضاء المجلس‪ ،‬هذا باإلضافة إلى اقتصارها على دراسة حالة خالفية‬
‫واحدة‪ ،‬دون الحاالت البديلة األخرى مثل غموض موقف المراجع‪ ،‬توقيت الخالف حول التقارير و قوة‬
‫العميل‪.‬‬

‫‪“The influence of corporate governance‬‬ ‫‪-2‬دراسة )‪:1)Goodwin J., & Seow j., 2002‬‬
‫‪mechanism on the quality of financial reporting and auditing: perceptions of auditors and‬‬
‫”‪ :directors in Sangapore‬هدفت هذه الدراسة إلى تحليل آثار ستة آاليات لحوكمة الشركات على جودة‬
‫التقارير المالية‪ ،‬و تمثلت أليات الحوكمة موضع الدراسات في‪ :‬قوة لجنة المراجعة‪ ،‬وجود مراجعة داخلية لدى‬
‫العميل‪ ،‬قوة السلوك األخالقي للشركة‪ ،‬تغيير شريك المراجعة‪ ،‬قيام مراجع الحسابات بمراجعة جميع شركات‬
‫العميل‪ ،‬حيث أجريت الدراسة على عينة من المديرين و مراجعي الحسابات في سنغفورا‪ ،‬حيث تم توزيع ‪400‬‬
‫قائمة على المديرين و بلغت نسبة الردود ‪ %18‬فقط في حين تم توزيع ‪ 200‬قائمة على مراجعي الحسابات‬
‫و بلغت نسبة الردود ‪ ،%31‬و توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها‪ :‬أن للمراجعة الداخلية أهمية معنوية‬
‫عالية أما قوة السلوك األخالقي فلها أهمية معنوية ضعيفة‪ ،‬أما لجنة المراجعة فلم يكن لها أهمية معنوية ‪.‬‬
‫كما يعتقد المديرون أن التنفيذ الصارم لقوانين الحوكمة يؤثر على منع و اكتشاف غش اإلدارة في حين رأى‬
‫مراجعوا الحسابات غير ذلك‪ ،‬كما أرى مراجعوا الحسابات أن وجود المراجعة الداخلية له أثر معنوي على قدرة‬
‫الشركة على اكتشاف غش اإلدارة‪ ،‬كما أشارت النتائج إلى أن تغيير شريك المراجعة لم يكن له أثر معنوي‬
‫على جودة التقارير المالية و هذا عكس ما تطالب به التشريعات الحديثة‪ ،‬و أن قيام مراجع الحسابات‬

‫‪1‬‬
‫‪Goodwin J., & Seow j.,” The influence of corporate governance mechanism on the quality of‬‬
‫‪financial reporting and auditing: perceptions of auditors and directors in Sangapore”,‬‬
‫‪accounting and finance (42), singapore , 2002, pp:195-223.‬‬
‫‌ح‬
‫مقدمة‬

‫بمراجعة جميع شركات العميل تساعده على مقاومة ضغوط اإلدارة‪ ،‬كما يوجد إختالف معنوي ضعيف ألثر‬
‫هذه اآللية على قدرة المراجع على اكتشاف أخطاء القوائم المالية‪.‬‬

‫‪“ Accounting Quality, Auditing and Corporate:‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -3‬دراسة )‪)Imhaff and Eugene 2003‬‬
‫”‪ ، Governance‬تناولت هذه الدراسة العالقة بين جودة التدقيق و حوكمة الشركات في أمريكا حيث قامت‬
‫بدراسة تحليلية للتدقيق و المحاسبة و حوكمة الشركات في الماضي و الحاضر بهدف تدقيق التطور‬
‫التاريخي لهما من أجل تحديد و فهم خصائصهم البارزة في الماضي و التي أدت إلى فشل التقارير المالية‪،‬‬
‫ثم اقتراح التغييرات الالزمة فيهما لعالج هذا الفشل لضمان جودة و نزاهة عملية اإلبالغ المالي‪ ،‬ثم تحفيز‬
‫البحوث التجريبية لدعم جودة و نزاهة هذه التقارير في المستقبل‪ ،‬و لقد اقترحت الدراسة إجراء تغييرات حقيقية‬
‫في حوكمة الشركات قبل تطوير جودة المحاسبة و المراجعة حيث توصلت الدراسة إلى نوعين من‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫أوال‪:‬التوصيات المقترحة لدعم استقالل و كفاءة مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫‪ ‬منع المدير المالي أو التنفيذي للشركة من التصرف كرئيس مجلس اإلدارة و منعه من التدخل‬
‫في تعيين المديرين‪.‬‬
‫‪ ‬منع المديرين الخارجيين من إمتالك أسهم في أي شركة يكونوا أعضاء في مجلس إدارتها‪.‬‬
‫‪ ‬التزام أعضاء المجلس ببرنامج تعليمي مستمر يحتوي على ‪ 30‬ساعة معتمدة سنويا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مقترحات بشأن دعم استقالل المراجع‬
‫‪ ‬منع مراجعي الحسابات الذين سبق لهم العمل فيها كمديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة من‬
‫مراجعة هذه الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬التغيير اإللزامي لشركة المراجعة كل ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير مبادئ المحاسبة المتعارف عليها ‪ GAAP‬لتحقيق شفافية عالية في التقارير المالية‪.‬‬
‫و على الرغم من أهمية التوصيات إال أنها تبقى نظرية كما أنها مجال للجدل بين المنظمات المسؤولة‬
‫عن تطوير المحاسبة و المراجعة لضمان جودة و نزاهة التقارير في المستقبل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Imhoff J.R. and Eugene A., "Accounting Quality, Auditing and Corporate Governance",‬‬
‫‪Auditing: A Journal of Practice and Theory, January, 2003.‬‬
‫‌ط‬
‫مقدمة‬

‫التعليق‪ :‬من خالل نتائج الدراسات السابقة نالحظ أن‪:‬‬


‫‪ ‬بعض الدراسات كانت نظرية فقط لم تقدم سوى مجر توصيات نظرية فقط‪.‬‬
‫‪ ‬تمت أغلب الدراسات في بيئات أجنبية و عربية مختلفة عن البيئة الجزائرية سواءا من الناحية‬
‫اإلقتصادية أو السياسية أو االجتماعية‬
‫‪ ‬أما البعض اآلخر فقط اقتصر على تناول بعض آليات الحوكمة دون األخرى مثل قوة و‬
‫استقالل مجلس االدارة و وجود نظام فعال للمساءلة المحاسبية‪ ،‬استقالل مراجع الحسابات و‬
‫جودة المراجعة و كذلك المراجعة الداخلية و تناولت أثرها على تضييق الفجوة‪ ،‬حيث تناولت‬
‫زاوية من زوايا الموضوع‪ ،‬ما ساعدنا على إيجاد فكرة البحث و ذلك بتجميع مختلف اآلليات و‬
‫محاولت دراسة أثرها على تضييق الفجوة‪.‬‬

‫أما فيما يخص اإلضافة التي جاءت بها هذه الدراسة فهي محاولت القيام بدراسة تحليلية لمختف جوانب‬
‫فجوة التوقعات و تحديد مكونات الفجوة الموجودة في بيئة المراجعة الجزائرية ثم تتبع أثر مختلف آليات‬
‫الحوكمة و ليس آلية واحدة على تضييق فجوة التوقعات من خالل دعم دور و مسؤوليات مراجع الحسابات‬
‫على اكتشاف ضعف الرقابة الداخلية‪ ،‬األخطاء الجوهرية في القوائم المالية‪ ،‬غش االدارة و الموظفين‬
‫الجوهري و مقاومة ضغوط العميل باعتباره ألية خارجية‪ ،‬باإلضافة إلى أثر اآلليات الداخلية األخرى كمجلس‬
‫االدارة‪ ،‬االدارة العليا‪ ،‬لجان المراجعة و المراجعة الداخلية من خالل دورها في زيادة الثقة في القوائم و‬
‫التقارير المالية و تحسين جودة اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫لغرض هذه الدراسة قامت الباحثة باتباع بعض المناهج منها‪ ،‬المنهج التاريخي و الوصفي و ذلك‬
‫بإ عطاء فكرة عن اإلطار النظري و الدراسات السابقة لكل من فجوة التوقعات و حوكمة الشركات و المنهج‬
‫االستنباطي لتحديد محاور الدراسة و صياغة الفرضيات و كذلك المنهج اإلستقرائي إلختبار الفرضيات و‬
‫أخي ار المنهج التحليلي لدراسة الحالة‪.‬‬

‫‌ي‬
‫مقدمة‬

‫هيكل الدراسة‬
‫إلنجاز هذه األطروحة سنحاول تقسيم البحث إلى خمسة فصول كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬في هذا الفصل سنحاول التعرف على التأصيل الفكري لحوكمة الشركات من خالل‬
‫التطرق إلى البواعث األساسية و المنطلقات الفكرية لحوكمة الشركات‪ ،‬ثم إلى اإلطار المؤسسي و‬
‫التنظيمي لها و في األخير التطرق إلى نماذج حوكمة الشركات و الحوكمة في اإلقتصادات النامية‬
‫و األسواق الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬سوف نحاول التعرف فيه على اإلطار النظري و المفاهيمي لمهنة المراجعة من خالل‬
‫التطرق إلى عموميات حول المراجعة‪ ،‬مسار المراجعة الخارجية ‪ ،‬ثم إلى تطور المراجعة الخارجية‬
‫في الجزائر و واقعها‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬أما في هذا الفصل فسنحاول التطرق إلى طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬من‬
‫خالل التطرق إلى مفهوهمها‪ ،‬مكوناتها ‪ ،‬كيفية معالجتها باإلضافة إلى التعرف على احتياجات‬
‫مستخدمي القوائم المالية من المهنة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الرابع‪ :‬سنتطرق إلى تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية و تضييق‬
‫الفجوة من خالل أهمية اإلفصاح و الشفافية من منظور حوكمي‪ ،‬دور اآلليات الداخلية في تعزيز‬
‫الثقة في القوائم المالية من منظور حوكمي و أخي ار الدور الحوكمي للمراجعة الخارجية في تلبية‬
‫احتياجات مستخدمي القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الخامس‪ :‬سوف نحاول التطرق إلى واقع اإلصالح المحاسبي و أثره على بورصة الجزائر‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اإلطار المرجعي للمراجعة الخارجية القانونية في الجزائر من خالل تحليل األحكام و‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬ثم محاولة صياغة نموذج الدراسة و في األخير الدراسة االستبيانية‪.‬‬
‫و أخي ار خاتمة متضمنة مجموعة النتائج و اإلقتراحات الخاصة بموضوع البحث و آفاقه‪.‬‬

‫‌ك‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫تمهيد‬

‫أدت المشاكل المالية التي تعرضت لها العديد من الشركات الكبرى في العالم في السنوات األخيرة إلى‬
‫المطالبة بضرورة وجود مجموعة من الضوابط و األعراف و المبادئ األخالقية و المهنية لتحقيق الثقة و‬
‫المصداقية في المعلومات الواردة في القوائم المالية و التي يحتاجها العديد من مستخدمي المعلومات المالية‬
‫خاصة في ظل عولمة و تدويل سوق رأس المال و تزايد أحجام المشروعات نتيجة إجراء العديد من عمليات‬
‫الدمج بين الشركات سواء على المسوى المحلي أو على المستوى الدولي‪.‬‬

‫و تتمثل حوكمة الشركات أو ما اصطلح عليه بـ" أسلوب ممارسة اإلدارة الرشيدة" أحد أهم القضايا التي‬
‫استحوذت على اهتمام العديد من الجهات و الهيئات الدولية و المحلية و خاصة منذ انفجار األزمة المالية‬
‫اآلسيوية فضال عن سقوط و انهيار العديد من الشركات العالمية و التي كان من أبرزها انهيار شركتي انرون‬
‫للطاقة و ورد كوم في الواليات المتحدة األمريكية و اللتين إرتبط انهيارهما بسبب الفساد اإلداري و المحاسبي‬
‫و ضعف آليات الرقابة على األنشطة المالية للمؤسسات‪.‬‬

‫حيث يمكن للحوكمة الجيدة أن تلعب دو ار فعاال في مجاالت اإلصالح المالي و اإلداري للشركات‪،‬‬
‫و زيادة الثقة في القوائم المالية من خالل تجنب الوقوع في مشاكل محاسبية و مالية و كشف حاالت التالعب‬
‫و سوء التسيير‪ ،‬و تنشيط اإلستثمارات األجنبية‪ ،‬و تدعيم الجهاز المصرفي و زيادة قدراته و تفعيل سوق‬
‫األوراق المالية و دفع عجلة التنمية اإلقتصادية بقوة‪.‬‬

‫كما أن حوكمة الشركات تختص بوضع إطار تنظيمي يتضمن بوضوح المبادئ و المثل العليا التي تتبعها‬
‫الشركات في معامالتها الداخلية و الخارجية حيث أن اإلدارة الكفأة هي التي تقوم باستغالل موارد الشركة‬
‫المالية و البشرية على أكمل وجه‪ ،‬و تؤدي الحوكمة إلى ترشيد ممارسات كل من المديرين و مجلس إدارة‬
‫الشركة‪ ،‬و المحاسبين و المراجعين و ما يقوموا به من أعمال إلظهار نتيجة أعمال الشركة و حتى ترشيد‬
‫ممارسات المساهمين فيما يخص ق اررات االستثمار‪ ،‬و بالتالي تحقيق أهداف الحوكمة بدءا من االستغالل‬
‫األمثل للموارد وصوال إلى زيادة معدل النمو االقتصادي‪.‬‬

‫كما تحظى حوكمة الشركات بأهمية بالغة من قبل مؤسسات األعمال الدولية و برامج التنمية‪ ،‬و لإللمام‬
‫أكثر بالموضوع سنتناول هذا الفصل بالتطرق لعدة نقاط كما سوف نرى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫المبحث ال ول‪ :‬المنطلقات الفكرية و البواعث الساسية لحوكمة الشركات‬

‫تعتبر حوكمة الشركات أحدث توجه عالمي إلحكام الرقابة على إدارات الشركات و حثها على حماية‬
‫أصحاب المصالح و تحسين آدائها و ممارساتها‪ ،‬حيث يتعلق مفهومها بالطريقة التي يتم بها مراقبة سير‬
‫العمل في الشركة من قبل مجلس اإلدارة و كيفية تحقيق محاسبة المسؤولية في مواجهة المساهمين‪ ،‬و يتبلور‬
‫كل ذلك في مسلك الشركة اتجاه المساهمين و باقي أصحاب المصلحة من عاملين‪ ،‬عمالء و موردين‬
‫و غيرهم من أصحاب المصلحة‪ ،‬و بعبارة أخرى فإن حوكمة الشركات تمدنا بهيكل يمكن من خالله صياغة‬
‫أهداف الشركة و وسائل تحقيق هذه األهداف و مراقبة األداء الفعلي و مقارنته باألهداف المخططة‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬النظريات المفسرة لحوكمة الشركات‬


‫أدى انفصال الملكية عن التسير إلى تشتت الملكية‪ ،‬حيث أصبحت الغالبية تملك عدد قليل من األسهم و‬
‫األقلية تملك عدد كبير منها‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه ضعف قدرة المالك على التحكم في تصرفات اإلدارة‬
‫لذلك ظهرت معضلة كيفية جعل اإلدارة مسؤولة عن مصالح المجتمع‪.‬‬
‫و لمواجهة هذه القضية ظهرت استراتيجيتان هما‪:1‬‬
‫الولى‪ :‬مدخل األمناء‪ ،‬و جوهره أن المدراء أمناء على ثروات المالك أمام القانون‪ ،‬لذلك فهم مسؤولين‬
‫عن أي تقصير أو إتالف أ و سوء استخدام لثروة المالك و المحكمة هي صاحبة السلطة في الفصل عند‬
‫تعارض المصالح بين اإلدارة و المالك‪.‬‬
‫أما الثانية‪ :‬مدخل نموذج التعاقدات مع المالك‪ ،‬حيث قدم ‪ Adolf pirel‬أدولف بيرل افتراضين هيكليين‬
‫للحوكمة حيث قام بإختيار أولهمنا و هو نموذج اعتبر المديرين أمناء نيابة عن المجتمع‪ ،‬إال أنه تراجع عنه‬
‫بسبب صعوبة فرض الرقابة على اإلدارة حتى من جانب القضاء بسبب نقص الخبرة في هذا المجال‪ ،‬ثم قدم‬
‫البديل اآلخر و هو نموذج التعاقدات حيث يتم النظر إلى الشركة على أنها عبارة عن مجموعة مترابطة من‬
‫التعاقدات بين جميع األطراف أصحاب المصلحة‪ .‬و في هذا الشأن ظهرت عدة نظريات مفسرة نذكر مها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية تكاليف المعامالت ( الصفقات)‪Transaction Cost Theory :‬‬

‫برزت هذه النظرية على يد اإلقتصادي األمريكي ‪ Ronald Hary Coase‬والذي يعتبر مرجعا لها من‬
‫خالل مقال مؤسس للنظرية تحت عنوان "طبيعة الشركة"‪ ،‬عام ‪ ،1937‬عن نظرته للشركة كتنظيم يشمل‬

‫‪ 1‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ "،‬حوكمة الشركات و دور مجلس االدارة"‪ ،‬اتحد المصارف‪ ،2007 ،‬ص ص‪.64 ،63 :‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫الكثير من األفراد بأهداف و تطلعات مختلفة ‪ ،‬كما يرى أن المؤسسة أصبحت كبيرة جدا‪ ،‬و في الواقع حلت‬
‫مكان السوق في تخصيص الموارد و بالتالي تحديد السعر و اإلنتاج‪.‬‬

‫فتكاليف المعامالت هي التكاليف اإلضافية المرتبطة بإجراء المعامالت سواءا بالنقود أو الوقت أو أي‬
‫عبء آخر كتكاليف الحصول على المعلومات ‪ ،‬تكاليف التفاوض‪ ،‬تكاليف السلوكيات المرتبطة باللجوء إلى‬
‫السوق من أجل القيام بتخصيص الموارد و تحويل حقوق ملكية العناصر محل التبادل‪.‬‬

‫و تقوم نظرية المعامالت على ثالث افتراضات هي‪:1‬‬


‫‪ ‬الرشادة المحدودة أو العقالنية المحدودة و التي طورها ‪ Simon‬سنة ‪ 1947‬و التي تعني عدم قدرة‬
‫الفرد على فهم المحيط بطريقة كاملة بسبب عدم امتالكه للمعلومات الضرورية و الكافية التخاذ‬
‫القرار المناسب فيكون هناك حالة من عدم التاكد ما يجل من الصعب على الشركة ان تتوقع‬
‫احتياجاتها المستقبلية‪.‬‬
‫‪ ‬انتهازية الفرد و تعني استعمال المعلومات غير كاملة لتحقيق المصالح الشخصية و التي تجعل من‬
‫تنفيذ العقد في المدى البعيد أم ار صعبا‪ ،‬حيث تطرق إليها كل من ‪ Alchian et Demsetz‬سنة‬
‫‪ 1972‬و ‪ Williamson‬سنة ‪.1985‬‬
‫‪ ‬نوعية األصول‪ :‬حيث قليال ما يتوافق العرض مع الطلب للمتعاملين‪ ،‬مما يجعل من المكلف على‬
‫األفراد الداخليين في العالقات اإلقتصادية أن يتخلوا عن تلك العالقات‪.‬‬

‫تؤدي االفتراضات السابقة إلى زيادة تكاليف المعامالت عند التعاقد ما يؤدي إلى إمكانية حدوث خالفات‪،‬‬
‫و من أجل حماية أطراف التعاقد فإن نظرية تكلفة المعامالت تركز على ثالث عناصر أساسية‪:2‬‬
‫‪ -1‬تقترح نظرية المعامالت الوقاية لحماية كل طرف من السلوك اإلنتهازي على حساب اآلخر‪ ،‬و تقدم‬
‫دوافع لاللتزام بالمعامالت‪ ،‬و تشدد النظرية على التحكم في تكاليف فسخ العقد باستخدام رهن آمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Oliver Williamson, “the economic institution capitalism: firm, markets, relational‬‬
‫‪contracting”, new york, free press London, collier Macmillan, 1985, p: 169‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mark Bevir et al, "Encyclopedia of governance VII ", California: sage publications Inc., 2007,‬‬
‫‪p:980‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ -2‬زيادة طول مدة اإللتزام ‪ ،‬أين يصبح من الضروري إعادة تحديد التزامات األطراف فيما يتعلق بسير‬
‫أداء العقد‪ ،‬فعندما يعلم األطراف أنه يمكن مراجعة العقد مستقبال فيكون هناك ميل أقل النتهاك‬
‫إلتزاماتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع آليات خاصة لحل النزاعات‪ ،‬فعلى األطراف المتعاقدة الموافقة مستقبال على اجراءات لحل‬
‫الخالفات‪.‬‬

‫أما فيما يخص حدود نظرية المعامالت فيمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ال يمكن تحسين أو تطوير العقد‪ ،‬خاصة العقود طويلة األجل التي بطبيعتها ال تعالج التفاصيل‬
‫بالقدر الكافي العتبارات كثيرة منها الظروف التي تكتنف المستقبل‪.‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ العقد من حيث قدرة المورد على الوفاء بالتزاماته‪.‬‬
‫‪ -3‬تسيير الموارد و العالقات و هنا تكمن مشكلة الحياة المشتركة بين الشركة و المورد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الوكالة‪Agency theory :‬‬


‫إذا بحثنا في أدبيات حوكمة الشركات نجد أن (‪ ) Mean & Berle, 1932‬كانا من أوائل من تناول‬
‫فصل الملكية عن التسيير‪ ،‬ليتطرق بعدها (‪ )Mackling & Jenson, 1976‬إلى مشكلة الوكالة‪ ،‬حيث‬
‫أشا ار إلى حتمية حدوث صراع مصالح في الشركة عندما يكون هناك فصل بين الملكية و التسيير‪ ،‬حيث‬
‫عرفا الوكالة بأنها‪" :‬عقد يعين بموجبه شخص أو عدة أشخاص (الرئيسي أو الموكل) شخص آخر ( العون‬
‫أو الوكيل) للقيام بأعمال معينة لفائدة األول‪ ،‬مما يستوجب تفويض السلطة للوكيل" ‪.1‬‬
‫كما وصفت نظرية الوكالة في الشركة بأنها "مجموعة من العالقات التعاقدية و أن وجود الشركة يتحقق‬
‫من خالل واحد أو أكثر من من هذه العقود اإلتفاقية ‪ ،‬و أن عقود االستخدام ما هي إال أدوات لتخصيص‬
‫الموارد و وصف الغرض من نشاط الشركة‪ ،‬و بالتالي يمكن دراسة سلوك المنشاة عن طريق تحليل‬
‫الخصائص العامة لعقود التوظيف الخاصة بها"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michael Jenson, Clifford Smith, “stockholder, manager, and creditor interest: applications‬‬
‫‪of agency theory”, Harvard Business School, 1985, p:2.‬‬
‫‪ 2‬طارق عبد العال حماد‪ " ،‬حوكمة الشركات ‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬المبادئ التجارب" الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.67 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫هذه العالقة تطرح مشكل اختالف و تضارب المصالح و عدم تناظر المعلومات بين الطرفين‪ ،‬و بالتالي‬
‫ينتج عنها تكاليف تتعلق بالوكالة ( تكاليف مراقبة‪ ،‬تكاليف تأمين‪ ،‬تكاليف الفرص) ما يطرح مشكل جديد‬
‫الشركة المثلى لتخفيض التكاليف المتعلقة بالوكالة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بفرضيات نظرية الوكالة فتتمثل في‪:1‬‬


‫‪ ‬المسيرون يسعون لتعظيم منافعهم على حساب المالك‪.‬‬
‫‪ ‬المحيط غير مستقر و األعمال السبقية للوكيل قدال تكون صحيحة‪.‬‬
‫‪ ‬جاءت فكرة عدم اكتمال العقود من كون الوكيل يعرف عمله أكثر من الموكل‪.‬‬
‫‪ ‬يتميز كل من الوكيل و الموكل بالرشادة اإلقتصادية‬
‫‪ ‬اختالف أهداف و أفضليات كل من الموكل و الوكيل‪ ،‬فبينما يسعى األول للحصول على أكبر قدر‬
‫من جهد و عمل مقابل أجر معقول‪ ،‬فإن الوكيل يسعى إلى تعظيم منفعته من خالل الحصول على‬
‫أكبر قدر ممكن من المكافآت و الحوافز و المزايا مع بذل مجهودات أقل‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف نسبة المخاطرة التي يتحملها كل من الموكل و الوكيل‪.‬‬

‫لقد أدى ظهور نظرية الوكالة إلى إلقاء الضوء على المشاكل التي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين‬
‫الموكل ( المساهمين) و الوكيل (المسيرين) مما أدى إلى زيادة اإلهتمام و التفكير في ضرورة وجود مجموعة‬
‫من القوانين و اللوائح التي تعمل على حماية مصالح المساهمين‪ ،‬و الحد من التالعب المالي و اإلداري الذي‬
‫قد يقوم به المسيرون‪ ،‬بهدف تعظيم مصالحهم الشخصية و ذلك بإعتبارهم الجهة التي تمسك بزمام األمور‬
‫داخل الشركة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية حقوق الملكية ‪Equity Theory :‬‬

‫تأسست هذه النظرية على يد (‪ ) Alchian & Demsetz‬و التي تقوم على فكرة بسيطة هي أن حق‬
‫الملكية هو المحدد األساسي أو العامل الجوهري وراء فاعلية و نمو المؤسسة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jenson M.,C,W. H., Mackling, ”Theory of the firm, Managerial Behaviour, agency costs‬‬
‫‪and ownership structure", journal of financial economics, October 1976,pp:5-10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Koenig Gérard “ De Nouvelles Théories pour gérer l’entreprise de XXI e siècle”, paris,‬‬
‫‪economica, 1999, p: 07.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫حيث نجد عدة أنواع لحقوق الملكية ‪ :‬حقوق الملكية الخاصة‪ ،‬الحقوق المشتركة‪ ،‬الحقوق الجماعية أو‬
‫الحكومية و التي تتميز عن بعضها البعض بواسطة مالكي أجزاء لحق الملكية‪ ،‬كذلك نظام حقوق الملكية‬
‫معقد حيث أن كل أصل يحتوي على عدة صفات التي يمكن أن يمتلكها أشخاص مختلفين فنجد حقوق‬
‫ملكية مج أزة منفصلة أو قابلة للتحويل‪,‬‬

‫أما فيما يخص فرضيات نظرية حقوق الملكية فهي تقبل عدد معين من الفرضيات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬يعظم األعوان اإلقتصاديين مهامهم في المنفعة و يندفعون للبحث عن المصلحة الشخصية مهما كان‬
‫النظام اإلقصادي الذي يتعاملون فيه و مهما كانت حقوق الملكية التي يملكونها‪.‬‬
‫‪ ‬يتبع أي فرد أهدافه الخاصة لكن يخضع إلى القيود المفروضة عن طريق هيكل النظام الذي يعمل‬
‫فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم األرباح أو الثروة ليعد الحجة الوحيدة لمهمة المنفعة للعون اإلقتصادي بل كذلك الوسائل‬
‫المالية التي تحتوي على وسائل غير نقدية مثل الترقية و شروط العمل‪.‬‬
‫‪ ‬المعلومات ليست كاملة و تكاليف المبادالت غير معدومة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية تجذر المسيرين‪Entrechment Theory :‬‬

‫يعرف ‪ Pige‬التجذرية بأنها‪" :1‬نسق أو سياق متكون من شبكة عالئقية رسمية أو غير رسمية و التي‬
‫يتمكن من خاللها المسير من التخلص و لو بصفة جزئية من مراقبة مجلس إدارته و بالتالي مساهميه من‬
‫المراقبة‪ ،‬فحالة التجذر حسبه ال تشكل حالة جامدة"‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى أصل الكلمة في اللغة االنجليزية نجد ‪ ، Entrechement‬و ترجمتها للغة العربية هي‬
‫"االستحكام" أما في اللغة الفرنسية فهي ‪ Enracinement‬و ترجمتها "تجذرية"‪ ،‬استحكام نابعة من التحكم‬
‫و اإلمساك بزمام األمور‪ ،‬و الذي يعبر عن استحكام المدير بزمام األمور في شركته و محيطه‪ ،‬في حين أن‬
‫مصطلح التجذرية يشير إلى أن المدير يبعث جذوره في الشركة لتثبيت منصبه‪ ،‬فكلما كانت الجذور عميقة‬
‫كان من الصعب اقتالعها‪ .‬من خالل ما سبق يظهر أن اختيار التجذرية أبلغ في وصف الحالة التي يكون‬
‫فيها المسير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Pige Benoit, ”Enracinement des actionnaires”, finance et contrôle stratégie, vol 1, n 3,‬‬
‫‪septembre 1998, p:4.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫تقوم هذه النظرية على فرضيتين هما‪:‬‬


‫‪ ‬أنه ليس بالضرورة أن تكون أهداف المسيرين و المالك متطابقة ‪ ،‬حيث يلجأ المسير حسب هذه‬
‫النظرية لوضع استراتيجيات تحميه و تحفظ له حقوقه‪ .‬و بذلك فهو يفضل تحقيق مصالحه و أهدافه‬
‫الشخصية أوال قبل مصالح الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم المساواة في الحصول على المعلومات المتعلقة بالشركة و محيطها‪ ،‬حيث أن المسير يحصل‬
‫عليها قبل المالك‪.‬‬
‫تسجل نظرية التجذر في إطار نظرية الوكالة و نظرية تكاليف المعامالت‪ ،‬حيث أنها تفترض أن‬
‫الفاعلين يطورون االستراتيجيات للحفاظ على مكانتهم داخل الشركة بأبعاد المنافسة الحقيقية‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬نظرية المضيف ‪Stewardship‬‬


‫نشأت الفكرة األولية لهذه النظرية على يد كل من ‪ Donaldson‬و ‪ Davis‬في عام ‪ 1991‬ثم‬
‫طورت إلى نموذج إداري يعمل من خالله المضيف ( المدراء التنفيذيون في المؤسسة) على تحقيق المصلحة‬
‫العليا للمالك‪ ،‬و هي زيادة ثروتهم و حمايتها‪ ،‬مدفوعين بإعتقاد أن الفائدة سوف تعود عليهم عند ازدهار‬
‫الشركة و بالتالي يضعون اعتبارات الشركة فوق كل اعتباراتهم الشخصية‪.2‬‬
‫أما فيما يخص فرضيات هذه النظرية فهي‪:‬‬
‫‪ ‬الثقة‪ :‬حيث يولي المالك ثقة في المديرين عند اتخاذ الق اررات و أنها سوف تعظم ثروتهم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتصال المفتوح و التمكين و التوجه طويل المدى و تحسين اآلداء‪.‬‬

‫كما تعمل هذه النظرية على دمج األهداف الفردية للمديرين مع أهداف الشركة إلى الدرجة التي يشعرون‬
‫فيها بأ ن مستقبلهم الوظيفي و حقوقهم التعاقدية مرتبطة بها‪ ،‬و بالتالي مصالحهم مرتبطة بمصلحة الشركة‬
‫حتى لو لم يمتلكوا حصصا فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alexandre, H., Paquerrot,M., “Efficacite des structure de controle et enracinement des‬‬
‫‪dirigeant”, contrôle stratégie, France, vol 3, n 2, juin 2000, p :12‬‬
‫‪ 2‬قدري عثمان ابراهيم‪" ،‬أثر ممارسات الحوكمة المؤسسية على تنافسية الشركة‪ :‬دراسة حالة الشركات المساهمة العامة‬
‫الردنية" ‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم االدارية‪،2009 ،‬ص‪.88 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫كما تدعوا هذه النظرية إلى هياكل تنظيمية توفر استقاللية أكبر للمديرين و الموظفين كما تخفض من‬
‫تكاليف الوكالة من خالل عدم الفصل بين وظيفتي المدير التنفيذي و رئيس مجلس االدارة‪.1‬‬

‫تعتبر النظريات السابقة من أهم النظريات المفسرة لحوكمة الشركات حيث اهتمت كل نظرية من النظريات‬
‫السابقة بأحد جوانب الحوكمة‪ ،‬فمنها من اهتمت باستراتيجيات التسيير و منها من تناولت حقوق الملكية و‬
‫أخرى اهتمت بجانب مجلس اإلدارة و عالقته باإلدارة العليا‪ ،‬إال أن أكثرها تفسي ار و كذا اهتماما من قبل‬
‫الباحثين و األكادميين هي نظرية الوكالة باعتبارها األقدم و كذا لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬غيرت نظرية الوكالة اهتمام و نطاق عمل المحاسبة اإلدارية فانتقلت من الوصف إلى تفسير‬
‫الظواهر‪.‬‬
‫‪ ‬كانت و مازالت من أهم النظريات السلوكية التي جمعت بين دراسة السلوك البشري و األساليب و‬
‫النماذج الرياضية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام نظرية الوكالة أدى إلى توفير التدعيم االيجابي للسلوك األخالقي‪.‬‬
‫‪ ‬كما قدمت نظرية الوكالة للفكر المحاسبي مجموعة من النماذج التي يتم استخدامها في مجال بحث‬
‫قضايا المحاسبة اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار المفاهيمي لحوكمة الشركات‬


‫لقد حضي مفهوم حوكمة الشركات باهتمام العديد من الجهات في مختلف دول العالم خاصة بعد‬
‫األزمات و حاالت الفشل التي شهدتها الشركات‪ ،‬و ذلك بسبب افتقادها إلجراءات الرقابة و الشفافية و غياب‬
‫مجالس إدارة فعالة ما يؤدي إلى انهيارها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية حوكمة الشركات‬


‫إن حوكمة الشركات عبارة عن مصطلح تم البدء في استخدامه مع بداية عقد التسعينات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬حيث تزايد استخدام هذا المصطلح بشكل واضح في السنوات األخيرة منه‪ ،‬و أصبح شائع‬
‫اإلستخدام من قبل الخبراء‪ ،‬السيما أولئك العاملون في المنظمات الدولية‪ ،‬اإلقليمية و المحلية‪ ،‬يشير‬

‫‪1‬‬
‫‪Donaldson, L., & Davis, “Stewardship Theory or Agency Theory: CEO Governance and‬‬
‫‪shareholder Returns”, Australian journal of management 1991, vol.16, p: 64.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫(محمد سليمان)‪ 1‬إلى أن ظهور نظرية الوكالة و ما ارتبط بها من مشاكل التي نشأت نتيجة تضارب‬
‫المصالح أدى إلى زيادة اإلهتمام و التفكير في ضرورة وجود مجموعة من القوانين و اللوائح التي تعمل على‬
‫حماية مصالح المساهمين و الحد من التالعب المالي و اإلداري الذي يقوم به أعضاء مجالس اإلدارة و‬
‫اإلدارات التنفيذية بهدف تعظيم مصالحهم الخاصة‪ ،‬وذلك باعتبارهم الجهة التي تمسك بزمام األمور داخل‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪ -1‬لمحة تاريخية عن الحوكمة‬


‫إذا بحثنا في األدبيات نجد أنه في عام ‪ 1932‬كان كل من ‪ Berle‬و ‪ Means‬من أوائل من تناول‬
‫فصل الملكية عن اإلدارة و ضرورة وجود حوكمة لسد الفجوة بين مديري و مالكي الشركات من جراء‬
‫‪.2‬‬
‫الممارسات السلبية التي قد تضر الشركة و اإلقتصاد ككل‬
‫‪4‬‬
‫لمشاكل الوكالة‬ ‫في ‪1980‬‬ ‫و تطرق كل من ( ‪ Jensen‬و ‪ 3) Meckling‬في ‪ 1976‬و ‪Fana‬‬
‫حيث أشاروا إلى حتمية حدوث صراع بالشركة عندما يكون هناك فصل بين الملكية و اإلدارة و قد أكد‬
‫‪ Mitchell5‬عام ‪ 1996‬و( ‪ 6)Monks & minnow‬عام ‪ 2001‬على إمكانية حل مشكلة الوكالة من‬
‫خالل التطبيق الجيد آلليات الحوكمة‪.‬‬

‫و في جوان ‪ 2002‬دعا رئيس معهد المراجعين الداخليين األمريكي إلى تحسين حوكمة الشركات ‪ ،‬أما‬
‫في أوت من نفس السنة تم إقرار قانون ‪ sorbanes oxly‬الذي يعتبر القانون األهم في تاريخ البورصات‪.‬‬
‫و مع تتابع ظاهرة األزمات المالية و االقتصادية و انهيار العديد من الشركات العمالقة اتجه البنك الدولي‬
‫كذلك لإل هتمام بالحوكمة و قام بتعضيد بعض المؤسسات و اللجان و الهيئات و المعاهد لتبني موضوع‬
‫الحوكمة واصدار مجموعة من الضوابط و األحكام لتطبيقها و تفعيلها‪.‬‬

‫محمد سليمان مصطفى‪" ،‬حوكمة الشركات و معالجة الفساد المالي و اإلداري‪ -‬دراسة مقارنة"‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،2000:‬ص ‪.13‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Williams,’’ the modern corporate governance and private property with reference to A. berle and‬‬
‫‪Means 1935", new york , macmillan,1978 p:150.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jensen, MC., and W.,H. Meckling ’’Theory of the firm-managerial behaviour agency costs and‬‬
‫‪ownership structure’’, journal of financial economics,1976,pp:305-360‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Fana, ‘ Agency problems and theory of the firm’ , journal of political economy,1980, p:288‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Mitchell ‘Corprate financial and governance’ ,corolina academic press,1996.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Monk, R. and Minow, N., “Corporate Governance”, 2nd ed, Black Well Publishers, Malden,‬‬
‫‪2001, p: 8.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و قد أكدت العديد من الدراسات على أهمية االلتزام بمبادئ حوكمة الشركات و أثرها في زيادة ثقة‬
‫المستثمرين في مجالس إدارة الشركات‪ ،‬و بالتالي قدرة الدول على جذب مستثمرين محليين و أجانب و ما‬
‫يترتب على ذلك من تنمية اقتصاديات تلك الدول‪.‬‬

‫‪ -2‬مفاهيم حوكمة الشركات و عالقتها بالممارسات اإلدارية و التنظيمية‬


‫ال يوجد مفهوم موحد متفق عليه بين اإلقتصاديين و القانونيين و المحللين الماليين للحوكمة حيث يرجع‬
‫ذلك إلى تداخله في العديد من األمور التنظيمية و اإلقتصادية و المالية و اإلجتماعية حيث نجد‪:1‬‬

‫ا‪ -‬مفهوم لغوي‪ :‬اصطالحا يعني عملية التحكم و السيطرة من خالل قواعد و أسس الضبط بغرض تحقيق‬
‫الرشد‪.‬‬
‫بـ‪-‬مفهوم محاسبي‪ :‬يشير المفهوم المحاسبي إلى توفير مقومات حماية أموال المستثمرين و حصولهم على‬
‫العوائد المناسبة و ضمان عدم استخدام أموالهم في مجاالت أو استثمارات غير آمنة و عدم استغاللها من‬
‫قبل اإلدارة أو المديرين لتحقيق منافع خاصة‪ ،‬و يتم ذلك من خالل مجوعة من اإلجراءات و الضوابط‬
‫و المعايير المحاسبية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬المفهوم القانوني‪ :‬تشير حوكمة الشركات من المنظور القانوني إلى اإلطار التشريعي و القواعد‬
‫القانونية التي تحمي مصالح األطراف ذوي العالقة بالمؤسسة ( القواعد القانونية و النواحي اإلجرائية التي‬
‫توفر متطلبات المحافظة على الكيان المؤسسي و ضمانات الحماية لحقوق كافة األطراف)‬
‫د‪ -‬المفهوم اإلداري‪ :‬لم يتم ضبطه بعد لكن هناك استخدامات الصطالح الحوكمة في بعض الكتابات منها‪:‬‬
‫أن الحوكمة هي مجموعة ممارسات تنظيمية إدارية تضبط العالقة بين أصحاب المصالح المختلفة بمن فيهم‬
‫متلقوا الخدمة و تحمي حقوق األطراف ذوي العالقة من الممارسات الخاطئة للمديرين‪.‬‬

‫ولقد تعددت التعاريف المقدمة لهذا المصطلح‪ ،‬بحيث يدل كل تعريف عن وجهة النظر التي يتبناها مقدم‬
‫التعريف حيث‪:‬‬

‫‪-‬وصف تقرير ‪ Cadbury‬عام ‪ 1992‬حوكمة الشركات بأنها‪" :‬نظام بمقتضاه تدار الشركة و تراقب"‪.2‬‬

‫‪ 1‬عدنان بن حيدرة بن درويش ‪" ،‬حوكمة الشركات و دور مجلس االدارة"‪ ،‬احتاد املصارف العربية‪ 12 : ،2007 ،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Report of the committee on the financial Aspects of Corporate Governance, “The Financial‬‬
‫‪Aspects Of Corporate Governance”, London: Burgess Science Press, December 1992, p.:‬‬
‫‪14.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪-‬كما عرف معهد المدققين الداخليين (‪ )IIA‬حوكمة الشركات في مجلة (‪ )Tone Of The Tope‬و‬
‫الصادرة عنه بأنها‪" :‬العمليات التي تتم من خالل اإلجراءات المستخدمة من ممثلي أصحاب المصالح من‬
‫أجل توفير إشراف على إدارة المخاطر و مراقبة مخاطر الشركات و التأكيد على كفاية الضوابط النجاز‬
‫األهداف و المحافظة على قيمة الشركة من خالل أداء الحوكمة فيها"‪.1‬‬

‫‪-‬يقصد بحوكمة الشركات مجموعة اآلليات و االجراءات و القوانين و النظم و الق اررات التي تضمن كل‬
‫من اإلنضباط ‪ discipline‬و الشفافية ‪ transparency‬و العدالة ‪ ،fairness‬و بالتالي تهدف الحوكمة إلى‬
‫تحقيق الجودة و التميز في األداء و عن طريق تفعيل تصرفات إدارة الوحدة اإلقتصادية فيما يتعلق باستغالل‬
‫الموارد اإلقتصادية المتاحة لديها بما يحقق أفضل منافع ممكنة لكافة األطراف ذوي المصلحة في المجتمع‬
‫ككل‪. 2‬‬

‫كما يرى البعض‪ 3‬أن الحوكمة‪:‬‬


‫‪ -‬نظام متكامل للرقابة المالية و غير المالية الذي عن طريقه يتم إدارة الشركة و الرقابة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة من القواعد و الحوافز التي تهتدي بها إدارة الشركات لتعظيم ربحية الشركة و قيمتها على المدى‬
‫البعيد لصالح المساهمين‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة من القوانين و القواعد و المعايير التي تحدد العالقة بين إدارة الشركة من ناحية و حملة األسهم‬
‫و أصحاب المصالح أو األطراف المرتبطة بالشركة ( حملة السندات‪ ،‬عمال ومواطنين) من ناحية أخرى‪.‬‬
‫أما فيما يخص مؤسسة التمويل الدولية (‪ )IFC‬فتعرف الحوكمة بأنها‪" :‬النظام الذي يتم من خالله تسيير‬
‫الشركات و التحكم في أعمالها"‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Institute Of Internal Auditors, “The Lessons That Lie Beneath”, Tone at The Tope, USA:‬‬
‫‪February 2002, p: 2.‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪" ،‬مراجعة الحسابات و حوكمة الشركات في بيئة االعمال العربية و الدولية‬
‫المعاصرة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.17:‬‬
‫‪ 3‬محمد سليمان مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Alamgir, M., "Corporate Governance: A Risk Perspective", paper presented to: Corporate Governance‬‬
‫‪and Reform: Paving the Way to Financial Stability and Development, a Conference organized by the‬‬
‫‪Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7 – 8, 2007, p:03 .‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ -‬كما تعرفها منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية ‪ OECD‬بأنها "مجموعة من العالقات فيما بين‬
‫القائمين على تسيير الشركة و مجلس اإلدارة و حملة األسهم و غيرهم من المساهمين"‪.1‬‬
‫‪ -‬أما تعريف مركز المشروعات الدولية الخاصة فاعتبرها‪" :‬اإلطار الذي تمارس فيه الشركات وجودها‪ ،‬و‬
‫تركز الحوكمة على العالقة فيما بين الموظفين و أعضاء مجلس اإلدارة و المساهمين و أصاحب المصالح و‬
‫واضعي التنظيمات الحكومية‪ ،‬و كيفية التفاعل بين كل هذه األطراف في اإلشراف على عمليات الشركة"‪.2‬‬

‫انطالقا من التعاريف السابقة تظهر لنا المعاني األساسية لمفهوم حوكمة الشركات وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة من األنظمة و القوانين و القواعد الخاصة بالرقابة على أداء الشركات‪.‬‬
‫تنظيم العالقات بين مجلس اإلدارة و المديرين و المساهمين و أصحاب المصالح األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التأكيد أن الشركات يجب أن تدار لفائدة أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة من القواعد يتم بموجبها إدارة الشركة و الرقابة عليها وفق هيكل معين يتضمن توزيع‬
‫الحقوق والواجبات فيما بين المشاركين في إدارة الشركة مثل‪ :‬مجلس اإلدارة والمديرين التنفيذيين و‬
‫المساهمين‪.‬‬

‫‪-3‬أسباب الحاجة لحوكمة الشركات‬


‫ظهرت الحاجة إلى الحوكمة خالل العقود القليلة الماضية نتيجة ما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬تحول العديد من دول العالم من اإلقتصاد الموجه إلى إقتصاد السوق الذي يعتمد على القطاع الخاص‬
‫لتحقيق معدالت نمو مرتفعة و متواصلة بشكل خاص من خالل تكوين الشركات المساهمة التي تطرح‬
‫أسهمها لإلكتتاب العام للنهوض بمشروعات التنمية الكبيرة التي تحتاج لرؤوس أموال ضخمة‪ ،‬و يتطلب ذلك‬
‫تعميق انفصال الملكية عن التسيير و التي ينجر عنها مشكلة عالقات الوكالة بين األطراف المتعاقدة حيث‬
‫يعرفها ( جانس و ماكينغ) أنها " عقد يلزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص ( الموكل أو المساهم ) شخصا‬

‫‪1‬‬
‫خلف عبد اهلل الواردات‪" ،‬االتجاهات الحديثة في التدقيق الداخلي"‪ ،‬المؤتمر العربي األول حول التدقيق الداخلي في اطار‬
‫حوكمة الشركات‪( ،‬تدقيق الشركات‪ ،‬تدقيق المصارف و المؤسسات المالية‪ ،‬تدقيق الشركات الصناعية)‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ 26 -24 ،‬سبتمبر ‪ ،2005‬ص‪.9 :‬‬
‫‪ 2‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬قائمة بالمصطلحات المتعلقة بحوكمة الشركات"‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 :‬ص‪.2 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫آخر (الوكيل أو المسير) من أجل القيام بأعمال باسمه‪ ،‬بما يؤدي إلى تفويض (الموكل الرئيسي) جزءا من‬
‫سلطة اتخاذ القرار للوكيل"‪. 1‬‬
‫بـ‪ -‬االنهيارات االقتصادية و المالية التي شهدتها عدد من دول شرق آسيا و أمريكا الالتينية و روسيا في عقد‬
‫التسعينات من القرن العشرين‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الحاجة إلى اإلهتمام بجوانب آداب و سلوكيات المهن بما يحقق حماية لمصالح أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫خصوصا في القطاعات التي تمس شرائح عديدة من المجتمع مثل قضايا البيئة و الصحة‪.‬‬
‫د‪ -‬غياب التحديد الواضح لمسؤولية مجلس اإلدارة والمديرين التنفيذيين أمام أصحاب المصالح و المساهمين‪.‬‬
‫ه‪ -‬انتشار أمراض الفكر و التطبيق المحاسبي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام حوكمة الشركات و الطراف المعنية بتطبيق مفهوم الحوكمة‬

‫‪ -1‬نظام حوكمة الشركات‪:2‬‬


‫يعد نظام حوكمة الشركات من النظم المرتبطة بتطبيق سياسات الحرية اإلقتصادية و بتفعيل و تحكيم‬
‫آليات السوق‪ ،‬و في الوقت نفسه فهي نظام يعمل على جذب االستثمارات ألي دولة من الدول و ألي شركة‬
‫من الشركات‪ ،‬فهي ترتبط بعمليات تحقيق القيمة المضافة و كذلك التراكم الرأسمالي مما يؤدي إلى تحقيق‬
‫نتائج ملموسة‪ ،‬و تتلخص مدخالت الحوكمة و كيفية تشغيلها‪ ،‬و مخرجاتها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدخالت النظام‪ :‬حيث يتكون هذا الجانب مما تحتاج إليه الحوكمة من مستلزمات‪ ،‬و ما يتعين توفيره‬
‫لها من متطلبات قانونية‪ ،‬إدارية و اقتصادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام تشغيل الحوكمة‪ :‬ويقصد بها الجهات المسؤولة عن تشغيل الحوكمة‪ ،‬و جهات الرقابة و كل‬
‫أسلوب إداري داخل الشركة أو خارجها‪ ،‬مساهم في تنفيذ الحوكمة‪ ،‬و في تشجيع االلتزام بها‪ ،‬و في تطوير‬
‫أحكامها و اإلرتقاء بفاعليتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬مخرجات نظام الحوكمة‪ :‬الحوكمة ليست هدفا في حد ذاتها و لكنها أداة و وسيلة لتحقيق نتائج و‬
‫أهداف يسعى إليها الجميع‪ ،‬فهي مجموعة من المعايير و القواعد و القوانين المنظمة لألداء و الممارسات‬
‫العلمية و التنفيذية للشركات و من ثم الحفاظ على حقوق أصحاب المصالح و تحقيق اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michael Jensen and Ctifford Smith, << Stockholders, Managers, and Creditors interests :‬‬
‫‪Applications of Agency Theory >>, Harvard Business School, [ on line], 1985, < available at:‬‬
‫(‪http: papers.ssrn.com\sol3\results.CFM (31\01\2010‬‬
‫‪ 2‬أشرف حنا ميخائيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05 :‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫فالحوكمة أداة تسمح بتحسين الجوانب اآلتية‪:‬‬


‫‪ ‬حماية حقوق المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬حماية حقوق أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬
‫‪ ‬تأكيد المعاملة المتساوية و العادلة فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل مسؤوليات مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫و منه يمكن أن نستخلص أن نظام حوكمة الشركات يتضمن مجموعة من المتطلبات القانونية‪،‬‬
‫اإلدارية و االقتصادية كمدخالت و التي تحكمها منهجيات و أساليب و تستخدم في ذلك آليات كالمراجعة‬
‫الداخلية و المراجعة الخارجية‪ ،‬لجان المراجعة و مجلس اإلدارة‪ ،‬المنظمات المهنية و الجهات الرقابية‪ ،‬و‬
‫التي تتفاعل فيما بينها و هذا من أجل تحقيق مخرجات أو نتائج تعمل على إدارة الشركة و مراقبتها بما يحفظ‬
‫حقوق أصحاب المصالح‪ ،‬و تحقيق اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬

‫الشكل (‪ : )1 -1‬نظام حوكمة الشركات‬

‫‪ -1‬حماية حقوق المساهمين‪.‬‬


‫عناصر خارجية‬ ‫عناصر داخلية‬
‫‪ -2‬حماية حقوق أصحاب المصالح‪.‬‬
‫الهيآت المهنية‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫متطلبات قانونية‬
‫‪ -3‬تحقيق اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬
‫أسواق رأس المال‬ ‫المراجعة الداخلية‬ ‫متطلبات إدارية‬
‫‪-4‬تأكيد المعاملة المتساوية و العدالة‪.‬‬
‫‪ -5‬تفعيل مسؤولية مجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫المراجعة الخارجية‬ ‫لجنة المراجعة‬ ‫متطلبات اقتصادية‬
‫‪ -6‬ضمان األساس الالزم لتفعيل‬
‫(حركة تفاعلية بين هذه األطراف)‬
‫اطار حوكمة الشركات‪.‬‬

‫مخرجات النظام‬ ‫تشغيل النظام‬ ‫مدخالت النظام‬

‫المصدر‪ :‬عمر علي عبد الصمد‪" ،‬دور المراجعة الداخلية في تطبيق حوكمة المؤسسات"‪،‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم التسيير غير منشورة‪ ،‬جامعة المدية ‪ ،2009‬ص‪.12 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪1‬‬
‫‪ – 2‬الطراف المعنية بتطبيق مفهوم حوكمة الشركات‬
‫هناك أربعة أطراف رئيسية تؤثر و تتأثر بالتطبيق السليم لمفهوم و قواعد حوكمة الشركات‪ ،‬و تحدد إلى‬
‫مدى بعيد درجة النجاح أو الفشل في تطبيق هذه القواعد‪ ،‬و الشكل التالي يوضح هذه األطراف‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2 -1‬الطراف المعنية بتطبيق حوكمة الشركات‬

‫األطراف المعنية بتطبيق حوكمة الشركات‬

‫أصحاب المصالح‬ ‫اإلدارة‬ ‫مجلس االدارة‬ ‫المساهمين‬

‫المرجع‪ :‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪ -1‬المساهمين ‪ :shareholders‬و هم من يقومون بتقديم أرس المال للشركة عن طريق ملكيتهم لألسهم‬
‫و ذلك مقابل الحصول على األرباح المناسبة الستثماراتهم‪ ،‬و أيضا تعظيم قيمة الشركة على المدى‬
‫البعيد‪ ،‬و هم من لهم الحق في اختيار أعضاء مجلس اإلدارة المناسبين لحماية حقوقهم‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس اإلدارة ‪ :Board of directors‬و هم من يمثلون المساهمين و أيضا األطراف األخرى مثل‬
‫أصحاب المصالح‪ ،‬وهو من يقوم باختيار المديرين التنفيذيين و الذين يوكل إليهم سلطة اإلدارة‬
‫اليومية ألعمال الشركة‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة على آدائهم كما يقوم المجلس برسم السياسات العامة‬
‫للشركة و كيفية المحافظة على حقوق المساهمين‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة ‪ :Management‬و هي المسؤولة عن اإلدارة الفعلية للشركة و تقديم التقارير الخاصة باألداء‬
‫إلى مجلس اإلدارة‪ ،‬كما أنها المسؤولة عن تعظيم أرباح الشركة و زيادة قيمتها باإلضافة إلى‬
‫مسؤولياتها اتجاه اإلفصاح و الشفافية في المعلومات التي تنشرها للمساهمين‪.‬‬
‫‪ -4‬أصحاب المصلحة ‪ :stockholders‬وهم مجموعة من األطراف لهم مصالح داخل الشركة مثل‬
‫الدائنين و الموردين و العمالء و العمال و الموظفين‪ ،‬و يمكن مالحظة أن هؤالء األطراف يكون‬
‫لديهم مصالح قد تكون متعارضة و مختلفة في بعض األحيان فالدائنون مثال يهتمون بمقدرة الشركة‬
‫على السداد في حين يهتم العمال و الموظفين بمقدرة الشركة على االستمرار‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب نصر‪،‬شحاتة السيد شحاتة‪"،‬مراجعة الحسابات و حوكمة الشركات في بيئة االعمال العربية و الدولية‬
‫المعاصرة"‪ ،‬ص ص‪.21 ،20:‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن مفهوم حوكمة الشركات يتأثر بالعالقة فيما بين األطراف في نظام الحوكمة و‬
‫أصحاب الملكية الغالبة من األسهم الذين قد يكونوا أفراد أو عائالت أو كتلة متحالفة أو أية شركات أخرى‬
‫تعمل من خالل شركة قابضة بما يمكن أن يؤثر في ق اررات الشركة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ‪ ،‬أهداف‪ ،‬و أهمية حوكمة الشركات‬

‫نظ ار لالهتمام المتزايد بحوكمة الشركات‪ ،‬سعت العديد من المنظمات إلى وضع مبادئ للحوكمة من أجل‬
‫إرساء أفضل الممارسات لها‪ ،‬كما تسعى الحوكمة إلى تحقيق عدة أهداف‪ ،‬و هذا ما سنتناوله في هذا‬
‫المطلب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات‬


‫تمثل هذه المبادئ العمود الفقري لتطبيق حوكمة الشركات‪ ،‬لذا فقد حازت على اهتمام مختلف الهيئات و‬
‫التنظيمات ذات الصلة بتطبيق الحوكمة‪ ،‬مثل‪ :‬منظمة التعاون االقتصادي و التنمية (‪ ،)OECD‬بورصة‬
‫األوراق المالية بنيويورك(‪ ،)SEC‬بنك التسويات الدولي (‪ ،)BIS‬المنظمة الدولية للجان األوراق المالية‬
‫(‪ ،)IOSCO‬عالوة على اهتمام الباحثين و الكتاب‪ ،‬لذا فقد تعددت هذه المبادئ و اختلفت من جهة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬ولكن أكثرها قبوال و اهتماما و أيضا أسبقها صدو ار هي المبادئ الصادرة عن منظمة التعاون‬
‫االقتصادي و التنمية (‪ )OECD‬عام ‪ 1999‬م‪ ،‬و التي تم إعادة صياغتها عام ‪ 2004‬وهي‪:1‬‬

‫المبدأ الول‪ :‬توافر إطار فعال لحوكمة الشركات‬


‫يجب أن يعمل هيكل حوكمة الشركات على رفع مستوى الشفافية و كفاءة أسواق األوراق المالية‪ ،‬و أن‬
‫يتوافق مع دور القانون و يحدد بوضوح تقسيم المسؤوليات بين الهيئات المختلفة المسئولة عن اإلشراف‬
‫و الرقابة و االلتزام بتطبيق القانون‪.‬‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬حماية حقوق المساهمين‬
‫و يتحقق هذا المبدأ من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تأمين وسائل التسجيل و النقل و التحويل لملكية األسهم‪.‬‬
‫‪ ‬حضور الجمعية العامة و التصويت و انتخاب أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي و التنمية في مجال حوكمة الشركات"‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪-‬ص‪.11-07 :‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ ‬الحصول على المعلومات المختلفة‪.‬‬


‫‪ ‬ممارسة الرقابة على أداء الوحدات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬حصول المساهمين على حقوقهم في األرباح‪.‬‬
‫المبدأ الثالث‪ :‬المساواة بين المساهمين في المعاملة‬
‫و يتحقق ذلك من خالل‪:‬‬
‫المساواة في توفير المعلومات لمختلف الفئات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساواة في المعاملة للفئات المتكافئة للمساهمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدفاع عن الحقوق القانونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلفصاح عن المصالح الخاصة بمجلس اإلدارة و المديرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعويض عن حاالت التعدي على حقوقهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبدأ الرابع‪ :‬دور أصحاب المصالح في الحوكمة‬
‫يتحقق عن طريق‪:‬‬
‫التعاون بين أصحاب المصالح و تسيير الوحدات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في المتابعة و الرقابة على تسيير الوحدات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان حصولهم على المعلومات المالئمة و الكافية و الموثوق فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على حقوقهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على التعويضات في حالة انتهاك حقوقهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبدأ الخامس‪ :‬اإلفصاح و الشفافية‬
‫و يتحقق ذلك من خالل‬
‫‪ ‬دقة اإلفصاح‪.‬‬
‫‪ ‬التوقيت المالئم لإلفصاح‪.‬‬
‫‪ ‬شمولية اإلفصاح‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة المعلومات المفصح عنها‪.‬‬
‫‪ ‬توفير قنوات توصيل المعلومات للمستخدمين‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫المبدأ السادس‪ :‬مسؤولية مجلس اإلدارة‬


‫يظهر من خالل‬
‫‪ ‬ضمان مسؤولية المجلس اتجاه الوحدة االقتصادية و المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المعلومات الكافية و الموثوق فيها‪.‬‬
‫‪ ‬المعاملة المتكافئة لجميع المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالقوانين و تحقيق مصالح كافة األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات و متابعة المهام و الوظائف األساسية بالوحدة االقتصادية‪.‬‬

‫كما أنه تم إضافة مبدأين أساسيين آخرين لهما أهمية كبيرة بالنسبة لألسواق الناشئة تم إدراكهما من قبل‬
‫المنظمة بعد اطالعها على آراء ممثلي القطاع الخاص من خارج المنظمة و هما‪:1‬‬
‫‪ -1‬إطار مؤسسي لألسواق ‪ :‬رغم أن األسواق الناجحة تبنى على أساس حرية الملكية و حرية تداولها‪ ،‬إال‬
‫أن هذه األسواق تحتاج إلى قواعد مناسبة لفرضها‪ ،‬ألنه دون وجود شركات بالسوق يصبح االستثمار مجرد‬
‫مقامرة‪ ،‬أي رهان على أن األشخاص سيوفون بعهودهم و رهان أن الشركات ستقول الحق‪ ،‬و رهان أن‬
‫الموظفين سيحصلون على أجورهم و رهان أن الديون سوف يتم سدادها‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية حملة السهم القلية‪ :‬عادة ما يكون لحملة األسهم الذين يمثلون األغلبية سلطة أكبر على‬
‫المديرين و يستخدمون هذه السلطة لتحقيق مصالحهم الخاصة‪ ،‬بما يضر بالشركة و باألقلية من حملة‬
‫األسهم ‪ ،‬ومن ثم كان البد من حل هذه المشاكل ذات الصلة بتضارب المصالح حتى يمكن اجتذاب‬
‫مستثمرين جدد و النمو بشك مستدام‪.‬‬

‫يتضح من خالل العرض السابق لمبادئ حوكمة الشركات أن هذه األخيرة ترتكز على ثالثة ركائز أساسية‬
‫و هي‪:‬‬
‫‪ -‬السلوك األخالقي‪ :‬أي ضمان االلتزام السلوكي من خالل االلتزام باألخالقيات و قواعد السلوك‬
‫المهني الرشيد‪ ،‬و التوازن في تحقيق مصالح كافة األطراف المرتبطة بالشركة و الشفافية عند‬
‫عرض المعلومات المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬حوكمة الشركات في السواق الناشئة"‪ ،‬نصائح إرشادية لتحقيق اإلصالح‪ ،‬القاهرة‪ :‬أوت‬
‫‪ ،2008‬ص‪-‬ص‪.08-07 :‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ -‬تفعيل أدوار أصحاب المصلحة‪ :‬مثل الهيئات الرقابية العامة " وزارة المالية‪ ،‬سوق األوراق المالية‪،‬‬
‫البنك المركزي" و األطراف الرقابية المباشرة " مجلس اإلدارة‪ ،‬المراجعون الداخليون‪ ،‬و محافظو‬
‫الحسابات" و األطراف األخرى المرتبطة بالشركة " الموردون‪ ،‬العمالء‪ ،‬المستهلكون‪،‬‬
‫المقرضون"‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة المخاطر‪ :‬من خالل وضع نظام إلدارة المخاطر و اإلفصاح و توضيح المخاطر إلى‬
‫المستخدمين و أصحاب المصلحة‪.‬‬

‫و التي يمكن توضيحها من خالل الشكل‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ ) 3-1( :‬الركائز الساسية لحوكمة الشركات‬

‫إدارة المخاطر‬ ‫الرقابة و المساءلة‬ ‫السلوك الخالقي‬

‫‪-‬وضع نظام إدارة المخاطر‬ ‫‪-‬تفعيل إدارة أصحاب الشركة في إنجاح الشركة‬ ‫ضمان االلتزام األخالقي من‬
‫‪ -‬اإلفصاح و توصيل المخاطر إلى‬ ‫‪-‬أطراف رقابية عامة‪ :‬هيئة سوق المال‪،‬‬ ‫خالل‪:‬‬
‫المستخدمين و أصحاب المصلحة‪.‬‬ ‫مصلحة الشركات‪ ،‬البورصة‪ ،‬البنك المركزي‬ ‫‪-‬االلتزام باألخالق الحميدة‪.‬‬
‫في حالة البنوك التجارية‪.‬‬ ‫‪-‬االلتزام بقواعد السلوك المهني‬
‫‪ -‬أطراف رقابية مباشرة‪ :‬المساهمون‪ ،‬مجلس‬ ‫الرشيد‪.‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬لجنة المراجعة‪ ،‬المراجعين الداخليين‪،‬‬ ‫‪-‬التوازن في تحقيق مصالح‬
‫المراجعين الخارجيين‪.‬‬ ‫األطراف المرتبطة بالشركة‪.‬‬
‫‪ -‬أطراف أخرى‪ :‬العمالء‪ ،‬المستهلكون‪،‬‬ ‫‪-‬الشفافية عند تقييم المعلومات‪.‬‬
‫المودعون و المقرضون‪.‬‬ ‫‪-‬القيام بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬الحفاظ على بيئة نظيفة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال حماد‪ " ،‬حوكمة الشركات ( المفاهيم‪ ،‬المبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات الحوكمة‬
‫في المصارف)"‪ ،‬مصر‪:‬الدار الجامعية‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف و خصائص حوكمة الشركات‬


‫‪ -1‬أهداف حوكمة الشركات‪:‬‬
‫لو لم يكن للحوكمة من األهداف و المزايا التي تدعمها لما سعت معظم الوحدات اإلقتصادية بل و‬
‫الدول إلى تطبيقها و وضعت التشريعات المختلفة الالزمة لها‪.1‬‬
‫ولقد اختلفت المفاهيم المستخدمة للتعبير عن هذه األهداف و المزايا منها المنافع أو الدوافع أو البواعث‬
‫ولكن جميعها تدخل ضمن األهداف و المزايا التي يمكن التعبير عنها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين القدرة التنافسية للشركات االقتصادية و زيادة قيمتها‪.‬‬
‫‪ ‬فرض الرقابة الفعالة على أداء الوحدات االقتصادية و تدعيم المساءلة المحاسبية بها‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان مراجعة األداء اإلداري و المالي و النقدي للوحدة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬تقويم أداء اإلدارة العليا و تعزيز المساءلة و رفع درجة الثقة فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تعميق ثقافة االلتزام بالقوانين و المبادئ و المعايير المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم أرباح الشركة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة ثقة المستثمرين في أسواق المال لتدعيم المواطنة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول على التمويل المناسب و التنبؤ بالمخاطر المتوقعة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق العدالة و الشفافية و محاربة الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة مصالح األطراف المختلفة و تفعيل التواصل معهم‪.‬‬

‫أما فيما يخص مقومات حوكمة الشركات و التي تمثل الدعائم األساسية التي يجب توافرها حتى يمكن‬
‫الحكم على تطبيق الحوكمة في الشركات وهي‪:‬‬
‫توفر القوانين و اللوائح الخاصة بضبط األداء اإلداري للشركة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود لجان أساسية منها لجنة المراجعة تابعة لمجلس اإلدارة لمتابعة أداء الوحدة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضوح السلطات و المسؤوليات بالهيكل التنظيمي للشركة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فعالية نظام التقارير و قدرته على تحقيق الشفافية و توفير المعلومات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعدد الجهات الرقابية على أداء الوحدات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محمد أحمد إبراهيم خليل‪ " ،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة المعلومات المحاسبية و انعكاساتها على سوق الوراق المالية‪ -‬دراسة نظرية‬
‫‪1‬‬

‫تطبيقية"‪،‬جامعة بنها‪ ،‬مصر‪ ،2007 :‬ص‪-‬ص‪.16-15 :‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ -2‬خصائص حوكمة الشركات‪:‬‬


‫يرتبط مفهوم حوكمة الشركات بشكل أساسي بسلوكيات الفئات المختلفة ذات الصلة بمنظمات‬
‫األعمال‪ ،‬لذا فإن هناك مجموعة من الخصائص التي يجب أن تتوافر في هذه السلوكيات حتى يتحقق‬
‫الغرض من وراء تطبيق هذا المفهوم‪:‬‬
‫‪ ‬اإلنضباط‪ :‬أي إتباع السلوك األخالقي الصحيح و المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية‪ :‬تقديم صورة واضحة و حقيقية عن كل ما يحدث‪.‬‬
‫‪ ‬االستقاللية‪ :‬تالفي التأثيرات غير الضرورية نتيجة للضغوط‪.‬‬
‫‪ ‬المساءلة‪ :‬بمعنى إمكانية تقييم و تقدير أعمال مجلس اإلدارة و اإلدارة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ ‬المسؤولية أمام جميع األطراف من ذوي المصلحة في الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة‪ :‬من خالل احترام حقوق كل المجموعات ذات الصلة في الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬أي النظر إلى الشركة كمواطن صالح‪.‬‬
‫حيث يمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)4-1‬خصائص حوكمة الشركات‬

‫المسؤولية‬ ‫المسؤولية‬ ‫العدالة‬ ‫المساءلة‬ ‫االستقاللية‬ ‫الشفافية‬ ‫االنضباط‬


‫االجتماعية‬

‫النظا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اار إ‬ ‫جي ا ا ا ا اح ا ا ا ا ا حق ا ا ا ا‬ ‫املس ا ا ا ا ا ولية أم ا ا ا ااا‬ ‫إم اني ا ا ا ا ااة تقي ا ا ا ا ااي‬ ‫ال ت جد تأثريات غاري‬ ‫ا ا ا رة‬ ‫تقا ا ااد‬ ‫إتبا ا ا ا ا ا ا ا ااا الس ا ا ا ا ا ا ا ا ا‬
‫الشركة كم ا ن‬ ‫خمت ا ا ا ا ا ا ا ا ا م ع ا ا ا ا ا ا ااات‬ ‫مجي ا ا ا ا األ ا ا ا اراف‬ ‫وتق ا ا ا اادير أعم ا ا ا ااا‬ ‫الزمة نتيجة ضغ ط‬ ‫حقيقيا ااة ل ا ا‬ ‫األخالقا ا ا املناس ا ا ا‬
‫جيد‬ ‫أ حاب املص حة‬ ‫ذوي املص حة‬ ‫جم س اإلدارة‪.‬‬ ‫ما حيدث‬ ‫والصحيح‬

‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23 :‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية حوكمة الشركات‬


‫تعد حوكمة الشركات من أهم العمليات الضرورية و الالزمة حتى تؤدي الشركة وظائفها على أكمل وجه‪،‬‬
‫و تأكيد نزاهة مجلس اإلدارة و كذلك ضمان وفاء الشركة بالتزاماتها و ضمان تحقيق الشركة ألهدافها بشكل‬
‫قانوني و اقتصادي سليم‪ ،‬حيث تكتسي حوكمة الشركات أهمية بالغة بالنسبة للشركة وبالنسبة للمساهمين‬
‫و ذلك كما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬أهمية الحوكمة بالنسبة للشركات‪:‬‬


‫‪ ‬تمكن من رفع الكفاءة اإلقتصادية للشركة من خالل وضع أسس للعالقة بين مديري الشركة و‬
‫مجلس اإلدارة و المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل على وضع اإلطار التنظيمي الذي يمكن من خالله تحديد أهداف الشركة و سبل تحقيقها من‬
‫خالل توفير الحوافز المناسبة ألعضاء مجلس اإلدارة و اإلدارة التنفيذية للعمل على تحقيق أهداف‬
‫الشركة التي تراعي مصلحة المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي إلى االنفتاح على أسواق المال العالمية و جذب قاعدة عريضة من المستثمرين (باألخص‬
‫األجانب منهم) لتمويل المشاريع التوسعية‪ ،‬فإذا كانت الشركات ال تعتمد على االستثمارات‬
‫األجنبية‪ ،‬يمكنها زيادة ثقة المستثمر المحلي و بالتالي زيادة رأس المال بتكلفة أقل‪.‬‬
‫‪ ‬تحظى الشركات التي تطبق قواعد الحوكمة بزيادة ثقة المستثمرين ألن تلك القواعد تضمن حماية‬
‫حقوقهم‪ ،‬و لذلك نجد أن المستثمرين في الشركات التي تطبق قواعد الحوكمة جيدا‪ ،‬قد يقوموا‬
‫بالتفكير جيدا قبل بيع أسهمهم في تلك الشركات حتى عند تعرضها ألزمات مؤقتة تؤدي النخفاض‬
‫أسهمها لثقتهم في قدرة الشركة على التغلب على تلك األزمات مما يجعل تلك الشركات قادرة على‬
‫الصمود في فترة األزمات‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الحوكمة بالنسبة للمساهمين‪:‬‬
‫‪ ‬تساعد في ضمان الحقوق لكافة المساهمين مثل حق التصويت‪ ،‬حق المشاركة في الق اررات‬
‫الخاصة بأي تغييرات جوهرية قد تؤثر على أداء الشركة في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفصاح الكامل عن أداء الشركة و الوضع المالي و الق اررات الجوهرية المتخذة من قبل اإلدارة‬
‫العليا يساعد المساهمين على تحديد المخاطر المترتبة على اإلستثمار في هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.30 -28 :‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و الخالصة أن تطبيق أ ي شركة مساهمة لمفهوم و قواعد و مبادئ حوكمة الشركات يحقق العديد من المزايا‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيض درجة المخاطر المتعلقة بالفضائح المالية و اإلدارية التي تواجهها الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة درجة كفاءة أداء الشركة مما ينعكس على معدالت الربحية و دفع عجلة التنمية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬جذب االستثمارات سواءا كانت استثمارات محلية أو أجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة قدرة الشركة على المنافسة العالمية و فتح أسواق جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الشفافية و الدقة في القوائم المالية مما يترتب عليه زيادة ثقة المستثمرين بها و اعتمادهم‬
‫عليها في اتخاذ الق اررات اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬يتيح تقدم الشركة و جذب العديد من االستثمارات المحلية و األجنبية إلى زيادة معدالت النمو و‬
‫تحقيق التنمية اإلقتصادية و زيادة فرص العمل و التشغيل في المجتمع و المساهمة في حل مشكل‬
‫البطالة التي تعاني منها معظم دول العالم‪.‬‬

‫يوفر تحقيق حوكمة الشركات العديد من المزايا لعل أهمها هو تحقيق التنافس بين الشركات في األسواق‬
‫المحلية و الدولية وجذب المزيد من االستثمارات مما يؤدي إلى دفع عجلة التنمية و زيادة معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬و لتحقيق ذلك البد من االهتمام بوجود إطار تطبيقي فعال لحوكمة الشركات و هذا ما سوف‬
‫نتطرق له في المبحث القادم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار المؤسسي و التنظيمي لحوكمة الشركات‬


‫تعتبر مبادئ منظمة التعاون االقتصادي و التنمية نقطة بداية مفيدة لبناء نظام حوكمة الشركات حيث أنها‬
‫تعتبر كضوابط داخلية ‪ ،‬ولكن المالحظ أن الكثير من االقتصاديات النامية بها مجموعة من التشريعات‬
‫تتصف بالضعف أو بعدم الوجود أحيانا‪ ،‬حيث بدون هذا اإلطار التنظيمي فإن الضوابط الداخلية‪ -‬مهما‬
‫كانت جودة تصميمها‪ -‬لن يكون لها سوى أثر ضئيل‪ .‬و في هذا الصدد اقترحت مؤسسة التمويل الدولية‬
‫‪(Code Of Corporate‬‬ ‫)‪ ) IIF‬في سنة ‪ 2002‬أن يتم إصدار بنود تشريعية لحوكمة الشركات‬
‫)‪ ، Governance‬يمكن أن يتم تضمينها بكل من قوانين أسواق المال و قوانين الشركات‪ ،‬كما تؤكد المؤسسة‬
‫بأنه من الرغم من أهمية البنود التشريعية المقترحة‪ ،‬إال أن األمر الذي يفوقها أهمية هو مدى كفاءة المناخ‬
‫التنظيمي الرقابي‪ ،‬حيث يتعاظم دور أجهزة اإلشراف في متابعة األسواق‪ ،‬وذلك باإلرتكاز على دعامتين‬
‫هامتين هما اإلفصاح و الشفافية و المعايير المحاسبية السليمة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫المطلب الول‪ :‬اإلطار التشريعي لحوكمة الشركات‬

‫حتى يكون للضوابط الداخلية لحوكمة الشركات أثر ملموس كما أشرنا سابقا على إقتصاديات الدول و‬
‫خاصة النامية منها البد من توفر مجموعة من التشريعات التي نوردها فيما يلي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق الملكية و العالقات السليمة مع أصحاب المصالح‬


‫‪ -1‬حقوق الملكية‪:‬‬
‫أحد التشريعات األساسية و األكثر أهمية إلنشاء اقتصاد ديمقراطي قائم على أساس السوق و لوضع‬
‫إجراءات عمل حوكمة الشركات هو نظام حقوق الملكية‪ ،‬الذي ينشئ حقوق الملكية الخاصة و يضع معايير‬
‫بسيطة و واضحة تحدد على وجه الدقة من يملك ماذا‪ ،‬و كيف يمكن تجميع أو تبادل هذه الحقوق ( عن‬
‫طريق العمليات التجارية مثال)‪ ،‬و معايير لتسجيل المعلومات مثل‪ :‬المالك القانونيين للعقار‪ ،‬و ما إذا كان‬
‫العقار مستخدما لضمان قرض ‪ ،...‬بطريقة مرتبة زمنيا و ذات تكلفة معقولة‪ ،‬أي قاعدة بيانات متكاملة‬
‫و يمكن وصول الجمهور إليها كما أنه من األمور األساسية أن تعمل هذه التشريعات على حماية الموردين‬
‫و الدائنين و أصحاب األعمال و غيرهم‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقات السليمة مع أصحاب المصالح‪:‬‬
‫يمكن ألعضاء القطاع الخاص مثل اتحاديات العمال و الغرف التجارية أن يلعبوا دو ار هاما في تشجيع‬
‫حوكمة الشركات‪ -‬كما هو الحال في كثير من الدول المتقدمة‪ -‬و ذلك عن طريق وضع دساتير محلية‬
‫للسلوك و الممارسات األخالقية لألعمال تقوم على أساس العدالة و الوضوح‪ ،‬الشفافية و قابلية المحاسبة عن‬
‫المسؤولية‪ ،‬و محاربة الفساد‪ ‬االقتصادي‪ ،‬و قد عمل مركز المشروعات الدولية الخاصة و مازال يعمل مع‬
‫العديد من منظمات القطاع الخاص حول العالم لوضع و تنفيذ مجموعات من أفضل الممارسات المحلية‬
‫لألعمال‪.‬‬

‫كاثرين كوتشا هلبيلنغ و آخرون‪ " ، ،‬حوكمة الشركات في القرن ‪ ،"21‬ترجمة سمير كريم‪ ،‬الطبعة ‪ ،03‬واشنطن‪ ،‬مركز‬ ‫‪1‬‬

‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،2003،‬ص‪.14 :‬‬


‫‪ ‬الفساد مصطلح مشتق من الفعل الالتيني (‪ )Numper‬بمعنى الكسر‪ ،‬أي شيء ما تم كسره‪ ،‬هذا الشيء قد يكون سلوكا‬
‫أخالقيا أو اجتماعيا أو قاعدة إدارية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫كما أنه هناك فكرة خاطئة و هي أن هدف تحقيق األرباح يتعارض مع رعاية شؤون أصحاب المصالح‪،‬‬
‫و قد أظهرت بعض الشركات األكثر نجاحا في العالم أن األمر ليس بهذه الصورة على اإلطالق لكثير من‬
‫األسباب‪ ،‬منها أن العمل بوضوح و وفق قواعد مسؤولية بين األطراف بغض النظر عن وضعيتهم في‬
‫الشركة‪ ،‬و الشفافية مع القابلية للمحاسبة اتجاه كل من المساهمين و أصحاب المصالح‪ ،‬يؤدي ألكثر من‬
‫مجرد تحسين سمعة الشركة و اجتذاب المستثمرين‪ ،1‬إذ أنه يعطي للشركة ميزة تنافسية‪ .‬و حقيقة األمر أن‬
‫الشركات تعتمد على أصحاب المصالح كي يقدموا لها على سبيل المثال سلسلة من المدخالت األساسية مثل‬
‫السلع و الخدمات في شكل عمالة و أجزاء و توريدات وفقا ألسس متوقعة‪ ،‬و يؤدي توقف توريد تلك السلع و‬
‫الخدمات إلى إلحاق الضرر بقدرة الشركة على العمل و بيع منتجاتها و هذا ما ال يمكنها من البقاء و تحقيق‬
‫األرباح‪ ،‬ومن ثم فإن المحافظة على العالقات الحسنة مع أصحاب المصالح يحقق أفضل مصلحة مشتركة‬
‫في األجل الطويل‪.‬‬

‫و لقد أدرك مديروا الشركات و أعضاء مجالس اإلدارة بهذا في السنوات األخيرة حيث أن اشتراك المسير‬
‫ألفراد شركته في اتخاذ الق اررات تعتبر أحد أهم الصفات الواجب توافرها في المسير‪ ،2‬فعلى سبيل المثال فقد‬
‫سعت بعض الشركات في أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات إلى تخفيض التكاليف عن طريق فصل كبار‬
‫العاملين ذوي المرتبات العالية و توظيف موظفين جدد أقل تدريبا يتقاضون مرتبات أقل‪.‬‬

‫و باختصار فإن الشركات التي تتعامل بوضوح مع أصحاب المصالح و تضمهم معها في عملية اتخاذ‬
‫القرار تقلل إلى أدنى حد من مخاطر استخدام أصحاب المصالح لقوتهم في انتزاع الموارد من الشركة عن‬
‫طريق تقاضيهم لمبالغ باهظة مقابل بعض المدخالت المتخصصة‪ ،‬سواء كانت تلك المدخالت عبارة عن‬
‫أجزاء أو قطع غيار أم كانت معونة فنية‪ ،‬أو عن طريق اإلخالل في االلتزام بالتعاقدات‪ ،‬و سيدرك أصحاب‬
‫المصالح سريعا أن حقوقهم تعتمد في جزء منها على أداء الشركة و بالمثل فإن مديري الشركات و أصحابها‬
‫سيدركون بسرعة أن أداء شركاتهم يعتمد جزئيا على العالقات الجيدة مع أصحاب المصالح‪.‬‬

‫‪ 1‬كاثرين كوتشا هلبلينغ و آخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 :‬‬


‫‪ 2‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الخصخصة‪ ،‬نظم ضريبية‪ ،‬قضائية و محاسبية شفافة‬


‫‪ -1‬إجراءات خصخصة تتسم بالعدالة و الشفافية‬
‫المالحظ أن الطريقة التي تتم بها خصخصة الشركات ال تؤثر في هيكل الملكية فحسب بل تعكس أيضا‬
‫ثقافة الدولة الخاصة بالشركة و من ثم فإن وجود قواعد و إجراءات واضحة المعالم و دقيقة و شفافة تنص‬
‫على كيفية و توقيت إجراء خصخصة الشركات يعتبر أمر أساسيا‪ ،‬و من الممكن أن تؤدي نظم الخوصصة‬
‫السيئة إلى تخريب االقتصاد و التأثير سلبا على بيئة و محيط األعمال‪.‬‬
‫‪ -2‬نظم ضريبية واضحة و شفافة‬
‫ينبغي إصالح النظم الضريبية حتى تتميز بالوضوح و البساطة و الدقة‪ ،‬كما أن قوانين و لوائح‬
‫الضرائب ينبغي أيضا أن تتطلب قد ار كافيا من اإلفصاح عن البيانات المالية و ينبغي أن يجرى تنفيذها‬
‫بصورة دائمة بفاعلية و في أوقات محددة‪.1‬‬
‫‪ -3‬وجود نظام قضائي مستقل و يعمل بشكل جيد‬
‫يعتبر النظام القضائي المستقل الذي يعمل بشكل جيد واحد من أهم قواعد الشركات في االقتصاد‬
‫الديمقراطي القائم على أساس السوق‪ ،‬و ال يمكن ألي من اإلجراءات الضرورية التي تم وصفها فيما سبق أو‬
‫سيتم وصفها فيما يلي أن تحقق أي أثر ما لم يكن هناك نظام قضائي سليم يسهر على تنفيذ القوانين‬
‫باستمرار و بعدالة في هذا الصدد فان اآلليات المذكورة فيما يلي يمكن أن تساعد على تقوية دعم الطاقات‬
‫اإلدارية األساسية و القدرة على التنفيذ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اختيار هيئة الموظفين من بين العاملين ذوي المؤهالت الجيدة‪.‬‬


‫ب‪ -‬تقديم و ترقية الموظفين بناءا على معايير مهنية قابلة لالختيار (بناءا على اختبارات موحدة)‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقديم تدريب مهني للعاملين على أساس أحدث التكنولوجيات‪.‬‬
‫د‪ -‬دفع المرتبات المناسبة حتى يمكن جذب األفراد المهنيين المؤهلين األكفاء و لمنع تقاضي الرشاوي‪.‬‬

‫‪ 1‬بشير مصيطفى‪" ،‬إقامة الحكم الصالح من خالل مكافحة الفساد"‪ ،‬ورقة مقدمة الملتقى الدولي السادس لالقتصاديين‬
‫‪.06‬‬ ‫الجزائريين حول الحكم الصالح‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 :‬ص‬
‫‪ ‬وفقا لتعريف األمم المتحدة الرشوة هي‪ " :‬سوء استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص‪ ،‬و تمثل كذلك عمليات‬
‫تبييض الموال و أنظمة الجريمة المنظمة و المافيا"‪ ،‬للمزيد من االطالع انظر‪ :‬طافر زهير‪ ،‬بوسهمين أحمد‪ " ،‬الحكم الراشد‬
‫ودوره في التنمية المستديمة"‪ ،‬ملتقى وطني حول التنمية االقتصادية و الحكم الراشد‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديسمبر ‪ ،2006‬ص‪-‬ص‪-4:‬‬
‫‪.5‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫ه‪ -‬تقديم فرص لتثبيت الموظفين بناء على األداء و ليس على أساس االنتخابات الدورية‪.‬‬

‫‪ -4‬نظم محاسبية شفافة‬


‫تسمح هذه النظم بالحصول على قوائم مالية شفافة للشركة و تقدم في وقتها و يعتمد عليها‪ ،‬على أن يتم‬
‫مراجعة هذه النظم على أساس معايير المحاسبة الدولية (‪ )IAS‬و معايير المراجعة الدولية (‪ )ISA‬و هو ما‬
‫يسمح بتسهيل عمليات المقارنة بين الشركات‪ ،‬مع ضرورة التزام الشركات بممارسة قواعد سليمة إلدارة‬
‫الشركات و تصميم نظم داخلية مناسبة للرقابة و تقديم التقارير و هذا ما تتطلبه أسواق األسهم و السندات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إصالح اإلدارات‪ ،‬الجهزة الحكومية و إنشاء آليات للمشاركة‬


‫‪ -1‬إصالح اإلدارات و الجهزة الحكومية‬
‫يتم إصالح اإلدارات و األجهزة الحكومية التي أصبحت دون الكفاءة المطلوبة عن طريق التنسيق بين‬
‫إجراءات العمل الداخلي في تلك األجهزة مع تبسيطها و تقييم أداء هذه األجهزة بانتظام طبقا لمعايير واضحة‬
‫و محددة تماما و تنفيذ إجراءات لتحسين األداء الضعيف فو ار و بشكل شامل في الجهات التي تحتاج إليها‪.‬‬

‫‪ -2‬إنشاء أليات للمشاركة‬


‫يتطلب إنشاء اإلطار المؤسسي للحوكمة وجود آليات للمشاركة و هذا بإصالح الكثير من القوانين و‬
‫اللوائح الموجودة أو وضع قوانين و لوائح جديدة‪ ،‬بدال منها‪ ،‬و حتى يمكن ضمان أن يعمل هذا اإلطار بجدية‬
‫فانه يجب أن يكون لدى المواطنين فرصة للمشاركة في تشكيل هذا اإلطار و في عملية وضع مختلف‬
‫السياسات الحكومية و العمليات التشريعية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سياسة التمويل و ضوابط السواق المالية‬


‫أوال‪:‬قطاع مصرفي جيد‬
‫يعتبر وجود نظام مصرفي صحيح و سليم أحد الركائز األساسية المدعمة لسالمة عمل سوق األوراق‬
‫المالية و قطاع الشركات‪ ،‬و يوفر القطاع المصرفي رأس المال الالزم و السيولة لعمليات الشركات و نموها‪،‬‬
‫و يعتبر وجود الحوكمة الجيدة في النظام المصرفي أم ار هاما‪ ،‬و فضال عن هذا فإن تحرير األسواق المالية‬
‫قد أدى إلى تعريض البنوك لقدر أكبر من التذبذبات و إلى مخاطر ائتمانية جديدة‪.‬‬

‫‪ 1‬كاثرين كوتشا هلبلينغ و اخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫باإلضافة إلى ضرورة وجود شروط و متطلبات رشيدة و ممارسات فعالة لإلشراف المصرفي‪ ،‬و يقدم لنا‬
‫بنك التسويات الدولية (‪ ،)Bank For International Settlements-BIS-‬مجموعة من المعايير و‬
‫الممارسات التي يمكن تعديلها وفقا للنظم القومية المختلفة‪ ،‬و يقدم اإلطار المقترح الجديد لكفاية رأس المال‬
‫قد ار أكبر من األساليب القياسية‪ ،‬ذات مرونة أكبر لتقييم مدى كفاية رأس المال و المخاطر‪ ،‬و ذلك حتى يتم‬
‫التوفيق بين المتطلبات القانون ية و التنظيمية لرأس المال و بين المخاطر التي يتعرض لها‪ ،‬و يقوم اإلطار‬
‫المقترح على أساس ثالثة ركائز كما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬الحد الدنى لرأس المال المطلوب‬


‫توفر الركيزة األولى الخاصة بمتطلبات الحد األدنى لرأس مال البنوك و للمشرفين على البنوك نطاقا من‬
‫األدوات التي ت هيئ لهم دقة تقييم األنواع المختلفة من المخاطر‪ ،‬بحيث يكون لدى البنك قدر كاف من رأس‬
‫المال لتغطية هذه المخاطر‪.‬‬

‫‪ -2‬االستعراض اإلشرافي لعملية التقييم الداخلي للشركة و مدى كفاية رأس مالها‬
‫ال يعتبر تحديد الدقة في تقدير متطلبات رأس المال مفيدا إال إذا تم االلتزام بتلك المتطلبات‪ ،‬ومن أجل‬
‫هذا يكون لدى أي بنك مجموعة من السياسات و اإلجراءات لضمان كفاية المطلوب من رأس المال على‬
‫وجه الخصوص و سالمة إدارة البنك بصفة عامة‪ ،‬و يعتمد ذلك على عاملين هما‪:‬‬
‫‪ ‬الحوكمة الفعالة لدى المقترضين‪ ،‬و الذي غالبا ما يكونون من بين شركات األعمال‪ ،‬و هنا يحتاج البنك‬
‫إلى معلومات عن ظروف الشركة حتى يتمكن من تقييم المخاطر بطريقة سليمة‪ ،‬و يتطلب هذا أن يكون‬
‫لدى الشركة دفاتر قانونية موثقة يجري مراجعتها بعناية و يتاح للبنك االطالع عليها‪ ،‬و بمعنى آخر فان‬
‫الشركات تحتاج إلى وجود نظام جيد لحوكمتها و البنوك التي تقوم بإقراض الشركات تحت مظاهر‬
‫خادعة مزيفة أو تقدم قروض إلى الشركات التي تمارس الغش و التزوير سوف تعاني إلى حد كبير‬
‫عندما تتعرض الشركة في سداد التزامها (و مثال ذلك ما حدث للبنوك التي قدمت قروضا إلى شركة‬
‫انرون)‪ ،‬و لهذا يتزايد اشتراط البنوك لضرورة وجود ممارسات سليمة لحوكمة الشركة قبل تقديم االئتمان‪،‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.16 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و بصفة عامة يجب على البنك إدارة األنشطة و التعامالت مع الشركات بطريقة آمنة و سليمة‪ ،‬ووفقا‬
‫للقوانين السارية بما يحمي مصالح المودعين‪.1‬‬
‫‪ ‬ترتكز فائدة العمليات الداخلية في البنك أيضا على آليات الرقابة الفعالة التي تضمن االلتزام بمتطلبات و‬
‫شروط اإلقراض‪.‬‬
‫و تهدف الركيزة الثانية إلى عملية االستعراض الرقابي‪ ،‬حيث يقوم المشرفون على العملية باالعتماد على‬
‫مجموعة من المعايير كي يحددوا مدى قدرة هذه اإلجراءات على تقدير كفاية االحتياجات الرأسمالية بالنسبة‬
‫إلى التقييم الدقيق للمخاطر‪.‬‬
‫و عالوة على هذه المعايير الجديدة فقد قامت لجنة (بازل) لإلشراف المصرفي بوضع مشروع مصرفي‬
‫شامل تحت عنوان "المبادئ األساسية لإلشراف المصرفي" حيث تشرح فيه طريقة وضع هذه المبادئ‬
‫األساسية‪ ،‬و كيفية تنفيذها و تقييمها للبنك‪.2‬‬

‫‪ -3‬االستخدام الفعال لإلفصاح‬


‫هذه الركيزة الثالثة لإلطار الجديد تساند و تدعم الركيزتين السابقتين عن طريق تقوية و دعم متطلبات‬
‫اإلفصاح‪ ،‬و من ثم تعزيز انضباط السوق‪ ،‬و الطريقة الوحيدة التي يمكن بها للمشاركين في السوق تقييم‬
‫مدى سالمة تعامالتها مع البنوك هي إمكانية حصولهم على صورة عن تقييم البنك للمخاطر و وضع كفاية‬
‫رأس المال بشكل منتظم‪ ،‬و يعمل اإلفصاح المنتظم عن هذه المعلومات على انضباط البنوك نظ ار ألن‬
‫المشاركين في السوق سيتجمعون حول البنوك ذات الممارسات السليمة‪ ‬و التي تتصف بالسالمة المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬زيدان محمد‪ ،‬بريش عبد القادر‪ " ،‬الحوكمة في القطاع المصرفي"‪ ،‬الملتقى الدولي حول الحكم الراشد‪ ،‬الجزائر‪،2006 :‬‬
‫ص‪.6 :‬‬
‫‪ 2‬كاترينا كوتشاهلبلنغ‪ ،‬جون سوليفان ‪" ،‬تأسيس حوكمة الشركات في االقتصاديات النامية و الصاعدة"‪ ،‬مركز المشروعات‬
‫الدولية الخاصة‪ ،‬مارس ‪ ،2002‬ص‪.27 :‬‬
‫‪‬‬
‫تعني الممارسات السليمة جميع اإلجراءات التي تسمح بمراعاة حقوق أصحاب المصالح المتعاملين مع البنك بما في ذلك‬
‫‪.06‬‬ ‫الموظفين‪ ،‬العمالء‪ ،‬المساهمين و غيرهم‪ ،‬نقال عن‪ :‬زيدان محمد‪ ،‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط السواق المالية‬


‫‪ -1‬وجود سوق مالي كفء‬
‫تتميز أسواق األوراق المالية ذات الكفاءة بأنها تعاقب الداخلين بسرعة عن طريق إرسال اإلشارات‬
‫السعرية‪ ،‬و السماح للمستثمرين بتصفية استثماراتهم بسرعة و التقليل من التكلفة‪ ،‬و هو ما يؤثر على قيمة‬
‫أسعار أسهم الشركة و بالتالي على هيكل رأس مالها‪.‬‬
‫و يتطلب سوق األوراق المالية الذي يتصف بالكفاءة ما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬وجود قوانين تحكم كيفية إصدار الشركات لألسهم و السندات و تداولها‪ ،‬و تنص على مسؤوليات و‬
‫التزامات مصدري األوراق المالية و وسطاء السوق (السماسرة‪ ،‬الشركات المحاسبية و مستشاري‬
‫االستثمار) و التي تقوم على أساس الشفافية و العدالة‪ ،‬ومن المهم أيضا وجود القوانين و اللوائح‬
‫التي تحكم عمل صناديق المعاشات‪.‬‬
‫‪ ‬وجود متطلبات للقيد في بورصات األوراق المالية تقوم على أساس معايير الشفافية و اإلفصاح‬
‫الشديد مع وجود سجالت مستقلة لألسهم‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قوانين تحمي حقوق مساهمي األقلية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود هيئة حكومية مثل لجنة األوراق المالية تضم منظمين مستقلين مؤهلين ذوي سلطة تمكنهم من‬
‫تنظيم عمليات األوراق المالية الخاصة بالشركة و تنفيذ قوانين األوراق المالية‪ ،‬وقد قامت المنظمة‬
‫الدولية للجان األوراق (‪ )IOSCO‬بوضع سلسلة من المعايير المفيدة إلنشاء أسواق لألوراق المالية‬
‫تتسم بالعدالة و الكفاءة و السالمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-2‬السواق التنافسية‬
‫يعتبر وجود األسواق التنافسية أحد العناصر الهامة في الرقابة الخارجية على الشركات حيث ترغمها‬
‫على تحقيق الكفاءة في تخصيص الموارد اإلنتاجية و عقالنية توجيه استغالل الكفاءات البشرية خشية ضياع‬
‫أو تخفيض حصتها السوقية‪ ،‬و يؤدي نقص وجود األسواق التنافسية إلى تثبيط عزيمة اإلقدام على تنظيم‬

‫نبيل حمادي‪ " ،‬التدقيق الخارجي كآلية لتطبيق حوكمة الشركات‪ -‬دراسة حالة مجمع صايدال وحدة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة‪ ،" -‬مذكرة‬
‫‪1‬‬

‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬شلف‪ :‬جامعة حاسيبة بن بوعلي‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.21 :‬‬
‫يوسفي محمد‪" ،‬مدى ارتباط مفهوم الحكم الراشد بالقيم الديموقراطية"‪ ،‬ملتقى التنمية االقتصادية و الحكم الراشد‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديسمبر ‪ ،2006‬ص‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫‪.06‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫األعمال و يعزز تحصين اإلدارة و الفساد و يؤدي إلى خفض اإلنتاجية‪ ،‬و لهذا السبب فإن من األمور‬
‫الحاسمة أن تؤدي القوانين و اللوائح إلى إنشاء بيئة تجارية تتسم بالوضوح و تكون تنافسية في ذات الوقت‪.‬‬
‫و يمكن للحكومات القيام بذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬إزالة عوائق الدخول إلى األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار القوانين الخاصة بالمنافسة و المناهضة لالحتكار‪.‬‬
‫إلغاء العوائق الحمائية بما في ذلك حماية االحتكارات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إلغاء نظم المعاملة التفضيلية مثل اإلعانات و الحصص و اإلعفاءات الضريبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء أولويات تجارية واضحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إزالة القيود المفروضة على االستثمار األجنبي المباشر و الصرف األجنبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن القول أن عملية إنشاء أو وضع أي من التشريعات أو قوانين الشركات التي سبق‬
‫بحثها تمثل إحدى تحديات حوكمة الشركات في االقتصاديات النامية‪ ،‬و بدونها ال يمكن لألسواق و حوكمة‬
‫و يتطلب‬ ‫الشركات أن تثبت جذورها‪ ،‬و يعتمد مستقبل اقتصاديات بأكملها على مواجهة تلك التحديات‪،‬‬
‫النجاح قيام القطاعين العام و الخاص معا إلنشاء و وضع األطر القانونية و التنظيمية و خلق جو من الثقة‬
‫من خالل السلوك األخالقي و الرقابة‪.‬‬

‫وبينما تهدف مجموعة التشريعات التي سبق وصفها إلى أن تكون شامة فإن كل منطقة في العالم تمر‬
‫بمرحلة مختلفة من مراحل إنشاء إطار قائم على أساس السوق و وضع نظام لحوكمة الشركات‪ ،‬و عليه فإن‬
‫كل دولة أو اقتصاد لديه مجموعة من التحديات الخاصة به‪.‬‬

‫و يواجه االقتصاد الجزائري تحديات تتمثل في تطبيق الحوكمة في الشركات العمومية‪ ،‬باعتبارها المساهم‬
‫بالنصيب األكبر في العمالة و الدخل‪ ،‬كما أن الشركات الخاصة حتى بعد تحولها إلى شركات مساهمة فقد‬
‫يمضي وقت كبير قبل أن تستفيد الشركة الجديدة من نشاط أصحابها و مهارة مديريها وهو ما يسمح لها بأن‬
‫تستفيد من الحوكمة في إدارة مواردها بكفاءة و وضوح مما يعمل على زيادة إنتاجية الشركة وعلى رفع قيمتها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حوكمة الشركات‪ ،‬البعاد التنظيمية و اآلليات‬


‫من خالل استقراء ا لدراسات ذات الصلة بالحوكمة نجد أنها أولت اهتماما كبي ار لألبعاد التنظيمية للحوكمة‬
‫باإلضافة إلى اهتمامها بدراسة آليات الحوكمة المتعددة حيث تعمل هذه األخيرة بصفة أساسية على حماية و‬
‫ضمان حقوق المساهمين و كافة األطراف ذوي المصلحة بأعمال الشركة من خالل إحكام السيطرة على أداء‬
‫إدارتها و مراجع الحسابات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البعاد التنظيمية للحوكمة‬


‫تشغل األبعاد التنظيمية لحوكمة الشركات حي از كبي ار من اجراءات و أساليب تطبيق قواعد و مبادئ‬
‫الحوكمة حيث نجد‪:1‬‬
‫‪ -1‬بعد إدارة الرباح‪ :‬قد تعمد الشركات إلى إدارة أرباحها‪ ،‬و هذا باللجوء إلى زيادتها أو تخفيضها‬
‫لتحقيق أغراض معينة‪ ،‬لكن هذه الممارسات تصبح ال وجود لها في ظل تطبيق قواعد حوكمة‬
‫الشركات من خالل الحد من سلطة اإلدارة‪ ،‬و إتاحة الفرصة ألصحاب المصلحة لحماية حقوقهم‪ ،‬و‬
‫منه يمكن القول أن اعتماد مبادئ حوكمة الشركات من شأنه أن يحد من سلطة اإلدارة في عملية‬
‫إدارة األرباح الذي ينعكس باإليجاب على تحقيق جودة المعلومات المحاسبية و على أسعار األسهم‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد االستراتيجي‪ :‬إ ن تطبيق الحوكمة في الشركات يسمح بضبط العالقات داخلها‪ ،‬و يمكن من‬
‫الحصول على معلومات تعكس الصورة الصادقة للعمليات التي قامت بها الشركة ما يمكنها من‬
‫تكوين بنك معلومات عن وضعية الشركة التاريخية و الحاضرة‪ ،‬و يشجع على التفكير االستراتيجي و‬
‫يحفز على صياغة استراتيجيات للمشاريع التي تقوم بها الشركة من خالل دراسة عوامل البيئة‬
‫الخارجية و تقدير تأثيراتها المختلفة و هذا باإلستناد على بنك المعلومات المتاح‪ ،‬و تنظيم العالقات‪.‬‬
‫‪ -3‬تقييم أداء الشركة‪ :‬إن سعي الشركة المستمر إلى النمو و التوسع يحتم عليها ايجاد فرص عمل‬
‫جيدة انطالقا من مقوماتها الحالية‪ ،‬و حوكمة الشركات تواكبها في هذا السياق لما لها من دور هام‬
‫في زيادة كفاءة استخدم الموارد‪ ،‬و تعظيم قيمة الشركة‪ ،‬و دعم قدرتها التنافسية‪ ،‬و منه فإن تطبيق‬

‫‪ 1‬حنشور جمال‪ "،‬الحوكمة كمنظور للتقارب بين البعد المالي و البعد االستراتيجي لبناء القيمة"‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى‬
‫الدولي حول الحوكمة و اخالقيات االعمال في المؤسسة‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2009 ،‬ص‪-‬ص‪.72 ،71 :‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫قواعد الحوكمة يساهم بطريقة فعالة بدراسة و تحليل مختلف مقاييس األداء بهدف دعم قدرتها على‬
‫االستمرار و النمو بما يحقق مصالح مختلف األطراف أصحاب المصلحة‪.‬‬
‫‪ -4‬البعد الخالقي‪ :‬يتركز هذا البعد على إرساء ثقافة الحوكمة على مستوى الشركات و ممارسة العمل‬
‫بالتحلي بالنزاهة و األمانة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آليات حوكمة الشركات‬


‫تختلف آليات حوكمة الشركات من بلد آلخر أو من مجموعة بلدان ألخرى حسب النموذج المتبع و‬
‫الظروف المحيطة ببيئة الحوكمة في بلد ما‪ 1‬حيث هناك اجماع من قبل الباحثين على تصنيف آليات‬
‫الحوكمة إلى آليات داخلية و أخرى خارجية‪.‬‬

‫فيختص النوع األول بالشركة ذاتها و يشمل آليات تحقق الرقابة على آداء الطرف األول‪ ،‬مثل مجلس إدارة‬
‫فعال ‪ ،‬قوة المراجعة الداخلية في الشركة ‪ ،‬و مدى الت ازم إدارتها بتطبيق معايير المحاسبة الدولية و المحلية‪،‬‬
‫قوة و استقالل لجنة المراجعة‪ ،‬و درجة اعتماد الوحدة االقتصادية على تكنولوجيا المعلومات المتطورة ‪ ،‬بينما‬
‫يختص النوع الثاني بمراجع الحسابات القانوني الذي يقوم بإعتماد القوائم و التقارير المالية الخاصة بها و‬
‫إبداء رأيه الفني عليها‪ ،‬و بالتالي يشمل آليات تحقق الرقابة على أداء الطرف الثاني مثل التغيير االلزامي‬
‫لمراجع الحسابات بصفة دورية‪ ،‬و درجة استقالل المراجع و مدى التزامه بتطبيق معايير المراجعة‪ ،‬و مدى‬
‫تقديمه لخدمات استشارية‪ .‬للشرك محل المراجعة‪.2‬‬

‫و تتطلب الحوكمة ضرورة تطبيق مبادئ محاسبية متطورة و القيام بالعديد من اإلجراءات‪ ،‬و تطبيق قواعد‬
‫جديدة لها‪ ،‬و تتمثل أهم آليات حوكمة الشركات في‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة تطبيق معايير الشفافية و اإلفصاح بالنسبة لكافة الشركات التي تقوم بنشر حساباتها و‬
‫قوائمها المالية للجمهور‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تطبيق معايير جيدة الختيار أعضاء مجلس اإلدارة و ذلك من خالل تحديد التأهيل العلمي و‬
‫الخبرات العلمية و العملية التي يتعين توافرها في أعضاء مجلس االدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪IASB hand book, part 1, isa 200," objective and general principles covering an audit of‬‬
‫‪financial statements", 2008 ,p 222,‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر‪،‬و اخرون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص‪.99-97 :‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و يتطلب تحقيق ما سبق ضرورة زيادة مستوى جودة المعلومات و إتاحة الفرص بشكل أفضل أمام متخذ‬
‫القرار اإلستثماري سواءا لتقييم األسهم التي يرغب في شرائها أو اإلحتفاظ بها سواءا لتقييم األسهم التي يرغب‬
‫في بيعها‪.‬‬

‫و تعتبر الحوكمة ركيزة أساسية من ركائز التحرر اإلقتصادي و التحول إلى تفعيل آليات السوق و ترشيد‬
‫عالقات العرض و الطلب‪ ،‬فضال عن كونها أداة و وسيلة لتحقيق السالمة للمشروعات و الشركات‬
‫و المنظمات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج حوكمة الشركات و اإلطار المالئم لها في اإلقتصادات النامية‬

‫لقد اختلف تطبيق مفهوم حوكمة الشركات باختالف طبيعة البلدان المطبقة لها‪ ،‬حيث تختلف كل بلد من‬
‫حيث الظروف اإلقتصادية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االجتماعية و الثقافية‪ ،‬كما تختلف طبيعة العالقة بين‬
‫الشركة و الفئات المختلفة مع أصحاب المصالح‪ ،‬و حتى تكون الشركات قادرة على المنافسة في ظل هذه‬
‫الظروف يجب عليها ابتكار ممارسات خاصة بها لحوكمة الشركات بما يساعد على اإلستجابة للطلبات‬
‫الجديدة للعمالء و اقتناص الفرص المتاحة لهم‪ ،‬كما أن إلقتصادات العالم النامي من الخصائص و‬
‫األوضاع ما يميزها عن اقتصادات العالم المتقدم‪ ،‬بل و لها من الظروف ما يحتم تشخيصه و تحليله جيدا‬
‫تمهيدا القتراح اإلطار المالئم الذي يمكن من تطبيق و ترسيخ ممارسات حوكمة الشركات السليمة‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬النموذج الخارجي لحوكمة الشركات‬


‫يتصف هذا النموذج بوجود تشتت في الملكية و بالتالي يكون الصراع حول اختالف المصالح بين كل‬
‫المديرين‪ ،‬و حملة األسهم المشتتين‪ ،‬يعتمد هذا النموذج بشكل أساسي على مجلس اإلدارة و خاصة األعضاء‬
‫المستقلين إلتمام عملية الرقابة على اإلدارة التنفيذية و تقسيم األداء اإلداري بموضوعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬النموذج النجلوسكسوني لحوكمة الشركات‬
‫يطبق هذا النموذج في العديد من البلدان على رأسها المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‬
‫باإلضافة إلى استراليا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬كندا و جنوب إفريقيا و بعض بلدان الكومنولث‪.‬‬

‫‪ 1‬بهاء الدين سمير عالم‪ " ،‬أثر االليات الداخلية لحوكمة الشركات على الداء المالي للشركات المصرية‪ -‬دراسة تطبيقية"‪،‬‬
‫بحث مقدم لغرض الترقية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 :‬ص‪-‬ص‪.13-12 :‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫يقوم هذا النموذج على افتراض أن حوكمة الشركات تستخدم لحماية مصالح و اهتمامات حملة األسهم‬
‫سواء كانوا أفراد أو مستثم ار مؤسسيا‪ ،‬لذا يعتبر حملة األسهم هم الفئة الوحيدة ذات المصلحة التي تسعى‬
‫الشركة لتحقيق مصالحهم‪ ،‬و رغباتهم و الفئة الوحيدة التي لديها القدرة على التأثير على ق اررات اإلدارة‪،‬‬
‫فاإلدارة من منظور هذا النموذج هي وكيل ألصحاب المال (حملة األسهم) و وظيفتها األولى هي تعظيم‬
‫حملة األسهم‪ ،‬لذا فإن مقياس نجاح الشركة في هذا النموذج هو مقدار األرباح و العائد المحقق على األموال‬
‫المستثمرة‪.‬‬

‫و يعتمد هذا النموذج على العديد من األساليب لتحقيق رغبات حملة األسهم مثل ربط المكافآت باألداء‪،‬‬
‫معايير محاسبة تمتاز بالشفافية‪ ،‬معايير تشكيل مجلس اإلدارة بشكل كفؤ‪.‬‬

‫يمتاز هيكل الملكية لهذه الشركات بالتشتت و بأنه موزع على عدد كبير من المساهمين حيث توفر‬
‫القوانين الحماية لألقلية من حملة األسهم‪ ،‬باإلضافة إلى وجود القوانين التي تضع حدود لنسبة ملكية‬
‫المستثمر الفرد في أسهم هذه الشركة وتمنع تجاوز هذه الحدود‪.‬‬

‫و يقوم بإدارة الشركة في هذا النموذج مجلس إدارة واحد هو المسئول عن اتخاذ الق اررات التنفيذية و القيام‬
‫بدور رقابي على اإلدارة التنفيذية و يتكون هذا المجلس من أعضاء تنفيذيين و غير تنفيذيين‪ ،‬و إن كان‬
‫االتجاه السائد في هذا النموذج هو زيادة عدد األعضاء غير التنفيذيين لزيادة الرقابة على أدارة الشركة و‬
‫أحكامها‪.‬‬
‫يمنع في هذا النموذج للحوكمة من الجمع بين منصبي رئيس مجلس اإلدارة و العضو المنتدب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحوكمة في شركات الواليات المتحدة المريكية‬
‫إن التطور الذي حصل في سوق األوراق المالية و وجود هيئات رقابية فعالة تعمل على مراقبة‬
‫الشركات‪ ،‬و تشرف على شفافية البيانات و المعلومات التي تصدرها الشركة باإلضافة إلى التطور الذي‬
‫وصلت له مهنة المراجعة و المحاسبة‪ ،‬أدى إلى زيادة االهتمام بمفهوم حوكمة الشركات و التزام الشركات‬
‫بتطبيق أفضل الممارسات التي تضمن التطبيق السليم له و خاصة المقيدة في البورصة‪ ،‬ومن المالحظ أن‬
‫االهتمام بهذا المفهوم ظهر بصورة واضحة عند قيام صندوق المعاشات العامة‪ ،‬و هو أكبر صندوق في‬

‫‪ 1‬عمر علي عبد الصمد‪" ، ،‬دور المراجعة الداخلية في تطبيق حوكمة المؤسسات"رسالة ماجستير في علوم التسيير غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة المدية ‪ ،2009‬ص‪-‬ص‪.29-28 :‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بتعريف حوكمة الشركات و إلقاء الضوء على أهميته و دورها في حماية حقوق‬
‫المساهمين‪ ،‬و لقد قام الصندوق بإصدار مجموعة من المبادئ لتطبيق حوكمة الشركات و قد قسمت هذه‬
‫المبادئ إلى مبادئ جوهرية و خطوات إرشادية و في عام ‪ 1987‬قامت لجنة (‪ )COSO‬بإصدار تقريرها‬
‫المسمى ) ‪ ( Tread way Commission‬و الذي تضمن مجموعة من التوصيات الخاصة بتطبيق قواعد‬
‫حوكمة الشركات‪ ،‬و ما يرتبط بها من حدوث غش و تالعب في إعداد القوائم المالية وذلك عن طريق‬
‫االهتمام بمفهوم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬و تقوية مهنة المراجعة الخارجية أمام مجالس إدارة الشركات و لقد‬
‫أصدر كل من )‪ (NYSE‬و )‪ (Association of securities Dealers‬عام ‪ 1999‬تقريرها الشهير المعروف‬
‫باسم )‪ ( Bleu Ribbon Report‬و الذي اهتم بفاعلية الدور الذي تقوم به لجان المراجعة بالشركات بشأن‬
‫االلتزام بمبادئ حوكمة الشركات‪ ،‬و تضمن هذا التقرير مسؤولية لجنة المراجعة اتجاه إعداد التقارير المالية و‬
‫وظيفة المراجعة الخارجية و كذلك مسؤولية لجنة المراجعة اتجاه وظيفة المراجعة الداخلية‪.‬‬

‫لقد أظهرت جميع التحليالت التي أجريت للتعرف على أسباب االنهيارات التي حدثت وجود خلل رئيسي‬
‫في أخالقيات و ممارسة مهنتي المحاسبة و المراجعة‪ ،‬و بناءا عليها قامت الحكومة األمريكية في عام ‪2002‬‬

‫بتطوير تشريع جديد اسمه ( ‪ ) Sarbanes-Oxley Act‬حيث تم إلزام الشركات المدرجة باألسواق المالية‬
‫األمريكية بالتقيد به و تطبيق جميع بنوده‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النموذج الداخلي لحوكمة الشركات‬


‫على عكس النموذج األنجلوسكسوني للحوكمة‪ ،‬و القائم بشكل أساسي على تشتت ملكية الشركات و سيطرة‬
‫اإلدارة و تحكمها في عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬يأتي النموذج الداخلي للحوكمة الذي يطبق خاصة في كل من‬
‫ألمانيا‪ ،‬اليابان و الذي يعتمد بشكل أساسي على مشاركة البنوك و المستثمر المؤسسي في عملية حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬حيث تزداد نسبة ملكية البنوك و المستثمر المؤسسي في الشركات فهؤالء المساهمين و المستثمرين‬
‫من الشركات و البنوك تتوافر لديهم القدرات و اإلمكانيات التي تمكنهم من الرقابة على اإلدارة و ضبط‬
‫أدائها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫إال أنه هناك الكثير من االنتقادات التي وجهت إلى هذا النظام للحوكمة‪ ،‬تنبع هذه االنتقادات من‬
‫الخاصية المميزة لهذا النظام و هي تركز الملكية في يد مجموعة صغيرة من المستثمرين‪ ،‬و تتمثل هذه‬
‫االنتقادات في‪:1‬‬
‫‪ -‬إن تركز الملكية يخفض من التنوع من المخاطر التي يتعرض لها كبار المساهمين و التي ينعكس‬
‫تأثيرها على االقتصاد ككل‪ ،‬ألن الخطر غير الموزع يجبر كبار المساهمين على دخول مشروعات استثمارية‬
‫يصاحبها أقل درجة من المخاطر‪ ،‬وذات عوائد غير مثالية‪ ،‬مما يؤثر على كفاءة األداء االقتصادي للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬إن تركز حقوق التصويت يزيد من احتمال تواطؤ كبار المساهمين مع اإلدارة الستغالل صغار‬
‫المساهمين عن طريق العمل على تحقيق منافعهم الخاصة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬النموذج اللماني‬
‫يرتبط النموذج األلماني لحوكمة الشركات بنظرة أكثر شمولية فهذا النموذج يسعى إلى شمول أهداف‬
‫و مصالح الفئات المختلفة ألصحاب المصالح باإلضافة إلى أهداف و مصالح حملة األسهم و يتم تطبيق‬
‫هذا النموذج في العديد من البلدان‪ ،‬تأتي على رأسها ألمانيا باإلضافة إلى سويسرا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬النمسا و الدول‬
‫االسكندينافية‪ .‬و يفترض هذا النموذج أن تعظيم الثروة يتحقق من خالل تحقيق التناغم بين رأس المال‬
‫و العمالة‪ ،‬فالقانون األلماني ينص على أن يكون ‪ %50‬من أعضاء مجلس إدارة الشركة التي يعمل لديها‬
‫حوالي ‪ 2000‬موظف ممثلين للعاملين على أن يرأس هذا المجلس عضو ممثل لحملة األسهم‪ ،‬أما القانون‬
‫الهولندي ينص على أن يكون عدد األعضاء الممثلين للموظفين حوالي ثلث أعضاء المجلس الرقابي‪ ،‬و هذا‬
‫يتطلب ضرورة اإلفصاح عن البيانات و المعلومات لجميع أعضاء مجلس اإلدارة بما في ذلك األعضاء‬
‫الممثلين للعاملين مع مالحظة أنه غير مسموح لنفس الشخص الحصول على عضوية مجلسي اإلدارة‬
‫( الرقابي و التنفيذي)‪ ،‬مع العلم أن أعضاء المجلس التنفيذي يتم اختيارهم بواسطة أعضاء المجلس الرقابي‪.‬‬

‫و فيما يتعلق بهيكل ملكية الشركات التي ينتمي للنموذج األلماني لحوكمة الشركات‪ ،‬فإنه يحتوي على كل‬
‫من أموال المالك و الديون لتمويل عمليات الشركات‪ ،‬و يعتبر كل من المستثمر المؤسسي و البنوك من أبرز‬

‫‪ 1‬بهاء الدين سمير عالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14:‬‬


‫‪ 2‬بهاء الدين سمير عالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫المساهمين في هذه الشركات بنسبة تصل إلى ‪ ،%47‬كما أن هذه الشركات تتميز بوجود نسبة تركز ملكية‬
‫‪1‬‬
‫عالية حيث تصل إلى ‪.%80‬‬

‫و بالنسبة لبعد مدى وجود سوق كفؤ للرقابة على الشركات نجد أنه كنتيجة لتركز الملكية ال تعتبر آليات‬
‫السوق‪ ،‬آلية جيدة في النموذج األلماني‪ ،‬أما فيما يتعلق بمكافآت اإلدارة العليا‪ ،‬ففي النموذج األلماني يعتبر‬
‫أسلوب ربط المكافآت باألداء غير شائع االستخدام‪ ،‬و ال يستخدم إال في نطاق ضيق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النموذج الالتيني لحوكمة الشركات‬


‫يعتبر النموذج الالتيني بمثابة نموذج مختلط‪ ،‬يجمع بين مجموعة من خصائص النموذج األنجلوسكسوني‬
‫و مجموعة من خصائص النموذج األلماني‪ ،‬فإذا أخذنا فرنسا كدولة ممثلة لهذا النموذج سوف نجد هدف‬
‫المنظمة يجمع بين وجهة نظر كل من النموذج األنجلوسكسوني و النموذج األلماني‪.‬‬

‫تعتبر كل من فرنسا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬ايطاليا و بلغاريا من أشهر الدول التي تطبق النموذج الالتيني‪ ،‬يعتبر حملة‬
‫األسهم هم الفئة ذات التأثير في النموذج الالتيني‪ ،‬و لكن ليس بالشكل المطبق في النموذج األنجلوسكسوني‪،‬‬
‫حيث يمكن لحملة األسهم التأثير على مجالس إدارة الشركات‪ ،‬و تعديل تشكيل هذه المجالس‪ ،‬و لكن يشترط‬
‫إجماع ‪ %50‬على األقل من المساهمين‪.‬‬

‫تمتاز الشركات التي تخضع للنموذج الالتيني أن هناك شركات يقوم بإدارتها مجلس إدارة واحد ( المجلس‬
‫التنفيذي) كما أنه طبقا للقانون الفرنسي فالشركات يمكن أن تختار ما بين أن يقوم بإدارتها مجلس إدارة واحد‪،‬‬
‫أو أن يقوم بإدارتها مجلسا إدارة هما التنفيذي و الرقابي‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بهيكل ملكية الشركات في النموذج الالتيني فنجد أنه يتميز بوجود شركات تخضع لسيطرة‬
‫الحوكمة‪ ،‬شركات تخضع للملكية العائلية‪ ،‬أي يمكن القول بأنه يوجد نوع من تركيز الملكية في شركات‬
‫النموذج الالتيني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Melyoki,. L., "Determinants of effective corporate governance in Tanzania" unpublished‬‬
‫‪PhD thesis University of Twente, The Netherlands, (2005), p: 32.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫تعتبر آليات السوق للرقابة على الشركات آلية غير نشطة في حق النموذج و تستخدم بشكل ضئيل و نجد‬
‫أن الدور الثانوي لهذه اآللية يرجع لوجود نسبة تركز في الملكية في الشركات التي تنتمي لهذا النموذج‪ ،‬فنسبة‬
‫تركز الملكية في فرنسا ‪ %48‬بينما إلى ‪ %87‬في ايطاليا‪ ،‬باإلضافة إلى وجود القوانين التي تقيد قابلية‬
‫األسهم للتحويل‪.‬‬

‫و فيما يتعلق بأسلوب ربط مكافآت اإلدارة العليا باألداء فهي محدودة االستخدام في هذا النموذج‪ ،‬كما أن‬
‫فرنسا هي الدولة الوحيدة في هذا النموذج التي تعتمد على أسلوب ربط مكافآت اإلدارة العليا باألداء‪.‬‬
‫و نأخذ حوكمة الشركات في فرنسا كمثال عن هذا النموذج‪:1‬‬

‫بدأ االهتمام بحوكمة الشركات في فرنسا بصدور تقرير فينو ( ‪ ) Vienot Report‬الذي نشرته سنة‬
‫‪ 1992‬بسبب مجموعة من العوامل أهمها‪ :‬العولمة‪ ،‬زيادة وجود المساهمين األجانب و خاصة صناديق‬
‫المعاشات األمريكية و ظهور صناديق المعاشات في فرنسا و الرغبة في تحديث سوق رأس المال في باريس‪.‬‬
‫ولقد تضمنت أهم توصيات تلك اللجنة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يضم كل مجلس إدارة عدد ال يقل عن عضوين من المديرين المستقلين‪.‬‬


‫‪ -‬يجب أن يحتوي كل مجلس إدارة على لجنة تشريعات تضم عضو مستقال واحدا على األقل و رئيس‬
‫مجلس الشركة‬
‫‪ -‬على الشركة أن تفصح كل سنة عن كيفية تنظيميها التخاذ الق اررات الهامة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون لكل مجلس إدارة لجان مراجعة و لجان المكافآت تتكون من ثالث مديرين على األقل‬
‫مع ضرورة استقاللية أحدهم‪ ،‬ويجب أن يشير كل مجلس إلى عدد االجتماعات التي تعقد من كل لجنة‬
‫سنويا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمديرين التنفيذيين وال لمديري إدارات الموظفين العمل في لجنة المراجعة ولجنة المكافآت‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يمتلك المديرون عدد معقوال و مناسبا من أسهم شركتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمدير التنفيذي االنضمام إلى أكثر من خمس مجالس باإلضافة إلى مجلس شركته‪.‬‬

‫و كانت المشكلة الرئيسية المتعلقة بتقرير ‪ Vienot‬هي أن االلتزام كان متروكا الختيار الشركات تماما‪ ،‬كما‬
‫لم تكن الشركة مطالبة ببيان التزامها بتطبيق هذه المبادئ‪.‬‬

‫‪ 1‬عمر علي عبد الصمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.33-32 :‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫كما صدر بعد ذلك تقرير( ماريني) في يوليو ‪ 1996‬و الذي اشتمل على عدد من المقترحات تمثلت في‬
‫أحداث تغييرات قانونية تغطي مجموعة كبيرة من الموضوعات التي يرتبط بعضها بشؤون حوكمة و إدارة‬
‫الشركات‪.‬‬

‫و قد كانت المشكلة األساسية في التجربة الفرنسية المتعلقة بحوكمة و إدارة الشركات هي عدم وجود التزام‬
‫سواء في تقرير( ‪ ) Vienot‬و تقرير ماريني إال أنه مع اشتداد قوة العولمة‪ ،‬و دخول اليورو و تدويل أسواق‬
‫رأس المال من المتوقع أن يلتزم عدد أكبر من الشركات الفرنسية بما توصل إليه التقريران من نتائج‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن تحديد األبعاد و الخصائص التي تستخدم لوصف االختالفات بين النماذج‬
‫الدولية لحوكمة الشركات‪ ،‬وتنحصر هذه األبعاد في‪:‬‬

‫‪ -‬وجهة النظر إلى الشركة ‪ The View of the firm‬و يقصد بهذا البعد هل يتم النظر إلى الشركة‬
‫على أنها آلية تستخدم لتعظيم ثروة المالك أم أنها كيان اجتماعي يسعى إلى تحقيق مصالح و‬
‫رغبات العديد من أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬فئة أصحاب المصالح الذين تتوافر لديهم قدرة التأثير على ق اررات اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬نظام مجلس اإلدارة‪ :‬هل يعتمد هذا النموذج على وجود مجلس إدارة واحد أم على مجلسين لإلدارة‬
‫‪ -‬وجود السوق الكفء للرقابة على الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز النسبي للملكية‪.‬‬
‫‪ -‬مكافأة اإلدارة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة العالقات في بيئة األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية تداول األوراق المالية في البورصة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النموذج الياباني‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫يتميز النموذج الياباني بأن للمؤسسات المالية دو ار أساسيا في هيكلة الحوكمة حيث يعين المساهمون‬
‫و البنك أعضاء مجلس اإلدارة‪ ، 1‬و خالفا للنماذج األخرى فإن الرئيس يتم تعيينه من قبل المساهمين و البنك‬
‫و أن طبيعة عالقة المجلس برئيس مجلس اإلدارة تتبع للهيكل أيضا‪ ،‬حيث يستشير الرئيس المجلس بالرغم‬
‫من أن مجلس اإلدارة عادة يصادق على ق اررات الرئيس و رغم أن المساهمين في النموذج الياباني يملكون‬
‫الشركة إال أن البنك الممول له الدور الرئيسي و أن االدارة التنفيذية تمارس الوظائف اإلدارية من خالل‬
‫مجلس اإلدارة‪ .‬في الحقيقة نجد أن البنك الممول يتدخل حتى بتزويد اإلدارة بالمدراء و يسيطر على الوظائف‬
‫االدارية أيضا‪.‬‬

‫كما يعتمد النظام الياباني على مفهوم أخالقي و نفسي أشير إليه بمصطلح العائلة‪ ،‬حيث يقضي بإنتماء‬
‫العمال و حاملوا األسهم و مجلس اإلدارة إلى الشركة كعائلة واحدة ومن هذا والء المعنيين و إخالصهم‬
‫للشركة العاملين بها‪ ،‬و ال شك أن ذلك ينعكس إيجاب على تسيير الشركات التجارية و إدارتها‪ ،‬و يسهم‬
‫بفاعلية في نجاحها و تقوية قدرتها التنافسية‪.‬‬

‫من خالل مقارنة النماذج الرئيسية في العالم لحوكمة الشركات يتبين بوضوح أن لكل منها ايجابيات و‬
‫سلبيات‪ ،‬غير أنه يالحظ كذلك أن تطبيقاتها ضمن مجتمعات متباينة لكل منها أنظمته القانونية و اإلقتصادية‬
‫و االجتماعية الخاصة‪ ،‬يزيد من ايجابيات النظام المتبع و يدني من سلبياته في حالة ما إذا إلتزم كل بلد‬
‫بالنموذج القريب من خصائصه‪ ،‬و بالتالي يستقر كنظام أمثل في ذلك المجتمع بالتحديد‪.‬‬

‫و من المالحظ كذلك عراقة تلك األنظمة و ثباتها‪ ،‬كما أن لكل منها أساس معين تنبني عليه المبادئ و‬
‫المفاهيم التي يقوم عليها ذلك النظام‪ ،‬فالنظام األلماني مثال يعتمد على مفهوم التمويل و الملكية‪ ،‬لذلك كان‬
‫للبنوك دو ار أساسيا في تسيير الشركات التجارية و إدارتها‪ ،‬بينما يعتمد النظام االنجلوسكسوني على مفهوم‬
‫قوة السوق‪ ،‬مما جعل لحاملي األسهم تأثي ار مباش ار في تسيير الشركات التجارية‪ ،‬و أما النظام الالتيني فهو‬
‫نموذج مختلط بين األلماني و األنجلوسكسوني‪ ،‬أما النموذج الياباني فيعتمد على مفهوم أخالقي و يعتمد على‬
‫الوفاء و االخالص للشركة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حوكمة الشركات في اإلقتصادات النامية و السواق الناشئة‬

‫‪1‬‬
‫‪J. Saba, "orphans in the storm : the challenge of corporate governance in transition‬‬
‫‪economy, In.J.,W., Libermanetal. between state and the market" . the world bank,‬‬
‫‪Washington G.C.1997,PP.121-130.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫تسود في إقتصادات العالم النامي ظروف و أوضاع فريدة تتميز بها أسواقها و مؤسساتها و حتى طبيعة‬
‫تعامالت شركاتها وهيكل الملكيات فيها بشكل قد يحجب خداعا أهمية مسألة ضرورية كحوكمة الشركات عن‬
‫األنظار ‪ ،‬في الوقت الذي تحتاج فيه البلدان النامية اكثر من غيرها الثبات تبنيها لمبادئ حوكمة الشركات‬
‫لتعزيز ثقة المستثمرين فيها و جذب استثمارات أكبر و بالتالي تحقيق النمو اإلقتصادي فيها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية اإلقتصادات اإل نتقالية و السواق الناشئة‬


‫‪ -1‬اإلقتصادات اإلنتقالية‪ :‬يعرف اإلقتصاد اإلنتقالي بأنه إقتصاد يتجه من إقتصاد تخطيط مركزي إلى‬
‫إقتصاد السوق الحر‪ ،‬و يتم في هذه المرحلة اإلنتقالية تحرير اإلقتصاد‪ ،‬حيث تتحكم قوى السوق‬
‫باألسعار بدال من جهات و هيئات التخطيط المركزي كما يتم إزالة الحواجز أمام التجارة و تبادل السلع‪،‬‬
‫كما يتم خوصصة المشاريع و الموارد المملوكة للدولة و العمل على إنشاء قطاع مالي لتسهيل حركة‬
‫رأس المال الخاص‪.‬‬

‫و وفقا لبعض كتاب صندوق النقد المالي (‪ )Oleh Havrylushyn & Thomas Wolf‬تتضمن‬
‫المرحلة اإلنتقالية عموما ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تحرير النشاط اإلقتصادي و األسعار و عمليات السوق بالترافق مع إعادة توزيع الموارد نحو‬
‫استخداماتها األكثر كفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير أدوات غير مباشرة موجهة نحو السوق لالستقرار اإلقتصادي الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق إدارة مشاريع فعالة و كفاءة إقتصادية‪ ،‬من خالل الخوصصة‪.‬‬
‫‪ ‬فروض قيود موازنة قاسية تقدم حوافز لتحسين الكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع إ طار مؤسساتي و قانوني لضمان حقوق الملكية و قواعد القانون و تعليمات شفافة لدخول‬
‫السوق‪.‬‬

‫بينما طور البنك األوربي للتعمير و التنمية ‪ EBRD‬مجموعة من المؤشرات لقياس التقدم في العملية‬
‫االنتقالية حيث كان أول تقرير في ‪ ،1994‬تلته عدة تقارير أخرى‪ ،‬حيث تتضمن مؤشرات اإلنتقال الكلية‬
‫لل ‪ EBRD‬مايلي‪:1‬‬
‫‪ ‬الخوصصة واسعة النطاق‪.‬‬

‫‪ 1‬كراجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.78-77 :‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ ‬الخوصصة ضيقة النطاق‪.‬‬


‫‪ ‬الحوكمة و إعادة هيكلة المشاريع ( حيث نالحظ أنه تم استعمال مصطلع الحوكمة كأحد مؤشرات‬
‫اإلنتقال اإلقتصادي)‬
‫‪ ‬تحرير األسعار‬
‫‪ ‬نظام للتجارة و تبادل العمالت‬
‫‪ ‬سياسة تنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح مصرفي و تحرير أسعار الفائدة‬
‫‪ ‬أسواق لألوارق المالية ومؤسسات مالية غير مصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح البنية التحتية‪.‬‬

‫‪ -2‬السواق الناشئة‬
‫البلدان ذات األسواق الناشئة هي تلك البلدان ذات نشاط األعمال أو النشاط االجتماعي الذي يدخل ضمن‬
‫عملية النمو و التصنيع السريع‪ ،‬و هناك حاليا ما يقارب ‪ 28‬سوق ناشئة في العالم‪ ،1‬أكبرها الصين و الهند‬
‫و في سبعينيات القرن الماضي انتشر مصطلح " الدول األقل نموا" من الناحية اإلقتصادية بالنسبة لألسواق‬
‫التي كانت أقل تطو ار من دول متطورة كالواليات المتحدة األمريكية و أوربا الغربية و اليابان‪ ،‬حيث كان من‬
‫المتوقع أن تقدم هذه البلدان قدرة أكبر على تحقيق أرباح لكنها أكثر خطورة من عدة نواحي و عوامل‪ ،‬غير‬
‫أن البعض قد شعر أن هذا المصطلح غير كاف من الناحية اإليجابية مما أدى إلى والدة عبارة " السوق‬
‫الناشئة" ‪ ،‬و لكن هناك نقص في دقة هذا المصطلح من حيث عدم وجود ضمان النتقال بلد من حالة "أقل‬
‫تطور" إلى حالة "أكثر تطور" ‪.‬‬

‫كما أن مركز مجتمعات المعرفة في تقرير " اإلقتصاد الناشئ" لعام ‪ 2008‬قد عرف اإلقتصادات الناشئة‬
‫أنها‪" :2‬تلك األقاليم من العالم التي تشهد نموا معرفيا سريعا في ضوء التصنيع المحدود الجزئي"‪.‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫نفس المكان‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و يبدو أن األ سواق الناشئة تتموضع في نقطة تقاطع بين سلوك المستهلك غير التقليدي و ظهور‬
‫مجموعات مستهلكين جدد‪ ،‬و تبني المجتمعات للمنتجات و الخدمات و االبتكارات في تكنولوجيا المنتج‪.‬‬

‫كما استخدم مصطلح " اإلقتصادات سريعة النمو" لإلشارة إلى األسواق الناشئة مثل اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ‪ ،‬التشيلي‪ ،‬ماليزيا التي تختبر نمو سريعا‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)5-1‬السواق الناشئة في العالم‬

‫‪Source: http://en.wikipedia.org/wiki/Emerging_markets,2015.‬‬

‫( تظهر األسواق الناشئة باللون األزرق)‬


‫و من خالل الشكل السابق تظهر الجزائر ضمن مجموعة األسواق الناشئة‪ ،‬حيث يمر اإلقتصاد الج ازئري‬
‫بمراحل اصالح هامة فهو يمثل إقتصاد إنتقالي كما أن سوق األوراق المالية هي سوق صغير في طور‬
‫االنشاء ( وليد)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفات (خصائص) بيئة حوكمة الشركات في اإلقتصادات اإل نتقالية‬


‫تتصف بيئة حوكمة الشركات في اإلقتصادات االنتقالية واألسواق الناشئة إما بعدم وجود أسواق مالية أو‬
‫بوجود أسواق غير كفؤة‪ ،‬و عقود غير مكتملة ‪ ،‬و إطار تشريعي أقل تطور و ملكيات مركزة‪ ،‬حيث تتسبب‬
‫الفجوة بين الدول المتقدمة و تلك التي مازلت في مراحل انتقالية بإحداث فروق في تطبيق النظريات‬
‫االقتصادية المختلفة كالنظرية النيوكالسيكية و نظرية الوكالة و غيرها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و تتمثل خصائص بيئة حوكمة الشركات في األسواق الناشئة أو اإلقتصادات اإلنتقالية إلى ما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬تركز هياكل الملكية و تتمثل في هيمنة الشركات التي تملكها العائالت و التي ليس لديها أسهم يتم‬
‫تداولها في أسواق األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل المرتكز على البنوك بشكل أساسي أكثر منه على األسواق المالية‪.‬‬
‫‪ ‬أسواق مالية ناشئة أو في طور اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف فعالية سوق الحوكمة الذي تعمل فيه آليات الحوكمة الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬قلة عدد الشركات الكبيرة ذات األسهم الجيدة‪.‬‬
‫‪ ‬التقاليد و األعراف و القوانين السائدة و نماذج االلتزام‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مستوى واحد لمجالس اإلدارة على األغلب‪.‬‬
‫‪ ‬المكافآت غير المالئمة و غير المرتبطة بشكل فعال باألداء للمدراء و أعضاء مجلس اإلدارة في‬
‫شركات هذه األسواق‪.‬‬
‫‪ ‬اتسام الكيان العام إلقتصادها بعدد كبير من المشاريع الصغيرة التي تعب دو ار حيويا في تشجيع‬
‫الصادرات و خلق فرص العمل و تحفيز معدالت النمو‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلطار المالئم لحوكمة الشركات في السواق الناشئة‬


‫يعتمد النظام الجيد لحوكمة الشركات على مجموعة متكاملة من الضوابط الداخلية و الخارجية تمثل في‬
‫حد ذاتها شقي نظام حوكمة الشركات‪ ،‬الممارسات الشركاتية و البنية المؤسساتية و التي ينبغي على الدول‬
‫النامية أن تأخذها بعين االعتبار عند تصميم اإلطار المالئم لحوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪ -1‬الضوابط الداخلية‬
‫تتمثل الضوابط الداخلية في الترتيبات التي تتخذ داخل الشركة بقصد تقليل المخاطر إلى أدنى حد بتحديد‬
‫العالقات بين المديرين و المساهمين و أعضاء مجلس اإلدارة و أصحاب المصلحة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Elena Miteva,” Advicing the corporate governance agend in middle east and north of‬‬
‫‪Africa : survey of recent developments", working group no:5 CIPE,MENA-OECD, investment‬‬
‫‪programmemt, 2009, pp: 7- 11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Elgamal M,A., elmegharbel et Inanoglu M H,” beyond credit: A taxonomy of SMEs and‬‬
‫‪financing methods for arab countries”, the Egyptian center for economic studies (eces), may‬‬
‫‪2001, working paper n 57, available online at: http:// www.eces.org.eg.‬‬
‫مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪" CIPE‬دليل تاسيس حوكمة الشركات في االسواق الصاعدة" يوليو ‪ ،2005‬متاح على‬ ‫‪3‬‬

‫‪.http://www.cipe-arabia.org‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫إن تطبيق أي من نظامي حوكمة الشركات في ظل اإلقتصادات اإلنتقالية قد يخفق في تحقيق المنافع‬
‫المتوقعة ألي منها ببساطة ألن الظروف و األوضاع و الشروط الالزمة لنجاحها و استمرارها غير موجودة‬
‫أو غائب‪.1‬‬

‫فنظام الخارجيون يعتمد على سوق أرسمال قوي يؤدي وظيفته بجدارة و يتم تبادل المعلومات فيها بسرعة‬
‫و شفافية‪ .‬و فقط في مثل هذا السوق من المتوقع أن يجني اقتصاد الدولة الثمار المنتظرة من هذا النموذج‪.2‬‬

‫و من الواضح أ ن معظم هذه االقتصادات ال تملك مثل هذه السوق في الوقت الحالي خاصة مع‬
‫االنخفاض النسبي في معدالت التداول الجارية بأسواق األوراق المالية المحلية (البورصات) و ضآلة الشركات‬
‫المسجلة فيها‪.3‬‬

‫أما نظام الداخليون فيعتمد بشدة على المؤسسات المالية كما سبق اإلشارة إليه و التي تمارس دو ار رقابيا‬
‫اشرافيا على اإلدارة و تستخدم المعلومات التي لديها كمستثمر و مالك في الشركة‪ -‬أي كطرف داخلي فيها‪-‬‬
‫و هو ما يعني أ ن يكون لدى المؤسسات المالية ذاتها الحوافز المناسبة لممارسة دورها و وظيفتها في هذا‬
‫النظام‪ .‬و لكي يحدث ذلك يجب أن يكون النظام المصرفي ككل في الدولة نظاما تنافسيا قويا‪ ،‬و إن انتفى‬
‫هذا الشرط فمن غير المرجح أن يعود نظام الحوكمة بالنفع على إقتصاد البالد التي تطبقه خاصة و أن هناك‬
‫خطر متالزم و متاصل لهذا النظام و هو احتمالية التواطؤ القائم بين اإلدارة و المؤسسات المالية التي تؤدي‬
‫دورها الرقابي ما لم تكن هناك بيئة تنافسية صالحة في سوقها‪.4‬‬

‫و مثل هذه البيئة التنافسية مرة أخرى ال تتوافر لدى العديد من المؤسسات المالية في عدد كبير من الدول‬
‫النامية التي ال تزال معظمها في طور الخوصصة و امتالك الدولة و سيطرتها على معظم مؤسساتها المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Stephen,f. and Backhaus,j., “corporate governance and mass privatization: a theoretical‬‬
‫‪investigation of transformation in legal and economic relationship” journal of economic‬‬
‫‪studies, vol 30 no ¾ , 2003, pp 389-468.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op., cit.,‬‬
‫‪ 3‬رانية عزمي‪" ،‬مقومات تكامل اسواق االوراق المالية العربية و دورها في تنشيط االستثمار العربي البيني"‪ ،‬مؤتمر توفيق‬
‫بيئات عمل منظمات األعمال‪ :‬اداة التكامل االقتصادي العربي في مواجهة تحديات العولمة‪ ،‬المؤتمر ‪ ،4‬جامعة االسكندرية‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ 11-9 ،‬سبتمبر‪.295 -267 ،2004‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Carati, and Rada., “ Convergence of Corporate Covernance Systems” managerial finance,‬‬
‫‪vol 26, n 10, 2000, pp: 66-83‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫و عليه بات جليا اآلن أن ممارسات و اجراءات تطبيق حوكمة الشركات دوليا من غير الممكن أن تتوحد‬
‫أو تتماثل عبر الدول نظ ار الختالف األوضاع و الظروف القائمة في كل منطقة و بلد بل و في كل صناعة‬
‫أو حتى شركة فضال عن اختالف الهياكل القانونية و القيم الثقافية التي تعتنقها البلدان المختلفة‪.‬‬

‫و لقد كانت هناك عدة محاوالت من بعض الدول النامية لمضاهاة ممارسات الحوكمة في البلدان المتقدمة‬
‫أدت في نهاية المطاف إلى إحداث الكثير من االضطرابات اإلقتصادية و االجتماعية و حتى التشريعية‬
‫لتؤكد على حقيقة أن مشاكل حوكمة الشركات ال تنتهي بمحاكاة أفضل الممارسات لبعض الدول المتقدمة و‬
‫هو ما جعل البعض ينظر إليها على أنها مجرد "نزوة اقتصادية " ‪ economic fad‬ستصحح نفسها‬
‫بنفسها بمجرد فشك البلدان في تطبيقها‪.1‬‬

‫و عليه فإن لكل منطقة إطار خاص بها لحوكمة شركاتها على المستوى الكلي ‪ macro‬يتناسب مع‬
‫ظروفها و أوضاعها المحلية و يتفق ذلك على المستوى الجزئي ‪ .micro‬و لذا يتعين بداهة تكييف و تعديل‬
‫اجراءات و ممارسات الحوكمة بما يتناسب مع الحاجات المحلية لإلقتصادات اإلنتقالية ‪ ،‬و ألن حوكمة‬
‫الشركات تعني بمفهومها األوسع كيفية وضع هيكل مناسب يسمح بقدر كبير من الحرية في ظل سلطة‬
‫القانون و الضوابط الداخلية و الخارجية‪ ،‬فإن هناك ارشادات و مبادئ أساسية محددة ال يمكن تجاهلها في‬
‫هذا المضمار حيث تصلح أن تكون إطا ار مالئما يمكن األخذ به في اإلقتصادات اإلنتقالية و األسواق‬
‫الناشئة‪.‬‬
‫ففي دراسة ميدانية اثبتتها تجارب الوكالة األمريكية للتنمية الدولية و مركز المشروعات الدولية الخاصة‬
‫على اقتصادات بلدان العالم النامي اتضح أنه يتين عليها أن تمر بخمس مراحل ضرورية لتبني و إرساء‬
‫القواعد و االجراءات الالزمة إلرساء حوكمة الشركات‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬المراحل الخمس لالطار المالئم‬

‫‪1‬‬
‫‪Bhasa,M, P,.,” Global Corporate Governance: debates, and challenges”, vol 4, 2004, pp:5-‬‬
‫‪17.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sullivan,j,& sambunaris,g., “creating a sustainable corporate environment” e-journal USA:‬‬
‫‪Economic perspectives, vol 10, no 9, February 2005,‬‬
‫‪ 3‬ايمان احمد عزمي‪" ،‬حوكمة الشركات في االقتصادات النامية (الوضع القائم و االطار المالئم)"‪،‬المؤتمر العلمي الخامس‬
‫حول حوكمة الشركات و ابعادها المحاسبية و االقتصادية ‪ ،‬االسكندرية ‪ 10-8‬سبتمبر ‪ ،2005‬ص ص‪.432-429 :‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬رفع مستوى الوعي السائد‪ :‬البداية عادة تتم برفع مستوى الوعي السائد عن مفاهيم‬
‫حوكمة الشركات في البلدان النامية و محاوالت تطبيقها في السياق المحلي حيث تركز الجهود األولية‬
‫على ترسيخ اإلدراك لدى الحكومات و األوساط التجارية بفوائد حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬وضع القوانين الوطنية‪ :‬ما أن يبرز الوعي في األوساط التجارية لدى بلدة نامية ما حتى‬
‫يصبح باإلمكان البدء في عملية تحديد مبادئ السلوك المحلية التي يتعين اإلمتثال لها و االنصياع‬
‫لممارساتها‪ .‬و غالبا ما يبدء وضع القوانين الوطنية باإلعتماد على مبادئ منظمة التعاون و التنمية‬
‫اإلقتصادية (سبق ذكرها) كقاعدة و معيار يتم االنطالق منها لوضع و تطوير األطر القانونية‬
‫و المؤسستية الالزمة لتطبيق حوكمة الشركات في أي من الشركات العامة أو الخاصة سواءا المتداولة أو‬
‫غير المتداولة بأسواق المال‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬مراقبة و متابعة عمليات التطبيق ‪ :‬عندما يتم رسميا تبني قانون وطني لحوكمة الشركات‬
‫يكون من الضروري توضيح مدى تقيد و التزام الشركات به‪ .‬تقليديا كانت أسواق األوراق المالية‬
‫( البورصات) هي الضامن للتقيد و االلتزام بممارسات الحوكمة من خالل متطلبات اإلدراج فيها لكن‬
‫الوضع تغير اآلن و لم تعد كافية بمفردها خاصة و أن البورصات في الدول النامية إن وجدت ال‬
‫تحضى بحصة كبيرة تتسم باألهمية من النشاطات االقتصادية‪ ،‬و لذا فإنه بموازاة انشاء البورصات‬
‫المحلية يكون لزاما انشاء و تطوير المؤسسات الحكومية الالزمة لمراقبة و متابعة صناعة التعامل‬
‫باألوراق المالية كجمعيات الشركات التجارية و الصحافة و اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الرابعة‪ :‬التدريب على المسؤوليات الجديدة ‪ :‬بعد أن يتم وضع اإلطار المناسب للحوكمة تقع‬
‫مسؤوليات جديدة على عاتق المديرين التنفيذيين في الشركات و أعضاء مجلس اإلدارة حيث يتعين أن‬
‫يقوم قطاع الشركات بتعليم هؤالء كيفية آداء األدوار المنسوبة لهم كما يجب‪ .‬و مثال على ذلك ما قامت‬
‫به روسيا بعد أن تم إصدار قانون حوكمة الشركات فيها حيث عكف معهد المديرين الروسي على تنظيم‬
‫سلسلة مكثفة من الدورات التدريبية لكبار موظفي الشركات في مختلف أنحاء البالد‪ .‬كما أن هناك أمثلة‬
‫أخرى يمكن االسترشاد بها‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الخامسة‪ :‬إظفاء الطابع المؤسساتي على الحوكمة ‪ :‬تأتي هذه المرحلة األخيرة عندما يتقبل‬
‫الوسط التجاري في إقتصاد البلد المعني الحوكمة كجزء طبيعي و مفيد من القيام باألعمال التجارية و‬
‫تكون المؤسسات التي تدعم التطبيق و االلتزام و اإلمتثال لقواعد الحوكمة قد أضحت ثابتة في مكانها‪ .‬و‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫تشمل هذه المؤسسات على سبيل المثال المؤسسات الحكومية كالنظام القضائي الذي يحكم في النزاعات‬
‫بشكل عادل و مستقر و كذا تشمل مبادرات القطاع الخاص كالمعاهد الوطنية للمديرين‪.‬‬

‫على الجانب األخر فإن المشكلة الرئيسية في هذا الصدد ال تكمن في كيفية صياغة القوانين و القواعد و‬
‫و اإلرشادات المنظمة لحوكمة الشركات إنما تكمن المشكلة في كيفية تطبيق هذه القوانين بصورة مجدية و‬
‫فاعلة‪.‬‬

‫كما أن هناك مشاكل أخرى الفتة للنظر و هي أن كثير من اللوائح في مجال الحوكمة في البلدان النامية‬
‫لم تنجح في تناول بعض المسائل المتعلقة بحوكمة الشركات بما فيها تلك التي ارستها ‪.OECD‬‬

‫و تعد هذه نقطة هامة ذلك أن القواعد ال تطبق على جميع الشركات بالتساوي فهي ال تمتد للشركات‬
‫التي لم تسجل في سوق األوراق المالية و كثير من هذه الشركات تتم في القطاع غير الرسمي بل و عدد‬
‫كبير منها عائلي حتى إن ‪ %90‬أو أكثر من الصفقات التي تتم في العالم تتم عن طريق شركات عائلية أو‬
‫خاضعة إلدارة عائلية ( ‪.)cipe,2005‬‬

‫لذلك فان هناك ضغوطا متزايدة إلضافة المزيد من آليات التنفيذ بطريقة تتوافق مع اجراءات التوجه نحو‬
‫السوق‪.‬‬
‫و في سبيل تحقيق ذلك توجد عدة آليات تنفيذية في سياق اإلطار المالئم لحوكمة الشركات في اإلقتصادات‬
‫اإلنتقالية و األسواق الناشئة على المستويين الكلي و الجزئي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضوابط الخارجية (آليات التنفيذ على المستوى الكلي ) ‪ :1‬تتمثل في‬
‫‪ ‬تعزيز فهم طبيعة حوكمة الشركات من خالل األبحاث و المؤتمرات و سياسات الحوار الرسمية و‬
‫غير الرسمية حول هذا المفهوم على أ ن يتم ذلك في معية صانعي القرار في القطاعين العام و‬
‫الخاص و مراقبي تطبيق القوانين التنظيمية و الشركات نفسها و المستثمرين و أصحاب المصالح‪،‬‬
‫كما يمكن االستعانة بالبرامج التي أعدتها كل من منظمة التعاون و التنمية االقتصادية و منظمة‬
‫التمويل الدولي و مركز المشروعات الدولية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬ايجاد مؤسسات رقابية تنظيمية و قضائية و تشريعية تسند إليها مهمة تنفيذ و متابعة آليات تطبيق‬
‫قوانين حوكمة الشركات على أن تتبع في ذلك النهجين الطوعي و االلزامي عند ممارستها لمهامها و‬

‫‪ 1‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫أن تستخدم نظاما لقياس األداء و التقييم و المتابعة تأخذ محتواها و طبيعتها من المجتمع الذي‬
‫تستخدم فيه‪.‬‬
‫‪ ‬خلق حضور فعال لحملة األسهم في جميع الشركات يصب في المصلحة الوطنية دعما للمبدأ‬
‫األساسي القائل بأنه ال يجوز وجود سلطة بدون مساءلة و ذلك بإنشاء مجالس محلية على المستوى‬
‫الوطني تضمن تفعيل هذا الحضور من خالل الوكاالت و الدوائر الحكومية في السلطتين التنفيذية و‬
‫القضائية و أسواق األوراق المالية و الكيانات األخرى المشابهة و المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬ايجاد حلقة وصل و شبكات اتصال مؤسساتية بين القطاعين العام و الخاص في األسواق الناشئة‬
‫تقوم على إحداث المزج بين الخب ارت الدولية و المعارف المحلية من أجل التوصل إلى وضع آليات‬
‫لتحسين الحوكمة الذاتية في الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسترشاد بتجارب الدول النامية في مجال الحوكمة الفعالة كإنشاء معاهد التدريب للمديرين في‬
‫روسيا سنة ‪ ،1998‬و مبادرات قادة القطاع الخاص في مصر سنة ‪ 1999‬من خالل المركز‬
‫المصري للدراسات االقتصادية‪ ،‬و برامج تدريب الصحافيين في كولومبيا سنة ‪ 2002‬و غيرها و‬
‫يمكن اإلستعانة بالجهات القائمة على إرساء مبادئ الحوكمة في البلدان النامية كمركز المشروعات‬
‫الدولية الخاصة ‪ CIPE‬من خالل دليله في تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪.‬‬

‫و ترى الباحثة‪ ،‬أن تطبيق حوكمة الشركات في األسواق الناشئة يجب أن يبدأ بتنفيذ الخطوات السهلة و‬
‫البسيطة على مستوى الشركة ‪ ،‬ثم اإلنتقال إلى تعديل تلك الخطوات و التعامل معها حسب خصائص البيئة‬
‫التي تتواجد بها األسواق ثم اإلنتقال إلى المعايير و الضوابط المعمول بها و اشراك المستثمرين فيها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫خالصة‪:‬‬

‫بعد دراستنا لهذا الفصل الخاص بالتأصيل الفكري لحوكمة الشركات يمكن أن نستنتج أنه‪:‬‬

‫‪ -‬ظهرت حوكمة الشركات بسبب انفصال الملكية عن التسيير‪ ،‬و زاد االهتمام بها بعد سلسلة األزمات‬
‫المالية التي شهدتها أسواق دول جنوب شرق آسيا و كذلك أحداث الفشل التي لحقت بأكبر الشركات ‪ ،‬حيث‬
‫ساهمت هذه الظروف و العوامل في وضع مجموعة من المبادئ التي تضمن االستغالل األمثل لموارد‬
‫الشركة و تحقيق أهداف أصحاب المصالح و تعتبر كوسائل استرشادية يعتمد عليها لتطبيق الحوكمة ‪ ،‬كما‬
‫بذلت المنظمات الدولية العديد من الجهود في سبيل وضع هذه المبادئ األساسية التي تقوم عليها حوكمة‬
‫الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬يحتاج تطبيق حوكمة الشركات إلى مجموعة من األطر المؤسسية و التشريعية ‪ ،‬كما تتطلب وجود أسواق‬
‫كفؤة و تنافسية أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن هناك عدة نماذج لتطبيق حوكمة الشركات تختلف من دولة إلى أخرى حسب ظروف و خصائص‬
‫بيئة أعمال كل دولة‪ ،‬و من أهم هذه النماذج النموذج الداخلي للحوكمة و النموذج الخارجي و اللذان يمكن‬
‫التمييز بينهما من خالل درجة تركز أو تشتت الملكية‪ ،‬طبيعة مجلس اإلدارة‪ ،‬درجة نشاط األسواق المالية‬
‫و غيرها‪.‬‬

‫‪ -‬تحتاج البلدان النامية و األسواق الناشئة أكثر من غيرها لتبني مبادئ الحوكمة من أجل جلب المزيد من‬
‫االستثمارات‪ ،‬كما تتصف بيئة حوكمة الشركات في االقتصادات اإلنتقالية واألسواق الناشئة إما بعدم وجود‬
‫أسواق مالية أو بوجود أسواق غير كفؤة‪ ،‬و عقود غير مكتملة ‪ ،‬و إطار تشريعي أقل تطور و ملكيات مركزة‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التأصيل الفكري لحوكمة الشركات‬

‫لذا و من أجل تطبيق الحوكمة بها يوجد هناك مجموعة من اآلليات الداخلية (على مستوى الشركة) و أخرى‬
‫خارجية (على المستوى الكلي) و التي يمكن أن تعتمد عليها الشركات و ذلك باتباع خمس خطوات متتابعة‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
1

(Roxonati)

55
1

56
1

57
1

58
1

59
1

60
1

61
1

62
1
AICPA

63
1

64
1

65
66
1

67
1

68
1

3
VALIN G controlor & auditor .

69
1

70
1

71
1

1
Obert Robert, marie- comptabilite et audit
p:185
2

72
1

AICPA

73
1

74
1

IIA

75
1

COSO
2
AICPA

System

2
Glossary
www.theiia.org/guidance/standards-ana-guidance/ippf/standards/full-standards ) (23\03\2010
3
Committee of sponsoring organizations of the tread way

76
77
78
Source: ATH guides « audit financier, guide pour l audit de l information
financiere des entreprises et organisation », clet, paris, 1987, p :117.

79
1

IFACI

1
:
61
2
institut Français de l audit et du controle interne, definition de l audit interne, [on line]
(available at: www.IFACI.com ) visited 04/01/201
3
The Institute of
www.theiia.org,visited 04/01/201
4

80
Control1

2213.A1

2213.A2

2213.A3

2213.C1

2213.C2

The Institute of Internal Auditors,


1
Practice of Internal Auditing - 10.

81
Sarbanes- Oxley Act of 2002
1

1
The Institute of Internal Auditors, Standards for Standards Professional
Practice of Internal Auditing

2
Practical Considerations Regarding Internal Auditing Expressing On
Opinion On Internal Control

82
83
1

84
% %

85
1

86
1

87
1

1
SAADI N-E, Mazouz ,
p:27

88
1

89
1

ONECC

1
Nacer-
tome 1, SNC, Alger 1993, p:31
2

90
SCF

NANA
ISA

91
1

92
1

comptes consolides

93
SPA
EURL SARL
1

94
1

1
Tahar Hadj S Le Caummisaire aux Comptes , Dahleb, Alger, 2007, p:179.

95
96
1

97
1

98
1

99
100
1

101
1

102
CSC

103
1

104
50MF/CAH/11
1

1
Avis de liquidation,
comptables commissaires aux comptes et comptable agrees, LIBERTE du 17/07/2011.
2

105
106
1

107
108
109
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ترتبط أهمية مهنة المراجعة ارتباطا وثيقا بنوعية الخدمات التي تقدمها لعمالئها و كافة المستفيدين من‬
‫خدماتها‪ ،‬لذا كان لزاما على مراجعي الحسابات ضمان الكفاية الفنية ‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬الموضوعية و االستقالل‬
‫عند إعداد تقاريرهم‪ .‬حيث يرى المجتمع المالي أنه يجب على المراجع اكتشاف األخطاء الجوهرية التي تؤثر‬
‫على القوائم المالية و أن يضمن موثوقية هذه األخيرة و سالمتها‪ ،‬في حين يرى أغلب مراجعي الحسابات أن‬
‫أداءهم يجب أن يكون في إطار معايير المراجعة المتعارف عليها‪ ،‬لذا فإن توقعات مستخدمي القوائم المالية‬
‫من عملية المراجعة تزيد كثي ار عن االنجازات التي تقدم لهم‪ ،‬و من خالل هذا اإلختالف في األراء يظهر ما‬
‫اصطلح عليه بـ "فجوة التوقعات في المراجعة" ‪. Audit Expectation Gap‬‬

‫و قد شهدت أدبيات المراجعة و خاصة في العقدين األخيرين محاوالت عديدة لفهم و تحديد نطاق الفجوة‬
‫الموجودة بين مراجعي الحسابات من جهة و المجتمع المالي من جهة أخرى‪ ،‬و أسباب تلك الفجوة فيما يتعلق‬
‫بالتوقعات المرتبطة بأهداف عملية المراجعة‪ ،‬طبيعة عمل و مسؤوليات مراجع الحسابات في تنفيذها‪ ،‬و‬
‫أهمية ما تقدمه هذه العملية لألطراف المستفيدة‪.‬‬

‫حيث سنتناول في هذا الفصل‪ :‬نشأة و تطور فجوة التوقعات ‪ ،‬مكونات الفجوة و سبل تضييق و أخي ار‬
‫احتياجات مستخدمي القوائم المالية من المهنة‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المبحث ال ول‪ :‬نشأة و تطور فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫شهدت أدبيات المراجعة في العقود األخيرة محاوالت عديدة لفهم و تحديد نطاق و أسباب الفجوة الموجودة‬
‫بين مراجعي الحسابات و المستفيدين من خدماته من أجل ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة‪ ،‬حيث‬
‫سنحاول من خالل هذا المبحث التعرف على نشأة الفجوة‪ ،‬مفهومها‪ ،‬و أسبابها‪.‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬التأصيل التاريخي لفجوة التوقعات حسب البلدان ال كثر اهتماما بها‬
‫يعتبر ‪ Liggio‬أول من استعمل مصطلح فجوة التوقعات و ذلك في سنة ‪ ،1974‬حينما أشار إلى أن‬
‫سبب الفجوة يرجع إلى اختالف جودة و مستوى األداء المهني للمراجعة عن المتوقع من أن يحققه‪ ،‬في حين‬
‫أنه بدأ االهتمام بمشكلة فجوة التوقعات على الساحة الدولية قبل ذلك ‪ ،‬حيث يرجع التطور التاريخي لفجوة‬
‫التوقعات عبر مختلف الدول كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المملكة المتحدة‪ :‬شهدت الفترة األخيرة من القرن ‪ 19‬البداية المبكرة لفجوة التوقعات‪ ،‬حيث أشار البعض‬
‫إلى أنه " رغم وجود نصوص قانونية في الئحة الشركات الصادرة عام ‪ 1862‬تلزم مراجعي الحسابات‬
‫بالتقرير للمساهمين عما اذا كانت الميزانية تعرض بعدالة المركز المالي للمنشأة فإن دور مراجع الحسابات و‬
‫مسؤولياته لم تلق القبول العام و ظلت موضع الكثير من الجدل"‪.1‬‬

‫كما أن حدوث العديد من حاالت الفشل و اإلفالس في تلك الفترة تم النظر إليها على أنها فشل في عملية‬
‫المراجعة‪ ،‬كذلك فإن التأكيد الزائد على أن دور م ارجع الحسابات هو اكتشاف الغش و األخطاء قد أدت‬
‫بالعمالء و المستثمرين و العامة إلى وضع ثقة مطلقة في امكانيات و قدرات المراجعة‪ ،‬مما أعطى‬
‫لمستخدمي القوائم المالية انطباعا بأن مهنة المراجعة تملك قدرات و امكانيات تمكن من تلبية جميع‬
‫التوقعات‪ ،‬غير أن مصطلح فجوة التوقعات لم يستخدم بصراحة‪.‬‬

‫و في القرن ‪ 20‬اشارت األدلة إلى انتقاد مراجعي الحسابات لفشلهم في اكتشاف الغش و القصور في‬
‫تقارير المراجعة‪ ،‬و تكوين األحكام المهنية الخاطئة بخصوص المعالجات المحاسبية التي تتبناها الشركة‪ ،‬و‬

‫‪1‬‬
‫‪Humphrey Christopher., Moizer,Piter.,& Turley Stuart, ”the audit expectations gap in‬‬
‫‪Britain: an empirical investigation”, accounting and business research, vol, 23,no 91 A,‬‬
‫‪1993, pp:395-411‬‬
‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫لذلك قامت لجنة معايير المحاسبة بانجلت ار ‪ Accounting Standards Committee‬باصدار ما يسمى‬
‫بتقرير الشركة ‪ corporate rapport‬في عام ‪ .1970‬و مع تزايد الضغوط و االنتقادات على المهنة في‬
‫المملكة المتحدة تم تطير معايير المراجعة سنة ‪1980‬من قبل لجنة ممارسة المراجعة‪ .‬و في سنة ‪ 1986‬قام‬
‫معهد المحاسبين المعتمدين و ويلز ‪ ICAEW‬بإعداد تقرير حول مستقبل المراجعة‪ ،‬حيث أشار أنه هناك‬
‫فجوة كبيرة بين نظرة الجمهور للدور الذي يؤديه مراجع الحسابات و نظرته لهذا الدور‪ ،‬و تضمن التقرير‬
‫أربعة أهداف‪:1‬‬

‫دراسة تاريخ فجوة التوقعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬جمع أدلة اثبات وجود الفجوة و تحديد نوع الفجوة الموجودة آن ذاك‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد العوامل المرتبطة بمهنة المراجعة التي أدت إلى فجوة توقعات المراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم اقتراحات لتضييق الفجوة‪.‬‬

‫و نظ ار ألن فجوة التوقعات باتت قضية مألوفة في المملكة المتحدة‪ ،‬فإن لجنة ممارسة المراجعة ‪APB‬‬
‫قامت سنة ‪ 1992‬باصدار ثالث وثائق مهمة ‪ ،‬حيث األولى اختصت بمناقشة و تطوير دور و نطاق‬
‫المراجعة لتلبية االحتياجات المتغيرة و التأكيد على استقاللية مراجع الحسابات‪ ،‬أما الثانية و الثالثة فتعلقا‬
‫بمحاولة تخفيض سوء فهم المراجعة الحالية ‪ ، 2‬لكن إلى غاية اليوم مازال الباحثين يقومون بالدراسات في هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الواليات المتحدة المريكية‪ :‬كانت بداية ظهور فجوة التوقعات في الواليات المتحدة األمريكية في بداية‬
‫القرن العشرين عندما تم تشكيل لجنة مسؤوليات المحاسبين القانونيين‪ ،‬كما استخدم مفهوم فجوة التوقعات من‬
‫قبل إحدى اللجان التي شكلت في سنة ‪ 1974‬و هي لجنة كوهين ‪ Cohen commission‬حيث ذكرت‬
‫أنها تعبر عن ما يجب علي مراجعي الحسابات عمله أو ما يستطيعون عمله بمعقولية لمقابلة تلك التوقعات‪،‬‬
‫و قد اصدرت اللجنة تقريرها المبدئي في سنة ‪ 1978‬بعد دراسة مستفيضة أين وجدة أن سبب الفجوة يعود‬

‫‪1‬‬
‫‪Humpher et all, op., cit, p:393.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Brown, Tom., David,H., & John Innes, “the review report” accounting and business research‬‬
‫‪1993, p:13.‬‬
‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫إلى فشل مجتمع مهنة المحاسبة من التجاوب بشكل سريع بما يكفي مع البيئة المتغيرة‪ ،‬حيث أوصت بضرورة‬
‫العمل على تضييق فجوة التوقعات و معالجتها‪. 1‬‬

‫كما صدرت مبادرة من ‪ AICPA‬عام ‪ 1974‬مهمتها إعداد النتائج و التوصيات المتعلقة بالمراجع القانوني‪،‬‬
‫كما أنها معنية أساسا بما اذا كان هناك فجوة بين ما يعتقدة المجتمع و ما يحتاجه و ما يمكن أن يتوقع‬
‫بمسؤولية المراجع القانوني القيام به بشكل معقول‪ ،‬و إذا وجدت مثل هذه الفجوة فإنها تحتاج الى البحث عن‬
‫طريقة لحل و تصفية هذا التباين"‪.2‬‬

‫‪the treadway‬‬ ‫و في جوان ‪ 31985‬جرى تشكيل لجنة التقرير المالي اإلحتيالي الوطنية‬
‫‪ commission fraudulent financial reporting‬من خالل تعاون خمسة منظمات دولية من خاللها‬
‫‪ AICPA‬و ذلك بهدف تحديد العوامل التي تسهم في التقرير المالي اإلحتيالي‪ ،‬و تطوير مقترحات هادفة و‬
‫عملية للتقليل من حدوث هذه المشكلة‪.‬‬

‫و بعد سنتين من التحقيق أصدرت لجنة ‪ Treadway commission‬تقريرها و الذي تضمن مجموعة‬
‫من االستنتاجات الهامة و منها " أن المسؤولية الرئيسية عن التقرير اإلحتيالي بقى على عاتق إدارة و مجلس‬
‫إدارة الشركة التي تصدر التقرير‪ ،‬و وجدت أن دور مراجع الحسابات المستقل ثانويا مقارنة باإلدارة و مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬لكنه حاسم و أساسي في اكتشاف و منع التقرير المالي اإلحتيالي‪.4‬‬

‫و في فيفري ‪ 1987‬أصدر مجلس معاير المراجعة ‪ ASB‬مسودات لتسع ‪ 9‬نشرات تتعلق بشرح معايير‬
‫ممارسة المهنة و بعد مراجعة حوالي ‪ 1200‬رسالة تعليق وافق المجلس على إصدار ‪ 9‬نشرات جديدة‬

‫‪1‬وليم توماس‪ ،‬امرسون هنكي‪ "،‬المراجعة بين النظرية و التطبيق" ترجمة احمد حامد حجاج‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.66 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪American Institute of Certified public Accountants AICPA, “the treadway commission:‬‬
‫‪fraudulent financial reporting”, the journal of accountancy, centennial issue, april1987,p:92.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪AICPA, op., cit, p;36‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Kell, Walter G,& Boyton William, “Modern Auditing”, 5th ed John Wiley & Sons, Inc, New‬‬
‫‪york, 1992, pp: 87-88.‬‬
‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫لمعايير المراجعة‪ .‬و يوضح الجدول التالي‪ :‬المعايير و الغرض الرئيسي منها و التي أطلق عليها معايير‬
‫فجوة الوقعات‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)1-3‬نشرات معايير فجوة التوقعات الصادرة عن مجلس معايير المراجعة ‪ ASP‬التابع للمعهد‬
‫المريكي للمحاسبين القانونيين ‪ AICPA‬في سنة ‪.1988‬‬

‫اكتشاف الغش و التصرفات غير القانونية‬

‫مسؤولية مراجع الحسابات عن اكتشاف االخطاء و المخالفات و التقرير عنها‬ ‫‪SAS 53‬‬

‫التصرفات غير القانونية من قبل الزبائن‬ ‫‪SAS54‬‬

‫مراجعة أكثر فاعلية‬

‫مراعاة هيكل الرقابة الداخلية عند مراجعة القوائم المالية‬ ‫‪SAS55‬‬

‫االجراءات التحليلية‬ ‫‪SAS 56‬‬

‫مراجعة التقديرات المحاسبية‬ ‫‪SAS 57‬‬

‫تحسين االتصال الخارجي‬

‫التقرير عن القوائم المالية المراجعة‬ ‫‪SAS 58‬‬

‫تقييم مراجع الحسابات لقدرة المنشاة على االستمرار في النشاط‬ ‫‪SAS 59‬‬

‫تحسين االتصال الداخلي‬

‫االتصال بالرقابة الداخلية في األمور المهمة ذات العالقة بالمراجعة‬ ‫‪SAS 60‬‬

‫االتصال بلجان المراجعة‬ ‫‪SAS 61‬‬

‫‪Source: Guy & Sullivan ,op., cit., 1988, p: 37.‬‬

‫و في عام ‪ 1993‬قام المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين ‪ AICPA‬بدراسة اهتمامات المجتمع و أوصى‬
‫بضرورة تحسين معايير تقارير المراجعة فضال عن توصيات أخرى لتحسين األداء‪.‬‬

‫وال يزال البحث جاريا في هذا الموضوع حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫ثالثا‪ :‬كندا‪ :‬اكتشفت لجنة ‪ Adam‬المنبثقة عن المجمع الكندي للمحاسبين القانونيين ‪ CICA‬خالل سنة‬
‫‪ 1987‬مالمح وجود فجوة بين توقعات المجتمع و بين ما يؤديه مراجعي الحسابات‪ ،‬كما قام هذا المجمع في‬
‫سنة ‪ 1988‬بتشكيل لجنة ‪ Mac Donald‬و التي تسلمت تفويض بدراسة توقعات المجتمع من المراجعة‬
‫حيث توصلت اللجنة الى النقاط التالية‪:1‬‬

‫‪ ‬يوجد اختالف مهم بين توقعات المجتمع من مراجعي الحسابات و بين أدائهم‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد جزء كبير من توقعات المجتمع و مستخدمي التقارير معقول و قابل للتحقيق‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تضييق الفجوة من خالل قبول و موافقة المهنة على ضرورة التغيير و التطوير و التحسين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬نيوزيلندا‪ :‬في عام ‪ 1991‬كلفت جامعة ‪ Massey‬أحد الباحثين بدراسة فجوة التوقعات في المراجعة‬
‫في نيوزيلندا‪ ،‬و ذلك من خالل التحقق من طبيعة فجوة التوقعات و مدى وجودها‪ ،‬و في عام ‪ 1994‬تم‬
‫اصدار معيار يختص بتطوير تقرير المراجعة المختصر أو النمطي و ذلك لتحسين التوصيل و تضييق فجوة‬
‫التوقعات وكانت أهم التغييرات التي حدثت في تقرير المراجعة‪:‬‬
‫‪ ‬وصف الفرق بين مسؤولية المراجع الخارجي و مسؤولية اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬وصف عملية المراجعة بطريقة أكثر وضوح‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح التقرير أكثر فهما‪.‬‬

‫و تتالت البحوث و الدراسات في الدول المتقدمة مثل اليابان و جنوب افريقيا ففي سنة ‪ 1993‬قامت جامعة‬
‫‪ Pretoria‬بدراسة حول فجوة التوقعات في جمهورية جنوب افريقيا‪.‬‬

‫وأجريت العديد من البحوث و الدراسات لتحديد ما يتوقعه الجتمع أو األطراف المهتمة من المراجع‬
‫الخارجي‪ ،‬و كيفية تفسيرهم لوظيفة المراجعة‪ ،‬و توصلت إلى أن مستخدمي القوائم المالية يتوقعون من مراجع‬
‫الحسابات التغلغل في شؤون المنشأة و مباشرة اإلشراف على اإلدارة و القيام بدور فعال في تحسين جودة‬
‫اإلفصاح المالي‪ ،‬و أوضحت أن المستخدمين يتوقعون من مراجع الحسابات أكثر مما يتلقونه منه في جميع‬

‫‪1‬‬
‫سلطان حسن محمد احمد الحالمي‪ "،‬مسؤولية المحاسب القانوني في االستجابة لتوقعات مستخدمي القاوائم المالية‪ ،‬دراة‬

‫ميدانية"‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة ‪ ،‬االردن‪ ،2009 ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫الحاالت‪ . 1‬وقد اشارت معظم الدراسات إلى أن فجوة التوقعات في مجال المراجعة قديمة و مرتبطة بنشوء‬
‫المراجعة بشكلها االلزامي في أواخر القرن ‪ ،19‬حيث يرى أحدهم أن التاريخ الحقيقي لفجوة التوقعات في‬
‫المراجعة يعود إلى أواخر القرن ‪ 19‬و ليس إلى عام ‪ 1974‬كما يرى البعض ( ‪porter:1993,‬‬
‫‪ ،) liggio:1975‬وانما الذي ظهر في السبعينات هو استخدام مصطلح ( عبارة ) فجوة التوقعات في‬
‫المراجعة من قبل ‪ liggio‬في سنة ‪. 2 1975‬‬

‫كما لقيت فجوة التوقعات اهتماما كبي ار بعد ظهور حوكمة الشركات‪ ،‬فبعد ازدياد حاالت اإلفالس و‬
‫الفضائح المالية التي مست كبرى الشركات في العديد من دول العالم أدى إلى تعميق و تعقد الفجوة بين‬
‫مستخدمي القوائم المالية و المراجعين‪ ،‬مما أدى إلى فقدان الثقة في مهنة المراجعة و في تقاريرها على وجه‬
‫الخصوص‪ .‬فكان لزاما على المنظمات المهنية بالواليات المتحدة التحرك و البحث عن ايجاد حلول و اصدار‬
‫متطلبات تتعلق بحوكمة الشركات لمنع تكرار هذه األزمات و إعادة الثقة لدى المجتمع المالي فكان قانون‬
‫(‪ )Sox,2002‬أهم انجاز و ما جاء به من اهتمام ألخالقيات المهنة و ما له من دور في تضييق و عقلنة‬
‫فجوة التوقعات‪.‬‬

‫أما على المستوى العربي فقد جرت العديد من الدراسات و األبحاث الميدانية التي حاولت معالجة قضية‬
‫فجوة التقعات في المراجعة و خصوصا في مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬العراق‪ ،‬لبنان و السعودية ‪ ،‬كما سبق ذكر‬
‫بعضهم في الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ 1‬صادق مصطفى حامد‪" ،‬نحو تضييق فجوة التوقعات في مهنة المراجعة"‪ ،‬مجلة المحاسبة و االدارة و التامين‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬العدد‪،47‬ص‪،1994 :‬ص‪.60 :‬‬
‫‪2‬‬
‫على عبد القادر الذنيبات‪" ،‬بنية فجوة التوقعات في المراجعة و اسبابها‪ :‬دليل من االردن"‪ ،‬مجلة دراسات العلوم االدارية‪،‬‬

‫المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،1‬كانون الثاني‪ ،‬الجامعة االردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2003 ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم فجوة التوقعات‬


‫تكمن مسؤولية المراجع الخارجي حسب ما تؤكده معايير المراجعة في تخطيط و تنفيذ عملية المراجعة‬
‫للحصول على تأكيد معقول و ليس مطلق عن صدق و شرعية القوائم المالية‪ ،‬في حين أن مستخدمي تقارير‬
‫المراجعة الخارجية يتوقعون من المراجع الخارجي التغلغل في داخل أنشطة و عمليات المنشأة و أن يعد‬
‫تقارير عن أداء اإلدارة‪ ،‬و أن يكشف العمليات غير القانونية و االختالسات‪ ،‬و عدم تلبية المراجع لتلك‬
‫‪1‬‬
‫التوقعات أدى إلى ظهور فجوة توقعات المراجعة‬

‫أوال‪ :‬تعريف المنظمات المهنية لفجوة التوقعات‬


‫عرفتها لجنة ‪ cohen‬المنبثقة عن المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين ‪ AICPA‬في عام ‪ 1978‬على‬
‫أنها االختالف بين ما يتوقعه أو يحتاجه الجمهور و بين ما يمكن أن يقدمه مراجع الحسابات حيث أن بعض‬
‫المستخدمين لتقرير المراجعة قد يكون لديهم سوء فهم لطبيعة وظيفة المراجعة خصوصا فيما يتعلق بتقرير‬
‫المراجعة غير المتحفظ الذي يصدره مراجع الحسابات‪ ،‬حيث يعتقد بعض المستخدمين أن ال أري غير المتحفظ‬
‫يعني أن مراجع الحسابات يضمن بصورة قاطعة سالمة الموقف المالي للمنشاة‪ ،‬ما توصلت اللجنة إلى أن‬
‫المستخدمين يتوقعون من مراجعي الحسابات أن يتغلغلوا داخل أنشطة و عمليات المنشأة و أن يعدوا تقارير‬
‫عن أداء االدارة و أن يكشفوا العمليات غير القانونية و االختالسات و خلصت اللجنة إلى عدم تلبية مراجعي‬
‫الحسابات لتوقعات المستخدمين في تلك األوجه‪.2‬‬

‫كما عرفها التقرير الذي أعدته مؤسسة المراجعة األسترالية باالشتراك مع المجمع األسترالي للمحاسبين‬
‫القانونيين (‪ )ICAA‬أنها‪" :‬اإلخالف أو التباين بين توقعات مستخدمي القوائم المالية و جودة اإلبالغ المالي و‬
‫خدمات المراجعة المقدمة من مهنة المحاسبة"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪AICPA,” the commission on auditor, responsabilities:report conclusion and‬‬
‫‪recommendation”, new york, 1978, p:70‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kwang, Alvin Han Jiunn,” the exsistance of expectation gap and the usefulness of‬‬
‫‪auditor’s Report", 2004, available at www.alvinhan.com‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Miller J, Reed S, Strawser R, “The new auditor’s report: will it close the expectation gap‬‬
‫‪in communication”, The CPA journal, May 2002, Australia, p: 08.‬‬
‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫يظهر من خالل هذا التعريف أن خدمات المراجعة المتمثلة في المصادقة على صحة و شرعية الحسابات‬
‫مرتبطة أساسا بجودة اإلبالغ المالي‪ ،‬حيث يظهر أن فجوة التوقعات مرتبطة بمخرجات المحاسبة و نوعية‬
‫خدمات المراجعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الباحثين لفجوة التوقعات‬


‫حيث عرف ‪ liggio‬فجوة التوقعات بأنها "االختالف بين مستوى األداء المتوقع كما يتصوره كل من‬
‫المراجع الخارجي المستقل و مستخدمي التقارير المالية"‪ ،‬حيث يعتبر ‪ Liggio‬أول من استخدم هذا المصطلح‬
‫في السبعينات‪.1‬‬

‫كما عرفها آخرون أ نها‪" :‬التباين بين ما يعتقده مستخدموا القوائم المالية و الجمهور عامة عن واجبات و‬
‫مسؤوليات مراجعي الحسابات و بين ما يعتقده مراجعوا الحسابات أنفسهم عن تلك المسؤوليات و الواجبات‪.2‬‬

‫أما (‪ ) Lee, 1994‬فقد عرفها أنها‪" :‬التباين بين ما هو متوقع أن يحققه مراجع الحسابات و بين األداء‬
‫الفعلي لهم‪ ،‬حيث ترتبط تلك الفجوة باألداء الفعلي لألعمال و اخفاق مراجع الحسابات في أداء عملهم بالشكل‬
‫المطلوب‪. 3‬‬

‫أما)‪ ،)Hojsko ,1998‬فقد عرفها‪ " :‬قد تحدث فجوة توقعات بسبب أن المراجعين يقيمون بأنفسهم عناصر‬
‫القوائم المالية من حيث األهمية النسبية للعنصر‪ ،‬األمر الذي قد يختلف بدوره عن تقييم مستخدمي القوائم‬
‫المالية للعناصر التي قد يعتبرونها ذات أهمية نسبية أهم"‪. 4‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد المهدي عباس‪ ،‬صالح جليل ابراهيم‪ ":‬دراسة فجوة التوقعات بين مدققي الحسابات و مستخدمي التقارير‬
‫المالية"‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪،15‬جامعة البصرة‪ ،‬العراق ‪ ،2005‬ص‪.05:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guy,D., M.,& Sullivan, j., o., “the expectation gap and auditing standards” journal of‬‬
‫‪accounting ,april, 1988,pp:36-46.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lee et all,”the audit expectation gap: an empirical study in Malaysia”,the southern African‬‬
‫‪jornal of accountability and auditing research,2007, vol 7, n 1, p:2 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Hojskou,L., “the expectation gap between users and auditors-materiality judjment in‬‬
‫‪danimark”, the second pacific interdisciplinary research in accounting conference in‬‬
‫‪association with accounting, auditing and accountability journal at the osaca city university,‬‬
‫‪japan 1998,p 112.‬‬
‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫أما بالنسبة إلى( درويش‪ ) 2004 ،‬فذكر أنه "تشير الفجوة عموما إلى التباين بين ما يقوم به المراجعون و‬
‫بين ما يجب أو يتوقع أن يقوم به هؤالء المراجعون وفقا لتوقعات المجتمع منهم و على أساس معايير‬
‫المراجعة المهنية المقررة‪.1‬‬

‫و بالنظر إلى هذه التعاريف يمكن استنتاج أنه يتم استخدام تعبير فجوة التوقعات أما لالشارة إلى التباين‬
‫في فهم نطاق عمل المراجع الخارجي و مسؤولياته بين مستخدمي التقارير المالية و بين مراجعي الحسابات‪،‬‬
‫أو لالشارة إلى اختالف األداء المهني للمراجع عن األداء المتوقع أن يحققه وفقا للمعايير‪.‬‬

‫و من خالل التعاريف السابقة لقد خلصت الباحثة إلى تعريف فجوة التوقعات كما يلي‪ ":‬أنها االختالف بين‬
‫أداء المراجعين وفقا لتوقعات مستخدمي القوائم المالية و األداء المعقول وفقا لمعايير المراجعة المعمول بها"‪.‬‬

‫ومما سبق كذلك قد الحظنا عدم وجود اتفاق على تحديد تعريف موحد و محدد للفجوة مما سوف يصعب‬
‫من محاول تضييقها أو معالجتها‪.‬‬

‫كما يجد بي ذكر أو تحديد المقصود بمستخدمي القوائم المالية‪ ،‬حيث أشارت الكثير من أدبيات المراجعة‬
‫و المحاسبة إليهم بالتفصيل‪ ،‬و من أهم ما ورد في إطار معايير المحاسبة الدولية أنه يشمل‪" :‬يشمل‬
‫مستخدمي القوائم المالية‪ :‬المستثمرين الحاليين و المحتملين‪ ،‬الموظفين و المقرضين‪ ،‬الموردين‪ ،‬الدائنين‬
‫التجاريين اآلخرين‪ ،‬العمالء و الحكومات و وكالئهم و الجمهور‪ ،‬يستخدم هؤالء البيانات المالية لتلبية بعض‬
‫‪2‬‬
‫احتياجاتهم المختلفة من المعلومات"‬

‫و يمكن تمثيل فجوة التوقعات كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬درويش عبد الناصر عمر سيد‪" ،‬دراسة اختبارية لالثار االيجابية للمعيار االمريكي‪ SAS99‬في تضييق فجوة توقعات‬
‫المراجعة بالتطبيق على البيئة المصرية"‪ ،‬مجلة الدراسات المالية و التجارية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة بني سويف‪،‬مصر‪،2004 ،‬‬
‫ص ص‪.139-101 :‬‬
‫لجنة معايير المحاسبة الدولية‪ "،‬معايير المحاسبة الدولية ‪ ،"1999‬ترجمة جمعية المجمع العربي للمحاسبين القانونيين‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫االردن‪ ،1999 ،‬ص‪.41 :‬‬


‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫الشكل (‪ :)1-3‬فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫اكتشاف الغش‬
‫الواقع المهني‬
‫قصور أداء‬ ‫مبالغة في‬
‫المراجع‬ ‫توقعات‬
‫ضمان استمرارية‬
‫مستخدمي‬
‫المؤسسة‬
‫التقارير المالية‬
‫عن معايير‬
‫المراجعة المقبولة‬ ‫احتياجات مختلفة‬

‫فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المرجع‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬عمر الحارش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب نشوء فجوة التوقعات‬


‫هناك العديد من األسباب التي تؤدي إلى نشوء فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬إال أنه لم يتم االتفاق عليها‬
‫بشكل تام‪ ،‬وذلك نظ ار للبيئات التي توجد بها الفجوة‪ ،‬و يمكن تحديد أهم العوامل المسببة للفجوة كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب متعلقة بمهنة المراجعة‬

‫‪ -1‬الشك في استقالل مراجع الحسابات و حياده‪ :‬إن شك مستخدمي القوائم المالية في استقالل مراجعي‬
‫الحسابات و حيادهم من األسباب الرئيسية التي أدت إلى نشوء فجوة التوقعات‪ ، 1‬حيث أن استقالل المراجع‬
‫يولد الثقة لدى مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬و هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الشك لدى‬
‫مستخدمي القوائم المالية باستقالل المراجع و حياده و هي‪:‬‬

‫‪ 1‬لطفي امين السيد‪"،‬االتجاهات الحديثة في المراجعة و المراقبة على الحسابات" دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1997‬ص‪:‬‬
‫‪.153‬‬
‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪1‬‬
‫أن من المحتمل أن يقوم مراجع الحسابات عن غير قصد بتلبية‬ ‫أ‪ -‬المنافسة الشديدة‪ :‬أكد ‪Mautz‬‬
‫رغبات الزبون في مواجهة المنافسة مع غيره من مكاتب المراجعة التي ال يمكن إبعادها عن ذهنه‬
‫عند اتخاذه للق اررات في عملية المراجعة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضغوط األتعاب‪ :‬حيث تميل األتعاب إلى االنخفاظ في ظل المنافسة الشديدة‪ ،‬مما يؤثر سلبا على‬
‫استقاللية مراجع الحسابات بشكل جوهري عند فحصه للقوائم المالية و إعداده لتقرير المراجعة‪.‬‬
‫ت‪ -‬طول فترة العالقة بين مراجع الحسابات و الشركة محل المراجعة‪ :‬طول فترة العالقة التعاقدية بين‬
‫مراجع الحسابات و الشركة يؤدي حسب جربوع الى‪: 2‬‬
‫‪ ‬يصبح مراجع الحسابات ذو نظرة غيرة متجددة‪ ،‬حيث أن المراجعة االختبارية التي يقوم بها تكون‬
‫تك ار ار لما تم سابقا مع الشركة نفسها و هو ما قد يعني توافر نزعة استباق النتائج‪ ،‬و كذلك ثقته بانه‬
‫على علم تام باعمال الشركة تجعله يعتمد على الوثائق و أوراق العمل نفسها في السنوات السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتقاده بأنه على علم تام بمشاكل الشركة التي يقوم بمراجعتها و بالتالي يفقد أحد أهم الصفات التي‬
‫يجب أن يتحلى بها و هي الشك المهني‪ ،‬و فقده لهذه الصفة يزيد من احتمال احتواء القوائم المالية‬
‫على أخطاء لم يكتشفها‪.‬‬
‫‪ ‬يكون أكثر توافقا مع المعالجات المحاسبية و الق اررات المهمة المرتبطة باعداد التقارير المالية تحسبا‬
‫لفقد زبائنه و من ثم فقد مكاسبه و ايراداته‪.‬‬
‫د‪ -‬تقديم الخدمات االستشارية و الضريبية‪ :‬كتقديم النصح لإلدارة و تقديم المشورة لها بخصوص تحليل‬
‫الوظائف المختلفة لها ‪ ،‬أو تقديم استشارات ضريبية لها عالقة مباشرة بالبيانات المحاسبية كإعداد‬
‫االق اررات الضريبية او الفحص الضريبي‪.‬‬

‫‪ -2‬نقص الكفاءة المهنية لمراجع الحسابات‪ :‬يقصد بالكفاءة المهنية المعرفة الكافية و المتخصصة في‬
‫مجاالت المحاسبة والمراجعة و المهارة في تطبيق تلك المعرفة في الحاالت و الظروف المختلفة ‪ ،‬و كذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪Mautz, R.,K.,and Sharaf, H.,A., “the philosophy of auditing” American accounting‬‬
‫‪association, monograph,n 6, Sarasota, 1969,p:6.‬‬
‫‪ 2‬جربوع يوسف محمود‪ "،‬مجاالت مساهمة التغيير االلزامي للمراجع الخارجي في تحسين جودة عملية المراجعة و تعزيز‬
‫موضوعيته و استقالله"‪ ،‬مجلة الجامعة االسالمية‪ ،‬سلسلة الدراسات االنسانية‪ ،‬الحلد السادس عشر‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،1‬ص‬
‫‪.759:‬‬
‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و حسب‪( 2‬لطفي‪ )1997:‬فإن نقص الكفاءة‬ ‫‪1‬‬


‫السلوك الذي يكتسبه مراجع الحسابات من التعليم و التدريب‬
‫المهنية التي تتضمن نقص العناية و نقص المعرفة و نقص الخبرة تمثل أحد األسباب التي أدت الى اتساع‬
‫فجوة توقعات المراجعة‪.‬‬

‫‪ -3‬انخفاض جودة الداء المهني‪ :‬إن انخفاض جودة األداء في المراجعة يؤدي إلى عدم رضا المجتمع‬
‫عن عمل مراجعي الحسابات ومن بين األسباب التي تؤدي إلى انخفاض جودة المراجعة ‪ ،‬المنافسة الشديدة‬
‫بين مكاتب المراجعة مما يؤدي إلى محاولة االحتفاظ بالعميل بشتى الطرق و لو على حساب مخالفة‬
‫المعايير و كذلك المنافسة تؤدي إلى القبول بأتعاب قليلة ال تتناسب و الجهد المبذول فيؤدي ذلك إلى‬
‫انخفاض أداء المراجع و كل هذه العوامل سوف تؤدي إلى تعميق الفجوة‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم اكتشاف مراجع الحسابات للغش و الخطا و التصرفات غير القانونية‪ :‬تعد مسؤولية مراجع‬
‫الحسابات و دوره في رصد و اكتشاف الغش في أثناء عملية المراجعة من األمور القابلة للجدل بين المهنيين‬
‫و المستفيدين من خدمات المراجعة و التي تسهم في نشوء الفجوة و إتساعها‪ 3‬حيث يعتقد الكثيرين أن اعطاء‬
‫المراجع ل أري نظيف يعني أنه قد اكتشف جميع األخطاء المادية أو الغش اللذين ربما قد حدثا أثناء الفترة‬
‫الخاضعة للمراجعة‪ ،‬لكن معايير المراجعة تختلف مع هذه النظرة‪ ،‬و تحمل مراجع الحسابات مسؤولية ممارسة‬
‫الحيطة و الحذر فقط أ ثناء الفحص و بذل العناية المهنية الممكنة في تفعيل نظام الرقابة الداخلية لمحاولة‬
‫تخفيض امكانية ارتكاب الغش أو التصرفات غير القانونية إلى أدنى حد ممكن‪ ،‬و على هذا األساس وجب‬
‫البحث على كيفية تضييق الفجوة أو محاولة التحكم فيها و ذلك بمحاولة القضاء على مسبباتها من خالل‬
‫توسيع مسؤوليات مراجع الحسابات فيما يخص الغش و التصرفات غير القانونية‪.‬‬
‫‪ -5‬الغموض و الفهم الخاطئ لتقرير مراجع الحساباتمن قبل مستخدميه‪ :‬يعتبر تقرير المراجعة الدليل‬
‫المادي لما قام به المراجع أثناء عملية المراجعة‪ ،‬و هو يبدي فيه أريه حول صدق و شرعية القوائم المالية‬
‫فيما يخص نتائج أعمال الشركة و مركزها المالي و بالتالي يمكن أصحاب المصلحة في الشركة من التعرف‬

‫‪ 1‬جربوع محمد يوسف‪" ،‬فجوة التوقعات بين المجتمع المالي و مراجعي الحسابات القانونيين و طرق معالجة تضييق هذه‬
‫الفجوة"‪ ،‬مجلة الجامعة االسالمية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬فلسطين ‪ ،2004‬ص‪.378:‬‬
‫‪ 2‬لطفي امين السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪porter,Brenda,” An empirical study of the audit expectation-performance gap”, accounting‬‬
‫‪and business research, vol 24, n 93, USA , 1993,p: 38.‬‬
‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫على أحوالها‪ .‬إال أن الفهم الخاطئ من قبل مستخدمي القوائم المالية لرأي المراجع قد أدى إلى وجود فجوة‬
‫اتصال‪ ،‬حيث يشير‪( 1‬الباز‪ )1999 ،‬إلى أن شك مستخدمي القوائم المالية في أري مراجع الحسابات و‬
‫صعوبة فهمه و كذلك استعمال لغة معيارية غير مفهومة عند مستخدي القوائم المالية قد يجعل من تقريره‬
‫رم از يصعب ق ارءته بدقة و من ثمة صعوبة فهمه و إدراكه كامال‪.‬‬
‫‪ -6‬قصور معايير المراجعة و التقارير المحاسبية عن مسايرة التغيرات في المجتمع‪:‬‬
‫حيث يتمثل هذا القصور في عجز المعايير عن تحقيق بعض التوقعات لمستخدمي القوائم المالية ‪ ،‬فنتيجة‬
‫الديناميكية السريعة التي تميز عصرنا حيث ينشأ فاصل زمني كبير بين التوقعات الجديدة للمستخدمين و‬
‫االستجابة من قبل المهنة و هو ما ينشأ عنه فجوة التوقع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب متعلقة بالمستخدمين‬

‫‪ -1‬التوقعات غير المعقولة للمستخدمين‪ :‬رغبة مستخدمي القوائم المالية في الحصول على تأكيد مطلق من‬
‫مراجع الحسابات يعد من أسباب نشوء فجوة التوقعات‪ ،‬حيث ال يمكن له أن يوفر تاكيدا مطلقا نتيجة عدة‬
‫عوامل منها‪ ،‬االجتهاد و محددات النظام المحاسبي‪ ،‬و كذا األدلة المتوفرة لدى المراجع هي أدلة مقنعة و‬
‫ليست حاسمة بطبيعتها‪.‬‬
‫‪ -2‬نقص الثقافة عن اإلطار المفاهيمي للمحاسبة و المراجعة لدى المستخدمين‪ :‬حيث يوجد قصور في‬
‫نشر الوعي بالمفاهيم و المبادئ المحاسبية و كذا معايير و أهداف المراجعة لدى المستخدمين‪ ،‬إذ أن هذا‬
‫القصور من شأنه أ ن يولد توقعات مبالغ فيها نحو مسؤوليات المراجع مما يزيد من اتساع فجوة التوقعات في‬
‫المراجعة‪.‬‬

‫و نخلص من هذا السياق بأن فجوة الوقعات تعد ظاهرة مثيرة للجدل فهي ديناميكية بطبيعتها ألنها محددة‬
‫بمتغيرين هما طلب أصحاب المصلحة من خدمات المراجعة و عرض خدمات الم ارجعة حيث تتغير مسبباتها‬
‫باستمرار‪ ،‬بحيث يجب أن تتماشى المهنة بنفس وتيرة التطور و التغيير في توقعات المجتمع للتمكن من‬
‫مسايرة و معالجة أسباب الفجوة و اللحاق بتغيير التوقعات للحد من منها في ظل التعقيدات التي يشهدها‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪1‬الباز مصطفى علي ‪ "،‬استخدام النظرية السببية في التنبؤ بفجوة التوقعات بين مراجعي الحسابات و مستخدمي القوائم‬
‫المالية" المجلة العربية للمحاسبة‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد االول‪ ،‬مايو ‪ ،1999‬ص‪.87 :‬‬
‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مكونات فجوة التوقعات و سبل تضييقها‬


‫بالنظر لما تقدم من تعاريف للفجوة نالحظ أنه يمكن أن يكون مصدرها مراجع الحسابات أو مستخدمي‬
‫القوائم المالية أو االثنين معا‪ ،‬لذا فقد توصلت الدراسات إلى وجود عدة مكونات لفجوة التوقعات‪ ،‬و بتعدد‬
‫مكوناتها تعددت االقتراحات لمعالجتها‪ ،‬و هذا ما سوف نحاول التطرق إليه في هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬مكونات فجوة التوقعات‬


‫لقد اختلفت األراء حول مكونات فجوة التوقعات باختالف الدراسات التي تناولت الموضوع و اختالف‬
‫الدول التي تم دراستها فيها‪ ،‬حيث سوف نحاول تقسيمها الى نوعين‪:‬‬

‫‪ ‬فجوة تتعلق بالمراجع ( فجوة األداء‪ ،‬االستقالل‪ ،‬التقرير)‬


‫‪ ‬فجوة تتعلق ببيئة المراجعة ( فجوة المعقولية‪ ،‬فجوة المسؤولية القانونية)‬

‫أوال‪ :‬فجوة تتعلق بالمراجع‪ :‬و تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬فجوة الداء‪ :‬و تنشأ نتيجة التباين في التوقعات المعقولة من جانب المجتمع المالي لما يقوم به مراجع‬
‫الحسابات و بين األداء الفعلي للمراجع و تنقسم الى‪:1‬‬
‫ا‪ -‬الفجوة بين المهام التي يمكن توقعها بصورة معقولة من المراجعين و المهام المطلوبة منهم من‬
‫خالل المعايير و االصدارات المهنية و يطلق عليها " فجوة نقص المعايير"‬
‫بـ‪ -‬الفجوة بين المعايير المتوقعة ألداء المهام الحالية للمراجع و األداء الفعلي لهم و يطلق عليها‬
‫فجوة "عدم كفاية أو قصور اآلداء"‬
‫‪ -2‬فجوة االستقالل‪ :‬عرفتها لجنة ‪ "، cohen‬نتيجة انحراف السلوك الفعلي للمراجعين عن االستقالل المتوقع‬
‫منهم طبقا لقواعد السلوك المهني"‪ ،2‬حيث يجب أن ينظر إلى استقالل المراجع أنه من أهم الخصائص‬
‫التي يجب أن يلتزم بها المراجع خالل قيامه بعمله‪ ،‬و أن عدم التزامه به سيؤدي إلى ظهور هذا النوع‬
‫من الفجوة‪.‬‬

‫‪1‬مليجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪9 :‬‬


‫‪ 2‬ارينز الفين‪ ،‬جيمس لويك‪ "،‬المراجعة مدخل متكامل"‪ ،‬ترجمة الدسيطي‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪ ،2008 ،‬ص‪.129:‬‬
‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫كما أعيد سبب ظهور فجوة االستقاللية حسب (محمد و صالح‪ 1)2005 ،‬إلى مجموعة العوامل الذاتية و‬
‫الخارجية التي تؤثر على استقالل المراجع‪ ،‬كعدم كشف المراجع عن حقيقة مادية أو تحريف أو تمويه يعلم به‬
‫في التقارير المالية التي يوقع عليها‪ ،‬أو عدم حصوله على البيانات الكافية لتأييد الرأي الذي يبديه‪ ،‬ال أري‬
‫الذي يمكن أن يكون دليال على أن مراجع الحسابات قد فشل في اإلحتفاظ باستقالليته‪.‬‬

‫‪ -3‬فجوة التقرير‪ :‬إن الهدف النهائي لخدمات المراجعة يتمثل في إبداء ال أري حول عدالة عرض القوائم‬
‫المالية‪ ،‬و تمثيلها لنتيجة أعمال الشركة و مركزها المالي‪ ،‬أو بمعنى آخر أن مسؤولية المراجع في هذا‬
‫الشأن تنحد فقط بحدود ما جاء ب أريه الذي عبر عنه في صورة تقرير المراجعة و أن إبداء ال أري حول‬
‫صدق و شرعية الحسابات و عدالة القوائم المالية يعني أن المراجع ال يضمن أو يشهد بدقة القوائم‬
‫المالية‪ ،‬بل إن هذا ال أري يتفق مع طبيعة تلك القوائم المالية و العملية المحاسبية‪ ،‬حيث أن كثي ار من‬
‫بياناتها تستند في تحديد قيمتها إلى احكام شخصية مستمدة من المبادئ المحاسبية المقبولة قبوال عاما‪،‬‬
‫و كذلك أن المراجع يقوم باختبار عينات فقط من العمليات و بالتالي فإن عدم ادراجه للتحفظات‬
‫و المالحظات التي لها تأثير كبير في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬سيؤدي إلى حدوث فجوة بين المراجعين‬
‫و مستخدمي التقارير المالية و تعرف هذه الفجوة بـ "فجوة التقرير"‪ ،‬حيث عرفها ‪ Collins‬بأنها " تشير‬
‫إلى االختالف بين توقعات مستخدمي التقارير المالية ل أري المراجع على القوائم المالية‪ ،‬و بين أري‬
‫المراجع الوارد في تقريره عن نتائج مراجعة تلك القوائم‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬فجوة تتعلق ببيئة المراجعة‪ :‬و تتمثل في‬


‫‪ -1‬فجوة المعقولية‪ :‬تنشأ هذه الفجوة نتيجة مغاالة مستخدمي التقارير المالية في توقعاتهم‪ ،‬و ذلك بالنسبة‬
‫لما يمكن لمراجعين الحسابات انجازه‪ ،‬أو تبعا لما تتطلبه معايير المراجعة‪ .‬حيث عرفها ‪ Porter‬بأنها "‬
‫نتيجة االختالف بين التوقعات الكلية لمستخدمي التقارير المالية من مراجعي الحسابات و بين التوقعات‬
‫المعقولة لهم من مراجعي الحسابات"‪.3‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد المهدي‪ ،‬صالح جليل‪ " ،‬دراسة فجوة التوقعات بين مدققي الحسابات و مستخدمي التقارير المالية"‪،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬عدد ‪ ،2005 ،15‬ص ص‪.136-105 :‬‬
‫‪ 2‬الباز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Porter, Bernda,”An Empirical Study of Audit expectation –performance Gap”, op cit, p 49.‬‬
‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪1‬‬
‫فقد أطلق عليها اسم التوقعات غير المعقولة و عرفها أنها "االختالفات بين‬ ‫أما (‪)singh, 2004‬‬
‫توقعات المستخدمين و بين المعايير المعقولة التي تتوقع المهنة ان تنجزها"‬
‫كما أرجع (محمد و صالح) سبب وجودها إلى أن مستخدمي التقارير المالية لديهم توقعات غير واقعية‬
‫بخصوص القوائم المالية نفسها‪ ،‬االمر الذي يؤدي بدوره الى حدوث فجوةبين المراجعين و مستخدمي التقارير‬
‫‪2‬‬
‫المالية نتيجة عدم قدرة كا من المراجعين و معايير المراجعة على تلبية توقعات مستخدمي التقارير المالية‬
‫‪ -2‬فجوة المسؤولية القانونية‪ :‬تنقسم مسؤولية مراجع الحسابات إلى مسؤولية أدبية يلتزم من خاللها أدبيا و‬
‫أخالقيا بحماية المجتمع من الرشوة و الفساد و إلى مسؤولية مهنية يلتزم خاللها بقواعد السلوك المهني‬
‫المقررة من الجهات المنظمة للمهنة و إلى مسؤولية قانونية يلتزم من خاللها أيضا بالقواعد القانونية القائمة ‪.3‬‬
‫إن اخالل مراجع الحسابات بأي من مسؤولياته السابقة‪ ،‬أو عدم تفهم األطراف األخرى لطبيعة هذه‬
‫المسؤوليات يقود إلى ظهور "فجوة المسؤولية القانونية" تلك الفجوة التي أرجع وجودها إلى عدم تفهم المجتمع‬
‫المالي و القانوني لطبيعة مسؤولية المراجع‪ ،‬كاالختالفات في االدراك و الفهم ما بين المراجعين و القضاة و‬
‫مستخدمي التقارير المالية لمسؤولية المراجع اتجاه عميله و الطرف الثالث‪. 4‬‬
‫‪ -3‬فجوة المعايير‪ :‬إن وجود مراجع حسابات يقتضي بالضرورة وجود معايير و مستويات لألداء حتى يمكن‬
‫الحكم على أدائه‪ ،‬و نظ ار ألن المراجعة تعتمد كثي ار في اجراءاتها على األحكام الشخصية التي بدورها تختلف‬
‫من مراجع آلخر و ذلك حسب قدرته العلمية‪ ،‬نوعية تدريبه منطلقاته األخالقية‪ ،‬فإن المنظمات المهنية قد‬
‫أ وصت بمجموعة من المعايير المتعارف عليها حتى تكون مرجعا لهم عند قيامهم بمهامهم‪ ،‬و ذلك رغبة منها‬
‫في التقليل من ذلك التفاوت في الحكم ‪ ،‬و التي قد لقت قبوال عاما على المستوى الدولي‪ ,‬حيث عرف‬
‫(‪ )singh,2004‬فجوة المعايير بأ نها "االختالف بين معايير المراجعة الموجودة حاليا و بين تلك التي‬
‫يحتاجها سوق العمل"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Singh.,R., K., “Bridging all the expectation gapm the hanging role of concurred‬‬
‫نقال عن‪ :‬عبد الرحمن الحارس‪" ،‬فجوة التوقعات في المراجعة ‪auditors”,the character accountant, 2004).‬‬
‫الخارجية‪ ،‬دراسة ميدانية في سوريا"‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،2009 ،‬سوريا‪ ،‬ص ص‪.13-12 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد المهدي‪ ،‬صالح جليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108:‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحمن الحارس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ 4‬محمد عبد المهدي‪ ،‬نفس المكان‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و يمكن تمثيل الفجوات السابقة في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ : )2 -3‬مكونات فجوة التوقعات‬

‫فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫فجوة تتعلق ببيئة المراجعة‬ ‫فجوة تتعلق بالمراجع‬

‫فجوة‬ ‫فجوة‬ ‫فجوة‬ ‫فجوة‬ ‫فجوة‬ ‫فجوة اداء‬


‫معقولية‬ ‫معايير‬ ‫المسؤولية‬ ‫تقرير‬ ‫استقالل‬

‫المصدر‪ :‬البازمصطفى علي‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.71 :‬‬

‫كما أن هناك من الباحثين من وجد أن فجوة التوقعات تتكون كما في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫الشكل (‪ :)3-3‬أنواع فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫مستخدمو القوائم المالية‬

‫دراسة احتياجات و توقعات المستخدمين‬ ‫فجوة البحوث‬

‫مراكز البحوث و الدراسات‬


‫بالمنظمات‬
‫االطالع على‬ ‫ترجمة االحتياجات الى معايير‬ ‫فجوة المعايير‬

‫تقارير‬ ‫و ارشادات مهنية‬


‫االجهزة المختصة باصدار معايير و‬
‫مراجعي‬ ‫ارشادات المراجعة في المنظمات‬ ‫فجوة االتصال‬

‫الحسابات‬ ‫تطبيق المعايير و االرشادات‬ ‫فجوة االداء‬

‫في الممارسة المهنية‬


‫مكاتب المراجعة القانونية‬

‫المصدر‪ :‬بركات لطفي محمود احمد‪ " ،‬تقييم عوامل تضييق فجوة التوقعات في المراجعة مع دراسة تطبيقية‬
‫بالجمهورية اليمنية "‪ ،‬رسالة دكتو ار غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬بور سعيد‪ ،‬جامهة قناة السويس‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.20 :‬‬

‫حيث يتضح أن فجوة التوقعات في المراجعة تتكون من واحدة أو كل الفجوات التالية‪:‬‬


‫ا‪ -‬فجوة بحوث‪ :‬هي االختالف بين توقعات مستخدمي القوائم المالية و بين الفكر المحاسبي و المراجعين‪ ،‬و‬
‫يكون سببها عدم القيام ببحوث لمعرفة احتياجات المستخدمين و عدم كفاية المعلومات المستقاة من تلك‬
‫البحوث‪ ،‬أو عدم استخدام تلك المعلومات االستخدام السليم‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫ب‪ -‬فجوة المعايير‪ :‬هي االختالف بين إدراك المنظمات المهنية لتوقعات المستخدمين و بين األجهزة التابعة‬
‫لها المعنية باصدار المعايير و النشرات المهنية و تنشا بسبب عدم قيام تلك األجهزة بترجمة تلك التوقعات‬
‫إلى معايير‪.‬‬

‫جـ‪ -‬فجوة الداء‪ :‬هي االختالف بين متطلبات معايير و ارشادات المراجعة و بين التطبيق و التفسير العملي‬
‫لها من قبل مراجع الحسابات‪ .‬و سببها إما ضعف تأهيل مراجع الحسابات العلمي أو العملي‪ ،‬أو لضعف‬
‫الرقابة على جودة المراجعة أو عدم كفاية أنظمة الرقابة أو لصعوبة تطبيق تلك المعايير‪.‬‬

‫د‪ -‬فجوة اتصال‪ :‬هي نتيجة االختالف بين إدراك مستخدمي القوائم المالية لجودة و طبيعة الخدمة المقدمة‬
‫فعال من قبل المراجع و بين توقعاتهم السابقة عن هذه الخدمة‪ ،‬و قد يرجع ذلك إما لضعف االتصال بين‬
‫مراجع الحسابات و المستفيد أو لمبالغة المستخدمين في إدراكهم لطبيعة و حدود المراجعة‪.‬‬

‫كما قد توصلت الباحثة إلى أنه قد ينتج عن هذه األخيرة فجوتين هما فجوة الجهل و فجوة التكامل بين اليات‬
‫الحوكمة ‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ ‬فجوة الجهل‪ :1‬يعتبر جهل المستخدمين لطبيعة المراجعة و محدداتها و الرغبة في الحصول على‬
‫اقصى ما يمكن من المراجعين مقابل ما يدفع لخدماتهم بمعنى تعظيم منفعته على حساب المهنة ام ار‬
‫من شانه ان يؤدي الى خلق فجوة توقعات‬
‫‪ ‬فجوة التكامل بين آليات الحوكمة‪ :‬حيث تنشأ هذه الفجوة من درجة الرضا الذي يشعر به مستخدمي‬
‫القوائم المالية عن نتائج المراجعة من كونها قد نتجت عن أداء المراجع الخارجي (الية خارجية‬
‫للحوكمة) يغيب فيه االتصال و التواصل مع األطراف المختلفة للحوكمة (االليات الداخلية للحوكمة)‬
‫في مهامه بالصورة التي التي تتوقعها مختلف األط ارف الخارجية ‪.‬‬

‫و ما نالحظه من خالل مكونات فجوة التوقعات أن الفجوة تتكون من إحدى أو كل الفجوات السابقة‪ ،‬و‬
‫أنها تختلف و تتنوع بتنوع طبيعة و ظروف البيئة التي تتواجد بها فهي تتميز بطبيعة ديناميكية‪ ،‬لذا فان‬
‫معالجتها أو تضييقها سوف يتعدد بتعدد مكوناتها و أسبابها‪ ،‬كما أن هناك العديد من الباحثين الذين اتفقوا‬
‫على عدم امكانية القضاء عليها نهائيا‪ ،‬و هو ما سوف نتطرق إليه في المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪ 1‬منصور احمد البدوي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪" ،‬دراسات في االتجاهات الحديثة في المراجعة"‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 2002‬ص‪.26 :‬‬
‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سبل تضييق فجوة التوقعات‬


‫من خالل دراستنا لطبيعة فجوة التوقعات و أسباب وجودها ‪ ،‬نالحظ انه من الصعب القضاء عليها لكن‬
‫قد يمكن الحد منها من خالل محاولة التحكم و معالجة االسباب المؤدية اليها‪ ،‬و من اهم السبل التي تساعد‬
‫على تضييقها نجد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دراسة توقعات مستخدمي القوائم المالية و محاولت تلبية تلك التوقعات‬
‫يعترف هذا االتجاه بحق المستفيدين في تحديد مطالبهم من مهنة المحاسبة و المراجعة ‪ ،‬و بأهمية أن‬
‫يقوم المراجعون بدراسة هذه المطالب و محاولة تلبيتها في إطار خطة متكاملة لتطوير التقارير المالية و‬
‫مراجعتها و يرى أنصار هذا االتجاه أنه البد أن يقبل المراجع الدور المتوقع منه أن يلعبه و أن يتحمل‬
‫مسؤوليات أكثر لتلبية توقعات المستفيدين من تقارير المراجعة‪ ،‬فإذا كان من المتوقع أن يتحمل المراجع‬
‫مسؤولية اكتشاف الخطا و الغش و أن يقرر عن مدى استم اررية الشركة‪ ،‬فالبد أن يتحمل المراجع هذه‬
‫المسؤوليات و أن تدخل في نطاق عمله‪ ،‬و أن يتم اخذها في االعتبار ضمن معايير المراجعة‪ ،‬أي يجب‬
‫إعادة تحديد دور المراجع و مسؤولياته على ضوء ما تسفر عنه دراسة توقعات المستفيدين‪.‬‬

‫لذا فالخطوة األولى لدراسة توقعات المستخدمين هو تحديد من هم األطراف المستفيدة من القوائم المالية‬
‫و تقارير المراجعة‪ ،‬و الذين يحق لهم تحديد مطالبهم و احتياجاتهم من هذه التقارير‪ ،‬و من ثم تبدأ الخطوة‬
‫الثانية و المتمثلة في تحديد المطالب و االحتياجات و التوقعات من المراجعة وفي األخير تأتي مرحلة‬
‫اختيار التوقعات التي يمكن للمراجعين الوفاء بها‪.1‬‬

‫و باإلعتماد على نموذج )‪ )Porter,1993‬يمكن تحديد ثالث أنواع لتوقعات المستخدمين و هي‪:2‬‬

‫‪ -1‬توقعات تم ذكرها ضمن المعايير الصادرة عن الجهات المنظمة للمهنة‪ ،‬و لكن المراجعين ال يؤدوها‬
‫على الوجه األمثل إما إلهمالهم و إما نتيجة انخفاض كفاءتهم‪ ،‬أما األول فيمكن عالجه من خالل‬
‫ايجاد ضوابط سلوكية للمراجعين أما الثاني فيمكن تداركه بتضمين معايير األداء المهني للمراجعين و‬
‫متطلبات التدريب و التعليم المستمر‪.‬‬

‫‪ 1‬جربوع يوسف محمود‪" ،‬فجوة التوقع بين المجتمع المالي و مدققي الحسابات القانونيينو طرق معالجةتضييق هذه الفجوة"‪،‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬عدد‪ ،2‬غزة‪ ،2004،‬ص ص‪.389-376:‬‬
‫‪porter brenda, op cit, pp: 55-60.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪ -2‬توقعات تم ذكرها ضمن المعايير الصادرة عن الجهات المنظمة للمهنة‪ ،‬و بالتالي فهي توقعات تتعلق‬
‫بفجوة المعايير‪ ،‬و يمكن معالجتها من خالل اصدار معايير تشمل التوقعات المعقولة التي لم يتم‬
‫التطرق اليها في السابق‪ ،‬و هذا ما يقود الى توسيع مسؤوليات المراجع و اعادة النظر في تحديد‬
‫دوره و أن يتم اخذ ذلك بعين االعتبار ضمن معايير المراجعة‪.‬‬
‫‪ -3‬توقعات ناتجة عن مبالغة مستخدمي التقارير المالية‪ ،‬حيث يمكن الحد من هذه التوقعات عن‬
‫طريق زيادة مستوى الوعي الثقافي و التعليمي لديهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحسين االتصال في بيئة المراجعة و االعالم عن طبيعة دور المراجع و مسؤولياته‪:‬‬
‫و يتم ذلك من خالل توعية المستفيدين و إعالمهم بالدور الذي يقوم به المراجع في المجتمع و حدود‬
‫واجباته و مسؤولياته المهنية‪ ،‬و يمكن أن يتحقق ذلك باحدى الوسائل التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬تقرير االدارة‪ :‬يعتقد معظم مستخدمي القوائم المالية بأن إعداد القوائم من مسؤولية المراجع‪ ،‬في حين أن‬
‫مسؤولية إعدادها تقع على عاتق اإلدارة‪ ،‬و في سبيل تصحيح هذا االعتقاد لدى المستخدمين كان البد‬
‫من تحسين عملية االتصال معهم الزالة سوء الفهم هذا من أذهانهم‪.‬‬

‫و قد اهتمت عدة لجان مهنية و علمية بذلك و بذلت جهود كثيرة في سبيل تحسين االتصال مع هؤالء‬
‫المستخدمين و الزام اإلدارة بإعداد تقرير تقر فيه بمسؤولياتها عن إعداد القوائم المالية‪ .‬و قد توصلت عدة‬
‫لجان من مختلف الدول مثل لجنة ‪ Cohen‬و‪ Treadway‬و ‪ Mc Donald‬و لجنة ‪ Rayn‬إلى ضرورة‬
‫إعداد اإلدارة تقرير يتضمن اعترافها بمسؤوليتها عن إعداد القوائم المالية للمنشاة‪.‬‬

‫أما معيار المراجعة الدولي ‪ ISA 580‬فقد أكد أنه ينبغي على المراجع أن يحصل على دليل باعتراف‬
‫اإلدارة بمسؤوليتها عن تقديم القوائم المالية بشكل عادل و يتماشى مع اإلطار المناسب للتقارير المالية‪ ،‬و‬
‫أنها قد قامت بالموافقة عليها من محاضر اجتماعات مجلس اإلدارة و الهيئات المشابهة أو بالحصول على‬
‫إقرار كتابي من اإلدارة أو باستالم نسخة موقعة من القوائم المالية‪ ،‬و في حالة رفض اإلدارة تقديم االقرار‬
‫الذي يعتقد المراجع أنه ضروري‪ ،‬فإن ذلك سيشكل تحديد لنطاق المراجعة‪ ،‬و على المراجع ابداء رأي متحفظ‬
‫أو أن يمتنع عن إبداء ال أري كما ينبغي للمراجع في مثل هذه الحاالت تقييم أي اعتماد سبق و أن تم على‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫أساس اق اررات قدمت من اإلدارة أثناء عملية المراجعة و دراسة االحتماالت األخرى للرفض و التي يكون لها‬
‫تأثير إضافي على تقرير المراجع‪.1‬‬

‫‪ -2‬تقرير المراجعة‪ :‬يعتبر تقرير المراجع وسيلة االتصال األساسية بين مستخدمي القوائم المالية و‬
‫المراجعين‪ ،‬و يضفي هذا التقرير الثقة و المصداقية للقوائم المالية‪ ،‬و يمثل خالصة ما توصل إليه‬
‫المراجع من عمله و بناءا على هذا التقرير يتم اتخاذ العديد من الق اررات‪ ،‬لذلك يجب تحسينه و تطويره‬
‫بالشكل الذي يحد من التوقعات غير المعقولة للمستخدمين‪.‬‬

‫أما في الجزائر فقد قام المشرع الجزائري بتحديد محتوى معايير تقارير محافظ الحسابات بموجب قرار و ازرة‬
‫المالية بتاريخ ‪ 34‬جوان ‪ 2013‬و المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 24‬بتاريخ ‪ 30‬أفريل ‪ .2014‬حيث‬
‫ترى الباحثة أن تقرير المراجعة يمكن أن يساعد في تحسين االتصال مع مستخدمي القوائم المالية إذا تمت‬
‫صياغته بطريقة سهلة و بعيدة عن الغموض‪ ،‬فيسهل فهمه من قبل المستخدم العادي‪ ،‬كما يجب أن يتضمن‬
‫معلومات أكثر عن نطاق و حدود و طبيعة عمل المراجع‪ ،‬ما يتوصل إليه من نتائج و ضرورة اإلشارة إلى‬
‫القضايا الهامة المتعلقة بالمركز المالي للشركة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحسين االتصال من خالل التعليم‪ :‬يرى البعض‪ 2‬أن التعليم له أثر فعال في التأثير على إدارك و‬
‫تصورات مستخدمي القوائم المالية بخصوص دور و مسؤوليات المراجع باإلضافة إلى فهم معاني الرسالة‬
‫التي يبعث بها المراجع من خالل تقريره‪ ،‬كما أن التعليم يزيد من اعتقادهم بمصداقية هذه القوائم بعد‬
‫مراجعتها‪ ،‬و ال شك أن التعليم له أثر فعال في تضييق الفجوة‪.‬‬

‫‪1‬حماد طارق عبد العال‪ " ،‬موسوعة معايير المراجعة"‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪ 2004 ،‬ص ص‪.688 -685 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ferguson Colin,G., Richardson and g., Wines, “ The audit expectation gap: Australian and‬‬
‫‪Canadian comparative study of experience and education effects”, 1998, p:1. Available at‬‬
‫‪http://business.unisa.edu.au/aaan398/abstracts/fergusontion htm. Visited 21/09/2013‬‬
‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪ -4‬تحسين االتصال من خالل وسائل االعالم و الندوات‪ :‬مما يدل على ضعف اإلتصال مع المستخدمين‬
‫‪1‬‬
‫انه من المهم جدا وجود اتصال‬ ‫أ ن قلة من المستخدمين فقط يقرؤون تقرير المراجع‪ ،‬لذلك يرى البعض‬
‫فعال مع المستخدمين حتى يمكن لهم تفهم طبيعة وظيفة المراجعة‪ ،‬و دور المراجع مما يؤدي إلى‬
‫تضييق الفجوة‪ ،‬و اقترح بعض الوسائل لتحسين اإلتصال منها‪:‬‬
‫‪ ‬استخدام وسائل اإلعالم المالي ( صحافة مالية‪ ،‬برامج اذاعية‪ ،‬برامج تلفزيونية) ألن صوتها أكثر قوة‬
‫و فاعلية من شكل و صياغة تقرير المراجع‪ ،‬و تملك تأثير كبير على توقعات المستخدمين‪.‬‬
‫‪ ‬قيام المنظمات المهنية باالتفاق مع االتحاد العام للغرف التجارية و هيئات سوق رأس المال بإقامة‬
‫ندوات تثقيفية لرجال الصناعة و التجارة و المال حول القوائم المالية و ضوابط اعدادها و عملية‬
‫مراجعتها و المعايير التي تحكمها و كيفية قراءتها و االستفادة منها في اتخاذ الق اررات االستثمارية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توسيع مسؤوليات المراجع و تحسين كفاءته المهنية‬


‫تعد مسؤولية مراجع الحسابات من الموضوعات الهامة في مجال المراجعة ‪ ،‬حيث أدى الفشل الذي‬
‫إصابة المهنة في السنوات األخيرة إلى تحميل المراجع مسؤوليات متزايدة في مختلف القضايا ذات الصلة‬
‫بمهنته‪ ،‬و لعل أبرزها توسيع مسؤولياته عن اكتشاف األخطاء و الغش و هو ما أشار إليه المعيار الدولي‬
‫‪ ISA 240‬الصادر عن االتحاد الدولي للمحاسبين و الذي نقح ‪ 1‬جانفي ‪ ،2004‬فقد زاد اهتمام المفكرين‬
‫و األكادميين مؤخ ار في مجال المراجعة وذلك ببناء مناهج للمراجهة و محاولة بيان معالمها‪ ،‬بهدف رفع‬
‫كفاءة و فاعلية أداء مراجع الحسابات ووفائه بمسؤولياته و االرتقاء بالخدمة التي يقدمها إلى أعلى مستوى‪.2‬‬

‫و في ظل ما تموج به بيئة األعمال الجزائرية و الدولية من متغيرات و ما تمثله بعض هذه األخيرة من‬
‫تحديات و تهديدات لمهنة المحاسبة و المراجعة‪ ،‬يتطلب األمر من أصحاب المهنة التحلي بالكفاءة المهنية‬
‫المطلوبة لمواجهتها‪ ،‬و يعتبر تحسين الكفاءة المهنية للمراجع أحد الخطوات األساسية الستعادة الثقة في‬
‫األداء المهني و بالتالي العمل على تضييق فجوة التوقعات‪ ،‬و طالما أن هناك قصور في األداء الفعلي‬

‫‪1‬‬
‫حسني محمد صبيحي عبد الجليل‪ "،‬فجوة التوقعات في مهنة المراجعة و اساليب تضييقها" ‪ ،‬المجلة العلمية للبحوث و‬
‫الدراسات التجارية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬العدد ‪ ،1998 4 ،3‬ص‪.195 :‬‬
‫‪ 2‬سلطان حسن محمد احمد‪ " ،‬مسؤولية المحاسب القانوني في االستجابة لتوقعات مستخدمي القوائم المالية"‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة ال البيت‪ ،‬االردن‪ ،2009 ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫للمراجع فإن المهنة تحتاج إلى أن تؤكد للجمهور أن لديها نظاما مالئما الكتشاف المشكلة و التعامل معها‪،‬‬
‫و وضع الحلول لتالفيها قدر اإلمكان‪ ،‬و عالج مشكلة نقص جودة األداء المهني في المراجعة تبدأ من‬
‫تحسين الكفاءة المهنية للمراجعين‪ ،‬حيث يمكن أن يتم ذلك من خالل تطوير برامج التعليم المحاسبي الجامعي‬
‫ثم التعليم المهني المستمر أثناء مزالة المهنة وصوال المراقبة جودة األداء المهني‪ .‬حيث نقصد بالكفاءة‬
‫المهنية‪ " 1‬المعرفة الكافية و المتخصصة في مجاالت المحاسبة و المراجعة و التي تم اكتسابها من التعليم و‬
‫التدريب الفني و المهارة في تطبيق ذلك في الحاالت الظروف المختلفة حيث أن جودة األداء المهني‬
‫للمراجعة بشكل عام لن يتحقق إال بناءا على الحكم الشخصي السليم الدعم بالخبرة و الكفاءة الكافية"‬

‫رابعا‪ :‬تدعيم استقالل المراجع‬


‫يعد استقالل المراجع عصب عملية المراجعة‪ ،‬لذلك يجب على المراجعين الحفاظ عليه عند قيامهم بعملهم‬
‫من أجل زيادة ثقة المستخدمين للقوائم المالية في تقارير المراجعة‪ ،‬و بالتالي تضييق الفجوة‪ ،‬و قد أشارت‬
‫العديد من الدراسات إلى أهمية االستقالل في مهنة المراجعة‪ ،‬فقد أشار البعض‪ ،2‬أن بعض الدول المتقدمة‬
‫واجهت بعض جوانب القصور و مشكالت معينة ترتب عنها ضعف ثقة الجمهور في النظام الرقابي في‬
‫الشركات مما نتج عنها الشك في استقالل المراجعين نقص مصداقية القوائم المالية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬
‫ظهور حاالت إفالس و عسر مالي للعديد من من الشركات في هذه الدول‪ .‬و لقد ظهرت في الفكر‬
‫المحاسبي عدة مقتحات لتدعيم استقالل المراجع و من ثم زيادة الثقة في تقارير المراجعة و تضييق فجوة‬
‫التوقعات‪ ،‬و فيما يلي اهم المقترحات لتدعيم استقالل المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬تكوين لجان المراجعة‪:‬‬
‫على الرغم من أن قوانين الشركات في معظم دول العالم تقر أن تعيين و عزل المراجع و تحديد‬
‫أتعابه هي من مسؤولية الجمعية العامة للشركة ‪ ،‬كذلك هو الحال بالنسبة للجزائر حيث أشار المشرع‬
‫الجزائري حسب القانون التجاري في مادته ‪ 715‬مكرر ‪ 4‬من المرسوم التشريعي رقم ‪08 / 93‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25‬أفريل ‪ 1993‬كما يلي‪ ":‬تعين الجمعية العامة العادية للمساهمين مندوبا أو أكثر من‬

‫‪ 1‬عبد اهلل محمد عبد العزيز‪" ،‬نحو تضييق فجوة التوقعات في المراجعة باالسترشاد بالجهود العلمية و المهنية الدولية"‪،‬‬
‫مجلة الدراسات و البحوث التجارية‪ ،‬كلية التجارة ببنها‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد ‪ ،2002 ،1‬ص‪.125:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Peterson, j., r,” The Improving Performance of Audit Commities” The ccountant, march 1994,‬‬
‫‪p:61.‬‬
‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫بين المهنيين المسجلين على جدول المصف الوطني‪ ،‬و تتمثل مهمتهم الدائمة في باستثناء أي تدخل‬
‫في التسيير في التحقيق في الدفاتر و القوائم المالية للشركة و في مراقبة انتظام حسابات الشركة و‬
‫صحتها"‪ ،1‬إال أن الواقع العملي يؤكد على أن اإلدارة هي التي تقوم بترشيح و تعيين و تحديد أتعاب‬
‫المراجع الخارجي‪ ،‬مما قد يفقده استقالله ‪ ،‬ألنها يمكنها التأثير عليه‪ ،‬لذلك و في ظل تماطل أعضاء‬
‫الجمعية العامة للمساهمين عن القيام بدورها في تعيين و عزل المراجع و بالتالي اضطالع اإلدارة‬
‫بهذا األمر مما يهدد استقالله‪ ،‬كان البد من وجود طرف آخر يتولى هذا االمر و هذا الطرف هو‬
‫لجان المراجعة‪.‬‬

‫و في ذلك يرى البعض "أن إبعاد تاثير اإلدارة في اختيار المراجع الخارجي و تحديد أتعابه و بالتالي‬
‫تالفي الضغط التي قد يتعرض لها و حماية و تدعيم استقالله يمكن أن يتم بتكوين لجان للم ارجعة في‬
‫الشركات المساهمة من غير أعضاء مجلس اإلدارة التنفيذيين‪ ،‬حيث أن أحد أهم مهام لجنة المراجعة المتفق‬
‫عليها هو ترشيح المراجع الخارجي و تحديد اتعابه"‪.2‬‬

‫و يتضح من هذه المهام أن الكثير منها سوف يدعم استقالل المراجع بشكل مباشر مثل تعيين المراجع و‬
‫عزله‪ ،‬فلجنة المراجعة هي حلقة وصل بين الم ارجع و اإلدارة‪ ،‬كما أنه من المفترض أن يكون هدف لجنة‬
‫المراجعة و المراجع واحد و هو االرتقاء بعملية المراجعة‪ ،‬لذا فان تكوين لجان المراجعة سوف يساهم في‬
‫تدعيم استقالل الراجع و بالتالي تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‪.‬‬

‫‪ -2‬التغيير االلزامي للمراجعين ‪:‬‬


‫توصلت العديد من الدراسات من أجل تدعيم استقالل المراجع و بالتالي تضييق فجوة التوقعات إلى‬
‫ضرورة التغيير اإلزامي للمراجعين‪ ،‬و رغم ذلك فهناك من يرى العكس فمثال ترى ‪ AICPA3‬أنه ليس‬
‫من الضروري إجراء التغيير االلزامي للمراجعين حيث أن هذا التغيير سوف يترتب عليه زيادة في‬
‫تكاليف عملية المراجعة‪ ،‬و عدم االستفادة من مزايا العالقة الطويلة مع العميل‪.‬‬

‫القانون التجاري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،1993‬ص‪.184 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫صبيحي محمد حسني عبد الجليل‪ "،‬تدعيم استقالل المراجع الخارجي في جمهورية مصر العربية في ظل المتغيرات‬
‫الحالية في بيئة المراجعة‪ -‬دراسة تحليلية‪ "-‬مجلة البحوث و الدراسات التجارية‪ ،‬كلية التجارة ببنها‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬السنة‬
‫‪ ،21‬العدد ‪ ،2001 ،2‬ص‪.397 :‬‬
‫‪ ،AICPA 3‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.78 :‬‬
‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و في أري الباحثة بناءا على بعض الدراسات فأنه بالرغم من وجود مزايا لطول ارتباط المراجع بالعميل إال‬
‫أن ذلك قد يؤثر على موضوعيته أثناء فحصه للقوائم المالية‪ ،‬و يزيد من احتمال وجود أخطاء جوهرية في‬
‫هذه القوائم‪ ،‬حيث تتمثل أوجه القصور في الموضوعية في مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬أنه بمرور الوقت سوف يبدأ المراجع في اعتبار نفسه كمدافع عن اإلدارة مما يفقده خاصية الشك‬
‫المهني‪.‬‬
‫‪ ‬بمرور الوقت سوف يصاب بالتراخي و اآللية و عدم االبتكارو عدم ابداء تغييرات أو تقديرات جديدة‬
‫في مواقف الشركة‬
‫‪ ‬يصبح لدى المراجعين دافع لتسوية الخالفات مع الزبون على حساب المعايير خوفا من فقده‪.‬‬

‫لذلك فإن تحديد المدة سوف يحقق االطمئنان للمراجع و بتالي آدائه لعمله بكفاءة دون تأثره بالضغوط مما‬
‫يحقق استقالله‪ .‬و هذا ما اتخذته العديد من الدول و اقرته و التزمت به الشركات‪ .‬و على ذلك ترى الباحثة‬
‫أن نظام تعاقب المراجين سوف يزيد من اسقالله‪.‬‬

‫‪ -3‬فحص المعايير‪:‬‬
‫تتعدد الطرق و السياسات المحاسبية التي يمكن تطبيقها على موقف معين‪ ،‬و تتضمن المعايير‬
‫المحاسبية العديد من الطرق و السياسات و هذا ما يضعف من موقف المراجع في مواجعة اإلدارة‪ ،‬حيث‬
‫إن المعايير ليست محددة بل مرنة إلى حد كبير‪ ،‬و هذا ما ساعد على ظاهرة تسويق ال أري‪ .‬و لذلك‬
‫يجب على مختلف الجهات المهتمة بمهنة المحاسبة و المراجعة في الجزائر أن تتعاون فيما بينها من‬
‫أجل وضع معايير محاسبة موحدة للشركات بحيث تجعل إمكانية مخالفة هذه المعايير محدودة بالنسبة‬
‫للشركة أو المراجع‪.‬‬

‫‪ -4‬تقديم خدمات استشارية‪:‬‬


‫أثار تقديم المراجعين لخدمات أخرى غير المراجعة جدال واسعا في مهنة المراجعة و ذلك خوفا من‬
‫تهديد استقالل المراجع عند تأديته لها‪ ،‬لذلك فقد أوصت العديد من اللجان المهنية على ضرورة تحديد‬
‫نسبة أتعاب الخدمات األخرى مقارنة بأتعاب المراجهة حتى يحافظ على استقالله‪ ،‬كما أن قانون‬
‫‪ sabanes oxly‬الصادر في ‪ 2002‬قد اكد على ضرورة تحديد نسبة أتعاب تقديم الخدمات االستشارية‬
‫بالنسبة إلى إجمالي األتعاب مع طلب موافقة لجنة المراجعة عليها‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و ما سبق ذكره من وسائل فإنها تعمل على تدعيم استقالل المراجع الظاهري‪ ،‬أما االستقالل الحقيقي فيبقى‬
‫مسألة ضمير و طريقة تفكير للمراجع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬اإلهتمام بأساليب و اجراءات رقابة جودة الداء المهني للمراجعة‪:‬‬


‫يعتبر مستوى األداء المهني الحالي أحد العوامل المؤثرة على فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬باعتبار أنه‬
‫المرآة العاكسة لكفاءته و معرفته الكافية و الالزمة في مجاالت المحاسبة و المراجعة و إلمامه بالتطورات‬
‫المستجدة و األساليب الحديثة في مهنة المراجعة‪.‬‬

‫كما أن مستوى األداء المهني يدل على جودة عمليات المراجعة حيث يرى البعض‪ 1‬أنه يقصد بجودة‬
‫عمليات المراجعة أنها" تلك التي تؤدى وفقا لمعايير و ارشادات المراجعة‪ ،‬و كذلك وفقا لقواعد السلوك‬
‫المهني‪ ،‬و من ثم فإ ن رقابة جودة عمليات المراجعة هي الوسائل و االجراءات التي يتم اتباعها لضمان تنفيذ‬
‫عملية المراجعة بدرجة عالية من الجودة"‬

‫و يعتبر الفحص بواسطة النظراء دراسة تحليلية لمستندات مكتب المراجعة التي تتعلق بالرقابة على‬
‫الجودة‪ ،‬كما تشمل اجراء مقابالت مع العاملين بالمكتب ‪ ،‬و اختيار بعض مهام الم ارجعة الجراء دراسة‬
‫مستفيضة لجودة آداء العمل و مدى االلتزام بمعايير المراجعة المقبولة قبوال عاما و معايير الرقابة على‬
‫الجودة‪.2‬‬

‫لذلك فإن وضع برامج لمراقبة الجودة و نظم صارمة للمساءلة سوف يؤدي إلى اإلرتقاء بمستوى جودة‬
‫األداء المهني إلى المستويات المتوقعة منهم و من ثم ارضاء المستفيدين عن الخدمات المؤدات من قبل‬
‫المراجعين‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬دور المنظمات المهنية في تضييق الفجوة‬


‫من المتفق عليه أنه ال يمكن القبول بوجود مهنة إال اذا كان انتظام ممارسيها في جمعيات و منظمات‬
‫مهنية حيث يطلق اصطالح جمعية مهنية على أي تنظيم يهدف بصفة أساسية و مباشرة إلى تطوير و‬

‫‪ 1‬عبد محمد عبد العزيز ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Thomas, c., William. Juan alegandro, marshall k., pitman, “ the audit expectation gap of the‬‬
‫‪21th centery” today’s CPA,july/august, 2004, p:07. Available at:‬‬
‫‪www.tscpa.org/members/publications/archoves/pdf’s/audit expectation gap 07.‬‬
‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫تحسين الممارسة المهنية‪ ،‬حيث أن من واجب المنظمات المهنية إعادة تطوير مهنة المحاسبة و المراجعة‬
‫و تنظيمها و ذلك المكانية فرض الرقابة الذاتية‪ ،‬و زيادة جودة األداء المهني في المراجعة‪ ،‬باالضافة الى‬
‫زيادة المساءلة المهنية للمراجعين‪ ،‬مما ينتج عنه زيادة الثقة في عملهم‪ ، 1‬على أن يتم إبالغ هذا الدور‬
‫للمستفيدين من خدمات المراجعة و هذا ما يوجب على تلك المنظمات وضع معايير المحاسبة و المراجعة و‬
‫معايير السلوك المهني‪ ،‬و مراقبة االلتزام بها من جانب الممارسين للمهنة من خالل برامج لمراقبة الجودة‬
‫لالداء المهني لمكاتب المراجعة‪.2‬‬

‫و ترى الباحثة أن تقوية دور المنظمات المهنية و تدعيم سلطاتها في توجيه و قيادة المهنة يعد أمر‬
‫ضروري لتضييق الفجوة‪ ،‬و باإلضافة لما سبق فإنه على المنظمات المهنية أن تقوم بتحديد أكثر لدور و‬
‫مسؤوليات المراجع و خاصة فيما يخص‪:‬‬
‫‪ ‬مسؤوليته عن اكتشاف الغش و التالعبات‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤوليته عن مدى قدرة المنشاة على االستمرار في مزاولة نشاطها‪.‬‬
‫‪ ‬حدود الخدمات االستشارية التي يقدمها للزبون حتى ال تؤثر على استقالله‪.‬‬

‫و بالنظر إلى كل هذه الوسائل التي تساعد على تضييق أو معالجة فجوة التوقعات نالحظ أن هناك أدوات‬
‫أخرى ظهرت الحاجة إليها نظ ار لتطور و دينامكية الفجوة حيث أصبح من الجدير االهتمام بآليات الحوكمة‬
‫سواء الداخلية أو الخارجية كوسيلة لتضييق هذه الفجوة و هذا ما سنحاول التطرق إليه في بحثنا هذا‪.‬‬

‫و حتى يتم االستجابة لتوقعات و احتياجات مستخدمي القوائم المالية فترى الباحثة أنه يجب أوال تحديد‬
‫هذه االحتياجات و من ثم ترجمتها إلى معايير مهنية و ذلك في حدود معقوليتها و هذا ما سوف نتطرق اليه‬
‫في المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪ 1‬سامي متولي‪" ،‬فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬اسبابها و سب تضييقها"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Frank K., Lowe j., Smith j., “ The Expectation Gap: Perceptual Differences Between‬‬
‫‪Auditors Jurors and student “ managerial auditing journal, vol, 16, n 3 2001, pp:145- 148.‬‬
‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الثار اإليجابية و السلبية لفجوة التوقعات‬


‫تعد فجوة التوقعات مشكلة قديمة غير أ ن الجهود البحثية لم تنقطع الى يومنا هذا في سبيل ايجاد حلول‬
‫الزالتها و هذا ما يخلق الشق االيجابي فيها حيث زاد االهتمام بمهنة المحاسبة و المراجعة أما اتساعها و‬
‫ديناميكيتها فقد خلق أثار سلبية حيث أدى إلى فقدان الثقة في المهنة من قبل المستفيدين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ال ثار اإليجابية‪ :‬تتمثل في‪:1‬‬

‫‪ -1‬تفعيل دور المنظمات المهنية‪ :‬تؤدي فجوة التوقعات إلى زيادة تأهيل اإلطار العام للمراجعة من‬
‫خالل العمل على سن المعايير المناسبة و المؤطرة لكل الوضعيات التي يعرفها المراجع‪ ،‬فضال عن‬
‫العمل على تضييق هذه الفجوة‪ ،‬من خالل المقارنة بين توقعات المستخدمين و أداء المراجعين كمحاولة‬
‫لعقلنة التوقعات و تحسين أداء المراجعين لهذا و من أجل تحسين هذا الوضع تعمل مختلف المنظمات‬
‫على تفعل مهنة المراجعة و المتمثلة أساسا في‪:‬‬

‫‪ ‬المنظمات المهنية و أصحاب المهنة‪.‬‬


‫‪ ‬المنظمات الحكومية و المهنية المنظمة لمهنة المراجعة‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمات االخرى المهتمة بمهنة المراجعة كلجنة البورصة‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمات ذات العالقة بالمجتمع المالي بغية عقلنة توقعاتهم‪ ،‬التعريف بمهام و مسؤوليات المراجع‬
‫الخارجي و الضغط من اجل تحسين دور المراجع و تطوير المعايير المتعلقة بالمهنة‪.‬‬

‫‪ -2‬االهتمام باألنظمة المحاسبية و الرقابية داخل المؤسسة‪ :‬الزيادة المستمرة في التباين بين توقعات‬
‫المستخدمين و أداء المراجعين جعل مختلف المؤسسات تلجأ إلى االهتمام بمختلف األنظمة التي لها‬
‫عالقة بالمراجعة و التي يؤثر على مخرجاتها‪ ،‬إن هذا االهتمام يكون من خالل االهتمام بتأهيل هذه‬
‫األنظمة بما يمكنها من تحقيق أهدافها و بما يضمن االستفادة من توجيه عملية المراجعة‪ ،‬حيث تكمن‬
‫هذه األنظمة في كل من ‪ - :‬نظام المعلومات المحاسبي في المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬نظامم الرقابة الداخلية‬

‫‪1‬‬
‫‪singh Rm brindging & all, “the expectation gap –the changing role concurrent auditor”,‬‬
‫‪the caractered accountant, 2004, p:153.‬‬
‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫حيث أ ن النظامين السابقين هما موضوع فحص و تقييم المراجع‪ ،‬من خالل فحص نظام المعلومات‬
‫المحاسبي و من ثم اكتشاف مواطن الخطأ و الخلل في مخرجاته‪ ،‬و بالتالي العمل على تحسينه بما يوفر‬
‫عناء الفحص للمراجع و يكسب الثقة من خالل اسلوب العينات المنفذ على النظام‪ ،‬كذلك الشأن بالنسبة‬
‫لنظام الرقابة الداخلية عند تقييمه من قبل المراجع ‪ ،‬فكلما كانت اجراءاته قوية و سليمة و صارمة كلما كانت‬
‫دافعا لمنع وقوع األخطاء و الغش و بالتالي ستسعى هذه المنظمات إلى تفعيله و تأهيله بما يساعد في‬
‫تضييق الفجوة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ال ثار السلبية‪ :‬تتمثل في‪:1‬‬


‫‪ -1‬على مستوى البورصة‪:‬‬
‫يشكل رأي المراجع أحد أهم المدخالت في عملية اتخاذ القرار من قبل المستثمرين في البورصة‪،‬‬
‫فحدوث فجوة التوقعات بين المستثمرين و المراجعين يعد مؤش ار كافيا لديهم الهمال هذا المدخل باعتباره‬
‫ال يعكس من وجهة نظر المستفيدين من القوائم المالية‪ ،‬ال أري الصادق للبنود المعبر عنها‪ ،‬حينذاك يمكن‬
‫أن يؤثر في بناء سوق مالي كفء‪.‬‬
‫‪ -2‬على مستوى مهنة المراجعة‪:‬‬
‫تعمل فجوة التوقعات على سلب الثقة من مهنة المراجعة‪ ،‬باعتبارها مصدر تأكييد مهم لمستخدمي‬
‫القوائم المالية حول صدق أو عدم صدق بنودها‪ ،‬إن هذا الشكل يؤثر على المراجعة من خالل إفراغه من‬
‫محتواه السلوكي و اإلجرائي فضال على اعتباره إجراء روتيني ال طائل من ورائه‪ ،‬و أن دور المراجع في‬
‫إضفاء الثقة في المعلومات المالية أمر غير مبني على اآلداء الفعلي الكفء من قبل المراجع‪ ،‬و بالتالي‬
‫هذه المعلومات لن تصبح مصدر ثقة بمجرد التقرير عنها فضال عن عدم قدرة المراجع على التنبؤ‬
‫بالمشاكل المستقبلية و عدم استطاعته اكتشاف الغش و األخطاء الجوهرية التي تؤثر على استم اررية‬
‫المؤسسة في النشاط‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالل التوصيل الفعال‪:‬‬
‫إن حدوث التباين في توقعات المستخدمين و آداء المراجع يوقع حالة عدم الرضا مما ينعكس ذلك‬
‫على مجاالت التوصيل الفعال من خالل ان المستخدمين يعتبرون ان تقرير المراجع ال فائدة من ورائه‬
‫مما يؤثر سلبا على إعداده و صياغته و التزام المراجع بأحسن أساليب التوصيل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Op., Cit, p:152.‬‬
‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬توقعات مستخدمي القوائم المالية من مهنة المراجعة‬


‫إ ن تطلعات و طموحات مختلف الفئات التي يهمها تقرير المراجع كثيرة و متجددة و قد تكون متباعدة و‬
‫يشوبها نوع من التناقض‪ ،‬حيث أن الفئات المختلفة قد يكون لها مصالح مختلفة و بالتالي رغبات و توقعات‬
‫مختلفة‪ ، 1‬حيث أشار البعض إلى أن مراجعي الحسابات يواجهون الكثير من التوقعات الصريحة و الضمنية‬
‫تتعلق بأهداف و عملية المراجعة‪ ،‬و أن هذه التوقعات توجهها المصالح الخاصة لمستخدمي تقرير الم ارجعة‬
‫في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬كما أكد ‪ lee‬أن التوقعات التي تعد أكثر القضايا عرضة للنقاش تتمثل في‪:2‬‬
‫‪ ‬اكتشاف األخطاء و االحتيال و منعها‪ ،‬و اإلنذار المبكر بفشل األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن كل المتطلبات التنظيمية المؤثرة على الشركة قد تم مراعاتها‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان الدقة للحسابات الجوهرية في القوائم المالية المصادق عليها‪.‬‬
‫الحكم على كفاءة و فعالية االدارة و أنشطة الشركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما يرى البعض (‪ )kell walter, Boynton‬نقال عن لجنة التقرير المالي االحتيالي‪ ،‬مستخدمي القوائم‬
‫المالية يتوقعون من المراجع أن‪:3‬‬
‫‪ ‬يؤدي المراجعة بكفاءة فنية ‪ ،‬استقامة‪ ،‬استقاللية و موضوعية ‪.‬‬
‫‪ ‬يبحث و يكتشف التحريفات المادية سواءا كانت متعمدة أو غير متعمدة‪.‬‬
‫‪ ‬منع اصدار القوائم المالية المضللة‪.‬‬

‫كما يرى غالي بأن توقعات مستخدمي القوائم المالية تتمثل في‪: 4‬‬
‫‪ ‬المراجع المسؤول عن إعداد القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ ‬استقالل المراجع‪.‬‬
‫‪ ‬تقرير المراجع النظيف يضمن قدرة المنشأة على االستمرار‪.‬‬

‫‪ 1‬علي عبد القادر الذنيبات‪"،‬تدقيق الحسابات في ضوء معايير التدقيق الدولية و االنظمة و القوانين المحلية‪ :‬نظرية و‬
‫علمية"‪ ،‬مطبعة الجامعة االردنية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2006 ،‬ص ص‪.35-34 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lee, Tom, A.,”corporate audit theory” champman & hall, London, UK, 1993, p:121‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kell Walter,G.,Boynton William.c.,” Modern Auditing”, 5th edition, John wiley & Sons ine,‬‬
‫‪New York, 1992, p:87.‬‬
‫‪ 4‬غالي جورج دانيال‪ "،‬تطوير مهنة المراجعة لمواجهة المشكالت المعاصرة و تحديات االلفية الثالثة"‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ص‪.33-30 :‬‬
‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪ ‬المراجع مسؤول عن اكتشاف الغش و الخطأ‪.‬‬


‫‪ ‬المرجع مسؤول عن اكتشاف التصرفات غير القانونية‪.‬‬

‫و بناءا على ما سبق سوف يقتصر هذا المبحث على دراسة أهم توقعات مستخدمي القوائم المالية و التي‬
‫ركزت عليها تقارير اللجان المهنية المختلفة في سبيل تضييق الفجوة ‪ ،‬و بما يضمن تحقيق أهداف الدراسة‪،‬‬
‫حيث لن يتم التطرق لكل التوقعات و ذلك بسبب تشعبها و عدم اتساع المجال لذكرها‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬استقاللية المراجع ‪ ،‬و تقييم مدى قدرة المنشأة على االستمرار‬

‫أوال‪ :‬استقالل و حياد المراجع‬


‫يعد استقالل المراجع من األمور المهمة التي تضمن تنفيذ أعمال المراجعة بكفاءة عالية بما يضمن تعظيم‬
‫ثقة مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬و قد أكدت على ذلك العديد من الدراسات و التي أشارت الى ضرورة المحافظة‬
‫على استقالل المراجع بصفة دائمة و خاصة االستقالل التام‪ ،‬حتى ال يكون أريه مشكوك فيه تجاه مستخدمي‬
‫القوائم و التقارير المالية‪ 1‬بحيث يجب على المراجع القانوني أن يكون مستقال عند أداء عمله و واجباته‬
‫المهنية طبقا لمعايير المراجعة المتعارف عليها أو معايير المراجعة الدولية‪ ،‬حيث يجب أن يحافظ على‬
‫الموضوعية في األداء و االبتعاد عن النزاعات التي قد تبعده عن مسؤولياته و أن يكون مستقال في الحقيقة‬
‫و الظاهر في عملية المراجعة‪.2‬‬

‫و نتيجة لذلك تنوعت و تعددت المفاهيم التي حاولت االحاطة بمفهوم استقاللية المراجع القانوني‪ ،‬حيث‬
‫عرف ‪ Kohler‬االستقالل في كتابه قاموس المحاسبين بأنه‪ ":3‬طبيعة العالقة بين المراجع القانوني و زبونه‪،‬‬
‫بحيث أن استنتاجات و تقارير المراجع تتأثر تحديدا باألدلة التي يكتشفها و يجمعها بمقتضى قواعد و مبادئ‬
‫السلوك المهني" ‪ .‬و يوجد تمييز بين مفهومين لالستقالل األول يطلق عليه االستقالل الذهني للمراجع و‬
‫الذي يعني تجرده من أي دوافع أو ضغوط أو مصالح خاصة عند ابداء ال أري الفني المحايد و الثاني يطلق‬

‫‪ 1‬فهيد محمد العجمي‪" ،‬دعم استقاللية المراجع لغرض تضييق فجوة التوقعات بالتطبيق على دولة الكويت" ‪،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪19:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ray Whittington and Kurt Pany,”Principles of Auditing and Other Assurances Services”,‬‬
‫‪13th edition, Irwin, Boston, 2001, p:70.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kohler , Eric, l.,” A Dictionary for accounting” 5th , Printice hall, inc, New Jersey, 1975,‬‬
‫‪p:245.‬‬
‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫عليه االستقالل الظاهر للمراجع و الذي يعني وجود أعراف و قواعد مهنية تضمن عدم السيطرة على المراجع‬
‫من جانب إدارة الشركة و عدم ارتباطه بأي مصلحة معها"‪.‬‬

‫و لم تحدد معايير المراجعة الدولية معيا ار خاصا يوضح استقالل المراجع و موضوعيته عند آدائه‬
‫المهني‪ ،‬و إنما جرت االشارة إليه في عدد من فقرات المعايير إذ نصت الفقرة ‪ 4‬من المعيار الدولي رقم‬
‫‪ 200‬على أنه يجب أن يكون المراجع مستقيما و أمينا و مخلصا في عمله المهني و عليه أن يتوخى‬
‫العدالة‪ ،‬و ال يسمح لتحيزه أو انطباعه أن يناال من تجرده‪ ،‬و أن يحترم سرية المعلومات التي يحصل عليها‬
‫أثناء عمله‪ ،‬كما نص المعيار رقم ‪ 220‬الخاص برقابة الجودة ألعمال المراجعة أنه يجب على موظفي‬
‫مؤسسة المراجعة (مكاتب‪ ،‬شركات) االلتزام بمبادئ االستقالل و األمانة و الموضوعية و السلوك المهني‪ ،‬و‬
‫اوجبت الفقرة رقم ‪ 8‬من المعيارالدولي رقم ‪ 600‬الخاص باالستفادة من عمل مراجع آخر ضرورة إحاطة‬
‫المراجع اآلخر بمتطلبات االستقالل و الحصول على تصريح من المراجع اآلخر يضمن التزامه بهذه‬
‫المتطلبات‪.‬‬

‫كما يتضمن دليل السلوك المهني الدولي ارشادات تفصيلية للمواقف التي تؤثر على الموضوعية و‬
‫االسقالل الفعلي و الظاهري للمراجع و تكون أسبابا للشك في حياده و موضوعيته‪.‬‬

‫كما أن االتحاد الدولي للمحاسبين قد أصدر قاعدة سلوك جديدة تضمنها القسم الثامن من قواعد السلوك‬
‫األخالقي لتنظيم استقاللية المراجع لتحل محل القاعدة السابقة و التي بدأ سريانها على التقارير المؤرخة في‬
‫أو بعد ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2004‬تضمنت هذه القاعدة إطار مفاهيمي لالستقاللية ‪ ،‬لقي استحسانا و قبوال دوليا‬
‫واسعا‪ .1‬حيث جاء هذا اإلصدار سعيا لتحقيق أفضل اسقالل ممكن للمراجع و بالتالي تضييق فجوة التوقعات‬
‫في هذا المجال و التي تعد من أكثر الملفات تعقيدا في تاريخ المهنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقييم مدى قدرة المنشاة على االستمرار‬


‫يعتبر فرض االستمرار احد الفروض التي تعد على أساسها القوائم المالية ما لم توجد معلومات تشير‬
‫لغير ذلك و بالتالي تسجل قيم االصول و االلتزامات على أساس أن المنشاة ستكون قادرة على تحقيق قيم‬

‫لمزيد من المعلومات يمكن االطالع على دليل االتحاد الدولي للمحاسبين ‪ "،‬اصدارات المعايير الدولية لممارسة اعمال‬ ‫‪1‬‬

‫التدقيق و التاكيد و قواعد و اخالقيات المهنة" ‪ ،‬االتحاد الدولي‪ ،‬ترجمة جمعية مجمع المحاسبين القانونيين‪ ،‬االردن ‪2007‬‬
‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫أصولها و سداد التزاماتها من خالل نشاطها العادي‪ ،1‬حيث يعتقد معظم مستخدمي القوائم المالية أن تقرير‬
‫المراجع النظيف يضمن سالمة الحالة المالية للمنشاة و عدالتها و قدرتها على االستمرار في النشاط‪.‬‬

‫و عليه فإن هناك اعتقاد من قبل المستفيدين من خدمات المراجعة أن يقدم المراجع في تقريره عالمات و‬
‫اشارات فيما يتعلق بالشك في استم اررية المنشاة وامكانية فشلها‪ ،‬و ثارت تساؤالت الجمهور كيف يقوم المراجع‬
‫بمراجعة حسابات المؤسسة و اصدار تقرير نظيف ثم تنهار المؤسسة بعد ذلك ‪ ،‬ما أثار الشكوك في تقرير‬
‫المراجع ‪.‬‬

‫و في ذلك أشارت بعض الدراسات‪ ،2‬أن أكثر من نصف المنشآت التي دخلت مجال االفالس لم تتلق‬
‫تقارير مراجعة تتحفظ بخصوص االستم اررية ‪ ،‬و ذلك في السنة السابقة لالفالس‪.‬‬

‫أما عن الجانب المهني فإ ن مسؤولية المراجع في التقرير عن مدى قدرة المؤسسة على االستمرار في‬
‫النشاط كانت و الزالت موضوع جدل و نقاش بين المنظمات المهنية و أعضائها و بين جمهور المهنة‪ ،‬و إن‬
‫كانت المهنة بدأت في االستجابة لرغبات الجمهور في هذا الشأن‪ ،‬و تتطلب من المراجع اإلشارة إلى الشك‬
‫في قدرة المنشاة على االستمرار طالما توفرت لديه الحقائق التي تشير إلى ذلك‪ ،‬و عليه بذل مجهود كاف في‬
‫جمع األدلة التي تنفي أو تؤكد هذا الشك أو التقرير عنه‪.‬‬

‫كما أصدرت العديد من المنظمات المهنية و المعاهد المتخصصة في الدول المتقدمة توصيات أو معايير‬
‫مراجعة تسعى إ لى توسيع نطاق المراجعة في مجال تقييم استم اررية المنشاة‪ ،‬حيث ستحاول الباحثة عرض‬
‫البعض منها‪:‬‬
‫‪ -‬فقد صدرت أول دعوى لتحميل المراجع مسؤولية تقييم صحة فرض االستمرار عام ‪ 1972‬عن رئيس‬
‫لجنة بورصة األوراق المالية األمريكية إثر موجة إفالس الشركات المساهمة المسجلة في البورصة‪ ،‬و القت‬

‫غالي جورج دانيال‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪149 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Chen, K., & B., Churvhe, “ Default on Debt Obligation and The Issuance of Going‬‬
‫‪Concern Opinions”, Auditing Journal of practice and Theory, Fallm 1992, p: 44‬‬
‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫قبوال من المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين ‪ AICPA‬حيث أصدر من جانبه تقرير بعنوان "االلتزامات‬
‫التي على المحاسب القانوني مراعاتها في تقريره"‪. 1‬‬
‫‪ -‬ثم اصدر ‪ AICPA‬العديد من النشرات حيث أصدر نشرة معايير المراجعة ‪ SAS no 59‬في عام‬
‫‪ 1988‬محاولة لتضييق الفجوة‪ ،‬حيث تطلب من المراجع تقييم ما إذا كان يوجد شك جوهري حول قدرة‬
‫المؤسسة على االستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬و في عام ‪ 1995‬صدرت نشرة معايير المراجعة ‪ SAS n 77‬و التي تمنع المراجع من استخدام‬
‫صياغة شرطية عند إبداء أريه في مدى قدرة المؤسسة على االستمرار و ذلك في الفقرة الخاصة باالستم اررية‬
‫في تقريره ‪.2‬‬
‫‪ -‬و في عام ‪ ،2003‬أصدر االتحاد الدولي للمحاسبين القانونيين ‪ IFAC‬المعيار الدولي رقم ‪ISA 570‬‬
‫الذي يبين أنه على المراجع مراعاة مالءمة فرض االستم اررية الذي على أساسه تم إعداد القوائم المالية و‬
‫ذلك ع ند تخطيط المراجعة و القيام بها و عند تقييم نتائجها‪ ،‬و يتم االقتراض على ان المنشاة مازالت مستمرة‬
‫في المستقبل المنظور وفقا للمادة الثانية من المعيار‪ ، 3‬ما يوجب على المراجع أن يجمع أدلة إثبات كافية و‬
‫مالئمة لمحاولة إزالة الشك المتعلق بقدرة الشركة على االستمرر من خالل تنفيذ اجراءات المراجعة‪.‬‬

‫مما سبق و حسب الفقرتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من معيار المراجعة الدولي ‪ ISA 570‬يمكن استنتاج الواجبات و‬
‫المسؤوليات الرئيسية االتية‪:‬‬

‫‪ ‬أن إ دارة الشركة هي المسؤولة عن تقييم قدرة المنشاة على االستمرار‪ ،‬و يجب ان يغطي التقييم مدة‬
‫ال تقل عن ‪ 12‬شهر من تاريخ االنتهاء من مراجعة القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ ‬أن مسؤولية المراجع هي النظر في مدى مالءمة استخدام االدارة لغرض االستمرار في إعداد القوائم‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد مطر‪" ،‬نطاق و مسؤولية مراقب الحسابات في تقييم استمرارية المنشاة" ‪ ،‬مجلة المحاسب القانوني العربي‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫االردن‪ ،‬العدد ‪ ،1990 ،48‬ص ص‪.31-30 :‬‬
‫‪ 2‬جورج دانيال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ 3‬االتحاد الدولي للمحاسبين‪ ،‬ترجمة جمعية المجمع العربي للمحاسبين القانونيين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.338 :‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫‪ ‬النظر ما إذا كانت هناك شكوك مادية تحتاج لالفصاح عنها فيما يخص قدرة المنشأة على‬
‫االستمرار‪.‬‬
‫‪ ‬عند خلو تقرير المراجع من اإلشارة إلى الشكك في االستم اررية فال يمكن النظر إليه كضمان لقدرة‬
‫المنشأة على االستمرار‪.‬‬

‫‪-‬أما في الجزائر فقد قام المشرع الجزائري ضمن القرار المتعلق بمحتوى معايير التقرير في ‪ 24‬جوان‬
‫‪ ،2013‬و الصادر في الجريدة الرسمية في ‪ 30‬افريل ‪ ،2014‬حيث نص القرار على المعيار المتضمن‬
‫استم اررية المنشاة في تقرير المراجع‪.‬‬

‫و يتضح مما سبق أنه يوجد تباين بين توقعات مستخدمي القوائم المالية و بين مسؤوليات المراجع وفقا‬
‫لمعايير المراجعة الدولية و المهنية‪ ،‬فيما يتعلق باالنذار المبكر بشأن استم اررية المنشاة في النشاط‪ ،‬و تعتقد‬
‫الباحثة أن توقعات مستخدمي القوائم المالية تشمل جانبين ‪ ،‬توقعات غير معقولة و ذلك ألن تقرير المراجع‬
‫النظيف ال يعطي تأكيدا مطلقا حول االستم اررية و إنما يعطي تأكيد معقول‪ ،‬و هذا يعتمد بشكل أساسي على‬
‫خبرة المراجع و امكانياته الفنية باإلضافة إلى بذل العناية المهنية الالزمة و أخرى توقعات معقولة ألن موقف‬
‫المنظمات المهنية واضح بخصوص االستم اررية‪ ،‬و المعايير الصادرة عنها واضحة و متفقة مع رغبات‬
‫و توقعات الجمهور في التقرير عن الشكوك في قدرة المؤسسة على االستمرار‪ ،‬إال أن المراجعين في الواقع ال‬
‫يقومون بهذا الدور كما ينبغي فتكون هناك فجوة أداء بين توقعات الجمهور المعقولة و ما تتطلبه المعايير‬
‫و بين األداء الفعلي للمراجعين‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اكتشاف االحتيال و اكتشاف التصرفات غير القانونية‬


‫في ظل المتغيرات العديدة التي تحيط بمهنة المراجعة طالب الكثيرون بتوسيع مسؤوليات المراجع حيث ثار‬
‫جدل و نقاش طويل و مازال مستمر حول توسيع مسؤوليات المراجع في اكتشاف الغش و األخطاء الجوهرية‬
‫وكذلك ثار جدل مماثال حول دور المراجع في اكتشاف التصرفات غير القانونية و التقرير عنها‪.‬‬

‫أوال‪:‬اكتشاف الغش و الخطا‬


‫واجهت مهنة المراجعة العديد من الضغوط في معظم دول العالم و تعد مدى مسؤولية المراجع عن‬
‫اكتشاف االحتيال من أهم العوامل المسببة لفجوة التوقعات التي تعاني منها المهنة‪ ،‬كما يعتبر الغش من أكبر‬
‫التهديدات التي تواجه الشركات في الوقت الحاضر‪.‬‬

‫ا‪ -‬طبيعة االحتيال‪ :‬اهتمت أدبيات المراجعة بالتفريق بين نوعين من التصرفات التي ينشأ عنها االحتيال هما‬
‫األخطاء ‪ ،Error‬و الغش ‪ fraud‬حيث يعد النوع الثاني أكثر خطورة من األول‪.‬‬
‫حيث يقصد باألخطاء وفقا لمعيار المراجعة الدولي ‪ ISA 240‬الفقرة ‪ 5‬أنها " التحريفات غير المقصودة‬
‫في البيانات المالية بما في ذلك حذف مبلغ أو إيضاح مثل خطا في جمع بيانات أو معالجتها أو تقدير‬
‫محاسبي غير صحيح ناتج عن السهو أو تفسير خاطئ للحقائق‪ ،‬أو خطا في تطبيق المحاسبة المتعلقة‬
‫بالقياس أو االعتراف أو التصنيف أو العرض أو االفصاح"‪. 1‬‬

‫أما الغش فيعرف حسب الفقرة ‪ 4‬من المعيار الدولي ‪ ISA 240‬بأنه " فعل مقصود من قبل شخص أو‬
‫أكثر‪ ،‬من اإلدارة و أولئك المكلفين بالرقابة و الموظفين أو أطراف خارجية‪ ،‬و يتعلق هذا الفعل باستخدام‬
‫الخداع من أجل الحصول على مصلحة غير عادلة أو غير قانونية ‪.2‬‬

‫إن العامل المميز بين الغش و الخطا حسب المعيار ‪ ISA 240‬هو ما إذا كان العمل المفهوم ضمنا و‬
‫الذي ينجم عنه تحريف في البيانات المالية كان مقصودا أو غير مقصود‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االتحاد الدولي للمحاسبين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.277 :‬‬
‫‪.271‬‬ ‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و من ناحية أخرى تضمنت نشرة معايير المراجعة االمريكية ‪ SAS N 99‬التأكيد على وجود ثالث‬
‫ظروف رئيسية تكون مالزمة عند حدوث الغش ‪ ،‬هذه الظروف اطلق عليها ‪ RAMOS‬مثلث الغش ‪" ،‬‬
‫‪ " the fraud triangle‬حيث قدم توضيحا لها على النحو التالي‪: 1‬‬

‫‪ ‬الدافع ‪ /‬الضغط‪ :‬االدارة أو الموظفين االخرين قد يكون لديهم الدافع أو قد يكونون تحت ضغط من‬
‫مستوى وظيفي أعلى و التي توفر الحافز الرتكاب الغش‪.‬‬
‫‪ ‬الفرصة‪ :‬توافر الظروف ( على سبيل المثال االفتقاد ل او عدم فعالية الرقابة‪ ،‬او قدرة االدارة على‬
‫تجاهل الرقابة) فذلك يوفر الفرصة الرتكاب الغش‪.‬‬
‫‪ ‬التبرير‪ /‬االتجاه‪ :‬أولئك المعنيون بالغش لديهم القدرة على تبرير الغش بوصفه متوافق مع قواعدهم‬
‫األخالقية الشخصية‪ ،‬و بعض األفراد يملكون اتجاها أو ميال لقيم اخالقية تسمح لهم بان يرتكبو عن‬
‫قصد و تعمد تصرف غير شريف‪.‬‬

‫الشكل (‪ : )4 -3‬مثلث الغش‬

‫الفرصة‬ ‫التبرير‬

‫توافر ظروف مثل غياب الرقابة‬ ‫القدرة على التبرير‬

‫الدافع‪ /‬الضغوط‬

‫يوجد لديهم حافز‬

‫‪Source: ramos, op cit., p: 28‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ramos Michael, “ Auditor’s Responsibility for Fraud Detection”, Journal of Accountancy,‬‬
‫‪vol195, Issue 1, jan 2003, p: 28.‬‬
‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫يعتقد مستخدموا القوائم المالية أن المراجع مسؤول عن اكتشاف كل حاالت الغش و األخطاء و أن هذا‬
‫من أهم أهداف المراجعة‪ ،‬و أن التقرير النظيف معناه أن المراجع قد اكتشف كل حاالت الغش و األخطاء و‬
‫‪1‬‬
‫االنحرافات التي تؤثر على صدق و سالمة معلومات القوائم المالية‬

‫و نتيجة لهذه الضغوط فقد استجابة المهنة ‪ ،‬و صدرت عدة معايير مهنية تلزم المراجعين بضرورة‬
‫تخطيط المراجعة من أجل توفير ضمان معقول الكتشاف الغش و األخطاء التي تعتبر جوهرية و مؤثرة على‬
‫القوائم المالية‪.‬‬

‫و ترى الباحثة فيما يخص توقعات مستخدمي القوائم المالية حول اكتشاف المراجع لكل حاالت الغش فهذا‬
‫ما ال يستطيعون فعله في ضوء المعايير الموجودة و قيود التكلفة و الوقت إلعداد التقرير‪ ،‬لكن في نفس‬
‫الوقت على المهنة االعتراف بضرورة اكتشاف المراجعين لحاالت الغش بصورة معقولة و على المراجعين‬
‫االلتزام بذلك من أجل تضييق الفجوة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اكتشاف التصرفات غير القانونية و االبالغ عنها‪:‬‬


‫تعتبر مسؤولية المراجع عن اكتشاف التصرفات غير القانونية للعمالء من المسؤوليات المهنية التي‬
‫فرضتها ضرورة مواجهة فجوة التوقعات‪.‬‬

‫حيث تم تعريف التصرفات غير القانونية في نشرة معايير المراجعة األمريكية ‪ SAS 54‬بأنها‪ " :‬انتهاك‬
‫القوانين و القواعد و االنظمة الحكومية"‪ .2‬مثل انتهاك قوانين حماية البيئة أو القوانين الضريبية‪ ،‬و هي‬
‫تتضمن التصرفات المرتكبة من قبل االدارة و موظفي المنشأة الذين يتصرفون بدال منها‪.‬‬

‫كما أشار نفس المعيار أن أعمال المراجعة التي ال تشمل في العادة اجراءات مراجعة مصممة تحديدا‬
‫لرصد و اكتشاف األعمال غير القانونية‪ ،‬و مع ذلك فاإلجراءات المطبقة من أجل إبداء أري حول القوائم‬
‫المالية قد تؤدي إلى علم المراجع بها‪ ،‬و لذلك فينبغي أن يكون واعيا الحتمال حدوث أعمال غير قانونية‪ ،‬و‬
‫إذا اشارت معلومات إلى امكانية حدوثها ينبغي على المراجع أن يطبق اجراءات مراجعة لمعالجة هذه‬

‫‪1‬‬
‫‪auditing practices board, “proposals for an expended auditor’s report”, journal of‬‬
‫‪accountancy, 1991, p: 125‬‬
‫‪ 2‬الفين ارينز‪ ،‬جيمس لوباك‪ " ،‬المراجعة مدخل متكامل"‪ ،‬ترجمة محمد عبد القادر الديسطي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.199 :‬‬
‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫المسالة‪ ،‬و اذا خلص المراجع إلى أن عمال ما غير قانوني له تأثير هام على القوائم المالية و لم يتم معالجته‬
‫محاسبيا و االفصاح عنه بشكل سليم ‪ ،‬فينبغي عليه أن يبدي أري متحفظ‪.‬‬

‫و بنفس المضمون جاء في الفقرة ‪ 3‬من المعيار الدولي للمراجعة ‪" ISA 250‬مراعاة القوانين و األنظمة‬
‫عند مراجعة البيانات" اآلتي‪ ، 1‬ان اصطالح " عدم االلتزام" كما هو مستعمل في هذا الدليل الدولي للمراجعة‪،‬‬
‫يشير إلى أعمال السهو أو األعمال االرتكابية التي قامت بها المنشاة أو باسمها أو لمصلحتها بواسطة إدارتها‬
‫أو موظفيها‪ ،‬و من أجل هذا المعيار فإن عدم االلتزام ال يتضمن التصرف السيء الشخصي من قبل مدراء‬
‫المنشاة أو موظفيها‪.‬‬

‫أما عن المسؤولية المهنية للمراجع حول هذه النقطة حسب المعيار الدولي ‪ ISA 250‬فقد أشار نفس‬
‫المعيار في الفقرة ‪ 2‬بأن " عند تخطيط و تنفيذ اجراءات المراجعة و كذلك عند تقييم نتائج المراجعة و‬
‫إبالغها فان على المراجع االدراك بأن عدم التزام المنشاة بالقوانين و األنظمة قد يؤثر بشكل أساسي على‬
‫البيانات" ‪ ،2‬حيث أوضح أ ن عملية المراجعة ليست مصممة الكتشاف عدم االلتزام بالقوانين و اللوائح ‪ .‬و قد‬
‫يؤدي عدم االلتزام بالقوانين إلى آثار جوهرية على القوائم المالية‪ ،‬و عادة ما تكون االفعال غير القانونية‬
‫خارج نطاق معرفة المراجع و كفاءته‪ ،‬و يمكن التغلب على ذلك بالتدريب و الخبرة و تفهم نشاط الشركة و‬
‫االستعانة بخبير قانوني إن لزم االمر الستشارته‪ .‬كما يجب على المراجع الحصول على أدلة اثبات مناسبة و‬
‫كافية لعملية المراجعة عن االلت ازم بالقوانين و اللوائح التي يرى أن لها آثار هامة على القوائم المالية‪.‬‬

‫و في حالة وجود آثار جوهرية على القوائم المالية نتيجة عدم االلتزام بالقوانين و اللوائح و لم يتم‬
‫تصحيحها أو تسويتها يمكن للمراجع أن يمتنع عن ابداء الرأي او يتحفظ في تقريره‪ ،‬و كذلك إذا منعت‬
‫الشركة المراجع من الحصول على دليل اثبات كافي لتقييم ما إذا كان االلتزام ذو أثر جوهري على القوائم‬
‫المالية قد حدث أو يحتمل حدوثه‪ ،‬يجوز للمراجع التحفظ أو االمتناع عن إبداء ال أري نظ ار للقيود المفروضة‬
‫على نطاق المراجعة‪.‬‬

‫‪ 1‬االتحاد الدولي للمحاسبين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.315 ،314 :‬‬


‫‪ 2‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.215 :‬‬
‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫كما يرى بركات‪ 1‬أن قضية التصرفات غير القانونية من المسائل الشائكة التي ال تستطيع المعايير أو‬
‫التشريعات مهما بلغت من الدقة أن تضع قواعد تكون قابلة للتحقق في كافة الشركات و يرجع ذلك إلى‬
‫محدودية القدرات القانونية للمراجع الخارجي للحكم على مشروعية تصرف معين‪.‬‬

‫وترى الباحثة أنه قد تمنع أخالقيات المهنة و الحفاظ على السرية المراجع من إفشاء عدم االلتزام‬
‫بالقوانين و اللوائح لألطراف الخارجية‪ ،‬و لكن في ظروف معينة قد تكون األولوية للقانون و اللوائح أو الحكام‬
‫القضاء‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القيام بدور فعال في تحسين جودة االصاح‬


‫يتوقع مستخدمي القوائم المالية أن يكون للمراجع دور كبير في اإلفصاح عن القوائم المالية‪ ،‬حيث عرف‬
‫بعضهم اإلفصاح أنه " عرض للمعلومات المهمة للمستثمرين و الدائنين و غيرهم من المستفيدين بطريقة‬
‫تسمح بالتنبؤ بمقدرة المؤسسة على تحقيق أرباح في المستقبل و قدرتها على سداد التزاماتها"‪ .2‬و تختلف‬
‫وجهات النظر في مفهوم و حدود االفصاح عن المعلومات الواجب توفيرها في البيانات المالية المنشورة‬
‫باختالف مصالح األطراف ذات العالقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقومات الساسية لالفصاح‪:3‬‬


‫‪ ‬تحديد المستخدم المستهدف للقوائم المالية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد االغراض التي تستخدم فيها المعلومات المحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد طبيعة المعلومات المحاسبية التي يجب االفصاح عنها و نوعها‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد اساليب االفصاح عن المعلومات المحاسبية و طرقها‪.‬‬
‫‪ ‬توقيت االفصاح عن المعلومات المحاسبية‪.‬‬

‫‪ 1‬بركات لطفي محمود احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.569 :‬‬


‫‪Auditing Standards Board ,” statement on auditing‬‬ ‫كراجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،85 :‬نقال عن‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪standard no 77”, AICPA, new york, 1995.‬‬


‫‪ 3‬محمد مطر ‪ ،‬وليد الحيالي‪ ،‬حكمت الراوي‪ ،‬نظرية المحاسبة واقتصاد المعلومات‪ :،‬االطار الفكري و تطبيقاته العملية‪،‬دار‬
‫حنين للنشر‪ ،‬ط‪ ،1:‬عمان ‪ ،‬االردن‪ ،1996 ،‬ص‪.369 :‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫و قد ظل االفصاح و لفترة طويلة يقتصر على االفصاح االقتصادي ثم تطور لالفصاح االجتماعي مثل‬
‫االفصاح عن معلومات العمال فيما يتعلق ببيئة العمل‪ ،‬سياسة التوظيف و أخي ار تطور اإلفصاح منذ نهاية‬
‫الثمانينات إلى االفصاح عن المعلومات البيئية‪.‬‬

‫و قد أثيرت في اآلونة الخيرة مناقشات من قبل مستخدمي القوائم المالية حول ضرورة إرفاق ملخص‬
‫بالقوائم المالية المنشورة يوضح به الطرق و المبادئ المحاسبية المستخدمة و التي لها تاثير على األرباح‬
‫المعلنة و الق اررات المالية للمنشاة‪ ،‬حيث أن هناك بيانات ال يمكنها ذكرها في صلب القوائم المالية على الرغم‬
‫من أهميتها في تقديم معلومات ذات قيمة مثل ( بيانات كمية ‪ ،‬بيانات تفصيلية)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المراجع في تحسين االفصاح‬


‫يؤدي المراجع دو ار مهما في تحسين جود اإلفصاح المحاسبي و ذلك من خالل مراجعة التقارير المالية‬
‫المنشورة و اضفاء الثقة عن المعلومات الواردة بها و التحقق من أن االفصاح عن المعلومات المحاسبية تم‬
‫وفقا لمعايير الماسبة المعتمدة‪ ،‬و كذا سالمة العرض من حيث حجم التفاصيل و أسلوب العرض و غيرها‬
‫من األمور المكلف بتنفيذها عند مراجعته للقوائم المالية ‪ ،‬و تأتي مسؤولية المراجع عن اإلفصاح عن‬
‫المعلومات المنشورة تطبيقا لمعايير المراجعة و كذا متطلبات القوانين‪.‬‬

‫و ال تكمن أهمية دور المراجع في مراجعته للمعلومات الواردة في القوائم المالية المراجعة من طرفه فحسب‬
‫بل تمتد الى تقريره حيث أن تقرير المراجع ذو أثر كبير على ق اررات االستثمار حيث له أهمية كبيرة في‬
‫فحص البنوك المقرضة و المحللين الماليين و غيرهم من متخذي الق اررات‪.‬‬

‫و عند النظر في مضمون معايير المراجعة الدولية او المقبولة قبوال عاما يالحظ أنها تتطلب من المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬االفصاح في تقريره عما اذا كانت المعلومات الواردة في القوائم المالية تتفق مع معايير المحاسبة أم‬
‫ال ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقق المراجع من ثبات الشركة في تطبيق المبادئ المحاسبية من فرة الخرى و االفصاح عن ذلك‬
‫في تقريره‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق من أن المعلومات التي يتم اإلفصاح عنها في القوائم المالية تعد كافية‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫مطالب بالتحقق من كفاية اإلفصاح ‪ ،‬و عليه له الحق بمطالبة الشركة باإلفصاح‬ ‫لذلك فالمراجع‬
‫المطلوب و إذا رفضت بإمكانه اصدار تقرير متحفظ أو اإلمتناع عن ابداء الرأي‪ ،‬و ذلك حسب مقدار عدم‬
‫اإلفصاح‪.‬‬

‫بناءا على ما سبق يالحظ أن التوسع في اإلفصاح يعمل على تلبية حاجات األطراف المختلفة من خالل‬
‫عرض البيانات الالزمة التخاذ الق اررات‪ ،‬مع مراعاة قاعدة تكلفة‪ /‬منفعة عند أي زيادة في عرض البيانات ألن‬
‫أي زيادة في االفصاح قد يترتب عنها تكلفة إضافية لذلك يجب تاسيس قواعد لهذا االفصاح‪.‬‬

‫وسوف نتطرق لالفصاح بتفصيل أكثر في الفصل الرابع‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طبيعة فجوة التوقعات في المراجعة‬

‫خالصة‪:‬‬

‫حاولنا في هذا الفصل التعرف على فجوة التوقعات في المراجعة من خالل التطرق إلى تطورها التاريخي‬
‫عبر بيئات مختلفة و التي نتج عنها مفاهيم و تعاريف مختلفة باختالف الباحثين و المهتمين بها‪ ،‬كما‬
‫حاولنا التعرف على مسبباتها سواءا التي كان سببها المراجعين أو التي كان سببها عدم عقالنية توقعات‬
‫مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬و التي أدت بدورها إلى إيجاد عدة مكونات للفجوة‪ ،‬كما توصلنا إلى أن فجوة‬
‫توقعات المراجعة ديناميكية تتطور بتطور احتياجات المجتمع المالي‪.‬‬

‫ثم حاولنا التطرق إ لى سبل معالجة و تضييق هذه الفجوة من خالل محاولة معالجة مسبباتها‪ ،‬و ذلك‬
‫بتحسين االتصال بين المراجع و مستخدمي القارير المالية‪ ،‬دعم استقالل المراجع و كفائته‪ ،‬زيادة ثقافة‬
‫المجتمع عن دور المراجع باالضافة إلى توسيع مسؤوليات المراجع وفقا للتوقعات المعقولة لمستخدمي‬
‫التقارير‪.‬‬

‫و في األ خير حاولنا االلمام باحتياجات و توقعات مستخدمي القوائم المالية من مهنة المراجعة و التي‬
‫تمثلت في توقعهم من المراجع اكتشاف الغش و الخطأ‪ ،‬و اكتشافه للتصرفات غير القانونية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫توقعهم أن المراجع له دور كبير في االفصاح عن القوائم المالية‪.‬‬

‫و باعتبار أ ن فجوة التوقعات ال يمكن القضاء عليها نهائيا بفعل ديناميكيتها‪ ،‬سوف نحاول من خالل هذا‬
‫البحث ايجاد حلول أخرى تتماشى و التطورات اإلقتصادية و المحاسبية الجديدة‪ ،‬و المتمثلة في اآلليات‬
‫الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫تمهيد‬

‫في الفترة األخيرة و في ظل حدوث العديد من حاالت اإلفالس و األزمات و االنهيارات المالية في العديد‬
‫من الشركات و خاصة في الدول المتقدمة و التي كانت نتيجة الفساد المالي و اإلداري‪ ،‬حيث تعود جوانبها‬
‫األساسية إلى دور كل من الشركة و المراجع على حد سواء في تأكيدهم على صدق و عدالة القوائم المالية و‬
‫ما تتطلبه من إفصاح و شفافية و ذلك على خالف الحقيقة‪ ،‬قد أدى إلى ضياع حقوق أصحاب المصالح‪ ،‬و‬
‫فقدان ثقة المستثمرين في المعلومات المحاسبية و المالية التي تتضمنها القوائم المالية لهذه الشركة‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى أزمة ثقة و مصداقية في المهنة‪ ،‬حيث يتساءل العديد من المستثمرين و المساهمين الذين أصابهم‬
‫الضرر من تلك االنهيارات عن الجهة المسؤولة عن التقصير هل هي الجهات الداخلية أم المراجع الخارجي‬
‫أم االثنين معا‪.‬‬

‫الشيء الذي أدى إلى ظهور تطورات تنظيمية و قانونية مست سياق كل من اآلليات الداخلية و الخارجية‬
‫للحوكمة و استهدفت كغايات لتحسين ظروف ممارستها و حماية أصحاب المصالح و الحقوق في الشركات‬
‫و كذلك تحقيق أهداف الشركة و قدرتها على اإلستمرار‪.‬‬

‫و إلدراك اسهامات اآلليات الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة من‬
‫خالل تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية سوف نتناول هذا الفصل‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫المبحث ال ول‪ :‬اإلفصاح و الشفافية في القوائم المالية من منظور حوكمي‬


‫تعتبر التقارير المالية المنتج النهائي لعمليتي المحاسبة و المراجعة و هي ال تشمل على القوائم المالية‬
‫فقط حيث تعد هذه األخيرة المحور األساسي للتقارير‪ ،‬بل هناك كذلك تقارير خاصة يتم إعدادها إستجابة‬
‫لطلب معين ( كتقارير رقابية‪ ،‬تخطيطية‪ ،‬تقرير مجلس االدارة) باإلضافة إلى تقرير المراجع‪.‬‬

‫و يعد اإلفصاح و الشفافية و ظاهرة حوكمة الشركات وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فاإلفصاح يصبح أكثر شفافية‬
‫في ظل الحوكمة‪ ،‬كما أن زيادة الشفافية في اإلفصاح تفعل الحوكمة‪ ،‬و هو ما يحقق قوائم مالية تتسم‬
‫بالجودة ما يعزز ثقة المستثمرين و المساهمين في تلك القوائم المالية‪.‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬المحتوى المعلوماتي للقوائم المالية و محددات جودتها‬


‫تمثل القوائم المالية وسيلة اإلدارة األساسية لالتصال باألطراف المهتمة بأنشطة الشركة‪ ،‬فمن خاللها‬
‫‪1‬‬
‫يمكن لتلك األطراف التعرف على العناصر الرئيسية المؤثرة في المركز المالي للشركة و ما حققته من نتائج‬
‫‪ ،‬حيث تمثل المعلومة العنصر األساسي المكون للقوائم المالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعة المعلومات و خصائصها‬


‫من األهداف الرئيسية لنظام المعلومات المحاسبي هو إنتاج معلومات و تقديمها إلى مستخدميها و ذلك‬
‫لمساعدتهم في اتخاذ الق اررات المناسبة ‪ ،‬لكن يعد مفهوم "المعلومات" من المفاهيم المثيرة للجدل في األدبيات‬
‫المختصة‪ ،‬إذ أ ن هناك عدم وضوح في التمييز بين البيانات و المعلومات حيث يعبر معيار االستفادة من‬
‫المتلقي هو األساس في التمييز بينهما‪ ،2‬حيث يعرف البعض المعلومة على أنها " البيانات التي خضعت‬
‫للمعالجة و التحليل و التفسير بهدف استخراج المقارنات و المؤشرات و العالقات التي تربط الحقائق و‬
‫األفكار و الظواهر ببعضها البعض"‪ ،3‬أما المعلومة المحاسبية فيعرفها البعض بأنها‪ " :4‬كل المعلومات‬
‫الكمية و غير الكمية التي تخص األحداث اإلقتصادية التي تتم معالجتها و التقرير عنها بواسطة نظم‬
‫المعلومات المحاسبية في القوائم المالية المقدمة للجهات الخارجية و في خطط التشغيل و التقارير المستخدمة‬

‫‪ 1‬طارق عبد العال حماد‪" ،‬االتجاهات الحديثة في التقارير المالية" الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،2011،‬ص‪.45:‬‬
‫‪2‬عبد الرزاق محمد قاسم‪"،‬تحليل و تصميم نظم المعلومات المحاسبية"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،2004 ،‬ص‪122:‬‬
‫‪ 3‬سليم الحسين‪"،‬مبادئ نظم المعلومات االدارية"‪ ،‬مؤسسة الوارق للنشر و التوزيع‪،‬ط‪،1‬عمان ‪ ،‬االردن‪،1998،‬ص‪.39 :‬‬
‫‪ 4‬قاسم الحوبيثي‪ ،‬زياد السقا‪" ،‬نظم المعلومات المحاسبية"‪ ،‬وحدة الحدباء‪ ،‬العراق‪ ،2003 ،‬ص‪.27:‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫داخليا"‪ ،‬و بذلك فهي تمثل نتائج العمليات التشغيلية التي تجري على البيانات المحاسبية‪ ،‬و عموما تعرف‬
‫المعلومات المحاسبية على أ نها بيانات يتم تجميعها و قياسها و تلخيصها و تبويبها و عرضها في القوائم‬
‫المالية حتى تمكن مستخدميها من اتخاذ الق اررات المناسبة‪.‬‬

‫كما تتمتع هذه المعلومات بمجموعة من الخصائص و التي إذا توفرت فيها تجعلها ذات جودة بالنسبة‬
‫لمستخدميها ‪ ،‬حيث رتبها مجلس معايير المحاسبة المالية ‪ FASB‬في شكل هرمي حتى تكون ذات فائدة‬
‫أكبر لمستخدميها عند اتخاذ الق اررات‪ ،‬و ذلك من خالل البيان رقم ‪ 2‬الذي صدر سنة‪ 1980‬بعنوان "‬
‫الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية"‪:1‬‬

‫‪-1‬الخصائص الساسية‪ :‬تتمثل في‬

‫ا‪ -‬المالئمة‪ :‬تكون المعلومات المحاسبية مالئمة إذا كان لها تأثير على ق اررات مستخدميها‪ ،‬و لكي تكون‬
‫المعلومات المحاسبية تتصف بالمالئمة ال بد أن يتوفر فيها الخصائص التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬التوقيت المناسب‬
‫‪ -‬القدرة التنبؤية‬
‫‪ -‬القدرة على التقييم االرتدادي ( التغذية العكسية)‬

‫بـ‪-‬الموثوقية‪ :‬أي أن المعلومات معقولة و خالية من الخطأ و التحيز و تمثل بصدق العمليات حيث يمكن‬
‫اإلعتماد عليها‪ ،‬و لهذا يجب توفر الخصائص التالية‪: 3‬‬

‫‪ -‬الحياد‬
‫‪ -‬القابلية للتحقق‪.‬‬
‫‪ -‬التمثيل الصادق‪.‬‬

‫‪ 1‬رضوان حلوة حنان‪ "،‬النموذج المحاسبي المعاصر من المبادئ إلى المعايير" ‪،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،‬ط‪،2006 ،2‬‬
‫ص‪.161:‬‬
‫‪ 2‬مؤيد راضي خنفر‪ ،‬غسان فالح المطارنة‪" ،‬تحليل القوائم المالية‪ :‬مدخل نظري و تطبيقي"‪،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬االردن‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.18:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Financial Accounting Standards Board, ”Statement of Financial Accounting Concepts”, N‬‬
‫‪2, Qualitative Characteristics of Accounting Information,2008,p:2.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫ج‪-‬القابلية للفهم‪ :‬و تعني أن تكون المعلومات المحاسبية مفهومة من قبل المستخدمين‪ ،‬كما ينبغي أن يكون‬
‫لديهم مستوى من المعرفة المحاسبية و في مجال االقتصاد‪.1‬‬

‫‪-2‬الخصائص الثانوية‪ :‬و تتمثل في‪:‬‬

‫ا‪ -‬القابلية للمقارنة‪ :‬و يقصد بها امكانية مقارنة القوائم المالية لفترة مالية معينة مع القوائم المالية لفترة أو‬
‫لفترات أخرى سابقة لنفس الشركة‪ ،‬أو مقارنة القوائم المالية للشركة مع القوائم المالية لشركة أخرى و لنفس‬
‫الفترة حيث يستفيد مستخدمي المعلومات المحاسبية من إجراء المقارنة ألغراض اتخاذ الق اررات المتعلقة‬
‫باإلستثمار و التمويل و تتبع أداء المنشاة و مركزها المالي من فترة ألخرى و إجراء المقارنة بين الشركات‬
‫المختلفة‪.2‬‬

‫بـ‪-‬الثبات‪ :3‬و يقصد بالثبات أن تكون السياسات و الطرق المحاسبية المستخدمة ثابتة ال تتغير من فترة‬
‫ألخرى ( مثال اتباع نفس طريقة تقييم المخزون) و هذا ال يعني أن الشركة ال يمكنها تغيير إحدى الطرق‬
‫المستعملة لطريقة أخرى إذا كان هناك مبرر و على الشركة اإلفصاح عن أسباب و تأثير مثل هذا التغيير‪.‬‬

‫‪ 1‬جمال لعشيشي‪" ،‬محاسبة المؤسسة و الجباية وفق النظام المحاسبي الجديد"‪ ،‬االوراق الزرقاء‪،2010 ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪ 2‬محمد ابو نصار‪،‬جمعة حميدات‪" ،‬معايير المحاسبة و االبالغ المالي الدولية الجوانب النظرية و العلمية"‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫االردن‪ ،2008 ،‬ص‪.10:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ahmed N., Obaidat,”Accounting Information Qualitative Charactristics Gap: Evidence‬‬
‫‪from Jordan” ,International Management Review,vol3, n2, 2007, p:28.‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫الشكل (‪ :)1-4‬الخصائص النوعية للمعلومات‬

‫متخذوا القرار و صفاتهم‬


‫)الفهم و المعرفة المسبقة(‬

‫االهمية النسبية‬ ‫العائد > التكاليف‬

‫فائدة المعلومات‬

‫خصائص رئيسية‬

‫الموثوقية‬ ‫المالئمة‪:‬‬
‫‪-‬الحياد‬ ‫‪-‬التوقيت المناسب‬
‫‪-‬القابلية للتحقق‬ ‫‪-‬القدرة التنبؤية‬
‫‪-‬التمثيل الصاد‬ ‫‪-‬التحقق من التوقعات‬

‫القابلية للمقارنة‬ ‫خصائص ثانوية‬


‫و تتضمن االتساق و الثبات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة* ( بناءا على دراسة رضوان حلوة حنان "اسس المحاسبة المالية"‪،‬دار الحامد‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬االردن‪،2004 ،‬ص‪ .31:‬و هاشم احمد عطية‪ "،‬مدخل الى نظام المعلومات المحاسبية"‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2000،‬ص‪)44:‬‬

‫ثانيا‪ :‬القوائم المالية‪ ،‬االحتياجات و الهداف‬


‫تعتبر القوائم المالية من أهم أنواع التقارير المالية كما سبق الذكر و تعتبر الوسيلة الرئيسية لتوصيل‬
‫المعلومات لألطراف الخارجية‪ ،‬و حسب المعيار الدولي رقم ‪ 01‬فان مكونات القوائم المالية هي‪:1‬‬
‫‪ -‬قائمة المركز المالي‪ :‬تبين الموقف المالي للشركة في نهاية الفترة المالية من أصول و خصوم وحقوق‬
‫الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة الدخل‪ :‬تقرير خاص بااليرادات و المصروفات و النائج يمثل ربح أو خسارة أي تحيد نتائج‬
‫عمليات الشركة في نهاية الفترة المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد ابو نصار‪ ،‬جمعة حميدات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ 23-22 :‬بتصرف‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬قائمة التدفقات النقدية‪ :‬بيان مصادر األموال و استخداماتها‪.‬‬


‫‪ -‬قائمة التغير في حقوق الملكية ‪ :‬توضح طبيعة التغيرات التي طرات على حقوق الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬باالضافة الى االيضاحات الرفقة (المالحق)‪ :‬تحتوي على تفاصيل اعداد القوائم المالية ‪ ،‬توضيحات‬
‫حول الشركة و معلومات اخرى‪.‬‬

‫‪-1‬احتياجات مستخدمي القوائم المالية‪:‬‬


‫في اإلطار التصوري لمجلس معايير المحاسبة الدولية ‪ IASB‬يعرف المستعملين‪ ‬المقصودين و‬
‫احتياجاتهم من المعلومات ‪ ،‬حيث يمكن تلخيص احتياجاتهم فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬يهتم المستثمرون بالمعلومات التي تمكنهم من تحديد مخاطر االستثمار و المردودية المرتقبة‪،‬‬
‫فالمعلومات المفصح عنها ضمن القوائم المالية تساعد المستثمرين و المساهمين في تحديد ما اذا‬
‫كانت الشركة قادرة على توزيع األرباح‪.‬‬
‫‪ -‬يرغب الموظفون دائما في الحصول على معلومات حول التوازن المالي للشركة و المردودية‪ ،‬و كذلك‬
‫معلومات حول امكانية إستمرار رؤساء العمل في دفع أجورهم مستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬يحتاج المقرضون بصفة عامة و البنوك إلى معلومات تبين لهم ما إذا كانت الشركة قادرة على سداد‬
‫التزاماتها اتجاههم‪.‬‬
‫‪ -‬في حين يسعى الموردون و الدائنون اآلخرون للحصول على معلومات تساعدهم على تحديد امكانية‬
‫وفاء الشركة بديونها اتجاههم‪.‬‬
‫‪ -‬يهتم الزبائن بالمعلومات حول بقاء الشركة للتأكد من توفر عقود الضمانات و خدمات ما بعد البيع‪.‬‬
‫‪ -‬أ ما الجهات الحكومية و المنظمات العامة فتسعى للبحث عن معلومات حول نشاطات الشركة التي‬
‫تحتاجها ألجل صياغة السياسة الجبائية و أيضا لتقنين هذه األنشطة‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للجمهور فهو يسعى للحصول على معلومات حول نجاح و ازدهار الشركة ألنها قد‬
‫تساهم بطريقة فعالة في تطوير االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ ‬مستعملوا القوائم المالية حسب ‪ IASB‬هم وفق الترتيب التالي‪ :‬المستثمرون الحاليون و المحتملون‪ ،‬الموظفون و المقرضون‪،‬‬
‫الموردون‪ ،‬الدائنون االخرون‪ ،‬الدولة و المنظمات العامة و الجمهور‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Gregory, H., “Lire Les états financiers en IFRS," Edition organisation, Paris, 2004, p:28.‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪-2‬أهداف القوائم المالية‪ :‬يتم توجيه أهداف التقارير المالية نحو المصلحة العامة لتخدم العديد من‬
‫المستخدمين و تمكنهم من تحديد مدى قدرة الشركة على توليد تدفقات نقدية و تمدهم بمعلومات عن المكاسب‬
‫و مكوناتها و كذلك الوضع المالي و أداء الشركة‪.‬‬

‫إن األهداف التي تسعى القوائم المالية إلى تحقيقها تنشأ أساسا من احتياجات الجهات الخارجية التي تقوم‬
‫باستخدام تلك القوائم‪ ،‬و التي تنقصهم سلطة فرض المعلومات التي يحتاجونها على الشركة‪ ،‬و انطالقا من‬
‫تحديد قطاعات المستفيدين و حاجياتهم المشتركة فإنه يمكن تحديد أهم أهداف القوائم المالية و هذا ما‬
‫تعرض له اإلطار التصوري لمجلس معايير المحاسبة الدولية ‪ ،IASB‬في الفقرة ‪ 12‬على أن الهدف من‬
‫القوائم المالية هو توفير المعلومات عن الوضع المالي و األداء و التغيرات في الحالة المالية للشركة التي‬
‫تعتبر مفيدة لمجموعة واسعة من المستخدمين التخاذ ق ارراتهم االقتصادية و باألخص المستثمرين باعتبارهم‬
‫الجالبين الرئيسيين لرأس المال حيث تتمثل األهداف األساسية للقوائم المالية‪:1‬‬
‫‪ -‬توفير المعلومات ذات المنفعة لتقدير احتمال تحقق تدفقات الخزينة و كذلك مدى أهمية هذا التدفق و‬
‫توقيت حدوثه‪.‬‬
‫‪ -‬عرض الوضعية المالية للشركة و خصوصا الموارد االقتصادية و االلت ازمات و آثار العمليات التي‬
‫يمكن أن تغير أو تعكس آداء الموارد و االلتزامات‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار سبل الشركة في تحقيق السيولة و إنفاقها نحو أنشطة اإلستغالل‪ ،‬و كيفية تمويل االستثمارات‬
‫و إظهار العوامل التي قد تؤثر على السيولة أو الوفاء بالديون‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم معلومات عن درجة و طرق تحديد األهداف المحددة من طرف المسيرين‪.‬‬

‫باإلضافة إلى معلومات أخرى قد تكون مفيدة في إتخاذ الق اررات اإلقتصادية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬األهداف المالية ألنشطة الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬األنشطة المتعلقة بتسيير الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬أثر أنشطة الشركة على محيطها البيئي و كذلك على التزامها بضمان حماية محيطها‪.‬‬
‫‪ -‬التكنولوجيا المستعملة و درجة اعتماد التجديدات التكنولوجية في ميادين اإلنتاج و التسيير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bouassida, s., et autres,”Les Norms IAS/IFRS en Enterprise”, seminaire sur le theme, VIP‬‬
‫‪group, 2005 ,p:11.‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫ثالثا‪ :‬مقومات جودة التقارير المالية في ظل تطبيق الحوكمة‬


‫تعتبر جودة المعلومات و التقارير المالية من أهم المعايير األساسية للحوكمة‪ ،‬حيث أن التطبيق السليم‬
‫لحوكمة الشركات يشكل المدخل الفعال لتحقيق تلك الجودة من خالل التركيز على دقة و موضوعية التقارير‬
‫المالية إلى جانب االلتزام بالقوانين و التشريعات‪ ،‬لذا يتعين مراعاة مجموعة من األليات التي تكفل جودة‬
‫التقارير في ظل تطبيق مبادئ الحوكمة حيث من أهمها‪:1‬‬
‫‪ -‬يجب أن تشتمل التقارير المالية على النتائج المالية و التشغيلية للشركة و تظهر األداء المالي و‬
‫مالحظات مراجع الحسابات على القوائم المالية إلضفاء طابع الصدق و الشرعية ‪ ،‬كما تعمل على‬
‫تحسين عمليات تقييم العمليات فيما بين الشركات و المجتمعات التي تعمل بها من خالل تقديم‬
‫معلومات عن هياكل الملكية و سياسات ممارسة السلطة في الشركة و بصفة خاصة ما يتعلق بتوزيع‬
‫السلطة‪ ،‬بمثابة عنصر هام لتقييم أساليب ممارسة حوكمة الشركات و كذلك التقييم السليم لتكاليف‬
‫الوكالة و منافع خطط المرتبات و الحوافز و مدى فاعليتها‪ .‬كما أنه من المفيد االفصاح عن‬
‫المخاطر المستقبلية و عن المعلومات المتعلقة بما إذا كانت هذه الشركات لديها نظام لمتابعة‬
‫المخاطر أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬يجب إعداد المعلومات و التقارير المالية و مراجعتها و اإلفصاح عنها وفق أحدث إصدارات‬
‫المعايير المحاسبية و المالية ‪ ،‬ما يساهم بدوره في تحسين قدرة المستثمرين و المساهمين على متابعة‬
‫أ داء الشركة من خالل توافر معلومات و تقارير ذات شفافية و جودة محكومة بمعايير محاسبة و‬
‫مراجعة مقبولة و متعارف عليها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتيح قنوات نقل المعلومات امكانية وصول مستخدمي تلك المعلومات إليها بصورة تتسم‬
‫بالعدالة و مالئمة التوقيت و انخفاض التكاليف‪ ،‬فإذا كان االفصاح عن المعلومات يعد أم ار ملزما‬
‫بمقتضى التشريعات فإن تصنيف و حفظ المعلومات و الوصول إليها يمكن أن يتصف بالمشقة و‬
‫إرتفاع التكلفة و بالتالي فان قنوات نقل المعلومات لها من األهمية ما يوازي محتوى المعلومات‬
‫ذاتها‪.‬‬

‫‪ 1‬لؤي علي زين العابدين علي‪" ،‬دراسة تحليلية الثر تطبيق اليات حوكمة ادارة الشركات على جودة االفصاح المحاسبي"‪،‬‬
‫المؤتمر العلمي ‪ 5‬حول حوكمة الشركات و أبعادها المحاسبية‪ ،‬االدارية و االقتصادية‪ ،‬االسكندرية ‪ 10-8‬سبتمبر‬
‫‪،2005‬ص‪.265 :‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التالعب في القوائم المالية‬


‫إن ظهور الثورة الصناعية و ما رافقها من ظهور الشركات المساهمة و انفصال الملكية عن اإلدارة ‪،‬‬
‫أصبح هناك مجال لوجود السلوك النفعي إلدارة الشركة و تحقيق مصالحها أو تحقيق مصلحة جهة دون‬
‫أخرى من الجهات أصحاب المصلحة بالشركة حيث يتم ذلك من خالل تالعب اإلدارة في التقارير المالية‬
‫حيث يتم ذلك بطرق مختلفة مثل‪:1‬‬
‫‪ -‬عمليات حقيقية كالتحكم في توقيت بعض الصفقات و شروطها‬
‫‪ -‬عمليات محاسبية (غير حقيقية ) كإختيار سياسة محاسبية معينة و تطبيقها أو تغيير السياسات و‬
‫الطرق المحاسبية المستخدمة أو تبويب عناصر قائمة الدخل بشكل معين‪.‬‬
‫‪ -‬عمليات وهمية مثل الغش و التزوير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مخالفات االلتزام بشروط المعلومات المالية‬


‫المخالفات المحاسبية و المالية تكون نتيجة قرار التالعب بالمعلومات المالية‪ ،‬و رغم وجود أراء مختلفة‬
‫حول تعريف التالعب المحاسبي‪ ،‬حيث يعرف البعض أنه‪ " 2‬القدرة على زيادة أو تخفيض صافي الدخل‬
‫المفصح عنه في القوائم المالية في المستقبل "‪ ،‬و يعرفه آخرون أنه‪ " 3‬استخدام السلطة التقديرية الممنوحة‬
‫للمسرين في المفاضلة بين الخيارات المحاسبية و هيكلة المعامالت من أجل تسيير خطر أو تغيير في إنتقال‬
‫الثروة المرتبطة بالشركة" ‪.‬‬

‫لذا فمن الصعب تصنيف أو تحديد بدقة طبيعة المخالفات المحاسبية‪ ،‬فالتمييز بين األخطاء و التالعب‬
‫(سواءا كانت من الداخل أو الخارج) بالقواعد القانونية أو التنظيمية ليس باألمر الهين‪ ،‬و االحتيال يتطلب‬
‫الحكم على عنصر القصد من عدمه ‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار قانونية أو عدم قانونية الق اررات أو‬
‫االختيارات القانونية للمسيرين ‪ ،‬هذا التمييز هو أكثر صعوبة من نشر تقرير يحتوي على معلومات مالية‬

‫‪ 1‬طارق عبد العال حماد‪"،‬حوكمة الشركات‪( :‬المفاهيم‪ ،‬المبادئ ‪ ،‬التجارب) تطبيقات الحوكمة في المصارف"‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪،‬مصر‪‘2005،‬ص‪.50:‬‬
‫المكان‪.‬‬ ‫‪ 2‬نفس‬
‫‪3‬‬
‫‪BRETON,G., Stolowy ,H., “La Gestion des Données comptables : Une Revue De La Littérature‬‬
‫‪comptabilité” ,controle et audit, tome 9,vol 1, 2003, p:130.‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫غير دقيقة عن قصد أو عن غير قصد ‪ ،‬ما يتطلب يقظة م ارجع الحسابات الخارجي و الجهات األخرى‬
‫الفاعلة في نظام حوكمة الشركات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع و أهداف التالعب في القوائم المالية‬

‫‪-1‬دوافع التالعب في القوائم المالية‪ :‬يكون الغرض من التالعب في التقارير المالية عادة هو خلق انطباع‬
‫مختلف عن الحقيقة لدى مستخدمي القوائم المالية ‪ ،‬و من أهم دوافع التالعب نجد‪:1‬‬
‫‪ -‬رغبة اإلدارة في زيادة صافي الربح أو تحقيق سلسلة مستقرة نسبيا من األرباح على مدار عدة سنوات‬
‫و ذلك بغرض زيادة حوافزها و دعم مراكزها الوظيفية أو زيادة قيمة المنشأة في األجل الطويل‪ ،‬فمن‬
‫المعروف أن التقلبات الكبيرة في الدخل تعني زيادة المخاطر التبعية ‪ ،‬في حين يؤدي تخفيف التقلب‬
‫في الدخل إلى تخفيض المخاطر و في نفس الوقت زيادة قيمة المنشأة في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬يضع الدائنون و المقرضون عادة شروط في عقد الدين (مثل عدم توزيع أرباح على المساهمين إال‬
‫في حالة زيادة معدالت العائد المحدد عن نسبة معينة ‪ ،‬أو عدم منح قروض جديدة إال في ظل‬
‫أوضاع معينة مرتبطة بالقوائم المالية (كنسبة الديون إلى حقوق الملكية ‪ ،‬و معدل تغطية‬
‫الفوائد‪...‬الخ) و في حال عدم تحقق هذه الشروط فإن اإلدارة قد تقوم بالتالعب في أرقام القوائم‬
‫المالية الستفاء هذه الشروط‪ ،‬دون أن تتهم بانتهاك شروط الدين‪.‬‬
‫‪ -‬قد ترغب اإلدارة بالتالعب في الدخل من خالل تخفيض أرقام الربح بغرض تجنب أي تكاليف‬
‫سياسية قد تفرضها السلطات على المنشات كبيرة الحجم أو التي تحقق أرباح كبيرة جدا‪ ،‬أو مثال‬
‫تقسيم الشركة لمنح االحتكار (مثل ما حدث لشركة مايكروسوفت االمريكية العمالقة و التي كانت‬
‫على وشك الت قسيم بدعوى االحتكار)‪ .‬كما يمكن أن تلجا الشركة إلى تخفيض األرباح لسداد ضرائب‬
‫أقل‪.‬‬
‫قد تقوم اإلدارة بالتالعب الستخدامه كقناع لمشاكل األداء الضعيف أو لتقديم القوائم المالية بصورة‬ ‫‪-‬‬
‫أقوى من الحقيقة للحصول على قروض من البنوك مثال‪.‬‬

‫‪ 1‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.53-52 :‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪-2‬أهداف التالعب في التقارير المالية‪ :‬هناك ثالث أهداف رئيسية للتالعب في القوائم نذكر منها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ا‪ -‬المحاسبة اإلبداعية‪ :‬تعددت التعاريف المنسوبة للممارسة االبداعية لكن أكثرها تفصيال و شموال هو‬
‫"عملية معالجة األ رقام المحاسبية عن طريق استغالل الثغرات في المبادئ المحاسبية و اختيار المقاييس‬
‫و االيضاحات بهدف تحويل القوائم المالية عما يجب أن تكون عليه إلى الوضع الذي يفضل مستخدم‬
‫القوائم المالية رؤيته‪ ،‬أو هي العملية التي تنظم فيها الصفقات بشكل يترتب عليه نتائج محاسبية مطلوبة‬
‫فإنه يستخدم مصطلح المحاسبة‬ ‫سلفا‪ ،‬بدال من أن تكون النتائج محايدة و متسقة ‪ .‬ووفقا لحماد‬
‫اإل بداعية بشكل واسع للتعبير عن الممارسات التي يمكن استخدامها لتعديل نتيجة النشاط و المركز‬
‫المالي للشركة بالشكل الذي يؤثر في انطباع مستخدم القوائم المالية عن أداء أعمال المنشاة‪.2‬‬
‫الشكل (‪ :)2-4‬مجاالت ممارسة المحاسبة اإلبداعية‬

‫الشركة‬

‫المجتمع‬ ‫الممولون‬ ‫المسيرون‬

‫تخفيض التكاليف‬ ‫تخفيض تكاليف راس‬


‫تعظيم تعويضات االدارة‬
‫‪-‬تكلفة التشريع‬ ‫المال‬
‫‪-‬خطة المكافاة‬
‫‪-‬البيئة التنافسية‬ ‫‪-‬اصدار االسهم‬
‫‪-‬خيارات االسهم‬
‫‪-‬الضرائب‬ ‫‪-‬عقود الدين‬

‫تالعب المديرين لصالح الشركة‬ ‫تالعب المديرين ضد الشركة‬

‫‪1‬‬
‫‪Nacer,k. ,”Creative Financial Accounting: Its Nature and Use”, Prentice hall, London, 1993,‬‬
‫‪P:59.‬‬
‫‪ 2‬طارق عبد العال حماد‪" ،‬معايير المراجعة"‪ ،‬الدار الجامعية‪،2007 ،‬ص‪.343 :‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪Source: BALACIO Diana:” is creative accounting a form of manipulation “ university of‬‬


‫‪oradeor. Journal accredited CNCSIS-category B+, Tome 22, vol 3 , 2008, p: 936.‬‬

‫بـ‪-‬إدارة األرباح‪ :‬يقصد بإدارة األرباح محاولت التالعب بشكل غير حقيقي في األرباح لتحقيق أفكار مسبقة‬
‫عن األرباح المتوقعة ( مثل توقعات المحللين الماليين أو التقديرات المسبقة لإلدارة عن األرباح)‪ ،‬و يهدف‬
‫تحقيق التقديرات أو التوقعات المحددة لألرباح إلى‪:1‬‬
‫‪ -‬تشجيع المستثمرين على شراء األوراق المالية للشركة‬
‫‪ -‬زيادة القيمة السوقية للمنشأة في المدى الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة مكافآة و حوافز اإلدارة‬

‫و قد يؤدي هذا األمر إلى انتقال محتمل للثروة من المساهمين الجدد إلى المساهمين القدامى و ذلك ألن‬
‫المساهم الجديد يدفع قيمة السهم أعلى من قيمته الحقيقية و المساهم القديم يبيع أسهمه بأعلى من قيمتها‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫إذا فإدارة األرباح هي اختيار سياسات محاسبية لتحقيق أهداف معينة لإلدارة عندما يستخدم المديرون‬
‫المرونة المتاحة لهم لالختيار بين الطرق و السياسات المحاسبية‪ ،‬و كذلك حاالت التقدير و الحكم الشخصي‬
‫لبعض البنود الظاهرة في التقارير المالية سواءا لتضليل بعض أصحاب المصلحة حول األداء اإلقتصادي‬
‫للشركة أو للتأثير على النتائج التعاقدية التي تعتمد على األرقام المحاسبية الواردة بالتقارير المالية‪.‬‬

‫ج‪-‬تخفيف تقلبات الدخل (تمهيد الدخل)‪:2‬‬

‫يعتبر تمهيد األرباح من أكثر أشكال التالعب في القوائم المالية شيوعا‪ ،‬حيث تحاول اإلدارة من خالله‬
‫الحفاظ على استقرار صافي الدخل و ذلك من خالل التأثير على توقيت حدوث أحداث مالية معينة أو من‬
‫خالل اختيار طرق محاسبية معينة أو كالهما‪ ،‬و الشركة بشكل عام تفضل أن تفصح عن اتجاه مستقر في‬
‫نمو الدخل‪ ،‬و ال ترغب في إظهار تذبذب األرباح مما تمر به من إرتفاع في بعض الفترات و انخفاض في‬
‫الفترات األخرى‪ ،‬و لتحقيق ذلك فإ نها تقوم بتمهيد الدخل للحفاظ على استق ارره‪ .‬حيث تعتمد الشركة على‬

‫‪ 1‬طارق عبد العال حماد‪" ،‬حوكمة الشركات‪( :‬المبادئ ‪،‬المفاهيم ‪ ،‬تجارب) تطبيقا على المصارف"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪-60:‬‬
‫‪.63‬‬
‫‪ 2‬طارق عبد العال حماد‪" :،‬االتجاهات الحديثة في التقارير المالية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪ 207-206‬بتصرف‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫اآلداء النسبي للشركة الحالي و المستقبلي‪ ،‬فعندما تكون األرباح الحالية منخفضة و األرباح المستقبلية‬
‫المتوقعة جيدة فإن المدير يلجا إلى اقتراض األرباح (محاسبيا) من الفترة المستقبلية الستخدامها في الفترة‬
‫الحالية ‪ ،‬و عند حدوث العكس‪ ،‬أي تكون االرباح الحالية جيدة و لكن االدارة تتوقع أرباحا مستقبيلة‬
‫منخفضة عندها تلجأ االدارة إلى ادخار األرباح الحالية الستخدامها المحتمل في المستقبل‪ .‬و هناك عدة أنواع‬
‫لتخفيف تقلبات الدخل ‪ :‬تخفيف طبيعي‪ ،‬تخفيف حقيقي من خالل صفقات و معامالت حقيقة و تخفيف‬
‫مصنع عن طريق التالعب المحاسبي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انعكاسات قواعد الحوكمة في الحد من التالعب في القوائم‬


‫يعد وجود نظام إفصاح قوي و جودة للمعلومات المحاسبية الجيدة يشجعان على الشفافية الحقيقية‬
‫للشركات التي تقوم بنشر قوائمها المالية و يعتبر أم ار رئيسيا في دعم قدرة المساهمين على ممارسة حقوقهم‬
‫على أسس مدروسة ‪ ،‬و أظهرت التجارب أن االفصاح المحاسبي و جودة المعلومات الواردة في القوائم‬
‫المالية أداة قوية للتأكد من سلوك اإلدارة في الشركات و حماية حقوق المستثمرين‪ ،‬حيث يمكن نظام‬
‫االفصاح الكافي عن المعلومات التي تصل في الوقت المناسب لهم أن يساهم في جلب راس المال و الحفاظ‬
‫على الثقة في السوق‪ ،‬و على النقيض فإن ضعف االفصاح و قلة المعلومات المحاسبية و تأخرها في‬
‫الوصول إلى المساهمين و المستثمرين و الممارسات غير الشفافة تساهم في السلوك االنتهازي و في خفض‬
‫الشفافية و بالتالي التالعب في القوائم المالية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أثر جودة اإلفصاح و الشفافية في ظل الحوكمة‬


‫يعتبر مبدأ اإلفصاح و الشفافية أحد أهم ركائز حوكمة الشركات حيث سنتطرق في هذا المطلب إلى كل‬
‫من االفصاح و الشفافية و متطلباتهما في القوائم المالية‬

‫أوال‪ :‬االفصاح في القوائم المالية‬


‫يعتبر االفصاح المحاسبي من المفاهيم المحاسبية األساسية ألن من خالله يتم توصيل نتائج عمليات‬
‫المنشأة إلى مختلف مستعملي المعلومات المحاسبية‪ .‬حيث يعرف اإلفصاح المحاسبي أنه‪ " 1‬عرض‬
‫المعلومات الهامة للمستثمرين و الدائنين و غيرهم بطريقة تسمح بالتنبؤ بمقدرة المنشاة على تحقيق األرباح‬

‫‪ 1‬امين السيد احمد لطفي‪" ،‬نظرية المحاسبة منظور التوافق الدولي" الدار الجامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.660:‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫في المستقبل و سداد التزاماتها‪ ،‬كما يمكن تعريفه على أنه‪ " 1‬تفسير أو إظهار حقيقة أو رأي أو تفاصيل‬
‫تتعلق بالقوائم المالية أو يتضمنها تقرير المراجع‪ ،‬و يظهر في شكل معلومة أساسية أو ملحوظة للمساعدة في‬
‫تفسير هذه القوائم أو التقارير"‪ ،‬حيث يوضح هذا التعريف في مضمومنه األهداف التقليدية للقوائم المالية و‬
‫المتمثلة في اإلبالغ أو عرض النتائج غير أن اإلفصاح المحاسبي في مفهومه و هدفه الجديد لم يعد‬
‫يقتصر على عرض نتائج القياس و تفسيرها‪ ،‬بل توسع في نطاقه و مضمونه وأصبح األمر ينطوي على‬
‫عرض معلومات كمية أو وصفية فعلية أو تقديرية و لها تأثيرها الملحوظ على متخذ الق اررات‪. 2‬‬

‫‪-1‬محددات اإلفصاح في القوائم المالية‪ :‬يعتبر االفصاح عن المعلومات المحاسبية في القوائم المالية ليس‬
‫بالعملية التقائية أ و العشوائية‪ ،‬بل هناك مجموعة من المحددات التي تؤثر على نوع و حجم االفصاح و‬
‫هي‪:3‬‬
‫‪ ‬نوعية المسخدمين و طبيعة احتياجاتهم‪ :‬البد أن تعطي الشركة اهتماما خاصا في قوائمها المالية لتلبية‬
‫احتياجات المستخدمين الرئيسيين‪ ،‬حيث يكون من الطبيعي ان تختلف طبيعة المعلومات المفصح عنها‬
‫في القوائم المالية باختالف نوعية المستخدمين في كل دولة‪.‬‬
‫‪ ‬الجهات المسؤولة عن وضع معايير االفصاح‪ :‬و تتمثل في الجهات المنظمة و المسؤولة عن تطوير و‬
‫تنظيم و اصدار معايير االفصاح ‪ ،‬حيث تختلف باختالف مداخل التنظيم المحاسبي المعتمد بكل دولة‪،‬‬
‫إذ نجد في العديد من الدول و خاصة النامية منها ان األطراف المؤثرة على عملية االفصاح غالبا ما‬
‫تكون من المنظمات المهنية و الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمات و المؤسسات الدولية‪ :‬باإلضافة إلى المنظمات و القوانين المحلية فإن المنظمات و المؤسسات‬
‫الدولية من األطراف المؤثرة على عمليات االفصاح‪ ،‬و من اهم هذه المنظمات لجنة معايير المحاسبة‬
‫الدولية‪ ،‬حيث تحاول تحسين جودة المعلومات المفصح عنها على المستوى العالمي من خالل إصدارها‬
‫مجموعة من المعايير المحاسبية‪ ،‬إضافة إلى المبادئ الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي و التنمية‪.‬‬

‫‪ 1‬وصفي ابو المكارم‪"،‬دراسات متقدمة في مجال المحاسبة المالية"‪،‬ط‪ ،2‬الدار الجامعية الجديدة ‪،‬مصر‪،2004 ،‬ص‪.68 :‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫‪ 3‬محمد ابو زيد‪" ،‬المحاسبة الدولية و انعكاساتها على الدول العربية"‪،‬ايتراك للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪،2005 ،‬ص‪.586 :‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪-2‬آليات جودة االفصاح المحاسبي في ظل تطبيق مبادئ الحوكمة‪ :‬يعد توفير المعلومات المحاسبية و غير‬
‫المحاسبية من أهم أدوات تحقيق‪:‬‬
‫‪ -‬الصحة و السالمة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير المناخ و المعلومات لجميع المهمين بالمنشاة‪.‬‬
‫‪ -‬جذب اهتمام المستثمرين و تعريفهم بالمنشاة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق اإلنتباه و اليقضة عما يحدث في الشركة‪.‬‬

‫لذلك فإنه يتعين مجموعة من األليات التي تكفل جودة اإلفصاح المحاسبي في ظل تطبيق مبادئ حوكمة‬
‫الشركات أهمها‪:1‬‬
‫‪ ‬يجب أن يشمل االفصاح على معلومات حول األداء المالي للشركة و حساب األرباح و الخسائر و قائمة‬
‫التدفقات النقدية و مالحظات مراجع الحسابات على القوائم المالية اضافة الى المعلومات المتصلة بهيكل‬
‫ملكية الشركة و حقوقهم‪ ،‬مقارنة بحقوق غيرهم من المساهمين‪ ،‬وقد يشتمل اإلفصاح عن بيانات تتصل‬
‫بكبار المساهمين و غيرهم ممن لديهم حق السيطرة على الشركة‪ ،‬كما يتطلب المستثمرين معلومات من‬
‫اعضاء مجالس اإلدارة و كبار المديرين و مرتباتهم و حوافزهم بهدف تقييم خبراتهم و كفاءتهم‪ ،‬و أية‬
‫احتماالت لتعارض المصالح قد يكون من شأنه التأثير على إحكامهم‪ ،‬و كذلك اإلفصاح عن المعلومات‬
‫المتصلة بالمخاطر و المسائل األساسية المتصلة بالعاملين و غيرها من أصحاب المصالح و أساليب‬
‫ممارسة سلطات اإلدارة في الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب إعداد المعلومات و مراجعتها و االفصاح عنها وفقا ألحدث اصدارات المعايير المحاسبية‪ ،‬حيث‬
‫يؤدي ذلك إلى تحسين قدرة المستثمرين و المساهمين على متابعة أداء الشركة‪ ،‬من خالل توافر معلومات‬
‫ذات شفافية و جودة محكومة بمعايير محاسبة و مراجعة مقبولة و متعارف عليها‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تتيح قنوات نقل المعلومات امكانية وصول مستخدمي تلك المعلومات إليها بصورة تتسم بالعدالة‬
‫و مالئمة التوقيت و انخفاض التكاليف‪ ،‬حيث أن نقل المعلومات له من األهمية ما يعادل أهمية محتوى‬
‫المعلومات ذاتها‪.‬‬

‫‪ 1‬لؤي على زين العابدين علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.266 :‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫فإذا كان اإلفصاح عن المعلومات يعد أم ار ملزما بمقتضى التشريعات‪ ،‬فإن تصنيف و حفظ المعلومات و‬
‫الوصول إليها يمكن أ ن يتصف بالمشقة و ارتفاع التكلفة ‪ ،‬و لهذا قامت بعض الدول على سبيل المثال‬
‫الواليات المتحدة و المملكة المتحدة و اليابان بحفظ و استرجاع ملفات تقارير الشركات و مستنداتها الكترونيا‬
‫على شبكة االنترنت و غيرها من صور تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البعاد الساسية وراء االلتزام بالشفافية‬


‫تعرف الشفافية المحاسبية بأنها مصطلح يشير إلى مبدأ خلق بيئة يتم من خاللها جعل المعلومات عن‬
‫الظروف و الق اررات و التصرفات القائمة قابلة للوصول إليها بسهولة و مرئية ‪ ،‬و قابلة للفهم لكافة األطراف‬
‫المشاركة بالسوق‪ ، 1‬فهي تعبر عن التمثيل الصادق للمعلومات عن أحداث و معامالت المنشأة الواردة في‬
‫القوائم المالية التي أعدت وفق المعايير الخاصة بإعدادها دوليا‪ ،‬و هي تختلف عن اإلفصاح في كونها‬
‫تتخطى مبادئ التقارير و القوائم المالية لتزويد المستخدمين بالمعلومات التي يحتاجونها التخاذ ق اررات‬
‫استثمارية رشيدة و واعية‪ ،‬و يوجد عدة شروط يجب توافرها في االجراءات و المعلومات التي تتصف‬
‫بالشفافية نذكر منها‪:2‬‬
‫‪ -‬الوقتية‪ :‬أ ن تكون الشفافية في الوقت المناسب‪ ،‬حيث ان الشفافية المتاخرة تكون عادة ال قيمة لها و‬
‫يعلن عنها احيانا فقط الستيفاء الشكل‪.‬‬
‫‪ -‬الوضوح ‪ :‬ان تكون واضحة على النحو الذي يزيل غموض االلفاظ غير المفهومة او التي تستخدم‬
‫بعض عبارات المعايير المحاسبية مثل صافي الربح قبل الفوائد دون االشارة الى قيمة الفوائد‪.‬‬
‫‪ -‬أن ترتبط الشفافية بالمساءلة ‪ :‬فالشفافية في حد ذاتها ليست غاية بل وسيلة إلظهار الحقائق و‬
‫األخطاء و محاسبة المقصرين‪.‬‬

‫‪ 1‬امين السيد لطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.660:‬‬


‫‪ 2‬نبيل عبد الرؤوف ابراهيم‪ " ،‬اثر نماذج و قواعد االفصاح المحاسبي المستحدثة على كفاءة سوق الوراق المالية المصرية"‪،‬‬
‫المعهد العالي للحسابات و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.10:‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪-1‬قواعد االلتزام بالشفافية في اإلفصاح‪:‬‬

‫يمكن القول أن الشفافية تؤدي إلى الحد من تأثير الشائعات حتى ال تتاح الفرصة لالنتهازيين للحصول‬
‫على معلومات غير متاحة لألخرين‪ ،‬حيث تستدعي هذه العملية االلتزام بالقواعد التالية‪:1‬‬

‫‪ ‬تضع الشركة اجراءات عمل خطية وفقا لسياسة االفصاح المعتمدة من قبل مجلس االدارة لتنظيم شؤون‬
‫االفص اح عن المعلومات و متابعة تطبيقها وفقا لسياسة االفصاح المعتمدة من قبل مجلس االدارة‪ ،‬لتنظيم‬
‫شؤون االفصاح عن المعلومات ومتابعة تطبيقها وفقا لمتطلبات الجهات الرقابية و التشريعات النافذة‪.‬‬
‫‪ ‬على الشركة أ ن توفر المعلومات الالزمة للمساهمين و المستثمرين بصورة دقيقة و واضحة و غير‬
‫مضللة و في األ وقات المحددة وفقا لمتطلبات الجهات الرقابية و التشريعات النافذة مما يمكنهم من‬
‫اتخاذ ق ارراتهم‪.‬‬
‫‪ ‬على الشركة تنظيم حساباتها و حفظ سجالتها و دفاترها وفق المعايير الدولية الخاصة باعداد التقارير‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ ‬على الشركة استخدام موقعها االلكتروني على شبكة االنترنت لتعزيز االفصاح و الشفافية و توفير‬
‫المعلومات و ان تفصح عن سياساتها اتجاه المجتمع المحلي و البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز ألي شخص مطلع في الشركة افشاء المعلومات الداخلية المتعلقة بالشركة و ال يجوز تداول‬
‫األوراق المالية الصادرة بناءا على معلومات داخلية لتحقيق مكاسب مادية و معنوية‪.‬‬

‫‪-2‬أهمية الشفافية‪ :‬تتمثل أهمية الشفافية في أنها تعمل على زيادة المعلومات الواردة في االيضاحات المتممة‬
‫على النحو الذي يؤدي إلى تحسين اإلفصاح في القوائم المالية‪ ،‬حيث أن عدم توفر هذه المعلومات لبعض‬
‫المستثمرين قد يجعلهم في وضع سيء من حيث اتخاذ الق اررات‪ ،‬و يمكن ذكر أهمية الشفافية في‪:2‬‬

‫‪ ‬تزيد من عملية توضيح قيم البنود التي تحتويها القوائم المالية‪.‬‬


‫‪ ‬تقليل درجة التقلب في االسواق المالية لضمان االستقرار المالي‪.‬‬

‫‪ 1‬هيئة االوراق المالية‪" ،‬مشروع دليل قواعد حوكمة الشركات المساهمة المدرجة في بورصة عمان"‪ ،2006 ،‬ص ص‪-22:‬‬
‫‪.23‬‬
‫‪ 2‬نبيل عبد الرؤوف ابراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ ‬تجعل استجابة المش اركين في السوق لالخبار السيئة معتدلة و تساعدهم ايضا على توقع و تقييم‬
‫المعلومات السلبية‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل على القضاء على ظاهرة عدم تماثل المعلومات‬
‫‪ ‬تقلل من ميل االسواق للتركيز على االنباء االيجابية او السلبية‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل على التعرف على الظروف التي ادت الى التغير في السياسات المحاسبية‪.‬‬

‫و يمكن تلخيصها في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)3-4‬أهمية الشفافية‬

‫الشفافية‬

‫تقليل عدم تماثل‬


‫المعلومات‬
‫تحقيق رقابة جيدة‬

‫سهولة االشراف‬

‫منع السلوك االنتهازي‬

‫‪Source: Mehez, C., GRINICHI, A., ‘’ Gouvernance et Exigence de la Transparence : La‬‬


‫‪Condescendance du voile‘’, Revue de la Gouvernance, 2007,p :4.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطلبات االفصاح و الشفافية في القوائم المالية‬


‫توجد العديد من األساليب التي يمكن استخدامها لغرض اإلفصاح عن المعلومات المالية و بيان أثر‬
‫األحداث اإلقتصادية في القوائم المالية أو المالحق‪ ،‬حيث يتوقف استخدام أي من هذه األساليب على طبيعة‬
‫و نوعية و درجة أهمية المعلومات ‪ ،‬إذ هناك معلومات تعتبر أساسية و يجب إظهارها ضمن المكونات‬
‫األساسية للقوائم المالية‪ ،‬و هناك معلومات أخرى يمكن إعتبارها ثانوية لكن يتطلب االفصاح عنها و لكن في‬
‫ملحق القوائم الماليةأو في الهوامش‪ .‬و تعد القدرة على إعداد و نقل و نشر المعلومات و توصيلها من أهم‬
‫األمور في العصر الحالي‪ ،‬حيث يعتبر مبدأ الشفافية و اإلفصاح من أهم أعمدة اإلقتصاد الحر باعتبارنا في‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫عصر المعلومات‪ ،‬فيجدر على الشركة في إطار الشفافية القيام بتوفير المعلومات أو البيانات المتعلقة‬
‫بنشاطها و وضعها تحت تصرف المساهمين و أصحاب الحصص و المتعاملين في السوق و إتاحة الفرصة‬
‫لمن يريد االطالع عليها و عدم حجب المعلومات و البيانات ما عدا تلك التي يكون من شأنها الحاق الضرر‬
‫بصالح الشركة فيجوز لها االحتفاظ بسريتها على أن تكون هذه المعلومات و البيانات معبرة عن المركز‬
‫الحقيقي و الواقعي للشركة‪. 1‬‬

‫و ما يمكن قوله أنه يجب على القائمين على الشركة وضع األهداف و مراقبة األداء و ضمان الشفافية و‬
‫االفصاح و نزاهة حسابات الشركة و اإلشراف على حسن ممارسة الحوكمة في الشركة من خالل ممارسة‬
‫الحكم الموضوعي المستقل عن شؤون الشركة و من ثم تحقيق أهداف الشركة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور اآلليات الداخلية للحوكمة في تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية‬
‫تؤكد الحوكمة على وجود اليات داخلية لتنفيذ معاييرها و من بينها تعيين مجلس إدارة فعال يسهر على‬
‫تنفيذ نظام الرقابة الداخلية و تعزيز االفصاح و الشفافية مما يزيد من ثقة المستثمرين في القوائم المالية‪ ،‬و‬
‫تشكيل إدارة عليا تعمل على إعداد نظام رقابي داخلي متين و إعداد قوائم و تقارير مالية بأمانة تحد من‬
‫اعداد قوائم مضللة أو بها غش مما يزيد من ثقة المستعملين‪ ،‬باإلضافة إلى تشكيل لجنة مراجعة لما لها من‬
‫دور مهم على جودة التقارير المالية و تحقيق الثقة بالمعلومات فضال عن توفر جهاز فاعل للمراجعة‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬دور مجلس االدارة في تعزيز ثقة مستعملي القوائم المالية‬
‫يلعب مجلس االدارة دو ار هاما في اضفاء الثقة على القوائم المالية من خالل ما تمنح له من مهام في‬
‫إطار حوكمة الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مجلس اإلدارة و اللجان المكونة له‬

‫‪ 1‬مصطفى السعدني‪"،‬مدى ارتباط الشفافية باالفصاح بالتقارير المالية و حوكمة الشركات" جمعية المحاسب و مدققي‬
‫الحسابات‪ ،‬ملتقى مهنة المحاسبة و المراجعة و التحديات المعاصرة‪ ،‬دولة االمارات العربية‪ ،2007/12/5-4 ،‬ص ص ‪-6:‬‬
‫‪ ،12‬بتصرف‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -1‬تعريف مجلس اإلدارة‬


‫يعد مجلس اإلدارة الهيئة العليا التي تحكم المؤسسة يتم اختياره من مجموعات مختلفة من المساهمين‪،‬‬
‫و هو مسئول عن مراقبة تنفيذ أهداف المؤسسة كما حددتها الجمعية العامة‪ ‬السنوية‪ ،‬يتكون من أعضاء‬
‫تنفيذيين و غير تنفيذيين‪ ،‬كما يعتبر المجلس مسؤوال أمام المساهمين و كوكيل عنهم‪ ،‬و بالتالي كل أحكام‬
‫الوكالة في القانون المدني تسري على مجلس اإلدارة كما أنه مسئول مسؤولية جنائية عن أي تحريف أو‬
‫تزوير في المعلومات الخاصة في المؤسسة‪ ،‬يتولى المجلس تعيين رئيس مجلس اإلدارة و العضو المنتدب‬
‫( المدير العام) كما يتولى مهام إدارة المؤسسة للمدة التي ينص عليها نظامها األساسي‪ ،1‬يعد مجلس اإلدارة‬
‫مسئول مسؤولية نهائية و كاملة أمام المساهمين و أصحاب المصالح عن تقييم األداء اإلداري و يجب أن‬
‫يقدم تقريره عن تلك المسؤولية للمساهمين في نهاية كل عام و في شكل تقرير سنوي‪.2‬‬

‫نظ ار لكمية و حجم األعمال التي يقوم مجلس اإلدارة بمناقشتها و تحليلها‪ ،‬تكون مجالس اإلدارة مشغولة و‬
‫تتعقد مهامها و يترتب على ذلك قيام تلك المجالس بإنشاء العديد من اللجان و الميزة األساسية لهذه اللجان‬
‫أنها ال تحل محل وظائف مجلس اإلدارة‪ ،‬فهي تقوم برفع تقريرها للمجلس و هو صاحب الكلمة النهائية‪ ،‬و‬
‫يتحمل المسؤولية الكاملة ألي تصرف أو عمل توصي به اللجنة ‪.‬‬

‫‪ -2‬اللجان المكونة له‪ :‬و من أكثر لجان مجلس االدارة شيوعا نذكر ما يلي‪:3‬‬
‫‪ -‬لجنة المراجعة‪ :‬سوف يتم التطرق لها الحقا بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة المكافآت‪ :‬تقوم بتوجيه النصح بخصوص مستويات المكافآت المناسبة للمديرين التنفيذيين في‬
‫ظل مستوى األداء و التحفيز و حالة السوق و العوامل النسبية الداخلية و الخارجية‪.‬‬
‫كما تتركز وظائف المكافات و واجباتها في تحديد الرواتب و المكافات و المزايا الخاصة باالدارة العليا و‬
‫يمكن تحديد تلك الواجبات فيما يلي‪:‬‬

‫تتكون الجمعية العامة من كل مساهمي الشركة كل بحسب نسبة ما يمتلكه من أسهمها‪ ،‬يعطي لكل مساهم حق حضور الجمعية العامة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عن مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ " ،‬دليل قواعد و معايير حوكمة الشركات بجمهورية مصر العربية"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.06 :‬‬
‫سميحة فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬هيئة األوراق المالية األردنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08 :‬‬


‫‪ 3‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108 :‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ ‬تحديد المكافات و المزايا االخرى لالدارة العليا و مراجعتها و التوصية لمجلس االدارة بالمصادقة‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ ‬وضع سياسات الدارة برامج مكافآت االدارة العليا التي ينتج عنها دفعات ال ترتبط بشكل معقول باداء‬
‫عضو االدارة العليا‪.‬‬
‫‪ ‬وضع سياسات لمزايا االدارة و مراجعتها باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة التعيينات‪ :‬تقوم بالموافقة على المواصفات الوظيفية لألماكن الشاغرة في مجلس اإلدارة و أن‬
‫المرشحين لهذه الوظائف قادرون على أدائها بشكل موضوعي‪.‬‬
‫و لهذه اللجنة مجموعة من الواجبات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬أ ن تقوم لجنة التعيينات في الشركة مع مجلس االدارة بوضع المهارات و الخبرات المطلوب يوافرها‬
‫لدى عضو مجلس االدارة و الموظفين المطلوبين‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على لجنة التعيينات أن تضع اليات شفافة للتعيين بما يحقق الحصول على أفضل المرشحين‬
‫المؤهلين‪.‬‬
‫أن تقوم اللجنة مع بقية أعضاء مجلس االدارة بتقويم المها ارت المطلوبة للمؤسسة باستمرار‪.‬‬
‫‪ ‬أن تقوم باالعالن عن الوظيفة المطلوبة‪ ،‬و دعوة المؤهلين لتقديم طلباتهم للتعيين‪.‬‬
‫‪ ‬توخي الموضوعية و ذلك بمقارنة مؤهالت و مهارات المتقدم مع المواصفات الموضوعة من الشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤوليات مجلس اإلدارة في إطار الحوكمة‬


‫تتمثل مسؤوليات مجلس اإلدارة عموما‪:1‬‬

‫‪ ‬يجب أن يعمل اعضاء مجلس االدارة على اساس توافر كامل المعلومات‪ ،‬و كذا على أساس النوايا‬
‫الحسنة و سالمة القواعد المطبقة‪ ،‬كما يجب ان يسعى لتحقيق مصالح المؤسسة و المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي أن يعمل على تحقيق المعاملة المتكافئة لجيع المساهمين‪.‬‬
‫‪ ‬يضمن مجلس االدارة التوافق مع القوانين السارية‪ ،‬و ياخذ في االعتبار اهتمامات كافة أصحاب‬
‫المصالح‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاة‪" ،‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي و التنمية في مجال حوكمة الشركات"‪ ،‬القاهرة‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.33:‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ ‬بيان مدى فاعلية نظام الرقابة الداخلية‪ :1‬يعمل مجلس االدارة على المراقبة المستمرة لمدى كفاءة و‬
‫فعالية نظام الرقابة الداخلية من خالل المتابعة المتواصلة لتقارير المراجع الداخلي و االجتماعات مع‬
‫لجنة المراجعة‪ ،‬متابعة مدى تطبيق التوصيات المقدمة باالضافة الى متابعة عمل االدارة العليا فيما‬
‫يخص توفير االجراءات التنظيمية االدارية و المحاسبية لعمل نظام الرقابة الداخلية و مدى فعالية‬
‫تلك االجراءات و تطويرها‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة إدارة المخاطر‪ :‬و ذلك من خالل تطوير منهجيات القياس و الضبط لكل نوع من أنواع‬
‫المخاطر‪ ،‬تحديد سقوف المخاطر و تسجيل حاالت االستثناء عن سياسة إدارة المخاطر‪ ،‬التعاون مع‬
‫اللجان الفرعية و اقسام الشركة النجاز هذه المهام‪.‬‬
‫‪ ‬كما يتعين على مجلس االدارة ان يضطلع على مجموعة من الوظائف األساسية أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬مراجعة و توجيه خطط العمل و سياسة المخاطر و الموازنات السنوية وخطط النشاط‪ ،‬و أن‬
‫يضع أهداف األداء و أن يتابع التنفيذ و أداء الشركة‪ ،‬كما ينبغي أن يتولى اإلشراف على‬
‫االنفاق و ال أرسمالية و على عمليات االستحواذ و بيع األصول‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المسؤولين التنفيذيين و تحديد المرتبات و المزايا الممنوحة لهم‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة مسؤوليات مرتبات و مزايا المسؤولين التنفيذيين و اعضاء مجلس االدارة و ضمان‬
‫الطابع الرسمي و الشفافية لعمليات ترشيح اعضاء مجلس االدارة‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة صور تعارض المصالح المختلفة بالنسبة لالدارة التنفيذية و مجلس االدارة و المساهمين‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان سالمة التقارير المحاسبية و المالية للشركة‪ ،‬و من متطلبات ذلك وجود مراجع حسابات‬
‫مستقل‪ ،‬و ايجاد نظم الرقابة المالئمة‪ ،‬و بصفة خاصة نظم متابعة المخاطر و الرقابة المالية و‬
‫االلتزام بالقوانين‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة فعالية حوكمة الشركات التي يعمل المجلس في ظلها و اجراء التغييرات المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬االشراف على عملية االفصاح‪.‬‬
‫‪ -‬ان يتمكن مجلس االدارة من ممارسة التقييم الموضوعي لشؤون المؤسسة و ان يجري ذلك‬
‫بصفة خاصة على نحو مستقل على االدارة التنفيذية‪.‬‬

‫‪Renee B.,& all, ”The Role of Boards of Directors in Corporate Governance: A Conceptual‬‬
‫‪1‬‬

‫‪Framework and Survey”, Journal of Economic literature, Vol 18, n 1, 2010, pp :70- 90‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬يتعين أن ينظر مجلس اإلدارة في إمكانية تعيين عدد كاف من األعضاء غير التنفيذيين الذين‬
‫يتصفون بالقدرة على التقييم المستقل لألعمال حينما تكون هناك إمكانية لتعارض المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على مصالح المالك و تقدير و تخصيص الموارد و التنسيق بين الجهود و االدارات‬
‫و مواجهة األزمات و المواقف الحرجة‪.‬‬
‫‪ -‬كي يتحقق االضطالع بهذه المسؤوليات يجب أن يكفل ألعضاء مجلس اإلدارة إمكانية‬
‫الحصول على المعلومات الدقيقة و ذات الصلة في الوقت المناسب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور مجلس اإلدارة في تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية‬


‫يظهر دور مجلس اإلدارة هنا من خالل أثره على جودة المعلومات و التقارير المالية و ذلك من خالل‬
‫إشرافه و دعمه لالفصاح و الشفافية في الشركة و كذلك وفقا للمسؤوليات المنوط به القيام بها في اطار‬
‫حوكمة الشركات حيث اشارت ارشادات حوكمة الشركات في مبدئها السادس فيما يخص مسؤليات مجلس‬
‫اإلدارة و ركزت على أنه يجب على مجلس اإلدارة ضمان نزاهة الحسابات في الشركة و نظم إعداد قوائمها‬
‫المالية و توفير اإلستقاللية للمراجع الخارجي‪ ،‬و ضمان وجود نظم سليمة للرقابة المالية و رقابة العمليات و‬
‫االلتزام بالقوانين‪ ،‬و قيام مجلس االدارة بتكليف من يراه مناسبا إلخطاره بالسياسات المحاسبية السليمة التي‬
‫تعتبر أساسا للتقارير المالية وأن يحتفظ المجلس بالمسؤولية النهائية لضمان نزاهة التقارير المالية‪ ،‬و يظهر‬
‫ذلك من خالل‪:‬‬

‫مسؤولية مجلس اإلدارة عن مصداقية و عدالة القوائم المالية قبل اإلفصاح و ذلك من خالل‪:1‬‬

‫‪ ‬مراعاة التزام مجلس اإلدارة بالقوانين و التشريعات و ضمان سالمة المعلومات المحاسبية و التقارير‬
‫المالية و ما تتضمنه من بيانات و معلومات و حسن الرقابة عليها و إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الدعم و الحماية الكاملة لكل من لجنة المراجعة و إدارة المراجعة الداخلية و المراجع الخارجي‬
‫و توفير السبل الالزمة لتسهيل اتصال تلك الجهات الرقابية بالمجلس‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬ممارسات سلطات االدارة و اداء مجلس االدارة في االسواق الصاعدة" منشورات مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،CIPE‬طبعة ‪ ،1998‬ص ص‪ ،42-41 :‬بتصرف‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ ‬إصدار تشريعات بعقوبات و جزاءات مشددة على كل من يثبت تورطه من أعضاء مجلس اإلدارة في‬
‫أي مخالفات مالية أو إدارية أو تعمد تقديم معلومات مضللة و خاطئة للمساهمين أو غيرهم من‬
‫أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬تحفيز مجلس اإلدارة على مناقشة األمور و المواضيع األخالقية و تطوير األدوات و اإلجراءات‬
‫المناسبة لخلق بيئة عمل أخالقية و تطبيقها‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أن تأثير مجلس االدارة على زيادة جودة المعلومات و التقارير المالية تؤدي الى زيادة الثقة‬
‫في القوائم المالية لدى المستخدمين ما يحقق تلبية احتياجاتهم من المعلومات و بالتالي يحد من توقعاتهم‬
‫المبالغ فيها بشان اكتشاف المراجع للغش و التالعب ما يؤدي في األخير إلى تضييق فجوة التوقعات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور اإلدارة العليا في الحصول على قوائم مالية غير مضللة و خالية من الغش‬

‫تمثل اإلدارة العليا أعلى الهيكل التنظيمي‪ ،‬و تعتبر المسؤول األول عن إعداد المعلومات المالية ‪ ،‬حيث‬
‫تعمل على تنفيذ سياسات و استراتيجيات مجلس االدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلدارة العليا‬


‫هناك ألقاب مختلفة يتم إطالقها على الشخص الذي يتولى اإلدارة التنفيذية مثل‪ :‬المدير العام الرئيسي‪،‬‬
‫عضو مجلس اإلدارة المنتدب‪ ،‬المسئول التنفيذي أو المسئول التنفيذي الرئيسي‪ ،‬و يقوم أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫بتعيينهم كما يخضعون للمساءلة من طرف أعضاء المجلس و يتمتع المديرون بالسلطة المفوضة لهم من‬
‫جانب أعضاء مجلس اإلدارة إلدارة أجزاء من الشركة‪ ،‬و قد يتولى أعضاء مجلس اإلدارة المسؤولية اإلدارية‬
‫أيضا‪ ،‬خاصة في المراحل المبكرة لعمل الشركة‪ ،‬و هم في ذات الوقت مسئولون عن عمليات أو وظائف‬
‫محددة‪ ،‬كما أنهم أيضا جزء من العملية الجماعية التخاذ الق اررات في مجلس االدارة‪.1‬‬

‫‪ 1‬جوناثان تشاركهام‪" ،‬إرشادات لعضاء مجالس إدارة البنوك"‪ ،‬ترجمة مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،2005 ،‬ص‪.14:‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫و يمكن تقسيم المديرين حسب المسؤوليات اإلدارية إلى‪:1‬‬


‫‪ -‬مديري اإلدارة العليا‪ :‬يحتلون المستوى اإلداري األعلى في الشركة‪ ،‬عادة ما يمثلهم المدير العام‪ ،‬و هدفهم‬
‫يختص بتحديد األهداف الشاملة للمؤسسة‪ ،‬تحديد االستراتيجيات و السياسات التشغيلية‪.‬‬
‫‪ -‬مديري اإلدارة التنفيذية‪ :‬و مثال ذلك مدير المصنع‪ ،‬مدير العمليات‪ ،‬هدفهم تنفيذ االستراتيجيات و‬
‫السياسات الموضوعة بواسطة اإلدارة العليا‪ ،‬كما ينسقون أعمال اإلدارة المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬مديري اإلدارة المباشرة‪ :‬لهم تسميات مختلفة مثل مشرفي الصف األول‪ ،‬اإلدارة اإلشرافية‪ ،‬يشرفون مباشرة‬
‫على األعمال و العمال التشغيليين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام اإلدارة العليا في اطار حوكمة الشركات‬


‫باإلضافة إلى وظائف اإلدارة العليا التقليدية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه و الرقابة و التي تحدد‬
‫األطر التي تعمل فيها اإلدارة العليا‪ ،2‬هناك مجموعة اخرى من المهام التي تدعمها حوكمة الشركات و التي‬
‫ليست مضبوطة و انما تختلف من دولة الخرى حسب خصائصها و من شركة الخرى حسب طبيعتها و‬
‫أهدافها‪ ،‬حيث نذكر منها الوظائف التالية‪:3‬‬
‫‪ -‬اتخاذ الق اررات التنفيذية حتى يجعل من السهل تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بتتبع الظروف المحيطة بالشركة و قياس تأثيرها على الخطط اإلستراتيجية و تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬االجتماع بالمديرين التنفيذيين و يقوم بعملية تنمية األفكار اإلستراتيجية من خاللهم و تصعيدها إلى‬
‫مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة استخدام الموارد المتاحة بكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬توقيع العقاب على أي تقصير أو إهمال في تنفيذ الخطط‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم البيئة الداخلية و الخارجية و تحديد نقاط القوة و الضعف‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الخطط التشغيلية السنوية و الموازنات و تقديمها لمجلس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير الشركة و تحقيق األهداف االستراتيجية الموضوعة من قبل مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 1‬علي شريف‪ ،‬علي عبد الهادي مسلم‪ ،‬محمد سعيد سلطان‪ " ،‬اإلدارة المعاصرة"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪-‬ص‪.15 -14 :‬‬
‫‪ 2‬علي الشرقاوي‪ " ،‬العملية اإلدارية‪ :‬وظائف المديرين"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪ ،2002 ،‬ص‪.108 :‬‬
‫‪ 3‬أحمد ماهر‪ " ،‬دليل المدير خطوة بخطوة في اإلدارة اإلستراتيجية"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪ ،1999 ،‬ص‪.43 :‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬تطوير الخطط االستراتيجية للشركة و تقديمها لمجلس إدارة الشركة من أجل المراجعة و اإلعتماد أو‬
‫إلحداث بعض التغييرات الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬إتخاذ اإلدارة العليا مجموعة من االجراءات التنظيمية ‪ ،‬اإلدارية و المحاسبية من أجل تشغيل نظام الرقابة‬
‫الداخلية و تحقيق أهدافه مثل تحديد اختصاصات اإلدارات و األقسام المختلفة بشكل يضمن عدم التداخل و‬
‫إصدار تعليمات بوجوب إثبات العمليات بالدفاتر فور حدوثها للتقليل من فرص الغش و التالعب‪ ،‬كما يساعد‬
‫هذا في حصول إدارة الشركة على ما تريده من معلومات بسرعة‪.‬‬
‫‪ -‬قيام المدير التنفيذي بالتشاور مع مجلس اإلدارة و خصوصا لجنة التعيينات باختيار أعضاء أكفاء إلدارة‬
‫الشركة و المشاركة في تصميم هيكل تنظيمي مالئم لظروف الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد القوائم المالية التي تعبر بأمانة و صدق عن المركز المالي للشركة و نتيجة أعمالها‪.‬‬
‫تتبع الظروف المحيطة بالشركة و قياس تأثيرها على الخطط االستراتيجية و تنفيذها‪.‬‬
‫‪-‬االجتماع بالمديرين التنفيذيين و تنمية األفكار االستراتيجية من خاللهم و رفعها إلى مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور االدارة العليا في الحصول على قوائم مالية غير مضللة و خالية من الغش‬
‫تعمل اإلدارة العليا في ظل حوكمة الشركات على توفير الوسائل الالزمة إلعداد نظام الرقابة الداخلية و‬
‫اتخاذ كل اإلجراءات التنظيمية و اإلدارية و المحاسبية الضرورية من أجل تشغيله للتقليل من فرص حدوث‬
‫الغش و التالعب عند إعداد القوائم المالية كما أن االفصاح عنه يشجعها على االلتزام بتصميم نظام فعال‬
‫يحقق األهداف المرجوة منه‪ ،‬و عليه فإن الحصول على قوائم غير مضللة سوف يزيد من ثقة المستثمرين في‬
‫هذه القوائم و بالتالي تلبية احتياجاتهم من المعلومات ما يحقق بدوره تقليل الفجوة‪.‬‬

‫و ما يمكن أن نقوله في النهاية أنه يجب أن يضمن مجلس اإلدارة التوجيه و اإلرشاد االستراتيجي للشركة‬
‫و أن يتحمل كل من مجلس اإلدارة و اإلدارة التنفيذية المسؤولية المباشرة و غير المباشرة عن مدى تحقيق‬
‫أهداف الشركة و تحقيق مصلحة المساهمين و أصحاب المصالح كافة و معاملتهم معاملة عادلة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور لجنة المراجعة في الحصول على قوائم مالية ذا ت جودة‬
‫ظهرت فكرة تكوين لجان المراجعة في الشركات نتيجة وجود بعض الضغوط التي قد تمارسها إدارة تلك‬
‫الشركات على المراجع الخارجي مما قد يؤثر سلبا على استقالله و حياده؛ خيث يعتبر الحفاظ على استقالل‬
‫المراجع هو االساس في نشات لجنان المراجعة‪ ،‬و ازدادت اهمية لجان المراجعة في الشركات و البنوك‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫واتسع دورها بعد صدور قانون ‪ Sarbons Oxaly‬في سنة ‪ 2002‬أين أصبحت مسؤولية لجان المراجعة‬
‫أكثر فعالية اتجاه سالمة اإلفصاح في القوائم المالية و تدعيم فعالية الرقابة الداخلية على عملية إعداد القوائم‬
‫المالية‪ ،‬و من ناحية أخرى كان لهذا التوجه أهداف حوكمية ملحة خاصة بعد فضيحة شركة انرون للطاقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية لجنة المراجعة‬


‫‪ -1‬نشأة لجنة المراجعة‬
‫تشير البحوث و الدراسات غلى أن مفهوم لجان المراجعة و ما ترتب عليه من مسؤوليات قد تعرض إلى‬
‫تطور كبير منذ ظهوره ألول مرة و هذا لتغطية جوانب القصور في المراجعة‪ ،1‬ففي الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪ -‬و التي تعتبر من أوائل الدول التي بادرت بتشكيل لجنة المراجعة‪ -‬كان أول إعالن لها في‬
‫‪ 1967‬من قبل المجتمع األمريكي للمحاسبين القانونيين‪.2‬‬

‫أما في فرنسا فقد بدأ التفكير في إنشاء هذه اللجان ابتداء من سنة ‪ 1985‬من قبل لجنة عمليات البورصة‬
‫إثر تقديمها لتقريرها رقم ‪ 17‬إلى رئاسة الجمهورية و المقترح فيه إنشاء لجان المراجعة‪ ،‬و في أفريل سنة‬
‫‪ 1986‬و اثر تنظيم ملتقى حول لجان المراجعة في أمريكا من قبل معهد المراجعين الداخليين و بمساهمة‬
‫لجنة عمليات البورصة و الشركة الوطنية لمحافظي الحسابات الفرنسية تقرر إنشاء مجموعة عمل مكلفة‬
‫بدراسة إمكانية تأسيس لجان مراجعة مشابهة للجان األمريكية بفرنسا‪ .‬بينما في المملكة المتحدة فقد أصدرت‬
‫لجنة ( ‪ )CADBURY‬في بورصة لندن سنة ‪ 1992‬بتشكيل لجان مراجعة في الشركات المساهمة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬تعريف لجنة المراجعة‬
‫عرف المجمع األمريكي للمحاسبين القانونيين (‪ )AICPA‬لجان المراجعة على أنها " لجنة تتكون من‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين و ذلك الختيار المراجعين الخارجيين و مناقشة عملهم و عالقتهم مع‬
‫اإلدارة لفحص القوائم المالية و نظم الرقابة الداخلية"‪.4‬‬

‫‪ 1‬عوض بن سالمة الرحيلي‪" ،‬لجان المراجعة كأحد دعائم حوكمة الشركات‪ :‬حالة السعودية"‪ ،‬مجلة جامعة الملك عبد العزيز‬
‫– االقتصاد و اإلدارة‪ -‬السعودية‪ :‬أيار ‪ ،2008‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪ ،1‬ص‪.94. :‬‬
‫‪ 2‬محمد محمود عبد المجيد‪ ،‬جورج دانيال غالي‪ " ،‬دراسات متقدمة للمراجعة‪ :‬السس العلمية و التطبيق العلمي"‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬
‫البيان و النشر‪ ،2003 ،‬ص‪-‬ص‪.339 -338 :‬‬
‫‪.164‬‬ ‫‪ 3‬صديقي مسعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص‪-163 :‬‬
‫‪ 4‬جورج دانيال غالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76 :‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫كما عرف القانون البنكي الفرنسي لجان المراجعة على أنها‪":‬تمثل الوسيط بين إدارة المؤسسة و محافظي‬
‫الحسابات و المراجعين الداخليين‪ ،‬فهي تشكل مجموعة عمل تسمح لمجلس اإلدارة من تنظيم نقاشه‪ ،‬بتوكيل‬
‫بعض األعضاء بإعداد التقارير حول المسائل الكبرى"‪.‬‬

‫كما عرف ( ‪ )FREDERIC‬لجان المراجعة على أنها ‪ " :‬لجنة مكلفة نظريا بمهمتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬ضمان تنظيم سالمة و مالئمة نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بطريقة إنتاج المعلومات المالية من قبل المؤسسة و اقتراح أساليب لتحليل هذه المعلومات‬
‫في إطار المحافظة على الصورة الصادقة لعرضها أمام المستثمرين"‪.‬‬

‫كما عرفت على أن ها‪" :‬مجموعة تتكون من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين يمثلون الوساطة بين‬
‫المراجع الخارجي و اإلدارة و المراجع الداخلي في تنظيم أعمال كل منهم و العالقة فيما بينهم فضال عن‬
‫دراسة و اقتراح كل ما من شأنه أن يؤدي إلى إعطاء الصورة الصادقة حول مدى تمثيل المعلومات للواقع‬
‫الفعلي للمؤسسة"‪.‬‬

‫‪ -3‬ضوابط تشكيل لجان المراجعة‬


‫يختلف عدد أعضاء لجان المراجعة باختالف الدول و التوجهات و األغراض الخاصة لكل دولة‬
‫باإلضافة إلى طبيعة و حجم نشاط كل مؤسسة‪ ،‬حيث يعين مجلس اإلدارة أعضاء لجنة المراجعة و التي‬
‫يتراوح عددها من عضوين إلى خمسة أعضاء‪ ،‬و قد يزيد حسب طبيعة و حجم المؤسسة‪ .‬و يجب أن يكونوا‬
‫مستقلين – أي ال يقوموا بأي عمل تنفيذي‪ ،‬كنا ينبغي تجهيز لجنة المراجعة بالشكل الذي يمكنها من الوفاء‬
‫بالتزاماتها و يتضمن هذا التجهيز عملية االختيار‪ ،‬التدريب و تنمية المهارات و السماح بالحصول على‬
‫المعلومات الالزمة‪ ،‬كما على المؤسسة تحديد مجموعة من المؤهالت و الكفاءات التي تطبق عن كل عضو‬
‫لجنة مراجعة يتم اختيارها‪.1‬‬

‫و لقد استقر أري معظم الكتاب على ضرورة توافر مجموعة من الضوابط خاصة بتشكيل لجنة المراجعة‬
‫في أ ي شركة حتى تؤدي هذه الشركة اعمالها بكفاءة و بفاعلية ‪ ،‬و يمكن بلورة تلك الضوابط على النحو‬
‫التالي‪:2‬‬

‫أشرف حنا ميخائيل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتةـ‪" ،‬مراجعة الحسابات و حوكمة الشركات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.318-315:‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫ا‪-‬التحديد الواضح لسلطات و مسؤوليات اللجنة‪ :‬ينبغي تحديد سلطات و مسؤوليات لجنة المراجعة بصور‬
‫تفصيلية و واضحة و كتابية‪ ،‬حتى يمكن لهذه اللجنة ان تقوم باعمالها بكفاءة ‪ ،‬وحتى ال يحدث تداخل أو‬
‫تعارض للمهام‪.‬‬
‫بـ‪-‬توافر و تكامل الخبرة و المهارة في أعضاء لجنة المراجعة‪ :‬يجب أن يكونوا من غير التنفيذيين و الذين‬
‫يتمتعون بالخبرة و المهارة و القدرة على متابعة و تقييم انظمة الرقابة الداخلية‪ ،‬و مدى االلتزام باجراءات هذه‬
‫النظم‪ ،‬كما يجب أن تتوفر فيهم القدرة على فهم بعض أمور المحاسبة و المراجعة و اإلدارة المالية‪ ،‬و على‬
‫دراية ببعض المفاهيم البسيطة لعملية إعداد التقارير و القوائم المالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد العدد المالئم العضاء لجنة المراجعة‪ :‬من الضروري تحديد أعضاء لجنة المراجعة بحيث يكفي‬
‫هذا العدد لتحقيق مزيج من الخبرات و القدرات التي تمكن اللجنة من تحقيق أهدافها‪ ،‬و قد لوحظ أن العدد‬
‫األمثل ألعضاء لجنة المراجعة يتراوح بين ثالثة و خمس أعضاء‪.‬‬
‫د‪-‬استقالل لجنة المراجعة تنظيميا‪ :‬تعتبر لجنة المراجعة بمثابة إحدى اللجان التي يشكلها مجلس اإلدارة و‬
‫تقدم تقاريرها و نتائج أعمالها لمجلس اإلدارة‪ ،‬و هي عبارة عن حلقة الوصل بين االدارة التنفيذية و مجلس‬
‫االدارة في األمور التي تدخل في اختصاصها‪.‬‬
‫و تظهر العالقة بين لجنة المراجعة و مجلس اإلدارة و إدارة المراجعة الداخلية في الشكل‪:‬‬
‫الشكل (‪ :)4-4‬موقع لجنة المراجعة‬

‫مجلس االدارة‬ ‫لجنة المراجعة‬

‫إدارة المراجعة الداخلية‬

‫المصدر‪ :‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ :‬ص‪.317:‬‬

‫و يتضح من الخريطة التنظيمية تبعية لجنة المراجعة لمجلس اإلدارة ‪ ،‬كما يتضح عالقة تلك اللجنة‬
‫بإدارة المراجعة الداخلية في الشركة‪ ،‬بحيث ترفع إدارة المراجعة الداخلية تقاريرها إلى اللجنة و التي تقوم‬
‫بدراستها و عرض نتيجة الدراسة على مجلس اإلدارة حفاظا على استقاللها‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫د‪ -‬إدراك لجنة المراجعة لدورها في حوكمة الشركات‪ :‬يتعين على أعضاء لجنة المراجعة أن يدركوا دورها‬
‫اإليجابي في حوكمة الشركات من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تدعيم دور أعضاء مجلس اإلدارة على االفصاح المحاسبي و غير المحاسبي في مساعدة أصحاب‬
‫المصلحة في الشركات على مراقبة اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم دور مراجعة الحسابات في زيادة درجة الثقة في القوائم المالية‬
‫‪ -‬تدعيم دور المراقبة الداخلية في صدق القوائم المالية من جهة و ضمان التزام إدارة الشركة بالقوانين‬
‫و اللوائح ذات الصلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بواعث نشأة فكرة لجان المراجعة ‪ ،‬و مهامها الساسية‬

‫‪ -1‬العوامل التي ساهمت في اتجاه العديد من الشركات و البنوك نحو تشكيل لجان المراجعة‪:1‬‬
‫تساهم لجنة المراجعة في تدعيم جودة أداء المراجعة من خالل تدعيم استقاللية مراجع الحسابات‪ ،‬و‬
‫العمل على تنفيذ اقتراحات مراجع الحسابات‪ .‬و ال شك أن وجود لجنة المراجعة يؤدي إلى تدعيم مركز‬
‫الشركة االقتصادي من خالل تزويد باقي أعضاء مجلس اإلدارة بالمعلومات المالية الكافية و المالئمة‬
‫لتحسين ق اررات المجلس في إدارة شؤون الشركة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن وجود لجنة للمراجعة في الشركة من شأنه أن يعمل أيضا على زيادة فعالية هيكل‬
‫الرقابة الداخلية بالشركة‪.‬‬

‫و ظهرت فكرة تكوين لجان المراجعة في الشركات و البنوك في الخارج نتيجة وجود بعض الضغوط‬
‫التي قد تمارسها إدارة تلك الشركات و البنوك على مراجع الحسابات الخارجي مما قد يؤثر سلبا على استقالله‬
‫و حياده‪ ،‬خاصة و أن اإلدارة تملك سلطة تحديد أتعابه و عزله‪ .‬و يمكن القول أن المحافظة على استقالل‬
‫مراجع الحسابات الخارجي هو األساس في نشأة فكرة وجود لجان المراجعة التي تتكون من عدد من أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة غير المتفرغين و المعينين من خارج الشركة لكي تعمل كحلقة وصل للتنسيق بين عمل مراجع‬
‫الحسابات الخارجي و اإلدارة بصورة تؤدي إلى دعم استقالل مراجع الحسابات و زيادة فاعلية هيكل الرقابة‬
‫الداخلية بالشركة‪.‬‬

‫محمد السيد سرايا‪ ،‬سمير كامل‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.255 -253 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫و من ناحية أخرى فإ ن وجود لجنة المراجعة في أي شركة يمثل حماية للمساهمين و أصحاب رؤوس‬
‫األموال من حاالت الغش و التالعب و بالتالي تدعيم الثقة في عملية إعداد و مراجعة القوائم المالية‪.‬‬
‫و ق د ساعدت كثير من العوامل على زيادة االهتمام بموضوع لجان المراجعة و اتجاه معظم الشركات و‬
‫البنوك في الخارج نحو تشكيل تلك اللجان من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين‪.‬‬

‫و من بين هذه العوامل الفشل المالي للعديد من الشركات و البنوك في الخارج‪ ،‬و تزايد حاالت الغش و‬
‫التالعب بها و زيادة رغبة هذه الشركات في تدعيم عملية الرقابة على أنشطتها و التأكد من سالمة تطبيق‬
‫المبادئ المحاسبية‪.‬‬

‫و من ناحية أخرى فإن زيادة الضغوط من جانب مستخدمي القوائم المالية على الشركات و البنوك‬
‫إلظهار نتيجة أعمالها و مركزها المالي بصورة حقيقية و سليمة‪ ،‬أدى إلى زيادة االهتمام بموضوع لجان‬
‫المراجعة‪.‬‬

‫و لعل من أهم العوامل التي أدت إلى تدعيم فكرة لجان المراجعة هو التناقض الموجود بين المراجعين‬
‫الخارجيين وبين إدارة الشركة خاصة في مجال المحافظة على استقالل مراجع الحسابات إلبداء الرأي الفني‬
‫المحايد‪ ،‬و بالتالي فإن وجود لجنة للمراجعة في أي شركة يمثل حماية للمساهمين و يضمن تحقيق استقالل‬
‫مراجع الحسابات في عملية إبداء رأيه الفني المحايد على القوائم المالية‪.‬‬

‫و يمكن القول بصفة عامة أن وجود لجنة للمراجعة في أي شركة يترتب عليه الحد من حاالت الغش‬
‫و التالعب و يزيد من فعالية نظم الرقابة الداخلية و يدعم استقالل مراجع الحسابات‪ ،‬و بالتالي يدعم الثقة‬
‫في عملية إعداد و مراجعة القوائم المالية خاصة في ظل اقتصاديات السوق و المنافسة حيث يعتبر الحصول‬
‫على قوائم مالية سليمة يمكن االعتماد عليها في اتخاذ ق اررات االستثمار أساس عملية التنمية‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬دور لجنة المراجعة‬
‫لكل لجنة من لجان المراجعة في المؤسسات شكل خاص‪ ،‬بما يعني أن كل لجنة مراجعة ستكون‬
‫مختلفة تماما و ال يوجد معيار محدد موضوع‪ ،‬يمكن استخدامه لتحديد دورها أي أن وجود معيار يناسب‬
‫لجان كل المؤسسات هو أمر غير واقعي‪ ،‬و مع ذلك توجد أدلة لتوفير أفضل الممارسات و ليس من‬
‫الضروري أن تكون متعلقة بمؤسسة معينة‪ ،‬و يتمثل فيها دور لجنة المراجعة كاألتي‪:‬‬
‫أ) عملية المراجعة الخارجية‪ :‬فحص عملية المراجعة الخارجية و عمل توصيات للمجلس فإنه من‬
‫الضروري‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين و تحديد األتعاب و مدى االحتفاظ بالمراجع الخارجي على أساس يقيم أدائه‪.‬‬
‫‪ -‬النظر في خطط المراجعة الخارجية و طريقة و برامج العمل خالل العام المالي و نهاية العام‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن المراجع الخارجي مستقل و أن كل األمور التي تفسد هذا االستقالل يتم معالجتها بشكل‬
‫سليم‪.‬‬
‫ب) القوائم المالية‪ :‬يجب النظر في القوائم المالية و تقرير المراجع المتعلق بها و القيام بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مناقشة القوائم المالية مع اإلدارة العليا و ضمان موافقة مجلس اإلدارة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬النظر في السياسة المحاسبية المستخدمة و تقدير المجاالت التي استخدمت فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير مدى توفير التقرير السنوي للمعلومات التي يحتاجها المساهمون‪.‬‬
‫‪ -‬النظر فيما إذا كان هناك مجال للتعريف في التقارير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير عن األمور الطارئة و األحداث الالحقة من تاريخ الميزانية‪.‬‬
‫د) نظام الرقابة الداخلية‬
‫‪ -‬التشاور مع المراجع الخارجي و المراجع الداخلي للحصول على رأيهما بخصوص كفاية نظام الرقابة‬
‫الداخلية مع مراجعة التصويبات الجوهرية التي يقدمها المراجع و مدى استجابة اإلدارة لها‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على التقارير الخاصة بأي خروج عن نظام الرقابة الداخلية يؤثر على القوائم المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬أشرف حنا ميخائيل ميخائيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 -10:‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫ه) إدارة المخاطر‬


‫‪ -‬يجب أن تضمن لجنة المراجعة وجود نظام فعال إلدارة المخاطر بالشركة و أنه يدعم أوجه الرقابة و‬
‫يجب أن تضمن لجنة المراجعة أن إدارة المخاطر تتم بما يتفق مع الطرق المهنية السليمة و أنها متكاملة مع‬
‫الممارسات العملية و متماشية مع آليات اتخاذ القرار‪.‬‬
‫و) المرونة و التوافق‬
‫‪ -‬اإلشراف على النظم و اإلجراءات الموجودة لضمان أن الشركة قادرة على منع و اكتشاف و الرد على‬
‫ادعاءات الغش‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة دليل السلوك و تلقي تقرير ملخص عن أي خروج عنه و تقديم أية إجراءات خياله‪.‬‬
‫ز) التحقق الخاص‬
‫قد تطلب لجنة المراجعة تحقيق خاص من المراجعة الداخلية أو من المسئول عن االتساق مع القوانين‬
‫أو اللوائح أو المراجع الخارجي أو خبراء خارجيين حينما تكون هناك حاجة إلى استكشاف مشاكل حساسة‬
‫تقع في نطاقها و أن هذه التحقيقات الخاصة يمكن أن تحدث في مجاالت غير معتادة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدور الحوكمي للجنة المراجعة في الحصول على قوائم غير مضللة و خالية من الغش‬
‫استقر أري معظم الكتاب و اسلفت الدراسات على أنه ليس من مهام لجنة المراجعة توسيع مجال‬
‫مسؤوليات مجلس االدارة أو زيادة األعباء الملقاة على عاتقه‪ ،‬بل تنحصر مهمتها األساسية في مساعدة‬
‫مجلس االدارة على أداء مهتمه بكفاءة و فاعلية و على الوفاء بمسؤولياته وتنفيذ مهامه األساسية و خاصة‬
‫في مجال النظم المحاسبية و إعداد التقارير المالية و دعم أنظمة الرقابة الداخلية و دعم استقالل المراجعين‬
‫الداخليين و الخارجيين‪ ،‬و يمكن حصر دور لجنة المراجعة في ‪:‬‬
‫‪-1‬بالنسبة لدعم استقالل المراجع الخارجي‪ :‬تلعب لجان المراجعة دو ار هاما في دعم استقالل المراجع‬
‫الخارجي و فعاليته و ذلك من خالل دورها في‪:1‬‬
‫‪ -‬مناقشة األمور المتعلقة بترشيح و إعادة تعيين أو عزل مراجع الحسابات الخارجي‪ ،‬و التأكد من استفائه‬
‫لشروط أهليته‪ ،‬و عدم وجود ما يؤثر على استقالليته‪.‬‬

‫‪ 1‬درويش محمد مسلم‪" ،‬دور لجان المراجعة في زيادة ثقة المستثمرين في التقارير المالية ‪:‬دراسة ميدانية "رسالة‬
‫ماجستيرغير منشورة ‪،‬جامعة دمشق‪،‬سوريا‪ ،2009،‬ص‪34:‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬بحث كل ما يتعلق بعمل مراجع الحسابات بما في ذلك مالحظاته و مقترحاته و تحفظاته و متابعة مدى‬
‫استجابة ادارة الشركة لها و تقديم التوصيات بشانها الى مجلس االدارة‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة مراسالت الشركة مع مراجع الحسابات الخارجي‪ ،‬و تقييم ما يرد فيها و ابداء المالحظات و‬
‫التوصيات بشانها‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة خطة المراجعة التي أعدها المراجع الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬حل المنازعات التي تنشأ بين اإلدارة و المراجع الخارجي و العمل كحلقة وصل بينهم و بين اإلدارة‬
‫التنفيذية و مجلس االدارة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المراجع الخارجي في الحصول على كافة المعلومات و االيضاحات التي يحتاجها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أتعاب المراجع الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المراجع الخارجي في آداء مهامه و المحافظة على استقالله‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التنسيق بين المراجع الخارجي و المراجع الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على الخدمات التاكيدية التي يقدمها المراجع الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة المراجع الخارجي عن مدى فعالية السياسات و الممارسات المحاسبية المطبقة‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أ ن دعم لجنة المراجعة الستقالل و فعالية المراجع الخارجي سوف يزيد من ثقة المستثمرين و‬
‫األطراف المهتمة بتقرير المراجعة ما يؤدي الى تضييق فجوة التوقعات ‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لدراسة و تقييم انظمة الرقابة الداخلية‪ :‬أكدت أغلب الدراسات أن من أهم مسؤوليات لجان‬
‫المراجعة دورها في في فحص نظام الرقابة الداخلية و هو ما أوصت به لجنة ‪ Treadway committee‬و‬
‫ذلك لما توفره من تأكيد معقول بعدم وجود تحريفات بالقوائم المالية و ذلك من خالل دورها االشرافي على‬
‫على اجراءات فحص نظام الرقابة الداخلية و تقييمه‪ ،‬و يمكن ان نبين اهم النشاطات التي تقوم بها لجان‬
‫المراجعة تجاه الرقابة الداخلية‪:1‬‬
‫‪ -‬دراسة و مناقشة مدى كفاية نظام الرقابة الداخلية مع كل من اإلدارة الشركة و المراجع الداخلي و‬
‫المراجع الخارجي ‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يؤثر في جودة التقارير المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬درويش مسلم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52:‬‬


‫‪190‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬دراسة و مناقشة خطط اإلدارة للتعامل مع نقاط الضعف المهمة و خططها المتعلقة باتخاذ‬
‫االجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة مدى االلتزام بالقوانين و األنظمة مع كل من اإلدارة و المراجع الداخلي و الخارجي‪ ،‬و إن‬
‫دعت الحاجة االتصال بالمستشار القانوني للشركة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة و مراجعة التقارير الخاصة بتطوير اجراءات العمل و النظم المحاسبية و االجراءات المالية و‬
‫االدارية و اجراءات المراجعة الداخلية و اقتراح التعديالت الواجب ادخالها‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على دعم فعالية هيكل الرقابة الداخلية ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ضرورة فهم لجنة المراجعة العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬تفحص اوجه القصور الجوهرية التي اشار اليها المراجع الخارجي في تصميم نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على التقارير الخاصة باية فروق في نظام الرقابة الداخلية المؤثرة على القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء االنتباه في حينه لكافة التوصيات الهامة من قبل المراجعين و غيرهم الحداث تحسينات في‬
‫نظام الرقابة الداخلية‪,‬‬
‫‪ -‬مناقشة المراجعين الخارجيين و الداخليين عن مالحظاتهم الخاصة حول فعالية و مالئمة المحيط‬
‫الرقابي للشركة ( الهيكل التنظيمي‪ ،‬السياسات و االجراءات ‪ ،‬الوعي الرقابي بالمؤسسة‪ ،‬مدى التزام‬
‫االدارة بالسياسات ‪.)...‬‬
‫‪ -‬كفاية نظام الرقابة الداخلية بضمان وجود سجالت مالية يمكن االعتماد عليها و أن األصول محمية‬
‫بكفاية‪.‬‬
‫‪-3‬بالنسبة لتحسين جودة التقارير‪ :‬تقوم لجنة المراجعة في إطار حوكمة الشركات بفحص القوائم المالية و‬
‫تقرير المراجع الخارجي المتعلق بها‪ ،‬كما انها تقوم بما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬مناقشة القوائم المالية مع اإلدارة العليا و ضمان موافقة مجلس اإلدارة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬النظر في السياسات المحاسبية المستخدمة و تقدير المجاالت التي استخدمت فيها‪.‬‬

‫‪ 1‬رشا حمادة‪"،‬دور لجان المراجعة في الحد من ممارسات المحاسبة االبداعية‪ :،‬دراسة ميدانية"‪ ،‬جامعة دمشق للعلوم‬
‫االقتصادية و القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ،26‬العدد ‪ ،2‬سوريا‪ ،2010 ،‬ص‪.106:‬‬
‫‪ 2‬مجدي محمد سامي‪"،‬دور لجان المدققة في حوكمة الشركات و اثرها على جودة القوائم المالية المنشورة في بيئة االعمال‬
‫المصرية"‪ ،‬المجلة العربي لالدارة‪ ،‬مجلد ‪ ،46‬عدد ‪ ،2‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪.23:‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬تقدير مدى توفير التقرير السنوي للمعلومات التي يحتاجها المساهمون‪.‬‬


‫‪ -‬النظر فيما إذا كان هناك مجال للتحريف في التقارير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير عن االمور الطارئة و االحداث الالحقة عن تاريخ الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة و اختيار السياسات و الطرق المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من عدم وجود اية تغييرات في استخدام المبادئ أو األساليب المحاسبية أو في التطبيق ذات‬
‫تأثير هام على القيم الخاصة بالعام الجاري أو سيكون لها تاثير على القيم مستقبال‪ ،‬و إن وجد فيجب‬
‫معرفة األسباب‪ ،‬و أري المراجع الخارجي في ذلك قبل الموافقة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬فحص مالحظات و توصيات المراجعين الداخليين و الخارجيين و ما تم بخصوصها مما قد ينعكس‬
‫على عدالة التقارير المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تسلم و فحص نتائج المراجعة الداخلية و الخارجية مشتملة على تقرير المراجع و القوائم المالية و‬
‫التقارير االضافية مثل تقرير نتائج فحص نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد مما إذا كانت التقارير المالية تعطي صورة واقعية لعليات المؤسسة و مركزها المالي‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن كل االفصاحات الضرورية لعدالة العرض أو المطلوبة بواسطة جهات أو منظمات‬
‫رسمية قد تم استخدامها في القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة القوائم المالية مع كل من االدارة و المراجعين الخارجيين و للتأكد من رضاهم عن إفصاح و‬
‫محتوى هذه القوائم المالية قبل رفعها إلى مجلس اإلدارة و التوصية بالموافقة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من خطر التقارير المالية االحتيالية عن طريق تحديد العوامل التي تقود إلى تقارير مالية‬
‫احتيالية و تعريفها‪.‬‬

‫و من خالل ما سبق يتبين لنا األثار الحوكمية االيجابية للجان المراجعة و التي تتمثل أهمها في‪:‬‬
‫مساهمة لجنة المراجعة في تدعيم جودة جودة اداء المراجعة الخارجية من خالل تدعيم استقاللية المراجع‬
‫الخارجي و العمل على تنفيذ اقتراحات مراجع الحسابات‪.‬‬

‫يؤدي وجود لجنة المراجعة الى تدعيم مركز الشركة االقتصادي من خالل تزويد باقي اعضاء مجلس‬
‫االدارة بالمعلومات الكافية و المالئمة لتحسين ق اررات المجلس في إدارة شؤون الشركة‪.‬‬

‫و من ناحية أخرى فإن وجود لجنة للمراجعة في الشركة من شأنه أن يعمل أيضا على زيادة فعالية هيكل‬
‫الرقابة الداخلية بالشركة‪.‬‬
‫‪192‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫كما يؤدي وجود لجان المراجعة الى زيادة ثقة اصحاب المصالح في الشركة باالضافة الى انها تساهم في‬
‫زيادة درجة اصمئنان اصحاب المصلحة في الشركات الى خلو القوائم المالية من الغش االداري الى حد‬
‫معقول ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬دور المراجعة الداخلية و نظام الرقابة الداخلية في زيادة ثقة مستخدمي القوائم المالية‬
‫تعتبر المراجع الداخلية جزءا مهما من نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬و كالهما يعتبر من اآلليات الرقابية المهمة‬
‫في إ طار هيكل حوكمة الشركات‪ ،‬و خاصة فيما يتعلق بضمان دقة و نزاهة التقارير المالية‪ ،‬حيث اكدت‬
‫لجنة ‪ Cadbury committee‬على اهمية مسؤولية المراجعي الداخلي في منع و اكتشاف حاالت الغش و‬
‫التزوير‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬دور نظام الرقابة الداخلية‬


‫بعد االنهيارات التي شهدها العالم و منذ ‪ 1997‬اصبحت الرقابة الداخلية في الشركات غاية في االهمية‪،‬‬
‫الن وجود نظام رقابة داخلية فعال يضمن اعداد قوائم مالية خالية من التحريفات الجوهرية‪ .3‬إن من أهم‬
‫أهداف نظام الرقابة الداخلية هو زيادة الثقة في التقارير المالية بما يخدم جميع األطراف المهتمة‪ ،‬و ذلك لما‬
‫يتضمن من اجراءات و عمليات و وسائل و سياسات ‪ ،‬حيث أصبح يشكل حجر األساس في نجاح‬
‫المنظمات باعتباره نظام متكامل األجزاء و البنيان و شامل لجميع أوجه النشاط في الشركة‪.4‬‬
‫و لقد أكد المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين على ضرورة توفر خمس مكونات مترابطة للرقابة‬
‫الداخلية كي تستطيع تحقيق اهدافها تتمثل في‪:‬‬
‫بيئة الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تقييم المخاطر‬
‫‪ -‬االتصاالت و المعلومات‬
‫‪ -‬انشطة الرقابة‬

‫‪. 1‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cadbury committee,”report of committee on financial aspects of corporate governance”,‬‬
‫‪London, Gree &Co, ltd, 1992, p:30.‬‬
‫‪ 3‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.321 :‬‬
‫علي حاج بكري‪"،‬دور المراجعة الداخلية في تفعيل الرقابة الداخلية االقتصادية في منظمات االعمال"‪ ،‬المجلة العلميةبكلية‬ ‫‪4‬‬

‫التجارة بنين‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،30‬ص ص‪. 105-103:‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬المراقبة‬
‫و نتيجة األهمية المتزايدة لدور أنظمة الرقابة الداخلية في منظمات األعمال في تحقيق أهداف جميع‬
‫األطراف المهتمة ‪ ،‬فقد دعت الكثير من المظمات المهنية و األكادمية المختصة باألمور المحاسبية لالفصاح‬
‫عن فعالية نظام الرقابة الداخلية في منظماتهم و االفصاح عن مناطق النقص الجوهري فيه و مناطق‬
‫الضعف الهامة نسبيا في تصميمه أو تطبيقه حتى يحقق نظام الرقابة الداخلية األهداف المنشودة له‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المراجعة الداخلية‬


‫تهدف إدارة المراجعة الداخلية إلى تحسين أداء المنظمات و تفعيل مفهوم المساءلة و بالتالي الحد من أي‬
‫تأثير لالدارة على مصالح األطراف المهتمة ‪ ،‬حيث ينظر للمراجعة الداخلية من منظور شامل للنواحي المالية‬
‫و االدارية في الشركة و التي تبدأ بالتخطيط ثم التنفيذ فاالتصال و إعداد التقارير و تنتهي بالمتابعة ثم‬
‫اخ ضاع كل نشاط للتحليل الوظيفي لدعم الوظائف و المهام المضيفة للقيمة بما يكفل ليس فقط جودة و‬
‫سرعة االداء بل ايضا فاعليته من منظور سلسلة القيمة‪ ،1‬ولزيادة فاعلية المراجعة الداخلية في زيادة الثقة في‬
‫القوائم المالية ومن التالعب فيها‪ ،‬البد من األخذ بعين االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬كفاءة المراجع الداخلي و المتطلبات المهنية و ما تفرضه المعايير و قواعد السلوك المهني‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف و التشاور مع أعضاء مجلس االدارة و لجان المراجعة و اإلدارة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق أكبر قدر ممكن من االستقاللية‪.‬‬

‫و تعتبر المراجعة الداخلية األساس في تلبية متطلبات حوكمة الشركات لما لها من دور أساسي و مهم في‬
‫تقوية دعائمها و حماية حقوق المساهمين و الحفاظ على أموال الشركة مما يتطلب التعاون البناء بينها و بين‬
‫لجنة المراجعة و ادارة الشركة و مراجع الحسابات لتوفير معلومات موثوقة على أن تتسم العالقة بينهم‬
‫بالشفافية من حيث تبادل المعلومات‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود يوسف الكاشف‪"،‬نحو اطار متكامل لتطوير فاعلية المراجعة الداخلية كنشاط مضيف للقيمة"‪ ،‬المجلة العلمية‬
‫لالقتصاد و التجارة ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬العدد‪ ،4‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.46:‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الدور الحوكمي للمراجعة الخارجية في تلبية احتياجات مستخدمي المعلومات المالية و‬
‫تضييق فجوة التوقعات‬
‫تمثل مهنة المراجعة عملية منظمة و هادفة تسعى للخروج بتأكيد معقول عن عدالة القوائم المالية حيث‬
‫تقوم بخدمة الكثير من األطراف المستخدمين للقوائم المالية و يعتبر إضفاء الثقة في هذه األخيرة من أهم‬
‫األهداف التي تسعى المهنة لتحقيقها‪ ،‬كما و أن هناك مجموعة من المعايير المنظمة للمهنة التي تهدف الى‬
‫تحسين جودتها‪ ،‬األمر الذي يتطلب من مراجعي الحسابات التزام مهني و واجب قانوني لرعاية مصالح‬
‫المجتمع المالي و تقديم خدمات على جميع المستويات بدرجة عالية من الجودة حيث تعتبر الوسائل و‬
‫الواجبات و المسؤوليات الملقاة على عاتق مراجعي الحسابات كآليات مهنية عملية لها مساهمات ايجابية في‬
‫دعم الدور الحوكمي االيجابي للمراجعة‪ ،‬كما ان هذا الدور الحوكمي مرهون باستعداد المراجع و قدرته على‬
‫اثراء الممارسات المهنية و اثبات ذلك‪ .‬و قد يحدث عدم تحقيق المهنة ألهدافها بسبب عدم تطابق ادراك‬
‫المراجعين و مستخدمي القوائم المالية لمستويات األداء التي حددتها المعايير ما يؤدي إلى حدوث فجوة‬
‫توقعات بين المراجعين و مستخدمي القوائم نتيجة اختالف وجهات النظر فيما يتعلق بجودة المراجعة‪ ،‬فتحقيق‬
‫جودة المراجعة يدعم دور مراجعي الحسابات في حوكمة الشركات‪ ،‬كما أن هناك حاجة ملحة لمراجعة القوائم‬
‫المالية ألغراض حوكمية‪.‬‬

‫المطلب ال ول‪ :‬دور جودة المراجعة من منظور حوكمي‬


‫لقد اختلفت وجهات النظر فيما يتعلق بجودة المراجعة و هذا ما لم يجعلها تتبلور بشكل نهائي كمفهوم‬
‫مستقر‪ ،‬كما و قد تزايد االهتمام بتحقيقها في العديد من الدول التي تهدف إلى تحقيق حوكمة الشركات‬
‫خاصة بعد فشل عمليات المراجعة في العديد من الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم جودة المراجعة‬


‫تم إعطاء العديد من التعاريف لجودة المراجعة و ذلك حيب وجهة نظر المستفيدين منها‪:1‬‬
‫من وجهة نظر المراجع الخارجي‪ :‬تمثل جودة المراجعة اتمام عملية المراجعة بأسلوب موضوعي منظم‬
‫في ظل المعايير المهنية و المسؤوليات القانونية و ذلك من خالل االهتمام باجراءات تنفيذ المراجعة اكثر من‬
‫نتائجها‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتةالسيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.390 :‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫من وجهة نظر اإلدارة‪ :‬تكمن جودة المراجعة في اضفاء الثقة على القوائم المالية و تأكيد وفاء االدارة‬
‫بمسؤولياتها عن إدارة الموارد االقتصادية للوحدة‪.‬‬
‫من وجهة نظر مستخدمي القوائم المالية‪ :‬تاكيد عدالة القوائم المالية التي يعتمدون على معلوماتها في‬
‫اتخاذ ق ارراتهم‬

‫من خالل استقراء الدراسات التي تناولت جودة المراجعة نالحظ ان الباحثون قد تبنوا العديد من المداخل‬
‫لتعريف جودة المراجة‪ ،‬حيث عرفها ‪ Angelo De‬انها ‪":‬زيادة قدرة المراجع على اكتشاف االخطاء‬
‫المحاسبية و زيادة درجة استقالله"‪.1‬‬

‫و عرفها ‪ Davidson & neu‬بأنها " قدرة المراجع على اكتشاف و استبعاد األخطاء و المخالفات‬
‫الجوهرية في صافي الدخل الذي تفصح عنه القوائم المالية"‪.2‬‬

‫أما مفهوم جودة المراجعة من منظور الهيئات المهنية يتمثل في االتزام بمعايير المراجعة و معايير أداء‬
‫االفراد داخل منشاة المراجعة‪ ،‬حيث اوضحت نشرة معايير المراجعة رقم ‪ ( SAS N 4) 4‬التي اصدرها‬
‫مجمع المحاسبين القانونيين االمريكي ‪ AICPA‬عام ‪ 1974‬ان جودة المراجعة تتحقق من خالل االتزام‬
‫بمعايير المراجعة و من خالل تطبيق مجموعة من االعتبارات المتعلقة بالرقابة على الجودة في منشات‬
‫المراجعة‪.‬‬

‫كما أشار المعيار الدولي رقم ‪ 220‬الصادر عن االتحاد الدولي للمحاسبين ‪ IFAC‬الى مفهوم جودة‬
‫المراجعة حيث اوضح هذا المعيار أن أدوات الرقابة على جودة المراجعة تتمثل في السياسات و االجراءات‬
‫المطبقة في منشأة المراجعة للتأكد من أن أعمال المراجعة التي تم انجازها قد تم آداؤها وفقا لمعايير المراجعة‬
‫المتعارف عليها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alan Kilgore, “corporate governance professional regulation and audit qualities”, malisian‬‬
‫‪accounting review, vol6, n 1, Malisia, 2007,p: 67.‬‬
‫‪ 2‬سمير محمد كامل عيسى‪"،‬اثر جودة المراجعة الخارجية على عملية ادارة االرباح"‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪،‬‬
‫جامعة االسكندرية‪ ،‬مجلد ‪ ،45‬عدد‪ ،2‬مصر ‪ ،2008‬ص‪.7:‬‬
‫‪ ‬تتعلق معايير االداء بمجموعة من الخصائص الشخصية الواجب توافرها في العاملين في منشاة المراجعة مثل النزاهة‪،‬‬
‫الموضوعية و االستقالل‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫و ترى الباحثة أن التعريف األفضل لجودة المراجعة هو النظر إليها على أنها إلتزام المراجع الخارجي‬
‫بالمعايير المهنية و قواعد و أداب السلوك المهني‪ ،‬حيث أن تعريف جودة المراجعة من منظور خلو القوائم‬
‫المالية من األخطاء و التحريفات يعتبر من نتائج االلتزام بالمعايير المهنية و قواعد السلوكك المهني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل المؤثرة في جودة المراجعة‬
‫تتأ ثر جودة المراجعة بمجموعة من العوامل منها عوامل تنظيمية تتعلق بمكتب المراجعة و أخرى تتعلق‬
‫باألفراد القائمين بعملية المراجعة‬
‫‪-1‬العوامل التنظيمية التي تتعلق بمكتب المراجعة‪ :‬تتعلق بنواحي تنظيمية داخل مكتب المراجعة و تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬مدى التزام مكتب المراجعة بالمعايير المهنية‪ :‬تعبر معايير المراجعة عن مستويات االداء المهني التي‬
‫يتم بناءا على االتزام بها الحكم على اداء عملية المراجعة‪ ،‬فقد حرصت الهيئات المهنية و الدراسات‬
‫االكاديمية على صياغة هيكل لمعايير المراجعة مع استم اررية تقييم مدى مالءمتها لالحتياجات‬
‫المتجددة للمستخدمي القوائم المالية‪ .‬لذلك فان التزام منشاة المراجعة بالمعايير المهنية له تاثير ايجابي‬
‫على جودة المراجعة‪ ،‬حيث يؤدي ذلك االلزام الى ضمان اداء المهنة بواسطة افراد مؤهلين علميا و‬
‫عمليا‪ ،‬يتمتعون باالستقالل و الموضوعية الالزمتين البداء الراي الفني المحايد و يقومون ببذل العناية‬
‫المهنية الكافية و المالئمة‪ ،‬مع اعدادهم لتقرير المراجعة بشكل يفي بمتطلبات الطرف الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬درجة كفاءة اجراءات اختيار العمالء و استمرار تقديم الخدمة لهم‪ :‬كنتيجة لظروف المنافسة المحيطة‬
‫بسوق المراجعة فان الحصول على عمالء جدد أصبح أم ار صعبا ‪ ،‬و رغم ذلك يجب أن تحرص منشاة‬
‫الم ارجعة على انتقاء العمالء الجدد و االستمرار مع العمالء القدامى الذين يجب أن تستمر معهم ‪،‬‬
‫حيث أن عدم االنتقاء قد يترتب عليه آثار سلبية على جودة عملية المراجعة و بالتالي قصو ار في الوفاء‬
‫بتوقعات مستخدمي القوائم المالية‪ .‬و من ناحية أخرى أوضحت العديد من الدراسات االجراءات المتبعة‬
‫في منشآت المراجعة الكبرى بالواليات المتحدة لتقييم العمالء الحاليين و المحتملين منعا لتورط منشاة‬
‫المراجعة في دعاوى قضائية قد تؤثر على سمعتها المهنية‪ ،‬حيث اهتمت هذه االجراءات بدراسة و‬
‫تقييم خطر اعمال العميل (المتعلقة بامكانية استم ارره في نشاطه بصورة مريحة)‪ ،‬خطر المراجعة‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬و اخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.403-398 :‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫(احتواء القوائم المالية على اخطاء مقصودة و غير مقصودة)‪ ،‬خطر أعمال المراجعة (تكاليف الدعاوى‬
‫المحتملة و تكاليف انخفاض السمعة)‬
‫مدى كفاءة انتقاء المراجعين بمنشاة المراجعة‪ :‬يعتبر انتقاء المراجعين للعمل بمنشأة المراجعة مطلبا‬ ‫‪-‬‬
‫حيويا لضمان جودة عملية المراجعة‪ .‬و نتيجة ألهمية كفاءة اجراءات تعيين الم ارجعين للعمل بمنشاة‬
‫المراجعة فقد أ ولت الهيئات المهنية اهتماما كبي ار لعملية تعيين المراجعين حيث تضمنت اصدارات‬
‫االتحاد الدولي للمحاسبين ‪ IFAC‬ضرورة وضع سياسات تضمن تعيين أفراد اكفاء بمنشأة المراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬مدى كفاءة تخصيص االفراد على المهام‪ :‬تعد شرطا ضروريا لجودة أداء المراجعة فضال عن إعتبارها‬
‫ركنا من المعيار األ ول من معايير العمل الميداني ‪ ،‬و هناك العديد من العوامل المؤثرة في عملية‬
‫التخصيص مثل تفضيالت أعضاء منشأة المراجعة المتعلقة بنوع الصناعة و المنطقة الجغرافية و كذلك‬
‫طبيعة المهمة المطلوب آدائها‪ .‬كما حظيت مشكلة تخصيص األفراد بمكاتب المراجعة باهتمام االتحاد‬
‫الدولي للمحاسبين ‪ IFAC‬من خالل المعايير الدولية التي قام بوضعها حيث أكدت هذه األخيرة على‬
‫ضرورة أن يعهد بأعمال المراجعة ألفراد معينين يتوافر لديهم قد ار كبي ار من التأهيل العلمي و الخبرة‬
‫و التدريب العملي المالئمين للمهام التي سوف تخصص عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬درجة هيكلة عملية المراجعة‪ :‬يرتكز مفهوم هيكلة عملية المراجعة على اعتبار أن المراجعة عملية يمكن‬
‫صياغتها في شكل برامج و ذلك بدال من االعتماد الكامل على األحكام و التقديرات الشخصية لمراجع‬
‫الحسابات‪ ،‬و ال شك أن استخدام األساليب االحصائية و التكنولوجيا الحديثة يساعد على رفع كفاءة‬
‫هيكلة المراجعة‪ ،‬كما ان لهيكلة المراجعة اث ار ايجابيا على كفاءة المراجعة و جودتها حيث تسمح لمراجع‬
‫الحسابات بتخصيص و قت اكبر للمشاكل التي تتطلب تقدي ار و حكما شخصيا نتيجة تنميط العديد من‬
‫الخطوات الروتينية المتكررة‪.‬‬
‫‪ -‬قيود الوقت‪ :‬من أهم الضغوط التي يتعرض لها المراجعين بمنشات المراجعة هي قيود الوقت و ضرورة‬
‫االنتهاء من عملية المراجعة في توقيت محدد‪ ،‬و قد تؤثر هذه القيود على أداء المراجع و الذي يمثل‬
‫حجر الزاوية في تحقيق جودة المراجعة‪ ،‬لذلك يجب أن تضع منشاة المراجعة خطة زمنية تكفل كفاءة و‬
‫فاعلية االداء و تساهم في تخفيض تكلفة المراجعة ‪.‬‬
‫‪ -‬التطوير المهني‪ :‬تمثل برامج التعليم المهني المستمر أحد أهم صور التطوير المهني الذي يساعد على‬
‫تمتع مراجع الحسابات بالكفاءة و التاهيل الالزمين كمتطلبات ضرورية آلداء عملية المراجعة و بصورة‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫تحقق جودتها‪ ،‬حيث اوضح تقرير لجنة ‪ cohen‬أهمية قيام المراجع بتطوير طريقة أدائه لعمله ذاتيا‬
‫ومواكبة التغيرات السريعة في مجال مهنة المراجعة‪.‬‬

‫‪-2‬العوامل التي تؤثر في جودة المراجعة و تتعلق باالفراد القائمين بها‪ :‬تتمثل في العوامل التي تؤثر في‬
‫جودة المراجعة و هي نابعة من خصائص العنصر البشري و تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬استقالل مراجع الحسابات‪ :‬يعتبر اسقالل المراجع من أهم الموضوعات التي تناولتها الدراسات‬
‫االكاديمية و المهنية و خاصة فيما يتعلق بفجوة التوقعات و التهديدات التي قد يتعرض لها استقالل‬
‫مراجع الحسابات (‪ . )Mumphrey and Moizer, 1990‬و ترجع أهمية استقالل مراجع الحسابات لكونه‬
‫أحد أهم معايي ر المراجعة‪ ،‬و ان استقالله من اهم ما يهتم به مستخدمي القوائم المالية الضفاء الثقة‬
‫على معلومات تلك القوائم ‪ ،‬لذا فان استقالل المراجع يمثل حجر الزاوية لمهنة المراجعة و اهم المعايير‬
‫العامة الشخصية‪ .‬و يعتبر استقالل المراجع حالة ذهنية تجعل مراجع الحسابات مجردا من أي مصالح‬
‫عند إبداء رأيه الفني المحايد‪ .‬كما أن هناك العديد من العوامل المؤثرة على استقالله كتقديم خدمات‬
‫استشارية‪ ،‬درجة المنافسة‪ ،‬حجم مكتب المراجعة‪ ،‬طبيعة الخالف بين بين مراجع الحسابات و االدارة‪،‬‬
‫وجود لجان المراجعة‪ .‬ومنن ناحية اخرى فقد اهتمت االصدارات المهنية بمعيار االستقالل اهتماما‬
‫خاصا حيث اصدر ‪ IFAC‬عدم جواز ابداء ال أري في القوائم المالية ما لم يكن المراجع مستقال عنها‪ .‬و‬
‫ال شك ان استقالل المراجع يزيد من درجة ثقة مستخدمي القوائم المالية في نتائج عمله و في جودتها‪.‬‬
‫‪ -‬درجة خبرة مراجع الحسابات‪ :‬تعتبر خبرة المراجع من القضايا التي زاد االهتمام بها في اآلونة األخيرة‬
‫و ذلك نتيجة ارتفاع عدد حاالت فشل عملية المراجعة الناتجة عن عدم اكتشاف الغش في القوائم المالية‬
‫و ذلك بسبب قيام مراجعين حديثي الخبرة بأعمال المراجعة (‪ )knox, 1994‬حيث تمثل الخبرة عامال‬
‫هاما للكفاءة و فاعلية أداء مراجع الحسابات‪.‬‬
‫‪ -‬مدى متابعة المراجعين العاملين بمكتب المراجعة‪ :‬تعتبر متابعة عمل المساعدين أو أعضاء فريق‬
‫المراجعة و اإلشراف عليه من أهم العوامل المؤثرة على كفاءة أداء عملية المراجعة‪ ،‬حيث أشارت دراسة‬
‫لجنة ‪ cohen‬إلى أن من أهم العوامل الرئيسية لفشل المراجعة هي عدم المتابعة و اإلشراف على عمل‬
‫المساعدين‪ ،‬و يحدث ذلك عادة بسبب ضغوط العمل بما ال يمكن من مراجعة أوراق العمل‪ ،‬و على‬
‫مستوى ‪ IFAC‬فقد اكدت المعايير الدولية على أهمية وظيفة االشراف و المتابعة حيث أوضحت‬
‫ضرورة مراجع الحسابات لمساعديه و االشراف عليهم‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬مدى كفاءة أداء العمل الميداني‪ :‬تتأثر نتائج عملية المراجعة جوهريا بكفاءة المراجعين عند آدائهم للعمل‬
‫الميداني حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى بذل المراجع للعناية المهنية الكافية‪ ‬و المالئمة و مدى التزامه‬
‫بمعايير العمل الميداني ‪.‬‬

‫من خالل العرض السابق للعوامل المؤثرة في جودة المراجعة ترى الباحثة أنها تتركز في عناصر أساسية‬
‫تتأثر فيما بينها تتمثل خاصة في تدعيم استقالل المراجع‪ ،‬الكفاءة المهنية و الخبرة‪ ،‬تطوير التأهيل العلمي و‬
‫العملي‪ ،‬التزام المراجع بقواعد السلوك المهني و أخالقيات المهنة باإلضافة إلى ترسيخ عنصر ثقافة الجودة‬
‫في مكاتب المراجعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال ثار الحوكمية المترتبة على تحقيق جودة المراجعة‬


‫ينتج عن تحقيق جودة المراجعة أثار حوكمية تبرر االلتزام بمعايير الجودة سواءا كانت أثار على‬
‫المراجعة الداخلية أو على سوق أرس المال‪،‬‬

‫فمن حيث أثر جودة المراجعة على وظيفة المراجعة الداخلية فإن تحقيق الجودة يترتب عليه حدوث تطور‬
‫في دور المراجعة الداخلية و تحولها من مجرد مراجعة مالية إلى تقييم درجة االلتزام بنظم الرقابة الداخلية و‬
‫تحقيق الثقة في الجودة الشاملة لعملية المراجعة ‪.1‬‬
‫و فيما يتعلق بأثر جودة المراجعة على على سوق أرس المال فيرى ( ‪Dator, Felthman & Hughest,‬‬
‫‪ ،)1991‬فإ ن ارتفاع جودة المراجعة يزيد من درجة ثقة مستخدمي القوائم المالية فيها خاصة في الحاالت‬
‫التي تتطلب اداء عملية مراجعة ذات جودة مرتفعة كحالة ارتفاع الخطر المتعلق بالتدفقات النقدية‬
‫المتوقعة‪.2‬‬

‫نخلص مما سبق أن لجودة المراجعة أهمية في رفع كفاءة المراجعة الداخلية و زيادة الثقة لدى‬
‫مستعملي القوائم المالية و خاصة على مستوى تقارير المراجعة مما ينعكس على الدور اإليجابي للمراجعة‬
‫في حوكمة الشركات و يؤدي إلى تضييق فجوة التوقعات في حالة وجودها‪.‬‬

‫يعني وفاء المراجع بمسؤولياته القانونية و المهنية و الشخصية و التي يترتب عنها اكتشافه لالخطاءذات التاثير الجوهري‬ ‫‪‬‬

‫على القوائم المالية‪.‬‬


‫‪ 1‬رافت حسن مطر‪ "،‬اليات تدعيم دور المراجعة الخارجية لحوكمة الشركات" موسوعة االقتصاد و التمويل االسالمي‪،‬ص‪،2:‬‬
‫متاح على الخط ‪( www.iefpedia.com/arab/cat:1198p=2‬تاريخ االطالع ‪.)2015/4/12‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر و اخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.414:‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحاجة لمراجعة القوائم المالية و آثارها الحوكمية‬


‫تعد القوائم المالية حلقة وصل بين اإلدارة و اصحاب المصالحة بالشركة ‪ ،‬و حتى تكون تلك القوائم‬
‫ذات مصداقية اكثر و يمكن االعتماد عليها في اتخاذ الق اررات البد من مراجعتها من قبل مراجع خارجي‬
‫مستقل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬الحاجة لمراجعة القوائم المالية الغراض حوكمية‬
‫‪-1‬حاجة مستخدمي القوائم المالية‪ :‬يرى مستخدمو القوائم المالية أن االفصاح المحاسبي في القوائم المالية‬
‫يوفر معلومات مالئمة و كافية أل غراض اتخاذ الق اررات‪ ،‬و حتى يمكن االعتماد على تلك المعلومات الواردة‬
‫في القوائم المالية فانه البد من اي يتم مراجعتها بواسطة مراجع حسابات مستقل على أساس أن ذلك يحقق‬
‫قيمة مضافة لمحتوى المعلومات الواردة في القوائم المالية‪ ،‬و يؤثر في دالة عائد ما يتخذونه من قراراتهم‬
‫بشكل ايجابي‪.‬‬

‫‪-2‬حاجة االدارة لمراجعة القوائم المالية‪ :‬على الرغم من قيام االدارة بإعداد و نشر القوائم المالية وفقا‬
‫للمعايير المعمول بها إال أن اإلدارة تحتاج إلى ضرورة مراجعة القوائم المالية من قبل مراجع مستقل لتحقيق‬
‫األهداف التالية‪:‬‬

‫تدعيم ثقة المساهمين في صدق اإلدارة في إعداد و نشر القوائم المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تدعيم ثقة الجهات الرقابية الخارجية مثل هيئة سوق المال ‪ ،‬و البنك المركزي في كفاءة أداء‬
‫اإلدارة لوظائفها‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة درجة اعتماد االدارة على المعلومات الواردة بالقوائم المالية في اداء وظائفها من تخطيط ‪،‬‬
‫رقابة‪ ،‬متابعة االداء و اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على الشفافية من جانب االدارة مما يدعم دورها في حوكمة الشركات ‪.‬‬
‫‪ ‬تزيد من مصداقية خطط الحوافز القائمة على المعلومات التي توفرها هذه القوائم‪.‬‬

‫‪-3‬حاجة المقرضين و الدائنين لمراجعة القوائم المالية‪ :‬يحتاج المقرضون (بنوك و حملة سندات) إلى القوائم‬
‫المالية و حتى تزيد ثقتهم في تلك القوائم بحيث يمكنهم اإلعتماد عليها في التنبؤ بمدى قدرة الشركة على‬

‫‪ 1‬شادي كراز‪"،‬دور المراجعة في حوكمة الشركات للحد من التالعب في التقارير المالية المنشورة‪ ،‬دراسة في سوريا"‪،‬‬
‫اطروحة دكتو ار محاسبة غير منشورة‪ ،‬سورسا‪ ،2012 ،‬ص ص‪.114-112:‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫سداد التزاماتها و على متابعة األداء المالي و االقتصادي فانه يجب مراجعة تلك القوائم من قبل مراجع‬
‫حسابات مستقل‪.‬‬

‫‪-4‬حاجة محللوا االستثمار لمراجعة القوائم المالية‪ :‬يحتاج المحللون الى تحليل القوائم المالية من اجل القيام‬
‫بمقارانات للوصول الى مؤشراتمعينة و تقديم النصح لمتخذي ق اررات االستثمار أو المقرضين‪ ،‬حيث ال يمكنهم‬
‫االعتماد على تلك القوائم إال إذا تم مراجعتها من قبل مراجع مستقل‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أنه بالرغم من تعدد األطراف التي هي في حاجة إلى مراجعة القوائم المالية و اختالف‬
‫احتياجاتهم إال أ نها تدور كلها و تتركز حول نقطة واحدة و هي اضفاء الثقة على المعلومات المحتواة في‬
‫القوائم المالية و منح هذه األخيرة تأكيد معقول على صحتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار الحوكمية لمراجعة القوائم المالية‬


‫إن لمراجعة القوائم المالية اثار حوكمية غاية في األهمية حيث تشمل هذه الخدمة ثالثة أطراف هي إدارة‬
‫الشركة ‪ ،‬م ارجع الحسابات و أصحاب المصلحة في الشركة‪.‬‬

‫فالمراجعة الخارجية تنتهي بابداء أري فني محايد حول القوائم المالية بناءا على األدلة و قرائن اإلثبات‬
‫التي يتم الحصول عليها من قبل المراجع حيث يقوم بتقييمها للحكم على مدى كفائته او مالءمتها‪.‬‬

‫و قد بينت المعايير الدولية للمراجعة ( المعيار ‪ 120‬الصادر في ‪ )ISA N 120 ،1994‬المتعلق باالطار‬
‫المفاهيمي للمراجعة ‪ ،‬أن عملية مراجعة القوائم المالية السنوية توفر درجة عالية من التأكد (تأكيد معقول) و‬
‫ليس مطلقا بأن القوائم المالية محل المراجعة خالية من التحريفات الجوهرية و يتم التعبير عن هذا في فقرة‬
‫ال أري في تقرير المراجع‪ ،‬حيث ال يمكن للمراجع أن يعطي تأكيد مطلق بأن القوائم المالية خالية من‬
‫التحريفات الجوهرية وذلك بسبب الحكم الشخصي أحيانا أو استخدام األساليب االحصائية ‪ ،‬كما أن أغلب‬
‫األدلة المتاحة له أدلة مقنعة و ليست حاسمة‪ .‬فللمراجعة دور حوكمي فعال من خالل الحكم على مدى‬
‫مصداقية المعلومات المحاسبية التي سيتم توصيلها من خالل القوائم المالية السنوية و االيضاحات المتممة‬
‫لها‪.1‬‬

‫‪ ‬لمزيد من المعلومات االطال ع على الموقع ‪.www.ifac.org/auditing-assurance/‬‬


‫‪ 1‬شادي كراز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114 :‬‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫كما أن هناك مجموعة من الواجبات التي تقع على عاتق المراجع حتى يقوم بتقييم مدى عدالة القوائم‬
‫‪1‬‬
‫المالية و التي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬التحقق من التزام المنشاة بالمعايير المحاسبية و التشريعات المحلية‪ ،‬و ذلك لتخفيض الحكم‬
‫الشخصي‪ ،‬و ضمان تجانس المعالجة المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من مدى موضوعية الحكم الشخصي الذي لجات اليه ادارة المنشاة‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من التقديرات المحاسبية التي اعتمدت عليها اإلدارة عند إعداد البيانات المالية و تأثيرها على‬
‫داللة البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة التقارير االضافية‪.‬‬
‫مراجعة التقارير الكمية و االحصائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬سرعة االنتهاء من اجراءات المراجعة من خالل تخطيط و تنفيذ اجراءا ت المراجعة في الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬

‫و ترجع أهمية قيام مراجع الحسابات بمراجعة القوائم المالية و إعداد التقارير عنها من منظور حوكمة‬
‫الشركات إلى ما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬دعم الثقة في القوائم المالية لتحقيق أهدافها‪ ،‬حيث يؤكد على التزام اإلدارة في هذه الحالة بمتطلبات‬
‫القياس و االفصاح المحاسبي السليم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة منفعة المعلومات الواردة في القوائم بالنسبة لمستخدمي هذه األخيرة‪ ،‬خاصة في سوق األوراق‬
‫المالية و تساعدهم على التنبؤ باستمرار األرباح و بعوائد األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ار ألهمية االفصاح و الشفافية و رغبة في اعطاء المزيد من الثقة للقوائم المالية فإنه يتم مراجعتها‬
‫و إعداد تقرير حولها حيث ال يمكن اجراء مراجعة شاملة ألنها مكلفة و تتطلب الكثير من الوقت‪ ،‬و‬
‫حيث يترتب على مراجعة تلك القوائم اتخاذ ق اررات هامة‪ ،‬فإنه يجب توعية مستعملي القوائم المالية‬
‫بالفرق بين المراجعة الشاملة و المراجعة االختيارية‪.‬‬

‫‪ 1‬ابو زرف عفاف اسحاق‪" ،‬استراتيجية مقترحة لتحسين فعالية حوكمة الشركات في القطاع المصرفي االردني"‪ ،‬اطروحة‬
‫دكتو ار غير منشورة‪ ،‬جامعة عمان‪ ،‬االردن‪،2006 ،‬ص‪.136 :‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر و اخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.211-210:‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫كما تعتبر معايير المراجعة بمثابة قواعد اساسية مرشدة لعمل المراجع الخارجي حيث يجب عليه االلتزام‬
‫بها عند قيامه بأداء عمله و هي تهتم بقياس و دقة أداء أعمال المراجعة و ضمان جودتها‪ ،‬و األهداف التي‬
‫يجب تحقيقها من عملية المراجعة و توضح معايير المراجعة الكيفية التي تمت بها المراجعة و المسوؤلية‬
‫التي يتحملها المراجع كما تحدد درجة االعتماد على القوائم المالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الدور الحوكمي للمراجعة المستمرة‬


‫شهدت السنوات األخيرة نموا هائال في متغيرات بيئة األعمال و من أهم تلك المتغيرات ما يعرف‬
‫بتكنولوجيا المعلومات و التجارة االلكترونية‪ ،‬ما نتج عنها تغيير جوهري في نظام المعلومات المحاسبي و‬
‫بالتالي على خدمات المراجعة الخارجية‪ ،‬أين ظهرت المراجعة المستمرة كمدخال حديثا لمراجعة الحسابات‪،‬‬
‫حيث سنتناول الدوكمي للمراجعة الفورية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المراجعة المستمرة‬


‫منذ عام ‪ 1999‬بدا كل من معهد المحاسبين االمريكي ‪ AICPA‬و معهد المحاسبين القانونيين الكندي‬
‫‪ CICA‬في إعداد مشروع مهني حول المراجعة المستمرة مشيرين إلى بعض االرشادات التي يجب على‬
‫مراجع الحسابات أ ن ياخذها في االعتبار في ظل تعامالته في البيئة االلكترونية و التي تختلف عن البيئة‬
‫التقليدية‪ .1‬حيث تعرف المراجعة المستمرة أنها " منهج يمكن مراجعي الحسابات من تقديم توكيدات مكتوبة و‬
‫ليس رايا حول موضوع المراجعة التي تقع تحت مسؤولية اإلدارة ‪ ،‬و تقدم التوكيدات من خالل اشكال مختلفة‬
‫من تقارير المراجعة للمساهمين و اإلدارة و العمالء المحتملين و ذلك بشكل فوري أو بعد فترة قصيرة من‬
‫وقوع األحداث ذات العالقة بموضوع المراجعة"‪ .2‬ومن خالل هذا التعريف يتضح أن‪:‬‬
‫‪ -‬المراجعة المستمرة هي مراجعة خارجية يقوم بها المراجع الخارجي للتأكيد على المعلومات الواردة في‬
‫القوائم المالية‪ ،‬و هي بديل للمراجعة التقليدية السنوية‪ ،‬بمعنى أن هدف المراجعة و معاييرها لن تتغير ‪،‬‬
‫لكن اجراءات المراجعة هي التي تتغير‪.‬‬

‫‪ 1‬رشا زيدان‪ "،‬دور استراتيجية تخفيض تكلفة المراجعة في الطلب على المراجعة المباشرة المستمرة"‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬سوريا‪ ،2008 ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ 2‬عبيد بن سعد المطيري‪ "،‬التحديات التي تواجه مهنة المحاسبة و المراجعة"‪ ،‬المجلة العلمية لكلية التجارة‪،‬العدد ‪ ،28‬جامعة‬
‫االزهر‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪,12:‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫‪ -‬إصدار التقارير يكون فوري أو بعد مدة زمنية قصيرة من وقوع األحداث و بشكل مستمر لتلبية احتياجات‬
‫متخذي الق اررات و ذلك عن طريق نشر التقارير عبر شبكة االنترنت مما يؤدي إلى إحداث تغييرات على‬
‫توقيت عملية المراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬أدلة االثبات التي تحتاجها المراجعة المستمرة هي أدلة الكترونية غير ورقية منسقة مع مجال و نطاق‬
‫هذه المراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر عملية المراجعة المستمرة أسلوبا للفحص التحليلي حيث يسمح تحليل النظام بصفة مستمرة بأن‬
‫يحسن المراجع بؤرة و نطاق المراجعة ‪ ،‬اضافة الى انه يمكن اعتبار عملية المراجعة المستمرة بمثابة نوع‬
‫أعلى للرقابة هدفه مراقبة و تقييم كفاءة و فعالية اجراءات االلتزام و ذلك إما بشكل مباشر عن طريق‬
‫البحث عن التوقعات االلكترونية ‪ ،‬أو غير مباشر بواسطة الفحص الدقيق لوقوع أنماط أو أحداث‬
‫محددة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحوكمة الفورية للشركات و الطلب عليها‬


‫‪2‬‬
‫تمثل الحوكمة الفورية التطور الطبيعي و المستقبلي لحوكمة الشركات‪ ،‬و تعرف الحوكمة الفورية انها‬
‫الرقابة و ضبط االداء المستمر الدارة الشركات من خالل اليات فعالة و مستمرة للحد من التالعب بالتقارير‬
‫المالية المنشورة ‪ ،‬اذن الحوكمة الفورية هي حوكمة مستمرة طوال السنة المالية من جانب اصحاب المصلحة‬
‫في الشركات على مجالس االدارة و االدارة التنفيذية من خالل مجموعة من االليات اهمها مراجعة الحسابات‬
‫المستمرة للحد من التالعب بالتقارير المالية المنشورة ‪.3‬‬

‫يتولد الطلب على الحوكمة الفورية للشركات من حاجة أصحاب المصلحة في الشركات إلى الرقابة‬
‫المستمرة على مجالس ادارة الشركات و بسبب عولمة و تدويل الجمعيات العامة للمساهمين ‪ ،‬ففي ظل ربط‬
‫البورصة الوطنية بالبورصات اإلقليمية و الدولية و في ظل وجود نظم للمعلومات الفورية‪ ،‬أصبح المساهمون‬
‫أعضاء الجمعية العامة للشركات دوليون و من الصعب اجتماعهم معا في الجمعية العامة السنوية للشركة‪ ،‬و‬
‫من ثم تولدت حاجاتهم آلليات رقابة مستمرة على إدارة الشركة من خالل االنترنت و بالتالي أصبح مطلوبا‬

‫‪ 1‬صادق حامد مصطفى‪" ،‬مدخل المراجعة في ظل نظم التشغيل المباشر ذات الوقت الحقيقي"‪ ،‬مجلة البحوث التجارية‪ ،‬كلية‬
‫التجارة الزقازيق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.221 :‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256 :‬‬
‫‪ 3‬نفس المكان‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫اإلفصاح الفوري مقرونا بتقرير المراجعة المستمرة الفوري عبر االنترنت‪ ،‬األمر الذي يساعد على ممارسة‬
‫المساهمين للحوكمة المستمرة للحد من التالعب بالقوائم المالية‪.‬‬
‫إن من أهم اليات الحوكمة الفورية للشركات نجد‪:1‬‬
‫‪ -‬االفصاح المحاسبي الفوري عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة المستمرة عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على الثقة في مواقع الشركات على االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على الثقة في نظم المعلومات الفورية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور المراجعة المستمرة في الحوكمة الفورية للشركات‬


‫يمكننا التعرف على دور المراجعة المستمرة في الحوكمة من خالل التطرق للطلب عليها من منظور الحوكمة‬
‫و أهدافها من منظور حوكمي‪:‬‬
‫‪-1‬الطلب على المراجعة المستمرة من منظور الحوكمة الفورية للشركات‪:‬‬

‫تتمثل اشكالية الطلب على على المراجعة المستمرة من منظور حوكمة الشركات كما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬حاجة متخذ القرار الى تخفيض المعلومات‪ :‬في ظل االفصاح الفوري عن المعلومات المالية ‪ ،‬يجب ان‬
‫تكون هذه المعلومات مالئمة الغراض اتخاذ الق اررات الفورية او المتسارعة‪ ،‬و حتى تكون هذه المعلومات‬
‫موثوق فيها يجبان تكون قد تم مراجعتها مراجعة مستمرة‪ ،‬حت يمكن االعتماد عليها في اتخاذ الق اررات و بما‬
‫يعظم منفعة متخذ القرار‪.‬‬

‫‪-‬حاجة أ صحاب المصلحة للحوكمة الفورية‪ :‬ان المراجعة المستمرة ستكون اداة للرقابة الخارجية المستمرة ‪،‬‬
‫ومن ثم الحوكمة الفورية من جانب اصحاب المصلحة على مجالس ادارات الشركات‪.‬‬

‫‪-‬االستجابة لالثار المهنية الجوهرية لتكنولوجيا المعلومات‪ :‬جاءت المراجعة المستمرة كاستجابة مهنية لالثار‬
‫الحتمية لتكنولوجيا المعلومات على المحاسبة و المراجعة‪ ،‬حيث انه هناك طلب على هذه الخدمة فرضته‬
‫التطورات المتالحقة و المتسارعة في ادوات تكنولوجيا المعلومات فقد اصبحت كثير من الشركات تنشر‬
‫قوائمها المالية المرحلية و السنوية عبر االنترنت و بصورة مستمرة االمر الذي يحتاج الى مراجعة مستمرة ‪،‬‬

‫‪ 1‬شادي كراز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫‪ 2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪"،‬مراجعة الحسابات و تكنولوجيا المعلومات"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.90:‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫كما أن المعلومات االلكترونية أصبحت أكثر مرونة و أسهل و أيسر بنقلها من طرف آلخر ‪ ،‬و أسهل في‬
‫تخزينها و تلخيصها و تنظيمها بالمقارنة مع المعلومات الورقية و بالتالي يجب مراجعتها من خالل مراجعة‬
‫الكترونية مستمرة غير ورقية ‪ ،‬كما ساعدت تكنولوجيا المعلومات الشركات على إعداد قوائمها المالية بصورة‬
‫فورية إعتمادا على نظام معلومات محاسبي فوري‪ ،‬و هنا ستكون المعلومات المالية و كذلك أدلة المراجعة‬
‫متاحة في صورة الكترونية حيث تحل الرسائل االلكترونية محل المستندات الورقية و الملفات محل البيانات‬
‫المحاسبية و بال شك فإن هذا يحتاج إلى مراجعة مستمرة‪.‬‬

‫‪-2‬أهداف المراجعة المستمرة من منظور حوكمي‪:‬‬


‫نظ ار ألن المراج عة المستمرة هي مدخال حديثا لتطوير مراجعة الحسابات التقليدية ‪ ،‬فان الهدف منها هو‬
‫تقديم توكيدات مكتوبة في شكل تقارير بشان مدى صدق المعلومات و القوائم و العالقات المالية المنتجة في‬
‫ظل نظام معلومات محاسبي فوري غير ورقي‪ ،‬و كذلك منح الشركة ختم التصديق المستمر‪ ،‬ينتج عن هذا‬
‫الهدف العام للمراجعة المستمرة االهداف الفرعية التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬اضفاء التصديق المستمر على االفصاح الفوري للشركات عبر االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة اصحاب المصلحة في الشركة و كافة زوار موقع الشركة على االنترنت في ممارسة الرقابة‬
‫الفورية المستمرة على الشركات و من ثم ممارسة حوكمة فورية على مجالس ادارة هذه الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مدى كفاءة و فعالية نظم المحاسبة الفورية في حماية األصول و الحفاظ على موضوعية‬
‫البيانات و انتاج معلومات مالية صادقة يمكن اإلعتماد عليها و موثوق فيها ‪ ،‬كما يوضح ختم‬
‫التصديق المستمر على موقع الشركة و كذلك تقرير المراجع‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أن هذا المدخل الحديث للمراجعة يتماشى و التطو ار التكنولوجية السريعة في بيئة األعمال‬
‫‪ ،‬كما أ ن لها دور هام في زيادة ثقة المستثمرين في القوائم المالية و تلبية احتياجاتهم من المعلومات بشكل‬
‫مستمر و فوري ما يؤدي بدوره إلى تضييق فجوة التوقعات ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪" ،‬مراجعة الحسابات في بيئة الخصخصة و اسواق المال"‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬ص‪.150 :‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجليات حوكمة الشركات في زيادة الثقة في القوائم المالية وتضييق الفجوة‬

‫خالصة‬

‫يعتبر مبدأ االفصاح و الشفافية من أهم ركائز حوكمة الشركات‪ ،‬حيث يعد وجود نظام افصاح قوي و‬
‫جودة معلومات محاسبية جيدة أم ار رئيسيا لحماية حقوق المساهمين و المستثمرين و يعتبر أداة قوية للتاكد‬
‫من سلوك االدارة‪ ،‬حيث تساهم الممارسات غير الشفافة في السلوك االنتهازي لإلدارة و خفض الشفافية و‬
‫التالعب في القوائم‪.‬‬

‫كما توصلنا إلى أن وجود آليات داخلية للحوكمة تعمل على تنفيذ معاييرها تتمثل خاصة في مجلس إدارة‬
‫فعال يسهر على تعزيز االفصاح و الشفافية و إدارة عليا تعمل على إعداد نظام رقابي داخلي متين و كذا‬
‫لجنة مراجعة كفأة فضال عن إدارة مراجعة داخلية تسعى لتفعيل المسائلة و تعتبر أساس تلبية متطلبات‬
‫الحوكمة ‪ ،‬كلها من األ مور التي تؤدي الى تحسين مستوى جودة التقارير المالية‪ ،‬ما يضمن تفعيل دور‬
‫المراجعة‪ ،‬ما يؤدي إلى زيادة ثقة مستخدمي القوائم المالية فيها و بالتالي تضييق الفجوة‪.‬‬

‫و يعد التزام مراجع الحسابات بالواجبات و المسؤوليات الملقاة على عاتقه من المقومات األساسية لدعم‬
‫الدور الحوكمي االيجابي للمراجعة و بالتالي تحقيق جودة المراجعة ما يؤدي بالمهنة إلى تحقيق أهدافها‬
‫و بالتالي تضييق فجوة التوقعات بين المراجعين و مستخدمي القوائم المالية‪.‬‬

‫كما توصلنا في األخير إلى أن تطور بيئة األعمال و ظهور تكنولوجيا المعلومات و تدويل أسواق رأس‬
‫المال أدى إلى ظهور ما اصطلح عليه الحوكمة الفورية و التي تمثل التطور الطبيعي و المستقبلي لحوكمة‬
‫الشركات و التي تعتمد على الية مراقبة ضرورية تتمثل في المراجعة المستمرة‪ ،‬و ذلك إلحكام الرقابة على‬
‫الشركة بصفة مستمرة و الحد من التالعب في القوائم المالية و زيادة الثقة في القوائم المالية و بالتالي تضييق‬
‫الفجوة‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫تمهيد‬

‫إن التغيرات اإلقتصادية العالمية و ما نتج عنها من عولمة و تدويل إلقتصاديات الدول ‪ ،‬و ما ظهر‬
‫من مفاهيم جديدة كالعولمة‪ ،‬التكتالت االقتصادية‪ ،‬حوكمة الشركات ‪ ...‬الخ‪ ،‬و في أعقاب سلسلسة‬
‫االنهيارات المالية و الفضائح المحاسبية وما نتج عنها من زعزعة لثقة المستثمرين في القوائم المالية كان له‬
‫األثر الكبير في االهتمام بمفهوم الحوكمة من خالل اإللتزام بتطبيق نظم محاسبية فعالة موحدة على المستوى‬
‫الوطني و الدولي‪ ،‬حيث و إن الجزائر ليست بمنهى عن هذه التغيرات الدولية أين كان لزاما عليها مسايرة‬
‫العالم في هذا المجال‪،‬حيث دخلت الجزائر في سياق اإلصالحات اإلقتصادية و خاصة إصالح البيئة‬
‫المحاسبية من خالل تبني نظام محاسبي مالي جديد في ‪ 2010‬يسعى إلى تحقيق المزيد من الثقة و الشفافية‬
‫في المعلومات و تكييفها مع ما يتماشى و اقتصاد السوق ‪،‬كما أنها في سعي دائم لتنشيط البورصة من أجل‬
‫النهوض بالسوق المالي و جلب المزيد من االستثمارت المحلية و األجنبية حيث قامت بإعادة هيكلة مهنة‬
‫المراجعة من خالل اصدار قانون منظم للمهنة جديد يعمل على تعزير ثقة مختلف أصحاب المصلحة في‬
‫تقريره‪ ،‬باإلضافة إلى اهتمام الجزائر بحوكمة الشركات أين قامت باصدار ميثاق الحكم الراشد للمؤسسات‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫كما و أنه تؤكد حوكمة الشركات على وجود آليات ضرورية تعمل على دعم ثقة مستخدمي القوائم المالية‬
‫من خالل العمل على تحسين جودة التقارير المالية و زيادة الثقة في المعلومات المالية و بالتالي تضييق‬
‫فجوة التوقعات بين مراجعي الحسابات و مستخدمي القوائم المالية‪،‬حيث تنقسم هذه االليات الى اليات داخلية‬
‫متعلقة بالشركة و اخرى خارجية تتمثل في مراجع الحسابات‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق و مما جاء في الفصول التي تم تناولها فيما قبل‪ ،‬و لإللمام أكثر بالموضوع سوف‬
‫نحاول التطرق في هذ الفصل الى واقع حوكمة الشركات و االطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر‬
‫من خالل التطرق أوال إلى واقع االصالح المحاسبي و أثره على بورصة الجزائر في إطار الحوكمة ثم‬
‫التطرق إلى وضع حوكمة الشركات في الجزائر و أخي ار اإلطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر من‬
‫خالل المبحث األول أما المبحث الثاني فيتعلق بالدراسة التحليلية و الميدانية لدور آليات الحوكمة في تضييق‬
‫الفجوة و ذلك وفقا للنموذج المتوصل أليه‪ ،‬كذلك محاولة تقصي نوع الفجوة الموجودة في الجزائر من خالل‬
‫تحليل االستبيان المتعلق بذلك و في األخير استخالص النتائج التي تؤكد أو تنفي الفرضيات التي بنيت‬
‫عليها الدراسة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع حوكمة الشركات و االطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر‬
‫سنحاول في هذا المبحث التعرف على واقع شقي الموضوع في الجزائر من خالل التعرف على واقع‬
‫حوكمة الشركات في الجزائر و التي تمثل الشق األول من الموضوع ثم التعرف على اإلطار المرجعي‬
‫للمراجعة الخارجية في الجزائر و التي تمثل الشق الثاني‪ ،‬و في األخير صياغة نموذج الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬واقع االصالح المحاسبي و أثره على بورصة الجزائر‬
‫لقد كان لزاما على الجزائر التوجه الصالح النظام المحاسبي و تبني معايير المحاسبة الدولية عند‬
‫اعداد و فحص القوائم المالية حتى تتماشى مع متطلبات اقتصاد السوق و عولمة االقتصاد‪ ،‬و باعتبار أن‬
‫البورصة هي مرآة االقتصاد و أهم ركن بالقطاع المالي فإن سعي الجزائر مستمر من أجل تطويرها و‬
‫النهوض باإلقتصاد الوطني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البيئة المحاسبية في الجزائر و اصالحها‬


‫تمثل المحاسبة نظام المعلومات الذي يقوم بترجمة األحداث االقتصادية إلى معلومات ذات أهمية تساعد‬
‫مختلف الجهات في عملية اتخاذ الق اررات اإلقتصادية‪ ،‬حيث تتم هذه العملية من خالل تسجيل ‪ ،‬تبويب‪،‬‬
‫تلخيص األحداث االقتصادية وفقا لقواعد و إجراءات و أساليب مستمدة من المبادئ و االفتراضات‬
‫المحاسبية‪.‬‬
‫الشكل(‪ :)1-5‬دور المحاسبة في النظام االقتصادي‬

‫االدارة‬
‫موظفون‬

‫األحداث االقتصادية‪:‬‬ ‫مستثمرون‬


‫المحاسبة‪ :‬تسجيل‪،‬‬
‫‪-‬شراء‪ ،‬بيع‪ ،‬تغييرات‬ ‫تبويب‪ ،‬تلخيص‬
‫في الممتلكات‬
‫مالك‬

‫مقرضون‬
‫حكومة‬

‫المرجع‪ :‬عبد القادر دبون‪ ،‬محمد الهاشمي حجاج‪ " ،‬اهمية المعلومة المالية و المحاسبية و اثرها على كفاءة بورصة الجزائر‬

‫في ظل االصالح المحاسبي"‪،‬بحث مقدم للملتقى الدولي حول االصالح المحاسبي في الجزائر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‬
‫يومي ‪ 30-29‬نوفمبر‪ ،2011 ، ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ارتبطت المحاسبة في الجزائر بقياس الربحية التي تعتبر أساس االقتطاع الضريبي باإلضافة لتحديد‬
‫بعض المؤشرات التي تدخل مباشرة في الحسابات الوطنية المجمعة (كالقيمة المضافة‪ ،‬االستهالك‪ )...‬و‬
‫بالتالي فإن اإل فصاح كان يجيب في الواقع على االحتياجات التي تدحتاجها الدولة نظ ار لملكيتها المطلقة‬
‫للمؤسسات ‪ ،‬كذلك فقد كان حجم المعلومات المحاسبية و المالية الواجب على المؤسسات نشرها محدودا نظ ار‬
‫الرتباطه بطبيعة القوائم المالية الختامية التي يتم اعدادها في نهاية السنة‪ ،‬كما أن وجود هذه المعلومات و‬
‫امكانية الوصول إليها‪ ،‬ارتبطت بمبدأ الحيطة و الحذر و السرية التي ميزت سلوك الشركات الوطنية‪ ،1‬حيث‬
‫لم يكن ارتباط اعمال هذه الفئة من المؤسسات بالمحاسبة إال على أساس االعتبارات الجبائية و التي اجبرت‬
‫بموجبها على مسك محاسبة منتظمة حسب قواعد المخطط المحاسبي الوطني الصادر في ‪ 1975‬بناءا على‬
‫األمر ‪ ،35/75‬بهدف تحديد النتيجة لغرض حساب الضريبة التي كانت في غالب االحيان غير معبرة عن‬
‫الواقعع نتيجة تفشي ظاهرتي الغش و التهرب الضريبي الذي طبع سلوك المكلفين بالضريبة‪ ،‬و بتراجع دور‬
‫الشرطات الوطنية‪ ،‬تنامت مؤسسات القطاع الخاص الذي تزامن مع فترة اإلنفتاح االقتصادي و ضغط‬
‫متطلبات اإلصالح التي طبقته الجزائر‪.2‬‬

‫عانت البيئة المحاسبية في الجزائر العديد من المشاكل‪ ،‬حيث كانت تمثل تقنية معالجة و تسجيل‬
‫العمليات الحسابية في المؤسسات‪ ،‬غير أنه في ظل النظام المحاسبي المالي الجديد أصبحت لها أهمية كبيرة‬
‫في اتخاذ الق اررات و بعد تصوري يستجيب لالهداف االقتصادية‪.‬‬

‫حيث جاء االصالح المحاسبي الوطني في ظل التغيرات و االصالحات التي باشرتها الجزائر منذ التوجه‬
‫القتصاد السوق في بداية التسعينات و الشراكة مع االتحاد االوربي و السعي إلى االنضمام إلى المنظمة‬
‫العالمية للتجارة حيث بدأت عملية اصالح المخطط المحاسبي الوطني في أفريل ‪ ،2001‬حيث توج االصالح‬
‫بصدور النظام المحاسبي المالي بموجب القانون رقم ‪ 11-07‬المؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪ 2007‬و الذي‬
‫أ صبحت بموجبه القوائم المالية تحتوي على معلومات محاسبية و مالية دقيقة و تعكس صورة واضحة و‬
‫عادلة عن الوضعية المالية للمؤسسة و اكثر شفافية و تفي باحتياجات المستثمرين و المقرضين‪.‬‬

‫‪ 1‬مداني بن بلغيث‪" ،‬النظام المحاسبي المالي الجديد‪ ،‬و بيئة المحاسبة في الجزائر" بحث مقدم الى الملتقى الدولي حول‬
‫االطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي الجديد و اليات تطبيقه في ظل المعايير المحاسبية الدولية ‪ ،)IAS/IFRS‬جامعة‬
‫سعد دحلب البليدة‪ ،2009 /10/15-14-13 ،‬ص‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬مداني بن بلغيث‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.5:‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ثانيا‪ :‬واقع بورصة الجزائر‬


‫لقد استلزم تحول االقتصاد الجزائري نحو اقتصاد السوق ضرورة إنشاء سوق رأس المال و إحداث‬
‫تعديالت على نظام التمويل الذي كان يعتمد على سوق االقراض‪ ،‬و من أهم الدوافع التي كانت وراء انشاء‬
‫بورصة األوراق المالية في الجزائر هي تجسيد عملية خوصصة المؤسسات العمومية‪ ،‬باعتبار البورصة اطا ار‬
‫مناسبا ل فتح راس مال المؤسسات العمومية للمساهمين الخواص‪ ،‬و ضمان تمويل دائم لالستثمار و السماح‬
‫لالقتصاد الوطني باالندماج في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫حيث ظهرت فكرة انشاء بورصة الجزائر في سنة ‪ 1990‬في إطار االصالحات اإلقتصادية المعلنة منذ‬
‫‪ 1988‬أين تم انشاء مؤسسة القيم المنقولة ‪ SVM‬و هي مؤسسة مساهمة أرسمالها مملوك من طرف ثمان‬
‫صناديق مساهمة و في سنة ‪ 1993‬تم تعديل مركزها االجتماعي لتصبح بورصة القيم المنقولة ‪ BVM‬و ذلك‬
‫وفقا للمرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪ 1993/5/23‬و التي لم تظهر للوجود إال سنة ‪،1996‬‬
‫لتباشر نشاطها الفعلي ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،11999‬أما فيما يخص الهيئات المكونة للبورصة فنجد‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة ‪ COSOB‬و هي التي تشكل سلطة سوق القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬شركة تسيير بورصة القيم ‪ SGBV‬و هي مؤسسة السوق‪.‬‬
‫‪ -‬وسطاء عمليات البورصة ‪ IOB‬فحسب اللتقرير السنوي ل‪ 2014 cosob‬يوجد حاليا ‪17‬وسيط‬
‫موزعين على ‪ 7‬بنوك‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات اإلستثمار كمؤسسة االستثمار ‪.SICAV‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى المؤتمن المركزي (الشركة الجزائرية للحفظ المركزي لألوراق المالية و التي تحمل‬
‫تسمية تجارية ‪. )Algerie Clearing‬‬

‫‪http://www.cosob.org/publications/publications-rapport2010ARA.pdf‬‬
‫‪1‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫كما يعترض األداء الفعال لبورصة الجزائر عدة عوائق نذكر منها‪:1‬‬

‫‪-1‬عوائق اقتصادية‪ :‬تمثل هذه العوائق في‬


‫‪ ‬الوضعية الصعبة للمؤسسات الجزائريةالتي عرفت اختالالت في توازنها على مستوى هيكلها المالي‬
‫بسبب عجز المسزانية‪ ،‬و هذا الوضع ال يشجع االفراد على شراء اسهم هذه المؤسسات حيث تعتبر‬
‫المردودية شرط اساسي لجذب المدخرات و توجيهها نحو االصول المالية‪.‬‬
‫‪ ‬لم تكن السياسة الجبائية المطبقة على القيم المنقولة بالمحفزة فقليال ما كانت تشمل اعفاءات و هذا‬
‫شكل عائقا بالنسبة لسوق مالية ناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف القدرة الشرائية لدى جمهور المواطنين و بالتالي قلة المدخرات الفردية‪ ،‬فمشكلة تدني الدخل‬
‫الفردي و عدم استقرار اوضاع الفئات التي تحققه تحد من حجم الطلب على االوراق المالية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود سوق كفؤة و سيطرة السوق الموازية‪.‬‬

‫‪-2‬عوائق تشريعية‪ :‬تتمثل عموما عدم تجزئة البورصة و الشروط القاسية في قبول المؤسسات مع عدم فتح‬
‫المجال للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬و هي القاعدة االساسية لتحقيق عملية التنمية المستدامة‪ ،‬باالضافة‬
‫الى االطار القانوني المحافظ على عمومية كل من لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة و شركة تسيير‬
‫بورصة القيم و الوسطاء‪.‬‬

‫‪-3‬العوائق التنظيمية‪ :‬ان الممارسة الميدانية لنشاط البورصة تشترط تكوينا ماليا و اقتصاديا عاليا لقراءة‬
‫المعطيات المتاحة و تفسيرها و تحليلها و اتخاذ الق اررات المناسبة‪ ،‬حيث يعد غياب المتخصصين ناكبر‬
‫عائق لعملية سير البورصة‪ ،‬فعمل البورصة يتوقف على وجود الوسطاء الذين يتقنون التحكم في بيع و شراء‬
‫االسهم و السندات و يكون لهم من الناحية القانونية االولوية في ممارسة هذه العملية و هذا رغم الجهود‬
‫المبذولة في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -4‬عوائق اجتماعية و ثقافية‪ :‬يميل الفرد الجزائري نحو حيازة الموجودات كالعقارات او تلك التي تتضمن‬
‫السيولة ودرجة االمان و العائد المضمون و ذلك بفعل تاثير عوامل دينية‪ ،‬اجتماعية و ثقافية كاالمية و عدم‬
‫الثقة في هذه االدوات و كذلك التخوف من مراقبة مصالح الضرائب‪.‬‬

‫‪ 1‬براق محمد‪" ،‬بورصة الجزائر و دورها في تمويل االقتصاد"‪ ،‬الملتقى الوطني االول حول المؤسسة االقتصادية و تحديات‬
‫المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪23-22‬افريل ‪ ،2003‬ص‪.5 :‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ثانيا‪ :‬آفاق بورصة الجزائر من خالل تفعيل المشروع المطروح ل نعاش بورصة الجزائر‬
‫وقعت الحكومة الجزائرية و برنامج األمم المتحدة اإلنمائي في ‪ 31‬ماي ‪ 2001‬على مشروع دعم السوق‬
‫المالية في الجزائر بقيمة ‪ 1,5‬مليون دوالر بحسب ما أعلنته لجنة تنظيم و م ارقبة عمليات البورصة اللمكلفة‬
‫باإلشراف على هذا المشروع‪ ،‬و يندرج هذا المشروع في إطار مسعى الحكومة الجزائرية و استراتيجيتها‬
‫التنموية الرامية إلى تنويع إقتصادها بغية التقليص من التبعية للمحروقات و لتحسين تنافسية المؤسسات‪،‬‬
‫حيث سعى هذا المشروع و الذي امتد على فترة ‪ 14‬شهر إلى وضع مخطط تنظيم و تسيير السوق المالية‬
‫في الجزائر‪.1‬‬

‫و من المنتظر أن تساهم النشاطات المدرجة في إطار هذا المشروع في تطوير سوق فعال و مفتوح و‬
‫منظم و موثوق بهدف تشكيل مصدر تمويل مباشر للمؤسسات العمومية و الخاصة‪ ،‬و ستسمح السوق‬
‫باستغالل االدخار عبر االستثمار المباشر و الشفاف في المؤسسات التي وضعت أسهما بالبورصة مما قد‬
‫يسمح بتحسين الحوكمة و الشفافية على مستوى المؤسسات السيما عن طريق اإلتصال المالي‪.‬‬

‫و يتمثل الهدف األساسي لهذه المرحلة في تصور نموذج و مخطط تنظيم و تسيير السوق المالي في‬
‫اإل طار المؤسساتي للجزائر وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬و التزام البرنامج بدعم مرافقة السلطات و فاعلي السوق‬
‫المالية في الج ازئر من خالل وحدة تسيير المشروع التي تضم خبراء دوليين و وطنيين و فاعلين في الساحة‬
‫لمدة ‪ 10‬سنوات‪.2‬‬

‫و ترى الباحثة أنه و بعد ما جاوز العقدين من انشاء بورصة الجزائر (‪ )1993‬فإنها تعرف نشاطا‬
‫محتشما و ال تزال عاجزة عن النهوض بنشاطها حيث سجلت منذ انطالقها الفعلي في ‪ 1999‬فقط ‪ 6‬سندات‬
‫لمؤسسات تم اإلكتتاب فيها من قبل أشخاص لم يبق منها إال سند دحلي متداوال بقيمة ‪ 2,6‬مليار دينار‪ ،‬كما‬
‫تحصي بورصة الجزائر ‪ 4‬أسهم أخرى تملكها كل من شركة الفندقة لالوراسي‪ ،‬مجمع صايدال‪ ،‬شركة‬
‫اليانس اسورنس ‪ alliance assurance‬و ‪ NCA‬رويبة للمشروبات‪ ،‬بقيمة ال تتجاوز ‪ 15‬مليار دينار‬
‫باإلضافة مؤخ ار إلى دخول ‪ MLA‬بنك لاليجار العقاري في شهر مارس السابق (‪ .)2015‬ومن المزمع أن‬

‫‪ 1‬حسين عثماني‪ ،‬سعاد شعابنية‪"،‬النظام المالي المحاسبي كاحد متطلبات حوكمة الشركات و اثره على بورصة الجزائر"‪،‬‬
‫الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كالية للحد من الفساد المالي و االداري يومي ‪ ،2012/5/7-6‬مخبر مالية و بنوك‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪،2012،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.15:‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫تفتح ‪ 8‬مؤسسات عمومية أرس مالها في البورصة هذه السنة بعد أن يتم المصادقة على هذه العملية من قبل‬
‫مجلس مساهمات الدولة ‪ ،‬من بينهم بنك القرض الشعبي الجزائري‪ ،‬و المتعامل العمومي للهاتف النقال‬
‫موبيليس و آخرون‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظام المالي الجديد و أثره على البورصة في إطار الحوكمة‬

‫‪-1‬االمتيازات التي يقدمها النظام المحاسبي المالي للشركات المسعرة بالبورصة‪ :‬سوءا تعلق األمر‬
‫بالشركات المسعرة بالبورصة أو التي هي في طريقها إلى البورصة فإن استخدام النظام المحاسبي المالي‬
‫‪ SCF‬يمكنها بأن تحظ بمجموعة من االمتيازات والتي تؤثر بطريقة أو بأخرى على نشاط بورصة الج ازئر‬
‫بحيث أن استخدامه يؤدي إلى‪:1‬‬

‫‪ ‬إعطاء شفافية و ثقة أكبر في المعلومات المالية و المحاسبية المقدمة‪ ،‬األمر الذي من شأنه الزيادة‬
‫في مصداقية المعلومات التي يحتاجها كل من المستثمرينن و أصحاب األسهم و كذا باقي المتعاملين‬
‫االقتصاديين‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم فرصة أكبر لتسهيل الرقابة سواءا الداخلية أو الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المستثمرين األجانب من اإلقبال على شراء أوراقها المالية بسبب سهولة قراءة المعطيات‬
‫المالية للشركة المستخدمة للنظام المالي المحاسبي و الذي يقرب ممارستها المحاسبية بالممارسات‬
‫العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الرفع من جودة المحاسبة األمر الذي يسهل من عملية اتخاذ الق اررات بالنسبة للمستثمرين في أوراقها‬
‫المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬يقترح النظام المالي المحاسبي المالي حلوال تقنية للتسجيل المحاسبي للعمليات غير المعالجة في‬
‫المخطط الوطني للمحاسبة و التي منها عمليات القرض االيجاري‪ ،‬و يسمح باإلنتقال من محاسبة‬
‫الذمة إ لى المحاسبة المالية بتغليبه للحقيقة االقتصادية على المظهر القانوني عند تسجيل التعامالت‬
‫التي تقوم بها المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن من اجراء أفضل مقارنة في الزمن لنفس المؤسسة و في نفس الوقت مع باقي المؤسسات‬
‫الوطنية أو الدولية حول الوضعيات المالية و األداء‪ .‬و سهولة ق ارءة و فهم المعلومات المالية‬
‫الموجهة لمستعملي المعلومة من داخل الجزائر‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس الموقع السابق‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪-2‬أهمية و أثر المعلومة المحاسبية في ظل حوكمة الشركات على بورصة الجزائر‪ :‬إن من بين أهم دوافع‬
‫االهنمام بتطبيق حوكمة الشركات هو إعادة ثقة المتعاملين في أسواق األوراق المالية‪ ،‬حيث من أهم المبادئ‬
‫األساسية لحوكمة الشركات هو مبدأ االفصاح و الشفافية ‪ ،‬و يمكن ذكر أهم قواعد الشفافية و اإلفصاح من‬
‫خالل‪:1‬‬

‫‪ ‬قواعد متعلقة بإعالن القوائم المالية و الحسابات الختامية لجمهور المساهمين بعد اخضاعها للمراقبة‬
‫و المراجعة المستقلة ‪ ،‬من بينها ضرورة إعالم المساهمين باية ق اررات هامة و جوهرية تمس هيكل‬
‫بناء الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد المتعلقة بعقد الجمعيات العامة و ضرورة اإلعالن المسبق و الشروط المتعلقة باإلعالن‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد المتعلقة بالغش و اعالن المعلومات المضللة اومضاربة الشركة باسهمها مما يشكل حركة‬
‫غير طبيعية السعار االسهم‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد التي يستلزم من أصحاب الحصص الكبيرة نسبيا اإلعالن عن النسب التي في أرس مال‬
‫الشركة‪.‬‬

‫كما أن من بين أ هم معايير الحوكمة هو دقة و موضوعية التقارير المالية بجانب االلتزام بالقوانين و‬
‫التشريعات ‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أن توفير معلومات ذات جودة و هو ما جاء ألجله النظام المحاسبي المالي سوف يكون‬
‫له أثر واضح على بورصة الجزائر من خالل القضاء على سلبية المعلومات األمر الذي سوف ينشط‬
‫حركيتها ‪ ،‬حيث أ ن تطبيق النظام المحاسبي المالي في ظل حوكمة الشركات ( شفافية و دقة و افصاح)‬
‫سوف ينعكس في عدة جوانب تهم المستثمرين كالثقة في المعلومات المحاسبية و المالية‪ ،‬القدرة على اتخاذ‬
‫‪‬‬
‫الق اررات ‪ ،‬الرشد في اتخاذ الق اررات و الذي ينعكس بدوره على تنشيط بورصة الجزائر‬

‫‪ 1‬المعتصم باهلل الغرياني‪" ،‬حوكمة الشركات المساهمة‪ ،‬دراسة في األسس االقتصادية و القانونية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ص‪.150-149:‬‬
‫‪‬‬
‫باالعتماد على حسين عثماني و اخرون‪ ،‬مرجع سابق ص‪ ،20:‬بتصرف‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وضح حوكمة الشركات في الجزائر‬


‫يعتبر موضوع حوكمة الشركات من الموضوعات الهامة التي استقطبت اهتمام الجزائر في اآلونة‬
‫األخيرة‪ ،‬حيث أصبحت أولوية و استراتيجية وطنية في ظل الوضع الراهن من أجل الفوز برهانات و تحديات‬
‫سوق مفتوح و متطور حيث توج ذلك باصدار قانون الحكم الراشد للمؤسسة الجزائرية في مارس ‪.2009‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة عن حوكمة الشركات في الجزائر‬


‫رغبة في زيادة التكامل مع المجتمع اإلقتصادي العالمي بذلت الجزائر جهودا مكثفة نحو بناء إطار‬
‫مؤسسي لحوكمة الشركات‪ ،‬حيث عملت على تحسين مناخ األعمال بها و انفتاح اقتصادها فضال عن قيام‬
‫الحكومة بتنفيذ إصالحات هيكلية‪ ،‬فإنها تعمل على تحفيز نمو القطاع الخاص‪ ،‬كما تسعى الحكومة الجزائرية‬
‫إلى زيادة نطاق الخوصصة ابتداءا من القطاع المصرفي و السماح بقدر أكبر من الحرية و الفرص للقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬و في الوقت الذي تجري فيه الخوصصة و اكتشاف فرص النمو خارج قطاع البترول تزداد أهمية‬
‫حوكمة الشركات لضمان المساءلة و الشفافية في العمليات المتعلقة بإدارة األعمال‪ ،‬و هذا ما أدى بالجزائر‬
‫إلى إصدار مشروع النظام المالي المحاسبي الجديد و الذي استنبط من معايير المحاسبة المالية الدولية و‬
‫معايير اإلبالغ المالي الدولية ( ‪ ) IAS\IFRS‬و الذي شرع في تطبيقه في مطلع سنة ‪ ،2010‬حيث‬
‫صدرت في الجريدة الرسمية قواعد التقييم و المحاسبة و محتوى الكشوف المالية و عرضها و كذا مدونة‬
‫الحسابات و قواعد تسييرها‪ ،‬و هذا كدعامة لتطبيق حوكمة الشركات‪.1‬‬

‫كما قامت جمعيات واتحادات األعمال الجزائرية بمبادرة الكتشاف الطرق التي تهيئ تشجيع الحوكمة‬
‫الجيدة في مجتمع األعمال بهدف جذب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬و لقيادة هذه العملية قام أصحاب‬
‫المصالح في القطاعين العام و الخاص سنة ‪ 2007‬بإنشاء مجموعة عمل لحوكمة الشركات تعمل جنبا إلى‬
‫جنب مع المنتدى العالمي لحوكمة الشركات(‪ )GCGF‬و مؤسسة التمويل الدولية (‪ ) IFC‬لوضع دليل‬
‫حوكمة الشركات الجزائري‪ ،‬كما أنه عقد مؤتمر وطني في ‪ 11‬مارس ‪ 2009‬أعلنت فيه كل من جمعية‬
‫كيير (‪ )CARE‬واللجنة الوطنية لحوكمة الشركات في الجزائر عن إصدار دليل حوكمة الشركات الجزائري ‪،‬‬

‫و لمزيد من التفصيل أنظر الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬الصادرة في ‪ 25‬مارس ‪.2009‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬زغدار احمد‪ ،‬نسرين كرمية‪" ،‬اثر التزام المراجع على تفعيل حوكمة الشركات‪ :‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مجلة المؤسسة ‪،‬مخبر ادارة‬
‫التغيير في المؤسسة‪ ،2014 ،‬ص‪.112:‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫أو ما يعرف بميثاق الحكم الراشد للمؤسسة حيث عرف بأنه‪ " 1‬عبارة عن فلسفة تسييرية و مجموعة من‬
‫التدابير العملية الكفيلة في آن واحد لضمان استدامة و تنافسية المؤسسة بواسطة تعريف حقوق و واجبات‬
‫األطراف الفاعلة في المؤسسة و تقاسم الصالحيات و المسؤوليات المترتبة على ذلك" ‪ .‬و قد تم إعداده‬
‫بمساعدة كل من المنتدى العالمي لحوكمة الشركات(‪ )GCGF‬و مؤسسة التمويل الدولية (‪.2)IFC‬‬

‫و سيتطلب األمر من الجماعات المحلية أن تقوم باستثمار ذلك في نشر و زيادة الوعي في القطاعين‬
‫العام و الخاص و أجهزة اإلعالم‪ ،‬بفوائد و مزايا حوكمة الشركات و اإلطار المؤسسي الالزم لها‪ .‬و يعتمد‬
‫نجاح إتباع ممارسات حوكمة الشركات في الجزائر على مدى اتساع نطاق قبولها في مجتمع األعمال و هذا‬
‫يتطلب إحداث تحول ثقافي‪ ،‬و لمساندة هذه العملية سيقوم مركز المشروعات الدولية (‪ )CIPE‬بدعم‬
‫أصحاب المصالح في القطاع العام و الخاص مثل دائرة العمل و التفكير الخاصة بالمشروعات ‪CARE‬‬
‫بهدف الترويج للحوكمة و زيادة الوعي و إتباع الدليل الجزائري الخاص بها‪.3‬‬

‫‪‬‬
‫ثانيا‪ :‬عرض عام لدليل حوكمة الشركات الجزائري‬
‫يعبر عن دليل حوكمة الشركات في الجزائر ب "ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة" كما و سبق االشارة اليه‬
‫حيث يهدف هذا الميثاق إلى وضع تحت تصرف الشركات الجزائرية الخاصة جزئيا أو كليا وسيلة عملية‬
‫مبسطة تسمح بفهم المبادئ األساسية للحكم الراشد للمؤسسة قصد الشروع في مسعى يهدف إلى تطبيق هذه‬
‫المبادئ على أرض الواقع‪ .‬حيث حدد الميثاق اربع مبادئ تمثل في‪:4‬‬
‫‪ -‬االنصاف‪ :‬توزيع الحقوق و الواجبات بين االطراف الفاعلة و ايضا االمتيازات و االتزامات المرتبطة‬
‫بها بطريقة منصفة‪.‬‬

‫‪ 1‬و ازرة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات الصغيرة‪ "،‬ميثاق الحم الراشد للمؤسسة في الجزائر"‪ ،‬اصدار ‪،2009‬‬
‫ص‪.14:‬‬
‫‪ 2‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ " ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية يصدرها مركز المشروعات الدولية‬
‫الخاصة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬مارس ‪ ،2009‬القاهرة‪ ،2009 :‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ 3‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ " ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية يصدرها مركز المشروعات الدولية‬
‫الخاصة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬صيف ‪ ،2008‬القاهرة‪ ،2008 :‬ص‪.02 :‬‬
‫‪ ‬لمزيد من المعلومات يمكن اللجوء إلى "ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة في الجزائر"‪ ،‬إصدار ‪ ،2009‬الصادر عن دائرة‬
‫العمل و التفكير الخاصة بالمشروعات بدعم من و ازرة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعة التقليدية‪ ،‬الجزائر‪.2009 :‬‬
‫‪ 4‬ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27:‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ -‬الشفافية‪ :‬هذه الحقوق و الواجبات و الصالحيات و المسؤوليات الناجمة ينبغي ان تكون واضحة و‬
‫جلية للجميع‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية‪ :‬مسؤولية أي فرد محددة بأهداف دقيقة و ليس مقسمة‪.‬‬
‫‪ -‬التبعية‪ :‬كل طرف فاعل مسؤول امام االخر فيما يمارس من خالل المسؤوليات المنوطة به‪.‬‬

‫و يندرج هذا الميثاق ضمن سياق القوانين و النصوص التنظيمية السارية المفعول‪ ،‬و بذلك فهو يأتي‬
‫موافقا لها‪ ،‬غير أنه ال يدعي الكمال‪ ،‬خاصة و أن النصوص في هذا المجال وفيرة‪ ،‬فهو ال يمثل مجموعة‬
‫شاملة لمدونة النصوص القانونية و التنظيمية و إنما هو وثيقة مرجعية و مصدرها في متناول الشركات‪.‬‬

‫يعتبر االنضمام إلى هذا الميثاق مسعى حر و تطوعي‪ ،‬و هو مرتبط بدرجة الوعي بضرورة استغالل‬
‫فرصة تمثل هذا المسعى من طرف المالكين بالدرجة األولى و عزمهم الراسخ لبعث مبادئ حوكمة الشركات‬
‫على المستوى الداخلي للشركة و دعمها و استخداماتها و تتطلب ترقية حوكمة الشركات في الجزائر إلى‬
‫جانب النشر الواسع للميثاق ضرورة وضع جهاز مرافقة يتكفل بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسجيل الشركات المنخرطة ضمن هذا الميثاق و التعديالت و االقتراحات التي تريد إدراجها‪.‬‬
‫‪ -‬تشكيل مجموعات عمل و تفكير حول اقتراحات التعديل المحتملة حول المثال في السياق الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم لقاءات تحسيسية و تكوينية حول الحكم الراشد للمؤسسات السيما اتجاه مديري الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير العالقات الدولية مع الهيئات المماثلة بهدف تبادل التجارب و المشاركة في المنتديات و‬
‫الشبكات العالمية التي لها عالقة بالحكم الراشد للمؤسسات‪.‬‬

‫كما و أنه قد تم إنشاء معهد جزائري للحكم الراشد للمؤسسة يعرف بـ ‪ hawkamat-eldjazair‬في أكتوبر‬
‫‪ 2010‬الذي أصبح مرجعية يستند عليها لتحقيق الشفافية و المساءلة و المسؤولية‪.1‬‬
‫و يتضمن الميثاق جزأين هامين و مالحق حيث‪:‬‬
‫‪ ‬يوضح الجزء األول الدوافع التي أدت إلى أن يصبح الحكم الراشد للشركات اليوم ضروريا في‬
‫الجزائر‪ ،‬كما أنه ( الجزء األول) يربط الصالت مع إشكاليات الشركات الجزائرية السيما الشركة‬
‫الصغيرة و المتوسطة الخاصة‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية الشرق الوسط و شمال افريقيا‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2011 ،21‬ص‪.3:‬‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ ‬و يتطرق الجزء الثاني إلى المقاييس األساسية التي تنبني عليها حوكمة الشركات فمن جهة يعرض‬
‫العالقات بين الهيئات التنظيمية للشركة ( الجمعية العامة‪ ،‬مجلس اإلدارة‪ ،‬المديرية التنفيذية )‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى عالقات الشركة مع األطراف الشريكة األخرى كالبنوك و المؤسسات المالية‪ ،‬الممونون و‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬يختتم هذا الميثاق بمالحق تجمع‪ ،‬في األساس‪ ،‬أدوات و نصائح عملية يمكن للشركات اللجوء إليها‬
‫بغرض االستجابة النشغال واضح و دقيق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديات الحوكمة في الجزائر‬


‫إن الحاجة الماسة و المتنامية للشركات الجزائرية من أجل تعزيز قدراتها التنافسية الداخلية و الحفاظ‬
‫على استم ارريتها و الفوز برهانات سوق مفتوح و متطور‪ ،‬قد دفع بالجزائر إلى االستثمار في مجال حوكمة‬
‫الشركات سعيا منها لتعزيز إجراءات الرقابة و الشفافية‪ ،‬و اإلفصاح‪ ،‬غير أن هذه الخطوة تواجهها الكثير من‬
‫التحديات و على مستويات مختلفة تتطلب الكثير من العمل‪ ،‬و تتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬توفير التمويل‪ :‬حتى تستمر الشركات و تحقق خططها التوسعية تحتاج الى الحصول على مصادر راس‬
‫المال‪ ،‬مما يستوجب ارساء الشفافية و تكريس الضوابط المالية للمحافظة على المستثمرين و استقطاب اكبر‬
‫شريحة من المستثمرين المحتملين‪ ،‬حيث اوضحت الدراسة التي اجراها كل من مجمع ماكنزي بالتعاون مع‬
‫البنك الدولي‪ ،‬إلى أن المستثمرين على استعداد لدفع قيمة أعلى ألسهم الشركات التي تمتاز بممارسة حوكمة‬
‫الشركات مقارنة بتلك التي تفتقر لمثل هذه الممارسات‪ ، 1‬باإلضافة الى ان لتنظيم العالقة بين الشركة و‬
‫مختلفف اصحاب المصالح أثر على استدامة الشركة و قدرتها على تحقيق نتائج مالية أفضل‪.2‬‬
‫‪-2‬تاطير القوى العاملة‪ :‬تعتبر العوامل البشرية العقل المفكر الذي تعتمد عليه الشركات السيما إذا أطر‬
‫بمواثيق أخالقية‪ ،‬بحيث تشكل الشركة مكان العمل المفضل لجذب قوى عاملة تمتاز بمهارات أفضل و‬
‫إنتاجية أعلى‪ ،‬فترسيخ القيم و اإلحساس بااللتزام اتجاه الشركة و التعامل بنزاهة داخل األوساط العمالية‬
‫باعتبارهم جزءا من أصحاب المصلحة‪ ،‬ال يأتي إال بوجود نظام حوكمة فعال‪ ،‬مدعم بنظم االتصاالت‬

‫‪ 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‪ "،‬تشجيع حوكمة الشركات في الشرق االوسط و‬
‫شمال افريقيا‪ :‬تجارب و حلول"‪ ،‬فيفري ‪ ،2001‬ص‪.2:‬‬
‫‪ 2‬سفير محمد‪" ،‬اهمية اعتماد معايير المحاسبة الدولية ‪ IAS/IFRS‬في ارساء مبادئ الحوكمة"‪ ،‬اطروحة دكتو ار غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2015 ،3‬ص‪.258‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫الداخلية و الخارجية التي تتمتع بالشفافية و سياسات معامالت األطراف ذات الصلة و خطط التوفيق الداخلي‬
‫و مكافحة الفساد‪.1‬‬
‫‪-3‬استشراف المخاطر‪ :‬إن الخوض في هذا الموضوع يستوجب دائما اإلنتباه إلى الفساد و اإلحتيال فمثل‬
‫هذه الممارسات من شأنها أن تزيد من التعرض للمخاطر و هدر الموارد و تهدد استدامة الشركة‪ ،‬حيث اثبتت‬
‫الدراسات أن ضعف الحوكمة من أسباب نشوء الممارسات االحتيالية‪ ،‬فتأسيس إطار قوي لحوكمة الشركات‬
‫يشتمل على مشاركة مجلس اإلدارة و الضوابط الداخلية الفاعلة‪ ،‬يساعد الشركة على تقييم المخاطر بصورة‬
‫أكثر فاعلية حيث يعد أعضاء مجلس اإلدارة السيما المستقلون منها عنص ار رئيسيا في وضع استراتيجية‬
‫للمخاطر و اتخاذ اجراءات الحد منها‪.2‬‬
‫‪-4‬استم اررية الشركات‪ :‬يتميز مجتمع األعمال الجزائري باتساع الملكية العائلية للشركت‪ ،‬هذا يطرح مشكل‬
‫اخر في تضارب المصالح بين افراد العائلة‪ ،‬مما يزيد من تهديد عدم استم اررية الشركة‪ ،‬فهناك شركات عائلية‬
‫جزائرية ل جات الى فتح راسمالها لمستثمرين أجانب حتى تضمن أن يبقى السعي إلى وضع خطة لتعقاب‬
‫االجيال في ادارة الشركة و استشراف النزاعات المحتملة و التخفيف من أثرها‪ ،‬و هذا من خالل وجود مجلس‬
‫إدارة قوي داخل الشركة العائلية يشجع على التواصل و الشفافية باإلضافة إلى وضع آليات تلزم باالتقال‬
‫للجيل الموالي‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أنه باإلضافة إلى كل هذه التحديات التي تواجه تطبيق الحوكمة في الجزائر إال أن هناك‬
‫تحدي أكبر يكمن في محدودية ثقافة المجتمع و قلة الوعي الجماهيري بأهمية حوكمة الشركات في إرساء‬
‫إقتصاد متطور‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر‬


‫انطالقا من تحليل مختلف األحكام و النصوص القانونية المتعلقة بالمهنة سوف نحاول تناول اإلطار‬
‫المرجعي للم ارجعة الخارجية من خالل التطرق لكل من االستقاللية‪ ،‬الكفاءة‪ ،‬العناية المهنية‪ ،‬السر المهني‪ ،‬و‬
‫التقرير‪.‬‬

‫‪ 1‬المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3:‬‬


‫‪ 2‬سفير محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.259:‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫أوال‪ :‬االستقاللية‬
‫تم مناقشة موضوع استقالل و حياد المراجع الخارجي في الجزائر من خالل عدة نصوص قانونية‪ ،‬نذكر‬
‫منها القانون التجاري ‪ ،‬قانون ‪ 08-91‬المنظم لمهنة المراجعة في الجزائر منذ ‪ 1991‬الى غاية ‪،2010‬‬
‫قانون اخالقيات المهنة ‪ ،136/96‬كما أضاف القانون ‪ 01-10‬بعض اإلجراءات التي تزيد من استقالل‬
‫المراجع‪ ،‬و كذلك مرسوم ‪ 10-13‬الذي يحدد درجة األخطاء التأديبية للخبراء المحاسبين و محافظي‬
‫الحسابات عند ممارسة وظائفهم وكذا العقوبات التي تقابلها‪.‬‬

‫حيث نصت المادة ‪ 3‬من قانون أخالقيات المهنة أنه يجب أن تستند عالقات المراجع مع موكليه إلى‬
‫األمانة و االستقالل و إلى واجب القيام بمهامه بشرف و ضمير مهني‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 3‬من القانون‬
‫‪ 08-91‬والقانون ‪ 01-10‬أنه على الخبير المحاسب و محافظ الحسابات ممارسة مهنتهم بكل استقاللية و‬
‫نزاهة و تحقيقا لذلك فقد نص القانون التجاري على األشخاص الذين ال يمكن تعيينهم كمحافظي حسابات في‬
‫شركة معينة‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 08-91‬و المادة ‪ 36‬من قانون أخالقيات المهنة على‬
‫بعض األنشطة التي يجب على المراجع عدم ممارستها نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬كل نشاط تجاري بصفة تاجر السيما على شكل وسيط أو وكيل مكلف بالمعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬ك ل وظيفة ماجورة تقتضي قيام صلة خضوع قانوني ما عدا مهام التعليم و البحث في ميدان‬
‫المحاسبة بصفة تعاقدية و مكملة حسب التشريع المعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬جمع مهام تعاقدية و التصديق القانوني على الحسابات في نفس المؤسسة او الهيئة‪.‬‬
‫‪ -‬مهام محافظ حسابات في مؤسسات يملكون فيها أو أزواجهم أو أباؤهم أو أصهارهم حتى الدرجة‬
‫الرابعة جزءا من رأس المال أو أشكال أخرى من المنافع‪.‬‬

‫و قد أضاف القانون ‪ 01-10‬في مادته ‪ 64‬بعض حاالت التنافي التي لم يتطرق لها القانون ‪ 08-91‬و‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬كل عهدة إدارية أو العضوية في مجلس مراقبة المؤسسات التجارية المنصوص عليها في القانون‬
‫التجاري ما عدا شركات الخبرة المحاسبية او شركات محافظة الحسابات او شركات محاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬كل عهدة برلمانية‪.‬‬
‫‪ -‬كل عهدة انتخابية في الهيئة التنفيذية للمجالس المحلية المنتخبة‪.‬‬

‫‪ ‬سبق التطرق لها في الفصل الثاني‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫و في الحالتين األخيرتين يتعين على محافظ الحسابات إبالغ التنظيم المهني الذي ينتمي إليه في أجل أقصاه‬
‫شهر و ذلك حتى يتم تعيين مهني آخر لتصريف األمور الجارية لمهنته‪.‬‬

‫كما تناول المشرع الجزائري في القانون ‪ 01-10‬في المادة ‪ 66‬بعض حاالت التنافي التي لم يتطرق لها‬
‫القانون التجاري‪ ،‬حيث أنه ال يمكن لألشخاص الذين تلقوا من شركة أو هيئة خالل السنوات الثالثة األخيرة‬
‫أجو ار أو أتعاب أو امتيازات أخرى في شكل قروض و تسبيقات و ضمانات أن يعينوا كمراجعي حسابات في‬
‫الشركة أو الهيئة نفسها‪.‬‬

‫كما تطرق في المادة ‪ 68‬من نفس القانون إلى حالة استقدام شركة أو هيئة لمراجعة حساباتها أكثر من‬
‫مراجع فإن هؤالء يجب أن ال يكونوا تابعين لنفس السلطة و أن ال تربطهم أي مصلحة و أن ال يكونوا ينتمون‬
‫لنفس شركة محافظة الحسابات‪.‬‬

‫و حسب المادة ‪ 70‬حول استقاللية المراجع‪ ،‬فإنه يمنع عليه السعي لطلب مهمة أو وظيفة تدخل ضمن‬
‫اختصاصاته كما يمنع من البحث عن الزبائن بتخفيض األتعاب أو منح تعويضات أو امتيازات أخرى و كذا‬
‫استعمال أي شكل من أشكال االشهار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكفاءة المهنية‬


‫لقد حاول المشرع الجزائري اإلهتمام بالتأهيل العلمي و العملي للمراجع خاصة بعد صدور القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية و دخول الجزائر اقتصاد السوق‪.‬‬

‫و قد تناول المشرع الجزائري هذا المعيار من خالل الشهادات و اإلجازات التي تسمح بممارسة المهنة‬
‫(تأهيال علميا) باإلضافة إلى التدريب المهني الذي يسمح باكتساب الخبرة (تأهيل عملي) باإلضافة إلى‬
‫اإلمتحان الذي يسمح باختبار المترشح لمدى كفائته لممارسة المهنة‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪-1‬التأهيل العلمي‪:‬‬
‫اشترط المشرع الجزائري وفقا للمقرر المؤرخ في ‪ 1999-03-24‬الذي يتضمن الموافقة على االجازات‬
‫و الشهادات و كذا شروط الخبرة المهنية التي تخول الحق فيممارسة مهنة الخبير المحافظ و محافظ‬
‫الحسابات و المحاسب المعتمد مايلي‪:‬‬
‫‪-‬المجموعة األولى ‪ -:‬ليسانس في المالية‬
‫‪ -‬ليسانس فرع مالية و محاسبة للمدرسة العليا للتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬الجزءان االول و الثاني من امتحان الخبرة المحاسبية‪.‬‬
‫‪-‬المجموعة الثانية‪ - :‬ليسانس في العلوم االقتصادية للفروع االخرى ماعدا المالية‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المدرسة العليا للتجارة (فروع اخرى غير فرع مالية و محاسبة)‪.‬‬
‫‪ -‬ليسانس في التسيير ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المعاهد و المدارس المتخصصة في االدارة و المالية و الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة جامعة التكوين المتواصل فرع مالية و محاسبة‬
‫مضافا إليها شهادة مختصة في المحاسبة‪.‬‬

‫أما التعديل الذي جاء به القانون الجديد ‪ 01-10‬فإنه ال يمكن ممارسة مهنة محافظ الحسابات إال‬
‫للحاصلين على الشهادة الجزائرية لمحافظ الحسابات‪ ،‬و ال يمكن ممارسة مهنة خبير محاسبي إال بعد‬
‫الحص ول على الشهادة الجزائرية لخبير محاسب‪ ،‬هاتان الشهادتان تمنحان بموجب هذا القانون من معهد‬
‫التعليم المختص‪ ،‬تابع للوزير المكلف بالمالية أو المعاهد المعتمدة من طرفه حيث يتم االلتحاق به بعد اجراء‬
‫مسابقة للمترشحين الحاصلين على شهادة جامعية لم يحدد بعد القانون نوع ‪,‬و صفة هذه الشهادة و كيفية‬
‫تنظيم الدروس بهذا المعهد و تنظيم االمتحانات النهائية (مادة ‪ 8‬من القانون ‪ .)01-10‬و حسب هذا‬
‫القانون أ صبح يوجد تكوينا نظريا متخصصا في الخبرة المحاسبية يحصل من خالله الطالب بعد النجاح في‬
‫االمتحانات النهائية على شهادة الدراسات العليا في المحاسبة المعمقة و المالية‪ ،‬و تكوينا نظريا لمحافظ‬
‫الحسابات يحصل من خالله الطالب بعد النجاح على شهادة الدراسات العليا في المحاسبة و التدقيق‪.‬‬

‫‪ ‬لمزيد من المعلومات االطالع على الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،32‬المادة ‪ ،3‬المؤرخة في ‪ 24‬مارس‬
‫‪.1999‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪-2‬التأهيل العملي‪:‬‬
‫فقد اشترط نفس المقرر السابق للمجموعتين نفس المقرر للمجموعتين إحدى الشرطين التاليين‪:‬‬
‫‪ ‬إما متابعة تدريب مهني كخبير محاسب مدته سنتان يتوج بشهادة نهاية التدريب‪.‬‬
‫‪ ‬إما اثبات خبرة قدرها ‪ 10‬سنوات في ميدان المحاسبة و المالية و متابعة تدريب مهني مدته ‪6‬‬
‫أشهر‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتربص وفقا للقانون الجديد ‪ 01-10‬فقد صدر في نهاية ‪ 2011‬مرسوم تنفيذي يحدد شروط‬
‫و ك يفيات سير التربص المهني للخبير المحاسب و محافظ الحسابات ‪ ،‬حيث فصل بين التربص الخاص‬
‫بالمهنيين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العناية المهني الالزمة‬


‫إن المراجع ملزم ببذل العناية المهنية الالزمة أثناء تأدية مهامه‪ ،‬حيث تتعلق العناية المهنية بما يقوم به‬
‫المراجع من أعمال و بمستوى و دقة القيام به‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 59‬من القانون ‪ 01-10‬على أنه يتحمل‬
‫محافظ الحسابات المسؤولية العامة عن العناية بمهنته و يلتزم بتوفير الوسائل دون النتائج‪ ،‬و يظهر من هذه‬
‫المادة ان المراجع في الجزائر ملزم ببذل اعناية المهنية الالزمة و يتحمل لوحده مسؤولية ذلك ‪.‬‬
‫كما تناول قانون أخالقيات المهنة من خالل مادته ‪ 4‬أنه على المراجع أن ينفذ بعناية كل األعمال‬
‫الضرورية و طبقا للمقاييس المهنية‪ ،‬و يمكن القول أن المشرع تناول هذا الجانب من خالل المسؤوليات‬
‫القانونية و المهنية التي يتحملها المراجع‪.‬‬

‫كما وقد اشترط القانون ‪ 01-10‬على محافظ الحسابات (و مسير شركة أو تجمع محافظي الحسابات)‬
‫إبالغ لجنة مراقبة النوعية بتعيينه بصفة محافظ للحسابات في أجل أقصاه ‪ 15‬يوم‪.‬‬

‫‪ ‬لمزيد من المعلومات االطالع على مرسوم تنفيذي رقم ‪ 394-11‬المؤرخ في ‪ 2011-11-24‬يحدد شروط و كيفيات سير‬
‫التربص المهني و استقبال و دفع اجر الخبراء المحاسبين و محافظي الحسابات و محاسبين المعتمدين المتربصين‪ ،‬جريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.2011 ،65‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫رابعا ‪ :‬السر المهني‬


‫لقد تناول المشرع الجزائري هذا المعيار من خالل أحكام القانون التجاري‪ ،‬حيث أن المراجعين و‬
‫المساعدين ملزمون باحترام المهنة فيما يخص األفعال و األعمال و المعلومات التي اطلعوا عليها بكم‬
‫ممارسة وظائفهم‪.1‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 71‬من القانون ‪ 01-10‬على أن الخبراء و محافظي الحسابات ملزمون باحترام السر‬
‫المهني ‪ ،‬و أضافت هذه المادة على أن كل المستخدمين لدى هؤالء المراجعين و المتدربين لديهم و كذلك‬
‫الشركاء في شركات الخبرة المحاسبية و شركات محافظة الحسابات ملزمون كذلك باحترام سر المهنة حسب‬
‫الشروط و طائلة العقوبات المنصوص عليها في المادتين ‪ 302 ،301‬من قانون العقوبات‪ ،‬و ال يمكن‬
‫افشاء سر المهنة إال في حدود ما نص عليه القانون صراحة‪ .‬كما أن المراجع ملزم بالسهر على احترام‬
‫موظفيه و المتدربين لديه لواجب السر المهني‪.‬‬

‫كما تناول قانون أخالقيات المهنة من خالل المادة السادسة (‪ )6‬الحاالت الي ال يتقيد فيعا المراجعون‬
‫بسر المهنة و هي‪:‬‬
‫‪ -‬الزامية اطالع االدارة الجبائية على الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬بعد فتح بحث او تحقيق قضائيين بشانهم‪.‬‬
‫‪ -‬عندماا يدعون لالدالء بشهاداتهم امام غرفة المصالحة و التاديب و التحكم‪.‬‬
‫‪ -‬بناءا على ارادة موكليهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التقرير‬
‫يقوم محافظ الحسابات بتحرير تقرير كتابي (حسب المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 01-10‬المتعلقة بمهامه)‬
‫يتضمن أريه الفني المحايد حول القوائم المالية و نتائج النشاط للشركة حيث يشهد من خالله على صحة و‬
‫انتظامية القوائم المالية في مجملها حسب ما جاء به النظام المحاسبي المالي‪.2‬‬

‫‪ 1‬األمر‪ 59-75‬المعدل و المتمم بالمرسوم التشريعي ‪ ،08-93‬القانون التجاري ج ج‪ ،‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪.14‬‬
‫‪ 2‬قرار مؤرخ في ‪ 2008-07-26‬يحدد قواعد التقييم و المحاسبة و محتوى الكشوف المالية و عرضها و كذا مدونة‬
‫الحسابات و قواعد سيرها‪ ،‬جريدة رسمية ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،2008 ،19‬الملحق‪ ،‬نظام المحاسبة مالية‪ ،‬ص‪.22:‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫كما أجازت المادة ‪ 715‬مكرر‪ 10‬لمحافظ الحسابات أن يطلع مجلس االدارة أو مجلس المديرين أو‬
‫مجلس المراقبة‪ ،‬حسب الحالة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات المراقبة و التحقيق التي قام بها و مختلف عليات السبر التي اداها‪.‬‬
‫‪ -‬مناصب الموازنة و الوثائق االخرى المتعلقة بالحسابات التي يرى ضرورة ادخال تغييرات عليها بتقديم‬
‫كل المالحظات الضرورية حول الطرق التقييمية المستعملة في اعداد هذه الوثائق‪.‬‬
‫‪ -‬المخالفات و االخطاء التي اكتسفها‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج التي تسفر عنها المالحظات و التصحيحات الخاصة بنتائج السنة المالية مقارنة بنتائج السنة‬
‫المالية السابقة‪.‬‬

‫نالحظ مما سبق أن المراجع قد ألم بمختلف جوانب اإلطار المرجعي ‪ ،‬إال فيما يخص بعض النقائص‬
‫بالنسبة لالستق الل و عدم تفعيل التكوين و التأهيل العلمي‪ ،‬كما يستحسن صياغتهم في معايير حتى يتم‬
‫االلتزام بهم و تطبيقهم بصفة صريحة و واضحة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬نموذج مقترح لدراسة دور اليات الحوكمة في تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‬
‫سوف نحاول في هذا المطلب التوصل الى نموذج سشرح الدراسة و يساعد في تحليلها و الوصول الى‬
‫النتائج‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالنموذج و أهدافه‬


‫‪-1‬تعريف النموذج‪ :‬يعتبر هذا النموذج كأداة يعتمد عليها لدراسة و تحليل أثر مساهمة كل من االليات‬
‫الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات في تقليص فجوة توقعات المراجعة‪ ،‬و هو موجه للشركات المساهمة‬
‫سواءا عمومية أو خاصة المسعرة في البورصة باإلضافة إلى المستثمرين‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف النموذج‪ :‬يهدف هذا النموذج إلى‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد االليات الداخلية للحوكمة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد االليات الخارجية للحوكمة‬
‫‪ ‬تحديد كيفية مساهمة االليات الداخية للحوكمة في الحصول على قوائم مالية ذات جودة تتسم‬
‫باالفصاح الكافي و غير مضللة مما يؤدي الى زيادة ثقة مستعملي القوائم المالية و باتالي الحد من‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫توقعاتهم المبالغ فيها ايجاه اكتشاف الغش و التالعب من طرف المراجع ما يحقق زيادة الثقة في‬
‫تقريره و بالتالي تضييق فجوة توقعات المراجعة‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح كيفية مساهمة المراجع في زيادة ثقة الستثمرين في تقريره من خالل التزامه بمسؤولياته و‬
‫تحقيقه لجودة المراجعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األطراف المعنية بالنموذج‬


‫باعتبار النموذج يعتمد على آليات حوكمة الشركات من جانب الشركة و المستثمرين من جانب آخر فإن‬
‫األطراف المعنية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬المستثمرين‪ :‬و هم األشخاص الذين يعتمدون على القوائم المالية من أجل اتخاذ ق اررات االستثمار‬
‫في الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس االدارة‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة المسؤول األول عن تسيير أمور الشركة و وضع استراتيجياتها‬
‫بحكم القانون و التفويض المتحصل عليه من الجمعية العامة‪ ،‬و يعتبر أحسن أداة لمراقبة سلوك‬
‫االدارة‪.‬‬
‫‪ -‬االدارة العليا ‪ :‬لها مهام التسيير اليومي للمؤسسة و تنفيذ االستراتيجيات التي يضعها مجلس االدارة و‬
‫السهر على تطبيق نظام الرقابة الداخلية كما لها مهمة اعداد القوائم المالية و السهر على خلوها من‬
‫اي تالعب للموظفين أو الغش‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة المراجعة‪ :‬تقوم باإلشراف على إعداد القوائم المالية باالضافة إلى تقييم ودعم نظام الرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬دعم المراجعة الخارجية و التأكيد على االلتزام بتطبيق الحوكمة‪.‬‬
‫‪ -‬المراجع الخارجي القانوني‪ :‬يقوم المراجع الخارجي القانوني بالمصادقة على صحة و انتظام‬
‫الحسابات من خالل اإلرتقاء بجودة المراجعة و تفعيل االتزام بمسؤولياته حيث يعتبر من أهم اليات‬
‫الحوكمة‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى الهيئات المشرفة على مهنة المحاسبة و المراجعة و جميع الهيئات المسؤولة عن‬
‫حماية أصحاب المصلحة في الشركة سواءا كانوا داخليين أو خارجيين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صياغة النموذج‬


‫يمكن صياغة نموذج الدراسة كما يلي‪:‬‬
‫الشكل‪ :)2-5( :‬نموذج مقترح لدراسة و تحليل اثر اليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات‬

‫‪229‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫أليات خارجية‬ ‫اليات حوكمة الشركات‬ ‫آليات داخلية‬

‫مناقشة التقارير‬ ‫لجنة مستقلة‬ ‫مجلس االدارة‪:‬‬


‫مراجع الحسابات‬ ‫لجنة المراجعة‬
‫التأكيد على استقالله‬ ‫‪-‬وضع استراتيجيات العمل‬

‫االشراف‪ ،‬المتابعة‬ ‫‪-‬وضع سياسة ادارة المخاطر‬


‫تاكيد االستقاللية‬
‫التنسيق‬ ‫‪-‬مراقبة سلوك االدارة‬

‫تاكيد الخبرة و الكفاءة‬

‫جودة اداء عالية‬ ‫ادارة مراجعة داخلية قوية‪:‬‬ ‫ادارة عليا كفؤة‪:‬‬
‫‪-‬متابعة تطبيق نظام الرقابة‬ ‫‪-‬تسيير يومي للمؤسسة‬
‫الداخلية‪.‬‬ ‫‪-‬االفصاح في الوقت المناسب‬
‫تاكيد التزام المراجع بحدود‬ ‫‪-‬استقالل المراجع الداخلي‬ ‫‪-‬االعتماد على تكنولوجيا‬
‫مسؤولياته‬ ‫‪-‬التزام باخالقيات المهنة و‬ ‫المعلومات‬
‫معايير المراجعة الداخلية‬

‫تقرير معبر عن حقيقة الوضع المالي و‬ ‫تقارير مالية تتسم باالفصاح و الشفافية‬
‫صدق و شرعية و موثوقية القوائم المالية‬ ‫و الجودة‬

‫تعزيز ثقة المستثمرين في التقارير المالية‬

‫تضييق‬ ‫تضييق‬
‫فجوة التوقعات‬

‫‪230‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة بناءا على الدراسة النظرية‬

‫حيث يتضح لنا من خالل الشكل كيف أن آليات حوكمة الشركات تعزز من ثقة مستخدمي القوائم المالية و‬
‫كذلك زيادة الثقة في تقرير المراجع الخارجي ما يؤدي الى تقليص و تضييق الفجوة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطار المنهجي للدراسة الميدانية‬


‫من أجل التوصل إلى النتائج التي يتم تفسيرها في ضوء أدبيات الدراسة‪ ،‬حاولنا إنجاز هذا الجانب‬
‫الميداني بغرض إجراء التحليل اإلحصائي‪ ،‬و الذي من خالله يتم الحصول على البيانات المطلوبة الجراء‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نتناول من خالل هذا العرض تفصيال لمحددات الدراسة الموضوعية‪ ،‬البشرية‪ ،‬الزمانية‪ ،‬و‬
‫المكانية باإلضافة إلى تحديد مجتمع الدراسة‪ ،‬و وصفا للعينة‪ ،‬األدوات المستخدمة لجمع البيانات‪ ،‬ثم اجراء‬
‫الجانب الميداني و أساليب المعالجة اإلحصائية المستخدمة‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬طبيعة الدراسة الميدانية‬


‫تتمحور الدراسة الميدانية بشكل أساسي حول دراسة و تحليل أثر اآلليات الداخلية و الخارجية لحوكمة‬
‫الشركات على تضييق فجوة توقعات المراجعة باإلضافة إلى تقصي مكونات الفجوة الموجودة في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جمع وثائق الدراسة‬


‫و هي تمثل بيانات الجانب النظري من البحث‪ ،‬حيث حاولنا في هذا الصدد الوصول إلى مصادر‬
‫المعلومات و الوثائق المتاحة و التي تهتم بميدان المراجعة الخارجية خاصة فجوة التوقعات و كذا حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬حيث قامت الباحثة بعملية مسح للدراسة المتعلقة بالموضوع سواءا كانت باللغة العربية أو األجنبية‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬استقراء ما هو متاح من رسائل علمية و بحوث و مقاالت منشورة في دوريات علمية محكمة او‬
‫مقدمة لندوات و مؤتمرات‪ ،‬باالضافة الى التقارير و الكتب المؤلفة‪.‬‬
‫‪ -‬التقارير الصادرة عن الهيئات و المنظمات المهنية و كذلك القوانين و النصوص التشريعية الواردة في‬
‫الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬بعض مواقع االنترنت الدولية و قواعد البيانات (‪ obesco‬مثال)‪.‬‬
‫‪ -‬التواصل مع أساتذة متخصصين في الخارج و زيارتهم من أجل التوجيه‪.‬‬
‫كل هذا ساعدناعلى تصور منهجية الدراسة و توجيه البحث‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ثانيا‪ :‬المقابالت و جمع المالحظات‬


‫يكتسي عنصر المقابالت أهمية بالغة كمصدر هام للحصول على المعلومات‪ ،‬حيث قمنا بمجموعة من‬
‫المقابالت تمحورت حول أليات حوكمة الشركات من مجلس اإلدارة ‪ ،‬لجان المراجعة‪ ،‬المراجعة الداخلية‬
‫باالضافة الى المراجعة الخارجية القانونية في الجزائر و خاصة فجوة التوقعات‪ ،‬أين حاولنا تحليل و‬
‫استخالص وجهات نظر مختلف األطراف الفاعلة في مجال المراجعة و الحوكمة‪ ،‬حيث تمثلت األطراف التي‬
‫تمت مقابلتها في‪:‬‬
‫‪ -‬األساتذة المهتمين بالمراجعة الخارجية وحوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬الخبراءالمحاسبين و محافظي الحسابات‬
‫‪ -‬بعض االطارات في المجلس الوطني للمحاسبة و و ازرة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬إطارات في بورصة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬إطارات بعض البنوك الوسيطة في البورصة و شركات االستثمار‪.‬‬

‫غير أننا تلقينا بعض الصعوبات عند قيامنا بالمقابالت خاصة من قبل األشخاص غير األكادميين ‪ ،‬و قد‬
‫ارجعنا سببه إلى ضعف التكوين و التخصص في مجال حوكمة الشركات‪ ،‬ضعف القدرة على قراءة و تحليل‬
‫القوائم المالية مما يصعب استيعاب مفهوم الفجوة ‪،‬خاصة و أن الدولة مسيطرة على جانب االستثمار‪ ،‬حيث‬
‫لم تكن المقابالت متجانسة في بعض األحيان و لم نستند إلى أسئلة محددة و مهيكلة بسبب تناولنا للموضوع‬
‫من عدة جوانب و ذلك حسب الجهة التي يتم مقابلتها‪ ،‬ما اضطرنا الى تقديم شروحات و تبسيط الموضوع‪،‬‬
‫بغرض تقريب األفكار و الحصول على أكبر قدر من المعلومات‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال هناك العديد من العناصر التي تم مقابلتها مثلت جزءا من عينة الدراسة‪ ،‬حيث مكنتنا من‬
‫جمع العديد من المالحظات و التوجيهات و التي قمنا باستغاللها في الدراسة الميدانية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستبيان‬
‫باإلضافة إلى االدوات السابقة الذكر التي تم استعمالها للحصول على مختلف المعلومات‪ ،‬قمنا باإلعتماد‬
‫على االستبيان من أجل تدارك أي نقص قد يلحق بموضوعية البحث عند عرض نتائجه‪ ،‬و ذلك إلعتباره أداة‬
‫واسعة االستعمال من قبل الباحثين‪ ،‬لما تتميز به هذه األداة من مزايا في مجال تطابق وجهات النظر مع‬

‫‪232‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫أفراد العينة الموجه لها هذا االستبيان و ذلك من خالل استغالل النتائج حول نقاط اإلتفاق و تكوين أراء دقيقة‬
‫عن التساؤالت و نقاط الغموض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحضير االستبيان‬


‫سوف نحاول في هذا المطلب عرض مختلف مراحل اعداد االستبيان انطالقا من مرحلة بنائه الى غاية‬
‫معالجة االستبيان مرو ار بكيفية تصميم االستبيان و توزيعه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تصميم االستمارة‬


‫حيث حاولنا في هذه المرحلة تبسيط اسئلة االستبيان قدر االمكان حتى تكون قابلة للفهم و ال يمكن تأويلها‬
‫أو إعطائها تفسيرات أخرى حيث تمحورت األسئلة حول أليات الحوكمة و كيفية مساهمتها في زيادة ثقة‬
‫مستخدمي القوائم المالية‪،‬حيث تم االستعانة بأراء المحكمين و مجموعة من األساتذة المهتمين بمجال الحوكمة‬
‫و المراجعة‪ ،‬و الذين قاموا بتوجيهنا في كيفية إعداد األسئلة‪ ،‬حيث تم تقسيم االستبيان كما يلي‪:‬‬
‫الجزء األول‪ :‬شمل البيانات األولية (الشخصية و الوظيفية) ألفراء عينة الدراسة فيما يخص المؤهل العلمي‬
‫(شهادة مهنية) ‪ ،‬الوظيفة و الخبرة‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬شمل متغيرات الدراسة األساسية التي من خاللها يتم استطالع اراء افراد العينة محل الدراسة‬
‫حيث تم تقسيمها الى محاور اساسية‪:‬‬
‫‪ -‬المحور األول‪ :‬شمل آليات حوكمة الشركات‪ ،‬حيث تعلق هذا المحور بدراسة و تحديد العناصر التي‬
‫تدعم دور و مسؤولية كل آلية من أليات الحوكمة‪ ،‬و الذي انقسم بدوره إلى خمس مجموعات هي‬
‫مجلس االدارة‪ ،‬االدارة العليا‪ ،‬المراجعة الخارجية‪ ،‬لجنة المراجعة و المراجعة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬تعلق بفجوة التوقعات و ينقسم بدوره الى مجموعتين‪ :‬تمثلت األولى في تقصي‬
‫مكونات الفجوة في الجزائر أما المجموعة الثانية فتمثلت في العوامل المساعدة على تضييق فجوة‬
‫التوقعات‪.‬‬

‫و قد تم إعداد األسئلة على أساس مقياس ليكارت الخماسي (‪ ،)Likert scale‬الذي يحتمل خمس (‪)5‬‬
‫إجابات و هذا حتى يتسنى لنا تحديد أراء أفراد العينة حول أهم المواضيع التي تناولها االستبيان‪ ،‬و بالتالي‬
‫يسهل على الباحثة ترميز و تنميط اإلجابات كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪233‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫الجدول رقم (‪ :)1 -5‬مقياس ليكرت الخماسي‬

‫غير موافق إطالقا‬ ‫غير موافق‬ ‫غير متأكد‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬ ‫التصنيف‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدرجة‬
‫المصدر‪ :‬محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ " ،‬البحث العلمي‪ :‬الدليل التطبيقي للباحثين"‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،2006 ،‬ص‪.115 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬عملية نشر و معالجة االستبيان‬


‫جاءت مرحلة توزيعه على العينة من خبراء و محافظي حسابات (مهنيين و‬ ‫‪‬‬
‫بعد أن تم إعداد االستبيان‬
‫أكادميين) من جهة والمستثمرين في الشركات المسعرة ببورصة الجزائر (مؤسسات و ليس اشخاص) و‬
‫وسطاء و محللين ماليين في البنوك من جهة أخرى‪ .‬و هذه العملية تمت باإلعتماد على عدة قنوات بغرض‬
‫الحصول على أكبر عدد من الردود‪ ،‬و من بين الطرق المعتمدة في توزيع اإلستبيان هي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلتصال المباشر بأفراد العينة‪.‬‬
‫‪ -‬إرسال االستثمارات عن طريق البريد االلكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاز فرصة إقامة امتحان الخبرة المحاسبية على مستوى الجامعة لالتصال بلجنة التصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة ببعض الزمالء في توزيع االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬وضع االستبيان على مستوى أمانات بعض الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاز فرصة األيام المفتوحة على البورصة‪.‬‬
‫و كما تعددة الطرق المعتمدة في تو زيع االستبيان تعددت طرق جمعه‪.‬‬

‫و بعد عملية جمع اإلست بيان قمنا بعملية فرز و تحليل اإلجابات التي تضمنتها استمارة اإلستبيان‪ ،‬أين‬
‫قمنا بترميز مختلف العبارات الواردة في المحاور و تفريغها و تحليل بياناتها باستعمال برنامج الحزم‬
‫اإلحصائية للعلوم االجتماعية ‪ SPSS‬اإلصدار ‪ 20‬تمهيدا لمعالجة بيانات الدراسة احصائيا‪.‬‬

‫‪ ‬ملحق ‪.02‬‬

‫‪234‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ثالثا‪ :‬قياس صدق و ثبات اداة الدراسة‬


‫‪-1‬الصدق الظاهري‪ :‬تكون أداة الدراسة صادقة إذا كان مظهرها يدل على أنها تقيس ما وضعت لقياسه‪ ،‬و‬
‫قد تم التحقق من مدى صدقها ظاهريا بعرضها على اربع محكمين‪ ،‬تم اختيارهم من ذوي الخبرة و المعرفة و‬
‫الكفاءة من األساتذة في مجاالت البحث العلمي‪ ‬و هذا البداء مالحظاتهم وفقا ل‪:‬‬
‫‪-‬مدى وضوح الصياغة اللغوية للعبارات‪.‬‬
‫‪ -‬مدى انتماء كل عبارة لمحورها‪ ،‬و قياسها لما وضعت الجله‪.‬‬
‫‪ -‬مدى مالئمة تسمية كل محور و تدرج العناصر المكونة له‪.‬‬
‫‪-‬مدى صحة النموذج احصائيا‪.‬‬
‫كما أننا قد قمنا باجراء التعديالت الالزمة وفقا للمالحظات المقدمة من قبل المحكمين‪ ،‬بتعديل و إعادة‬
‫صياغة بعض العبارات حتى تصبح أكثر مالئمة‪.‬‬

‫‪-2‬معامل االتساق الداخلي‪:‬‬


‫استخدمت الباحثة معامل ألفا كرومباك )‪ ،(Alpha cronbach‬و هي طريقة الختبار ثبات االستبيان و‬
‫يبين الجدول التالي أن معامالت الثبات مرتفعة كما يلي‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)2-5‬معامالت الثبات لمتغيرات الدراسة‬
‫‪alpha‬‬ ‫‪ alpha‬مستثمرين‬ ‫مراجعي حسابات‬ ‫عناصر االستبان‬
‫‪cronbach‬‬ ‫‪cronbach‬‬
‫‪0,913‬‬ ‫‪0,875‬‬ ‫‪-‬دور مجلس االدارة في تضييق الفجوة‬
‫‪0,832‬‬ ‫‪0,836‬‬ ‫‪-‬دور االدارة العليا في تضييق الفجوة‬
‫‪0,965‬‬ ‫‪0,886‬‬ ‫‪-‬دور المراجع الخارجي في تضييق الفجوة‬
‫‪0,955‬‬ ‫‪0,933‬‬ ‫‪-‬دور لجنة المراجعة‬
‫‪0,930‬‬ ‫‪0,900‬‬ ‫‪-‬دور المراجعة الداخلية‬
‫‪0,876‬‬ ‫‪0,892‬‬ ‫‪-‬وجود عوامل اخرى تساعد في تضييق الفجوة‬

‫‪0,990‬‬ ‫‪0,985‬‬

‫المرجع‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪( spss‬ملحق ‪)4‬‬

‫‪ ‬ملحق ‪ ،3‬قائمة باسماء المحكمين‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫نالحظ في الجدول (‪ )2-5‬أن كل قيم معامل االتساق الداخلي سواءا للمراجعين أو للمستثمرين تفوق(‪)0.75‬‬
‫و هي القيمة الدنيا المقبولة لمعامل ‪ alpha cronbach‬و عليه فان هذه القيم تعتبر مؤشر على صالحية‬
‫االستبيان للتطبيق‪ ،‬و تطمئن على ثبات اداة الدراسة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حدود ومشاكل الدراسة‬


‫‪ -1‬تمثلت حدود الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الحدود المكانية‪ :‬تركزت الدراسة على عينة مختارة من الجزائر حيث تركزت خاصة على الوسط (الجزائرن‬
‫بومرداس‪ ،‬البويرة‪ ،‬البليدة‪ ،‬تيزي وزو و بجاية)‪ ،‬بالنسبة للمستثمرين ‪ ،‬اما بالنسبة للمراجعين فكانت متنوعة‬
‫أكثر‪.‬‬
‫‪-‬الحدود الزمانية‪ :‬امتدت الدراسة من بداية توزيع االستبيان في بداية سبتمبر‪ 2014‬الى غاية ‪ 1‬مارس‬
‫‪.2015‬‬
‫‪-‬الحدود البشرية‪ :‬شملت الدراسة نوعين‪ :‬المراجعين و المستثمرين في الشركات المسعرة في بورصة الجزائر‬
‫(من بينهم وسطاء ‪ ،iob‬مدراء ماليين)‬
‫‪-‬الحدود الموضوعية‪ :‬حاولنا في هذا البحث دراسة اثر اليات حوكمة الشركات في تقليل و تضييق فجوة‬
‫التوقعات باإلضافة إلى تحديد نوع الفجوة في الجزائر دون قياسها‪ ،‬الن هناك اجماع بوجودها‪.‬‬

‫‪ -2‬مشاكل الدراسة‬
‫بالرغم من أهمية االستبيان كأداة استقصاء و جمع أراء و إجابات أفراد العينة حول مواضيع ذات أهمية‬
‫لنا‪ ،‬حتى يتسنى لنا إبراز وجهات نظرهم حول اإلطار العام الذي يحمكم مجمل القضايا و المواضيع‬
‫المرتبطة بالموضوع‪ ،‬إال أن الدراسة لم تسلم من بعض المشاكل و القيود الشكلية و الموضوعية‪ ،‬أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التجاوب السلبي لبعض أفراد العينة المستهدفين‪ ،‬رغم اإللحاح و التساؤل المستمر عن مصير‬
‫استمارة االستبيان التي وجهت لهم‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار أفراد العينة في مناطق جغرافية بعيدة عن مواقع تواجد الباحثة األمر الذي حال دون قيامها‬
‫بتقديم التوضيحات الالزمة في حالة اللبس أو الغموض الذي يكتنف أفراد العينة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود عناوين بريدية أو الكترونية مجمعة لبعض أفراد العينة المعنية بالدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الوصول لبيانات بعض المستثمرين بسبب االلتزام بالسرية من قبل بعض البنوك الوسطاء‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ -‬صعوبة تحديد العينة المعنية بالفجوة‪.‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬متغيرات و عينة الدراسة‬
‫أوال‪ :‬متغيرات الدراسة‬
‫نظ ار للعالقة التأثيرية بين طرفي الموضوع فإن الدراسة الميدانية تشتمل على متغير تابع و متغير مستقل‬

‫‪ -1‬المتغير التابع ‪ :‬يتضح من النموذج المقترح أن فجوة التوقعات هي دالة في آليا حوكمة الشركات‪ ،‬و‬
‫قد تم التعبير عن الفجوة من خالل عبارات المحور الثاني‪ ،‬المجموعة الثانية التي تضمنت العبارات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬فجوة معقولية من خالل العبارات ‪,8 ،7 ،6‬‬
‫‪ ‬فجوة اداء من خالل فجوة المسؤولية (التي بدورها تشمل فجوة استقالل‪ ،‬فجوة جودة) من خالل‬
‫العبارة ‪ ،9‬و فجوة معايير من خالل عبارة ‪.10‬‬
‫‪ -2‬المتغيرات المستقلة‪ :‬تتمثل في اليات حوكمة الشركات و تضمنت األسئلة ‪.5،4،3،2 ،1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عينة الدراسة‬


‫‪-‬بالنسبة لمراجعي الحسابات‪ :‬لم يتم تحديد حجم عينة الدراسة بشكل مسبق قبل توزيع االستمارات‪ ،‬حيث قمنا‬
‫بتوزيع ‪ 140‬استمارة شملت المهنيين من الخبراء و محافظي الحسابات و االكادميين الممارسين للمهنة‪ ،‬و‬
‫بعد عملية الفرز تحصلنا على ‪ 119‬استمارة‪.‬‬

‫‪-‬بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية(مستثمرين باالضافة الى وسطاء عمليات البورصة‪ ،‬مديرين ماليين)‪ :‬تم‬
‫اخذ كذلك عينة تقدر ب ‪ 62‬مفردة تم توزيع االستمارات عليهم‪ ، ‬حيث تحصلنا بعد الفرز على ‪ 47‬استمارة‪.‬‬

‫‪ ‬المستثمرين تم اخذهم من المؤسسات المستثمرة في الشركات المسعرة في البورصة و ليس افراد‪ ،‬علما ان عدد هذه المؤسسات‬
‫يقدر ب ‪ 391‬مؤسسة‪ ،‬و عدد الوسطاء هو ‪ 17‬وسيط حسب التقرير السنوي لمؤسسة المراقبة و االشراف على اعمال البورصة‬
‫‪ ،2014‬ص‪.32 :‬‬

‫‪237‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫الجدول (‪ :)3-5‬الحصائية الخاصة باستمارات االستبيان‬

‫مستخدمي القوائم المالية المجموع‬ ‫مراجعي حسابات‬ ‫البيان‬


‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪%100‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪140‬‬ ‫عدد االستمارات الموزعة و المعلن عنها‬
‫‪%10‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫عدد االستمارات المفقودة او المهملة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪09‬‬ ‫عدد االستمارات الملغاة‬
‫‪%82‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪119‬‬ ‫عدد االستمارات الصالحة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة ( باالعتماد على االستبيان)‬

‫المبحث الثالث‪ :‬معالجة االستبيان‬

‫بعدما قمنا بتصميم االستبيان واختباره تم توزيعه‪ ،‬نقوم في هذا المبحث بمعالجته بعد استالمه من أفراد‬
‫عينة الدراسة و هذا بتبيين األدوات اإلحصائية المستعملة‪ ،‬تقديم خصائص العينة‪ ،‬التحليل اإلحصائي‬
‫الوصفي ثم في األخير القيام بالتحليل اإلحصائي االستداللي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تفريغ البيانات‬

‫أوال‪ :‬األدوات المستخدمة في تحليل نتائج االستبيان‬


‫لقد تم استعمال بعض األساليب اإلحصائية المتاحة في برنامج الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية‬
‫المعروف باسم )‪ ،) SPSS- Statistical Package For Social Science‬و من تلك األساليب انتهجت‬
‫التحليل اإلحصائي الوصفي و ما يندرج تحته من تحليل عبر التك اررات و النسب المئوية للتعرف على‬
‫خصائص العينة و تحديد استجابات أفرادها اتجاه عبارات المحاور الرئيسية التي تتضمنها أداة الدراسة‪ ،‬كما‬
‫تم حساب المتوسطات الحسابية و ذلك لمعرفة مدى ارتفاع أو انخفاض استجابات عينة الدراسة لكل عبارة‬
‫من عبا ارت الجزء الثاني للدراسة‪ ،‬و من خالله يمكن ترتيب عبارات كل عنصر حسب أعلى متوسط‪ ،‬كما‬
‫مكننا برنامج ‪ SPSS‬من حساب االنحرافات المعيارية و ذلك لمعرفة مدى انحراف استجابات عينة الدراسة‬
‫لكل عبارة‪ ،‬و لتحقيق أهداف الدراسة و تحليل البيانات التي تم تجميعها فقد تم استخدام العديد من األساليب‬
‫اإلحصائية التي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استخراج التك اررات و النسب المئوية لكل عبارة في االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬قياس المتوسطات الحسابية لكل عبارة في االستبيان باالستناد إلى إجابات أو اختيارات أفراد العينة‬
‫المشار إليها باالستبيان و المتوسط الحسابي للمتغير المستقل و المتغير التابع‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ -‬قياس االنحراف المعياري لمعرفة مدى انحراف إجابات أفراد عينة الدراسة عن متوسطات الحسابية‪.‬‬
‫‪ -‬حساب معامل االرتباط بين المتغير المستقل و التابع لمعرفة نوعية و اتجاه العالقة التي تربطها‪.‬‬
‫‪ -‬حساب معامل التحديد لمعرفة نسبة تفسير المتغير المستقل للمتغير التابع‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال اختبار فيشر ‪ Fisher test‬بمستوى معنوية يساوي ‪ ،0.05 =α‬الختبار صدق النموذج‪.‬‬
‫‪=α‬‬ ‫‪ -‬استعمال اختبار ستيودنت ‪ Student test‬الختبار فرضية الدراسة بمستوى معنوية يساوي‬
‫‪.0.05‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم خصائص العينة‬

‫‪ -1‬المؤهل العلمي‬
‫يبين الجدول رقم (‪ )4 -5‬المؤهل العلمي ألفراد عينة الدراسة موزعة بين المراجعين و مستخدمي‬
‫القوائ المالية كما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 4-5‬توزيع عينة الدراسة حسب متغير المؤهل العلمي‬
‫النسبة الكلية‬ ‫التكرار‬ ‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫فئة المراجعين‬ ‫المؤهل العلمي‬
‫الكلي‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫‪% 6,62‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%23,5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غير جامعي‬
‫‪% 65,07‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ليسانس ‪ /‬ماستر‬
‫‪% 21,09‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪% 8,5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ماجستير‬
‫‪% 7,22‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫دكتوراه‬

‫‪%100‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪119‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناءا على مخرجات ‪spss‬‬

‫من خالل الجدول السابق يتضح لنا توزيع النسب حسب الدرجة العلمية ألفراد العينة من مراجعين و‬
‫مستخدمي القوائم حيث نجد أن أغلب المراجعين حاصلين على شهادة ليسانس بنسبة ‪ %64‬من مجموع‬
‫المراجعين مع تأكيد عدد كبير منهم على تحصلهم على شهادة الماستر في تخصصات مختلفة و ‪%26‬‬
‫حاصلين على ماجستير أما الباقي أي ما نسبته ‪ %10‬حاصلين على دكتو ار‪ ،‬أما بالنسبة لمستخدمي القوائم‬
‫المالية فنجد أغلبيتهم حاصلين على شهادة ليسانس بنسبة ‪ ،%68‬و ‪ %23,5‬ليس لهم تاهيل جامعي اما‬
‫الباقي أي ما نسبته ‪ %8,5‬حاصلين على شهادة الماجستير‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫و بصفة عامة فإن ما نسبته ‪ %65‬من المجموع الكلي ألفراد العينة حاصلين على شهادة الليسانس‪ ،‬و‬
‫‪ %21‬حاصلين على شهادة الماجستير و الباقي بنسبة ‪ %7‬حاصلين على شهادة الدكتوراه و ما يقارب ‪%6‬‬
‫فقط غير جامعيين‪ ،‬و هو مؤشر جيد ألفراد العينة حتى يتمكنوا من إضافة اقتراحات أخرى فيما يخص هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ -2‬سنوات الخبرة‬
‫يبين الجدول رقم (‪ )4-5‬سنوات الخبرة ألفراد عينة الدراسة موزعة بين المراجعين و مستخدمي القوائم‬
‫المالية كما يلي‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)5-5‬توزيع عينة الدراسة حسب متغير سنوات الخبرة‬
‫النسبة الكلية‬ ‫التكرار‬ ‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫فئة المراجعين‬ ‫سنوات الخبرة‬
‫الكلي‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫‪% 11,40‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪%10,5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%11,75‬‬ ‫‪14‬‬ ‫من ‪5‬الى ‪10‬‬
‫‪%60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪69‬‬ ‫بين ‪ 20 -10‬سنوات‬
‫‪%28,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪%25,5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%30,25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫أكثر من ‪ 20‬سنوات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪119‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة ( اعتمادا على االستبيان)‬

‫من خالل الجدول السابق يتضح لنا توزيع النسب حسب عدد سنوات الخبرة ألفراد العينة من المراجعين و‬
‫مستخدمي القوائم المالية حيث نجد ما نسبته ‪ %11,75‬خبرتهم بين ‪ 5‬و ‪ 10‬سنوات‪ ،‬و ‪ %58‬خبرتهم بين‬
‫‪ 20-10‬سنة و الباقي ‪ %30,25‬خبرتهم أكثر من ‪ 20‬سنة‪ ،‬أما بالنسبة لمستخدمي القوائم فنجد ما نسبته‬
‫‪ %10,5‬خبرتهم من ‪ 5‬سنوات الى ‪ 10‬سنوات من مجموع مستخدمي القوائم و ما نسبته ‪ %64‬خبرتهم بين‬
‫‪ 10‬و ‪ 20‬سنة و الباقي بنسبة ‪ %25,5‬خبرتهم أكثر من ‪ 20‬سنة‪ ،‬و هي متوافقة مع المسمى الوظيفي لكل‬
‫عنصر‪.‬‬

‫و بصفة عامة فإن ما نسبته ‪ %11‬من المجموع الكلي ألفراد العينة خبرتهم من ‪ 5‬الى ‪ 10‬سنوات‬
‫و ‪ %60‬خبرتهم بين ‪ 20 -10‬سنة‪ ،‬و الباقي أي ما يقارب ‪ %29‬خبرتهم أكثر من ‪ 20‬سنة‪ ،‬و هو مؤشر‬
‫جيد ألف ارد عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪-3‬حسب المهنة‬
‫يبين الجدول رقم (‪ )6-5‬مهنة أفراد عينة الدراسة موزعة بين المراجعين و مستخدمي القوائم المالية كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫يوضح الجدول (‪ )6-5‬توزيع العينة حسب المسمى الوظيفي‬
‫المجموع‬ ‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجع حسابات‬ ‫المهنة‬
‫‪166‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪119‬‬ ‫التكرار‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%28,3‬‬ ‫‪%71,7‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة (باالعتماد على االستبيان)‬

‫من خالل الجدول السابق يتضح لنا توزيع النسب حسب المهنة ألفراد العينة من المراجعين و مستخدمي‬
‫القوائم المالية حيث نجد ما نسبته ‪ %71,3‬من خبراء المحاسبة و محافظي الحسابات و الباقي اي ما نسبته‬
‫‪ %28,3‬من مستخدمي القوائم المالية (مستثمرين‪ ،‬وسطاء‪ ،‬محللين ماليين‪ ،‬مدراء ماليين)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل االستبيان‬


‫اعتمدنا في أخذ طبيعة كل سؤال عند التحليل من حيث كونه سلبيا أو ايجابيا‪ ،‬و استخالص النتائج‬
‫النهائية على الوسط الفرضي (‪ )3,2‬ليكون أكثر قوة من الوسط المطلق (‪ )3‬حيث نتعامل مع بيانات نوعية‬
‫قد تكون اإلجابات فيها غير موضوعية و تحتمل درجة من عدم الثقة تمت مراعاتها عند اعتماد الوسط‬
‫الفرضي‪ ،‬بحيث تكون درجة توفر الخاصية التي تفوق المتوسط عالية قليال عندما تقع بين [‪ ]4 -3,2‬و‬
‫عالية عندما تكون اإلجابة بين [‪ ،]5 -4‬و أقل من المتوسط فتكون بين المنخفضة قليال عندما تقع بين [‪-2‬‬
‫‪ ]3,2‬و منخفضة عندما تقع بين [ ‪ ،]2-1‬كما تم حساب الحدود الدنيا و القصوى للفئات عن طريق حساب‬
‫المدى (‪ )4 =1-5‬ثم نقسمه على عدد الفئات فنحصل (‪ )0.8 =5/4‬ثم نضيف النتيجة بالتدرج ابتداء من‬
‫الفئة األولى كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 1‬إلى ‪ 1,8‬تمثل غير موافق تماما‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 1,8‬إلى ‪ 2,6‬تمثل غير موافق‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 2,61‬إلى ‪ 3,4‬تمثل غير متأكد‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 3,41‬إلى ‪ 4,2‬تمثل موافق‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 4,21‬إلى ‪ 5‬تمثل موافق جدا‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫كما تم حساب المتوسطات الحسابية و االنحرافات المعيارية و الرتب من أجل حوصلة نتائج إجابات عينة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحليل الحصائي الوصفي‬
‫‪ -1‬تحليل نتائج االستبيان‬
‫و من أجل حوصلة النتائج تم حساب المتوسطات الحسابية و اإلنحرافات المعيارية كما تم ترتيب‬
‫العبارات حسب وجهة نظر المراجعين ( الخبراء و محافظي الحسابات) و مستعملي القوائم المالية اعتمادا‬
‫على أكبر قيمة للمتوسط الحسابي و حسب أقل نسبة للتشتت و الذي يمثله االنحراف المعياري عند تساوي‬
‫قيم المتوسط الحسابي‪.‬‬

‫ا‪ -‬مسؤوليات مجلس االدارة‬


‫لمعرفة مدى تحقق العنصر االول من وجهة نظر افراد عينة الدراسة‪ ،‬تم حوصلة النتائج في الجدول‬
‫التالي‪:‬‬
‫الجدول(‪ :)7-5‬نتائج آراء عينة الدراسة حول مسؤولية مجلس االدارة‬
‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬
‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪4.83‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.351‬‬ ‫‪-1‬يقوم أعضاء مجلس االدارة باالطالع على كافة ‪4,86‬‬
‫القوانين و التعليمات األساسية التي تنظم عمل الشركة و‬
‫التحقق من سالمة تطبيقها‪ ،‬باالضافة النعقاده بشكل‬
‫دوري‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪4.85‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.502‬‬ ‫‪-2‬يقوم مجلس االدارة بوضع استراتيجيات العمل‪4,21 ،‬‬
‫سياسات ادارة المخاطر‪ ،‬االهداف و السياسات العامة‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.648‬‬ ‫‪4.60‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.333‬‬ ‫‪-3‬يقوم مجلس االدارة بمتابعة سالمة البيانات المالية ‪4,13‬‬
‫الصادرة عن الشركة و أنها تعبر بوضوح عن سالمة‬
‫المركز المالي‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.709‬‬ ‫‪4.38‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.828‬‬ ‫‪-4‬يقوم باعداد تقرير يعرض على المساهمين يتضمن ‪3,97‬‬
‫نظرة عن عمل الشركة و مركزها المالي‪ ،‬باالضافة الى‬
‫نظرة مستقبلية لنشاط الشركة خالل العام المقبل‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.775‬‬ ‫‪4.09‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.656‬‬ ‫‪-5‬يقوم مجلس االدارة بتقييم عمل لجنة المراجعة مرة ‪2,24‬‬
‫كل سنة على األقل‪.‬‬
‫‪0.5166‬‬ ‫‪4.548‬‬ ‫‪0.466‬‬ ‫‪3,89‬‬ ‫المتوسط العام‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة (بناءا على مخرجات ‪)SPSS‬‬

‫‪242‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )7-5‬الى ان اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو جميع العبارات المتعلقة بالية‬
‫مجلس االدارة‪،‬حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )3.89‬حيث يقع هذا المتوسط‬
‫ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي بين [‪ ]4.2-3.6‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة‬
‫"موافق"‪ ،‬كما ان االجابات كانت متقاربة و هو ما يظهر في االنحراف المعياري ‪.0.466‬‬

‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 4.548‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫الفئة الخامسة من فئات لكرت الخماسي [‪ ،]5-4.21‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة "موافق جدا"‪،‬‬
‫كذلك االجابات في هذه الفئة متقاربة حيث ان االنحراف المعياري ‪.0.5166‬‬
‫كما تشير بيانات هذا الجدول الى‪:‬‬
‫‪-‬هناك تقارب كبير بين اراء الفئتين فيما يخص العبارتين ‪ 1‬و ‪ ، 2‬حيث هناك اتفاق بشدة على اهمية "قيام‬
‫اعضاء مجلس االدارة باالط الع على كافة القوانين و التعليمات االساسية التي تنظم عمل الشركة و التحقق‬
‫من سالمة تطبيقها" حيث قام المراجعون باعطائها المرتبة االولى بمتوسط ‪ 4.86‬و اعطاء المرتبة الثانية‬
‫للعبارة ‪" 2‬قيام مجلس االدارة بوضع استراتيجيات العمل‪ ،‬و سياسة ادارة المخاطر و االهداف و السياسات‬
‫العامة" بمتوسط ‪ ،4.21‬في حين ان مستخدموا القوائم المالية اعطوا المراتبة االولى للعبارة ‪ 2‬بمتوسط ‪4.85‬‬
‫و المرتبة الثانية للعبارة ‪ 1‬بمتوسط ‪ ، 4.83‬حيث نالحظ اتفاق كبير بينهما‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للعبارتين ‪ 3‬و ‪ 4‬نالحظ أن هناك توافق في آراء الفئتين حولهما إال أن فئة مستخدمي القوائم المالية‬
‫أظهرت إ لحاحا اكثر على ضرورة" متابعة مجلس االدارة لسالمة البيانات المالية و تعبيرها بوضوح عن‬
‫سالمة المركز المالي"‪ ،‬بوسط حسابي ‪ 4.60‬يمثل موافق جدا‪ ،‬مقابل متوسط ‪ 3.97‬يمثل موافق بالنسبة للفئة‬
‫الثانية (مراجعي الحسابات)‪ .‬و كذلك إلحاح فئة مستخمي القوائم المالية على "ضرورة اعداد مجلس االدارة‬
‫لتقرير يعرض على المساهمين يعرض نظرتها الحالية و المستقبلية" بمتوسط ‪ 4.38‬مقابل ‪ 3.97‬بالنسبة للفئة‬
‫االخرى‪.‬و يمكن تفسير هذا برغبة مستخدمي القوائم المالية في الحصول على أكبر قدر من المعلومات حتى‬
‫يتمكنوا من اتخاذ الق اررات المناسبة‪.‬‬
‫‪-‬أما فيما يخص الفقرة الخامسة فهناك اختالف كبير بين أراء الفئتين ‪ ،‬حيث أكدت فئة مستخدمي القوائم‬
‫المالية على "ضرورة تقييم عمل لجنة المراجعة من قبل مجلس االدارة" و ذلك بوسط حسابي ‪( 4.09‬موافق)‬
‫وذلك باعتبار ان هذه اللجنة هي لجنة مستقلة منبثقة عن مجلس االدارة تعمل خاصة على زيادة جودة‬

‫‪243‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫التقارير المالية و تدعم استقالل المراجع ما يزيد من ثقة مستخدمي القوائم المالية ‪ ،‬في حين راى المراجعون‬
‫عكس ذلك بمتوسط حسابي ‪( 2.24‬غير موافق)‪.‬‬

‫و قد قامت مجموعة من أف ارد عينة الدراسة باقتراح عوامل أخرى تدعم مسؤوليات مجلس اإلدارة اكثر تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في تشكيل مجلس االدارة و اعطاء االولوية لذوي الكفاءة التخصص‪.‬‬
‫‪ ‬إ عطاء مجلس االدارة المزيد من الصالحيات باعتباره وكيل عن المستثمرين في الشركة و هو الذي‬
‫يقوم بالرقابة على اعمال االدارة‪.‬‬

‫ب‪-‬دور الدارة العليا في الشركة‬


‫لمعرفة مدى تحقق العنصر االول من وجهة نظر افراد عينة الدراسة‪ ،‬تم حوصلة النتائج في الجدول‬
‫التالي‪:‬‬
‫الجدول(‪ :)8-5‬نتائج أراء عينة الدراسة حول أهمية دور االدارة العليا‬
‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬
‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.771‬‬ ‫‪4.40‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.579‬‬ ‫‪-1‬تقوم االدارة العليا باالفصاح و نشر كل من ‪3.89‬‬
‫المعلومات المالية و تقرير المراجع و المعلومات ذات‬
‫األهمية النسبية باالضافة الى ما هو مطلوب قانونا في‬
‫الوقت المناسب و بشكل يضمن وصول المعلومات الى‬
‫جميع األطراف المعنية‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.577‬‬ ‫‪4.60‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.461‬‬ ‫‪-2‬تعمل االدارة العليا بحرفية و مهنية من أجل الحصول ‪4.70‬‬
‫على تقارير مالية تعبر بصدق عن حقيقة المركز المالي‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.546‬‬ ‫‪4.53‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.782‬‬ ‫‪-3‬حرص االدارة العليا على عقد اجتماعات مع ‪2.67‬‬
‫الموظفين و االدارة التفيذية من أجل أخذ آرائهم و‬
‫مناقشة مقترحاتهم لتحسين األداء‬
‫‪1‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.494‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫‪-4‬مدى اعتمادها على تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪0.451‬‬ ‫‪4.633‬‬ ‫‪0.485‬‬ ‫‪3.92‬‬ ‫المتوسط العام‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫‪244‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )8-5‬الى ان اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو جميع العبارات المتعلقة بالية‬
‫االدارة العليا‪،‬حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )3.92‬حيث يقع هذا المتوسط‬
‫ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي بين [‪ ]4.2-3.6‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة‬
‫"موافق"‪ ،‬كما ان االجابات كانت متقاربة و هو ما يظهر في االنحراف المعياري ‪.0.485‬‬

‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 4.633‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫الفئة الخامسة من فئات لكرت الخماسي [‪ ،]5-4.21‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة "موافق جدا"‪،‬‬
‫كذلك االجابات في هذه الفئة متقاربة حيث ان االنحراف المعياري ‪.0.451‬‬

‫بالرغم من اإليجابية في الرأي إال أننا الحظنا اختالف في ترتيب العبارات من قبل الفئتين حيث أعطى‬
‫مراجعوا الحسابات المرتبة األولى للعبارة ‪ 2‬أين أكدوا على اهمية عمل االدارة بحرفية عند اعدادد التقارير‬
‫المالية بواسط حسابي ‪ 4.70‬التي تشي الى موافق جدا و المرتبة الثانية للعبارة ‪ 4‬المتمثلة في "اعتماد االدارة‬
‫على تكنولوجيا المعلومات" في حين ام الفئة االخرى (مستعملي القوائم المالية) قد أكدوا على أهمية العبارة ‪4‬‬
‫و اجمعوا بنسبة ‪ %100‬على ضرورة اعتماد تكنولوجيا المعلمات بمتوسط ‪ 5‬اي "موافق جدا" ‪ ،‬وقد يرجع‬
‫ذلك العتقادهم أنها سوف تزيد من دقة المعلومات الواردة في القوائم المالية‪ ،‬في حين أعطوا المرتبة الثانية‬
‫للعبارة ‪ 1‬بوسط حسابي‪ 4.60‬و التي تشير إلى موافق جدا‪.‬‬

‫كما تشير بيانات هذا الجدول إلى‪:‬‬


‫‪ -‬بالنسبة للعبارة ‪ 1‬نالحظ أن هناك توافق في أراء الفئتين حولهما إال ان فئة مستخدمي القوائم المالية‬
‫اظهرت إلحاحا اكثر على ضرورة" إفصاح االدارة العليا و نشرها للمعلومات في الوقت المناسب و بشكل‬
‫يضمن وصولهاالى جميع المهتمين"‪ ،‬بوسط حسابي ‪ 4.40‬يمثل موافق جدا‪ ،‬مقابل متوسط ‪ 3.89‬يمثل موافق‬
‫بالنسبة للفئة الثانية (مراجعي الحسابات)‪.‬و في اعتقاد الباحثة ان مرد ذلك دائما لرغبة مستخدمي القوائم على‬
‫اكبر قدر من المعلومات في الوقت المناسب التخاذهم الق اررات المناسبة في الوقت المناسب كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬أما فيما يخص العبارة ‪ 3‬فهناك اختالف كبير بين أراء الفئتين ‪ ،‬حيث اكدت فئة مستخدمي القوائم المالية‬
‫على "ضرورة حرص االدارة العليا على عقد اجتماعات مع االدارة التنفيذية" و ذلك بوسط حسابي ‪ 4.53‬و‬
‫التي تشير الى (موافق جدا)‪ ،‬غير ان المراجعين اوضحوا عكس ذلك حيث كان الوسط الحسابي ‪2.67‬‬

‫‪245‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫و التي تشير إلى درجة محايد حيث أعطوا هذه العبارة المرتبة األخيرة‪ ،‬و ترى الباحثة أنه يرجع هذا‬
‫االختالف نظ ار البتعاد مراجع الحسابات عن كيفية العمل و االتصال داخل الشركة‪ ،‬و اهتمامه بالجانب‬
‫التقني العداد القوائم و تجاهله ألهمية الجانب االجتماعي أو اإلنساني و دوره في الحصول على قوائم غير‬
‫مضللة و خالية من تالعب اإلدارة و العمال‪.‬‬

‫و قد قامت مجموعة من أفراد عينة الدراسة باقتراح عوامل أخرى تزيد من اهمية االدارة العليا تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬وضع نظام رقابة داخلية فعال يعمل على تقليل التالعب في القوائم المالية من قبل الموظفين و تقليل‬
‫الغش‪.‬‬
‫ج‪-‬دور و مسؤوليات مراجع الحسابات‬
‫الجدول (‪ :)9-5‬نتائج آراء عينة الدراسة حول دور و مسؤوليات مراجع الحسابات‬
‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬
‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪5‬‬ ‫‪3.12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4.25‬‬ ‫‪-1‬استقاللية مراجع الحسابات‪ ،‬من خالل‪:‬‬

‫‪0.771‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪4.15‬‬ ‫‪-‬أن يصدر قرار تعيينه من الجمعية العامة‬
‫‪0.810‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪4.28‬‬ ‫‪-‬عدم تدخل مجلس اإلدارة في عمل مراجع الحسابات‬
‫‪0.987‬‬ ‫‪2.64‬‬ ‫‪0.236‬‬ ‫‪-‬أن ال يتم التعاقد مع مراجع حسابات الشركة ألداء ‪4.94‬‬
‫أعمال إضافية تخضع إلبداء رأيه عند مراجعته لحسابات‬
‫الشركة و قوائمها المالية‪.‬‬
‫‪0.983‬‬ ‫‪2.89‬‬ ‫‪0.949‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫السلم‬ ‫على‬ ‫‪-‬يتم تحديد أتعابه بناءا‬
‫‪4‬‬ ‫‪3.63‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫‪-2‬مستوى جودة آداء مراجع الحسابات‪ ،‬من خالل‪:‬‬

‫‪0.707‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪0.421‬‬ ‫‪-‬يتم اختياره ممن تتوفر فيهم الكفاءة‪ ،‬الخبرة‪ ،‬السمعة ‪4.23‬‬
‫الجيدة و بما يتناسب مع حجم و طبيعة نشاط الشركة‬
‫‪0.876‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪0.647‬‬ ‫‪-‬التغيير االلزامي للمراجع يساعده على أداء عمله ‪4.24‬‬
‫بحرفية و موضوعية أكثر‬
‫‪0.570‬‬ ‫‪4.26‬‬ ‫‪0.251‬‬ ‫‪-‬مدى التزامه بمعايير المراجعة المتعارف عليها عند ‪4.07‬‬
‫أداء عمله‬
‫‪0.954‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫‪0.411‬‬ ‫‪-‬التزامه بقواعد السلوك المهني يدعم موضوعيته عند ‪4.02‬‬
‫آداء عمله‬
‫‪0.807‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫‪0.645‬‬ ‫التزامه بابالغ الجهات الرقابية عن أية مخالفات جوهرية ‪2.7‬‬
‫في حالة عدم اتخاذ مجلس االدارة القرار المناسب بشأنها‬
‫‪3‬‬ ‫‪1.088‬‬ ‫‪4.23‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1.43‬‬ ‫‪-3‬قيام المجلس الوطني للمحاسبة بمراقبة جودة آداء ‪2.55‬‬
‫مكاتب المراجعة الخارجية مع فرض عقوبات و‬
‫مخالفات في حالة مخالفة المكتب المراجعة لذلك‬

‫‪246‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪2‬‬ ‫‪0.777‬‬ ‫‪4.29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.679‬‬ ‫‪-4‬درجة االفصاح في تقريره عن جميع العناصر التي ‪3.75‬‬
‫تهم مستخدمي القوائم المالية‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.360‬‬ ‫‪4.85‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.273‬‬ ‫‪4.04‬‬ ‫‪-5‬قيام المراجع بالتأكد من فاعلية نظام الرقابة الداخلية‬
‫‪0.705‬‬ ‫‪3.663‬‬ ‫‪0.425‬‬ ‫‪3.88‬‬ ‫المتوسط العام‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باإلعتماد على االستبيان‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )9-5‬إلى أن اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو جميع العبارات المتعلقة بدور و‬
‫مسؤوليات مراجع الحسابات ‪،‬حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )3.88‬حيث‬
‫يقع هذا المتوسط ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي بين [‪ ]4.2-3.6‬و هي الفئة التي تشير إلى‬
‫درجة إجابة "موافق"‪ ،‬كما أن االجابات كانت متقاربة و هو ما يظهر في االنحراف المعياري ‪.0.425‬‬
‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 3.663‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫نفس الفئة ‪ ،‬و هي الفئة التي تشير إلى درجة اجابة "موافق "‪ ،‬كذلك اإلجابات في هذه الفئة متقاربة حيث أن‬
‫اإلنحراف المعياري ‪.0.705‬لكن مراجعي الحسابات كانوا أكثر اتفاقا حيث أن معيار التشتت كان اقل منه‬
‫عند الفئة االخرى‪.‬‬

‫كما يتضح لنا من الجدول أعاله كذلك انه من خالل الشكل العام عدم التطابق نوعا ما في ترتيب‬
‫العبارات بالرغم من االتجاه العام اإليجابي كما سبق ذكره‪ ،‬حيث يرجع ذلك إلى وجهة نظر و اولوية كل فئة‬
‫حيث نجد أنه‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للعبارة ‪ 1‬المتعلقة باستقالل مراجع الحسابات فقد تم إعطاؤها المرتبة األولى من طرف مراجعي‬
‫الحسابات بمتوسط ‪ 4.25‬اي موافق جدا النهم يعتبرونه حجر الزاوية في المهنة حيث عطوا األولوية لعنصر‬
‫"عدم تقديم المراجع القانوني لخدمات استشارية" بمتوسط ‪ 4.94‬و التي تشير إلى (موافق جدا) بنسبة ‪%94‬‬
‫‪ ،‬في حين ان مستخدمي القوائم المالية اعطوها المرتبة االخيرة بمتوسط ‪( 3.12‬موافق) الن في نظرهم ان‬
‫المراجع القانوني مستقل بغض النظر عن مختلف الظروف بحكم القانون كما أبدوا عدم الموافقة على امتناع‬
‫المراجع عن تقديم خدمات استشارية‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للعبارة ‪ 2‬المتعلقة "بجودة أداء مراجع الحسابات"‪ ،‬فيوجد تقارب كبير بين أراء الفئتين من حيث‬
‫الترتيب حيث تم إعطاؤها المرتبة الرابعة من قبل الفئتين و كذلك النسبة للوسط الحسابي أين ظهر ب ‪3.46‬‬
‫بالنسبة للمراجعين و ‪ 3.63‬بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية و التي تشير الى عبارة (موافق)‪ ،‬لكن االختالف‬
‫ظهر في إ حدى العباراة الجزئية المكونة لها و المتمثلة في "التغيير االلزامي للمراجع الذي يمكنه من العمل‬

‫‪247‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫بحرفية و موضوعية" حيث اعطاها المراجعون درجة ‪ 4.24‬أي موافق جدا في حين منحها مستخدموا القوائم‬
‫المالية ‪ 2.60‬و التي تشير إلى عيارة (غير موافق)‪ ،‬ألن في اعتبارهم بقاء المراجع في نفس الشركة سوف‬
‫يسهل من عمله بسبب تعوده على عمليات الشركة و يقلل من وقت المراجعة و تكاليفها و يمكنه‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للعبارة ‪ 3‬يوجد اختالف كبير بين المراجعين و مستخدمي القوائم المالية حيث اعطتها الفئة االولى‬
‫المرتبة االخيرة بمتوسط ‪ 2.55‬أي غير موافق و ذلك لسبب أن المجلس الوطني للمحاسبة ال يقوم بمراقبة‬
‫مكاتب المراجعة بل له مهام اخرى و انما ترجع عملية المراقبة إلى اللجان المكلفة بذلك على مستوى كل من‬
‫المصف الوطني للخبراء المحاسبين و الغرفة الوطنية لمحافظي الحسابات‪ ،‬في حين ان الفئة الثانية‬
‫(مستخدمي القوائم المالية) كان الوسط الحسابي ‪ 4.23‬أي موافق جدا و التي منحتها المرتبة الثالثة و قد‬
‫يرجع ذلك بسسب جهلهم للجهة المسؤولة عن الرقابة و تم باء اجاباتهم على أساس أن الرقابة سوف تحقق‬
‫جودة المراجعة‪ .‬كما تم مالحظة أن التشتت عال يفوق الواحد على مستوى الفئتين‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للعبارة ‪ 4‬هناك اتفاق بين الفئتين حول ضرورة و أهمية االفصاح عن العناصر التي تهم‬
‫مستخدمي القوائم المالية في تقرير المراجع‪ ،‬حيث بلغ المتوسط ‪ 3.75‬اي موافق بالنسبة لفئة مراجعي‬
‫الحسابات و التي جات في المرتبة الثالثة‪ ،‬حيث يعتقد المراجعون في الجزائر أن مستعملي تقريرهم راضين‬
‫عنه و انه يلبي احتياجاتهممن المعلومات‪ ،‬كما حصلت هذه العبارة على متوسط ‪ 4.29‬اي موافق جدا و‬
‫الرتب ة الثانية من قبل مستخدمي القوائم المالية لسبب ان تقرير المراجعة هو الوسيلة التي يعتمدون عليها في‬
‫اتخاذ ق ارراتهم و أنه مصدر ثقتهم‪.‬‬
‫‪-‬أما العبارة ‪ 5‬المتعلقة ب"تقييم نظام الرقابة الداخلية" فلقت تقارب بين وجهات نظر الفئتين حيث اخذت‬
‫المرتبة األولى بالنسبة لفئة مستخدمي القوائم المالية بمتوسط ‪ 4.85‬موافق جدا و بتشتت ضعيف ‪ 0.36‬اي‬
‫بنسبة ‪ %85‬موافق جدا و الباقي موافق‪ ،‬و مرد ذلك الى الثقة التي يوليها مستخدمي القوائم المالية لنظام‬
‫الرقابة الداخية في حالة قوته و فعاليته في الشركة و من ثم القوائم المالية و تقرير المراجع‪ ،‬أما الفئة األخرى‬
‫(مراجعي الحسابات) فقد اعطتها المرتبة الثانية بمتوسط ‪ 4.04‬و التي تمثل موافق حيث أن تقييمه لنظام‬
‫الرقابة الداخلية سوف يمكنه من تحديد نقاط القوة و الضعف في المؤسسة و بالتالي زيادة الدقة في تقريره مما‬
‫ينتج عنه زيادة ثقة المستثمرين في القوائم المالية‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫و قد قامت مجموعة من افراد عينة الدراسة باقتراح عوامل اخرى تزيد من دور و نسؤوليات المراجع تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة توفر الكفاءة و الخبرة لدى المراجع وان تكون لديه تجربة في التسيير قبل ان يصبح مراجعا‪.‬‬
‫‪ -‬قيام المصف الوطني للخبراء المحاسبين و الغرفة الوطنية لمحافظي الحسابات بمراقبة الجودة و‬
‫النوعية على مكانب المراجعة‪.‬‬

‫د‪-‬فاعلية لجنة المراجعة‪:‬‬


‫الجدول (‪ :)10-5‬نتائج آراء عينة الدراسة حول فاعلية لجنة المراجعة‬

‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬


‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪3‬‬ ‫‪1.56‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.828‬‬ ‫‪ -1‬دعم و تحسين استقالل المراجع من خالل متابعة و ‪2.74‬‬
‫مراقبة استقالليه و مناقشته حول طبيعة و نطاق عمله‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.806‬‬ ‫‪2.96‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.836‬‬ ‫‪ -2‬تعمل لجنة المراجعة على استفادة المراجع الخارجي ‪2.66‬‬
‫من تقارير المراجعة الداخلية‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.955‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.611‬‬ ‫‪ -3‬تقوم لجنة المراجعة بفحص القوائم المالية قبل ‪3.62‬‬
‫توقيعها من قبل مجلس االدارة‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.89‬‬ ‫‪3.23‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.558‬‬ ‫‪ -4‬مناقشة االدارة و المراجع الخارجي بأي مستجدات ‪3.96‬‬
‫هامة تأثر على التقارير المالية مثل التغيير في المبادئ‬
‫المحاسبية‪ ،‬كفاية نظام الرقابة الداخلية‬
‫‪6‬‬ ‫‪1.063‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.404‬‬ ‫‪ -5‬مناقشة االدارة حول المخاطر المالية الرئيسية و ‪4.15‬‬
‫الخطوات المتخذة من قبل هذه االخيرة للرقابة و‬
‫السيطرة على هذه المخاطر‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.911‬‬ ‫‪2.68‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.624‬‬ ‫‪ -6‬مناقشة المراجع الخارجي حول أي امور او ‪3.24‬‬
‫مصاعب أو قيود على عمله أثناء قيامه بمهمته و كذلك‬
‫صعوبات حصوله على المستندات الالزمة‬
‫‪0.960‬‬ ‫‪3.039‬‬ ‫‪0.572‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫المتوسط العام‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )10-5‬إلى أن اتجاهات عينة الدراسة تميزت بالميل للحياد في مجملها ‪،‬حيث بلغ‬
‫المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )3.40‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن الفئة الثالة من‬
‫فئات ليكرت الخماسي بين [‪ ]3.4-2.61‬و هي الفئة التي تشير الى درجة إجابة "محايد"‪ ،‬كما أن اإلجابات‬
‫كانت متقاربة و هو ما يظهر في االنحراف المعياري ‪.0.572‬‬

‫‪249‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 3.093‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫الفئة الثالثة من فئات لكرت الخماسي [‪ ،]3.4-2.61‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة "محايد"‪ ،‬كذلك‬
‫االجابات في هذه الفئة تتميز بالتشتت نوعا ما حيث االنحراف المعياري ‪.0960‬‬

‫حيث في أري الباحثة تعود هذه النتائج إلى نقص الثقافة حول لجان المراجعة خاصة لدى مستخدمي‬
‫القوائم المالية من غير البنوك لعدم تواجدها فعال على مستوى الشركات‪ ،‬و نقص الوعي بأهميتها في‬
‫المؤسسات و هذا ما يفسره التشتت الكبير في بعض االجابات ‪ ،‬اما بالنسبة لمراجعي الحسابات فالحظت‬
‫الباحثة منن خالل بعض المقابالت ان هناك عدم فهم لمهام لجنة المراجعة خاصة فيما يخص دعم استقالل‬
‫المراجع حيث يعتقد هؤالء أ نهم مستقلين بنص القانون و ال يمكن الي جهة دعم استقاللهم‪ ،‬و ان االيجابات‬
‫االجابية كانت من قبل المراجعين الذين يمارسون مهنة التدريس في الجامعة ما يفسر فهمهم لهذه اللجان و‬
‫اهمية وجودها في الشركات و ما تحققه من زيادة في جودة التقارير المالية و بالتالي زيادة الثقة لدى‬
‫مستخدمي القوائم المالية‪.‬‬

‫حيث يظهر كذلك من خالل الجدول اعاله ان‪:‬‬

‫‪ -‬هناك تقارب في آراء الفئتين بالنسبة للعبارات للعباراة ‪ 6 ،3 ،2 ،1‬حيث يظهر الحياد فيما يخص‬
‫العبارتين ‪ 1‬و‪ 2‬فبالنسبة لمراجعي الحسابات نجد متوسط ‪ 2.74‬و ‪ 2.66‬للعبارات السابقة على الترتيب أما‬
‫بالنسبة للفئة االخرى فنجد متوسط ‪ 3.17‬للعبارة ‪ 1‬و متوسط ‪ 2.96‬بالنسبة للعبارة ‪ ،2‬في حين ان اتفاقهما‬
‫حول العبارة الثالثة فقد كان ايجابيا بمتوسط ‪ 3.62‬ما يشير الى موافق بالنسبة للمراجعين و ‪( 3.85‬موافق)‬
‫بالنسبة لمستعملي القوائم المالية و ذلك فيما يتعلق بفحص لجنة المراجعة للقوائم المالية قبل عرضها على‬
‫مجلس اإلدارة بسبب أنها منبثقة عنه مباشرة‪ .‬أما فيما يخص مناقشة لجنة المراجعة للمراجع حول أي‬
‫صعوبات تقابله هناك تضارب في األراء و كما سبق الذكر يرجع ذلك الى نقص الثقافة و عدم الفهم‬
‫لمهامها‪.‬‬

‫‪-‬كما أن هناك اختالف في آراء العينتين فيما يتعلق بالعبارتين ‪ 5 ،4‬حيث نجد أن المراجعون يوافقون‬
‫بمتوسط ‪ 3.96‬حول مناقشة لجنة المراجعة لمراجع الحسابات حول اي مستجدات قد تؤثر على التقارير في‬
‫حين أن مستخدمي القوائم المالية يبقون محايدين بوسط حسابي ‪ 3.23‬ألنه في رايهم ان ال احد يتدخل في‬
‫عمل المراجع او مناقشته النه سوف يمس باستقالله‪ .‬امابالنسبة للعبارة ‪ 5‬هناك اختالف كبير بين ارائهما‬

‫‪250‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫حيث يؤيد المراجعون مناقشة لجنة المراجعة لالدارة بمتوسط ‪ 4.15‬موافق‪ ،‬مقابل ‪ 2.68‬غير موافق بالنسبة‬
‫لمستعملي القوائم المالية‪.‬‬

‫و قد قامت مجموعة من أفراد عينة الدراسة باقتراح عوامل أخرى تزيد من فاعلية لجنة المراجعة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬البد أ ن يتم تشكيلها من ذوي الكفاءة و ان تشمل جميع المصالح و المديريات التقنية و المالية و‬
‫التجارية و االنتاجية وان تكون تابعة مباشرة لمجلس االدارة حتى تحافظ على استقاللها و تقوم‬
‫بمهامها على اكمل وجه‪.‬‬
‫‪- ‬ضرورة عقد ندوات و ملتقيات تعمل على التعريف بلجنة المراجعة و توضيح أدوارها و اهميتها في‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫ه‪-‬فاعلية المراجعة الداخلية‪:‬‬


‫الجدول (‪ :)11-5‬نتائج اراء عينة الدراسة حول فاعلية المراجعة الداخلية‬

‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬


‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.619‬‬ ‫‪4.45‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.524‬‬ ‫‪ -1‬استقالل المراجع الداخلي و عدم التدخل في نطاق ‪3.88‬‬
‫عمله و تفاعله المباشر مع لجنة المراحعة‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.510‬‬ ‫‪4.15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.504‬‬ ‫‪4.16‬‬ ‫‪ -2‬التزام المراجع الداخلي بأخالقيات المهنة‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.801‬‬ ‫‪3.57‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.500‬‬ ‫‪ -3‬التزامه بالمعايير الدولية للممارسة المهنية للمراجعة ‪4.45‬‬
‫الداخلية‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.570‬‬ ‫‪4.26‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.383‬‬ ‫‪ -4‬متابعة تطبيق نظام الرقابة الداخلية و تقييمه و ‪4.18‬‬
‫إخطار االدارة بنقاط القوة و الضعف الموجودة فيه‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.834‬‬ ‫‪3.25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.660‬‬ ‫‪ -5‬مساعدة المؤسسة في ايجاد رقابة فعالة بواسطة تقييم ‪3.76‬‬
‫فعاليتها و كفاءتها و تعزيز التحسين المستمر‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.441‬‬ ‫‪4.26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.486‬‬ ‫‪ -6‬مراجعة سياسة المخاطر التي تنتهجها المؤسسة و ‪3.97‬‬
‫معرفة أهداف البرنامج‪.‬‬
‫‪0.5547‬‬ ‫‪4.08‬‬ ‫‪0.421‬‬ ‫‪4.07‬‬ ‫المتوسط العام‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناءا على نتائج ‪SPSS‬‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )11-5‬الى ان اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو جميع العبارات المتعلقة بلجنة‬
‫المراجعة‪ ،‬و هي متفقة جدا حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )4.07‬حيث يقع‬
‫هذا المتوسط في المجال[‪ ] 5-4‬ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي بين (‪ )4.2-3.6‬و هي الفئة‬

‫‪251‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫التي تشير إلى درجة اجابة "موافق"‪ ،‬كما ان االجابات كانت متقاربة و هو ما يظهر في اإلنحراف المعياري‬
‫‪.0.421‬‬

‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 4.08‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫الفئة الرابعة من فئات لكرت الخماسي بين (‪ ، )4.2-3.6‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة "موافق "‪،‬‬
‫كذلك االجابات في هذه الفئة متقاربة حيث ان االنحراف المعياري ‪.0.5547‬‬

‫كما تشير بيانات هذا الجدول إلى‪:‬‬


‫‪-‬يظهر من خالل الشكل العام ان هناك بعض االختالف في ترتيب العبارات ما بين الفئتين إال أن درجة‬
‫الموافقة عليها كانت متقاربة و متفقة عموما‪ ،‬فنجد بالنسبة للعبارات ‪.6 ،3 ،1‬‬
‫‪-‬فنجد أن العبارة ‪ 1‬المتعلقة باستقالل المراجع الداخلي و عدم التدخل في نطاق عمله قد تم اعطاؤها المرتبة‬
‫االولى من قبل مستخدمي القوائم المالية بمتوسط ‪ 4.45‬اي بدرجة موافق جدا‪ ،‬في حين جاءت في المرتبة‬
‫الرابعة لكن بمتوسط ‪ 3.88‬التي تشير إلى درجة موافق لدى فئة المراجعين حيث ترى هذه االخيرة ان المراجع‬
‫الداخلي ال يستطيع الحفاظ على استقالله التام باعتبار انه من موظفي الشركة‪.‬‬
‫‪-‬اما بالنسبة للعبارة ‪ 3‬وهي التزام المراجع الداخلي بالمعايير الدولية للممارسة المهنية فقد جاءت في المرتبة‬
‫االولى لدى فئة المراجعين بوسط حسابي ‪ 4.45‬اي موافق جدا ‪ ،‬و بالرغم من تحصلها على المرتبة الرابعة‬
‫من طرف مستخدمي القوائم المالية اال ان الوسط الحسابي كان ‪ 3.57‬ما يشير الى درجة موافق‪ .‬كذلك‬
‫بالنسبة للعبارة ‪ 6‬فيما يخص مراجعة سياسة المخاطر فقد اخذت المرتبة ‪ 5‬لدى فئة المراجعين بمتوسط‬
‫‪ 3.97‬اي موافق و نالت المرتبة الثانية لدى مستخدمي القوائم المالية بمتوسط ‪ 4.25‬اي موافق جدا لدى‬
‫مستخدمي القوائم المالية حيث يظهر أن المتوسطات متقاربة و يرجع بعض االختالف الى اختالف وجهات‬
‫نظرهم حيث يعتمد المراجعين على الجانب التقني في حين يبحث مستخدموا القوائم على زيادة ثقتهم في‬
‫المعلومات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك تقارب كبير بين أراء الفئتين حول العبارات ‪ 4 ، 2‬و‪ 5‬حيث تؤكد الفئتان على ضرورة التزام المراجع‬
‫الداخلي باخالقيات المهنة بمتوسط يكاد يكون متساوي ‪ 4.16‬للمراجعين و ‪ 4.15‬للفئة الثانية ما يشير إلى‬
‫درجة موافق‪ ،‬كما يتفقان بشدة حول اهمية متابعته لتطبيق نظام الرقابة الداخلية و إخطار االدارة بنقاط القوة‬
‫و الضعف فيه بمتوسط ‪ 4.18‬و ‪ 4.26‬لكل من المراجعين و مستخدمي القوائم على الترتيب‪ ،‬كذلك يتفقان‬

‫‪252‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫حول أهمية دوره في مساعدة المؤسسة في الرقابة و التحسين المستمر بمتوسط ‪ 3.76‬و ‪ 3.25‬اي موافق‬
‫لكل منهما‪.‬‬
‫كما قامت مجموعة من أفراد العينة باقتراح عوامل اخرى تعمل على تدعيم فعالية المراجعة الداخلية‪:‬‬
‫‪-‬ال بد ان تكون وظيفة المراجعة الداخلية مستقلة و مصنفة كوظيفة عليا في الشركة‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة اشتمال قسم المراجعة الداخلية على مجموعة من المراجعين لهم تخصصات مختلفة في ادارة‬
‫المخاطر‪ ،‬كمستشار في مخاطر السوق‪ ،‬و اخر في مخاطر التمويلو خاصة على مستوى الشركات الكبرى‪.‬‬

‫و‪ -‬العوامل المساعدة في التقليل من فجوة التوقعات في المراجعة‬


‫الجدول (‪ :)12-5‬نتائج أراء عينة الدراسة حول العوامل المساعدة على تضييق فجوة التوقعات‬
‫مستخدمي القوائم المالية‬ ‫مراجعي الحسابات‬
‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫الرتبة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫العبارة‬
‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.462‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.431‬‬ ‫‪ -1‬اعتماد الشركة على النظام المحاسبي المالي في ‪3.76‬‬
‫اعداد القوائم المالية و وجود سياسات داخلية تمكن من‬
‫الحصول على قوائم مالية ذات جودة تتسم باالفصاح‬
‫الكافي تحد من التوقعات المبالغ فيها‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.496‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪ -2‬وجود انظمة ضبط و رقابة داخلية فعالة تقلل من ‪3.64‬‬
‫حدوث التالعب و الغش في القوائم المالية‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.380‬‬ ‫‪4.83‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.477‬‬ ‫‪ -3‬وضع و اعتماد معايير مراجعة وطنية و قواعد ‪4.66‬‬
‫سلوك مهني تتماشى مع معايير المراجعة الدولية و‬
‫االلتزام بتطبيقها‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.568‬‬ ‫‪4.36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.464‬‬ ‫‪ -4‬وجود اطار قانوني يحدد نطاق عمل و مسؤوليات ‪4.24‬‬
‫مراجع الحسابات و التزامه بمعايير االداء المهني‬
‫‪5‬‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪3.55‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.822‬‬ ‫‪ -5‬قيام الجهات الرقابية المعنية بمراقبة جودة و نوعية ‪3.51‬‬
‫اداء مكاتب المراجعة وفرض عقوبات في حالة المخالفة‬
‫‪0.529‬‬ ‫‪4.408‬‬ ‫‪0.539‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫المتوسط العام‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫تشير بيانات الجدول(‪ )12-5‬إلى أن اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو جميع العبارات المتعلقة العوامل‬
‫التي تساهم في تضييق الفجوة ‪،‬حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمراجعي الحسابات (‪ )3.96‬حيث‬
‫يقع هذا المتوسط في المجال[‪ ]4-3‬و ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي بين(‪ ) 4.2-3.6‬و هي‬

‫‪253‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫الفئة التي تشير إلى درجة إ جابة "موافق"‪ ،‬كما ان االجابات كانت متقاربة و هو ما يظهر في االنحراف‬
‫المعياري ‪.0.539‬‬

‫كما بلغ المتوسط الحسابي الكلي بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية ‪ 4.408‬حيث يقع هذا المتوسط ضمن‬
‫الفئة الخامسة من فئات لكرت الخماسي [‪ ،]5-4.21‬و هي الفئة التي تشير الى درجة اجابة "موافق جدا"‪،‬‬
‫كذلك االجابات في هذه الفئة متقاربة حيث ان االنحراف المعياري ‪.0.529‬‬

‫كما تشير بيانات هذا الجدول الى‪:‬‬


‫‪-‬هناك تقارب كبير بين اراء الفئتين فيما يخص العبارتين ‪ ،5 ،4 ،3‬حيث هناك اتفاق بشدة "حول وضع‬
‫معايير مراجعة و قواعد سلوك مهني تتماشى مع معايير المراجعة الدولية و ضرورة تطبيقها" (عبارة ‪،)3‬‬
‫حيث جات في المرتبة االولى من وجهة نظر الفئتين اين بلغ الوسط الحسابي ‪ 4.66‬لدى فئة المراجعين‬
‫مقابل ‪ 4.83‬للفئة االخرى و التي تشير الى درجة " موافق جدا" بالنسبة للفئتين ‪ ،‬هذا ما يدل كذلك على‬
‫وجود فجوة معايير و التي تضم بدورها فجوة استقاللية او فجوة جودة او فجوة مسؤولية‪،‬و بخصوص العبارة ‪4‬‬
‫هناك كذلك اتفاق بشدة حول ضرورة "وضع اطار يحدد نطاق عمل و مسؤوليات المراجع" بمتوسطات تفوق‬
‫‪ 4.21‬و التي تؤكد وجود فجوة اداء‪ ،‬اما فيما يخص العبارة ‪ 5‬فقد اتفقت الفئتين على اعطائها المرتبة االخيرة‬
‫بالرغم من اتفاقهم على ضرورة قيام الجهات المسؤولة عن الرقابة على المهنة بمراقبة جودة مكاتب المراجعة‪،‬‬
‫حيث كان متوسط االجابة بدرجة "موافق" بالنسبة للفئتين‪.‬‬

‫‪-‬أما العبارة‪" 1‬االعتماد على ‪ scf‬في إ عداد القوائم و تحسين جودة االفصاح في القوائم" لقيت موافقة بشدة‬
‫من قبل مستخدمي القوائم المالية مقابل موافق من قبل الفئة االخرى‪ ،‬و التي تدل على وجود فجوة معقولية‪.‬‬

‫‪ -‬يظهر كذلك من خالل الجدول ان هناك الحاح بشدة من قبل مستخدمي القوائم على ضرورة وجود انظمة‬
‫ضبط و رقابة داخلية (عبارة ‪ )2‬بمتوسط ‪ ،4.6‬مقابل متوسط ‪ 3.64‬موافق من قبل مراجعي الحسابات‪ ،‬و‬
‫هذا ما يؤكد وجود فجوة المعقولية‪.‬‬

‫ترى الباحثة أنه من خالل االتجاه االيجابي لإلجابات السابقة المتعلقة بالجدول (‪ )11-5‬ان هناك تاكيد‬
‫على وجود فجوة توقعات المراجعة في الجزائر و ذلك باتفاق الفئتين سواءا المراجعين أو مسخدمي القوائم‬
‫المالية‪ ،‬و من اجل تحديد نوع الفجوة الموجودة‪ ،‬قامت الباحثة بتقصي ذلك من خالل أسئلة طرحت على‬
‫مراجعي الحسابات فقط دون مستخدمي القوائم باعتبارهم المعنيون أكثر بالموضوع‪ ،‬وفيما يلي نتائج ذلك‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫ز‪-‬تقصي مكونات فجوة التوقعات الموجودة في الجزائر‬

‫الجدول (‪ :)13-5‬نتائج اراء عينة الدراسة من فئة مراجعي الحسابات حول نوع فجوة توقعات المراجعة‬
‫في الجزائر‬

‫المؤشرات اإلحصائية‬ ‫االستجابات‬ ‫التكرار‬


‫النسبة‬
‫غير موافق المتوسط االنحراف الرتبة‬ ‫غير‬ ‫غير‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫ت‬ ‫العبارة‬
‫الحسابي المعياري‬ ‫إطالقا‬ ‫موافق‬ ‫متأكد‬ ‫جدا‬ ‫‪%‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-1‬عدم ادراك المجتمع المالي لنطاق ت‬
‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪8‬‬ ‫عمل المراجع الخارجي و حدود ‪%‬‬

‫مسؤولياته‬
‫‪8 1.02‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-2‬توقعات غير معقولة و مبالغ فيها ت‬
‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪62‬‬ ‫من قبل مستخدمي القوائم المالية ‪%‬‬
‫ألداء المراجع‬
‫‪9‬‬ ‫‪1.17 2.89‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-3‬عدم تمتع المراجع الخارجي ت‬
‫‪7‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%‬‬ ‫باالستقالل التام‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.55 4.07‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪ -4‬انخفاض جودة األداء في ت‬
‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المراجعة‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.65 4.24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪ -5‬قصور المعايير و القوانين ت‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المنظمة لمهنة المراجعة المحددة ‪%‬‬
‫لمسؤوليات و واجبات المراجع‬
‫‪6‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪3.42‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-6‬عدم الدقة و الوضوح في تقرير ت‬
‫‪2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المراجع الخارجي‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.592 4.62‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪-7‬قصور نظام الرقابة الداخلية في ت‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المؤسسة‬

‫‪7‬‬ ‫‪1.14 3.21‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-8‬قصور التقارير المحاسبية في ت‬
‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪65‬‬ ‫مواكبة تغيرات المجتمع و احتياجاته ‪%‬‬
‫المالية الجديدة‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.92 3.59‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-9‬نقص الخبرة و الكفاءة المهنية ت‬
‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%‬‬ ‫للمراجع‬
‫‪0.882 4.04‬‬ ‫المتوسط العام‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪spss‬‬

‫‪255‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫تشير األرقام في الجدول رقم (‪ )13 -5‬في شكلها العام إلى أن اتجاهات عينة الدراسة ايجابية نحو معظم‬
‫العبارات المتعلقة بمكونات فجوة التوقعات حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي ‪ 4,04‬و الذي يقع بين [‪،]5 ،4‬‬
‫كما أن هذا المتوسط يقع ضمن الفئة الرابعة من فئات ليكرت الخماسي من (‪ 3.41‬إلى ‪ ،)4.2‬و هي الفئة‬
‫التي تشير إلى درجة إجابة موافق و التي تؤكد رضا غالبية مراجعي الحسابات‪.‬‬

‫كما قمنا بترتيب العبارات المقترحة لتحليل مكونات فجوة التوقعات حسب توجه استجابات األغلبية من‬
‫عينة الدراسة والتي تعكسها لنا المتوسطات الحسابية‪ ،‬لذا سنتناول العبارات حسب ترتيبها من األولى إلى‬
‫األخيرة و تحديد نوع الفجوة وفقا لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬قصور نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة‪ :‬يظهر لنا أن عينة الدراسة توافق جدا بنسبة ‪ %68‬و‬
‫بمتوسط ‪ 4.62‬اي موافق جدا على ان قصور نظام الرقابة الداخلية يؤدي الى ايجاد فجوة المراجعة حيث‬
‫يصعب على المراجع اكتشاف الغش و التالعبات باستعمال الوسائل المتاحة امامه ما يؤدي الى وجود فجوة‬
‫معقولية‪.‬‬

‫‪ -2‬قصور المعايير و القوانين المنظمة لمهنة المراجعة المحددة لمسؤوليات و واجبات المراجع‪ :‬حيث يظهر‬
‫ما نسبته ‪ %58‬موافق جدا و متوسط ‪ 4.24‬ما يعني وجود فجوة معايير‪.‬‬

‫‪-3‬انخفاض جودة االداء في المراجعة‪ :‬حيث وافق جدا ‪ %55‬من مراجعي الحسابات ما يعني وجود فجوة‬
‫جودة ‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم ادراك المجتمع المالي لنطاق عمل المراجع الخارجي و حدود مسؤولياته‪ :‬بمتوسط ‪ 3.78‬ما يشير‬
‫الى درجة موافق و هو ما يؤكد وجود فجوة المعقولية‪.‬‬

‫‪ -5‬نقص الخبرة و الكفاءة المهنية للمراجع‪ :‬بمتوسط ‪ 3.59‬ما يشير الى درجة موافق و هو ما يؤكد على‬
‫وجود فجوة الجودة‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم الدقة و الوضوح في تقرير المراجع الخارجي‪ :‬هناك ما نسبته ‪ %41‬موافق فقط على عدم الدقة في‬
‫التقرير بمتوسط ‪ ،3.41‬حيث اثبت الكثير من المراجعين على رضا عمالئهم على تقريرهم‪.‬‬

‫‪ -7‬قصور التقارير المحاسبية في مواكبة تغيرات المجتمع و احتياجاته المالية الجديدة‪،‬و كذلك توقعات غير‬
‫معقولة‪ ،‬هناك حياد على هذان العنصران حيث تعددت االراء حولهما و قد يرجع ذلك لعدم فهمهم للعبارات‬
‫خاصة بالنسبة لعنصر التوقعات غير المعقولة‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪-8‬المرتبة األخيرة كانت للفقرة التي تضمنت عدم تمتع مراجع الحسابات باالستقالل حيث لم يوافق مراجعي‬
‫الحسابات هذه العبارة حيث كان الوسط الحسابي ‪ 2.89‬ما يشير إلى غير موافق و ذلك بنسبة ‪ %45‬و‬
‫بتشتت كبير حيث بلغ االنحراف المعياري ‪ ،1.17‬ما يظهر عدم وجود فجوة استقالل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحليل االحصائي االستداللي‪:‬‬


‫قبل القيام باختبار فرضيات الدراسة نقوم أوال بتكوين نموذج الدراسة المعبر عن العالقة بين االليات‬
‫الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات و فجوة التوقعات‪ ،‬ثم نقوم بتقدير معامالت النموذج الدراسي‪ ،‬و في‬
‫األخير نقوم بتقييمه و اختبار فرضية الدراسة‪.‬‬

‫‪ -1‬التعريف بنموذج الدراسة‬


‫من خالل المعالجة اإلحصائية إلجابات أفراد عينة الدراسة ككل (مراجعي الحسابات و مسخدمي القوائم‬
‫المالية) المشار إليها في االستبيانات باستعمال برنامج ‪ ،SPSS‬يظهر ان الخطا المعياري للتقدير هو ‪0.146‬‬
‫(الملحق‪ ، )c‬ما يعني أن االتجاه العام لنموذج الدراسة يمثل عالقة انحدار خطي‪ ،‬لذلك تم االعتماد في تمثيله‬
‫على المعادلة العامة ‪:‬‬

‫)‪α5E- α4D-α3C-α2B-α1A-= Q0 G= F (A, B, C, D, E‬‬

‫‪ :G ‬المتغير التابع‪ :‬يمثل القيمة التقديرية لفجوة التوقعات‪.‬‬


‫‪ :A,B,C,D,E ‬المتغيرات المستقلة و تمثل‪ A :‬مسؤوليات مجلس االدارة‪ B ،‬دور االدارة العليا‪ C ،‬دور‬
‫و مسؤوليات مراجع الحسابات‪ D ،‬دور لجنة المراجعة‪ E ،‬دور المراجعة الداخلية‪.‬‬
‫‪ :Q0 ‬القيمة االبتدائية للفجوة في حالة وجود االليات لكن ال تتصف هذه االليات بالمواصفات التي‬
‫تتطلبها حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ :α1 ‬تمثل الميل الحدي لمسؤوليات مجلس االدارة و الذي يعني انه كلما توفرت مسؤولية من‬
‫مسؤوليات مجلس االدارة وفق متطلبات حوكمة الشركات انخفضت فجوة التوقعات بمقدار ‪α1‬‬
‫‪ :α2 ‬تمثل الميل الحدي لدور االدارة العليا و الذي يعني انه كلما توفر دور من ادوار االدارة العليا‬
‫وفق متطلبات حوكمة الشركات انخفضت فجوة التوقعات بمقدار ‪α2‬‬
‫‪ :α3 ‬تمثل الميل الحدي لدور و مسؤوليات مراجع الحسابات و الذي يعني انه كلما تحققت مسؤوليات‬
‫المراجع وفق متطلبات حوكمة الشركات انخفضت فجوة التوقعات بمقدار ‪α3‬‬

‫‪257‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ : α4 ‬تمثل الميل الحدي لدور لجنة المراجعة و الذي يعني أنه كلما توفر دور من ادوار لجنة‬
‫المراجعة وفق متطلبات حوكمة الشركات انخفضت فجوة التوقعات بمقدار ‪α4‬‬
‫‪ :α5 ‬تمثل الميل الحدي لدور ادارة المراجعة الداخلية و الذي يعني أنه كلما كانت فعالية المراجعة‬
‫الداخلية وفق متطلبات حوكمة الشركات انخفضت فجوة التوقعات بمقدار ‪α5‬‬

‫‪-2‬تقدير النموذج و اختباره‬


‫الجدول (‪ :)14-5‬تقدير و اختبار النموذج‬
‫معامل التحديد معامل التحديد المصحح‬ ‫الخطا المرافق ل ‪t‬‬ ‫قيمة‬
‫‪2‬‬
‫‪R‬‬ ‫)‪sig(t-test‬‬ ‫المعلمة‬
‫‪0.934‬‬ ‫‪0.936‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.900-‬‬ ‫‪α1‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.930-‬‬ ‫‪α2‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.841-‬‬ ‫‪α3‬‬
‫‪0.0001‬‬ ‫‪0.583-‬‬ ‫‪α4‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪1.047-‬‬ ‫‪α5‬‬
‫‪‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة باالعتماد على مخرجات ‪SPSS‬‬

‫من الجدول السابق يمكن صياغة النموذج كما يلي‪:‬‬


‫‪G= 1.4-0.9A-0.93B-0.841C-0.583D-1.047D‬‬

‫القيمة االبتدائية ‪ G0‬في حالة وجود اآلليات لكن ال تتصف بالمواصفات التي تتطلبها حوكمة الشركات هي‬
‫‪.1.4‬‬
‫‪ 0.900 =α1-‬يعني انه كلما تم تدعيم مسؤولية من مسؤوليات مجلس االدارة وفق ما تتطلبه الحوكمة بوحدة‬
‫واحدة مع ثبات المتغيرات االخرى فان الفجوة سوف تتقلص ب ‪. 0.9‬‬
‫‪ 0.93= α2-‬يعني انه كلما تم تدعيم دور االدارة العليا وفق ما تتطلبه الحوكمة بوحدة واحدة مع ثبات‬
‫المتغيرات االخرى فان الفجوة سوف تتقلص ب ‪.0.93‬‬
‫‪ 0.841 = α3-‬يعني انه كلما تم تدعيم دور و مسؤوليات مراجع الحسابات وفق ما تتطلبه الحوكمة بوحدة‬
‫واحدة مع ثبات المتغيرات االخرى فان الفجوة سوف تتقلص ب ‪0.841‬‬

‫‪ ‬ملحق ‪.4‬‬

‫‪258‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫‪ 0.583= α4-‬يعني أنه كلما تم تدعيم دور لجنة المراجعة وفق ما تتطلبه الحوكمة بوحدة واحدة مع ثبات‬
‫المتغيرات االخرى فان الفجوة سوف تتقلص ب ‪.0.583‬‬
‫‪ 1.047= α5-‬يعني أنه كلما تم تدعيم دور المراجعة الداخلية وفق ما تتطلبه الحوكمة بوحدة واحدة مع ثبات‬
‫المتغيرات االخرى فان الفجوة سوف تتقلص ب ‪.1.047‬‬

‫ا‪ -‬معامل التحديد (‪)R2‬‬


‫يستخدم معامل التحديد لمعرفة مقدار تأثير المتغير التابع بالمتغير المستقل‪ ،‬و ذلك من خالل النموذج‬
‫الرياضي المختار للتعبير عن عالقة ‪ Y‬ب ‪ ،X‬و كلما كانت قيمة معامل التحديد قريبة من ‪ 1‬كلما كانت‬
‫‪1‬‬
‫العالقة بين ‪ Y‬و ‪ X‬متينة و قوية و النموذج المقترح واقعي و صحيح‬
‫معامل التحديد ‪ 0.936 = R2‬و معامل التحديد المصحح‪ 0.934 =R ajustd :‬ما يعني أن المتغيرات‬
‫المستقلة تستطيع أن تفسر ما يفوق ‪ %93‬من التغيرات الحاصلة في الفجوة و الباقي أقل من ‪ %7‬يرجع إلى‬
‫عوامل عشوائية‪.‬‬

‫بـ‪-‬مستوى الداللة‪Sig :‬‬


‫إذا كان مستوى الداللة المحسوب أقل من مستوى الداللة ‪ )p<0.0 5 ( 0.05 = sig‬نقبل الفرضية‬
‫البديلة و نرفض فرضية العدم‪ ،‬و حسب ما يظهر في الجدول أعاله فان مستوى الداللة بالنسبة لجميع‬
‫المتغيرات المستقلة أقل من هذا المستوى أي نقبل الفرضيتين المكونة للفرضية الخامسة أي يوجد تأثير‬
‫لألليات الداخلية و الخارجية لحوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات‪ ،‬و تعتبر مفسرات حقيقية لها‪.‬‬

‫‪ 1‬مكيد علي‪ " ،‬االقتصاد القياسي‪ :‬دروس و مسائل محلولة"‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 :‬ص‪.49 :‬‬

‫‪259‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬نموذج مقترح لدور اليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة مع دراسة ميدانية‬

‫خالصة‪:‬‬

‫لقد حاولنا في هذا الفصل الوصول إلى نموذج مقترح لدور آليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة‬
‫التوقعات في المراجعة و دراسته من خالل استبيان و تحليله‪ ،‬حيث قمنا بـ‪:‬‬

‫محاولة التعرف على واقع حوكمة الشركات في الجزائر من خالل التطرق إلى أهم االصالحات‬
‫المحاسبية التي عرفتها الجزائر و التي توجت بتبني النظام المحاسبي المالي‪ ،‬كما تعرفنا على أثره على‬
‫بورصة الجزائر و دوره في تحسين جودة المعلومات المحاسبية‪ ،‬كما قمنا بعرض عام لحوكمة الشركات في‬
‫الجزائر و اهم التحديات التي تواجهها ‪.‬‬

‫كما حاولنا التعرف على االطار المرجعي للمراجعة الخارجية في الجزائر من خالل التطرق الى كل من‬
‫استقالل و كفاءة المراجع‪ ،‬العناية المهنية و السر المهني‪ ،‬في االخير تقرير المراجع و ذلك من خالل تحليل‬
‫النصوص القانونية و التشريعية المتعلقة بذلك‪.‬‬

‫صياغة النموذج وتعريفه‪ ،‬تحديد اهدافه و االطراف الموجه اليهم‪.‬‬

‫ثم الدراسة الميدانية أين قمنا أوال بسرد إجراءات إعداد اإلستبيان و توزيعه و صوال إلى تحليل البيانات‬
‫و صياغة نموذج اإلنحدار ‪ ،‬حيث كانت التحليالت متناسقة مع ما تم طرحه في الفصول السابقة ‪ ،‬حيث‬
‫سنقوم بتفصيل هذه النتائج في خاتمة هذه األطروحة‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫الخاتمة‬

‫تقوم مهنة المراجعة بخدمة العديد من األطراف المستخدمين للقوائم المالية من خالل إضفاء الثقة على‬
‫هذه القوائم و الذي يعتبر أهم هدف تسعى المهنة لتحقيقه‪ ،‬و تواجه مهنة المراجعة في الوقت الحاضر عدة‬
‫تحديات في ظل سرعة تداول المعلومات المحاسبية و المالية و عولمة االسواق‪ ،‬و سرعة تطور و تغير‬
‫احتياجات ذوي المصلحة من مهنتي المحاسبة و المراجعة‪ ،‬حيث يجب على المراجعة أن تكون بمثابة جرس‬
‫االنذار المبكر على أي مشكل قد يلحق بالشركة‪.‬‬

‫و نظ ار لما شهدته العقود األخيرة من شكوك حول فقدان الثقة و المصداقية في المهنة ظهر ما يعرف‬
‫بمعضلة فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬و التي تعتبر من المشاكل التي أثارت اهتمام العديد من الباحثين في‬
‫مجال المحاسبة و المراجعة و خاصة بعد مجمل األزمات التي مست العديد من دول العالم‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫تجاهل هذه الفجوة أو اعتبارها غير موجودة و ذلك إلرتباطها بمهنة المراجعة و التي تعتبر كعلم اجتماعي و‬
‫ليس علم دقيق ما يجعلها تقبل العديد من النقائص و اإلنتقادات‪ ،‬و كما نعلم أن المحاسبة و المراجعة تتبع‬
‫تطور احتياجات المجتمع و توقعاته و ال يمكن أن تقوده‪ ،‬و بالنظر إلى سرعة تطور هذه اإلحتياجات و‬
‫التوقعات فإن المراجعة ال يمكن أن تواكب هذه السرعة ما يخلق فارق زمني يتسبب في خلق مشاكل اتجاه‬
‫المهنة‪ ،‬و بالنظر إلى هذه األخيرة نجد أن فجوة توقعات المراجعة سوف تبقى دائما في حالة ديناميكية ما‬
‫يجعل القضاء عليها أم ار مستحيال‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من محاوالت تضييقها من خالل محاولة معالجة‬
‫مسبباتها كلما ظهرت أو تطورت‪ ،‬و قد ترجع أسباب هذه الفجوة إما للتوقعات المبالغ فيها من قبل مستخدمي‬
‫القوائم المالية اتجاه تقرير المراجع حيث يستحيل عليهم إدراك كل مسؤوليات المراجع‪ ،‬و إما بسبب قصور‬
‫اداء المراجع أو معايير المراجعة المطبقة في تلبية كل تلك التوقعات‪.‬‬

‫و باعتبار أن الجزائر مثلها مثل كل الدول‪ ،‬فال يمكن أن تخلو من هذه الفجوة و من أجل محاولة‬
‫تضييقها ارتأينا من خالل هذه الدراسة إلى االعتماد على آليات حوكمة الشركات سواءا كانت داخلية‬
‫( مجلس االدارة‪ ،‬االدارة العليا‪ ،‬لجنة الم ارجعة و المراجعة الداخلية) أو خارجية (مراجع الحسابات)‪ ،‬باعتبار‬
‫أن الحوكمة من أحسن وسائل إدارة الشركات و الرقابة عليها من خالل تفعيل آلياتها و معاييرها و ذلك بالزام‬
‫الشركات بتطبيق مجموعة من اإلجراءات التي يمكن أن تساهم في زيادة ثقة مستخدمي القوائم المالية سواءا‬
‫من خالل زيادة اإلفصاح و جودة التقارير المالية أو من خالل زيادة الثقة في تقرير المراجع ما يؤدي إلى‬
‫تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬أين قمنا بصياغة نموذج يشمل جميع جوانب الدراسة‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫الخاتمة‬

‫نتائج إختبار الفرضيات‬

‫إن إقدامنا على البحث في هذا الموضوع جاء لإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية و المتمثلة في مدى تأثير‬
‫آليات حوكمة الشركات سواءا كانت داخلية أو خارجية على تضييق فجوة التوقعات في المراجعة من خالل‬
‫تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية فيها‪ ،‬و ذلك من خالل االسئلة الفرعية المذكورة في المقدمة‪ ،‬حيث أسست‬
‫هذه األسئلة بناءا على مجموعة من الفرضيات التي سعينا إلى اختبار مدى صحتها من خالل ما تعرضنا له‬
‫في الجانب النظري و الذي خرجنا منه باستنتاج نموذج الدراسة‪ ،‬ثم الدراسة الميدانية لهذه األطروحة أين‬
‫سنقوم باختبار كل فرضية على حدى كما يلي‪:‬‬

‫بداية بالفرضية األولى التي تنص على أنه‪ " :‬تحتل مبادئ حوكمة الشركات و ممارساتها أهمية كبيرة‬
‫تتزايد مع مرور الزمن و تتصاعد أهميتها في الدول النامية بعد أن وجدت قبوال واسعا في الدول المتقدمة‬
‫خاصة بعد ظهور األزمات المالية‪ ،‬حيث ترتكز على اليات داخلية و اخرى خارجية تعمل على حماية‬
‫اصحاب المصالح و زيادة ثقتهم في التقارير المالية"‪ ،‬توصلنا من خالل الدراسة النظرية للفصل األول الى‬
‫انه تعد حوكمة الشركات أحدث توجه عالمي إلحكام الرقابة على إدارة الشركة و حثها على حماية أصحاب‬
‫المصالح و تحسين و ممارساتها‪ ،‬كما انها تقوم على مجموعة من المعايير و المبادئ التي تعتبر كقواعد‬
‫ارشادية يعتمد عليها في ارساء الممارسات السليمة للحوكمة‪ ،‬و لها من المزايا و األهداف ما يزيد من اهميتها‬
‫خاصة دورها في زيادة القدرة التنافسية للشركات و تحقيق العدالة و الشفافية و مراعاة مصالح مختلف‬
‫األطراف‪.‬‬

‫يحكم حوكمة الشركات إطار مؤسسي و تشريعي يمثل تحدي حقيقي بالنسبة لالقتصادات النامية و‬
‫األسواق الناشئة حيث تتميز هذه االخيرة بظروف و أوضاع خاصة بها ما يجعل من تبني حوكمة الشركات‬
‫مسألة هامة و ضرورية من أجل تعزيز ثقة المستثمرين بها و جذب استثمارات اكبر و بالتالي تحقيق النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫و بعد دراستنا لهذا الفصل يمكننا أن نتفق مع هذه الفرضية في الكثير من جوانبها‪ ،‬غير أننا نرى ضرورة‬
‫االهتمام أكثر بحوكمة الشركات في الدول النامية من خالل ارساء مبادئ و ممارسات تتماشى و‬
‫خصوصيتها حتى تتمكن من تطبيقها بشكل سليم و ذلك من أجل تحقيق مزاياها المتمثلة في الحد من الفساد‬
‫و سوء اإلدارة و تشجيع االصالح و الشفافية في المؤسسات‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫الخاتمة‬

‫و فيما يتعلق بالفرضية الثانية و التي تتلخص في " تعتبر المراجعة الخارجية تقنية فنية ذات تأصيل‬
‫نظري‪ ،‬كما يشوب اإلطار العام لممارسة مهنة المراجعة في الجزائر العديد من أوجه القصور"‪ ،‬فبعد دراستنا‬
‫للفصلل الثاني قمنا باثبات الجزء األول من الفرضية من خالل تناولنا للطبيعة األولية للمراجعة و اإلطار‬
‫النظري لها أين توصلنا الى ان المراجعة تكمن في التاكد من تطابق العمليات و األحداث االقتصادية محل‬
‫المراجعة و تقييمها من طرف المراجع حتى يتمكن من اصدار حكم موضوعي (الجانب الفني) باالعتماد على‬
‫معايير (الجانب التقني) حتى يتمكن من توصيل نتائج هذا التقييم إلى األطراف المعنية‪.‬‬

‫كما توصلنا إلى أن المراجعة تقوم على خمسة عناصر‪ ،‬حيث تقوم على مجموعة من الفروض و المفاهيم‬
‫و تعتمد على مجموعة من المعايير لتحقيق مجموعة من األهداف حيث تطورت هذه األخيرة و أصبحت‬
‫وسيلة تمكن من اتخاذ الق اررات و ذلك من خالل إتباعها لمجموعة من اإلجراءات و هذا ما يشكل االطار‬
‫النظري للمراجعة‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشق الثاني من الفرضية و المتعلق باإلطار العام لممارسة المهنة في الجزائر فمن خالل‬
‫دراسة الفصل الثاني الجزء المتعلق بتطور المراجعة الخارجية و تنظيمها في الجزائر و الفصل الخامس الجزء‬
‫المتمثل في دراسة و تحليل االطار المرجعي للمراجعة من خالل تحليل النصوص القانونية المتعلقة بذلك‬
‫يتضح لنا أنه‪:‬‬

‫‪-‬تعتبر تجربة الجزائر تجربة فتية مقارنة بالدول األخرى حيث لم تعرف تنظيما حقيقيا للمهنة إال بعد صدور‬
‫القانون ‪ 08-91‬المنظم لمهنة الخبير المحاسب و محافظ الحسابات و المحاسب المعتمد و الذي شابه العديد‬
‫من اوجه القصورو النقائص و بقيت المهنة تتخبط في مجموعة من المشاكل الى غاية ظهور القانون ‪-10‬‬
‫‪ 01‬و الذي جاء بعدة اصالحات فيما يخص تنظيم المهنة في الجزائر و بالرغم من ذلك الزلت المهنة تعاني‬
‫من بعض القصور خاصة من جانب المعايير التي تعتبر كأساس يعتمد عليه المراجعون في أداء مهامهم و‬
‫التي الى يومنا لم يتم اصدارها بعد‪ ،‬و إنما في كل مرة يتم إصدار قوانين و توصيات و هذا في اعتقاد‬
‫الباحثة ال يكفي لرفع مستوى الممارسة المهنية‪.‬‬
‫‪-‬عدم تفعيل دور المنظمات المهنية فيما يخص رقابة الجودة و تطوير و تحسين التكوين‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬تقرير المراجعة يشوبه العديد من القصور حيث أنه ال ينص صراحة على إعداد القوائم المالية وفقا لمبادئ‬
‫المحاسبة المتعارف عليها‪ ،‬كما أنه ال توجد صيغة موحدة له بالرغم من صدور مؤخ ار عدة نصوص تتعلق‬
‫بالتقارير و محتوياتها‪.‬‬
‫‪-‬التأهيل العلمي للمراجعين ال يزال غير كاف خاصة و أن الشروط الجديدة لم يتم تحديدها بصفة نهائية و‬
‫لم تفعل بعد‪.‬‬
‫و بعد كل هذا فاننا نتفق مع ماجاء في الجزء الثاني من الفرضية الثانية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفرضية الثالثة و التي تعبر عن ماهية فجوة التوقعات في المراجعة و مكوناتها في الجزائر ‪،‬‬
‫فمن خالل الفصل الثالث و الدراسة الميدانية المتعلقة بتحديد مكونات الفجوة في الجزائر فإننا نتفق الى حد‬
‫كبير معها فبالرغم من تنوع و تعدد التعاريف التي تم التطرق اليها و التي جاءت موافقة للبيئات التي رصدت‬
‫فيها اال اننا توصلنا الى انه يتم استخدام تعبير فجوة التوقعات اما للتعبير عن االختالف و التباين في فهم‬
‫نطاق عمل المراجع و مسؤولياته بين مستخدمي التقارير المالية و بين مراجعي الحسابات و اما لالشارة الى‬
‫االختالف بين االداء المهني للمراجع عن االداء المتوقع منه وفقا للمعايير و هو ما يؤكد صحة الفرضية و‬
‫فيما يتعلق بمكونات الفجوة فتتعدد من فجوات تتعلق بالمراجع الى فجوات تتعلق ببيئة المراجعة حيث يمكن‬
‫للفجوة أن تتكون من احدى هذه الفجوات أو كلها‪ ،‬و خلصت الدراسة الميدانية إلى أن مكونات فجوة التوقعات‬
‫في الجزائر تتكون من فجوة المعقولية و فجوة المعايير متضمنة فجوة األداء و فجوة جودة المراجعة‪,‬‬

‫نصت الفرضية الرابعة على انه "تعمل اآلليات الداخلية للحوكمة على زيادة جودة اإلفصاح في القوائم‬
‫المالية و التقليل من امكانية التالعب فيها مما يزيد من ثقة مستخدمي القوائم المالية‪ .‬كما يعمل مراجع‬
‫الحسابات من خالل التزامه بمسؤولياته و تحقيق جودة المراجعة من زيادة ثقة أصحاب المصالح في تقريره و‬
‫بالتالي تضييق الفجوة"‪ ،‬حيث لم نتمكن من اثبات هذه الفرضية اثباتا مطلقا حيث تحققت بالنسبة آلليات و‬
‫لم تكن صريحة بالنسبة ألخرى فيما يخص الدراسة الميدانية‪ ،‬فمن خالل تطرقنا للفصل الرابع تبين ان قيام‬
‫مجلس االدارة بتادية االدوار المنوطة به في اطار حوكمة الشركات سوف يعزز من نظام االفصاح و يحقق‬
‫الشفافية الحقيقية للشركات التي تقوم بنشر قوائمها ما يعزز من ثقة مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬كذلك قيام‬
‫اإل دارة العليا بوضع نظام رقابي داخلي جيد و متابعة تنفيذه من طرف ادارة المراجعة الداخلية سوف يحد من‬
‫التالعب في القوائم المالية و ممارسات المحاسبة االبداعية ‪ ،‬ما يحقق بدوره زيادة ثقة مستعملي القوائم‬
‫المالية‪ ،‬و هذا باالتفاق مع نتائج الدراسة الميدانية سواءا بالنسبة ألراء مراجعي الحسابات أو مستخدمي القوائم‬

‫‪265‬‬
‫الخاتمة‬

‫المالية‪ ،‬أما بالنسبة لدور لجنة المراجعة في التنسيق بين مختلف اآلليات األخرى و تحسين جودة القوائم‬
‫المالية و دعم استقالل المراجع‪ ،‬كل هذه العوامل تؤدي الى زيادة ثقة مستخدمي القوائم المالية من الناحية‬
‫النظرية لكن نتائج الدراسة الميدانية لم تكن صريحة بالنسبة لهذه النقطة حيث تعددت األراء حولها و خاصة‬
‫من طرف مراجعي الحسابات حول دورها في دعم استقالل المراجع‪ ،‬أين اعتبروا ذلك غير منطقي كون انه‬
‫محمي بالقانون‪ ،‬و اكدوا ان دوها يكمن في التنسيق و تحسين جودة القوائم‪.‬‬

‫و فيما يخص اآللية الخارجية المتعلقة بدور و مسؤوليات مراجع الحسابات في إطار حوكمة الشركات‬
‫فمن خالل الدراسة النظرية و الميدانية تظهر أهمية دوره في تضييق الفجوة من خالل التزامه باستقالله و‬
‫الكفاءة المهنية المطلوبة و تحقيقه لجودة المراجعة حيث يزيد كل ذلك من ثقة المستثمرين في تقاريره و‬
‫بالتالي تضييق الفجوة‪.‬‬

‫تمثلت الفرضية الخامسة في " في ظل محدودية نشاط البورصة و السوق المالي في الجزائر و ما يترتب‬
‫عنه من غياب لإلطار المؤسسي لحوكمة الشركات‪ ،‬فإن ذلك يؤثر على فعالية آليات الحوكمة مما يؤثر‬
‫بدوره على تضييق فجوة التوقعات في المراجعة"‪ ،‬فبعد دراستنا للجزء المتعلق بواقع حوكمة الشركات و‬
‫التحديات التي تواجها في الجزائر و بعد تعرضنا لواقع اإلصالح المحاسبي في الجزائر وتبني الجزائر للنظام‬
‫المحاسبي المالي في ‪ 2007‬و األثر المتوقع منه في تنشيط بورصة الجزائر اإال أن العوائق التي تواجهها‬
‫البورصة أكبر‪ ،‬وخالل ن تائج الدراسة الميدانية استطعنا إثبات هذه الفرضية حيث أنه في ظل قلة الوعي‬
‫بأهمية البورصة و السوق المالي في دفع عجلة التنمية‪ ،‬فان آليات الحوكمة سوف يكون لها دور محدود‬
‫خاصة و أن الحوكمة في الجزائر لم ترق إلى مستويات عالية في ظل نقص كل من اإلطار التشريعي و‬
‫التنظيمي لها ما ينعكس على درجة تأثير اآلليات في تضييق فجوة التوقعات‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫بعد دراستنا لمختلف الجوانب المتعلقة بحوكمة الشركات و فجوة التوقعات و اختبارنا لفرضيات الدراسة‬
‫توصلنا الى النتئج التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يتطلب تطبيق حوكمة الشركات الفهم الصحيح لمبادئها و معاييرها من أجل إرساء ممارسات سليمة‬
‫حيث تعتبر هذه المبادئ بمثابة قواعد ارشادية لها‪ ،‬كذلك توفير اإلطار المؤسسي المالئم لها و ذلك‬

‫‪266‬‬
‫الخاتمة‬

‫من أجل تحقيق أهدافها من حماية ألصحاب المصالح ‪ ،‬محاربة الفساد ‪ ،‬زيادة قيمة المؤسسة مما‬
‫يدعم االقتصاد الوطني و يزيد من فرص جذب االستثمارات خاصة االجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم حوكمة الشركات على مجموعة من اآلليات الداخلية ( مجلس االدارة‪ ،‬االدارة العليا‪ ،‬لجنة‬
‫المراجعة و المراجعة الداخلية) و أخرى خارجية ( مراجع الحسابات) و التي تعمل على تفعيل دور‬
‫الحوكمة فيما يخص ادارة الشركات و الرقابة عليهامن خالل تفعيل نظام الرقابة في الشركة و‬
‫التنسيق و تحسين االتصال بين مختلف آليات الحوكمة ما يدفع بالشركة الى تحقيق اهدافهاو بالتالي‬
‫زيادة ثقة أصحاب المصالح فيها و ضمان تطورها و ازدهارها و استدامتها‪.‬‬
‫‪ ‬يتوقف نجاح مهنة مراجعة الحسابات في الجزائر على مدى االهتمام بتنظيمها بشكل سليم يتماشى‬
‫مع التطورات العالمية‪ ،‬و الزام مراجعي الحسابات بهذا التنظيم و حرصهم على تقديم خدمات الئقة‬
‫تهدف لحماية مصالح مختلف االطراف التي تعتمد على خدماتها‪.‬‬
‫‪ ‬إن من أسباب وجود فجوة التوقعات في المراجعة هو عدم التحديد الواضح لمهام و مسؤوليات‬
‫المراجع ما يجعل األطراف المستفيدة من خدماتها تتوقع خدمات أكبر اتجاه المهنة هذا من جهة و‬
‫من جهة اخرى ترجع اسبابها الى عدم قيام المراجع بتلبية احتياجات مستخدمي تقريره سواءا بسبب‬
‫قصور في المعايير او بسبب قصور ادائه نتيجة فقدان االستقاللية او عدم بذلل الكفاية المهنية‬
‫الالزمة او عدم تحقيقه لمتطلبات جودة المراجعة‪.‬‬
‫‪ ‬نظ ار لدينامكية الفجوة ظهرت وسائل جديدة لتضييقها تتمثل في آليات الحوكمة لما تلعبه من دور‬
‫مهم في تعزيز ثقة مستخدمي القوائم المالية من خالل توفير نظام رقابة داخلية فعال و زيادة‬
‫االفصاح و الشفافية ‪ ،‬و الحد من التالعب في القوائم المالية‪ ،‬ما يؤدي إلى الحد من توقعاتهم‬
‫المبالغ و بالتالي تضييق الفجوة من ناحية و من ناحية اخرى فان التزام المراجع بمسؤولياته و سعيه‬
‫لتحقيق جودة المراجعة سوف يزيد من ثقتهم في تقريره و بالتالي تضييق فجوة التوقعات‪.‬‬
‫‪ ‬ان تطور تكنولوجيا المعلومات و تدويل األسواق المالية أدى إلى ظهور مفهوم جديد للحوكمة يعرف‬
‫بالحوكمة الفورية و التي تعتمد في الرقابة على الشركات على المراجعة المستمرة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬كما أظهرت الدراسة الميدانية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثل مكونات فجوة المراجعة في الجزائر من فجوة المعقولية و فجوة األداء متضمنة فجوة معايير‬
‫و فجوة جودة المراجعة‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬ليس هناك فهم لمهام و دور لجنة المراجعة في الجزائر خاصة بالنسبة لدورها في دعم استقالل‬
‫المراجع‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف نشاط بورصة الجزائر عدة عوائق و ذلك راجع ألسباب سياسية و اقتصادية و ثقافية و‬
‫بالرغم من تبني الجزائر للنظام المحاسبي المالي إال أن ذلك لم يحفز أهم مقومات الحوكمة أال و هو‬
‫جودة االفصاح و الشفافية ما جعل البورصة عاجزة عن القيام بدورها كوسيط مالي و دفع عجلة‬
‫االقتصاد بسبب امتناع و خوف المستثمرين من استثمار اموالهم في البورصة ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك كل من مراجعي الحسابات و مستخدمي القوائم المالية الهمية الدور الذي تلعبه اليات‬
‫حوكمة الشركات في تضييق فجوة التوقعات ‪ ،‬و هذا ما أظهره تقدير النموذج (اليات حوكمة‬
‫الشركات‪ -‬فجوة التوقعات)‪ ،‬أين بلغ معامل التحديد ‪ %93‬و هو ما يعني ان المتغيرات المستقلة‬
‫(االليات) تفسر ‪ %93‬من التغيير الحاصل في المتغير التابع (الفجوة)‪ ،‬و الباقي ‪ %7‬يرجع ألسباب‬
‫أخرى‪ ،‬كما أن مستوى المعنوية ‪ sig‬بالنسبة لجميع المتغيرات أقل من ‪ ،0.05‬ما يؤكد القبول الكلي‬
‫لنموذج اإلنحدار الخطي المتعدد‪.‬‬

‫توصيات البحث‬

‫مما سبق التوصل إليه من نتائج و نظ ار ألهمية البحث فإن الباحثة توصي بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة االهتمام أكثر بالتشريعات المتعلقة بحوكمة الشركات و محاولة تفعيلها و الزامية تطبيقها‬
‫بالنسبة للشركات المسعرة في البورصة‪ ،‬و ذلك من أجل تحقيق المزيد من اإلفصاح و الشفافية و‬
‫بالتالي زيادة ثقة المستثمرين ما يترتب عنه جلب إستثمارات أكثر‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تشكيل و تفعيل آليات حوكمة الشركات وفقا لمتطلبات الحوكمة في الشركات المساهمة‬
‫عموما و المسعرة في البورصة خاصة‪ ،‬و ذلك من قبل الهيئات المعنية بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬حتمية تطوير بورصة الجزائر و خاصة في ظل الظروف الراهنة من أجل دفع عجلة النمو و تحقيق‬
‫التنمية المستدامة باعتبار ان البورصة هي مرآة االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة زيادة الوعي الثقافي الفراد المجتمع حول اهمية حوكمة الشركات في إدارتها و الرقابة عليها‬
‫و أهمية البورصة في تطوير االقتصاد‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ ‬تطوير مناهج التعليم العالي بما يتماشى و المتطلبات االقتصادية الحديثة من خالل ادراج مقاييس‬
‫جديدة لها عالقة بحوكمة الشركات و المواضيع ذات العالقة معها‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة االهتمام بتنظيم مهنة المراجعة أكثر و اصدار دليل معايير المراجعة الجزائرية حتى يكون‬
‫مرجع يعتمد عليه مراجعي الحسابات في تادية مهامهم‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إصدار تشريعات من طرف الهيئات المعنية يحدد مهام مراجع الحسابات و مسؤولياته بشكل‬
‫واضح و صريح‪ ،‬و توضيحها للمجتمع المالي للحد من توقعاتهم المبالغ فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور كل من لجنة الجودة (النوعية)‪ ،‬و لجنة التكوين لالرتقاء بمهنة مراجعة الحسابات في‬
‫الجزائر الى المستويات الدولية‪.‬‬

‫آفاق البحث‬

‫لقد تناولنا في هذا البحث أثر آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات في المراجعة‪ ،‬حيث ال‬
‫يمكن لنا اإلحاطة بكل جوانب هذا الموضوع فدراسة واحدة ال تكفي‪ ،‬و باعتبار أن تجربة الحوكمة ال تزال‬
‫حديثة و في بداياتها األولى في الجزائر فإننا نقترح ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة مدى تطبيق الشركات المسعرة في البورصة لمتطلبات حوكمة الشركات في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬دور مبادئ الحوكمة في رفع كفاءة بورصة الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة جدوى الرقابة في الشركات العمومية المسعرة في البورصة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة العالقة بين جودة المراجعة و حوكمة الشركات مع دراسة تطبيقية على قطاع معين و‬
‫استخ ارج نقاط القوة و الضعف و كيفية اإلرتقاء بهما‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫المراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬


‫الكتب‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬أبو الفتوح‪ ،‬علي فضالة‪" ،‬المراجعة العامة"‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد حلمي جمعة‪ "،‬المدخل الى التدقيق الحديث"‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.2005،‬‬
‫‪ .3‬أحمد دحدوح حسين‪ " ،‬مراجعة الحسابات المتقدمة"‪ ،‬الجزئين ‪1‬و ‪ ،2‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد ماهر‪ " ،‬دليل المدير خطوة بخطوة في اإلدارة اإلستراتيجية"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .5‬التميمي هادي‪" ،‬مدخل ادلة التدقيق من الناحية النظرية و العملية"‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫ط‪.2004 ،2‬‬
‫‪ .6‬ادريس عبد السالم الشتيوي‪ "،‬المراجعة معايير و إجراءات"‪ ،‬دار المهضة العربية للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،4‬‬
‫‪ .7‬أرينز الفين‪ ،‬جيمس لويك‪ "،‬المراجعة مدخل متكامل"‪ ،‬ترجمة الدسيطي‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪.2008 ،‬‬
‫‪ .8‬المعتصم باهلل الغرياني‪" ،‬حوكمة الشركات المساهمة‪ ،‬دراسة في األسس االقتصادية و القانونية"‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .9‬أمين السيد احمد لطفي‪" ،‬نظرية المحاسبة منظور التوافق الدولي" الدار الجامعية للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .10‬ايهاب نظمي‪ ،‬هاني العزب‪ "،‬تدقيق الحسابات االطار النظري"‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬االردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬جمال لعشيشي‪" ،‬محاسبة المؤسسة و الجباية وفق النظام المحاسبي الجديد"‪ ،‬األوراق الزرقاء‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .12‬جوناثان تشاركهام‪" ،‬إرشادات ألعضاء مجالس إدارة البنوك"‪ ،‬ترجمة مركز المشروعات الدولية‬
‫الخاصة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .13‬حاتم محمد الشيشيني‪" ،‬اساسيات المراجعة‪ :‬مدخل معاصر" ‪،‬المكتبة العصرية للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ .14‬حماد طارق عبد العال‪ " ،‬حوكمة الشركات ‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬المبادئ التجارب"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪271‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .15‬حماد طارق عبد العال‪ " ،‬موسوعة معايير المراجعة"‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫حماد طارق عبد العال‪" ،‬االتجاهات الحديثة في التقارير المالية" الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2011،‬‬
‫‪ .16‬خالد أمين عبد اهلل‪ " ،‬علم تدقيق الحسابات"‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.2001-1999 ،‬‬
‫‪ .17‬خالد امين عبد اهلل‪ " ،‬علم تدقيق الحسابات‪ :‬الناحية النظرية و العلمية"‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.2007 ،‬‬
‫‪ .18‬ديوان المحاسبة‪ "،‬مهنة تدقيق الحسابات بين األمس و اليوم في المملكة األردنية الهاشمية"‪ ،‬عمان‪:‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .19‬رضوان حلوة حنان‪ "،‬النموذج المحاسبي المعاصر من المبادئ إلى المعايير" ‪،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫عمان‪،‬ط‪.2006 ،2‬‬
‫‪ .20‬سليم الحسين‪" ،‬مبادئ نظم المعلومات االدارية"‪ ،‬مؤسسة الوارق للنشر و التوزيع‪،‬ط‪،1‬عمان ‪،‬‬
‫األردن‪.1998،‬‬
‫‪ .21‬سمير الصبان‪ "،‬دراسات متقدمة في المراجعة الخارجية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪ .22‬سمير الصبان‪ ،‬أحمد كامل‪ ،‬يحيى عبد الغني‪" ،‬دراسات متقدمة في المراجعة الخارجية"‪ ،‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫الدار الجامعية‪.2008،‬‬
‫‪ .23‬سمير الصبان‪ ،‬محمد مصطفى سليمان‪" ،‬األسس العلمية و العملية لمراجعة الحسابات"‪ ،‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫الدار الجامعية‪.2005- 2004 ،‬‬
‫‪ .24‬عبد الرزاق محمد قاسم‪" ،‬تحليل و تصميم نظم المعلومات المحاسبية"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬
‫‪ .25‬عبد الفتاح محمد الصحن و اخرون‪ " ،‬اسس المراجعة العلمية و العملية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .26‬عبد الوهاب نصر‪ "،‬خدمات مراقب الحسابات لسوق المال" الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .27‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪،‬مراجعة الحسابات و حوكمة الشركات في بيئة االعمال العربية‬
‫و الدولية المعاصرة‪،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.2006،‬‬
‫‪ .28‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ " ،‬أصول المراجعة الخارجية‪ :‬مدخل دورات العمليات"‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬قسم المحاسبة و المراجعة‪.2009 -2008 ،‬‬
‫‪ .29‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ " ،‬الرقابة و المراجعة الداخلية في بيئة المعلومات و عولمة‬
‫أسواق المال"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006:‬‬
‫‪272‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .30‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪"،‬مراجعة الحسابات و تكنولوجيا المعلومات"‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .31‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪" ،‬مراجعة الحسابات في بيئة الخصخصة و اسواق المال"‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .32‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ "،‬حوكمة الشركات و دور مجلس االدارة"‪ ،‬اتحاد المصارف‪.2007 ،‬‬
‫‪ .33‬علي الشرقاوي‪ " ،‬العملية اإلدارية‪ :‬وظائف المديرين"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪ ،2002 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.108‬‬
‫‪ .34‬علي شريف‪ ،‬علي عبد الهادي مسلم‪ ،‬محمد سعيد سلطان‪ " ،‬اإلدارة المعاصرة"‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪.2007 ،‬‬
‫‪ .35‬علي عبد القادر الذنيبات‪"،‬تدقيق الحسابات في ضوء معايير التدقيق الدولية و االنظمة و القوانين‬
‫المحلية‪ :‬نظرية و علمية"‪ ،‬مطبعة الجامعة االردنية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.2006 ،‬‬
‫‪ .36‬علي مكيد ‪ " ،‬االقتصاد القياسي‪ :‬دروس و مسائل محلولة"‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪ .37‬عيسى سمير كامل‪ ،‬محمود مراد مصطفى‪ " ،‬دراسات في المراجعة الخارجية"‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‬
‫للنشر ‪ ،‬االسكندرية‪.20 ،‬‬
‫‪ .38‬غالي جورج دانيال‪ "،‬تطوير مهنة المراجعة لمواجهة المشكالت المعاصرة و تحديات االلفية الثالثة"‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .39‬قاسم الحوبيثي‪ ،‬زياد السقا‪" ،‬نظم المعلومات المحاسبية"‪ ،‬وحدة الحدباء‪ ،‬العراق‪.2003 ،‬‬
‫‪ .40‬كاثرين كوتشا هلبيلنغ و آخرون‪ " ، ،‬حوكمة الشركات في القرن ‪ ،"21‬ترجمة سمير كريم‪ ،‬الطبعة ‪،03‬‬
‫واشنطن‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪.2003،‬‬
‫‪ .41‬كمال الدين الدهراوي‪" ،‬دراسات متقدمة في المحاسبة والمراجعة الخارجية"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .42‬كمال خليفة ابو زيد‪ "،‬دراسات في نظرية المراجعة و تطبيقاتها العملية في ضوء المعايير الدولية و‬
‫المصرية"‪ ،‬المكتب الجمعي الجديد‪ ،‬االسكندرية‪.2006 ،‬‬

‫‪273‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .43‬لطفي امين السيد‪"،‬االتجاهات الحديثة في المراجعة و المراقبة على الحسابات" دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة ‪.1997‬‬
‫‪ .44‬محمد ابو زيد‪" ،‬المحاسبة الدولية و انعكاساتها على الدول العربية"‪،‬ايتراك للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪ .45‬محمد ابو نصار‪،‬جمعة حميدات‪" ،‬معايير المحاسبة و االبالغ المالي الدولية الجوانب النظرية و‬
‫العلمية"‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬االردن‪ ،2008 ،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ .46‬محمد السيد السرايا‪ ،‬سمير كامل‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ " ،‬مبادئ الرقابة و المراجعة الداخلية"‪ ،‬قسم‬
‫المحاسبة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 :‬‬
‫‪ .47‬محمد الفيومي‪ ،‬عوض لبيب‪ " ،‬اصول المراجعة" المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .48‬محمد بو تين‪" ،‬المراجعة و مراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبيق"‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪.2005‬‬
‫‪ .49‬محمد سليمان مصطفى‪" ،‬حوكمة الشركات و معالجة الفساد المالي و اإلداري‪ -‬دراسة مقارنة" الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.2000:‬‬
‫‪ .50‬محمد طواهر التوهامي‪ ،‬مسعود صديقي‪ " ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات "‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .51‬محمد عبد الفتاح الصيرفي‪ " ،‬البحث العلمي‪ :‬الدليل التطبيقي للباحثين"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬دار‬
‫وائل للنشر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .52‬محمد متولي الحمل‪ ،‬محمد الجزار‪"،‬أصول المراجعة"‪ ،‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.1999 ،‬‬
‫‪ .53‬محمد محمود عبد المجيد‪ ،‬جورج دانيال غالي‪ " ،‬دراسات متقدمة للمراجعة‪ :‬األسس العلمية و التطبيق‬
‫العلمي"‪ ،‬مصر‪ :‬دار البيان و النشر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .54‬محمد مطر ‪ ،‬وليد الحيالي‪ ،‬حكمت الراوي‪" ،‬نظرية المحاسبة واقتصاد المعلومات‪ :،‬االطار الفكري و‬
‫تطبيقاته العملية"‪،‬دار حنين للنشر‪ ،‬ط‪ ،1:‬عمان ‪ ،‬االردن‪.1996 ،‬‬
‫‪ .55‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬قائمة بالمصطلحات المتعلقة بحوكمة الشركات"‪ ،‬القاهرة‪.2003 :‬‬
‫‪ .56‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي و التنمية في مجال حوكمة‬
‫الشركات"‪ ،‬القاهرة‪.2008 :‬‬

‫‪274‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .57‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬حوكمة الشركات في األسواق الناشئة"‪ ،‬نصائح إرشادية لتحقيق‬
‫اإلصالح‪ ،‬القاهرة‪ :‬أوت ‪.2008‬‬
‫‪ .58‬مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪" ،CIPE‬دليل تاسيس حوكمة الشركات في االسواق الصاعدة" ‪،‬‬
‫يوليو ‪.2005‬‬
‫‪ .59‬منصور احمد البدوي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪" ،‬دراسات في االتجاهات الحديثة في المراجعة"‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية ‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .60‬منصور احمد البدوي‪" ،‬دراسات في االتجاهات الحديثة في المراجعة مع تطبيقات عملية على معايير‬
‫المراجعة المصرية و الدولية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .61‬مؤيد راضي خنفر‪ ،‬غسان فالح المطارنة‪" ،‬تحليل القوائم المالية‪ :‬مدخل نظري و تطبيقي"‪،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬االردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ .62‬نبيل عبد الرؤوف ابراهيم‪" ،‬اثر نماذج و قواعد االفصاح المحاسبي المستحدثة على كفاءة سوق‬
‫الوراق المالية المصرية"‪ ،‬المعهد العالي للحسابات و تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ .63‬وصفي ابو المكارم‪"،‬دراسات متقدمة في مجال المحاسبة المالية"‪،‬ط‪ ،2‬الدار الجامعية الجديدة ‪،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .64‬وليام توماس‪ ،‬امرسون هنكي‪ "،‬المراجعة بين النظرية و التطبيق"‪ ،‬ترجمة احمد حامد حجاج‪ ،‬دار‬
‫المريخ للنشر‪،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.2006،‬‬

‫أطروحات الدكتوراه و رسائل الماجستير‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .65‬أبو زرف عفاف اسحاق‪" ،‬استراتيجية مقترحة لتحسين فعالية حوكمة الشركات في القطاع المصرفي‬
‫االردني"‪ ،‬اطروحة دكتو ار غير منشورة‪ ،‬جامعة عمان‪ ،‬االردن‪.2006 ،‬‬
‫‪ .66‬بركات لطفي محمود احمد‪ " ،‬تقييم عوامل تضييق فجوة التوقعات في المراجعة مع دراسة تطبيقية‬
‫بالجمهورية اليمنية "‪ ،‬رسالة دكتو ار غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬بور سعيد‪ ،‬جامهة قناة السويس‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ .67‬درويش محمد مسلم‪" ،‬دور لجان المراجعة في زيادة ثقة المستثمرين في التقارير المالية ‪:‬دراسة‬
‫ميدانية "رسالة ماجستيرغير منشورة ‪،‬جامعة دمشق‪،‬سوريا‪.2009،‬‬

‫‪275‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .68‬رشا زيدان‪ "،‬دور استراتيجية تخفيض تكلفة المراجعة في الطلب على المراجعة المباشرة المستمرة"‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬سوريا‪.2008 ،‬‬
‫‪ .69‬سلطان حسن محمد احمد الحالمي‪"،‬مسؤولية المحاسب القانوني في االستجابة لتوقعات مستخدمي‬
‫القاوائم المالية‪ ،‬دراة ميدانية"‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة آاللبيت‪ ،‬االردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ .70‬شادي كراز‪"،‬دور المراجعة في حوكمة الشركات للحد من التالعب في التقارير المالية المنشورة‪،‬‬
‫دراسة في سوريا"‪ ،‬اطروحة دكتو ار محاسبة غير منشورة‪ ،‬سورسا‪.2012 ،‬‬
‫‪.71‬عبد الرحمن الحارس‪" ،‬فجوة التوقعات في المراجعة الخارجية‪ ،‬دراسة ميدانية في سوريا"‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،2009 ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .72‬عمر علي عبد الصمد‪" ،‬دور المراجعة الداخلية في تطبيق حوكمة المؤسسات"‪ ،‬رسالة ماجستير في‬
‫علوم التسيير غير منشورة‪ ،‬جامعة المدية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .73‬فهيد محمد العجمي‪" ،‬دعم استقاللية المراجع لغرض تضييق فجوة التوقعات بالتطبيق على دولة‬
‫الكويت" ‪،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .74‬قدري عثمان ابراهيم‪" ،‬اثر ممارسات الحوكمة المؤسسية على تنافسية الشركة‪ :‬دراسة حالة الشركات‬
‫المساهمة العامة االردنية" ‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬كلية االقتصاد و العلوم‬
‫االدارية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .75‬محمد سفير‪" ،‬اهمية اعتماد معايير المحاسبة الدولية ‪ IAS/IFRS‬في ارساء مبادئ الحوكمة"‪،‬‬
‫اطروحة دكتو ار غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2015 ،3‬‬
‫‪ .76‬مسعود صديقي ‪ " ،‬نحو إطار متكامل للمراجعة المالية في الجزائر‪ -‬على ضوء التجارب الدولية‪،" -‬‬
‫مذكرة دكتو ار غير منشورة ‪ ،‬تخصص التخطيط االقتصادي‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .77‬نبيل حمادي‪ " ،‬اثر تطبيق الحوكمة على جودة المراجعة المالية‪-‬دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬رسالة دكتو ار‬
‫غير منشورة الجزائر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،03‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ‪.2012‬‬
‫‪ .78‬نبيل حمادي‪ " ،‬التدقيق الخارجي كآلية لتطبيق حوكمة الشركات‪ -‬دراسة حالة مجمع صايدال وحدة‬
‫الدار البيضاء بالجزائر العاصمة‪ ،" -‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬شلف‪ :‬جامعة حاسيبة بن بوعلي‪ ،‬سنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .79‬نسرين كرمية ‪" ،‬اثر االلتزام االخالقي للمراجعين على تفعيل حوكمة الشركات‪ ،‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬كلية العلوم التجارية‪.2010 ،‬‬

‫‪276‬‬
‫المراجع‬

‫المداخالت و المقاالت‬ ‫‪.III‬‬


‫‪ .80‬ابراهيم سيد المليجي‪ " ،‬دراسة و اختبار تاثير اليات حوكمة الشركات على فجوة التوقعات في بيئة‬
‫الممارسة المهنية المصرية"‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬العدد‪ ،1‬مجلد ‪ ،43‬مصر‪ ،‬سبتمبر‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ .81‬الباز مصطفى علي ‪ "،‬استخدام النظرية السببية في التنبؤ بفجوة التوقعات بين مراجعي الحسابات و‬
‫مستخدمي القوائم المالية" المجلة العربية للمحاسبة‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد االول‪ ،‬مايو ‪.1999‬‬
‫‪ .82‬ايمان أحمد عزمي‪" ،‬حوكمة الشركات في االقتصادات النامية (الوضع القائم و االطار‬
‫المالئم)"‪،‬المؤتمر العلمي الخامس حول حوكمة الشركات و ابعادها المحاسبية و االقتصادية ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪ 10-8‬سبتمبر ‪.2005‬‬
‫‪ .83‬أحمد زغدار‪ ،‬نسرين كرمية‪" ،‬اثر التزام المراجع على تفعيل حوكمة الشركات‪ :‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مجلة‬
‫المؤسسة ‪،‬مخبر ادارة التغيير في المؤسسة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .84‬بشير مصيطفى‪" ،‬إقامة الحكم الصالح من خالل مكافحة الفساد"‪ ،‬ورقة مقدمة الملتقى الدولي السادس‬
‫لالقتصاديين الجزائريين حول الحكم الصالح‪ ،‬الجزائر‪.2006 :‬‬
‫‪ .85‬بهاء الدين سمير عالم‪ " ،‬أثر االليات الداخلية لحوكمة الشركات على األداء المالي للشركات‬
‫المصرية‪ -‬دراسة تطبيقية"‪ ،‬بحث مقدم لغرض الترقية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬القاهرة‪.2009 :‬‬
‫‪ .86‬جمال حنشور‪ "،‬الحوكمة كمنظور للتقارب بين البعد المالي و البعد االستراتيجي لبناء القيمة"‪ ،‬مداخلة‬
‫مقدمة ضمن الملتقى الدولي حول الحوكمة و اخالقيات االعمال في المؤسسة‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .87‬حسني محمد صبيحي عبد الجليل‪ "،‬فجوة التوقعات في مهنة المراجعة و اساليب تضييقها" ‪ ،‬المجلة‬
‫العلمية للبحوث و الدراسات التجارية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬العدد ‪.1998 4 ،3‬‬
‫‪ .88‬حسين عثماني‪ ،‬سعاد شعابنية‪"،‬النظام المالي المحاسبي كاحد متطلبات حوكمة الشركات و اثره على‬
‫بورصة الجزائر"‪ ،‬الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كالية للحد من الفساد المالي و االداري يومي ‪-6‬‬
‫‪ ،2012/5/7‬مخبر مالية و بنوك‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2012،‬‬

‫‪277‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .89‬خلف عبد اهلل الواردات‪" ،‬االتجاهات الحديثة في التدقيق الداخلي"‪ ،‬المؤتمر العربي األول حول التدقيق‬
‫الداخلي في اطار حوكمة الشركات‪( ،‬تدقيق الشركات‪ ،‬تدقيق المصارف و المؤسسات المالية‪ ،‬تدقيق الشركات‬
‫الصناعية)‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ 26 -24 ،‬سبتمبر ‪.2005‬‬
‫‪ .90‬درويش عبد الناصر عمر سيد‪" ،‬دراسة اختبارية لالثار االيجابية للمعيار االمريكي‪ SAS99‬في‬
‫تضييق فجوة توقعات المراجعة بالتطبيق على البيئة المصرية"‪ ،‬مجلة الدراسات المالية و التجارية‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬جامعة بني سويف‪،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .91‬رشا حمادة‪"،‬دور لجان المراجعة في الحد من ممارسات المحاسبة االبداعية‪ :،‬دراسة ميدانية"‪ ،‬جامعة‬
‫دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ،26‬العدد ‪ ،2‬سوريا‪.2010 ،‬‬
‫‪ .92‬رافت حسن مطر‪ "،‬اليات تدعيم دور المراجعة الخارجية لحوكمة الشركات" موسوعة االقتصاد و‬
‫التمويل االسالمي‪.‬‬
‫‪ .93‬رانية عزمي‪" ،‬مقومات تكامل اسواق االوراق المالية العربية و دورها في تنشيط االستثمار العربي‬
‫البيني"‪ ،‬مؤتمر توفيق بيئات عمل منظمات األعمال‪ :‬اداة التكامل االقتصادي العربي في مواجهة تحديات‬
‫العولمة‪ ،‬المؤتمر ‪ ،4‬جامعة االسكندرية‪ ،‬كلية التجارة‪ 11-9 ،‬سبتمبر ‪.2004‬‬
‫‪ .94‬سمير محمد كامل عيسى‪"،‬اثر جودة المراجعة الخارجية على عملية ادارة االرباح"‪ ،‬مجلة كلية التجارة‬
‫للبحوث العلمية‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬مجلد ‪ ،45‬عدد‪ ،2‬مصر ‪.2008‬‬
‫‪ .95‬صادق حامد مصطفى‪" ،‬مدخل المراجعة في ظل نظم التشغيل المباشر ذات الوقت الحقيقي"‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث التجارية‪ ،‬كلية التجارة الزقازيق‪ ،‬العدد ‪ ،2‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫‪ .96‬صادق مصطفى حامد‪" ،‬نحو تضييق فجوة التوقعات في مهنة المراجعة"‪ ،‬مجلة المحاسبة و االدارة و‬
‫التامين‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬العدد‪.1994 ،47‬‬
‫‪ .97‬صبيحي محمد حسني عبد الجليل‪ "،‬تدعيم استقالل المراجع الخارجي في جمهورية مصر العربية في‬
‫ظل المتغيرات الحالية في بيئة المراجعة‪ -‬دراسة تحليلية‪ "-‬مجلة البحوث و الدراسات التجارية‪ ،‬كلية التجارة‬
‫ببنها‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬السنة ‪ ،21‬العدد ‪.2001 ،2‬‬
‫‪ .98‬طافر زهير‪ ،‬بوسهمين أحمد‪ " ،‬الحكم الراشد ودوره في التنمية المستديمة"‪ ،‬ملتقى وطني حول التنمية‬
‫االقتصادية و الحكم الراشد‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديسمبر ‪.2006‬‬

‫‪278‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .99‬عبد القادر دبون‪ ،‬محمد الهاشمي حجاج‪" ،‬اهمية المعلومة المالية و المحاسبية و اثرها على كفاءة‬
‫بورصة الجزائر في ظل االصالح المحاسبي"‪،‬بحث مقدم للملتقى الدولي حول االصالح المحاسبي في‬
‫الجزائر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة يومي ‪ 30-29‬نوفمبر‪.2011 ، ،‬‬
‫‪ .100‬عبد اهلل محمد عبد العزيز‪" ،‬نحو تضييق فجوة التوقعات في المراجعة باالسترشاد بالجهود العلمية و‬
‫المهنية الدولية"‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث التجارية‪ ،‬كلية التجارة ببنها‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬السنة ‪ ،22‬العدد‬
‫‪.2002 ،1‬‬
‫‪ .101‬عبيد بن سعد المطيري‪ "،‬التحديات التي تواجه مهنة المحاسبة و المراجعة"‪ ،‬المجلة العلمية لكلية‬
‫التجارة‪،‬العدد ‪ ،28‬جامعة االزهر‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .102‬علي حاج بكري‪"،‬دور المراجعة الداخلية في تفعيل الرقابة الداخلية االقتصادية في منظمات‬
‫االعمال"‪ ،‬المجلة العلمية بكلية التجارة بنين‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬العدد ‪.2005 ،30‬‬
‫‪ .103‬على عبد القادر الذنيبات‪" ،‬بنية فجوة التوقعات في المراجعة و اسبابها‪ :‬دليل من االردن"‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات العلوم االدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،1‬كانون الثاني‪ ،‬الجامعة االردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.2003 ،‬‬
‫‪ .104‬عوض بن سالمة الرحيلي‪" ،‬لجان المراجعة كأحد دعائم حوكمة الشركات‪ :‬حالة السعودية"‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة الملك عبد العزيز – االقتصاد و اإلدارة‪ -‬السعودية‪ :‬أيار ‪ ،2008‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪.1‬‬
‫‪ .105‬كاترينا كوتشاهلبلنغ‪ ،‬جون سوليفان ‪" ،‬تأسيس حوكمة الشركات في االقتصاديات النامية و‬
‫الصاعدة"‪ ،‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬مارس ‪.2002‬‬
‫‪ .106‬لؤي علي زين العابدين علي‪" ،‬دراسة تحليلية الثر تطبيق اليات حوكمة ادارة الشركات على جودة‬
‫االفصاح المحاسبي"‪ ،‬المؤتمر العلمي ‪ 5‬حول حوكمة الشركات و أبعادها المحاسبية‪ ،‬االدارية و االقتصادية‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ 10-8‬سبتمبر ‪.2005‬‬
‫‪ .107‬مجدي محمد سامي‪"،‬دور لجان المدققة في حوكمة الشركات و اثرها على جودة القوائم المالية‬
‫المنشورة في بيئة االعمال المصرية"‪ ،‬المجلة العربي لالدارة‪ ،‬مجلد ‪ ،46‬عدد ‪ ،2‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .108‬مجلس المحاسبة‪ ،‬مجلة غير منشورة‪ ،‬صادرة عن مجلس المحاسبة‪.‬‬
‫‪ .109‬محمد أحمد إبراهيم خليل‪ " ،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة المعلومات المحاسبية و‬
‫انعكاساتها على سوق األوراق المالية‪ -‬دراسة نظرية تطبيقية"‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات التجارية ‪،‬جامعة‬
‫بنها‪ ،‬مصر‪.2007 :‬‬

‫‪279‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .110‬محمد براق‪" ،‬بورصة الجزائر و دورها في تمويل االقتصاد"‪ ،‬الملتقى الوطني االول حول المؤسسة‬
‫االقتصادية و تحديات المناخ االقتصادي الجديد‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪23-22‬افريل‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .111‬محمد زيدان ‪ ،‬بريش عبد القادر‪ " ،‬الحوكمة في القطاع المصرفي"‪ ،‬الملتقى الدولي حول الحكم‬
‫الراشد‪ ،‬الجزائر‪.2006 :‬‬
‫‪ .112‬محمد عبد المهدي عباس‪ ،‬صالح جليل ابراهيم‪ ":‬دراسة فجوة التوقعات بين مدققي الحسابات و‬
‫مستخدمي التقارير المالية"‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪،15‬جامعة البصرة‪ ،‬العراق ‪.2005‬‬
‫‪ .113‬محمد مطر‪" ،‬نطاق و مسؤولية مراقب الحسابات في تقييم استمرارية المنشاة" ‪ ،‬مجلة المحاسب‬
‫القانوني العربي‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬العدد ‪.1990 ،48‬‬
‫‪ .114‬محمد يوسفي‪" ،‬مدى ارتباط مفهوم الحكم الراشد بالقيم الديموقراطية"‪ ،‬ملتقى التنمية االقتصادية و‬
‫الحكم الراشد‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ .115‬محمود حمودة‪" ،‬أهمية المراجعة الداخلية في تضييق فجوة التوقعات" ‪ ،‬مجلة المحاسب العربي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،12‬أكتوبر ‪.2012‬‬
‫‪ .116‬محمود يوسف الكاشف‪"،‬نحو اطار متكامل لتطوير فاعلية المراجعة الداخلية كنشاط مضيف للقيمة"‪،‬‬
‫المجلة العلمية لالقتصاد و التجارة ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬العدد‪ ،4‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .117‬مداني بن بلغيث‪" ،‬النظام المحاسبي المالي الجديد‪ ،‬و بيئة المحاسبة في الجزائر" بحث مقدم الى‬
‫الملتقى الدولي حول االطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي الجديد و اليات تطبيقه في ظل المعايير‬
‫المحاسبية الدولية ‪ ،)IAS/IFRS‬جامعة سعد دحلب البليدة‪.2009 /10/15-14-13 ،‬‬
‫‪ .118‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ " ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية يصدرها مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬مارس ‪ ،2009‬القاهرة‪ ،2009 :‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ .119‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ " ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية يصدرها مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬صيف ‪ ،2008‬القاهرة‪.2008 :‬‬
‫‪ .120‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬حوكمة الشركات قضايا و اتجاهات"‪ ،‬نشرة دورية الشرق الوسط‬
‫و شمال افريقيا‪ ،‬العدد ‪.2011 ،21‬‬

‫‪280‬‬
‫المراجع‬

‫‪ .121‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬المنتدى العالمي لحوكمة الشركات‪ "،‬تشجيع حوكمة الشركات في‬
‫الشرق االوسط و شمال افريقيا‪ :‬تجارب و حلول"‪ ،‬فيفري ‪.2001‬‬
‫‪ .122‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪" ،‬ممارسات سلطات االدارة و اداء مجلس االدارة في االسواق‬
‫الصاعدة" منشورات مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،CIPE‬طبعة ‪.1998‬‬
‫‪ .123‬مصطفى السعدني‪"،‬مدى ارتباط الشفافية باالفصاح بالتقارير المالية و حوكمة الشركات" جمعية‬
‫المحاسب و مدققي الحسابات‪ ،‬ملتقى مهنة المحاسبة و المراجعة و التحديات المعاصرة‪ ،‬دولة االمارات‬
‫العربية‪.2007/12/5-4 ،‬‬
‫‪ .124‬هيئة االوراق المالية‪" ،‬مشروع دليل قواعد حوكمة الشركات المساهمة المدرجة في بورصة عمان"‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ .125‬و ازرة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات الصغيرة‪ "،‬ميثاق الحم الراشد للمؤسسة في‬
‫الجزائر"‪ ،‬اصدار ‪ ،2009‬ص‪.14:‬‬
‫‪ .126‬يوسف محمود جربوع‪" ،‬فجوة التوقع بين المجتمع المالي و مدققي الحسابات القانونيين طرق‬
‫معالجة و تضييق هذه الفجوة"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬عدد‪ ،2‬غزة‪2004،‬‬
‫‪ .127‬يوسف محمود جربوع‪"،‬مجاالت مساهمة التغيير االلزامي للمراجع الخارجي في تحسين جودة عملية‬
‫المراجعة و تعزيز موضوعيته و استقالله"‪ ،‬مجلة الجامعة االسالمية‪ ،‬سلسلة الدراسات االنسانية‪ ،‬المجلد‬
‫السادس عشر‪ ،‬العدد ‪2008 ،1‬‬
‫‪ .128‬يوسف محمد جربوع‪" ،‬فجوة التوقعات بين المجتمع المالي و مراجعي الحسابات القانونيين و طرق‬
‫معالجة تضييق هذه الفجوة"‪ ،‬مجلة الجامعة االسالمية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬فلسطين ‪.2004‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة األجنبية‬


‫‪I.‬‬ ‫‪Books‬‬

‫‪129. ATH guides « audit financier, guide pour l’audit de l’information financière des‬‬
‫‪entreprises et organisation », Clet, Paris, 1987.‬‬
‫‪130. Cadbury committee” report of committee on financial aspects of corporate‬‬
‫‪governance”, London, Gree &Co, ltd, 1992.‬‬
‫‪131. Gregory, H., “Lire Les états financiers en IFRS" , Edition organisation, Paris, 2004.‬‬
‫‪132. IASB hand book, part 1, ISA 200," objective and general principles covering an audit‬‬
‫‪of financial statements", 2008.‬‬
‫‪133. Jaque Renard, ‘’ Théorie et pratique de l’audit interne’’, Édition d’organisation, 2eme‬‬
‫‪Tirage, France, 1995.‬‬

‫‪281‬‬
‫المراجع‬

134. Koenig Gérard “ De Nouvelles Théories pour gérer l’entreprise de XXI e siècle”, paris,
economica, 1999.
135. Kohler , Eric, l.,” A Dictionary for accounting” 5th , Printice hall, inc, New Jersey, 1975.
136. Kell, Walter G,& Boyton William, “Modern Auditing”, 5th ed John Wiley & Sons, Inc,
New york, 1992.
137. Lee, Tom, A., ”corporate audit theory”, champman & hall, London, UK, 1993.
138. Mark Bevir et al, "Encyclopedia of governance VII ", California: sage publications Inc.,
2007.
139. Oliver Williamson, “the economic institution capitalism: firm, markets, relational
contracting”, new york, free press London, collier Macmillan, 1985.
140. Monk, R. and Minow, N., “Corporate Governance”, 2nd ed, Black Well Publishers,
Malden, 2001.
141. Nacer-eddine SADI & Ali MAZOUZ, “la pratique du commissaire aux comptes en
algerie’’, tome 1, SNC, Alger 1993.
142. Nacer, k. ,”Creative Financial Accounting: Its Nature and Use”, Prentice hall, London,
1993.
143. Obert Robert, Marie-Pierre Mairesse, “comptabilité et audit”, dunod, paris, France, 2007.
144. Pige Benoit, ”Enracinement des actionnaires”, finance et contrôle stratégie, vol 1, n 3,
septembre 1998.
145. Ray Whittington and Kurt Pany,”Principles of Auditing and Other Assurances
Services”, 13th edition, Irwin, Boston, 2001.
146. SAADI N-E, Mazouz ,” La pratique du commissariat aux comptes en Algérie ‘’, edition
SNC,1993.
147. Tahar Hadj Sadok,” Le Commissaire aux Comptes’’, Dahleb, Alger, 2007.
148. The Institute of Internal Auditors, ‘’ Glossary’’, [online], (available at:
www.theiia.org/guidance/standards-ana-guidance/ippf/standards/full-standards
149. VALIN Gerard, “controller & auditor”, Dunod, Paris, France, 2006.
150. Williams,’’ the modern corporate governance and private property with reference to
Alberle and Means 1935", New York, MacMillan, 1978.

II. Articles & Reports


151. Alamgir, M., «Corporate Governance: A Risk Perspective», paper presented to:
Corporate Governance and Reform: Paving the Way to Financial Stability and Development, a
Conference organized by the Egyptian Banking Institute, May 7 – 8, 2007, Cairo.
152. Alexandre, H., Paquerrot ,M., “Efficacite des structure de controle et enracinement des
dirigeant”, contrôle stratégie, France, vol 3, n 2, juin 2000.
153. Alan Kilgore, “corporate governance professional regulation and audit qualities”,
Malisia accounting review, vol 6, n 1, Malisia, 2007.
154. American Institute of Certified public Accountants AICPA, “the treadway commission:
fraudulent financial reporting”, the journal of accountancy, centennial issue, april1987
155. AICPA,” the commission on auditor, responsabilities:report conclusion and
recommendation”, new york, 1978.
156. Auditing practices board, “proposals for an expended auditor’s report”, journal of
accountancy, 1991.
157. Avis de liquidation, Communiqué des Liquidateurs de l’ordre national des experts
comptables commissaires aux comptes et comptable agrees, LIBERTE du 17/07/2011.
282
‫المراجع‬

158. Ahmed N., Obaidat,”Accounting Information Qualitative Charactristics Gap: Evidence


from Jordan” , International Management Review,vol3, n2, 2007.
159. BALACIO Diana,” Is Creative Accounting a Form of Manipulation “, University of
oradeor, Journal accredited CNCSIS-category B+, Tome 22, vol 3 , 2008.
160. Bhasa, M, P,.,” Global Corporate Governance: debates, and challenges”, the
international journal of business in society, vol 4, 2004, pp:5-17.
161. Bouassida, s ., et autres,”Les Norms IAS/IFRS en Enterprise”, séminaire sur le thème,
VIP group, 2005.
162. BRETON,G., Stolowy, H., “La Gestion des Données comptables : Une Revue De La
Littérature comptabilité” contrôle et audit, tome 9,vol 1, 2003
163. Brown, Tom., David,H., & John Innes, “the review report”, Accounting and business
research 1993.
164. Carati, and Rada., “ Convergence of Corporate Covernance Systems” managerial
finance, vol 26, n 10, 2000.
165. Chen, K., & B., Churvhe, “ Default on Debt Obligation and The Issuance of Going
Concern Opinions”, Auditing Journal of practice and Theory, Fallm 1992.
166. Dezoart, F.T., and S. Salterio, “The Effects of Corporate Governance Experience and
Financial Reporting and Audit Knowledge of Audit Committee Members Judgments",
Auditing: A Journal of Practice and Theory: 20, (2), 2001.
167. Donaldson, L., & Davis, “Stewardship Theory or Agency Theory: CEO Governance
and shareholder Returns”, Australian journal of management, vol.16, 1991.
168. Elgamal M,A., elmegharbel et Inanoglu M H,” beyond credit: A taxonomy of SMEs and
financing methods for arab countries”, the Egyptian centre for economic studies (eces), may
2001, working paper n 57, available online at: http:// www.eces.org.eg.
169. Fana, ‘ Agency problems and theory of the firm’ , journal of political economy,1980.
170. Ferguson Colin, G., Richardson and g., Wines, “ The audit expectation gap: Australian
and Canadian comparative study of experience and education effects”, 1998, Available at
http://business.unisa.edu.au/aaan398/abstracts/fergusontion htm.
171. Frank K., Lowe j., Smith j., “The Expectation Gap: Perceptual Differences Between
Auditors Jurors and student “, managerial auditing journal, vol, 16, n 3 2001.
172. Financial Accounting Standards Board, ”Statement of Financial Accounting Concepts”,
N 2, Qualitative Characteristics of Accounting Information,2008.
173. Guy,D., M.,& Sullivan, j., o., “the expectation gap and auditing standards” journal of
accounting ,april, 1988.
174. Hojskou, L., “the expectation gap between users and auditors-materiality judjment in
danimark”, the second pacific interdisciplinary research in accounting conference in association
with accounting, auditing and accountability journal at the osaca city university, japan 1998.
175. Humphrey Christopher, Moizer, Piter, & Turley Stuart, ”the audit expectations gap in
Britain: an empirical investigation”, Accounting and business research, vol, 23,no 91 A, 1993
176. Imhoff J.R. and Eugene A., "Accounting Quality, Auditing and Corporate
Governance", Auditing: A Journal of Practice and Theory, January, 2003.
177. Julie: M., "A History of Corporate Governance", An Australian Perspective July, 2001.
178. J. Saba, "orphans in the storm : the challenge of corporate governance in transition
economy, In.J.,W., Libermanetal. between state and the market" . the world bank,
Washington G.C.1997.

283
‫المراجع‬

179. Jensen, MC., and W.,H.Meckling ’’Theory of the firm-managerial behaviour agency
costs and ownership structure’’, journal of financial economics, october1976.
180. Kwang, Alvin Han Jiunn,” the exsistance of expectation gap and the usefulness of
auditor’s Report", 2004, available at www.alvinhan.com
181. Lee et all, ”The audit expectation gap: an empirical study in Malaysia”, the southern
African journal of accountability and auditing research, vol., 7, n 1, 2007.
182. Mautz, R., K.,and Sharaf, H.,A., “the philosophy of auditing”, American accounting
association, monograph, n 6, Sarasota, 1969.
183. Mehez, C., GRINICHI, A., ‘’ Gouvernance et Exigence de la Transparence : La
Condescendance du voile‘’, Revue de la Gouvernance, 2007.
184. Mitchell ‘Corporate financial and governance’ , Carolina academic press,1996.
185. Michael Jensen and Ctifford Smith, << Stockholders, Managers, and Creditors interests
: Applications of Agency Theory >>, Harvard Business School, [ on line], 1985, < available at:
http: papers.ssrn.com\sol3\results.CFM (31\01\2010)
186. Porter, Brenda,” An empirical study of the audit expectation-performance gap”,
accounting and business research, vol., 24, n 93, USA , 1993.
187. Peterson, J., R,” The Improving Performance of Audit Comities”, The accountant, march
1994.
188. Ramos Michael, “ Auditor’s Responsibility for Fraud Detection”, Journal of
Accountancy, vol195, Issue 1, jan 2003.
189. Renee B.,& all, ”The Role of Boards of Directors in Corporate Governance: A
Conceptual Framework and Survey”, Journal of Economic literature, Vol 18, n 1, 2010.
190. Report of the committee on the financial Aspects of Corporate Governance, “The Financial
Aspects Of Corporate Governance”, London: Burgess Science Press, December 1992.
191. Stephen,f. and Backhaus,j., “corporate governance and mass privatization: a theoretical
investigation of transformation in legal and economic relationship” journal of economic
studies, vol 30 no ¾ , 2003.
192. Singh, Rm., Brindging & all, “the expectation gap –the changing role concurrent
auditor”, the caractered accountant, 2004.
193. Sullivan, j,& Sambunaris, g., “creating a sustainable corporate environment” e-journal
USA: Economic perspectives, vol 10, no 9, February 2005,
194. The Institute of Internal Auditors, ‘’ Definition of Internal Auditing’’, [ on line],
(available at: www.theiia.org,visited 04/01/2010.
195. The Institute of Internal Auditors, “ International Standards for Standards Professional
Practice of Internal Auditing”. 2012.
196. The Institute Of Internal Auditors, “The Lessons That Lie Beneath”, Tone at The Tope,
USA: February 2002.
197. The Institute of Internal Auditors, “Practical Considerations Regarding Internal
Auditing Expressing On Opinion On Internal Control”, USA, June 2005.
198. Thomas, C., William, Juan Alegandro, Marshall k., pitman, “ The audit expectation gap
of the 21th centery”, today’s CPA, july/august, 2004, p:07. Available at:
www.tscpa.org/members/publications/archoves/pdf’s/audit expectation gap 07.

‫ القوانين و التشريعات‬:‫ثالثا‬

284
‫المراجع‬

‫‪ .199‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ 10‬مؤرخة في ‪.1980/03/01‬‬


‫‪ .200‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية رقم ‪ ،02‬مؤرخة في ‪1988/01/12‬‬
‫‪ .201‬القانون التجاري‪ ،‬جمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .202‬القانون التجاري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1993‬‬
‫‪ .203‬قانون ‪01-10‬الصادر في ‪ 29‬جوان ‪ 2010‬المتعلق بمهنة الخبير المحاسب محافظ الحسابات و‬
‫المحاسب المعتمد‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪،‬العدد ‪،42‬‬
‫‪ .204‬القانون ‪ 09/09‬المؤرخ في ‪ 2009/12/30‬المتضمن قانون المالية ‪ ،2010‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.78‬‬
‫‪ .205‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 08/93‬المؤرخ في ‪ 25‬افريل ‪ ،1993‬المعدل و المتمم لالمر ‪59/75‬‬
‫المتضمن القانون التجاري‪ ،‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.27‬‬
‫‪ .206‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-92‬المؤرخ في ‪ 1992 /01/13‬يحدد تشكيل المجلس الوطني‬
‫للخبراء المحاسبين و محافظي الحسابات و المحاسبين المعتمدين‪ ،‬و يضبط اختصاصاته و قواعد عمله‬
‫‪،‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.1992 ،3‬‬
‫‪ .207‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 394-11‬المؤرخ في ‪ 2011-11-24‬يحدد شروط و كيفيات سير التربص‬
‫الم هني و استقبال و دفع اجر الخبراء المحاسبين و محافظي الحسابات و محاسبين المعتمدين‬
‫المتربصين‪ ،‬جريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.2011 ،65‬‬
‫‪ .208‬األمر‪ 59-75‬المعدل و المتمم بالمرسوم التشريعي ‪ ،08-93‬القانون التجاري ج ج‪ ،‬المادة ‪715‬‬
‫مكرر ‪.14‬‬
‫‪.209‬قرار مؤرخ في ‪ 2008-07-26‬يحدد قواعد التقييم و المحاسبة و محتوى الكشوف المالية و‬
‫عرضها و كذا مدونة الحسابات و قواعد سيرها‪ ،‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪2008 ،19‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 24-11‬المؤرخ في ‪ 2011/01/27‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني للمحاسبة و‬
‫تنظيمه و قواعد سيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية ‪ ،‬عدد ‪ ،7‬السنة ‪ ،48‬مؤرخة بتاريخ ‪.2011/2/2‬‬

‫رابعا‪ :‬مواقع االنترنت‬


‫‪www.iefpedia.com‬‬
‫‪.www.ifac.org/auditing-assurance/‬‬

‫‪285‬‬
‫المراجع‬

http://www.cosob.org
www.alvinhan.com
www.theiia.org
www.IFACI.com
www.cipe-arabia.org
http:// www.eces.org.eg
http://en.wikipedia.org

286
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)01‬سلم أتعاب محافظي الحسابات المعمول به في الجزائر الصادر في ‪2006‬‬

‫األتعاب بـ (كم‪/‬دج)‬ ‫العدد العادي لساعات العمل‬ ‫المبلغ االجمالي الخام للميزانية السنوية‬
‫(االستمارات غير معاد تقويمها)‪+‬نواتج االستغالل‬
‫(ما عدا حسابات تحويل التكاليف)‬
‫من ‪ 40‬إلى أقل من ‪80‬‬ ‫من ‪ 80‬إلى أقل ‪160‬‬ ‫حتى أقل من ‪ 50‬مليون دج‬
‫من‪ 80‬إلى أقل‪120‬‬ ‫من ‪ 160‬إلى أقل ‪240‬‬ ‫حتى أقل من ‪ 100‬مليون دج‬
‫من ‪ 120‬إلى أقل ‪170‬‬ ‫من ‪ 240‬إلى أقل ‪340‬‬ ‫من ‪ 100‬إلى أقل ‪ 200‬مليون دج‬
‫من ‪ 170‬إلى أقل ‪230‬‬ ‫من ‪ 340‬إلى أقل ‪460‬‬ ‫من ‪ 200‬إلى أقل ‪ 400‬مليون دج‬
‫من ‪ 230‬إلى أقل ‪300‬‬ ‫من ‪ 460‬إلى أقل ‪600‬‬ ‫من ‪ 400‬إلى أقل ‪ 800‬مليون دج‬
‫من‪ 300‬إلى أقل ‪380‬‬ ‫من‪ 600‬إلى أقل ‪760‬‬ ‫من ‪ 800‬إلى أقل ‪ 1600‬مليون دج‬
‫من ‪ 380‬إلى أقل ‪515‬‬ ‫من ‪ 760‬إلى أقل ‪1030‬‬ ‫من ‪ 1600‬إلى أقل ‪ 3200‬مليون دج‬
‫من‪ 515‬إلى أقل ‪700‬‬ ‫من‪ 1030‬إلى أقل ‪1400‬‬ ‫من‪ 3200‬إلى أقل ‪ 6400‬مليون دج‬
‫من ‪ 700‬إلى أقل ‪900‬‬ ‫من‪ 1400‬إلى أقل ‪1800‬‬ ‫من ‪ 6400‬إلى أقل ‪ 12800‬مليون دج‬
‫من‪ 900‬إلى أقل‪1200‬‬ ‫من‪ 1800‬إلى أقل ‪2400‬‬ ‫من‪ 12800‬إلى أقل ‪ 25600‬مليون دج‬
‫حد أقصى ‪2250‬‬ ‫حد أقصى ‪ 4500‬ساعة‬ ‫أكثر من ‪ 25600‬مليون يضاف الى ‪2400‬سا‬
‫نسبة ‪ %2‬اي ‪ 48‬سا كل حصة إضافية ب‬
‫‪ 5000‬مليون دج حتى الحد األقصى ‪4500‬سا‬
‫المصدر‪ :‬قرار مؤرخ في ‪ 2006-12-60‬يعدل و يتمم القرار المؤرخ في ‪ 1999-09-07‬و المتعلق بسلم‬
‫أتعاب محافظي الحسابات‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.2007 ،04‬‬

‫‪288‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق (‪ :)02‬استبيان لدراسة أثر آليات حوكمة الشركات على تضييق فجوة التوقعات‬

‫استبيان لدراسة دور آليات حوكمة الشركات في تضييق فجوة توقعات المراجعة‬
‫دراسة آراء المهنيين و مستخدمي القوائم المالية‬
‫األخت الكريمة ‪ ،‬األخ الكريم‪ ،‬تحية طيبة‪:‬‬
‫تقوم الباحثة بإعداد دراسة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬و يمثل هذا االستبيان أحد الجوانب الهامة للبحث‪ ،‬لذا أرجو من سيادكم التكرم باإلجابة بدقة على أسئلة‬
‫االستبيان‪ ،‬تقبلوا مني فائق االحترام‪.‬‬
‫الجزء األول‪:‬‬
‫‪ -1‬المؤهل العلمي‪ -2،...................................:‬الوظيفة‪ -3،...........................................:‬سنوات الخبرة‪......................:‬‬
‫‪ :NB‬يوجد أمامكم مجموعة من العبارات‪ ،‬كل عبارة تقابلها خمس خيارات لإلجابة‪ ،‬الرجاء قراءة كل عبارة و وضع عالمة ‪ X‬أمام الخيار الذي يمثل‬
‫درجة موافقتكم عليها‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬المتغير المستقل (آليات حوكمة الشركات)‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تزيد من دعم مسؤوليات مجلس االدارة‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫يقوم أعضاء مجلس االدارة باالطالع على كافة القوانين و التعليمات األساسية‬ ‫‪1‬‬
‫التي تنظم عمل الشركة و التحقق من سالمة تطبيقها‪ ،‬باالضافة النعقاده بشكل‬
‫دوري‬
‫يقوم مجلس االدارة بوضع استراتيجيات العمل‪ ،‬سياسات ادارة المخاطر‪ ،‬االهداف‬ ‫‪2‬‬
‫و السياسات العامة‬
‫يقوم مجلس االدارة بمتابعة سالمة البيانات المالية الصادرة عن الشركة و أنها‬ ‫‪3‬‬
‫تعبر بوضوح عن سالمة المركز المالي‬
‫يقوم باعداد تقرير يعرض على المساهمين يتضمن نظرة عن عمل الشركة و‬ ‫‪4‬‬
‫مركزها المالي‪ ،‬باالضافة الى نظرة مستقبلية لنشاط الشركة خالل العام المقبل‬
‫يقوم مجلس االدارة بتقييم عمل لجنة المراجعة مرة كل سنة على األقل‬ ‫‪5‬‬
‫هل تفعيل دور مجلس االدارة يزيد من ثقة مستخدمي القوائم المالية؟‬ ‫‪I‬‬

‫مالحظات أو اقتراحات أخرى‪:‬‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تزيد من أهمية دور االدارة العليا في الشركة‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫تقوم االدارة العليا باالفصاح و نشر كل من المعلومات المالية و تقرير المراجع و‬ ‫‪1‬‬
‫المعلومات ذات األهمية النسبية باالضافة الى ما هو مطلوب قانونا في الوقت‬
‫المناسب و بشكل يضمن وصول المعلومات الى جميع األطراف المعنية‬
‫تعمل االدارة العليا بحرفية و مهنية من أجل الحصول على تقارير مالية تعبر‬ ‫‪2‬‬
‫بصدق عن حقيقة المركز المالي‬
‫حرص االدارة العليا على عقد اجتماعات مع الموظفين و االدارة التفيذية من أجل‬ ‫‪3‬‬
‫أخذ آرائهم و مناقشة مقترحاتهم لتحسين األداء‬
‫مدى اعتمادها على تكنولوجيا المعلومات‬ ‫‪4‬‬
‫هل العمل على دعم دور االدارة العليا يزيد من امكانية الحصول على قوائم مالية‬ ‫‪II‬‬
‫غير مضللة و خالية من غش االدارة و تالعبها?‬
‫مالحظات و اقتراحات أخرى‬

‫‪289‬‬
‫المالحق‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تدعم دور و مسؤوليات مراجع الحسابات‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫استقاللية مراجع الحسابات‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬أن يصدر قرار تعيينه من الجمعية العامة‬ ‫أ‬
‫‪ -‬عدم تدخل مجلس اإلدارة في عمل مراجع الحسابات‬ ‫ب‬
‫‪ -‬أن ال يتم التعاقد مع مراجع حسابات الشركة ألداء أعمال إضافية تخضع‬ ‫ج‬
‫إلبداء رأيه عند مراجعته لحسابات الشركة و قوائمها المالية‬
‫‪ -‬يتم تحديد أتعابه بناءا على السلم‬ ‫د‬
‫مستوى جودة آداء مراجع الحسابات‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬يتم اختياره ممن تتوفر فيهم الكفاءة‪ ،‬الخبرة‪ ،‬السمعة الجيدة و بما يتناسب‬ ‫ا‬
‫مع حجم و طبيعة نشاط الشركة‬
‫‪ -‬التغيير االلزامي للمراجع يساعده على أداء عمله بحرفية و موضوعية‬ ‫ب‬
‫أكثر‬
‫‪ -‬مدى التزامه بمعايير المراجعة المتعارف عليها عند أداء عمله‬ ‫ج‬
‫‪ -‬التزامه بقواعد السلوك المهني يدعم موضوعيته عند آداء عمله‬ ‫د‬
‫‪ -‬التزامه بابالغ الجهات الرقابية عن أية مخالفات جوهرية في حالة عدم‬ ‫ه‬
‫اتخاذ مجلس االدارة القرار المناسب بشأنها‬
‫قيام المجلس الوطني للمحاسبة بمراقبة جودة آداء مكاتب المراجعة الخارجية مع‬ ‫‪3‬‬
‫فرض عقوبات و مخالفات في حالة مخالفة المكتب المراجعة لذلك‬
‫درجة االفصاح في تقريره عن جميع العناصر التي تهم مستخدمي القوائم المالية‬ ‫‪4‬‬
‫قيام المراجع بالتأكد من فاعلية نظام الرقابة الداخلية‬ ‫‪5‬‬
‫هل العمل على تفعيل مسؤوليات مراجع الحسابات يزيد من ثقة مستخدمي القوائم‬ ‫‪III‬‬
‫المالية في تقريره؟‬
‫مالحظات و اقتراحات أخرى‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تزيد من فاعلية لجنة المراجعة‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫دعم و تحسين استقالل المراجع من خالل متابعة و مراقبة استقالليه و مناقشته‬ ‫‪1‬‬
‫حول طبيعة و نطاق عمله‬
‫تعمل لجنة المراجعة على استفادة المراجع الخارجي من تقارير المراجعة الداخلية‬ ‫‪2‬‬
‫تقوم لجنة المراجعة بفحص القوائم المالية قبل توقيعها من قبل مجلس االدارة‬ ‫‪3‬‬
‫مناقشة االدارة و المراجع الخارجي بأي مستجدات هامة تأثر على التقارير المالية‬ ‫‪4‬‬
‫مثل التغيير في المبادئ المحاسبية‪ ،‬كفاية نظام الرقابة الداخلية‬

‫مناقشة االدارة حول المخاطر المالية الرئيسية و الخطوات المتخذة من قبل هذه‬ ‫‪5‬‬
‫االخيرة للرقابة و السيطرة على هذه المخاطر‬
‫مناقشة المراجع الخارجي حول أي امور او مصاعب أو قيود على عملهأثناء‬ ‫‪6‬‬
‫قيامه بمهمته و كذلك صعوبات حصوله على المستندات الالزمة‬
‫هل تفعيل دور لجنة المراجعة يمكن من الحصول على قوائم مالية ذات جودة تتسم‬ ‫‪IV‬‬
‫باالفصاح الكافي؟‬
‫مالحظات و اقتراحات أخرى‬

‫‪290‬‬
‫المالحق‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تزيد من قوة وظيفة المراجعة الداخلية في الشركة؟‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫استقالل المراجع الداخلي و عدم التدخل في نطاق عمله و تفاعله المباشر مع لجنة‬ ‫‪1‬‬
‫المراحعة‬
‫التزام المراجع الداخلي بأخالقيات المهنة‬ ‫‪2‬‬
‫التزامه بالمعايير الدولية للممارسة المهنية للمراجعة الداخلية‬ ‫‪3‬‬
‫متابعة تطبيق نظام الرقابة الداخلية و تقييمه و إخطار االدارة بنقاط القوة و الضعف‬ ‫‪4‬‬
‫الموجودة فيه‬
‫مساعدة المؤسسة في ايجاد رقابة فعالة بواسطة تقييم فعاليتها و كفاءتها و تعزيز‬ ‫‪5‬‬
‫التحسين المستمر‬
‫مراجعة سياسة المخاطر التي تنتهجها المؤسسة و معرفة أهداف البرنامج‬ ‫‪6‬‬
‫مالحظات و اقتراحات أخرى‬

‫‪ V‬هل وجود مراجعة داخلية قوية و مستقلة يزيد من ثقة مستخدمي القوائم المالية؟‬

‫القسم الثاني‪ :‬المتغير التابع (فجوة توقعات المراجعة)‬

‫أوال‪:‬تقصي وجود فجوة التوقعات في الجزائر و نوعها‬

‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تؤدي إلى وجود فجوة توقعات المراجعة*؟‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫عدم ادراك المجتمع المالي لنطاق عمل المراجع الخارجي و حدود مسؤولياته‬ ‫‪1‬‬
‫توقعات غير معقولة و مبالغ فيها من قبل مستخدمي القوائم المالية ألداء المراجع‬ ‫‪2‬‬
‫عدم تمتع المراجع الخارجي باالستقالل التام‬ ‫‪3‬‬
‫انخفاض جودة األداء في المراجعة‬ ‫‪4‬‬
‫قصور المعايير و القوانين المنظمة لمهنة المراجعة المحددة لمسؤوليات و واجبات‬ ‫‪5‬‬
‫المراجع‬
‫عدم الدقة و الوضوح في تقرير المراجع الخارجي‬ ‫‪6‬‬
‫قصور نظام الرقابة الداخلية في المراجعة‬ ‫‪7‬‬
‫قصور التقارير المحاسبية في مواكبة تغيرات المجتمع و احتياجاته المالية الجديدة‬ ‫‪8‬‬
‫نقص الخبرة و الكفاءة المهنية للمراجع‬ ‫‪9‬‬

‫*تشير فجوة التوقعات إلى التباين أو االختالف بين ما يتوقعه المجتمع المالي من المراجع الخارجي و بين ما يقوم به المراجع فعال وفقا للمعايير‬
‫المتعارف عليها ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬العوامل المساعدة على تضييق الفجوة‬


‫غير موافق‬ ‫غير‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫موافق‬ ‫في رأيك ما هي العناصر التي تؤدي إلى تضييق فجوة توقعات المراجعة؟‬
‫جدا‬ ‫موافق‬ ‫جدا‬
‫اعتماد الشركة على النظام المحاسبي المالي في اعداد القوائم المالية و وجود‬ ‫‪1‬‬
‫سياسات داخلية تمكن من الحصول على قوائم مالية ذات جودة تتسم باالفصاح‬
‫الكافي تحد من التوقعات المبالغ فيها‬
‫وجود انظمة ضبط و رقابة داخلية فعالة تقلل من حدوث التالعب و الغش في القوائم‬ ‫‪2‬‬
‫المالية‬
‫وضع و اعتماد معايير مراجعة وطنية و قواعد سلوك مهني تتماشى مع معايير‬ ‫‪3‬‬
‫المراجعة الدولية و االلتزام بتطبيقها‬
‫وجود اطار قانوني يحدد نطاق عمل و مسؤوليات مراجع الحسابات و التزامه‬ ‫‪4‬‬
‫‪291‬‬
‫المالحق‬

‫بمعايير االداء المهني‬


‫قيام الجهات الرقابية المعنية بمراقبة جودة و نوعية اداء مكاتب المراجعة وفرض‬ ‫‪5‬‬
‫عقوبات في حالة المخالفة‬

‫الملحق (‪ :)03‬قائمة بأسماء األساتذة المحكمين‬

‫الجامعة‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬


‫جامعة الجزائر ‪03‬‬ ‫د‪ .‬بن عيشة باديس‬ ‫‪01‬‬
‫جامعة الجزائر ‪03‬‬ ‫أ‪.‬طويلب محمد‬ ‫‪02‬‬
‫جامعة البويرة‬ ‫د‪ .‬سفير محمد‬ ‫‪03‬‬
‫جامعة المدية‬ ‫د‪ .‬بولصنام محمد‬ ‫‪04‬‬

‫‪292‬‬
‫المالحق‬

_SPSS ‫ نتائج الدراسة الميدانية _مخرجات‬:)04( ‫الملحق‬

b
Model Summary

Adjusted R Std. Error of the


Model R R Square Square Estimate
a
1 .967 .936 .934 .14697

a. Predictors: (Constant), E, B, D, A, C

b
ANOVA

Model Sum of Squares df Mean Square F Sig.


a
1 Regression 50.495 5 10.099 467.544 .000

Residual 3.456 160 .022

Total 53.951 165

a. Predictors: (Constant), E, B, D, A, C

b. Dependent Variable: G

Coefficientsa

Standardized
Unstandardized Coefficients Coefficients

Model B Std. Error Beta t Sig.

1 (Constant) -1. 4 .158 -2.866 .000

A .900 .036 .891 25.197 .000


B .930 .028 .933 33,188 .000
C .841 .054 .775 15.710 .000
D .583 .042 .733 13.802 .000
E 1.047 .052 .845 20.204 .000

a. Dependent Variable: G

293

You might also like