Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة إدارة الجودة - هناء الرابطي
مطبوعة إدارة الجودة - هناء الرابطي
محاضرات في مقياس
إدارة الجودة
لطلبة السنة الثالثة إدارة أعمال
من إعداد:
الدكتورة :الرابطي هناء
تشهد المنظمات في القرن الحادي والعشرين تحديات عالمية واسعة في ظل عولمة اإلقتصاد .لعل أبرز هذه
التحديات تأكيد منظمة المواصفات العالمية ISOعلى عامل الجودة .كما أن إتفاقية التجارة الحرة GATT
ومنظمات دولية أخرى تهتم بدورها بجودة المنتجات والخدمات .باإلضافة إلى ذلك ،فإن التغيرات المستمرة في
حاجات وأذواق الزبائن تلزم المنظمات بتطوير المنتجات باستمرار وبالجودة المطلوبة.
لقد أصبحت الجودة في ظل هذه التحديات تمثل سالحا تنافسيا فعاال للمنظمات ،وذلك من خالل
إدارة الجودة وتحقيق رضا العميل لضمان البقاء واالستمرار .اليوم ،لم يعد ينظر لمفهوم الجودة نظرة ضيقة
كوظيفة من وظائف إدارة اإلنتاج والعمليات ،بل تطور هذا المفهوم عبر الزمن ،حيث أصبحت الجودة
إستراتيجية تنافسية إنتاجية وأساسا لفلسفة إدارية شاملة.
إن فلسفة اإلدارة المبنية على الجودة تعطي مفهوما شامال للجودة ،حيث يمكن النظر إلى مقاييس
العمل واألداء على أنها مقاييس إلدارة الجودة .إن هذه الفلسفة اإلدارية المبنية على الجودة يطلق عليها
مصطلح إدارة الجودة الشاملة Total Quality Managementوهي فلسفة قدمها "إدوارد ديمنغ" Edward
Demingفي اليابان منذ أكثر من أربعين سنة .ويمكن القول أن الفضل في نهضة اإلقتصاد الياباني يعود
إلى أفكار ديمنغ المتعلقة بالجودة الشاملة التي تركز على ضرورة إنشاء ثقافة التحسين المستمر للجودة.
مع ظهور رواد آخرين إلدارة الجودة الشاملة ،أمثال "كروسبي" Crosbyو"تاجوكي" ،Taguchiاتضح
عدم وجود نهاية لتطوير وتحسين الجودة ،حيث تستخدم أدوات عديدة للرقابة على الجودة كاألساليب
اإلحصائية ،وحلقات الجودة وغيرها من األدوات .وقد أصبحنا اليوم أمام فكر إداري جديد يركز على
إستراتيجية الجودة الشاملة لتحقيق رضا الزبون باعتباره يمثل أساس النجاح ألي منظمة .ويمكن تحقيق ذلك
من خالل إستخدام نظام فعال قادر على إحداث التطوير والتحسين المستمر مثل نظام اإليزو.
تهدف هذه المطبوعة إلى تغطية المقرر الدراسي لمقياس إدارة الجودة الخاص بطلبة قسم علوم
التسيير .وقد قدم مضمون هذه المطبوعة في شكل منهجي وميسر لتمكين الطلبة وجميع المهتمين بإدارة
الجودة من استيعاب مختلف مكوناتها .وتحقيقا لذلك ،قسمت المطبوعة إلى تسعة فصول موزعة كما يلي:
-الفصل األول :يقدم مدخل إلدارة الجودة الشاملة ،حيث يتطرق إلى األصول التاريخية لحركة الجودة
الشاملة ،ويتعرض إلدارة الجودة الشاملة كنظام إداري.
1
-الفصل الثاني :يتناول ماهية إدارة الجودة الشاملة من خالل تبيان المفهوم ،واألهمية ،واألهداف ،والمبادئ
واألبعاد ،والعوامل المؤثرة في الجودة.
-الفصل الثالث :يلقي الضوء على نظام إدارة الجودة ،حيث يتعرض إلى إدارة الجودة كنظام متكامل،
ويوضح مختلف وظائف إدارة الجودة ،ومختلف اإلتجاهات الحديثة في إدارة الجودة.
-الفصل الرابع :يتطرق إلى إستراتيجية الجودة الشاملة ،حيث يبين اإلستراتيجية العامة للمنظمة ،وتحديد
مستوى الجودة وقرار مستوى الجودة.
-الفصل الخامس :يتناول قياس درجة الجودة Six Sigmaمن خالل إعطاء مفاهيم عن ،Six Sigma
وتوضيح مقاييس الجودة ،وتبيان درجة أو رتبة إستقرار المواصفات.
-الفصل السادس :يركز على الرقابة على الجودة ،حيث يشرح مفهوم الرقابة على الجودة وأهدافها ،ويقدم
مختلف تكاليف الجودة.
-الفصل السابع :يتطرق إلى حلقات تحسين الجودة من خالل التعرض للتطور التاريخي لفكر حلقات
تحسين الجودة ،والمفهوم ،وخطوات إنشاء وتكوين حلقات الجودة.
-الفصل الثامن :يتعلق بتطبيق إدارة الجودة الشاملة ،حيث يتناول مستويات تبني إدارة الجود الشاملة،
ويبين متطلبات ،ومراحل ،ومعوقات تطبيقها.
-الفصل التاسع :يعرض شهادات الجودة ويقدم مفهوم ومراحل تطورها ،كما يبين أنظمة التقييس الدولية
( ،)ISOونظام ،Malcom Baldrigeونظام المؤسسة األوروبية إلدارة الجودة (.)EFQM
2
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
تمهيد
تبوأت الجودة مكانة بارزة ومتميزة في الصناعة ،خاصة منذ أواخر القرن العشرين الذي شهد أحداثا وتغيرات
في شتى المجاالت أتسمت بالتعقيد والحركية .وقد أدى هذا إلى زيادة حدة التنافس االقتصادي محليا،
وإقليميا ،ودوليا .كما أن التطورات التكنولوجية أحدثت ثورة كبيرة في ميادين المعرفة اإلنسانية ونظم
المعلومات ،األمر الذي ساهم في ترسيخ أهمية الجودة الشاملة في الفكر التنظيمي .وقد أصبحت الجودة
الشاملة ،منذ أوائل القرن الحادي والعشرين ،تلعب دو ار هاما في تحقيق أهداف المنظمات اإلنتاجية والخدمية
على حد سواء .عند قراءة هذا الفصل سيتمكن الطالب من معرفة األصول التاريخية لحركة الجودة الشاملة،
والتطور التاريخي لفكرة الشمولية في الجودة ،وأهم إسهامات رواد الجودة.
4
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
تنسب أقدم االهتمامات بالجودة إلى القرن الثامن عشر قبل الميالد في الحضارة البابلية إبان حكم أول ملوكها
حمورابي الذي وضع 282قانونا من بينها قانونا يخص التجارة .وقد ألزم هذا األخير المتعاملين في التجارة
القيام بإصالح العيب الذي يظهر على السلعة أو الخدمة سواء تعلق العيب بقيمتها أو بنوعيتها .كما تشير
الوقائع التاريخية في القرن الخامس عشر قبل الميالد إلى تأكيد قدماء المصريين (الفراعنة) على الجودة في
بناء ودهان جدران المعابد المصرية القديمة واإللتزام بالجودة في تشييد اإلهرامات.
مع بزوغ فجر اإلسالم على البشرية ،تأكد االهتمام بالجودة .فقد جاء في اآلية الكريمة ''لقد خلقنا
اإلنسان في أحسن تقويم'' (سورة التين ،اآلية .)4كما أن الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم حث في
أحاديثه على االهتمام بجودة األداء والعمل .بهذا الصدد ،يشير الطبراني إلى أن الرسول عليه الصالة
والسالم قال ››إن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه‹‹.
لكن مع ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر ،أخذت مفاهيم الجودة تتطور نتيجة ظهور
المصانع الكبيرة التي تشغل أعداد كثيرة من العمال وتنتج كميات هائلة من المنتجات .منذ ذلك الوقت أصبح
المفكرون ومدراء المؤسسات يهتمون بالجودة بصيغ ومفاهيم متعددة ،تهدف جميعها إلى تحسين مستوى جودة
المنتوج .وقد عرفت مفاهيم الجودة خالل القرن العشرين تطو ار كبيرا ،وهذا ما يؤكده عدد من الباحثين منهم
على سبيل المثال ال الحصر ( ،)Feigenbaum 1991و( ،)Banks 1989و( ،)White 1991و(.)Evan 1993
حسب Feigenbaumواألمانة العامة للمنظمة العربية للمواصفات والمقاييس ،تصنف مراحل تطور الجودة
إلى خمسة مراحل وهي:
بهذا الصدد ،يجب اإلشارة إلى أن هذه المراحل ال تعبر بشكل كلي عن التطور الذي عرفته إدارة
الجودة .فقذ زاد اإلهتمام بمفاهيم الجودة وأنظمتها وتطبيقاتها خالل ستينيات وسبعينيات القرن الماضي،
5
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
وتطورت فلسفتها وأنظمتها بشكل كبير في العشريتين األخيرتين من نفس القرن .هذا ما أدى إلى ظهور
مراحل جديدة جعلت من الجودة إحدى الركائز األساسية لتنافسية الشركات والقدرة على جذب الزبائن ،حيث
أصبحت مسؤولية جميع العاملين في الشركة .لهذا يمكن إضافة ثالثة مراحل أخرى إلى المراحل السابقة
وهي:
1-1مرحلة مسؤولية الحرفي على ضبط الجودة (ما قبل القرن العشرين)
تميز اإلنتاج خالل القرون الوسطى والقرن التاسع عشر باعتماده على فرد واحد أو مجموعة صغيرة من
األفراد الحرفيين ،حيث يتولى الفرد أو المجموعة الصغيرة إنتاج المنتوج بكميات صغيرة ،ويكون الحرفي
الواحد مسؤوال عن صنع المنتوج بكامله .لذا تقع مسؤولية ضبط الجودة على عاتق الحرفي سواء تعلق األمر
بتحديد معايير الجودة ( )Standardsأو بمطابقة اإلنتاج لتلك المعايير.
خالل هذه المرحلة كان اإلحساس باإلنجاز موجودا لدى الحرفي نظ ار للصلة التي تربطه بالمنتوج.
فالحرفي يستخدم براعته ومهارته اليدوية في إنتاج المنتوج وإتقان العمل بالجودة المطلوبة حتى يكون منتوجه
مدعاة للفخر ،وهذا بحد ذاته كان يشكل حاف از للحرفي في انجاز عمله .كانت الصناعة الحرفية تركز على
المنتوج ومدى تلبيته لرغبات الزبون ،الشيء الذي تطلب وجود عالقة مباشرة بين الحرفي والزبون لتلبية
حاجاته أو طلباته .وال تزال الصناعة الحرفية موجودة إلى يومنا هذا علما أنها بدأت ما قبل القرن العشرين.
بدأت هذه المرحلة مع مطلع القرن العشرين واستمرت إلى أواخر العقد الثاني منه .وتعتبر ناتجة عن إف ارزات
الثورة الصناعية التي جاءت بمفهوم اإلنتاج الواسع وأدخلت مفاهيم جديدة مثل تقسيم العمل والتخصص في
العمل .لذلك لم يعد العامل مسؤوال على إنتاج المنتوج بأكمله بل يقوم بتصنيع جزء من أجزائه .كما أصبح
العاملون يخضعون إلشراف رئيس العمال الذي أصبح مسؤوال عن جودة المنتوج.
6
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
في هذه المرحلة ،أصبحت العالقة بين الزبون والمنتج غير مباشرة .هذا ألن عملية توزيع المنتجات
لم تعد مباشرة وعادة ما تتم من المخازن .لذلك كانت جودة المنتجات منخفضة نسبيا بالرغم من انخفاض
تكلفة إنتاجها.
تميزت الفترة ما بين 1945 – 1919بتطور جديد في مجال ضبط الجودة ،حيث أصبحت العمليات
والمنتجات أكثر تعقيدا وتطلبت عددا أكبر من العاملين ،األمر الذي صعب على رئيس العمال السيطرة
الدقيقة على العمل الذي ينجزه كل عامل .وهذا ما أدى إلى ظهور وظيفة مفتش العمل ( )inspectorالتي
تتمثل في فحص جودة المنتجات بعد االنتهاء من العمليات اإلنتاجية المعينة .هنا يقوم مفتش العمل بعزل
المنتجات غير المطابقة للمعايير الموضوعة .لإلشارة فإن أولى الشركات التي أنشأت قسما خاصا بالفحص
هي شركة Western Electricاألمريكية التي كانت تابعة لمجموعة شركات ( )AT & Tالمتخصصة في
إنتاج أجهزة الهاتف.
ظهرت خالل هذه المرحلة تطبيقات جديدة لضبط الجودة باستخدام األساليب اإلحصائية بالعينات .وهذا ألن
الفحص %100لم يعد مناسبا نتيجة لتصاعد وثيرة اإلنتاج في المصانع بعد الحرب العالمية الثانية .لكن هذا
ال يعني أن أساليب الضبط اإلحصائي للجودة لم تكن معروفة في المرحلة السابقة .فقد قدم Shewhartعام
الجودة Quality Control Charts 1924خرائط الضبط اإلحصائي لضبط المتغيرات التي عرفت بخرائط ضبط
والتي كان لها دو ار أساسيا في ضبط العملية اإلنتاجية.
يشير مفهوم ضبط الجودة إلى بناء الجودة وليس التفتيش عنها ،كما يشير إلى أن مسؤولية الحفاظ
عليها هي مسؤولية جميع األقسام وبمشاركة جميع العاملين وعدم ترك مسؤوليتها إلى قسم الفحص أو قسم
ضبط الجودة فقط .وهذا ما أصبحت المنظمات الصناعية تتطلع لتحقيقه لبلوغ مستوى عال لجودة منتجاتها.
فقد أصبح أسلوب عملها يتميز بتحقيق كل شيء صحيح وخال من العيوب.
زيادة على ذلك ،دفع مبدأ العيب الصفري ( ،)zero defectالذي أطلقه رائد الجودة ،Crosby
المنظمات إلى التنسيق بين المديرين والعاملين لحل المشكالت وإجراء التحسينات عن طريق برامج مخصصة
لهذا الغرض .فقد أصبح هدف كل فرد عامل في المنظمة هو تحقيق العيب الصفري من خالل منحهم
7
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
صالحيات وتشجيعهم بالمكافآت والحوافز لدعم عمل األفراد داخل المنظمة من جهة ،وتحقيق األهداف
اإلستراتيجية لعملية التخطيط للجودة من جهة أخرى.
لهذا يمكن القول أن هذه المرحلة تختلف عن المراحل السابقة بتركيزها واهتمامها بعمليات اإلنتاج،
حيث يتم فحص عينات من اإلنتاج لكل دفعة إنتاج .وقد ساعد هذا على تقليص هدر الموارد وتخفيض
العمل المعاد ) (reworkلألجزاء غير المطابقة وبالتالي تخفيض تكاليف اإلنتاج.
في هذه المرحلة أصبحت الجودة ركنا أساسيا من أركان الوظيفة اإلدارية للمديرين ،حيث أصبحت المنظمات
تهتم بكل ما من شأنه أن يمكنها من إحراز التقدم وتحقيق التميز سواء لعملياتها أو لمنتجاتها .وتعتبر هذه
المرحلة إنعكاسا للضبط الشامل للجودة الذي عرف على أنه نظام فعال لتحقيق تكامل الجودة من خالل
جهود مختلف المجاميع في المنظمة .الهدف من ذلك هو تطوير الجودة وإدامتها وتحسينها ألجل إنتاج السلع
والخدمات بالمستوى األكثر اقتصادية والذي يتيح اإلشباع الكامل لحاجات الزبائن.
كما ظهر في اليابان خالل هذه المرحلة مفهوم حلقات ضبط الجودة Quality Control Circlesالتي
تنطلق من مدخل المشاركة في اإلدارة كأساس لتحسين اإلنتاجية والجودة .في إطار هذه الحلقات يجري
الحوار والنقاش في مجموعات صغيرة غير رسمية ،طوعية ،تبحث عن إيجاد حلول لمشكالت الجودة .ومع
Total Quality Control مطلع سبعينيات القرن الماضي ظهر مفهوم منظمة الضبط الشامل للجودة
Organizationالذي يشير إلى مشاركة كل فرد في المنظمة في عمليات ضبط الجودة بدءا بالعامل والمشرف
في الخط األول وانتهاءا بالمدير.
تعتبر إدارة الجودة الشاملة مدخال إداريا يركز على الجودة التي تعتمد على مساهمة جميع العاملين في
المنظمة لتحقيق نجاح طويل األمد من خالل تحقيق رضا الزبون .كما يسعى هذا المدخل إلى تحقيق المنافع
لجميع العاملين في المنظمة وللمجتمع الذي تعمل فيه.
من أهم خصائص هذه المرحلة هو التركيز العالي على العملية اإلنتاجية وعلى الزبون ،حيث تستخدم
المنظمات الزبون كمدخل أساسي في تطوير أداء المنتوج .هنا يساهم الزبون في إجراء التحسينات على
8
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
المنتوج وتطوير مواصفاته لتلبية حاجاته وتوقعاته من المنتوج ولتحقيق مستوى رضا عال على المنتوج .أما
مساهمة المورد في إدارة الجودة الشاملة فتثمتل في تقليل الهدر والضائع من المواد ما يساعد في تحسين
القدرة اإلنتاجية للمنتجات .في هذه المرحلة نجد مستوى أداء عال للمنتوج ،وتكاليف إنتاج أقل ،وتسليم أسرع.
زيادة على ذلك ،يسمح هذا المدخل بمشاركة العاملين كأساس في عمليات التحسين المستمر للجودة.
يتوقع أن تشهد العقود القادمة تطورات كبيرة في أساليب ضبط الجودة بالعالقة مع الزبون .لكي تحقق
المستوى المطلوب من الجودة ،على المنظمة أن تبدأ بالزبون وليس بالسلعة الملموسة أو العملية التصنيعية.
بعبارة أخرى ،على المنظمة التركيز على الزبون في جميع عمليات ضبط الجودة بدءا من التخطيط لألنشطة
والفعاليات الالزمة لضبط الجودة وإدارتها وصوال إلى المخرجات النهائية .بهذا المعنى ،يجب تغيير المسار
للتحول نحو تحقيق القيمة الشاملة للزبون .وهذا ما يتطلب مكافأة العاملين ماديا ومعنويا لتحقيق قيمة مضافة
للمنظمة مع تحقيق رضا الزبون.
يبين الشكل رقم ( )1-1مختلف مراحل تطور ضبط الجودة ،حيث يتبين منها أن التطور الذي حصل
في أفكار ومفاهيم ووسائل قياس وضبط الجودة كانت كلها تنصب في تحقيق غاية واحدة وهي رضا الزبون
وإشباع حاجاته ورغباته.
9
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
الحاجات
Majesty
رفاهية الزبون
2020
Needs
Total Quality
الخدمات Management
إدارة الجودة الشاملة
Services 2010
Quality
Assurance
العمليات ضمان الجودة
1990
Processes Statistical
Control
الضبط اإلحصائي
المنتجات 1960
Inspection
Products الفحص
1940
يعد التخطيط إلدارة الجودة الشاملة من أهم الخطوات الفاعلة في تحقيق جودة العمليات اإلنتاجية والخدمية
في المنظمات .فقد أصبح التحسين المستمر للجودة بمثابة إستراتيجية تنافسية إنتاجية شاملة للمنظمات ،وأن
تكامل العمليات التخطيطية للجودة مع اإلستراتيجية الشاملة يعمل على تنشيط األداء الفعال.
تعتبر إدارة الجودة الشاملة نظاما إداريا متكامال يركز على رضا الزبون سواء الحالي أو المرتقب ،مع
اإلحتفاظ أو الزيادة في الحصص السوقية بهدف الحصول على ميزة تنافسية مستدامة .وهذا ال يمكن
الوصول إليه إال من خالل التخطيط العقالني للعمليات اإلنتاجية والخدمية مع التركيز على التطوير
والتحسين المستمر للمنتوج .بهذا الصدد ،أشار إدوارد ديمنغ ،Edward Demingالذي هو أحد المساهمين في
10
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
إثراء مفاهيم الجودة الشاملة ومراقبة الجودة كأداة للمنافسة السوقية ،إلى مجموعة من األساليب والتحليالت
اإلحصائية التي أطلق عليها بعجلة ديمنغ .Deming Cycleتضمنت هذه العجلة ما يلي:
خطط خطط
أدرس أدرس
كما يعتبر ديمنغ أول من أوضح أهمية تركيز اإلدارة على عدة جوانب .من هذه الجوانب نذكر:
-مسؤولية اإلدارة بشكل دائم على جودة األداء كجزء أساسي من مزاولة عملها اليومي وكجزء من
وظيفة اإلدارة.
-ضرورة تعليم وتدريب األفراد على كيفية التحسين الدائم والعمل الجماعي.
-أهمية وجود دوافع داخلية لدى العاملين لتحسين الجودة وتدريبهم على كيفية استخدام األساليب
اإلحصائية للرقابة على جودة العملية اإلنتاجية في كل مراحلها.
-اعتبار اإلدارة هي السلطة الوحيدة المخول لها تغيير النظم التي يسير عليها العمل وأن هذه النظم
مسؤولة على حوالي %85من األخطاء والعيوب التي تحدث في العملية اإلنتاجية .وعلى اعتبار أن األفراد
مقيدون بهذه النظم ،لذلك يرى ديمنغ أن عمال اإلنتاج ليسوا مسؤولين بشكل دائم على كل المشاكل التي
11
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
تحدث في عمليات اإلنتاج ،وأن %15فقط من األخطاء والعيوب يمكن إرجاعها إلى عامل بذاته أو آلة
بذاتها .لهذا يؤكد ديمنغ على ضرورة تركيز أساليب الرقابة على الجودة على عيوب تصميم النظام اإلنتاجي
أكثر من العيوب التي تعود إلى العامل أو اآللة.
-يميل ديمنغ لإلعتقاد بنظرية ( )yفي السلوك التنظيمي القائمة على حب األفراد ورغبتهم في العمل
وميلهم للمعرفة وإمكانية تحفيزهم من خالل إشباع الحاجات المعنوية.
كما يعتبر جوران Juranمن أهم رواد إدارة الجودة في العصر الحديث بعد ديمنغ ،حيث قدم في عام
1986طريقة شاملة للتفكير اإلداري حول الجودة أطلق عليها ثالثية الجودة . Quality Trilogyوتتعلق هذه
الثالثية بمعالجة موضوع الجودة ،وتتكون من ثالثة عمليات هي:
أ -التخطيط للجودة :تعتبر هذه العملية نقطة البداية التي تتضمن تصميم وإنشاء عملية Process
تستطيع أن تحقق األهداف الموضوعة في ظل ظروف التشغيل .وتشمل هذه العملية كذلك التنفيذ الفعلي
والذي يعمل على تشغيل العملية بأفضل فعالية ممكنة حسب المقاييس المحددة.
ب -الرقابة على الجودة :في هذه العملية يتم تحديد المقاييس التي تتم على أساسها عملية التنفيذ.
ج -تحسين الجودة :تتم هذه العملية وفق إجراءات بغرض تحقيق تغيير جوهري في مستوى األداء.
وتعتبر اإلدارة العليا هي الجهة المسؤولة على اتخاذ اإلجراءات الجديدة التي يكون لها األثر الفعال في عملية
تحسين الجودة.
12
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
تجدر اإلشارة إلى أن إفتراضات شيوارت واإلستنتاجات العامة التي تضمنها كتابه المذكور كانت
نقطة البداية لقيادة عملية تشكيل أو تأسيس نظرية الجودة المعاصرة وممارساتها في العالم الصناعي .يبدو
من الممكن اإلعتقاد بأن هناك استهداف ضبط جودة األشياء ،وهذا ما يجعل التنبؤ بالجودة ضمن حدود
مقبولة .في حالة تأكيد ضبط الجودة ،يكون باإلمكان تحقيق المزايا التالية:
13
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
4-3فترة الخمسينيات
عرفت فترة خمسينيات القرن الماضي ضعفا واضحا في ميدان المنافسة بين المنظمات اإلنتاجية والخدمية،
الشيء الذي أثر سلبا على تطور مفاهيم تحسين الجودة .لكن مع سفر إدوارد ديمنغ إلى اليابان وإلقائه
محاضرات تدريبية عن الجودة جعل المنظمات اليابانية تتبنى آ ارئه ومالحظاته ،حيث تم إنشاء فرق عمل
متخصصة في الجودة .وقد كان لهذه الفرق بالغ األثر في تطوير وتحسين الجودة في المنظمات اليابانية.
5-3فترة الستينيات
لقد حظيت الجودة باهتمام واسع خالل ستينيات القرن الماضي .مثال ،قامت بريطانيا بتبني هذا النهج من
خالل التركيز على مفهوم الجودة واإلجراءات والتدريبات المتعلقة بأدوات العمل والمواد الخام وغير ذلك من
الجوانب ذات األهمية في تحسين وتطوير مجاالت جودة السلع والخدمات.
6-3فترة الثمانينيات
شهدت ثمانينيات القرن الماضي إهتماما متزايدا بالجودة ،حيث اعتمدتها المنظمات كسالح للتنافس على
المستويات المحلية واإلقليمية والدولية .لهذا الغرض قامت المنظمات بإنشاء أقسام خاصة بالجودة على
مستواها .زيادة على ذلك ،ظهرت خالل هذه الفترة المنظمة العالمية للمواصفات القياسية ISO 9000التي
قامت بتوحيد المعايير القياسية للمواصفات السلعية والخدمية على المستوى الدولي.
تميزت تسعينيات القرن الماضي بتطورات عالمية ملحوظة تمثلت خاصة في بروز ظاهرة العولمة
،Globalizationوثورة اإلتصاالت والمعلومات واإلنترنت ،و تحرير التجارة العالمية .في ظل العولمة،
أصبحت الجودة سالحا تنافسيا إستراتيجيا على اعتبار أن االستقرار باألسواق والحفاظ على الحصص السوقية
14
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
وتحقيق الميزة التنافسية يساعد منظمات األعمال على التطور واالستمرار .لهذا أصبحت الجودة الشاملة
تحتل مكانة بالغة األهمية في حياة المنظمات.
إن التطورات التاريخية التي شهدتها إدارة الجودة الشاملة TQMخالل المراحل التاريخية المذكورة كانت
وراءها جهود فكرية وأبعاد تطويرية قام بها الرواد الحقيقيين لحركة التطوير والتحسين .وقد تم جمع أعمال
العديد من المفكرين الذين أسهموا في بلورة مفاهيم الجودة وتطوير أساليب قياسها .كانت إسهامات هؤالء
الرواد في الجوانب الكمية والنوعية وركزت بشكل خاص على ما يلي:
-تكامل األهداف على مستوى الشركة ككل .يتحقق هذا من خالل الثقافة المشتركة والتزام كل
المستويات اإلدارية من األعلى إلى األسفل بالجودة.
-االهتمام العالي بالعاملين كأفراد أو كفرق عمل.
-التحسين المستمر لجميع جوانب العملية والبرامج والنظر في مشاكل الجودة.
-إيجاد األسباب الرئيسية لمشاكل الجودة والبحث عن إزالتها.
-خدمة جميع أجزاء المجتمع عن طريق المشاركة في أفكار ،برامج ،بيانات ونتائج فلسفة إدارة الجودة
الشاملة.
على الرغم من أنه كان غير معروف نسبيا في بلده األم الواليات المتحدة األمريكية ،إال أن ديمنغ تألق في
اليابان ألكثر من 50عاما .ولم تكن الواليات المتحدة على دراية بإسهاماته في إدارة الجودة إال بعد 24
جوان 1980عندما بثت قناة NBCعبارة "إذا كانت اليابان قادرة ...لماذا ال نقدر نحن" .فقد سلطت هذه
العبارة الضوء على الدور الذي لعبه ديمنغ في تقدم الصناعة اليابانية وهيمنتها عالميا.
يعرف ديمنغ الجودة في ضوء جودة التصميم ،وجودة المطابقة ،وجودة وظيفتي المبيعات والخدمة.
كما يركز ديمنغ على تخفيض المخطط للتباين (اإلنحراف) من خالل إستخدام الطرق اإلحصائية لضبط
العمليات التي تساعد في تقليل التباين وتحسن اإلنتاجية .كما أعتمد ديمنغ على المفهوم الذي وضعه شيوارت
للجودة ليصف سلسلة التفاعل ،وهي السلسلة التي تربط الجودة ،واإلنتاجية ،والحصة السوقية ،والوظائف .في
البداية ،واجه هذا المفهوم مقاومة نتيجة لإلعتقاد السائد بأن الجودة واإلنتاجية مفهومان متعاكسان تماما .بهذا
الصدد ،يبين الشكل رقم ( )1-3سلسلة التفاعل بين الجودة ،واإلنتاجية ،والحصة السوقية ،والوظائف.
15
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
تحسين تنخفض التكاليف نتيجة تتحسن الوصول لألسواق البقاء في إيجاد وظائف
الجودة إنخفاض العمل المعاد، اإلنتاجية تغطية األسواق من خالل وعدد أكبر من مجال األعمال
أخطاء أقل ،تأخيرات الجودة األفضل والسعر األقل الوظائف
أقل ،إستخدام أفضل
لوقت العامل والمواد
لغرض البدء بسلسلة التفاعل ،أقترح ديمنغ أربعة عشر مبدأ إلدارة الجودة الشاملة وهي:
-الثبات والوفاء للغرض ألجل تحسين المنتوج أو الخدمة .قم بالتخطيط للجودة على المدى البعيد .ال تقم
فقط بفعل نفس األشياء بشكل أفضل ،بل قم بالعثور على أشياء أفضل لفعلها ...تخصيص الموارد لتوفير
االحتياجات طويلة المدى بدال من الربحية قصيرة األجل ،مع خطة لتصبح المنظمة قادرة على المنافسة،
وللبقاء في نشاطها ،ولتوفير فرص العمل.
-تبني الفلسفة الجديدة .قم باحتضان الجودة على جميع مستويات المنظمة ،وضع رؤية الجودة الخاصة
بك وقم بتنفيذها.
-وقف االعتماد على الفحص لتحقيق الجودة .عمليات الفحص مكلفة وغير موثوق بها ،وأنها ال تحسن
النوعية .فهي تساعد فقط في العثور على نقص في الجودة .المطلوب بدال من ذلك استخدام األساليب
اإلحصائية التي يمكن من خاللها بناء الجودة (تجنب األخطاء وليس البحث عنها).
-التوقف عن ممارسة منح األعمال على أساس السعر وحده .بدال من ذلك ،قم بتقليل التكلفة اإلجمالية
من خالل العمل مع مورد واحد .انظر إلى مورديك كشركاء في الجودة .شجعهم على قضاء وقتهم في
تحسين جودتهم.
-إيجاد المشكالت ،وظيفة اإلدارة العمل على النظام بشكل مستمر (تصميم المواد الداخلية ،تركيبة المواد،
الصيانة ،تحسين اآلالت ،التدريب ،اإلشراف ،إعادة التدريب).
16
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
-ينبغي أن تتغير مسؤولية رئيس العمال من األرقام المطلقة للجودة ...التي سوف تؤدي آليا إلى تحسين
اإلنتاجية ،كما ينبغي أن تتهيأ اإلدارة التخاذ إجراءات فورية إزاء التقارير التي يقدمها رئيس العمال حول
العيوب ،اآلالت التي تحتاج إلى صيانة ،األساليب الرديئة المعتمدة في ضبط الجودة ...إلخ.
-إزالة الحواجز الموجودة بين األقسام ،حيث ينبغي أن يعمل األفراد والعاملون في أقسام البحث ،المبيعات
واإلنتاج كفريق لغرض اكتشاف مشكالت اإلنتاج التي يمكن أن تصطدم مع نوعية المواد والمواصفات
الموضوعة.
-إلغاء األهداف الرقمية والشعارات وعبارات التشجيع التي تطالب برفع مستوى اإلنتاج والعيوب الصفرية
دون إيجاد األساليب المناسبة إلنجازها.
-التقليل من معايير األداء التي تقتضي تحديد حصص رقمية ،تأسيس قيادات ،إلغاء ما يعرف باإلدارة
باألهداف واإلدارة باألرقام ،واألهداف الرقمية.
-القضاء على الحواجز التي تحرم العاملين من حقهم في التفاخر ببراعتهم في أداء أعمالهم ،مع تغيير
مسؤولية اإلشراف من التركيز في البحث عن األرقام إلى الجودة.
-إشراك جميع العاملين في المنظمة في إنجاز عمليات التحول ،أو أن تكون عمليات التحول مسؤولية كل
فرد داخل المنظمة عن طريق خلق هيكل في اإلدارة العليا يدفع بإتجاه تحقيق النقاط الثالثة عشر أعاله.
ركزت معظم الكتابات على مسؤولية اإلدارة في خلق بيئة عمل تقود إلى تحسين الجودة وإتقان
العمل .كما ركزت على الفهم واإلستخدام الصحيح لألساليب الكمية مثل مخططات ضبط جودة العملية
إحصائيا وعلى التصميم التجريبي.
إعتمد ديمنغ الدورة التي عرفت بإسمه والتي يرمز لها بـ PDCAوهي إختصار ألربع كلماتPlan :
Act, Check, Doوقد أشرنا إليها في جزء سابق من هذا الفصل .أصبحت هذه الدورة أساسية في العديد من
أنظمة الجودة.
17
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
زيادة على ذلك ،أسهم ديمنغ في الكشف عن األمراض التنظيمية السبعة التي ينبغي على اإلدارة
تجنبها بشكل أو بآخر ألنها تعيق تطبيق إدارة الجودة الشاملة .تشتمل هذه األمراض السبعة ما يلي:
-عدم ديمومة الهدف بإتجاه التحسين ،بمعنى فقدان اإلتساق في الهدف عند وضع الخطة للمنتوج
أو الخدمة.
-عدم كفاءة أنظمة تقويم أداء العاملين واألساليب واألسس التي يستند إليها في تحديد الكفاءة.
-إدارة المنظمة على أساس األرقام الملموسة فقط بمعنى اتخاذ الق اررات في ضوء البيانات المتاحة وتجاهل
البيانات التي تحتاج إلى جهد التحليل.
-تجنب تكاليف ضمان المنتج المرتفعة خاصة الناتجة عن التكاليف الصحية واإلستشارات القانونية.
جوزيف جوران هو المؤسس والرئيس الفخري لمؤسسة .Juranشغل مناصب إدارية عديدة ،كمهندس ،ومدير
تنفيذي في شركات صناعية .ألف العديد من الكتب ،من ضمنها "دليل ضبط الجودة"" ،تخطيط وتحليل
الجودة"" ،جوران وقيادة الجودة" ،عد من القادة األوائل في حقل الجودة وأسهم في بناء أسس مفاهيمية إلدارة
الجودة.
عرف جوران الجودة على أنها المواءمة لإلستخدام ،ويمكن أن تتحقق المواءمة من خالل جودة
التصميم ،وجودة المطابقة ،واإلتاحية وخدمة حقل العمل .سلط جوران الضوء على مسؤولية اإلدارة على
الجودة وأكد على أن الجودة يمكن أن تنجز من خالل األفراد العاملين وليس عن طريق التقنيات
.Techniquesكما اكد جوران على أهمية كل من عامل اإلدارة والجوانب التقنية في إدارة الجودة.
لعب جوران ،أسوة بديمنغ ،دو ار رئيسيا في قصة النجاح الياباني في مجال الجودة .فقد قدم عناصر
إدارة الجودة في البداية ،في حين قدم ديمنغ عناصر ضبط الجودة إحصائيا للصناعة اليابانية عام .1950
18
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
أظهرت أبحاث جوران بأن أكثر من % 80من عيوب الجودة يمكن أن تسيطر عليها اإلدارة ،وكان
كتابه "اإلبداع اإلداري" الذي أصدره عام 1964دليال لحلول مشكالت الجودة المتكررة .ويدافع جوران على
المدخل الذي أعتمد في تخطيط الجودة والمكون من جانبين متقابلين نأخذ صيغة مدخالت – عمليات –
مخرجات ،كما هو موضح في الشكل ( .)1-4يعتمد هذا المدخل في البداية على تحديد زبائن الشركة
الداخليين والخارجيين ،وينتهي بالمنتوج والعمليات المرتبطة به باإلضافة إلى جاهزية اإلنتاج بكامل متطلباته.
19
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
كما أكد جوران على تحليل وتركيب تكاليف الجودة لتحليل مناطق التحسين .وقد ركز مدخل جوران
مقارنة بمدخل ديمنغ للتحسين على ما يلي:
-تخطيط الجودة.
-تشكيل ووضع سياسة رسمية للجودة.
-الجودة من خالل تصميم المنتوج.
-تدقيق الجودة.
-كلف الجودة.
-مسؤولية قيادة الجودة تقع على عاتق اإلدارة الوسطى واستشاريي الجودة.
باالضافة إلى ذلك ،حدد جوران الخطوات العشر لتحسين الجودة كاآلتي:
20
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
أما بخصوص إستراتيجيات تحسين الجودة ،فقد إقترح جوران خالل فترة تسعينات القرن الماضي ما
يلي:
يعد أ .فيكنبام مؤسس ورئيس شركة األنظمة العامة ( ،)General Systems Coوهي شركة هندسية دولية
تصمم ،وتنصب أنظمة الجودة الشاملة .حدد فيكنبام خطوة مهمة في تطوير إدارة الجودة عندما أقترح مفهوم
الضبط الشامل للجودة Total Quality Controlوالتي أشار إليها في كتابه الذي حمل عنوان "الضبط الشامل
للجودة" الذي صدر ألول مرة في 1951والذي أعيد طبعه في .1961وضح فيكنبام بأن الجودة ينبغي أن
تشمل كافة مراحل العملية الصناعية وأن عمليات الضبط ينبغي أن تبدأ بتحديد متطلبات جودة الزبون وتنتهي
عندما يستقر المنتوج بين يدي الزبون ويتحقق رضاه عنه .يكمن أسلوب الضبط الشامل للجودة في تنسيق
21
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
الجهود بين العاملين ،واآلالت ،والمعلومات لتحقيق األهداف .في هذا السياق ،أكد فيكنبام على ما يعرف بـ
"هدف الصناعة التنافسي" أي إنتاج منتوج أو تقديم خدمة عند أدنى تكلفة إقتصادية من حيث التصميم،
واإلنتاج ،والتسويق وإدامة الجودة مع تحقيق الرضا التام للزبون.
عرف فيكنبام الضبط الشامل للجودة على أنه »نظام فاعل يهدف إلى تكامل جهود مختلف
المجموعات في المنظمة من أجل تطوير الجودة ،وإدامة الجودة ،وتحسين الجودة لتتمكن الشركة من
تسويق ،وهندسة ،وإنتاج ،وتقديم خدمات ما بعد البيع عند مستويات إقتصادية جدا تحقق الرضا التام
للزبون».
أعتمد فيكنبام مدخل النظم لتحقيق الجودة من خالل تعريفه لنظام الجودة على أنه »نظام متفق عليه
في عموم الشركة وهيكل عمل يسعى إلى تشغيل المصنع ككل ،توثيق لإلجراءات اإلدارية والتقنية المتكاملة
بشكل فاعل ،قيادة وتنسيق جهود العاملين ،المكائن والمعلومات للشركة والمصنع بأفضل وأحسن الطرق
العملية لضمان رضا الزبون عن الجودة ومن أجل تحقيق مستوى إقتصادي للتكاليف» .كما وضح فيكنبام
المفهوم األفقي للضبط الشامل للجودة الذي يخترق األقسام الوظيفية للمنظمة كما هو موضح في الشكل رقم
(.)5-1
واإلختبار الوظيفي
وعمليات المصنع
التركيب وخدمات
هندسة التصنيع
الفحص اآللي
الهندسة
الشحن
الزبون الزبون
22
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
يرى فيكنبام بأن جودة المنتوج والخدمة تتأثران بشكل مباشر بـتسع عوامل " "M9تتمثل فيما يلي:
-السوق :Marketلمواجهة المنافسة المتزايدة ،والطلبات المتنامية للزبائن ،وفتح أسواق جديدة ،ما
يظهر حاجة منظمة األعمال إلى المرونة.
-اإلدارة :Managementينبغي أن تتحمل اإلدارة العليا مسؤولية ضمان متطلبات قياس الجودة من
خالل تقديم خدمات ما بعد البيع.
-العاملين :Menيتطلب في العاملين زيادة خبرتهم التقنية وتنظيم حقول عمل جديدة لهم تضم
معارف متخصصة كقسم مسؤول عن جودة المنتوج ،وهذا ما يتطلب التركيز على أنظمة تشغيل عديدة.
-الدافعية :Motivationضرورة تقديم الدعم اإليجابي وتحقيق الشعور باإلنجاز واإلنتماء لدى
األفراد لزيادة مساهمتهم ومشاركتهم ،ويكون ذلك من خالل إستخدام البرامج التدريبية والتثقيفية لتحسين وسائل
اإلتصال وخلق الوعي بالجودة.
-األموال :Moneyوهي التي تسمح باإلستثمارات الضخمة المطلوبة ألغراض المكننة واألتمتة،
وكذلك بتطبيق الطريقة التي تسهم في األرباح من خالل تخفيض تكاليف الجودة.
-المواد :Materialsالحاجة إلستخدام مواد أو خليط من المواد وتصنيعها ضمن متطلبات عمليات
اإلنتاج.
-المكائن والمكننة :Machines & Machanizationإن إستخدام مكائن ومعدات تصنيع معقدة يعتمد
بشكل كبير على جودة المواد الداخلة في عمليات التصنيع .هذا ما يساعد في تخفيض التكاليف ورفع حجم
اإلنتاج الجيد.
23
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
هو رئيس شركة "فيليب كروسبي" المتحدة ،شركة إستشارية دولية إلدارة الجودة ،وضع مفهوم "الجودة هي
الحرية " "Quality is Freeوالجودة بال منازع " ."Quality Without Tearsعرف بتركيزه على القضايا المتعلقة
باألفراد العاملين والتغير في سلوك المدراء التنفيذيين .وقد تأثرت اإلدارة الغربية بفلسفة كروسبي التي تقوم
على مفهوم "الخطأ الصفري".
عرف كروسبي الجودة بأنها "المطابقة للمتطلبات والشعور بأن الجودة العالية ينتج عنها تخفيض في
التكاليف وزيادة في األرباح" .حسب كروسبي ،تنعكس اإلحتياجات التنظيمية لإلدارة الفاعلة للجودة في
"المسلمات األربعة للجودة" وفي العملية ذات األربعة عشرة خطوة بغرض تحسين الجودة .وقد حدد كروسبي
المسلمات األربعة للجودة بما يلي:
-تعريف الجودة :عرف الجودة بأنها المطابقة للمتطلبات ليست الجودة (المزايا) Goodnessأو
األناقة ،Eleganceأو تعريفها بإستخدام لغة عامة تسهل الفهم وإيصال المعلومات.
-نظام لتحقيق الجودة :وذلك بإتباع نهج أداء العمل بالشكل الصحيح ومن المرة األولى ،كما أن
النظام الذي يحقق الجودة هو الوقاية وليس التقويم.
-معيار األداء :ينبغي أن يكون معيار األداء هو الخطأ الصفري وليس اإلقتراب من الخطأ
الصفري ،كما يمكن أن يكون مؤشر األداء هو كلفة الجودة.
-القياس :أي أن قياس الجودة يتم من خالل التركيز على السعر الناجم عن عدم المطابقة وليس
األدلة السعرية.
باإلضافة إلى هذه المسلمات ،طور كروسبي برنامجا لتحسين الجودة يضم أربعة عشرة خطوة وهي
كما يلي:
-فريق تحسين الجودة :وذلك لوضع وإدارة ومراقبة برنامج تحسين الجودة.
-أنظمة قياس الجودة :وهي األنظمة التي تسمح بتقييم األهداف ووضع اإلجراءات التصحيحية.
24
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
-تقييم تكاليف الجودة :وذلك من خالل تحديد أنظمة القياس الخاصة بها.
-الوعي وإدراك الجودة :ويتم ذلك على كل مستوى من مستويات إدارة الشركة بما يساهم في تحسين
سمعة الشركة.
-تدريب المشرفين من أجل ضمان مساهمتهم بأداء فعال في برامج تحسين الجودة.
-يوم للخطأ الصفري :بهدف خلق الوعي بين العاملين بأن هناك تغيير.
-إزالة أسباب الخطأ :من أجل منح األفراد العاملين وسيلة لإلتصال باإلدارة إلطالعها على
األوضاع التي جعلت من إلتزام العامل بالتعهد الذي قطعه مع اإلدارة للتحسين صعبا.
-تقدير الجهود.
-مجالس الجودة.
-كرر ذلك بإستمرار Do it over againللتأكيد على أن برامج تحسين الجودة ال تنتهى أبدا.
عندما إقترح كروسبي فكرة األخطاء الصفرية كهدف من أهداف تحقيق الجودة كان القصد منها هو
تحسيس األفراد العاملين بأن تحقيق هذا الهدف طموح جدا وقد يصعب عليهم بلوغه .وهنا يتساءل العمال
"ماذا لو لم يتحقق هدف الخطأ الصفري؟ ما هو الهدف البديل؟" الجواب طبعا هو مستوى الجودة المقبول
Acceptable Quality Levelويرمز له AQLالذي يسمح فقط بنسبة معينة من الوحدات المعابة .إال أن هذه
السماحات قد ال تتناسب مع برامج التحسين المستمر ،كما أنها قد تكون غير ممكنة في بعض المنتجات أو
الخدمات.
25
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
يعتبر البروفيسور كاورو إشيكاوا المرجع األول للجودة في اليابان والمساهم الرئيس في وضع النظرية اليابانية
إلدارة الجودة .على الرغم من تأثره المعرفي بأفكار كال من ديمنغ وجوران ،كان إلشيكاوا إسهاماته الخاصة
في مجال تطوير الجودة .فهو المسؤول عن نشر مفاهيم حلقات ضبط الجودة Quality Control Circles
التي هي عبارة عن مجموعات صغيرة من العاملين تنفذ الخطط وتحمل على عاتقها مسؤولية تغيير العملية
من أجل تحسين الجودة ،واإلنتاجية ،أو بيئة العمل.
طور إشيكاوا مخطط السبب – األثر ( )Cause – Effectالذي عرف أيضا بمخطط عظمة السمكة
Fish boneلحل المشكالت المتعلقة بالجودة .تتمثل إحدى اإلهتمامات الرئيسية إلشيكاوا في جمع البيانات
المتعلقة بالجودة وإستخدامها من طرف العاملين ومشرفي الخط األول .بهذا الصدد ،أكد إشيكاوا أن اإلدارة
الفعالة للجودة تتم من خالل:
زيادة على ذلك ،إقترح إشيكاوا مجموعة من األساليب لضبط الجودة تتمثل في:
26
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
أعـطى إشيكاوا مفـهوم مواصفات الجودة الصحيحة والـبديلة " True & Substitute Quality
،"Characteristicsحيث أكد على أن مواصفات الجودة الصحيحة تتمثل بوجهة نظر المستهلك حول أداء
المنتوج .أما مواصفات الجودة البديلة فتتمثل بوجهة نظر المنتج عن أداء المنتوج والتي يعبر عنها بمفردات
فنية .ودرجة التوفيق بين مواصفات الجودة الصحيحة والبديلة هي التي تحدد رضا الزبون.
كما وضع إشيكاوا ثالثة خطوات كأسس في تخطيط الجودة وأساليب نشر وظيفة الجودة ،وهي:
تضمن مفهوم إشيكاوا للضبط الشامل للجودة TQCستة مبادئ أساسية هي:
حسب شينغو ،فإن المستوى المثالي للمطابقة للمواصفات هو مستوى األخطاء الصفرية الحقيقية إذ تستدعي
فكرة األخطاء الصفرية أن تكون كل الوحدات المنتجة مطابقة للمواصفات .كما أشار شينغو إلى أن إستخدام
أساليب ضبط الجودة اإلحصائية ال تقود بالضرورة إلى األخطاء الصفرية ألنها تقلل األخطاء وال تقضي
عليها ،لذا إقترح نظاما جديدا عرف بـ Poka–Yokeأو نظام "تصحيح الخطأ" ألجل القضاء على األخطاء
كليا .يبين الشكل رقم ( )1-6دورة شينغو إلدارة األخطاء والعيوب.
27
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
فحص وتغذية
راجعة
اإلجراء
األخطاء أو
المسار الطويل
العيوب
اإلجراء
النتيجة
األخطاء
فحص وتغذية
والعيوب المسار الصغير
راجعة
يقوم نظام شينغو لضبط الجودة على أربعة مبادئ أساسية هي:
-إستخدام فحص المصدر :أي تطبيق أساليب الضبط في المراحل التي تظهر فيها العيوب عند
المصدر.
-تقليل الوقت الالزم إلتخاذ اإلجراءات التصحيحية عند ظهور الحاالت غير الطبيعية.
-تهيئة وسائل تصحيح الخطأ Poke–Yokeمثل الحساسات ،والمراقبين وفقا لمتطلبات المنتوج
أو العملية.
28
مدخل إلدارة الجودة الشاملة الفصل األول
كما أسهم كال من E. Adamو J. Hershouerو W. Ruehفي تطوير نموذج شامل إلدارة الجودة
في كتابهم "اإلنتاجية والجودة" ،حيث ركزوا في عمليات تحسين الجودة على كل من تدريب العاملين،
وتصميم المنتوج ،واإلتصاالت الفعالة.
زيادة على ذلك ،استطاع مؤسس ورئيس شركة Cambridgeالسيد Massakilmaiوهي شركة
إستشارات دولية تقدم إستشارات للشركات الغربية واليابانية ،في كتابه Kaizenأن يجمع فلسفات ونظريات
وأساليب إدارية يابانية مختلفة .فقد ركز على إستخدام الطرق اإلحصائية لضبط الجودة ،وعلى فلسفة
التصنيع اآلني ) .Just In Time (JITكما ركز على حلقات الجودة ،وعلى معاملة كل فرد في الشركة على
أنه زبون داخلي.
اتضح لنا من كل ما سبق األصول التاريخية لحركة الجودة الشاملة من خالل مختلف المراحل
التاريخية التي مرت بها مفاهيم الجودة .فقد بدأت بمرحلة مسؤولية الحرفي عن ضبط الجودة إلى أن وصلت
لمرحلة الضبط الشامل للجودة ثم إلى مرحلة إدارة الجودة الشاملة .كما اتضح لنا أن إدارة الجودة الشاملة هي
نظام إداري وهذا وفقا لما جاء به العديد من المفكرين والرواد اإلقتصاديين في ميدان الجودة ،أمثال إدوارد
ديمنغ وجوزيف جوران.
من خالل التعرض للتطور التاريخي لفكرة الشمولية في إدارة الجودة وجدنا أن العديد من العلماء
والمفكرين األمريكيين واليابانيين أجروا دراسات مطولة حول موضوع إدارة الجودة الشاملة كأمثال فيشر
وشيوارت وديمنغ وغيرهم ،وهذا عبر فترات زمنية مختلفة .وقد جاء كل باحث بمفاهيم جديدة إلدارة الجودة
من مبادئ وأسس وركائز وأساليب ضبط الجودة وتطبيق الجودة الشاملة في الشركات.
29
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
تمهيد
يعتبر مدخل إدارة الجودة الشاملة من االتجاهات الحديثة في اإلدارة ،حيث القت رواجا كبي ار لتطوير إدارة
المنظمات عمليا عن طريق بناء ثقافة عميقة للجودة بمعناها الشامل .وأصبح ينظر إلى الجودة الشاملة على
أنها توليد وتطوير قاعدة من القيم والمعتقدات التي تجعل كل فرد في المنظمة يعلم أن الجودة في خدمة
الزبون .كما أن الهدف األساسي للمنظمة هو تحقيق الجودة الشاملة عن طريق العمل الجماعي والتعامل مع
المشاكل .لتحقيق هذا الهدف والحفاظ عليه يجب أن تشمل الجودة الشاملة كافة مراحل العملية اإلنتاجية
وجميع مستويات اإلدارة.
من خالل هذا الفصل ،سنتمكن من معرفة ماهية إدارة الجودة الشاملة ،وأسباب االهتمام بإدارة الجودة
والتركيز عليها .كما سنتعرف على مبادئ ،وأهداف ،وأبعاد ،ومعايير ،وضمانات الجودة الشاملة ،إلى جانب
مسؤولية الجودة .في األخير ،سنلقي نظرة على إدارة الجودة الشاملة من منظور إسالمي.
31
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
تعتبر إدارة الجودة الشاملة من أكثر المفاهيم الفكرية والفلسفية الحديثة التي استحوذت على اهتمام المفكرين
والباحثين والمختصين الذين يعملون بشكل خاص على تطوير وتحسين األداء اإلنتاجي والخدمي .في هذا
اإلطار ،نشير إلى الدور المتميز الذي لعبته اإلدارة اليابانية في تطوير الجودة ،خاصة في أوائل ثمانينيات
وتسعينيات القرن الماضي ،حيث تمكنت من تقديم سلعا ذات جودة عالية بتكاليف منخفضة بفعل إستخدامها
ألسلوب إدارة الجودة الشاملة بشكل واسع في الميادين اإلنتاجية والخدمية .لكن لإلشارة أستخدم مصطلح إدارة
الجودة الشاملة ألول مرة من قبل الطيران في البحرية األمريكية عام ،1985حيث استخدمت األسلوب
الياباني لإلدارة في تحسين الجودة والذي أثبت نجاحه على المدى الطويل.
على الرغم من أن اإلهتمام بفلسفة الجودة الشاملة بدأ منذ الخمسينات من القرن الماضي عندما وضع ديمنغ
أربعة عشر مبدأ لتطبيقها ،إال أنه ال يوجد إتفاق على تعريف موحد لها نظ ار لتباين المفاهيم واألفكار وزاويا
النظر إليها من قبل الباحثين أو المهتمين .إال أن هذا التباين في المفاهيم يكاد يكون متماثال في المضامين،
حيث يتمحور حول الهدف الذي تسعى المنظمة لتحقيقه والذي يتمثل بالزبون من خالل تفاعل كافة األطراف
الفاعلة في المنظمة.
عرف فيكن بام ( )Figen Baum, 1991إدارة الجودة الشاملة على أنها عملية التنسيق بين األنشطة
المختلفة لكل من العاملين والمكائن واألجهزة والمعلومات من أجل تحقيق أهداف المنظمة .من جهته ،حدد
كول ( )Cole, 1991مفهوم إدارة الجودة الشاملة بأنها نظام إداري يضع رضا العمال على رأس قائمة
األولويات بدال من التركيز على األرباح ذات األمد القصير ،على اعتبار أن هذا اإلتجاه يحقق أرباحا على
المدى الطويل أكثر ثباتا وإستق ار ار مقارنة بالمدى القصير.
من زاوية أخرى ،عرف جابلونسكي ( )Jablonski, 1991الجودة الشاملة على انه شكل تعاوني إلنجاز
األعمال باإلعتماد على الجهود المشتركة بين اإلدارة والعاملين بهدف تحسين الجودة وزيادة اإلنتاجية وبشكل
مستمر .كما عرفها كراجوسكي ( )Krajewski et al, 2007وآخرون بأنها "فلسفة تركز على ثالث مبادئ من
أجل تحقيق مستويات أداء وجودة عالية للعملية" .ترتبط هذه المبادئ بكل من رضا الزبون ،ومشاركة
العاملين ،والتحسن المستمر في األداء.
32
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
من جهة أخرى ،عرفت إدارة الجودة الشاملة على أنها "عمل األشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة،
وفي الوقت الصحيح ،وبأدنى تكلفة إقتصادية" (.)TQM : Simplified TQM Diagnostic Model, 1996
وفي هذا السياق ،عرف سيبام ( )Saipem, 1997إدارة الجودة الشاملة على أنها "إستراتيجية علمية نظامية
مهيكلة لعموم المنظمة ،تستخدم الوسائل اإلدارية المتاحة التي تكرسها المنظمة لتلبية رغبات الزبائن وتحقيق
رضاهم من خالل ما تقدمه من منتجات" ،أو هي "إدارة األعمال التي تضع الجودة في لب أو جوهر
إهتماماتها" .أما جونسون ( )Johnson, 1982في ارها بأنها "قواعد توجيهية تمثل أساسا إلستخدام الموارد
المختلفة والمتاحة إلحداث عملية التحسين المستمر في المنظمات.
أما قوتش ودفيس ( )Goetsch &Davis, 1997فقد عرفا إدارة الجودة الشاملة بأنها تتضمن أنشطة
التحسين المستمر بمشاركة جميع العاملين في المنظمة (المديرين والعاملين) من خالل تكامل الجهود
وبإتجاه تحسين األداء عند جميع المستويات .يوجه األداء المحسن نحو إشباع األهداف الوظيفية في
الجودة ،والتكلفة ،والجدولة ،ومتطلبات الرسالة ،واإلستقرار .كما تعمل إدارة الجودة الشاملة على تحقيق
التكامل بين األساليب اإلدارية الرئيسية ،وجهود التحسين الحالية ،واألساليب الفنية في ظل مدخل نظامي
يركز على التحسين المستمر للعملية .تركز األنشطة في النهاية على إشباع حاجات الزبائن/المستفيدين.
من جهتها ،عرفت منظمة التقييس العالمية ( )ISO 9004, 2004إدارة الجودة الشاملة بأنها عقيدة
أو عرف متأصل وشامل في أسلوب القيادة والتشغيل لمنظمة ما .الهدف من ذلك هو التحسين المستمر في
األداء على المدى الطويل ،من خالل التركيز على متطلبات وتوقعات الزبائن مع عدم إغفال متطلبات
المساهمين وجميع أصحاب المصالح اآلخرين.
قصد توضيح مضمون الجودة الشاملة ،فصل كوهن وآخرون ( )Cohen et al, 1993بين مكوناتها،
حيث يرون بأن:
-اإلدارة :تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة كافة النشاطات المتعلقة بتطبيق الجودة.
-الجودة :الوفاء بمتطلبات الزبون بل وتجاوزها ،وتالفي العيوب والنواقص منذ المراحل األولى للعملية
بما يرضي المستفيد.
33
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
-الشاملة :بمعنى شمولية الجودة في كل مظهر من مظاهر العمل بدءا من التعرف على احتياجات
المستفيد وإنتهاء بمعرفة أن المستفيد راضيا عن المنتجات أو الخدمات المقدمة له .وهذا يتم من خالل
الجودة في جميع نشاطات ووظائف المنظمة ،كل المستويات اإلدارية ،لتلبية كافة متطلبات الزبون.
على الرغم من عدم وجود إتفاق محدد بين الباحثين حول مفهوم إدارة الجودة الشاملة ،يمكن القول
بأن مفهوم إدارة الجودة الشاملة يتضمن فلسفة لمنهج فكري متكامل يعتمد على رضا الزبائن كأهم األهداف
التي تسعى إليها المنظمة في األمد الطويل .ويتم ذلك من خالل المسؤولية التضامنية بين اإلدارة والعاملين
على التحسينات المستمرة لجميع األنشطة وعلى مستوى المنظمة ككل.
وعليه ،يمكن القول أن إدارة الجودة الشاملة هي مدخل إداري يتطلب إلتزام اإلدارة العليا ،حيث يتم
التركيز على جودة األداء في جميع الجوانب والتخصصات المختلفة في المنظمة .فهي عبارة عن نظام شامل
يتكون من تركيبة للفلسفة اإلدارية الشاملة مع مجموعة من األساليب واألدوات الالزمة لتطبيقها .وتعتمد هذه
الفلسفة على المبادئ األساسية التالية:
-التركيز على رضا الزبائن تجاه المنتجات التي تقوم بإنتاجها المنظمة.
-إعتماد المشاركة الجماعية وفرق العمل في أداء المهام المختلفة.
-إجراء التحسينات المستمرة على جميع أنشطة المنظمة.
كما تعتبر إدارة الجودة الشاملة المدخل الفكري والثقافي لتأمين جودة أعمال المنظمة في جميع
مراحله ،بدءا بالمواصفات التي تقابل متطلبات الزبون مرو ار بالتصميم والتكنولوجيا وعمليات اإلنتاج ،معتمدا
في ذلك على منهج تكامل األنشطة ومشاركة الجميع للوصول إلى التحسين والتطوير المستمر .ويوضح
الشكل رقم ( )2-1مفهوم إدارة الجودة الشاملة حسب األبعاد الثالثة المكونة لها.
شكل رقم ( :)2-1أبعاد مفهوم إدارة الجودة الشاملة
لقد أفرزت التطبيقات الفعلية لمفهوم الجودة مجموعة من المفاهيم الخاطئة التي ال بد من اإلشارة إليها وهي
كالتالي:
للجودة الشاملة أهمية إستراتيجية كبيرة سواء على مستوى الزبائن أو على مستوى المنظمات على إختالف
أنشطتها ،إذ أنها تمثل أحد أهم العوامل األساسية التي تحدد حجم الطلب على منتجات المنظمات .ويمكن
توضيح هذه األهمية كما يلي:
أ -سمعة الشركة :Company Reputationتستمد المنظمة شهرتها من مستوى جودة منتجاتها ،ويتضح
ذلك من خالل العالقات التي تربط المنظمة مع المجهزين وخبرة العاملين ومهارتهم ،ومحاولة تقديم منتجات
تلبي رغبات وحاجات زبائن المنظمة .إذا كانت منتجات المنظمة ذات جودة منخفضة يمكن تحسينها من
خالل تطبيق نهج إدارة الجودة الشاملة لكي تحقق المنظمة الشهرة والسمعة الواسعة والتي تمكنها من التنافس
مع منظمات مماثلة في الصناعة أو القطاع الذي تنتمي إليه.
35
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
ب -إنخفاض شكاوي المستهلكين :لقد نتج عن إستخدام أسلوب إدارة الجودة الشاملة تقليص شكاوي
المستهلكين بشأن المنتجات المقدمة لهم ،ما أنعكس بإنخفاض في التكاليف بشكل عام ،حيث كانت الشركات
األوربية تدفع عن شكاوي المستهلكين % 14من إجمالي المبيعات في .1984وقد انخفضت هذه النسبة إلى
%0,9في ،1988الشيء الذي ساعد الشركات األوروبية على توفير ما قيمته 1,9مليون دوالر أمريكي.
جـ -التكاليف وحصة السوق :Costs and Market Shareيسمح تنفيذ إدارة الجودة الشاملة لجميع
عمليات ومراحل اإلنتاج بإكتشاف األخطاء وتالفيها مستقبال .هذا ما يجنب الشركات تحمل تكاليف إضافية،
كاالستفادة مثال من زمن اآلالت عن طريق تقليل الزمن العاطل عن اإلنتاج ،وبالتالي تخفيض الكلفة وزيادة
ربح المنظمة .ويترتب عن ذلك زيادة الحصة السوقية بشكل كبير.
د -المسؤولية القانونية للجودة :Product Liabilityتزايد بإستمرار عدد المحاكم التي تتولى النظر
والحكم في قضايا شركات تقوم بتصميم منتجات أو تقديم خدمات غير جيدة في إنتاجها أو توزيعها .لهذا فإن
كل شركة صناعية أو خدمية تكون مسؤولة قانونا عن كل ضرر يصيب الزبون من جراء إستخدامه لهذه
المنتجات.
د -حماية المستهلك :Consumer Protectionتطبق إدارة الجودة الشاملة في جميع أنشطة
المنظمة ،فوضع مواصفات قياسية محددة يساهم في حماية المستهلك من الغش التجاري ويعزز الثقة في
منتجات المنظمة .عندما يكون مستوى الجودة منخفضا يؤدي ذلك إلى إحجام المستهلك عن شراء منتجات
المنظمة .ويترتب عن عدم رضا المستهلك فشل المنتوج الذي يقوم بشرائه من القيام بالوظيفة التي يتوقعها
المستهلك منه.
ه -زيادة وفرات اإلنتاج واألرباح :لقد حققت شركة IBMفي الواليات المتحدة األمريكية العديد من الوفورات
والمنافع ذات األثر الفعال في تحقيق أهدافها من خالل إستخدام أسلوب إدارة الجودة الشاملة .ويمكن إيجاز
ما تحقق فيما يلي:
36
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
-تم دفع ما قيمته 3,6مليون دوالر كجوائز للجودة أنفقت على %40من العاملين في الشركة
خالل .1989
و -المنافسة العالمية :Global Competitionتؤثر التغيرات السياسية واالقتصادية في كيفية وتوقيت تبادل
المنتجات إلى درجة كبيرة في سوق تنافسي دولي .في عصر المعلومات والعولمة تكتسي الجودة الشاملة
أهمية متميزة تسعى كل من المنظمة والمجتمع إلى تحقيقها بهدف التمكن من المنافسة عالميا والحصول على
موطئ قدم في األسواق الدولية .فكلما ارتفعت جودة المنتجات المقدمة أدى ذلك إلى انخفاض التكلفة وارتفاع
الحصة السوقية للشركة ومن تم أرباحها .ويبين الشكل رقم ( )1-6تأثير الجودة على الكلفة والحصة السوقية.
زيادة
اإلنتاجية
تخفيض
كلفة
اإلنتاج تقليل زيادة
العمل جودة
المعاد اإلنتاج
37
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
أصبحت إدارة الجودة الشاملة من أهم المفاهيم المطبقة بالمنظمات في أغلب بلدان العالم ،ويرجع ذلك
باألساس إلى نجاح تجارب العديد من المنظمات خاصة باليابان والدول المتقدمة .ومن أهم العوامل التي أدت
إلى اإلهتمام بالجودة الشاملة نذكر ما يلي:
زيادة حدة المنافسة بين الشركات وضرورة إنتاج أفضل السلع بأقل األسعار.
التنافس على الصعيد العالمي ،حيث أدت العولمة إلى إنتقال التنافس من الصعيد المحلي إلى
الصعيد العالمي.
ازدياد اإلتجاه نحو الخوصصة.
تحول بعض الدول النامية إلى دول متطورة صناعيا ،مثل دول جنوب شرق آسيا.
العجز المتواصل في الميزان التجاري لبعض الدول المتقدمة مما دفعها إلى وضع إستراتيجيات
لإلهتمام بالجودة الشاملة.
على الرغم من تعدد وجهات نظر الباحثين حول عدد مبادئ إدارة الجودة الشاملة ،نجد أن معظمها تتفق
حول مضمونها العام .ويمكن تلخيص أهم هذه المبادئ في جملة من العناصر.
إن الق اررات المتعلقة بالجودة تعتبر من الق اررات اإلستراتيجية ،لذا فإن إلتزام اإلدارة العليا بدعم وتطوير
وتنشيط حركة القائمين على تحقيق الجودة الشاملة يعد من المهام األساسية التي تؤدي إلى نجاح تطبيق
الجودة الشاملة .ويؤكد مارتن ( )Martin, 1993أن إلتزام اإلدارة العليا يتمثل بالجوانب التالية:
38
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
كما يجب على اإلدارة العليا ألية شركة اإللتزام بالتحسين المستمر ،وهو ما يبدو جليا عبر كافة
مستوياتها .العمال لن يقوموا بأعمالهم على أفضل وجه إال بوجود هذا اإللتزام من خالل توفير كافة الوسائل
واألنظمة الكفيلة بتحقيق ذلك.
يجب على المؤسسات إدراج الزبون في عملية صنع القرارات ،فهو يعتبر السبب في وجودها بمجال األعمال،
ومن دونه لن يكون هناك عمل إلنجازه وال حاجيات لتلبيتها .يوجد نوعان من الزبائن :الداخلي والخارجي.
فالزبون الخارجي هو الذي يمنح الشركة أرباحا من خالل شراء منتجاتها أو االستفادة من خدماتها .أما الزبون
الداخلي فيتمثل في العمال الذين يعملون بدورهم على إشباع رغبات الزبون الخارجي وكالهما مهم لنجاح
وبقاء الشركة.
يشمل التحسين المستمر كال من التحسين اإلضافي والتحسين المعرفي واإلبداعي الجديد بوصفه جزءا من
العمليات اليومية لجميع وحدات العمل في المنظمة .إن إدارة الجودة الشاملة ليست برنامجا تعرف بدايته
ونهايته ،بل هي جهود للتحسين والتطوير بشكل مستمر دون توقف مهما بلغت كفاءة وفعالية األداء .وعلى
اعتبار أن مستوى الجودة وتوقعات المستفيدين ليست ثابتة ،لهذا يجب تطوير الجودة والعمل على تحسينها
بشكل مستمر وفق معلومات يتم جمعها وتحليلها بشكل دوري .إن إدخال تحسينات مستمرة على كافة
مجاالت العمل من شأنه تمكين المنظمة من مواكبة التغيرات والتكيف معها.
تعتمد إدارة الجودة الشاملة على التعاون في أداء األعمال ،سواء في نفس المستوى اإلداري أو بين المستويات
اإلدارية المختلفة ،وهو ما يوفر معلومات للمستويات اإلدارية والوحدات التنظيمية بين بعضها البعض .لعل
أسلوب حلقات الجودة في اليابان ،الذي سنتعرض إليه الحقا ،دليل على هذا النظام التعاوني .وتتضمن
مجاالت التعاون ما يلي:
39
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
يؤكد هذا المبدأ على جودة أداء العمليات والنتائج على حد سواء ،ويعتبر كمؤشر لمنع حاالت عدم المطابقة
مع المواصفات .يتطلب هذا المبدأ استخدام مقاييس مقبولة ألغراض القياس والتحليل المتمثلة في :خرائط
الضبط ،وتحليل باريتو ،ومخططات السبب والنتيجة وغيرها ،والتي سنتناولها في الجزء الخاص بأساليب
الرقابة على الجودة.
يعتبر مبدأ إتخاذ الق اررات على أساس الحقائق أحد المكونات األساسية التي تركز عليها إدارة الجودة الشاملة.
يتطلب تطبيق هذا المبدأ اإلعتماد على تقنيات وموارد تهيئة القنوات الالزمة لتمكين األفراد وإيصال ما
يمتلكونه من معلومات دقيقة وصحيحة إلى حيث يجب أن تصل ،لإلستفادة منها في تحقيق الجودة.
7-3التغذية العكسية
يساعد هذا المبدأ في تجسيد المبادئ السابقة وبالتالي تحقيق النتائج المطلوبة .في هذا المجال ،تلعب
اإلتصاالت دو ار رئيسيا ألي نشاط داخل المؤسسة .بهذا المعنى ،يعتبر الحصول على التغذية العكسية في
الوقت المالئم من العوامل األساسية التي تساهم في زيادة فرص النجاح واإلبداع المؤسسي.
من الطبيعي أن تسعى كل مؤسسة إنتاجية إلى تحقيق وتوفير المنفعة للمستهلك ،وال يتم ذلك إال بتحقيق
جودة مقبولة وحدود أدنى للتكاليف .كما نجد لكل مؤسسة إنتاجية أهداف تصنعها والغرض منها هو الوصول
إلى تحقيق الجودة الشاملة.
إن تحديد األهداف هو األساس الذي تبنى عليه الخطط .بطبيعة الحال ،تختلف األهداف من مؤسسة
إنتاجية إلى أخرى حسب نوع وحجم إنتاجها .وتتمثل هذه األهداف في:
40
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
-5أبعاد الجودة
إن الجودة تعني أشياء كثيرة وتعبر عن وجهات نظر متباينة ،لذلك فإنها تكون نسبية وليست مطلقة وغير
ملموسة .وتعتبر الجودة حقيقة واضحة وقد تكون محددة المعالم لكنها بدون نهاية .إن مجمل احتياجات
ورغبات الزبون ساهمت في تحديد معالم وأبعاد الجودة المطلوبة .وقد حدد الباحث ديفيد كارفن
( )Carvin, 1988ثمانية أبعاد تعبر عن الجودة ويمكن من خاللها ضبط جودة المنتوج أو الخدمة .وتعتبر
هذه األبعاد نوعية وليست كمية ،وتتمثل فيما يلي:
أ -المعولية (الموثوقية) :Reliabilityوهي إحتمالية عمل المنتوج دون فشل خالل فترة زمنية محددة
ووفق المواصفات المحددة في التصميم األساسي للمنتوج .وتعتبر المعولية البعد األساسي للجودة الذي يركز
عليه الزبون ،خاصة بالنسبة للمنتجات المعمرة .على سبيل المثال ،هل السيارة تعمل دائما في األوقات
الباردة ،وهل إطارات السيارة تستخدم لفترة طويلة وهكذا.
ب -مستوى األداء :Performanceيتمثل هذا البعد في المواصفات التشغيلية للمنتوج ،إضافة إلى
المواصفات األخرى التي يمكن قياسها .و تختلف المواصفات حسب الرغبات واإلتجاهات الشخصية لكل فرد.
مثال ،هل أن ألوان التلفزيون الملون واضحة؟
41
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
جـ -التطابق (التوافق) :Conformanceيعبر عن درجة قياس تطابق مواصفات المنتوج أو الخدمة مع
المواصفات المحددة في التصميم األساسي له .ويعتبر البعض المطابقة بأنها التوافق مع المتطلبات
المسموح بها ،حيث تعتبر الجودة عالية إذا ما تحقق %97أو أكثر من أن المنتوج ضمن الحدود
المسموح بها للتفاوت.
د -الجمالية :Aestheticsيقصد بها المعايير الذوقية لألفراد حول المنتجات المتمثلة بالمظهر الخارجي
أو المذاق أو الرائحة أو الصوت أو التحسس .وهي تشكل األساس في جذب الزبون نحو المنتوج السيما
السلع الكمالية والمالبس وغيرها.
ه -قدرة الخدمة :Service Abilityيقصد بها سرعة توفر خدمات الصيانة واإلصالح الالزمة إلعادة
المنتوج إلى العمل أو اإلستخدام بعد تعطله أو فشله .وتقاس سرعة الخدمة بمدى توفر قطع الغيار
وخدمات ما بعد البيع وكفاءتها ومتوسط زمن الصيانة أو اإلصالح.
و -العمر اإلفتراضي للمنتوج :Product Lifeيعبر عن عدد سنوات إستخدام المنتوج في الخدمة وفقا
للمواصفات التشغيلية قبل ضعف أدائه وفقدانه للخواص المطلوبة.
ز -الخصائص الثانوية للمنتوج :Featuresتتمثل في الخصائص غير األساسية التي تضاف للمنتوج
حسب الرغبة أو طلب الزبون .مثال ،إضافة نظام تكييف الهواء إلى السيارة.
ي -قدرة التحسس بالجودة :Preceived Qualityتشمل صورة المنتوج المرسومة في تصور الزبون،
والمتولدة من خالل سمعة المنتوج ومحالت الدعاية واإلعالن أو االتجاهات السائدة عن المنتوج في
السوق .مثال ،تركت شركة فيلبس Philipsانطباعا عن جودة منتجاتها لدى الزبائن.
أما بالنسبة للعالم جوران فقد قدم خمسة أبعاد أساسية للجودة في مجال مالءمة االستخدام .وتتكون
هذه األبعاد من:
أ -جودة التصميم :أي الجودة في المواصفات والخصائص التي تم وضعها قبل بدء العملية اإلنتاجية
بحيث يراعى تحقيقها أثناء هذه العملية لتصل إلى أيدي المستهلكين على شكل سلع ذات مواصفات محددة
وفقا لرغبات الزبائن.
ب -جودة مطابقة المواصفات ،أي أن تكون السلع المنتجة مطابقة للمواصفات المحددة مسبقا.
جـ -التوفر ،أي أن تكون السلعة متاحة.
42
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
جـ -األمان في اإلستخدام ،أي توفر األمان والسالمة عند استعمال المنتوج.
د -األداء عند اإلستخدام :أي أن تكون السلعة قادرة على تقديم الفائدة للعميل عند اإلستخدام.
يعتبر اإلرتقاء إلى مستوى معين من الجودة من أبرز األهداف التي تسعى المنظمة إلى بلوغها ،وال يتم ذلك
إال من خالل مراعاة مجموعة من المعايير واإللتزام بتطبيقها .فيما يلي نذكر أهم هذه المعايير:
أ -الفهم الجيد لسلوك العميل :يشير هذا العنصر إلى تفسير التصرفات الشرائية للزبون ،من أجل إعداد
إستراتيجيات هادفة للجودة.
ب -الكفاءة في إختيار نوعية المادة :تعتبر المادة األولية العنصر األهم في تحديد النوعية والكفيلة
بإستخراج منتوج نوعي خال من العيوب.
ج -اإلبتعاد عن منطق الفردية داخل المنظمة :هذا ألنه ال يتم األداء بشكل سليم ومرغوب فيه إال
بتضافر جميع الجهود ،لتجنب الوقوع في الخسائر.
د -إتباع أساليب فعالة في الرقابة على الجودة :بغرض تخفيض نسبة المعيب والتكاليف إلى أدنى حد.
ه -اإلهتمام بإحداث التطوير المستمر :ألن سرعة التطور التكنولوجي تجعل من دورة حياة المنتوج
قصيرة بسبب سرعة التقادم .لهذا يجب على المنظمة التركيز على اإلبداع والتجديد المستمر لضمان الجودة.
أ -األفراد :نتيجة تطور الصناعة وتوسع المصانع ،زيادة الطلب على اليد العاملة حتى ولو كانت غير
مؤهلة ،األمر الذي أدى إلى تعذر مراقبة العمال أثناء تأدية العمل .ولتدارك هذا الضعف تم وضع أنماط
للجودة و معايير يلتزم بها العمال أثناء تأدية العمل .
ب -التمويل :نظ ار لزيادة تكاليف أعمال الصيانة ،وتحسين أنماط الجودة باإلضافة إلى إنخفاض إيرادات
المؤسسات نتيجة حدة التنافس ،أدى األمر إلى إختالل التوازن بين إستثمارات المؤسسة وعائداتها .وهذا ما
اضطرها إلى تخفيض تكاليف الجودة لتغطية الخسائر.
43
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
جـ -اإلدارة :في الماضي كانت مهمة الرقابة على الجودة مسندة إلى رئيس العمال وحده .لكن في الوقت
الحالي أصبحت هذه المهمة موزعة على جماعات متخصصة ،مما خلق صعوبة في تدارك األخطاء
وإصالحها ،خاصة مع زيادة حجم المؤسسات.
د -الموارد :يقصد بها المواد الداخلة في اإلنتاج .هناك كثرة في المواد والخامات التي تصلح جميعها
لإلستخدام ،إال أنها في الواقع ال تعطي إنتاج بمستوى الجودة المطلوب .لهذا من الضروري إختيارها وفق
مالءمتها للجودة.
ه -اآلالت والوسائل الصناعية :تكتسي اآلالت والمعدات أهمية بالغة في تحديد جودة المنتجات .لذلك
من الضروري اإلهتمام بصيانتها ،وشراء أحدثها للحصول على منتجات بالمواصفات المطلوبة.
و -األعمال الهندسية :ألن فرض الدقة على األعمال الهندسية أثناء العملية اإلنتاجية يؤمن تدارك
األخطاء قبل وقوعها .بالتالي يمكن تصحيح األخطاء قبل بلوغها المراحل النهائية لإلنتاج ،االمر الذي
يوفر تكاليف اإلصالح والتحسين.
-وضع برنامج فعال لقواعد ضبط الجودة ،وذلك بناء على متطلبات السوق والمنافسة.
-مراعاة متطلبات الزبائن وأذواقهم على إختالفها والعمل على تلبيتها.
-ضرورة إمتثال العمال للمواصفات الموضوعة وتنفيذ برنامج الجودة الشاملة بالدقة المطلوبة.
-وضع خطة إنتاجية مدروسة من النواحي الفنية والتشغيلية ،مع اإلهتمام بمعدات وآالت اإلنتاج.
-توفير الجو المالئم والجهود الالزمة لتحقيق نظام الرقابة على الجودة ،بغرض اإلكتشاف المبكر
للعيوب وإجراء التصحيحات المالئمة في الوقت المناسب.
-9مسؤولية الجودة
تعتبر مسؤولية الجودة واسعة وموزعة على مجموعة من األقسام كل حسب مهمته .تتمثل هذه األقسام حسب
مهامها ومسؤولياتها فيما يلي:
44
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
أ -قسم التسويق :يتكفل بالبحث عن أدق المعلومات الخاصة بمتطلبات الزبائن ورغباتهم ،لوضع
المواصفات المطلوبة في اإلنتاج ،وبالتالي تصميمه وفقا للجودة المطلوبة.
ب -قسم التصميم :بعد جمع المعلومات من قبل قسم التسويق تأتي مهمة قسم التصميم المتمثلة في
وضع التصميم المناسب بالجودة المناسبة إلرضاء الزبون.
جـ -قسم المشتريات :تقع على عاتقه مهمة الحصول على المواد األولية والمعدات ذات الدقة والجودة
المالئمة ،لما لذلك من أثر على جودة المنتوج النهائي.
ج -قسم هندسة التشغيل :يتم على مستوى هذا القسم تطوير العمليات واإلجراءات التي تؤثر على جودة
المنتوج ،من خالل تطوير العملية اإلنتاجية وتخطيط اإلنتاج وأنشطة الدعم.
د -قسم التشغيل :وهو المسؤول عن خلق منتوج بجودة معينة وليس فحصه فقط .لذلك من الضروري
أن يكون العمال مطلعين على توقعات الجودة ومصادر اإلختالالت فيها ،للبحث عن سبل معالجتها وإيجاد
الحلول لها.
ه -قسم الفحص واالختبار :تكمن مسؤوليته في فحص جودة المواد المشتراة والمصنعة ،ووضع تقارير
بذلك ،ثم عمل مقارنة بين المواصفات القائمة والمواصفات المطلوبة .في هذا القسم ،تتداخل أعمال أقسام
أخرى كقسم التشغيل الذي توكل إليه مهمة إنتاج منتوج الجودة وإجراء الفحص الخاص به .كما تستدعي
مهمة قسم الفحص واالختبار توفير معدات قياس دقيقة .هذا ما يبرز مهمة قسم هندسة التشغيل في تطوير
وتصميم هذه المعدات بالجودة والدقة المطلوبة.
و -قسم التعبئة والشحن :تتمثل مسؤوليته في الحفاظ على جودة المنتجات أثناء التعبئة والشحن.
ويتطلب هذا توفير كل الظروف المالئمة أثناء نقلها وتخزينها ،ومراعاة طبيعة المنتوج وحمايته من التلف
والح اررة ،والرطوبة ،والصدمات وغيرها.
ز -قسم خدمة المنتوج :تكمن مسؤوليته في خدمة الصيانة واإلصالح وإستبدال القطع المعيبة إن وجدت
عند إقتنائها أو في فترة ضمانها ،وذلك بأسرع وأدق طريقة ممكنة لكسب وإستعادة ثقة العميل .نشير هنا إلى
وجود تعاون بين خدمة المنتوج والتسويق نظ ار لعملهما على تحديد ما يريده الزبون وبالجودة المطلوبة.
45
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
لقد دلت الكثير من اآليات الكريمة واألحاديث النبوية الشريفة والتطبيق العملي لإلدارة اإلسالمية على وجود
مبادئ أساسية إلدارة الجودة الشاملة .وقد كان اهتمام اإلسالم وتعاليمه بالجودة من خالل ترسيخ المبادئ
التالية:
أ -مبدأ الشورى :دعا اإلسالم إلى اإللتزام بمبدأ الشورى من خالل التشاور مع األفراد إلتخاذ الق اررات
وحل المشكالت .يظهر هذا من خالل قوله تعالى«:وشاورهم في األمر»(آل عمران-اآلية ،)159فالمشورة
هنا تساعد على الوصول إلى إتقان العمل وبالجودة المطلوبة.
ب -مبدأ التعاون :أكد اإلسالم على التعاون في سبيل فعل الخير ونهى عن التفرقة المؤدية إلى الفشل.
قال تعالى« :وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان»(المائدة-اآلية .)02فالعمل الجماعي
بروح الفريق هو من المتطلبات األساسية إلدارة الجودة الشاملة.
جـ -مبدأ إتقان العمل واإلخالص فيه :حث اإلسالم على إتقان العمل وضرورة تحقيق الجودة فيه وخلوه
من العيوب والسعي للتحسين الدائم ،مع ضرورة أن يحب العامل عمله ويخلص فيه كامل اإلخالص.
يظهر هذا في قوله تعالى« :إنا ال نضيع أجرمن أحسن عمال»(الكهف-اآلية .)30وقال تعالى أيضا
«ولتسئلن عما كنتم تعملون»(النحل-اآلية .)92ويؤكد على إتقان األعمال حديث رسول هللا عليه
الصالة والسالم« :أن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه» (رواه الطبراني وصححه األلباني).
ج -الرقابة اإلسالمية :سواء كانت خارجية أو ذاتية تؤدي إلى التأكد من مدى تنفيذ األهداف مقارنة مع
المعايير الموضوعة وفقا للمقاييس والضوابط الشرعية اإلسالمية .كما أن الرقابة الذاتية لدى المسلم منبثقة من
قوة اإليمان واإللتزام بالشريعة ،ما سيكون لها األثر األكبر بشعور المسلم بكامل المسؤولية تجاه أعماله في
الدنيا واآلخرة .ويظهر هذا من خالل قوله تعالى« :كل نفس بما كسبت رهينة»(المدثر-اآلية .)38
اتضح لنا في هذا الفصل أن إلدارة الجودة الشاملة مفاهيم تختلف وفقا لتعدد وجهات نظر الباحثين
والمختصين .كما تبين أنها تركز جميعا على تقديم منتجات تلبي حاجات وأذواق الزبائن .وللجودة الشاملة
أهمية إستراتيجية كبيرة على مستوى الزبائن أو على مستوى المنظمات على إختالف أنشطتها .وهذا ألنها
تمثل أهم العوامل األساسية التي تحدد حجم الطلب على منتجات المنظمة.
46
ماهية إدارة الجودة الشاملة الفصل الثاني
من جهة أخرى ،كشف لنا هذا الفصل أن إلدارة الجودة الشاملة مجموعة من المبادئ األساسية،
منها التزام اإلدارة العليا والتركيز على الزبون والتحسين المستمر وكلها تصب في طريق الجودة .زيادة على
هذا ،توضحت لنا أبعاد الجودة التي تختلف وفقا لدراسات المختصين والمفكرين أمثال كارفن وجوران .لكن
رغم اختالفها ،تركز أبعاد الجودة باألساس على تلبية إحتياجات ورغبات الزبائن.
تبين لنا في هذا الفصل كذلك أن إدارة الجودة الشاملة تستلزم وجود مجموعة من الضمانات البالغة
األهمية حتى يمكن لها أن تتحقق .من بين هذه الضمانات وضع برنامج فعال لقواعد ضبط الجودة ،وتوفير
الجو المالئم ،والجهود الالزمة لتحقيق نظام الرقابة على الجودة .كما استعرض هذا الفصل مختلف األقسام
الموجودة بالمنظمة والمسؤولة عن تحقيق الجودة.
في األخير ،سلط هذا الفصل الضوء على منظور اإلدارة اإلسالمية للجودة الشاملة من خالل
اإلستشهاد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية التي تدل في مجملها على ضرورة وأهمية تطبيق المبادئ اإلسالمية.
والواضح أن هذه األخيرة تحث على جودة األعمال في كل نواحي الحياة.
47
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تمهيد
يعتبر نظام إدارة الجودة األداة الفعالة لتحقيق هدف جودة المنتجات ،على اعتبار أنه يقوم على مطابقة
المواصفات الموضوعة في التصميم الهندسي للمنتجات .كما أنه يساعد في مراقبة اإلنحرافات التي تحصل
أثناء التنفيذ والتأكد من عدم تجاوزها الحدود المسموح بها .تبرز األهمية اإلستثنائية لنظام ضبط الجودة في
الشركات الصناعية ،حيث أن مستوى جودة المنتوج يقرر نجاح أو فشل نظام ضبط الجودة Quality Control
Systemفي أي منظمة .لهذا فإن المحافظة على اإلنتاج بمستوى الجودة المطلوب ،يتطلب ضرورة اإلهتمام
بنظام إدارة وضبط الجودة من قبل جميع المنظمات .في هذا الفصل سنسلط الضوء على نظام إدارة الجودة،
حيث سنبين إدارة الجودة كنظام متكامل.كما سنتعرض إلى وظائف إدارة الجودة مع تبيان اإلتجاهات الحديثة
في إدارة الجودة.
1
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ساهمت نظرية النظام System Theoryفي اإلجابة على العديد من األسئلة التنظيمية التي لم تجد إجابات
في النظريات التقليدية والسلوكية ،سواء تلك المتعلقة بأجزاء المنظمة األساسية ،أو بطبيعة العالقات بين تلك
األجزاء ،أو بالعمليات األساسية التي تربط تلك األجزاء .لهذا أصبح من السهل تحليل طبيعة التنظيم
والتوصل إلى التفسير الصحيح له في ظل هذه النظرية .كما أصبح أسلوب التحليل وفقا لألنظمة المفتوحة
من أكثر األساليب إنتشا ار في الوقت الحاضر.
يعرف النظام بشكل عام على أنه الكيان المنظم أو المركب الذي يجمع بين أشياء شتى وأجزاء تؤلف في
مجموعها تركيبا كليا موحدا .كما عرف النظام بأنه مجموعة من األشياء المترابطة بعالقات ولها خصائص.
لهذا فإن النظام هو عبارة عن مجموعة من األجزاء والمكونات التي تربطها عالقات متبادلة والتي تشكل في
مجموعها كل متكامل .ويمكن توضيح نوعين من األنظمة:
أ -النظام المغلق :تعتمد المنظمة فيه على البيئة الداخلية فقط دون التفاعل مع البيئة الخارجية ،حيث
يتجاهل اعتباراتها والتغييرات األساسية التي تط أر عليها.
ب -النظام المفتوح :تعتمد المنظمة فيه على التفاعل مع بيئتها الخارجية مع إعطاء األهمية الالزمة
للتغيرات األساسية التي تط أر على هذه البيئة التي تعيش فيها.
في النظام المفتوح ،تعتبر المنظمة نظاما إجتماعيا مفتوحا Open Social Systemيتركب من هيكل
متداخل من العالقات المتبادلة بين أعضائه وبينه وبين عناصر البيئة المحيطة ،حيث تؤثر المنظمة بالبيئة
وتتأثر بها .يوضح الشكل رقم ()3-1مجموعة من المالمح الرئيسية التي يتميز بها النظام المفتوح.
1-1-1المدخالت Inputs
تتوفر للمنظمة المتطلبات الالزمة لإلنتاج من أفراد وعاملين وإداريين ،وكذلك اآلالت والمواد الالزمة للقيام
بالعملية اإلنتاجية واألساليب الفنية الالزمة .تتكون المدخالت من:
أ -مدخالت بشرية :تتمثل في األفراد وما يرتبط بهم من قيم واتجاهات وعالقات إنسانية.
ب -مدخالت مادية :تشمل رأس المال ،واآلالت والمعدات ،والمواد.
2
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
جـ -مدخالت معنوية :تتضمن األهداف ،والسياسات ،والمعلومات عن المجتمع وتكوينه والفرص المتاحة،
والقيود المفروضة.
د -مدخالت تكنولوجية :وهي أساليب وتقنيات اإلنتاج المتاحة للمنظمة.
البيئة الخارجية
البيئة الداخلية
البيئة الخارجية
هي العمليات التي تجري داخل المنظمة لتحويل المدخالت إلى مخرجات على شكل سلع وخدمات نهائية
للمستهلكين .من هذه العمليات نذكر:
3-1-1المخرجات Outputs
هي إسهامات المنظمة للبيئة الخارجية (المجتمع المحيط) والمتمثلة في السلع والخدمات واإلنتاج المعنوي
بأشكاله المختلفة.
4-1-1البيئة Environment
هي المصدر األساسي للمنظمة للحصول على مواردها األساسية سواء البشرية منها أو المادية .كما أنها
الجهة التي تصب فيها المنظمات مخرجاتها من السلع والخدمات .أي توجد عالقة تفاعلية بين المنظمة
والبيئة التي تعيش فيها ،حيث تؤثر إحداهما في األخرى.
تعتبر المعلومات المرتدة من البيئة الخارجية عن مخرجات المنظمة وسيلة للتعرف عن رضا الزبائن عن
السلع والخدمات المقدمة لهم من طرف المنظمة .وتجري عملية التعديل على مدخالت المنظمة وعملياتها في
ضوء هذه المعلومات المسترجعة.
تعرف إدارة الجودة بأنها جميع أنشطة وظيفة اإلدارة الشاملة للجودة التي تحدد سياسة الجودة واألهداف
والمسؤوليات وتطبيقها بوسائل مختلفة .وتشمل هذه األخيرة تخطيط الجودة ،ومراقبة الجودة ،وتأكيد الجودة،
وتحسين الجودة ضمن نظام الجودة .يتركب نظام الجودة من مجموعة من العناصر نوردها كما يلي:
أ -اإلدارة الشاملة للجودة :TQMتتحقق اإلدارة الشاملة للجودة بفعل تركيز المنظمة بجميع
أعضائها على الجودة لتحقيق رضا العمالء من خالل تحقيق جميع األهداف اإلدارية والعملياتية بكل كفاءة
وفعالية ،األمر الذي يسهم في تحقيق متطلبات المجتمع الذي تعيش فيه .وهذا ال يكون إال من خالل وجود
4
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
قيادة قوية وكفؤة تؤمن بهذه الفلسفة وتعمل على ترسيخها ضمن الثقافة التنظيمية للمنظمة من خالل تدريب
أفراد المنظمة على متطلباتها.
تضم سياسة الجودة مجموعة من األهداف والتوجيهات التي ترسمها المنظمة الخاصة بالجودة بناء على
توجهات اإلدارة العليا .وتشكل سياسة الجودة أحد العناصر األساسية للخطة التنظيمية التي تضعها اإلدارة
العليا للمنظمة.
يشمل تخطيط الجودة األنشطة الرئيسية التي تحدد أهداف ومتطلبات الجودة من خالل تمييز خصائص
الجودة وتصنيفها ووزنها ،إلى جانب تحديد أغراض ومتطلبات الجودة .كما يدخل ضمن تخطيط الجودة
التخطيط اإلداري والتشغيلي الذي يشمل التحضيرات لتطبيق نظام الجودة ،وتنظيمه ،وجدولته ،باإلضافة إلى
تحضير خطط الجودة ووضع الشروط الخاصة بتحسين الجودة.
تتم مراقبة الجودة من خالل تطبيق مجموعة من األنشطة واألساليب تهدف إلى مراقبة العمليات والحد من
اإلنحرافات في جميع مراحلها .وتهدف هذه العملية الوصول إلى الكفاءة والفعالية في األداء واإلنتاج.
تقوم تأكيد الجودة على مجموعة من األنشطة المخططة والهادفة إلى إعطاء الثقة الكافية بأن المنظمة ستحقق
متطلبات الجودة .وتسمح تأكيد الجودة بإعطاء ثقة كبيرة لإلدارة ناهيك عن ثقة العمالء الذين يتعاملون مع
المنظمة.
لتحسين الجودة يجب القيام بمجموعة من التدابير لزيادة فعالية وكفاءة األنشطة والعمليات ألجل الحصول
على فوائد وقيم مضافة خاصة بالجودة ،وهذا لكل من الزبائن والمنظمة على حد سواء.
5
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
بالعالقة مع ما تم عرضه أعاله ،يوضح الشكل رقم ( )3-2تطبيق فكرة النظام المفتوح على إدارة
الجودة في المنظمات .يتبين من الشكل أن إدارة الجودة كنظام تتكون من:
البيئة الخارجية
المخرجات الخاصة بنظام الجودة العمليات واألنشطة الخاصة بنظام مدخالت نظام الجودة
الجودة
-السلع والخدمات المنتجة -سياسة الجودة.
(المخرجات النهائية). -العمليات اإلدارية من تخطيط -تصميم وبناء الجودة.
قياس الجودة وتنظيم وتوجيه ورقابة. مسح رغبات
وأسلوب الرقابة. -تطبيق معايير ومواصفات العمالء في السوق
-هل طبقت المعايير الجودة على عمليات التصنيع. -تمييز خصائص الجودة.
والخصائص المحددة؟ -الرقابة على عملية التصنيع -تصنيف خصائص الجودة.
-هل حققت رضا العمالء؟ واإلنتاج في ضوء المعايير -التخطيط اإلداري والتشغيلي.
الموضوعة لنظام الجودة -جدولة نظام الجودة.
(الرقابة على العملية). -تحضير خطط الجودة.
-تأكيد الجودة. -متطلبات الجودة من آالت،
-تحسين الجودة. وأساليب فنية ،وموارد بشرية،
-تالفي العيوب واألخطاء إن ومواد خام ...بخصائص
وجدت. ومواصفات معينة.
عكسية تغذية
البيئة الخارجية
أ -المدخالت :تتضمن خصائص ومواصفات الجودة المطلوب تحقيقها في ضوء سياسة الجودة التي تتبعها
المنظمة وفي ضوء عمليات المسح التي تتم على رغبات العمالء في السوق .يستدعي هذا تصنيف
الخصائص والمواصفات وجدولتها ،وإعداد الخطط العملية الالزمة لتنفيذها ،وتحديد المتطلبات الرئيسية
لتحقيقها من اآلالت واألساليب التقنية المستخدمة في اإلنتاج ،والموارد البشرية ومواصفاتها ومؤهالتها ،والمواد
الخام ،وغيرها من المتطلبات المختلفة.
6
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ب -العمليات :تتم من خالل تطبيق خطة الجودة السابقة على عملية التصنيع واإلنتاج في ضوء المواصفات
والمعايير والخصائص المحددة .تكون الرقابة هنا مستمرة على كل مرحلة من مراحل اإلنتاج حتى يتم
إكتشاف األخطاء أول بأول.
ج -المخرجات :هي السلع والخدمات النهائية المنتجة من قبل المؤسسة في ضوء خطة الجودة والعمليات
التي يتم إجراؤها .هنا يجب التأكد مما يلي:
-هل طابقت هذه السلع والخدمات مواصفات الجودة المحددة وبالشكل الذي يرغبه الزبائن؟
-إذا كانت اإلجابة (ال) فال بد من معرفة نقاط الضعف والثغرات الموجودة والعمل على تجنبها.
-أما إذا كانت اإلجابة (نعم) ال بد من وضع الخطط الالزمة لتعزيز نقاط القوة في هذه السلع والخدمات
المقدمة من خالل وضع خطط وبرامج للتحسين المستمر لنظام الجودة الخاص بالمنظمة.
-إستخدام األساليب اإلحصائية المناسبة للرقابة على جودة السلع والخدمات.
-إحداث التغييرات المناسبة في مدخالت نظام الجودة أو في العمليات بناء على النتائج السابقة.
3-1ضبط الجودة
تستلزم عملية ضبط الجودة تطبيق مجموعة من الخطوات المحددة مسبقا والتي تهدف إلى التأكد من أن
اإلنتاج المحقق يتطابق مع المواصفات والخصائص األساسية الموضوعة للمنتوج .والهدف من ضبط الجودة
هو التأكد من أن اإلنحرافات في التنفيذ لن تتجاوز الحدود المسموح بها .ألجل تحقيق هذا الهدف يتطلب ما
يلي:
أ -توفر خطة محددة مسبقا بناء على إجراءات تم التخطيط لها مسبقا .كما يجب إتباعها بشكل مستمر
إلنتاج المنتجات التي يراد التأكد من جودتها .هذا ألن إختالف إجراءات الفحص من وحدة منتجة إلى أخرى
قد يؤدي إلى نتائج متغيرة في الحكم على جودة المنتوج .تشمل هذه اإلجراءات ما يلي:
-إختبار يشمل الوحدات من اإلنتاج التي يراد التأكد من جودتها.
-فحص Inspectionالنظام اإلنتاجي لتحديد أسباب عدم المطابقة.
-تصحيح Correctionأو منع Preventingحدوث األخطاء وذلك بهدف الحفاظ على مستوى الجودة
المطلوب والمحدد مسبقا.
7
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ب -ضبط الجودة هي التأكد من مطابقة المنتج للمواصفات الموضوعة وليس إنتاج منتوج ذي جودة
عالية ،بل اإلنتاج وفق الجودة المحددة حتى وإن كان مستوى الجودة المرغوب فيه مرتفعا أو منخفضا.
فالوظيفة األساسية لضبط الجودة هي التأكد من المطابقة للمواصفات الفنية الموضوعة.
جـ -تهتم ضبط الجودة كذلك بضبط جودة المدخالت من المواد األولية أو األجزاء المكونة للمنتوج التي
يتم ش ارؤها .كما تهتم بضبط جودة العملية من خالل اإلعتماد بشكل أساسي على معايير ،وقياسات
وإجراءات تصحيح عمليات اإلنتاج.
د -على الرغم من وجود نظام لضبط الجودة إال أنه ال يوجد تأكد تام من عدم وصول وحدات معيبة
للزبون بسبب وجود إحتمال خطأ في عملية القياس نتيجة اإلعتماد على نظام العينات.
ه -تفترض وظيفة ضبط الجودة وجود مواصفات محددة للتعبير عن مستوى الجودة .ويقصد
بالمواصفات Specificationsمجموعة من المعايير والخصائص واألبعاد التي ينبغي توفرها في المنتجات
لكي تكون على مستوى من الجودة واألداء وبما يحقق متطلبات المنتج والزبون على حد سواء .وتعتبر
المواصفة التقنية Technical Specificationوثيقة فنية يتم وضعها وفق األسس العلمية والعملية ،وتعد
من قبل منظمات متخصصة بالمواصفات والتقييس وضبط الجودة.
تشمل المواصفات القياسية أنواعا متعددة حسب نوع الصناعة وطبيعة المنتوج ونظم اإلنتاج ،إلى
جانب متطلبات المنتوج والزبون .يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من المواصفات شائعة اإلستخدام في جميع
الشركات الصناعية تتمثل في:
-مواصفات أساسية :Basic Specificationsهي معايير عامة ومطلقة تصلح في معظم الصناعات
وعلى إختالف بيئتها الصناعية .من أمثلتها نجد النظام المتري الذي يستخدم في جميع شركات أعمال
الهندسة المدنية.
-مواصفات األمان :Safety Specificationsتهدف إلى الحماية من األخطار التي قد تتعرض لها
الشركات أو األفراد .هذا ما تقوم به وحدات األمن الصناعي أو السالمة المهنية في الشركات الصناعية
على إختالف أنواعها وأنشطتها ،إلى جانب شركات تقديم الخدمات.
-مواصفات المنتجات :Products Specificationsتحدد هذه المواصفات اإلشتراكات الواجب توفرها في
المنتجات لكي تكون مالئمة لإلستخدام ومنها طريقة اإلنتاج ،والتعبئة ،والتغليف ،والشحن ،وغيرها.
8
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
يعتبر توفر المواصفات القياسية على إختالفها عنص ار مهما في عملية ضبط الجودة لضمان توكيد
الجودة وحسن أداء المنتوج .ويتم ذلك من خالل إختيار أفضل المواد األولية ،وأفضل العمليات اإلنتاجية،
وأفضل بيئة عمل بما يحقق حاجات الزبون.
لكي تتحقق عملية ضبط الجودة بكفاءة وفعالية ،ينبغي توفر مجموعة من اإلجراءات أو الخطوات
الجوهرية:
أ -وضع االمقاييس أو المعايير :Setting Standardsيتطلب تحديد المقاييس المطلوبة لكلف الجودة،
وجودة األداء ،وجودة األمان ،وجودة المعولية ،وجودة إنتاج المنتوج.
ب -مطابقة األداء :Apprising Conformanceمقارنة األداء الفعلي ومطابقة عمليات تصنيع المنتوج
أو تقديم الخدمة مع المعايير الموضوعة.
جـ -القيام باألعمال التصحيحية :Acting When Necessaryالقيام بتصحيح أو معالجة المشاكل
أو اإلنحرافات التي تحدث في التنفيذ سواء ما يتعلق بأنشطة التسويق ،أو التصميم ،أو اإلنتاج،
أو الصيانة التي تؤثر على رضا الزبون.
د -التخطيط للتحسينات :Planning For Provementsالتطوير المستمر في الجهود لتحسين معايير
التكاليف ،واألمان ،والمعولية ( .)Feigen Baum, 1991يحدد الباحثون خطوات تنفيذ عملية ضبط الجودة
بخمس نقاط تتضمن:
-تحديد مواصفات الجودة المطلوبة.
-تحديد األسلوب الذي يتم فيه قياس هذه المواصفات.
-وضع المعايير المناسبة لقياس الجودة.
-تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ برنامج الجودة.
-تحديد ومعالجة االنحرافات التي تحدث خارج حدود المسموح به لقياس الجودة المطلوبة.
يعتبر ضبط الجودة هدفا رئيسيا لنجاح إدارة اإلنتاج والعمليات .في حالة فشل هذه المهمة ،تحدث
أخطاء رئيسية في زيادة التكاليف اإلجمالية للشركة ،وتراجع مداخيلها السنوية .كما يؤدي ذلك إلى التأثير
على عدد من أبعاد الجودة وبالتالي على حاجات الزبائن ويتسبب في عدم رضاهم.
9
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
يترتب عن ضبط الجودة في الشركات فوائد عديدة يمكن اختصارها فيما يلي:
باإلضافة إلى هذه الفوائد ،يمكن الحصول على فوائد أخرى من عملية ضبط الجودة لكل من الشركة
والزبون .من بين هذه نذكر تكوين جودة أفضل لمنتجات الشركة ،وإمكانية توفير المنتجات بالوقت والكمية
المالئمة للزبون ،وتقليل كلفة ووقت الحصول عليها.
بين الباحثان جيس واكويالنو ( )Chase &Aquilano, 1995بأن ضبط الجودة يمكن أن تكون له أهداف عامة
وأهداف خاصة في الشركة الصناعية .يمكن تناول هذه األهداف كما يلي:
-تخفيض نسبة العادم من المواد نصف المصنعة أثناء عمليات اإلنتاج بسبب إستخدام أساليب
إحصائية تساهم في منع اإلنحرافات في األداء عند التنفيذ.
-تخفيض نسبة المردود من المبيعات بسبب تخفيض نسبة المعيب من الوحدات المنتجة ،وبالتالي تقليل
عدد الوحدات المباعة والتي يتم إرجاعها من قبل لعدم مطابقتها للمواصفات الموضوعة.
10
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
-المحافظة على درجة تطابق المنتوج النهائي مع مواصفات تصميم المنتوج بسبب كفاءة عملية ضبط
الجودة المتبعة في الشركة.
-تقليل حجم المعيب (التالف) من المواد األولية واألجزاء المشتراة بسبب كفاءة عمليات الضبط في
فحص وإختبار المشتريات حتى ال يؤثر ذلك على درجة جودة المنتجات.
ب -األهداف الخاصة :هي أهداف أكثر وضوحا من األهداف العامة لضبط الجودة ،وتتمثل في اآلتي:
-تقليل عدد مرات الشكاوي المقدمة من قبل الزبائن بسبب عدم مطابقة المنتوج للمواصفات المطلوبة.
-تخفيض تكاليف اإلنتاج بسبب تقليل نسب العادم من المواد المشتراة أو المواد نصف المصنعة،
وبالتالي تقليل تكاليف اإلنتاج اإلجمالية.
-زيادة حجم المبيعات المطابقة للمواصفات ،وهذا يؤدي إلى زيادة ربحية الشركة وتقوية وضعها
التنافسي في السوق.
تلعب إدارة الجودة الشاملة دو ار أساسيا في ترسيخ فاعلية وكفاءة األداء الهادف للمنظمات اإلنتاجية والخدمية
على حد سواء .ويمكن ذكر أهم الوظائف األساسية التي تسعى إدارة الجودة الشاملة إلى تحقيقها فيما يلي:
أ -في ظل المفاهيم الجديدة للمجتمع اإلنساني ،خاصة مع بروز ظاهرة عولمة األسواق
،Global Market Placeتعتبر الجودة مفتاحا أساسيا في التصدي للمنافسة الدولية وتحقيق المكانة السوقية
المناسبة لها .فالجودة هي السالح التنافسي الذي ينبغي أن يقترن باألداء اإلنتاجي أو الخدمي لتحقيق
اإلستقرار واإلستمرار في نشاطات األعمال الجارية.
ب -تساهم الجودة الشاملة في تحقيق مؤشرات أساسية وهي:
-تحسين المستوى المعيشي للفرد والمجتمع على حد سواء .Standard of Living
-نمو التجارة التصديرية في ظل العولمة .Trade/Export Growth
-تطوير الميادين اإلستثمارية والتوسع في إنجازها.
-زيادة اإلنتاجية وتحسين أبعادها الهادفة.
جـ -التحسن المستمر في إستخدام التكنولوجيا المتطورة وزيادة أهمية دورها في تطوير المنتجات وتحسين
الخدمات المراد تقديمها للزبائن الحاليين والمحتملين.
11
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
د -اإلستخدام األمثل للطاقات البشرية وتطوير إمكاناتها الهادفة إلى تحسين األداء اإلنتاجي وزيادة نموها
ونهوضها بالشكل الذي يحقق إسهامات فاعلة في التطوير .وقد برز ذلك بشكل جلي من خالل
المنظمات اليابانية وتعاملها مع القوى البشرية واستثمار طاقاتها بالشكل األمثل.
ه -اإلستخدام الهادف ألبعاد التدريب والتطوير وتحسين برامج التطوير كما هو الحال في كل من
اليابان وألمانيا .في هذين البلدين ،تم اعتماد صور مختلفة في هذا المجال منها:
-التنسيق في مجاالت األعمال المختلفة.
-البرامج التطويرية والتدريبية في مجاالت النوعية.
-القيام بتشجيع العاملين في ممارسة حق التصرف وإتخاذ القرار في المجاالت المتعلقة بتحسين األداء
وتطوير النوعية.
-التركيز على القيادة وأهميتها في مختلف المجاالت اإلنتاجية والخدمية.
-التأكيد على أهمية العمل الجماعي ونبذ النزعة الفردية في مختلف مجاالت األداء اإلنتاجي والخدمي،
وترسيخ سبل اإلستفادة من النزعة الجماعية في العمل ،وتكريس األبعاد الهادفة في إستثمارها بشكل
فعال.
و -اعتماد المعايير القياسية سواء المعايير الصناعية ،أو المعايير الوطنية ،أو المعايير القياسية العالمية
ISO 9000كمتطلبات أساسية في قياس كفاءة األداء وفاعليته .كذلك اإلهتمام بشكل أساسي بالوصول
إلى مستويات عالية من الجودة سواء ما يتعلق فيها بتصميم المنتوج أو الخدمة أو األداء .الهدف هو
اإللتزام بتلك المواصفات أو المقاييس المراد إنجازها لكي تنسجم مع متطلبات اإلشباع األمثل لحاجات
الزبائن.
ز -تعتبر إدارة الجودة الشاملة مدخال أساسيا في زيادة القدرة التنافسية للمنظمات المختلفة من خالل
إستم اررية التحسين في جودة المنتجات والخدمات واألفراد والعمليات والتفاعل المستمر مع البيئة
الخارجية ،إلى جانب المساهمة في تحقيق رغبات وحاجات الزبائن الحالية والمستقبلية.
حـ -التركيز على الدور الرئيسي للوقاية خير من العالج .فمتابعة األداء ،وإتخاذ اإلجراءات الوقائية قبل
تفاقم اإلنحرافات من شأنها أن تؤدي إلى تقليص التكاليف الناتجة عن اإلجراءات التصحيحية (العالجية)
التي غالبا ما تكون تكلفتها أكبر بكثير من التكاليف الوقائية .لهذا تعتبر متابعة األداء وتشخيص
اإلنحرافات وإتخاذ اإلجراءات الوقائية من أكثر الوسائل إيجابية في ترسيخ دور إدارة الجودة الشاملة.
12
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ط -استخدام األساليب اإلحصائية ،خاصة خرائط المراقبة ،Control Chartsومخططات السبب –
النتيجة ،Cause – Effect Digramوتحليل باريتو ،Pareto Ananlysisوغيرها من األساليب اإلحصائية
األخرى التي تساهم بشكل فعال في تحقيق كفاءة األداء في المجاالت اإلنتاجية والخدمية وفي تحقيق
أهداف الشركات.
مما سبق ،يمكن القول أن إدارة الجودة الشاملة تعتمد في أدائها لوظائفها على إنشاء عالقات تفاعلية
متبادلة بين األطراف المرتبطة بها .هذا ألن إقامة هذه العالقات بين هذه األطراف يسمح للمنظمة بتحقيق
دور فاعل في تطوير وتحسين الجودة لمنتجاتها وخدماتها على حد سواء .ويوضح الشكل رقم ( )3-3مختلف
األطراف ذات العالقة بإدارة الجودة الشاملة.
الموردين الزبائن
المنافسين العمال
13
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تركز اإلتجاهات المعاصرة إلدارة الجودة الشاملة على عنصرين أساسيين هما:القواعد الفكرية والفلسفية في
ادارة الجودة الشاملة واألدوات المستخدمة فيها .بهذا الصدد ،يبين الشكل رقم ( )3-4اإلتجاهات الحديثة في
إدارة الجودة الشاملة بعنصريها األساسيين .وسنقوم بشرح مكونات هذين العنصرين بشيء من التفصيل.
أجمع الباحثون واإلختصاصيون على أن الزبون (المستهلك) يعتبر المحور األساسي لألنشطة التي تتعلق
بإدارة الجودة الشاملة .يتضح ذلك جليا من خالل العديد من المؤشرات .على سبيل المثال ،جائزة (مالكوم
14
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
بالدريج العالمية) أعطيت % 25من عالماتها إلهتمام المنظمة بزبائنهاا وتحقيق رغباتهم .ويشمل الزبون في
ظل مفهوم الجودة الشاملة كال من الزبون الخارجي والزبون الداخلي.
يقصد بالزبون الخارجي المستهلك الذي تسعى الشركة من خالل أنشطتها إلى تحقيق رغباته وتحفيزه
إلقتناء المنتوج أو الخدمة المراد تقديمها .أما المستهلك الداخلي فيمثل األفراد العاملين في الوحدات التنظيمية
والفنية المختلفة في الشركة مثل العاملين في محطات العمل ،الوحدات ،األقسام اإلنتاجية ،وغيرها .ينظر
لهؤالء األفراد عادة على أنهم مستهلكين لمن سيقوم بتوريد العمليات السابقة لهم وموردين لألقسام التي تلي
إنجازاتهم اإلنتاجية أو الخدمية.
الشركة الناجحة هي التي تضع في حساباتها األنشطة التي من شأنها أن تحقـق للزبائـ ـن الداخلييـ ـن
أو الخارجيين الجودة المالئمة مع ضرورة تعزيز أواصر الثقة القائمة بين الزبائن والشركة .السبب يعود إلى
أن ذلك يحقق كسب الوالء والرضا والثقة الهادفة التي تنبثق من قيام الشركة بالتركيز على كافة األنشطة
التشغيلية التي تؤدي إلى تقديم المنتوج أو الخدمة وفقا للمواصفات والمعايير القياسية المعتمدة ،والتي تقلص
التكاليف الناجمة عن المعيبات ،خاصة في ظل إحتدام المنافسة السوقية.
2-1-3القيادة Leadership
تعتبر الق اررات المرتبطة بالجودة من الق اررات اإلستراتيجية .لهذا تلعب القيادة اإلدارية دو ار أساسيا في دعم
وتنشيط حركة القائمين في األداء التشغيلي .وقد صدر في الواليات المتحدة حديثا كتاب "الدليل إلى البحرية"
يضم 11مبدءا في القيادة هي:
أ -تحمل المسؤولية :إن أردت أن تكون قائدا تتحمل مسؤولية نتائج أعمالك وأعمال من تقودهم ،إستخدم
سلطتك بإتزان وببراعة وبروح المبادرة.
ب -إعرف نفسك :كن صادقا حين تحكم على نفسك ،وجرب الرقي بها دوما ،إن شعرت يوما أنك أفضل
من في دائرتك ،فال تجهر بهذا الشعور.
ج -كن قدوة لآلخرين.
د -طور قدرات مرؤوسيك.
ه -كن حاض ار لإلجابة على كل إستفسارات المرؤوسين.
و -إهتم بسعادة المستخدمين وحل مشاكلهم.
15
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
3-1-3التحسين المستمر
يعتبر التحسين المستمر من أكثر السبل الفعالة في التطوير والتحسين ،إذ أن إعتماد األسلوب العلمي في
إستم اررية التحسين والتطوير المستمرين في األداء التشغيلي للعمليات اإلنتاجية من أهم األسس في تحقيق
مالئمة المنتوج للتطورات والتغيرات المستمرة لحاجات ورغبات المستهلكين المتنامية .إن التحسين المستمر
لألداء يتطلب سرعة اإلستجابة للتغيرات من ناحية وتبسيط اإلجراءات والفعاليات التشغيلية من ناحية أخرى.
لهذا توجد عالقة تكاملية بين الجودة وسرعة اإلستجابة للتطوير واإلنتاجية .أكد فندرمبس ووايت
) (Vondermbse & White 1996على مكونات التحسين المستمر بما يلي:
أكدت المؤشرات الكمية واإلحصائية على أن % 85من المشاكل المرتبطة بالجودة سببها الرئيسي
المواد األولية والعمليات التشغيلية .لهذا أصبح من المسلم به عمليا أن إشراك العاملين ومنحهم حق التصرف
في إتخاذ القرار من شأنه أن يقلص تلك المشاكل .يعتبر تطبيق أسلوب المشاركة الكاملة للعاملين من
المرتكزات الرئيسية التي ينبغي اإلعتماد عليها عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة .إن إطالق الفعاليات،
وتشجيع اإلبتكار واإلبداع ،وإنشاء البرامج التدريبية والتطويرية والتحفيزية ،وتدعيم روح الفريق هي من
األساسيات في ترسيخ البناء التنظيمي وتحقيق أهدافه.
16
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
يتسم المجتمع اإلستهالكي عموما بسرعة التغيير في الحاجات المتنامية والرغبات والتطلعات .لهذا فإن
المنظمة التي تتسم بالمرونة واإلستجابة السريعة ألذواق وحاجات المستهلكين تحقق نجاحا واسعا.
تعتبر عمليات تصميم المنتوج من أكثر العمليات دقة في األداء .هذا ألن تحقيق دقة المطابقة بين التصميم
واألداء ال يمكن لها أن تكون دون أن يتوفر في التصميم قابلية التنفيذ من ناحية ،وأن تكون له معايير
ومواصفات قياسية واضحة األبعاد والمعالم من ناحية أخرى .يعتبر هذا من أكثر العوامل الهادفة في تحقيق
نجاح وفاعلية نظام إدارة الجودة الشاملة الذي يعتمد على أبعاد أساسية هي:
إضافة لجودة التصميم ،فإن إعتماد أسلوب الوقاية من اإلنحراف يعتبر ذو أهمية أساسية في تقليص
التكاليف المرتبطة باألداء .سبب ذلك هو أن الوقاية أقل تكلفة في العادة من اإلجراءات التصحيحية عند
حصول اإلنحرافات عن المعايير والمقاييس المحددة لإلنجاز.
ال يتحقق إتخاذ الق اررات العلمية الصائبة إطالقا دون اللجوء إلى إعتماد الحقائق الموضوعية والواقعية ،خاصة
أن هذا اإلتجاه يعد من أكثر األنشطة الهادفة إلى تعزيز نجاح إدارة الجودة الشاملة .لتحقيق ذلك ،يتطلب
األمر توفير نظام معلومات فعال وموارد بشرية لها القدرة على إدراك الحقائق بصورة أكثر كفاءة وفعالية .إن
استخدام الحقائق في اتخاذ الق اررات اإلدارية يمكن المنظمة من حل مشاكل النوعية.
تعتبر المساهمة في التطوير من األنشطة األساسية التي يعتمدها نظام إدارة الجودة الشاملة .هذا ألن
مساهمة العاملين ومنحهم حق التصرف في إتخاذ الق اررات المرتبطة باألداء يسمح بتطوير اإلمكانات
والمهارات بفعل التعليم المستمر والدورات التدريبية .ويساعد هذا في تحقيق أهداف الشركة.
17
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تعتبر إدارة القوى البشرية في المنظمة ذات أولوية كبيرة في تنشيط وتفعيل إدارة الجودة الشاملة .فتعزيز
المسؤولية االجتماعية للشركة وتعميق روح اإلنتماء للشركة من شأنه أن يساهم في تدعيم المهارات والكفاءات
البشرية ،وتدريبها ،وتطويرها ،وتحفيزها .ويساهم هذا في إنشاء المرتكزات القادرة على إنجاز أعمال الشركة
وأهدافها.
بخصوص األدوات المستخدمة في إدارة الجودة الشاملة ،لدينا سبع أنواع أساسية.
يمكن تصميم إستمارة التدقيق بصيغة تسمح لنا بتسجيل البيانات وبالتعرف على المنتج عندما نأخذ
البيانات منها (أنظر شكل رقم .)5-3تساعد هذه االستمارة في إيجاد الحقائق أو النماذج التي تفيد في تحليل
النتائج .يتم ذلك من خالل وضع جدول مكون من خطوط توضح عدد المناطق التي تظهر فيها العيوب .كما
يمكن وضع استمارة تدقيق تبين نوع الشكاوي التي يقدمها الزبائن.
المبيعات الساعات 1 2 3 4 5 6 7 8
18
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تبين مخططات التبعثر العالقة بين مقياسين (أنظر شكل رقم .)6-3مثال ،العالقة اإليجابية بين طول
الخدمة وعدد العثرات التي يقوم بها المصلح الستبدال األجزاء الصغيرة ،أو العالقة بين اإلنتاجية ومعدالت
التغيب .إذا كان المتغيرين مرتبطين بشدة ،فإن نقاط البيانات ستشكل شريط محكم .أما إذا ظهرت نتائج تشير
إلى نماذج عشوائية ،فهذا يعني ضعف أو عدم إرتباط المتغيرات المعتمدة ( .)Heizer&Render 2006يوفر
لنا مخطط التبعثر فرصة لرؤية مجموعة من البيانات بأبعاد متعددة كي نحدد إتجاهات أفضل مناطق
التشغيل مع توضيح لعالقات السبب واألثر (.)K. Ishikawa 1982
Y Y
x X
ال يوجد ارتباط إيجابي ضعيف
تعتبر مخططات السبب واألثر التي تقدم بها إشيكاوا وسيلة أخرى من وسائل تحديد المسائل
أو القضايا المتعلقة بالجودة ونقاط الفحص .يبين الشكل رقم ( )3-7مخطط المشكالت المتعلقة بضبط الجودة
في شركة إنتاجية.
19
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
يبدأ مدير العمليات بتحليل أربعة أنواع من األسباب تتمثل في المواد ،Materialاآلالت والمعدات
،Machinaryالقوى العاملة ،Man Powerطرق أو أساليب العمل .Methodsوهذا ما يطلق عليه بـ
"الميمات األربع" ( ،)4 Msوهي تقدم قائمة فحص جيدة للتحليل األولي ألسباب حدوث المشكالت .أما
األسباب الفردية المرتبطة بكل واحدة من األنواع األربعة فإنها ترتبط بعظمة منفصلة ترتبط بالفرع الرئيسي.
يقوم العمال بوضع األسباب باستخدام أسلوب أو عملية العصف الذهني .بهذا الصدد ،إقترح إشيكاوا سبعة
أنواع رئيسية لحدوث المشكالت أي أنه أضاف ثالثة أنواع أخرى لتصبح عدد األنواع الرئيسية لحدوث
المشكالت سبعة ( )7 Msهي :المواد ،Materialاآلالت ،Machineryالقوى العاملة ،Manpowerطرق
العمل ،Methodsالمقاييس ،Measurementsاإلدارة ،Managementوالبيئة المحيطة .Milieuعندما يتم
20
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تطوير مخطط عظم السمكة بشكل نظامي ،يسلط الضوء على مشكالت الجودة المحتملة ونقاط الفحص
المطلوبة (.)Heizer & Render 2006
تعتبر مخططات "باريتو" وسيلة لترتيب األخطاء ،والمشكالت ،أو العيوب .تساعد هذه المخططات على
تركيز الجهود لحل المشكالت بطريقة بيانية متخصصة .تعتمد هذه المخططات على تحليل "باريتو" الذي
وضعه اإلقتصادي اإليطالي Vil Fredo Paretoفي القرن التاسع عشر .وقد دعم "جوزف جوران" أعمال
"باريتو" عندما توصل إلى أن %80من مشكالت الشركة هي نتيجة لـ %20من األسباب فقط .بهذا
المعنى ،تسفر بعض العوامل الرئيسية محدودة العدد عن نسبة مئوية كبيرة من المشاكل ،بينما معظم العوامل
الهامشية كثيرة العدد تسفر عن عدد محدود نسبيا من المشاكل.
مثال :في إحدى الفنادق تلقى المدير العام 75مكالمة تلفونية تحمل شكاوي عن الخدمة في الفندق
خالل شهر كامل .وقد قرر المدير إعتماد مخطط "باريتو" لتحليل الشكاوي ،وقد وجد بأن 54شكوى كانت
حول خدمة الغرف ،و 12شكوى حول التأخير في فحص المغادرة ،و 4شكاوى حول ساعات فتح المسبح،
و 3شكاوي حول عدد المنتوجات المعروضة في الكافيتريا ،و 2شكوى متنوعة.
يشير تحليل باريتو حسب الشكل ( )3-8بأن ( )%72من المكالمات نتجت عن سبب واحد فقط هو
خدمة الغرف .ستنتهي الشكاوي حالما يتم تصحيح األخطاء في خدمة الغرف .سيقوم المدير بحساب:
21
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
.%72 = 54 ÷ 75
.%16 = 12 ÷ 75
.% 5 = 4 ÷ 75
.%4 = 3 ÷ 75
.%3 = 2 ÷ 75
.% 72 = 54 ÷ 75
بعد حساب النسب المئوية التراكمية يقوم المدير برسم مخطط باريتو كما هو موضح في الشكل رقم
(.)8-3
22
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
• –100
• - 97
60 -
30 -
20 -
12
12
10 -
4
3 2
0
خدمة فحص المنتوجات عدد ساعات أخرى
الغرف المغادرة إفتتاح المعروضة
المسبح في الكافيتريا
%72 %16 %5 %4 %3
23
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
الشكل رقم ( ،)3-8مخطط "باريتو" هو رسم بياني على شكل أعمدة توضح المعلومات فيها بشكل
تنازلي بدءا من أكبر فئة نزوال إلى أصغرها .ويرسم مخطط باريتو وفقا للمراحل التالية:
-التأكد من تصنيف المشكالت أو العيوب التي سيتم تحليلها ،وينبغي جمع بيانات كمية بإستخدام
طرائق مناسبة مثل قائمة الفحص.
-رسم المحورين األفقي والعمودي مع تدريج المحور العمودي من الطرفين بوحدات قياسية يمثل
الطرف األيمن النسبة المئوية التراكمية للمشكالت ،ويمثل الطرف األيسر عدد التك اررات أو عدد مرات ظهور
المشكلة.
-وضع مستطيل لكل مشكلة أو لكل نوع من العيوب له إرتفاع مساو لعدد التك اررات أو عدد مرات
ظهور المشكلة أو المعيبات ويكون ترتيب المستطيالت تنازليا.
-رسم خط من نقطة في منتصف كل مستطيل يوضح العدد التراكمي أو النسبة المئوية التراكمية
للمعيبات.
-توضيح أين ومتى جمعت البيانات مع كتابة عنوان المخطط.
بهذه الطريقة ،يتم الكشف عن العيب أو الخطأ األكثر تك ار ار مقارنة بالعيوب األخرى .تبدأ المعالجة
بالعيب األكثر تك اررا ،ثم بقية العيوب حسب ترتيبها التنازلي .لكن إهتمامها بالكشف عن العيب األكثر تك ار ار
ومعالجته أوال دون إعطاء أهمية كبيرة للعيوب األخرى ،يجعل من هذه الطريقة ناقصة في تحليلها للجودة .فقد
يكون العيب أو الخطأ األقل تك ار ار هو الذي له تأثير أكبر على نوعية المنتوج .لهذا يجب االهتمام بجميع
العيوب وضرورة معالجتها.
تبين خرائط التدفق مسار العملية أو النظام بيانيا بإستخدام رموز وخطوط تبين اإلرتباط المتداخل بين
العمليات .تعتبر هذه الخرائط وسيلة سهلة االستخدام .كما يمكن أن تكون وسيلة مهمة لجلب اإلنتباه لعملية
ما لتوضيح مسارها.
تصف مخططات التدفق عملية اإلنتاج أو تقديم الخدمة وصفا عاما .فهي تحدد الخطوات المطلوبة
إلنتاج سلعة أو تقديم خدمة بشكل متسلسل ومنظم .كما تبين العالقة فيما بين العمليات .تستخدم خرائط
24
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
التدفق الرموز التي وضعتها جمعية المهندسين الميكانيكيين األمريكية في 1947في بناء مخطط العملية.
تعبر هذه الرموز عن النشاطات الرئيسية التي تتضمنها عملية إنتاج السلعة أو تقديم الخدمة وتتمثل في:
العملية .Operation
الفحص .Inspection
النقل .Transportation
الخزن .Storage
التأخير .Delay
تتمثل إحدى الوظائف األساسية لمخطط تدفق العملية في تحديد موقع نقاط اإلختناق .وترتبط نقاط
إختناق العملية بواحد أو أكثر من أربعة ظواهر رئيسية ترتبط بـ المنتوج-العملية .وتشمل هذه الظواهر:
أثناء مرحلة التحليل ،نتفحص مخطط تدفق العملية لتحديد فرص التحسين ولتحديد" :ماذا"" ،لماذا"،
"كيف"" ،أين"" ،متى"" ،من" .فيما يتعلق بالعملية ،يجب تحليل العملية من زوايا مختلفة ،حتى يكون التساؤل
فاعال.
25
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تعد قواعد المقارنة المرجعية Benchmarkingمفيدة في وضع هذه األسئلة ،ألنها تساعد على بناء
عمليات من نوع أفضل األفضل Best of The Bestوتقدم معلومات ترتبط بالعديد من األسئلة أعاله .أي أن
مخططات تدفق العملية ال تساعدنا على تحديد موقع اإلختناق في العملية فقط ،بل تحدد كذلك مواطن نقاط
ضبط الجودة والتي تجعل أساليب الضبط اإلحصائي أكثر فاعلية من النواحي الفنية ،والتكاليف ،ومتطلبات
26
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
التسليم في الوقت المحدد .يمكن أن نأخذ مثاال لمخطط التدفق حول مصنع لمعالجة الدجاج بعد ذبحه أي
عملية تعبئته وتغليفه وشحنه كما هو موضح في الشكل رقم (.)3-9
تتمثل األدوات التي يتم إستخدامها من أجل معرفة المشاكل التي تعاني منها المنظمات المختلفة والتي أدت
إلى رداءة الجودة فيما يلي:
يبين الهستوغرام مدى قيم المقياس وتكرار ظهور كل واحدة من هذه القيم كما هو موضح في الشكل رقم
( )10-3أين تتبين القراءات األكثر تك ار ار وكذلك التباينات أو اإلنحرافات في مقاييس اإلحصاء الوصفي ،مثل
المتوسط واالنحراف المعياري ،حيث يتم حسابها لوصف التوزيع .كما يبين التوزيع سبب التباين أو اإلنحراف.
يمكن تعريف الهستوغرام على أنه "أداة تلخص البيانات بيانيا مما يسمح لنا بتجميع البيانات
أو المشاهدات في خاليا ،أو أصناف محددة مسبقا ،من أجل إكتشاف موقع البيانات والتشتت والمواصفات
(دون إستخدام تحليل رقمي معقد)" .ويعد المخطط أداة مهمة جدا لتحليل البيانات ،حيث يمكن تطوير نوعين
من المخططات البيانية :مخطط بياني يبين عدد التك اررات ،ومخطط بياني للعدد النسبي للتك اررات
أو المخطط النسبي .و يمكن وضع كال النوعين على المخطط ذاته بإستخدام المحاور العمودية على
الطرفين األيمن واأليسر ،على التوالي.
27
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تتضمن القواعد األساسية لبناء مخطط بياني وتوضيح أسلوب التطوير مجموعة من اإلجراءات .كما
سنحتاج إلى عدد كبير من المشاهدات قد تصل إلى 20أو 30مشاهدة .تتضمن خطوات وضع مخطط
بياني ما يلي:
-تحديد مدى البيانات (أي الفرق بين أعلى وأدنى قيمة بين المشاهدات).
-تحديد عدد الخاليا أو أصناف التقسيم المرغوبة وعادة ما تكون بين 15 – 5خلية.
-حساب النقاط الوسيطة للخاليا والحدود .ينبغي أن ال تكون الخاليا بنفس العرض لكنها عادة ما
تكون بنفس العرض .هنا ،ينبغي أن نطور مخططا بحيث تقع كل مشاهدة في خلية واحدة فقط ،أو "دلو"
Bucketأي أننا نرغب بحساب كل مشاهدة مرة واحدة فقط .في حال إستخدامنا لرقم معنوي آخر عند تحديدنا
لحدود الخلية قياسا بما هو مستخدم للبيانات التي تمت مشاهدتها ،فإنه سوف لن تقع أي مشاهدة على حدود
الخلية بشكل مباشر.
-وضع أو تأشير كل مشاهدة على خلية واحدة ،وواحدة فقط يمكن أن تستخدم صيغة قائمة الفحص
إلنجاز هذه المهمة.
-تأشير تكرار كل خلية بمستطيل عمودي (مخطط بياني عمودي) ويكون إرتفاع العمود متناسب مع
المقدار .تساعد هذه العملية في بناء المخطط البياني الذي يحسب التك اررات.
-إذا أردنا بناء المخطط البياني النسبي أو ذي التك اررات النسبية ،فإنه ينبغي تقسيم كل خلية (تكرار)
على الرقم الكلي للمشاهدات في مجموعة بياناتنا.
تبين هذه الحسابات النسبة لكل خلية .بناء على ذلك نقوم برسم المستطيالت العمودية بنفس الطريقة
التي رسمنا بها المستطيالت العمودية للتك اررات.
28
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
الزمن
خرائط المراقبة اإلحصائية أو الضبط اإلحصائي للعملية هي عبارة عن المخططات التي أشار إليها إشيكاوا،
حيث أكد على أن الخرائط االحصائية في المصنع تشكل عنص ار أساسيا للضبط اإلحصائي للجودة من
خالل إعتمادها على مبادئ اإلحتماالت واإلحصاء .الغرض من خرائط المراقبة اإلحصائية هو تأشير متى
تؤدي العملية وظيفتها كما خطط لها ،ومتى تكون اإلجراءات التصحيحية من نوع معين ضرورية.
تعتبر خرائط المراقبة اإلحصائية من أكثر وأهم الوسائل المستخدمة في مراقبة الجودة .هذا ألنه يتم
من خاللها معرفة ما إذا كان هناك إنحراف أو تباين بين المعايير أو المواصفات القياسية (المعيارية)
والمنتوج الفعلي أو المتحقق.
زيادة على ذلك ،تعد خرائط الضبط بمثابة مؤشرات لمعرفة الحاالت التي تكون ضمن نطاق السيطرة
أو الضبط ، In Controlوالحاالت التي تكون خارج نطاق السيطرة أو الضبط .Out of Controlالعملية التي
تكون خارج نطاق السيطرة أو الضبط تكون غير مستقرة .يشير إستقرار العملية إلى إمكانية التشغيل األفضل
لنظام اإلنتاج الحالي.
29
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تظهر حالة عدم اإلستقرار في العملية عندما يحدث إضطراب أو سبب من نوع خاص .يغير السبب
الخاص من موقع العملية أو من تشتت العملية أو كليهما معا .يتم الحكم على التحوالت بلغة إحصائية نسبة
إلى موقع العملية وتشتتها في ظل ظروف مستقرة .ال يتم تشغيل العملية غير المستقرة بمعدالت طاقتها
الكاملة .هكذا يكون التحسين دون تغيير مستوى النظام ممكنا في العمليات غير المستقرة .وطالما إن
مخططات ضبط العملية تعتمد أخذ العينات ،Samplingلذا فهي عرضة لألخطاء اإلحصائية واالنحرافات.
وعليه ،يتطلب منا البحث والدراسة للتعرف على أسباب التفاوت واإلنحراف .ويمكن التمييز بين أربعة حاالت
مختلفة تظهر فيها الحاجة إلى ضبط جودة العملية هي:
تعتمد هذه الحالة عندما تكون مواصفات المنتوج متغيرة كالطول والوزن والسمك والعرض ...إلخ .لهذا فإن
إهتمامنا في ضبط الجودة ينصب حول هذه المتغيرات.
في هذه الحالة ،يكون للمنتوج خصائص ال يمكن قياسها .لهذا تحدد له خصائص يرفض أو يقبل على
أساسها ،مثل المصابيح الكهربائية التي تقبل إن أضاءت والعكس صحيح.
هنا يكون عدد العيوب قابل للعد .فإذا كان العدد مرتفعا ترفض البضاعة أما إذا كان منخفضا فإنها ستقبل.
تلجأ المؤسسة إلى العينات عندما يكون اإلنتاج بكميات كبيرة جدا ،أنها تكتفي بالرقابة على بعض العينات.
وعلى أساس نتائج الفحص تقبل السلعة أو ترفض .تعتبر عينات القبول من أهم الطرق الشائعة اإلستعمال
واألكثر فعالية في ضبط الجودة .وتستعمل كذلك في الرقابة على المواد األولية والمنتوج النهائي.
تعتمد طريقة عينات القبول على مبدأ الحكم على الكل إنطالقا من الجزء .تستخدم باألساس للحكم
على جودة المنتجات .كما تستعمل هذه الطريقة لما تحققه من ربح للوقت والجهد .وتختار العينات بعدد من
الطرق نذكر منها:
30
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
أ -طريقة العينة العنقودية :تعتمد هذه الطريقة على تقسيم المجتمع Nإلى أجزاء مرقمة وكل جزء نأخذ
منه مفردات متساوية .وتختار هذه المفردات كعينة في المجتمع شريطة أن تكون لمفردات هذه العينة
نفس خصائص المجتمع .N
ب -طريقة العينة الطبقية :يمكن اإلعتماد على هذه الطريقة لزيادة دقة النتائج ،ويكون ذلك في حالة
وجود مجتمع إحصائي له نفس خصائص المكونات لكن قد يختلف في الحجم أو الشكل .في هذه الحالة،
نقوم بتقسيم هذا المجتمع إلى طبقات تكون لها نفس الشكل أو الحجم .نأخذ من كل طبقة عدد من
الوحدات وتسمى مجموع هذه الوحدات الناتجة عينة طبقية.
جـ -طريقة العينة العشوائية :تعتمد هذه الطريقة على إختيار مفردات من المجتمع بحيث تكون لها نفس
خصائص ومكونات المجتمع Nويمكن إختيارها كالتالي:
-أخذ عينة عشوائية دفعة واحدة وفي وقت واحد.
-أخذ عينات منتظمة لكن في أوقات مختلفة.
𝑛 :حجم العينة
الطريقة :02كما يمكن حساب حجم العينة عن طريق النسب ،كأن نأخذ نسبة محددة من المجتمع N
مثل ،%5و... %10
حجم العينة =
5𝘹1000
= 50 100
31
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
يعتمد أسلوب الفحص بالعينة على طبيعة العمليات اإلنتاجية السائدة داخل المؤسسة .إذا كان اإلنتاج يجري
على كل شكل دفعات فإن قرار الرفض أو القبول يعتمد على فحص كل دفعة على حدى .أما في حالة
اإلنتاج المستمر ،كإنتاج األسالك الكهربائية واألقمشة ،فيتم أخذ أجزاء معينة منها كبداية الكفة ووسطها أو
نهايتها ،ويتم اتخاذ القرار بعد ذلك .يعتبر أسلوب الفحص بالعينات من الوسائل الشائعة االستخدام في
المؤسسات الصناعية مثل خطة الفحص ذات العينة الواحدة.
يقوم أسلوب العينة الواحدة على إختيار عينة محددة ذات الحجم 𝑛 من المجتمع الكبير Nثم نقوم
بفحص مفردات العينة المختارة بأحد طرق أخذ العينة المذكورة سابقا من المجتمع وتسجيل نتائج اإلختيار من
حيث عدد الوحدات السليمة والمعيبة في العينة .هكذا نكون قد حددنا عدد المعيب المقبول في العينة ،كما
هو موضح في الشكل رقم ( .)3-11إذا رمزنا لهذا العدد بالرمز ( )Cوهذا العدد نسميه عدد القبول
.Acceptance Numberهنا تبنى فرضيتان على أساسين:
• األساس األول :إذا كان عدد المعيب في العينة يزيد عن العدد Cفإننا نرفض هذا المنتوج.
• األساس الثاني :إذا كان عدد المعيب في العينة يقل عن العدد Cفإننا نقبل المنتوج.
32
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تقوم فكرة هذه الطريقة على إجراء فحصين متتاليين لعينتين ثم تقرير ما إذا كان سيقبل المجتمع اإلنتاجي قيد
الدراسة أم ال .لتطبيق هذا األسلوب ال بد أن نتعرف على ما يلي:
يقوم أسلوب العينتين المتتابعتين على أساس أن c2أكبر من .c1بناء على ذلك يتم إتخاذ القرار إما
بقبول المجتمع أو رفضه .ويتم اتخاذ القرار وفق الخطوات التالية:
• رفض المجتمع اإلنتاجي.
• قبول المجتمع اإلنتاجي.
• سحب العينة الثانية.
بعد سحب العينة الثانية وفحصها يتم اتخاذ القرار إما بقبول المجتمع أو رفضه .في هذه الحالة ،يتم
اتخاذ القرار وفق الخطوات التالية:
• فحص العينة .nإذا كان عدد الوحدات المعيبة ≤ c1أقصى وحدات معيبة مسموح بها في العينة يقبل
المجتمع اإلنتاجي.
• إذا كان عدد الوحدات المعيبة في العينة > c1+c2يرفض المجتمع اإلنتاجي وال حاجة ألخذ عينة
ثانية.
• إذا كان < c1عدد الوحدات المعيبة < c2نختار عينة ثانية.
• إذا كان عدد الوحدات المعيبة في العينتين ≥ c2نرفض المجتمع اإلنتاجي .أما إذا كان عدد
الوحدات المعيبة في العينتين ≤ c2نقبل المجتمع اإلنتاجي .في حالة الرفض يمكن أن نأخذ قرار باستبدال
المفردات المعيبة أو يتم إصالحها .ويوضح الشكل رقم ( )3-12هذا األسلوب.
33
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
بالعودة إلى خرائط المراقبة اإلحصائية أو الضبط اإلحصائي ،تقوم إدارة المؤسسة برصد تسجيالت
بيانية لجودة المنتوج لبيان التغيرات المسموح بحدوثها في الجودة .فبواسطة توقيع قياسات عمليات التفتيش
على هذه الخرائط يمكن الكشف عن األسباب المختلفة للتغيرات غير المسموح بها التي على أساسها يتم
إتخاذ إجراءات تصحيحية .إذا خرائط ضبط الجودة هي األداة الرئيسية للرقابة اإلحصائية للجودة .ويمكن
تلخيص خريطة ضبط الجودة كما هو مبين في الشكل رقم (.)3-13
34
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
المؤشر
اإلحصائي حد السيطرة األعلى للجودة
للجودة
خط الوسط (الخط المركزي)
• • • • • • • • الزمن أو رقم العينات
أو ترتيب اإلنتاج
نالحظ على الخريطة ثالثة خطوط أفقية تحدد ما يجب أن تكون عليه المؤشرات اإلحصائية للعملية
اإلنتاجية ،المستوى المتوسط المطلوب تحقيقه لخاصية معينة ،وحد علوي وحد سفلي للضبط .بسحب عينات
مؤشرتها اإلحصائية ثم تسجل نتائج فحص العينات على شكل نقط على الخريطة .يدل وقوع
ا اإلنتاج تحسب
غالبية هذه النقط بين حدي السيطرة على أن العملية اإلنتاجية مضبوطة .أما عند خروج بعض النقط عن
حدي السيطرة فهذا دليل على أنه قد ط أر تغير في العملية اإلنتاجية تسبب في خروجها عن حالة الضبط
اإلحصائي ،وال بد من إكتشاف أسباب ذلك وإزالتها إلعادة العملية اإلنتاجية إلى حالتها الطبيعية .قبل أن
نتطرق إلى أنواع خرائط ضبط الجودة ،تجدر اإلشارة إلى المؤش ارت اإلحصائية المستعملة في هذه الخرائط.
أ -مقاييس النزعة المركزية :تعالج هذه المقاييس القيمة المتوسطة لبيانات أي توزيع ،وتشمل الوسط
الحسابي ،والوسيط والمنوال.
-الوسط الحسابي :وهو مقياس شائع جدا يتم الحصول عليه بجمع القيم كلها وتقسيم المجموع على
عددها.
35
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
مثال :أحسب الوسط الحسابي ألطوال منتوج المسامير الموضحة في الجدول التالي:
المجموع
7 9 9 8 8 3 7 9 األطوال
60
الحل:
-الوسيط :MEهو أبسط مقياس ،وهو عبارة عن القيمة الوسطى للقيم ،إذا رتبت جميعها تنازليا أو
تصاعديا .فإذا كانت لدينا مجموعة مكونة من ( )X1, X2, … Xnوتكون أعدادها مرتبة ،فإن MEالوسيط
𝟏𝑵+
. لهذه المجموعة هو العدد الذي ترتيبه
𝟐
حيث Nعدد فردي .أما إذا كان Nعدد زوجي فإن وسيط المجموعة هو:
1 𝑁 𝑁
))ME = ( 𝑋 + ( 𝑋 + 1
2 2 2
مثال :حساب الوسيط لألعداد التالية.50 ،41 ،25 ،47 ،33 ،38 :
الحل:
نرتب هذه األعداد كالتالي.50 ،47 ،41 ،38 ،33 ،25 :
إذن:
1 6 6
))ME = ( 𝑋 + ( 𝑋 + 1
2 2 2
1 1
)ME = (𝑋3 + 𝑋4 ) = ( 38 + 41
2 2
ME = 39,5
مثال :إيجاد المنوال لألعداد التالية 9 ،7 ،2 ،25 ،7 ،10 ،7 ،2،5 :هو MO = 7
36
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ب -مقاييس التشتت :رغم أهمية مقاييس النزعة المركزية في حساب المؤشرات اإلحصائية الخاصة بخرائط
الرقابة على الجودة ،إال أن اإلعتماد عليها بشكل مطلق يعتبر غير مناسب ومضلل في بعض األحيان .هذا
ألن مقاييس التشتت تساعد في تحديد درجة التغير في قيم مفردات التوزيع وهنا تبرز أهمية مقاييس التشتت.
تشمل هذه األخيرة :المدى ،واإلنحراف المتوسط ،واإلنحراف المعياري ،والتباين ،ومعامل اإلختالف .هنا سيتم
التركيز على مقاييس المدى واإلنحراف المعياري نظ ار لكثرة إستخدامهما في الرقابة اإلحصائية على الجودة.
• المدى :وهو مقياس بسيط للتفاوت داخل التوزيع ،وهو عبارة عن الفرق بين القيمة العليا والقيمة الدنيا.
مثال :لدينا مفردات التوزيع التالي.40 ،5 ،7 ،33 ،45 ،60 ،20 :
الحل:
.5 – 60 = 55
• اإلنحراف المعياري :هو أكثر المقاييس اإلحصائية إستخداما ويحسب اإلنحراف عن الوسط الحسابي
̅ .فكلما قلت قيمة التشتت عن الوسط الحسابي كلما تحسنت الجودة ،حيث أن التوزيع يكون أكثر إلتفاتا
X
حول القيمة المركزية .يستخدم اإلنحراف المعياري عندما يراد عمل حسابات إحصائية وتكون هناك بيانات
مرتفعة إرتفاع غير عادي أو العكس .ويمكن حساب اإلنحراف المعياري وفق الصيغة التالية:
∑(X𝑖 − 𝑋̅)2
√ = 𝐷𝑆
N
مثال :حدد اإلنحراف المعياري لمحتوى الرطوبة لفئة وحدات من اآلجور وهي6,4 ،% 6,0 ،% 6,7 :
.% 6,4 ،% 5,8 ،% 5,9 ،%
37
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
∑(X𝑖 − 𝑋̅)2
√ = 𝐷𝑆 الحـ ـل:
N
∑(6,7 − 6,2)2 + (6 − 6,2)2 + (6,4 − 6,2)2 + (5,9 − 6,2)2 + (5,8 − 6,2)2 + (6,4 − 6,2)2
√ = 𝐷𝑆
6
𝑺𝑫 = 𝟑𝟐 %
توجد أنواع متعددة للوحات السيطرة اإلحصائية على نوعية المنتجات كل منها له مميزاته وخصائصه وسبل
إستخدامه .وقد إتضح بأن اللوحات اإلحصائية الشائعة اإلستخدام في مختلف المنظمات هي:
تعتبر خرائط السيطرة للمتغيرات من األساليب اإلحصائية المستخدمة لمعرفة جودة المنتجات ،حيث يركز فيها
على إحدى المواصفات المتغيرة في المنتوج والتي تكون عادة قابلة للقياس كميا كالطول ،أو العرض،
أو الوزن ،أو السمك .يتم من خالل هذه المواصفات إعداد مخطط الوسط الحسابي (̅ )Xومخطط المدى (.)R
تعتبر خرائط ضبط الصفات من المخططات أو الخرائط اإلحصائية التي يتم إستخدامها للسيطرة على
المواصفات أو السمات غير القابلة للقياس كميا ،مثل إيقاد المصباح الكهربائي (يتقد أو ال يتقد) ،أو أن
المنتوج جيد أو رديء .ويتم من خاللها إعداد نوعين من الخرائط اإلحصائية هي:
يتم إستخدام خرائط السيطرة للعوادم في حالة كون المواصفات المراد السيطرة عليها غير قابلة للقياس كميا
باألرقام ،وأ ن السيطرة عليها يتم وفق خرائط إحصائية معدة لهذا الغرض يطلق عليها مخططات أو خرائط
38
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
السيطرة للعوادم .مثال ،في حال العتاد الناري يتم قبوله إذا كان في حالة جيدة ويرفض في إذا كان في حالة
رديئة ويستخدم مخطط ( )Pلهذا الغرض.
كبير فإن
ا يتم إعداد خارطة السيطرة اإلحصائية ( )Cعلى أساس عدد الشوائب .إذا كان عدد الشوائب
البضاعة ترفض عادة ،وبالعكس إذا كان عدد الشوائب قليال ومنسجما مع المواصفات الموضوعة فإن
البضاعة تقبل .وهكذا كما هو الحال في عدد النتوءات الخشبية في األلواح أو الفقاعات الهوائية في السلع
الزجاجية .يستخدم مخطط ( )Cكوسيلة لتحقيق سبل السيطرة على المنتجات.
لقد تم اإلشارة إلى عينات القبول في جزء سابق من هذا الفصل .وفيما يلي نقدم شكال يلخص مختلف أنواع
خرائط المراقبة اإلحصائية (شكل رقم .)14-3
R ̅
X C P
39
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تبين قائمة الفحص المبينة في الجدول رقم ( )3-1نتائج عينة مفحوصة عن خدمة توصيل البيت از أعدت
لغرض استخدامها في تحليل (.)Pareto
الحل:
40
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
السبب/النتيجة التك اررات تراكم التك اررات النسبة المئوية النسبة المئوية
* للتك اررات ** التراكمية
استالم البيت از باردة 57 57 28,5 28,5
فقاعات على القشرة الخارجية 42 99 21,0 49,5
استالم متأخر 32 131 16,0 65,5
طلب خاطئ 20 151 10,0 75,5
مكونات مفقودة 14 165 7,0 82,5
حانة محروقة 13 178 6,5 89,0
عنوان خاطئ 10 188 5,0 94,0
تعبئة مقلوبة 5 193 2,5 96,0
أخرى 7 200 3,5 100,0
200
=% 49,5
= %28,5
41
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
في أحد المصانع الذي يقوم بإنتاج قضبان مترية مصنوعة من الفوالذ الذي ال يصدأ )Stainless Steel
.)Meterتمت تهيئة ثالثة خطوط إنتاج لقص الفوالذ ( ،)3 ،2 ،1كما هو مبين في الجدول رقم (.)3-3
اعتمدنا طوال مستهدفا هو ( )1000ملم لعمليتنا ،وحددنا حد أعلى لمواصفة المنتوج " Upper Specification
،)USL( "Limitوهي ( )1001ملم ،وحد أدنى لمواصفة المنتوج "،)LSL( "Lower SpecificationLimit
وهي ( )999ملم .وهكذا يكون قضيب الفوالذ الذي يقع خارج هذين الحدين غير مطابق ""Non Conforming
42
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
أو معاب " ."Defectiveجمعنا ما مجموعه ( )150مشاهدة لخطوط اإلنتاج الثالثة ،أي بمعدل ( )50مشاهدة
للخط الواحد .ثم قمنا بطرح ( )1000ملم من البيانات التي جمعناها عن مشاهداتنا الستخراج االنحراف
( )Deviationعن المعيار المستهدف ،ونتائج عملية الطرح مبينة في الجدول رقم (.)3-3
المطلوب:
أ -طور قائمة فحص ومخطط بياني عن المشاهدات بغض النظر عن عدد خطوط اإلنتاج.
ب -باستخدام مبدأ التطابق أو التراصف " "Stratificationطور قائمة فحص تراصفية (تطابقية) ومخطط
بياني لكل خط من خطوط اإلنتاج.
جـ -علق على استنتاجاتك.
سوف نحسب المدى ( )Rangeوهو الفرق بين أكبر قيمة في الجدول ككل وأصغر قيمة وهما ()0,87
أكبر قيمة و( )- 0,77أصغر قيمة (أنظر الجدول رقم .)3-3
سنعتمد مسافات عرض فاصلة ( )0,15عن القيمة المستهدفة لنا وهو ( .)0سيتيح لنا هذا الترتيب
إيجاد صيغة مناسبة نسبة إلى القيمة المستهدفة والمدى .يوضح الشكل ( -3-16أ) والشكل ( -3-16ب) كال
من قائمة الفحص والمخطط البياني للبيانات أعاله.
باستخدام نفس اإلجراء أعاله ،سنقوم بإعداد قائمة فحص تبين الوحدات المعابة لكل خط إنتاج من
خالل الرقم المبين على القائمة ،وثالثة مخططات بيانية (واحد لكل خط من خطوط اإلنتاج) .أنظر
الشكل ( -3-16أ -ب -ج -د).
Production Shear
Line 1 Line 2 Line 3
0.14 0.59 - 0.43
- 0.09 0.28 - 0.39
0.26 0.51 - 0.65
43
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
مالحظة :جميع المقاييس في الجدول أعاله تمثل اإلنحراف المعياري عن القيمة المستهدفة ( )1000ملم.
44
للخلية
– 1.125
نظام إدارة الجودة
– 1.05
– 0.975
– 0.95
– 0,825 ×××××××××
– 0.75
– 0.675 ×××××××××××××××××××
– 0.60
– 0.525 ×××××××××××××××
=𝜎
– 0.45
√
45
– 0.15
حدود الخلية
– 0.075 ××××××××××××
– 0.00
– 0.075 ××××××××××××××
– 0.15
– 0.225 ××××××××××××××××××
شكل رقم ( -3-16أ) :قائمة الفحص
– 0.30
– 0.375 ××××××××××××××××××××××××
– 0.45
-0.525 ×××××××××
– 0.60
– 0.675 ×××××
– 0.75
– 0.825 ××
– 0.90
مثال :المشاهدة ( 0.14 = 1000 – 1000.14 = )1ملم.
النقاط الوسطية
– 0.975
1.05
1.125
ح
الفصل الثالث
المطلوب (أ):
التكرارات
للخلية
حدود الخلية
النقاط الوسطية
0-
5-
10 -
15 -
20 -
25 -
نظام إدارة الجودة
– 1.125
– 1.05
– 0.975
– 0.95 ×××××××××
9
– 0,825
– 0.75
×××××××××××××××××××
19
– 0.675
– 0.60
– 0.525 ×××××××××××××××
15
– 0.45
– 0.375
10
××××××××××
– 0.30
13
– 0.225
– 0.15 ×××××××××××××
12
– 0.075
46
– 0.00 ××××××××××××
14
– 0.075
– 0.15
– 0.225 ××××××××××××××
18
– 0.30
24
– 0.375 ××××××××××××××××××
– 0.45
9
-0.525
– 0.60 ××××××××××××××××××××××××
5
– 0.675
– 0.75 ×××××××××
شكل رقم ( -3-16أ) قائمة الفحص ألطوال قضيب معدني
2
شكل رقم ( -3-16ب) المخطط البياني ألطوال قضيب الفوالذ
– 0.825
– 0.90
×××××
– 0.975
1.05
1.125 ××
- 0.04
0.0
- 0.12
- 0.16
أ -قائمة فحص تبين أطوال قضيب الفوالذ حل المطلوب (أ):
2
2
2
2
2
3 2
3 2 2
3 2 2
3 2 2
3 3 2 2
3 3 2 2 2
3 3 3 2 2 2
3 3 3 1 2 2 2
3 3 3 1 2 2 2
3 3 3 3 1 2 2 2
3 3 3 3 1 1 1 2 2 2
3 3 3 3 1 1 1 1 2 2
3 3 3 3 1 1 1 1 2 2
3 3 3 3 1 1 1 1 2 2
3 3 3 3 1 1 1 1 2 2 2
3 3 3 3 1 1 1 1 2 2 2
3 3 1 1 1 1 1 1 2 2 2
3 3 1 1 1 1 1 1 1 2 2 2
3 1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 2
– 1.125
– 0.975
– 0,825
– 0.675
– 0.525
– 0.375
– 0.225
– 0.075
– 0.075
– 0.225
– 0.375
-0.525
– 0.675
– 0.825
– 0.975
1.125
حدود الخلية
النقاط الوسطية
– 1.05
– 0.95
– 0.75
– 0.60
– 0.45
– 0.30
– 0.15
– 0.00
– 0.15
– 0.30
– 0.45
– 0.60
– 0.75
– 0.90
1.05
للخلية
شكل رقم ( -3-16ب) :المخطط البياني لتحليل طول العمود المتري الفوالذي (خط اإلنتاج –1تراصفيا)
20 -
- 0.12
التكرارات 15 -
12 التك اررات - 0.08
10 - 9 9
8
- 0.04 النسبية
5-
3 3 3
1 1 1 0.0
0-
1.125
– 0.975
– 0,825
– 0.675
– 0.525
– 0.375
– 0.225
– 0.075
– 0.075
– 0.225
– 0.375
-0.525
– 0.675
– 0.825
– 0.975
1.125
–
–
–
–
–
–
حدود الخلية
1.05
النقاط الوسطية
للخلية (المقياس المستهدف = 1000ملم)
– 1.05
– 0.95
– 0.75
– 0.60
– 0.45
– 0.30
–
– 0.15
– 0.00
0.15
0.30
0.90
0.45
0.60
0.75
47
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
شكل رقم ( -3-16جـ) :المخطط البياني لتحليل طول العمود المتري الفوالذي (خط اإلنتاج –2تراصفيا)
– 0.975
– 0,825
– 0.675
– 0.525
– 0.375
– 0.225
– 0.075
– 0.075
– 0.225
– 0.375
-0.525
– 0.675
– 0.825
– 0.975
1.125
حدود الخلية
– 0.95
– 1.05
– 0.15
– 0.30
– 0.75
– 0.30
– 0.00
– 0.15
– 0.45
– 0.60
1.05
– 0.60
– 0.45
– 0.75
– 0.90
النقاط الوسطية
للخلية
شكل رقم ( -3-16د) :المخطط البياني لتحليل طول العمود المتري الفوالذي (خط اإلنتاج –3تراصفيا)
0- 0.0
– 1.125
– 0.975
– 0,825
– 0.675
– 0.525
– 0.375
– 0.225
– 0.075
– 0.075
– 0.225
– 0.375
-0.525
– 0.675
– 0.825
– 0.975
1.125
حدود الخلية
– 0.95
– 1.05
– 0.15
– 0.30
– 0.75
– 0.30
– 0.00
– 0.15
– 0.45
– 0.60
1.05
– 0.60
– 0.45
– 0.75
– 0.90
النقاط الوسطية
للخلية (المقياس المستهدف = 1000ملم)
في إحدى المراعي الكبرى المخصصة لتربية الماشية والتي يربى فيها من أقل من ( )1000إلى ما
يقارب ( )100000رأس من الماشية والتي ينبغي االحتفاظ بها في حضيرات صغيرة الحجم
48
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
(، )Semi confinementsمخصصة للقطيع ذات األعمار الصغيرة .عندما تمطر ،تصبح الحضيرات الصغيرة
الحجم موحلة بالطين ،وتؤثر حالة الوحل على الماشية وتؤثر على عاداتها الغذائية ومعدل الوزن المكتسب
في اليوم الواحد .الهدف هو إكساب الحيوانات وزنا بأسرع ما يمكن .إحدى الطرق المستخدمة لمواجهة الجو
الرطب للقطيع ذات األعمار الصغيرة هو بناء ما يعرف بـ "الهضاب الصغيرة" ،ويتم استخدام "البلدوزر" لبناء
تالل صغيرة والتي تغطي ما يقرب من ( )%40 -30من المنطقة المخصصة للحضيرات الصغيرة .توفر هذه
التالل أو الهضاب مناطق عالية جافة للماشية تتمكن أن تنهض أو تستلقي فيها ،كما أنها تسمح بجفاف
الحضيرات الصغيرة بفاعلية أكبر .ومع ذلك فهي تتطلب وقتا وأمواال لبناء نظام التالل أو الهضاب وإدامتها.
متوسط أو معدل الوزن اليومي المكتسب ) Average Daily Weight Gain (ADGهو مقياس األداء
الواسع اإلستخدام .يتم حساب الوزن عندما يكون بحدود ( )30-100رأس من الماشية جاه از للشحن والتسليم.
يتضمن الجدول ( )3-4بيانات عن معدل الوزن اليومي المكتسب ولمدة ( )100يوم من دورة التغذية المعتمدة
وما يرتبط بها من عدد األيام الموحلة .الحظ أن هناك مطر غزير أو ثلج مرة واحدة على األقل (لنقل 2-1.5
في حالة رطبة) ربما ينتج عنه سلسلة من األيام الموحلة قد تستمر من ( )3-10أيام.
جدول رقم ( :)3-4الوزن اليومي المكتسب للقطيع مقارنة بعدد األيام الموحلة
الوزن المكتسب – تالل عدد األيام الموحلة الوزن اليومي المكتسب أرض منبسطة عدد األيام الموحلة
3.12 10 3.34 6
3.45 6 4.21 3
2.67 16 1.67 38
3.89 13 3.42 8
3.21 33 1.98 23
2.33 38 2.34 15
3.24 12 3.65 2
2.87 36 3.42 18
4.12 2 2.23 28
3.56 23 2.87 21
2.89 31 2.67 19
3.23 25 1.87 25
3.87 8 2.64 5
2.98 7 3.96 9
2.56 19 3.70 5
2.87 9 1.85 19
3.12 4 3.47 11
3.25 11 1.26 37
3.35 3 2.82 14
2.90 17 3.02 6
3.89 5 2.75 9
3.76 21 3.26 16
2.88 9 1.97 29
3.35 8 2.73 16
3.76 10 3.24 10
49
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
المطلوب:
أ -إستخدام مخطط التبعثر لتقييم العالقة بين معدل الوزن اليومي المكتسب واأليام الموحلة بشكل عام.
ب -إستخدام أسلوب التطابق أو التراصف بين إستخدام أسلوب التالل أوالهضاب الصغيرة وبين البقاء
على األرض المنبسطة.
الحل:
أ -يوضح الشكل ( -3-17أ) مخطط التبعثر التطابقي لجميع العينات المفحوصة.
ب -يوضح الشكل ( -3-17ب) مخطط التبعثر التطابقي أو التراصفي للعينات المفحوصة بوجود تالل
أو في حالة األرض المنبسطة.
جـ -يبين الشكل ( -3-17أ) إتجاه البيانات نحو األسفل عند زيادة عدد األيام الموحلة .بينما يخبرنا
الشكل ( -3-17ب) أن استخدام أسلوب األرض المنبسطة ترتبط مع إنخفاض حاد في الوزن اليومي
المكتسب عندما تكون األيام 15 – 10الماضية موحلة .أما أسلوب التالل أو الهضاب الصغيرة فإنها
تبدو أكثر قوة ،حيث أن معدل الوزن اليومي المكتسب ال يتناقص بسرعة ،حتى عندما يزداد عدد األيام
الموحلة .هنا ،يمكن أن نهتم بجانب فني آخر مثل الضغط الذي تعانيه الحيوانات وغير ذلك .ويمكن
إستخدام مخطط "السبب-األثر" لتحديد العالقة.
50
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
6.0-
Cattle Pens
5.5-
5.0-
متوسط الوزن اليومي المكتسب ADG
4.5-
4.0-
3.5-
3.0-
2.5-
2.0-
1.5-
1.0-
0.5-
6.0 -
5.5- Mound pen technology
5.0-
متوسط الوزن اليومي المكتسب ADG
51
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تم سحب 5عينات عشوائيا من منتجات وبحجم 4وحدات للعينة الواحدة حيث تم قياس قطر
( )Diameterكل منها وتم الحصول على البيانات المسجلة في الجدول أدناه .إذا علمت أن قيمة معامالت
الضبط كانت:
A2 = 0.729
D3 = 0
D4 = 2.282
-1استخدم مخططي ( )̅X − Rلتحديد فيما إذا كانت العملية ضمن حدود السيطرة.
-2ارسم المخططين.
الحل:
لغرض إستخدام مخططي ( )̅X − Rينبغي تحديد حدود السيطرة (الضبط) لكل منهما ،حيث توجد
ثالثة حدود للضبط لكل منهما وهي:
52
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
̅∑
X مجموع المتوسطات ∑R مجموع المديات
̿
=X = =̅
R =
N عدد العينات N عدد العينات
= 𝑖̅ = ∑ X
مجموع المشاهدات (الفرق بين أعلى قراءة وأدنى قراءة في كل عينة)
X
n حجم العينة
̿ = U. C. L ̅
X + A2 R ̅
U. C. L = D4 R
حيث إن: حيث إن:
= U. C. Lحد السيطرة األعلى = U. C. Lحد السيطرة األعلى
̿ = Xحد السيطرة المركزي لمخطط (̅)X = D4معامل سيطرة (ضبط)
(متوسط المتوسطات) = Rحد السيطرة المركزي لمخطط ()R
̅
(متوسط المدى)
̿ − A2 R
L. C. L = X ̅ ̅
L. C. L = D3 R
حيث إن: حيث إن:
= L. C. Lحد السيطرة األدنى = L. C. Lحد السيطرة األدنى
= D3معامل سيطرة (ضبط)
مالحظة :يتم إستخراج قيمة معامالت السيطرة (الضبط) D4, D3, D2 :من الجداول اإلحصائية
وتعتمد قيمتها على حجم العينة ( )nأي عدد الوحدات المفحوصة في العينة الواحدة (عدد المشاهدات لكل
عينة) .أنظر الملحق رقم (.)01
53
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
الخطوة - 1نجد أوال قيمة المتوسط ̅ Xلكل عينة من العينات الخمس عن طريق قسمة مجموع
المشاهدات على عدد الوحدات في كل عينة (حجم العينة).
الخطوة - 2نجد قيمة المدى لكل عينة من خالل طرح أدنى قيمة بين المشاهدات من أعلى قيمة لكل
منها.
54
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
̿ + A2 R
U. C. L = X ̅
̅
U. C. L = D4 R
̅
L. C. L = D3 R
الثالثة عليه لبيان ما إذا كانت العملية ضمن حدود السيطرة .أنظر شكل رقم (.)3-18
55
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
)X
شكل رقم ( :)3-18مخطط المتوسطات (̅
Xالمتوسط
-
-
-
0.506 -
0.5055 -
0.505 -
0.5045 - U.C.L = 0.5042
0.504 -
0.503 - X = 0.5027
0.5025 -
0.502 -
0.5015 -
0.501 - L.C.L = 0.5012
|||||||
0 1 2 3 4 5 6 7
رقم العينة Sample Number
نجد أن متوسط العينة رقم ( )5تقع فوق حد السيطرة األعلى ( )U.C.Lوهذا يعني أن هذه العينة تقع
خارج حدود السيطرة وينبغي تحديد األسباب ،ربما من خالل إستخدام مخطط السبب-األثر.
الخطوة -8رسم مخطط ( )Rوتأشير قيمة ( )Rلكل عينة من العينات بعد تحديد حدود السيطرة
الثالثة عليه لبيان ما إذا كانت العملية ضمن حدود السيطرة .أنظر شكل رقم (.)3-19
Rالمتوسط
-
-
- U.C.L = 0.00479
0.005 -
0.045 -
0.0040 -
0.0035 -
0.003 -
0.0025 - R = 0.0021
0.002 -
0.0015 -
0.001 -
0.005 - L.C.L = 0
|||||||
0 1 2 3 4 5 6 7
رقم العينة Sample Number
نجد أن جميع العينات تقع ضمن حدود السيطرة ألنها جميعا لم تخرج عن حدود السيطرة العليا أو
الدنيا.
56
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تم سحب ( )12عينة عشوائيا بحجم ( )2500وحدة للعينة الواحدة وبمعدل عينة واحدة أسبوعيا لمدة
( )12أسبوع .الجدول التالي يبين النتائج التي تم التوصل إليها:
رقم العينة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
اإلجمالي
عدد العيوب 15 12 19 2 19 4 24 7 10 17 15 3
147
المطلوب:
-1بيان ما إذا كانت العملية ضمن حدود السيطرة بإستخدام مخطط (.)P
-2ارسم المخطط.
الحل:
147
= 12×2500 = 0.0049
الخطوة ( :)2إيجاد حدود السيطرة العليا ( )U.C.Lوالدنيا ( )L.C.Lمن خالل المعادلتين اآلتيتين:
̅ + Zσp
U. C. Lp = P
57
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
̅(1 − P
σp = √ P ̅̅)/n
̅ = U. C. Lp
̅ √P + 3
̅ P(1 −
̅P)/n
= 0.0091
̅ − 3√ P
U. C. Lp = P ̅(1 − P
̅̅)/n
= 0.0007
الخطوة ( :)3نحسب النسبة المئوية للمعيب لكل عينة من العينات الـ ( )12عن طريق قسمة عدد العيوب في
كل عينة على حجم العينة.
15
P = 2500 = 0.0060للعينة)(1
58
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
العينة
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
Sample
النسب
Pالمئوية 0.006 0.005 0.007 0.008 0.007 0.001 0.01 0.002 0.004 0.007 0.006 0.001
للمعيب
الخطوة ( :)4رسم المخطط عن طريق تأشير قيم النسبة المئوية للمعيب ( )Pلكل عينة على
المخطط .الشكل رقم (.)3-20
نالحظ من الشكل أعاله أن العينة رقم ( )7تقع خارج حد السيطرة األعلى ( )U.C.Lوبهذا تكون
العملية خارج حدود السيطرة وينبغي تحديد أسباب هذا األداء الضعيف في األسبوع (.)7
تنتج إحدى شركات إنتاج الورق ورقا يصلح لالستخدام في صناعة الصحف .في الخطوة األخيرة من
العملية ،يمر الورق عبر آلة تقيس الخصائص المختلفة لجودة المنتوج .عندما تكون عملية إنتاج الورق تحت
السيطرة ،يكون متوسط عدد العيوب ( )20لكل لفة ورق.
المطلوب:
59
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
أ -ارسم مخطط ضبط عدد العيوب في كل لفة ورق بإستخدام ( )3إنحرافات معيارية لكل حد من حدود
السيطرة.
ب -اللفات الخمس األولى من الورق كان عدد العيوب فيها .26 ،24 ،19 ،23 ،18أما اللفة السادسة
من الورق فبلغ عدد العيوب فيها ( )10فقط .فهل أن عملية إنتاج الورق تحت نطاق السيطرة؟
الحل:
الخطوة ( :)1ينبغي إيجاد متوسط عدد العيوب والذي يمثل الحد المركزي للسيطرة في مخطط (.)C
18 + 23 + 19 + 24 + 26 + 10
=
6
= 20
الخطوة ( :)2نجد حدود السيطرة العليا ( )U.C.Lوالدنيا ( )L.C.Lلمخطط تعداد العيوب ( )Cكما يلي:
̅U. C. L = C̅ + Z√C
= C̅ + 3√C
U. C. L = 20 + 3√20
)= 20 + (3 ∗ 4.47
= 20 + 13.41
= 33.41
̅U. C. L = C̅ + Z√C
60
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
̅= C̅ − 3√C
L. C. L = 20 − 3√20
)= 20 − (3 ∗ 4.47
= 20 − 13.41
= 6.57
الخطوة ( :)3نحدد ما إذا كانت العملية ضمن حدود السيطرة عن طريق رسم المخطط كما يأتي (أنظر شكل
رقم.)23-3
من الشكل رقم ( )3-21نجد أن العينة ( )6خارج حدود السيطرة ألنها وقعت تحت حد السيطرة
األدنى .أما العينات الخمس األولى فإنها وقعت ضمن حدود السيطرة .لهذا نقول بأن العملية ضمن حدود
السيطرة ألن عدد العيوب كان أقل من حد السيطرة األدنى .هذا يعني أن شيئا ما جيدا كان قد حدث لتقليل
عدد العيوب.
قرر مجموعة من األفراد في أحد المصانع أن يحللوا عملية اإلنتاج ليحددوا ما يجب عمله ،وبدأوا
61
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
باستدعاء مجموعة من األفراد ليتعرفوا على أفكارهم .كانت المجموعة مؤلفة من مهندسين ،لحامين (العاملين
على آالت اللحا م) ،فاحصين ،مشترين ،متخصصين في ضبط اإلنتاج ،وآخرين .كانت المجموعات تمثل أي
شخص في المصنع لديه معرفة باستخدام لوحات ضبط العملية .وكانت القضية المطروحة للمناقشة هي
العيوب المتعلقة باللحام ،والهدف هو جرد كافة العوامل في العملية التي يمكن أن يكون لها تأثير على معدل
المعيب .استخدمت المجموعة "أسلوب العصف الذهني" لوضع قائمة باألساليب المحتملة .وقد ضمت القائمة
األسباب المبينة في الجدول رقم (.)3-5
جدول رقم ( :)3-5قائمة باألسباب المحتملة لعيوب اللحام الناتجة عن العصف الذهني للمجموعة
الحل:
أوال :من الجدول رقم ( )3-5نجد أن المجموعة قد حددت ( )33عامال كسبب رئيس لحدوث العيوب
في عملية اللحام ،والتي تعد أسباب خطيرة وهامة خاصة إذا علمنا كيف ترتبط هذه العوامل ببعضها البعض.
أي علينا أن نعتمد الطريقة التي طورها رائد الجودة " "Ishikawaكوسيلة لجمع هذه األفكار وتنظيمها لتبيان
العالقات فيما بينها.
62
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
ثانيا :علينا أن نحدد أوال األثر " "Effectوالذي يمثل المشكلة التي نحن بصدد البحث عن أسبابها.
في هذه الحالة ،مشكلتنا هي العيوب في ماكنة اللحام ،ثم نحدد األضالع التي تمثل السبب الذي يقود لألثر.
عادة ما يشار إلى األضالع على أنها العوامل الرئيسية (األسباب الرئيسية) ،ويتصل بكل ضلع رئيس
مجموعة من األضالع الفرعية التي تمثل المسببات النوعية للسبب الرئيس.
وعليه ،من الجدول رقم ( )3-5يمكننا أن نميز خمسة أضالع رئيسية (خمسة أسباب رئيسية) هي:
األسباب الرئيسية:
-1اآللة .Machine
-2العامل .Man
-3طرائق العمل .Methods
-4القياس .Measurement
-5المواد .Material
63
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
-بعد أن حدد نا المشكلة الرئيسية وأسبابها الرئيسية الخمسة ،علينا أن نحدد عالقة كل عامل من
العوامل المؤثرة في الجدول مع كل سبب من األسباب الخمس .لهذا علينا وضع عالقة كل عامل بالسبب
الرئيس قبل البدء برسم المخطط ،أي إن علينا أن ننظر إلى العملية ككل متكامل ثم نحدد خطواتها لنرجع كل
عامل إلى سبب من األسباب الخمس المحددة ،كماهو مبين في شكل رقم(.)3-22
-بعد تحديد األسباب ومكوناتها الفرعية ننتقل ألأخذ كل سبب على حدة لمعرفة درجة مساهمته في
حدوث العيوب .الفقرات المؤشرة على المخطط هي األشياء التي ينبغي أن نأخذها بعين االعتبار واالهتمام
بها ألجل تحسين العملية.
ارسم خريطة تدفق لعملية صناعة األغلفة البالستيكية مطبوع عليها معلومات وعنوان الشركة .في هذه
الصناعة ،تم حصر العمليات كما يلي:
64
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
الحل:
تساعد أساليب الضبط اإلحصائي للعملية المديرين على تحقيق والحفاظ على توزيع العملية بحيث ال يتغير
عن الوسط الحسابي والتباين .تشير حدود السيطرة (الضبط) على خرائط الضبط إلى التغيرات التي تحدث
عندما تتغير القيم وتحيد عن قيمة الوسط الحسابي والتباين .ومع ذلك قد ال تنتج العملية التي تكون ضمن
65
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
نطاق السيطرة منتجات أو خدمات مطابقة لمواصفات تصميمها ألن حدود السيطرة (الضبط) تعتمد على
الوسط الحسابي والتباين لتوزيع العينة وليس لخصائص المنتوج.
لهذا يشير مصطلح "قدرة العملية" إلى القدرة على مقابلة مواصفات تصميم المنتوج أو الخدمة ،وعادة
ما يعبر عن مواصفات التصميم على أنها "قيمة إسمية ،"Nominal Valueأو القيمة المستهدفة ،و"التفاوت
المسموح" " "Toleranceأو السماحات فوق أو تحت القيمة اإلسمية.
مثال ،قد يحدد مدير مختبر وحدة العناية المركزة إن القيمة المستهدفة لمرور األخصائيين هي ()25
دقيقة وأن التفاوت المسموح به كان ( )±5بسبب الحاجة إلى السرعة في ظل الحاالت التي تكون حياتها
مهددة ،إذن تعطي السماحات حد أعلى ( )Upper Specificationللمواصفات هو ( )30دقيقة وحد أدنى
للمواصفات ( )Lower Specificationهو ( )20دقيقة .في هذه الوحدة ،ينبغي أن تكون العملية قادرة على
توفير نتائج التحليل ضمن هذه المواصفات ،وإال سينتج عنها نسب خطأ "عيوب" محددة .يحرص المدير
كذلك على البحث عن عدد المرات التي تظهر فيها النتائج خالل أقل من ( )20دقيقة ،ألنه قد يكون هناك
شيء ما تم تعلمه يمكن أن يعتمد في بناء العملية في المختبر في المستقبل (أنظر شكل رقم .)24-3
يبين الشكل رقم ( )3-24العالقة بين توزيع العملية والحدين األعلى واألدنى للمواصفات وقت دوران
العملية في المختبر تحت حالتين ،الشكل رقم ( -3-24أ) تبين قدرة العملية ألن طرفي توزيع العملية يقعان
ضمن الحدين األعلى واألدني للمواصفات .أما الشكل رقم ( -3-24ب) فيظهر عدم قدرة العملية ألن العملية
في المختبر تنتج عدد كبير من التقارير بوقت دوران طويل.
يبين الشكل رقم ( )3-24سبب إهتمام المديرين بتقليل تباين العملية ،ألنه كلما قل التباين-تحقق
إنحراف معياري أقل -سينتج عنه مخرجات رديئة أقل الشكل رقم ( )3-25يبين ماذا يعني تقليل التباين لتوزيع
العملية والذي يكون توزيع إحتمالي طبيعي ،الشركة التي تعتمد مستوى جودة بإنحرافين معياريين.
(حدود التفاوت المسموح به = متوسط توزيع العملية ±إنحرافين معياريين) ينتج عنها 4.56
%معيب أو 45.600معيب لكل مليون ،الشركة التي تعتمد أربعة إنحرافات جودة تنتج فقط
%0.0063معيب أو 63معيب لكل مليون ،وأخي ار الشركة التي تعتمد جودة بـ 6إنحرافات ستنتج
%0.0000002معيب أو 0.002معيب لكل مليون.
66
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
كيف يمكن للمدير أن يحدد كميا ما إذا كانت العملية قادرة Capableأم ال؟
هناك مقياسان شائعان يستخدمان في تقدير قدرة العملية :نسبة قدرة العملية ومحتوى قدرة العملية.
شكل رقم ( :)3-24العالقة بين توزيع العملية وحدي المواصفات األعلى واألدنى
الدقائق
20 25 30
الدقائق
المتوسط
67
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تكون العملية "قديرة" إذا كانت القيم الطرفية لتوزيع العملية تقع ضمن حدي المواصفات األعلى
واألدنى لمنتوج ما أو لخدمة ما ،وكقاعدة عامة معظم القيم ألي توزيع للعملية يقع ضمن ( )±3إنحرافات
معيارية عن المتوسط ،مثال إذا كانت توزيع العملية طبيعي فإن %99.74من القيم تقع ضمن ()±3
إنحرافات معيارية ،بعبارة أخرى مدى القيم لمقياس الجودة المنبثق عن العملية ستكون ما يقارب ( )6إنحرافات
معيارية لتوزيع العملية ،وهكذا إذا كانت العملية قادرة ،الفرق بين حدي المواصفات العليا والدنيا ،يطلق عليها
"سعة التفاوت المسموح به" ينبغي أن تكون أكبر من ( )6إنحرافات معيارية ،وتقاس نسبة قدرة العملية ()Cp
( ) Process Capability Ratioبالقانون التالي:
تشير القيمة ( )1لقدرة العملية على إن الشركة تنتج مستوى جودة بـ ( )3إنحرافات معيارية (0.26
معيب) وإن العملية تنتج مخرجات بمواصفات تظهر فيها بعض العيوب،إذا كانت قيمة قدرة العملية أكبر من
( )1فإنها تعني مستويات أعلى من تحقيق الجودة ،الشركات التي تناضل لتحقيق مستوى جودة أعلى من ()3
إنحرافات معيارية تستخدم القيمة الحرجة للنسبة التي تزيد عن ( ،)1مثال الشركة التي تستهدف جودة بـ ()6
إنحرافات معيارية سوف تستخدم ( ،)2الشركة التي تستهدف ( )5إنحرافات معيارية ستستخدم ()1.67
والشركة التي تحاول الحصول على جودة بـ ( )4إنحرافات معيارية ستستخدم ( ،)1.33أما الشركات التي تنتج
خدمات أو منتجات بجودة أقل من ( )3إنحرافات معيارية فإن قيمة ( )CPستكون أقل من (.)1
68
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
تكون العملية "قادرة" فقط عندما تزيد نسبة القدرة عن القيمة الحرجة وتوزيع العملية يتمركز على
القيمة المستهدفة لمواصفات التصميم ،مثال العملية في المختبر قد تحصل على نسبة قدرة عملية أكبر من
̿) ،أقرب إلى حد المواصفات األعلى ربما
( )1.33لزمن الدوران ،فإذا كان متوسط توزيع مخرجات العملية (X
̿) أقرب إلى المواصفات األدنى ،ربما يتم الحصول
سينبثق عنها طول زمن الدوران ،وكذلك إذا نت قيمة (X
على نتائج سريعة ،لذا فإننا بحاجة إلى حساب مؤشر العملية الذي يقيس المخرجات المحتملة للعملية التي
ستقع خارج حد المواصفات األعلى واألدنى.
نحن نأخذ الحد األدنى لنسبتين ألنها تعطي الوضع أو الحالة األسوأ ،فإذا كانت قيمة ( )CPKأكبر
من القيمة الحرجة (ولنقل 1.33لمستوى جودة أي أربعة إنحرافات معيارية) ونسبة قدرة العملية هي أيضا
أكبر من القيمة الحرجة ،فإننا نستطيع القول بأن العملية (قادرة) ،أما إذا كانت قيمة ( )CPKأقل من القيمة
الحرجة ،أما أن يكون متوسط العملية قريبا من ( )1من حد التفاوت المسموح وينتج عنه مخرجات معينة أو
إن تباين العملية كبير جدا.
ستكون قيمة محتوى العملية دائما أقل من أو مساوية لقيمة نسبة قدرة العملية ،لذا يمكن إستخدام
محتوى القدرة عند الفحص األولي للقدرة ،فإذا اجتاز محتوى القدرة االختبار ،فسيعلن عن العملية بأنها
(قادرة) ،وإذا لم يجتاز محتوى القدرة االختبار فإنه ينبغي احتساب نسبة قدرة العملية لمعرفة ما إذا كان تباين
العملية مصد ار للمشكلة ،إذا تساوت قيمة كل من ( )CPK , CPفهذا يعني إن العملية تتمركز بين حدي
69
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
المواصفات األعلى واألدنى ،وهكذا يكون متوسط توزيع العملية متمركز على القيمة المستهدفة لمواصفات
التصميم.
لتحديد قدرة العملية في إنتاج مخرجات ضمن حدود التفاوت المسموح ،اتبع الخطوات اآلتية:
-الخطوة ( :)1اجمع بيانات حول مخرجات العملية ،واحسب المتوسط واإلنحراف المعياري لتوزيع
مخرجات العملية.
̅)
-الخطوة (:)2استخدم البيانات عن توزيع العملية لحساب مخططات ضبط العملية مثل مخطط (X-
أو مخطط (.)R
-الخطوة ( :)3خذ سلسلة من العينات العشوائية من العملية وارسم النتائج على خرائط أو مخططات
الضبط ،فإذا كانت ( )20على األقل من العينات المتتابعة ضمن حدود السيطرة للمخططات ،فإن العملية
ستقع ضمن حدود الضبط اإلحصائي ،فعليك أن تبحث عن األسباب وإزالتها .أعد حساب المتوسط
واإلنحراف المعياري لتوزيع العملية وحدود السيطرة (الضبط) للمخططات ،استمر حتى تجعل العملية ضمن
حدود الضبط اإلحصائي.
-الخطوة (:)4احسب مؤشر قدرة العملية ونسبة قدرة العملية ،عند الضرورة ،فإذا كانت النتائج مقبولة،
وثق أية تغييرات تجريها على العملية واستمر في مراقبة النتائج باستخدام مخططات الضبط ،فإذا كانت
النتائج غير مقبولة ،ابحث عن األسباب كي تقلل التباين في المخرجات أو حاول أن تجعل توزيع العملية
متمرك از على القيمة المستهدفة ،وحالما تجري التغييرات ،أعد حساب المتوسط واإلنحراف المعياري لتوزيع
العملية وحدود الضبط (السيطرة) للمخططات وأعد الخطوة (.)3
افترض أن العملية في مختبر وحدة العناية المركزة تعتمد متوسط وقت دوران ( )26.2دقيقة وإنحراف
معياري ( )1.35دقيقة ،القيمة المستهدفة للخدمة هي ( )25دقية ،مع حد مواصفات أعلى ( )30دقيقة وحد
مواصفات أدنى ( )20دقيقة ،يرغب مدير المختبر أن يحصل على أداء ذي (أربع إنحرافات معيارية)
لمختبره ،هل إن العملية في المختبر تتمتع بـ "القدرة" عند هذا المستوى من األداء؟
70
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
بدأ المدير بإجراء فحص سريع ليرى مدى قدرة العملية عن طريق تطبيق مؤشر قدرة العملية:
26.2 − 20
= Lower Specification Calculation
)3 (1.35
= 1.53
30.0 − 26.2
= Upper Specification Calculation
)3 (1.35
= 0.94
طالما أن القيمة المستهدفة ألداء ذي أربعة إنحرافات معيارية هو ()1.33فإن محتوى قدرة العملية
يخبرنا بأن العملية غير قادرة .وال يعلم المدير هل إن المشكلة هو في تباين العملية ،تمركز العملية ،أو
كليهما .البدائل المتاحة هو تحسين العملية إعتمادا على ما هو خطأ.
30 − 20
= CP = 1.23
)6(1.35
نالحظ بأن تباين العملية لم يقابل القيمة المستهدفة لـ (أربعة إنحرافات معيارية) وهو (.)1.33
بالنتيجة بدأ المدير بدراسة ليرى أين يظهر التباين في العملية .فوجد نشاطين (تهيئة التقرير وتهيئة شرائح
العينات) بضمان إجراءات غير مناسبة تم تعديل هذه اإلجراءات وتكييفها لتحقيق أداء مناسب .تم جمع
بيانات جديد عن متوسط وقت الدوران وكان ( )26.1دقيقة مع إنحراف معياري ( )1.20دقيقة وأعاد حساب
نسبة قدرة العملية ( )CPومحتوى قدرة العملية ( )CPKلمستوى أداء بـ ( )4إنحرافات معيارية.
71
نظام إدارة الجودة الفصل الثالث
30 − 20
= CP = 1.39
)6(1.20
26.1−20 30−26.1
[ =1.08CPK = Minimum of , ]
)3(1.20 )3(1.20
نالحظ بأن العملية الزالت دون مستوى األداء المطلوب لـ ( )4إنحرافات معيارية على وقت الدوران،
وعلى المدير البحث عن األسباب وإزالتها.
72
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
تمهيد:
تلعب جودة المنتوج أو الخدمة دو ار أساسيا في تدعيم األبعاد اإلستراتيجية لنشاطات األعمال ،حيث أن
السياسات اإلنتاجية والتمويلية والتسويقية وغيرها من السياسات ،تنبثق باألساس من اإلستراتيجية العامة
للمنظمة التي تتضمن األبعاد اإلستراتيجية إلدارة الجودة الشاملة .في الحقيقة ،من أجل التعرف على األبعاد
اإلستراتيجية للمنظمة ،ال بد من توضيح األبعاد اإلستراتيجية إلدارة الجودة الشاملة .لهذا سنتناول في هذا
الفصل األبعاد اإلستراتيجية إلدارة الجودة الشاملة ثم اإلستراتيجية العامة للمنظمة ،وأخي ار تحديد مستوى وقرار
الجودة.
122
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
نظ ار لألهمية البالغة التي تلعبها اإلستراتيجية في سير العمل داخل اإلدارات ،ارتأينا تبيان األبعاد
اإلستراتيجية إلدارة الجودة الشاملة التي تتضمن تحديد أهداف الجودة ،وسياساتها ،وتخطيطها ،وتنظيمها،
وتنسيقها ،وقيادتها وتوجيهها ،ومتابعتها ،وتقويمها ،وفي األخير تحسينها .سنبين هنا إلى أنه ال يمكن تصور
إدارة للجودة الشاملة بدون أبعاد إستراتيجية.
يتمثل مفهوم اإلستراتيجية في تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة ،ورسم رسالتها ،وتحديد غاياتها على
المدى البعيد ،وتحديد أبعاد العالقات المتوقعة بينها وبين بيئتها ،بما يسهم في بيان الفرص والمخاطر
المحيطة بها ،ونقاط القوة والضعف المميزة لها .الهدف من ذلك هو اتخاذ الق اررات اإلستراتيجية المؤثرة على
المدى البعيد ومراجعتها وتقويتها.
قبل البدء في توضيح أبعاد إستراتيجية إدارة الجودة الشاملة ،نقدم أهم مزايا اإلستراتيجيات .من
المعروف أن اإلستراتيجيات بشكل عام تساعد في تحقيق ما يلي:
ينبغي أن يتم تحديد األهداف التي تقترن بالجودة من خالل الرؤية الواضحة لما سيكون عليه مستقبل األداء
المستهدف للمنظمة .يعتبر تحديد األهداف بمثابة القاعدة األساسية لتحقيق الجودة المستهدفة.
تكتسي عملية تحديد سياسات الجودة أهمية كبيرة ،إذ في ضوء تلك السياسات يمكن أن تحقق المنظمة الجودة
المالئمة لمنتجاتها أو خدماتها .وتتجلى هذه األهمية عندما تواجه المنظمة منافسيها في األسواق المحلية
والدولية على حد السواء.
123
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
3-1تخطيط الجودة
ال بد من اعتماد تخطيط فعال لمستلزمات الجودة في ظل استقرار السوق االستهالكية .يتطلب هذا مراعاة
حاجات المستهلك ورغباته المتنامية.
لكي تتحقق الجودة المالئمة للمستهلكين الحاليين والمحتملين ،يجب تنظيم وتنسيق الجوانب البشرية والمادية
والمعلوماتية وغيرها على مستوى المنظمة.
من الضروري أن تتبنى المنظمة الدور القيادي الفعال واألنشطة التوجيهية المستمرة في إدارة أنشطة الجودة
على مختلف األصعدة واآلفاق .لهذا فإن المطلوب من كافة األفراد العاملين في المنظمة هو ممارسة القيادة
والتوجيه ألنهم كلهم مسؤولين عن قيادة الجودة المناسبة.
يجب متابعة األنشطة المقترنة بالجودة وتقويمها باستمرار ألن هذا العمل يضمن استم اررية التحسين
واالستجابة المستمرة للتغيرات المرتبطة بحاجات ورغبات الزبائن.
7-1تحسين الجودة
تعتبر استم اررية التحسين والتطوير المركز الرئيسي إلدارة الجودة الشاملة ،حيث أن التغيير والتطوير
والتحسين لجودة المنتجات السلعية والخدمات يعتبر الحالة الطبيعية لديمومة البناء واالستقرار في األسواق.
بطبيعة الحال ،هذا تفرضه العولمة والتنافسية التي تسير بمقتضاها المنظمات اإلقتصادية المختلفة.
إطار عاما وضح فيه العالقة بين وظيفة اإلنتاج واإلستراتيجية العامة للمنظمة.
ا قدم العالم سكيمر Skimmer
كما وضح من خالل هذا اإلطار العالقة بين إستراتيجية الجودة واإلستراتيجية العامة للمنظمة مثلما يبين
الشكل رقم ( .)4-1نستخلص من هذا الشكل ما يلي:
124
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
الوضع الحالي
تصميم المنتج لقدرات المنظمة
وأهدافها
معايير موضوعة
للصفات األساسية
للتصميم والمستلزمات
أ -إستراتيجية الجودة هي جزء من سياسات اإلنتاج ويجب أن تتفق مع اإلستراتيجية العامة للمنظمة.
وقد تكون إستراتيجية الجودة في حد ذاتها اإلستراتيجية العامة للمنظمة ،حيث يتم اإلعتماد عليها في جميع
أوجه النشاط داخل المنظمة.
ب -يتم تحديد إستراتيجية الجودة من خالل تكلفة التشغيل ،وقدرة المستهلك على الشراء ،ومدى تغير دالة
التكاليف للتغير في مواصفات المنتج ،وتعرف تلك باقتصادات التشغيل.
ج -يتحدد مستوى الجودة لدى المنظمات حسب توافر المعدات واآلالت والتكنولوجيا المتاحة ،وتستطيع
المنظمات تحديد مستوى الجودة من خالل قسم البحث والتطوير.
د -يجب أن تكون إستراتيجية الجودة محددة ومعروفة لدى العاملين ،ورجال اإلدارة ،والموردين .كما
يجب أن تكون معروفة لدى المستهلكين ،ألن ذلك يقوي العالقة بين المستهلك ومنتجات المنظمة.
ه -يجب إعالم كافة األطراف المشاركة في العملية اإلنتاجية بالمعايير الموضوعة للصفات األساسية
لتصميم المنتج.
125
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
حتى نستطيع تحديد مستوى جودة مالئم ال بد من اإلستعانة بكافة الوظائف األساسية في المنظمة وهي
اإلنتاج ،والتمويل ،والتسويق ،حيث أنه عند ضبط الجوانب التقنية والمالية والتسويقية تستطيع المنظمة تحقيق
مستوى جودة مالئم للسلعة أو الخدمة التي تقدمها المنظمة .لكن يتوقف ذلك على أهداف المنظمة طويلة
األجل ،وظروف السوق ،وحاجات المستهلك ،والبيئة المحيطة بالمنظمة ،ومدى توافر المواد الخاصة
بمنتجات المنظمة .باإلضافة إلى ذلك ،يجب على المنظمة أن تأخذ بعين االعتبار رغبات المستهلكين وتكلفة
اإلنتاج لتتمكن من الوصول إلى القرار الذي يحقق مستوى الجودة المرغوب فيه.
-4الجودة والتكاليف
يتطلب قرار تحديد مستوى الجودة القيام بدراسة كمية للتكاليف التي تتحملها المنظمة بخصوص رفع الجودة.
فعندما ترغب المنظمة في زيادة الجودة عن طريق نوع المادة المستخدمة ،أو درجة مهارة العمال ،أو نوع
اآلالت المستخدمة ،أو الوقت الالزم لإلنتاج ،أو الطريقة التي يتم بها فحص المنتج ،فإن ذلك من شأنه أن
يزيد تكلفة اإلنتاج .أما بالنسبة للتكاليف التي تتسبب في انخفاض مستوى جودة المنتوج إذا ما قامت المنظمة
بزيادتها فهي:
من هنا يمكن القول أن تكلفة اإلنتاج تتناسب طرديا مع مستوى الجودة وأن تكلفة الجودة المنخفضة
تتناسب عكسيا مع مستوى الجودة.
يعتبر مفهوم جودة المنتوج من المفاهيم الغامضة وذلك ألن ما يعتبر جيدا لشخص قد ال يكون كذلك بالنسبة
لشخص آخر .بطبيعة الحال ،تختلف األذواق من شخص إلى آخر .ولذلك فإن معنى الجودة بالنسبة
للشخص يرتبط بطبيعة الشخص وحكمه على األمور وتقييمه لها .يعتمد قرار المستهلك النهائي على مدى
126
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
اقتناعه بأن اإلشباع المتحقق من شراء السلعة واستهالكها يبرر التكلفة التي يتحملها للحصول على السلعة.
ويقوم المستهلك بتقييم السلعة بناءا على درجة الجودة التي تتميز بها عن بديالتها من السلع ،حيث يأخذ
بعين اإلعتبار سهولة صيانة السلعة وإمكانية االعتماد عليها في أداء الوظيفة المتوقعة منها.
يبين الشكل رقم ( )4-2أن قيمة السلعة تبدأ بالزيادة بمعدل مرتفع عندها يكون المستهلك مستعدا
لدفع مبالغ عالية من أجل تفادي مستوى الجودة السيئ .ويبقى المستهلك يشتري السلعة إلى حد معين يبدأ
بعدها تقليل الكميات المشتراة من السلعة وذلك لتناقص الجودة .،عندها يكون من األفضل للمستهلك االحتفاظ
بالنقود واستخدامها في شراء سلعة أخرى ذات جودة متزايدة.
<
منخفضة عالية
يعد قرار مستوى الجودة من الق اررات اإلستراتيجية التي يتم على ضوئها دراسة قيمة الجودة التي يتم يحديدها
المستهلك والتكاليف المرتبطة بها ،حيث تمثل جودة المنتوج مدى مطابقة المنجز من المنتجات للمواصفات
والمعايير الموضوعة وفقا لمتطلبات المستهلك ورغباته .كما يحتاج قرار مستوى الجودة إلى دراسة كمية لكل
من القيمة التي يضعها المستهلك للسلعة وتكلفتها الكلية .هذا ما يوضحه الشكل رقم (.)4-3
127
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
تكاليف الجودة
يبين الشكل رقم ( )4-3أن أفضل مستوى للجودة هو المستوى الذي يعظم الفارق بين قيمة السلعة في
نظر المستهلك وتكلفة إنتاجها ،ويحقق هذا المستوى أقصى أرباح ممكنة .بهذا الصدد ،إذا قرر المشروع
اختيار مستوى جودة يقل عن المستوى األفضل المذكور ليقع بين أفضل مستوى والحد األدنى للجودة ،فإن
ذلك يجعل المشروع ال يحقق ربحا عاليا بسبب أن المستهلك يكون مستعدا لدفع معدل أعلى من معدل زيادة
التكلفة عن تلك المستويات من الجودة.
أما إذا اختار المشروع مستوى من الجودة يقل عن الحد األدنى للجودة ،فإنه سوف يحقق خسائر
نتيجة النخفاض القيمة عن مستوى التكلفة .في هذه الحالة تكون الجودة منخفضة جدا ،وكذلك يكون السعر
مرتفعا بسبب ارتفاع التكاليف إلى الحد الذي يبرر هذا االنخفاض في الجودة.
في حال اختار المشروع مستوى من الجودة بين أفضل مستوى والحد األقصى ،فإن هذا سيحقق له
أرباحا قليلة ألن المستهلك ال يستطيع زيادة السعر بنفس نسبة زيادة التكاليف .أما إذا قام المشروع بإنتاج
السلعة بمستوى جودة يفوق الحد األقصى فهذا يعني أنه سيتحمل خسارة محققة .في هذه الحالة ،يكون
مستوى الجودة عاليا جدا مما يجعل تسويقها صعبا نظ ار لعدم اقتناع المستهلك بقيمة هذه الجودة عند اقتناء
السلعة أو استخدامها عند هذا السعر المرتفع.
128
إستراتيجية الجودة الشاملة الفصل الرابع
يجب على المنظمة تقديم مستويات جودة مختلفة لكل صنف من أصناف السلع التي تقوم بإنتاجها،
بحيث يتم تحقيق أعلى ربح من كل مستوى جودة حتى يتسنى لكل أفراد المجتمع الحصول على السلعة.
تجدر اإلشارة إلى أن هذا التحليل يفترض وجود اإلمكانية التقنية لتحسين مستوى الجودة .عندما ال تتوفر هذه
اإلمكانية لدى المنظمة ،قد تضطر عندها إلى اختيار مستوى جودة أقل من المرغوب مما يترتب عليه عدم
تحقيقها ألقصى أرباح ممكنة.
يتضح من العرض السابق أن الق اررات المتعلقة بإختيار مستويات محددة من الجودة هي ق اررات
صعبة تقوم بها اإلدارة العليا كجزء من إستراتيجية المنظمة وهي تحتاج إلى أخذ جميع العوامل السابقة بعين
اإلعتبار كما هو موضح في الشكل رقم (.)4-5
ظروف السوق:
-عدد المنتجين
-مستوى جودة السلع
-المنافسة
التكاليف:
-تكاليف اإلنتاج
-تكاليف الصيانة
قرار مستوى الجودة
-تكاليف تدني جودة المنتوج
عمليات اختيار مستوى جودة
التكلفة الخاصة بمستوى الجودة السلعة أو الخدمة
اإلمكانيات المتاحة للمنشأة:
المختارة
-اإلمكانات الفنية
-الموارد البشرية
-الموارد المالية
خصائص المستهلك:
-القدرة الشرائية
-العادات والتقاليد
-حماية المستهلك
129
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
تمهيد:
تعتبر عملية قياس درجة الجودة والتحكم فيها من أهم العمليات وأصعبها ،ألنها ال تعني فقط فحص جودة
المواد األولية بل تتعدى ذلك إلى ضرورة متابعة المنتوج ومراحل إنتاجه .والسبب في ذلك هو ضرورة التعرف
على العوامل التي تؤثر على خواص المنتوج ،والعمل على ضبطها ،والتحكم فيه ،وتعيين العيوب القصوى
والدنيا ،ألجل الوصول إلى المنتوج المطلوب بالمواصفات المطلوبة .لهذا سنتناول في هذا الفصل مختلف
مقاييس الجودة المستخدمة ،وسنتعرف على درجة إستقرار المواصفات ،وأخي ار سنتطرق إلى مجموعة المفاهيم
المتعلقة بـ .Six Sigma
131
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
تعد مقاييس الجودة من المعايير األساسية التي يتم من خاللها تمكين منظمات اإلنتاج المادي والخدمي من
تطبيق إدارة الجودة الشاملة بشكل سليم .ويعني تحديد مقاييس الجودة بوضوح إنشاء المقاييس المناسبة لكل
نشاط من األنشطة الجارية في المنظمة بغرض ضبط وفرض التحسينات المطلوبة مستقبال .وهذا ألن وضع
المقاييس المرتبطة بالجودة بدقة ووضوح سيؤدي باألفراد أو الجماعات العاملة بالمنظمة إلى االلتزام بها
والعمل على تجسيدها .لذلك تعتبر المقاييس ذات األبعاد الكمية Quantitiative Methodsأكثر دقة
وموضوعية من األبعاد النوعية ،Qualitative Methodsحيث أن جودة المنتوج أو الخدمة تتسم عادة بنوعين
من المواصفات القابلة للقياس وهي:
تتمثل المواصفات المتغيرة في الخصائص التي يمكن للمنظمة قياسها كالوزن ،والطول ،العرض والحجم،
والعمق ،والسمك ... ،إلخ .وتخضع هذه الخصائص ،حسب طبيعة القياس ،إلعتبارات كمية أو رقمية وليس
هناك في تحديد مقاييسها أي اعتبارات شخصية ،بمعنى أنها تعتبر أكثر موضوعية من سواها من المعايير أو
القياسات.
تمثل مواصفات الخصائص تلك السمات التي ال يمكن قياسها كميا أو رقميا وإنما تخضع إلعتبارات معينة
تتميز بأحد المعيارين المختلفين مثل جيد أو ردئ ،صالح أو غير صالح ،معاب أو سليم .لهذا فإن قياس
مثل هذه المواصفات غالبا ما يخضع العتبارات شخصية .بهذا المعنى ،يكون لهذه األخيرة تأثي ار كبي ار في
تحديد جودتها من عدمه .لهذا فإن قياسات الجودة الشاملة تعتبر أساسية لتحقيق األهداف المراد إنجازها في
قياس الجودة .وتتمثل هذه القياسات فيما يلي:
تعتمد هذه القياسات على مالحظة األداء المنجز ومقارنته بالمعايير المراد تحقيقها .ويمكن لهذا أن
يتحقق من خالل:
132
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
يقصد بقياسات الفاعلية متابعة األنشطة التشغيلية والمالية وإستثمار القدرات المتاحة بفاعلية .وتتضمن
هذه األنشطة ما يلي:
تتابع قياسات األداء مختلف األنشطة المتحققة للتأكد من اإلنجازات المقترنة بها .وتتمثل هذه في:
-المبيعات :يتم من خالل ذلك متابعة المبيعات والتطورات المرتبطة بها والتحقق من إمكانية توفير
مستلزمات نجاحها وتحقيق األهداف المقترنة بها.
-تكلفة المنتوج أو الخدمة :تتضمن هذه الفعالية التأكد من أن التكلفة الكلية للمنتوج أو الخدمة تدل على
التكلفة الحقيقية لإلنجاز ،وأنها تحتل أدنى ما يمكن أن يتحقق .هذا ألن التكاليف المرتفعة كثي ار ما تدل
133
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
على الهدر أو الضياع سواء في المادة األولية أو العمليات التشغيلية ،أو فيما يتعلق بإستثمار الوقت
المتاح لألجهزة والمعدات.
-تخفيض تكلفة الجودة :ترتبط األنشطة المقترنة بتحقيق الجودة المناسبة بالعديد من التكاليف مثل
التكاليف الوقائية أو تكاليف الفحص والتفتيش .لهذا تعمل المنظمة دائما على تقليص التكاليف إلى
الحدود الدنيا وفي نفس الوقت تحقيق أعلى إنجاز نوعي يمكن أن يتحقق للمنتجات أو الخدمات المنتجة
للزبائن.
-زيادة عوامل الخدمة التي يتم تقديمها للزبائن :يعتبر هذا النشاط من أكثر األنشطة التي تسعى
المنظمة إليها .الهدف من ذلك هو استقطاب المستهلكين وتوفير سبل تحقيق رضاهم ،وبالتالي ربط
أنشطتهم الشرائية بمنتجات المنظمة وخدماتها.
-معالجة الفاقد والخردة :إن اقتران األداء اإلنتاجي بكمية كبيرة من الفاقد أو الخردة Scrapيدفع
المنظمة إلى استثمار هذه المواد أو المخلفات اإلنتاجية في أنشطة أخرى .هذا من شأنه أن يؤمن
للمنظمة إيرادات إضافية تساعدها في تحقيق أهدافها بصورة دائمة.
-التسليم في المواعيد المقررة بالتعاقد :إن زيادة ثقة المتعاملين مع المنظمة ال يتأتى إال من خالل العديد
من المؤشرات التي من بينها مصداقية التعامل وتوفير السلع أو الخدمات في المواعيد المتفق عليها مع
الزبائن .تساهم هذه اإلجراءات في الحفاظ على الثقة العالية المتبادلة بين المنظمة والمتعاملين معها .كما
تساعد في تعزيز مقاييس األداء المعتمدة للجودة المطلوبة.
يجب على المنظمات أن تأخذ بعين اإلعتبار مؤشرات أخرى التي ال تقل أهمية .من هذه المؤشرات نجد:
-اقتراحات تطوير الجودة :تعتبر المقترحات التي تقدم لإلدارة العليا أو اللجان التقنية في المنظمة من
المؤشرات الهامة في عمليات التطوير والتحسين المستمر.
-سبل إنجاز التحسينات :يجب أن ال تكتفي المنظمات بإنجاز المنتجات أو الخدمات بالشكل المطلوب،
بل يجب االهتمام كذلك بسبل إنجاز التحسينات واإلنتهاء منها.
-تخفيض شكاوي المستهلكين :من بين المؤشرات أو المعايير الدالة على إنتهاج سبل النجاح وتحقيقها
ما يقترن بتخفيض شكاوي المستهلكين بشأن المنتوج أو الخدمة المقدمة .يبين هذا المعيار درجة الرضا
134
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
المتحققة بالمنتوج أو الخدمة .لذلك فهو من المقاييس التي يتم على ضوئها قياس كفاءة اإلنجاز أو األداء
ودرجة إنسجامه مع المتطلبات السوقية وحاجات العمالء.
يجب اإلشارة إلى أن هذه المؤشرات القياسية في اإلنجاز ترتبط بكافة المستويات اإلدارية والتنظيمية
ويساهم في تحقيقها كل األطراف بالمنظمة .كما أنها تعزز العمل الهادف وتحفز العاملين لتحقيق األداء
المرغوب ،وتعطي للمنظمة دو ار فاعال في تحقيق األهداف.
-2الدرجة أو الرتبة
يقصد بإعطاء الدرجة أو الرتبة إنتهاج أسلوب التقييس ،Standardizationأي وضع مواصفات قياسية
للمنتوج المعني .وعلى ضوء هذه المواصفات يحدد المنتوج ومن تم مستلزمات العملية اإلنتاجية الواجب
توفيرها بالشكل المطلوب .كما يمكن للزبون التعرف على السلعة التي ينوي استعمالها أو استهالكها من خالل
تلك المواصفات .لذلك فإن التقييس قد يتعلق بشكل السلعة ،وحجمها ومكوناتها ،وغيرها .وبناءا على األسس
المعتمدة في التقييس يتم التزام المنتج والوسطاء والجهات الحكومية المعنية بمتابعة المواصفات والمقاييس
النوعية .من هنا يمكن القول بأن التقييس يعني إمعانا في التبسيط Simplificationوينجم عن استخدامه
تحقيق المزايا التي يساهم بها التبسيط إضافة لتحقيق الفوائد والمزايا اإلضافية التي ينتظرها المنتج والمستهلك
والوسطاء على حد سواء .ويقوم التقييس على دعامتين أساسيتين هما:
1-2التوصيف
ينبغي أن يوصف المنتوج وصفا دقيقا بحيث يعمل المنتجون جميعا على إنتاجه طبقا للمواصفات القياسية.
إذا اختلف أحد المنتجات عن مواصفاته القياسية فغالبا ما يرفض في السوق أو تمنع الدولة أو الجهات
المسؤولة تداوله .غالبا ما يكون من العسير تحديد مواصفات ثابتة ودقيقة للمنتوج الواحد ،خاصة فيما يتعلق
بالمنتوجات الزراعية .وهذا ألن المنتج ال يستطيع التحكم فيها أو بحجم ثمراتها .لهذا السبب يتضمن التقييس
أحيانا التدريج (حسب الدرجة أو الرتبة) ،أي أن يقوم المنتج بوضع المنتجات في شكل درجات ،أو رتب،
أو أحجام ،كما هو الحال بالنسبة لمنتج القمح .في هذه الحالة مثال يتم التمييز بين المحاصيل على أساس
حجم الحبة وخلوها من الشوائب واألتربة.
135
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
2-2التوحيد
يقصد بالتوحيد اتخاذ المنتوج شكال واحدا بحيث يمكن تخصيصه الستخدامات متعددة ،مثل استخدام صفائح
التعليب لتعليب مختلف أغراض التعبئة .تظهر مزايا التوحيد بشكل واضح في قطع غيار السيارات وأصنافها.
لهذا تساهم عملية التقييس ،سواء تعلق األمر بتوصيف المنتجات أو التوحيد القياسي للمنتجات ،في تسهيل
العمليات التشغيلية وإلتزام العاملين بتلك المعايير القياسية .كما تتيح هذه العملية للمستهلك قدرة التعرف على
طبيعة المنتوج وخصائصه االستعمالية أو االستهالكية.
يعد مفهوم المالئمة لإلستخدام من أكثر المفاهيم الشائعة في إعطاء صورة واضحة لجودة المنتجات
أوالخدمات .هذا ألن الجودة تمثل مجموعة الصفات والخصائص التي يتسم بها المنتوج أو الخدمة .ويعني
اإللتزام بهذه الصفات تحقيق متطلبات المستهلك ،ورغباته ،وإشباع حاجاته الحالية والمستقبلية .إذا تعتبر
المالئمة لإلستخدام الحالة الفاعلة في تحقيق متطلبات المستهلك .ولكي يتم الوصول إلى المالئمة لإلستخدام
يجب أن تقوم المنظمة المعنية بإتخاذ اإلجراءات التالية:
أ -تحقيق المستوى المالئم لجودة المنتوج لكي يفي بمتطلبات المستهلك .ويمكن ذلك من خالل:
136
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
ب -إشباع رغبات الزبائن واعتبار هذا المبدأ محور النشاطات الهادفة إلى تحسين الجودة وتطويرها.
ويمكن أن يتحقق هذا المبدأ من خالل ما يلي:
-اإلتصال بالمستهلكين :من أكثر األساليب نجاحا وتحقيقا لألهداف السعي بشكل حثيث نحو اإلقتراب
من الزبائن وتوطيد الروابط معهم لإلطالع عن كثب على حاجاتهم ورغباتهم ومعرفة سبل إشباعها .و يتم
ذلك من خالل المالحظة ،أو المقابلة ،أو اإلستفادة من خبرات رجال البيع أو الوسطاء ،وغيرهم.
-التعرف على الحاجات والرغبات والتنبؤ بها :من األهداف الرئيسية لإلتصال بالمستهلك هو التعرف
عن قرب على الحاجات والرغبات وتوقع تطلعاته المستقبلية بغرض توفيرها .هذا ألن معرفة الحاجات
الحقيقية للزبائن تعد الخطوة الرئيسية نحو توفيرها بالشكل القادر على خلق حاالت الرضا.
-جعل الق اررات تنبثق من رغبات المستهلكين : Customer Driven Decisionsالق اررات التي تتخذ على
أساس الحاجات الفعلية للمستهلك تجعل المنظمة أكثر إستق ار ار وثباتا في السوق .ومن خالل هذا يمكن
للمنظمة تحقيق الحصة السوقية واإلحتفاظ بها وتعزيز المزايا التنافسية للمنتجات والخدمات.
من هنا يتبين بوضوح أن سبل المالئمة لإلستخدام تنبثق أساسا من حقيقة أن المنتجات أو الخدمات
المراد تقديمها للمستهلك يتم انتاجها بناءا على رغباته وحاجاته .لذا يجب أن تنسجم العمليات التشغيلية في
المنظمة مع توفير تلك المتطلبات عن طريق الدقة في التصميم ،Designوالدقة في األداء ،Performance
مما ال شك فيه أن أي منتوج أو خدمة تقدم ألسواق االستهالك يجب أن تتسم بمواصفات أو مقاييس معينة.
وغالبا ما تكون آفاق تعامل المستهلك مع المنتوج في حدود تلك المواصفات أو المقاييس .لهذا يجب أن تتسم
تلك الصفات بالثبات واالستقرار .إال أن صور اإلستقرار والثبات ال تعني عدم التطوير أو التحسين .وعليه،
فإن المرونة التي تتميز بها تلك المواصفات يجب أن تنسجم مع التطورات أو التغيرات في أذواق واتجاهات
المستهلكين .كما يجب توفر قاعدة للتطوير والتحسين المستمر .في إطار إدارة الجودة الشاملة ،يوجد العديد
من المبادئ التي يمكن االرتكاز عليها لتحقيق ذلك وهي:
• االلتزام بمواصفات ومقاييس المنتوج أو الخدمة مع السعي إلحداث التطوير المستمر في كافة
أنشطة وعمليات المنظمة.
137
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
• لكي يتحقق مفهوم "الخطأ الصفري" Zero Defectsيجب اعتماد "مفهوم القيام باألعمال الصحيحة
من المرة األولى" .يساهم العمل وفق هذين المفهومين المنظمة على تقليص التكاليف الناجمة عن عمليات
اإلنتاج ،أو المبيعات ،أو إعادة التشغيل ،وغيرها من المظاهر التي تتسبب في زيادة التكاليف.
• التركيز على عمليات الشراء وفق عقود طويلة األجل مع الموردين على أساس جودة المواد بغض
النظر عن سعرها .وهذا ألن الدراسات تشير إلى أن العيوب الناتجة في اإلنتاج سببها المواد األولية
والعمليات بنسبة قد تصل إلى % 80من مجموع العيوب .نظ ار لألهمية التي تنطوي عليها المواد األولية،
أو المنتجات نصف المصنعة ،أو األجزاء ،فمن الضروري تحسين العالقة مع الموردين Suppliersللحصول
على مواد أولية وفقا للجودة الالزمة.
• اإلهتمام بالتدريب والتطوير المستمر لرفع كفاءة ومهارة القوى البشرية .فالتركيز على هذه الجوانب
يعتبر من األساليب الفعالة لترسيخ سبل النجاح في تحقيق الجودة المناسبة للمنتجات أو الخدمات .من جهة
أخرى ،يجب التركيز على األساليب والبرامج التطويرية التي تساعد على االبتكارات التقنية والفكرية في
مجاالت التطوير المستهدف.
• منح األفراد العاملين حق التصرف واتخاذ الق اررات المتعلقة بالعمليات التشغيلية وإعتبار كافة األفراد
العاملين مسؤولين عن النشاط النوعي كل وفق موقفه في المسؤولية الممنوحة له لتحقيق الجودة أو تطويرها.
• تنمية وتطوير مدخل التكامل في تطبيق وتنفيذ إدارة الجودة الشاملة وتجنب الق اررات غير المستندة
لرؤى واضحة بشأن التكامل العضوي بين مختلف أجزاء النظام التشغيلي للمنظمة .كما يجب اعتماد سبل
التعاون والتنسيق والتكامل البناء في تنشيط كافة األبعاد المرتبطة بفعاليات التشغيل .وهذا ألن الجودة ال
تقتصر على جزء معين من أجزاء المنظمة بل تشمل كافة األجزاء ،على اعتبارها سلسلة متكاملة وكل منها
يساهم في تحقيق الهدف النهائي للمنظمة.
• تعتبر الجودة ميزة تنافسية وتشكل أساس القدرة التنافسية للمنظمة .لهذا فإن تحسين الجودة والسبق
في تحقيقها يساعد المنظمة على تحقيق مزاياها التنافسية وتعزيز مكانتها في السوق.
• االعتماد على مبدأ العمل الجماعي Teamworkوالتخلص من أساليب العمل الفردي وإعطاء
الجماعة وفريق العمل الدور األساسي والفعال في تنشيط وتحسين األداء.
138
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
• اإلهتمام بالموارد المتاحة للمنظمة واستثمارها بكفاءة وفعالية لتعزيز القدرة التنافسية للمنظمة .كما
يجب استخدام وتوزيع الوقت بعقالنية في استغالل الموارد المتاحة لدى المنظمة.
• إستثمار جوانب المعرفة اإلنسانية على المستويين التقني والتنظيمي وتسخير كافة التطورات
التكنولوجية والمعلوماتية في تحسين وتطوير األداء التشغيلي ،وإعتبار ذلك من بين أهم األنشطة في إنجاز
األهداف المرغوبة.
• التأكيد على االستقرار في المواصفات والمقاييس المعتمدة في المنتجات والخدمات وااللتزام بتنفيذها
في إطار التحسين والتطوير المستمر .ويعتبر هذا من المرتكزات األساسية لنجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة
في المنظمة.
تعتبر سيجما ستة ( )Six Sigma 6σمدخال آخر يعتمد بشدة على مبادئ وأدوات إدارة الجودة الشاملة ويقصد
به اإلنحرافات المعيارية الست .وهو نظام شامل ومرن يسعى لتقليل المعيبات والتباين في العمليات ،وبالتالي
تعظيم نجاح منظمات األعمال .يقوم هذا المدخل على أساس الفهم العميق لحاجات الزبون ،وعلى اإلستخدام
المنظم للحقائق ،والبيانات والتحليالت اإلحصائية ،والوعي الكامل لإلدارة ،وتحسين عمليات األعمال .أن
العديد من المبادئ واألدوات الخاصة بمدخل ( )6σله إجراءات شكلية أكثر مما هو لـ "إدارة الجودة الشاملة".
تشكل "سيجما ستة" " "Six Sigmaالطريقة األذكى إلدارة األعمال وتضع الزبائن في المقام األول .كما تعتمد
على إستخدام المعلومات والحقائق من أجل الوصول إلى حلول أفضل .تستهدف جهود سيجما ستة ثالث
مناطق رئيسية:
يمثل التطوير في هذه المناطق توفير مثير في قطاع األعمال ،للبحث عن الفرص لالحتفاظ بالزبائن.
كما يعمل على إقتناص فرص األسواق الجديدة وبناء سمعة جيدة لألداء المتميز في المنتجات والخدمات.
139
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
على الرغم من أنها تتضمن القياس والتحليل للعمليات المتعلقة بالمنظمة ،فإن سيجما ستة ليست
مبادرة للجودة فقط بل هي مبادرة لقطاع األعمال ككل .لتحقيق أهداف سيجما ستة ال يكفي فقط القيام
بتحسينات متزايدة وصغيرة ،بل تتطلب إنجازات كبيرة في كل المجاالت المرتبطة بالعمليات .من وجهة نظر
إحصائية ،يعني تحقيق سيجما ستة أنه يمكن إنجاز العمليات بأقل نسبة خطأ ممكنة.
لكن الرسالة الحقيقية لسيجما ستة هي أبعد من اإلحصاء .سيجما ستة هي إلتزام كلي من اإلدارة
وفلسفة للتميز ،والتركيز على الزبائن ،وتحسين العمليات ،وتفعيل دور القياس بدال من اإلقتصار على
الشعور واإلعتقاد .تستهدف سيجما ستة تحسين مجاالت نشاط المنظمة لتمكينها من مواجهة اإلحتياجات
المتغيرة للزبائن ،والسوق ،والتكنولوجيا لخدمة مصلحة الموظفين والزبائن والمساهمين.
تجدر اإلشارة إلى أن سيجما ستة لم تظهر فجأة ،بل تعود جذورها ألكثر من ثمانين عاما ،انطالقا
من مبادئ اإلدارة العلمية التي تم تطويرها في الواليات المتحدة إلى اإلنجازات الكبيرة في اإلدارة اليابانية
وجهود الجودة الشاملة .لكن التأثير الحقيقي جاء مع موجات التغيير ونتائج التغيير الكاسحة لكبرى الشركات
أمثال جنرال إلكتريك ،وموتوروال ،وأمريكان إكسبرس.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بدلت في تطوير إدارة الجودة إال أنها كانت تركز خاصة على تطوير
البرامج .والمالحظ أن إدارة الجودة فقدت الكثير من الزخم في العديد من المنظمات .لهذا جاءت سيجما ستة
بوجه مختلف لتنطلق عملية التجديد في مجال األعمال .وتوجد ثالث خصائص رئيسية تميز سيجما ستة عن
برامج الجودة السابقة وهي:
أ -تركز سيجما ستة على الزبون .حيث تحرص سيجما ستة بشدة على إرضاء الزبائن الخارجين ،وهذا يمثل
دافعا لجهود التطوير والتحسين.
ب -تؤدي مشاريع سيجما ستة إلى تعظيم العائد على االستثمار .على سبيل المثال ،أدت مشاريع سيجما
ستة في شركة جنرال إلكتريك إلى العوائد التالية مقابل التكلفة:
140
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
جـ -تغير سيجما ستة طريقة عمل اإلدارة .فهي أكثر بكثير من مجرد تطوير المشاريع .يتعلم المدراء
التنفيذيون والقادة في قطاع األعمال مفهوم وأدوات سيجما ستة :منهج جديد للتفكير ،والتخطيط ،اإلنجاز
لتحقيق النتائج .في العديد من الطرق ،تعتبر سيجما ستة أداة لغرز فكرة العمل بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر
على أرض الواقع.
لقد أظهرت سيجما ستة بعض األرقام المبهرة والمؤثرة .ولكن الوصول إلى هذه األرقام يتطلب فرق
عمل مؤسسية بشكل كبير جدا .فهي تبحث عن وضع نظام قادر على تزويد الزبائن باحتياجاتهم في الوقت
الذي يطلبونها فيه .كما تسعى إلى توفير الوقت الالزم للموظفين الخاص بتدريبهم لمواكبة التغيرات المتعلقة
بالعمل بإستخدام الوسائل التحليلية األساسية وأحيانا المعقدة.
تعتبر سيجما ستة حركة تغيير قوية ومؤثرة لكنها ال تتطلب لفهمها وإدراكها مهارات كبيرة أو خلفية إحصائية.
في الحقيقة يمكن تعريف سيجما ستة على أنهاـ:
ال يزال مصطلح سيجما حتى اآلن غير مستخدم بشكل كبير في المحادثات المعتادة .لكن يستخدم الحرف
اإلغريقي سيجما -σ-للداللة على اإلنحراف المعياري .ويعتبر هذا األخير طريقة إحصائية ومؤشر لوصف
اإلنحراف أو التباين أو التشتت أو عدم التناسق بالنسبة لمجموعة من المعلومات ،أو مجموعة من العناصر
أو العمليات .لتوضيح ذلك نقدم المثال التالي:
افترض أن لديك مطعما لصنع البيت از وتقوم بتوصيلها إلى عدد كبير من الزبائن المتواجدين بأماكن قريبة.
بناء على التزامك معهم ،ستصلهم البيت از طازجة وساخنة ما بين الساعة 11.45صباحا والساعة ،12.15أي
في الوقت المحدد إلستراحة الغذاء (حاجة الزبائن) .كما التزمت مع الزبائن بأنه في حال تسليم البيت از قبل
141
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
11.45أو بعد 12.15سيحصلون على خصم مقداره %50في المرة القادمة .حافزك مع موظفيك هو تنفيذ
التزامك خالل المدة الزمنية المحددة للحصول على المكافأة المحددة للطلبات ،ولتحقيق رغبات الزبائن.
لقد تم تطوير مقياس سيجما للمساعدة في تركيز المقاييس على الزبائن في قطاع األعمال
والشركات .معظم المقاييس ،كساعات العمل ،والتكلفة ،وحجم المبيعات تعتبر مقاييس تقليدية تستخدمها
الشركات لتقييم األعمال لكنها لم تكن مرتبطة فعليا برغبات الزبائن أو المقارنة بين العمليات المختلفة.
بإستخدام مقياس سيجما ،أصبح باإلمكان تقييم ومقارنة األداء.
142
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
يبين الشكل رقم ( )5-1التباين في تسليم البيتزا .مع التباين الكبير ،ستصل كثير من طلبات البيت از
إما مبكرة أو متأخرة (المنطقة الداكنة المضللة -يمين ويسار الشكل) ،أي معدل مرتفع لسيجما .وعلى
العكس ،يوضح الشكل رقم ( )5-2توافق معدل تسليم الطلبات مع احتياجات الزبائن خالل المدة الزمنية
المتفق عليها .في هذه الحالة ،من خالل التحكم بالتباين فإن عدد قليل من طلبات البيت از يمكن أن يصل باك ار
أو متأخ ار (المنطقة الداكنة المضللة -يمين ويسار الشكل) .أي أن لسيجما معدل منخفض.
الخطوة األولى في احتساب سيجما أو في فهم أهميتها هي معرفة وتلبية توقعات الزبائن .وفي لغة
سيجما ستة ،تسمى توقعات واحتياجات الزبائن المستويات الحرجة للجودة (.Critical to Quality )CTQs
في مثال البيت از ،إحدى إحتياجات الزبائن هو تسليم الطلبية في الوقت المحدد .قد تتعلق احتياجات
أخرى بدرجة ح اررة البيتزا ،والدقة في الطلب ،والذوق ،وغيرها .في الحقيقة أحد العناصر الرئيسية في سيجما
ستة هي الفهم والتقييم بشكل أفضل لتنفيذ العملية المتعلقة بكل المستويات الحرجة للجودة ،CTQsأي ليس
مستوى أو مستويين فقط.
نحن نستخدم مقياس سيجما ستة من أجل معرفة مدى ضعف أو إتقان عملية األداء وإعطاء كل
شخص طريقة مشتركة إلظهار المقياس .الجدول ( )5-1يلخص مستويات أداء سيجما من خالل توضيح
143
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
عدد العمليات المعيبة التي يمكن أن تحصل من بين كل مليون فرصة أو عملية .أي أن مقياس سيجما هو
مجرد تقدير لعدد العمليات التي يمكن أن تقوم بها.
2-3-5سيجما كهدف
عندما تتجاهل الشركات طلبات الزبائن الهامة ،فهذا يولد منتجات معيبة ،وشكاوي من الزبائن ،وتكاليف.
فكلما زادت كميات المنتجات المعيبة كلما زادت تكاليف تعديلها وزادت معها خطورة فقدان الزبائن .في
الوضع المثالي ،ترغب الشركات في تجنب حدوث العيوب ،ويترتب عن ذلك زيادة التكاليف ورضا الزبائن.
لكن إذا كان للشركة عددا كبي ار من الزبائن فحتما ستحصل بعض المنتجات المعيبة .المشكلة هنا
هي أن العيوب القليلة ال تعني بالضرورة عددا أقل من الزبائن غير السعداء .بل بالعكس ،قد يكون عدد
هؤالء كبي ار .مثال إذا كانت شركة تنتج 250000مصباحا كهربائيا في الشهر وتعمل بدقة نسبتها 99.38
(أربعة سيجما) ،فهذا يعني وجود 1.550زبون غير سعيد كل شهر .هنا نسأل كيف ستتمكن الشركة من
االتصال بهم وتعتذر لهم؟ هذا ما يوضحه الجدول رقم (.)5-1
الدقة هي أحد المتطلبات فقط .إذا كانت الشركة تسلم المصابيح في الوقت المحدد فهذا يعني أنها
ستبقى بنفس مستوى األداء ( ،99.38أو أربعة سيجما) .ويبقى للشركة 1550مصباح معيب كل شهر .لذا
على الرغم أن نسبة الجودة في المصابيح 99.38تبدو جيدة ،إال أنها ليست جيدة للزبائن ( 3000في الشهر
أو أكثر في هذه الحالة) الذين يتأثرون من هذه العيوب.
إذا الهدف من سيجما ستة هو المساعدة في تقديم منتجات وخدمات شبه خالية من العيوب .اإلنطباع
هنا هو عدم وجود عيوب في العمل ،إال أن سيجما ستة تدرك أن هناك إمكانية حدوث العيوب حتى في
144
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
أفضل العمليات أو في المنتجات المصنعة بشكل مميز .فهي تبحث عن نسبة % 99.9997في كل أداء،
بمعنى أن سيجما ستة تضع هدف لألداء بحيث تكون العيوب في كل العمليات غير موجودة تقريبا.
يمكن رؤية تأثير الوصول لسيجما ستة بكل سهولة عندما نقارن األداء بالنسبة لجوانب متعددة في
عملنا في إنتاج البيت از بنسبة جيدة فعال وهي % 99كما يوضح (الجدول .)2-5نالحظ من الجدول ،أن
التعايش مع نسبة جودة % 99فقط يمكن أن يكون لها تأثير هام على مستوى الصف األول/المتدني.
الجدير بالذكر هو أن هدف سيجما ستة طموح خاصة عندما نأخذ بعين االعتبار أنه قبل البدء
بجهود سيجما ستة يجب أن تكون العديد من العمليات في الشركة تعمل بناء على مستوى سيجما ،1و،2
و ،3خاصة في الخدمات غير الملموسة والمجاالت اإلدارية .هذا يعني أنه قد يحصل من 66.000خطأ إلى
700.000خطأ لكل مليون فرصة.
إذا كانت الشركة قادرة على التخلص من نسبة العيوب العالية في الماضي ،هذا ال يعني بتاتا أنها
قادرة على تحقيق نجاح مماثل على المدى الطويل .لقد أظهرت األبحاث أن الزبائن عندما يتعرضون لنتائج
سلبية من المنتجات المعيبة أو العمليات المعيبة فإنهم ال يكتفون بالمراوحة مكانهم والشعور باإلحباط بل
يقومون بالتصرف .وفيما يلي بعض الحقائق عن موجات التأثر الناتجة عن األداء المتدني لسيجما:
-كل زبون غير راض سيخبر من تسعة إلى عشرة أشخاص عن تجربته غير السعيدة ،أو حتى أكثر
في حال كانت المشكلة خطيرة.
-حتى ولو تمت معالجة المشكلة بشكل مرضي ،نفس الزبون سيخبر خمسة من األشخاص.
%31 -من الزبائن الذين يواجهون مشاكل في الخدمة ال يقومون بتسجيل شكاويهم ،ألن ذلك يشكل
عناء كبير بالنسبة لهم ،وألنه ال توجد قنوات إتصال واضحة ،والزبائن يعتقدون أنه ال أحد يهتم بشكاويهم.
145
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
-من بين %31من الزبائن الذين يواجهون مشاكل % 9منهم فقط سيقومون بالتعامل مع الشركة في
أعمال أخرى.
من هنا يتبين أن العيوب يمكن أن تؤدي إلى فقدان الزبائن ،والزبائن المتأثرون سيخبرون آخرين عن
تجربتهم ،مما يجعل من الصعب جدا تجاوز أثر هذه العيوب .بما أن الزبائن لديهم العديد من الطلبات
المتزايدة وفي نفس الوقت غير صبورين ،فإن نسبة العيوب المرتفعة تضع الشركة في موقف خطر جدي.
المحافظة على زبائن سعداء هو أمر جيد ومربح بالنسبة للشركة .لقد أثبتت الدراسات أن زيادة بـ
%5في اإلحتفاظ بالزبائن تظهر زيادة في األرباح بأكثر من .%25كما تشير التوقعات إلى أن الشركات
تخسر حوالي %20-15من العوائد سنويا وأحيانا أكثر من هذه النسبة بسبب العمليات غير الكفؤة وغير
الفعالة .توفر سيجما ستة أهدافا يمكن تطبيقها لكل من المنتجات والخدمات والتي يمكن إنجازها على المدى
القصير ،كما تسعى جاهدة إلى تطبيقها على المدى الطويل لتحقيق أهداف الشركات.
على ما يبدو ،الفرق الهام بين سيجما ستة والبرامج المشابهة في السنوات الماضية هي الدرجة التي تلعب
فيها اإلدارة الدور األساسي في المراقبة المنتظمة والدورية لنتائج البرامج وإنجازاتها .عندما قدم جاك ويلش
برنامج سيجما ستة إلى شركة جنرال إلكتريك ،أخبر المدراء في اإلدارة العليا أن %40من مكافئاتهم السنوية
ستكون بناء على مشاركتهم في إنجاح تطبيق برنامج سيجما ستة .وقد أدى ذلك بالمدراء إلى تبني سيجما
ستة بشكل قوي على مستوى أقسامهم .كما تعززت عملية التدريب في جنرال إلكتريك ،حيث تم تدريب آالف
الفرق في ندوات كبيرة .في نفس الوقت ،شارك المدراء في جنرال إلكتريك في بعض األيام التدريبية وأحيانا
ألسابيع .لكن التدريب لوحده ليس نظاما إداريا .يتطلب النظام اإلداري تحمل مسؤولية النتائج والقيام بعملية
المراجعة المستمرة لضمان هذه النتائج .من خالل المسؤولية والمراجعة الدورية ،يستطيع المدراء بدأ استخدام
سيجما ستة كدليل لقيادة وتوجيه أعمالهم.
يظهر مثال فنادق ستار وود ،التي تمتلك وتشغل فنادق ذات عالمة تجارية مميزة مثل ويستن
والشيراتون ،وعدد من الفنادق الفاخرة والمنتجعات ،كيف أن سيجما ستة أصبحت راسخة في اإلدارة .في ستار
وود ،التي أطلقت أول برنامج لسيجما ستة في قطاع صناعة الضيافة ،يعتبر المدراء على إختالف مستوياتهم
مسئولين عن مجموعة من المعايير المتمثلة في:
146
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
-رضا الزبائن.
-معايير األداء الرئيسية.
-مصفوفة بطاقة األداء المتوازن بالنسبة إلى كيفية سير العمل.
-بيانات الربح والخسارة.
-سلوك وإتجاهات الموظفين.
في االجتماعات الدورية ،يقوم المدراء بمراجعة المعايير األساسية في فنادقهم ويقومون بإختيار
مشروع سيجما ستة جديد يهدف إلى تحسين مستوى المعايير .مثال ،إذا تقدم أحد الضيوف بشكوى فإن إدارة
الفندق ستمنح لفريق سيجما ستة بمعرفة السبب وإتخاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة .أكثر من ذلك ،هو أن
الحلول الجيدة التي يتم تطويرها في أحد فنادق ستار وود وتثبت تأثيرها على تحسين الخدمة ،يمكن نقلها
لتطبيقها في الفنادق األخرى .إن التأثير الجوهري هو جعل سيجما ستة وسيلة لإلستجابة لإلحتياجات الهامة
والملحة لقطاع األعمال وتكريس مفهوم التركيز على خدمة الزبائن في اإلدارة وجعلها ممارسات يومية.
باعتبارها نظاما إداريا ،ال تعني سيجما ستة المدراء الكبار فقط (على الرغم من أهمية دورهم) أو تقاد
من خالل اإلدارة الوسطى (على الرغم من أهمية مشاركتهم) .األفكار ،والحلول ،وإكتشاف العمليات،
والتحسينات التي تظهر من سيجما ستة تأخذ مكانها في الخط األول/األمامي للشركة .أي أن شركات سيجما
ستة تسعى إلى وضع مسؤوليات أكبر بين يدي األشخاص الذين يعملون مباشرة مع الزبائن.
بناء على ما سبق ،يمكن القول أن سيجما ستة هي نظام يجمع بين القيادة القوية وتحفيز وإشراك
القاعدة .باإلضافة إلى ذلك ،فإن فوائد سيجما ستة ليست مادية فقط .األشخاص على مختلف المستويات في
شركات سيجما ستة وجدوا أن الفهم األفضل للزبون ،والعمليات الواضحة ،والمقاييس الهادفة ،واألدوات القوية
للتحسين تجعل من عملهم أكثر فعالية وأقل فوضى وغالبا ما يكون ذي عائد أكبر.
تعتبر سيجما ستة مشروعا لحل المشاكل التي يمكن أن تظهر على مستوى تصميم المشروع أو العمليات.
من المعروف أن اإلستراتيجية الناجحة تقوم بتوجيه طاقات األفراد نحو إيجاد الحلول وتحسين خطوط اإلنتاج
األساسية .من جهة أخرى ،هي توضح للشركات حجم المعلومات والنفقات التي تحتاج إليها.
147
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
إن إستخدام اإلستراتيجية الناجحة لسيجما ستة للتعرف على المشاكل يعتبر خبرة مفيدة لمدراء
الشركات .فهي تدفع المدراء التنفيذيين نحو مجال األعمال ،والتكنولوجيا ،والتصنيع ،والجودة ،واإلنتاج ،ونظام
التسليم .لكن ال تبدأ هذه اإلستراتيجية بعمل ذلك مباشرة ،بل تقوم بوضع عدة أسئلة ذات العالقة للبحث فيها
أوال .فالتعرف على المشكلة شيء يسير ،لكن الكشف عن أسبابها ليس باألمر الهين .فغالبا ما تكون هذه
األسباب مغلفة بتقارير مالية غير دقيقة ،وبيانات غير مناسبة.
لتطبيق اإلستراتيجية الناجحة للوصول إلى جودة سيجما ستة في العملية أو القسم أو الشركة ،نحتاج
ثمانية مراحل أساسية وهي :القياس ،والتحليل ،والتحسين ،والتحكم ،واإلدراك ،والتعريف ،والتقنين والتكامل.
وأكثر هذه الخطوات أهمية هي :القياس ،والتحليل ،والتحسين ،والتحكم ،وسيتم توضيحها فيما يلي:
-مرحلة القياس :تتضمن استعراض أنماط أنظمة القياس وسماتهم األساسية .هنا يجب أن تفهم
الشركات طبيعة وسمات كتابة التقارير وتجميع المعلومات .كما يجب أن تفكر في مكان وجود األخطاء
في القياسات وتأثيرها المستقبلي على نجاح المشروع .زيادة على ذلك ،تقوم الشركات بدراسة تكرار
حدوث األخطاء وقدرات العملية في التحكم.
-مرحلة التحليل :في هذه المرحلة ،تقدم اإلستراتيجية الناجحة طرق إحصاء معينة وبعض األدوات التي
تقوم بعزل المعلومات الحرجة لتفسير العيوب الموجودة بالمنتجات .هنا تتحول المشاكل العملية إلى
مشاكل إحصائية ،ويتركز البحث في اإلجابة عن سؤالين هما :هل المشكلة عرضية أو مستديمة؟ وهل
هي متعلقة بالتكنولوجيا أم بالعملية نفسها؟
-مرحلة التحسين :تركز اإلستراتيجية الناجحة على إكتشاف المتغيرات األساسية التي تسهم في إحداث
المشكلة .تشمل هذه المرحلة عملية تصميم سيجما ستة ،وتصميم المنتجات من بدايتها لنهايتها .وبالتالي
يتم إنتاج منتجات وخدمات ذات سيجما ستة .مثال على ذلك قيام موتوروال بتصميم عملية إلنتاج ''بيجر''
خال من العيوب.
-مرحلة التحكم :في هذه المرحلة ،تضمن اإلستراتيجية الناجحة عدم تكرار حدوث األخطاء والعيوب
من خالل مراقبة العمليات بإستمرار .والمقصود بالعمليات هنا تلك التي تؤدي إلى إبتكار المنتوج
أو الخدمة.
إلدراك الكفاءة الكلية لإلستراتيجية الناجحة ،ال بد من تدريب الموظفين األساسيين عليها وتعريفهم بها
جيدا .أي أنه ال بد من تدريب الموظفين ذوي المهارات العالية ،والذين نسميهم "األحزمة السوداء" ،على هذه
148
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
اإلستراتيجية وأدواتها .كما يجب أن تقود األحزمة السوداء فرق العمل ،خالل هذه المراحل األربعة ،باإلعتماد
على مشروعات سيجما ستة.
إستراتيجية سيجما ستة الناجحة هي عبارة عن طريقة مقننة إلستخدام تجميع معلومات ذات أهمية قصوى
والتحليل اإلحصائي لتحديد مصادر الخطأ وطرق القضاء عليها .وتقضي سيجما ستة من خالل إعتمادها
التام على قياسات األداء ممزوجا بالتحليل اإلحصائي على األخطاء الموجودة في برامج الجودة.
يتم إختيار مشروعات تحسين الجودة التي تستخدم سيجما ستة على أساس التغذية العكسية للزبون
وتوفير النفقات في المستقبل ،وليس على أساس األفكار المشوشة للتحسين المستمر .يتم إعطاء األولوية
للتحسينات ذات الصدى الكبير على قناعة الزبون والمدرة للعوائد .أي أننا نركز تحسيناتنا على ما ُيحدث
أكبر أثر على األعمال .وتتميز سيجما ستة عن غيرها من برامج الجودة بعدم تركيزها على تحسين الجودة
فقط ،بل تسعى لتحقيق الجودة التي تضيف قيمة للزبون وللشركة.
يستخدم منهج اإلستراتيجية الناجحة أدوات لتقليل نفقات التشغيل ،وتحسين الكفاءة ،وتحسين
الهوامش ،وتقصير الفترة التي يستغرقها إنتاج منتوج جديد للسوق ،وتقليل الجرد ،وإجراء المعامالت والصفقات
في وقت أقصر وبأخطاء أقل .وتشبه اإلستراتيجية الناجحة في عملها إلضفاء التحسينات عمل الليزر وذلك
من خالل إستراتيجية قصيرة األمد إلزالة األخطاء وإستراتيجية طويلة األمد لترقية النظام.
تجدر اإلشارة إلى أن إزالة العيوب الحرجة ال يحسن خطوط اإلنتاج األساسية فقط على األمد
القصير ،بل سيضع المرحلة في مسارها الصحيح لترقية كل األنظمة ومن تم تحقيق ربحية أفضل .ويتطلب
تحسين النتائج ضرورة تحسين العمليات التي تبتكر وتولد هذه النتائج .عندما يتحقق كل ذلك ،تكون الشركات
في طريقها لتحقيق سيجما ستة.
يمكننا تجميع العناصر الهامة لسيجما ستة في ست أفكار رئيسية والتي هي بمثابة مبادئ .توضح لنا هذه
األفكار شكل سيجما ستة في الشركات.
149
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
الشركات التي أطلقت سيجما ستة اكتشفت مدى تواضع وقلة فهمها لزبائنها .في سيجما ستة أصبح
التركيز على الزبائن أولوية عليا .على سبيل المثال ،مقياس أداء سيجما ستة يبدأ بالزبون .وتحسينات سيجما
ستة تبرز من خالل تأثيرها على رضا الزبائن والقيمة.
تتبنى سيجما ستة مفهوم "اإلدارة بالحقائق" بمستوى جديد وأكثر قوة .على الرغم من اإلهتمام الذي
أعطي في السنوات الحالية لتطوير نظم المعلومات اإلدارية واإلدارة المعرفية وغيرها ،فإن العديد من الق اررات
بناء على اآلراء واإلفتراضات .في سيجما ستة ،يبدأ النظام بتعريف ما هي المقاييس الرئيسية
ما زالت تؤخذ ً
لقياس وتحديد أداء الشركة ،ومن تم جمع المعلومات ،وبعد ذلك تحليل العناصر األساسية .وهكذا يصبح
باإلمكان تعريف وتحديد المشاكل بشكل فعال أكثر وتحليلها ومعالجتها بشكل دائم.
على المستوى العملي ،تساعد سيجما ستة المدراء على اإلجابة على سؤالين أساسيين لدعم الق اررات
والحلول المعتمدة على المعلومات:
اء كان تركيزنا على تصميم المنتجات والخدمات ،أو قياس األداء ،أو تحسين الكفاءة ورضا سو ً
الزبائن ،أو حتى إدارة العمل ،فإن سيجما ستة تنظر للعمليات كأداة أساسية للنجاح .أحد أهم اإلنجازات
المميزة في جهود سيجما ستة حتى اآلن هو إقناع القادة والمدراء-خاصة في الوظائف والصناعات المعتمدة
على الخدمات -أن إتقان مهارة إدارة العمليات يساهم في بناء الميزة التنافسية في إيصال القيم للزبون.
ببساطة ،تعني هذه الفكرة التصرف بشكل استباقي بدال من االنتظار حتى تصل أو تحدث األحداث.
في العالم الواقعي ،فإن المبادرة في اإلدارة تعني جعل العادات التي كانت منسية غالبا ممارسات إعتيادية.
150
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
تحديد أهداف طموحة ومراجعتها باستمرار ،ووضع أولويات واضحة ،والتركيز على منع حدوث المشاكل بدال
من حدوثها ومن ثم معالجتها ،والتساؤل لماذا نقوم باألشياء بدال من القيام بها بصورة إنقيادية وعمياء.
"الالمحدودية" هي أحد الكلمات السحرية لجاك ويلش من أجل نجاح الشركات .قبل سنوات من
إطالق سيجما ستة ،كان رئيس جنرال إلكتريك يعمل على إزالة العوائق وتحسين أداء فرق العمل في أعلى
وأسفل وعبر الخطوط التنظيمية في الشركة .الفرص التي توفرت من خالل تحسين التعاون بين الشركات
والباعة والزبائن كانت كبيرة جدا .كانت ماليير الدوالرات تضيع يوميا بسبب عدم اإلتصال واالنعزالية .كما
كان ذلك بسبب المنافسة بين المجموعات التي من المفترض أن تعمل من أجل قضية واحدة وهي تقديم
القيمة للزبائن.
كيف يمكن أن تكون متوجها نحو اإلتقان وتتحمل األخطاء في آن واحد؟ في الواقع ،الفكرتان يكمالن
بعضهما البعض .ال يمكن ألي شركة أن تصبح حتى قريبة من سيجما ستة بدون تبني وتطبيق أفكار وطرق
جديدة والتي تتضمن غالبا بعض المخاطرة .إذا كانت الشركات التي تتطلع نحو األفضل تخاف من نتائج
وعواقب األخطاء فإن هذا الخوف سيجعلها ال تحاول أبدا.
تستخدم سيجما ستة مجموعة من التقنيات لتحسين األداء تتضمن معالجات هامة إلدارة المخاطر
وبالتالي يمكن الحد من اآلثار السلبية والعقبات أو الفشل .الفكرة األساسية إذا هي إذا أرادت شركة أن تجعل
من سيجما ستة هدفا لها ،يجب أن تواصل التقدم لتكون بمستوى أكثر من اإلتقان وفي نفس الوقت تقبل فكرة
النكسات والعقبات التي قد تحدث أحيانا ،والقدرة على إدارتها.
يبين الشكل رقم ( )5-3نموذج تحسين مدخل ( )σ6المكون من خمس خطوات إجرائية تقود إلى تحسينات
في أداء العملية .يمكن أن يطبق النموذج على مشروعات تتضمن تحسينات تراكمية على العملية وعلى
مشروعات تحتاج إلى تغييرات جذرية ،مثل إعادة تصميم العمليات الحالية أو تطوير عملية جديدة.
151
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
عرف
قس
حلل
حسن
اضبط
-عرف :Defineحدد خصائص أو مواصفات مخرجات العملية المهمة لتحقيق رضا الزبون وحدد أي
فجوة بين تلك المواصفات وقدرة العملية .لتقديم فرصا للتحسين احصل على صورة للعملية الحالية عن طريق
توثيقها باستخدام مخطط تدفق العملية.
ٍ -ق ْس :Measureقم بقياس أداء العملية الذي يؤثر على الفجوة ،وإختر ما ستقوم بقياسه ،وحدد
مصادر البيانات ،وهيئ خطة لجمع البيانات.
-حلل :Analyzeإستخدم البيانات الخاصة بالمقاييس للقيام بتحليل العملية ،والتي قد تركز على
التحسين التراكمي للعملية أو إعادة تصميم العملية .إستخدم أدوات تحليل البيانات مثل مخطط "،"Pareto
ومخططات السبب-األثر ،وأدوات الضبط اإلحصائي للعملية لتحديد مناطق التحسين الالزمة .سواء كان
إعادة التصميم ضروري أو ال ،ضع إجراءات لتحقيق النتائج المرغوبة.
-حسن :Improveقم بتكييف أو إعادة تصميم الطرائق الحالية لمقابلة أهداف األداء الجديدة ،نفذ
التغييرات.
-اضبط :Controlراقب العملية للتأكد من أن مستويات األداء العالي تمت المحافظة عليها مرة
أخرى .ألجل ضبط العملية يمكن استخدام أدوات تحليل البيانات ،مثل مخططات " ،"Paretoوالمخططات
البيانية ،ومخططات التبعثر ،وأدوات الضبط اإلحصائي للعملية.
152
قياس درجة الجودة Six Sigma الفصل الخامس
في األخير ،نشير إلى أن المبادئ المذكورة أعاله أحيانا يشار لها بـ ( )DMAICبإستخدام الحرف
األول من كل خطوة في النموذج .كما تجدر اإلشارة إلى أن مستخدمي مدخل سيجما ستة الناجحين وجدوا
أنه من الضروري إتباع تلك المبادئ بحسب ترتيبها التسلسلي لتحسين االنحرافات المعيارية وتحقيق األهداف.
153
الرقابة على الجودة الفصل السادس
تمهيد
تعتبر الرقابة على الجودة مجموع العمليات الخاصة بالتفتيش على اإلنتاج في جميع مراحله وتسجيل بيانات
عنه ثم تحليل هذه البيانات .الغرض من هذه العمليات هو تحديد االختالف عن المواصفات الموضوعة،
واستبعاد الوحدات المعيبة ،واكتشاف أسبابها ،ووضع برنامج لمعالجتها .ليست الرقابة على الجودة وظيفة
مستحدثة بل أنها قديمة لكنها تطورت مع اكتساح التكنولوجيا كل مجاالت العمل وارتفاع الوعي لدى األفراد
والمنظمات .لقد أصبحت هذه الوظيفة ضرورة ملحة وملزمة حتى تضمن المنظمة بقائها وإستمرارها.
ال تقتصر الرقابة على الجودة مرحلة من مراحل اإلنتاج أو قسم من أقسام المنظمة بل تتعدى ذلك
لتشمل كل مراحل العملية اإلنتاجية ،ابتداء من المواد األولية إلى غاية وصول المنتوج للمستهلك .وتتحمل
مسؤولية الرقابة على الجودة كل أقسام المنظمة وكل األفراد العاملين فيها باالعتماد على طرق علمية
وعملية .لهذا خصصنا هذا الفصل لضبط مفهوم الرقابة على الجودة ،وأهميتها ،وأهدافها ،ومراحلها .كما
يتطرق هذا الفصل لمهام نظام الرقابة على الجودة ،وأهم الق اررات األساسية التي يواجهها ،وأنواع التكاليف
التي يتحملها.
155
الرقابة على الجودة الفصل السادس
يقصد بالرقابة على الجودة "مدى التزام المنتوج بالمواصفات والرسومات والتصميمات الموضوعة ،أي كلما
كانت التصميمات ومميزات المواصفات موجودة فعال في المنتوج كلما كانت درجة الجودة عالية والعكس
صحيح ،حيث ينخفض مستوى الجودة إذا حدثت إنحرافات بين خصائص المنتوج والمواصفات المطلوبة".
كما تعرف الرقابة على الجودة بأنها "مجموعة من الخطوات المحددة مسبقا والتي تهدف إلى التأكد من أن
اإلنتاج المحقق يتطابق مع المواصفات والخصائص األساسية الموضوعة للمنتوج" .وتتطلب عملية مراقبة
الجودة وضع نظام للتفتيش على نتائج جميع مراحل العملية اإلنتاجية وعلى اإلنتاج النهائي .كما يقوم نظام
التفتيش بتفسير كل البيانات التي تم تسجيلها أثناء عملية المراقبة.
نستخلص من هذا التعريف مجموعة من العناصر والحقائق األساسية المرتبطة بالرقابة على الجودة
والتي نقوم بتوضيحها فيما يلي:
أ -ضرورة توفر خطوات محددة مسبقا وإتباع إجراءات فعالة للتأكد من جودة المنتجات .نجد من بين
هذه اإلجراءات:
-إجراءات خاصة باالختبارات التي يمكن إجراؤها على الوحدات المراد التأكد من جودتها.
-إجراءات خاصة بفحص نظام اإلنتاج بشكل دوري لمعرفة أسباب عدم المطابقة بين اإلنتاج الفعلي
واإلنتاج المتوقع.
ب-هدف الرقابة على الجودة هو التأكد من المطابقة للمواصفات وليس إنتاج مستوى جودة مرتفع ،على
اعتبار أن هذا جزء من نظام إدارة الجودة الشاملة.
جـ -ضرورة وجودة مواصفات محددة للتعبير عن مستوى الجودة .ويقصد بالمواصفات مجموعة من
الخصائص األساسية للمنتوج التي يمكن قياسها والتي قد ال يمكن قياسها.
156
الرقابة على الجودة الفصل السادس
د -وجود نظام للرقابة على الجودة ال يعني عدم وصول منتجات معيبة للزبون ،ألن الرقابة قد تعتمد على
العينات .كما أن نظام الرقابة قد ال يكون هدفه تحقيق الكمال دائما وإنما تخفيض العيوب واألخطاء إلى أقل
حد ممكن.
ه -ال تهتم الرقابة على الجودة بجودة المنتوج النهائي فقط ،بل تهتم كذلك بجودة المدخالت والرقابة على
العملية اإلنتاجية أثناء مراحل التشغيل.
تدخل متغيرات عديدة في العملية اإلنتاجية وتؤثر على جودة المنتج .من بين هذه المتغيرات نجد طبيعة
المواد ،ومدى كفاءة األفراد ،واآلالت المستخدمة في العمليات اإلنتاجية .وبالتالي فإن المراقبة الجيدة على
هذه المتغيرات تضمن ما يلي:
لضمان نجاح النظام الرقابي في تحقيق أهدافه ،يجب العمل على تحليل درجة انجاز هذه األهداف مع
ضرورة إعادة النظر فيها وتحديثها على ضوء النتائج المنجزة .وتسعى الرقابة على الجودة إلى تحقيق
األهداف التالية:
157
الرقابة على الجودة الفصل السادس
-تخفيض نسبة المواد التي يعاد تشغيلها بسبب انخفاض مستوى الجودة.
أ -وضع أنماط الجودة :تتضمن هذه المرحلة تحديد الجودة المطلوبة من ناحية التكاليف ومن ناحية
أداء المنتجات النهائية.
ب -تقييم نتائج إتباع األنماط الموضوعة :المقصود هنا هو مقارنة المنتجات المصنعة بأنماط الجودة
المحددة.
جـ -التصرف :تتعلق هذه المرحلة بإتخاذ اإلجراءات التصحيحية حينما يتجاور إنتاج المنتوج حدود
األنماط الموضوعة.
د-التخطيط للقياس بالتحسينات :تتمثل هذه المرحلة في الجهود المستمرة لتحسين أنماط التكلفة واألداء
بالنسبة للمنتجات النهائية.
أ -الناحية األولى :تتمثل في التوزيع الواسع لمسؤولية تحقيق جودة المنتجات ،وهذا األمر يدخل ضمن
العالقات اإلنسانية.
ب -الناحية الثانية :تقوم على تحقيق مطالب المستهلكين نحو زيادة الدقة في جودة المنتجات ،وهذا أمر
يدخل في نطاق المسائل التكنولوجية .ويوجد حاليا في الصناعة إتجاه لمعالجة الرقابة على الجودة في إطار
تكامل األنشطة المختلفة .ويوضع هذا التكامل في برنامج إداري للمصنع بغرض تحقيق المزايا اآلتية:
-تحسين تصميم وجودة المنتجات.
-تخفيض تكاليف وخسائر التشغيل.
-رفع مستوى معنويات العاملين.
-تقليل نقط االختناق على طول خطوط اإلنتاج لتجنب تراكم المنتجات الذي يعرقل استمرار عمليات
اإلنتاج.
158
الرقابة على الجودة الفصل السادس
تواجه إدارة الجودة مجموعة من الق اررات اإلستراتيجية تتعلق بتحديد دور جودة المنتوج في تحسين الوضع
التنافسي للمنظمة في السوق وتحديد مواصفات المنتجات التي ترغب المنظمة في توفرها .كما تواجه إدارة
الجودة ق اررات أخرى يتوجب على األقسام المعنية اتخاذها ،ومنها:
أ -ما هي النقاط في مرحلة اإلنتاج التي تقوم عندها باختبار مستوى الجودة ،خاصة أن اإلنتاج عادة ما
يتم على مراحل مختلفة .لذلك ستكون إدارة الجودة أمام مجموعة من البدائل:
-إجراء فحص كل المواد الخام واألجزاء الداخلة في العملية اإلنتاجية ،بمعنى أن يتم فحص كل
المدخالت ابتداء من أول خطوة في العمليات اإلنتاجية.
-إجراء الفحص قبل مراحل اإلنتاج ذات التكلفة األعلى ،أو ذات القيمة المضافة األكبر أو ذات
اإلستثمار األكبر.
-أن يتم الفحص قبل المراحل الحرجة التي يصعب بعدها القيام بإصالح العيب في حال إكتشافه.
-يجب إجراء الفحص قبل المراحل التي من المعتاد أن ترتفع فيها نسبة التالف.
-إجراء الفحص بعد إتمام كل العمليات اإلنتاجية ،أي بعد فحص المخرجات النهائية.
ب -اختيار أسلوب الفحص الواجب إتباعه .هنا نكون أمام خيارين:
-فحص كل الوحدات التي تتم الرقابة على جودتها ،وهو ما يعرف بـافحص الشامل )،(%100
-فحص بعض الوحدات التي تتم الرقابة على جودتها ،وهو ما يعرف بأسلوب العينات.
جـ -اتخاذ اإلجراء المناسب للمنتجات المعيبة .هنا سنكون أمام مجموعة من الخيارات:
-اإلعتمادية.
-القابلية للصيانة بسهولة.
-اإلستم اررية على مستوى معين في الجودة.
ه -تحديد درجة تك اررية عملية القياس والفحص .توجد نظم إنتاج بطبيعتها مستقرة أي يمكن تك ارر نفس
عملية الفحص والقياس عليها .كما توجد نظم إنتاج غير مستقرة بطبيعتها أي ال يمكن تكرار نفس
عملية الفحص والقياس عليها.
و -رسم حدود المطابقة للمواصفات الخاصة بتصميم المنتوج .هنا ال بد من تحديد درجة مطابقة المنتوج
مع المعايير والمواصفات الموضوعة .بطبيعة الحال ،قد نكون أمام مطابقة كاملة أو مطابقة نسبية.
ز -تصميم الخطط اإلحصائية الخاصة بالرقابة على الجودة سواء كان ذلك قياسا للمتغيرات أو
للمواصفات .كما يجب اختيار األسلوب األنسب ،سواء استخدام عينات القبول أو الرقابة على
العملية.
يمكن إدماج المهام التي تنطوي عليها الرقابة على الجودة في العمليات اإلنتاجية.
تنطوي على تحديد ووضع أنماط الجودة من حيث التكلفة واألداء لمنتوج ما مع ضرورة تفادي المصادر
المحتملة للمشاكل الصناعية قبل البداية الرسمية لإلنتاج .فالوسائل التي تستخدم للرقابة على التصميم الجديد
تتناول المسموحات التي يمكن التجاوز عنها ،وتحليل المنتوج واإلجراءات الخاصة بإختيارها ،ووضع
المواصفات وتحليلها .كما يجب التأكد من أن المقومات المختارة لتسهيل اإلنتاج تؤدي إلى صناعة األجزاء
والقطع وفقا للجودة الموضوعة .باإلضافة إلى ذلك ،يجب تحديد مستويات الجودة واالستعانة بالدراسات التي
تحدد مدى الدقة في العمليات اإلنتاجية.
يتم استالم األجزاء والقطع التي تم صناعتها حسب أنماط الجودة وتخزينها شريطة أن تتطابق مع المواصفات
الموضوعة لها .ويمكن التمييز بين مظهران للرقابة على المواد:
160
الرقابة على الجودة الفصل السادس
-الرقابة على المواد واألجزاء والقطع التي يتسلمها المصنع من مصادر خارجية.
-الرقابة على المواد واألجزاء والقطع التي تنتجها األقسام الصناعية األخرى لنفس الشركة أو تنتجها
األقسام األخرى من المصنع.
تشمل الوسائل التي تستخدم في الرقابة على المواد السجالت الخاصة ،وإجراءات الحصول على
أجهزة القياس الالزمة ،و وسائل التفتيش االقتصادية ،وعينات قياس األداء ،وحق التفتيش.
تتطلب الرقابة على المنتجات تعليم العمال وتدريبهم ،وتزويدهم بالتعليمات الضرورية .كما تستدعي هذه
العملية إستخدام الدراسات لتحقيق مدى الدقة في العمليات والعينات ،واإلستعانة بالخرائط التي تبين طريقة
الرقابة ،إلى جانب منح المكافآت التشجيعية لتحقيق الجودة المطلوبة.
تشمل الرقابة على المنتجات الرقابة على األجزاء ،والقطع المنتجة ،وتجميعها في األماكن المخصصة
لها ،وتصحيح االنحرافات عن المواصفات الموضوعة للجودة .وتوجد وسيلتان للرقابة على المنتجات وهما:
أ -الرقابة على األجزاء والقطع المكونة للمنتجات أثناء مرورها في اآلالت وفي العمليات.
ب -الرقابة على عمليات تجميع وتغليف مجموعات اإلنتاج.
4-6الدراسات الخاصة
تنطوي الدراسات الخاصة على االستقصاءات واالختبارات لتحديد مواقع إنتاج السلع المعينة وتحديد أماكن
تحسين مميزات جودة المنتجات .وتتكون الوسائل التي تستعين بها الدراسات من الوسائل النمطية المستخدمة
في مهام الرقابة على الجودة والتي سبق اإلشارة إليها.
تتوقف التفاصيل الفعلية لمهام برنامج ضبط ومراقبة الجودة على ظروف اإلنتاج .فالشركة التي
تشتري القطع واألجزاء والمواد ثم تقوم بتصنيعها عن طريق اآلالت والعمليات ،هي في الواقع تطبق في
برامجها المهام األربع للرقابة على الجودة .كما تقوم بعض المصانع بمهمة ضبط الجودة على المنتجات فقط،
في حين تقوم مصانع أخرى بمراقبة المواد الداخلة والمنتجات في آن واحد ،كما هو الحال في الصناعات
الكيماوية.
161
الرقابة على الجودة الفصل السادس
يدخل التخطيط في ضبط الجودة ،وفي إعداد الجداول الزمنية لتحميل اآللة ،وفي تحديد االحتياجات
الصناعية .لكي نضمن نجاح أي برنامج ،يجب أن نفكر في العناصر التي تكونه .في هذا السياق ،توجد
عناصر للمراقبة على الجودة إذا ما أحسنا توزيعها وإدارتها فإننا نتحصل على الجودة المطلوبة.
يجب دراسة طريقة أداء العامل لعمله بحسب الشروط المطلوبة في المنتوج .هنا يجب االستعانة بالعينات
الصغيرة لقياس الطريقة التي يوزع بها العمل داخل الحد األدنى والحد األقصى للشروط الواجب تحقيقها في
الشكل النهائي للمنتوج.
2-7الشروط الهندسية
يجب أن نحدد التجاوز المسموح به في إنتاج المنتوج حسب الشروط الهندسية وفي نفس الوقت يجب إنتاج
منتوج يقبله الزبون ويحقق رضاه ،أي بالجودة التي يطلبها.
تتضمن اإلجراءات الموضوعة المراحل التي تتم وفقها عملية التفتيش والتنظيم والتتابع .كما يجب تحديد
أعمال التفتيش والمراجعة وفرض الرقابة عليها.
تتناول هذه المسألة تحديد مدى الدقة التي بمقتضاها يمارس المفتش أو المراجع المهام الواقعة على عاتقه.
زيادة على ذلك ،يجب القيام بالمراجعة العامة لمهمة التفتيش ذاتها.
يجب أن تشمل عملية الصيانة معدات وأجهزة التفتيش واختبارها للتأكد من دقتها وفرض الرقابة عليها.
162
الرقابة على الجودة الفصل السادس
من الضروري تحديد نسبة العيوب المسموح بها في المنتوج الذي يشحن للزبون .ويتم ذلك بناء على تقارير
أنماط الجودة الموضوعة واالنحرافات التشغيلية التي نستعين بها في أعمال التفتيش المختلفة.
7-7تصرف الزبون
المقصود بهذه المسألة دراسة رد الفعل الذي يحدثه المنتوج في نفس الزبون .ويتطلب هذا األمر مراجعة
شكاوي الزبائن ومطالبهم المتعلقة بالشروط الهندسية ضمن العيوب المسموح بها .المالحظ أن الواجبات
والمسؤوليات المذكورة تقع على عائق إدارة مراقبة الجودة .لكن هذا ال يعني أنها ال توزع في عدة حاالت على
اإلدارات األخرى .كما يجب على اللجان المعنية بمراقبة الجودة العمل على تحقيق التنسيق بين األقسام
المختلفة .زيادة على ذلك ،من الضرورة أن تقوم هذه اللجان بعقد اجتماعات دورية مع اإلدارة العليا لضمان
الحصول على تأييدها واإلسترشاد بإتجاهاتها في المهام التي تقوم بها.
8-7المعلومات الصناعية
يجب القيام بالمراجعة الدورية على الملفات ومصادر المعلومات التشغيلية أو الصناعية ،على اعتبار أنها
أعمال روتينية .ويجب أن تتم هذه المراجعة باالشتراك مع استقصاءات الرقابة والحصر اإلنتاجي .وقد وضع
نموذج تنظيمي لوظيفة تخطيط الرقابة على الجودة من خالل تقسيمها إلى ثالث عناصر رئيسية ،وهي:
أ -القبول :يتضمن العمل اليومي لقياس المنتوج والحكم على مدى مطابقته لألنماط الموضوعة .وتسجل
كل البيانات الخاصة بالمنتوج لتقرير قبوله من عدمه .وقد يشمل هذا العمل بعض الوظائف الثانوية كصيانة
أجهزة القياس.
ب -الرقابة :تتضمن هذه الوظيفة أعمال الرقابة على الجودة بمظاهرها المختلفة كالدراسات االقتصادية،
واستخدام الوسائل اإلحصائية ودراستها ،واإلشراف على عملية التدريب.
ج -الضمان :يتناول مختلف المعلومات المتعلقة بالجودة وعرضها وتوزيعها على جميع األفراد
المختصين العاملين في مستويات اإلشراف المختلفة.
163
الرقابة على الجودة الفصل السادس
يقصد بها التكاليف المطلوب تحملها ليبلغ المنتوج الجودة المحددة .وتشمل هذه التكاليف ما يلي:
1-8تكاليف الوقاية
أ -تكاليف تخطيط الجودة :وهي التكاليف التي تنفق على التخطيط لتطبيق نظام الجودة في التصنيع.
ب -تكاليف مراقبة العمليات :وهي التكاليف التي تصرف على عمليات دراسة وتحليل عمليات اإلنتاج
بهدف مراقبة والتحكم في جودة المنتجات.
جـ -تكاليف تطوير أجهزة ومعدات ضبط الجودة وصيانتها :وهي التكاليف المرتبطة بتطوير ،وتحسين،
وصيانة معدات ضبط الجودة.
تشمل المصاريف المتعلقة بعمليات االختبار والكشف لتقييم مستوى الجودة الفعلي ،والتحقق من مدى مطابقة
المنتجات للمواصفات المطلوبة .تتكون هذه التكاليف من العناصر التالية:
164
الرقابة على الجودة الفصل السادس
3-8تكاليف المعيب
4-8التكاليف الكلية
تتمثل في مجموع تكاليف المجموعات الثالث السابقة ،وهي تكاليف الوقاية ،وتكاليف الكشف واالختبار،
وتكاليف المعيب.
165
الرقابة على الجودة الفصل السادس
يتطلب الوصول إلى الجودة العالية تحمل تكاليف عالية .كما تتسبب الجودة المنخفضة في تكاليف
عالية أيضا .لكن الجودة المثالية التي تقع بين الجودة العالية والجودة المنخفضة هي التي تتحقق بأقل قيمة
من التكاليف الكلية .والشكل ( )6-1يبين التكاليف المرتبطة بالجودة .نستخلص من هذا الشكل ما يلي:
-عندما تزداد تكاليف الوقاية على العمليات في المنظمة ،يرتفع مستوى الجودة حتى يبلغ نسبة المعيب
الصفري ( ،)% 0أي أعلى مستوى للجودة.
-عندما ينخفض مستوى الجودة ليصل إلى % 100معيب فإن تكاليف المعيب تصل إلى أقصى
قيمتها ،أي أن كل المنتجات معيبة ومرفوضة .وعندما يرتفع مستوى الجودة وتنخفض نسبة المعيب حتى
تصل إلى الصفر ،تصبح تكاليف المعيب صفرية.
-عندما تكون الجودة منخفضة أي % 100معيب ،أي أننا لم نصرف أي مبلغ على عمليات الكشف
واالختبار ،في هذه الحالة تكون تكاليف الكشف واإلختبار صفرا .وعندما يرتفع مستوى الجودة ،يعني إرتفاع
تكاليف الكشف واإلختبار حتى تصل إلى أعلى قيمة لها ،عندها تكون نسبة المعيب صفرية ،وال يستدعي
األمر القيام بعمليات الكشف ألن كل المنتجات سليمة.
166
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
تمهيد
شهدت العقود الثالثة الماضية اهتماما كبي ار ببحوث اإلدارة سعيا إليجاد أسلوب إداري جديد يصلح
للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه المنظمات على اختالف نشاطاتها .من بين األساليب التي انتشرت
بسرعة مذهلة هي فكرة حلقات تحسين الجودة اليابانية والتي تمثل أبرز إنجازات اإلدارة اليابانية ،حيث تميزت
بقدرتها وفعاليتها في تحقيق أهداف تحسين الجودة ورفع اإلنتاجية.
لقد ركز مدخل إدارة الجودة الشاملة على تحقيق العمل الجماعي وبصفة خاصة عن طريق تكوين
حلقات الجودة إلكتشاف المشاكل وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة إلزالتها .في هذا اإلطار ،يتناول هذا
الفصل التطور التاريخي لحلقات تحسين الجودة ،وخصائصها ،وكيفية تكوينها وتنظيمها .كما سيبحث هذا
الفصل في اهتمامات حلقات تحسين الجودة ،وأهدافها ،والمشاكل التي تواجهها.
168
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
مما ال شك فيه ،أن التطور الذي عرفه الفكر اإلداري خالل العقود الثالثة الماضية قد أحدث ثورة في
أساليب إشراك العاملين في إدارة المنظمة .من بين أشكال المشاركة نجد األسلوب الذي أدخلته اإلدارة
اليابانية خالل ستينيات القرن الماضي حلقات تحسين الجودة أو حلقات السيطرة النوعية .جاء هذا األسلوب
اإلداري في اليابان باألساس لعالج مشكل انخفاض جودة المنتجات بعد الحرب العالمية الثانية والذي أدى
إلى انخفاض حجم المبيعات .ولهذا أعطت الحكومة اليابانية أهمية بالغة لمعالجة مشكلة الجودة.
في 1945قدم العالم ج .جوران Joseph Juranالعديد من األفكار عن كيفية إدارة جودة المنتجات.
كما قدم الباحث ك .إيشيكاوا K. Ishikawaدعما لتطبيق تلك األفكار .إال أن التدريب على تحسين الجودة
اقتصر في بداية األمر على المشرفين ومهندسي اإلدارة الوسطى وذلك وفقا لفلسفة اإلدارة األمريكية القائمة
على مبدأ تقسيم العمل بين اإلدارة والعمال .لكن كان هذا المبدأ يتعارض مع فلسفة اإلدارة اليابانية التي من
مبادئها إشراك الجميع في اإلدارة .في نظر اإلدارة اليابانية ،تحسين الجودة هي مسؤولية الجميع في المنظمة
وال يقتصر على فئة دون األخرى .لهذا أصبح التدريب ال يشمل اإلدارة الوسطى والعليا فقط بل امتد إلى
المستويات الدنيا لإلدارة.
نتيجة للنجاحات التي حققها تطبيق مفهوم تحسين الجودة في المؤسسات اإلقتصادية اليابانية،
أدخل هذا األسلوب في المنظمات اإلقتصادية األمريكية والعديد من الدول في العالم .وهكذا أصبح أغلب
رجال اإلدارة على إتفاق اليوم على أن حلقات الجودة من اآلليات الفعالة في المنظمة لضمان التحسين
المستمر للنوعية .وتعتبر هذه الوسيلة من أكثر األساليب اليابانية في اإلدارة التي نالت إهتماما واسعا في
الدراسات اإلدارية الحديثة.
بحلول ،1962تولى اليابانيون معالجة مشكالت الجودة عن طريق فرق أو مجموعات صغيرة غير رسمية
من العاملين إتخذت العديد من التسميات مثل حلقات الجودة ،أو حلقات الرقابة على الجودة ،أو حلقات
فرد ،ويبلغ عددها
السيطرة النوعية أو حلقات تحسين الجودة .يتراوح عدد أفراد الحلقة الواحدة من 5إلى 10أ ا
اليوم في الصناعة اليابانية مئات اآلالف.
169
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
يعرف أستاذ إدارة األعمال هيروتاكا تاكوتشي Hirotaka Takeutchiحلقات الجودة بأنها مجموعة
من العاملين تتطوع لدراسة وحل مشكالت العمل .كما تعرف حلقات الجودة بأنها "مجموعة صغيرة من
العاملين يؤدون عمال متشابها أو مترابطا يتقابلون بشكل دوري بهدف تحديد وتحليل وحل مشكالت الجودة
والنتائج وتحسين األداء".
تعرف حلقات الجودة أيضا بأنها" :جماعة طوعية من األج ارء ينتمون إلى نفس اإلدارة أو إلى إدارات
مختلفة ويشغلون وظائف متماثلة ،يجتمعون بصورة منتظمة في مكان العمل لمعالجة مشاكل النوعية في
المنظمة ويقترحون الحلول المالئمة لها" .من جهته ،يعرف و .ريكـر W. S. Riekerحلقات الجودة على
أنها" :مجموعة من العاملين في اختصاصات متشابهة أو متماثلة يعملون طواعية ويلتقون وفقا لرغبتهم
أسبوعيا لمناقشة المشكالت النوعية وإيجاد الحلول المناسبة لها وإتخاذ اإلجراءات التصحيحية لمقابلة
اإلنحرافات".
من الواضح أن التعاريف السابقة لحلقات الجودة تؤكد على احتوائها مقومات عديدة لتحسين عمل
المنظمات .ويمكن إيجاز هذه المقومات فيما يلي:
-تقوم حلقات تحسين الجودة على أساس مجموعة من العاملين ،حيث تعبر هذه المجموعة عن ذاتها
في عملها وال تخضع لمسؤول مباشر عنها .لكن تعمل هذه المجموعة تحت إشراف وتوجيه رئيس اإلدارة التي
تنتمي إليها والذي يعد عضوا مشرفا على حلقة الجودة.
-العمل في حلقات الجودة طواعية بإرادة العاملين دون أن يفرض عليهم.
-لقاءات حلقات الجودة دورية وغالبا ما يكون اللقاء لمدة ساعة في كل أسبوع .كما أن هذه اللقاءات ال
تعقد لبحث مشكالت الجودة فقط.
-حلقات الجودة ليست هي لقاءات لمناقشة ومعالجة إفتراضات معينة أو بدائل مطروحة للتطبيق من
قبل اإلدارة .في الحقيقة ،هي دراسات مستمرة لتحديد اإلنحرافات ومعالجتها ومناقشة السبل الكفيلة بالتطوير.
باإلضافة إلى ذلك ،تقوم حلقات تحسين الجودة اليابانية على اإلفتراضات اإلنسانية التالية:
-األخذ في اإلعتبار العالقات اإلنسانية في العمل من مقومات الجودة الشاملة ،حيث تمكن الموارد
البشرية من اإلبداع ،والقدرة على إصدار األحكام ،وزيادة درجة اإللتزام ،وغيرها.
-كل عامل مسؤول عن عمله ويرغب في اتمام عمله بكفاءة.
170
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
-كل عامل خبير في إكتشاف وحل مشكالت الجودة المتعلقة بعمله ،وبالتالي فهو أدرى بالتحسينات
التي يتطلبها عمله.
-تأتي التحسينات في الجودة من أفراد ذوي تدريب وإلتزام.
هناك العديد من األهداف التي يسعى برنامج حلقات تحسين الجودة إلى تحقيقها .بهذا الصدد ،حدد
إشيكاوا ،الذي يعتبر من المؤسسين البارزين لفكرة حلقات الجودة ،األهداف الستة التالية:
يمكن حصر خطوات تكوين حلقات تحسين الجودة في ثالثة مراحل :التخطيط ،والعضوية ،والتدريب.
1-4مرحلة التخطيط
تتجسد مرحلة التخطيط إلنشاء حلقات الجودة في قيام اإلدارة العليا باتخاذ الق اررات الفنية الخاصة بعملية
إنشاء حلقات تحسين الجودة .وتتضمن هذه المرحلة القيام بما يلي:
-إختيار المستشار الخارجي الذي يقوم بمساعدة اإلدارة العليا على إدخال نظام حلقات الجودة.
-تكوين لجنة من داخل المؤسسة لإلشراف على هذا النظام يترأسها أحد المسؤولين من اإلدارة العليا.
تتمثل مهام هذه اللجنة في :تحديد القواعد التنظيمية العامة للحلقة ،تحديد األسس التي تعتمد للتحكم في درجة
171
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
نجاح عمل الحلقات ،إختيار منسق كل حلقة والمنسق العام الذي يتولى اإلشراف على كل حلقات الجودة في
المنظمة.
-تكوين األجهزة اإلدارية التي تساعد الحلقات على أداء مهامها.
2-4مرحلة العضوية
تتميز مرحلة العضوية بكونها تأخذ فترة زمنية طويلة قد تمتد إلى ثمانية أسابيع حتى تتكون الرغبة الحقيقية
لدى العاملين في العضوية .تبدأ العملية بانضمام بعض العاملين إلى حلقات الجودة والتزامهم بالعضوية
بطريقة طوعية ،حيث أن االنتماء لحلقات الجودة أساسه الدافع القوي إلى االنتماء بدون تأثير ضغوط نفسية
معينة .الهدف من ذلك هو تفادي تشكيل وحدات فارغة من المحتوى.
بعد تشكيل حلقات تحسين الجودة ،تعقد لقاءات دورية غير رسمية تكون بين مديري األقسام ومنسقي
الحلقات والعاملين ،وتكون فرصة للمناقشة والحوار حول أهمية المشاركة في إتخاذ الق اررات وتقديم األفكار.
بعد ذلك ،يلتقي قادة المجموعات مع كل موظف على حدة ليحدد رغبته في العضوية ،ويقدم له نشرات
تتضمن فلسفة وفكرة الحلقات ،وبذلك يتم تشكيل هذه الحلقات.
3-4مرحلة التدريب
الهدف من تدريب أعضاء حلقات الجودة هو الحفاظ على فعالية هذا التنظيم في حل مشاكل الجودة .يتم
التدريب على أساليب معالجة المشاكل التنظيمية ومختلف الوسائل المتعلقة بقياس النوعية ،مثل استخدام
األساليب والخرائط اإلحصائية ،وسحب العينات ،وتجميع البيانات والمعلومات وتنظيمها وتحليلها وفقا ألحدث
األساليب والسبل اإلحصائية .من بين األساليب المستخدمة في حل المشكالت النوعية والتي يجري تدريب
حلقات الجودة عليها نجد:
-تحليل باريتو الذي يتعلق بتحديد المشاكل التي تمثل أهمية أكبر من غيرها حتى يتم التركيز عليها قبل
غيرها في حال وجود مشاكل متعددة ،أو تحديد النسبة األكبر من العيوب لكي يتم معالجتها.
-مخطط السبب واألثر الذي يهتم بإدراج كل المسببات التي يمكن أن تؤدي إلى مشكلة معينة أو عيب
معين .بعد ذلك تعالج األسباب وتقيم النتائج قبل أن يتم تبني أحد هذه العالجات المقترحة.
172
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
-إنتساب الفرد إلى حلقات الجودة يكون إختياري ،حيث أن المنتسبين لديهم الحرية المطلقة في
اإلنتساب واإلنسحاب من حلقات الجودة.
-يجب أن يتأكد المدير أنه ال يوجد إنتماء إلى حلقات الجودة تحت تأثير أي ضغط نفسي.
-تتمتع حلقات الجودة بالدعم المالي والمعنوي ،حيث أن اإلدارة العليا تتحمل كافة المصروفات ،وتنفذ
التوصيات التي تتخذها حلقات الجودة ،وتعمل على رعاية برامج التدريب.
-تنعقد جلسات حلقات الجودة عادة بعد إنتهاء ساعات العمل الرسمية مباشرة.
-لكل حلقة جودة قائد يكون عادة من بين أحد المشرفين المباشرين لمجموعة العاملين المنتسبين إلى
الحلقة .لكن هذا ال يمنع من أن يكون قائد الحلقة من العاملين أنفسهم ويشترط أن تتوفر فيه الصفات
والمهارات القيادية التالية لضمان فعالية حلقات تحسين الجودة:
-مؤمن بدور الموارد البشرية.
-حسن السيرة ومستمع جيد.
-مستعد للتطور ومبدع ومجدد.
-قادر على التفاوض ومعالجة النزاعات.
-لديه القدرة على تفويض السلطة ،أي لديه ذهنية ال مركزية.
-القدرة على تطوير اآلخرين وتشجيعهم على المشاركة في إتخاذ الق اررات.
-لحلقات الجودة الحرية الكاملة في إختيار الموضوعات والمشكالت التي يرغب أعضائها في مناقشتها
وتحليلها ،شريطة أن تكون هذه الموضوعات ذات العالقة بمشكالت اإلنتاج والعمل.
-تقديم المكافآت التشجيعية ألعضاء حلقات الجودة.
-يتلقى أعضاء الحلقة تدريبا مستم ار على مفاهيم الرقابة على الجودة وأساليب حل وتحليل المشكالت.
يتطلب أداء حلقات الجودة لعملها بكفاءة وجود هيئات تنظيمية أساسية ،وتحدد فيما يلي:
173
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
-لجنة التوجيه :تتضمن المسؤولين الرئيسيين على مستوى اإلدارات التي تتكون منها حلقات الجودة.
تعتبر هذه اللجنة هيئة التفكير المركزية واتخاذ الق اررات ،حيث يتم على مستواها إتخاذ الق اررات بتكوين حلقات
الجودة وتحديد أهدافها .كما أن ترقية حلقات الجودة يتم تحت رعاية هذه الهيئة.
-لجنة التنسيق :تشكل هيئة عمل تتولى معالجة جزء مهم من مشاكل حلقات الجودة .كما تقوم هذه
اللجنة بمتابعة أعمال حلقات الجودة وحل النزاعات التي يمكن أن تنشأ بينها.
-المنسق أو المسهل :تكمن وظيفته األساسية في ضمان العالقة بين القاعدة وسلطة التدرج ،وتدعيم
عمل المنشطين لمختلف حلقات الجودة طوال فترة حياتها .يعتبر المنسق بمثابة المستشار الداخلي الذي يتم
الرجوع إليه ،في حال وجود مشكل أو تساؤالت تتطلب الحل.
-المنشط :قد يكون المنشط الرئيس األعلى لألعضاء .كما يمكن أن يتفق األعضاء على اختيار
المنشط من بينهم .يتمثل دوره في تكوين حلقة الجودة ،وتكوين األعضاء ،وتنشيط وتوجيه النقاش ،وتحديد
أهداف اللقاءات.
-األعضاء :ينتمي األعضاء إلى الحلقة بكل حرية .ومن حق أي عضو اإلنسحاب منها متى شاء.
ويشترط أن يكون األعضاء ينتمون إلى نفس وحدة العمل أو أنهم يمارسون أعمال مرتبطة ببعضها البعض.
وتكون مساهمة األعضاء في عمل الحلقة بصورة مستمرة.
تتميز حلقات الجودة في األشهر األولى من إنشائها بحماس قوي لدى أعضائها ،حيث تكون مساهمتهم في
معالجة المشاكل بمستوى أداء مرتفع .يتولى أعضاء الحلقة معالجة المشاكل البسيطة والمستعجلة التي لم تتح
لهم الفرصة لمعالجتها من قبل .لكن بعد مرور فترة زمنية معينة ،تبدأ حلقات الجودة في مواجهة حل مشاكل
تنظيمية أكثر تعقيدا ،وقد يؤدي هذا إلى بروز العديد من المشاكل ،الشيء الذي قد يؤول إلى فشلها .وقد قام
العديد من الباحثين بالبحث في أسباب فشل هذه الحلقات ،حيث وصل الباحث ديسلر Desslerالى حصر
مجموعة من المشاكل التي تعترض حلقات الجودة وحاول تقديم الحلول المالئمة لها:
-وجود نقص لدى العاملين في فهم فلسفة حلقات الجودة ،فغالبا ما يعتبرون برامج حلقات الجودة ال
تختلف عن البرامج اإلدارية األخرى التي كثي ار ما تتبناها اإلدارة ألجل رفع الكفاءة اإلنتاجية .لعالج ذلك
يتطلب ،األمر إقناع العاملين بأن العائد المحقق من تطبيق حلقات الجودة سيفوق التضحيات ويعود عليهم
وعلى المنظمة.
174
حلقات تحسين الجودة الفصل السابع
-قد ينعدم التجانس بين اإلدارة وحلقات الجودة ،حيث كثي ار ما يشكوا أعضاء حلقات الجودة من تجاهل
اإلدارة لألفكار التي يقدمونها وعدم التعامل معها .لحل هذا اإلشكال يجب انتهاج الحوار البناء بين اإلدارة
واألفراد.
-قد تخرج حلقات الجودة عن نطاق تخصص أعضائها عند تحديدها للمشاكل التي تخضع للنقاش،
حيث تلجأ إلى مناقشة بعض المشاكل التي تكون خارج نطاق خبرة أعضاء الحلقة .لتفادي هذه المشكلة يجب
توفر قيادة فعالة للحلقة.
-قد تناقش حلقات الجودة بعض المشاكل المعقدة التي تفوق قدرات أعضائها .يمكن حل هذا اإلشكال
بإستدعاء بعض الخبراء المتخصصين.
-قد تكون برمجة انعقاد حلقات غير مالئمة ،ما يؤدي إلى تعارض موعد إنعقاد الحلقات مع جداول
اإلنتاج والعمل بالنسبة لألعضاء .لهذا يجب مراعاة توقيت إنعقاد حلقات الجودة.
بالرغم من المشاكل التي تعترض حلقات تحسين الجودة ،أثبتت هذه األداة التنظيمية فعاليتها في
العديد من المنظمات وفي العديد من الدول .وتعتبر التجربة اليابانية رائدة في حلقات الجودة ،حيث كان
تأثيرها واضحا على اإلنتاجية واألرباح وزيادة درجة الوالء للمنظمة.
175
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
تمهيد
على الرغم من أن مدخل إدارة الجودة الشاملة ) (TQMثبتت فعاليته في العديد من المنظمات اليابانية وتم
تطبيقه بقوة في أغلب المنظمات األمريكية واألوربية ،والقى قبوال كبي ار من المنظمات العربية ،إال أنه لم يأخذ
طريقه إلى التطبيق في المنظمات العربية ،حيث أن هذا المدخل بقي خارج أولوياتها واهتماماتها باستثناء
بعض منها التي بقي عددها محدودا.
في هذا اإلطار ،يقوم هذا الفصل بالبحث في كيفية تطبيق إدارة الجودة الشاملة .يبدأ بعرض
متطلبات تطبيق هذا األسلوب في اإلدارة ثم يتطرق لمستويات العمل به .كما يتناول هذا الفصل مراحل
تطبيق إدارة الجودة الشاملة وأهم المعوقات التي تواجه المنظمات في تطبيقها.
177
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
ليس من السهل تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة دون أن تتوفر جملة من المتطلبات الالزمة لتنفيذها .بهذا
الصدد ،اختلف الباحثون في تحديد هذه المتطلبات ،حيث يحصرها بعض المفكرين في خمسة عناصر
أساسية ( ،)Heizer, Render, 1996في حين يرى البعض اآلخر منهم أنها تسعة عناصر (أحمد سيدي،
.)1998كما يحصرها بعض الدارسين في عشرة عناصر (فايد ،)1997 ،و يذهب آخرون إلى تحديدها في
سبعة عشر عنص ار (علي السلمي .)1995 ،ولدى باحثين آخرين أراء أخرى أمثال (،)Feigenbaum, 1991
و( ،)James, 1996و( .)Juran, 1993لكن تجدر اإلشارة إلى أن االختالف بين الباحثين في تحديد
متطلبات تنفيذ TQMيبدو أنه في العدد وليس في المحتوى الكلي للعناصر .باالعتماد على ما أورده
الباحثون يمكن تحديد متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة كما يلي:
من أهم متطلبات نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة هو اقتناع والتزام اإلدارة العليا في المنظمة بحتمية
وبضرورة التطوير والتحسين المستمر ،ومن ثم اتخاذ قرار إستراتيجي الستخدام الجودة الشاملة كسالح تنافسي
يضمن لها النجاح والتفوق على المنافسين في السوق.
يتطلب تطبيق إدارة الجودة الشاملة موارد مالية وبشرية عديدة ومتنوعة .كما يتطلب ذلك تحديد
السلطات والمسؤوليات والتنسيق بينهما .لذلك يصعب الوفاء بتطبيقها بدون اقتناع والتزام اإلدارة العليا بذلك
والتي هي عامل التغيير في المنظمة .في حال اقتناعها بتطبيق هذا المدخل ،يتوجب على اإلدارة العليا
تشكيل قيم المنظمة وإنشاء ما يمكن أن نطلق عليه البنية التحتية اإلدارية إلحداث التغيير الناجح .أي أن
تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة يتطلب إدارة عليا ذات رؤى حديثة في اإلدارة وفق األسلوب الجديد .في
هذا اإلطار ،يوضح الشكل ( )8-1النظرة الحديثة لنموذج اإلدارة الجديدة في المنظمة.
178
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
يعتبر تحقيق رضا المستهلكين أهم مطلب من متطلبات تنفيذ .TQMلذلك يجب العمل على تعميق فكرة تلبية
احتياجات المستهلك على كافة مستويات المنظمة .فالمستهلك هو محور كل الجهود بدءا من تصميم
إنتهاء بخدمات ما بعد البيع ،حيث يجب اعتبار رغباته هي التي تقود العمليات اإلنتاجية على
المنتجات و ً
اختالف أنواعها في المنظمة.
يعتبر نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة مرهونا بتهيئة المنظمة وتوفير بيئة عمل مالئمة ،خاصة الثقافة
التنظيمية التي يجب أن تكون متناسبة ومتناغمة مع الفلسفة التي تتطلبها إدارة الجودة الشاملة .وتشمل هذه
179
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
الثقافة المعتقدات والقيم المتعلقة بمختلف أبعاد وبيئة تنظيم العمل ،وأسلوب العمل ،وأسلوب ممارسة السلطة
والمسؤولية ،وتقييم األداء وغيرها.
تتطلب عملية نقل فلسفة إدارة الجودة الشاملة وتطبيقها عملية تدريب وتحسين مستمر ،وذلك لتأهيل جميع
العاملين في المنظمة وبدون توقف ،وأن يكون الهدف النهائي هو الكمال والذي ال يمكن بلوغه .وقد استخدم
اليابانيون مصطلح كايزن Kaizenلوصف عملية التحسين ويستخدم في الواليات المتحدة األمريكية مفهوم
الخطأ الصفري Zero Defectلوصف نفس العملية.
5-1فرق العمل
تتوقف فعالية ونجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة على مشاركة جميع العاملين في جهود تحسين الجودة وزيادة
اإلنتاجية .ويتم ذلك من خالل بناء فرق العمل وتهيئة مساحة مناسبة من حرية التصرف والمبادرة لكل عامل
لتقديم أفكاره بشكل مستمر ومتجدد ضمن مجموعات عمل أو حلقات جودة وغيرها .وأخذ رأي العاملين في
جميع المجاالت مثل تصميم الوظيفة ،وإعادة توزيع األدوار ،وأنظمة تقييم األداء واألجور والحوافز والترقية،
وغيرها.
من متطلبات نجاح إدارة الجودة الشاملة ضرورة توفر معايير لقياس جودة المنتجات والممارسات اإلدارية في
المنظمة ومقارنتها بمنظمة أخرى رائدة في نفس الصناعة .الهدف من ذلك هو وضع معايير جديدة أعلى
لألداء ليقاس عليها األداء الكلي للمنظمة واألداء الجزئي للعاملين .باإلضافة إلى ذلك ،يجب وضع معايير
مبتكرة لتصميم المنتوج ،وتصميم العملية ،وأساليب الشراء والتخزين ،وغيرها.
ال يمكن تصور نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة بدون توفير وتهيئة نظام معلومات يعتمد على قاعدة
بيانات فعالة .لذلك يجب أن يحظى تصميم وإدارة نظام معلومات حديث متطور باهتمام اإلدارة العليا واعتباره
شرطا لنجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة .كما يجب تطبيق أساليب حديثة في معالجة البيانات واتخاذ
الق اررات باالعتماد على أساليب متعددة من أهمها العصف الذهني ،Brain Stormingوأسلوب استقصاء
180
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
مسؤوليات اإلدارة
المستهلكون الفلسفة
الشاملة الجودة
يعتبر الموردون المغذي الرئيسي لفلسفة إدارة الجودة الشاملة ،حيث يغذيها بالمدخالت المالئمة بحسب
الجودة المطلوبة ،والكمية ،والسعر ،والوقت .لهذا يجب وضع معيار اختيار الموردين وفق عملية تقييم
موضوعية من حيث مدى مساهمتهم في إنجاح وتطوير عمليات ومجهودات إدارة الجودة الشاملة واألهداف
التي تسعى إلى تحقيقها.
يتطلب تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة التي تعتمد على تكنولوجيا قاعدة بيانات متطورة القيام بمراجعة
شاملة لتنظيم المنظمة وقد يدعوها ذلك إلى إعادة النظر بصورة شاملة في هيكلها التنظيمي .وهذا ألن تطبيق
إدارة الجودة الشاملة يحتاج إلى تنظيم جديد ،له سمات تختلف عن التنظيم التقليدي .ويوضح الجدول
181
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
رقم ( )8-1الفرق بين التنظيم التقليدي للمنظمة والتنظيم الجديد الذي تتطلبه عملية تطبيق إدارة الجودة
الشاملة.
جدول رقم ( :)8-1مقارنة بين خصائص التنظيم التقليدي والتنظيم المالئم لـ TQM
تميل إلى أن تكون بين المجاميع تميل إلى أن تكون بين األفراد المنافسة 11
سلطة مقبولة من األدنى إلى األعلى سلطة رسمية من األعلى إلى األسفل نوع السلطة 12
تتباين فلسفة إدارة الجودة الشاملة من منظمة إلى منظمة أخرى .وتوجد عدة مبررات تدعم هذا اإلختالف .إذ
أن التزام اإلدارة العليا ودرجة حماسها ورغبتها في تحقيق النوعية العالية لجودة منتجاتها وخدماتها يعتبر
األساس في تحقيق ذلك .باإلضافة إلى ذلك ،لم تعد إدارة الجودة الشاملة من الناحية التاريخية إطا ار فكريا في
متناول العديد من المنظمات ،خصوصا وأن ثقافة الجودة ومناخها التنظيمي يتطلب العديد من المستلزمات
المادية والبشرية التي لم تعد متوفرة بالشكل الفعال لدى العديد من منظمات األعمال .ويمكن إيجاز مستويات
تبني إدارة الجودة الشاملة وفق أكثر الباحثين حداثة في هذا المجال إلى ست مستويات.
تتمثل المنظمات غير الملتزمة بتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في المنظمات التي قامت بتطبيق
بعض المفاهيم المرتبطة بتحسين الجودة لديها ،إلى جانب المنظمات التي حصلت على شهادة اإليزو
ISO 9000: 2000من خالل تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة إستجابة منها للضغوطات المتعلقة
182
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
بزبائنها .وتعتبر هذه المنظمات غير ملتزمة بتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة على المدى البعيد بالرغم من
قيامها باتخاذ اإلجراءات المتعلقة ببعض التحسينات للجودة .تتسم هذه المنظمات ببعض السمات
والخصائص من أبرزها ما يلي:
-تركيزها على العائد على االستثمار دون االهتمام بالمردودات والعوائد األخرى.
-ال تعطي القوة العاملة لديها األهمية التي تستحقها الجودة.
-عدم اهتمام تلك المنظمات باالستثمار في العنصر البشري من خالل التطوير والتدريب ...إلخ.
-تتسم بعدم فاعلية االتصاالت بالزبائن والعاملين بالصورة اإليجابية الفعالة.
-اعتماد أساليب إثارة الدوافع لدى العاملين من خالل العقاب والثواب.
-انتهاج أساليب الفحص الشامل Complete Inspectionسواء تعلق األمر بالمواد األولية أو األجزاء
نصف المصنعة أو المنتج النهائي.
يكمن سر عدم تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في هذه المنظمات في تحقيقها لألرباح المجدية دون
اللجوء لتطبيق مفاهيم النوعية الشاملة .ويعتبر هذا المفهوم من السبل الخاطئة في المدى البعيد ،سيما وأن
المنافسة المحتدمة بين المنظمات المتماثلة في إنتاجيتها وتقديم خدماتها ال بد لها من التطبيق لهذه المفاهيم
لكي تحقق إستم اررية البقاء في السوق.
2-2المترددون Drifters
إن حداثة العهد لتلك المنظمات بإستخدام الجودة الشاملة تجعلهم يترددون في إستم اررية أو مواصلة التحويل
نحو نظام إدارة الجودة الشاملة .لهذا غالبا ما تتسم هذه المنظمات بالتردد في ممارسة التحويل .إال أن
تكريس ثقافة الجودة وسبل معرفة مميزاتها من شأنه أن تسهم في تقليص التردد مستقبال لدى هذه المنظمات.
ومن أهم السمات التي تميز هذه المنظمات نجد ما يلي:
183
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
تتسم هذه المنظمات بنزعة معرفية واضحة بأساليب وأدوات إدارة الجودة الشاملة مثل إستخدام األساليب
اإلحصائية ) Statistical Process Chart (SPCحلقات الجودة ،Quality Circlesمخططات باريتو Pareto
،Diagramوغيرها من األساليب والطرق الشائعة اإلستخدام في تحسين جودة المنتجات والعمليات .وتتسم
هذه المنظمات بالخصائص التالية:
-إن اإلدارة العليا ليست جميعها راغبة بااللتزام في تحسين جودة منتجاتها وعملياتها في السوق.
-تتركز سبل التحسين في الجودة على الدوائر التشغيلية كالتصنيع والعمليات ،أما الدوائر األخرى
فليست معنية بإجراء التحسينات.
-إن منتجات وسلع هذه المنظمات معروفة ومحققة لمستوى بيعي عالي ،لذا فإن التحسين لم يعد
ضرورى بالنسبة إليها ،على الرغم من ضرورات التحسين مستقبال.
-تركز اإلدارة في هذه المنظمات اهتمامها حول حل المشاكل اآلنية وليست المستقبلية ،مما يعرضها
بوضوح لعدم التخطيط وفق الفكر النوعي الشامل.
لهذا ،فإن هذه المنظمات بحاجة إلى تطوير قدراتها وقابلياتها للتحول بوضوح نحو اعتماد أسلوب
إدارة الجودة الشاملة .إذا لم يتحقق ذلك من المتوقع أن تؤول هذه المنظمات مستقبال نحو الفشل ،وبالتالي
الزوال من السوق.
تتسم هذه المنظمات بكونها مارست منذ فترة زمنية ال بأس بها الرغبة العملية في إجراء التحسينات
والتطويرات .كما أنها امتلكت تصو ار واضحا نحو ثقافة الجودة .لذلك فهي تتميز بالخصائص التالية:
184
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
تتميز هذه المنظمات بوجود قيادات إدارية راغبة في إدخال سبل أنظمة الجودة الشاملة .إذا واصلت
أدائها في هذا االتجاه ،فإنها ستعتمد نظام إدارة الجودة وبعكسه وستحقق نجاحا ملحوظا .إذا ما حدث
العكس ،عندئذ سيؤول نشاطها إلى الجمود.
تتسم منظمات األعمال في هذا المستوى بقدرات تمكنها من التسابق مع غيرها من المنظمات في إمكانية
الحصول على الجوائز العالمية ،كجائزة ديمنغ ،وجائزة مالكوم بالدريج ،والجائزة األوروبية للجودة ،وغيرها من
الجوائز العالمية أو اإلقليمية .والمنظمة بهذا المستوى ال تعني أنها تفوز وتحصل على الجائزة المعنية بل أن
لديها القدرة التنافسية .من هذا المنطلق تتمكن المنظمة ذات القدرة العالية في إدارة الجودة الشاملة من إرساء
قيم الجودة وثقافتها وإمكانية التطلع نحو آفاق التحسين المستمر .من أبرز الخصائص التي تتسم بها
المنظمات في هذه المرحلة ما يلي:
-أن جميع العاملين لديهم إحساس وشعور بأهمية الجودة وإرساء قيمها الجوهرية وبناء الثقافة المنظمية
السليمة.
-حصول تغييرات جوهرية كبيرة في المنظمة.
-تعتمد المنظمة على إجراء العديد من المقارنات المرجعية فيما يتعلق باإلستراتيجيات المراد اعتمادها
وتطبيقها على مختلف المستويات التنظيمية والتشغيلية.
-إيمان جميع العاملين بأن نظام إدارة الجودة الشاملة يعد المصدر الرئيسي في تحقيق سبل إشباع
حاجات الزبائن الحاليين والمحتملين.
إن المنظمات التي تتسم بهذا المستوى تكاد تكون محدودة جدا ،حيث أن المنظمة هنا تمتلك صورة واضحة
وشفافة عن ثقافة الجودة وأهميتها في المنظمة وعن جودة المنتج والعمليات والمناخ التنظيمي واألفراد وغيرهم.
الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه المنظمة بهذا المستوى هو بلوغ الجودة الشاملة ،سيما وأنها استطاعت أن
تضع قيم جوهرية Cost Valueمنبثقة من طبيعة الفكر النوعي الشامل .على سبيل المثال ،تحقيق رضا
المستهلك (الداخلي والخارجي) ،وتمكين العاملين ،والتحسين والتطوير المستمر ،واعتماد الحقائق ،والتزام
اإلدارة العليا بالجودة ،وغيرها .وتعتبر هذه من المعارف والثقافات القيمة التي تلعب الدور الكبير في تحقيق
185
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
سبل نضوج المنظمة وإحتاللها المكانة السوقية المالئمة لها بين المنافسين واستم اررية دورها في البقاء في ظل
الصراعات التنافسية العالية.
يتطلب تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة عدة مراحل ،وقد حدد جابلونسكي ( )Jablonski, 1991خمس
مراحل لتطبيق إدارة الجودة الشاملة وهي:
هذه المرحلة عبارة عن معرفة الحاجة إلى تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة في المنظمة .فهي تمثل مرحلة
تحضيرية لتحديد وتوضيح عدد من القضايا ومنها:
انطالقا من البيانات التي تم جمعها في المرحلة السابقة ،وفي حالة كونها مشجعة التخاذ قرار تطبيق إدارة
الجودة الشاملة ،يتم التخطيط لعملية التطبيق .ويتم ذلك بتشكيل لجنة تسمى لجنة إدارة الجودة الشاملة تقوم
بإعداد ما يلي:
-دراسة الوضع الحالي للمنظمة ومن ثم تقويمه بهدف تحديد ما يمكن اعتباره قوة داعمة لتنفيذ مدخل
TQMأو ما يمكن اعتباره عائقا لعملية التنفيذ ومحاولة تذليلها.
-دراسة وتقييم آراء وإتجاهات المستهلكين بصدد التغيرات في بيئة عمل المنظمة .أي تقييم ما تم
تنفيذه من خطط بهذا المجال.
تعتبر أهم مراحل تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة .ويعتبرها البعض البداية الحقيقية لترجمة متطلبات
TQMعلى أرض الواقع ،وهي تتكون من مراحل فرعية أو خطوات رئيسية وهي:
-الخطوة األولى :خلق البيئة الثقافية المالئمة لفلسفة إدارة الجودة الشاملة
تتطلب هذه الخطوة خلق البيئة الثقافية المناسبة للعمل .ويتم في هذه المرحلة تدريب جميع العاملين
على فلسفة إدارة الجودة الشاملة .وتتمثل هذه في القيام بعدد من البرامج وهي:
في هذه الخطوة من عمليات التنفيذ يتطلب حل المشاكل من خالل سيادة ثقافة التحسين المستمر
وهذه الثقافة تتماشى مع ثقافة حل المشاكل .إن إجراءات حل المشاكل كما هي موضحة بالشكل رقم ()8-3
تبدأ بتحديد المشكلة ومن ثم تحليلها وصوال إلى إختيار الحل األفضل.
187
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
تحديد وإختبار
المشكلة 1 تحليل
تقييم الحل6 المشكلة
عمليات 2
حل
المشاكل
تطبيق الحل إيجاد حلول
5 إختبار وتطبيق محتملة
الحلول 4 3
تتطلب عملية حل المشاكل التي تم تحديدها في الخطوة أعاله ،تدريب العاملين على كيفية استخدام
أدوات الضبط اإلحصائي للعمليات وكيفية تفسير نتائجها بما يؤدي إلى تحسين جودة العمليات (لقد تم تناول
هذا الموضوع بشيء من التفصيل في الجزء األخير من الفصل الثالث).
188
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
يتم في هذه الخطوة إستخدام أساليب إحصائية متقدمة تتعدى أدوات الضبط اإلحصائي إلى خطوة
التصميم لوضع معايير تصميم العمليات .وفي هذه المرحلة يتطلب التصميم اإلحصائي للتجارب إستخدام
طرق تاجوكي Taguchi Methodsوالتي تساعد في:
تركز طرق تاجوكي Taguchiعلى التحليل اإلحصائي للق اررات التي ستتخذها اإلدارة من أجل تحقيق
األهداف المطلوبة .في هذه الحالة ،ال يتطلب تدريب جميع العاملين على استخدام هذه األساليب بل تدريب
عدد محدد من العاملين للقيام بهذه المهمة عند التطبيق.
في هذه المرحلة وعلى ضوء ما إكتسبته لجنة إدارة الجودة الشاملة والعاملون من خبرات جراء تطبيق
،TQMيتم تناول ومناقشة النتائج من خالل حلقة نقاشية تضم جميع العاملين في المنظمة لتقييم نتائج
التطبيق األولي وإتخاذ اإلجراءات الالزمة بصدد ذلك.
لم يكن تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة دائما ناجحا .لذلك فإن اإلنتباه إلى بعض األخطاء الشائعة التي
تؤدي إلى فشل تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة ،أو تبطئ من نجاحه أمر مهم لمساعدة المنظمات نحو
تجنب الوقوع في مثل هذه األخطاء وبالتالي فشلها .وينبع هذا من سلوكات اإلدارة أو العاملين والبعض اآلخر
في ارتكاب أخطاء فنية كأخطاء عمليات اإلنتاج ،أو أخطاء استخدام األساليب اإلحصائية .وفيما يلي أهم
معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة (عبد الفتاح.)1996 ،
يتطلب مدخل إدارة الجودة الشاملة بعضا من الوقت حتى تظهر نتائج ملموسة منه في التطبيق العملي .وهذا
ما يؤكده مدخل إدارة الجودة الشاملة والذي يعتبر متطلبا للنجاح ،وهو أن تقوم اإلدارة العليا للمنظمة بتقديم
الدعم والتأييد لعمليات التطوير والتحسين ،وهذه المتغيرات ال يمكن تحقيقها في وقت قصير.
189
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
إن نجاح مدخل إدارة الجودة الشاملة في منظمات صناعية ضمن بلدان صناعية متقدمة ،ال يعني بالضرورة
إمكانية تطبيقه بنجاح في جميع البلدان وخاصة العربية منها .فثمة شروط ومتطلبات قد يصعب توفيرها على
األقل في األمد القصير.
من خالل دراسات ميدانية لعدد من المنظمات التي فشلت في تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة ،تأكد بأنه
يرجع إلى عملية التسرع في إتخاذ قرار التنفيذ قبل توفير المتطلبات الكافية لنجاحه ،التي تتضمن خلق ثقافة
تنظيمية تتوافق مع متطلباته .ففي كثير من المنظمات العربية ،نجد أن أبعاد ثقافة المنظمة غير مواتية
إطالقا بشكلها الحالي ،مما يتطلب إجراء تغييرات في بيئة المنظمة الستيعاب فلسفة إدارة الجودة الشاملة.
من األخطاء التي تؤدي إلى فشل نجاح عملية إدارة الجودة الشاملة هو عدم االهتمام بالموارد البشرية مقارنة
بالموارد األخرى التي تمتلكها المنظمة .بالرغم من أهمية ودور التكنولوجيا في مدخل إدارة الجودة الشاملة،
وأنها تشكل أحد العناصر الخمسة المكونة لها ،إال أن دور الموارد البشرية يكتسي الكثير من األهمية ،ألن
العبرة ليس في امتالك هذه التكنولوجيا عند التخطيط لتنفيذ إدارة الجودة الشاملة .فهذا المدخل يرتكز على
دعائم ثالثة متفاعلة ومتكاملة مع بعضها البعض وهي :جودة التكنولوجيا المادية ،وجودة التكنولوجيا البشرية،
وجودة البيئة.
إن التصريح بشيء والعمل بخالفه يعبر تماما عن غياب القيادة التي تعطي القدوة للعاملين ،وهو ذلك النمط
من القيادة الذي أعتاد أن يفعل غير ما يقوله .عندئذ يفقد مثل هؤالء القادة مصداقيتهم لدى العاملين وهو
أخطر عامل يؤثر في نجاح مدخل إدارة الجودة الشاملة.
لقد أشرنا سابقا إلى وجود متطلبات لتنفيذ مدخل إدارة الجودة الشاملة ،من بينها ضرورة التخلي عن سياسة
التعويض التقليدية وما تتضمنه من حوافز فردية تخلق التنافس بين األفراد وليس الجماعات .كما يجب
190
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
االبتعاد عن طرق التقييم التي ال تشجع اإلبداع واالبتكار .باإلضافة إلى ذلك ،اإلجراءات والنظم الروتينية
القديمة ،ال تتماشى هي بدورها مع تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة.
تعتبر عملية القياس من األمور الهامة في عمليات التحسين المستمر لألداء .فمن خاللها يتم تحديد األداء
الحالي ،ومن ثم التفكير بتحسينه في المستقبل .هذا من جانب ،ومن جانب آخر فإن توفير معلومات عن
حجم اإلنجاز المحقق ووضعها أمام العاملين كافة ،يساعد في تحقيق المزيد من االلتزام بالخطة الالزمة لتنفيذ
إدارة الجودة الشاملة .وهذا يؤدي بدوره إلى اعتزاز العاملين بما حققوه ،مما يدفعهم إلى المزيد من الحماس
والدافعية ويدفعهم إلى التحسين المستمر .لذلك فإن غياب هذه المعلومات سواء من حيث الفشل في توفيرها
أو عدم اإلعالم عنها سيولد الشعور باإلحباط وعدم الرضا.
ال يعتمد مدخل إدارة الجودة الشاملة على التغيرات الجذرية السريعة ،ولكنه يسعى إلى تحقيق نجاحات صغيرة
بمرور الوقت .إن التغيير المرحلي والتعامل مع المواضيع بالتعاقب هو األسلوب األفضل الذي يتفق مع
فلسفة إدارة الجودة الشاملة ،وحيث أن الك ثير من مشاكل المنظمة هي موجودة وليست وليدة الحاضر ولكنها
تمثل تراكمات لمشاكل عبر فترات زمنية طويلة .لهذا ليس من اإلنصاف حلها آنيا وبشكل سريع ،ألن ذلك قد
يؤدي إلى عدم تحقيق نجاح في حلها.
يعتبر االهتمام بالمستهلكين والموردين من أساسيات مدخل إدارة الجودة الشاملة .فمن خالل اإلنصات
والمشاركة والنقاش يمكن تحديد حاجات ورغبات المستهلكين وبالتالي اإليفاء بها ،ألن ذلك سوف يشعر
المستهلكين بالرضا الكامل عن المنظمة ومنتجاتها .من ناحية أخرى يجب اعتبار الموردين طرفا إيجابيا في
ثقافة المنظمة .في ظل الجودة الشاملة ،يعتبر الموردون شركاء للمنظمة بما يقدمونه من خدمات تفوق عملية
توريد ما تحتاج إليه المنظمة.
191
تطبيق إدارة الجودة الشاملة الفصل الثامن
تتطلب إدارة الجودة الشاملة رؤى مستقبلية من اإلدارة العليا لما يمكن أن تكون عليه منظمتهم في المستقبل،
وليس مجرد تحقيق مكاسب في األجل القصير .لذلك ال يجب أن تنظر اإلدارة إلى الوقت الذي تستغرقه في
التفكير بأنه ضياع للوقت والجهد ،بل هو استثمار سينشأ عنه خطوط عريضة أساسية تكون مرشدا لها في
المستقبل .لكن إذا تبين بأن أسلوب اإلدارة ينصب على معالجة المشاكل السطحية قصيرة األجل ،فإنها بذلك
لن تكون سندا في تطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة.
192
شهادات الجودة الفصل التاسع:
تمهيد
أصبحت الجودة في منظمات المال واألعمال سالحا إستراتيجيا تستخدمه للمنافسة والتميز على الصعيد
العالمي .وإنسجاما مع توجهات العولمة التي هيمنت على الخارطة العالمية ،اتخذ عدد كبير من التدابير
لمواكبة تطور هذه الظاهرة ،من بينها إنشاء منظمات دولية .ولعل أبرز هذه المنظمات منظمة التقييس
العالمية ) International Standardization Organization (ISOالتي أصدرت عام 1987سلسلة مواصفات
توكيد الجودة ) (Quality Management Systemالتي تعد اللبنة األساسية للوصول إلى الجودة الشاملة .وقد
أصبحت شهادة اإليزو ) (ISOومختلف شهادات الجودة األخرى مطلبا تجاريا وشرطا أساسيا ،فهي جواز
السفر للبضائع المحلية المعدة للتصدير.
ال يكمن الهدف من التوافق مع متطلبات نظام الجودة في الحصول على شهادات الجودة فقط،
وإنما الوصول إلى منظمة أعمال متطورة قادرة على المنافسة في ظل التنافسية العالمية الشديدة ،خاصة بعد
انهيار الحواجز التقليدية أمام السلع والخدمات ،وسهولة حركة رؤوس األموال ،وانتشار الشركات متعددة
الجنسيات .لهذا سنتمكن في هذا الفصل من معرفة مفهوم ومراحل تطور شهادات الجودة ،وكذلك معرفة أهم
أنظمة الجودة المعمول بها عالميا كنظام اإليزو ،ISO 9000ونظام مالكوم بالدريج ،ونظام المؤسسة األوروبية
إلدارة الجودة.
194
شهادات الجودة الفصل التاسع:
تشتمل تسمية اإليزو ( )ISOعلى معنى التعادل أو التساوي وهي كلمة مشتقة من أصل يوناني إيزوس
( )ISOSتدل على فكرة عدم اإلختالف .فإذا ما تم اإلتفاق بين المورد والزبون على تجهيز ( )100وحدة من
المنتوج المتعاقد عليه ،فإنه يتوقع أن يتم إنتاج وحدات متماثلة ال تختلف مواصفات الوحدة األولى عن الوحدة
الثانية ويتم تجهيزها بالكامل على شكل وحدات متماثلة .وهذا يشترط توفر المواصفات القياسية ،وبذلك فهي
إختصا ار إلسم منظمة التقييس العالمية " ."International Standardization Organization
منظمة التقييس العالمية هي كيان غير حكومي أنشأ عام 1947بهدف إنشاء وتطوير المواصفات .فهي
مسؤولة عن تصميم وتطوير العديد من المواصفات الدولية في جوانب قطاع األعمال والجوانب الفنية
والتقنيات التي تدخل في بناء المواصفات .وتعتمد على مجموعة من العلماء المتخصصين من مختلف
الدول ،حيث تتم متابعة مشكالت التطبيق عن طريق مندوبين يجتمعون على شكل لجان لتبادل الخبرات
والرأي .ويمكن وصف طبيعة عمل المنظمة في النقاط اآلتية:
-تختص المنظمة بوضع وتطوير المواصفات ،مقرها جنيف(سويس ار) .وتغطي المنظمة جميع
مجاالت النشاط باستثناء المتعلق بالهندسة الكهربائية واإللكترونية ألنها من إختصاص منظمة
الكهروتقنية (.)EC
-يتم تمويل المنظمة ،باعتبارها هيئة غير حكومية ،من اشتراكات هيئات المواصفات العالمية
التي تمثل الدول المختلفة بنسبة ( .)%70أما ( )%30من إيراداتها فتأتي من المطبوعات
والنشرات الصادرة عن المنظمة.
-المنظمة ال تتدخل نهائيا في منح شهادات اإليزو ،حيث توجد شركات التسجيل Certification
195
شهادات الجودة الفصل التاسع:
-أنها مجموعة من المقاييس المكتوبة والتي يتحدد على ضوئها نظام الجودة.
-أنها تحدد العناصر الرئيسية للنظام من خالل التوثيق.
-أنها تخلق نظام جودة يبحث في حاجات الزبائن.
-أنها تضمن أنظمة موحدة يمكن إدراكها بشكل شمولي.
-أنها تخلق النظام المطلوب إلدارة الجودة الشاملة.
كما عرفت على أنها "مواصفة إدارية تنصب بشكل مباشر على المنظومة اإلدارية للشركات ،فهي
ليست مواصفة فنية تتعامل مع المنتوج كمواصفة الـ ( )DINأو( )BSوغيرها من المواصفات ذات العالقة
والتي تشير إلى قياسات ،أو أبعاد ،أو خواص فيزيائية وكيميائية وتركيبات وتصاميم محددة للمنتوج .وتتصف
المواصفة بما يلي:
-أنها غير موجهة لصناعة أو إنتاج أو خدمة محددة .فهي ممكنة التطبيق على كافة الشركات بغض
النظر عن طبيعتها ،أو مجال عملها ،أو حجمها .فهي تناسب الشركات الصناعية واإلنتاجية والخدمية،
ومكاتب المقاوالت ،واإلستشارات والتصاميم ،وشركات التأمين ،والمستشفيات ،والبنوك ،والنقل ،والصحة،
وغيرها.
-تضم المواصفات جميع مبادئ فلسفة إدارة الجودة الشاملة .وهذا يعني أن التوافق مع متطلبات
المواصفة يعني أن الشركة المعنية تملك نظاما تستطيع استخدامه للتطوير المستمر من خالل تطبيق مفاهيم
فلسفة إدارة الجودة الشاملة ،وإعادة هندسة العمليات ،وإدارة التغيير ،وإرضاء الزبائن ،وتحقيق التفوق في
األسواق.
-تصف المواصفة العناصر الرئيسية المطلوب توافرها في نظام إدارة الجودة ألي شركة ينبغي أن
تتبناه إدارتها للتأكد من أن إنتاجها أو خدماتها تتوافق مع حاجات الزبائن ورغباتها.
-تعد المواصفات نموذجا لنظام الجودة الذي يؤكد إلدارة الشركة والعاملين فيها ولزبائنها الداخليين
والخارجيي ن بأن أنشطة الجودة تتم وفقا للمعايير المهنية العالمية التي وضعت ،وحددت ،واعتبرت مقياسا
لجودة أداء الشركات.
في نفس السياق ،عرف كال من "روس" ( )Ross, 1995و"سالك" ( )Slack, 1998أنظمة إدارة الجودة
( )ISO-9000على أنها "مجموعة من المواصفات التي تؤسس المتطلبات الخاصة بأنظمة الجودة في
196
شهادات الجودة الفصل التاسع:
الشركات" .كما عرفت ( )Owen & Cothran, 1995بأنها "مجموعة من المواصفات التي تحدد الصفات
والخصائص الواجب توفرها في أنظمة الجودة" .من جهته ،عرفها "أرورا" Aroraبأنها "عائلة من المواصفات
تحدد مجموعة من العناصر أو المتطلبات األساسية التي يستند عليها نظام إدارة الجودة في الشركات
( .)Arora, 1996كما عرفت ( Krajewselei & Ritzmanعلى أنها "مجموعة من المواصفات التي توجه أو
تنظم التوثيق لبرامج الجودة .لكن لإلشارة التوثيق ليس الهدف الوحيد ألنظمة الجودة ،فهو يتجاوز اإلجراءات،
حيث يؤثر إيجابيا في التعبير التنظيمي ،ويحسن الوضع التنافسي ويسهم في إرتفاع أرباح الشركة
(.)Slack,et.al.2000.
في الواقع ،تعتبر ( )ISO-9000مجموعة من المتطلبات واإلرشادات التي تحدد ماهية الخصائص
والصفات التي ينبغي توافرها في أنظمة الجودة لكنها ال تحدد كيفية تطبيق هذه المتطلبات ألنها تركز على ما
هو مطلوب وليس على الكيفية التي تتم بها تلبية تلك المتطلبات (.)Russel & Tylor
من الثابت عمليا صعوبة التوصل لإلستيعاب المتكامل األبعاد لمضامين األهداف الحقيقية إلقامة أي إتحاد
أو منظمة ،خاصة إذا كانت على المستوى العالمي ،دون الوقوف بشكل واضح على األسباب الدافعة لذلك.
في هذا اإلطار ،تشير المصادر المتوفرة أن دول أوربا قدمت مقترحات إلقامة منظمة دولية تعنى بشؤون
توحيد المواصفات وتطويرها على المستوى العالمي عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية .فعدم قدرة الدول
األوروبية على العودة بشكل سريع إلى مجال التصنيع المتطور ،واحتكار السلع األمريكية لألسواق على
بالدول األوربية إلى اتخاذ إجراءات سريعة تشمل الجانب التصنيعي والجانب المستوى العالمي ،دفع
التجاري .من بين هذه االجراءات نجد:
أ -إقامة منظمة دولية لتوحيد وتطوير المواصفات واألعمال ذات العالقة على المستوى الدولي تم
تسميتها بمنظمة التقييس العالمية .ISO
General ب -عقد إتفاقية دولية لتحرير التجارة من القيود الجمركية تسمى بإتفاقية "الجات"
.Agreement On Tariffs and Tradeبشكل موجز.
إن السبب الرئيس الذي دعا الدول إلى التفكير بإقامة منظمة اإليزو هو حصول القناعة التامة لديها
بأن أي تأخر بعودتها لمجال التصنيع سيترتب عليه إحتكار األسواق العالمية من قبل السلع األمريكية.
197
شهادات الجودة الفصل التاسع:
وكنتيجة حتمية لذلك سوف يصبح االقتصاد األوروبي تابعا اقتصاديا لالقتصاد األمريكي .وكإجراء الستبعاد
تحقق ذلك بادرت بعض الدول لدراسة فكرة إقامة إتحاد عالمي للتقييس بغرض إصدار مواصفة قياسية
موحدة .وقد تم عقد لقاء في 1946بين وفود 25دولة في لندن تمخض عن إقامة منظمة دولية تعنى
بشؤون التقييس واألعمال ذات العالقة إتفق على تسميتها بمنظمة ،ISOوأختيرت جنيف مق ار لها .الجدير
باإلشارة أن المنظمة باشرت أعمالها وأصدرت جملة مواصفات موحدة عممت على الدول األعضاء في عام
.1947
من المناسب تبيان التطبيقات العملية لمواصفة اإليزو وإستعراض ممارستها في الدول األوربية .وقد تم
إصدار المواصفة القياسية ( )ISO-9000وفروعها في 1987كمعيار عالمي موحد للجودة في النقاط التالية:
-أول من إستعان بمواصفة اإليزو في مجال األنشطة الخدمية هو الناتو NATOفي .1949أعقب
ذلك إتحاد شركات الفحم والفوالذ األوربية لألنشطة اإلنتاجية والخدمية ( European Coal and Steel
)Communityفي .1951
-في 1957ظهرت حاجة ملحة للمواطنين في أوربا للسلع المنزلية فضال عن السيارات ،حينها قامت
خمسة دول أوروبية (بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولكسمبورغ) بإقامة إتحاد فيما بينها ووقعت على
إتفاقية تجارية في روما سميت بإتفاقية روما التجارية Treaty of Romeلمنافسة البضائع المستوردة على
أساس الجودة والسعر المعتدل (.)Taormina/1996
-عام 1958توسع اإلتحاد المشار إليه أعاله بإنضمام سبع دول أخرى وأصبح يعرف بالمجموعة
األوربية ( )European Communityوضمت هذه المجموعة 12دولة.
-في 1968قام حلف الناتو بتطوير مواصفة تعالج المنظومة اإلدارية ومتطلباتها أطلق عليها مواصفة
الحلفاء للجودة (.Allied Quality Assurance Publication )AQAP-1
-في 1970طورت بريطانيا مواصفة خاصة بها لنفس الغرض تعرف بـ ( .)DEF/STAN-05-8وقد تم
تطويرهذه المواصفة فيما بعد لتكون صالحة في الجوانب العسكرية والمدنية .من جهة أخرى ،كانت
المؤسسة البريطانية للمواصفات ( British Standards Institution )BSIقد أصدرت مواصفاتها تحت إسم
( )BS 5750لتكون صالحة في جميع أوجه النشاط .وبهذا الخصوص وضعت شروطا لتسجيل المنشآت
طبقا لهذه المواصفة وتم تطوير نظام إلعتماد الجهات المانحة لشهادات التسجيل التي تقوم بأعمال
198
شهادات الجودة الفصل التاسع:
التقييم للشركات .وهكذا وضع األساس لما يطلق عليه بجهات اإلعتماد Accreditationوجهات التسجيل
.Certification
-في 1979طلب المؤسسة البريطانية للمواصفات BSIمن منظمة اإليزو ISOتشكيل لجنة فنية
تختص باإلعداد إلصدار مواصفات عالمية تتعلق بأساليب تأكيد الجودة وجرى ذلك بتشكيل لجنة فنية
أطلق عليها ( )ISO/TC 176ضمت عشرين دولة عضو.
-في أوائل ثمانينيات القرن الماضي أدركت منظمة التقييس العالمية ضرورة وجود مقياس عالمي إلدارة
الجودة .وبعد تطوير كبير وبحث في هذا المجال تم وضع المواصفة ( )ISO 9000في 1987على نهج
المواصفة البريطانية ( ،)BS5750وفي نفس الوقت قامت BSIبالتنسيق مع ISOلتوحيد أسس المواصفة.
-فيما بعد ،قام المجمع األوربي بتطوير مواصفة على نهج المواصفتين ( )ISO 9000و( )BS 5750وذلك
تحت إسم ( )EN 29000إلستخدامها داخل مجموعة السوق األوروبية المشركة .لكن رغم خصوصيتها،
تعتمد هذه المواصفات الثالث على مالمح ومبادئ إدارة الجودة الشاملة.
-في 1990قامت المجموعة األوروبية بتشكيل تنظيم خاص تحت تسمية الشبكة األوروبية لتقييم
وإصدار شهادات الجودة ( European Network For Quality Systems Assessment And
)Certificationبغية إحكام عملية التعاون والتنسيق لإلعتراف بشهادات الجودة الصادرة عن كل دول من
الدول األعضاء في الشبكة.
-في 1994تم إقرار المواصفات وتوحيدها لتكون متماثلة كليا حيث أدمجت مع بعضها لتصبح تحت
تسمية (.)EN ISO 9000
-تجدر اإلشارة إلى حق الدول المختلفة أن تضع المواصفات الخاصة بها على نهج المواصفة العالمية
وفي حدودها ،بحيث تتم الموافقة عليها وإعتمادها لإلستخدام داخل الدول .وتوجد مواصفات للدول منها
على سبيل المثال (نصر هللا :)1995 ،فرنسا ،NFX 50والدانمارك ،DS/EN 29000وإسبانيا UNE
-نتيجة صدور المواصفة الدولية ،تم تبني واعتماد المواصفة مباشرة فور صدورها من قبل 51دولة .من
بين هذه الدول نجد دول أعضاء في منظمة اإلتحاد األوروبي وهي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا
199
شهادات الجودة الفصل التاسع:
وإيطاليا ،عالوة على دول منظمة ( European Free Trade Association )EFTAومنها سويس ار والسويد
واليابان والنمسا.
تعود مراحل تطور أنظمة إدارة الجودة ( )ISO 9000إلى الصناعة العسكرية والنووية (.)El-Tawil1996
الحاجة إلى هذه المواصفات أفرزتها ظروف الحرب العالمية الثانية بسبب فشل العديد من منتوجات تلك
الصناعات في أداء عملها مما حدا بها ألن تفرض على الموردين صفات محددة لضمان الجودة ( Quality
)Assurance Measuresشرطا مسبقا من شروط التعاقد معهم .وقد وجدت تلك الصناعات أن تطبيق مبادئ
وقواعد ضمان الجودة يؤدي إلى تأمين جودة منتجاتها وخاصة في الحاالت التعاقدية (جالل .)1997 ،ويبين
الشكل ( )9-1المراحل التاريخية لتطور مواصفات أنظمة الجودة وصوال إلى إيزو .9000
مواصفات الشركات
المواصفة الوطنية
مواصفات الصناعة
1950 1970
المواصفات اإلقليمية
ISO 9000
المرحلة الثالثة
1990
المواصفات الدولية
ISO 9000
المرحلة الرابعة
1990
200
شهادات الجودة الفصل التاسع:
شهدت خمسينيات وستينيات القرن الماضي سعي العديد من الشركات ،أو ما يسمى بالمشتركين الكبار ،تبني
المواصفات العسكرية الصادرة حديثا آنذاك رغبة منها في تحسين كفاءتها اإلنتاجية ،باالعتماد على مبادئ
تأكيد الجودة للترويج إلى إستخدامها ( .)Charif & Jalal, 1995قامت تلك الشركات بإصدار مواصفات تأكيد
الجودة خاصة بها لكل من عملياتها ومجهزيها ،حيث تم تصميم تلك المواصفات حسب متطلباتها الفردية
التي استخدمت أساسا لتقويم المجهزين وكيفية اختيارهم .ولهذا وجد المجهزون والشركات أنفسهم أمام
مجموعة كبيرة ومتباينة من متطلبات تأكيد الجودة التي قادت إلى التقييمات المتعددة (Multiple Assess-
.)Rothery: 1996هنا قد يستلم المجهز تقارير تقييم متباينة من مختلف الشركات للمنتوج ولنظام اإلنتاج
نفسه بسبب إختالف المتطلبات الخاصة بكل شركة (.)Lal, 1996
إن إنتشار أنظمة الجودة وقيام الشركات في أوربا وأمريكا بوضع مواصفات قياسية لضمان الجودة لديها
ولمجهزيها للتأكد من قدرة المنظمة ومجهزيها على إنتاج وتجهيز منتجات فيها الخصائص والمميزات
المطلوبة لتوكيد أو ضمان الجودة .فضال عن ذلك ،أبرزت المميزات الخاصة بالصناعة العسكرية الحاجة
إلى توحيد هذه المواصفات في إطار واحد على األقل (عباسي.)1997 ،
في بداية السبعينيات ،لم يقتصر التطور على توقعات الزبائن فيما يتعلق بجودة المطابقة لشهادات
تطور موازيا له تمثل في اهتمام الشركات ،سواء في
ا أنظمة الجودة Quality of Conformanceبل ظهر
الصناعة اإلنتاجية أو الخدمية بتحقيق هذا التطابق .وهذا ما دفع بالعديد من المنظمات األوروبية إلى توحيد
وإصدار مواصفات وطنية ألنظمة الجودة بغية تقوية الوضع التنافسي لشركاتها في الداخل وتمكينها من
المنافسة على المستوى الدولي .وقد أصبح هذا أم ار ملحا بعد ظهور المنظمات اليابانية كمنافس قوي ،حيث
حققت منتجاتها تفوقا ملحوظا في الجودة على مثيالتها من المنتجات األوروبية واألمريكية ).)Hill, 1977
لذلك سعت العديد من الهيئات و المنظمات الوطنية في تلك الدول إلى إصدار مواصفات وطنية ،حيث كانت
لـ ( )BSIالسبق في إصدار العديد من اإلرشادات لضمان الجودة.
في بداية ومنتصف السبعينيات كانت حصيلة الجهود التي بذلتها BSIفي ضمان تأكيد الجودة
إصدارها للمواصفة القياسية ( )BS 5750متطلبات تأكيد الجودة التعاقدية بثالثة أجزاء .في 1979كانت أول
201
شهادات الجودة الفصل التاسع:
محاولة أوروبية نحو إنشاء نظام لتقويم المجهزين في البيئة الصناعية البريطانية من خالل االعتماد على
شهادات .)Rothery,1996( BS 5750لكن إدراكا من منظمة ISOللحاجة إلى إيجاد شهادات خاصة بالجودة
من تأكيد وإدارة ،فقد تم تشكيل لجنة فنية تعرف بـ ( )ISO/TC 176حددت مهمتها في وضع مسودة مواصفات
إلدارة وتأكيد الجودة ) .)Rusen & Taylor, 1995وفي ،1985قامت هذه اللجنة بنشر اإلصدار األول على
شكل مسودة للمناقشة وتمت المصادقة عليها للنشر النهائي في 1987لتكون أول مواصفة عالمية ألنظمة
إدارة الجودة سميت بـ ،ISO 9000وقد استندت هذه المواصفة في محتواها إلى المواصفة الوطنية البريطانية
BS 5750بشكل كبير لكنها عكست في الوقت نفسه المتطلبات العالمية.
خالل الفترة ،1987-1979تبنت الدول مثل كندا وأستراليا وأمريكا مواصفات وطنية ألنظمة الجودة
التي لم تختلف عن بعضها إال قليال .فالعديد منها كانت نسخا مشابهة أو مماثلة للمواصفة البريطانية
.)Sadgrove: 1995: 20( BS 5750
تحتوي أنظمة ISOعلى عائلة من المواصفات القياسية ISO 9000فيها جميع المواصفات التي تم وضعها
من قبل اللجنة الفنية .ISO/TC/176والشكل رقم ( )9-2يوضح مجموعة المواصفات الرئيسية التي تتعلق
بها.
تتألف هذه عائلة المواصفة القياسية الدولية من المواصفة القياسية ،ISO 8402حيث تعطي هذه
المواصفة 67تعريفا لمختلف المصطلحات التي تتعلق بمفاهيم الجودة .وتشمل مصطلحات عامة ،وأخرى
خاصة بالجودة ،وأنظمة الجودة ،واألساليب والوسائل المستخدمة في مجال الجودة.
تتكون مجموعة ISO 9000من المواصفات التالية مصنفة حسب مجال إستخدامها (مواصفات
إرشادية عامة ،ومواصفات تأكيد الجودة لألغراض الخارجية ،ومواصفات تأكيد الجودة لألغراض الداخلية)
على النحو اآلتي:
تشمل هذه المواصفة مجموعة مواصفات إرشادية عامة ،تساعد على إختيار وتطبيق مواصفات عائلة اإليزو
( .)9003 ،9002 ،9001كما تحتوي إرشادات اختيارية تقوم المؤسسة بمواءمتها لظروفها وإحتياجاتها.
وتتكون هذه المواصفة من أربعة أجزاء:
هي مواصفة إدارة ،وتوكيد الجودة ،وإرشادات لإلختيار ،وتعد المدخل لمجموعة .ISO 9000وتشرح هذه
المواصفة مفاهيم الجودة الرئيسية والفرق والترابط فيما بينها ،وتشمل األهداف والمسؤوليات وتقييم أداء وفاعلية
أنظمة الجودة.
مواصفة إدارة وتوكيد الجودة ،وإرشادات عامة لتطبيق مجموعة اإليزو ( .)9003 ،9002 ،9001وتحتوي
على إرشادات لتطبيق بنود المواصفة ،وتستخدم لتأكيد الجودة لألغراض الخارجية .كما تمكن هذه المواصفة
من تحقيق التناسق والدقة والوضوح في تطبيق متطلبات هذه المواصفات (قدار.)1997 ،
هي عبارة عن مواصفة إدارة وتوكيد الجودة ،وإرشادات لتطبيق المواصفة ISO 9000في تطوير وتوريد
وإدامة البرمجيات.
203
شهادات الجودة الفصل التاسع:
هي مواصفة إدارة وتأكيد الجودة ،ودليل لبرنامج اإلعتمادية الذي يشمل ثالث خصائص للمنتج هي
اإلتاحية ،المعولية ،وقابلية الصيانة .Availability, Reliability, Maintainability
تستخدم في الحاالت التقاعدية ،وتعني تأكيد الجودة ألطراف من خارج المنظمة ،وتعطي الثقة بأن المنتج
المعني يفي بالمتطلبات المطلوبة .تشمل هذه المواصفات عددا من المتطلبات التي يمكن من تنفيذها ،وتوفير
الدليل واإلثبات بأن المنتجات الموردة مطابقة للمواصفات والمتطلبات التي تم اإلتفاق عليها بين المورد
والزبون (قدار .)1997 ،وتوجد ثالث مواصفات لهذا الغرض ،يشكل كل منها نموذجا يمكن التعاقد على
أساسه .وتعد متطلبات هذه المواصفات إلزامية وتشمل:
هي نموذج لتأكيد الجودة في التصميم ،والتطوير ،واإلنتاج ،والتركيب ،والخدمة .تحدد هذه المواصفة القياسية
الدولية متطلبات نظام الجودة الستخدامها ،حيث يتطلب إظهار قدرة المجهز على تصميم وتزويد منتجات
مطابقة للمواصفات المحددة .كما تغطي هذه المواصفة عشرين عنص ار من عناصر نظام الجودة .وتشمل
ثالثة مائة متطلب ،وتنطبق على المنظمات القادرة على تصميم المنتوج بناء على طلب الزبون .وقد تم
إعتماد المواصفة عربيا بموجب المواصفة القياسية العربية رقم .1994-1201
هي نموذج لتأكيد الجودة في اإلنتاج ،والتركيب ،والخدمة .تغطي هذه المواصفة تسعة عشرة عنص ار من
عناصر نظام الجودة التي يقترب عدد متطلباتها ثالثة مائة متطلب .وتستخدم عندما يحدد الزبون (الطرف
األول) المتطلبات المراد توافرها في المنتوج من خالل تصميم محدد ،وليس بناء على طلب الزبون.
هي نموذج لتأكيد الجودة في التفتيش واإلختبار النهائيين .تغطي المواصفة ستة عشرة عنص ار من عناصر
نظام الجودة ،وتشمل على ( )200متطلب تقريبا .من خالل هذه المواصفة يكون الزبون على ثقة بأن المنتوج
204
شهادات الجودة الفصل التاسع:
المطلوب توريده سيكون مطابقا للمتطلبات المحددة ،من خالل قيام مؤسسة المورد بالتفتيش واإلختبار على
المنتج النهائي ،ومنع توريد منتجات غير مطابقة للمتطلبات.
تستخدم هذه المواصفات ألغراض تأكيد الجودة إلدارة المنظمة ،وإعطائها الثقة بأن نظام الجودة
يتمتع بالفعالية والكفاءة ،وأن المنظمة قادرة على إنتاج السلع والخدمات بالمواصفات المطلوبة .كما أنها ال
تشمل أي متطلبات إلزامية ،وتتكون من المواصفات اآلتية:
تختلف إجراءات تأسيس نظام الجودة المطابق لإليزو من منظمة ألخرى نتيجة لعدد من العوامل مثل ،طبيعة
العمل ،وحجم المنظمة ،والوضع الراهن للرقابة على الجودة ،ومتطلبات السوق .وتتبع الشركات الخطوات
التالية ألغراض الحصول على الشهادة (:)Lal, 1996
205
شهادات الجودة الفصل التاسع:
• تحديد لجنة توجيهية بإشراف اإلدارة التنفيذية ،وتخصيص الوقت الكافي والصالحية الالزمة لتنفيذ
المهمة.
• تدريب أفراد الفريق على األوجه المختلفة للنظام ومنهجية التنفيذ.
• مسح النظام الحالي للسيطرة على الجودة ،لتحديد نقاط الضعف Deficienciesأو اإلنحرافات
Deviationsفي إجراءات الجودة من وجهة نظر متطلبات .ISO 9000
• تحديد النشاطات المطلوبة وصياغة الخطة التي تحدد عناصر العمل ،وتوزيع المسؤوليات على أقسام
مختلفة وأفراد مختلفين وتحديد أوقات مستهدفة لتنفيذ هذه األنشطة.
• كتابة تعليمات العمل وإجراءاته للتوافق مع متطلبات المواصفة.
• تحضير دليل الجودة الذي يوضح سياسة الجودة للمنظمة وتوفير موجز بإجراءات النظام ،يتضمن
وثائق مفصلة حول اإلجراءات والتعليمات ألقسام وأفراد المنظمة.
• تدريب اإلطارات والعاملين على الطرق واإلجراءات الموثقة.
• صياغة سياسة الجودة للشركة وتوجيهاتها ،Directivesويجب على الشركة ضمان فهم كافة العاملين
لهذه السياسة ،وأن تترجم إلى اللغة المحلية لوضعها في متناول أيدي العاملين.
• تحديد تاريخ لتقديم النظام الجديد ،من خالل إخضاع النظام لإلختبار لمدة شهر على األقل .وإجراء
التدقيق الالزم لتقييم مدى تطابق النظام مع متطلبات المواصفة .ISO 9000
• إتخاذ اإلجراءات التصحيحية في ضوء التقييم السابق اإلشارة إليه.
• القيام بتدقيقات إضافية ومراجعات إدارية مكثفة وإتخاذ اإلجراءات التصحيحية المالئمة لضمان أن
يكون النظام عمليا.
• القيام بالتدقيق التمهيدي من قبل وكالة خارجية.
• القيام بالتقييم الرسمي من قبل جهة اإلعتماد ألغراض منح الشهادة.
إتجهت األسواق العالمية مؤخ ار إلى إعتبار الحصول على شهادة ISO 9000ميزة تنافسية ،حيث تملك الشركة
الحاصلة على الشهادة أولوية خاصة ،السيما وأن هناك إتجاها واضحا لدى دول السوق األوربية المشتركة
إلى قصر تعامل منظمات وحكومات دول السوق على الشركات الحاصلة على الشهادة .وقد حذت العديد من
206
شهادات الجودة الفصل التاسع:
دول العالم ،منها بعض البلدان العربية ،حذو الدول األوربية ،إذ قام بعضها مؤخ ار بطرح مناقصات وعطاءات
تشترط في الموردين حصولهم على شهادة اإليزو.
يعطي تطبيق نظام الجودة ضمانا وإثباتا بأن لديها نظام إداري متين يتطابق مع فلسفة ومبادئ
اإلدارة بالجودة الشاملة ،حيث يتم إدامته وتطويره بشكل مستمر لمواجهة التطورات المتسارعة في أذواق
المستهلكين والتطورات التقنية الحديثة .الهدف من ذلك هو التوافق مع متطلبات المواصفة ومتطلبات الزبائن.
فالتطوير المستمر للشركة هو الميزة األساسية الثابتة المترتبة على حصول الشركة على الشهادة (نصر هللا،
.)1995
تشترط كثير من الشركات العالمية أن ال تدخل في مشروع مشترك مع أي جهة ،ما لم تكن حاصلة
على شهادة اإليزو .ويندرج ذلك أيضا على التوكيالت التجارية .وتكمن أهمية ذلك في التأثير اإليجابي
لتأسيس وإدخال أنظمة إدارة جودة فعالة كأولوية لتنمية اإلقتصاد الوطني ألية دولة ،خاصة وأن ربط الجودة
بالتنمية اإلقتصادية لم يأتي من قبيل الصدفة .فالدول الصناعية لم تحقق نموها اإلقتصادي إال من خالل
قدرتها على تسويق منتجاتها في األسواق العالمية بالتركيز على جودة منتجاتها ،للمساهمة في قبولها
ورواجها.
تأسست جائزة Demingفي 1951من قبل إتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين .و تمنح هذه الجائزة للشركات
الموجودة في اليابان ،لكنها فسحت المجال مؤخ ار للشركات عبر القارات والتي تطبق بنجاح الرقابة على
الجودة على مستوى الشركة ككل .تعتمد هذه الجائزة على الرقابة اإلحصائية للجودة و تضم عشرة أصناف
تقييم رئيسية:
-السياسة واألهداف.
-المنظمة وعملياتها.
-التعليم وإتساعه.
-تجميع ونشر المعلومات.
-التحليل.
-التقييس.
207
شهادات الجودة الفصل التاسع:
-الرقابة.
-ضمان الجودة.
-الخطط المستقبلية.
يطلب من المتقدمين لنيل الشهادة تقديم عرض تفصيلي لممارسات الجودة .بعد ذلك تحدد قائمة
صغيرة من المفتيشين لزيارة المصانع .وتهدف الزيارة معرفة واجهة الشركة ،والقيام باجتماعات مع اإلدارة
العليا ،مع منح الفاحصين فرصة زيارة كل جزء من أجزاء المصنع واإلستفسار من كل عامل فيه.
صادق مركز اإلنتاجية والجودة األمريكي في بداية الثمانينيات على ضرورة إستحداث جائزة سنوية مماثلة
لجائزة .Demingوقد أسست جائزة مالكوم بالدريج الوطنية للجودة Malcom Baldrige National Awardفي
الواليات المتحدة األمريكية في 1987بهدف تعزيز التنافسية في المنظمات األمريكية .وقد سميت الجائزة
بإسم مالكوم بالدريج تقدي ار لجهوده في المساهمة في تحسين كفاءة وفعالية و ازرة التجارة.
يقوم المعهد الوطني للمقاييس والتكنولوجيا National Institute of Standards and Technology
) (NISTبالتعاون مع القطاع الخاص بإدارة برنامج الجائزة .الهدف الرئيسي من الجائزة هو تشجيع اإلهتمام
بموضوع الجودة ،وإستيعاب المنظمات لمفهوم التميز في العمل ،باإلضافة إلى تبادل المعلومات والخبرات
عن تجارب الشركات الناجحة في مجال الجودة.
أما فيما يتعلق بدورة الجائزة ،فإنها تمر بثمانية مراحل أساسية ،كما يبين الشكل رقم (:)9-3
-إستالم الطلبات ،أي طلبات الترشيح للجائزة من المنظمات الراغبة في ذلك.
-المراجعة المستقلة ،حيث يقوم المقيمون بم ارجعة تقارير المنظمات بصفة مستقلة.
-ترشيح المنظمات المؤهلة للمرحلة التالية والمتعلقة بالمراجعة الجماعية من قبل الحكام.
-إجراء المراجعة الجماعية من قبل حكام الجائزة.
-ترشيح المنظمات المؤهلة للمرحلة التالية والمتعلقة بالزيارات الميدانية.
-إجراء المراجعات الخاصة بالزيارات الميدانية.
-االختيار النهائي والتوصية بأسماء المنظمات الفائزة بالجائزة.
208
شهادات الجودة الفصل التاسع:
-إرسال تقارير كتغذية عكسية إلى المنظمات المشاركة بالجائزة ،حيث يتم توضيح نقاط القوة ونقاط
التحسين بالنسبة لكل عنصر من عناصر التقييم.
نعم
المراجعة الفردية
نعم
نعم
ال
التوصية بأسماء الفائزين
تقرير (تغذية عكسية)
نعم
تقرير (تغذية عكسية)
209
شهادات الجودة الفصل التاسع:
تعتمد جائزة مالكوم بالدريج الوطنية للجودة في تقويمها لنواحي القوة ومجاالت التحسين على سبعة
مجموعات رئيسية:
أ -القيادة :)125 Points(Leadershipدور اإلدارة العليا في إيجاد القيم والمحافظة عليها وكذلك في
توجيه الموظفين.
ب -التخطيط اإلستراتيجي :)85 Points( Strategic Planningكيف تقوم المنظمة بوضع إستراتيجياتها،
وكيف تضع خطط عمل لتطبيق هذه اإلستراتيجيات.
جـ -التركيز على العميل :)85 Points( Customer Focusكيف تحدد المنظمة احتياجات الزبون
وتوقعاته ،باإلضافة إلى تعزيز عالقات المنظمة مع الزبون وتلبية رغباته.
د -المعلومات والتحليل :)85 Points( Information and Analysisمدى فعالية إستخدام المعلومات
لدعم أنظمة اإلدارة في المنظمة.
ه -تطوير الموارد البشرية :)85 Points( Human Resources Developmentتدريب وتطوير الموارد
البشرية وتوجيهها بإتجاه تحقيق أهداف المنظمة.
و -إدارة العمليات :)85 Points( Process Managementفحص كافة عمليات المنظمة سواء تلك
المتعلقة بالعمالء أو بالتصميم أو بتقديم الخدمة.
ز -نتائج األعمال :)450 Points( Business Resultsفحص أداء المنظمة في المواضيع المؤثرة على
نتائج أعمالها بما في ذلك رضا الزبائن ،وتحقيق األهداف ،واألداء التشغيلي.
قامت المؤسسة األوربية إلدارة الجودة )European Foundation for Quality Management (EFQM
في 1991بتأسيس الجائزة األوربية للجودة European Quality Awardلتشجيع المنظمات الملتزمة بالتميز
في أداء األعمال وتطبيق إدارة الجودة الشاملة في دول أوربا .يتم منح الجائزة إلى أربعة فئات للمنظمات
هي:
• الشركات الكبيرة.
• الدوائر والوحدات التشغيلية للشركات.
• منظمات القطاع العام.
• المنظمات المتوسطة والصغيرة.
210
شهادات الجودة الفصل التاسع:
211
شهادات الجودة الفصل التاسع:
ويالحظ على هذا النموذج أنه أخذ بعين اإلعتبار اآلثار التي يمكن أن يحققها النظام على المجتمع.
وهذا يتماشى مع أفكار المسؤولية اإلجتماعية والتوجهات العالمية الحديثة المتعلقة بالمحافظة على البيئة
والمجتمع.
212
قائمة المراجع
-1أحمد سيدي مصطفى ،إدارة اإلنتاج والعمليات في صناعة الخدمات ،الطبعة الثالثة ،مكتبة األنجلو
المصرية ،القاهرة.1998 ،
-2حسن عبدالعال محمد ،اإلتجاهات الحديثة في إدارة الجودة والمواصفات القياسيةISO 9000 ،
9014وأهم التعديالت التي أدخلت عليه ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2006 ،
-3حميد عبدالنبي الطائي وآخرون ،إدارة الجودة الشاملة TQMواأليزو ،الطبعة األولى ،دار الوراق
للنشر ،عمان.2003 ،
طاهر رجب قدار،المدخل الى ادارة الجودة الشاملة وااليزو.1997، -4
-5كاظم جواد بشير ،إدارة اإلنتاج ،الطبعة األولى ،مطبعة الجاحظ للنشر والتوزيع ،بغداد.1996 ،
-6محفوظ أحمد جودة ،إدارة الجودة الشاملة مفاهيم وتطبيقات ،الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان،
.2006
-7محمد عبدالوهاب العزاوي ،إدارة الجودة الشاملة ،دار اليازوري ،عمان.2005 ،
-8محمد عوض الترتوري ،أغادير عرفات جويحان ،إدارة الجودة الشاملة ،الطبعة األولى ،دار المسيرة
للنشر والتوزيع ،عمان.2006 ،
-9محمود سالمة عبدالقادر ،الضبط المتكامل لجودة اإلنتاج ،وكالة المطبوعات ،الكويت.2001 ،
-10مأمون الدرادكة وآخرون ،إدارة الجودة الشاملة ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
.2001
-11مأمون الدرادكة ،طارق الشبلي ،الجودة في المنظمات الحديثة ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،عمان.2002 ،
-12محمد توفيق ماضي ،إدارة اإلنتاج والعمليات – مدخل إتخاذ الق اررات ،الطبعة األولى ،الدار
الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية.1996 ،
-13محمد عبدالعال النعيمي ،راتب جليل صويص Six Sigma ،تحقيق الدقة في إدارة الجودة ،الطبعة
األولى ،مكتبة الجامعة –إثراء للنشر والتوزيع ،عمان.2008 ،
-14نظمي نصر هللا ISO 9000 ،بداية الطريق الى تطوير المنظومة اإلدارية.1995 ،
-15نجم عبود نجم ،إدارة الجودة الشاملة في عصر األنترنت ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر ،عمان،
.2010
-16سوسن شاكرمجيد ،محمد عواد الزيادات ،ادارة الجودة الشاملة ،تطبيقات في الصناعة و التعليم ،دار
صفاء للنشر والتوزيع ،الطبعة االولى ،عمان.2007 ،
214
قائمة المراجع
-17سلمان زيدان ،ادارة الجودة الشاملة -الفلسفة ومداخل العمل ،الجزء الثاني ،دار المناهج للنشر
والتوزيع ،عمان.2010 ،
-18عواطف إبراهيم الحداد ،إدارة الجودة الشاملة ،الطبعة األولى ،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان،
.2009
-19عالء فرح الطاهر ،إدارة الموارد والجودة الشاملة ،الطبعة األولى ،دار الراية ،عمان.2010 ،
-20فايد عبدالحميد ،إدارة اإلنتاج ،مكتبة عين شمس للتوزيع والنشر ،القاهرة.1997 ،
-21فواز التميمي ،أحمد الخطيب ،إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات التأهيل لأليزو ،9001الطبعة
األولى ،عالم الكتب الحديث ،عمان.2008 ،
-22قاسم نايف علوان المحياوي ،إدارة الجودة في الخدمات ،مفاهيم عمليات ،تطبيقات ،الطبعة األولى،
دار الشروق ،عمان.2006 ،
-23قاسم نايف علوان ،إدارة الجودة ومتطلبات األيزو ،2000 :9001الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان.2009 ،
-24خضير كاظم حمود ،إدارة الجودة وخدمة العمالء ،الطبعة األولى ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان.2002 ،
-25خضير كاظم حمود ،إدارة الجودة وخدمة العمالء ،الطبعة الثانية ،ذار المسيرة للنشر والتوزيع،
عمان.2007 ،
-26خضير كاظم حمود ،هايل يعقوب الفاخوري ،إدارة اإلنتاج والعمليات ،الطبعة األولى ،دار صفاء
للنشر والتوزيع.2001،
-27وجيه العلي ،حلقات الجودة اليابانية ،مجلة اإلدارة العلمية العدد ،35الرياض،معهد اإلدارة العامة،
.1987
29- Diel. R. Rivet, Les Relations Commerciales- Exposé du Docteur Deming à
la Cinquième Conférence Sur Le Controle de La Qualité, New Delhi, 1991.
215
قائمة المراجع
.
31- Jack P. Pekar, Total Quality Management: Guiding Principles for
Application, American Society for Testing and Materials, PhiladelPhia,
2000.
32- Jay Heizer and Barry Render, Inventions of Management, Sixth Edition,
Prentice Hall Inc, New Jersey, 2001.
33- James, P, Total Quality Management, Prentice Hall Inc, New York, 1996.
36- Donald Marquardt, Background and Development of the ISO 9000,2nd ed,
qual- systems update, April, 1997.
216
المالحــق
218