You are on page 1of 425

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫تخصص‪ :‬مالية وبنوك‬ ‫قسم ‪ :‬العلوم التجارية‬

‫أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه الطور الثالث ل م د‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك التجارية الجزائرية وفقا لمعايير‬


‫الرقابة المصرفية‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫أ‪ .‬د رابح زبيري‬ ‫خوبيزي مريم‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫أ‪.‬د زيروني مصطفى‪ ......................‬رئيسا‬


‫أ‪.‬د زبيري رابح‪ ............................‬مقررا‬
‫أ‪.‬د دريس رشيد ‪ ..........................‬عضوا‬
‫أ‪.‬د صديقي مليكة ‪ .........................‬عضوا‬
‫أ‪.‬د بريش عبد القادر‪ .......................‬عضوا‬
‫أ‪.‬د زيدان محمد ‪ ..........................‬عضوا‬

‫السنة الجامعية‪2018 – 2017 :‬‬


‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬
‫اإلهــــــــــــــــــــداء‬
‫اإلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫االه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫إلى من كلله اهلل بالهيبة والوقار ‪ ،‬وعلمني العطاء دون انتظار ‪ ،‬إلى من أحمل اسمه والدي‬

‫العزيز أطال اهلل في عمره‬

‫إلى مالكي في الحياة ومعنى الحب والحنان‪ ،‬إلى بسمة الحياة وسر الوجود‪،‬إلى من كان‬

‫دعاؤها سر نجاحي وحنانها بلسم جراحي‪ ،‬أمي الحبيبة‬

‫إلى من شجعوني على مواصلة مسيرتي العلمية إلى رفقاء دربي في هذه الحياة في السراء‬

‫والضراء‪ ،‬أخي وأختي األعزاء‬


‫شكـــــر وتــقــــدير‬
‫شــــــــكروتـــــــــــــــــــــــــقدير‬

‫ش ـ ـ ــكر وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدير‬

‫أشكر اهلل عز وجل وأحمده على نعمه التي َمن علينا بها فهو العلي القدير‪ ،‬وأشكره أن حقق‬

‫لي ما أصبو إليه في إتمام أطروحة دكتوراه في المالية والبنوك‪ ،‬كما أتقدم بعظيم الشكر والتقدير‬

‫لألستاذ الدكتور المشرف رابح زبيري على حسن تعاونه‪ ،‬ولما قدمه لنا من جهد ونصح ومعرفة‬

‫طيلة فترة إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل لألساتذة الكرام أعضاء لجنة المناقشة على تكرمهم بقبول مناقشة‬

‫هذا البحث‪ ،‬وإثرائه بالمالحظات واألفكار القيَمة‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاز هذا البحث‪.‬‬
‫قائـــــــمة الجـــــداول‬
‫قـــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــمة الجــــــــــــــــــــــــداول‬

‫قــــــــــــــــائـــــــــــــــــــمة الجــــــــــــــــــــداول‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪88‬‬ ‫أهم خدمات البنوك الشاملة‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪041‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 20‬أوزان المخاطر‬
‫‪041‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 20‬معامالت التحويل لمكافئ اإلئتمان‬
‫‪041‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 20‬مكافئ اإلئتمان بمعدالت الفائدة كالتعهدات خارج الميزانية وأسعار‬
‫الصرف‬
‫‪048‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 24‬مكافئ اإلئتمان بمعدالت الفائدة كالتعهدات خارج الميزانية وأسعار‬
‫الصرف(طريقة المخاطر المبدئية)‬
‫‪014‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 21‬المقارنة بين تصنيف الديون‬
‫‪011‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 21‬ترجيح التعرضات الخاصة بفئة الدول والبنوك المركزية‬
‫‪011‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 21‬المنهج المعتمد من طرف منظمة التعاون "‪ "OCE‬الخاص بفئة الدول‬
‫والبنوك المركزية‬

‫‪011‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 28‬الخيار األول‬


‫‪011‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 20‬الخيار الثاني‬
‫‪018‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 02‬الترجيحات الخاصة بفئة المؤسسات‬
‫‪012‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 00‬معامالت الترجيح لتعرضات التوريق وفقا للمقاربة المعيارية‬
‫‪080‬‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪ 00‬تحديد المدخالت األساسية وفقا لمقاربتي التقييم الداخلي األساسية‬
‫والمتقدمة‬
‫قـــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــمة الجــــــــــــــــــــــــداول‬

‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 13‬فئات ومعامالت الترجيح اإلحترازي لفئة التمويل المتخصص "‪"FS‬‬
‫‪000‬‬ ‫فئات ومعامالت الترجيح اإلحترازي الخاصة بتمويل العقارات التجارية‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪14‬‬
‫شديدة التقلب‬
‫‪020‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 15‬قيم الخسارة عند التعرض "‪ " PCD‬المطبقة والمستويات اإلضافية‬
‫المقدمة بالنسبة للحصص المضمونة الخاصة بالتعرضات المشروطة‬
‫‪004‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 16‬متطلبات رأس المال ورأس المال للتحوط في إطار مقررات إتفاقية بازل ‪0‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 17‬مراحل التحول إلى النظام الجديد وفقا لمقررات بازل ‪0‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 18‬المقاربة الخارجية لتقييم المخاطر اإلئتمانية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 19‬المقاربة المعيارية لتقييم المخاطر اإلئتمانية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 20‬تصنيف التعرضات على المؤسسات‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 21‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات السكنية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 22‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات السكنية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 23‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات التجارية‬
‫‪004‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 24‬نسبة المتطلبات الرأسمالية للسندات‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 25‬معامالت ترجيح التمويل المضمون‬
‫‪040‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 26‬فئات ومعامالت ترجيح التمويل المستقر المتاح‬
‫‪041‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪ 27‬معامالت ترجيح العناصر خارج الميزانية‬
‫قـــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــمة الجــــــــــــــــــــــــداول‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪010‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 20‬حاالت عدم اإلمثثال لألنظمة حسب النوع‬
‫‪082‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 20‬تطور معدل مالءة البنوك العمومية والخاصة في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪0201 – 0200‬‬
‫‪081‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 20‬أوزان ترجيح المخاطر للعناصر الواقعة داخل الميزانية‬
‫‪081‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 24‬أوزان المخاطر الخاصة بالعناصر خارج الميزانية‬
‫‪088‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 21‬المعامالت الترجيحية لبسط معامل السيولة‬
‫‪080‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 21‬المعامالت الترجيحية لمقام معامل السيولة‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 21‬المستحقات على الدول األخرى وبنوكها المركزية للبنوك المعنية‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 28‬معامالت الترجيح الخاصة بالمستحقات على الهيئات العمومية دون‬
‫اإلدارات المركزية‬
‫‪004‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 20‬معامالت الترجيح البنوك والمؤسسات المالية أو المماثلة والمقيمة‬
‫بالخارج‬
‫‪001‬‬ ‫معامالت الترجيح للمستحقات على المؤسسات الكبيرة والمتوسطة‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪02‬‬
‫‪020‬‬ ‫التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي ومجموع األصول المصرفية‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪00‬‬
‫(‪)0201-0200‬‬
‫‪002‬‬ ‫خارج قطاع المحروقات التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪00‬‬
‫ومجموع الودائع والقروض‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 00‬عناصر نسبة مالءة رأس المال محددة من خالل القوائم المالية للبنوك‬
‫المعنية‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 04‬المؤشرات االحترازية الخاصة بالنظام المصرفي الجزائري خالل الفترة‬
‫(‪)0201-0200‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 01‬حجم القروض العادية والمصنفة المقدمة لألفراد والمؤسسات على‬
‫مستوى بنك الخليج الجزائر"‪ ،"Gulf Bank Algeria‬خالل الفترة‬
‫(‪)0201 – 0200‬‬
‫قـــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــمة الجــــــــــــــــــــــــداول‬

‫‪001‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 01‬تطور حجم القروض المصنفة والمؤونات المخصصة للتغطية في البنوك‬
‫التجارية الجزائرية ( عمومية وخاصة ) خالل الفترة ( ‪)0201 – 0200‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 01‬نسب القروض المتعثرة(الغير منتجة) في البنوك العمومية والخاصة خالل‬
‫الفترة (‪)0201 – 0200‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 08‬توزيع القروض حسب البنوك العمومية والبنوك الخاصة‬
‫‪000‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 00‬توزيع القروض حسب فترة النضج‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 02‬تطور حجم الودائع لدى البنوك الجزائرية ( ‪)0201 – 0200‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 00‬مقارنة حجم السيولة مع حجم القروض في البنوك الجزائرية(‪ 0200‬ـــ‬
‫‪)0201‬‬
‫‪042‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪ 00‬تطور حجم فائض السيولة لمجموع البنوك الجزائرية (‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬
‫قائـــــــمة األشــــــــكال‬
‫ق ـ ـ ـ ــائـ ـ ـ ـ ـ ــمة األشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫قائـــــــــــــــــــــــــــــمة األشكـــــــــــــــــــــــــــال‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪10‬‬ ‫اآلثار االقتصادية للعولمة على الجهاز المصرفي‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪08‬‬ ‫أبعاد االندماج المصرفي‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪021‬‬ ‫آلية عمل مبادالت العجز االئتماني‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪000‬‬ ‫تقلب سعر الفائدة المركزي في الواليات المتحدة األمريكية مابين‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪24‬‬
‫(‪)0228 – 0220‬‬
‫‪001‬‬ ‫مراحل عملية التوريق‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪21‬‬
‫‪000‬‬ ‫منجهية تقييم المبادئ األساسية الفعالة للرقابة المصرفية وفقا للجنة‬ ‫‪ 20‬ــــ ‪21‬‬
‫بازل الدولية‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪011‬‬ ‫الدعائم الثالث إلتفاقية بازل الثانية‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪011‬‬ ‫متطلبات الحد األدنى لمتطلبات رأس المال‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪010‬‬ ‫مجال تطبيق إتفاقية بازل ‪II‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪20‬‬
‫‪004‬‬ ‫اإلرتباط بين كل من التقديرات الداخلية والتقديرات الخارجية‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪24‬‬
‫واحصائيات إحتماالت التعثر‬
‫‪001‬‬ ‫األموال الخاصة الرقابية وبازل ‪0‬‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪21‬‬
‫‪008‬‬ ‫التدرج الزمني في تطبيق نسبة تغطية السيولة "‪ " LCR‬وفقا لما هو‬ ‫‪ 20‬ـــ ‪21‬‬
‫محدد في مقررات بازل ‪III‬‬
‫ق ـ ـ ـ ــائـ ـ ـ ـ ـ ــمة األشك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الصفـــــــــــــــــــــحـــة‬ ‫العــــــــــــــــــــــــــــنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪020‬‬ ‫التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي ومجموع األصول المصرفية‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪20‬‬
‫خالل الفترة (‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬
‫‪000‬‬ ‫التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي خارج قطاع المحروقات‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪20‬‬
‫ومجموع الودائع والقروض‬
‫‪001‬‬ ‫تطور نمو القروض غير المنتجة في البنوك العمومية ( ‪– 0200‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪20‬‬
‫‪)0201‬‬
‫‪001‬‬ ‫تطور نمو القروض غير المنتجة في البنوك الخاصة ( ‪– 0200‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪24‬‬
‫‪)0201‬‬
‫‪001‬‬ ‫تطور نسبة المؤونات المخصصة لتغطية القروض المصنفة بالبنوك‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪21‬‬
‫العمومية الجزائرية(‪) %‬‬
‫‪002‬‬ ‫متوسط حصة القروض لكل من البنوك التجارية العمومية والخاصة‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪06‬‬
‫خالل الفترة (‪)0201-0200‬‬
‫‪000‬‬ ‫حجم القروض الممنوحة وفقا للقطاعات للفترة ( ‪)0201 – 0200‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪07‬‬
‫‪004‬‬ ‫تطور حجم الودائع والقرض الداخلي للبنوك (‪)0201 – 0221‬‬ ‫‪ 24‬ـــ ‪08‬‬
‫‪001‬‬ ‫تطور حجم الودائع في البنوك الجزائرية‬ ‫‪ 04‬ـــ ‪20‬‬
‫فـــــــهرس المـــــحتويات‬
‫فـــــــهرس المحــــــــــــــــــــتويات‬
‫فهــــــــــــرس المحتــــــــــــــــــــــــــــويات‬

‫االهــــــــــــــــداء‬
‫شـــــكر وتقــــــــــــدير‬
‫قـــــــائــــــــــــــــــــــمة الجـــداول‬
‫قـــــــائـــــــــــــــــــــمة األشـــــكال‬

‫أ‬ ‫المــــــــــــــــــــــــــقدمــــــــــــــة العـــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــــة‬

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬االئتمان عنصر وساطة في العمل المصرفي‬
‫‪3‬‬ ‫مفاهيم أساسية عن االئتمان المصرفي‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫دور االئتمان المصرفي ومبررات استخدامه‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫ضوابط منح االئتمان المصرفي‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬توظيف السيولة في البنوك التجارية‬


‫‪30‬‬ ‫مفهوم السيولة المصرفية وأنواعها‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫مكونات السيولة المصرفية والعوامل المؤثرة فيها‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪39‬‬ ‫نظريات إدارة السيولة المصرفية والمؤشرات المالية التي تقاس بها‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪43‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مدخل إلدارة المخاطر المصرفية‬


‫‪43‬‬ ‫ظهور إدارة المخاطر وأهميتها‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪48‬‬ ‫تصنيف المخاطر المصرفية‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪53‬‬ ‫أسس ومبادئ إدارة المخاطر المصرفية – مدخل جزئي وكلي‪-‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫فـــــــهرس المحــــــــــــــــــــتويات‬

‫الفصل الثاني‪ :‬واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬
‫‪11‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬العولمة والنظام االقتصادي العالمي الجديد‬
‫‪11‬‬ ‫مفهوم العولمة ‪ ،‬مظاهرها والعوامل المساعدة على انتشارها‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫ظهور العولمة االقتصادية ‪ ،‬أنواعها وخصائصها‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫العولمة المصرفية والتحرير المالي وأثرهما على العمل المصرفي‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪80‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬البنوك الشاملة ‪ ،‬ظاهرة االندماج البنكي والتعامل بالمشتقات المالية‬
‫‪80‬‬ ‫ظاهرة البنوك الشاملة‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪80‬‬ ‫عمليات االندماج المصرفي والتعامل بالمشتقات المالية‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪08‬‬ ‫التعامل بالمشتقات المالية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪028‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تحقيق استقرار النظام المصرفي في ظل األزمة المالية العالمية‬
‫‪028‬‬ ‫مفاهيم أساسية عن أزمة الرهن العقاري (األزمة المالية العالمية)‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪000‬‬ ‫أسباب األزمة المالية وتداعياتها على االقتصاد العالمي‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪002‬‬ ‫اآلليات المنتهجة والمعايير الموضوعة للحفاظ على استقرار النظام المالي‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫والمصرفي العالمي‬

‫‪000‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬الرقابة المصرفية وتنظيمها في إطار لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‬
‫‪000‬‬ ‫مفاهيم أساسية عن الرقابة المصرفية الدولية‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪001‬‬ ‫أهداف تطبيق الرقابة المصرفية والجهات المسؤولة عن تطبيقها‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪001‬‬ ‫المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪004‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫فـــــــهرس المحــــــــــــــــــــتويات‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة‬
‫بازل‬
‫‪001‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪001‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تنامي المخاطر البنكية وظهور إتفاقية بازل األولى‬
‫‪001‬‬ ‫دوافع التنظيم البنكي‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫‪040‬‬ ‫إتفاقية بازل األولى وتغطية المخاطر االئتمانية‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪048‬‬ ‫تقييم إتفاقية بازل األولى‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪014‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إتفاقية بازل الثانية وادارة مخاطر اإلئتمان والسيولة‬
‫‪014‬‬ ‫نظرة عامة حول إتفاقية بازل الثانية‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪012‬‬ ‫متطلبات كفاية األموال الخاصة الرقابية ومخاطر االئتمان وفقا لمقررات بازل‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫الثانية‬
‫‪010‬‬ ‫قياس المخاطر االئتمانية وفقا للمقاربة القائمة على أساس التصنيف الداخلي‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫في إطار التنظيم الرقابي االحترازي لبازل ‪II‬‬
‫‪024‬‬ ‫واقع إدارة مخاطر السيولة في إتفاقية بازل الثانية‬ ‫المطلب الرابع‪:‬‬
‫‪021‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اتفاقية بازل الثالثة والجوانب المستحدثة في مجال إدارة مخاطر االئتمان والسيولة‬
‫‪021‬‬ ‫عرض مفصل إلتفاقية بازل الثالثة‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪001‬‬ ‫إدارة المخاطر اإلئتمانية والتعديالت الطارئة عليها في إتفاقية بازل الثالثة‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪001‬‬ ‫إقامة معايير دولية إلدارة مخاطر السيولة البنكية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪010‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫فـــــــهرس المحــــــــــــــــــــتويات‬

‫الفصل الرابع‪ :‬آليات إدارة وتسيير مخاطر اإلئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬
‫‪014‬‬ ‫مقدمة الفصل‬
‫‪011‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع وتحديات تطوير إجراءات الرقابة المصرفية في الجهاز المصرفي الجزائري‬
‫‪011‬‬ ‫هيئات الرقابة واإلشراف المصرفي في الجزائر‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬
‫‪016‬‬ ‫آفاق تحديث أعمال الرقابة واإلشراف المصرفي في الجزائر‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫‪011‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬واقع تطبيق إتفاقيات بازل في المنظومة البنكية الجزائرية‬
‫‪011‬‬ ‫النظم والقواعد اإلحت ارزية المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪080‬‬ ‫إصدار األنظمة (‪ )10 – 10 – 14 – 41‬لتدعيم اإلطار اإلحترازي الوطني‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫واإلنتقال إلى تطبيق المقاربة المعيارية المنصوص عليها في بازل الثانية‬
‫والثالثة‬
‫‪022‬‬ ‫توافق النظم اإلحت ارزية الجزائرية مع متطلبات لجنة بازل للرقابة المصرفية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪021‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬قياس صالبة النظام المصرفي الجزائري‬


‫‪021‬‬ ‫آفاق تطوير الوساطة المصرفية في الجزائر‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪000‬‬ ‫مؤشرات صالبة القطاع المصرفي الجزائري‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪008‬‬ ‫تطبيق إختبارات التحمل على البنوك الناشطة في القطاع البنكي الجزائري‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪002‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬إجراءات تسيير وادارة مخاطر اإلئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬
‫‪002‬‬ ‫اآلليات المعتمدة في مجال إدارة وتسيير المخاطر اإلئتمانية بالبنوك التجارية‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫الجزائرية‬
‫‪000‬‬ ‫سياسة منح االئتمان و تسيير مخاطره في البنوك التجارية الجزائرية‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪008‬‬ ‫حجم اإلئتمان المقدم من طرف البنوك التجارية الجزائرية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪004‬‬ ‫تسيير وادارة مخاطر السيولة المصرفية‬ ‫المطلب الرابع‪:‬‬
‫‪040‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪044‬‬ ‫الخــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــــــــــــة العـــــــــــــــــــــــــامــــــــــــــة‬
‫قائــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــــع‬
‫قائـــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــة المـــــــــــــــــــــــالحـــــــــــــــــــــــق‬
‫الملــــــــــــــــــــخص‬
‫المــــقدمة الـــعامـــــة‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫المـــــــــــــــــــقدمــــــــة العــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــة‬

‫أوال ــ المقدمة‬

‫يكتنف النشاط المصرفي عدة مخاطر تتطلب من البنوك اتخاذ التدابير واإلجراءات الالزمة إلدارة‬
‫مخاطرها‪ ،‬تعتبر المخاطر العناصر األساسية المؤثرة على األداء المالي للبنوك لذا فعلى هذه األخيرة أن‬
‫تحسن ادارتها وفقا ألفضل الممارسات الدولية بغية ضمان بقائها ضمن محيط يمتاز بعدم التأكد‪.‬‬

‫شكلت إدارة المخاطر موضوع عدة بحوث في السنوات األخيرة بالخصوص المخاطر المالية التي تتعرض‬
‫لها البنوك والمتمثلة في‪ :‬مخاطر القرض والسيولة وسعر الفائدة وسعر الصرف ‪ ،‬إذ تختلف المناظر التي‬
‫تصنف بها هذه المخاطر غير أنه يتعين على البنوك أن تعمل على الحد منها وذلك بتطبيق إجراءات‬
‫معينة إلدارتها ‪ ،‬وفي هذا الصدد ركزت دراستنا على أهم المخاطر وهي كل من مخاطر االئتمان‬
‫والسيولة‪.‬‬

‫تم التطرق لمخاطر االئتمان باعتبارها تمثل سببا رئيسيا في حاالت فشل البنوك وهذا ما أدى بغالبية‬
‫الجهات الرقابية المصرفية لوضع أولوية لمعايير إدارة مخاطر االئتمان ‪.‬‬

‫كشفت األزمة المالية عن عدة ثغرات فيما يتعلق بإدارة مخاطر السيولة في البنوك ‪ ،‬ولهذا تضمن‬
‫عنصر السيولة في مقررات لجنة بازل الثالثة عدة معايير موجهة لزيادة مرونة البنوك لمقابلة صدمات‬
‫السيولة قصيرة األجل وإلدراج نماذج تمويل أكثر مالءمة ‪ ،‬المعايير الجديدة التفاقية بازل الثالثة تجبر‬
‫البنوك على تحسين طرق إدارة مخاطر السيولة ‪ ،‬حتى وان كانت هذه الطرق ترفع من التكاليف‪ ،‬إال أنها‬
‫توفر عدة مزايا ولعل من أبرزها التخفيف من حدة أثر األزمة المالية التي تواجه البنوك‪.‬‬

‫تواجه البنوك في الوقت الحالي تحديات جديدة ناتجة عن عدة أسباب كالمنافسة الشديدة التي اتخذت‬
‫طابعا عالميا نتيجة المتغيرات الدولية ‪ ،‬واالتجاه نحو تحرير الخدمات المالية فضال عن التطورات التي‬
‫عرفتها تكنولوجيا المعلومات وتبني نظام اقتصاد السوق ‪ ،‬باعتبار القطاع المصرفي أحد أهم العناصر‬
‫المشكلة للقطاع االقتصادي ‪ ،‬كان البد من البنوك المحلية أن تتكيف مع هذه التطورات وذلك باتخاذ‬

‫أ‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫اإلجراءات الضرورية المتعلقة بتكوين الموارد البشرية وتطوير األنظمة الرقابية لديها لتعمل في بيئة جيدة‬
‫من شأنها تقوية أمانها وزيادة ثقة المتعاملين ‪.‬‬

‫تعتبر نظم الرقابة المصرفية أداة جوهرية تساهم في تحقيق االستقرار المالي وبناء قطاع مالي‬
‫ومصرفي كفؤ وفعال من أجل الحد من المخاطر المصرفية وادارتها بشكل احترافي بهدف التقليل من‬
‫آثارها السلبية والرفع من القدرة التنافسية للبنوك على المستوى المحلي والدولي‪.‬‬

‫يعد من الضروري البحث عن تأثير المتغيرات والمستجدات التي مست عناصر البيئة المصرفية‬
‫والعمل المصرفي ‪ ،‬وعدم االكتفاء بممارسة الرقابة التقليدية بل البحث عن وسائل من شأنها تعزيز نظم‬
‫الرقابة المصرفية ما يسمح بتعزيز متطلبات السالمة المالية للقطاع المصرفي‪.‬‬

‫ثانيا ــ إشكاليـــــــــــــة البحـــــــــــــــــث‬

‫بالنظر ألهمية إدارة المخاطر على مستوى البنوك و في ظل التطورات المالية العالمية الحاصلة‬
‫والتعديالت القائمة من طرف هيئات الرقابة المصرفية لضمان استقرار النظام المالي والمصرفي ‪ ،‬تدعيم‬
‫صالبته والمساهمة في إحداث تكامل بين مختلف اتفاقيات االصالح المصرفي العالمية‪ ،‬بهدف إيجاد‬
‫استيراتيجية تعمل على معالجة نقاط الضعف الخاصة بمجال الرقابة وادارة المخاطر المصرفية ‪ ،‬نقوم‬
‫بطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫كيف يتم ضبط وادارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا لمعايير الرقابة المصرفية الدولية للجنة‬
‫بازل؟ وما مدى التزام البنوك الجزائرية بهذه المعايير؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية التالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫ـ ـ تقوم وحدات الوساطة المالية بحشد الموارد المالية وتوزيعها بكفاءة ‪ ،‬ـو نتيجة ممارسة البنوك لنشاطات‬
‫معينة و خاصة ‪ ،‬تظهر بعض العوارض الجانبية فهل هناك ضرورة لتحديدها واتخاذ التدابير الضرورية‬
‫للحد منها؟‬

‫ـ ـ بهدف ضمان االستقرار المالي وتحقيق األمان المصرفي ‪ ،‬ما هي المعايير واألسس الرقابية المصرفية‬
‫المتفق عليها دوليا؟‬

‫ب‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ـ ـ ما هو واقع إدارة م خاطر االئتمان والسيولة في مقررات لجنة بازل بمختلف اتفاقياتها ؟ وهل ساهمت‬
‫مقررات لجنة بازل األخيرة في إرساء إدارة كفؤة ودقيقة لهذه األنواع من المخاطر؟‬

‫ـ ـ فيما تتمثل األساليب والنماذج المستخدمة إلدارة هذه المخاطر على مستوى البنوك التجارية الجزائرية‬
‫وهل هي مطبقة وفقا لمدخل األساليب الحديث إلدارة مخاطر االئتمان والسيولة الوارد في اتفاقيات لجنة‬
‫بازل الدولية للرقابة المصرفية؟‬

‫ثالثا ــ الفــرضيــات‬

‫‪ ‬تحقيق النمو االقتصادي يكون بالرفع من مستوى أداء القطاع المصرفي في قيام وحدات الوساطة‬
‫المالية واضطالعها بعملية تعبئة المدخرات والتوزيع الكفؤ لها‪ ،‬وبحكم توجهات البنوك ورغبة في‬
‫التجديد المالي الناتج عنه العديد من أدوات وأساليب التمويل وأشكال جديدة من الخدمات‬
‫المصرفية إضافة لقيامها بوظائفها التقليدية‪ ،‬قد تعرض البنوك لمجموعة من المخاطر التشغيلية‬
‫وأخرى مالية تتأثر بمحيط البنك وتنظيمه الداخلي ‪ ،‬وادارتها تساعد في تحديد العوامل التي تهدد‬
‫أهداف البنك‪.‬‬
‫‪ ‬تعد المعايير الدولية للرقابة المصرفية الصادرة عن لجنة بازل أبرز المرتكزات التي يعتمد عليها‪،‬‬
‫إذ أن االلتزام بمحتوياتها يعتبر عنص ار أساسيا من عناصر العمل في أي بيئة اقتصادية سليمة ‪،‬‬
‫بالشكل الذي يسمح لوحدات الجهاز المصرفي من أداء وظائفها في حالة تعرضها ألي أزمات‬
‫داخلية أو خارجية بخكم تميزها بمرونة عالية وقابلية للتطبيق في أي بيئة اقتصادية ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يساهم في تحقيق االستقرار المالي واالنضباطية في السوق المصرفية العالمية وحماية حقوق‬
‫المودعين‪.‬‬
‫‪ ‬خصصت مقررات لجنة بازل إجراءات جديدة إلدارة مخاطر االئتمان ومخاطر السيولة حيث‬
‫عرفت عدة تعديالت في مقررات بازل الثانية والثالثة‪ ،‬جاءت في مضمونها إلرساء نظام رقابي‬
‫أفضل على هذا النوع من المخاطر التي تواجهها البنوك‪.‬‬

‫‪ ‬تحاول البنوك التجارية الجزائرية تطبيق مقررات لجنة بازل الخاصة بإدارة المخاطر االئتمانية‬
‫ومخاطر السيولة من خالل األساليب الرقابية واإلشرافية المطبقة فيها‪ ،‬إال أنه بالنظر لخصوصية‬

‫ت‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫النظام المصرفي الجزائري سيمثل ذلك تحديا له للتمكن من تطبيق المناهج الداخلية لقياس مخاطر‬
‫االئتمان وتطبيق أدوات ومعايير رصد مخاطر السيولة وفقا لمقررات بازل األخيرة ‪.‬‬

‫رابعا ـــ أهـــميــــــة البـــحــــث‬

‫من خالل دراسة هذا الموضوع حاولنا العمل على إظهار مختلف المخاطر التي بإمكانها التأثير على‬
‫أمان الجهاز المصرفي ‪ ،‬فباتخاذ إجراءات معينة وتطبيق نماذج خاصة يمكن الوصول إلى تحقيق درجة‬
‫من األمان في الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫تكمن أيضا في عرض كل من مقررات لجنة بازل حول الرقابة على البنوك بغية االعتبار منها وكذلك‬
‫فيما يتعلق بإدارة المخاطر التي تشكل القاعدة األساسية ألداء جيد في المؤسسات البنكية‪ ،‬ولذلك البد من‬
‫عرض اإلجراءات واألدوات المستخدمة من طرف البنوك خاصة المتعلقة بإدارة المخاطر االئتمانية‬
‫ومخاطر السيولة وتحفيز البنوك على تطبيق األساليب المعاصرة في تحديد وقياس مثل هذه المخاطر ‪.‬‬

‫خامسا ـــ منهـــج البـــحــث‬

‫اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي والتحليلي وذلك بغية عرض مختلف المفاهيم المتعلقة‬
‫بمخاطر االئتمان والسيولة ‪،‬تطور تقنيات ومناهج إدارة هذه المخاطر‪ ،‬مضامين اتفاقيات بازل‪ ،‬فضال عن‬
‫القيام بدراسة حالة تطبيقية لتحديد واقع الممارسات الخاصة باالئتمان والسيولة في البنوك التجارية‬
‫الجزائرية‪ ،‬كما تم االعتماد على المنهج المقارن فمن خالل عرضنا لتطور القواعد االحت ارزية الصادرة عن‬
‫بنك الجزائر بما يتوافق وتطورات الوضع المالي والمصرفي على المستوى الدولي والمحلي‪ ،‬بالخصوص‬
‫في جانب إدارة المخاطر المتعلقة باالئتمان والسيولة في البنوك الجزائرية‪ ،‬االعتماد على بعض األدوات‬
‫االحصائية التي تساعد في تحليل البيانات وتقييم وضعية وحجم تلك المخاطر ‪.‬‬

‫سادسا ـــ أهــــداف البـــحــــث‬

‫ـ ـ تحديد أهم المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات المصرفية والتعرف على كيفية بناء أنظمة إدارة‬

‫المخاطر ‪.‬‬

‫ث‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ـ ـ عرض األدوات الداعمة لتسيير المخاطر البنكية و محاولة تفسير العالقة بين إدارة المخاطر والرقابة‬
‫المصرفية‪.‬‬

‫ـ ـ ـ محاولة بيان أثر المستجدات العالمية واألزمات المالية التي شهدها العالم المؤدية لحتمية تغيير‬
‫مضامين اتفاقيات بازل وذلك باعتبار أن نقائصها وثغراتها أهم العوامل المساعدة في إحداث األزمة‪.‬‬

‫ـ ـ الرغبة في وضع إطار توضيحي يساعد المؤسسات المصرفية على تحسين نظم إدارة مخاطر االئتمانية‬
‫والسيولة مستندة على معايير الرقابة المصرفية‪.‬‬

‫ـ ـ معرفة مميزات أنظمة الرقابة الداخلية والخارجية في البنوك الجزائرية ومدى مواكبتها لمختلف اإلجراءات‬
‫والتدابير الصادرة عن هيئات الرقابة المصرفية وقدرتها على تجسيدها ‪.‬‬

‫ـ ـ العمل على تشجيع البنوك إلقامة وتطوير هياكل إدارة مخاطر السيولة وانشاء وحدات متخصصة في‬
‫ذلك باستخدام مجموعة من المقاييس والتدقيق المستمر لممارسات السيولة ووضع خطط احتياطية لمواجهة‬
‫األزمات المفاجئة الطولية أو قصيرة المدى‪.‬‬

‫ـ ـ تهدف الدراسة إلى التعرف على المخاطر االئتمانية والسيولة ووصف الممارسات السليمة المتخذة‬
‫إلدارتها والتعامل معها‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بمخاطر السيولة على اعتبار أنها حظيت بمعالجات خاصة‬
‫في مقررات لجنة بازل الثالثة ‪.‬‬

‫ـ ـ تمكين البنوك الجزائرية من وضع منهج لضبط وادارة مخاطر االئتمان والسيولة وفقا لمتطلبات معايير‬
‫الرقابة المصرفية الدولية‪.‬‬

‫سابعا ـــ أســـبــــاب اختـــيار المـــوضــــوع‬

‫جاء هذا الموضوع بحكم التخصص ونظ ار الدور الهام الذي تقوم به البنوك التجارية في ميدان التنمية‬
‫االقتصادية الوطنية فضال عن الرغبة في التعرف على أهم المخاطر التي تكتنف العمل المصرفي أال‬
‫وهي المخاطر االئتمانية ومخاطر السيولة ونظر للمستجدات التي جاءت بها اتفاقيات بازل في هذا‬
‫المجال من جانب المناهج والمقاربات رغبة في التعرف عليها‪ ،‬واختبار امكانية تطبيقها في الجزائر رغم‬
‫النقائص المالحظة في هذا المجال‪.‬‬

‫ج‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫ثامنا ـــ حــــدود الدراســـــة‬

‫لالجابة على االشكالية والوصول إلى األهداف المرجوة حاولنا وضع حدود لهذه هذه الدراسة ‪ ،‬من‬
‫خالل توضيح مدى مواكبة العمل المصرفي للتغيرات المالية العالمية والتوجهات الحديثة للبنوك وآثار‬
‫العولمة عليها ‪ ،‬إضافة إلى معرفة منهجية قياس مخاطر االئتمان والسيولة البنكية وفقا لمقررات بازل‬
‫األولى‪ ،‬الثانية ‪،‬والثالثة التي تم اصدارها في فترات زمنية اتسمت بأحداث وأزمات شهده القطاع المالي‬
‫والمصرفي العالمي ‪،‬عرض إصدارات بازل للرقابة المصرفية وما مدى مساهمتها في تحسين األساليب‬
‫الفنية للرقابة المصرفية واعتبارها معايير متفق دوليا تساهم في تطوير وترقية منهجيات إدارة المخاطر‬
‫على مستوى البنوك وقد اقتصرت دراستنا على تلك المتعلقة باالئتمان والسيولة باعتبارهما عنصرين‬
‫أساسين يؤثران على أداء البنوك ‪ ،‬إضافة إلى التعرف على مسار والسبل المنتهجة من طرف السلطات‬
‫الرقابية الجزائرية وا أهم االصالحات المصرفية الحديثة التي قامت بها في سياق مواكبتها لمقررات‬
‫والقواعد االحت ارزية للجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬خاصة في سنة ‪ 0141‬من خالل اصدار‬
‫األنظمة( ‪)10 – 10 – 14 – 41‬المعتمدة على نسب المالءة المنصوص عليها في اتفاقية بازل األخيرة‬
‫وما تضمنه من مستجدات في مقاربات إدارة مخاطر القرض‪ ،‬الذي أصبح ساري المفعول والمرجع‬
‫المعمول به على مستوى البنوك التجارية الجزائرية ‪ ،‬وتوضيح القواعد االحت ارزية والتنظيم الرقابي الجاري‬
‫تطبيقه في المنظومة المصرفية الجزائرية باإلضافة إلى اجراءات وحدود منح االئتمان ومقاربات إدارة‬
‫مخاطره‪ ،‬ومؤشرات السيولة البنكية وطرق االفصاح عنها وادارة مخاطرها ‪ ،‬من خالل الدراسة التحليلية‬
‫لبعض البنوك التجارية الجزائرية العمومية والخاصة وشملت هذه الدراسة فترة زمنية ممتدة من ‪ 2010‬إلى‬
‫غاية ‪. 0142‬‬

‫تاسعاـــ الدراسات الســـابقــــة‬

‫ـــ دراسة بلبالي عبد الرحيم‪ :‬إدارة المخاطر البنكية وأثرها على كفاءة وفعالية القطاع المصرفي ـــ دراسة‬
‫حالة المؤسسات المالية الجزائرية (رسالة ماجستير)‬

‫تناولت الدراسة اشكالية هامة اعتبرها ذات أثر عميق على المنظومة المصرفية‪ ،‬حيث كانت نتاج‬
‫للعولمة المالية وفي ظل التحرير المالي والرغبة في تحقيق األرباح العالية عن طريق النشاطات كل هذا‬
‫من شأنه المساهمة في ارتفاع مستويات المخاطرة البنكية‪.‬‬

‫ح‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى توضيح األهمية البالغة إلدارة المخاطر وذلك من خالل موقعها البارز في البنك‬
‫وتأثيرها على القطاع المصرفي ‪ ،‬إذ أن اإلدارة السليمة واإليجابية لهذه المخاطر تؤدي لتوفير موارد أكبر‬
‫للبنوك وهذا بدوره يسهم في التنمية‪.‬‬

‫بغية التوصل لنتائج علمية للدراسة تعرض الباحث لماهية الرقابة المصرفية‪ ،‬بحيث أوضح أنه في‬
‫سبيل تحقيق استغالل أمثل إلدارة المخاطر البنكية يجب على الرقابة البنكية العمل على تحقيق ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬حماية أموال المودعين وسائر الدائنين اآلخرين‪.‬‬


‫‪ ‬المحافظة على سالمة المراكز المالية للمصارف وأداءاتها‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من التزام المصارف بالقوانين والتشريعات المصرفية‪.‬‬

‫كجانب مكمل لما سبق ذكره وبعد دراسة لماهية المخاطر المصرفية ينبغي اإلشارة إلى ضرورة‬
‫توفير مناخ مناسب داخل البنك ومن ثم في المنظومة المصرفية كاملة حيث يوصى ب‪:‬‬

‫‪ ‬إعطاء مجلس اإلدارة والمديرين التنفيذين فكرة إجمالية عن جميع المخاطر التي يمكن أن‬
‫يواجهها البنك‪.‬‬
‫‪ ‬وضع نظام للرقابة الداخلية وذلك إلدارة مختلف انواع المخاطر في جميع وحدات البنك‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من حصول البنك على عائد مناسب للمخاطر التي تواجهها ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام إدارة المخاطر كسالح تنافسي في هذا السياق برزت اتفاقيات بازل التي نصت‬
‫على مجموعة من االجراءات يجب على البنوك اتخاذها ‪.‬‬

‫ــ دراسة نصر رمضان أحالسه (‪:)0200‬دور المعلومات المحاسبية والمالية في إدارة مخاطر السيولة ــ‬
‫دراسة تطبيقية على البنوك التجارية ــ (رسالة ماجستير)‬

‫حاولت هذه الدراسة بيان مكانة المعلومات المحاسبية والمالية في إدارة مخاطر السيولة في البنوك‬
‫التجارية‪ ،‬باعتبار أن مخاطر السيولة هي من أهم المخاطر التي تواجهها البنوك وكذلك تعد من القضايا‬
‫المتزايدة األهمية في الوقت الحالي بالنظر للظروف االقتصادية والمالية السائدة في العالم‪ ،‬كما هدفت إلى‬

‫خ‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫تحديد أهم األدوات المستخدمة في قياس وتقدير مخاطر السيولة ودور الهيئات الرقابية في متابعة هذه‬
‫المخاطر أهم النتائج التي خلصت إليها نجد‪:‬‬

‫ـ ـ استخدام البنوك التجارية للمعلومات المحاسبية والمالية بغية التنبؤ بمخاطر السيولة‪.‬‬

‫ـ ـ تقوم البنوك التجارية باستخدام أدوات قياس ونسب مالية للتعرف على السيولة المتوفرة لديها‪.‬‬

‫ـ يلعب اإلفصاح والشفافية دو ار في تعزيز الثقة بين البنك وعمالئه‪.‬‬

‫كما خلصت لمجموعة من التوصيات أهمها‪:‬‬

‫ـ ـ ضرورة االهتمام بفائض السيولة ونقص السيولة التي يمكن أن تتعرض لها البنوك التجارية‪.‬‬

‫ـ ـ ضرورة وضع احتياطات بصورة مناسبة تكفل التعامل مع األمور المالية الطارئة‪.‬‬

‫ـ ـ العمل على إجراء دراسات متخصصة وندوات ارشادية لتقييم مخاطر السيولة‪.‬‬

‫ــ دراسة نضال رؤوف أحمد (‪ :)0200‬دراسة تحليلية لمخاطر السيولة باستخدام الكشف النقدي مع‬
‫بيان أثرها على كفاية رأس المال في القطاع المصرفي(مقال علمي)‬

‫الغاية من هذه الدراسة هي القيام بتحليل مخاطر السيولة من خالل كشف التدفق النقدي وتحديد مدى‬
‫تأثيره على كفاية رأس المال‪ ،‬عرض نظري لمفاهيم السيولة ومخاطرها على العمل المصرفي فضال عن‬
‫بيان المؤشرات والنسب المالية المستنبطة من كشف التدفق النقدي‪.‬‬

‫توصلت الدراسة لمجموعة من التوصيات هي ‪ :‬ضرورة قيام المصرف بصياغة استيراتيجية واضحة‬
‫للمحافظة على رأس المال المطلوب لمواجهة مخاطر السيولة ودعم أجهزة الرقابة الداخلية إلدارة مخاطر‬
‫السيولة‪ ،‬االهتمام بمتابعة إعداد الكشف النقدي وفقا لتعليمات البنك المركزي ‪ ،‬حث إدارة المصارف على‬
‫إيجاد آلية للسيطرة على نسبة كفاية رأس المال وجعلها وفقا للمقررات الصادرة عن لجنة بازل‪.‬‬

‫مفتاح صالحي‪ ،‬معارفي فريدة(‪ :)0221‬مداخلة إلى المؤتمر العلمي إلدارة المخاطر واقتصاد المعرفة‬
‫المخاطر االئتمانية تحليلها‪ ،‬قياسها‪ ،‬إدارتها والحد منها‪.‬‬

‫د‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫تم من خاللها عرض مفاهيم أساسية عن مخاطر االئتمان المصرفي والمناهج المستخدمة إلدارتها ‪،‬أهم‬
‫متطلبات لجنة بازل في هذا المجال فضال عن وسائل الوقاية من هذه المخاطر باعتبارها ذات أثر وأهمية‬
‫بارزة في النشاط المصرفي‪.‬‬

‫أحمد قارون(‪ : )0200/0200‬مدى التزام البنوك الجزائرية بتطبيق معيار كفاية رأس المال وفقا‬
‫لتوصيات لجنة بازل (رسالة ماجستير)‪.‬‬

‫الهدف من هذه الدراسة هو توضيح أهم التطورات المميزة للنشاط البنكي ‪ ،‬بالخصوص في المجال‬
‫التنظيمي من خالل دراسة مختلف التطورات التي جاءت بها لجنة بازل مع التركيز على كفاية رأس المال‬
‫من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬اإلحاطة بمفهوم كفاية رأس المال في البنوك وكيفية تقديره‬


‫‪ ‬دراسة مختلف الجوانب الخاصة بكفاية رأس المال التي جاءت بها اتفاقيات بازل‬
‫‪ ‬تحديد أوجه التشابه والتباين بين معيار كفاية رأس المال الذي حددته لجنة بازل ومعيار كفاية‬
‫رأس المال المحدد من طرف بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪-l’étude de PAMONA tesu (2013) : contribution de l’information financière- comptable‬‬


‫‪au perfectionnement du processus interne d’adéquation du capital – risque dans les‬‬
‫‪banques (thèse de doctorat):‬‬

‫الهدف الرئيسي للبحث هو اإلشارة ألهمية المعلومات المحاسبية والمالية على الوضعية المالية‬
‫ومساهمتها في األداء الجيد لمختلف اإلجراءات الداخلية المتعلقة بكفاية رأس المال‪.‬‬

‫أهم األهداف المرجوة من هذه الدراسة نجد‪:‬‬

‫ـ ـ التعبير عن العالقة المتواصلة بين المعلومة البنكية واإلجراء الداخلي المتعلق بكفاية رأس المال‪.‬‬

‫ـ ـ توضيح العناصر المحددة لالقتصاد الوطني والنظام المصرفي‪.‬‬

‫ـ ـ وضع قيد التنفيذ المنافع المتعلقة باحترام المبادئ والقواعد الخاصة بالنظام المعلوماتي للبنك‪.‬‬

‫ـ تحديد اإلطار العام إلدارة مخاطر االئتمان في البنوك‪.‬‬

‫ـ ـ توضيح األهمية القصوى لإلدارة الجيدة لمخاطر االئتمان والسيولة في نشاط المؤسسات المصرفية‪.‬‬

‫ذ‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫تمت غالبية الدراسات وفقا لمقررات االتفاقيات السابقة دون إبراز ألهم التغيرات الطارئة التي فرضتها‬
‫المستجدات واألوضاع المالية واالقتصادية‪ ،‬فضال عن أنه لم يتم الجمع بين مخاطر االئتمان والسيولة‪،‬‬
‫لإلشارة قمنا بمعالجة هذا الموضوع انطالقا من دور الوساطة الذي تقوم به البنوك على اعتبار أن لها‬
‫دور رئيسي في النظام االقتصادي وذلك بتوجيه األموال المتاحة نحو االستخدامات األكثر إنتاجية إذ‬
‫للبنك وظيفتين أساسيتين وهي إيداع السيولة من طرف المودعين ومنح القروض لصالح المقترضين‪ ،‬ينتج‬
‫عن هاتين الوظيفتين مشكلتين أساسيتين صادرتين عن‪:‬‬

‫‪ ‬العالقة بين البنك والمقترض وهو يستلزم معرفة نوعية المقترضين وقدرتهم على سداد أموال‬
‫المودعين و العالقة بين المودعين والبنك ويستلزم معرفة قدرة البنك على سداد أموال مودعيها‪.‬‬

‫من خالل هاتين العالقتين تنشأ مخاطر بنكية أساسية متمثلة في مخاطر االئتمان والسيولة كانت من‬
‫بين األسباب الرئيسية التي أدت لألزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫نتيجة لذلك سنقوم بالدراسة آخذين بعين االعتبار ما استجد من أحداث ولم يتم تناولها كالتعرض لما‬
‫جاءت به آخر توصيات لجنة بازل من اصالحات فيما يتعلق بمخاطر االئتمان و السيولة وما مدى‬
‫مواكبة البنوك الجزائرية لهذه التغيرات‪ ،‬والقصد من هذا البحث هو معرفة كيفية إدارة مخاطر االئتمان‬
‫والسيولة في المصارف لغاية تحقيق األمان المصرفي بالنسبة لألطراف المتعاملة مع البنوك من مودعين‬
‫ومقترضين وبحكم دور الوساطة الذي تقوم به ‪،‬فضال عن الدروس التي تم االستفادة منها نتيجة األزمة‬
‫المالية العالمية والثغرات التي ظهرت بخصوص قضية إدارة المخاطر في البنوك ‪ ،‬خاصة أنه تبين بعد‬
‫هذه األزمة أن إدارة مخاطر السيولة المصرفية هي عبارة عن جزء مكمل للتنظيم االحترازي المتعلق‬
‫بالمالءة ‪ ،‬بالرغم من األهمية البالغة التي أوالها التنظيم االحترازي بازل الثاني للمخاطر وتركيزه على‬
‫مستويات رأس المال إال أنه ظهر جليا إهماله لمخاطر السيولة التي من شأنها المساهمة في مواجهة‬
‫صدمات السيولة التي قد تحدث ‪ ،‬ومحاولة وضع وتطبيق نماذج معينة تكون ذات فعالية وتساهم في‬
‫تجنب األزمات بمختلف أنواعها التي قد تتعرض لها البنوك‪.‬‬

‫تناولت هذه الدراسة المعايير الجديدة الصادرة عن اتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬من خالل التطرق إلى ظروف‬
‫إصدارها ومحتواها مقارنة بالمقررات السابقة وأهم المستجدات التي مست مضمون أساليب قياس مخاطر‬

‫ر‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫االئتمان كمخاطر الطرف المقابل في المشتقات المالية ‪ ،‬الشروط الرقابية لترخيص االعتماد على‬
‫تصنيفات وكالة التقييم االئتماني والضوابط الرقابية اإلضافية على أنظمة القياس المتقدمة ‪ ،‬كذلك محاولة‬
‫التعرف على مدى توفر البيئة المصرفية الجزائرية على األرضية المناسبة لتطبيق هذه اإلصدارات‪.‬‬

‫عاش ار ـــ محتويــات البحـــــث‬

‫بغية الوصول إلى األهداف المرجوة من البحث ولإلجابة عن االشكالية الرئيسية ارتأينا إلى تقسيم‬
‫البحث لثالثة فصول تتناول الجوانب النظرية وفصل تطبيقي وهي‪:‬‬

‫الفصل األول ‪:‬مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬

‫فمن خالل الفصل األول ‪ ،‬حاولنا أن نعرض مختلف الجوانب النظرية الخاصة بموضوع البحث أال‬
‫وهي كل من االئتمان والسيولة المصرفية وتوضيح مدى ارتباط النشاط البنكي بالمخاطر ‪ ،‬إذ تضمن‬
‫المبحث األول‪ :‬االئتمان عنصر وساطة في العمل المصرفي‪ ،‬إلمامة موجزة عن االئتمان المصرفي على‬
‫اعتبار أنه عنصر وساطة في العمل المصرفي إذ يعتبر من أهم المراحل المتقدمة من تطور الوساطة‬
‫المالية والخدمات المالية والمصرفية فضال عن دوره البالغ األهمية في التنمية االقتصادية ‪ ،‬وغيرها من‬
‫األدوار الهامة المنوطة به‪.‬‬

‫المبحث الثاني المتعلقبتوظيف السيولة في البنوك التجارية الذي حاولنا من خالله استيعاب مفهوم‬
‫السيولة وكيفية توظيفها في البنوك التجارية حيث تطرقنا لمفهوم السيولة المصرفية وأهميتها على مستوى‬
‫البنوك التجارية فإضافة إلى دور السيولة في الوساطة بين المودعين والمقترضين ‪ ،‬تعمل أيضا على‬
‫تحويل االستحقاق من خالل تحويل ودائع العمالء قصيرة األجل إلى قروض طويلة األجل مع التوفيق بين‬
‫كل من رغبات المدخرين والمقترضين وهنا يبرز دور السيولة بصفة أساسية ‪،‬مجموعة من النظريات‬
‫المستخدمة إلدارة السيولة كنظرية القرض التجاري وغيرها من النظريات األخرى‪.‬‬

‫أما المبحث الثالث فقد جاء كمدخل إلدارة المخاطر المصرفية ‪ ،‬إذ خصص المبحث الثالث لدراسة‬
‫وتحليل مشكلة أساسية تتعلق بإدارة المخاطر المصرفية في البنوك وذلك من خالل التعرض ومناقشة كل‬
‫من طبيعة وأنواع تلك المخاطر والعوامل المؤثرة فيها ‪،‬أوصاف و تعاريف المخاطر التي تتعرض لها‬
‫البنوك ‪ ،‬واإلجراءات الخاصة بتسيير وادارة المخاطر بصورة عامة‪ ،‬كيفيات تصنيف المخاطر المصرفية‬

‫ز‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫بحيث تختلف المخاطر التي تواجه البنوك باختالف بيئات األعمال واألنشطة كما أنها تتأثر بمجموعة‬
‫من العوامل ‪ ،‬وتصنف وفقا لمعايير عديدة كمعيار التهديد وطبيعة الخطر‪ .‬كما تم التطرق ألسس‬
‫ومبادئ إدارة المخاطر من خالل تحديد خطوات إدارة المخاطر ‪:‬تحديد المخاطر‪ ،‬قياسها ‪ ،‬ضبطها و‬
‫مراقبتها عرض كل من العناصر التي تلعب دو ار بالغا األهمية في عملية إدارة المخاطركالرقابة الفعالة من‬
‫قبل مجلس اإلدارة ‪ ،‬كفاية أنظمة الضبط وغيرها ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬

‫نتيجة لمتطلبات العولمة المالية والمنافسة العالمية ‪ ،‬كان لزاما على البنوك إعادة هيكلة خدماتها‬
‫المصرفية وهذا ما تناوله المبحث األول من هذا الفصل التوجهات الحديثة في أعمال البنوك التجارية وفي‬
‫هذا الصدد نجد انعكاسات العولمة على النشاط االقتصادي وعلى اعتبار النشاط المصرفي جزءا منه فقد‬
‫شملت مظاهر العولمة النظام المصرفي ‪ ،‬مما ترتب عنه إعادة هيكلة البنوك لخدماتها واتجاهها نحو‬
‫البنوك الشاملة بهدف تنويع التمويل ‪ ،‬وكذلك االندماجات المصرفية والتعامل بالمشتقات المالية ‪.‬‬

‫كان للمستجدات الدولية المالية آثا ار ملحوظة على العمل المصرفي وهو ما عالجه المبحث الثاني أثر‬
‫المستجدات المالية الدولية على العمل المصرفي‪،‬ويتجلى ذلك من خالل زيادة حدة المنافسة ما بين البنوك‬
‫نتيجة لمجموعة من اإلجراءات المطبقة كتحرير الخدمات المالية وتخفيف القيود االئتمانية و انتشار ظاهرة‬
‫فتح الفروع الدولية ويعض الممارسات الداخلية الخاصة بالبنوك ما ساهم في اتساع المنافسة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الرفع من عمليات االقراض قصير األجل ‪.‬‬

‫يحيط باإلطار الجديد الذي تنشطفيه المنظومة المصرفية مظاهر جديدة ومتسارعة ناتجة عن أحداث‬
‫مالية معينة أو ابتكار منتجات خاصة و ظاهرة العولمةالمصرفية‪ ،‬وهذا من شأنه تعريض البنوك العاملة‬
‫فيه لجملة من المخاطر قد تتسبب في حدوث اختالالت على مستوى األداء‪ ،‬ولذلك بدأ االتجاه نحو وضع‬
‫قواعد وآليات موحدة بين البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم من شأنها السهر و الحفاظ على استقرار‬
‫النظام المالي العالمي والتقليل من المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫كل هذه التغيرات تتطلب المزيد من الحرص والتطبيق المالئم والحذر ‪ ،‬سواء من ناحية توقيت‬
‫ومضمون معايير الرقابة المصرفية الدولية لذلك خصص المبحث الثالث من هذا الفصل لمعايير الرقابة‬

‫س‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫المصرفية ‪ ،‬حيث أنها من أهم مظاهر التعاون الدولي في أي مجال هو توحيد معايير الممارسة ‪ ،‬لذا‬
‫أضحت عملية وضع معايير دولية موحدة لتنظيم الممارسات المصرفية ضرورة حتمية ‪ ،‬من بين‬
‫المنظمات الدولية التي سعت لذلك نجد لجنة بازل للرقابة المصرفية بوضعها مجموعة من المبادئ التي‬
‫تعتبر مرجعا أساسيا لتنظيم أعمال البنوك في مختلف الدول ‪ ،‬تهدف إلى تحسين األساليب الفنية للرقابة‬
‫الفعالة و تواكب المستجدات الحاصلة في البيئة المصرفية ‪ ،‬فضال عن تعزيز مالءة البنوك وتطوير‬
‫أساليب إدارة المخاطر المصرفية ‪ ،‬للتمكن من مواجهة أي أزمات داخلية كانت أو خارجية‪.‬‬

‫حتى تتمكن البنوك من تحقيق االستقرار المالي والسالمة المصرفية ‪ ،‬ال بد من خضوعها لمجموعة‬
‫من القواعد التي تشرف على ممارستها وتجنبها مخاطر اإلفالس ‪ ،‬وتحقيق حماية المودعين ‪ ،‬تتأثر‬
‫معايير الرقابة المصرفية بدرجة كبيرة بالتطورات المالية الحاصلة على المستوى العالمي ‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫نجد هناك جهود مبذولة لمواكبة التغيرات من خالل عمل لجنة بازل على تطوير طرق وأساليب إدارة‬
‫المخاطر المصرفية ‪ ،‬وتعديلها للمبادئ الفعالة للرقابة المصرفية نتيجة لألزمات العالمية ‪ ،‬سواء من خالل‬
‫الضوابط الرقابية المصرفية وتشجيع تطبيق الحوكمة المصرفية ‪ ،‬الشفافية وانضباطية السوق وغيرها‪.‬‬

‫فإلعداد أي نظام رقابي فعال في البنك البد من اتباع المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‬
‫الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية ‪ ،‬إضافة إلى تحديد طبيعة السوق المصرفية التي تنشط فيها‬
‫البنوك التجارية ‪ ،‬والظروف الخارجية المحيطة بها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة وفقا التفاقيات بازل‬

‫قامت لجنة بازل للرقابة المصرفية بتأسيس مجموعة من األساليب إلدارة المخاطر التي تواجه العمل‬
‫المصرفي‪ ،‬فاقترحت مجموعة من المعايير بداية من بازل األولى سنة ‪ 4811‬سنة وبازل الثانية في جوان‬
‫‪ ،0112‬لغاية بازل الثالثة في ‪ ، 0140‬إذ اعتمدت على رأس المال لمواجهة المخاطر المصرفية ‪ ،‬ومن‬
‫خالل المبحث األول تم ابراز المحتويات األساسية التفاقية بازل األولى ‪ ،‬الثانية والثالثة والمعايير الخاصة‬
‫بكفاية رأس المال وفقا لكل اتفاقية فضال عن الركائز األساسية المستندة عليها ‪ ،‬بالرغم من مساهمة بازل‬
‫األولى في تقديم معيار للمالءة آخذا بعين االعتبار الدور الذي تلعبه األموال الخاصة ‪ ،‬غير أنه ال‬
‫يعكس بدقة المالءة الضرورية للبنوك التي تستعمل أدوات التمويل الجديدة ‪ ،‬لذلك ومع التغيرات العالمية‬

‫ش‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫المالية المعاصرة ولتقوية النظام المصرفي طرأت على هذا المعيار جملة من التعديالت لغاية إقامة اتفاقية‬
‫بازل الثانية من أجل زيادة الشفافية واإلفصاح ولتغطية مخاطر واسعة من شأنها تهديد المركز المالي‬
‫للبنوك ‪ ،‬باالعتماد على ركائز أساسية يستند عليها‪ ،‬أظهرت األزمة المالية العالمية عدة ثغرات ونقائص‬
‫خاصة على مستوى المؤسسات المصرفية ‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في ميدان‬
‫الرقابة المصرفية ‪ ،‬الحوكمة البنكية وادارة مخاطر السيولة وغيرها ‪ ،‬لذلك أصدرت اتفاقية بازل الثالثة‬
‫كمحاولة لتعديل بازل الثانية خاصة فيما يتعلق بإدارة مخاطر السيولة التي أعدت كسبب رئيسي لألزمة‬
‫المالية ‪ ،‬ولهذا الغرض جاءتهذه االتفاقية بهدف تحسين الرقابة االحت ارزية اتجاه إدارة المخاطر ومواجهة‬
‫مختلف الصدمات ‪ .‬وهو ما سنحاول التطرق إليه من خالل المبحثين الثاني والثالث ‪ ،‬إلظهار‬
‫المستجدات والتعديالت التي طرأت على أساليب إدارة مخاطر االئتمان والسيولة والمسائل المناقشة على‬
‫سبيل المثال الشروط التي يجب توفرها في وكاالت التقييم االئتماني ‪ ،‬ونسب السيولة ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬

‫نحاول من خالله عرض النماذج المتبعة في البنوك الجزائرية لضبط وادارة مخاطر االئتمان والسيولة فيها‪،‬‬
‫وما مدى مواكبتها لممارسات الرقابة المصرفية الصادرة عنلجنة بازل للرقابة المصرفية ‪ ،‬إذ وضح المبحث‬
‫األول منه أهم المؤسسات المتواجدة في القطاع المصرفي الجزائري و المسؤولة عن تسيير المخاطر‬
‫المصرفية من أهمها ‪:‬اللجنة المصرفية ‪ ،‬مركزية المخاطر ‪ ،‬مركزية عوارض الدفع ‪ ،‬صندوق ضمان‬
‫الودائع المصرفية‪.‬‬

‫تطرق المبحث الثاني ألساسيات عن إدارة المخاطر المصرفية في المنظومة المصرفية الجزائرية ‪ ،‬وأهم‬
‫الممارسات واإلجراءات المتخذة والمطبقة من طرف الهيئات المسؤولة عن الرقابة و اإلشراف ومدى‬
‫تقاربها مع ما هو منصوص عليه في اتفاقيات لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬أما المبحث الثالث‬
‫تناول قياس مدى صالبة القطاع المصرفي الجزائري وآفاق تطوير الوساطة المصرفية في الجزائر‪،‬‬
‫مؤشرات الوساطة المصرفية والتعرف على نتائج تطبيق اختبارات التحمل ‪ ،‬وجاء المبحث الرابع لتوضيح‬
‫أهم اجراءات تسيير ونظم ادارة المخاطر االئتمانية ومخاطر السيولة ‪ ،‬إذ تعتبر سياسة منح االئتمان أهم‬
‫خطوة يستوجب على البنوك التركيز عليها وذلك من خالل التقيد بالنصوص التنظيمية والنسب المحددة‬
‫في التشريع الرقابي المصرفي الجزائري‪ ،‬اضافة إلى التعرف على تطور حجم االئتمان المقدم خالل الفترة‬

‫ص‬
‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ــة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫( ‪ )0142 – 0144‬ونسبة القروض المتعثرة وأثرها على أداء البنوك التجارية‪ ،‬من جانب السيولة أيضا‬
‫هناك مجموعة من النسب والكشوف الخاصة الواجب على البنوك الناشطة في القطاع البنكي الجزائري‬
‫االلتزام بها وتقديمها لبنك الجزائر‪ ،‬حتى تتمكن هذه األخيرة من متابعة وضعية سيولتها ومدى استعداد‬
‫البنوك لمواجهة أي أزمات محتملة‪ ،‬أيضا التطرق إلى نمو حجم الودائع البنكية بمختلف أنواعها والسبل‬
‫المتخذة من طرف بنك الجزائر لمعالجة مشاكل السيولة ‪.‬‬

‫ض‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفـــــــصل األول‬

‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في‬


‫البنوك التجارية‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬

‫مقدمة الفصل‬

‫يقاس النظام االقتصادي ألي دولة بمدى فعالية المؤسسات المالية والمصرفية ومدى تطورها ألنها جزء ال‬
‫يتج أز منه ومن أجل ضمان استم اررية هذه المؤسسات وتحقيق أهدافها ‪ ،‬أصبح لزاما عليها اتباع سياسات‬
‫مالية عامة للوصول إلى أهدافها المرجوة ‪ ،‬ومن بين المؤسسات المالية نجد البنوك التجارية التي تعتبر‬
‫عصب النظام المالي ومحركاً لعجلة التنمية االقتصادية الخاصة في أية دولة ‪ ،‬خاصة في العقدين‬
‫األخيرين من خالل عملها على وضع إدارة خاصة للعملية االئتمانية و ذلك بتقديم القروض وتواجه‬
‫المخاطر التي قد تتعرض لها من خالل هذه القروض الممنوحة بالتحكم فيها أو تخفيض آثارها وقبول‬
‫الودائع من األفراد أو المؤسسات بصفة مؤقتة لتوظيفها أو حفظها وهي في الغالب تأخذ شكل النقود‬
‫القانونية كما يقوم البنك بحل العديد من المشكالت المرتبطة بالتمويل من خالل تمكين أصحاب الفائض‬
‫المالي من ادخار أموالهم على شكل ودائع واعانة أصحاب العجز المالي بمنحهم قروضاً ومراقبة حركة‬
‫األموال في البنوك سنحاول من خالل هذا الفصل بمباحثه الثالث التعرض إلى مفاهيم أساسية حول‬
‫عناصر االئتمان ‪ ،‬السيولة وأهميتها في نشاط البنوك التجارية إضافة إلى أسس عملية إدارة المخاطر‬
‫التي تواجه عمل هذه البنوك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬االئتمان عنصر وساطة في العمل المصرفي‬

‫تقوم البنوك التجارية بوظيفتين أساسيتين تتمثل في قبول الودائع المختلفة وتقديم القروض المتنوعة ‪ ،‬إذ‬
‫يتفرع من هذين الجزئين خدمات متعددة يؤديها البنك لكال الطرفين ‪ ،‬فيما يتعلق بالجزء األول من الوظيفة‬
‫فهو يتعلق بوظيفة الودائع بالبنوك التجارية ‪ ،‬والذي سنتعرض له خالل المبحث الثاني‪.‬‬

‫تعد وظيفة منح القروض والسلفيات والتسهيالت االئتمانية ‪ ،‬من أهم العمليات والوظائف التي يقوم بها‬
‫البنك وأكثرها مخاطرة ‪ ،‬كون أن األموال الممنوحة كتسهيالت ائتمانية هي أموال الغير من المودعين ‪،‬‬
‫لذلك يستوجب على البنوك القيام برسم سياسة ائتمانية لتوظيف هذه األموال بما يحقق المواءمة بين‬
‫ودائع البنك من ناحية واستخداماتها لهذه الودائع من ناحية أخرى‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث نحاول عرض أهم المفاهيم األساسية الخاصة باالئتمان المصرفي وابراز وظائفه‬
‫وأهميته في العمل المصرفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفاهيم أساسية عن االئتمان المصرفي‬

‫تعد مؤسسات الهيكل المالي والمصرفي من أهم مصادر التمويل للباحثين عنه‪ ،‬ومن هنا تتضح أهميته‬
‫ودوره في مساعدة المؤسسات واألفراد والحكومات لمواجهة العجز في السيولة أو التقصير في أداء‬
‫االلتزامات ولطالما حظيت هذه المؤسسات بثقة المتعاملين ممن لديهم فائض في األموال يالقيه ذوو‬
‫العجز لسد احتياجاتهم ولهذا وجدنا أنه من الضروري أن نشير لماهية االئتمان أهم عناصره وخصائصه‪.‬‬

‫يجمع غالبية االقتصاديين على أن البنوك بصفة عامة والتجارية بصفة خاصة هي عصب النظام المالي‬
‫في أي بلد‪ ،‬وهي عبارة عن بنوك تتعامل باالئتمان وأهم ما يميزها هو خلق النقود من خالل قبول الودائع‬
‫تحت الطلب والحسابات الجارية والقيام بعملية االقراض ‪ ،‬إضافة إلى قيامها بتشغيل موارد البنك على‬
‫شكل قروض واستثمارات متنوعة مع مراعاة مبدأ التوفيق بين سيولة أصول البنك و ربحيتها وأمنها ‪ ،‬كما‬
‫تقوم بالعديد من الوظائف الحديثة كتقديم خدمات استشارية للمتعاملين و واصدار خطابات الضمان ومنح‬
‫بطاقات االعتماد أو الضمان ‪ ،‬إذ تنفرد ضمن تشكيلة النظام المصرفي عن غيرها من المؤسسات وتقوم‬
‫بدور هام بتعبئة المدخرات المتاحة في السوق االدخارية وأيضا في جذب المدخرات الخارجية وتوجيهيها‬
‫نحو االستثمارات التنموية داخل االقتصاد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال ‪ /‬مفهوم االئتمان المصرفي وأطرافه‬

‫‪ 0‬ـــ مفهوم االئتمان المصرفي‬

‫تنوعت وتعددت التعاريف حول االئتمان المصرفي شأنه شأن الكثير من المفاهيم في مختلف المجاالت‬
‫االقتصادية واإلدارية واالجتماعية وعلى العموم فهو يرتكز بصفة أساسية على الثقة التي تربط بين الدائن‬
‫والمدين والذي ينجم عنها دفع قيمة الحاضر والدفع المؤجل في المستقبل‪.‬‬

‫عرف الكتاب االقتصاديون االئتمان بتعاريف متعددة يختلف مضمونها وفقا لوجهة نظر الدارس فإذا‬
‫أخذنا معنى االئتمان باللغة اإلنجليزية "‪" credit‬نجد أنه ناشئ من عبارة" ‪" cardo‬في الالتينية وهي‬
‫‪1‬‬
‫تركيب الصطالحين‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ "‪ :" card‬ويعني ثقة ‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ "‪ :" do‬ويفهم بالغة الالتينية أضع‬

‫وعليه فالمصطلح يعني أضع الثقة‪.‬‬

‫كما يمكن أن يعرف على أنه ‪ :‬مبادلة قيمة حاضرة بقيمة آجلة وكمثال على ذلك المقرض الذي يقدم‬
‫للمقترض مبلغا من المال ‪ ،‬فهو يبادله قيمة حاضرة على أمل الحصول على قيمة آجلة عند سداد مبلغ‬
‫القرض في الموعد المستقبلي المتفق عليه‪.‬‬

‫أصل معنى االئتمان في االقتصاد هو القدرة على اإلقراض و اصطالحا ‪ :‬هو التزام جهة لجهة أخرى‬
‫باإلقراض أو المداينة ويراد به في االقتصاد الحديث ‪ :‬قيام الدائن بمنح المدين مهلة من الوقت يلتزم‬
‫‪2‬‬
‫المدين عند انتهائها بدفع قيمة الدين فهو صيغة تمويلية استثمارية تعتمدها البنوك‪.‬‬

‫هناك من يعرفه على أنه ‪ :‬الثقة التي يوليها المصرف التجاري لشخص ما بحيث يضع تحت تصرفه‬
‫مبلغا من النقود أو يكفله فيه لفترة محدودة يتفق عليها بين الطرفين ويقوم المقترض في نهايتها بالوفاء‬

‫‪1‬‬
‫سوزان سمير ذيب‪ ،‬محمود ابراهيم نور‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2102 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز الدغيم‪ ،‬ماهر األمين‪ ،‬إيمان نجرو ‪ ،‬التحليل االئتماني ودوره في ترشيد عملية اإلقراض المصرفي بالتطبيق على المصرف‬
‫الصناعي السوري‪ ،‬مجلة الجامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلة ‪ 22‬العدد‪ ،2112 ،3‬ص ‪.01‬‬

‫‪4‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالتزاماته وذلك لقاء عائد معين يحصل عليه المصرف من المقترض يتمثل في الفوائد والعموالت‬
‫والمصاريف‪.‬‬

‫يقصد به الثقة التي يوليها البنك التجاري لشخص ما حين يضع تحت تصرفه مبلغا من النقود أو يكفله‬
‫فيه لفترة محددة يتفق عليها بين الطرفين‪ ،‬ويقوم المفترض في نهايتها بالوفاء بالتزاماته ‪ ،‬وذلك لقاء عائد‬
‫‪1‬‬
‫معين يحصل عليه البنك من المقترض يتمثل في الفوائد والعموالت والمصاريف‪.‬‬

‫وفي إشارة للكاتب إلى التسهيالت االئتمانية ‪ ،‬استنتج من خالل هذا المفهوم أنها تتخذ شكلين وهما‪:‬‬

‫‪ ‬مبلغ محدد من المال يتفق عليه‪ ،‬ويضعه المصرف تحت تصرف العميل الستخدامه في غرض‬
‫محدد ومعلوم للبنك ‪ ،‬وفي الحدود والشروط وبالضمانات الواردة بتصريح التسهيل االئتماني خالل‬
‫مدة سريانه‪.‬‬
‫‪ ‬تعهد يصدر من البنك بناءا على طلب العميل لصالح طرف آخر وألجل غرض معين و محدد‪،‬‬
‫وألجل معلوم‪.‬‬
‫يمكننا إعطاء تعريف شامل لالئتمان المصرفي على أنه ‪:‬‬

‫مقياس لقابلية الشخص المعنوي ‪ /‬االعتباري للحصول على القيمة الحالية ( نقود) مقابل تأجيل الدفع‬
‫(النقدي) إلى وقت معين في المستقبل ‪ .‬هذا المفهوم المبسط لالئتمان يمكن أن يعبر من وجهة نظر‬
‫أخرى عن مفهوم الدين إذ أن هذا األخير يمثل تعهدا بالدفع في المستقبل وغالبا ما يكون بشكل نقدي‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــ أطراف االئتمان المصرفي‬

‫يمكن االستدالل على أطراف االئتمان عن طريق مفهوم االئتمان وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الطرف األول‪ :‬هو الذي يمنح هذا االئتمان أو المقرض متوقعا الحصول على ما يعادلها في زمن‬
‫محدد في المستقبل باإلضافة إلى الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬الطرف الثاني‪ :‬هو المقترض أو المدين الذي يتعهد بتسديد القرض في الوقت المحدد مستقبال‬
‫إضافة إلى الفائدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح حسن السيسي‪ ،‬قضايا مصرفية معاصرة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ، 2112 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪5‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فضال عن تعاريف االئتمان الموضحة سابقا فإننا بحاجة لمعرفة ما يشتمل عليه من تعاريف ذات العالقة‬
‫باالئتمان وهي كما يلي‪:‬‬

‫المركز االئتماني‪ :‬وهو قابلية الحصول على االئتمان‪.‬‬

‫خط االئتمان‪ :‬أقصى مقدار من االئتمان تمنحه البنك للمقترض‪.‬‬

‫أداة االئتمان‪ :‬وهي وثيقة توضح التزامات وحقوق البنك مثل‪ :‬السند ‪ ،‬الكمبياالت‪ ،‬عقد جاري‬
‫مدين‪.....‬الخ‪.‬‬

‫المخاطرة االئتمانية‪ :‬احتمال عدم تسديد المقترض اللتزاماته وفق الشروط المتفق عليها‪( .‬سنتطرق لها‬
‫بالتفصيل من خالل المبحث الثالث)‬

‫ثانيا‪ /‬خلق االئتمان أو نقود الودائع‬

‫من خالل قيام البنوك التجارية بمنح االئتمان تتمكن من خلق النقود ‪ ،‬وذلك من خالل وضع كمية من‬
‫‪1‬‬
‫الوسائل واألدوات النقدية تحت تصرف المفترضين وفي هذا السياق تقوم البنوك بمنح ائتمانها بطريقتين‪:‬‬

‫‪ ‬قيام البنك بدفع قيمة القرض للمقترضين دفعة واحدة أو على عدة دفعات في شكل نقود قانونية‬
‫من كمية النقود القانونية التي في حوزته ‪ ،‬وما يحدث من خالل هذه العملية هو نقل مبلغ من‬
‫النقود من حوزة البنوك إلى حوزة المقترض دون أن يط أر أي تغيير على كمية النقود‬
‫المعروضة التي كانت موجودة من قبل هذه العملية االئتمانية‪.‬‬
‫‪ ‬قيام البنك بإعطاء المقترض الحق في أن يسحب عليه مبالغ في حدود قرضه وذلك بموجب‬
‫الشيكات أو الحواالت من أجل تسديد قيمة السلع أو الخدمات التي يريد الحصول عليها تماما‬
‫كما لو استخدم النقود القانونية طالما أن الشيكات والحواالت كالنقود القانونية تقبل وتستخدم‬
‫للدفع والسداد‪ ،‬ومن هنا نجد جملة من المدفوعات وقد تمت دون استخدام النقود القانونية وذلك‬
‫باستخدام نقود أخرى خلقها البنك وهي نقود الودائع أو رصيد المقترض‪ ،‬تعتبر الشيكات‬
‫والحواالت من وسائل نقل ملكية هذه الودائع والتي يطلق عليها النقود الكتابية أو الالملموسة‬

‫‪1‬‬
‫صالح الدين حسن السيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪6‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الالمادية في هذه الحالة نجد أن كمية النقود القانونية الموجودة قد أضيفت إليها كمية نقود الودائع التي‬
‫خلقها البنك مما يؤدي إلى زيادة كمية النقود المعروضة‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬القروض المصرفية طرف في عملية الوساطة المالية التي تقوم بها البنوك التجارية‬

‫‪ -0‬مفهوم القروض وأهميتها للبنوك التجارية‬


‫أ ـــ مفهوم القروض المصرفية‬

‫تعرف على أنها خدمات مقدمة للعمالء والتي بمقتضاها تزويد األفراد والمؤسسات باألموال الالزمة‬
‫على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال وفوائدها دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة‪ ،‬ويتم‬
‫تدعيم هذه العالقة بتقديم مجموعة من الضمانات تضمن للبنك استرداد أمواله في حالة توقف العميل عن‬
‫‪1‬‬
‫السداد بدون أية خسائر‪.‬‬

‫ينطوي هذا المعنى على ما يسمى بالتسهيالت االئتمانية ويحتوي على كل من مفهوم االئتمان والسلفيات‪.‬‬

‫كذلك يعرف على أنه ‪" :‬عملية يرتضي بمقتضاها البنك مقابل فائدة أو عمولة معينة البنك أو محددة أن‬
‫يمنح عميال بناءا على طلبه سواء حاال أو بعد وقت معين تسهيالت في صورة أموال نقدية أو أي صورة‬
‫‪2‬‬
‫أخرى ‪ ،‬وذلك لتغطية العجز في السيولة للتمكن من مواصلة نشاطه المعتاد"‪.‬‬

‫ب ــ أهمية القروض المصرفية‬

‫تعتبر القروض المصرفية المورد األساسي الذي يعتمد عليه البنك للحصول على إيراداته ‪،‬إذ يمثل الجانب‬
‫األكبر من استخداماته ولذلك تولي البنوك التجارية القروض المصرفية عناية خاصة‪ ،‬إضافة الرتفاع نسبة‬
‫القروض في ميزانيات البنوك التجارية يعد هذا بمثابتة اشارة ألهمية فوائدها وعموالتها وما في حكمهما‬
‫كمصدر لإليرادات والتي تمكن من دفع الفائدة المستحقة للمودعين في تلك البنوك وتنظيم مالئم من‬
‫األرباح مع امكانية احتفاظ البنك بقدر من السيولة لمواجهة احتياجات السحب مع العمالء‪ ،‬و تعد‬

‫‪1‬‬
‫رحيم حسين‪ ،‬سليم حمود‪ ،‬استخدام األساليب الكمية في اتخاذ قرارات منح االئتمان بالبنوك التجارية‪ ،‬ورقة بحث مقدمة للملتقى الوطني األول‬
‫حول األساليب الكمية ودورها في اتخاذ القرارات االدارية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ 22 – 23 ،‬نوفمبر ‪ ،2112‬ص ‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المعطي رضا أرشيد‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان ‪ ،‬عمان ‪ ،0111 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪7‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القروض المصرفية التي تعطيها البنوك التجارية من العوامل الهامة لعملية خلق االئتمان نتيجة إلنشاء‬
‫‪1‬‬
‫زيادة الودائع والنقد المتداول ( كمية وسائل الدفع)‪.‬‬

‫‪-0‬أنواع القروض المصرفية‬

‫تصنف وفق مجموعة من المعايير والمقاييس المتنوعة‪ ،‬وبذلك يمكن تصنيفها وفقا للمدة الزمنية المتعلقة‬
‫بالقرض (قصيرة ‪ ،‬متوسطة أو طويلة األجل) ‪ ،‬حسب وظيفتها االقتصادية وطبيعة موضوع التمويل‬
‫(تمويل األصول الثابتة ‪ ،‬المتداولة )‪،‬وما إذا كانت مشروطة بضمان أو غير مشروطة ‪ ،2‬وعموما في‬
‫‪3‬‬
‫مجال االستخدام واالستثمار تتفاوت أنواع القروض والسلف من حيث ‪:‬‬

‫‪ ‬الضمانات ‪ :‬تتنوع التسهيالت االئتمانية إلى قروض وسلفيات بدون ضمان شخصي‪ ،‬وقروض‬
‫وسلفيات بضمانات عينية وقروض وسلفيات بدون ضمانات‪.‬‬
‫‪ ‬آجال االستحقاق ‪ :‬قروض قصيرة وطويلة األجل ‪ ،‬وفي البنوك التجارية تغلب التسهيالت القصيرة‬
‫والمتوسطة األجل ‪ ،‬بينما تكاد تنعدم لديها القروض طويلة األجل خشية عدم تمكنها من استرداد‬
‫قيمتها إذا زادت سحوبات المودعين‪ ،‬باإلضافة إلى وجود بنوك ومؤسسات مالية متخصصة في‬
‫منح التسهيالت االئتمانية طويلة األجل مثل ‪ :‬البنوك الصناعية‪ ،‬العقارية والزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬وتراعي البنوك التجارية في منحها القروض اعتبارات كل من السيولة أي سرعة تحويلها إلى نقود‬
‫‪ ،‬والربحية أي معدل الربح الذي تحققه ‪ ،‬تسعى البنوك التجارية للتوفيق بين هذين االعتبارين‬
‫حيث أنهما متغيران يتحركان في اتجاه عكسي ومضاد؛‬
‫لإلشارة كل عمليات االقراض تسبقها دراسات تحليلية لملف القروض ‪ ،‬الذي يختلف من قرض استثماري‬
‫‪4‬‬
‫إلى قرض استغاللي وفقا للتصنيفات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬القروض قصيرة األجل‬


‫‪ ‬قروض الدورة االستغاللية ‪ :‬بصفة عامة تعتبر النشاطات االستغاللية هي المدة االستغاللية التي‬
‫تستغرقها المؤسسة في انتاج سلعة‪ ،‬غالبا ما تكون هذه المدة على األكثر ‪ 40‬شهرا‪ ،‬من مميزات‬

‫‪1‬‬
‫عبد المعطي رضا أرشيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد القادر بحيح‪ ،‬الشامل لتقنيات أعمال البنوك "دراسة تحليلية لتقنيات النظام المصرفي الجزائري مع إشارة إلى االقتصاد البنكي االسالمي‬
‫كبديل لنظام البنكي الكالسيكي"‪ ،‬طبعة ‪ ،2103‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2103 ،‬ص ‪211‬‬
‫‪3‬‬
‫صالح الدين حسن السيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ 22‬ـــ ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد القادر بحيح ‪،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪222-211‬‬

‫‪8‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هذه النشاطات االستغاللية أنها تتكرر باستمرار أثناء عملية االنتاج ‪ ،‬لذلك فهي تسمى بالدورة‬
‫االستغاللية والتي تتمثل في عملية التموين‪ ،‬التخزين‪ ،‬اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬ولذلك فقد تقع في احتياجات‬
‫مالية على مستوى األصول المتداولة التي تشكل من حركة المخزون (كنقص السيولة في الخزينة‪ ،‬عدم‬
‫تحصيل ديون الزبائن ) وكذا مستحقات الدفع التي تقوم بها المؤسسة اتجاه زبائنها المتمثلة في البيع‬
‫بالتسهيالت ‪ ،‬هذه االحتياجات المالية تجبر المؤسسة على البحث على تمويل خارجي ‪ ،‬مصدره البنوك‬
‫التجارية ‪ ،‬التي تبحث هي األخرى عن توظيف أموالها على شكل قروض قصيرة األجل؛‬
‫‪ ‬القروض العامة‪ :‬يعتبر هذا النوع من القروض الموجهة لتمويل األصول المتداولة بصفة اجمالية‪،‬‬
‫وهي تمثل القروض التي تساعد المؤسسة على مواجهة احتياجاتها ‪ ،‬ونظ ار ألهميتها في ضمان‬
‫مواصلة النشاط االستغاللي للمؤسسة‪ ،‬فقد قسمت حسب طبيعتها وهدف تمويلها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قرض الصندوق‪ :‬هذا النوع من القروض ‪ ،‬يوجه الى تمويل االحتياج المالي الذي يعاني منه‬
‫صندوق المؤسسة‪ ،‬ومدته تكون قصيرة تبدأ في غالبية األحيان من ‪ 01‬ساعة إلى ثالثة أشهر‪ ،‬من‬
‫بين أهم أسباب لجوء المؤسسة إلى قرض الصندوق هو تغطية أجور العمال في نهاية الشهر لنقص‬
‫السيولة في الخزينة‪ ،‬تغطية نفقات الدورة اإلنتاجية كتسديد فاتورة الكهرباء ‪ ،‬الغاز والماء‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى دفع مبالغ متعلقة بمصاريف الدورة االنتاجية حل تاريخ استحقاقها‪ ،‬تقنيات البنوك تسمح‬
‫للمؤسسة أن تستهلك القرض عن طريق السحب المباشر من حساب البنك ‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح‬
‫حساب الزبون مدين بمقدار المبلغ الذي سحب‪ ،‬والحالة الثانية يتم تغطية مبالغ الفاتورة‪ ،‬أو الشيكات‬
‫التي استعملت في تغطية النفقات المترتبة على الزبون بواسطة الشيكات ‪ ،‬وكذلك يصبح حساب‬
‫الزبون مدين في حدود مبالغ الدفع المسموح بها‪ ،‬لكن يجب على البنك أن يراقب حركة الحساب في‬
‫حدود القرض (تسهيالت الصندوق المسموح به)‪ ،‬وهذا حسب رخصة القرض؛‬
‫‪ ‬قرض المكشوف‪ :‬هذا النوع من قروض االستغالل‪ ،‬يشبه تماما تسهيالت الصندوق في حركة‬
‫الحساب‪ ،‬لكنه يختلف عنه في المدة التي يأخذها‪ ،‬والتي تصل إلى ‪ 40‬شه ار كحد أقصى يمنح‬
‫لمواجهة احتياجات الدورة االستغاللية ‪ ،‬هذا النوع من قروض االستغالل يحتم على البنك اتخاذ‬
‫اجراءات تحليلية مالية لغرض الوقوف على المعايير المالية من رأس المال المتداول واالحتياج لرأس‬
‫المال المتداول‪ ،‬خزينة الزبون مع النسب التي تسمح بمعرفة الوضعية المالية للمؤسسة ‪ ،‬يصرف هذا‬
‫القرض بطريقة تشبه تماما طريقة صرف قرض تسهيالت الصندوق؛‬

‫‪9‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬قرض الموسم‪ :‬هذا النوع من قروض االستغالل‪ ،‬له خصوصيات عن بقية قروض االستغالل األخرى‬
‫في طبيعتها‪ ،‬وكذا المؤسسات المصرفية التي تمنحها‪ ،‬بحيث ينشأ على أساس نشاط موسمي يرغب‬
‫صاحبه في تمويله عن طريق قروض بنكية؛‬
‫‪ ‬قروض الربط‪ :‬هي تقنية من القروض الحديثة‪ ،‬تسمح للمؤسسة باكتساب تجهيزات اإلنتاج مع‬
‫خضوعها إلى فترة كراء بشروط قابلة للتغيير مثل مرونة معدالت الفائدة ‪ ،‬مع بقاء هذه اآلالت أو‬
‫التجهيزات مرهونة لصالح البنك حتى التسديد النهائي للقرض وحينها يتنازل البنك على ملكيتها‬
‫للزبون؛‬
‫‪ ‬تسبيقات على البضائع‪ :‬هذا النوع من قروض االستغالل يوجه إلى المؤسسات ذات الطابع التجاري‪،‬‬
‫والتي تجد عراقيل في تحصيل ثمن البضائع المباعة‪ ،‬حينها تلجأ إلى البنوك لتوفير مستحقات الدفع‬
‫المترتبة عن الديون الناشئة عن التأخير في دفع مبالغ البضائع المباعة‪ ،‬وتعامل البنوك مع هذا النوع‬
‫من القروض يأخذ طابعا خاصا حيث يستوجب على المؤسسة أو الزبون تقديم مجمل الفواتير التي‬
‫تأخر دفعها‪ ،‬شرط أن تتم عملية دفع مبالغ الفاتورة في حساب الزبون الذي يمتلكه بنفس البنك‪ ،‬في‬
‫حدود نسبة ال تزيد عن ‪ %80‬من مبلغ الديون غير المدفوعة؛‬
‫‪ ‬الكفالة البنكية‪ :‬تعتبر الكفالة قرضا خاصا‪ ،‬يمنحه البنك إلى زبائنه في حدود معينة يفرضها صاحب‬
‫المشروع الذي يرغب في الحصول على هذه الكفالة كضمان بنكي‪ ،‬إذ تعد ضمانا خاصا بالمشاريع‬
‫أو الصفقات التجارية المعروضة من قبل االدارات العمومية ‪ ،‬وتنشأ إما بالدفع المسبق لمبلغ الكفالة‬
‫واالحتفاظ بها لدى البنك مقابل تحرير شهادة الكفالة أو منح شهادة الكفالة بدون دفع مسبق للمبلغ‬
‫وهذا على أساس رخصة قرض يمنحها البنك إلى زبونه مقابل ضمان عيني مثل عقار‪ ،‬ومن أهم‬
‫أنواع الكفاالت نجد كفالة المشاركة في مناقصة عمومية ‪ ،‬كفالة حسن التنفيذ؛‬
‫‪ ‬الخصم التجاري‪ :‬يعتبر الخصم التجاري قرض قصير األجل‪ ،‬ينشأ على أساس بيع سلع أو خدمات‬
‫باستعمال أوراق تجارية مثل كمبياالت في عملية الدفع مما يجعل خزينة المؤسسة البائعة تعاني من‬
‫السيولة اآلنية‪ ،‬وعلى هذا األساس يمنح البنك إلى زبونها قرض متمثل في خصم تجاري‪ ،‬على شكل‬
‫تسهيالت الخزينة‪ ،‬والذي يتمثل في خصم مبلغ الورقة التجارية التي استعملت في عملية البيع؛‬

‫‪10‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬القروض االستثمارية‬

‫تعتبر القروض االستثمارية مصادر التمويل البنكي الموجه للمشاريع االقتصادية‪ ،‬لكنها تختلف عن‬
‫‪1‬‬
‫سابقتها من القروض القصيرة األجل في عدة جوانب‪:‬‬

‫‪ ‬مدة القرض التي تزيد عن السنة وتصل أقصى مدة يرجع إلى طبيعة القرض؛‬
‫‪ ‬موضوع القرض أو التمويل الذي يشمل األصول الثابتة للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬معدالت الفائدة التي تكون عادة أعلى من تلك الخاصة بالقروض االستغاللية‪ ،‬غير أن عائدها‬
‫يكون أعلى من هذه األخيرة وهذا يعود إلى فترة العقد؛‬
‫تنقسم القروض االستثمارية إلى قروض متوسطة وطويلة األجل وذلك تبعا لموضوع التمويل‪:‬‬

‫أ‪ .‬القروض المتوسطة األجل‪ :‬في الغالب يوجه هذا النوع من القروض إلى تمويل شراء وسائل‬
‫اإلنتاج من عتاد وآالت‪ ،‬وسائل النقل ‪ ،‬مدة تسديده ال تتجاوز ‪ 10‬سنوات وفي هذا النوع نستطيع‬
‫التمييز بين نوعين من القروض المتوسطة األجل هي‪:‬‬
‫‪ -‬القروض قابلة للتعبئة لدى المؤسسات المالية (يمكن للبنك إعادة خصم القرض متوسط األجل‬
‫الذي تم اقراضه عن طريق سند ألمر)؛‬
‫‪ -‬القروض غير قابلة للتعبئة( عكس تماما النوع األول )؛‬
‫ب‪ .‬القروض طويلة األجل‪ :‬تعتبر القروض االستثمارية طويلة األجل‪ ،‬تلك التي تفوق مدتها ‪10‬‬
‫سنوات وهي في غالبية األحيان توجه لتمويل االستثمارات الصافية ألصول المؤسسة من أراضي‬
‫ومباني ‪ ،‬أو عقارات بصفة عامة تكون مدة اهتالكها طويلة جدا؛‬
‫ت‪ .‬االئتمان (القرض) االيجاري‪:‬‬
‫قد تحتاج المؤسسة إلى عقار أو تجهيز يمكنها أن تصبح مالكة له ‪ ،‬وذلك من خالل تمويله بواسطة‬
‫القرض أو عن طريق أموال خاصة أو مستأجرة وهو ما يعرف باالئتمان االيجاري ‪ ،2‬فاالئتمان االيجاري‬
‫عبارة عن عملية إيجار ألصل من األصول االستثمارية يقوم بموجبها بنك أو مؤسسة مالية أو شركة‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر بحيح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪221 - 221‬‬
‫‪2‬‬
‫هوام جمعة‪ ،‬المحاسبة المعمقة "وفقا للنظام المحاسبي المالي الجديد والمعايير المحاسبية الدولية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2101‬ص‪. 021‬‬

‫‪11‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مختصة بتأجير العتاد وفق رخصة قانونية من السلطات العمومية لمؤسسات اقتصادية تحتاج استخدام‬
‫‪1‬‬
‫هذا األصل‪ ،‬بناءا على عقد يبرم بين الطرفين وتحدد فيه شروط ايجار األصل ؛‬

‫‪2‬‬
‫هناك عدة أنواع لالئتمان االيجاري من أبرزها نجد‪:‬‬

‫‪ ‬االئتمان االيجاري التشغيلي‪ :‬بموجب عقد االئتمان االيجاري يمنح المؤجر للمستأجر الحق‬
‫في استخدام األصل لفترة زمنية معينة‪ ،‬مع احتفاظ المؤجر بملكية األصل وما ينطوي على‬
‫ذلك مخاطر عادية ‪ ،‬مقابل دفعات االيجار ؛‬
‫‪ ‬االئتمان االيجاري التمويلي (المالي)‪ :‬بموجب هذا العقد يتم نقل كافة المخاطر والمنافع‬
‫المرتبطة بملكية األصل إلى المستأجر ‪ ،‬بحيث يتمكن من استخدامه على طيلة فترة عمره‬
‫االنتاجي ‪ ،‬ومن أهم أهداف هذا النوع من عقد االئتمان هو توفير تمويل للمستأجر وتمكينه‬
‫من استرجاع مصاريفه الرأسمالية وشراء األصل في نهاية الفترة؛‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور االئتمان المصرفي ومبررات استخدامه‬

‫أوال‪ /‬دور االئتمان وأهميته في العمل المصرفي‬

‫يعتبر االئتمان المصرفي مرحلة متقدمة من تطور الوساطة والخدمات المالية والمصرفية بحيث نشأت‬
‫في البداية خدمات الصرافة ونقل األموال والتمويل‪ ،‬ثم تلتها فيما بعد عملية االئتمان المستندة إلى دراسة‬
‫أوضاع المقترض والتأكد من وجود ضمانات لقاء الحصول على التمويل‪.‬‬

‫ل ذلك فإن عملية االئتمان هي بمثابتة تعبير عن الثقة الناشئة بين المقرض والمقترض والتي تدل على‬
‫توافقه في الرغبة والحاجات بين من تتوفر لديه األموال ومن يحتاج اليها‪.‬‬

‫فمزيد من االئتمان يستدعي زيادة في حجم الموارد المتاحة للتوظيف والعكس فإن نمو حجم الموارد يتطلب‬
‫بحثا عن فرص جديدة لالئتمان له تأثير على سلوك كل من المدينين و الدائنين ‪.‬‬

‫لالئتمان دور بالغ األهمية في عملية تنمية االقتصاد الوطني‪ ،‬فتوفير األموال يدير عجلة االقتصاد ويؤمن‬
‫العمالة ويزيد من طاقة االنتاج والدخل الوطني‪ .‬وال شك أن أهدافا بهذه األهمية والشمول تستدعي اهتماما‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر بحيح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪2‬‬
‫بن ربيع حنيفة‪ ،‬الواضح في المحاسبة المالية وفق المعايير الدولية"‪ ، " IAS/IFRS‬الجزء األول‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر ‪ ،2101 ،‬ص ص ‪311‬‬
‫– ‪.301‬‬

‫‪12‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خاصا أيضا من السلطات النقدية والمالية للرقابة على االئتمان والسهر على حسن توجهه ومساره خوفا‬
‫من اإلفراط في الظروف غير المستقرة‪ ،‬أو قصور عملية االئتمان بالنسبة للقطاعات الرئيسية واالنتاجية ‪.‬‬
‫لذلك حظيت سياسة االئتمان باهتمام كبير من السلطات النقدية وحددت المؤسسات المصرفية قواعد‬
‫وأسس واجب اتباعها في نطاق التسليف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما نجد أن لالئتمان المصرفي مهام أخرى منها‪:‬‬

‫يستخدم كأساس لتنظيم عملية إصدار النقود القانونية فالبنك المركزي عندما يشرع في وضع سياسة‬
‫اإلصدار يضع في اعتباره حجم االئتمان المنتظر من النظام المصرفي في نطاق الخطط العامة فالنقود‬
‫تخرج للتداول بصفة أساسية عن طريق قيام الوحدات االنتاجية بصرف ما هو مخصص لها من ائتمان‬
‫وبهذا يعمل على تدعيم الوحدة النقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬مبررات استخدام االئتمان المصرفي‬

‫إن االئتمان المصرفي باعتباره نوع من أنواع األموال المقترضة ينطوي على كل من مزايا وعيوب‬
‫االقتراض ويرجع استعمال أو تفضيل هذا النوع من القروض لعدة أسباب‪:‬‬

‫‪ ‬سهولة الحصول على االئتمان المصرفي ‪ :‬حيث تستطيع المنشآت الكبيرة والصغيرة الحصول‬
‫على هذا النوع من القروض ‪ ،‬كما أن البنوك التجارية تتوسع عادة في تقديم هذه القروض بعد‬
‫دراسة حالة المقترض نظ ار لقلة المخاطر في األجل القصير‪.‬‬
‫إن هذا النوع من االئتمان يؤدي إلى حصول المقترض على أموال نقدية بعكس‬ ‫‪ ‬المرونة‪:‬‬
‫االئتمان التجاري الذي يؤدي إلى حصوله على بضائع ويمكن للمقترض استخدام هذه النقدية في‬
‫الحصول على خصومات نقدية يمنحها الموردين‪.‬‬
‫‪ ‬التكلفة‪ :‬إن تكلفة هذه القروض عادة هي اقل من تكلفة القروض طويلة األجل وذلك نظ ار‬
‫الستخدامه في تمويل العمليات الموسمية الذي سيتم تسديده في نهاية الموسم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو العيون محمود ‪ ،‬توزيع االئتمان المصرفي بين الحكومة والقطاع الخاص‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،0112 ،‬ص ‪.0‬‬

‫‪13‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضوابط منح االئتمان المصرفي‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ /‬المراحل التي يمر بها االئتمان المصرفي‪ :‬وتتلخص في‪:‬‬

‫‪ 0‬ـــ المقابلة الشخصية بالعميل‬

‫تتيح هذه المقابلة معرفة طالب القرض عن قرب‪ ،‬كيفية تفكيره ومستوى إدارته وتنظيمه‪ ،‬وكذلك يجب‬
‫التركيز للحصول على بعض اإلجابات حول‪:‬‬

‫‪ ‬الغرض الذي يقوم العميل من أجله باالقتراض؛‬


‫‪ ‬مبلغ القرض الذي يطلبه العميل؛‬
‫‪ ‬فترة السداد والسماح التي يطلبها العميل من البنك؛‬
‫من خالل الحصول على المعلومات عن األسئلة السابقة يمكن تحديد رأي مبدئي حول مدى مالءمة‬
‫القرض لسياسة البنك وتقدير المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــ االستعالم المصرفي‬

‫في ظل غياب المؤسسات المتخصصة في تقصي وجمع المعلومات عن العمالء المقترضين في القطاع‬
‫المصرفي‪ ،‬برزت الحاجة إلى ضرورة االستعالم المصرفي للتحقق من المعلومات المقدمة من الوحدة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وألهمية الدور الذي تقوم به البنوك في منح التسهيالت االئتمانية فإنه يتم تخصيص دائرة أو‬
‫وحدة مستقلة ضمن الهيكل التنظيمي تسند إليها األعمال الخاصة بتحليل االئتمان واألنشطة األخرى‬
‫الخاصة بتوفير المعلومات ومنح القروض ‪ ،‬لقد بدأت عملية االستعالم المصرفي من خالل تبادل‬
‫األحاديث مع ممثلي البنوك كافة‪ ،‬مع تطور العمل المصرفي تطور االستعالم وباتت دائرة االستعالم في‬
‫كل بنك تعتمد المركزية في جمع المعلومات وتبادلها مع دائرة االستعالم التابعة للبنك المركزي وقد استمر‬
‫التطور في نشاط االستعالم المصرفي ليصبح أحد ركائز القرار االئتماني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ،‬األردن‪ ،2102 ،‬ص ص‬
‫‪12 - 11‬‬

‫‪14‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر عملية جمع المعلومات عن طالب القرض خطوة أولية تسبق عملية التحقق من المعلومات ومن ثم‬
‫تبويبها وتحليلها وقد تتعدد مصادر المعلومات وتختلف ولكن يبقى دراسة طلب االقراض وتقييم المخاطر‬
‫والبحث عن الضمانات الالزمة أساسا لقرار منح القرض‪.‬‬

‫يمكن تحديد مصادر الحصول على المعلومات والبيانات التي تشكل ركنا أساسيا في اتخاذ القرار‬
‫االئتماني‪:‬‬

‫‪ o‬العميل طالب التسهيالت ؛‬


‫‪ o‬مصادر داخلية من داخل البنك ؛‬
‫‪ o‬المصادر الخارجية أي من خارج البنك ؛‬
‫‪ 0‬ـــ مرحلة التحقق المالي‬

‫إن الهدف الرئيسي من التحقق المالي هو الوقوف عند واقعية وصحة األرقام الواردة في القوائم المالية‬
‫لتحديد القيمة االقتصادية والنقدية لصافي أصول الشركة‪ ،‬وفي ظل غياب التقدير الحقيقي والواقعي‬
‫ألصول الشركة يبقى‪ ،‬أي تقدير لمخاطر منح القرض أو أي تحليل لوضع العميل بعيدا عن الواقع‬
‫والحقيقة‪.‬‬

‫حتى يستطيع المحلل إجراء هذه الدراسة البد أن يكون لديه معرفة كافية تتعلق بمكونات هذه القوائم‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب من الضروري لمحلل االئتمان أن يفهم لغة وتعبيرات القوائم المالية وطبيعة النشاط ‪.‬‬

‫على المسؤولين في البنك أال يتناسوا المسلمات المالية التالية‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ عدم اإلكثار من ثقتهم بالمقترض إلى حد يفوق تقديرهم لموجوداته تلك في البيانات المقدمة منه‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ الدخل المرتفع ظاهرة صحية ويبرز منح التسهيالت ولكن توازن التحويل الداخلي والتخويل الخارجي‬
‫يجب أن يكون المعيار أيضا في القرار االئتماني‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ إن ممارسة المقترض للسلفة أمر مطلوب لكن حماس البنك غير مقبول ويجب على البنك أن ينظر‬
‫إلى السلفة بتجرد وموضوعية للوصول إلى توازن المخاطر الربحية‪.‬‬

‫يتضمن التحقيق المالي دراسة األصول والخصوم وحقوق الملكية وتقسم األصول إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬األصول المتداولة‬
‫‪ ‬االستثمارات طويلة األجل‬
‫‪ ‬أراضي‪ ،‬مباني‪ ،‬مصانع‪ ،‬آالت‬
‫‪ ‬األصول غير الملموسة‬
‫‪ ‬األصول األخرى‬
‫ـ ـ الخصوم أو المطلوبات‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬

‫الخصوم المتداولة‪ ،‬الخصوم طويلة األجل‪ ،‬المطلوبات المحتملة أو المشروطة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـــ مرحلة اتخاذ القرار‬

‫ـ ـ الموافقة على منح االئتمان في حالة مطابقة الشروط على العميل طالب القرض‪.‬‬

‫ـ ـ عدم الموافقة على منح االئتمان وذلك في حالة عدم توافر الشروط المطلوبة في العميل المقترض‪.‬‬

‫وتحكم السياسة االئتمانية للبنك عوامل عدة أهمها‪:‬‬

‫ـ ـ ـ المحافظة على سالمة توظيف وحسن استخدام أموال المودعين‪.‬‬

‫ـ ـ ـ التقيد بالسياسة العامة للدولة وعلى األخص الق اررات التي يصدرها البنك المركزي بشأن هيكل أسعار‬
‫الفائدة والعموالت والنسب النقدية والمصرفي‪.‬‬

‫ـ ـ ـ مواجهة احتياجات المجتمع لالئتمان‪.‬‬

‫ومما يزيد من أهمية االئتمان المصرفي أنه يشكل أكثر من نصف موجودات البنك وهو المصدر األساسي‬
‫لدخل البنك‪ ،‬ومن هنا يتبين أن أهم مسؤوليات إدارة البنك حسن إدارة األموال‪ .‬فإذا لم تدر هذه األموال‬
‫بشكل جيد فإن جميع وظائف البنك األخرى لن تعطي ثمارها في مجال الربحية‪.‬‬

‫وغني عن البيان أن المؤسسات المصرفية بشكل عام والبنوك التجارية بشكل خاص تمثل مؤسسات‬
‫اقتصادية تتاجر بالنقود‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق أقصى األرباح الممكنة وتتأتى ربحيتها بشكل عام من خالل‬
‫توسطها بين الوحدات ذات الفائض والوحدات ذات العجز بهدف الحصول على عائد مالئم ومقبول‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ /‬اإلجراءات والضوابط السليمة لمنح االئتمان المصرفي‬

‫أقرت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية* جملة من القواعد والضوابط المحددة لمنح االئتمان تشمل‬
‫بشكل عام تحديد وتعريف األسواق والقطاعات المستهدفة والتعرف الدقيق على العمالء ومجموعاتهم‬
‫ا الئتمانية والمخاطر المحيطة بهم والغرض من منح االئتمان ‪ ،‬إضافة إلى الهيكل المشكل لالئتمان‬
‫‪1‬‬
‫والضمانات ومصادر السداد لذللك من الواجب مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬وضع ضوابط وشروط واضحة ومحددة للموافقة على منح االئتمان بأنواعه وقطاعاته المختلفة‬
‫بشكل آمن و سليم ‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي أن تتوفر لدى البنك معلومات كافية من مصادر موثوقة ومحايدة عن العمالء ومشروعاتهم‬
‫واألطراف المرتبطة بهم بشكل يمكن معه تقييم طبيعة مخاطر العميل ككل ومن أهم هذه‬
‫المعلومات‪:‬‬
‫‪ .4‬الغرض من منح االئتمان‪.‬‬
‫‪ .0‬مصادر السداد ومدى انتظامها والمنتفعين اآلخرين بها‪.‬‬
‫المقدمة وحساسيتها للتطورات‬ ‫‪ .0‬الوضع المالي للعميل و مدى كفاية ضماناته و كفاالته‬
‫االقتصادية وتذبذبات األسعار‪.‬‬
‫‪ .1‬الخبرة السابقة مع البنك والبنوك األخرى إن أمكن ‪ ،‬بشأن تعامالت العميل من حيث انتظامه في‬
‫سداد التزاماته السابقة‪ ،‬وقدرته الحالية على سداد االئتمان المطلوب في ضوء مقارنة المؤشرات‬
‫المالية والسابقة والحالية والتدفقات النقدية المتوقعة لمشروعاته وفق احتماالت وسيناريوهات‬
‫مفترضة‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع نظم واجراءات محددة لتقسيم العمالء إلى مجموعات ائتمانية وفق لمعايير سليمة تعتمد‬
‫على مدى وحدة وارتباط المخاطر ببعضها البعض سواء بما يتعلق بالمشاركة في الملكية أو‬
‫اإلدارة أو الوضع القانوني أو المالي وغيرها من عوامل االرتباط ذات التأثير الهام ‪ ،‬حيث يتم‬
‫تقييم المخاطر وتحديد سقوف وضوابط وشروط منح االئتمان على أساس المجموعة االئتمانية‬
‫للعميل ‪.‬‬

‫*سنتطرق لها بالتفصيل في الفصل الثاني والثالث‬


‫‪1‬‬
‫أمانة مجلس محا فظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪ ،‬ورقة عمل حول مبادئ إدارة مخاطر‬
‫االئتمان‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،2102 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪17‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ /‬تحديد سقوف منح االئتمان‬

‫يجب على البنوك أن تحدد سقوفاً ائتمانية على مستوى العمالء بشكل انفرادي والمجموعات االئتمانية‬
‫المرتبطة بهم من ناحية وأيضا باختالف نوع االئتمان واألنشطة والقطاعات االقتصادية والمناطق‬
‫الجغرافية من ناحية أخرى وأن يشمل ذلك االئتمان داخل وخارج الميزانية ولتحقيق ذلك من الواجب مراعاة‬
‫بعض العوامل نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬وضع أسس محددة لتحديد سقوف العميل والمجموعة االئتمانية المرتبطة به‪ ،‬إذ تعتمد هذه‬
‫األسس على أسلوب تقييم مخاطر داخلي معتمد للعمالء ومجموعاتهم االئتمانية وتأخذ في‬
‫االعتبار الوضع المجمل للعميل ومجموعته لدى البنك والجهاز المصرفي واحتماالت التعثر‬
‫والتغيرات المحتملة في النشاط والدخل على أن يعاد تقدير ذلك بشكل دوري قبل تحديد االئتمان‬
‫أو تعديله على فترات ال تزيد عن سنة ‪.‬‬
‫وضع سقوف لتمويل مختلف أنواع األنشطة االقتصادية والقطاعات اعتمادا على دراسات‬ ‫‪‬‬
‫دقيقة عن المخاطر والتطورات والظروف الحالية والمتوقعة ‪ ،‬كما ينبغي أن يراعى في ذلك‬
‫تنويع محفظة التمويل وتوزيع المخاطر وفقا لالستراتيجية والسياسة المعتمدة من طرف مجلس‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬من واجب البنك أن يأخذ بعين االعتبار نتائج اختبارات الضغط سواء بالنسبة للدورات‬
‫االقتصادية ومعدل العائد‪ ،‬تقلبات السوق وأوضاع السيولة فضال عن أي أمور أخرى هامة‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬عناصر القرار االئتماني‬

‫ينتج عن اتخاذ قرار خاطئ بمنح العميل أو شركة معينة تسهيالت ائتمانية خسائر تؤدي إلى ضياع‬
‫األموال المقترضة ‪ ،‬لذلك يجب توافر عدد من العناصر األساسية المشكلة لألساس القائم عليه اتخاذ‬
‫القرار االئتماني ‪ ،‬ويمكن تحديد عناصر القرار االئتماني بخمسة عناصر تسمى "‪ "5Cs‬أو "‪ "5Ps‬أو‬
‫"‪"PRISM‬وسنحاول التعرض لكل نموذج ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ .‬نموذج المعايير االئتمانية ‪ :5Cs‬يعتبر هذا النموذج من أكثر النماذج استخداما لدى محللي ومانحي‬
‫االئتمان‪ ،‬والذي بناءا عليه يقوم البنك كمانح لالئتمان بدراسة مجموعة من الجوانب الخاصة بالعميل‬
‫‪1‬‬
‫والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ .4‬الشخصية "‪."character‬‬
‫‪ .0‬المقدرة على السداد "‪"Capacity‬‬
‫‪ .0‬رأس المال "‪"Capital‬‬
‫‪ .1‬الضمان "‪"Collateral‬‬
‫‪ .2‬الظروف العامة "‪"Conditions‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 0‬ـــ الشخصية‪:‬‬

‫ويقصد بها هنا سمعة العميل االئتمانية أي مدى التزام العميل ورغبته ونيته لسداد األموال المقترضة‪.‬‬

‫فالشخصية هنا تتحدد بالسلوك واإلدارة‪ ،‬والمعلومات التي يحصل عليها البنك من (المصادر الداخلية‬
‫والمصادر الخارجية) تساعد في معرفة شخصية هذا العميل وعدم وجود أية مشاكل مصرفية تعترض‬
‫التعامل مع العميل‪.‬‬

‫و بالتالي فإن شخصية العميل هنا تتحدد برغبته بالوفاء بالتزاماته‪ ،‬ورغم أهمية هذا العنصر في قرار منح‬
‫االئتمان إال أنه ال يحدد حجم المبالغ التي يجب على البنك أن يقرضها لعميل معين‪.‬‬

‫وبعد تحديد السلوكيات الخاصة بشخصية العميل يتم البحث في العنصر الثاني من شخصية العميل أال‬
‫وهي اإلدارة حيث يجب أن ينظر إلى قدرة العميل على إدارة الشركة بنجاح‪ ،‬ومن هم األشخاص الذي‬
‫سيناط بهم تسديد القرض‪ ،‬فنجاح الشركة أو فشلها يعتمد على مدى قدرة اإلدارة على تحمل أعباء العمل‬
‫والتي من ضمنها أعباء الديون‪.‬‬

‫الصعوبة التي تكمن في تحليل شخصية المدين هو عدم إمكانية التقييم المادي لهذه الشخصية من خالل‬
‫المعلومات التي يتم جمعها من المصادر المتنوعة لتأكيد تاريخ ومسار عالقاته الشخصية والمهنية مع‬

‫‪1‬‬
‫سوزان سمير ذيب‪ ،‬محمود ابراهيم نور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪12 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫محيطه االجتماعي والمصرفي والمهني واالستعالم عن أدبيات العميل جزء مهم من موضوع االستعالم‬
‫المصرفي؛‬

‫‪ 0‬ــــ القدرة على االستدانة‪:‬‬

‫يقصد بها أن العميل له قدرة على الحصول على القروض من البنك‪ ،‬إذ تختلف من شخص آلخر ومن‬
‫شركة ألخرى‪ ،‬كما أن القدرة ترتبط بملكية الشركة والوضع القانوني لها‪ ،‬فشركات األشخاص تكون‬
‫مسؤولية المالكين عن ديون الشركة بالتضامن والتكافل إلى أن يتم سداد كامل هذه الديون‪ ،‬لذلك فإن‬
‫المسؤولية تصل إلى أموالهم الخاصة إذا لم تكف موجودات الشركة لسداد هذه الديون‪.‬‬

‫إضافة إلى أن الشخص الطبيعي فردا أو مجموعة ملزم بالدين وعليهم توقيع عقود التعامل إما باألصالة‬
‫أو الوكالة‪ ،‬ويتمثل األشخاص المعنويون باألشكال القانونية المختلفة للمشروعات أو الشركات ومن هذه‬
‫‪1‬‬
‫األشكال‪:‬‬

‫المشروع الفردي‪ ،‬شركات التضامن‪ ،‬شركات التوصية البسيطة‪ ،‬شركات مساهمة خاصة‪ ،‬شركات مساهمة‬
‫عامة‪ .‬وفيما يتعلق بالقدرة على االستدانة من قبل الشركات يجب التمييز بين القدرة على إدارة الشركة‬
‫والتوقيع نيابة عنها على عقود االقتراض‪ ،‬وحق الحصول على القروض باسم الشركة‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن القدرة على االستدانة يقصد بها القدرة القانونية لالقتراض والتوقيع على العقود واتفاقيات‬
‫التعامل مع البنك‪ ،‬وعلى ضابط التسهيالت أن يضطلع على العقود والنظم القانونية لشخصية المدين‬
‫وذلك قبل الشروع بأي تحليل أو دراسة‪.‬‬

‫‪ 0‬ــــ رأس المال "‪"Capital‬‬

‫يعتبر رأس ما العميل أحد أهم أسس القرار االئتماني ‪ ،‬وعنص ار أساسيا من عناصر تقليل المخاطر‬
‫االئتمانية بإعتباره يمثل مالءة العميل المقترض وقدرة حقوق ملكيته على تغطية القرض الممنوح له‪ ،‬فهو‬
‫بمثابتة الضمان اإلضافي في حال فشل العميل في التسديد‪ .‬هذا وتشير الدراسات المتخصصة في التحليل‬
‫االئتماني إلى أن قدرة العميل على سداد إلتزاماته بشكل عام تعتمد على في الجزء األكبر منها على قيمة‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪12‬‬

‫‪20‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رأس المال الذي يملكه ‪ ،‬إذ كلما كان رأس المال كبي ار إنخفضت المخاطر االئتمانية والعكس صحيح في‬
‫‪1‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ 4‬ــــ الضمان "‪"Collateral‬‬

‫يتسع مفهوم الضمانات في الفكر االئتماني ليغطي مساحة واسعة قد ال يعترف بها الفكر القانوني إال أن‬
‫األعراف المصرفية والعادات المتبعة قد أصبغت الفكر االئتماني بهذه الصيغة المرنة والمتسعة في فهم‬
‫الضمانات‪.‬‬

‫يقصد بالضمانات في الجانب القانوني‪ :‬ضمانات تنفيذ التعهد باإليفاء لتقي الدائن من خطر عدم الوفاء‬
‫بالدين وتتيح له استيفاء حقه عند االستحقاق‪.‬‬

‫بينما نجد أن الفكر االئتماني قد اتسع ليعتبر مسائل أخرى في نطاق الضمانات مثل سمعة وأخالق‬
‫العميل والجوانب المختلفة لشخصيته والتي تمت اإلشارة إليها سابقا والمركز المالي للعميل وقدرة العميل‬
‫على تحقيق الربح والتشغيل‪.‬‬

‫إن الفكر االئتماني يعطي تعريفا أوسع وأشمل لمفهوم الضمانات فهي تعتبر خط الدفاع الثاني في حالة‬
‫عجز المقترض عن السداد حتى يستطيع البنك المقرض تحصيل حقوقه‪ ،‬وهي تشعر المقترض أن العبء‬
‫األكبر لعملية التمويل يتحمله بنفسه وتشعره بجدية مساهمته‪.‬‬

‫فالضمانة تأتي بمثابة تعزيز أو حماية لمخاطر معينة وقد تكون هذه المخاطر تتثمل في عدم تحقيق‬
‫حدوث الشيء المتوقع ‪ ،‬وبما أننا نتعامل مع مخاطر محتملة الحدوث فكلما زاد احتمال توقع الخطر كلما‬
‫كانت الضمانات المطلوبة أكبر وذلك لحماية حقوق البنك وتمثل التدفقات النقدية للعميل خط الدفاع األول‬
‫وفي حال حدوث أخطار معينة تؤثر على هذه التدفقات النقدية فإن الضمانات تكون خط الدفاع الثاني‪.‬‬

‫والضمان المقدم يكون في صورة أموال وما في حكمها فقد يكون الضمان عقا ار أو بضائع أو نقدا أو أوراقا‬
‫مالية أو أصوال حقيقة كالسيارات واآلالت‪ ،‬ويفضل البنك الضمان الذي يسهل تحويله إلى نقد بسهولة‬
‫وبدون خسارة تذكر لذلك يقوم البنك باحتساب احتياطي مناسب للضمانات تتوافق مع نسبة النقص‬

‫‪1‬‬
‫سوزان سمير ذيب‪ ،‬محمود ابراهيم نور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪21‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المحتمل في قيمة الضمانات المقدمة من المقترض حيث يجب أن يراعى فيها مجموعة من العناصر‬
‫‪1‬‬
‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عدم تقلب قيمة الضمان بشكل كبير ؛‬


‫‪ ‬تكون درجة الرهن من الدرجة األولى لصالح البنك؛‬
‫‪ ‬أن تكون ملكية العميل للضمان ملكية كاملة وليست محل نزاع؛‬
‫‪ ‬كفاية الضمانات لتغطية قيمة القرض و الفوائد والعموالت؛‬
‫‪ 1‬ــــ الظروف العامة "‪"Conditions‬‬

‫يقصد بها الظروف السياسية واالجتماعية واالقتصادية والمالية السائدة ومدى تأثير هذه الظروف على‬
‫قدرة العميل على السداد‪ ،‬وذلك عند تقدم العميل بطلب الحصول على تسهيل ائتماني ‪ ،‬فالظروف التي‬
‫يمر بها النشاط االقتصادي للعميل من رواج أو كساد يكون لها تأثير كبير على التدفقات النقدية للعميل‬
‫وبالتالي قدرة العميل على مواجهة التزاماته ‪ ،‬لذلك يجب أن تؤخذ الظروف االقتصادية بعين االعتبار عند‬
‫منح التسهيالت االئتمانية‪.‬‬

‫والمالحظ أنه في حالة االنتعاش في االقتصاد فإن البنك يتوسع في منح االئتمان أما في حالة الركود‬
‫فيتبع سياسة متشددة في منحه‪.‬‬

‫نستخلص مما سبق أن إدارة االئتمان ومن خالل قدرتها على تحليل معايير االئتمان ‪ 5cs‬قد مكنت إدارة‬
‫االئتمان من تجنب الكثير من المخاطر‪ ،‬أضف إلى ذلك لجوء إدارة االئتمان بشكل خاص وادارة البنك‬
‫بشكل عام إلى أسلوب اإلدارة الحذر" ‪ "prudential management‬والتي تركز على جوانب األمان في‬
‫السياسة المصرفية من خالل تنظيمها للعالقة بين السيولة والربحية واألمان‪.‬‬

‫ال تقف إدارة االئتمان في تحليلها االئتماني عند تقييم معايير االئتمان ‪ 5cs‬وانما تقوم بترتيب االئتمان‬
‫لكل عميل وفقا لدرجة مخاطرته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪11 - 12‬‬

‫‪22‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويقصد بترتيب االئتمان وتقسيمه إلى مستويات بحسب درجة المخاطرة التي يتعرض لها من تحليل‬
‫المعايير بعد أن يمنح درجة محددة‪ ،‬وقد تباينت وجهات النظر حول أفضل السبل في ترتيب االئتمان‬
‫فمنها ما يأخذ شكل درجات "‪ "Score‬أو ما يأخذ شكل نقاط" ‪. "Points‬‬

‫ويعرف النظام األول بنظام التمييز ويظهر هذا النظام قدرة إدارة االئتمان في البنك من تحديد قابلية‬
‫المقترض وقدرته على إعادة االئتمان بتاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫أما النظام الثاني فيعرف بالنظام التجريبي" ‪ "Empirical System‬ومن خالله تعطي نقطة أو (وزن) لكل‬
‫خاصية متوفرة لدى طالب االئتمان ومقارنة هذه النقاط مع معايير قياسية موجودة لدى البنك‪ ،‬إال أن أهم‬
‫هذه األشكال هو أسلوب الدرجات )‪. (Score‬‬

‫و من أشهر أشكال الدرجات تلك التي تعتمد على ثالثة معايير من "‪ "5Cs‬وهي الشخصية‪ ،‬القدرة‪ ،‬رأس‬
‫المال‪ ،‬إذ يمكن الحصول على ‪ 8‬درجات لنوع االئتمان من ناحية المخاطرة عندما يتم دمجها مع بعضها‬
‫‪1‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الشخصية ‪+‬القدرة ‪ +‬رأس المال = مخاطر ائتمانية منخفضة جدا‪.‬‬


‫‪ ‬الشخصية ‪ +‬القدرة – رأس المال = مخاطر ائتمانية منخفضة إلى متوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية ‪ +‬رأس المال ‪ +‬قدرة غير كافية = مخاطر ائتمانية منخفضة إلى متوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة ‪+‬رأس المال – شخصية ضعيفة = مخاطر ائتمانية متوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة ‪ +‬رأس المال – الشخصية = مخاطر ائتمانية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة ‪ +‬رأس المال – القدرة = مخاطر ائتمانية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية ‪ +‬رأس المال – القدرة = مخاطر ائتمانية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية – رأس المال – القدرة = مخاطر ائتمانية عالية جدا‪.‬‬
‫‪ ‬رأس المال – الشخصية – القدرة = مخاطر ائتمانية عالية جدا‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة – الشخصية – رأس المال = عميل مخادع‪.‬‬
‫و وفق هذه الدرجات تتمكن من إدارة االئتمان إلى أن تتحدد فيما إذا كانت هذه الدرجات المتوفرة عند‬
‫العميل أم ال‪ ،‬وعلى ضوء ذلك يتم اتخاذ القرار المناسب لمنح االئتمان أم رفضه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪011‬‬

‫‪23‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ .‬نموذج المعايير االئتمانية" ‪"5PS‬‬

‫تعزز إدارة االئتمان قرارها االئتماني بتحليل ائتماني آخر من خالل دراسة معايير تعرف باسم" ‪"5Ps‬‬
‫وتحليل هذه المعايير تعطي ألداة االئتمان الدالالت التي يعطيها نموذج "‪ "5Cs‬وان كانت بأسلوب آخر‬
‫‪1‬‬
‫يمكن تلخيص عناصر نموذج " ‪ "5Ps‬في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬العميل ‪"People" :‬‬


‫يقيم الوضع االئتماني للعميل من خالل تكوين صورة كاملة وواضحة عن شخصية العميل وحالته‬
‫االجتماعية ومؤهالته وأخالقياته من حيث االستقامة وغيرها‪ ،‬لذلك فإن الخطوة األولى في عملية تقييم‬
‫الوضع االئتماني للعميل واتخاذ القرار االئتماني هو المقابلة مع العميل‪ ،‬فمن خالل هذه المقابلة يتم تحديد‬
‫مختلف المعلومات والبيانات الخاصة بالعميل وتحديد من هو واألعمال السابقة التي قام بها والبنوك التي‬
‫تعامل معها‪ ،‬ومن المؤكد أن إدارة االئتمان سوف تستند على مؤشرات النجاح في هذه األعمال لتقدير‬
‫مخاطر النجاح في المستقبل وهذا ما يعرف بـ ـ "‪" Track Record‬وبالمقابل فإن عالمات الفشل أو التغيير‬
‫من عمل إلى آخر بسبب عدم النجاح تعطي انطباعا يدفع إلى الحذر في تقييم خط العميل المستقبلي‪.‬‬

‫‪ ‬الغرض من االئتمان "‪"Purpose‬‬


‫تشكل هذه الركيزة أحد المعايير التي من خاللها تتوصل إدارة االئتمان إلى قرار امكانية االستمرار في‬
‫دراسة الملف أو التوقف عند هذا القدر من التحقيق ورفض الطلب ‪ ،‬فالغرض من االئتمان من شأنه‬
‫تحديد احتياجات العميل التي يمكن تلبيتها أو التي ال تتناسب مع سياسة البنك وصالحيات إدارة االئتمان‪،‬‬
‫فإذا كان الغرض من االئتمان هو الحصول على ائتمان لتمويل احتياجات تتعارض مع سياسة البنك ففي‬
‫هذه الحالة باستطاعة إدارة االئتمان االعتذار للعميل عن ذلك ليس بسبب وضعه من ناحية الثقة‬
‫االئتمانية وانما لتعارض طلبه مع سياسة البنك‪.‬‬

‫‪ ‬القدرة على السداد "‪"Payment‬‬

‫يركز هذا المعيار على تحديد قدرة العميل على تسديد االئتمان وفوائده في موعد االستحقاق ‪،‬فاالختبار‬
‫الحقيقي لسالمة القرار االئتماني هو حصول التسديد في الموعد المتفق عليه ويتم ذلك من خالل تقدير‬
‫التدفقات الداخلة للعميل والتي تعد الركيزة األساسية في تحديد قدرته على التسديد ومن المؤكد أن مقدار‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ص ‪013 - 012‬‬

‫‪24‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التدفقات النقدية للعميل أو الخارجة منه تعطي تصو ار أوليا فيما إذا كان العميل معرضا إلى حالة من‬
‫العسر المالي "‪" Insolvency‬ونوع هذا العسر‪ ،‬فنيا أم حقيقيا‪.‬‬

‫‪ ‬الحماية" ‪"Protection‬‬
‫إن أساس هذا المعيار في التحليل االئتماني هو استكشاف احتماالت توفر الحماية لالئتمان المقدم‬
‫للعميل‪ ،‬وذلك من خالل تقييم الضمانات والكفاالت التي سيقدمها العميل سواء من حيث قيمتها العادلة أو‬
‫من حيث قابليتها للتسييل فيما لو عجز العميل عن الوفاء بالتزاماته تجاه البنك‪.‬‬

‫‪ ‬النظرة المستقبلية" ‪"Perspective‬‬


‫إن مضمون هذه الركيزة هي محاولة الكتشاف حالة عدم التأكد التي تحيط باالئتمان الممنوح للعميل‬
‫ومستق بل ذلك االئتمان‪ ،‬بمعنى محاولة معرفة الظروف البيئية المحيطة بالعميل سواء كانت داخلية أو‬
‫خارجية ولهذا‬

‫فقد تتأثر السياسة االئتمانية للبنوك بمؤشرات االقتصاد من معدل النمو العام إلى نسبة التضخم ومعدالت‬
‫الفائدة وغيرها‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره نستنتج أن هناك تشابه بين "‪ "5Cs‬و "‪ "5Ps‬إال أن مضمون النموذجين يتشابك‬
‫ليشارك في تحديد مالءة العميل وقدرتها على التسديد أي تحدد بمجموعها مقدار المخاطر التي تتعرض‬
‫لها إدارة االئتمان عند اتخاذها للقرار االئتماني‪.‬‬

‫ج‪ .‬نموذج المعايير االئتمانية" ‪"PRISM‬‬

‫يعتبر نموذج" ‪" PRISM‬للمعايير االئتمانية من أحدث ما توصلت إليه الصناعة المصرفية في التحليل‬
‫االئتماني وقراءة مستقبل االئتمان‪ .‬ويعكس هذا المنهج جوانب القوة لدى العميل وتساعد إدارة االئتمان عند‬
‫تحليل معايير هذا المنهج من تشكيل أداة قياس توازن المخاطر والقدرة على السداد ‪ ،‬فيما يلي نتطرق‬
‫‪1‬‬
‫لمعايير هذا النموذج‪:‬‬

‫أ ‪ .‬التصور "‪"Prespective‬‬

‫‪1‬‬
‫سوزان سمير ذيب‪ ،‬محمود ابراهيم نور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.012 – 011‬‬

‫‪25‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يقصد بالتصور هنا االحاطة الكاملة بمخاطر االئتمان والعوائد المنتظر تحقيقها من قبل إدارة االئتمان‬
‫بعد منحها االئتمان‪ ،‬ومضمون هذه األداة التفسيرية هي القدرة أو الفاعلية في ‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد المخاطر والعوائد التي تحيط بالعميل عند منحه لالئتمان‪.‬‬


‫‪ ‬دراسة استراتيجيات التشغيل والتمويل عند العميل والتي من شأنها تحسين األداء وتعظيم القيمة‬
‫السوقية للسهم الواحد باعتباره الهدف الذي يجب أن تدور حوله كل الق اررات‪.‬‬
‫ب ‪ .‬القدرة على السداد "‪"Repayment‬‬

‫مضمون هذا المتغير هو تحديد قدرة العميل على تسديد القرض وفوائده خالل الفترة المتفق عليها‪ ،‬وما‬
‫هي مصادر تسديد العميل لهذا القرض (مصادر داخلية أم مصادر خارجية)‪.‬‬

‫وما يهم إدارة االئتمان هو دور المصادر الداخلية التي تساعد العميل على إعادة تسديد ما بذمته من‬
‫التزاماته ألنها تعكس قدرة العمليات التشغيلية على توليد التدفقات النقدية الداخلة والتي يستخدمها العميل‬
‫لسداد التزاماته‪.‬‬

‫ج ‪ .‬الغاية من االئتمان" ‪"Intention‬‬

‫يهدف هذا المتغير إلى تحديد الغاية من االئتمان الممنوح للعميل‪ ،‬وكقاعدة عامة فإن الغاية من االئتمان‬
‫يجب أن تشكل األساس لدراسة هذا الغرض أو الغاية وان آخر ما تفكر به اإلدارة هو تصفية موجودات‬
‫العميل السترداد االئتمان‪.‬‬

‫د ‪ .‬الضمانات "‪"Safeguards‬‬

‫ويقصد به تحديد الضمانات التي تقدم للبنك ليكون ضامنا السترجاع االئتمان لمواجهة احتماالت عدم‬
‫القدرة على التسديد ويمكن للضمانات أن تكون داخلية وهي التي تعتمد على قوة المركز المالي للعميل أو‬
‫خارجية كالضمانات العينية أو الكفاالت الشخصية إضافة إلى ما يتم وضعه من شروط في عقد االئتمان‬
‫لضمان السداد‪.‬‬

‫ه ‪ .‬اإلدارة "‪"Management‬‬

‫تركز إدارة االئتمان على تحليل العمل اإلداري للعميل والذي يشمل ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬العمليات والتي من خاللها يتم التعرف على ‪:‬‬


‫ـ ـ أسلوب العميل في إدارة أعماله‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد كيفية االستفادة من االئتمان‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد ما إذا كان العميل يتسم بتنوع منتجاته وهل عمله موسميا أو دائما ‪.‬‬

‫‪ ‬اإلدارة وذلك من خالل ‪:‬‬


‫ـ ـ استعراض الهيكل التنظيمي للعمل‪.‬‬

‫ـ ـ استعراض السيرة الذاتية لمدراء األقسام‪.‬‬

‫ـ ـ تحديد قدرة العميل على النجاح و النمو‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬إدارة االئتمان وسمات العمل المصرفي‬

‫تنشأ عن عملية الوساطة التي تقوم بها البنوك التجارية حالة من الغموض‪ ،‬فالبنك يستخدم أموال‬
‫المودعين لتقديم االئتمان بصوره المختلفة وضمان النشاطات المصرفية األخرى‪ ،‬وهو ال يلجأ إلى رأس‬
‫ماله الخاص لتحقيق ذلك بسبب ضآلة رأسماله واستخدامه في أغراض أخرى‪ ،‬ومن جانب آخر فإن صورة‬
‫هذه الوساطة تجعل البنك ملتزما أمام المودعين بالوفاء بإيداعاتهم في الوقت الذي يطلبوه‪.‬‬

‫لقد خلقت هذه الحقيقة مشكلة استراتيجية إلدارة البنك بشكل عام ولنشاط االدارات المتخصصة األخرى‬
‫مثل إدارة االئتمان بشكل خاص ‪ ،‬وعليه فالبنك الوسيط ال بد أن يضمن حقوق المودعين‪ ،‬أي حقهم في‬
‫استرداد أموالهم في األوقات التي يطلبون فيها تلك األموال وهذا ال يمكن أن يتحقق إال من خالل توفير‬
‫السيولة "‪ "Liquidity‬لديه وبمقدار يكفيه ويجعله قاد ار على تسديد قيم الودائع عند الطلب‪.‬‬

‫ومن جانب آخر فإن البنك الوسيط يهدف ومقابل مخاطرته أن يحقق األرباح ‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال من‬
‫خالل تشغيل هذه األموال في نشاطات تولد أكبر ربح ممكن‪ ،‬ومؤكد أن ذلك ال يتم إال من خالل تشغيل‬
‫تلك األموال في أصول قادرة على خلق ربح أكبر من جهة واطالة فترة التشغيل من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و في هذه الحالة سوف يتعرض البنك إلى درجة من المخاطر تتغير ارتفاعا أو انخفاضا وفق منهج‬
‫التشغيل الذي استخدمه‪ ،‬المهم أن البنك سوف يتعرض إلى المخاطر لذلك يجب أن يكون مستعدا‬
‫لمواجهة أي خسائر محتملة‪ .‬و هذا ال يتحقق إال من خالل ما يضمنه البنك من أمان ألمواله‪.‬‬

‫إن هذه التشابكات ساعدت في توفير عدد من السمات أصبحت من خصائص البنوك التجارية وهي‬
‫السيولة والربحية واألمان أو ما تسمى في بعض األحيان بالمالءة‪ ،‬وقد شكلت هذه الصفات الثالثة هرما‬
‫متساوي األ ضالع‪ ،‬جعلت من إدارة البنك توازن نشاطاتها من خالل مراعاة هذه السمات رغم ما يميزها‬
‫‪1‬‬
‫من تعارض شديد بسبب التضارب في المصالح‪ .‬وفيما يلي شرح موجز لهذه العناصر‪:‬‬

‫‪ . 4‬السيولة" ‪2"Liquidity‬؛‬

‫‪ . 0‬األمان" ‪ :"Safety‬يأتي عنصر األمان من مدى ثقة إدارة البنك بأن التسهيالت المصرفية التي يمنحها‬
‫لعمالئه سوف يتم تسديدها في الوقت المحدد‪.‬‬

‫ويستدعي التوصل إلى قرار بشأن مدى توفر األمان للقرض دراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أهلية المقترض‪ ،‬والشكل القانوني للشركة‪.‬‬


‫‪ ‬السمعة التجارية للمقترض‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة الفنية واإلدارية للمقترض‪.‬‬
‫‪ ‬مدى نجاح الشركة المقترضة ومكانتها في السوق ودرجة المنافسة‪.‬‬
‫‪ ‬المركز المالي للشركة المقترضة ومدى توازنها المالي وكفاية رأس المال‪.‬‬
‫‪ ‬حجم القروض ومدى وجود تناسب بين القرض ودخل المقترض‪.‬‬
‫‪ ‬مدة القرض‪.‬‬
‫‪ ‬ضمانات القرض ‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف المحيطة بنشاط العميل‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف العامة والتشريعات والتطور التكنولوجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪012 - 011‬‬
‫‪2‬‬
‫نتطرق له بالتفصيل في المبحث الثاني‬

‫‪28‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ . 0‬الربحية "‪"Profitability‬‬

‫تسعى إدارة البنك دائما إلى تحقيق أكبر ربح ممكن ألصحاب البنك إذ أن المعيار األساسي لمدى كفاءة‬
‫اإلدارة هو حجم األرباح التي تحققها‪ ،‬أن البنك ليس له مطلق الحرية في التصرف بأرباحه إذ أن عليه‬
‫قبل كل شيء أن يقتطع نسبة مئوية معينة (‪ )%41‬من أرباح كل عام لحساب االحتياطي االجباري‬
‫ويستمر البنك في اقتطاع هذه األرباح حتى يصبح مجموع االحتياطي االجباري مساويا لحجم رأس المال‪،‬‬
‫عندها يستطيع زيادة رأس ماله من خالل رسملة هذه االحتياطات‪.‬‬

‫وتعتبر القروض من أهم مصادر االيرادات في البنوك‪ .‬ومن ثم تظهر أهمية التعرف على العائد الذي‬
‫يحققه البنك من القرض بعد تغطية تكلفة األموال المقترضة التي يقرضها ومصروفاته اليومية واإلدارية‬
‫المختلفة‪ ،‬آخذا في االعتبار سياسة البنك والتزاماته بشأن توزيع نسبة ربح معقولة على حملة األسهم‪،‬‬
‫وتكوين االحتياطات المطلوبة لدعم مركزه المالي ونموه باستمرار‪.‬‬

‫وتتفاوت معدالت الفائدة المدينة التي يتقاضاها البنك على القروض المختلفة وعادة ما تكون العالقة‬
‫عكسية بين معدالت الفائدة المدينة ودرجة سيولة القرض‪ ،‬فالقروض ذات السيولة العالية تنخفض سعر‬
‫الفائدة عليها ‪،‬كما يرتفع سعر الفائدة على القروض طويلة األجل وذلك لمقابلة التقلبات في سعر الفائدة‬
‫في األجل الطويل‪.‬‬

‫كما أن حرية البنوك ليست مطلقة في تحديد أسعار الفائدة فغالبا ما يتدخل البنك المركزي في تحديد هيكل‬
‫أسعار الفائدة وذلك وفقا للسياسة االئتمانية السائدة والرغبة في تشجيع أو الحد من تمويل بعض األنشطة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬توظيف السيولة في البنوك التجارية‬


‫عرفت لجنة بازل السيولة المصرفية على أنها قدرة البنك على تمويل الزيادة في الموجودات والوفاء‬
‫بااللتزامات عند استحقاقها ودون تكبد خسائر غير مقبولة‪ ،‬وبما أن الدور األساسي للمصارف والمتمثل‬
‫في توظيف مصادر األموال قصيرة األجل في توظيفات طويلة األجل يجعلها أكثر عرضة لمخاطر‬
‫السيولة‪ ،‬هذا ما يتطلب الموازنة بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للبنود داخل الميزانية أو خارجها‬
‫‪1‬‬
‫وذلك لغايات توفير مصادر أموال كافية وبتكلفة معقولة واستخدامها بشكل مناسب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السيولة المصرفية وأنواعها‬

‫أوال‪ /‬السيولة "‪"Liquidity‬‬

‫السيولة في معناها المطلق يقصد بها النقدية ‪ ،‬أما السيولة في معناها الفني فنعني بها قابلية األصل‬
‫على التحول إلى نقدية بسرعة وبدون خسائر‪ ،‬وحيث أن الهدف من االحتفاظ بأصول سائلة هو مواجهة‬
‫االلتزامات المستحقة األداء حاليا وفي غضون فترة قصيرة‪ ،‬فإن السيولة تعتبر مفهوم نسبي يعبر عن‬
‫العالقة بين النقدية واألصول سهلة التحول إلى نقدية بسرعة وبدون خسائر ‪ ،‬وبين االلتزامات المطلوب‬
‫الوفاء بها‪ ،‬لذلك ال يمكن تحديد سيولة أي بنك إال في حدود التزاماته‪.‬‬

‫أما السيولة في الجهاز المصرفي فنعني بها ‪ :‬الفرق بين كل من الموارد المتاحة له واألموال المستخدمة‬
‫في مختلف أنواع الموجودات ضمن التوازن الذي تفرضه األصول المتعارف عليها‪ ،‬أو تكون البنوك في‬
‫حالة وفرة في السيولة عندما تكون األموال المتاحة فائضة عن قدرة المصرف على اإلقراض‪ ،‬وعن حدود‬
‫االستثمار المتوازن في بنود الميزانية األخرى ‪ ،‬بحيث يضطر البنك إلى استثمار الفوائض ضمن األصول‬
‫‪2‬‬
‫السائلة مثل ‪ :‬األوراق المالية أو على شكل أرصدة لدى البنوك أو أرصدة عاطلة لدى البنك المركزي‪.‬‬

‫كما تعرف على أنها احتفاظ البنك بجزء من أصوله في شكل سائل بدرجات متفاوتة ‪ ،‬وذلك لمواجهة‬
‫الزيادة في سحب الودائع والسحب من االعتمادات المفتوحة للعمالء‪ ،‬إذ باستطاعة البنك في نفس الوقت‬

‫‪1‬‬
‫للمزيد من المعلومات االضطالع على‪ :‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪،‬‬
‫ورقة عمل حول اإلدارة السليمة لمخاطر السيولة والرقابة عليها‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ، 2100 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫عقل مفلح‪ ،‬وجهات نظر مصرفية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة المجمع العربي‪ ،‬عمان‪ ، 2112 ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪30‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أن يقوم باستغالل ودائعه بشكل يحقق له أكبر قدر ممكن من الربح ‪ ،‬واحتفاظه بنقود كافية تمكنه من‬
‫مقابلة طلب السحب دون أدنى تأخير‪.‬‬

‫يمكن للبنوك تحقيق غايتها في السيولة من خالل االحتفاظ بمقدار مناسب منها في كل وقت من األوقات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو من خالل إجراء التزامن بين دخول األموال إليها وخروجها منها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫هناك من يصنف السيولة المصرفية إلى نوعين تلك الخاصة بالتمويل وأخرى خاصة بالسوق‪:‬‬

‫حيث عرفت سيولة التمويل على أنها‪:‬‬

‫" تلك التي تشمل كل من النقدية واألصول القابلة للتحول إلى سيولة بسرعة‪ ،‬أي هي ذلك النوع من‬
‫السيولة الذي يغطي طلبات سحب األموال أو الودائع في األجل القصير بهدف تسوية العمليات العادية‬
‫للزبائن ‪ ،‬يعد هذا المفهوم هو السائد في إطار وظيفة الوساطة التي يقوم بها البنك"‪.‬‬

‫تعريف السيولة على أنها سيولة السوق ‪:‬‬

‫"حيث تساهم البنوك في سير عمليات التفاوض حول األصول في السوق المالي‪ ،‬حيث هناك تقارب إلى‬
‫سيولة السوق أي قدرة البنك على تحويل أصول غير نقدية إلى سيولة‪".‬‬

‫‪3‬‬
‫من خالل هذا المفهوم يتضح أن هناك نوعين من السيولة ‪:‬‬

‫النوع األول هو ذلك المتعلق بسيولة التمويل المميز لوظيفة الوساطة المالية التي تقوم بها البنوك والتي‬
‫ظهرت بظهور البنوك التجارية‪ ،‬وسيولة السوق المتعلقة بقدرة البنك التجاري على تسييل األصول غير‬
‫النقدية من خالل السوق المالي والتي ظهرت نتيجة لتطور األسواق المالية‪.‬‬

‫مما سبق نجد أن السيولة المصرفية هي قدرة البنك التجاري على مواجهة االلتزامات قصيرة األجل في‬
‫مواعيد استحقاقها وعلى االستجابة لطلبات االئتمان ‪ ،‬هذا ما يتطلب احتفاظ البنك بجزء من أصوله في‬
‫شكل سائل إضافة إلى أصول شبه سائلة أي تلك التي يمكن تحويلها إلى نقد سائل بسرعة وسهولة بدون‬

‫‪1‬‬
‫أنور السلطان‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ، 2111 ،‬ص‪.020‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Natacha Vallapt, Muriel tisset, Liquidité Bancaire et stabilité financière ,Banque de France revue de stabilité‬‬
‫‪financière, numéro spécial liquidité,n°09, décembre 2006, p 94-95.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mihaela Costison, Le risque de liquidité dans le système bancaire, Thèse de Doctorat en sciences‬‬
‫‪économiques, Université Paris Est , Avril 2010, p9-10.‬‬

‫‪31‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خسائر في قيمتها‪ ،‬وكذا قدرته على االقتراض وذلك لمقابلة حركة السحوبات العادية والمفاجئة ‪ ،‬أو لمنح‬
‫قروض جديدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات السيولة المصرفية والعوامل المؤثرة فيها‬

‫في هذا الصدد سيتم تحديد مصادر السيولة ومجاالت استخدامها باإلضافة لجملة العوامل المؤثرة فيها؛‬

‫أوال‪ /‬مصادر السيولة المصرفية‬

‫تتفرع مصادر السيولة إلى نوعين و هما‪:‬‬

‫أ ‪ .‬المصادر الداخلية للسيولة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بدورها يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين‪:‬‬

‫‪ -‬االحتياطات األولية‬
‫هي تلك الموجودات النقدية الممتلكة من طرف البنك التجاري دون اكتساب منها أي عائد وتتألف هذه‬
‫االحتياطات من ‪ 1‬مكونات وهي ‪:‬‬

‫‪ . 0‬النقد بالعملة المحلية واألجنبية في الصندوق‪:‬‬

‫ويشمل مجموع األوراق النقدية بالعملة المحلية واألجنبية والمسكوكات إذ تسعى البنوك التجارية إلى تقليل‬
‫هذا المجموع كون أن أرصدته ال تدر أي عوائد؛‬

‫‪ . 0‬الودائع النقدية لدى البنك المركزي‪:‬‬

‫تنص تشريعات الدول على إلزام البنك التجاري باالحتفاظ بنسبة من أمواله في صورة نقد سائل لدى البنك‬
‫المركزي وهو ما يعرف باالحتياطي القانوني‪ ،‬إذ أن البنك المركزي ال يدفع أي فوائد على نسبة االحتياطي‬
‫القانوني الذي يودعه البنك التجاري لديه‪ ،‬إال أنه في حالة زيادة نسبة اإليداع عن تلك المقررة فإنه يدفع‬
‫فائدة على هذه الزيادة المودعة لديه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد جابر الصائغ‪ ،‬رضا صاحب أبو حمد‪ ،‬دراسة تحليلية للسيولة المصرفية لعينة من المصارف األردنية‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة‬
‫الكوفة‪ ،‬ص ص ‪.2-2‬‬

‫‪32‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ . 0‬الودائع لدى البنوك المحلية األخرى‪:‬‬

‫هي األموال التي يودعها البنك التجاري لدى البنوك المحلية األخرى من أجل مقاصة الصكوك وتحصيل‬
‫فقرات أخرى من الدين‪ ،‬ويزداد حجم هذه الودائع كلما واجهت البنوك المودعة صعوبة في تشغيل النقد‬
‫لديها أو زادت عالقاتها المصرفية مع البنوك المراسلة داخل البلد أو خارجها‪.‬‬

‫‪ . 1‬الصكوك تحت التحصيل‪:‬‬

‫يشمل كل من الصكوك المودعة في المصارف األخرى والتي لم يتم استالم قيمتها إلى حد اآلن‪.‬‬

‫‪ . 1‬الودائع لدى البنوك األجنبية في الخارج‪:‬‬

‫تستطيع البنوك التجارية االحتفاظ بأرصدة نقدية لدى المراسلين في خارج البلد‪ ،‬بما ال يزيد عن نسبة‬
‫معينة تحددها طبيعة السياسة النقدية واالقتصادية في البلد‪ ،‬من مجموع قيم اعتماداتها المستندية القائمة‬
‫والتزاماتها األخرى‪.‬‬

‫وتنقسم االحتياطات األولية من حيث مشروطيتها القانونية إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ ‬االحتياطات القانونية‪:‬‬
‫تشمل مجموعة األموال النقدية وشبه النقدية التي يحتفظ بها البنك وفقا للسياسة النقدية المحددة من‬
‫طرف البنك المركزي‪ ،‬فالجزء النقدي من هذه األموال يكون ضمن االحتياطات األولية الذي يأخذ شكل‬
‫النقد في الصندوق وودائع لدى البنك المركزي‪ .‬والجزء الشبه نقدي يكون ضمن االحتياطات الثانوية آخذا‬
‫شكل حواالت الخزينة وسندات الحكومة‪.‬‬

‫تعتبر االحتياطات القانونية عامال واقيا لسيولة البنك والمحافظة على سالمة مركزه التنافسي ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تأدية االلتزامات المترتبة عليه في مواعيد االستحقاق المتفق عليها كما أنها تعمل على تعزيز ثقة‬
‫كل من السلطات الرقابية والزبائن بقدرة البنك في المحافظة على أموال المودعين وعدم المبالغة في‬
‫توظيف أموال الغير في أنشطة ما قد ينجم عنها مخاطر معينة ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك لهذا النوع من االحتياطات بعض السلبيات خاصة تلك المتعلقة بتقييد قابلية البنك في منح‬
‫القروض والقيام باالستثمارات‪ ،‬ما يؤدي إلى تقليل ربحيته‪ ،‬وكأن هذه االحتياطات نوع من أنواع التكاليف‬
‫التي يجب أن تتحملها البنوك لقاء القيام بأعمالها ‪ ،‬فكلما انخفضت هذه االحتياطات زادت قابلية البنك‬
‫على االقراض واالستثمار ما قد يؤدي إلى زيادة ربحيته‪.‬‬

‫‪ ‬االحتياطات العاملة‬
‫هي األموال النقدية والشبه نقدية التي ال تحتفظ بها البنوك بموجب تشريعات السلطة النقدية ‪ ،‬وانما‬
‫تحتفظ ببعض منها وتستخدم البعض اآلخر وفقا لسياستها المصرفية‪.‬‬

‫‪-‬االحتياطات الثانوية‬

‫االحتياطات الثانوية في البنك التجاري هي عبارة عن موجودات سائلة تدر له عائدا‪ ،‬وتشمل كل من‬
‫األوراق المالية واألوراق التجارية المخصومة‪ ،‬والتي يمكن تحويلها إلى نقد سائل عند الحاجة‪ ،‬وتحقق هذه‬
‫االحتياطات في مجال السيولة عدة فوائد‪ ،‬منها االسهام في تدعيم االحتياطات األولية‪ ،‬واستيعاب ما‬
‫يفيض من االحتياطات األولية عن متطلبات البنك ‪.‬‬

‫ب ‪ .‬المصادر الخارجية للسيولة ‪:‬‬

‫هي تلك المتحصل عليها من خالل سياسة االستدانة مثل ‪ :‬شهادات اإليداع‪ ،‬اتفاقيات البيع واعادة‬
‫الشراء‪ ،‬واستدانة االحتياطي من نافذة الخصومات في البنك المركزي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬مصادر األموال واستخداماتها في البنوك التجارية‬

‫من خالل دراسة عناصر األصول والخصوم في ميزانية البنك التجاري‪ ،‬يمكننا التعرف على موارده‬
‫واستخداماته‪ ،‬فاألصول هي عبارة عن موجودات البنك التي في حيازته وجميع الحقوق‪ ،‬وتمثل الخصوم‬
‫بعناصرها المختلفة الموارد التي تحصل عليها من مصادر مختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬مصادر األموال‬
‫هي عبارة عن المجاالت األساسية لحصول البنك على األموال‪ ،‬وغالبا ما تحدد بثالث جوانب رئيسية‬
‫وهي كل من ‪ :‬األموال الذاتية ‪ ،‬الودائع بمختلف أنواعها واالقتراض من الغير‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ . 4‬المصادر الداخلية ‪ :‬تتكون المصادر الداخلية لألموال من رأس المال المدفوع‪ ،‬واالحتياطات بأنواعها‬
‫واألرباح غير الموزعة‪.‬‬

‫أ ‪ .‬رأس المال المدفوع‪:‬‬

‫يمثل رأس المال المدفوع مجموع المبالغ التي قام بدفعها أصحاب البنك والمساهمين في تكوين رأسماله‪،‬‬
‫إذ يعتبر حماية ألموال المودعين في حالة إفالس البنك ‪ ،‬وبالتالي فوظيفته وقائية قبل أن تكون تشغيلية ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ثم تتفرع بعد ذلك عدد من الوظائف في هذا اإلطار وأهمها‪:‬‬

‫‪ ‬مواجهة تكاليف بدأ النشاط؛‬


‫‪ ‬مقابلة الطلب غير المتوقع على السيولة؛‬
‫‪ ‬مقياس لحقوق الملكية في البنك؛‬
‫‪ ‬مواجهة الخسائر غير المتوقعة؛‬
‫ب ‪ .‬االحتياطات‪:‬‬

‫( والتي سبق التعرض لها) هي عبارة عن مبالغ تقتطع من صافي أرباح البنك لتدعيم مركزه المالي ‪،‬‬
‫فاالحتياطات بذلك حق من حقوق الملكية‪ ،‬وتنظم التشريعات المصرفية هذا المصدر وتضع له نسبا‬
‫وحدودا خاصة‪ ،‬وتحدد كيفية اقتطاعه والتصرف فيه‪ ،‬إذ أضحت االحتياطات مصد ار هاما للتمويل نظ ار‬
‫للمرونة التي تميزها عن رأس المال ‪.‬‬

‫ج ‪ .‬األرباح غير الموزعة‪:‬‬

‫وهي األرباح غير الموزعة من السنوات السابقة للبنك التجاري‪ ،‬وتسمى باألرباح المدورة ألن البنك‬
‫‪2‬‬
‫يجمعها في كل عام ويضيفها إلى الميزانية بشكل دوري‪.‬‬

‫‪ . 0‬الودائع‪ :‬تعد الودائع المصدر الرئيسي لمكونات موارد البنك التقليدي‪ ،‬إذ أنها عبارة عن ديون مستحقة‬
‫ألصحابها على ذمة البنك التجاري‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى األنواع اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة‪ :‬عملياتها وإدارتها‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ، 2111 ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪2‬‬
‫سامر بطرس جلدة ‪ ،‬النقود والبنوك ‪ ،‬دار البداية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 2111 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪35‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬الودائع الجارية ‪ :‬هي عبارة عن مبلغ من المال يودع لدى البنك التجاري‪ ،‬ويتعهد هذا األخير بدفعه‬
‫في أي وقت يشاء فيه صاحب الوديعة‪ ،‬إذ تشكل التزام مصرفي بالدفع عند الطلب‪ ،‬لذلك فإن البنوك‬
‫ال تقوم بدفع أسعار فائدة على الودائع الجارية إال في حاالت استثنائية ‪ ،‬كأن تكون مقدار الوديعة‬
‫‪1‬‬
‫كبي اًر أو مقد ار بالعملة الصعبة‪.‬‬
‫فالقاعدة العامة في البنوك التجارية ال تدفع فوائد على هذا النوع من الودائع ‪ ،‬رغم أنها تشكل مصد ار‬
‫أساسيا للسيولة في البنوك وأهميتها النسبية من إجمالي الودائع لدى البنوك‪ ،‬فكلما قلت األهمية النسبية‬
‫للودائع الجارية إلى إجمالي الودائع ‪ ،‬كان على البنك أن يولي اهتماما بها‪ ،‬وعلى العكس كلما كانت‬
‫األهمية النسبية للودائع الجارية إلى إجمالي الودائع اطمأن البنك أكثر على مركز سيولته‪.‬‬

‫‪ ‬الودائع الثابتة (ألجل) ‪ :‬هي تلك الودائع التي يلتزم البنك بموجبها بالدفع في وقت الحق ‪ ،‬بحيث يتم‬
‫االتفاق على هذا الوقت بين البنك والمودع‪ ،‬أو بعد مدة من اإلشعار المقدم للبنك لسحبها وأنواعها ‪:‬‬
‫ـ ـ الودائع ألجل ‪ :‬تعتبر التزاما بالدفع لمبلغ الوديعة مع فائدة معينة‪ ،‬بعد انقضاء الفترة المتفق‬
‫عليها بين المودع والبنك‪.‬‬

‫ـ ـ الودائع بإشعار (بإخطار)‪ :‬هي تلك التي تقتضي التزام المودع بإخطار أو إشعار البنك بالسحب‬
‫قبل وقت مناسب من تاريخ سحبها ويقوم البنك بدفع فائدة‪.‬‬

‫‪ ‬ودائع التوفير‪ :‬هذا النوع من حسابات االدخار يهدف في مضمونها إلى جذب صغار المدخرين‪ ،‬وهي‬
‫تمثل ادخارات يودعها أصحابها إلى حين الحاجة إليها بدال من تركها في خزائنهم الخاصة‪ ،‬وتفويت‬
‫فرصة الحصول على عائد مقابل لها‪ ،‬حيث تدفع فائدة على هذا النوع من الودائع ويكون سعر الفائدة‬
‫قريبا من سعر الفوائد اآلجلة‪ ،‬ويزود صاحب الوديعة بدفتر يسجل فيه قيمة اإليداع أو السحب من‬
‫الرصيد‪ ،‬عادة ما يكون السحب من حسابات التوفير أقل من حسابات تحت الطلب ‪ ،‬وتمتاز بالثبات‬
‫‪2‬‬
‫واالستقرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف النظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للطباعة والنشر‪ ،‬عمان ‪ ، 2112 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪2‬‬
‫عمر محمد فهد الشيخ عثمان‪ ،‬إدارة الموجودات‪/‬المطلوبات لدى المصارف التقليدية والمصارف االسالمية " دراسة تحليلية تطبيقية مقارنة"‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،2111 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪36‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ . 0‬االقتراض‪:‬‬

‫اللجوء إلى االقتراض يعتبر من بين االتجاهات الحديثة المستعملة في تنمية مصادر أموال البنك ومن‬
‫أبرز المصادر التي تلجأ إليها البنوك في هذا الصدد نجد كل من ‪ :‬السوق المالي‪ ،‬البنوك التجارية ‪،‬‬
‫البنك المركزي وغيرها من المؤسسات المالية المقرضة‪ ،‬وعادة تكون نسبة االقتراض ضئيلة بالمقارنة مع‬
‫المصادر األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬استخدامات األموال‬
‫يعبر عن مصادر أموال البنوك التجارية بالخصوم في ميزانية البنوك‪ ،‬فمن خالل دراسة جانب‬
‫األصول نستطيع التعرف على استخدامات األموال في البنوك التجارية‪ ،‬إذ بواسطتها يتم توزيع الموارد‬
‫المالية المتاحة للبنك بين مختلف مجاالت االستثمار‪ ،‬يمكن تقسيم هذه االستخدامات لثالث مجموعات‬
‫‪1‬‬
‫وفقا لمعايير الربحية والسيولة ‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬تحتوي على موجودات كاملة السيولة‪ ،‬وبهذا يضحى بعامل الربحية مقابل عامل‬
‫السيولة ومنها األرصدة النقدية‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬تحتوي على مجموعات يتغلب فيها عامل السيولة على عامل الربحية مثل‪ :‬أذونات‬
‫الخزينة والكمبياالت التجارية المخصومة‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬ويتغلب فيها عامل الربحية على عامل السيولة‪ ،‬منها الموجودات المتعلقة بالتسهيالت‬
‫االئتمانية والقروض المتوسطة وطويلة األجل‪.‬‬

‫أ ‪.‬األرصدة النقدية ‪ :‬تتكون من جزأين رئيسين هما ‪:‬‬

‫كمية النقود الحاضرة التي يتحتم على البنك االحتفاظ بها في الصندوق لمواجهة طلبات سحب المودعين‪،‬‬
‫والجزء الثاني المتمثل في األرصدة النقدية الدائنة التي يجب أن يحتفظ بها البنك التجاري لدى البنك‬
‫المركزي وتكون بنسبة معينة من الودائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر محمد فهد الشيخ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪37‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ .‬محفظة الحواالت المخصومة‪ :‬تتمتع الحواالت المخصومة بدرجة عالية من السيولة‪ ،‬باعتبارها تمثل‬
‫قروضا قصيرة األجل ويتم ذلك من خالل شراء أذونات الخزينة واألوراق التجارية‪:‬‬

‫‪ ‬أذونات الخزينة‪ :‬هي نوع من السندات األذنية التي تصدرها الدولة ألجل قصير‪ ،‬تتعهد بموجبها بدفع مبلغ‬
‫معين في تاريخ معين الحقا‪ ،‬ويمكن بيعها بخصمها في السوق النقدي وفي أي مرحلة قبل تاريخ‬
‫استحقاقها‪.‬‬
‫‪ ‬األوراق التجارية‪ :‬عبارة عن صكوك تتضمن التزما بدفع مبلغ من النقود يستحق الوفاء بعد أجل قصير‬
‫محدد‪ ،‬وهي وسيلة تجارية متعارف عليها لتسوية الديون‪ ،‬وتظهر أهميتها من خالل سهولة تحويلها إلى‬
‫نقود قبل حلول أجل الوفاء بخصمها لدى البنوك‪.‬‬
‫ج‪ .‬القروض والسلفيات‪ :‬تستثمر البنوك الجانب األهم من مصادرها النقدية في منح قروض وسلف‬
‫لعمالئها‪ ،‬باعتبارها أكثر أنواع األصول ربحية ‪ ،‬فربحية البنك التجاري تتوقف على مقدار القروض‬
‫والسلف التي يمنحها البنك لعمالئه‪ ،‬ولكن من وجهة نظر األمان والسيولة ‪ ،‬إذ أن القروض والسلفيات‬
‫تعتبر "أصوال غير مفضلة " ‪ ،‬وذلك لتعذر تحويلها إلى نقود قبل استحقاقها‪ ،‬واحتمال تعرضها لمخاطر‬
‫عدم سداد قيمة القروض مع فوائدها‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬العوامل المؤثرة في السيولة المصرفية‬

‫‪1‬‬
‫من أهم العوامل المؤثرة في السيولة المصرفية نجد ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عمليات ا إليداع والسحب على الودائع‪ :‬في الوقت الذي تؤدي فيه عمليات السحب على الودائع نقدا‬
‫‪ ،‬أي قلب الودائع إلى نقود قانونية إلنجاز المعامالت اليومية إلى تخفيض نقدية الصندوق و‬
‫احتياطات البنك التجاري لدى البنك المركزي ‪ ،‬وبالتالي إلى تقليص سيولته فإن عمليات اإليداع‬
‫(تحويل النقود القانونية إلى ودائع مصرفية) تعمل على تحسين سيولة البنك التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬معامالت الزبائن مع الخزينة العامة‪ :‬سيولة البنك التجاري يمكن أن تتأثر من خالل عالقة الجمهور‬
‫بالخزينة العامة‪ ،‬وعموما تتحسن السيولة المصرفية في حالة كون عمالء البنك التجاري دائنين‬
‫للخزينة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رضا صاحب أبو أحمد‪ ،‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 2112 ،‬ص ‪.022-021‬‬

‫‪38‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬رصيد عمليات المقاصة بين البنوك ‪ :‬تزداد سيولة البنك التجاري إذا ظهر رصيد حسابه الجاري‬
‫دائن لدى البنك المركزي نتيجة تسوية حساباته مع البنوك التجارية األخرى العاملة في البلد‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة تضاف موارد نقدية جديدة إلى احتياطاته النقدية التي يحتفظ بها لدى البنك المركزي‪،‬‬
‫مما يزيد من أرصدته النقدية‪ ،‬فعمليات المقاصة التي تجرى على مستوى الجهاز المصرفي‪ ،‬تؤدي‬
‫إلى إحداث تغيير في توزيع السيولة المتاحة بين البنوك دون أن يصاحب ذلك أي تغيير في الكمية‬
‫اإلجمالية للسيولة المصرفية‪ ،‬أما على مستوى البنك التجاري الواحد فإن حجم السيولة المتوفرة‬
‫سيتأثر نتيجة عمليات المقاصة‪ ،‬فالبنك الذي يحقق رصيدا دائنا اتجاه البنوك األخرى سيشهد تحسنا‬
‫في سيولته والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬عالقة البنك المركزي بالبنوك التجارية‪ :‬يمتلك البنك المركزي كممثل للسلطة النقدية قدرة التأثير في‬
‫السيولة المصرفية‪ ،‬من خالل تزويده البنوك التجارية بالنقد المطلوب من النقود الورقية والمعدنية‪،‬‬
‫فإذا اعتمد البنك المركزي على سياسة تقليص عرض العملة ‪ ،‬فإنه سيعمل على تخفيض حجم‬
‫األرصدة النقدية الحاضرة أو االحتياطات النقدية المتوفرة لديها‪ ،‬يقلل قابليتها على منح القروض‪،‬‬
‫وتعتمد سياسة البنك المركزي هذه على رفع سعر إعادة الخصم‪ ،‬وبيع السندات الحكومية في السوق‬
‫المفتوحة‪ ،‬ورفع نسبة االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬ويحصل العكس في حالة توسيع عرض العملة ‪،‬‬
‫ألن ذلك يؤدي إلى زيادة األرصدة النقدية للبنك‪ ،‬ويوسع سيولتها المصرفية‪ ،‬مما يسمح في التحليل‬
‫األخير الرفع من قدرتها اإلقراضية ومواجهة مختلف السحوبات من العملة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬نظريات إدارة السيولة المصرفية والمؤشرات المالية التي تقاس بها‬

‫أوال‪ /‬نظريات إدارة السيولة‬

‫‪1‬‬
‫تم حصرها في أربع نظريات أساسية وهي ‪:‬‬

‫‪ - 0‬نظرية القرض التجاري‬

‫تقوم هذه النظرية على أساس أن سيولة البنك التجاري تتحقق تلقائيا من خالل التصفية الذاتية‬
‫لقروضه‪ ،‬والتي يجب أن تكون لفترات قصيرة ولغايات تمويل رأس المال العامل‪ ،‬حيث يقوم المقترضون‬

‫‪1‬‬
‫سيرين سميحة أبو رحمة‪ ،‬السيولة المصرفية وأثرها في العائد والمخاطرة – دراسة تطبيقية على المصارف التجارية الفلسطينية ‪ ،-‬مذكره‬
‫مقدمة ضمن متطلبات استكمال الحصول على درجة الماجستير‪ ،‬الجامعة االسالمية غزة ‪ ،2111 ،‬ص ص ‪. 22 - 23‬‬

‫‪39‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫برد ما اقترضوه من أموال بعد النجاح في اتمام دوراتهم التجارية‪ ،‬وطبقا لهذه النظرية فإن البنوك ال تقرض‬
‫لغايات شراء العقارات أو شراء السلع االستهالكية أو االستثمار في األسهم والسندات وذلك نتيجة طول‬
‫فترة االسترداد المتوقعة في هذه المجاالت وتناسب هذه النظرية المجتمعات التجارية أين يكون أغلبية‬
‫عمالء البنك من التجار‪ ،‬الذين يحتاجون إلى تمويل صفقات محددة ولفترات قصيرة‪.‬‬

‫‪ - 0‬نظرية التحول‬

‫تشير هذه النظرية إلى أن البنك التجاري يعمل على أساس تدعيم االحتياطات األولية بموجودات قابلة‬
‫للتحول إلى النقد عند الحاجة إلى األموال‪ ،‬بحيث يمكن بيع هذه الموجودات وتسييلها في فترة وجيزة‬
‫وبدون خسائر‪.‬‬

‫‪ -0‬نظرية الدخل المتوقع‬

‫تقوم هذه النظرية على أساس أن إدارة البنك تعتمد في تخطيطها للسيولة على الدخل المتوقع للمقترض‪،‬‬
‫وبالتالي فإنها تدخل في اعتبارها الدخول المتوقعة للمقترض في المستقبل ‪ ،‬وهذا يمكن البنك من منح‬
‫قروض متوسطة وطويلة األجل وأخرى قصيرة األجل‪ ،‬بما أن عملية سداد القروض تكون من الدخول‬
‫المتوقعة للمقترضين على شكل أقساط دورية ومنظمة ‪ ،‬يجعل البنك يتمتع بسيولة عالية وذلك االنتظام‬
‫النسبي للتدفقات النقدية وامكانية توقعها‪.‬‬

‫‪ -4‬نظرية إدارة المطلوبات‬

‫ظهر مفهوم جديد إلدارة السيولة يتضمن محتواه أنه بإمكانية البنك التجاري أن يحافظ على سيولته عن‬
‫طريق شراء األموال من السوق المالية لمواجهة احتياجاته من االقراض أو لتلبية طلبات المودعين‪ ،‬يظهر‬
‫من خالل هذه النظرية أنه تم طرح مفهوما جديدا للسيولة قائما على أساس قدرة البنك على جذب أموال‬
‫جديدة بذال من اعتماده على سيولة األصول‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ /‬المؤشرات المالية التي تقاس بها السيولة‬

‫تختص هذه المؤشرات بقياس مدى قدرة البنك على الوفاء بالتزاماته القصيرة األجل في مواعيد استحقاقها‬
‫ودون تعريض البنك للخطر سواء إذا تعلق األمر بزيادة حجم السيولة عن المستوى المطلوب ما يؤثر‬
‫على ربحية البنك‪ ،‬أو انخفاض حجم السيولة الذي قد يوقع البنك في حالة من العسر المالي‪.‬‬

‫‪ -0‬نسبة الرصيد النقدي‬

‫تعبر هذه النسبة عن مدى قدرة األرصدة الموجودة في الصندوق ولدى البنك المركزي والبنوك األخرى وأية‬
‫أرصدة أخرى كالعمالت األجنبية وغيرها الموجودة في البنك على الوفاء بالتزاماته الواجب تسديدها في‬
‫‪1‬‬
‫آجال استحقاقها ويعبر عنها كالتالي‪:‬‬

‫×‪411‬‬ ‫نسبة الرصيد النقدي = النقد في الصندوق ‪ +‬النقد لدى البنك المركزي‪ +‬األرصدة السائلة األخرى‬

‫الودائع وما حكمها‬

‫‪ -0‬نسبة السيولة القانونية‬

‫تعد مقياسا لمعرفة قدرة االحتياطات األولية والثانوية على الوفاء بااللتزامات المالية المستحقة على البنك‬
‫‪2‬‬
‫في جميع الظروف‪ ،‬لذلك تعتبر هذه النسبة من أكثر النسب موضوعية واستخداما‪.‬‬

‫االحتياطات األولية ‪ +‬االحتياطات الثانوي‬ ‫نسبة السيولة القانونية =‬


‫‪100‬‬ ‫×‬

‫الودائع وما حكمها‬

‫‪ -0‬نسبة االحتياطي القانوني‬

‫تحتفظ البنوك التجارية برصيد نقدي لدى البنوك المركزية بدون فائدة ‪ ،‬ويثمتل هذا الرصيد في نسبة معينة‬
‫من ودائع البنك وما في حكمها‪ ،‬إذ يحدد البنك المركزي هذه النسبة وفقا للمصلحة العامة ويتوجب على‬

‫البنوك التجارية احترامها ‪ ،‬لإلشارة فإن هذه النسبة قد تتغير وفقا للظروف االقتصادية السائدة ويتم‬
‫‪1‬‬
‫تحديدها كالتالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫رضا صاحب أبو أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪41‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النقد لدى البنك المركزي‬ ‫نسبة االحتياطي القانوني‬


‫‪100‬‬ ‫×‬ ‫=‬

‫الودائع وما في حكمها‬

‫كلما كانت هذه النسبة كبيرة كلما زادت قدرة البنك التجاري على الوفاء بالتزاماته‪ ،‬خاصة في الظروف‬
‫غير العادية وأوقات األزمات والتي تعجز فيها األرصدة الموجودة لدى البنوك التجارية عن سداد‬
‫االلتزامات المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رضا صاحب أبو أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪42‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مدخل إلدارة المخاطر المصرفية‬

‫شهد القطاع المالي خالل السنوات األخيرة تطورات كبيرة كانت نتاجا التجاهات العولمة المالية‪ ،‬ساهمت‬
‫في الرفع من حجم استثمارات كل من المؤسسات المالية والمصارف وتحقيقها أرباحا واسعة‪ ،‬إال أنه وفي‬
‫المقابل كانت هناك مجموعة من التحديات التي ساهمت في التقليل من المكاسب والفرص من أهمها‬
‫المخاطر التي تواجه العمل المصرفي‪ ،‬لذا وجدت المؤسسات المصرفية نفسها أمام حتمية إيجاد طريقة‬
‫تعتمدها كأساس لمعالجة السلبيات في األنشطة المصرفية وفي هذا السياق ‪ ،‬يعتبر مبدأ إدارة المخاطر‬
‫عملية يتم من خاللها التحديد والقياس والمتابعة ومراقبة المخاطر في البنوك ونجاح هذه العملية قائم في‬
‫األساس على مدى التزامه باألنظمة الداخلية والتشريعات الرقابية السائدة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ظهور إدارة المخاطر وأهميتها‬

‫أوال‪ /‬الخلفية التاريخية إلدارة المخاطر‬

‫نشأت إدارة المخاطر من اندماج تطبيقات الهندسة في البرامج العسكرية والفضائية ‪ ،‬والنظرية المالية‬
‫والـتأمين في القطاع المالي ‪ ،‬وكان التحول من االعتماد على إدارة التأمين إلى فكر إدارة المخاطر المعتمد‬
‫على علم اإلدارة في تحليل التكلفة والعائد والقيمة المتوقعة ‪ ،‬والمنهج العلمي التخاذ القرار في ظل ظروف‬
‫عدم التأكد ‪.‬‬

‫حيث كان أول ظهور لمصطلح إدارة المخاطر في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو عام ‪ ، 4822‬ومن بين‬
‫أولى المؤسسات المالية التي قامت بإدارة مخاطر وممارسة هذه اإلدارة هي البنوك ‪ ،‬التي ركزت على‬
‫إدارة األصول و الخصوم وتبين أن هناك طرقا أنجع للتعامل مع المخاطرة بمنع حدوث الخسائر والحد من‬
‫نتائجها عند استحالة تفاديها‪.‬‬

‫نجد أيضا دراسة أخرى اهتمت بدراسة وتحليل المخاطر المالية من أبرزها دراسة هاري ماركوفيتز‬
‫(‪ ) Mrakowitz‬سنة ‪ 4828‬التي بينت أن اشكالية اختيار المحفظة المثلى يرتبط أساسا بالعمل على‬
‫تنظيم العائد المتوقع من هذه المحفظة و تدنئة الخطر المتعلق بها إلى أقصى حد ممكن خاصة من خالل‬
‫تنويع محفظة األصول لمواجهة المخاطر الخاصة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إضافة إلى الدراسة التي قام بها شارب( ‪ )Sharpe‬سنة ‪ 4821‬التي حاول من خاللها العمل على‬
‫تطوير نموذج تقييم األصول الرأسمالية ‪ ،‬بحيث نجد أنه قد تعرض بذلك إلى كل من مفهوم المخاطر‬
‫العامة والمخاطر الخاصة التي قد تتعرض لها محفظة األصول المالية وحدد كذلك من خالل هذا النموذج‬
‫كيفية قياس درجة حساسية األصول للتغيرات من خالل ما يعرف بعامل بيتا ‪.‬‬

‫من خالل المفاضلة بين العائد والمخاطرة نجد أن إدارة المخاطر قائمة عليها أيضا مما يوضح اعتماد‬
‫هذه اإلدارة على الكثير من مبادئ النظريات المذكورة‪ ،‬إذ أنه بواسطة هذه المفاضلة بإمكان المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫المالية تعظيم عائدها ‪.‬‬

‫كان االعتقاد السائد لفترة طويلة أن إدارة المخاطر ال تتم إال من خالل التأمين‪ ،‬بحيث أنه شكل الوسيلة‬
‫األساسية واألكثر شيوعا للتعامل مع المخاطر إال أنه وتبين أن هناك طرقا أخرى معتمدة إلدارة المخاطر‬
‫تمتاز بكفاءة أكبر‪ ،‬بحيث جاء علم إدارة المخاطر القائم على أساس أنه بإمكان اإلدارة أن تتعرف على‬
‫المخاطر الت ي تتعرض لها ‪ ،‬وتقيمها ثم بعد ذلك تتفادى حدوث الخسائر وتقلل تأثير البعض اآلخر إلى‬
‫‪2‬‬
‫أدنى حد‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬ماهية إدارة المخاطر‬

‫وردت عدة تعاريف خاصة بالمخاطرة ‪ ،‬بحيث اعتمد الباحثون والمهتمون في تعاريفهم على البيئة‬
‫التي ينتمي إليها كل باحث‪ ،‬الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه والزاوية التي ينظر منها للظاهرة محل الدراسة‬
‫‪ ،‬سنتطرق لبعض منها‪:‬‬

‫حيث عرفها البعض على أنها ظاهرة أو حالة معنوية أو نفسية تالزم الشخص عند اتخاذ الق اررات أثناء‬
‫حياته اليومية‪ ،‬وما يترتب عليها من ظهور حاالت الشك أو الخوف أو عدم التأكد من نتائج تلك الق اررات‬
‫التي يتخذها هذا الشخص بالنسبة لموضوع معين؛‬

‫كما أنها عرفت على أنها‪ :‬حالة تكون فيها امكانية حدوث انحراف معاكس عن النتيجة المتوقعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طارق هللا خان‪ ،‬حبيب أحمد‪ ،‬إدارة المخاطر ‪ :‬تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية‪ ،‬ورقة مناسبات رقم ‪ ،11‬المعهد االسالمي للبحوث‬
‫والتدريب ‪ ،‬البنك االسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ، 2113 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العال حماد طارق‪ ،‬إدارة مخاطر االئتمان واالستثمار والمشتقات وأسعار الصرف‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،3002 ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪44‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعرفها "‪:" Betty‬على أنها مقياس نسبي لمدى تقلب عائد التدفقات النقدية التي سيتم الحصول عليها‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫يقصد بالمخاطرة احتمالية تعرض البنك إلى خسائر غير متوقعة وغير مخطط لها و‪/‬أو تذبذب العائد‬
‫المتوقع على استثمار معين‪.‬‬

‫المفهوم اللغوي للمخاطر‪:‬‬

‫المخاطر في اللغة هي مشتقة من خطر ‪ ،‬وجاء في لسان العرب ‪ ،‬ارتفاع القدر والمكانة والشرف والمنزلة‬
‫ويقال ‪ :‬رجل خطير‪ ،‬أي له قدر وأمر خطير أي رفيع‪.‬‬

‫المفهوم الفقهي االصطالحي‪:‬‬

‫حيث عرفها االمام ابن القيم على أنها ‪ :‬المخاطرة مخاطرتان ‪ ،‬مخاطرة التجارة وهو أن يشتري السلعة‬
‫ويقصد أن يبيعها ويربح ويتوكل على اهلل في ذلك‪ ،‬والخطر الثاني ‪ :‬الميسر الذي يتضمن أكل المال‬
‫بالباطل‪.‬‬

‫و يرى أحد الباحثين أن الفقهاء قد استخدموا مفهوم المخاطرة على عدة معاني ونوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المراهنة‪ ،‬وكل ما يعتمد على الحظ دون أن يكون لإلنسان تدبير فيه‪.‬‬
‫‪ -‬التصرف الذي قد يؤدي إلى الضرر ويقال‪ :‬خاطر بنفسه ‪ ،‬أي فعل ما يكون الخوف فيه أغلب‪.‬‬
‫‪ -‬المجازفة و ركوب األخطار‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬احتمالية الخسارة أو الضياع‬
‫‪ ‬مفهوم المخاطرة‬
‫يختلف تعريف المخاطرة من فرع إلى آخر‪ ،‬وحتى في نطاق المجال الواحد توجد تعريفات متناقضة في‬
‫بعض األحيان‪ ،‬ومثال على ذلك التأمين وادارة المخاطر‪ ،‬فالناشطين في مجال التأمين يستخدمون‬
‫مصطلح "مخاطرة" إما بمعنى خطر مؤمن ضده( مثال ‪ :‬الحريق خطر تتعرض له معظم الممتلكات)أو‬
‫بمعنى شخصي أو ملكية محمية بواسطة التأمين ‪ ،‬في هذا الصدد ستقتصر دراستنا على عدم استخدام‬
‫المصطلح بهذه الطرق وسوف يستخدم بدل ذلك من منطلق أنه موقف أو وضع يوجد فيه تعرض لخسارة؛‬

‫‪1‬‬
‫منير ابراهيم الهندي‪ ،‬اإلدارة المالية ‪ ،‬مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬القاهرة ‪ ، 0111 ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪45‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فبعد القيام بمسح لكتب التأمين الدراسية المعروفة ‪ ،‬يالحظ أن هناك غياب لالتفاق على تعريف‬
‫المخاطرة‪ ،‬وبالرغم من عدم االتفاق على تعريف موحد‪ ،‬غير أن جميع التعاريف تشترك في عنصرين‬
‫‪1‬‬
‫هما‪ :‬عدم التأكد والخسارة بحيث ‪:‬‬

‫فكرة عدم معرفة النتيجة مسبقا موجودة ضمنا في جميع تعاريف المخاطرة‪ ،‬وفي حال وجود كلمة مخاطرة‬
‫يكون هناك دائما نتيجتين محتملتين إحداهما تكون غير مرغوبة‪ ،‬وقد يكون ذلك خسارة بالمعنى المتعارف‬
‫عليه ‪ ،‬أو قد يكون مكسبا أقل مما كان متوقعا‪ ،‬وعموما يمكن تعريف المخاطرة على أنها ظرف أو وضع‬
‫في العالم الواقعي يوجد فيه تعرض لوضع معاكس‪ ،‬أي حالة تجمل في طياتها إمكانية حدوث انحراف‬
‫معاكس عن النتيجة المتوقعة أو المأمولة‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم إدارة المخاطر‬


‫عرفت إدارة المخاطر على أنها‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫" عملية تحديد‪ ،‬تحليل والسيطرة االقتصادية على المخاطر التي تهدد األصول والقدرة اإلرادية للمشروع"‬

‫وهناك من يرى أنها عبارة عن تنظيم متكامل يهدف إلى التوصل لوسائل محددة للتحكم في الخطر‪ ،‬والحد‬
‫من تكرار تحقق حوادثه‪ ،‬والتقليل من حجم الخسائر بأفضل الوسائل وأقل التكاليف‪ ،‬عن طريق اكتشاف‬
‫المخاطر وتحليلها‪ ،‬وقياسها وتحديد وسائل مجابهتها‪ ،‬مع اختيار أنسبها لتحقيق الهدف المطلوب؛‬

‫ثالثا‪ /‬نشأة وتطور المخاطر في البيئة المصرفية‬

‫تميزت البيئة المصرفية خالل سنوات السبعينات من القرن التسعين باالستقرار ‪ ،‬نتيجة خضوع الصناعة‬
‫المصرفية لتنظيمات قانونية محكمة ‪،‬واقتصرت العمليات المصرفية في تجميع الموارد ومنح االئتمان‪،‬‬
‫وضعف المنافسة‪ ،‬في حين السنوات التي تلت تلك الفترة حملت معها موجة من التغيير الجذري‪ ،‬نتيجة‬
‫ظهور المنتجات والخدمات المقدمة من طرف البنوك‪ ،‬مما أدى إلى زيادة المخاطر نتيجة تصاعد حدة‬
‫المنافسة وابتكار المنتجات والتحول من الصيرفة التجارية إلى أسواق رأس المال وازدياد تقلب األسواق‬

‫‪1‬‬
‫عبد العال طارق حماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪02 - 01‬‬
‫‪2‬‬
‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،2111 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪46‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واختفاء الحواجز والعوائق ‪ ،‬ما أدى إلى تغيير جذري في الصناعة المصرفية مما استدعى تأسيس نظم‬
‫‪1‬‬
‫وأساليب إلدارة المخاطر في زمن حدوث تلك الموجات من التحول؛‬

‫‪ ‬إدارة المخاطر في المجال المصرفي‬


‫عرفتها لجنة التنظيم المصرفي وادارة المخاطر المنبثقة عن هيئة قطاع المصارف في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية "‪ : "Financial Services Rountable‬على أنها تلك العملية التي يتم من خاللها رصد المخاطر‬
‫‪ ،‬تحديدها ‪ ،‬قياسها ومراقبتها والرقابة عليها وذلك من أجل ضمان فهم كامل لها واالطمئنان بأنها ضمن‬
‫‪2‬‬
‫الحدود المقبولة واإلطار الموافق عليه من قبل مجلس إدارة البنك للمخاطر‪.‬‬

‫ترتكز الصناعة المصرفية في مضمونها على فن إدارة المخاطر ‪ ،‬حيث أنه غياب المخاطر يدل على قلة‬
‫في األرباح ‪ ،‬إذ أنه كلما تعرض البنك إلى مخاطر أكبر ‪ ،‬نجح في تحقيق جانب أكبر من األرباح ومن‬
‫هنا تأتي أهمية اكتشاف المصرفيين للمخاطر التي تواجه عملهم ‪ ،‬ليس لتجنبها بل للعمل على احتوائها‬
‫بذكاء لتعظيم العائد على االستثمارات الذي هو في النهاية المقياس الحقيقي للنجاح‪.‬‬

‫يقصد بعملية إدارة المخاطر في المصارف عملية تحديد وتقويم المخاطر‪ ،‬واختيار وادارة التقنيات‬
‫للتكيف مع المخاطر المصرفية التي قد يتم التعرض لها"؛‬

‫هناك من عرفها على أنها‪ " :‬مجموعة من األدوات واألساليب المستخدمة من طرف البنوك والمنظمات‬
‫‪3‬‬
‫كمطالب أساسية لتنفيذ االستراتيجية في الكيان سواء بنكا كان أو أي مؤسسة"‬

‫لإلشارة حظي موضوع إدارة المخاطر باهتمام الكثير من السلطات الرقابية والنقدية بل أيضا استحوذ على‬
‫اهتمام المؤسسات المالية كصندوق النقد الدولي ومجموعة الدول المتقدمة التي تعتبر العامل األساسي‬
‫الذي ساهم في انتشار العولمة المالية ‪ ،‬باإلضافة إلى كل من لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬هذا‬
‫االهتمام الكبير من طرف هذه الجهات جاء بعد الدراسة التي قامت بها اللجنة المذكورة والتي حددت‬
‫األسباب الرئيسية في األزمات المصرفية التي تعرضت لها معظم دول العالم تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬عدم امكانية هذه المؤسسات المصرفية من إدارة المخاطر التي تتعرض لها؛‬

‫‪1‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪012‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى عمر مبارك أبو محميد‪ ،‬مخاطر صيغ التمويل االسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس المال للمصارف االسالمية من خالل معيار بازل ‪،2‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Joel Bessis, Risk management in Banking, Jon wily and sons, England,2002, p 23.‬‬

‫‪47‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف الرقابة الداخلية و الخارجية (السلطات الرقابية الوطنية)‪.‬‬


‫مما سبق ذكره يتضح لنا أن إدارة المخاطر المصرفية تشكل نظاماً شامالً ومتكامالً من العمليات التي‬
‫يقوم بها البنك ‪ ،‬بحيث تشمل جميع أعمال البنك والعاملين فيه فضال عن المعامالت والوسائل‬
‫المستخدمة‪ ،‬لتهيئة بيئة العمل المناسبة بغرض التحديد الدقيق للمخاطر التي يمكن التعرض لها‪ ،‬ووضع‬
‫إجراءات إدارتها وقياسها بطريقة تمكن من التقليل من آثارها السلبية على عملية اتخاذ الق اررات ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيف المخاطر المصرفية‬

‫نتيجة تعدد وظائف البنوك تتعرض دائما لمجموعة من المخاطر متنوعة كتلك الخاصة بالسيولة نتيجة‬
‫عدم قدرتها على التوفيق بين استحقاق األصول والخصوم ‪ ،‬ائتمانية وغيرها ‪ ،‬عموما يوجد العديد من‬
‫التصنيفات المتعلقة بالمخاطر المصرفية وسوف نتطرق لبعض منها بصورة موجزة من أهمها نجد ‪:‬‬

‫أوال‪ /‬المخاطر العامة (النظامية) والمخاطر الخاصة (الغير نظامية)‬

‫توجد طريقة لتقسيم المخاطر بين مخاطر عامة وأخرى خاصة‪ ،‬فاألولى ترتبط بأحوال السوق أو االقتصاد‬
‫عامة (كمخاطر التضخم والكساد وغيرها)‪،‬بينما تتصل الثانية بمؤسسة معينة أو بنوع معين من األصول ‪،‬‬
‫بحيث يمكن التحكم في آثار المخاطر الخاصة من خالل سياسة تنويع المحفظة االستثمارية‪ ،‬وال يمكن‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق ذلك بالنسبة للمخاطر العامة؛‬

‫ثانيا‪ /‬التصنيف حسب طبيعة التعرض وهوية التهديد‬

‫يعد التصنيف األكثر استخداما باعتبار أن عملية تسيير وادارة المخاطر تتطلب بداية تحديد طبيعة‬
‫المخاطر‪ ،‬لكي يتمكن المسير من تطبيق المنهج واألسلوب المناسب لقياسها ومن ثم اختيار الطرق‬
‫المالئمة للوقاية ومن أهمها نجد ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الكريم قندوز‪ ،‬التحوط وإدارة المخاطر في التمويل االسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،3002 ،‬ص ص ‪90 - 90‬‬

‫‪48‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬المخاطر االئتمانية‬
‫تعتبر من اهم األنواع التي تتعرض لها البنوك على الرغم من استحواذ المخاطر المصرفية األخرى ‪،‬‬
‫وبالخصوص مخاطر السوق والتشغيل على نسبة أكبر من إجمالي المخاطر التي تتعرض لها البنوك منذ‬
‫النصف الثاني من التسعينات‪ ،‬إذ أن غالبية الدول التي حصلت فيها أزمات مصرفية كانت أسبابها تعثر‬
‫االئتمان‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن هناك حوالي ‪ 404‬دولة شهدت أزمات مصرفية و إن اختلفت من دولة‬
‫‪1‬‬
‫إلى أخرى خالل الفترة (‪ 4802‬ـ ـ ‪ )0111‬كان تعثر االئتمان هو أهم األسباب التي أدت إلى حدوثها‪.‬‬

‫تعريف المخاطرة االئتمانية ‪ :‬تعرف بأنها مخاطرة تراجع المركز االئتماني للطرف المقابل أي أن يتخلف‬
‫العمالء عن الدفع فيعجزون عن الوفاء بالتزاماتهم عن خدمة الدين‪ ،‬ويتولد عن العجز عن السداد خسارة‬
‫‪2‬‬
‫كلية أو جزئية ألي مبلغ مقرض إلى الطرف المقابل‪.‬‬

‫‪ ‬أسباب تعثر التسهيالت االئتمانية‪:‬‬


‫يمكن تعريف التسهيالت االئتمانية المتعثرة (القروض المتعثرة) على أنها‪ :‬تلك القروض التي ال يقوم‬
‫‪3‬‬
‫المقترض بتسديدها في تاريخ االستحقاق والتعثر نوعان‪:‬‬

‫‪ ‬التعثر االقتصادي‪ :‬يتمثل في فشل المشروع في تحقيق عائد مناسب على األموال المستثمرة أي أن‬
‫تحقيق عائد أقل من التكلفة المرجحة لألموال المستثمرة وعدم قدرة إيرادات الشركة على تغطية نفقاتها‪.‬‬
‫‪ ‬التعثر المالي ‪ :‬يتمثل في وصول الشركة إلى درجة العسر المالي أي إلى وضع التصفية القانونية‪،‬‬
‫ويحدث ذلك عندما تصبح القيمة السوقية لموجودات الشركة أقل من القيمة الدفترية اللتزاماتها لكن‬
‫الشركة تصل إلى حالة التصفية أو االفالس المالي‪ ،‬بمعنى آخر فإن الفشل المالي يعني تحقيق أداء‬
‫سلبي مع تراجع مؤشرات جدوى االستثمار ما يترتب عليه عدم قدرة المشروع على سداد التزاماته مما‬
‫يقود في النهاية إلى اإلفالس ‪.‬‬
‫تتميز المخاطر االئتمانية بمجموعة من الخصائص تجعلها مختلفة عن باقي أنواع المخاطر األخرى‬
‫‪4‬‬
‫فضال عن احتماالت توضح أكثر المخاطر االئتمانية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نبيل حشاد‪ ،‬دليلك إلى المخاطر المصرفية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬بيروت‪ ، 2111 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الغفار حنفي ‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬إدارة وتنظيم المصارف التجارية ‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬القاهرة ‪ ،0111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫قيس أديب كيالني‪ ،‬ثائر عدنان قدومي‪ ،‬استخدام النمذجة المالية لتصنيف مخاطر القروض الممنوحة للشركات الصناعية المساهمة العاملة في‬
‫األردن‪ ،‬مجلة البصائر جامعة البتراء ‪ ،‬المجلد ‪ ، 1‬العدد ‪ ،2‬سبتمبر ‪ ، 2111‬ص ‪.222‬‬
‫‪4‬‬
‫حمزة محمود الزبيدي ‪ ،‬إدارة المصارف ‪ ،‬استراتيجية تعبئة الودائع وتقديم االئتمان‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان ‪ ، 2111 ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪49‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬عدم اقتصار المخاطر االئتمانية على نوع معين من القروض‪ ،‬بل أن جميعها يمكن أن تشكل خط ار‬
‫بالنسبة للبنك ولكن بدرجات متفاوتة‪ ،‬إضافة إلى أنها ال تتعلق فقط بعملية تقديم القروض فحسب بل‬
‫تستمر حتى انتهاء عملية التحصيل الكامل للمبلغ المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ ‬قد تنشأ المخاطر االئتمانية عن خلل في العملية االئتمانية بعد إنجاز عقدها سواء كان في المبلغ‬
‫االئتماني (القرض ‪ +‬الفوائد) أو في توقيت السداد‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطرة االئتمانية هي خسارة محتملة يتضرر من جرائها المقرض وال يواجهها المقترض ولذلك‬
‫فهي تصيب كل شخص يمنح فرصا ما كان بنكا أو مؤسسة مالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫إضافة إلى ذلك يوجد مجموعة من العوامل التي تساهم في حدوث المخاطر االئتمانية وهي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عوامل خارجة عن نطاق المؤسسة كـ ـ ‪:‬‬

‫‪ ‬التغيرات االقتصادية ‪ ،‬كاتجاه االقتصاد نحو الركود أو الكساد أو حدوث انهيار غير متوقع في‬
‫أسواق المال‪.‬‬
‫‪ ‬تغيرات في حركة السوق يترتب عليها آثار سلبية على المقترضين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عوامل داخلية‬

‫‪ ‬ضعف إدارة االئتمان أو االستثمار بالبنك سواء لعدم الخبرة أو لعدم التدريب الكافي‬
‫‪ ‬عدم وجود سياسة ائتمانية رشيدة‬
‫‪ ‬ضعف سياسات التسعير‬
‫‪ ‬ضعف إجراءات متابعة المخاطر والرقابة عليها‬
‫‪ ‬مخاطر السوق‬
‫تعد األدوات واألصول التي يتم تداولها في السوق مصد ار لهذا النوع من المخاطر المتأتية إما من أسباب‬
‫متعلقة بالمتغيرات االقتصادية الكلية أو نتيجة لتغير وضعية المؤسسات االقتصادية ‪ ،‬فمخاطر السوق‬
‫العامة تكون نتيجة التغير العام في األسعار وفي السياسات على المستوى االقتصادي ككل‪ ،‬أما مخاطر‬
‫السوق الخاصة فتنشأ نتيجة تغير أسعار أصول وأدوات متداولة نتيجة لظروف خاصة وفي هذا السياق قد‬
‫نجد بعض أنواع المخاطر ‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬أهمية ودور التأمين على الودائع مع إشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن ملتقى المنظومة المصرفية والتحوالت‬
‫االقتصادية واقع وتحديات ‪ ،‬جامعة الشلف‪ 02 ،‬و‪ 01‬ديسمبر ‪ ، 2112‬ص ‪.212‬‬

‫‪50‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ o‬مخاطر سعر الفائدة ‪ :‬من المتعارف عليه أن المصدر الرئيسي لربحية البنوك هو هامش الفائدة‬
‫الذي يمثل الفارق االيجابي بين الفوائد المقبوضة والتسهيالت الممنوحة للزبائن والفوائد المدفوعة‬
‫على الودائع وااللتزامات ‪ ،‬كذلك قد يكون معدل الفائدة ومتفقا عليه مسبقا أو متغي ار وفقا لمرجع‬
‫نقدي أو سندي‪ ،‬ففي حالة معدل الفائدة المتغير تبرز بعض االضطرابات إذا ما شهد البنك حالة‬
‫من التغيرات الحالية أو المستقبلية في أسعاره بالسوق مما يؤثر سلبا على إيرادات البنك من الفوائد‬
‫المقبوضة (باالنخفاض) أو التكاليف المدفوعة باالرتفاع وبالنتيجة تدهور صافي الفائدة أوفي قيمة‬
‫البنك‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمخاطر سعر الفائدة الثابت من ناحيتين ‪ :‬عدم اتساق آجال التسعير لكل من األصول‬
‫والخصوم الحساسة لسعر الفائدة‪ ،‬والثانية تكلفة الفرصة البديلة المتمثلة في اختالف أو تباين غير مالئم‬
‫‪1‬‬
‫لسعر الفائدة على األصل ‪/‬الخصم مع متوسط سعر الفائدة السائد في السوق ‪.‬‬

‫‪ o‬مخاطر سعر الصرف‬


‫نتيجة للدور البالغ األهمية الذي تقوم به البنوك في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬يحتم عليها تحمل مخاطر‬
‫تتعلق بالصرف األجنبي‪ ،‬ويقصد بمخاطر الصرف األجنبي مخاطر تحويل العملة األجنبية إلى عملة‬
‫محلية عندما ال يمكن التنبؤ بأسعار التحويل ‪ ،‬فهو خطر مرتبط بالتطور المستقبلي ألسعار صرف‬
‫‪2‬‬
‫العمالت‪.‬‬

‫‪ o‬مخاطر أسعار األوراق المالية‬


‫عموما تنتج مخاطر السوق عن مخاطر التحركات العكسية في القيمة السوقية لألصول( السندات ‪،‬‬
‫األسهم قروض ‪ ،‬عملة أو سلعة)‪،‬باإلضافة إلى عقود مشتقة مرتبطة باألصول المذكورة(نتيجة تأثر القيمة‬
‫‪3‬‬
‫السوقية للعقود المشتقة بمجموعة من العوامل كسعر األصل محل التعاقد‪ ،‬درجة تقلبه وأسعار الفائدة)‪،‬‬

‫لذلك فالبد أن تأخذ في االعتبار احتمالية ضياع العائد أو انخفاضه نتيجة لتحركات سعرية غير مالئمة‬
‫في السوق ‪ ،‬وأي ظهور لمخاطر السوق في األوراق المالية ؛‬

‫‪1‬‬
‫مؤيد عبد الرحمان الدوري ‪،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬استراتيجية إدارة مخاطر أسعار الفائدة في البنوك التجارية األردنية باستخدام مبادالت الفائدة ‪:‬‬
‫دراسة تطبيقية‪ ،‬مجلة البلقاء للبحوث والدراسات ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 2‬األردن ‪ ،‬أوت ‪ ،2112‬ص ص ‪22 :‬ــ ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬عبد الرزاق حبار‪ ،‬إدارة المخاطر – إدارة المخاطر – المشتقات المالية – الهندسة المالية‪ ، -‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،2103 ،‬ص ‪021‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الكريم قندوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪23‬‬

‫‪51‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ o‬مخاطر المشتقات المالية‬


‫يعتقد الكثير أن المشتقات المالية والمشتقات االئتمانية أدوات من شأنها السماح بتحويل كل أو جزء‬
‫معتبر من مخاطر السوق ومخاطر التسوية ومخاطر االئتمان‪ ،‬إال أنه عقب الصدمة المالية التي جاءت‬
‫منذ منتصف سنة ‪ 0114‬واألزمة المالية ‪ ،0111‬تغير هذا االعتقاد السائد إذ أصبح ينظر إليها كمصدر‬
‫‪1‬‬
‫لبعض المخاطر ال كأداة لتحقيق استقرار النظام المالي‪.‬‬

‫‪ o‬مخاطر أسعار السلع و المواد األساسية ‪ :‬تظهر بشكل واضح في كل من البنوك التي تتعامل‬
‫وتتاجر بالسلع والعقارات والمواد األولية فضال عن المعادن الثمينة‪ ،‬تأثرها بانخفاض قيمته السوقية‬
‫بشكل مفاجئ وغير منتظم مما قد يعرضها للعديد من المخاطر؛‬
‫في األخير يتضح جليا أن مخاطر السوق هي عبارة مخاطر تعرض المراكز المحمولة داخل الميزانية‬
‫البنك وخارجها لخسائر نتيجة لتقلب األسعار في السوق‪ ،‬وهي تشمل المخاطر الناجمة عن تقلب أسعار‬
‫الفائدة وعن تقلب أسعار الفائدة وعن تقلب أسعار األسهم في األدوات المالية المصنفة ضمن محفظة‬
‫‪2‬‬
‫المتاجرة ‪.‬‬

‫‪ ‬مخاطر السيولة‬
‫وتظهر هذه المخاطر في حالة مواجهة البنك لصعوبة توفير األموال الضرورية لمقابلة التزاماتها في آجال‬
‫استحقاقها‪ ،‬عدم كفاية حجم السيولة لتلبية متطلبات التشغيل العادية مما يقلل من قدرة البنك على الوفاء‬
‫بالتزاماته في آجال استحقاقها‪ ،‬نتيجة لسوء توزيع األصول على االستخدامات أو ضعف التنسيق األصول‬
‫وااللتزامات من ناحية آجال االستحقاق‪ ،‬ولمخاطر السيولة ثالثة جوانب تتجسد في النقص الشديد في‬
‫السيولة ‪ ،‬احتياطي السالمة الموفر من طرف محفظة األصول السائلة والقدرة على توفير األموال بتكلفة‬
‫‪3‬‬
‫عادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Olivier Parto ,Les dérives de crédits nouvelle sources d’instabilité financière ,Revues de la stabilité financière‬‬
‫‪,Banque de France, Paris n°01 , novembre2002 , p-p :69-83.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الكريم قندوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪52‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬مخاطر عملياتية‬
‫مخاطر ناتجة عن ضعف واخفاق في األنظمة المعمول بها‪ ،‬ال سيما نظم الرقابة الداخلية وعدم تحكم‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬كما‬ ‫الموارد البشرية في التقنيات الحديثة‪ ،‬واألضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية واألحداث الخارجية‬
‫قد تنتج هذه المخاطر نتيجة عدم التأمين الكافي للنظم أو وجود ثغرات في التصميم أو االنجاز أو بسبب‬
‫خطأ في تشغيل البرمجيات ‪ ،‬قد يشمل هذا النوع من المخاطر أيضا كل من ‪ :‬غسيل األموال‪ ،‬السرقة‪،‬‬
‫االختالس ‪ ،‬السطو ‪ ،‬قرصنة المعلومات ‪ ،‬تالعبات محاسبية وغش في اإلفصاح‪.‬‬

‫‪ ‬المخاطر االستراتيجية‬
‫هي تلك المخاطر الحالية والمستقبلية التي يمكن أن يكون لها تأثير على إيرادات البنك ورأس ماله نتيجة‬
‫التخاذ ق اررات خاطئة او التنفيذ الخاطئ للق اررات وعدم التجاوب المناسب مع التغيرات في القطاع‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫يتحمل مجلس إدارة البنك المسؤولية الكاملة عن المخاطر االستراتيجية وكذلك إدارة البنك العليا التي تتمثل‬
‫مسؤوليت ها في ضمان وجودة إدارة مخاطر استراتيجية مناسبة في البنك‪ ،‬ولتوفير إدارة استراتيجية صلبة‬
‫لدى البنوك البد من توفر أنظمة معلومات كي تمكن إدارة البنك من مراقبة والتنبؤ بالظروف االقتصادية‬
‫المستقبلية مثل النمو االقتصادي ‪ ،‬التضخم ‪ ،‬اتجاه أسعار العملة ‪ .....‬الخ إضافة إلى أنظمة رقابة‬
‫‪2‬‬
‫داخلية قوية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس ومبادئ إدارة المخاطر المصرفية – مدخل جزئي وكلي‪-‬‬

‫أوال‪ /‬مراحل إدارة المخاطر والعناصر الرئيسية المتحكمة في تطبيقها‬

‫‪3‬‬
‫يمكن تلخيص الخطوات المعتمدة في إدارة المخاطر كما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪ ،‬إدارة المخاطر التشغيلية وكيفية احتساب المتطلبات الرـسمالية لها‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬أبو‬
‫ظبي‪ ، 2112 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪312 - 313‬‬

‫‪53‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ ‪ .‬تحديد المخاطر‬

‫تتطلب إدارة المخاطر تحديدها في البداية ‪ ،‬إذ أنه لكل منتج أو خدمة يقدمها البنك تنطوي عليها‬
‫مجموعة من المخاطر على سبيل المثال‪ :‬حالة منح القرض تنتج عنها مخاطر‪ :‬القرض‪ ،‬سعر الفائدة‪،‬‬
‫السيولة ومخاطر التشغيل‪ ،‬وعملية تحديد المخاطر يجب أن تكون عملية مستمرة وفهم المخاطر على‬
‫مستوى كل عملية وعلى مستوى المحفظة ككل‪.‬‬

‫ب‪ .‬قياس المخاطر‬


‫بعد تحديد المخاطر المتعلقة بنشاط معين‪ ،‬تكون الخطوة الثانية هي قياس هذه المخاطر حيث أن كل‬
‫نوع من المخاطر يجب أن ينظر إليه بأبعاده الثالثة وهي حجمه ‪ ،‬مدته‪ ،‬واحتمالية الحدوث لهذه المخاطر‬
‫وان القياس الصحيح هو الذي يتم في الوقت المناسب ويكون على درجة كبيرة من األهمية بالنسبة إلى‬
‫إدارة المخاطر‪.‬‬

‫ج‪ .‬ضبط المخاطر‬

‫بعد تحديد وقياس المخاطر تأتي الخطوة الثالثة وهي ضبط هذه المخاطر حيث يوجد ثالث طرق‬
‫أساسية لضبط المخاطر المهمة وهي‪:‬‬

‫‪ ‬نجنب وضع حدود على بعض النشاطات؛‬


‫‪ ‬تقليل المخاطر؛‬
‫‪ ‬إلغاء المخاطر ؛‬
‫د‪ .‬مراقبة المخاطر‬

‫أن تعمل البنوك على إيجاد نظام معلومات قادر على تحديد وقياس المخاطر بدقة‪ ،‬وبنفس األهمية‬
‫يكون قاد ار على مراقبة التغيرات المهمة في وضع المخاطر لدى البنك‪.‬‬

‫بصفة عامة يقصد بالرقابة على المخاطر تطور أنظمة التقارير في البنك التي تبين التغيرات المعاكسة‬
‫في وضع المخاطر لدى البنك وما هي االستعدادات المتوفرة لديه للتعامل مع هذه المتغيرات‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ /‬العناصر الرئيسية المعتمدة في عملية إدارة المخاطر‬

‫‪1‬‬
‫بصفة عامة إن عملية إدارة المخاطر لكل مؤسسة مالية يجب أن تشتمل على العناصر الرئيسية التالية‪:‬‬

‫أ ‪ .‬رقابة فعالة من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ‪ :‬بحيث تتطلب إدارة المخاطر إشرافا فعليا من طرف‬
‫مجلس اإلدارة ويجب على مجلس اإلدارة اعتماد أهداف واستراتيجيات‪ ،‬وسياسات واجراءات إدارة المخاطر‬
‫بشكل يتناسب مع الوضع المالي للمؤسسة ‪ ،‬وطبيعة مخاطرها‪ ،‬درجة تحملها للمخاطر ‪.‬‬

‫كذلك يجب على مجلس اإلدارة التأكد من وجود هيكل فعال إلدارة المخاطر من أجل ممارسة أنشطة‬
‫البنك‪ ،‬بما في ذلك وجود أنظمة ذات كفاءة لقياس ومراقبة حجم المخاطر‪ ،‬واإلبالغ عنها والتحكم فيها‪.‬‬

‫أما اإلدارة العليا فيجب أن تقوم بشكل مستمر بتنفيذ التوجهات االستراتيجية التي أقرها مجلس اإلدارة‪ ،‬كما‬
‫أن عليها أن تحدد خطوة واضحة للصالحيات والمسؤوليات المتعلقة بإدارة ومراقبة حجم المخاطر واإلبالغ‬
‫عنها‪ .‬كذلك ضرورة التأكد من استقالل القسم المكلف بإدارة المخاطر عن األنشطة المؤدية إلى نشوء‬
‫المخاطر وأن يتبع مباشرة لمجلس اإلدارة أو اإلدارة العليا خارج نطاق اإلدارة المكلفة باألنشطة التي تؤدي‬
‫إلى نشوء المخاطر‪.‬‬

‫ب ‪ .‬كفاية السياسات والحدود‪ :‬على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا العمل على ضرورة أن تتناسب سياسات‬
‫إد ارة المخاطر مع المخاطر التي تنشأ في البنك ‪.‬كذلك ضرورة العمل على اتباع إجراءات سليمة لتنفيذ‬
‫كافة عناصر إدارة المخاطر بما في ذلك تحديد المخاطر‪ ،‬قياسها وتخفيفها ومراقبتها واإلبالغ عنها‬
‫والتحكم فيها‪ .‬لذلك يجب تطبيق سياسة مالئمة ‪ ،‬وسقوف واجراءات وأنظمة معلومات فعالة التخاذ‬
‫الق اررات واعداد التقارير الالزمة وبما يتناسب مع نطاق ومدى طبيعة أنشطة البنوك ‪.‬‬

‫ج ‪ .‬كفاية رقابة المخاطر وأنظمة المعلومات‬

‫إن الرقابة الفعالة لمخاطر البنك تستوجب معرفة وقياس كافة المخاطر ذات التأثير المادي الكبير‬
‫وبالتالي فإن رقابة المخاطر تحتاج إلى نظم معلومات قادرة على تزويد اإلدارة العليا ومجلس اإلدارة‬
‫بالتقارير الالزمة وبالوقت المناسب حول أوضاع البنك المالية ‪ ،‬واألداء وغيرها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪312 - 311‬‬

‫‪55‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويجب أن تنسجم درجة تعقيد أنظمة المعلومات مع حجم البنك ودرجة تعقيد نشاطه‪ .‬وفي الحقيقة تحتاج‬
‫البنوك إلى إعداد تقارير إدارية تتعلق بنشاطات رقابة المخاطر ومثل هذه التقارير قد تشمل تقارير يومية‬
‫أو أسبوعية حول وضعية الميزانية واألرباح والخسائر‪ ،‬قائمة بالديون تحت الرقابة ‪ ،‬قائمة بالقروض‬
‫المستحقة وغيرها‪.‬‬

‫د ‪ .‬كفاية انظمة الضبط‬

‫يعتبر هيكل وتركيبة أنظمة الضبط في البنك عنص ار حاسما لضمان حسن سير أعماله على وجه‬
‫العموم وعلى إدارة المخاطر بصفة خاصة‪ ،‬فتطبيق انظمة الرقابة والضبط بما في ذلك تحديد الصالحيات‬
‫وفصل الوظائف هي من أهم وظائف إدارة البنك إضافة إلى توفير تقارير مالية هامة ذات مصداقية عالية‬
‫تساهم في تحسين أنظمة الرقابة والضبط‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬أساليب إدارة المخاطر في البنوك – مدخل جزئي ‪-‬‬

‫يوجد العديد من األساليب التي يمكن للبنوك استخدامها في إدارة المخاطر التي تواجهها‪ ،‬بحيث قد‬
‫يخصص كل نوع منها إلدارة نوع معين من المخاطر‪ ،‬كما يمكن استخدام أكثر من أسلوب للتعامل مع‬
‫‪1‬‬
‫نفس النوع من المخاطر وأهم هذه األساليب نذكر‪:‬‬

‫‪ .0‬التحليل المالي‬
‫يعد خطر عدم استرجاع البنك ألمواله من أهم المخاطر التي يتعرض لها البنك‪ ،‬لذلك على البنك القيام‬
‫بتحليل الوضعية المالية للعميل (كما سبق توضيحه) باستعمال وسائل التحليل المالي باستخدام النسب‬
‫المالية (نسب التوازن المالي إذا ما كان العميل مؤسسة‪ ،‬من رأس المال العامل‪ ،‬واحتياجات رأس المال‬
‫وطاقة التمويل الذاتي وغيرها من نسب االستقاللية المالية والسيولة)‪ ،‬إضافة إلى القيام بتحليل عناصر‬
‫خاصة بالعميل كالعنصر البشري ‪ ،‬دراسة السوق والدراسة الصناعية وهي التي يكثر استخدامها؛‬

‫‪ .0‬اإلشراف الفعال‬
‫يضمن اإلشراف الفعال للبنوك سالمة أدائها‪ ،‬ويخلق نوعا من الثقة من طرف المودعين‪ ،‬لإلشارة ال يوجد‬
‫نظام إشرافي موحد يطبق على جميع البنوك‪ ،‬إذ أن كل الدول تستخدم طرق ومناهج متعددة لتقييم‬

‫‪1‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬عبد الرزاق حبار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪210 - 013 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المخاطر تشترك في نقطة هامة أال وهي أن اإلشراف الفعال يتحقق إذا ما رافقه إقامة نظام رقابة رسمي‬
‫وشامل إلدارة المخاطر الرسمي‪ ،‬وهنا يتضح أن اإلشراف المصرفي الفعال هو مفتاح الكفاءة المالية‬
‫واالستقرار؛‬

‫‪ .0‬الضمانات‬
‫ترتكز سياسة منح القروض على عاملين أساسين وهما تقييم األخطار وتحديدها‪ ،‬ثم متابعة القروض‬
‫الممنوحة واإلشراف عليها‪ ،‬ولتفادي والتقليل من خطر عدم تسديد المستحقات في التواريخ المحددة ‪،‬‬
‫يشترط البنك تقديم ضمانات (سواء شخصية كالكفالة والضمان االحتياطي‪ ،‬أو حقيقية كالرهن الحيازي‬
‫للمحل التجاري أو للمعدات واألدوات‪ ،‬أو الرهن العقاري) والتي سبق التطرق لها؛‬

‫‪ .4‬استخدام الرقابة بالتركيز وتقييم المخاطر‬


‫‪ ‬مفهوم الرقابة بالتركيز على المخاطر‪ :‬إن مفهوم الرقابة بالتركيز على المخاطر يتمثل في الفهم‬
‫الصحيح لخصائص البنك المعني وتعريف وتلخيص المخاطر الرئيسية لدى هذا البنك وبالتالي إعداد‬
‫استراتيجية رقابية للتعامل مع هذه المخاطر‪ ،‬يعتبر نظام الرقابة الداخلي الفعال هو أحد الركائز‬
‫‪1‬‬
‫المهمة في إدارة البنك واألساسي في سالمة ومتانة البنوك وتتم هذه الرقابة من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬فهم البنك‬
‫هي أول خطوة في مدخل الرقابة بالتركيز على المخاطر وأساسية من أجل وضع برنامج رقابي يتناسب‬
‫مع مميزات البنك فمن خالل بعض المعلومات المحددة يستطيع المفتش فهم المخاطر التي تواجه البنك‬
‫وكذلك الظروف المحيطة ‪ ،‬ويمكن الحصول على هذه المعلومات من خالل أنظمة المعلومات والنقاشات‬
‫مع إدارة البنك والمصادر العامة باإلضافة إلى التقارير المتوفرة في البنك المركزي أو الجهة الرقابية‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم المخاطر‬
‫يجب أن يظهر تقييم المخاطر مواطن القوة والضعف لدى البنك وبالتالي تزويد المفتش باألرضية‬
‫الالزمة التي يبني عليها قرار تفتيش البنك‪ ،‬ويجب أن تكون عملية التقييم شاملة لكافة المخاطر التي‬
‫تواجه البنوك مثل مخاطر اإلقراض‪ ،‬السوق ‪ ،‬السيولة ومخاطر السمعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪300 - 312‬‬

‫‪57‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إن كل عملية أو نشاط يقوم به البنك ينطوي على مخاطر وبالتالي يجب أن يكون لدى البنك نظام‬
‫للتعامل مع هذه المخاطر‪ ،‬وعندما تواجه أية مؤسسة مخاطر فإن لديها عدة خيارات للتعامل مع هذه‬
‫المخاطر منها تجنب هذه المخاطر‪ ،‬أو قبول هذه المخاطر وفيما يلي شرح لهذه الخيارات الثالثة‪:‬‬

‫أ ‪ .‬تجنب المخاطر ‪ :‬في هذه الحالة بإمكان البنك تجنب القيام بنشاط أو بعملية معينة إذ ارتأى أن الفائدة‬
‫المرجوة من القيام بها تقل عن المخاطر لهذا النشاط‪.‬‬

‫ب ‪ .‬تحويل المخاطر‪ :‬ويمكن تحويل المخاطر إلى طرف آخر و لكن مقابل ثمن ‪ ،‬مثل شراء التحوط‬
‫والكفاالت الحكومية ‪.‬‬

‫ج ‪ .‬قبول المخاطر‪ :‬يمكن إلدارة البنك أن تقبل المخاطر على اعتبار أن هناك إدارة جيدة إلدارة المخاطر‬
‫في البنك هذا من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن الفائدة المرجوة من هذه النشاطات تفوق التكلفة الناجمة‬
‫عن القيام بها‪ .‬ولكن بغض النظر عن الخيار الذي تم اتخاذه‪ ،‬فإن المؤسسات المالية يجب أن تكون‬
‫لديها رقابة كافية ‪،‬رقابة مجلس اإلدارة ‪ ،‬وجود سياسات وتقارير‪ ،‬واجراءات من شأنها التقليل من أثر‬
‫الخسائر على البنك‪.‬‬

‫في حال قبول إدارة البنك التخاذ المخاطر‪ ،‬على المفتش أن يقوم بتقييم هذه المخاطر وعليه يمكن تقييم‬
‫هذه المخاطر إلى ‪ 1‬أجزاء وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬مراجعة نوع ودرجة المنافسة التي يتعرض لها البنك‪ ،‬موقع ونوعية المنتجات والخدمات التي‬
‫يقدمها البنك‪ ،‬وقاعدة المودعين والمقترضين والظروف االقتصادية المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة السياسات واإلجراءات والمهارات االدارية للتأكد من إدارة المخاطر ‪ ،‬أي التأكد من لدى‬
‫البنك األشخاص المؤهلين ‪ ،‬أنظمة ضبط قوية ‪ ،‬مجلس إدارة مستقل ‪ ،‬وأنظمة معلومات مرضية‬
‫وقوية‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة المخاطر لدى البنك مع الضمانات الموجودة من أجل تحديد صافي المخاطر التي يتعرض‬
‫لها البنك وكذلك التأكد من أن مستوى المخاطر مقبول بالنسبة إلى وضع البنك‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن إدارة البنك تلتزم بالمعايير األساسية إلدارة كل نوع من أنواع المخاطر مع األخذ‬
‫باالعتبار حجم وتعقيدات نشاطات البنك‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬إعداد مصفوفة المخاطر‬


‫تعتبر مصفوفة المخاطر مدخال منظما لتقييم المخاطر ولوضع حجر األساس من أجل وصف المخاطر‬
‫لدى البنك‪ ،‬الخطوة األولى لتكوين مصفوفة المخاطر هي معرفة النشاطات الرئيسية في البنك‪ .‬ويتم ذلك‬
‫من خالل االطالع على ميزانية البنك واألرباح والخسائر وااللتزامات العرضية لديه‪ ،‬ويعتبر حساب‬
‫األرباح والخسائر وااللتزامات العرضية لديه‪ ،‬ويعتبر حساب األرباح والخسائر عنص ار مهما في معرفة‬
‫النشاطات الرئيسية للبنك من خالل بند اإليرادات‪.‬‬

‫من خالل دراسة المخاطر التي تواجه البنك ‪ ،‬يتم التعرف ما إذا كانت المخاطر مرتفعة أو متوسطة أو‬
‫منخفضة‪.‬‬

‫‪ ‬المخاطر المرتفعة ‪:‬تكون المخاطر مرتفعة في حالة أن تكون بعض النشاطات تشكل جزءا كبي ار من‬
‫موجوداته أو رأسماله أو عندما تكون هناك نشاطات مصرفية معقدة أكثر من الالزم وهناك امكانية‬
‫حدوث خسائر كبيرة بالنسبة للبنك‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطر المتوسطة‪ :‬تكون موجودة في حالة أن نشاطات البنك والعمليات التي يقوم بها متوسطة‬
‫بالنسبة إلى ما هو معتاد عليه البنك‪ .‬كذلك يستطيع البنك تحمل الخسائر المحتملة وذلك باألساليب‬
‫اإلعتادية له‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطر المنخفضة‪ :‬تكون في حالة ضآلة احتمال حدوثها واذا حدثت فإن تأثيرها على البنك سيكون‬
‫طفيفا وإلكمال مصفوفة المخاطر‪ ،‬يجب أن يتم عمل تقييم مبدئي ألنظمة المخاطر المتعلقة بكل‬
‫نشاط لمعرفة إن كانت أنظمة المخاطر هذه قوية‪ ،‬متوسطة أو ضعيفة‪.‬‬
‫وبناءا على هذه التقييمات يتم وضع إطار شامل للمخاطر االجمالية وهو األساس المعتمد في إعداد‬
‫مصفوفة المخاطر‪.‬‬

‫تصنيف نظام "‪" CAMELS‬للمخاطر المصرفية‬ ‫‪.1‬‬


‫من بين المؤشرات المالية لدعم عملية تقييم المخاطر المصرفية في البنوك والمؤسسات المالية نجد‬
‫معيار" ‪: "CAMELS‬‬

‫‪59‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬ماهية نظام التقييم" ‪" CAMELS‬‬


‫هو عبارة عن مؤشر سريع االلمام بحقيقة الموقف المالي ألي بنك ومعرفة درجة نصنيفه وأحد الوسائل‬
‫الرقابية المباشرة ‪،‬يعد نظام التقييم " ‪ " CAMELS‬من أهم المعايير المستخدمة في تقييم البنوك حسب‬
‫المؤشرات الناتجة عن عملية الفحص الميداني باعتباره من أهم المعايير الرقابية لإلنذار المبكر‪ ،‬حيث‬
‫ومن خالله يتم تقييم أداء البنوك ومن ثم تصنيفها والكشف عن بوادر الضعف المالي في وقت مبكر لكي‬
‫تتمكن من اجتناب أي مخاطر أو أزمات تتسبب في انهيارها أو تحملها خسائر‪ ،‬مكونات معيار‬
‫‪ CAMELS‬وهي‪:‬‬

‫‪ : C‬مالءة رأس المال‪ : A ،‬جودة األصول‪ : M ،‬اإلدارة ‪ : E ،‬الربحية‪ : L ،‬السيولة ‪ : S ،‬حساسية‬


‫المخاطر‪.‬‬

‫نظام التقييم "‪ " CAMELS‬عبارة عن مجموعة من المؤشرات يتم من خاللها تحليلي الوضعية المالية‬
‫ألي بنك ومعرفة درجة تصنيفه‪ ،‬إذ هو عبارة عن إحدى الوسائل الرقابية المباشرة التي تتم عن طريق‬
‫التفتيش الميداني‪ ،‬وعملت السلطات الرقابية في أمريكا على األخذ بنتائجه واالعتماد عليه في اتخاذ‬
‫الق اررات‪.‬‬

‫من أوائل الدول التي استخدمت معايير اإلنذار المبكر الواليات المتحدة األمريكية بسبب االنهيارات التي‬
‫تعرضت لها عام ‪ ، 4800‬وأعلن بموجبها إفالس أكثر من ‪ 1111‬بنك وهو من أبرز أسباب إنشاء‬
‫مؤسسة ضمان الودائع المصرفية نتيجة فقدان الثقة وتدافع الجمهور نحو سحب ودائعهم ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االنهيار المماثل الذي حدث عام ‪.4811‬وقد بدأ استخدام معايير اإلنذار المبكر بالواليات المتحدة‬
‫األمريكية عام ‪ 4808‬إذ ظل البنك الفيدرالي يعتمد عليه في تصنيف البنوك ‪ ،‬مما مكنها من تنبؤ‬
‫‪1‬‬
‫السلطات المصرفية باالنهيار المصرفي قبل حدوثه عام ‪.4881‬‬

‫‪ ‬تصنيفات إدارة المخاطر وفقا لهذا المعيار‬


‫تبنى تصنيفات المخاطر على مقياس من ‪ 4‬ـ ـ ‪: 2‬‬

‫‪1‬‬
‫يوسف بوخلخال ‪ ،‬أثر تطبيق نظام التقييم األمريكي ‪ CAMELS‬على فعالية نظام الرقابة على البنوك التجارية ‪ ،‬دراسة حالة بنك الفالحة‬
‫والتنمية الريفية‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬العدد ‪ ، 2102 ،01‬ص ‪.212‬‬

‫‪60‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تصنيف ‪ 4‬قوي ‪ :‬وهو يعكس قدرة اإلدارة القوية على تعريف وضبط المخاطر بشكل فعال حتى تلك‬
‫الناشئة عن المنتجات الجديدة التي يقدمها البنك‪ ،‬كذلك فإن مجلس اإلدارة فعال في المشاركة في إدارة‬
‫المخاطر ‪ ،‬وأنظمة الضبط والرقابة واجراءات التدقيق الداخلي شاملة وكافية وتنسجم مع حجم البنك‬
‫ونشاطاته‪.‬‬

‫تصنيف ‪ 0‬مرضي‪ :‬يدل تصنيف ‪ 0‬على أن إدارة البنك للمخاطر فعالة ولكن يشوبها بعض النقص وهذا‬
‫النقص أو الضعف معروف ويمكن التعامل معه‪.‬‬

‫بالمجمل فإن رقابة مجلس اإلدارة وكذلك السياسات واإلجراءات والتقارير المتعلقة بالرقابة الداخلية يمكن‬
‫اعتبارها مرضية وفاعلة في ضمان سالمة ومتانة البنك‪ ،‬بشكل عام فإن المخاطر يتم السيطرة عليها وال‬
‫تستدعي أي إجراء رقابي ‪.‬‬

‫تصنيف ‪ 0‬عادل ‪ :‬يدل هذا التصنيف على أن إدارة المخاطر يشوبها شيء من القصور وتستدعي اهتمام‬
‫أكبر من العادي من قبل السلطات الرقابية‪ ،‬وهنا يوجد بعض ممارسات إدارة المخاطر بحاجة إلى‬
‫تصحيح‪.‬‬

‫تصنيف ‪ 1‬حدي‪ :‬إدارة المخاطر لدى البنك عجزت عن تحديد ومراقبة وقياس وضبط المخاطر ذات‬
‫التأثير المادي الكبير على عمليات البنك‪ ،‬وهذا يعكس ضعفا في رقابة مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‬
‫وتستحق اهتماما من طرف السلطات الرقابية‪.‬‬

‫تصنيف ‪ 2‬غير مرضي‪ :‬غياب اإلدارة الفعالة للمخاطر من أجل تحديد وقياس ومراقبة وضبط المخاطر‬
‫ويكون واحدا أو أكثر من العناصر الرئيسية إلدارة المخاطر ضعيفا وعدم قدرة مجلس اإلدارة على التعامل‬
‫مع هذا الضعف‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬أساليب إدارة المخاطر في البنوك – مدخل كلي –‬

‫قامت العديد من الحكومات باتخاذ مجموعة التدابير واإلصالحات التي من شأنها ضمان حسن تسيير‬
‫نظمها المصرفية ‪ ،‬وذلك من خالل إصدار جملة من األطر والقواعد التنظيمية الرامية إلى الحد من‬

‫‪61‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المخاطر البنكية وهو ما تطلب توفر جملة من اآلليات واألدوات منها السياسة النقدية وأدواتها‪ ،‬أنظمة‬
‫‪1‬‬
‫حماية الودائع ومؤسسات ضمان القروض ‪:‬‬

‫البنك المركزي والسياسة النقدية‬


‫يعتمد البنك المركزي في تنفيذه للسياسة النقدية بشكل كبير على استخدامه لسلطاته التنظيمية أو بشكل‬
‫غير مباشر باستخدام تأثيره على ظروف سوق النقد‪ ،‬فيكمن دور األدوات الكمية في تحديد معدالت الفائدة‬
‫أو الحد منها أو بتحديد الكميات (مبالغ االئتمان تحت التحصيل) عن طريق اللوائح‪ ،‬ودور األدوات‬
‫النوعية في تصحيح الطلب والعرض الخاص باالحتياطات المصرفية‪ ،‬لإلشارة تختلف درجة اعتماد البنك‬
‫المركزي على هذه األدوات وفقا لخصوصية البيئة المصرفية؛‬

‫من أهم األدوات الكمية(غير المباشرة) للسياسة النقدية نجد سياسة سعر الخصم ‪ ،‬من المتعارف عليه أن‬
‫سعر الخصم هو عبارة عن سعر الفائدة أو سعر البنك الذي يتقاضه البنك المركزي مقابل تقديم القروض‬
‫وخصم األوراق التجارية في المدى القصير‪ ،‬على اعتبار أن البنوك التجارية هي غير قادرة على خلق‬
‫االئتمان دون توافر السيولة الالزمة ولذلك فهي مضطرة للجوء إلى البنك المركزي إلعادة خصم ما لديها‬
‫من أوراق تجارية وكمبياالت وبالتالي يحل محلها البنك المركزي في الدائنية مقابل ما يقدمه من السيولة‬
‫الالزمة لتأدية نشاطها‪ ،‬لهذه السياسة أثر على حجم االئتمان المصرفي‪ ،‬إذا ما أراد البنك المركزي احداث‬
‫انكماش أو تقليص في حجمه ‪ ،‬فيقوم برفع سعر الخصم ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على القروض‬
‫‪ ،‬فينخفض نتيجة ذلك الطلب على االقتراض من البنوك أو تحديد من القروض السابقة نتيجة ارتفاع‬
‫كلفتها؛‬

‫أيضا نجد ما يعرف بسياسة السوق المفتوحة‪ ،‬التي من خاللها يؤثر البنك المركزي على البنوك التجارية‬
‫وقدرتها على منح االئتمان‪ ،‬بتدخله في السوق النقدية باعتباره عارضا أو مشتريا لألوراق المالية وذلك‬
‫حسب األوضاع االقتصادية السائدة ‪ ،‬ما يؤثر على حجم االئتمان عن طريق التغيير في كمية وسائل‬
‫الدفع (السيولة) وفي سعر الفائدة‪ ،‬بشراء البنك المركزي لألوراق المالية من السوق النقدية يزيد من سيولة‬
‫القطاع المصرفي؛‬

‫‪1‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬عبد الرزاق حبار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪222 - 201‬‬

‫‪62‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫باإلضافة نجد أنه من بين الوسائل الكمية سياسة االحتياطي اإلجباري (القانوني) ‪ ،‬الذي يقضي بضرورة‬
‫احتفاظ البنوك التجارية بنسبة معينة من الودائع لديه وهو بمثابتة خط دفاع أول للبنك ‪ ،‬كونه يختلف عن‬
‫الرصيد السائل الذي تحتفظ به البنوك لمواجهة طلبات السحب المحتملة من المودعين؛‬

‫كما يمكن للبنك المركزي أن يفرض رقابته على االئتمان من خالل جملة من األدوات النوعية (مباشرة)‬
‫ومن أهمها نجد كل من تأطير االئتمان من خالل تحديد سقوف القروض الممنوحة من طرف البنوك‬
‫التجارية ‪ ،‬تحديد النسبة الدنيا للسيولة والتنظيم االنتقائي للقروض وهو إجراء يهدف إلى تسهيل الحصول‬
‫على أنواع خاصة من القروض أو مراقبة توزيعها وتهدف هذه السياسة إلى تحديد استحقاق القروض‬
‫الموجهة الستعماالت خاصة ومبالغها‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام أدوات أخرى كاإلقناع األدبي للبنوك لكي‬
‫تتصرف باالتجاه المرغوب من طرف البنك المركزي وغيرها من أنظمة حماية الودائع ومؤسسات ضمان‬
‫القروض‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مفاهيم أساسية حول االئتمان والسيولة‪ ،‬إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫تنشط البنوك التجارية في بيئة تتأثر بدرجة كبيرة بالمخاطر‪ ،‬ولذلك نجد أن السمة الرئيسية التي تتحكم في‬
‫نشاط البنوك هي كيفية إدارة المخاطر ‪ ،‬والمالحظ أن هذه األخيرة تتنوع وتختلف بناءا على طبيعة‬
‫األنشطة الذي تقوم بها البنوك خاصة تلك المتعلقة باالئتمان والسيولة بحكم وظيفة الوساطة المصرفية ؛‬

‫يبنى قرار منح القروض بشتى أنواعها على أسس علمية وضوابط تعزز من ثقة المودعين في البنك وتزيد‬
‫من قدرته على التمويل وذلك من خالل تحقيق التوازن بين األمان والسيولة والربحية‪ ،‬وألن النشاط‬
‫المصرفي يتسم بالمخاطرة لذلك فالمفاضلة والفصل بين مختلف المخاطر المصرفية بات أم ار ضروريا‬
‫وفي هذا السياق يبرز دور إدارة المخاطر بصفة أساسية بما يمكن من مواجهة مختلف العقبات التي‬
‫تواجه العمل المصرفي‪.‬‬

‫أصبحت إدارة المخاطر وظيفة مصرفية رئيسية تسعى لتوصيف تلك المخاطر وقياسها وفقا لمتطلبات‬
‫كمية ونوعية موضوعة من طرف السلطات الرقابية المحلية ‪ ،‬وما تنص عليه الممارسات الدولية للرقابة‬
‫المصرفية بخصوص التعليمات الصادرة عن لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفـــــــصل الثـــاني‬

‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت‬


‫المالية العالمية‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬

‫مقدمة الفصل‬

‫نتيجة للتطورات والتغيرات العالمية السريعة والعميقة التي شهدها العالم ‪ ،‬بفعل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية‬
‫نتج مفهوم العولمة‪ ،‬وبفضل هذه الظاهرة تحول العالم إلى قرية صغيرة مترامية األطراف؛‬

‫في هذا االطار تشير الكثير من الدراسات والتطورات أن انعكاسات العولمة كان لها تأثير واسع على الجهاز‬
‫المصرفي في كل دول العالم لذلك نحاول من خالل هذا الفصل دراسة واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية‬
‫ضمن التحوالت المالية العالمية التي يشهدها العالم بعد أزمة الرهن العقاري ‪.‬‬

‫سنتعرض في هذا الفصل إلى العولمة االقتصادية ودورها في توجيه النظام االقتصادي العالمي وتغيير‬
‫توجهاته ‪ ،‬أثر العولمة على النشاط المصرفي واتجاه أعمال البنوك نحو الصيرفة الشاملة وظاهرة االندماج‬
‫والتعامل بالمشتقات المالية ‪ ،‬كيفية تحقيق االستقرار المالي عن طريق وضع إطار منضبط لمعايير الرقابة‬
‫المصرفية الدولية ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬العولمة والنظام االقتصادي العالمي الجديد‬

‫يشهد العالم واالقتصاد العالمي موجة تحرير التجارة العالمية بكل جوانبها السلعية والخدمية وحقوق الملكية‬
‫الفكرية واالستثمار المتعلق بالتجارة وغيرها والتي تعني في النهاية إزالة كل القيود التي تقف عائقا أمام‬
‫تحركات السلع والخدمات ورأس المال والعمالة والى جانب تحرير التجارة العالمية ‪ ،‬كانت هناك الثورة‬
‫التكنولوجية والمعلوماتية بكل أبعادها والتحول آلليات السوق والخصخصة‪ ،‬وتحول االقتصاد العالمي بالفعل‬
‫إلى قرية صغيرة متنافسة األطراف وأصبح سوقا واحدا تتسع فيه دائرة ومجال المنافسة بين المتعاملين‬
‫الفاعلين في هذه السوق‪ ،‬وهؤالء ليسوا فقط الدول والحكومات بل منظمات اقتصادية عالمية وشركات متعددة‬
‫الجنسيات وتكتالت اقتصادية عمالقة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم العولمة ‪ ،‬مظاهرها والعوامل المساعدة على انتشارها‬

‫أوال ‪ /‬مفهوم العولمة‬

‫يتحدد مفهوم العولمة كمصطلح لغوي بأنه ترجمة للمصطلح االنجليزي (‪ ) Globalisation‬وهو مشتق من‬
‫)‪ (Globe‬والمقصود بها الكون ‪ ،‬حيث يسميها البعض ب ـ ـ الكونية أو الكوكبية وقد استخدم مصطلح العولمة‬
‫من قبل " تيور لفت" عولمة األسواق لتوصف التغيرات التي حدثت من خالل الحقبتين الماضيتين في‬
‫االقتصاد الدولي واآلن أصبحت المحورية في لغة العالقات الدولية‪.‬‬

‫كان مفهوم العولمة محل بحث العديد من العلماء والسياسين والباحثين والكتاب ‪ ،‬حيث حدده كل منهم وفقا‬
‫لمجال تخصصه الدقيق ومن زاوية خاصة‪ ،‬وشاع استخدام هذا المصطلح في السنوات العشر األخيرة من‬
‫القرن الماضي وباألخص بعد تفكك االتحاد السوفيتي ‪ ،‬فالعناصر األساسية في فكر العولمة ازدياد العالقات‬
‫التبادلية بين الشعوب واألمم سواء المتمثلة في تبادل السلع والخدمات وكذلك انتقال رؤوس األموال أو في‬
‫انتشار المعلومات واألفكار ‪.‬‬

‫ونظ ار لتعدد المفاهيم التي تناولت العولمة والتي تأثرت باختالف وجهات نظر الباحثين االيديولوجية‬
‫واتجاهاتها حول العولمة فهي ظاهرة تاريخية تبلورت عمليا مع نهايات القرن العشرين الذي حصل في العقود‬
‫األخيرة وهي حصيلة للتطور الذي حدث في مجاالت االتصاالت وشبكات االنترنت وغيرها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وحسب صندوق النقد الدولي‪ :‬مفهوم العولمة يعني التعاون االقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي‬
‫يرافقه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى تدفق رؤوس األموال الدولية‬
‫‪1‬‬
‫واالنتشار المتسارع للتكنولوجيا والخدمات ذات األنماط والنوعيات واألشكال المتجانسة‪.‬‬

‫حيث ترد تسميات ومصطلحات عديدة كمرادف‪ ،‬أو بديل في االستخدام لمصطلح العولمة‪ ،‬إذ يتم استخدام‬
‫الكوكبة‪ ،‬الكونية‪ ،‬والعالمية وغيرها من التسميات والمصطلحات في هذا اإلطار‪ ،‬وهذا يعني ويؤكد بالضرورة‬
‫وجود مفاهيم عديدة للعولمة يتطابق كل منها مع وجهة نظر الكاتب ‪ ،‬أو الباحث‪ ،‬أو الجهة التي تتصدى‬
‫لتحديد مفهوم العولمة أو من الزاوية التي يتم النظر من خاللها إلى العولمة‪ ،‬وبسبب تعدد وتنوع الجوانب التي‬
‫تتضمنها العولمة أو تتصل بها ولذلك يتم تعريفها على أساس أنها ‪:‬‬

‫‪ -‬حقبة التحول الرأسمالي العميق لإلنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز‪ ،‬وبقيادتها وتحت سيطرتها ‪،‬‬
‫وفي ظل نظام عالمي للتبادل غير متكافئ‪.‬‬
‫‪ -‬التضاؤل السريع في المسافات الفاصلة بين المجتمعات االنسانية‪ ،‬سواء فيما يتعلق بانتقال السلع‬
‫واألشخاص أو رؤوس األموال‪ ،‬أو األفكار أو القيم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة درجة االرتباط المتبادل بين المجتمعات االنسانية من خالل عمليات انتقال السلع‪ ،‬ورؤوس األموال‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتقنيات االنتاج واألشخاص والمعلومات ‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬مظاهر العولمة‬

‫صوحبت ظاهرة العولمة بأربعة مظاهر منذ منتصف السبعينات وحتى أواخر التسعينات من القرن الماضي‬
‫‪3‬‬
‫تجسدت في اآلتي‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ تزايد أهمية كل أشكال رأس المال المعرفي"‪ " Intellectual Capital‬في كل من خلق األصول أو التوسع‬
‫فيها‪ ،‬أو مايعرف باقتصاد المعرفة " ‪ "knowledge Economy‬الذي يعكس تزايد أهمية المعلومات أو المعرفة‬
‫أو األصول غير الملموسة‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ نمو المشروعات المشتركة والتراخيص بين وداخل المؤسسات لخلق الثروة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد مدلول علي‪ ،‬علي جابر ابراهيم‪ ،‬العولمة وآثارها االقتصادية على الجهاز المصرفي في البلدان النامية‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬العدد‪ ،3‬ص ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬العولمة االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم المكتب الحديث‪ ، ،‬األردن ‪ ،2101،‬ص ‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية في ظل العولمة‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪ ،2111 ،‬ص ‪.002 -002‬‬
‫‪68‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ تحرير األسواق داخل وبين الحدود الدولية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ ظهور العديد من االقتصاديات المؤثرة في االقتصاد العالمي خاصة في دول جنوب شرق آسيا وأمريكا‬
‫الالتينية أو ما يعرف بالدول حديثة التصنيع مثل‪ :‬هونج كونج وتايوان ‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬سنغافورة وكوريا الجنوبية‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬التدويل والعولمة‬

‫وزيادة في االيضاح فإن مفهوم العولمة متعدد األبعاد ‪ ،‬ويتضمن إزالة العوائق الوطنية االقتصادية ونشر‬
‫التكنولوجيا والتجارة واالتصاالت وأنشطة االنتاج وزيادة قوة الشركات العابرة للحدود الوطنية والمؤسسات‬
‫المالية والدولية‪ ،‬تحرير األسواق والغاء القيود عليها فضال عن خصخصة األصول وزيادة التعامالت بالنقد‬
‫األجنبي‪ ،‬تكامل أسواق رأس المال واستحداث أدوات مالية جديدة مما يؤدي إلى انصهار الحدود الوطنية‬
‫وزيادة درجة االندماج الدولية وتكاملها في النظام العالمي‪.‬‬

‫ومن هنا تجدر االشارة إلى أهمية التفرقة بين مفهوم التدويل "‪ "Internationalionalization‬ومفهوم العولمة‪،‬‬
‫حيث يرى (هيرست وسمبسون ‪ ، )4882‬أن العالم يعيش في الوقت الحالي ظاهرة التدويل وليس العولمة‪ ،‬إذ‬
‫أن الفرق بين اقتصاد دولي واقتصاد عالمي يتوقف على الوحدات التي يتكون منها العالم‪ ،‬ففي االقتصاد‬
‫الدولي تقوم التجارة والتدفقات المالية بين الدول بناء على القواعد والقوانين الخاصة بهذه الدول بينما االقتصاد‬
‫العالمي تقوم هذه التدفقات بناء على قواعد وقوانين عالمية موحدة تنشأ وتنفذ عن طريق مؤسسات دولية‪.‬‬

‫وفي الوقت الحاضر وبعد مرور فترة طويلة على بداية عمل منظمة التجارة الدولية (‪ )WTO‬التي بدأت عام‬
‫‪ 4882‬أصبح العالم يعيش في مرحلة ما بين التدويل والعولمة‪ ،‬بعد تخطي مرحلة التدويل بالرغم من‬
‫‪1‬‬
‫المعوقات التي تثيرها جماعات مناهضة للعولمة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫رابعا ‪/‬العوامل األساسية المسؤولة في انتشار ظاهرة العولمة‬

‫ويعد من أهم التعاريف العملية في التطبيق هو الذي يعرف العولمة على أساس أبعاد هذه الظاهرة والمتمثلة‬
‫في تحرير التجارة ‪ ،‬تحرير النفقات المالية‪ ،‬نقل االنتاج من الدول المتقدمة إلى الدول النامية وزيادة التنسيق‬
‫فيما بين المؤسسات االقتصادية واألطر التنظيمية لدول العالم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪021‬‬
‫‪69‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما يرى أصحاب العولمة المعاصرة أنها حالة من االندماج العالمي ال تمثل مرحلة من مراحل الرأسمالية‬
‫ولكنها نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل أدت في النهاية إلى ما يعرف بالعولمة ‪ ،‬ولكنهم في المقابل لم‬
‫يتفقوا على تاريخ واحد لها‪ ،‬إذ أن الرأي الغالب هو المستند إلى أن العولمة الفعلية بدأت في التسعينيات من‬
‫‪1‬‬
‫القرن الماضي وقد استندوا في ذلك إلى العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪:‬‬


‫لقد كانت ثورة المعلومات واالتصاالت التي حدثت في أواخر القرن العشرين أحد العوامل الهامة التي ساهمت‬
‫في ظهور العولمة‪ ،‬حيث ساهمت التكنولوجيا في إيجاد أنماط جديدة من االنتاج واالستهالك‪ ،‬وقد ساهمت‬
‫وسائل االتصال المتقدمة في انتشار هذه األنماط على مستوى العالم‪ ،‬فعلى سبيل المثال كان لظهور‬
‫االنترنت دور كبير في العولمة‪ ،‬حيث لم يقتصر دوره على مجرد نقل البيانات والمعلومات ‪ ،‬ولكنه أصبح‬
‫وسيلة اتصال فعالة ‪ ،‬ويتم من خاللها عقد كثير من الصفقات ‪ ،‬وتحويل مبالغ كبيرة من النقود في لحظة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة حجم التجارة واالستثمار‪:‬‬


‫لقد شهدت الفترة الماضية زيادة هائلة في حجم التجارة الدولية‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى اتفاقيات منظمة‬
‫التجارة الدولية ( الجات سابقا) والتي اعتمدت على سياسة تحرير التجارة الدولية والغاء كافة القيود غير‬
‫الجمركية‪ ،‬وهو ما يسرع تدفق التجارة واتساع األسواق‪ ،‬الشك أن ذلك قد أدى إلى توحيد النمط االستهالكي‬
‫على مستوى الدول نتيجة إلطالق حرية المستهلك في اختيار مصادر الشراء إلشباع رغباته سواء من حيث‬
‫الجودة أم السعر‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة دور المنظمات الدولية واإلقليمية‪:‬‬


‫لقد لعبت المنظمات الدولية واإلقليمية دو ار مهما في بلورة ما يسمى بالعولمة التي لم تستقر معالمها النهائية‬
‫بعد‪ ،‬حيث كان إلنشاء بعض المؤسسات دور فاعل في تدعيم فكرة العولمة‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬منظمة التجارة‬
‫العالمية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التجمعات اإلقليمية والشركات المتعددة الجنسيات وواكب ذلك الدور الرائد‬
‫لصندوق النقد و البنك الدوليين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.022-001‬‬
‫‪70‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ ‪ .‬دور صندوق النقد والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‬

‫إن المفهوم األصلي لصندوق النقد والبنك الدوليين‪ -‬وفقا التفاقية بريتونوودز في عام ‪ -4811‬كان مبنيا‬
‫على االعتراف بأن األسواق ال تعمل بصورة جيدة في كثير من األحيان ‪ ،‬وأنها تسبب بطالة هائلة‪ ،‬وقد‬
‫يؤدي هذا إلى عدم توفير األموال المطلوبة من قبل البلدان لمساعدتها في الحفاظ على اقتصادياتها‪ ،‬لكن هذا‬
‫المفهوم قد تغير اآلن بصورة واضحة‪ ،‬حيث لعب كل منها دو ار فاعال في تدعيم فكرة العولمة – المعتمدة في‬
‫األساس على اقتصاد السوق – وتهيئة المناخ النتشارها بين دول العالم‪ ،‬وذلك من خالل فرض شروط قاسية‬
‫يفرضها كل من صندوق النقد والبنك الدوليين لالستفادة من القروض المطلوبة منهما ‪ ،‬ومن هذه الشروط ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن تقوم الدولة بفتح أسواقها المالية ومصارفها أمام رأس المال األجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير األسواق السلعية من كافة القيود سواء تعلقت باالستيراد أم بالتصدير‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقوم الدولة بخصخصة أكبر قدر من المؤسسات والشركات الحكومية وان لم يوجد بها شروط نجاح‬
‫برامج الخصخصة‪ ،‬مثل ضرورة توافر مؤسسات رقابية على البنوك أو أسواق المال‪ ،‬وأخرى لتعزيز‬
‫المنافسة ومنع االحتكار‪.‬‬
‫ب‪ .‬إنشاء منظمة التجارة العالمية (الجات سابقا)‬

‫لقد استغرقت اتفاقيات الجات‪ 1‬وقتا طويال بداية من عام ‪ 4810‬حتى تم التوصل الى اتفاقية الجات في عام‬
‫‪ 4881‬في مراكش أي بعد انعقاد ثماني جوالت كان أولها جولة جنيف وآخرها جولة األورجواي‬

‫‪1‬‬
‫االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (الجات) ‪ )GATT( General Agreement on Traffics and trade‬وهي معاهدة متعددة األطراف‬
‫تتضمن حقوقا والتزامات متبادلة عقدت بين الحكومات المهتمة بالتجارة الدولية‪ ،‬وقد أبرمت هذه المعاهدة في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 0122‬في بريتونوودز‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقد بدا تطبيقها اعتبارا من أول جانفي (يناير) ‪ ،0122‬ومركز الجات في جنيف‪ ،‬وكان عدد الدول التي وقعت على اتفاقية‬
‫الجات عام ‪ 23 – 0122‬دولة فقط‪.‬‬
‫وترجع نشأة الجات إلى اللجنة التحضيرية التي ألفها المجلس االقتصادي واالجتماعي عام ‪ ، 0122‬لوضع جدول أعمال مؤتمر التجارة والعمل بقيامها‬
‫في دور انعقادها الثاني في جنيف عام ‪ ،0122‬عالوة على تحضير " ميثاق التجارة الدولية" باجراء مفاوضات بشأن تخفيض التجارة التعريفات‬
‫الجمركية وتقليل الحواجز التي تعترض التجارة وذلك على أساس المزايا المتبادلة‪.‬‬
‫وكانت المفاوضات تتم على أساس بنود التعريفة سلعة سلعة‪ ،‬وهذا ما أعطى المفاوضات مرونة كبيرة وفقا لظروف كل بلد وقد اتبعت نفس الطريقة في‬
‫المفاوضات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مفاوضات جنيف سنة ‪)0( 0122‬‬
‫‪ -‬مفاوضات أنسي( فرنسا) سنة ‪0121‬‬
‫‪ -‬مفاوضات توركاي (انجلترا) سنة ‪0110‬‬
‫‪ -‬مفاوضات جنيف سنة ‪)2( 0112‬‬
‫‪ -‬جولة ديلون سنة ‪0120-0121‬‬
‫‪ -‬جولة كينيدي ‪0122 -0122‬‬
‫‪ -‬جولة طوكيو ‪0121 -0123‬‬
‫‪ -‬جولة أوروجواي ‪0113 – 0122‬‬
‫‪71‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ، 4880-4812‬وتوجت أعمالها في مراكش أفريل ‪ 4881‬حيث تم االتفاق على تعديل اسم المنظمة‬
‫(الجات) إلى منظمة التجارة العالمية "‪ ، "World Trade Organization‬ومن الجدير ذكر أن سقوط االشتراكية‬
‫في المعسكر الشرقي(االتحاد السوفيتي وحلفائه في شرق أوروبا) كان له الدور المهم في استكمال تلك‬
‫المفاوضات التي انقطعت في عام ‪ ،4818‬بسبب الخالف بين الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد األوروبي‬
‫على بعض القضايا ‪ ،‬لكنهم عندما أدركوا انهيار منافسهم الرئيسي (االتحاد السوفيتي) وجدوا أنه من الصواب‬
‫تجاوز خالفاتهم ‪ ،‬ألن اإلطار العام الدولي أصبح لمصلحتهم ويحقق هدفهم في السيطرة على األسواق‬
‫العالمية ودعم الرأسمالية‪ ،‬وعليه تم صياغة االتفاقيات النابعة من منظمة التجارة العالمية بما يحقق‬
‫مصالحهم‪.‬‬

‫ومن ثم أصبحت المنظمة منذ سريان اتفاقية انشائها في أول جانفي (‪ )4882‬هي المسؤولة عن تنظيم حركة‬
‫التجارة العالمية وفتح األسواق أمام المنتجات وتابعت تنفيذ تحرير التجارة في كافة القطاعات (الزراعة –‬
‫الصناعة – الخدمات ‪ -1‬البنوك – الملكية الفكرية وتسوية المنازعات التجارية‪ ،)....‬ولقد جاء هذا الدور‬
‫متكامال ومتوافقا مع الدور الذي يلعبه كل من صندوق النقد والبنك الدوليين‪ ،‬ويدعم ذلك القول المؤتمرات‬
‫الو ازرية المتوالية والتي تحاول فيها الدول المتقدمة فرض أفكارها وأجندتها على الدول النامية ‪ ،‬بحجة أن هذه‬
‫األفكار تعمل على تهيئة هذه الدول لالندماج مع النظام االقتصادي العالمي الجديد والذي يتطلب من هذه‬
‫الدول التخلي عن مظاهر السياسات الحمائية والنزاعات القومية أو الدينية‪.‬‬

‫ج ‪ .‬المؤتمرات الدولية المتخصصة‬

‫تعددت المؤتمرات الدولية والتي ساهمت بدور ملحوظ في نشر أفكار العولمة‪ ،‬وأن أصبح العالم قرية صغيرة‬
‫أو في سبيله ألن يصبح تلك القرية‪ ،‬وبالتالي يتحتم على جميع دول العالم أن تتوحد وتتفق فيما بينها‪ ،‬على‬
‫ما يحقق مصالحها المشتركة‪ ،‬وهذه كانت هي األهداف الظاهرة ‪ ،‬لكن األهداف الحقيقية لهذه المؤتمرات‬

‫‪ -‬مؤتمر مراكش ‪0112‬‬


‫‪1‬‬
‫تعريف التجارة في الخدمات المالية وأهميتها‪ :‬التجارة في الخدمات المالية يقصد بها كافة األنشطة العاملة في األسواق المالية مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬الخدمات المصرفية(االقراض بكافة أنواعه بما فيها االقراض االستهالكي واالقراض بدون مقابل رهون وغيره)‬
‫‪ -‬جميع الخدمات المدفوعة والتحويل النقدي بما فيها بطاقات االئتمان والدفع والخصم وشيكات المسافرين واألوامر المصرفية ‪ ،‬فضال عن‬
‫المتاجرة للذات ولحساب العمالء في البورصة في كل من أدوات السوق المالية وأدوات سوق الصرف وسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬األوراق المالية القابلة للتداول واألصول المالية بما فيها السبائك والمشاركة في إصدار مختلف أنواع السندات وإدارة األصول كالنقد‬
‫وا لمحافظ المالية وكافة أنشطة التأمين المباشر بأنواعه وإعادة التأمين والوساطة في التأمين كالسمسرة والوكالة والخدمات المساعدة‬
‫االستشارية واالكتاتورية وخدمات تقدير المخاطر وتسوية المطالب‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتمحور حول تذويب هوية البلدان النامية والعمل على زعزعة االستقرار فيها بإثارة بعض القضايا التي من‬
‫شأنها إحداث الخالفات‪.‬‬

‫د ‪ .‬التكتالت االقتصادية اإلقليمية‬

‫لقد تزامن وتواكب مع ظهور فكرة العولمة أو النظام العالمي الجديد ظهور تكتالت اقتصادية اقليمية جديدة أو‬
‫تفعيل تكتالت قائمة بالفعل من قبل االتحاد األوروبي – تجمع دول أمريكا الشمالية (النافتا)‪ ،‬تجمع دول‬
‫جنوب شرق آسيا (أسيان)‪ ...‬إلخ) ووفقا لرأي المروجين ألفكار العولمة‪ ،‬فإن هذه التكتالت تتعارض وفكر‬
‫النظام العالمي الجديد الذي تتوارى فيه الحدود بين الدول‪ ،‬وتطبق فيه المنافسة الحرة والعادلة‪،‬هذا من الناحية‬
‫النظرية‪ ،‬ولكن من الناحية العملية نجد أن الدول المتقدمة تقوم بتفعيل هذه التجمعات فيما بينها فقط دون بقية‬
‫دول العالم‪ ،‬بل تقوم بوضع القيود في مواجهة تلك الدول‪ ،‬وهذا ما يتعارض فعال مع التزامات منظمة التجارة‬
‫العالمية وال تكتفي الدول المتقدمة بذلك‪ ،‬بل تقوم بإعاقة وتعطيل نجاح التجمعات األخرى‪ ،‬على الرغم من‬
‫إظهار الدول المتقدمة أنها تساعدها مثل األزمة األسيوية في عام‪ 4880‬التي كادت تقضي على الدول‬
‫األسيوية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظهور العولمة االقتصادية‪،‬أنواعها و خصائصها‬

‫أوال‪ /‬جذور العولمة االقتصادية وعوامل انتشارها‬

‫إن العولمة االقتصادية ليست بالظاهرة الجديدة ذلك ألن جذورها األولى تمتد عبر التاريخ القديم ‪ ،‬ومع اتجاه‬
‫األفراد والجماعات والدول فيما بعد إلى االعتماد المتبادل ‪ ،‬والتكامل االقتصادي من أجل زيادة قوتها وقدرتها‪،‬‬
‫وتأمين وتلبية احتياجاتها وتوفير متطلبات تطورها ومع تحقق الفائض االقتصادي ‪،‬ظهرت العولمة االقتصادية‬
‫وبالشكل الذي تتحقق به حاليا تعود بداياتها إلى العديد من المراحل التي تطورت من خاللها والتي من بين‬
‫أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ – 4‬بدأت العولمة االقتصادية مع نشوء النظام الرأسمالي وتطورت مع تطوره ‪ ،‬وما أفرزه من احتياجات‬
‫ترافق هذا التطور وتسهم في تحققها ‪ ،‬حيث أن بدايات العولمة االقتصادية ارتبطت بالنظام الرأسمالي هذا ‪،‬‬
‫وكانت اف ار از أساسيا من إف ارزاته ؛‬

‫‪73‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫امتدت العولمة االقتصادية من خالل الرأسمالية الصناعية وما تحقق عن طريقها من ثورة صناعية‪،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫حيث أنه منذ منتصف القرن الثامن عشر اقتضت الحاجة إلى المستلزمات والمدخالت الالزمة لإلنتاج‬
‫الصناعي واستمرار التوسع فيه ‪ ،‬وتطوره وكذلك الحاجة إلى األسواق لتصريف المنتجات الصناعية التي‬
‫توسع انتاجها من خالل الثورة الصناعية وعن طريق الرأسمالية الصناعية ‪ ،‬وهو األمر الذي اقتضى معه‬
‫ضرورة توسع الدول في االعتماد المتبادل فيما بينها‪ ،‬وزيادة ترابطها من أجل تأمين متطلبات تحقيق الثورة‬
‫الصناعية تأمين ما يلزم الستمرارها وتوسعها وتطورها؛‬

‫‪ – 0‬تابعت العولمة االقتصادية تحققها بعد فترة الحربين العالميتين األولى والثانية ‪ ،‬والتي انكمشت فيها‬
‫العالقات االقتصادية بين الدول ‪ ،‬إال أن فترة االنتعاش و االعمار االقتصادي التي تلت الحربين األولى‬
‫والثانية ‪ ،‬وما رافقها من تطور اقتصادي ‪ ،‬وما تضمنه من بروز طبقة الرأسمالية المالية ‪ ،‬والتي أصبحت‬
‫فيها المؤسسات المالية‪ ،‬وأصحاب رؤوس األموال هم الطبقة المسيطرة والمهيمنة على عمل االقتصاد ‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي ارتبط به ورافقه نشوء شركات احتكارية تتركز لديها قدرات مالية ضخمة ‪ ،‬وأصبحت الجهات‬
‫المالية مؤسسات وبنوك ورأسماليين هم المسيطرين على النشاطات االقتصادية وهو األمر الذي دفع إلى‬
‫تدويل النشاطات االقتصادية هذه من خالل عدم كفاية المحلية الستخدام رؤوس األموال التي زادت مقادير‬
‫تجمعها وتركزها لدى الجهات المالية التي أصبحت هي األساس في عمل االقتصاد الرأسمالي – وهو األمر‬
‫‪1‬‬
‫الذي أسهم بزيادة انتشار العولمة االقتصادية بدرجة أكبر نتيجة لذلك‪.‬‬

‫أصبحت العولمة االقتصادية أحد أهم المعالم االقتصادية في األنشطة االقتصادية العالمية منذ نهاية الحرب‬
‫الباردة مع بدايات تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬إذ لم يقتصر دورها أو تأثيرها البعيد المدى على األوجه‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية للعالم فقط‪ ،‬بل انها تضع النظام االقتصادي الدولي في مواجهة مع‬
‫تحديات لم يسبق لها مثيل‪ ،‬فمع المشكالت الموجودة والتي ال تزال معلقة في ظل النظام االقتصادي الحالي‪،‬‬
‫طرح هذا النظام على دول العالم خاصة النامية في ظل العولمة مشكالت جديدة أكثر صعوبة وتعقيدا ‪ ،‬إذ‬
‫أن القيام بدراسة أولية والعمل من أجل تأسيس نظام اقتصادي جديد في ظل العولمة هو أمر ذو قيمة كبرى‬
‫بالنسبة للعالم أجمع‪ ،‬وهو أمر ذو داللة ‪ ،‬ليس فقط من أجل تطور صحي وطبيعي ومدعم القتصاد العالم‬
‫‪2‬‬
‫في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬بل من أجل صياغة نظام عالمي جديد حر أيضا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.02- 01‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪74‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد حظي موضوع العولمة االقتصادية في نهاية القرن العشرين بجانب من اهتمامات المفكرين واالقتصاديين‬
‫والسياسيين في جميع أنحاء العالم‪ ،‬والشيء الذي البد من الوقوف عنده هو أن العولمة هي مفهوم اقتصادي‬
‫قبل أن تكون مفهوما ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا‪ ،‬كما أن أكثر ما يتبادر للذهن عند الحديث عن العولمة‬
‫‪1‬‬
‫هي" العولمة االقتصادية" ‪.‬‬

‫فالتطورات االقتصادية السريعة التي شهدها العالم في السنوات األخيرة أدت إلى ظهور نظام اقتصادي جديد‪،‬‬
‫وبروز منظومة من العالقات والمصالح االقتصادية المتشابكة التي ساهمت في بروز العولمة ولهذا يعتبر‬
‫المجال االقتصادي أحد أهم مجاالت العولمة وأكثرها وضوحا والتركيز في مجال هذه العولمة الهدف منها هو‬
‫تحويل العالم إلى منطقة اقتصادية تختفي فيها الحواجز والقيود‪ ،‬بمعنى اندماج االقتصاديات العالمية ضمن‬
‫نطاق النظام االقتصادي الواحد‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬مفهوم العولمة االقتصادية‬

‫كثرت تعريفات العولمة ولم تتفق اآلراء على تعريف واحد شامل وجامع لها نظ ار لتشعب المحتوى الفكري‬
‫للمفهوم وامتداده من ناحية مجاالت التطبيق إلى العديد من الجوانب االقتصادية والسياسية والثقافية‬
‫واالجتماعية والتكنولوجية والمعلوماتية‪.‬‬

‫ومن ناحية المستويات فإن هذا المفهوم وبخاصة في جانبه االقتصادي أخذ ينتشر على كافة المستويات‬
‫االنتاجية والمالية والتكنولوجية والتسويقية واإلدارية‪.‬‬

‫يفسر ظهور العولمة في أدبيات العلوم االجتماعية الحديثة وبخاصة العلوم االقتصادية كأداة تحليلية لمحاولة‬
‫وصف عمليات التغيير الحادثة في مجاالت مختلفة مع األخذ في االعتبار أن العولمة هي عملية مستمرة‬
‫يمكن مالحظ تها باستخدام مؤشرات كمية وكيفية في مجاالت التطبيق المختلفة‪ .‬ومن خالل العمليات‬
‫األساسية التي تدور في فلكها العولمة وهي المنافسة واالبتكارات التكنولوجية والتحديث وانتشار عولمة االنتاج‬
‫‪2‬‬
‫والعولمة المالية والمبنية جميعها على أساس مبدأ االعتماد المتبادل "‪."Interdpendence‬‬

‫‪1‬‬
‫رميدي عبد الوهاب‪ ،‬سماي علي‪ ،‬العولمة المالية وآثارها على اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬مداخلة مفدمة ضمن الملتقى الدولي حول سياسات التمويل‬
‫وآثرها على االقتصاديات والمؤسسات‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ -‬والدول النامية‪ ،‬بسكرة ‪ 20- 21 ،‬نوفمبر ‪ ،2112‬ص ‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة‪ :‬عملياتها وإدارتها ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.01- 02‬‬
‫‪75‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يمكن تعريف العولمة االقتصادية بأنها تعني تحرر العالقات االقتصادية القائمة بين الدول والسياسات‬
‫والمؤسسات القومية واالتفاقيات المنظمة لها بخضوعها التلقائي لقوى جديدة‪ ،‬أفرزتها التطورات التقنية‬
‫واالقتصادية تعيد تشكيلها وتنظيميها وتنشيطها بشكل طبيعي على مستوى العالم بأكمله كوحدة واحدة‪.‬مهما‬
‫تنوعت التعاريف ‪ ،‬فإن هناك ما يشبه االتفاق بين معظم من تناولوا العولمة في الدول المتقدمة أـو من خارج‬
‫تلك الدول على أنها ظهرت مع بزوغ قوى جديدة عالمية التأثير ‪،‬أي ليس لدولة ما أو مجموعة دول أي‬
‫تدخل أو تحكم فيها‪ ،‬وأن هذه الدول قد أخضعت جانبا من العالقات االقتصادية والمؤسسات القائمة في‬
‫العالم لتأثيرها التلقائي‪ ،‬وأنها ستؤدي إلى صياغة جديدة لنظام يحكم العالم كوحدة متكاملة األجزاء بشكل‬
‫طبيعي ودون حواجز أو حدود ‪ ،‬ومن ثم فإن العولمة تعني أن تصير بلدان العالم المختلفة خاضعة لنظام‬
‫عالمي مسير بقوانين طبيعية حتمية ‪ ،‬فتنصهر فيه اقتصاديات هذه البلدان بال سياسات قومية وبما يحقق‬
‫‪1‬‬
‫المصالح للجميع‪.‬‬

‫فالمتتبع للتطورات المتالحقة للعولمة نجد أن هناك مجموعة رئيسية من التغيرات العالمية التي تحدث على‬
‫نطاق واسع والمتمثلة في النمو السريع للمعامالت المالية الدولية وكذلك النمو السريع لالستثمار األجنبي‬
‫المباشر وبصفة خاصة من خالل الشركات متعددة الجنسيات وتصاعد الثورة التكنولوجية وتكامل نظام‬
‫االتصاالت بشكل كبير باإلضافة إلى تكامل األسواق العالمية في مجال السلع‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬الخصائص األساسية للعولمة االقتصادية‬

‫‪2‬‬
‫من أبرز الخصائص المميزة لهذه الظاهرة نجد‪:‬‬

‫‪/ 4‬العولمة االقتصادية تمثل في طياتها نزعة تنموية موضوعية بالنسبة للقوى اإلنتاجية لكن في سياق العولمة‬
‫االقتصادية فإن السياسات االقتصادية تلعب دو ار أو أدوا ار هامة ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة الستراتيجيات التنمية‬
‫للشركات المتعددة الجنسيات فما يدخل في الحسبان هنا ليس فقط عنصر تطور النظم والتكنولوجيا اإلنتاجية‬
‫بل نمو القوى غير اإلنتاجية أيضا‪ ،‬ألن قوانين السياسات المعلنة في ظل النظم االقتصادية والسياسية‬
‫العالمية القديمة التي تسيطر عليها الدول المتقدمة ال يمكن أن تكون عادلة‪،‬عالوة على ذلك فإن مسار‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عبد العزيز ‪ ،‬جاسم زكريا ‪ ،‬العولمة االقتصادية وتأثيرها على الدول العربية ‪ ،‬مجلة االدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد السادس والثمانون‪ ، 2100 ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪030 -031‬‬
‫‪76‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العولمة مسار متعرج‪ ،‬أي أنها عملية مطولة من االجراءات والتحركات‪ ،‬حيث يمكن لها أن تحرك األمور في‬
‫وقت ما بسرعة واضحة‪ ،‬وفي وقت آخر ببطء شديد‪.‬‬

‫‪ / 0‬تتجه العولمة االقتصادية بطبيعتها إلى السوق العالمي‪ ،‬غير أن هذا ال يعني تحري ار اقتصاديا كامال‪،‬‬
‫تتخلى فيه عن تدخل الدولة‪ ،‬أو التحرر من قيود الحدود القومية ‪ ،‬فعلى الرغم من نموها السريع ال تزال‬
‫العولمة االقتصادية في مرحلتها األولية من عملية متعددة ومطولة ‪ ،‬إذ ما تزال االقتصاديات القومية تحتل‬
‫الموقع المسيطر في األنشطة االقتصادية ‪ ،‬وال تزال للحكومات أدوارها التي تؤديها على مستوى السيطرة‬
‫واسعة النطاق ‪.‬‬

‫‪ / 0‬بالنسبة للدول المشاركة‪ ،‬تعتبر العولمة االقتصادية سالح ذو حدين ‪ ،‬حيث أن توزيع المصلحة غير‬
‫منتظم ‪ ،‬إذ يسجل فارق بين الدول المختلفة والمناطق فيما يتعلق بعملية التوازن بين الفرص المتاحة‬
‫والتحديات‪.‬‬

‫إن العوامل الموجبة والسالبة للعولمة االقتصادية تتحقق في ظل شروط معطاة‪ ،‬كما أن هذه الشروط تنصب‬
‫في سؤال واحد وهو التنافس بين القوى المتصارعة‪ ،‬وبشكل عام تستفيد الدول القوية مثل الدول المتقدمة منها‬
‫بشكل أكبر‪ ،‬وفي الوقت الذي تستفيد فيه الدول األضعف مثل الدول النامية بصورة أقل‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬العولمة المصرفية والتحرير المالي وأثرهما على العمل المصرفي‬

‫أوال ‪ /‬تعريف العولمة المصرفية‬

‫أصبحت ظاهرة العولمة أكثر التصاقا بالنشاط االقتصادي‪ ،‬وترتبط العولمة أيضا بالنشاط المصرفي بوصفها‬
‫جزءا من العولمة االقتصادية‪ ،‬وقد اتخذت العولمة المصرفية أبعادا ومضامين جديدة ‪ ،‬جعلت البنوك تتجه‬
‫إلى ميادين وأنشطة غير مسبوقة ‪ ،‬وأدت إلى انتقالها من مواقف وتصورات نشاطية ضيقة إلى أنشطة‬
‫وتصورات واسعة ممتدة‪ ،‬من أجل تعظيم الفرص وزيادة المكاسب المحققة‪ ،‬والتطلع إلى المستقبل‪.‬‬

‫ولما كانت البنوك تصنع هويتها وشخصيتها من خالل توجهها الذي اختطته عبر التاريخ ومنذ انشائها فإن‬
‫العولمة المصرفية قد جعلت من الرؤية المستقبلية بعدا جديدا للدخول إلى عالم جديد من الكونية‪ ،‬عالم‬
‫الفرص االقتصادية بالغة الضخامة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في ظل العولمة واعادة هيكلة صناعة الخدمات المصرفية زاد اتجاه البنوك وبخاصة البنوك التجارية‪ ،‬إلى‬
‫التحول نحو البنوك الشاملة( سنتطرق لها الحقا)‪ ،‬ومن هنا ارتبط مفهوم العولمة المصرفية بمفهوم الوفرة‬
‫واالتاحة للخدمات التي تقدمها البنوك‪ ،‬فالنظرة الدقيقة الواعية لتقديم الخدمات المصرفية سواء كانت المتصلة‬
‫بالودائع أو بالقروض أو باألسهم والسندات باعتبارها خدمات تقليدية معتادة أو كانت متصلة بعقود المشتقات‬
‫المعقدة أو بغيرها من الخدمات االبتكارية الجغرافية الواسعة‪ ،‬وفي الوقت ذاته فإن االرتباط العضوي‬
‫بالتجمعات والتكثالت المصرفية يعتبر أساسا لوصول البنك إلى الحجم االقتصادي الكبير وقد أدى ذلك إلى‬
‫ارتباط عمل البنك بالتكامل المصرفي الذي يقوم على التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬والذي يعظم من جودة األداء‬
‫ويرتقي بمستوى القدرة على االشباع‪.‬‬

‫يمكن القول أن من المتغيرات المصرفية العالمية التي عكستها العولمة على أداء وأعمال البنوك‪ ،‬هو ظهور‬
‫ونمو كيانات مصرفية جديدة‪ ،‬والتي تعتبر انقالبا واضحا في عالم البنوك‪ ،‬إذ أن الكيانات المصرفية العمالقة‬
‫بحكم عالقات القوة االقتصادية الضخمة والحجم االقتصادي الكبير واألداء االقتصادي الكبير أصبحت تملك‬
‫قدرة عالية على التأثير في شكل واتجاهات السوق المصرفي العالمي المتعاظم النمو والمتسارع في االنتشار‬
‫واالتساع من خالل التواجد في كافة أنحاء العالم‪.‬‬

‫كما أن العولمة المصرفية ال تعني أبدا التخلي عما هو قائم وموجه إلى السوق المحلية والوطنية ‪ ،‬غير أنها‬
‫تعني اكتساب قوة دفع جديدة ‪ ،‬واالنتقال بتقديم الخدمة المصرفية من الداخل إلى الخارج ‪ ،‬هذا مع االحتفاظ‬
‫‪1‬‬
‫بالمركز الوطني بصورة أكثر فاعلية وأكثر قدرة ونشاط ‪ ،‬لضمان االمتداد والتوسع المصرفي‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬اآلثار االقتصادية للعولمة على الجهاز المصرفي‬

‫من أهم اآلثار االقتصادية للعولمة على الجهاز المصرفي نجد ‪:‬‬

‫المالية‪،‬‬ ‫إعادة هيكلة شاملة للخدمات المصرفية‪ ،‬تنويع النشاط المصرفي واالتجاه في التعامل إلى المشتقات‬
‫تنامي المخاطر المصرفية نتيجة القيام بنشاطات تتسم بمخاطرة كبيرة احتدام المنافسة في السوق‬
‫المصرفية‪،‬وضرورة االلتزام بمتطلبات لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية؛‬

‫يمكننا تلخيص هذه اآلثار في خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل‪ ،‬العولمة وآثارها االقتصادية على المصارف نظرة شمولية‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪،2‬ص ص‪– 9‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪78‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ــــ ‪ :20‬اآلثار االقتصادية للعولمة على الجهاز المصرفي‬

‫تزايد مخاطر‬
‫االندماج المصرفي‬ ‫إعادة هيكلة‬
‫أنشطة غسيل‬
‫األموال من خالل‬ ‫صناعة الخدمات‬
‫المصرفية‬
‫البنوك‬

‫تنويع النشاط‬
‫احتدام المنافسة في‬ ‫اآلثار االقتصادية للعولمة‬ ‫المصرفي واالتجاه‬
‫السوق المصرفية‬ ‫على الجهاز المصرفي‬ ‫في التعامل إلى‬
‫بعد اتفاقية تحرير‬ ‫المشتقات المالية‬
‫تجارة الخدمات‬

‫ضرورة االلتزام‬
‫بمقررات لجنة‬
‫بازل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة اعتمادا على ‪:‬‬

‫عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل‪ ،‬العولمة االقتصادية وأثرها على المصارف نظرة شاملة ‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا‪،‬‬
‫العدد ‪0‬‬

‫ثالثا‪/‬التحرير المالي وآثاره على العمل المصرفي‬

‫أ ‪ .‬مفهوم التحرير المالي والمصرفي‬

‫يعتبر التحرير المالي أحد مكونات وصفة التحرير االقتصادي والتي تركز على تقليل وازالة القيود على‬
‫التجارة الداخلية والخارجية وتوسيع نطاق نشاط القطاع الخاص واطالق حرية قوى العرض والطلب في‬
‫التسعير وجعل السوق المحلية أكثر تنافسية فضال على تشجيع تبني معايير للجودة مطابقة للمواصفات‬
‫العالمية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يقصد بالتحرير المالي في المجال المصرفي إعطاء استقاللية تامة للمؤسسات المصرفية عن طريق الغاء كل‬
‫القيود والضوابط واالعتماد على آليات السوق من عرض وطلب في تحديد معدالت الفائدة الدائنة‬
‫والمدينة‪،1‬مع التخلي عن سياسة تأطير االئتمان وخفض االحتياطي االلزامي فضال عن الغاء الرقابة االدارية‬
‫على تخصيص االئتمان لقطاعات معينة (خاصة القطاع الحكومي) أو تقديم قروض لبعض القطاعات‬
‫بأسعار فائدة تفاضل ية مما يؤدي إلى التخصيص غير الكفء للموارد المالية أو التأثير السلبي على النمو ‪،‬‬
‫االستثمار واالدخار‪ ،‬وفتح المجال المصرفي أمام القطاع الخاص الوطني واألجنبي ويمثل هذا اجراءات‬
‫التحرير الداخلي‪.‬‬

‫يمكن القول أن أبرز مكونات الوصفة الخاصة بالتحرير المالي في المجال المصرفي هي خلق مؤسسات‬
‫مالية ومصرفية ذات مالءة عالية وقدرة تنافسية تؤهلها للبقاء دون أي شكل من أشكال الدعم والحماية ‪ ،‬من‬
‫الواضح أن هذه العملية ستتم سواء بمبادرة حرة من المؤسسات والدول المعنية بشكل اضطراري تحت وطأة‬
‫ضرورة االندماج والضغوط التي قد تمارسها المؤسسات الدولية‪ .‬أما عن اجراءات التحرير المالي الخارجي‬
‫فتتمثل في تحرير المعامالت المتعلقة بحساب رأس المال‪ ،‬ويمكن تلخيص التحرير المالي في المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪LF=1/ 3 xLSFI+ 1/3xLMF+1/3xLCC‬‬

‫بحيث‪ "LF" :‬يقصد بها "‪libéralisation du secteur financier " :" LSFI" ،"libéralisation financière‬‬

‫‪l’ouverture du compte de ":" LCC" ،" libéralisation des marchés financiers":" LMF" ،"interne‬‬
‫‪capital‬‬

‫‪4‬ـ تحرير القطاع المالي المحلي الداخلي "‪ "LSFI‬يشمل تحرير ثالثة متغيرات أساسية هي ‪:‬‬

‫‪ ‬تحرير أسعار الفائدة عن طريق الحد من الرقابة المتمثلة في تحديد سقوف عليا ألسعار الفائدة الدائنة‬
‫والمدينة‪ ،‬وتركها تتحدد في السوق بااللتقاء بين عارضي األموال والطلب عليها لالستثمار عن طريق‬
‫المالءمة بين االستهالك واالنفاق االستثماري وبالتالي زيادة النمو االستثماري وال يمكن أن يتحقق ما لم‬
‫تثبت األسعار عند حد معين‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير االئتمان‪ :‬وهذا بالحد من الرقابة على توجيه االئتمان نحو قطاعات محددة ‪ ،‬وكذا وضع سقوف‬
‫ائتمانية عليا على القروض الممنوحة لباقي القطاعات األخرى ‪ ،‬وثانيا الغاء االحتياطات االجبارية‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحميد بوخاري‪ ،‬علي بن ساحة‪ ،‬التحرير المالي وكفاءة األداء المصرفي في الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي الثاني حول األداء‬
‫المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،2100‬ص ‪.023‬‬
‫‪80‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبالغ فيها على البنوك‪ ،‬وتحرير المنافسة البنكية بإلغاء القيود والعراقيل التي تعيق انشاء البنوك المحلية‬
‫واألجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬الغاء كافة القيود المرتبطة باختصاص البنوك والمؤسسات المالية ‪ :‬وبذلك تعطي فرصة للبنوك لتحسن‬
‫أدائها وتسييرها‪ ،‬خاصة في ظل المنافسة الشديدة بحيث تصبح قادرة على مواجهة طلبات المستثمرين‬
‫والعمل على جلب أكبر عدد من المدخرين عندما يتحكم في أسعار الفائدة والعمالت ‪.‬‬
‫‪ . 0‬تحرير األسواق المالية "‪ : "LMF‬يتم بواسطة ازالة القيود والعراقيل المفروضة ضد حيازة وامتالك‬
‫المستثمر األجنبي لألوراق المالية للمنشآت والمؤسسات المحلية المسعرة في بورصة القيم المنقولة والحد من‬
‫إجبارية توطين رأس المال وأقساط األرباح والفوائد‪.‬‬

‫‪.0‬فتح حساب رأس المال "‪:" LCC‬يتضمن إزالة الحواجز والعقبات التي تمنع البنوك والمؤسسات المالية‬
‫األخرى من االقتراض من الخارج والعمل على الحد من الرقابة المفروضة على سعر الصرف المطبق على‬
‫الصفقات المرتبطة بالحساب الجاري وحساب رأس المال وتقليص الفجوة بين سعر الصرف االسمي والحقيقي‬
‫‪1‬‬
‫وتحرير تدفقات رأس المال‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويشير خبراء صندوق النقد الدولي في هذا الخصوص إلى قضيتين هامتين ‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أنه من األفضل البدء في تحرير التدفقات طويلة األجل قبل التدفقات قصيرة األجل‪ ،‬وتحرير‬
‫االستثمار األجنبي المباشر قبل تحرير استثمار المحافظ المالية أو االستثمار غير المباشر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬ان التحرير الشامل لمعامالت وتحويالت رأس المال ال يعني التخلي عن كل القواعد والنظم المطبقة‬
‫على معامالت العملة األجنبية‪ ،‬بل ربما احتاج األمر إلى تقوية القواعد والنظم التحوطية المتعلقة بتحويالت‬
‫العملة األجنبية التي يجريها غير المقيمين‪.‬‬

‫ب ‪ .‬اآلثار المرتقبة عن التحرير المالي‬

‫من الجانب النظري ‪ ،‬فإن مفهوم التحرير المالي الذي ظهر في أوائل سنوات السبعينات ( ‪ )4800‬في كل‬
‫من أعمال ماكينون (‪ ) McKinnon‬وساو (‪ ) Shaw‬بحيث قدما التحرير المالي على أنه ‪ :‬وسيلة فعالة‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحميد بوخاري‪ ،‬علي بن ساحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪2‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪81‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لزيادة النمو االقتصادي في الدول النامية ‪ ،‬هذه النظرية وجدت أصداء إيجابية على مستوى المؤسسات‬
‫الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ‪ ،‬إضافة إلى بعض الدول السائرة في طريق النمو ‪ ،‬حيث أنه‬
‫وفي أواخر سنوات السبعينات ‪ ،‬قامت بعض دول أمريكا الالتينية كاألرجنتين ‪ ،‬الشيلي و األوروغواي بتبني‬
‫سياسة التحرير المالي ثم لحقتها في ذلك دول جنوب شرق آسيا (كوريا الجنوبية والتايوان ) في بداية سنوات‬
‫الثمانينيات‪.‬‬

‫لسياسة التحرير نتائج ذات أهمية هو الظهور القوي للمؤسسات االستثمارية وانخفاض كفاءة السياسات‬
‫الدورية هذا ما أدى إلى تفضيل العودة للنظريات االقتصادية ما قبل الكينزية ‪ ،‬أين يفضل فيها االدخار عن‬
‫االستثمار؛‬

‫بحيث أن توجيه االدخار نحو استخدامات أكثر انتاجية من الواجب أن يكون خاضعا لميكانيزمات السوق ‪،‬‬
‫بالنسبة لمؤيدي التحرير المالي اعتبروه أحد الدعائم األساسية التي تساعد في تحقيق النمو والخروج من دائرة‬
‫التخلف ‪ ،‬إال أنه من الصعب أن يطبق ألنه يستلزم توفر شروط معينة ‪ ،‬كما أدت أيضا إلى ارتفاع معدالت‬
‫الفائدة وتضخم متسارع إضافة إلى تفشي حاالت إعالن إفالس البنوك ‪ ،‬ظواهر عجز خارجي كبير وعدم‬
‫‪1‬‬
‫استقرار أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jamel Boukatem, Marchés obligataires et crise bancaires dans les pays émergents : le rôle des institutions,‬‬
‫‪Panoeconomicus, 2012, p p 636-636.‬‬
‫‪82‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬البنوك الشاملة ‪ ،‬ظاهرة االندماج البنكي والتعامل بالمشتقات المالية‬

‫فرضت التغيرات العالمية سواء تلك المتعلقة بضخامة المعامالت النقدية والمالية في أسواق رأس المال الدولية‬
‫واقعا عرف بالعولمة المصرفية ‪ ،‬هذه األخيرة أنشأت حاجة ملحة على البنوك وهي توفير بيئة مالئمة مع هذه‬
‫التغيرات وذلك للحفاظ على مكانتها في ظل المنافسة واستقطاب أكبر قدر ممكن من المتعاملين‪ ،‬ولهذا‬
‫اتجهت العديد منها نحو البنوك الشاملة أو االندماج مع بنوك أخرى واستخدام أدوات مالية مشتقة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ظاهرة البنوك الشاملة‬

‫أوال ‪/‬ماهية البنوك الشاملة‬

‫أ ‪ .‬تعريفها‬

‫تعرف البنوك الشاملة على أنها تلك البنوك التي تقوم بتقديم كل الخدمات المصرفية‪ ،‬التقليدية وغير التقليدية‪،‬‬
‫بما فيها القيام بدور المنظم وتجمع في ذلك بين وظائف البنوك التجارية وبنوك االستثمار ‪ ،‬إضافة إلى نشاط‬
‫التأمين ‪ ،‬وتأسيس الشركات والمشروعات ‪ ،‬وال تقوم هذه البنوك على أساس التخصص القطاعي أو الوظيفي‪،‬‬
‫بل تساهم في تحقيق التطوير الشامل والمتوازن لالقتصاد مع القيام بدور فعال في تطوير السوق المالية و‬
‫‪1‬‬
‫البورصة وكافة أوجه النشاط المالي و االقتصادي‪.‬‬

‫ب‪ .‬نشأة البنوك الشاملة‬

‫استمر عمل البنوك في ظل مبدأ التخصص لفترة طويلة ‪ ،‬من خالل حصر أنواع من الموارد األساسية في‬
‫إدارة أنواع معينة من األصول المالية تكون أكثر مالئمة ‪ ،‬إضافة لوجود قوانين كانت تعمق هذا التخصص‬
‫الوظيفي للبنوك‪ ،‬ومن ثم ظهرت التقسيمات التقليدية للبنوك مثل‪ :‬البنوك التجارية والمتخصصة بأنواعها ‪،‬‬
‫بنوك االستثمار واألعمال‪.‬‬

‫ونتيجة لتغير الظروف االقتصادية التي تعمل بها البنوك ظهر هناك اتجاه نحو البنوك الشاملة والتي تقوم‬
‫بكل الوظائف التقليدية وغير التقليدية في منظومة بنكية واحدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رابح عرابة‪ ،‬دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية مع اإلشارة إلى حالة –مصر‪ ،-‬مجلة إقتصاديات شمال افريقيا ‪ ،‬العدد‪ ، 2‬ص‬
‫‪. 012‬‬
‫‪83‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعليه يمكن القول بأن البنوك الشاملة ظهرت لتوافر البيئة المصرفية التي في ظلها ال تواجه البنوك قيودا‬
‫على صالحياتها في عرض مجموعة من الخدمات المالية ‪ ،‬بمعنى أن هذه البنوك تقدم خدماتها لمختلف‬
‫القطاعات االقتصادية سواء التجارية أم الزراعية أم العقارية أم الصناعية كما أنها تقبل الودائع من مختلف‬
‫فئات ا لمجتمع‪ ،‬وتقدم خدماتها المتنوعة في مختلف أقاليم الدولة ومناطقها الجغرافية‪ ،‬كما ذكر ماركويتز أن‬
‫البنوك الشاملة تتبع مبدأ التنويع‪.‬‬

‫فكرة البنوك الشاملة كانت مطبقة عالميا في بعض الدول مثل ألمانيا ‪ ،‬حيث كانت البنوك فيها منذ البداية‬
‫تقدم خدمات متنوعة‪ ،‬فهي بنوك تجارية إلى جانب قيامها بوظائف بنوك االستثمار ‪ ،‬وقد مارست البنوك في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية التخصص في أعمالها وبالتحديد عند صدور قانون"‪ "Glass-Steagall‬عام‬
‫‪ ، 4880‬هذا القانون أكد على تخصص أعمال البنوك في تقديم خدمات منحصرة في قطاعات اقتصادية‬
‫وفئات معينة‪ ،‬فا لبنوك التجارية تقدم خدماتها للتجار والتجارة ‪ ،‬في حين تقوم البنوك االستثمارية بتقديم‬
‫خدماتها في مجال االستثمار والمستثمرين‪.‬‬

‫إن فكرة التخصص في عمل البنوك يعود باألصل إلى انجلت ار ‪ ،‬فمن خالل قيام البرلمان االنجليزي في عام‬
‫‪ 4281‬بالموافقة على انشاء بنك انجلترا(‪ )Bank of England‬قد تضمن قانون إنشائه منعه من ممارسة‬
‫أية أعمال تجارية ؛‬

‫من مبررات قانون "‪" Glass-Stegall‬في الواليات المتحدة األمريكية أنه صدر لمعالجة الخسائر الهائلة التي‬
‫تعرض لها الجهاز المصرفي بسب أزمة الكساد الكبير( ‪ ،) 4800-4808‬والتي أدت إلى إفالس أكثر من‬
‫‪ 111‬بنك وضياع أموال المودعين وقد لوحظ أن البنوك األمريكية كانت قد توسعت في منح (قبل األزمة)‬
‫قروض طويلة األجل ‪ ،‬والقيام باالستثمار في الشركات المختلفة‪ ،‬وحين وقوع األزمة عجز هؤالء المقرضون‬
‫عن إعادة ما بذمتهم من قروض إلى البنوك‪ ،‬إضافة إلى أن الخسائر التي لحقت بقيم األسهم والسندات‪.‬لقد‬
‫كانت هذه األوضاع الناتجة عن األزمة مبر ار لصدور هذا القانون والذي ألقى بالالئمة على البنوك التجارية‬
‫نتيجة قيامها بأعمال متنوعة مثل ‪:‬االستثمارات في مشروعات مختلفة وشراء أسهم وسندات لشركات‬
‫‪1‬‬
‫متنوعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زياد سليم رمضان ‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪ ، 2113 ،‬ص‬
‫‪.222‬‬
‫‪84‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فنتيجة للنجاح المحقق في مجال الصيرفة الشاملة في بلدان جديدة‪ ،‬ومع التطورات الحاصلة في األسواق‬
‫المالية العالمية‪ ،‬وظهور مشاكل جديدة تواجه البنوك التجارية‪ ،‬أصبح من الضروري تقليص أو إلغاء القيود‬
‫المفروضة على البنوك بموجب قانون"‪" Glass-stegall‬فخالل فترة السبعينات و الثمانينات من القرن‬
‫الماضي تشكلت عدة لجان في الكونغرس األمريكي وانهاء تلك القيود ‪ ،‬التي كانت تمنع البنوك التجارية من‬
‫ممارسة الص يرفة الشاملة‪ ،‬وبين معارضة البعض وتأييد البعض اآلخر للصيرفة الشاملة فقد تم تخفيف كثير‬
‫‪1‬‬
‫من تلك القيود‪.‬‬

‫ثانيا ‪/‬العوامل المساعدة على انتشار الصيرفة الشاملة‬

‫لقد شهد الربع األخير من القرن العشرين تحوال واضحا باتجاه الصيرفة الشاملة إذ تركت العديد من البنوك‬
‫في بلدان العالم المختلفة ممارسة الصيرفة المتخصصة واالنتقال إلى الصيرفة الشاملة ‪ ،‬وهناك عدة عوامل‬
‫‪2‬‬
‫أدت إلى ذلك نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬منافسة المؤسسات المالية غير المصرفية للبنوك وتشمل شركات التأمين بأنواعها ‪ ،‬صناديق‬
‫االستثمار‪ ،‬صناديق االدخار ‪ ،‬بورصات األوراق المالية؛‬
‫‪ ‬لجوء عدد كبير من المقترضين إلى ما يعرف باإلقراض المباشر من خالل سوق األوراق التجارية؛‬
‫‪ ‬تزايد تعرض البنوك التجارية لمخاطر تقلبات سعر الفائدة نتيجة الرتفاع معدالت التضخم باإلضافة‬
‫إلى مخاطر الديون المتعثرة والناجمة عن سداد العمالء؛‬
‫‪ ‬انتشار ثورة المعلومات واالتصاالت وما نجم عنها من زوال القيود والحواجز بين قطاعات الدول‬
‫وانتشار صيغ جديدة للتمويل واالستثمار؛‬
‫‪ ‬التوجه نحو رفع القيود التي كانت تمنع البنوك الخروج عن نطاق تخصصها‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬خصائص الصيرفة الشاملة ووظائف البنوك الشاملة‬

‫أ ‪ .‬خصائص الصيرفة الشاملة‪ :‬يمكننا تلخيص خصائصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد هللا الطاهر‪ ،‬موفق علي الخليل‪ ،‬النقود والبنوك ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز يزيد للنشر‪ ، 2112 ،‬ص ص ‪.222- 222‬‬
‫‪2‬‬
‫شيخي محمد ‪ ،‬تمجغدين نور الدين‪ ،‬متطلبات العمل المصرفي في ظل أنشطة االندماج والصيرفة الشاملة ‪ ،‬دراسة حالة الجزائر ‪،‬مداخلة مقدمة ضمن‬
‫الملتقى الوطني حول اصالح النظام المصرفي ‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 02 – 00 ،‬مارس ‪،2112‬ص ‪.1‬‬
‫‪85‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تقوم الصيرفة الشاملة عادة على أساس الحجم الكبير لمؤسسات البنوك ‪ ،‬والذي يعتمد على مبدأ‬
‫التنويع ويعود الفضل للكاتب "هاري ماركويتز" في ابتداعه لهذا المبدأ من أجل تخفيض المخاطر‬
‫وكمبرر أساسي لتبني الصيرفة الشاملة‪ ،‬ولإلضافات المقدمة من طرف "وليام شارب" في تطوير‬
‫مفهوم الصيرفة الشاملة ‪.‬‬
‫‪ ‬قوة مركزها المالي بسبب امكانية حصولها على ايرادات متنوعة المصادر ومن فئات وقطاعات‬
‫اقتصادية مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬قدرتها عل ى تجنب مخاطر االئتمان‪ ،‬الذي قد تتعرض له البنوك من خسائر ‪ ،‬وعدم سداد القروض‬
‫وذلك العتماد هذه البنوك على مبدأ التنويع القطاعي والجغرافي والمهني‪ ،‬سواء من حيث حصولها‬
‫على االيرادات أم توظيف هذه األموال‪.‬‬
‫‪ ‬تتصف الصيرفة الشاملة باعتمادها على مبدأ التكامل في تقديم الخدمات التي تقدمها للعمالء‬
‫ومسايرتها للتطورات الحاصلة في مجال الصيرفة وأسواق المال‪ ،‬واستخداماتها لألدوات المالية‬
‫الجديدة مثل ‪ :‬الخيارات ‪ ،‬المستقبليات والمبادالت المستقبلية‪.‬‬
‫ب ‪ .‬وظائف البنوك الشاملة‬

‫تقوم البنوك الشاملة بالوظائف التقليدية للبنوك التجارية مثل ‪ :‬قبول الودائع ‪ ،‬فتح الحسابات الجارية ‪ ،‬عملية‬
‫الخصم ‪ ،‬فتح االعتمادات المستندية ‪ ،‬خطابات الضمان‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــ وظيفة االسناد‪ :‬حيث تقوم البنوك الشاملة بتحمل مخاطر شراء األسهم الصادرة حديثا من الشركات‬
‫المصدرة مباشرة والترويج لبيعها‪ ...‬ويجازف البنك الشامل بتحمل مخاطر انخفاض أسعارها‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫بيع بعضها يقوم البنك بشرائها لحسابه الخاص‪ ،‬إن أهمية هذه الوظيفة تكمن في تأمين األموال الالزمة‬
‫للشركات الجديدة وتتضمن هذه الوظيفة تحويل قروض البنك إلى سندات وبيعها في األسواق المالية ومن‬
‫األمثلة على ذلك قروض االسكان التي شاع تحويلها إلى أوراق مالية ‪ ،‬ويلجأ البنك إلى ذلك عند حاجته إلى‬
‫السيولة‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــ التسويق والتنويع‪ :‬تقوم البنوك الشاملة بتسويق األوراق المالية لصالح الشركات المصدرة لها ولكن في‬
‫هذه الحالة ال تتحمل هذه البنوك أية مخاطر لحيازتها ‪ ،‬ولكن مقابل ذلك تحصل على عمولة مناسبة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن أهمية هذه الوظيفة تكمن في أن البنك الشامل يستخدم خبرته في أموال السوق واتصاالته الواسعة‬
‫وموظفيه من الخبراء والفنيين في ترويج بيع هذه األوراق المالية مما يقلل من التكاليف والوقت الالزم‬
‫لتصريفها‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــ التعامل بالمشتقات(سنتعرض لها الحقا)‪ :‬وهي من األدوات المالية المستجدة والتي شاع استخدامها‬
‫مؤخ ار من أجل الحيطة من المخاطر ومنها ‪ :‬المستقبليات ‪ ،‬الخيارات والمبادالت‪.‬‬

‫‪ 4‬ـــ التأجير التمويلي‪ :‬حيث يقوم البنك الشامل بشراء اآلالت والمعدات وتأجيرها للمشاريع وأهمية هذه‬
‫الوظيفة تكمن في أنها تساعد المشاريع الجديدة‪ ،‬والتي تعاني من نقص في رأس المال‪ ،‬في عدم تجميد جزء‬
‫من رأسمالها في شراء هذه األجهزة في نهاية مدة العقد‪ ،‬في حالة عدم قدرة المستأجر سداد قيمة اإليجار ‪،‬‬
‫يكون للبنك الحق في شراء األصل‪.‬‬

‫‪ 1‬ــ تقوم البنوك الشاملة بدراسة الجدوى للمشروعات الجديدة ‪ ،‬وتقديم المشورة الفنية لها بخصوص نوعية‬
‫األوراق المالية التي ستصدرها هذه المشروعات‪ ،‬وتأتي أهمية هذه الوظيفة في أن البنك له خبرة ومعرفة‬
‫بأحوال السوق وباألوراق المالية المرغوبة ‪ ،‬إضافة إلى إعالم أصحاب المشروع بمدى جدوى إنشاء المشروع‬
‫من عدمه‪.‬‬

‫كما تقوم البنوك الشاملة بعدة مهام أخرى تزيد فيها من أرباحها وتقلل فيها من المخاطر التي يمكن أن‬
‫تتعرض لها مثل االتجار بالعمالت األجنبية ونشاط التأمين وكذلك إنشاء صناديق االستثمار حتى تستحوذ‬
‫على مدخرات من تتوافر لديهم موارد مالية وليس لديهم الفرص االستثمارية أو المعرفة أو الوقت الستثمارها‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ 20‬ــــ ‪ :20‬أهم خدمات البنوك الشاملة‬

‫‪ 1‬ــــ االكتتاب في األوراق المالية ‪ 0‬ـــ حركة األموال‬ ‫‪ 0‬ــــ الودائع‪:‬‬


‫‪ -‬التمويل المحلي‬ ‫‪ -‬أذون الحزينة‬ ‫‪ -‬ودائع جارية‬
‫‪ -‬التمويل الخارجي‬ ‫‪ -‬سندات الدولة‬ ‫‪ -‬ودائع ألجل‬
‫‪ 02‬ـــ خدمات الضمان‪:‬‬ ‫‪ -‬سندات المحليات‬ ‫‪ -‬ودائع بإخطار‬
‫‪ -‬االعتمادات المستندية‬ ‫‪ -‬سندات الشركات‬ ‫‪ -‬ودائع توفير‬
‫‪ -‬التحصيالت المستندية‬ ‫‪ 1‬ــــ خدمات االستشارة‪:‬‬ ‫‪ 0‬ــــ التداول‪:‬‬
‫‪ -‬خدمات القبول‬ ‫‪ -‬إدارة السيولة‬ ‫‪ -‬األوراق المالية‬
‫‪ -‬المشروعات الجديدة‬ ‫‪ -‬التخطيط المالي‬ ‫‪ -‬النقد األجنبي‬
‫‪ 00‬ـــــ خدمات التأمين ‪:‬‬ ‫‪ -‬االستثمار العقاري‬ ‫‪ -‬المشتقات المالية‬
‫‪ -‬تأمين الصادرات‬ ‫‪ -‬التجارة الخارجية‬ ‫‪ -‬العقود المستقبلية‬
‫‪ -‬تأمين المخاطر‬ ‫‪ -‬استشارات قانونية‬ ‫‪ 0‬ــــ بيع األوراق البنكية‪:‬‬
‫‪ -‬تأمين الفائدة‬ ‫‪ -‬استشارات قانونية‬ ‫‪ -‬شهادات االيداع‬
‫‪ -‬تأمين الممتلكات‬ ‫‪ -‬استشارات ضريبية‬ ‫‪ -‬األسهم والسندات‬
‫‪ 00‬ــــ التمويل المتخصص ‪:‬‬ ‫‪ -‬بحوث التسويق‬ ‫‪ -‬شهادات العائد المتغير‬
‫‪ -‬تمويل شراء األصول‬ ‫‪ -‬دراسات الجدوى‬ ‫‪ 4‬ــــ االئتمان‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل التأجيري‬ ‫‪ 8‬ـــ خدمات المستهلك‪:‬‬ ‫‪ -‬االئتمان االستهالكي‬
‫‪ -‬تمويل الصادرات‬ ‫‪ -‬بطاقات االئتمان‬ ‫‪ -‬ائتمان المؤسسات‬
‫‪ -‬تمويل المشروعات‬ ‫‪ -‬ائتمان البنوك المحلية والدولية ‪ -‬الشيكات السياحية‬
‫‪ -‬التمويل بالمشاركة‬ ‫‪ -‬الصارف اآللي‬ ‫‪ 1‬ـــ السمسرة‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل العقاري‬ ‫‪ -‬تأمين الودائع‬ ‫‪ -‬في سوق المال‬
‫‪ -‬تمويل الرفع المالي‬ ‫‪ -‬الخزن واألمانات‬ ‫‪ -‬في العمالت‬
‫‪ -‬صناديق االستثمار‬ ‫‪ -‬في األراضي والعقارات‬
‫‪ -‬نظم المعاشات‬ ‫‪ -‬في الذهب‬
‫‪ -‬إدارة األصول لألفراد‬
‫المصدر‪ :‬رابح عرابة‪،‬دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية ‪ -‬مع اإلشارة إلى حالة مصر‪-‬مجلة‬

‫اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬ص ‪.010‬‬

‫‪88‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عمليات االندماج المصرفي والتعامل بالمشتقات المالية‬

‫يعتبر كل من االندماج المصرفي والتعامل بالمشتقات المالية أحد أهم مظاهر العولمة المصرفية ‪ ،‬تأثرت بها‬
‫غالبية البنوك في مختلف أنحاء العالم وبرزت بصفة أساسية في الفترة األخيرة نتيجة االنفتاح االقتصادي‬
‫الواسع وحرية حركة رؤوس األموال والعولمة المصرفية‪.‬‬

‫أوال‪/‬مفاهيم أساسية عن االندماج المصرفي‬

‫أ ‪ .‬مفهوم االندماج المصرفي‬

‫هو قيام بنكين أو أكثر باالتحاد واالمتزاج والتحالف لتشيكل كيان إداري مصرفي أكبر حجما ونطاقا وسعة‬
‫وبالتالي اكتساب اقتصاديات أفضل سواء‪ ،‬من خالل تعظيم العائد والمردود واألرباح‪ ،‬أو من خالل اكتساب‬
‫قوة وقدرة على مواجهة المخاطر وتخفيض التكاليف واكتساب تأثير أكبر في السوق المصرفي المحلي‬
‫والعالمي‪ ،‬وقدرة أكبر على توجيه هذا السوق لحماية المصالح المكتسبة‪ ،‬أو التأكيد عليها ‪ ،‬وزيادة نمو هذه‬
‫‪1‬‬
‫المصالح بشكل مناسب ومعدل مرتفع ‪ ،‬وبما يؤدي إلى توفير مؤكدات نجاح البنوك المندمجة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تعددت التعاريف المتعلقة باالندماج المصرفي حيث تناولت من عدة نواحي‪:‬‬

‫ب‪ .‬تعريف االندماج من الناحية القانونية واالقتصادية‬

‫‪ ‬مفهوم االندماج من الناحية القانونية ‪ :‬ربط االندماج بنظام قانوني يؤدي إلى تطبيق القواعد‬
‫الخاصة بهذا النظام القانوني ‪ ،‬وقد اختلفت اتجاهات تفسير الطبيعة القانونية لالندماج وأثارت جدال‬
‫طويال ويتأسس االندماج أو الدوافع االقتصادية التي أدت إليه ‪ ،‬بل تهدف إلى الوقوف على آثار‬
‫االندماج في مواجهة المساهمين وآثاره على أموال الشركات المندمجة وعالقتها ببعضها البعض‬
‫وبالغير ‪ ،‬كما أنه ذو طبيعة عقدية وهو عبارة على عقد يقوم على اإلدارة بين شركتين أو أكثر‬
‫بمقتضاها يتم اتفاقهما على وضع أعضائها وأموالها في شركة واحدة‪.‬‬
‫وأي طريقة االندماج باالمتصاص‪ ،‬بالتجمع ‪ ،‬بالتوحيد أو بالضم فإنه يقوم على أربعة عناصر ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫حوحو سعاد‪ ،‬واقع االندماج المصرفي في الدول العربية‪ ،‬مجلة ابحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ، 00‬جامعة بسكرة ‪ ،‬جوان ‪ ، 2102‬ص ‪.32‬‬
‫‪2‬‬
‫بركان زهية ‪ ،‬االندماج المصرفي بين العولمة ومسؤولية اتخاذ القرارات‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد ‪، 12‬ماي ‪ ، 2111‬ص ص ‪-022‬‬
‫‪.021‬‬
‫‪89‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪ ‬شركتان أو أكثر قائمتان قبل االندماج؛‬
‫‪ ‬اتفاقية اندماج تربط بين الشركات المعينة؛‬
‫‪ ‬وضع كافة الشركاء لحصصهم في هذه الشركات في مجموع مشترك؛‬
‫‪ ‬زوال وفناء الشخصية المعنوية للشركة المندمجة‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف االندماج من الناحية االقتصادية‬
‫يعرف االندماج المصرفي على أنه العملية التي تؤدي إلى االستحواذ على بنك أو أكثر بواسطة مؤسسة‬
‫مصرفية أخرى ‪ ،‬فيتخلى البنك المندمج عن ترخيصه ويتخذ اسما جديدا‪ ،‬عادة يكون المؤسسة او الدامجة‬
‫الحائزة ‪ ،‬وتضاف أصول وخصوم البنك المندمج إلى أصول وخصوم البنك الدامج ‪.‬‬

‫باعتبار االندماج المصرفي انتقال من وضع تنافسي أفضل ‪ ،‬فإنه يحاول تحقيق أبعاد أهمها ‪:‬‬

‫‪ ‬البعد األول‪ :‬المزيد من الثقة واألمان لدى العمالء والمتعاملين‬


‫‪ ‬البعد الثاني‪ :‬خلق وضع تنافسي أفضل للكيان المصرفي الجديد تزداد فيه القدرة التنافسية للبنك‬
‫الجديد وفرص االستثمار‬
‫‪ ‬البعد الثالث‪ :‬إحالل كيان إداري جديد أكثر خبرة ‪ ،‬ليؤدي وظائف البنك بدرجة أعلى من الكفاءة‬
‫‪1‬‬
‫والتي تسمح للكيان المصرفي الجديد من كسب شخصية أكثر نضجا ‪.‬‬
‫وبصفة عامة تعددت التعاريف في مجال اقتصاديات البنوك فيما يتعلق باالندماج المصرفي واتفق غالبيتها‬
‫‪2‬‬
‫على أنه ‪:‬‬

‫"اتفاق يؤدي إلى اتحاد بنكين أو أكثر وذوبانهما إراديا في كيان مصرفي واحد‪ ،‬بحيث يكون للكيان الجديد‬
‫قدرة أعلى وفاعلية أكبر على تحقيق أهداف كان ال يمكن أن تتحقق قبل إتمام عملية تكوين البنك الجديد"‬

‫ثانيا‪/‬أنواع االندماج المصرفي‬

‫‪3‬‬
‫استنادا إلى معايير معينة يمكن تقسيم االندماجات المصرفية إلى ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بركان زهية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪2‬‬
‫بوزعرور عمار ‪ ،‬دراوسي مسعود ‪ ،‬االندماج المصرفي كآلية لزيادة القدرة –حالة الجزائر‪ ،-‬مداخلة مقدمة ضمن ملتقى المنظومة المصرفية‬
‫الجزائرية والتحوالت االقتصادية واقع وتحديات ‪ ،-‬جامعة الشلف‪ 01 – 02 ، ،‬ديسمبر ‪ ، ،2112‬ص ‪.032‬‬
‫‪3‬‬
‫بركان زهية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪90‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ ‪ .‬االندماج المصرفي من حيث نشاط الوحدات المندمجة‬

‫طبقا لهذا المعيار يمكن تصنيف االندماج المصرفي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬االندماج المصرفي األفقي ‪« Horizontal Merger » :‬‬


‫وهو الذي يتم بين بنكين أو أكثر يعمالن في نفس نوع النشاط‪ ،‬ونتيجة لهذا النوع من االندماج تزداد‬
‫االحتكارات المصرفية العمالقة الناشطة في األسواق ‪ ،‬ويمكن للحكومات القيام بتنظيم عمليات هذا النوع من‬
‫االندماج ‪ ،‬ألنه يؤثر سلبا على المنافسة ويتيح الحصول على أرباح احتكارية ‪ ،‬مما أدى إلى وجود تنظيمات‬
‫حكومية تسعى لمكافحة هذا االحتكار‪.‬‬

‫‪ ‬االندماج المصرفي الرأسي ‪« Vertical Merger » :‬‬


‫وهو االندماج الذي يتم بين البنوك الصغيرة في المناطق المختلفة والبنك الرئيسي في المدن الكبرى ‪ ،‬وتصبح‬
‫بذلك البنوك الصغيرة وفروعها امتدادا للبنك الكبير‪.‬‬

‫‪ ‬االندماج المصرفي المتنوع ‪« ConglomerateMerger » :‬‬


‫يعرف على أنه يتم بين بنكين أو أكثر ‪ ،‬يعمالن في أنشطة غير مترابطة فيما بينها ‪ ،‬كأن يتم بين أحد‬
‫البنوك التجارية أو أحد البنوك المتخصصة أو بين أحد البنوك المتخصصة أو احد بنوك االستثمار أو‬
‫األعمال ‪ ،‬ويوجد ثالثة أنواع من االندماجات المتنوعة وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬االندماج بغرض امتداد المنتجات بتوسيع خطوات انتاج الشركات ؛‬


‫‪ -‬االندماج بغرض االمتداد الجغرافي للسوق على شركتين؛‬
‫‪ -‬االندماج بغرض تنويع البحث ‪ ،‬ويشمل أنشطة تجارية غير مختلفة وغير مرتبطة ببعضها البعض ‪ ،‬وال‬
‫يمكن أن تكيف على أنها امتداد للسوق‪.‬‬
‫ب ‪.‬االندماج المصرفي من حيث العالقة بين أطراف عملية االندماج‬

‫وفقا لهذا المعيار ينقسم االندماج المصرفي إلى األنواع التالية ‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬االندماج الطوعي أو اإلرادي ‪"Friendly Merger ":‬‬


‫يعرف هذا االندماج على أنه االندماج الودي ‪ ،‬ويتم بموافقة كل من إدارة البنك الدامج والبنك المندمج ‪،‬‬
‫بحيث يقوم البنك الدامج بعرض لشراء مجلس إدارة البنك المندمج ومن تم تقوم إدارة كل من البنكين بتقديم‬
‫كتاب إلى مساهمي لكل منهما‪ ،‬توصي فيه بالموافقة على عملية االندماج المصرفي ‪ ،‬وفي حالة اتمام‬
‫الموافقة ومع عدم وجود معارضة من الحكومة فإن البنك الدامج يقوم بشراء أسهم البنك المندمج ‪.‬‬

‫‪ ‬االندماج القسري" ‪"Compulsory Merger‬‬


‫يتم االندماج المصرفي القسري نتيجة تعثر أحد البنوك ‪ ،‬األمر الذي يستوجب السلطات النقدية إلى اتخاذ هذا‬
‫النوع من االندماج ‪ ،‬وتعثر أحد البنوك ال يستلزم إدماجه في أحد البنوك األخرى الناجحة ‪ ،‬ومن هذا يجب‬
‫أن نشير أن اللجوء إلى هذا النوع من الدمج القسري يجب أن يتم بصفة استثنائية طبقا لظروف تحددها‬
‫السلطات النقدية للدولة خدمة لالقتصاد بشكل عام وقطاعها المصرفي بشكل خاص ‪.‬‬

‫‪ ‬االندماج العدائي" ‪" Hostile takeover‬‬


‫هو اندماج ال إرادي يحدث ضد رغبة البنك المستهدف ويتم عادة عندما تسيطر إدارة ضعيفة على مقدرات‬
‫شركات ذات امكانات جيدة ‪ ،‬ولذلك فإن الشركات القوية والناجحة في السوق تضع أنظارها اتجاه هذه‬
‫الشركات لالستيالء عليها وتغيير اإلدارة الضعيفة بإدارة قوية ‪ ،‬تتمكن من االستغالل األمثل إلمكانات هذه‬
‫الشركة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ج ‪ .‬االندماج المصرفي بمعايير أخرى ‪:‬‬

‫هناك عدة أنواع من االندماج المصرفي تقسم طبقا لبعض الشواهد العلمية والتجريبية ومن أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬االندماج باالبتالع التدريجي ‪ :‬يتم من خالل ابتالع بنك لبنك آخر تدريجيا من خالل شراء فرع أو‬
‫فروع معينة للبنك الذي يتم ابتالعه ‪.‬‬
‫‪ ‬االندماج بالحيازة ‪ :‬يتم من خالل شراء أسهم البنك الذي يتم ادماجه‪.‬‬
‫‪ ‬االندماج باالمتصاص االستيعابي ‪ :‬يتم من خالل شراء عمليات مصرفية بذاتها مثل العمليات‬
‫الخاصة بمحافظ األوراق المالية وعمليات االئتمان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بركان زهية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪92‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬االندماج بالضم ‪ :‬يقوم على مجلس إدارة موحدة للبنكين معا ‪.‬‬
‫‪ ‬االندماج بالمزج ‪ :‬يتم من خالل إحداث مزيج متفاعل بين بنكين أو أكثر لينتج كيان مصرفي جديد‬
‫هو خليط بين البنكين‬
‫ثالثا‪/‬ضوابط االندماج المصرفي‬

‫‪1‬‬
‫من جملة الضوابط التي تحكم عملية االندماج المصرفي نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة توافر كل المعلومات الالزمة وتعميق مبدأ الشفافية في عملية الدخول نحو بنك جديد ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل تقديم كل البيانات التفصيلية عن كل بنك مندمج ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم دراسة كاملة عن النتائج المتوقعة عن االندماج المصرفي والجدوى االقتصادية واالجتماعية له‬
‫ويكون ذلك تحت اشراف السلطة النقدية (البنك المركزي) من حيث سالمتها ومدى دقة نتائجها ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يسبق االندماج المصرفي عملية إعادة الهيكلة المالية واإلدارية للبنوك الداخلة في عملية االندماج‬
‫ويتطلب ذلك عالج مشاكل معينة مثل ‪ :‬العمالة الزائدة واختالل السيولة والمراكز المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اللجوء إلى االندماج االجباري للبنوك إال في حاالت الضرورة ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توافر مجموعة من الحوافز المشجعة على االندماج المصرفي مثل االعفاءات الضريبية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬لنجاح االندماج المصرفي ينبغي على البنك الجديد أن يتصف بالشمولية (البنوك الشاملة ) وذلك‬
‫لتساير التغيرات والتطور ليزداد دورها في النشاط االقتصادي وتحقيق معدالت نمو مرتفعة بهدف‬
‫أداء وتقديم كافة األنشطة والخدمات المصرفية التقليدية وغير التقليدية ووظائف تنموية‪:‬‬
‫‪ -‬وظائف تقليدية ‪ :‬مثل قبول الودائع ومنح القروض وأداء الخدمات المصرفية المتعلقة بالنشاط التجاري‬
‫كفتح االعتماد المستندي واصدار خطاب الضمان وتحصيل الشيكات واجراء التحويالت ‪.‬‬
‫‪ -‬وظائف غير تقليدية ‪ :‬مثل المبادالت والعقود اآلجلة والتأجير التمويلي والخدمات الشخصية ونشاط أمناء‬
‫االستثمار واعداد دراسات الجدوى وأداء عناصر الترويج الالزم للمشروعات وكذلك الدمج والتوريق‬
‫والوساطة وادارة كل من االكتتاب في الشركات وصناديق االستثمار و\اعمال الوساطة في مجاالت‬
‫التأمين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوعزوز عمار ‪ ،‬دراوسي مسعود ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪93‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬وظائف تنموية‪ :‬مثل المساهمة في إقامة المشاريع االستثمارية في مختلف النشاطات والقطاعات وتمويلها‬
‫ومتابعتها اداريا وضمانها لدى الغير واالشتراك في تمويل انشاء المجمعات الصناعية المتكاملة والمدن‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بدور فعال في تشجيع التصدير وتنشيط سوق األوراق المالية ودعم الصناعات الصغيرة‪.‬‬
‫رابعا‪/‬انتشار عمليات إعادة الهيكلة البنكية‬

‫تعد ظاهرتي اإلندماجات– الشراء ( ‪ ) fusion –acquisition‬من أهم حركات إعادة الهيكلة التي مست‬
‫القطاع البنكي العالمي خالل السنوات األخيرة ‪ ،‬جاعلة بذلك هذا القطاع من أكثر القطاعات نشاطا فيما‬
‫يتعلق بعمليات الشراء واالندماج‪،‬مست هذه الحركة الواسعة بشكل أساسي األسواق المحلية التي بدورها أدت‬
‫إلى تعديل المحيط البنكي المحلي‪ ،‬بصفة عامة عمليات إعادة الهيكلة العابرة للحدود ال تزال قليلة في الوقت‬
‫الحاضر في حين التحوالت المعاصرة التي تشهدها البيئة المصرفية هي في تطور متواصل ( القواعد‬
‫التنظيمية والرقابية لبازل ‪ II‬و ‪ ، III‬المعايير المحاسبية الدولية ‪ ...) IFRS/IAS‬إلخ‪ ،‬غير أنه تم تسجيل‬
‫عدد واسع من عمليات االندماجات البنكية في كل من أوروبا والواليات المتحدة األمريكية وهذا راجع إلى‬
‫أهمية رؤوس األموال الفائضة التي تحوز عليها بعض المؤسسات في تلك الدول وتطور التقنيات المستعملة‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة بالشراء واالندماج ‪.‬‬

‫خامسا‪/‬العوامل المفسرة لحركات التجميع واالندماج المصرفي‬

‫العوامل المؤثرة على عمليتي التجميع واالندماج المصرفي هي متنوعة جدا وال تزال موضع جدل ‪ ،‬سنحاول‬
‫فيما يلي تلخيص أهم الدوافع الشائعة الواردة في األدبيات االقتصادية والمالية وفي هذا الصدد نفرق بين تلك‬
‫الخاصة بالمؤسسات بحد ذاتها وأخرى داخلية (خاصة بخلق القيمة) وخارجية (المحيط أو البيئة االقتصادية‪،‬‬
‫التنظيمية‪ ،‬تكنولوجية ‪ ...‬إلخ)‬

‫يكمن وراء الدوافع االقتصادية دافعا أساسيا ومهما أال وهو خلق القيمة ‪ ،‬بحيث يهدف إلى تحقيقه من خالل‬
‫إعادة هيكلة معاصرة للبنوك ‪ ،‬ففي الواقع ونظ ار لألهمية المتزايدة لمساهمة المستثمرين في رؤوس أموال‬
‫البنك‪ ،‬تدعيم دور المساهم وضغط األسواق المالية لذلك يعتبر ضروريا بالنسبة لمسيري كبار البنوك أن‬
‫يوجهوا أهدافهم لتحقيق أكبر قيمة ممكنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mehdi Nekhili, Catherine Xaryotis,Stratégies bancaires internationales ,Economica ,Paris,2008, p 104.‬‬
‫‪94‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫استيراتيجية نمو خارجية مع آثارها المحتملة من حيث زيادة الكفاءة ‪ ،‬المكاسب‪ ،‬واقتصاديات الحجم ‪ ،‬تشكل‬
‫للبنك مصد ار لخلقة وزيادة القيمة‪ ،‬فمن خالل هذه العمليات المذكورة آنفا ‪ ،‬يمكن خلق القيمة ( قيمة السهم)‬
‫من خالل الربح ‪ ،‬سواء من ناحية القدرة السوقية ( الموقع االستيراتيجي‪ ،‬الحجم ‪ ،‬التنويع) ‪ ،‬تحقيق الربح‬
‫الناتج عن التوليف الجيد بين األصول البشرية والمالية ‪.‬‬

‫سادسا‪ /‬آثار ظاهرة االندماج المصرفي‬

‫لهذه الظاهرة آثار ايجابية وأخرى سلبية ويتبين ذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪ .‬اآلثار االيجابية لالندماج المصرفي‬

‫تتلخص اآلثار االيجابية لالندماج المصرفي في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ . 4‬انتقال الذمة المالية ‪ :‬يترتب على الدمج المصرفي انتقال الذمة المالية للمؤسسة المصرفية المندمجة إلى‬
‫المؤسسة المصرفية الدامجة التي تحل محلها في جميع حقوقها ‪ ،‬ويتم انتقالها دونما الحاجة إلى تصفية‬
‫المؤسسة المصرفية المندمجة وسداد ما عليها من التزامات ‪،‬األمر الذي يعني أن الدمج يجنب الوحدات‬
‫المصرفية المتعثرة أو التي تواجه صعوبات مالية مخاطر التصفية وما لهذا من آثار سلبية على القطاع‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫‪ . 0‬زيادة قاعدة رأس المال ‪ :‬يترتب على االندماج زيادة القاعدة الرأسمالية للمؤسسة المصرفية المندمجة ما‬
‫يؤدي إلى كفاية ومتانة المركز المالي لها ‪ ،‬فزيادة رأس مال المؤسسة المصرفية الناتج عن الدمج واالعتماد‬
‫‪1‬‬
‫عليه كمصدر للتمويل يعطي للمصرف القدرة على ‪:‬‬

‫‪ ‬تحمل المخاطر المالية بصورة أكبر ؛‬


‫‪ ‬ترويج المشروعات وادارة عملياته بنجاح ؛‬
‫‪ ‬مواجهة عولمة األعمال بما يزيد من قدرته باالرتباط بظروف العميل في حاالت الرواج والكساد؛‬
‫‪ ‬يترتب على زيادة رأس المال من خالل الدمج استيفاء متطلبات المعايير الدولية المتعلقة بمالءة رأس‬
‫المال في المصارف ؛‬

‫‪1‬‬
‫مطاي عبد القادر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.022 – 020‬‬
‫‪95‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تجنب األزمات والهزات المالية والمصرفية الشديدة والحد من آثارها السلبية ‪ ،‬بحيث أن زيادة متانة‬
‫المركز المالي للمؤسسات المصرفية المندمجة يجعلها أقل تأث ار بالمشاكل والعثرات التي قد تتعرض‬
‫لها ‪.‬‬
‫‪ . 0‬ارتفاع تصنيف المصارف المندمجة ‪ :‬يترتب عن االندماج بين مصرفين وضع المصرف الجديد الناتج‬
‫عن هذا االندماج في ترتيب ائتماني أفضل من قبل المراسلين ومؤسسات التصنيف االئتماني الدولية ‪ ،‬بل‬
‫ينتج عن هذا االندماج وضعيات ذات مستوى أفضل منها قبل االندماج فيما يتعلق بتركيبة األصول‬
‫والخصوم وقاعدة رأس المال واألرباح والفوائد ومعدالت العائد على االستثمار‪ ،‬وهذا يعني زيادة قدرة‬
‫المؤسسات المصرفية المندمجة في االستحواذ على ثقة المؤسسات المالية المحلية واألجنبية ‪.‬‬

‫‪ . 1‬تحسين التكنولوجيا واإلطارات والخدمات المصرفية ‪ :‬يترتب على االندماج قدرة الكيان المصرفي الجديد‬
‫الناتج عن هذا االندماج على االستثمار في الموارد البشرية واستقطاب الكفاءات المصرفية والتنظيمية فضال‬
‫عن تحسين كفاءة العمالة بالبنك عن طريق تدريبها على تقدير المخاطر وأشكال االئتمان والعمليات‬
‫المصرفية المقدمة واألدوات المالية الحديثة‪.‬‬

‫‪ . 2‬إعادة هيكلة المصارف المندمجة ‪:‬يترتب على الدمج التحسن المنشود في الكفاءة االنتاجية للمصارف‬
‫المندمجة بشرط أن يكون لدى المصرف الحائز اإلدارة القوية والقدرة على االستفادة من االيجابيات الكامنة‬
‫وتفعيلها‪ ،‬وهو ما يأخذ شكل إعادة الهيكلة أي إعادة تنظيم المؤسسة وادارتها ؛‬

‫ب‪ .‬سلبيات االندماج المصرفي‬

‫‪1‬‬
‫بالرغم من وجود ايجابيات عديدة لالندماج غير أنه قد تظهر بعض السلبيات كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ . 4‬في بعض االندماجات المصرفية ال تمثل أية إضافة جديدة على المستوى القومي ‪ ،‬من حيث بقاء حجم‬
‫المنتج ونوعيته ‪ ،‬أو بقاء خدمات البنك كما هي قبل االندماج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فؤاد عبد العزيز عيد ‪ ،‬االندماج المصرفي للبنوك الفلسطينية – الضرورات والمحددات ‪ ،-‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في‬
‫العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة األزهر ‪ ،2102 ،‬ص ص ‪.32- 32‬‬
‫‪96‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ . 0‬قد يترتب على االندماج أوضاع احتكارية أو شبه احتكارية بما يحمله االحتكار من مساوئ ‪ ،‬وقد يدفع‬
‫ذلك االحتكار إلى غياب دافع التجديد والتطوير في الخدمات المصرفية ‪ ،‬وبذلك يمكن اعتبار االندماج‬
‫المصرفي يعمل ضد عملية تطوير القطاع المصرفي‪.‬‬

‫‪ . 0‬ينتج عن عملية االندماج أحيانا تراخي في عملية الرقابة واإلشراف باعتقاد أن ضخامة البنك تحول‬
‫بينهما وبين االنهيار ‪ ،‬إال أن هذا الحجم بحاجة إلى المزيد من االلتزام والضبط والرقابة للحفاظ على الوحدات‬
‫المالية بحجمها الكبير‪.‬‬

‫‪ . 1‬ينتج في حاالت االندماج بين البنوك الضعيفة ظهور بنك كبير الحجم ‪ ،‬ولكنه ضعيف ويفتقر إلى‬
‫الكفاءة ‪ ،‬سواء في اإلدارة أو في تقديم خدمات ذات جودة عالية ‪ ،‬وقد يتم االندماج وفقا العتبارات غير‬
‫اقتصادية ما يعني أن تسليم مهام االدارة إلى عناصر غير كفؤة ممكن أن تزيد من امكانات تعثر البنك‬
‫الجديد‪.‬‬

‫‪ . 2‬لكل بنك أو مؤسسة ثقافة تنظيمية مستقلة وأساليب عمل خاصة ‪ ،‬كما أن لكل منها النمط و االدارة‬
‫الذي يناسبها ‪ ،‬والذي يختلف من بنك آلخر والمزج بين هذه الثقافات واألساليب ليس باألمر السهل ‪ ،‬فعند‬
‫اتمام عملية االندماج بين بنكين أو أكثر فإن لكل من البنوك المندمجة طابع مالي خاص ‪ ،‬حتى وان كانت‬
‫هذه البنوك المندمجة تعمل بنفس البرامج المحاسبية ‪ ،‬ووفق تشريعات وقوانين مصرفية واحدة‪ ،‬إال أن لكل‬
‫بنك من هذه البنوك المندمجة في بنك واحد ‪ ،‬طريقة خاصة في تطبيق السياسات الموحدة‪ ،‬وذلك يتطلب‬
‫العديد من الدورات التأهيل للموظفين بخلق واقامة إدارة وموظفين وفق أسس متجانسة ‪.‬‬

‫‪ . 2‬يتم إغالق بعض الفروع ‪ ،‬لعدم جدواها االقتصادية ‪ ،‬بسبب أن بعض الفروع بعيدة أو نتيجة صغر‬
‫حجمها ‪ ،‬مما يعود بالسلب على هذه المناطق ‪.‬‬

‫يمكننا تلخيص المنافع التي يحققها االندماج المصرفي باألمور المتضمنة في الشكل الموالي ‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ــــ ‪ : 20‬أبعاد االندماج المصرفي‬

‫أبعاد االندماج المصرفي‬

‫احالل كيان إداري جديد قائم‬ ‫خلق محيط ومناخ تعامل حركي‬ ‫تحقيق المزيد من الثقة والطمـأنينة‬
‫على رصيد متراكم من الخبرة‬ ‫تنافسي ‪ ،‬تزداد معه قدرة البنك على‬ ‫واألمان لدى العمالء وخلق سمعة‬
‫ليؤدي وظائف البنك بشكل‬ ‫استثمار الفرص وادارة الدخل بشكل‬ ‫أفضل مقارنة بالوضع قبل االندماج‬
‫أعلى كفاءة ودقة‬ ‫فعال‬

‫تحقيق زيادة في األرباح‬

‫المصدر ‪ :‬نزار قنوع ‪ ،‬طرفة شريقي‪ ،‬روال غازي اسماعيل‪،‬االندماج المصرفي وضروراته في العالم العربي‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫تشرين للبحوث والدراسات العلمية ‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية المجلد‪ ، 04‬العدد ‪ ، 0118 ، 4‬ص ‪41‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التعامل بالمشتقات المالية‬

‫أوال ‪/‬ماهية عقود المشتقات وزيادة التعامل بها‬

‫تمثل المشتقات إحدى التطورات الرئيسية في األسواق المالية التي ظهرت في القرن الماضي إذ نشأت‬
‫وتطورت بشكل ملحوظ في الربع األخير منه وقد سميت بأسواق المشتقات المالية ‪ .‬وتعرف بأنها تعهد تسليم‬
‫منتجات حقيقية أو أساسية أو إعطاء الحق في شرائها أو بيعها في المستقبل وبالتالي فهي أدوات تعتمد على‬
‫القيمة المرجعية لشيء آخر وتتضمن أنواعا منها‪ :‬المستقبليات ‪ ،‬الخيارات ‪ ،‬العقود اآلجلة والمبادالت‬
‫وسميت بالمشتقات ألن قيمتها تشتق من قيمة الموجودات األساسية أي أن قيمة الموجود أو سعره تعتمد – أو‬
‫تشتق من – موجود آخر‪ ،‬وتعرف هذه الموجودات بالموجودات األساسية والتي قد تتضمن فقرات مثل أسهم‬
‫الشركات ‪ ،‬األوراق المالية ذات الدخل الثابت‪ ،‬العمالت ‪ ،‬أدوات السوق النقدية ‪ ،‬ومؤشرات األسهم‬
‫والسندات‪.‬كما عرفت المشتقات على أنها عقود مالية تتعلق بفقرات خارج الميزانية وتتحدد قيمتها بقيم واحد أو‬
‫‪1‬‬
‫أكثر من الموجودات أو األدوات أو المؤشرات األساسية المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حاكم محسن الربيعي ‪ ،‬ميثاق هاتف الفتالوي وآخرون ‪ ،‬المشتقات المالية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 2100،‬ص ‪01‬‬
‫‪98‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما سبق وذكر‪ ،‬أخذت اسمها من حقيقة أنها عقود تشتق قيمتها من قيمة مرجعية ‪ ،‬تمثل في الحقيقة قيمة‬
‫األصول موضوع العقد والتي تتنوع ما بين األسهم ‪ ،‬السندات ‪ ،‬السلع والعمالت األجنبية‪....‬إلخ‪ ،‬فإذا كانت‬
‫أسعار تلك األصول مالئمة من جهة نظر حامل العقد فإنه يصبح ذا قيمة وقد يسمح بتحقيق مكاسب ؛ أما‬
‫إذا كانت أسعارها غير مالئمة من وجهة نظره فيصبح العقد ال قيمة له وقد ينتج عنه خسائر "‪.1‬‬

‫أجمعت العديد من التعاريف على أنها ‪":‬عقود فرعية تتبنى أو تشتق من عقود أساسية ألدوات‬
‫استثمارية(أوراق مالية ‪ ،‬عمالت أجنبية‪ ،‬سلع‪ )....‬لينشأ عن تلك العقود الفرعية أدوات استثمارية مشتقة ‪.‬‬

‫هذا وقد عرفها بنك التسويات الدولية على أنها ‪ " :‬عقود تتوقف قيمتها على أسعار األصول المالية محل‬
‫التعاقد ‪ ،‬ولكنها ال تتطلب استثمار أصل مالي في هذه األصول ‪ ،‬وكعقد بين طرفين على تبادل المدفوعات‬
‫على أساس األسعار أو العوائد‪ ،‬فإن أي انتقال لملكية األصل محل التعاقد والتدفقات النقدية يصبح أم ار غير‬
‫ضروريا" ‪.‬‬

‫كما عرفتها المجموعة االستشارية لنظم المحاسبة القومية بأنها ‪ :‬أدوات مالية ترتبط بأداة مالية معينة أو‬
‫مؤشر أو سلعة ‪ ،‬والتي من خاللها يتم شراء أو بيع المخاطر المالية في األسواق المالية ‪ ،‬أما قيمة األداة‬
‫المشتقة فإنها تتوقف على سعر األصول أو المؤشرات محل التعاقد ‪ ،‬وعلى خالف أدوات الدين فليس هناك‬
‫ما يتم دفعه مقدما يتم استرداده وليس هناك عائد مستحق على االستثمار ‪ ،‬وتستعمل المشتقات المالية لعدة‬
‫أغراض وتشمل إدارة المخاطر التحوط من المخاطر ‪ ،‬المراجحة بين األسواق وأخي ار المضاربة ؛‬

‫‪ ‬التعريف اإلستنتاجي‬
‫من خالل التعاريف السابقة ‪ ،‬يمكن تلخيص المشتقات في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬هي عقود تتم تسويتها في تاريخ مستقبلي ؛‬


‫‪ ‬تتوقف قيمتها على قيمة األصل أو المؤشر ( أي تشتق قيمتها من قيمة األصل أو المؤشر محل‬
‫التعاقد ولذلك سميت بالمشتقات)؛‬
‫‪ ‬ويتضمن العقد ‪ :‬تحديد سعر معين للتنفيذ المستقبلي ‪ ،‬تحديد الكمية التي يطبق عليها السعر‪،‬‬
‫تحديد الزمن الذي يسري فيه العقد؛‬

‫‪1‬‬
‫سرارمة مريم ‪ ،‬دور المشتقات المالية وتقنية التوريق في أزمة ‪" 8002‬دراسة تحليلية"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫تخصص مالية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ، 2102-2100 ،‬ص ‪. 01‬‬
‫‪99‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد الشيء محل التعاقد والذي قد يكون فيه ‪ :‬سعر الفائدة محدد ‪ ،‬سعر ورقة مالية ‪ ،‬مؤشر‬
‫أسعار ‪ ،‬تغيرات مماثلة‪ ،‬سعر سلعة‪ ،‬سعر صرف أجنبي‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬الخصائص المميزة للمشتقات المالية ‪ :‬من خالل التعاريف السابقة يمكن حوصلة خصائص المشتقات‬
‫‪1‬‬
‫المالية في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ 0‬ــ طبيعة العمليات خارج الميزانية ‪:‬حيث جرى التطبيق العملي على اثبات قيم األدوات المالية التقليدية‬
‫كاألسهم والسندات داخل الميزانية كخصوم أو أصول مما يسهل التعرف على أرصدتها وتتبع تغيراتها‪ ،‬بعكس‬
‫األدوات المالية المشتقة التي تقتضي طبيعة التعامل فيها تداولها بقيم نقدية ضئيلة بصورة ال تعكس ما‬
‫تتضمنه من قيم نقدية كامنة‪ ،‬وهذا ما يجعل المجال مفتوحا للتعرض لمخاطر عدم االفصاح عن تلك القيم‬
‫باإلضافة لمخاطر ضعف الرقابة عليها‪.‬‬

‫‪ 0‬ــ التعقيد‪ :‬نظ ار ألنه غالبا ما يتم تصميمها للوفاء بأغراض خاصة بالمستخدم النهائي لها‪ ،‬لذا ففي معظم‬
‫األحي ان يكون هناك غموضا حول كيفية استخدام أداة تعينها وكيفية تقييمها وكيفية المحاسبة عنها وهل يمكن‬
‫تحقيق األغراض االقتصادية أم ال‪.‬‬

‫من ناحية أخرى ‪ ،‬قد تتعرض المؤسسة لمخاطر فهم شروط وآثار بعض المشتقات مما تعرضها إلى نتائج‬
‫وخيمة‪.‬‬

‫‪ 0‬ــ السيولة‪ :‬بعض عقود المشتقات تتسم بدرجة سيولة عالية حيث يسهل تسويتها إما عن طريق البيع أو‬
‫الشراء في تاريخ االستحقاق المحدد‪ ،‬أو عن طريق ابرام صفقة عكسية بواسطة بيوت التسوية إال أنه في‬
‫الوقت نفسه قد يصعب أحيانا تسوية بعض أنواع عقود المشتقات في أسواق المشتقات مما ينتج عنه مشاكل‬
‫في عمليات تقييمها والمراكز المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪ 4‬ـــ عدم وضوح القواعد المحاسبية ‪ :‬حيث ال يزال هناك نوع من الغموض المحيط بالمعالجة المحاسبية‬
‫لآلثار المترتبة على الدخول في عمليات المشتقات ‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى التقدم السريع والنمو المتالحق‬
‫في مجال ابتكار واستخدام األدوات المالية المشتقة والذي ال يمثل استجابة محاسبية مماثلة وسريعة من أجل‬

‫‪1‬‬
‫بن رجم محمد خميسي‪ ،‬المنتجات المشتقة ‪ :‬أدوات مستحدثة لنغطية المخاطر أم لصناعتها؟‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات الملتقى العلمي الدولي‬
‫حول األزمة المالية واالقتصادية والدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف يومي ‪ 21‬و‪ 20‬أكتوبر ‪ ، 2111‬ص ص ‪.1- 2‬‬
‫‪100‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الرقابة على تأثيرات تلك األنشطة ‪ ،‬إذ نالحظ وجود فجوة واسعة بين الواقع االقتصادي الذي تمارس فيه‬
‫األنشطة وبين االستجابة المحاسبية تجاه التعبير عن اآلثار المحاسبية الناتجة عنها ‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬أنواع المشتقات المالية‬


‫يوجد عدة أنواع من المشتقات المالية غير أن األكثر تدوال منها هي ‪ :‬العقود اآلجلة ‪ ،‬العقود المستقبلية ‪،‬‬
‫عقود الخيارات ‪ ،‬عقود المبادلة ومشتقات القروض أو المشتقات الناتجة عن عملية التوريق أما طرق‬
‫واستيراتيجات فهي تختلف من نوع آلخر ‪.‬‬

‫‪ /0‬العقود اآلجلة‬
‫العقد اآلجل"‪"ForwardContract‬هو عقد يبرم بين طرفين ‪ ،‬مشتري وبائع للتعامل على أصل ما‪ ،‬على‬
‫‪1‬‬
‫أساس سعر يتحدد عند التعاقد‪ ،‬على أن يكون التسليم في تاريخ الحق‪.‬‬

‫للعقود اآلجلة عدة أنواع وتصنيفات من أهمها نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬العقود اآلجلة ألسعار الفائدة ‪ :‬تستخدم هذه العقود في الحماية من تقلبات أسعار الفائدة عن قرض‬
‫معين يتم الحصول عليه في المستقبل ويتم تثبيت سعر الفائدة من تاريخ التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬العقود اآلجلة ألسعار الصرف‪ :‬هي اتفاق بين طرفين لشراء أو بيع كمية معينة من عملة أجنبية مقابل‬
‫عملة محلية‪ ،‬وذلك في تاريخ آجال وبسعر يتم االتفاق عليه عند ابرام العقد ‪ ،‬وتستخدم هذه العقود‬
‫للحماية ضد تقلبات أسعار صرف العمالت األجنبية ‪ ،‬فإذا قام الطرف (أ) ببيع بضاعة على الحساب‬
‫للطرف (ب) في دولة أخرى على أن يقبض ثمنها بعد ستة أشهر بالعملة األجنبية مستقبال‪ ،‬وتوقع(أ)‬
‫ان تنخفض قيمة الع ملة األجنبية مستقبال‪ ،‬فإن بإمكانه أن يبيع العمالت األجنبية هذه من خالل السوق‬
‫بسعر صرف يتم االتفاق عليه آنيا على أن يتم التسليم بعد ستة أشهر وبذلك فإن أي انخفاض بالعملة‬
‫األجنبية لن يؤثر على صاحب المبلغ الذي سوف يقبضه بالعملة المحلية ‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص العقود اآلجلة‬
‫م هما كان نوع العقد اآلجل ‪ ،‬فكلها تتمتع بمجموعة من الخصائص المشتركة والتي يمكننا توضيحها في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫منير ابراهيم الهندي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪101‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬عقود شخصية حيث تخضع للتفاوض المباشر بين الطرفين بما يتالءم مع ظروفهما الشخصية والتي قد‬
‫ال تناسب غيرهما‪ ،‬فيحددان تاريخ االستحقاق ‪ ،‬معدل الفائدة في حالة القروض‪ ،‬الجودة أو الدقة في حالة‬
‫البيع‪ ،‬سعر التنفيذ ‪....‬إلخ ؛‬
‫‪ -‬عقود ليس لها شكل نمطي ‪ ،‬حيث يتم االتفاق على شروطهما؛‬
‫‪ -‬عقود نهائية إذ بمجرد التوقيع عليها ال يمكن ألي طرف الغائها أو تعديلها؛‬
‫‪ -‬عقود يتم التعامل بها في األسواق الموازية فقط ليس لها سوق ثانوية‪ ،‬ولذلك فإن أحجامها وتواريخها‬
‫تكون مرنة وغالبا ما تكون قيمتها كبيرة؛‬
‫‪ -‬عقود تستخدم للوقاية من تقلب األسعار السوقية للسلع أو ألذونات الخزينة أو السندات أو القروض أو‬
‫‪1‬‬
‫حتى أسعار الفائدة؛‬
‫‪ -‬ليس من الضروري أن يتم تسليم الموجود محل التعاقد ‪ ،‬إذ هناك عقود آجلة غير قابلة للتسليم تستخدم‬
‫عادة في العقود اآلجلة للعمالت الصعبة‪ ،‬وال تتضمن تسليما حقيقيا للموجود و انما فقط دفع الفرق بين‬
‫سعر التنفيذ وسعر السوق‪ ،‬فإذا كان سعر التنفيذ أعلى من سعر السوق فإن مشتري العقد اآلجل يتسلم‬
‫الفرق بين السعرين والعكس بالنسبة لمحرر العقد ‪.‬‬
‫‪ /0‬العقود المستقبلية‬
‫هو اتفاق بين طرفين لتداول أصل معين بتاريخ مستقبلي محدد‪ ،‬يحدد هذا العقد ‪ :‬نوع األصل المتداول ‪،‬‬
‫كمية األصل التي يتم تداولها ‪ ،‬التاريخ الذي يتم تداولها ‪ ،‬التاريخ الذي يتم فيه التبادل بين األصل والمبلغ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫السعر الواجب دفعه لألصل ‪.‬‬
‫تعرف كذلك على أنها ‪" :‬التزام متبادل بين طرفين يفرض على أحدهما أن يسلم اآلخر أو يستلم كمية محددة‬
‫‪3‬‬
‫من أصل أو سلعة معينة في مكان وزمان محددين وبسعر محدد وبواسطة طرف ثالث كوسيط ‪".‬‬
‫كما تعرف على أنها ‪ " :‬اتفاقية لشراء أوبيع سلعة أو أدوات مالية على أن تسلم في المستقبل وخالفا للعقد‬
‫اآلجل الذي يتم التفاوض عليه بشكل خاص والذي يشمل شروطا موضوعية ‪ ،‬فإن العقد المستقبلي عبارة عن‬
‫‪4‬‬
‫اتفاقية موحدة قياسيا ال يتغير فيها سوى السعر وشهر التسوية "‬

‫‪1‬‬
‫بزار حليمة ‪ ،‬هدى بن محمد‪ ،‬المشتقات المالية ومخاطرها‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي حول ‪ :‬أزمة النظام المالي والمصرفي الدولي وبديل‬
‫البنوك االسالمية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ، 2111 ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪2‬‬
‫المانسبغ رابح أمين ‪ ،‬الهندسة المالية وأثرها في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ، 8002‬شهادة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬تخصص نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2100 – 2101، 3‬ص ‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫سرارمة مريم مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪102‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وال يختلف العقد المستقبلي عن العقد اآلجل ‪ ،‬إال في كون بنود العقود العقد المستقبلي نمطية ‪ ،‬فمثال عدد‬
‫الوحدات في العقد الواحد ‪ ،‬وتواريخ التسليم‪ ،‬مستوى جودة األصل ‪...‬نمطية لكل نوع من العقود‪،‬أما في العقد‬
‫اآلجل فال توجد أي قيود ‪ ،‬فبنود العقد تتحدد وفقا التفاقية الطرفين ‪.‬‬

‫وفي تاريخ آخر يعتبر العقد المستقبلي ‪ ،‬اتفاق بين طرفين لتداول أصل معين بتاريخ مستقبلي محدد‪ ،‬يحدد‬
‫هذا العقد نوع األصل المتداول ‪ ،‬كمية األصل التي يتم تداولها ‪ ،‬التاريخ الذي يتم فيه التبادل بين األصل‬
‫والمبلغ ‪ ،‬السعر الواجب دفعه لألصل ‪،‬تعرف األصول التي يتم تداولها باألصول الفورية أو األصل المعني ‪،‬‬
‫أما تاريخ التبادل فيسمى تاريخ االستالم ‪ ،‬والسعر الذي وافقت عليه األطراف يسمى السعر المستقبلي‬
‫المتعاقد عليه أو سعر المستقبليات أما الطرف الذي تعاقد على الشراء فهو المالك للعقد المستقبلي ويطلق‬
‫عليه صاحب المركز الطويل ‪ ،‬والطرف الذي تعاقد على تسليم البضاعة يسمى بائع العقد المستقبلي ويطلق‬
‫عليه صاحب المركز القصير ‪.‬‬

‫‪ / 0‬عقود الخيارات‬
‫‪1‬‬
‫عموما يمكننا تعريف هذه العقود وحصر خصائصها في‪:‬‬
‫عرفت عقود الخيارات في قاموس (‪ ) Oxford‬بأنه الحق في الشراء أو البيع بوقت محدد في المستقبل‪.‬‬
‫أما قاموس المورد الوسيط فقد عرفه بأنه حق لطلب تنفيذ عقد ما في يوم ضمن مدة معينة‪ .‬كما يعرف أيضا‬
‫بأنه االتفاق بين البائع والمشتري الذي يعطي الحق لحامله في بيع أو شراء وثيقة مالية أو عقد مستقبلي‬
‫بسعر يتفق عليه الطرفان في تاريخ محدد أو قبل انتهاء صالحية العقد ‪.‬‬

‫وهو غير ملزم التنفيذ لحامله (مالك الخيار) فله الحق باالمتناع عن التنفيذ‪ ،‬أما الطرف اآلخر فهو ملزم‬
‫بتنفيذ الخيار عندما يرغب حامله القيام بالتنفيذ‪.‬‬

‫وتتم هذه العملية مقابل عالوة يدفعها المشتري للبائع ويتم تسجيل الصفقة بأسواق الخيارات أو األسواق المالية‬
‫التي تتعامل بالخيارات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حاكم محسن الربيعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪020‬‬
‫‪103‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يظهر من التعريفات السابقة بأن العديد من الكتاب اتفق على مفهوم عقدالخيار بأنه عقد يعطي الحق لحامله‬
‫(مالكه) في شراء أو بيع كمية محددة من موجود معين وبسعر متفق عليه وخالل مدة زمنية معينة مقابل‬
‫الحصول على ثمن مناسب (مبلغ العالوة)‪.‬‬

‫مما تقدم فإن عقد الخيار يقوم بتنظيم االتفاق بين أطراف العالقة وهم المستثمر ( أو حامل عقد الخيار)‪،‬‬
‫وبائع العقد ( أو محرره)‪.‬‬

‫تنقسم عقود الخيارات إلى نوعين رئيسين وهما خيار الشراء )‪(Call Option‬وخيار البيع (‪(Put Option‬‬
‫وتعد خيارات الشراء أشهر من خيارات البيع بعض الشيء‪ ،‬فخيارات الشراء هي عقود تعطي الحق لحاملها‬
‫(مالكها) في شراء كمية معلومة من موجود أساسي وبشكل مسبق يسمى بسعر التنفيذ أو المضاربة في وقت‬
‫معين قبل انتهاء صالحيتها وهي غير ملزمة التنفيذ لحاملها‪.‬‬

‫‪ /4‬عقود المبادالت (المقايضات)‬


‫يعتبر هذا النوع من العقود من أهم أنواع المشتقات المالية ‪ ،‬بحيث عرف استخدامها انتشا ار واسعا ‪،‬وفيمايلي‬
‫‪1‬‬
‫سنتطرق لمفهومها وأهم أنواعها‪:‬‬
‫يعرف عقد المبادلة على أنه عبارة عن اتفاق بين طرفين أو أكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خالل‬
‫فترة مستقبلية‪ ،‬فعلى سبيل المثال الطرف (أ) يوافق على دفع معدل فائدة ثابت على مبلغ معين كل خمس‬
‫سنوات لطرف آخر ليكن (ب)‪ ،‬والطرف ( ب) سيقوم بدفع معدل فائدة عائم (أي سوقي ويعتمد على تفاعل‬
‫قوى العرض والطلب) على نفس المبلغ المحدد وذلك كل سنة لمدة خمس سنوات‪ ،‬وترتبطالتدفقات النقدية‬
‫التي يدخل فيها أطراف العقد عادة بأداة الدين أو بقيمة العمالت األجنبية؛‬
‫‪ ‬أنواع عقود المبادالت‬
‫‪ -‬مبادالت أسعار الفائدة‪ :‬تلعب عقود مقايضة أسعار الفائدة دو ار هاما في الحد من مخاطر تغير أسعار‬
‫الفائدة ‪،‬من خالل تبادل التدفقات النقدية بين طرفين‪ ،‬فإذا قام أحد البنوك بإقراض العميل قرضا ذا فائدة‬
‫ثابتة مدته خمس سنوات‪ ،‬وفي نفس الوقت يمكنه الحصول على سلسلة من التدفقات النقدية التي تعتمد‬
‫على معدالت فائدة متغيرة وذلك من خالل دخوله في عقد مقايضة يتبادل من خالله تدفقات الفائدة‬
‫الثابتة مع بنك آخر ‪ ،‬ومن ثم يستطيع حماية نفسه من مخاطر تقلب سعر الفائدة ‪ ،‬فقيام الطرفين‬

‫‪1‬‬
‫بن علي بلعزوز وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.022 ،023‬‬
‫‪104‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمبادلة مدفوعات الفائدة الخاصة بكل منهما ‪ ،‬سيؤدي إلى حماية ايرادتهما من التغيرات في أسعار الفائدة‪،‬‬
‫وفي نهاية عقد فترة المقايضة ‪ ،‬فإنه ما يبقى للتسوية بين الطرفين هو صافي الفرق في مدفوعات سعر‬
‫‪1‬‬
‫الفائدة ؛‬

‫‪ -‬مبادالت العملة‪ :‬تتضمن مبادلة أصل قرض ومدفوعات فائدة على قرض بعملة أصل ما ‪ ،‬بأصل قرض‬
‫ومدفوعات ثابتة على القرض مكافئ تقريبا بعملة أخرى‪ ،‬ففي مبادالت العملة يوجد طرف يمتلك عملة‬
‫معينة ويرغب في حيازة عملة مختلفة ‪ ،‬وتنشأ المبادلة عندما يقوم أحد أطراف المعاملة بتقديم أصل معين‬
‫بعملة لطرفه اآلخر‪ ،‬وذلك لتبادل كمية مساوية من عملة أخرى‪ ،‬وكل طرف سوف يدفع الفائدة على‬
‫العملة التي يستلمها في المبادلة‪ ،‬وقد تكون هذه الفوائد ثابتة أو متغيرة؛‬
‫‪ -‬المبادلة الخيارية‪:‬عقد يعطي لحامله الحق وليس االلتزام للدخول في صفقة مبادلة أسعار فائدة ثابتة‬
‫كانت أو متغيرة ‪ ،‬خالل مدة محددة مستقبلية بشروط متفق عليها عند إقامة العقد‪ ،‬والهدف األساسي من‬
‫هذه المبادلة هو تمكين العميل ( المقترض ) االستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة خالل فترات معينة؛‬
‫رابعا‪ /‬المشتقات االئتمانية ومبادالت العجز عن السداد (العجز االئتماني)‬
‫إضافة إلى أنواع المشتقات المالية السابق ذكرها‪ ،‬يالحظ أن أصل وجودها هو التغطية وادارة المخاطر‪،‬‬
‫ونتيجة للتطور الحاصل وبالخصوص في مجال الهندسة المالية ‪ ،‬نتج عنه ابتكار عدد من التقنيات‬
‫التحوطية تستخدم ضد كل أنواع المخاطر‪ ،‬وفي مجال المخاطر االئتمانية تم ابتكار ما‬
‫ٌ‬ ‫واالستيراتيجيات‬
‫يعرف بالمشتقات االئتمانية ‪ ،‬لمنتجات المشتقات االئتمانية دو ار بالغ األهمية في إدارة المخاطر االئتمانية‬
‫على مستوى البنوك‪ ،‬وهي تتكون من مجموعة متنوعة من األدوات والتقنيات التي تهدف إلى فصل المخاطر‬
‫االئتمانية عن األصول محل التعاقد (كالسندات والقروض‪ )....‬ومن ثم نقلها إلى جهات أخرى‪ ،‬توجد ثالثة‬
‫‪2‬‬
‫أنواع رئيسية من المشتقات االئتمانية ‪،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬مقايضة العجز عن السداد (العجز االئتماني " ‪()Credit Default Swap "CDS‬والتي سنركز‬
‫عليها باعتبارها األكثر استخداما)؛‬
‫‪ ‬المشتقات على أساس هوامش االئتمان؛‬
‫‪ ‬مقايضة العوائد االجمالية لالئتمان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الكريم قندوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪223‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الكريم قندوز ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ص ‪021 - 022‬‬
‫‪105‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬مبادالت العجز االئتماني وكيفية عملها‬


‫عقد مبادالت العجز االئتماني ‪ ،‬مبادالت التعثر االئتماني ‪ ،‬عقود تبادل القروض غير قابلة للسداد‪،‬‬
‫مقايضات العجز عن سداد قروض االئتمان ‪ ،‬مبادلة التزام مقابل ضمان دين كلها تسميات تطلق على أهم‬
‫أداة في سوق المشتقات االئتمانية‪ ،‬وأكثرها شيوعا واستخداما بشكل مستقل من طرف المؤسسات المالية‬
‫ومديري األصول ‪ ،‬وبالرغم من انتشارها إال أدوات مالية تتسم بالتعقيد ‪ ،‬فعقود "‪ " CDS‬هي عبارة عن منتج‬
‫ائتماني مشتق عادة ما يتم تشبيهه بعقد تأمين ضد خطر التوقف عن الدفع‪ ،‬إذ يمثل عقدا ماليا يستخدم‬
‫للحماية ‪ ،‬يتم بين بائع و مشتري‪ ،‬ليكن (أ) مشتري الحماية بدفع مبلغا ماليا (عالوة "‪ " prime‬أو قسط)‬
‫يحسب سنويا على أساس القيمة االسمية لألصل موضوع العقد‪ ،‬ويدفع بشكل منتظم (عادة كل فصل)‪ ،‬لبائع‬
‫الحماية ليكن (ج)‪ ،‬الذي يتعهد بتعويض الخسائر التي تمس األصل المرجعي في حال وقوع حدث ائتماني‬
‫‪1‬‬
‫يتم تحديده في العقد؛‬

‫فهي عبارة عن عملية غير ممولة‪ ،‬وال تستوجب رصد أموال من أجل ضمان اتمام العملية‪ ،‬يحصل فيها بائع‬
‫الحماية على دفعات دورية دون أن يكون قد استثمر أدنى مبلغ‪ ،‬وذلك في حال عدم وقوع أي حادث ائتماني‬
‫إلى غاية تاريخ استحقاق العقد‪ ،‬وفي حالة العكس وقوع حادث ائتماني وهو أمر غير أكيد لكن تكلفته كبيرة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫يتعين عليه القيام بدفع مشروط أي توفير أموال بعدية؛‬

‫‪1‬‬
‫لمسلف عبلة‪ ،‬مبادالت العجز االئتماني وأثرها في االستقرار المالي‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ، 2101 ،12‬ص ‪.003‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪002 – 003‬‬
‫‪106‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ 02 :‬ـــ ‪ 03‬آلية عمل مبادالت العجز االئتماني‬
‫عقد الحماية‬

‫الطرف "ج" بائع الحماية لـــ "‬ ‫"أ" يدفع قسط الحماية للطرف "ج"‬ ‫الطرف "أ" مقرض للطرف "ب"‬
‫أ"‬ ‫ومشتري عقد الحماية من "ج"‬

‫"ج" يدفع القيمة االسمية في حال وقوع‬


‫حادث ائتماني‬

‫منح قرض‬

‫العقد األصلي‬
‫تحصيل فوائد‬
‫تحويل الخطر االئتماني‬
‫الطرف "ب" مقترض من "أ"‬
‫وهو الكيان المرجعي‬

‫المصدر‪ :‬لمسلف عبلة‪ ،‬مبادالت العجز االئتماني وأثرها في االستقرار المالي‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪، 0142 ،10‬‬
‫ص ‪.441‬‬

‫عقد "‪ " CDS‬ال يغير شيئا بالنسبة لشروط العقد األصلي فالمؤسسة المقرضة "أ" تتلقى من طرف الطيان‬
‫المرجعي "ب " الفوائد وتسترجع األموال التي أقرضتها طالما لم يقع حادث ائتماني‪ ،‬المقرض "أ" ال يتوجب‬
‫‪1‬‬
‫عليه إعالم المقترض "ب" ‪ ،‬بإبرامه عقد مع الطرف المقابل "ج" للحماية ضد مخاطر االئتمان المتعلقة به؛‬

‫‪1‬‬
‫لمسلف عبلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪001‬‬
‫‪107‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تحقيق استقرار النظام المصرفي في ظل األزمة المالية العالمية‬


‫شهد العالم العديد من األزمات المصرفية كان لها آثار بالغة األهمية على األنظمة المصرفية في غالبية‬
‫الدول ‪ ،‬وكانت آخرها أزمة الرهن العقاري ‪ ،‬التي مست عددا كبي ار من الدول وكشفت عن العديد من الثغور‬
‫والنقائص في التشريعات والتنظيمات الرقابية الموضوعة من طرف الهيئات المسؤولة عن الرقابة واإلشراف‬
‫المصرفي‪،‬غياب تام للشفافية في اإلفصاح عن المعلومات المالية ‪ ،‬لذا كان لزاما على الجهات المختصة‬
‫إعادة النظر في أطر الرقابة المصرفية الدولية الموضوعة من قبل ‪ ،‬ووضع قواعد احت ارزية أكثر صرامة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم أساسية عن أزمة الرهن العقاري (األزمة المالية العالمية)‬
‫أوال‪ /‬اهتزاز استقرار النظام المالي العالمي (‪)0202- 0228‬‬
‫مر النظام المالي العالمي في العشرية المنصرمة بأخطر أزمة مالية في التاريخ االقتصادي (األزمة المالية‬
‫العالمية ‪ )0141 – 0111‬عرفت بأزمة الرهون العقارية الرديئة وتكمن هذه الخطورة في تزعزع الثقة في‬
‫أسواق التمويل في أغلب الدول فضال عن زوال االستقرار المالي‪ ،‬واألمر الذي زاد من خطورتها هو مكانة‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ومركزها على اعتبار أنها ركيزة االقتصاد وقاطرة نموه ‪ ،‬تعد هي المتسببة في‬
‫نشوئها‪ ،‬وفي ظل انفتاح األسواق على بعضها البعض انتقلت العدوى من الواليات المتحدة األمريكية إلى‬
‫باقي العالم كالوباء الذي مس جميع الفاعلين في األسواق والمنظمين والمراقبين واألكاديمين جميعا‪ ،‬وتبع هذه‬
‫األزمة الخطيرة أزمة الديون السيادية لبلدان منخرطة في االتحاد األوروبي تمخض عنها عدم ثبات عملة‬
‫اليورو وعدم استقرار اجتماعي سياسي فيها‪ ،‬وقد عجز االقتصاد العالمي عن احتواء األزمات االقتصادية‬
‫والمالية والتخفيف من تداعياتها بشكل سريع وفعال في ضوء األسس و السياسات واآلليات التي يستخدمها‪،‬‬
‫السيما وأن من تداعيات هذه األزمات تفاقم حاالت الذعر وانعدام الثقة وتهالك االئتمان وانكماش السيولة في‬
‫األسواق المالية والمصرفية واضطراب األسعار وغيرها من الظواهر المصاحبة لألزمات ‪ ،‬وما رسخ هذا‬
‫‪1‬‬
‫العجز هو تبلور بل تفاقم ظاهرة الركود االقتصادي وانخفاض معدالت النمو وحجم التجارة العالمية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬مفاهيم أساسية عن األزمة المالية العالمية المعاصرة‬
‫تطرق العديد من الكتاب والباحثين إلى مفهوم األزمة المالية من وجهات نظر عديدة ‪ ،‬فقد عرفت على أنها‬
‫اال نخفاض المفاجئ في أسعار نوع أو أكثر من األصول‪ ،‬واألصول رأس مال مادي يستخدم في العملية‬
‫االنتاجية مثل اآلالت والمعدات واألبنية ‪ ،‬واما أصول مالية هي حقوق ملكية لرأس المال المادي وللمخزون‬

‫‪1‬‬
‫حمزة طيبي‪ ،‬تفعيل الرقابة على أعمال البنوك بالجزائر وفق المعايير الدولية للجنة بازل‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬
‫تحصص مالية ومحاسبة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2103- 2102 ، 3‬ص ‪.02‬‬
‫‪108‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السلعي‪ ،‬مثل األسهم وحسابات االدخار مثال‪ ،‬أو أنها حقوق ملكية لألصول المالية ‪ ،‬وهو ما يعرف‬
‫بالمشتقات المالية ‪ ،‬وقد تأخذ األزمة شكل انهيار مفاجئ في سوق األسهم‪ ،‬أو في عملة دولة ما ‪ ،‬أو في‬
‫سوق العقارات ‪ ،‬أو في مجموعة من المؤسسات المالية لتمتد بعد ذلك إلى باقي االقتصاد‪.‬‬
‫كما يمكن تعريف األزمة المالية بأنها التدهور الحاد في األسواق لدولة ما أو مجموعة من الدول ‪ ،‬من أبرز‬
‫سماتها فشل النظام المصرفي المحلي في أداء مهامه الرئيسية ‪ ،‬والذي ينعكس سلبا في تدهور كبير في قيمة‬
‫العملة وأسعار األسهم‪،‬مما ينجم عنه آثار سلبية في قطاع االنتاج وما ينجم عنها من إعادة توزيع الدخول‬
‫‪1‬‬
‫والثروات فيما بين األسواق الدولية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪/‬تصنيف األزمة‬
‫يحاول العديد من الباحثين تسويق األزمة على أنها أزمة مالية وأسبابها مالية بحتة‪ ،‬غير أن أسباب األزمة‬
‫هي أعمق من ذلك فهي ذات أبعاد ثالثة تتعلق بالنظام المالي والنظام االقتصادي الرأسمالي وطبيعة‬
‫‪2‬‬
‫الحضارة الغربية حيث ‪:‬‬
‫أ‪ .‬األزمة أزمة تمويل‬
‫لقد حظي هذا الموضوع بنقاش كبير وبإيجاز جاءت أهم النتائج على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ جاءت بداية األزمة عندما أعلنت بعض البنوك عدم قدرتها على توفير السيولة لسداد التزاماتها بسبب‬
‫خسائرها المالية الكبيرة نتيجة للتوظيفات المالية الضخمة دون ضمانات كافية في سوق العقارات (تسمى هذه‬
‫القروض بالقروض الرديئة ألنها دون ضمانات كافية وذات معدالت فائدة غير ثابتة) ‪ ،‬فلقد شهد سوق‬
‫العقارات في الواليات المتحدة األمريكية رواجا ترتب عليه ارتفاع في أسعار العقارات مما دفع بالعديد إلى‬
‫االستثمار في هذه السوق ‪ ،‬حيث قدمت المؤسسات المالية أكثر من ‪ 44‬ألف مليار دوالر لشراء المنازل‬
‫طمعا في تحقيق األرباح‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ لقد عرفت أسواق المال العديد من التطورات والتطبيقات المالية المستخدمة بالخصوص المشتقات‬
‫المالية ‪ ،‬وتحديدا عمليات التوريق ‪ ،‬حيث قامت البنوك ومؤسسات التمويل العقارية ببيع دين القروض‬
‫المتجمعة لديها على المدينين إلى شركات متخصصة بهدف التقليل من مخاطر السيولة واالئتمان ‪ ،‬فعادة ما‬

‫‪1‬‬
‫علي فالح المناصير ‪ ،‬وصفي عبد الكريم الكساسبة ‪ ،‬األزمة المالية العالمية حقيقتها‪...‬أسبابها‪...‬وسبل العالج‪ ،‬مجلة جامعة الزرقاء الخاصة‪،‬‬
‫‪ ، 3004.‬ص ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫رياض المومني‪ ،‬األزمة المالية العالمية االقتصادية‪ ،‬أسبابها وإمكانية تجنبها من منظور اقتصادي اسالمي ‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن األزمة المالية‬
‫واالقتصادية العالمية المعاصرة من منظور اقتصادي اسالمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2101‬ص ص ‪. 2-3‬‬
‫‪109‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقوم شركات التوريق بإصدار سندات بقيمة هذه الديون وتطرحها لالكتتاب العام‪ ،‬وبذلك تكسب شركات‬
‫التوريق الفرق بين قيمة القروض وما تم دفعه لشرائها ويكسب حملة السندات الفوائد مع امكانية بيعها في‬
‫السوق المالي وتحقيق األرباح‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ـ ومما أسهم في ازدياد االضطرابات في النظام المصرفي غياب الرقابة الداخلية والخارجية على‬
‫المؤسسات المالية ‪ ،‬فقد تمادى مديرو البنوك في عمليات االقراض دون ضمانات وبال حساب‪ ،‬فالهدف كان‬
‫تعظيم مكتساباتهم بأية طريقة ألنها المقياس الوحيد لنجاحهم مما دفع بهم للتمادي بهذا السلوك وهو غياب‬
‫رقابة البنك المركزي وضعف استخدام األدوات الفنية له لمراقبة عرض النقد وأنشطة البنوك‪.‬‬

‫ب ‪ .‬األزمة أزمة نظام‬

‫من أهم المرتكزات والقواعد التي يقوم عليها النظام الرأسمالي هي التي أكد عليها آدم سميث ‪ ،‬الحرية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وبذلك رفض أي دولة التدخل في الشأن االقتصادي اعتقادا منه أن تنافسية األسواق واليد‬
‫الخفية قادرة على تحقيق التوازن واالستقرار والمصلحة العامة‪.‬‬

‫ولقد جاءت أزمة الكساد العالمي لتثبت فشل رؤى آدم سميث وظاهرة اليد الخفية‪ ،‬وفي ضوء طروحات‬
‫االقتصادي كينز آن ذلك ط أر تغيير فكري وعملي على النظام الرأسمالي ‪ ،‬وتدخلت الدولة بقوة في الشأن‬
‫االقتصادي وقامت بما يلزم لتصويب وضع االقتصاد وتجاوز مشاكل الركود والبطالة‪ ،‬ومع بداية سنوات‬
‫السبعينات من القرن الماضي وبعد أن تربع على عرش المؤسسات المالية‪ ،‬جماعة يطلق عليهم الكالسيك‬
‫الجدد وبعد أن أحكم اليمين المحافظ قبضته على السياسات في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬طرأت تغييرات‬
‫هامة منها االرتداد الفكري بالنسبة لتدخل الدولة ‪ ،‬حيث تقلص دورها االقتصادي واالجتماعي والرقابي وبرز‬
‫إلى حيز الوجود مفهوم الخوصصة ‪ ،‬وهكذا عادت السيطرة والسلطة لدفة االقتصاد للملكية الخاصة والقطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫وفي تسعينيات القرن الماضي وبمساعدة مؤسسات عالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء‬
‫والتعمير ومنظمة التجارة العالمية ‪ ،‬الشركات متعددة الجنسيات ‪ ،‬ونتيجة لموجة االتصاالت شهد العالم موجة‬
‫أخرى من التغيير وظهور العولمة االقتصادية الحديثة ‪ ،‬حيث نجحت الرأسمالية في ربط كافة دول وشعوب‬
‫العالم بمصير الواليات المتحدة األمريكية وما ساهم في انتقال األزمة المالية العالمية لكافة الدول‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولهذا فاالنصهار االقتصادي والمالي وضع النظام االقتصادي أمام تحديات صعبة حيث نادت أغلبية‬
‫الجهات المختصة في الواليات المتحدة األمريكية بضرورة إجراء تغيرات حقيقية في النمودج االقتصادي‬
‫والسياسي القائم‪.‬‬

‫ج‪ .‬البعد الحضاري لألزمة‬

‫لقد أتبتث األزمة المالية التي شهدها العالم أن تحلل المعامالت المالية من القيم والمثل والسلوكيات السليمة ‪،‬‬
‫فضال عن غياب العدل والمصداقية هي نتاج الحضارة الغربية الحالية ومن مسببات األزمة المالية ‪ ،‬ومن هنا‬
‫نستذكر ما قاله جيمس آرثر ‪ " :‬إن الشيوعية واالشتيراكية ال يمكن أن تكون بديال عن الرأسمالية ألنها هي‬
‫نفسها قد فشلت‪ ،‬ولذلك مازالت الرأسمالية هي الخيار المتاح والعالم بحاجة إلى رأسمالية جديدة تدعى "‬
‫بالرأسمالية ذات الضمير " تؤكد على البعد األخالقي باعتباره أحد أسباب فشل الرأسمالية الحالية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب األزمة المالية وتداعياتها على االقتصاد العالمي‬

‫أوال ‪ /‬أسباب األزمة المالية العالمية‬

‫تشكل أزمة القروض الرهنية عالية المخاطرة آخر أزمة مالية عالمية يعرفها االقتصاد العالمي وهي تمثل جيال‬
‫جديدا من األزمات المالية تضافرت فيه أزمات األسواق المالية مع أزمات حركة رأس المال‪ ،‬انفجرت في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية تم امتدت لتشمل مجمل االقتصاديات العالمية‪ ،1‬ومن أبرز األسباب التي ساهمت‬
‫في ظهور هذه األزمة نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬سعر الفائدة وعالقته بأزمة الرهن العقاري‬


‫يعتبر تخفيض معدالت الفائدة من طرف مجلس االحتياطي الفيديرالي في الواليات المتحدة األمريكية بقيادة‬
‫رئيسه السابق "ألن جرينسباد" ‪ ،‬والتي أدت إلى انخفاض تكاليف االقتراض كما ساهمت بشكل كبير في تكون‬
‫ما يعرف فقاعة العقار في الواليات المتحدة األمريكية في بداية سنوات األلفينات‪ ،‬إضافة إلى ظهور األدوات‬
‫المالية الحديثة الناتجة عن الهندسة المالية والتي ساهمت بدورها في رفع مستويات مخاطر االقراض ورفع‬
‫‪2‬‬
‫حجم المخاطرة مقارنة بمستويات االيداع ورأس المال؛‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2101 ،‬ص ص ‪.311- 312‬‬
‫‪2‬‬
‫طرشي محمد‪ ،‬متطلبات تفعيل الرقابة المصرفية في ظل التحرير المالي والمصرفي – دراسة حالة الجزائر‪ ، -‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل‬
‫شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية تخصص‪ :‬مالية ونقود‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪،‬الشلف ‪ ، 2103-2102 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪111‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ففي بداية عام ‪ 0114‬كانت مختلف التوقعات تشير إلى وجود احتماالت كبيرة لحدوث ركود اقتصادي بعد‬
‫عشر سنوات من التوسع واالنتعاش نتيجة التراجع في ميدان التكنولوجيا‪ ،‬ففي سنة ‪ 0111‬وجدت كافة‬
‫القطاعات االقتصادية األمريكية أن لديها مخزونا من أجهزة االعالم اآللي الحديثة والتي تستطيع تغطية‬
‫حاجاتها لسنوات قادمة ‪ ،‬بدأت بتقليص انفاقها على تكنولوجيا المعلومات واالنترنت في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وما إن انفجرت فقاعة االنترنت حتى ظهرت فقاعة أخرى ترتبط بالقطاع العقاري حيث أخذت قيم‬
‫العقارات ترتفع وبالتالي أسهم الشركات العقارية المسجلة في البورصة باالرتفاع بصورة مستمرة وبعد أحداث‬
‫‪ 44‬سبتمبر ‪ 0114‬انخفض معدل نمو الناتج المحلي االجمالي من‪ % 3,7‬سنة ‪ 0111‬إلى ‪ 0,8%‬سنة‬
‫‪ ، 0114‬ونتيجة لتوقعات البنك الفيدرالي باحتمال حدوث كساد اقتصادي قام هذا األخير بتخفيض مؤشر‬
‫أسعار الفائدة بين البنوك سنة ‪ ، 0114‬لتسهيل اعتمادات البنوك ولتقوم هذه األخيرة بتقديم اعتمادات رخيصة‬
‫لزبائنها من مؤسسات وأفراد لتشجيع عجلتي االستهالك واالستثمار بغرض دعم النمو االقتصادي ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ 00‬ـــ ‪: 04‬يوضح تقلب سعر الفائدة المركزي في الواليات المتحدة األمريكية مابين (‪– 0220‬‬
‫‪)0228‬‬

‫سعر الفائدة المركزي‬ ‫التاريخ‬


‫سنة ‪:0220‬‬
‫‪6%‬‬ ‫‪ 10‬جانفي‬
‫‪5%‬‬ ‫‪ 01‬مارس‬
‫‪%1‬‬ ‫‪ 42‬ماي‬
‫‪%0‬‬ ‫‪ 40‬سبتمبر‬
‫‪1,75%‬‬ ‫‪ 44‬ديسمبر‬
‫‪1,25%‬‬ ‫‪ 12‬نوفمبر ‪0110‬‬
‫‪1,00%‬‬ ‫‪ 02‬جوان ‪0110‬‬
‫‪2,25%‬‬ ‫‪ 41‬ديسمبر ‪0111‬‬
‫‪4,25%‬‬ ‫‪ 41‬ديسمبر ‪0112‬‬
‫‪5,25%‬‬ ‫‪ 08‬جوان ‪0112‬‬
‫‪4,30%‬‬ ‫‪ 04‬أكتوبر ‪0110‬‬
‫المصدر‪ :‬طرشي محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬متطلبات تفعيل الرقابة المصرفية في ظل التحرير المالي والمصرفي – دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ، -‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية تخصص‪ :‬مالية ونقود‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي ‪،‬الشلف ‪ 0140-0140 ،‬ص ‪84‬‬

‫نتيجة النخفاض أسعار الفائدة المركزية من ‪ 6%‬إلى ‪ ، % 4‬أصبحت البنوك تقدم قروضا ميسرة للزبائن مع‬
‫شروط فائدة رخيصة لسنة وسنتين‪ ،‬كمحاولة من البنوك لتدعيم السوق العقارية التي تمثل ‪ % 44‬من الناتج‬
‫‪112‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المحلي االجمالي ‪ ،‬كما ازداد طلب الشركات العقارية على القروض المصرفية لكن سرعان ما رفع البنك‬
‫المركزي الفوائد من ‪ 1%‬إلى ‪ 2,25%‬سنة ‪ ، 0111‬وأصبح تسديد القروض مكلفا خاصة بالنسبة للشركات‬
‫العقارية التي استفادت من تسهيالت ائتمانية بمبالغ كبيرة‪.‬‬

‫والسبب الرئيسي الذي أدى إلى التأثير على تكلفة االقراض في الواليات المتحدة األمريكية هو اعتماد قروض‬
‫عقارية ذات أسعار فائدة متغيرة‪ ،‬وقد عمد الكثير من المتعاملين في السوق العقاري إلى إخفاء حقيقة ارتفاع‬
‫‪1‬‬
‫تكلفة القروض العقارية ذات الفائدة المتغيرة حيث أنه ‪:‬‬

‫‪ -‬أصبحت القروض بمعدل فائدة ثابت أقل شيوعا في سوق االقراض عالي المخاطر وأصبح هذا النوع‬
‫يستحوذ على األقل ‪ 20%‬من اجمالي عدد القروض عامي ‪ 0112‬و ‪0112‬؛‬
‫‪ -‬استحواذ قروض الهيبرد (قروض التي تحمل أسعار فائدة ثابتة في بداية عمل القرض ومن ثم يعاد تحديد‬
‫سعر الفائدة عليها وفقا لسعر مرجعي)؛‬
‫كما أنه وفقا لدراسة البروفيسور » ‪ « Taylor‬في سنة ‪ 0111‬عن مسببات األزمة المالية يقول أن تفسير‬
‫األزمة المالية تدهور النظام المالي األمريكي اليوم ال يعد مختلفا قبل مئات األعوام؛ حيث تبدأ المشكلة‬
‫بتراكمات هائلة (زيادة في كمية النقد) تؤدي إلى ازدهار ( ‪ ) Boom‬ليتبعه بال شك انهيار )‪ ،(Bust‬في‬
‫األزمة المالية األخيرة بدأت المشكلة في سوق العقار ‪ ،‬ثم امتدت إلى بقية أجزاء القطاع التمويلي في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية ثم بقية أجزاء العالم ‪.‬‬

‫‪ ‬ابتكار أدوات مالية جديدة غير خاضعة للضبط الدقيق‬


‫‪2‬‬
‫من أهم مظاهر هذه االبتكارات نذكر‪:‬‬

‫أ ‪ .‬المشتقات المالية ‪ :‬في هذا االطار البد من االشارة إلى كل من المشتقات المالية التي ساهمت بشكل‬
‫أساسي في تفاقم األزمة المالية‪ ،‬إذ تم استخدامها بغرض تحويل مخاطر األصول التمويلية مثل ‪ :‬السندات‬
‫العادية وسندات التوريق إلى أدوات قابلة للتسويق في سوق رأس المال‪ .‬وقد نمت األصول المالية بشكل كبير‬
‫منذ نهاية ‪ ، 0112‬حيث تضاعف اجمالي هذه األصول ليصل إلى حوالي ‪ 3,7‬مرات الناتج المحلي العالمي‬
‫بينما نمت المشتقات بضعف ما كانت عليه األصول المالية أي ما يعادل حوالي عشر مرات ضعف الناتج‬
‫‪1‬‬
‫وشاح رزاق‪ ،‬األزمة المالية الحالية‪ ،‬سلسلة أوراق عمل ‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط الكويت‪ ، 2111 ،‬ص ص ‪.21- 01‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين عبد المطلب األسرج ‪ ،‬األزمة االقتصادية العالمية وسياسات مواجهتها في الدول العربية ‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى العلمي الدولي حول‬
‫األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪ 20- 21 ،‬أكتوبر ‪ ، 2111‬ص ص ‪.01-1‬‬

‫‪113‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العالمي‪ ،‬مع أنه لم يتم استخدامها إال من فترة تقترب من ‪ 11‬عام ونظ ار ألن هذه األدوات الجديدة لم تكن‬
‫خاضعة ألي رقابة ‪ ،‬فقد زادت عمليات اصدارها تضخما في األصول التمويلية‪ ،‬وعندما تزعزعت المواقف‬
‫المالية للسندات الخاصة بالتمويل العقاري نتيجة النخفاض أسعار العقارات بدأت تفعيل الضمانات المقدمة‬
‫مقابل تلك المشتقات فحدث تدهور سريع في المواقف المالية ألغلب المؤسسات التمويلية وأشعلت األزمة‬
‫المالية ‪.‬‬

‫ب‪ .‬صناديق التحوط والمضاربات‬


‫هي عبارة عن ابتكارات مالية تمويلية حديثة إذ تعبر عن صناديق استثمار تقتصر عضويتها على عدد قليل‬
‫من المستثمرين وتسعى لتجنب الخسائر المحتملة بعدة وسائل منها ‪ :‬البيع على المكشوف "إعادة الشراء‬
‫والمستقبليات والخيارات" وعادة ما تقوم هذه الصناديق باالقتراض إلى جانب األموال األصلية بحيث تزيد من‬
‫حجم عملياتها أمال في تحقيق أكبر ربح ‪ ،‬هذا ما سببته من جفاف السيولة في الجهاز المصرفي وهي السبب‬
‫الرئيسي والمباشر في انفجار الفقاعة المتضخمة‪.‬‬

‫ج‪ .‬توريق أو تسنيد الديون العقارية‬

‫نتيجة االفراط في استخدام المشتقات المالية ‪ ،‬قامت البنوك والمؤسسات المالية االستثمارية في محاولة منها‬
‫للتخلص من القروض الرديئة بتحويلها إلى سندات وتسويقها إلى مؤسسات مالية أخرى بعروض وعوائد مغرية‬
‫‪،‬وقامت هذه األخيرة بدورها أيضا ببيع تلك السندات إلى بنوك وشركات استثمارية أخرى وهكذا توالت عمليات‬
‫البيع تلك مما أدى إلى تشابك اعمال تلك المؤسسات بحيث أن أي رهن أو تعثر يصيب أحدها سوف تنتقل‬
‫إلى المؤسسات األخرى‪،‬وتوريق الديون بالبيع أمر مألوف في االقتصاد التقليدي ومن ذلك حسم السندات‬
‫وسيرته بنوك الواليات المتحدة األمريكية في نهاية‬
‫والكمبياالت ‪ ،‬لكن توسع على الصعيد المالي الدولي ً‬
‫الثمانينات من القرن الماضي سمي بـ ـ "جنون الثمانينات" بسبب تكاليف البنوك على توريق ديونها‪ ،‬كما عرفت‬
‫عملية التوريق ديناميكية كبيرة ما بين ‪ 0112 – 0111‬خاصة على القروض والشكل الموالي يوضح لنا‬
‫‪1‬‬
‫عملية التوريق ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بوعشة مبارك ‪ ،‬األزمة المالية ‪ ،‬الجذور‪ ،‬األسباب واآلفاق‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى العلمي الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية‬
‫والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪ 20- 21 ،‬أكتوبر ‪ ، 2111‬ص ‪.2‬‬
‫‪114‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ــــ ‪ : 21‬مراحل عملية التوريق‬

‫مجموعة األصول‬ ‫شركة التقييم‬

‫أعلى تقييم‬

‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬
‫منشأ األصول‬ ‫المنشأة ذات الغرض‬ ‫المستثمرون‬
‫بيع األصول‬ ‫الخاص‬

‫المصدر ‪ :‬بوعشة مبارك ‪ ،‬األزمة المالية ‪ ،‬الجذور‪ ،‬األسباب واآلفاق‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى العلمي الدولي حول األزمة المالية‬
‫واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪ 20- 21 ،‬أكتوبر ‪ ،2111‬ص ‪.2‬‬

‫د ‪.‬مساهمة وكاالت التصنيف االئتماني العالمية في بروز األزمة المالية العالمية‬

‫‪1‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل‪:‬‬

‫استناد عمل التصنيف الذي تهيمن عليه وكاالت التصنيف االئتماني "موديز"و"ستاندرآند بورز" وفيش بدرجة‬
‫كبيرة على الرسوم التي يتقاضاها من الهيئات والشركات التي تبيع السندات مع حصول المستثمرين على‬
‫المعلومات ومن دون مقابل وفي أعقاب األزمة المالية العالمية بدأ التساؤل يطرح حول تضارب هذه‬
‫العالقة‪،‬وخالل الطفرة التي سبقت األزمة المالية المدعومة بالرهون العقارية األمريكية الخطرة ‪ ،‬من السندات‬
‫البسيطة المدعومة بالرهون إلى التزامات الدين المضمونة البالغة التعقيد ‪ ،‬كثي ار ما كانت تعطي تصنيفات‬
‫بدرجة ‪( "AAA‬أعلى تصنيف) ألعداد كبيرة من تلك االصدارات األمر الذي أشعل الطلب عليها وولد ايرادات‬
‫كبيرة لوكاالت التصنيف االئتماني الكبرى‪(.‬سيتم التطرق لها بالتفصيل خالل الفصل الثالت)‬

‫وحسب هيئة التحقيق في األزمة المالية التي تتولى التحقيق في أسباب األزمة المالية ‪ ،‬قامت وكالة "موديز"‬
‫لوحدها بتصنيف ما قيمته ‪ 1011‬مليار دوالر من األوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية ما بين عامي‬
‫‪ 0111‬و‪ ، 0110‬إضافة إلى قيامها بتصنيف ما قيمته ‪ 002‬مليار دوالر من التزامات الدين المضمونة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلعزوز بن علي‪ ،‬مداني أحمد ‪ ،‬ا لتصنيف االئتماني بين مسبب لألزمة المالية العالمية والبحث عن مخرج لها – دراسة وضعية وشرعية‪ ،-‬مداخلة‬
‫مقدمة للمؤتمر الدولي الرابع ‪ ،‬حول األزمة االقتصادية العالمية من منظور االقتصاد االسالمي‪،‬الكويت‪ 02 - 01 ،‬ديسمبر ‪ ، 2102‬ص ‪.01‬‬
‫‪115‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقال "فيل انجيليدس" ‪ ،‬رئيس هيئة التحقيق في األزمة المالية أن وكالة مودييز كانت مصنعا للتصنيفات‬
‫الممتازة أدى توسعها إلى أن يقفز سعر سهمها ستة أضعاف في الفترة من ‪ 0111‬إلى ‪ 0110‬وفي هذا‬
‫الصدد قال أن المستثمرين الذين اعتمدوا على التصنيفات الصادرة عن وكالة مودييز لم يحققوا درجة كبيرة‬
‫من النجاح‪.‬‬

‫لذلك تتجه أصابع االتهام بضراوة إلى وكاالت التصنيف االئتماني العالمية‪ ،‬حيث أثيرت الكثير من الشكوك‬
‫والمخاوف بشأن مدى مصداقية وشفافية تلك الوكاالت واإلجراءات التي تتبعها ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا‬
‫الحد فقط ‪ ،‬بل أن عددا من الخبراء االقتصاديين الذين وضعوا مؤسسات التصنيف ضمن أهم األسباب التي‬
‫أدت إلى حدوث األزمة المالية وفي نفس الوقت تعالت األصوات المطالبة بضرورة وجود هيئة رقابية لتقييم‬
‫وكاالت التصنيف االئتماني نفسها‪ ،‬بعد أن بات واضحا أن عملها يفتقر في كثير من الحاالت إلى الشفافية‬
‫وتزايدت هذه المطالب مع االتهامات التي وجهت لوكاالت محملة اياها جزءا من المسؤولية عن األزمة المالية‬
‫وتداعياتها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ‪.‬‬

‫وبالتالي ال يمكن اغفال الدور المحوري الذي لعبته وكاالت التصنيف االئتماني في تطوير سوق العمل‬
‫المنظم المدعوم باألصول والذي كان حاف از رئيسيا لبروز األزمة المالية العالمية وانتشارها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مساهمة وكاالت التصنيف االئتماني تعد من بين األسباب التي ساهمت في ظهور األزمة المالية‪:‬‬

‫‪ ‬المزيد من التصنيف االئتماني بأقل شفافية ومزيد من التعقيد نتيجة االعتماد الشديد من قبل المشاركين‬
‫في السوق على تصنيف هذه الوكاالت‪ ،‬كما يعود ذلك جزئيا إلى عروض الديون غير التقليدية في‬
‫السوق العالمية والتي تمت بشكل كبير في الفترة القصيرة ‪ ،‬وزيادة تدفق االيرادات والربحية بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ ‬فشل وكاالت التصنيف في التنبؤ الصحيح ‪ ،‬وقد دفع بالكثير إلى التخلف عن سداد الديون المركبة؛‬
‫‪ ‬اعتماد التصنيف االئتماني على بيانات عامة ومعلومات غير مدققة‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن وكاالت‬
‫التصنيف ليست ملزمة لتنفيذ العناية الواجبة لتقييم دقة المعلومات وغالبا ما تعتمد على الضمانات غير‬
‫الكافية من الجهات المصدرة؛‬

‫‪1‬‬
‫بلعزوز بن علي‪ ،‬مداني أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪116‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬انعدام الرقابة واإلشراف الكافي على المؤسسات المالية المتخصصة‬


‫وبالتحديد على شركات االستثمار في منح القروض واصدار السندات‪ ،‬ففي الوقت الذي تخضع فيه البنوك‬
‫التجارية إلى رقابة البنوك المركزية من حيث االلتزام بشروط المحافظة على مالءة رأس المال ‪ ،‬فإن شركات‬
‫االستثمار ال تخضع لمثل هذه الرقابة ‪ ،‬غياب سلطات الدولة الرقابية المتمثلة في بنك االحتياطي الفيدرالي‬
‫وو ازرة الخزانة والسلطات الرقابية ألسواق االوراق المالية األمريكية وعدم تدخلها في الوقت المناسب لعالج‬
‫أزمة الرهن العقاري فور تفجرها إثر إعالن حوالي ‪ 01‬شركة تمويل عقاري افالسها في فيفري ‪ ،0110‬نتيجة‬
‫عجز العمالء عن سداد أقساطهم المستحقة ألنها ببساطة جزء من األزمة نفسها‪ ،‬وهذا بسبب االنخفاضات‬
‫المتوالية في أسعار الفائدة على الدوالر التي تلتها خالل الفترة ما بين( ‪ ) 0112- 0111‬ستة زيادات متتالية‬
‫في سعر الفائدة مما أدى مباشرة إلى رفع عدد الديون على عمالء الرهن العقاري من الشعب األمريكي مما‬
‫‪1‬‬
‫تسبب في تعثرهم وزيادة حجم قروض الرهن العقاري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬تداعيات األزمة المالية العالمية على االقتصاد العالمي‬

‫أكدت العديد من المؤسسات المالية والدولية في مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ‪ ،‬على أن أزمة‬
‫االقتصاد األمريكي لن تنجو منها أي دولة من دول العالم ‪ ،‬وأنها ستطول اقتصاد جميع الدول ولكن بنسب‬
‫متفاوتة‪ ،‬وقد أظهرت تداعيات هذه األزمة على االقتصاد العالمي بوضوح خالل الفترات الموالية لها ‪ ،‬بشكل‬
‫‪2‬‬
‫يؤكد أنها تنتشر بشكل واسع وأبرز هذه التداعيات نجد‪:‬‬

‫‪ ‬تضرر القطاع المصرفي العالمي‬


‫تعد هذه األزمة من أخطر األزمات التي تعرض لها القطاع المصرفي‪ ،‬فقد أدت إلى خسائر ضخمة‬
‫وافالسات في العديد من البنوك حول العالم وخاصة في آسيا وأوروبا ‪ ،‬األمر الذي ساهم في انتشار‬
‫المخاوف بين البنوك من االقراض ‪ ،‬وتراجعت معدالت تقديم االئتمان في العديد من دول العالم‪ ،‬ما دفع‬
‫بالبنوك المركزية لضخ المزيد من األموال في أسواق رأس المال لتقليل حدة هذه األزمة‪ ،‬فنجد على سبيل‬
‫المثال أن بنك" سي تي جروب "‪ ،‬أكبر البنوك األمريكية من ناحية حجم األصول قد تراجعت أرباحه الصافية‬
‫بنحو ‪ % 21‬في الربع الثالث من عام ‪ 0110‬نتيجة الضطرابات الرهون العقارية‪ ،‬أما بنك "بي أن بي باريبا"‬

‫‪1‬‬
‫حسين بورغدة‪ ،‬األزمة المالية العالمية األسباب ‪ ،‬اآلثار والحلول المقترحة لمعالجتها‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن المؤتمر الدولي حول األزمة المالية‬
‫واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ 20 – 21 ،‬أكتوبر ‪ ،2111‬ص ‪01‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين عبد المطلب األسرج ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02- 01‬‬
‫‪117‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرنسي فقد أعلن عن تجميد استثمارات بقيمة ‪ 1,6‬مليار أورو أي ما يعادل ‪ 2,2‬مليار دوالر‪ ،‬عندما وجد‬
‫أن مخاطر االئتمان العقاري في الواليات المتحدة األمريكية عالية جدا‪ .‬من جهته أعلن بنك "يو‪.‬بي ‪.‬أس‬
‫السويسري" في الفاتح من أكتوبر من نفس السنة أن خسائره تراوحت ما بين ‪ 211‬و ‪ 111‬مليون فرنك بسبب‬
‫أزمة الرهن العقاري في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬

‫‪ ‬تراجع كبير في قيمة المحافظ والصناديق االستثمارية بسبب األزمة‬


‫نجد على سبيل المثال أن قيمة استثمارات بنك "بي أن بي باري با" الفرنسي في الصناديق قد انخفضت‬
‫بشكل ملحوظ من ‪ 2,075‬مليار دوالر في ‪ 00‬جويلية من سنة ‪ 0111‬إلى ‪ 1,5‬مليار دوالر في السابع أوت‬
‫من نفس السنة ‪.‬‬

‫‪ ‬تعرض سوق العمل إلى هزة‬


‫أدى تدهور الوضع المالي واإلداري للشركات إلى التخلي عن عدد كبير من موظفيها‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬
‫'شركة كنتري وايد فاينانشال'قد أعدت خطة لالستغناء عن ‪ 40‬ألف موظف من جراء انعكاسات األزمة‬
‫ووصل عدد الباحثين عن العمل في الواليات المتحدة األمريكية إلى ما يزيد عن ‪ 7%‬وهو أعلى معدل لم‬
‫يتحقق منذ سنة ‪.4801‬‬

‫‪ ‬انخفاض معدالت النمو االقتصادي العالمي‬


‫حيث ألقت األزمة المالية العالمية مجموعة من االختالالت على آفاق النمو في البلدان النامية‪ ،‬إذ انكمش‬
‫حجم التجارة العالمية للمرة األولى منذ عام ‪ 4810‬خالل تلك الفترة ‪ ،‬كما أدى التباطؤ الحاد في االقتصاد‬
‫العالمي إلى تراجع أسعار السلع األولية ‪،‬مما تسبب في إنتهاء فترة من االنتعاش التاريخي امتدت على ‪2‬‬
‫سنوات‪ ،‬فوفقا لتقرير اآلفاق االقتصادية العالمية ‪ 0118‬الصادر عن البنك الدولي ‪ ،‬فإن االقتصاد العالمي‬
‫مر في تلك الفترة التي تلت األزمة بمرحلة انتقالية طويلة من النمو القوي الذي قادته البلدان النامية إلى حالة‬
‫بالغة من عدم اليقين والغموض من جراء اآلثار الشديدة التي ألحقتها األزمة المالية في البلدان المتقدمة‬
‫باألسواق العالمية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬عدم االستقرار والتذبذب في األسواق المالية العالمية‬


‫أدت هذه األزمة إلى إيجاد نوع من عدم االستقرار والتذبذب في األسواق المالية العالمية‪ ،‬والى وجود حالة من‬
‫الخوف الشديد في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل االقتصاد واالستثمار‪ ،‬دفعت بالكثيرين منهم إلى عدم‬
‫الرغبة في تحمل المخاطر والبحث عن استثمارات آمنة في قطاعات أخرى ‪ ،‬بل ودفعت البعض منهم إلى‬
‫المطالبة بعالوات عن المخاطر تفوق ما تقدمه الحكومات ‪ ،‬عالوة على ما أحاط بعمليات االندماج وغموض‬
‫حيال الصفقات المتضمنة مبالغ جديدة من أدوات الدين‪.‬‬

‫‪ ‬دخول العالم في ركود اقتصادي عميق‬


‫ساهمت هذه األزمة في حدوث ركود اقتصادي عالمي عميق‪ ،‬ولهذا األخير أثر كبير وسريع على األداء‬
‫االقتصادي فيما بين البلدان عالية الدخل ‪ ،‬فحتى منتصف سنة ‪ 0111‬أدى استمرار النمو القوي لصادرات‬
‫المنتجات الرأسمالية والمنتجات العالية التقنية إلى التعويض الجزئي عن تباطؤ الطلب المحلي في بلدان‬
‫منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي حيث أتاح ذلك النمو االستثمارات التي شكلت ركيزة النمو‬
‫السريع في البلدان النامية ‪ ،‬غير أنه ومع ظهور األزمة المالية انعكست تلك األوضاع ‪ ،‬إذ أخذ انهيار‬
‫صادرات البلدان العالية الدخل يعزز انكماش الطلب المحلي في تلك البلدان‪ ،‬فالصالت العالمية الوثيقة بين‬
‫تجارة منتجات الصناعات التحويلية واإلنفاق االستثماري الالزم لمساندة النشاط االقتصادي تحولت في فترة‬
‫األزمة إلى حلقة مفرغة ومن بينها نجد اليابان ‪ ،‬إذ انخفض حجم صادراتها في ‪ 0118‬بواقع ‪ 40%‬عن‬
‫السنة السابقة وبلغ حجم االنكماش في الصين ‪ %01‬وفي سنغافورة ‪ %02‬في سنة ‪ ،0118‬إذن تباطأ نمو‬
‫اقتصاديات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يتناسب مع تباطؤ نمو اقتصاديات البلدان عالية الدخل ‪،‬‬
‫فهذا التزامن الشديد في االنخفاض ال يمكن تبريره بالصالت التجارية فقط ولكنه يبين أن االقتصاديات‬
‫المحلية في البلدان النامية تأثرت على نحو مباشر باألزمة المالية ‪ ،‬فتوقف تدفقات رأس المال وانعكاس‬
‫اتجاهها ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلليات المنتهجة والمعايير الموضوعة للحفاظ على استقرار النظام المالي والمصرفي‬
‫العالمي‬

‫أوال‪ /‬االستقرار المالي والمصرفي العالمي‬

‫ال يزال العالم المعاصر يشهد العديد من التقلبات واالضطرابات المالية ‪ ،‬المالحظ أن هذه األخيرة أخذت‬
‫تتوالى بالخصوص منذ بداية موجة التحرير المالي في سنوات الثمانينات ‪ ،‬عاكسة بذلك تطور تدفق رؤوس‬
‫األموال ‪ ،‬فكما ساهمت حرية رؤوس األموال في زيادة كفاءة استخدام مخزون االدخار العالمي‪ ،‬من جهة‬
‫أخرى ساهمت في تزايد حدوث األزمات المالية ‪ ،‬حيث تقاسمت األزمات األخيرة (األزمة المالية المكسيكية‬
‫‪ ، 4881‬األزمة المالية اآلسيوية ‪ ، 4880‬األزمة االقتصادية والمالية األرجنتينية ‪ )0114‬خاصية مشتركة‬
‫وهي ارتباطها جميعا بأزمة العملة‪ ،1‬في حين نتجت األزمة المالية العالمية التي ظهرت في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية عن عدة عوامل ‪ ،‬سواء تلك المتعلقة باالبتكارات المالية (خاصة التوريق)‪ ،‬اتساع حركة التحرير‬
‫المالي والمصرفي ‪ ،‬و غياب الضبط واالشراف على األنظمة المصرفية ‪،‬هذا ما أثر على األوضاع‬
‫االقتصادية ألغلب الدول وما طرح ضرورة وضع معايير ومبادئ دولية موحدة إليجاد نظام مالي متوازن ؛‬

‫ثانيا‪ /‬المعايير والمبادئ الدولية الموحدة لتحقيق توازن النظام المالي‬

‫‪2‬‬
‫ويمكن حصر هذه المعايير فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الحد من اإلفراط في المداينات وبيع الديون وتوريقها والتصرف فيها؛‬


‫‪ ‬العمل على إحداث توازن بين الصيغ القائمة على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة وصيغ التمويل‬
‫المبني على الدين غير المرتبط بنمو الثروة؛‬
‫‪ ‬بناء نظام نقدي وايجاد وسائل للدفع أكثر عدال واستق اررا؛‬
‫‪ ‬استخدام آلية معدل الربح بدال عن آلية سعر الفائدة ؛‬
‫‪ ‬تطوير أدوات وصيغ فعالة وعادلة إلدارة المخاطر وتوزيعها ال المتاجرة بها ورهنها؛‬
‫‪ ‬بناء نظام مالي ومصرفي أكثر كفاءة وعدال واستق ار ار ومرتبط باالقتصاد الحقيقي؛‬
‫‪ ‬إيجاد آليات عادلة لضمان الحقوق المالية للمقترضين مع عدم الحاق الضرر بالدائنيين؛‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪212‬‬
‫‪2‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬زهير غراية‪ ،‬مقررات بازل ‪ 3‬ودورها في تحقيق مبادئ الحوكمة وتعزيز االستقرار المالي والمصرفي العالمي ‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫والمالية‪ ،‬العدد ‪ ، 2101 ، 11‬ص ‪. 003‬‬
‫‪120‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تصحيح دور األسواق المالية ووضع ضوابط محددة لترشيد سلوكيات المتعاملين فيها؛‬
‫‪ ‬الحوكمة والشفافية في نشاط المؤسسات المالية وعالقتها باألطراف ذات العالقة ؛‬
‫‪ ‬تفعيل دور الدولة ومختلف الهيئات المسؤولة عن الرقابة واالشراف‪ ،‬في رعاية النظام النقدي والمالي‬
‫والرقابة على المعامالت واألسواق لتحقيق النمو والتوازن‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الرقابة المصرفية وتنظيمها في إطار لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‬

‫باعتبار النظام المصرفي جزء من النظام المالي ‪ ،‬فإن استق ارره مرتبط باستقرار هذا األخير وفي هذا المجال‬
‫نجد أن لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬بذلت عدة جهود سواء من خالل اتفاقياتها المعدلة والمبادئ‬
‫األساسية الالزم توفرها بهدف تطبيق الرقابة الفعالة والقواعد االحت ارزية ومنهجيات التقييم التي تساعد في‬
‫تطبيقها ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الرقابة المصرفية والجهات المسؤولة عن تطبيقها‬

‫أوال ‪ /‬ماهية لجنة بازل للرقابة المصرفية‬

‫‪ ‬تعريف لجنة بازل للرقابة المصرفية‬


‫إدراكا من الدول الصناعية الكبرى بأهمية وخطورة القطاع المالي ‪ ،‬وخاصة البنوك ‪ ،‬فقد حرصت الدول‬
‫العشر (بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬المملكة المتحدة(بريطانيا)‪،‬‬
‫والواليات المتحدة األمريكية) على تشكيل لجنة في إطار بنك التسويات الدولية للرقابة على البنوك مع نهاية‬
‫‪ ، 4801‬وهي لجنة استشارية ال تستند إلى أية اتفاقية دولية وانما أنشأت بمقتضى قرار من محافظي البنوك‬
‫المركزية للدول الصناعية ‪ ،‬وتجتمع هذه اللجنة أربع مرات سنويا وبمساعدة عدد من فرق العمل والفنيين‬
‫لدراسة مختلف جوانب الرقابة على البنوك‪ ،‬لذلك فإن ق اررات أو توصيات هذه اللجنة ال تتمتع بأية صفة‬
‫قانونية أو إلزامية‪ ،‬رغم أنها أصبحت مع مرور الوقت ذات قيمة فعلية كبيرة‪ ،‬وتتضمن ق اررات وتوصيات‬
‫اللجنة وضع المبادئ األساسية والمعايير المناسبة للرقابة المصرفية مع اإلشارة إلى نماذج الممارسات البنكية‬
‫الجيدة في مختلف البلدان بغرض تحفيز الدول على اتباع تلك المبادئ والمعايير لالستفادة منها ‪ ،‬فتجاهل‬
‫القواعد والمعايير الدولية في المعامالت االقتصادية والمالية قد يترتب عليه صعوبة التعامل مع أطراف دولية‬
‫عديدة يتطلب خضوعها لمستوى معين من المهنية ‪ ،‬كما قد يصعب معه على الدولة التي ال تراعي هذه‬
‫القواعد والمعايير الدخول في بعض األسواق أو االقتراض من األسواق المالية واضطرارها االقتراض بأسعار‬
‫مرتفعة‪ .‬كذلك قد تلجأ بعض المنظمات الدولية ‪ ،‬فضال عن بعض الدول إلى ربط مساعداتها للدول األخرى‬
‫بمدى احترامها لهذه القواعد والمعايير الدولية‪ ،‬حيث تتضمن برامج االصالح المالي للصندوق والبنك الدوليين‬
‫– في كثير من األحوال – شروطا بإلزام الدول بإتباع القواعد والمعايير الدولية في مجال الرقابة على البنوك‬

‫‪122‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وغيرها من قواعد ومعايير اإلدارة السليمة‪ ،‬بالقواعد والمعايير التي تصدرها لجنة بازل ‪ ،‬ادراكا منها بأن‬
‫سالمة القطاع المصرفي تتوقف على حسن مواجهة المخاطر التي تتعرض لها البنوك ‪ ،‬بإصدار اتفاقية‬
‫كفاية رأس المال في عام ‪ ، 4811‬محددة بذلك نسبة ‪ 8%‬كحد أدنى لكفاية رأس المال بغرض مواجهة‬
‫مخاطر االئتمان في البنوك‪ ،‬كانت الدول الصناعية من األوائل التي بدأت االمتثال إلى هذه القواعد ثم أخذت‬
‫تطبقها دول أخرى خارج الدول الصناعية‪.‬‬

‫وجدت هذه اللجنة أنه من الضروري وضع حدود دنيا لكفاية رأس المال وقدر أن مواجهة المخاطر المصرفية‬
‫يتطلب مجموعة من القواعد والمبادئ في تنفيذ الرقابة على البنوك فقامت بإصدار المبادئ األساسية للرقابة‬
‫المصرفية عام ‪ 4880‬واتبعتها في سنة ‪ 4888‬بوضع منهجية للتأكد من تطبيق هذه المبادئ ‪ ،‬وفي سنوات‬
‫التسعينات ومع ظهور األزمة اآلسيوية (‪ )4880‬ظهرت الحاجة إلى إعادة النظر في اتفاقية بازل لكفاية رأس‬
‫المال ‪ ،‬وأن األمر يتطلب االلمام بمختلف المخاطر المصرفية ومواجهتها لضمان االستقرار المالي العالمي‬
‫‪1‬‬
‫وهكذا توالت اتفاقيات بازل الثانية والثالثة(والتي سنتطرق لها بالتفصيل في الفصل الثالث)‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف لجنة بازل للرقابة المصرفية‬


‫تتجسد األهداف الرئيسية لهذه اللجنة في تعزيز استقرار النظام المصرفي الدولي ‪ ،‬من خالل توحيد التنظيم‬
‫على المستوى العالمي وخلق بيئة تنافسية ‪ ،‬في هذا المجال ‪ ،‬برزت أعمال لجنة بازل الدولية اتجاه المجتمع‬
‫المصرفي العالمي بمقترحات يمكن أن يقال عنها معايير دولية ‪ ،‬إن لم تكن ملزمة قانونيا أو تنظيميا إال من‬
‫ناحية القيم ة األدبية المعنوية التي تحظى بها هذه الهيئة‪ ،‬بحيث تصبو من خالل أعمالها لترقية الممارسات‬
‫البنكية إزاء المخاطر‪ ،‬حماية حقوق المودعين وتحقيق االستقرار المصرفي وتطهيرها من المنافسة غير‬
‫‪2‬‬
‫الشريفة الناتجة عن فوارق االشراف على البنوك بين الدول ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويمكن تلخيص أهم األهداف المنطوية تحت لجنة بزل للرقابة المصرفية في ‪:‬‬

‫‪ -‬وضع حد أدنى لكفاية رأس المال ؛‬


‫‪ -‬تسهيل عملية تبادل المعلومات الخاصة بأساليب الرقابة ؛‬

‫‪1‬‬
‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ‪ ،‬المالمح األساسية التفاقية بازل ‪ ، 2112 ،II‬ص ‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫ذهبي ريمة ‪ ،‬االستقرار المالي النظامي ‪ ،‬بناء مؤشر تجميع ي للنظام المالي الجزائري للفترة ‪ ، 8022 – 8003‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل‬
‫شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ، 2103- 2102 ، 2‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫دريس رشيد‪ ،‬بحري سفيان ‪ ،‬مقررات لجنة بازل والنظم االحترازية في الجزائر ‪ ،‬متاح على الموقع ‪ ،https://elbassair.net :‬تاريخ زيارة‬
‫الموقع‪ 01 :‬جوان ‪ ، 2101‬على ‪.11:11 :‬‬
‫‪123‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق عدالة تنافسية بين البنوك ؛‬


‫‪ -‬تحقيق االستقرار في النظام المصرفي العالمي من خالل التقليل من حجم المديونية ؛‬
‫‪ -‬الرقابة المجمعة على كافة الوحدات المصرفية وفقا للتطورات االقتصادية العالمية في ظل حركة رؤوس‬
‫األموال الكبيرة والتقليل من المخاطر المصرفية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬مفهوم الرقابة المصرفية والجهات المسؤولة عنها‬

‫‪ ‬مفهوم الرقابة المصرفية‬


‫تجدر بنا االشارة إلى المفهوم اإلداري لوظيفة الرقابة حيث يعرفها "هيكس وجوليت " ‪ :‬بأنها العملية التي‬
‫يمكن أن ترى بها اإلدارة أن ما يحدث هو ما كان ينبغي أن يحدث ‪ ،‬وان لم يكن كذلك فمن الضروري القيام‬
‫بعدة تصحيحات‪ ،‬وهي أيضا العملية االدارية الفرعية التي بموجبها يتم التأكد من تلك المطابقة فمن‬
‫‪1‬‬
‫الضروري أن تمارس العملية الرقابية منذ اللحظة األولى للتنفيذ وتستمر أثناءه وما بعد انتهائه‪.‬‬

‫التعريف المتداول والذي حظي باإلجماع هو تعريف"فايول" للرقابة على أنها ‪:‬‬

‫التحقق ما إذا كان كل شيء يحدث وفقا للخطة المستخدمة وللتعليمات الصادرة وللمبادئ التي تم اعدادها ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومن أهدافها هو توضيح نقاط الضعف واألخطاء بغرض منع تكرارها‪.‬‬

‫غير أننا سنركز على الرقابة المصرفية وأهم التعاريف الواردة في هذا المجال ‪.‬‬

‫نظ ار للتطور المستمر في عملية الرقابة المصرفية حظي هذا الموضوع باهتمام عدد معتبر من الباحثين‪ ،‬فقد‬
‫عرفها البعض بأنها ‪ ":‬مجوعة من القواعد واإلجراءات واألساليب التي تسير عليها أو تتخذها السلطات‬
‫النقدية والبنوك المركزية بهدف الحفاظ على سالمة المراكز المالية للبنوك توصال إلى تكوين جهاز مصرفي‬
‫سليم وقادر على أن يسهم في التنمية االقتصادية ‪ ،‬والمحافظة على حقوق المودعين وعلى قدرة السلطات‬
‫‪3‬‬
‫الرقابة والثقة بأدائها"‬

‫من خالل ما سبق ذكره يمكننا إعطاء تعريف شامل للرقابة المصرفية على أنها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بريش عبد القادر ‪ ،‬زهير غراية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫ريمة ذهبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪21، 22‬‬
‫‪3‬‬
‫إيهاب غازي زيدان ‪ ،‬مدى تطبيق معايير بازل ‪ II‬على قطاع المصارف الخاصة في سوريا ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم المالية‬
‫والمصرفية ‪ ،‬جامعة دمشق‪ ، 2101- 2111 ،‬ص ص ‪22-20‬‬
‫‪124‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫" مجوعة من األساليب واإلجراءات التي تنتهجها السلطات الرقابية واإلشرافية (البنك المركزي) للحفاظ على‬
‫سالمة نشاط البنوك و تقييم أدائها ‪ ،‬من خالل الزامها بتطبيق هذه اإلجراءات التي تمكنها من تفادي‬
‫التعرض للمخاطر واألزمات وتجنب االختالالت الناشئة عن ذلك ‪ ،‬للحفاظ على استقرار النظام المصرفي‬
‫وزيادة الثقة بين المودعين والبنوك"‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف تطبيق الرقابة المصرفية والجهات المسؤولة عن تطبيقها‬

‫أوال ‪ /‬أهداف الرقابة المصرفية‬

‫الهد ف من الرقابة في المجال المصرفي هو خلق بيئة مصرفية ومالية مواتية ‪ ،‬تمكن المؤسسات المالية التي‬
‫تباشر أعماال مصرفية من تحقيق أهدافها وأهداف المتعاملين معها‪ ،‬وفي ذات الوقت تحقيق األهداف‬
‫االقتصادية الكلية ‪ ،1‬ومن أهم أولويات معايير الرقابة المصرفية هو تحقيق‪:‬‬

‫‪ ‬تعزيز أمن وسالمة البنوك والنظام المالي العالمي‪ :‬يوجد مجموعة من المبادئ التي تحدد استقرار‬
‫‪2‬‬
‫النظام المالي العالمي والتي نلخصها كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬الظروف االقتصادية الكلية ‪ :‬فلتحقيق االستقرار المالي يتطلب وضع وتعزيز سياسات اقتصادية كلية‬
‫وهيكلية مناسبة ‪ ،‬وذلك لكون أن مؤسسات االقراض تتأثر بالتغيرات الحاصلة في محيط االقتصاد الكلي‬
‫الدي تمارس فيه نشاطاتها ‪ ،‬إضافة إلى نوعية محافظها االستثمارية ومستويات مراكزها المالية وأموالها‬
‫الخاصة مرتبطة بوضعية قروضها ‪ ،‬هذه األخيرة تتحدد وفقا لألوضاع والظروف االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬االطار الداخلي لتس يير المؤسسات المالية واألسواق لحماية االستقرار المالي ‪ ،‬يستوجب اقامة نظام‬
‫مالي يتوفر فيه إطار تأسيسي ورقابي مكتمل ‪ ،‬بحيث البد من أن تكون كل من نوعية طرق وأدوات إدارة‬
‫المخاطر في المؤسسات المكونة أو الناشطة في هذا النظام موضوعة من طرف هياكله التأسيسية‬
‫وانطالقا من إطاره الرقابي‪.‬‬
‫‪ -‬فعالية االطار الرقابي واالحترازي الذي تخضع له المؤسسات المالية وأنظمة الدفع من خالل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد علي يوسف أحمد ‪ ،‬دور السلطات الرقابية في الرقابة على المؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬مؤتمر الخدمات المالية االسالمية الثاني ‪ ،‬طرابلس ‪،‬‬
‫ليبيا ‪ ، 2101 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫لمزيد من المعلومات أنظر في ‪:‬‬
‫‪Agence Monétaire de l’Afrique de l’Ouest (AMAO),Stabilité Financière et supervision bancaire au sein de la‬‬
‫‪CEDEAO,Frétown,Novembre ,2009 , pp 3-4‬‬
‫‪125‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬حماية حقوق المودعين ومختلف األطراف المتعاملين ‪ ،‬بتوفير استقرار النظام المالي والمصرفي وزيادة‬
‫الثقة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير إطار مناسب يتولى دعم البنوك ‪ ،‬فبإطالع البنك المركزي على المعلومات الخاصة بالبنوك‬
‫الناشطة بالتدقيق ووضع للتشريعات والقوانين والتعليمات المنظمة لنشاطاتها‪ ،‬تمكنه من امتالك قاعدة‬
‫معلومات مصرفية شاملة لجميع البنوك العاملة في الجهاز المصرفي وبالتالي يستطيع تجنب عدة‬
‫أزمات قد تحصل أو تعثرات‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز دور البنك المركزي من خالل اسناد مهمة االشراف والرقابة المصرفية لجهاز مستقل ‪ ،‬إذ أن ذلك‬
‫يعتبر ضروريا للتأكد من احترام وامتثال وتطبيق البنوك الناشطة ضمن جهازه المصرفي لتعليماته ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في توفير مستوى عال من الشفافية‪ ،‬الرقابة الفعالة والمضبطة تجنب البنوك التعرض‬
‫لمخاطر التعثر وتحسن من أدائها من خالل التقليل من ظاهرة تباين المعلومات ونقص الشفافية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬الجهات المسؤولة عن تطبيق الرقابة المصرفية‬

‫في هذا المجال تختلف تصنيفات الجهات المسؤولة عنها وفقا لطبيعة الظروف المتعلقة باالقتصاد ودرجة‬
‫حرية حركة رؤوس األموال في األسواق ‪ ،‬باإلضافة العتبارات إدارية وغيرها فهناك من يرى بأن البنك‬
‫المركزي له المسؤولية التامة في الرقابة واإلشراف عن البنوك ‪ ،‬بينما يجد البعض اآلخر امكانية قيام جهات‬
‫رقابية أخرى ( عامة أو خاصة ) باإلشراف على البنوك بهدف اتاحة المجال للبنك المركزي للقيام بوظيفته‬
‫األساسية أال وهي رسم وتنفيذ السياسة النقدية ‪.‬‬

‫تنادي المجموعة الثالثة بضرورة وجود تعاون وثيق بين كل من البنوك المركزية المحلية والهيئات الرقابية‬
‫استنادا إلى التداخل بين وظيفة الرقابة المصرفية ووضع السياسة النقدية التي يجب أن تتوافق بدرجة كبيرة مع‬
‫‪1‬‬
‫السياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ذهبي ريمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪126‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‬

‫أوال ‪/‬أهمية المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة‬

‫تمثل المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة الحدود الدنيا الفعلية لتنظيم عمل البنوك واألنظمة البنكية‬
‫والرقابة عليها بشكل احترازي وسليم ‪ ،‬فقد أصدرت لجنة بازل المبادئ األساسية للرقابة المصرفية أول مرة‬
‫عام ‪ ، 1997‬حيث اتخذت منها الدول مؤش ار للحكم على جودة أنظمتها الرقابية وتحديد احتياجاتها المستقبلية‬
‫بهدف االرتقاء بممارسات الرقابة السليمة‪.‬‬

‫كما يستخدم كال من صندوق النقد والبنك الدوليين هذه المبادئ في سياق برنامج تقييم القطاع المالي‪ ،‬للحكم‬
‫فعالية األنظمة ودرجة االلتزام بمعايير الرقابة المصرفية‪.‬‬

‫لإلشارة عدلت هذه المبادئ سنة ‪ 0112‬من طرف لجنة بازل ‪ ،‬بالتعاون مع العديد من السلطات الرقابية‬
‫خاصة بعد األزمة المالية العالمية ‪ ،‬في إطار تعزيز ممارستها الرقابية ‪ ،‬وأرسلت تقريرها إلى المجموعة‬
‫العشرين في أكتوبر ‪ ، 0141‬وفي مارس ‪ 0144‬قامت بتعديل المبادئ األساسية وتحديثها آخذة بعين‬
‫االعتبار التطورات الهامة التي طرأت على األسواق المالية العالمية منذ أكتوبر ‪، 0112‬فقد سعت من خالل‬
‫هذا التعديل إلى تحقيق التوازن المناسب بين الحاجة لتحسين الرقابة من جهة ‪ ،‬المحافظة على مرونة‬
‫المبادئ األساسية وقابليتها للتطبيق عالميا من جهة أخرى‪ ،‬فضال عن تعزيز مفهوم التناسبية من خالل‬
‫السماح بإجراء عمليات التقييم لقياس مدى االلتزام بالمبادئ‪.‬‬

‫من خالل المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة تم دمج هذه المبادئ مع منهجية التقييم ‪ ،‬منهجية التقييم‬
‫الخاصة بالمبادئ األساسية تم إعدادها سنة ‪ 1997‬ألول مرة ‪ ،‬ثم عدلت الحقا بغرض توفير المزيد من‬
‫التفاصيل والتوجيهات عن معايير التقييم وااللتزام بالمبادئ األساسية ‪ ،‬ساهمت هذه المنهجية بدرجة كبيرة في‬
‫مساعدة الدول على تقييم أنظمتها الرقابية ‪ ،‬تحديد احتياجات التطوير والنقائص التي تشوب أنظمتها الرقابية‪،‬‬
‫لذلك نجد مضمون المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة األخيرة المعدلة ‪ ،‬يسعى إلى الحفاظ على‬
‫االستم اررية وقابلية المقارنة قدر االمكان‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا ‪ /‬مضمون المبادئ األساسية للرقابة المصرفية الفعالة المعدلة‬

‫نظمت مجموعة من المبادئ التي بلغ عددها ‪ 08‬مبدءا أساسيا ‪ ،‬في إطار منطقي ‪ ،‬بدءا من الصالحيات‬
‫والمسؤوليات والمهام الرقابية ‪ ،‬انتقاال إلى التوقعات الرقابية للبنوك والتأكيد على أهمية الحوكمة وادارة‬
‫المخاطر ‪،‬وقد تم تصنيف هذه المبادئ التي تضمن العمل الرقابي بكفاءة إلى مجموعتين المجموعة األولى‬
‫(المبادئ من ‪ 4‬إلى ‪ )40‬والتي تركز على صالحيات السلطات الرقابية و مسؤولياتها‪ ،‬في حين تركز‬
‫المجموعة الثانية (المبادئ من ‪ 41‬إلى ‪ )08‬على األنظمة والمتطلبات االحت ارزية للبنوك ‪ ،‬كما تم تقسيم‬
‫المبدأ األول األصلي إلى ثالثة مبادئ واضافة مبدءان جديدان يتعلقان بحوكمة الشركات واإلفصاح‬
‫‪1‬‬
‫والشفافية‪.‬‬

‫المجموعة األولى ‪ :‬صالحيات السلطات الرقابية مسؤولياتها ومهامها‬

‫‪ ‬المبدأ األول ‪ :‬المسؤليات واألهداف والصالحيات‬


‫يتميز نظام الرقابة المصرفية الفعال بمسؤوليات وأهداف واضحة‪ ،‬خاص بكل سلطة تتولى الرقابة على‬
‫البنوك وهذا ما يستلزم توفر إطار قانوني مالئم محدد لكل سلطة صالحياتها الالزمة لترخيص البنوك واتخاذ‬
‫االجراءات الالزمة‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثاني‪ :‬االستقاللية ‪ ،‬المساءلة وتوفر الموارد والحماية القانونية للمراقبين‬


‫إذ يتوفر لدى السلطة الرقابية استقاللية تشغيلية واجراءات شفافة ‪ ،‬حوكمة سليمة تخضع للمساءلة عن تنفيذ‬
‫مهامها وطريقة استخدام الموارد‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثالث ‪ :‬التعاون والتنسيق‬


‫يتوفر من خالل التشريعات والقوانين في إطار عمل للتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية والرقابية األجنبية‬
‫المختصة بالرقابة المصرفية‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الرابع‪ :‬األنشطة المسموح بها‬


‫من خالل تحديد المؤسسات المرخص لها والخاضعة لرقابتها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لمزيد من ال تفصيل أنظر في ‪ :‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬الترجمة العربية للمبادئ األساسية للرقابة‬
‫المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬سبتمبر ‪ ، 2102‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪2102 ،‬‬
‫‪128‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬المبدأ الخامس ‪ :‬معايير الترخيص‬


‫من خالل منح تراخيص للبنوك ‪،‬تحديد المعايير بقبول منح التراخيص أو رفضها‪ ،‬إذ تتكون إجراءات‬
‫التراخيص من تقييم هيكل الملكية والحوكمة (بما فيه مالئمة وأهلية أعضاء مجلس اإلدارة واإلدارة العليا)‬
‫للبنك ومجموعته ‪ ،‬الخطط اإلستراتيجية والتشغيلية ن ضوابط الرقابة الداخلية ‪ ،‬إدارة المخاطر لديه والوضع‬
‫المالي المتوقع وغيرها من الضوابط التي يجب توفرها‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ السادس ‪ :‬نقل ملكية كبيرة‬


‫تتمتع السلطة الرقابية بصالحية مراجعة أو رفض وفرض شروط احت ارزية ‪ ،‬ألي طلب لنقل ملكية كبيرة أو‬
‫للسيطرة على حصص أغلبية‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ السابع ‪ :‬االستحواذات الكبرى‬


‫كذلك تتمتع السلطة الرقابية بصالحية الموافقة أو الرفض أو فرض شروط احت ارزية على عمليات االستحواذ‬
‫أو االستثمارات الكبرى من طرف البنوك‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثامن ‪:‬أساليب الرقابة‬


‫يتطلب النظام الفعال للرقابة المصرفية ‪ ،‬من السلطة الرقابية أن تطور وتتابع تقييم مستقبلي لحجم المخاطر‬
‫فضال عن أن يتوفر لديها عمل مالئم للتدخل المبكر لمعالجة هذه المخاطر بما في ذلك وضع خطط‬
‫مالئمة‪ ،‬بالتعاون مع السلطات األخرى المعنية ‪ ،‬كذلك اتخاذ اجراءات التصفية للبنوك بطريقة منظمة عندما‬
‫يتعذر استمرار عملها‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ التاسع ‪ :‬أدوات وآليات المراقبة‬


‫تستخدم السلطة الرقابية مجموعة مناسبة من األدوات واآلليات لتطبيق االجراءات الرقابية ‪،‬واستخدام الموارد‬
‫الرقابية بشكل أمثل ومناسب‪ ،‬آخذا بعين االعتبار طبيعة المخاطر لدى البنوك واألهمية النظامية لهذه‬
‫البنوك‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ العاشر ‪ :‬التقارير الرقابية‬


‫تقوم السلطات الرقابية بتجميع ومراجعة وتحليل التقارير االحت ارزية والنتائج االحصائية من البنوك بشكل منفرد‬
‫لكل بنك ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬المبدأ الحادي عشر‪ :‬الصالحيات التصحيحية والجزئية للسلطات الرقابية‬


‫تقوم السلطة الرقابية في مرحلة مبكرة ‪ ،‬بمواجهة الممارسات أو األنشطة غير السليمة التي قد تتعرض لها‬
‫البنوك أو النظام البنكي من خالل األدوات الرقابية الكافية التخاذ ما تراه مناسب من اإلجراءات التصحيحية‬
‫في الوقت المناسب بما فيها إلغاء الترخيص البنكي‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثاني عشر ‪ :‬الرقابة المجمعة‬


‫من األساليب الرئيسية في الرقابة المصرفية نجد الرقابة على المجموعة المصرفية على أساس مجتمع ‪،‬‬
‫والقيام بالمراقبة الالزمة لهذه الرقابة المجمعة وتطبيق المعايير االحت ارزية ‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثالث عشر ‪ :‬العالقات بين السلطتين الرقابيتين األم والسلطة الرقابية المستضيفة‬
‫بحيث تقوم السلطتين المذكورتين للمجموعات المصرفية عبر الحدود‪ ،‬بتبادل المعلومات والتعاون من أجل‬
‫الرقابة الفعالة على المجموعة وكياناتها ‪ ،‬كما تطلب السلطات الرقابية من البنوك األجنبية لديها ممارسة‬
‫عملياتها المحلية حسب المعايير المطلوبة نفسها من البنوك المحلية‪.‬‬

‫المجموعة الثانية ‪ :‬األنظمة والمتطلبات االحترازية‬

‫‪ ‬المبدأ الرابع عشر ‪ :‬حوكمة الشركات‬


‫تفرض السلطة الرقابية أن يتوفر لدى البنوك والمجموعات البنكية ‪ ،‬سياسات وعمليات منضبطة وشاملة‬
‫للحوكمة كالتوجه االستراتيجي ‪ ،‬الهيكل التنظيمي ‪ ،‬منظومة الرقابة ومسؤوليات مجالس ادارة البنوك‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الخامس عشر ‪ :‬عملية إدارة المخاطر‪:‬‬


‫تفرض السلطة الرقابية أن يكون لدى البنوك عملية شاملة إلدارة المخاطر تحدد وتقيس وتتابع كافة المخاطر‬
‫واإلبالغ عنها والسيطرة عليها أو الحد منها في الوقت المناسب‪ .‬كما تشمل تقييم مدى كفاية رأس مال البنوك‬
‫وسيولتها‪ ،‬وذلك مقارنة مع حجم مخاطرها وأوضاع السوق واالقتصاد‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ السادس عشر ‪ :‬كفاية رأس المال‬


‫تضع السلطة الرقابية متطلبات احت ارزية ومناسبة لكفاية رأس المال ‪ ،‬تعكس المخاطر التي يتحملها البنك‪،‬أو‬
‫تمثلها وفقا ألوضاع السوق وأوضاع االقتصاد المتواجد فيه ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬المبدأ السابع عشر ‪ :‬مخاطر االئتمان‬


‫تتأكد السلطة الرقابية أن يكون لدى البنوك اجراءات مالئمة إلدارة مخاطر االئتمان ‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار‬
‫درجة التقليل من المخاطر لدى البنوك من خالل سياسات احت ارزية تحدد مخاطر االئتمان ‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثامن عشر‪ :‬أصول بشأنها مالحظات ‪ ،‬المخصصات واالحتياطات‬


‫تتأكد السلطة الرقابية أن يتوفر لدى البنك سياسات واجراءات مالئمة من أجل تحديد وادارة األصول التي‬
‫بشأنها مالحظات بصورة مبكرة‪ ،‬ومن أجل االحتفاظ بالمخصصات و االحتياطات الكافية لمواجهتها‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ التاسع ‪ :‬مخاطر التركز وحدود التعرضات الكبيرة‬


‫يتوفر لدى السلطات الرقابية سياسات واجراءات الزمة لتحديد وقياس وتقييم ومراقبة مخاطر التركز للسيطرة‬
‫عليها ووضع حدود احت ارزية للتعرض لها‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ العشرون ‪ :‬العمليات مع أطراف ذات صلة‬


‫في هذا االطار يستوجب على السلطة الرقابية أن تحرص على تنفيذ البنوك لعملياتها مع األطراف ذات‬
‫الصلة بنفس درجة المساواة مع العمالء اآلخرين وتحرص على مراقبة هذه العمليات واتخاذ االجراءات‬
‫المناسبة‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الحادي والعشرون ‪ :‬مخاطر البلدان والتحويل‬


‫تتأكد السلطة الرقابية من أن يكون لدى البنوك سياسات واجراءات مالئمة في أنشطتها اإلقراضية‬
‫واالستثمارية لتحديد مخاطر البلدان والتحويل‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثاني و العشرون ‪ :‬مخاطر السوق‬


‫تعمل السلطة الرقابية على التحقق من أن يكون لدى البنك اجراءات مالئمة إلدارة مخاطر السوق مع األخذ‬
‫بعين االعتبار درجة تقبل المخاطر لدى هذه البنوك ‪ ،‬طبيعة المخاطر وأوضاع السوق ومخاطر التدهور‬
‫الكبير في سيولة السوق‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثالث والعشرون ‪ :‬مخاطر اسعار الفائدة في سجالت البنك‬


‫بحيث تتحقق السلطة الرقابية أن يكون لدى البنك أنظمة مالئمة لتحديد مخاطر أسعار الفائدة في سجالت‬
‫كل بنك‪ ،‬وقياسها وتقييمها و مراقبتها واإلبالغ عنها والسيطرة عليها أوالحد من تفاقمها في الوقت المناسب‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬المبدأ الرابع و العشرون ‪ :‬مخاطر السيولة‬


‫تضع السلطة الرقابية متطلبات احت ارزية مناسبة للسيولة ( يمكن أن تشمل على متطلبات كمية أو نوعية أو‬
‫كليهما معا) تعكس احتياجات البنك من السيولة وتتأكد السلطة الرقابية أن لدى البنك استيراتيجية تمكن من‬
‫إدارة سليمة لمخاطر السيولة‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الخامس والعشرون ‪ :‬المخاطر التشغيلية‬


‫التحقق من وجود إطار عمل مناسب إلدارة المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ السادس و العشرون ‪ :‬التدقيق والرقابة الداخلية‬


‫تعمل السلطة الرقابية على البحث عن ما إذا كان لدى البنوك أطر عمل مناسبة للرقابة الداخلية ‪ ،‬بغية‬
‫ارساء والحفاظ على منظومة تشغيلية قابلة للضبط ‪ ،‬وقد تشمل هذه األطر كل من ترتيبات واضحة لتفويض‬
‫السلطات والصالحيات‪ ،‬فصل الوظائف التي تفرض التزامات على البنك والمحافظة على سالمة القيود‬
‫المحاسبية حول موجوداته ومطلوباته‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ السابع والعشرون ‪ :‬التقارير المالية والتدقيق الخارجي‬


‫تتأكد السلطات الرقابية في هذا المجال من احتفاظ البنوك والمجموعات البنكية بسجالت محاسبية كافية ‪،‬‬
‫وأن إعداد القوائم المالية تم طبقا للسياسات والممارسات المحاسبية المتعارف عليها دوليا‪ ،‬ونشر سنوي‬
‫للبيانات والمعلومات التي تعكس وضعها وأداءها المالي بصورة عادلة متضمنة رأي مدقق حسابات خارجي‬
‫مستقل‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ الثامن والعشرون‪:‬االفصاح والشفافية‬


‫تلزم السلطة الرقابية البنوك بنشر المعلومات بشكل منتظم على أساس مجمع إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك‬
‫وعلى أساس منفصل يمكن االطالع عليه بسهولة ‪ ،‬بشكل يعكس الوضع المالي لهذه البنوك وأداءها وحجم‬
‫تعرضها للمخاطر‪.‬‬

‫‪ ‬المبدأ التاسع والعشرون ‪ :‬إساءة استخدام األدوات المالية‬


‫من خالل تأكد السلطة الرقابية من وجود إجراءات مناسبة تتضمن قواعد صارمة متعلقة بالعناية الواجبة‬
‫لحماية العمالء ‪ ،‬تعزز تطبيق معايير مهنية وأخالقية عالية المستوى في القطاع المالي‪ ،‬من شأنها تجنب أي‬
‫سوء استخدام أو تسجيل خلل في التعامالت المالية ‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الشكل ‪ 20‬ــــــ ‪ : 21‬منجهية تقييم المبادئ األساسية الفعالة للرقابة المصرفية وفقا للجنة بازل الدولية‬

‫منجهية تقييم المبادئ األساسية الفعالة للرقابة المصرفية‬


‫وفقا للجنة بازل الدولية‬

‫استعماالت منهجية التقييم‬

‫التقييم الذاتي من‬ ‫تقييم البنك‬


‫طرف سلطات الرقابة‬ ‫وصندوق النقد‬
‫المصرفية‬

‫نوعية الرقابة‬ ‫مراقبة عمل األطراف‬


‫البنكية‬ ‫الخارجية كالمستشارين‬
‫البنكيين‬

‫ضمان الموضوعية الكاملة‬

‫المصدر من إعداد الباحثة باالعتماد على‪:‬‬

‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬الترجمة العربية للمبادئ األساسية للرقابة المصرفية‬
‫الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬سبتمبر ‪ ، 0140‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬صندوق النقد‬
‫العربي‪.0141،‬‬

‫‪133‬‬
‫واقع المعايير الدولية للرقابة المصرفية في ظل التحوالت المالية العالمية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫نتيجة لحركة لتحرير التجارة العالمية بكل جوانبها التي شهدها العالم‪ ،‬نتجت ظاهرة العولمة الهادفة إلى تحقيق‬
‫التعاون االقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم‪ ،‬خاصة العولمة االقتصادية باعتبارها أحد أهم المعالم‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبما أن النشاط المصرفي هو ج أز من العولمة االقتصادي كانت من أهم انعكاسات هذه األخيرة‬
‫على أعمال البنوك هو ظهور كيانات بنكية جديدة واعادة هيكلة الخدمات المصرفية واالتجاه في التعامل إلى‬
‫المشتقات المالية وغيرها ‪ ،‬كذلك أسهم التحرير المالي بإعطاء نوع من االستقاللية للمؤسسات البنكية وخلق‬
‫مؤسسات ذات كفاءةعالية وقدرة تنافسية‪.‬‬

‫كانت لهذه التغيرات آثار ايجابية كاالنفتاح المالي واالقتصادي ‪ ،‬غير أنها قد أسهمت في حدوث أزمات مالية‬
‫ومصرفية ‪ ،‬كانت آخرها عام ‪ 0111‬التي هزت استقرار النظام المالي العالمي بأسره والتي عرفت بأزمة‬
‫الرهن العقاري والتي كان من أهم أسباب حدوثها تغير أسعار الفائدة في الواليات المتحدة األمريكية وصعوبة‬
‫ضبط األدوات المالية الجديدة واتساع ظاهرة التوريق ووكاالت التنقيط االئتمانية‪ ،‬حيث أسهمت هذه األزمة‬
‫في إظهار مواطن الثغور بصفة خاصة على مستوى أنظمة الرقابة االحت ارزية وأساليب الرقابة المصرفية‬
‫المنتهجة خالل تلك الفترة ‪ ،‬األمر الذي دفع بلجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية على اعتبا ار أن استقرار‬
‫النظام المالي والمصرفي العالمي يعتبر من ضمن أولويات مهامها إلى وضع وصياغة أساليب الرقابة‬
‫المصرفية الفعالة ومنهجية تقييمها بما يتماشى ومتطلبات أوضاع النظام المالي والمصرفي العالمي‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفـــــــصل الثـــالــــث‬

‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا‬


‫التفاقيات لجنة بازل‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‬

‫تطورت مناهج ونماذج قياس المخاطر المالية بشكل كبير ومتصاعد خالل الفترة األخيرة ‪ ،‬و يعود ذلك إلى‬
‫ظهور العديد من المبادئ التوجيهية والحركية الحاصلة في اإلطار الرقابي المصرفي على المستوى الدولي ‪.‬‬

‫من خالل هذا الفصل سنتطرق لمراحل تنامي المخاطر البنكية والعوامل المساهمة في ظهور اتفاقية بازل‬
‫األولى‪ ،‬وجوانب القصور المسجلة في هذه االتفاقية التي أدت إلى ظهور اتفاقية بازل الثانية والثالثة خاصة‬
‫التعديالت التي مست أساليب إدارة المخاطر االئتمانية ‪ ،‬تعتبر المقاربات القائمة على أساس التقييم الداخلي‬
‫من بين أهم الجوانب المبتكرة التفاقية بازل الثانية في مجال إدارة المخاطر االئتمانية‪ ،‬إن المنهج القائم على‬
‫التقييم الداخلي يغطي عددا واسعا من محافظ القروض ويتطلب استخدام طرقا احصائية لتحديد متطلبات رأس‬
‫المال مختلفة قليال وذلك باختالف أنواع التعرضات والتقنيات المستخدمة للتخفيف من حدتها ‪ ،‬اضافة إلى‬
‫األطر الرقابية الموصى بتطبيقها للتحكم في مخاطر السيولة على مستوى البنوك‪ ،‬ولعدم تمكن هذه األخيرة‬
‫من مواجهة صدمات األزمة المالية نتيجة القصور المسجل على مستوى األطر الرقابية واالحت ارزية التي‬
‫كانت تنشط ضمنها البنوك‪ ،‬ظهرت اتفاقية بازل الثالثة لتصحيح هذه االختالالت وبشكل خاص مخاطر‬
‫السيولة ‪ ،‬حيث أضافت معيارين للسيولة من شأنهما رصد احتياجات البنوك من السيولة على المدى القصير‬
‫والطويل وأيضا شجعت البنوك على اللجوء أكثر إلى تقييماتها الداخلية في تحديد المخاطر االئتمانية والحد‬
‫من االعتماد على وكاالت التصنيف الخارجية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تنامي المخاطر البنكية وظهور إتفاقية بازل األولى‬


‫تختص السلطات الوصية بتنظيم مجموعة األنشطة البنكية من خالل قيامها بوضع والتأكد من تطبيق وتنفيذ‬
‫تعليمات وتوجيهات سلطة الرقابة المصرفية ‪ ،‬فلهذه السلطات دو ار أساسيا في تعزيز األمان واستقرار النظام‬
‫المالي والمصرفي العالمي باصدارها لمعايير رقابية احت ارزية تطبق على مستوى البنوك العاملة ضمن األنظمة‬
‫المالية العالمية‪ ،‬واتخاذها الجراءات رقابية وقائية ترمي إلى تجنب أي أزمات في المستقبل‪.‬‬
‫إن المتطلع على التطورات والتغيرات الحاصلة على مستوى معايير الرقابة المصرفية الدولية ‪ ،‬يتضح له جيدا‬
‫أن إصالحات لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية جاءت كنتيجة للمتطلبات التي فرضتها الوقائع االقتصادية‬
‫ومظاهر العولمة وما شهده النظام المالي من أزمات سواء أكانت مالية أو بنكية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬دوافع التنظيم البنكي"‪"la réglementation bancaire‬‬

‫أوال ‪ /‬الحاجة إلى وضع أنظمة وقواعد لتسيير العمل المصرفي‬

‫الهدف األساسي من التنظيم البنكي هو ضمان توفر رأس مال كاف لدى البنوك لتغطية المخاطر التي قد‬
‫تتعرض لها ‪ .‬إال أن هذا ال يلغي تماما خطر تعرض البنوك لالفالس‪ ،‬وفي هذا اإلطار قامت سلطات‬
‫الرقابة المصرفية الدولية ببذل أقصى جهودها من أجل تقليص احتمال التعثر البنكي إلى أقصى حد ممكن‪،‬‬
‫من أجل خلق محيط اقتصادي مستقر يتميز بدرجة عالية من الثقة بين األفراد والمؤسسات في النظام البنكي‪.‬‬

‫في البداية تبين أنه بالرغم من عدم إعطاء أهمية للتنظيم البنكي والتركيز عليه وحتى في ظل غيابه‪ ،‬تمكنت‬
‫البنوك من تسيير مخاطرها بفعالية من خالل احتفاظها بمستوى كاف من رأس المال بالنظر لمستوى‬
‫المخاطر‪ ،‬غير أن التجارب التاريخية بينت العكس ‪ ،‬إذ ساهمت عملية التنظيم البنكي بصفة واسعة في‬
‫رسملة البنوك من خالل تحفيز البنوك على وضع أساليب وطرق إلدارة وتسيير حذر للمخاطر‪.‬‬

‫بوضع حكومات الدول لنظم تأمين الودائع البنكية والتي تنطوي على مخاطر متصاعدة هذا ما ينقص ويحد‬
‫من اقبال الم ودعين‪ ،‬وجود مثل هذا النظام ساهم في انخفاض وتقلص انضباطية المودعين اتجاه البنوك ‪،‬‬
‫ألن هذه األخيرة بإمكانها القيام بعمليات عالية المخاطرة بدون المساس في ودائع الزبائن‪ ،‬في هذا الصدد‬
‫ترغب أغلبية المنظومات الحكومية في إقامة وخلق نظام تأمين على الودائع ( ‪système d’assurance des‬‬

‫‪137‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ ) dépôts‬يشجع المخاطرة العالية للبنوك وهو ما يستدعي تدعيم وتكملة هذا النظام بلوائح تنظيمية وقانونية‬
‫‪1‬‬
‫من شأنها تنظيم األموال الخاصة للبنوك‪.‬‬

‫ثانيا ‪/‬التنظيم البنكي قبل سنة ‪0088‬‬

‫كان التنظيم البنكي قبل سنة ‪ 4811‬في العديد من الدول يتعلق بوضع حد أدنى لرأس المال ومعدالت‬
‫خاصة‪ ،‬في حين إختلف انتشار ظاهرة التنظيم البنكي من دولة إلى أخرى ‪ ،‬نتيجة المنافسة الشديدة التي‬
‫عرفتها البنوك في مختلف الدول ‪ ،‬استفادت تلك البنوك التي كانت تنشط في دول يضعف أو يقل فيها‬
‫انتشار القواعد االحت ارزية البنكية من امتيازات أكثر من نظيراتها الناشطة في دول ذات تنظيم احترازي بنكي‬
‫قوي‪ ،‬إضافة إلى ان الحجم الكبير للقروض الممنوحة للدول النامية كالمكسيك ‪ ،‬الب ارزيل واألرجنتين ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المحاسبة االبداعية للبنوك (‪ )comptabilité creative des banques‬هذا ما شكك في مصداقية‬
‫القواعد التنظيمية لرؤوس أموال البنوك المعمول بها‪.‬‬

‫صعوبة أخرى ناتجة عن تعقد العمليات التي تقوم بها البنوك‪ ،‬إذ أن النمو المتسارع ألسواق المشتقات المالية‪،‬‬
‫كعقود مبادالت أسعار الفائدة وخيارات الصرف ساهمت في تصاعد مخاطر القروض لدى البنوك؛‬

‫وقد استنتج المنظمون أن إجمالي األصول ال يمكن أن يستخدم كمؤشر ذو موثوقية للداللة على المخاطر‬
‫االجمالية المصرفية ‪ ،‬لذللك برزت الحاجة إلى ظهور مقاربة أكثر تطو ار من أجل وضع مستويات دنيا‬
‫لمعدالت رؤوس األموال الخاصة بالبنوك‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد قامت سلطات الرقابة االحت ارزية (بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا ‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان ‪،‬‬
‫لوكسمبورغ‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويس ار ‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬الواليات المتحدة االمريكية) بإقامة لجنة بازل للرقابة‬
‫البنكية‪2،‬والتي تقوم باالجتماع بصفة دورية ومنتظمة في مدينة سويس ار على مستوى بنك التسويات الدولية ‪،‬‬
‫وتجسدت النتيجة األولى واألساسية لهذه االجتماعات في وثيقة معنونة بـ ـ ـ "التقارب الدولي للقياس ومعايير‬
‫‪3‬‬
‫رأس المال" أو اتفاقية بنك التسويات الدولية ‪ "4811‬أو بكل بساطة اتفاقية بازل األولى‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪John Hull, Christophe Godlewski, Maxim Merli, Gestion des risques et institutions financières, 2‬‬ ‫‪édition,‬‬
‫‪Pearson Education , 2007, p 233‬‬
‫‪2‬‬
‫سبق التطرق لها في الفصل الثاني من الدراسة‬
‫‪3‬‬
‫‪John Hull, Christophe Godlewski,Maxime Merli,op-cit , pp 234-235.‬‬
‫‪138‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ثالثا ‪/‬االتفاقية األولى للجنة بازل لسنة ‪ 0088‬ومساهمتها في تغطية مخاطر العمل البنكي‬

‫‪1‬ــــ بروز إتفاقية بازل األولى‬

‫عملت لجنة بازل للرقابة المصرفية لعدة سنوات قبل نشرها تقريرها النهائي في جويلية‪ ،4811‬وقد عقد‬
‫محافظو البنوك المركزية لمجموعة العشر اجتماعهم في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 4810‬في مدينة بازل للنظر في‬
‫ال تقرير األول الذي رفعته اللجنة لهم‪ ،‬والذي استهدف تحقيق التوافق في األنظمة والممارسات الرقابية الوطنية‬
‫قيما يتعلق بقياس كفاية رأس المال ومعاييرها وهذا بالنسبة للبنوك التي تمارس األعمال الدولية‪ ،1‬فهو يعبر‬
‫عن رغبة السلطات الرقابية الدولية على ازالة الفوارق التي ميزت العمل البنكي في تلك الفترة وشكل عائقا‬
‫‪2‬‬
‫أمام البنوك من المنافسة على المستوى الدولي؛‬

‫وقد أقر المحافظون التقرير المذكور‪ ،‬وتم توجيهها لنشر وتوزيع ذلك التقرير على االتحادات المصرفية الدولية‬
‫وذلك خالل مدة ستة أشهر على سبيل اإلستشارة‪ ،‬وللتعرف على آرائها بشأن توصيات اللجنة‪ ،‬وقد أنجزت‬
‫اللجنة تقريرها النهائي بعد دراسة ما ورد إليها من آراء وتوصيات‪ ،‬وقدمته في جويلية ‪ 4811‬حيث أقر من‬
‫قبل مجلس المحافظين باسم اتفاق بازل؛‬

‫يجب اإلشارة في البدء أن اتفاقية بازل األولى استهدفت بالدرجة األولى كبريات البنوك العالمية‪ ،‬كما أن‬
‫تطبيق مبادئها يقع تحت مسؤولية السلطات الوطنية‪ ،‬فاللجنة ليس لها صفة االلزام لتطبيق ما جاءت به‬
‫(اللجنة ال تملك سلطات الزامية للدول‪ ،‬ونتائجها ال تحمل أي قوة رسمية أو قانونية)؛‬

‫اتفاقية بنك التسويات الدولية لسنة ‪ 4811‬كانت من بين أولى المبادرات الهادفة لوضع معايير دولية لكفاية‬
‫رأس المال المتناسبة مع المخاطر‪ ،‬هذا االتفاق تم انتقاده بصفة واسعة نتيجة لبساطته ومشاكل التحكيم التي‬
‫يتضمنها‪،‬في المقابل نجد أن لهذا االتفاق أهمية كونه يشكل مرحلة أولية في نمو الموارد البنكية ‪ ،‬وأيضا‬
‫وضع منهج لتسيير وادارة المخاطر البنكية‪ ،‬من خالل هذا االتفاق تم وضع ما يعرف بـ ـ ـ "معيار كوك "‬
‫‪ 3 "ratio de cook‬أو نسبة المالءة‪.‬‬

‫إذ يتعين على كافة البنوك العاملة على المستوى الدولي االلتزام بنسبة ‪ %1‬كحد أدنى لنسبة أموالها الخاصة‬
‫إلى األصول المرجحة بأوزان حسب درجة مخاطر االئتمان‪.‬على ضوء هذا المعيار من المتعارف عليه أن‬

‫‪1‬‬
‫بلعزوز بن علي ‪ ،‬قندوز عبد الكريم ‪ ،‬حبار عبد الرزاق ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪210- 211‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Richard Bruyère, Les produits dérivés de crédit,Economica, Paris ,2009,P 20‬‬
‫‪3‬‬
‫‪John Hull,Op-cit ,p235‬‬
‫‪139‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫تقييم مالءة البنوك في مجال المعامالت الدولية يرتبط بمدى استيفائها للحد األدنى ‪ ،‬وتحسب نسبة المالءة‬
‫‪1‬‬
‫لبازل ‪ I‬كما يلي ‪:‬‬

‫‪%8‬‬ ‫≥‬ ‫األموال الخاصة الرقابية‬ ‫نسبة مالءة البنك (نسبة كوك)=‬
‫األصول المرجحة بمخاطر االئتمان‬

‫حيث ‪:‬‬

‫‪ ‬المتغير التابع يمثل درجة المالءة التي يحققها البنك من خالل التوظيف الحسن ألمواله في أصول‬
‫تدر له عوائد صافية مجزية عن خسائر المخاطر المرافقة لدخوله في هذه األنشطة؛‬
‫‪ ‬المتغيرات المستقلة تتمثل في االلتزامات القصيرة والطويلة االجل على المقام وفي البسط الموارد‬
‫المالية المستخدمة في هذه األصول المتداولة والثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬إليجاد التوازن بين درجة المالءة ومخاطر االئتمان المصاحبة لهذه األصول‪ ،‬يتطلب استيفاء العتبة‬
‫‪ %1‬المطابقة لألموال الخاصة المطلوبة كحد أدنى لتحقيق هذا الغرض ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 0‬ــــ تأثير معيار كوك على نشاط واستيراتيجية البنوك‬

‫بصرف النظر عن اإلطار التقني واالحترازي لمعيار كوك‪ ،‬إتضح أن هذا المعيار له تأثيرات ذات أهمية على‬
‫التسيير االستيراتيجي للبنك وخصوصا على االستيراتيجية التجارية والمالية‪ ،‬فعلى مستوى االستيراتيجية‬
‫التجارية للبنك يؤثر معيار كوك على سياسة التسعير وتطور محفظة المنتجات واألنشطة وتطور محفظة‬
‫الزبائن وعلى التوزيع الجغرافي لألنشطة‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال للبنك ثالث امكانيات في طريقة تسعير منتجاته إذ بامكانه إدماج تكلفة األموال الذاتية‬
‫لكوك في سعر المنتجات (مع األخذ بعين االعتبار للوضعية التجارية للبنك في السوق المصرفي ووضعيته‬
‫المالية)أو في هامش الربح (في هذه الحالة يتحمل البنك كليا هذه التكلفة مما قد ينقص من هامش الربح‪،‬‬
‫ويمكنه التعويض بالبحث عن الحجم) أو في االثنين معا (أي مناصفة)‪ ،‬من جانب آخر قد تفرض تكلفة‬
‫كوك على البنك تفضيل المنتجات األقل استهالكا لألموال الذاتية عن غيرها كعمليات التوظيف واالستشارات‬

‫‪1‬‬
‫محمد زرقون‪ ،‬حمزة طيبي‪ ،‬نحو اصالح المنظومة المصرفية الجزائرية وفق معايير لجنة بازل ‪ ، II‬مداخلة مقدمة ضمن ملتقى إصالح النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 02 – 00 ،‬مارس ‪ ،2112‬ص ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪211- 212‬‬

‫‪140‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫والمنتجات ذات الترجيح األقل (أقل أو يساوي ‪ ) 50%‬مثل القروض العقارية والقروض االيجارية‪ ،‬حيث أن‬
‫معيار كوك يدفع البنوك إلى التعامل مع الزبائن األقل ترجيحا للمخاطر‪.‬‬

‫مما سبق قد يكون لمعيار كوك بعض التوجهات االستيراتيجية في محفظة أنشطة البنك‪ ،‬والتي من بينها تأخذ‬
‫طابع منتوج‪/‬زبون‪ ،‬فلو أخذنا مثال خدمة االستشارة المالية (ترجيح ‪ )0%‬لعميل ينتمي لمنظمة ‪OCDE‬‬
‫(ترجيح‪ )0%‬يكون الخطر مساو للصفر على مرتين‪ ،‬في مقابل منح قرض غير عقاري (ترجيح ‪) 100%‬‬
‫فيتحمل البنك لتكلفة مضاعفة (مرتين ) فيما يخص تكلفة األموال الذاتية لكوك‪.‬‬

‫أما من الجانب المالي فمعيار كوك له كذلك تأثير على البنك في هذا الجانب ‪ ،‬مما يفرض على البنك‬
‫بتسيير أمواله الذات ية والمخاطر المرجحة (أي طرفي معادلة كوك) في اتجاه رفع األولى وتخفيض الثانية‬
‫وحتى يتمكن البنك من رفع حجم أمواله الذاتية عليه اللجوء إلى ‪:‬‬

‫‪ ‬الرفع من حجم رأس المال‪ ،‬غير أن هذه الخطوة صعبة التحقيق حيث يجب أن يتمتع البنك بثقة كبيرة‬
‫لدى المستثمرين حتى يمكنهم المساهمة في هذه العملية؛‬
‫‪ ‬الرفع من حجم االحتياطات ‪ ،‬وهي الخطوة الثانية التي يمكن البنك القيام بها ‪ ،‬وهي بدورها تتوقف على‬
‫النتائج المحققة وعلى سياسة توزيع األرباح على المساهمين المتبعة‪ ،‬حيث كلما تحسنت مردودية البنك‬
‫أمكنه ذلك رفع حجم احتياطاته ومنه الرفع من حجم أمواله الذاتية؛‬
‫‪ ‬تحصيل فوائض القيمة من خالل التخلي عن بعض األصول الثابتة في إطار قرض اإليجار؛‬
‫‪ ‬أخذ مساهمات في بعض المؤسسات ‪ ،‬على أن تكون هذه المؤسسات تحوز على أموال ذاتية كبيرة يمكن‬
‫للبنك من خاللها الرفع من حجم أمواله الذاتية (األموال الذاتية للمؤسسات المساهم فيها تدعم ميزانية‬
‫البنك دون أن يرتفع حجم المخاطر المرجحة)‪.‬‬
‫‪ 0‬ـــ تنامي المخاطر االئتمانية في سنوات ‪ 0082‬واتفاق بازل ‪ I‬لسنة ‪0088‬‬

‫مخاطر االئتمان (القرض ) أو خطر عدم الدفع يعد من أقدم المخاطر التي تواجهها البنوك وهو المحور‬
‫األساسي الذي تركز عليه بغية الحد منه‪ ،‬ويمكن تعريفه على أنه المخاطر تسجل كنتاج للخسائر المتتالية‬
‫للعميل بفعل تعثر (العميل) وعجزه عن سداد التزاماته وبصفة عامة تشمل هذه المخاطر كل من مخاطر‬
‫التعثر (عجز العميل سداد التزاماته)‪،‬عدم التغطية الجيدة للدين و التدهور في نوعية الدين بالنظر إلى تدهور‬
‫الوضعية المالية للعميل ‪ ،‬فخالل سنوات الثمانينات تصاعدت هذه المخاطر نتيجة بروز العديد من العوامل‪:‬‬

‫االرتفاع المتزايد لحاالت افالس المؤسسات بعد الصدمات البترولية (صدمتين بتروليتين)؛‬
‫‪141‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫االنخفاض القوي لقيم أصول المؤسسات نتيجة ارتفاع معدالت الفائدة االسمية والحقيقية ؛‬
‫تزايد مخاطر الدول وأزمة الديون للدول السائرة في طريق النمو ؛‬
‫نتيجة تصاعد مخاطر االئتمان ‪ ،‬بدأ يتسم النظامان البنكي والمالي بالهشاشة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ظهور‬
‫حاالت من العسر وافالس العديد من البنوك الكبرى (كونتينتال الينوا ‪ ، 4811)Continental Illinois‬وبنوك‬
‫تيسانس (‪ ) Banque texanes‬بداية من سنة ‪ ، 4812‬إضافة إلى العديد من األزمات المالية (انهيار‬
‫البورصة ‪ ، 4810‬وأزمات المضاربة في سوق الصرف)‪ ،‬هذا الضعف كان نتيجة ضعف رأس مال البنوك ‪،‬‬
‫خاصة البنوك الدولية الكبرى األكثر اندماجا في العمليات التي تتضمن درجات عالية من المخاطر‪ .‬إضافة‬
‫إلى انه تحت تأثير غياب القيود والضوابط التنظيمية في المجال المالي وزيادة المنافسة بين البنوك‪ ،‬أدى إلى‬
‫تآكل هوامش أرباح هذه األخيرة ‪ ،‬وهذا ما ساهم بصفة أوتوماتيكية في ضعف مستوى كفاية رؤوس األموال‬
‫الخاصة للبنوك‪.‬‬

‫كرد فعل على األحداث والتهديدات التي طالت باستقرار النظام البنكي‪ ،‬جاء اقتراح لجنة بازل للرقابة‬
‫المصرفية باتفاق لتحديد معدل أدنى لكفاية رأس المال للبنوك الدولية‪ .‬وفي هذا الصدد ظهر اتفاق لجنة بازل‬
‫سنة ‪ ، 4811‬الذي أدخل متطلبات رقابية جديدة فيما يتعلق برأس مال البنوك المعروف بمعدل كوك لرأس‬
‫المال ‪ ،‬اتبعت مرحلة إزالة القيود المالية الهادفة إلى لزيادة من كفاءة األسواق البنكية والمالية بنجاح عملية أو‬
‫مرحلة إعادة التنظيم المالي (‪ ) ré-réglementation‬التي كان من بين أهم توجهاتها وأهدافها زيادة‬
‫‪1‬‬
‫مستويات االمان في البنوك واستقرار النظام المالي ككل ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إتفاقية بازل األولى وتغطية المخاطر اإلئتمانية‬

‫أوال ‪/‬العناصر المكونة لألموال الخاصة وفقا التفاق بازل األول‬

‫‪ -4‬النواة المتعلقة باألموال الخاصة (رأس المال األساسي)‬


‫وهي تتشكل مما يعرف برأس المال االجتماعي واالحتياطات المعلنة ‪ ،‬بحيث يتكون رأس المال االجتماعي‬
‫من ‪ :‬األسهم العادية المصدرة والمدفوعة بالكامل ‪ ،‬واألسهم الممتازة غير المتراكمة (وال تشمل االسهم الممتازة‬
‫المتراكمة) وهو ما يعرف بالشريحة األولى (‪. )Tier 1‬‬

‫في هذا ا الطار توصلت لجنة بازل إلى أنه يتم تحديد األموال الخاصة وفقا لنوعين ‪ % 21 :‬على األقل من‬
‫األموال الخاصة للبنوك يشكل الشريحة األولى ( رأس المال االجتماعي ‪ +‬االحتياطات المعلنة المشكلة‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel Dietch et Joel Petey, Mesure et gestion du risque de crédit , Revue Banque édition, Paris , 2003, pp 15-16‬‬
‫‪142‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫انطالقا من االرباح غير المدفوعة بعد فرض الضريبة) ‪,‬أما بقية المكونات المشكلة لرأس المال التكميلي‬
‫(‪ )complémentaire‬تشكل الجزء الثاني بمقدار يساوي لمقدار النواة ‪.‬‬

‫‪ -0‬األموال الخاصة التكميلية ) ‪)Les fonds propres complémentaire‬‬


‫أ ‪ .‬االحتياطات غير المعلنة‬

‫هذه االحتياطات غير المعلنة تحدد بالعديد من الطرق تختلف باختالف األنظمة القانونية والممارسات‬
‫المحاسبية المطبقة في الدول ‪ ،‬هذا الجزء ال يضم سوى االحتياطات غير المعلنة التي مرت عبر حسابات‬
‫األرباح والخسائر المقبولة من طرف سلطة الرقابة البنكية ‪.‬‬

‫ب ‪ .‬احتياطات اعادة التقييم ‪ :‬تسمح بعض الممارسات المحاسبية واألنظمة الرقابية البنكية في العديد من‬
‫الدول بإعادة تقييم بعض أصولها وفقا لقيمتها الجارية أو وفقا لقيمة مقاربة لها‪ ،‬وتقوم بوضع احتياطات إعادة‬
‫‪1‬‬
‫التقييم الناتجة عنها ضمن أموالها الخاصة ‪ ،‬يمكن أن تتم عملية إعادة التقييم وفقا لطريقيتن‪:‬‬

‫‪ -‬معادلة أساسية مقدمة من البنك لألصول ويحكمها القانون؛‬


‫‪ -‬إظهار الممتلكات المالية في الميزانية بقيمتها التاريخية‪.‬‬
‫و أيا كانت الطريقة فال بد من أن يراعى احتمال اختالل وتذبذب األسعار‪ ،‬والقدرة على بيعها باألسعار التي‬
‫‪2‬‬
‫يتم تقييمها بها‪ ،‬كما يجب أن يتم خصم ‪% 22‬من الفرق بين سعر السوق والتكلفة التاريخية ‪.‬‬

‫ت ‪ .‬مخصصات عامة أو احتياطات عامة تخص الديون المشكوك فيها‪ :‬وهي تلك المخصصة لمواجهة‬
‫خسائر مستقبلية محتملة ‪ ،‬يجب أن ال تعكس انخفاضا ملحوظا من قيمة أصول معينة بحد ذاتها‪.‬‬

‫ث ‪ .‬األدوات المالية الهجينة الخاصة بالديون ورأس المال ‪:‬تشتمل هذه الفئة على مختلف األدوات الجامعة‬
‫بين خصائص رأس المال وأخرى بين أدوات الدين ‪ ،‬كل أداة من هذه األدوات تمتلك بعض المميزات الخاصة‬
‫التي تمكنها من إدراجها ضمن األموال الخاصة‪.‬‬

‫د ‪ .‬الديون المساندة ألجل ‪:‬أدوات الدين المشروطة ألجل التي لها آجال استحقاق أولية ‪ 2‬سنوات على األقل‬
‫يتم إدماجها ضمن رأس المال التكميلي بشرط أن ال تزيد عن ‪ %21‬من مجموع الشريحة األولى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موسى عمر مبارك أبو محيمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص‪25‬‬
‫‪143‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -0‬العناصر المستبعدة من األموال الخاصة ‪:‬‬


‫‪ ‬شهرة المحل يتم استبعادها من عناصر الشريحة األولى ‪.‬‬
‫‪ ‬استثمارات في رأس مال مؤسسات ذات أنشطة بنكية ومالية‪.‬‬
‫‪ ‬مساهمات البنك في الشركات التابعة (للمجمع غير المدرجة في أساس التوحيد) اي التي لم يتم‬
‫ادراجها عند القيام بالتجميع ‪.‬‬

‫فضال عن ذلك قامت اللجنة بوضع محددات للشريحتين األولى والثانية (‪ ) Tier 1+ Tier 2‬سبق وذكرناه‬
‫‪1‬‬
‫في األعلى نلخصها في ‪:‬‬
‫‪ ‬مجموع الشريحة الثانية يجب أن ال يزيد عن ‪ % 411‬من الشريحة األولى ؛‬
‫‪ ‬الديون المساندة يجب أن ال يزيد عن ‪ 50%‬من الشريحة األولى؛‬
‫‪ ‬المخصصات العامة للديون يجب أن ال تزيد عن ‪ 1,25%‬من األصول وااللتزامات العرضية‬
‫المرجحة بأوزان المخاطر؛‬
‫‪ ‬إعادة التقييم يجب أن يتم خصم بين ‪ 55%‬من الفرق ما بين سعر السوق والتكلفة التاريخية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬ترجيح المخاطر البنكية‬
‫‪ . 0‬ترجيح المخاطر بالنسبة لألصول الظاهرة داخل الميزانية‬
‫تم تصنيف الدول وفق معيار بازل األول إلى مجموعتين ‪ ،‬المجموعة األولى وهي التابعة لمنظمة التعاون‬
‫االقتصادي والتنمية (‪Organisation De Développement Economique " )OCDE‬‬
‫‪"International‬والتي تضم كل من ‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬كندا ‪ ،‬بلجيكا‬
‫‪ ،‬السويد‪ ،‬هولندا ‪ ،‬سويسرا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬استراليا‪ ،‬اليونان ‪ ،‬فلندا ‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬البرتغال ‪ ،‬النمسا ‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية وتركيا‪ ،‬أما المجموعة الثانية فهي تضم باقي دول العالم وتعد ذات مخاطر مرتفعة قياسا‬
‫‪2‬‬
‫مع دول المجموعة األولى ذات المخاطر المنخفضة‪.‬‬
‫وقد اعتمدت لجنة بازل وفقا لمعيار بازل األول على أوزان محددة لتصنيف ديون البنوك‪ ،‬إذ تم تحديد نسبة‬
‫‪ 0%‬لديون حكومات "‪"OCDE‬و‪ %01‬للتسليفات بين بنوك هذه الدول و‪% 21‬للرهون العقارية و‪% 411‬‬
‫لباقي االلتزامات والجدول التالي يوضح أوزان المخاطر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫موسى عمر أبو محيمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين جواد الكاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬القطاع المصرفي في العراق ومعوقات التكيف مع معيار الرقابة المصرفية الدولية – بازل ‪ ، - 8‬مجلة الغري‬
‫للعلوم االقتصادية ‪ ،‬متاحة على الموقع ‪ ، www. Iasj.net :‬ص ‪022‬‬
‫‪144‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪: 20-20‬أوزان المخاطر‬


‫وزن‬
‫البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان‬ ‫الخـــــــــــــــطــــــــــــــر‬
‫‪%‬‬
‫‪ -‬الموجودات النقدية‬
‫‪ -‬االلتزامات من الحكومة المركزية والبنوك المركزية مقومة بالعملة الوطنية ومعمول بها‬
‫‪ -‬االلتزامات األخرى من الحكومات المركزية لدول (‪ ) OCDE‬وبنوكها المركزية‬ ‫‪0%‬‬
‫‪ -‬االلتزامات المعززة بضمانات نقدية أو باألوراق المالية للحكومات المركزية في (‪ ،) OCDE‬أو مضمونة‬
‫من قبل الحكومات المركزية (‪.) OCDE‬‬
‫‪ -‬االلتزامات من بنوك التنمية الدولية‬
‫‪ -‬االلتزامات المضمونة أو المعززة بضمانات األوراق المالية الصادرة من بنوك التنمية الدولية‬
‫‪ -‬االلتزامات من البنوك المسجلة في (‪ ) OCDE‬والقروض من قبل البنوك في (‪) OCDE‬‬
‫‪ -‬االلتزامات من البنوك المسجلة خارج دول (‪ ) OCDE‬والتي تبقى من استحقاقها أقل من سنة واحدة‬ ‫‪%02‬‬
‫‪ -‬االلتزامات والقروض المضمونة من مؤسسات القطاع العام غير المسجلة في (‪ ) OCDE‬باستثناء‬
‫البنوك المركزية‬
‫‪ -‬البنود النقدية برسم التحصيل‬
‫‪ -‬القروض المضمونة بالكامل برهونات على العقارات السكنية المشغولة والتي سوف تشعل من قبل‬
‫‪%12‬‬
‫المقترضين أو تلك التي تؤجر‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزامات من القطاع الخاص‬
‫‪ -‬االلتزامات من البنوك المسجلة خارج (‪ ) OCDE‬باستحقاقات متبقية تزيد عن السنة الواحدة‬
‫‪ -‬االلتزامات على الحكومات المركزية خارج (‪( ) OCDE‬ما لم تكن مقومة بالعملة الوطنية والممولة بها )‬
‫‪% 022‬‬
‫‪ -‬المباني واآلالت والمعدات وغيرها من الموجودات الثابتة‬
‫‪ -‬أدوات رأس المال الصادر من قبل البنوك األخرى ( ما لم تكن مطروحة من رأس المال)‬
‫‪ -‬جميع الموجودات األخرى‬
‫المصدر‪ :‬حسين جواد الكاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪401‬‬

‫‪ . 0‬ترجيح االلتزامات الواقعة خارج الميزانية‬

‫بالنسبة لاللتزامات الواقعة خارج الميزانية ‪ ،‬فقد حددت لجنة بازل ضمن مقرر بازل األول معامالت لتحويل‬
‫االلتزامات خارج الميزانية لما يكافئها بمخاطر االئتمان‪ ،‬ويقصد بااللتزام كل اجراء تعاقدي مقبول من طرف‬

‫‪145‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫العميل والذي بموجبه يتعهد البنك بتقديم قروض‪ ،‬منح أصول واصدار بدائل ائتمانية إضافة إلى انشاء‬
‫‪1‬‬
‫التعهدات المتعلقة بمعدالت الفائدة والصرف؛‬

‫االلتـــــزامــــــات خـــــــارج الميـــــــزانية × معـــــامـــــل التحـــــــويل‬ ‫مـــكافــــئ االئتـــمـــان لاللتزامات الواقعة خارج الميزانية =‬
‫المنـــــــاســــــب‬

‫معــــامـــــل التحــــويل لمـــكافــــئ االئتـــمـــان × وزن التـــــرجيـــــــــــــــــح‬ ‫المـــــرفــــــــــق األصــــــول المــــــــرجـــــحـــــــــة =‬

‫بالنسبة لمعامالت التحويل المناسبة يمكننا ادراجها ضمن الجدول الموالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 20-20‬معامالت التحويل لمكافئ اإلئتمان‬

‫معامل التحويل‬ ‫االلتزامات (التعهدات ) الواردة خارج الميزانية‬


‫المناسب‬
‫‪ -‬بدائل االئتمان المباشرة كالضمانات العامة للسداد (بما فيها ضمانات القروض ) أو عمليات السندات‬
‫‪%411‬‬
‫والقبوالت المصرفية ( بما فيها التطهيرات التي لديها خصائص القبوالت )‬
‫‪ -‬بعض االلتزامات الخاصة بالضمانات والمرتبطة بالصفقات ( مثل ضمانات حسن األداء ‪ ،‬وضمانات‬
‫‪50%‬‬
‫مرتبطة بعمليات خاصة ‪...‬إلخ)‬
‫‪ -‬التزامات قصيرة األجل ذات التصفية المحكمة والمرتبطة بعمليات تجارية (كاالعتمادات المستندية‬
‫‪%01‬‬
‫المضمونة من خالل البضائع المحملة)‬
‫‪%411‬‬ ‫‪ -‬اتفاقيات إعادة الشراء‪ 2‬والتنازل عن األصول التي تحتفظ فيها البنك بتحمل مخاطر االئتمان‬
‫‪ -‬الشراء اآلجل لألصول ‪ ،‬الودائع اآلجلة والحصص غير المدفوعة من األسهم وغيرها من األوراق المالية‪،‬‬
‫‪%411‬‬
‫تمثل حتما التزامات تكون مطلوبة للسحب‬
‫‪50%‬‬ ‫‪ -‬تسهيالت االصدار وااللتزامات القابلة للتجديد‬
‫‪50%‬‬ ‫‪ -‬التزامات أخرى ( كخطوط االئتمان مثل التسهيالت االئتمانية ) والتي يفوق استحقاقها المبدئي (األولي)‬
‫السنة‬
‫‪%1‬‬ ‫‪ -‬االلتزامات المماثلة التي ال يفوق مدة استحقاقها السنة كحد أقصى يمكن إلغاؤها دون قيد أو شرط في كل‬
‫لحظة‬
‫‪Source : Comité de Bale sur le contrôle bancaire,Convergence International de la mesure et‬‬
‫‪fonds propres ,BRI, Bâle, Juin 2006, p 17‬‬

‫‪1‬‬
‫‪John hull,op-cit ,p236‬‬
‫‪2‬‬
‫تمثل اتفاقيات إعادة الشراء أحد أساليب االقتراض التي يلجأ إليها المتخصص ون في شراء األوراق المالية وبيعها لتمويل مخزون إضافي من أوراق‬
‫مالية سهلة للتسويق‪ ،‬وبمقتضى هذا األسلوب يلجأ التاجر إلى أحد السماسرة المتخصصونفي تلك االتفاقيات ليبرم له اتفاقا مع أحد المستثمرين الذين‬
‫يبحثون عن فرصة إلقراض أموال إضافية‬
‫‪146‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫فيما يتعلق باألدوات اآلجلة‪ ،‬وعقود المبادالت والخيارات وغيرها من المنتجات المشتقة تخضع لمعالجة‬
‫خاصة‪ ،‬وذلك كون أن البنوك ليست معرضة لمخاطر االئتمان بالنسبة إلجمالي القيمة االسمية ‪ ،‬ولكن فقط‬
‫على التكلفة المحتملة الستبدال‪.« remplacement » 1‬المبالغ المقابلة للمخاطر االئتمانية تتوقف على‬
‫استحقاق العقود وتقلبات المعدالت ‪ ،‬واألسعار المرجعية بالنسبة لألدوات المتداولة في البورصة يمكن اعفاؤها‬
‫بالنسبة للخيارات التي تم شراؤها عن طريق التراضي تعالج بنفس عوامل التحويل الواردة في السابق‪.‬‬

‫ترى سلطات الرقابة المصرفية أنه يمكن تحديد مخاطر االئتمان المرتبطة بمعدالت الفائدة كالتعهدات خارج‬
‫الميزانية وأسعار الصرف بتحديد تكلفة االستبدال الجارية وفقا لسعر السوق‪ ،‬هذا ما يسمح بتحديد الخطر‬
‫الموجود بذلك التاريخ دون اللجوء إلى تقديرات واضافة عنصر معين يعرف ب ـ ـ ـ "‪ ، "la majoration‬يعكس‬
‫المخاطر المحتملة المستقبلية في العقد إلى غاية تاريخ انتهائه مع األخذ بعين االعتبار تقلبات األسعار‪.‬‬

‫يتم تحديد مكافئ االئتمان لمثل هذه االلتزامات وفقا للمدة المتبقية وطبيعة العقد كالتالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ 20‬ــــ ‪ : 20‬مكافئ اإلئتمان بمعدالت الفائدة كالتعهدات خارج الميزانية وأسعار الصرف‬

‫عقود معدالت الصرف‬ ‫عقود معدل الفائدة‬ ‫المدة المتبقية‬


‫‪1%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫إلى غاية سنة‬
‫‪5%‬‬ ‫‪0,5 %‬‬ ‫من سنة إلى خمسة سنوات‬
‫‪7,5 %‬‬ ‫‪1,5 %‬‬ ‫أكثر من خمسة سنوات‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪:‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres‬‬
‫‪, op-cit,juin 2006‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنه توجد طريقة أخرى بسيطة يمكن للبنوك استخدامها بغية تحديد مكافئ االئتمان بالنسبة‬
‫لعقود أسعار الفائدة والصرف وهي طريقة المخاطر المبدئية " ‪ ،" Méthode du risque initial‬من خالل هذا‬
‫األسلوب يمكن للبنوك الحصول على مكافئ المخاطر االئتمانية باستخدام إحدى معامالت التحويل للمبالغ‬
‫االسمية وفقا للجدول الموالي وذلك تبعا لطبيعة العقد ودرجة االستحقاق‪.‬‬

‫‪(1‬هي الفرق بين القيمة التعاقدية والقيمة السوقية لألدوات المالية في حالة األدوات المالية المباعة وفقا للعقد مع الطرف المقابل)» التدفقات‬
‫النقدية (بالنسبة للعقود التي تبدو مربحة) إذا ما عجز الطرف المقابل عن الوفاء‬
‫‪147‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ 20‬ـــ ‪ : 24‬مكافئ اإلئتمان بمعدالت الفائدة كالتعهدات خارج الميزانية وأسعار الصرف(طريقة‬
‫المخاطر المبدئية)‬

‫عقود معدالت الصرف‬ ‫عقود معدل الفائدة‬ ‫المدة المتبقية‬


‫‪%0‬‬ ‫‪%0,5‬‬ ‫إلى غاية سنة‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫من سنة إلى خمسة سنوات‬
‫‪%0‬‬ ‫‪% 4‬‬ ‫أكثر من خمسة سنوات‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪:‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres, op-cit,juin 2006‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم إتفاقية بازل األولى‬

‫أوال ‪/‬التعديالت التي أدخلت على اتفاقية بازل األولى‬

‫‪ ‬تعديل سنة ‪ : 0001‬كان يعنى هذا التعديل بإعادة النظر في احتساب متطلبات كفاية رأس المال لدى‬
‫البنوك ‪ ،‬لمقابلة المخاطر المتنوعة التي أصبحت تتعرض لها‪ ،‬خاصة في ظل انتشار التعامل باألدوات‬
‫المالية الحديثة كالمشتقات‪ ،‬في هذا الصدد أصدرت لجنة بازل اتفاقية الحتساب المالءة أي كفاية رأس‬
‫‪1‬‬
‫المال لمواجهة المخاطر السوقية بعد أن كانت االتفاقية األولى تعنى بمخاطر االئتمان فقط ‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ ، 4882‬اقترحت لجنة بازل وثيقة تكميلية ‪ ،‬عرفت بـ ـ ـ "تعديل سنة ‪ ، " 4882‬الذي من شأنه أن‬
‫‪2‬‬
‫يعدل اتفاقية بازل ‪ ، 4811‬هذه الوثيقة أصبحت نافذة التطبيق (جاهزة التطبيق) سنة ‪.4881‬‬

‫تتمثل مخاطر السوق في التعرض للخسائر بالنسبة للبنود المتعلقة بالميزانية أو خارجها نتيجة للتحركات في‬
‫‪3‬‬
‫أسعار السوق وأهمها مخاطر أسعار الفائدة وأسعار الصرف وحقوق الملكية (أسعار األسهم) وأسعار السلع‪.‬‬

‫يقترح تعديل سنة ‪ 4882‬مقاربة معيارية (‪ ) Approche standard‬الحتساب مخصصات رأس المال لتغطية‬
‫مخاطر السوق ‪.‬‬

‫من خالل هذا التعديل يمكن للبنك االختيار بين الصيغة التنظيمية الموضوعة من قبل اللجنة والنماذج‬
‫الداخلية الخاصة بكل بنك على حدى والتي يضعها لمواجهة مخاطره السوقية ‪ ،‬ومع أن هذه التعديالت أبقت‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري واتفاقيات بازل‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة ورقلة ‪ ،‬ص‪011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪John Hull, op-cit, p 241‬‬
‫‪3‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪148‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫على معدل المالءة االجمالية عند ‪ 8%‬كما ورد في اتفاقية بازل األولى ‪ ،‬غير أنها عدلت في مكونات النسبة‬
‫كما يلي ‪:‬‬

‫سمحت للبنوك بإصدار قروض مساندة ألجل سنتين لتدخل ضمن الشريحة الثالثة لرأس المال ‪ ،‬وذلك‬
‫لمواجهة جزء من مخاطرها السوقية ‪ ،‬وبهذا يصبح رأس المال االجمالي يتكون من ‪:‬‬

‫‪ -‬الشريحة األولى ( رأس المال المدفوع ‪ +‬االحتياطات ‪ +‬األرباح المحتجزة)‬

‫‪ -‬الشريحة الثانية (رأس المال المساند أو التكميلي) وهذا كما هو محدد في اتفاقية بازل األولى لسنة ‪4811‬‬
‫‪1‬‬
‫واضافة للشريحة الثالثة (قروض مساندة ألجل سنتين)‪.‬‬

‫لإلشارة فإن عناصر الشريحة الثالثة ال بد من أن تستوفي الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون مدة االستحقاق األصلية لهذه القروض المساندة سنتين على األقل‪ ،‬ويكون في حدود ‪250‬‬
‫‪%‬من األموال الخاصة للشريحة األولى المخصصة لتغطية مخاطر السوق ؛‬
‫‪ ‬ال يمكن استخدامها إال لتغطية مخاطر السوق فقط؛‬
‫‪ ‬مجموع الشريحتين الثانية والثالثة ال يمكن أن يتجاوز مجموع عناصر الشريحة األولى‪ ،‬وهذا الشرط‬
‫‪2‬‬
‫يتحدد وفقا لتقديرات السلطات الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬لتحديد واحتساب اجمالي األموال الخاصة (رؤوس األموال) للبنك تم إقامة صلة رقمية بين مخاطر‬
‫االئتمان والسوق من خالل ضرب مقياس المخاطرة السوقية في ‪( 12 ,5‬وذلك على أساس أن ‪411‬‬
‫مقسومة على ‪ 1‬وهي الحد األدنى لكفاية رأس المال تساوي ‪ 12,5‬ثم إضافة الناتج إلى مجموع‬
‫‪3‬‬
‫األصول المرجحة ألوزان المخاطرة ‪.‬‬
‫‪ ‬يقترح تعديل ‪ ، 4882‬احتساب وتحديد مخاطر السوق بواسطة نماذج داخلية "‪"Modèles Internes‬‬
‫هذه النماذج تسمح باستخدام العديد من المعايير الكمية والكيفية( ‪Des critères qualitative et‬‬

‫‪ )quantitative‬من بينها "طريقة القيمة المعرضة للخطر"أو ما يعرف ب ـ ـ ـ " ‪Value at‬‬

‫‪ ،« VAR »"Risk‬وتحويلها إلدراجها ضمن رأس المال المخصص وفقا لصيغة محددة في التعديل ‪،‬‬
‫إذ نجد أن غالبية البنوك يفضل استخدام هذه الطريقة ‪ ،‬باعتبارها تسمح بتحديد محكم لألرباح وتقوم‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006, op-‬‬
‫‪cit,p8‬‬
‫‪3‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪149‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫على سياسة تنويع المحفظة واألخذ باالعتبار أي تقلبات في أسعار األصول المالية ‪ ،‬وتحديد‬
‫مستويات دنيا من رأس المال المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬يتم احتساب القيمة المعرضة للخطر "‪ " VAR‬لمخاطر السوق وفقا للمنظمين هي تقدر بالخسائر‬
‫المسجلة على محافظ األوراق المالية في السوق في حدود ال تتجاوز ‪ 1%‬تتراوح على مدة ‪ 41‬أيام‪.‬‬
‫‪ ‬يحدد رأس المال المطلوب لمخاطر السوق وفقا لطريقة النماذج الداخلية كالتالي‪:‬‬

‫‪VAR + SRC×K‬رأس المال المطلوب لمخاطر السوق=‬

‫حيث ‪:‬‬

‫"‪ : "K‬معامل مضاعف ( ‪ ) facteur multiplicateur‬يتراوح بين"‪ 1 ،0‬و‪ "2‬وفقا لدرجة تطور النماذج‬
‫الداخلية على مستوى البنوك ؛‬
‫"‪ :" SRC‬تكلفة خطر معين ( ‪) charge du risque spécifique‬؛‬
‫"‪ :" VAR‬وهي القيمة األكبر ما بين ‪ ،‬القيمة المعرضة للخطر اليومية والقيمة المتوسطة ل ـ ـ ‪ VAR‬لمدة‬
‫‪ 21‬يوم األخيرة‪.‬‬
‫‪ ‬تكلفة الخطر المحدد أو المعين ‪ :‬هي تشكل رؤوس األموال المخصصة لرؤوس أموال خاصة بالمنتجات‬
‫المالية كالسندات إذ تتشكل فيها المخاطر من عنصرين ‪ :‬مخاطر سعر الفائدة والمخاطر االئتمانية ‪،‬‬
‫األولى يتم تحديدها وفقا لطريقة القيمة المعرضة للخطر في حين النوع الثاني يخضع لمعالجة خاصة‪.‬‬

‫كما يقترح هذا التعديل تطبيق المقاربة المعيارية لتخصيص مستوى من رؤوس األموال لتغطية مخاطر السوق‬
‫‪1‬‬
‫بالنسبة للبنوك التي ال تتوفر على وسائل ومناهج متطورة لتطبيق طريقة النماذج الداخلية ‪.‬‬

‫إذن نسبة بازل األولى المعدلة تصبح ‪:‬‬

‫× األصول المرجحة لمخاطر السوق ))‪ ( ×12,5‬األصول المرجحة بمخاطر االئتمان ‪% (+‬األموال الخاصة الرقابية ≥ ‪2‬‬

‫ثانيا‪/‬تقييم اتفاقية بازل لسنة ‪0088‬‬

‫تم تسجيل العديد من النقائص من طرف مستعمليها منذ ‪ 4811‬ووضع اإلطار العام التفاقية بازل سنة‬
‫‪2‬‬
‫‪ ، 4880‬وفي مجملها كانت قائمة في أساسها على النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪John Hull, op-cit, p p 241-242‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪Arnaud de Sevingny,Ivan Zelenko , Le risqué de credit Face à la crise, 4 édition, Dunod , Paris,2010, p 257‬‬
‫‪150‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ ‬عدم األخذ بعين االعتبار للجانب االقتصادي عند اختيار معدل المالءة ‪8%‬؛‬
‫‪ ‬تحديد فئات المخاطر بصفة ال تتناسب وال تعكس المستوى الحقيقي للخطر؛‬
‫‪ ‬تصنيف غير عادل للمخاطر حيث اقتصرت على أربعة أنواع فقط؛‬
‫‪ ‬اتخاذ تدابير سطحية ال تساهم في معالجة وضعيات االعسار المالي لدى البنوك؛‬
‫‪ ‬عدم االعتماد على درجة االقدمية والنضج (‪)la maturité‬في تقسييم المخاطر االئتمانية؛‬
‫‪ ‬لم يتم االستفادة من األثر اإليجابي لسياسة التنويع؛‬
‫‪ ‬تطور التحكيم الرقابي ساهم في فصل رأس المال المحاسبي (‪)le capital comptable‬عن الخطر‬
‫االقتصادي الحقيقي؛‬
‫‪ ‬باستثناء مخاطر السوق التي تم التطرق اليها في اتفاق ‪ ،4882‬لم يرد أي تخصيص لرأس المال‬
‫لمواجهة األشكال األخرى من المخاطر (كالمخاطر التشغيلية وغيرها‪)...‬؛‬
‫‪ ‬نتيجة تصاعد النقائص المسجلة على مستوى هذه االتفاقية وتطور تقنيات إدارة مخاطر محافظ‬
‫القروض في العديد من المؤسسات المالية ‪ ،‬خلق ضرورة ملحة لمراجعة اتفاقية بازل لسنة ‪.4811‬‬

‫لقي اتفاق بازل األول قبوال واسعا وأصبح مرجعا أساسيا في تسيير المخاطر وقد تبنته أكثر من ‪ 411‬دولة‪،‬‬
‫وبدأت في تطبيقها ورغم أن هذه التطبيقات لم تحمل صيغة االلزام‪ ،‬إال أن تطبيق هذه االتفاقية أدى إلى‬
‫تقوية النظام المصرفي العالمي حيث عملت نسبة كوك على تحقيق التوافق والتناسب بين األموال الخاصة‬
‫والمخاطر التي تنتج من تحقيق المنافسة العادلة بين البنوك الدولية؛‬

‫بالرغم من االيجابيات الكثيرة التفاقية بازل األول إال أنها لم تكن خالية من السلبيات حيث تميزت بعدم‬
‫المرونة والصالبة ولم يأخذ بعين االعتبار التحوالت والتطورات المالية خالل السنوات التي تلت تاريخ اصدار‬
‫االتفاقية ‪ ،‬إضافة إلى أن ترجيح المخاطر كان يأخذ بصورة عامة وبسيطة طبيعة المقترضين‪ ،‬توطين‬
‫المخاطر ومدة القرض لم تأخذ بعين االعتبار التغيرات خالل الزمن من الطرف المقابل؛‬

‫كما لم تمكن نسبة كوك من دمج التقنيات الجديدة لخفض المخاطر من حركية وتوزيع القروض والتوريق‬
‫الذي عرفت توسعا خالل السنوات األخيرة؛‬

‫وقد أحاطت نسبة كوك ببعض هذه العمليات فسمحت بخروج قيم خطرة من الميزانية في إطار التوريق‪،‬‬
‫وذلك للحصول على مصدر تمويل جديد وفي نفس الوقت يؤدي إلى خفض احتياجات األموال الخاصة‪،‬‬
‫ولكن في الحقيقة تؤدي هذه الطريقة إلى خطر كبير إذا ما تزايد حجم هذه المخاطر بحيث تصل إلى حد‬
‫‪151‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫اإلفالس‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تغطى باألدوات المالية الحديثة التي تعمل على إخفاء مخاطرها الحقيقية‪ ،‬فحتى‬
‫إذا ما كان تحقق هذه المخاطر افتراضيا إال أنه خفض األموال الخاصة يكون حقيقيا ‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق ذكره يمكن القول أن إتفاقية بازل األولى الصادرة سنة ‪ 4811‬بدأت بوادر تعديلها سريعا‪-‬‬
‫حتى قبل التاريخ النهائي المحدد لبداية تطبيقها في نهاية ‪ ، 4880‬بالنظر لحجم الصعوبات واالنتقادات‬
‫الموجهة لها مباشرة عقب إصدارها‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه تم تسجيل على مستوى العديد من دول العالم‬
‫بداية من سنوات التسعينات من القرن الماضي إنخفاض واضح وكبير في حجم القروض البنكية ونمو عام‬
‫ضعيف لإلقتصاد‪ ،‬ويمكننا تلخيص أهم المراحل التي شهدتها هذه االتفاقية في إطار عملية تعديلها وتحضي ار‬
‫‪1‬‬
‫إلصدار اإلتفاقية الثانية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬جويلية ‪ :4811‬إطالق اإلتفاقية للتحضير في تطبيقها وهي متعلقة بمعيار كفاية رأس المال؛‬
‫‪ ‬نوفمبر ‪ :4884‬أول تعديل لإلتفاقية بتضمين المؤونات العامة أو اإلحتياطات العامة للحقوق‬
‫المشكوك فيها في حساب األموال الذاتية؛‬
‫‪ 04 ‬ديسمبر ‪ :4880‬البدء في التطبيق الفعلي لمعيار كوك؛‬
‫‪ ‬جويلية ‪ :4881‬ثاني تعديل لالتفاقية فيما يتعلق بمعيار ترجيح المخاطر لدول "‪" OCDE‬؛‬
‫‪ ‬أفريل ‪ :4882‬تعديل ثالث لالتفاقية يخص المقاصة الثنائية لعروض البنوك على المشتقات؛‬
‫‪ ‬جانفي ‪ :4882‬رابع تعديل لالتفاقية بإدراج مخاطر السوق في حساب معيار كوك؛‬
‫‪ ‬جانفي ‪ :4881‬إتفاق محافظو البنوك المركزية لدول مجموعة العشرة لتعديل إتفاق ‪4811،‬وأصبح‬
‫تعديل ‪ 4882‬ساري المفعول؛‬
‫‪ 0 ‬جوان ‪ :4888‬نشر أول وثيقة إستشارية لإلتفاقية الجديدة حول كفاية األموال الذاتية مقدمة في‬
‫اإلطار العام لإلصالح؛‬
‫‪ 42 ‬جانفي ‪ :0114‬نشر ثاني وثيقة إستشارية موسعة لمجال اإلختيارات؛‬
‫‪ 08 ‬أفريل ‪ :0110‬نشر ثالث وثيقة إستشارية نهائية لتقديم اإلقتراحات؛‬
‫‪ 2 ‬ماي ‪ :0110‬نشر نتائج ثالث دراسة استشارية لإلتفاق الجديد؛‬
‫‪ 44 ‬أكتوبر ‪ :0110‬نشر المقترح الجديد للجنة بازل حول متطلبات األموال الذاتية لتقديم اإلستشارات‬
‫والتعليقات إلى غاية ‪ 04‬ديسمبر ‪0110‬؛‬
‫‪ ‬السداسي األول ‪ : 0111‬نشر اإلتفاق الثاني النهائي؛‬

‫‪1‬‬
‫عزوز بن علي وآخرون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪221 -222‬‬
‫‪152‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ 04 ‬ديسمبر ‪ : 0112‬البدء الفعلي في تطبيق اتفاق بازل الثاني‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إتفاقية بازل الثانية وادارة مخاطر اإلئتمان والسيولة‬


‫جاءت اتفاقية بازل الثانية كتكملة واصالح لما جاء في اتفاق بازل األول وتطوير رأس المال الرقابي بشكل‬
‫أكثر حساسية للمخاطر االئتمانية ‪ ،‬كما تم اصدار بعض الممارسات والنظم الخاصة بكيفية تغطية مخاطر‬
‫السيولة ‪ ،‬سنحاول من خالل هذا المبحث إبراز أهم ما جاء في هذه االتفاقية ونظم إدارة المخاطر االئتمانية‬
‫ومخاطر السيولة على مستوى البنوك‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظرة عامة حول إتفاقية بازل الثانية‬

‫أوال ‪/‬محتوى اتفاقية بازل الثانية ومجال تطبيقها‬

‫لقد اتجهت لجنة بازل نحو التفكير في معايير جديدة لكفاية رأس المال ‪ ،‬بعد أن اتضح لها قصور المعايير‬
‫السابقة عن توفير الحد األدنى المالئم لرأس المال لدى البنوك لمواجهة كافة المخاطر التي يمكن أن تتعرض‬
‫لها‪ ،‬فقد أصبحت تلك المخاطر ال تقتصر فحسب على مخاطر االئتمان وانما امتدت لتشمل العديد من‬
‫المخاطر األخرى كتلك المتعلقة بالتعامل في المشتقات المالية‪ ،‬وتوريق القروض ‪.‬‬

‫من جهة أخرى نجد أن مقررات لجنة بازل السابقة لم تراع الموضوعية في تصنيف المخاطر ‪ ،‬وبذلك يتضح‬
‫أن مقررات لجنة بازل التي كانت مطبقة في ظل التوسع في المشتقات وعمليات التوريق قد أدت إلى نتائج‬
‫عكسية دفعت بالبنوك إلى تحمل المزيد من المخاطر االئتمانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نتيجة لذلك تقدمت لجنة بازل في منتصف عام ‪ 4888‬بمعيار جديد لكفاية رأس المال يهدف إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز سالمة ومتانة النظام المالي والمصرفي؛‬

‫‪ -‬تعزيز التنافسية بين مؤسسات الجهاز المصرفي؛‬

‫‪ -‬تغطية أشمل للمخاطر التي تواجه البنوك؛‬

‫‪ -‬تطوير أساليب لقياس المخاطر وتتميز بدرجة عالية من الحساسية للمخاطر التي تواجه البنوك؛‬

‫‪ -‬التركيز على البنوك الكبيرة التي تمارس األنشطة المصرفية على أساس دولي وفي نفس الوقت يتضمن‬
‫مبادئ ووسائل تجعل من المناسب تطبيقه من قبل البنوك الصغيرة ومتوسطة الحجم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سامي يوسف كمال محمد‪ ،‬بازل ومدى مالءمتها للتطبيق في المصارف االسالمية ‪ ،‬متاح على الموقع ‪ ، www.jaifjo.org :‬تاريخ زيارة الموقع‪:‬‬
‫‪ 19/05/2016‬على الساعة‪19 :45 :‬‬
‫‪154‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عندما بدأ التفكير في تعديل بازل األول في نهاية فترة التسعينات إستقر الرأي ‪ ،‬وخاصة تحت تأثير رئيس‬
‫اللجنة آن ذلك "ماكدونا" بأال يقتصر على مراجعة الحدود الدنيا لكفاية رأس المال‪ ،‬بل أن تنتهز اللجنة فرصة‬
‫التعديل للنظر في الموضوع باعتباره معالجة للقضية الرئيسية للبنوك وهي "إدارة المخاطر"‪ ،‬إذ يتضمن‬
‫التعديل تقديم الحوافز للبنوك لإلرتقاء بأساليب إدارة المخاطر‪ ،‬وأن تتوسع أهداف الرقابة لضمان إستقرار‬
‫‪1‬‬
‫النظام المالي في مجموعه وليس مجرد ضمان إستمرار البنك وكفاءة إدارته‪.‬‬

‫وفي سبيل تحقيق هذه األهداف‪ ،‬إرتكز اإلطار الجديد لالتفاقية الثانية على ثالثة دعائم أساسية ويتعلق األمر‬
‫بمتطلبات كمية (الدعامة األولى)‪ ،‬ورقابة إحت ارزية ذات كفاءة للخطر المعتبر الذي يواجهه البنك (الدعامة‬
‫الثانية)‪ ،‬واتصاالت مالية ذات مستوى من خالل الدعامة التالثة‪ ،‬وتمثل هذه الدعائم الثالثة مجموعة متكاملة‬
‫ال يجب الفصل بين دعائمها‪ ،‬حيث ال يمكن إعتبار أن اإلتفاقية الثانية للجنة بازل قد تم تطبيقها إذا كان‬
‫اإللتزام بإحدى دعائمها ضعيف‪،‬وان كان في بعض الدول يتم التركيز على الدعامة األولى إال أنه ال يمكن‬
‫‪2‬‬
‫إعتبار هذه الحالة إال عبارة عن مرحلة انتقالية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ــــ‪ :20‬الدعائم الثالث إلتفاقية بازل الثانية‬

‫الدعائم الثالثة‬

‫الدعامة الثالثة‬ ‫الدعامة الثانية‬ ‫الدعامة األولى‬

‫إنضباط السوق‬ ‫المراجعة الرقابية‬ ‫الحد األدنى لمتطلبات‬


‫لمتطلبات رأس المال‬ ‫رأس المال‬

‫المصدر‪:‬بريش عبد القادر‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفقا لمقررات بازل ‪ II‬و‪ III‬ومتطلبات تحقيق االستقرار المالي والمصرفي‬
‫العالمي ما بعد األزمة المالية العالمية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪،‬العدد التاسع والعشرون‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬فيفري‬
‫‪ ،0140‬ص ‪.02‬‬

‫‪1‬‬
‫بن علي بلعزوز وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪222،221‬‬
‫‪155‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ركزت لجنة بازل على ضرورة تفاعل هذه الدعائم الثالثة لتحقيق فعالية إطار رأس المال الجديد‪ ،‬فال يكفل‬
‫تحديد حد أدنى لمتطلبات رأس المال تحقيق وتدعيم الثقة والسالمة للنظام المصرفي‪ ،‬ولذلك فالبد من المزج‬
‫‪1‬‬
‫بين معدل إدارة فعالة إلدارة البنك وانضباط السوق وكذلك اإلشراف والرقابة ‪.‬‬

‫‪ ‬الدعامة األولى ‪:‬الحد األدنى لرأس المال‬


‫الحد األدنى لمتطلبات رأس المال يقصد بها كفاية رأس المال ‪ ،‬تتمحور في الطرق واألساليب المستخدمة من‬
‫طرف البنك وادارته في تحقيق نوع من التوازن بين المخاطر التي يتوقعها البنك وحجم رأس المال‪ ،‬فمن‬
‫الناحية الفنية فإن كفاية رأس المال يقصد بها رأس المال الذي يستطيع أن يقابل المخاطر ويؤدي إلى جذب‬
‫الودائع ويقود إلى ربحية البنك‪ ،‬تقوم هذه الدعامة في مضمونها على ثالثة عناصر أساسية هي ‪ :‬إدخال‬
‫بعض التعديالت على أساليب قياس المخاطر اإلئتمانية مقارنة بإتفاقية بازل األولى‪ ،‬واستحداث أسلوب جديد‬
‫مباشر للتعامل مع مخاطر التشغيل‪ ،‬باإلضافة إلى كل من مخاطر السوق ومخاطر اإلئتمان المتضمنة في‬
‫إتفاقية بازل األولى‪،‬حافظت إتفاقية بازل الثانية على التعريف الوارد لرأس المال‪ ،‬وكذلك المعدل المتمثل في‬
‫‪ 8%‬لنسبة رأس المال إلى األصول المرجحة للمخاطر مع األخذ في اإلعتبار أنه تم تضمين مخاطر السوق‬
‫في كل المجموعة المصرفية ‪ ،‬أي أنه سيتم تطبيق معيار بازل ‪ 0‬في هذا الشأن على مجمع المخاطر‪ ،‬هذا‬
‫يعني أن إتفاقية بازل الثانية موجهة نحو قياس المخاطر التي تتضمنها األصول المرجحة بالمخاطر بشكل‬
‫أوسع ‪ .‬وبموجب ذلك فإن المقام يمثل األصول واإللتزامات العرضية مرجحة بأوزان مخاطرها في نسبة كفاية‬
‫رأس المال ويتكون من ثالثة أجزاء وهي المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬مخاطر السوق والمخاطر التشغيلية (مخاطر‬
‫‪2‬‬
‫الخسائر الناتجة عن عدم الدقة واخفاق العمليات الداخلية واألفراد ‪ ،‬األنظمة أو األحداث الخارجية )‪.‬‬

‫تتلخص معادلة حساب الحد األدنى لمتطلبات رأس المال في ظل بازل ‪ II‬كما يلي ‪:‬‬

‫األموال الخاصة الرقابية‬


‫‪≥8%‬‬
‫األصول المرجحة لمخاطر اإلئتمان‬

‫‪ +12,5‬متطلبات رأس المال لمخاطر السوق ×‬

‫‪ +12,5‬متطلبات رأس المال لمخاطر التشغيل ×‬

‫‪1‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفقا لمقررات بازل ‪ II‬و‪ III‬ومتطلبات تحقيق االستقرار المالي والمصرفي العالمي ما بعد األزمة المالية‬
‫العالمية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪،‬العدد التاسع والعشرون‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬فيفري ‪ ،3002‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪22- 25‬‬
‫‪156‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫والشكل الموالي يحدد متطلبات الحد األدنى لرأس المال‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ـــــ ‪ :20‬متطلبات الحد األدنى لرأس المال‬


‫الحد األدنى لمتطلبات رأس المال‬

‫مخاطر السوق‬ ‫المخاطر التشغيلية‬ ‫المخاطر اإلئتمانية‬

‫المنهج المعياري‬ ‫منهج المؤشر األساسي‬ ‫المنهج المعياري‬

‫منهج النماذج الداخلية‬ ‫المنهج المعياري‬ ‫المنهج القائم على التقييم الداخلي‬

‫منهج القياس المتقدم‬ ‫المنهج القائم على التقييم الداخلي‬


‫األساسي على التقييم الداخلي‬

‫المنهج القائم على التقييم الداخلي المتقدم‬

‫المصدر‪ :‬بلعزوز بن علي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪008‬‬

‫‪ ‬الدعامة الثانية ‪ :‬مراجعة السلطات الرقابية‬


‫توفر إجراءات داخلية متينة يعد متطلب أساسي في عمليات المراجعة التي تقوم بها السلطات الرقابية التي‬
‫تهدف إلى تحديد مدى كفاية رأس المال وتقييم مفصل للمخاطر لديه‪ ،‬فإطار بازل ‪ 0‬يشدد على أهمية أن‬
‫تسعى إدارة البنك بإستمرار إلى تطوير عملية التقييم الداخلية لكفاية رأس المال وتضع أهداف لحجم رأس‬
‫‪1‬‬
‫المال يتماشى مع مخاطر البنك وبيئة الرقابة لديه؛‬

‫‪2‬‬
‫هناك أربعة مبادئ رئيسية لعمليات المراجعة الرقابية‪:‬‬

‫‪ ‬يجب أن تمتلك البنوك أساليب لتقييم الكفاية لرأس المال وفقا لحجم المخاطر‪ ،‬وأن تمتلك أيضا‬
‫إستيراتيجية للمحافظة على مستويات رأس المال المطلوبة؛‬
‫‪ ‬أن تقوم الجهة الرقابية بمراجعة أساليب تقييم كفاية رأس المال لدى البنوك الخاصة لرقابتها‪ ،‬وأن‬
‫تتخذ اإلجراءات المالئمة عند تسجيل عدم كفاية لرأس المال الموجود؛‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد السالم محمد خميس‪ ،‬العزاوي محمد عبد الوهاب ‪ ،‬نظرية المؤامرة واإلنهيار المصرفي بين مقررات لجنة بازل وتقليل المخاطر‬
‫المصرفية"نظرية تحليلية إستطالعية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الذاكرة للنشر والتوزيع‪ ،‬بغداد‪ ،2102 ،‬ص ‪32‬‬
‫‪157‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ ‬يتعين على الجهة الرقابية التدخل في وقت مبكر لمنع إنخفاض أو تراجع رأس المال عن المستوى‬
‫المطلوب مع إتخاذها إلجراءات سريعة في حالة عدم المحافظة على هذا المستوى؛‬
‫كا أنه من المالحظ ‪ ،‬أن هناك إهتمام في عمليات المراجعة الرقابية بصورة أساسية بمخاطر التركز‪ ،‬مخاطر‬
‫أسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ ‬الدعامة الثالثة‪ :‬ضوابط السوق‬


‫القضية األساسية التي تمت معالجتها ضمن هذه الدعامة تتعلق بمدخل حول ضوابط السوق من خالل زيادة‬
‫درجة اإلفصاح عن المعلومات والسياسات المطبقة على مستوى البنوك‪ ،‬فاإلفصاح الفعال يعتبر ضروريا‬
‫لل تأكد من أن المشاركين في السوق يستطيعون فهم وضع مخاطر البنك وكفاية رأس المال‪ .‬إن اإلطار الجديد‬
‫قد وضع متطلبات اإلفصاح وتوصيات في عدة نواحي بما في ذلك كيفية إحتساب البنك لرأس المال وأساليب‬
‫تقييم المخاطر لديه‪ ،‬واإلفصاح يستوجب أن يتم بشكل نصف سنوي على األقل متضمنا عددا من العناصر‬
‫‪1‬‬
‫من بينها نجد‪:‬‬

‫تركيبة رأس المال لدى البنك و كيفية تقييم المخاطر (المخاطر اإلئتمانية‪ ،‬مخاطر السوق والمخاطر‬
‫التشغيلية)‪ ،‬شرح نظام التصنيف‪ ،‬تفاصيل عن قطاعات الصناعة ‪ ،‬مواعيد اإلستحقاق ‪ ،‬حجم الديون‬
‫المتعثرة‪ ،‬مخصصات الديون المشكوك فيها إضافة إلى الهيكل التنظيمي لوظائف إدارة مخاطر اإلئتمان‬
‫وتعاريفها وتفصيل المحفظة في ضوء التصنيف لكل قطاع ‪ ،‬إحتساب إحتمالية التخلف عن الدفع لكل شريحة‬
‫مصنفة وأساليب تقليل المخاطر ومعالجة الضمانات؛‬

‫بصفة عامة يمكننا أن نستنتج أن إنضباط السوق يتمحور حول دعم سالمة البنوك وكفاءتها من خالل التأكيد‬
‫‪2‬‬
‫على تعزيز الشفافية‪ ،‬والوصول إلى إفصاح أساسي ومكمل لتحقيق فعالية أكثر إلنضباط السوق‪.‬‬

‫ثانيا‪/‬مجال تطبيق إتفاقية بازل الثانية‬

‫نتيجة لتوسع نشاط البنوك على المستوى الدولي وظهور مايعرف بالمجمعات المالية ذات البعد الدولي‬
‫القائمة على أ ساس مبدأ التوحيد الكامل‪ ،‬جاءت إتفاقية بازل الثانية بغرض وضع إطار رقابي يشتمل على‬
‫تغطية مخاطر على مستوى المجمع ‪ ،‬فمن خالل دراسة مجال تطبيق هذه اإلتفاقية نجد أنه ينص على‬
‫ضرورة أن تأخذ الشركة القابضة وهي أعلى مستوى في المجمع البنكي باإلعتبار المخاطر على أساس موحد‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪2‬‬
‫خميس عبد السالم محمد ‪ ،‬العزاوي محمد عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫‪158‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫"‪ ،"sur une base consolidée‬وفي ذات السياق تم تعريف المجمع البنكي على أنه‪ ":‬مجموعة النشاط‬
‫األساسي أو الغالب فيها هو األنشطة البنكية "‪ ،‬فبتطبيق رقابة على أساس مجمع ‪ ،‬تتحقق تغطية شاملة‬
‫للمخاطر وكفاية كاملة لألموال الخاصة ‪ ،1‬والشكل الموالي يوضح لنا مجال التطبيق الخاص ببازل ‪:0‬‬

‫الشكل رقم ‪ 20‬ــــــ ‪ : 20‬مجال تطبيق إتفاقية بازل ‪II‬‬


‫المجمع المالي المتعدد األنشطة‬

‫‪0‬‬

‫شركة قابضة‬

‫‪2)2‬‬
‫‪2‬‬

‫بنك ذو نشاط دولي‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫بنك ذو نشاط دولي‬ ‫بنك ذو نشاط دولي‬

‫بنك ذو نشاط‬ ‫مؤسسة‬


‫محلي‬ ‫إستثمارية‬

‫المصدر ‪:‬‬

‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬


‫‪propres , Juin 2006, op-cit ,p11‬‬

‫(‪: )0‬يطبق هذا اإلطار الرقابي بطريقة موحدة على مستوى الشركة القابضة وذلك لإللمام بجميع المخاطر داخل المجمع البنكي‬
‫(‪ :) 4()0( )0‬يتم تطبيق هذا اإلطار الرقابي على البنوك ذات النشاط الدولي مع إجراء توحيد لجميع الفروع التابعة لها‬
‫وبمستويات دنيا‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit p,2‬‬
‫‪159‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬متطلبات كفاية األموال الخاصة الرقابية ومخاطر االئتمان وفقا لمقررات بازل الثانية‬

‫‪1‬‬
‫لتحديد وقياس المخاطر االئتمانية ‪/‬وضعت اللجنة أمام البنوك ثالث مقاربات (مناهج) والمتمثلة في كل من‪:‬‬

‫‪ .4‬المقاربة المعيارية "‪"l’approche standard‬‬


‫‪ .0‬المقاربة بواسطة التنقيط (التقويم) الداخلي "‪"l’approche interne‬والمنقسمة إلى ‪:‬األسلوب األساسي‬
‫واألسلوب المتقدم ‪،‬وفيما يلي شرح مفصل لكل طريقة على حدة ‪:‬‬
‫أوال ‪/‬المقاربة المعيارية "‪" l’approche standard‬‬

‫‪2‬‬
‫تعتمد هذه المقاربة على تصنيف وكاالت التنقيط‪ ،‬بحيث كل تصنيف يطبق على وزن معين من المخاطرة ‪.‬‬

‫فالمقاربة المعيارية وفقا التفاق بازل الثاني تتوافق مع تلك المعمول بها في اتفاق بازل األول ‪ ،‬إذ تلتزم البنوك‬
‫بتقسيم مخاطرها االئتمانية إلى فئات إحت ارزية (‪ ،) catégories prudentielles‬ينص اتفاق بازل الثاني على‬
‫أوزان ثابتة لكل فئة واستخدام تنقيط خارجي لالئتمان لتعزيز حساسية التعرض للمخاطر‪.‬‬

‫تحتوي المقاربة المعيارية وفقا لمقررات بازل الثانية على مجموعة من التوصيات التي تلتزم بها سلطات‬
‫الرقابة الوطنية عندما يتعين عليها اللجوء إلى تحديد مصدر خارجي للتنقيط تعتمد عليه البنوك‪ ،‬غير أن‬
‫اللجوء إلى طرف خارجي في التنقيط يعد أم ار اختياريا‪ ،3‬بحيث تستطيع البنوك االعتماد على أنظمة تنقيط‬
‫‪4‬‬
‫داخلية ‪ ،‬تمكنها من تحديد احتماالت التعثر والخسائر في حالة التعثر و التعرضات في هذه الحالة أيضا ‪.‬‬

‫‪ -0‬تنقيط المخاطر االئتمانية‬

‫أ‪ .‬مفهوم عملية التنقيط‬


‫تخص عملية التنقيط من الناحية النظرية السندات‪ ،‬غير أنها وفي العديد من الحاالت مجموعة األوراق المالية‬
‫‪5‬‬
‫المصدرة من طرف المؤسسة لديها نفس التنقيط الخاص بالمؤسسة المصدرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Fédération Bancaire Française,Réforme du ratio de solvabilité, Revue de l’Actualité Bancaire, n°222, 12 Février‬‬
‫‪2001, p2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Michel Dietsh , Joel PETY, op-cit, p164‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire ,Vue d’ensemble du nouvel accord de bale sur les fonds propres,BRI,‬‬
‫‪Bâle, Avril2113,p2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Michel Dietsh, op-cit, p 89‬‬
‫‪5‬‬
‫‪John ,Hull,op-cit, p 301‬‬
‫‪160‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما يعرف التصنيف االئتماني على أنه عبارة عن عملية تهدف إلى توفير المعلومات والتقييم المستقل بشأن‬
‫مدى مالئمة المؤسسة المالية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية أو جودة أوراقها ومنتجاتها المالية‪ ،‬وفي‬
‫‪1‬‬
‫ذات الوقت هذا التصنيف ال يعد ضمانا بقدرة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها؛‬

‫‪2‬‬
‫وقد يعبر التصنيف االئتماني عن رأي محلل متخصص أو مؤسسة متخصصة حول ‪:‬‬

‫‪ ‬المالءة االئتمانية العامة للطرف المقابل أي قدرة الطرف المقابل ورغبته في الوفاء بالتزاماته المالية ؛‬
‫‪ ‬المالءة المالية إلصدار معين من السندات أو التزامات مالية أخرى ؛‬
‫‪ ‬تعبر درجة التصنيف االئتماني عن رأي وكالة التصنيف في تقويم المالءة والرغبة في الدفع لمصدر‬
‫الورقة المالية ‪ ،‬كما يعول كثي ار على درجة التصنيف االئتماني التي تمنحها وكاالت التصنيف االئتماني‬
‫خصوصا للحكومات والمؤسسات المالية والمصرفية ‪ ،‬في توقع حدوث مخاطر عدم الدفع بناءا على‬
‫معايير كمية ونوعية ‪.‬‬
‫إذ أصبحت أسواق رأس المال حساسة لدرجة التصنيف االئتماني التي تصدرها وكاالت التصنيف االئتماني‬
‫وذلك لكونها تؤثر على قدرة الشركات والدول في الدخول إلى أسواق رأس المال العالمية والحصول على‬
‫التمويل المطلوب‪.‬‬

‫تلعب وكاالت التصنيف أو التنقيط االئتماني المختصة كـ ــ‪،"Moody’s" ، "Standard and Poors":‬‬
‫"‪ "Fitch‬دو ار أساسيا في إعطاء تنقيط (‪ )rating‬للقرض الذي يعبر عن نوعية القرض السندي‪.‬‬

‫فإذا ما أخذنا بسلم (‪ )grille‬التنقيط الخاص بوكالة "‪ ،"Moody’s‬تعتبر العالمة في شكل "‪ "Aaa‬أحسن‬
‫نقطة ‪ ،‬والسندات التي تنتمي إليها هذه الفئة ليست لديها أي احتمال أو فرصة للتعثر وفي ثاني أحسن تنقيط‬
‫نجد ‪ ""Aa‬ثم ‪. "A "، "Baa" ،" B" ، "Caa" :‬‬

‫أما بالنسبة للتنقيط المعتمد من طرف وكاالت "‪" Standards and Poor’s‬فهي ‪" A" ، "AA" ،"AAA" :‬‬
‫‪ ،" CCC" ، "BB" ، "BBB"،‬كما أن فئات التنقيط هذه يمكن تجزئتها إلى شرائح جزئية على سبيل المثال ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مداني أحمد‪ ،‬دور وكاالت التصنيف االئتماني في صناعة األزمات في األسواق المالية ومتطلبات اصالحها‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية‬
‫واالنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 01‬جوان ‪ ، 2103‬ص ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪161‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫" ‪" Aa‬تنقسم إلى ‪ "Aa2" ، "Aa1" :‬و"‪ "Aa3‬والفئة "‪ " A‬تنقسم إلى "‪ "A1‬و" ‪ "A2‬بالنسبة ل ـ ـ "‪" Moody’s‬‬
‫وأيضا ‪ AA‬تنقسم إلى "‪ "AA-" ، "AA+‬و ‪ A‬تتج أز إلى "‪ ""A- ،"A+‬لدى ‪Standard’s and Poor’s‬‬
‫‪1‬‬
‫باستثناء الفئات "‪ "Aaa‬و "‪ "AAA‬ال يمكن تجزئتها إلى فئات أو شرائح فرعية ‪.‬‬

‫ب‪ .‬شروط الترخيص لوكاالت االئتمان الخارجية وفقا للجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫‪ ‬إجراءات االعتراف " ‪"procédures de reconnaissance‬‬
‫يتوجب على السلطة الرقابية الوطنية تحديد ما إذا كانت وكالة التصنيف الخارجي تستوفي الشروط والمعايير‬
‫المحددة‪ ،‬كذلك تكون هذه التقييمات مطلوبة على بعض التزامات الدول عن غيرها وفي هذا االطار من‬
‫الواجب االفصاح عن اجراءات االعتراف لتجنب أية عوائق أو حواجز تحد من نشاط هيئات التنقيط‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ -0‬معايير التأهيل (‪)critères d’éligibilité‬‬

‫من بين أهم المعايير والشروط التي يجب أن تتوفر في وكاالت التصنيف االئتماني وفقا لما نص عليه مقرر‬
‫بازل الثاني نجد ‪:‬‬

‫‪ ‬الموضوعية (‪ :)objectivité‬فمن الضروري أن تكون هناك صرامة في منهجية تقييم االئتمان‬


‫وخاضعة لمصادقة بناءا على البيانات الداخلية (التاريخية)‪ ،‬عالوة على ذلك يجب أن يكون هذا‬
‫التقييم خاضعا لعملية مراجعة مستمرة وتستجيب للتغيرات التي يشهدها الوضع المالي قبل االعتراف‬
‫بها من طرف سلطات الرقابة ‪.‬‬
‫‪ ‬االستقاللية ( ‪ :)l’indépendance‬يجب أن تتمتع هيئات التنقيط الخارجية باالستقاللية وغير‬
‫خاضعة ألي ضغط سياسي أو اقتصادي قد يؤثر على تقييماتها‪.‬‬
‫‪ ‬الدولية والشفافية (‪ :)Accès international/transparence‬جميع التقييمات يجب أن تمس مختلف‬
‫المؤسسات المحلية منها واألجنبية ذات مصالح مشروعة وفي ظروف مماثلة‪ ،‬إضافة إلى إجبارية‬
‫االفصاح عن المنهجية العامة المستخدمة من طرف هذه الهيئات‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعالم ‪:) Communication( :‬على هيئات التنقيط الخارجي االعالم واإلفصاح عن كل من‬
‫المعلومات التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪John Hull, op-cit, p 301‬‬
‫‪162‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أ‪ .‬المنهجيات المستخدمة في التقييم (‪ : ) Méthodologies d’évaluation‬بما في ذلك تحديد‬


‫وتعريف خطر التعثر ‪ ،‬التفسيرات المؤقتة لكل تنقيط وتصنيف ‪ ،‬المعدل الحقيقي للتعثر الخاص‬
‫بكل فئة تقييمية ومتابعة تطورها على سبيل المثال احتمال أن يصبح التقييم "‪."A" ،" A A‬‬
‫ب‪ .‬الموارد(‪:) Ressources‬أن يتوفر لدى هيئات التنقيط االئتماني الخارجية موارد كافية لتتيح أو تمنح‬
‫تقييمات ائتمانية ذات نوعية جيدة واقامة التعاون مع مسؤولي المؤسسات التي تم تقييمها من أجل‬
‫متابعة تطور مؤشراتها والرفع من قيمتها‪ ،‬كما يتعين الجمع بين كل من المقاربات الكمية والنوعية‬
‫عند التقييم ‪.‬‬
‫ت‪ .‬المصداقية (‪ :) Crédibilité‬تستمد والى حد بعيد من المعايير المذكورة آنفا‪ ،‬تقييم الثقة من خالل‬
‫األطراف المستقلة الخارجية من المستثمرين ‪ ،‬شركاء اقتصاديين ومؤتمنين وغيرها من خالل‬
‫التقييمات الخارجية المعطاة من طرف هيئات التنقيط االئتماني الخارجية ‪،‬كما تدعم أيضا‬
‫المصداقي ة من خالل االجراءات الداخلية الموجهة لمنع اساءة استخدام المعلومات السرية ‪ ،‬ولإلشارة‬
‫ال يعتبر ضروريا لوكالة التنقيط االئتمانية الخارجية القيام بتقييمات وتصنيفات في أكثر من دولة‬
‫لكي يعترف بها ‪.‬‬
‫‪ -0‬تقنيات وأساليب التنقيط على مستوى وكاالت التصنيف الخارجية‬

‫التنقيط االئتماني أو ما يعرف بـ ـ ـ "‪ ،" rating‬قائم على أساس مخاطر التخلف عن السداد أو عدم الدفع الذي‬
‫‪1‬‬
‫يعكس نوعية المقترض وأوراقه المالية ‪ ،‬إذ تتم بناءا على طلب من الجهة المصدرة وتستغرق عدة أشهر‪.‬‬

‫المنهجية المعتمدة وفقا لهذه التقنية تتصف بالخصوصية وفقا لكل وكالة غير أنه قد يتم االجماع على بعض‬
‫المبادئ التوجيهية لتنقيط مؤسسة معينة ‪ ،‬من خالل دراسة محيطها ‪ ،‬استيراتيجيتها ‪ ،‬موقعها في السوق‬
‫وأيضا فحص وتدقيق كل من بياناتها المالية الماضية والتقديرية‪ ،‬المخاطر المرتبطة بهيكلها التمويلي وأدائها‬
‫االقتصادي ‪ ،‬تنتهي المرحلة األولى بمقابلة مع فريق اإلدارة كما يعتمد التصنيف على عناصر كمية ‪ ،‬تنطلق‬
‫أساسا من مالحظة المعطيات المالية والنوعية كمركز المؤسسة على مستوى القطاع الذي تنشط فيه‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بتصنيف دولة ما ‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم اللجوء إلى سياستها النقدية وموازنتها العامة ‪ ،‬ومدى‬
‫استقرارها اقتصاديا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Pascal Revault ,Les agences de notations financières, 15/11/2009, sur le site : www.creg.ac.versailles.fr, p p 3-4,‬‬
‫‪visité le :12/05/2016‬‬
‫‪163‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وفي المرحلة الثانية يتم تحليل المعطيات وتقديمها في شكل تقرير للجنة التصنيف على مستوى الوكالة من‬
‫أجل إعطاء تصنيف للجهة المصدرة ‪ ،‬وفي حالة عدم الطعن في القرار يتم نشره من طرف الوكالة واخضاع‬
‫هذا التصنيف لرقابة دائمة آخذة بعين االعتبار التغيرات والظروف ‪ ،‬ولهذا من الواجب على الجهة المصدرة‬
‫أن تزود الوكالة بالبيانات والمعلومات الضرورية ‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة باالندماج أو البيع وهذه الرقابة قد‬
‫تؤدي إلى الرفع أو التخفيض من التصنيف األولي ‪.‬‬

‫الجدول الموالي يوضح مقارنة بين مختلف التصنيفات المقدمة من طرف وكاالت التصنيف االئتماني الثالثة‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ 03‬ــــ ‪ " :05‬المقارنة بين تصنيف الديون"‬
‫‪Standard and‬‬
‫‪Fitch Rating‬‬ ‫‪Moody’s‬‬
‫‪Poor’s‬‬
‫معنى الرموز‬
‫قصيرة‬ ‫طويلة‬ ‫قصيرة‬ ‫طويلة‬ ‫قصيرة األجل‬ ‫طويلة األجل‬
‫األجل‬ ‫األجل‬ ‫األجل‬ ‫األجل‬
‫أحسن نوعية أقل ما يمكن من المخاطر‬ ‫‪AAA‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫‪Aaa‬‬

‫‪AA+‬‬ ‫‪AA+‬‬ ‫‪Aa1‬‬


‫جد قريب من أحسن نوعية ‪ ،‬المقترض لديه قدرة كبيرة‬ ‫‪F1+‬‬ ‫‪A-1+‬‬
‫‪AA‬‬ ‫‪AA‬‬ ‫‪Aa2‬‬
‫على السداد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪P1‬‬
‫‪AA‬‬ ‫‪AA‬‬ ‫‪Aa3‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫نوعية جيدة غير أن الخطر قد يكون موجودا في ظروف‬
‫‪A‬‬ ‫‪A-1‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A1‬‬
‫‪F1‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪A2‬‬
‫اقتصادية معينة‬
‫‪A-‬‬ ‫‪A-2‬‬ ‫‪A-‬‬ ‫‪A3‬‬
‫‪F2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪P2‬‬
‫‪BBB‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫‪Baa1‬‬
‫مالءة متوسطة‬ ‫‪BBB‬‬ ‫‪A-3‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫‪Baa2‬‬
‫‪F3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪P3‬‬
‫‪BBB‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫‪Baa3‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪BB‬‬ ‫‪BB‬‬ ‫‪Ba1‬‬
‫وفقا لهذا التصنيف تكون المضاربة عالية‪ ،‬وخطر المالءة‬
‫‪BB‬‬ ‫‪BB‬‬ ‫‪Ba2‬‬
‫وعدم القدرة على التسديد يزداد ومرتفع على المدى البعيد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪BB‬‬ ‫‪BB‬‬ ‫‪Ba3‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫غير معطى‬ ‫‪B1‬‬
‫احتمال عالي لعدم القدرة على السداد‪ ،‬والمخاطر تزداد‪.‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬
‫( ‪not‬‬ ‫‪B2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪B‬‬ ‫‪B3‬‬
‫‪+‬‬
‫‪)prime‬‬
‫خطر جد معتبر لعدم المالءة على األمد الطويل‬ ‫‪CCC‬‬ ‫‪Caa‬‬
‫‪CCC‬‬
‫المقترض قريب جدا من االفالس والقرض فيه مضاربة‬ ‫‪C‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪CCC‬‬ ‫‪Ca‬‬
‫‪-‬‬
‫‪CCC‬‬ ‫‪C‬‬
‫مرتفعة‪.‬‬
‫المقترض مفلس‪ ،‬التعثر‬ ‫‪/‬‬ ‫‪DDD‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على ‪Pascal Revault , Les Agencies de notations financières, :‬‬
‫‪15/11/2009, sur le site : www.creg.ac.versailles.fr, visité le :12/05/2016‬‬

‫‪164‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في سلم التنقيط نجد فئتين وهي كل من ‪:‬‬

‫‪ ‬الدرجة االستثمارية )‪ ،(Investement grade‬وهي ذات "الدرجة العالية" ويتحمل فيها المستثمرين أقل‬
‫قدر ممكن من المخاطر‪ ،‬من "‪ "AAA‬إلى "‪ "BBB‬بالنسبة لالصدارات األقل‪ ،‬و "درجة المضاربة" ‪،‬‬
‫أو درجة االستثمار المنخفضة من"‪ "BB‬إلى"‪ :"D‬بالنسبة لالصدارات الغير أكيدة واألكثر مخاطرة‪.‬‬
‫‪ ‬النقطة األعلى "‪"AAA‬تشير إلى النوعية العالية والجيدة للقرض‪ ،‬في حين "‪ " D‬تمثل التعثر عن‬
‫الدفع‪ ،‬وتساعد الرموز "‪ "-" ، "+‬في تحسين التنقيط أو تخفيضه‬
‫‪ ‬فبالنسبة للتصنيفات القصيرة األجل أسند للتصنيف ذو الربحية العليا ""‪ P1‬و" ‪"A-1+‬و "‪"F1+‬وكل من‬
‫"‪"C‬و"‪ "D‬ألدنى المستويات وحاالت التعثر واإلفالس ‪.‬‬
‫‪ ‬وفي األخير تختلف التصنيفات بحسب طبيعة العمليات قصيرة األجل فيما يتعلق بااللتزامات لمدة‬
‫سنة على األكثر والعمليات طويلة األجل الممتدة على أكثر من سنة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪/‬ترجيح أوزان المخاطر لمختلف فئات التعرض في ظل المقاربة المعيارية " ‪"Approche Standard‬‬

‫بداية البد من تعريف التعرض االئتماني على أنه عبارة عن إجمالي مبلغ االئتمان الممنوح للمقترض من قبل‬
‫المقرض‪ ،‬ويشير حجم التعرض لمخاطر االئتمان إلى مدى تعرض المقرض لخطر الخسارة في حالة تقصير‬
‫أو تعثر المقترض؛‬

‫‪ -1‬األوزان الترجيحية لفئات التعرض‬


‫‪ ‬الدول والبنوك المركزية‪*:‬والجدول الموالي يوضح الترجيحات الخاصة بهذه الفئة‬
‫الجدول رقم ‪ 03‬ــــ ‪ : 06‬ترجيح التعرضات الخاصة بفئة الدول والبنوك المركزية‬

‫غير مصنف‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫‪ BB+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪BBB+‬إلى ‪BBB-‬‬ ‫‪A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪ AAA‬إلى ‪AA-‬‬ ‫التصنيف‬

‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫الترجيح‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬


‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres , Juin 2006‬‬
‫*بالنسبة لهذه الفئة يمكن لسلطات الرقابة االعتراف بالتقييم الذي تنجزه وكالة االئتمان ‪ ،‬إذا ما التزمت هذه‬
‫األخيرة بالمنهجية المعتمدة من طرف منظمة التعاون والتنمية الدولية بحيث نجد معامالت الترجيح اآلتية‪:‬‬
‫‪165‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ 03‬ــــ ‪:07‬المنهج المعتمد من طرف منظمة التعاون الخاص بفئة الدول والبنوك المركزية‬
‫‪0‬‬ ‫‪ 4‬إلى ‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫منظمة ‪1-0‬‬ ‫تقييم‬
‫التعاون‬
‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫الترجيح‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres , Juin 2006‬‬
‫‪ ‬الحقوق على بنك التسويات الدولية ‪ ،‬صندوق النقد الدولي ‪ ،‬البنك المركزي األوروربي واالتحاد األوروبي‬
‫‪ ،‬يمكن ترجيحها بوزن (‪) %0‬؛‬
‫‪ ‬الحقوق على الهيئات العامة (خارج الحكومة المركزية)‪ :‬يمكن لسلطات الرقابة الوطنية استخدام الخيار‬
‫األول أو الثاني فيما يتعلق بترجيح هذه الفئة‪ ،‬فإذا ما تم تطبيق الخيار الثاني في هذه الحالة يستوجب‬
‫عدم استخدام المعالجة التفضيلية المطبقة على الحقوق قصيرة المدى‪.‬‬
‫في هذا اإلطار تستطيع سلطات الرقابة الوطنية استخدام المعالجة األكثر مالءمة (باستثناء الحقوق قصيرة‬
‫المدى) فيما يتعلق بالهيئات العمومية معتمدة في ذلك على عامل التحصيل الجبائي‪.‬‬

‫‪ ‬الحقوق على بنوك التنمية المتعددة األطراف‪« Banques multilatérales de développement » 1:‬‬
‫)‪(BMD‬‬
‫يتم ترجيحها بناءا على تصنيف أو تنقيط خارجي يحدد في الخيار الثاني ‪ -0-‬المتعلق بالحقوق على البنوك‬
‫وهذه الحقوق ال تتمتع بمعالجة تفضيلية ‪ ،‬بحيث يمنح وزن ترجيحي يقدر بـ ـ ـ ‪%0‬بالنسبة للحقوق على بنوك‬
‫التنمية المتعددة األطراف والتي تستجيب للبعض الخصائص ك ـ ــ‪ :‬تنقيط ضمن فئة"‪، " AAA‬أو " ‪AA-‬‬
‫"وغيرها من الخصائص األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬الحقوق على البنوك ‪ :‬يتوفر لدى السلطات الرقابية المحلية خيارين األول والثاني‪ ،‬إال أنها لها الحق في‬
‫تطبيق خيار واحد على مجموعة البنوك الواقعة ضمن اختصاصها‪،‬فالبنسبة للخيار ‪ 4‬يزيد وزن المخاطرة‬
‫بدرجة واحدة عن وزن الدولة المعينة‪ ،‬غير أنه تم تحديد سقف ‪ %100‬بالنسبة لألوزان الترجيحية‬
‫للقروض اتجاه البنوك الواقعة في بلدان مصنفة من ‪BB+‬إلى ‪B-‬أو الغير مصنفة أصال‪،‬أما الخيار‬
‫الثاني ‪ :‬فهو قائم على التصنيف االئتماني الخارجي للبنك نفسه‪ ،‬بحيث ينسب وزن ‪%50‬إذا لم يتم‬

‫‪1‬‬
‫وفقا للجنة والبنوك المؤهلة نجد ‪ :‬البنك االفريقي للتنمية ‪ ،‬البنك اآلسيوي للتنمية ‪،‬بنك الكرايبي ‪ ،‬بنك المجلس األوروبي للتنمية ‪ ،‬البنك األوروبي‬
‫لالستثمار ‪ ،‬البنك األوروبي للتعمير واالنشاء ‪ ،‬البنك األمريكي البيني للتنمية ‪ ،‬البنك االسالمي للتنمية‪ ،‬مؤسسة التمويل الدولية ‪،‬البنك الدولي للتعمير‬
‫واالنشاء ‪ ،‬بنك دول الشمال لالستثمار‪،‬الصندوق األوروبي لالستثمار‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫التقييم‪ ،‬وفي هذا الخيار وزن ترجيحي يزيد بدرجة واحدة تمنح للقروض ذات االستحقاق المبدئي أقل أو‬
‫يساوي ثالثة أشهر وال يمكن أن تقل عن نسبة ‪.%20‬‬
‫ويلخص الخيار األول والثاني في الجداول التالية ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ 20‬ـــ ‪ : 28‬الخيار األول‬

‫غير مصنف‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫‪ BB+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪BBB+‬إلى‬ ‫إلى ‪A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫تصنيف المقترض ‪AAA‬‬
‫‪BBB-‬‬ ‫‪AA-‬‬ ‫السيادي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫الترجيحات‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres , Juin 2006‬‬
‫الجدول رقم ‪ 20‬ـــ ‪ : 20‬الخيار الثاني‬

‫غير مصنف‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫‪ BB+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪BBB+‬إلى‬ ‫إلى ‪A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫تصنيف المقترض ‪AAA‬‬
‫‪BBB-‬‬ ‫‪AA-‬‬ ‫السيادي‬
‫‪%50‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫الترجيحات‬

‫‪%20‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫على ‪%20‬‬ ‫ترجيحات‬


‫القصيرة‬ ‫الحقوق‬
‫األجل *‬
‫* ذات االستحقاق المبدئي أقل أو يساوي "‪"0‬أشهر ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬


‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres , Juin 2006‬‬
‫‪ ‬الحقوق على المؤسسات االستثمارية "‪ :"Créances sur les entreprises d’investissement‬يمكن أن‬
‫تتم معالجتها بنفس الطريقة المتعلقة بالبنوك‪ ،‬شريطة أن تكون هذه المؤسسات خاضعة لنظام رقابي‬
‫يكافئ ويعادل اإلطار الرقابي لبازل ‪ 0‬بالخصوص في الجانب المتعلق بكفاية األموال الخاصة‪ ،‬وفي‬
‫حالة العكس يخضع للقواعد الخاصة بالحقوق على المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬الحقوق على المؤسسات "‪ : " Les créances sur les entreprises‬بالنسبة للترجيحات الخاصة بالفئات‬
‫غير مصنفة تنسب إليها نسبة ‪ ، %100‬والجدول الموالي يوضح بقية الترجيحات‪:‬‬

‫‪167‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 02 –20‬الترجيحات الخاصة بفئة المؤسسات‬

‫غير مصنف‬ ‫أقل من ‪BB-‬‬ ‫‪BBB+‬إلى ‪BB-‬‬ ‫‪A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪ AAA‬إلى ‪AA-‬‬ ‫التصنيفات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫الترجيحات‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬


‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres , Juin 2006‬‬
‫‪ ‬الحقوق على المحافظ النظامية لألفراد(التجزئة‪ ،‬قروض التجزئة)‪:‬يتم ترجيحها ب ‪ %75‬وهي تتعلق‬
‫بمجموعة من األفراد أو المؤسسة الصغيرة ‪ ،‬قروض أو خطوط القروض (بما فيها بطاقات االئتمان) ‪،‬‬
‫قروض آجلة ‪ ،‬عقد ايجار تمويلي لألفراد ‪ ،‬تسهيالت والتزامات اتجاه المؤسسات الصغيرة‪ ،‬كفاية‬
‫التنويع ضمن المحفظة من أجل تخفيض المخاطر وعدم تجاوز سقف المليون أورو كأقصى حد ‪ ،‬في‬
‫حالة عدم توفر الشروط والقيود المحددة يتم ترجيحها بنسبة ‪. %100‬‬
‫‪ ‬قروض مضمونة بعقارات سكنية‪ :‬القروض المضمونة بعقار سكني مشغول من طرف المقترض أو يتم‬
‫وضعها لإليجار ترجح بوزن ‪ ، %35‬في هذا الجانب يستوجب على سلطات الرقابة الوطنية التي تطبق‬
‫هذا الترجيح التأكد من إجراءات الحكومة المطبقة في مجال القروض العقارية بالخصوص توفر هامش‬
‫أمان كبير إضافي مقارنة مع مبلغ القرض واذا ما خلصت السلطات إلى أن هذه الخصائص غير‬
‫متوفرة يستوجب عليها إزاحة (أو رفع ) هذا الوزن‪ ،‬كما أنه باستطاعتها أن ترفع من مستوى الترجيح إذا‬
‫ما كان منخفضا جدا بالنظر إلى مجموع الديون المتخلف عن سدادها لهذه الفئة‪.‬‬
‫‪ ‬قروض مضمونة بعقارات تجارية‪ :‬يسند وزن ‪%100‬بالنسبة للقروض المضمونة بعقارات تجارية‪ ،‬في‬
‫المقابل باالمكان في بعض الحاالت االستثنائية وعلى مستوى األسواق المالية الجد متطورة أن ترجح ب ـ ـ‬
‫‪ %50‬بالنسبة لقيمة القرض التي ال تتجاوز أقل قيمة بين ‪ %50‬من القيمة السوقية أو ‪ %60‬من قيمة‬
‫العقار الذي يضمن القرض ؛ قيمة القرض المرهون بعقار تجاري ال تتجاوز ‪%0,3‬من مجموع القروض‬
‫للسنة المعنية‪ ،‬مجموع الخسائر الناتجة عن القروض المضمونة بعقار تجاري يجب أن ال تتجاوز أيضا‬
‫‪ %0,5‬من مجموع القروض للسنة المعنية‪ ،‬وفي حال عدم االمتثال لهذه الشروط فيترتب عن ذلك عدم‬
‫امكانية البنوك تطبيق المعالجة واسناد وزن ترجيحي ‪. %100‬‬
‫‪ ‬القروض غير المدفوعة (غير المسددة)‪ :‬الجزء غير المضمون من القرض (باستثناء القرض العقاري‬
‫المؤهل للسكن ) غير المدفوع منذ ‪ 81‬يوم والصافي من أي مخصصات معينة يرجح ب ــ‪:‬‬
‫‪ %150 -‬إذا كانت المخصصات المعينة أقل من ‪ %20‬من محفظة القرض؛‬
‫‪168‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ %100 -‬إذا كانت المخصصات بين ‪ %20‬و ‪ %50‬من محفظة الدين؛‬


‫‪ %50 -‬بالنسبة للمخصصات أكثر من‪ %50‬من محفظة الدين‪.‬‬
‫‪ ‬القروض ذات المخاطر المرتفعة ‪ :‬الحد األدنى الموضوع للوزن الترجيحي هو ‪ %150‬بالنسبة للفئات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحقوق على المقترضين كالدول السيادية‪ ،‬الهيئات الدولية‪ ،‬بنوك ومؤسسات استثمارية مصنفة أقل من ‪B‬؛‬

‫‪ -‬الحقوق على المقترضين ذوي التصنيف أقل من ‪BB-‬؛‬

‫‪ -‬القروض غير المدفوعة ؛‬

‫‪ ‬أصول أخرى (داخل الميزانية)‪ :‬على خالف التسنيد (التوريق)الذي خصص له قسم خاص به‪ ،‬بالنسبة‬
‫لألصول األخرى ترجح بوزن ‪ ، %100‬ما عدا الذهب الذي تم حيازته والمحتفظ به يمكن اعتبارها‬
‫ومعالجتها كالسيولة لتحصيله يرجح بـ ـ ـ ‪ ، %0‬في حين ترجح السيولة قيد التحصيل ب ـ ـ ‪،%20‬‬
‫االستثمارات في األسهم واألدوات الرأسمالية المصدرة من طرف البنوك أو المؤسسات االستثمارية يتم‬
‫ترجيحها ب ـ ـ ‪ %100‬مع األخذ تلك التي تم طرحها في حساب وتحديد األموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ - 0‬تعرضات التوريق والمقاربة المعيارية‬

‫تحدد األصول المرجحة بتعرضات التوريق من خالل جداء مبلغ العملية ومعامل الترجيح المناسب‪ ،‬بعد القيام‬
‫بتطبيق جميع معامالت التحويل الخاصة بالعناصر خارج الميزانية وتحدد معامالت الترجيح وفقا للجدول‬
‫‪1‬‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon : Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres, Juin ,‬‬
‫‪2006, op-cit p138‬‬
‫‪169‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :00 - 20‬معامالت الترجيح لتعرضات التوريق وفقا للمقاربة المعيارية‬

‫القـــــــــــــــروض طويلــــــــــــــــــــــــة األجــــــــــــــــــــــل‬


‫‪ B+‬أو أقل أو غير‬ ‫‪ BB+‬إلى‬ ‫‪ BBB+‬إلى ‪BBB-‬‬ ‫‪ A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪AAA‬إلى ‪AA-‬‬ ‫التنقيط‬
‫مصنفة‬ ‫‪BB-‬‬
‫تحذف من األموال‬ ‫‪%350‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫معامالت الترجيح‬
‫الخاصة‬
‫القــــــــــــــــــروض قصـــــــــــــيرة األجــــــــــــــــــــــل‬
‫تصنيفات أخرى أو إنعدام‬ ‫‪A-3/ P-3‬‬ ‫‪A-2/ P-2‬‬ ‫‪A-1/ P-1‬‬ ‫التنقـــــــــــــــيط‬
‫التصنيف‬
‫تحذف من األموال الخاصة‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫معامالت الترجيح‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‪:‬‬


‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬
‫‪propres,Juin 2006‬‬

‫‪ ‬حاالت إستثنائية لتعرضات التوريق غير المصنفة‬


‫يتبين من خالل الجدول أن تعرضات التوريق غير المصنفة يتم حذفها من األموال الخاصة بإستثناء ‪:‬‬

‫تعرضات التوريق المنتمية للفئات العليا من الدرجة األولى "الفئة أ"والدرجة الثانية الفئة "ب"‪ 1‬يتم طرح هذا‬
‫التعرض من األموال الخاصة الرقابية في إطار إصدار األوراق التجارية المدعومة "‪،2" ABCP‬يطبق عليها‬
‫متوسط معامل الترجيح الخاص بالتعرضات األساسية المرتبطة بها‪ ،‬إذ لم يتمكن البنك من تحديد الترجيحات‬
‫يطرح من األموال الخاصة الرقابية ؛‬

‫باستطاعت البنوك معالجة تعرضات التوريق خارج الميزانية كخطوط اإلئتمان المؤهلة إذا ما إستوفت بعضا‬
‫من الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الثوثيق الخاص بهذه الخطوط يجب أن يوضح ويحدد الوضعيات والكيفيات التي يمكن من خاللها‬
‫تشغيل هذه الخطوط؛‬

‫‪1‬‬
‫الدرجة األولى‪ /‬الثانية‪ :‬هو هيكل شائع لعمليات التوريق يوفر تعزيزا إئتمانيا لفئة واحدة أو أكثر من األوراق المالية‪ ،‬من خالل تصنيفها إلى فئات من‬
‫الدرجة األولى وأخرى من الدرجة الثانية‪،‬وبوجود تلك العالقة بين تلك الفئات ‪ ،‬يطلق على الفئات من الدرجة األولى في أغلب األحيان " األذون من‬
‫الفئة أ" ‪ ،‬أما الفئات من الدرجة الثانية فيطلق عليها "األذون من الفئة ب"‬
‫‪2‬‬
‫األوراق التجارية المدعومة باألصول "‪" ABCP" " Assets –Backed Commercial Paper‬أو " ‪Papier Commercial Adossé à des‬‬
‫‪ :"PCAA""Actifs‬يقصد بها األوراق التجارية المضمونة بأصول والتي يتم الحصول على دفعات أصل قرضها أو الفائدة المستحقة من التدفقات النقدية‬
‫المستمدة من مجمع األصول األساسي ‪ ،‬وفي حالة عدم إمكانية إعادة إصدار الورقة التجارية ليتم سداد ورقة تجارية حان موعد إستحقاقها‪ ،‬يتم سحب‬
‫تسهيالت سيولة الدعم لتوفير السيولة وسداد المستثمرين‬
‫‪170‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬خط اإلئتمان يخضع إلى إختبار نوعي لألصول الموجهة للضمان‪ ،‬بحيث ال يمكن أن تستخدم لتغطية‬
‫تعرضات في وضعية تعثر؛‬
‫في حالة تحقق هذه الشروط يتم تطبيق معامل تحويل إئتماني‪ ،‬يطبق ترجيح ‪ %20‬على مبالغ خطوط‬
‫اإلئتمان المؤهلة ذات إستحقاق مبدئي أقل أو يساوي سنة و ‪ %50‬لخطوط اإلئتمان ذات إستحقاق مبدئي‬
‫أكبر من سنة‪ ،‬في حين إذا تم اإلعتماد على درجة التصنيف الخاصة بخط اإلئتمان لترجيح المخاطر ‪،‬‬
‫يطبق معامل ‪.%100‬‬

‫‪ -0‬المقاربة المعيارية والعناصر خارج الميزانية‬


‫في إطار المقاربة المعيارية ‪ ،‬يتم تحويل العناصر خارج الميزانية إلى ما يعادلها من مكافئ مخاطر االئتمان‬
‫بواسطة معامل التحويل (‪ )facteur de conversion‬وذلك باجراء جداء بين هذا المعامل ومبلغ االلتزام الغير‬
‫مسدد ‪ ،‬فبالنسبة لاللتزامات ذات استحقاق أصلي مساو أو أقل من سنة وتلك ذات االستحقاق األصلي أكبر‬
‫من سنة تقدر معامالت تحويلها ب ـ ـ ‪ %20‬و‪ %50‬على التوالي‪.‬‬

‫في حين أن كل التزام أو تعهد قابل لإللغاء بدون اشعار وفي أي وقت والذي سقط تلقائيا نتيجة تعثر‬
‫المقترض يطبق عليها معامل التحويل ‪. %0‬‬

‫‪ -‬بدائل االئتمان المباشرة ‪ ،‬كالضمانات العامة للديون وغيرها يحول بمعامل ‪%100‬؛‬

‫‪ -‬المنح والتنازل عن األصول كذلك تحول بمعامل ‪%100‬؛‬

‫‪ -‬يطبق كذلك معامل تحويل ‪ %50‬بالنسبة لبعض البنود االختيارية المدرجة في الصفقات (ضمان األداء‬
‫الجيد‪ ،‬تأمين الزبائن والقروض ‪ ....‬وغيرها)؛‬

‫‪ -‬معامل ‪ %20‬فيما يتعلق بخطابات االعتماد التجارية قصيرة األجل والقابلة للتصفية التلقائية بسبب‬
‫ارتباطها بحركة البضائع (كاالعتمادات المستندية المضمونة بسلع أساسية) بعد أن يتم تأكيد عملية التنفيذ من‬
‫طرف بنك اإلصدار؛‬

‫‪ -‬في حالة الوعد على التزام (‪ )promesse d’engagement‬على عنصر خارج الميزانية‪ ،‬يستوجب على البنك‬
‫أن يأخذ بأقل معامل تحويل مطبق في الصفقتين أو المعاملتين؛‬

‫فيما يتعلق بال معامالت في األوراق المالية ‪ ،‬بالنسبة للمنتجات األساسية والعملة الصعبة غير المسواة ‪ ،‬ترى‬
‫اللجنة أن البنوك معرضة لمخاطر الطرف المقابل ‪ ،‬ابتداءا من تاريخ إجراء التفاوض مهما كان تاريخ‬
‫‪171‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التسجيل المحاسبي أو تقييد المعاملة‪ ،‬لذلك يستوجب على البنوك تطوير واقامة أنظمة متابعة تعرضاتهم‬
‫لمخاطر االئتمان الناجمة عن المعامالت التي لم تتم تسويتها من أجل توفير معلومات تمكنهم من اتخاذ‬
‫الق اررات الضرورية بسرعة؛‬

‫ثالثا‪/‬استخدام تقنيات مخففات مخاطر االئتمان في ظل – المنهج المعياري –" ‪Atténuation du‬‬

‫" ‪:risque decrédit‬‬

‫‪ -0‬أساسيات عن تقنيات مخففات المخاطر االئتمانية‬


‫تلجأ البنوك إلى استخدام العديد من التقنيات بغرض التخفيف من مخاطر االئتمان التي تواجهها ‪ :‬كاألخذ‬
‫بالضمانات ذات الحجم الكبير (‪ ،)du premier rang‬في شكل سيولة أو أوراق مالية تغطي كل أو جزء من‬
‫التعرضات للحصول على القروض‪ ،‬ضمان الطرف الثالث (‪ ،)garantie de tiers‬شراء الحماية (التغطية) في‬
‫‪1‬‬
‫شكل مشتقات االئتمان ‪ ،‬أو اتفاق مقاصة للقروض والودائع مع نفس الطرف المقابل‪.‬‬

‫تضمن مخففات مخاطر االئتمان تحقيق تحسن مستمر في مجال إجراءات إدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬وتأخذ‬
‫بعين االعتبار عند احتساب متطلبات رأس المال ‪ ،‬وتشمل كل من ‪ :‬الضمانات ‪ ،‬الكفاالت ‪ ،‬المشتقات‬
‫‪2‬‬
‫االئتمانية‪ ،‬تسوية االلتزامات المشتركة في الميزانية على أساس صافي؛‬

‫بصفة عامة فإن تخفيض متطلبات رأس المال يكون منسوبا إلى مخففات المخاطر االئتمانية التي تحتسب‬
‫بطرق مختلفة ‪ ،3‬بحيث يستوجب على البنوك االعتراف بتقنيات مخففات المخاطر االئتمانية المؤهلة لدى‬
‫‪4‬‬
‫احتساب قيم التعرضات شريطة استيفاء شروط االعتراف المنصوص عليها‪.‬‬

‫‪ -0‬تقنيات تخفيف المخاطر االئتمانية في ظل المقاربة المعيارية‬


‫أ ‪ .‬مبادئ أساسية لتطبيق تقنيات مخففات المخاطر االئتمانية‬

‫‪ ‬تلجأ البنوك إلى استخدام عدة تقنيات من أجل التخفيف من المخاطر االئتمانية التي تتعرض لها ‪،‬‬
‫فمن خالل الضمانات الحقيقية التي تكون في شكل سيولة وما في حكمها تغطي كل أو جزء من‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon :Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin‬‬
‫‪2006, op-cit , pp 33-53‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد داود عثمان‪ ،‬أثر مخففات مخاطر االئتمان على قيمة البنوك"دراسة تطبيقية على قطاع البنوك التجارية "‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل‬
‫شهادة الدكتوراه قسم المصارف‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ، 2112 ،‬ص ‪03‬‬
‫‪3‬‬
‫بنك البحرين الوطني‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ، 2111‬ص ‪01‬‬
‫‪4‬‬
‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ، 2101 ،‬ص ‪02‬‬

‫‪172‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫التعرضات‪ ،‬شراء التغطية في شكل ضمانات ‪ ،‬مشتقات االئتمان أو اتفاقات مقاصة القروض‬
‫‪1‬‬
‫والودائع بالنسبة لنفس الطرف‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة سياسة جيدة لتسيير وادارة الضمانات من طرف البنوك وذلك لمراقبة‪ ،‬متابعة و تقديم تقارير‬
‫تشمل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دراية جيدة بمختلف المخاطر التي تتعرض لها كدرجة تقلب السيولة واألوراق المالية المشكلة‬
‫للضمانات؛‬
‫‪ -‬مخاطر التركز‪ 2‬اتجاه أنواع معينة من الضمانات ؛‬
‫‪ -‬التنازل والتخلي عن الحقوق على الضمانات الواردة والممنوحة من األطراف المقابلة ؛‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى استيفاء متطلبات الدعامة الثالثة يجب أن يكون حاض ار أيضا حتى تتمكن البنوك من‬
‫االستفادة من تخصيص متطلبات األموال الخاصة الرقابية في إطار تطبيق تقنيات تخفيف المخاطر‬
‫‪3‬‬
‫االئتمانية‪.‬‬
‫ب ‪ .‬الشروط العامة لالعتراف بمخففات المخاطر االئتمانية‬
‫في هذا المجال نجد مجموعة من المتطلبات العامة التي البد من االلتزام بها‪ ،‬فمن الوارد أنه قد يؤدي‬
‫مثل ‪ :‬المخاطر القانونية‬ ‫استخدام أساليب تخفيف مخاطر االئتمان إلى ظهور مخاطر أخرى للبنوك‬
‫ومخاطر التشغيل والسيولة والسوق ‪ ،‬لذلك فإنه يتعين على البنك القيام باالجراءات الالزمة لمتابعة تلك‬
‫المخاطر ‪ ،‬إذ يوجد نوعان من المتطلبات العامة الواجب تطبيقها عند استخدام أساليب تخفيف مخاطر‬
‫‪4‬‬
‫االئتمان وهي‪:‬‬

‫‪ ‬التأكد القانوني‪ :‬والذي يتناول المخاطر القانونية ومخاطر الثوثيق الخاصة بتلك األساليب ؛‬
‫‪ ‬اإلدارة القوية والفعالة للمخاطر الناتجة عن استخدام أدوات تخفيف مخاطر االئتمان ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bureau du surintendant des institutions financiers Canada,Ligne directive,Atténuation du risque de crédit,‬‬
‫‪Banque /SPB/SFP, Avril 2014, p3‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا لما ورد في ‪ :‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬التعامل مع مخاطر التعرضات الكبيرة وتجارب الدول العربية‬
‫‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬ص ‪ : 2 – 0‬هي المخاطر التي قد تنشأ بنفس فئة المخاطر‪( ،‬تركز داخل نوع واحد من المخاطر)أو عبر فئات مختلفة من‬
‫المخاطر المختلفة على مستوى البنك‪ ،‬وهناك ارتباط بين مخاطر التركز والمخاطر ا ألخرى التي يتعرض لها البنك والمتمثلة في مخاطر االئتمان‪،‬‬
‫السيولة ‪ ،‬السوق والتشغيل وبامكان البن التخفيف من مخاطر التركز بواسطة مجموعة من األدوات والمتضمنة مزيج من بعض األدوات (وضع حدود‬
‫داخلية ‪ ،‬إدارة المحافظ‪ ،‬تحويل المخاطر‪ ،‬االحتفاظ برأس مال إضافي)‬
‫‪3‬‬
‫‪Bureau du surintendant des institutions financiers Canada,op- cit p4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Selon : Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin‬‬
‫‪2006, op-cit, p p 33-51‬‬
‫‪173‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إضافة إلى كل هذا توجد معايير محددة لكل نوع من أساليب تخفيف مخاطر االئتمان ‪ ،‬وللسماح للبنوك‬
‫باألخذ في االعتبار تلك األساليب عند احتساب رأس المال المطلوب يجب مراعاة تلك المتطلبات لضمان‬
‫فاعليةاألساليب المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -0‬تقنيات مخففات المخاطر االئتمانية المقررة في إتفاقية بازل الثانية‬


‫كما سبق لنا وذكرنا ‪ ،‬يوجد العديد من التقنيات المستخدمة في تخفيف المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬بحيث أن تطبيق‬
‫مثل هذه المخففات ينتج عنها تخفيض من متطلبات األموال الخاصة الرقابية‪ ،‬إال أن تطبيق مثل هذه‬
‫التقنيات يتم بشكل محكم ودقيق بتطبيق مجموعة من المتطلبات والشروط اإلحت ارزية‪ ،‬تم تحديد ثالث تقنيات‬
‫والمتمثلة في ‪:‬‬

‫أ‪/‬الضمانات الحقيقية " ‪:"sûretés réelles‬قد تأخذ شكل سيولة أو سندات دين تم تصنيفها من طرف وكاالت‬
‫التنقيط الخارجية المعترف بها صادرة عن جهات سيادية أو مؤسسات دولية أو بنوك التنمية المتعددة‬
‫األطراف (على أن ال يقل تصنيف هذه السندات عن ‪ BB-‬الصادرة من طرف الجهات السيادية أو‬
‫المؤسسات الدولية وبنوك التنمية المتعددة األطراف و‪ A-3/ P-3‬لسندات الدين قصيرة األجل)؛‬

‫‪1‬‬
‫يشمل إطار هذه العمليات كل من ‪:‬‬

‫‪ ‬تعرض فعلي أو محتمل للبنك؛‬


‫‪ ‬يتم تغطية هذا التعرض الفعلي أو المحتمل بالكامل أو جزئيا عن طريق ضمانات ممنوحة من‬
‫الطرف المقابل أو أي طرف ثالث ؛‬
‫‪ ‬البنوك التي تقبل ضمانات مالية مؤهلة المحددة من طرف لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية يسمح‬
‫لها بتخفيض تعرضاتها الناتجة عن األطراف المقابلة من أجل احتساب متطلبات رأس المال ‪،‬‬
‫ولتوضيح مدى مساهمة الضمان في التخفيف من المخاطر ‪.‬‬
‫‪ ‬يتاح للبنوك االختيار بين طريقتين " المقاربة البسيطة واالجمالية "في معالجة الضمانات‬
‫إذ أن مضمون المقاربة البسيطة منصوص عليه في اتفاقية بازل ‪ ،‬يتضمن تعويض ترجيح الطرف المقابل‬
‫بترجيح الضمانة المختارة وهذا خاص فقط بالتعرض المغطى ‪ ،‬حيث يشتمل على استبدال الوزن الترجيحي‬
‫للمخاطر بالوزن الترجيحي لجزء التعرض المغطى بالضمان (تحدد قيمة التعرض بعد األخذ بعين االعتبار‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin 2006, op-‬‬
‫‪cit p 35‬‬
‫‪174‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫لجميع اجراءات المقاصة)‪ ،‬كما قدر الحد األدنى للوزن الترجيحي للضمان بـ ـ ‪( %01‬باستثناء الضمان الذي‬
‫يكون نقدا أو سندات حكومية مقومة بنفس العملة) ‪ ،‬من جهة أخرى يجب أن يتم إعادة تقييم الضمان كل‬
‫‪1‬‬
‫ستة أشهر إلى غاية تاريخ االستحقاق ‪.‬‬

‫بالنسبة للمقاربة االجمالية والتي تسمح باجراء عدد مهم من المقاصات بين مبلغ الضمان وقيمة التعرض‪ ،‬من‬
‫خالل تخفيض قيمة التعرض من مبلغ الضمان؛‬

‫كما يمكن للبنك تطبيق هذه المقاربات بطريقة منفصلة لكن ليس في وقت واحد فيما يتعلق بمحفظة‬
‫القروض"‪ ، "portefeuille bancaire‬في حين يتم تطبيق المقاربة االجمالية فقط بالنسبة بمحفظة‬
‫التفاوض*(‪،)portefeuille de négociation ou de marché‬كما يسمح بتطبيق التغطية الجزئية بالنسبة لكلتا‬
‫المقاربتين‪ ،‬في المقابل حاالت عدم التوافق في تواريخ االستحقاق ال يسمح بها إال في إطار المقاربة‬
‫‪2‬‬
‫االجمالية‪.‬‬

‫المقاربة االجمالية » ‪« Approche globale‬‬


‫في إطار المقاربة االجمالية ‪ ،‬يستوجب على البنوك التي تحتفظ بالضمان األخذ بعين االعتبار التغيرات‬
‫الطارئة على قيمتها ‪ ،‬وذلك ضمن متطلبات احتساب متطلبات رأس المال ‪ ،‬هذا التعديل يتم في عن طريق‬
‫تطبيق نسب اقتطاع على مبلغ التعرض مقابل الطرف المقابل إضافة إلى قيمة الضمانات المستلمة‪ ،‬هذه‬
‫النسب تسمح األخذ في االعتبار أي تغيرات محتملة للقيم المستقبلية الناتجة عن تغيرات ظروف السوق‪ ،‬ما‬
‫يمكن من الحصول على مبالغ معدلة وفقا للتقلبات سواء بالنسبة للتعرض أو الضمان‪ ،‬إال في حالة ما إذا‬
‫كان جزء من الصفقة يتعلق بالسيولة‪ ،‬المبلغ المعدل يعد جد مرتفع في حالة التعرض وأقل بالنسبة للضمان‪.‬‬

‫بامكان البنوك أن تقوم باستخدام نوعين من نسب االقتطاع (‪:)les décotes‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon :‬‬
‫‪-John Hull, op-cit p 246 et convergence international,Juin 2006, op-cit p 35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin 2006, op-‬‬
‫‪cit p 35‬‬
‫* التعريف الرقابي لمحفظة التفاوض‪ :‬هي عبارة عن الوضعيات المحتفظ بها لغرض التفاوض‪ ،‬إذ تم األحذ بها بهدف التنازل عنها على المدى القصير‬
‫و‪/‬أو بغرض االستفادة وتحقيق الربح نتيجة الرتفاع مؤشراتها على المدى القصير‪ ،‬أو لتجميد أرباح ناتجة عن التحكيم ‪ ،‬العناصر المحتفظ بها بفرض‬
‫تغطية عناصر أخرى من محفظة التفاوض هي تلك التي تم االخذ بها بغرض التقاص‪ ،‬بصفة عامة عوامل المخاطر المرتبطة بهذه العناصر بالنسبة‬
‫للمؤسسات المالية الخاضعة لمعايير المحاسبة الدولية ‪ ، IFRS‬تشتمل محفظة التفاوض كل من ‪:‬‬
‫‪ ‬األدوات المالية المقيمة بالقيمة العادلة لحساب النتائج‪ ،‬بمعنى المحتفظ بها لغرض المتاجرة والتفاوض باستثناء تلك المتعلقة بالقيمة العادلة‬
‫للخيارات؛‬
‫‪ ‬التنازالت المؤقتة عن السندات واألسهم ومعامالت الصرف اآلجلة ‪ ،‬إذا ما أجريت بغرض االستفادة من النمو اإليجابي لمعدالت الفائدة ؛‬
‫‪ ‬العمليات ا ألخرى المرتبطة بالمؤسسات االئتمانية واالستثملرية إذا ما كانت تمول عنصرا واحدا أو مجموعة من عناصر محفظة‬
‫التفاوض‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬النسب الرقابية المعيارية (االحت ارزية)‪ ،‬التي تم وضعها من طرف لجنة بازل الدولية للرقابة‬
‫المصرفية؛‬
‫‪ ‬نسب االقتطاع الداخلية القائمة على أساس تقديراتها الخاصة والمتعلقة بتقلبات أسعار السوق‪ ،‬إال أن‬
‫استخدام هذه األخيرة ال يتم إال بترخيص من طرف السلطة الرقابية بناءا على استيفاء البنوك لبعض‬
‫المعايير الكمية والكيفية ؛‬
‫‪ ‬االختيار بين نسب االقتطاع المعيارية والداخلية يعتبر مستقال عن الطريقة المطبقة سواء المعيارية أو‬
‫النماذج الداخلية؛‬
‫‪ ‬قيمة كل نسبة اقتطاع توضع بناءا على طبيعة األداة ‪ ،‬نوعية المعاملة ( الصفقة)‪ ،‬وتيرة إعاد التقييم‬
‫وفقا لسعر السوق ؛‬
‫يتم احتساب متطلبات رأس المال وفقا لهذه المقاربة كما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫{)‪E*=max }0) E×(1+De)-S×(1-Ds-Dfx‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫يمثل قيمة التعرض بعد تخفيف المخاطر‪E* :‬‬

‫قيمة التعرض الواردة في الميزانية ‪E :‬‬

‫نسبة االقتطاع المنسبة للتعرض‪De :‬‬

‫قيمة الضمان في الميزانية ‪S:‬‬

‫نسبة االقتطاع المنسبة للضمان ‪Ds :‬‬

‫نسبة االقتطاع الموضوعة في حالة عدم تماثل العملة بين الضمان والتعرض‪Dfx :‬‬

‫فيما يتعلق بمعالجة العمليات التي ال تتطابق فيها آجال االستحقاق مع تعرض الطرف المقابل والضمان‬
‫ونسب اإلقتطاع (المعيارية واإلحت ارزية ) فهي موضحة في الملحق رقم (‪.)14‬‬

‫‪176‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب ‪ /‬عمليات المقاصة "‪" Compensation des éléments du bilans‬‬

‫عمليات المقاصة‬
‫"تعرف المقاصة بصفة عامة على أنها وسيلة تستخدم في وقت متزامن وفي حدود القيمة األدنى الخاصة‬
‫‪1‬‬
‫بالتزامين قابلين لالستبدال ‪ ،‬قائمين في إتجاه معاكس بين نفس األشخاص"‬

‫في حين يعتبرها الوسطاء الماليون تقنية قانونية ضرورية ‪ ،‬يخصص لها مفهوم مغاير ‪ ،‬حيث يتعلق األمر‬
‫باألطراف الذين لديهم القدرة على ضمان تكييف العرض والطلب على رؤوس األموال ‪ ،‬من خالل تحويل‬
‫الديون والحقوق الخاصة باألعوان غير الماليين ( هذا التحويل يمكن أن يشتمل على آجال االستحقاق‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫المعدالت والمخاطر) أو من خالل تجميع المخاطر‪.‬‬

‫بصفة عامة نجد أن المقاصة البنكية من شأنها المساهمة في تدعيم وتقوية القواعد االحت ارزية الموضوعة‬
‫على االلتزامات البنكية ؛ بشرط أن تتوفر مجموعة من الشروط الرقابية الخاصة ‪ ،‬ما قد يؤدي إلى التخفيف‬
‫من متطلبات األموال الخاصة الرقابية ؛‬

‫إذ يمكن للبنوك أن تستخدم المقاصة بين الموجودات (مثال الديون) والمطلوبات (الودائع) عندما تكون طبيعة‬
‫العالقة التعاقدية بين البنك والعميل قائمة على أساس قيام العميل بتسديد صافي حساباته المدينة بعد‬
‫تخفيضها برصيد حساباته الدائنة‪ ،‬المتوجبة لصالح البنك ‪ ،‬وعند وجود عقد قانوني بين البنك والعميل تتوفر‬
‫‪3‬‬
‫مجموعة من الشروط نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬وجود عقد يتيح للبنك إجراء التقاص بين الحساب أو الحسابات المدينة والحساب أو الحسابات‬
‫الدائنة للعميل أو ألي طرف طرف ثالث يعتبر ضامنا لهذا العميل؛‬
‫‪ ‬أن يكون العقد المشار إليه مبرما وفقا لألصول القانونية المعمول بها ؛‬
‫‪ ‬أن يكون البنك قاد ار وفي أي وقت على تحديد الموجودات (الحسابات المدينة) والمطلوبات‬
‫(الحسابات الدائنة ) الخاصة بالطرف المقابل‪،‬والخاضعة لشروط العقد الذي يسمح بإجراء عملية‬
‫المقاصة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Benkrimi Karim, Crédit Bancaire et Economie Financière, édition El OTHMANIA, Alger,2010, p 109‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Benkrimi Karim, op-cit, pp 109 -110‬‬
‫‪3‬‬
‫لجنة الرقابة على المصارف‪ ،‬النظام التطبيقي الخاص بــ "تقنيات التخفيف من مخاطر اإلئتمان"‪،‬تعميم إلى المصارف رقم ‪ ،320‬بيروت ‪،2111‬‬
‫ص ‪ ،2‬متاح على ‪ www.bccl.gov.lb :‬تاريخ التصفح‪22/12/2102 :‬‬
‫‪177‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ ‬أن يبقى العقد ساري المفعول طيلة مدة القرض‪.‬‬
‫ج‪/‬الكفاالت والمشتقات اإلئتمانية " ‪"Garanties et Dérivés de crédit‬‬

‫قد يدرج البنك هذه العناصر ضمن التقنيات المستخدمة في التخفيف من المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬إذا ما توفرت‬
‫‪1‬‬
‫فيها مجموعة من الشروط التالية مجتمعة‪:‬‬

‫‪ ‬أن تشكل الكفالة أو المشتقة اإلئتمانية إلتزاما مباش ار على الحماية اإلئتمانية؛‬
‫‪ ‬أن تشكل الكفالة أو المشتقة اإلئتمانية حماية واضحة لدين أو أكثر محددا وللنسبة المقرر تغطيتها‬
‫منه؛‬
‫‪ ‬أن يكون العقد غير قابل للرجوع عنه (‪ ،)irrévocable‬بحيث ال يشتمل على أي بند يسمح لمزود‬
‫الحماية اإلئتمانية بإلغاء الكفالة أو المشتقة اإلئتمانية من جانب واحد‪ ،‬أو الزيادة من قيمة الحماية‬
‫نظ ار لتدهور الجدارة اإلئتمانية لكل من اإللتزامات التي تم تغطيتها بالحماية (كفالة أو مشتقة‬
‫إئتمانية)؛‬
‫‪ ‬يتعين أن ال تكون الكفالة أو المشتقة اإلئتمانية غير مشروطة (‪ )inconditionnel‬لجهة ما‪ ،‬أن ال‬
‫يتضمن العقد أي شرط يعد غير خاضع لسيطرة مباشرة من طرف البنك ‪ ،‬ما يسمح لمزود الحماية‬
‫اإلئتمانية عدم التسديد إذا ما سجل تعثر الطرف المقابل عن دفع المبالغ المترتبة عليه‪.‬‬
‫د ‪ /‬الجهات المقبولة كفالتها‪/‬وحمايتها اإلئتمانية‬

‫تعد الحماية اإلئتمانية (كفاالت ومشتقات إئتمانية) مؤهلة إلستخدامها ضمن تقنيات التخفيف من المخاطر‬
‫‪2‬‬
‫اإلئتمانية إذا ما كانت مقدمة من طرف أي من الجهات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الدول ‪،‬البنوك المركزية‪ ،‬بنوك التنمية‪ ،‬الهيئات الدولية المتعددة األطراف (مثل بنك التسويات الدولية‪،‬‬
‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬اإلتحاد األوروبي‪ ،).......‬إضافة إلى مؤسسات القطاع العام‪ ،‬البنوك‪ ،‬شركات‬
‫األوراق المالية الخاضعة لنسبة ترجيح أقل من تلك الخاصة بالطرف المقابل؛‬
‫‪ -‬المؤسسات أو الشركات األخرى التي أرفق لها تصنيف اليقل عن" ‪ "A-‬وهي تشمل كل من الشركات‬
‫األم والشركات التابعة‪ ،‬الخاضعة لنسبة ترجيح أقل من تلك الخاصة بالطرف المقابل؛‬

‫‪1‬‬
‫لجنة الرقابة على المصارف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪00- 01‬‬
‫‪178‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبالنسبة لعقود المشتقات اإلئتمانية فال تقبل إال عقود تبادل التعثر اإلئتماني التي تشبه إلى حد بعيد عقد‬
‫التأمين ضد خطر التوقف عن الدفع‪ ،‬بحيث يتعهد فيها بائع الحماية (مزود الحماية) يتعهد بتعويض الخسائر‬
‫‪1‬‬
‫في حال وقوع حادث إئتماني تم تحديده في العقد؛‬

‫األوزان الترجيحية المطبقة عند إستخدام الكفاالت والمشتقات اإلئتمانية ضمن تقنيات تخفيف المخاطر‬
‫اإلئتمانية‪ ،‬يتعين إستخدام الوزن الترجيحي الخاص بمزود الحماية اإلئتمانية بدال من الوزن الترجيحي للطرف‬
‫المقابل‪ ،‬وذلك بالنسبة للجزء المغطى بالكفالة أو المشتقة اإلئتمانية‪ ،‬أما الجزء غير مغطى فيتم ترجيحه وفقا‬
‫‪2‬‬
‫لنسبة الترجيح المرفقة بالطرف المقابل؛‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قياس المخاطر االئتمانية وفقا للمقاربة القائمة على أساس التصنيف الداخلي في إطار‬
‫التنظيم الرقابي واالحترازي لبازل ‪II‬‬

‫أوال ‪ /‬مفاهيم أساسية حول الطريقة القائمة على التقييم الداخلي وجميع فئات األصول‬

‫‪ -0‬التصنيف اإلئتماني الداخلي والمنهج المعتمد على القياس الداخلي‬


‫عبر العقد األخير‪ ،‬أخذت بعض البنوك العاملة دوليا في تطبيق نظام التصنيف الداخلي واستخدام مداخل‬
‫كمية لقياس المخاطر اإلئتمانية‪ ،‬وقد تبنت لجنة بازل األساليب التي تستخدمها البنوك للتصنيف على إعتبار‬
‫أنها ت عكس حقيقة وضع المخاطر لدى هذه البنوك‪ ،‬وكونها المعني األول بهذه المخاطر ‪ ،‬فالهدف من‬
‫إستخدام هذه األساليب على مستوى البنوك هو جعل هذه األخيرة أكثر مسؤولية في تقييم المخاطر بما أنها‬
‫‪3‬‬
‫أكثر دراية بعملياتها ونشاطاتها مقارنة بوكاالت التصنيف الخارجية؛‬

‫يتم تحديد متطلبات رأس المال الرقابي في ظل هذا المنهج‪ ،‬عبر معادالت رياضية ‪ ،‬قدمتها لجنة بازل‬
‫الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬كما قامت بتحديد أسلوبين لقياس المخاطر اإلئتمانية وفقا لهذا المنهج كال من‬
‫األسلوب األساسي واألسلوب المتقدم ‪،4‬الذي سنتعرض له بالتفصيل خالل المباحث الالحقة‪.‬‬

‫يصبح بامكان البنوك التي تستوفي الحد األدنى من بعض الشروط ومتطلبات االفصاح‪ ،‬أن تتحصل على‬
‫موافقة السلطات الرقابية الستخدام أسلوب التصنيف الداخلي من أجل قياس المخاطر االئتمانية ‪ ،‬واالعتماد‬
‫‪1‬‬
‫لمسلف عبلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪003‬‬
‫‪2‬‬
‫لجنة الرقابة على المصارف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Clustain Descamps, Jacques Soichot, Economie et gestion de la banque, editions EMS, 2002 , p44‬‬
‫‪4‬‬
‫تهاني محمود محمد الزعابي‪ ،‬تطوير نموذج إلحتساب كفاية رأس المال للمصارف اإلسالمية في إطار مقررات لجنة بازل‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة الماجستير في المحاسبة والتمويل ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،2112 ،‬ص ‪20‬‬
‫‪179‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫على تقديراتها الداخلية لمكونات المخاطر في تحديد متطلبات راس المال لتعرض معين ‪ ،‬وهذا ما يجعل‬
‫متطلبات رأس المال أكثر توافقا مع درجة المخاطر االئتمانية التي قد يتعرض لها البنك‪ ،‬فالبنوك التي تملك‬
‫محفظة ائتمانية ذات جودة عالية ‪ ،‬تتعرض لمخاطر أقل وتحتاج إلى رأس مال أقل ‪ ،‬والعكس في حال‬
‫احتفاظها بمحفظة ائتمانية ذات جودة منخفضة‪ ،‬هذا من شأنه أن يعطي للبنوك حاف از لتطوير أنظمتها‬
‫‪1‬‬
‫الداخلية إلدارة وقياس المخاطر؛‬

‫يختلف هذا المنهج اختالفا كليا عن المنهج المعياري‪ ،‬حيث يضع إطا ار لقياس المخاطر االئتمانية باإلعتماد‬
‫على مدخالت كمية يتم إعدادها من طرف البنوك أو توفيرها من جانب السلطات الرقابية وتحويلها إلى أوزان‬
‫مخاطر بواسطة دوال رياضية حددتها اللجنة‪ ،‬بحيث يعتمد هذا المنهج بشكل كبير على أنظمة التصنيف‬
‫‪2‬‬
‫االئتماني الداخلية للبنوك‪.‬‬

‫جاءت هذه المقاربة بهدف تجاوز مختلف النقائص والصعوبات ومحدودية المقاربة المعيارية ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اقتراح طريقة حساب تسمح بإعطاء كل أصل وزن خطر خاص به‪ ،‬هذا الوزن يأخذ في الحسبان‬
‫العوامل األساسية المؤثرة على قيمة االئتمان‪ ،‬وفي هذا المجال تقوم المقاربة القائمة على التصنيف الداخلي‬
‫المعتمدة في قياس المخاطر االئتمانية على عناصر كمية كمبلغ التعرض‪،‬احتمال التعثر‪ ،‬وغيرها؛‬

‫فإقامة نظام داخلي لتنقيط المقترضين يسمح بتشكيل فئات للمخاطر‪ ،‬وانشاء سجل تاريخي للتنقيط وهو ما‬
‫‪3‬‬
‫يشكل أحد أهم الجوانب الرئيسية لهذه المقاربة؛‬

‫على اعتبار قيام هذه الطريقة على التصنيفات الداخلية‪ ،‬تزيد بشكل كبير من حساسية المخاطر لمتطلبات‬
‫رأس المال‪ ،‬هذا ما يتطلب تحديد جميع العناصر الالزمة لحساب رأس المال من خالل الجمع بين البيانات‬
‫‪4‬‬
‫الكمية التي تقدمها البنوك والصيغ المحددة من طرف لجنة بازل للرقابة المصرفية؛‬

‫‪ -0‬المتطلبات الدنيا الواجبة في إطار تطبيق المنهج الداخلي‬


‫يترتب على البنوك إستيفاء مجموعة من المتطلبات الدنيا التي تم تحديدها وفقا لمقررات لجنة بازل الدولية‬
‫للرقابة المصرفية‪ ،‬حتى تنال موافقة السلطة الرقابية الوطنية لتطبيق هذه المقاربة‪،‬هذه المتطلبات هي في‬

‫‪1‬‬
‫جلولي نسيمة‪ ،‬مدى امكانية تطبيق البنوك الجزائرية لمقررات اتفاق بازل ‪ 8‬المتعلقة بأ ساليب قياس مخاطر البنوك‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة الماجستير‪ ،‬تحصص مالية دولية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،2102-2100 ،‬ص ‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫جلولي نسيمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Michel Dietsch, Joîl Petey, op-cit p166‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres, Juin 2006, op‬‬
‫‪–cit, p 3‬‬
‫‪180‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مجملها قائمة على مبدأ أساسي هو أن األنظمة واإلجراءات المستخدمة في التقدير‪ ،‬تمكن من تقييم بثقة‬
‫الخصائص المتعلقة بكل من المقترض ونوعية العملية‪ ،‬وامكانية التفريق وتحديد اإلختالف بطريقة واضحة‬
‫بين المخاطر المترتبة‪ ،‬وكيفية قياسها كميا بكل موثوقية ودقة؛‬

‫تعترف لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬بإختالف الخصائص التي تنشط فيها البنوك واألنظمة الداخلية لهذه‬
‫األخيرة ‪ ،‬باإلضافة إل ى المنتجات البنكية لذلك لم تقم اللجنة بتحديد نموذج ومعايير خاصة يوجب إستخدامها‬
‫من طرف البنوك‪ ،‬إنما تركت األمر متاحا للسلطات الرقابية الوطنية فهي على دراية واطالع باألنظمة‬
‫‪1‬‬
‫الرقابية التي تخول للبنوك تطبيق هذه الطريقة من عدمها ؛‬

‫‪2‬‬
‫يمكن أن نلخص هذه المتطلبات الدنيا في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬مكونات المتطلبات الدنيا؛‬


‫‪ ‬التالءم والتوافق مع هذه المتطلبات؛‬
‫‪ ‬تصميم نظام التصنيف ؛‬
‫‪ ‬العمليات المتصلة بنظام تصنيف المخاطر؛‬
‫‪ ‬الحوكمة والرقابة؛‬
‫‪ ‬إستخدام التقييمات الداخلية ؛‬
‫‪ ‬تقدير المخاطر؛‬
‫‪ ‬التحقق من صحة التقديرات الداخلية ؛‬
‫‪ ‬المتطلبات الواجب إحترامها الخاصة بعمليات اإليجار التمويلي؛‬
‫‪ ‬إحتساب متطلبات رأس المال الخاصة بتعرضات األسهم؛‬
‫‪ ‬المتطلبات المتعلقة بالمعلومة المالية ؛‬
‫أحد أهم المتطلبات المنصوص عليها في وثيقة بازل الثانية إلستخدام المقاربة الداخلية هو إثبات البنك أن‬
‫إستخدام وسائل التقييم الداخلي والمعطيات المنتجة ليست موجهة فقط لتحديد رأس المال الرقابي الضروري‬
‫‪1‬‬
‫لتغطية المخاطر‪ ،‬بل تستغل أيضا في العديد من الوظائف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit ,p98‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit ,p97‬‬
‫‪181‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -0‬تصميم نظام التصنيف الداخلي‬


‫يتكون نظام التصنيف من مجموعة اإلجراءات واألساليب الرقابية ‪ ،‬إضافة إلى األنطمة اللوجستيكية‪ ،‬ويعتمد‬
‫بشكل أساسي على عميلة جمع المعطيات التي تسمح بتقييم المخاطرة اإلئتمانية‪ ،‬تعيين التصنيفات الداخلية‬
‫بدقة فضال عن تحديد التعثر ومقدار الخسارة؛‬

‫يمكن للبنوك إستخدام طرقا متعددة للتصنيف خاصة بكل فئة من األصول ‪ ،‬فعلى سبيل المثال قد يتوفر لدى‬
‫البنك نظام تصنيف خاص بقطاعات أو مجاالت محددة (كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬المؤسسات‬
‫الكبيرة)؛‬

‫لذلك يستوجب على البنك في حال إختيار نظام تصنيف ومعين أن يقوم بتوثيقه‪ ،‬وأن يطبق بطريقة تعكس‬
‫إلى أبعد حد درجة المخاطر الخاصة بمقترض معين ‪ ،‬عموما على البنوك الحرص على ترقية أنظمة‬
‫تصنيفات ه الداخلية بصفة مستمرة ومتواصلة أن يتبث أن كل نظام تصنيف داخلي تتبناه هو يستجيب‬
‫‪2‬‬
‫للمتطلبات الدنيا المنصوص عليها من طرف السلطة الرقابية‪.‬‬

‫اعتبرت المقاربة القائمة على أساس التصنيفات الداخلية من بين أهم الجوانب المبتكرة في اتفاقية بازل الثانية‬
‫تنقسم الى نوعين بسيطة أو اساسية ومعقدة أو متقدمة ‪ ،‬مقارنة بالمقاربة المعيارية نجد أن هناك اختالف في‬
‫القياس والتقدير والتقييمات الداخلية األساسية لخصائص االئتمان والقروض على مستوى البنوك المشكلة‬
‫للقاعدة األساسية في تحديد متطلبات األموال لخاصة الضرورية لتغطية المخاطر االئتمانية؛‬

‫فبالنسبة لألسلوب األول (البسيط أو األساسي) ‪ ،‬يقوم البنك بتحديد إحتمال التعثر فقط ‪ ،‬في حين تحدد بقية‬
‫العناصر المتعلقة بالمخاطر (الخسائر في حالة التعثر‪ ،‬التعرض عند التعثر) تحدد وفقا للقواعد المنصوص‬
‫عليها والمحددة وفقا للسلطات الرقابية‪ ،‬وفيما يتعلق باألسلوب الثاني فالبنك ينسب إليه تحديد هذه الخصائص‬
‫‪3‬‬
‫وفقا ألنظمة قياس المخاطر الموضوعة من طرف السلطة الرقابية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Le rôle des superviseurs dans l’appréciation des systèmes de notation interne du risque de crédit, Etude du‬‬
‫‪rapport annuel de la commission bancaire , 2004, p144‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit ,p98‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jean Mare Fignet, Le traitement du risqué de crédit dans l’accord de Bâle II : une évaluation, Revue d’économie‬‬
‫‪financière, n°71, 2003, p9‬‬
‫‪182‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وعموما تهدف مقاربات التصنيف الداخلي الموضوعة من طرف لجنة بازل إلى‪:‬‬

‫‪ -‬االهتمام أكثر بمخاطر كل بنك على حدة؛‬


‫‪ -‬حث البنوك على الرقي بتقنياتها لتسيير المخاطر االئتمانية ؛‬
‫‪ -‬اكتشاف مجال أوسع من المقترضين؛‬
‫‪ -‬استعمال النماذج الداخلية للمخاطر االئتمانية؛‬
‫الفرق الجوهري بين كال الطريقتين المعتمدتين في منهج التصنيف الداخلي يكمن في قدرة البنك على تقدير‬
‫المدخالت األساسية لهاتين الطريقتين والجدول الموالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :12- 03‬تحديد المدخالت األساسية وفقا لمقاربتي التقييم الداخلي األساسية والمتقدمة‬

‫تحديد وتقدير المتغيرات‬ ‫المتغير‬


‫المقاربة المتـــــــــــــــقدمـــــــــــــــة‬ ‫المقاربة األساســـــــــــــــية‬
‫يعدها البنك بناءا على تقديراته الخاصة‬ ‫يعدها البنك بناءا على تقديراته الخاصة‬ ‫إحتمال التعثر "‪"PD‬‬
‫يعدها البنك بناءا على تقديراته الخاصة‬ ‫قيم إحت ارزية محددة من قبل لجنة بازل‬ ‫الخسارة في حالة التعثر "‪"LGD‬‬
‫للرقابة المصرفية‬
‫يعدها البنك بناءا على تقديراته الخاصة‬ ‫قيم إحت ارزية محددة من قبل لجنة بازل‬ ‫التعرض عند التعثر "‪" EAD‬‬
‫للرقابة المصرفية‬
‫يعدها البنك بناءا على تقديراته الخاصة‬ ‫قيم إحت ارزية محددة من قبل لجنة بازل‬ ‫اإلستحقاق "‪" M‬‬
‫باستثناء بعض التعرضات‬ ‫للرقابة المصرفية‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على‬

‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds‬‬


‫‪propres , Juin 2006‬‬

‫في ظل المقاربة القائمة على أساس التصنيفات الداخلية بنوعيها األساسية والمتقدمة ‪ ،‬يتم اإلعتماد على‬
‫‪2‬‬
‫ثالثة مداخل رئيسية (أو عناصر رئيسية) لكل نوع من التعرضات وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬العناصر المكونة للمخاطر وهي التقديرات الخاصة بالمخاطر ‪ ،‬قد تكون مقدمة من طرف البنك‬
‫أو عبارة عن تقديرات احت ارزية مفروضة؛‬

‫‪1‬‬
‫عمي سعيد حمزة‪ ،‬التسيير الحذر للبنوك ومدى تطبيق معايير بازل ‪ 8‬في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع نقود‬
‫ومالية‪ ،‬جامعة دالي ابراهيم ‪ ، 2101- 2111 ،‬ص ص ‪23 - 22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit ,p66‬‬
‫‪183‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ ‬دوال أوزان المخاطر على اعتبارها وسائل تستخدم أو تسمح بترجمة مكونات المخاطر إلى‬
‫أصول مرجحة بالمخاطر ‪ ،‬وبدورها تحول إلى متطلبات الحد األدنى لرأس المال الخاص بالجزء‬
‫غير المنتظر من الخسائر ؛‬
‫‪ ‬المتطلبات الدنيا أو المعايير االحت ارزية الدنيا التي يستوجب على البنوك احترامها لتطبيق المقاربة‬
‫الداخلية على نوع معين من األصول؛‬
‫‪1‬‬
‫كما سبق لنا وأشرنا يعتمد منهج التقييم الداخلي للمخاطر االئتمانية على أربعة مدخالت أساسية وهي ‪:‬‬

‫‪ 0‬ـــــ إحتمال العجز عن السداد (‪ :) PD‬يقيس مدى احتمالية عدم قدرة المقترض على السداد خالل فترة‬
‫زمنية معينة‪ ،‬وترى اللجنة عند تحديد درجة الجدارة االئتمانية لكل عميل أن تؤحذ العناصر التفاغلية في‬
‫االعتبار‪ :‬التحليل المالي والتحليالت المتعلقة بالصناعة ودرجة الجدارة المحددة خارجيا‪ ،‬وتحديد قيمة الشركة‪،‬‬
‫وادارة الشركة‪ ،‬وشروط التسهيل‪ ،‬وأي اعتبارات أخرى يرى البنك ضرورتها تخص أيا من العميل والعملية التي‬
‫يتم تمويلها‪ ،‬كما يسمح تقييم الجدارة االئتمانية بإعطاء معلومات مهمة عن احتمال أن يعجز المقترضون عن‬
‫الوفاء بالتزاماتهم وكلما كان التصنيف جيدا للعميل كلما قلت احتماالت التعثر في السداد‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــــ الخسارة عند حدوث التعثر (‪ :)LGD‬يتم قياس حجم الخسائر التي سيتعرض لها البنك بافتراض تعثر‬
‫العميل عن السداد‪ ،‬وفي حال اتباع األسلوب األساسي فإن السلطة الرقابية تفرض نسبة محددة لتلك الخسائر‬
‫ويراعى في تحديد تلك النسبة قيمة الضمانات التي يمكن للبنك تسييلها في حالة التعثر‪ ،‬أما في حالة اتباع‬
‫األسلوب المتقدم ‪ ،‬فإن البنك يحدد الخسائر الناتجة عن فشل العمالء بالنسبة لكل فرد على حدة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫وفاء البنك بمتطلبات رأس المال وفقا لمتطلبات السلطة الرقابية‪ .‬وبينما يكون احتمال العجز عن السداد‬
‫خاص بمقترض محدد ‪ ،‬فخسارة العجز عن السداد تكون خاصة بتسهيل ائتماني محدد‪ ،‬وتتأثر هذه الخسارة‬
‫المتوقعة بالمعالجات التي قد تستخدم في تخفيف خسارة االئتمان ‪.‬‬

‫‪ 0‬ـــــ التعرض عند التعثر (‪:)EAD‬وهي تحدد القيمة التقديرية للتوظيفات المعرضة للمخاطر‪ ،‬ويتم احتسابها‬
‫وفقا للبنود داخل الميزانية والبنود خارج الميزانية‪،‬وقيمة التعرض ترتبط بكل تمويل على حدة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـــــ آجال التسهيالت االئتمانية (‪: )EE‬تمثل آجال االستحقاق للتسهيالت االئتمانية محددا مهما لمخاطر‬
‫االئتمان فالتمويل طويل األجل ينطوي على احتمال أكبر للتعثر‪ ،‬ويطلب من البنوك تقديم معلومات كاملة‬
‫عن آجال التسهيالت االئتمانية التي قدمتها والعكس بالنسبة للتمويل قصير األجل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نسيمة جلولي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪21 - 22‬‬
‫‪184‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما يعتمد المنهج القائم على التصنيفات الداخلية على تقديرات خاصة بالخسائر الغير المنتظرة"‪Pertes‬‬

‫‪"inattendues‬و الخسائر المنتظرة "‪." Pertes attendues‬‬

‫ثانيا‪/‬تصنيف التعرضات‪"Classification des expositions " :‬‬

‫في ضوء المقاربة القائمة على أساس التصنيفات الداخلية ‪ ،‬يستوجب على البنوك أن تصنف تعرضات‬
‫محافظها البنكية ضمن فئات أصول رئيسية تتميز بمخاطر ائتمانية كامنة‪ ،‬مع احترام كل من المفاهيم‬
‫التالية‪ :‬المؤسسات‪ ،‬الديون السيادية ‪ ،‬البنوك‪ ،‬زبائن التجزئة واألسهم‪ ،‬كل نوع من األنواع المذكورة فئات‬
‫فرعية كالمؤسسات تتضمن خمس فئات فرعية متخصصة في التمويل‪ ،‬في حين زبائن التجزئة ثالث فئات‪،‬‬
‫كما أنه يمكن أن تطبق البنوك معالجات وتصنيفات مختلفة إذا ما سمحت السلطة الرقابية بذلك في ظل‬
‫إحترام مضامين المقاربة القائمة على أساس التصنيفات الداخلية‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق لكل فئة على حدة‪:‬‬

‫‪ -0‬تعريف التعرضات على المؤسسات " ‪"les expositions sur les entreprises‬‬
‫يعرف التعرض على المؤسسة بشكل عام على أنه إلتزام على المؤسسة‪ ،‬باختالف أنواعها سواء أكانت ذات‬
‫مسؤولية محدودة أو ذات أسهم ‪ ،‬يسمح للبنوك الفصل ما بين تعرضات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬

‫تضم فئة المؤسسات خمس فئات فرعية متخصصة في التمويل) ‪ ، (financement spécialisé FS‬تتميز هذه‬
‫األخيرة بمجموعة من الخصائص نتيجة العتبارات قانونية واقتصادية‪:‬‬

‫‪ ‬يتعلق األمر عادة بتعرض مقابل لمؤسسة قائمة من أجل تمويل أو تسيير وتشغيل أصول مادية؛‬
‫‪ ‬المؤسسة المقترضة ينعدم لديها أويكاد أصول أخرى أو أنشطة تستطيع من خاللها سداد الدين‪،‬‬
‫باستثناء المداخيل التي تدرها من أنشطة تمويل أصولها؛‬
‫‪ ‬الشروط الموضوعة على هذا االلتزام تعطي للمقرض قدرة كبيرة على التحكم والرقابة فيما يتعلق‬
‫بالمداخيل الواردة المتولدة من األصول (التي تعتبر المصدر الرئيسي للسداد التي تمتلكها المؤسسات‬
‫التجارية)؛‬
‫تشمل الفئات الخمسة الفرعية المتخصصة في التمويل كل من ‪ :‬تمويل المشاريع‪ ،‬تمويل األصول المادية ‪،‬‬
‫تمويل السلع والمنتجات األساسية‪ ،‬العقارات المدرة للدخل‪ ،‬والعقارات شديدة التقلب والتذبذب وفيما يلي‬
‫سنفصل في كل نوع على حدة‪:‬‬

‫‪185‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تمويل المشاريع ‪" Financement des projets" :‬‬


‫تعد المداخيل الناتجة عن المشروع مصد ار أساسيا لسداد القرض بالنسبة للمقترض وضمان أساسي للتعرض‪،‬‬
‫هذا النوع من التمويل عادة ما يكون موجها للمشاريع الكبيرة المتعددة ‪ :‬كالبنى التحتية المتعلقة بالنقل‬
‫واالتصاالت وغيرها‪....‬أو لتمويل بناء بعض المشاريع المقامة من قبل بهدف إجراء تحسينات أو ترميمات‬
‫عليها‪.‬‬

‫يعتمد المقرض على االيرادات التي يولدها المشروع كمصدر للسداد‪ ،‬والمتمثلة في التدفقات النقدية للمشروع‪،‬‬
‫وعلى قيمة الضمانة المتمثلة في موجودات المشروع‪ ،‬وفي المقابل إذا كان سداد التعرض أساسا على مستخدم‬
‫نهائي يتمتع باالستقرار ‪ ، ،‬فإن التعرض يعد مضمونا من طرفه‪.‬‬

‫تمويل األصول المادية ‪ :‬تتعلق أساسا بتمويل عمليات إقتناء األصول المادية (مثل البواخر ‪ ،‬الطائرات‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرها)‪ ،‬يعتمد سداد التعرض باالعتماد على التدفقات النقدية المتولدة عن األصول التي تم تمويلها أو‬
‫رهنها لصالح المقرض‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل السلع والمنتجات األساسية ‪ :‬يتعلق بالقروض قصيرة األجل التي تهدف إلى تمويل عناصر دورة‬
‫االستغالل من احتياطات ومخزونات ‪ ،‬يعتمد تصنيف هذا التعرض على القدرة الذاتية لعملية التمويل‬
‫بدال من نوعية القرض الممنوحة للمقترض ‪.‬‬
‫العقارات المولدة للدخل "‪ :"Immobilier de rapport‬يعتبر هذا النوع من العقارات طريقة مستخدمة لتقديم‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل الالزم ‪ ،‬إذ يتعلق بصفة أساسية بتمويل عقارات خاصة كمعدات المكاتب المستأجرة‪ ،‬مساحات‬
‫البيع ‪ ،‬المباني السكنية المستأجرة وتعتمد احتماالت سداد واسترداد التعرض على التدفقات النقدية المولدة‬
‫من هذه العقارات من خالل مداخيل اإليجار أو البيع الخاصة بها؛‬
‫العقار التجاري شديد التقلب ‪"Immobilier Commerciale à forte volatilité" :‬يخصص هذا النوع من‬ ‫‪-‬‬
‫االقراض لتمويل العقارات شديدة التقلب والتي تتصف بمعدالت خسارة شديدة التقلب وتشمل كل من‪:‬‬
‫‪ ‬تعرضات العقار التجاري المضمون بممتلكات من األنواع التي تم تصنيفها من قبل السلطات الرقابية‬
‫كونها تتصف بمعدالت تعثر جد متقلبة؛‬
‫‪ ‬القروض الموجهة لتمويل مراحل شراء األراضي‪ ،‬والتطوير والبناء عليها؛‬

‫‪186‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬القروض الممولة لحيازة ‪ ،‬إقامة أي ممتلكات أخرى‪ ،‬ويكون مصدر السداد زمن نشوء التعرض‪ ،‬من‬
‫خالل البيع الغير المؤكد للمتلكات في المستقبل‪ ،‬أو من التدفقات النقدية التي تكون مصد ار للسداد غير‬
‫المؤكد ؛‬
‫‪ -0‬تعريف التعرضات السيادية‪ "les expositions sur les emprunteurs souverains " :‬تغطي هذه‬
‫الفئة كل من التعرضات التي تنسب إلى المؤسسات السيادية في إطار المقاربة المعيارية‪ ،‬وهي تضم‬
‫جميع الدول وبنوكها المركزية‪ ،‬المؤسسات العمومية ‪ ،‬بنوك التنمية المتعددة األطراف المستوفية لشروط‬
‫الترجيح بنسبة‪ 0%‬في إطار المقاربة المعيارية؛‬
‫‪ -0‬تعريف التعرضات على البنوك‬
‫تشمل كال من هذه التعرضات على البنوك وتعرضات المؤسسات االستثمارية (الخاصة باألوراق المالية)‪ ،‬كما‬
‫تضم أيضا المطالبات (الحقوق) على الهيئات العمومية التي تعامل على أنها مطالبات أو حقوق على البنوك‬
‫وفقا للمقاربة المعيارية والبنوك المتعددة األطراف التي ال تستوفي شروط ومعايير الترجيح بنسبة ‪0%‬‬
‫المنصوص عليها في إطار المقاربة المعيارية ؛‬

‫‪ -4‬تعريف التعرضات على زبائن التجزئة‬


‫يصنف التعرض ضمن هذه الفئة إذا ما تحققت فيه المعايير والشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة المقترض أو القيمة المنخفضة لتعرضات األفراد‪ :‬التعرضات لألفراد مثل االئتمانات الدوارة‬
‫"‪ ، "les crédits renouvelables‬خطوط االئتمان (كالبطاقات االئتمانية ‪ ،‬السحوبات على المكشوف‬
‫والتسهيالت الممنوحة لعمالء التجزئة المضمونة باألدوات المالية)‪،‬إضافة إلى القروض اآلجلة ‪،‬‬
‫اإليجار التمويلي (كالقروض المخصصة لشراء سيارة ) وغيرها من التمويالت الشخصية والتعرضات‬
‫األخرى التي تتميز بنفس الخصائص؛‬
‫‪ ‬قروض الرهونات السكنية ‪ :‬بما فيها القروض طويلة األجل‪ ،‬وخطوط االئتمان الدوارة المضمونة‬
‫بعقار سكني بامكانها الخضوع للمعالجة الخاصة بتعرضات التجزئة‪ ،‬بغض النظر عن مبلغ أو حجم‬
‫التعرض‪ ،‬كون أن االئتمان قد منح للفرد الذي يمتلك أو يشغل الممتلكات؛‬
‫‪ ‬القروض الممنوحة للمؤسسات الصغيرة والتي تدار على أنها تعرضات بالتجزئة‪ :‬يتم معالجتها وفقا‬
‫لهذه الفئة بشرط أن إجمالي تعرض المجموعة البنكية بمؤسسة صغيرة مقترضة أقل من مليون أورو‬
‫(‪ 4‬مليون أورو)؛‬
‫‪187‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في هذا المجال تمنح السلطات الرقابية بعض المرونة للبنوك في تطبيق هذه العتبات أو السقف وذلك تماشيا‬
‫مع أنظمة اإلعالم اآللي المتواجدة على مستوى البنوك‪ ،‬مع السهر على عدم تسجيل أي تجازوات كبيرة فيما‬
‫يخص هذه العتبات‪.‬‬

‫‪ ‬العدد الكبير من التعرضات ‪ :‬لكي يتم معالجة التعرض كتعرض على التجزئة ‪ ،‬يستوجب أن تقع‬
‫هذه المطالبات والتعرضات ضمن مجموعة كبيرة من التعرضات مسيرة من طرف البنوك على أساس‬
‫جماعي ‪ ،‬وفي هذا المجال للسلطات الرقابية الحرية في وضع حد أدنى وتسقيف التعرضات ضمن‬
‫المجمع الواحد؛‬
‫يمكن معاملة التعرضات الخاصة بالمؤسسات الصغيرة (األقل من مليون أورو) على أنها تعرضات بالتجزئة‪،‬‬
‫إذا ما قام البنك بادماجها بشكل منهجي ضمن أنظمته الداخلية لتسيير المخاطر ‪ ،‬وباألسلوب ذاته المطبق‬
‫على التعرضات األخرى بالتجزئة؛‬

‫يطلب من كل بنك تحديد ثالث فئات فرعية ضمن األصول الخاصة بزبائن التجزئة وهي كل من ‪:‬‬
‫التعرضات المضمونة بعقارات سكنية كما تم تعريفها سابقا‪ ،‬التعرضات الدوارة المؤهلة وجميع التعرضات‬
‫األخرى في هذه الفئة ؛‬

‫‪ -1‬التعرضات على األسهم‬


‫تمثل كل من المساهمات المباشرة(األسهم العادية) وغير المباشرة (كمحافظ المشتقات إضافة إلى الحصص‬
‫المختصة في المؤسسات ) على مستوى المؤسسات المصدرة للسندات واألسهم والمتمثلة وظيفتها الرئيسية‬
‫االستثمار في األسهم؛‬

‫كل أدة تستوفي الشروط التالية يمكن إعتبارها كتعرض على األسهم‪:‬‬

‫‪ ‬اليمكن استرداد القيمة المستثمرة في األسهم سوى من خالل التنازل عنها أو بتصفية المصدر؛‬
‫‪ ‬ال تمثل التزاما بالنسبة للمصدر إال في حالة ما إذا أمكنه تأجيل تسوية االلتزام إلى أجل غير‬
‫مسمى ؛‬

‫‪188‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -1‬المستحقات المشتراة المؤهلة‬


‫تنقسم هذه الفئة إلى فرعين هما ‪ :‬المستحقاة المقتناة من معامالت التجزئة والمستحقات المشتراة من‬
‫المؤسسة‪ ،‬ويشترط على البنك احترام القواعد االحت ارزية التي تنص عليها مقاربة التصنيفات الداخلية إلى‬
‫جانب المتطلبات العملياتية الضرورية لمعالجة هذا النوع‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال يكون البنك هو الذي أنشأ الدين مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ذلك يتحقق بحيازة أوراق القبض من‬
‫طرف مستقل ال يمت بأي صلة للبنك؛‬
‫‪ ‬أن ال يكون المستحق على المؤسسة متولد من عمليات االرتباط‪ ،‬بمعنى ال تقبل تلك الناشئة من‬
‫الحسابات العكسية ما بين المؤسسات؛‬
‫‪ ‬أن يكون للبنك الحائز الحق في الدخل المترتب على المستحقات كامال أو على أساس نسبة معينة؛‬
‫ثالثا‪/‬ترجيح األصول‬

‫في ظل أنظمة التصنيفات الداخلية خصصت لجنة بازل للرقابة المصرفية مجموعة من الدوال لترجيح‬
‫األصول بالمخاطر اإلئتمانية‪ ،‬هذه الدوال تعتمد في مجملها على مكونات المخاطر (التعثر‪ ،‬الخسارة عند‬
‫‪1‬‬
‫التعثر‪ ،‬التعرض عند التعثر واالستحقاق )؛‬

‫‪/0‬دوال ترجيح التعرضات الخاصة بزبائن التجزئة‬

‫أ‪ .‬التعرضات المرتبطة بقروض مرهونة بعقارات معدة للسكن ‪ :‬يتم ترجيح التعرضات وفقا للمعادلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪R = 0,15‬‬

‫‪K= PCD × N [(1-R)-0,5 × G(PD) + (R/(1-R))0,5× G(0,999)]-PD×PCD‬‬

‫‪Actifs Pondérés(AP) = K × 12,5×ECD‬‬

‫يمثل معامل اإلرتباط (بمعنى معامل المخاطر المشتركة بين األصول)؛‪R‬بحيث‬

‫‪ :‬متطلبات األموال الخاصة‪K‬‬


‫ب‪ .‬التعرضات المتجددة على زبائن التجزئة المؤهلة رقابيا‬
‫‪ :‬األصول المرجحة بالمخاطر اإلئتمانية ‪AP‬‬
‫التعرضات المتجددة المؤهلة رقابيا والغير واقعة في حالة تعثر يتم تحديد واحتساب الترجيحات الخاصة بها‬
‫‪ :‬التعرض عند التعثر‪ : ECD‬الخسارة عند التعثر‪ : PCD ،‬إحتمال الثعتر ‪PD ،‬‬ ‫وفقا للمعادلة الرقابية التالية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006, op‬‬
‫‪– cit, p84‬‬
‫‪189‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب‪.‬التعرضات المتجددة على زبائن التجزئة المؤهلة رقابيا‬

‫التعرضات المتجددة المؤهلة رقابيا والغير واقعة في حالة تعثر يتم تحديد واحتساب الترجيحات الخاصة بها‬
‫وفقا للمعادلة الرقابية التالية‪:‬‬
‫‪R =0,04‬‬

‫‪K= PCD × N [(1-R)-0,5 × G(PD) + (R/(1-R))0,5× G(0,999)]-PD×PCD‬‬

‫‪Actifs Pondérés(AP) = K × 12,5×ECD‬‬

‫يمثل معامل اإلرتباط (بمعنى معامل المخاطر المشتركة بين األصول)؛‪R‬بحيث‬

‫‪ :‬متطلبات األموال الخاصة‪K‬‬

‫‪ :‬األصول المرجحة بالمخاطر اإلئتمانية ‪AP‬‬

‫‪ :‬التعرض عند التعثر‪ : ECD‬الخسارة عند التعثر‪ : PCD ،‬إحتمال الثعتر ‪PD ،‬‬
‫مالحظة ‪ :‬متطلبات األموال الخاصة )‪ (K‬في حالة تعرض متعثر تكون مساوية إما ‪:‬‬

‫صفر أو الفرق بين الخسارة عند التعثر (‪ ) PCD‬وأحسن تقدير محدد من طرف البنك خاص بالخسارة المتوقعة ‪ ،‬إذا كانت قيمة هذه‬ ‫‪‬‬
‫األخيرة موجبة‬

‫ج‪ .‬باقي تعرضات زبائن التجزئة ‪ :‬معامالت الترجيح الخاصة ببقية التعرضات على زبائن التجزئة‪ ،‬الغير‬
‫واقعة في حالة تعثر يتم تحديدها وفقا للدالة التالية‪:‬‬

‫]‪R =0,03×[1-e-35PD/1-e-35]+ 0,16 [1 -1-e-35PD/1-e-35‬‬

‫‪K= PCD × N [(1-R)-0,5× G(PD) + (R/(1-R))0,5× G(0,999)]-PD×PCD‬‬

‫‪Actifs Pondérés(AP) = K × 12,5×ECD‬‬

‫يمثل معامل اإلرتباط (بمعنى معامل المخاطر المشتركة بين األصول)؛‪R‬بحيث‬

‫‪ :‬متطلبات األموال الخاصة‪K‬‬

‫‪ :‬األصول المرجحة بالمخاطر اإلئتمانية ‪AP‬‬

‫‪ :‬التعرض عند التعثر‪ : ECD‬الخسارة عند التعثر‪ : PCD ،‬إحتمال الثعتر ‪PD ،‬‬
‫مالحظة ‪ :‬متطلبات األموال الخاصة )‪ (K‬في حالة تعرض متعثر تكون مساوية إما ‪:‬‬

‫صفر أو الفرق بين الخسارة عند التعثر (‪ ) PCD‬وأحسن تقدير محدد من طرف البنك خاص بالخسارة المتوقعة ‪ ،‬إذا كانت قيمة هذه‬ ‫‪‬‬
‫األخيرة موجبة‬

‫‪190‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ / 2‬األصول المرجحة الخاصة بالتعرضات على المؤسسات ‪ ،‬الجهات السيادية والبنوك‪ :‬األمر مماثل أيضا‬
‫يتم تقدير وتحديد األصول المرجحة بهذه الفئة وفقا للتقديرات الخاصة لكل من إحتمال التعثر‪ ،‬الخسارة عند‬
‫التعثر وأيضا في بعض الحاالت اإلستحقاق الفعلي ‪ ،‬وفقا للمعادالت الرقابية التالية‪:‬‬

‫)‪R=[0,12×(1-e-50PD) / (1-e-50)]+ 0,24 ×[1-(1-e-50PD)/(1-e-50) ;……….(1‬‬

‫‪b=(0,11852-0,05478×log(PD))2‬‬

‫; )‪K=[PCD×N[(1-R)0,5×G(PD)]+[R/(1-R)0,5× G(0,999)-PD×PCD]×(1-1,5×b)-1×[1+(EE-2,5)×b‬‬

‫; ‪AP= K×12,5×ECD‬‬

‫‪ :‬يمثل معامل االرتباط بين المخاطر المشتركة بين األصول؛ ‪R‬‬

‫‪:‬تعديل اإلستحقاق ‪b‬‬

‫مالحظة ‪ :‬في حالة تعرض متعثر يكون إما مساويا للصفر أو أحسنفرق بين الخسارة في حالة التعثر وأحسن تقدير للبنك فيما يتعلق بقيمة الخسارة‬
‫المحتملة ‪ ،‬إذا ما كانت هذه األخيرة موجبة‪.‬‬

‫حالة خاصة‪ :‬قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يسمح للبنوك من خالل المقاربة القائمة على أساس التصنيفات الداخلية من أن تفرق بين التعرضات‬
‫الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (وفقا التفاقية بازل ذات رقم أعمال أقل من ‪ 21‬مليون أورو ‪،‬‬
‫بحيث يتم تعديل المعادلة اإلحت ارزية الخاصة بترجيح المخاطر ‪ ،‬مع األخذ باإلعتبار حجم المؤسسة وتصبح‪:‬‬

‫‪R=[0,12×(1-e-50PD) / (1-e-50)]+ 0,24 ×[1-(1-e-50PD)/(1-e-50)-0,04 ×[1-(CA-5)]/45‬‬

‫‪ :‬يمثل إجمالي رقم األعمال السنوي المحصور بين ‪ 5‬و ‪ 50‬مليون أورو ‪ ،‬إذا كان أقل من ‪ 5‬مليون أورو يعالج على أنه ‪CA‬‬
‫مكافئ لهذا المبلغ‬

‫‪ /0‬الترجيح المتعلق بالتمويل الخاص‬

‫يشمل الترجيح الخاص بتمويل كل من ‪ :‬المشاريع‪ ،‬األصول المادية ‪ ،‬المواد األساسية والعقارات المولدة‬
‫للدخل ‪ ،‬قد ال تتمكن البنوك من تلبية المتطلبات األساسية الواجب توفرها لتقدير قيمة إحتماالت التعثر‬
‫المرتبطة بهذه الفئات المنصوص عليها في المقاربة الداخلية األساسية ‪ ،‬وكذلك عدم اإلمثثال بالمتطلبات‬

‫‪191‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدنيا المفروضة لتحديد القيم الرقابية إلحتمال التعثر ‪ ،‬الخسارة عند التعثر والتعرض عند التعثر ضمن‬
‫المقاربة المتقدمة‪،‬و لذلك بغرض تحديد األوزان الترجيحية لتعرضات البنك إتجاه المؤسسات الواقعة ضمن فئة‬
‫التمويل المتخصص‪ ،‬تقوم البنوك بتصنيف تقيماتها الداخلية للتعرضات إلى خمسة فئات إحت ارزية (باستثناء‬
‫العمليات المتعلقة بالعقارات شديدة التقلب ) كل فئة إحت ارزية تتوافق مع مجاالت معينة للتصنيفات‬
‫اإلئتمانية‪،‬الجدول الموالي الترجيحات الخاصة بالمخاطر للخسائر غير المنتظرة المرتبطة بكل فئة إحت ارزية‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :13-03‬فئات ومعامالت الترجيح اإلحترازي لفئة التمويل المتخصص "‪"FS‬‬

‫فئات التمويل ‪ :‬إقراض المشاريع‪ ،‬إقراض األصول المادية‪ ،‬إقراض المنتجات األساسية ‪ ،‬إقراض العقارات المولدة للدخل‬
‫متعثر‬ ‫ضعيف‬ ‫مقبول‬ ‫حسن‬ ‫حسن جدا‬ ‫المالحظة الرقابية‬

‫غير متطابق‬ ‫‪ B‬إلى ‪C-‬‬ ‫‪ BB-‬أو ‪B+‬‬ ‫‪ BB+‬أو ‪BB‬‬ ‫‪ BBB-‬أو أفضل‬ ‫التصنيف الخارجي‬

‫‪%1‬‬ ‫‪%021‬‬ ‫‪%442‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪%01‬‬ ‫الوزن الترجيحي‬

‫لسلطة الرقابة الوطنية الحرية في السماح للبنوك تطبيق معامالت ترجيحية لبعض األنواع من التعرضات الخاصة بالتمويل المتخصص فهي تت اروح بين‬
‫‪ 50%‬للحسنة و‪ 70%‬للحسنة جدا؛إذا كانت مدة اإلستحقاق المتبقية تقل عن سنتين ونصف ‪ ،‬واذا ما تبين أيضا لسلطة الرقابة الوطنية أن خصائص‬
‫إلتزامات البنك ومخاطرها تحتاج إلى معايير ومتطلبات أقوى من تلك الموضوعة من طرف لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية؛‬

‫الجدول رقم ‪ : 14- 20‬فئات ومعامالت الترجيح اإلحترازي الخاصة بتمويل العقارات التجارية شديدة‬
‫التقلب‬

‫تمويل العقارات التجارية شديدة التقلب‬


‫متعثر‬ ‫ضعيف‬ ‫مقبول‬ ‫حسن‬ ‫حسن جدا‬ ‫المالحظة الرقابية‬
‫غير متطابق‬ ‫‪ B‬إلى ‪C-‬‬ ‫‪ BB-‬أو ‪B+‬‬ ‫‪ BB+‬أو ‪BB‬‬ ‫‪ BBB-‬أو أفضل‬ ‫التصنيف الخارجي‬

‫‪%1‬‬ ‫‪%021‬‬ ‫‪%411‬‬ ‫‪%401‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫الوزن الترجيحي‬

‫بالنسبة لهذه الفئة من التعرضات(العقارات التجارية شديدة التقلب ) كذلك يتاح للسلطة الرقابية الوطنية أن تطبق أوزان ترجيحية تتراوح بين ‪ 70%‬و‬
‫‪ 95%‬فيما يتعلق بالتعرضات الحسنة والحسنة جدا على التوالي ‪ ،‬بشرط أن تقل مدة اإلستحقاق عن سنتين ونصف ؛‬

‫مالحظة‪ :‬البنوك التي تستجيب وتستوفي للمعايير الخاصة بتقدير إحتمال التعثر "‪ " PD‬والتي تتيح لها‬
‫السلطات الرقابية تطبيق المقاربيتن األساسية أو المتقدمة على تعرضات تمويل العقارات شديدة التقلب ‪ ،‬تحدد‬

‫‪192‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األوزان الترجيحية وفقا للمعادالت الرقابية المطبقة على تعرضات المؤسسات ‪ ،‬يإستثناء إختالف في تحديد‬
‫معامل اإلرتباط ‪ ،‬حيث يتم تعينه كاآلتي ‪:‬‬

‫‪R= 0,12×[1-e-50PD]/[1-e-50]+0,3 ×[1-(1-e-50PD)/(1-e-50)]1‬‬

‫‪ ‬األصول المرجحة للمخاطر المتعلقة بالتعرضات الخاضعة للتعثر المزدوج‬


‫عند تطبيق المنهج القائم على التصنيفات الداخلية ‪ ،‬جملة اإلجراءات والمتطلبات المتضمنة فيه تشدد على‬
‫إجتناب أي إختالالت أو هفوات من شأنها أن تؤدي إلى إحتمال خلق إرتباط بين التعثر (تعثر المقترض )‬
‫والضامن ما ينتج عنه أثر التعثر المزدوج؛‬

‫متطلبات األموال الخاصة لتعرض مغطى (بضمان) خاضع ألثر التعثر المزدوج (‪ ) Kdd‬يتم تحديده كجداء‬
‫لـ ــمتطلبات األموال الخاصة ومعامل مضاعف يتماشى مع قيمة التعثر الخاصة بالعميل موفر الحماية‪،1‬‬
‫(طريقة تحديد متطلبات األموال الخاصة الرقابية في حال التعرضات الخاضعة ألثر التعثر المزدوج موضحة‬
‫في الملحق رقم ‪)10‬‬

‫‪ ‬شروط اإلعتراف بأثر التعثر المزدوج‬


‫تستطيع البنوك إستخدام المعالجة الخاصة بالتعثر المزدوج ‪ ،‬بعدما تتحقق من وقوعه فعال وذلك بناءا على‬
‫شروط معي نة( لم يتم من قبل ترجيح الخطر المرتبط بالتعرض بغرض تغطية القرض‪ ،‬أن يكون موفر الحماية‬
‫عبارة عن بنك أو مؤسسة إستثمار وظيفتها األساسية هو التأمين والحماية وتكون خاضعة لتوجيهات رقابية‬
‫مماثلة لتلك الواردة في إتفاقيات بازل أو مصنفة على األقل عند ‪ BBB-‬من طرف وكالة تصنيف خارجية)؛‬

‫ثالثا‪/‬المتطلبات الخاصة بتقدير إحتمال التعثر "‪" PD‬‬

‫لتقدير القيمة المتوسطة إلحتمال التعثر لكل فئة ‪ ،‬يستوجب على البنوك إستخدام معلومات وتقنيات متعددة ‪،‬‬
‫ومن أبرز هذه التقنيات نجد‪ :‬التقديرات التاريخية للتعثر ‪ ،‬معطيات خارجية والنماذج اإلحصائية للتعثر؛‬

‫بإمكان البنوك إستخدام تقنية رئيسية وتدعيمها بطرق أخرى إلجراء مقارنات وأي تعديالت محتملة‪ ،‬حيث أن‬
‫السلطات الرقابية ال تقبل إستخدام أو تطبيق نفس الطريقة على الدوام دون تبريرها بتحليل دقيق ومفصل؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon :Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres, Juin‬‬
‫‪2006, op-cit pp22-73‬‬
‫‪193‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تقدير إحتمال التعثر"‪:" PD‬تلجأ البنوك في تقديرها للقيمة المتوسطة إلحتمال التعثر إلى إستخدام‬ ‫‪-0‬‬
‫تقديرات واحصائيات تاريخية عن حاالت العجز عن السداد إذ بإمكانها أن تستخدم معطيات داخلية من خالل‬
‫إستغالل تقديرات تاريخية لتعثر الدفع‪ ،‬هذه التحليالت يجب أن تعكس خصائص اإللتزامات من القروض‬
‫‪1‬‬
‫والفروقات المحتملة بين نظام التصنيف الذي تم إستخدامه في السابق ونظام التصنيف الحالي؛‬
‫يوجد إرتباط ذو داللة بين كل من التقديرات وتكررات إحتمالية التعثر ‪ ،‬ويتم نشر هذه التقديرات سنويا‬
‫بواسطة الوكاالت المسؤولة عن التقدير لفترات متنوعة ولفئات تقدير مختلفة‪ ،‬فمعظم عمالء البنك ال يتم‬
‫إعطاؤهم تقديرات بواسطة هذه الوكاالت‪ ،‬ولكن يتم ذلك داخليا‪ ،‬واذا أمكن تحديد تناظر بين مقياس التقدير‬
‫الداخلي وتك اررات العجز عن السداد التاريخية ‪،‬تستطيع البنوك أن تخضع فئات التصنيف الداخلية وفقا لسلم‬
‫معين للتصنيفات موضوع من طرف وكاالت التصنيف الخارجية ‪ ،‬من خالل منح فئات التعرض معدل تعثر‬
‫مستخدم من طرف الوكالة؛ هذا اإلنتقال يكون قائما في األساس على مقارنة دقيقة بين خصائص التقييم‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬الفروقات واإلنحرافات المستخرجة في إطار هذه المقاربة اإلنتقالية تتم معالجتها بشكل‬
‫فوري بغرض تجنبها؛‪ 2‬نحاول تفصيل ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :24-20‬اإلرتباط بين كل من التقديرات الداخلية والتقديرات الخارجية واحصائيات إحتماالت‬
‫التعثر‬

‫إحصائيات إحتمال التعثر‬ ‫تقديرات خارجية‬ ‫تقديرات داخلية‬

‫المصدر ‪ :‬عبد العال حماد طارق‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪021‬‬

‫تستند وكاالت التصنيف الخارجية على خصائص أساسية في تقييمها وتقديرها للمخاطر ‪ ،‬إذ تستوجب‬
‫اإلحاطة بمختلف المخاطر المرتبطة بالمقترض وال تعتمد على نوعية العملية فقط ‪ ،‬لذلك تحليل البنك‬
‫يتضمن مقارنة بين إحتماالت التعثر المستخدمة إضافة إلى توثيق صارم لمختلف الخصائص األساسية‬
‫‪3‬‬
‫المرتبطة بكل من المقترض ونوعية العملية التي تم إجراؤها؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon :Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin‬‬
‫‪2006,op-cit , p112‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العال حماد طارق ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Selon :Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres,Juin‬‬
‫‪2006, op-cit , p112‬‬
‫‪194‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫سواء أكان تقدير إحتمال التعثر قائما على مصادر خارجية أو داخلية أو مشتركة‪ ،‬تحدد فترة المالحظة‬
‫التاريخية لكل مصدر (سواء داخلي أو خارجي) محددة ب ـ ـ ‪ 2‬سنوات على األقل ‪ ،‬وفي حال وجود فترة‬
‫مالحظة أطول وذات معطيات وتحليالت موثوقة ومعتبرة يتم األخذ بها؛‬

‫بعد القيام بتحديد وتقدير إحتمال التعثر والتصنيف الداخلي الخاص بكل مقترض ‪ ،‬يوجد مجموعة من‬
‫اإلعتبارات يتعين على البنك األخذ بها وهي‪:‬‬

‫‪ ‬إحتمال التعثر لفئة التعرضات الخاصة بالمؤسسات والبنوك‪ ،‬يعادل الرقم األكبر بين ‪0,03%‬‬
‫واحتمال التعثر الخاص بسنة والمرفق بدرجة التصنيف اإلئتماني الممنوحة للمقترض؛‬
‫‪ ‬إحتمال التعثر بالنسبة لفئة التعرضات على المقترضين السيادين يساوي إحتمال التعثر لمدة سنة‬
‫مرفقا بدرجة التصنيف الداخلي الممنوحة للمقترض ؛‬
‫‪ ‬فيما يتعلق بباقي المقترضين (بإختالف طبيعتهم) وفقا لتعريف التعثر الوارد يرفق لهم إحتمال تعثر‬
‫بنسبة ‪ 100%‬؛‬
‫‪ -0‬مفاهيم أساسية عن التعثر "‪" Défaillance‬‬
‫بصفة عامة تعثر مؤسسة ما يعبر عن وضعية للفشل المالي يتم إكتشافها عند تاريخ إستحقاق معين‪ ،‬هذا ما‬
‫يفرض على المؤسسة القيام بإجراء إقتصادي وقانوني إتجاه المقرضين‪ ،‬لإلشارة هناك مرحلة تسبق التوقف‬
‫عن الدفع وما يترتب عنها من إجراءات قانونية تتعلق بإيداع الميزانية وهي الفترة التي يتمكن من خاللها ذوي‬
‫الحقوق ‪ ،‬المساهمين والسلطات الرقابية من التعرف على الوضعية الصعبة التي تواجهها المؤسسة واتخاذ‬
‫‪1‬‬
‫التدابير الالزمة لمواجهتها من تخصيص لمؤونات إضافية ‪ ،‬إعادة جدولة الديون وغيرها ؛‬

‫تعرف لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية التعثر بالطريقة التالية ‪ :‬يظهر التعثر من طرف المدين في حالة‬
‫ما إذا نتجت إحدى الحوادث التالية ‪:‬‬

‫إذا كان البنك غير متأكد من قدرة المقترض على تسديد كلي للقرض ‪ ،‬دون لجوئها إلى إتخاذ‬
‫إجراءات خاصة كالقيام بتحقيق الضمان ؛‬
‫المستحقات الواجبة على المدين الخاصة بقرض معتبر إتجاه البنك إذا ما تجاوزت فترة تسعين‬
‫(‪ )81‬يوما ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Christian Gouriéroux,André Tiomo, Risque de crédit une approche avancée,CREF,Avril 2007 , p15‬‬
‫‪195‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إنطالقا من الشروط الواردة في إتفاقية بازل ‪ ،‬ظهرت بعض التساؤالت حول تحديد التعريف المالئم للتعثر‪ ،‬إذ‬
‫أن عددا معتب ار من المؤسسات البنكية تجد أن هذا التعريف يختلف بإختالف طبيعة األسواق ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال نجد أن تعريف التعثر كتأخير في سداد المستحقات لمدة تسعين يوما لقي قبوال في بعض البلدان ‪ ،‬في‬
‫حين نجد أنه في إيطاليا تم تحديد الفترة بمئة وثمانين يوما؛‬

‫لم يتم وضع تعريف دقيق للتعثر في مقررات بازل ‪ ،‬بحيث يحومه بعض اللبس والشكوك لدى المقرض‪ ،‬إذ‬
‫نجد بأن الشرط األول يمكن أن يؤدي إلى تقدير التعثر‪ ،‬دون وجود أي تأخير في الدفع من طرف المدين‪،‬‬
‫بحيث يمكن للبنك أن يقدر إحتمال وجود أي تعثر‪ ،‬إذا ما تجاوزت المؤونات المخصصة لتغطية الخطر‬
‫المحتمل عتبة أو سقفا محددا؛‬

‫لم تتمكن وكاالت التنقيط (‪ )Moody’s , Standard et Poor’s et Fitch‬من تحديد تعريف خاص بالتعثر ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وفقا ل ـ ـ ‪ ،Moody’s‬يعتبر مدينا ما في وضعية تعثر إذا ما تحققت أحد الحوادث التالية‪:‬‬

‫تأخر في تسديد الفوائد أو القرض (مع إضافة تأخيرات السداد التي تمت إعادة جدولتها)؛‬
‫إفالس المدين ؛‬
‫تعديل في العقد األولي الذي على أساسه يقوم المدين بمنح لصاحب الحق قيم جديدة بهدف‬
‫التخفيض من حجم مستحقاته المالية ‪ ،‬وأي تعديل يهدف في جوهره األساسي إلى مساعدة المدين‬
‫على تجنب أي تعثر في الدفع؛‬
‫ال بد من التأكيد على أنه يوجد لدى كل مؤسسات اإلقراض من بنوك وغيرها‪ ،‬تعريف خاص بالتعثر ‪ ،‬أيضا‬
‫يعتبر تعثر بعض المؤسسات المالية طرف مقابل في حالة التعثر بمجرد تصنيفها ضمن فئة "الديون‬
‫المشكوك فيهم"وفقا للشروط المنصوص عليها في القواعد المحاسبية‪ ،‬إذن بمجرد تقدير وجود أي إحتمال‬
‫تظهر لدى المؤسسة المالية عدم إمكانية تحصيل كلي أو جزئي لإللتزامات الخاصة بعميل معين ‪ ،‬ما يظهر‬
‫مخاطر على الطرف المعني ‪.‬‬

‫‪ -0‬تحديد الخسائر المنتظرة (‪ (PA‬وغير المنتظرة (‪)PI‬‬


‫تقوم كل مؤسسة مالية (بنك أو غيرها ) بتقدير مبلغ المخاطر الخاصة بالخسائر المتعلقة بمحفظة قروضها‬
‫خالل فترة معينة ‪ ،‬هذا المبلغ يعرف بالخسارة المتوقعة أو المنتظرة "‪ ،" perte attendue‬نظريا يتم تغطيتها‬

‫‪1‬‬
‫‪Christian Gouriéroux,André Tiomo,op-cit , p15‬‬
‫‪196‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بواسطة المؤونات ‪ ،‬وبالنسبة لكل خط إئتماني هذه الخسارة هي عبارة عن دالة إلحتمال التعثر ‪ ،‬و التعرض‬
‫عند تاريخ التعثر بمعنى رأس المال الباقي في حالة قرض عادي والخسارة عند التعثر المتعلقة بمعدل‬
‫اإلسترداد ؛‬

‫قد تختلف الخسائر المحققة عن تلك المحتملة نتيجة لعدم التأكد‪ ،‬لذلك نجد أن إهتمام البنوك ينصب في‬
‫تحديد مبلغ الخسائر المحتملة‪ .‬فالبنوك تعمل جاهدة على معرفة أقصى مبلغ من هذه الخسائر الذي يمكن أن‬
‫يتحقق خالل فترة ما ويكون مرفوقا بدرجة ممكنة من الخطأ؛‬

‫أ‪ .‬مكونات الخسائر المنتظرة(المحتملة أو المتوقعة)‬


‫هي عبارة عن الخسائر التي يتوقع البنك حدوثها مثل ‪ :‬توقع معدل عدم الوفاء بالدين في محفظة قروض‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات‪ ،‬والتي يتحوط لها البنك بإحتياطات مناسبة؛‬

‫وهي تساوي إلى ‪EAD×PCD×PD‬‬

‫للتعرف على مكونات الخسائر المحتملة (التطرق إليها بصيغة مفصلة في الملحق رقم ‪،)10‬‬

‫ب ‪ .‬الخسائر غير المنتظرة(غير المحتملة أو غير المتوقعة)‪:‬وهي الخسائر الناتجة عن خسائر غير‬
‫متوقعة‪ ،‬مثل تقلبات مفاجئة في أسعار الفائدة أو في توازن السوق‪ ،‬حيث يعتمد البنك في مثل هذه الحالة‬
‫على متانة رأسماله لمواجهة تلك الخسائر و تشتمل على تقدير تقلبات الخسائر المستقبلية الغير متوقعة‪، 2‬‬
‫ويتم تحديدها كما هو موضح في (الملحق رقم ‪)11‬‬

‫رابعا‪/‬الخسارة عند التعثر " ‪" PCD‬‬

‫يتم يقدير الخسائر المتوقعة عند التعثر ‪ ،‬سواءا أكان بنكا ‪ ،‬مؤسسات ‪ ،‬مقترضون سياديون و زبائن التجزئة‬
‫وفقا لما يلي‪:‬‬

‫أ ‪ .‬وفقا للمقاربة األساسية ‪ :‬تقدر نسبة الخسارة المحققة عند التعرض ب ـ ــ‪:‬‬

‫‪ %12 -‬بالنسبة للقروض غير المضمونة أو تلك المضمونة بأدوات لم يتم اإلعتراف به رقابيا؛‬

‫‪1‬‬
‫بن طلحة صليحة‪ ،‬دمعوشي بوعالم ‪ ،‬دور معايير لجنة بازل في إدارة المخاطر‪ ،‬مجلة علوم االقتصاد والتسيير والتجارة‪ ،‬العدد ‪، 2101 ، 30‬ص‬
‫‪011‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ‪011‬‬
‫‪197‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ %02 -‬تطبق على جميع القروض المشروطة على المؤسسات السياديين والبنوك‪.‬‬

‫ب‪ .‬وفقا للمقاربة المتقدمة ‪ :‬قد تمكن السلطات الرقابية للبنوك من إستخدام تقديراتها الخاصة لقياس وتحديد‬
‫الخسارة عند التعثر "‪ ،" PCD‬إذا ما كانت تستجيب للمتطلبات األساسية المنصوص عليها وذلك حرصا‬
‫على نجاح عملية التقييم الداخلي حيث تمثل الخسارة عند حدوث التعثر نسبة مئوية من التعرض عند التعثر‪،‬‬
‫يوجد جملة من اإلعتبارات الخاصة بمعالجة كل من الضمانات والكفاالت والمشتقات اإلئتمانية التي تدخل‬
‫ضمن إجراءات تخفيف المخاطر اإلئتمانية ‪،‬هذه األخيرة يكون لها أثر بالغ األهمية عند تحديد إحتمال التعثر‬
‫والخسارة عند التعثر؛‬

‫خامسا‪ /‬تقدير التعرض عند التعثر » ‪« ECD‬‬

‫"يعبر عن القيمة الدفترية للقرض أو الحق عند توقف المدين عن التسديد‪ ،‬قيمة التعرض عند التعثر يمثل‬
‫قيمة التعرضات للتسهيالت اإلئتمانية المباشرة والغير مباشرة المعتمدة في إحتساب كفاية األموال الخاصة‬
‫‪1‬‬
‫بناءا على منهج التقييم الداخلي "‬

‫قيمة التعرض عند التعثر‪ " :‬وهو يتحدد بالقيمة التقديرية للتوظيفات المعرضة للمخاطر والتي يتم إحتسابها‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للبنود داخل الميزانية ‪ :‬يراعى إستبعاد الضمانات على شكل ودائع لإلئتمان الممنوح؛‬
‫‪ -‬بالنسبة للبنود خارج الميزانية ‪ :‬تحسب المخاطر للبنود خارج الميزانية وذلك من خالل ضربها في‬
‫‪2‬‬
‫معامالت التحويل اإلئتماني التي تحدد قيمته حسب نوع التسهيل اإلئتماني؛‬
‫بصفة عامة لقياس قيمة التعرض عند التعثر على البنود الواردة داخل الميزانية ‪ ،‬أقرت لجنة بازل للرقابة‬
‫المصرفية تطبيق معالجة مماثلة لتلك المنصوص عليها في المقاربة المعيارية‪ ،‬حتى تلك المتعلقة بحاالت‬
‫عدم تماثل العملة واإلستحقاق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬قاموس المصطلحات ‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪، ،‬‬
‫‪ ،2101‬ص ‪02‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى عمر مبارك أبو محيميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪198‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أ‪ .‬وفقا للطريقة األساسية‬


‫نفس نوعية األدوات ومعامالت التحويل المطبقة في إطار المقاربة المعيارية‪ ،‬يتم تطبيقها بإستثناء اإللتزامات‬
‫‪1‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يتم تطبيق معامل تحويل يقدر بـ ـ ‪ 75%‬على اإللتزامات الخاصة بتسهيالت إصدار األوراق‬
‫التجارية(‪ )facilités d’émission d’effet FEE‬والقروض المتجددة ( ‪facilités de prise de ferme‬‬

‫)‪ ،renouvelable FPR‬دون النظر في اإلستحقاق األصلي لإلئتمان؛‬


‫‪ ‬يوضع معامل ‪ 0%‬للتسهيالت األخرى دون إلتزام رسمي والتي يمكن إلغاؤها من طرف البنك دون أي‬
‫شرط نتيجة تدهور الجدارة اإلئتمانية للمدين على سبيل المثال؛‬
‫‪ ‬يمنح معامل ‪ 0%‬بالنسبة للسحب على المكشوف للمؤسسات وتسهيالت أخرى غير مشروطة وقابلة‬
‫للنقض‪،‬إذا ما أثبت البنك بأنه يقوم بمراقبة فعالة على الوضعية المالية للعميل (المدين والمقترض)‬
‫وأنظمتها الداخلية تسمح لها بإلغاء التسهيل؛‬
‫‪ ‬يطبق معامل التحويل على المبلغ األقل بين قيمة خط اإلئتمان المتعهد بها والغير مستخدمة وبين قيمة‬
‫خط اإلئتمان التي تعكس أي شروط مفروضة عند منح اإلئتمان‪ :‬كوجود سقف محدد لمبلغ اإلئتمان‬
‫والمرتبط بالوضعية المالية للعميل‪ ،‬ما يستوجب أن يتوفر لدى البنوك اإلجراءات الكافية للرقابة واإلشراف‬
‫على تحقيق كافة القيود المفروضة على الخطوط اإلئتمانية‪.‬‬
‫كما سبق لنا وأشرنا ‪ ،‬لقياس التعرضات عند التعثر على مستوى البنود الواقعة خارج الميزانية ‪ ،‬على إعتبارها‬
‫خط إئتماني متعهد به وغير مستغل وإلقامة جداء من خالل ضربه بمعامل التحويل اإلئتماني‪.‬‬

‫ب‪ .‬وفقا للطريقة المتقدمة‬


‫إذا ما استوفت البنوك المتطلبات الدنيا التي تمكنها من إستخدام تقديراتها الخاصة بها لتحديد قيمة التعرض‬
‫عند توقف المقترض عن الدفع‪ ،‬يسمح لها بتطبيق معامالت تحويل محددة وفقا لتقديراتها لكل فئة ‪ ،‬بشرط أن‬
‫‪2‬‬
‫ال يكون التعرض خاضعا لمعامل تحويل ‪ 100%‬في إطار المقاربة األساسية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006, op‬‬
‫‪–cit ,p 81‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op-cit, p81‬‬
‫‪199‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمتاز المقاربة المتقدمة بمتطلبات إضافية تشمل العناصر خارج الميزانية بصفة أساسية لتحديد قيمة التعرض‬
‫عند التعثر ‪،‬هذا ما يستوجب ضرورة حيازة البنك على إجراءات صارمة واضافية لتقدير التعرض عند التعثر‬
‫بصفة منفصلة لكل إلتزام خارج الميزانية‪،‬بحيث تعكس إحتمال السحوبات اإلضافية من طرف المقترض إلى‬
‫غاية تاريخ تجسيد التعثر‪ ،‬ولذلك يحاول البنك تجنب الخطأ والعمل بطريقة إحت ارزية ‪ ،‬إستخدام متوسط مرجح‬
‫للتعثر خاص بتسهيالت وفئات مقترضين لديهم خصائص مماثلة ووفقا لفترة مالحظة طويلة المدى ؛‬

‫إضافة إلى ذلك ‪ ،‬إذا ما إستوقف البنك تعرضا تتغير تقديرات التعرض عند التعثر الخاص به تبعا لتذبذبات‬
‫الدورة اإلقتصادية ‪ ،‬يلجأ البنك إلى التقديرات المسجلة في وضعيات الركود اإلقتصادي ‪ ،‬إذا ما إتضح أن‬
‫‪1‬‬
‫هذه األخيرة أكثر حذ ار ودقة من تلك المحددة وفقا للمعدل المرجح؛‬

‫إنطالقا مما سبق يتضح لنا أن البنوك التي قامت بتأسيس نماذج التعرض عند التعثر ‪ ،‬تستند على الطبيعة‬
‫الدورية المتغيرة لخصائص هذا النموذج‪ ،‬في المقابل بعض من البنوك تعتمد بصفة أساسية على معطيات‬
‫داخلية تاريخية تعتبرها كافية لقياس أثر الركود اإلقتصادي ‪ ،‬وأخرى لديها خيارات قائمة على أسس حذرة؛‬

‫الحد األدنى للتعرضات على الجهات السيادية ‪ ،‬المؤسسات والبنوك يقدر ب ـ ـ ‪ 0‬سنوات‪،‬غير أنها في الواقع‬
‫يجب أن تكون قائمة على طوال فترة الدورة اإلقتصادية (‪ ،)cycle économique‬في حال ما إذا كانت إحدى‬
‫الفترتين أطول من األخرى وتتضمن معلومات أكثر موثوقية يتم اإلعتداد بها‪ .‬التعرضات على زبائن التجزئة‬
‫قدر الحد األدنى ب ـ ‪ 2‬سنوات وبإمكان البنوك إذا ما أظهرت إحترامها إلجراء الرقابة والقواعد اإلحت ارزية‬
‫المطلوبة‪ ،‬اللجوء إلى المعطيات والبيانات الحالية التي تسمح بتقدير أحسن لوضعية المقترض ‪ ،‬ما ينجم عنه‬
‫تقدير أحسن لتعرضات التعثر عن تلك المحددة من خالل البيانات التاريخية ؛‬

‫سادسا‪/‬اإلستحقاق الفعلي "‪" échéance effective‬‬

‫في إطار المقاربة األساسية يقدر اإلستحقاق الفعلي بـ ـ ‪ 2,5‬سنة ‪ ،‬تترك لجنة بازل للرقابة المصرفية الحرية‬
‫للسلطات الرقابية الوطنية (سواء أكانت تستخدم المنهج الداخلي األساسي أو المتقدم) بإستخدام صيغة رقابية‬
‫‪1‬‬
‫خاصة بمتوسط اإلستحقاقات الفعلية لكل تسهيل إئتماني كما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit, p115‬‬

‫‪200‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫𝑡𝑇𝐹×𝑡 𝑡‬
‫=)‪Echéance effective( EE‬‬
‫𝑡𝑇𝐹 𝑡‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬يمثل التدفقات النقدية الواردة إلى خزينة البنك (من أقساط الدين ‪ ،‬الفوائد على رأس المال والعموالت ) ؛ خالل ‪FTt‬‬
‫‪t‬الفترة الزمنية‬

‫‪ :‬اللحظة الزمنية المعبر عنها قانونا باألجل ‪t‬‬

‫مالحظة‪ :‬إذا لم تتمكن البنوك من من تطبيق نموذج المعادلة الرقابية ‪ ،‬تتيح لجنة بازل للرقابة المصرفية إعتماد قياس أكثر‬
‫حذر ‪ ،‬على سبيل المثال القيمة المتبقية القصوى بالسنوات ‪ ،‬التي يحق للمقترض اإلستفادة منها وذلك لتمكينه من الوفاء بكامل‬
‫إلتزاماته (أقساط الدين‪ ،‬الفوائد والعموالت)‪.‬‬

‫تقوم البنوك التي تستخدم طريقة المقاربة الداخلية المتقدمة ‪ ،‬بقياس اإلستحقاق الفعلي لكل إئتمان وفقا‬
‫للمعادلة اإلحت ارزية المذكورة أعاله‪ ،‬تحدد مدة اإلستحقاق الفعلي في ظل هذه المقاربة ما بين ‪ 4‬سنة و‪2‬‬
‫سنوات على أقصى تقدير ‪ ،‬كما يمكن للسلطة الرقابية أن تستثني من هذه المعالجة التسهيالت االئتمانية‬
‫الممنوحة لبعض المؤسسات الصغيرة (إذا ما كان رقم أعمالها أقل من ‪ 211‬مليون أورو ‪ ،‬وتستفيد من مدة‬
‫إستحقاق متوسطة ‪ 2,5‬سنة كما هي محددة في المقاربة األساسية)؛‬

‫توجد بعض الحاالت الخاصة بالتعرضات قصيرة األجل (كالمعامالت المعدلة على أساس ظروف السوق‬
‫بصفة كلية أو جزئيا)‪،‬تحدد فيها مدة اإلستحقاق الفعلي على أساس المعادلة الرقابية ‪ ،‬ضمن فترة إستحقاق‬
‫ممتدة ما بين يوم واحد وسنة واحدة كأقصى تقدير ‪ ،‬أما حاالت عدم تماثل اإلستحقاقات فتخضع لمعالجة‬
‫مطابقة تماما لتلك المنصوص عليها في ظل المقاربة المعيارية‪.‬‬

‫سابعا‪ /‬معالجة الضمانات في إطار المقاربة القائمة على التصنيف الداخلي‬

‫تم وضع نموذجين في إطار المقاربة القائمة على التقييم الداخلي يحددان كيفية تخفيف المخاطر اإلئتمانية‬
‫للضمانات والمشتقات اإلئتمانية وتتعلق بكل من ‪:‬المقاربة األساسية الخاصة بالبنوك التي تستخدم ب ــ" ‪"PCD‬‬
‫اإلحترازي ومقاربة متقدمة بالنسبة للبنوك التي تستخدم تقديراتها الخاصة ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres , Juin 2006,‬‬
‫‪op-cit, pp 83-84‬‬
‫‪201‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫في كلتا الحالتين على البنوك تجنب إدماج أثر التعثر المزدوج عند االخذ بعين اإلعتبار مخففات المخاطر‬
‫اإلئتمانية‪ ،‬معامل التعديل يجب أن ال يقل عن المطبق على تعرض مباشر و المماثل لموفر الحماية‪.‬‬

‫أ‪ .‬المقاربة األساسية ‪ :‬تعد معالجة مخففات المخاطر اإلئتمانية في هذه المقاربة جد متقاربة مع تلك‬
‫المنصوص عليها في إطار المقاربة المعيارية خاصة فيما يتعلق بتصنيف الضامنين ‪ ،‬فالضمانات‬
‫المؤهلة المقدمة من طرف الجهات المؤهلة تطبق عليها المستلزمات التالية ‪:‬‬
‫معامل ترجيح يطبق على الجزء المغطى للتعرض يتم تحديده إنطالقا من العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬معادلة الترجيح الخاص بنوع أو طبيعة الضامن ؛‬


‫‪ -‬قيمة إحتمال التعثر "‪ " PD‬المرفقة لفئة المقترض أو تلك الخاصة بالمدين و الضامن ‪ ،‬إذا ما قدر البنك‬
‫تعويض بسيط غير مبرر؛‬
‫‪ -‬يمكن للبنوك أن تستبدل "‪ " PCD‬للمعادلة األساسية بالقيمة الخاصة بالضمان ‪ ،‬مع األخذ باالعتبار‬
‫التصنيف والتغطية المحتملة‪ ،‬والجزء غير المغطى يمنح له معامل الترجيح الخاص بالمدين‪.‬‬
‫ب‪ .‬المقاربة المتقدمة ‪ :‬بإمكان البنوك التي تستخدم هذه المقاربة إستعمال تقنيات تخفيف المخاطر اإلئتمانية‬
‫وتعديل تقديراتها الخاصة بإحتمال التعثر أو الخسارة عند التعثر‪ ،‬بشرط تجنب أي أثر للتعثر المزدوج‬
‫والحرص على تطبيق هذه المخففات بطريقة واضحة لكل فئة ضمان أو مشتقات إئتمانية‪ ،‬واإلمتثال‬
‫للمتطلبات الدنيا المتعلقة بهذا النوع من المخففات ‪.‬‬
‫إضافة إلى الضمانات المنصوص عليها في إطار المقاربة المعيارية يوجد أشكال أخرى تعرف بـ ـ ـ "ضمانات‬
‫التقيم الداخلي المؤهلة" و"ضمانات التقييم الداخلي األساسية "كالمطلوبات والحقوق المشتراة ‪ ،‬العقار التجاري‬
‫وغيرها‪ ،‬منهجية اإلعتراف بالضمانات المالية صمن المقاربة القائمة على التصنيف الداخلي تكون كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬في إطار المقاربة اإلجمالية ‪ :‬تقدر القيمة الحقيقية للخسارة في وضعية التعثر "*‪ " PCD‬بـ ـ ــ‪:‬‬
‫)‪PCD*=PCD×(E*/E‬‬

‫بحيث ‪ "PCD" :‬يمثل قيمة الخسارة عند التعثر قبل األخذ بالضمان ‪ ،‬وتقدر بـ ـ ـ ‪ %45‬؛‬

‫"‪ " E‬هي القيمة الدفترية للتعرض (بمعنى السيولة المقترضة أو القروض السندية وغيرها)؛‬

‫"*‪ " E‬هو قيمة التعرض بعد القيام بإجراء تخفيف المخاطر‬

‫‪202‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬في إطار المقاربة األساسية ‪ :‬البنوك التي قامت بقبول ضمانات تندرج ضمن ضمانات التقيم الداخلي‬
‫‪1‬‬
‫المؤهلة‪ ،‬تقوم بتحديد الخسارة عند التعثر كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت النسبة بين القيمة الدفترية (المحاسبية ) للضمان المقدم "‪ " S‬والقيمة الدفترية للتعرض "‪ " E‬أقل‬
‫من المستوى األدنى للضمان الموافق لهذا التعرض المحدد بـ ـ ـ "*‪ ، " S‬تكون قيمة الخسارة عند التعثر‬
‫مساوية لقيمة الخسارة عند التعثر الخاصة بالتعرضات الغير المضمونة ؛‬
‫‪ -‬إذا كانت النسبة بين "‪ " S‬و "‪ " E‬تتجاوز العتبة المحددة ب ـ ـ "**‪ "S‬وهي المستوى األعلى للضمان ‪ ،‬في‬
‫هذه الوضعية يتم تطبيق قيم الخسارة عند التعرض المبينة في الجدول الموالي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :15-20‬يوضح قيم الخسارة عند التعرض "‪ " PCD‬المطبقة والمستويات اإلضافية المقدمة‬
‫بالنسبة للحصص المضمونة الخاصة بالتعرضات المشروطة‬

‫‪ PCD‬األدنى المطبق على جزء الضمان الخاص بالتعرضات المضمونة‬


‫على‬ ‫الفائض‬ ‫للضمان مستوى‬ ‫األدنى‬ ‫المستوى‬ ‫"‪ " PCD‬األدنى‬ ‫الضمان‬
‫الضمان المقدم (**‪) S‬‬ ‫المقدم)*‪(S‬‬
‫غير معروف‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫ضمان مالي مؤهل‬
‫‪%402‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫الحقوق المشتراة‬
‫‪%411‬‬ ‫‪%01‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫العقار السكني‪/‬العقار التجاري‬
‫‪%411‬‬ ‫‪%01‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫ضمانات أخرى‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫ثامنا‪ /‬المقاربة القائمة على التقييم الداخلي والعمليات المرتبطة بالتوريق‬

‫‪ -0‬إجراءات إدارة المخاطر االئتمانية في إطار عملية التوريق‬


‫تقوم البنوك باجراء تخفيض من األموال الخاصة العتبارات خاصة بتعرضات عمليات التوريق‪ ،‬ويكون هذا‬
‫التخفيض في حدود ‪%50‬من رأس مال الشريحة األولى‪ ،‬و‪ %50‬من رأس مال الشريحة الثانية؛‬

‫إال أنه يتعين على البنوك التخفيض من الشريحة األولى (رأس المال األساسي) كل زيادة في رأس المال‬
‫ناتجة عن عملية التوريق مرتبطة بنواتج مستقبلية ذات هوامش ربحية ( ‪produits futures sur marges‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Op-cit , Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et fonds propres ,‬‬
‫‪Juin2112, p p 75-77‬‬
‫‪203‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪) d’intérêt‬التي يترتب عنها من فوائض قيمة مسجلة محاسبيا في األموال الخاصة الرقابية ومثل هذه الزيادة‬
‫‪1‬‬
‫تسمى "المكاسب الناتجة عن البيع " ألغراض عملية التوريق‪.‬‬

‫قامت اتفاقية بازل الثانية باقتراح مجموعة من االجراءات المناهج تهدف في مجملها تنظيم العمل المصرفي‬
‫‪،‬بحيث وضعت مجموعة من المقاربات يتطلب تطبيقها توفر شروط وخصائص معينة‪ ،‬فحساب التعرضات‬
‫لألجزاء المورقة ال يتوقف على تحديد احتمال التعثر والخسارة عند التعثر من طرف البنك فقط ‪،‬ولكن أيضا‬
‫على تنقيط وكاالت التصنييف الخارجية ومخصصات رأس المال الذي يعتبر ضروريا بالنسبة للقروض التي‬
‫لم يتم توريقها ومن بين هذه المقاربات نذكر ‪ :‬المقاربة القائمة على التصنيفات " ‪Approche sur les‬‬

‫‪،"l’approche basée sur les évaluations‬‬ ‫"‪internes‬‬ ‫‪" notations‬؛ المقاربة القائمة على التقييمات الداخلية‬
‫ومقاربة المعادلة الرقابية "‪." Formule Réglementaire‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬واقع إدارة مخاطر السيولة في إتفاقية بازل الثانية‬

‫أوال ‪/‬االرشادات الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية بخصوص إدارة مخاطر السيولة المصرفية‬

‫قامت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية خالل فيفري ‪ 0111‬بإصدار ورقة بعنوان "الممارسات السليمة‬
‫إلدارة السيولة في المؤسسات المصرفية" ‪ ،‬نصت على مجموعة من المبادئ األساسية ‪ ،‬بهدف منح موضوع‬
‫إدارة مخاطر السيولة المصرفية أهمية أكثر‪ ،‬نظ ار لعدم منحه اهتماما بحيث جاءت هذه المبادئ في‬
‫‪2‬‬
‫مضمونها لوضع استيراتيجيات واضحة ومفصلة تتيح إدارة مخاطر السيولة بكفاءة وفعالية‪ ،‬وهي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة إقامة استيراتيجية لإلدارة اليومية للسيولة؛‬


‫‪ ‬إعتماد السياسات الرئيسية المرتبطة باستيراتيجية إدارة مخاطر السيولة؛‬
‫‪ ‬إتخاذ إدارة البنك للخطوات الضرورية لمراقبة وضبط إدارة مخاطر السيولة؛‬
‫‪ ‬رفع تقارير دورية إلى مجلس إدارة البنك حول وضع السيولة‪ ،‬ورفع تقارير فورية في حالة حدوث‬
‫تغيرات جوهرية في وضع السيولة الحالية والمستقبلية ؛‬
‫‪ ‬توفر وحدة إدارية في البنك لتنفيذ استيراتيجية السيولة بكفاءة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Coopérative des services financiers, Ligne Directrice sur les normes relatives à la suffisance du capital de‬‬
‫‪base ,Autorité des marchés financiers,Décembre 2011,p234‬‬
‫‪2‬‬
‫أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬ورقة عمل حول اإلدارة السليمة لمخاطر السيولة والرقابة عليها‪ ،‬صندوق النقد‬
‫العربي‪ ،2100 ،‬ص ‪1‬‬
‫‪204‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬استخدام أنظمة معلومات تمكن البنك من تحديد وقياس وضبط ومراقبة واستخراج تقارير حول‬
‫مخاطر السيولة ؛‬
‫‪ ‬تحليل السيولة باستخدام مختلف السيناريوهات مع ضرورة مراجعة االفتراضات المستخدمة إلدارة‬
‫السيولة وذلك للتأكد من استم اررية سريانها ؛‬
‫‪ ‬قيام البنك بمراجعة دورية الجرءاته الهادفة لتكوين والحفاظ على عالقات مع الجهات التي تموله‪،‬‬
‫وذلك بهدف تنويع مصادر أمواله وتعزيز قدرته على تسييل موجوداته؛‬
‫‪ ‬وضع خطة طوارئ إلدارة مخاطر السيولة تمكن البنك من التعامل مع أزمات السيولة في حال‬
‫حدوثها‪ ،‬بحيث تتضمن هذه الخطة اإلجرءات الواجب اتخاذها لتعويض العجز في التدفقات النقدية‬
‫في الظروف الطارئة؛‬
‫‪ ‬وجود نظام ضبط داخلي مناسب إلدارة مخاطر السيولة على أن يتم إجراء تقييم دوري مستقل لفعالية‬
‫هذا النظام؛‬
‫ثانيا‪/‬األطر الرقابية الموضوعة إلدارة مخاطر السيولة بعد ‪0228‬‬

‫نتيجة األزمة المالية العالمية وانتشارها الواسع قامت لجنة بازل خالل سنة ‪ 0111‬بإجراء مراجعة على‬
‫الورقة الصادرة عنها خالل سنة ‪ ،0111‬بخصوص الممارسات السليمة إلدارة السيولة في المؤسسات‬
‫المصرفية‪ ،‬وذلك بهدف األخذ باالعتبار التطورات في األسواق المالية والدروس المستفادة من األزمة المالية‬
‫العالمية‪ ،‬حيث قامت بوضع مجموعة من المبادئ واإلرشادات تشمل ‪ 40‬مبدأ تغطي في مجملها أربعة‬
‫محاور أساسية تتعلق بكل من الحوكمة في إدارة مخاطر السيولة‪ ،‬قياس وادارة مخاطر السيولة‪ ،‬متطلبات‬
‫‪1‬‬
‫اإلفصاح واإلطار الرقابي الخاص بمراقبة وتقييم مخاطر السيولة‪:‬‬

‫سنحاول التركيز على األطر الرقابية الموضوعة لمراقبة وتقييم مخاطر السيولة ‪ ،‬إذ نجد أن هناك مجموعة‬
‫من المتطلبات النوعية والكمية الواجب أن تتوفر لكي تتحقق إدارة فعالة لمخاطر السيولة البنكية نصت عليها‬
‫إتفاقية بازل الثانية؛‬

‫‪ -‬فقد تناول المحور الرابع الدور الذي يستوجب على السلطة الرقابية القيام به للتحكم في مخاطر السيولة‬
‫على مستوى البنوك الناشطة ضمن القطاع البنكي‪ ،‬بحيث تقوم السلطة الرقابية بإجراء تقييم شامل‬

‫‪1‬‬
‫باإلعتماد على ‪ :‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬ورقة عمل حول اإلدارة السليمة لمخاطر السيولة والرقابة‬
‫عليها‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ص ‪22-22‬‬
‫‪205‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لمناهج‪،‬مقا ربات وخطط إدارة مخاطر السيولة على مستوى البنوك‪ ،‬واالطالع على وضعية سيولتها ‪ ،‬للتمكن‬
‫من التعرف على قدراتها في مواجهة أزمات السيولة المحتملة؛‬
‫‪ -‬الطلب من البنوك إعتماد مجموعة من اإلستيراتيجيات واإلجراءات الفعالة إلدارة مخاطر السيولة تتمكن‬
‫من خاللها قياس‪ ،‬مراقبة وضبط مخاطر السيولة وتوفير سيولة إحتياطية من شأنها المساهمة في‬
‫مواجهة أي أزمة ‪ ،‬فضال عن القيام بعمليات التفتيش الميداني والرقابة المكتبية والتقرب بصفة مستمرة‬
‫من إدارات البنوك واإلفصاح عن مكونات اإلطار الرقابي؛‬
‫‪ -‬تقدير فترات تحمل البنوك لصدمات السيولة من خالل تقنيات مختلفة كوضع حدود لمخاطر السيولة‬
‫ومقارنة التدفقات النقدية الداخلة والخارجة‪ ،‬والتأكد من توفر البنوك على خطط طوارئ تمويلية شاملة‬
‫ومساهمة هذه األخيرة في التقليل من مخاطر السيولة باالضافة إلى اجراء ما يعرف بإختبارات التحمل ؛‬
‫‪ -‬يطلب من السلطة الرقابية التدخل للقيام باإلجراءات التصحيحية الضرورية والفعالة وفي الوقت المناسب‪،‬‬
‫مواجهة ألي قصور في عمليات إدارة مخاطر السيولة (وضع إجراءات جديدة‪ ،‬تحسين في خطط‬
‫الطوارئ)؛‬
‫‪ -‬التعاون والعمل على تبادل المعلومات بصفة دورية وخالل الفترات العادية بين السلطة الرقابية والسلطات‬
‫الرقابية األخرى ذات الصلة كالسلطات النقدية في داخل الدولة أو خارجها‪ ،‬وذلك تسهيال للتبادل الفعال‬
‫في مجال الرقابة وادارة مخاطر السيولة ‪ ،‬بالخصوص حالة المجموعات المصرفية العاملة خارج حدود‬
‫الدولة‪ ،‬فالتعاون الفعال وتبادل المعلومات الضرورية بين السلطات الرقابية في الدولة األم والدولة التي‬
‫ينشط فيها البنك يساعد كثي ار في تقييم المخاطر على مستوى كل من المجموعة البنكية والفرع (أو الشركة‬
‫التابعة في آن واحد)؛‬
‫‪ -‬في األخير تم إستحداث نسبتين لقياس السيولة في إطار الورقة الصادرة عن لجنة بازل في ديسمبر‬
‫‪" 0118‬اإلطار العالمي لقياس ومراقبة مخاطر السيولة" كمعايير عالمية للمتطلبات الكمية للسيولة والتي‬
‫سنتطرق لها بالتفصيل في المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة والجوانب الحديثة في مجال إدارة مخاطر اإلئتمان‬
‫والسيولة البنكية‬

‫سنحاول من خالل هذا المبحث عرض ألهم المستجدات التي أتتت بها اتفاقية بازل الثالثة‪ ،‬خصوصا بعد‬
‫األزمة المالية التي شهدها العالم وما نجم عنها من اآلثار السلبية كافالس البنوك وكشفت عن ثغور كان‬
‫يشوب االطار الرقابي الذي كانت تنشط ضمنه هذه البنوك‪ ،‬سينحصر جوانب دراستنا على التعديالت التي‬
‫مست إدارة ال مخاطر االئتمانية ‪ ،‬إضافة إلى معياري السيولة وأدوات الرصد التي نصت عليها االتفاقية‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عرض مفصل إلتفاقية بازل الثالثة‬

‫أوال ‪ /‬بازل ‪ 0‬وتحديات إقامة أنظمة بنكية مالئمة‬

‫لم تتمكن العديد من البنوك من مواجهة الصدمات الناتجة عن األزمة المالية لسنة ‪ ،0111‬حيث إتضح أن‬
‫هناك تغراث واضحة على مستوى اإلطار الرقابي اإلحترازي الذي تنشط ضمنه هذه البنوك‪ ،‬وجد غياب تام‬
‫ألي هامش حماية يخصص جانبا لدعم األموال الخاصة الرقابية أو معيار صارم يحدد كيفية إدارة مخاطر‬
‫السيولة‪ ،‬فنتيجة هذا القصور المسجل في اإلطار الرقابي ‪ ،‬شكل هذا األخير الجوهر األساسي الذي تمحورت‬
‫حوله اإلصالحات الرقابية الدولية‪ ،‬وفي هذا الصدد أعلنت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬جملة من‬
‫المعايير اإلحت ارزية تحت تسمية "بازل‪ ،"0‬جاءت في مضمونها لتقويم النقائص التي تم تسجيلها خالل فترة‬
‫األزمة المالية ‪ ،‬كعدم دورية األموال الخاصة األساسية والتراكم المفرط للديون فضال عن سوء تقدير مخاطر‬
‫السيولة‪ ،‬لهذا فقد انصب االهتمام نحو هذه المقاربة الدولية على اعتبار أنها جاءت لتدعيم قواعد الرقابة‬
‫البنكية الدولية ‪ ،‬ومدى اسهامها في معالجة واصالح الثغراث المسجلة ‪ ،‬ذلك بعد فشل اإلصدارات السابقة‬
‫‪1‬‬
‫للجنة بازل سواء بازل األولى و بازل الثانية في الحفاظ على إستقرار النظام المالي العالمي؛‬

‫‪ -0‬مسار اتفاقية بازل الثالثة‬


‫نشرت لجنة بازل منذ جويلية ‪ 0118‬مجموعة وثائق بغرض تطوير الدعائم الثالثة لبازل الثانية‪ ،‬أي بعد‬
‫انفجار األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 0111‬وانهيار العديد من البنوك‪ ،‬والحتواء ومواجهة هذه األزمة أكثر‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Secrétariat général, le déferlement de réglementations financières : une transformation nécessaire ou excès‬‬
‫‪irrationnel ?,Revue de stabilité financière,Banque centrale du Luxembourg,Lexumburge,2011,p17‬‬
‫‪207‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نشرت اللجنة في ‪ 40‬ديسمبر ‪ 0118‬وثيقتين مهمتين تعتبران مسودة اتفاقية بازل الثالثة‪ ،1‬بغرض‬
‫اخضاعهما لإلثراء والمناقشة والفحص‪ ،‬هذه العملية األخيرة انتهت في ‪ 42‬أفريل ‪.0142‬‬

‫بعد اجتماع محافظي البنوك المركزية والمسؤوليين الماليين الممثلين لألعضاء ال ـ ـ ‪ 00‬للجنة بازل بعد‬
‫توسيعها‪ ،‬وذلك في مقر لجنة بازل ببنك التسويات الدولية بمدينة بازل السويسرية في ‪ 40‬سبتمبر ‪،0141‬‬
‫وبعد المصادقة عليها من زعماء المجموعة العشرين في اجتماعهم بسيول العاصمة الكورية الجنوبية في ‪40‬‬
‫نوفمبر ‪ ،0141‬أعتمدت رسميا اتفاقية بازل ‪ III‬والمتعلقة بالمتطلبات الجديدة لكفاية رأس المال والسيولة‬
‫ونشرت بتاريخ ‪ 42‬ديسمبر ‪ ،0141‬على أن يدخل حيز اإللزام بالتطبيق رسميا في أول يناير ‪، 0140‬‬
‫وخالل أجل يمتد إلى سنة ‪ ،0148‬مع وضع محطتين للمراجعة خالل سنتي ‪ 0140‬و‪ 0142‬؛‬

‫وان كانت لجنة بازل ترى بأن هناك اتفاق مرحلي أطلقت عليه بازل ‪ 2,5‬يعزز قياسات المخاطر المتعلقة‬
‫بالتوريق وقد تم اعتماده في جويلية ‪ 0118‬على أن ال يتجاوز أجل تطبيقه سنة ‪ ،0144‬بينما في ديسمبر‬
‫‪ 0141‬أنجزت اللجنة اتفاقية بازل ‪ III‬األصلية وقررت بداية تطبيقها في أول جانفي ‪ 0140‬وعلى المراحل أو‬
‫‪2‬‬
‫المحطات المذكورة سابقا‪.‬‬

‫يمكن القول أن اتفاقية بازل الثالثة جاءت في مضمونها إلصالح القطاع البنكي العالمي من خالل تعزيز‬
‫سالمة البنوك ومالءتها المالية والرفع من قدرتها على إدارة مخاطر السيولة ‪ ،‬فلقد بينت األزمة المالية‬
‫النقائص المسجلة في اتفاقية بازل الثانية والتي تجسدت من خالل مشاكل سوء تسيير األسواق المالية ‪،‬‬
‫السيولة ووكاالت التنقيط ‪ ،‬وأكبر مشكلة هي النسبة بين مستوى األموال الخاصة للبنوك والمخاطر التي‬
‫تواجه نشاطاتها‪ .‬في الواقع أن األصول األكثر مخاطرة هي ممولة بقليل أو بدون أموال خاصة ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدعى ب ـ ـ "أثر الرافعة المالية التي تمكن من الحصول على مردودية أعلى ‪ ،‬وفي هذا الصدد سعت لجنة بازل‬
‫‪3‬‬
‫لرفع رأس المال كما ونوعا مع أكثر شفافية ‪.‬‬

‫‪ -0‬األموال الخاصة الرقابية ومتطلبات اإلعتراف بها وفقا لبازل الثالثة‬


‫عند بداية األزمة المالية العالمية ‪ ،‬لم يكن يتوفر لدى البنوك مستوى كاف من األموال الخاصة العالية الجودة‬
‫إضافة إلى غياب اإلفصاح عن المعلومات المالية التي من شأنها السماح لمختلف الفاعلين في األسواق‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬كفاية رأس المال للبنوك اإلسالمية الجزائرية"تشخيص الواقع والمقترحات للتطوير"‪ ،‬بحث مقدم إلى الملتقى الدولي الثاني للصناعة‬
‫اإلسالمية "آليات ترشيد الصناعة اإلسالمية"‪ 11- 12 ،‬ديسمبر ‪ ،2103‬الجزائر‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫بن طلحة صليحة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪022‬‬
‫‪208‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫والمحيط الذي تنشط فيه البنوك من الحصول على تقييم موثوق وجيد لوضعية البنوك (سواء مالءتها‪ ،‬نسبة‬
‫المديونية ‪ ،‬قيمتها في البورصة وغيرها) والوصول إلى مستويات مقارنة عالية بين البنوك من ناحية أموالها‬
‫الخاصة‪ ،‬التعريف الجيد لألموال الخاصة الرقابية الوارد في إتفاقية بازل الثالثة سلط الضوء على األسهم‬
‫‪1‬‬
‫العادية بإعتبارها المكون األكثر صالبة لألموال الخاصة لدى البنوك‪.‬‬

‫‪ ‬مكونات األموال الخاصة الرقابية‬


‫يتكون إجمالي األموال الخاصة الرقابية من مجاميع العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ /4‬األموال الخاصة األساسية أو ما يعرف بالشريحة األولى (‪ T1‬أو ‪ ) Tier1‬وهي تهدف إلى إستم اررية‬
‫اإلستغالل وتشمل كال من ‪:‬‬

‫أ‪ .‬األسهم العادية وما يماثلها من عناصر الشريحة األولى ؛‬


‫ب‪ .‬عناصر أخرى من الشريحة األولى (‪) T1‬؛‬
‫‪ /0‬األموال الخاصة التكميلية (‪ T2‬أو ‪ ) Tier2‬موضوعة لغاية إمتصاص الخسائر في حالة حدوث تصفية؛‬

‫تم حذف الشريحة الثالثة التي تم وضعها في اتفاق بازل الثاني؛ وفيما يلي سوف نتطرق لمكونات كل شريحة‬
‫على حدة ‪:‬‬

‫‪ . 0‬عناصر الشريحة األولى ‪ :‬األموال الخاصة األساسية(‪) T1‬‬

‫‪ ‬األسهم العادية وما يماثلها‪ :‬وتعرف أيضا بالنواة أو المكون الصلب (‪Composante ( ) CE Tier1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،)dure/Common Equite Tier 1‬حيث تشتمل على العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األسهم العادية المصدرة من طرف البنك والتي تستجيب للمعايير التي تؤهلها لإلدراج ضمن هذه الفئة‬
‫‪ -‬عالوات اإلصدار الناتجة عن األسهم العادية وما يماثلها‬
‫‪ -‬األرباح غير الموزعة على المساهمين‬
‫‪ -‬اإلحتياطات المعلن عنها‬
‫‪ -‬حصة األقلية في الوحدات التابعة المجمعة على أساس التوحيد‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Bâle III : Dispositif réglementaire mondial visant à renforcer la résilience‬‬
‫‪des établissements et systèmes bancaires, BRI ,Bâle, Décembre 2010, p13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op-cit,p12‬‬
‫‪209‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المؤهلة الواجب توفرها في األسهم العادية وما شابهها لتدرج ضمن المكون الصلب‬
‫‪ ‬المعايير ُ‬
‫(‪:)CET1‬‬
‫يعتبر البنك شركة مساهمة وفي حال وقوع أي تصفية يكون لحامل هذه األسهم العادية حصة تتناسب مع‬
‫رأس المال المصدر‪ ،‬ويحصل عليه بعد منح كل من أصحاب األولوية(‪ )rang supérieur‬حقوقهم كحملة‬
‫األسهم الممتازة على سبيل المثال‪ ،‬توزيع األرباح ال يعد إجباريا‪ ،‬واذا لم يتم التوزيع ال يعني أن هناك تعثر‬
‫قد وقع فيه البنك ويتم المحاسبة عن رأس المال المدفوع ضمن فئة األموال الخاصة في ميزانية البنك‪،‬‬
‫وبتطبيق المعايير المحاسبية السائدة والمالئمة‪ ،‬كما يستوجب أن يظهر بصفة واضحة ومنفصلة‪ ،‬رأس المال‬
‫المدفوع غير مدعوم بأي ضمانات أو رهن من طرف المصدر أو وحدة تابعة‪ ،‬وغير مرفق بأي إجراء قانوني‬
‫أو إقتصادي من شأنه الرفع من القيمة‪ ،‬يتم اإلصدار بناءا على موافقة أصحاب ملكية البنك‪ ،‬إما مباشرة إذا‬
‫كان القانون األساسي ومجلس اإلدارة يسمح بذلك أو من خالل أشخاص معينين يتم منحهم الترخيص من‬
‫‪1‬‬
‫قبل المالك ‪.‬‬

‫المشكلة للشريحة األولى (‪) Tier1‬‬


‫‪ ‬العناصر األخرى ُ‬
‫‪ -‬األدوات المالية المصدرة من طرف البنك والتي تستجيب لمعايير التأهيل المطلوبة لإلعتراف بها( وال يتم‬
‫إدراجها ضمن المكون الصلب (‪) CET1‬‬
‫‪ -‬عالوات اإلصدار المرتبطة باألدوات المدرجة ضمن العناصر األخرى المشكلة للشريحة األولى وال‬
‫تستجيب لمتطلبات اإلدراج ضمن المكون الصلب؛‬
‫‪ -‬األدوات المالية المصدرة من قبل الوحدات التابعة للبنك‪ ،‬وفقا لطريقة التوحيد والتي تستجيب أيضا‬
‫لمتطلبات التأهيل ضمن هذه الفئة وال تعتبر من األسهم العادية واألدوات المماثلة لها؛‬
‫‪ -‬أي أدوات أخرى تخضع لتعديالت رقابية يمكن إدراجها ضمن هذه الفئة‪.‬‬
‫‪ ‬معايير التأهيل الخاصة بهذه الفئة من الشريحة األولى (‪) T1‬‬
‫أن تكون األداة مصدرة ومحررة كاملة وغير مدعومة بأية ضمانات‪ ،‬حيث تشمل أيضا فئة القرض المساند‬
‫ولهذه األداة أجل إستحقاق غير محدد وال تتضمن أي حوافز تنص على السداد المبكر أو إعادة الشراء ‪،‬و لم‬
‫يتم حيازتها من طرف البنك أو أي وحدة تابعة له يمارس عليها البنك سيطرة ذات درجة مهمة إضافة إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Bâle III : Dispositif réglementaire mondial visant à renforcer la‬‬
‫‪résilience des établissements et systèmes bancaires,op-cit ,p16‬‬
‫‪210‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫توزيع األرباح وأية تسديدات أخرى تتطلب الحصول على الموافقة المبدئية من سلطات الرقابة الوطنية بصفة‬
‫أولوية‪ ،‬كما يجب تقييد عملية تسديد األرباح محاسبيا ضمن األرباح الموزعة‪.‬‬

‫‪ /0‬عناصر الشريحة الثانية األموال الخاصة التكميلية (‪) Tier 2‬‬

‫يدرج ضمنها العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جميع األدوات المالية المصدرة من طرف البنك والتي ال تستوفي متطلبات التأهيل إلدراجها ضمن‬
‫عناصر الشريحة األولى ؛‬
‫‪ -‬عالوة اإلصدار الناتجة عن األدوات الخاصة بالشريحة الثانية ؛‬
‫‪ -‬األدوات الصادرة من طرف الوحدات التابعة للبنك على أساس التوحيد والمملوكة من طرف آخر‬
‫مستقل والتي تستجيب لمعايير التأهيل المطلوبة لعناصر الشريحة الثانية ؛‬
‫‪ -‬بعض مخصصات المؤونات واإلحتياطات العامة للخسائر على القروض ‪.‬‬
‫‪ ‬الخصائص المحددة لعناصر الشريحة الثانية (معايير التأهيل)‬
‫يستوجب أن تكون هذه األدوات مصدرة ومحررة وتدرج ضمنها القروض المساندة الغير مضمونة برهن ‪،‬‬
‫تكون المدة االستحقاقية المبدئية لها مقدرة بـ ـ خمسة سنوات والتسجيل المحاسبي لها يتم بطريقة خطية خالل‬
‫فترة اإلستحقاق وال تتضمن أية حوافز للتسديد المسبق إال بعد إنقضاء ‪ 2‬سنوات مع الحصول على موافقة من‬
‫طرف سلطات الرقابة الوطنية‪.‬‬

‫‪/0‬العناصر الواجبة الطرح عند تحديد األموال الخاصة الرقابية‬

‫معظم هذه العناصر هي في الغالب يتم إستبعادها من المكون الصلب (‪ ) CET1‬إذ نجد كل من ‪:‬‬

‫‪ ‬شهرة المحل؛‬
‫‪ ‬فائض القيمة المتأتي من الحيازة على األصول المعنوية (بإستثناء األعباء اإلدارية القابلة للتحويل‬
‫المرتبطة بحقوق الرهون العقارية )؛‬
‫‪ ‬الضريبة المؤجلة أصول (‪ )deffered tax assets : DTA‬؛‬
‫هذه األخيرة هي عبارة عن مبالغ للضرائب على األرباح المدفوعة مسبقا للمصالح الجبائية والقابلة لإلسترداد‬
‫خالل الفترات المستقبلية ‪ ،‬تظهر الضرائب المؤجلة أصول في ميزانية البنك وتسجل محاسبيا في حالتين ‪ ،‬إذا‬

‫‪211‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كانت القيمة المحاسبية (الدفترية المقيدة بها) لإللتزام الضريبي أكبر من قيمته الجبائية أو القيمة المحاسبية‬
‫لألصل الضريبي أقل من قيمته الجبائية‪.1‬‬

‫‪ ‬اإلحتياطات المخصصة لتغطية تدفقات الخزينة بما في ذلك التدفقات اإلستثمارية التي لم تسجل‬
‫محاسبيا على أساس قيمتها العادلة (أي عدم إخضاعها ألي عملية إعادة تقييم)؛‬
‫‪ ‬فوائض القيمة (تساهم في الرفع من رأس المال) ناتجة عن إجراءات التنازل الموافقة لعمليات‬
‫التوريق؛‬
‫‪ ‬األسهم المحتفظ بها الحاملة لميزة إعادة الشراء ؛‬
‫‪ ‬المساهمات في األموال الخاصة للبنوك ‪ ،‬مؤسسات التأمين ووحدات مالية أخرى(في حالة ما‬
‫تجازوت نسبة مساهمة البنك ‪) % 41‬؛‬
‫‪ ‬المساهمات ذات أهمية معتبرة في األموال الخاصة للبنك ‪ ،‬مؤسسات التأمين ومؤسسات مالية أخرى‬
‫غير خاضعة ألساس التوحيد الرقابي للمجمع البنكي ومن أمثلتها نجد ‪ :‬األعباء اإلدارية الغير قابلة‬
‫للتحويل المرتبطة برهون عقارية ‪ ،‬الضرائب المؤجلة أصول الناتجة عن الفروقات المؤقتة‪ ، 2‬إذا ما‬
‫تجاوت هذه العناصر نسبة ‪ %42‬من المكون الصلب أو النواة الصلبة (‪) CET1‬؛‬
‫ثانيا ‪ /‬تطبيق بازل ‪ 0‬دعما وتعزي از للقطاع المالي العالمي في مواجهة األزمات‬

‫‪ -0‬بازل الثالثة نحو نظام مصرفي أكثر صرامة‬


‫جاء هذا االتفاق أساسا بهدف مواجهة النقائص المسجلة في اتفاقيتي بازل األولى والثانية ولمنع المزيد من‬
‫افالسات البنوك قامت السلطات التنظيمية العالمية‪ ،‬وخاصة لجنة بازل بالنظر في إقامة معيار جديد لرأس‬
‫‪3‬‬
‫المال الهادف إلى تكملة وتدعيم االطار الرقابي واالحترازي لبازل الثاني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن ربيع حنيفة‪ ،‬حسياني عبد الحميد‪ ،‬صالحي بوعالم‪ ،‬الواضح في المحاسبة المالية وفق ‪ SCF‬والمعايير الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫‪ ، Cliceditions‬الجزائر ‪ ،2103 ،‬ص ‪210‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا لنفس المرجع الوارد أعاله ‪ ،‬بن ربيع مرجع سبق ذكره ص(‪ )211-222‬ال بد من اإلشارة إلى المفاهيم التالية‪:‬‬
‫الضريبة المؤجلة هي عبارة عن الضريبة الناتجة عن الفرق بين اإلعتراف والتقييم المحاسبي للعمليات المتعلقة باألعباء واإليرادات‪ ،‬األصول‬
‫والخصوم خالل الدورة وبين اإلعتراف والتقييم الجبائي لها‪ ،‬فهي تقوم أساسا على التمييز بين الضريبة المستحقة خالل الدورة والضريبة الجارية‬
‫المتعلقة بالدورة‪ ،‬والمحددة وفقا للقواعد الجبائية‪ ،‬وهو ما ورد في المعيار المحاسبي الدولي » ‪ ، « IAS 12‬ينتج عن الفرق بين الربح المحاسبي والربح‬
‫الجبائي فروق تنقسم إلى نوعين‪ :‬فروق دائمة ‪ :‬تنشأ نتيجة معالجة بعض العمليات ألغراض ضريبية بطريقة تختلف عن معاملتها ألغراض محاسبية‬
‫كإستبعاد إيرادت معينة من الخضوع للضريبة أو إعفاء خصم معين من الخضوع للضريبة تؤثر فقط على الدورة المالية التي تحدث فيها وال ينتج عنها‬
‫أي ضرائب مؤجلة ‪،‬وفروق مؤقتة ‪ :‬هي عبارة عن فروق ناتجة بين قيمة األصول أو الخصوم في الميزانية وقيمتها ألغراض ضريبية مستقبلية ما‬
‫ينتج عنها ضرائب مؤجلة في المستقبل ولها أثر يمتد على الدورات الالحقة ما قد ينتج عنها ضرائب مؤجلة مستقبال‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بركات سارة ‪ ،‬دور اإلجراءات االحترازية في مواجهة مخاطر سوءالحوكمة مع اإلشارة إلى حالة الجزائر‪،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية العدد‬
‫السابع عشر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬ص ص ‪012-011‬‬
‫‪212‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حيث تم إصداره بعد إجتماع محافظي البنوك المركزية والمسؤوليين الماليين الممثلين لألعضاء ال ـ ‪ 00‬للجنة‬
‫بازل كما سبق وذكرنا‪ ،‬بعد األزمة المالية أزمة الرهن العقاري التي عاشها العالم التي كانت المتسبب‬
‫الرئيسي بها البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬فهو يعتبر بمثابتة مجموعة شاملة من اإلجراءات االصالحية‪ ،‬تعمل‬
‫البنوك الناشطة دوليا على تطبيق مرحلي ومحكم للممارسات التي جاء بها اتفاق بازل الثالث بغرض تقوية‬
‫رؤوس أموالها وتحسين نوعيتها واحتفاظها بمستويات سيولة تمكنها من مواجهة أي أزمة قد تتعرض لها‪،‬‬
‫بالرغم من أنه ليس من المتوقع أن يكون التنفيذ الكامل لكل القواعد الجديدة قبل عام ‪.0148‬‬

‫‪ -0‬المستجدات الواردة في إتفاقية بازل الثالثة‬


‫أ‪ .‬من خالل إتفاقية بازل الثالثة تم إقتراح رفع متطلبات رأس مال االشريحة األولى ( ‪ ،)Le tier 1‬على‬
‫البنوك اإلحتفاظ بقدر من رأس المال الممتاز يعرف بإسم (رأس مال أساسي)(‪ ،)Core Tier1‬وهو‬
‫المستوى األول بحيث يتألف من رأس المال المدفوع واألرباح المحتفظ بها و يعادل ‪ 4,5%‬على‬
‫األقل من أصولها التي تكتنفها المخاطر بزيادة عن النسبة المقدرة بـ ـ‪ 2%‬وفقا إلتفاقية بازل الثانية‪،1‬‬
‫كما تم رفع الحد األدنى لرأس مال الشريحة األولى من ‪ 4%‬إلى ‪ %2‬؛‬
‫ب‪ .‬إضافة بعض الفئات من رأس المال تهدف إلى إستيعاب الخسائر خالل فترات األزمات والمثمثلة‬
‫‪2‬‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬تكوين هامش حماية للمحافظة على رأس المال ( رأس المال للتحوط) "‪"Coussin de Conservation‬‬
‫يقدر ب ـ ـ ‪ 2,5 %‬يتكون من عناصر الشريحة األولى ليمنحها قوة أكبر لمواجهة أي أزمة إقتصادية في‬
‫المستقبل‪ ،‬يهدف هذا اإلحتياطي إلى ضمان محافظة البنوك على حد أدنى من رأس المال خالل فترات‬
‫الركود اإلقتصادي‪،‬‬
‫‪ -‬هامش الحماية من التقلبات الدورية ( رأس مال إضافي المعاكس "‪ " Coussin contacyclique‬بين ‪0%‬‬
‫‪ 2,5% -‬من رأس المال وهو مكمل لهامش الحماية ‪ ،‬يتم تكوينه خالل فترات النمو واستخدامه في‬
‫فترات األزمات ‪ ،‬تعد هذه النسبة متغي ار تابعا لمتغيرات اإلقتصاد الكلي؛‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة‪ ،‬تأثير مقررات لجنة بازل ‪ III‬على النظام المصرفي اإلسالمي ‪ ،‬مداخلة مقدمة إلى المؤتمر العالمي التاسع لإلقتصاد‬
‫والتمويل‪ :‬النمو والعدالة واإلستقرار من منظور إسالمي‪ ،‬تركيا ‪ 01 – 11،‬سبتمبر ‪ ، ،2103‬ص ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫بركات سارة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪013 ،012‬‬
‫‪213‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬هامش للخطر النظامي (رأس مال إضافي لمواجهة المخاطر النظامية)" ‪Coussin risque‬‬

‫‪ ،"systèmique‬خاص بالبنوك التي تعتبر نظامية أي أن إنهيارها ينتج عنه إنهيار الجهاز البنكي ككل ‪،‬‬
‫ولم يتم تحديد نسبة خاصة به؛‬
‫‪ -‬إضافة إلى العمل على الرفع من معدل مالءة رأس المال من ‪ 8%‬إلى ‪ 10,5%‬بما فيه هامش الحماية‬
‫إلى غاية ‪.0148‬‬
‫نحاول تلخيص أهم التغيرات الواردة في إتفاقية بازل الثالثة على متطلبات رأس المال في الجداول التالية ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :16-03‬متطلبات رأس المال ورأس المال للتحوط في إطار مقررات إتفاقية بازل ‪0‬‬

‫إجمالي رأس المال‬ ‫رأس مال الشريحة األولى‬ ‫حقوق المساهمين –الشريحة‬
‫األولى‪-‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫الحد األدنى‬
‫‪%2,5‬‬ ‫رأس المال التحوط‬
‫‪%10,5‬‬ ‫‪%8,5‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫الحد األدنى ‪ +‬رأس المال‬
‫التحوط‬
‫‪%2,5 - %0‬‬ ‫حدود رأس مال التحوط‬
‫للتفلبات الدورية‬
‫المصدر‪ :‬بريش عبد القادر‪ ،‬زهير عرابة‪ ،‬مقررات بازل ‪ 0‬ودورها في تحقيق مبادئ الحوكمة وتعزيز اإلستقرار المالي‬
‫والمصرفي العالمي‪ ،‬مجلة اإلقتصاد والمالية ‪ ،‬العدد ‪ ،0142 ،11‬ص ‪440‬‬

‫تم رفع الحد األدنى لنسبة رأس المال األولي من ‪ %0‬وفقا إلتفاقية بازل الثانية إلى ‪ %4,5‬مضافا إليها‬
‫هامش إحتياطي آخر يتكون من أسهم عادية نسبته ‪ %2,5‬من األصول والتعهدات إلستخدامه في مواجهة‬
‫األزمات مما يجعل المجموع يصل إلى ‪ ،%7‬وقد تم كذلك رفع معدل مالءة رأس المال إلى ‪ %10,5‬بدال‬
‫‪1‬‬
‫عن ‪ %1‬وهذا يعني أن البنوك ملزمة بتدبير رساميل إضافية للوفاء بهذه المتطلبات؛‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪00‬‬
‫‪214‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 17- 20‬مراحل التحول إلى النظام الجديد وفقا لمقررات بازل ‪0‬‬

‫‪0200‬‬ ‫‪0208‬‬ ‫‪0201‬‬ ‫‪0201‬‬ ‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬


‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3,5‬‬ ‫حد أدنى لنسبة رأس المال من حقوق المساهمين‬
‫‪%2,5‬‬ ‫‪%1,88‬‬ ‫‪%1,25‬‬ ‫‪%0,63‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫رأس مال التحوط‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%6,38‬‬ ‫‪%5,75‬‬ ‫‪%5,13‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%3,5‬‬ ‫الحد األدنى لحقوق المساهين ‪ +‬رأس مال التحوط‬
‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%5,5‬‬ ‫‪%4,5‬‬ ‫الحد األدنى لرأس الشريحة األولى‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫الحد األدنى من إجمالي رأس المال‬
‫‪%10,5‬‬ ‫‪%9,88‬‬ ‫‪%9,25‬‬ ‫‪%8,63‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫الحد األدنى من إجمالي رأس المال ‪ +‬رأس مال التحوط‬

‫المصدر‪ :‬بريش عبد القادر‪ ،‬زهير غراية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪440‬‬

‫لكي تتمكن البنوك من مواكبة هذه التعديالت على رأس المال الواردة في إتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬قد تلجأ إلى‬
‫رفع رؤوس أموالها (من خالل طرح أسهم جديدة لإلكتتاب العام‪ ،‬أو استخدام مصادر أخرى للتمويل) ‪ ،‬أو‬
‫التقليل من حجم قروضها‪ ،‬هذا ما يستغرق فترة زمنية طويلة نوعا ما ‪ ،‬لذا منحت إتفاقية بازل الثالثة البنوك‬
‫‪1‬‬
‫حتى سنة ‪ 0148‬فرصة لتطبيق هذه القواعد بصفة كلية‪.‬‬

‫ج‪ .‬إنشاء نسبة الرافعة المالية‬

‫سعت لجنة بازل إليجاد كيفية لتطوير إجراء بسيط وغير قائم على المخاطر ‪ ،‬يكون بمثابتة تدبير مكمل‬
‫لمتطلبات رأس المال ذات المصداقية على أساس المخاطر‪ .‬فبعد ضغط من الواليات المتحدة األمريكية ‪،‬‬
‫التي تست خدم لفترة طويلة نسبة الرافعة المالية ‪ ،‬تم إضافة المعيار الجديد الخاص بالرافعة المالية ضمن‬
‫مقررات إتفاقية بازل الثالثة التي تعرف على أنها ‪ " :‬نسبة األموال الخاصة إلى مجموع الموجودات وبنود‬
‫خارج الميزانية بحيث ال تقل عن نسبة ‪،2"%3‬طريقة حساب هذه النسبة تحدد من خالل قسمة رأس مال‬
‫الشريحة األولى على مجموع األصول (بما في ذلك األصول خارج الميزانية بدون أخذ المخاطر في‬
‫‪3‬‬
‫اإلعتبار)؛‬

‫إال أنه ما يعاب على نسبة الرافعة أنها ال تأخذ بعين اإلعتبار نوعية الخصوم‪ ،‬مختلف مستويات المخاطر ‪،‬‬
‫والتعهدات خارج الميزانية‪ ،‬فضال عن إعتمادها على طرق محاسبية معينة لحساب النسبة خاصة في المقام‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪03‬‬
‫‪2‬‬
‫بن طلحة صليحة ‪ ،‬دمعوشي بوعالم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪011 ،021‬‬
‫‪3‬‬
‫بركات سارة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪013‬‬
‫‪215‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عند تحديد مجموع األصول مما يجعلها مختلفة وغير متوافق عليها دوليا‪ ،‬نتيجة وجود إختالف بين الطريقة‬
‫‪1‬‬
‫المحاسبية األمريكية والطريقة األوروبية القائمة على أساس المعايير المحاسبية الدولية ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 21-20‬األموال الخاصة الرقابية وبازل ‪0‬‬

‫األمـــــــــــــــوال الخـــــــــــاصــــة الرقـــــــــــــــابـــــيــــــة‬

‫متطلبات غير مرتبطة بترجيح‬


‫متطلبات مرتبطة بترجيح األصول بداللة المخاطر‬
‫األصول بداللة المخاطر‬

‫نسبة الرافعة‬ ‫هامش الحماية‬ ‫هامش الحماية‬ ‫نسبة‬


‫من التقلبات‬ ‫للحفاظ على‬ ‫المالءة‬
‫الدورية‬ ‫رأس المال‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة إعتمادا على ‪:‬‬

‫‪Secrétariat général, le déferlement de réglementations financières : une transformation‬‬


‫‪nécessaire ou excès irrationnel ?,Revue de stabilité financière, Banque centrale du‬‬
‫‪Luxembourg,Lexumburge,2011,p17.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر اإلئتمانية والتعديالت الطارئة عليها في إتفاقية بازل الثالثة‬

‫إعتمدت المقاربة المعيارية لقياس المخاطر اإلئتمانية في اتفاق بازل الثاني على التصنيفات اإلئتمانية‬
‫الخارجية بغرض تحديد األوزان الترجيحية للمخاطر المرتبطة ببعض التعرضات‪ ،‬وللحد من اللجوء إلى‬
‫التصنيفات اإلئتمانية الخارجية قامت بإصدار وثيقة إسترشادية تنص على أهم التعديالت الواردة في إتفاقية‬
‫بازل الثالثة والتي تمحورت بصفة أساسية حول تعديل المقاربة المعيارية إلدارة المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬حيث‬
‫سعت لدفع البنوك نحو إستخدام تقييماتها الداخلية لتحديد مخاطر تعرضاتها اإلئتمانية بدل اإلعتماد فقط على‬
‫تصنيف الوكاالت اإلئتمانية الخارجية ‪ ،‬بعد ما أتبتث هذه األخيرة فشلها ومساهتها في األزمة المالية‬
‫العالمية‪ ،‬وبذلك تتمك ن البنوك من خالل قيامها بتقييماتها الداخلية التأكد من مصداقية التصنيفات الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫بن طلحة صليحة ‪ ،‬دمعوشي بوعالم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪011‬‬
‫‪216‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫بأنها تعكس بدرجة كبيرة وحذرة مالءة األطراف المقابلة للبنك‪ ،‬أهم هذه التعديالت مست كل من الفئات‬
‫‪1‬‬
‫التالية ‪:‬‬

‫أوال‪/‬التعرضات على البنوك‬

‫تختلف تعرضات هذه الفئة بناءا على طبيعة كل من التنظيم الرقابي الذي تنشط فيه البنوك‪ ،‬فضال عن‬
‫بعض الخصائص المميزة لها لذلك تستخدم كل من ‪:‬‬

‫‪ .0‬المقاربة الخارجية لتقييم المخاطر اإلئتمانية ‪Approche externe de l’évaluation du risque " :‬‬

‫‪"de crédit‬‬

‫التعرضات على البنوك الناشطة ضمن تنظيم رقابي يسمح بإستخدام التصنيفات اإلئتمانية الخارجية ‪ ،‬تحدد‬
‫معامالت معيارية الخاصة بهذه التعرضات بناءا على التصنيف الخارجي للطرف المقابل (وفقا للجدول‬
‫)وبالتوازي تقوم بمجموعة من اإلجراءات الرقابية المسبقة (من خالل تطبيق سياسات ‪ ،‬إجراءات ‪ ،‬أنظمة‬
‫رقابية داخلية فعالة) تهدف في مجملها إلى منح الطرف المقابل وزن ترجيحي يعكس بمصداقية وضعيته‬
‫المالية‪ ،‬في هذا المحل على البنك أن يبرهن لسطته الرقابية أن تقييماته الداخلية المسبقة هي دقيقة وجاهزة‬
‫لإلستغالل‪ ،‬فإذا ما نتج عنها درجة مخاطرة أكبر من تلك المحددة وفقا للتصنيف الخارجي يتم إعتمادها؛‬

‫الجدول رقم ‪ :18-03‬المقاربة الخارجية لتقييم المخاطر اإلئتمانية‬

‫إلى أقل من ‪B-‬‬ ‫التصنيف الخارجي من ‪ AA-‬إلى من ‪ A-‬إلى ‪ A+‬من ‪ BBB-‬إلى من‪B-‬‬
‫‪BB+‬‬ ‫‪BBB+‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫للطرف المقابل‬
‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫المعامالت‬
‫المعيارية‬
‫‪%150‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫ترجيحات المخاطر ‪%20‬‬
‫المتناسبة مع هذه‬
‫التعرضات‬
‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit,op-cit, p30‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon: Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de l’approche standard‬‬
‫‪pour le risque de crédit , BRI ,Bâle, Décembre 2015, p25 - 38‬‬
‫‪217‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أ‪ .‬المقاربة المعيارية لتقييم المخاطر اإلئتمانية " ‪Approche standard de l’évaluation du risque‬‬

‫‪"de credit‬‬

‫شملت هذه المقاربة التعرضات غير المصنفة على مستوى البنوك الناشطة ضمن تنظيمات رقابية تسمح‬
‫بإستخدام التصنيفات اإلئتمانية الخارجية‪ ،‬على البنوك أن تتوفر على الخصائص التي تمكنها من تقييم‬
‫المخاطر اإلئتمانية الناتجة عن هذه التعرضات وتصنيفها ضمن إحدى الشرائح التالية ‪"B" ، "A" :‬و" ‪" C‬وفقا‬
‫لمجموعة من الخصائص نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الشريحة "‪ " A‬تضم هذه الفئة التعرضات على البنوك التي تتوفر على وضعية مالية جيدة تمكنها‬
‫من الوفاء بإلتزاماتها (بالخصوص سداد أصل القرض والفوائد) في اآلجال المحددة ويتم تطبيق‬
‫معامل ترجيحي للتعرضات على البنوك يقدر ب ـ ـ ‪%50‬؛‬
‫‪ ‬الشريحة"‪ " B‬هي مخصصة للتعرضات على البنوك المشكلة لمخاطر إئتمانية محتملة‪ ،‬بحيث‬
‫قدرتها التسديدية مرتبطة بإستقرار األوضاع اإلقتصادية والقطاع الذي تنشط فيه‪ ،‬يطبق معامل‬
‫ترجيحي يقدر بـ ـ ـ ‪ 100%‬؛‬
‫‪ ‬الشريحة "‪ "C‬تتضمن هذه الفئة التعرضات ذات مخاطر محتملة عالية‪ ،‬على أطراف مقابلة‬
‫محتملة التعثر وال تتوفر على أية هوامش حماية منصوص عليها في إتفاقية بازل الثالثة‪ ،‬نتيجة‬
‫مجموعة من العوامل كظروف إقتصادية غير مالئمة ينتج عنها وضعية مالية سيئة ال تمكنها‬
‫من الوفاء بإلتزاماتها‪ ،‬فإذا ما توفرت أحد العوامل التالية يدرج التعرض ضمن الشريحة "‪ "C‬والتي‬
‫من بينها نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إحترام الطرف المقابل للمتطلبات الدنيا المفروضة لتحديد األموال الخاصة من قبل السلطة الرقابية‬
‫المحلية؛‬
‫‪ -‬صدور عن المراجع الخارجي تقرير سلبي ‪ ،‬بعد فحصه للقوائم المالية الخاصة بالسنة المالية للطرف‬
‫المقابل ‪ ،‬يخلق شكوك حول مالءة هذا األخير ؛‬
‫إذا لم تتوفر العناصر المذكورة ‪ ،‬بإمكان البنوك أن تدرج أي تعرض يستجيب للتعريف الوارد في الفئة "‪" C‬‬
‫ضمن هذه الشريحة‪ ،‬ومنحها معامل ترجيحي يقدر ب ـ ـ ‪.% 150‬‬

‫‪218‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :19-20‬المقاربة المعيارية لتقييم المخاطر اإلئتمانية‬

‫تقييم المخاطر اإلئتمانية‬


‫الشريحة ‪C‬‬ ‫الشريحة ‪B‬‬ ‫الشريحة ‪A‬‬
‫الخاصة بالطرف المقابل‬
‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫المعامالت المعيارية‬

‫‪%150‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫ترجيحات المخاطر المتناسبة مع ‪%20‬‬


‫هذه التعرضات‬
‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit, op-cit,p30‬‬

‫ثانيا‪/‬التعرضات على المؤسسات‬

‫حاولت اللجنة أن تطبق نفس المقاربات المنصوص عليها على تعرضات البنك‪ ،‬غير أنه من الصعب تحديد‬
‫الخصائص بكل موضوعية التي تمكن من ترتيب المؤسسة ضمن الفئات ( ‪ B ، A‬و ‪ ، )C‬إذ تستلزم القيام‬
‫بإجتهادات هامة والعمل اإلضافي سواء بالنسبة للسلطات الرقابية أو البنوك ‪ ،‬خاصة من جانب إجراءات‬
‫المقارنة ‪ ،‬فمن جهة نجد ‪:‬‬

‫أ‪ .‬تصنيف هذه التعرضات على مستوى البنوك تسمح لها سلطات الرقابة الوطنية باللجوء إلى‬
‫التصنيفات اإلئتمانية الخارجية يتم كاآلتي ‪:‬‬
‫إذا ما تم تصنيف التعرضات تقوم المؤسسات البنكية بتحديد الترجيح المعياري للتعرض إعتمادا على‬
‫التصنيفات اإلئتمانية الخارجية ‪ ،‬وفي حال ما أسفر التحليل الداخلي المسبق عن ترجيح أعلى يتم إعتماده‬
‫كما تم توضيحه في تعرضات البنوك‪ ،‬والتعرضات غير المصنفة تمنح معامل ترجيحي ‪ %100‬كما هي‬
‫موضحة في الجدول أدناه‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :20-20‬تصنيف التعرضات على المؤسسات‬

‫من غير مصنف‬ ‫‪ BBB-‬من ‪ BB-‬إلى أقل‬ ‫‪ AA-‬من ‪ A-‬إلى من‬ ‫التصنيف الخارجي من‬
‫‪BBB-‬‬ ‫‪BB+‬‬ ‫إلى ‪BBB+‬‬ ‫‪A+‬‬ ‫إلى ‪AAA‬‬ ‫للطرف المقابل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫المعامالت‬
‫المعيارية‬
‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit, op-cit,p33‬‬

‫‪219‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ب‪ .‬البنوك التي ال يسمح لها باإلستناد على التصنيفات اإلئتمانية الخارجية ‪:‬‬
‫‪ -‬التعرضات على المؤسسات اإلستثمارية يمنح لها البنك معامل ترجيحي يقدر ب ـ ـ ‪%75‬؛‬
‫‪ -‬بقية التعرضات على المؤسسات معامل ترجيحي ‪%100‬؛‬
‫‪ -‬تقترح اللجنة تطبيق معامل ترجيحي أقل من ‪ %85‬للتعرضات الواقعة على المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬التمويل المتخصص للمؤسسات‬

‫إقترحت اللجنة معامالت ترجيح عالية لهذه الفئة من التمويل المتخصص ‪ ،‬وذلك ألن هذا النوع من‬
‫التعرضات قد ينتج عنه مخاطر عالية مستقبال حيث تطبق نفس معامالت الترجيح الواردة في الجدول السابق‬
‫على فئات تعرضات التمويل المتخصص ‪ ،‬في حين البنوك التي ال يسمح لها باإلستناد على التصنيفات‬
‫اإلئتمانية الخارجية ترفق بالمعامالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬التعرضات على تمويل األصول والمنتجات األساسية ‪،‬تمويل المشاريع ‪ %120‬و ‪ %150‬على التوالي؛‬
‫رابعا‪/‬التعرضات على العقارات‬

‫من أبرز اإلستحداثاث التي نصت عليها المقاربة المعيارية المعدلة وفقا إلتفاقية بازل الثالثة هو إدراج جميع‬
‫التعرضات ذات الصلة بالعقارات ضمن هذه الفئة بما في ذلك التعرض على التمويل الخاص بالعقار المولد‬
‫للدخل والتمويل الموجه لشراء ‪ ،‬تهيئة وتشييد المباني الواقعة ضمن فئة التمويل المتخصص‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التعرضات المضمونة بالعقارات السكنية والتجارية ؛‬

‫للتغطية ضد مخاطر هذا النوع وتحقيق توافق بين المعايير الدولية المخصصة للمعالجة ‪ ،‬يتم تحديد‬
‫ويرمز لها بـ ـ » ‪(P/V)« Prêt /Valeure‬يتم‬ ‫الترجيحات بناءا على نسبة (القرض ‪/‬قيمة األصل العقاري )‬
‫تحديدها بطريقة دقيقة وحذرة بحيث‪:‬‬

‫‪ ‬مبلغ القرض ‪:‬يشمل المبلغ المحصل عليه وغير المدفوع للقرض العقاري‪ ،‬مع حذف جميع المخصصات‬
‫والعوامل المخففة للمخاطر؛‬
‫‪ ‬قيمة األصل العقاري ‪ :‬تحدد بموثوقية واستقاللية وباإلعتماد على مجموعة من الخصائص الرقابية ‪ ،‬دون‬
‫اإلستناد على أي تقديرات مستقبلية ‪ ،‬هي عبارة عن قيمة إعتدالية يمكن من خاللها تجنب أي إرتفاع في‬
‫القيمة السوقية لألصل مقارنة بقيمة األصل على طول فترة القرض ‪ ،‬الخصائص المحددة لقيمة األصل‬
‫يستحسن من أن تحدد من طرف السلطات الرقابية المحلية؛‬
‫‪220‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إذا ما قام المقترض بتقديم أي ضمانات مالية أو كفاالت مدرجة ضمن المخففات اإلئتمانية ‪ ،‬تأخذ بها البنوك‬
‫عند تحديد التعرضات وتقوم بحذفها خالل تقدير النسبة (‪ ) P/V‬؛‬

‫‪ -‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات السكنية‬


‫الجدول رقم ‪ : 21-20‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات السكنية‬

‫إذا كان التسديد ال يرتبط بدرجة كبيرة على التدفقات المتولدة من العقار‬
‫<‪%100‬‬ ‫‪%100≥PV>%90‬‬ ‫‪%90≥PV>%80‬‬ ‫‪%80≥PV>%60‬‬ ‫‪%60≥PV>%40‬‬ ‫‪%40≥PV‬‬ ‫النسبة(‪)P/V‬‬
‫‪PV‬‬

‫‪%75‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫الترجيحات‬

‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit, op-cit,p38‬‬

‫الجدول رقم ‪ :22-20‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات السكنية‬

‫إذا ما ارتبط تسديد القرض بالتدفقات المتولدة من العقار (بيعه‪ ،‬كرائه أو إستخدامه)‬
‫‪%80<PV‬‬ ‫‪%80≥PV>%60‬‬ ‫‪%60≥PV‬‬ ‫النسبة(‪)P/V‬‬
‫‪%120‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫الترجيحات‬
‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit, op-cit,p39‬‬

‫‪ -‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات التجارية‬


‫الجدول رقم ‪ :23-20‬معامالت الترجيح للتعرضات على العقارات التجارية‬

‫إذا كان التسديد ال يرتبط بدرجة كبيرة على التدفقات المتولدة من العقار التجاري‬
‫‪%60<PV‬‬ ‫‪%60≥PV‬‬ ‫النسبة(‪)P/V‬‬
‫‪%75‬‬ ‫األقل بين (‪ %60‬و ترجيح الطرف المقابل)‬ ‫الترجيحات‬
‫إذا ما ارتبط تسديد القرض بالتدفقات المتولدة من العقار التجاري‬
‫‪%80<PV‬‬ ‫‪%80≥PV>%60‬‬ ‫‪%60≥PV‬‬ ‫النسبة(‪)P/V‬‬
‫‪%130‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫الترجيحات‬
‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de‬‬
‫‪l’approche standard pour le risque de crédit, op-cit,p04‬‬

‫‪221‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬القروض الموجهة لشراء وتهيئة األراضي باإلضافة إلى تشييد المباني‬


‫يقدر المعامل الترجيحي ب ـ ـ ‪ %150‬لهذه الفئة التي تضم كل من القروض الممنوحة سواء للمؤسسات أو‬
‫األفراد بغرض تمويل شراء العقارات المنجزة (إذا ما ارتبط سداد القرض على البيع المسبق والغير مؤكد‬
‫لألصل)‬

‫خامسا‪ /‬الديون المساندة واألدوات الرأسمالية معامل ترجيحي ‪ %150‬و األسهم المختفظ بها غير القابلة‬
‫للطرح ‪ %250‬؛‬

‫سادسا‪/‬محفظة زبائن التجزئة ‪ :‬تم تقسيم محافظ زبائن التجزئة إلى فئتين فرعيتين‪:‬‬

‫‪ ‬التعرضات على زبائن التجزئة الرقابية ‪ :‬لم يتم إجراء أي تعديالت هامة للخصائص المتعلقة بهذه الفئة ‪،‬‬
‫إذ تم اإلحتفاظ بمعامل ترجيحي يقدر بـ ـ ‪ ،%75‬مع اإلعتماد على محددات كطبيعة األصول الضامنة‬
‫لهذه التعرضات ‪ ،‬إستحقاق التعرض وغيرها؛‬
‫‪ ‬التعرضات األخرى غير الواقعة ضمن الفئة األولى قدر معامل ترجيحها ب ـ ـ ‪.%100‬‬
‫سابعا‪/‬تعديالت أخرى‬

‫‪ -4‬معامل اإلرتباط مابين قيم أصول المؤسسات المالية الكبيرة ‪:‬حيث يصبح في المعادلة الرقابية المخصصة‬
‫لتحديد األصول المرجحة بالمخاطر لتعرضات الشركات والجهات السيادية والبنوك التي سبق تحديدها في‬
‫المقاربة الداخلية يعادل ‪ ، 1,25‬ووضع مجموعة من الخصائص الواجب توفرها في هذا النوع من‬
‫المؤسسات المالية الكبيرة ؛‬
‫الوثيقة اإلسترشادية الصادرة في ديسمبر ‪0142‬‬ ‫‪ -0‬حرصت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية في‬
‫الخاصة بمراجعة المنهج المعياري لقياس المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬على عدم التقيد بالتقييم المنصوص عليه‬
‫في إطار الدعامة الثانية إلتفاقية بازل الثانية ‪ ،‬بل حتث البنوك على تقييم تعرضاتها سواء أكانت مصنفة‬
‫من طرف وكاالت التقييم اإلئتماني الخارجية أولم تكن كذلك‪.‬‬
‫‪ -0‬الحد من اللجوء إلى إستخدام التصنيفات اإلئتمانية الخارجية بالرغم من أهمية الدور الذي تقوم به‬
‫وكاالت التقييم الخارجية‪ ،‬بحيث حرصت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية من خالل التعديالت‬
‫المدرجة في إتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬على عدم إتباع فقط المقاربة المعيارية الواردة في اتفاق بازل الثاني‪ ،‬إذ‬
‫نجد أنها سعت لدفع البنوك إلى تقييم تعرضاتها سواء أكانت مصنفة خارجيا أم ال وذلك للتخفيض من‬

‫‪222‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حدة تعقيداتها ال سيما فيما يتعلق ببعض فئات التعرض المؤسسات نتيجة ما يميز هذه األخيرة من اختالفات‬
‫في العديد من الجوانب(الممارسات المحاسبية وطبيعة النشاط وعوامل خاصة بالمؤسسة ذاتها)‪ ،‬ومعرفة مدى‬
‫مالءمة أوزان المخاطر المنسوبة إليها مع طبيعة المخاطر المميزة لها؛‬
‫فمن بين األولويات هو العمل على تطبيق القواعد المنصوص عليها في مدونة النشاط الخاصة بالمنظمة‬
‫الدولية لهيئات األوراق المالية)‪،) « OICV »Organisation international des commissions de valeurs‬‬
‫إضافة لمجموعة من المعايير الواجب توافرها من كونها ناشطة على المستوى الدولي ‪ ،‬الشفافية‪ ،‬اإلعالم‪،‬‬
‫المعايير األساسية القائمة عليها التقييمات الخارجية لتعتبر مصدر موثوق يمكن اإلعتداد بتقييماته ؛‬

‫‪ -1‬توسيع ملحوظ في القائمة الخاصة بالجهات المؤهلة لتقديم الضمانات والتغطية‪ ،‬للتشجيع أكثر على‬
‫إستخدام مخففات المخاطر اإلئتمانية ‪ ،‬فأحد أهم المحاور التي مست شروط تصفية الضمانات والعمليات‬
‫على المشتقات وتسويتها في إطار عملية مقاصة مع طرف مقابل مركزي‪1‬على مستوى البورصة؛‬
‫‪ -1‬مخاطر الطرف المقابل في عقود المشتقات‬

‫حاولت لجنة بازل من خالل اإلتفاقية الثالثة اإللمام بمختلف المخاطر التي قد تواجهها البنوك أثناء أدائها‬
‫لمهامها‪ ،‬بما في ذلك مخاطر الطرف المقابل في عقود المشتقات‪ ،‬حيث أوضحت كيفيات حسابها‬
‫وتخصيص جزء من رأس المال لتغطيتها‪ ،‬كما ربطت ذلك بتعديل التقييم اإلئتماني عند حدوث إنخفاض في‬
‫‪2‬‬
‫المالءة اإلئتمانية للطرف المقابل‬

‫‪ -‬مراجعة عملية قياس مخاطر الطرف المقابل ‪ ،‬باإلضافة إلى تعديل التقييم الخاص باألصول ومخاطر‬
‫‪3‬‬
‫اإلرتباط غير المالئمة ‪ ،‬إذ تم إضافة مجموعة من الخصائص للتعرض اإليجابي المتوقع " ‪l’exposition‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Selon Jacques Aigrain, les contreparties centrales, Instruments de stabilité et d’atténuation du risque, Banque de‬‬
‫‪France , Revue de la stabilité financière, n°17, Avril 2013, p p 174-175 :‬‬
‫الطرف المقابل المركزي يمثل طرف مقابل ذو نوعية جيدة ‪ ،‬يعتبر مضمون (حتما) بالنسبة للمتدخلين في السوق المالي (البورصة)‪ ،‬فهو طرف متاح‬
‫(بصفة كلية) إلدارة المخاطر‬
‫‪2‬‬
‫نجار حياة ‪ ،‬إتفاقية بازل ‪ III‬وآثارها المحتملة على النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،03‬جامعة سطيف‪،‬‬
‫‪ ،2103‬ص ‪222‬‬
‫‪3‬‬
‫هناك مجموعة من المصطلحات والتعريفات الخاصة بمخاطر التعرضات المتعلقة بمخاطر السوق التي نتطرق لها وفقا لما ورد في إتفاقية بازل‬
‫الثالثة ‪:‬‬
‫‪-‬التعرض المتوقع "‪ :" l’exposition attendue‬يمثل التوزيع المتوسط للتعرضات عند كل تاريخ مستقبلي إلى غاية أطول تاريخ تاريخ إستحقاق‬
‫للعملية المالية في مجموعة عمليات المقاصة؛‬
‫‪-‬التعرض المتوقع الفعلي" ‪ : " l’exposition attendue effective‬في تاريخ معين ‪ ،‬هو الحد األقصى المتوقع في ذلك التاريخ‪ ،‬كما يعرف أيضا‬
‫على أنه‪ :‬القيمة األكبر مابين قيمة التعرض المتوقع في ذلك التاريخ والتعرض الفعلي في تاريخ سابق‬
‫‪-‬التعرض إاإليجابي المنتظر"‪ :" l’exposition positive attendue EPA‬هي القيمة المتوسطة المرجحة خالل الزمن للتعرضات ن عمليات‬
‫المنتظرة (المتوقعة)‪ ،‬معامالت الترجيح متناسبة مع مدة إستحقاق كل تعرض مفارنة بالفترة اإلجمالية‬
‫‪-‬التعرض اإليجابي المنتظر الفعلي " ‪ :"l’exposition effective positive attendue‬هي القيمة المتوسطة المرجحة خالل الزمن للتعرضات‬
‫المنتظرة الفعلية في السنة األولى‬
‫‪223‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ "positive attendue‬بغرض إدراج ما يعرف بالخطر اإلجمالي لإلرتباط غير المالئم " ‪Le risque général de‬‬

‫‪ ،"corrélation défavorable‬في هذا الصدد تم تعديل العديد من الفقرات الواردة في إتفاقية بازل الثانية‪،‬‬
‫اجماال نجد أن هناك تأكيد وحرص كبير على اإللمام وتحديد بدقة التعرضات التي تساهم في تنامي هذا‬
‫الخطر‪ ،‬والقيام بإختبارات التحمل وتحليل السيناريوهات لتحديد العوامل الخاصة بهذا الخطر ورقابته وفقا‬
‫لفئات معينة (طبيعة القطاع الجغرافي‪ ،‬قطاع النشاط وغيرها)؛‬

‫ثامنا‪ -‬مخاطر التوريق واتفاقية بازل الثالثة‬

‫خصصت إتفاقية بازل الثالثة جزءا من رأس المال لتغطية المخاطر التي قد تنتج عن عمليات التوريق‬
‫والتوريق المعقد ‪،‬فقد تم التأكيد على تخصيص األموال الخاصة الالزمة لتغطية هذه التعرضات ‪ ،‬حيث تم‬
‫‪1‬‬
‫تخصيص نسب معينة من مستلزمات األموال الخاصة الرقابية لتغطية مخاطر السندات بما فيها التوريق ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :24- 20‬نسبة المتطلبات الرأسمالية للسندات‬

‫تعرضات التوريق‬ ‫جهات أخرى‬ ‫الجهات السيادية‬ ‫فترة اإلستحقاق‬ ‫تنقيط سندات الدين‬
‫المتبقية‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%0,5‬‬ ‫من‪ AAA‬إلى ‪ 1< A-/ AA-‬سنة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫>‪ 1‬سنة<‪ 5‬سنوات‬ ‫‪1‬‬

‫‪%16‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫<‪ 5‬سنوات‬


‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫من ‪ A+‬إلى ‪ 4< ، BBB-‬سنة‬
‫‪P-3 ، A-3 ، A-2‬‬
‫‪%12‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫>‪ 1‬سنة<‪ 5‬سنوات‬
‫وسندات أخرى غير مصنفة‬
‫‪%24‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫<‪ 5‬سنوات‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على ‪:‬‬

‫‪-Comité de Bâle, Bâle III dispositif réglementaire mondial visant à renforcer la résilience‬‬
‫‪des établissements et système bancaires,op-cit, p50‬‬

‫‪ -‬تعديل تقييم القرض "‪:"L’ajustement de l’évaluation de crédit‬هو عبارة عن تعديل التقييم بناءا على سعر سوق المتوسط لمحفظة‬
‫العمليات المالية مع األطراف المقابلة‪.‬‬
‫من المخاطر المرتبطة بالطرف المقابل نجد‪:‬‬
‫‪ ‬الخطر اإلجمالي لإلرتباط الغير مالئم" ‪" Le risque général de la corrélation défavorable‬الناتج من اإلرتباط اإليجابي بين‬
‫إحتمال تعثر األطراف المقابلة والعوامل اإلجمالية الخاصة بمخاطر السوق‬
‫‪ ‬الخطر الخاص باإلرتباط الغير مالئم " ‪" le risque spécifique de corrélation défavorable‬ينتج من اإلرتباط اإليجابي بين‬
‫التعرض إتجاه طرف مقابل وإحتمال التعثر الخاص بهذا الطرف ‪ ،‬نتيجة طبيعة المعاملة المالية بين الطرفين‬
‫‪1‬‬
‫نجار حياة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪222‬‬
‫‪224‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نسب رأس المال المخصصة لتغطية مخاطر السندات تتناسب بشكل عكسي مع تنقيط األصل ‪ ،‬فكلما تراجع‬
‫التصنيف اإلئتماني للسندات إرتفعت نسبة المتطلبات الرأسمالية‪ ،‬كما يتضح جيدا أن متطلبات تغطية‬
‫‪1‬‬
‫تعرضات التوريق هي جد مرتفعة نتيجة تنامي المخاطر الناتجة عن إستخدام عمليات التوريق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إقامة معايير دولية إلدارة مخاطر السيولة البنكية‬

‫أوال‪/‬إدخال معايير جديدة لقياس وادارة مخاطر السيولة البنكية‬

‫‪ -0‬اتفاقية بازل الثالثة و إدارة مخاطر السيولة‪ :‬تبين من خالل األزمة المالية األخيرة لسنة ‪ ،0111‬أن‬
‫لعنصر السيولة دور بالغ األهمية في إستقرار النظام المالي والمصرفي العالمي‪ ،‬هذا ما جعل لجنة بازل‬
‫الدولية للرقابة المصرفية تولي أهمية بالغة للسيولة البنكية‪ ،‬فقد سعت إلى وضع معيار عالمي للسيولة‪2‬؛‬
‫‪3‬‬
‫في هذا الصدد إقترحت إتفاقية بازل الثالثة إعتماد نسبتين لقياس السيولة على مستوى البنوك وهما‪:‬‬

‫‪ -‬األولى خاصة بالمدى القصير ويطلق عليها نسبة تغطية السيولة قصيرة األجل "‪ "LCR‬وتحسب نسبة‬
‫األصول ذات السيولة والتي يحتفظ بها البنك لمدة ‪ 01‬يوما من التدفقات النقدية لديه وتهدف هذه النسبة‬
‫إلى جعل البنك يلبي احتياجاته من السيولة ذاتيا في حالة أزمة طارئة قصيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية لقياس السيولة البنيوية أو الهيكلية في المدى المتوسط والطويل وتسمى بنسبة صافي التمويل‬
‫المستقر "‪ "NSFR‬والهدف منها هو أن يتوفر للبنك مصادر تمويل مستقرة ألنشطته‪(.‬سنتطرق لهاتين‬
‫النسبتين بالتفصيل في المبحث الثاني)‬
‫‪ -0‬نسبة تغطية السيولة "‪ "LCR‬ونسبة صافي التمويل المستقر مؤشران رئيسيان لقياس السيولة في‬
‫بازل الثالثة‬
‫لقياس وادارة مخاطر السيولة‪ ،‬يقوم المحللون باحتساب وتحديد مؤشرات داخلية تمكنهم من ضبط السيولة‬
‫على كل من المدى القصير والطويل؛‬

‫لكل من نسبتي تغطية السيولة و صافي التمويل المستقر دو ار أساسيا في تحديد وقياس السيولة المصرفية‪،‬‬
‫فاألول يقوم بتقييم قدرة المؤسسة االئتمانية في التعامل مع صدمة السيولة على المدى القصير (أقل من ‪01‬‬

‫‪1‬‬
‫نجار حياة ‪ ،‬مرجع يبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪223- 222‬‬
‫‪2‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬زهير غراية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪003‬‬
‫‪3‬‬
‫سليمان ناصر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪01‬‬
‫‪225‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫يوم)‪ ،‬في حين تضمن النسبة الثانية أن للمؤسسة ما يكفيها من الموارد ذات استحقاق مبدئي أكبر من سنة‬
‫واحدة لتمويل األصول الطويلة والمتوسطة األجل؛‬

‫من جهة أخرى كنتيجة العداد إلطار الرقابي الجديد لبازل ‪ III‬وتزايد أهمية الرقابة المحكمة على مخاطر‬
‫السيولة نتيجة لما حدث في األزمة المالية‪ ،‬تم وضع أدوات لرصد و تقييم أي تغيرات في السيولة ‪،‬تعتبر‬
‫بمثابتة مؤشرات يتعين على البنوك تقديمها للسلطات الرقابية تسهيال لعملية تقييم المخاطر الفعلية للسيولة في‬
‫البنوك (مثل نسبة تغطية السيولة بالعملة‪ ،‬سلم االستحقاقات‪ ،‬مصدر التمويل واألصول المتاحة‪....‬سنتطرق‬
‫لها بالتفصيل) وذلك بغرض تحقيق احتياجات إضافية للبنوك‪.‬‬

‫‪ -0‬األساس المعتمد في وضع نماذج ونسب قياس السيولة البنكية في إتفاق بازل ‪III‬‬
‫تدعو متطلبات اتفاقية بازل الثالثة إلى إستباق حدوث وضعيات األزمات‪ ،‬وذلك لتحضير واعداد المؤسسات‬
‫البنكية لمواجهة صدمات السيولة على المدى القصير‪ ،‬والتأكد من أن عملية تحويل الموارد المتاحة تتحق‬
‫بكل فعالية على المدى الطويل‪ ،‬فمثل هذه الوضعيات يتم تحديدها من خالل ما يعرف باختبارات الضغط‬
‫(التحمل)"‪ " Stress-Tests‬المعتمد عليها بصفة أساسية عند إقامة هاتين النسبتين‪ ،‬حيث تشتمل االختبارات‬
‫على مجموعة من األحداث التي تحرص البنوك على االهتمام بها خالل تسيرها اليومي للسيولة والتي تشمل‬
‫‪1‬‬
‫كل من ‪:‬‬

‫‪ ‬التدفقات الخارجة غير المتوقعة لألموال‪ :‬وتتمثل في ‪:‬‬


‫‪ -‬سحب جزء من ودائع التجزئة؛‬
‫‪ -‬تدفقات نقدية خارجة ناتجة عن انخفاض التصنيف االئتنماني ؛‬
‫‪ -‬السحوبات غير المبرمجة ألجزاء السيولة غير المستخدمة؛‬
‫‪ ‬تدهور أوضاع السوق‪ :‬تتلخص مظاهرها في‪:‬‬
‫‪ -‬خسارة جزئية للقدرة التمويلية ؛‬
‫‪ -‬الزيادة في تقلبات األسواق التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور احتياجات إضافية للسيولة‪.‬‬
‫‪ ‬المخاطر الكامنة في المؤسسة‪ :‬من بينها نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬تدفقات نقدية خارجة في إطار تسوية الديون بغرض التخفيض من مخاطر السمعة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Bâle III ,Maitriser le risque de liquidité,RISKALIS consulting,disponible sur le site :www.riskalis.com, visité le :‬‬
‫‪21/09/2015 à 18 :00‬‬
‫‪226‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيض من درجة التصنيف االئتماني الممنوح من طرف وكاالت التصنيف‪ ،‬من شأنه أن يهدد سمعة‬
‫المؤسسة البنكية ونوعية االئتمان المقدم؛‬
‫ثانيا‪ /‬نسبة تغطية السيولة " ‪" Liquidity Coverage Ratio‬‬

‫‪ -4‬مراحل تطبيق نسبة تغطية السيولة‬


‫قامت لجنة بازل للرقابة المصرفية بوضع نسبة تغطية السيولة على المدى القصير أو ما يعرف أيضا بمعيار‬
‫تغطية السيولة على المدى القصير‪ ،‬وذلك بهدف التعزيز من قدرة البنك على مواجهة أي مخاطر يمكن أن‬
‫تصطدم بها في األجل القصير‪ ،‬والتأكد من توفرها على القدر الكافي من األصول السائلة عالية الجودة‬
‫(‪ )Actifs de haute qualité‬تمكنها من التغلب على أزمة سيولة حادة تستمر لمدة ‪ 01‬يوم ‪ ،‬هذه النسبة‬
‫يجب أن تشكل عنص ار أساسيا في المقاربة االحترزية الحديثة لمخاطر السيولة‪ ،‬وفي المقابل يجب أن يتمم‬
‫‪1‬‬
‫ويكمل بتقييم مفصل لمختلف الجوانب األخرى الواقعة في إطار إدارة مخاطر السيولة البنكية‪.‬‬

‫لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية مقتنعة تماما بأن هذه النسبة (تغطية السيولة ) تعد من بين االصالحات‬
‫األساسية في اتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬وفي حال تطبيقه على أكمل وجه ووفقا للتشريعات واالرشادات الرقابية‬
‫المنصوص عليها ‪ ،‬يحقق نوعا من االستقرار والمرونة في النظام المصرفي‪ ،‬ومع ذلك فإن اللجنة تعترف بأن‬
‫تطبيق هذه النسبة بشكل مباشر ودون تدرج سيؤثر على األسواق المالية ومستويات االقراض وغيرها‪ ،‬كون‬
‫أن إقتراح تطبيقه قد تزامن مع استمرار التوتر في بعض األنظمة المصرفية‪ ،‬لذلك تم االتفاق على تنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫تدريجي لنسبة تغطية السيولة "‪"LCR‬بطريقة مماثلة لتلك الخاصة بمتطلبات األموال الخاصة في بازل ‪.III‬‬

‫‪-0‬تخفيف ملحوظ في تطبيق نسبة تغطية السيولة من طرف لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‬

‫إعتمدت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية بتاريخ ‪ 2‬جانفي ‪ ،0140‬نصا يتضمن إجراءات تخفيفية في‬
‫تطبيق القواعد المحددة لكيفية احتساب نسبة تغطية السيولة‪ ،‬إضافة إلى الجدول الزمني المحدد لكيفية تنفيذه‬
‫حيث إقترحت اللجنة مرحلة انتقالية في رزنامة تطبيقه‪ ،‬حتى يدخل في التطبيق بصفة تدريجية ‪ ،‬إذ قدرت‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III :Ratio de liquidité à court terme et outil de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité, BRI,Bâle, Janvier 2013,p4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Bâle III :Ratio de liquidité à court terme et outil de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité, op-cit p12‬‬
‫‪227‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أدنى نسبة له عند تاريخ الدخول في التطبيق (‪ 4‬جانفي ‪ ) 0142‬بـ ـ ـ ‪ 60 %‬مع زيادة تدريجية بنسبة ‪10%‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى غاية سنة ‪.0148‬‬

‫الشكل رقم ‪ :06-20‬التدرج الزمني في تطبيق نسبة تغطية السيولة "‪ " LCR‬وفقا لما هو محدد في‬
‫مقررات بازل ‪III‬‬

‫‪90%‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫نسبة تغطية ‪%‬‬
‫السيولة‬

‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫‪ -0‬نسبة تغطية السيولة واستخدام األصول السائلة العالية الجودة‬

‫كما سبق لنا وذكرنا تهدف هذه النسبة إلى التأكد من احتفاظ البنك بقدر كاف من األصول السائلة العالية‬
‫الجودة غير المرهونة لمقابلة صافي التدفقات النقدية الخارجة خالل ‪ 01‬يوم القادمة في ظل سيناريو للظروف‬
‫‪2‬‬
‫غير المواتية ‪ ،‬ويتم تحديد تلك النسبة وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬

‫األصول السائلة عالية الجودة‬


‫=‬ ‫نسبة تغطية السيولة‬
‫≥ ‪100‬‬
‫صافي التدفقات النقدية الخارجة خالل ‪ 30‬يوم‬

‫‪1‬‬
‫‪Déloitte, Bâle III et la gestion de liquidité nouveau éclairages sur la mise en œuvre, Financial services, Avril‬‬
‫‪2013,p10‬‬
‫‪2‬‬
‫البنك المركزي المصري‪ ،‬قطاع الرقابة واإلشراف ‪ ،‬التعليمات الرقابية بشأن إدارة مخاطر السيولة وفقا لمقررات بازل ‪ III‬نسبتي تغطية السيولة‬
‫وصافي التمويل المستقر‪ 21 ،‬جويلية ‪ ،2102‬ص ‪1‬‬
‫‪228‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يجب أن ال تقل نسبة تغطية السيولة في جميع األحوال عن ‪( 100%‬في نهاية فترة التطبيق التدريجي )‪،‬أي‬
‫أن تتساوى األصول السائلة العالية الجودة على األقل مع صافي التدفقات النقدية الخارجة المقدرة‪ ،‬ومن ثم‬
‫يستوجب على البنك المحافظة على هذه النسبة بصفة مستمرة ‪ ،‬وعلى أن يكون على دراية بأي فجوات‬
‫للسيولة خالل الفترة المعنية (‪ 01‬يوم) ومن أن يتأكد من توافر وكفاية األصول السائلة العالية الجودة لتغطية‬
‫أي فجوة من التدفقات النقدية التي قد تط أر في ظل ظروف الغير مالئمة خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫‪ -4‬مكونات نسبة تغطية السيولة‬


‫يتضح لنا من خالل المعادلة الرقابية الخاصة بتحديد نسبة تغطية السيولة أن مكوناتها تشمل كل من ‪:‬‬

‫األصول السائلة عالية الجودة (البسط)؛‬ ‫أ‪.‬‬


‫ب‪ .‬صافي التدفقات النقدية الخارجة خالل ‪ 01‬يوم (المقام)‪.‬‬
‫وفيما يلي شرح مفصل لكل مكون على حدة‪:‬‬

‫أ‪/‬األصول السائلة عالية الجودة(البسط)‬

‫‪ ‬مفاهيم أساسية عن األصول السائلة عالية الجودة‬


‫تمثل األصول السائلة عالية الجودة كافة األصول غير المرهونة التي تكفي لمواجهة صافي التدفقات النقدية‬
‫الخارجة (خالل فترة ‪ 01‬يوم)‪ ،‬قد تكون في شكل نقد أو أصول يمكن تحويلها إلى سيولة على مستوى السوق‬
‫دون أن تفقد قيمتها أو استغراق وقت وذلك لتغطية إحتياجات السيولة ‪ ،‬في ظل فرضية وجود أزمة سيولة ؛‬

‫بصفة عامة تتكون األصول السائلة العالية الجودة المدرجة في بسط نسبة تغطية السيولة من مستويين‬
‫أساسين األول والثاني ‪ ،‬وينقسم المستوى الثاني بدوره إلى فرعين (أ ‪ ،‬ب) وفقا لدرجة سيولة األصل ؛‬

‫بحيث ال يتجاوز إجمالي قيمة البنود بالمستوى الثاني (الفرعين أ و ب معا) ‪ 40%‬من إجمالي األصول‬
‫السائلة العالية الجودة ‪ ،‬في حين ال يتعدى إجمالي قيمة البنود (عناصر) المستوى الثاني (الفرع ب فقط)‬
‫نسبة ‪ 15%‬من إجمالي األصول السائلة عالية الجودة‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬خصائص األصول السائلة عالية الجودة‬


‫يتعين توافر مجموعة من الخصائص في أصول البنك حتى يتم االعتداد بها كأصول سائلة عالية الجودة‬
‫‪1‬‬
‫ويمكن تقسييم تلك الخصائص إلى ثالث مجموعات رئيسية كما يلي‪:‬‬

‫خصائص أساسية‬ ‫‪.I‬‬


‫‪ -‬مخاطر منخفضة‪ :‬تتمتع األصول ذات المخاطر المنخفضة بدرجة سيولة عالية‪ ،‬إذ أن الجدارة االئتمانية‬
‫للمصدر تزيد من درجة سيولة األصل‪ ،‬كما أن قصر فترة استرداد األصل وانخفاض المخاطر القانونية ‪،‬‬
‫وكذا انخفاض مخاطر التضخم ومخاطر أسعار الصرف ‪ ،‬كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إرتفاع سيولة‬
‫األصل؛‬
‫‪ -‬سهولة التقييم ومصداقيته‪ :‬تزيد من درجة سيولة األصل كلما زاد اتفاق المتعاملين بالسوق بشأن تقييمه‪،‬‬
‫لذا يجب أن تكون معادلة تسعير األصل سهلة القياس وغير مبنية على افتراضات معقدة‪ ،‬وتكون‬
‫المدخالت المستخدمة في معادلة التسعير معلنة للجميع؛‬
‫‪ -‬انخفاض درجة االرتباط باألصول الخطرة‪ :‬ترتفع سيولة األصل عندما ال يكون ذو ارتباط عال بأصول‬
‫خطرة أخرى‪ ،‬فعلى سبيل المثال من المحتمل بشكل كبير أن تكون بعض األصول المصدرة من‬
‫مؤسسات مالية غير سائلة في أوقات أزمات السيولة بالقطاع المصرفي؛‬
‫‪ -‬اإلدراج في سوق أوراق مالية متطور ومعترف به‪ :‬تزيد درجة سيولة األصل عندما يدرج في أسواق‬
‫مالية متطورة ومعترف بها‪.‬‬
‫خصائص تتعلق بالسوق‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ -‬أسواق مالية نشطة وكبيرة‪ :‬عندما يتبين من الخبرات التاريخية أن األسواق المدرج بها األصول كبيرة‬
‫وتسمح بالتداول النشط عليها بيعا وشراءا ‪ ،‬كما يتوافر بها عددا كبير ومتنوع من المتعاملين فإن ذلك‬
‫يؤدي إلى انخفاض درجة التركز بها ويزيد من درجة االعتماد على سيولة األصل ؛‬
‫‪ -‬معدالت تذبذب منخفضة‪ :‬تعتبر األصول التي تتمتع بأسعار مستقرة نسبيا وأقل عرضة لحدوث‬
‫انخفاضات حادة في أسعارها مصد ار يعتد به لمقابلة أية متطلبات سيولة‪ ،‬ويمثل التذبذب في أسعار‬
‫التداول مقياسا تقريبيا لتحركات السوق‪ ،‬هذا ويجب توافر سجل تاريخي يؤكد ثباث معطيات السوق وحجم‬
‫التداول ال سيما في فترات األزمات؛‬

‫‪1‬‬
‫البنك المركوي المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪230‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬إقتناء األصل بالنظر إلى جودته العالية‪ :‬في حالة ما إذا أظهرت هذه التجارب السابقة الميل نحو اقتناء‬
‫هذه األنواع من األصول في وقت األزمات باعتبارها ذات جودة عالية ‪.‬‬
‫‪. III‬خصائص تشغيلية‪ :‬إضافة إلى الخصائص المذكورة جميع األصول المنتمية إلى هذه الفئة ‪ ،‬يجب أن‬
‫تستوفي أيضا مجموعة من المتطلبات التشغيلية التي من شأنها ضمان التحكم الجيد من طرف البنك في‬
‫إدارتها وتحويلها إلى سيولة بدون أي صعوبة تذكر خالل فترة أزمة سيولة ذات مدة ‪ 01‬يوم‪ ،‬من خالل‬
‫عمليات البيع أو إعادة الشراء ‪ ،‬إضافة إلى المساهمة في سد الفجوة الناتجة بين التدفقات النقدية الداخلة و‬
‫الخارجة ‪،‬ويشترط ان ال تكون موضوعة كضمان أو مرهونة ‪ ،‬والهدف األساسي من اإلحتفاظ بها هو‬
‫‪1‬‬
‫إعتبارها كمصدر إحتياطي للسيولة يلجأ إليه في فترة األزمة ‪.‬‬

‫‪ ‬العناصر المكونة لألصول السائلة عالية الجودة ومعامالت الترجيح الخاصة بها‬
‫‪2‬‬
‫‪ /0‬األصول من المستوى األول (‪: )0‬يمكن أن تشتمل على كل من ‪:‬‬

‫‪ -‬النقدية ‪ :‬تضم كل من نقدية الخزينة والشيكات‬


‫‪ -‬أرصدة إحتياطية محتفظ بها لدى البنوك المركزية (بما في ذلك االحتياطات االلزامية) إذا كانت سياسة‬
‫البنك المركزي تمكن من سحب هذه االحتياطات خالل فترة األزمة؛‬
‫‪ -‬أدوات الدين القابلة للتداول في األسواق المالية‪ ،‬مضمونة أو مصدرة من طرف جهات سيادية‪ ،‬بنوك‬
‫مركزية‪ ،‬هيئات عمومية‪ ،‬بنك التسويات الدولية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬البنك المركزي األوروبي‪،‬‬
‫حكومات دول االتحاد األوروبي وبنوك التنمية المتعددة األطراف على أن تستوفي الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن تمنح معامل ترجيح يقدر ب ـ ـ ‪ 5%‬في إطار المقاربة المعيارية إلدارة المخاطر اإلئتمانية في‬
‫بازل‪ II‬؛‬
‫‪ ‬أن يتم تداولها في أسواق مالية كبيرة ذات مستوى تركز منخفض؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III :Ratio de liquidité à court terme et outil de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité, , Janvier 2013, op-cit,p p10-11‬‬
‫‪2‬‬
‫من إعداد الباحثة باالعتماد على كل من ‪:‬‬
‫‪-Comité de Bâle sur le contrôle bancaire , Bâle III :Ratio de liquidité à court terme et outil de suivi du risque de‬‬
‫و‪liquidité, , Janvier 2013‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي المصري‪ ،‬قطاع الرقابة واإلشراف‪ ،‬التعليمات الرقابية بشأن إدارة مخاطر السيولة وفقا لمقررات بازل ‪ III‬نسبتي تغطية السيولة‬
‫وصافي التمويل المستقر‪ 21 ،‬جويلية ‪2102‬‬
‫* على سلطات الرقابة الوطنية االتفاق مع البنك المركزي على إتخاذ االإجراءات الالزمة فيما يتعلق باالحتياطات الخاصة بالبنوك المحتفظة بها على‬
‫مستواها يمكن أن توضع ضمن األصول السائلة‪ ،‬بمعنى أن هذه االحتياطات يجب أن تكون جاهزة للسحب في حال حدوث أزمة‬

‫‪231‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون هذه األدوات قد أتبتث سابقا‪ ،‬أنها مصدر موثوق يعتد به في توفير السيولة ‪ ،‬بالخصوص‬
‫خالل الفترات التي تشهد إضطرابا؛‬
‫‪ ‬أن ال تكون مصدرة عن مؤسسة مالية أو أي وحدات تابعة لها؛‬
‫‪ -‬إذا كان ترجيح الجهة السيادية يختلف عن ‪ %1‬سندات الدين المصدرة بالعملة المحلية من طرف الجهة‬
‫السيادية أو البنك المركزي للدولة التي يتم فيه تحديد مخاطر السيولة أي على مستوى الدولة األم التابع‬
‫لها البنك؛‬
‫‪ -‬إذا كان ترجيح الجهة السيادية يختلف عن ‪ %1‬أدوات الدين المصدرة عن الجهات السيادية أو البنوك‬
‫المرك زية بالعملة األجنبية‪ ،‬ويتم األخذ بقيمة هذه األدوات وفقا للحد المقابل لها من مبلغ صافي التدفقات‬
‫النقدية الخارجة الناتجة عن أنشطة البنك بتلك العمالت؛‬
‫‪ /0‬األصول من المستوى الثاني‪:‬وهي تشمل مجموعتين األصول من الصنف (أ) و (ب)‪ ،‬لكن شريطة أن‬
‫يكون مجموعهما أكثر من ‪ %11‬من المجموع اإلجمالي لألصول السائلة عالية الجودة كما سبق لنا وذكرنا‪،‬‬
‫فضال عن تطبيق تخفيض يقدر بـ ـ ‪ 15%‬على القيمة السوقية الجارية لكل أصل من المستوى الثاني الصنف‬
‫(أ) ؛‬

‫األصول من المستوى الثاني الصنف (أ) يمكن أن تضم ‪:‬‬

‫‪-‬أدوات دين متداولة مصدرة أو مضمونة من طرف جهات سيادية ‪ ،‬بنوك مركزية ‪ ،‬بنوك التنمية المتعددة‬
‫األطراف على أن تستوفي تلك األدوات الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تقدر معامل ترجيحها بـ ـ ‪ % 20‬وفقا للمقاربة المعيارية إلدارة المخاطر االئتمانية ؛‬


‫‪ ‬يتم تداولها في أسواق مالية نشطة وكبيرة ؛‬
‫‪ ‬تكون هذه األدوات قد أتبتث عبر التاريخ أنها مصدر يعتمد عليه لتوفير السيولة بالخصوص في ظل‬
‫الظروف السوق غير المواتية‪ ،‬بمعنى أن أقصى إنخفاض ألسعار هذه األدوات لم يتعدى ‪% 10‬‬
‫وأقصى معدل خصم عليها لم يتعدى‪ % 10‬خالل فترة ‪ 01‬يوم ذات أزمة سيولة حادة؛‬
‫‪ ‬أن تكون غير مصدرة من مؤسسة مالية أو أي وحدات تابعة لها‪.‬‬
‫‪-‬أدوات (سندات) الدين مصدرة من طرف هيئات وشركات والسندات المغطاة ‪ ،‬إذا ما كانت تستوفي الشروط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬فيما يخص أدوات الدين أن ال تكون صادرة من أي مؤسسة مالية أو أي من الوحدات التابعة لها؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للسندات المغطاة (‪ ،) les obligations sécurisées‬أن ال تكون صادرة من البنك ذاته أو أي‬
‫من الوحدات التابعة له؛‬
‫‪ ‬أن تكون ذات تقييم إئتماني طويل األجل" ‪ "AA-‬أو أعلى‪ ،‬ممنوح من طرف وكالة تنقيط خارجية‪،‬‬
‫وفي حالة غياب تقييم ائتماني طويل األجل‪ ،‬يكون للورقة ( السندات) تقييم قصير األجل موازي‬
‫للتقييم طويل األجل أعاله ؛‬
‫‪ ‬يتم تداولها في أسواق كبيرة نشطة ذات مستوى تركز منخفض؛‬
‫‪ ‬يكون لهذه األدوات المالية سجل تاريخي يؤكد أنها مصدر سيولة يعتد به ال سيما في ظل ظروف‬
‫غير مواتية؛‬
‫أصول المستوى الثاني (ب)‪ :‬تدرج ضمن المستوى الثاني ‪ ،‬إذا ما سمحت سلطات الرقابة الوطنية بذلك‪ ،‬بعد‬
‫توافر مجموعة من الشروط كالتأكد من توفر لدى البنك أنظمة تسمح لها بمراقبة وادارة جيدة للمخاطر الناتجة‬
‫عن استخدام هذه األصول‪ ،‬ومن بين هذه األصول نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬سندات توريق مستثمر فيها ناشئة عن قروض عقارية ألغراض سكنية‪ ،‬يطبق عليها معامل ترجيح يقدر‬
‫بـ ـ ـ ‪ ، 25%‬على أن تستوفي كل من الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تكون غير مصدرة من البنك ذاته أو الوحدات التابعة له؛‬
‫‪ -‬تكون ذات تقييم إئتماني طويل األجل صادر عن مؤسسة تصنيف ائتمانية خارجية معترف بها ال يقل‬
‫عن "‪ ،" AA-‬وفي حال غياب تقييم طويل األجل ‪ ،‬يكون لتلك السندات تقييم قصير األجل موازي للتقييم‬
‫‪1‬‬
‫السالف الذكر؛‬
‫‪ -‬يكون لتلك السندات سجل تاريخي يؤكد بأنها مصدر يعتد به للسيولة في األسواق ال سيما في ظل‬
‫ظروف سوق غير مواتية‪ ،‬بمعنى أن أقصى إنخفاض ألسعار هذه األدوات لم يتعدى ‪20%‬أو أقصى‬
‫معدل خصم عليها لم يتعدى ‪ 20%‬على مدار ‪ 01‬يوم خالل فترة موازية ألزمة سيولة حادة؛‬
‫‪ -‬يظل مالك العقار مسؤوال عن تغطية أي عجز بين القيمة البيعية للعقار المرهون وقيمة القرض الممنوح‬
‫في حالة مصادرته‪ ،‬كما يجب أن ال تتجاوز قيمة القروض السكنية (التي تم إصدار تلك السندات‬
‫بموجبها) ‪ 80%‬من قيمة العقارات في المتوسط عند إصدار تلك السندات؛‬

‫‪1‬‬
‫البنك المركزي المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪1‬‬
‫‪233‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬التزام مصدري تلك السندات بمتابعة القروض العقارية ألغراض سكنية لحماية حقوق المستثمرين فيها؛‬
‫‪ ‬أدوات الدين مصدرة من هيئات عامة‪ :‬يطبق عليها معامل ترجيح ‪ 50%‬شرط أن تستوفي الشروط‬
‫الخاصة بسندات توريق مستثمر فيها ناشئة عن قروض عقارية ألغراض سكنية باإلضافة إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬ذات تصنيف ائتماني طويل األجل صادر عن هيئة تصنيف خارجية معترف بها يتراوح بين" ‪A+‬‬
‫"و"‪ " BBB-‬أو في حالة عدم وجود تقييم طويل األجل‪ ،‬يكون للورقة تقييم قصير األجل موازي للتقييم‬
‫الطويل األجل السالف ذكره‪ ،‬واذا لم يكن لها تقييم إئتماني ممنوح من طرف هيئة ائتمان خارجية معترف‬
‫بها ولكنها مصنفة بواسطة البنك بأنها ذات احتمال للتعثر موازي لتصنيف ائتماني يتراوح بين "‪"A+‬‬
‫و"‪." BBB-‬‬
‫‪ ‬األسهم العادية يطبق عليها معامل ترجيح ‪ %21‬على أن تستوفي الشروط السابقة الذكر باستثناء‪:‬‬
‫‪ -‬أن تتبث الفترات السابقة أن هذه األسهم مصد ار للسيولة يعتد به في أوقات أزمات السيولة ‪ ،‬وأن أقصى‬
‫إنخفاض لهذه األسهم لم يتعدى ‪ %11‬خالل فترة ‪ 01‬يوم ذات أزمة سيولة حادة؛‬
‫‪ ‬حاالت خاصة بخيارات بدائل السيولة "‪" Alternative Liquidity Approche ALA‬‬
‫اقترحت لجنة بازل للرقابة المصرفية على البنوك ثالث خيارات لمواجهة أي مشاكل ناتجة عن نقص السيولة‬
‫بسبب عدم توفر القدر الكافي من األصول السائلة‪ ،‬هذه الخيارات ال تطبق إال بتوافر شروط قانونية معينة‬
‫‪1‬‬
‫وقدر معين من العمالت األجنبية‪ ،‬بحيث اللجوء إلى استخدام و تطبيق كل خيار يكون محدود باآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الخيار األول‪:‬إلتزام تعاقدي خاص بدعم السيولة صادر من طرف البنك المركزي ‪ ،‬مثل هذه االلتزمات‬
‫التعاقدية (االتفاقات التعاقدية ‪ ) les accords contractuelles‬بين البنك المركزي والبنك التجاري والتي‬
‫تستحق خالل ‪ 01‬يوم على األقل‪ ،‬غير قابلة لإللغاء قبل تاريخ االستحقاق‪ ،‬في هذا اإلطار يقوم البنك‬
‫التجاري بدفع عمولة تقدر بناءا على العائد الصافي لألصول التي تم استخدامها في هذا اإللتزام وهو‬
‫مماثل لعائد المحفظة المكونة من األصول ذات المستوى األول والثاني؛‬
‫‪ ‬الخيار الثاني‪:‬األصول السائلة بالعملة الصعبة ‪ ،‬فإذا ما اتضح للبنك أن هناك نقص في األصول السائلة‬
‫المحررة بالعملة المحلية‪ ،‬يمكن السماح لها باللجوء إلى رصيد األصول السائلة المحررة بعملة أخرى‪،‬‬
‫غير أن اللجوء إلى مثل هذا الخيار يجب أن يكون خاضعا لقيود مفروضة من طرف سلطات الرقابة‬
‫الوطنية ‪ ،‬آخذة في االعتبار قدرة البنك على إدارة المخاطر الناتجة عن سعر الصرف‪ ،‬العملة التي‬

‫‪1‬‬
‫‪Rachida HENNANI, De Bâle I à Bâle III : les principes avancées des accords prudentiels pour un système financier‬‬
‫‪plus résilient, LAMETA,Monpelier ,2015, p p80-81‬‬
‫‪234‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يرغب البنك اعتمادها لالحتفاظ بأصولها السائلة‪ ،‬بحيث يجب أن تستوفي بعض المتطلبات خاصة تلك‬
‫المتعلقة بقابلية التحويل السريع للسيولة ودرجة تأثير هذه العملة على الصالبة المالية للبنك‪.‬‬
‫‪ ‬الخيار الثالث‪ :‬التوظيف اإلضافي لألصول من المستوى الثاني ‪ ،‬يلجأ إلى هذا الخيار إذا لم يتوفر لدى‬
‫البنك القدر الكافي من األصول السائلة من المستوى األول‪ ،‬في المقابل يكون رصيد األصول السائلة من‬
‫المستوى الثاني مرتفعا‪ ،‬لتغطية مخاطر السيولة يستطيع البنك استخدام نسبة إضافية عن تلك المستخدمة‬
‫من األصول السائلة ذات المستوى الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى األقصى لالستفادة من خيارات بدائل السيولة‬
‫استخدام البدائل الثالثة السابقة الذكر يكون محددا وخاضعا لشروط موضوعة من قبل السلطات الرقابية‬
‫باالستناد إلى قواعد وتعليمات إرشادية؛‬

‫يعبر عن الحد األقصى بأعلى مبلغ لألصول السائلة العالية الجودة المرتبطة باالستخدام الفردي أو المشترك‬
‫لهذه الخيارات ‪ ،‬التي يمكن للبنك إضافته لنسبة تغطية السيولة ‪ ،‬كنسبة مئوية من المبلغ اإلجمالي لألصول‬
‫السائلة عالية الجودة الواجب على البنك أن يحتفظ بها من العملة المعنية‪1،‬يختلف تحديد المبلغ األصول‬
‫السائلة عالية الجودة وفقا للخيار المستخدم‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للخيار األول‪ :‬يعادل مبلغ االلتزامات من السيولة المؤكدة الممنوحة من طرف البنك المركزي؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للخيار الثاني‪ :‬كمية األصول السائلة العالية الجودة بالعملة الصعبة المستخدمة في تغطية‬
‫النقص من العملة المحلية؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للخيار الثالث‪ :‬مبلغ األصول من المستوى الثاني المحتفظ بها من طرف البنك (بما في ذلك‬
‫تلك المدرجة ضمن سقف ‪ )%11‬؛‬
‫فعلى سبيل المثال إذا ما تم تحديد الحد األقصى الستخدام هذه الخيارات بـ ـ ـ ‪ ،80%‬هذا ما يعني أن البنك‬
‫الذي يلجأ إلى استخدام خيار أو أكثر ‪ ،‬ال يسمح له بإضافة األصول السائلة العالية الجودة إال في حدود ‪11‬‬
‫‪%‬من إجمالي مبلغ هذه األخيرة بالعملة المحددة‪ ،‬فإذا ما استخدم بنك معين الخيار األول والثالث معا ‪ ،‬بغية‬
‫حصوله على دعم إضافي للسيولة ‪ ،‬وبإفتراض أن نسبة الخيار األول قدرت بـ ـ ‪ %41‬ويحتفظ بنسبة أصول‬
‫سائلة من الدرجة الثانية في حدود ‪( 55%‬نسبة مئوية من إجمالي األصول السائلة المفروض توفرها بالعملة‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit ,p20‬‬
‫‪235‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫المحلية)‪ ،‬وبالتالي فقد ارتفعت النسبة إلى ‪ ) %41+ %22( % 22‬إذا ال تزال أدنى من العتبة المحددة ب ـ ـ‬
‫‪ ، % 11‬النسبة اإلجمالية لألصول السائلة العالية الجودة المستخدمة إرتفعت إلى‪%65 - %80 (% 02‬‬
‫= ‪%15‬عبارة عن أصول سائلة من المستوى الثاني)‬

‫ب ‪/‬صافي التدفقات النقدية الخارجة (مقام النسبة)‬

‫يتمثل صافي التدفقات النقدية الخارجة في إجمالي التدفقات الخارجة المتوقعة مطروحا منها إجمالي التدفقات‬
‫النقدية الداخلة المنتظرة خالل فترة ‪ 01‬يوم‪ ،‬وذلك في ظل سيناريو للظروف الغير مواتية وفقا لما هو محدد‬
‫من طرف السلطة الرقابية؛‬

‫يتشكل إجمالي الرصيد المتوقع للتدفقات النقدية الخارجة في األرصدة القائمة للفئات المختلفة لإللتزامات‬
‫مرجحة بنسب مفترضة من المتوقع أن يتم سحبها من قبل الدائنين‪ ،‬وكذلك مرجحة بنسب محددة بالنسبة‬
‫لعناصر االلتزامات الواقعة خارج الميزانية ‪.‬‬

‫كما يشكل الرصيد المتوقع للتدفقات النقدية الداخلة في األرصدة القائمة (الفئات المختلفة من المستحقات‬
‫التعاقدية) مرجحة بنسب تعكس التدفقات الداخلة المتوقعة‪ ،‬وذلك في ظل سيناريو للظروف الغير مالئمة‪ ،‬هذا‬
‫ويجب أن ال يتجاوز إجمالي التدفقات النقدية الداخلة المقدرة نسبة ‪ 75%‬من إجمالي التدفقات النقدية‬
‫المنتظرة الخارجة‪.‬‬

‫إجمالي صافي التدفقات النقدية الخارجة خالل ‪ 30‬يوم القادمة = إجمالي رصيد التدفقات النقدية الخارجة – أصغر {إجمالي الرصيد‬
‫من إجمالي التدفقات النقدية الخارجة المتوقعة }‪%‬المتوقع للتدفقات النقدية الداخلة‪25 ،‬‬

‫‪ .0‬التدفقات النقدية الخارجة‪ :‬تتكون عناصر التدفقات النقدية الخارجة من ‪:‬‬

‫‪ ‬سحب ودائع التجزئة ‪«Retraits sur dépôts de détail » :‬‬


‫هي ودائع األفراد لدى البنوك وتنقسم ودائع التجزئة إلى ودائع مستقرة وأخرى أقل استقرار ‪ ،‬بحيث كل فئة‬
‫ترتبط بمعدل أدنى للسحب تتوافق هذه المعدالت مع مجاالت وشرائح محددة بلوائح رقابية ‪ ،‬وقد تلجأ البنوك‬
‫إلى استخدام معدالت أعلى في حدود ما تسمح لها السلطة الرقابية الوطنية لتعكس سلوك المودعين ‪.‬‬

‫ودائع مستقرة (معدل سحب ‪ 3%‬أو أكثر)‪ :‬الودائع المستقرة التي عادة ما ترتبط بمعدل سحب ‪ ، 5%‬إذا ما‬
‫كانت مغطاة كلية بواسطة نظام تأمين فعال ‪ ،‬وهنا نجد احتمالين‪:‬‬

‫‪236‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫للمودعين عالقات دائمة وقوية مع البنك ‪ ،‬ما يجعل من االنسحاب أو التخلي أم ار مستبعدا أو ؛‬
‫توضع الودائع ضمن حسابات جارية‬
‫غير أن آلية تغطية الودائع ال تكفي وحدها للحكم على استق ارريتها من عدمها‪ ،‬بحيث أضافت لجنة بازل‬
‫للرقابة المصرفية بعض الشروط في هذا الصدد كأن تتوفر لدى البنوك الوسائل التي تضمن‬ ‫الدولية‬
‫الحصول على التمويل الالزم في الوقت المناسب (في فترة األزمة)‪ ،‬مثل التمويل من طرف الدولة؛‬

‫‪ -‬الودائع األقل استق ار ار (معدل السحب المطبق عليها يقدر بـ ـ‪ %41‬أو أكثر) كما يمكن للسلطات الوطنية‬
‫للرقابة واإلشراف الرفع من هذه النسبة (الحد األدنى)بالنسبة لهذا النوع من الودائع‪.‬‬
‫مالحظة ‪:‬‬

‫‪ ‬إذا لم يتمكن البنك من أن تحدد بوضوح مدى استقرار ودائع التجزئة المحتفظ بها على مستواه‪ ،‬يلجأ‬
‫إلى وضع جميع أرصدة الودائع ضمن الفئة األقل استق ار ار ؛‬
‫‪ ‬فيما يخص ودائع التجزئة المقومة (المحررة ) بعملة غير العملة التي يعتمدها البنك في معامالته‪،‬‬
‫حددت اللجنة الدولية للرقابة المصرفية معدل السحب الواجب على البنوك استخدامه ‪ ،‬يتم تصنيف‬
‫ودائع التجزئة المقومة بالعملة الصعبة أقل استق ار ار ‪ ،‬إذا ما توفرت مؤشرات تدل على أنها أكثر تقلبا‬
‫من تلك المقومة بالعملة المحلية‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من العوامل المحددة لذلك خاصة تلك‬
‫المتعلقة بنوعية المودع‪ ،‬طبيعة الودائع إذا ما كانت مرتبطة بالمعامالت التجارية بنفس العملة‬
‫والغرض من إيداعها‪.‬‬
‫‪ ‬التدفقات النقدية الخارجة المرتبطة بودائع التجزئة اآلجلة التي تتجاوز مدة استحقاقها المتبقية ‪01‬‬
‫يوم‪ ،‬يتم استبعادها من إجمالي التدفقات النقدية الخارجة المتوقعة‪.‬‬
‫‪ ‬التمويالت (بالجملة) ذات الحجم الكبير غير المضمون‬
‫يتم تحديد نسبة التمويل بالجملة غير المضمون ‪ ،‬الذي يتعلق بجميع الخصوم وااللتزامات الخاصة‬
‫باألشخاص االعتبارين (مؤسسات وغيرها)‪ ،‬إذ يتضمن هذا البند كل أنواع الودائع التي ليس لها تاريخ‬
‫استحقاق ويمكن تقسيمه وفقا لخصائص معينة كنوعية اإلئتمان‪ ،‬الجدارة اإلئتمانية للبنك المقترض‪ ،‬إضافة‬
‫إلى العالقات التشغيلية مع البنك وفيما يلي نتطرق لمعدالت السحب(معامالت الترجيح) الخاصة بهذه‬
‫العناصر‪:‬‬

‫أ‪ .‬التمويل بالجملة الممنوح من المؤسسات الصغيرة (‪%41 ،%2‬أو أكثر) ؛‬


‫‪237‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب‪ .‬ودائع تشغيلية متأتية من أنشطة المقاصة وتسيير الخزينة (‪) % 02‬؛‬
‫ج‪ .‬الودائع الخاصة بالمجموعات البنكية (‪) %411 ، % 02‬‬

‫د‪ .‬التمويل (بالجملة) الكبير غير المضمون المتأتي من المؤسسات غير المالية ‪ ،‬المؤسسات السيادية ‪،‬‬
‫البنوك المركزية ‪ ،‬بنوك التنمية المتعددة األطراف والهيئات العمومية (‪ :)%11،%01‬تتضمن هذه الفئة‬
‫جميع الودائع وأشكال التمويل األخرى الغير المضمون المتأتي من الهيئات المذكورة أعاله‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫محتفظ بها ألغراض تشغيلية معامل الترجيح المطبق عليها هو ‪ 40%‬؛‬

‫التمويل الكبير غير المضمون الممنوح خارج إطار العالقات التشغيلية من طرف الهيئات المذكورة أعاله‬
‫يطبق عليها معامل ‪ ، % 01‬إذا كان المبلغ اإلجمالي للودائع مغطى بالكامل بواسطة نظام تأمين فعال أو‬
‫ضمان معادل من الدولة ‪.‬‬

‫و‪ .‬التمويل الكبير الغير المضمون المتأتي من كيانات قانونية أخرى (تطبيق معامل ‪ :)% 411‬تشمل هذه‬
‫الفئة جميع الودائع ومصادر التمويل المتأتية من هيئات أخرى (بما في ذلك البنوك‪ ،‬مؤسسات االستثمار‬
‫‪1‬‬
‫ومؤسسات التامين)‪.‬‬

‫‪ ‬التمويل المضمون ومعامالت الترجيح الخاص به‬


‫يقصد بالتمويل المضمون مجموعة االلتزامات والخصوم المضمونة قانونيا بواسطة أصول مخصصة محتفظ‬
‫بها من قبل البنك المقترض ‪ ،‬يلجأ إليها في حال اإلفالس أو التصفية‪ ،2‬فما يستحق خالل ‪ 01‬يوم من‬
‫التمويل المضمون المقدم للبنك يعطى معامالت ترجيح تتراوح ما بين (‪ % 1‬و‪) %411‬يمكننا تلخيصها في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit,p21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op-cit,p30‬‬
‫‪238‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 25-20‬معامالت ترجيح التمويل المضمون‬

‫معامالت الترجيح‬ ‫فئات التمويل المضمون‬


‫‪%0‬‬ ‫التمويل المقدم من طرف البنك المركزي بضمان أدوات مالية مماثلة لألصول من المستوى األول‬ ‫‪‬‬
‫(‪.)4‬‬
‫‪%15‬‬ ‫التمويل المقدم من أي طرف مضمون بأدوات مالية مماثلة من حيث الجودة والنوعية ألصول‬ ‫‪‬‬
‫المستوى الثاني (الفرع أ) ‪.‬‬
‫التمويل المضمون المتأتي من كيانات سيادية ‪ ،‬هيئات عمومية‪،‬بنوك التنمية المتعددة األطراف‬ ‫‪‬‬
‫بضمان أدوات مالية ليست بجودة تلك المدرجة بالمستوى األول والمستوى الثاني (الفرع أ) ؛‬
‫‪%25‬‬ ‫العمليات المالية المضمونة بواسطة أدوات مالية مدعومة برهون عقارية سكنية (األوراق المالية‬ ‫‪‬‬
‫المدعومة بالقروض العقارية السكنية) التي تستوفي المعايير الخاصة بإدراجها ضمن األصول السائلة‬
‫العالية الجودة المستوى الثاني (الفرع ب)‪.‬‬
‫‪%50‬‬ ‫عمليات التمويل المضمونة بواسطة أصول المستوى الثاني (الفرع ب)‬ ‫‪‬‬
‫‪%100‬‬ ‫عمليات التمويل المضمونة األخرى‬ ‫‪‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالستناد على ‪:‬‬

‫‪-Comité de Bâle sur le contrôle bancaire , Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque‬‬
‫‪de liquidité , Janvier 2013‬‬

‫‪ ‬متطلبات إضافية‬
‫على جميع التدفقات‬ ‫صافي التدفقات النقدية المرتبطة بالمشتقات ‪ :‬يتم تطبيق معامل ترجيح ‪%411‬‬
‫الصافية الخارجة المتولدة من األدوات المشتقة‪ ،‬في مثل هذه الوضعية يستوجب على البنك إستخدام طرق‬
‫التقييم لتحديد التدفقات النقدية الخارجة والداخلة المتوقعة من األدوات المشتقة‪ ،‬بحيث يتم الحصول على‬
‫صافي التدفقات النقدية الناتجة عن هذه األدوات بعد إجراء المقاصة ( يتم إجراء المقاصة عندما تكون تلك‬
‫العقود قائمة مع نفس الطرف المقابل وفقا التفاقية بين البنك والطرف المقابل) بين التدفقات النقدية الخارجة‬
‫‪1‬‬
‫والداخلة خالل ‪ 01‬يوم على أن تكون النتيجة هي صافي تدفقات خارجة؛‬

‫‪ /0‬التدفقات النقدية الداخلة‬

‫يدرج ضم ن التدفقات النقدية الداخلة المتاحة‪ ،‬جميع المدخالت المستحقة تعاقديا والتي ال يتوقع البنك أي‬
‫تعثر فيما يتعلق بتحقيقها في فترة ‪ 01‬يوم‪ ،‬تم تحديد المستوى الذي يجب تطبيقه‪ ،‬لتجنب أي إعتماد مفرط‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit,p31‬‬
‫‪239‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من طرف البنوك على التدفقات المتوقعة لتلبية احتياجاتها من السيولة ‪،‬ولضمان احتفاظها بحد أو مستوى‬
‫أدنى من األصول السائلة العالية الجودة ‪ ،‬مقدار التدفقات النقدية الداخلة الذي يمكن أن يعوض التدفقات‬
‫الخارجة يقدر ب ـ ـ ‪ %75‬من التدفقات الخارجة المتوقعة‪ ،‬وعليها االحتفاظ برصيد من األصول السائلة العالية‬
‫الجودة بنسبة ‪ %25‬كحد أقصى من إجمالي التدفقات الخارجة؛‬

‫‪ -‬التدفقات الداخلة من القروض والتسهيالت المنتظمة للزبائن والمؤسسات الصغيرة‪ :‬تأخذ معامل ترجيح‬
‫‪ ، %50‬حيث تتضمن ما يستحق تعاقديا خالل ‪ 01‬يوم من األصل و العوائد الخاصة بهذه العناصر؛‬
‫‪ -‬تدفقات داخلة أخرى ناتجة عن القروض والتسهيالت المنتظمة الممنوحة لكل من ‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسات غير مالية (‪)%21‬؛‬
‫‪ ‬الجهات السيادية وبنوك التنمية المتعددة األطراف (‪)%21‬؛‬
‫‪ ‬الهيئات العامة (‪)%21‬؛‬
‫‪ ‬البنوك ‪ ،‬المؤسسات المالية األخرى ‪ ،‬البنوك المركزية يقدر معامل ترجيحها ب ـ ـ (‪ )%100‬؛‬
‫وتتضمن هذه التدفقات ما يستحق تعاقديا خالل ‪ 01‬يوم من القيمة األصلية والعوائد الخاصة بالقروض‬
‫والتسهيالت المنتظمة للجهات المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪ -‬ودائع لدى البنوك ( باستثناء البنك المركزي ) والمؤسسات المالية يستحق خالل ‪ 01‬يوم وهنا نفرق بين‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كانت ألغراض تشغيلية تعطى معامل ترجيح ‪( % 0‬تتمثل في الحسابات الجارية لدى البنوك‬
‫بخالف البنك المركزي ‪ ،‬الودائع تحت الطلب لدى مؤسسات مالية أخرى)؛‬
‫‪ ‬ليست ألغراض تشغيلية تعطى معامل ترجيح ‪ %100‬وتثمتل في أية ودائع أخرى لدى البنوك‬
‫ذات فترة استحقاق متبقية ‪ 01‬يوم فأقل؛‬
‫‪ ‬تدفقات نقدية داخلة تستحق تعاقديا خالل ‪ 01‬يوم تعطى معامل ترجيح ‪.% 100‬‬
‫‪ -‬تدفقات نقدية داخلة أخرى كتلك الناتجة عن صافي التدفقات النقدية المتوقعة للمشتقات تخضع لمعامل‬
‫ترجيح يقدر بـ ـ ـ ‪ ،%100‬بحيث يحدد صافي التدفقات النقدية الداخلة عن عقود المشتقات بعد القيام‬
‫بعملية المقاصة بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة خالل ‪ 01‬يوم ‪ ،‬على أن تكون النتيجة صافي‬
‫تدفقات داخلة‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪ /‬نسبة صافي التمويل المستقر" ‪" NSFR‬‬

‫‪ -0‬الهدف من وضع هذه النسبة‬


‫وفقا لما جاء في قاموس مصطلحات الرقابة المصرفية الصادر عن مجلس محافظي المصارف المركزية‬
‫ومؤسسات النقد العربية ‪،‬إعتبر نسبة صافي التمويل المستقر من النسب المعتمدة ضمن مقررات بازل الثالثة‬
‫الخاصة بالسيولة‪ ،‬وتهدف لقياس السيولة طويلة األجل ‪ ،‬بحيث تلزم البنوك بالحفاظ على حد أدنى من‬
‫التمويل الثابت والمستقر يعادل على األقل حجم األصول طويلة األجل‪.‬‬

‫تعتبر هذه النسبة أحد أهم العناصر األساسية لمجموعة اإلصالحات التي جاءت بها لجنة بازل الدولية‬
‫للرقابة المصرفية‪ ،‬بهدف تعزيز صالبة القطاع المصرفي‪ ،‬فهي تعد من بين نسب السيولة الهيكلية على‬
‫المدى الطويل؛‬

‫لتطبيق هذه النسبة "صافي التمويل المستقر" ‪ ،‬يتوجب على البنوك أن تحتفظ بهيكل تمويل مستقر من حيث‬
‫تركيبته الخاصة باألصول وأنشطتها خارج الميزانية‪ ،‬فبتوفر هيكل تمويل مالئم يمكن التقليص من إحتماالت‬
‫تواجد تأثيرات على مصادر التمويل المنتظمة للبنك وبالتالي على السيولة البنكية ‪ ،‬هذا ما يزيد من إحتمال‬
‫اإلفالس وانتشاره إلى النظام المالي بأكمله‪.‬‬

‫بصفة عامة ‪ ،‬إعتماد نسبة صافي التمويل المستقر"‪"NSFR‬ستساهم بدرجة كبيرة في الحد من لجوء البنوك‬
‫ويجنبها اإلعتماد المفرط على حجم كبير من التمويل في المدى القصير‪،‬ويشجعها على تقييم أفضل لمخاطر‬
‫‪1‬‬
‫التمويل التي قد تشمل عناصر داخل الميزانية وخارجها‪ ،‬وتعزز من إستقرار التمويل‪.‬‬

‫‪ -0‬مكونات نسبة صافي التمويل المستقر" ‪" NSFR‬‬


‫تمثل نسبة صافي التمويل المستقر العالقة بين كل من التمويل المتاح "‪"Availble Stable Funding-ASF‬‬
‫(بسط النسبة) وبين التمويل المستقر المطلوب "‪ "Required Stable Funding-RSF‬مقام النسبة ‪ ،‬يتضح أن‬
‫هذه النسبة من شأنها أن تتيح للبنك مواجهة عدم توافق هيكل التمويل طويل األجل من خالل حثها على‬
‫إستخدام مصادر أموال مستقرة طويلة لفترة تمتد لمدة سنة على األقل‪ ،‬وذلك لتغطية توظيفات األصول وأي‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,BâleIII : Ratio structurel de liquidité à long terme , BRI,Bâle, Janvier‬‬
‫‪2014, p1‬‬
‫‪241‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫متطلبات تمويلية تنتج عن اإللتزامات خارج الميزانية ‪ ،‬ويجب أن ال تقل هذه النسبة عن ‪% 100‬بصفة‬
‫دائمة‪ ،‬ويتم إحتساب تلك النسبة وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬

‫قيمة التمويل المستقر المتاح‬


‫نسبة صافي التمويل المستقر =‬
‫≥‪%200‬‬
‫قيمة التمويل المستقر المطلوب‬

‫مبالغ التمويل المستقر المتاح والتمويل المستقر المطلوب المحددة في إطار إتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬تقوم أساسا‬
‫على قياس درجة اإلستقرار المتوقع لعناصر الخصوم وسيولة األصول ‪ ،‬هذا القياس يسمح بمعرفة درجة‬
‫إستق اررية اإللتزامات (الخصوم) بناءا على ‪:‬‬

‫‪ -‬مدة التمويل بحيث أن نسبة صافي التمويل المستقر تدل غالبا على أن اإللتزامات طويلة األجل أكثر‬
‫إستقرار من القصيرة األجل؛‬
‫‪ -‬نوعية التمويل والطرف المقابل‪ ،‬بحيث يتم تحديد نسبة صافي التمويل المستقر بإفتراض أن الودائع‬
‫قصيرة األجل (مدة إستحقاق أقل من سنة) الموضوعة من طرف األفراد والتمويل المتاح من طرف‬
‫الزبائن يعتبر أكثر إستق ار ار ‪ ،‬على إعتبار أن التمويالت ذات الحجم الكبير لنفس مدة اإلستحقاق تأتي‬
‫‪1‬‬
‫من أطراف متعددة (ما يزيد من إحتمالية المخاطر)‪.‬‬
‫أ‪ .‬التمويل المستقر المتاح "‪( "Availble Stable Funding-ASF‬بسط النسبة)‬
‫يعتمد قياس التمويل المستقر على مدى إستقرار مصادر تمويل البنك ‪ ،‬المتمثلة في عناصر القاعدة‬
‫الرأسمالية واإللتزامات المتاحة والمستقرة التي تمتد لمدة سنة على األقل‪ ،‬ويتم إحتساب التمويل المستقر المتاح‬
‫من خالل تصنيف عناصر القاعدة الرأسمالية واإللتزامات ضمن فئات مختلقة‪ ،‬ثم ترجيح رصيد كل فئة‬
‫بمعامل ترجيح بهدف تحديد قيمة التمويل المستقر المتاح لكل فئة وفقا لمعامالت تأخذ في اإلعتبار األجل‬
‫‪2‬‬
‫المتبقي لتلك المصادر واحتماالت سحبها(معامالت الترجيح)‪ ،‬وسنعرض ذلك في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle , BâleIII : Ratio structurel de liquidité à long terme,Janvier 2014,op-cit , p3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪op-cit,p6‬‬
‫‪242‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :26-20‬فئات ومعامالت ترجيح التمويل المستقر المتاح‬

‫خصوم‪ :‬فئات ومعامالت ترجيح التمويل المستقر المتاح‬


‫مع ـ ـ ـ ـ ـ ــامالت الترجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫‪%100‬‬ ‫األموال الخاصة الرقابية؛‬ ‫‪‬‬
‫أدوات رأسمالية أخرى وخضوم‪ ،‬ذات مدة إستحقاق متبقية أكبر أو تساوي سنة ؛‬ ‫‪‬‬
‫‪%95‬‬ ‫الودائع المستقرة (دون تاريخ إستحقاق) واآلجلة‪ ،‬ذات مدة متبقية أقل من سنة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الموضوعة من طرف األفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪%90‬‬ ‫الودائع أقل إستق ار ار دون تاريخ إستحقاق واآلجلة‪ ،‬ذات مدة متبقية أقل من سنة‬ ‫‪‬‬
‫الموظفة من طرف األفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬
‫تمويل ذو مدة متبقية أقل من سنة من المؤسسات الغير مالية؛‬ ‫‪‬‬
‫الودائع ألغراض تشغيلية (‪) Dépôts opérationnelles‬؛‬ ‫‪‬‬
‫تمويل ذو مدة متبقية أقل من سنة‪ ،‬متأتي من الكيانات السيادية ‪ ،‬الهيئات‬ ‫‪‬‬
‫‪%50‬‬ ‫العمومية وبنوك التنمية المتعددة األطراف؛‬
‫تمويالت أخرى ذات فترة إستحقاق متبقية تتراوح ما بين ‪ 2‬أشهر وسنة‪ ،‬فير‬ ‫‪‬‬
‫مذكورة ضمن الفئات السابقة‪ ،‬بما فيها التمويالت الممنوحة من طرف البنوك‬
‫المركزية والمؤسسات المالية؛‬
‫جميع عناصر اإللتزامات (الخصوم) واألموال الخاصة التي ال يمكن إدراجها‬ ‫‪‬‬
‫ضمن الفئات المذكورة أعاله‪ ،‬بما في ذلك الخصوم واإللتزامات التي لم تحدد لها‬
‫فترة إستحقاق؛‬
‫‪%0‬‬
‫صافي قيمة عمليات المشتقات‪ :‬يتم إحتسابها على أساس تكلفة اإلستبدال* وفقا‬ ‫‪‬‬
‫لطريقة القيمة السوقية السائدة (إذا كانت تكلفة اإلستبدال للمشتقات في جانب‬
‫اإللتزامات أكبر منها في جانب األصول)‬
‫تكلفة اإلستبدال تمثل الفرق بين القيمة التعاقدية والقيمة السوقية لألدوات المالية في حالة األدوات المالية المباعة وفقا للعقد مع الطرف‬ ‫*‬
‫المقابل‬

‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, BâleIII :Ratio structurel de liquidité à long‬‬
‫‪terme, BRI , Janvier 2014, p6.‬‬

‫ب‪ .‬التمويل المستقر المطلوب "‪("Required Stable Funding-RSF‬مقام النسبة)‬


‫يعتمد قياس التمويل المستقر المطلوب على طبيعة مخاطر السيولة المصاحبة لتوظيفات البنك من أصول‬
‫وبنود خارج الميزانية‪ ،‬ويتم حساب قيمة التمويل المستقر المطلوب من خالل تصنيف األصول وبنود خارج‬
‫الميزانية ضمن فئات مختلفة كما هو موضح أدناه‪ ،‬ثم ترجيح رصيد كل فئة بمعامل ترجيح بهدف تحديد قيمة‬
‫التمويل المستقر المطلوب لكل فئة‪ ،‬ويتم إستخدام المعامالت المالئمة لألصول وفقا لألجل المتبقي حتى‬

‫‪243‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تاريخ إستحقاق تلك األصول أو مدى سيولتها‪ ،‬فتأخذ األصول ذات السيولة المرتفعة معامالت أقل مقارنة‬
‫‪1‬‬
‫باألصول األخرى األقل سيولة التي تتطلب تمويال أكثر إستق اررا؛‬

‫‪2‬‬
‫تم تحديد مكونات التمويل المستقر المطلوب ومعامالت الترجيح المقابلة لها‪:‬‬

‫‪ /4‬األصول ذات المعامل الترجيحي ‪ : 0%‬تشمل كال من النقدية التي تتضمن إجمالي رصيد النقدية بما في‬
‫ذلك النقدية بالخزينة‪ ،‬شيكات وحواالت ‪ ،‬شيكات سياحية مشتراة‪ ،‬األرصدة اإلحتياطية لدى البنك المركزي في‬
‫إطار نسبة اإلحتياطي اإللزامي وكذا الودائع بالعمالت األجنبية واألرصدة لدى البنك المركزي ذات فترة‬
‫إستحقاق متبقية أقل من ‪ 2‬أشهر؛‬

‫‪ /0‬األصول ذات معامل ترجيحي ‪ ،5%‬تشمل هذه الفئة األصول السائلة العالية الجودة غير المرهونة‬
‫المدرجة بالمستوى األول من بسط نسبة تغطية السيولة ‪ ،‬فيما عدا ذات المعامل الترجيحي ‪ 0%‬المذكورة في‬
‫األعلى وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ ‬سندات الدين المتداولة في األسواق المالية ذات وزن مخاطر ‪ ، % 1‬المصدرة أو المضمونة من‬
‫جهات سيادية أجنبية‪ ،‬بنوك مركزية أجنبية‪ ،‬بنك التسويات الدولية‪ ،‬صندوق النقد الدولي ‪ ،‬حكومات‬
‫دول اإلتحاد األوروبي وبنوك التنمية المتعددة األطراف على أن تستوفي الشروط المذكورة ضمن‬
‫نسبة تغطية السيولة‪.‬‬
‫‪ ‬بعض أدوات الدين (سندات الدين)الصادرة عن الجهات السيادية والبنك المركزي ‪ ،‬ذات معامل‬
‫ترجيح يختلف عن ‪.0%‬‬
‫‪ /0‬األصول ذات المعامل الترجيحي ‪ :10%‬القروض والتسهيالت الممنوحة للبنوك والمؤسسات المالية ذات‬
‫فترة إستحقاق متبقية أقل من ‪ 2‬أشهر وبضمان أصول بذات جودة ومواصفات تلك المدرجة بالمستوى األول‬
‫من بسط" نسبة تغطية السيولة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫البك المركزي المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪2‬‬
‫باإلعتماد على كل من ‪:‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire , Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit‬‬
‫البنك المركزي المصري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬
‫‪244‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ /1‬األصول ذات معامل ترجيحي ‪ :15%‬األصول غير المرهونة المدرجة بالمستوى الثاني (أ) من بسط نسبة‬
‫تغطية السيولة مع إستيفاء جميع الشروط الخاصة بتلك األصول ‪ ،‬والتي سبق اإلشارة لها في نسبة تغطية‬
‫السيولة وهي تشمل كل من ‪:‬‬

‫‪ o‬أدوات دين متداولة في األسواق المالية ذات وزن مخاطر ‪ 20%‬المصدرة أو المضمونة من جهات‬
‫سيادية أجنبية‪ ،‬بنوك مركزية أجنبية‪ ،‬بنوك التنمية المتعددة األطراف ؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ o‬أدوات الدين الصادرة أو المضمونة من مؤسسات لديها تصنيف إئتماني يساوي أو أقل من(‪)AA-‬؛‬
‫‪ /2‬األصول ذات المعامل الترجيحي ‪:% 21‬‬

‫أ‪ .‬األصول غير المرهونة المدرجة بالمستوى الثاني (ب)من بسط نسبة تغطية السيولة (مع إستيفاء‬
‫جميع الشروط الخاصة بتلك األصول المشار إليها عند التطرق لهذه النسبة) وتتضمن اآلتي‪:‬‬
‫‪ o‬سندات توريق (مستثمر فيها) ناشئة عن قروض عقارات سكنية مصنفة على األقل في فئة‬
‫"‪" AA‬؛‬
‫‪ o‬أدوات دين (سندات) مصدرة من مؤسسات مصنفة بين" ‪ A+‬و ‪ "BBB-‬؛‬
‫‪ o‬األسهم العادية المصدرة من مؤسسات غير مالية ؛‬
‫ب‪ .‬جميع األصول السائلة المرهونة خالل فترة تساوي أو أكبر ‪ 2‬أشهر وأقل من سنة؛‬
‫ج‪ .‬ودائع لدى البنوك والمؤسسات المالية ألغراض تشغيلية ‪:‬تثمتل في جميع أرصدة الحسابات الجارية لدى‬
‫البنوك (دون البنك المركزي)‪،‬وودائع تحت الطلب لدى المؤسسات المالية األخرى؛‬

‫د‪ .‬القروض والتسهيالت المنتظمة للمؤسسات غير المالية‪ ،‬لألفراد والمؤسسات الصغيرة ‪ ،‬الجهات السيادية‬
‫والهيئات العامة ذات فترة إستحقاق متبقية أقل من سنة‪.‬‬

‫‪ /2‬األصول ذات المعامل الترجيحي ‪ :%65‬القروض المنتظمة المضمونة بعقارات سكنية ‪ ،‬ذات فترة‬
‫إستحقاق متبقية سنة فأكثر‪ ،‬والتي تعطى وزن مخاطر ‪ ، %02‬في إطار المقاربة المعيارية إلدارة المخاطر‬
‫اإلئتمانية في اتفاق بازل الثاني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, BâleIII : Ratio structurel de liquidité à long terme, Janvier 2014,p8‬‬
‫‪245‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ /0‬األصول ذات معامل ترجيحي‪ % 12‬وهي تشمل كل من ‪:‬‬

‫‪ o‬القروض المنتظمة األخرى ذات فترة إستحقاق سنة فأكثر(تلك الممنوحة للبنوك والمؤسسات المالية)‪،‬‬
‫والتي تعطى وزن مخاطر أعلى من‪ % 02‬في ظل المقاربة المعيارية إلدارة وقياس المخاطر اإلئتمانية ؛‬
‫‪ o‬أدوات الدين ذات فترة إستحقاق متبقية سنة فأكثر (سواء أكانت متداولة أو غير متداولة)‪ ،‬وكذا األسهم‬
‫المتداولة في األسواق المالية ‪ ،‬التي ال تستوفي الشروط المنصوص عليها والمحددة لألصول السائلة‬
‫عالية الجودة ؛‬
‫‪ o‬الذهب‪.‬‬
‫‪ /8‬األصول ذات معامل ترجيحي‪% 411‬‬

‫‪ o‬جميع األصول المرهونة خالل فترة مساوية أو أكثر من سنة ؛‬


‫‪ o‬المبالغ الصافية المتأتية من العمليات على المشتقات؛‬
‫‪ o‬جميع فئات األصول األخرى غير المذكورة فيما سبق ومن أمتلثها‪:‬‬
‫‪ -‬األسهم غير المتداولة (اإلستثمار في األسهم غير المتداولة )؛‬
‫‪ -‬األصول الثابتة ؛‬
‫‪ -‬أصول غير ملموسة (باستثناء الشهرة )؛‬
‫‪ -‬أصول ضريبية مؤجلة ؛‬
‫‪ -‬القروض غير المنتظمة وغيرها‪.‬‬
‫‪ /0‬العناصر خارج الميزانية‬

‫العديد من توظيفات السيولة خارج الميزانية ال تتطلب تمويال مباشرا‪ ،‬وفوريا غير أنه يمكن أن تؤثر بشكل‬
‫واضح على السيولة في المدى الطويل ؛‬

‫تم منح معامالت ترجيح خاصة بهذه العناصر لتحديد نسبة صافي التمويل المستقر "‪ "NSFR‬بغية توفير‬
‫هامش من التمويل المستقر ‪ ،‬والجدول التالي يحدد معامالت الترجيح الخاصة بهذه الفئة‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :27 – 20‬معامالت ترجيح العناصر خارج الميزانية‬

‫الفئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــئات‬ ‫معامل الترجيح‬


‫خطوط اإلئتمان وحدود السيولة المقيدة بشروط مهما كان الطرف المستفيد‬ ‫‪ % 5‬بالنسبة للجزء غير المصروف‬

‫للسلطة الرقابية الوطنية الحرية في تحديد أي إلتزامات تمويل تعاقدية‪ ،‬بما فيها ‪:‬‬
‫لخصوصية ‪ -‬تسهيالت اإلئتمان والسيولة القابلة لإللغاء دون شرط؛‬ ‫وفقا‬ ‫الترجيح‬ ‫معامل‬
‫‪ -‬إلتزامات القروض التجارية (مثل الضمانات والكمبيالة وغيرها)‬ ‫اإلقتصاد الوطني والنظام المالي‬

‫‪Source : Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, BâleIII :Ratio structurel de liquidité à long‬‬
‫‪terme,Janvier 2014,op-cit,p11‬‬

‫رابعا‪ /‬مؤشرات إضافية لرصد وتقييم مخاطر السيولة‬

‫إضافة إلى نسبتي تغطية السيولة وصافي التمويل المستقر‪ ،‬وضعت هذه المؤشرات لتوضح وتعكس معلومات‬
‫ذات خصوصية تشمل وضعية التدفقات النقدية في البنوك‪ ،‬هيكل الميزانية إضافة إلى بعض الخصائص‬
‫المتعلقة بالسوق الذي ينشط فيه البنك؛‬

‫تساهم تلك النسبتين مدعمة بمجموعة المؤشرات اإلضافية ‪،‬في تزويد المسؤوليين الرقابيين بالمعلومات‬
‫الضرورية عن إدارة وتسيير مخاطر السيولة في البنوك‪ ،‬بحيث يتوجب إتخاذ اإلجراءات الضرورية لتجنب‬
‫هذه المخاطر ‪ ،‬ما إذا كانت هذه المؤشرات تظهر وضعية غير جيدة؛‬

‫وفيما يلي شرح مفصل ألهم هذه المؤشرات ‪:‬‬

‫‪/0‬عدم تماثل اإلستحقاق التعاقدي» ‪ : « Asyméterie des échéances contractuelles‬هذا المؤشر يسلط‬
‫الضوء على اإلختالفات واإلنحرافات المسجلة في المواعيد اإلستحقاقية بين التدفقات النقدية التعاقدية الداخلة‬
‫والخارجة؛‬

‫تشير هذه اإلنحرافات إلى كمية السيولة التي يجب أن تتوفر لدى البنك خالل كل فترة إستحقاقية‪ ،‬إذا ما‬
‫تحققت جميع التدفقات النقدية الخارجة في أول مدة ممكنة (التاريخ األول)‪ ،‬فهذا المؤشر يوضح درجة إعتماد‬
‫‪1‬‬
‫البنوك على تحويل إستحقاقاتها بناءا على إلتزاماتها التعاقدية الجارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit,p45‬‬
‫‪247‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ولتطبيق هذا المؤشر‪ ،‬يتعين على كل بنك أن يصنف التدفقات التعاقدية للسيولة والسندات إلى شرائح وفقا‬
‫لمدتها اإلستحقاقية المتبقية؛‬

‫على السلطات الرقابية الوطنية تحديد نموذج التصريح (المتضمن شرائح اإلستحقاق)‪ ،‬بحيث يتم تحديد هذه‬
‫الشرائح بطريقة تظهر بشكل واضح ودون أي غموض وضعية السيولة في البنك‪ ،‬على سبيل المثال ‪ :‬يوم‬
‫بيوم أو كل ‪ 0‬أيام ‪ ،‬بالنسبة لألدوات التي ليس لها تاريخ إستحقاق محدد يتم التصريح بها بطريقة منفصلة و‬
‫المعطيات الخاصة بالتدفقات الناتجة عن عقود المشتقات ‪ ،‬يتم تقديمها بطريقة توضح بشكل جديد‬
‫‪1‬‬
‫إستحقاقاتها التعاقدية ؛‬

‫‪/0‬تركيز التمويل» ‪ : « Concentration du financement‬يتم من خالل هذا المؤشر تحديد مصادر‬


‫التمويل المهمة ‪ ،‬ذات التأثير الواضح كالسحوبات التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل السيولة وهو أيضا يشجع‬
‫في مضمونه على تنويع مصادر التمويل؛‬

‫يحدد هذا المؤشر من خالل تحديد‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد النسبة "‪ "A‬إلتزامات التمويل بناءا على مجموع األطراف "المقابلة المهمة" المستخدمة كنسبة‬
‫مئوية من إجمالي اإللتزامات؛‬
‫‪ ‬تحديد النسبة "‪ " B‬إلتزامات التمويل بناءا على طبيعة األداة (حجم إستخدام نوعية معينة من األداة)‬
‫‪ ،‬كنسبة مئوية من إجمالي اإللتزامات؛‬
‫‪ ‬تحديد النسبة "‪ " C‬تمثل قائمة الموجودات والمطلوبات (األصول والخصوم) ‪ ،‬بالعملة المستخدمة‬
‫السائدة؛‬
‫يتم تحديد نسبة هذا المؤشر كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لبسط النسبة "‪" A‬و"‪ " B‬يحدد من خالل دراسة نسبة تركيز التمويل بناءا على أطراف التمويل أو‬
‫نوعية األداة‪ ،‬وفي هذا المجال يستوجب على السلطات الرقابية‪ ،‬المتابعة المستمرة لهذه النسبة ‪ ،‬وذلك‬
‫لتجنب أي إرتفاع محسوس في نسبة التركيزات؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit,p42‬‬
‫‪248‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬األطراف المقابلة المهمة ‪ :‬يتحصل على نسبة اإللتزامات من خالل تجميع كل اإللتزامات التي تكون‬
‫إتجاه طرف مقابل من قروض مباشرة وغيرها من األدوات ‪.‬‬
‫‪ -‬وتصبح هذه األطراف المقابلة مهمة‪ :‬نشير إلى طرف مقابل أو مجموعة من األطراف المقابلة المرتبطة‬
‫تمثل أكثر من ‪ % 4‬من مجموع ميزانية البنك‪ ،‬غير أنه في بعض الحاالت يمكن أن يحدد بناءا على‬
‫‪1‬‬
‫بعض الخصائص المرتبطة بالهيكل التمويلي للبنك ؛‬
‫‪ -‬األداة المهمة‪ :‬يشير إلى مجموعة األدوات المماثلة التي يشكل مبلغها أكثر من ‪ 1%‬من مجموع ميزانية‬
‫البنك؛‬
‫‪ -‬العملة السائدة "‪ ،" Monnaie significative‬لقياس المبالغ الناتجة عن عدم تماثل العملة بين مبالغ‬
‫األصول والخصوم بميزانية البنك‪ ،‬يجب على البنك أن يقدم قائمة بالمبالغ التي تظهر بها مجاميع‬
‫األصول والخصوم‪ ،‬وبالعمالت المستخدمة‪ ،‬تعرف العملة السائدة بالعملة التي تمثل على األقل ‪ %2‬من‬
‫مجموع ميزانية البنك؛‬
‫‪ -‬الشرائح اإلستحقاقية‪ :‬المؤشرات المذكورة يتم التصريح بها ضمن الفترات أقل من شهر‪ ،‬بين شهر وثالث‬
‫أشهر‪ ،‬بين ثالث و ستة أشهر‪ ،‬بين ستة واثنا عشرة شهرا‪ ،‬أكثر من إثنا عشرة شهرا‪.‬‬
‫‪/0‬المؤشر الخاص باألصول غير المضمونة المتاحة(‪ :(Actifs non grévés2 disponibles‬يتيح هذا‬
‫المؤشر للسلطات الرقابية التعرف على كمية األصول الغير المضمونة (المرهونة) التي هي بحوزة البنك‪،‬‬
‫الخصائص المميزة لها خاصة العملة المحررة بها‪ ،‬يمكن إستخدام هذه األصول كضمان للحصول على المزيد‬
‫من األصول السائلة عالية الجودة أو على مصادر تمويل إضافية من األسواق الثانوية المقبولة من طرف‬
‫البنك المركزي‪ ،‬وبذلك تشكل مصادر إضافية من السيولة لدى البنك؛‬

‫وفي هذا الصدد نجد ‪:‬‬

‫‪ ‬األصول الغير مضمونة المتاحة التي تعتبر كضمان على مستوى األسواق الثانوية؛‬
‫‪ ‬األصول الغير مضمونة المتاحة المقبولة كضمان في إطار التسهيالت الدائمة (الممنوحة) من البنك‬
‫المركزي؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire , Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit ,p42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Selon : PAUL ROBERT , dictionnaire le petit ROBERT , « Alphabétique et Analogique » de la langue‬‬
‫‪Française ,Société du nouveau littré ,1978 ,p890:‬‬
‫‪- Grever :Allourdir de charges financières, imposer des dépenses qui grèvent une succession,surcharger , Non‬‬
‫‪grever : Alléger, décharger,dégrever‬‬
‫‪249‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫على البنوك أن تصرح بكل من المبلغ‪ ،‬نوعية ووضعية األصول غير المرهونة المتاحة ‪ ،‬التي يمكن‬
‫إستخدامها كضمان لقروض على مستوى األسواق الثانوية‪ ،‬وبكل من العناصر المذكورة أيضا فيما يتعلق‬
‫األصول الغير مرهونة المقبولة كضمان في إطار تسهيالت البنك المركزي‪.‬‬

‫‪/4‬نسبة تغطية السيولة بالعملة الصعبة المعنية » ‪ : « LCR par monnaie significative‬تحرص‬
‫سلطات الرقابة واإلشراف على ضمان متابعة دقيقة لكل عملة معينة مستخدمة من طرف البنك‪ ،‬وذلك لتجنب‬
‫أي مشاكل محتملة في السيولة وفروقات ناتجة عن عدم تماثل في العمالت‪ ،‬بحيث يساهم هذا المؤشر في‬
‫الرقابة عن قرب لمختلف اإلختالالت الناتجة عن عدم تماثل العمالت ويحدد كاآلتي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مجموع األصول السائلة العالية الجودة لكل عملة معنية‬
‫نسبة التغطية بالعملة الصعبة=‬
‫*‬
‫مجموع صافي التدفقات النقدية الخارجة لكل عملة‬
‫‪8‬‬
‫معنية خالل مدة ‪ 30‬يوم‬

‫‪4‬‬
‫تعريف األصول السائلة عالية الجودة بالعملة الصعبة واجمالي صافي التدفقات النقدية بالعملة الصعبة‪ ،‬هي مماثلة لتلك المنصوص عليها في إطار‬
‫نسبة تغطية السيولة؛‬
‫‪ 0‬تدفقات الخزينة المتولدة من األصول ‪،‬الخصوم والعناصر خارج الميزانية يتم المحاسبة عنها بالعملة التي تتعامل بها األطراف تعاقديا من خالل الدفع‬
‫والسحب‬
‫*بعد طرح تغطية الصرف‬

‫لإلشارة ال تعتبر نسبة تغطية السيولة بالعملة الصعبة معيارا‪ ،‬إنما هي أداة للرقابة ‪ ،‬تخضع لحد أدنى تضعه‬
‫سلطة الرقابة الوطنية‪ ،‬بحيث ترى هذه األخيرة أنه بمجرد بلوغه(الحد األدنى) يجب أن يتم التأهب والتحضير‬
‫لمواجهة أي إضطرابات يمكن أن تحدث على مستوى السيولة البنكية؛‬

‫على السلطة الرقابية أن تقيم قدرة البنوك على توفير السيولة من خالل أسواق الصرف‪ ،‬وتحويل فوائض‬
‫السيولة من عملة إلى أخرى ‪ ،‬والعمل على الرفع من هذه النسبة خاصة في العمالت التي يسجل البنك‬
‫ضعفا في الرقابة على أسعار صرفها والتحكم في تحركاتها‪.‬‬

‫‪/2‬أدوات متابعة ورصد السيولة المرتبطة بالسوق " ‪" Outils de suivi relatifs au marché‬‬

‫يتم اللجوء إلى إستخدام هذه األدوات للكشف عن أية ثغرات أو مشاكل مرتبطة بالسيولة من خالل ‪:‬‬

‫‪250‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬معلومات تتعلق بالسوق‪ ،‬وتطورات األسواق المالية الواسعة ذات األثر على النظام المالي وبالتالي‬
‫القطاع المصرفي والبنوك الناشطة فيه‪ ،‬لذلك فبيانات السوق هي أداة ضرورية تستغل في فهم وتوقع‬
‫مشاكل السيولة المحتملة ؛‬
‫‪ ‬معلومات عن القطاع المالي من شأنها تسليط الضوء على صعوبات أو ثغراث قد تنتج عن مشاكل في‬
‫السيولة؛‬
‫‪ ‬معلومات خاصة بالبنك‪ ،‬كمؤشر أسهمها في البورصة ‪ ،‬قد يؤثر على ثقة األطراف الناشطة والمتعاملة‬
‫مع البنك؛‬
‫يتبين أن هذا النمط من المعلومات ‪ ،‬تتم قراءتها وترجمتها بشكل يختلف وفقا لطبيعة األسواق المالية‬
‫وخصائصها‪،‬واستخدامها يتماشى مع إحتياجات طالبيها‪ ،‬فقد تقوم السلطات الرقابية بمتابعة و تحليل هذه‬
‫المعطيات الخاصة بحركية األسواق الكبيرة الناشطة ومتغيراتها وتحليل أثرها على القطاع المصرفي وبنك‬
‫معين‪ ،‬إضافة لذلك تعتبر هذه المعطيات قاعدة أساسية في الفرضيات التي يستند عليها عند إعداد مخطط‬
‫‪1‬‬
‫التمويل البنكي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio de liquidité à court terme et outils de suivi du risque de‬‬
‫‪liquidité , Janvier 2013,op-cit ,p10‬‬
‫‪251‬‬
‫تطور مبادئ إدارة مخاطر االئتمان والسيولة في البنوك وفقا التفاقيات لجنة بازل‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫تقوم سلطات الرقابة المصرفية الدولية بدور بالغ األهمية في تعزيز األمان واستقرار النظام المالي والمصرفي‬
‫العالمي من خالل اصدارها لمعايير رقابية احت ارزية‪ ،‬تعمل البنوك على احترامها وتطبيقها ‪ ،‬لتجنب أي‬
‫مخاطر يمكن أن تواجهها أثناء مزاولتها لنشاطها‪ ،‬ومن أبرزها تلك المقررات الصادرة عن لجنة بازل الدولية‬
‫للرقابة المصرفية؛‬

‫جاءت اتفاقية بازل األولى بما يعرف بمعيار "كوك" الذي وضع بغرض تغطية المخاطر االئتمانية ‪ ،‬نتيجة‬
‫تنامي هذه األخيرة خالل تلك الفترة‪ ،‬وواصلت اللجنة مجهوداتها باصدار اتفاقية بازل الثانية كتكملة لألولى‬
‫وتخصيص متطلبات رأسمالية اضافية لتغطية شاملة لمجموعة المخاطر البنكية (االئتمانية‪ ،‬السوق‬
‫والتشغيلية)‪ ،‬كما تم ادخال تعديالت على أساليب قياس المخاطر االئتمانية (أسلوب التصنيف‬
‫الداخلي)‪،‬ووضع أطر رقابية ومجموعة من االرشادات لالهتمام بمخاطر السيولة‪ ،‬هذه األخيرة تم تحيينها‬
‫نتيجة لألزمة المالية لسنة ‪ 0111‬التي وجهت األنظار بشكل أكبر نحو مخاطر السيولة ؛‬

‫أبانت هذه األزمة عن العديد من التغراث في اتفاقيات بازل السابقة ‪ ،‬باعتبار أطرها االحت ارزية والرقابية كانت‬
‫األساس المعتمد عليه في تسيير وادارة البنوك على المستوى الدولي لمخاطرها‪ ،‬ما دفع باللجنة إلى وضع‬
‫اتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬حاولت من خاللها معالجة أوجه القصور التي تسببت في عدم قدرة البنوك على مواجهة‬
‫الصدمات ‪ ،‬خاصة في مجال ادارة المخاطر االئتمانية ‪ ،‬حيث تم اصدار وثيقة استرشادية خاصة بتعديل‬
‫المقاربة المعيارية الدارة المخاطر االئتمانية‪ ،‬وحرصت من خاللها على تجنيب البنوك اللجوء إلى وكاالت‬
‫التصنيف الخارجية فقط‪ ،‬التي تميزت بعدم المصداقية والموثوقية في عملها ‪،‬وهو من بين المسببات الرئيسية‬
‫لألزمة المالية‪ ،‬وتشجيعها بشكل مباشر على استخدام تقييماتها الداخلية ‪ ،‬وفي نفس السياق تسليط الضوء‬
‫على ما يعرف بمخاطر التصحيح االئتماني والمخاطر االئتمانية الناتجة عن عمليات التوريق؛ كما جاءت‬
‫هذه االتفاقية بمعيارين للسيولة يتعين على البنوك استخدامها على المدى القصير والطويل ‪ ،‬وتطبيق ما‬
‫يعرف باختبارات الضغط وادوات رصد السيولة بشكل يمكن من التعرف المسبق واالنذار بأي أزمة سيولة‬
‫محتملة؛‬

‫‪252‬‬
‫الفـــــــصل الرابع‬

‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية‬


‫الجزائرية‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬

‫مقدمة الفصل‬

‫جاء هذا الفصل كتكملة لما تم التطرق له في الفصول السابقة ولدراسة واقع عملية إدارة مخاطر االئتمان‬
‫والسيولة‪ ،‬اآلليات والمناهج المستخدمة على مستوى البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬فمن المالحظ أن الجهاز‬
‫المصرفي الجزائري شهد العديد من اإلصالحات وصدور العديد من األوامر ‪ ،‬النصوص التنظيمية والتعليمات‬
‫التي تتقارب إلى حد بعيد في مضمومنها مع النظم والقواعد االحت ارزية الموضوعة من طرف لجنة بازل‬
‫الدولية للرقابة المصرفية ‪ ،‬وهو ما يتضح من خالل تطبيق نسب مالءة مماثلة لتلك الواردة في اتفاقية بازل‬
‫األولى‪ ،‬وحرصا من سلطات الرقابة واإلشراف على البنوك الجزائرية مواكبة التطورات الدولية الحاصلة في‬
‫مجال الرقابة المصرفية ‪ ،‬تم وضع مجموعة من األطر التنظيمية والرقابية تتماشى مع متطلبات المحيط‬
‫الدولي و المعايير الدولية للرقابة المصرفية وآخرها كان في سنة ‪ ، 0141‬من خالل إصدار األنظمة ‪41‬‬
‫(‪ )10 – 10 – 14‬التي سعت في مضمونها إلى إصالح اإلطار االحترازي المصرفي الوطني واالنتقال إلى‬
‫تطبيق المقاربة المعيارية الخاصة بالمخاطر االئتمانية الواردة في اتفاقيتي بازل الثانية والثالثة فضال عن‬
‫إعادة تعريف رأس المال ‪ ،‬لذا سنحاول من خالل هذا الفصل أن نتعرف على نظم وكيفيات تسيير المخاطر‬
‫المصرفية على مستوى البنوك التجارية الجزائرية ‪ ،‬خاصة مخاطر االئتمان (القرض) باعتبارها أحد أهم‬
‫المخاطر التي تواجهها هذه البنوك ‪ ،‬إضافة إلى مخاطر السيولة المصرفية التي عرفت اهتماما واسعا في‬
‫اآلونة األخيرة نتيجة لما كشفت عنه األزمة المالية ‪ ،‬وعلى اعتبار بنك الجزائر يسعى دائما لتكييف‬
‫التشريعات واألنظمة الرقابية بما يتماشى والتطورات الدولية في مجال الرقابة المصرفية ؛‬

‫‪254‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬واقع وتحديات تطوير إجراءات الرقابة المصرفية في الجهاز المصرفي‬
‫الجزائري‬

‫قام بنك الجزائر باعتباره السلطة الرقابية المسؤولة عن تحديد النصوص المنظمة للعمل المصرفي‪ ،‬بوضع‬
‫مجموعة من األطر التي من شأنها تحقيق استقرار النظام المالي من جهة وحماية أموال المودعين من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬كما عمل على تكييف هذه النصوص بما يتوافق مع معايير لجنة بازل للرقابة المصرفية الدولية‬
‫بمختلف ات فاقياتها ‪ ،‬سنحاول من خالل هذا المبحث عرض هيئات الرقابة واإلشراف المصرفي في الجزائر و‬
‫آفاق تطوير أعمال الرقابة واإلشراف المصرفي؛‬

‫المطلب األول ‪ :‬هيئات الرقابة واإلشراف المصرفي في الجزائر‬

‫أوال ‪ /‬دور بنك الجزائر في اإلشراف والرقابة على أعمال البنوك التجارية الجزائرية‬
‫ما يميز واقع الصناعة المصرفية بالجزائر وجود أنظمة رقابية فعالة في المجال المصرفي‪ ،‬إذ تعمل هذه‬
‫األنظمة على تحقيق التوازن النقدي داخل االقتصاد وتلعب السلطة النقدية المتمثلة في بنك الجزائر وهيئات‬
‫‪1‬‬
‫أخرى دو ار أساسيا في إحالل التوازن‪.‬‬
‫يمارس في هذا الصدد بنك الجزائر مجموعة من الوظائف المرتبطة أساسا بالبنوك التجارية وتتمثل هذه‬
‫الوظائف في االصدار النقدي‪ ،‬إقراض البنوك التجارية ‪ ،‬تسيير عملية االقراض بين البنوك توجيه وتنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫السياسة النقدية من خالل اشرافه على البنوك التجارية ‪.‬‬
‫‪ ‬بنك الجزائر والرقابة النقدية‬
‫تميز النظام المصرفي الجزائري بمجموعة من التطورات المتوالية‪ ،‬والتي عكست صورة االقتصاد الجزائري‬
‫في مختلف المراحل التي شهدتها الجزائر‪ ،‬خالل فترة تجاوزت األربعة عقود منذ نيل االستقالل وبداية بناء‬
‫‪3‬‬
‫الدولة الجزائرية المعاصرة ؛‬
‫وانطالقا من النظام االقتصادي المتبع يمكن الفصل بين مرحلتين أساسيتين لتطور النظام المصرفي‬
‫الجزائري‪ ،‬حيث امتدت مرحلة االشتراكية حتى سنة ‪ ،4881‬متميزة بسيطرة الخزينة العمومية واألجهزة‬

‫‪1‬‬
‫بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬الرقابة االحترازية وأثرها على العمل المصرفي بالجزائر ‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫ص ‪021‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ‪.021‬‬
‫‪3‬‬
‫حمزة شودار‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل نظم الرقابة النقدية التقليدية‪ ، ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬عماد الدين للنشر والتوزيع‪،2102 ،‬‬
‫ص ص ‪.331- 332‬‬
‫‪255‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫التنفيذية ممثلة في عدد من الو ازرات ‪ ،‬على السياسة النقدية واإلشراف على الجهاز المصرفي الذي كان‬
‫نسيجا من البنوك العمومية المملوكة للدولة‪.‬‬
‫ووفق ذلك األساس ‪ ،‬فقد انحصرت وظائف البنوك العمومية في توفير الموارد المالية الضرورية لتمويل‬
‫ميزانية الدولة والمؤسسات العمومية ‪،‬و اقتصر دور البنك المركزي على اصدار النقود لتلبية حاجيات الخزينة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫وبحلول العقد األخير من القرن الماضي‪ ،‬تبينت محدودية التحوالت وضعف نتائجها في إطار التجربة‬
‫االشتراكية‪ ،‬وتحت ضغط األوضاع الداخلية المتأزمة والضغوط الخارجية بدأ التوجه نحو اقتصاد السوق‪،‬‬
‫الذي يتطلب إجراء سلسلة من االصالحات في مختلف األنظمة والهياكل‪ ،‬وكان من بينها إصالح النظام‬
‫النقدي والمصرفي انطالقا من صدور القانون رقم ‪ 41- 81‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ 4881‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪.‬‬
‫وفي ضوء هذا القانون وما تاله من قوانين مكملة وخاصة منها األمر رقم ‪ 44-10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ،0110‬والتي ناقشت في مجملها واقع النظام المصرفي الجزائري وآليات الرقابة واالشراف التي يعتمدها البنك‬
‫المركزي بصفته السلطة النقدية المكلفة بذلك ‪ ،‬فقد خول بنك الجزائر بمهام اضافية من شأنها ارساء آليات‬
‫الرقابة واالشراف على البنوك العاملة في الجهاز المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬أهداف ووظائف بنك الجزائر‬
‫أرسى القانون رقم ‪ 41- 81‬المتعلق بالنقد والقرض أسس النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬واعتبر انطالقة‬
‫مهمة في طريق اصالح هياكل الجهاز المصرفي وتنظيم السوق النقدية بما يتوافق ومنهج اقتصاد السوق‬
‫الذي اعتمدته الجزائر في بداية العشرية األخيرة من القرن العشرين‪.‬‬
‫وفي ظل هذا القانون أعيد تنظيم مختلف التعامالت النقدية والمصرفية‪ ،‬واتخذت مختلف االجراءات والمعايير‬
‫التي تحكم النشاط المصرفي والمالي في الجزائر‪ .‬وظل هذا القانون ساري المفعول إلى أن صدر األمر رقم‬
‫‪ 44-10‬سنة ‪ 0110‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الذي جاء عقب مجموعة من األحداث عرفها الكيان المصرفي‬
‫الجزائري(خاصة منها فضيحتي بنك الخليفة والبنك التجاري والصناعي)‪.‬‬
‫في إطار األمر رقم ‪ 44-10‬تم تحديد واعطاء نظرة شاملة حول بنك الجزائر والمهام الموكلة إليه واألهداف‬
‫المسطرة له‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 0‬ـــــ أساسيات حول بنك الجزائر‬
‫أ ‪ .‬تأسيس بنك الجزائر‪ :‬بعد حصول الجزائر على استقاللها‪ ،‬سعت إلى تحقيق سيادتها النقدية والمصرفية‪،‬‬
‫وفي هذا الشأن صدر المرسوم رقم ‪ 411-20‬بتاريخ ‪ 40‬ديسمبر ‪ 4820‬والمتضمن إنشاء البنك المركزي‬
‫الجزائري الذي أسندت إليه مهمة توفير الظروف األكثر مالءة لتنمية منظمة لالقتصاد الوطني‪ ،‬والحفاظ‬
‫عليها في ميدان النقد والقرض والصرف‪ ،‬من خالل ترقية استعمال موارد االنتاج في البالد‪ ،‬مع الحرص على‬
‫ضمان االستقرار الداخلي والخارجي للنقد( المادة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ 411-20‬الجريدة الرسمية للدولة‬
‫الجزائرية ‪ )4820-40- 01 ،‬المتعلق بإنشاء البنك المركزي الجزائري ‪ ،‬وأعقب ذلك طرح العملة الجزائرية‬
‫للتداول تحت مسمى "الدينار الجزائري" بتاريخ ‪ 41‬أفريل ‪ . 4820‬معلنة بذلك سيطرتها على مظاهر السيادة‬
‫النقدية ممثلة في البنك المركزي الجزائري والدينار الجزائري‪.‬‬
‫ومر البنك المركزي والنظام المصرفي بمجموعة من التغيرات والتحوالت أملتها األوضاع السياسية‬
‫واالقتصادية التي شهدتها الجزائر‪ ،‬و انعكست على مهام وأهداف المنظمات والهيئات الحكومية بما فيها‬
‫البنك المركزي‪ ،‬غير أنه يمكن القول أن الطابع العام لها تمثل في سيطرة الخزينة العمومية على النظام‬
‫المصرفي واعتبر البنك المركزي تابعا لها ‪ ،‬مأمو ار بسك النقد وطرحه للتداول وفق احتياجات الموازنة العامة‬
‫واحتياجات المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫وفي نهاية الثمانينات بدأت الجزائر تنتهج مجموعة من االصالحات التي مست النظام المصرفي انطالقا من‬
‫القانون رقم ‪ 40-12‬المتعلق بنظام البنوك والقرض الذي يعتبر أول نص تشريعي مهم‪ .‬وتاله القانون رقم‬
‫‪ 14-11‬الذي كرس مبدأ استقاللية البنوك ودعم موقف البنك المركزي في إدارة أدوات السياسة النقدية‪ ،‬وفي‬
‫ضوء هذه القوانين المتعلقة باإلصالحات تم إصدار القانون رقم ‪ 41-81‬لمواكبة التغيرات واالنتقال إلى نظام‬
‫اقتصاد السوق وتحقق ذلك في ‪ 41‬أفريل ‪. 4881‬‬
‫ب ‪ .‬تعريف بنك الجزائر‪ :‬عرف األمر رقم ‪ 44-10‬بنك الجزائر على أنه ‪ " :‬مؤسسة وطنية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاج ار في عالقاته مع الغير"‪ ،‬وتعود ملكية رأسماله كله إلى‬
‫‪2‬‬
‫الدولة الجزائرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمزة شودار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ص ‪332- 332‬‬
‫‪2‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬العدد ‪ 32 ،53‬جمادى الثانية ‪ 0939‬الموافق لـــ ‪ 31‬أوت ‪ ،3002‬األمر ‪00-02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ، 3002‬المتعلق بالنقد والقرض ‪،‬المواد ‪، 01-1‬ص ‪.2‬‬
‫‪257‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ 0‬ـــــ أهداف بنك الجزائر‬


‫حدد األمر رقم ‪ 44- 10‬مجاالت عمل بنك الجزائر في النقد والقرض وحصره في "توفير أفضل الشروط‬
‫والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار الداخلي والخارجي للنقد" ‪ ،‬وفي ضوء هذا‬
‫‪1‬‬
‫التعريف يمكن تحديد أهداف بنك الجزائر في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق نمو سريع لالقتصاد‪ :‬حيث يعمل البنك المركزي بصفته مؤسسة تمثل السلطة النقدية على اتخاذ‬
‫كافة اإلجراءات المناسبة والضرورية الكفيلة بتسريع وتيرة نمو االقتصاد الوطني‪ ،‬وخاصة بصدور األمر‬
‫‪ 44 – 10‬تَواكب مع توفر الجزائر على فوائض مالية معتبرة نتيجة االرتفاع الكبير في أسعار‬
‫المحروقات منذ سنة ‪ ،0114‬في حين كان هدفه في إطار القانون ‪ 81 – 41‬يتمثل في "‪ .....‬توفير‬
‫أفضل الشروط لنمو منتظم لالقتصاد الوطني والحفاظ عليها بإنماء جميع الطاقات اإلنتاجية الوطنية‪،"...‬‬
‫وبهذا يتضح أن أهداف البنك المركزي تتغير تبعا للتغيرات االقتصادية الحاصلة؛‬
‫‪ -‬الحفاظ على استقرار المستوى العام لألسعار من خالل العمل على كبح التضخم وتحقيق أدنى مستويات‬
‫له‪ ،‬باعتباره السلطة النقدية التي تقع على عاتقها مراقبة الكتلة النقدية المتداولة والتحكم فيها وفقا لما‬
‫تمليه الوضعية االقتصادية وتحقيق التوازن المطلوب بين حجم الناتج من السلع والخدمات وحجم وسائل‬
‫الدفع المتاحة للجمهور المتداولة في السوق؛‬
‫‪ -‬توا زن واستقرار سعر صرف العملة الوطنية ‪ :‬بحيث يعمل بنك الجزائر على اتخاذ مختلف اإلجراءات‬
‫المناسبة التي تكفل االستقرار لمعدالت صرف العملة الوطنية اتجاه العمالت األجنبية والحماية من‬
‫مخاطر تقلبات سعر الصرف ‪ ،‬خاصة في ظل ما تشهده الجزائر من انفتاح على األسواق الدولية وما‬
‫لذلك من تبعات وتأثير لسعر الصرف على حركة السلع والخدمات ورؤوس األموال ‪ ،‬دخوال وخروجا؛‬
‫‪ 0‬ـــ وظائف بنك الجزائر‬

‫‪2‬‬
‫يمكن تلخيص وظائف بنك الجزائر فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬اإلصدار النقدي‪ :‬تحتكر الدولة إصدار النقود‪ ،‬وتمنح ممارسة هذا االمتياز لصالح بنك الجزائر‪،‬‬
‫الذي يقوم بعملية اإلصدار والتي يراعى فيها شروط التغطية التي تم تحديدها بالعناصر التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫شودار حمزة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.321 – 331‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.322 – 321‬‬
‫‪258‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬السبائك والنقود الذهبية؛‬


‫‪ -‬العمالت األجنبية؛‬
‫‪ -‬سندات الخزينة ؛‬
‫‪ -‬سندات مقبولة تحت نظام إعادة الخصم أو الضمان أو الرهن؛‬
‫وبذلك فإن عناصر التغطية التي يصدر في مقابلها بنك الجزائر النقود القانونية تتمثل فيما يحوزه من أرصدة‬
‫الذهب والعمالت األجنبية والقروض للخزينة العمومية والقروض الموجهة لالقتصاد‪.‬‬

‫ب‪ .‬يعتبر بنك الجزائر بنكا للحكومة ‪ ،‬تلجأ إليه في القضايا المتعلقة بالجوانب المالية والنقدية للدولة‪ ،‬أو‬
‫في النصوص القانونية ذات الصلة التي تقوم بإصدارها أو حول مختلف القضايا المتعلقة بالمالية‬
‫العامة واستقرار األسعار والتنمية االقتصادية؛‬
‫ت‪ .‬بنك الجزائر هو بنك البنوك‪ :‬بصفته بنكا للبنوك فإن بنك الجزائر يقوم بالعمليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على تنظيم الجهاز المصرفي من خالل وضع مختلف المعايير والمقاييس المتعلقة بتنظيم‬
‫عمليات البنوك‪ ،‬الرقابة المكتبية والميدانية على حسابات البنوك والقيام بعمليات المقاصة بين البنوك‬
‫وتنظيمها؛‬
‫‪ -‬دور المقرض األخير للجهاز المصرفي ‪ :‬يقوم بنك الجزائر بالوظيفة التقليدية للبنوك المركزية كملجأ‬
‫أخير لتمويل الجهاز المصرفي‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من الصيغ كالتسبيقات والقروض المكفولة‬
‫بضمانات محددة‪ ،‬لفترة استحقاق ال تتجاوز سنة واحدة‪ ،‬كما يقوم بنك الجزائر بعمليات الخصم واعادة‬
‫الخصم وبيع وشراء السندات واألوراق المالية التي تضمنتها المواد(‪ )14 – 11‬من األمر ‪44 – 10‬؛‬
‫ث‪ .‬الرقيب على النشاط االئتماني للبنوك ‪ :‬بقوم بنك الجزائر بتحديد السياسة النقدية واإلشراف عليها‬
‫وتقييمها‪ ،‬فهو يعمل على تحديد األهداف المتعلقة بالرقابة على المجاميع النقدية والقرضية واستخدام‬
‫النقد ‪ ،‬ووضع قواعد الوقاية في سوق النقد والعمل على تفادي مختلف المخاطر ‪،‬وال يتم ذلك إال من‬
‫خالل الرقابة على البنوك والتحكم في قدرتها على التوسع االئتماني الذي تقوم به‪.‬‬
‫مما سبق نجد أن بنك الجزائر أو البنك المركزي هو المسؤول عن توزيع االئتمان وتقرير شروطه والمراقبة‬
‫عليه (عن طريق سياسات تغيير الفائدة‪ ،‬وتغيير النسب القانونية لالحتياطي النقدي للبنوك)‪ ،‬وهو المقرض‬
‫األخير وبه تتم تسوية حقوق وديون البنوك فيما بينها عن طريق المقاصة ‪ ،‬الرقيب أيضا على التحويل‬

‫‪259‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الخارجي من خالل إعداد القوانين المتعلقة بذلك والسهر على تطبيقها‪ ،‬مطالبة البنوك باالحصاءات‬
‫‪1‬‬
‫والمعلومات ‪ ،‬فضال عن الرقابة على عمليات شراء وبيع العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـــــ هياكل بنك الجزائر‬
‫ويمارس بنك الجزائر مهامه من خالل جملة من الهياكل التي تتوزع كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬مجلس النقد والقرض‬
‫يعتبر انشاء مجلس النقد والقرض من أبرز المستجدات التي أتى بها قانون النقد والقرض بالنظر للمهام التي‬
‫أوكلت إليه‪ ،‬والتي أسندت سابقا للمجلس الوطني للقروض في ظل قانون البنوك والقروض لسنة ‪،4812‬‬
‫وتمحورت هذه المهام في وظيفتين أساسيتين وهي كل من وظيفة مجلس إدارة بنك الجزائر ووظيفة السلطة‬
‫النقدية في البالد‪ ،‬يتشكل هذا المجلس من المحافظ ونوابه ‪ ،‬بحيث يعين المخافظ بمرسوم رئاسي لمدة ‪2‬‬
‫سنوات كاملة‪ ،‬وهو رئيس مجلس النقد والقرض وله ‪ 0‬نواب يعينون بمرسوم رئاسي لمدة ‪ 2‬سنوات بترتيب‬
‫محدد‪،‬يمارس المحافظ مهامه باسم بنك الجزائر‪ ،‬حيث يقوم بتوقيع كل اتفاقيات بنك الجزائر‪ ،‬وتمثيل‬
‫السلطات في الخارج في المجال المالي‪ ،‬وكذلك على السنة المالية من أرباح وخسائر وله الحرية في تحديد‬
‫الس ياسة النقدية المالئمة‪ ،‬باإلضافة إلى موظفين ساميين عددهم ثالثة يعينون بمرسوم من رئيس الحكومة‬
‫حسب كفاءتهم وخبرتهم في المجال االقتصادي ويعين لهم ‪ 0‬مستخلفين ليحلوا محل الموظفيين المذكوريين‬
‫‪2‬‬
‫عند الضرورة؛‬

‫‪3‬‬
‫صالحيات مجلس النقد والقرض هي جد واسعة ومن أبرزها نجد‪:‬‬

‫‪ -‬صال حيات المجلس بصفته مجلس إدارة‪ :‬من خالل إتخاذ الق اررات الحساسة عن طريق إصدار التعليمات‬
‫المنظمة للنشاط النقدي والمصرفي والمالي وذلك ب ــ‪:‬‬
‫‪ ‬غلق وفتح وكاالت البنوك الجزائرية؛‬
‫‪ ‬إحداث لجان استشارية مع تحديد كيفية تكوينها ‪ ،‬قواعدها وصالحياتها ؛‬
‫‪ ‬تحديد ميزانية بنك الجزائر‪ ،‬يقوم بتوزيع األرباح ويوافق على التقرير السنوي الذي يقدمه المحافظ‬
‫لرئيس الجمهورية بإسمه؛‬

‫‪1‬‬
‫شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2112 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫بحوصي مجذوب‪ ،‬استقاللية البنك المركزي (مؤسسة الرقابة األولى) بين قانون النقد والقرض (‪)20/00‬واألمر (‪ ، )22/03‬مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬العدد (‪ ، )02‬جامعة غرداية‪ ،2102 ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.010 – 011‬‬
‫‪260‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد شروط توظيف األموال العائدة للبنك المركزي؛‬


‫‪ -‬صالحيات مجلس النقد والقرض كسلطة نقدية ‪ :‬في هذا الصدد يمارس مجلس النقد والقرض دو ار أساسيا‬
‫كمجلس نقدي له سلطة القرار في مختلف المسائل المالية والنقدية من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬إصدار النقد بمراعاة نظام التغطية وضبط الكتلة النقدية ؛‬
‫‪ ‬وضع الشروط الخاصة بإنشاء بنوك وطنية حاصة ونشاط البنوك األجنبية ؛‬
‫‪ ‬الحرص على تنظيم ومراقبة سوق الصرف وغرف المقاصة ؛‬
‫‪ ‬حماية زبائن البنوك والمؤسسات المالية؛‬
‫‪ ‬األسس والشروط الخاصة بعمليات بنك الجزائر والمتعلقة بالخصم وقبول السندات العامة ؛‬
‫‪ ‬تطوير عناصر الكتلة النقدية وحجم القروض ؛‬
‫‪ ‬النظم والقواعد المحاسبية التي تطبق على البنوك والمؤسسات المالية ؛‬
‫‪ ‬تحديد أسس ونسب تغطية المخاطر وكذا السيولة البنكية؛‬
‫‪ ‬اللجنة المصرفية‬
‫إلى جانب البنك المركزي الذي تأسس بموجب الدستور رقم ‪ ، 411-20‬تم استحداث جهاز آخر مكلف‬
‫بالرقابة على البنوك التجارية منها والمؤسسات المالية وذلك بموجب األمر رقم ‪ 10-04‬المتضمن مؤسسات‬
‫القرض‪ .‬سميت" باللجنة التقنية للمؤسسات المصرفية" ‪ ،‬كانت تقوم بتقديم آرائها وتوجيهاتها في جميع المسائل‬
‫التي تهم المهنة البنكية ‪ ،‬تم إلغاء هذه اللجنة بموجب القانون رقم ‪ 40-12‬المتعلق بنظام البنوك والقروض‬
‫‪1‬‬
‫وتعويضها بجهاز يدعى "لجنة رقابة العمليات المصرفية" ؛‬

‫وبصدور قانون النقد والقرض رقم ‪ 41-81‬أصبحت تسمى بـ ـ "اللجنة المصرفية" وهو ماجاء به أيضا األمر‬
‫رقم ‪ 44-10‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬والذي أكد على اتساع مجال اختصاص اللجنة ‪ ،‬بحيث ال يقتصر فقط‬
‫على المهام المسندة إليه في القانون السابق ‪ ،‬وتتشكل اللجنة المصرفية وفقا لما ورد في المادة ‪ 412‬من‬
‫األمر رقم ‪ 44-10‬المتعلق بالنقد والقرض من ‪ :‬المحافظ الرئيسي‪ 0 ،‬أعضاء يختارون بناء على كفاءتهم‬
‫في المجال البنكي والمحاسبي وقاضيان ينتدبان من المحكمة العليا؛‬

‫‪1‬‬
‫شيخ عبد الحق‪ ،‬الرقابة على البنوك التجارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة بومرداس‪-2111 ،‬‬
‫‪ ،2101‬ص ص ‪.012 – 011‬‬
‫‪261‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أهم المهام الممارسة من طرف هذه اللجنة هي ‪:‬‬

‫‪ ‬تلعب دو ار وقائيا حيث لها الحق في التحري حول كيفية تسيير وتنظيم البنوك والمؤسسات المالية؛‬
‫‪ ‬القيام بالتحقيق الوقائي عن طريق متابعة الوثائق والمستندات أو التنقل إلى عين المكان؛‬
‫‪ ‬العمل على تنظيم العمل بشكل يتوافق مع التحوالت الهيكلية الطارئة على النظام المالي؛‬
‫‪ ‬السهر على مراقبة البنوك في مجال احترام قواعد الحذر من تسيير وتغطية األخطار وتصنيف‬
‫الديون تبعا لدرجة خطورتها؛‬
‫‪ ‬تعنى أيضا هذه اللجنة بإجراء تحريات فيما يتعلق بتسيير وتنظيم البنوك وتصحيح مسارها ؛‬
‫‪ ‬الرقابة الممارسة من طرف اللجنة المركزية تعد وسيلة للتأكد من نجاعة الق اررات المتخذة من طرف‬
‫البنك ميدانيا ؛‬
‫‪ ‬عامة ال يمكن حصر مهام اللجنة المصرفية في المهام المذكورة فقط‪ ،‬إذ أن رقابتها تعني احترام‬
‫جميع قواعد الحذر في مجال متابعة البنوك لديونها وتصنيفها حسب درجة الخطر المستوجب ووفقا‬
‫للشروط المحددة من قبل بنك الجزائر؛‬
‫تكلف اللجنة المصرفية بمراقبة حسن تطبيق القوانين واألنظمة التي تخضع لها البنوك والمؤسسات المالية‬
‫وبمعاق بة المخالفات المثبتة‪ ،‬تأمر اللجنة المصرفية بإجراء الرقابة على أساس القيود والسندات‪ ،‬وكذلك بإجراء‬
‫‪2‬‬
‫الرقابة في مركز البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ ‬مركزية المخاطر‬
‫يعد هذا الجهاز من بين األجهزة التي استحدثها اإلصالح المصرفي لسنة ‪ 4881‬والغرض منه هو محاولة‬
‫بنك الجزائر جمع كل المعلومات التي من شأنها التحسين من قدرة البنوك على التقليل من المخاطرة المتزايدة‬
‫نتيجة لتغير الوضع االقتصادي المتميز بحرية المبادرة وقواعد السوق في العمل المصرفي‪ ،‬في هذا اإلطار‬
‫استحدث قانون النقد والقرض رقم ‪ 41-81‬بموجب مادته ‪ 421‬هذا الجهاز الذي أطلق عليه ب ـ ـ "مركزية‬
‫المخاطر "‪ ،‬وقد أكد األمر رقم ‪ 44-10‬المتعلق بالنقد والقرض هذا المسعى في مادته رقم ‪ 81‬التي تنص‬
‫‪3‬‬
‫الفقرة األولى منها على ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بحوصي مجذوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪2‬‬
‫بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫‪3‬‬
‫شيخ عبد الحق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫‪262‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫" ينظم بنك الجزائر ويسير مصلحة مركزية المخاطر تدعى "مركزية المخاطر" تكلف بجمع أسماء المستفيدين‬
‫من القروض وطبيعة القروض الممنوحة وسقفها والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكل قرض ‪ ،‬من‬
‫جميع البنوك والمؤسسات المالية"‬

‫أطلق عليها المشرع تسمية مخاطر المؤسسات واألسر‪ ،‬فقسم مركزية المخاطر إلى قسمين منها ‪ :‬مركزية‬
‫مخاطر األسر "‪ "centrale des risques ménages‬التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة‬
‫لألفراد‪ ،‬إذ يسجل لدى كل بنك وكل مؤسسة مالية هوية المستفيد من القروض‪ ،‬طبيعة وسقف القروض‬
‫الممنوحة وكذا الضمانات المأخوذة وهو ما يسمى بالمعطيات االيجابية ومبلغ االستعماالت ومبلغ القروض‬
‫غير المسددة ما يطلق عليه بالمعطيات السلبية‪ ،‬تكلف مركزية المخاطر على مستوى بنك الجزائر‪ ،‬بجمع‬
‫وحفظ المعلومات حول القروض البنكية واعادتها إلى المؤسسات المصرحة ‪ ،‬كما تقوم شهريا بمركزة‬
‫التص حيحات وتضع في متناول كل مؤسسة مصرحة نتائج عمليات المركزة المدونة في تقارير القرض‬
‫‪1‬‬
‫المتعلقة بزبائنها عن طريق االطالع عن بعد"‪. " Consultation à distance‬‬

‫إن البنوك والمؤسسات المالية ملزمة باالنخراط في مركزية المخاطر وعملها‪ ،‬والتي تضطلع بمهمة التعرف‬
‫على األخطار المصرفية وعمليات القرض االيجاري‪ ،‬التي تتدخل فيها أجهزة القرض‪ ،‬فتجمعها وتبلغها ويجب‬
‫على أجهزة القرض التي تمارس نشاطها عبر التراب الوطني ‪ ،‬أن تحترم قواعد عملها احتراما دقيقا وتعلن‬
‫عن المساعدات التي تمنح لزبائنها ‪ ،‬ال يمكن لجهاز القرض أن يقدم أي قرض خاضع لإلعالن لزبون جديد‬
‫دون أن يستشير مقدما مركزية المخاطر باإلضافة إلى الوظيفة االعالمية لمركزية المخاطر ‪ ،‬فإن وجودها‬
‫يسمح بتحقيق إيجابيات متعددة ‪ ،‬كمراقبة ومتابعة نشاطات المؤسسة المالية‪ ،‬معرفة مدى العمل الذي تقوم به‬
‫في مجال الخضوع لمعايير وقواعد العمل‪ ،‬قواعد االحتراز الخاصة التي يحددها بنك الجزائر‪ ،‬منح البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬فرصة القيام بمفاضالت بين القروض المتاحة بناءعلى معطيات سليمة نسبيا‪ ،‬تركيز‬
‫المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة ببنك الجزائر‪ ،‬مما يسمح بتسيير أفضل لسياسة‬
‫‪2‬‬
‫القرض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.023‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪263‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬مركزية عوارض الدفع‬


‫تقوم البنوك التجارية بأنشطتها في منح القروض لزبائنها في ظل المحيط االقتصادي المالي الجديد المتميز‬
‫بالتغير والالاستقرار ‪ ،‬وأثناء قيامها بنشاطها في منح القروض قد تتعرض لبعض المشاكل التي تؤثر على‬
‫احتمالية استرجاع القروض من عدمها‪ ،‬وبالرغم من أن ذلك يرتبط بالمخاطر المهنية للنشاط البنكي إال أن‬
‫االحتياط ضد وقوعها ‪ ،‬يعد من عوامل التغطية لدى البنوك التجارية‪ ،‬ورغم أن هناك مركزية للمخاطر على‬
‫مستوى بنك الجزائر تعطي مسبقا بعض المعلومات الخاصة ببعض أنواع القروض والزبائن ‪ ،‬إال أن وجودها‬
‫ال يلغي بشكل كلي أوجه المخاطر المرتبطة بهذه القروض ‪ ،‬لذلك أنشأ بنك الجزائر مركزية للمبالغ غير‬
‫المدفوعة‪ ،‬بموجب النظام رقم ‪ 10- 80‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‪ 4880‬المتضمن تنظيم مركزية للمبالغ غير‬
‫‪1‬‬
‫المدفوعة وعملها؛‬

‫تتولى مركزية المبالغ غير المدفوعة بالنسبة لكل وسيلة دفع أو قرض تنظيم فهرس مركزي لعوائق الدفع وما‬
‫قد يترتب عليها من متابعات‪ ،‬تسيير هذا الفهرس وتنظيمه تبليغ الوسطاء الماليين وكل سلطة أخرى معينة‬
‫دوريا بقائمة عوائق الدفع ويجب أن يعلم الوسطاء الماليين مركزية المبالغ غير المدفوعة بعوائق الدفع التي‬
‫‪2‬‬
‫تط أر على القروض التي منحوها أو وسائل الدفع الموضوعة تحت تصرف زبائنهم‪.‬‬

‫‪ ‬مركزية الميزانيات‬
‫نصت المادة األولى من النظام رقم ‪ 10 – 82‬المؤرخ في ‪ 40‬صفر ‪ 4140‬الموافق لـ ـ ‪ 0‬جويلية ‪، 4882‬‬
‫على أن يتم إنشاء مركزية الميزانيات لدى بنك الجزائر طبقا لمهامها المتمثلة في مراقبة توزيع القروض التي‬
‫تمنحها البن وك والمؤسسات المالية وقصد تعميم طرق موحدة في التحليل المالي الخاص بالمؤسسات ضمن‬
‫النظام المصرفي ؛‬

‫تتمثل مهمة مركزية الميزانيات في جمع المعلومات المحاسبية والمالية ومعالجتها ونشرها‪ ،‬المتعلقة‬
‫بالمؤسسات التي تحصلت على قرض مالي من بنوك ومؤسسات مالية وشركات االعتماد إيجاري الخاضعة‬
‫لتصريح مركزية المخاطر لبنك الجزائر‪،‬كما يتوجب على البنوك والمؤسسات المالية (غير البنكية) وشركات‬
‫االعتماد اإليجاري أن تنضم إلى مركزية الميزانيات لبنك الجزائر وأن تحترم قواعد سيرها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شيخ عبد الحق ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.021- 022‬‬
‫‪2‬‬
‫بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.022-023‬‬
‫‪264‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬نظام ضمان الودائع المصرفية‬


‫تأسس نظام التأمين على الودائع بناء على األمر رقم ‪ 44- 10‬المؤرخ في ‪ 00‬جمادى الثانية ‪4101‬‬
‫‪1‬‬
‫الموافق لـ ـ ‪ 02‬أوت ‪ 0110‬حيث نصت المادة ‪ 441‬في الباب الخامس على ما يلي ‪:‬‬

‫" يجب على البنوك أن تشارك في تمويل صندوق ضمان الودائع المصرفية بالعملة الوطنية ينشؤه البنك‬
‫المركزي‪ ،‬ويتعين على كل بنك أن يدفع إلى صندوق الضمان عالوة ضمان سنوية نسبتها ‪ %1‬على األكثر‬
‫من مبلغ الوديعة "‪ ،‬ويحدد مجلس النقد والقرض كل سنة مبلغ العالوة المذكورة في الفقرة السابقة ومبلغ‬
‫الضمان الممنوح لكل مودع كما ال يمكن استعمال هذا الضمان إال في حالة توقف البنك الدفع ‪ ،‬كما ال‬
‫يغطي هذا الضمان المبالغ التي هي عبارة عن تسبيقات البنوك فيما بينها؛‬

‫بصفة عامة يشير مفهوم نظام التأمين على الودائع أو ضمان الودائع المصرفية في مضمونه إلى حماية‬
‫ودائع العمالء وتعويضهم كليا أو جزئيا من خالل مساهمات البنوك المشتركة عادة في صندوق التأمين على‬
‫‪2‬‬
‫الودائع إذا ما تعرضت الودائع للخطر نتيجة تعثر البنوك؛‬

‫يسير صندوق ضمان الودائع المصرفية من طرف شركة مساهمة ‪ ،‬يطلق عليها ب ـ ـ "شركة ضمان الودائع‬
‫المصرفية"‪ ،‬يجب على البنوك أن تكتب في رأس مال شركة ضمان الودائع المصرفية الذي يوزع بينها‬
‫بحصص متساوية ‪ ،‬تسهر البنوك على المحافظة على هذه المساواة حتى في حال تعديل رأس ماله؛‬

‫وفقا للمادة ‪ 1‬من النظام ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 0111‬والمتعلق بنظام ضمان الودائع‪ ، 3‬يحدد‬
‫سقف التعويض الممنوح لكل مودع بـ ـ ‪ 600 000‬دج‪ ،‬يطبق هذا السقف على مجموع ودائع نفس المودع‬
‫لدى نفس البنك ‪ ،‬مهما كان مبلغ وعملة الوديعة؛‬

‫الهدف من إنشاء نظام التأمين على الودائع في الجزائر ‪،‬ال يخرج عن اإلطار العام الذي أنشئت على إثره‬
‫العديد من أنظمة التأمين على الودائع في العالم‪ ،‬ويمكن إيجاز العوامل التي أدت إلى إنشاء نظام التأمين‬
‫‪4‬‬
‫على الودائع في الجزائر في ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بريش عبد القادر‪ ،‬أهمية ودور نظام التأمين على الودائع – مع إشارة إلى حالة الجزائر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬مداخل مبتكرة لحل مشاكل التعثر المصرفي نظام حماية الودائع والحوكمة‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬ص ‪.002‬‬
‫‪3‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 03‬ربيع الثاني ‪ 0221‬الموافق لـــ ‪ 2‬جوان ‪.2112‬‬
‫‪4‬‬
‫بريش عبد القادر‪،‬أهمية ودور نظام التأمين على الودائع – مع إشارة إلى حالة الجزائر ‪،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.12- 12‬‬
‫‪265‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬ظهور ما سمي بأزمة "بنك الخليفة " مطلع سنة ‪ 0110‬واعالن إفالسه ‪ ،‬وما تسبب فيه من ضياع‬
‫ألموال وحقوق المودعين‪ ،‬ضياع المال العام حيث تشير بعض التقديرات إلى تحمل خزينة الدولة‬
‫حوالي ‪ 1,5‬مليار دوالر من جراء إفالس هذا البنك؛‬
‫‪ ‬انعدام الثقة في القطاع المصرفي الخاص‪ ،‬كنتيجة للفضائح المسجلة والتي كشفت عن التعامالت‬
‫المشبوهة التي تتم في البنوك الخاصة‪ ،‬وعلى إثر ذلك تفجرت فضيحة البنك الصناعي والتجاري‬
‫والذي تم إعالن إفالسه هو أيضا؛‬
‫‪ ‬رغبة السلطات العمومية وعلى رأسها السلطة النقدية في فرض قواعد انضباط أكثر صرامة على‬
‫البنوك بهدف ضمان استقرار النظام المصرفي؛‬
‫‪ ‬جاء إنشاء نظام التأمين على الودائع كاستجابة لتوصيات المؤسسات المالية والنقدية الدولية ‪،‬‬
‫بضرورة تطوير آليات الرقابة واإلشراف على البنوك لفرض االنضباط السوقي وتوفير عوامل من‬
‫شأنها خلق مناخ تنافسي سليم‪ ،‬وبيئة مصرفية مالئمة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬آفاق تحديث أعمال الرقابة واإلشراف المصرفي في الجزائر‬

‫أوال‪ /‬معالم الرقابة المصرفية في ظل قانون النقد والقرض ‪02- 02‬‬

‫‪1‬‬
‫المعدل والمتمم باألمر ‪ 44- 10‬في إحداث تغيرات جذرية على‬ ‫ساهم قانون النقد والقرض ‪81- 41‬‬
‫مستوى سير عمل القطاع المالي عامة والبنكي بصفة خاصة‪ ،‬حيث كانت من بين األولويات التي سعى إلى‬
‫إرسائها هي تنظيم المهنة المصرفية وتأطير النشاط البنكي ونشاط المؤسسات المالية ‪ ،‬و يتضح في محتواه‬
‫أن هذه المؤسسات أضحت خاضعة لرقابة ممارسة من طرف هيئات ذات سلطة إدارية وقضائية ‪ ،‬تتمثل في‬
‫كل من "بنك الجزائر" وتعمل تحت إشرافه "اللجنة المصرفية" المكلفة بعمليات التفتيش والرقابة على مختلف‬
‫عمليات المؤسسات البنكية والمالية‪ ،‬ومن بين أهم اإلضافات الواردة في هذا القانون والتي من شأنها تعزيز‬
‫‪2‬‬
‫جهاز الرقابة هو إنشاء "مركزية المخاطر" التي تلعب دو ار بالغ األهمية في الرقابة من المخاطر البنكية؛‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 02‬المؤرخة في ‪ 23‬رمضان ‪ 0201‬الموافق لــ ‪ 02‬أفريل ‪.0111‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى مبارك أحالم ‪ ،‬آلية رقابة البنك المركزي على اعمال البنوك في ظل المعايير الدولية‪ :‬دراسة حالة بنك الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2111 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪266‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تخول اللجنة المصرفية مراقبة البنوك ‪ ،‬من خالل تنظيم عمليات التفتيش والمراقبة‪ ،‬كما تنظم برنامج عمليات‬
‫الرقابة التي تقوم بها ‪ ،‬وتطلب من البنوك والمؤسسات المالية جميع اإليضاحات واإلثباتات الالزمة ؛‪1‬وهذا‬

‫بفضل فرق التفتيش الخاصة التابعة للمديرية العامة للمفتشية العامة ببنك الجزائر " ‪Direction générale de‬‬

‫‪" l'inspection générale‬والمكلفة بالقيام بكل عمليات الرقابة والتفتيش لصالح اللجنة المصرفية ويتحقق ذلك‬
‫‪2‬‬
‫من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬الرقابة على الوثائق‪ :‬يتم إخضاع البنوك والمؤسسات المالية لرقابة مستمرة على الوثائق والمستندات‬
‫التي ترسل بانتظام إلى اللجنة المصرفية والتي تبين الوضعية المالية الشهرية للبنك أو المؤسسة‬
‫المالية‪ ،‬الحسابات السنوية ‪ ،‬وضعية الصرف‪ ،‬التصريح االحترازي وغيرها‪ ،‬إضافة إلى فحص تقارير‬
‫الرقابة والمراجعة الداخلية وتدقيق الحسابات ‪ ،‬وبالنظر لكثافة شبكة البنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫وبغرض التكفل بتدعيم الرقابة على الوثائق والمستندات ‪ ،‬تم إنشاء هيئة خاصة على مستوى المديرية‬
‫العامة للتفتيش "‪ "DGIG‬في سنة ‪ 0114‬تأخذ على عاتقها مهمة الرقابة على الوثائق ومكلفة بالتأكد‬
‫من صحة المعلومات المالية والبيانات المقدمة من طرف البنوك والمؤسسات المالية ومدى احترامها‬
‫للقواعد االحت ارزية والتزامها باألنظمة المصرفية السارية التطبيق وتسهر على احترام آجال تبليغ‬
‫المعلومات والوثائق ‪ ،‬وعرضها بما يتناسب مع نماذج التقديم وفقا للصيغة المحددة من طرف بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬ترسل تقارير الرقابة على الوثائق إلى اللجنة المصرفية لمتابعتها‪ ،‬كما قد ينجر على الرقابة‬
‫على الوثائق والمستندات رقابة في عين المكان ‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة في عين المكان‪ :‬في إطار اإلجراءات التنظيمية وزيادة على الرقابة التي تتم على أساس‬
‫تصريحات البنوك والمؤسسات المالية المرسلة إلى بنك الجزائر‪ ،‬تنظم اللجنة المصرفية خرجات‬
‫ميدانية عن طريق إرسال فرق التفتيش التابعة للمديرية العامة للتفتيش سواء إلى مقرات البنوك أو‬
‫فروعها‪ .‬وتندرج هذه الرقابة سواء في إطار برنامج سنوي تضعه اللجنة المصرفية يخص الرقابة‬
‫الميدانية الشاملة على مختلف جوانب النشاط والمتعلقة أساسا بتسيير القروض والتجارة الخارجية‬
‫والتنظيم المحاسبي والمعلوماتي وكذا تقييم الهيكلة المالية (تقييم نظام تسيير المخاطر‪ ،‬وضعية‬
‫االلتزامات والصرف‪ ،‬نسب المالءة ‪،‬السيولة وغيرها)‪ ،‬أو قد تكون هذه المهام الرقابية والتفتيشية‬

‫‪1‬‬
‫المادتين رقم ‪ 011 – 012‬من األمر رقم ‪ 00- 13‬الصادر في ‪ 22‬أوت ‪ ، 2113‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى مبارك أحالم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪. 011 - 021‬‬
‫‪267‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ظرفية أو دورية حسب ما يتطلبه األمر في حالة حدوث مخالفات أو تجاوزات ‪ ،‬أو تخص فرعا معينا من‬
‫النشاط البنكي‪ ،‬تسمح عمليات الرقابة الشاملة في عين المكان التحقق من شرعية العمليات البنكية المنجزة‬
‫وحسن التسيير واالحترام الصارم للقواعد المهنية من طرف البنوك والمؤسسات المالية والتأكد من مطابقة‬
‫العمليات المصرح بها ببنك الجزائر مع المعطيات المحصل عليها في عين المكان ‪.‬‬

‫‪ ‬الرقابة الممارسة من طرف محافظي الحسابات‪:‬‬


‫إضافة إلى إجراءات الرقابة الخارجية الممارسة من طرف اللجنة المصرفية ‪ ،‬تم التأكيد من خالل نصوص‬
‫قانون النقد والقرض واألمر ‪( 44- 10‬من خالل المواد ‪ 411‬لغاية ‪ ، )410‬على ضرورة أن يعين كل بنك‬
‫أو مؤسسة مالية ‪ ،‬محافظان اثنين للحسابات على األقل؛‬

‫يسند إلى محافظي الحسابات فضال عن التزاماتهم القانونية القيام بكل من ‪:‬‬

‫‪ -‬إعالم محافظ بنك الجزائر بكل مخالفة ترتكبها المؤسسة الخاضعة لمراقبتهم؛‬
‫‪ -‬تقديم تقرير خاص لمحافظ بنك الجزائر حول المراقبة التي قاموا بها‪ ،‬ويجب أن يسلم هذا التقرير للمحافظ‬
‫في أجل ‪ 1‬أشهر ابتداء من تاريخ إقفال كل سنة مالية؛‬
‫‪ -‬أن يقدموا للجمعية العامة تقري ار حول منح المؤسسة أية تسهيالت ألحد االشخاص الطبيعيين أو‬
‫المعنويين من مسيرين ومساهمين في هذه المؤسسات‪ ،‬المؤسسات التابعة للمجموعة البنكية أو المؤسسة‬
‫المالية؛‬
‫‪ -‬أن يقوموا بإرسال نسخة من تقاريرهم الموجهة للجمعية العامة للمؤسسة إلى محافظ بنك الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة عمل محافظي الحسابات ‪:‬‬
‫في هذا المجال يخضع محافظو حسابات البنوك والمؤسسات المالية لرقابة اللجنة المصرفية ‪ ،‬التي يمكن أن‬
‫تسلط عليهم مجموعة من العقوبات في حال إخاللهم بالضوابط الرقابية الواجب احترامها أثناء ممارستهم‬
‫لواجباتهم وتتثمل في ‪:‬‬

‫‪ ‬التوبيخ؛‬
‫‪ ‬المنع من مواصلة عمليات رقابة بنك ما أو مؤسسة مالية ما ؛‬
‫‪ ‬المنع من مزاولة مهام محافظي الحسابات لبنك ما أو أي مؤسسة مالية ما لمدة ‪ 0‬سنوات مالية‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما ال يمكن منح محافظي الحسابات بصفة مباشرة أو غير مباشرة أي قرض من طرف البنك أو المؤسسة‬
‫المالية الخاضعة لمراقبتهم‪.‬‬

‫‪ ‬الرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‬


‫حدد النظام رقم ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ 0144‬في مادته األولى مضمون عمليات المراقبة‬
‫الداخلية التي يجب على البنوك والمؤسسات المالية‪ 1‬وضعها تطبيقا للمادتين ‪ 80‬مكرر و‪ 80‬مكرر ‪ 0‬من‬
‫األمر رقم ‪ 44- 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪0110‬؛‬

‫إذ يجب أن يحتوي جهاز الرقابة الداخلية الموضوع من طرف البنوك والمؤسسات المالية ‪ ،‬على عناصر‬
‫‪2‬‬
‫أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬نظام رقابة خاص بالعمليات واإلجراءات الداخلية؛‬


‫‪ -‬هيئة المحاسبة ومعالجة المعلومات؛‬
‫‪ -‬أنظمة قياس المخاطر والنتائج؛‬
‫‪ -‬أنظمة المراقبة والتحكم في المخاطر؛‬
‫‪ -‬نظام حفظ الوثائق واألرشيف؛‬
‫بحيث يتوجب على البنوك والمؤسسات المالية الحرص على إقامة نظام صارم للرقابة الداخلية من خالل‬
‫تكييف مجموع اإلجراءات واألجهزة المذكورة في هذا النظام مع طبيعة وحجم نشاطها وأهميتها وموقعها ومع‬
‫مختلف المخاطر التي قد تتعرض لها؛‬

‫‪3‬‬
‫الهدف األساسي من وجود نظام رقابي للعمليات واإلجراءات الداخلية هو ‪:‬‬

‫‪ ‬التأكد من مطابقة العمليات المنجزة واإلجراءات الداخلية المستعملة‪ ،‬لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫وللمعايير واألعراف المهنية واألخالقية ولتعليمات الجهاز التنفيذي؛‬
‫‪ ‬السهر على االحترام الصارم لإلجراءات الداخلية المتبعة في اتخاذ القرار وتسيير المخاطر ؛‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 00 ،22‬شوال ‪ 0233‬الموافق لــ ‪ 21‬أوت ‪.2102‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 12 – 00‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2100‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 12 – 00‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2100 ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬التأكد من نوعية المعلومات المحاسبية والمالية‪ ،‬سواء أكانت موجهة للجهاز التنفيذي أو لهيئة‬
‫المداومة أو مرسلة لبنك الجزائر أو للجنة المصرفية أو موجهة للنشر؛‬
‫‪ ‬رقابة ظروف تقييم المعلومات المحاسبية والمالية وكيفيات تسجيلها وحفظها؛‬
‫‪ ‬التأكد من نوعية أنظمة اإلعالم واالتصال؛‬
‫‪ ‬التأكد من تنفيذ اإلجراءات التصحيحية المقررة في آجال معقولة ‪.‬‬
‫يشمل نظام رقابة العمليات واإلجراءات الداخلية كل من ‪:‬‬

‫أ – رقابة دائمة للمطابقة والمصادقة على العمليات المحققة بواسطة أعوان على مستوى المصالح المركزية‬
‫وأعوان آخرون يمارسون أنشطة عملياتية ‪ ،‬وكذا احترام كل التوجيهات والتعليمات واإلجراءات الداخلية‬
‫والتدابير المتخذة من البنك والمؤسسة المالية ‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بمراقبة المخاطر المرتبطة بالعمليات؛‬

‫ب – رقابة دورية خاصة ممارسة من طرف أعوان مخصصين غير المكلفين بالرقابة الدائمة‪ ،‬بانتظام وأمن‬
‫العمليات واحترام اإلجراءات الداخلية وفعالية الرقابة الدائمة ومستوى الخطر الممكن التعرض له فعال ومدى‬
‫نجاعة أجهزة التحكم في المخاطر مهما اختلفت طبيعتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬تكييف أعمال الرقابة واإلشراف المصرفي على البنوك الجزائرية مع التغيرات العالمية المصرفية‬

‫أ‪ .‬تحديث مهام اإلشراف والرقابة المصرفية‬

‫واصل بنك الجزائر خالل سنة ‪ 0142‬الجهود الرامية إلى تحديث وسائل الرقابة على القطاع البنكي ‪ ،‬بعد‬
‫اعتماده منهجية جديدة للرقابة القائمة على أساس المخاطر والتي اكتملت مرحلة دخولها حيز التنفيذ خالل‬
‫‪1‬‬
‫سنة ‪ 0140‬من خالل‪:‬‬

‫‪ -0‬وضع تطبيق اختبارات القدرة على تحمل الضغوط‬


‫لقد اتضح جليا من خالل الدروس المستخلصة من األزمة المالية لسنة ‪ 0111‬حاجة البنوك لتقييم حجم‬
‫الخسائر الناجمة عن مثل هذه األزمات‪ ،‬و من هذا المنطلق بات لزاما على المؤسسات المالية العمل على‬
‫تعزيز قدراتها على المقاومة في مواجهة سيناريوهات مثل هذه األزمات ‪ .‬والهدف من إجراء اختبار القدرة‬
‫على تحمل الضغوط هو كسب تصور وقائي مسبق لإلجراءات الواجب اتخاذها من طرف البنوك والسلطات‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪ ، 2102‬ص ص ‪.021 – 002‬‬
‫‪270‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المشرفة‪ ،‬وفي هذا الصدد وبدعم فني من البنك الدولي ‪ ،‬باشر بنك الجزائر أعمال تطوير نموذج متكامل‬
‫وديناميكي الختبارات القدرة على تحمل الضغوط ؛‬

‫يتمثل هذا النموذج في تطبيق آلي يستند إلى نظام إسقاط مالي‪ ،‬مع سيناريوهات صدمات شديدة ولكن‬
‫محتملة‪ ،‬يعمل على تحديد وقياس نقاط ضعف البنوك والمؤسسات المالية وقدرتها على مقاومة الصدمات‬
‫المفترضة‪ ،‬وذلك على مستوى كل مؤسسة على حدى‪ ،‬وعلى مستوى الجهاز البنكي في مجمله ‪ ،‬بحيث‬
‫يسمح هذا التطبيق بتقييم حساسية البنوك والمؤسسات المالية ألي تغييرات في عوامل الخطر المترتبة عن‬
‫نشاطها البنكي (من احتمال التعثر‪ ،‬أسعار الفائدة ‪ ،‬السحوبات المفرطة للودائع ) بافتراض حدوث كل عامل‬
‫على حدى أو تزامن حدوث أكثر من عامل‪ ،‬تبين هذه االختبارات قدرة البنوك على مواجهة الصعوبات‬
‫االقتصادية والتدني الممكن لمستوى رسملتها‪ ،‬وعلى المستوى الكلي تبين مدى هشاشة أو صالبة الجهاز‬
‫البنكي الوطني‪ ،‬وتقييم سالمة الجهاز البنكي إذ تأخذ اختبارات القدرة على تحمل الضغوط في االعتبار‬
‫التفاعالت الكائنة بين المؤسسات المالية (خطر العدوى) وتأثير متغيرات االقتصاد الكلي على الجهاز‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫وبهدف تعزيز التعاون في مجال الرقابة المصرفية‪ ،‬باشر في سنة ‪ ،0141‬كل من فريقي العمل المكلفين‬
‫بمشروع تطبيق اختبارات القدرة على تحمل الضغوط ونظام التنقيط المصرفي " ‪système de notation‬‬

‫‪ ،" SNB"" bancaire‬وبدعم من خبراء البنك الدولي على التنسيق بين المشروعين والربط بين التطبيقين ؛‬

‫‪ – 0‬مشروع تكنولوجيا المعلومات ‪ :‬يدخل مشروع تكنولوجيا المعلومات المطور داخليا‪ ،‬في إطار األعمال‬
‫الرامية إلى إرساء نظام التنقيط المصرفي‪ ،‬بحيث بدأ تعميم العمل بهذا النظام سنة ‪ ،0140‬وتمت أشغال‬
‫تكيفه مع النظام االحترازي الجديد‪ ،‬المتوافق مع متطلبات بازل ‪ 0‬خالل سنة ‪0142‬؛‬
‫ً‬

‫‪271‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ب‪ .‬حصائل نشاط الرقابة واإلشراف على البنوك والمؤسسات المالية في ظل تطبيق االصالحات المصرفية‬
‫األخيرة‬

‫يمارس اإلشراف المصرفي على أساس رقابة مستمرة‪ ،‬بناء على الرقابة على أساس المستندات ورقابة ميدانية‬
‫تجرى بعين المكان على مستوى البنوك والمؤسسات المالية الخاضعة إلشراف اللجنة المصرفية كما سبق‬
‫‪1‬‬
‫توضيحها ‪ ،‬وعموما يهدف هذا اإلشراف إلى التأكد من ‪:‬‬

‫‪ -‬سالمة ومتانة النظام المصرفي؛‬


‫‪ -‬إدارة حذرة ومناسبة للمخاطر؛‬
‫‪ -‬نوعية التقارير الدورية التي ترسل إلى بنك الجزائر أو الهيئة المشرفة؛‬
‫‪ -‬االمتثال للوائح التشريعية والتنظيمية ذات الصلة بالنشاط المصرفي‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بالوقاية‬
‫ومكافحة تبييض األموال؛‬
‫‪ -‬نوعية الرقابة الداخلية والتدابير المتخذة لضمان أمن أنظمة الدفع‪.‬‬
‫إضافة إلى عمليات الرقابة المذكورة‪ ،‬ووفقا للممارسات الصادرة عن لجنة بازل ‪ ،‬تبقى هيئة اإلشراف‬
‫المصرفي لبنك الجزائر في اتصال مستمر مع البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬من خالل عقد اجتماعات عمل‬

‫ومكالمات هاتفية وعبر مختلف المقابالت والملتقيات التي يتم عقدها‪ ،‬تسعى الهيئة الرقابية من خالل هذه‬
‫االتصاالت للرد على مختلف البنوك والمؤسسات المالية وتوفير التوضيحات حول المسائل التنظيمية ؛‬

‫‪ ‬الرقابة على أساس المستندات‪ :‬خالل سنة ‪ 0142‬سمحت األعمال المنجزة من خالل استغالل مختلف‬
‫البيانات والتقارير المرسلة من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬في إطار الرقابة على أساس المستندات‪،‬‬
‫بتحديد ‪ 00‬حالة عدم امتثال لألحكام القانونية والتنظيمية‪ ،‬وهو نفس العدد المسجل خالل السنة السابقة؛‬
‫تتعلق حاالت عدم االمتثال للتنظيمات السارية بالخصوص‪ ،‬بما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.023 – 021‬‬
‫‪272‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :20 - 24‬حاالت عدم االمتثال لألنظمة حسب النوع‬

‫النسبة بـــ ‪%‬‬ ‫عدد حاالت عدم االمتثال‬ ‫عدد البنوك والمؤسسات المالية‬ ‫طبيعة حاالت عدم االمتثال‬
‫‪19,18‬‬ ‫‪41‬‬ ‫مؤسستين ماليتين‬ ‫صافي األصول غير الكافية‬
‫‪05,48‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنكين‬ ‫معامل المالءة المنخفضة‬
‫‪05,48‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنكين‬ ‫معامل األموال الخاصة‬
‫القاعدية‬
‫‪9,59‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0‬بنوك‬ ‫وسادة األمان‬
‫‪32,88‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪ 2‬بنوك‬ ‫معامل تقسيم المخاطر‬
‫‪10,96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬بنوك‬ ‫معامل التجارة الخارجية‬
‫‪2,74‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بنكين‬ ‫معامالت الموارد الدائمة‬
‫‪13,70‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ 2‬بنوك‬ ‫معامل السيولة قصيرة األجل‬
‫‪100,00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ، 0142‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.404‬‬

‫خالل سنة ‪ ، 0142‬تم إصالح كل حاالت عدم االمتثال في معامل المالءة التي سجلت في الثالثة أشهر‬
‫األخيرة لسنة ‪( 0141‬تاريخ انطالق تطبيق المعايير الجديدة للمالءة)‪ ،‬وحاالت السيولة سجلت في النصف‬
‫الثاني من سنة ‪ 0141‬وتفاقمت في السنة الموالية ‪ ،‬فقد تمت تسويتها نهاية سنة ‪ ،0142‬باستثناء بنك واحد؛‬

‫ومن جانب تقسيم المخاطر ‪ ،‬أدت التزامات بعض البنوك بالخصوص العمومية ‪ ،‬إلى ظهور تجاوزات في‬
‫الحد القانوني المفروض ‪ ،‬وترجع أسباب هذه التجاوزات لدى البنوك العمومية إلى تمويلها لبعض الشركات‬
‫االستراتيجية من القطاع العام ‪ ،‬والتجاوزات التي سجلت على مستوى ‪ 0‬بنوك خاصة ‪ ،‬فقد تم تسويتها‬
‫تدريجيا ؛‬

‫بالنسبة لاللتزامات الخارجية بالتوقيع‪ ،‬فقد تم تسجيل حاالت عدم االمتثال في سنة ‪ ،0142‬مباشرة بعد‬
‫دخول حيز التنفيذ المعيار الجديد‪ ،‬وتم تسوية هذه التجاوزات خالل نفس السنة؛‬

‫وفيما يتعلق بنظام الرقابة الداخلية ‪ ،‬ووفقا لنصوص النظام ‪ 11-44‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ 0144‬المتعلق‬
‫بالرقابة الداخلية‪ ،‬فإن البنوك والمؤسسات المالية ملزمة بإرسال إلى لجنة الرقابة المصرفية‪ ،‬مرة واحدة على‬
‫األقل في السنة ‪ ،‬تقري ار عن الرقابة الداخلية وتقري ار آخ ار يتعلق برصد وقياس المخاطر التي يتم التعرض لها‪،‬‬

‫‪273‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ولذلك قامت الهيئة المشرفة على الرقابة المصرفية بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،0142‬بإرسال مذكرة للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية تلح على إلزامية إعداد هذه التقارير وفقا للشكل الذي حددته في ملحق المذكرة؛‬

‫كشفت التقارير السنوية للسنة المالية ‪ 0142‬أن بعض المؤسسات ال سيما الناشطة في القطاع الخاص‪ ،‬قد‬
‫بذلت جهودا كبيرة لتعزيز أنظمة رقابتها الداخلية وتكييفها مع متطلبات النظام ‪ ، 11 – 44‬إذ تمكنت من‬
‫إرساء تنظيم أفضل لجهاز رقابتها الداخلية ووضع إجراءات التكييف مع التعليمات الواردة في هذا النظام‬
‫حيث لوحظ تحسنا كبي ار وارادة قوية في تحسين أنظمتها الرقابية الداخلية ومع ذلك تبقى غير كافية ‪ ،‬خاصة‬
‫الضعف المسجل في نظمها المعلوماتية؛‬

‫عموما تمحورت أوجه القصور المعاينة إثر الرقابة على أساس المستندات حول النقاط التالية‪:‬‬

‫نقائص مسجلة على مستوى العمليات واإلجراءات الداخلية‪ ،‬بالخصوص ما تعلق منها بعمليات‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬إدارة مخاطر القرض والمخاطر التشغيلية وكذا تحيين اإلجراءات‬
‫الالزمة ؛‬
‫ضعف في نظام الفحص الدوري‪ ،‬نظ ار لعدم كفاية عدد الموظفين المؤهلين؛‬
‫عدم إكمال جهاز تحديد وتقييم وقياس المخاطر ‪ ،‬نتيجة للنقائص في اإلجراءات المطبقة لتغطية أهم‬
‫المخاطر‪ ،‬وأيضا غياب لخرائط المخاطر؛‬
‫عدم كفاءة نظم المعلومات نتيجة عدم امتثالها لقواعد الحوكمة الخاصة بها؛‬
‫غياب خطة عمل إلدارة أزمة السيولة وكذا عدم وضع نظم فعالة لإلنذار المبكر ؛‬
‫نقائص مسجلة في أجهزة مكافحة تبيض األموال ؛‬
‫كان رأي مدققي الحسابات خالل سنة ‪ ، 0142‬بالتحفظ على الحسابات ‪ ،‬خاصة البنوك العمومية ‪،‬‬
‫نتيجة تسجيل العديد من النقائص في نظم المعلومات وحجم العمليات العالقة؛‬
‫تجدر اإلشارة أيضا إلى أن هيئة الرقابة على أساس المستندات تكلف بدراسة طلبات تعيين وتجديد‬
‫العهدات لمدققي الحسابات‪ ،‬وذلك للـتأكد من تحليهم بالخبرة الالزمة والكفاءة‪ ،‬فضال عن االستقاللية الالزمة‬
‫لمزاولة مهامهم‪ ،‬بحيث ترفع اآلراء الناتجة عن هذا التحليل إلى اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬الرقابة بعين المكان‬


‫مكنت عمليات الرقابة بعين المكان على مستوى البنوك والمؤسسات المالية ‪ ،‬التأكد من مدى موثوقية‬
‫المعلومات المقدمة إلى كل من اللجنة المصرفية ومديرية الرقابة على أساس المستندات‪ ،‬وتتيح أيضا تقييم‬
‫مختلف الجوانب التي ال يمكن الحصول عليها من خالل الرقابة على أساس المستندات وتحليل أدق للمخاطر‬
‫الخاصة بالبنك أو المؤسسة المالية بحد ذاتها‪ ،‬فضال عن إمكانية التحقق من التنفيذ الفعلي لإلجراءات‬
‫التصحيحية المتعلقة بنقائص عثر عليها خالل البعثات السابقة‪ ،‬كما أنها تسمح بالتنسيق مع هيئة الرقابة‬
‫على أساس المستندات من منح عالمة تقييمية لكل من المخاطر وعالمة تقييمية شاملة تعكس مستوى‬
‫المخاطر اإلجمالي للبنك أو المؤسسة المالية؛‬

‫قامت الهيئة المكلفة بالرقابة بعين المكان بتطبيق خطة عمل شملت ‪ 12‬مهمة تفتيش خالل سنة ‪0142‬‬
‫حيث تناولت الجوانب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬رقابة شاملة (‪ 41‬مهمات )‬


‫‪ -‬رقابة عمليات خارجية (‪ 18‬مهمات )‬
‫‪ -‬بعثات تحقيقات خاصة ( ‪ 02‬مهمة)‬
‫أ‪ .‬الرقابة الشاملة ‪ :‬أجريت المهمات العشرة (‪ )41‬للرقابة الشاملة وفقا للمواصفات المنهجية المبنية على‬
‫المخاطر " نظام التنقيط المصرفي" شملت ‪ 12‬بنوك عمومية و‪ 11‬بنوك خاصة وبنك واحد ذو رأس مال‬
‫مختلط‪ ،‬بحيث أجريت أشغال الرقابة في هذا الصدد على أساس التواريخ المرجعية لقفل الحسابات‬
‫التالية‪ 04 :‬ديسمبر ‪ 0141‬ألربعة بنوك ‪ 01 ،‬جوان ‪ 0142‬لبنك واحد و‪ 04‬ديسمبر ‪ 0140‬لبنكين ‪،‬‬
‫بدأت مهمة الرقابة فيها سنة ‪ 0141‬واكتملت في ‪.0142‬‬
‫فيما يتعلق بالحوكمة ‪ ،‬لوحظ على مستوى البنوك التي أجريت على مستواها عمليات الرقابة عدم وجود‬
‫هياكل لتجسيد أي استراتيجية مستقبلية ‪ ،‬على مستوى كل من البنوك العمومية والخاصة باستثناء فروع البنوك‬

‫األجنبية الناشطة في الجزائر‪ ،‬التي يتم فيها تحديد استراتيجيتها من طرف الشركة األم ‪ ،‬كما تسجيل مخالفات‬
‫في تسيير لجان المراجعة ‪ ،‬تراكم المهام لبعض مسؤولي الهياكل؛‬

‫‪275‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫في معظم البنوك عمومية كانت أم خاصة ‪ ،‬تبقى أنظمة مكافحة تبييض األموال غير مكتملة ‪ ،‬خاصة في‬
‫جوانبها المتعلقة بأجهزة اإلنذار المبكر والموارد البشرية المؤهلة‪.‬‬

‫نتيجة لنقاط الضعف المميزة ألنظمة المعلومات الخاصة بالبنوك‪ ،‬ال تزال وظيفة المحاسبة تسجل بعض‬
‫النقائص التي تؤثر على جودة التصريحات النظامية والبيانات التي تصدرها هذه البنوك‪ ،‬حيث يشوب نظم‬
‫إدارة أمن المعلومات لبعض البنوك العديد من أوجه القصور‪ ،‬خاصة غياب اإلجراءات المرتبطة بأمن‬
‫المعلومات ؛‬

‫المالحظ أن عمليات الرقابة الداخلية ال تغطي بعض األقسام والهيئات المركزية في بعض البنوك (عمومية‬
‫وخاصة)‪ ،‬وأشارت البعثات الميدانية أحيانا إلى عدم وجود رقابة فعالة للبيانات الموجهة لبنك الجزائر‪،‬‬

‫ب‪ .‬مهمات التحقيقات الخاصة‪:‬خالل سنة ‪ 0142‬تم القيام ب ـ ‪ 02‬بعثة تحقيق خاصة‪ ،‬أجريت منها ‪ 01‬بعثة‬
‫لدى البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬عادة ما تنظم هذه البعثات عقب معلومات ناجمة عن خلية معالجة‬
‫االستعالم المالي ‪ ،‬وهي معلومات على صلة مع شبيهات تبييض أموال‪ ،‬وقد كشفت بعض هذه‬
‫التحقيقات نقائص في األجهزة الداخلية لمكافحة تبييض األموال للمؤسسات محل التحقيق (غياب مبررات‬
‫اقتصادية لسحوبات ومدفوعات نقدية كبيرة )‪ ،‬إضافة إلى القيام بمهمات رقابة عمليات التجارة الخارجية؛‬
‫ت‪ .‬النشاطات األخرى للرقابة االحت ارزية الجزئية‪ :‬في إطار تنفيذ جدول أعمالها لسنة ‪ ،0142‬قامت هيئة‬
‫اإلشراف لبنك الجزائر بإنجاز عدة مهمات تحقيق ورقابة تتعلق بالفحص المسبق للملفات الخاصة بشروط‬
‫تأسيس البنوك والمؤسسات المالية وملفات اعتماد اإلطارات المسيرة ومهمات فحص‪ ،‬للتحقق من توفر‬
‫ش روط فتح وتحويل شبابيك البنوك وهذا عالوة على القيام بمعالجة مختلف شكاوي عمالء البنوك‪،‬‬
‫المطروحة على بنك الجزائر؛‬

‫‪276‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬واقع تطبيق اتفاقيات بازل في المنظومة البنكية الجزائرية‬

‫نتيجة توسع التعامالت البنكية‪ ،‬وبالنظر إلى دقة هذه األخيرة وما تتطلبه من حذر ‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى‬
‫ضرورة ضبط ووضع مجموعة من اإلجراءات االحت ارزية التي من شأنها المحافظة على توازن الهيكل المالي‬
‫للبنوك من جهة وحماية لحقوق المودعين والمتعاملين من جهة أخرى‪ ،‬وباعتبار بنك الجزائر الهيئة العليا‬
‫(السلطة النقدية) الواقع على عاتقها مسؤولية المحافظة على استقرار القطاع البنكي‪ ،‬قامت باتخاذ مجموعة‬
‫من اإلجراءات والتدابير المنظمة للمهنة المصرفية إضافة إلى مجموعة من القواعد االحت ارزية؛‬

‫المطلب األول‪ :‬النظم والقواعد االحترازية المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية‬

‫خول القانون ‪ 41 – 81‬لسلطة النقد والقرض كسلطة نقدية إصدار األحكام واألنظمة المصرفية التي تتعلق‬
‫بـ ـ " األسس والنسب التي تطبق على المؤسسات المصرفية والمالية وال سيما التي تخص تغطية وتوزيع‬
‫المخاطر والسيولة والمالءة"؛ وقد شرع في تطبيق هذه القواعد والمعايير االحت ارزية ابتداء من ‪ 14‬جانفي‬
‫‪( 4880‬حسب أحكام النظام ‪ 18 – 84‬المؤرخ في ‪ 41‬أوت ‪) 14884‬المتعلق بتحديد القواعد االحت ارزية‬
‫‪2‬‬
‫لتسيير البنوك والمؤسسات المالية ؛‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن نسب المالءة وتقسيم المخاطر والسيولة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ‪ ،‬قد‬
‫عرفت تغيرات بما يتماشى والنظم االحت ارزية الدولية الواردة في مقررات لجنة بازل للرقابة المصرفية الثانية‬
‫والثالثة ‪ ،‬بحيث تمت مراجعة كل من القواعد والقيود المفروضة من خالل إدراج عتبات جديدة وتوضيح أكثر‬
‫للمفاهيم المتعلقة بتقسيم المخاطر ‪ ،‬ونسب السيولة ‪ ،‬في هذا الصدد تم إصدار األنظمة رقم (‪– 14 –41‬‬
‫‪ )10- 10‬المؤرخة في ‪ 42‬فيفري ‪ 0141‬والنظام رقم ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ 0144‬المتضمن‬
‫تعريف ‪ ،‬قياس وتسيير والرقابة على مخاطر السيولة ‪3‬والتعليمة رقم ‪ 10 – 44‬المؤرخة في ‪ 04‬ماي ‪0144‬‬
‫المتضمنة معامالت السيولة في البنوك والمؤسسات المالية ‪،‬وتعد هذه األنظمة والتعليمات دون غيرها سارية‬
‫‪4‬‬
‫المفعول إلى حد اآلن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 22 ،22‬رمضان ‪ 0202‬الموافق لــ ‪ 21‬مارس ‪.0112‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى مبارك أحالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪3‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 12 ،12‬ذو القعدة ‪ 0232‬الموافق لــ ‪ 12‬أكتوبر ‪.2100‬‬
‫‪4‬‬
‫السيد ديب السعيد ‪ ،‬عضو بلجنة الرقابة المصرفية ببنك الجزائر‪ ،‬مقابلة شفوية ببنك الجزائر بزيغود يوسف ‪ 12 ،‬ديسمبر ‪، 2102‬على الساعة‬
‫‪.11 :13‬‬
‫‪277‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أوال‪/‬الحد األدنى لرأس المال ‪ :‬تم تحديد الحد األدنى لرأس المال الواجب تحريره عند تأسيس أي بنك أو‬
‫مؤسسة مالية في الجزائر بموجب النظام رقم ‪ 41 – 81‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ 4881‬المتعلق بالحد األدنى‬
‫لرأس المال والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر بحيث تضمن ‪:‬‬

‫‪ -‬الحد األدنى لرأس مال البنوك ‪ 211‬مليون دينار جزائري ‪ ،‬دون أن يقل هذا المبلغ عن ‪ %33‬من‬
‫األموال الخاصة؛‬
‫‪ -‬الحد األدنى لرأس مال المؤسسات المالية ‪ 411‬مليون دينار جزائري‪ ،‬دون أن يقل هذا المبلغ عن ‪%50‬‬
‫من األموال الخاصة؛‬
‫كما تم تعديل قاعدة رأس المال األدنى بموجب النظام رقم ‪ 44 – 11‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 0111‬والمتعلق‬
‫بالحد األدنى لرأس مال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬الحد األدنى يقدر ب ـ ـ مليارين وخمسمائة مليون دينار جزائري (‪ 2 500 000 000‬دج) بالنسبة للبنوك‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 01‬من األمر ‪ 44 – 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪0110‬؛‬
‫‪ -‬الحد األدنى يقدر بـ ــخمسمائة مليون دينار جزائري (‪ 500 000 000‬دج) فيما يتعلق بالمؤسسات المالية‬
‫المحددة في المادة ‪ 04‬من األمر ‪ 44- 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ 0110‬؛‬
‫كما تم تعديل الحد األدنى بناء على النظام ‪ 11 – 11‬المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0111‬المتعلق بالحد األدنى‬
‫لرأس مال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر بحيث أصبح‪:‬‬

‫‪ -‬عشرة ماليير دينار جزائري (‪ 10 000 000 000‬دج) بالنسبة للبنوك المنصوص عليها في المادة ‪01‬‬
‫من األمر ‪ 44 – 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪0110‬؛‬
‫‪ -‬ثالثة ماليير وخمسامئة مليون دينار جزائري ( ‪ 3 500 000 000‬دج) بالنسبة للمؤسسات المالية‬
‫المحددة في المادة ‪ 04‬من األمر ‪ 44- 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪.0110‬‬
‫ثانيا‪ /‬نسبة تغطية المخاطر‬

‫هذه النسبة في حقيقة األمر هي عبارة عن العالقة التي تربط بين األموال الخاصة والمخاطر المرجحة‪،‬‬
‫وسميت هذه النسبة ايضا بنسبة كوك ونسبة المالءة‪ ،‬وتفرض المادة (‪ )0‬من النظام رقم ‪ 18-84‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 41‬أوت ‪ 4884‬المتعلق بتحديد قواعد الحذر في تسيير البنوك والمؤسسات المالية التي يجب‬

‫‪278‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫احترامها نسبة دنيا بين مبلغ صافي األموال الخاصة ومبلغ مجموع المخاطر التي يتعرض لها البنك بسبب‬
‫عملياته‪ ،‬وتماشيا مع اتفاقية بازل األولى الخاصة بكفاية رأس المال ونسبة كوك المحددة في االتفاقية بـ ـ ‪%8‬‬
‫نصت التعليمة رقم ‪ 81 – 01‬المؤرخة في ‪ 08‬نوفمبر ‪( 4881‬المتعلقة بقواعد الحذر للتسيير المصرفي)‬
‫في مادتها (‪ )0‬على تحديد نسبة تغطية المخاطر ب ـ ‪ %8‬وتم تحديد رزنامة لتطبيق والوصول إلى احترام هذه‬
‫النسبة حسب اتفاقية بازل األولى تدريجيا ‪ ،‬وهذا بسبب حداثة تطبيق مثل هذه القواعد على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية في الجزائر ‪ ،‬فكان البد من تسوية رزنامة حدد آخر أجل لها في نهاية ديسمبر ‪4888‬‬
‫‪1‬‬
‫وفقا للمراحل التالية‪:‬‬

‫‪ %4 -‬مع نهاية شهر جوان ‪4882‬؛‬


‫‪ %5 -‬مع نهاية شهر ديسمبر ‪4882‬؛‬
‫‪ %6 -‬مع نهاية شهر ديسمبر ‪4880‬؛‬
‫‪ %7 -‬مع نهاية شهر ديسمبر ‪4881‬؛‬
‫‪ %8 -‬مع نهاية شهر ديسمبر ‪.4888‬‬
‫ويتم االعتماد في احتساب نسبة تغطية المخاطر على نفس المعادلة التفاقية بازل األولى ‪:‬‬

‫صافي األموال الخاصة‬


‫=‬ ‫نسبة المالءة‬
‫≥‪%8‬‬
‫المخاطر المرجحة‬

‫نسبة المالءة الخاصة بكل من البنوك العمومية والخاصة الناشطة في الجزائر تتوافق في مضمونها مع‬
‫القواعد االحت ارزية ‪ ،‬بحيث قدرت في سنة ‪ 0144‬بـ ـ ‪ %23,67‬بالنسبة للبنوك العمومية و‪ %21,91‬بالنسبة‬
‫للبنوك الخاصة وفيما يتعلق بسنة ‪ 0140‬قدرت بـ ـ ‪ %23,41‬في البنوك العمومية و‪ %21,55‬في البنوك‬
‫الخاصة ونحاول في الجدول الموالي تبيان معدالت مالءة األموال الخاصة على مستوى البنوك العمومية‬
‫والخاصة في الجزائر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بونيهي مريم‪ ،‬مقررات لجنة بازل وأهميتها في تقليل المخاطر االئتمانية في البنوك التجارية – دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد ومالية دولية‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،2100-2101 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪279‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 20 - 24‬تطور معدل مالءة البنوك العمومية والخاصة في الجزائر خالل الفترة ‪- 0200‬‬
‫‪0201‬‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬


‫‪%17,04‬‬ ‫‪%15,98‬‬ ‫‪%21,49‬‬ ‫‪%23,41‬‬ ‫‪%23,67‬‬ ‫البنوك العمومية‬
‫‪%16,22‬‬ ‫‪%14,86‬‬ ‫‪%19,95‬‬ ‫‪%21,55‬‬ ‫‪%21,91‬‬ ‫البنوك الخاصة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪:‬‬
‫‪- Fond monétaire internationale, Rapport du FMI 16/127, Washington, 2016, p34.‬‬
‫ثالثا‪ /‬نسبة تقسيم المخاطر‬

‫تعتبر عملية تقسيم المخاطرة وتوزيعها إحدى الطرق المتبعة من طرف البنوك للتقليل من احتماالت المخاطر‬
‫التي قد تؤدي إلى اإلفالس‪ .‬لذلك أوجبت قواعد الحذر الصادرة في قانون النقد والقرض على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية القيام بتنويع العمالء والمتابعة المستمرة لهم‪ ،‬فإذا ما اقتصر تعامل البنك على عدد‬
‫محدود من العمالء يجعل وضعيته ومركزه المالي جد حساس للمخاطر في حال تسجيل إفالس أحد عمالئه‬
‫‪1‬‬
‫أو عجزهم عن السداد‪ ،‬لذا تعتبر سياسة التنويع إحدى طرق التي من شأنها حماية من مثل هذه الوضعيات؛‬

‫تهدف هذه النسبة إلى تحديد سقف العالقة بين األموال الخاصة الصافية للبنك والتزاماته على أهم مدينيه‬
‫فرديا أو جماعيا‪ ،‬وهذا من أجل التخفيف من تأثير إفالس أحد المدينين أو أكثر على الوضعية المالية للبنك‪،‬‬
‫وتضمنت قواعد الحذر المطبقة في الجزائر نوعين من تقسيم المخاطر يستوجب على البنك والمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫المالية تطبيقها وهي‪:‬‬

‫‪ .4‬نسبة قصوى بين مجموع المخاطر الناجمة عن عملياته مع نفس المستفيد ومبلغ صافي األموال الخاصة‬
‫وفي هذا اإلطار حددت المادة (‪ )0‬من التعليمة ‪ 01- 81‬المؤرخة في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 4881‬والمتضمنة‬
‫تثبيت القواعد االحت ارزية لتسيير البنوك والمؤسسات المالية نسبة ‪ %25‬لمجموع المخاطر التي تتعرض‬
‫لها عمليات البنوك والمؤسسات المالية مع زبون واحد أو مجموعة من الزبائن‪ ،‬بحيث ال تتجاوز هذه‬
‫النسبة مبلغ األموال الخاصة لدى البنك‪ ،‬ويتم الوصول إليها على مراحل‪:‬‬
‫‪ %40 ‬ابتداء من ‪ 14‬جانفي ‪4880‬؛‬

‫‪1‬‬
‫بونيهي مريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.022 – 021‬‬
‫‪280‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ %30 ‬ابتداء من ‪ 14‬جانفي ‪4880‬؛‬
‫‪ %25 ‬ابتداء من ‪ 14‬جانفي ‪.4882‬‬

‫المخاطر الناتجة عن المستفيد‬


‫≥‪%25‬‬
‫صافي األموال الخاصة‬

‫تتعلق المخاطر الناتجة عن الزبون بمخاطر الميزانية وتلك خارج الميزانية‪ ،‬ويؤدي تجاوز هذه النسبة إلى‬
‫تخصيص للمخاطر تتثمل في ضعف نسبة المالءة أي (‪) %16‬؛‬

‫‪ .0‬نسبة قصوى بين مجموع المخاطر التي يتعرض لها بسبب عملياته مع المستفيدين الذي تحصل كل واحد‬
‫منهم على قروض تتجاوز نسبة ‪ %15‬من صافي األموال الخاصة ‪ ،‬ال يجب أن تتجاوز ‪ 41‬مرات‬
‫صافي األموال الخاصة للبنك‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬نسبة األموال الخاصة والمصادر الدائمة‬

‫تعد هذه العالقة (النسبة ) من قواعد الحذر المطبقة حديثا ضمن النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬بحيث لم يتم‬
‫اعتمادها إال مع نهاية سنة ‪ ،0111‬وأصبحت واجبة التطبيق سنة ‪ ،0112‬وقد حدد النظام رقم ‪11 – 11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 48‬جويلية ‪ ،0111‬النسبة المسماة "معامل األموال الخاصة (الذاتية ) والمصادر الدائمة"‬
‫مضمون هذه النسبة وكيفية تطبيقها بالبنوك والمؤسسات المالية لغرض تحقيق التوازن بين االستخدامات‬
‫‪1‬‬
‫والموارد طويلة األجل بالعملة المحلية‪:‬‬

‫األموال الخاصة وتوابعها‪ +‬المصادر الطويلة األجل‬


‫≥ ‪%60‬‬
‫صافي العقارات ‪ +‬سندات المساهمة في الفروع*‪+‬قروض المساهمة ‪ +‬االستحقاقات العقارية‬
‫***‬ ‫**‬
‫‪ +‬جزاءات‬ ‫‪ +‬القيم المنقولة غير المدرجة في قائمة األوراق المالية‬ ‫والمشكوك في تحصيلها‬
‫*بمبلغ صاف للمؤنة المكونة‬

‫**بمبلغها الصافي من المؤونة المكونة‬

‫***ماعدا قروض السندات التي تبقى مستحقة لمدة ال تقل عن خمس سنوات‬

‫‪1‬‬
‫باالعتماد على كل من ‪:‬‬
‫زيدان محمد‪ ،‬حبار عبد الرزاق‪ ،‬متطلبات تكييف الرقابة المصرفية في النظام المصرفي الجزائري مع المعايير العالمية‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن المؤتمر‬
‫العلمي الدولي الثاني حول إصالح النظام المصرفي الجزائري‪ 00 ،‬و ‪ 02‬مارس ‪ ،2112‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ص ص ‪ 02 – 00‬و‪:‬‬
‫بونيهي مريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.022‬‬
‫‪281‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خامسا‪ /‬مستوى االلتزام الممنوح للمساهمين والمدراء في المنظومة المصرفية الجزائرية‬


‫وفقا للمادة ‪ 421‬من القانون ‪ 41 – 81‬النقد والقرض يمكن للبنك أو المؤسسة المالية أن تمنح قروضا‬
‫لمديرها والمساهمين فيها شريطة أن ال يتعدى مجموع القروض ‪ %20‬من أموالها الخاصة‪ ،‬ويجب أن يسبق‬
‫الترخيص منح القروض‪ ،‬إضافة إلى المديرين أعضاء مجلس اإلدارة والممثلين واألشخاص المتمتعين بسلطة‬
‫‪1‬‬
‫التوقيع‪ ،‬كما يجب أن يكون استعمال هذه القروض موضوع بيان يقدم للجمعية العامة في آخر السنة المالية؛‬
‫إال أنه ونتيجة للفضائح المالية التي عرفها النظام المصرفي الجزائري وبالخصوص إفالس البنوك‪ ،‬تعتبر‬
‫الخلفية األساسية التي أدت إلى إجراء تعديل في قانون النقد والقرض‪ ،‬بحيث نصت المادة ‪ 411‬من األمر‬
‫رقم ‪ 44 – 10‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬التي تنص على منع كل بنك أو مؤسسة مالية من منح قروض‬
‫لمسيريها وللمساهمين فيها أو للمؤسسات التابعة لمجموعة البنك أو المؤسسة المالية‪ .‬وحسب هذه المادة فإن‬
‫المسيرين هم المؤسسون وأعضاء مجلس اإلدارة والممثلون واألشخاص الذين لديهم سلطة التوقيع كما ينطبق‬
‫‪2‬‬
‫هذا على أزواج المسيرين وأقاربهم من الدرجة األولى‪.‬‬
‫سادسا‪ /‬مراقبة وضعيات الصرف‬
‫اهتم التشريع المصرفي في الجزائر بمراقبة وضعية الصرف من خالل وضع قاعدة تقوم بتخفيف آثار‬
‫‪3‬‬
‫المخاطر الناجمة عن العمليات بالعملة الصعبة‪ ،‬وفي هذا الصدد وضعت السلطة النقدية نسبتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة قصوى محددة بـ ـ ‪ ، %10‬بين مبلغ وضعية الصرف (قصيرة أو طويلة) لكل عملة مع مبلغ صافي‬
‫األموال الخاصة‬

‫مجموع وضعيات الصرف "قصيرة أو طويلة" في كل عملة‬


‫≥ ‪%10‬‬
‫صافي األموال الخاصة‬

‫‪1‬‬
‫زيدان محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫بونيهي مريم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪3‬‬
‫زيدان محمد ‪ ،‬حبار عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪282‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬نسبة قصوى ال تتعدى ‪ %30‬بين مجموع وضعيات الصرف "قصيرة أو طويلة" لجميع العمالت ومبلغ‬
‫صافي األموال الخاصة ‪:‬‬

‫مجموع وضعيات الصرف "قصيرة أو طويلة" لجميع العمالت‬


‫≥‪%30‬‬
‫صافي األموال الخاصة‬

‫سابعا‪/‬متابعة وتصنيف الحقوق وااللتزامات‬

‫قام مجلس النقد والقرض بإصدار جملة من المعايير التنظيمية المتعلقة بتصنيف الحقوق ومؤونتها ‪ ،‬كما أخذ‬
‫باالعتبار خطر الخسارة الناتج عن التأخر في التسديد وافالس المدين‪ ،‬ولذلك يجب أن يتم إعداد المؤونات‬
‫وفقا لتصنيف الحقوق ‪ ،‬القائم أساسا على قدرة الزبون على التسديد عند االستحقاق ‪ ،‬كما يتعين على البنوك‬
‫‪1‬‬
‫إجراء مراجعة دورية لهذا التصنيف؛‬

‫‪ -‬تصنيف الحقوق والمؤونات (عناصر الميزانية)‬


‫أ‪ .‬الحقوق الجارية "‪:" créances courantes‬تصنف ضمن هذه الفئة‪ ،‬الحقوق المضمونة بالكامل في‬
‫‪2‬‬
‫اآلجال المحددة‪ ،‬وهذا الصنف عادة ما يستحق على المؤسسات ذات‪:‬‬
‫‪ -‬وضعية مالية متوازنة‪ ،‬تم التأكد من ذلك من خالل مراجعة الوثائق المحاسبية خاصة خالل فترة ‪41‬‬
‫شهر على األقل‪ ،‬إضافة إلى وضعيات تقديرية مستقبلية خاصة بفترة ‪ 0‬أشهر على األقل؛‬
‫‪ -‬وضعية مقبولة لطريقة التسيير وآفاق األنشطة ؛‬
‫‪ -‬حجم وطبيعة القروض الممنوحة تتماشى واحتياجات األنشطة الرئيسية ؛‬
‫كما يصنف ضمن هذه الفئة كل من ‪:‬‬

‫‪ -‬الديون المضمونة من طرف الدولة ‪ ،‬مؤسسة مالية أو مؤسسة تأمينية ؛‬


‫‪ -‬الديون المضمونة بودائع لدى البنك‪ ،‬مؤسسة مالية أو أي أصل مالي قابل للتحول إلى سيولة دون‬
‫المساس بقيمته ؛‬

‫‪1‬‬
‫موسى مبارك أحالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،02‬من التعليمة ‪ 12 – 22‬المؤرخة في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 0112‬المتعلقة بتحديد القواعد االحترازية وتسيير البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫بالنسبة للحقوق الجارية ‪ ،‬يتم تغطيتها بالكامل وفي آجالها‪ ،‬بواسطة مؤونات ذات طابع احتياطي تشكل جزءا‬
‫من األموال الخاصة تتراوح ما بين ‪ %1‬و ‪.%3‬‬

‫ب‪ .‬الحقوق المصنفة "‪:"créances classés‬تم تقسيمها إلى ثالث فئات تشمل كل من ‪:‬‬
‫الفئة األولى ‪ :‬الحقوق ذات مشاكل محتملة‬

‫يندرج ضمن هذه الفئة القروض التي قد تشهد تأخي ار معقوال في تسديدها‪ ،‬مع تأكيد في تحصيلها و غالبا ما‬
‫تتصل بالمؤسسات ذات الميزات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬قطاع نشاطها يعرف مشاكل ؛‬


‫‪ ‬وضعية مالية متراجعة ما قد يؤثر في القدرة على التسديد ؛‬
‫‪ ‬بعض القروض والفوائد على هذه المؤسسات هي غير مسددة منذ ‪ 0‬أشهر إلى ‪ 2‬أشهر؛‬
‫يتم تخصيص لها مؤونة في حدود ‪. %30‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬حقوق خطرة جدا‬

‫يدخل ضمن هذه الفئة كل من ‪:‬‬

‫‪ -‬القروض والديون التي تكون تغطيتها غير أكيدة‪ ،‬وواقعة على مؤسسات تسجل خسائر متكررة؛‬
‫‪ -‬تأخير في دفع الفوائد والقرض خالل فترة تمتد من ‪ 2‬أشهر إلى سنة؛‬
‫يتم تخصيص لها مؤونة تقدر ب ـ‪ %50‬كحد أقصى ‪.‬‬

‫الفئة الثالثة‪ :‬حقوق معدومة‬

‫هي الحقوق التي لم يتمكن البنك من تحصيلها‪ ،‬بعد استخدام كل الطرق والبدائل ‪ ،‬تعتبر خسائر مؤكدة لدى‬
‫البنوك‪ ،‬لذلك تخصص لها مؤونة تقدر بـ ـ ‪ %100‬كحد أقصى‪.‬‬

‫‪ -‬تصنيف االلتزامات خارج الميزانية ‪:‬يتم تصنيفها ضمن أربع فئات وهي‪:‬‬
‫الفئة األولى ‪ :‬خطر مرتفع وهو يشمل كل من ‪:‬‬

‫‪ ‬القبول؛‬
‫‪ ‬فتح قروض غير قابلة لإللغاء وكفاالت تشكل بدائل عن القروض؛‬
‫‪284‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬ضمانات القروض الموزعة‪.‬‬


‫الفئة الثانية‪ :‬خطر متوسط تتعلق بكل من ‪:‬‬

‫‪ ‬التزامات الدفع الناتجة عن االعتمادات المستندية‪ ،‬بدون أن تشكل الضمانات المعنية ضمانا؛‬
‫‪ ‬كفاالت األسواق العمومية ‪ ،‬ضمانات حسن النهاية وااللتزامات الجمركية والضريبية ؛‬
‫‪ ‬التسهيالت غير المستعملة كالسحب على المكشوف وااللتزامات باإلقراض ‪ ،‬ذات المدة المبدئية‬
‫تتجاوز سنة‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬خطر متواضع‬

‫‪ ‬مرتبط باالعتماد المستندي الممنوح أو المؤكد في حال ما إذا كانت البضاعة موضوعة كضمان؛‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬خطر ضعيف‬

‫‪ ‬التسهيالت غير المستعملة كالسحب على المكشوف وااللتزامات باإلقراض بحيث المدة ال تتجاوز‬
‫سنة ‪ ،‬والتي يمكن إلغاؤها دون أي شرط أو إخطار مسبق؛‬
‫ثامنا‪ /‬أوزان المخاطرة‬

‫لتحديد نسبة المالءة ‪ ،‬تم وضع نظام خاص لترجيح المخاطر بالنسبة لعناصر أصول الميزانية (القروض‬
‫المختلفة) أوخارج الميزانية (االلتزامات باإلمضاء)‪ ،‬حيث خصصت نسب (معامالت ) ترجيحية تتراوح‬
‫من(‪ %0‬إلى ‪ )%100‬يتم تطبيقها على مختلف االلتزامات بناء على معايير كنوعية العملية والعميل ‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بعناصر األموال داخل الميزانية يحتسب الخطر المرجح بعد تحديد كل من المؤونات والضمانات‬
‫‪1‬‬
‫الالزمة وبتطبيق معامالت ترجيح وفقا للجدول الموالي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 00‬التعليمة ‪ 12 – 22‬المؤرخة في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 0112‬المتعلقة بتحديد القواعد االحترازية وتسيير البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :20–24‬أوزان ترجيح المخاطر للعناصر الواقعة داخل الميزانية‬

‫العناصر (األصول)‬ ‫معامل الترجيح‬


‫‪ -‬قروض للزبائن (األوراق المخصومة‪ ،‬القرض التجاري‪،‬‬ ‫‪%100‬‬
‫الحسابات المدينة)‬
‫‪ -‬قروض للمستخدمين(سندات المساهمة والتوظيف غير‬
‫تلك الخاصة بالبنوك و المؤسسات المالية)‬
‫‪ -‬التثبيتات‬
‫‪ -‬قروض للمؤسسات االئتمانية المتواجدة بالخارج‬ ‫‪%20‬‬
‫المساهمة‬ ‫سندات‬ ‫توظيفات‪،‬‬ ‫عادية‪،‬‬ ‫(حسابات‬
‫والتوظيف للبنوك والمؤسسات المالية المقيمة بالخارج)‬
‫‪ -‬قروض لمؤسسات االئتمان المقيمة في الجزائر‬ ‫‪%5‬‬
‫‪ -‬حقوق على الدولة وما يشابهها (سندات الدولة‪ ،‬ودائع‬ ‫‪%0‬‬
‫لدى بنك الجزائر‪ ،‬حقوق أخرى على الدولة)‬
‫المصدر‪ :‬المادة رقم ‪ 44‬من التعليمة رقم ‪ ،81 – 01‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫من جانب االلتزامات الواقعة خارج الميزانية‪ ،‬يتم ترجيحها باستخدام معامالت تحويل وتصنف وفقا لدرجة‬
‫المخاطر المرتبطة باالئتمان‪ ،‬وبعدها يتم ترجيحها بناء على طبيعة المدين الذي أًجريت معه العملية لتحديد‬
‫المخاطر المرجحة خارج الميزانية؛‬

‫ونحاول في الجدول الموالي تلخيص أوزان المخاطر الخاصة بالعناصر خارج الميزانية‬

‫‪286‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ : 24–24‬أوزان المخاطر الخاصة بالعناصر خارج الميزانية‬

‫طبيعة المدين‬ ‫معامل‬ ‫نوع االلتزامات‬ ‫معامل‬ ‫تصنيف درجة‬


‫الترجيح‬ ‫التحويل‬ ‫الخطر‬
‫الدولة‪ ،‬البريد ‪ ،‬بنك الجزائر‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪-‬تسهيالت غير مستعملة (السحب على‬ ‫‪%0‬‬ ‫ضعيف‬
‫الخزينة العمومية؛‬ ‫المكشوف‪ ،‬وااللتزامات االئتمانية التي تقل‬
‫عن السنة والقابلة لإللغاء دون شرط)‬
‫بنوك ومؤسسات مالية مقيمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫االعتمادات المستندية الممنوحة أو‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫متواضع‬
‫في الجزائر؛‬ ‫المؤكدة (في حال ما إذا تم اعتبار‬
‫البضاعة ضمانا)‬
‫بنوك ومؤسسات مالية مقيمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫االعتمادات‬ ‫عن‬ ‫ناتجة‬ ‫التزامات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫متوسط‬
‫في الخارج؛‬ ‫المستندية (البضاعة ال تعتبر ضمانا)‬
‫زبائن آخريين؛‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫العمومية‬ ‫والصفقات‬ ‫الكفاالت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫مرتفع‬
‫وضمانات جمركية وجبائية ؛‬
‫‪-‬تسهيالت غير مستعملة (السحب‬ ‫‪-‬‬
‫على المكشوف‪ ،‬وااللتزامات االئتمانية‬
‫التي تفوق السنة )؛‬
‫القبول ‪ ،‬فتح االعتماد ‪ ،‬الكفاالت ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضمانات والقروض الموزعة؛‬
‫المصدر‪ :‬المادة رقم ‪ 44‬من التعليمة رقم ‪ ، 81 – 01‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫تاسعا‪ /‬تغطية مخاطر السيولة‬

‫يتطلب التسيير األمثل للسيولة البنكية بشكل عام تحقيق مجموعة من التوازنات بين األموال الخاصة‬
‫وااللتزامات اتجاه الغير‪ ،‬مجموع موارد البنك واستخداماته ‪ ،‬سعت الهيئات الرقابية على المنظومة المصرفية‬
‫الجزائرية إلى إقامة أنظمة من شأنها ضمان الرقابة المحكمة على السيولة في البنوك والمؤسسات المالية ‪،‬‬
‫بحيث ألزمت البنوك في النظام رقم ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ ، 0144‬بوضع جهاز لتحديد ‪ ،‬قياس‬
‫وتسيير مخاطر السيولة وضرورة تحديد سياسة عامة لتسيير السيولة ودرجة تحمل خطرها‪ ،‬من خالل وضع‬
‫تقديرات واحصاء مصادر التمويل ‪ ،‬باإلضافة إلى تسطير مجموعة من الحدود المرفقة بأنظمة القياس‬
‫والمراقبة‪ ،‬واإلنذار المبكر والقيام بمجموعة من السيناريوهات الالزمة على أن يتم تحيينها بانتظام بناء على‬
‫‪1‬‬
‫التغيرات التي يشهدها الوضع المالي ؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 11‬من النظام رقم ‪ 12 – 00‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 2100‬يتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪287‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما قام بنك الجزائر بوضع مجموعة من المتطلبات الكمية الواجب تحقيقها( النظام رقم ‪ 11 –44‬المؤرخ في‬
‫‪ 01‬ماي ‪ ، 0144‬يتضمن تعريف وقياس وتسيير ورقابة خطر السيولة والتعليمة رقم ‪ 10 – 44‬المؤرخة في‬
‫‪ 04‬ديسمبر ‪ 0144‬المتضمنة معامالت السيولة الخاصة بالبنوك والمؤسسات المالية ) ‪ ،‬للتحكم في مخاطر‬
‫السيولة ويتضح ذلك جيدا من خالل وجوب احترام نسبة (أو مايعرف بمعامل السيولة ) بين مجموع األصول‬
‫السائلة المتوفرة والممكن تحقيقها على المدى القصير وعناصر الخصوم (االلتزامات قصيرة األجل) ويتم‬
‫‪1‬‬
‫تحديد هذه النسبة كاآلتي ‪:‬‬

‫األصول السائلة في األجل القصير‬


‫‪≥%100‬‬ ‫معامل السيولة =‬
‫الخصوم المستحقة في األجل القصير‬

‫يتم الحصول على العناصر المكونة لبسط معامل السيولة بعد ترجيحها بالمعامالت التالية‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ 24‬ـــ‪ : 21‬المعامالت الترجيحية لبسط معامل السيولة‬

‫العناصر‬ ‫معامالت الترجيح‬


‫‪ -‬الصندوق‪ ،‬البنك المركزي‪ ،‬الحساب الجاري البريدي‪ ،‬الخزينة العمومية‪ ،‬سندات الخزينة‪،‬‬ ‫‪%100‬‬
‫حسابات البنك لدى المراسلين (األجانب والمحليين)‪.‬‬
‫‪ -‬األرصدة ذات مدة تفوق الشهر الممنوحة في شكل قروض استغالل‪ ،‬استثمار‪ ،‬عمليات‬ ‫‪%75‬‬
‫اإليجار التمويلي واإليجار العادي‪.‬‬
‫‪ -‬السندات والقيم المنقولة ذات العائد الثابت المصدرة من طرف المؤسسات العمومية والخاصة‬ ‫‪%60‬‬
‫‪ -‬االلتزامات التمويلية الممنوحة لصالح البنوك الجزائرية (الواجب أن يتوفر فيها مجموعة من‬ ‫‪%50‬‬
‫الشروط كأن تكون منجزة كتابيا‪ ،‬تتضمن بنود تنص على عدم قابلية الرجوع أو اإللغاء طيلة‬
‫الفترة التعاقدية) ‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم وبقية األوراق ذات العائد المتغير والمدرجة ضمن بورصة الجزائر‪.‬‬ ‫‪%10‬‬
‫‪Source : Article n° 04, Instruction n° 07 – 2011 du 21 décembre 2011 portant les coefficients de‬‬
‫‪liquidité des banques et des établissements financiers.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 13‬من النظام رقم ‪ 12 – 00‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ، 2100‬يتضمن تعريف وقياس وتسيير ورقابة خطر السيولة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪288‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ومن جانب عناصر المقام نجد ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 21 - 24‬المعامالت الترجيحية لمقام معامل السيولة‬

‫الخصوم قصيرة األجل‬ ‫المعامل‬


‫‪ -‬الحسابات الدائنة بالدينار الجزائري والعمالت الصعبة‪.‬‬ ‫‪%100‬‬
‫‪ -‬عمليات إعادة الخصم المنجزة من طرف بنك الجزائر وعمليات إعادة التمويل ‪.‬‬
‫‪ -‬القروض السندية المسددة في مدة شهر‪.‬‬

‫‪ -‬سندات الصندوق والودائع اآلجلة‪.‬‬ ‫‪%70‬‬


‫‪ -‬حساب االدخار‪.‬‬ ‫‪%30‬‬
‫‪ -‬ودائع المؤسسات اآلجلة‪.‬‬ ‫‪%25‬‬
‫‪ -‬ودائع أخرى ألجل‪،‬االلتزامات خارج الميزانية لصالح البنوك ‪.‬‬ ‫مابين‪ %5‬و ‪%20‬‬
‫‪Source : Article n° 06, Instruction n° 07 – 2011 du 21 décembre 2011 portant les coefficients de‬‬
‫‪liquidité des banques et des établissements financiers,op-cit.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما يقوم البنك في نهاية كل ثالثي بتبليغ بنك الجزائر ب ــ‪:‬‬

‫‪ ‬المعامل األدنى للسيولة للشهر الموالي(النماذج ‪ )2110 ،2114 ،2111‬ومعاملي الشهرين‬


‫األخيرين للثالثي المنقضين (النموذج ‪)2112‬؛‬
‫‪ ‬معامل السيولة للثالثة أشهر الموالية لتاريخ اإلقفال (النماذج ‪.)2112،2111،2110‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬إصدار األنظمة (‪ )20 – 20 –20 – 04‬لتدعيم اإلطار االحترازي الوطني واالنتقال إلى‬
‫تطبيق المقاربة المعيارية المنصوص عليها في بازل الثانية والثالثة‬

‫إذ يهد ف هذا النظام إلى تحديد نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ‪ ،‬بحيث تلتزم البنوك‬
‫والمؤسسات المالية باحترام وبصفة مستمرة‪ ،‬على أساس فردي أو مجمع معامل أدنى للمالءة يقدر ب ـ ـ ‪%9,5‬‬
‫بين مجموع أموالها الخاصة القانونية من جهة‪ ،‬ومجموع مخاطر القروض ومخاطر السوق المرجحة من‬
‫جهة أخرى؛‬

‫وأكدت المادة ‪ 0‬من هذا النظام أيضا على أن تغطي األموال الخاصة القاعدية كال من مخاطر القرض‬
‫والمخاطر العملياتية ومخاطر السوق بواقع ‪ %7‬على األقل؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 12‬من النظام رقم ‪ 12 - 00‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ،2100‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫زيادة على التغطية المذكورة ‪ ،‬يحب على البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬أن تشكل وسادة تدعى وسادة أمان‬
‫‪1‬‬
‫(هامش أمان)‪ ،‬تتكون من أموال قاعدية تغطي ‪ %2,5‬من مخاطرها المرجحة؛‬

‫يتكون بسط معامل المالءة من األموال الخاصة القانونية ويشمل المقام مجموع التعرضات المرجحة لمخاطر‬
‫القرض والمخاطر العملياتية ومخاطر السوق‪ ،‬بحيث تتضمن مخاطر القرض ( االئتمان) مخاطر الميزانية‬
‫ومخاطر خارج الميزانية؛‬

‫لإلشارة بإمكان اللجنة المصرفية منح البنوك والمؤسسات المالية مهلة تمكنها من االمتثال للمتطلبات الخاصة‬
‫برأس المال الرقابي ‪ ،‬وأن تفرض على البنوك والمؤسسات المالية ذات أهمية نظامية ‪ ،‬معايير مالءة تفوق‬
‫تلك المنصوص عليها؛‬

‫أوال‪ /‬األموال الخاصة القانونية‬

‫تتكون األموال الخاصة القانونية من ‪ :‬األموال الخاصة القاعدية واألموال الخاصة التكميلية‪ ،‬إذ نجد أن‬
‫األموال القاعدية تشمل كال من العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬رأس المال االجتماعي ؛‬


‫‪ -‬العالوات ذات الصلة برأس المال ؛‬
‫‪ -‬االحتياطات خارج فوارق إعادة التقييم ؛‬
‫‪ -‬األرصدة الدائنة المرحلة من جديد ؛‬
‫‪ -‬المؤونات القانونية ؛‬
‫‪ -‬نتائج السنة األخيرة المقفلة صافية من الضرائب واألرباح المرتقب توزيعها؛‬
‫يطرح من هذه العناصر ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬األسهم الذاتية الخاصة المعاد شراؤها؛‬


‫‪ ‬األرصدة المدينة المرحلة من جديد؛‬
‫‪ ‬النواتج العاجزة قيد التخصيص؛‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ 10 ، 12‬ذي الحجة ‪ 0231‬الموافق لــ ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،2102‬النظام رقم ‪ 10 – 02‬المؤرخ في ‪02‬‬
‫فيفري ‪ 2102‬والذي يتضمن نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية المادة ‪.12‬‬

‫‪290‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬النواتج العاجزة المحددة سداسيا؛‬


‫‪ -‬األصول الثابتة غير المادية صافية من اإلهتالكات ومن المؤونات التي تشكل قيما معدومة (فارق‬
‫االقتناء)؛‬
‫‪ %50 -‬من مبلغ المساهمات ومن كل مستحق آخر مماثل لألموال الخاصة التي تمت حيازتها في بنوك‬
‫ومؤسسات مالية أخرى؛‬
‫‪ -‬المبالغ التي تتجاوز الحدود الخاصة بالمساهمات؛‬
‫‪ -‬المؤونات التكميلية المفروضة من طرف اللجنة المصرفية؛‬
‫يمكن أن تحتوي األموال الخاصة القاعدية على أرباح بتواريخ وسيطية بشرط أن تكون‪:‬‬

‫‪ -‬محددة بعد التسجيل المحاسبي لمجموع التكاليف المتعلقة بالفترة ومخصصات اإلهتالكات والمؤونات ؛‬
‫‪ -‬محسوبة صافية من الضريبة على الشركات ومن تسبيقات على األرباح الموزعة ؛‬
‫‪ -‬مصادقا عليها من طرف محافظي الحسابات وموافقا عليها من طرف اللجنة المصرفية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تتكون األموال الخاصة التكميلية من ‪:‬‬

‫‪ %50 ‬من مبلغ فوارق إعادة التقييم ؛‬


‫‪ %50 ‬من مبلغ فوائض القيمة الكامنة والناجمة عن التقييم بالقيمة الحقيقية لألصول المتاحة للبيع (خارج‬
‫سندات المساهمة المحوزة على البنوك والمؤسسات المالية)‪.‬‬
‫‪ -‬مؤونات لتغطية المخاطر المصرفية العامة‪ ،‬مكونة على المستحقات الجارية للميزانية ‪ ،‬في حدود‬
‫‪ %1,25‬من األصول المرجحة لخطر القرض؛‬
‫‪ -‬سندات المساهمة وسندات أخرى ذات مدة غير محددة؛‬
‫‪ -‬األموال المتأتية من إصدار سندات أو اقتراضات شرط أن ‪:‬‬
‫‪ . 4‬ال تكون قابلة للتسديد إال بمبادرة من المقترض وبموافقة مسبقة من اللجنة المصرفية ؛‬

‫‪ . 0‬تعطي للمقترض إمكانية تأجيل دفع الفوائد إن كان مستوى مردوديته ال يسمح بهذا الدفع ؛‬

‫‪ . 0‬يكون التسديد المسبق غير ممكن قبل ‪ 2‬سنوات ‪ ،‬إال إذا تعلق األمر بتحويل هذا التسديد إلى أموال‬
‫خاصة؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،01‬من النظام رقم ‪ 10-02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪291‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ . 1‬يأتي استرداد مستحقات القرض على البنك أو المؤسسة المالية بعد استرداد مستحقات جميع المستحقين‬
‫اآلخرين؛‬

‫‪ . 2‬تكون متاحة لتغطية الخسائر حتى وان كان ذلك بعد توقف النشاط؛‬

‫األموال المتأتية من إصدار سندات أو قروض مشروطة التي ال تستجيب للشروط المذكورة أعاله‪ ،‬وتستوفي‬
‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان العقد ينص على أجل استحقاق محدد للتسديد‪ ،‬يجب أن تقل المدة األولية عن ‪ 2‬سنوات‪ ،‬واذا لم‬
‫يحدد أي أجل لالستحقاق‪ ،‬فال يمكن تسديد الدين إال بعد إخطار مسبق بـ ـ ‪ 2‬سنوات؛‬
‫‪ -‬ال يتضمن عقد القرض بند سداد يشير إلى أنه‪ ،‬في ظروف معينة غير تلك المتعلقة بتصفية البنك أو‬
‫المؤسسة المالية الخاضعة‪ ،‬يستوجب تسديد الدين قبل أجل االستحقاق المتفق عليه وبعد تسديد كافة‬
‫الديون األخرى المستحقة عند تاريخ التصفية؛‬
‫تطرح من هذه األموال الخاصة التكميلية ‪ %50‬من مبلغ المساهمات ومن كل مستحق آخر مماثل لألموال‬
‫الخاصة المحازة لدى البنوك والمؤسسات المالية األخرى‪ ،‬كما ال يمكن إدراج األموال الخاصة التكميلية ضمن‬
‫‪1‬‬
‫األموال الخاصة القانونية إال في حدود ‪ %50‬من األموال الخاصة القاعدية؛‬

‫ثانيا‪ /‬توسيع دائرة تغطية المخاطر المصرفية في البنوك الجزائرية‬

‫‪ o‬مخاطر القرض (المخاطر االئتمانية)‬


‫‪2‬‬
‫تطرح من مخاطر الميزانية وخارج الميزانية العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬المؤونات المكونة لتغطية انخفاض قيمة المستحقات والسندات وااللتزامات بالتوقيع؛‬


‫‪ -‬الضمانات المقبولة لتخفيض المخاطر ؛‬
‫‪ -‬الفوائد غير المحصلة و المقيدة في حساب المستحقات المشكوك فيها؛‬
‫ولتحديد ترجيحات خطر القرض ‪ ،‬وحسب طبيعة نوعية الطرف المقابل‪ ،‬تستعمل البنوك والمؤسسات المالية‬
‫التنقيط الممنوح من طرف هيئات خارجية لتقييم القرض‪ ،‬والتي تحدد قائمتها من طرف اللجنة المصرفية‪ ،‬أو‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 00‬من النظام رقم ‪ 10 - 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 10 - 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تستعمل الترجيحات المنصوص عليها في حالة عدم وجود تنقيط من طرف هيئة خارجية لتقييم القرض‪ ،‬في‬
‫‪1‬‬
‫حالة تعدد التنقيط الخارجي الممنوح لنفس الطرف المقابل ‪ ،‬ترجح المخاطر باستعمال أدنى تنقيط ممنوح؛‬

‫توزع البنوك والمؤسسات المالية مخاطر القرض حسب الفئات أدناه‪ ،‬وتطبق عليها المعدالت المشار إليها‬
‫‪2‬‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .0‬المستحقات على المقترضين السيادين‪:‬‬


‫‪ -‬المستحقات على الدولة الجزائرية وعلى بنك الجزائر ‪ :‬يطبق ترجيح ‪ %0‬على المستحقات التي على‬
‫الدولة الجزائرية وعلى بنك الجزائر ‪ ،‬كما يطبق ترجيح ‪ %0‬على المستحقات على اإلدارات المركزية‬
‫والمؤسسات المالية متعددة األطراف ‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ 24‬ـــ ‪ : 21‬المستحقات على الدول األخرى وبنوكها المركزية‬

‫ال يوجد تنقيط‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫إلى ‪ B+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪+‬إلى ‪BB+‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫إلى ‪ A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫التنقيط‬
‫‪BB-‬‬ ‫‪BBB-‬‬ ‫‪AA-‬‬ ‫الخارجي‬
‫للقرض (*)‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫الترجيح‬

‫)*(تنقيط ستاندار آند بورز أو ما يعادله‬


‫المصدر‪ :‬المادة ‪ 41‬من النظام رقم ‪ 14- 41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ،0141‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ .0‬المستحقات على الهيئات العمومية دون اإلدارات المركزية‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ 24‬ـــ ‪ :28‬معامالت الترجيح الخاصة بالمستحقات على الهيئات العمومية دون اإلدارات‬
‫المركزية‬

‫ال يوجد تنقيط‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫إلى ‪ B+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪+‬إلى ‪BB+‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫إلى ‪ A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫التنقيط‬
‫‪BB-‬‬ ‫‪BBB-‬‬ ‫‪AA-‬‬ ‫الخارجي‬
‫للقرض (*)‬
‫‪%50‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫الترجيح‬

‫)*(تنقيط ستاندار آند بورز أو ما يعادله‬


‫المصدر‪ :‬المادة ‪ 41‬من النظام رقم ‪ 14- 41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ،0141‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 03‬من النظام رقم ‪ 10- 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 10- 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تتمثل المستحقات على هيئات العمومية ‪ ،‬على وجه الخصوص في المستحقات على الجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ترجح هذه المستحقات بنسبة ‪%20‬؛‬

‫‪ .0‬المستحقات على البنوك والمؤسسات المالية أو المماثلة والمقيمة بالخارج‬


‫أ‪ .‬البنوك والمؤسسات المالية أو المماثلة والمقيمة بالخارج‬
‫جدول رقم ‪ 24‬ـــ ‪ :20‬معامالت الترجيح البنوك والمؤسسات المالية أو المماثلة والمقيمة بالخارج‬

‫ال يوجد تنقيط‬ ‫أقل من‪B-‬‬ ‫‪ B+‬إلى‪B-‬‬ ‫‪ BB+‬إلى‬ ‫‪+ BBB‬إلى‬ ‫‪ A+‬إلى‪A-‬‬ ‫‪ AAA‬إلى‬ ‫التنقيط‬
‫‪BB-‬‬ ‫‪BBB-‬‬ ‫‪AA-‬‬ ‫الخارجي‬
‫للبنوك‬
‫والمؤسسات‬
‫المالية‬
‫‪%50‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫ترجيح‬
‫المستحقات‬
‫أجل‬ ‫ذات‬
‫استحقاق يفوق‬
‫ثالثة أشهر‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫ترجيح‬
‫المستحقات‬
‫أجل‬ ‫ذات‬
‫استحقاق‬
‫ابتدائي أقل أو‬
‫ثالثة‬ ‫يساوي‬
‫أشهر‬
‫المصدر‪ :‬المادة ‪ 41‬من النظام رقم ‪ 14- 41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ،0141‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫ب‪ .‬ترجيح المستحقات على البنوك والمؤسسات المالية المقيمة بالجزائر بنسبة ‪ %20‬؛‬

‫‪294‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ .0‬المستحقات على المؤسسات الكبيرة والمتوسطة‬
‫جدول رقم ‪ 24‬ــــ ‪ : 02‬معامالت الترجيح للمستحقات على المؤسسات الكبيرة والمتوسطة‬
‫ال يوجد تنقيط‬ ‫أقل من ‪B-‬‬ ‫إلى ‪ B+‬إلى ‪B-‬‬ ‫‪+‬إلى ‪BB+‬‬ ‫‪BBB‬‬ ‫إلى ‪ A+‬إلى ‪A-‬‬ ‫‪AAA‬‬ ‫التنقيط‬
‫‪BB-‬‬ ‫‪BBB-‬‬ ‫الخارجي ‪AA-‬‬
‫للقرض‬
‫(*)‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%150‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫الترجيح‬

‫المصدر‪ :‬المادة ‪ 41‬من النظام رقم ‪ 14- 41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪.0141‬‬

‫في حالة تبني بنك أو مؤسسة مالية التنقيط الخارجي لتقييم المخاطر على المؤسسات الكبيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫فعليه استعمال هذه الطريقة لتقييم جميع مستحقاته على المؤسسات المنقطة؛‬

‫في حالة عدم لجوء البنك أو المؤسسة المالية إلى التنقيط الخارجي لتقييم مخاطره على المؤسسات الكبيرة‬
‫والمتوسطة فعليه ترجيح مثل هذه المخاطر بصفة موحدة بنسبة ‪.%100‬‬

‫‪ .0‬مستحقات بنك التجزئة‪ :‬يطبق ترجيح ‪ %75‬على مستحقات بنك التجزئة بما فيها ‪ ،‬المستحقات على‬
‫المؤسسات الصغيرة جدا والخواص التي تستجيب للشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ال يتجاوز مستوى التعرض على المستفيد الواحد مبلغ ‪ 10 000 000‬دج؛‬
‫‪ -‬تكون المحفظة متنوعة بكفاية ؛‬
‫‪ -‬يأخذ التعرض أحد الصيغ اآلتية‪ :‬قروض أو خطوط قابلة للتجديد‪ ،‬مساعدات إلنشاء مؤسسات‪،‬‬
‫تسهيالت للمؤسسات الصغيرة ‪ ،‬قروض تجهيز جارية لفائدة الخواص؛‬
‫‪ -‬ترجح مستحقات بنك التجزئة التي ال تستجيب للشروط المذكورة أعاله بنسبة ‪.%100‬‬
‫‪ .4‬القروض العقارية لالستعمال السكني‪ :‬يتم تطبيق ترجيح ‪ %35‬على القروض العقارية التي ال تستجيب‬
‫للشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون القروض الممنوحة لألفراد بغرض اقتناء أو تهيئة أو بناء سكنات مضمونة برهن رسمي وتكون‬
‫موجهة ليشغلها المقترض أو موجهة لإليجار ؛‬

‫‪ -‬أن تكون االعتمادات االيجارية المتضمنة حق الشراء والمتعلقة باألمالك العقارية الستعمال سكني موجهة‬
‫ليشغلها المستأجر؛‬

‫‪295‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬أن يعادل مبلغ القرض أو يقل عن ‪ %80‬من قيمة العقار المرهون رسميا؛‬

‫‪ -‬تحيين قيمة العقار المرهون رسميا بفترات منتظمة ؛‬

‫في حالة عدم احترام المعايير السابقة المذكورة ‪ ،‬يتم تطبيق معامل ترجيح يقدر بـ ـ ‪ ، %75‬كما بإمكان اللجنة‬
‫المصرفية أن ترخص للبنوك والمؤسسات المالية بتطبيق ترجيح نسبته ‪. %50‬‬

‫‪ .1‬القروض العقارية لالستعمال التجاري‪ :‬يطبق ترجيح ‪ %75‬على القروض المضمونة برهون رسمية‬
‫على األمالك العقارية لالستعمال المهني أو التجاري غير أنه يطبق ترجيح نسبته ‪ %50‬على‬
‫ا العتمادات االيجارية المالية والعملياتية المتضمنة حق الشراء بشرط أن يتم تقييم العقار المرهون خالل‬
‫فترات منتظمة؛‬
‫‪ .2‬المستحقات المصنفة‪ :‬الترجيحات المطبقة على أجزاء المستحقات المصنفة صافية من أي ضمانات بعد‬
‫طرح المؤونات المكونة ‪ ،‬تكون كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬بالنسبة للقروض العقارية الموجهة لالستعمال السكني (قروض السكن غير المسددة)‪:‬‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %100‬عندما تكون المؤونات المكونة أقل أو تساوي ‪ %20‬من إجمالي قائم المستحق؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %50‬عندما تفوق المؤونات المكونة ‪ %20‬من إجمالي قائم المستحق‪.‬‬
‫ب‪ .‬بالنسبة للمستحقات المصنفة األخرى‪:‬‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %150‬عندما تكون المؤونات المكونة أقل أو تساوي ‪ %20‬من إجمالي قائم المستحق ؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %100‬عندما تفوق المؤونات المكونة ‪ %20‬وتقل أو تساوي ‪ %50‬من إجمالي قائم المستحق؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %50‬عندما تفوق المؤونات المكونة ‪ %50‬من إجمالي قائم المستحق‪.‬‬
‫‪ .1‬أصول أخرى ‪:‬يطبق على األصول األخرى‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %0‬على القيم المتواجدة بالصندوق والقيم المماثلة لها ‪ ،‬كذلك الودائع لدى المصالح المالية لبريد‬
‫الجزائر؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %20‬على القيم قيد التحصيل ؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %100‬على صافي األصول الثابتة وعلى سندات الملكية والمستحقات غير تلك المطروحة من‬
‫األموال الخاصة وعلى حسابات االرتباط وحسابات المدينين المتنوعين؛‬
‫‪ -‬ترجيح ‪ %100‬على األصول األخرى التي ليست محل إجراء خاص‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ .1‬السندات المقرضة أو المعطاة على سبيل األمانة‪ :‬ترجح السندات المقرضة أو المعطاة على سبيل‬
‫األمانة وفقا لنوعية المصدر؛‬
‫بالنسبة لاللتزامات خارج الميزانية يتم تحويلها وفقا لعوامل الترجيح إلى ما يعادلها من مخاطر القرض وترجح‬
‫المبالغ المتحصل عليها بنفس الكيفيات المحددة بالنسبة لعناصر الميزانية وذلك وفقا للفئة التي ينتمي إليها‬
‫‪1‬‬
‫الطرف المقابل أو الضامن وعوامل التحويل المطبقة على مختلف العناصر خراج الميزانية هي اآلتية‪:‬‬

‫‪ .0‬معامل التحويل بـــ‪ : %0‬تسهيالت السحوبات على المكشوف وااللتزامات باإلقراض غير المستعملة التي‬
‫يمكن إلغاؤها بدون شرط في أي وقت وبدون إخطار مسبق؛‬
‫‪ .0‬معامل التحويل بـــ ‪ : %20‬االعتمادات المستندية الممنوحة أو المؤكدة عندما تشكل السلع محل‬
‫االعتمادات ضمانا؛‬
‫‪ .0‬معامل التحويل بـــ ‪ %50‬والتي تشمل كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزامات بالدفع المترتبة على االعتمادات المستندية عندما ال تشكل السلع محل االعتماد ضمانا؛‬
‫‪ -‬الكفاالت الخاصة بالصفقات العمومية وضمانات حسن األداء وااللتزامات الجمركية والضريبية؛‬
‫‪ -‬التسهيالت غير قابلة للرجوع فيها والغير المستعملة كالسحب على المكشوف وااللتزامات باإلقراض التي‬
‫تفوق مدتها األصلية سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ .4‬معامل التحويل بـــ ‪ %100‬بالنسبة لكل من ‪:‬‬
‫‪ -‬القبول؛‬
‫‪ -‬فتح القروض غير القابلة للرجوع فيها والكفاالت المشكلة لبدائل القروض ؛‬
‫‪ -‬ضمانات القروض الممنوحة ؛‬
‫‪ -‬االلتزامات بالتوقيع األخرى الغير قابلة للرجوع فيها‪.‬‬
‫الضمانات المالية المقبولة ‪ :‬يتم استخدام هذه الضمانات للتقليص من مخاطر القرض وتتثمل النسب‬
‫المطبقة عليها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حصة ‪ %100‬تشمل كل من ‪:‬‬


‫‪ ‬ودائع األموال والضمان لدى البنك المقرض؛‬
‫‪ ‬ودائع الضمان لدى المؤسسة المالية المقرضة ؛‬

‫‪1‬‬
‫المادتين ‪ 01‬و ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 10- 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬الضمانات المتحصل عليها من الدولة الجزائرية أو من مؤسسات وصناديق عمومية جزائرية تماثل‬
‫ضماناتها ضمانات الدولة ؛‬
‫‪ ‬سندات الدين التي تصدرها الدولة الجزائرية أو تلك التي تستفيد من ضمان الدولة؛‬
‫‪ ‬الضمانات المتحصل عليها من صناديق وبنوك التنمية ومن هيئات مماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬حصة ‪ %80‬وتشمل كل من ‪:‬‬
‫‪ ‬ودائع الضمان والودائع ألجل المحوزة في الجزائر لدى مؤسسة مالية غير تلك التي منحت تسهيل؛‬
‫‪ ‬الضمانات المتحصل عليها من البنوك والمؤسسات المالية وهيئات تأمين القرض المعتمدة في‬
‫الجزائر؛‬
‫‪ ‬الضمانات المتحصل عليها من البنوك والمؤسسات المالية أو المؤسسات المماثلة المقيمة بالخارج‪،‬‬
‫والمتمتعة بتنقيط يساوي على األقل "‪" AA-‬أو ما يعادله باستثناء الضمانات الممنوحة من طرف‬
‫الشركات األم وفروعها األخرى؛‬
‫‪ ‬سندات الدين التي يصدرها بنك أو مؤسسة مالية مقيمة بالجزائر ‪ ،‬غير البنك أو المؤسسة المالية‬
‫التي منحت التسهيل ؛‬
‫‪ ‬سندات الدين التي تداولت في سوق منتظمة بالجزائر؛‬
‫تم تحديد الشروط الواجب توفرها في الضمانات حتى يتم قبولها‪ ،‬في المادة ‪ 41‬من النظام ‪ 14- 41‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون الودائع والقيم والسندات المستلمة كضمان سائلة وخالية من كل التزام وأن تكون محل عقد‬
‫صحيح وخالية ويحتج به على الغير؛‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى استيفائها للشروط المذكورة أعاله‪ ،‬يجب أن تكون الضمانات المكونة من القيم والسندات‬
‫المصدرة من طرف مؤسسة أخرى قد تم تبليغها للمؤسسة المقرضة مع النص بأنها مخصصة حص ار‬
‫للدفع لصالح المؤسسة المقرضة؛‬
‫‪ -‬أن ينص صراحة على أن الضمانات المستلمة غير مشروطة وقابلة للتحقيق عند أول طلب‪.‬‬
‫أيضا تعرضت المادة ‪ 48‬من هذا النظام إلى كيفيات معالجة حاالت عدم تطابق االستحقاق عند احتساب‬
‫التعرضات المرجحة ‪ ،‬عندما يكون باقي أجل االستحقاق الخاص بتغطية القرض أقل من أجل استحقاق‬
‫التعرض محل التغطية؛‬

‫‪298‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫في حالة عدم تطابق آج ال االستحقاق ‪ ،‬ال يعتد بتغطية القرض إال في حالة ما إذا كان أجل االستحقاق‬
‫األصلي للضمان الممنوح يفوق سنة واحدة ‪ ،‬وال يعتد بهذا الضمان عندما يصبح باقي أجل استحقاقه أقل أو‬
‫يساوي ‪ 0‬أشهر؛‬

‫‪ o‬الخطر العملياتي ‪:‬المخاطر الذي ينتج عنه خسائر بسبب نقائص واختالالت متعلقة باإلجراءات‬
‫والمستخدمين واألنظمة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية أو متعلقة بأحداث خارجية ‪ ،‬في هذا الصدد‬
‫تحدد متطلبات األموال الخاصة الالزمة لتغطية المخاطر العملياتية ما يعادل ‪ %15‬من متوسط صافي‬
‫النوا تج البنكية السنوية للسنوات المالية الثالث األخيرة وعند احتساب هذا المتوسط ‪ ،‬ال تأخذ بعين‬
‫‪1‬‬
‫االعتبار إال النواتج البنكية الصافية اإليجابية ‪.‬‬
‫‪ o‬خطر السوق‪ :‬تغطي متطلبات األموال الخاصة بموجب خطر السوق ‪ ،‬المخاطر الناتجة عن محافظ‬
‫‪2‬‬
‫التداول ومخاطر الصرف؛‬
‫تشمل محفظة التداول السندات المصنفة في أصول التعامل غير تلك المقيمة اختياريا بالقيمة الحقيقية‪ ،‬ويتم‬
‫تقدير مخاطر السوق في محفظة التداول من خالل العنصرين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ -‬الخطر العام والمرتبط بالتطور الشامل لألسواق؛‬
‫‪ -‬الخطر الخاص المرتبط بالوضعية الخاصة للمصدر؛‬
‫‪ -‬يتم تحديد الخطر العام من خالل ترتيب سندات المستحقات حسب آجال استحقاقها تخصص لها‬
‫الترجيحات اآلتية‪:‬‬
‫‪ %0,5 ‬بالنسبة آلجال االستحقاق األقل من سنة؛‬
‫‪ %1 ‬بالنسبة آلجال االستحقاق المحصورة بين سنة وخمس سنوات؛‬
‫‪ %2 ‬بالنسبة آلجال االستحقاق التي تفوق خمس سنوات؛‬
‫‪ ‬يخصص لسندات الملكية ترجيح جزافي بنسبة ‪ %2‬؛‬
‫‪ -‬لحساب الخطر الخاص ومهما كانت طبيعة السند تطبق الترجيحات اآلتية‪:‬‬
‫‪ %0 ‬للمخاطر على الدولة الجزائرية وتجزئتها؛‬
‫‪ %0,5 ‬للمصدرين المنقطين من "‪ "AAA‬إلى" ‪ "A+‬؛‬
‫‪ %1 ‬للمصدرين المنقطين من "‪" A‬إلى" ‪ "BB-‬؛‬

‫‪1‬‬
‫المادتين ‪ 20 ، 21‬من النظام رقم ‪ 10- 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد من ‪ 22‬إلى ‪ 21‬من النظام رقم ‪ 10- 02‬المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،2102‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ %2 ‬للمصدرين المنقطين الذي يقل تنقيطهم عن "‪" BB-‬؛‬


‫‪ %2 ‬للمصدرين غير المنقطين‪.‬‬
‫إن البنوك والمؤسسات المالية التي بقيت فيها القيمة المتوسطة لمحفظة التداول أقل من ‪ %6‬من إجمالي‬
‫ميزانياتها وخارج ميزانياتها خالل السداسيين األخيرين‪ ،‬ال تخضع إللزامية تغطية المخاطر المرتبطة بمحفظة‬
‫التداول‪ ،‬وفي هذه الحالة ترجح سندات محفظة التداول بموجب مخاطر القرض ؛‬

‫تساوي المتطلبات من األموال الخاصة بموجب مخاطر الصرف نسبة ‪ %10‬من الرصيد بين مجموع صافي‬
‫الوضعيات القصيرة ومجموع صافي الوضعيات الطويلة بالعملة الصعبة‪ ،‬ويجب تغطية هذه المتطلبات عندما‬
‫يفوق هذا الرصيد ‪ %2‬من إجمالي الميزانية ‪ ،‬عند تحديد وضعيات الصرف ال تؤخذ في االعتبار سندات‬
‫المساهمة المحررة بالعملة الصعبة‪ ،‬كما يمكن للجنة المصرفية أن تفرض على البنوك نسب ترجيح أعلى‬
‫لخطر الصرف في حالة وجود خطر خاص ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬توافق النظم االحترازية الجزائرية مع متطلبات لجنة بازل للرقابة المصرفية‬
‫أوال‪/‬التسيير االحترازي في صلب النظام البنكي الجزائري‬
‫يعتبر النظام البنكي في جزئه الرئيسي (النظام البنكي التجاري) مستعمال لموارد الغير الموجودة لديه‪ ،‬من‬
‫خالل منح هذه الموارد للغير إلى مدينين ذوي مالءات مالية مختلفة‪ ،‬مما يجعل هذه القروض تنطوي على‬
‫درجات خطورة متفاوتة ‪ ،‬في هذا اإلطار يأتي التنظيم االحترازي إلجبار البنوك على استعمال هذه الموارد‬
‫دون أن تتجاوز المخاطر المتخذة حدودا تهدد الغير‪.‬‬
‫وعليه نجد أن حماية المودعين من اندفاع البنوك نحو قبول مخاطر عالية ‪ ،‬تشكل هدفا أساسيا للنظام‬
‫االحترازي‪ ،‬ومنشأ بذلك دعما للثقة في النظام البنكي مما يحفز الجمهور (المتعاملين) على التعامل مع‬
‫البنوك و بالتالي تعزيز دوافعه نحو االدخار‪.‬‬
‫تندرج حماية المودعين‪ ،‬ضمن األهداف الرئيسية للتنظيم االحترازي‪ ،‬إضافة إلى ارساء تغطية واسعة بما‬
‫يضمن سالمة واستقرار النظام البنكي و يسمح بتمويل االقتصاد الوطني‪ ،‬بالرغم من هذا يظل حد أدنى من‬
‫التهديدات المرتبطة بطبيعة عمل البنوك القائمة على االقتراض (بمفهوم استعمال الموارد المتأتية من خارج‬
‫البنك) واإلقراض‪ .‬ولذلك عملية التسيير االحترازي المطبقة من قبل سلطات اإلشراف والرقابة على النظام‬
‫‪1‬‬
‫البنكي تتم على مستويين‪ :‬اإلشراف االحترازي الجزئي واإلشراف االحترازي الكلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪300‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يتعلق اإلشراف االحترازي الجزئي بموضوع الرقابة التي تقوم بها سلطات اإلشراف والرقابة على مستوى كل‬
‫بنك بشكل فردي‪ ،‬يهدف هذا النوع من الرقابة إلى التأكد من مدى احترام البنوك للتنظيم في مجال نشاطها‪.‬‬
‫وتغطي هذه الرقابة مبدئيا كل األنشطة والمهن التي تشكل موضوع عمال لبنك مثل نشاط القروض‪،‬عمليات‬
‫الصرف وتمويل التجارة الخارجية‪،‬تطور عمليات األصول المالية وتسيير محفظة األصول والرقابة على‬
‫سالمة ومشروعية العمليات التي يقوم بها (خاصة في إطار مكافحة تبييض األموال) وبكل تأكيد فإن هذا‬
‫المستوى من اإلشراف يرمي إلى تجنيب تعرض المؤسسة البنكية إلى المخاطر التي تنجر عن التوسع المتزايد‬
‫في نشاطها‪ ،‬وبالتالي حماية المودعين من انعكاسات ذلك‪.‬‬
‫يغطي اإلشراف االحترازي الكلي مجمال النظام البنكي بحيث يظهر في شكل هيئة واحدة‪ ،‬ويأتي كجزء مكمل‬
‫لإلشراف االحترازي الجزئي على أساس أن هذا األخير يعاني من ثغرات مؤثرة مثال إهماله للمحيط‬
‫االقتصادي الكلي في عملية الرقابة‪ ،‬وبطء التنبؤ بالعثرات البنكية إضافة إلى صعوبة تحديد مصادر هشاشة‬
‫النظام‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن اإلشراف االحترازي الكلي يوسع آفاق الرقابة لكي يأخذ في االعتبار التغيرات‬
‫المحيطية وتأثيرها على صالبة النظام البنكي‪.‬‬
‫حيث يولي اهتمامه األكبر بتقييم قوة تأثير الصدمات الخارجية على استقرار النظام قصد تجنب المخاطر‬
‫المؤسسية‪ ،‬وبالتالي تجنب االقتصاد تكاليف عالية على مستوى الخسائر التي تلحق بالنمو االقتصادي‪ ،‬وعليه‬
‫‪1‬‬
‫فإن ممارسة اإلشراف االحترازي الكلي يرتكز على تقييم أهم العناصر التي تشكل مصد ار لمثل هذه اآلثار ‪:‬‬
‫تقدير خطر الصدمات على النظام البنكي؛‬ ‫‪-‬‬
‫اللجوء إلى مؤشرات الصالبة المالية ؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحليل الترابطات المالية الكلية ؛‬ ‫‪-‬‬
‫مراقبة الوضعية االقتصادية الكلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪ /‬التقارب بين معايير الرقابة المصرفية الدولية و تلك المطبقة في المنظومة المصرفية الجزائرية‬

‫من خالل األوامر ‪ ،‬األنظمة والتعليمات الصادرة عن بنك الجزائر باعتباره السلطة المسؤولة عن رقابة عمل‬
‫البنوك‪ ،‬نجد أن موضوع الرقابة داخل المنظومة المصرفية الجزائرية قد حضي بأهمية بالغة ‪ ،‬وخاصة مع‬
‫صدور قانون النقد والقرض ‪ 41 – 81‬فمن خالله كان التوجه أكثر نحو تطبيق معايير احت ارزية ونظم‬

‫‪1‬‬
‫الطاهر لطرش ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪301‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫رقابية تتماشى وتلك الصادرة عن هيئات الرقابة المصرفية الدولية خاصة لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‪،‬‬
‫إذ نجد أن هذه األخيرة قامت بإصدار خمس وعشرين مبدأ لمعايير الرقابة المصرفية الفعالة تندرج ضمن‬
‫سبع مجموعات‪ ،‬وقد تم تحديد اإلطار القانوني والتنظيمي الخاص بالعمل المصرفي لتوفير المناح المالئم‬
‫‪1‬‬
‫لتطبيق هذه المبادئ قبل أن يتم إصدارها سنة ‪ 4880‬ويتضح ذلك من خالل‪:‬‬

‫أ ‪ .‬الشروط الواجب توفرها إلقامة نظام رقابي مصرفي فعال‪ :‬يرتكز المبدأ األول للرقابة المصرفية الفعالة‬
‫على توفير الشروط الضرورية لتطبيق نظام مصرفي رقابي فعال وهو ما يتبين في‪:‬‬

‫‪ -‬وجود سلطة نقدية متمثلة في مجلس النقد والقرض مسؤوليته تتعلق بإصدار مجموعة من األنظمة‬
‫المصرفية ( المادة ‪ 11‬من قانون النقد والقرض ‪ )41 – 81‬وانشاء لجنة مصرفية مكلفة بتطبيق القوانين‬
‫التي تخضع لها البنوك والمؤسسات المالية ( المادة ‪ 410‬من قانون النقد والقرض ‪)41 – 81‬؛‬
‫ب‪ .‬منح التراخيص للبنوك ‪ :‬وفقا للمبدأ الثاني ال يمكن إطالق كلمة "بنك" على المؤسسة إال إذا كانت‬
‫تمارس فعال العمل المصرفي‪ ،‬وهو ما تم تحديده في المادة ‪ 402‬من قانون النقد والقرض ‪، 41 – 81‬‬
‫والمبدأ الثالث المتعلق بشروط ممارسة العمل المصرفي ‪ ،‬محددة في التشريع المصرفي الجزائري في المواد‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬األساس التنظيمي المتعلق بمنح االعتماد في المواد ‪ 400 ، 12‬و ‪ 404‬من قانون النقد والقرض ‪– 81‬‬
‫‪ ،41‬والتعليمة ‪ 11 – 0111‬المحددة للعناصر المكونة لملف االعتماد؛‬
‫‪ -‬المبدأ الرابع المخصص لنقل ملكية البنك ‪ ،‬حدد في المادة ‪ 408‬من القانون ‪ 41 – 81‬والتي توجب‬
‫ضرورة موافقة محافظ بنك الجزائر على أي تعديل في نظام البنك والمبدأ الخامس المتعلق بمراجعة‬
‫سلطات الرقابة واإلشراف لحيازات واستثمارات البنوك المحدد في المادة ‪ 81‬من قانون النقد والقرض ‪81‬‬
‫– ‪41‬؛‬
‫ت‪ .‬النظم والقواعد االحترازية‪ :‬بالنسبة للمبدأ السادس المتضمن تطبيق نسبة المالءة (نسبة كوك) المحددة‬
‫في المادة ‪ 80‬من قانون ‪ 41 – 81‬واألنظمة ‪ 14 – 84‬و‪ 11 – 82‬والتعليمة رقم ‪ ،01 - 81‬والمبدأ‬
‫الثامن الذي ينص على ضرورة احتفاظ البنك بمخصصات كافية لمقابلة الديون المشكوك في تحصيلها‬
‫واحتياطات كافية‪ ،‬حددت التعليمتان رقم ‪ 01 – 84‬و ‪ 01 – 81‬كيفية تصنيف الحقوق وتشكيل‬
‫المؤونات‪ ،‬وجاء المبدأ التاسع ليؤكد على ضرورة توفر نظام معلومات‬
‫‪1‬‬
‫زيدان محمد‪ ،‬حبار عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.02- 02‬‬
‫‪302‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كفء وهو ما تؤكده كل من المادة رقم ‪ 10‬من النظام ‪ 11 – 84‬والمادة ‪ 12‬من النظام ‪ ،18 – 80‬كما‬
‫نجد أن التعليمة رقم ‪ 10 – 88‬الخاصة بالشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 421‬من قانون النقد‬
‫والقرض ‪ 41 – 81‬المتعلقة باإلعالن عن مبالغ القروض الممنوحة لمديري والمساهمين في البنك أو‬
‫المؤسسة المالية تتوافق وتوصيات المبدأ العاشر‪ ،‬كما يتماشى النظامان رقم ‪ 14 – 80‬و‪10 – 80‬‬
‫الخاصين بتسيير وتنظيم مركزية المخاطر مع المبدأ الخامس عشر لمبادئ الرقابة الفعالة؛‬
‫ث‪ .‬طرق الرقابة المصرفية المستمرة ‪:‬يوضح المبدأ السادس عشر المتعلق بضرورة توفر رقابة داخلية‬
‫وخارجية في المادة ‪ 410‬من القانون ‪( 41 – 81‬تقع هذه المسؤوليات على عاتق لجنة الرقابة‬
‫المصرفية)‪ ،‬أما المبدأ السابع عشر الذي ينص على ضرورة وجود اتصال منظم بين إدارة البنك وسلطات‬
‫الرقابة واإلشراف وهو ما يتماشى مع ما أدرج في المادة ‪ 81‬من قانون ‪ ،41 – 81‬وجاءت المادة ‪421‬‬
‫من القانون السابق الذكر لتؤكد ما ورد في المبدأ الثامن عشر بخصوص منح اللجنة المصرفية مجموعة‬
‫من الصالحيات من بينها تحديد قائمة المستندات والمعلومات ونماذجها الخاصة بالبنوك وغيرها؛‬
‫وبالنسبة للمبدأ التاسع عشر فهو يتوافق إلى حد كبير مع المادة ‪ 411‬من القانون ‪ 41 – 81‬الذي يمنح‬
‫للبنك المركزي صالحيات الحصول على المعلومات الرقابية بصورة مستقلة من خالل الفحص الداخلي‪ ،‬أو‬
‫تنظيم وحدة إدارية خاصة للرقابة تكلف بتنفيذ هذه المهام‪ ،‬كما أنه بإمكان اللجنة المصرفية أن تكلف أي‬
‫شخص تختاره بأي عمل‪ ،‬كما حدد المبدأ العشرون قدرة المراقبين على مراقبة الجهاز المصرفي وهو ما‬
‫تضمنته المادة ‪ 422‬من القانون ‪41 – 81‬؛‬
‫د‪ .‬توافر المعلومات‪ :‬نص المبدأ الحادي والعشرين من مبادئ الرقابة على أن تتأكد السلطة الرقابية من‬
‫احتفاظ كل بنك بسجالت صحيحة معدة وفقا لسياسات وممارسات محاسبية متكاملة وهو ما نصت عليه‬
‫المادتان ‪ 422‬و ‪ 420‬من القانون ‪ 41- 81‬من خالل النظم ‪- 80 ، 18 – 80 ، 41 – 81 ، 11– 80‬‬
‫‪14‬؛‬
‫و‪ .‬السلطات الرسمية للمراقبين ‪ :‬المتعلق بإمكان اتخاذ اللجنة المصرفية إجراءات عقابية في حق البنك أو‬
‫المؤسسة المالية في حال تسجيل أي انتهاك للقوانين والنظم االحت ارزية وهو ما أتاحته المادة ‪ 411‬من قانون‬
‫النقد والقرض ‪ 41 – 81‬وما نص عليه المبدأ الثاني والعشرون؛‬
‫ه‪ .‬العمليات المصرفية عبر الحدود‪ :‬كال المبدئين الثالث والعشرون والخامس والعشرون المتعلقان على‬
‫التوالي بمراقبة فروع البنوك والمؤسسات المالية في الخارج وعمل هذه األخيرة بناءا على نفس مستويات األداء‬
‫المفروضة على البنوك المحلية‪ ،‬إضافة إلى إلزامها بتوفير المعلومات المطلوبة لتطبيق ما يعرف بالرقابة‬
‫‪303‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الموحدة‪ ،‬في هذا اإلطار نجد بأن المادة ‪ 424‬من القانون ‪ 41 – 81‬يوضح تطبيق ما جاء في المبدأ الثالث‬
‫والعشرين والمبدأ الخامس والعشرون فهو محدد في نصوص المواد (‪ 404 ،401‬و ‪ )401‬من القانون ‪– 81‬‬
‫‪ 41‬إضافة إلى التعليمة ‪ 10 – 0111‬التي تهدف إلى تحقيق مايعرف بعدالة األداء المصرفي؛‬
‫ي‪ .‬التزام الجزائر بتطبيق المعايير الدولية للمحاسبة والشروع في تطبيق النظام المالي المحاسبي المستند‬
‫أساسا على هذه المعايير على مستوى المؤسسات الجزائرية بداية من سنة ‪ 0141‬الذي نص عنه القانون‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬من شأنه توحيد الممارسات المحاسبية الدولية والتقارب أكثر‬ ‫‪ 44 – 10‬المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪0110‬‬
‫مع األطر المحاسبية على المستوى العالمي‪ ،‬ما قد يساهم في التقليل من االختالفات خاصة في جانب تقييم‬
‫وتقديير الخسائر الناتجة عن المخاطر المصرفية؛‬

‫من خالل ماذكر ‪ ،‬نجد أن هناك بعض المبادئ الخاصة بالرقابة المصرفية الفعالة لم ينص عليها التشريع‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬ويرجع ذلك لمجموعة من العوامل كعدم إجراء العمليات الدولية ‪ ،‬غياب سوق مالي نشط‬
‫من شأنه المساهمة في ذلك ‪ ،‬عدم توفير الوسائل الكافية والضرورية إلقامة أنظمة إلدارة مختلف المخاطر‬
‫المصرفية خاصة تلك المتعلقة بالسوق والمخاطر التشغيلية ‪ ،‬وبصفة عامة السبب الرئيسي يكمن في‬
‫خصوصية البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية‬

‫ثانيا‪ /‬تطبيق اتفاقية بازل الثالثة في المنظومة المصرفية الجزائرية‬


‫محاولة للتكيف مع معايير الرقابة المصرفية على المستوى الدولي واتفاقيات لجنة بازل الدولية األخيرة ‪ ،‬تم‬
‫إصدار مجموعة من األنظمة تتوافق في مضمونها إلى حد كبير مع التعديالت الواردة في هذه االتفاقيات‪،‬‬
‫ومتماشية أيضا مع طبيعة وخصوصية البيئة التي تنشط ضمنها البنوك الجزائرية‪ ،‬يتضح ذلك من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬األنظمة رقم (‪ )10 – 10 – 14- 41‬المتضمنة إعادة التعريف ب أرس المال من خالل إضافة ما يعرف‬
‫بهامش الحماية والرفع من الحد األدنى لرأس المال ‪ ،‬يتكون بسط معامل المالءة من األموال الخاصة‬
‫القانونية ويشمل المقام مجموع التعرضات المرجحة لمخاطر القرض والمخاطر العملياتية ومخاطر‬
‫السوق‪ ،‬بحيث تتضمن مخاطر القرض ( االئتمان) مخاطر الميزانية ومخاطر خارج الميزانية‪ ،‬االعتماد‬
‫على تنقيط وكاالت االئتمان الدولية في تصنيف مختلف التعرضات ما يفرض على البنوك ضرورة العمل‬
‫على تطوير نظم ونماذج القياس لديها‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة اإلفصاح والكشف عن قوائمها المالية‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamed Zaatri, Comptabilité générale et Analyse financière, Volume 1, BERTI Editions, Alger,2009, p1.‬‬
‫‪304‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وتطبيق مبادئ الحوكمة التي من شأنها إضفاء صبغة من الشفافية والمصداقية على الوضعية المالية للبنوك؛‬
‫‪ -‬إصدار النظام رقم‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ 0144‬المتضمن تعريف وقياس وتسيير ورقابة خطر‬
‫السيولة والتعليمة رقم ‪ 10 – 44‬المؤرخة في ‪ 04‬ديسمبر ‪ 0144‬المتضمنة معامالت السيولة الخاصة‬
‫بالبنوك والمؤسسات المالية ‪ ،‬تتوافق في مضمونها مع متطلبات اتفاقية بازل الثالثة الخاصة بتسيير‬
‫مخاطر السيولة البنكية‪ ،‬إضافة إلى ذلك نجد أن بنك الجزائر من خالل إصداره للنظام ‪ 11 – 44‬كان‬
‫يسعى إلى التمهيد لتطبيق اتفاقية بازل الثالثة؛‬

‫‪305‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قياس صالبة النظام المصرفي الجزائري‬

‫واصل كل من بنك الجزائر واللجنة المصرفية العمل على تعزيز الرقابة المصرفية‪ ،‬على وجه الخصوص‬
‫لضمان المطابقة مع المعايير والمبادئ العالمية في هذا المجال‪ ،‬بالموازاة مع ذلك ‪ ،‬قام بنك الجزائر بتدقيق‬
‫آليات الرقابة واليقظة واإلنذار‪ ،‬ال سيما في جانب متابعة وضعيات البنوك بواسطة مؤشرات صالبة النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬في هذا اإلطار تم تحيين اإلجراءات والمدونات المنهجية للرقابة المصرفية ‪ ،‬سنحاول من خالل‬
‫هذا المبحث توضيح آفاق تطوير عمليات الوساطة المصرفية‪ ،‬التعرف على بعض المؤشرات وقراءة لبعض‬
‫المعطيات‪ ،‬التي تمكننا من الحكم على صالبة الجهاز المصرفي الجزائري من عدمها‪ ،‬من خالل التطرق‬
‫لنسب كفاية رأس المال (المالءة) على مستوى البنوك التجارية الجزائرية (عمومية أوخاصة ) ومدى استيفائها‬
‫لمعايير لجنة بازل الدولية‪ ،‬ومن جانب آخر توضيح مدى مساهمة اختبارات التحمل التي تم تطبيقها من‬
‫طرف صندوق النقد الدولي في ظل برنامج دعم االستقرار المالي والمصرفي في الجزائر خالل سنة ‪0140‬‬
‫في كشف الثغرات المسجلة في مجال إدارة المخاطر المصرفية ؛‬
‫المطلب األول ‪ :‬آفاق تطوير الوساطة المصرفية في الجزائر‬
‫أوال‪ /‬األطر التنظيمية المرافقة لتطوير عمليات الوساطة‬
‫نص األمر رقم ‪ 11- 41‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،0141‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 44- 10‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪ ،‬على أن بنك الجزائر مسؤول عن ضمان سالمة وصالبة النظام المصرفي‪ ،‬وجاء األمر رقم ‪– 10‬‬
‫‪ 44‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ 0110‬ليعزز اإلطار القانوني لألنشطة المصرفية‪ ،‬ال سيما من حيث شروط‬
‫االلتحاق بالمهنة المصرفية ‪ ،‬وذلك عقب إفالس بنوك خاصة صغيرة تم سحب اعتماداتها ؛‬
‫على الصعيد التنظيمي ‪ ،‬واصل مجلس النقد والقرض وبنك الجزائر‪ ،‬في سنة ‪ ،0142‬جهودهما في مجال‬
‫تعزيز وتوطيد شروط ممارسة النشاط المصرفي وتوفير التقارير المصرفية ‪ ،‬حماية للعمالء على وجه‬
‫الخصوص وتحسبا لحدوث أي انخفاض حاد في السيولة على مستوى البنوك ‪ ،‬أصدر مجلس النقد والقرض‬
‫النظام رقم ‪ 14 – 42‬المؤرخ في ‪ 48‬فيفري ‪ ، 0142‬المتعلق بعملية خصم السندات العمومية واعادة خصم‬
‫السندات الخاصة والتسبيقات والقروض للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬من أجل تمكين البنوك من اللجوء إلى‬
‫إعادة التمويل لدى بنك الجزائر‪ ،‬المقرض األخير وذلك قبل وضع كيفيات إعادة التمويل عن طريق عمليات‬
‫السوق المفتوحة؛‬

‫‪306‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫من ناحية أخرى بعد إدخال النظام الجديد لتنقيط البنوك‪ ،‬تم تحسين اختبارات القدرة على تحمل الضغوط في‬
‫‪ 0142‬للتحقق من متانة البنوك بصفة فردية‪ ،‬ومتانة القطاع البنكي إجماال؛‬
‫ثانيا‪ /‬مؤشرات الوساطة المصرفية ‪:‬‬
‫‪ ‬الهيكل الحالي للجهاز المصرفي الجزائري‪:‬‬
‫يتشكل الجهاز المصرفي الجزائري من ‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬بنوك تجارية (عمومية وخاصة) ‪ ،‬مؤسسات مالية‬
‫ومكاتب التمثيل (الملحق رقم ‪ )12‬؛‬

‫‪ ‬البنوك العمومية ‪ :‬وتضم ستة بنوك كل من بنك الجزائر الخارجي (‪ ،)BEA‬البنك الوطني‬
‫الجزائري(‪ ،)BNA‬بنك الفالحة والتنمية الريفية (‪ ،)BADR‬بنك التنمية المحلية(‪،)BDL‬‬
‫القرض الشعبي الجزائري (‪ ،)CPA‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط (‪ ، )CNEP‬وبإصدار قانون‬
‫النقد والقرض ‪ ،‬ألزمت هذه البنوك لمزاولة نشاطها حصولها على اعتماد من قبل مجلس النقد‬
‫والقرض‪ ،‬تشكل هذه البنوك جزءا مهما من النظام المصرفي بالرغم من عمليات الخوصصة التي‬
‫‪1‬‬
‫شهدها القطاع البنكي؛‬
‫‪ ‬البنوك الخاصة‪ :‬أتاح القانون ‪ 41 – 81‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ 4881‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫والمعدل باألمر ‪ 44 – 10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،0110‬انشاء بنوك محلية وأجنبية خاصة‪ ،‬بحيث‬
‫تم إقامة أربعة بنوك فرنسية‪ :‬نتيكسيس بنك "‪ ،" Natixis‬أول بنك تحصل على اإلعتماد من بنك‬
‫الجزائر سنة ‪ ،0111‬متبوعة بكل من سوسيتي جنرال الجزائر "‪ " Société Générale Algerie‬و بي‬
‫نبي باريباس"‪ " BNP Paribas‬في ‪ ،0110‬كما تم تأسيس كاليون الجزائر "‪" Calyon Algérie‬‬
‫ومنحه اإلعتماد في ‪ 0110‬وذلك بغرض مزاولة نشاطه كبنك له أهداف استثمارية ‪ ،‬في حين‬
‫اختارت الثالث بنوك السابقة الذكر تطوير خدماتها ضمن ما يعرف بنشاط البنوك الشاملة ‪ ،‬إضافة‬
‫لوجود مجموعة أخرى من البنوك الخاصة ذات رأس مال أجنبي (عربي )‪ ،‬بنك اسالمي تقوم‬
‫بخدمات مختلفة من تجارة خارجية ‪ ،‬تلقي الودائع ومنح القروض وغيرها من الخدمات المتالئمة مع‬
‫‪2‬‬
‫طبيعة نشاط البنك ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Salima Rekiba, le système bancaire algérien : etat des lieux, degré de liberalisation et problèmes d’inadaptation‬‬
‫‪avec les règles de l’AGCS, revue de Communication Sciences and Technology, vol 16, January 2016, p 129.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op-cit, p130.‬‬
‫‪307‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬إضافة لذلك نجد مجموعة من المؤسسات المالية موضوعة بغرض القيام بخدمات عامة وأخرى تقوم‬
‫بمهمات خاصة فضال عن مكاتب التمثيل‪.‬‬
‫من زاوية تصنيف العمليات المصرفية ‪ ،‬تقوم البنوك بجمع الموارد لدى الجمهور وتوزيع القروض للعمالء‬
‫مباشرة أو من خالل شراء سندات المؤسسات واتاحة وسائل الدفع للعمالء وضمان تسييرها ‪ ،‬كما تقوم‬
‫بمختلف العمليات المصرفية الملحقة‪ ،‬تقوم المؤسسات المالية بجميع العمليات المصرفية ‪ ،‬باستثناء جمع‬
‫الموارد لدى الجمهور وتسيير وسائل الدفع؛‬

‫‪ ‬الكثافة المصرفية‪:‬‬
‫بالنظر إلى هيكل القطاع المصرفي ‪ ،‬يتضح جليا أن البنوك العمومية تواصل هيمنتها من خالل االنتشار‬
‫الواسع لشبكات وكاالتها‪ ،‬الموزعة عبر كامل التراب الوطني ‪ ،‬في حين تبقى شبكة وكاالت البنوك الخاصة‬
‫محدودة‪ ،‬على الرغم من تسارع وتيرة إنشاء وكاالت لها خالل السنوات الخمس األخيرة ؛‬

‫بلغ عدد وكاالت شبكة البنوك العمومية ‪ 4400‬وكالة و‪ 012‬وكالة بالنسبة للبنوك الخاصة و ‪ 11‬وكالة‬
‫للمؤسسات المالية في نهاية ديسمبر ‪ ،0142‬مقابل ‪ 4440‬وكالة‪ 002 ،‬وكالة و‪ 11‬وكالة‪ ،‬على التوالي في‬
‫‪1‬‬
‫نهاية ‪ ،0141‬وبذلك يبلغ إجمالي الوكاالت في القطاع المصرفي والمالي ‪ 4220‬مقابل ‪ 4202‬في ‪0141‬؛‬

‫للقطاع المصرفي دور بالغ األهمية في التنمية االقتصادية من خالل عمليات الوساطة التي تتم عبره‬
‫ومساهمته الفعالة في التمويل اإلقتصادي على مستوى العديد من الدول العربية ومن بينها الجزائر‪،‬من هذا‬
‫ارتباط إيجابي بين المؤشرات الكلية للقطاع المصرفي (أصول مصرفية ‪،‬حجم الودائع‬ ‫المنطلق يوجد‬
‫واالئتمان الممنوح) والناتج المحلي الداخلي؛‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.12 – 10‬‬
‫‪308‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ 24‬ـــــ ‪ :00‬التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي ومجموع األصول المصرفية (‪-0200‬‬
‫‪)0201‬‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬


‫‪75,8‬‬ ‫‪69,8‬‬ ‫‪62,2‬‬ ‫‪61,7‬‬ ‫‪62,1‬‬ ‫إجمالي‬ ‫نسبة‬
‫األصول المصرفية‬
‫الناتج‬ ‫إلى‬
‫الداخلي (‪) %‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر‪0140 -0140 -0141 -0142 ،‬‬

‫الشكل رقم ‪ 24‬ــــ ‪ :20‬التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي ومجموع األصول المصرفية خالل الفترة‬
‫(‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬

‫تطور نسبة إجمالي األصول المصرفية إلى الناتج الداخلي )‪(%‬‬


‫‪80,00‬‬
‫‪70,00‬‬
‫‪60,00‬‬
‫‪50,00‬‬
‫‪40,00‬‬ ‫نسبة إجمالي األصول المصرفية إلى‬
‫الناتج الداخلي (‪)%‬‬
‫‪30,00‬‬
‫‪20,00‬‬
‫‪10,00‬‬
‫‪0,00‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على معطيات الجدول ‪ 11‬ـ ـ ‪44‬‬

‫ويتضح ذلك من خالل دراسة تطور نسبة إجمالي األصول المصرفية بالمقارنة مع إجمالي الناتج الداخلي‬
‫أن حجم الموجودات في زيادة حيث يبلغ متوسط نسبة األصول المصرفية خالل الفترة المدروسة ‪%66,32‬‬
‫قدرت نسبة إجمالي أصول قطاع البنوك (البنوك والمؤسسات المالية ) إلى إجمالي الناتج الداخلي ‪%75,8‬‬
‫سنة ‪ 0142‬مقابل ‪ % 69,8‬في نهاية ‪ 0141‬و ‪ % 62,2‬في نهاية ‪ 0140‬و‪ % 62,1 ، %61,7‬في‬
‫نهاية سنتي ‪ 0144‬و ‪ 0140‬على التوالي ؛‬

‫‪309‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫في نهاية سنة ‪ ،0142‬سجل مجموع األصول المصرفية ارتفاعا نسبيا‪ % 4,4‬مقابل ‪ % 16,3‬في ‪،0141‬‬
‫تقدر حصة البنوك العمومية بـ ـ ‪ % 87,2‬من مجموع األصول المصرفية مقابل ‪ % 86,7‬في ‪ ،0141‬ضمن‬
‫البنوك العمومية ‪ ،‬يمثل أول بنك ما نسبته ‪% 26,1‬من مجموع أصول القطاع ويمثل الثاني ‪، % 24 ,5‬‬
‫بلغت هذه النسبة مع نهاية سنة ‪ 0141‬معدل ‪ % 25,6‬و ‪% 25,4‬على التوالي ‪ ،‬من جانب البنوك‬
‫الخاصة تبلغ حصتها ‪ % 12,8‬من مجموع األصول‪ ،‬وتمثل البنوك الخاصة الثالثة األولى ‪ % 5,7‬من‬
‫مجموع أصول البنوك‪ ،‬و ‪ % 44,9‬من مجموع أصول البنوك الخاصة مقابل ‪ % 5,8‬و ‪ % 43,7‬على‬
‫التوالي ‪ ،‬في نهاية ‪ ، 0141‬غير أنه من المالحظ أن نشاط البنوك الخاصة يشهد تطو ار ملحوظا سواء من‬
‫‪1‬‬
‫زاوية تعبئة الموارد أو توزيع القروض مع المحافظة على حصتها السوقية‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ 24‬ـــــ ‪ :12‬التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي خارج قطاع المحروقات ومجموع الودائع‬
‫والقروض‬
‫الوحدة (‪) %‬‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬


‫‪64,8‬‬ ‫‪65,9‬‬ ‫‪62,3‬‬ ‫‪62,1‬‬ ‫‪61,8‬‬ ‫نسبة الودائع إلى‬
‫الداخلي‬ ‫الناتج‬
‫خارج المحروقات‬
‫(‪) %‬‬
‫‪57,6‬‬ ‫‪55,0‬‬ ‫‪48,6‬‬ ‫‪46,5‬‬ ‫‪47,1‬‬ ‫القروض‬ ‫نسبة‬
‫الناتج‬ ‫إلى‬
‫خارج‬ ‫الداخلي‬
‫المحروقات (‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر‪.0140 -0140 -0141 -0142 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫باالعتماد على ‪:‬‬
‫بنك الجزائر ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪ 13‬و التقارير السنوية لبنك الجزائر (‪)2102 – 2103 – 2102‬‬
‫‪310‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ 24‬ــــ ‪ : 20‬التطور المقارن إلجمالي الناتج الداخلي خارج قطاع المحروقات ومجموع الودائع‬
‫والقروض‬

‫المصدر‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،0142‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫بلغ متوسط نسبة إجمالي األصول المصرفية (خارج توظيف ودائع قطاع النفط) خالل الفترة المدروسة بـ ـ‬
‫‪ %63,38‬في نهاية سنة ‪ 0141‬قدرت بـ ـ ‪ ، %65,9‬في حين متوسط نسبة القروض خالل ذات الفترة‬
‫‪ ، %50,96‬لإلشارة تشمل قروض البنوك والمؤسسات المالية لالقتصاد (قروض للمقيمين) بما في ذلك‬
‫االستحقاقات المعاد شراؤهامن طرف الخزينة العمومية عبر إصدار سندات(سندات لم يحن أجلها)‪ ،‬حيث‬
‫سجلت أقصى نسبة لها في نهاية ‪ 0142‬بـ ـ ‪ % 57,6‬من إجمالي الناتج الداخلي خارج المحروقات‪ ،‬مقابل‬
‫‪ % 55‬في ‪ 0141‬و ‪ % 48,6‬في ‪ ،0140‬علما أن قطاع المحروقات ال يلجأ إلى القروض المصرفية؛‬

‫يتبين من خالل المؤشرات اإلجمالية أن مستوى الوساطة المصرفية يتحسن تدريجيا من خالل توسع شبكة‬
‫الوكاالت البنكية وعدد الحسابات ومستوى الودائع المجمعة والقروض الموزعة‪ ،‬إال أن هذا المستوى من‬
‫التطور ال يزال دون المستويات التي بلغتها بعض البلدان المجاورة والعربية إذ يسجل هذا المؤشر تحسنا‬
‫ملحوظا خالل الخمس سنوات األخيرة ‪ ،‬اقتصر األداء الضعيف نسبيا للقطاع المصرفي الجزائري عموما في‬
‫الخدمات البنكية األساسية المقدمة للعمالء من األسر وخدمات توزيع القرض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪311‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫غير أن مثل هذه النقائص يمكنها تجاوزها تدريجيا عن طريق التطور في مجال اإلدماج المالي والوساطة‬
‫‪1‬‬
‫المالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مؤشرات صالبة القطاع المصرفي الجزائري‬

‫أوال‪ /‬تطور معدالت مالءة البنوك التجارية الجزائرية‬

‫لقياس كفاية رأس المال في البنوك الجزائرية وفقا لمقررات لجنة بازل األولى والثانية ‪ ،‬يتم االعتماد على أداة‬
‫قانونية تتمثل في تعليمتي بنك الجزائر رقم ‪ 01 – 81‬و ‪ 11 – 88‬المتضمنتين طريقة الحساب والثانية‬
‫تنفيذية متعلقة بالقوائم المالية لسنوات ( ‪ 0144 ،0141‬و ‪ ، )0140‬لعينة من البنوك التجارية تشمل بنوك‬
‫عمومية (البنك الخارجي الجزائري ‪ ،‬البنك الوطني الجزائري‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية الريفية والقرض الشعبي‬
‫الجزائري) وبنوك خاصة (بي نبي باريباس ‪ ،‬بنك تراست وبنك الخليج) حيث أفرزت معالجة القوائم المالية‬
‫‪2‬‬
‫للبنوك المدروسة عن النتائج ‪ ،‬التي يتم توضيحها في الجدول الموالي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 00 –24‬عناصر نسبة مالءة رأس المال محددة من خالل القوائم المالية للبنوك المعنية‬

‫(الوحدة ‪ :‬مليار دج)‬

‫‪AGB‬‬ ‫‪TRUST‬‬ ‫‪BNP Paribas‬‬ ‫‪BADR‬‬ ‫‪BNA‬‬ ‫‪BEA‬‬ ‫السنوات‬ ‫العناصر‬


‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪0141‬‬ ‫األموال الخاصة‬
‫‪14‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪0144‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪0140‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪288‬‬ ‫‪1 159‬‬ ‫‪996‬‬ ‫‪0141‬‬ ‫إجمالي األصول‬
‫‪87‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪397‬‬ ‫‪1 464‬‬ ‫‪1 234‬‬ ‫‪0144‬‬ ‫المرجحة‬
‫‪137‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2 021‬‬ ‫‪1 364‬‬ ‫‪0140‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0141‬‬ ‫نسبة المالءة‬
‫‪16‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪0144‬‬ ‫(‪)%‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪11,5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0140‬‬
‫المصدر‪ :‬بن الشيخ سهام‪ ،‬بهدي عيسى‪ ،‬التحديات العملية لتطوير البنوك الجزائرية وفق معايير بازل‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ،0141 ، 12‬ص ‪.441‬‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫بن الشيخ سهام‪ ،‬بهدي عيسى‪ ،‬التحديات العملية لتطوير البنوك الجزائرية وفق معايير بازل‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪،2102 ، 12‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪312‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫وفيما يلي سنحاول تقييم األموال الخاصة واألصول المرجحة بالمخاطر على مستوى كل من البنوك العمومية‬
‫‪1‬‬
‫والخاصة كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للبنوك العمومية‪ :‬بعد تحديد األموال الخاصة واألصول المرجحة بالمخاطر بناء على معطيات‬
‫ميزانيات البنوك ووفقا لتعليمات بنك الجزائر ظهرت مبالغ األموال الخاصة في ‪:‬‬
‫‪ -‬البنك الخارجي الجزائري (‪ :) BEA‬تم تسجيل أعلى قيمة لألموال الخاصة بين البنوك خالل الفترة‬
‫المدروسة‪ ،‬إضافة إلى تسجيل ارتفاع قيمة األموال الخاصة في سنة ‪ 0144‬قدر بنسبة ‪، %45,21‬‬
‫نتيجة قيام البنك بالرفع من رأس المال االجتماعي من ‪ 24,5‬مليار دج إلى ‪ 76‬مليار دينار‪ ،2‬إضافة‬
‫إلى تسجيل ارتفاع في النتيجة السنوية من ‪ 48‬مليار دج (سنة ‪ )0141‬إلى ‪ 01‬مليار دج‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪ 0140‬سجل ارتفاع على كل مستوى األموال الخاصة ب ـ ‪ %8,17‬والنتيجة السنوية ب ــحوالي ‪،%16‬‬
‫‪3‬‬
‫االحتياطات بنسبة ‪ %40‬تقريبا؛‬
‫‪ -‬البنك الوطني الجزائري (‪ :) BNA‬بلغ إجمالي األموال الخاصة في هذا البنك سنة ‪ 0141‬حوالي ‪196‬‬
‫مليار دج وارتفعت قيمتها في سنة ‪ 0144‬بنسبة ‪ %12‬حيث ترجع هذه الزيادة أساسا إلى ارتفاع مبلغ‬
‫االحتياطات من ‪ 01‬مليار دج إلى ‪ 22‬مليار دج‪ ،‬وخالل سنة ‪ 0140‬سجلت األموال الخاصة زيادة بـ ـ‬
‫‪ %5‬مقارنة بـ ـ ‪ 0144‬على الرغم من تراجع النتيجة السنوية إلى ‪ 00‬مليار دج بعد أن وصلت في سنة‬
‫‪ 0144‬إلى ‪ 01‬مليار دج ‪ ،‬فهذا االرتفاع المسجل في األموال الخاصة سنة ‪ 0140‬يفسر بالزيادة في‬
‫مبلغ االحتياطات التي بلغت ‪ 12‬مليار دج ؛‬
‫‪ -‬بنك الفالحة والتنمية الريفية (‪ : )BADR‬إجمالي األموال الخاصة لسنة ‪ 0141‬في هذا البنك قدر بـ ـ‬
‫‪ 22‬مليار دج وارتفع بنسبة ‪%15,38‬في ‪ ،0144‬نالحظ أن األموال الخاصة خالل هاتين السنتين‬
‫سجلت أدنى المستويات مقارنة بالبنوك العمومية األخرى‪ ،‬نتيجة انخفاض مستوى رأس المال االجتماعي‬
‫واالحتياطات ‪،‬باإلضافة إلى النتائج السلبية المسجلة خالل سنتي ‪ 0141‬و‪ 0144‬وأثرها على رأس المال‬
‫األساسي وبالتالي على إجمالي األموال الخاصة؛‬
‫من جانب األصول المرجحة بالمخاطر ‪ ،‬فوفقا لميزانيات البنوك العمومية للفترة المدروسة وتعليمة بنك‬
‫الجزائر المعتمدة في حساب كفاية رأس المال في البنوك الجزائرية ظهرت مبالغ األصول المرجحة كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بن الشيخ سهام‪ ،‬بهدي عيسى ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.013 – 11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Performances de la BEA année 2011, sur le site : www.bea.dz ,visité le : 02/06/2015‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bilan BEA 2012, www.bea.dz,‬‬

‫‪313‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ -‬في البنك الخارجي الجزائري تفاقمت األصول الخطرة من سنة إلى أخرى خالل الفترة المدروسة ‪ ،‬حيث‬
‫بلغ إجمالي األصول في ‪ 0141‬قيمة ‪ 2 367‬مليار دج منها ‪ %23‬عبارة عن أصول خطرة‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪ 0144‬بلغ إجمالي األصول ‪ 2 636‬مليار دج منه ‪ %25‬أصول خطرة ‪ ،‬وفي سنة ‪ 0140‬قدر مجموع‬
‫األصول ب ـ ‪ 2 307‬مليار دج منه ‪ %29‬أصول خطرة؛‬
‫‪ -‬على مستوى البنك الوطني الجزائري ‪ ،‬يملك البنك نسبة مرتفعة من األصول الخطرة مقارنة بالبنك‬
‫الخارجي‪،‬بحيث بلغت في ‪ 0141‬ما نسبته ‪ %61‬من إجمالي األصول المقيمة بـ ـ ‪ 1 421‬مليار دج‬
‫وبقي في نفس المستوى خالل ‪ ،0144‬في حين سجلت انخفاضا طفيفا خالل ‪ ، 0140‬إذ بلغت نسبة‬
‫‪ %60‬من مجموع األصول ‪ 2 060‬مليار دج؛‬
‫‪ -‬في بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪ ،‬نسب األصول الخطرة أكبر من النسب المسجلة في بنك الجزائر‬
‫الخارجي وأقل منها في البنك الوطني الجزائري ‪ ،‬بحيث بلغت في ‪ 0141‬نسبة ‪ %35‬من إجمالي أصول‬
‫مقداره ‪ 144‬مليار دج ‪ ،‬و‪ %43‬من إجمالي األصول التي بلغت ‪ 804‬مليار دج ؛‬
‫‪ -‬يحتل بنك "‪ " BEA‬المرتبة األولى من حيث إجمالي األصول مقارنة ببقية البنوك العمومية ‪ ،‬ثم يليه‬
‫"‪ "BNA‬وال ــ" ‪،"BADR‬بالنسبة لألصول الخطرة فإن بنك "‪ " BNA‬يمتلك أكبر محفظة أصول خطرة‪،‬‬
‫لإلشارة أيضا تأخذ االلتزامات خارج الميزانية مساحة مهمة من إجمالي القروض في البنوك العمومية‪،‬‬
‫وتم تخصيص وزن مخاطرة ‪ %100‬لهذه االلتزامات نتيجة مواجهة البنوك لمخاطر عدم الوفاء بااللتزام‪،‬‬
‫ففي سنة ‪ 0141‬وعلى مستوى البنك الخارجي الجزائري بلغت األصول المرجحة بالمخاطر للعناصر‬
‫خارج الميزانية ‪ 101‬مليار دج وارتفعت بنسبة ‪ %29‬في السنة الموالية؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للبنوك الخاصة‪ :‬يتضح أن األموال الخاصة في البنوك الخاصة هي أقل بكثير مما هي عليه‬
‫بالنسبة للبنوك العمومية ؛‬
‫‪ ‬على مستوى بنك "‪ ، "BNP Paribas‬بلغت ‪ 40‬مليار دينار سنة ‪ 0141‬وارتفعت بنسبة ‪ %3‬في‬
‫السنة الموالية نتيجة ارتفاع المخصصات والنتيجة المرحلة الموجبة‪،‬وفيما يتعلق ببنك "‪TRUST‬‬
‫"بلغت األموال الخاصة ‪ 41‬مليار دج سنة ‪ 0141‬وارتفعت بنسبة ‪ %8‬في ‪ 0144‬نتيجة االرتفاع‬
‫المحسوس في االحتياطات من قيمة ‪ 802‬مليون دج إلى ‪ 0‬مليار دج وبنسبة ‪ %27‬في ‪،0140‬‬
‫في بنك الخليج "‪" AGB‬قدرت األموال الخاصة بـ ـ ‪ 40‬مليار دج خالل ‪ 0141‬وارتفعت في السنة‬
‫الموالية بـ ـ ‪ %11‬نتيجة ارتفاع عناصر رأس المال األساسي باستثناء رأس المال االجتماعي ‪ ،‬وخالل‬
‫‪ 0140‬ارتفعت قيمتها ب ـ ‪ %20‬ويرجع ذلك الرتفاع النتيجة؛‬
‫‪314‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬تم تقييم األصول المرجحة بالمخاطر على مستوى بنك "‪ "BNP Paribas‬في سنة ‪ 0141‬بلغ‬
‫إجمالي األصول ‪ 401‬مليار دج منها ‪ %46‬أصول خطرة وفي السنة الموالية ‪ 420‬مليار دج‬
‫واألصول الخطرة بنسبة ‪ ،%52‬من جانب بنك "‪ ،" TRUST‬قدر مجموع أصوله واألصول الخطرة‬
‫خالل ‪ 0140 ،0144 ،0141‬ما قيمته ‪ 01 ، 00‬و ‪ 02‬مليار دج على التوالي وبنسبة أصول‬
‫خطرة مرجحة تقدرب ـ ‪%71 ، %64‬و ‪ %64‬على التوالي ‪ ،‬وفي بنك الخليج "‪ " AGB‬قدر إجمالي‬
‫األصول خالل ‪ 0140 ،0144 ،0141‬ما قيمته ‪ 02 ، 20‬و ‪ 412‬مليار دج على التوالي‪1‬وقدرت‬
‫األصول الخطرة بالنسب التالية‪ %68 ، %63 ، %50 :‬على التوالي ‪ ،‬المالحظ أن األصول في‬
‫هذا البنك أكبر منه في"‪ " TRUST‬خالل السنوات الثالثة‪ ،‬ونسب األصول الخطرة متقاربة ؛‬
‫‪ ‬عناصر األصول الخطرة للعناصر خارج الميزانية على مستوى "‪" TRUST‬انخفضت من ‪ 01‬مليار‬
‫دج خالل ‪ 0141‬إلى ‪ 42‬مليار دج في ‪ 0144‬بسبب انخفاض االلتزامات الممنوحة للعمالء‪،‬‬
‫وسجل تزايدا في ‪ 0140‬إلى ‪ 48‬مليار دج‪ ،‬وفي "‪ " AGB‬تزايدت األصول الخطرة من ‪08 ، 01‬‬
‫و ‪ 22‬مليار دج خالل السنوات الثالث (‪ )0140 – 0144 – 0141‬على الترتيب ‪ ،‬نتيجة تسجيل‬
‫زيادة في حجم االلتزامات الممنوحة للعمالء؛‬
‫‪2‬‬
‫من خالل التطرق لنسب المالءة على مستوى البنوك العمومية والخاصة يتبين ما يلي‪:‬‬

‫أن نسب المالءة تجازوت ‪ %8‬على مستوى البنوك التي تمت دراستها خالل الفترة (‪– 0144 – 0141‬‬
‫‪ ،)0140‬خالل ‪ 0141‬سجل بنك " ‪ "BADR‬أعلى نسبة مالءة ب ـ ‪ %23‬وفي سنة ‪ 0140‬كانت النسبة‬
‫األعلى في "‪ " BEA‬ما يدل على إلتزام البنوك التجارية بنسب ومعدالت المالءة الموضوعة من طرف بنك‬
‫الجزائر؛‬

‫ثانيا‪ /‬قياس مؤشرات مالءة البنوك التجارية الجزائرية بعد سنة ‪0200‬‬

‫خالل العشرية األخيرة‪ ،‬تحسنت وضعية القطاع المصرفي‪ ،‬بفضل إصالحات مختلفة‪ ،‬عززت البنوك إدارتها‬
‫للمخاطر ما ساهم في تحسين مؤشرات الصالبة وبلوغها مستويات حسنة لدى بعض البنوك وفي تراجع‬
‫طفيف بالنسبة للبعض اآلخر‪ ،‬ال سيما من حيث نسب مالءة نتيجة الزام البنوك منذ ‪ 14‬أكتوبر ‪،2014‬‬
‫تخصيص أموال رقابية لتغطية مخاطرها العملياتية ومخاطر السوق‪ ،‬عموما ‪ ،‬وبعدما تراجعت في سنة‬

‫‪1‬‬
‫‪Information financières, sur le site :http://www.AGB.dz, consulté le 15/06/2015.‬‬
‫‪2‬‬
‫بن الشيخ سهام‪ ،‬بهدي عيسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.013‬‬
‫‪315‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ 0141‬تحسنت هذه المؤشرات في سنة ‪ 0142‬إلى مستويات مريحة‪ ،‬أعلى بكثير من الحد األدنى للمعدالت‬
‫‪1‬‬
‫التي أوصت بها لجنة بازل؛‬

‫الجدول رقم ‪ : 04 –24‬المؤشرات االحت ارزية الخاصة بالنظام المصرفي الجزائري خالل الفترة (‪-0200‬‬
‫‪)0201‬‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫النسب‬


‫‪18,7‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪23,6‬‬ ‫معدل مالءة رأس المال (‪)%‬‬
‫‪1,93‬‬ ‫‪1,98‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫مردودية األصول (‪)%‬‬
‫‪9,8‬‬ ‫‪9,2‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫المستحقات المتعثرة اإلجمالية (الخامة)‪11,7 /‬‬
‫مجموع المستحقات(‪)%‬‬
‫‪61,4‬‬ ‫‪65,2‬‬ ‫‪68,2‬‬ ‫‪69,8‬‬ ‫معدل تغطية المؤونات (‪)%‬‬
‫‪3,8‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫مجموع ‪3,5‬‬ ‫الصافية‪/‬‬ ‫المتعثرة‬ ‫المستحقات‬
‫المستحقات (‪)%‬‬
‫‪27,1‬‬ ‫‪38,0‬‬ ‫‪40,5‬‬ ‫‪45,9‬‬ ‫األصول السائلة‪/‬مجموع األصول (‪)%‬‬
‫‪61,6‬‬ ‫‪82,1‬‬ ‫‪93,5‬‬ ‫‪107,5‬‬ ‫األصول السائلة‪/‬الخصوم قصيرة األجل (‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتمادعلى ‪:‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر‪،‬التقرير السنوي ‪ ، 0142‬مرجع سبق ذكره و‬
‫‪- Fonds Monétaire International ,Rapport du FMI 16/127, Washington , Mai 2016‬‬

‫إثر إقامة اإلطار التنظيمي في نهاية ‪ ،0118‬المتضمن رأس المال األدنى للبنوك والمؤسسات المالية ‪،‬‬
‫عززت هذه األخيرة رؤوس أموالها الخاصة بصفة معتبرة ‪ ،‬علما أن مستوى رأس مال البنوك العمومية كان‬
‫أعلى من الحد األدنى التنظيمي قبل دخول التنظيم الجديد حيز التنفيذ‪ ،‬بالفعل كانت الدولة قد قررت رفع‬
‫رأس مال بنكين عمومين خالل سنة ‪ ،0142‬وواصلت البنوك العمومية تخصيص جزءا من نتائجها‬
‫لالحتياط‪ ،‬مما سمح لها االستجابة‪ ،‬بشكل واسع للقواعد االحت ارزية المتعلقة بتغطية المخاطر البنكية (مخاطر‬
‫القروض ‪ ،‬المخاطر العملياتية ومخاطر السوق)؛‬

‫في نهاية سنة ‪ ،0142‬بلغ معدل مالءة البنوك فيما يتعلق باألموال الخاصة القاعدية ‪ %15,9‬ونسبة مالءة‬
‫األموال الخاصة النظامية ‪ %18,7‬أي معدالت أعلى بكثير من المعايير الموصى بها في إطار بازل ‪0‬؛‬

‫‪1‬‬
‫تقرير بنك الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪، 2102‬ص ص ‪.011 – 013‬‬
‫‪316‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫بقيت مردودية البنوك العمومية والخاصة جيدة خالل سنة ‪ ،0142‬بالرغم من االنخفاض الطفيف مقارنة بـ ـ‬
‫‪ ،0141‬بحيث انخفض معدل مردودية األموال (العائد على رأس المال) بنقطتين مئويتين‪ ،‬ليصل إلى‬
‫‪%21,6‬واستقر معدل مردودية األصول (العائد على األصول) عند ‪ %1,93‬مقابل ‪ %1,98‬في سنة‬
‫خص تراجع العائد على رأس المال واستقرار العائد على األصول كل من البنوك العمومية والخاصة‬
‫‪ً ،0141‬‬
‫على حد سواء ‪ ،‬ارتبط التراجع في مردودية األموال الخاصة للبنوك العمومية بارتفاع ملحوظ لألموال‬
‫ال خاصة مقارنة بالنتائج‪ ،‬في حين نجم االنخفاض المسجل لدى البنوك الخاصة عن تدهور نتائجها‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للبنوك العمومية تزايد نتائجها ‪ ،‬وتدني حجم األصول بالنسبة للبنوك الخاصة(ما ينتج عنه انخفاض‬
‫في النتائج)؛‬

‫من جانب اإليرادات البنكية‪ ،‬سجلت البنوك العمومية ارتفاعا ب ـ ‪ %20,4‬بفضل الزيادة الحادة لإليرادات خارج‬
‫سجلت تكاليف‬
‫الفوائد ‪ ،%35,0‬وارتفع صافي المنتوج البنكي لهذه البنوك بـ ـ ‪ %12,6‬في ‪ ،0142‬في حين َ‬
‫االستغالل ومخصصات االهتالك نموا أدنى ‪ %10,3‬ونمت مخصصات المؤونات بـ ـ ‪ %24,7‬؛‬

‫على مستوى البنوك الخاصة‪َ ،‬سجلت اإليرادات البنكية نموا ضعيفا ‪ %6,6‬بسبب االستقرار أو حتى التراجع‬
‫الطفيف لإليرادات البنكية األخرى‪ ،‬مما يفسر الزيادة الضئيلة لصافي منتجاتها البنكية (‪ ) %5,4‬وفي المقابل‬
‫ارتفعت بحدة تكاليف االستغالل ومخصصات االهتالك ‪ ،‬وبالخصوص المؤونات نتيجة زيادة القروض‬
‫المتعثرة في نهاية ‪0142‬؛‬

‫فيما يتعلق بمعدالت هامش الفائدة‪ ،‬انخفضت في البنوك العمومية (‪%65,8‬سنة ‪ ، 0142‬مقابل ‪%68,3‬‬
‫في ‪ )0141‬وارتفع في البنوك الخاصة (‪ %71,5‬مقابل ‪ %69,1‬في ‪)0141‬؛‬

‫رغم ذلك‪ ،‬تحسنت معدالت األعباء خارج الفوائد في البنوك العمومية من ‪ %26,9‬في ‪ 0141‬إلى ‪%24,1‬‬
‫في ‪.0142‬في حين تدهور هذا المعدل في البنوك الخاصة مرو ار من ‪ %34,5‬في ‪ 0141‬إلى ‪ %36,1‬في‬
‫‪.0142‬‬

‫أخي ار وتماشيا مع تحسن إدارة المخاطر االئتمانية (مخاطر القروض) في البنوك العمومية‪ ،‬انخفض تدريجيا‬
‫مستوى المستحقات غير الناجعة بالنسبة إلجمالي المستحقات (القروض ومستحقات أخرى تدخل في حساب‬
‫هذه النسبة) ليصل ‪ %9,2‬في سنة ‪ ،0141‬وفي سنة ‪ 0142‬ارتفع هذا المعدل إلى ‪ %9,8‬نتيجة ارتفاع‬
‫المستحقات المتعثرة لدى البنوك الخاصة (‪ %8,7‬مقابل ‪ %5,1‬في ‪ ،)0141‬عموما تبقى هذه النسبة‬
‫‪317‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫للمستحقات المتعثرة مرتفعة مقارنة بالمعايير الدولية الموضوعة في هذا المجال‪ ،‬مع ذلك فإن هذا المعدل‬
‫صافي من االحتياطات المشكلة ال يفوق ‪(%3,8‬نسبة نهائية ‪ )0142‬بالنسبة لكافة البنوك؛‬

‫وفقا لدراسة صندوق النقد الدولي حول مدى تطبيق البرنامج الخاص باالستقرار المالي العالمي في النظام‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬لغاية ‪ 0142‬تاريخ إنجاز التقرير أوضحت الدراسة أن انهيار أسعار البترول لم يكن لها‬
‫تأثير حاد على استقرار النظام المصرفي الجزائري‪ :‬فمع نهاية ‪ ،0142‬استمر استقرار النظام البنكي نتيجة‬
‫مجموعة اإلصالحات المتخذة‪ ،‬بفضل النمو القوي للقطاعات خارج المحروقات وارتفاع مستويات االستثمار‬
‫‪1‬‬
‫العمومي‪ ،‬حيث حافظ القطاع البنكي على استق ارره ولم يسجل أي تغيير في نوعية األصول المستخدمة؛‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطبيق اختبارات التحمل على البنوك الناشطة في القطاع البنكي الجزائري‬
‫تم وضع جملة من اختبارات التحمل لمعرفة وتقدير مدى حساسية القطاع البنكي الجزائري لمختلف المخاطر‪،‬‬
‫لإلشارة الفترة التي أجريت ضمنها هذه االختبارات تعتبر قصيرة ‪ ،‬شملت ‪ 2‬بنوك عمومية و ‪ 01‬بنكا خاصا‪،‬‬
‫بناء على المعطيات الفردية للبنوك في نهاية سنة ‪ ،0140‬السيناريوهات كانت قائمة على فرضية حدوث‬
‫أزمة بترولية عالمية*‪( ،‬ملخص نتائج اختبارات التحمل في الملحق رقم ‪:)12‬‬
‫تشير اختبارات التحمل إلى أن مخاطر تركز القروض تعد من بين أهم المخاطر التي تواجه البنوك‬
‫‪2‬‬
‫العمومية‪:‬‬
‫‪ ‬فبافتراض سيناريو للمخاطر االئتمانية التي وضعت احتمال ارتفاع في نسبة القروض غير المنتجة‬
‫(المتعثرة) بـ ـ ‪ ، %10‬يسجل معدل األموال الخاصة الرقابية لـ ـ ‪ 0‬بنوك عمومية ( تمثل فيها نسبة‬
‫القروض غير المنتجة نسبة ‪ %27‬من مجموع األصول)‪ ،‬انخفاضا إلى مادون المستوى الرقابي (‪،)%8‬‬
‫مع ذلك تبقى قادرة على السداد ‪ ،‬بما أن الحكومة تعد المالك األساسي لها ‪ ،‬قدرت تكلفة إعادة رسملتها‬
‫بـ ـ ‪ 22‬مليار دينار جزائري ‪ ،‬يالحظ أنه نتيجة تعامل البنوك العمومية مع المؤسسات العمومية الناشطة‬
‫في قطاع الصناعة‪ ،‬البناء والتجارة يزيد من حساسيتها اتجاه المخاطر الخاصة بكل نشاط‪ ،‬يمثل‬
‫المقترضون نسبة ‪ %38‬من مجموع القروض‪ ،‬وبافتراض سيناريو تعثر المقترضين ينتج حالة عدم مالءة‬
‫على مستوى ‪ 2‬بنوك ‪ 2 ،‬منها عمومية؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Fonds Monétaire International,Rapport du FMI 16/127, Washington, Mai 2016,op-cit, p 24 .‬‬
‫*‬
‫انخفاض في سعر البترول بــ ‪ 21‬دوالر ليصبح سعر البرميل ‪ 21‬دوالروهو ما ينتج عنه ارتفاع في نسبة القروض المتعثرة بــ ‪%10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fonds Monétaire International,Rapport du FMI 16/127, Washington, Mai 2016,op-cit,p 28.‬‬
‫‪318‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬عدد كبير من البنوك الناشطة في القطاع البنكي الجزائري تحتفظ بهوامش سيولة كافية لتجنب أزمة‬
‫سيولة مستقبلية وأزمات صرف أو فائدة لها آثار محدودة على القطاع البنكي‪:‬‬
‫فمن خالل إجراء اختبار التحمل الخاص بالسيولة البنكية‪ ،‬الغرض من ورائه هو تقييم قدرة البنوك على‬
‫مواجهة السحوبات اليومية بمعدل ‪ %5‬إلى ‪ %10‬يوميا خالل ‪ 2‬أيام؛‬
‫أوضحت النتائج أن البنوك بإمكانها الصمود أمام أي تدفق أو انسياب مرتفع للودائع خالل ‪ 2‬أيام‪ ،‬إذ يتوفر‬
‫لدى غالبية البنوك رصيد مرتفع من األصول السائلة ‪ ،‬يمثل مجموع األصول السائلة نسبة ‪ %108‬خالل‬
‫سنة ‪0140‬؛‬
‫تحتفظ البنوك بهامش حماية (مناورة) " ‪ " marge de manœuvre‬يلجأ إليه لمواجهة أي سحوبات مفاجئة أو‬
‫تدهور إجمالي لظروف التمويل؛‬
‫‪ ‬لوحظ أن البنوك هي غير معرضة كثي ار لمخاطر الفائدة‪ ،‬ففي ظل سيناريو وجود مخاطر لمعدل الفائدة‪،‬‬
‫أظهرت نتائج اختبارات التحمل أن البنوك ال تتأثر بأي ارتفاع في معدالت الفائدة‪ ،‬وذلك الحتفاظها‬
‫بكمية قليلة من األدوات المالية طويلة األجل‪ ،‬ومن جانب مخاطر سعر الصرف ‪ ،‬فأثرها جد ضئيل‬
‫نتيجة امتالك البنوك لوضعيات صرف ضعيفة جدا‪ ،‬وآثارها المباشرة محدودة أيضا؛‬

‫‪319‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬إجراءات تسيير وادارة مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬

‫من خالل إطالعنا على الوثائق الملحقة بالقوائم المالية لمجموعة من البنوك التجارية الجزائرية (العمومية‬
‫والخاصة) وبصفة خاصة بنك الجزائر الخارجي وبي أن بي باري با ‪ ،‬الحظنا أن لهذه البنوك مجموعة من‬
‫اإلجراءات الداخلية المعتمدة ( من جانب الرقابة الداخلية والهيئات المسؤولة عن المراجعة والتدقيق )‬
‫باإلضافة إلى ق اررات منح االئتمان‪ ،‬مستندة في ذلك على األنظمة والتعليمات الصادرة عن بنك الجزائر‬
‫واألمر مماثل أيضا فيما يتعلق بنسب السيولة والكشوف الواجب على البنوك أن تقدمها إلى بنك الجزائر‬
‫بصفة دورية ‪ ،‬لذلك ارتأينا من خالل هذا المبحث إلى عرض آليات إدارة وتسيير مخاطر كل من االئتمان‬
‫والسيولة ‪،‬و تقييم مدى صرامة النظم الرقابية المطبقة في هذا الصدد على مستوى البنوك التجارية الجزائرية‬
‫ومدى ارتقائها للممارسات الرقابية المعتمدة على المستوى الدولي بالخصوص من طرف لجنة بازل ؛‬

‫المطلب األول ‪ :‬اآلليات المعتمدة في مجال إدارة وتسيير المخاطر االئتمانية بالبنوك التجارية الجزائرية‬

‫أوال‪ /‬نظام قياس وانتقاء مخاطر القرض (االئتمان) بالبنوك الجزائرية‬

‫‪ 0‬ــــ انتقاءو قياس مخاطر القرض‬

‫يجب أن يتوفر لدى البنوك مجموعة من اإلجراءات التي تمكنها من انتقاء مخاطر القرض وأنظمة قياسها‪ ،‬إذ‬
‫‪1‬‬
‫تتيح لها هذه اإلجراءات القيام بكل من ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مخاطر الميزانية وخارج الميزانية اتجاه طرف واحد مقابل أو أطراف مقابلة؛‬
‫‪ -‬توفير مجموعة من المعلومات النوعية والكمية ‪ ،‬تستطيع عبرها أن تتفادى مستويات مختلفة من الخطر؛‬
‫‪ -‬القيام بتوزيع التزاماتها لصالح األطراف المقابلة وفقا لدرجة الخطر الذي يمكن التعرض له‪ ،‬قطاع النشاط‬
‫االقتصادي و المنطقة الجغرافية؛‬
‫‪ ‬نظام انتقاء مخاطر القرض‬
‫تعتمد عملية تقييم مخاطر القرض على مجموعة من المتطلبات األساسية واجبة التوفر‪ ،‬تأتي في مقدمتها‬
‫الوضعية المالية للمستفيد من القرض وتحديد قدرته على السداد والضمانات المحصلة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 31‬من النظام ‪ 00 – 12‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2100‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪320‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يتطلب التقييم الخاص بالمؤسسات تحليل محيط هذه األخيرة ومميزات الشركاء أو المساهمين أو المسيرين‪،‬‬
‫إضافة إلى األخذ باالعتبار للوثائق المحاسبية والمالية الخاصة بالفترة األخيرة ؛‬

‫تكون البنوك ملفات القروض للحصول على جميع المعلومات ذات الطابع النوعي والكمي الخاصة بطرف‬
‫مقابل أو أطراف مقابلة ‪ ،‬تراجع هذه الملفات كل ثالثي على األقل بالنسبة للعمالء ذوي المستحقات غير‬
‫المدفوعة أو المشكوك بتحصيلها وذات أهمية معتبرة ؛‬

‫لتحديد مردودية القروض أث ار بالغ األهمية في عملية انتقاء القروض ‪ ،‬ولذلك يجب أن يتميز التحليل التقديري‬
‫لألعباء والنواتج المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬بأكبر قدر من الشمولية بالنسبة لكل قرض ‪ ،‬و أن تتضمن التكاليف‬
‫العملياتية وتكاليف التمويل؛‬

‫يقوم الجهاز التنفيذي بتحليل الحق لمردودية عمليات القرض كل ستة أشهر على األقل‪ ،‬كما يتم صياغة‬
‫اإلجراءات الخاصة بقرار منح القروض بوضوح وبشكل يتالءم مع مميزات البنك من حيث حجمه‪ ،‬تنظيمه‬
‫‪1‬‬
‫وطبيعة نشاطه‪ ،‬كما تكون ملفات القروض محل تحليل وحدة مختصة مستقلة عن الكيانات العملياتية ؛‬

‫‪ ‬نظام قياس مخاطر القرض(االئتمان) في البنوك الجزائرية‬


‫يستوجب على البنوك وضع نظام لقياس هذا النوع من المخاطر‪ ،‬يسمح بتحديدها ‪ ،‬قياسها وجمعها‪ ،‬وتظهر‬
‫هذه المخاطر من خالل جملة العمليات المنجزة داخل الميزانية وخارجها‪ ،‬وعن عجز الطرف المقابل عن‬
‫التسديد‪ ،‬كما يستلزم إجراء تحليل على األقل كل ثالثي لتطور نوعية التزاماتها ( داخل الميزانية أو خارجها)‪،‬‬
‫من شأن هذا التحليل المساهمة في إعادة ترتيب عمليات االئتمان والقيد المحاسبي للديون المصنفة وتكوين‬
‫المؤونات المتعلقة بها مع أخذ الضمانات المقبولة باالعتبار والتأكد من أن تقييمها تم حديثا وبشكل مستقل‬
‫‪2‬‬
‫وحذر؛‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 22 – 21‬من النظام ‪ 00 – 12‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2100‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادتين ‪ 22 – 22‬من النظام ‪ 00 – 12‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2100‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬سياسة منح االئتمان و تسيير مخاطره في البنوك التجارية الجزائرية‬

‫أوال‪ /‬السياسة واإلجراءات المعتمدة من طرف البنوك التجارية الجزائرية في تسيير وادارة مخاطر االئتمان‬

‫في هذا اإلطار يجب اإلشارة إلى أنه ومنذ صدور التعليمة رقم ‪ 81‬ـ ـ ـ ـ ‪ 01‬من طرف بنك الجزائر‪ ،‬تلتزم‬
‫البنوك التجارية باالمتثال إلى مجموعة من األطر الرقابية (ق اررات رقابية‪ ،‬تعليمات وغيرها) ‪ ،‬جاءت في‬
‫مجملها من أجل تأسيس واقامة سياسة ائتمانية متينة واتخاذ إجراءات حذرة؛‬

‫عملية القرض (منح االئتمان) تشتمل خطر القرض و‪/‬أو الطرف المقابل ‪ ،‬لذلك يستوجب تحديد المعدالت‬
‫الرقابية الخاصة بكل من ‪:‬‬

‫‪ ‬معدل تغطية المخاطر؛‬


‫‪ ‬معدل تقسيم المخاطر؛‬
‫وحرصا من البنوك على التأقلم مع التنظيم الرقابي المحين ‪ ،‬الصادر من السلطة النقدية خالل سنة ‪0141‬‬
‫(األنظمة رقم ‪ 41‬ـ ـ ـ ‪ 14‬ـ ـ ‪ 10‬ـ ـ ـ ‪ )10‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 0141‬قامت البنوك بتكليف مكاتب للمراجعة‬
‫الخارجية من أجل مرافقتها وتوضيح مختلف اإلجراءات التي تسهل لها التكيف مع المتطلبات الجديدة؛‬

‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬قامت البنوك الجزائرية خالل سنة ‪ 0141‬بتدعيم آليات الرقابة على المخاطر‪ ،‬من‬
‫خالل جملة من اإلجراءات التي تم تحيينها بشكل يتوافق والتغير الحاصل في النصوص الرقابية؛‬

‫فعلى سبيل المثال على مستوى بنك الخليج الجزائر"‪ ،"Gulf Bank Algeria‬الذي تم تأسيسه خالل سنة‬
‫‪ ،0110‬ومنح له االعتماد لمزوالة نشاطه كبنك تجاري بناءا على القرار ‪ 03/03‬الصادر عن بنك الجزائر‬
‫المؤرخ في ‪ 42‬ديسمبر ‪0110‬؛‬

‫القواعد الخاصة بتقييم القروض على مستوى بنك الخليج الجزائر"‪:"Gulf Bank Algeria‬‬

‫تصنف القروض على أساس فترة تسديدها وتخصص لها مؤونات وفقا لما جاء في النظام ‪10 – 41‬‬
‫الصادر عن بنك الجزائر المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 0141‬يتم تصنيف القروض المشكوك في تحصيلها‬
‫وتخصص لها مؤونة وذلك بعد تخفيض مبلغ الضمانات بحيث‪:‬‬

‫‪322‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ ‬تخصيص مؤونة تقدر بـ ـ ‪ ، %20‬إذا لم يتم التسديد خالل الفترة الممتدة من ‪ 84‬يوم إلى ‪ 408‬يوم‪،‬‬
‫ويتم تصنيفها ك ـ ـ "قروض ذات مشاكل محتملة" "‪" créances à problème potentiels‬؛‬
‫‪ ‬تخصيص مؤونة تقدر بـ ـ ‪ ، %50‬إذا لم يتم التسديد خالل الفترة ‪ 411‬يوم إلى ‪ 022‬يوم يتم‬
‫تصنيفها كـ ـ " قروض غير خطرة جدا" "‪" créances très risqués‬؛‬
‫‪ ‬مؤونة تقدر بـ ـ ‪ %100‬إذا لم يتم التسديد خالل فترة تتعدى السنة‪ ،‬تصنف القروض على أنها‬
‫"قروض غير مسددة" "‪"créances compromise‬؛‬
‫كما يقوم البنك بناءا على النظام الرقابي بتخصيص مؤونة خاصة بالمخاطر البنكية الكلية‪ ،‬وفقا لما تضمنته‬
‫المادة (‪ )1‬من النظام ‪ ، 10 – 41‬تخص هذه المؤونة القروض الجارية أو العادية "‪" créances courantes‬‬
‫تقدر بـ ـ ‪ %1‬إلى ‪ %3‬؛‬

‫‪ %1 -‬بالنسبة للسنة األولى ‪ %2 ،‬السنة الثانية و‪ %3‬للسنة الثالثة للدين‪.‬‬


‫نحاول توضيح حجم القروض العادية والمصنفة المقدمة لألفراد والمؤسسات على مستوى بنك الخليج‬
‫الجزائر"‪ ،"Gulf Bank Algeria‬خالل الفترة "‪ "0142 – 0144‬في الجدول التالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ 24‬ـــــ ‪ : 01‬حجم القروض العادية والمصنفة المقدمة لألفراد والمؤسسات على مستوى بنك‬
‫الوحدة (ألف دينار)‬ ‫الخليج الجزائر"‪ ،"Gulf Bank Algeria‬خالل الفترة (‪)0201 – 0200‬‬

‫قروض مصنفة‬ ‫قروض جارية‬ ‫السنوات‬


‫قروض غير مسددة‬ ‫مشاكل قروض خطرة جدا‬ ‫ذات‬ ‫قروض‬
‫محتملة‬
‫‪3 000‬‬ ‫‪465 290‬‬ ‫‪1 095 719‬‬ ‫‪42 127 557‬‬ ‫‪0200‬‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪82 915‬‬ ‫‪675 511‬‬ ‫‪41 332‬‬ ‫‪62 774 994‬‬ ‫‪0200‬‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪965 289‬‬ ‫‪1 776 696‬‬ ‫‪652 414‬‬ ‫‪83 132 943‬‬ ‫‪0200‬‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪3 218 224‬‬ ‫‪666 409‬‬ ‫‪130 780‬‬ ‫‪103 586 276‬‬ ‫‪0204‬‬
‫*‬ ‫*‬
‫‪4 218 088‬‬ ‫‪3 072 238‬‬ ‫‪458 384‬‬ ‫‪107 529 298‬‬ ‫‪0201‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة بناءا على التقارير السنوية لبنك الخليج الجزائر لسنوات (‪– 0141 -0140 -0140 – 0144‬‬
‫‪)0142‬‬

‫خاصة فقط بالقروض الممنوحة للمؤسسات دون االفراد‬ ‫‪‬‬

‫‪323‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫من تحليل الجدول يتضح لنا حجم القروض الممنوحة لألفراد والمؤسسات‪ ،‬واالستيراتيجية المتبعة من طرف‬
‫بنك الخليج الدارتها‪ ،‬في البداية نجد أن حجم القروض الجارية مقارنة بتلك المصنفة هي مرتفعة ‪ ،‬هو في‬
‫تزايد من ‪ 0144‬إلى غاية ‪ ،0142‬هذا ما يدل على أن البنك يسعى إلى انجاح سياسته االئتمانية وتوسيع‬
‫منح القروض‪ ،‬من جهة أخرى نجد أن القروض غير المسددة تتزايد بحجم كبير أيضا طوال هذه الفترة وهو‬
‫مؤشر غير جيد ‪ ،‬يجب على البنك أن يتوخى الحذر نتيجة زيادة تعرضه لمخاطر عدم التسديد‪،‬‬

‫من جانب القروض الخطرة جدا والتي تخصص لها مؤونات تقدر بـ ـ ‪ ، %50‬عرفت تزايدا نسبيا من ‪0144‬‬
‫إلى غاية ‪ 0140‬ما يدل على قصور ونقائص مسجلة على مستوى نظم وأساليب إدارة مخاطر اإلئتمان ‪،‬‬
‫باستثناء سنة ‪ 0141‬التي سجلت انخفاضا ملحوظا في حجم هذه القروض ثم عادت وعرفت منحى تصاعديا‬
‫خالل سنة ‪ ، 0142‬ما يحتم على البنك اتخاذ االجراءات الالزمة للتخفيف من مخاطر هذه القروض‪ ،‬ومن‬
‫جانب القروض ذات المشاكل المحتملة نجد أن حجمها يشهد في فترات ارتفاعا (خاصة في سنة ‪،)0144‬‬
‫وانخفاضا في فترات أخرى (‪ )0140،0141‬وهو ما يرفع من احتمالية تعرض البنك لمزيد من مخاطر‬
‫المرتبطة بالقروض؛‬

‫قدرت االموال الخاصة التي خصصها البنك لتغطية مخاطر القروض خالل سنتي ‪ 0141‬و‪ 0142‬ب ـ ـ‬
‫‪ 1 402 123‬و‪ 1 395 460‬ألف دينار) على التوالي ؛أما المؤونات المخصصة لتغطية مخاطر القروض‬
‫المصنفة قدرت بنسبة ‪ %2,33 ، %2,28‬و ‪ %3‬على التوالي خالل سنوات (‪)0142 ،0141 ، 2013‬‬
‫وهو ما يدل على تزايد طفيف في معدالت المؤونات المخصصة بشكل يتناسب مع حجم مخاطر القرض‬
‫وللتحكم فيها؛‬

‫ولمعرفة وضعية عملية إدارة المخاطر على مستوى البنوك التجارية الجزائرية (عمومية كانت أوخاصة) ‪،‬‬
‫نحاول فيم يلي قياس بعض المؤشرات الدالة على حجم مخاطر اإلئتمان في المنظومة البنكية الجزائرية ‪،‬‬
‫حجم المؤونات المخصصة للقروض المصنفة ومعدالت نموها وغيرها ؛‬

‫‪324‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : 01 –24‬تطور حجم القروض المصنفة والمؤونات المخصصة للتغطية في البنوك التجارية‬
‫الجزائرية ( عمومية وخاصة ) خالل الفترة ( ‪)0201 – 0200‬‬
‫الوحدة‪) %(:‬‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬


‫‪25,39‬‬ ‫‪21,40‬‬ ‫‪17,12‬‬ ‫‪16,11‬‬ ‫‪17,89‬‬ ‫القروض المصنفة‪ /‬القروض‬

‫‪9,45‬‬ ‫‪9,21‬‬ ‫‪10,56‬‬ ‫‪11,46‬‬ ‫‪14,45‬‬ ‫معدل القروض الغير منتجة‪/ 1‬‬
‫مجموع القروض‬
‫‪61,44‬‬ ‫‪65,22‬‬ ‫‪68,19‬‬ ‫‪69,54‬‬ ‫‪69,78‬‬ ‫القروض‬ ‫مؤونات‪/‬‬ ‫معدل‬
‫المصنفة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪:‬‬


‫‪- Banque d’Algérie, Rapport annuel de l’année 2015,Evolution économique et monétaire de‬‬
‫‪l’Algérie, ,Novembre 2016 et :‬‬
‫‪- Fonds Monétaire International, Rapport du FMI 16/127, Washington, Mai 2016‬‬
‫‪1‬هي عبارة عن قروض غير مسددة (متعثرة) ‪ُ ،‬يخصص لها مؤونة بنسبة ‪%100‬‬

‫على مستوى البنوك الناشطة في الجزائر ‪ ،‬حجم القروض المصنفة إلى القروض العادية يشكل نسبة قليلة‬
‫نوعا ما ‪ ،‬غير أنه يعرف تزايدا نسبيا وهو مؤشر غير جيد‪ ،‬باستثناء سنة ‪ 0140‬التي سجلت انخفاضا قدر‬
‫بحوالي ( ‪ ، ) %1,8‬في المقابل نجد أن نسبة من مجموع القروض هي عبارة عن قروض غير منتجة (نوع‬
‫من القروض المصنفة) ‪ ،‬معدالت نمو هذه األخيرة هي في تناقص تسجل انخفاضا من سنة إلى أخرى‬
‫ويعتبر ذلك مؤش ار جيدا بحيث بلغت نسبته في ‪ ) %14,45( 0144‬وفي ‪ ،) %9,81( 0142‬يدل على‬
‫اعتماد أغلب البنوك الناشطة في المنظومة المصرفية الجزائرية على أنظمة جيدة لتقييم المخاطر اإلئتمانية ‪،‬‬
‫خاصة وأن هذا االنخفاض قد صاحبه أيضا انخفاض في معدالت المؤونات على القروض المصنفة وعلى‬
‫الرغم من ذلك يبقى حجم القروض غير المنتجة يشكل نسبة معتبرة إذا ما قورنت بالقروض المصنفة ما‬
‫يتطلب حذ ار أكب ار في السياسة اإلقراضية المطبقة على مستوى البنوك التجارية الجزائرية؛‬

‫‪325‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ 24‬ــــ ‪ :17‬نسب القروض المتعثرة(الغير منتجة) في البنوك العمومية والخاصة خالل الفترة‬
‫(‪)0201 – 0200‬‬
‫الوحدة‪(%):‬‬
‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬
‫‪9,45‬‬ ‫‪9,21‬‬ ‫‪10,56‬‬ ‫‪11,46‬‬ ‫‪14,45‬‬ ‫غير‬ ‫قروض‬
‫منتجة‪/‬مجموع القروض‬
‫‪9,55‬‬ ‫‪9,74‬‬ ‫‪11,41‬‬ ‫‪12,35‬‬ ‫‪16,06‬‬ ‫بنوك عمومية‬
‫‪8,69‬‬ ‫‪5,14‬‬ ‫‪4,80‬‬ ‫‪5,16‬‬ ‫‪4,00‬‬ ‫بنوك خاصة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪:‬‬
‫‪- Banque d’Algérie, Rapport annuel de l’année 2015 ,Evolution économique et monétaire de‬‬
‫‪l’Algérie, ,Novembre 2016 et :‬‬
‫‪- Fonds Monétaire International, Rapport du FMI 16/127, Washington, Mai 2016 ,op-cit.‬‬

‫الشكل رقم ‪ 24‬ـــــ ‪ : 20‬تطور نمو القروض غير المنتجة في البنوك العمومية ( ‪)0201 – 0200‬‬

‫تطور نمو القروض غير المنتجة في البنوك العمومية(‪)%‬‬


‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫قروض غير‬
‫‪10‬‬
‫منتجة‪/‬مجموع‬
‫‪8‬‬ ‫القروض‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة اعتمادا على معطيات الجدول رقم (‪ 11‬ـ ـ ‪)17‬‬

‫المالحظ أن نسبة القروض المتعثرة إلى اجمالي القروض تحدد قدرة البنوك على اإلدارة الجيدة لمحفظة‬
‫قروضها ومخاطرها‪ ،‬فبارتفاع هذا المؤشر تجد البنوك نفسها مجبرة على تشكيل مؤونات لمواجهة هذه‬
‫المخاطر واتخاذ اجراءات أكثر صرامة في مجال تقديم القروض‪،‬نجد أن هذه النسبة تشهد تراجعا في البنوك‬
‫العمومية خالل الفترة المدروسة (من ‪ % 16,06‬في نهاية ‪ 0144‬إلى ‪ % 8,22‬في نهاية ‪ )0142‬وهو ما‬
‫يفسر بتحسن في اجراءات تسيير وتقدير المخاطر االئتمانية؛‬

‫‪326‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ 24‬ـــ ‪ : 24‬تطور نمو القروض غير المنتجة في البنوك الخاصة ( ‪)0201 – 0200‬‬

‫تطور نمو القروض غير منتجة في البنوك الخاصة(‪)%‬‬


‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على معطيات الجدول رقم ( ‪ 11‬ـ ـ ‪)17‬‬

‫في المقابل نجد أن هذه النسبة بلغت أقصى ارتفاع لها في نهاية ‪ ) % 8,69( 0142‬نتيجة زيادة نشاطها‬
‫االقراضي الموجه للقطاع الخاص في الفترة األخيرة بالرغم من ذلك تبقى هذه النسبة منخفضة مقارنة بمثيلتها‬
‫في البنوك العمومية؛‬

‫الشكل رقم ‪ 24‬ـــ ‪ : 21‬تطور نسبة المؤونات المخصصة لتغطية القروض المصنفة بالبنوك‬
‫الوحدة ‪) %( :‬‬ ‫الجزائرية‬

‫تطور نسبة المؤونات المخصصة لتغطية القروض المصنفة بالبنوك الجزائرية‬


‫‪72,00%‬‬
‫‪70,00%‬‬
‫‪68,00%‬‬
‫‪66,00%‬‬
‫‪64,00%‬‬
‫معدل مؤونات‪ /‬القروض المصنفة‬
‫‪62,00%‬‬
‫‪60,00%‬‬
‫‪58,00%‬‬
‫‪56,00%‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على معطيات الجدول رقم (‪ 11‬ـ ـ ‪)42‬‬

‫‪327‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫حرصا من البنوك الجزائرية لمواجهة أي مخاطر ناتجة عن محفظة قروضها ‪ ،‬تخصص لها نسب مرتفعة ‪،‬إذ‬
‫تم تسجيل نسبة ‪ % 69,78‬سنة ‪ ، 0144‬وبلغ متوسط هذه النسبة ‪ % 66,83‬خالل الفترة الممتدة من‬
‫‪ 0144‬إلى ‪ 0142‬وهو مستوى يعد مالئما الجتناب المخاطر المحتملة لهذا النوع من القروض المصنفة‪.‬‬

‫بصفة عامة وبناءا على ما توفر لنا من معلومات تتميز عملية إدارة مخاطر اإلئتمان ببعض القصور فيما‬
‫يتعلق بتحديد ومتابعة وقياس مخاطر القرض ‪ ،‬وذلك نتيجة عدم اإللتزام المحكم بتطبيق إجراءات محكمة في‬
‫بعض البنوك عمومية وخاصة ‪ ،‬بحيث يشوب جهاز المتابعة والقياس والتحكم في هذه المخاطر من بعض‬
‫النقائص (اإلعتماد في أغلب البنوك العمومية والخاصة على برمجيات اإلعالم اآللي في متابعة عملية تسديد‬
‫القرض ) ‪ ،‬ولذلك يتوجب التدقيق في عمليات تحليل الملفات ‪،‬التصنيف و تكوين المؤونات والحرض على‬
‫عدم منح القروض لعمالء غير مؤهلين للتمويل‪ ،‬نظ ار لتدني وضعهم المالي وأيضا يجب أن تتسم‬
‫التصريحات و للبيانات المرسلة لمركزية المخاطر لبنك الجزائر بالشمولية ‪ ،‬الوضوح والموثوقية ‪ ،‬فاإللتزام‬
‫باألمور المذكورة من شأنه المساهمة في تجنب وجود أي إنحرافات بين ما صرح به وما هو موجود في الواقع‬
‫وظهور المخاطر االئتمانية ؛‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حجم االئتمان المقدم من طرف البنوك التجارية الجزائرية‬

‫يعد االقتصاد الجزائري من اقتصاديات االستدانة الذي يرتكز فيه تمويل النشاط االقتصادي على القروض‬
‫الموفرة من طرف الجهاز المصرفي الجزائري ممثال في البنوك التجارية ‪1،‬وفيما يلي نوضح حجم القروض‬
‫التي منحتها البنوك خالل الفترة من (‪)0142 – 0144‬؛‬

‫‪ ‬القروض الموزعة‬
‫خالل سنة ‪ 0142‬تم تسجيل نمو متواصل في القروض الموزعة من طرف البنوك‪ ،‬بحيث في هذه السنة‬
‫قامت الخزينة العمومية بإعادة شراء مستحقات على الشركات العمومية بمبلغ إجمالي قدره ‪305,3‬مليار‬
‫دينار‪ ،‬دفعت الخزينة مبلغ ‪ 161,1‬مليار دينار للبنوك وأصدرت سندات (‪ 144,2‬مليار دينار)‪ ،‬يوضح‬
‫الجدول التالي بيانات نشاط القروض لالقتصاد( خارج المستحقات المعاد شرائها من طرف الخزينة)؛‬

‫‪1‬‬
‫حمزة شودار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪322‬‬
‫‪328‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ 24‬ــــ ‪ : 18‬توزيع القروض حسب البنوك العمومية والبنوك الخاصة‬
‫(الوحدة ‪ :‬مليار دينار)‬
‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫قروض البنوك‪ /‬القطاعات‬
‫‪3 689,0‬‬ ‫‪3 382,9‬‬ ‫‪2 434,3‬‬ ‫‪2 040,7‬‬ ‫للقطاع ‪1742,3‬‬ ‫الموجهة‬ ‫أ‪ .‬القروض‬
‫العمومي‬
‫‪3689,0‬‬ ‫‪3382,9‬‬ ‫‪2434,3‬‬ ‫‪2040,7‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية ‪( :‬قروض مباشرة ‪1742,3‬‬
‫‪ +‬شراء السندات)‬
‫‪3 521,9‬‬ ‫‪3 210,3‬‬ ‫‪2 409,4‬‬ ‫‪2 010,6‬‬ ‫‪1 703,3‬‬ ‫‪ -‬قروض مباشرة‬
‫‪157,6‬‬ ‫‪163,1‬‬ ‫‪24,9‬‬ ‫‪30,1‬‬ ‫‪39,0‬‬ ‫‪ -‬شراء السندات‬
‫‪9,5‬‬ ‫‪9,5‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪ -‬قروض مباشرة‬
‫‪9,5‬‬ ‫‪9,5‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪ -‬شراء السندات‬
‫‪3 586,6‬‬ ‫‪3 120,0‬‬ ‫‪2 720,2‬‬ ‫‪2 244,9‬‬ ‫‪1 982,4‬‬ ‫للقطاع‬ ‫الموجهة‬ ‫ب‪ .‬القروض‬
‫الخاص‬
‫‪2 687,1‬‬ ‫‪2 338,7‬‬ ‫‪2 023,2‬‬ ‫‪1 675,4‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية (قروض مباشرة ‪1 451,7 +‬‬
‫شراء السندات)‬
‫‪2 685,4‬‬ ‫‪2 338,5‬‬ ‫‪2 016,8‬‬ ‫‪1 669,0‬‬ ‫‪1 442,8‬‬ ‫‪ -‬قروض مباشرة‬
‫‪1,7‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪8,9‬‬ ‫‪ -‬شراء السندات‬
‫‪899,5‬‬ ‫‪781,3‬‬ ‫‪697,0‬‬ ‫‪569,5‬‬ ‫‪530,7‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪899,5‬‬ ‫‪781,3‬‬ ‫‪696,9‬‬ ‫‪569,4‬‬ ‫‪530,6‬‬ ‫‪ -‬قروض مباشرة‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪ -‬شراء السندات‬

‫‪7 275,6‬‬ ‫‪6 502,9‬‬ ‫‪5 154,5‬‬ ‫‪4 285,6‬‬ ‫‪3 724,7‬‬ ‫الممنوحة‬ ‫القروض‬ ‫ت‪ .‬مجموع‬
‫(صافية من القروض المعاد‬
‫شراؤها)‬
‫‪%50,70‬‬ ‫‪%52,02‬‬ ‫‪%47,73‬‬ ‫‪%47,62‬‬ ‫‪%46,78‬‬ ‫‪ -‬حصة القطاع العام من القروض‬
‫‪%49,30‬‬ ‫‪%47,98‬‬ ‫‪%52,77‬‬ ‫‪%52,38‬‬ ‫‪%53,22‬‬ ‫‪ -‬حصة القطاع الخاص من القروض‬
‫‪% 87,5‬‬ ‫‪% 87,8‬‬ ‫‪% 86,5‬‬ ‫‪% 86,7‬‬ ‫‪% 85,8‬‬ ‫‪ -‬حصة البنوك العمومية‬
‫‪% 12,5‬‬ ‫‪% 12,2‬‬ ‫‪% 13,5‬‬ ‫‪% 13,3‬‬ ‫‪% 14,2‬‬ ‫‪ -‬حصة البنوك الخاصة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر لسنوات (‪)0142-0140-0140‬‬

‫‪329‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ 24‬ـــــ ‪ :21‬متوسط حصة القروض لكل من البنوك التجارية العمومية والخاصة خالل الفترة‬
‫(‪)0201-0200‬‬

‫متوسط حصة القروض لكل من البنوك التجارية العمومية والخاصة‬


‫حصة البنوك‬
‫الخاصة‬
‫‪13%‬‬

‫حصة البنوك‬
‫العمومية‬
‫‪87%‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على معطيات الجدول رقم ‪ 11‬ـ ـ ـ ‪41‬‬

‫يظهر جليا من البيانات أعاله‪ ،‬زيادة طفيفة في نسبة القروض الموزعة من طرف البنوك الخاصة في نهاية‬
‫‪ ،0142‬بعد التراجع البسيط في نهاية ‪ ،0141‬أي ‪ % 12,5‬مقابل ‪ % 12,2‬في ‪ 0141‬و ‪ % 13,5‬في‬
‫‪ ، 0140‬القروض الموزعة من طرف البنوك الخاصة موجهة لتمويل الشركات الخاصة واألسر‪ ،‬التي يبقى‬
‫ادخارها المالي المجمع في ارتفاع مستمر؛‬

‫بلغ مجموع قروض البنوك ‪ 7 275,6‬مليار دينار في نهاية ‪ ،0142‬ما يعادل زيادة في القروض بنسبة‬
‫‪ % 11,9‬مقابل ‪ % 26,2‬في ‪ 0141‬و ‪ % 20,3‬في ‪،0140‬كما إرتفعت حصة القروض الموجهة‬
‫بالرصيد اإلجمالي للقروض الموزعة من طرف البنوك لتبلغ ‪49,3‬‬ ‫للمؤسسات الخاصة واألسرمقارنة‬
‫‪%‬مقابل ‪ % 48,0‬في سنة ‪0141‬؛‬

‫حضي القطاع العمومي بحصة من القروض الموزعة قدرت نسبتها بـ ـ ‪ %50,7‬خالل ‪ 0142‬من إجمالي‬
‫القروض خالل ‪ 0142‬مقابل ‪ %52,0‬في سنة ‪ 0141‬والمالحظ أن البنوك العمومية توفر مجمل التمويل‬
‫المباشر للقطاع العمومي وتبقى حصتها في تمويل القطاع الخاص مرتفعة ( ‪ %74,9‬سنة ‪ 0142‬مقابل‬
‫‪ %75,0‬في ‪ ،)0141‬خص تدفق القروض الممنوحة من طرف البنوك العمومية الشركات الخاصة واألسر‬

‫‪330‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫(‪ 348,4‬مليار دينار مقابل ‪ 315,5‬مليار دينار في ‪ ،)0141‬أكثر مما خصص لتمويل المؤسسات‬
‫العمومية( ‪ 306,1‬مليار دينار ‪ ،‬مقابل ‪ 385,8‬مليار دينار في ‪ )0141‬بحيث تبقى مشاركة البنوك‬
‫العمومية قوية في تمويل مشاريع االستثمارات العمومية الكبرى‪ 1‬؛‬

‫وبالنسبة للتوسع في القروض التي توزعها البنوك الخاصة من حيث التدفقات‪ ،‬فقد بلغ ‪ 118,2‬مليار دينار‬
‫مقابل ‪ 93,8‬مليار دينار في ‪ ،0141‬ومعدل نمو القروض على مستوى البنوك الخاصة ‪ %14,9‬أعلى من‬
‫ذلك المحقق في البنوك العمومية ‪ %11,5‬خصص معظمه لتمويل األسر والشركات الخاصة؛‬

‫بالنظر إلى حصص البنوك من القروض الممنوحة ‪ ،‬نجد أن للبنوك العمومية الحصة األكبر ‪ ،‬حيث سجلت‬
‫أعلى نسبة والتي قدرت بـ ـ ‪ %87,8‬خالل ‪ 0141‬وفي المقابل نجد أن حصة البنوك الخاصة منخفضة‬
‫مقارنة بنظيرتها من البنوك العمومية‪ ،‬وبالتالي تراجع نسبة مساهمت البنوك الخاصة في تمويل مشاريع األفراد‬
‫والمؤسسات والتنمية االقتصادية بصفة عامة؛‬

‫الشكل رقم ‪ :21 - 24‬حجم القروض الممنوحة وفقا للقطاعات للفترة ( ‪)0201 – 0200‬‬

‫(الوحدة‪:‬مليار دينار)‬

‫‪8000‬‬
‫‪7000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪5000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2011‬‬

‫‪Series1‬‬
‫قروض موجهة‬ ‫‪Series2‬‬
‫قروض موجهة‬ ‫مجموع‬
‫‪Series3‬‬
‫للقطاع العمومي‬ ‫للقطاع الخاص‬ ‫القروص‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على معطيات الجدول رقم ‪ 11‬ـ ـ ـ ‪41‬‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.11 – 12‬‬
‫‪331‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫حسب فترة النضج‪ ،‬تطورت القروض الموجهة لالقتصاد من طرف البنوك التجارية وصندوق التوفير (بعد‬
‫طرح الديون المعاد شراؤها من طرف الخزينة العمومية)‪ ،‬سنة ‪ ، 0142‬كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 00 –24‬توزيع القروض حسب فترة النضج‬


‫(الوحدة ‪ :‬مليار دينار)‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫قروض البنوك‪/‬فترة النضج‬


‫‪1 710,7‬‬ ‫‪1 608,7‬‬ ‫‪1 423,4‬‬ ‫‪1 361,6‬‬ ‫‪1 363,0‬‬ ‫أ‪ .‬قروض قصيرة األجل‬
‫‪1 152,5‬‬ ‫‪1 091,0‬‬ ‫‪936,4‬‬ ‫‪973,9‬‬ ‫‪999,6‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪558,2‬‬ ‫‪517,7‬‬ ‫‪487,0‬‬ ‫‪387,7‬‬ ‫‪363,4‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪5 564,9‬‬ ‫‪4 894,2‬‬ ‫‪3 731,1‬‬ ‫‪2 924,0‬‬ ‫‪2 361,7‬‬ ‫ب‪ .‬قروض متوسطة وطويلة‬
‫األجل‬
‫‪5 214,1‬‬ ‫‪4 621,1‬‬ ‫‪3 521,0‬‬ ‫‪2 742,2‬‬ ‫‪2 194,4‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪350,8‬‬ ‫‪273,1‬‬ ‫‪210,1‬‬ ‫‪181,8‬‬ ‫‪167,3‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪7 275,6‬‬ ‫‪6 502,9‬‬ ‫‪5 154,5‬‬ ‫‪4 285,6‬‬ ‫‪3 724,7‬‬ ‫القروض‬ ‫ث‪ .‬مجموع‬
‫الممنوحة (صافية من‬
‫القروض المعاد شراؤها)‬
‫‪%23,5‬‬ ‫‪%24,7‬‬ ‫‪%27,6‬‬ ‫‪%31,8‬‬ ‫‪%36,6‬‬ ‫‪ -‬حصة القروض قصيرة األجل‬
‫‪%76,5‬‬ ‫‪%75,3‬‬ ‫‪%72,4‬‬ ‫‪%68,2‬‬ ‫متوسطة ‪%63,4‬‬ ‫القروض‬ ‫‪ -‬حصة‬
‫وطويلة األجل‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر لسنوات (‪.)0142-0140-0140‬‬

‫يالحظ من خالل هيكلة القروض الموزعة من طرف البنوك في نهاية ‪ ،0142‬االتجاه التصاعدي للقروض‬
‫متوسطة وطويلة األجل ‪ ،‬بنسبة قدرها ‪ %75,3( %76,5‬سنة ‪ )0141‬بالنسبة إلجمالي القروض الموزعة‪،‬‬
‫مقابل ‪ %23,5‬للقروض قصيرة األجل (‪ %24,7‬سنة ‪ ،)0141‬في نهاية ‪ 2015‬تمثل نسبة القروض‬
‫متوسطة وطويلة األجل الموزعة من طرف البنوك العمومية ‪ %81,9‬من مجمل قروضها مقابل ‪ %80,9‬في‬
‫نهاية ‪ 0141‬و ‪ %79,0‬في نهاية‪ 0140‬مما يدل على األهمية المعطاة لتمويل االستثمار بدل االستغالل‪،‬‬
‫من جانب البنوك الخاصة‪ ،‬نجد أن حصتها من القروض المتوسطة وطويلة األجل‪ ،‬بعدما كانت قد بلغت‬
‫مستوى معتبر في نهاية ‪ ،)%52( 0118‬نتيجة التباطؤ في توزيع القروض لألسر‪ ،‬إنخفضت إلى ‪%38,6‬‬
‫‪1‬‬
‫في ‪ 0142‬مقابل ‪ %34,5‬في نهاية ‪ 0141‬و ‪ %30,1‬في نهاية ‪0140‬؛‬

‫‪1‬‬
‫باإلعتماد على‪:‬‬
‫‪Baque d’Algerie, Rapport annuel 2101, op-cit‬‬
‫‪332‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫كما ساهم ارتفاع قروض الرهن العقاري وتلك الموجهة لتمويل احتياجات لفائدة األسر في االتجاه التصاعدي‬
‫للقروض متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬فقد انتقل مجموع القروض الرهنية من ‪ 307,4‬مليار دينار في نهاية‬
‫‪ 0140‬إلى ‪ 359,5‬مليار دينار في نهاية ‪ ،0141‬ليصل إلى ‪ 390,7‬مليار دينار في نهاية ‪ ،0142‬مقابل‬
‫نمو قوي خالل السنتين السابقتين (‪ %17,0‬في ‪ 0141‬و ‪ %18,6‬في ‪)0140‬على مستوى البنوك‬
‫العمومية‪ ،‬يرجع تطور القروض الرهنية نتيجة الدور النشط لصندوق االدخار‪ ،‬والتي تبلغ حصتها النسبية‬
‫بالنسبة لمجموع قروض الرهن العقاري الموزعة من طرف البنوك العمومية( ‪ %70,9‬مقابل ‪ %64,1‬في‬
‫نهاية ‪ )0140‬من إجمالي القروض الموزعة لألسر من طرف البنوك العمومية‪ ،‬على الرغم من أهميتها‬
‫انخفضت حصة قروض الرهن العقاري (‪ %82,4‬مقابل ‪ %92,0‬في نهاية ‪ 0141‬و‪ %94,2‬في نهاية‬
‫‪ ،) 0140‬في حين على مستوى البنوك الخاصة ‪ ،‬ارتفعت حصة هذه القروض (‪%85,6‬مقابل ‪ %61,4‬في‬
‫‪1‬‬
‫نهاية ‪ 0141‬و‪ %42,5‬في نهاية ‪)0140‬؛‬

‫في نهاية ‪ 0142‬لم تعد الودائع المجمعة بالدينار أعلى من قروضها الداخلية (قروض موجهة لالقتصاد ‪+‬‬
‫صافي االستحقاقات على الدولة)‪ ،‬في نهاية ‪ 0142‬يمثل القرض الداخلي للبنوك ما نسبته ‪ %100,7‬من‬
‫ودائعهم المجمعة بالدينار (‪ %86,3‬في نهاية ‪ 0141‬و‪ %82,1‬في نهاية ‪ ،)0140‬أي بمعدل ‪%101,9‬‬
‫بالنسبة للبنوك العمومية و ‪ %91,7‬بالنسبة للبنوك الخاصة‪ ،‬هذا ما يبين أن فائض سيولة البنوك يبقى‬
‫مرتفعا (سنتطرق له في المطلب ال اربع)‪ ،‬بفضل أموالها الخاصة والمؤونات الكبيرة المشكلة‪ ،‬ونتاج لذلك تبقى‬
‫قدرة توزيع القروض‪ ،‬سواء طرف البنوك العمومية أو الخاصة‪ ،‬معتبرة في نهاية ‪ ،0142‬دون اللجوء إلى بنك‬
‫الجزائر على اعتباره المقرض األخير‪ ،2‬كما تدل أيضا على سعي البنوك العاملة في القطاع البنكي الجزائري‬
‫على جذب جمهور المدخرين باتباع استيراتيجات وسياسات تساعدها في ذلك؛‬

‫نحاول من خالل الشكل الموالي توضيح تطور حجم الودائع والقرض الداخلي للبنوك (‪)0142 – 0110‬‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬ص ص ‪.010 – 011‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪333‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :28 –24‬تطور حجم الودائع والقرض الداخلي للبنوك (‪)0201 – 0221‬‬

‫المصدر ‪ :‬بنك الجزائر ‪،‬التقرير السنوي ‪ ، 0142‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.410‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تسيير وادارة المخاطر مخاطر السيولة المصرفية‬

‫أوال‪ /‬إجراءات تحديد السيولة وادارة مخاطرها في البنوك الجزائرية‬

‫تلتزم البنوك الجزائرية بتطبيق النظام ‪ 44‬ـ ـ ‪ 11‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ ،0144‬المتضمن مجموعة من‬
‫المتطلبات الكمية والنسب التي يستوجب تحقيقها من طرف البنوك الجزائرية والتي سبق لنا التعرض إليها‬
‫وهي تتوافق مع تلك الواردة في اتفاقية بازل الثالثة من حيث وضع نسبة مماثلة لنسبة السيولة القصيرة األجل‬
‫ومعامالت الترجيح ‪ ،‬ومجموعة من الكشوف الدورية (في شكل نماذج)التي تقدم إلى بنك الجزائر بشكل‬
‫دوري‪ ،‬بالموازاة هناك مجموعة من المؤشرات يتم تحديدها لتعكس حجم السيولة ‪ ،‬مثل طاقة التمويل الذاتي‬
‫ونسبة الودائع الجارية إلى إجمالي الودائع لدى البنك وغيرها‪ ،‬وعموما تبقى بعض النقائص قائمة على‬
‫مستوى بعض البنوك التجارية الجزائرية في مجال إدارة مخاطر السيولة ‪ ،‬حيث انحصرت على وجه‬
‫الخصوص في عدم وجود خرائط المخاطر وأدلة اإلجراءات فضال عن انعدام خطط إدارة األزمات؛‬

‫‪334‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ثانيا‪ /‬حجم الموارد المجمعة‬

‫شهد الرصيد الجاري للودائع تحت الطلب المجمعة من طرف البنوك انخفاضا في سنة ‪ 0142‬بلغ (‪-‬‬
‫‪ )%2,2‬مقابل زيادة بنسبة ‪ % 17,8‬في ‪ 0141‬و ‪ % 8,6‬في ‪ ، 0140‬بإدماج الودائع المخصصة‬
‫كضمان لاللتزامات بالتوقيع (االعتماد المستندي‪ ،‬ضمانات‪ ،‬كفاالت)‪ ،‬ارتفع مجموع الودائع ارتفاعا قليال‬
‫(‪ ) 0,9%+‬مقابل زيادة ب ـ ـ ‪ % 17,1‬في ‪ 0141‬و ‪ % 7,6‬في ‪0140‬؛ تبين لنا المعطيات التالية‬
‫والمتعلقة بالبنوك وصندوق التوفير في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ 24‬ــــ ‪ : 02‬تطور حجم الودائع لدى البنوك الجزائرية ( ‪)0201 – 0200‬‬
‫(الوحدة ‪ :‬مليار دينار)‬

‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫نوع الودائع‬


‫‪3 891,7‬‬ ‫‪4 434,8‬‬ ‫‪3 537 ,5‬‬ ‫‪3 356,4‬‬ ‫‪3 495,8‬‬ ‫أ‪ .‬ودائع تحت الطلب (الجارية)‬
‫‪3 297,7‬‬ ‫‪3 712,1‬‬ ‫‪2 942,2‬‬ ‫‪2 823,3‬‬ ‫‪3 095,8‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪594,0‬‬ ‫‪722,7‬‬ ‫‪593,3‬‬ ‫‪533,1‬‬ ‫‪400,0‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪4 443,3‬‬ ‫‪4 083,7‬‬ ‫‪3 691,7‬‬ ‫‪3 333,6‬‬ ‫‪2 787,5‬‬ ‫ب‪ .‬ودائع ألجل‬
‫‪4 075,7‬‬ ‫‪3 793,6‬‬ ‫‪3 380,4‬‬ ‫‪3 053,6‬‬ ‫‪2 552,3‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪367,6‬‬ ‫‪290,1‬‬ ‫‪311,3‬‬ ‫‪280,0‬‬ ‫‪235,2‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫*‬
‫‪865,7‬‬ ‫‪599,0‬‬ ‫‪558,2‬‬ ‫‪548,0‬‬ ‫‪449,7‬‬ ‫ث‪ .‬ودائع موضوعة كضمان‬
‫‪751,3‬‬ ‫‪494,4‬‬ ‫‪419,4‬‬ ‫‪426,2‬‬ ‫‪351,7‬‬ ‫‪ -‬البنوك العمومية‬
‫‪114,4‬‬ ‫‪104,6‬‬ ‫‪138,8‬‬ ‫‪121,8‬‬ ‫‪98,0‬‬ ‫‪ -‬البنوك الخاصة‬
‫‪9 200,7‬‬ ‫‪9 117,5‬‬ ‫‪7 787,4‬‬ ‫‪7 238,0‬‬ ‫‪6 733,0‬‬ ‫ت‪ .‬مجموع الودائع‬
‫‪88,3%‬‬ ‫‪87,7%‬‬ ‫‪86,6%‬‬ ‫‪87,1%‬‬ ‫‪89,1%‬‬ ‫‪ -‬حصة البنوك العمومية‬
‫‪11,7%‬‬ ‫‪12,3%‬‬ ‫‪13,4%‬‬ ‫‪12,9%‬‬ ‫‪10,9%‬‬ ‫‪ -‬حصة البنوك الخاصة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على المعطيات الواردة في تقرير بنك الجزائر لسنة ‪،0141 ،0140 ،0140 ،0144‬‬
‫‪0142‬‬
‫* ودائع لضمان االلتزامات بالتوقيع (القرض المستندي‪ ،‬كفاالت وضمانات)‬

‫تم تسجيل انخفاض طفيف تدريجي في حصة ودائع البنوك العمومية‪ ،‬إال أن هذا االنخفاض لم يستمر حيث‬
‫بدأت حصة الودائع تشهد ارتفاعا نسبيا خالل سنتي ‪ 0141‬و‪ % 87,7( 0142‬و ‪ % 88,3‬على التوالي)‪،‬‬
‫بحيث تبقى حصة البنوك العمومية في مجموع الموارد المجمعة عالية جدا؛‬

‫‪335‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫نتيجة لالستقرار النسبي‪ ،‬و اإلنخفاض الطفيف لودائع قطاع المحروقات وودائع تحت الطلب أساسا ‪،‬‬
‫انخفضت حصة الودائع تحت الطلب(الجارية) للبنوك بالنسبة لمجموع الودائع المجمعة (‪ % 46,7‬مقابل‬
‫‪ % 52,1‬في نهاية ‪ ،)0141‬بالمقابل ارتفعت حصة الودائع ألجل‪ ،‬انخفضت الودائع تحت الطلب في‬
‫‪ ،) % 12,3- )0142‬سواء على مستوى البنوك العمومية (‪ )% 11,2-‬أو على مستوى البنوك الخاصة(‪-‬‬
‫‪ ،)% 17,8‬مقابل ارتفاع محسوس بـ ـ ‪ % 25 ,4‬في ‪ ، 0141‬أما الودائع ألجل فقد ارتفعت بنسبة ‪% 8,8‬‬
‫‪ ،‬في تزايد قدره ‪ % 7,4‬في البنوك العمومية و ‪ % 26,7‬في البنوك الخاصة‪ ،‬مقابل زيادة بنسبة ‪% 12,2‬‬
‫في البنوك العمومية و انخفاض قدره ‪ % 6,8‬في البنوك الخاصة في سنة ‪ ،0141‬بالتالي انتقلت حصة‬
‫الودائع ألجل بالنسبة لمجموع المجمعة (تحت الطلب وألجل) من ‪ % 47,9‬في نهاية ‪ 0141‬إلى ‪% 53,3‬‬
‫في نهاية سنة ‪.0142‬ارتفعت الودائع المستلمة لتأمين االلتزامات بالتوقيع للبنوك ( االعتماد المستندي‪،‬‬
‫ضمانات و كفاالت ) بشكل حاد في ‪ ،)% 44,5( 2015‬ال سيما فيما يتعلق بالودائع المضمونة عن طريق‬
‫االعتمادات المستندية (‪ ،) % 60,2‬مع بقاء معدل الزيادة في ودائع ضمانات البنوك العمومية ( ‪% 51,9‬‬
‫‪1‬‬
‫)أعلى منه في البنوك الخاصة (‪) % 9,4‬؛‬

‫الشكل رقم ‪ 24‬ــــ ‪ :09‬تطور حجم الودائع في البنوك الجزائرية (‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬
‫الوحدة (مليار دج)‬

‫‪10000‬‬
‫‪9000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪7000‬‬
‫‪6000‬‬ ‫الودائع اآلجلة‬

‫‪5000‬‬ ‫الودائع تحت الطلب(الجارية)‬

‫‪4000‬‬ ‫الودائع الموضوعة كضمان‬

‫‪3000‬‬ ‫إجمالي الودائع‬

‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثة اعتمادا على معطيات الجدول رقم ‪ 11‬ـ ـ ‪.01‬‬

‫‪1‬‬
‫باإلعتماد على ‪ :‬بنك الجزائر ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫يتضح أن إجمالي الودائع يتزايد طيلة هذه الفترة ( ‪ ،)0142 – 0144‬خالل سنتي ‪ 0144‬و‪ 0140‬كان‬
‫حجم الودائع الجارية يفوق الودائع اآلجلة ‪ ،‬هذا من شأنه أن يؤثر سلبا على النشاط اإلقراضي للبنوك‪ ،‬إال‬
‫أنه وفي سنة ‪ 0140‬اصبحت الودائع اآلجلة تفوق الودائع الجارية ‪ ،‬ثم عادت هذه األخيرة لالرتفاع في سنة‬
‫‪ 0141‬مقارنة بالودائع اآلجلة ‪ ،‬غير أنه وفي سنة ‪ 0142‬حجم الودائع اآلجلة تجاوز حجم الودائع الجارية‬
‫ما يخلق نوعا من االستقرار في النشاط االقراضي للبنوك؛‬

‫بصفة عامة وبالرغم من هذه التحركات المتصاعدة والمتناقصة في حجم الودائع سواء الجارية أو اآلجلة‬
‫منها‪ ،‬نجد أن مستويات الودائع اآلجلة عرفت نموا واضحا ابتداء من سنة ‪ 0144‬لغاية سنة ‪ ،0142‬وقيمة‬
‫ودائع الضمان هي جد منخفضة مقارنة باألنواع األخرى من الودائع في البنوك التجارية الجزائرية ‪ ،‬إال أنها‬
‫هي األخرى عرفت نموا خالل الفترة المدروسة؛‬

‫جدول رقم ‪ 24‬ـــ ‪ : 00‬مقارنة حجم السيولة مع حجم القروض في البنوك الجزائرية(‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬
‫الوحدة(مليار دج)‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪7275,6‬‬ ‫‪6502,9‬‬ ‫‪5154,5‬‬ ‫‪4285,6‬‬ ‫‪3724,7‬‬ ‫حجم القروض‬
‫‪11,88‬‬ ‫‪26,16‬‬ ‫‪20,27‬‬ ‫‪15,06‬‬ ‫*‪14,02‬‬ ‫نسبة تطور (‪) %‬‬
‫‪9 200,7‬‬ ‫‪9 117,5‬‬ ‫‪7 787,4‬‬ ‫‪7 238,0‬‬ ‫‪6 733,0‬‬ ‫مجموع الودائع‬
‫‪0,91‬‬ ‫‪17,08‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪7,50‬‬ ‫**‪15,71‬‬ ‫نسبة التطور (‪)%‬‬
‫‪79,07‬‬ ‫‪71,32‬‬ ‫‪66,19‬‬ ‫‪59,21‬‬ ‫‪55,32‬‬ ‫نسبة القروض ‪/‬مجموع‬
‫الودائع(‪) %‬‬
‫‪0,610712518‬‬ ‫‪0,627981‬‬ ‫‪0,716209‬‬ ‫‪0,77786‬‬ ‫‪0,7483‬‬ ‫الودائع‬ ‫نسبة‬
‫اآلجلة‪/‬مجموع القروض‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على المعطيات الواردة في تقرير بنك الجزائر لسنة (‪-0140 -0140 -0144‬‬
‫‪)0142 -0141‬‬
‫اعتماداعلى ‪ :‬بنك الجزائر ‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،0144‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬أكتوبر ‪:0140‬‬

‫*حجم القروض في سنة ‪ 0141‬يقدر بـ ـ ‪ 3266,7‬مليار دج‬

‫**مجموع الودائع خالل سنة ‪ 0141‬يقدر ب ـ ـ ‪ 5819,1‬مليار دج‬

‫يتضح أن إجمالي الودائع يفوق مجموع القروض الموزعة وهو ما يفسر بوجود فائض في السيولة ‪ ،‬مؤشر‬
‫القروض إلى مجموع الودائع هو في تطور مستمر حيث بلغ في سنة ‪ 0144‬نسبة ‪ % 55,32‬ليصل إلى‬
‫‪ %79,07‬في نهاية ‪ ،0142‬ويفسر ذلك بتسجيل نسبة نمو القروض أكبر من تلك الخاصة بالودائع خالل‬

‫‪337‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الفترة المدروسة‪ ،‬ففي سنة ‪ 0140‬بلغت نسبة تزايد القروض ‪ ، % 15,06‬ونسبة نمو الودائع ‪، %7,5‬‬
‫وبالرغم من ذلك تبقى البنوك الجزائرية تتوفر على قدر كاف من السيولة من شأنها أن تجنبها أي مخاطر‬
‫سيولة مستقبلية؛‬
‫من خالل تحليل المؤشر (نسبة الودائع اآلجلة‪ /‬مجموع القروض) ‪ ،‬يمكن التعرف على حجم تمويل القروض‬
‫من خالل الودائع اآلجلة ‪ ،‬خالل سنتي ‪ 0144‬و‪ 0140‬تزايدت هذه النسبة إال أنها لم تبلغ الواحد بحيث‬
‫قدرت بما يقارب (‪ 0,75‬و ‪)0,77‬على التوالي ‪ ،‬إال أنه وابتداء من سنة ‪ 0140‬بدأت هذه النسبة تشهد‬
‫انخفاضا لتصل إلى ما يقارب ‪ ، 0,61‬هذا ما يدل على أن هناك نسبة معينة من قيمة الودائع اآلجلة موجهة‬
‫لتمويل قروضها باإلضافة إلى االعتماد على الودائع الجارية في تمويل نشاطها االئتماني‪،‬ما قد يخلق‬
‫مخاطر عديدة ‪ ،‬إذا لم تقم البنوك بتطبيق إجراءات صارمة في مجال إدارة ودائعها ومنح االئتمان؛‬
‫وفيما يتعلق بنسبة األصول السائلة إلى مجموع األصول ونسبة األصول السائلة إلى الخصوم قصيرة األجل‬
‫فقد انخفضت على التوالي إلى ‪ %27,1‬و ‪ %61,6‬في نهاية ‪ ،0142‬مقابل ‪ %38,0‬و‪ %82,1‬في‬
‫‪1‬‬
‫‪ 0141‬بسبب ارتفاع القروض متوسطة وطويلة األجل؛‬

‫ثالثا‪ /‬السوق النقدية والسيولة المصرفية‬


‫نتيجة لظهور فائض السيولة في بداية سنة ‪ 0110‬الناتج عن االرتفاع المسجل في أسعار المحروقات الذي‬
‫نجم عنه زيادة في حجم األصول الخارجية المصدر األساسي لخلق النقود في النظام النقدي الجزائري منذ‬
‫‪ 0114‬والزيادة في حجم ودائع الخزينة العمومية فضال عن نمو ملحوظ في حجم المدخرات المعبئة من‬
‫طرف البنوك التجارية‪ ،2‬اضطر بنك الجزائر ابتداء من شهر أفريل ‪ ،‬لوضع أدوات امتصاص فائض السيولة‬
‫على مستوى السوق النقدية ‪3،‬بحيث اعتمدت في ذلك على مجموعة من اآلليات تتمثل في ثالث أدوات تكاد‬
‫‪4‬‬
‫تكون متشابهة في المضمون والهدف إال أنها تختلف في حجم األثر وطبيعة األسلوب وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬آلية االحتياطي اإلجباري‪ :‬إذ تلعب هذه اآللية دو ار مهما في التحكم في السيولة المصرفية‪ ،‬من خالل‬
‫ارتكازها على تجميد جزء من الودائع التي تم التحصل عليها من طرف البنوك التجارية في حساب‬
‫لدى البنك المركزي (بنك الجزائر)‪،‬وتعتمد آليتها على رفع نسبة االحتياطي في الحاالت التي يريد‬
‫فيها بنك الجزائر تقليص العرض النقدي‪ ،‬والعكس في حال زيادة العرض النقدي‪ ،‬تعتبر هذه السياسة‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫شودار حمزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.322 – 321‬‬
‫‪3‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ، 8020‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬جويلية ‪ ،2100‬ص ‪.022‬‬
‫‪4‬‬
‫شودار حمزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪. 323 - 322‬‬
‫‪338‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫من اآلليات التي استحدثها قانون ‪ 81 – 41‬الخاص بالنقد والقرض ‪ ،‬حدد فيها صالحيات بنك الجزائر في‬
‫فرض هذه النسبة بقيمة ال تتعدى ‪ %28‬إال في بعض حاالت الضرورة المنصوص عليها في القانون‪ ،‬غير‬
‫أن األمر ‪ 44 – 10‬لم يذكر هذه األداة صراحة وأعاد بنك الجزائر تقنينها عبر التعليمة رقم ‪11 – 10‬‬
‫المؤرخة في ‪ 1‬مارس ‪ 0111‬المحددة لشروط تأسيس االحتياطات األدنى اإلجبارية‪ ،‬بحيث تم تحديد خضوع‬
‫مختلف الودائع (الجارية‪ ،‬ألجل‪ ،‬سندات الصندوق ‪ ،‬دفتر التوفير ) لمعدل االحتياطي اإلجباري؛‬
‫ب‪ .‬آلية استرجاع السيولة بالمناقصة‪ :‬تعد آلية استرجاع السيولة عن طريق المناقصة" ‪La reprise de‬‬

‫‪ "liquidité par appel d’offre‬من طرف بنك الجزائر أحد التقنيات التي استحدثها بنك الجزائر‬
‫كأسلوب لسحب فائض السيولة ‪،‬والتي دخلت حيز التنفيذ شهر أفريل من سنة ‪ 0110‬وتعتمد آلية‬
‫استرجاع السيولة على استدعاء بنك الجزائر البنوك التجارية المشكلة للجهاز المصرفي‪ ،‬لوضع‬
‫اختياريا حجم من سيولتها على شكل ودائع لمدة ‪ 01‬ساعة أو ألجل ‪ ،‬في مقابل استحقاقها لمعدل‬
‫فائدة ثابت يحسب على أساس فترة االستحقاق (‪ ،) n/360‬بالنظر لما تتمتع به هذه اآللية من‬
‫مرونة‪ ،‬فقد أصبحت تمثل األداة الرئيسية في تنفيذ السياسة النقدية لبنك الجزائر منذ سنة‪،0114‬‬
‫إضافة إلى الحرية التي تمنحها هذه اآللية لبنك الجزائر في تحديد سعر الفائدة المتفاوض عليه وفي‬
‫حجم السيولة التي يرغب في سحبها من السوق‪ ،‬وال يمكن تحقيقها من خالل آلية االحتياطي‬
‫اإلجباري‪ ،‬علما أنه يتدخل بنك الجزائر بهذه اآللية بصورة أسبوعية في السوق النقدية منذ سنة‬
‫‪0110‬؛‬
‫ت‪ .‬تسهيالت اإليداع ‪ :‬جاء تطبيق هذه اآللية انعكاسا الستمرار ظاهرة فائض السيولة في النظام‬
‫المصرفي الجزائري وتعبر آلية تسهيالت اإليداع "‪ "La facilité de dépôt rémunéré‬عن توظيف‬
‫لفائض السيولة للبنوك التجارية لدى بنك الجزائر‪ ،‬وذلك في شكل عملية على بياض تأخذ صورة‬
‫قرض تمنحه البنوك التجارية لبنك الجزائر‪،‬تستحق عنه فائدة تحسب على أساس فترة استحقاقها‬
‫ومعدل فائدة ثابت يحدده بنك الجزائر‪ ،‬وبالرغم من حداثة تطبيق هذه اآللية إال أنها أصبحت من‬
‫أكثر األدوات فعالية في امتصاص السيولة خالل السداسي األول من سنة ‪ ،0112‬بحيث تمكن بنك‬
‫الجزائر من خالل هذه اآللية سحب من النظام المصرفي سيولة معتبرة بلغت في السداسي األول من‬
‫تطبيقها ديسمبر ‪ 0112‬حجما قدره ‪ 49,5‬مليار دج‪ ،‬في حين أنها تخطت ‪ 221,5‬مليار دج بنهاية‬
‫جوان من سنة ‪ ،0112‬وبلغت في نهاية سنة ‪ 0112‬مبلغ ‪ 456,72‬مليار دج؛‬

‫‪339‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫إال أنه وتحت تأثير التقلص القوي لودائع قطاع المحروقات‪ ،‬وللمرة األولى انخفض المتوسط السنوي لفائض‬
‫السيولة المصرفية في ‪ ،0142‬بحيث إنخفض من ‪ 2 826,3‬مليار دج في ‪ 0141‬إلى ‪2 135‬مليار دج‬
‫في ‪ ،0142‬تقلصت السيولة المصرفية بنسبة ‪ %32,9‬من ‪ 2 730,9‬مليار دج في نهاية ‪ 0141‬إلى‬
‫‪ 1 832,6‬مليار دج في نهاية ‪ ،0142‬بتحليل سلوك العوامل المستقلة للسيولة المصرفية التي أدت إلى‬
‫‪1‬‬
‫إنخفاض حجمها خالل سنة ‪ 0142‬نجد ‪:‬‬
‫‪ -‬تقلص الموجودات الخارجية الصافية بـ ـ ‪ %2,3‬فقط ‪ ،‬أي ‪ 359,1‬مليار دينار ‪ ،‬في ظرف انخفاض‬
‫قيمة الدينار ‪ ،‬في حين انخفضت السيولة المصرفية نتيجة العجز اإلجمالي المسجل في ميزان‬
‫المدفوعات؛‬
‫‪ -‬تزايد تداول النقد الورقي خارج بنك الجزائر بمبلغ ‪ 449,2‬مليار دج ‪،‬أي بنمو قدره ‪ %12,3‬مقارنة بسنة‬
‫‪ 0141‬وهو ما يمثل عامال مستقال القتطاع السيولة من النظام المصرفي؛‬
‫جدول رقم ‪ 24‬ـــ ‪ : 00‬تطور حجم فائض السيولة لمجموع البنوك الجزائرية (‪ 0200‬ـــ ‪)0201‬‬
‫الوحدة ( مليار دج)‬
‫‪0201‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2135‬‬ ‫‪2826,3‬‬ ‫‪2692,99‬‬ ‫‪2876,26‬‬ ‫‪2845,10‬‬ ‫قيمة الفائض‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر خالل سنوات (‪.)0142 ،0141 ،0140 ،0140‬‬

‫نتيجة اإلنخفاض التدريجي المسجل في حجم فائض السيولة المصرفية‪ ،‬كون أن المبالغ المتسببة في اقتطاع‬
‫السيولة المصرفية تفوق المبالغ المساهمة في زيادتها‪ ،‬بموجب العوامل المستقلة المؤثرة في السيولة المصرفية‪،‬‬
‫قام بنك الجزائر بتخفيض تدريجي لعتبات امتصاص السيولة‪ ،‬بحيث بدأ أثر فائض السيولة المصرفية‬
‫‪2‬‬
‫ينخفض تدريجيا بفعل تقلص حجمه في السوق النقدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2101‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.032‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.032‬‬
‫‪340‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫ألم بنك الجزائر بمختلف الوظائف التقليدية التي تقوم بها البنوك المركزية ‪ ،‬باعتباره بنك البنوك واسناده‬
‫لوظيفة اإلصدار النقدي‪ ،‬كما خولت له مسؤولية تحديد السياسة النقدية واإلشراف والمتابعة من خالل القانون‬
‫‪ 81 – 41‬واألمر ‪ 44 – 10‬المتعلقين بالنقد والقرض‪ ،‬عن طريق مجموعة من المعايير ‪ ،‬أدوات ومقاييس‬
‫رقابية تساعده في ذلك ؛‬
‫من خالل التطرق إلى النظم والقواعد االحت ارزية المطبقة على البنوك الجزائرية‪ ،‬نجد أنها تطبق معايير اتفاقية‬
‫بازل األولى ‪ ،‬خاصة في جانبها المتعلق بتحديد نسبة كفاية رأس المال ‪ ،‬باالعتماد على أوزان للمخاطر‬
‫االئتمانية ‪ ،‬من جانب آخر ال يوجد أي لوائح أو نصوص صريحة تحدد طرق محكمة وواضحة واجبة‬
‫التطبيق من طرف البنوك ‪ ،‬يعتمد عليها في قياس مخاطر العمل المصرفي‪ ،‬لم يكن هناك تطبيق كلي‬
‫التفاقية بازل األولى واحترام لمواعيد التطبيق في حين تمت المباشرة في تنفيذ بعض ما ورد في اتفاقية بازل‬
‫الثانية بخصوص وضع نظام الرقابة الداخلية (نظام ‪ 44 – 11‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ 0144‬المتعلق‬
‫بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية) ‪ ،‬الذي تم استنباط أسسه من الركيزتين الثانية والثالثة لبازل‬
‫الثانية فقط‪ ،‬دون التطرق لبقية المتطلبات الواجب استيفاؤها فيما يتعلق بجانب انضباطية السوق واإلفصاح‪،‬‬
‫في حين نجد أن هناك محاولة جادة في تطبيق اتفاقية بازل الثالثة من خالل إصدار األنظمة ( ‪– 14 – 41‬‬
‫‪ )10 – 10‬المتضمنة نسب المالءة الجديدة واضافة لبعض المتطلبات الرأسمالية الجديدة فضال عن تصنيف‬
‫بعض التعرضات باالعتماد على تنقيط وكاالت التصنيف االئتمانية العالمية ؛‬
‫يتضح أيضا أن معايير الرقابة المصرفية المنصوص عليها من طرف لجنة بازل تتوافق مع األطر القانونية‬
‫والتنظيمية الصادرة من طرف بنك الجزائر في العديد من الجوانب‪ ،‬كذلك الحال بالنسبة للقواعد االحت ارزية‬
‫الموضوعة لتسيير وتغطية مخاطر العمل المصرفي تشترك في مجموعة من الجوانب مع متطلبات بازل ‪،‬‬
‫وتختلف في البعض منها ‪ ،‬وهنا نجد أنه الجتهادات السلطة الرقابية دو ار بار از في محاولة تكييف هذه‬
‫االختالفات التي عادة ما تنتج عن خصوصية البيئة التي تنشط فيها البنوك؛‬
‫من خالل اإلطالع على آليات تسيير وادارة المخاطر المصرفية بالبنوك الجزائرية ‪ ،‬تعتبر المخاطر االئتمانية‬
‫من أكثر المخاطر المصرفية انتشارا‪ ،‬وهذا نتيجة محدودية األنشطة البنكية إذ يكاد ينحصر عمل أغلبية‬
‫البنوك في منح االئتمان وتلقي الودائع‪ ،‬فتختص بتقديم قروض للقطاع العائلي وللمؤسسات العمومية‬
‫والخاصة (المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)غير خاضعة ألي تنقيط خارجي من طرف الوكاالت الدولية ما‬

‫‪341‬‬
‫آليات إدارة وتسيير مخاطر االئتمان والسيولة بالبنوك التجارية الجزائرية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫ينتج عنه تشكيل محفظة من القروض ذات المخاطر العالية ‪ ،‬إن األساس الذي تقوم عليه عملية إدارة‬
‫المخاطر االئتمانية بالبنوك الجزائرية هو عمليات تصنيف القروض وتحديد مخاطرها المحتملة ولن يتم ذلك‬
‫إال من خالل ترتيب زبائن البنك بناءا على مجموعة من المعطيات والوضعيات ‪ ،‬التي تمكن البنك من‬
‫إعطاء تصنيف خاص بها وبالتالي يتاح لها تجنب أي مخاطر ناجمة عن العمليات االئتمانية ‪ ،‬ومن جانب‬
‫مخاطر السيولة فيتم االعتماد أيضا على معامالت السيولة وكشوف التصريح المنصوص عليها ضمن جملة‬
‫األنظمة والتعليمات االحت ارزية الصادرة عن بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫الخـــــــاتـــــــمة العــــــامـــــة‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫الخـــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــــــــة العـــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــة‬

‫تصاعد اإلهتمام بموضوع المخاطر وآليات تسييرها وادارتها ‪ ،‬نتيجة التغيرات التي طرأت على األنظمة‬
‫المالية واالقتصادية العالمية بفعل األزمات التي شهدتها هذه األخيرة‪ ،‬لذلك تصاعد سلوك الترصد‬
‫للمخاطر كلما ظهر نوع من أنواع التجديد واإلبتكارات المالية التي من شأنها التطوير في النظامين المالي‬
‫واالقتصادي (كالعولمة ‪،‬المشتقات المالية وعمليات التسنيد وغيرها)؛‬

‫يعتبر القطاع المصرفي من بين أهم القطاعات االقتصادية ‪ ،‬بالنظر إلى الدور البالغ األهمية الذي‬
‫يقوم به في تعبئة المدخرات محلية كانت أم أجنبية والمساهمة في توفير التمويل لمختلف المشاريع‬
‫االستثمارية‪ ،‬المالحظ أن درجة تطور الوساطة المالية على مستوى القطاع المصرفي تعتبر بمثابتة مقياس‬
‫يعتمد عليه في الحكم على درجة التقدم والتطور االقتصادي ؛‬

‫ظهرت المخاطر بشكل كبير على مستوى البنوك‪ ،‬نتيجة لما تقوم به من أنشطة مرتبطة بمنح اإلئتمان‬
‫وتلقي الودائع ‪ ،‬لذلك حاولنا من خالل بحثنا التطرق إلى مفهوم الخطر المصرفي وأنواعه وخاصة ما‬
‫تعلق بالمخاطر اإلئتمانية على إعتبارها تحتل الجزء األكبر من إجمالي المخاطر التي تواجهها البنوك‬
‫خاصة الجزائرية ومخاطر السيولة المصرفية؛‬

‫تمثل عملية إدارة المخاطر منهجا علميا يوضع للتعامل مع المخاطر وتتطلب تطبيق مجموعة متسلسلة‬
‫من الخطوات ‪ ،‬هذه الخطوات ليست موحدة أو متفق عليها وتؤطرها مجموعة من المعايير‪ ،‬وانما تتماشى‬
‫في مجملها وطبيعة النشاط المصرفي ‪ ،‬إال أنها تستند على مجموعة من المبادئ األساسية التي تشمل كل‬
‫من تقرير األهداف‪ ،‬التعرف على المخاطر‪ ،‬تقييمها‪ ،‬دراسة البدائل وتحديد أداة التغطية والتعامل مع‬
‫المخاطر‪ ،‬تنفيذ القرار باإلضافة إلى التقييم والمراجعة‪ ،‬المالحظ وأنه نتيجة للتطورات الحاصلة على‬
‫مستوى القطاع المالي الدولي ومظاهر العولمة ‪ ،‬تطورت تقنيات إدارة المخاطر ومن أبرزها ظهور ما‬
‫يعرف بالمشتقات المالية كأحد الوسائل الهامة للحد من المخاطر أو إستبدال نوع ما من المخاطرة بنوع‬
‫آخر (آلية التحوط)؛‬

‫تأسست لجنة بازل للرقابة المصرفية سنة ‪ ،4801‬بمبادرة من البنوك المركزية للدول الصناعية العشر‬
‫الكبرى‪ ،‬بغرض تنسيق شروط العمل المصرفي فيما بين هذه الدول ‪ ،‬بشكل يوفر أكبر درجة من اإلتساق‬

‫‪344‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫وذلك من خالل إصدارها لمجموعة من المعايير الغير ملزمة‪ ،‬اختلفت تواريخ وظروف اصدار مقررات‬
‫لجنة بازل ‪ ،‬باختالف الظروف االقتصادية التي سادت العالم ‪ ،‬كما شهدت العديد من التعديالت بما‬
‫يقتضي تغطية أكبر قدر ممكن لمخاطر العمل المصرفي ‪ ،‬وتجسدت في مجملها في شكل ثالث إتفاقيات‬
‫(بازل األولى ‪ ،‬الثانية والثالثة)؛‬

‫عملية إدارة وتسيير المخاطر المصرفية ‪ ،‬تعد ضرورة حتمية إلستمرار نشاط البنوك ‪ ،‬إذا لم يستطع‬
‫البنك التحكم في المخاطر ال يمكنه مواصلة عمله ‪ ،‬هذا ما يفرض على البنوك من جهة إقامة نظم رقابية‬
‫داخلية ومؤشرات تمكنها من التقدير والتنبؤ بالمخاطر ومناهج لضبطها وادارتها ‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫اإلمتثتال لألنظمة الصادرة عن سلطاتها الرقابية (قواعد إحت ارزية ‪ ،‬نسب مالءة وغيرها)‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫نجد أن أغلبية التشريعات المصرفية في جملة من الدول تستند في وضع أسس نظمها الرقابية وقواعدها‬
‫اإلحت ارزية لمعايير لجنة بازل للرقابة المصرفية بما يتوافق وخصوصية البيئة المصرفية في تلك الدول‪،‬‬
‫هذه األخيرة إهتمت بداية بتوحيد القواعد اإلحت ارزية والحد األدنى لرأس المال على مستوى البنوك باعتباره‬
‫معيار دولي‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن عمل لجنة بازل بقي متواصال إذ حاولت دائما مواكبة التغيرات‬
‫المعاصرة الحاصلة في المجال المصرفي‪ ،‬والدليل على ذلك إصدار إتفاقيات بازل الثانية والثالثة‪،‬‬

‫نتج عن األزمة المالية إصالح جوهري فيما يتعلق بالنظم والقواعد المصرفية الدولية المنظمة لعمل‬
‫البنوك التي كانت سائدة (إتفاق بازل الثاني) بصدور ما يعرف بإتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬جاءت هذه األخيرة‬
‫بغرض التقليل من حجم المخاطر ومنع حدوث أزمات مالية وانتشارها ‪ ،‬فضال عن وضع حدود جديدة‬
‫تشمل كفاية رأس المال وغيرها من الجوانب التي تم التعرض لها بالتفصيل في دراستنا؛‬

‫سعت السلطات النقدية الجزائرية‪ ،‬من خالل إصدارها لجملة من التشريعات والقوانين الهادفة في مجملها‬
‫إلى تنظيم قواعد عمل البنوك‪ ،‬وذلك من خالل تأطير نشاط البنوك وخضوعها لمجموعة من الهيئات‬
‫التابعة لبنك الجزائر (لجنة الرقابة المصرفية‪ ،‬مركزية المخاطر ‪ ...‬وغيرها)‪ ،‬باالضافة إلى االعتماد على‬
‫مجموعة من قواعد التسيير الحذر للبنوك (الخاصة بمعيار كفاية األموال الخاصة‪ ،‬تقسيم المخاطر‬
‫وترجيحها)‪ ،‬وفي هذا الصدد نجد أنه تم تخصيص جزء كبير من األطر التنظيمية لشرح كيفيات تسيير‬
‫المخاطر التي قد تواجهها البنوك خاصة تلك المتعلقة بمخاطر االئتمان والسيولة‪ ،‬وهي تتوافق في عدة‬
‫جوانب مع الممارسات الدولية المعتمدة من طرف لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬كما نجد أن هناك‬

‫‪345‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫إجتهاد واهتمام واضح بتطوير أعمال الرقابة واالشراف المصرفي لما تساهم به هذه األخيرة في التقليل من‬
‫مخاطر العمل المصرفي؛‬

‫‪ 0‬ـــــ نتائج اختبار الفرضيات‬


‫بعد معالجتنا لموضوع الدراسة ‪ ،‬تم التوصل إلى جملة من النتائج المتعلقة بمدى صحة أو عدم صحة‬
‫الفرضيات التي تم االعتماد عليها في هذه الدراسة ‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للفرضية األولى‬


‫تتأكد لنا صحة الفرضية األولى نتيجة اتساع النشاط االقتصادي وتعدد األطراف الناشطة فيه‪ ،‬كشف عن‬
‫العديد من التغراث وعن محدودية اآلليات االقتصادية التقليدية‪ ،‬لذلك تم ايجاد وحدات من شأنها تسيير‬
‫عملية التنمية االقتصادية من أهمها المؤسسات المالية والبنوك من خالل قيامها بعمليات الوساطة المالية‪،‬‬
‫بحيث تساهم بدرجة كبيرة في التنمية عن طريق خصومها التي تعد وسائل أساسية للدفع وتسوية الخدمات‬
‫وأصولها التي تشكل مصد ار رئيسيا لالئتمان‪ ،‬تعتبر البنوك من أكثر الكيانات عرضة للمخاطر‪ ،‬وتعددت‬
‫هذه األخيرة بحسب نوع وعدد الوظائف والخدمات المقدمة من طرف البنوك خاصة تلك المتعلقة بمنح‬
‫االئتمان وتوفير السيولة‪ ،‬لذلك تم وضع جملة من االجراءات والتقنيات التي من شأنها الحد من مخاطر‬
‫العمل المصرفي تقع في إطار عملية إدارة المخاطر ‪ ،‬هذه األخيرة تتم على مستوى جزئي باستخدام‬
‫التحليل المالي والمشتقات المالية وبعض المعايير العالمية الخاصة بالرقابة المصرفية‪ ،‬أو على مستوى‬
‫كلي باتخاذ الحكومات لجملة من اآلليات والتدابير تتولى تطبيقها هيئات وسلطات الرقابة واإلشراف‬
‫المصرفي من بنوك مركزية ‪ ،‬الرامية إلى ضبط ووضع إطار إلدارة المخاطر المصرفية على مستوى‬
‫البنوك الناشطة ضمن قطاعها المصرفي؛‬

‫‪ ‬بالنسبة للفرضية الثانية‬


‫من خالل الفصل الثاني يتضح لنا أن هذه الفرضية صحيحة ‪ ،‬تعتب معايير الرقابة المصرفية الدولية‬
‫الصادرة عن لجنة بازل المتعلقة بالتسيير والرقابة المصرفية ‪ ،‬تمثل إطا ار متكامال ذو صبغة عالمية يهدف‬
‫في مجمله إلى ارساء استقرار النظام المالي العالمي ‪ ،‬إذ يتطرق مضمون معايير الرقابة المصرفية الفعالة‬

‫‪346‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫لعدة مجاالت تلعب فيها سلطات الرقابة واالشراف دو ار مفتاحيا ‪ ،‬بالغ األهمية للمحافظة على استقرار‬
‫المنظومة المصرفية ‪ ،‬فالتزام البنوك بتطبيقها من شأنه أن يجنبها العديد األزمات ‪.‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للفرضية الثالثة‬


‫بالنظر لما شهدته البيئة المالية من تغييرات وتطورات مهمة ‪ ،‬مست العديد من الجوانب نتيجة لموجة‬
‫العولمة والتطورات التكنولوجية ‪ ،‬باإلضافة إلى ظهور عمليات التوريق والمشتقات االئتمانية ‪ ،‬تم صياغة‬
‫استيراتيجيات جديدة لعمل البنوك‪ ،‬وأعيد تشكيل دور البنوك في عمليات منح االئتمان وتوفير السيولة‪،‬‬
‫فمن جانب إدارة المحافظ االئتمانية تم استخدام تقنيات حديثة تمتاز بنوع من التعقيد‪ ،‬ما تطلب اصالح‬
‫لالطار الرقابي والتنظيمي ال خاص بهذه العمليات ‪ ،‬وفقا لما ورد في اتفاقية بازل األولى‪ ،‬المعتمد والقائم‬
‫بصفة أساسية على الترجيح بناءا على وزن المخاطر ما شكل نوعا من عدم الكفاية فيما يتعلق بمتطلبات‬
‫رأس المال الواجب تخصيصها لتغطية مخاطر هذه العمليات‪ ،‬لذلك جاءت اتفاقية بازل الثانية للتركيز‬
‫أكثر على المناهج الداخلية المستخدمة من طرف البنوك في قياس مخاطرها االئتمانية وفقا للطريقتين‬
‫األساسية والمتقدمة‪ ،‬وكنتيجة لما أسفرت عنه األزمة المالية العالمية ‪ ،‬قامت لجنة بازل الدولية باصدار‬
‫وثيقة استرشادية تنص على تعديل المقاربة المعيارية لقياس المخاطر االئتمانية‪ ،‬وتجنب اللجوء إلى‬
‫تقييمات وكاالت التصنيف الخارجية ‪ ،‬كما تم التركيز على مجموعة من الخصائص الواجب توفرها في‬
‫هذه األخيرة حتى يتسنى للبنوك األخذ بتقييماتها ‪ ،‬وتوجيه البنوك نحو االعتماد على تقديراتها الداخلية‬
‫بشكل أكبر‪ ،‬من جانب مخاطر السيولة تم اصدار مجموعة من المبادئ والممارسات التي يمكن للبنوك‬
‫االسترشاد بها للتحكم في مخاطر السيولة‪ ،‬كما أقرت لجنة بازل للرقابة المصرفية من خالل اتفاق بازل‬
‫الثالث معايير جديدة للسيولة ‪ ،‬بهدف مساندة البنوك على مواجهة مخاطر السيولة في العمليات مرتفعة‬
‫المخاطرة‪ ،‬وذلك باصدارها لجملة من المتطلبات الكمية تساعد على مراقبة وضعيات السيولة والرقابة‬
‫عليها‪ ،‬باالعتماد على معيار تغطية السيولة وصافي التمويل المستقر‪،‬إضافة إلى اللجوء إلى ما يعرف‬
‫باختبارات الضغط المساهمة في التعرف المسبق على األزمات المحتملة للسيولة ‪ ،‬واالعتماد على‬
‫مؤشرات وأ دوات لرصد السيولة تأخذ في االعتبار معطيات المحيط الخارجي وخصوصية الخدمات البنكية‬
‫المقدمة ‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬بالنسبة للفرضية الرابعة‬


‫بخصوص الفرضية الرابعة المتعلقة بإجراءات إدارة المخاطر االئتمانية والسيولة بالبنوك التجارية‬
‫الجزائرية‪ ،‬ومدى تقاربها مع ما نصت عليه مقررات لجنة بازل للرقابة المصرفية‪ ،‬إذ نجد من جانب إدارة‬
‫مخاطر االئتمان السياسات واالجراءات المعتمدة من طرف البنوك التجارية الجزائرية ‪ ،‬أنه إبتداءا من‬
‫صدور التعليمة رقم ‪ 01 – 81‬من طرف بنك الجزائر‪ ،‬أصبحت البنوك ملزمة بتطبيق مجموعة واسعة‬
‫من النصوص التنظيمية ( ق اررات رقابية‪ ،‬تعليمات ونقاط)‪ ،‬الهدف الرئيسي منها كان اقامة سياسة ائتمانية‬
‫سليمة والحرص على احترام قواعد الحذر ‪ ،‬يتم استخدام كل من معامل تغطية المخاطر وتقسيم المخاطر‪،‬‬
‫كما واصلت سلطات الرقابة الوطنية مجهوداتها وحرصا منها على تحقيق توافق مع التسيير االحترازي‬
‫الصادر مؤخ ار (بازل ‪ ،)0‬تم إصدار خالل سنة ‪ 0141‬جملة من األنظمة ‪ 14( 41‬ـ ـ ـ ‪ 10‬ـ ـ ـ ‪ ،)10‬نتيجة‬
‫ذلك قامت أغلبية البنوك بتكليف مكاتب مراجعة خارجية‪ ،‬من أجل مرافقة البنوك وتمكينها من تبني أدوات‬
‫قياس المخاطر االئتمانية الواردة في ظل متطلبات رأس المال الجديدة‪ ،‬إال أن ذلك سيكون صعبا على‬
‫البنوك الجزائرية بالنظر لخصوصية البيئة وطبيعة الخدمات المقدمة‪ ،‬قبل سنة ‪ 0144‬لم يرد أي معدل‬
‫خاص بتغطية مخاطر السيولة في األنظمة والتعليمات الصادرة عن بنك الجزائر‪ ،‬لذلك اعتمدت البنوك‬
‫في تحديد مخاطر السيولة على مؤشرات كطاقة التمويل الذاتي مستوى الودائع الجارية وغيرها‪ ،‬غير أنه‬
‫وبصدور النظام ‪ 44‬ـ ـ ـ ‪ 11‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ ،0144‬المتضمن تعريف وقياس وتسيير خطر السيولة‪،‬‬
‫تم تحديد ما يعرف بالمعامل األدنى للسيولة المتماشية مع نسبة السيولة قصيرة األجل الواردة في اتفاقية‬
‫بازل الثالثة ‪،‬إضافة إلى التعليمة رقم ‪ 10‬ـ ـ ـ ‪ 0144‬الصادرة في ‪ 04‬ديسمبر ‪ ،0144‬المتضمنة تحديد‬
‫مكونات المعامل األدنى للسيولة إضافة إلى توضيح طرق إعداد وتبليغ هذه المعامالت ‪ ،‬شكل الكشوف‬
‫الدورية المصرح فيها عن وضعية السيولة‪.‬‬

‫‪ 0‬ــــ النتائج والتوصيات‪:‬‬


‫بناءا على ماسبق ذكره‪ ،‬نستخلص جملة من النتائج ووالتوصيات ‪ ،‬نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪348‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫أ‪ .‬النتائج‬
‫‪ ‬تعرف المخاطر االئتمانية أو مخاطر القرض على أنها مخاطر يتم تسجيلها بعد الخسائر المتتالية‬
‫الناتجة عن تعثر الطرف المقابل (العميل) عن سداد التزاماته وبصفة عامة تتضمن كل من مخاطر‬
‫التعثر (عجز العميل سداد التزاماته)‪،‬عدم التغطية الجيدة للدين و التدهور في نوعية الدين بالنظر إلى‬
‫تدهور الوضعية المالية المتعثرة للطرف المقابل ‪ ،‬وفي هذا المجال المخاطر الخاصة بالتدهور قد‬
‫تجبر البنوك إلى القيام بعملية تخفيض لقيمة الدين خالل الفترة التي يكون فيها قائما‪ ،‬في حين تتحمل‬
‫الخسائر المحققة الناتجة عن التعثر ؛‬
‫‪ ‬من خالل األزمات التي شهدها القطاع المالي العالمي ‪ ،‬يتضح أن مجملها كان نتاجا المتزاج‬
‫مجموعة من العوامل خاصة باالقتصاد الكلي والسياسات المعمول بها ‪ ،‬بحيث تم تسجيل على‬
‫مستوى أغلبية البلدان التي اهتزت اقتصادياتها ألزمات مالية ومصرفية تركيز كبير لحجم القروض ‪،‬‬
‫مديونية جد مرتفعة بالعملة الصعبة واستثمار المداخيل في مشاريع غير المنتجة دون إجراء أي تحليل‬
‫دقيق للمخاطر التي قد تنتج هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أظهرت األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫‪ ، 0111‬أن من أبرز األسباب أيضا هو قيام البنوك ببعض العمليات التي تمتاز بدرجة عالية من‬
‫المخاطرة ‪ ،‬وعدم االمتثال ألي اجراءات صارمة ومضبوطة من ناحية الرقابة واالشراف المصرفي؛‬
‫‪ ‬تعتبر سلسلة االتفاقيات الموضوعة والمقترحة من طرف لجنة بازل معايير رأسمالية عالمية من شأنها‬
‫الحد من احتمال وقوع ازمات مالية مستقبلية واالسهام وبدرجة كبيرة في تحقيق التوازان المالي‬
‫واالستقرار ؛‬
‫‪ ‬يشكل اتفاق بازل األول لسنة ‪ 4811‬المرحلة األساسية لقيام وتأسيس اطار رقابي واحترازي دولي‬
‫يؤطر عمل البنوك‪ ،‬يهدف في مجمله للحفاظ على استقرار النظام البنكي الدولي‪ ،‬بالرغم من ذلك أبان‬
‫هذا االتفاق عن عدم فعاليته ودفعت البنوك نتائج وخيمة ومكلفة أثرت على النظام البنكي ككل في‬
‫العديد من الدول‪ ،‬بالخصوص من جانب األموال الخاصة الرقابية المحددة في ظل هذا االتفاق والذي‬
‫لم يعكس الخطر االقتصادي الذي تتحمله فعال البنوك ؛‬
‫‪ ‬لم تقف اللجنة عاجزة أمام هذه الثغرات المسجلة ‪ ،‬لذلك قامت بعدة تعديالت لالتفاق األول وبداية من‬
‫سنة ‪ ، 4882‬استوجب على البنوك تخصيص مستوى معين من راس المال لتغطية مخاطر السوق؛‬

‫‪349‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬نتيجة لمحدودية اتفاقية بازل األولى ‪ ،‬بدأ التفكير في إصدار اتفاقية جديدة ‪ ،‬فالهدف من ذلك لم‬
‫يقتصر على مراجعة الحدود الدنيا لكفاية رأس المال‪ ،‬بل أن تنتهز اللجنة فرصة التعديل للنظر في‬
‫الموضوع باعتباره معالجة للقضية الرئيسية للبنوك المتمثلة في إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬تضمنت اتفاقية بازل الثانية تعديالت على أساليب قياس المخاطر االئتمانية ‪ ،‬فباالضافة إلى المقاربة‬
‫المعيارية المنصوص عليها في اتفاقية بازل األولى‪ ،‬تعد المقاربة القائمة على أساس التصنيفات‬
‫الداخلية من بين أهم الجوانب المبتكرة في اتفاقية بازل الثانية تنقسم الى نوعين بسيطة أو أساسية‬
‫ومعقدة أو متقدمة ‪ ،‬مقارنة بالمقاربة المعيارية نجد أن هناك اختالف في القياس والتقدير والتقييمات‬
‫الداخل ية األساسية لخصائص االئتمان على مستوى البنوك المشكلة للقاعدة األساسية في تحديد‬
‫متطلبات األموال لخاصة الضرورية لتغطية المخاطر االئتمانية؛‬
‫‪ ‬يختلف هذا المنهج اختالفا كليا عن المنهج المعياري‪ ،‬حيث يضع إطا ار لقياس المخاطر االئتمانية‬
‫باإلعتماد على مدخالت كمية يتم إعدادها من طرف البنوك أو توفيرها من جانب السلطات الرقابية‬
‫وتحويلها إلى أوزان مخاطر بواسطة دوال رياضية حددتها اللجنة جاءت هذه المقاربة بهدف تجاوز‬
‫مختلف النقائص والصعوبات ومحدودية المقاربة المعيارية ؛‬
‫‪ ‬كانت أولى بوادر اهتمام لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية بموضوع مخاطر السيولة البنكية ‪ ،‬من‬
‫خالل اصدار مجموعة من الممارسات السليمة إلدارة السيولة بكفاءة وفعالية ‪ ،‬وبعد األزمة المالية‬
‫لسنة ‪ ،0111‬قامت بمراجعة تلك المبادئ بما يتماشى والتطورات الدولية والدروس المستخلصة من‬
‫األزمة حيث تم وضع مجموعة من المبادئ واإلرشادات تشمل ‪ 40‬مبدأ تغطي في مجملها أربعة‬
‫محاور أساسية تشمل كل من الحوكمة في إدارة مخاطر السيولة‪ ،‬قياس وادارة مخاطر السيولة‪،‬‬
‫متطلبات اإلفصاح واإلطار الرقابي الخاص بمراقبة وتقييم مخاطر السيولة؛‬
‫‪ ‬لم يكن الهدف من وراء إصدار معايير إتفاقية بازل الثالثة إلغاء تعليمات بازل الثانية ‪ ،‬إنما جاءت‬
‫في مجملها بغرض الوقوف عند نقاط الضعف التي كشفت عنها األزمة المالية والعمل على معالجتها‪،‬‬
‫واضافة عناصر لم تتطرق لها اإلتفاقية السابقة ؛‬
‫‪ ‬للحد من المخاطر االئتمانية ‪ ،‬من الواجب على البنوك إجراء مجموعات من التقييمات لكل من‬
‫المقترض والقطاع الذي ينشط فيه ‪ ،‬فضال عن تحليل مفصل لوضعه المالي ونوعية الضمانات التي‬
‫يقدمها؛‬

‫‪350‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬عملت اإلتفاقية الثالثة لبازل من خالل مقرراتها على التحسين من نوعية وكمية رأس المال من خالل‬
‫الهوامش اإلضافية وتقسيم رأس المال إلى شرائح ‪ ،‬ضرورة التمييز بين األسهم العادية والممتازة‬
‫وغيرها من اإلضافات‪ ،‬والتطرق أيضا إلى كيفية تغطية بعض أنواع المخاطر العمل المصرفي‬
‫كمخاطر التصحيح اإلئتماني والتركيز على المخاطر الناتجة عن عمليات التوريق‪ ،‬باالضافة تطبيق‬
‫نسبة الرافعة المالية التي يستوجب على البنوك التحكم في هذه النسبة ‪ ،‬حيث سجلت هذه النسبة‬
‫مستويات مرتفعة خالل األزمة المالية ؛‬
‫‪ ‬أصدرت لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية في ديسمبر ‪ 0142‬وثيقة إسترشادية ‪ ،‬تمحورت بصفة‬
‫أساسية حول تعديل المقاربة المعيارية إلدارة المخاطر اإلئتمانية حتى تبقى مالئمة لتحديد متطلبات‬
‫رأس المال الضروية لتغطية هذا النوع من المخاطر ‪ ،‬إذ عملت على دفع البنوك نحو إستخدام‬
‫تقييماتها الداخلية لتحديد مخاطر تعرضاتها اإلئتمانية وفي نفس الوقت اإلعتماد على تصنيف‬
‫الوكاالت اإلئتمانية الخارجية بصفة حذرة‪ ،‬نتيجة فشل هذه الوكاالت وضعف مصداقيتها باالضافة‬
‫إلى مساهتها في األزمة المالية العالمية؛‬
‫‪ ‬من خالل هذه الوثيقة أقرت اللجنة بأهمية الدور الذي تقوم به على مستوى السوق المالي ومساهمة‬
‫تصنيفاتها الخارجية في توفير المعلومات الضرورية التي قد تسهل من عمليات تحليل وتقدير حجم‬
‫التعرضات للمخاطر االئتمانية على مستوى البنوك‪ ،‬للوصول إلى استخدام أمثل لهذه المقاربة اقترحت‬
‫اللجنة االحتفاظ بالتصنيفات الصادرة عن وكاالت التصنيف االئتمانية التي تتوفر على الشروط‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬والتي تجعلها مرجعا يستند اليه‪ ،‬ويكون استخدامها مرفقا بتقديرات داخلية واجراءات‬
‫محكمة ومسبقة تقوم بها البنوك للتأكد من صحة التصنيفات الخارجية‪ ،‬وهذا للتمكن من تحقيق ادارة‬
‫جيدة للمخاطر االئتمانية وتوفير المتطلبات الرأسمالية الكافية لتغطيتها؛‬
‫‪ ‬كنتيجة العداد إلطار الرقابي الجديد لبازل ‪ III‬واالهتمام أكثر بالرقابة الجيدة على مخاطر السيولة‬
‫بسبب األزمة المالية العالمية ‪ ،‬تم وضع أدوات لرصد و تقييم أي تغيرات في السيولة ‪،‬تعد بمثابتة‬
‫مؤشرات يتعين على البنوك تقديمها للسلطات الرقابية لتسهيل عملية تقييم المخاطر الفعلية للسيولة في‬
‫البنوك (مثل نسبة تغطية السيولة بالعملة‪ ،‬سلم االستحقاقات‪ ،‬مصدر التمويل واألصول المتاحة التي‬
‫وضعت بغرض تحقيق االحتياجات اإلضافية للبنوك من السيولة )؛‬

‫‪351‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬جاءت اتفاقية بازل الثالثة إلى إستباق حدوث وضعيات األزمات‪ ،‬وذلك تحضي ار للبنوك لمواجهة‬
‫صدمات السيولة على المدى القصير‪ ،‬والتأكد من أن عملية تحويل الموارد المتاحة تتحق بكل فعالية‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬من خالل ما يعرف باختبارات الضغط (التحمل)"‪" Stress-Tests‬؛‬
‫‪ ‬بالنظر إلى القواعد والمتطلبات االحت ارزية المنصوص عليها في اإلتفاق الثالث لبازل‪ ،‬نجد أن طرح‬
‫رزنامة خاصة بالتطبيق التدريجي لهذه المعايير هو الحل األمثل الذي يمكن البنوك من التأقلم معها‬
‫وتطبيقها ويجنبها تكاليف إضافية أيضا؛‬
‫‪ ‬بالنظر إلى األطر التنظيمية ‪،‬التشريعية والرقابية الخاصة بتنظيم عمل المنظومة المصرفية الجزائرية‪،‬‬
‫نجد بأنها تستند وبدرجة كبيرة على اتفاقيات لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية ( األولى والثانية‬
‫والثالثة)؛‬
‫‪ ‬بتطبيق معدالت المالءة المنصوص عليها في اتفاقية لجنة بازل الثالثة ‪ ،‬يقلل من إحتمال تعرض‬
‫البنوك التجارية الجزائرية لألزمات التي من شأنها اإلضرار باإلقتصاد اجماال (آثار اقتصادية إيجابية‬
‫على المدى الطويل من خالل تحقيق أرباح اقتصادية محتملة مقابل تكاليف اقتصادية أكيدة)؛‬
‫‪ ‬يعمل بنك الجزائر عبر جملة األدوات واآلليات الرقابية المعمول بها على مستوى الجهاز المصرفي‬
‫الجزائري على تحقيق توازن النظام اإلقتصادي على الصعيدين الكلي والجزئي؛‬
‫‪ ‬تأثر النظام المصرفي الجزائري بمعايير لجنة بازل الدولية للرقابة المصرفية‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل‬
‫إصدارات السلطة الرقابية (لجنة الرقابة المصرفية)‪ ،‬وتطبيق نسب مالءة تتوافق وتلك الواردة في‬
‫إتفاقية بازل‪ ،‬باإلضافة إلى إقامة أنظمة رقابة داخلية دقيقة ومحكمة تمكنها من إدارة المخاطر‬
‫اإلئتمانية والتشغيلية ومخاطر السوق ؛‬
‫‪ ‬من خالل دراسة األطر الرقابية المتعلقة بالتحكم وادارة مخاطر السيولة والنسب المتعلقة بهذا العنصر‪،‬‬
‫نجد أنها تتوافق بين تلك المنصوص عليها في اتفاقية بازل الثالثة ؛‬
‫‪ ‬اإلصالحات الجوهرية التي طرأت على اإلطار الرقابي للجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬خالل الثالثي‬
‫األخير من سنة ‪ 0141‬جاءت كنتيجة إلعتماد تنظيم إحترازي جديد تتوافق أحكامه مع معايير إتفاقية‬
‫بازل الثانية ‪ ،‬كما تم إدخال متطلبات إضافية من األموال الخاصة يطلق عليها "وسادة األمان" وهو‬
‫ما نصت عليه إتفاقية بازل الثالثة ضمن متطلبات تحديد رأس المال الرقابي ؛‬

‫‪352‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬شملت هذه اإلصالحات مراجعة للقواعد والشروط المتعلقة بتركيز المخاطر ومساهمات البنوك‪ ،‬بحيث‬
‫تم إعتماد عتبات جديدة لهذه التركيزات واعطاء تعاريف واضحة لما يعرف بتقسيم المخاطر؛‬
‫‪ ‬بإرساء نموذج بازل الثاني وتبني ما يعرف بهامش األمان‪ ،‬تم تعزيز مستوى متطلبات رأس المال‬
‫نوعا وكما لتحديد مستوى المالءة‪ ،‬وكذلك مستوى هذا المعامل بالنسبة لألموال الخاصة النظامية‬
‫واألموال الخاصة القاعدية ‪ ،‬إذ تم تحديد نسبة المعامل األول بـ ـ ‪ %9,5‬و‪ %7‬بالنسبة للمعامل‬
‫الثاني‪ ،‬في المقابل لم يتضمن اإلطار الرقابي السابق إال معامل المالءة خاص باألموال الخاصة‬
‫التنظيمة والمقدر بـ ـ ‪ %8‬؛‬
‫‪ ‬العمل على تغطية شاملة لمخاطر العمل المصرفي‪ ،‬بحيث تم توسيع في دائرة المخاطر لتشمل‬
‫مخاطر التشغيل والسوق ويتضح ذلك من خالل النظام ‪ ،01–14‬مع إدراج قواعد جديدة مرتبطة‬
‫بجانب تصنيف المستحقات وتكوين مخصصات المؤونات وتحديد قواعد التسجيل المحاسبي لها؛‬
‫‪ ‬تعتبر الجزائر من بين الدول التي حاولت تطبيق إتفاقيات بازل األولى والثانية غير أن المالحظ أنه ال‬
‫يوجد أي إلتزام بإحترام مواعيد التطبيق المنصوص عليها‪ ،‬إال أن هذا السلوك مكن البنوك الجزائرية‬
‫من تفادي آثار األزمة المالية العالمية بإعتبار أن البنوك الجزائرية تمول اإلقتصاد الوطني فقط‬
‫وليست لديها أي معامالت على المستوى الدولي ‪ ،‬مع ذلك تحرص السلطات الرقابية في الجزائر على‬
‫مواكبة مستجدات الساحة الدولية في مجال الرقابة المصرفية ‪ ،‬عملت جاهدة على تطبيق أهم‬
‫اإلضافات التي جاءت بها إتفاقية بازل الثالثة ‪ ،‬بشكل يتوافق وخصوصية البيئة المصرفية الجزائرية؛‬
‫‪ ‬أظهرت األزمة المالية لسنة ‪ ، 0111‬أنه يستوجب على البنوك القيام بتقدير مسبق لحجم الخسائر‬
‫المحتملة التي قد تنتج عن أي أزمة مفاجئة‪ ،‬ومنه هناك ضرورة ملحة تستوجب على البنوك‬
‫والمؤسسات المالية العمل على دعم وتعزيز قدراتها في مواجهة سيناريوهات هذه األزمات‪ ،‬قائمة‬
‫أساسا على ما يعرف بإختبارات الضغط إلعطاء تصور لإلجراءات اإلحت ارزية الواجب على السلطات‬
‫الرقابية والبنوك إعتمادها في مثل هذه الوضعيات‪ ،‬ونتيجة لذلك قام بنك الجزائر وبدعم من البنك‬
‫الدولي بتطوير نموذج متكامل وديناميكي إلختبارات القدرة على تحمل الضغوط‪ ،‬يشتمل على‬
‫سيناريوهات صدمات ممكنة ‪ ،‬الهدف منه هو تحديد بدقة ومعرفة حجم نقاط ضعف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية وقدرتها على تحمل األزمة‪ ،‬تقييم حساسية البنوك إتجاه أي تغييرات من أسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬السحوبات المفرطة للودائع وتمكن من التعرف على صالبة الجهاز المصرفي من عدمها‬

‫‪353‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫وحجم تأثره بمتغيرات اإلقتصاد الكلي ‪ ،‬درجة اإلرتباط بين المؤسسات المالية واحتمال إنتقال األزمات‬
‫بينها ؛‬

‫‪ ‬من خالل إختبارات الضغط التي تم إقامتها تبين قدرة البنوك الجزائرية على مواجهة األزمات وبالتالي‬
‫إمكانية الرفع من رأس مالها وفقا لما نصت عليه إتفاقية بازل الثالثة‪،‬‬
‫‪ ‬يعد التزام البنوك بإقامة اختبارات ضغط واقعية ودقيقة ذو أهمية كبيرة‪ ،‬فهذه اإلختبارات تقدم مؤشرات‬
‫من شأنها اإلبالغ والتحذير من مخاطر مستقبلية محتملة يمكن للبنوك تجنبها؛‬
‫‪ ‬تواجه البنوك الجزائرية العديد من التحديات تحول دون إمكانية تطبيق معايير لجنة بازل الثالثة‪،‬‬
‫خاصة فيما يتعلق بالرفع من نوعية رأس المال ‪ ،‬ومن جانب آخر هناك نقص في تغطية جميع‬
‫المخاطر التي تواجهها البنوك وتبني أنظمة وآليات محكمة تستخدم لقياس هذه المخاطر كالنماذج‬
‫الداخلية المعتمد عليها في تحديد بعض أنواع المخاطر الخاصة باإلئتمان ومخاطر السوق وصعوبة‬
‫تطبيق معايير السيولة الدولية المحددة لنسب معينة في األجل القصير والطويل ؛‬
‫‪ ‬غياب اإلفصاح الشامل عن نشاط وأداء البنوك وقوائمها المالية ‪ ،‬السياسات المعتمدة إلدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬ضمان عملية إدارة المخاطر على مستوى البنوك الجزائرية عن طريق مختلف الهيئات التشغيلية كل‬
‫وفق تخصصها ‪ ،‬ويكون ذلك مرفقا بعملية رقابة داخلية تهدف في مجملها لتحديد والتحكم في هذه‬
‫المخاطر؛‬

‫ب‪ .‬التوصيات‬
‫‪ ‬ضرورة قيام البنوك باالفصاح عن معلوماتها المالية(من خالل قوائمها المالية) بكل مصداقية وشفافية‪،‬‬
‫ومختلف عملياتها الملحقة ( االفصاح عن سياساتها المتبعة في إطار عمليات إدارة المخاطر والحدود‬
‫الدنيا لرؤوس أموالها المخصصة لمواجهة مخاطرها)؛‬
‫‪ ‬من خالل اتفاقية بازل األخيرة نجد أن هناك ضرورة ‪ ،‬خاصة في الجزائر بأن تعمل على إنشاء‬
‫واقامة هيئات ووكاالت للتقييم الخارجية لالئتمان معتمدة ‪ ،‬يتم االستناد عليها في عمليات تقييم‬
‫العمالء والبنوك ومختلف األطراف المتعاملة مع البنك؛‬
‫‪ ‬تحفيز البنوك على القيام باختبارات الضغط الخاصة بالمخاطر االئتمانية ومخاطر السيولة؛‬

‫‪354‬‬
‫الخات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬العمل على تدريب العنصر البشري في مجاالت عديدة كإدارة المخاطر‪،‬من خالل التكوين المتواصل‬
‫والمستمر ‪ ،‬من أجل تمكينهم من مواكبة مختلف التقنيات واألنظمة الحديثة المعتمدة دوليا خاصة في‬
‫مجال أنظمة التقييمات الداخلية لالئتمان و دراسة نوعية المخففات االئتمانية ؛‬
‫‪ ‬العمل على إنشاء روابط وقنوات التعاون بين هيئات الرقابة المصرفية الدولية (لجنة بازل على سبيل‬
‫المثال) وسلطات الرقابة الوطنية وذلك لالرتقاء باألداء المصرفي ‪ ،‬وتطوير القطاع المصرفي بشكل‬
‫يشجع على جذب االستثمار ويساهم في تنمية عجلة االقتصاد؛‬
‫‪ ‬محاولة وضع أنظمة متطورة لقياس وتصنيف المخاطر االئتمانية ؛‬
‫‪ ‬التطبيق الصارم لقواعد التسيير الحذر وايجاد حل لمشاكل القروض المتعثرة ؛‬

‫‪ .0‬آفاق البحث‬

‫في الختام نشير إلى أن هناك بعض الجوانب التي يتم التطرق لها بشيء من التفصيل‪ ،‬ويمكن أن تعتبر‬
‫مواضيع بحث مستقبلية من شأنها إثراء المجال المصرفي ومن أهمها نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬إدارة المخاطر التشغيلية على مستوى البنوك ؛‬


‫‪ ‬مدى استيفاء المنظومة البنكية الجزائرية التفاقية بازل الثالثة؛‬
‫‪ ‬متطلبات تطبيق مبادئ إدارة المخاطر االئتمانية الناتجة عن التعامل في المشتقات المالية‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫قائـــــــــــــمة المــــــراجـــــــــع‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫أوال‪ /‬باللغة العربية‬


‫‪ 0‬ـــ الكتب‪:‬‬

‫‪ -4‬أبو العيون محمود ‪ ،‬توزيع االئتمان المصرفي بين الحكومة والقطاع الخاص‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫القاهرة‪.4881 ،‬‬
‫‪ -0‬أنور السلطان‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪. 0112 ،‬‬
‫‪ -0‬بن ربيع حنيفة‪ ،‬الواضح في المحاسبة المالية وفق المعايير الدولية"‪ ، " IAS/IFRS‬الجزء األول‪،‬‬
‫دار هومه‪ ،‬الجزائر ‪.0141 ،‬‬
‫‪ -1‬بن ربيع حنيفة‪ ،‬حسياني عبد الحميد‪ ،‬صالحي بوعالم‪ ،‬الواضح في المحاسبة المالية وفق ‪SCF‬‬
‫والمعايير الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ، Cliceditions ،‬الجزائر ‪.0140 ،‬‬
‫‪ -2‬بن علي بلعزوز‪ ،‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬عبد الرزاق حبار‪ ،‬إدارة المخاطر – إدارة المخاطر – المشتقات‬
‫المالية – الهندسة المالية‪ ، -‬الطبعة األولى‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪.0140 ،‬‬
‫‪ -2‬حاكم محسن الربيعي ‪ ،‬ميثاق هاتف الفتالوي وآخرون ‪ ،‬المشتقات المالية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0144،‬‬
‫‪ -0‬حمزة شودار‪ ،‬عالقة البنوك االسالمية بالبنوك المركزية في ظل نظم الرقابة النقدية التقليدية‪ ،‬عماد‬
‫الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪.0141 ،‬‬
‫‪ -1‬حمزة محمود الزبيدي ‪ ،‬إدارة المصارف ‪ ،‬استراتيجية تعبئة الودائع وتقديم االئتمان‪ ،‬مؤسسة الوراق‪،‬‬
‫عمان ‪. 0111 ،‬‬
‫‪ -8‬خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪، ،‬الطبعة الثالثة‪،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪.0118 ،‬‬
‫‪ -41‬رضا صاحب أبو أحمد‪ ،‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪. 0110 ،‬‬
‫‪ -44‬زياد سليم رمضان ‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في إدارة البنوك ‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن‪. 0110 ،‬‬
‫‪ -40‬سامر بطرس جلدة ‪ ،‬النقود والبنوك ‪ ،‬دار البداية ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪.0118 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -40‬سوزان سمير ذيب‪ ،‬محمود ابراهيم نور‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.0140 ،‬‬
‫‪ -41‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.0111 ،‬‬
‫‪ -42‬شقيري نوري موسى‪ ،‬محمود إبراهيم نور‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬سوزان سمير ذيب‪ ،‬إدارة المخاطر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0140 ،‬‬
‫‪ -42‬شقيري نوري موسى‪ ،‬وسيم محمد الحداد‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة ‪.0140 ،‬‬
‫‪ -40‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 0142‬‬
‫‪ -41‬عبد السالم محمد خميس‪ ،‬العزاوي محمد عبد الوهاب ‪ ،‬نظرية المؤامرة واإلنهيار المصرفي بين‬
‫مقررات لجنة بازل وتقليل المخاطر المصرفية"نظرية تحليلية إستطالعية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الذاكرة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬بغداد‪.0141 ،‬‬
‫‪ -48‬عبد العال حماد طارق‪ ،‬إدارة مخاطر االئتمان واالستثمار والمشتقات وأسعار الصرف‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪.0110 ،‬‬
‫‪ -01‬عبد الغفار حنفي ‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬إدارة وتنظيم المصارف التجارية ‪ ،‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة ‪.4882 ،‬‬
‫‪ -04‬عبد القادر بحيح‪ ،‬الشامل لتقنيات أعمال البنوك "دراسة تحليلية لتقنيات النظام المصرفي‬
‫الجزائري مع إشارة إلى االقتصاد البنكي االسالمي كبديل لنظام البنكي الكالسيكي"‪ ،‬طبعة ‪،0140‬‬
‫دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0140 ،‬‬
‫‪ -00‬عبد الكريم قندوز‪ ،‬التحوط وادارة المخاطر في التمويل االسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الوراق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.0142 ،‬‬
‫‪ -00‬عبد اهلل الطاهر‪ ،‬موفق علي الخليل‪ ،‬النقود والبنوك ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز يزيد للنشر‪. 0112 ،‬‬
‫‪ -01‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬البنوك الشاملة‪ :‬عملياتها وادارتها‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪. 0111 ،‬‬
‫‪ -02‬عبد المعطي رضا أرشيد‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان ‪ ،‬عمان ‪.4888 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -02‬عقل مفلح‪ ،‬وجهات نظر مصرفية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة المجمع العربي‪ ،‬عمان‪. 0112 ،‬‬
‫‪ -00‬فليح حسن خلف‪ ،‬العولمة االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم المكتب الحديث ‪ ،‬األردن ‪.0141،‬‬
‫‪ -01‬مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬الصناعة المصرفية في ظل العولمة‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪،‬‬
‫‪.0118‬‬
‫‪ -08‬منير ابراهيم الهندي‪ ،‬اإلدارة المالية ‪ ،‬مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪،‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة ‪. 4888 ، ،‬‬
‫‪ -01‬نبيل حشاد‪ ،‬دليلك إلى المخاطر المصرفية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية ‪ ،‬بيروت‪.0112 ،‬‬
‫‪ -04‬نظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف النظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪. 0112‬‬
‫‪ -00‬هوام جمعة‪ ،‬المحاسبة المعمقة "وفقا للنظام المحاسبي المالي الجديد والمعايير المحاسبية‬
‫الدولية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪.0141 ،‬‬
‫‪ 0‬ـــ الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫‪ -4‬إيهاب غازي زيدان ‪ ،‬مدى تطبيق معايير بازل ‪ II‬على قطاع المصارف الخاصة في سوريا ‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم المالية والمصرفية ‪ ،‬جامعة دمشق‪. 0141- 0118 ،‬‬
‫‪ -0‬بونيهي مريم‪ ،‬مقررات لجنة بازل وأهميتها في تقليل المخاطر اإلئتمانية في البنوك التجارية –‬
‫دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم اإلقتصادية‪،‬‬
‫تخصص إقتصاد ومالية دولية‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫‪.0144-0141‬‬
‫‪ -0‬تهاني محمود محمد الزعابي‪ ،‬تطوير نموذج إلحتساب كفاية رأس المال للمصارف اإلسالمية في‬
‫إطار مقررات لجنة بازل‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في المحاسبة والتمويل‬
‫‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪.0111 ،‬‬
‫‪ -1‬جلولي نسيمة‪ ،‬مدى امكانية تطبيق البنوك الجزائرية لمقررات اتفاق بازل ‪ 0‬المتعلقة بأساليب قياس‬
‫مخاطر البنوك‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬تحصص مالية دولية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪.0140-0144 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -2‬حمزة طيبي‪ ،‬تفعيل الرقابة على أعمال البنوك بالجزائر وفق المعايير الدولية للجنة بازل‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تحصص مالية ومحاسبة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪- 0140 ، 0‬‬
‫‪. 0140‬‬
‫‪ -2‬ذهبي ريمة ‪ ،‬االستقرار المالي النظامي ‪ ،‬بناء مؤشر تجميعي للنظام المالي الجزائري للفترة ‪0220‬‬
‫– ‪ ، 0200‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪. 0140- 0140 ، 0‬‬
‫‪ -0‬سرارمة مريم ‪ ،‬دور المشتقات المالية وتقنية التوريق في أزمة ‪" 0228‬دراسة تحليلية"‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪-0144 ،‬‬
‫‪. 0140‬‬
‫‪ -1‬سيرين سميحة أبو رحمة‪ ،‬السيولة المصرفية وأثرها في العائد والمخاطرة – دراسة تطبيقية على‬
‫المصارف التجارية الفلسطينية ‪ ،-‬مذكره مقدمة ضمن متطلبات استكمال الحصول على درجة‬
‫الماجستير‪ ،‬الجامعة االسالمية غزة ‪.0118،‬‬
‫‪ -8‬شيخ عبد الحق‪ ،‬الرقابة على البنوك التجارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة بومرداس‪.0141-0118 ،‬‬
‫‪ -41‬طرشي محمد‪ ،‬متطلبات تفعيل الرقابة المصرفية في ظل التحرير المالي والمصرفي – دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ، -‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية تخصص‬
‫مالية ونقود‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪،‬الشلف ‪.0140-0140،‬‬
‫‪ -44‬عمر محمد فهد الشيخ عثمان‪ ،‬إدارة الموجودات‪/‬المطلوبات لدى المصارف التقليدية والمصارف‬
‫االسالمية " دراسة تحليلية تطبيقية مقارنة"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية‬
‫والمصرفية‪ ،‬جامعة دمشق‪.0118 ،‬‬
‫‪ -40‬عمي سعيد حمزة‪ ،‬التسيير الحذر للبنوك ومدى تطبيق معايير بازل ‪ 0‬في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة دالي ابراهيم ‪. 0141- 0118 ،‬‬
‫‪ -40‬فؤاد عبد العزيز عيد ‪ ،‬االندماج المصرفي للبنوك الفلسطينية – الضرورات والمحددات ‪ ،-‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة األزهر ‪.0140 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -41‬المانسبغ رابح أمين ‪ ،‬الهندسة المالية وأثرها في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ، 0221‬شهادة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص نقود مالية وبنوك‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 0144 – 0141، 0‬‬
‫‪ -42‬محمد داود عثمان‪ ،‬أثر مخففات مخاطر االئتمان على قيمة البنوك"دراسة تطبيقية على قطاع‬
‫البنوك التجارية "‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه قسم المصارف‪ ،‬األكاديمية‬
‫العربية للعلوم المالية والمصرفية‪. 0111 ،‬‬
‫‪ -42‬موسى عمر مبارك أبو محميد‪ ،‬مخاطر صيغ التمويل االسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس‬
‫المال للمصارف االسالمية من خالل معيار بازل ‪ ،0‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم مصارف‬
‫اسالمية‪،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ‪.0111،‬‬
‫‪ -40‬موسى مبارك أحالم ‪ ،‬آلية رقابة البنك المركزي على اعمال البنوك في ظل المعايير الدولية‪:‬‬
‫دراسة حالة بنك الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.0112 ،‬‬
‫‪ 0‬ـــ الملتقيات والمجالت‪:‬‬
‫‪ -4‬أحمد عبد العزيز ‪ ،‬جاسم زكريا ‪ ،‬العولمة االقتصادية وتأثيرها على الدول العربية ‪ ،‬مجلة االدارة‬
‫واالقتصاد ‪ ،‬العدد السادس والثمانون‪. 0144 ،‬‬
‫‪ -0‬بحوصي مجذوب‪ ،‬إستقاللية البنك المركزي (مؤسسة الرقابة األولى) بين قانون النقد والقرض‬
‫(‪)02/02‬واألمر (‪ ، )00/20‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد (‪ ، )42‬جامعة غرداية‪،‬‬
‫‪.0140‬‬
‫‪ -0‬بركات سارة ‪ ،‬دور اإلجراءات االحترازية في مواجهة مخاطر سوءالحوكمة مع اإلشارة إلى حالة‬
‫الجزائر‪،‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية العدد السابع عشر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬
‫‪ -1‬بركان زهية ‪ ،‬االندماج المصرفي بين العولمة ومسؤولية اتخاذ الق اررات‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا ‪ ،‬العدد ‪، 10‬ماي ‪. 0112‬‬
‫‪ -2‬بريش عبد القادر‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفقا لمقررات بازل ‪ II‬و‪ III‬ومتطلبات تحقيق االستقرار‬
‫المالي والمصرفي العالمي ما بعد األزمة المالية العالمية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪،‬العدد التاسع‬
‫والعشرون‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‪ ،‬فيفري ‪.0140‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -2‬بريش عبد القادر‪ ،‬أهمية ودور التأمين على الودائع مع إشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬ملتقى المنظومة‬
‫المصرفية والتحوالت االقتصادية واقع وتحديات ‪ ،‬جامعة الشلف‪ 41 ،‬و‪ 42‬ديسمبر ‪. 0111‬‬
‫‪ -0‬بريش عبد القادر‪ ،‬زهير غراية‪ ،‬مقررات بازل ‪ 0‬ودورها في تحقيق مبادئ الحوكمة وتعزيز االستقرار‬
‫المالي والمصرفي العالمي ‪ ،‬مجلة االقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪ ، 0142 ، 11‬ص ‪. 440‬‬
‫‪ -1‬بزار حليمة ‪ ،‬هدى بن محمد‪ ،‬المشتقات المالية ومخاطرها‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي‬
‫حول أزمة النظام المالي والمصرفي الدولي وبديل البنوك االسالمية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪. 0118 ،‬‬
‫‪ -8‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مداني أحمد ‪ ،‬التصنيف االئتماني بين مسبب لألزمة المالية العالمية والبحث عن‬
‫مخرج لها – دراسة وضعية وشرعية‪ ،-‬مداخلة مقدمة للمؤتمر الدولي الرابع ‪ ،‬حول األزمة‬
‫االقتصادية العالمية من منظور االقتصاد االسالمي‪،‬الكويت‪ 42 - 42 ،‬ديسمبر ‪. 0142‬‬
‫‪ -41‬بن الشيخ سهام‪ ،‬بهدي عيسى‪ ،‬التحديات العملية لتطوير البنوك الجزائرية وفق معايير بازل‪،‬‬
‫مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪.0141 ، 12‬‬
‫‪ -44‬بن رجم محمد خميسي‪ ،‬المنتجات المشتقة ‪ :‬أدوات مستحدثة لنغطية المخاطر أم لصناعتها؟‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة ضمن فعاليات الملتقى العلمي الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية والدولية‬
‫والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف يومي ‪ 01‬و‪ 04‬أكتوبر ‪. 0118‬‬
‫‪ -40‬بن طلحة صليحة‪ ،‬دمعوشي بوعالم ‪ ،‬دور معايير لجنة بازل في إدارة المخاطر‪ ،‬مجلة علوم‬
‫االقتصاد والتسيير والتجارة‪ ،‬العدد ‪. 0142 ، 04‬‬
‫‪ -40‬بن علي بلعزوز‪ ،‬مداخل مبتكرة لحل مشاكل التعثر المصرفي نظام حماية الودائع والحوكمة‪،‬‬
‫مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد ‪.12‬‬
‫‪ -41‬بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬الرقابة االحترازية وأثرها على العمل المصرفي بالجزائر ‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬
‫العدد الحادي عشر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ -42‬بوزعرور عمار ‪ ،‬دراوسي مسعود ‪ ،‬االندماج المصرفي كآلية لزيادة القدرة –حالة الجزائر‪،-‬‬
‫مداخلة مقدمة ضمن ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية ‪ ،-‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫واقع وتحديات‪ 42 – 41 ،‬ديسمبر ‪.0111‬‬
‫‪ -42‬بوعشة مبارك ‪ ،‬األزمة المالية ‪ ،‬الجذور‪ ،‬األسباب واآلفاق‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى العلمي‬
‫الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪،‬‬
‫‪ 04- 01‬أكتوبر ‪. 0118‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -40‬حسين بورغدة‪ ،‬األزمة المالية العالمية األسباب ‪ ،‬اآلثار والحلول المقترحة لمعالجتها‪ ،‬مداخلة‬
‫مقدمة ضمن المؤتمر الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪04 – 01 ،‬‬
‫أكتوبر ‪.0118‬‬
‫‪ -41‬حسين عبد المطلب األسرج ‪ ،‬األزمة االقتصادية العالمية وسياسات مواجهتها في الدول العربية‬
‫‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى العلمي الدولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة‬
‫العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪ 04- 01 ،‬أكتوبر ‪. 0118‬‬
‫‪ -48‬حوحو سعاد‪ ،‬واقع االندماج المصرفي في الدول العربية‪ ،‬مجلة ابحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 44‬جامعة بسكرة ‪ ،‬جوان ‪. 0140‬‬
‫‪ -01‬رابح عرابة‪ ،‬دور الصيرفة الشاملة في تطوير البنوك في الدول النامية مع اإلشارة إلى حالة –‬
‫مصر‪ ،-‬مجلة إقتصاديات شمال افريقيا ‪ ،‬العدد‪. 2‬‬
‫‪ -04‬رحيم حسين‪ ،‬سليم حمود‪ ،‬استخدام األساليب الكمية في اتخاذ ق اررات منح االئتمان بالبنوك‬
‫التجارية‪ ،‬ورقة بحث مقدمة للملتقى الوطني األول حول األسواق الكمية ودورها في اتخاذ الق اررات‬
‫االدارية ‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ 01 – 00 ،‬نوفمبر ‪.0111‬‬
‫‪ -00‬رميدي عبد الوهاب‪ ،‬سماي علي‪ ،‬العولمة المالية وآثارها على اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬مداخلة‬
‫مقدمة ضمن الملتقى الدولي حول سياسات التمويل وآثرها على االقتصاديات والمؤسسات‪ -‬دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ -‬والدول النامية‪ ،‬بسكرة ‪ 04- 01 ،‬نوفمبر‪. 2006،‬‬
‫‪ -00‬رياض المومني‪ ،‬األزمة المالية العالمية االقتصادية‪ ،‬أسبابها وامكانية تجنبها من منظور‬
‫اقتصادي اسالمي ‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن األزمة المالية واالقتصادية العالمية المعاصرة من منظور‬
‫اقتصادي اسالمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ديسمبر ‪. 0141‬‬
‫‪ -01‬زيدان محمد‪ ،‬حبار عبد الرزاق‪ ،‬متطلبات تكييف الرقابة المصرفية في النظام المصرفي الجزائري‬
‫مع المعايير العالمية‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن المؤتمر العلمي الدولي الثاني حول إصالح النظام‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬جامعة قاصدي ‪ 44 ،‬و ‪ 40‬مارس ‪.0111‬‬
‫‪ -02‬سليمان ناصر ‪ ،‬كفاية رأس المال للبنوك اإلسالمية الجزائرية"تشخيص الواقع والمقترحات‬
‫للتطوير"‪ ،‬بحث مقدم إلى الملتقى الدولي الثاني للصناعة اإلسالمية "آليات ترشيد الصناعة‬
‫اإلسالمية"‪ 18- 11 ،‬ديسمبر ‪ ،0140‬الجزائر‪.‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -02‬سليمان ناصر‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري واتفاقيات بازل‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة ورقلة ‪.‬‬
‫‪ -00‬شيخي محمد ‪ ،‬تمجغدين نور الدين‪ ،‬متطلبات العمل المصرفي في ظل أنشطة االندماج‬
‫والصيرفة الشاملة ‪ ،‬دراسة حالة الجزائر ‪،‬مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الوطني حول اصالح النظام‬
‫المصرفي ‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 40 – 44 ،‬مارس ‪.0111‬‬
‫‪ -01‬عبد الحميد بوخاري‪ ،‬علي بن ساحة‪ ،‬التحرير المالي وكفاءة األداء المصرفي في الجزائر‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي الثاني حول األداء المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬جامعة ورقلة ‪،‬‬
‫يومي ‪ 00‬و ‪ 00‬نوفمبر ‪.0144‬‬
‫‪ -08‬عبد العزيز الدغيم‪ ،‬ماهر األمين‪ ،‬إيمان نجرو ‪ ،‬التحليل االئتماني ودوره في ترشيد عملية‬
‫اإلقراض المصرفي بالتطبيق على المصرف الصناعي السوري‪ ،‬مجلة الجامعة تشرين للدراسات‬
‫والبحوث العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلة ‪ 01‬العدد‪.0112 ،0‬‬
‫‪ -01‬عبد المنعم محمد الطيب حمد النيل‪ ،‬العولمة وآثارها االقتصادية على المصارف نظرة شمولية‪،‬‬
‫مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪.0‬‬
‫‪ -04‬علي فالح المناصير ‪ ،‬وصفي عبد الكريم الكساسبة ‪ ،‬األزمة المالية العالمية‬
‫حقيقتها‪...‬أسبابها‪...‬وسبل العالج‪ ،‬مجلة جامعة الزرقاء الخاصة‪. 0118 ،‬‬
‫‪ -00‬قيس أديب كيالني‪ ،‬ثائر عدنان قدومي‪ ،‬استخدام النمذجة المالية لتصنيف مخاطر القروض‬
‫الممنوحة للشركات الصناعية المساهمة العاملة في األردن‪ ،‬مجلة البصائر جامعة البتراء ‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ، 8‬العدد ‪ ،0‬سبتمبر ‪. 0112‬‬
‫‪ -00‬لمسلف عبلة‪ ،‬مبادالت العجز االئتماني وأثرها في االستقرار المالي‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪،‬‬
‫العدد ‪. 0142 ،10‬‬
‫‪ -01‬محمد جابر الصائغ‪ ،‬رضا صاحب أبو حمد‪ ،‬دراسة تحليلية للسيولة المصرفية لعينة من‬
‫المصارف األردنية‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة الكوفة‪.‬‬
‫‪ -02‬محمد زرقون‪ ،‬حمزة طيبي‪ ،‬نحو اصالح المنظومة المصرفية الجزائرية وفق معايير لجنة بازل‬
‫‪ ، II‬مداخلة مقدمة ضمن ملتقى إصالح النظام المصرفي‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 40 – 44 ،‬مارس ‪.0111‬‬
‫‪ -02‬محمد علي يوسف أحمد ‪ ،‬دور السلطات الرقابية في الرقابة على المؤسسات المالية االسالمية‪،‬‬
‫مؤتمر الخدمات المالية االسالمية الثاني ‪ ،‬طرابلس ‪ ،‬ليبيا ‪.0141 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -00‬محمد مدلول علي‪ ،‬علي جابر ابراهيم‪ ،‬العولمة وآثارها االقتصادية على الجهاز المصرفي في‬
‫البلدان النامية‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬العدد‪.0‬‬
‫‪ -01‬مداني أحمد‪ ،‬دور وكاالت التصنيف االئتماني في صناعة األزمات في األسواق المالية‬
‫ومتطلبات اصالحها‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واالنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 41‬جوان ‪. 0140‬‬
‫‪ -08‬مطاي عبد القادر ‪ ،‬االندماج المصرفي كتوجه حديث لتطوير وعصرنة النظام المصرفي‬
‫االندماج المصرفي ‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬جوان ‪. 0141‬‬
‫‪ -11‬مفتاح صالح‪ ،‬رحال فاطمة‪ ،‬تأثير مقررات لجنة بازل ‪ III‬على النظام المصرفي اإلسالمي ‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة إلى المؤتمر العالمي التاسع لإلقتصاد والتمويل‪ :‬النمو والعدالة واإلستقرار من منظور‬
‫إسالمي‪ ،‬تركيا ‪ 41 – 18،‬سبتمبر ‪.0140‬‬
‫‪ -14‬مؤيد عبد الرحمان الدوري ‪،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬استيراتيجية إدارة مخاطر أسعار الفائدة في البنوك‬
‫التجارية األردنية باستخدام مبادالت الفائدة ‪ :‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مجلة البلقاء للبحوث والدراسات ‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،40‬العدد ‪ ، 0‬األردن ‪ ،‬أوت ‪.0111‬‬
‫‪ -10‬نجار حياة ‪ ،‬إتفاقية بازل ‪ III‬وآثارها المحتملة على النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،40‬جامعة سطيف‪.0140 ،‬‬
‫‪ -10‬نزار قنوع ‪ ،‬طرفة شريقي‪ ،‬روال غازي اسماعيل‪ ،‬االندماج المصرفي وضروراته في العالم العربي‬
‫‪ ،‬مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ‪،‬المجلد‪، 04‬‬
‫العدد ‪. 0118 ، 4‬‬
‫‪ -11‬وشاح رزاق‪ ،‬األزمة المالية الحالية‪ ،‬سلسلة أوراق عمل ‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط الكويت‪،‬‬
‫‪.0118‬‬
‫‪ 4‬ـــ وثائق رسمية‪ ،‬األوامر‪ ،‬التعليمات والقوانين‪ ،‬التقارير‪:‬‬
‫‪ ‬وثائق رسمية‪:‬‬
‫‪ -4‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ‪ ،‬المالمح األساسية التفاقية بازل ‪. 0111 ،II‬‬
‫‪ -0‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪،‬‬
‫ورقة عمل حول اإلدارة السليمة لمخاطر السيولة والرقابة عليها‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪0144 ،‬‬
‫‪ -0‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪،‬‬
‫صندوق النقد العربي‪. 0142 ،‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -1‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪،‬‬
‫قاموس المصطلحات ‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪.0142 ،‬‬
‫‪ -2‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬الترجمة العربية للمبادئ‬
‫األساسية للرقابة المصرفية الفعالة الصادرة عن لجنة بازل للرقابة المصرفية سبتمبر ‪، 0200‬‬
‫اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪.0141 ،‬‬
‫‪ -2‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪ ،‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪،‬‬
‫ورقة عمل حول مبادئ إدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬صندوق النقد العربي‪.0140 ،‬‬
‫‪ -0‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪،‬اللجنة العربية للرقابة‬
‫المصرفية‪،‬ورقة عمل حول اإلدارة السليمة لمخاطر السيولة والرقابة عليها‪ ،‬صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫‪.0144‬‬
‫‪ -1‬أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية‪،‬اللجنة العربية للرقابة‬
‫المصرفية‪ ،‬ورقة عمل حول التعامل مع مخاطر التعرضات الكبيرة وتجارب الدول العربية ‪ ،‬صندوق‬
‫النقد العربي‪.0142 ،‬‬
‫‪ -8‬بنك البحرين الوطني‪ ،‬التقرير السنوي ‪. 0118‬‬
‫‪ -41‬البنك المركزي المصري‪ ،‬قطاع الرقابة واإلشراف‪ ،‬التعليمات الرقابية بشأن إدارة مخاطر السيولة‬
‫وفقا لمقررات بازل ‪ III‬نسبتي تغطية السيولة وصافي التمويل المستقر‪ 01 ،‬جويلية ‪. 0142‬‬
‫‪ -44‬طارق اهلل خان‪،‬حبيب أحمد‪ ،‬إدارة المخاطر ‪ :‬تحليل قضايا في الصناعة المالية االسالمية‪،‬‬
‫ورقة مناسبات رقم ‪ ،12‬المعهد االسالمي للبحوث والتدريب ‪ ،‬البنك االسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪. 0110 ،‬‬
‫‪ -40‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية ‪ ،‬إدارة المخاطر التشغيلية وكيفية احتساب المتطلبات أ‬
‫الرسمالية‬
‫لها‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬أبو ظبي‪. 0111 ،‬‬
‫‪ -40‬اللجنة العربية للرقابة المصرفية‪ ،‬قاموس المصطلحات ‪ ،‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬أمانة مجلس‬
‫محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ‪.‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ ‬األوامر‪ ،‬التعليمات والقوانين‪:‬‬


‫‪ -4‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬العدد ‪ ،20‬المؤرخة في سبتمبر ‪01‬‬
‫جمادى الثانية ‪ 4101‬الموافق لـ ـ ‪ 00‬أوت ‪ ، 0110‬المتضمنة األمر ‪ 44-10‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ، 0110‬والمتعلق بالنقد والقرض ‪.‬‬
‫‪ -0‬التعليمة ‪ 81 – 01‬المؤرخة في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 4881‬المتعلقة بتحديد القواعد اإلحت ارزية وتسيير‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -0‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ، 42‬المؤرخة في ‪ 00‬رمضان ‪ 4141‬الموافق لـ ـ ‪41‬‬
‫أفريل ‪ ،4881‬المتضمنة قانون النقد والقرض ‪. 81 – 41‬‬
‫‪ -1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 01 ، 01‬أوت ‪ 4812‬القانون ‪ 40 – 12‬المؤرخ في‬
‫‪ 48‬أوت ‪ 4812‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 40 ، 02‬ربيع الثاني ‪ 4102‬الموافق لـ ـ ‪ 10‬جوان‬
‫‪ ،0111‬المتضمنة النظام ‪ 10 – 11‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 0111‬المتعلق بضمان الودائع ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 44 ، 10‬شوال ‪ 4100‬الموافق لـ ـ ‪ 08‬أوت ‪،0140‬‬
‫المتضمنة النظام ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ 0144‬يتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك‬
‫والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -0‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪، 21‬المؤرخة في ‪ 11‬ذو القعدة ‪ 4100‬الموافق لـ ـ ‪10‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0144‬المتضمنة النظام ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ 0144‬المتضمن تعريف ‪ ،‬قياس‬
‫وتسيير والرقابة على مخاطر السيولة‪.‬‬
‫‪ -1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ، 24‬المؤرخة في ‪ 24‬رمضان ‪ 4140‬الموافق لـ ـ ‪08‬‬
‫مارس ‪ ،4880‬المتضمنة النظام ‪ 84 – 18‬المؤرخ في ‪ 41‬أوت ‪ 4884‬المتعلق بتحديد القواعد‬
‫االحت ارزية لتسيير البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -8‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬المؤرخة في ‪ 14‬ذي الحجة ‪ 4102‬الموافق لـ ـ‬
‫‪ 02‬سبتمبر ‪ ،0141‬المتضمنة النظام ‪ 14 – 41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ 0141‬والذي يتضمن‬
‫نسب المالءة المطبقة على البنوك والمؤسسات المالية ‪.‬‬
‫‪ -41‬القانون ‪ 40 – 12‬المؤرخ في ‪ 48‬أوت ‪ 4812‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -44‬القانون ‪ 41 – 81‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ 4881‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫‪ -40‬النظام رقم ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ ، 0144‬يتضمن تعريف وقياس وتسيير ورقابة خطر‬
‫السيولة‪.‬‬
‫‪ -40‬النظام رقم ‪ 11 – 44‬المؤرخ في ‪ 01‬نوفمبر ‪ ، 0144‬يتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -41‬النظام رقم ‪ 14 –41‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ 0141‬والذي يتضمن نسب المالءة المطبقة على‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -42‬النظام رقم ‪ 18-84‬الصادر بتاريخ ‪ 41‬أوت ‪ 4884‬المتعلق بتحديد قواعد الحذر في تسيير‬
‫البنوك والمؤسسات المالية المعدل والمتمم للنظام رقم ‪ 11 – 82‬المؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪.4882‬‬
‫‪ -42‬النظام رقم ‪ 10 – 82‬المؤرخ في ‪ 40‬صفر ‪ 4140‬الموافق لـ ـ ‪ 0‬جويلية ‪.4882‬‬
‫‪ ‬التقارير‪:‬‬
‫‪ -4‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ، 0141‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬جويلية ‪.0144‬‬
‫‪ -0‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪،0142‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ‪ ،‬نوفمبر ‪.0142‬‬
‫‪ 1‬ـــ المقابالت‪:‬‬
‫‪ -4‬السيد ديب السعيد ‪ ،‬عضو بلجنة الرقابة المصرفية ببنك الجزائر‪ ،‬مقابلة شفوية ببنك الجزائر‬
‫بزيغود يوسف ‪ 11 ،‬ديسمبر ‪، 0142‬على الساعة ‪.11 :13‬‬
‫‪ 1‬ـــ مواقع األنترنيت‪:‬‬
‫‪ -4‬حسين جواد الكاظم‪ ،‬منذر جبار داغر‪ ،‬القطاع المصرفي في العراق ومعوقات التكيف مع معيار‬
‫الرقابة المصرفية الدولية – بازل ‪ ، - 0‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية ‪ ،‬متاحة على الموقع ‪:‬‬
‫‪. www. Iasj.net‬‬
‫‪ -0‬دريس رشيد‪ ،‬بحري سفيان ‪ ،‬مقررات لجنة بازل والنظم االحترازية في الجزائر ‪ ،‬متاح على الموقع ‪:‬‬
‫‪ ،https://elbassair.net‬تاريخ زيارة الموقع‪ 42 :‬جوان ‪ ، 0142‬على ‪.11:22 :‬‬
‫‪ -0‬سامي يوسف كمال محمد‪ ،‬بازل ومدى مالءمتها للتطبيق في المصارف االسالمية ‪ ،‬متاح على‬
‫الموقع ‪ ، www.jaifjo.org :‬تاريخ زيارة الموقع‪ 19/05/2016 :‬على الساعة‪.19 :45 :‬‬
‫‪ -1‬لجنة الرقابة على المصارف‪ ،‬النظام التطبيقي الخاص بــ "تقنيات التخفيف من مخاطر‬
‫اال ئتمان"‪،‬تعميم إلى المصارف رقم ‪ ،014‬بيروت ‪ ،0118‬متاح على ‪ www.bccl.gov.lb :‬تاريخ‬
‫التصفح‪.00/11/0142 :‬‬
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

‫ المراجع باللغة األجنبية‬/‫ثانيا‬


:‫ باللغة الفرنسية‬
1- Les ouvrages :

1- Arnaud de Sevingny, Ivan Zelenko ,Le risque de crédit Face à la crise, 4ème édition,
Dunod , Paris,2010 .
2- Benkrimi Karim, Crédit Bancaire et Economie Financière, édition El OTHMANIA,
Alger,2010.
3- Clustain Descamps, Jacques Soichot, Economie et gestion de la banque, éditions
EMS, 2002 .
4- Jamel Boukatem, Marchés obligataires et crise bancaires dans les pays émergents :
le rôle des institutions, Panoeconomicus, 2012.
5- John Hull, Christophe Godlewski, Maxim Merli, Gestion des risques et institutions
financières, 2ème édition, Pearson Education , 2007.
6- Mehdi Nekhili, Catherine Xaryotis ,Stratégies bancaires internationales, Economica,
Paris, 2008.
7- Michel Dietch et Joël Petey, Mesure et gestion du risque de crédit , Revue Banque
édition, Paris , 2003.
8- Mohamed Zaatri, Comptabilité générale et Analyse financière, Volume 1, BERTI
Editions, Alger, 2009.
9- Moussa Lahlou, le crédit documentaire « un instrument de garantie , de paiement
et de financement du commerce international »,ENAG EDITIONS, Alger, 1999.
10- Richard Bruyère, Les produits dérivés de crédit, Economica, Paris, 2009.
11- Stéphane Griffiths, Gestion Financière, Chiheb Editions, Alger, 1996.

2- Les thèses :
1- Mihaela Costison, Le risque de liquidité dans le système bancaire,Thèse de Doctorat en
sciences économiques, Université Paris Est, Avril 2010.

3- Les revues et les séminaires:


1- Agence Monétaire de l’Afrique de l’Ouest )AMAO),Stabilité Financière et
supervision bancaire au sein de la CEDEAO,Freetown,Novembre ,2009 .
2- Bureau du surintendant des institutions financiers Canada, Ligne directive,
Atténuation du risque de crédit, Banque /SPB/SFP, Avril 2014.
3- Déloitte ,Bâle III et la gestion de liquidité nouveau éclairages sur la mise en
œuvre, Financial services, Avril 2013.
4- Fédération Bancaire Française, Réforme du ratio de solvabilité, Revue de l’Actualité
Bancaire, n°448, 08 Février 2001.
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

5- Jacques Aigrain, les contreparties centrales, Instruments de stabilité et


d’atténuation du risque, Banque de France , Revue de la stabilité financière, n°17,
Avril 2013.
6- Jean Mare Fignet, Le traitement du risqué de crédit dans l’accord de Bâle II : une
évaluation, Revue d’économie financière, n°71, 2003.
7- Joel Bessis, Risk management in Banking, Jon wily and sons,England,2002
8- Les dérives de crédits nouvelle sources d’instabilité financière, Revues de la
stabilité financière,Banque de France, Paris n°01, novembre2002.
9- Natacha Vallapt ,Muriel tisset,Liquidité Bancaire et stabilité financière,Banque de
France revue de stabilité financière, numéro spécial liquidité,n°09, décembre 2006.
10- Rachida HENNANI, De Bâle I à Bâle III : les principes avancées des accords
prudentiels pour un système financier plus résilient, LAMETA, Montpelier ,2015.
11- Salima Rekiba, le système bancaire algérien : etat des lieux, degré de libéralisation
et problèmes d’inadaptation avec les règles de l’AGCS, revue de Communication
Sciences and Technology, vol 16, January 2016, p 129.
12- Secrétariat général, le déferlement de réglementations financières : une
transformation nécessaire ou excès irrationnel ?, Revue de stabilité financière,
Banque centrale du Luxembourg, Lexumburge, 2011.
4- Les documents officiels, Les lois ,les règlements, les instructions et les
rapports :

 Les documents officiels :

1- Christian Gouriéroux ,André Tiomo, Risque de crédit une approche


avancée,CREF,Avril 2007.
2- Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III : Ratio structurel de liquidité à
long terme , BRI, Bâle, Janvier 2014.
3- Comité de Bâle sur le contrôle bancaire ,Bâle III :Ratio de liquidité à court terme et
outil de suivi du risque de liquidité, BRI,Bâle, Janvier 2013.
4- Comité de Bale sur le contrôle bancaire ,Vue d’ensemble du nouvel accord de bale
sur les fonds propres, BRI, Bâle, Avril 2113.
5- Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Bâle III : Dispositif réglementaire mondial
visant à renforcer la résilience des établissements et systèmes bancaires, BRI
,Bâle, Décembre 2010.
6- Comité de Bale sur le contrôle bancaire, Convergence International de la mesure et
fonds propres , BRI, Bâle, Juin 2006.
7- Comité de Bâle sur le contrôle bancaire, Document consultatif norme : révision de
l’approche standard pour le risque de crédit , BRI ,Bâle, Décembre 2015, p25 - 38
8- Coopérative des services financiers, Ligne Directrice sur les normes relatives à la
suffisance du capital de base , Autorité des marchés financiers ,Décembre 2011.
9- Fond monétaire internationale, Rapport du FMI 16/127,Washington, 2016.
10- Le rôle des superviseurs dans l’appréciation des systèmes de notation interne du risque
de crédit, Etude du rapport annuel de la commission bancaire, 2004.
‫قـــــــــــائــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــة المــــــــــــــــــــــــــــــــــــراجـــــــــــــــــــع‬

11- PAUL ROBERT , dictionnaire le petit ROBERT , « Alphabétique et Analogique » de


la langue Française ,Société du nouveau Littré ,1978 .
 Les lois ,Les règlements et les instructions :

1- Article n° 04, Instruction n° 07 – 2011 du 21 décembre 2011 portant les coefficients


de liquidité des banques et des établissements financiers.
2- L’instruction de la banque d’Algérie n°74/94 du 29 novembre 1994 fixant les règles
prudentielles de gestion des banques et des établissements financiers.

- Les rapports :

1- Rapport annuel de la banque d’Algérie ,2012 .


2- Rapport annuel de la banque d’Algérie ,2013.
3- Rapport annuel de la banque d’Algérie ,2014.
4- Rapport annuel de la banque d’Algérie ,2015.
5- Les sites internet :

1- Bâle III, Maitriser le risque de liquidité, RISKALIS consulting, disponible sur le


site :www.riskalis.com .
2- Bilan BEA 2012, www.bea.dz.
3- http://www.AGB.dz
4- Pascal Revault ,Les agences de notations financières, 15/11/2009, sur le site :
www.creg.ac.versailles.fr, , visité le :12/05/2016.
5- Performances de la BEA année 2011, sur le site : www.bea.dz .
6- www.bis.org.
7- www.bank-of-algeria.dz.

:‫ باللغة االنجليزية‬
1-Scientifics Journal :
1- Raad Mozib Lalon, Credit Risk Management (CRM) pratices in the Commercial
Bank of Bangladesh, International Journal of Economics, Finance and Management
sciences, 2015.
3- John Karanja Ngugi, Peter Musangi Ndjwa, Effect of credit risk management
techniques on the performance of unscured bank loans employed commercial bank
in Keneya, International Journal of Business and Social Research , volume 2, n°04,
August 2012.
‫قائـــــــــــــمة المـــالحـــــــق‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫الملحق رقم ‪:20‬‬

‫معالجة حاالت عدم التطابق في االستحقاق‪Asymétried’échéance :‬‬ ‫‪‬‬

‫بغرض تحديد واحتساب األصول المرجحة‪ ،‬إذا ما كان االستحقاق المتبقي للتغطية أقل من التعرض‬
‫الفرعي؛‬

‫بداية سنتطرق إلى بعض المفاهيم الخاصة بهذه الحاالت‪:‬‬

‫تعريف االستحقاق‪:‬‬

‫استحقاق التعرض الفرعي يمثل التغطية التي يجب تحديدها بدقة‪ ،‬وفي هذا الصدد فإن هذه يجب أن‬
‫تحدد بأطول مدة ممكنة يتمكن من خاللها الطرف المقابل بأن يفي بالتزاماته ‪.‬‬

‫بالنسبة للتغطية يجب أن تأخذ بعين االعتبار جميع الخيارات الضمنية التي من شأنهاتخفيض المدة‪،‬‬
‫وذلك بغية الحصول على أقرب استحقاق فعلي ممكن‪.‬‬

‫فإذا ما ترك تقدير خيار الشراء لبائع التغطية‪ ،‬يتم تحديد االستحقاق دائما بتاريخ أول خيار للشراء‬
‫‪،‬وفي حين إذا ما كانت مرتبطة بالبنك المشتري للتغطية ‪ ،‬غير أن شروط االتفاق تنص على تحفيز‬
‫للبنك على اتمام الصفقة قبل تاريخ استخقاقها التعاقدي‪ ،‬مدة االستحقاق هي الممتدة إلى غاية أول‬
‫خيار الشراء التي يتم اعتبارها تاريخ االستحقاق الفعلي‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال ‪ :‬إذا تم ارتفاع في تكاليف نتيجة ارتباطها بخيار شراء أو تسجيل ارتفاع في التكلفة‬
‫الف علية للتغطية مع مرور الوقت ‪ ،‬في حين تتحسن نوعية االئتمان المقدم أو تحافظ على نفس‬
‫مستواها‪ ،‬مدة االستحقاق الفعلي تحدد بالزمن المتبقي إلى غاية خيار الشراء األول ‪.‬‬

‫‪ ‬الترجيحات المطبقة في حالة عدم تطابق االستحقاقات‬


‫‪ -‬التغطيات التي تمثل تباينات في االستحقاق ال يتم المحاسبة عنها إال عندما يكون االستحقاق‬
‫المبدئي أكبر أو يساوي السنة ‪ ،‬وفي جميع الحاالت ال يتم االعتراف بها نهائيا إذا استحقاقها‬
‫المتبقي أقل أو يساوي ‪ 0‬أشهر‪.‬‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫‪ -‬إذا كانت تقنيات مخففات المخاطر اال المختصة بالمخاطر االئتمانية (من ضمانات ‪ ،‬مقاصة‬
‫على مستوى الميزانية ومشتقات االئتمان) تشكل تعديال للتباينات في االستحقاق ‪ ،‬يكون هذا‬
‫التعديل وفقا للطريقة التالية‪:‬‬

‫)‪P = P×(t-0 ,25)(T-0 ,25‬‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ Pa‬تمثل قيمة التغطية المعدلة للتباين في االستحقاق‬

‫‪ P‬التغطية (على سبيل المثال مبلغ الضمان) معدل بناءا على نسب االقتطاع المحتملة‬

‫‪ : t‬األدنى بين (‪ T‬و االستحقاق المتبقي المنتظر في اتفاق التغطية) ‪،‬بالسنوات‬

‫‪ : T‬األدنى بين (‪ 5‬واالستحقاق المتبقي للتعرض) ‪ ،‬بالسنوات‬

‫نسب االقتطاع المطبقة على الضمانات ‪:‬‬

‫تختلف هذه النسب وفقا لطبيعة الضمان ‪ ،‬فإذا كان الضمان عبارة عن محفظة من األصول ‪ ،‬نسبة‬
‫االقتطاع المطبقة تكون كمايلي‪:‬‬
‫=‪D‬‬ ‫𝑖𝑎 𝑖‬ ‫𝑖𝐷‬

‫بحيث‪:‬‬

‫‪ :‬تمثل ترجيح الوزن الترجيحي لألصل ضمن المحفظة ‪ai‬‬

‫‪:‬نسبة االقتطاع الطبقة على هذا األصل‪Di‬‬

‫أوال ‪ :‬النسب االحترازية المعيارية‬

‫يمثل الجدول الموالي نسب االقتطاع االحت ارزية المعيارية (في ظل فرضية التقييم على أساس سعر السوق‬
‫ونداءات هامش يومية ومدة احتفاظ تقدر ب ـ ـ ‪ 41‬أيام مفتوحة )معبر عنها بنسب مئوية ‪.‬‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫مصدرون آخرون‬ ‫الديون السيادية‬ ‫االستحقاق المتبقي‬ ‫نقطة إصدار سندات الدين‬
‫(بالسنوات)‬
‫‪1‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪≥1‬‬ ‫من ‪ AAA‬إلى ‪AA-‬و ‪A-‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫<‪2≤ ، 1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫<‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪≥1‬‬ ‫‪A+‬إلى ‪BBB-‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫<‪2 ≤ ، 4‬‬ ‫‪A-3/A-2/P-3‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫<‪2‬‬ ‫والسندات البنكية غير‬
‫المنقطة‬
‫‪42‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪ BB+‬إلى ‪BB-‬‬
‫‪42‬‬ ‫األسهم ذات المؤشرات الكبيرة (بما فيها السندات القابلة‬
‫للتحول إلى أسهم) والذهب‬
‫‪02‬‬ ‫أية أسهم أخرى مدرجة ضمن بورصة معروفة‬
‫نسبة االقتطاع االعلى المطبقة على السندات المستثمر‬ ‫هيئات القيم المنقولة للتوظيف‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫السيولة بنفس العملة‬
‫‪ 4‬تتضمن الهيئات العمومية التي يتم التعامل معها كمقرضين سياديين من طرف سلطة الرقابة‪ ،‬البنوك ذات االتجاهات العديدة يمنح لها وزن ترجيحي ‪ ، 0%‬يتم‬
‫معالجتها كديون سيادية‪.‬‬
‫‪ 0‬تضم أيضا كل من الهيئات العمومية التي ال يتم اعتبارها كديون سيادية من طرف سلطة الرقابة المصرفية‬
‫‪0‬‬
‫الضمانات المؤهلة على شكل سيولة‬

‫نسب االقتطاع الداخلية ‪:‬‬

‫قد تقوم السلطات الرقابية بالسماح للبنوك من استخدام نسب اقتطاع داخلية ‪ ،‬باالعتماد على تقديراتهم‬
‫الخاصة المبنية على تقلبات أسعار الصرف وغيرها من المتغيرات‪ ،‬غير أن هذه الرخصة مشروطة‬
‫باحترام مجموعة من المعايير الكيفية والكمية المحددة في مقررات لجنة بازل للرقابة المصرفية ‪.‬‬

‫بالنسبة لسندات الدين المصنفة عند ‪ A-3/ BBB-‬أو أكثر ‪ ،‬يمكنها السماح للبنوك باحتساب وتقدير‬
‫التغيرات بالنسبة لكل نوع من السندات وذلك مع األخذ بعين االعتبار كل من‪ :‬نوعية مصدر السندات ‪،‬‬
‫التنقيط‪ ،‬االستحقاق المتبقي والمدة المعدلة ‪ ،‬وفيما يتعلق بسندات الدين المصنفة أقل من‪A-3/ BBB-‬‬
‫وغيرها من السندات غير المؤهلة ‪ ،‬تحتسب نسب االقتطاع الخاصة بها بطريقة منفصلة‪.‬‬

‫تتلخص مجموعة المعايير الكيفية والكمية الواجب على البنوك احترامها في ‪:‬‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫‪ ‬الخصائص الكمية "‪:"critères qualitatifs‬‬


‫‪ -‬لتحديد نسب االقتطاع الداخلية ‪ ،‬يجب استخدام مجال ثقة يقدر ب ـ ـ ‪99%‬؛‬
‫‪ -‬المدة الدنيا لالحتفاظ هي محددة وفقا لنوعية الصفقة ‪ ،‬إعادة التقييم وفقا لسعر السوق وتردد‬
‫نداءات الهامش؛‬
‫‪ -‬يستوجب على البنوك أن تأخذ بعين االعتبار انخفاض سيولة األصول ذات النوعية المتدنية ‪،‬‬
‫وذلك بالرفع من مدة االحتفاظ ‪ ،‬كما يتعين عليها تحديد ما إذا كان تاريخ أو أي معطيات ال تقلل‬
‫من أهمية التأثيرات المحتملة‪،‬على سبيل المثال ‪ :‬ارتفاع سعر صرف عملة مقابل عملة أخرى‬
‫يستوجب اخضاع المعلومات لمزيد من التدقيق ‪.‬‬
‫‪ -‬تختار البنوك خالل المالحظة التاريخية (الفترة التجريبية ‪ )période d’échantillon‬التي تم‬
‫تحديدها الحتساب نسب االقتطاع سنة على األقل ‪ ،‬أما بالنسبة للبنوك االلتي ترجح فترة معينة‬
‫عن فترة أخرى أو تستخدم طرق أخرى ففترة المالحظة الفعلية لديها حدها األدنى هو سنة (بمعنى‬
‫الفاصل الزمني المتوسط المرجح بين مالحظتين ال يمكن أن تقل عن ستة أشهر)‬
‫‪ -‬تقوم البنوك بتحديث وتحيين مجموعة البيانات الخاصة بها كل ثالثة أشهر على األقل‪ ،‬وأيضا‬
‫عمليات إعادة التقييم وفقا ألسعار السوق ما يتطلب القيام باقتطاعات كل ثالثة أشهر ‪ ،‬كما‬
‫يمكن للسلطة الرقابية أن تجبر البنك على احتساب بعض نسب االقتطاع خالل فترة مالحظة أقل‬
‫‪ ،‬إذا ما برر ذلك بزيادة معتبرة في تقلبات األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬ال يفرض على البنوك استخدام أي نموذج معين‪ ،‬بحيث تستخدم البنوك النموذج الذي يأخذ في‬
‫االعتبار جميع المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬الخصائص الكيفية ‪:‬‬
‫‪ -‬تقدير التقلبات ومدة االحتفاظ تستخدم بصفة يومية في عملية إدارة المخاطر البنكية؛‬
‫‪ -‬على البنوك أن تتجهز بمجموعة من االجراءات تمكنها من التحقق من مدى احترام مجموعة‬
‫القوانين والسياسات الموضوعة‪ ،‬فضال عن ارساء رقابة فعالة على االجراءات الداخلية المرتبطة‬
‫بتشغيل أنظمة قياس وادارة الخطر‪.‬‬
‫‪ -‬نظام قياس وادارة الخطر يجب ان يستعمل بما يتواءم وحدود التعرض الداخلية؛‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
‫‪ -‬الخضوع إلعادة فحص مستقل يقام في إطار اجراءات التدقيق الداخلية للبنك‪ ،‬واعادة النظر في‬
‫اإلجراءات المستحدمة في قياس وادارة المخاطر على فترات زمنية (على األقل سنة وهي الفترة‬
‫األمثل)‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫)‪Kdd= K0 ×(0 ,15 + 160 PDg‬‬


‫الملحق رقم ‪:20‬‬
‫‪ : K0‬يحدد بنفس الطريقة الخاصة بتحديد متطلبات األموال الخاصة الرقابية لتعرضات المؤسسات ( اإلختالف يكمن في الخصائص التي‬
‫يتم على أساسها تقدير الخسارة عند التعثر وتعديل اإلستحقاق )؛‬

‫𝟗𝟗𝟗‪𝑮 𝟎,‬‬ ‫𝒃‪𝟏+ 𝑬𝑬−𝟐,𝟓 .‬‬


‫× 𝒔𝒅𝑷 ‪K0= PCDg×[N×(G(PDg +‬‬ ‫× 𝟓 ‪] − 𝑷𝑫𝒅] × 𝟏 + 𝑬𝑬 − 𝟐,‬‬
‫𝒔𝒅𝑷‪𝟏−‬‬ ‫𝒃‪𝟏−𝟏,𝟓.‬‬

‫كل من ‪ PDd‬و ‪ :PD‬يمثالن إحتماالت التعثر الخاصة بكل من المدين والضامن ‪ ،‬وكالهما يقدران وفقا للمجال الموضح عند إحتساب‬
‫إحتمال التعثر في الفقرات السابقة و ‪pds‬معامل اإلرتباط"‪( " R‬في المعادلة رقم ‪)1‬؛‬

‫‪ : PCDg‬تشير إلى الخسارة في حال التعثر المرتبطة بتعرض مباشر للضامن(فوفقا لما ورد في إتفاقية بازل الثانية ‪:‬قيمة الخسارة عند‬
‫التعثر ‪ PCD‬المرتبطة بخط إئتماني غير مغطى خاص بالضامن ‪ ،‬أو تلك المتعلقة بخط إئتمان غير مغطى خاص بالمدين‪ ،‬وذلك بتوفير‬
‫المعلومات والعناصر الضرورية من هيكلة الضمانة في إذا ما وقع التعثر المشترك لكل من الضامن والمدين)خالل فترة وقوع العملية‬
‫التي تمت تغطيتها ‪ ،‬الجزء المغطى يرتبط بصفة أساسية بالوضعية المالية لكل من المدين وموفر الضمانة (الضامن) ‪ ،‬لتقييم أحد خسائر‬
‫المتعثر (‪ ،) PCD‬يمكن للبنك أن يعتمد إما على الضمانة المقدمة التي تغطي التعرض أو التغطية المخصصة للقرض ‪ ،‬بهذا ال يكون‬
‫هناك إحتمال وجود تغطية مزدوجة في تقدير الخسارة عند التعثر؛‬

‫معامل تعديل اإلستحقاق "‪ " b‬يحدد بنفس الكيفية الموضحة في األصول المرجحة بتعرضات المؤسسات؛‬

‫"‪ : " PD‬يمثل القيمة األقل بين ‪ PDd‬و ‪ PDg‬؛‬

‫‪ : EE‬اإلستحقاق الفعلي لتغطية القرض والتي اليمكن أن تقل عن سنة؛‬

‫يحدد مبلغ األصل المرجح بالمخاطر اإلئتمانية كمايلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪AP=Kdd×12,5×ECDg‬‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫الملحق رقم ‪:20‬‬

‫تقدير الخسارة المنتظرة ‪ :‬قمنا بافتراض أنه تم منح قرض لمؤسسة معينة في تاريخ "‪ ،"1‬قدر مبلغ القرض‬
‫ب ـ ـ "‪ " M‬ويتم تسديده في تاريخ استحقاق ‪ ،T‬بمعدل تعاقدي ‪ ، Rt‬قيمة القرض تقدر بـ ــ‪:‬‬

‫في حالة عدم وجود تعثر قيمة القرض تصبح‪:‬‬

‫‪Vt= M(1+Rt)T‬‬

‫في حالة وجود تعثر قيمة القرض تصبح‪:‬‬

‫‪Vt=M(1+Rt)T .RRt‬‬

‫بحيث ‪ RRt :‬يمثل معدل اإلسترداد‬

‫يتم وضع‪”“Zt‬المتغيرة التي تشير إلى التعثر حيث تأخذ قيمة ‪ 1‬في حالة وجود تعثر ‪ ،‬وقيمة ‪ 0‬في حالة عدم وجود تعثر‪ ،‬قيمة العقد‬
‫عند اإلستحقاق هي ‪:‬‬

‫])‪Vt=M(1+Rt)T.[1-Zt(1-RRt‬‬

‫في إطار لجنة بازل القيمة التعاقدية (‪ ) EADt‬وهي تشكل التعرض عند تاريخ التعثر‪:‬‬

‫‪EADt=M(1+Rt)T‬‬

‫معدل اإلسترداد أو التغطية (‪RRt :)taux de recouvrement‬‬

‫معدل الخسارة عند التعثر ‪LGD=1-RRt :‬‬

‫القيمة المنتظرة ‪:‬‬

‫‪(Zt(1-RRt)] E0Vt=M(1+Rt)T[1-E0‬‬

‫بحيث ‪ E0‬تشير إلى األمل (‪ ) Espérance‬المحسوبة في تاريخ إمضاء العقد‪ ،‬والخسارة المحتملة هي ‪:‬‬

‫])‪E0LT=M(1+RT)T.E0[ZT(1-RRT‬‬

‫]‪E0LT= EADT.E0(ZT)E0[LGDT]ZT=1‬‬

‫الخسارة المنتظرة)‪E1LT=EADT.PDT.ELGDT……….(0‬‬

‫)‪PDT= E0ZT=P0(ZT=1‬‬ ‫وهو إحتمال التعثر‬

‫معدل الخسارة المنتظرة ‪ELGDT :‬‬


‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫الملحق رقم (‪:)24‬تقدير الخسارة الغير منتظرة‬


‫بالنسبة للقيمة التعاقدية‪T:‬تقدر هذه الخسارة في تاريخ‬

‫)‪LT=M(1+rt)TZT(1-RRT‬‬
‫*‬
‫هو‪:‬‬ ‫يحدد المستوى األقصى للخسارة بالسقف‪α‬هذا المستوى ‪L0,t‬‬

‫‪P°[LT> L0,t* )α)]= α‬‬

‫أو بطريقة مماثلة‪:‬‬

‫‪P°[LT< L0,t* )α)]= 1-α‬‬

‫وهو يشير لقانون الخسارة ‪ LT‬المحسوب في تاريخ ‪ ، 0‬يرتبط المستوى‪ L*0,T‬بالتاريخ ‪ T‬الذي يمكن أن يقع فيه التعثر‬
‫والتاريخ ‪ 0‬أين يتم تشكيل التقدير؛‬

‫بصفة عامة يعتبر المستوى‪ α‬جد صغير‪ ،‬هذا ما يعني أن ‪L*0,T(α)>E0LT :‬‬

‫تعرف الخسارة المعتبرة على أنها الفرق بين القيمتين أي‪ ، L*0,T(α)- E0LT:‬هذا ما يؤدي إلى المعادلة التالية‪:‬‬

‫الخسارة القصوى عند مستوى ‪ = α‬الخسارة المنتظرة ‪ +‬الخسارة غير المنتظرة عند المستوى‪α‬‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
‫الملحق رقم ‪:05‬‬

‫الهيكل الحالي للجهاز المصرفي الجزائري (بتاريخ ‪ 00‬جانفي ‪)0201‬‬

‫وزارة المالية‬

‫محافظ بنك الجزائر‬

‫مجلس النقد‬ ‫األمانة العامة‬


‫والقرض‬

‫اللجنة البنكية‬ ‫مديرية التنظيم‬


‫واالتصال‬

‫مؤسسات مالية‬ ‫مكاتب التمثيل‬ ‫بنوك التجارية‬

‫مؤسسات ألغراض عامة‪:‬‬ ‫‪-4‬البنك التجاري العربي البريطاني‬ ‫بنوك عمومية‪:‬‬


‫‪ -4‬المؤسسة الوطنية التعاضدية الفالحية‬ ‫‪ -0‬اتحاد البنوك العربية والفرنسية‬ ‫‪ -4‬بنك الجزائر الخارجي‬
‫‪ - 0‬سوفينانس‬ ‫‪ -0‬القرض الصناعي والتجاري‬ ‫‪ -0‬البنك الوطني الجزائري‬
‫‪ -3‬شركة إعادة التمويل الرهني‬ ‫سابادال(‪)BANCO SABADEL‬‬ ‫‪ -1‬بنكو‬ ‫‪ -0‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪ - 1‬الشركة العربية لاليجار المالي‬ ‫‪ -2‬مونت دي باستشي دي سينا‬ ‫‪ -1‬بنك التنمية المحلية‬
‫‪ -2‬سيتيالم الجزائر‬ ‫‪MONTE DEI PASCHI DI S‬‬ ‫‪ -2‬القرض الشعبي الجزائري‬
‫‪ – 2‬المغاربية لاليجار المالي‬ ‫‪ -2‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‬
‫‪ -0‬الشركة الوطنية لاليجار‬ ‫بنوك خاصة‪:‬‬
‫‪ -1‬االيجار التمويلي الجزائر‬ ‫‪ -1‬ترست بنك‬ ‫‪ -4‬بنك البركة الجزائري‬
‫‪ -41‬الجزائر لاليجار‬ ‫‪ -8‬بنك الخليج‬ ‫‪ -0‬المؤسسة العربية المصرفية‬
‫مؤسسات ألغراض خاصة‪:‬‬ ‫‪ -41‬بنك االسكان للتجارة‬ ‫‪ -0‬نتيكسيس بنك‬
‫‪ -4‬الصندوق الوطني لالستثمار‬ ‫‪ -44‬فرنسا بنك‬ ‫‪ -1‬سوسيتي جنرال‬
‫‪ -40‬المؤسسة المصرفية للقرض الفالحي واالستثمار‬ ‫‪ -2‬سيتي بنك‬
‫‪ -40‬مصرف السالم‬ ‫‪ -2‬البنك العربي‬
‫‪ -41‬اتش‪.‬أس‪.‬بي‪.‬سي‬ ‫‪ -0‬بي نبي باريباس‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على ‪:‬‬

‫‪ ،www.bank of algeria.dz‬تاريخ التصفح‪ 0 :‬فيفري ‪ 0201‬على الساعة ‪17 :28‬‬


‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬

‫الملحق رقم ‪ : 21‬نتائج اختبارات التحمل على مستوى النظام المصرفي الجزائري‬

‫احتياجات‬ ‫المجموع‬ ‫بنوك عمومية‬ ‫بنوك خاصة‬ ‫معدل األموال الخاصة‬


‫إعادة الرسملة‬ ‫< ‪%8 - 2‬‬
‫‪0‬‬
‫(مليار دج)‬
‫‪19,5‬‬ ‫‪31,9‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أ‪ .‬معايير قبل‬
‫األزمة‬
‫ب‪ .‬اختبارات الحســـــــــــــــــــــــــــــــــــاسية‬
‫‪0‬‬
‫مخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاطر القـــــــــــــــــــــــــــــــــــرض (االئتمان)‬
‫‪55‬‬ ‫‪14,5‬‬ ‫‪27,6‬‬ ‫‪11,9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مجموع القروض‬ ‫‪.‬‬
‫الغير منتجة‬
‫‪23‬‬ ‫‪17,4‬‬ ‫‪28,9‬‬ ‫‪15,2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ .‬القروض المتعثرة‬
‫النشاط‬ ‫لقطاعات‬
‫‪4‬‬
‫الثالثة األساسية‬
‫‪14‬‬ ‫‪16,8‬‬ ‫‪31,2‬‬ ‫‪13,9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ .‬القروض المتعثرة‬
‫بالقطاع‬ ‫الخاصة‬
‫العمومي‬
‫‪16‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ .‬القروض المتعثرة‬
‫للقطاع الخاص‬
‫مخـــــــــــــــــــــــــــــاطر التـــــــــــــــــــــــــــــركز‬
‫‪936‬‬ ‫‪-8,5‬‬ ‫‪24,8‬‬ ‫‪-16,9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أكبر‬ ‫تعثر‬ ‫‪.‬‬
‫المقترضين‬
‫‪1,266‬‬ ‫‪-24,2‬‬ ‫‪16,5‬‬ ‫‪-34,9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ .‬تعثر لـــ ‪ 0‬أكبر‬
‫المقترضين‬

‫لإلشارة فالمعطيات المقدمة هي صافية من جميع الضمانات والكفاالت المقدمة من طرف الدولة‬
‫‪0‬الحاجة إلى إعادة الرسملة للحصول على معدل مالءة ‪ %8‬؛‬
‫‪0‬سيناريو مخاطر االئتمان (القرض) يفترض ارتفاع بـ ـ ‪ %10‬في معدالت القرض غير المنتجة؛‬
‫والتجارة‪.‬‬ ‫البناء‬ ‫‪،‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪:‬‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫هي‬ ‫الرئيسية‬ ‫الثالثة‬ ‫النشاط‬ ‫‪1‬قطاعات‬
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
:21 ‫الملحق رقم‬

ANNEXE 1 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5000 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D’ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

Montants
Pondération
Montants pondérés
ELEMENTS DE CALCUL CODE en %
(1) (3)=(1) x
(2)
(2)
Les avoirs en caisse (dinars). 101 100

Les avoirs en comptes devises fonds propres auprès de la Banque


102 100
d’Algérie.

Les avoirs à vue en dinars auprès de la Banque d'Algérie


correspondant à la réserve libre et les placements à terme en dinars
103 100
auprès de la Banque d’Algérie dont l'échéance n'excède pas un (01)
mois.

Les dépôts auprès du Trésor Public et Algérie Poste (dépôts au


105 100
Centre des Chèques Postaux).

Les comptes débiteurs à vue auprès des banques et établissements


106 100
financiers et des correspondants étrangers.

Les prêts sur le marché monétaire interbancaire dont l'échéance


107 100
n'excède pas un (01) mois.

Les bons du trésor négociables sur le marché secondaire des titres


108 100
de l'Etat.

Les titres participatifs du Trésor remboursables à première


109 100
demande.

Les obligations et autres valeurs mobilières à revenu fixe émises par


110 100
l'Etat et faisant l'objet d'une cotation sur un marché officiel.

Le solde, lorsqu’il est prêteur, des comptes de recouvrement. 111 100

Les concours ayant au plus un (01) mois à courir consentis à la


clientèle sous forme de crédits d'exploitation, de crédits 112 75
d'investissement, d'opérations de crédit-bail, et de location simple.

Les obligations et autres valeurs mobilières à revenu fixe émises par


les entreprises publiques et privées et faisant l'objet d'une cotation 113 60
sur un marché officiel.

Les engagements de financement reçus des banques et


établissements financiers agrées en Algérie et respectant les 114 50
conditions fixées par l’article 6.

Les actions et autres titres à revenu variable faisant l'objet d'une


115 10
cotation sur un marché officiel algérien.

TOTAL DES ACTIFS DISPONIBLES REALISABLES A COURT


116
TERME ET DES ENGAGEMENTS DE FINANCEMENT REÇUS
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
ANNEXE 1 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5001 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D'ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

Montants
Pondération
Montants pondérés
ELEMENTS DE CALCUL CODE en %
(1) (3)=(1) x
(2)
(2)
Les comptes créditeurs à vue en dinars des
117 100
banques et établissements financiers.

Les réescomptes auprès de la Banque d'Algérie et les


refinancements dans le cadre des opérations de politique
118 100
monétaire (pensions, adjudications) dont l'échéance n'excède
pas un (01) mois.

Les emprunts sur le marché monétaire interbancaire


119 100
remboursables dans un délai ne dépassant pas un (01) mois.

Les emprunts obligataires, subordonnés et autres remboursables


120 100
dans un délai d'un (01) mois.

La partie non utilisée des accords de refinancement donnés à


d’autres banques et établissements financiers n’excédant pas six 121 100
(06) mois.

Le solde, lorsqu’il est emprunteur, des comptes de


122 100
recouvrement.

Les dépôts à terme (en dinars) et les bons de caisse ayant au


123 70
plus un (01) mois à courir.

Les livrets d'épargne banque. 124 30

Les dépôts à vue (en dinars) des entreprises. 125 25

Les autres dépôts à vue (en dinars). 126 20

Les livrets d'épargne logement. 127 15

Les engagements de hors bilan donnés en faveur des


banques et établissements financiers autres que ceux
128 5
pris à 100%, et les engagements de hors bilan en faveur ou
d'ordre de la clientèle.

TOTAL DES EXIGIBILITES A VUE ET A COURT TERME ET DES


129
ENGAGEMENTS DONNES
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
ANNEXE 1 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5002 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D'ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

TOTAL DES ACTIFS DISPONIBLES REALISABLES A COURT TERME


116
ET DES ENGAGEMENTS DE FINANCEMENT REÇUS (A)

TOTAL DES EXIGIBILITES A VUE ET A COURT TERME ET DES


129
ENGAGEMENTS DONNES (B)

COEFFICIENT DE LIQUIDITE (A/B) 130

EXCEDENT / INSUFFISANCE DE LIQUIDITES (A-B) 131


‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
ANNEXE 2 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5003 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D'ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

Montants
Pondération
Montants pondérés
ELEMENTS DE CALCUL CODE en %
(1) (3)=(1) x
(2)
(2)
Les avoirs en caisse (dinars). 201 100

Les avoirs en comptes devises fonds propres auprès de la Banque


202 100
d’Algérie.

Les avoirs à vue en dinars auprès de la Banque d'Algérie


correspondant à la réserve libre et les placements à terme en
203 100
dinars à la Banque d’Algérie dont l'échéance n'excède pas trois
(03) mois à partir de la date d’arrêté.

La partie non utilisée des accords de refinancement obtenus auprès


de la Banque d'Algérie pour une durée n'excédant pas six (06) 204 100
mois à partir de la date d’arrêté.

Les dépôts auprès du Trésor Public et Algérie Poste (dépôts au


205 100
Centre des Chèques Postaux).

Les comptes débiteurs à vue auprès des banques et établissements


206 100
financiers et des correspondants étrangers.

Les prêts sur le marché monétaire interbancaire dont l'échéance


207 100
n'excède pas trois (03) mois à partir de la date d’arrêté.

Les bons du trésor négociables sur le marché secondaire des titres


208 100
de l'Etat.

Les titres participatifs du Trésor remboursables à première


209 100
demande

Les obligations et autres valeurs mobilières à revenu fixe émises


210 100
par l'Etat et faisant l'objet d'une cotation sur un marché officiel.

Le solde, lorsqu’il est prêteur, des comptes de recouvrement. 211 100

Des concours ayant au plus trois (03) mois à courir à partir de la


date d’arrêté, consentis à la clientèle sous forme de crédits
212 75
d'exploitation, de crédits d'investissement, d'opérations de crédit-
bail, et de location simple.

Les obligations et autres valeurs mobilières à revenu fixe émises


par les entreprises publiques et privées et faisant l'objet d'une 213 60
cotation sur un marché officiel algérien.

Les engagements de financement reçus des banques et


établissements financiers agrées en Algérie et respectant les 214 50
conditions fixées par l’article 6.

Les actions et autres titres à revenu variable faisant l'objet d'une


215 10
cotation sur un marché officiel.

TOTAL DES ACTIFS DISPONIBLES REALISABLES A COURT


216
TERME ET DES ENGAGEMENTS DE FINANCEMENT REÇUS
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
ANNEXE 2 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5004 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D'ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

Montants Pondération Montants


ELEMENTS DE CALCUL CODE Bruts en % pondérés
(1) (2) (3)=(1) x (2)
Les comptes créditeurs à vue en dinars des
217 100
banques et établissements financiers.

Les réescomptes auprès de la Banque d'Algérie et les emprunts


(pensions, adjudications) dont l'échéance n'excède pas trois (03) 218 100
mois à partir de la date d’arrêté.

Les emprunts sur le marché monétaire remboursables dans un


délai ne dépassant pas trois (03) mois à partir de la date 219 100
d’arrêté.

Les emprunts obligataires, subordonnés et autres remboursables


220 100
dans un délai de trois (03) mois à partir de la date d’arrêté.

La partie non utilisée des accords de refinancement donnés à


d’autres banques et établissements financiers n’excédant pas six 221 100
(06) mois à partir de la date d’arrêté.

Le solde, lorsqu’il est emprunteur, des comptes de


222 100
recouvrement.

Les dépôts à terme (en dinars) et les bons de caisse ayant au


223 70
plus trois (03) mois à courir à partir de la date d’arrêté.

Les livrets d'épargne banque. 224 30

Les dépôts à vue (en dinars) des entreprises. 225 25

Les autres dépôts à vue (en dinars). 226 20

Les livrets d'épargne logement. 227 15

Les engagements de hors bilan donnés en faveur des


banques et établissements financiers autres que ceux
228 5
pris à 100%, et les engagements de hors bilan en faveur ou
d'ordre de la clientèle.

TOTAL DES EXIGIBILITES A VUE ET A COURT TERME ET DES


229
ENGAGEMENTS DONNES
‫قـــــــــــــــائـــــــمة المالحـــــــــــــــــــق‬
ANNEXE 2 à l’Instruction N° 07-2011

ELEMENTS DE CALCUL DU NUMERATEUR DU COEFFICIENT DE LIQUIDITE - MOD. 5005 -


EN MILLIERS DE DINARS

DATE D'ARRETE
JOUR MOIS ANNE
DECLARANT …………………………………………………………………………………... E

TOTAL DES ACTIFS DISPONIBLES, REALISABLES A COURT TERME ET


216
DES ENGAGEMENTS DE FINANCEMENT REÇUS (A)

TOTAL DES EXIGIBILITES A VUE ET A COURT TERME ET DES


229
ENGAGEMENTS DONNES (B)

COEFFICIENT DE LIQUIDITE D’OBSERVATION (A/B) 230


‫المــــلـخــــــــص‬
‫الملـــــــــــــــــخص‬

‫الملخص‪:‬‬

‫نتج عن العولمة المالية عدة مظاهر كانفتاح األسواق وتحرير رؤوس األموال وشهدت الساحة‬
‫المصرفية الدولية العديد من التطورات بالخصوص في جانب تطوير الخدمات المصرفية واالبتكارات‬
‫المالية‪ ،‬بالرغم من هذه الجوانب االيجابية إال أنه وجدت بعض األزمات المالية والمصرفية‪ ،‬سجلت نتيجة‬
‫ضعف الرقابة المصرفية وعدم تطبيق مناهج ومقاربات محمكة في مجال إدارة المخاطر التي تكتنف‬
‫العمل المصرفي خاصة على مستوى البنوك التجارية بالنظر لطبيعة العمليات التي تقوم بها؛‬

‫اختصت دراستنا بموضوع إدارة المخاطر االئتمانية وتلك المتعلقة بالسيولة ‪ ،‬بغرض التعرف على أهم‬
‫التعديالت التي مست نظم ‪،‬آليات ومناهج إدارة هذا النوع من المخاطر وفقا لما جاءت به مضامين‬
‫اتفاقيات بازل األولى‪ ،‬الثانية والثالثة هذه األخيرة تم اقتراحها لتصحيح االختالالت والقصور المسجل سواء‬
‫فيما يتعلق بالمقاربة المعيارية الدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬ومحاولة لوضع معايير دولية للتحكم في مخاطر‬
‫السيولة ‪ ،‬هو ما حاولنا التطرق اليه في الفصول الثالثة من هذه الدراسة ‪ ،‬أما الفصل الرابع منها فقد تم‬
‫تخصيصه لدراسة آليات إدارة وتسيير هذه المخاطر على مستوى البنوك التجارية الجزائرية من خالل‬
‫عرض آخر االصالحات التي شهدتها األطر التنظيمية والرقابية المصرفية محاولة لتكييفها مع مضمون‬
‫اتفاقيات بازل األولى ‪ ،‬الثانية والثالثة‪ ،‬خاصة في جانب القواعد االحت ارزية وادارة المخاطر االئتمانية‬
‫ومخ اطر السيولة ‪ ،‬ومحاولة الستقراء هذا الواقع تم التطرق إلى مجموعة من البنوك التجارية العمومية‬
‫والخاصة وأهم النتائج المتوصل اليها نجد أن هذه االصالحات الجوهرية بالخصوص األنظمة الصادرة في‬
‫سنة ‪ 0141‬جاءت في مضمونها بغرض ادخال متطلبات اضافية لرأس المال وتحقيق نسب مالءة تتوافق‬
‫ومتطلبات اتفاق بازل الثالث‪ ،‬فضال عن تغطية شاملة لمخاطر العمل المصرفي والحرص على تطبيق‬
‫المقاربة المعيارية الدارة مخاطر القروض كما جاءت بها اتفاقية بازل الثانية ‪ ،‬وتحقيق درجة كبيرة من‬
‫التوافق بين قواعد الحذر المطبقة لتسيير مخاطر السيولة في المنظومة المصرفية الجزائرية وتلك‬
‫المنصوص عليها في مقرر بازل الثالث‪ ،‬ولتحقيق كل هذا البد من التعاون المتبادل مع سلطات الرقابة‬
‫واالشراف في الجزائر والبنوك التجارية الجزائرية من خالل قيام هذه األخيرة باصالح شامل ألنظمتها‬
‫الرقابية الداخلية ومواردها البشرية ‪ ،‬وانشاء هيئات ووكاالت خارجية للتقييم االئتماني تستجيب للمعايير‬
‫الدولية و تبني معايير دولية للرقابة المصرفية تمتاز بمرونة وقابلة للتعديل بما يتماشى والتطورات‬
‫الحاصلة على المستوى الدولي ‪.‬‬

You might also like