‫‪58‬‬ ‫د‪ /‬بن ابراهيم الغالي‬ ‫المحـور السابع‪ :‬المراكز المالية الدولية‪.

‬‬

‫املحاضرة رقم (‪ :)13‬تابع للمحورالسابع‬

‫سادسا ‪ :‬شروط قيام المراكز المالية الدولية ‪.‬‬

‫لكي يصطلح على أي مركز مالي بأنه مركز مالي دولي وليس محلي ‪ ،‬يجب أن تتوفر فيه حزمة من‬
‫الشروط السياسية واألمنية ‪ ،‬وشروط اقتصادية ‪ ،‬وأخرى مالية ‪ ،‬وشروط تقنية ‪،‬كما يلي ‪:‬‬

‫الشروط السياسية واألمنية ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫أن طبيعة النظم السياسية تقوم بدور مهم في تمركز العمليات المالية حتى تتحول إلى مركز مالي‬
‫دولي ‪ ،‬فاالستقرار السياس ي واألمني يترجم إلى مستويات متدنية أو مقبولة من املجازفة المالية ‪ ،‬على‬
‫عكس المناطق التي تمتاز بالتقلبات السياسية ‪ ،‬كاالنقالبات العسكرية والثورات الشعبية والحروب‬
‫األهلية ‪ ،‬وكذا عدم استقرار الحكومات وسرعة تغير القوانين والتشريعات ‪ ،‬فهي تشكل مركز طرد‬
‫لألموال األجنبية العابرة للحدود ‪ ،‬مما يساعد الشركات المالية توجه أنظارها واهتماماتها نحو مناطق‬
‫أكثر أمنا واستقرارا من الناحية السياسية واألمنية ‪.‬‬

‫الشروط اقتصادية ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫تتركز الشروط االقتصادية في ‪:‬‬
‫‪ .1‬توفر المنشآت القاعدية ملختلف التعامالت المالية والمصرفية ‪ ،‬من بنوك ‪ ،‬بورصات‬
‫و الشركات والمؤسسات المالية ؛‬
‫‪ .2‬توفر مستوى عالي من التطور االقتصادي في شتى الجوانب ؛‬
‫‪ .3‬المشاركة الواسعة في التجارة الدولية ‪ ،‬من خالل قوة التجارة واالنفتاح املحليين ‪.‬‬
‫الشروط المالية ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫تتركز الشروط المالية في ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلعفاء النسبي أو الكلي للضرائب كما هو الحال في جز البهاماس ولكسمبورغ‪ ،‬حيث‬
‫تستفيد المؤسسات المالية هناك من تخفيضات ضريبية هامة ؛‬
‫‪ .2‬عدم فرض قيود على التعامالت المالية والمصرفية مثل تحويل األموال إلى الخارج‬
‫والتعامل بأدوات مالية محددة‪ ،‬وتسقيف القروض ‪ ،‬وكذا تحديد معدالت الفائدة ؛‬
‫ا ل و ح د ا أل و ل ى‬

‫‪ .3‬عدم فرض قيود تحد من هامش ربح المؤسسات المالية‪ ،‬كاالحتياطي القانوني للبنوك‬
‫‪ .4‬حجم ضخم من التعامالت المالية والمصرفية والتبادالت المالية الدولية؛‬
‫الشروط التقنية‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
 ‫‪59‬‬ ‫د‪ /‬بن ابراهيم الغالي‬ ‫المحـور السابع‪ :‬المراكز المالية الدولية‪.‬‬

‫تتمثل الشروط التقنية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفر البيئة الخاصة بوسائل االتصال والشبكات التقنية الواسعة والربط الكلية‬
‫بشبكات االتصال الداخلية والخارجية؛‬
‫‪ .2‬التطور التكنولوجي والسرعة في أداء المعلومات آليا؛‬
‫‪ .3‬توفر وانتشار األجهزة والبرامج التقنية المساعدة على أداء العمليات المالية‬
‫والمصرفية وبسرعة عالية وبتكاليف معقولة‪.‬‬
‫شروط أخرى‪:‬‬ ‫‪.V‬‬
‫إضافة للشروط السالفة الذكر‪ ،‬هناك شروط أخرى يجب توفرها في المراكز المالية الدولية‪،‬‬
‫وهي ‪1:‬‬

‫‪ .1‬وجود أسواق مالية مستقرة ومنفتحة على العالم الخارجي وبال قيود ؛‬
‫‪ .2‬وجود يد عاملة متخصصة و تمتلك تكوينا وكفاءة عالية ؛‬
‫‪ .3‬السرية والكتمان فب التعامالت ؛‬
‫‪ .4‬تعدد اللغات ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬سلبيات المراكز المالية الدولية ‪.‬‬

‫على الرغم من المزايا العديدة التي تقدمها المراكز المالية‪ ،‬إال أن هناك بعض العيوب‬
‫المصاحبة إلنشاء المركز المالي الدولي يمكن تلخيصها في اآلتي ‪2:‬‬

‫إن المركز المالي يتأثر بشكل متزايد باالضطرابات والمشاكل التي تعاني منها الحكومات؛‬ ‫‪.I‬‬
‫تعد المراكز المالية صناعة هشة قابلة لالنهيار في وقت سريع‪ ،‬ولعل التجارب الدولية تشير‬ ‫‪.II‬‬
‫إلى أن المراكز المالية هي أكثر الصناعات عرضة للهزات‪ ،‬بسبب طبيعة العوامل المؤثرة على‬
‫استقرار السوق ؛‬
‫ا ل و ح د ا أل و ل ى‬

‫عند تعرض المركز المالي ألي أزمة فإنه من الممكن أن تنتقل تلك األزمة إلى القطاعات‬ ‫‪.III‬‬
‫األخرى في االقتصاد خارج المركز المالي في الدولة وقد تنتقل إلى دول أخرى ؛‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص (‪. ) 01 ، 08‬‬

‫‪1‬هاشم السيد ‪ ،‬موقع سيق ذكره ‪.‬‬
 ‫‪60‬‬ ‫د‪ /‬بن ابراهيم الغالي‬ ‫المحـور السابع‪ :‬المراكز المالية الدولية‪.‬‬

‫ال يقتصر تأثر المركز المالي باألوضاع املحلية فقط وإنما يمتد تأثره إلى األوضاع اإلقليمية‬ ‫‪.IV‬‬
‫والعالمية‪ ،‬حيث إن أي أزمة سياسية أو اقتصادية أو أمنية في دول الجوار تلقي بظاللها على‬
‫عمل المركز؛‬
‫المركز المالي الدولي عادة ما يكون أكثر عرضة من غيره من القطاعات لعمليات االحتيال‬ ‫‪.V‬‬
‫والفساد والرشاوى التجارية للشركات الدولية‪ ،‬وعمليات غسل األموال؛‬
‫تفتقد المراكز المالية إلى مستويات عالية من الشفافية‪ ،‬لذا يكتنف عملها درجة عالية من‬ ‫‪.VI‬‬
‫الغموض بهدف التهرب من سلطة مؤسسات فرض القانون في دول مالكي األموال ؛‬
‫تؤثر المراكز المالية على ميزان المدفوعات نتيجة تحويل األرباح وأجور العاملين إلى الخارج‬ ‫‪.VII‬‬
‫؛‬
‫تتمتع المراكز المالية بمتطلبات احتياطي قانوني منخفضة‪ ،‬أو تكاد تكون معدومة وهذا‬ ‫‪.VIII‬‬
‫يجعلها تفتح باب اإلقراض على مصراعيه‪ ،‬ما يتسبب في ضياع أموال المودعين؛‬
‫ُ‬
‫قد تستخدم هذه المراكز كمعبر لتهريب رؤوس األموال الوطنية إلى الخارج‪ ،‬بسبب وجود‬ ‫‪.IX‬‬
‫حرية تامة لخروج رؤوس األموال وتحويالت األرباح إلى الخارج في هذه المناطق؛‬
‫تتحول المؤسسات العاملة في المراكز المالية إلى مجموعات ضغط على الحكومات الوطنية‪،‬‬ ‫‪.X‬‬
‫من أجل الحصول على المزيد من التسهيالت واالمتيازات ما يضر بصانع القرار ‪.‬‬
‫ا ل و ح د ا أل و ل ى‬