You are on page 1of 606

0

‫ورشة تقييم ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫أوراق ومداوال ت الورشة‬
‫ف ر‬
‫الفتة ‪ 24-20‬يوليو ‪2022‬م‬ ‫ي‬

‫إعداد وتحرير‬

‫ربـ ــاح الصادق‬

‫‪0‬‬
‫ر‬
‫الكتاب‪ :‬ورشة تقييم الفتة االنتقالية‪ :‬أوراق ومداوالت‬
‫إعداد وتحرير‪ :‬رباح الصادقالطبعة األوىل‪2022 :‬م‬
‫رقم اإليداع‪2022/1002 :‬م‬
‫الناش‬

‫تصميم الغالف‪:‬‬
‫د‪ .‬عمر عبد العاطي عمر‬

‫فهرسة المكتبة الوطنية أثناء النشر‪ -‬السودان‬


‫ج‪.‬و‬ ‫‪320.9624‬‬
‫ورشة تقييم الفترة االنتقالية‪ :‬أوراق ومداوالت الورشة‬
‫في الفترة ‪ 24-24‬يوليو ‪2022‬م‪ /‬تنظيم جريدة‬
‫الديمقراطي‪ /‬إعداد وتحرير رباح الصادق الصديق‬
‫ط‪ 24*17ْ-1‬سم‪ 602،‬ص‪ -‬الخرطوم‪ :‬ر‪.‬ص‪.‬‬
‫الصديق‪2022 -‬م‬
‫ردمك ‪ISBN 978-99988-0-722-8‬‬
‫‪.1‬السودان‪ -‬األحوال السياسية‪ .2 .‬السودان‪ -‬تاريخ‪-‬‬
‫العصر الحديث‪ -‬ثورة ديسمبر ‪2018‬م‪ .‬أ‪ .‬العنوان‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة للناش ©‬


‫غي مسؤولة عن اآلراء الواردة يف األوراق‬ ‫اط ر‬‫صحيفة الديمقر ي‬
‫تعي عن وجهة نظر أصحابها‪.‬‬ ‫وه‬
‫ي ر‬ ‫الكتاب‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫المنشورة‬ ‫والمداوالت‬

‫‪1‬‬
‫فهرس‬
‫أ‪ .‬الحاج وراق سيد أحمد ‪4 ......‬‬ ‫اط‬
‫مقدمة صحيفة الديمقر ي‬
‫مقدمة المحررة ‪8 ..........................................................................................‬‬
‫الجلسة االفتتاحية ‪10 ....................................................................................‬‬
‫د هشام عمر النور ‪10 ...........‬‬ ‫اط)‬‫كلمة صحيفة (الديمقر ي‬
‫أ‪ .‬الواثق ر‬
‫التير ‪12 .................‬‬ ‫كلمة قوى الحرية والتغيت‬
‫عل قيلوب ‪16 .................‬‬‫أ‪ .‬ي‬ ‫كلمة نقابة المحامي‬
‫الفك سليمان ‪20 ......‬‬ ‫أ‪ .‬محمد ي‬ ‫الباب األول‪ :‬تجربة قوى الحرية والتغيت‬
‫النقاش‪43 ..........................................................................................‬‬
‫الباب الثان‪ :‬األداء الحكوم ف ر‬
‫الفتة االنتقالية ‪74 ..................................................‬‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫القسم األول ‪76 ...................................................................................‬‬
‫م‪ .‬خالد عمر يوسف ‪76 .........‬‬ ‫تجربة حكومة ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫الثان ‪101 .................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫القسم‬
‫ر‬
‫تقييم أداء الجهازين السيادي والتنفيذي خالل الفتة االنتقالية‬
‫ب‪ .‬صديق تاور‪101 .............‬‬ ‫_‬
‫نقاش الورقتي ‪108 ..............................................................................‬‬
‫ملخص تقرير مؤش برتسلمان للتحول ‪( BTI‬السودان) لسنة ‪2022‬م ‪115 ..........‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬الوثيقة الدستورية ‪140 .................................................................‬‬
‫مدن‪142 .........‬‬
‫مدن عباس ي‬ ‫القسم األول‪ :‬الوثيقة الدستورية (منظور نقدي) أ‪ .‬ي‬
‫أ‪ .‬طه عثمان إسحق‪157 ........‬‬ ‫السياس للوثيقة‬
‫ي‬ ‫الثان‪ :‬اإلطار‬
‫القسم ي‬
‫نقاش الورقتي ‪168 ..............................................................................‬‬
‫د‪ .‬نرص الدين عبد الباري ‪192 ...‬‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫الباب الرابع‪ :‬العدالة وإصالح النظام‬
‫النقاش‪227 ........................................................................................‬‬
‫ب‪ .‬بلقيس بدري ‪244 ............‬‬ ‫النوع والعمري والجهوي‬ ‫ي‬ ‫الباب الخامس‪ :‬التوازن‬
‫النقاش‪262 ........................................................................................‬‬
‫د‪ .‬مريم الصادق المهدي ‪274 ...‬‬ ‫الباب السادس‪ :‬السياسة الخارجية‬
‫النقاش‪312 ........................................................................................‬‬
‫الباب السابع‪ :‬المشوع االقتصادي لحكومة الثورة االنتقالية‬
‫د‪ .‬إبراهيم البدوي عبدالساتر ‪332 .‬‬ ‫_‬

‫‪2‬‬
‫النقاش‪367 ........................................................................................‬‬
‫الض‪398 ..........‬‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬يوسف آدم‬ ‫الباب الثامن‪ :‬اتفاق جوبا لسالم السودان‬
‫النقاش‪436 ........................................................................................‬‬
‫أ‪ .‬وجدي صالح عبده ‪448 ........‬‬ ‫الباب التاسع‪ :‬لجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو‬
‫النقاش‪467 ........................................................................................‬‬
‫توصيات ورشة لجنة إزالة التفكيك ‪499 ..............................................................‬‬
‫لواء م‪ .‬كمال إسماعيل أحمد ‪502‬‬ ‫األمن والعسكري‬
‫ي‬ ‫الباب العاش‪ :‬اإلصالح‬
‫النقاش‪532 ........................................................................................‬‬
‫نقاش التوصيات ‪560 .....................................................................................‬‬
‫الجلسة الختامية ‪574 ....................................................................................‬‬
‫الختام ‪574 ......................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫اإلعالن‬
‫د‪ .‬هشام عمر النور ‪580 ..........‬‬ ‫اط)‬‫كلمة صحيفة (الديمقر ي‬
‫م‪ .‬عمر يوسف الدقت ‪584 .......‬‬ ‫كلمة قوى الحرية والتغيت‬
‫أ‪ .‬وداد عثمان‪592 .................‬‬ ‫كلمة والدة الشهيد محجوب التاج‬
‫أ‪ .‬هند الصادق الطائف ‪592 .....‬‬ ‫كلمة لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف‬
‫أ‪.‬نزار محمد سليمان برير ‪594 ..‬‬ ‫كلمة ممثل تنسيقية لجان أحياء أمبدة‬
‫ملحق‪ :‬المشاركون يف الورشة ‪596 .....................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫اط‬
‫مقدمة صحيفة الديمقر ي‬
‫والتغيي وصحيفة‬ ‫انعقدت ورشة تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬بالتنسيق ربي قوي الحرية‬
‫ر‬
‫المحامي بالخرطوم‪.‬‬ ‫الديمقراط‪ ،‬ف ر‬
‫الفية ربي ‪ 20‬إىل ‪ 24‬يوليو ‪2022‬م‪ ،‬بدار نقابة‬
‫ر‬ ‫ي ي‬
‫والتغيي كتحالف حاكم‪ ،‬بما‬
‫ر‬ ‫وكان هدف الورشة إجراء تقييم نقدي نزيه ألداء الحرية‬
‫اط‬
‫العي والدروس‪ ،‬واالستفادة منها لنجاح االنتقال الديمقر ي‬
‫يؤدي الستخالص ر‬
‫القادم بعد إسقاط انقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م‪.‬‬
‫وقد انطلقنا من القناعة بأن النقد يشكل أهم رافعة بناء ابتدعتها ر‬
‫البشية‪ .‬وكما قال‬
‫النسان كان أول رشط‬
‫ي‬ ‫الدقي يف خطابه يف ختام الورشة‪ ” :‬يف التاري خ‬
‫ر‬ ‫المهندس عمر‬
‫ر‬
‫الت نهضت من كبواتها مراجعة تجارب ها ووضع النفوس يف‬
‫ألي شعب من الشعوب ي‬
‫العي للمستقبل‪ .‬وإن غياب‬
‫األمي لتصحح األخطاء وتستلهم ر‬‫موازين النقد الشجاع ر‬
‫تعبي عن قوة وليس‬ ‫النقد يسمح للخطاء أن تتحول لخطايا‪ .‬والنقد الشجاع ر‬
‫األمي ر‬
‫ضعفا‪ ،‬وهو دليل عافية لكن الذين تأخذهم العزة بالثم ويتوهمون أنهم معصومون‬
‫ر‬
‫الذان إال الذين يسعون بكل‬ ‫دفعوا أثمانا باهظة لهذا الوهم“‪” ،‬وال يمارس النقد‬
‫ي‬
‫الوطت“‪.‬‬
‫ي‬ ‫طاقاتهم لمضاعفة خاليا المناعة يف الجسد‬
‫والتغيي جزءا من‬ ‫ر‬
‫الت تتحمل الحرية‬
‫ر‬ ‫وقد توصلت الورشة إىل عديد من األخطاء ي‬
‫األمت العسكري كأولوية قصوى‪،‬‬‫ي‬ ‫المسؤولية عنها‪ ،‬من بينها عدم وضع الصالح‬
‫الكاف‬ ‫ر‬
‫ارن الدفاع والداخلية‪ ،‬وعدم الضغط‬
‫ي‬ ‫وقبولها أن يتوىل المكون العسكري وز ي‬
‫والشطة واألمن‪ ،‬وعدم اتخاذ إجراءات لمحارصة‬ ‫ر‬ ‫التمكي يف الجيش‬
‫ر‬ ‫لتفكيك‬
‫ر‬
‫الت تحوز عىل غالبية موارد البالد‪.‬‬ ‫ر‬
‫االقتصاد الموازي للشكات العسكرية واألمنية ي‬
‫غي الحزبية‪،‬‬
‫الخيات والعقول السودانية ر‬
‫والتغيي عىل ر‬
‫ر‬ ‫إضافة إىل عدم انفتاح الحرية‬
‫فيك القضاء والنيابات‬ ‫مما أضعف االنتقال وأعاق إصالح الخدمة العامة‪ ،‬ر‬

‫والمصارف ومفاصل الخدمة المدنية تحت سيطرة عنارص النظام السابق‪ ،‬وذلك‬

‫‪4‬‬
‫قوض تحقيق العدالة ومكافحة الفساد‪ ،‬وسهل مخططات الثورة المضادة لالنقالب‬
‫عىل االنتقال‪.‬‬
‫التغييات الديمقراطية يف‬ ‫كي عىل العاصمة وإهمال إجراء‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫وكذلك من األخطاء الي ر‬
‫الواليات‪ ،‬وعدم إ يالء االهتمام الواجب بتنظيم وتوحيد قوى الثورة يف الواليات‪،‬‬
‫وعدم وضع سياسة مبدئية ومرنة لتوسيع القاعدة االجتماعية لالنتقال بجذب أو‬
‫الجماهي مما هيأ‬
‫ر‬ ‫تحييد القوي التقليدية‪ .‬وعدم االهتمام بالعالم والتواصل مع‬
‫ر‬
‫الت نظمتها القوى المعادية للثورة‪ ،‬بالتواطؤ مع جهات أجنبية‬
‫لحمالت التضليل ي‬
‫ديسمي ورموزها‬ ‫محيفة كمرتزقة فاغي‪ ،‬تحقيق نجاحات ملحوظة يف تشويه ثورة‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫ا‬
‫والقيادات الديمقراطية المدنية‪ ،‬ومحاوالت اغتيال شخصياتهم‪ ،‬فضال عن تمزيق‬
‫وحدة قوي الثورة وإلهاب ر‬
‫الفي الثنية والقبلية‪.‬‬
‫ومن الدروس المؤسية أن المدنيي الديمقراطيي غلبوا ف ر‬
‫الفية االنتقالية رصاعاتهم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الجانبية عىل معركتهم الرئيسية ضد قوى االرتداد‪ ،‬فسمحوا لهذه القوى باستغالل‬
‫تناقضاتهم لضعافهم جميعا‪ ،‬ومن ثم تعديل توازن القوى لصالحها‪ ،‬واالنقالب عىل‬
‫اط‪ ،‬األمر الذي يؤكد أن تمزيق وحدة قوى الثورة أيا كانت الدعاوى‬
‫االنتقال الديمقر ي‬
‫االنقالبيي‪ ،‬وال نقصد هنا مصادرة االختالف‪ ،‬فهو‬
‫ر‬ ‫والشعارات إنما يخدم يف النهاية‬
‫ر‬
‫المشيكات‬ ‫نعت أهمية إدارة االختالف تحت سقوف‬ ‫مصدر خصب ونماء‪ ،‬وإنما ي‬
‫واالحيام والتعاون ألجل خوض المعركة الرئيسية لنجاح االنتقال واستدامة‬ ‫ر‬

‫الديمقراطية‪.‬‬
‫والتغيي‪ ،‬وبصورة مؤسسية‪ ،‬أعلنت‬
‫ر‬ ‫كمنظمي للورشة أن الحرية‬
‫ر‬ ‫ومما يثلج صدورنا‬
‫واليامها بوضع المعالجات‬‫اعيافها باألخطاء‪ ،‬واعتذارها عنها‪ ،‬ر‬
‫ف ختام الورشة ر‬
‫ي‬
‫ا‬
‫الالزمة لعدم تكرارها مستقبال‪ .‬وإ ين ألرجو شخصيا أن تبدأ هذه المعالجات بانفتاح‬
‫والمهنيي‪ ،‬والمنظمات‬
‫ر‬ ‫الفاعلي الجدد من لجان المقاومة‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي عىل‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫وغيها من‬
‫والخياء‪ ،‬وتجمعات المهاجر‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫المثقفي‬
‫ر‬ ‫النسوية والمطلبية‪ ،‬وتنظيمات‬
‫‪5‬‬
‫المدن المستقل‪ ،‬وذلك لتؤسس معها بإخالص ونزاهة جبهة‬
‫ي‬ ‫منظمات المجتمع‬
‫مدنية ديمقراطية عريضة‪ ،‬تقوم عىل المؤسسية والشفافية والمساءلة‪ ،‬وعىل تجاوز‬
‫ر‬
‫الت طبعت الممارسة السياسية يف البالد ما بعد‬
‫األدواء المعنوية واألخالقية ي‬
‫االستقالل‪.‬‬
‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫وألن تقييم التجارب السياسية ليس عملية محض فنية‪ ،‬فيتطلب تقييم‬
‫الداخىل ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ر‬
‫ذان شجاع أي ما يعرف يف أدبيات الدارة بالتقييم‬
‫ي‬ ‫أنفسهم يف نقد ي‬
‫والخياء‬
‫ر‬ ‫المختلفي‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫يتطلب تقييم الرأي العام الواسع‪ ،‬بما يف ذلك‬
‫المستقلي‪ ،‬وقد سعينا كلجنة منظمة ل رشاك فعال للصوات الناقدة يف مداوالت‬
‫ر‬
‫االجتماع‪ ،‬وكذلك‬
‫ي‬ ‫الورشة‪ ،‬وإ رشاك الجمهور ببث الفعاليات يف وسائل التواصل‬
‫مؤش برتسلمان للتحول يف السودان‬ ‫رأينا أن نرفق ف هذا الكتاب ملخصا لتقرير ر‬
‫ي‬
‫يعط‬ ‫لعام ‪2022‬م‪ ،‬وبرغم أنه يغط ر‬
‫فية السلطة االنتقالية األوىل وحدها إال أنه‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫معتية ومختصة‪.‬‬ ‫مؤشات عامة مهمة لتقييم التجربة ككل من مؤسسة دولية ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت رافقت تنظيم الورشة إال أنها يف تقديرنا حققت غرضها‬
‫ومع السلبيات العديدة ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ئيس بإثارة نقاش واسع حول كيفية االستفادة من دروس تجربة االنتقال ي‬
‫الر ي‬
‫يرس دعائم ديمقراطية مستدامة يف‬
‫ي‬ ‫أسقطها االنقالب ألجل انتقال قادم ناجح‬
‫البالد‪.‬‬
‫وإنت باسم اللجنة المنظمة للورشة أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم يف هذا‬
‫ي‬
‫الداعمي‪ ،‬كما أخص‬
‫ر‬ ‫مناقشي أو‬
‫ر‬ ‫مقدم األوراق أو الميشين أو ال‬
‫ي‬ ‫الجهد‪ ،‬سواء‬
‫المحامي‪ ،‬ولجان‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬ونقابة‬
‫ر‬ ‫بالشكر المكتب التنفيذي لقوى الحرية‬
‫ممثىل السلك‬
‫ي‬ ‫والمتطوعي الشباب‪ ،‬وكذلك‬
‫ر‬ ‫المقاومة‪ ،‬ومنظمة الحارسات‪،‬‬
‫الدبلوماس الذين تجشموا حضور الفعاليات لظهار دعمهم المعنوي للورشة‪.‬‬
‫ي‬
‫وختاما فإن هذا الكتاب الذي سيكتشف القراء األعزاء مقدار الجهد المبذول فيه‪،‬‬
‫القياس‪ ،‬مع دقة إيراد المداوالت والتوصيات‬
‫ي‬ ‫لم يكن رليى النور يف هذا الزمن‬
‫‪6‬‬
‫ر‬
‫والت كالعهد بها ال تقبل إال‬
‫وتحريرها‪ ،‬لوال الصديقة العزيزة األستاذة رباح الصادق‪ ،‬ي‬
‫الممية ومواهبها المتعددة‪ ،‬يك يخرج‬
‫ر‬ ‫بتكريس النفس تماما للمهمة‪ ،‬فنذرت قدراتها‬
‫هذا الكتاب يف االمتياز من التجويد والتقان‪.‬‬

‫الحاج وراق سيد أحمد‬


‫اط‬
‫رئيس مجلس إدارة صحيفة الديمقر ي‬
‫سبتمي ‪2022‬م‬
‫ر‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة المحررة‬
‫ديسمي ‪2018‬م المجيدة دفقة أمل‪ ،‬بل مولدا جديدا ألمة‬ ‫ر‬ ‫لقد شكلت ثورة‬
‫ا‬
‫غي منظورة‬‫محتضة‪ ،‬إذ تسلطت عليها ثلة لم تراع فيها إال وال ذمة‪ ،‬ا رتكبت فظائع ر‬
‫ا‬
‫وأفعاال محظورة‪ ،‬وبذرت بذور الفتنة الثنية والدينية فانتىه بها األمر لنصب آلة‬
‫الت قسمت الجنوب يف ‪2011‬م وال تزال رشهة تنتظر المزيد‪ .‬وحينما‬
‫ر‬
‫تمزيق الوطن ي‬
‫هتف الثوار المعتصمون بأرض القيادة العامة الفردوسية‪ :‬يا عنضي ومغرور‪ ،‬كل‬
‫الوطت‪ :‬الوحدة‪ .‬واستمرت‬
‫ي‬ ‫البلد دارفور‪ ،‬فإنهم بلوروا أحد أهم مطلوبات الحلم‬
‫الهتافات‪ :‬حرية‪ ،‬سالم وعدالة‪ ..‬ومدنيااااو‪ .‬وما راجع أنا ي يىل مطالب! وهم يرددون‬
‫المدن‪ ،‬ومحاسبة قتلة الشهداء‪.‬‬
‫ي‬ ‫المطالبة بالحكم‬
‫لقد كان الثالث من يونيو ‪2019‬م يوما ال يمىح من ذاكرتنا‪ ،‬أقرب إىل "كشة"‬
‫أيد سودانية يأمرها قادة سودانيون‪ .‬وهكذا ولجنا‬‫جديدة‪ ،‬ولكن ببنادق تحملها ٍ‬
‫االنتقاىل وقد انغرس يف قلوبنا خنجر‪ ،‬وأيدي رشكائنا ملطخة بدماء أبنائنا‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫وبناتنا‪ .‬لم تكن بداية موفقة‪ ،‬وال تشبه إال نهايتها بانقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م‪ .‬ومع‬
‫ذلك فإن تجربة الحكومة االنتقالية المكبلة بتلك ر‬
‫الشاكة‪ ،‬وبنية االنقضاض المبيتة‬
‫منذ اليوم األول‪ ،‬كدحت من أجل تحقيق تقدم‪ .‬صحيح أن قدميها ر‬
‫تعيتا يف رشاك‬
‫وه تعمل‬
‫تعان جدا ي‬
‫ي‬ ‫كثية‪ ،‬فالجماعة الثورية والديمقراطية يف السودان‬
‫منصوبة ر‬
‫تمكي النظام المباد‪ ،‬وساحتها مضللة‬
‫غي مواتية داخل أجهزة دولة يقعدها ر‬ ‫يف بيئة ر‬
‫بإعالم قوى الردة الذي يمل اآلفاق باألكاذيب‪ ،‬أو يستثمر ف ر‬
‫عياتها ومشاكلها‪.‬‬ ‫ي‬
‫وال غرو والحال كما وصفنا أن كان الناتج أقل من طموحات شعب طال به ليل‬
‫"النقاذ" البهيم وظل ينتظر الخالص‪ .‬فقد كانت إدارة التوقعات من أهم الملفات‬
‫الت أهملت‪ ،‬والحكومة المدنية ليس لم تتحسب لها فحسب‪ ،‬بل زهدت ر‬
‫حت يف‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫مخاطبة الشعب وإشاعة الشفافية حول خطاها‪ ،‬وتركت جرح الثالث من يونيو وما‬
‫تاله ييف ويستيف روح األمل الوليدة‪ .‬إن انعدام الشفافية وعدم االهتمام‬
‫‪8‬‬
‫ينبغ أن يوضع يف مقدمة‬
‫بمخاطبة الشعب والتواصل مع قطاعاته بصورة مستمرة ي‬
‫عيوب أداء الحكم االنتقاىل‪ .‬وحسنا فعلت الحرية والتغيي أن ر‬
‫اعيفت يف الورشة‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫غيه من أوجه القصور‪ ،‬واعتذرت عنه‪ ،‬وأزمعت معالجته يف المستقبل‪.‬‬ ‫بذلك وب ر‬
‫والتغيي إعاد ة لروح األمل‪،‬‬
‫ر‬ ‫لقد كان حادينا يف تنظيم هذه الورشة مع قوى الحرية‬
‫الماض‬
‫ي‬ ‫وتأكيد أن قوى الثورة قادرة عىل النهوض من جديد‪ ،‬وأنها جادة يف مخاطبة‬
‫لتعبيد الطريق للمام‪ ،‬طريق تتوحد فيه الخط وتتشابك األيدي من أجل الوطن‪.‬‬
‫متخمي بفكرة‬
‫ر‬ ‫الختام‬
‫ي‬ ‫وستجد أيها القارئ‪/‬ة الكريم‪/‬ة أن مداوالت الورشة وإعالنها‬
‫ه رصورة وحدة قوى الثورة‪.‬‬
‫حتمية وجوهرية ي‬
‫الختام‬ ‫ر‬
‫جلست االفتتاح والختام بما فيها العالن‬ ‫لقد جمعنا يف هذا الكتاب كلمات‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عشة منها‬‫عشة ورقة‪ ،‬وكانت الثان ر‬ ‫الت قدمت وعددها أحد ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫للورشة‪ ،‬واألوراق ي‬
‫جلست‬ ‫ر‬ ‫ساعدن يف رصد النقاش ب‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫قدمت شفاهة ففرغتها‪ ،‬وكذا المداوالت ي‬
‫النت فله الشكر‪.‬‬‫األمي عبد ر ي‬
‫األمت والعسكري فيها األستاذ محمد ر‬
‫ي‬ ‫السالم والصالح‬
‫ثم أضفت لمداوالت جلسة األداء الحكوم تلخيصا لتقرير ر‬
‫مؤش برتسلمان للتحول‬ ‫ي‬
‫التمكي توصيات ورشة عقدت بشأنها‬ ‫ر‬ ‫للعام ‪2022‬م‪ ،‬وأضفت لجلسة تفكيك‬
‫ر‬
‫الت جمعت رموزا يف‬ ‫عشية االنقالب‪ .‬وألحقت بالكتاب ثبتا بالمشار ر‬
‫كي يف الورشة ي‬
‫وف لجنة تفكيك‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والتغيي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫وف قوى الحرية‬
‫حكومت الفية االنتقالية األوىل والثانية‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫المدن‪ ،‬عالوة عىل شباب لجان المقاومة‪.‬‬‫ي‬ ‫وف المجتمع‬ ‫التمكي‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫اط) نقدم هذا الجهد خالصا لوجه الوطن‪ ،‬وأسأل هللا أن‬
‫إننا يف صحيفة (الديمقر ي‬
‫مسية هذا الشعب النبيل تجاه المدنية‪،‬‬‫يضء طريق الثورة‪ ،‬ويفيد ر‬ ‫يجعل فيه نورا ي‬
‫َ‬
‫وىل التوفيق‪.‬‬
‫والديمقراطية‪ ،‬محققا شعاراته‪ :‬الحرية‪ ،‬والسالم‪ ،‬والعدالة‪ .‬وهللا ي‬
‫رباح الصادق‬
‫نائبة رئيس التحرير‪،‬‬
‫اط)‬
‫صحيفة (الديمقر ي‬
‫‪9‬‬
‫الجلسة االفتتاحية‬
‫انعقدت الجلسة االفتتاحية لورشة تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية يف التاسعة والنصف من‬

‫المحامي‪ ،‬وألقيت فيها كلمات من‬


‫ر‬ ‫صباح يوم األربعاء ‪ 20‬يوليو ‪2022‬م بدار‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫المحامي‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬ونقابة‬
‫ر‬ ‫اط‪ ،‬وقوى الحرية‬
‫صحيفة الديمقر ي‬

‫كلمة صحيفة (الديمقراطي)‬


‫ألقاها الدكتور هشام عمر النور‬
‫والييطانية‪،‬‬
‫الدبلوماس من السفارات األمريكية‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ممثىل السلك‬
‫ي‬ ‫السيدات والسادة‬
‫األورون‪ ،‬ويونيتامس‪ ،‬وهيئة المعونة‬
‫ري‬ ‫وممثىل االتحاد‬
‫ي‬ ‫واليويجية‪ ،‬والسعودية‪،‬‬
‫األمريكية؛‬
‫والتغيي‪ ،‬السيدات والسادة قيادات المجتمع‬
‫ر‬ ‫السيدات والسادة قيادات الحرية‬
‫المدن‪ ،‬وشباب لجان المقاومة؛‬
‫ي‬
‫واليحاب بكم ف ورشتنا لتقييم ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬ ‫التحية لكم ر‬
‫ي‬
‫السودان العظيم وقواه الحية والثورية‪ ،‬الشعب‬
‫ي‬ ‫والتحية من قبل ومن بعد للشعب‬
‫السودان الذي تجاوز بوعيه ومقاومته االستسالم لالنقالبات العسكرية‪ ،‬وقدم وال‬
‫ي‬
‫والمعاقي والجرىح قناديل يف درب ثورته المجيدة ألجل الحرية‬
‫ر‬ ‫زال يقدم الشهداء‬
‫والسالم والعدالة‪.‬‬
‫اط) صحيفة ديمقراطية مستقلة ال تتبع لحزب أو‬
‫كما تعلمون صحيفة (الديمقر ي‬
‫ر‬
‫بشت توجهاتها‬ ‫حزن‪ ،‬ولكنها وبنص ميثاقها تدعم القوى الديمقراطية‬ ‫تحالف‬
‫ري‬
‫ر‬
‫اط) مع القوى الحزبية‬ ‫الفكرية‪ ،‬وينص ميثاق الصحيفة عىل‪( :‬وإذ ي‬
‫تلتق (الديمقر ي‬
‫الديمقراطية ف التوجه العام والمواقف الرئيسية إال أنها ر‬
‫تلتق معها فيما يشدها إىل‬ ‫ي‬
‫منيا حزبيا وإنما مؤسسة ديمقراطية‬
‫وبالتاىل فإنها ليست ر‬
‫ي‬ ‫االمام ونحو مثالها األعىل‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫مستقلة‪ ،‬تنوه باليجابيات ولكنها تنتقد التقاعس واألخطاء والتجاوزات‪ ،‬ثم إنها ال‬
‫تتسامح مع انتهاكات حقوق النسان وال مع الفساد أو الالمباالة تجاه معاناة‬
‫المواطني‪ ،‬أيا كان مرتكبها أو المسؤول عنها‪).‬‬
‫ر‬
‫والتغيي لتنظيم هذه‬ ‫ر‬
‫المشيك مع الحرية‬ ‫اط انخرطنا يف العمل‬
‫ر‬ ‫إننا يف الديمقر ي‬
‫اطيي يف الدراسة النقدية لتجاربنا الثورية‬
‫الورشة من واقع مسؤوليتنا كديمقر ر‬
‫مقتنعي بأن النقد أهم سقالة بناء‬
‫ر‬ ‫وتالف أوجه قصورها‪،‬‬
‫ي‬ ‫للتمسك بإيجابياتها‬
‫ومتفائلي بأنه كلما راجعنا تجاربنا نقديا واستنتجنا الدروس‬
‫ر‬ ‫ابتدعتها ر‬
‫البشية‪،‬‬
‫ر‬
‫الت يقول فيها التاري خ للشعب‬
‫الصحيحة كلما تقدمنا إىل األمام‪ ،‬إىل اللحظة ي‬
‫السودان‪( ،‬ها هنا تبلدية الحرية والسالم والعدالة)‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت أعدتها الحرية‬
‫ومن هذا المنطلق فقد اجتهدنا يف أن يكون المعقبون لكل األوراق ي‬
‫والتغيي من األصوات الناقدة والمستقلة‪ ،‬إضافة إىل أصوات الشباب والنساء‪،‬‬
‫ر‬
‫وموضوع‪.‬‬
‫ي‬ ‫والخياء‪ .‬وبذلك فإننا نرجو أن تتمخض الورشة عن تقييم نزيه‬
‫ر‬
‫والتغيي إىل تقييم تجربتها بصورة ناقدة ونزي هة‪ ،‬بل‬
‫ر‬ ‫وإننا إذ ندعو قوى الحرية‬
‫العلت عنها‪ ،‬يف ذات الوقت فإننا‬ ‫ر‬
‫الت ارتكبت واالعتذار‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وندعوها لالعياف باألخطاء ي‬
‫ه‪ ،‬فلو كانت النواة‬
‫كذلك ندعو اآلخرين من قوى الثورة إىل القرار بالحقائق كما ي‬
‫اط لما‬
‫والتغيي باعت الثورة أو تواطأت مع أعداء االنتقال الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫الرئيسية للحرية‬
‫وف‬
‫والتغيي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫حدث انقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬فهو يف المبتدأ انقالب عىل نواة الحرية‬
‫السودان ومطامحه يف الحرية‪ ،‬والسلم‪ ،‬واالزدهار‪،‬‬
‫ي‬ ‫المنتىه انقالب عىل الشعب‬
‫والعدالة‪.‬‬
‫اط) أن تكون هذه الورشة قنطرة أساسية يف جهد إنجاح‬
‫كما نرجو يف (الديمقر ي‬
‫وف التوصيات‬
‫اط‪ ،‬لذا ندعو أن نركز يف نقاش كل الورشة ي‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫االنتقال‬
‫عىل الدروس المستفادة يف المستقبل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ر‬
‫والت نرجو أن يشاركنا فيها‬ ‫اط)‪،‬‬
‫ي‬ ‫ومن استنتاجاتنا الخاصة بنا يف (الديمقر ي‬
‫المتداخلون يف الورشة‪ ،‬بأن هنالك حاجة إىل جبهة عريضة للقوى المدنية‬
‫والتغيي‪ ،‬لكن ال تقتض عليها‪ ،‬جبهة مدنية جديدة‬
‫ر‬ ‫الديمقراطية وتشمل الحرية‬
‫تكون حاضنة لقيم الثورة والتقدم‪ ،‬فتكون جبهة قائمة عىل الحوكمة‪ ،‬عىل‬
‫المؤسسية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والمساءلة‪ .‬جبهة تركز عىل االنفتاح عىل القوى‬
‫وتعىل االنفتاح‬
‫ي‬ ‫السودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫الديمقراطية والقوى الحية يف كل أركان ومسام المجتمع‬
‫الصغية والمعارك‬
‫ر‬ ‫الكبية عىل االنشغاالت‬
‫ر‬ ‫تعىل الهموم‬
‫عىل الرغبة يف السيطرة‪ ،‬كما ي‬
‫الجانبية‪.‬‬
‫ونرى بأن تأسيس هذه الجبهة المدنية الديمقراطية العريضة يمكن أن يبدأ بصياغة‬
‫اس يستند عىل مواثيق لجان المقاومة‪ ،‬ومن ثم يتم التوحد العريض عىل‬
‫إعالن سي ي‬
‫إعالن دستوري يصوغ المبادئ العامة صياغة دستورية محكمة ودقيقة تجنبنا‬
‫المماحكات والياعات الالحقة‪.‬‬
‫اغبي يف حضور الورشة جسديا ولم نتمكن من تلبية رغبتهم‬
‫وختاما‪ ،‬أود أن أعتذر للر ر‬
‫بسبب المحددات اللوجستية‪ .‬كما نعتذر عن أي قصور أو سلبيات يف التنظيم‪،‬‬
‫وف ظروف مالحقة وانشغاالت‬
‫للعاتبي إننا نظمنا الورشة يف وقت ضيق‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ونقول‬
‫ال تخق عليكم‪.‬‬
‫الشكر الجزيل لحضوركم‪ ،‬ونتمت لكم مناقشات هادفة ومثمرة‪.‬‬

‫كلمة قوى الحرية والتغيير‬


‫التير‬
‫ألقاها األستاذ الواثق ر‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم عىل رسول هللا واله وصحبه ومن وااله ‪..‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َٰ َ َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ٓ ا َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َّ َ َ َ ْ َ‬
‫ضب ٱّلل‬
‫ض ۚ كذ ىلك ي ِ‬ ‫(فأما ٱلزبد فيذهب جفاء ۖ وأما ما ينفع ٱلناس فيمكث ىف ٱألر ِ‬
‫َْ‬
‫ٱأل ْم َث َ‬
‫ال) صدق هللا العظيم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ ..‬ونرحب بكم ضيوفنا الكرام قادة السلك‬
‫والعالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫والثقاف‪ ،‬والثوري‪،‬‬
‫ي‬ ‫والمدن‪،‬‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس وقادة العمل‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والتغيي مشاركتكم لنا يف هذه الورشة المهمة‪ .‬ونيحم عىل‬ ‫يسعدنا يف قوى الحرية‬
‫ر‬
‫شهدائنا األبرار‪ ،‬ونتمت عاجل الشفاء للجرىح‪ ،‬ونؤكد بأن دمائهم الطاهرة لن تروح‬
‫هدرا‪ ،‬ونسأل هللا صادقي أن يجنب بالدنا ر‬
‫الفي ما ظهر منها وما بطن ‪.‬‬ ‫ر‬
‫أقول ‪:‬هذه الورشة التقييمية لتجربة ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬تكتسب أهمية قص وى من‬
‫ه محاور‬
‫حيث األهداف والمنهجية والشكل والمضمون والتوقيت‪ ،‬وستكون هذه ي‬
‫هذه الكلمة‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬األهداف‪ :‬تهدف هذه الورشة إىل ‪:‬‬
‫‪ . ١‬تعزيز فريضة النقد‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والمصداقية مع شعبنا‪ ،‬وتمليك الرأي العام‬
‫وعي‪،‬‬ ‫حقيقة ما جرى‪ ،‬باعتبارها تجربة ر‬
‫بشية فيها إيجابيات وسلبيات‪ ،‬وفيها دروس ر‬
‫من المهم طرحها عىل شعبنا لالستفادة منها يف معركته يف إنهاء االنقالب وتأسيس‬
‫اط ‪.‬‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫الحكم‬
‫تعيت ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬ثم أجهضت بانقالب ‪ ٢٥‬أكتوبر‪ ،‬وروج االنقالبيون‬ ‫‪. ٢‬لقد ر‬

‫والتغيي‪ ،‬هذه الورشة تخاطب الملفات والمسئوليات بكل‬


‫ر‬ ‫إىل أن السبب هو الحرية‬
‫والتغيي‪ ،‬وإنما تقديمها للتاري خ‪ ،‬من منطلق‬
‫ر‬ ‫تجرد وصدق‪ ،‬ليس دفاعا عن الحرية‬
‫” َهاؤم ْاق َرءوا ىك َتاب َي ْه“ ر‬
‫حت يحكم الناس لها أو عليها ‪.‬‬ ‫ى‬
‫اط تحتاج‬
‫والتغيي يف جبهة مدنية موحدة للتحول الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫‪. ٣‬وحدة قوى الثورة‬
‫الصدق واألمانة يف تقييم تجاربنا السياسية ال سيما خالل االنتقال كمدخل لبناء‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬وعليه رأينا أن نبتدر نحن يف الحرية‬
‫ر‬ ‫المركز الموحد لقوى الثورة‬
‫هذا التقييم‪ ،‬وتقديم استدراكات حقيقية تفتح الطريق أمام توحيد الرادة الشعبية ‪.‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫ه‪:‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المنهجية‪ :‬المنهجية ي‬
‫الت اعتمدتها الورشة ي‬

‫‪13‬‬
‫اط كمؤسسة مستقلة‬
‫والتغيي وصحيفة الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫[‪ ]1‬الش راكة ما ربي قوى الحرية‬
‫اط والمشاركة الفعلية للجان المقاومة يف‬
‫ومشهود لها بدعم التحول الديمقر ي‬
‫الع داد والتنظيم والتنفيذ‪ ،‬وهذا الخ راج الرائع ثمرة هذه ر‬
‫الشاكة والتعاون‬
‫ر‬
‫المشيك‪.‬‬
‫[‪ ]2‬استكتاب من عايشوا التجربة‪ ،‬وكانوا جزء منها‪ ،‬وضمان االستماع من لهم رؤى‬
‫والتغيي واالنتقال‪ ،‬وإش راك لجان المقاومة يف التعقيب‬
‫ر‬ ‫نقدية يف ملفات الحرية‬
‫ومناقشة األوراق‪.‬‬
‫عي القنوات الفضائية ووسائط‬
‫[‪] 3‬الب ث المباش ر لكل أعمال وجلسات الورشة ر‬
‫سفييا لتوصيل اآلراء والتعامل معها بكل‬
‫االجتماع‪ ،‬وإتاحة الفرصة إ ر‬
‫ي‬ ‫التواصل‬
‫شفافية‪.‬‬
‫ً‬
‫ه‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث الشكل‪ :‬ترسل هذه الورشة ثالث رس ائل‪ ،‬ي‬
‫والتغيي لها الرادة السياسية الكافية يف نقد التجربة‪ ،‬والتوجه‬
‫ر‬ ‫األوىل‪ :‬أن الحرية‬
‫والتغيي‪ ،‬بأننا جميعا‬
‫ر‬ ‫المبض نحو المستقبل‪ ،‬وم د يديها بيضاء لكل قوى الثورة‬
‫ومشوع ”فرق تسد“‪ ،‬وانه ر‬
‫مت ما توحدت إرادتنا‬ ‫ضحايا النظام المباد واالنقالب ر‬

‫التغيي المنشود‪.‬‬
‫ر‬ ‫حدث‬
‫الثانية‪ :‬أن تجربة ر‬
‫الفية االنتقالية ثرة‪ ،‬ومحل فخ ر وإع زاز‪ ،‬بذل فيها مجهود ضخم‬
‫ا‬
‫يف بناء دولة الوطن بديال لدولة الحزب‪ .‬صحيح صاحبتها إخفاقات يف التقديرات‬
‫اط والسالم العادل‬
‫السياسية والسياسات‪ ،‬ولكنها وضعت أساسا للتحول الديمقر ي‬
‫والحوكمة‪ ،‬يمكن البناء عليه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬لقد ثبت عمليا سذاجة ر‬
‫ميرات االنقالب‪ ،‬ومحاوالت الدولة الموازية‬
‫اط‪ ،‬وما يحدث اآلن من قتل للشعب‬‫واالنقالبيي يف تقويض االنتقال الديمقر ي‬
‫ر‬
‫ونهب الموارد والتحشيد الجهوي ر‬
‫ونش خطاب الكراهية والعنضية والضاعات‬

‫‪14‬‬
‫االجتماع وزرع بذور الفتنة والفشل االقتصادي ومعاناة‬
‫ي‬ ‫القبلية ورصب النسيج‬
‫الوطت‪.‬‬ ‫ر‬
‫والمشوع‬ ‫المواطني‪ ،‬ما هو إال جشع للسلطة وغياب الرؤية‬
‫ر‬
‫ي‬
‫ً‬
‫ابعا‪ :‬من حيث المضمون‪ :‬هذه الورشة تتناول ف مضمونها تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ه‪:‬‬ ‫يف ثالثة محاور ي‬
‫والتغيي وجهودها يف إسقاط النظام وإدارة االنتقال وبناء‬
‫ر‬ ‫التنظيم للحرية‬
‫ي‬ ‫‪ )1‬األداء‬
‫حاضنة سياسية‪.‬‬
‫ر‬
‫المؤسسان‪.‬‬ ‫الحكوم السيادي والتنفيذي‬ ‫‪ )2‬األداء‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السياس يف ملفات وقضايا االنتقال ومقاصد الثورة‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ )3‬األداء‬
‫ر‬
‫الت أعدتها بروفيسور بلقيس‬
‫النوع والجهوي والعمري ي‬
‫ي‬ ‫بالضافة إىل ورقة الت وازن‬
‫خبية ومتخصصة يف مجاالت التنمية والتنوع والحقوق والنوع‬ ‫ب دري بصفتها ر‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫مفصىل‪ ،‬والوطن تتجاذبه‬
‫ي‬ ‫خامسا‪ :‬من حيث التوقيت‪ :‬ي‬
‫تأن هذه الورشة يف توقيت‬
‫وه‪:‬‬
‫األجندات ي‬
‫ر‬
‫المباش عىل السودان‪.‬‬ ‫وتأثيها‬
‫التغييات القليمية والدولية ر‬
‫ر‬ ‫‪)1‬‬
‫واالجتماع الحاد الذي ينذر بضياع الدولة‪ ،‬وتداعيات‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫‪ )2‬االستقطاب‬
‫ان‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت أغلقت األفق وضيعت كرامة النسان السود ي‬‫االنقالب ي‬
‫السياس حول األجندة الوطنية ووحدة‬ ‫ر‬
‫الت أعاقت التوافق‬
‫ي‬ ‫‪ )3‬األجندة الراديكالية ي‬
‫والتغيي ‪.‬‬
‫ر‬ ‫قوى الثورة‬
‫ً‬
‫والتغيي يف مقبل األيام‬
‫ر‬ ‫كبي للحرية‬
‫نضاىل ر‬
‫ي‬ ‫أختا‪ :‬هذه الورشة ي‬
‫ه ”قيدومة“ لعمل‬
‫يتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬دعم جهود بناء الجبهة المدنية العريضة لسقاط االنقالب‪ ،‬وفتح الطريق أمام‬
‫اط‪.‬‬
‫التحول الديمقر ي‬

‫‪15‬‬
‫سياس وتنظيم قاعدي‪ ،‬ينشد‬
‫ي‬ ‫والتغيي كتحالف‬
‫ر‬ ‫‪ -2‬تقوية وتوسعة قوى الحرية‬
‫الماض‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحرية والعدالة والسالم والديمقراطية‪ ،‬ويستفيد من تجارب‬
‫والتغيي لوضع مالمح‬
‫ر‬ ‫‪ -3‬تقديم مسودة لإلعالن الدستوري لكافة قوى الثورة‬
‫السلطة المدنية الديمقراطية‪.‬‬
‫ً‬
‫وختاما‪ :‬نجدد ترحيبنا بكم‪ ،‬وشكرنا ر‬
‫لشكائنا وأصدقائنا‪ ،‬وكلنا أمل أن تفتح هذه‬
‫الورشة األفق لخالص بالدنا من االنقالبات للبد وإرساء دعائم الدولة الديمقراطية‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمه هللا وبركاته‪..‬‬

‫كلمة نقابة المحامين‬


‫المحام‬
‫ي‬ ‫عل قيلوب‬
‫ألقاها النقيب األستاذ ي‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫السالم عليكم الحضور الكريم عىل اختالف مقاماتكم من الهيئات الدبلوماسية‬
‫وممثىل األحزاب والقوى السياسية والصحافة وكل الحضور الكريم‪،‬‬
‫ي‬
‫المحامي كالعهد بها دائما ترحب بكل ما يحقق الحريات والحقوق األساسية‪،‬‬
‫ر‬ ‫نقابة‬
‫وف كل المواقع ذات العالقة‬
‫القانون يف البالد عىل كل المستويات ي‬
‫ي‬ ‫يىل الشأن‬
‫وكل ما ي‬
‫ر‬
‫الت ظلت مالذا لكل من ينشد‬
‫القانون والدستوري‪ ،‬نرحب بكم يف داركم ي‬
‫ي‬ ‫بالشأن‬
‫المحامي بكل‬
‫ر‬ ‫هذه الدار‪ ،‬وكل من يطلب الخدمات المتوقعة والمتوخاة من‬
‫مواقعهم‪.‬‬
‫تكتسب هذه الورشة أهمية من حيث التوقيت ومن حيث المواضيع المطروحة‬
‫وتعتي سنة‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫واألجسام المشاركة فيها‪ :‬صحيفة الديمقر ي‬
‫اط وقوى الحرية‬
‫والتغيي‪.‬‬ ‫اط وقوى الحرية‬ ‫حميدة وفضيلة كما ذكر مقدمو ر‬
‫ر‬ ‫كلمت صحيفة الديمقر ي‬
‫ي‬
‫حيث تطرح الورشة مراجعة األداء يف قضايا مفصلية مهمة متصلة بكل الشأن‬
‫فىه سنة حميدة ال بد أن نقتدي بها إن شاء هللا‪ ،‬وبالنسبة لنا يف نقابة‬
‫السودان‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫‪16‬‬
‫ر‬
‫الت تولينا فيها‬ ‫المحامي نعد بأن نعقد ورشة لتقييم األداء خالل ر‬
‫الوجية ي‬
‫ر‬ ‫الفية‬ ‫ر‬
‫والمهت‪.‬‬
‫ي‬ ‫النقان‬
‫ري‬ ‫الشأن‬
‫والمحامي عموما والصحافة تتمثل يف الرصد‬ ‫المحامي‬ ‫ر‬
‫المشيكة ربي نقابة‬ ‫القضايا‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫للمواطني‬
‫ر‬ ‫ونش الوع القانون‪ ،‬ر‬
‫ونش الثقافة القانونية‬ ‫والمتابعة والتقض ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والتبشي والنذار المبكر بما يستجد من أحداث يف السودان‬
‫ر‬ ‫بحقوقهم وحرياتهم‪.‬‬
‫يىل الحقوق والحريات‪ ،‬وهذا أمر يجمعنا بالعالم عموما وبالصحافة بصفة‬ ‫فيما ي‬
‫اليمت بمهامها تستطيع أن‬ ‫خاصة‪ ،‬فالصحافة لها دور مفصىل ومهم جدا ألنها لو ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت تعكس التجاوزات‪ ،‬واالنتهاكات المهنية‪ ،‬واألخالقية‪،‬‬
‫فىه المرآة ي‬
‫غي األنظمة‪ ،‬ي‬ ‫ت ر‬
‫نش‬‫وغيها‪ .‬وآخر تجربة مشهودة ما حصل ف شيالنكا وما قامت به الصحافة من ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫للفساد والتجاوزات أسقط الحكومة هناك‪.‬‬
‫الصحافة خاصة الصحافة االستقصائية والنشطاء عليهم دور مهم جدا يف توعية‬
‫ر‬
‫الت تتم والتصدي لها كما نفعل نحن يف‬
‫الناس بحقوقهم وباالنتهاكات والتجاوزات ي‬
‫وف مهنتنا عموما‪.‬‬‫المحامي ي‬
‫ر‬ ‫نقابة‬
‫والتغيي فيما‬ ‫اط وقوى الحرية‬ ‫أؤمن عىل ما جاء من نقاط ف ر‬
‫ر‬ ‫كلمت صحيفة الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وف التصدي‬ ‫ر‬
‫يىل االليام بالجدية والمسؤولية والموضوعية يف تناول الشأن العام‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫لمهام المرحلة‪ ،‬ونستشعر المسؤوليات والمهددات الماثلة‪ ،‬يف الصابات وارتقاء‬
‫وغيه‪.‬‬
‫األمت ر‬
‫ي‬ ‫الشهداء‪ ،‬ونستشعر المهددات اآلنية الحالة يف البالد من حيث التفلت‬
‫ا‬ ‫أكرر أنها سنة حميدة نرجو أن ر‬
‫نليم بها من مواقعنا المختلفة‪ .‬وشكرا جزيال‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الباب األول‬

‫تجربة قوى إعالن الحرية والتغيت‬


‫النشأة والتطور والمستقبل‬

‫‪18‬‬
19
‫الباب األول‬

‫تجربة قوى الحرية والتغيت‬


‫النشأة والتطور والمستقبل‬
‫الفك سليمان‬
‫ي‬ ‫أستاذ‪ /‬محمد‬
‫مقدمة‬
‫ر‬
‫الت بدأت يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تأن هذه الورقة الملخصة ضمن أعمال ورشة تقييم الفية االنتقالية ي‬
‫ي‬
‫الت لعبت فيها‬‫ر‬ ‫ر‬
‫وه الفية ي‬
‫‪ 17‬أغسطس ‪ 2019‬وانتهت بانقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2021‬ي‬
‫ديسمي المجيدة‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي دورا محوريا بصفتها التحالف الذي قاد ثورة‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫السودانيي‪/‬ات حوله‪ ،‬ومثل الثورة يف التفاوض لتسليم‬
‫ر‬ ‫ماليي‬
‫ر‬ ‫ونجح يف توحيد‬
‫بالبشي‪،‬‬ ‫الت أسهمت يف الطاحة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫للمدنيي مع المؤسسة العسكرية ي‬
‫ر‬ ‫السلطة‬
‫وحاولت وراثة سلطته عقب ‪ 11‬أبريل‪ ،‬من ثم ساهم يف تشكيل هياكل الحكم‬
‫الت لم يشارك بصورة ر‬
‫مباشة يف مرحلتها األوىل‪ ،‬ودفع بكادره القيادي يف‬ ‫ر‬
‫االنتقاىل ي‬
‫ي‬
‫السياس لالنتقال‪ ،‬وال‬
‫ي‬ ‫مرحلتها الثانية‪ ،‬إضافة لكل ذلك فقد شكل التحالف الغطاء‬
‫والتغيي‪،‬‬ ‫يستقيم أن تقيم تجربة ر‬
‫الفية االنتقالية بدون فحص دقيق لدور الحرية‬
‫ر‬
‫موضوع وبناء يساهم يف استخالص التجارب‬
‫ي‬ ‫ونقاط قصورها وقوتها‪ ،‬وتقديم نقد‬
‫السياس المعارص‪.‬‬
‫ي‬ ‫والدروس من واحد من أهم تجارب تاريخنا‬
‫قوى إعالن الحرية والتغيت‪ ..‬النشأة وقيادة معركة إسقاط نظام البشت‬
‫شهدت سنوات مقاومة نظام الجبهة السالمية تحالفات سياسية عديدة مثل‬
‫وغيها من‬
‫الوطت‪ ،‬ونداء السودان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫اط‪ ،‬وقوى الجماع‬
‫الوطت الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫التجمع‬

‫‪20‬‬
‫النضاىل‬
‫ي‬ ‫التحالفات المدنية والمهنية‪ .‬ساهمت كل هذه التحالفات يف تواصل العمل‬
‫عي لحظات‬
‫خية ثرة اكتسبتها ر‬
‫المقاوم لشمولية النظام واستبداده‪ ،‬كما راكمت ر‬
‫الشعت ضد النظام‪.‬‬
‫ري‬ ‫الصعود والهبوط يف النضال‬
‫الت سبقت سقوط نظام الجبهة السالمية شهدت انقساما يف أوساط‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الفية ي‬
‫لوطت‪ ،‬وتعذرت‬
‫ي‬ ‫تحالفي هما نداء السودان وقوى الجماع ا‬
‫ر‬ ‫المعارضة السياسية ربي‬
‫الموضوع‬
‫ي‬ ‫محاوالت عديدة لتوحيدهما يف جبهة واحدة رغم نضوج الظرف‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫لسقاط نظام النقاذ واستمرار عزلته وضعفه وتفككه‬
‫ديسمي المجيدة وافتقرت‪،‬‬
‫ر‬ ‫ديسمي ‪2018‬م انطلقت رشارة ثورة‬
‫ر‬ ‫يف أواسط شهر‬
‫حت تصدى تجمع‬ ‫بادئ األمر للغطاء السياس الذي يتوىل مهام القيادة والتنظيم‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫ديسمي المتوجه نحو القض‬
‫ر‬ ‫السودانيي لهذه المهمة بدعوته لموكب ‪25‬‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬
‫الجمهوري والذي وجد استجابة واسعة نقلت الثورة إىل مرحلة جديدة ومختلفة‬
‫كليا‪.‬‬
‫السودانيي دعوته األوىل بمبادرة مثلت العالمة الفارقة يف‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫أتبع تجمع‬
‫والتغيي وطرحه عىل‬
‫ر‬ ‫وه صياغته لعالن الحرية‬
‫الضاع مع النظام االستبدادي ي‬
‫الكتل السياسية المختلفة لنقاشه واالتفاق عىل بنوده ومن ثم توقيعه‪ ،‬ليطور‬
‫ر‬
‫الت بدأت حينها باجتماعات عديدة ضمت جميع قوى الثورة‪.‬‬
‫النقاشات ي‬
‫ممثىل كتل تجمع‬
‫ي‬ ‫والتغيي يف يوم ‪ 1‬يناير ‪2019‬م بواسطة‬
‫ر‬ ‫تم توقيع إعالن الحرية‬
‫ا‬
‫الوطت والتجمع االتحادي أوال‬
‫ي‬ ‫السودانيي ونداء السودان وقوى الجماع‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬
‫للتغيي‪ ،‬والحزب‬
‫ر‬ ‫وانضم لهم الحقا تجمع القوى المدنية‪ ،‬كما وقعه أيضا تيار الوسط‬
‫الجمهوري؛ وتم فتح العالن للتوقيع حيث وقعت عليه ر‬
‫عشات الكيانات السياسية‬
‫والتغيي بتمثيل (‪)3‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫مباشة تنسيقية قوى الحرية‬ ‫والمدنية‪ .‬عقب ذلك تكونت‬
‫واثني‬
‫ر‬ ‫الوطت‪ ،‬ونداء السودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫المهنيي‪ ،‬وقوى الجماع‬
‫ر‬ ‫أشخاص لكل من تجمع‬

‫‪21‬‬
‫لكل من التجمع االتحادي وتجمع القوى المدنية‪ ،‬وكونت التنسيقية لجنة للعمل‬
‫دان بتمثيل واسع لقوى الثورة‪.‬‬
‫المي ي‬
‫تعرضت التنسيقية لحمالت رشسة من النظام العتقال كوادرها الموجودين‬
‫بتجهي البدائل داخليا‪ ،‬وبوجود بعض‬
‫ر‬ ‫بالسودان‪ ،‬وظلت تصمد أمام هذه الحمالت‬
‫عي وسائل مختلفة‪.‬‬
‫تأمي عملها الشي ر‬
‫عنارصها بالخارج‪ ،‬وبنجاحها يف ر‬
‫والتغيي طوال أشهر الحراك يف ضمان وحدة قوى‬
‫ر‬ ‫انحض دور تنسيقية قوى الحرية‬
‫الميدان‪ ،‬وظلت‬
‫ي‬ ‫العالم‪ ،‬وحراكها‬
‫ي‬ ‫السياس‪ ،‬وخطابها‬
‫ي‬ ‫عي توحيد موقفها‬
‫الثورة‪ ،‬ر‬
‫الت ر‬
‫تقيحها لجنة العمل‬ ‫ر‬
‫تتوىل مهمة إجازة جداول التصعيد الثوري األسبوعية ي‬
‫والت ظلت تتتبع منهج تنوي ع أدوات العمل المقاوم وتوسيع قاعدته ‪،‬‬ ‫الميدان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫ستأن كنتيجة رلياكم الفعل الثوري‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫وصوال للحظة الحسم ي‬
‫التاىل لسقوط النظام‪ ،‬حيث‬
‫التحضي لليوم ي‬
‫ر‬ ‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫لم تغفل تنسيقية قوى الحرية‬
‫شكلت يف شهر رفياير من العام ‪2019‬م لجنة لصياغة العالن الدستوري الذي‬
‫للينامج الذي ستنفذه الحكومة االنتقالية‪،‬‬ ‫ر‬
‫سيحكم الفية االنتقالية‪ ،‬ولجنة أخرى ر‬
‫وقد رشعت اللجنتان ف أعمالهما بصورة جادة وبمتابعة ر‬
‫مباشة من التنسيقية‪.‬‬ ‫ي‬
‫الت سبقت إسقاط نظام‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫شهد التحالف شدا وجذبا يف عالقة مكوناته يف الفية ي‬
‫الوطت ونداء السودان‬
‫ي‬ ‫تحالق الجماع‬
‫ي‬ ‫البشي حيث لم تكن العالقة ربي مكونات‬
‫ر‬
‫الوطت هو التشكيك يف‬
‫ي‬ ‫يف أفضل حاالتها‪ ،‬وكان موقف عدد من مكونات الجماع‬
‫ر‬
‫اليام قوى نداء السودان بإسقاط النظام‪ ،‬والظن بأنها تسغ لتسوية ما‪ ،‬وهو األمر‬
‫نهان يف اجتماع باريس يف مارس ‪ 2019‬م لقيادة نداء السودان‪،‬‬
‫الذي حسم بشكل ي‬
‫والذي أعلنت فيه حركات الكفاح المسلح بأنها وبشكل قاطع لن تتفاوض مع نظام‬
‫البشي وانسحبت من خارطة الطريق رغم الضغوط الدولية العالية عليها حينها‪.‬‬
‫ر‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫يف أواسط شهر مارس‪ ،‬ومع بداية تراجع الحراك‪ ،‬قررت قوى الحرية‬
‫التحضي لمعركة حاسمة مع النظام بالتعبئة ليوم ‪ 6‬أبريل‪ ،‬وتحديد القيادة العامة‬
‫ر‬
‫‪22‬‬
‫لقوات الشعب المسلحة كمكان لتوجه المواكب‪ ،‬مصحوبا بمذكرة للجيش تشجعه‬
‫السودان وثورته‪ .‬أثارت بعض‬
‫ي‬ ‫البشي واالنحياز للشعب‬
‫ر‬ ‫عىل سحب دعمه لنظام‬
‫األوساط شائعات مفادها أن هذا األمر تم بتنسيق مع جهات ما يف النظام البائد‪،‬‬
‫غي صحيح كليا‪ ،‬إذ أن قرار التحالف بالتوجه للقيادة استند عىل تحليل‬ ‫وهو أمر ر‬
‫اتيىح الذي‬ ‫ر‬
‫ومعلومات بتشققات يف جسد النظام‪ ،‬وقرر أن يعمقها بهذا القرار االسي ر ي‬
‫حي اجتاحت الجموع محيط القيادة وحضت قيادتها‬
‫ثبتت صحته عقب ذلك‪ ،‬ر‬
‫بالبشي وهو ما قد حدث‪ ،‬ومن ثم أحبطت محاولة ابنعوف‪ /‬عبد‬
‫ر‬ ‫عىل الطاحة‬
‫المعروف‪ /‬قوش باستخدام هذه الجموع لتجديد المنقار فقط؛ أي الطاحة برأس‬
‫النظام فقط والسيطرة كليا عىل مسار االنتقال‪ ،‬وهذا ما لم يكن ممكنا بسبب قوة‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الت قرر‬
‫الجماهيية أوال‪ ،‬وارتباك معسكر المؤسسة العسكرية واألمنية ي‬
‫ر‬ ‫الحركة‬
‫المض يف الخطة األصلية للجهزة األمنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫بعض قادتها عدم‬
‫اليهان بيانه باالنحياز للثورة وتشكيل مجلس‬
‫يف ‪ 13‬أبريل أعلن الفريق عبد الفتاح ر‬
‫ه صفحة الضغط عىل‬
‫الجماهيية صفحة جديدة ي‬
‫ر‬ ‫عسكري‪ ،‬وبدأت الحركة‬
‫للمدنيي وعدم قبول سيطرته عىل مسار‬
‫ر‬ ‫المجلس العسكري لتسليم السلطة‬
‫االنتقال‪.‬‬
‫ما بعد ‪ 13‬أبريل‪ ..‬التحول ر‬
‫وفتة التفاوض لتسليم السلطة للمدنيي‪:‬‬
‫والتغيي مرحلة جديدة من مراحل تطورها بعد إعالن بيان‬
‫ر‬ ‫دخلت قوى الحرية‬
‫الميدان الضخم‬
‫ي‬ ‫اليهان‪ ،‬مرحلة تقلدت فيها مهمة قيادة العمل‬
‫الفريق عبد الفتاح ر‬
‫عي‬
‫للمدنيي‪ ،‬وذلك ر‬
‫ر‬ ‫الستمرار الضغط عىل المجلس العسكري لتسليم السلطة‬
‫استمرار اعتصام القيادة العامة واعتصامات الواليات‪ ،‬والرصاب الناجح يف أواخر‬
‫الميدان‬
‫ي‬ ‫مايو الذي هز السلطة الممسكة بمقاليد األمور حينها‪ .‬بجانب العمل‬
‫ه‬
‫السياس عىل جبهات عديدة ي‬ ‫ي‬ ‫ه قيادة العمل‬‫والعالم كانت المهمة األخرى ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫جبهة التفاوض مع المكون العسكري‪ ،‬وجبهة التواصل مع القوة الثورية الهائلة ي‬
‫‪23‬‬
‫السياس مع القوى السياسية المختلفة‪ ،‬وجبهة‬
‫ي‬ ‫ديسمي‪ ،‬واالتصال‬
‫ر‬ ‫فجرتها ثورة‬
‫ر‬
‫العان الذي أطاح‬ ‫والدوىل الذي هزه زلزال الثورة‬ ‫القليم‬ ‫التعاط مع المجتمع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الخارجيي يظنون أن سقوطه ممكن‪.‬‬
‫ر‬ ‫والفاعلي‬
‫ر‬ ‫اقبي‬
‫بنظام لم يكن العديد من المر ر‬
‫هذه المرحلة المعقدة بمهامها الثقيلة شكلت تحديا حقيقيا أمام تحالف قوى‬
‫والتغيي وإمكانيته يف االستجابة الفعالة لمتطلبات المرحلة الجديدة‪ ،‬حيث‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫ر‬
‫الت ولدت مهاما جديدة أوسع‬
‫لم تعد التنسيقية لوحدها مناسبة لقيادة المرحلة ي‬
‫اس‬
‫نطاقا‪ ،‬وبرزت تناقضات عديدة ربي قوى التحالف بعضها مرتبط بالموقف السي ي‬
‫من قضايا التفاوض ومنهجه‪ ،‬والبعض اآلخر مرتبط ربي من يدعون لالنفتاح‬
‫وبي من يدعون للتوازن يف هذا‬ ‫ر‬
‫الت فجرتها الثورة‪ ،‬ر‬
‫الستيعاب الطاقات الهائلة ي‬
‫التعاط مع القوى المختلفة‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت تولت مهمة التفاوض بواقع‬
‫السياس ي‬
‫ي‬ ‫تكونت يف هذه المرحلة لجنة االتصال‬
‫اثني ل كل كتلة من الكتل الخمس‪ ،‬إضافة لممثل عن كل من الحزب‬
‫ممثلي ر‬
‫ر‬
‫الجمهوري وتيار الوسط‪ ،‬وأضيف لها الحقا بعد مناقشات مع الجبهة الثورية ‪3‬‬
‫مقيمي بالداخل عن تنظيمات الجبهة الثورية‪ ،‬ولم يستمروا ر‬
‫حت النهاية‬ ‫ر‬ ‫ممثلي‬
‫ر‬
‫نسبة لتباعد المواقف الحقا‪.‬‬
‫السياس ويتم عن طريق االجتماع‬
‫ي‬ ‫مستويي هما‪:‬‬
‫ر‬ ‫عي‬
‫هنا أصبح التحالف يدار ر‬
‫عي‬ ‫ر‬
‫والميدان ويدار ر‬
‫ي‬ ‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫والثان‬
‫ي‬ ‫المشيك ربي لجنة االتصال والتنسيقية‪،‬‬
‫الت وسعت هياكلها وتمثيلها وأقامت عددا من اللجان المتخصصة‬ ‫ر‬
‫التنسيقية ي‬
‫ر‬
‫الت كلفت بها‪.‬‬ ‫ر‬
‫لالضطالع بالمهام الميايدة ي‬
‫يف ذات التوقيت بدأت اجتماعات عديدة ربي مكونات التحالف تطرح تطوير جسم‬
‫حت الوصول لتكوين المجلس‬‫الت استمرت ر‬ ‫ر‬
‫وه النقاشات ي‬ ‫قيادي للتحالف ي‬
‫الت حددت الهياكل‬‫ر‬
‫المركزي القيادي يف أكتوبر وإجازة الالئحة الجديدة ي‬
‫والصالحيات والمهام وطريقة عمل التحالف الداخلية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ر‬
‫الوحس‬ ‫وه فض االعتصام‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫واجهت الثورة خالل هذه الفية أحد أصعب المراحل ي‬
‫فية صعبة للغاية‪ ،‬فقد شكلت المجزرة صدمة مروعة للشعب‬‫وما تاله من ر‬

‫المتمسك بثورته ومارست السلطة العسكرية بعده أقض درجات الرهاب حيث‬
‫حولت العاصمة والواليات لثكنات عسكرية بانتشار القوات يف الطرقات وقطع‬
‫ر‬
‫النينت‪ ،‬والعنف الواسع لجهاض الحراك المقاوم‪.‬‬
‫المدن الذي استمر‬
‫ي‬ ‫رجعت التنسيقية مرة أخرى للعمل الشي وأعلنت العصيان‬
‫لثالثة أيام‪ ،‬وبدأت مقاومة انقالب فض االعتصام بالتنسيق المحكم مع لجان‬
‫المقاومة يف العاصمة والواليات‪ ،‬وكشت حاجز فقدان التواصل بإقامة ندوات‬
‫الت صارت تتكاثر وتتناسل ر‬
‫حت استهدفتها السلطة االنقالبية‪ ،‬ومن ثم بدأ‬ ‫ر‬
‫األحياء ي‬
‫والت خرجت فيها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت شكلت العالمة الفارقة حينها ي‬ ‫العداد لمليونية ‪ 30‬يونيو ي‬
‫يستكي ألي استبداد جديد‪.‬‬
‫ر‬ ‫الماليي لتقول كلمتها وبوضوح إن الشعب لن‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت قادها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عي المبادرة ي‬ ‫الت سبقت ‪ 30‬يونيو تحركت الرمال السياسية ر‬ ‫يف الفية ي‬
‫ر‬
‫والتق‬ ‫ان أحمد الذي حض للخرطوم يوم ‪ 7‬يونيو ‪2019‬م‬ ‫االثيون ر ي‬
‫ري‬ ‫رئيس الوزراء‬
‫والتغيي وأوصل لها نيته يف التوسط لنهاء األزمة طالبا من التحالف‬
‫ر‬ ‫بقيادة الحرية‬
‫وينىه المواجهة‪ .‬درست قوى‬
‫ي‬ ‫للمدنيي‬
‫ر‬ ‫سياس ينقل السلطة‬
‫ي‬ ‫الجنوح للوصول لحل‬
‫ر‬
‫االشياطات للعودة‬ ‫األثيون‪ ،‬وطرحت عددا من‬ ‫والتغيي مبادرة رئيس الوزراء‬ ‫الحرية‬
‫ري‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫المباش منها التحقيق يف جريمة فض االعتصام‪ ،‬وإنهاء الوجود العسكري‬ ‫للتفاوض‬
‫التدابي القمعية مثل تكميم أفواه‬
‫ر‬ ‫المعتقلي‪ ،‬وإنهاء كل‬
‫ر‬ ‫يف المدن‪ ،‬وإطالق شاح‬
‫األثيون‬ ‫الحي ستتواصل فقط مع المبعوث‬ ‫العالم وقطع ر‬
‫النينت‪ ،‬وإىل ذلك‬
‫ري‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫األفريق ود لبات‪.‬‬ ‫محمود رصير والمبعوث‬
‫ي‬
‫والتغيي تحديا داخليا يف قضية العودة‬
‫ر‬ ‫عقب ال ‪ 30‬من يونيو واجهت قوى الحرية‬
‫ر‬
‫المباش‪،‬‬ ‫ر‬
‫االشياطات للعودة للتفاوض‬ ‫للتفاوض‪ ،‬حيث وضعت قوى الجماع بعض‬

‫‪25‬‬
‫حي وافقت بقية الكتل عىل العودة للتفاوض‪ ،‬وهو ما قد تم يف الثالث من يوليو‪،‬‬
‫يف ر‬
‫السياس يف ‪ 8‬يوليو والذي جاء بتوافق كل كتل التحالف‪.‬‬
‫ي‬ ‫وأثمر االتفاق‬
‫والتغيي لجنة قانونية لصياغة الوثيقة الدستورية‪ ،‬وبرزت آراء عديدة‬
‫ر‬ ‫كونت الحرية‬
‫حينها حول عدد من قضايا الوثيقة‪ ،‬ولكن بنهاية التفاوض اتخذ قرار الموافقة عىل‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫األخية للوث يقة بإجماع التحالف يف اجتماع ضم لجنة االتصال‬
‫ر‬ ‫الصيغة‬
‫ممثىل كتل التحالف المختلفة عىل الصيغة النهائية للوثيقة‪.‬‬
‫ي‬ ‫والتنسيقية‪ ،‬وبتوقيع‬
‫ما بعد تشكيل مؤسسات السلطة االنتقالية‪ ..‬صناعة الحاضنة السياسية‬
‫لالنتقال‬
‫ه‬
‫والتغيي عند هذه المرحلة لصيغة هيكلية جديدة ي‬
‫ر‬ ‫انتقل تحالف قوى الحرية‬
‫المجلس المركزي القيادي كسلطة سياسية أعىل يف التحالف ويتكون من ‪5‬‬
‫الوطت ونداء‬
‫ي‬ ‫السودانيي وقوى الجماع‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫ممثلي‪/‬ات لكل من تجمع‬
‫ر‬
‫ممثلي لكل من التجمع االتحادي وتجمع القوى المدنية وممثل لكل‬
‫ر‬ ‫السودان و‪3‬‬
‫من تيار الوسط والحزب الجمهوري و‪ 3‬مراقب ري من التنسيقية‪.‬‬
‫التنظيم والتنفيذي يف‬
‫ي‬ ‫تحولت التنسيقية هنا لجهاز تنفيذي يتوىل الجانب‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫الت كانت قد‬ ‫التحالف‪ ،‬أقر الهيكل أيضا تمثيال مستقال للجبهة الثورية السودانية ي‬
‫جمدت عضويتها حينها‪ ،‬عىل أن تحدد عدد المقاعد بالتوافق مع الجبهة الثورية‪.‬‬
‫الفية بداية التصدعات ف جسد الحرية والتغيي‪ ،‬مثلت هذه ر‬
‫الفية‬ ‫شهدت هذه ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫مؤسس‬
‫ي‬ ‫غي مألوف للتحالف حيث تشكلت الحكومة ولم يكن لها رابط‬
‫بداية تحول ر‬
‫والتغيي‪ ،‬وحدثت توترات عديدة بسبب تحمل التحالف للكلفة السياسية‬
‫ر‬ ‫بالحرية‬
‫ألداء الحكومة دون أن يكون جزءا من عمليات اتخاذ القرار داخلها‪ ،‬وقد حدثت‬
‫وف قضية‬
‫ديسمي مع مجلس الوزراء‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫الميانية يف‬
‫مواجهات عديدة يف قضية ر‬
‫التطبيع مع إشائيل مع رئيس مجلس السيادة يف رفياير‪ ،‬كما قدم التحالف مذكرة‬
‫ضافية لرئيس الوزراء يف يناير تضمنت عددا من القضايا الواجب الشاع فيها أو‬
‫‪26‬‬
‫األمت والعسكري واالقتصاد‬
‫ي‬ ‫تعديل منهج العمل فيها مثل السالم والصالح‬
‫وتعيي الوالة‪.‬‬
‫ر‬ ‫والعالقات الخارجية‬
‫قدم حزب األمة القوم مبادرة العقد االجتماع ر‬
‫السء الذي حرك الساكن داخل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أروقة التحالف‪ ،‬الذي صارت هنالك تباينات واضحة داخله يف قضايا مثل عالقته‬
‫الداخىل‪ ،‬وطرق اتخاذ القرار فيه‪.‬‬
‫ي‬ ‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫بالحكومة وسياساتها‪ ،‬وهيكله‬
‫والتغيي وشكل له لجنة يف رفياير‬
‫ر‬ ‫قرر المجلس المركزي حينها عقد مؤتمر للحرية‬
‫‪2020‬م ليعقد يف مارس من نفس العام‪ ،‬ولكن انتشار وباء الكورونا وما صحبه حينها‬
‫وحي تم استئناف المحاوالت الحقا كان‬
‫من إغالق تام أوقف تلك المحاوالت‪ ،‬ر‬
‫كثية‬
‫الشيوع الذي وضع عراقيل ر‬
‫ي‬ ‫شقي‪ :‬األول من موقف الحزب‬
‫هنالك تباين من ر‬
‫ر‬
‫الت كانت حينها يف مفاوضات‬
‫والثان موقف الجبهة الثورية ي‬
‫ي‬ ‫أمام قيام المؤتمر‪،‬‬
‫السالم وكان الهدف أن يؤدي المؤتمر لفك تجميدها يف التحالف ومعاودتها العمل‬
‫فيه‪.‬‬
‫القوم عمله يف التحالف وفقا لمذكرة‬
‫ي‬ ‫يف أبريل من ذات العام جمد حزب األمة‬
‫تفصيلية تقدم بها حول عدد من القضايا‪ ،‬وتشكلت لجنة للتحاور معه عقب ذلك‬
‫الت طرحها‪ ،‬واعتمد منهج التنسيق لدارة العمل حينها ر‬
‫حت حل‬ ‫ر‬
‫ومعالجة القضايا ي‬
‫القضايا العالقة‪.‬‬
‫المهنيي والذي شكل‬
‫ر‬ ‫حدث عقب ذلك يف يونيو من نفس العام زلزال انقسام تجمع‬
‫المهنيي أغلبها ذو طابع‬
‫ر‬ ‫انعكاسا لضاعات مستمرة ظلت تمور يف جسد تجمع‬
‫الشيوع مع بقية مكونات التحالف‪ .‬وتبع ذلك‬
‫ي‬ ‫سياس كانعكاس لضاع الحزب‬
‫ي‬
‫نوفمي من ذات العام وتبنيه خط مناهضة السلطة‬ ‫ر‬ ‫الشيوع يف‬
‫ي‬ ‫خروج الحزب‬
‫ميرا ذلك بمفارقتها لخط الثورة وغاياتها‪.‬‬
‫والسغ لسقاطها ر‬
‫ي‬ ‫االنتقالية‬
‫والتغيي‪ ،‬وعىل مسار المرحلة‬
‫ر‬ ‫بتأثيها عىل أداء الحرية‬
‫كل هذه التصدعات ألقت ر‬
‫االنتقالية‪ ،‬كما أنها نبهت للخلل المصاحب لمنظومة التحالف ورصورة تالفيه‬
‫‪27‬‬
‫ومعالجته‪ ،‬وه عملية طويلة دخل فيها التحالف ر‬
‫حت توجت بتوقيع إعالن ‪8‬‬ ‫ي‬
‫سبتمي الذي أعاد توحيد قط اعات واسعة من التحالف وتنظيمها وفق رؤية سياسية‬
‫ر‬
‫وتنظيمية جديدة‪ ،‬ولم يخل من النواقص بكل تأكيد‪ ،‬ولكنه كان خطوة مهمة إىل‬
‫األمام‪.‬‬
‫عالقة قوى الحرية والتغيت بالحكومة االنتقالية‪:‬‬
‫والتغيي ر‬
‫مباشة يف عملية‬ ‫ر‬ ‫بعد توقيع الوثيقة الدستورية انخرطت قوى الحرية‬
‫والت كانت قد شكلت لها منذ وقت سابق لجنة‬ ‫ر‬
‫تشكيل هياكل السلطة االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫معايي االختيار وطرقه‬ ‫ممثلي للكتل المختلفة أعدت منذ وقت باكر‬ ‫ر‬
‫لليشيحات من‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫حزبيي للحكومة التنفيذية‪ ،‬وهو‬
‫ر‬ ‫مع الوضع يف االعتبار قرار التحالف بعدم تسمية‬
‫اك األصل الذي رأى‬ ‫ر‬
‫العرن االشي ي‬
‫ري‬ ‫القرار الذي تحفظ عليه حينها فقط حزب البعث‬
‫سياسيي لها وهو موقف أعلنه‬
‫ر‬ ‫أن مهمة الحكومة سياسية وأنه من الواجب تسمية‬
‫يف حينها‪.‬‬
‫ا‬
‫تم أوال تسمية أعضاء السيادي بواقع شخص لكل كتلة مع مراعاة تمثيل األقاليم‬
‫ومعايي محددة يف كل مرشح‪/‬ة‪.‬‬
‫ر‬ ‫المختلفة‬
‫عقب تسمية أعضاء السيادي تم اختيار رئيس الوزراء والذي وضعته لجنة‬
‫مرشحي بعد استقبالها رليشيحات الكتل‬
‫ر‬ ‫قصية من ثالثة‬ ‫ر‬
‫اليشيحات ضمن قائمة ر‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫المختلفة‪ ،‬ونال د‪ .‬عبدهللا حمدوك وهو مرشح عن تجمع‬
‫حينها موافقة بقية الكتل المكونة للتحالف وتم أخذ موافقته رسميا عىل الموقع‬
‫ومن ثم قدم إىل السودان ف أغسطس ألداء القسم ر‬
‫والشوع يف اختيار حكومته من‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫وه العملية ي‬
‫غي الحزبية‪ ،‬ي‬
‫والتغيي من الكفاءات ر‬
‫ر‬ ‫مرشىح الحرية‬
‫ي‬ ‫قائمة‬
‫استغرقت أسابيع من النقاش والتمحيص ومحاوالت التشكيل المتوازن للحكومة‪،‬‬
‫وأدار هذه العملية حينها التنسيقية وجسم قيادي مكون من قادة كتل التحالف نشأ‬
‫لليتيب لعادة هيكلة التحالف استعدادا لمرحلة جديدة من مراحل عمله‪.‬‬‫مؤقتا ر‬

‫‪28‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫بدأ العمل عىل برنامج الحكومة االنتقالية مبكرا انطالقا من إعالن الحرية‬
‫البشي‪ ،‬وعقب السقوط دمجت عدة مبادرات وعقدت أرب ع ورش‬
‫ر‬ ‫قبل سقوط نظام‬
‫ر‬
‫الت بدورها عقدت‬ ‫ر‬
‫الت رفعت من كل القطاعات ي‬
‫كبية لمناقشة أوراق العمل ي‬
‫عمل ر‬
‫(الينامج‬
‫وف أكتوبر ‪2019‬م تم إعداد كتاب متكامل بعنوان ر‬
‫صغية‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ورش عمل‬
‫السعاف والسياسات البديلة) فيه التدخالت والسياسات يف كل المجاالت وسلم يف‬
‫ي‬
‫ر‬
‫نفس الشهر إىل السيد رئيس الوزراء‪ ،‬وتواصلت مجهودات تطوير برنامج الفية‬
‫والتغيي سبع ورش عمل‪ ،‬وأصدرت‬
‫ر‬ ‫االنتقالية حيث نظمت تنسيقية قوى الحرية‬
‫ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ..‬االحتياجات العاجلة‬ ‫ر‬
‫المقيح‬ ‫(الينامج‬
‫توصياتها يف كتاب ر‬
‫واألولويات) يف مايو ‪2020‬م‪.‬‬
‫والتغيي لجنة اتصال بالحكومة يف شقيها السيادي‬
‫ر‬ ‫كما شكلت قوى الحرية‬
‫والتغيي ال سيما اللجنة القانونية واالقتصادية‬
‫ر‬ ‫والتنفيذي ونشطت لجان الحرية‬
‫والخدمات والحكم االتحادي يف تقديم تقارير وسياسات موجهة بصورة راتبة‬
‫وف‬ ‫ر‬
‫الت نظمتها الحكومة ي‬
‫للحكومة االنتقالية‪ ،‬مع المشاركة الفاعلة يف ورش العمل ي‬
‫التحضي لمؤتمر الحكم والدارة‪ ،‬وبلورت الحرية‬
‫ر‬ ‫وف‬
‫القوم ي‬
‫ي‬ ‫المؤتمر االقتصادي‬
‫والتغيي رؤية متكاملة حول السالم يف أرب ع ورش عمل‪.‬‬
‫ر‬
‫عىل الرغم من هذه المحاوالت إال أن العالقة المؤسسية ربي التحالف والحكومة‬
‫ر‬
‫السء الذي جعل التحالف‪ ،‬ضمن‬
‫وغي متصلة بشكل فعال‪ ،‬وهو ي‬
‫كانت ضعيفة ر‬
‫ر‬
‫الت رأى أنه يتحمل الكلفة‬
‫أسباب أخرى‪ ،‬يراجع موقفه من المشاركة يف الحكومة ي‬
‫السياسية لقراراتها دون المشاركة يف عملية صناعتها‪.‬‬
‫تعيي والة الواليات يف شهر يوليو ‪2020‬م‪ ،‬والذين‬
‫ر‬ ‫كانت المراجعة األوىل يف‬
‫الت رفعت‬‫ر‬
‫عي عملية بدأت من تنسيقيات الواليات ي‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫رشحتهم قوى الحرية‬
‫لمعايي محددة وضعها المجلس المركزي للتحالف‪،‬‬
‫ر‬ ‫قصية وفقا‬
‫مرشحيها يف قائمة ر‬
‫واختار من بينهم قائمة مختضة رفعها لرئيس الوزراء ودخل يف مناقشات مستمرة‬
‫‪29‬‬
‫معه ر‬
‫حت تعيينهم الذي استند عىل قائمة التحالف يف جميع الواليات عدا واليات‬
‫اعيضت عدد من مكونات التحالف‬ ‫وشق دارفور والشمالية‪ ،‬كما ر‬ ‫جنوب كردفان ر‬

‫اليشيحات مثل حزب األمة الذي كانت عضويته مجمدة حينها‬ ‫ف حينها عىل ر‬
‫ي‬
‫الشيوع وتجمع القوى المدنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫والحزب‬
‫ر‬
‫الت تشكلت عقب اتفاق‬
‫عقب ذلك جاءت المراجعة الرئيسية يف الحكومة الثانية ي‬
‫ر‬
‫والت ضمت كوادر حزبية ألسباب عديدة منها تقييم تجربة‬
‫السالم يف رفياير ‪2021‬م ي‬
‫الحكومة األوىل والواقع الجديد عقب اتفاق السالم الذي قررت فيه أطراف العملية‬
‫ر‬
‫الت خصصت لها وفقا التفاق السالم‪،‬‬
‫حزبيي يف الحصة ي‬
‫ر‬ ‫عي‬
‫السلمية المشاركة ر‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫واتسمت المرحلة الثانية هذه بعالقة أوثق ربي تحالف قوى الحرية‬
‫عي صيغ مؤسسية مختلفة‪.‬‬
‫والحكومة ر‬
‫والتغيي عملية العداد لكيفية تشكيل المجلس‬
‫ر‬ ‫يع‪ :‬بدأت الحرية‬
‫المجلس التش ي‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫يغ منذ أكتوبر ‪ .2019‬ر‬
‫فوىح التحالف أوال بتوقيع إعالن جوبا الذي وقعه‬ ‫التش ي‬
‫نائب رئيس مجلس السيادة بالتشاور مع رئيس الوزراء‪ ،‬والذي قض بتأجيل تشكيل‬
‫المجلس ر‬
‫حت توقيع اتفاق السالم يف مدة ال تتجاوز الشهرين‪ ،‬وهو العالن الذي‬
‫والتغيي وتمسك من أطراف‬
‫ر‬ ‫تم تجديده عدة مرات وسط مقاومة من قوى الحرية‬
‫العملية السلمية باليفاء به‪ .‬يف مايو ‪ 2020‬توصلت لجنة التواصل ربي الحرية‬
‫والتغيي مع المكون العسكري لتصور حول تشكيل المجلس من ‪ 200‬عضوا توزع‬
‫ر‬
‫منها ‪ 155‬مقعدا للحرية والتغي ري و‪ 45‬للتشاور‪ ،‬عىل أن ر‬
‫يفت يف أمر ال ‪ 100‬مقعد‬
‫المتبقية عقب اتفاق السالم‪ ،‬وهو األمر الذي تم رفضه من بعض مكونات الحرية‬
‫ا‬ ‫ر ر‬
‫الت تمسكت بتشكيله كامال وهو األمر الذي لم يكن ممكنا بسبب األثر‬
‫والتغيي ي‬
‫سي مفاوضات السالم‪.‬‬
‫الذي سيلقيه عىل ر‬
‫تجهي تصورات حول توزي ع‬
‫ر‬ ‫عىل الرغم من إعالن جوبا إال أن المجلس المركزي بدأ‬
‫مقاعد المجلس‪ ،‬أفضت المشاورات يف نهاية األمر عند توقيع اتفاق السالم إىل‬
‫‪30‬‬
‫تحديد نسبة أطراف العملية السلمية يف يوليو ‪2020‬م حيث تم اعتماد عدد ‪75‬‬
‫يغ مأخوذة (عدد ‪ 40‬مقعد من نسبة ‪ % 33‬الخاصة‬ ‫ر‬
‫مقعدا يف المجلس التش ي‬
‫والتغيي)‪ .‬وقد توصل‬
‫ر‬ ‫بالتشاور وعدد ‪ 35‬مقعد من نسبة ‪ % 67‬الخاصة بالحرية‬
‫والتغيي إىل صيغة نهائية يف أكتوبر ‪2020‬م لتوزي ع‬
‫ر‬ ‫المجلس المركزي لقوى الحرية‬
‫والتغيي حيث تم توزيعها إىل‪ :‬عدد ‪ 107‬مقعدا‬
‫ر‬ ‫عدد ‪ 165‬مقعدا الخاصة بالحرية‬
‫ا‬
‫تسم أي والية ممثال‪/‬ة عىل األقل من‬
‫ي‬ ‫السكان‪ ،‬عىل أن‬
‫ي‬ ‫للواليات حسب التعداد‬
‫والتغيي‪ .‬ووضعت تصورا‬
‫ر‬ ‫لجان المقاومة وعدد ‪ 58‬مقعدا للكتل المكونة للحرية‬
‫لتوزي ع مقاعد والية الخرطوم باعتبارها العاصمة وعددها ‪ 18‬مقعدا‪ ،‬حيث أعطيت‬
‫لجان المقاومة عدد ‪ 14‬مقعدا بموجب مقعدين يف كل محلية‪ ،‬وعدد ‪ 4‬مقاعد‬
‫غي الممثلة‪ .‬وخاطبت لجنة‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫لتمثيل القوى الموقعة عىل إعالن الحرية‬
‫والتغيي تنسيقيات الواليات لتسمية‬ ‫يغ بالمجلس المركزي للحرية‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫المجلس التش ي‬
‫ديسمي ‪2020‬م‪ ،‬وأعطت سقفا زمنيا ر‬
‫عشة أيام‪ ،‬وبعد‬ ‫ر‬ ‫مرشىح الواليات بتاري خ ‪6‬‬
‫ي‬
‫ديسمي ‪2020‬م‬
‫ر‬ ‫غيي يف ‪21‬‬
‫انتهاء المدة استمع المجلس المركزي لقوى الحرية والت ر‬
‫يغ خالصته‪:‬‬ ‫ر‬
‫إىل تقرير من لجنة المجلس التش ي‬
‫وه‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يغ ي‬
‫‪ -‬ظهور إشكاالت يف عش واليات أعاقت تسمية أعضاء المجلس التش ي‬
‫(غرب دارفور‪ ،‬شمال دارفور‪ ،‬النيل األزرق‪ ،‬شمال كردفان‪ ،‬غرب كردفان‪ ،‬كسال‪،‬‬
‫القضارف‪ ،‬البحر األحمر‪ ،‬الجزيرة‪ ،‬النيل األبيض‪ ،‬نهر النيل) وأرج ع التقرير‬
‫الشكاالت ألسباب قلة المقاعد الممنوحة للواليات المعنية‪.‬‬
‫يغ بعدد‬ ‫ر‬
‫‪ -‬تنسيقيات لجان المقاومة لم توافق عىل التمثيل يف المجلس التش ي‬
‫(مقعدين) يف كل محلية يف الخرطوم‪ ،‬وطلبوا أن تخصص نسبة ال تقل عن ‪%33‬‬
‫إجماىل مقاعد المجلس‪.‬‬
‫ي‬ ‫للجان من‬
‫‪ -‬لم يتم التوافق مع المكون العسكري حول توزي ع ال ‪ 60‬مقعدا بالتش اور‪.‬‬
‫موقف الحرية والتغيت‬
‫‪31‬‬
‫السكان‪ ،‬ومعالجة‬
‫ي‬ ‫اف وفق التعداد‬
‫والتغيي بمنهج التمثيل الجغر ي‬
‫ر‬ ‫تمسكت الحرية‬
‫الشكاليات يف التنسيقيات‪ ،‬وحثها عىل التوافق حول توزي ع الحصة الممنوحة‪،‬‬
‫وإدخال توزي ع عضوية المجالس ر‬
‫التشيعية الوالئية ضمن العملية لزالة االحتقان‬
‫لليشيحات أسبوعا الستالم ر‬
‫اليشيحات‪،‬‬ ‫الفية الممنوحة ر‬
‫واالستقطاب‪ ،‬وتمديد ر‬

‫يغ خالل أسبوع‪.‬‬ ‫ر‬


‫وتوجيه الكتل بتسمية مرشحيها للمجلس التش ي‬
‫هناك عدد ‪ 60‬مقعد متبقية من نسبة ‪ %33‬للتشاور ربي المكون العسكري وقوى‬
‫والتغيي وفق الوثيقة الدستورية بدأت نقاشات حولها‪ ،‬ولكن لم يتم االتفاق‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫حولها‪.‬‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫يغ رافضة الصيغة ي‬
‫هناك جهات طالبت بمشاركتها يف تشكيل المجلس التش ي‬
‫والتغيي أهمها (ال لقهر النساء‪ ،‬تجمع األجسام المطلبية‪ ،‬المجتمع‬
‫ر‬ ‫أعتمدها الحرية‬
‫يغ الثوري‪ ،‬لجان المقاومة‪ ...‬إلخ)‪.‬‬ ‫ر‬
‫المدن‪ ،‬منسم‪ ،‬مبادرة المجلس التش ي‬
‫ي‬
‫األكي للمحافظة عىل مكتسبات الثورة‬ ‫االنتقاىل يمثل الضمان‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫المجلس التش ي‬
‫حقيق لفراز‬‫ر‬ ‫سياس‬ ‫اط‪ ،‬ويمثل حلبة رصاع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ويحقق مقاصد االنتقال الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫برلمان قادر عىل أداء مهامه الدستورية‪ .‬يعتمد اليشيح لعضوية المجلس التش ي‬
‫يغ‬
‫المعايي والتوازنات الجغرافية‪ ،‬والنوعية‪،‬‬
‫ر‬ ‫السياس وفق‬
‫ي‬ ‫كبي من التوافق‬
‫عىل قدر ر‬
‫والعمرية‪ ،‬والثورية‪.‬‬
‫ا‬
‫يف خاتمة المطاف تعذر تشكيل المجلس بسبب تأجيله أوال بسبب مفاوضات‬
‫والتغيي وبقية مكونات الثورة عىل طريقة ونسب‬
‫ر‬ ‫السالم وتعذر االتفاق ربي الحرية‬
‫التشكيل‪ ،‬وتعذر االتفاق ربي التحالف والمكون العسكري عىل نسبة التشاور‪ ،‬ويمثل‬
‫أكي إخفاقات المرحلة االنتقالية‪.‬‬
‫هذا العجز أحد ر‬
‫عالقة قوى الحرية والتغيت بقوى الثورة األخرى‪:‬‬
‫مؤسس تحالف قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫العالقة مع الجبهة الثورية‪ :‬الجبهة الثورية من‬
‫عي وجودها يف قوى نداء السودان كإحدى كتله‪ ،‬وقد ساهمت يف كل مراحل‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬
‫‪32‬‬
‫والتغيي منذ توقيع العالن وتشكيل التنسيقية ومثلت فيها ضمن‬
‫ر‬ ‫تأسيس الحرية‬
‫كتلة نداء السودان يف رفياير ‪2019‬م‪ ،‬وظلت جزءا من كافة قرارات التحالف مع‬
‫وجود بعض التحفظات من بعض قادتها حول بعض قضايا تكوين التحالف‬
‫وهيكلته‪.‬‬
‫بالبشي بسبب بداية التفاوض‬
‫ر‬ ‫انفجرت الخالفات بصورة واضحة عقب الطاحة‬
‫وبي‬
‫للمدنيي حيث تباينت الرؤى داخل الجبهة الثورية وبينها ر‬
‫ر‬ ‫حول تسليم السلطة‬
‫والتغيي حول ترتيب القضايا ووضعية الحركات ومشاركتها يف‬
‫ر‬ ‫بقية مكونات الحرية‬
‫التفاوض وعالقته بقضايا السالم‪.‬‬
‫تمت معالجات جزئية بادئ األمر بتمثيل الثورية ضمن وفد تفاوض قوى الحرية‬
‫ا‬
‫والتغيي‪ ،‬وهو األمر الذي لم يستمر طويال‪ ،‬لتنعقد عقب ذلك اجتماعات أديس أبابا‬
‫ر‬
‫السياس‬ ‫ر‬
‫الت لم تنجح يف تقريب وجهات النظر‪ ،‬ومن ثم جاء توقيع االتفاق‬
‫ي‬ ‫والقاهرة ي‬
‫في أدت لتجميد الجبهة الثورية‬
‫والوثيقة الدستورية ليؤسس لمفاصلة ربي الطر ر‬
‫والتغيي ومن ثم بدايتها لمسار عملية سلمية مع الحكومة‬
‫ر‬ ‫لعضويتها يف الحرية‬
‫والتغيي جزءا منها يف بدايتها‪ ،‬بل‬
‫ر‬ ‫االنتقالية يف أكتوبر ‪ ،2019‬لم تكن قوى الحرية‬
‫الطرفي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ممثىل الثورية تمثيلها وهو ما زاد من حدة التوتر ربي‬
‫ي‬ ‫ورفض بعض‬
‫الفية عقدت اجتماعات عديدة يف جوبا بغرض معالجة القضايا العالقة‪،‬‬ ‫عقب هذه ر‬

‫وف شهر يونيو أرسلت أطراف‬


‫الطرفي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫وحدث تقدم طفيف خفف التوتر ربي‬
‫العملية السلمية وفدا للخرطوم لمعالجة القضايا العالقة يف اتفاق السالم وعقد‬
‫اجتماعات مع المجلس المركزي‪ ،‬وضعت اللبنة النهائية للوصول التفاق سالم‬
‫ر‬
‫مشيك‪ ،‬تمثل الحقا يف مذكرة تفاهم وقعت يف جوبا مع الجبهة‬ ‫ولبداية تعاون‬
‫ر‬
‫المشيك الحقا لدماج اتفاق السالم يف‬ ‫وف العمل‬
‫الثورية يف أغسطس ‪2019‬م‪ ،‬ي‬
‫نوفمي ‪2020‬‬ ‫الوثيقة الدستورية وتشكيل مؤسسات السلطة االنتقالية ف ر‬
‫الفية من‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫حت رفياير ‪2021‬م‪.‬‬‫ر‬

‫‪33‬‬
‫ر‬
‫الت‬
‫عقب تشكيل مؤسسات السلطة االنتقالية بدأ عمل دؤوب لمعالجة القضايا ي‬
‫والتغيي‪ ،‬وإعادة لحمة التحالف‬
‫ر‬ ‫دفعت الجبهة الثورية لتجميد عضويتها يف الحرية‬
‫موقفي داخل أطراف العملية السلمية‬
‫ر‬ ‫وتماسكه‪ ،‬وقد جرت حوارات معمقة فرزت‬
‫والتغيي وعودة‬
‫ر‬ ‫إيجان عمل بقوة من أجل تطوير وإصالح الحرية‬
‫ري‬ ‫أحداهما تيار‬
‫الجبهة الثورية لتكون فاعلة ضمن هياكلها وهو التيار الذي قاده كل من حركة تحرير‬
‫االنتقاىل والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وتجمع‬
‫ي‬ ‫السودان – المجلس‬
‫سبتمي الذي سعت أطراف عديدة لتعطيله‪،‬‬
‫ر‬ ‫قوى التحرير وأثمر عن توقيع إعالن ‪8‬‬
‫وتي ار آخر بقيادة حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان قيادة مناوي‪،‬‬
‫لتيسيهما وسندهما الالحق النقالب ‪ 25‬أكتوبر‪،‬‬
‫ر‬ ‫واللذان مضيا يف طريق آخر أدى‬
‫حي ال زالت‬
‫كبية‪ ،‬يف ر‬
‫والتغيي بصورة ر‬
‫ر‬ ‫وهو األمر الذي باعد بينهما والحرية‬
‫تمي عضوة فاعلة يف الحرية‬ ‫المكونات الموقعة عىل اتفاق جوبا وإعالن ‪ 8‬سب ر‬
‫ر‬
‫الت خلفها االنقالب وعالقتها باتفاق سالم جوبا‪.‬‬
‫والتغيي عىل الرغم من التناقضات ي‬
‫ر‬
‫الت شهدت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫العالقة مع لجان المقاومة‪ :‬بدأ تشكيل لجان المقاومة يف الفية ي‬
‫البشي عقب انفصال جنوب السودان‪ ،‬وقد طرحت‬
‫ر‬ ‫الجماهيي ضد نظام‬
‫ر‬ ‫النهوض‬
‫ر‬
‫والت كانت تضم جميع‬
‫الوطت آنذاك ي‬
‫ي‬ ‫الفكرة ودعمتها وبدأت تنفيذها قوى الجماع‬
‫ر‬
‫الت تنظمت حينها تحت‬
‫البشي عدا حركات الكفاح المسلح ي‬
‫ر‬ ‫القوى المناهضة لنظام‬
‫مظلة الجبهة الثورية السودانية‪ .‬نشأت بعض اللجان يف بعض المناطق وساهمت‬
‫سبتمي ‪2013‬م‪ ،‬ونضجت عقبها وإن الزم انتشار الفكرة بطء واضح‬
‫ر‬ ‫بفعالية يف ثورة‬
‫لم ييش أن ر‬
‫تنتش بالصورة المأمولة‪.‬‬
‫والتغيي ولجنة العمل‬
‫ر‬ ‫ديسمي ‪2018‬م رأت تنسيقية قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫مع تصاعد حراك‬
‫الجماهيي وربطه‬
‫ر‬ ‫الميدان رصورة انتشار الفكرة ودعمها من أجل تجذير الحراك‬
‫ي‬
‫بالمناطق وتوسيع قاعدته وإنهاك السلطات وشل قدرتها عىل محارصة وقمع الثورة‬
‫الميدان وساهمت يف تشكيل اللجان يف‬
‫ي‬ ‫الشعبية‪ ،‬وبالفعل شجعت لجنة العمل‬
‫‪34‬‬
‫مناطق عديدة يف العاصمة والواليات مما ساهم بصورة واضحة يف مواصلة الحراك‬
‫والوصول لقمته يف ‪ 6‬أبريل ‪2019‬م‪.‬‬
‫والتغيي ولجان المقاومة تشهد‬
‫ر‬ ‫البشي بدأت العالقة ربي الحرية‬
‫ر‬ ‫عقب سقوط نظام‬
‫الحزن داخل اللجان للسيطرة عليها وهو ما‬
‫ري‬ ‫توترات لعدة أسباب من بينها الضاع‬
‫يفقدها وحدتها واستقالليتها وصلتها السليمة الموحدة مع التحالف ككل‪ ،‬وأيضا‬
‫تعريف طبيعة دور اللجان يف المرحلة االنتقالية وبروز تصورات مختلفة داخلها‬
‫الت بدأت تتشب رويدا للجان حول عدم مالمسة‬ ‫ر‬
‫والتغيي‪ ،‬والرؤية ي‬
‫ر‬ ‫وداخل الحرية‬
‫المرحلة االنتقالية لسقف الطموحات الثورية وسطها وتأجيج جهات عديدة لهذا‬
‫ر‬
‫والفية االنتقالية‪ ،‬لم تكن أيضا مؤسسات‬ ‫والتغيي‬ ‫األمر الستخدامه ضد الحرية‬
‫ر‬
‫الكاف لسد ثغرات التواصل وعدم السماح‬
‫ي‬ ‫التحالف والسلطة االنتقالية تبذل الجهد‬
‫وبي اللجان‪.‬‬
‫بتوسيع الشقة بينها ر‬
‫الت سبقت االنقالب‪ ،‬ولعبت لجنة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عىل الرغم من أن العالقة بدأت تقيب يف الفية ي‬
‫سبتمي و‪ 21‬أكتوبر‬ ‫كبي يف مواكب ‪30‬‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫التفكيك دورا مهما يف ذلك وتم عمل مشيك ر‬
‫وف وقت الحق بعد أسابيع من‬ ‫ر‬
‫وعقب االنقالب مباشة يف التصدي له إال أنه ي‬
‫الطرفي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المباش ربي‬ ‫االنقالب بدأت الشقة تظهر من جديد وتتسع وتعذر التنسيق‬
‫والتغيي لكل أشكال التنسيق‪ ،‬إال أن رؤية اللجان حول العمل‬
‫ر‬ ‫رغم استعداد الحرية‬
‫غي واضحة وفيها تباينات يف الرؤى عقدت الوصول لصيغة عمل‬ ‫ر‬
‫المشيك ال زالت ر‬
‫ر‬
‫مشيكة ر‬
‫حت اآلن‪.‬‬
‫ر‬
‫ثورن أبريل‬ ‫ر‬
‫تجربت‬ ‫عالقة قوى الحرية والتغيت بالمكون العسكري‪ :‬عىل عكس‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اللتي كانت فيهما القوى المدنية الديمقراطية عىل اتصاالت مع تنظيمات‬
‫وأكتوبر ر‬
‫الجماهيية‪ ،‬لم يكن هذا هو‬
‫ر‬ ‫ضباط ذوي ميول سياسية متوافقة مع مطالب الحركة‬
‫والتغيي أي‬
‫ر‬ ‫ديسمي المجيدة حيث لم يكن لقيادة قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ذات الحال يف ثورة‬
‫البشي‪ ،‬لذا فقد كان الضباط اللذين‬
‫ر‬ ‫اتصاالت مع المؤسسة العسكرية ر‬
‫حت سقوط‬
‫‪35‬‬
‫بالتغيي‬ ‫أعلنوا انحيازهم للثورة بكاملهم جزءا من النظام القديم ولم يكن ر‬
‫اليامهم‬
‫ر‬
‫والتغيي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الحقيق معلوما لدى قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫المباشة كانت مع قائد قوات الدعم الشي ع محمد حمدان دقلو نهار‬ ‫أوىل اللقاءات‬
‫والتغيي وأبلغهم رسميا بأنه لن يكون‬
‫ر‬ ‫يوم ‪ 11‬أبريل‪ ،‬حيث طلب مقابلة قيادة الحرية‬
‫جزءا من المجلس العسكري الذي سيشكله الفريق عوض ابن عوف‪ ،‬وأنه سينحاز‬
‫الرسم األول مع المجلس الجديد‬
‫ي‬ ‫التغيي الشامل‪ .‬أما اللقاء‬
‫ر‬ ‫كليا لرغبة الشارع يف‬
‫عي لجنة االتصال‪،‬‬
‫اليهان فقد كان يوم ‪ 14‬أبريل ر‬
‫الذي شكله الفريق عبد الفتاح ر‬
‫والتغيي عىل استحواذ‬
‫ر‬ ‫حيث أبلغت الوفد المجلس رسميا بعدم موافقة الحرية‬
‫للمدنيي وفق تصور معد‬
‫ر‬ ‫المؤسسة العسكرية عىل السلطة‪ ،‬وطلبها تسليم السلطة‬
‫يف شكل إعالن دستوري أعده التحالف‪ ،‬وبالفعل أعلن التحالف تصوره لتسليم‬
‫السلطة لقوى الثورة يوم ‪ 16‬أبريل وسلمه رسميا للمجلس العسكري الذي أظهر‬
‫ا‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫الطرفي‪ ،‬لتضع الحرية‬
‫ر‬ ‫تماطال واضحا قاد الزدياد حدة التوتر يف العالقة ربي‬
‫تغيي تركيبته وازاحة العنارص‬ ‫ر‬
‫بعدها جملة اشياطات للتعامل مع المجلس منها ر‬
‫الوطت ليستجيب المجلس باستقالة ‪ 3‬من أعضائه يف ‪ 24‬أبريل‬
‫ي‬ ‫المرتبطة بالمؤتمر‬
‫والتغيي بعدها الجلوس مع المجلس العسكري لبحث ترتيبات‬
‫ر‬ ‫ولتقبل قوى الحرية‬
‫للمدنيي‪ ،‬وهو األمر الذي سار بادئ األمر بصورة جيدة ولكنه شهد‬
‫ر‬ ‫نقل السلطة‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫انتكاسة بياجع المجلس عن الياماته األوىل وتطاول أمد جلسات التفاوض ي‬
‫شهدت مدا وجزرا‪ ،‬لتستمر العالقة يف التدهور وتبلغ مداها يف مجزرة فض اعتصام‬
‫لتىحء ‪ 30‬يونيو‬
‫القيادة العامة‪ ،‬وما تاله من مواجهات ووساطة أثيوبية وأفريقية ر ي‬
‫للمدنيي وفقا لما‬
‫ر‬ ‫الجماهيية يف نقل السلطة‬
‫ر‬ ‫وتحسم األمر لصالح مطالب الحركة‬
‫نصت عليه الوثيقة الدستورية الموقعة يف ‪ 17‬أغسطس ‪2019‬م‪.‬‬
‫عقب توقيع الوثيقة الدستورية وتشكيل مؤسسات السلطة االنتقالية‪ ،‬كانت‬
‫المرحلة التالية ه مرحلة لبناء الثقة بي الطرفي اللذين ر‬
‫يشيكان يف عدم ثقتهما يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫‪36‬‬
‫رهي بالحفاظ‬
‫والتغيي تؤمن بأن تنفيذ االتفاق ر‬
‫ر‬ ‫بعضهما البعض‪ .‬كانت قوى الحرية‬
‫عىل توازن القوى الذي أنتجه وال تملك أي ثقة ف ر‬
‫اليام الطرف اآلخر يف تنفيذه‪.‬‬ ‫ي‬
‫تطلب الحفاظ عىل توازن القوى أمرين أوالهما الحفاظ عىل قوى الثورة موحدة‬
‫ومنظمة وتوسيع قاعدتها وثانيهما استخدام السلطة االنتقالية لكامل صالحياتها‬
‫المدن والتنفيذي‬
‫ي‬ ‫المنصوص عليها يف الوثيقة الدستورية يف شقيها السيادي‬
‫يغ‪ .‬لم يش األمر كما هو مخطط له‪ ،‬فلم تحافظ قوى الثورة عىل‬ ‫ر‬
‫واستكماله بالتش ي‬
‫وحدتها ولم تمارس أجهزة السلطة االنتقالية كامل صالحياتها مما أدى لتغول‬
‫المكون العسكري وتمدده تدريجيا مما رفع من حدة التوتر مرة أخرى ب ري قوى الثورة‬
‫وبي المكون العسكري من جهة أخرى‪.‬‬
‫المدنية من جهة‪ ،‬وبينها ر‬
‫كثية لمعالجة القضايا العالقة عن طريق التفاوض مع المكون‬
‫جرت محاوالت ر‬
‫العسكري منها وضع مصفوفة للقضايا العالقة يف شهر مارس ‪ 2020‬ووضع إطار‬
‫زمت لمدة شهرين لمعالجتها‪ ،‬ومحاولة أخرى عقبها شهدت نقاشات عميقة حول‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت يحملها كل طرف وكيفية مخاطبتها بطريقة تيش‬
‫طبيعة المصالح والمخاوف ي‬
‫الطريق نحو إنجاح المرحلة االنتقالية‪ ،‬والتفاوض حول إدماج اتفاقية السالم يف‬
‫ا‬ ‫الوثيقة الدستورية وإنشاء مجلس ر‬
‫الشكاء الذي أثار جدال وانقسامات وسط قوى‬
‫ر‬
‫الت لم تكن أفضل حظا من سابقاتها‪ ،‬ليتصاعد‬
‫وأخيا مبادرة رئيس الوزراء ي‬
‫ر‬ ‫الثورة‪،‬‬
‫والتغيي نية المكون العسكري‬
‫ر‬ ‫حي ثبت لقوى الحرية‬
‫أخيا ر‬
‫التوتر وحدة المواجهة ر‬
‫لالنقالب وتقرر مواجهته بصورة شاملة لمقاومة االنقالب قبل وقوعه‪ ،‬وجعل‬
‫العاىل الذي حدث يف الشهرين‬
‫ي‬ ‫االنقالبيي‪ ،‬وظهر ذلك يف التصعيد‬
‫ر‬ ‫طريقه صعبا أمام‬
‫اللذين سبقا وقوع االنقالب وما تاله‪.‬‬
‫سبتمت وخوض معركة مواجهة االنقالب الزاحف‬
‫ر‬ ‫إعالن ‪8‬‬
‫والتغيي وتم التوقيع‬
‫ر‬ ‫سبتمي ‪2021‬م جاء التأسيس الجديد لتحالف الحرية‬
‫ر‬ ‫يف ‪8‬‬
‫والتغيي وقضايا االنتقال وبناء دولة‬
‫ر‬ ‫السياس بوحدة تحالف الحرية‬
‫ي‬ ‫عىل العالن‬
‫‪37‬‬
‫وشف حفل‬ ‫المواطنة المدنية الديمقراطية حيث وقع عليه ‪ 43‬مكونا سياسيا‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫السياس ضم القوى المتمثلة يف المجلس‬
‫ي‬ ‫التوقيع رئيس الوزراء‪ ،‬هذا العالن‬
‫ه القوى‬‫القوم‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫والتغيي والجبهة الثورية السودانية وحزب األمة‬
‫ر‬ ‫المركزي للحرية‬
‫ِّ‬ ‫ر‬
‫والتغيي االنتقالية‪ .‬هذا‬
‫ر‬ ‫الت تمثل العمود الفقري للقوى المشكلة لحكومة الحرية‬ ‫ي‬
‫ُّ‬
‫عد امتدادا وتطويرا ر‬
‫والتغيي من‬
‫ر‬ ‫والياما بما أنجزته قوى الحرية‬ ‫السياس ي‬
‫ي‬ ‫العالن‬
‫والتغيي والوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا لسالم‬
‫ر‬ ‫مواثيق وعىل رأسها‪ ،‬إعالن الحرية‬
‫والتغيي من قبل‪.‬‬ ‫اليامها الكامل بكل ما توافقت عليه قوى الحرية‬ ‫السودان‪ ،‬وجدد ر‬
‫ر‬
‫السياس الموقف من القضايا اآلتية‪:‬‬
‫ي‬ ‫حيث أجىل العالن‬
‫تحسي الظروف المعيشية‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪.11‬‬ ‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ .1‬وحدة قوى الحرية‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫القطاع‬ ‫إصالح‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪ .2‬لجان المقاومة‪.‬‬
‫والعسكري‪.‬‬ ‫‪ .3‬مشاركة النساء‪.‬‬
‫قضايا العدالة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪ .4‬الشباب‪.‬‬
‫يغ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ .5‬الشهداء والجرىح والمفقودين‪.‬‬
‫المجلس التش ي‬ ‫‪.14‬‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫المصالحة والسلم‬ ‫‪.15‬‬ ‫والالجئي‪.‬‬
‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬ ‫‪.6‬‬
‫والتعايش‪.‬‬ ‫اط‪.‬‬
‫‪ .7‬إنجاح االنتقال الديمقر ي‬
‫التمكي ومحاربة الفساد‪.‬‬
‫ر‬ ‫إزالة‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪ .8‬دعم الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫العالقات الخارجية‪.‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪ .9‬القوات النظامية‪.‬‬
‫تنفيذ اتفاقية السالم‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫والتغيي بموجب الرؤية التنظيمية الجديدة‬


‫ر‬ ‫وقد تم تشكيل مؤسسات الحرية‬
‫المتمثلة يف‪ )1( :‬الهيئة العامة‪ )2( .‬المجلس المركزي‪ )3( .‬المكتب التنفيذي‪ .‬و(‪)4‬‬
‫اللجان المتخصصة ال ‪ 15‬لجنة‪ .‬وتم كذلك العمل مع الواليات يف سبيل تطوير‬
‫تنسيقيات الواليات وفق الرؤية التنظيمية الجديدة‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫كيف تعاملت الحرية والتغيت مع انقالب ‪ 25‬أكتوبر؟‬
‫سبتمي ‪2021‬م لدعم االنتقال‬
‫ر‬ ‫والتغيي مواكب ‪30‬‬
‫ر‬ ‫‪ .1‬قبل االنقالب دعمت الحرية‬
‫التمكي‪ .‬كما دعت إىل‬ ‫ر‬
‫والت دعت لها لجنة تفكيك‬
‫ر‬ ‫المدن‪ ،‬واستكمال مهام الثورة‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والت كانت أوىل‬
‫الوطت بقاعة الصداقة ‪ 2‬أكتوبر ‪2021‬م ي‬ ‫ي‬ ‫رفض فاعلية الميثاق‬
‫محطات االنقالب‪ .‬وأعلنت يف ‪ 5‬أكتوبر ‪2021‬م المطالبة بتسليم رئاسة مجلس‬
‫األمت والعسكري‪،‬‬ ‫ر‬
‫واالليام بإصالح القطاع‬ ‫للمدنيي‪ ،‬ووحدة قوى الثورة‪،‬‬ ‫السيادة‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ورفض حل الحكومة باعتباره قرارا يخص قوى الثورة بالتشاور مع رئيس الوزراء‪،‬‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫ومناهضة محاولة خلق أزمة دستورية بحجة وجود جسم آخر للحرية‬
‫والتغيي ندوة بوالية‬
‫ر‬ ‫والدعوة لتجديد الثورة يف ‪ 21‬اكتوبر المجيدة‪ .‬أقامت الحرية‬
‫الجزيرة يف ‪ 19‬أكتوبر ‪2021‬م‪ .‬وأقامت مؤتمرا صحفيا يف سونا يوم ‪ 23‬أكتوبر‬
‫‪2021‬م‪.‬‬
‫والتغيي والوزراء‪ ،‬رفضت الحرية‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬لحظة انقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬واعتقال قيادات الحرية‬
‫ا‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫والتغيي االنقالب جملة وتفصيال ودعت للخروج للشارع والعصيان‬ ‫ر‬
‫النينت‪ ،‬وإعالن المواجهة المفتوحة مع العسكر‪،‬‬ ‫الشامل‪ ،‬وتمت مناهضة قطع ر‬

‫والتغيي االتفاق‬
‫ر‬ ‫والتنديد بالقتل واالعتقاالت وعمليات النهب‪ .‬ورفضت الحرية‬
‫واعتيته امتداد لإلجراءات‬
‫ر‬ ‫الطاري ربي قائد الجيش ود‪ .‬عبد هللا حمدوك‬
‫والتغيي يف كل المواكب يف كل المدن واألرياف خالل‬
‫ر‬ ‫االنقالبية‪ .‬وشاركت الحرية‬
‫وإعالم مع قوى الثورة‪ .‬كما قادت‬ ‫وسياس‬ ‫ميدان‬ ‫فية الثمانية أشهر وفق تنسيق‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المدنيي يف واليات السودان سيما يف دارفور‬
‫ر‬ ‫حمالت منارصة واسعة ضد قتل‬
‫وكردفان ر‬
‫والشق‪.‬‬
‫ر‬
‫الت يقودها شعبنا من أجل‬
‫والتغيي يف إطار المواجهة الشاملة ي‬
‫ر‬ ‫‪ .3‬واجهت قوى الحرية‬
‫والتغيي من هزيمة‬
‫ر‬ ‫هزيمة انقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2021‬وقد تمكنت قوى الحرية‬
‫جماهييا وإحالل واجهات‬
‫ر‬ ‫يرم لتقسيم صفوفها وعزلها‬
‫الكبي الذي كان ي‬
‫ر‬ ‫المخطط‬
‫‪39‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫وف هذا الطار تمكنت قوى الحرية‬
‫مصنوعة مكانها كحاضنة لالنقالب‪ ،‬ي‬
‫وبي قوى‬
‫الجماهيية وتعميق وتعزيز الحوار بينها ر‬
‫ر‬ ‫من المشاركة بفاعلية يف المعارك‬
‫االنقالبيي يف‬
‫ر‬ ‫المقاومة الفاعلة‪ ،‬وذلك عىل الرغم من المحاوالت المستميتة من‬
‫والتغيي واستهداف بعض مكوناتها وقياداتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫تمزيق صف الحرية‬
‫ا‬
‫والتغيي نضاال رشسا يف توضيح وجهة نظرها حول الحل‬‫ر‬ ‫‪ .4‬خاضت قوى الحرية‬
‫للمدنيي وتحقيق أهداف الثورة‬
‫ر‬ ‫المفض لنهاء االنقالب وتسليم السلطة‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬وقد‬ ‫ر‬
‫الت تنادي بها قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫واستكمالها وهو جوهر العملية السياسية ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫االنقالبيي وأتباعهم التشويش عىل قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫حاولت جهات عديدة من‬
‫ي‬ ‫وجعلها ر‬
‫والتغيي عرفت الحل‬
‫ر‬ ‫السياس‪ ،‬ولكن قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫تهي يف رؤيتها للحل‬
‫سياس زائف ال‬
‫ي‬ ‫السياس الذي يخدم مصالح الثورة وأبانت رفضها ألي حل‬
‫ي‬
‫الجماهي يف استكمال ثورتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫يخاطب مطالب‬
‫والتغيي عىل تعزيز عالقتها بالشارع وقوى المقاومة الحية وتعزيز‬
‫ر‬ ‫‪ .5‬عملت الحرية‬
‫بصي ومثابرة يف‬
‫والدوىل‪ ،‬وتمكنت من تطوير عالقاتها‪ ،‬وعملت ر‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫التضامن‬
‫ئيس النتصار شعبنا يكمن‬ ‫ر‬
‫الجبهتي وإحكام الصلة بينهما فاألساس والشط الر ي‬
‫ر‬ ‫كال‬
‫وف ذات الوقت فإن ذلك‬
‫اليوم لمقاومة وهزيمة االنقالب كأداة رئيسية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫يف نضاله‬
‫ر‬
‫الت تهتم بحقوق النسان‬
‫يتطلب الدعم والمؤازرة القليمية والدولية من كل القوى ي‬
‫والديمقراطية والحرية‪ ،‬والكرامة‪ ،‬والسالم‪ ،‬والعدالة‪.‬‬
‫والتغيي تم‬
‫ر‬ ‫وف مقدمتها قوى الحرية‬
‫‪ .6‬بفضل نضال شعبنا وكافة قوى المقاومة ي‬
‫االنقالبيي داخليا وخارجيا‪ ،‬وبعد ثمانية أشهر لم يتمكن قادة االنقالب‬
‫ر‬ ‫تعميق عزلة‬
‫تعيي رئيس وزراء أو جهاز تنفيذي ألول مرة منذ استقالل السودان‪ ،‬وهذا فشل‬
‫من ر‬
‫الموضوع‬
‫ي‬ ‫انقالن سابق‪ ،‬وتشكل هذه العزلة المميتة األساس‬
‫ري‬ ‫ذري ع لم يواجهه أي‬
‫ا‬
‫لمكانية هزيمة االنقالب وإحالل سلطة مدنية ديمقراطية بديال له‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وف ذلك بذلت‬
‫ه وحدة قوى المقاومة يف جبهة مدنية متحدة‪ ،‬ي‬
‫‪ .7‬الفريضة الغائبة ي‬
‫مض من الوصول لهذه‬
‫ي‬ ‫والتغيي جهودا مقدرة ونحن أقرب من أي وقت‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫والتغيي العمل الذي قامت به بعض‬
‫ر‬ ‫الجبهة المدنية الموحدة‪ ،‬ودعمت الحرية‬
‫ر‬
‫الت تمكنت من تكوين جبهتها وشكلت مركزا موحدا للمقاومة‪.‬‬
‫الواليات والمدن ي‬
‫‪ .8‬اتفاقية السالم أضحت بال إطار دستوري‪ ،‬وفشل قادة االنقالب يف تنفيذها‪ ،‬ألن‬
‫والتغيي حول‬
‫ر‬ ‫تنفيذها يتطلب مناخا ديمقراطيا‪ ،‬وقد دار حوار عميق داخل الحرية‬
‫اتيىح من قضايا السالم ووجود تنظيمات الكفاح المسلح من الجبهة‬ ‫ر‬
‫الموقف االسي ر ي‬
‫الت رفضت االنقالب قبل حدوثه وبعد حدوثه إال أنها ال تزال موجودة يف‬‫ر‬
‫الثورية ي‬
‫مباشة معها‪ ،‬واعتمدت قيادة الحرية‬‫هياكل السلطة االنقالبية‪ ،‬وقد جرت حوارات ر‬

‫والتغيي رصورة تطوير موقف هذه التنظيمات ورصورة توسيع قاعدة المقاومة ضد‬
‫ر‬
‫االنقالب‪ ،‬وعدم أخذ تنظيمات الكفاح المسلح ككتل صماء وإن المصالح الحقيقية‬
‫الت عانت من ويالت الحرب تكمن يف مقاومة االنقالب وفتح الطريق‬ ‫ر ر‬
‫للجماهي ي‬
‫ر‬
‫الت لم توقع‪ ،‬وإن تكوين‬ ‫ر‬
‫حقيق التفاق السالم واستكماله مع األطراف ي‬
‫ي‬ ‫نحو تطبيق‬
‫السودان يف إطار مقاومة وهزيمة‬
‫ي‬ ‫ينبغ أن يضم التنوع‬
‫ي‬ ‫الجبهة المدنية المتحدة‬
‫االنقالب مع أخذ الوضع الخاص لهذه التنظيمات ومطالبتها بتطوير مواقفها‬
‫الجماهيية وهزيمة االنقالب‪ ،‬آخذين يف االعتبار أن مصالح هذه‬
‫ر‬ ‫لمساندة للحركة‬
‫االنقالبيي وطال الزمن أم قض البد‬ ‫ر‬
‫الحقيق ال تتطابق مع‬ ‫التنظيمات يف السالم‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫االنقالبيي واالنحياز إىل‬
‫ر‬ ‫لها من أخذ مواقف واضحة للتفريق ربي مواقفها ومواقف‬
‫والتغيي يف إطار العمل‬
‫ر‬ ‫الجماهي‪ ،‬وهذه قضية تحط باهتمام قيادة الحرية‬
‫ر‬ ‫جانب‬
‫االنقالبيي وإضعاف قاعدتهم وهزيمة االنقالب‪.‬‬
‫ر‬ ‫المستمر لعزل‬
‫ه عودة‬ ‫ر‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫الت واجهها المكتب التنفيذي لقوى الحرية‬ ‫‪ .9‬من القضايا ي‬
‫الت مهدت لهذا‬‫ر‬
‫االسالميي إىل واجهة االنقالب‪ ،‬وهم من القوى المضادة للثورة ي‬
‫ر‬
‫الجماهيية‪ ،‬يتطلب‬
‫ر‬ ‫االنقالب‪ ،‬وظهورهم علنا يشكل تحديا نوعيا وجديدا للحركة‬
‫‪41‬‬
‫االسالميي‬
‫ر‬ ‫كشفه ومقاومته‪ ،‬وف تقديرنا إن ما تم ر‬
‫حت اآلن من عمل ضد عودة‬ ‫ي‬
‫الكاف‪ ،‬ونحتاج ألشكال وأساليب متنوعة‬
‫وقيادة النظام البائد للواجهة ليس بالقدر ي‬
‫لمقاومة عودتهم‪ ،‬وفضحهم وفضح مخططاتهم داخليا وخارجيا‪ ،‬فهم يشكلون‬
‫تحديا لبالدنا والعديد من بلدان الجوار والقليم والعالم والكل يعرف الضر الذي‬
‫ألحقوه بالسودان داخليا وخارجيا من قبل‪.‬‬
‫الن شابت عمل التحالف؟‬ ‫ر‬
‫ه أهم أوجه القصور ي‬ ‫ما ي‬
‫يىح الذي تقدم وما تحقق فيه يمكننا أن نلخص أهم أوجه‬ ‫ا‬
‫بناء عىل الشد التار ي‬
‫التاىل‪:‬‬
‫القصور عىل النحو ي‬
‫التفصيىل عىل كيفية التعامل مع احتمالية انحياز الجيش والقوات‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬عدم التوافق‬
‫النظامية األخرى وطريقة التعامل معه وبروز تيارات مختلفة حول هذا األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬بطء تحول هياكل التحالف من مرحلة العمل المقاوم لمرحلة إدارة االنتقال‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم قدرة هياكل ومناهج عمل التحالف يف االنفتاح بصورة فعالة عىل قوى الثورة‬
‫ديسمي المجيدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫المختلفة واستيعاب الطاقات الهائلة ال ر يت فجرتها ثورة‬
‫‪ -4‬عدم إدارة التباينات داخل التحالف يف الرؤى المختلفة بصورة بناءة تحافظ عىل‬
‫وحدته وتمثل اآلراء المختلفة دون هيمنة أو إقصاء‪.‬‬
‫المعايي المتفق عليها حول طبيعة األجسام المكونة للتحالف وأوزانها‬
‫ر‬ ‫‪ -5‬غياب‬
‫وتمثيل كل منها بصورة متوازنة‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم وجود صلة مؤسسية ربي التحالف والحكومة االنتقالية األوىل أضعف‬
‫عالقتهما ببعضهما البعض‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم القدرة عىل التوافق مع بقية مكونات الثورة األخرى عىل الصيغة األمثل‬
‫يغ‪.‬‬ ‫ر‬
‫لتكوين المجلس التش ي‬
‫الجماهيي للتحالف‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ -8‬ضعف وسائل وطرق التواصل‬

‫‪42‬‬
‫ه الدروس المستفادة من تجربة التحالف؟‬
‫ما ي‬
‫ه مفتاح هزيمة االستبداد‪ ،‬هذه الوحدة يجب أن تقوم‬ ‫‪ -1‬إن وحدة قوى الثورة ي‬
‫اع التباينات ضمن هذه القوى وتقدم التنازالت لبعضها‬ ‫ر‬
‫عىل رؤية مشيكة تر ي‬
‫البعض‪.‬‬
‫ضفتي‪ ،‬عبورها يتطلب أن يعلم الكل أن المركب‬ ‫ه مرحلة ربي‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫‪ -2‬الفية االنتقالية ي‬
‫ستعي بهم سويا أو ستغرق بهم جميعا‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب البعد عن‬
‫ر‬
‫والسغ ألي شكل من أشكال الهيمنة أو القصاء‪.‬‬
‫ي‬ ‫التنافس الضار‬
‫المدنيي والمؤسسة العسكرية مهمة للغاية ويجب أن تكون متوازنة‬
‫ر‬ ‫‪ -3‬العالقة ربي‬
‫ال تسمح لطرف أن يتغول عىل مهام الطرف اآلخر وفقا للقواعد المتبعة يف‬
‫اط‪.‬‬
‫مجتمع ديمقر ي‬
‫السغ الدؤوب نحو تشكيل المؤسسات وتمتينها‪ ،‬سواءا كانت مؤسسات‬
‫ي‬ ‫‪ -4‬رصورة‬
‫التحالف ومكوناته والقوى األخرى أو مؤسسات السلطة االنتقالية‪.‬‬
‫‪ -5‬رصورة تحديد أولويات معقولة يمكن تحقيقها خالل المرحلة االنتقالية وتحديد‬
‫ا‬
‫معايي محددة للتحقق من أنجازها وقياس االنحراف عنها وتقييمه أوال بأول‪.‬‬
‫ر‬
‫والخارجيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الداخليي‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬االهتمام بالعالم والتواصل الفعال مع‬

‫النقاش‬
‫د بكري الجاك‪:‬‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫الورشة بادرة طيبة وإن أتت متأخرة‪ ،‬وفيها إرساء لنهج جديد يف األدب‬
‫تحسي‬
‫ر‬ ‫التييرات عىل األخطاء‪ .‬وللتقييم دوران‪ :‬األول‬
‫السودان المعتاد عىل تقديم ر‬
‫ي‬
‫والثان تقديم سوابق للدراسات العلمية األكاديمية حيث تتم دراسة مواد‬
‫ي‬ ‫الممارسة‪،‬‬
‫والتغيي بفتح‬
‫ر‬ ‫اليامج والسياسات‪ .‬وأتمت استمرار التقييم وأن تقوم الحرية‬
‫لتقييم ر‬
‫ميامن‪ ،‬يعرض فيها التحالف‬ ‫نقاشات ف ميادين عامة ف كل الواليات ف وقت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪43‬‬
‫ومستقلي ‪،‬‬
‫ر‬ ‫السودان بكل تشكيالته من لجان مقاومة‬
‫ي‬ ‫موقفه ويستمع آلراء الشعب‬
‫مما يساعدنا عىل أن نخرج من انعدام الثقة والتشكيك يف النوايا‪.‬‬
‫الورقة وصفية احتوت شدا تاريخيا جيدا‪ ،‬بينما خلت من عمق ر‬
‫يشح ويفش‬
‫ر‬
‫الت ترصدها‪ ،‬مما يضعف قيمتها‪ ،‬وال يجيب عىل األسئلة العامة يف أذهان‬
‫األحداث ي‬
‫الناس الذين يعرفون أعمال الحرية والتغيي‪ ،‬ولكن ال يعرفون أسبابها‪ .‬لذلك ر‬
‫اقيح‬ ‫ر‬
‫يبي أسباب القرارات‬
‫أن تخضع الورقة لورشة مصغرة يكون فيها تحليل بنيوي‪ ،‬ر‬
‫السياس والتنسيقية‪ ،‬وكلها أمور متعلقة باتخاذ‬
‫ي‬ ‫المتخذة بدءا من تشكيل التحالف‬
‫تبي نهجها يف اتخاذ‬‫كالشكات والحكومات ر‬‫قرارات عامة‪ .‬وأي منظومة أو جهة ر‬
‫تستشي بعض الناس‪ ،‬أو ر‬
‫تشك الجميع يف القرار‪ ،‬أو أن تشاورهم‬ ‫ر‬ ‫القرارات‪ :‬إما أنها‬
‫يف تفويض أو انتخاب من يتخذون القرار‪.‬‬
‫ينبغ تحديد آلية اتخاذ القرارات فيها‪ ،‬ولذلك تبعات‬
‫والتغيي تشكل منظومة ي‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫الداخىل للتحالف وقد ال تكون‬
‫ي‬ ‫بحيث أن طبيعة وشكل القرار ربما يعكس التوازن‬
‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫له عالقة بصحة القرار من ناحية المبدأ وال من ناحية فنية‪ .‬ي‬
‫وه إشكالية‬
‫وسياس‪ .‬من ناحية فنية محضة فشلت الورقة يف ذكر‬
‫ي‬ ‫فت‬
‫جانبي ي‬
‫ر‬ ‫التعامل معها من‬
‫كيفية اتخاذ القرارات وبأي صفة ونيابة عن من وبأي صيغة؟‬
‫منهىح‬
‫ر ي‬ ‫والتغيي التدبر حول ما عملته لتطوير آلية اتخاذ القرارات بشكل‬
‫ر‬ ‫عىل الحرية‬
‫وموضوع‪ ،‬فلو كانت القرارات تتم بحجم األوزان السياسية‪ ،‬أو التصورات بحجمها‪،‬‬
‫ي‬
‫فق النهاية ستعكس القرارات جزءا من إشكاالت البنية السياسية الموجودة‪.‬‬
‫ي‬
‫السودان‪ ،‬فهناك‬ ‫والتغيي تصورات الشعب‬ ‫ر‬
‫الت تواجه الحرية‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫أكي الشكاالت ي‬
‫ومن ر‬
‫مثاىل ‪ ،normative‬أي أفضل ما يمكن‪ ،‬وما يمكن أن يكون‪ ،‬وفقا‬
‫خلط ربي ما هو ي‬
‫والتغيي قدرة البنية السياسية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫للشوط الموضوعية البنيوية‪ .‬إذ من إشكاالت الحرية‬
‫قدرن‪ ،‬لكن هناك رشوط‬ ‫ر‬ ‫يعت أن ترتكب خطأ ثم تقول هذه‬
‫ي‬ ‫السودانية‪ ،‬وذلك ال ي‬
‫ا‬
‫موضوعية للمر‪ .‬مثال أي سيارة تصنع بشعة قصوى ال تستطيع أن تتجاوزها وفقا‬
‫‪44‬‬
‫لتصميم ماكينتها‪ ،‬وكذلك البنية االجتماعية السياسية الثقافية لها قدرة ووسع‬
‫معي‪ .‬لقد جلست إىل مجموعات من شباب اللجان ولمست لديهم تصورات عن‬
‫ر‬
‫المثاىل والممكن يمكن أن تساعد التقييم‬
‫ي‬ ‫المثاىل وكأنه ممكن‪ .‬إن محاولة الفصل ربي‬
‫ي‬
‫اع بعض العوامل الموضوعية‪.‬‬
‫يف أن يتطور وير ي‬
‫وسغ‬
‫ي‬ ‫والتغيي تحالف ألحزاب حصل لها تجريف ومالحقات واستهداف‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫ثالثي سنة‪ ،‬فمجرد أن يكون لدينا أحزاب بعدها يف حد ذاته‬
‫ر‬ ‫لتدميها عىل مدى‬
‫ر‬
‫نعمة‪ .‬إن معظم الناس الذين تصدوا للعمل العام خالل هذه السنوات دفعوا أثمان‬
‫فق التسعينات كانت‬‫وف خياراتهم‪ ،‬وكانت المقاومة إشكالية ي‬
‫باهظة يف حياتهم ي‬
‫الت تضم ‪ 20‬شخصا مدعاة للغبطة‪ .‬وهذا مما ال يدركه الذين دخلوا‬ ‫ر‬
‫المظاهرة ي‬
‫السياس المقاوم‬
‫ي‬ ‫الفضاء العام مؤخرا‪ ،‬ولم يعشه الشباب الذين هم وقود العمل‬
‫ر‬
‫الت شكلت وعينا‬
‫اآلن‪ ،‬وعلينا أن نملكهم هذه التجربة ليفهموا كيف نفكر والتجارب ي‬
‫كالم بسعة صدر باعتباره يهدف لتجويد األداء ال‬ ‫ووجداننا‪ ..‬ي‬
‫وف النهاية أتمت أخذ ي‬
‫السياس يف البالد‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت صارت طابعا للعمل‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫مناطحة كجزء من ”كرة الشاب“ ي‬
‫النذير الوراق‪1‬‬ ‫التاق‬
‫ر‬
‫وإن متنا وما ماتت ضمائرنا فتلك حياة الكائن العابر‪..‬‬
‫ط المآثر‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫ولو فرغ الفؤاد من الطوى فذاك الفضل يف ي‬
‫والتغيي‪( :‬علينا التواثق ومجمل الحركة السياسية‪،‬‬
‫ر‬ ‫ما يجب أن تقوله وتقر به الحرية‬
‫االعياف باألخطاء واالعتذار عنها والعمل عىل محاربة أهواء النفوس والرغبات‬‫ر‬ ‫عىل‬
‫الذاتية يف العمل العام يف أي زمان ومكان)‪.‬‬
‫)‪ (1‬هذه محاولة نقد لتجربة الحرية والتغيي ف االنتقال تشمل ر‬
‫الفية من ‪ 11‬أبريل ‪2019‬‬ ‫ر ي‬
‫اليهان وزمرته (‪ 25‬أكتوبر ‪ .)2021‬وقد اعتمد هذا العمل‬ ‫ر‬
‫وحت تاري خ انقالب ر‬

‫االنتقاىل د‪ .‬عبد هللا حمدوك‬


‫ي‬ ‫الصحق لرئيس الوزراء‬
‫ي‬ ‫السكرتي‬
‫ر‬ ‫‪ 1‬مقالة أرسلها كاتبها للورشة‪ ،‬وهو‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫رئيس عىل ورقة تجربة الحرية‬
‫ي‬ ‫وعرضت كتعقيب‬
‫‪45‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الوقوف عىل محطات ربما عدها البعض عمومية يف شكلها‪ ،‬وربما عدها آخرون ذات‬
‫دالالت وإشارات مخصوصة يف محتواها‪ ،‬بحيث تخدم الخط المطلوب يف هذا‬
‫فىه بذلك ليست نهائية‪ ،‬بل يجب أن تتبع‬ ‫الظرف الحرج الذي تعيشه بالدنا‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫لتكسي‬
‫ر‬ ‫وه كذلك ليست دعوة لجلد الذات أو معوال إضافيا‬‫بالتفصيل واالسهاب؛ ي‬
‫ه محاولة الستبصار بعض‬ ‫التيارات الديمقراطية لمصلحة التيارات الظالمية‪ ،‬بل ي‬
‫الت ساهمت يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت جعلت االنتقال متعيا‪ ،‬وبعض األفعال ي‬‫األسباب والمناسبات ي‬
‫وه من ناحية أخرى للتأكيد عىل أن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫إهالة الياب عىل مشوع الديمقراطية الناس‪ ،‬ي‬
‫تدبي‬
‫التيارات الظالمية يهزمها الوضوح مهما حاولت ثلم منافذ النور وأوغلت يف ر‬
‫الحيل لفشاء الظالم‪.‬‬
‫َّ‬
‫السياس الذي وقعت‬
‫ي‬ ‫والتغيي وهو العالن‬
‫ر‬ ‫يشار يف هذه النقاط لعالن الحرية‬
‫عليه وتبنته وأعلنته ف ‪ 2019/1/1‬ر‬
‫عشات المكونات المهنية والسياسية والمدنية‬ ‫ي‬
‫الوطت والقوى‬
‫ي‬ ‫البشي والمؤتمر‬
‫ر‬ ‫والمطلبية وقوى ثورية أخرى من أجل إسقاط نظام‬
‫تعت‬
‫وه عبارة قد ي‬
‫والتغيي) ي‬
‫ر‬ ‫السياسية المتحالفة معه‪ .‬ويشار إىل (قوى الحرية‬
‫والتغيي‪ ،‬أو قد تعت‬
‫ر‬ ‫المجلس المركزي‪ ،‬أو قد تعت كتلة من الكتل المكونة للحرية‬
‫مجموعة من األحزاب أو المكونات داخل هذه الكتل خرجت أو التزال موجودة‬
‫داخل التحالف‪ ،‬ابتعدت أو ُأبعدت أو ر‬
‫اقيبت بسبب اتفاق‪ /‬اختالف رؤى ومواقف‪،‬‬
‫التنظيم‪ ،‬أو هشاشة‪/‬متانة التكوين‪ ،‬أو خفة الوزن‪/‬ثقله يف خضم‬
‫ي‬ ‫أو تفاوت التأهيل‬
‫العملية السياسية‪ ،‬وذلك وفق موضع هذه الجملة وفهمها يف سياق المراجعة‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫ر‬
‫بسء من التحليل واآلراء الخاصة‬
‫وضعت هذه النقاط يف شكل معلومات متبوعة ي‬
‫بالكاتب استنادا عىل‪ :‬وقائع محددة حدثت‪ ،‬واتهامات صدرت من أطراف تجاه‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫وناشطي يف مواقع التواصل‬
‫ر‬ ‫إعالميي وصحف‬
‫ر‬ ‫أطراف أخرى‪ ،‬أو من‬
‫ووسائل إعالم أخرى‪ ،‬ولم يتم نفيها أو مناقشتها أو تفنيدها بوضوح‪ .‬كما تستند‬
‫‪46‬‬
‫ر‬
‫االعياف واالعتذار‬ ‫أساس عىل فرضية وجود أخطاء تستوجب‬ ‫النقاط بشكل‬
‫ي‬
‫لتحسي رشوط التحالفات وترفيع العمل‬
‫ر‬ ‫والوعد بالمراجعة الجادة يف المستقبل‪،‬‬
‫ا‬
‫الفاعلي لنجاز مهمات االنتقال وصوال للديمقراطية التامة‪ ،‬خاصة مع‬
‫ر‬ ‫من جميع‬
‫والتنظيم‪،‬‬ ‫السياس‪،‬‬ ‫لحة الستعادة زخم الثورة عىل المستوى‬ ‫بروز الحاجة الم ِّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والعالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫والجماهيي‪،‬‬
‫ر‬
‫الحقيقة إن ما حدث واليزال يحدث ربي القوى السياسية والذي البد من الوقوف‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫عنده يف مثل هذه السانحة‪ ،‬ال يمكن اعتباره انحدارا مفاجئا يف تاري خ بالدنا‬
‫شت‪ ،‬فخالف‬‫غيه؛ للسف‪ ،‬يبدو أن الضاعات والياعات أمرا متوارثا ف مجاالت ر‬ ‫أو ر‬
‫ي‬
‫السياس يحدثنا عن نزاعات حادة وانقسامات رأسية وأفقية يف نطاق‬
‫ي‬ ‫أن التاري خ‬
‫حي النظر لهذا‬
‫الفت ر‬ ‫ر‬
‫وحت‬ ‫والثقاف‬ ‫االجتماع‬ ‫السياس‪ ،‬إال أن مجالنا‬ ‫العمل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التاري خ والحارص كذلك‪ ،‬لم يسلم من هذه اآلفات واالنقسامات‪ ،‬عالوة عىل أن‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الخالف ربي األفراد من الرموز المبدعة الذين أثروا يف الناس‪ ،‬وأثروا هذه المجاالت‬
‫بفضل تعاونهم الصميم وتكاملهم البديع‪ ،‬انحدر لحدود سحيقة يف بعض الحاالت‪،‬‬
‫َّ‬
‫تحمسي من صنع الحسن األخاذ وصياغة‬
‫ر‬ ‫حبي والم‬
‫كانت أقل آثاره‪ ،‬حرمان الم ر‬
‫الذكرى الوسيمة! عىل أن مما يجدر قوله إن الخالفات السياسية خاصة يف أوضاع‬
‫اجتماع‬ ‫فىه تتحول النفراط‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫هشة كهذه‪ ،‬آثارها أسوأ عاقبة وتبعاتها أكي كارثية‪ ،‬ي‬
‫لكثي تفصيل‪.‬‬
‫ونزاعات وحروب‪ ،‬وهذا مشهود ومنظور يف الوضع الماثل وال يحتاج ر‬
‫إن المطلوب من الجميع مؤسسات ومجموعات وأفراد‪ ،‬ليس التأثر بالضغط‬
‫ر‬
‫االعياف بهذه االخطاء‪ ،‬بل يجب أن يكون‬ ‫ووصول مرحلة الال مناص من أجل‬
‫ر‬
‫واالليام بالمراقبة‬ ‫ر‬
‫االعياف واالعتذار بعده‪ ،‬نتيجة ليمان عميق بضورة االنزجار‪،‬‬
‫ا‬
‫والتصحيح يف المستقبل‪ ،‬بداية من األفراد وصوال إىل أي مؤسسة‪ ،‬وب هذا فكل ذي‬
‫وغيها‪ ،‬لديه مسؤولية أخالقية وتاريخية‪ ،‬ليقدم إفادته من أجل‬
‫صلة بهذه الوقائع ر‬

‫‪47‬‬
‫ا‬
‫بالتغيي وعمل له بصدق‬
‫ر‬ ‫نفسه أوال ومن أجل الشهداء والجرىح وكل من آمن‬
‫ُّ‬
‫وتجرد‪ ،‬ومن أجل الثورة ومستقبل الوطن‪.‬‬
‫يفيض كاتب هذه النقاط أنها ليست شاملة وليست محيطة بكل مجريات األحداث‬ ‫ر‬
‫ف ر‬
‫الفية المشار إليها‪ ،‬ولكنه يرجو أن يستفاد منها من أي جهة حادبة عىل البالد‬ ‫ي‬
‫والتنظيم‬
‫ي‬ ‫ياس‬
‫ومستقبلها‪ ،‬يف إطار التقييم والنقد الشامل ووضع أسس للعمل الس ي‬
‫والتنفيذي‪ ،‬تهتدى بقيم الديمقراطية والشفافية والعدالة والحقوق‪ ،‬كما يتوقع‬
‫والمهتمي‪ ،‬خاصة الذين‬
‫ر‬ ‫المعنيي‬
‫ر‬ ‫استكمالها وتصويبها من المجموعات واألفراد‬
‫تحصلوا عىل معلومات تجعل ذلك ممكنا‪.‬‬
‫هذه النقاط تقع يف مقام المسؤولية الشخصية من منطلق أن كاتبها كان جزءا منها‬
‫بشخصه وأفعاله وال يمثل حاليا جهة أو تكوينا أو مجموعة‪ ،‬فهو ليس مراقبا ىرصفا‬
‫الييء‪ ،‬ولكن مبعثها كذلك الشعور بضورة تعظيم المسؤولية الجماعية‪،‬‬
‫بالمعت ر‬
‫وب هذا يمكن قراءتها وفق (نظرية موت المؤلف)‪ ،‬بحيث تؤخذ بغض النظر عمن‬
‫الحاىل من هذه الوقائع‪.‬‬
‫ي‬ ‫كتبها وموقعه السابق أو‬
‫وعىل الرغم من أن الكاتب كان بعيدا عن بعض األحداث بجسده‪ ،‬وبعيدا عن بعضها‬
‫والتأثي‪ ،‬أو وجوده داخل دوائر أخرى تمنعه أخالقيا‬
‫ر‬ ‫بحكم موقعه خارج دائرة الفعل‬
‫أو رسميا أو مهنيا من التدخل والتصحيح‪ ،‬وعىل الرغم من علمه ببعض األحداث‬
‫تعذر معها االستدراك‪ ،‬يتقدم الكاتب بالنقد ر‬‫َّ‬
‫الذان‬
‫ي‬ ‫والوقائع بعد وقوعها أو يف لحظة‬
‫تقصيه‪ ،‬أو إمساكه‪ ،‬عن بذل الجهد‬ ‫ر‬ ‫حت‬‫واالعتذار العلت لمشاركته‪ ،‬صمته‪ ،‬أو ر‬
‫ي‬
‫ا‬
‫لتعديل وتصويب ما علم أو رأى أو سمع أو اعتقد أن به ميال أو مفارقة لطريق الثورة‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ووعد‬
‫ال ينتظر الكاتب جز ااء وال شكورا من هذا العمل‪ ،‬كما ال يدفعه الخوف من اللوم أو‬
‫الطمع ف الرضا من إيراد كل كلمة ف هذه الورقة‪ ،‬بل دافعه األصيل هو ر‬
‫اسيداد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫اط وهو أكي عافية‪ ،‬والعمل عىل تحقيق تطلعات الشهداء والجرىح‬ ‫المسار الديمقر ي‬
‫‪48‬‬
‫ُّ‬
‫السودان كافة‪ ،‬ولوجه هذا البلد وتطلع أهله للحرية‬
‫ي‬ ‫والثوار وقطاعات الشعب‬
‫والسالم والعدالة واالستقرار والنماء‪ ،‬كما رييصد المكتوب أن يتحسس العسكريون‬
‫ر‬
‫حقيق‬ ‫موضعهم فيما ذكر‪ ،‬فيستدركون شجاعة تجعلهم يفتدون البالد ر‬
‫بمشوع‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫َّ‬
‫الت البد‬
‫لالستقرار وتماسك البالد‪ ،‬أو بالمقابل يتخذون خيار االستمرار يف المواجهة ي‬
‫أنها ستكون ف صالح الشعب ف نهاية المطاف وإن طال المسي ُّ‬
‫والشى‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َّ‬
‫البشي باستالم السلطة وسمت نفسها المجلس‬‫ر‬ ‫)‪ (2‬عندما قامت اللجنة األمنية لنظام‬
‫غيه من‬
‫وف ر‬
‫السودانيي يف ميدان االعتصام ي‬
‫ر‬ ‫االنتقاىل‪ ،‬كانت جموع من‬
‫ي‬ ‫العسكري‬
‫والتغيي كقيادة تثق فيها نسبيا‪ ،‬واعتمدت‬
‫ر‬ ‫المواقع داخليا وخارجيا تنظر إىل الحرية‬
‫تيسي نقل السلطة بشكل سلس يضمن مدنية الدولة كما وعدت بذلك يف‬ ‫ر‬ ‫عليها يف‬
‫َّ‬
‫والتغيي الموقع والمعلن يف األول من يناير ‪ ،2019‬وهو العالن الذي‬
‫ر‬ ‫إعالن الحرية‬
‫الوطت الذي جثم عىل‬ ‫السودان خلف مطلب إسقاط نظام المؤتمر‬ ‫وحد الشعب‬ ‫َّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السودان لم تكن‬
‫ي‬ ‫لثالثي سنة‪ .‬وحقيقة األمر أن مجاميعا من الشعب‬
‫ر‬ ‫صدر الوطن‬
‫والتغيي‪ ،‬بل كانت حالتها أقرب للرجاء بأن‬
‫ر‬ ‫تضع الثقة الكاملة يف قوى الحرية‬
‫تستكمل هذه القوى مهمة تسلم السلطة من اللجنة األمنية بالشكل الذي تواثقت‬
‫تزيي قدرتها وسط‬
‫والتغيي عملت عىل ر‬
‫ر‬ ‫عليه مع بعضها ومعهم‪ ،‬ولكن قوى الحرية‬
‫السودان بوصفها المخلص والمنجد‪ ،‬والعامل الناقل الوحيد المؤهل‬
‫ي‬ ‫جموع الشعب‬
‫ليع واستعادة البالد من سلطة النقاذ‪ ،‬وحملها نحو سلطة مرحلية ترفعها إىل‬
‫ر‬
‫تحيم مواطنها وتطلعاته ورغباته يف الديمقراطية والحرية‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫مصاف الدول ي‬
‫بوعود‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والعدالة والسالم المستدام؛ كما طرحت مشاريعا وأفكارا وخططا وتعهدت‬
‫ه يف الواقع فوق طاقتها وإمكانياتها‪ .‬الحقيقة أن الشعب كان يبحث عن الصورة‬
‫ي‬
‫عي قيادة رشيدة‪ ،‬وكانت قوى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يحلم بها‪ ،‬لمجتمع محيم ودولة ناهضة ر‬
‫الزاهية ي‬
‫ه األقرب لقلبه وأذنه لتحدثه بأن حلمه يتحقق باستماعه لها‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫وإتباعها‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ا‬
‫وبدال عن مطالبة المج لس العسكري بتسليم السلطة للقيادة الشعبية الثورية‪،‬‬
‫والتغيي الجلوس عىل طاولة التفاوض مع اللجنة األمنية لنظام‬
‫ر‬ ‫قبلت قوى الحرية‬
‫االنتقاىل) أو المكون العسكري‬
‫ي‬ ‫البشي وفق مسماها الجديد (المجلس العسكري‬
‫ر‬
‫التييرات لذلك‪ ،‬يظل هذا خطأ ابتدائيا َّ‬
‫جر ما تال ذلك من‬ ‫الحقا؛ ومهما رصدت ر‬
‫ه فيه اليوم‪ ،‬فقد صار العسكريون من يومها‬
‫أخطاء ساهمت يف وصول البالد لما ي‬
‫رشكاء يف المنشط وغرماء يف المكره وعىل طول الخط‪.‬‬
‫)‪ (3‬كانت جلسات التفاوض وما أعقب ذلك من تطورات وأقوال وأفعال عىل جميع‬
‫السودان ولم يتم‬
‫ي‬ ‫األصعدة‪ ،‬مشحا مفتوحا عرضت عليه مقدرات الشعب‬
‫المطلوب من تقدير لدماء الشهداء الذين ارتقوا يف درب الثورة‪ ،‬ولم تعط األهداف‬
‫ر‬
‫لآلن‪:‬‬ ‫ر‬
‫الت تم االتفاق عىل إنجازها حق قدرها وذلك ي‬‫ي‬
‫والتغيي منظمة كفاية ومتماسكة وفق رؤية واضحة وهذا ما‬
‫ر‬ ‫‪ -1‬لم تكن قوى الحرية‬
‫ر‬
‫الت كانت يف حقيقتها‬
‫جعل المكون العسكري يلعب عىل اختالفاتها وخالفاتها ي‬
‫ألسباب ذاتية‪ ،‬ولحزازات تاريخية وسياسية بينها كتنظيمات سياسية أو مدنية أو‬
‫ا‬
‫والتغيي هو التشديد عىل أن يصبح التنوع عامال مساعدا‬
‫ر‬ ‫مهنية‪ .‬ما أهملته الحرية‬
‫بشوط تشمل‪ :‬تسبيق ما اتفقت عليه‬ ‫يسنده الفهم العميق للتحالف الذي َّ‬
‫يتقيد ر‬
‫اليمه طرف منها‪ ،‬وإعالء ر‬
‫االليام بوجهة الجماعة عىل‬ ‫الجماعة المتحالفة عىل ما ر‬

‫الوجهة الخاصة بالكيانات المنضوية تحتها (إرجاء لزوم ما ال يلزم وتقديم لزوم ما‬
‫يلزم يف عالقاتها)‪ ،‬وقبول المتحالف اآلخر بحسناته وعيوبه‪ ،‬وتقديم الميل للتحالف‬
‫ر‬
‫بالتميس خلف‬ ‫عىل الميل منه ألجل تحقيق الهدف من التحالف وليس ضعضعته‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫المشيكات مقابل المنفردات‪.‬‬ ‫األهداف الخاصة‪ ،‬وصوال إىل آخر‬
‫والتغيي بالشكل الكامل ولم تضعه‬ ‫تليم بعض هذه القوى بإعالن الحرية‬ ‫‪ -2‬لم ر‬
‫ر‬
‫كمرجعية أساسية للتفاوض‪ ،‬بل وضعت طموحات وتطلعات وقراءات شخصية‬

‫‪50‬‬
‫عال للذوات‪ ،‬وبإحساس عظيم أن لها‬ ‫ر‬
‫محضة لما احتواه من اليامات‪ ،‬بتضخم ٍ‬
‫بالتاىل تعلم ما ال يعلم‪.‬‬
‫ي‬ ‫وه‬
‫وصاية عىل هذا الشعب العظيم ي‬
‫كاف له‪ ،‬وشاركت يف عملية‬
‫تحضي ٍ‬
‫ر‬ ‫والتغيي يف التفاوض بدون‬
‫ر‬ ‫‪ -3‬مضت قوى الحرية‬
‫التفاوض شخصيات كانت هذه أول تجربة لها يف عملية مماثلة‪ ،‬ومع تباين قدرات‬
‫المتفاوضي‪ ،‬كان من السه ل عىل الطرف اآلخر أن يستشعر أن بإمكانه الخروج‬
‫ر‬
‫تمثيىل عوضا‬
‫ي‬ ‫أكي‪ ،‬عالوة عىل اعتماد المشاركة يف فريق التفاوض بشكل‬
‫بمكاسب ر‬
‫بخيات متنوعة‬
‫عي مشاركة وفق (مهام)‪ ،‬وب هذا لم يتم تكوينه ر‬
‫عن أن يكون ر‬
‫التفاوض‪ ،‬خرج‬
‫ي‬ ‫متخصصة وفق الحاجة‪ ،‬فظهر ضعف الجوانب الفنية للفريق‬
‫العسكريي عىل‬
‫ر‬ ‫بموجبه اتفاقا فيه جملة من النواقص‪ ،‬وهذا ساهم يف حصول‬
‫السياس‪ ،‬وتوسع يف إدارة الدولة‬
‫ي‬ ‫وفية تمدد بها المكون العسكري يف الفعل‬
‫مكاسب ر‬
‫الحقا بدون أي مسوغ عدا اعتماده عىل هذه النواقص‪ ،‬ورغبته هو يف التمدد وعمله‬
‫المتواصل لتحقيق مآربه‪.‬‬
‫تغيي تتحدث من أعىل المنابر‪ -‬يف العالم وعىل منصة‬
‫‪ -4‬كانت قوى الحرية وال ر‬
‫وغيها‪ -‬عن وعود وعهود‪ ،‬ولكنها كانت رتياجع عنها عىل طاوالت‬
‫االعتصام ر‬
‫كثي من القضايا ومنها‪:‬‬
‫التفاوض وكان التنازل هو الموقف المسيطر يف ر‬
‫أ‪ .‬عقدت بعض قيادات قوى الحرية والتغيي اجتماعات ثنائية خالل تلك ر‬
‫الفية مع‬ ‫ر‬
‫ريي وكان يتم االتفاق معهم عىل قضايا جوهرية ر‬
‫حت ولو كانت ضد رغبات‬ ‫عسك ر‬
‫السودان الثائر والمعتصم يف محيط القيادة‬
‫ي‬ ‫حلفاء آخرين‪ ،‬أو ضد رغبات الشعب‬
‫العامة للجيش يف الخرطوم ومواقعه يف المدن والواليات األخرى (اجتماع ميل‬
‫حجار الذي ال علم يىل إن كان بموافقة الحرية والتغ ريي مجتمعة أم أنه قرارا منفردا‬
‫لبعض القيادات‪ ،‬ولكن المؤكد أن الحضور كان يمثل طيفا من الكتل ولم يكن‬
‫لكتلة واحدة) وقد وصل الحد أن طالب العسكريون ر‬
‫بالياجع عن مواكب ‪ 30‬يونيو‬

‫‪51‬‬
‫والتغيي ألسباب أولها أن هذا األمر‬
‫ر‬ ‫‪ 2019‬األمر الذي رفضته أطراف من الحرية‬
‫ليس بيدهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬كانت األخطار تواجه االعتصامات يف العاصمة واألقاليم عىل رأس كل دقيقة‪ ،‬ولم‬
‫المعتصمي عند مواجهة الخطر‬
‫ر‬ ‫تكن هناك خطة واضحة للحماية أو‪ ،‬لتفريق‬
‫الداهم إال بتصور مفاده أن الحماية تكون بمزيد من الحشد‪ ،‬وكانت رؤية بعض‬
‫المعتصمي يبدو‬
‫ر‬ ‫الياغماتية بحيث غدا سيل الدماء وثبات‬
‫األطراف تسيطر عليها ر‬
‫التفاوض‪ ،‬وهذا ما جعل كل معاناة للناس ومقاومتهم خالل‬
‫ي‬ ‫وكأنه دعما للموقف‬
‫والتغيي يف حال‬ ‫فية التفاوض‪ ،‬وكأنها تصب يف خانة تدعيم موقف قوى الحرية‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫صعوده وهبوطه وتبايناته‪ ،‬ولم تكن بوصلة القرار السياس ر‬
‫االليام بما طمح إليه‬ ‫ي‬
‫المعتصمون وا لذي دفعهم للثبات ولبذل أرواحهم وترك مشاغلهم ليجودوا‬
‫بوقتهم وعرقهم ومالهم من أجل تحقيقه‪.‬‬
‫كثي من التدخالت والمبادرات‪،‬‬
‫ت‪ .‬رغم حدوث المجزرة (‪ 3‬يونيو ‪ )2019‬حدثت ر‬
‫والدوىل الذي تم فرضه‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫وكان المحتوى المطروح معقودا بمنطق المجتمع‬
‫ر‬
‫الت حدثت‬
‫والتغيي‪ ،‬عوضا عما هو خليق بالمجازر والجراحات ي‬
‫ر‬ ‫عىل قوى الحرية‬
‫يف فض االعتصام ومطلوبات االنتقال المعقودة عليها آمال وتطلعات الشعب‬
‫والتغيي ترى يف المكون العسكري‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬ورغما عن ذلك كانت قوى الحرية‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫الت وعدت بحماية الشعب وفشلت‪ ...‬لم تواجه‬ ‫شيكا محتمال بذات شخوصه ي‬
‫السودان بوضوح بما يجري خلف األبواب‪ ،‬وكانت بعض‬
‫ي‬ ‫والتغيي الشعب‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫َّ‬
‫بلساني من أجل الوصول لصيغة اتفاق‪ ،‬وذلك مرده وقوعها‬
‫ر‬ ‫األطراف تتحدث‬
‫تحت الضغط ما ربي محاوالت اليفاء بمطلوبات الشارع من جانب‪ ،‬وضغط‬
‫والدوىل من جانب آخر‪ ،‬وشح النفوس من جانب ثالث‪.‬‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬
‫والتغيي يف تفكيك بنية االعتصام وتماسكه استجابة لرغبات‬
‫ر‬ ‫ث‪ .‬ساهمت قوى الحرية‬
‫العسكريي‪ ،‬ر‬
‫ونشت خريطة (‪ 15‬مايو ‪ )2019‬تضع حدودا لالعتصام وفق اتفاق‬ ‫ر‬
‫‪52‬‬
‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫العسكريي‪ ،‬كما ر‬
‫نشت بيانات وتقدمت بأفعال وأقوال ساعدت‬ ‫ر‬ ‫مع‬
‫التيير لفض االعتصام بوصف أن بعض أطرافه خارج ”الحدود المعلنة“‪ ،‬وقد‬
‫عىل ر‬
‫يبي أن مسألة وضع‬
‫غي واضحة‪ ،‬ما ر‬
‫أشار بعض الثوار يف وقتها إىل أن الخريطة ر‬
‫حدود لالعتصام لم يكن توجيها مقنعا لثوار دخلوا محيط القيادة يف السادس من‬
‫ر‬
‫مشيكة‬ ‫أبريل وحسبوا أن هذه األرض كلها لهم وبال حدود‪ ،‬وأنهم تحت حماية‬
‫بينهم والجيش والقيادة السياسية‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وتجرم‬ ‫والتغيي تخرج يف المنابر العالمية‬
‫ر‬ ‫ج‪ .‬ورغم ذلك كانت قيادات الحرية‬
‫العسكريي‪ ،‬ولم ر‬
‫تعيف بخطأ االنسياق لمآرب هم‪ ،‬ونتيجة ذلك كانت العودة مجددا‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫للتفاوض ر‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫بشوط ظن أنها ترجح موازين القوى لصالح الحرية‬
‫المدن الكامل ورافضة‬
‫ي‬ ‫الثالثي من يونيو ‪ 2019‬مؤيدة للحكم‬
‫ر‬ ‫ح‪ .‬جاءت مواكب‬
‫العسكريي عىل السلطة ومطالبة بالعدالة لشهداء فض االعتصام وحدث‬
‫ر‬ ‫لسيطرة‬
‫ه القض أم وجهات أخرى‬
‫خالف يف لجنة الميدان حول الوجهة المطلوبة هل ي‬
‫من بينها البقاء يف شارع أفريقيا(المطار) وانتقل ذلك الخالف لعالم التجمع الذي‬
‫كان يمثل المنصة العالمية الرئيسية للحرية والتغيي (ساهم انقطاع ر‬
‫االنينت‬ ‫ر‬
‫وصعوبة االتصال يف الرباك ويبدو أن التنسيق ربي قيادات الميدان عىل األرض‬
‫والقيادة السياسية لم يكن بالشكل المطلوب)‪.‬‬
‫والتغيي مجددا للتفاوض وأعادت‬
‫ر‬ ‫خ‪ .‬رغم النقطة السابقة(ح) ذهبت قوى الحرية‬
‫ر‬
‫الت تمت ما قبل الثالث من يونيو وسارت عىل ذات النهج يف‬
‫نفس الممارسات ي‬
‫التنازالت الضارة‪.‬‬
‫والتغيي التفاوض ‪ -‬بعد مواكب ‪ 30‬يونيو ‪ -2019‬وبدأت يف‬
‫ر‬ ‫‪ -5‬دخلت قوى الحرية‬
‫تقديم التنازالت للمكون العسكري‪ ،‬وشهدت المفاوضات هذه المرة عىل تصاعد‬
‫السياس‪ -‬الذي شهد الحقا نكوصا مريعا عن بعض‬ ‫خالفاتها‪ ،‬ر‬
‫وحت توقيع االتفاق‬
‫ي‬
‫بنوده المتفق عليها ذاتها‪ 17( -‬يوليو ‪ )2019‬حورص باتهامات متبادلة حول تفويض‬
‫‪53‬‬
‫والتغيي للتوقيع‪ ،‬وهو اتهام لم يتم تفنيده‪/‬توضيحه‪/‬إثباته من أي‬
‫ر‬ ‫ممثل الحرية‬
‫ه ما استثمره العسكريون يف كل لحظة وسانحة لتفتيت‬ ‫جهة‪ .‬هذه الخالفات ي‬
‫وه‪:‬‬ ‫ر‬
‫والتغيي ولدفعها للياجع عن المطالب الرئيسية للشارع ي‬
‫ر‬ ‫وحدة الحرية‬
‫(أ) تمثيل عسكري محدود ليس بالنسب‪ ،‬ولكن باألرقام الواضحة المحددة يف‬
‫مجلس سيادي رش يف‪.‬‬
‫الت‬‫ر‬
‫والتغيي بأال تكون القيادات العسكرية ي‬
‫ر‬ ‫(ب) نادت أصوات وقيادات يف الحرية‬
‫تفاوض من ضمن مجلس السيادة‪ ،‬وعىل أن يكون رشفيا ليس اسما‪ ،‬ولكن يف‬
‫مهامه الموضحة والمحددة بدقة‪ ،‬ولم يتم االستماع لها أو إقناعها‪.‬‬
‫(ج) سلطة مدنية كاملة يف الجهاز التنفيذي عىل أن تكون من كفاءات مستقلة ولرئيس‬
‫الوزراء كامل الحرية يف اختيار الشخصيات المؤهلة لذلك‪ ،‬األمر الذي تم االلتفاف‬
‫وف مشاركة‬
‫حزبيي لمجلس الوزراء ي‬
‫ر‬ ‫عليه بتوازنات سياسية وضحت يف دخول‬
‫العسكر يف االختيار‪.‬‬
‫ر‬
‫والت استعيض عنها بلجنة وطنية‬
‫(د) لجنة تحقيق دولية يف مجزرة فض االعتصام ي‬
‫والفت‪.‬‬
‫ي‬ ‫واجهت العجز المادي‬
‫والتغيي يف جدال واسع حول ماهية التمثيل العسكري‬
‫ر‬ ‫دخلت قوى الحرية‬ ‫‪-6‬‬
‫العسكريي يف المجلس السيادي‬
‫ر‬ ‫المحدود كما سادت حالة من الهرج حول نسبة‬
‫وف نهاية األمر قبلت الحرية‬ ‫ر‬
‫وانشغل الشارع لفية ليست قليلة بهذه المعركة‪ ،‬ولكن ي‬
‫والمدنيي مع إضافة شخصية مدنية ”ضعيفة“‬
‫ر‬ ‫للعسكريي‬
‫ر‬ ‫متساو‬
‫ٍ‬ ‫والتغيي بتمثيل‬
‫ر‬
‫والعسكريي‪ ،‬ثم وبعد ذلك دخلنا يف رصاعات محمومة‬ ‫كاختيار ر‬
‫مشيك بينهم‬
‫ر‬
‫والتغيي لبعضها‬
‫ر‬ ‫وف نهاية األمر خضعت الحرية‬
‫الختيار العضوية المدنية‪ ،‬ي‬
‫بمحاصصات واضحة للعيان‪ ،‬وتم رتيير ذلك بأنه اختيارا وفق تقسيم األقاليم‪،‬‬
‫ولكنه يف الحقيقة كان اختيارا وفق هوى الكتل السياسية والضغط من بعضهم عىل‬
‫بعض من أجل منع‪/‬تثبيت أشخاص بعينهم‪ ،‬وكمثال‪ :‬كان أن شهد جزءا من هذا‬
‫‪54‬‬
‫السودان والعالم(موثق بالصورة والصوت)‪ ،‬بأن أعلن مكون أنه‬
‫ي‬ ‫الضاع كل الشعب‬
‫ا‬ ‫ينوي الدخول للمجلس السيادي بصفة حزبية مدعيا أنه لم ر‬
‫يليم ألحد قبال بعدم‬
‫المشاركة كما اتهم أحزابا أخرى بالتحايل ربيشيح أعضاء يف مجلس السيادة منارصة‬
‫والتغيي مع ذلك االدعاء ولم تقف‬
‫ر‬ ‫عي مكونات أخرى‪ ،‬وقد تهاونت الحرية‬
‫لهم ر‬
‫عنده‪ ،‬بل جاءت عضوية السيادي لتمثل طيفا محددا من األحزاب‪.‬‬
‫والتغيي يف اختيارات رئيس الوزراء لمجلسه وذلك باالتفاق‬
‫ر‬ ‫‪ -7‬تدخلت قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الت وضعتها اللجان‬
‫فيما بينهم تواطئا أو فعال‪ ،‬للضغط عليه ليقبل بالقوائم ي‬
‫المختصة بعد الجرح والتعديل‪ ،‬وتم الدفع بكوادر حزبية معروفة بوصفها كفاءات‬
‫مستقلة وبعضها لم يكن كذلك وبعضها ال تتناسب قدراته والوزارة المرشح لها‪ ،‬وهنا‬
‫االعياف أنه وبالرغم من ذلك‪ ،‬كانت الحرب الباردة مستعرة فيما ربي قوى‬‫ر‬ ‫يجب‬
‫والتغيي وبضب تحت األحزمة وباستخدام العالم واألخبار المصممة‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫لذلك‪ ،‬وكان ضحايا هذه الحرب الوزراء الذين تم تعيينهم يف الحكومة األوىل بجميع‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫المستقلي منهم‪ ،‬وقد شاركت أطراف من قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫انتماءاتهم أو ر‬
‫حت‬
‫يف هذه الحمالت بصورة منفردة مرات‪ ،‬وثنائية أو ثالثية يف مرات أخرى حسب‬
‫األهواء والمصالح‪ ،‬ما أسهم يف التشويش عىل عمل الوزراء وساعد يف وضع العراقيل‬
‫عىل طريق عملهم‪ ،‬وكان يستخدم يف ذلك العالم وتدبيج االتهامات والمحارصة‬
‫َّ‬ ‫بالشاعات‪ ،‬ما َّ‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫عزز تشويه صورتهم وأثر يف أدائهم؛ وقد عجزت الحرية‬
‫بصفتها الحاضنة السياسية عن تقديم أي دعم لهم‪ ،‬حدث ذلك رغم أن هذا العمل‬
‫والعسكريي أنفسهم‪.‬‬
‫ر‬ ‫كانت تساعد فيه وتوري ناره جهات أخرى منها النظام البائد‬
‫والتغيي عن لجنة التحقيق الدولية يف مجزرة فض االعتصام‬
‫ر‬ ‫‪ -8‬تنازلت قوى الحرية‬
‫العسكريي عىل لجنة‬
‫ر‬ ‫وتنازلت كذلك عن لجنة إقليمية أو مختلطة‪ ،‬وتم االتفاق مع‬
‫توفي األرضية‬
‫والعمىل يف ر‬
‫ي‬ ‫التفكي الجاد‬
‫ر‬ ‫تحقيق وطنية دون أن يسبق ذلك أو يلحقه‬

‫‪55‬‬
‫الفنية والتأمينية والمساعدات اللوجستية والمادية الالزمة لها‪ ،‬ليبدو وكأن هذا األمر‬
‫لم يكن سوى تعهد طارئ يمكن أن يتم نسيانه مع الوقت‪.‬‬
‫يغ المحدد يف الوثيقة الدستورية‬ ‫ر‬ ‫‪ -9‬لم ر‬
‫والتغيي بقيام المجلس التش ي‬
‫ر‬ ‫تليم قوى الحرية‬
‫(‪ 90‬يوما بعد التوقيع عىل الوثيقة الدستورية) ورغم الضغط الشديد من الشعب‬
‫والتغيي ذاتها‪ ،‬لم يتم إنجاز‬
‫ر‬ ‫تنتم للحرية‬ ‫الثائر ولجان المقاومة ر‬
‫وحت قواعد حزبية‬
‫ي‬
‫اليهان‪ .‬ولم توضح القوى المسؤولة أسباب ر‬
‫تأخي‬ ‫هذا التكليف مطلقا ر‬
‫حت انقالب ر‬
‫واف‪ ،‬ولكن بعض القيادات عزت ذلك‬
‫وبشح ٍ‬ ‫التشيغ بشفافية ر‬
‫قيام المجلس ر‬
‫ي‬
‫المفاوضي بإرجاء تشكيل المجلس‬
‫ر‬ ‫التأخي لمجريات اتفاق جوبا للسالم ومطالبة‬
‫ر‬
‫ر‬
‫منطق هو الرغبة يف‬ ‫ئيس الذي راج كسبب‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫حت تضمن حصتها فيه؛ أما االتهام الر ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫استمرار الحال عىل ما هو عليه‪ ،‬وعزز ذلك االتهام أن نفرا من قيادات الحرية‬
‫يغ) ويتواصلون ويجتمعون مع‬ ‫ر‬
‫كانوا يقومون بهذه المهمة( دور المجلس التش ي‬
‫وبالتاىل ربما ما‬
‫ي‬ ‫السلطة التنفيذية والمجلس السيادي ويشاركون يف صنع القرارات‪،‬‬
‫عاد من مصلحة بعض األطراف قيام ذلك المجلس‪ ،‬كما أن هناك اتهامات أخرى‬
‫يغ وعرقلة آخرين عن‬ ‫ر‬
‫من ضمنها الهرولة نحو نيل نصيب األسد يف المجلس التش ي‬
‫نيل هذا النصيب أو النصيب العادل‪ ،‬فكانت الضاعات سببا آخرا يف تعطيل قيام‬
‫ُّ‬
‫التخوف المستمر من أن يكون هذا المجلس رقيبا حقيقيا يصعب‬ ‫المجلس‪ ،‬مع‬
‫تفادي رقابته‪ ،‬خاصة مع المطالبة المستمرة بدخول أطراف أخرى فيه كحق‬
‫مستحق( مثال لذلك ممثلون للجان المقاومة وأحزاب ومكونات ثورية خارج الحرية‬
‫منتمي حزبيا)‪.‬‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫والتغيي وأفراد ر‬
‫ر‬
‫تعيي الوالة‪ ،‬وشهدت بعض الواليات تنازعا ربي‬
‫‪ -10‬تكرر الضاع مرة أخرى يف قضية ر‬
‫لتعيي الوالة‪ ،‬كما‬ ‫بالشوط المعلنة‬ ‫مكونات الحرية والتغيي حول مدى ر‬
‫االليام ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫شهدت بعض الواليات اتهامات ر‬
‫بالياجع عن االعتماد عىل ترشيحات التنسيقيات‬
‫التعيي يف بعض الواليات بما يشبه أو هو‬
‫ر‬ ‫والتغيي الوالئية وتم‬
‫ر‬ ‫ولجان قوى الحرية‬
‫‪56‬‬
‫يف الحقيقة محاصصات حزبية بتدخل من المجلس المركزي‪ ،‬وهنا أعلت الحرية‬
‫والتغيي قرارات المجلس المركزي عىل قرارات اللجان الوالئية ر‬
‫حت يتست توزي ع‬ ‫ر‬
‫الوالة كحصص حزبية‪.‬‬
‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة مجموعة من التحديات‬ ‫التمكي‬ ‫‪ -11‬شهدت لجنة إزالة‬
‫ر‬
‫والمشكالت ومنها‪:‬‬
‫(أ) عدم توفر التمويل الكاف ما ر‬
‫ألق بظالله عىل مجمل العمل وكان هناك أعضاء‬ ‫ي‬
‫لديهم مقدرة مالية يبذلونها للجنة‪ ،‬فربط البعض ربي تضفاتهم يف بعض أعمال‬
‫الماىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫اللجنة كمثل تضفهم يف رشكة خاصة أو إقطاعية‪ ،‬ر‬
‫وبي بذلهم‬
‫ر‬
‫المسيدة بالشح يف تكاليف التشغيل والدارة‪.‬‬ ‫تأثرت بعض المشاري ع‬ ‫(ب)‬
‫حت من أجل إيجاد ثمن تذكرة‬ ‫الفاعلي ف عمل اللجنة يعانون ر‬ ‫(ج) كان بعض‬
‫ر ي‬
‫المواصالت أو ثمن الوجبة اليومية‪.‬‬
‫ر‬
‫الت‬
‫(د) شكلت وزارة المالية عقبة حقيقية يف وجه اللجنة‪ ،‬ورغم أنها الوزارة الرئيسية ي‬
‫يرتبط بها عمل اللجنة‪ ،‬فقد كانت العالقة سيئة يف أغلب األحيان ربي رأس الوزارة‬
‫واللجنة وذلك ألسباب تعددت ربي االرتياب يف جدية عمل اللجنة وقدرتها عىل‬
‫السياس من عمل اللجنة‪.‬‬
‫ي‬ ‫إنجاز مهامها‪ ،‬والموقف‬
‫الت كانت تمثل رشاكة ربي الوزارة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫(ه) تضارب مناهج الدارة يف لجنة األموال المسيدة ي‬
‫واللجنة‪.‬‬
‫مسيدات مربحة لمصلحة وزارة المالية وأنكرتها‬ ‫(و) تم توريد أموال وموارد ُواعيدت ر‬

‫الوزارة ما زاد من أزمة الثقة ربي الوزارة واللجنة‪.‬‬


‫ر‬
‫الت كان من الواجب تكوينها قبل بدء عمل‬
‫(ز) لم يتم تكوين لجنة االستئنافات ي‬
‫اللجنة أو ر‬
‫باليامن مع تكوينها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫(ح) تأثرت اللجنة بالخالفات السياسية والرغبات والطموحات الذاتية‪ ،‬وقد انسحبت‬
‫الحزن‬ ‫باكرا كوادر كان لها أدوارا مهمة ف عملية التفكيك لتعىل بانسحابها ر‬
‫االليام‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والوطت‪.‬‬ ‫عىل ر‬
‫االليام الثوري‬
‫ي‬
‫(ط) رغم تحذيرات وتنبيهات ألعضاء من القانونيي بضورة ر‬
‫االليام باالنضباط بالشكل‬ ‫ر‬
‫القانون يف إخراج القرارات‪ ،‬إال أن هناك أخطاء شابت عمل اللجنة‬
‫ي‬ ‫والمحتوى‬
‫الكاف‪.‬‬
‫ي‬ ‫وغي مدروسة قانونيا بالشكل‬
‫وصدرت قرارات خاطئة ومتعجلة ر‬
‫للعاملي سببها الوزارات‬
‫ر‬ ‫(ي) كانت بعض األخطاء يف قرارات الفصل والحالة‬
‫الت تتبع لها فقد تأثرت بدوافع شخصية وربما انتماءات مريبة‬‫ر‬
‫والمؤسسات ي‬
‫لعضوية اللجان الوزارية‪.‬‬
‫(ك) نشبت خالفات من وقت آلخر ربي اللجنة والنيابة العامة وبودلت االتهامات من‬
‫الطرفي وطالت االتهامات ر‬
‫حت مكتب النيابة التابع للجنة‪ ،‬وراج أن السبب‬ ‫ر‬
‫الوطت وانتماءات أخرى‬
‫ي‬ ‫بمنتمي للمؤتمر‬
‫ر‬ ‫ئيس وراء ذلك أن النيابة العامة تضج‬
‫الر ي‬
‫وهم يحاولون معاكسة عمل اللجنة باستخدام سلطاتهم وباستعمال ثغرات‬
‫قانونية‪.‬‬
‫تعيي أفراد‬
‫(ل) تكونت بعض اللجان الفرعية والوالئية وفق حسابات سياسية‪ ،‬وتم ر‬
‫ر‬
‫مسيدة وهم لم يكن لديهم التأهيل والمكانيات‬ ‫ومجموعات لدارة مشاري ع‬
‫تقصي وزارة المالية عن القيام بدورها يف االستالم‬
‫ر‬ ‫الكافية لذلك وساهم يف ذلك‬
‫القرن التنظيمية‪ ،‬أو‬
‫ر‬ ‫والدارة‪ ،‬وقد حدث هذا لعوامل تتباين ربي توفر الثقة‪ ،‬أو‬
‫الحزبية‪ ،‬أو العالقات الشخصية مع قيادات اللجنة‪ .‬كما صحبت عمل اللجنة‬
‫والعالم والداري‪.‬‬
‫ي‬ ‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫مجموعة من األخطاء يف العمل‬
‫كبي من الثوار بالقيام بالنقد الكسول وإبداء المالحظات من عىل البعد‬
‫(م) اكتق طيف ر‬
‫االجتماع ولم يحاولوا المساهمة يف تطوير عمل اللجنة‬
‫ي‬ ‫وعي وسائل التواصل‬
‫ر‬
‫وعمىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫بشكل فعال‬
‫‪58‬‬
‫‪ -12‬كانت مجموعات وأحزاب تتصارع عىل لجان المقاومة وتقوم بمحاولة السيطرة عليها‬
‫برغبة يف إدخالها يف حظائرها الحزبية كل عىل حدة وتقريب عضويتها من مؤسسات‬
‫لك يسهل تنفيذ رغباتها يف الشارع بالضغط وقت‬
‫الحزن‪ ،‬وذلك ي‬
‫ري‬ ‫عامة وفق الهوى‬
‫اىح وقت الال حاجة أو عىل وجه الدقة‪ ،‬ال حاجتهم هم‪ ،‬وهذه المعضلة‬ ‫ر‬
‫الحاجة والي ي‬
‫لم رتيز مؤخرا‪ ،‬بل برزت منذ ما قبل السقوط وبدأت تلوح منذ أن كانت لجنة الميدان‬
‫الميدان‪.‬‬
‫ي‬ ‫ه عصب التنظيم للمواكب والعمل‬
‫ي‬
‫المهنيي‪ ،‬الكتلة األساسية‬
‫ر‬ ‫‪ -13‬كذلك ساهمت بعض القوى يف تأجيج الضاع داخل تجمع‬
‫غي مرتب له وليس‬ ‫ر‬
‫الت ساهمت يف قيادة الثورة‪ ،‬وكان هناك موقف موحد بشكل ر‬
‫ي‬
‫المهنيي ولكن بوسائل متباينة كل من موقعه‬
‫ر‬ ‫معلنا حول رصورة شق وحدة تجمع‬
‫وحسب رغبته‪ ،‬وكل ذلك كان من أجل السيطرة عليه وعىل قراره‪ ،‬أو نسفه تماما إن‬
‫استعض تطويعه‪ ،‬وهذه أيضا معضلة بدأت منذ ما قبل السقوط بالدفع بعنارص‬
‫حزبية يف قيادة التجمع‪ ،‬أو تعطيل صعود آخرين لمواقع قيادية بسبب الخوف من‬
‫ر‬
‫الت سيجلبها‬
‫تعارض مواقفهم مع مواقف آخرين‪ ،‬حدث ذلك دون االلتفات للتبعات ي‬
‫تجيي مواقف التجمع لجهة دون األخرى‪.‬‬
‫ر‬ ‫التنازع من أجل‬
‫المهنيي ودفعها لزيادة الشقة ربي‬
‫ر‬ ‫‪ -14‬بعد مساهمة القوى الحزبية يف حدوث انقسام‬
‫غيها بجدية لرأب الصدع داخله‪ ،‬بل ذهبت‬
‫أجسامه‪ ،‬لم تسع هذه القوى أو ر‬
‫والتغيي الحقا أنه لن يعيد‬
‫ر‬ ‫الستغالل االنقسام‪ ،‬ورغم إعالن المجلس المركزي للحرية‬
‫التجمع للمجلس المركزي إن لم يتوحد‪ ،‬قبل المجلس المركزي طرفا وأزاح الطرف‬
‫المهنيي منذ ما قبل‬
‫ر‬ ‫اآلخر تماما‪ .‬لقد بدأت مساهمة قوى سياسية يف تفكيك تجمع‬
‫التفكي حول كيف هو دور التجمع بعيدا عن السلطة بعد‬
‫ر‬ ‫السقوط‪ ،‬تحت ذريعة‬
‫إسقاط النظام البائد‪ ،‬فعوضا عن تركه ليقرر ويصيغ رؤية لدوره باستقاللية‪ ،‬فتح هذا‬
‫التفكي الباب أمام تدخالت مؤذية تلميحا وتضيحا وساعد يف ذلك وجود‬
‫ر‬ ‫النوع من‬
‫المهنيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫حزن صارخ لقيادات من تجمع‬
‫تنظيم ر ي‬
‫ي‬ ‫انتماء‬
‫‪59‬‬
‫الت ابتعدت بعد‬ ‫ر‬
‫والتغيي بجدية للمناقشة واالستماع للمكونات ي‬
‫ر‬ ‫‪ -15‬لم تسع قوى الحرية‬
‫ا‬
‫والت كانت رشيكا أصيال يف الثورة‪،‬‬
‫ر‬
‫ومهنيي) ي‬
‫ر‬ ‫السياس (شباب مقاومة وأحزاب‬
‫ي‬ ‫االتفاق‬
‫وف‬‫ديسمي‪ ،‬وكانوا معا يف المعتقالت والميدان ي‬
‫ر‬ ‫بل وبعضهم متقدم عليها يف شوارع‬
‫والتغيي أن يف‬
‫ر‬ ‫وف تنسيق وتنظيم الحراك‪ .‬كان تقدير بعض قوى الحرية‬ ‫الكر والفر ي‬
‫العسكريي وربما حسبوا أن‬
‫ر‬ ‫خروج هؤالء وابتعادهم مصدر راحة لهم ولحلفائهم من‬
‫ذلك يعي عىل استمرار ر‬
‫الفية االنتقالية لنهاياتها دون ”منغصات“‪.‬‬ ‫ر‬
‫والتغيي بشدة يف تجاوز المجلس السيادي لصالحياته وكانت‬
‫ر‬ ‫‪ -16‬ساهمت قوى الحرية‬
‫تغض الطرف عن ذلك إما‪ :‬ألن لدى بعض المكونات أعضاء أو أصدقاء أو حلفاء‬
‫العسكريي وزيادة درجة التحالف‬
‫ر‬ ‫عسكريي‪ ،‬أو‪ :‬للتقرب من‬
‫ر‬ ‫مدنيي و‪/‬أو‬
‫ر‬ ‫داخله بينهم‬
‫أكي‬
‫وبالتاىل نيل أنصبة ر‬
‫ي‬ ‫معهم بفرضية أن ذلك سيساعد يف دحر اآلخرين وإبعادهم‬
‫يف كيكة السلطة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -17‬كانت مفاوضات السالم أيضا فرصة سانحة لصالحات جدية ولكنها أهدرت إما‬
‫لتمرير أجندة خاصة لبعض القوى‪ ،‬أو بأثر الوقوع تحت ر‬
‫االبياز من بعض الحركات‬
‫المسلحة‪ ،‬أو لبلوغ نجاحات تصلح لالستعراض السياس‪ ،‬وقد ساد ف ر‬
‫فية نهج‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫والت أشارت لها بعض القيادات من األطراف المختلفة‬
‫الجودية واالتفاقات الثنائية ي‬
‫قبل وأثناء وبعد التفاوض‪ ،‬ورغم الوعد بأن ينجز سالما خالصا ألصحاب المصلحة‪،‬‬
‫وبخطة وجداول زمنية دقيقة‪ ،‬تراجعت واستسلمت جميع األطراف لتوقيع وتنفيذ‬
‫الوطت بكل مساوئها‪.‬‬
‫ي‬ ‫اتفاق سالم يشبه يف طريقته وشكله اتفاقيات المؤتمر‬
‫وف‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫‪ -18‬وعىل الرغم من أن عددا من الحركات المسلحة كانت تمثل يف الحرية‬
‫حت ما قبل السقوط‪ ،‬وعىل الرغم من أن‬‫عي كتلة نداء السودان ر‬
‫تنسيقيتها القيادية ر‬
‫العسكريي‪ ،‬أرصت‬
‫ر‬ ‫قيادات الحركات كانت مساهمة ر‬
‫حت يف مجريات التفاوض مع‬
‫هذه الحركات عىل صياغة اتفاق منفرد بدعوى أن قضية السالم تحتاج للدخول يف‬
‫والتغيي والمجلس‬
‫ر‬ ‫السياس ربي الحرية‬
‫ي‬ ‫تفاصيل ال يمكن إجمالها يف االتفاق‬
‫‪60‬‬
‫والتغيي عىل فصل قضية السالم عن مسار‬
‫ر‬ ‫العسكري‪ ،‬وقد وافقت قيادات من الحرية‬
‫العسكريي‪ ،‬وعىل أن يعلو االتفاق مع هذه الحركات‪ -‬أيا كان شكله‬
‫ر‬ ‫التفاوض مع‬
‫حت قبل توقيعهما‪.‬‬‫ومحتواه‪ -‬عىل االتفاق السياس والوثيقة الدستورية ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫والت‬
‫‪ -19‬تمت الموافقة قبال عىل الوثيقة الدستورية عىل الرغم ما بها من نواقص وأخطاء ي‬
‫التيير لها‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫والتغيي الطرف عنها وحاول البعض ر‬
‫ر‬ ‫غضت بعض قوى الحرية‬
‫ذهبت إىل الموافقة عىل تعديلها مع الحركات الموقعة عىل اتفاق سالم جوبا (‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ ) 2020‬وذلك ألنه يحقق بعض الطموحات والمصالح ألطراف مختلفة مؤثرة‪ ،‬دون‬
‫والتغيي‪ ،‬ونقضا للمواثيق‬
‫ر‬ ‫النظر للمصلحة النهائية من عملية السالم أو ر‬
‫مشوع الثورة‬
‫والعسكريي والحركات وحدهم‪ ،‬ولكنها أصبحت‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت لم تعد ملك القوى السياسية‬
‫ي‬
‫ر ر‬
‫الت تتأثر‬
‫القواني ي‬ ‫السودان‪ ،‬كما أصبحت مصدر‬
‫ي‬ ‫وبي سائر أفراد الشعب‬
‫العهد بينهم ر‬
‫بها حياة المواطن وتحدد عالقته بدولته وباآلخرين‪.‬‬
‫‪ -20‬كانت أهم التعديالت عىل الوثيقة الدستورية ه مزيد من التنازل عن ر‬
‫االليام المسبق‬ ‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬ورغم عوار الوثيقة الدستورية الذي أقرت به والحظته‬
‫ر‬ ‫يف إعالن الحرية‬
‫قيادات سياسية وحزبية وقانونية‪ ،‬لم تتخذ مباحثات السالم كفرصة لتعديل‬
‫المشكالت داخل الوثيقة ومن ضمنها كيفية اختيار مجلس القضاء والنيابة العامة‪،‬‬
‫والتغيي إىل الموافقة عىل تعديل بعض البنود ومن ضمنها‬
‫ر‬ ‫بل ذهبت قوى الحرية‬
‫البند الذي يتحدث عن كفاءات مستقلة يف السلطة التنفيذية‪ ،‬فتم التعديل لكفاءات‬
‫والتغيي‪ ،‬وما ساهم يف‬
‫ر‬ ‫وطنية ما سمح بمشاركة قيادات حزبية تنضوي تحت الحرية‬
‫مزيد من التنصل عن العهد بعدم المشاركة ف السلطة التنفيذية والسيادية ف ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫السودان‪ ،‬وسمح‬
‫ي‬ ‫االنتقالية‪ ،‬وباعد ربي الحرية والتغي ري وقطاعات واسعة من الشعب‬
‫التغيي باتهامها بالتنصل عن وعودها‪ .‬وأيضا تم الموافقة عىل أن يسمح‬
‫ر‬ ‫كذلك ألعداء‬
‫نصا لبعض ممن سيتسنمون مناصبا ف ر‬
‫الفية االنتقالية بالمشاركة يف االنتخابات مرة‬ ‫ي‬
‫يغ‬ ‫ر‬ ‫أخرى بعد انقضائها‪ .‬كل ذلك ساعد عىل مزيد من‬
‫التأخي يف تكوين المجلس التش ي‬
‫ر‬
‫‪61‬‬
‫المقيحة‪ ،‬بل فتح الباب واسعا أمام إطالة أمد ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ر‬ ‫والمفوضيات المستقلة‬
‫لمرة وربما مرات دون مسوغ‪ ،‬وربما يجوز القول إن حكومة بهذا الشكل أصبحت‬
‫يغ والسيادي‪.‬‬ ‫ر‬
‫غي منتخبة‪ ،‬تتشارك يف الجهاز التنفيذي والتش ي‬
‫حكومة ائتالف حزبية ر‬
‫‪ -21‬عند ال رشوع يف تشكيل الحكومة الثانية باعتبارها استحقاقات التفاقية سالم جوبا‪،‬‬
‫والتغيي بقائمة للوزارة تضم القيادات الحزبية وقادة الحركات‬
‫ر‬ ‫دفعت قوى الحرية‬
‫وسياسيي وقادة حركات للقبول‬
‫ر‬ ‫عسكريي‬
‫ر‬ ‫وقبلها رئيس الوزراء‪ ،‬كذلك تم الضغط من‬
‫وك يقبل بأسماء محددة منها ويستبعد اسماء أخرى‪ ،‬وقد بررت‬
‫بهذه القائمة‪ ،‬بل ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫قيادات لذلك بأن وجود قيادات الحركات مع غياب قيادات حزبية من الحرية‬
‫َّ‬
‫سيشكل عدم توازن‪ ،‬وغفل ذلك الصوت عن أن التمثيل بهذا المعت عزز سيطرة‬
‫ر‬
‫الحقيق‬ ‫مكونات حزبية بعينها وعزل مكونات أخرى وهذا هو انعدام التوازن‬
‫ي‬
‫وف السيادي أيضا أغلبهم‬
‫والصارخ‪ ،‬كما أن بعض من حصلوا عىل المناصب الوزارية ي‬
‫حت داخل األحزاب‬ ‫قيادات الصف األول ف األحزاب والحركات ما أوغر الصدور ر‬
‫ي‬
‫ا‬ ‫والحركات ذاتها بوصف أن هناك عضوية‪/‬كفاءات حزبية ر‬
‫أكي قدرة وتأهيال ولم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تتقدم‪ .‬تضمنت اليشيحات ي‬
‫الت رفعت لرئيس الوزراء أعضاء من القيادات الوسيطة‬
‫ذات الكفاءة يف األحزاب والحركات‪ ،‬ولكن كان المرشح األول دائما من الصف األول‬
‫بالمرشحي اآلخرين‪.‬‬
‫ر‬ ‫المهت والداري مقارنة‬
‫ي‬ ‫يف القيادة بغض النظر عن تأهيله‬
‫‪ -22‬دخل أغلب الوزراء (خاصة يف وزارة ما بعد اتفاقية جوبا) يف تسابق محموم لتوظيف‬
‫كوادر تتبع لحزب الوزير أو حركته أو المجموعة المقربة منه يف مناصب رفيعة يف‬
‫الخدمة المدنية‪ ،‬وكان نتيجة ذلك ظهور حاالت ر‬
‫ترف لوصفها بالفساد مع ضعف يف‬
‫ر‬
‫الت تتبع لها‪.‬‬
‫األداء والمتابعة وبطء يف إنجاز مهام الوزارات والهيئات والمؤسسات ي‬
‫العسكريي يف اختيارات الوزراء بالقبول والرفض‬
‫ر‬ ‫والتغيي لتدخل‬
‫ر‬ ‫‪ -23‬أذعنت قوى الحرية‬
‫غي ذلك‪ ،‬وقد ظهر هذا التدخل بوضوح‬
‫بذرائع عديدة منها ما هو مفصح عنه وما هو ر‬
‫ا‬
‫عي فرية الفحص‬
‫تغيي بعض الوزراء هو استجابة لرغبات شعبية‪ ،‬أو ر‬
‫مثال بادعاء أن ر‬
‫‪62‬‬
‫األمت لعدد من الوزراء الذين تبعا ”لفشلهم“ ف هذا الفحص‪ ،‬منعوا تماما من ر‬
‫اليشح‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫األمت)!‬ ‫ر‬
‫(من هؤالء وزير شغل المنصب ألكي من عام دون أن رتيز ورقة الفحص‬
‫ي‬
‫والتغيي عىل مثل هذه االدعاءات عىل بعض الوزراء وساندت‬
‫ر‬ ‫وافقت قوى الحرية‬
‫العسكريي عن عمد‪ ،‬وشايعته قوى أخرى عن غفلة لتنحية هؤالء‬
‫ر‬ ‫قوى داخلها زعم‬
‫الوزراء‪ ،‬وساهمت قوى يف منع استمرارهم بالجهر بقبول االدعاءات أو بالصمت التام‪.‬‬
‫والتغيي مجالس ولجانا تشارك يف صناعة القرار وتتدخل يف عمل‬
‫ر‬ ‫‪ -24‬ابتكرت قوى الحرية‬
‫للعسكريي للتدخل‬
‫ر‬ ‫الجهاز التنفيذي وأشاحت وجهها عن أنها بذلك فتحت المجال‬
‫ا‬
‫يف الجهاز التنفيذي‪ ،‬وذلك ألن هذه المجالس (مجلس رشكاء االنتقال مثاال والمجلس‬
‫األعىل للسالم‪...‬الخ) أتاحت الفرصة لمشاركة بعض األحزاب واألفراد وفقا لموازين‬
‫لتسيي الدولة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الكبية‬
‫ر‬ ‫القوى والعالقات الشخصية يف اتخاذ القرارات‬
‫والتغيي متوافقة كفاية حول قضايا مهمة مثل االقتصاد‬
‫ر‬ ‫‪ -25‬لم تكن قوى الحرية‬
‫تأثي يف هذه‬
‫القواني والمفوضيات‪ ،‬وتنازعت لخلق ر‬
‫ر‬ ‫والسياسات العامة وتعديل‬
‫وتجييها لمواقف حزبية أو أيدولوجيات محددة وفق تصور بصحتها‬
‫ر‬ ‫الملفات‬
‫وغيها عىل طول‬‫وصالحها‪ ،‬وذلك ما جعل التخبط هو سيد الموقف يف هذه القضايا ر‬
‫والتغيي يف األجهزة االنتقالية‪ ،‬بل وساهم عدم التوافق هذا يف‬ ‫ر‬
‫فية وجود قوى الحرية‬
‫ر‬
‫جموح وانفالت عقال رغبة التخلص من بعض القوى من جانب قوى أخرى يف كل‬
‫فرصة تتاح لذلك‪.‬‬
‫‪ -26‬اسناد رئاسة اللجنة العليا للطوارئ االقتصادية لشخصية من السيادي جاء ر‬
‫كاقياح‬
‫والتغيي‪ ،‬بذريعة أن هذا سيسهل عملية إدماج المؤسسات‬
‫ر‬ ‫من أطراف يف الحرية‬
‫ر‬
‫الت تدار خارج نطاق وزارة المالية‪ ،‬وبفرضية أن هذه الشخصية ستضطر‬
‫االقتصادية ي‬
‫بحكم رئاستها للجنة‪ ،‬للمساهمة يف حل المشكالت االقتصادية من موارد خارج‬
‫الميانية العامة‪ ،‬األمر الذي عاد كمثل صفقة خاشة‪ ،‬فاللجنة كانت فرصة أخرى‬
‫ر‬

‫‪63‬‬
‫للتمدد من السيادي عىل حساب الجهاز التنفيذي كما أنها لم تنجح يف تحقيق أبسط‬
‫المهمات المنتظرة منها‪.‬‬
‫تسيي‬
‫ر‬ ‫والتغيي عىل لجان‬
‫ر‬ ‫‪ -27‬تصارعت بعض األحزاب المنضوية تحت قوى الحرية‬
‫النقابات وحاولت السيطرة عليها فنجحت مرات ونجح آخرون كذلك يف تحقيق ذات‬
‫الهدف‪ ،‬وكان ذلك يتم بالتوازي مع التباطؤ يف سن قانون النقابات ما أفسح المجال‬
‫الضطرابات ونزاعات ربي بعض المكونات المهنية‪ ،‬حسبتها بعض القوى تصب يف‬
‫مصلحتها وخططها ف تلك ر‬
‫الفية‪.‬‬ ‫ي‬
‫والتغيي بجدية لتحقيقها وساد اتهام مفاده‬
‫ر‬ ‫‪ -28‬يف موضوع العدالة لم تسع قوى الحرية‬
‫داع ذلك الخوف من مآالت اتهام‬
‫العسكريي‪ ،‬وأن ي‬
‫ر‬ ‫أن يف تحقيقها مساءلة للحلفاء‬
‫العسكريي أو الطمع يف التمدد يف هياكل السلطة بالتقرب منهم‪ ،‬ورغم وجود طرح‬
‫ر‬
‫والتغيي عىل‬
‫ر‬ ‫وسغ البعض لحيائها‪ ،‬إال أن عدم اتفاق قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫العدالة االنتقالية‬
‫بتوفي مطلوباتها وتمرير قانونها لم يرجح كفتها عىل طاولة االجتماعات ال ر يت‬
‫ر‬ ‫الشاع‬
‫اليهان‪ ،‬وكان تعطيلها دافعا لتطاول أمد لجان‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت سبقت انقالب ر‬ ‫تمت طوال الفية ي‬
‫العسكريي ووسائلهم وأساليبهم‪ ،‬وساعد يف ذلك تأخر‬
‫ر‬ ‫التحقيق بمساهمة مقدرة من‬
‫مجلس الوزراء وضعف متابعته لهذه اللجان بما فيها لجنة فض اعتصام القيادة العامة‬
‫ر‬
‫وحت لجنة‬ ‫ر‬
‫الت شهدتها بعض الواليات‬
‫وغيها من لجان التحقيق يف األحداث ي‬
‫ر‬
‫التحقيق يف محاولة اغتيال رئيس الوزراء‪ ،‬وكانت وجهة نظر البعض أن الرصار عىل‬
‫مالحقة هذه القضايا سيؤثر عىل استقرار االنتقال‪.‬‬
‫كبيا‪ ،‬فبعض القوى تعاملت‬
‫أخية شهدت تنازعا ر‬
‫‪ -29‬جاءت مبادرة رئيس الوزراء كمحطة ر‬
‫معها كمبادرة ا حتواء ال مبادرة توفيق‪ ،‬والبعض تعامل معها كمبادرة هيمنة ال إنهاء‬
‫سيطرة‪ ،‬ورفض أفراد الدخول فيها ألن بها شخصيات ال يرغبون هم يف وجودهم‪،‬‬
‫عي العالم وألسباب واهية‪،‬‬
‫رسم رليفضها فيما بعد ر‬
‫ي‬ ‫وعاد من وافق عليها باتصال‬
‫وأحجمت أطراف بل وعارضتها وحاولت تعطيلها ألن المبادرة بدأت يف مخاطبة‬
‫‪64‬‬
‫أزمات لهم مصلحة يف السكوت عنها‪ ،‬وتشجعت أطراف أخرى عليها وأرصت عىل‬
‫الوطت يف آليتها التنفيذية‪ ،‬بالرغم من‬
‫ي‬ ‫استمرار شخصيات متهمة باالنتماء للمؤتمر‬
‫أن وجودهم كان السبب الرئيس يف رفضها من قطاعات واسعة خاصة لجان المقاومة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت وردت يف المسودة األوىل لخطاب‬ ‫ر‬
‫واعيضت أطراف يف اآللية عىل بعض العبارات ي‬
‫اآللية وطالبت بحذفها‪ ،‬ألنها حملت إشارات واضحة لبعض المشكالت خاصة‬
‫المرتبطة بالمكون العسكري‪ ،‬ولكن ورغم ذلك تواجدت باآللية شخصيات حاولت‬
‫كثيون ببذل أفكارهم ووقتهم لتصل‬
‫إزالة عيوب ها وتذليل العقبات لنجاحها واجتهد ر‬
‫لهدفها‪.‬‬
‫والتغيي لعادة هيكلتها وعقدت‬
‫ر‬ ‫‪ -30‬يف خضم أعمال مبادرة رئيس الوزراء نشطت الحرية‬
‫عدة اجتماعات قبل أن تجتمع مع رئيس الوزراء لتدعوه لحضور إعالن الهيكلة‬
‫ولتخطره باكتمال تصورها لهذه الهيكلة إيذانا بإعالن ذلك‪ ،‬وكان حضورا يف هذا‬
‫ا‬
‫االجتماع مع رئيس الوزراء ممثال لمكون امتنع الحقا عن حضور العالن وأعلن رفضه‬
‫للهيكلة ذاتها‪ ،‬ومن الغريب أن هذا الممثل أكد يف حضور رئيس الوزراء مشاركتهم‬
‫وموافقتهم‪ ،‬األمر الذي نكص عنه هو ومكونه دون أن يواجه هذا التضف بالنقد‬
‫المعلن والمساءلة‪.‬‬
‫وف توقيت باكر حول تعطيل‬ ‫والتغيي للناس ببيان واضح ي‬
‫ر‬ ‫‪ -31‬لم تخرج قوى الحرية‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫العسكريي الجتماعات المجلس السيادي واالجتماعات المشيكة خالل الفية ي‬
‫ر‬
‫(غي معروف مداها ر‬
‫حت اآلن) ولم يعلن عن‬ ‫ر‬
‫سبقت االنقالب األمر الذي استمر لفية ر‬
‫ذلك إال عند تصاعد األزمة ربي أطراف السلطة االنتقالية‪.‬‬
‫والتغيي يف الوظائف والنشاطات المتعلقة بأجهزة االنتقال وقيادة‬
‫ر‬ ‫‪ -32‬لم تفسح الحرية‬
‫التغيي‬
‫ر‬ ‫الخدمة المدنية لقطاعات الشعب السودان‪ ،‬بحيث لم تصبح ملكية ر‬
‫مشوع‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫للسودانيي كافة‪ ،‬بل كانت أغلب المواقع خاصة العليا والوسيطة يتم اليشيح‬ ‫حقا‬
‫ر‬

‫‪65‬‬
‫ر‬
‫األكي ثورية هو األقدر عىل‬ ‫ر‬
‫المباش بذريعة الثقة وبذريعة أن‬ ‫التعيي‬ ‫عي‬
‫ر‬ ‫لها وتسنمها ر‬
‫النجاز والعمل‪.‬‬
‫هذا بيان موجز ومقتضب عما حدث خالل ر‬
‫الفية المشار إليها يف بداية هذا التقرير‪،‬‬
‫وهو عمل قابل لإلضافة والتصحيح والتفصيل والتحقيق‪ ،‬كما نتوقع أن يكون صدر‬
‫والتغيي رحبا لتقبله وتقبل األسئلة واالستجواب من‬
‫ر‬ ‫الفاعلي والقيادات يف الحرية‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت لم تتم الشارة إليها‪،‬‬
‫السودان حول هذه القضايا والقضايا ي‬
‫ي‬ ‫جميع أفراد الشعب‬
‫ذان جاد‬‫ر‬ ‫ر‬
‫تعتي ما ذكر وتعيف بما وقع وتعتذر عنه بشكل معلن متبعة ذلك بنقد ي‬
‫وأن ر‬
‫بغيه ليفيد حارص ومستقبل بالدنا‪ ،‬فقوى الحرية‬
‫وتوبة نصوح عما وقع بقصد أو ر‬
‫شموىل مر عىل‬ ‫ر‬
‫وأعت نظام‬ ‫الت أطاحت بأسوأ‬‫ر‬
‫ي‬ ‫والتغيي كانت يف قلب ركب الثورة ي‬
‫ر‬
‫وه يف نهاية األمر تشكيل من قوى مدنية سلمية لديها تاريخها يف مجابهة‬
‫بالدنا‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫الدكتاتوريات ولدينا ما نرجوه منها يف ترسيخ الديمقراطية‪ ،‬فضال عن أن أدوات‬
‫رصاعها ر‬
‫حت يف حالة الخالف فيما بينها واآلخرين‪ ،‬ليس من بينها البندقية‪ ،‬بل الجدل‬
‫والحجة والعمل السياس ر‬
‫بشت وسائله المعلومة اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الوسائل‪،‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تتصحح فيها‬
‫أما االنقالب واالنقالبيون فهم من حولوا حالة التدافع الصحية ي‬
‫وعي القوة‬
‫صىح ر‬
‫ي‬ ‫غي‬
‫اط وبتجويد الممارسة‪ ،‬إىل حالة تسلط ر‬ ‫األوضاع بالفعل الديمقر ي‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫العسكرية وإنشاء وتعزيز الفي واالنقالب الكامل عىل التجربة ما أدى لالنتكاسة ي‬
‫نعيشها اليوم‪.‬‬
‫ر‬
‫فالبش‬ ‫إن الهدف األسم مما ورد ليس تجريم أشخاص أو أفراد أو مكونات بعينها‬
‫َّ‬
‫فضل الكاتب اعتماد نهج ر‬
‫أكي موضوعية ما أمكن‬ ‫يخطئون ويصيبون بطبعهم‪ ،‬ولذلك‬
‫ذلك‪ ،‬بعيدا عن الشخصنة ورم اللوم عىل طرف وشخص واسم وجهة دون األخرى‪،‬‬
‫فهذا النهج يمنع بقدر المكان تقييد العمل وحضه فيمن فعل وفيمن لم يفعل‪ ،‬كما‬
‫وأنه يفتح الباب أمام تقييم جاد وكما يسمح بأن توضع المسؤولية عىل عاتق الجميع‪.‬‬
‫شخض‪،‬‬
‫ي‬ ‫وقد حاولت جعله كمرآة يف غرفة واسعة‪ ،‬كل من وقف أمامها‪ ،‬بمن فيهم‬
‫‪66‬‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الت خلفه‪ ،‬فمن أراد رؤية‬
‫سيى األشخاص والمتعلقات ي‬ ‫سيى نفسه أوال‪ ،‬ومن ثم ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫واالعياف بها من أجل إصالحها فله ذلك ومن أشاح عنها فهذا خياره‪ .‬والوطن‬ ‫عيوبه‬
‫ومستقبله من وراء القصد‪.‬‬
‫زهرة حيدر إدريس‬
‫الشعت‪ .‬إن‬
‫ري‬ ‫والتغيي كانت التأييد‬
‫ر‬ ‫إن أهم ما جاء يف الورقة أن القوة الحقيقية للحرية‬
‫ينبغ أن تكون متجهة نحو الوحدة كوحدة قوى‪ ،‬وكوحدة‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫بوصلة الحرية‬
‫حول القضايا‪ ،‬وشعار ”تسقط بس“ الذي أجمع عليه السودانيون‪ ،‬أي توحيد قوى‬
‫الثورة تحت شعارات وبرامج موضوعية‪ ،‬فالعدو إنما يلعب عىل الضاعات‬
‫والتغيي‪ .‬وتمنيت أن لو احتوت الورقة عىل نقد يذكر أننا‬
‫ر‬ ‫والمنافسة يف الحرية‬
‫فشلنا‪ ،‬فحينما جمد حزب األمة عضويته تحدث نا عن أنه لزام علينا عمل مراجعة‬
‫والتغيي‪:‬‬
‫ر‬ ‫لكننا لم نشهد هذه المراجعة‪ .‬وهناك جوانب فيها إخفاق يف تجربة الحرية‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬لجنة التفاوض وكيفية تكوينها‪ .‬علينا أن نذكر طبيعة التكليف الذي ذهبت به‬
‫لجنة االتصال وكيف تحولت للجنة تفاوض‪ ،‬وكيف تعاملنا مع المبادرات‬
‫خية ‪ 30‬عاما يف التفاوض مع المعارضة‬
‫االستشارية ونحن نفاوض منظومة لها ر‬
‫وأجسام أخرى‪ ،‬بينما لم تكن لدينا مقدرات موازية يف التفاوض‪.‬‬
‫وثانيا‪ :‬الخفاق يف مشا ركة المرأة‪ ،‬وللسف الشديد هو إخفاق شاركت فيه نساء‪،‬‬
‫ونسبة ال ‪ % 40‬لتمثيل النساء ليست معيارا‪ ،‬بل الكفاءة والسودان فيه كفاءات‬
‫حقيق عن تقديم مرشحات من القوى‬ ‫ر‬ ‫نسوية حقيقية‪ ،‬وبرغم ذلك حصل تنصل‬
‫ي‬
‫واىل الخرطوم حيث كانت‬ ‫ر‬
‫السياسية‪ ،‬وحت حينما تم ترشيحهن‪ ،‬كما يف ترشيح ي‬
‫هناك مرشحة أقوى من أيمن نمر‪ ،‬لكن األجندة الحزبية كانت أمض من الكفاءة‬
‫ر‬
‫االعياف به‪.‬‬ ‫ينبغ‬
‫وهذا إخفاق ي‬

‫‪67‬‬
‫والتغيي شفافة يف‬
‫ر‬ ‫ثالثا‪ :‬الخفاق الثالث معيار الشفافية‪ ،‬إذ لم تكن قوى الحرية‬
‫نشت نسخ عديدة منها وسط تساؤل الناس عن النسخة‬ ‫مسألة الوثيقة الدستورية و ر‬

‫الحقيقية! وهذا سبب رشخا يف الثقة‪ ،‬وهو أمر يجب معالجته الحقا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬آلية اتخاذ القرار ومنهجية اتخاذ القرار‪ ،‬فقد كنت عىل صلة ببعض من كانوا‬
‫يغ‪ ،‬وكنت أسألهم حول رؤيتهم للمجلس ومهامه‬ ‫ر‬
‫يعملون عىل تكوين المجلس التش ي‬
‫وف إدراكهم ألهميته‪.‬‬
‫وشهدت قصورا شديدا يف رؤيتهم له ي‬
‫ا‬
‫والتغيي مرشحا فاشال‬
‫ر‬ ‫التعيي بالتوازنات السياسية أدى ألن ترشح الحرية‬
‫ر‬ ‫خامسا‪:‬‬
‫للواىل لوالية شمال كردفان أطلق عليه الشارع يف الوالية اسم ”خالد تبش“‪ .‬وقد‬
‫ي‬
‫ي‬
‫والتغيي يف الوالية كيف يرشح لوالية كشمال كردفان‬
‫ر‬ ‫منسون الحرية‬
‫ري‬ ‫سألت أحد‬
‫ا‬
‫بتاريخها وثقافتها فرد بأن هذه ”توازنات سياسية“‪ ،‬وهو ما ال نريده مستقبال‪.‬‬
‫رشا عوض‬
‫المواطني‬
‫ر‬ ‫افتقدت يف هذا التقييم إجابات عىل أسئلة أساسية تدور يف أذهان‬
‫الحادبي عىل نجاح ثورة ديسمي ونجاح ر‬
‫الفية االنتقالية‪ .‬تطرقت الورقة لضعف‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والتغيي بالحكومة‪ ،‬لكننا معنيون بضعف عالقتها وانقطاعها عن‬
‫ر‬ ‫عالقة الحرية‬
‫الشارع‪ ،‬برغم أهمية هذه العالقة‪ .‬إذا كان هدف ر‬
‫الشاكة مع المكون العسكري‬
‫اط فهذا يتطلب سلسلة من المعارك السياسية النوعية الضارية‬
‫التحول الديمقر ي‬
‫والتغيي يف‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت ال تخاض بدون صلة قوية مع الشارع‪ .‬كما أننا افتقدنا دور الحرية‬
‫ي‬
‫كثية حرجة ومعقدة تحتاج‬‫ياس المرتبط باالنتقال يف قضايا ر‬
‫إنتاج الخطاب الس ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫سياس حولها‪ ..‬مثال قضية العدالة ي‬
‫الت ال يمكن أن تسقط بالتقادم‪ ،‬والحل‬ ‫ي‬ ‫لخطاب‬
‫يبي أسس التعامل‬ ‫المطروح هو العدالة االنتقالية‪ ،‬لكنها تتطلب خطابا سياسيا‪ ،‬ر‬
‫الشيك يف السلطة والمتهم بمجزرة فض االعتصام وجزء من‬ ‫مع المكون العسكري ر‬
‫ر‬
‫الت ارتكبت يف عهد النظام البائد‪ .‬ولو‬ ‫ر‬
‫مكوناته شيكة يف معظم الجرائم واالنتهاكات ي‬
‫اشياطات هذا العفو؟‬ ‫كنا سنقدم عفوا عنهم باعتبار أنهم رشكاء ف السلطة فما ه ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪68‬‬
‫وه الفكرة‬ ‫ر‬
‫الت سيدفعونها مقابل الموازنة ربي العدالة واالستقرار ي‬
‫ه الفاتورة ي‬
‫وما ي‬
‫ه‬‫ينبغ أن تكون الفاتورة ألي صيغة عفو ي‬ ‫ي‬ ‫األساسية يف العدالة االنتقالية؟‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت تضمن مستقبال خاليا من انتهاكات شبيهة‪،‬‬
‫الصالحات الهيكلية يف جهاز الدولة ي‬
‫ينبغ أن تتواله الحاضنة السياسية‪.‬‬
‫ي‬ ‫وهذا خطاب كان‬
‫باىل كالم بكري عن المكانات‬
‫وف ي‬‫كبي‪ ،‬أقول ذلك ي‬
‫إعالم ر‬
‫ي‬ ‫كذلك هناك ضعف‬
‫المتاحة ومقدرات القوى السياسية السودانية‪ ،‬ومن إشكاالتها االفتقار الستثمارات‬
‫طويلة األجل ف مصادر القوة‪ ،‬من مال وإعالم واستثمار ف الكادر ر‬
‫البشي وهذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫سينعكس عىل أي تحالف‪.‬‬
‫والتغيي ال تستطيع العبور للمستقبل بدون رد‬
‫ر‬ ‫هناك اتهامات وجهت للحرية‬
‫مسؤوىل الحكومة و يف‬
‫ي‬ ‫موضوع عليها‪ ،‬وبعضها حقائق‪ ،‬كمشكلة الشللية يف اختيار‬
‫ي‬
‫مختلف مناصب الخدمة المدنية‪ .‬وقد وردتنا أخبار يف الصحافة أنه حينما‬
‫معي ولم يجدوا من كادره يف الوالية‬
‫استنفدت إحدى الواليات عضوية حزب ر‬
‫ليعينوه استوردوا من عضويته بواليات أخرى ليتسنموا الوظائف‪ ،‬وهذا ال يليق يف‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ثورة جاءت من أجل‬
‫ينبغ أن يكون للحاضنة رأي وموقف قوي جدا ضد اختطاف المكون العسكري‬
‫كان ي‬
‫حت اآلن لماذا حدث ذلك االختطاف؟‬ ‫للسالم‪ .‬ولم يعرف الشعب السودان ر‬
‫ي‬
‫يق‪ ،‬صار فجأة‬ ‫ر‬
‫فالمجلس السيادي الذي نصت الوثيقة الدستورية عىل أن دوره تش ي‬
‫السياس‪ ،‬وعىل‬
‫ي‬ ‫أعىل سلطة تنفيذية‪ ،‬يتغول عىل العالقات الخارجية والعمل‬
‫ا‬
‫أصال يسيطر عىل ‪ %80‬من الموارد‪ .‬كنا نتوقع خالل ر‬
‫الفية‬ ‫االقتصاد الذي هو فيه‬
‫االنتقالية أن تخرج مليونية تطالب بإعادة منظومة ال رشكات العسكرية لوالية‬
‫للعسكريي مرتبطة بالسيطرة عىل السلطة ولن‬
‫ر‬ ‫المالية‪ .‬فهناك مصالح ضخمة‬
‫يتنازلوا عن هذه المكاسب بسهولة‪ ،‬وإال إذا وجدوا حاضنة سياسية ذات عالقة قوية‬
‫بالشارع تحارصهم حصارا شديدا‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫والتغيي‪ ،‬بل أن‬
‫ر‬ ‫سياس جديد للحرية‬
‫ي‬ ‫ال يجب أن يكون الهدف من الورشة تسويق‬
‫تكون رغبة جادة لفتح صفحة جديدة يف تاري خ السودان‪ ،‬وهذا لن يتم اال إذا راجعنا‬
‫السودان للعبور للمام‪.‬‬
‫ي‬ ‫كلنا حساباتنا أمام الشعب‬
‫مريم الصادق المهدي‪:‬‬
‫الفكرة األساسية يف الورشة كانت أن نستعرض األوراق داخليا لنتفق أو نعرف‬
‫اختالفاتنا حولها بصورة واضحة‪ ،‬ونستضيف فيها ذوي المواقف الواضحة يف تاري خ‬
‫لنير‪ ،‬وال أن نقول ليس‬
‫والتغيي ليكون الكالم بشفافية‪ ،‬فنحن لم نأت ر‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫بالمكان أفضل مما كان‪ ،‬وبرغم الحديث عن رصورة النظر للوسع البنيوي‪.‬‬
‫لقد فات عىل الورقة ذكر مجهودات مهمة جدا قمنا بها ف السابق ل ر‬
‫تشي ح الوضع‬ ‫ي‬
‫لمض للمام‪ .‬واتجاهنا أن نقول للشعب بكامل الشفافية أننا منكم‪ ،‬ولدينا‬
‫ي‬ ‫وا‬
‫الخية‪ ،‬جئنا من عمل متطور ومتقدم من مواقع مقاومة ونضال‬‫مجاالت نقص يف ر‬
‫ر‬
‫االعياف‬ ‫الجماع‪ ،‬برغم‬ ‫لكن الحكم جديد علينا‪ ،‬ونريد أن نتشارك الرأي والعمل‬
‫ي‬
‫أن هناك دور للقيادة ودور للمواطنة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت عقدت يف أوائل ‪2020‬‬
‫أهم ما حاولنا عمله يف هذا الصدد الورشة األساسية ي‬
‫لننتقل لخانة الحكم‪ ،‬وقد كنا يف العمل الشي وبعد الثورة كنا يف المقاومة أثناء‬
‫االعتصام وما بعد فض االعتصام‪ ،‬وبعد تكوين الحكومة كونا المجلس المركزي‬
‫حقيق‪ .‬بدأنا بأسئلة ر‬
‫اسياتيجية‬ ‫ر‬ ‫وه تجربة كان فيها نقص‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫لقوى الحرية‬
‫مسؤولي يف الحكم؟‬
‫ر‬ ‫تغيي ذهنيتنا من ناس مدر ربي يف المعارضة لناس‬
‫حول كيفية ر‬
‫وكيف نوفق ربي اختالفات حقيقية بيننا حول المسألة االقتصادية‪ ،‬وحول العالقة‬
‫مع العساكر كيف تكون بدون تخوين أو إقصاء لبعضنا‪ ،‬وكيف تتكامل أدوارنا فال‬
‫نشت قيادات‬ ‫يكون هناك إحالل وإبدال للحزاب السياسية بآخرين‪ ،‬خاصة وقد ر‬
‫أكاديمية ر‬
‫محيمة رأيا مفاده أن األحزاب السياسية ال مكان لها اليوم‪ ،‬فليعملوا عىل‬
‫المدن والمهنيون اآلن‪ .‬هل يف هذا الرأي صالح‬
‫ي‬ ‫تهيئة أنفسهم وليحكم المجتمع‬
‫‪70‬‬
‫للديمقراطية؟ أم األوفق الحديث عن تنمية األحزاب لنفسها ضمن تكامل األدوار‬
‫سياس وكل يقوم بدوره‬
‫ي‬ ‫مهت وحركات مسلحة لها بعد‬
‫مدن ومجتمع ي‬
‫مع مجتمع ي‬
‫يف توازن؟‬
‫يف تسلسل األحداث‪ ،‬كان هناك يف البداية ظلم للحركات المسلحة‪ ،‬ثم ظلمونا هم‬
‫معايي موضوعية للثقال يف التحالف لئال‬
‫ر‬ ‫الحقا‪ .‬تبادلنا الظلم‪ .‬اختلفنا حول وضع‬
‫أعط ‪ 3‬مقاعد وقوى االجماع مثلها‪،‬‬
‫ي‬ ‫نبخس أحدا‪ .‬ذكرت الورقة أن نداء السودان‬
‫مع أن قوى الجماع انفصلت من جزء من نداء السودان‪ ،‬وكل أحزاب نداء السودان‬
‫الدقي كانت ضمن نداء السودان بينما خرج‬ ‫ر‬
‫الت يرأسها المهندس عمر‬
‫ر‬ ‫يف الداخل ي‬
‫خطية مع الجبهة الثورية‪.‬‬
‫ر‬ ‫جزء من قوى الجماع داخلها‪ .‬هذا األمر أسفر عن مشاكل‬
‫ا‬
‫كانت القسمة مثال للتجمع االتحادي مقعدين‪ ،‬وحزب األمة داخل نداء السودان‬
‫أقض حصة يطمع فيها مقعد واحد‪.‬‬
‫ر‬
‫تنسيق؟ وهل نستمر يف‬ ‫تحالق أم جسم‬ ‫ومن التساؤالت المهمة هل نحن جسم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫كبية‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تحالفنا أثناء الفية االنتقالية فقط أم لما بعدها فالس ودان يمر بفية ميوعة ر‬
‫ا‬
‫ويحتاج للتوافق؟ وهل االنتخابات للتصالح أم تذكر كبعبع لآلخرين فنحن مثال يف‬
‫جماهي وندعو لالنتخابات‪ .‬كذلك كيف نكون حاضنة‬‫ر‬ ‫حزب األمة نعتقد أن لدينا‬
‫وف نفس الوقت ديمقراطية‪ ،‬نظرا لتجارب ألجسام شمولية‬ ‫سياسية واسعة ي‬
‫ر‬
‫الوطت‪ .‬وكيف ي‬
‫تنم الحاضنة السياسية الديمقراطية‬ ‫ي‬ ‫اك والمؤتمر‬
‫كاالتحاد االشي ي‬
‫وف نفس الوقت تقوم بالحضانة المطلوبة للحكومة؟ وكيف يتم توسيع‬
‫داخلها ي‬
‫والسغ‬
‫ي‬ ‫قاعدة االنتقال وهذا تحد نقابله بعدم قدرتنا عىل التوسع نحو اآلخرين‪،‬‬
‫سبتمي فصلناه‪ ..‬ر‬
‫أخيا كيف نحقق‬ ‫ر‬ ‫لإلقصاء ر‬
‫حت أن جزءا منا ممن وقع عىل ميثاق ‪8‬‬
‫معادلة فيها استقرار للجميع بمن فيهم العساكر‪ ،‬وفيها عدالة‪ ،‬وسالم للناس كلهم؟‬
‫غي‬
‫المشوع الضخم‪ ،‬وأغفلت ر‬ ‫للسف الورقة ذكرت الجوانب الموضوعية لهذا ر‬
‫الت بسببها اضطررنا ف حزب األمة أن ي‬
‫نجمد يف أواخر أبريل ثم نعود‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الموضوعية و ي‬
‫‪71‬‬
‫الحقا‪ ،‬ألن السودان ال يتحمل التجاذب وال بد من إيجاد أرضية صلبة نتفق فيها‬
‫سء آخر‪ .‬نأمل أن‬ ‫ر‬
‫أكي همنا وأهم من أي ي‬
‫حول السودان ومستقبله‪ ،‬ويكون تأمينه ر‬
‫مض قدما فالوضع لم يعد يحتمل‪.‬‬
‫تضع الورشة إجابات موضوعية لن ي‬
‫أبا ذر مدثر األمي‪:‬‬
‫ا‬
‫الثورة السودانية عظيمة وننتظر منها عمال عظيما‪ .‬من إيجابيات قوى الحرية‬
‫ر‬
‫الت كانت تطالب بإسقاط ”النقاذ“ يف‬
‫والتغيي أنها تمكنت من جمع كل األجسام ي‬
‫ر‬
‫حت السقوط فعليا يف أبريل ‪2019‬م‪ ،‬وهذه الوحدة‬ ‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫تحالف الحرية‬
‫ي‬
‫نتفقدها اآلن كلجان مقاومة‪ .‬ومن السلبيات أنها أزمت الضاع بخروج حزب األمة‬
‫وبالتأخي يف هيكلة التحالف‪.‬‬
‫ر‬ ‫الشيوع والجبهة الثورية‪،‬‬
‫ي‬ ‫ثم دخوله‪ ،‬وخروج الحزب‬
‫ولم تسع أثناء االعتصام لضم اللجان الشبابية ولجان المقاومة‪ .‬ونتمت أن تتحدث‬
‫قوى الحرية والتغيي بشفافية‪ ،‬ر‬
‫وتعيف بأنها لم تقم بدورها‪ ،‬وإال لما تقدمت لجان‬ ‫ر‬
‫والتغيي كان‬
‫ر‬ ‫المقاومة لملء الفراغ يف الشارع‪ .‬آخر موكب دعت له قوى الحرية‬
‫اشياكها ف مجلس رشكاء ر‬
‫الفية‬ ‫لتكوين الوالة‪ .‬وأكي ما أفقد قوى الحرية والتغيي ر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫األكي يف‬
‫ر‬ ‫االنتقالية الذي كان كأنه مجلس رشكاء الدرب‪ .‬إنها تتحمل المسؤولية‬
‫يغ‪ .‬لجان المقاومة لم ترفض المجلس لكن قوى الحرية‬ ‫ر‬
‫تعطيل قيام المجلس التش ي‬
‫والتغيي حينما أعلنت أنها تشاور اللجان اتضح أن األمر كان مقررا سلفا وال مكان‬
‫ر‬
‫للمراجعة أو االستشارة حوله‪.‬‬

‫‪72‬‬
73
‫الثان‬
‫ي‬ ‫الباب‬
‫األداء الحكوم ف ر‬
‫الفتة االنتقالية‬ ‫ي ي‬
‫الثان‬
‫ي‬ ‫القسم‬ ‫القسم األول‬
‫أداء الجهازين الوزاري والسيادي‬ ‫تجربة حكومة ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫التوفيسور صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـديق ت ـ ـ ـ ـ ـ ـاور‬
‫ر‬ ‫المهندس خالد عمر يوسف‬

‫‪74‬‬
75
‫القسم األول‬
‫تجربة حكومة ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫اإلنجازات‪ -‬اإلخفاقات ‪ -‬والدروس المستفادة‬
‫المهندس خالد عمر يوسف‬
‫مهام ر‬
‫الفتة االنتقالية المنصوص عليها يف الوثيقة الدستورية‬
‫إيقاف الحرب والعمل عىل بناء السالم‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫معالجة األزمة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مكافحة الفساد‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫القواني والنصوص المقيدة للحريات‪.‬‬
‫ر‬ ‫إلغاء‬ ‫‪)4‬‬
‫ضمان وتعزيز حقوق النساء‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫وضع برامج لصالح أجهزة الدولة‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫وضع سياسة خارجية متوازنة‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫القيام بدور فاعل يف الرعاية والتنمية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫الجنسي‪.‬‬
‫ر‬ ‫تعزيز دور الشباب من‬ ‫‪)9‬‬
‫القوم الدستوري‪.‬‬
‫ي‬ ‫عقد المؤتمر‬ ‫‪)10‬‬
‫ر‬
‫حكومن الثورة‬ ‫تشكيل‬
‫ي‬
‫يف ‪ 21‬أغسطس ‪2019‬م أدى د‪ .‬عبد هللا حمدوك القسم كرئيس لمجلس الوزراء‬
‫والتغيي للمنصب بعد مداوالت‬
‫ر‬ ‫االنتقاىل‪ ،‬وذلك عقب اختياره بواسطة قوى الحرية‬
‫ي‬
‫يف أوساط التحالف‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الت‬‫ر‬
‫سبتمي ‪2019‬م أعلن رئيس الوزراء قائمة حكومته الجديدة ي‬‫ر‬ ‫يف الخامس من‬
‫ر‬
‫المناطق‬ ‫ضمت ‪ 18‬وزيرا منهم ‪ 4‬سيدات‪ ،‬وتركت وزارتان شاغرتان لمراعاة التوازن‬
‫ي‬
‫بتمثيل ر‬
‫الشق والنيل األزرق وقد تمت تسميتهم الحقا‪.‬‬
‫الينامج وفقا لمرجعيات الوثيقة‬
‫دخلت الحكومة األوىل يف مشاورات صياغة ر‬
‫سعاف الذي‬ ‫الينامج ال‬
‫الت حددت مهام المرحلة االنتقالية‪ ،‬ومن ثم ر‬‫ر‬
‫ي‬ ‫الدستورية ي‬
‫والتغيي لرئيس الوزراء ف مطلع أكتوبر‪ .‬ا‬
‫بناء عىل ذلك تمت‬ ‫ر‬ ‫سلمته قوى الحرية‬
‫ي‬
‫صياغة برنامج الحكومة االنتقالية الذي احتوى عىل ر‬
‫عش أولويات‪.‬‬
‫ف ‪ 9‬يوليو ‪2020‬م قبل رئيس الوزراء استقالة ‪ 7‬وزراء من الحكومة ا‬
‫بناء عىل إعالن‬ ‫ي‬
‫مسبق بعزمه إجراء تعديالت وزارية يف كابينة القيادة‪ .‬و يف ‪ 8‬رفياير ‪2021‬م أعلن‬
‫رئيس الوزراء قائمة التشكيل الوزاري الجديد المكون عىل إثر اتفاق سالم جوبا‬
‫والتغيي وأطراف العملية‬
‫ر‬ ‫حزبيي من الحرية‬
‫ر‬ ‫سياسيي‬
‫ر‬ ‫والذي احتوى عىل دخول‬
‫السلمية ف ‪ 25‬وزارة منهم ‪ 4‬وزيرات‪ ،‬ف حي ظلت خانة وزارة ر‬
‫اليبية والتعليم‬ ‫ي ر‬ ‫ي‬
‫تشغلها وكيلة الوزارة نسبة لقضايا متعلقة بعدم اتفاق مكونات أطراف العملية‬
‫السلمية‪.‬‬
‫ر‬
‫حكومن الثورة‬ ‫طريقة تشكيل‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫غي الحزبية‪ ،‬ي‬‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫اختار رئيس الوزراء حكومته األوىل من قائمة قوى الحرية‬
‫مرشحي لكل موقع‪ ،‬ا‬
‫بناء عىل عملية اختيار متعددة المراحل‪ ،‬قام بها‬ ‫رفدته بثالثة‬
‫ر‬
‫معايي محددة‪.‬‬ ‫القصية ا‬
‫بناء عىل‬ ‫الت أعدت القوائم‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫عي لجنة اليشيحات ي‬‫التحالف ر‬
‫ا‬
‫حي رشح المكون العسكري كال من وزيري الدفاع والداخلية‪ .‬قام رئيس الوزراء‬
‫يف ر‬
‫ا‬
‫تعديال ر‬
‫واقياحا وكانت تعاونه مجموعة استشارية شكلت‬ ‫بمراجعة بعض المواقع‪،‬‬
‫نواة مكتبه الحقا‪.‬‬
‫الت‬‫ر‬
‫عي حوارات طويلة بدأت يف االجتماعات الثالثية ي‬
‫تشكلت الحكومة الثانية ر‬
‫سي‬ ‫ر‬
‫والت ناقشت ر‬
‫والتغيي والمكون العسكري‪ ،‬ورئيس الوزراء‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫كانت تضم الحرية‬
‫‪77‬‬
‫مفاوضات السالم ومراجعة أداء الحكومة‪ ،‬وتوصلت النقاشات ألن تكون الحكومة‬
‫سياسيي حزبي ري‪.‬‬
‫ر‬ ‫القادمة عقب اتفاق السالم مكونة من‬
‫ر‬
‫الت وضعها اتفاق سالم جوبا‪ ،‬وقد بدأ‬ ‫ا‬
‫تكونت الحكومة الثانية بناء عىل النسب ي‬
‫والتغيي وأطراف العملية السلمية حيث توصلوا‬
‫ر‬ ‫تشكيلها بمناقشات ربي الحرية‬
‫سيشح فيها كل طرف‪ .‬عقب ذلك‬
‫التفاق حول طريقة التشكيل وتحديد أي وزارات ر‬
‫والتغيي ضم حزب األمة الذي كان مجمدا لعضويته يف‬
‫ر‬ ‫دار نقاش داخل الحرية‬
‫ر‬
‫الت قبلها رئيس‬ ‫ر‬
‫التحالف حينها‪ ،‬توصل التفاق يف نهاية المطاف حول اليشيحات ي‬
‫لليشيحات‬ ‫الوزراء دون تعديالت جوهرية فيها‪ .‬شكلت قوى الحرية والتغيي لجنة ر‬
‫ر‬
‫معايي‬
‫ر‬ ‫استلمت ترشيحات المكونات المختلفة وأعدت القائمة النهائية ا‬
‫بناء عىل‬
‫السياس ربي المكونات‪.‬‬
‫ي‬ ‫محددة إضافة لالتفاق‬
‫مرجعيات التقييم للحكومتي‬
‫والتغيي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫السعاف واألولويات (قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫الينامج‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج الحكومة االنتقالية‪ ،‬العام ‪2020-2019‬م‬ ‫‪-‬‬
‫تقارير األداء للعام ‪2020-2019‬م‬ ‫‪-‬‬
‫تقارير األداء للعام ‪2021‬م‬ ‫‪-‬‬
‫خطة وأولويات العام ‪2021‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أولويات الحكومة األوىل‬
‫‪ )1‬إيقاف الحرب وبناء السالم‪.‬‬
‫‪ )2‬معالجة األزمة االقتصادية وإرساء أسس التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ر‬
‫واالليام بمبدأ الشفافية‪.‬‬ ‫‪ )3‬مكافحة الفساد‬
‫‪ )4‬إصالح أجهزة الدولة‪.‬‬
‫‪ )5‬تعزيز حقوق النساء يف كافة المجاالت‪.‬‬
‫‪ )6‬إشاعة الحريات وضمان حقوق النسان‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ )7‬سياسة خارجية متوازنة تخدم مصالح البالد‪.‬‬
‫‪ )8‬تعزيز التنمية االجتماعية والحفاظ عىل البيئة‪.‬‬
‫الجنسي‬
‫ر‬ ‫‪ )9‬تعزيز دور الشباب من‬
‫اط‪.‬‬
‫‪ )10‬تحقيق مهام التحول الديمقر ي‬
‫إنجازات الحكومة األوىل‬
‫(‪ )1‬إيقاف الحرب وبناء السالم‬
‫• توقيع اتفاق جوبا لسالم السودان‪.‬‬
‫• وضع مسودة قانون مفوضية السالم وقانون التعديالت المتنوعة لتوحيد مجال‬
‫حماية السالم‪.‬‬
‫• تسليم عدد ‪ 1184‬قطعة سالح يف إطار ال رشوع يف عملية جمع السالح ر‬
‫غي‬
‫ر‬
‫المشوع‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيكة‬ ‫عي القوات‬
‫مي حركة العائدين ر‬ ‫• تأ ر‬
‫• تفعيل لجان السلم والمصالحات بالواليات‪.‬‬
‫وتأمي مقرات العودة الطوعية لعدد ‪ 43‬موقعا وتجنيد‬
‫ر‬ ‫• المشاركة يف فض الياعات‬
‫عدد ‪ 500‬فردا لحماية قرى العودة الطوعية‪.‬‬
‫• استقبال عدد (‪ )19,283‬ر‬
‫الىح وطالب لجوء وتوزي ع مواد غذائية لعدد ‪ 37‬ألف‬
‫أشة‪.‬‬
‫النازحي وقرى العودة الطوعية وتنفيذ‬
‫ر‬ ‫• تشغيل عدد ‪ 57‬مركزا صحيا بمعسكرات‬
‫مخيمات عالجية بواليات دارفور ل ‪ 12,957‬مواطن‪.‬‬
‫الصىح‪.‬‬ ‫مي‬ ‫• إدخال أ ر‬
‫ي‬ ‫النازحي والعائدين لمظلة التأ ر‬
‫ر‬ ‫كي من مليون شخص من‬
‫(‪ )2‬معالجة األزمة االقتصادية‬
‫• تطبيق هيكل األجور الموحد للعام ‪2020‬م‪.‬‬
‫العاملي وفرق هيكل األجور للهيئات ر‬
‫والشكات الحكومية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫• سداد تعويضات‬
‫‪79‬‬
‫• إيقاف االستثناءات للوحدات الحكومية وإلزام جميع الوحدات بالتوريد يف‬
‫الحساب المركزي للحكومة وأتمتة بعض الوحدات اليرادية‪.‬‬
‫• مراجعة أسعار المحروقات ضمن حزمة الصالحات االقتصادية‪.‬‬
‫• دعم القمح بمبلغ ‪ 25,6‬مليار جنيه ودعم الكهرباء بمبلغ ‪ 2,90‬مليار جنيه‬
‫والمحروقات ‪ 67،4‬مليار جنيه واألدوية المنقذة للحياة ‪ 2,40‬مليار جنيه‪.‬‬
‫توفي األموال الالزمة لمكافحة وباء كورونا ‪ 11‬مليار جنيه‪.‬‬
‫ر‬ ‫•‬
‫يت بقيمة ‪ 4‬مليار جنيه‪.‬‬
‫الجمرك والض ر ي‬
‫ي‬ ‫• تمويل حملة مكافحة التهرب‬
‫• إنشاء عدد ‪ 3‬محطات مياه مدمجة يف الكريمت الجزيرة – الشمالية – النيل‬
‫وحفي بوالية رشق دارفور‪.‬‬
‫ر‬ ‫األبيض ‪-‬‬
‫• تركيب عدد ‪ 20‬بي محطة مياه رشق دارفور‪.‬‬
‫مشوعات مشتقات المجمعات الصناعية وااللبان بكازقيل‬ ‫• البدء ف تنفيذ ر‬
‫ي‬
‫الجبلي بالنيل األبيض‪.‬‬
‫ر‬ ‫بكردفان‪ ،‬أسماك‬
‫• تأهيل عدد من الطرق القومية‪.‬‬
‫استياد وابورات للسكة حديد عدد ‪ 27‬قاطرة و‪ 7‬وابورات مناورة‬
‫ر‬ ‫• التعاقد عىل‬
‫و‪ 20‬ماكينة هواء تعيد للعمل ‪ 20‬وابور اخر معطل بقيمة ‪$54,470,920.00‬‬
‫أمريك‪.‬‬
‫ي‬ ‫دوالر‬
‫الجنون وفق مصفوفة‬
‫ري‬ ‫• صيانة ومراجعة كرينات بورتسودان ورفع كفاءة الميناء‬
‫ر‬
‫المشوعات ذات األولوية‪.‬‬
‫وتوفي‬
‫ر‬ ‫توفي مدخالت الموسم الصيق والتمدد ف ر‬
‫مشوعات الزراعة المتكاملة‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ارعي ‪ 250‬ألف طن تقاوي وتوزي ع ‪ 3‬ألف تقاوي خض‬
‫التقاوي لصغار المز ر‬
‫ومحاصيل زراعة ميلية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫• وضع ضوابط لصادر الذهب ومسار شي ع للصادر ر‬
‫بالشاكة مع القطاع الخاص‪،‬‬
‫استياد‬
‫ر‬ ‫ووضع الئحة عمل سجل المصدرين والمستوردين ووضع ضوابط‬
‫السيارات‪.‬‬
‫اليامج‬ ‫ر‬
‫سلعت وتنفيذ عدد من ر‬ ‫• مراجعة الجمعيات التعاونية وإعداد ر‬
‫مشوع برنامج‬
‫ي‬
‫التدريبية والتوعية يف مجال التعاونيات والتعاون‪.‬‬
‫القليم يف إطار الكوميسا بمبلغ ‪ 2,2‬مليون يورو‪.‬‬ ‫• تمويل ر‬
‫مشوع التكامل‬
‫ي‬
‫باالستياد والبيع وفق السعر‬ ‫لشكات توزي ع المنتجات ر‬
‫البيولية‬ ‫• قرار سماح ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت تم إصدارها‪.‬‬
‫التجاري ووفق الضوابط ي‬
‫وشكات عمليات‬ ‫لشكة مصفاة الخرطوم ر‬ ‫• ترتيبات لعفاءات رصيبية وجمركية ر‬
‫ر‬
‫البيول ومراجعة العقود الخاصة للتعدين وإلغاء ‪ 76‬اتفاقية مسبقة وطرحها يف‬
‫عطاءات‪.‬‬
‫• مراجعة وتعديل االتفاقية الخاصة بمعالجات مخلفات التعدين مما أدى لزيادة‬
‫نصيب عائدات الدولة ‪ ،%33,5‬وتسهيل إجراءات نقل الذهب من المصفاة‪،‬‬
‫تطبيق إجراءات الحد من استخدام الزئبق‪.‬‬
‫الروصيص‪.‬‬
‫ر‬ ‫• صيانة ورش توربينات ووحدات توليد الكهرباء ‪ 6‬و‪ 7‬بمحطة‬
‫السودان ورفع السعة المنقولة اىل ‪ 80‬وصيانة‬
‫ي‬ ‫• تشغيل خط الكهرباء المضي‬
‫توربينات‪.‬‬
‫ر‬
‫كوست الممولة بمنحة من اليابان وحفر عدد ‪ 10‬ابار جوفية‬ ‫• استمرا تشييد محطة‬
‫ي‬
‫يف عدد من الواليات‪.‬‬
‫• إنجاز تصعيد األسعار ر‬
‫لمشوعات المياه وصيانة منظمات الري المتعاقد عليها‬
‫للموسم ‪ 2020-2019‬مما أسهم يف انسياب الري وإزالة الطماء يف الموصلة‬
‫اع‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واليعة الرئيسية لمشوع الرهد الزر ي‬
‫اع ومنظمات وترويض نهر القاش‪.‬‬
‫• تأهيل دلتا طوكر الزر ي‬
‫‪81‬‬
‫ر‬
‫للمواس‬ ‫ر‬
‫المواس وبلغت جملة الصادرات ‪1,661,301‬‬ ‫• عودة انسياب صادر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الحية‪ ،‬صادر اللحوم ‪ 9,218,584‬طن‪ ،‬صادر الجلود ‪ 4,277,033‬قطعة‪،‬‬
‫أمريك‪.‬‬
‫ي‬ ‫وجملة العائدات ‪ 306,131.434.75‬دوالر‬
‫شاهي لصالح صادرات المملكة‬
‫ر‬ ‫• تأهيل مسلخ الكدرو ومسلخ جيمكو ومسلخ‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫• تأهيل معامل بورتسودان لفحص العينات وتأهيل محجر الشوك وإنشاء مسلخ‬
‫الشوك وحظائر لإلبل‪.‬‬
‫• تحقيق إنتاج سوق المحاصيل بواقع ‪ 1,2‬مليون طن‪.‬‬
‫ماليي طن‪.‬‬
‫ر‬ ‫• إنتاج محاصيل الحبوب الرئيسية (الذرة ‪-‬الدخن‪-‬القمح) ‪5,6‬‬
‫السودان والسمسم وزهرة الشمس‬
‫ي‬ ‫• ارتفاع المساحة المزروعة للقمح والفول‬
‫التشجيغ‪.‬‬
‫ي‬ ‫والقطن وتعديل السعر‬
‫(‪ )3‬مكافحة الفساد‬
‫التمكي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو وإزالة‬
‫ر‬ ‫• إجازة قانون تفكيك نظام‬
‫الشيط الحدودي مع دول الجوار ومنع‬ ‫ر‬
‫المشيكة عىل ر‬ ‫• تفعيل عمل القوات‬
‫التهريب‪.‬‬
‫• إنشاء مباحث التموين‪.‬‬
‫محاكمات رموز وقيادة النظام السابق ومدبري انقالب ‪1989‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫عي مطار الخرطوم والمعابر‪.‬‬
‫• وضع ضوابط لمكافحة تهريب الذهب ر‬
‫• إنشاء نيابة مختصة للتعدين‪.‬‬
‫الوطت البحري‪ ،‬النقل‬ ‫الشكات مؤسسات الدولة مثل (الناقل‬ ‫ر‬
‫اسيداد عدد من ر‬ ‫•‬
‫ي‬
‫النهري‪ ،‬رشكات عامة‪ ،‬أصول من افراد الحزب المحلول لصالح الدولة)‪.‬‬
‫• تشكيل لجنة برئاسة النائب العام للتحقيق يف أحداث ‪ 30‬يونيو ‪2020‬م‪.‬‬
‫المفصولي تعسفيا‪.‬‬
‫ر‬ ‫• إعادة‬
‫‪82‬‬
‫(‪ )4‬إلغاء القواني والنصوص المقيدة للحريات‬
‫إجازة ‪26‬مشوع قانون للعام ‪:2020‬‬
‫• قانون مفوضية السالم‪.‬‬
‫• قانون مفوضية حقوق النسان‪.‬‬
‫• قانون النيابة العامة(تعديل)‪.‬‬
‫• قانون التعديالت المتنوعة‪ :‬إلغاء األحكام المقيدة للحريات ‪2020‬م‪.‬‬
‫• قانون المجلس األعىل للحج والعمرة‪.‬‬
‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة‪.‬‬ ‫• قانون مكافحة الفساد‬
‫• قانون مفوضية العدالة االنتقالية‪.‬‬
‫القوم للذكر والذاكرين‪.‬‬
‫ي‬ ‫• قانون إلغاء قانون المجلس‬
‫العاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫• قانون مجلس القضاء‬
‫الجيي‪.‬‬
‫• قانون بتصديق عىل انضمام السودان إىل بروتوكول العمل ر‬
‫• قانون بتصديق عىل انضمام السودان إىل اتفاقية العمل الدولية رقم‬
‫‪144‬بشان المشاورات الثالثة‪.‬‬
‫قواني الدعوة واألوقاف بالواليات‪.‬‬
‫ر‬ ‫• قانون بإلغاء‬
‫• قانون السلطة القضائية (تعديل)‪.‬‬
‫الدوىل للتنمية‬
‫ي‬ ‫• قانون التصديق عىل اتفاقية ربي السودان والصندوق‬
‫الزراعية (ايقاد) بشأن إنشاء مكتب قطري‪.‬‬
‫• قانون التصديق عىل اتفاقية العمل الدولية‪.‬‬
‫• قانون الشؤون الدينية واألوقاف‪.‬‬
‫• قانون التعديالت المتنوعة لتوحيد مجال حماية السالم‪.‬‬
‫التمكي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو وإزالة‬
‫ر‬ ‫• قانون تفكيك نظام‬
‫النسان‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫• إعادة تشكيل اللجنة الوطنية للقانون‬
‫‪83‬‬
‫الجنان (تعديل)‪.‬‬
‫ي‬ ‫• القانون‬
‫• قانون جرائم المعلوماتية (تعديل)‪.‬‬
‫التأمي‪.‬‬
‫ر‬ ‫• قانون االحتكار يف سوق‬
‫• قانون الحكم الالمركزي والعالقات ربي أجهزته‪.‬‬
‫• قانون تنظيم هيئات الشباب والرياضة‪.‬‬
‫(‪ )5‬ضمان وتعزيز حقوق النساء‬
‫تمثيل النساء يف المستوى الوزاري وعدد من المناصب التنفيذية (عدد ‪ 4‬وزراء‬
‫بالحكومة األوىل‪ :‬الخارجية‪ ،‬الشباب والرياضة‪ ،‬العمل والتنمية االجتماعية والتعليم‬
‫العلم)‪ ،‬وفق الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫ي‬ ‫العاىل والبحث‬
‫ي‬
‫(‪ )6‬برامج إصالح الدولة‬
‫والتعيي يف الخدمة المدنية القومية‬
‫ر‬ ‫• أصدرت الحكومة عددا من القرارات بالعفاء‬
‫عددها ‪ ، 268‬تشكيل مجالس قومية ومجالس إدارات ولجان (‪ ،)49‬وإرجاع‬
‫المفصولي تعسفيا للدولة‪.‬‬
‫ر‬
‫• مراجعة هياكل وم جالس إدارات جميع المؤسسات الحكومية واتخاذ قرارات حاسمة‬
‫بها (الحل أو التعديل)‪.‬‬
‫عي قرارات لجنة إزالة‬ ‫• استعادة عدد من ر‬
‫الشكات والمؤسسات الوطنية للدولة ر‬
‫التمكي‪.‬‬
‫ر‬
‫(‪ )7‬وضع سياسة خارجية متوازنة‬
‫• قرار مجلس األمن بإرسال البعثة األممية‪.‬‬
‫• عقد مؤتمر رشكاء وأصدقاء السودان بألمانيا‪.‬‬
‫• تطبيع العالقات مع الواليات المتحدة األمريكية وكندا‪.‬‬
‫• رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ر‬
‫المباشة‬ ‫• عقد مؤتمر ر‬
‫الشاكة مع السودان يف بر رلي وبلغت المساعدات‬
‫(‪ )1.8‬مليار دوالر ر‬
‫وأكي من مليارين تعهدات وإعفاء ديون‪.‬‬
‫(‪ )8‬القيام بدور فاعل يف الرعاية والتنمية االجتماعية‬
‫توفي لقاحات لمواجهة وباء كورونا‪.‬‬
‫ر‬ ‫•‬
‫السالم‬ ‫• اعتماد ر‬
‫مشوع تقوية االستجابة واالستعداد للطوارئ الصحية بدعم البنك‬
‫ي‬
‫بمبلغ ‪ 20,2‬مليون يورو ونظم االستجابة بمبلغ ‪ 27‬مليون دوالر واعتماد ر‬
‫مشوع‬
‫توفي أجهزة ومعدات الطواري لكورونا بمبلغ ‪ 35‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ر‬
‫العالم ل مكافحة المالريا والدرن‬
‫ي‬ ‫• اعتماد مبلغ ‪ 145,7‬مليون دوالر من الصندوق‬
‫واليدز‪.‬‬
‫الجنس مع األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ر‬
‫المشيك للقضاء عىل العنف‬ ‫• توقيع اتفاقية للتعاون‬
‫ي‬
‫• مساعدة مليون أشة يف برنامج رمضان بتكلفة ‪ 2,7‬مليار جنيها ودعومات للفقراء‬
‫والمساكي بمبلغ ‪ 3,845,982.205‬جنيها‪.‬‬
‫ر‬
‫مشوعات االستثمار االجتماع للمتقاعدين ‪ 1913‬ر‬
‫مشوعا بتكلفة ‪24,84‬‬ ‫• إجماىل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مشوعات تمويل أصغر لعدد ‪ 8,869‬مستفيد‪ ،‬وعدد من‬ ‫توفي ر‬
‫ر‬ ‫مليون جنيه‪،‬‬
‫بإجماىل ‪ 331,297,383.78‬جنيها‪.‬‬ ‫ر‬
‫المشوعات بوالية الخرطوم‬
‫ي‬
‫مشوعات القروض المحسنة ‪ 17,364‬ألف جنيها لعدد ‪ 1622‬مستفيدا‬ ‫• بلغت ر‬

‫عي الجهاز االستثماري‬


‫والمساهمة يف المحفظة التمويلية بمبلغ ‪ 16‬مليون يورو‪ ،‬ر‬
‫للضمان واستكمال ر‬
‫مشوعات سبل كسب العيش‪.‬‬
‫(‪ )9‬تعزيز دور الشباب من الجنسي‬
‫ر‬
‫والت‬
‫• حض ملفات المدينة الرياضية وتحديد المخالفات الدارية والتنفيذية والمالية ي‬
‫البت التحتية مثل قض الشباب‬
‫بلغت ‪ 1,88,000‬ألف جنيه‪ ،‬وصيانة عدد من ي‬
‫واألطفال ووحدات سكنية للشباب‪.‬‬
‫• عقد جلسات حوار مع ‪ 10‬ألف شاب وشابة بكل الواليات‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫• توقيع مذكرات تفاهم لكل من رشكة عجمان القابضة لتأهيل استادي الدامر‬
‫وكادقىل‪ ،‬ومركز كارتر لدعم مشاركة ‪ 22‬ألف شاب وشابة ف ر‬
‫الفية االنتقالية وإنشاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مراكز الديمقراطية بالواليات‪.‬‬

‫خطة وأولويات الحكومة الثانية‬


‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫‪ .1‬المحور االقتصادي‬ ‫‪ .4‬محور العالقات الخارجية‬
‫‪ .2‬محور السالم‬ ‫‪ .5‬محور قضايا االنتقال‬
‫‪ .3‬محور األمن‬
‫شكل (‪ ) 1‬مخترص الخطة التنفيذية وفق الخمس محاور األساسية‪ :‬البنود وعدد‬
‫الوزارات المشاركة وما تحتويه من مشاريـ ــع‬

‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫المحور االقتصادي‬
‫الكىل يف‬
‫ي‬ ‫• تنفيذ أعمق حزمة إصالحات لمعالجة التشوهات الهيكلية يف االقتصاد‬
‫الحكوم‪ ،‬وإصالحات يف‬
‫ي‬ ‫تاري خ السودان مثل توحيد سعر الضف وترشيد الضف‬
‫الجمرك مما يرفد الدولة بإيرادات للضف عىل التنمية والخدمات‪.‬‬
‫ي‬ ‫النظام‬
‫السودان مثل قانون‬
‫ي‬ ‫قواني لوضع البيئة المناسبة الس تقرار وتنمية االقتصاد‬
‫ر‬ ‫• إجازة‬
‫النافذتي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫المضف (قانون‬ ‫ر‬
‫الشاكة ربي القطاع العام والخاص وقانون تطوير النظام‬
‫ي‬
‫‪86‬‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫• سياسات الصالح‬
‫األجنت الناجمة من تحسن صادرات أهم السلع خالل‬
‫ري‬ ‫• زيادة المعروض من النقد‬
‫يناير –أغسطس (صادر الذهب‪1.4 :‬مليار دوالر‪ ،‬ر‬
‫اليوة الحيوانية‪ 534 :‬مليون‬
‫السودان‪ 412.2 :‬مليون دوالر‪ ،‬السمسم‪ 345 :‬مليون دوالر والقطن‪:‬‬
‫ي‬ ‫دوالر‪ ،‬الفول‬
‫‪ 114.4‬مليون دوالر)‪.‬‬
‫الدوليي‪.‬‬
‫ر‬ ‫بالينامج الموقع مع كل من صندوق النقد والبنك‬‫• التدفقات الخاصة ر‬
‫العاملي بكافة أجهزة الدولة كأولوية‪.‬‬ ‫ر‬
‫االليام بسداد تعويضات‬ ‫•‬
‫ر‬
‫لتسيي دوالب العمل بصورة فاعلة‪.‬‬
‫ر‬ ‫التسيي للوزارات والوحدات‬
‫ر‬ ‫توفي‬
‫ر‬ ‫•‬
‫• االنتظام يف التحويالت لحكومات الواليات وانسيابها يف التوقيت المناسب‪.‬‬
‫• االستمرار ف دعم السلع األساسية المنارصة ر‬
‫للشائح الضعيفة (القمح – الكهرباء –‬ ‫ي‬
‫الفينس)‪.‬‬‫الغاز ‪ -‬ر‬
‫االجتماع من‬ ‫الجتماع لتحقيق دولة الرعاية والضمان‬ ‫ر‬
‫االليام بإنفاذ حزم الدعم ا‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وسلعت) ودعم العالج والدواء وزيادة تغطية‬‫ر‬ ‫ر‬
‫المباش (برنامج ثمرات‬ ‫خالل الدعم‬
‫ي‬
‫الصىح‪.‬‬
‫ي‬ ‫التأمي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫واشياكاتنا يف المنظمات الدولية والقليمية‪.‬‬ ‫• اليفاء بسداد ر‬
‫الياماتنا الخارجية‬
‫السودان مثل إدارة المالية‬ ‫الشوع يف تنفيذ برامج لعادة تأهيل إدارة االقتصاد‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ي‬
‫العامة (‪ ،) Public Financial Management‬وعمليات سياسة التنمية‬
‫(‪ )Development Policy Operations‬وإجازة ر‬
‫اسياتيجية الحد من الفقر‬
‫(‪.)PRSP‬‬
‫السودان مثل قانون‬
‫ي‬ ‫قواني لوضع البيئة المناسبة الستقرار وتنمية االقتصاد‬
‫ر‬ ‫• إجازة‬
‫النافذتي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫المضف (قانون‬ ‫ر‬
‫الشاكة ربي القطاع العام والخاص وقانون تطوير النظام‬
‫ي‬

‫‪87‬‬
‫ر‬
‫التأثتات المباشة‬ ‫األوىل اإلصالحات‪/‬اإلنجازات ي‬
‫الن تمت ‪2021‬‬ ‫ي‬ ‫الوضع‬ ‫المحور‬
‫‪2020‬‬
‫ارتفعت اليرادات العامة‬ ‫اجماىل اليرادات العامة ‪ 552.8‬مليار‬ ‫ي‬ ‫بلغت‬ ‫اإليرادات‬
‫والمنح االجنبية من مبلغ‬ ‫جنيها‬ ‫العامة‬
‫‪ 938.2‬مليار جنيه‬ ‫‪ -1‬اليرادات الضيبية ‪ 210.9‬مليار جنيه‬
‫بالموازنة المجازة للعام‬ ‫‪%38‬‬
‫‪2021‬م إىل ‪2,474.5‬‬ ‫ر‬
‫‪ -2‬فائض الهيئات العامة والشكات‬
‫مليار جنيه بالموازنة‬ ‫الحكومية – الرسوم الدارية – عائدات‬
‫المعدلة بنسبة زيادة‬ ‫البيول – رسوم عبور نفط جنوب السودان‬ ‫ر‬
‫بلغت ‪%164‬‬ ‫واليتيبات المالية االنتقالية) ‪%47‬‬ ‫ر‬
‫‪ -3‬مساهمة المنح األجنبية ‪. %15‬‬
‫اجماىل الضف‬ ‫انخفاض‬ ‫واالليام بسداد‬ ‫ر‬ ‫اتت الجديد‬
‫ي‬ ‫ضعف المرتبات إجازة الهيكل الر ر ي‬ ‫تعويضات‬
‫العاملي‬
‫ر‬ ‫عىل تعويضات‬ ‫العاملي بكافة أجهزة الدولة‬ ‫ر‬ ‫الت تشكل ‪ %22.4‬تعويضات‬ ‫ر‬ ‫العاملي‬
‫ي‬
‫‪.%5.4‬‬ ‫إجماىل النفاق كأولوية‪.%17 .‬‬
‫ي‬ ‫من‬ ‫بالدولة‬
‫دعم السلع والخدمات‬ ‫سداد دعم المحروقات بجملة ‪ 123.5‬مليار‬ ‫دعم السلع‬
‫بنسبة ‪%11‬‬ ‫جنيه بنسبة أداء ‪.%1235‬‬ ‫ر‬
‫االستاتيجية‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‬ ‫دعم السلع‬ ‫سداد دعم الكهرباء بجملة ‪ 77.3‬مليار جنيه‬ ‫والخدمات‬
‫بنسبة ‪%49‬‬ ‫بنسبة أداء ‪( %153‬تتضمن ‪ 36‬مليون دوالر‬
‫للفينس المستورد تعادل ‪ 13.7‬مليار جنيه‬ ‫ر‬
‫إسبيات بمبلغ ‪ 996‬ألف دوالر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫– وشاء‬
‫تعادل ‪ 387.5‬مليون جنيه وسداد‬
‫استحقاقات رشكة سيم (المحطات ر‬
‫اليكية)‬
‫بجملة ‪ 11.0‬مليون دوالر تعادل ‪ 4.3‬مليار‬
‫جنيه بالضافة لمبالغ استهالك المحطات‬
‫الكهربائية من الوقود بمبلغ ‪ 58.9‬مليار جنيه‬
‫البيولية‪.‬‬‫خصما عىل إيرادات بيع المنتجات ر‬
‫دعم القمح بجملة ‪ 70.3‬مليار جنيه بنسبة‬
‫أداء ‪ %228‬بالضافة اىل منحة عينية (‪46‬‬
‫ألف طن) ‪.‬‬
‫دعم الدواء بمبلغ ‪ 19.7‬مليار بنسبة أداء‬
‫‪%329‬‬
‫ترشيد الضف بنسبة ‪%20‬‬ ‫ترشيد الرصف‬
‫الحكوم‬
‫ي‬
‫[] استقرار ملحوظ يف سعر الضف منذ شهر‬ ‫استقرار سعر‬
‫حت شهر أكتوبر تاري خ وقوع‬ ‫مارس ‪ ٢٠٢١‬ر‬ ‫الرصف‬
‫التأشيي لبنك‬ ‫ر‬ ‫السعر‬ ‫بلغ‬ ‫حيث‬ ‫االنقالب‬
‫السودان المركزي المعلن حينها هو‬
‫‪ 438.9615‬جنيه للدوالر‪.‬‬
‫االجنت كانت‬
‫ري‬ ‫[] عقد عدد (‪ )13‬مزادا للنقد‬
‫المبالغ المطروحة لها ‪ 680‬مليون دوالر‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫الصالحات‬ ‫بلغت نسبة التضخم العام يف يوليو ‪ 2021‬حزمة‬ ‫معدالت‬
‫والت شملت‬ ‫ر‬ ‫(‪ 422.78) %‬وانخفضت بمعدل ‪ 57‬نقطة االقتصادية‬ ‫التضخم‬
‫ي‬
‫سبتمي توحيد سعر الضف ورفع‬ ‫ر‬ ‫ليصبح (‪ )365.82%‬يف شهر‬
‫ر‬
‫سلعت‬ ‫الدعم عن‬ ‫‪2021‬م‪.‬‬
‫ي‬
‫الجازولي والبيين واآلثار‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المباشة الناتجة عن‬ ‫غي‬
‫ر‬
‫ذلك من ارتفاع أسعار‬
‫االستهالكية‬ ‫السلع‬
‫والوقود والخدمات‪.‬‬
‫الجماىل‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫ارتفع معدل نمو الناتج‬ ‫نمو‬ ‫معدل‬
‫الحقيق إىل ‪ %1.7‬مقارنة مع ‪ %1.0‬نتيجة‬ ‫ر‬ ‫المحل‬ ‫الناتج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الحكوم يف االستثمارات‬ ‫ي‬ ‫لزيادة النفاق‬
‫وبرامج الحماية االجتماعية وبرامج تحقيق‬
‫السالم‪.‬‬
‫[] التمويل المقدم للحكومة من البنك‬ ‫مليون‬ ‫‪838.9‬‬ ‫عرض النقود‬
‫المركزي‪.‬‬ ‫جنيه يف يونيو‬
‫مضف الممنوح‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫التمويل‬ ‫حجم‬ ‫[] زيادة‬ ‫‪2020‬‬
‫للقطاع الخاص‪.‬‬ ‫مليار‬ ‫‪1,285.1‬‬
‫[] انخفاض سعر رصف العملة الوطنية‬ ‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫جنيه‬
‫نتيجة النتهاج سعر الضف المرن المدار‪.‬‬ ‫‪2020‬‬
‫[] ارتفع عرض النقود إىل ‪ 2,966.4‬مليار‬
‫جنيه بنهاية أغسطس ‪2021‬م‪ ،‬بمعدل بلغ‬
‫‪.%130.8‬‬
‫ارتفاع التمويل المخصص بنسبة ‪%549.7‬‬ ‫التمويل‬
‫ربي يوليو ‪ 2020‬ويوليو ‪2021‬م‪.‬‬ ‫المخصص‬
‫للزراعة‬
‫[] توحيد سعر الضف‬ ‫‪ 2.1‬مليار دوالر‬ ‫المتان‬
‫[] انخفاض العجز ليصل إىل ‪ 1.2‬مليار دوالر‬ ‫خالل النصف األول‬ ‫التجاري‬
‫خالل النصف األول من العام ‪2021‬‬ ‫من ‪2020‬م‬
‫[] ارتفاع الصادرات‬
‫[] انكماش الواردات‬
‫برنامج ثمرات‬ ‫يف تنفيذ‬ ‫الشوع‬ ‫ر‬ ‫برامج الحماية‬
‫حواىل ‪909,539‬‬‫ي‬ ‫‪ -‬عدد األش المسجلة‬ ‫ثمرات‬ ‫برنامج‬ ‫االجتماعية‬
‫أشة‬ ‫يهدف‬ ‫والذي‬
‫الت استلمت الدعم‬ ‫‪ -‬عدد األش ر‬ ‫تحويالت‬ ‫لتوفي‬
‫ر‬
‫ي‬
‫‪ 291,849‬أشة‪.‬‬ ‫مباشة‬‫ر‬ ‫نقدية‬
‫ر‬
‫سلعن‪:‬‬ ‫‪ ٪٨٠‬من‬ ‫لحواىل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫توفي السلع االستهالكية األساسية من‬ ‫ر‬ ‫السودان‬
‫ي‬ ‫الشعب‬
‫مباشة لتخفيف وتقليل‬ ‫ر‬ ‫المنتج للمستهلك‬ ‫أكي‬‫ر‬ ‫من‬ ‫ليكون‬
‫آثار األزمة االقتصادية‪.‬‬ ‫التحويالت‬ ‫برامج‬
‫‪89‬‬
‫توفي ال ‪ 10‬سلع بمقدار فروقات عن سعر‬ ‫ر‬ ‫غي‬
‫ر‬ ‫النقدية‬
‫السوق بنسبة متوسطة ‪ .%40‬وصلت‬ ‫ر‬
‫المشوطة‬
‫الخدمة ل ‪ 8‬واليات ‪ 2870‬جمعية تعاونية ‪/‬‬ ‫( ‪unconditional‬‬
‫‪ 362033‬أشة ‪.‬‬ ‫‪cash transfer‬‬
‫توفي تمويل لدعم التعاونيات يف إطار برنامج‬ ‫ر‬ ‫يف‬ ‫‪)program‬‬
‫ر‬
‫سلعت بمبلغ ‪ 2.2‬مليار جنيه‪.‬‬ ‫العالم‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ 2.52 .‬مليار دوالر‬ ‫الصادرات غت‬


‫ر‬
‫البتولية‬
‫‪ 136.1‬مليون ‪ 716.9‬مليون ‪.‬‬ ‫تحويالت‬
‫دوالر‬ ‫السودانيي‬
‫العاملي بالخارج‬
‫حت يوليو ‪2021‬‬ ‫‪ 136.4‬مليار ‪ 148.7‬مليار جنيه ر‬ ‫اإليداعات النقدية‬
‫جنيه‬
‫ر‬
‫حجم السحوبات ‪ 430.2‬مليار ‪ 408.3‬مليار جنيه حت يوليو ‪2021‬‬
‫جنيه‬ ‫النقدية‬
‫يعد‬ ‫السودان‬ ‫وصول‬ ‫متأخرات السودان متأخرات البنك [] وصول السودان ”لنقطة القرار“ لمبادرة‬
‫سابقة‬ ‫الفقية المثقلة بالديون (الهيبيك)‬‫ر‬ ‫الدوىل‪ 1.15 :‬الدول‬‫ي‬ ‫لمؤسسات‬
‫للشوع يف إعفاء ديون السودان‪.‬‬ ‫ر‬ ‫التمويل الدولية مليار دوالر‬
‫[] الديون الحالية‪ 56.2 :‬مليار دوالر (ما‬ ‫الدوىل متأخرات‬ ‫ي‬ ‫(البنك‬
‫المحىل‬ ‫يساوي ‪ 162‬بالمئة من الناتج‬ ‫‪:‬‬‫النقد‬ ‫صندوق‬ ‫النقد‬ ‫وصندوق‬
‫ي‬
‫الجماىل)‬ ‫الدوىل‪ ،‬والبنك ‪ 1.45‬مليار‬
‫ي‬
‫دوالر‬ ‫للتنمية)‬ ‫ير‬
‫االفريق‬
‫[] إعفاء ‪ 14.1‬مليار دوالر من ديون نادي‬ ‫ي‬
‫متأخرات البنك باريس (من مجموع ‪ 23.5‬مليار دوالر‪،‬‬
‫ر‬
‫االفريق‪413:‬‬
‫وإعادة هيكلة ‪ 9.4‬مليار دوالر)‪.‬‬ ‫ي‬
‫مليون دوالر‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة االستثمارات الكلية بنسبة‬ ‫نسبة‬ ‫‪%29.9‬‬ ‫االستثمارات‬
‫‪%107.9‬‬ ‫االستثمارات الكلية‬
‫تطبيق‬ ‫قبل‬
‫الصالحات نتيجة‬
‫لزيادة االستثمارات‬
‫الحكومية‬
‫(التنمية)‪.‬‬
‫الزراعة‪ ،‬الصادر‪ ،‬النقل‪،‬‬ ‫إجماىل التمويل ‪ 368,838‬يناير – أغسطس‬ ‫ي‬ ‫التمويل‬ ‫إجماىل‬
‫ي‬ ‫التمويل‬
‫والتخزين‪ ،‬التجارة‬ ‫‪ 55,969‬يناير – ‪2020‬‬ ‫المرصف‬
‫ي‬
‫الطاقة‬ ‫المحلية‪،‬‬ ‫أغسطس ‪2020‬م‬
‫التشييد‬ ‫والتعدين‪،‬‬
‫والعقارات‪،‬‬
‫االستياد‪ ،‬أخرى‪.‬‬
‫ر‬

‫‪90‬‬
‫دعم للدوية المنقذة للحياة بمقدار ‪47‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصح ‪-‬النقص والتذبذب‬
‫ي‬ ‫الدعم‬
‫ر‬
‫واالليام‬ ‫مليون يورو لسد الفجوات‬ ‫(دعم األدوية) يف موقف األدوية‬
‫سودان شهريا‬
‫ي‬ ‫بدفع ‪ 4‬مليار جنيه‬ ‫للحياة‬ ‫المنقذة‬
‫لضمان المداد المستمر‪.‬‬ ‫والمزمنة (قدرت‬
‫االستياد‬ ‫ر‬
‫االليام بجدولة ديون رشكات‬ ‫‪-‬‬ ‫بفجوتي ‪27+20‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ 3‬مليون دوالر شهريا (الجملة ‪70‬‬ ‫مليون يورو)‪.‬‬
‫مليون دوالر)‬
‫دعم األدوية المزمنة بمقدار ‪800‬‬ ‫‪-‬‬
‫سودان شهريا‪.‬‬
‫ي‬ ‫مليون جنيه‬

‫ر‬
‫األفريق‬ ‫الدوىل والبنك‬ ‫متأخرات البنك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدوىل والبالغ قدرها ‪1.15‬‬
‫ي‬ ‫تجسيي لتسوية متأخرات السودان لدى البنك‬
‫ر‬ ‫قرض‬
‫مليار دوالر وبموجب ذلك وفر البنك للسودان منحة لدعم الصالحات االقتصادية‬
‫ا‬
‫قدرها ‪ 215‬مليون دوالر‪ ،‬وب هذا أصبح السودان مؤهال لالستفادة من موارد هيئة‬

‫التنمية الدولية‪ .‬ي‬


‫وف هذا الخصوص تم تخصيص مبلغ ‪ 2‬مليار للسودان من موارد‬
‫‪ IDA‬للعوام ‪ 2022‬و‪2023‬م‪.‬‬
‫تجسيي من بريطانيا وأيرلندا الشمالية‬ ‫ر‬
‫األفريق للتنمية وقرض‬ ‫بمبادرة من البنك‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫األفريق‬ ‫ر‬
‫األفريق للتنمية (البنك‬ ‫تمكن السودان من تسوية متأخرات مجموعة البنك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األفريق للتنمية)‪ ADF‬والبالغ قدرها ‪295.400.000‬‬ ‫ر‬ ‫للتنمية ى‪ ADB‬والصندوق‬
‫ي‬
‫أمريك)‪.‬‬
‫ي‬ ‫وحدة حسابية (ما يعادل ‪ 413‬مليون دوالر‬
‫موقف االستفادة من مبادرة الهيبيك‬
‫إسياتيجية خفض الفقر‪.‬‬‫‪ -‬اكتمال إعداد ورقة ر‬

‫تجسيي من حكومة فرنسا يف‬


‫ر‬ ‫الدوىل بقرض‬
‫ي‬ ‫تسوية متأخرات صندوق النقد‬ ‫‪-‬‬
‫نهاية شهر يونيو ‪2021‬م‪.‬‬
‫المراجعة األوىل رلينامج ‪ SMP‬كانت إيجابية حيث أشاد الصندوق بالتقدم‬ ‫‪-‬‬
‫المحرز‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الت ر‬
‫يفيض‬ ‫ر‬
‫الدوىل عىل السياسات واألهداف ي‬
‫ي‬ ‫تم االتفاق مع الصندوق والبنك‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيقها وإنجازها ر‬
‫كشط للوصول إىل نقطة االكتمال‪Completion Point.‬‬
‫الدائني بنسبة ‪.%81‬‬
‫ر‬ ‫مطابقة الديون الخارجية مع‬ ‫‪-‬‬
‫االئتمان الممتد‬
‫ي‬ ‫الدوىل عىل برنامج التسهيل‬
‫ي‬ ‫موافقة مجلس مدراء صندوق النقد‬ ‫‪-‬‬
‫ا‬
‫‪ Extended Credit Facility‬بديال رلينامج ‪ SMP‬والوصول إىل نقطة اتخاذ‬
‫القرار ‪ Decision Point‬يف نهاية شهر يونيو ‪2021‬م‪.‬‬
‫مؤتمر نادي باريس‬
‫ف إطار مؤتمر باريس والذي عقد ف ‪ 17‬مايو ‪2021‬م ر‬
‫اليمت الحكومة الفرنسية‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدوىل والبالغ قدرها ‪ 1.5‬مليار دوالر‬
‫ي‬ ‫بتسوية متأخرات السودان لدى صندوق النقد‬
‫اسيداد ذلك المبلغ من تعهدات الدول األعضاء‬ ‫عي قرض تجسيي وسيتم الحقا ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫بالصندوق‪.‬‬
‫إجماىل ديون السودان لمجموعة نادي باريس والبالغ قدرها‬
‫ي‬ ‫حواىل ‪ %67‬من‬
‫ي‬ ‫إعفاء‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 14.1‬مليار دوالر خالل مؤتمرها الذي عقد يف يوليو ‪2021‬م كما تم االتفاق عىل‬
‫بفية سماح (‪ )6‬سنوات وسداد (‪ )16‬سنة‪.‬‬‫تبق من الديون ر‬
‫جدولة ما ر‬

‫سبتمي ‪ 2024‬وذلك للوصول لنقطة‬


‫ر‬ ‫تم االتفاق عىل عدم دفع الفوائد واألصول ر‬
‫حت‬ ‫‪-‬‬
‫االكتمال‪.‬‬
‫ر‬
‫الن تمت ‪2021‬م‬ ‫اإلصالحات‪ /‬اإلنجازات ي‬ ‫القطاع‬
‫الحصول عىل أول تمويل من المؤسسة الدولية للتنمية (‪ )IDA‬منذ ‪ 27‬عاما بقيمة ‪ 2‬مليار‬ ‫تمويل‬
‫والت تشمل مشاري ع يف قطاعات‪:‬‬ ‫المؤسسات دوالر‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫‪ o‬الطاقة (‪ 600‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫الدولية‬
‫ر‬
‫‪ o‬الري ومياه الشب (‪ 640‬مليون دوالر)‬
‫(حواىل ‪ 230‬مليون دوالر)‬
‫ي‬ ‫‪ o‬التعليم‬
‫(حواىل ‪ 322‬مليون دوالر)‬
‫ي‬ ‫‪ o‬الصحة‬
‫لالجئي (‪ 250‬مليون دوالر)‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ o‬مشاري ع المجتمعات المستضيفة‬
‫ر‬ ‫تجاوزت عائدات صادر ر‬ ‫ر‬
‫اليوة الحيوانية حت أغسطس ‪2021‬م مبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‬ ‫التوة‬
‫الحيوانية‬

‫‪92‬‬
‫ر‬
‫الن تمت ‪2021‬م‬ ‫اإلصالحات‪ /‬اإلنجازات ي‬ ‫القطاع‬
‫[] ‪ 54‬مليون فدان المساحة الكلية المزروعة بالقطاع المطري والمروي يف الموسم‬ ‫الزراعة‬
‫الصيق‪.‬‬ ‫ي‬ ‫والري‬
‫خمسي عاما ومع ارتفاع أسعاره العالمية ‪ 1.6‬مليون فدان المساحة‬ ‫ر‬ ‫[] ألول مرة منذ‬
‫الكلية المزرعة من القطن ‪ -‬المساحات المزرعة من القطن (مليون و‪ 300‬ألف فدان‬
‫بالقطاع المطري و‪ 300‬ألف فدان بالقطاع المروي‪.‬‬
‫ِّ‬
‫توفي الموارد لحاصدات القطن والمحالج وتوقع بأن تتضاعف مساهمة صادرات‬ ‫ر‬ ‫[]‬
‫بتوفي العملة الصعبة عدة مرات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫القطن‬
‫حواىل ‪ 54‬مليون فدان منها ‪ 21.5‬مليون فدان‬ ‫ي‬ ‫بالمحاصيل‬ ‫المزروعة‬ ‫المساحة‬ ‫[] بلغت‬
‫سودان‪ 7.144 ،‬مليون فدان سمسم‪ 1.6 ،‬مليون فدان‬ ‫ي‬ ‫ذرة‪ 9.121 ،‬مليون فدان فول‬
‫قطن‪ 10.733 ،‬مليون فدان دخن‪ ،‬بالضافة إىل ‪ 4‬مليون فدان عدد من المحاصيل‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ر‬
‫الت يمكن ري ها للموسم الشتوي بمشوع الجزيرة والمناقل والرهد‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫التأشيية ي‬ ‫ر‬ ‫[] المساحات‬
‫والكبكت وبعض‬
‫ري‬ ‫والعدسية‬ ‫القمح‬ ‫اعة‬ ‫ر‬‫لز‬ ‫فدان‪،‬‬ ‫ألف‬ ‫‪322‬‬ ‫و‬ ‫مليون‬ ‫حواىل‬
‫ي‬ ‫والسوك‬
‫ي‬ ‫وحلفا‬
‫الزراعات البستانية‪.‬‬
‫[] البدء يف تنفيذ بمشوع حداف وود الفضل وإعادة مساحة ‪ 45‬ألف فدان لدائرة النتاج‬ ‫ر‬
‫أكي من ‪ 25‬عاما من التوقف‪.‬‬ ‫واللتان توفران فرصا ل ‪ 2500‬مزارع؛ بعد ر‬
‫والت استعدت لزراعة ‪ 70‬ألف فدان يف الموسم‬ ‫ر‬
‫[] تأهيل طلمبات الجنيد ودلتا القاش ي‬
‫العام ‪2021‬م‪.‬‬
‫بمشوع الرهد بزراعة ‪ 120‬ألف فدان ألول مرة مبكرا يف مطلع‬ ‫تدشي موسم استثنان ر‬ ‫ر‬ ‫[]‬
‫ي‬
‫يونيو ‪2021‬م‪.‬‬
‫[] وضع االسياتيجية الوطنية لقطاع الري والموارد المائية (‪2021-2031‬م) وذلك‬ ‫ر‬
‫لتأهيل قطاع المياه والري لتنفيذ أهم األهداف النتاجية يف قطاع الزراعة والري‪.‬‬
‫المهندسي يف‬
‫ر‬ ‫وتشيعية وإدخال الحوسبة والتقنية وتأهيل‬ ‫[] إحداث تعديالت قانونية ر‬
‫ر‬
‫اللكيونية‪.‬‬ ‫اتجاه بناء أقسام الري‬
‫عي تركيب وتشغيل مولدات‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫الش‬ ‫مياه‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫مشا‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫تأهيل‬ ‫توفي وإعادة‬ ‫ر‬ ‫[]‬
‫لمحطات المياه‪ .‬تم طرح التعاقد ل ‪ 500‬بيا‪.‬‬
‫[] كمية المياه المتوفرة تسمح بزيادة المساحة المزروعة قمحا يف المشاري ع القومية ‪895‬‬
‫ا‬
‫ألف فدان فضال عن ‪ 600‬ألف فدان يف العام السابق بإنتاجية مستهدفة ‪ 1.274‬مليون‬
‫ا‬ ‫طن ر‬
‫ميي (اكتفاء من القمح) فضال عن ‪ 800‬ألف طن عن العام السابق جملة المساحة‬
‫المستهدفة لكافة المحاصيل ‪ 1,322,500‬فدان‪.‬‬
‫النقل البحري‪:‬‬ ‫النقل‬
‫كبية بعد التعاقد مع رشكة موان‬ ‫تم رفع كفاءة العمل يف محطة الحاويات بصورة ر‬
‫فية انتظار السفن من ‪ 38‬يوما إىل ‪ 25‬يوما‬ ‫هامبورغ األلمانية‪ .‬ونتيجة لذلك انخفضت ر‬
‫كما انخفض عدد السفن يف االنتظار من ‪ 9‬سفن إىل ‪ ،5‬ووصل عدد السفن يف االنتظار‬
‫إىل ‪ 3‬سفن فقط يف بعض األيام‪.‬‬
‫الجنون‪ ،‬وربط ميناء سوبا الجاف بشبكة السكة حديد‪.‬‬ ‫ري‬ ‫السكك بالميناء‬ ‫ي‬ ‫تأهيل الخط‬
‫‪93‬‬
‫ر‬
‫الن تمت ‪2021‬م‬ ‫اإلصالحات‪ /‬اإلنجازات ي‬ ‫القطاع‬
‫النقل الجوي‪:‬‬
‫ر‬
‫تم التعاقد يف شهر يونيو الفائت مع شكة لوفتهانزا األلمانية‪ ،‬القسم االستشاري‪ ،‬لجراء‬
‫بشكة الخطوط‬ ‫دراسة استشارية وافية تكون مخرجاتها خطة عمل واضحة للنهوض ر‬
‫الجوية السودانية‪.‬‬
‫السكة حديد‪:‬‬
‫وضعت خطة تحت إشاف الوزارة تشمل تكملة وتأهيل وإنشاء خطوط سكك حديدية‬ ‫ر‬
‫السكك أبو جابرة – نياال ‪.‬‬
‫ي‬ ‫بطول ‪ 515‬كلم حيث تم إنجاز ‪ %40‬من تكملة الخط‬
‫الفينس عىل‬ ‫الشكة السودانية للتوليد الحراري لنقل ‪ 35000‬طن من ر‬ ‫تم التعاقد مع ر‬
‫مرحلتي من بورتسودان للخرطوم بحري وتم نقل ‪ 18000‬بنسبة ‪%.51‬‬ ‫ر‬
‫تمت إزالة آثار السيول والفيضانات يف ‪ 111‬موقعا عىل طول الخط الحديدي بنسب‬
‫‪%.100‬‬
‫بدء الجراءات األولية لمشوع خط سكة حديد بورتسودان – الجنينة عن طريق‬ ‫ر‬
‫للمشوع يف حدود ‪ 6.5‬بليون دوالر‪.‬‬ ‫الشاكة ربي القطاع العام والخاص‪ .‬القيمة التقديرية ر‬ ‫ر‬
‫التي‪:‬‬ ‫النقل ر‬
‫وتحسي طاقتها االستيعابية‬ ‫ر‬ ‫(أرقي وأشكيت)‬‫ر‬ ‫اليية العاملة حاليا‬ ‫رفع كفاءة المعابر ر‬
‫التاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫النحو‬ ‫عىل‬ ‫التشغيل‬ ‫إحصائيات‬ ‫قدرت‬ ‫بشكل عام حيث‬
‫معي (صادر ووارد) ‪ 1,300‬مركبة مقارنة‬ ‫أ‪ .‬ارتفاع متوسط عدد الشاحنات العابرة يف شهر‪ /‬ر‬
‫الماض‬
‫ي‬ ‫ب ‪ 980‬مركبة يف العام‬
‫اليية بنسبة تقدر‬ ‫ر‬ ‫المعابر‬ ‫عي‬‫ر‬ ‫ووارد)‬ ‫(صادر‬ ‫الكىل‬
‫ي‬ ‫التجاري‬ ‫التبادل‬ ‫ب‪ .‬ارتفاع حجم‬
‫الماض ‪2020‬م مما أسهم يف إنعاش األسواق المحلية‬ ‫ي‬ ‫بحواىل ‪ %45‬مقارنة مع العام‬ ‫ي‬
‫وزيادة فرص العمل‪.‬‬
‫معي‬
‫وتجهي ر‬
‫ر‬ ‫توقيع اتفاقية لفتح عدد ‪ 4‬معابر برية مع جمهورية جنوب السودان‪،‬‬
‫الماض‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجبلي للعمل اعتبارا من ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫ر‬
‫العاملي (تم التنفيذ بنسبة ‪)%90‬‬‫ر‬ ‫التحسي الداري ورفع كفاءة وقدرات‬ ‫ر‬ ‫البدء يف برامج‬
‫اليتيب جاريا رليامج العام ‪2022‬م‪.‬‬ ‫المستهدف للعام ‪2021‬م‪ ،‬وكان ر‬ ‫من‬
‫النجاح يف خفض عدد الحوادث الجسيمة بنسبة ‪ %18‬عن العام ‪2021‬م‪.‬‬
‫أرقي بنسبة ‪ %85‬من المستهدف للعام ‪2021‬م‬ ‫بمعي ر‬ ‫ر‬ ‫تنفيذ أعمال صيانة وتأهيل‬
‫بمعي أشكيت بنسبة ‪ %95‬من المستهدف للعام ‪2021‬م‬ ‫ر‬ ‫وتأهيل‬ ‫تنفيذ أعمال صيانة‬
‫ون للمركبات األجنبية وتحديد مساراتها داخل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫البدء يف تنفيذ مشوع الضبط اللكي ي‬
‫المشوع) عىل أن‬ ‫السودان‪ ،‬اكتملت مرحلة التخطيط والتصميم (تمثل ‪ %30‬من حجم ر‬
‫المشوع يف نهاية رفياير ‪2022‬م‪.‬‬ ‫تكتمل أعمال ر‬
‫مشوع قري ‪ 3‬وتنفيذه قبل صيف العام ‪2022‬م لتوليد ‪450‬‬ ‫االليام بدفع مستحقات ر‬ ‫[] ر‬ ‫الطاقة‬
‫ميغاواط‪ /‬ساعة‪.‬‬ ‫والنفط‬
‫مشوع محطة بورتسودان القادم لتوليد ‪ 450‬ميغاواط‪/‬‬ ‫االليام بدفع مستحقات ر‬ ‫[] ر‬
‫ساعة‪.‬‬
‫االليام بوقود الكهرباء بمعدل ‪ 30‬مليون دوالر شهريا‪.‬‬ ‫[] ر‬

‫‪94‬‬
‫ر‬
‫الن تمت ‪2021‬م‬ ‫اإلصالحات‪ /‬اإلنجازات ي‬ ‫القطاع‬
‫عي منحة ‪ :IDA‬تخفيض خسارة‬ ‫ر‬
‫[] استقطاب دعم بمجموع ‪303‬مليون دوالر مباشة ر‬
‫التوزي ع ‪ 70‬مليون دوالر‪ -‬برنامج إضاءة فعال للمنازل والمرافق العامة ‪ 15‬مليون دوالر‪.‬‬
‫[] الطاقة الشمسية الكهروضوئية عىل األسطح للمرافق العامة ‪ 30‬مليون دوالر‪.‬‬
‫[] توريد قطع غيار للتوليد الحراري ‪ 15‬مليون دوالر‪.‬‬
‫الوطت ‪ 20‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ي‬ ‫[] تطوير مركز توزي ع الحمولة‬
‫لمقدم خدمات الطاقة الشمسية من القطاع الخاص‬ ‫ي‬ ‫[] مخطط تمويل قائم عىل النتائج‬
‫‪ 40‬مليون دوالر‪.‬‬
‫تهجي الشبكة المصغرة بالطاقة المتجددة وتخزين الخليط ‪ 40‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ر‬ ‫[]‬
‫[] كهربة المرافق العامة الرئيسية خارج الشبكة من خالل تطوير بقيادة القطاع العام‬
‫ألنظمة شمسية قائمة بذاتها ‪ 40‬مليون دوالر ‪ 3 +‬مليون دوالر‪.‬‬
‫[] تطوير برنامج الطاقة المتجددة ‪ 10‬مليون دوالر‪.‬‬
‫المشوع والمساعدة الفنية ‪ 20‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫[] بناء القدرات وتنفيذ ر‬
‫النفط بمقدار ‪ %19‬يف ‪ 6‬شهور بتكلفة تقدر ب ‪ 250‬مليون‬ ‫ر‬
‫االليام بخطة زيادة النتاج‬
‫ي‬
‫الحاىل ‪ 53‬ألف برميل‪.‬‬
‫ي‬ ‫دوالر عن النتاج‬
‫زيادة النتاج بمقدار ‪ 700‬برميل بالرغم من السيولة األمنية وتوقف العمل يف الحقول‪.‬‬
‫محور السالم‬
‫والت تعتي ر‬
‫أكي حكومة تنوعا يف تمثيلها يف تاري خ‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫• تكوين حكومة سالم السودان ي‬
‫السودان‪.‬‬
‫• ارتفع الضف عىل صندوق بناء السالم من مبلغ ‪13.3‬مليار جنيه بالموازنة‬
‫المجازة إىل ‪ 159.9‬مليار جنيه بالموازنة المعدلة بنسبة زيادة بلغت ‪%1101‬‬
‫االليامات ر‬
‫الميتبة عىل اتفاق السالم‪.‬‬ ‫الستيعاب ر‬
‫• اليفاء ر‬
‫باليامات ر‬
‫مشوعات بناء السالم وسداد استحقاقاتها الشهرية بنسبة أداء‬
‫بلغت ‪ %164‬من االعتماد النست وتحمل ر‬
‫االليامات الناشئة عن البدء يف تشكيل‬ ‫ري‬
‫الهياكل الدارية ألقاليم دارفور والنيل االزرق‪.‬‬
‫• بداية تنفيذ ر‬
‫اليتيبات األمنية المقرة يف اتفاق سالم جوبا‪.‬‬

‫محور األمن‬

‫‪95‬‬
‫اسياتيجية (األسلحة والذخائر‬‫والشطة كأهمية ر‬ ‫توفي احتياجات األمن والدفاع ر‬ ‫•‬
‫ر‬
‫األجنت المتمثلة‬ ‫والمهمات والملبوسات والتشوين) بالضافة إىل ر‬
‫االليامات بالنقد‬
‫ري‬
‫ون‪ ،‬البطاقة القومية ‪...‬الخ)‬ ‫ر‬
‫يف (مدخالت إنتاج الجواز االلكي ي‬
‫توفي متطلبات حماية حدودنا ر‬
‫الشقية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫محور العالقات الخارجية‬
‫• رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب بعد مفاوضات استمرت‬
‫واىل عام ونصف ودفع تعويضات للحكومة األمريكية‪.‬‬
‫ح ي‬
‫• إعادة الحصانة السيادية للحكومة السودانية يف المحاكم األمريكية‪.‬‬
‫• مفاوضات سد النهضة‪.‬‬
‫اط‬
‫محور االنتقال الديمقر ي‬
‫اط‬
‫تكت جرائم ضد الحكم الديمقر ي‬
‫• مواصلة محاكمة قيادات النظام البائد ومر ر ي‬
‫السودان ومواصلة المحاكمات العادلة‪.‬‬
‫ي‬ ‫والشعب‬
‫التمكي ومكافحة‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو وإزالة‬
‫ر‬ ‫• إنجازات مقدرة للجنة تفكيك نظام‬
‫اسيداد ممتلكات مقدرة للشعب من األصول‬ ‫واسيداد األموال العامة ف ر‬
‫ر‬ ‫الفساد‬
‫ي‬
‫واألموال‪.‬‬
‫عي عمل‬
‫المفصولي تعسفيا من قبل النظام البائد ر‬
‫ر‬ ‫المواطني‬
‫ر‬ ‫• إعادة حقوق‬
‫مستمر من قبل لجنة وطنية للنظر يف وضع كافة المتضرين من سياسة الصالح‬
‫العام‪.‬‬
‫• تعديالت قانونية عميقة يف الحريات األساسية مثل قانون األحوال الشخصية‬
‫لتوفي الحريات وتحقيق حقوق المرأة وحريات األقليات الدينية‪.‬‬
‫ر‬
‫قواني المفوضيات مثل مفوضية العدالة االنتقالية‪ ،‬ومفوضية مكافحة‬
‫ر‬ ‫• إجازة‬
‫الفساد‪ ،‬ومفوضية السالم لتنفيذ أهم أهداف الوثيقة الدستورية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫قانون مفوضية الدستور واالنتخابات وبداية حملة مشاورات واسعة‬
‫ي‬ ‫• إعداد‬
‫القانوني‪.‬‬
‫ر‬ ‫تمهيدا لجازة‬
‫• تخصيص اع تمادات لنشاء وتكملة جميع مفوضيات وهياكل السلطة‬
‫االنتقالية‪.‬‬
‫اع بسداد مبلغ ‪ 320.3‬ألف دوالر‬ ‫ر‬
‫السكان والزر ي‬
‫ي‬ ‫االليام بتكلفة إجراء التعدادين‬ ‫•‬
‫التسيي بالضافة إىل الموافقات المبدئية بمبلغ ‪ 4.5‬مليون دوالر‬
‫ر‬ ‫الحتياجات‬
‫التحضيية‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫لشاء األجهزة والمعدات وتعاقدات الخدمات الخاصة بالمرحلة‬
‫وتحسي‬
‫ر‬ ‫إصالىح يف تاري خ الخدمة المدنية لتطوير‬ ‫أكي برنامج‬ ‫ر‬
‫الشوع يف تنفيذ ر‬ ‫•‬
‫ي‬
‫عي التعاقد مع جهة استشارية بدعم‬
‫الحكوم يف جميع مؤسسات الدولة ر‬
‫ي‬ ‫األداء‬
‫من وكالة التنمية األمريكية لقيام دراسة وتقييم ر‬
‫لمشوع إصالح الخدمة المدنية‬
‫(المرحلة األوىل)‪.‬‬
‫لتوفي الحماية واألمن لكافة‬
‫ر‬ ‫المدنيي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشوع يف وتنفيذ خطة وطنية لحماية‬ ‫•‬
‫المجتمعات المتضرة من الحروب والياعات‪.‬‬
‫رئيس الوزراء‬
‫والتغيي رئيس الوزراء د‪ .‬عبد هللا حمدوك الذي بادر ربيشيحه‬
‫ر‬ ‫اختارت قوى الحرية‬ ‫‪-‬‬
‫السودانيي‪ ،‬حيث كان التحالف ينظر لشخصية متوافق عليها‪ ،‬ذات‬
‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫تجمع‬
‫مؤهالت كافية لقيادة المرحلة االنتقالية‪ ،‬لذا فقد نأى عن اختيار أي شخصية ذات‬
‫خلفيات سياسية بدوافع تقوية االنتق ال بدرء كل أسباب االستقطاب‪ ،‬وجعل‬
‫الحكومة االنتقالية ورئيس وزرائها مصدر إجماع كاف من قوى الثورة‪.‬‬
‫من أهم إيجابيات شخصية رئيس الوزراء كانت قدرته عىل خلق إجماع واسع من‬ ‫‪-‬‬
‫حوله وهو األمر الذي كانت تحتاجه الكتلة الثورية حينها للمحافظة عىل وحدتها‬
‫السغ للحصول عىل الجماع بصورة مستمرة خصوصا العالقة مع‬
‫ي‬ ‫وتماسكها‪ ،‬ولكن‬
‫المكون العسكري قادت أحيانا لنتائج سلبية‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫وبي التحالف‪،‬‬
‫منذ استالم رئيس الوزراء لموقعه لم تخلق عالقة مؤسسية بينه ر‬ ‫‪-‬‬
‫وعي مكتبه بحرية كاملة ودون تدخل‬
‫واختار رئيس الوزراء عددا من المستشارين ر‬
‫غيي‪ .‬هذه الوضعية جعلت هنالك شقة ربي رئيس الوزراء وقوى‬
‫من قوى الحرية والت ر‬
‫كياني متمايزين كليا ال تربطهم أي روابط مؤسسية‪.‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي ر‬
‫حت صارا‬ ‫ر‬ ‫الحرية‬
‫سياس يف المقام األول‪ ،‬بل كان يعتقد أن‬
‫ي‬ ‫لم يكن رئيس الوزراء يؤمن بأن دوره‬ ‫‪-‬‬
‫والتغيي وأن دوره تنفيذي إداري‬
‫ر‬ ‫الواجبات السياسية تقع عىل عاتق قوى الحرية‬
‫السياس إىل الحد األدن‪.‬‬
‫ي‬ ‫تقت مع تقليل انخراطه‬
‫ي‬
‫منهجية الدارة لدى رئيس الوزراء كانت تميل لعدم الخوض يف تفاصيل العمل‬ ‫‪-‬‬
‫ا‬
‫سواء يف مكتبه أو مجلس الوزراء‪ .‬أدى هذا األمر‬ ‫اليوم ومنح مساحات لفريق عمله‬
‫ي‬
‫لحدوث بعض التداخل أحيانا ربي عمل المؤسسات المختلفة‪.‬‬
‫مكتب رئيس الوزراء‬
‫‪ -‬نسبة لطبيعة المهام الجسام الملقاة عىل عاتق رئيس الوزراء‪ ،‬فقد أوىل اهتماما بالغا‬
‫تقت ومادي‬
‫توفي دعم ي‬
‫لتأسيس مكتب فاعل يعينه عىل أداء هذه المهام ونجح يف ر‬
‫بخيات وطنية ودولية يف وضع هياكله ومهامه لتعمل‬
‫لتأسيس المكتب مستعينا ر‬
‫عىل أكمل وجه‪.‬‬
‫بمرحلتي تزامنتا مع الحكومة األوىل والثانية‪ .‬وقد كانت‬
‫ر‬ ‫‪ -‬مر تأسيس المكتب‬
‫متباينتي يف طريقة عمل المكتب وصلته ببقية مؤسسات السلطة‬
‫ر‬ ‫المرحلتان‬
‫االنتقالية‪ ،‬ولكن يف هذا الملخص سيكز عىل المالمح العامة ألداء مكتب رئيس‬
‫الوزراء‪.‬‬
‫‪ -‬لعب المكتب دورا مهما يف مساندة عمل رئيس الوزراء ومساعدته عىل أداء مهامه‬
‫كثيا ما يحدث‬
‫التنفيذية والسياسية والعالمية‪ ،‬ولكن ولطبيعة هذه المهام فقد كان ر‬
‫تداخل يف األدوار خصوصا ربي مهام المكتب ووزارة شؤون مجلس الوزراء‪ ،‬وقد‬

‫‪98‬‬
‫عي تحديد االختصاصات‬
‫شهدت الوزارة الثانية محاوالت لمعالجة هذا التداخل ر‬
‫والصالحيات والمهام‪ ،‬ولكنها لم توفق يف خاتمة األمر‪.‬‬
‫‪ -‬لم يكن المكتب يقوم بدور فعال يف عملية التخطيط‪ ،‬بل كان يتعامل مع العمل‬
‫أكي‪ ،‬وقد كان هنالك إخفاق واضح يف التوثيق والعمل‬
‫اليوم الضاغط بصورة ر‬
‫ي‬
‫المستندي‪.‬‬
‫والتعيي يف المكتب تقوم عىل أطر مؤسسية واضحة المعالم‬
‫ر‬ ‫‪ -‬لم تكن عملية االختيار‬
‫وبطريقة معلومة للكافة‪.‬‬
‫وجهتي يف التعامل‬ ‫ر‬
‫الت سبقت االنقالب انقساما ربي‬ ‫‪ -‬شهد المكتب ف ر‬
‫ر‬ ‫األخية ي‬
‫ر‬ ‫الفية‬ ‫ي‬
‫مع االنقالب الزاحف‪ ،‬إحداهما كانت ترى رصورة مواجهة االنقالب والتصدي له‪،‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫واألخرى كانت ترى رصورة عدم المواجهة وكانت تحمل قوى الحرية‬
‫ا‬
‫المسؤولية عما يحدث‪ .‬هذا االنقسام أحدث شلال يف العمل وغيابا للتناغم يف وقت‬
‫مهم وحساس‪.‬‬
‫السلبيات‬
‫الكاف لمؤسساته المختصة بذلك‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ضعف عملية التخطيط وعدم التأهيل‬
‫والتغيي والحكومة أدى لضعف التنسيق‬
‫ر‬ ‫‪ ‬غياب العالقة المؤسسية ربي قوى الحرية‬
‫وأثر سلبا عىل مجمل االنتقال‪.‬‬
‫‪ ‬لعب المكون العسكري دورا بارزا يف إضعاف الحكومة االنتقالية ومحاولة إفشالها‬
‫والتغول عىل صالحياتها‪ ،‬ولم يتم التصدي المبكر لذلك‪.‬‬
‫شاغىل المواقع المختلفة لم تكن دقيقة وصارمة مما أثار إشكاليات‬
‫ي‬ ‫معايي اختيار‬
‫ر‬ ‫‪‬‬
‫الخيات والطاقات‬
‫عديدة مثل غياب الكفاءة يف بعض المواقع‪ ،‬وعدم االستفادة من ر‬
‫الهائلة يف البالد‪.‬‬
‫ر‬
‫يغ أدى ألن تغيب الرقابة عن الحكومة التنفيذية‪ ،‬وألن‬ ‫‪ ‬غياب المجلس التش ي‬
‫ا‬ ‫كبي ف ر‬
‫التشي ع وهو ما سبب خلال واضحا يف العمل‪.‬‬ ‫تضطلع بدور ر ي‬
‫‪99‬‬
‫‪ ‬ضعف مؤسسات الدولة وهياكلها جعل مهمة الحكومة التنفيذية وقدرتها عىل أداء‬
‫مهامها أصعب‪.‬‬
‫الدروس المستفادة‬
‫معايي محددة دقيقة الختيار رئيس الوزراء ومجلس‬
‫ر‬ ‫‪ -‬رصورة االتفاق المسبق عىل‬
‫ر‬
‫واالليام الصارم بقضايا الثورة‪.‬‬ ‫الوزراء لضمان كفاءة األداء‬
‫‪ -‬رصورة إكمال تأسيس كل مؤسسات السلطة االنتقالية لضمان قيام كل منها‬
‫بواجباته ومهامه‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة قوى الثورة وتماسكها مهم للغاية لحماية السلطة االنتقالية وتحصينها من‬
‫التغول عليها واالنتقاص منها‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح الخدمة المدنية وتمكينها من القيام بمهامها أمر جوهري يف إنجاح عمل‬
‫الحكومة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬رصورة تحديد أولويات االنتقال بصورة واقعية‪ ،‬وعدم رفع سقف التوقعات أو‬
‫إثقال كاهلها بمهام تتجاوز رصورات االنتقال‪.‬‬
‫األمت والعسكري وخضوع األجهزة األمنية للسلطة المدنية‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬قضية الصالح‬
‫رصوري وجوهري وال يمكن إنجاح االنتقال بدونه‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتواصل الفعال للحكومة االنتقالية مع الرأي العام وتمليكه المعلومات‬
‫وتوجهات الحكومة والتصدي لحمالت العالم السالبة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ان‬
‫القسم الث ي‬
‫تقييم أداء الجهازين السيادي والتنفيذي خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫الدكتور صديق تاور‬
‫مقدمة‬
‫الزمت والظروف المحيطة بها‪ .‬لذلك‬
‫ي‬ ‫ال يمكن محاكمة أي حالة بعيدا عن سياقها‬
‫تبدأ هذه المداخلة المتواضعة عن تقيیم أداء المجلس السيادي والجهاز التنفيذي‪،‬‬
‫(سبتمي‪2019‬م)‬
‫ر‬ ‫بعرض لظروف تشكيل الحكومة االنتقالية يف مرحلتيها األوىل‬
‫والثانية (أكتوبر ‪2020‬م)‪ ..‬ثم تعرض للعالقة ربي مكونات الحكومة التنفيذية‪..‬‬
‫الت جابهت هذه الحكومة‪ .‬وتتناول المداخلة أيضا أداء المجلس‬ ‫ر‬
‫والتحديات ي‬
‫لتنتىه بأهم الدروس المستفادة من‬
‫ي‬ ‫والمدن والسالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫السيادي بمكوناته‪ :‬العسكري‬
‫هذه التجربة‪.‬‬
‫ظروف تشكيل الحكومة االنتقالية‬
‫السياس بعد ‪ 11‬إبريل ‪2019‬م يف المظاهر التالية‪:‬‬
‫ي‬ ‫يمكن تلخيص المشهد‬
‫سقوط نظام ‪ 30‬يونيو ‪1989‬م مع بقاء ركائزه األساسية يف مفاصل وهياكل‬ ‫‪‬‬
‫المحىل‬
‫ي‬ ‫ومؤسسات الدولة المختلفة‪ .‬يف األمن واالقتصاد والعالم والحكم‬
‫والنقل والمرافق التعليمية والصحية‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫شطان يف مفاصل‬ ‫ر‬
‫الت تحولت إىل تمدد‬ ‫‪‬‬
‫ي‬ ‫وجود مؤسسة الحزب الحاكم الساقط ي‬
‫ثالثي عاما من الفساد والظلم والتضليل‪ .‬يف ظل‬
‫الدولة والمجتمع عىل امتداد ر‬
‫كبي يف العالقات القاعدية عىل مستوى مجتمعات الريف بسبب انتشار‬
‫تراجع ر‬
‫خطاب الكراهية وانتشار السالح والفتنة القبلية والياعات حول األرض والموارد‪.‬‬
‫تفس ظاهرة المليشيات المسلحة بشكل منافس ألجهزة السلطة األمنية يف‬ ‫ر‬ ‫‪‬‬
‫ي‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫األقاليم الطرفية الحدودية مع العديد من بلدان الجوار‬
‫‪101‬‬
‫االنتقاىل عىل المؤسسة النظامية واالستقواء بها يف‬
‫ي‬ ‫سيطرة المجلس العسكري‬ ‫‪‬‬
‫والسغ الجاد لخلق حاضنة سياسية من بقايا‬ ‫ي‬ ‫والتغيي‪..‬‬
‫ر‬ ‫مواجهة قوى الثورة‬
‫وحت أغسطس‬ ‫فية انفرادهم بالسلطة ر‬
‫للفية ما ربي ‪ 11‬إبريل ر‬ ‫النظام المباد خالل ر‬

‫كبية للنظام المقبور للتضف يف الموارد والتالعب‬ ‫والت شكلت فرصة ر‬ ‫ر‬
‫‪2019‬م ي‬
‫بالمستندات وإضعاف الخدمات وتمييع الحالة األمنية‪.‬‬
‫ضمن هذه الظروف تشكلت الحكومة االنتقالية األوىل بعد التوقيع عىل الوثيقة‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫الدستورية (أغسطس ‪2019‬م) وقد رافق ذلك ي‬
‫‪ ‬اعتمد اختيار أعضاء الحكومة التنفيذية عىل معيار الكفاءة الوطنية والتكنوقراط‪..‬‬
‫السياس‪ .‬وقد أحجمت بعض مكونات‬ ‫بحيث تكون المهنية مقدمة عىل ر‬
‫االليام‬
‫ي‬
‫السياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫والتغيي عن المشاركة يف الحكومة الجديدة من باب الزهد‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫‪ ‬عملية االختيار نفسها تركت يف النهاية لرئيس الوزراء بعد ترشيح ثالثة أسماء للوزارة‬
‫المعنية؛ يحدد هو من يراه مناسبا‪ .‬هذه العملية يف جانب منها شابتها العاطفة‬
‫أكي من الفحص الدقيق الستيفاء رشوط المهمة الموكل لها تحقيق‬ ‫والحماسة ر‬

‫جماهي الثورة وقواها‪ ..‬أي أن يكون الشخص بمستوى التحدي الذي‬


‫ر‬ ‫تطلعات‬
‫أمامه‪.‬‬
‫(إسعاف‪/‬‬
‫ي‬ ‫الينامج التنفيذي للوزارة الجديدة‬ ‫‪ ‬كما لم يبذل جهد ٍ‬
‫مواز عىل صعيد ر‬
‫سي‬
‫الجماهي عىل سالمة ر‬
‫ر‬ ‫متوسط‪ /‬بعيد المدى) يجابه التحديات الملحة ويطمي‬
‫ه مسؤولية قوى الحرية‬‫سلطتهم الجديدة عىل هدى وأهداف ثورتهم‪ .‬وهذه ي‬
‫والتغيي‪ .‬باعتبارها الحاضنة والمرجعية السياسية للحكومة‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ ‬كما لم تكن هناك صيغة حاكمة للصالحيات والسلطات والمرجعيات‪ ،‬أو مسطرة‬
‫قياس واحدة حاكمة للعالقة ربي الوزراء ورئيس الوزراء والحاضنة السياسية‪.‬‬
‫كبية‬ ‫ر‬
‫الت تنتظرها مهام ر‬
‫غي متوقعة لحكومة الثورة ي‬
‫هذا الحال أوجد خارطة جديدة ر‬
‫بعضها عاجل وملح‪:‬‬
‫‪102‬‬
‫ً‬
‫أوال استغت رئيس الوزراء عن الحاضنة السياسية واستعاض عنها بمستشارية‬
‫بالتاىل رئيس‬ ‫مؤسس نحو الثورة السودانية‪ ..‬وأصبح‬ ‫خاصة ليس لها أي ر‬
‫اليام‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫الت أتت به‪ ،‬بل منعزال عنها يف قرارات ال‬
‫الوزراء مركزا مستقال معادال للحاضنة ي‬
‫سياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫يمكن أن تمر بدون سند‬
‫ً‬
‫ه بالفعل وزارة تكنوقراط يف غالبها األعم‪ ،‬ولكنها عىل مستوى‬ ‫ي‬ ‫ارة‬
‫ز‬ ‫الو‬ ‫كانت‬ ‫ثانيا‬
‫السياس‬ ‫ر‬
‫األفراد كانت عبارة عن نسخ مكررة من رئيس الوزراء يف اليامها بالخط‬
‫ي‬
‫اليامها للحاضنة السياسة‪ .‬وقد انعكس هذا يف عدم انسجام‬ ‫للثورة السودانية أو ر‬

‫الوزارة وبروز سلوكيات متمردة عىل الحكومة والسماح بظاهرة الشللية بكل‬
‫سلبياتها‪.‬‬
‫ً‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫ثالثا بإدارة رئيس الوزراء ظهره للحاضنة السياسية تحولت قوى الحرية‬
‫ا‬
‫سياس لها بسبب العالقة‬
‫ي‬ ‫جماهيي عىل حكومتها‪ ،‬بدال من داعم‬
‫ر‬ ‫ألداة ضغط‬
‫الرقان عىل الحكومة (المجلس‬
‫ري‬ ‫المتوترة مع رئيس الوزراء وبسبب غياب الجهاز‬
‫يغ)‪.‬‬ ‫ر‬
‫التش ي‬
‫ً‬
‫ه من صميم مهامه للمجلس السيادي‪..‬‬ ‫رابعا تنازل رئيس الوزراء عن ملفات مهمة ي‬
‫يكتق‬ ‫يشف عليه الجهاز التنفيذي‪ ،‬بينما‬‫مثل ملف السالم الذي بنص الوثيقة ر‬
‫ي‬
‫الجهاز السيادي بدور الرعاية بما تعت من مساعدة وتسهيل ليس ر‬
‫أكي‪.‬‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫خامسا ظلت الواليات تدار بواسطة المجلس العسكري نتيجة الستمرار نفس‬
‫العسكريي بوالة‬
‫ر‬ ‫الوضع السابق‪ ،‬بسبب رفض أطراف سالم جوبا استبدال الوالة‬
‫مدنيي؛ قبل أن يتم التوقيع عىل اتفاق سالم‪ ،‬فظلت هياكل الحكم يف الواليات‬ ‫ر‬
‫والمحليات بذات طواقمها الموروثة من العهد البائد‪ .‬مع أنها تمثل أهم الحلقات يف‬
‫والخي‪ ،‬واألمن‪،‬‬
‫ر‬ ‫المواطني اليومية يف الخدمات‬
‫ر‬ ‫السلطة الرتباطها بمصالح‬
‫وغيها‪ .‬ولم يتم استعداله إال بعد استقالة الوالة أنفسهم بسبب ضغط‬
‫واألسعار‪ ،‬ر‬
‫الواىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫االحتجاجات الشعبية المطالبة بمدنية‬
‫‪103‬‬
‫الن جابهت حكومة ر‬
‫الفتة األوىل‬ ‫ر‬
‫أهم التحديات ي‬
‫[] السيولة األمنية يف جغرافيا واسعة من أقاليم السودان وداخل عواصم الواليات‪..‬‬
‫ر‬
‫الفاش‪.‬‬ ‫القضارف‪ ،‬كسال‪ ،‬بورتسودان‪ ،‬الجنينة‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬
‫عي الحدود لبلدان الجوار وانعكاس ذلك بشكل ر‬
‫مباش‬ ‫[] تهريب المواد الضورية ر‬
‫للمواطني واألزمات الضاغطة يف الوقود‪ ،‬غاز الطبخ‪،‬‬
‫ر‬ ‫عىل الخدمات المقدمة‬
‫الخي‪.‬‬
‫السكر‪ ،‬دقيق ر‬
‫عي المطارات والموان والمعابر الحدودية‪.‬‬
‫[] تهريب الذهب والدوالر ر‬
‫[] نشاط الفلول التخريت ف الكهرباء والمياه والضائب والزراعة ر‬
‫واليوة الحيوانية‪.‬‬ ‫ري ي‬
‫[] االحتجاجات الشبابية ذات الطبيعة المتفلتة عىل نطاق واسع ‪ -‬احتالل‬
‫لفيات طويلة ‪ -‬رفض سداد مستحقات المحليات ‪ -‬احتالل‬‫المحليات وإغالقها ر‬
‫مواقع ر‬
‫الشكات الداعمة لالقتصاد ‪ -‬تصعيد الرصابات المطلبية بطريقة يىل الذراع‪،‬‬
‫إلخ‪.‬‬
‫للميانية المركزية‬
‫[] جائحة كوفيد‪ 19-‬يف مارس ‪2020‬م مثلت رصبة موجعة ر‬
‫لميانية طوارئ صحية‪ ..‬وما تبع من إجراءات استمرت لستة أشهر‬
‫بتحويل بنودها ر‬
‫اع‪.‬‬
‫أثرت عىل عمل المؤسسات النتاجية وحركة الصادر والنشاط الزر ي‬
‫الحكومة االنتقالية الثانية‬
‫‪ -‬أعيد تشكيل الحكومة من جديد بعد التوقيع عىل اتفاق سالم جوبا يف أكتوبر‬
‫ينبغ أن تشارك مجموعة سالم جوبا بحصة ثالثة‬ ‫ي‬ ‫‪2020‬م‪ .‬وبحسب هذا االتفاق‬
‫أعضاء يف المجلس السيادي و‪ ٪25‬من مقاعد مجلس الوزراء‪.‬‬
‫ا‬
‫السياس‪ ،‬بدال عن‬
‫ي‬ ‫القادمي الجدد عىل التمثيل‬
‫ر‬ ‫‪ -‬يف هذا الواقع الجديد وأمام إرصار‬
‫معيار الكفاءة الوطنية والتكنوقراط‪ ،‬تم تعميم مبدأ المحاصصة السياسة عىل كل‬
‫وبالتاىل أعيدت صياغة كامل الوزارة عىل‬
‫ي‬ ‫الوزارة؛ إذ ال يستقيم تجزئة هذا المبدأ‪،‬‬
‫هذا األساس‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬ورغم إدماج االتفاق الجديد ضمن الوثيقة الدستورية؛ إال أن من عرفوا بكتلة‬
‫السالم لم يكونوا منظومة واحدة منسجمة‪ ..‬كما لم يكن ر‬
‫اليامهم للوثيقة الدستورية‬
‫السودان‬ ‫ر‬
‫الت قدمها الشعب‬
‫ي‬ ‫ديسمي المجيدة‪ ،‬بمستوى التضحيات ي‬
‫ر‬ ‫أو ألجندة ثورة‬
‫الكثي من هؤالء‬
‫ر‬ ‫وصيه عىل آلة القمع الديكتاتورية‪ ،‬فالمسألة يف عقل‬
‫ر‬ ‫بسلميته‬
‫كانت بفكرة (الغنيمة)‪.‬‬
‫معاد لعملية‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬وأصبحت هناك مداخالت مع المكون العسكري باتفاقات وتنسيق‬
‫اط‪ ،‬ال يخلو من نفس انتهازي‪ ..‬من نتيجته انقالب ‪25‬‬‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫التحول‬
‫أكتوبر ‪2021‬م المشؤوم‪.‬‬
‫أداء الجهاز السيادي خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫‪ -‬بحسب ما أقرته الوثيقة الدستورية ‪2019‬م فإن دور المجلس السيادي ف ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬
‫يق) حيث أن كل السلطات والصالحيات لمجلس الوزراء الذي يمثل‬ ‫ر‬
‫االنتقالية (تش ي‬
‫السلطة المدنية‪ .‬وقد تم تشكيل هذا المجلس بإلغاء المجلس العسكري يف الوثيقة‬
‫المدنيي قصد‬
‫ر‬ ‫مدنيي‪ ..‬أرجحية عدد‬
‫ر‬ ‫عسكريي وستة‬
‫ر‬ ‫الدستورية‪ ،‬واعتماد خمسة‬
‫منها تأكيد مدنية السلطة‪.‬‬
‫اختي‬
‫مدنيي (سمت كل كتلة عضوا) بينما ر‬
‫ر‬ ‫والتغيي خمسة‬
‫ر‬ ‫‪ -‬اعتمدت قوى الحرية‬
‫المدن السادس بالتشاور مع المكون العسكري‪ .‬كما تم االتفاق أن تكون‬
‫ي‬ ‫العضو‬
‫رئاسة المجلس للمكون العسكري ف النصف األول ر‬
‫للفية االنتقالية عىل أن تنتقل‬ ‫ي‬
‫المدن بعدها‪.‬‬
‫ي‬ ‫الرئاسة للمكون‬
‫المدن بأعضائه الستة حول طبيعة دورهم وطبيعة‬
‫ي‬ ‫‪ -‬عدم توحد المكون‬
‫سلت عىل‬ ‫ر‬
‫الت فرضها وجودهم يف المجلس السيادي‪ ،‬أثر بشكل ر ي‬
‫المسؤوليات ي‬
‫ملفات أساسية كانت تتطلب التناغم واالنسجام والتنسيق مع الجهاز التنفيذي‬
‫والمنظومة السياسية‪ .‬هذه الملفات تشمل إصالح المنظومة األمنية‪ ،‬المؤسسات‬

‫‪105‬‬
‫العدلية‪ ،‬المراجع العام‪ ،‬صناديق التنمية‪ ،‬االتفاقات الموروثة من النظام البائد‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫غي محله‪.‬‬
‫المدن بالمجلس يف ر‬
‫ي‬ ‫لذلك لم يكن االتهام بضعف المكون‬
‫‪-‬حددت الوثيقة الدستورية ‪2019‬م‪ ،‬أن المجلس السيادي (مجتمعا) هو القائد‬
‫األعىل للقوات المسلحة‪ ،‬وليس رئيس المجلس‪ .‬المقصود أن ر‬
‫الشاف عىل القوات‬
‫المسلحة يكون من المجلس السيادي كمؤسسة وليس من مكون من مكوناته‪.‬‬
‫وبطبيعة وجود أعضاء المكون العسكري عىل رأس القوات المسلحة‪ ،‬فقد كان هناك‬
‫سياسيي يستمدون‬
‫ر‬ ‫عسكريي ووضعيتهم كقادة‬
‫ر‬ ‫ازدواج ما ربي وضعيتهم كقادة‬
‫قوتهم من المؤسسة العسكرية‪ .‬لذلك كانت لهم مصلحة مع أسباب أخرى يف‬
‫الممانعة وعدم التجاوب مع فكرة ر‬
‫الشاف السيادي عىل القوات المسلحة كواحدة‬
‫من مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫حت‬ ‫حت تحولت الحتكار ر‬
‫الشاف عىل كل القوات النظامية ر‬ ‫‪ -‬تطورت الممانعة ر‬
‫ر‬
‫الت تتبع للجهاز التنفيذي‪.‬‬
‫تلك ي‬
‫‪ -‬عزز هذا التوجه التعبئة الحادة يف مقاربة المدنية والعسكرية عىل مستوى الشارع‬
‫السياس‪ ..‬إضافة لدور جيوب النظام البائد يف األجهزة االمنية والذي ظل يغذى‬
‫ي‬
‫روح الجفوة والعداء ربي الشعب والقوات النظامية‪.‬‬
‫وه‬
‫والتغيي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫‪ -‬كانت هناك لجنة للتواصل مع المكون العسكري من قوي الحرية‬
‫الت أدارت التفاوض مع المجلس العسكري لبلوغ الوثيقة الدستورية‪.‬‬ ‫ر‬
‫اللجنة ي‬
‫المدن يف المجلس السيادي‪..‬‬
‫ي‬ ‫استمرار هذا التواصل كان عىل حساب دور المكون‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫لتغيي ومكونها‬
‫الحي لم يكن هناك تواصل ربي الحرية وا ر‬
‫ر‬ ‫وف ذات‬
‫ي‬
‫فكثي من‬ ‫األخيين ومهمتهم‪.‬‬ ‫ي‬
‫بالمجلس‪ ..‬هذا الوضع شوش عىل طبيعة دور‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الموضوعات كانت تناقش وتحسم بعيدا عنهم‪.‬‬
‫المدن وحدوده وآلياته‪ ،‬وإنما تركت‬
‫ي‬ ‫‪ -‬لم يوضع تصور واضح للدور المنوط بالمكون‬
‫كثي من األحيان‪ .‬وقد فهم بعض األعضاء أنهم قد‬
‫الشخض يف ر‬
‫ي‬ ‫األمور لالجتهاد‬
‫‪106‬‬
‫ر‬
‫الت قادت الحراك ضد‬
‫جاءت بهم نجوميتهم السياسية وليس المنظومة السياسية ي‬
‫البشي ر‬
‫حت إسقاطه‪ .‬ومع رغبة المكون العسكري يف االلتفاف عىل‬ ‫ر‬ ‫نظام عمر‬
‫المدن‬ ‫الوثيقة بالمغالطة ف تفسيات بنودها الواضحة‪ ،‬نجحوا ف ر‬
‫اخياق المكون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫واالستعانة ببعض أعضائه يف التغول عىل سلطات الجهاز التنفيذي وسلطات‬
‫رئيسه‪.‬‬
‫ر‬
‫الت أضيفت للمجلس السيادي لم تكن مؤمنة بالدور‬
‫‪ -‬مجموعة سالم جوبا ي‬
‫أكي من ذلك‪.‬‬
‫يق للمجلس وظلت تبحث عن دور ر‬ ‫ر‬
‫التش ي‬
‫المدن حول الدور المنوط به‪ ،‬مع عدم اهتمام المرجعية‬
‫ي‬ ‫‪ -‬عدم توحد المكون‬
‫السياسية للتواصل مع مكونه ا يف المجلس‪ ،‬أعط المكون العسكري فرصة التفلت‬
‫وعدم التقيد بنصوص الوثيقة‪.‬‬
‫‪ْ -‬ترك اختيار األعضاء للمكونات دون قيد أو رشط‪ ،‬ودون آلية مراجعة وتقييم أداء‬
‫لم يكن أمرا موفقا‪.‬‬
‫أهم الدروس المستفادة‬
‫‪ -1‬البد من وجود برنامج واضح ر‬
‫للفية االنتقالية قابل للتنفيذ بمهام محددة وفق‬
‫آجال محددة‪.‬‬
‫‪ -2‬البد من وضوح المهام بشكل ال يسمح بااللتباس وخلط األوراق عند التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬عند اختيار األشخاص الذين يتصدون للمسؤوليات‪ ،‬ال بد من مراعاة المزاوجة‬
‫مشوع الثورة السودانية بوع ر‬
‫واليام‪.‬‬ ‫ما ربي الكفاءة المهنية واالنسجام مع ر‬
‫ي‬
‫‪ -4‬ال بد من وجود أدوات مشاورة ومتابعة وقياس وتواصل مع القواعد الشعبية‬
‫تشارك‪.‬‬
‫ي‬ ‫جماع‬
‫ي‬ ‫تقوم بها الحاضنة السياسية بشكل‬
‫تفاعىل يعزز جبهة االنتقال‬
‫ي‬ ‫‪ -5‬رإشاك المكونات االجتماعية والسياسية بشكل‬
‫غي مكتشفة‪.‬‬
‫بقدرات وطنية فاعلة ومفيدة‪ ..‬ويفجر طاقات ر‬
‫رقان مساءل أمام مرجعيته السياسية أيضا‪.‬‬
‫‪ -6‬الجهاز التنفيذي أو السيادي أو ال ر ي‬
‫‪107‬‬
‫وبالتاىل يكون‬ ‫‪ -7‬المجلس السيادي فرضت وجوده ر‬
‫الشاكة مع المكون العسكري‪..‬‬
‫ي‬
‫ه رصورة هذا المجلس إذا كانت السلطة مدنية كاملة؟!!‬
‫السؤال‪ ..‬ما ي‬
‫نقاش الورقتي‬
‫هشام عمر النور‬
‫والتغيي أفلتت النقطة األساسية أو القضية الجوهرية يف الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫ر‬ ‫الحرية‬

‫الورقتي اليوم خارج الموضوع ‪ .off-point‬كان ي‬


‫ينبغ بداية‬ ‫ر‬ ‫مقدم‬
‫ي‬ ‫ما استمعنا له من‬
‫األساس أنه رصاع عىل السلطة‪ ،‬وحينها سوف‬
‫ي‬ ‫األساس‪ ،‬أو الضاع‬
‫ي‬ ‫تحديد التناقض‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫يختلف مفهومنا للكفاءات‪ ،‬ولمواصفات رئيس الوزراء والوزراء‪ .‬فالضاع‬
‫حت ننضف لحل مشاكل تقنية‬ ‫بامتياز‪ ،‬ولم ينته رصاعنا مع النظام ف ‪ 11‬أبريل ر‬
‫ي‬
‫عي كفاءات‪ .‬جوهر القضية رصاع قائم حول السلطة‪ ،‬والمطلوب االستمرار يف‬ ‫ر‬
‫اقتالع مزيد من السلطة من العساكر‪ ،‬بينما حدث العكس أنهم الذين اقتلعوا السلطة‬
‫ينبغ مراجعة مسألة الكفاءات‪ ،‬فاألولوية‬ ‫منا بالتدري ج ر‬
‫حت نفذوا انقالبهم‪ .‬لذا‬
‫ي‬
‫سياسيي يقودون جهاز الدولة‬
‫ر‬ ‫ليست الكفاءة عىل رصورتها‪ ،‬بل الحاجة األهم لقادة‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫ليحققوا األهداف األساسية لالنتقال وينقلوا السلطة كاملة للشعب‬
‫تعي عن القوى‬ ‫ر‬
‫الت تكونت أثناء االنتقال ال ر‬
‫وأول معالم فشلنا يف ذلك أن االجسام ي‬
‫الالن كن يشكلن ‪ %70‬من‬ ‫تعي عن النساء‬
‫ينبغ أن ر‬ ‫ر‬
‫الت قادت الثورة‪ .‬كان‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحية ي‬
‫تعي عن القوى‬
‫والمهنيي‪ ،‬كل أجسام االنتقال لم تكن ر‬
‫ر‬ ‫المواكب‪ ،‬ولجان المقاومة‬
‫الحية‪ ،‬وهذه كارثة!‬
‫ينبغ أن تكون‬
‫األساس رصاع حول السلطة تدعمه تناقضات ثانوية‪ ،‬وكان ي‬
‫ي‬ ‫التناقض‬
‫التمكي‪ ،‬بل يف إدارة‬
‫ر‬ ‫عي لجنة إزالة‬
‫ه تصفية دولة االستبداد ال ر‬
‫أهدافنا األساسية ي‬
‫ر‬
‫الت لم نعرها اهتماما‪ .‬وكانت تتطلب‬
‫وعي تصفية ثقافة االستبداد ي‬
‫الخدمة المدنية‪ ،‬ر‬
‫االهتمام بالثقافة وبوزار رتي هما وزارة التعليم ووزارة التعليم العاىل ولم يتم ر‬
‫حت‬ ‫ي‬

‫‪108‬‬
‫التطرق لهما اآلن‪ .‬وأول هزائم الثورة تلقيناها يف هذا المجال‪ .‬هزمنا االنقالبيون‬
‫وقوى الردة بتوقيف تعديل المناهج‪ ،‬بقرار من رئيس الوزراء‪ ،‬الذي لم يدرك أنها‬
‫العاىل هو تماما‬
‫ي‬ ‫العاىل بإجازة قانون للتعليم‬
‫ي‬ ‫معركة أساسية‪ ،‬كما هزمنا يف التعليم‬
‫كقانون النظام المباد‪ ،‬لم يحتو وال كلمة واحدة عن استقالل الجامعات‪ ،‬بالرغم من‬
‫نص الوثيقة الدستورية عىل استقالل الجامعات‪ ،‬وهو أمر رتيتب عليه أشياء رصورية‬
‫العاىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫وف التعليم‬
‫وملحة‪ ،‬كما أن قوى الثورة الحقيقية موجودة يف التعليم العام ي‬
‫ر‬
‫الت كنا محتاج ري لتحول عميق وجذري فيها‪ ،‬لتكون األولوية‬
‫وف أجهزة العالم ي‬
‫ي‬
‫فيها لالستنارة بعد ‪ 30‬عاما من الظالم‪ ،‬لقد أفلتنا القضية الرئيسية‪ ،‬ورجحنا كفة‬
‫األساس لهزيمة قوى التخلف واالستبداد‬
‫ي‬ ‫االقتصاد‪ ،‬وهو عىل أهميته ليس التناقض‬
‫يف السودان‪.‬‬
‫هالة الكارب‬
‫التقييم ال يتم بتقديم مداخالت حول أدائنا‪ ،‬بل تقوم به جهات أكاديمية محايدة‬
‫والتغيي كانت طرفا يف إدارة بلد وعىل‬ ‫ر‬
‫لتق بمختلف األطراف‪ ،‬فالحرية‬
‫ر‬ ‫ومختصة‪ ،‬ت ي‬
‫وأكي مما نحن بصدده اآلن‪.‬‬
‫التقييم أن ينفتح عىل أطراف متعددة‪ .‬إنه مسألة أعمق ر‬
‫ر‬
‫الت وفرها وكنا نفتقدها‪،‬‬
‫وبالرغم من هذا أثمن هذا اللقاء وأشيد به وبالمساحة ي‬
‫وينبغ أن تكون يف مختلف مناطق السودان‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت استمرت لمدة (‪ )27‬شهرا‪،‬‬
‫ذكر المتحدثان تجربتهما خالل الحكومة االنتقالية ي‬
‫الت أغفالها أن الكالم عن الشخوص كان ر‬
‫أكي من الكالم عن‬ ‫ر‬
‫ومن األشياء المركزية ي‬
‫مشوع متماسك نتحرك خالله ككتلة متفقة عىل أجندة محددة لتقود‬ ‫وجود ر‬

‫مشوع نتوه يف ملفات األشخاص‬ ‫السودان نحو التحول الديمقراط‪ ،‬وبدون ذلك ال ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫كي عىل ماذا نريد منهم القيام به؟ فهناك‬
‫توطي األشخاص بدال عن الي ر‬
‫ر‬ ‫ونعمل عىل‬
‫غياب كامل ر‬
‫لمشوع واضح المالمح حول السودان ومالمحه وكيف يحكم؟‬

‫‪109‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫المسألة الثانية متعلقة بسؤال لن نستطيع تجاوزه عن ر‬
‫المشوعية‪ .‬فالحرية‬
‫مشوعية ثورية يف أعقاب ‪ 11‬أبريل‪ ،‬بيد أنها اندثرت بشعة شديدة ألنها‬ ‫اكتسبت ر‬

‫والتغيي وباألحزاب السياسية‪.‬‬


‫ر‬ ‫لم تكن قائمة عىل معرفة حقيقية بالحرية‬
‫فية الحكومة االنتقالية أتاحت للجسام السياسية فرصة‪ ،‬كان يمكنها اهتبالها لو‬ ‫ر‬
‫كانت امتلكت ر‬
‫مشوعا واضح المعالم‪ ،‬لكنها انشغلت بالمشاكسة والياع حول‬
‫السودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫وبي الشعب‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫كبية ربي قوى الحرية‬ ‫السلطة مما خلق مساحة ر‬
‫وه إشكالية ر‬
‫اسياتيجية ال بد من االنتباه لها‪.‬‬ ‫ي‬
‫الفية االنتقالية هو سؤال غاية يف التعقيد‪ .‬هناك أشياء حصلت‬ ‫نجاح أو فشل ر‬

‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫كبية ومدمرة عىل‬
‫أثناءها عملت بحسن نية لكن كانت لها آثار ر‬
‫صغي عىل ذلك قانون التعديالت المتنوعة يف يونيو ‪2020‬‬
‫ر‬ ‫والسودانيات‪ ،‬مثال‬
‫الالن يتعاملن مع صناعة الخمور‪ ،1‬ونتيجة‬
‫ي‬ ‫غي المسلمات‬
‫حيث تم تجريم النساء ر‬
‫لذلك فإنهن يدفعن أثمانا باهظة حيث صار تجريمهن وإدانتهن من قبل ر‬
‫الشطة‬
‫كبي إرضاء‬
‫القواني خطاب مقصود به لحد ر‬ ‫ر‬ ‫يسيا‪ .‬لقد كان الكالم عن ر‬
‫تغيي‬ ‫أمرا ر‬
‫الت لها عالقة‬‫ر‬ ‫ر‬
‫حقيق أو جذري عىل مستوى السياسات ي‬ ‫ي‬ ‫تغيي‬
‫الدوىل‪ ،‬ال ر‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬
‫حت اآلن‪.‬‬‫السودانيي اليومية‪ ،‬وحدثت أخطاء مركزية ال زلنا ندفع ثمنها ر‬
‫ر‬ ‫بحياة‬
‫صالح األمي‪:‬‬
‫التقييم بالضورة أن يكون بشكل ر‬
‫أكي علمية‪ .‬هناك تقييم‬
‫ر ي‬
‫خارىح‬ ‫داخىل‪ ،‬وتقييم‬
‫ي‬
‫ا‬
‫وينبغ أن يتكامال ليكون التقييم مكتمال‪ .‬تخيلت أن‬
‫ي‬ ‫من جهة متخصصة ومستقلة‪،‬‬
‫ا‬ ‫تكون ورقة األداء الحكوم ر‬
‫أكي تفصيال‪ ،‬وأن تكشف كيف تتخذ الحكومة قراراتها‪،‬‬ ‫ي‬
‫الت اتخذ بها قرار‬‫ر‬
‫وف مثل هذا النوع من التقييم تكون هناك دراسة حالة للكيفية ي‬
‫ي‬

‫‪ 1‬الشارة هنا لقانون التعديالت المتنوعة (إلغاء وتعديل األحكام المقيدة للحريات) ر‬
‫تشي ع رقم‬
‫الجنان فعل (كل شخص يتعامل مع‬
‫ي‬ ‫(‪ )12‬لسنة ‪ ،2020‬حيث جرمت المادة (‪ )79‬من القانون‬
‫مسلم ف الخمر بالبيع أو ر‬
‫الشاء) ‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪110‬‬
‫ا‬
‫معي‪ ،‬مثال قرار رفع الدعم أو أي قرار آخر‪ .‬طرحت الورقة إنجازات لم أر فيها ما‬
‫ر‬
‫كبي‪ ،‬وفيما عدا ذلك فهو‬
‫الدوىل وهو إنجاز ر‬
‫ي‬ ‫يستحق الذكر‪ ،‬خال رجوعنا للمجتمع‬
‫الماضيتي ولم تذكر‬
‫ر‬ ‫الحكومتي‬
‫ر‬ ‫عمل الحكومة العادي‪ .‬وقد تكلمت عن مرجعية‬
‫الحكومتي‬
‫ر‬ ‫بالمسؤولي يف‬
‫ر‬ ‫منهجية تقييمهما وهل كان بنفس الطريقة؟ هل استعانوا‬
‫ذان حيث يقوم الوزير بتقييم عمله‪ ،‬ومن‬ ‫ر‬
‫وطلبوا منهم تقييم أداءهم؟ وهناك تقييم ي‬
‫العاملي فيها‪ ،‬ثم الدوائر األوسع‪.‬‬
‫ر‬ ‫ثم يتم تقييم العمل ف كل وزارة ر‬
‫بإشاك‬ ‫ي‬
‫بالنسبة للسلبيات فقد بدأت قبل تكوين الحكومة حيث غاب التخطيط وغابت‬

‫السودانيي داخل وخارج السودان‪ .‬كان ي‬


‫ينبغ أن يكون عندنا‬ ‫ر‬ ‫للخياء‬
‫قواعد للبيانات ر‬
‫بيانات نحو مليون شخصا نختار منهم الوزراء وقيادات الحكومة وقيادات الوزارات‪،‬‬
‫ا‬
‫وف النهاية جاءت الوزارة‬
‫وبدال عن ذلك تم اختيار المرشح ري بالمعرفة الشخصية‪ ،‬ي‬
‫الت شاهدناها‪ ،‬وكان النجاز ضعيفا‪ .‬ا ر‬
‫ختي أشخاص كانوا بعيدين من جهاز‬ ‫ر‬
‫بالطريقة ي‬
‫الدولة ر‬
‫الثالثي‬
‫ر‬ ‫سيه‪ .‬هذا إضافة ر‬
‫لتأثي‬ ‫مطلعي عىل آلية ر‬
‫ر‬ ‫لفية طويلة جدا ليسوا‬
‫الكيان“ عىل جهاز الدولة‪ ،‬ر‬
‫حت أنهم كانوا إذا عقدوا أي اتفاق‬ ‫ر‬
‫الت تحكم فيها ” ر‬
‫عاما ي‬
‫مع حركات مسلحة ينصبون وزراءهم عىل قمة وزارات بينما كل طاقم الوزارة‬
‫تسي بكوادرهم المتحكمة‪ ،‬وهذا ما حصل يف الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫وسياساتها ر‬
‫التمكي والوزارات‪ ،‬وهذا أثر عىل‬
‫ر‬ ‫كما كان هناك ضعف يف التنسيق ربي لجنة إزالة‬
‫ر‬
‫الت دخل منها‬
‫المعوقي‪ ،‬وهذه إحدى الثغرات ي‬
‫ر‬ ‫عرقلة تنظيف الخدمة المدنية من‬
‫والجماهي الذين ما‬
‫ر‬ ‫انقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ .‬هذا إضافة لضعف االتصال ربي الحكومة‬
‫كانوا يعرفون خطط الحكومة ولم يكن رئيس الوزراء يخاطب الناس‪ ،‬يف بلد‬
‫المسؤولي فيه مهمة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وبي‬
‫كالسودان المخاطبة والمشافهة ربي الشعب ر‬
‫أضعف حلقة كانت مكتب رئيس الوزراء‪ ،‬وقد عمل جزء من الذين تم توظيفهم فيه‬
‫بمعرفتهم برئيس الوزراء ولم تكن لهم عالقة بالثورة أو بالشارع‪ ،‬مما ساهم يف أن‬
‫يكون مكتب رئيس الوزراء ضعيفا ومعوقا ر‬
‫للفية االنتقالية‪ .‬إضافة لذلك اختالف‬
‫‪111‬‬
‫ميكانيمات شغل الحكومة ربي الحكومة المركزية يف الخرطوم وحكومات الواليات‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت كانت تعمل بطريقتها‪ .‬وافتقدت الحكومة لخاصية عمل الفريق سواء داخل كل‬
‫ي‬
‫وزارة أو ربي الوزارات‪.‬‬
‫عبد الرحمن العاجب‬
‫ا‬
‫بالنسبة لمسألة الفساد كانت هناك شبه حماية متعمدة للمفسدين‪ ،‬أرصب مثال‬
‫ر‬
‫والت وصلت لوزير‬ ‫ر‬
‫بملفات الفساد المتعلقة بالشكة السودانية للموارد المعدنية ي‬
‫شؤون مجلس الوزراء ولمجلس السيادة ولم يتخذوا أي إجراءات محاسبة‪ ،‬بل كانت‬
‫بشاء برج قيمته ‪50‬‬‫الشكة‪ ،‬وكيف له أن يقوم ر‬‫التمكي تحم مدير ر‬
‫ر‬ ‫لجنة إزالة‬
‫ي‬
‫مليون دوالر بدون علم رئيس الوزراء وال رئيس مجلس السيادة؟ و رشاء ر‬
‫اليج ليس‬
‫من مهامه‪ ،‬فالجهة المختصة بذلك ف وزارة المالية ه إدارة ر‬
‫الشاء والتعاقد‪ .‬االتهام‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الموجه ألعضاء مجلس السيادة ومقدم الورقة أنكم ترعون المفسدين وتحمونهم‪.‬‬
‫النذير عبد القيوم‬
‫كي ال ن ربي‪ ،‬وال ر‬
‫نفي وال نسكت وال‬ ‫أنا أخ الشهيد ود عكر كلنا أخوة الشهداء‪ ،‬ونحن ر‬

‫(الكيى)‬
‫ر‬ ‫ن رياجع‪ .‬يف ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2020‬كانت هناك مليونية متجهة لعبور الجش‬
‫واىل والية الخرطوم أيمن نمر بإغالق الجسور‪ ،‬وسقط شهيد عىل‬
‫فصدر قرار من ي‬
‫كيي الجريف“‪ .‬أعلنا يف لجان المقاومة اعتصاما‬ ‫ر‬
‫الت كانت تحرس ” ر‬
‫يد القوة ي‬
‫ب مطالب محددة وقلنا سنقوم بإغالق الكوبري وإذا لم تتحقق المطالب خالل ‪48‬‬
‫ر‬
‫أخالف لقوى الحرية‬ ‫الواىل‪ .‬هنا تم سقوط‬ ‫ساعة فسوف تتصاعد مطالبنا لسقاط‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والتغيي تمثل يف تخويننا من قبل كوادرهم‪ ،‬بينما كنا ندافع عن الدم وشعارات الثورة‬
‫ر‬

‫ه السقطة األخالقية األوىل‪ .‬األمر ي‬


‫الثان قضية ود عكر الذي فقد يف ‪ 3‬أبريل‬ ‫وهذه ي‬
‫ا‬
‫مقتوال ف ر‬
‫مشحة‪ ،‬ولم يصدر أي مسؤول أو حزب من الحرية‬ ‫ي‬ ‫‪2021‬م ووجد بعدها‬
‫ا‬
‫والتغيي بيانا أدان هذا األمر‪ .‬كان ود عكر يقول أثناء االعتصام نريد أن نعمل زلزاال‬
‫ر‬
‫حيم دمنا وأخالقنا ولتوقف الدم‪ ،‬للسف لم‬ ‫ليتم التسليم فورا لحكومة مدنية ت ر‬

‫‪112‬‬
‫يقف نزيف الدم‪ ،‬خرج ود عكر ينشد حكومة ثورة لكن للسف الحكومة لم تكن‬
‫تغي‬
‫والتغي شهد الناس كيف ر‬
‫ر‬ ‫أخالقها أخالق ثورة‪ .‬حينما فوضت قوى الحرية‬
‫كرس الحكم‪ ..‬إن إخالالتهم يف التجربة قابلة‬‫ي‬ ‫خطابهم تماما بعد جلوسهم عىل‬
‫للنقاش لكن المواقف األخالقية ال تقبل النقاش‪ ،‬إنها بالنسبة يىل ساقطة أخالقيا‪.‬‬
‫مسلم عبد هللا‬
‫ا‬
‫والتغيي كان متواصال مع لجان‬
‫ر‬ ‫الميدان لقوى الحرية‬
‫ي‬ ‫هناك كالم أن المكتب‬
‫المقاومة‪ ،‬فهل تم التواصل مع كوادر األحزاب داخل اللجان أم اللجان الحقيقية؟‬
‫أكي من ثالثة أسئلة طرحت هنا حول كيفية اتخاذ القرار يف عهد الحكومة‬ ‫هناك ر‬

‫االنتقالية‪ ،‬لكن لم تتم إجابة رسمية لها‪.‬‬

‫تعقيب خالد عمر يوسف‬


‫للتيير‪ ،‬بل لعمل‬
‫الت قيلت ونحن لم نات للرد وال ر‬‫ر‬
‫الشكر لكل المداخالت القيمة ي‬
‫مشيك لتطوير تجربتنا بهدف إنتاج تجربة أفضل‪ ،‬وسوف نجمع‬ ‫ر‬ ‫ذهت‬ ‫عصف‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت ذكرت لتحديد طريقنا للمام‪ ،‬لكن هناك نقاط تتطلب إجالء‪ .‬اتفق‬
‫التوصيات ي‬
‫مع دكتور هشام حول جوهر الضاع‪ ،‬لكن فيما يتعلق بالموازنة ربي المسألة الثقافية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬أرى مع أهمية الثقافة فاالقتصاد أيضا له أهمية جوهرية وال بد من‬
‫أكي قدر من االهتمام به‪ ،‬فالحكومة تفقد الكتلة الشعبية إذا ساءت الحالة‬
‫إيالء ر‬
‫االقتصادية‪ ،‬ومدخل الدكتاتوريات إقناع الناس بأن الديمقراطية ال ي‬
‫تحسن حياتهم‪.‬‬
‫ر‬
‫الت طرحها شباب لجان المقاومة‪ .‬اطلعت أمس عىل رصد للشهداء‬
‫بالنسبة للنقاط ي‬
‫حت أغسطس ‪2019‬م تاري خ تسليم‬ ‫البشي ر‬
‫ر‬ ‫ديسمي ‪2018‬م ممن واجهوا‬
‫ر‬ ‫منذ‬
‫السلطة للمدنيي‪ ،‬كانوا ‪ 160‬ونيف‪ ،‬وف ر‬
‫فية الحكومة االنتقالية كلها كانوا ثالثة أو‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫أكي من مائة‪ .‬ولئال نجهض االنتقال بأنفسنا‬ ‫أربعة‪ ،‬وبعد االنقالب صاروا من جديد ر‬

‫علينا ضبط سقف التوقعات‪ .‬األجهزة األمنية والعسكرية والعدلية مشوهة ولو‬
‫جاءت أفضل ديمقراطية يف السودان فإنها سوف تقتل‪ ،‬لكن الفرق يف االستجابة‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫أحك عن االستجابة‪ :‬لدى حادثة القتل يف رشق النيل‬ ‫ر‬
‫الت ذكرت ي‬
‫يف الحاالت الثالث ي‬
‫ذهبنا أنا وياش عرمان يف نفس اليوم عضا والقينا والد المرحوم للعزاء ولم نكن يف‬
‫ا‬
‫الض للعزاء ممثال للحكومة‪ ،‬بعدها توجهنا وقابلنا‬
‫الحكومة آنذاك‪ ،‬وذهب يوسف ي‬
‫الت قتلت‪ ،‬وتم إلقاء القبض عليه‬‫ر‬
‫رئيس الوزراء وقلنا بضورة القبض عىل قائد القوة ي‬
‫بعد مقاومة من ر‬
‫الشطة إذ كانوا يريدون القيام بحمايته‪ .‬وهناك حالة أخرى‪ ،‬القتل‬
‫الفك وطه‬
‫الذي جرى يف ذكرى فض االعتصام يف ‪ 3‬يونيو ‪2021‬م‪ ،‬ذهبت ومحمد ي‬
‫اليهان وكان معه ر‬ ‫ا‬
‫كباس وياش‬
‫ي‬ ‫عثمان للقيادة العامة الساعة ‪ 12‬ليال حيث القينا ر‬
‫ر‬
‫حميدن معهم‪ ،‬قلنا له إن الرصاص الذي أطلق كان من داخل القيادة‬ ‫العطا ولم يكن‬
‫ي‬
‫العامة وال مناص من تسليم الذين أطلقوا النار فورا‪ ،‬قال إنه سوف يحل األمر خالل‬
‫صحق‪ ،‬أعلنا فيه أنهم‬
‫ي‬ ‫الحي يف مؤتمر‬
‫يومي كنت أنا وتاج الش ر‬
‫‪ 48‬ساعة‪ ،‬وبعد ر‬
‫سلموا ‪ 103‬مشتبها بهم من القوات المسلحة للنيابة العامة فقد أرصرنا أن الجناة‬
‫يجب أن تحاكمهم النيابة ال القوات المسلحة‪ .‬وبالنسبة لقضية ود عكر‪ ،‬اآلن بيننا‬
‫اط وعضو‬
‫الوطت الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫العباس رئيس لجنة المفقودين وعضو التحالف‬
‫ي‬ ‫الطيب‬
‫لتغيي وهو الذي أمر بإعادة ر‬
‫تشي ح ود عكر‪.‬‬ ‫التجمع االتحادي والقيادي يف الحرية وا ر‬
‫وف أي انتقال سيقتلون‪ ،‬لكن‬
‫أقول‪ ،‬األجهزة العسكرية واألمنية والعدلية مشوهة‪ ،‬ي‬
‫مستقيمي ال يمرروا االنتهاكات ويعملون عىل إرجاع الحقوق‪.‬‬
‫ر‬ ‫ثوريي‬
‫ر‬ ‫الفرق أن هناك‬
‫إن هتاف ”قحاتة باعوا الدم“ تشب من وسط األجهزة األمنية وغرضها أن توقع ربي‬
‫أكي من مائة شهيد فمن يستجيب‬ ‫الثوار‪ .‬أطاحوا بالقحاتة وسجنوهم‪ ،‬واآلن مات ر‬
‫مباشة ر‬
‫السيداد حقوقهم؟ ال يوجد‪ .‬لذلك أقول‪ :‬صحيح لدينا قصور نقبل‬ ‫استجابة ر‬

‫فيه النقد‪ ،‬لكن استقامتنا األخالقية يف قضايا الثورة ليست مصدر تشكيك‪ ،‬واألمر‬
‫الوحيد الذي ال نقبل فيه هو استقامتنا ر‬
‫واليامنا بقضايا الثورة وهذا ما أثبتته التجربة‪.‬‬
‫قال عبد الرحمن العاجب إننا لم نستجب لقضية الفساد‪ ،‬والكل يعرف أنه لما برزت‬
‫ملفات أردول للسطح فقد كنا‪ ،‬أنا ولجنة التفكيك الذين أثاروا المشكلة‪ ،‬وقلنا‬
‫‪114‬‬
‫بضورة إقالته مبا رشة وكان هذا سببا للمشكلة السياسية‪ ،‬فقد قلب المتحدث األمر‬
‫رأسا عىل عقب‪ .‬يف اليوم الذي بدت فيه القضية كنت يف اجتماع مع رئيس الوزراء‬
‫وبشي أبو نمو ومبارك أردول‪ ،‬قلت فيه ألردول إن هذه‬
‫ر‬ ‫جييل إبراهيم‬
‫بحضور ر‬
‫ينبغ أن يقال عليها إنها فاسدة‪ ،‬ولو كنت ترى أن تضفك يف األموال‬
‫ي‬ ‫الحكومة ال‬
‫واىل دارفور ليس فسادا فهو سوء تضف يف المال العام وهو كاف‬
‫فيما يخص ي‬
‫أن ضده‬ ‫ر‬
‫لمحاسبتك‪ ،‬ثم أن أردول لم ييك شخصا إال واتصل به وكتب شاكيا من ي‬
‫وأسغ لقالته‪ ،‬وقد كان ذلك حقا كنت أسغ لقالته ألنه ارتكب خطيئة تلطخ‬
‫وه أمور ال نتالعب فيها اطالقا‪ .‬أما عداءه مع لجنة‬
‫سمعة الحكومة االنتقالية ي‬
‫الت جاءت بالمعلومات حول هذا األمر وسلمتها للسلطات‬ ‫ر‬
‫ه ي‬‫التفكيك فسببه أنها ي‬
‫لتتخذ ضده إجراءات‪.‬‬
‫‪2022‬م‪1‬‬
‫ملخص تقرير مؤشر برتسلمان للتحول ‪( BTI‬السودان) لسنة‬
‫الت تمر ر‬
‫بفيات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تجري مؤسسة برتسلمان األلمانية قياسا لمؤش التحول يف البالد ي‬
‫ر‬
‫المؤش من تجميع أداء الدول يف‬ ‫تحول نحو الديمقراطية أو السوق الحر‪ ،‬ويتكون‬
‫ر‬
‫المؤش‬ ‫السياس‪ ،‬والتحول االقتصادي‪ ،‬والحوكمة‪ .‬ي‬
‫وف‬ ‫ي‬ ‫ثالثة ملفات‪ :‬التحول‬
‫المنشور عام ‪2022‬م درست المنظمة ‪ 137‬بلدا‪ ،‬وكان ترتيب السودان فيها ‪130‬‬
‫بمعدل ‪ 2.45‬عىل مدرج األسوأ فيه يحصل عىل (‪ )1‬واألفضل يحصل عىل (‪.)10‬‬
‫للفية ما بي ‪ 31‬يناير ‪2019‬م و‪ 1‬فياير ‪2021‬م وه ر‬
‫فية يقع‬ ‫وقد جرى التقييم ر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أغلبها داخل الحكومة االنتقالية األوىل‪ .‬لذلك لخصنا التقرير الخاص بالسودان‬
‫(سبتمي ‪2019‬م‪ -‬يناير ‪2021‬م)‪ .‬و يف‬‫ر‬ ‫باعتباره تقييما ألداء الحكومة االنتقالية األوىل‬
‫ر‬
‫الت تم بحثها يف التقرير‪.‬‬
‫التقرير يتم وضع درجات فرعية لتقييم أوجه األداء ي‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫الجزء األول‪ :‬التحول‬

‫‪1‬‬
‫‪https://bti-project.org/en/reports/country-report/SDN‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ |1‬حالة الدولة‬
‫احتكار الدولة للعنف (التقييم‪ )3 :‬تم التوقيع عىل اتفاقية جوبا للسالم مع الجبهة‬
‫الثورية يف ‪ 3‬أكتوبر ‪2020‬م‪ ،‬ولكن غاب فصيال الحلو وعبد الواحد‪ .‬ولم يتحقق‬
‫احتكار الدولة للسالح والحالة األمنية ر‬
‫ميدية يف رشق السودان‪ ،‬وكردفان ودارفور‪.‬‬
‫الشعت‪ ،‬وقوات‬
‫ري‬ ‫الجيش مؤدلج بتدخل النظام السابق‪ ،‬وهناك مليشيا قوات الدفاع‬
‫الدعم الشي ع المفتقرة للمهنية واالنضباط والتدريب الفعال‪ .‬انتىه تفويض قوات‬
‫ديسمي ‪2020‬م لحفظ السالم يف دارفور‪ ،‬واستبدلت ببعثة‬ ‫ر‬ ‫اليوناميد يف ‪31‬‬
‫ر‬
‫الت ال تعمل يف الحفاظ عىل األمن‪.‬‬
‫(يونيتامس ‪ ،)UNITAMS‬ي‬
‫هوية الدولة (التقييم‪ :)4 :‬اتخذ النظام السابق هوية إسالمية عربية للدولة الفظة‬
‫لآلخرين‪ .‬كانت الثورة يف البداية شاملة للجميع لكن حكومة حمدوك األوىل هيمنت‬
‫يىح فرفضتها الجماعات المسلحة‪ .‬وتتضمن اتفاقية‬ ‫ر‬
‫عليها الشائح ذات االمتياز التار ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫اليجان للمناطق ي‬
‫ري‬ ‫والتميي‬
‫ر‬ ‫جوبا للسالم مواد تنص عىل المساواة ربي الجميع‬
‫عانت من الحرب األهلية والتهميش ومنها دارفور والنيل األزرق وجنوب كردفان‪.‬‬
‫إبعاد الدوغما الدينية (التقييم ‪ )4‬تجاهلت شعارات الثورة ”حرية‪ ،‬سالم وعدالة“‪،‬‬
‫التأثي القوي للدين ف ظل نظام النقاذ‪ .‬كان بعض المتظاهرين منارصين ر‬
‫للشيعة‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫بتغيي الطبيعة الثيوقراطية‬
‫ر‬ ‫وآخرون منادون بالعلمانية‪ .‬رشعت الحكومة االنتقالية‬
‫عي إصالحات قانونية‪ ،‬ووعد اتفاق جوبا للسالم بقومية الدولة وعدم‬
‫للدولة ر‬
‫تدخلها يف العقائد الدينية‪ ،‬إال أن ”أزمة المناهج الدراسية“ لعام ‪ 2020‬أوضحت‬
‫صعوبة ذلك األمر‪.‬‬
‫غي‬
‫اإلدارة األساسية للخدمات (التقييم ‪ )2‬كانت الخدمات الصحية والتعليمية ر‬
‫الماىل منذ‬
‫ي‬ ‫كافية‪ ،‬ال سيما يف المناطق النائية‪ .‬وشهد السودان مزيدا من االنهيار‬
‫الطاحة بنظام النقاذ‪ .‬وقد دمرت قدرة جهاز الدولة عىل تقديم الخدمات‬
‫ر‬
‫االنينت وانقطاع التيار‬ ‫الشعت لسوء خدمة‬ ‫األساسية‪ ،‬كما تصاعد السخط‬
‫ري‬
‫‪116‬‬
‫لعش ساعات‪ .‬كما أن النقل العام متخلف ومكلف‬ ‫الكهربان المتكرر لمدد تصل ر‬
‫ي‬
‫الدوىل الجديد‬
‫ي‬ ‫وتكتنفه الخطورة بالحوادث اليومية‪ .‬توقف العمل يف بناء المطار‬
‫الصىح كما أعاق‬
‫ي‬ ‫جنوب الخرطوم ألسباب مالية‪ .‬أعجزت جائحة كوفيد‪ 19-‬النظام‬
‫الوباء خدمات التعليم وإدارة النفايات‪.‬‬
‫‪ | 2‬المشاركة السياسية‬
‫االنتخابات الحرة التيــهة (التقييم ‪ )2‬تنص الوثيقة الدستورية عىل إجراء انتخابات‬
‫الفية االنتقالية وأمدها ‪ 39‬شهرا بدأت باتفاقية جوبا للسالم يف ‪3‬‬‫عامة ف نهاية ر‬
‫ي‬
‫أكتوبر ‪ ،2020‬أي ف عام ‪ .2024‬يجب استيفاء ر‬
‫الشوط االنتخابية والقانونية‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫سكان‬
‫ي‬ ‫والسياسية واالقتصادية أوال‪ ،‬بما فيها قانون انتخابات متفق عليه‪ ،‬وتعداد‬
‫موثوق‪ ،‬ولجنة انتخابات مستقلة‪ ،‬وإنشاء الهياكل والقدرات واللوجستيات الحزبية‪.‬‬
‫غي ر‬
‫مباشة‪ :‬السالم الشامل‪ ،‬والصالحات االقتصادية‪ ،‬وعودة‬ ‫بالضافة ر‬
‫لشوط ر‬
‫األساس خلق بيئة تسمح بحرية التواصل والتنقل‬
‫ي‬ ‫النازحي لمناطقهم‪ ،‬وال رشط‬
‫ر‬
‫وإجراء حمالت انتخابية‪ .‬أعربت بعض القوى السياسية‪ ،‬مثل حزب األمة‪ ،‬عن‬
‫وه دعوة انتقدت‬
‫استيائها من الحكومة االنتقالية ودعت النتخابات مبكرة‪ ،‬ي‬
‫غي جاهز لالنتخابات‪.‬‬‫فالسودان ر‬
‫السلطة الفعلية للحكم (التقييم ‪ )1‬تفتقر الحكومة االنتقالية ر‬
‫للشعية االنتخابية‪.‬‬
‫ويعي‬
‫اليهان‪ ،‬ر‬ ‫يتكون مجلس السيادة من ‪ 11‬عضوا‪ ،‬وهو برئاسة الفريق عبد الفتاح ر‬
‫االنتقاىل‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫تعيي الوزراء والوالة وأعضاء المجلس التش ي‬
‫رئيس الوزراء ويوافق عىل ر‬
‫ورئيس القضاء وقضاة المحكمة العليا وأعضاء المحكمة الدستورية والنائب العام‪.‬‬
‫ويتكون مجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء عبد هللا حمدوك من ‪ 25‬وزيرا بينهم‬
‫الت أصبحت أول وزيرة للخارجية يف‬‫ر‬
‫أرب ع سيدات‪ ،‬من بينهم أسماء محمد عبد هللا ي‬
‫السودان‪ .‬إن قدرة السودان عىل التحول لممارسات الحكم الرشيد تواجه تحديا ر‬
‫كبيا‬

‫‪117‬‬
‫من حقيقة أن قائد قوات الدعم الشي ع‪ ،‬الجيال محمد حمدان دقلو‪ ،‬صار الحاكم‬
‫الفعىل للبالد‪.‬‬
‫ي‬
‫تشيغ انتقاىل ر‬
‫للتشي ع والرقابة خالل‬ ‫نصت الوثيقة الدستورية عىل تشكيل مجلس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ 90‬يوما من تاري خ توقيعها‪ ،‬إال أنه لم يكون بعد‪ .‬كان آخر موعد لإلعالن عن تشكيله‬
‫‪ 28‬يناير ‪ ،2021‬ولكن تم تأجيله مرة أخرى‪.‬‬
‫حقوق التجمع والتنظيم (التقييم ‪ :)6‬قلت القيود عىل التجمع وتكوين‬
‫الوطت واالتحادات النقابية السابقة اللذين‬
‫ي‬ ‫الجمعيات‪ ،‬باستثناء حزب المؤتمر‬
‫ديسمي ‪2019‬م‪ .‬وأعيد فتح العديد من منظمات‬ ‫ر‬ ‫حظرتهما لجنة التفكيك يف‬
‫ر‬
‫الت أغلقها النظام السابق‪ .‬لكن ال يزال نشطاء وأعضاء بلجان‬
‫المدن ي‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬
‫المقاومة يف األحياء يواجهون مضايقات من عنارص قوى األمن والنظام السابق‪ .‬وال‬
‫والذخية الحية لتفريق المظاهرات‪،‬‬
‫ر‬ ‫تزال الحكومة تستخدم الغاز المسيل للدموع‬
‫كبية‪ ،‬يقتل بعض المتظاهرين‪.‬‬
‫و يف كل مظاهرة ر‬
‫التعبي ولم يعد الصحفيون‬
‫ر‬ ‫كبي يف حرية‬
‫حرية التعبت (التقييم ‪ )5‬هناك تحسن ر‬
‫عرضة للمضايقات‪ ،‬وزاد عدد الصحف بشكل ملحوظ‪ ،‬ولم توجد حوادث رقابة‪.‬‬
‫لكن ال يزال الوصول للمعلومات مشكلة‪ ،‬وتفتقر الحكومة لقنوات اتصال شفافة‬
‫حيث ر‬
‫تنتش الشائعات ونظريات المؤامرة‪ .‬يتم انتقاد السياسات الحكومية عالنية‪،‬‬
‫الدوليي الذين يفحصون‬
‫ر‬ ‫للباحثي‬
‫ر‬ ‫لكن يحم الجيش من االنتقاد‪ .‬ولم يسمح‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشكات المملوكة للجيش بدخول البالد‪ .‬ومع تأخر تشكيل المجلس التش ي‬
‫يغ ‪،‬‬
‫فغالبا ما يتم ببساطة تجاهل انتقاد الحكومة‪ .‬وسجن نشطاء مرتبطون بالنظام‬
‫السابق جهروا بأصواتهم‪ ،‬وغالبا ما يتم القبض عىل أعضاء لجان المقاومة‪ ،‬وقتل‬
‫العديد منهم أثناء احتجازهم عىل يد قوات الدعم الشي ع‪.‬‬
‫‪ | 3‬حكم القانون‬

‫‪118‬‬
‫يغ عدة مرات‪ ،‬وهو‬ ‫ر‬
‫الفصل بي السلطات (التقييم ‪ )2‬تأخر تكوين المجلس التش ي‬
‫يتكون من ‪ 300‬عضوا ما ال يقل عن ‪ %40‬منهم نساء‪ .‬نص بداية عىل أن يكون‬
‫والتغيي و‪ %33‬من قوى الثورة األخرى‪ .‬وبعد توقيع‬
‫ر‬ ‫‪ %67‬منهم من قوى الحرية‬
‫اتفاقية جوبا للسالم عدل ذلك لمنح الحركات المسلحة الموقعة ‪ %25‬من المقاعد‬
‫الوزارية‪ ،‬وثالثة بمجلس السيادة‪ ،‬و‪ 75‬مقعدا أي ‪ %25‬من مقاعد المجلس‬
‫والتغيي‪ ،‬و‪60‬‬ ‫لتصي ‪ 165‬مقعدا (‪ )55%‬للحرية‬ ‫يغ‪ ،‬وأعيد توزي ع البقية‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫التش ي‬
‫والتغيي والجيش‪ .‬األمر الذي‬
‫ر‬ ‫مقعدا (‪ )20%‬لآلخرين بالتشاور ربي قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫السودانيي‪ .‬حت تشكيل المجلس التش ي‬
‫يغ يعقد‬ ‫ر‬ ‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫انتقده بشدة تجمع‬
‫عيها السلطات ر‬
‫التشيعية‪.‬‬ ‫ر‬
‫مجلسا السيادة والوزراء اجتماعات مشيكة يمارسا ر‬
‫استقالل القضاء (التقييم ‪ )3‬حددت الوثيقة الدستورية مجلس القضاء األعىل‬
‫والسلطة القضائية والمحكمة الدستورية كهيئات قضائية وطنية مستقلة‪ ،‬واستمر‬
‫مرشىح‬ ‫اعيض العسكريون عىل‬‫الجدل حول تعيي رئيس القضاء والنائب العام إذ ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫سبتمي ‪ 2019‬طالبت‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬ومع اشتداد الجدل جرت تظاهرات يف‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫التعيي‪ .‬و يف أكتوبر ‪ ،2019‬تمت تسوية الخالف باالتفاق عىل تع ريي تاج‬
‫ر‬ ‫بتعجيل‬
‫لتصي أول امرأة تتوىل‬
‫ر‬ ‫الحي نائبا عاما‪ ،‬ونعمات عبد هللا رئيسة للقضاء‬
‫الش ر‬
‫العرن والخامسة يف إفريقيا‪ .‬فصلت لجنة التفكيك ‪ 150‬قاضيا‬
‫ري‬ ‫المنصب يف العالم‬
‫يعتقد أنهم ينتمون للنظام السابق‪.‬‬
‫المحاكمة عل سوء استخدام السلطة (التقييم ‪ :)2‬ترتكز الحكومة االنتقالية عىل‬
‫والمدنيي يصفه رئيس الوزراء ب” ر‬
‫الشاكة‬ ‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫اتفاق لتقاسم السلطة ربي‬
‫قوض الثورة‪ ،‬التساع قبضة الجيش عىل‬‫الذكية“ لكن كثيين يعتيونها انقالبا ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫عسكريي يف مجلس السيادة‬
‫ر‬ ‫للمدنيي باستمرار‪ ،‬إضافة لتورط‬
‫ر‬ ‫السلطة‪ ،‬وإضعافها‬
‫أكي من ‪128‬‬‫ف التخطيط والتنفيذ لمجزرة فض االعتصام ف ‪ 3‬يونيو ‪ :2019‬مقتل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫شخصا وجرىح ومفقودين‪ .‬وبرغم إنشاء لجنة للتحقيق فيها إال أن مرتكبيها يف‬
‫‪119‬‬
‫الكثيين‬
‫ر‬ ‫مجلس السيادة لم يساءلوا لتمتعهم بحصانة‪ .‬إن بطء اللجنة جعل‬
‫ا‬
‫المتورطي يف المجزرة يف السلطة‪.‬‬
‫ر‬ ‫يعتقدون أن حكم القانون سيظل معطال طالما أن‬
‫كبي يف‬‫تغلغل الجيش يف القطاع االقتصادي خارج والية وزارة المالية‪ .‬وله نصيب ر‬
‫ميانية الدولة‪ ،‬وال يتم‬‫وه نشاطات تستهلك ر‬ ‫المجاالت االقتصادية المختلفة ي‬
‫المسؤولي عن أخطر‬
‫ر‬ ‫التحقيق يف الفساد فيها عىل الطالق‪ .‬هناك حاجة لمحاكمة‬
‫االنتهاكات‪ .‬فمع ر‬
‫اليام الحكومة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية إال أن التقدم‬
‫البشي بكوبر وبدأت محاكمته و‪ 27‬آخرين لالتهام بالفساد‬
‫ر‬ ‫بطء للغاية‪ .‬اعتقل‬‫ي‬
‫الماىل‪ ،‬والتخطيط لالنقالب العسكري وتقويض النظام الدستوري‪.‬‬
‫ي‬
‫الحقوق المدنية (التقييم ‪ )3‬يتم انتهاك الحقوق المدنية األساسية‪ .‬وقعت‬
‫كثية منها دارفور‪ .‬إن اآلليات والمؤسسات الخاصة‬
‫المدنيي يف أجزاء ر‬
‫ر‬ ‫هجمات عىل‬
‫غي فعالة‪ .‬اعتقل بعض‬
‫بمقاضاة ومعاقبة وإنصاف انتهاكات الحقوق المدنية ر‬
‫المنسوبي للنظام السابق بعد انتقادهم للحكومة االنتقالية علنا‪ .‬يف‬
‫ر‬ ‫الناشطي‬
‫ر‬
‫ديسمي ‪ 2020‬ثار الغضب عىل مقتل عضو لجنة المقاومة بالكالكلة بهاء الدين‬
‫ر‬
‫نوري‪ 45 ،‬عام ا الذي قتل خالل ”التحقيق“ يف معتقل قوات الدعم الشي ع‪ .‬كما ال‬
‫ا‬
‫التميي والعنف ضدها‪ ،‬بدون أن تتحرك‬ ‫ر‬ ‫تزال المرأة تواجه أشكاال مختلفة من‬
‫الحكومة‪ .‬يف يوليو ‪ ،2020‬أعلنت وزارة العدل قانونا جديدا يجرم ختان الناث الذي‬
‫خضعت له ‪ %87‬من النساء‪ ،‬ويرجح أن تستمر الممارسة لتجذرها يف األعراف‬
‫الثقافية ويتوجب تكثيف الجهود للتوعية بضره‪.‬‬
‫‪ | 4‬استقرار المؤسسات الديمقراطية‬
‫أداء المؤسسات الديمقراطية (التقييم ‪ )1‬تفتقر جميع المؤسسات االنتقالية‬
‫القائمة حاليا لل رشعية الديمقراطية‪ .‬وأداؤها ضعيف‪ ،‬ويشمل ذلك الوحدات‬
‫الفعىل بالمؤسسات الديمقراطية‬ ‫القضائية والدارية عىل المستوى المحىل‪ .‬ر‬
‫االليام‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫خطان فحسب بالنسبة لمعظم األحزاب‪ ،‬وال يزال إنشاء المؤسسات الديمقراطية‬
‫ري‬
‫‪120‬‬
‫يغ‪ ،‬ويشتبه‬ ‫ر‬
‫متدن األولوية لدى الحكومة‪ ،‬بدليل تأجيل تكوين المجلس التش ي‬
‫ي‬ ‫أمرا‬
‫ا‬
‫مجلس السيادة والوزراء يؤخران تأسيسه لمنع الرقابة الخارجية عىل‬
‫ي‬ ‫يف أن كال من‬
‫أعمالهما‪.‬‬
‫االلتام بالمؤسسات الديمقراطية (التقييم ‪ )2‬رحب الممثلون السياسيون‬ ‫ر‬

‫الفعىل معها محدود‪ .‬وتفويضها‬


‫ي‬ ‫السودانيون رسميا بإنشاء اليونيتامس‪ ،‬لكن التعاون‬
‫السياس واالقتصادي يف السودان‪ ،‬بما يف ذلك إنشاء المؤسسات‬
‫ي‬ ‫هو دعم التحول‬
‫الديمقراطية‪.‬‬
‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫‪ | 5‬التكامل‬
‫والتغيي مجموعة من األحزاب‪.‬‬
‫ر‬ ‫الحزن (التقييم ‪ :)4‬تنضوي يف قوى الحرية‬
‫ري‬ ‫النظام‬
‫الكىل يف‬
‫ي‬ ‫الحزن‬
‫ري‬ ‫والتغيي‪ ،‬وكذلك يف النظام‬
‫ر‬ ‫كبي داخل قوى الحرية‬
‫هناك تفتت ر‬
‫نوفمي‬
‫ر‬ ‫السودان‪ .‬يف أبريل ‪ ،2020‬علق حزب األمة أنشطته يف التحالف‪ .‬ي‬
‫وف‬
‫الوطت‪.‬‬
‫ي‬ ‫نوفمي ‪ ،2019‬حظر حزب المؤتمر‬
‫ر‬ ‫الشيوع‪ .‬يف‬
‫ي‬ ‫‪2020‬م انسحب الحزب‬
‫الشعت‪ ،‬يف أكتوبر ‪ 2020‬لحل الحكومة االنتقالية وتكوين‬
‫ري‬ ‫دعا حزب المؤتمر‬
‫لليلمان المنتخب‪ ،‬كما عارضت‬
‫حكومة كفاءات وترك القضايا كالدستور والهوية ر‬
‫واعتيت‬
‫ر‬ ‫الوطت االتفاقية مع إشائيل‬
‫ي‬ ‫حركة (الصالح اآلن) المنشقة من المؤتمر‬
‫ذلك ليس من صالحيات الحكومة االنتقالية‪ .‬لقد شيطن نظام النقاذ األحزاب‬
‫السودانيي إيمانهم بقدرة األحزاب السياسية الحالية عىل‬
‫ر‬ ‫منهىح أفقد‬
‫ر ي‬ ‫بشكل‬
‫العرن لعام ‪ ،2018‬أشار ‪ %15‬فقط من‬ ‫ر‬
‫الباروميي‬ ‫التغيي‪ .‬يف استطالع‬ ‫إحداث‬
‫ري‬ ‫ر‬
‫اضي عن‬ ‫السودانيي ل ثقتهم يف األحزاب السياسية‪ .‬ويشجع الشباب‪ ،‬ر‬
‫غي الر ر‬ ‫ر‬
‫األحزاب القائمة‪ ،‬عىل إنشاء أحزاب جديدة تمثل مصالحهم‪.‬‬
‫مجموعات المصالح العامة (التقييم ‪ )4‬كانت الثورة لحظة نجحت خاللها‬
‫المهنيي‬
‫ر‬ ‫جماعات المصالح العامة يف التعاون والتوحيد تحت قيادة تجمع‬

‫‪121‬‬
‫وف ‪2020‬م ظهرت فيه رصاعات داخلية فتضاءلت الثقة فيه‪،‬‬ ‫السودانيي‪ ،‬لكن ي‬
‫ر‬
‫خاصة بعد انقسامه يف يونيو ‪.2020‬‬
‫تأثي واضح‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت لها ر‬
‫تعد حملة حماية الحق يف الحياة من ربي المجموعات النشطة ي‬
‫وتضم ضمن ر‬
‫عشات المنظمات واألفراد لجان المقاومة‪ ،‬ومنظمة أش شهداء ثورة‬
‫محام دارفور‪.‬‬
‫ي‬ ‫ديسمي‪ ،‬وهيئة‬
‫ر‬
‫العرن‬ ‫ر‬
‫الباروميي‬ ‫الموافقة عل الديمقراطية (التقييم‪ :‬ال يوجد) هناك تباين ربي‬
‫ري‬
‫والفريق‪ .‬فبينما يجد األول يف استطالع للرأي أجري يف خريف ‪ ،2018‬أن ‪٪ 42‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫األفريق‬ ‫فقط من السودان ريي يحبذون الديمقراطية‪ ،‬أظهرت بيانات المقياس‬
‫ي‬
‫الت جمعت ف يوليو وأغسطس ‪ ،2018‬صورة ر‬
‫أكي إيجابية‪ :‬إذ أن‬ ‫ر ر‬
‫ي‬ ‫آفروباروميي ي‬
‫السودانيي يجدون الديمقراطية أفضل نظام حكم‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ %62‬من‬
‫تدابي تقشف وخفض‬
‫ر‬ ‫االجتماع (التقييم ‪ )5‬اتخذ نظام ’النقاذ‘‬
‫ي‬ ‫رأس المال‬
‫نفي وشارع‬
‫وم أدت لفقار الناس فأطلق شباب مبادرات طوعية مثل ر‬
‫لإلنفاق الحك ي‬
‫عي تحويالت‬
‫توفي الخدمات االجتماعية ر‬
‫وف الريف ساهم الناس يف ر‬ ‫الحوادث‪ .‬ي‬
‫المقيمي بالخارج‪ .‬لقد كان االعتصام ربي ‪ 11‬أبريل و‪ 3‬يونيو ‪2019‬‬
‫ر‬ ‫السودانيي‬
‫ر‬
‫لحظة مهمة يف تاري خ السودان‪ ،‬لتحقيق الشعور بالتضامن والثقة وعيشها ربي‬
‫المواطني‪ ،‬تشارك فيه المتظاهرون الطعام والمأوى والمدادات الطبية‪ .‬وأثرت‬
‫ر‬
‫عي العديد من المبادرات‬ ‫إيجان عىل الشعور بالتضامن ر‬
‫ري‬ ‫جائحة الكوفيد‪ 19-‬بشكل‬
‫ر‬
‫عي مناسبات‬‫لتوفي المدادات الطبية‪ .‬كما أن الطبقة الوسط يف الخرطوم ميابطة ر‬‫ر‬
‫عديدة لحفالت الزفاف وتشييع للجنائز يلتقون فيها باستمرار‪.‬‬

‫الثان ‪:‬التحول االقتصادي‬


‫ي‬ ‫الجزء‬
‫‪ | 6‬مستوى التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫العوائق االجتماعية واالقتصادية (التقييم ‪ )1‬خلفت الحروب مجتمعات بأكملها‬
‫النازحي داخليا أو عىل هامش المدن‪،‬‬
‫ر‬ ‫يف مناطق الياع تعيش لعقود يف مخيمات‬
‫‪122‬‬
‫التميي وانعدام الفرص االقتصادية‪ .‬ووفقا للبنك‬
‫ر‬ ‫مستبعدة من المجتمع بسبب‬
‫الدوىل‪ ،‬فإن معدل الفقر ارتفع من ‪ ٪40.5‬يف عام ‪ 2009‬إىل ‪ ٪44.0‬يف عام ‪.2014‬‬
‫ي‬
‫الحكوم رشيحة ر‬
‫كبية من السكان عرضة للفقر‪ .‬يصنف السودان‬ ‫ي‬ ‫وجعل رفع الدعم‬
‫من ربي أدن البلدان يف العالم من حيث المساواة النوعية‪ ،‬حيث حصل عىل تقييم‬
‫الجنسي لعام ‪2019‬م‪ .‬وصنف ر‬
‫مؤش التنمية‬ ‫ر‬ ‫‪ 0.545‬ف ر‬
‫مؤش عدم المساواة ربي‬ ‫ي‬
‫النمان السودان من ربي‬ ‫ر‬
‫البشية لعام ‪ 2020‬الصادر عن برنامج األمم المتحدة‬
‫ي‬
‫البلدان ذات مستوى منخفض من التنمية ر‬
‫البشية (المرتبة ‪ 170‬من ‪ 189‬دولة‪،‬‬
‫بدرجة ‪ ،)0.510‬هذا إضافة لعدم المساواة يف توزي ع الدخل الذي أضاف خسارة‬
‫إجمالية قدرها ‪ ٪34.7‬يف عام ‪ .2018‬وتتفاقم الفوارق ربي الحائزين عىل العمالت‬
‫السودان‪ ،‬الذي انخفضت قيمته من ‪ 50‬إىل ‪400‬‬‫ي‬ ‫متعاملي بالجنيه‬
‫ر‬ ‫األجنبية وال‬
‫جنيها مقابل اليورو ف السوق السوداء خالل ر‬
‫فية التقرير‪ .‬كما أدت جائحة كوفيد ‪-‬‬ ‫ي‬
‫‪ 19‬لتفاقم الفقر وعدم المساواة‪.‬‬
‫‪ | 7‬تنظيم السوق والمنافسة‬
‫السودان مشاكل هيكلية منها غياب السياسات‬
‫ي‬ ‫تنظيم السوق (التقييم ‪ )3‬للسوق‬
‫األجنت‪ .‬يقدر برنامج األمم المتحدة‬
‫ري‬ ‫االقتصادية‪ ،‬فوض األسعار‪ ،‬وضعف االستثمار‬
‫الجماىل‪.‬‬ ‫المحىل‬ ‫أكي من ‪ ٪60‬من الناتج‬ ‫النمان أن القطاع غي الرسم يمثل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫كبية‪ .‬يف يناير ‪ ،2021‬اكتمل التشاور‬ ‫وتهيمن عىل االقتصاد تكتالت استثمارية ر‬
‫لصدار قانون تنظيم التجارة لتحقيق المنافسة الحرة وتحديد أسعار السلع‬
‫الدوىل‪ ،‬استغرق بدء نشاط تجاري ‪10‬‬
‫ي‬ ‫والخدمات األساسية‪ .‬وفقا لبيانات البنك‬
‫إجراءات و‪ 34.5‬يوما يف عام ‪ 2019‬بتكاليف تصل إىل ‪ ٪17.8‬من نصيب الفرد من‬
‫الجماىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫القوم‬
‫ي‬ ‫الدخل‬
‫السياسة التنافسية (التقييم ‪ )3‬يف عام ‪ ،2009‬وافق مجلس الوزراء عىل قانون‬
‫أنس مجل س المنافسة ومنع الممارسات‬‫المنافسة ومنع االحتكار‪ ،‬وف ‪2013‬م ر‬
‫ي‬
‫‪123‬‬
‫ويعان المجلس من مشاكل‬ ‫ر‬
‫منتشة يف السودان‪.‬‬ ‫االحتكارية‪ ،‬لكن االحتكارات‬
‫ي‬
‫لوجستية ونقص يف التأهيل والتمويل يعجزانه عن إجراء دراسات السوق أو توثيق‬
‫كبي يف األسعار‪.‬‬
‫التطورات والمخالفات‪ .‬كل ذلك أدى الرتفاع ر‬
‫السودان أوجه قصور‬
‫ي‬ ‫تحرير التجارة الخارجية (التقييم ‪ :)3‬يواجه االقتصاد‬
‫التنظيم‬
‫ي‬ ‫خطية‪ .‬إن سوء الدارة وضعف سيادة القانون والنظام‬
‫ر‬ ‫هيكلية ومؤسسية‬
‫غي الفعال يخلق حواجز تجارية؛ كان المتوسط البسيط للتعريفة المطبقة عىل‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫األكي تفضيال ‪ ٪21.5‬يف عام ‪ .2017‬وعىل الرغم من إزالة السودان‬ ‫معاملة البلد‬
‫إجماىل الظروف‬
‫ي‬ ‫من قائمة رعاية الرهاب رييدد المستثمرون يف االستثمار بسبب‬
‫أكي رشيك تجاري للسودان بعد المارات‪..‬‬
‫ثان ر‬
‫ه ي‬ ‫الصي ي‬
‫ر‬ ‫غي المواتية‪.‬‬
‫االقتصادية ر‬
‫وبحسب بنك السودان المركزي‪ ،‬سجل السودان عجزا تجاريا قدره ‪ 555.5‬مليون‬
‫سبتمي ‪ 2020‬وحده‪ .‬فشلت التجارة الخارجية لعدم وجود‬ ‫ر‬ ‫دوالر يف شهر‬
‫ر‬
‫اسياتيجية قابلة للتطبيق لتشجيع االستثمار يف النتاج‪ ،‬والفشل يف بناء مستويات‬
‫الميانية‪،‬‬
‫مستدامة من العملة الصعبة‪ ،‬إضافة لهيمنة النفقات األمنية عىل ر‬
‫ر‬
‫الت تعيق قيام بنية تحتية‬ ‫ر‬
‫وواليت كردفان والنيل األزرق ي‬
‫ي‬ ‫والضاعات يف دارفور‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫العرن ‪-‬الذي لم يدرج يف قائمة العقوبات األمريكية‬
‫ري‬ ‫يمثل إنتاج السودان من الصمغ‬
‫العالم‪ ،‬يقدر رسميا ب ‪ 100‬ألف‬ ‫مشوبات الكوال ‪ ٪80 -‬من النتاج‬‫الستخدامه ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بحواىل‬ ‫الفعىل‬ ‫ا‬
‫سنويا‪ ،‬وهو أقل ب ‪ ٪15‬من طاقته المحتملة‪ .‬ويقدر النتاج‬ ‫طن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عي الدول المجاورة‪.‬‬
‫‪ 200‬ألف طن يهرب السماشة نصفها لتباع يف السوق العالمية ر‬
‫غي القانونية‪ .‬تسغ الحكومة التخاذ‬
‫العرن سلبا بعمليات القطع ر‬
‫ري‬ ‫يتأثر إنتاج الصمغ‬
‫للمنتجي‪ ،‬وخطة للحد من صادر الخام‪،‬‬
‫ر‬ ‫سياسات تسويق فعالة‪ ،‬وتقديم حوافز‬
‫والتحول لتصدير المنتجات المصنعة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ر‬
‫المستشي يف النظام‬ ‫المضف من الفساد‬ ‫يعان القطاع‬
‫ي‬ ‫المرصف (التقييم ‪ )2‬ي‬
‫ي‬ ‫النظام‬
‫موالي وقاموا بأنشطة ظل مضفية‬
‫السابق‪ ،‬حيث سيطرت عليه مجموعة من ال ر‬
‫دون رقابة‪ ،‬وتم تسييس بنك السودان المركزي لخدمتهم‪ .‬تمت مقاضاة بعضهم‪،‬‬
‫بكثي من حجم الجرائم‬
‫لكن التسويات المدفوعة يف ظل النظام السابق كانت أقل ر‬
‫ه النموذج الوحيد المتاح منذ ‪1984‬م‪.‬‬
‫المرتكبة‪ .‬الخدمات المضفية السالمية ي‬
‫غي منظم بسبب استبعاده من‬
‫المضف ر‬
‫ي‬ ‫كيى البنوك يف السودان‪ .‬القطاع‬
‫وتشمل ر‬
‫المضف‬
‫ي‬ ‫الخدمات المضفية العالمية‪ ،‬وهناك نقص يف العملة الصعبة يف القطاع‬
‫الرسم‪ ،‬لذلك تتم معظم العمليات المضفية يف السوق السوداء‪ .‬وتتوقع الحكومة‬
‫ي‬
‫أن العديد من البنوك سوف تضطر لإلغالق أثناء إعادة اندماج السودان يف القطاع‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫المضف‬
‫ي‬
‫والماىل‬
‫ي‬ ‫‪ | 8‬االستقرار النقدي‬
‫يعان السودان من أحد أعىل معدالت التضخم‬
‫ي‬ ‫االستقرار النقدي (التقييم ‪)2‬‬
‫عالميا‪ :‬بلغ معدل التضخم السنوي ‪ ٪304.33‬يف يناير ‪ .2021‬سعر الضف‬
‫األمريك يف‬
‫ي‬ ‫غي ثابت‪ .‬كان سعر السوق السوداء للدوالر‬
‫الرسم للعمالت األجنبية ر‬
‫ي‬
‫سودان مقابل ‪55‬‬
‫ي‬ ‫الرسم (‪ 400‬جنيه‬
‫ي‬ ‫يناير ‪ 2021‬أعىل بنسبة ‪ ٪700‬من السعر‬
‫اليوم للدوالر وانخفاض قيمة العملة المحلية يربك األسواق‬
‫ي‬ ‫جنيها)‪ .‬الصعود‬
‫ويؤدي لمضاعفة األسعار ويوقف كثي من عمليات البيع‪ .‬وقد ر‬
‫اشيط صندوق النقد‬ ‫ر‬
‫المستقبىل‬
‫ي‬ ‫الدوليي تعويم العملة للقيام بالدعم‬
‫ر‬ ‫المانحي‬
‫ر‬ ‫الدوىل والعديد من‬
‫ي‬
‫للسودان‪.1‬‬
‫الماىل (التقييم ‪ )4‬منذ استقالل جنوب السودان يف عام ‪ ،2011‬حدث‬
‫ي‬ ‫االستقرار‬
‫الميانية ألن النفقات الحكومية تتجاوز اليرادات‪ ،‬وصارت الحكومة‬
‫عجز متكرر يف ر‬

‫مباشة بعد نهاية ر‬ ‫ا‬


‫فعال ف رفياير ‪2021‬م ر‬
‫الفية المشمولة بالتقرير‬ ‫ي‬ ‫‪ 1‬اتخذت سياسة التعويم‬
‫‪125‬‬
‫تعتمد عىل بنك السودان لتغطية العجز وتمويله نقديا‪ ،‬مما أدى لتخفيض قيمة‬
‫لمحافط‬
‫ي‬ ‫السياس عىل البنك المركزي والفصل المتكرر‬
‫ي‬ ‫العملة المحلية‪ ،‬وللضغط‬
‫البنك‪ .‬يتبع حمدوك سياسة مالية صارمة لتخفيف الديون بموجب مبادرة هيبيك‬
‫ستنىه‬
‫ي‬ ‫الفقية المثقلة بالديون)‪ .‬يف أكتوبر ‪ ،2020‬أعلنت الحكومة أنها‬
‫ر‬ ‫(للبلدان‬
‫الميانية المعدلة‪ .‬تم رفع أسعار المياه والطاقة‬
‫دعم الوقود كجزء من إجراءات ر‬
‫المدعومة بنسبة ‪ ٪500‬يف أوائل عام ‪ .2021‬أعلنت الواليات المتحدة والمملكة‬
‫المتحدة عن دعمهما اللتحاق السودان للهيبيك بتسوية متأخرات السودان مع بنك‬
‫بشط إصالح سعر الضف‪ .‬وينطبق نفس ر‬
‫الشط‬ ‫ر‬
‫األفريق والبنك الدوىل‪ ،‬ر‬ ‫التنمية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدوىل وينفذه برنامج الغذاء‬
‫ي‬ ‫عىل برنامج دعم األشة (ثمرات) الذي يموله البنك‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫م التابع للمم المتحدة‪ ،‬بتقديم ‪ 5‬دوالرات شهريا ل ‪ ٪80‬من‬ ‫العال ي‬
‫الدوىل يف مؤتمر بر رلي‪،‬‬
‫ي‬ ‫لتعويض إلغاء الدعم والتضخم المفرط‪ .‬وقد وعد المجتمع‬
‫‪ 2020‬بدعمه ب ‪ 800‬مليون دوالر‪.‬‬
‫‪ | 9‬الملكية الخاصة‬
‫حقوق الملكية (التقييم ‪ )3‬حقوق الملكية معرفة يف القانون واللوائح الخاصة‬
‫اض‪ ،‬ولكن لم يتم تنفيذها أو فرضها بشكل متسق‪ ،‬وال حمايتها ضد‬‫بحيازة األر ي‬
‫تأثي‬ ‫غي القانون‪ .‬كما عانت ر‬
‫الشكات الخاصة من ر‬ ‫التعسق أو االنتهاك ر‬ ‫تدخل الدولة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ثالثة عقود من العقوبات األمريكية والتهميش من قبل ر‬
‫الشكات المهيمنة المملوكة‬
‫للجيش‪ ،‬وعىل الرغم من مساهمة القطاع الخاص إال أنه لم يتمكن من تقديم نفسه‬
‫ككيان برؤية موحدة وصوت مؤثر‪ .‬وخالل الثورة‪ ،‬اتهمت ر‬
‫الشكات الخاصة بعدم‬
‫لعب الدور المنوط بها يف الدولة والمجتمع‪.‬‬
‫ديسمي ‪ ، 2020‬تمت إزالة السودان من القائمة‬
‫ر‬ ‫االستثمار الخاص (التقييم ‪ :)3‬يف‬
‫الت ترع الرهاب ر‬
‫ر‬
‫والت أدرج فيها منذ عام ‪ .1993‬و ي‬
‫احتق به‬ ‫ي‬ ‫األمريكية للدول ي‬
‫حسي رشوط القطاع الخاص واالستثمار والتعاون‪.‬‬
‫كنهاية للعزلة‪ ،‬وكأمل بت ر‬
‫‪126‬‬
‫قواني السيطرة عىل‬
‫ر‬ ‫أدت السياسات الزبائنية للنظام السابق لإلخفاق يف إنفاذ‬
‫االقتصاد‪ ،‬ويؤمل أن تضع الثورة حدا الحتكار األعمال الخاصة‪ ،‬وأن تؤدي لسوق‬
‫نوفمي‬
‫ر‬ ‫يتسم بالمنافسة الحرة والشفافية‪ .‬وقد كونت لجنة تفكيك نظام النقاذ يف‬
‫الوطت الحاكم سابقا‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪2019‬م لمصادرة أصول حزب المؤتمر‬
‫يدير محمد حمدان دقلو‪ ،‬قائد قوات الدعم الشي ع وعضو مجلس السيادة‬
‫أكي صادرات السودان (معظمها‬
‫السودان‪ ،‬اقتصادا موازيا ويسيطر عىل الذهب أحد ر‬
‫ي‬
‫ديسمي ‪،2020‬‬
‫ر‬ ‫لإلمارات العربية المتحدة) وصار أحد أغت الرجال يف السودان‪ .‬يف‬
‫األمريك قانون المساءلة المالية والشفافية للسيطرة عىل‬
‫ي‬ ‫أجاز مجلس الشيوخ‬
‫الشكات العسكرية وإعادتها لوالية المالية ف السودان‪ .‬ويقدر أن ر‬
‫أكي هناك من ‪200‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫األمت والعسكري‪.1‬‬
‫ي‬ ‫لقطاعي‬
‫ر‬ ‫تنتم ل‬
‫ي‬ ‫رشكة يف قطاعات حيوية‬
‫‪ | 10‬نظام الرعاية االجتماعية‬
‫االجتماع (التقييم ‪ :)1‬شبكات التأمينات االجتماعية متاحة فقط‬
‫ي‬ ‫شبكات األمان‬
‫العاملي يف القطاع الخاص‪ .‬ويواجه البقية االقتصاد‬
‫ر‬ ‫لعدد محدود جدا من األفراد‬
‫أسماىل بدون أي دعم عند البطالة أو العاقة‪ .‬أدى التضخم المفرط لتقليص‬ ‫ي‬ ‫الر‬
‫السودانيي الذين يتلقون أجورهم بالعملة المحلية‪ .‬و يف‬
‫ر‬ ‫رفاهية الغالبية العظم من‬
‫سبتمي ‪ ، 2020‬أطلقت الحكومة برنامج دعم األش ”ثمرات“‪ ،‬لدعم نحو نصف‬
‫ر‬
‫مليون شخص يف ‪ 11‬والية (سنار‪ ،‬شمال كردفان‪ ،‬البحر األحمر‪ ،‬غرب كردفان‪،‬‬
‫الشمال‪ ،‬كسال‪ ،‬النيل األزرق‪ ،‬شمال دارفور‪ ،‬جنوب دارفور‪ ،‬جنوب كردفان‬
‫ماليي شخص يف جميع أنحاء‬
‫ر‬ ‫والخرطوم)‪ ،‬عىل أن يوسع تدريجيا ليشمل سبعة‬

‫استقصان قام به مركز‬


‫ي‬ ‫‪ 1‬وصلت وزارة مالية الحكومة االنتقالية إىل ‪ 263‬رشكة‪ ،‬إال أن بحث‬
‫نش يف يونيو ‪2022‬م وصل إىل ‪ 408‬رشكة مملوكة للدولة تابعة‬ ‫الدراسات الدفاعية المتقدمة ر‬
‫ر‬
‫تضمي الشكات التابعة لجهاز‬
‫ر‬ ‫كبي لو تم‬
‫للجيش والدعم الشي ع فقط‪ ،‬وسوف يزيد الرقم بشكل ر‬
‫األمن‪ .‬انظر‪/‬ي‬
‫‪https://static1.squarespace.com/static/566ef8b4d8af107232d5358a/t/62‬‬
‫‪.pdf‬حاميها‪+‬حراميها‪bc52fed3e47215f2408651/1656509207191/‬‬
‫‪127‬‬
‫البالد‪ .‬و يف أكتوبر ‪2020‬م‪ ،‬رفعت الحكومة دعم الوقود والسلع ووعدت بتوجيه‬

‫للمحتاجي‪ ،‬وهو ما لم ينفذ‪ .‬وتعمل الحكومة عىل إصالح رص ر ي‬


‫يت‬ ‫ر‬ ‫الدعم النقدي‬
‫ر‬
‫الت تتمتع بها العديد من‬
‫لرفع األعباء الثقيلة عىل االقتصاد وإنهاء االمتيازات ي‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الشكات‪ .‬كما توفر هياكل األشة والقرابة تعويضا فاعال من خالل تحويالت األقارب‬
‫المقيمي بالخارج‪.‬‬
‫ر‬
‫والتميي‬
‫ر‬ ‫الفرص المتساوية (التقييم ‪ )1‬للسودان تاري خ طويل من العنضية‬
‫غي‬
‫بسيطرة النخبة السياسية يف الشمال عىل السلطة والموارد‪ ،‬مما أدى للتنمية ر‬
‫المتوازنة وللتهميش‪ .‬تضمنت اتفاقية جوبا تحقيق تكافؤ الفرص‪ .‬وقبلها‪ ،‬يف يوليو‬
‫التميي‬ ‫اقيح حزب المؤتمر السودا ين‪ ،‬قانونا للقضاء عىل جميع أشكال‬‫‪ ،2020‬ر‬
‫ر‬
‫ينبغ بذل جهود‬ ‫العنضي‪ .‬وقد تلقت وزارة العدل هذا ر‬
‫المشوع ووعدت بدراسته‪.‬‬
‫ي‬
‫الت استمرت لعقود‪ .‬وال تزال‬ ‫ر‬
‫والتميي ي‬
‫ر‬ ‫لنهاء ممارسات العنضية والتفرقة‬
‫التميي وليست مستعدة للتضحية بامتيازاتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫المجموعات المحظية تنكر واقع‬
‫يف عام ‪ ،2018‬قدرت نسبة اللمام بالقراءة والكتابة ب ‪ ٪65.4 :٪60.7‬ربي الذكور‬
‫الجنسي لعام ‪ )GPI( 2020‬أن‬
‫ر‬ ‫و‪ ٪56.1‬ربي الناث‪ .‬أظهر ر‬
‫مؤش التكافؤ ربي‬
‫الفتيات يف المرحلة االبتدائية أقل التحاقا بالمدرسة من األوالد (نسبة ‪ ،0.9‬مقارنة‬
‫الجماىل ‪٪76.8‬‬
‫ي‬ ‫والجامغ)‪ .‬بلغ معدل االلتحاق‬
‫ي‬ ‫المستويي الثانوي‬
‫ر‬ ‫ب ‪ 0. 1‬يف كل من‬
‫يف المرحلة االبتدائية‪ ،‬و‪ ٪46.6‬يف المرحلة الثانوية‪ ،‬و‪ ٪16.9‬يف المرحلة الجامعية‪.‬‬
‫إجماىل القوى العاملة يف‬
‫ي‬ ‫يف عام ‪ ،2019‬مثلت القوى العاملة النسائية ‪ ٪30.6‬من‬
‫السودان‪ .‬وعدت الحكومة االنتقالية بضمان مشاركة المرأة يف هياكلها المختلفة بما‬
‫ال يقل عن ‪ ٪40‬من المناصب‪ ،‬لكن يف الممارسة العملية‪ ،‬تم تهميش النساء‪.‬‬
‫‪ | 11‬األداء االقتصادي‬
‫قوة الناتج االقتصادي (التقييم ‪ )1‬لم تكن الحكومة قادرة عىل وقف التدهور‬
‫االقتصادي‪ .‬كما أن ر‬
‫كثيا من النشاط االقتصادي يحدث يف مناطق الظل حيث يدير‬
‫‪128‬‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫لمؤشات التنمية العالمية‬ ‫الجيش وقوات الدعم الشي ع اقتصادات موازية‪ .‬ووفقا‬
‫السودان من الناتج‬
‫ي‬ ‫الدوىل‪ ،‬يبلغ نصيب الفرد‬
‫ي‬ ‫لعام ‪ 2019‬الصادرة عن البنك‬
‫إجماىل الناتج‬
‫ي‬ ‫الجماىل ‪ 4،123‬دوالرا‪ ،‬ويتقلص بنسبة ‪ ،٪4.9‬بينما بلغ‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬
‫‪ 30.5‬مليار دوالر‪ .‬وبلغ معدل التضخم ‪ ،٪51‬بينما بلغ معدل البطالة‬ ‫المحىل‬
‫ي‬
‫الجماىل عام‬ ‫المحىل‬ ‫ر‬
‫المباش ‪ ٪2.7‬من الناتج‬ ‫األجنت‬ ‫‪ .٪17.7‬وبلغ االستثمار‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ري‬
‫إجماىل‬
‫ي‬ ‫الجماىل‪ ،‬مع نصيب‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫‪ .2019‬وبلغ الدين العام ‪ ٪201.6‬من الناتج‬
‫الجماىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫للفرد بنسبة ‪ ٪8.3‬من الناتج‬
‫‪ | 12‬االستدامة‬
‫السياسة البيئية (التقييم ‪ )2‬هناك العديد من المشاكل البيئية منها سوء إدارة‬
‫البيولوىح‪ .‬إن العمل‬ ‫الموارد وتآكل ر‬
‫البيت ال‬
‫ي‬ ‫ر ي‬ ‫اليبة وتدهور الغابات وفقدان التنوع‬
‫ا‬
‫يزال ضئيال برغم توقيع السودان ع ىل العديد من االتفاقيات البيئية القليمية‬
‫والدولية‪ ،‬وإنشائه ل مؤسسات وطنية مثل المجلس األعىل للبيئة والموارد الطبيعية‬
‫المكون يف أبريل ‪2020‬م‪.‬‬
‫ست إىل أسوأ‪.‬‬
‫السني‪ ،‬تدهور التعليم من ر‬
‫ر‬ ‫السياسة التعليمية (التقييم ‪ :)1‬عىل مر‬
‫ا‬ ‫حدد ر‬
‫مؤش األمم المتحدة للتعليم لعام ‪2019‬م رقما ضئيال هو ما أحرزه السودان‬
‫ر‬
‫المؤش‪ ،0.345 :‬و رييره انخفاض النفاق العام عىل التعليم (‪)2009 ،2.2٪‬‬ ‫يف‬
‫ر‬
‫كارن بنسبة ‪2018( ٪60.7‬م)‪.‬‬
‫وانخفاض معدل اللمام بالقراءة والكتابة بشكل ي‬
‫مع تراجع جودة المدارس الحكومية‪ ،‬توسع التعليم الخاص وتحول لعمل تجاري‬
‫كثيا‪ .‬وال تتوافق مناهج التعليم مع احتياجات‬
‫مرب ح‪ ،‬لكن جودة التعليم لم تتحسن ر‬
‫المحىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫مؤهلي للتوظيف يف سوق العمل‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫خريجي ر‬
‫ر‬ ‫التنمية الوطنية‪ ،‬مما ينتج‬
‫للمهنيي لدول الخليج‬
‫ر‬ ‫ويؤدي لهجرة األدمغة‪ ،‬حيث أصبح السودان مصدرا‬
‫المجاورة‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫كان البحث يف ذيل أولويات األنظمة المتعاقبة‪ .‬يتم تحقيق معظم األبحاث ر‬
‫عي‬
‫رشاكات أجنبية تحدد أجندة البحث‪ ،‬بما ال يتوافق مع االحتياجات الوطنية؛ بل‬
‫تخدم المصالح البحثية األجنبية‪.‬‬
‫ف يناير ‪ ،2020‬نظمت وزارة ر‬
‫اليبية والتعليم مؤتمرا دوليا حول إصالح التعليم يف‬ ‫ي‬
‫الخرطوم بالتعاون مع المنظمات الدولية المانحة‪ .‬وأكدت توصيات المؤتمر عىل‬
‫الحاجة لتنفيذ سياسات لمعالجة التشب من المدارس‪.‬‬
‫قامت الحكومة بفصل ر‬
‫العشات من رؤساء الجامعات يف أكتوبر ‪ 2019‬لتحريرها‬
‫منسون النظام القديم‪ .‬ورغما عن ذلك‪ ،‬تعرضت العملية التعليمية لخراب منذ‬
‫ري‬ ‫من‬
‫السياس‪ ،‬والمعارك األيديولوجية‪ ،‬واألزمة االقتصادية‬
‫ي‬ ‫الثورة بسبب عدم االستقرار‬
‫وغرق العديد من المدارس يف الفيضان ووباء الكوفيد‪.‬‬

‫الجزء الثالث ‪:‬الحوكمة‬


‫‪ | 13‬مستوى الصعوبات‬
‫العوائق الهيكلية (التقييم ‪ :)10‬إن أداء الحكومة االنتقالية مقيد بمختلف القيود‬
‫الهيكلية بما يف ذلك االقتصاد المشوه بسبب األنشطة الموازية‪ ،‬والضاعات‬
‫غي المتوازنة وضعف البنية التحتية والتعليم‬
‫المسلحة والميليشيات والتنمية ر‬
‫متدن الجودة‪ .‬وال يزال الجيش وأعضاء النظام السابق يسيطرون عىل قطاعات‬ ‫ي‬
‫كبية من االقتصاد وتهرب العديد من الموارد‪ .‬وإضافة للزمة االقتصادية يف ‪،2020‬‬
‫ر‬
‫خطية لوباء الكوفيد‪.19-‬‬
‫حدثت فيضانات قياسية وآثار ر‬
‫المدن (التقييم ‪ )7‬للسودان تقاليد عريقة يف عمل المجتمع‬
‫ي‬ ‫تقاليد المجتمع‬
‫ر‬
‫الت صارت األبرز‬ ‫المدن‪ .‬وشهدت السنوات‬
‫غي الحكومية ي‬
‫األخية‪ ،‬تزايد المنظمات ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫المدن‪ .‬كانت الثورة يف عدة مدن بمثابة ”والدة جديدة“ للمشاركة‬
‫ي‬ ‫يف المجتمع‬
‫المدن والرصابات والمظاهرات‬
‫ي‬ ‫المدنية‪ .‬واتخذت أشكال عديدة كالعصيان‬
‫واالعتصامات واستمرت برغم رد القوات األمنية بعنف مفرط سقط جراءه مئات‬
‫‪130‬‬
‫القتىل والجرىح وآالف المحتجزين‪ .‬وصف االعتصام أمام القيادة العامة‪ ،‬والذي‬
‫غيت حياة المتظاهرين‪ ،‬وقد أبدوا تعاطفهم‬ ‫استمر ر‬
‫حت فضه بعنف بأنه تجربة ر‬
‫أهاىل دارفور‪ .‬يف ‪ 30‬يونيو ‪ ، 2019‬شهدت الخرطوم ومدن أخرى ر‬
‫أكي‬ ‫ي‬ ‫مع‬
‫االنتقاىل لتسليم‬
‫ي‬ ‫احتجاجات منذ فض االعتصام‪ ،‬للضغط عىل المجلس العسكري‬
‫المتورطي يف مذبحة الفض‪ .‬وبعد مفاوضات طويلة‪،‬‬
‫ر‬ ‫مدنيي ومحاكمة‬
‫ر‬ ‫السلطة لل‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫تم التوصل التفاق تقاسم السلطة ربي المجلس العسكري وقوى الحرية‬
‫المدن يف‬
‫ي‬ ‫والتوقيع عىل الوثيقة الدستورية يف أغسطس ‪ ،2019‬أي نجح المجتمع‬
‫معركته الطويلة ضد النظام االستبدادي السابق‪.‬‬
‫شدة الرصاعات (التقييم ‪ )10‬أصبحت الياعات االجتماعية والعرقية والدينية من‬
‫الماض تمردت‬
‫ي‬ ‫سمات السودان ما بعد االستقالل‪ .‬فمنذ منتصف خمسينيات القرن‬
‫حرب أهلية انتهت باستقالل جنوب السودان يف‬
‫جماعات جنوبية وخاضت أطول ٍ‬
‫‪ .2011‬واندلعت حرب يف دارفور عام ‪ ،2003‬ومؤخرا اندلعت اشتباكات مسلحة‬
‫وتوترات عرقية يف رشق السودان وكردفان‪ .‬تظل هذه الياعات دون حل‪ ،‬وتشابه يف‬
‫السياسيي يف السودان‪ .‬كان مستوى االستقطاب‬
‫ر‬ ‫حدتها طبيعة العداوة الشاملة ربي‬
‫واالنقسام يف المجتمع واضحا خالل وبعد الثورة‪ .‬تؤدي قضايا هوية الدولة والعالقة‬
‫ربي الدين والسياسة لالنقسام‪ .‬ويعد استخدام العنف ألهداف سياسية ممارسة‬
‫شائعة يف السودان‪ .‬وإضافة لمذبحة الفض فإن القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب‬
‫المميت ف السجون ممارسات ر‬
‫منتشة‪.‬‬ ‫ي‬
‫أداء الحكومة‬
‫‪ | 14‬القدرة عل التنفيذ‬
‫سبتمي‬
‫ر‬ ‫االستقطاب (التقييم ‪ )2‬عندما تولت الحكومة االنتقالية السلطة يف‬
‫والتحضي لالنتخابات‪ ،‬وإنعاش االقتصاد‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫‪ ،2019‬وعدت بإنشاء مجلس تش ي‬
‫المسلحي وتحقيق العدالة واستئناف‬
‫ر‬ ‫المنهار‪ ،‬وتحقيق اتفاق سالم مع جميع‬
‫‪131‬‬
‫العالقات الدولية‪ .‬تفتقر الحكومة لرؤية حول السياسات اليومية‪ ،‬وقدرتها عىل ي‬
‫تبت‬
‫منظور طويل األمد تكاد تكون غائبة‪ .‬نظرا للزمة االقتصادية والجائحة فقد كان‬
‫العام صعبا ر‬
‫حت بالنسبة لحكومة مستقرة‪ ،‬لكن الحكومة االنتقالية أثبتت عجزها‬
‫يف تحديد أولويات إجراءاتها السياسية وتنظيمها‪.‬‬
‫التنفيذ (التقييم ‪ )2‬مع توقيع اتفاق جوبا للسالم وإزالة السودان من قائمة رعاية‬
‫هامتي‪ .‬اتخذت عدة خطوات‬
‫ر‬ ‫لمرحلتي‬
‫ر‬ ‫الرهاب‪ ،‬وصلت الحكومة االنتقالية‬
‫غيت الطبيعة الدينية للدولة‪ ،‬منها بعض الصالحات القانونية‪ ،‬وتوسيع الحريات‬
‫ر‬
‫الحكوم واعتمدت العديد‬
‫ي‬ ‫والدخول يف مفاوضات لحالل السالم‪ .‬كما رفع الدعم‬
‫لتحسي االقتصاد‬
‫ر‬ ‫من السياسات االقتصادية والنقدية‪ ،‬كتخفيض قيمة العملة‪،‬‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫واالستعداد لتحقيق رشوط صندوق النقد‬
‫أظهرت الحكومة االنتقالية ضعفا يف القدرة عىل تنفيذ السياسات‪ .‬فلم تكون‬
‫االنتقاىل‪ .‬وبينما وعدت بحك ومة خالية من المحاصصات تطبيقا‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫المجلس التش ي‬
‫لمبدأ الكفاءة لكنها أعطت األولوية لتمثيل األحزاب‪ .‬مثال آخر مخيب لآلمال هو‬
‫رإشاك المرأة إذ وعدت بملء ‪ ٪ 40‬عىل األقل من المناصب الحكومية بالنساء‪ ،‬لكن‬
‫تعيي أرب ع نساء فقط كوزيرات يف حكومة حمدوك‪ ،‬وامرأتان يف‬
‫يف الواقع‪ ،‬تم ر‬
‫مجلس السيادة‪.‬‬
‫التعلم يف صياغة السياسات (التقييم ‪ )2‬تحاول الحكومة االنتقالية أن تنأى‬
‫بنفسها عن شخوص النظام القديم وسياساته‪ ،‬لكن يبدو أنها تفتقر لالبتكار يف صنع‬
‫الفعالي‪ ،‬لم تتعلم من التجارب ويبدو‬
‫ر‬ ‫السياسات‪ .‬وبسبب غياب المراقبة والتقييم‬
‫أنها تكرر نفس أخطاء ر‬
‫الفيات االنتقالية السابقة‪ .‬وعىل الرغم من أنها تظهر اهتماما‬
‫تعط أولوية ألفضل الممارسات محليا‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدوىل‪ ،‬إال أنها نادرا ما‬
‫ي‬ ‫بالتعاون‬
‫لخياء‪ .‬كما أحجمت‬
‫يوم للحكومة حول السياسات ومشاورة ل ر‬
‫لم يوجد تشاور ي‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت تزمعها‪ ،‬مثال‪ ،‬قامت برفع‬
‫الحكومة عن الطرح المسبق لإلصالحات المهمة ي‬
‫‪132‬‬
‫عي إعالنها يف نفس اليوم‪ .‬و يف ظل غياب‬
‫تعريفة المياه والكهرباء بنسبة ‪ ٪500‬ر‬
‫ر‬
‫الت تثبت فشلها ال‬ ‫ر‬
‫الت تسهل االبتكار والمرونة‪ ،‬فإن السياسات ي‬
‫اآلليات المؤسسية ي‬
‫يستعاض عنها بأخرى مبتكرة‪ .‬لقد ظهر فشل الحكومة يف التعلم بصورة واضحة‬
‫إبان الوباء‪ ،‬إذ فشلت تماما يف التعامل مع األزمة بشكل فعال‪.‬‬
‫‪ | 15‬الكفاءة يف استخدام الموارد‬
‫االستغالل الفعال للموارد (التقييم ‪ )2‬نفذت الحكومة االنتقالية عدة خطوات‬
‫تكشف عن قصور ف الكفاءة ف التعامل مع الموارد ر‬
‫البشية والمالية والتنظيمية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫في بحجة تفكيك النظام السابق مع‬
‫التعسق للموظ ر‬
‫ي‬ ‫شملت بعض األخطاء الفصل‬
‫انعدام للشفافية يف عملية ملء وظائفهم‪ ،‬حيث لم تفتح بصورة علنية لخلق‬
‫منافسة حرة ونزي هة‪ ،‬مما يثي تساؤالت حول ما إذا كان هؤالء المعينون هم ر‬
‫أكي‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫المرشحي تأهيال‪.‬‬
‫ر‬
‫ميانية النظام السابق‪ .‬تفتقر‬
‫ميانية الدولة للحكومة االنتقالية عن ر‬
‫لم تختلف ر‬
‫الميانية وتنفيذها للشفافية‪ .‬النفاق العسكري ال يزال مهيمنا‪ .‬ومن‬
‫عملية تخطيط ر‬
‫السمات عدم وجود رؤية اقتصادية وإرادة سياسية لتحقيق برنامج اقتصادي يحسن‬
‫لجماهي الذين تسبب رفع الدعم وتحرير سعر الضف يف معاناتهم‪ .‬إذا لم‬
‫ر‬ ‫حياة ا‬
‫المهت‪.‬‬
‫ي‬ ‫تجر إصالحات جادة‪ ،‬ستظل الخدمة العامة تفتقر لإلدارة الفعالة والمنطق‬
‫وستظل عملية صنع القرار تدار مركزيا‪.‬‬
‫تنسيق السياسات (التقييم ‪ :)1‬لم تنجح الحكومة االنتقالية يف تنسيق األهداف‬
‫المتضاربة يف سياسة متماسكة‪ ،‬مما يؤثر عىل ثقة الجمهور فيها‪ .‬إن سياستها‬
‫ىح عىل فشلها يف التنسيق ربي األهداف المتضاربة‬
‫غي المتماسكة مثال ي‬
‫االقتصادية ر‬
‫والمصالح السياسية المتنافسة‪ .‬كما ظهر نقص التنسيق أثناء إقالة وزير الصحة‬
‫عىل التوم يف مايو ‪2020‬م والتضارب الذي حدث ربي الحكومة وقوى‬‫السابق أكرم ي‬
‫ا‬
‫والتغيي ومجلس السيادة‪ ،‬مما يعد مثاال واضحا عىل انعدام التنسيق ربي‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫‪133‬‬
‫األطراف الثالثة الحاكمة ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪ .‬وظهر جدل آخر يف يوليو ‪ 2020‬عندما‬ ‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬حول تشكيل حكومة جديدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫ورد أنه هناك استشارة لقوى الحرية‬
‫سياسة مكافحة الفساد (التقييم ‪ :)2‬وفقا للوثيقة الدستورية ستنشأ مفوضية‬
‫لمكافحة الفساد‪ .‬تعمل وزارة العدل عىل صياغة قانون يمنح المفوضية سلطات‬
‫واسعة تشمل رفع الحصانة عن أي شخص يخضع للتحقيق مع التأكيد عىل‬
‫يغ‪ ،‬وتمنح‬ ‫ر‬
‫استقالليتها عن السلطة التنفيذية‪ ،‬وأن تقدم تقاريرها للمجلس التش ي‬
‫الماىل والداري يف أي معامالت تتعلق بأجهزة‬
‫ي‬ ‫سلطة التحقيق يف جوانب الفساد‬
‫أكي من ‪ 200‬رشكة مملوكة للجيش يف مجاالت تجارة الدقيق واللحوم‬ ‫الدولة‪ .‬هناك ر‬

‫واألحذية‪ ،‬تعمل خارج نطاق والية وزارة المالية‪ .‬طالبت الحكومة المدنية بإعادتها‬
‫لوزارة المالية‪ ،‬األمر الذي أثار توترا ربي الحكومة المدنية والجيش الذي أرص عىل أن‬
‫الوطت وخاضعة للمراجعة العامة‪ ،‬نافيا‬
‫ي‬ ‫الت يديرها م رليمة بإفادة االقتصاد‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشكات ي‬
‫الشكات تساهم يف تفاقم األزمة االقتصادية‪.‬‬ ‫أن سيطرته عىل ر‬

‫اض‬ ‫ر‬
‫‪ | 16‬خلق الت ي‬
‫اض حول األهداف (التقييم ‪ :)5‬تشكلت الحكومة االنتقالية نتيجة لتقاسم‬ ‫ر‬
‫الت ي‬
‫والمدنيي‪ .‬قدمت القيادة السياسية الحالية هذه ر‬
‫الشاكة‬ ‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫السلطة ربي‬
‫ا‬
‫انتقاال سلسا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ي ر‬
‫خس عدم نية الجيش‬ ‫عىل أنها ”نموذج فريد“ يضمن‬
‫عسكرن مجلس السيادة المناهضة‬
‫يي‬ ‫إرساء الديمقراطية يف البالد‪ ،‬فاتجاهات‬
‫للديمقراطية واضحة‪ ،‬كما أن تورطهم يف االنتهاكات يغذي المخاوف من أن يسعوا‬
‫المدنيي يف‬
‫ر‬ ‫اط تجنبا للمساءلة‪ .‬كما يجعل ضعف‬ ‫لحباط التحول الديمقر ي‬
‫اتيىح‬ ‫ر‬ ‫الحكومة التحالف هشا‪.‬‬
‫وبالتاىل‪ ،‬ال يتم قبول الديمقراطية كهدف اسي ر ي‬
‫ي‬
‫مياتهم‪.‬‬ ‫للتحول من قبل الجميع خاصة أولئك الذين سوف يحرمهم التحول ر‬
‫ئيسيي عىل اقتصاد السوق الحر‪ ،‬ال‬
‫السياسيي الر ر‬
‫ر‬ ‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫كذلك‪ ،‬مع اتفاق‬
‫الشيوع عىل ذلك‪.‬‬
‫ي‬ ‫يوافقهم الحزب‬
‫‪134‬‬
‫عامي من الثورة‪ ،‬لم يتمكن دعاة‬
‫ر‬ ‫الفاعلون ضد الديمقراطية (التقييم ‪ :)3‬بعد‬
‫الديمقراطية داخل الحكومة ر‬
‫حت اآلن من إخضاع أو استبعاد الجهات المناهضة‬
‫للديمقراطية‪ ،‬كالجيش‪ .‬ينتهز األعضاء العسكريون يف مجلس السيادة كل فرصة‬
‫متاحة للقاء اللوم عىل الحكومة المدنية يف فشل المرحلة االنتقالية‪ ،‬فهم يعفون‬
‫ا‬
‫أنفسهم من أي إخفاقات‪ ،‬ويظهرون مواقف استبدادية‪ .‬مثال‪ ،‬رفض الفريق شمس‬
‫ر‬
‫الكباس‪ ،‬المثول أمام لجنة التحقيق يف مجزرة الخرطوم‪ .‬ورفضه المثول أمام‬ ‫الدين‬
‫ي‬
‫العسكريي‬ ‫لجنة التحقيق عالمة عىل عدم ر‬
‫اعيافه بسلطتها‪ .‬مثال آخر عىل موقف‬
‫ر‬
‫المدنيي‬ ‫ف مجلس السيادة المناهض للديمقراطية هو عدم ا ر‬
‫عيافهم بالحكام‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫المدن‪ ،‬الذي يجد صعوبة يف االتصال بعساكر‬
‫ي‬ ‫وزياراتهم للواليات بدون إبالغ الحاكم‬
‫مجلس السيادة‪.‬‬
‫إدارة االنقسامات والتاعات (التقييم ‪ )4‬عىل الرغم من جهود الحكومة االنتقالية‬
‫للتفاوض حول السالم مع الجماعات المسلحة‪ ،‬ظهرت رصاعات جديدة بسبب‬
‫االنقسامات يف مناطق مختلفة من السودان‪ .‬إن قدرة الحكومة االنتقالية عىل منع‬
‫تصعيد تلك الياعات محدودة للغاية‪ .‬إن اتفاقية جوبا للسالم تشكل بالفعل عالمة‬
‫وغيها‪.‬‬
‫تاريخية إذ تناولت قضايا دمج القوات والعدالة االنتقالية‪ ،‬ر‬
‫المدن (التقييم ‪ )3‬بعد ثالثة عقود يف ظل نظام استبدادي‪،‬‬
‫ي‬ ‫مشاركة المجتمع‬
‫المدن اآلن فرصة للعمل بقيود أقل وبدون عمليات قمع من‬
‫ي‬ ‫أصبح لدى المجتمع‬
‫المدن‪ .‬ر‬
‫وكثيا‬ ‫ي‬ ‫قبل قوات األمن‪ .‬لكن الحكومة االنتقالية تتجاهل مشاركة المجتمع‬
‫المدن وتصوغ سياستها بشكل مستقل‪.‬‬
‫ي‬ ‫ما تتجاهل الجهات الفاعلة يف المجتمع‬
‫تعتي العدالة والمصالحة مهمتان بعد الثورة لتحقيق‬
‫ر‬ ‫المصالحة (التقييم ‪)4‬‬
‫ا‬
‫االجتماع العدالة بدال‬
‫ي‬ ‫اط‪ .‬يتطلب بناء السالم‬
‫شموىل لديمقر ي‬
‫ي‬ ‫التحول من نظام‬
‫من انتهاكات حقوق النسان وسياسات مكافحة الفساد وضمان سيادة القانون‪.‬‬
‫النازحي وكل المتضري ن من الحرب إىل مناطقهم‬
‫ر‬ ‫ولتحقيق العدالة‪ ،‬ال بد من إعادة‬
‫‪135‬‬
‫األصلية وإعادة أراضيهم ومستوطناتهم‪ .‬إضافة للتعويض‪ ،‬ويحتاج العائدون إىل‬
‫توفي األمن وسبل العيش‪ ،‬ومطلوب تقديم اعتذارات فردية وجماعية للضحايا‬
‫ر‬
‫وعائالتهم‪ ،‬ر‬
‫حت اآلن‪ ،‬لم تتصد الحكومة االنتقالية ألعمال الظلم التاريخية ولم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تشع يف عملية المصالحة‪ .‬وقد فقدت لجنة التحقيق يف مجزرة الخرطوم‪ ،‬ي‬
‫الت‬
‫تأسست يف أغسطس ‪ ،2019‬ثقة الجمهور‪ ،‬خاصة ثقة أش الضحايا‪ ،‬بسبب‬
‫تدبي انقالب‬
‫البشي بتهمة ر‬
‫ر‬ ‫المماطلة‪ .‬منذ يوليو ‪ ،2020‬يحاكم الرئيس السابق عمر‬
‫‪ 1989‬الذي أطاح بحكومة الصادق المهدي‪.‬‬
‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫‪ | 17‬التعاون‬
‫االستخدام الفعال للمساندة (التقييم ‪ )5‬تبدو مواقف القيادة السياسية تجاه‬
‫الدوىل إيجابية‪ .‬عمل حمدوك قبل توليه رئاسة الوزارة يف العديد من‬ ‫ي‬ ‫التعاون‬
‫الدوىل مما يمكنه من إقامة رشاكات دولية‪ .‬وإن كان‬
‫ي‬ ‫المنظمات الدولية‪ ،‬ومنها البنك‬
‫يعط األولوية للمصالح األجنبية عىل الوطنية‪ .‬يف‬
‫ي‬ ‫منتقدوه يتساءلون عما إذا كان‬
‫رفياير ‪ ،2020‬طلب حمدوك من األمم المتحدة إرسال بعثة للمساهمة يف تحقيق‬
‫السالم وتعزيز التحول الديمقراط ف السودان‪ ،‬ا‬
‫بناء عىل الفصل السادس من ميثاق‬ ‫ي ي‬
‫األمم المتحدة‪ .‬وبرر تحركه بمتطلبات الوثيقة الدستورية لتحقيق السالم‪ ،‬فتدهور‬
‫ر‬
‫والبشية الموروثة من النظام السابق‬ ‫األوضاع االقتصادية والسياسية والنمائية‬
‫الدوىل‪ .‬وبرغم رد فعل‬
‫ي‬ ‫غي قادرة عىل تحقيقه بدون دعم المجتمع‬
‫جعل البالد ر‬
‫الخية الدولية‬
‫السلت‪ ،‬فقد أظهرت هذه الخطوة قدرته عىل استصحاب ر‬
‫ري‬ ‫السالميي‬
‫ر‬
‫وتكييف النصائح الخارجية مع الحقائق المحلية‪ ،‬ودمج المساعدة الدولية يف‬
‫ر‬
‫اسياتيجية متسقة طويلة المدى للتنمية‪ .‬وبالفعل تمت الموافقة عىل يونيتامس‬
‫وبدأت عملها يف يناير ‪2021‬م‪ .‬وتم عقد مؤتمر رشاكة السودان‪ ،‬يف يونيو ‪2020‬‬
‫بحواىل ‪2‬‬
‫ي‬ ‫األورون واألمم المتحدة‪ ،‬الذي تخللته تعهدات‬
‫ري‬ ‫برعاية ألمانيا واالتحاد‬
‫مليار دوالر من المساعدات‪ 356.2 :‬مليون دوالر من الواليات المتحدة‪ ،‬و‪312‬‬
‫‪136‬‬
‫األورون‪ ،‬و‪ 150‬مليون يورو من ألمانيا و‪ 100‬مليون يورو‬
‫ري‬ ‫مليون يورو من االتحاد‬
‫ليت من بريطانيا‪ ،‬و‪ 300‬مليون دوالر من‬ ‫ر‬
‫من فرنسا‪ 150 ،‬مليون جنيه إسي ي‬
‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫سبتمي ‪ ،2020‬أطلق السودان برنامج (ثمرات) بتمويل البنك‬
‫ر‬ ‫المارات‪ .‬و يف‬
‫العالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫وبرنامج الغذاء‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫المصداقية (التقييم ‪ )5‬حققت الحكومة االنتقالية درجة من ثقة المجتمع‬
‫بشاكتها مع الجيش‪ ،‬وه تحاول زيادة مصداقيتها ر‬
‫والياجع‬ ‫لكن مصداقيتها مهددة ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت ارتكبها النظام السابق‪ ،‬فبذلت جهدا تضمن تقديم تنازالت لزالتها‬
‫عن األخطاء ي‬
‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫من قائمة أمريكا للدول الراعية لإلرهاب‪ .‬وقد عرضها التعاون مع المجتمع‬
‫النتقادات شديدة باعتبار ذلك تعزيزا للمصالح األجنبية‪.‬‬
‫البشي وأربعة‬
‫ر‬ ‫ردا عىل مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية يف الهاي لعمر‬
‫مشتبهي آخرين‪ ،‬أعلنت الحكومة يف رفياير ‪ 2020‬أنها سوف تسلم المشتبه بهم‬
‫ر‬
‫للمثول أمام المحكمة‪ .‬وزار وفد من المحكمة الجنائية الدولية السودان يف أكتوبر‬
‫‪ 2020‬لجراء محادثات‪ ،‬لكن لم تتخذ خطوات أخرى‪.‬‬
‫اإلقليم (التقييم ‪ :)5‬ورثت الحكومة االنتقالية عالقات خارجية متوترة‬
‫ي‬ ‫التعاون‬
‫من النظام السابق‪ .‬صارت معها استعادة العالقات الخارجية للسودان أولوية تهدف‬
‫وتأمي الدعم الالزم لعملية االنتقال‪.‬‬
‫ر‬ ‫لنهاء العزلة الدولية‬
‫التأثيات‬
‫ر‬ ‫اتسمت السياسة الخارجية باعتبار المصلحة الوطنية وتراجع‬
‫القليم‪ .‬و يف‬
‫ي‬ ‫األيديولوجية‪ ،‬وتبنت منطق العالقات المتوازنة ودعمت االستقرار‬
‫أكتوبر ‪ ،2020‬وقعت اتفاقية تطبيع مع إشائيل‪.‬‬
‫تتأثر العالقة بدول الجوار بمصالح السودان االقتصادية والسياسية واألمنية‪ .‬ويتأثر‬
‫السودان باألزمات يف دول الخليج وغالبا ما يضطر لالنحياز لجانب‪ .‬أثر إرث النظام‬
‫السالم السابق عىل عالقاته مع دول مثل قطر وتركيا ومض‪ .‬ظل السودان عالقا‬
‫ي‬
‫لسنوات يف التنافس ربي مض وإثيوبيا عىل مياه النيل‪ ،‬والذي اشتد بسبب التوتر‬
‫‪137‬‬
‫الثيون‪ .‬تأثر تعاون مض وإثيوبيا مع السودان بياعات‬
‫ري‬ ‫الناجم حول سد النهضة‬
‫حدودية تصاعدت لمواجهة عسكرية يف حالة الحدود مع إثيوبيا‪ ،‬وهناك رصاع‬
‫الالجئي من‬
‫ر‬ ‫مجمد عىل مثلث حاليب مع مض‪ .‬يستضيف السودان اآلن آالف‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تشنها الحكومة الثيوبية‬
‫إقليم التقراي الذين فروا من ديارهم نتيجة الهجمات ي‬
‫منذ عام ‪.2020‬‬
‫اختي رئيس الوزراء عبد هللا حمدوك رئيسا لإليقاد لمدة عام‪.‬‬
‫نوفمي ‪ ،2019‬ر‬
‫ر‬ ‫يف‬
‫تتأثر قدرة القيادة السياسية عىل إقامة عالقات تعاونية تخدم المصالح الوطنية‬
‫للسودان بشدة بالفالس االقتصادي والحكومة الهشة‪ ،‬مما يجعل البالد عرضة‬
‫ر‬
‫الت تحدد طبيعة التعاون إقليميا‪.‬‬
‫لتأثي الجهات الخارجية ي‬
‫ر‬
‫نظرة ر‬
‫استاتيجية‬
‫قدمت الثورة فرصة تاريخية للسودان ليتطور باتجاه دولة قومية ديمقراطية تنموية‪.‬‬
‫يجب أال تضيع هذه الفرصة الفريدة بأي ثمن‪ .‬يحتاج السودان لبناء مؤسسات دولة‬
‫ر‬
‫الت تمثل المصالح‬
‫عي التفاعل ربي الجهات الفاعلة الداخلية ي‬ ‫تنتج سياساتها ر‬
‫السودان‪ .‬ف عىل مدى العقود الثالثة الماضية‪ ،‬شهد السودان‬
‫ي‬ ‫الوطنية للشعب‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫والت تم بموجبها إنتاج عملية صنع السياسات‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح ي‬ ‫أشكاال مختلفة من التدخل‬
‫الداخليي الذين أعطوا‬
‫ر‬ ‫من خالل التفاعل ربي الجهات الفاعلة الخارجية والوكالء‬
‫األولوية للمصالح الخارجية عىل المصالح الوطنية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت البالد‬
‫كثي من األحيان وأصبحت المصالح‬
‫عرضة للمصالح الخارجية المتضاربة يف ر‬
‫الوطنية ثانوية‪ .‬كانت هذه الثغرة سببا يف ونتيجة لضعف الدولة‪ .‬هذا يحتاج‬
‫ر‬
‫الت تضع السودان يف المقام األول وإزالة‬
‫لمعالجة من خالل تولية القيادات ي‬
‫ر‬
‫الت تخدم ذاتها من الحكومة‪.‬‬
‫الشخصيات ي‬
‫عامي من الثورة‪ ،‬ال تزال السلطة رتيكز يف أيدي أقلية‪ .‬فال يمثل معظم‬
‫ر‬ ‫بعد‬
‫ممارس السلطة‪ .‬وال تزال هناك جماعات مسلحة لم توقع عىل‬‫ي‬ ‫السودانيي ربي‬
‫ر‬
‫‪138‬‬
‫اتفاقيات سالم‪ ،‬وي حتمل أن تحمل المزيد من الجماعات السالح ضد الحكومة‬

‫المركزية‪ .‬يتوجب إجراء إصالح شامل لقطاع األمن كأمر إلز ي‬


‫ام‪ ،‬بما يف ذلك دمج‬
‫ر‬
‫الت‬
‫أعضاء الميليشيات يف القوات المسلحة‪ ،‬وخاصة قوات الدعم الشي ع‪ ،‬ي‬
‫أصبحت ”دولة يف حد ذاتها“‪.‬‬
‫ويلت حقوق‬ ‫ر‬
‫يغ مستقل يمثل غالبية السكان ر ي‬‫هناك حاجة لتكوين مجلس تش ي‬
‫األقليات‪ .‬تحتاج الحكومة لدارة الخالفات ربي مختلف الجهات الفاعلة بطريقة‬
‫مجدية‪.‬‬
‫السودان عىل نظام‬
‫ي‬ ‫كان شعار الثورة هو ”حرية‪ ،‬سالم وعدالة“ حيث ثار الشعب‬
‫النقاذ الذي حاول إعادة بناء المجتمع عىل أيديولوجية أحادية بغض النظر عن‬
‫تنوعه‪ .‬يجب أن تعمل الحكومة االنتقالية عىل إتاحة الحريات والتأكد من أن صنع‬
‫السياسات يشمل الجميع ويمكنهم من ممارسة معتقداتهم وتحقيق تطلعاتهم‬
‫ا‬
‫المتنوعة‪ .‬لتحقيق هذه الغاية‪ ،‬يعد الصالح االقتصادي عامال رئيسيا‪ ،‬بما يف ذلك‬
‫تمكي االقتصاد الموازي‪.‬‬
‫ر‬ ‫تدابي مكافحة الفساد وإزالة عوامل‬
‫ر‬
‫مرتكت الفظائع هما مفتاح التحول يف السودان‪ .‬وهما‬
‫ري‬ ‫إن تحقيق العدالة ومحاسبة‬
‫كثيين‪ ،‬أثناء عمر النظام السابق وبما يف‬
‫عىل رأس أولويات الثورة فقد طال الظلم ر‬
‫ذلك مذبحة الخرطوم يف ‪ 3‬يونيو ‪2019‬م‪.‬‬
‫ا‬
‫السودان أن الحكومة االنتقالية قد ورثت عبئا ثقيال من الفشل‬
‫ي‬ ‫ربما يتفهم الشعب‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫فيما يتعلق باالقتصاد والسالم‪ .‬وأن إصالح الخدمة المدنية وإصالح‬
‫ومسألة العلمنة تتطلب وقتا إضافيا‪ .‬إال أن إحجام السلطات عن تحقيق حد أدن‬
‫يثي الشكوك‬
‫من التقدم يف تحقيق العدالة ومحاسبة شخصيات النظام السابق ر‬
‫ر‬
‫والحباط‪ .‬والعدالة مرتبطة بالمحاسبة عىل جرائم المال العام ي‬
‫الت أدت لتدهور‬
‫الكيى يف السودان‪.‬‬
‫االقتصاد وفشل المشاري ع القومية ر‬

‫‪139‬‬
‫الباب الثالث‬

‫الوثيقة الدستورية‬
‫الثان‬
‫ي‬ ‫القسم‬ ‫القسم األول‬
‫ـاس للوثيق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫اإلطـ ـ ـ ـ ــار السي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ي‬ ‫الوثيقة الدستورية (منظور نقدي)‬
‫أستاذ‪ /‬طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه عثمان إسحق‬ ‫مدن محمد‬ ‫أستاذ‪ /‬ي‬
‫مدن عباس ي‬

‫‪140‬‬
141
‫القسم األول‬

‫الوثيقة الدستورية (منظور نقدي)‬


‫مدن محمد‬ ‫أستاذ‪ /‬ي‬
‫مدن عباس ي‬
‫تصدير‬
‫مر السودان بتجارب انتقال عديدة من االستبداد إىل الديمقراطية‪ :‬عقب ثورة أكتوبر‬
‫النميي يف أبريل ‪1985‬م‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪1964‬م‪ ،‬وعقب سقوط نظام‬
‫ديسمي كان هنالك انحياز من المؤسسة‬
‫ر‬ ‫يف جملة تجارب االنتقال السابقة لثورة‬
‫تغيت طبيعة هذا االنحياز‪ ،‬وشكل‬
‫للجماهي المحتجة عىل الديكتاتورية‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫العسكرية‬
‫ومؤسسات وتجارب االنتقال إال أنها انتهت بتسليم السلطة إىل حكومة منتخبة‪،‬‬
‫وهو ما حدث عقب ستة أشهر من ثورة أكتوبر‪ ،‬وعام كامل عقب انتفاضة أبريل‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫البشي ر‬
‫حت نجحت يف الطاحة به يف‬ ‫ر‬ ‫ديسمي ‪2018‬م بدأت الثورة ضد نظام‬
‫ر‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫‪ 11‬أبريل ‪2019‬م‪ ،‬حيث أعلنت القيادات العسكرية واألمنية لنظامه االنحياز للثورة‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫قوبل تشكيل المجلس العسكري االنتقاىل ف ‪ 11‬أبريل بالرفض ر‬
‫مباشة‪ ،‬مما أدى‬ ‫ي ي‬
‫تغيي قياداته‪ ،‬وعىل رأسها الفريق أول عوض بن عوف رئيس المجلس وعدد من‬
‫إىل ر‬
‫االنتقاىل وإعادة تشكيله يف‬
‫ي‬ ‫قياداته‪ ،‬مما أدى إىل استقالة رئيس المجلس العسكري‬
‫التغيي قوبل بالحذر‪ ،‬ومن ثم بدأ التواصل ر‬
‫مباشة ربي‬ ‫ر‬ ‫اليوم الذي تاله ر‬
‫مباشة‪ .‬هذا‬
‫ر ر‬
‫الت كانت تقود الثورة الشعبية‪ ،‬وهو تواصل تحول إىل‬
‫والتغيي ي‬ ‫قوى إعالن الحرية‬
‫تفاوض معقد‪ ،‬عكس طبيعة االنحياز العسكري الذي تم يف أبريل ‪2019‬م‪ ،‬فمن‬
‫ر‬
‫الت تلت إعالنه أنه لم يكن مجرد انحياز‪ ،‬بل توافرت لدى‬
‫الواضح كما أبانت األيام ي‬
‫البشي‪.‬‬
‫ر‬ ‫القيادات العسكرية رغبة واضحة يف تشكيل الطار السلطوي عقب إزاحة‬
‫‪142‬‬
‫لم يكن المشهد مطابقا لما حدث يف أبريل ‪ 1985‬م‪ ،‬والذي شهد انحيازكبار الضباط‬
‫لالنتفاضة الشعبية‪ ،‬ولكن كما وضح عقب ذلك فلم يكن لكبار الضباط رغبة يف‬
‫االستمرار يف السلطة‪.‬‬
‫وف طبيعة مصالحها طوال سنوات‬
‫كبية حدثت يف المؤسسة العسكرية ي‬
‫تغييات ر‬
‫ر‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫حكم ’ النقاذ’ [‪1989-2019‬م]‪ .‬لقد طبع التوتر العالقات ربي الحرية‬
‫االنتقاىل‪ ،‬وانتىه التفاوض ربي‬
‫ي‬ ‫السياس للثوار) والمجلس العسكري‬
‫ي‬ ‫(الممثل‬
‫الطرفي الذي كان يستمر ويتوقف بالتوقيع عىل الوثيقة الدستورية يف أغسطس‬
‫ر‬
‫‪2019‬م‪ ،‬لتبدأ ر‬
‫فية انتقالية جديدة ر‬
‫بشاكة ربي المؤسسة العسكرية بتكويناتها‬
‫انتقاىل شهد التضارب‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪ ،‬وهو مسار‬
‫ر‬ ‫المختلفة وقوى إعالن الحرية‬
‫السياس)‪،‬‬
‫ي‬ ‫المدن (التنفيذي‪،‬‬
‫ي‬ ‫واالختالفات ربي المكون العسكري للسلطة وشقها‬
‫لينتىه بانقالب ‪ 25‬اكتوبر ‪2021‬م‪ ،‬والذي قض بالتأكيد عىل مسار االنتقال الذي‬
‫ي‬
‫أعقب تشكيل الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫ووجه انقالب ‪ 25‬أكتوبر بالمقاومة الشعبية منذ ساعاته األوىل‪ ،‬وال يزال يتعرض‬
‫ر‬
‫الت رفعت من قبل المقاومة الثورية لالنقالب ترتكز عىل‬
‫لها‪ ،‬وقد كانت الشعارات ي‬
‫عودة الجيش للثكنات وإبعاده عن العملية السياسية‪ ،‬ومحاسبة قياداته‪ ،‬وقد كان‬
‫الجماهيي‬ ‫ر‬
‫الت خرجت من قبل القوى‬
‫ر‬ ‫هنالك اتفاق ربي المواثيق والتصورات ي‬
‫والتحالفات السياسية المقاومة لالنقالب عىل رصورة إيجاد تأسيس دستوري‬
‫الت صممت وفق إطار من ر‬
‫الشاكة ربي‬ ‫ر‬
‫جديد‪ ،‬بمعت تجاوز الوثيقة الدستورية ي‬
‫والعسكريي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المدنيي‬
‫ر‬
‫تحاول هذه الورقة ر‬
‫االقياب من نقد الوثيقة الدستورية‪ ،‬ليس من حيث المحتوى –‬
‫ر‬
‫الت‬
‫وهو ما نتعرض إليه بشكل محدود – ولكن يف إطار تحليل البيئة السياسية ي‬
‫ر‬
‫الت ارتبطت بها‪ ،‬والسلبيات‬
‫وف شد النقاط اليجابية ي‬
‫صاحبت توقيع هذه الوثيقة‪ ،‬ي‬

‫‪143‬‬
‫ر‬
‫الت جابهت الوثيقة الدستورية وتنفيذها‪،‬‬ ‫ر‬
‫الت صاحبت صناعتها‪ ،‬وتناول التحديات ي‬
‫ي‬
‫األخي منها عىل الدروس المستفادة والتوصيات‪.‬‬
‫ر‬ ‫كما تحتوي الورقة يف الجزء‬

‫والتاريح للوثيقة الدستورية‬


‫ي‬ ‫السياق النظري‬
‫السياق النظري للوثيقة الدستورية‪:‬‬
‫السياس الذي تتأسس فيه‪،‬‬ ‫تتعدد أشكال الدساتي وتتنوع ا‬
‫بناء عىل طبيعة السياق‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫دساتي مرنة (يمكن تعديلها‬
‫ر‬ ‫غي مكتوبة‪ ،‬وهنالك‬
‫دساتي مكتوبة وأخرى ر‬
‫ر‬ ‫فتوجد‬
‫دساتي مفصلة وأخرى‬
‫ر‬ ‫التميي ربي‬
‫ر‬ ‫دساتي جامدة‪ ،‬كما يمكننا‬
‫ر‬ ‫بسهولة نسبيا)‪ ،‬وأخرى‬
‫ر‬
‫كالت‬
‫ودساتي مؤقتة ي‬
‫ر‬ ‫دساتي دائمة (وهو األصل)‪،‬‬
‫ر‬ ‫التميي ربي‬
‫ر‬ ‫موجزة‪ ،‬وأيضا يمكننا‬
‫تتلو حاالت الياع أو الثورة‪.‬‬
‫ه مخصصة فقط من‬ ‫ه وثيقة دستورية مؤقتة أي ي‬ ‫والوثيقة الدستورية ‪2019‬م ي‬
‫أجل االنتقال إىل انتخابات ديمقراطية‪ ،‬وسيتلوها دستور دائم تبدأ صناعته ف ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬
‫ه نتاج نزاع ربي المجلس‬
‫البشي‪ ،‬وأيضا ي‬
‫ر‬ ‫وه نتاج ثورة شعبية أسقطت‬
‫االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫والتغيي‪ ،‬عىل هذا‬ ‫ر‬
‫الت كانت تمثلها قوى إعالن الحرية‬
‫ر‬ ‫العسكري والقوى الثورية ي‬
‫تقتض التفصيل‪.‬‬ ‫ر ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫الدساتي ي‬ ‫فىه من أنماط‬
‫االساس ي‬
‫التاريح للوثيقة الدستورية‪:‬‬
‫ي‬ ‫السياق‬
‫والتغيي حول هياكل الحكم يف‬
‫ر‬ ‫البشي كانت مالمح رؤية الحرية‬
‫ر‬ ‫قبل سقوط نظام‬
‫لمان يحتوي عىل مجلس‬ ‫ر‬
‫الفية االنتقالية قد اتضحت‪ ،‬من حيث وجود نظام بر ي‬
‫انتقاىل‪ ،‬مجلس وزراء ومجلس سيادة‪ ،‬كما كان هنالك التأكيد عىل رصورة أن‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫تش ي‬
‫فيات‬ ‫الفية االنتقالية من حيث مدتها الزمنية مختلفة عما كانت عليه ف ر‬
‫تكون ر‬
‫ي‬
‫اقياح أرب ع سنوات ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ،‬وعقب‬ ‫االنتقال الديمقراط السابقة‪ ،‬حيث تم ر‬
‫ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫والتغيي طلب المجلس العسكري تصور الحرية‬
‫ر‬ ‫بداية االتصال ربي الحرية‬
‫ر‬
‫مباشة بالرد عىل هذا الطلب بورقة‬ ‫لدارة الحكم ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ،‬وقد قامت‬

‫‪144‬‬
‫ر‬
‫المقيحة لهذه‬ ‫لمان والصالحيات‬
‫الي ي‬
‫مختضة تحتوي هياكل الحكم وفق النظام ر‬
‫الهياكل‪.‬‬
‫والتغيي والمجلس العسكري بعد تضي ح رئيس اللجنة‬ ‫ر‬
‫تعي التواصل ربي الحرية‬
‫ر‬
‫والتغيي من ضمن‬
‫ر‬ ‫السياسية للمجلس العسكري بأنهم سينظرون يف رؤية الحرية‬
‫والتغيي‬ ‫الت رفعت لهم من الجهات األخرى‪ .‬أعلنت الحرية‬‫ر‬
‫ر‬ ‫التصورات األخرى ي‬
‫إيقاف التواصل مع المجلس العسكري وعزمها تشكيل حكومة انتقالية وإعالنها يف‬
‫ميدان االعتصام‪ .‬تراجع المجلس العسكري عن موقفه وأبعد ثالثة من أعضائه‪ ،‬من‬
‫بينهم رئيس اللجنة السياسية؛ عن المجلس العسكري‪ ،‬وأعلن أن الجهة الممثلة‬
‫الطرفي ليتفق الطرفان‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬وبدأ مسار التفاوض ربي‬
‫ر‬ ‫ه الحرية‬
‫الشعت ي‬
‫ري‬ ‫للحراك‬
‫لمان‪ ،‬وصالحيات الهياكل المختلفة‪ ،‬وتم االتفاق‬
‫الي ي‬
‫يف مايو ‪2019‬م عىل الشكل ر‬
‫عىل ثالث سنوات ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ،‬كما تم االتفاق عىل طريقة تشكيل مجلس‬
‫وتبق مجلس السيادة‪.‬‬ ‫التشيغ‪ ،‬ر‬
‫الوزراء والمجلس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫باالعياض من قيادات يف المجلس العسكري حيث قاموا‬ ‫هذا االتفاق يبدو أنه قوبل‬
‫بتعليق التفاوض‪ ،‬ر‬
‫وحت بعد أن تم استئنافه مرة أخرى كان من الواضح عدم رغبة‬
‫المجلس العسكري يف إكمال االتفاق‪.‬‬
‫والتغيي يف‬
‫ر‬ ‫عي قياداته يف شن حملة دعائية ضد الحرية‬
‫وبدأ المجلس العسكري ر‬
‫حت كانت مذبحة فض االعتصام يف ‪3‬‬ ‫الوحدات العسكرية ومع القيادات األهلية ر‬

‫يونيو ‪2019‬م‪ ،‬حيث أعقب فض االعتصام بالقوات العسكرية يف الخرطوم فضه‬


‫االعتصامات يف واليات السودان المختلفة‪ ،‬وأعلن رئيس المجلس العسكري عن‬
‫إيقاف التفاوض مع الحرية والتغيي والنكوص عن كافة ا ر‬
‫الليامات السابقة‪ ،‬والدعوة‬ ‫ر‬
‫النتخابات بعد تسعة أشهر‪.‬‬
‫تواصلت المقاومة الشعبية ضد المجلس العسكري‪ ،‬وتدخلت المنظمات القليمية‬
‫ر‬
‫االفريق الستعادة مسار االنتقال‬ ‫الت جمدت عضوية السودان يف االتحاد‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪145‬‬
‫اط يف السودان‪ ،‬كما كان لنجاح االحتجاجات الشعبية يف الضغط عىل‬ ‫الديمقر ي‬
‫المجلس العسكري وإفشال مخططاته للسيطرة عىل مقاليد األمور يف البلد‪.‬‬
‫بت‬ ‫ر‬ ‫قادت الجهات الوسيطة‪ :‬دولة أثيوبيا‪ ،‬واالتحاد‬
‫األفريق؛ مسار تفاوض جديد‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫أساس عىل نتائج التفاوض السابقة‪.‬‬
‫ي‬ ‫بشكل‬
‫وقد أدت جولة المفاوضات إىل إكمال االتفاق عىل الوثيقة الدستورية يف نهاية يوليو‬
‫الرسم عىل االتفاق يف ‪ 17‬أغسطس‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪2019‬م‪ ،‬وتم التوقيع‬
‫والسياس الذي تم فيه توقيع الوثيقة الدستورية مهم لتبيان‬
‫ي‬ ‫يىح‬
‫إن فهم السياق التار ي‬
‫اع يختلف عما صاحب تجارب‬ ‫المناخ الذي تشكلت بموجبه‪ ،‬وهو إطار رص ي‬
‫االنتقال الديمقراط السابقة‪ ،‬كما تأسس عىل نموذج ر‬
‫الشاكة ربي المجلس‬ ‫ي‬
‫المدن يف‬ ‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫والت كانت تمثل الجانب‬ ‫ر‬ ‫العسكري وقوى إعالن الحرية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غي سلسة وتمت ربي أطراف متنازعة وليست منسجمة يف‬ ‫وه رشاكة ر‬
‫السلطة‪ ،‬ي‬
‫أحايي عديدة‬
‫ر‬ ‫الغاية والرؤية‪ ،‬وقد تغلبت جوانب المناورة وتقسيم الصالحيات يف‬
‫عىل ضبط المصطلحات القانونية والدستورية‪.‬‬
‫ً‬
‫المحددات والقضايا الرئيسية لتناول الوثيقة الدستورية نقديا‬
‫وه‪:‬‬
‫تعتمد هذه الورقة يف تناولها النقدي للوثيقة الدستورية عىل محددات رئيسية ي‬
‫تعاط الوثيقة الدستورية مع مسألة توزي ع الصالحيات ربي مؤسسات الحكم‬
‫ي‬ ‫|‪1‬‬
‫االنتقاىل المختلفة‪.‬‬
‫ي‬
‫|‪2‬الوثيقة الدستورية وعملية السالم‪.‬‬
‫|‪3‬وضعية األجهزة األمنية‪.‬‬
‫|‪4‬الوثيقة الدستورية ومستويات الحكم‪.‬‬
‫|‪5‬الوثيقة الدستورية وإكمال الهياكل الدستورية‪.‬‬
‫‪ |1‬توزيـ ــع الصالحيات والمهام‬

‫‪146‬‬
‫مثلت قضية الصالحيات والمهام قضية مركزية يف التفاوض الذي سبق توقيع‬
‫والتغيي للحكم‪ ،‬بما‬ ‫الت ر‬
‫اقيحتها قوى إعالن الحرية‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫اليلمانية ي‬
‫الوثيقة‪ ،‬الطبيعة ر‬
‫يغ‪ ،‬ووجود‬ ‫ر‬
‫يعت وجود سلطات تنفيذية واسعة مراقبة من قبل مجلس تش ي‬ ‫ي‬
‫لتمض بسالسة مع المكون‬ ‫تشيفية لمجلس السيادة؛ لم تكن‬ ‫صالحيات ر‬
‫ي‬
‫اليلمانية‪ ،‬إال أنه عمل عىل‬
‫العسكري‪ ،‬والذي رغم إذعانه النظري لفكرة الدولة ر‬
‫االنتقاص من هذه الصيغة من خالل التفاوض‪ ،‬فمجلس السيادة ليس مجرد مجلس‬
‫األمت‪ ،‬وارتباط برعاية‬ ‫يق‪ ،‬ولكنه مجلس ذو صالحيات واسعة يف الملف‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫تش ي‬
‫السالم‪ ،‬وصالحية يف تكوين مفوضيات مهمة للغاية‪ :‬مفوضية السالم‪ ،‬مفوضية‬
‫االنتخابات‪ ،‬مفوضية الحدود ومفوضية صناعة الدستور‪.‬‬
‫رغم وجود توسع يف مسألة الصالحيات يف الوثيقة الدستورية إال أن ذلك لم يكن‬
‫التفسي المتناقض‪.‬‬
‫ر‬ ‫حاسما يف جعلها بعيدة عن مزالق‬
‫‪ |2‬الوثيقة الدستورية وعملية السالم‬
‫الثان‪ ،‬المادة السابعة‪ ،‬عىل أن األولوية خالل‬
‫ي‬ ‫نصت الوثيقة الدستورية يف الفصل‬
‫الستة أشهر األوىل من ر‬
‫الفية االنتقالية للعمل الجاد من أجل تحقيق السالم‪ ،‬كما‬
‫نصت المادة الثامنة والمتعلقة بمهام ر‬
‫الفية االنتقالية بالعمل عىل تحقيق السالم‬
‫وف المادة‬
‫(العادل) و(الشامل) وإنهاء الحرب بمخاطبة جذور المشكلة السودانية‪ ،‬ي‬
‫‪ 11‬المتعلقة باختصاصات مجلس السيادة نصت الفقرة (س) عىل أن من‬
‫اختصاصات مجلس السيادة رعاية عملية السالم مع الحركات المسلحة‪.‬‬
‫وف المادة (‪ )16‬اختصاصات مجلس الوزراء يف الفقرة (‪ )1‬تم التأكيد عىل أن تنفيذ‬
‫ي‬
‫ه مهمة الحكومة التنفيذية‪ ،‬كما نصت الفقرة (‪ )2‬عىل‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫مهام إعالن الحرية‬
‫مهمة إيقاف الحرب والياعات وبناء السالم ضمن اختصاصات مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الالفت هنا أنه ف ذات الوثيقة وف الفصل الثان ر‬
‫عش المتعلق بتكوين المفوضيات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت يشكلها‬
‫المستقلة وضعت مفوضية السالم من ضمن المفوضيات األرب ع ي‬
‫مجلس السيادة بالتفاوض مع رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬
‫كما تم تخصيص باب كامل ف الوثيقة الدستورية‪ ،‬وهو الباب الخامس ر‬
‫عش (قضايا‬ ‫ي‬
‫وه‬
‫السالم الشامل) والذي احتوى عىل ثالث مواد ‪ ،70 ،69 ،68‬لعملية السالم‪ ،‬ي‬
‫والتغيي يف أواخر يوليو‬ ‫ر‬
‫الت ارتكزت عىل التفاوض ربي الجبهة الثورية والحرية‬
‫ر‬ ‫المواد ي‬
‫‪2019‬م‪ ،‬قبل توقيع الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫ثمة اضطراب واضح يف جعل السالم مهمة تنفيذية‪ ،‬واقتصار دور المجلس السيادي‬
‫عىل رعاية عملية السالم‪ ،‬ثم تخويله يف باب آخر حق تشكيل مفوضية السالم‪ ،‬وإن‬
‫يعط بابا للمكون‬ ‫كان ذلك مقرونا ر‬
‫بشط التشاور مع رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬ذلك‬
‫ي‬
‫العسكري المهيمن فعليا عىل مجلس السيادة للتحرك يف مساحات تنفيذية‪.‬‬
‫لقد أبانت التجربة العملية عن هيمنة المكون العسكري بمساعدة مدنية محدودة‬
‫ر‬
‫والت أفضت إىل اتفاقية سالم جوبا‬
‫يف مجلس السيادة عىل عملية التفاوض يف جوبا ي‬
‫‪2020‬م‪.‬‬
‫‪ |3‬الوثيقة الدستورية واألجهزة العسكرية واألمنية‬
‫التاىل‪( :‬وضع‬ ‫ر‬
‫الثان المادة (‪ )8‬مهام الفية االنتقالية نص البند (‪ )12‬عىل ي‬
‫يف الفصل ي‬
‫برامج إصالح الدولة بصورة تضمن استقالليتها وقوميتها‪ ،‬وعدالة توزي ع الفرص‬
‫فيها دون المساس ر‬
‫بشوط األهلية والكفاءة‪ ،‬عىل أن تسند مهام أعمال إصالح‬
‫األجهزة العسكرية للمؤسسات العسكرية وفق القانون‪.‬‬
‫كما نصت الوثيقة الدستورية يف الفصل الرابع تشكيل مجلس السيادة يف المادة‬
‫األوىل عىل أنه رأس الدولة ورمز سيادتها‪ ،‬وهو القائد األعىل للقوات المسلحة‬
‫وقوات الدعم الشي ع‪ ،‬والقوات النظامية األخرى‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫وقد خصص الفصل الحادي ر‬
‫عش من الوثيقة للجهزة النظامية حيث نصت يف‬
‫البند (‪ ) 1‬عىل أن القوات المسلحة والدعم الشي ع تتبع للقائد العام وتخضع‬
‫للسلطة السيادية (لم يكن عناك قائد عام للجيش ر‬
‫حت توقيع الوثيقة الدستورية‪،‬‬
‫الثان عىل‬
‫بل كان النظام المتبع هو فقط وجود رئيس لهيئة األركان)‪ ،‬كما نص البند ي‬
‫أن عالقة القوات المسلحة والدعم الشي ع بالسلطة التنفيذية يحددها القانون‪،‬‬
‫الشطة نصت الوثيقة يف المادة (‪ )36‬عىل أنها تخضع‬ ‫وفيما يختص بقوات ر‬
‫لسياسات وقرارات السلطة التنفيذية وفق القانون‪ ،‬كما نصت عىل أن عالقة ر‬
‫الشطة‬
‫بالسلطة السيادية يحددها القانون‪.‬‬
‫وفيما يختص بجهاز المخابرات العامة فقد أوضحت المادة (‪ )37‬عىل أن جهاز‬
‫الوطت‪ ،‬وتقتض مهامه عىل جمع المعلومات‬
‫ي‬ ‫المخابرات العامة يختص باألمن‬
‫للسلطتي السيادية والتنفيذية‬
‫ر‬ ‫وتحليلها‪ ،‬وتقديمها لجهات االختصاص ويخضع‬
‫وفق القانون‪.‬‬
‫أقرت الوثيقة بخضوع ر‬
‫الشطة للسلطة التنفيذية‪ ،‬مع أن النص حاول تقييدها بوفق‬
‫القانون‪ ،‬لكن خضوع ر‬
‫الشطة للجهاز التنفيذي ال التباس فيه رغم محاولة المكون‬
‫العسكري بل تدخله فعليا ف إخراج كشوفات الحالة من ر‬
‫الشطة دون معرفة‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تتحدث عن إعمال صالحية إصالح‬
‫وموافقة السلطة التنفيذية‪ ،‬وتذرعه بالمادة ي‬
‫ر‬
‫الت تم استخدامها من قبل‬
‫وه ذات المادة ي‬
‫للعسكريي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫المؤسسة العسكرية‬
‫والمدنيي من قضية إصالح المؤسسة‬
‫ر‬ ‫المكون العسكري لبعاد السلطة التنفيذية‬
‫تعت اقتصار إصالح المؤسسة العسكرية عىل‬
‫ي‬ ‫العسكرية‪ ،‬وكلمة (إعمال) ال‬
‫غي‬
‫عسكريي ر‬
‫ر‬ ‫العسكريي ولكن المقصود تنفيذ هذه الصالحات‪ ،‬كما أن كلمة‬
‫ر‬
‫ر‬
‫وحت المخابرات‪ ،‬فذلك‬ ‫مضبوطة فهل تشمل الجيش والدعم الشي ع ر‬
‫والشطة‬
‫تعميم ال يتناسب مع طبيعة ومهام وتبعية هذه األجهزة المختلفة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫لم تكن الوثيقة محكمة مطلقا فيما يختص بجهاز األمن والمخابرات وتحديد طبيعة‬

‫بالسلطتي السيادية والتنفيذية‪ .‬ي‬


‫وف وضعية وثيقة دستورية وضعت عقب‬ ‫ر‬ ‫عالقاته‬
‫نزاع ربي أطرافها‪ ،‬لم يكن مفيدا وضع نصوص مرسلة‪ ،‬أو التهرب من توضيح‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الصالحيات بإحالتها إىل القانون‪ ،‬وهنا نتحدث عن النص وليس الممارسة ي‬
‫جعلت من جهاز المخابرات العامة تابعا للمكون العسكري للسلطة السيادية‪.‬‬
‫وف تكوين مجلس األمن‪ ،‬والذي كان أحد أهم الهياكل فعليا خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫فلم يكن هنالك تفصيال يف مهامه وصالحياته‪ ،‬وهيكلته الداخلية‪ ،‬فذكر مجلس‬
‫حت يف مادة أو تبويب منفصل‪ ،‬بل جاء يف المادة (‪)12‬‬ ‫األمن والدفاع لم يأت ر‬

‫المتعلقة بصالحيات مجلس السيادة يف البند (ط) إعالن الحرب‪ ،‬حيث ذكر أنها‬
‫تتم ا‬
‫بناء عىل توصية من مجلس األمن والدفاع‪ ،‬والذي يتكون من‪ :‬مجلس السيادة‪،‬‬
‫رئيس الوزراء‪ ،‬وزراء الدفاع والداخلية‪ ،‬والخارجية‪ ،‬والعدل‪ ،‬والمالية‪ ،‬والقائد العام‬
‫للقوات المسلحة‪ ،‬والنائب العام‪ ،‬والمدير العام لجهاز المخابرات العامة‪ .‬هنا أتت‬
‫الشارة إىل مجلس األمن والدفاع مصحوبة بتعريف تكوينه‪.‬‬
‫‪ |4‬الوثيقة الدستورية ومستويات الحكم‬
‫يف طبيعة الدولة المادة (‪ )4‬البند (‪ )1‬نص عىل أن جمهورية السودان دولة مستقلة‬
‫ذات سيادة‪ ،‬ديمقراطية‪ ،‬برلمانية‪ ،‬تعددية ال مركزية‪.‬‬
‫وف الفصل الثالث‪ :‬أجهزة ر‬
‫الفية االنتقالية – مستويات الحكم) نصت الوثيقة عىل‬ ‫ي‬
‫أن جمهورية السودان جمهورية ال مركزية تكون مستويات الحكم فيها عىل ثالث‬
‫المحىل‪ .‬ترك أمر‬
‫ي‬ ‫الوالن‪ ،‬والمستوي‬
‫ي‬ ‫القليم |‬
‫ي‬ ‫مستويات‪ :‬المستوي االتحادي‪،‬‬
‫وقواني تسن لذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫لتدابي الحقة‬
‫ر‬ ‫التفصيل يف ذلك‬
‫هنالك بعض االنتقاد الذي وجه للوثيقة الدستورية بأنها كانت خرطومية (مركزية)‬
‫الوالن‪ ،‬ولكن بالمقابل فهنالك حجة مقابلة بأن الوثيقة‬
‫ي‬ ‫المحىل أو‬
‫ي‬ ‫ولم تهتم بالشأن‬

‫‪150‬‬
‫الت ستتم مع الحركات المسلحة ر‬
‫والت بالتأكيد‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫لم تود استباق اتفاقيات السالم ي‬
‫الوالن‪.‬‬
‫ي‬ ‫القليم |‬
‫ي‬ ‫ستتطرق لقضايا الحكم‬
‫‪ |5‬تشكيل األجهزة والهياكل االنتقالية‪:‬‬
‫يع‪:‬‬
‫المجلس التش ي‬
‫االنتقاىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫زمت لتشكيل هياكل الحكم‬
‫صاحب التوقيع عىل الوثيقة الدستورية جدول ي‬
‫بداية بحل المجلس العسكري وتشكيل مجلس السيادة‪ ،‬إجازة ترشيح رئيس الوزراء‬
‫وتعيي مجلس الوزراء‪ ،‬كما وضعت الوثيقة ميقاتا زمنيا‬
‫ر‬ ‫وتاري خ أدائه القسم‪،‬‬
‫التسعي يوما من توقيع‬ ‫االنتقاىل بحيث ال يتجاوز‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫لتشكيل المجلس التش ي‬
‫وف المادة (‪ )25‬البند (‪) 3‬‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬وهو ما ذكرته المادة ‪ 24‬البند (‪ ،)4‬ي‬
‫االنتقاىل تؤول صالحياته إىل االجتماع‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫لحي تشكيل المجلس التش ي‬ ‫نص عىل أنه ر‬
‫لمجلس السيادة والوزراء‪.‬‬ ‫ر‬
‫المشيك‬
‫ي‬
‫يغ فإن أعضاء‬ ‫ر‬
‫رغم وجود نص واضح بالتاري خ األقض لتشكيل المجلس التش ي‬
‫مجلس السيادة الذين ذهبوا للتفاوض‪ ،‬عقب ثالثة أيام من أداء الحكومة التنفيذية‬
‫لحي‬
‫يغ ر‬ ‫ر‬
‫للقسم‪ ،‬توصلوا التفاق مع الجبهة الثورية بتعطيل تشكيل المجلس التش ي‬
‫فية قليلة من‬‫التوصل التفاق سالم‪ ،‬وهو اتفاق يخالف الوثيقة الدستورية بعد ر‬

‫توقيعها‪.‬‬
‫مجلس‬ ‫ر‬
‫المشيك ربي‬ ‫يغ لالجتماع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ثمة انتقاد لتخويل سلطات المجلس التش ي‬
‫مىحء انقالب ‪ 25‬اكتوبر‬ ‫ر‬
‫السيادة والوزراء‪ ،‬وهو االستثناء الذي تحول لقاعدة حت ر ي‬
‫حريصي عىل تشكيله‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫المجلسي ر‬
‫ر‬ ‫‪ ،2021‬فاالنتقاد يتأسس عىل أن ذلك يجعل‬
‫يف ظل تمتعهما بسلطاته‪ ،‬فيما يتعارض بالتأكيد مع مبدأ فصل السلطات‪ ،‬وعىل ما‬
‫يف هذا االحتجاج من وجاهة إال أنه ال يضع بدائل أخرى لتحل مؤقتا مكان المجلس‬
‫القانون كان‬ ‫يغ الذي توجد حاجة ملحة لممارسة مهامه‪ ،‬خاصة وأن الصالح‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫التش ي‬
‫من أهم واجبات ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫يعتي خرقا دستوريا يف أوله‪ .‬ثم‬
‫يغ ر‬ ‫ر‬
‫وبشكل عام فإن الفشل يف تكوين المجلس التش ي‬
‫التشيغ ر‬
‫حت بعد توقيع‬ ‫ارتبط بوجود خلل سياس ف القدرة عىل تشكيل المجلس ر‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫اتفاق سالم جوبا‪.‬‬
‫النائب العام ورئيس القضاء‬
‫عي مجالسهم‬
‫حسب الوثيقة الدستورية فإن اختيار رئيس القضاء والنائب العام يتم ر‬
‫المتخصصة‪ ،‬حيث يتم اختيار رئيس القضاء بعد ترشيحه من مجلس القضاء‬
‫األعىل‪ ،‬بينما يتم اختيار النائب العام بواسطة المجلس األعىل للنيابة‪ .‬هذا ما نصت‬
‫عليه الوثيقة الدستورية‪ ،‬ولكن يف التعديل الذي طرأ عىل الوثيقة تمت إضافة‬
‫عبارات إىل المادة (‪ )12‬والمتعلقة بصالحيات مجلس السيادة يف البنود (و) و(ي)‬
‫لحي‬
‫تعيي رئيس القضاء والنائب العام بواسطة مجلس السيادة ر‬
‫بحيث أن يتم ر‬
‫تشكيل مجلس القضاء ومجلس النيابة األعىل‪ .‬وهو االستثناء الذي تحول أيضا‬
‫مىحء انقالب ‪ 25‬اكتوبر‪ ،‬واستمرار هذا االستثناء الذي لم يقيد بزمن‬ ‫ر‬
‫لقاعدة حت ر ي‬
‫أدى بطبيعة الحال لتمركز سلطات إضافية لمجلس السيادة‪.‬‬
‫المحكمة الدستورية والمفوضيات‪:‬‬
‫زمت لتشكيل المحكمة الدستورية والمفوضيات الرئيسية‪ ،‬فانضوت‬
‫لم يوضع حد ي‬
‫االنتقاىل دون تشكيل المحكمة الدستورية مع وجود الحاجة الماسة لها‪،‬‬
‫ي‬ ‫سنتا الحكم‬
‫وتعيي مفوض لمفوضية‬
‫ر‬ ‫وتم يف إطار المفوضيات تشكيل مفوضية الحدود‬
‫السالم‪.‬‬
‫الوثيقة الدستورية‪ :‬التحديات‪ ،‬اإليجابيات والسلبيات‬
‫الن جابهت صناعة الوثيقة الدستورية‪:‬‬ ‫ر‬
‫التحديات ي‬
‫لطرف الوثيقة الدستورية‪ ،‬وهو األمر الذي أنتج‬
‫ي‬ ‫‪ ]1‬عدم توحد األهداف النهائية‬
‫كي عىل أن يكون هدف الوثيقة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫محاصصة دستورية‪ -‬إن جازت التسمية ‪-‬أكي من الي ر‬
‫اط‪ ،‬فمراوغة المجلس العسكري وحرصه عىل‬
‫مدن ديمقر ي‬
‫هو الوصول إىل انتقال ي‬
‫‪152‬‬
‫اقتناص مكاسب دستورية أو زرع نصوص تحتمل التأويل كان من تحديات صناعة‬
‫انتقاىل مناسب‪.‬‬
‫ي‬ ‫دستور‬
‫كي عىل الجوانب السياسية‪.‬‬ ‫ر‬
‫الخيات الفنية يف التفاوض‪ ،‬والي ر‬
‫‪ ]2‬محدودية ر‬
‫‪ ]3‬الرغبة يف الوصول إىل اتفاق شي ع والضغوط لتحقيق ذلك داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫ه انتقالية‬
‫‪ ]4‬وجود قضية كتحقيق السالم مؤجلة‪ ،‬بما يجعل الوثيقة االنتقالية ي‬
‫أيضا الحتمالية تعديلها مع اتفاقيات السالم‪.‬‬
‫‪ ]5‬لم تتوفر ظروف مشابهة ووثائق يمكن الرجوع إليها من ر‬
‫فيات االنتقال‬
‫ر‬
‫والت كانت تهدف فقط للوصول إىل االنتخابات‪.‬‬
‫اط السابقة ي‬
‫الديمقر ي‬
‫أبرز االيجابيات يف الوثيقة الدستورية‪:‬‬
‫والتغيي كمهام للحكومة االنتقالية‪ ،‬كما نصت عىل مهام‬
‫ر‬ ‫تضمي إعالن الحرية‬
‫ر‬ ‫‪]1‬‬
‫الوطت‬
‫ي‬ ‫أساسية كتفكيك نظام المؤتمر‬
‫‪ ]2‬تضمن وثيقة الحقوق (حقوق النسان) كاملة‪.‬‬
‫التدابي‬ ‫الت يمكن اصطحابها ر‬
‫حت يف‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫كثي من المبادئ والنقاط ي‬
‫‪ ]3‬احتوت عىل ر‬
‫شاغىل الوظائف‬
‫ي‬ ‫الدستورية الدائمة‪ ،‬كاستقاللية القضاء والنيابة العامة‪ ،‬ومنع‬
‫الدستورية العليا من العمل التجاري أو تقبل الهدايا‪ ،‬كما نصت عىل استقاللية‬
‫المراجع العام‪.‬‬
‫ر‬
‫الن شابت الوثيقة الدستورية‪:‬‬
‫السلبيات ي‬
‫ر‬
‫الت تتعلق‬ ‫ر‬
‫الت تحتاج إىل تفصيل مثل ي‬
‫‪ ]1‬عدم التفصيل يف العديد من القضايا ي‬
‫بتبعية جهاز المخابرات العامة‪ .‬وهنالك قضايا كانت تحتاج إىل توضيح ر‬
‫أكي‬
‫كالعالقات الخارجية ووالية وزارة المالية عىل المال العام‪.‬‬
‫االنتقاىل عىل تواري خ محددة للمهام‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ ]2‬كان من المهم أن يشتمل البناء الدستوري‬
‫صحيح أن الوثيقة اشتملت عىل بعض المهام‪ ،‬ولكنها أغفلت أخرى‬

‫‪153‬‬
‫‪ ]3‬التعديل الذي طال الوثيقة بخصوص زيادة ر‬
‫الفية االنتقالية عاما بحيث تبدأ‬
‫ا‬
‫الثالث سنوات عقب اتفاق جوبا لم تجر تعديال أو توضيحا عىل تاري خ تسليم رئاسة‬
‫بتفسيات متعارضة‪.‬‬
‫ر‬ ‫المدنيي‪ ،‬مما سمح‬
‫ر‬ ‫المجلس السيادي من‬
‫تأثيه‬
‫اط له ر‬
‫‪ ]4‬االستعجال يف الوصول التفاق دستوري يؤسس لالنتقال الديمقر ي‬
‫عىل‪:‬‬
‫االنتقاىل الذي يجب أن يتأسس‬
‫ي‬ ‫أ| تعميق المشاركة يف صناعة الدستور‬
‫عىل االتفاق العام‪.‬‬
‫ب| مستوى الجودة والحكام يف العديد من نقاطه‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ ]5‬عدم االتساق الذي صاحب بعض القضايا‪ ،‬فالوثيقة مثال تتحدث عن نظام‬
‫لمان‪ ،‬بينما كانت يف العديد من قضاياها تأخذ مسار النظام المختلط‪ ،‬وتمنح مهام‬
‫بر ي‬
‫وف قضية السالم أعطت مجلس السيادة دور الرعاية‬
‫عديدة للمجلس السيادي‪ ،‬ي‬
‫وف نفس الوقت أعطته مهام جوهرية كتشكيل المفوضية بالتشاور مع رئيس‬
‫ي‬
‫الوزراء‪.‬‬
‫الملخص والدروس المستفادة والتوصيات‬
‫ه تجربة مختلفة عن سابق‬
‫الملخص‪ :‬عىل الرغم من أن الوثيقة الدستورية ي‬
‫لدساتي سابقة‪ ،‬بل تمت صناعة‬
‫ر‬ ‫تجارب االنتقال السابقة‪ ،‬حيث لم تتم العودة‬
‫انتقاىل لموافاة السياق الذي تمت فيه‪ ،‬إال أنها تعرضت لنقد كثيف منه ما‬
‫ي‬ ‫دستور‬
‫هو متعلق بمتنها‪ ،‬ومنه ما هو متعلق بنتائج التطبيق‪ ،‬وقد ركزت هذه الورقة عىل‬
‫ر‬
‫الت صاحبت‬
‫شد المسائل المتعلقة بصناعة الوثيقة الدستورية والشكاليات ي‬
‫نصوصها‪.‬‬
‫انتقاىل دون االتفاق ربي أطرافها‬
‫ي‬ ‫توصلت الورقة إىل أنه من الصعوبة إنجاز دستور‬
‫عىل النقطة المراد الوصول إليها‪ ،‬كما وضح أن إغفال التفصيل والتدقيق يف بعض‬
‫النصوص سمح للمكون العسكري بالتمدد يف مساحات لم تكن لتتاح له‪ ،‬مما خلق‬
‫‪154‬‬
‫لمان وتكون الجهة السيادية‬
‫غي متسق‪ ،‬يتحدث عن نظام بر ي‬
‫وضعا دستوريا ر‬
‫واألمت ومشاركة يف العالقات الخارجية واالقتصاد‪،‬‬
‫ي‬ ‫مسيطرة عىل الجانب العسكري‬
‫يغ‪ ،‬وقائمة عىل األجهزة العدلية والقضائية‪.‬‬ ‫ر‬
‫ئيس يف الطار التش ي‬
‫ومكون ر ي‬
‫ر‬
‫الت صاحبت الوثيقة‬
‫لقد تناولت الورقة التحديات واليجابيات والسلبيات ي‬
‫أكي عىل الخفاقات ومكامن القصور‪،‬‬
‫الدستورية االنتقالية‪ ،‬ولكنها ركزت بشكل ر‬
‫يقتض النقد‬ ‫ر‬
‫فحت تصبح تجربة الوثيقة الدستورية درسا يستفاد منه فذلك‬
‫ي‬
‫والموضوع لها‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشجاع‬
‫الدروس المستفادة والتوصيات‬
‫‪ ]1‬أهمية أن تكون النصوص الدستورية‪ ،‬مؤقتة كانت أو دائمة‪ ،‬نصوصا محكمة‬
‫التفسيات المتناقضة‪.‬‬
‫ر‬ ‫بشكل ال يحتمل‬
‫ر‬
‫الت تحتاج إىل ذلك يف النصوص الدستورية‬
‫‪ ]2‬رصورة اللجوء إىل التفصيل يف المواد ي‬
‫سياس‪ ،‬الخ)‪.‬‬ ‫(إثت‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الت تصاحب عملية الياع ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫بالتشي ع وحسم الخالفات‬ ‫‪ ]3‬أهمية حضور المؤسسات الدستورية المعنية‬
‫يغ والمحكمة الدستورية عوامل مهمة لنجاح‬ ‫ر‬
‫الدستورية‪ ،‬فوجود المجلس التش ي‬
‫أي إطار دستوري يف المستقبل‪.‬‬
‫‪ ]4‬هنالك قضايا مهمة تحتاج إىل تجلية كاملة يف أي إطار دستوري قادم يف السودان‬
‫منها كيفية المؤسسة العسكرية‪ :‬عالقاتها وخضوعها للسلطة المدنية‪ ،‬والية وزارة‬
‫المالية عىل المال العام وتفصيل ذلك‪.‬‬
‫مصادر‬
‫|‪ 1‬الوثيقة الدستورية‪2019‬‬
‫|‪ 2‬الوثيقة الدستورية تعديل‪2020‬‬

‫‪155‬‬
‫ر‬
‫واسياتيجية تعديل الوثيقة الدستورية‪ ،‬يف‬ ‫سام عبد الحليم سعيد‪ ،‬فلسفة‬ ‫|‪ 3‬د‪.‬‬
‫ي‬
‫االثني ‪ 24‬يناير‬
‫ر‬ ‫التغيي‬
‫ر‬ ‫االنتقاىل يف السودان‪ ،‬صحيفة‬
‫ي‬ ‫إطار إعادة رسم المسار‬
‫‪2021‬م‪.‬‬
‫الدساتي دون الوطنية يف البلدان الهشة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫فولش وآسانغا ويليكاال ‪-‬‬ ‫|‪ 4‬كيمانا زوليتا‬
‫والمتضرة من الياعات‪ ،‬المؤسسة الدولية للديمقراطية واالنتخابات‪ ،‬ورقة‬
‫سياسات الرقم ‪ ،12‬لسنة ‪2017‬م‪.‬‬
‫تسيي المراحل االنتقالية يف الدول العربية‪ :‬دراسة مقارنة‪ :‬الجزائر‪،‬‬
‫ر‬ ‫|‪ 5‬محمد عابد‪،‬‬
‫الجيالىل لباس – سيد‬
‫ي‬ ‫مض وتونس‪ ،‬رسالة دكتوراة يف القانون العام – جامعة‬
‫بلعباس _ كلية الحقوق والعلوم السياسية – السنة الجامعية‪2020-2021‬م‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الثان‬
‫ي‬ ‫القسم‬
‫‪‬‬
‫السياس للوثيقة‬
‫ي‬ ‫اإلطار‬
‫األستاذ طه عثمان اسحق‬
‫التحية لصحيفة الديمقراط عىل تنظيم هذه الورشة‪ ،‬ر‬
‫ونيحم بداية عىل أرواح‬ ‫ي‬
‫الضحايا الذين سقطوا مؤخرا يف والية النيل األزرق وكل ضحايا االنقالب‪ .‬أتحدث‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫مرحلتي‪ :‬المرحلة ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫الت تمت وكنت جزءا منها‪ ،‬وأتكلم عن‬‫من واقع األحداث ي‬
‫ر‬
‫الت تلتها‪.‬‬
‫سبقت الوثيقة الدستورية‪ .‬ثم الوصول للوثيقة الدستورية والممارسات ي‬
‫ونيك‬‫هناك لغط كبي دار حول الوثيقة الدستورية شمل قضايا كثية‪ ،‬نطرحها ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫السودان‪ .‬ونذكر ذلك استنادا لمستندات‪ ،‬سوف‬
‫ي‬ ‫تقييمها لجهات محايدة وللشعب‬
‫السودان ليطلع عليها‪.‬‬
‫ي‬ ‫اط لتطرح لكل الشعب‬
‫نسلم نسخا منها لصحيفة الديمقر ي‬
‫والتغيي إىل أنه تم تكوين لجنة لصياغة الوثيقة‬
‫ر‬ ‫سبق أن أشارت ورقة الحرية‬
‫حسني قبل ‪ 11‬أبريل ‪2019‬م‪،‬‬
‫ر‬ ‫عىل محمود‬‫الدستورية برئاسة المرحوم األستاذ ي‬
‫ضمن االستعداد ر‬
‫للفية االنتقالية وإطارها الدستوري‪.‬‬
‫التفاوض مع المجلس العسكري‬
‫بعد ‪ 11‬أبريل عقد االجتماع األول للجنة االتصال مع المجلس العسكري‪ ،‬وكانت‬
‫اثني ‪،‬‬
‫ممثلي ر‬
‫ر‬ ‫والتغيي مكونة من كتل التحالف‪ ،‬من كل كتلة‬
‫ر‬ ‫اللجنة الممثلة للحرية‬
‫قدموا رؤية متكاملة الستالم السلطة‪ .‬لقد دار لغط واتهام بأنه تم تغييب بعض‬
‫لمنسون‬
‫ري‬ ‫تأخي‬
‫القوى يف ذلك االجتماع‪ ،‬والحقيقة لم تغيب أي جهة بيد أنه حدث ر‬
‫صحق‬
‫ي‬ ‫قوى الجماع‪ ،‬وشاركت كل القوى ما عداهم‪ ،‬بسبب أنه كان لديهم مؤتمر‬
‫يف نفس اليوم‪.‬‬

‫‪ ‬ألقيت الورقة شفاهة‪ ،‬وقامت بتفريغها وتحريرها سكرتارية الورشة‪.‬‬


‫‪157‬‬
‫كانت االجتماعات قبل أحداث ‪ 8‬رمضان تعقد يف القض الجمهوري‪ ،‬و يف تلك‬
‫المرحلة األوىل قدمت ورقة كمسودة حول مؤسسات وسلطات الحكم‪ ،‬جرى نقاش‬
‫ممثىل الكتل كلهم‪.‬‬
‫ي‬ ‫حولها وتمت إجازتها من‬
‫وقف التفاوض واستئنافه‬
‫ثم جاءت أحداث ‪ 8‬رمضان وتم إيقاف التفاوض‪ ،‬وبدأ حينها ظهور لجان وطنية‪،‬‬
‫أو شخصيات للمشاركة‪ ،‬أو للمساهمة‪ ،‬أو للمعالجة وال أود التشكيك فيها‪ ،‬لكن‬
‫أحيانا ترتكب من قبل تلك الشخصيات أخطاء تكون تكلفتها عالية‪ .‬يف اجتماع عقد‬
‫يف القيادة العامة أثناء االعتصام لتقريب وجهات النظر والعودة للتفاوض دعت له‬
‫اللجنة الوطنية المكونة من دكتور سليمان فضيل وأسامة داؤود وأستاذ محجوب‬
‫محمد صالح‪ ،‬كان حضورا يف االجتماع دكتور فضيل وأسامة داؤود‪ ،‬وكانت‬
‫يغ ومجلس الوزراء‪،‬‬ ‫ر‬
‫المفاوضات وقتها وصلت التفاق حول قضايا يف المجلس التش ي‬
‫ا‬
‫والتغيي كامال بما يف ذلك‬
‫ر‬ ‫وكان االتفاق حول أن مجلس الوزراء تشكله قوى الحرية‬
‫يغ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والتغيي يف المجلس التش ي‬
‫ر‬ ‫ارن الدفاع والداخلية‪ ،‬وكذلك حول نسبة الحرية‬
‫وز ي‬
‫والتغيي تتكلم عن ‪ %80‬ثم صار الحديث عن ‪ %67‬بعد نقاش مسألة‬
‫ر‬ ‫وكانت الحرية‬
‫الثلثي‪ .‬يف تلك الجلسة‬
‫ر‬ ‫بالثلثي وال ‪ %67‬تمثل‬
‫ر‬ ‫اتخاذ القرار‪ ،‬باعتبار أن القرار‬
‫حصلت مناقشات خرقت ذلك االتفاق‪ ،‬إذ تداخل أحد أعضاء اللجنة الوطنية وقال‬
‫فالشاكة يجب أن تكون ‪ %50‬يف المجلس‬ ‫إن ما تم االتفاق عليه ليس رشاكة ر‬

‫والتغيي والعساكر‪ ،‬وكذلك مجلس الوزراء‪ ،‬مما جعل‬ ‫يغ لكل من الحرية‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫التش ي‬
‫العساكر ريياجعون‪ ،‬وحصل خالف وانفض االجتماع ولم تتم المواصلة‪ .‬إنها وقائع‬
‫شهودها موجودون أحياء والمستندات موجودة‪ ،‬أقول هذا للتاري خ ولالستفادة مما‬
‫ا‬
‫السودان كله‪.‬‬
‫ي‬ ‫وه معلومات تخص الشعب‬ ‫حدث مستقبال ي‬
‫مباشة يف قاعة الصداقة‪ ،‬وكان من ربي حضور‬ ‫ر‬ ‫بعد ذلك تم الرجوع لمفاوضات‬
‫الجلسة األوىل من المكون العسكري‪ :‬الفريق صالح عبد الخالق‪ ،‬وتم يف هذه‬
‫‪158‬‬
‫مدنيي‪ ،‬وكذلك اختيار ‪ %67‬من‬ ‫الجلسة ر‬
‫الياجع عن تشكيل كل مجلس الوزراء من‬
‫ر‬
‫يغ‪ .‬كانت الجلسة حول قضايا ومهام االنتقال‪ ،‬وتضمنت مناقشة‬ ‫ر‬
‫المجلس التش ي‬
‫تكوين مجلس السيادة‪ .‬كنا طرحنا أن تكون األغلبية مدنية ‪ 3-7‬وهم طرحوا أغلبية‬
‫عسكرية معكوسة ‪ ،3-7‬وبعد نقاش طويل قال عبد الخالق‪ :‬باركوها‪ ،‬لتكن ‪،5-5‬‬
‫لكن لم يتم االتفاق عىل ر‬
‫مقيحه‪ ،‬وبدأ تفاوض حول األمر‪ .‬و يف األثناء تمت تعبئة‬
‫للجماهي حول مجلس السيادة‪ ،‬ورصورة أن تكون األغلبية والرئاسة فيه مدنية‪،‬‬
‫ر‬
‫ه المعركة الرئيسية‪.‬‬
‫وكانت تلك المطالب ي‬
‫والتغيي كانت تطرح أن تكون‬ ‫كذلك كنا نتحدث عن طول ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬الحرية‬
‫ر‬
‫سنتي‪ .‬تمت مواصلة النقاشات‬
‫ر‬ ‫أرب ع سنوات والمكون العسكري كان يتكلم عن‬
‫والتغيي‪ ،‬كل كتلة تقدم موقفها حول‬
‫ر‬ ‫بدون الوصول لحل‪ ،‬وتم الرجوع لكتل الحرية‬
‫المشاركة يف مجلس السيادة واألغلبية والرئاسة المدنية‪ .‬وكانت هناك كتل توافق‬
‫عىل ال ‪ 5-5‬بنت عىل منطق أنه طالما آلية اتخاذ القرار يف مجلس السيادة حسمت‬
‫بالثلثي‪ ،‬فمسألة األغلبية ال معت لها سواء أكانت ‪ 5-6‬أم ‪ .5-5‬حصل يف هذا‬‫ر‬
‫االجتماع تباين يف وجهات النظر ربي الكتل المختلفة‪ .‬نداء السودان وتيار الوسط‬
‫المهنيي كانوا مع ‪ 5-5‬والرئاسة المدنية‪ ،‬قوى الجماع‬
‫ر‬ ‫والتجمع االتحادي وتجمع‬
‫ممثلي لتجمع‬
‫ر‬ ‫المدن كانوا مع األغلبية المدنية ‪ .5-6‬كنا أنا وأحمد ربيع‬
‫ي‬ ‫والمجتمع‬
‫المهنيي إذ سغ البعض‬
‫ر‬ ‫تال تمت مراجعة لموقف تجمع‬
‫وف اجتماع ٍ‬
‫المهنيي ي‬
‫ر‬
‫لصدار قرار بأنه ال يوافق عىل ‪ ،5-5‬وكان ذلك بسبب الضاع ربي نداء السودان‬
‫وقوى الجماع والخالف حول موقف التجمع‪ .‬فانعقد اجتماع بغرض ر‬
‫تغيي موقف‬
‫فية طويلة من النقاش‬ ‫التجمع ليدعم الموقف الثان‪ ،5-6 :‬وهذا األمر استغرق ر‬
‫ي‬
‫وف النهاية وصلنا ألن ندعم ما تتفق حوله أغلبية الكتل‪.‬‬
‫بدون أن يحسم‪ ،‬ي‬
‫تم االتفاق عىل أن تكون عضوية مجلس السيادة مقسمة ‪ 5-5‬ورئاسة دورية تبدأ‬
‫الفية األوىل للعسكريي والثانية للمدنيي‪ ،‬وكان ر‬
‫يفيض أن يكون هناك اجتماع يف‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪159‬‬
‫الفت يمثل المكون‬
‫الطرفي الجانب ي‬
‫ر‬ ‫التاىل تلخص يف السكرتارية المكونة من‬
‫ي‬ ‫اليوم‬
‫الصاف ونض الدين من تيار الوسط‪.‬‬
‫ي‬ ‫العسكري فيها طالل‪ ،‬ويمثلنا األستاذ حيدر‬
‫لكن‪ ،‬ف اليوم التاىل تم فض االعتصام‪ ،‬وهو ذات اليوم الذي كان ر‬
‫يفيض فيه إجازة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الطرفي (المكون العسكري والحرية‬
‫ر‬ ‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬أو الورقة المجازة من‬
‫والتغيي) باالتفاق حول تفاصيل كاألغلبية المدنية والرئاسة الدورية لمجلس‬
‫ر‬
‫اليهان‬
‫أن هو االنقالب‪ ،‬ال بيان ر‬
‫وغيها‪ ،‬لذلك فإن فض االعتصام كان يف ر ي ي‬
‫السيادة ر‬
‫سء تم االتفاق حوله‪،‬‬ ‫ر‬
‫يف ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬حيث تنصل المجلس العسكري حينها عن كل ي‬
‫والتغيي‪ ،‬وكان‬
‫ر‬ ‫وأعلن بعد ذلك موقفا واضحا أنه لم يتوصل لالتفاق مع الحرية‬
‫ر‬
‫الت اتفقوا حولها‪.‬‬
‫ضمن المآخذ عىل اللجنة المفاوضة أنهم لم يوقعوا عىل األشياء ي‬
‫لكن لم يتم التوقيع عىل المحارص‪ ،‬ولو كنا وقعنا ما كنا رجعنا للنقاش حول نسبة‬
‫ر‬
‫الت تم اتفق عليها‪.‬‬ ‫ر‬
‫غيها من المسائل ي‬
‫يغ‪ ،‬و ر‬
‫‪ %67‬للمجلس التش ي‬
‫ر‬
‫األخالف يستوجب منا أن نعتذر عن دخولنا يف ذلك الضاع الطويل‬
‫ي‬ ‫إن الموقف‬
‫عسكريي رغبة باالستمرار يف السلطة‪ ،‬ولكننا عبأنا‬
‫ر‬ ‫حول ‪ 5-5‬و‪ ،5-6‬صحيح كانت لل‬
‫الشارع وعبأنا الميدان حول مسائل وقضايا بدون وجود شجاعة للمواجهة‪ .‬يجب‬
‫غي مجدية‪ .‬بينما دور القيادة أن تواجه‬ ‫ر‬
‫أن نعيف ونعتذر ألننا رتبنا معركة يف مسألة ر‬
‫مهما كانت التكلفة وتتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫بعد فض االعتصام توقف التفاوض‪ ،‬ومن ثم جاءت وفود وساطة‪ ،‬منها زيارة الرئيس‬
‫أثيت قضية العودة للتفاوض‪ ،‬وكان حولها رصاع‪ ،‬فالذين كانوا‬ ‫ان أحمد‪ ،‬و ر‬
‫األثيون ر ي‬
‫ري‬
‫المعتقلي‪.‬‬ ‫االنينت وإطالق شاح‬‫ضد العودة وضعوا رشوطا للتفاوض منها عودة ر‬
‫ر‬
‫متنافسي عىل الملف‪ .‬يف‬ ‫ر‬
‫األفريق‪ ،‬واليقاد‪ ،‬وكانا‬ ‫بعد ذلك جاءت مبادرة االتحاد‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫األفريق‪،‬‬ ‫الطرفي‪ :‬محمد الحسن ولد لبات عن االتحاد‬ ‫البداية تم التوحيد ربي‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ومحمود درير عن اليقاد‪ .‬ومن ثم بدأت النقاشات‪ .‬كان هناك رفض داخل الحرية‬
‫والتغيي للرجوع للتفاوض‪ .‬تم عقد اجتماعات للتشاور من بينها اجتماع ببعض أش‬
‫ر‬
‫‪160‬‬
‫المهنيي وآخر بدار البعث لحسم‬
‫ر‬ ‫الشهداء‪ ،‬إذ عقد اجتماع مشهور بمقر تجمع‬
‫ميرات العودة للتفاوض‪.‬‬
‫الموقف‪ ،‬وحينما احتكمنا ألش الشهداء تحدثنا عن ر‬
‫الرافضون كانوا يقولون إن الذين نتفاوض معهم لطخوا أياديهم بالدماء يف فض‬
‫االعتصام‪ .‬وكان ر‬
‫ميرنا أننا حينما كنا ن تفاوض مع هؤالء الناس قبل فض االعتصام‬
‫كثية‬ ‫ر‬
‫الت ارتكبت جرائم يف مناطق ر‬
‫ه المؤسسة ي‬
‫لم تكن أياديهم نظيفة‪ ،‬بل هذه ي‬
‫حت ال تتصاعد هذه الجرائم‪ ،‬والشكالية ليست يف‬ ‫بالسودان‪ .‬وأننا نتفاوض ر‬
‫ر‬
‫الت نتفاوض حولها‪ ،‬وكان رأي جزء من أش الشهداء أال‬
‫التفاوض‪ ،‬بل يف القضايا ي‬
‫حت أن أستاذ الصادق سمل والد الشهيد عبد الرحمن قال يف‬‫إشكالية ف ذلك‪ .‬ر‬
‫ي‬
‫لك أمنعه‬
‫ابت‪ ،‬أن أدعوه عىل فنجان قهوة ي‬
‫إنت مستعد‪ ،‬لو وجدت من قتل ي‬
‫االجتماع ي‬
‫من أن يقتل المزيد‪ .‬ولدى التصويت حول هذا األمر اختلفت مواقفنا بشكل ر‬
‫كبي‪،‬‬
‫لكن كان ذلك المنطق هو الذي حسم موقف العودة للتفاوض‪ .‬والحقا كتب أستاذ‬
‫شهي تحدث فيه عن رصورة العملية السياسية والعودة‬
‫ر‬ ‫الصادق سمل بوست‬

‫للتفاوض لوقف المزيد من القتل‪ ..‬هذا هو الظرف التار ي‬


‫يىح الذي جاء بالوثيقة‬
‫سياس وظروف سياسية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدستورية‪ ،‬إنها ليست نصا قانونيا‪ ،‬بل ترجمة لموقف‬
‫ر‬
‫الن سبقت الوثيقة الدستورية‬
‫المالبسات ي‬
‫ر‬
‫الت سبقت الوثيقة الدستورية واالجتماع‬
‫هناك تساؤالت طرحت حول المالبسات ي‬
‫الذي عقد قبل ‪ 30‬يونيو ‪2019‬م مع المكون العسكري بميل أنيس حجار‪ ،‬وكل‬
‫ر‬
‫مشيك ربي تنسيقية الحرية‬ ‫الناس تسأل ما الذي دار يومها؟ كان هناك اجتماع‬
‫والتغيي ولجنة االتصال أو التفاوض‪ ،‬فقد كانت االجتماعات آنذاك تعقد ر‬
‫مشيكة‬ ‫ر‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫وف االجتماع قدم عضو لجنة العالقات الخارجية للحرية‬‫الجسمي‪ .‬ي‬‫ر‬ ‫ربي‬
‫يطان‬ ‫ر‬
‫والي ي‬
‫األمريك ر‬
‫ي‬ ‫رسم مقدمة من السفراء‬‫ي‬ ‫غي‬‫المفت دعوة الجتماع ر‬
‫ي‬ ‫هشام‬
‫ان لنقاش تقريب وجهات النظر والعودة لطاولة التفاوض‪ ،‬كان‬ ‫ر‬
‫والسعودي والمار ي‬
‫ذلك يف يوم ‪ 29‬يونيو أي قبل يوم من موكب ‪ 30‬يونيو‪ ،‬وحض االجتماع السفراء‬
‫‪161‬‬
‫ان)‪ ،‬وحينها دار نقاش ذكرنا فيه أننا‬‫ر‬
‫يطان والسعودي والمار ي‬
‫والي ي‬
‫(األمريك ر‬
‫ي‬ ‫األربعة‬
‫مليمون بنفس موقفنا وسنخرج يوم ‪ 30‬وقلنا للمكون العسكري إنكم تتحملون‬ ‫ر‬

‫مسؤولية أي دماء تراق‪ .‬العسكريون من جهتهم تحدونا بصورة واضحة‪ ،‬أنه إذا لم‬
‫ر‬
‫تان)‪،‬‬
‫س ليكم ي‬ ‫يعتيون األمر حسم‪( :‬ما عندنا ي‬
‫يخرج الشارع يوم ‪ 30‬يونيو‪ ،‬فسوف ر‬
‫وكان ردنا هو أننا سوف نثبت عىل موقفنا ولن رنياجع وانفض االجتماع عىل ذلك‪،‬‬
‫والتغيي ممثلون للكتل المختلفة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وكان يف وفد الحرية‬
‫جاء يوم ‪ 30‬يونيو بمواكب مشهودة‪ ،‬وبعدها تمت العودة للتفاوض‪ .‬انعقد اجتماع‬
‫والتغيي يف نفس يوم العودة وتم االتفاق عىل أن يذهب أربعة أشخاص‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫المهنيي‪ ،‬والتجمع‬
‫ر‬ ‫يمثلون أربعة كتل‪ :‬نداء السودان‪ ،‬قوى االجماع‪ ،‬وتجمع‬
‫االتحادي‪ .‬وكانت يومها جرت أحداث عنف‪ ،‬وتم تكليف عدد منا لتعزية أش‬
‫الشهداء‪ ،‬كلفنا أنا ومريم الصادق وخالد عمر للتعزية يف الشهداء يف دار السالم ‪،‬‬
‫ناىح األصم للعزاء يف الكدرو‪ .‬وتم تحديد وفد التفاوض باختيار كل من‬
‫وكلف محمد ر ي‬
‫المهنيي وبابكر فيصل من التجمع االتحادي وصديق يوسف‬
‫ر‬ ‫أحمد ربيع من تجمع‬
‫األمي‬
‫شخصي هما دكتور إبراهيم ر‬
‫ر‬ ‫من الجماع‪ ،‬بينما طالب نداء السودان أن يمثل ب‬
‫المهنيي الذهاب معهم‬
‫ر‬ ‫الدقي‪ .‬وهنا وقع خالف حيث رفض ممثلنا يف تجمع‬
‫ر‬ ‫وعمر‬
‫اثني وذهبا‬
‫مضا عىل أن يكون ممثل نداء السودان واحدا فقط بينما أرصا أن يكونا ر‬
‫المهنيي ‪،‬‬
‫ر‬ ‫مع الوفد‪ .‬وبذلك تأخر االجتماع ر‬
‫حت الساعة ‪ 8:30‬لغياب ممثل تجمع‬
‫وف الكدرو لنقنعه بضورة أن يشارك‪ ،‬وكان‬
‫اتصلنا بممثلنا وقد كنا يف دار السالم ي‬
‫يقول يض عىل أن االتفاق تم عىل أربعة وال بد أن ينسحب واحد من نداء السودان‬
‫لك يشارك ‪ ،‬للسف فإن الحقائق الموجودة تثبت أن ذلك الموقف كان من أجل‬ ‫ي‬
‫المهنيي‪ .‬فاضطررنا أن نعود‬
‫ر‬ ‫تعطيل جلسة التفاوض‪ ،‬باتفاق أن يغيب ممثل تجمع‬
‫ونشارك‪ ،‬وهذا هو االجتماع الذي تم فيه حسم المسائل المربوطة بالمدة الزمنية‬

‫‪162‬‬
‫ا‬
‫وقد كنا نتحدث عن ‪ 4‬سنوات فصارت بدال عن ذلك ‪ 39‬شهرا‪ ،‬كما تم االتفاق عىل‬
‫والمدن‪.‬‬
‫ي‬ ‫المكوني العسكري‬
‫ر‬ ‫أن تكون رئاسة المجلس السيادي مناصفة ربي‬
‫السياس‪ ،‬الذي ذكر البعض أنهم لم يكونوا جزءا‬
‫ي‬ ‫بت كله عىل العالن‬
‫هذا االتفاق ي‬
‫السياس كانت فيه كل الكتل‪،‬‬
‫ي‬ ‫منه وأصدروا بيانات حول ذلك‪ ،‬لكن اتفاق العالن‬
‫السياس الذي أسس عليه التفاوض بوقيع الجميع‪:‬‬
‫ي‬ ‫وبيدي اآلن نسخة من العالن‬
‫حسي‪،‬‬
‫ر‬ ‫المهنيي الفاتح‬
‫ر‬ ‫األمي‪ ،‬تجمع‬
‫تيار الوسط نض الدين‪ ،‬نداء السودان إبراهيم ر‬
‫الصاف‪ ،‬التجمع االتحادي‬
‫ي‬ ‫قوى الجماع صديق يوسف‪ ،‬الحزب الجمهوري حيدر‬
‫السياس‪ .‬نطرحه للناس‬
‫ي‬ ‫بت عليه االتفاق والعالن‬
‫بابكر فيصل‪ ،‬وهذا هو الذي ي‬
‫المفاوضي من‬
‫ر‬ ‫للمقارنة مع ما جاء يف الوثيقة ألن هناك كالم كأن األشياء تمت ربي‬
‫غي اتفاق عىل القضايا‪ .‬وإن كانت هناك أي أخطاء نتحملها ونعتذر عنها ومستعدين‬
‫ر‬
‫للمحاسبة والمسؤولية‪ ،‬لكن يجب أن يكون التقييم بصورة منهجية‪ .‬وإذا كان‬
‫لك نستطيع تحديد إن كان‬
‫السياس مثبت بتوقيعاته‪ ،‬فما هو الخلل فيه ي‬
‫ي‬ ‫االتفاق‬
‫هناك إخفاق أم ال؟‬
‫مسألة تزوير الوثيقة‬
‫كثي عن الوثيقة الدستورية المزورة ووجود وثيقت ري‪ .‬كان النص يف الوثيقة‬
‫دار كالم ر‬
‫العاىل والذي يتكون من‬
‫ي‬ ‫بداية أن رئيس القضاء يتم اختياره بواسطة مجلس القضاء‬
‫المحامي‪ ،‬عميد كلية القانون‬
‫ر‬ ‫المؤسسات الموجودة‪ :‬رئيس القضاء‪ ،‬ممثل نقابة‬
‫جامعة الخرطوم‪ ،‬إلخ‪ .‬ثم قدمت مذكرة من نادي القضاة مفادها أنه إذا نفذ هذا‬
‫النص فسوف يظل رئيس القضاء المرتبط بالنظام السابق ولن تتم إقالته ألنه‬
‫حي تكوين مجلس‬ ‫ر‬
‫العاىل للقضاء‪ ،‬وقدم مقيح ينص أنه إىل ر‬
‫ي‬ ‫سيكون رئيس المجلس‬
‫تعيي رئيس القضاء بواسطة مجلس السيادة كنص مؤقت‪،‬‬ ‫ر‬ ‫العاىل يتم‬
‫ي‬ ‫القضاء‬
‫وبالتاىل تم تعديل النص‪ .‬كان ذلك قبل التفاوض‪ .‬لكن‪ ،‬يف جلسة المراجعة النهائية‪،‬‬
‫ي‬
‫الجزوىل وأستاذ محمد‬
‫ي‬ ‫أبدت قوى الجماع تحفظها‪ .‬حض كل من أستاذ كمال‬
‫‪163‬‬
‫الحافظ وأستاذ محمد الزين الذي كان مقيما باليوي ج‪ ،‬وكانوا أعدوا مذكرة وقع عليها‬
‫الحي لكنه لم يكن موجودا يف االجتماع الذي طالبوا فيه‬
‫معهم أستاذ تاج الش ر‬
‫تعيي رئيس القضاء من قبل مجلس السيادة‪ ،‬وإعادة النص‬
‫بحذف نص سلطة ر‬
‫العاىل عىل أن يتم‬
‫ي‬ ‫الموجود يف البداية وهو أن يتم تعيينه بواسطة مجلس القضاء‬
‫الجزوىل إن‬ ‫تشكيل مجلس جديد‪ .‬ر‬
‫اعيضنا عىل تلك المسألة وقلنا ألستاذ كمال‬
‫ي‬
‫العاىل واالتفاق عىل قانونه يستغرق زمنا‪ ،‬فقال يمكن أن‬
‫ي‬ ‫تعيي مجلس القضاء‬‫ر‬
‫ويجيه‪ .‬قلت له إننا يف‬
‫ر‬ ‫تاىل‬
‫يكتب القانون يف نفس اليوم وينعقد المجلس يف اليوم ال ي‬
‫اجتماعاتنا استغرقنا ر‬
‫أكي من سبع ساعات لالتفاق عىل النص‪ ،‬فال يمكن حسم‬
‫وجي‪ .‬لكنهم أرصوا عىل النص القديم‪ ،‬و يف النهاية وصلنا لحل أن‬
‫القانون يف وقت ر‬
‫تعيي رئيس القضاء بواسطة المكون العسكري قبل التوقيع عىل الوثيقة‬
‫ر‬ ‫يتم‬
‫الدستورية‪ .‬وتم طرح ترشيح األستاذة نعمات عبد هللا لرئاسة القضاء‪ ،‬كما تم ترشيح‬
‫الهاشم لمنصب النائب العام‪ ،‬ثم تم العدول عن ذلك وترشيح‬ ‫ي‬ ‫األستاذة سامية‬
‫ا‬
‫بدال عنها‪ .‬ر‬
‫اعيض البعض عىل السماح للمجلس العسكري أن‬ ‫موالنا محمد الحافظ‬
‫ي‬
‫يعي رئيس القضاء‪ ،‬وآخرون شككوا حول األستاذة نعمات وعدوها جزءا من النظام‬ ‫ر‬
‫السابق‪ ،‬ولم يكن ذلك اعتمادا عىل معلومات‪ ،‬ولكن للتنميط إذ أنها رتييا بالحجاب‪،‬‬
‫ر‬
‫وللسف كان البعض يعيض عىل أنها امرأة‪ ،‬وتلك كانت كارثة! ي‬
‫وف النهاية بسبب‬
‫الثان أنه ال بد‬
‫تعيي رئيس القضاء‪ ،‬اضطررنا للعودة للنص ي‬
‫عدم وجود اتفاق حول ر‬

‫من إعطاء سلطة مؤقتة لرئيس مجلس السيادة وتم التوقيع عىل ذلك‪ .‬وهذه ي‬
‫ه كل‬
‫الحقائق حول مزاعم تزوير الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫الشيوع ‪،‬‬
‫ي‬ ‫لمحامت الحزب‬
‫ري‬ ‫وقد تمت مراجعات منفردة حول األمر من قبل ممثل ري‬
‫الماىح ومحمد محمود‪ ،‬إذ حضا الجتماع بدار حزب‬
‫ي‬ ‫وهما األستاذان محمد الزين‬
‫البعث وبحضور األستاذ ساطع الحاج‪ ،‬وتأكدا من أن تلك كانت الوثيقة الدستورية‬
‫المتفق حولها‪ ،‬ومن ثم تم التوقيع عليها‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫حول الوثيقة الدستورية‬
‫التفسيات حول النص عىل‬ ‫ر‬
‫الت أريد أن أمر عليها شيعا‪ :‬مسألة‬
‫ر‬ ‫هناك بعض النقاط ي‬
‫تعت تكنوقراط‪ ،‬بينما كان واضحا‬
‫المستقلي ي‬
‫ر‬ ‫المستقلي‪ .‬هناك تعمد العتبار‬
‫ر‬ ‫الوزراء‬
‫أن المقصود هو أن هم كفاءات وطنية مستقلة‪ ،‬وهناك ورقة خاصة بالتعريفات‪،‬‬
‫السياس والوثيقة الدستورية منها‬ ‫معان كلمات وردت يف العالن‬ ‫لشح‬‫تطرقت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العسكريي‪ .‬كان تعريف‬
‫ر‬ ‫مستقلي‪ ،‬وتشاور حيث مذكور أن يتم التشاور مع‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫كلمت‬
‫ي‬
‫يعت يف‬
‫السياس والوثيقة الدستورية‪ ،‬التشاور ي‬
‫ي‬ ‫التشاور أنه‪ :‬وردت الكلمة يف العالن‬
‫الوثيقتي المشار إليهما وجوب أخذ رأي صاحب القرار لمن ي ر‬
‫رىح منه رأيا سديدا‬ ‫ر‬
‫يعي صاحب القرار‪ ،‬وهو ال يلزم أخذ الرأي باعتماد رأي المستشار فهو ال يخول‬
‫ر‬
‫صاحب الرأي حقا ملزما‪ ،‬باعتبار أن التشاور ال يوجب أي إلزامية‪ .‬وورد فيها أن‬
‫الحزبيي‪ ،‬بل أن يتم تعيينه بصورة استقاللية كممثل‬
‫ر‬ ‫يعت عدم مشاركة‬
‫المستقل ال ي‬
‫ر‬
‫لموقفه وليس وفق محاصصة مخصصة لحزب محدد‪ .‬ومن المسائل ي‬
‫الت تم‬
‫اليجان‪ ،‬والعدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫التميي‬ ‫ر‬
‫الت اتفق عليها كذلك‪:‬‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫ر‬ ‫شحها يف الورقة ي‬
‫العسكريي السلطة‪ ،‬واختلف مع‬
‫ر‬ ‫يتكلم الناس عن أن الوثيقة الدستورية منحت‬
‫ذلك فىه لم تمنحهم أو تخصص لهم أي سلطة منفصلة‪ ،‬ر‬
‫حت المادة المربوطة‬ ‫ي‬
‫بعملية إصالح المؤسسة العسكرية ذكرت أن إعمالها يتم بأن القوى السودانية‬
‫والمدنية تتفق عىل شكل الصالح ومن ثم يحال التنفيذ للمؤسسة العسكرية‪ ،‬وكان‬
‫هناك خالف حول مسألة التنفيذ ثم جاء االتفاق عىل مفردة ”العمال“‪.‬‬
‫الت تكلمت عنها الوثيقة الدستورية كانت صالحيات لمجلس السيادة‪،‬‬ ‫ر‬
‫الصالحيات ي‬
‫وصالحيات لمجلس الوزراء‪ ،‬وعلينا أن ر‬
‫نعيف بأننا تنازلنا‪ ،‬أو أن هناك من تنازل‪ ،‬وال‬
‫المدنيي يف ممارسة‬
‫ر‬ ‫أريد أن أشكك يف مواقف أحد‪ ،‬لكن كان هناك ضعف يف موقف‬
‫العسكريي وحدهم‪ ،‬بل نلوم أنفسنا يف عدم القيام‬
‫ر‬ ‫تلك الصالحيات‪ ،‬فال نلوم‬
‫والمطالبة بالحقوق الموجودة‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫قوتي‬
‫العسكريي فقط‪ ،‬فالوثيقة بنيت عىل تكافؤ ر‬
‫ر‬ ‫المدنيي فقط أو‬
‫ر‬ ‫أيضا ال نلوم‬
‫مجيا بها‪ .‬لكن‬
‫هما قوة الشارع والمكون العسكري الذي رضخ للتوافق عىل الوثيقة ر‬
‫الشارع تخىل عن الوثيقة الدستورية وعمل عىل تفكيكها‪ ،‬و ر‬
‫حت الذين عينوا يف‬
‫مناصب وأرادوا إنفاذ سلطتهم لم تكن لديهم القوة لتنفيذها‪ ،‬ألن الشعارات السائدة‬
‫يف الشارع صارت يف ذلك الوقت‪” :‬قحاتة باعوا الدم“‪ ،‬وحدث استهداف ممنهج‪.‬‬
‫يف الحكومة األوىل استهدف الوزراء الذين كانوا جزءا من الثورة‪ ،‬وقد شهدنا‬
‫مدن عباس يف مسألة الرغيف الذي كان تابعا‬‫االستهداف الذي تعرض له الوزير ي‬
‫للثوريي‬
‫ر‬ ‫لوالية الخرطوم وليس من اختصاصه‪ .‬وكانت القوى المدنية توجه سهامها‬
‫ا‬
‫بدال عن أن توجهها للعساكر‪.‬‬
‫هناك ممارسات يجب أن نسميها باسمها‪ .‬لقد منحت الوثيقة الدستورية سلطة‬
‫لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء لم تمنحها أي وثيقة موجودة‪ ،‬وكان هناك نص واضح‬
‫أن أي سلطة كانت لرئيس الجمهورية تحال لرئيس مجلس الوزراء‪ .‬لكن عملية‬
‫صياغة الوثيقة الدستورية كانت أقرب لسباق التفاوض ا‬
‫بناء عىل ما وصلته القوة‬
‫الجماهيية يف تلك المرحلة باعتبارها قوة إنشائية‪ ،‬وبتوقيع الوثيقة الدستورية وبناء‬
‫ر‬
‫المؤسسات ستتم إضافة قوى حقيقية تمارس المواجهة والمعركة المستمرة‪ ،‬ر‬
‫حت‬
‫داخل مجلس السيادة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت جرت‪ .‬ومثلما حاول‬
‫إن العيب ليس يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬بل يف الممارسة ي‬
‫العسكريون أن يرثوا النظام السابق ويستمروا كامتداد له‪ ،‬أيضا هناك مجموعات‬
‫مدنية حاولت بصورة متعمدة ممارسة نفس الخطل الذي حاول أن يمارسه نظام‬
‫المسلمي حينما جاء يف ‪1989‬م واعتقد أن بإمكانه إبعاد القوى السياسية‬
‫ر‬ ‫االخوان‬
‫من المشهد ككل‪ .‬إن الدعوة لبعاد الق وى السياسية من المشهد كلمة حق أريد بها‬
‫لكت أقول‪ :‬إن الذين‬
‫سياس‪ ،‬بل أنا شخص مستقل‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫باطل‪ .‬ي‬
‫إنت لست يف تنظيم‬
‫أساس من‬
‫ي‬ ‫كانوا جزءا من مكتب رئيس الوزراء وما يسم ”ب المزرعة“ هم أيضا جزء‬
‫‪166‬‬
‫استغالل قوة السلطة‪ ،‬وهم أول من بدأوا باستخدام تفكيك القوى وتأليب لجان‬
‫والتغيي‪ ،‬وتجاه القوى السياسية‪ ،‬ويتحدثون أن القوى‬
‫ر‬ ‫المقاومة تجاه قوى الحرية‬
‫السياسية مكانها ا رليلمان لتتاح لهم السلطة‪ .‬القوى السياسية ر‬
‫لليلمان‪ ،‬والمهنيون‬
‫المدن ألعماله‪ ،‬ولكن ال يمكن أن نمنع القوى السياسية من‬
‫ي‬ ‫للنقابات‪ ،‬والمجتمع‬
‫المشاركة بينما المعركة معركة سياسية‪ ،‬وليست معركة كفاءات‪.‬‬
‫محام دارفور‬ ‫ر‬
‫الت كان لديها موقف مخالف للوثيقة الدستورية هم‬
‫ي‬ ‫الجهة الوحيدة ي‬
‫وقدموا رأيا واضحا بالعودة ر‬
‫مباشة للدستور الحاكم قبل الثورة‪ ،‬لكن لم تكن هناك‬
‫جهة أخرى ضدها‪ ..‬علينا أن نتحمل مسؤوليتنا إذا أخطأنا ال أن نهرب منها‪.‬‬
‫مجلس الشكاء‬
‫يىح الذي جاء فيه‪،‬‬ ‫ر‬
‫أيضا بالنسبة لمسألة مجلس الشكاء‪ ،‬نتحدث عن الظرف التار ي‬
‫كانت هناك أزمة حقيقية يف البالد إذ كانت هناك معركة محتدمة ربي القوات‬
‫المسلحة والدعم الشي ع‪ ،‬وكنا قد دعونا لمليونية يف ‪ 30‬يونيو ‪2020‬م وتبنت‬
‫الدعوة للخروج جهات عديدة‪ ،‬وكان كل طرف من المكون العسكري (الجيش‬
‫والدعم الشي ع) يتهم اآلخر بأنه وراء الدعوة للتخلص منه‪ ،‬فتمت دعوة للجميع‬
‫الجتماع يف القض الجمهوري‪ ،‬يف يوم ‪ 29‬يونيو ‪2020‬م‪ ،‬وكان ذلك أول اجتماع‬
‫يحضه المام الصادق المهدي‪ ،‬حضه الطرفان وكل منهما يحمل أسلحته‪ ،‬ر‬
‫اعيف‬
‫الجميع بوجود أزمة وكونت لجنة من كل األطراف لدارة األزمة‪ ،‬وعقد مؤتمر‬
‫صحق بعد االجتماع تحدث فيه كل من د‪ .‬مريم الصادق وياش العطا وصديق‬ ‫ي‬
‫يوسف‪ ،‬وأشاروا لضورة اعتبار ‪ 30‬يونيو تاريخا مهما يف الثورة السودانية‪ .‬وكان من‬
‫الواضح أن األزمة ربي األطراف المختلفة تحتاج لجسم يمثل فيه الجميع لتقريب‬
‫وجهات النظر‪.‬‬
‫الت دعت لتكوين مجلس ر‬
‫الشكاء‪ .‬فقد تكررت األزمات‬ ‫ر‬
‫وغيه كان من األسباب ي‬
‫هذا ر‬
‫عنتيت [الشارة للقاء رئيس مجلس السيادة برئيس‬
‫ري‬ ‫المرتبطة باللقاء الذي حصل يف‬
‫‪167‬‬
‫بنيامي نتنياهو يف يوغدا يف رفياير ‪2020‬م]‪ ،‬بدون أي تشاور مع أي‬
‫ر‬ ‫وزراء إشائيل‬
‫قوى سياسية‪ ،‬اجتمعنا ب رئيس الوزراء وسألناه وقال إنه ال علم له باألمر‪ ،‬فذهبنا‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫مباشة للقض‪ .‬هذا اللقاء اضطرنا للحديث عن رصورة وجود جسم يكون مسؤوال‬
‫عن الجانب السياس‪ ،‬وكان بعضنا مهتما بغياب وجه سياس يحكم ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وتغيي‬
‫ر‬ ‫الشكاء كنا نتفاوض كحرية‬‫وللسف حينما كنا نتفاوض حول موضوع مجلس ر‬

‫والمكون العسكري والدعم الشي ع‪ ،‬كنا نتفاوض كأربعة أطراف‪ ،‬إذ كان لرئيس‬
‫الوزراء ممثل يتفاوض كذلك‪.‬‬
‫السالم‬
‫اتهمنا بالتنازل حول ملف السالم‪ .‬يف الجلسة األوىل للسالم كان هناك مبعوث من‬
‫رئيس الوزراء لجنوب السودان‪ ،‬وهو دكتور الشفيع خض‪ ،‬بدون علم أو تنسيق مع‬
‫والتغيي‪ ،‬وتحدثنا مع رئيس الوزراء عن أنه يجب أال يتنازل عن ملف السالم‪،‬‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫إنت اتفقت معهم عىل أربعة محاور‪ ،‬محور للعدالة ومحور لإلدارة ومحور‬ ‫قال ي‬
‫للمالية ومحور للدفاع‪ ،‬كل محور يرأسه واحد من الوزراء‪ ،‬وهذا رأن بفكرة تكوين‬
‫مجلس أعىل للسالم لمناقشة عملية السالم‪ .‬إن المسألة ليست أن السالم تم خطفه‬
‫العسكريي بسبب تنازالتنا مما منحته الوثيقة‬
‫ر‬ ‫العسكريي‪ ،‬بل تمدد‬
‫ر‬ ‫بواسطة‬
‫ر‬
‫الدستورية‪ ..‬والكالم حول الفية االنتقالية ر‬
‫كثي وكلنا متاحون ومستعدون ألي نقاش‬
‫حولها‪.‬‬

‫نقاش الورقتي‬
‫ساطع الحاج‪:‬‬
‫ه‬
‫متوقع أن يكون التقييم ساخنا وفيه نقاشات شفافة ألن الوثيقة الدستورية ي‬
‫ينبغ أن يكون العرض شفافا‬
‫العمود الفقري الذي قامت عليه الثورة وهياكلها‪ ،‬لذلك ي‬
‫عىل نسق ما ذكره األستاذ طه ألنه ال يمكن أن نصل للوثيقة بدون استعراض البيئة‬

‫‪168‬‬
‫السياس القائم يف تلك األيام‪ .‬وقد كانت الوثيقة الدستورية انعكاسا لالتفاق‬
‫ي‬ ‫والمناخ‬
‫السياس الموقع يف ‪ 17‬يوليو ‪2019‬م أي قبل شهر من الوثيقة‪ ،‬وهذا ما أشارت له‬
‫ي‬
‫المادة ‪ 71‬منها‪.‬‬
‫حددت الوثيقة الدستورية مهام وأهداف للمرحلة االنتقالية بحيث تكون هناك‬
‫عي ‪ 16‬هدفا منصوصة بشكل‬
‫مرحلة انتقالية تمهد الطريق لالنتخابات‪ ،‬فوضعت ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫واضح يف المادة ‪ 8‬من الوثيقة‪ ،‬وحددت اآلليات واألجهزة أو الهياكل الدستورية ي‬
‫ر‬
‫ستقوم بالتنفيذ‪ :‬مجلس السيادة والوزراء والمجلس التش ي‬
‫يغ وصالحياتها‪ ،‬كما‬
‫ه المفوضيات‪.‬‬
‫حددت روافع تنفيذية ي‬
‫مدن أن صالحيات المجلس السيادي الذي قام عىل رشاكة المكون‬
‫اتفق مع أستاذ ي‬
‫العسكري لم تكن ر‬
‫تشيفية‪ ،‬بل كانت صيغة تشاركية جديدة يف توزي ع السلطة ربي‬
‫أجهزة ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬لم يحدث مثلها بعد ثورة ‪1964‬م وال ‪1985‬م‪ ،‬وزعت فيها‬
‫يغ‪ ،‬والسلطة الثالثة‪،‬‬ ‫ر‬
‫السلطة ربي مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس التش ي‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫أي نظام السلطة القضائية‪ .‬وبالنسبة للجهزة العسكرية‪ ،‬فقد كان االتفاق‬
‫توصل ألن إصالح األجهزة العسكرية مسؤولية المكون العسكري‪ ،‬فالوثيقة‬
‫الدستورية لم تأت بهذا األمر من عندها‪.‬‬
‫وف الوثيقة فصل كامل عن وثيقة الحقوق والحريات‪ .‬وقد كانت منضبطة إذ أعطت‬
‫ي‬
‫ا‬
‫وف كل بنودها لم تعط أغلبية‬ ‫مجلس السيادة مكتمال (‪ )17‬صالحية واضحة‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫بثلت‬
‫للمكون العسكري‪ ،‬إذ أن التصويت يف مجلس السيادة كان إما بالتوافق أو ي‬
‫وحت مجلس األمن والدفاع فيه ‪ 20‬عضوا‬ ‫ر‬ ‫مدنيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫األعضاء‪ ،‬وهناك (‪ )6‬أعضاء‬
‫مدنيي يف‬
‫ر‬ ‫والتغيي بحسب الوثيقة‪ ،‬فهناك (‪)6‬‬
‫ر‬ ‫منهم ‪ 11‬عضوا ترشحهم الحرية‬
‫مجلس السيادة‪ ،‬ورئيس الوزراء‪ ،‬ووزير العدل‪ ،‬ووزير المالية‪ ،‬ووزير خارجية‪،‬‬

‫والنائب العام‪[ .‬المادة ‪( )1( 12‬ط) من الوثيقة]‪ .‬ي‬


‫فىه لم تمكن المكون العسكري‬

‫‪169‬‬
‫يف أي من بنودها التخاذ قرار وتمريره عىل مجلس السيادة أو مجلس األمن والدفاع‬
‫منفردا‪.‬‬
‫محيمة وجيدة ومحكمة‪ ،‬برغم‬‫ولنكن واضحي‪ ،‬فإن الوثيقة لم تكن معيبة‪ ،‬كانت ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫شهادن فيها مجروحة‪ ،‬لكن المشكلة كانت يف الممارسة‪ .‬لم تعط الوثيقة رئيس‬ ‫أن‬
‫ي‬
‫مجلس السيادة الصالحية للعمل يف السياسة الخارجية‪ ،‬لكنه سافر وعقد اجتماعا‬
‫الصهيون يف دولة أفريقية‪.‬‬
‫ي‬ ‫مع رئيس وزراء دولة الكيان‬
‫إضافة لذلك‪ ،‬وبالرغم من أن الوثيقة جامدة يف تعديلها‪ ،‬الذي يتطلب بحسب‬
‫ر‬
‫لمائت‬ ‫يغ وهو ‪ 300‬عضوا‪ ،‬أي يحتاج‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ثلت أعضاء المجلس التش ي‬ ‫الوثيقة موافقة ي‬
‫صوت‪ ،‬فقد حصلت تجاوزات يف تعديل الوثيقة‪ .‬وعندما تكلمنا عن تكوين المجلس‬
‫التسعي يوما حصل تجاوز آخر‪ ،‬تم بقرار‬ ‫يغ تحدثنا عن ‪ 90‬يوما‪ ،‬وبتجاوز‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫التش ي‬
‫يغ لما بعد اتفاق‬ ‫ر‬
‫المتفاوضي يف جوبا الذين طالبوا بإرجاء المجلس التش ي‬
‫ر‬ ‫سياس مع‬
‫ي‬
‫سياس أدى لخرق دستوري ورويدا رويدا اتسع الخرق‪.‬‬
‫ي‬ ‫السالم‪ .‬فهذا قرار‬
‫حينما بدأ الهجوم عىل الوثيقة وأصبحت كلمة معطوبة إحدى ر‬
‫ميادفاتها‪ ،‬إذا سألت‬
‫والتغيي أن تدافع عن الوثيقة‬
‫ر‬ ‫أين العطب ما كنت تجد إجابة! أهملت الحرية‬
‫ه العمود الفقري الذي تقوم‬ ‫لجماهي الشعب خطأ الهجمة عليها بينما ي‬‫ر‬ ‫وتوضح‬
‫ر‬
‫عليه الفية االنتقالية‪ ..‬ي‬
‫ينبغ أن نؤكد يف التقييم أن المشكلة كانت يف الممارسة وأننا‬
‫ر‬
‫الت وقعنا عليها‪.‬‬ ‫ر‬
‫لم نحيم المواثيق ي‬
‫وعاش الوطن عىل طريق الحرية والسالم والعدالة‪.‬‬
‫البشى عبد الحميد‬
‫والتغيي عىل إ قامة هذه الورشة لتقييم أدائها ونأمل أن يكون التقييم‬
‫ر‬ ‫شكرا للحرية‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫موضوعيا وصادقا م رليما بتنفيذ ما يصدر من توصيات‪ ،‬بما يضمن للحرية‬
‫ديسمي المجيدة ا‬
‫وفاء‬ ‫السي قدما يف أداء رسالتها الوطنية وتحقيق شعارات ثورة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫اط‬
‫لدماء الشهداء والجرىح والمفقودين‪ ،‬والشكر والتقدير لصحيفة الديمقر ي‬
‫‪170‬‬
‫وه تؤدي‬
‫لدورها العظيم يف العداد والمساهمة لقيام الورشة وتنظيمها بهذه الدقة ي‬
‫غي مسبوقة بتبت ر‬
‫الشاكة‬ ‫رسالتها المهنية بمبادرة تخرج عن المألوف لتقدم تجربة ر‬
‫ي‬
‫مع القوى الديمقراطية يف تقييم وتقويم والتطوير لتنطلق ب التنسيق والتعاون فيما‬
‫الوطت وتأسيس ترسيخ قيم الحرية والسالم والعدالة‪.‬‬
‫ي‬ ‫بينها ألداء دورها يف البناء‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫ونأمل أن تستمر الصحيفة يف بناء رشاكات مع األحزاب ومؤسسات المجتمع‬
‫الت ترسخ‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ليسيخ قيم النقد والتصحيح والصالح واالليام بأسس الحوكمة الرشيدة ي‬
‫لبناء الديمقراطية واستدامتها‪.‬‬
‫التعاط مع الوثيقة‬ ‫مدن حددت يف المقدمة منهجية‬ ‫الت قدمها األستاذ‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الورقة ي‬
‫ر‬
‫الت صاحبت التوقيع‪،‬‬ ‫عي‪ :‬تحليل البيئة السياسية ي‬
‫الدستورية وأنها تتناول محتواها ر‬
‫الت جابهت الوثيقة الدستورية‪،‬‬ ‫ر‬
‫إيجابيات الوثيقة الدستورية وسلبياتها‪ ،‬التحديات ي‬
‫والدروس المستفادة‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬نقف عند النقطة األوىل من المنهجية المتصلة بتحليل البيئة السياسية‪ .‬إن‬
‫ر‬
‫الت وردت هنا عامة ولم تتناول بالتفصيل مشكلة البيئة السياسية‬
‫الشارات ي‬
‫المتشابكة يف ذلك الوقت ألهميتها فيما يمكن أن يقال من إطراء أو نقد للوثيقة‬
‫مهت كامل‪ .‬كان المطلوب توضيح التعقيدات السياسية‬ ‫بطريقة موضوعية وحياد ي‬
‫ا‬
‫السياس وصوال‬
‫ي‬ ‫وغيها منذ البداية‪ ،‬مرورا بمرحلة التفاوض واالتفاق‬
‫والعسكرية ر‬
‫للتوافق حول م حتويات الوثيقة ومن ثم صياغتها‪ ،‬وما تبع كل ذلك من انعكاسات‬
‫النهان‪ .‬أيضا كان من المهم تناول ما اتصل‬
‫ي‬ ‫إيجابية أو سلبية عىل الوثيقة يف شكله‬
‫بطريقة وأسلوب الجازة والتطبيق خاصة وأن هناك مغالطات حول ما كان يجرى‬
‫خلف الكواليس‪ ،‬والحديث المتداول حول ظهور عدد من المسودات صادرة عن‬
‫والتغيي‪ ،‬وما تال ذلك من اتهامات ربيوير الوثيقة‬
‫ر‬ ‫جهات مختلفة داخل الحرية‬
‫المتفق عليها ربي مكونات التحالف‪ .‬إن ما ظهر من ضعف سواء أثناء التفاوض أو‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫يف الصياغة أو التطبيق مرده مجموعة من األسباب يمكن تلخيصها يف ي‬
‫‪171‬‬
‫والتغيي بمسئوليات وصالحيات‬
‫ر‬ ‫تنظيم وإداري يف الحرية‬
‫ي‬ ‫[‪ ]1‬عدم وجود هيكل‬
‫واضحة تقوم باتخاذ القرارات بشفافية ومشاركة جميع األطراف الفاعلة يف الثورة‪.‬‬
‫[‪ ] 2‬عدم الشفافية وتوفر المعلومات الصحيحة والدقيقة لعامة الشعب ومحاوالت‬
‫السياس ومن ثم‬
‫ي‬ ‫إقصاء بعض مكونات التحالف أثناء التفاوض وإعداد االتفاق‬
‫الدستور وترتيبات االحتفال بالتوقيع‪.‬‬
‫والتغيي والتنازع فيما بينها يف إدارة الملفات‬
‫ر‬ ‫[‪ ]3‬عدم التوافق ربي مكونات الحرية‬
‫المتداخلة والمعقدة‪.‬‬
‫عي مختلف‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫[‪ ]4‬هناك حديث عن تجاوز مكونات أساسية يف الحرية‬
‫والتعيي‬
‫ر‬ ‫المراحل‪ ،‬وأن هناك ”شللية“ يف التعامل مع الملفات السياسية والقانونية‬
‫يف أجهزة الدولة ومؤسساتها‪.‬‬
‫اليام مكونات الحرية والتغيي بالتقيد بتنفيذ نصوص الوثيقة‪ ،‬كعدم ر‬
‫اليام‬ ‫[‪ ]5‬عدم ر‬
‫ر‬
‫األوىل‪ ،‬وتجاوز خيار بعض‬
‫ي‬ ‫بعض مكوناتها بعدم المحاصصة يف الحكومة االنتقالية‬
‫القوم لمناصب الوالة‪،‬‬ ‫كمرشىح حزب األمة‬ ‫ر‬
‫الشكاء يف مرشحيهم ألجهزة الدولة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تسكي بعض القيادات المتقدمة يف أجهزة ومؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫والمحاصصة يف‬
‫والتغيي يف والياتهم‪.‬‬
‫ر‬ ‫مرشىح قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫وتعيي والة لم يكونوا ضمن‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫تأن يف‬
‫التعاط مع الوثيقة الدستورية ي‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬رغم ما ورد يف المقدمة من أن منهجية‬
‫إطار محدود فيما يتعلق بالمحتوى‪ ،‬فقد ركز معظم الورقة عىل هذا الجانب تحت‬
‫عنوان رئيس (المحددات والقضايا األساسية) عىل النحو الوارد أدناه‪:‬‬
‫بالتاىل‪:‬‬ ‫[‪ ]1‬توزي ع الصالحيات بي أجهزة الحكم االنتقاىل‪ .‬هناك ر‬
‫اعياف يف الورقة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫والتغيي بشأن السلطات‬ ‫ر‬
‫القياح الحرية‬ ‫أ ‪ -‬عدم تمرير المجلس العسكري‬
‫ر‬
‫والصالحيات المدنية الواسعة‪ ،‬إال أنه لم يذكر السبب أو العلة‪ ،‬ولماذا استجاب‬
‫المدن لهذا األمر ولم يعلن عن ذلك ويعمل عىل إصالحه؟‬
‫ي‬ ‫المكون‬

‫‪172‬‬
‫يق بالتغول عىل صالحيات مدنية من بينها منحه‬ ‫ر‬
‫ب‪ -‬تجاوز السيادي لوضعه التش ي‬
‫صالحيات أمنية واسعة‪ ،‬وارتباطه برعاية عملية السالم‪ ،‬وصالحيات يف تكوين‬
‫مفوضيات ذات أهمية تشمل مفوضيات السالم واالنتخابات وصناعة الدستور‬
‫التماه وعدم العمل‬
‫ي‬ ‫والتغيي أو قبولها أو‬
‫ر‬ ‫والحدود‪ ،‬وكل ذلك مع صمت الحرية‬
‫بجدية عىل معالجتها‪.‬‬
‫[‪ ]2‬الوثيقة الدستورية وعملية السالم‪ :‬هناك نقاط مهمة تجاوزت الورقة تناولها‬
‫بوضوح وشفافية تتمثل يف‪:‬‬
‫(أ) بموجب المادة ‪ )1(-16‬فإن إيقاف الحرب والياعات وبناء السالم ضمن صالحيات‬
‫واختصاصات مجلس الوزراء‪ ،‬بينما تقتض سلطة مجلس السيادة بموجب المادة‬
‫‪(1-12‬س) عىل رعاية السالم‪ .‬ومع ذلك اختطف الجانب العسكري هذا الملف‬
‫وغيب الجانب المدن ومكونات سياسية أساسية ر‬
‫حت من فرصة المتابعة وامتالك‬ ‫ي‬
‫والتغيي؟‬
‫ر‬ ‫والتغيي ساكنا‪ .‬أين دور الحرية‬
‫ر‬ ‫المعلومة‪ .‬لم تحرك الحرية‬
‫ر‬
‫الت‬
‫(ب) بموجب التعديل الذي تم يف ‪ 18‬أكتوبر ‪2020‬م عدلت المادة ‪ 20‬من الوثيقة ي‬
‫تحجب الحق عن أعضاء مجلس السيادة والوزراء ووالة الواليات أو حكام األقاليم‬
‫بشط‬ ‫اليشح لالنتخابات العامة‪ ،‬الستثناء أطراف العملية السلمية من ذلك ر‬ ‫ف ر‬
‫ي‬
‫استقالتهم من مناصبهم قبل ستة أشهر‪ ،‬وهو تعديل مخل بالحقوق المتساوية‬
‫وغي عادل‪.‬‬
‫ر‬
‫إقليم وعدم االهتمام بمتابعة أمر حكم الواليات‬
‫ي‬ ‫والن أو‬
‫(ج) تأجيل حسم شكل الحكم ي‬
‫وترك ذلك لما بعد قيام مؤتمر الحكم الذي لم يتم‪.‬‬
‫اعتيت اتفاقية سالم جوبا الموقعة يف ‪3‬‬
‫الت ر‬‫ر‬
‫(د) إضافة المادة (‪ )79‬بعد اتفاق جوبا ي‬
‫أكتوبر جزءا ال يتجزأ من الوثيقة الدستورية عىل أن يزال التعارض مع الوثيقة بما‬
‫يتوافق ونصوص االتفاقية‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫(ه) إضافة المادة (‪ )80‬بالنص عىل مجلس رشكاء االنتقال وما اتصل بتشكيله من ذات‬
‫القيادات الحاكمة ومن ثم عدم جدواه يف القيام بالمهام المنوطة به يف الوثيقة‪.‬‬
‫[‪ ]3‬الوثيقة الدستورية واألجهزة األمنية‪ :‬انتقدت الورقة تبعية قيادة القوات المسلحة‬
‫والدعم الشي ع واألجهزة النظامية األخرى لمجلس السيادة‪ ،‬والشكل الذي تمت به‬
‫الت أسندت إصالح األجهزة األمنية‬ ‫ر‬
‫صياغة المواد‪ ،‬وما ورد يف المادة (‪ )12‬ي‬
‫للمؤسسات العسكرية وفق القانون‪ .‬من الضورة أن يتم إصالح األجهزة العسكرية‬
‫المدن ممثلة يف مجلس الوزراء والمفوضيات ذات‬
‫ي‬ ‫تحت رإشاف مؤسسات الحكم‬
‫الصلة كمفوضية الدمج والتشي ح‪.‬‬
‫ر‬
‫يغ‪ :‬رغم وجود جدول ي‬
‫زمت مدته ‪ 90‬يوما‪ ،‬لم يشكل المجلس‬ ‫[‪ ]4‬المجلس التش ي‬
‫يغ أيضا بحجة انتظار الحركات والتفاوض‪ ،‬مخالفة لنصوص دستورية‪.‬‬ ‫ر‬
‫التش ي‬
‫[‪ ]5‬األجهزة العدلية‪ :‬عدم تشكيل مجالس القضاء والنيابة والمحكمة الدستورية‪.‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫كي‬ ‫ه‪ :‬محدودية ر‬
‫الخية الفنية القانونية والي ر‬ ‫ثالثا‪ :‬أبرز التحديات كما وردت بالورقة ي‬
‫الخية السياسية‪ ،‬االستجابة للضغوط المحلية والقليمية والدولية‪ ،‬انتظار‬
‫ر‬ ‫عىل‬
‫وه نقطة ال نتفق مع الورقة‬
‫السالم المؤجل‪ ،‬عدم توفر مراجع لحاالت مشابهة ( ي‬
‫الخية السياسية‬
‫ر‬ ‫حولها)‪ ..‬هذه النقاط ال تعكس تحديات بقدر عكسها لضعف‬
‫مبدن لتحقيق‬
‫ي‬ ‫والقانونية‪ ،‬وعدم القدرة عىل مواجهة التحديات الماثلة بشكل‬
‫الجانبي بالنصوص‬ ‫شعارات الثورة‪ .‬ويضاف لذلك ما حدث من عدم ر‬
‫اليام‬
‫ر‬
‫والتغيي بحزم‪.‬‬
‫ر‬ ‫األكي الذي لم تواجهه الحرية‬
‫ر‬ ‫الدستورية وكان ذلك هو التحدي‬
‫ً‬
‫مدن حول السلبيات الواردة‪ ،‬وكذلك‬‫ي‬ ‫رابعا‪ :‬السلبيات‪ :‬أتفق مع ورقة أستاذ‬
‫الفت بجانب الرؤية‬
‫ي‬ ‫بالخية والرأي‬
‫ر‬ ‫التوصيات مع إضافة فقرة بضورة االستعانة‬
‫السياسية يف إعداد الوثائق الدستورية والقانونية‪.‬‬
‫ً‬
‫الكثي‬
‫ر‬ ‫خامسا‪ :‬هناك مجموعة من الخروقات الدستورية والقصور يف متابعة تنفيذ‬
‫الت تتصل بالتحول المدن والناتجة عن عدم ر‬
‫االليام بالنص‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫من مواد الوثيقة ي‬
‫‪174‬‬
‫والتغيي‪ ،‬وكذلك عدم اهتمام الحكومة بالقيام‬
‫ر‬ ‫الدستوري من جانب الحرية‬
‫المدن‪ ،‬إضافة‬
‫ي‬ ‫بمسئولياتها وواجباتها الدستورية يف إنشاء وإدارة مؤسسات الحكم‬
‫التغاض عن مخالفات جسيمة ظل المكون العسكري يمارسها لتعطيل‬
‫ي‬ ‫لسكوتها أو‬
‫المدن‪ ،‬من الخروقات‪ ،‬عىل سبيل المثال وليس الحض‪:‬‬
‫ي‬ ‫مسية التحول‬
‫ر‬
‫‪ -1‬مخالفة المادة (‪ ) 15‬من الوثيقة الدستورية بتكوين مجلس الوزراء من كفاءات‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫وطنية مستقلة والذهاب للمحاصصات من جانب الحرية‬
‫‪ -2‬اختطاف ملف السالم بواسطة المكون العسكري‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم ر‬
‫االليام بتشكيل مجالس األجهزة العدلية والمحكمة الدستورية من جانب‬
‫والتغيي للوفاء بذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫الحكومة وعدم التشديد من جانب الحرية‬
‫الزمت المحدد يف الدستور‬ ‫يغ خالل المدى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫‪ -4‬عدم االليام بتشكيل المجلس التش ي‬
‫والتغيي والمكون العسكري‪.‬‬
‫ر‬ ‫وساهم يف ذلك كل من الحرية‬
‫‪ -5‬عدم الوفاء بإنشاء المفوضيات من جانب الحكومة وعدم المتابعة والضغط من‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫جانب الحرية‬
‫تعيي الوالة من جانب كل من‬
‫المعايي المتفق عليها ربي األطراف بشأن ر‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬تجاوز‬
‫والتغيي والحكومة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫‪ -7‬تعديل الدستور بعد اتفاقية جوبا ليسود االتفاق عىل الدستور‪ ،‬وهو مسئولية‬
‫والمدن‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجانبي العسكري‬
‫ر‬
‫‪ -8‬عدم ر‬
‫اليام الحكومة بالوفاء بما ورد بنص المادة ‪ 16-8‬من الوثيقة الدستورية بشأن‬
‫يىل‬ ‫ر‬
‫الت جرت يف ‪ 3‬يونيو ‪2019‬م] فيما ي‬
‫لجنة التحقيق الوطنية [حول االنتهاكات ي‬
‫الزمت‬
‫ي‬ ‫استقاللية اللجنة وتمتعها بكامل الصالحيات للتحقيق وتحديد المدى‬
‫ألعمالها األمر الذي لم يحدث ولم تتم متابعته بشكل جدي من جانب الحرية‬
‫مسية الثورة‪.‬‬
‫والتغيي مع االنعكاسات السالبة لذلك عىل ر‬
‫ر‬

‫‪175‬‬
‫الت تناوب عىل ممارستها رشكاء ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬
‫ووفقا لهذه الخروقات والمخالفات الدستورية ي‬
‫ومدنيي داخل وخارج الحكومة‪ ،‬وارتكاب الجانب العسكري‬
‫ر‬ ‫عسكريي‬
‫ر‬ ‫االنتقالية‬
‫الكيى بقيامه بانقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬لم يتبق يف الوثيقة الدستورية كما يقال‬
‫للموبقة ر‬
‫اهيأت لتدخل غرفة النعاش‪،‬‬ ‫حت ر‬ ‫موضع إال وفيه رصبة سيف أو طعنة رمح ر‬

‫وأصبحت الدولة تدار دون دستور أو قانون وعدنا لعض الغابة كما ترون‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬ر‬
‫يبق السؤال ما هو المخرج الممكن؟ وكيف يمكننا االستفادة من هذه‬
‫السياس وتطوير الوضع الدستوري للبالد؟‬
‫ي‬ ‫التجربة كمدخل لمعالجة الوضع‬
‫ا‬
‫والتغيي ليكون مدخال لمراجعة‬
‫ر‬ ‫لتحقيق هذا الهدف النبيل ال بد من إصالح الحرية‬
‫واليامج والدستور لمواجهة القضايا والتحديات والمخاطر‬
‫السياس ر‬
‫ي‬ ‫أسس التوافق‬
‫التاىل‪:‬‬ ‫ر‬
‫عي خطوات تتلخص يف ي‬
‫الت تواجهها البالد‪ ،‬ر‬
‫الكيى ي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت كانت عليها عند بداية الثورة بعد ما أصابها‬
‫والتغيي بالقوة ي‬
‫ر‬ ‫‪ -1‬لم تعد الحرية‬
‫من انشقاقات‪ ،‬لذا يصبح من الضورة أن تعالج مسألة وحدة أطرافها‪ ،‬ومن ثم‬
‫مدن‬
‫االنفتاح نحو المكونات الوطنية من أحزاب ولجان مقاومة ومؤسسات مجتمع ي‬
‫وإدارة أهلية‪ ،‬لتشكيل جبهة وطنية واسعة ذات قاعدة عريضة لنهاء االنقالب‬
‫ومواجهة قضايا وتحديات المرحلة االنتقالية‪.‬‬
‫‪ -2‬قيام الحرية والتغيي بعد الوحدة والتوسعة بوضع ر‬
‫اليتيبات الالزمة لمواجهة‬ ‫ر‬
‫المدن القادم‪ ،‬أي االنتقال من مرحلة المقاومة وإسقاط‬
‫ي‬ ‫متطلبات مرحلة الحكم‬
‫النظام العسكري لمرحلة البناء ودعم الحكومة االنتقالية والتصدي لقوى الردة وأي‬
‫قوي معارضة‪ ،‬بما يضمن الوصول للدولة المدنية الديمقراطية وحمايتها‪.‬‬
‫سياس جديد ربي مكونات الجبهة الجديدة الموسعة‬ ‫ي‬ ‫‪ -3‬االتفاق حول ميثاق‬
‫ر‬
‫لالليام الصارم بمطلوبات الحكم‬ ‫وتوقيع ميثاق رشف بينها ر‬
‫وبي القوي النظامية‬
‫اط‪.‬‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬

‫‪176‬‬
‫أس منضبط‬
‫‪ -4‬االتفاق عىل هيكل يتجاوز مرحلة القيادة األفقية واعتماد هيكل ر ي‬
‫لقيادة العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬تعديل الوثيقة الدستورية لدستور انتقاىل يتجاوز مرحلة ر‬
‫الشاكة بالصورة‬ ‫ي‬
‫المنصوص عليها سابقا‪ ،‬ويتجاوز سلبيات الوثيقة يف المضمون والصياغة‪.‬‬
‫سارة عبد الرحمن دقة‪:‬‬
‫القائمي عىل أمر الورشة غض النظر عن اختالفنا حول منهج وطرائق عملها‪،‬‬
‫ر‬ ‫أحت‬
‫ري‬
‫إذ يحمد لها أنها وفرت أنموذجا سوف يساعد التجارب النقدية الالحقة‪.‬‬

‫لضيق الوقت لن يتست تقييم منهجية ورقة أ‪ .‬ي‬


‫مدن عباس‪ ،‬لذلك أتطرق للسياق‬
‫النظري للوثيقة الدستورية‪ ،‬وال أتفق مع الورقة يف تكييفها أن الوثيقة الدستورية‬
‫مخصصة فقط للوصول النتخابات ودستور دائم‪ ،‬وأرى أن هذا التكييف المخل‬
‫أدى لخلل آخر يف منظور الورقة النقدي‪ .‬إن الخلل يف تكييف الوثيقة الدستورية‬
‫واضغ الوثيقة الدستورية‬ ‫لمجتمع ف حالة انتقال أو تحول ديمقراط أصاب ر‬
‫حت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫سياس‪ ،‬ومرجعية لطار حكم‬
‫ي‬ ‫أنفسهم‪ ،‬إذ أنتجوا وثيقة عبارة عن تنفيذ التفاق‬
‫القانون للمصطلح‬ ‫انتقاىل ر‬
‫أكي من كونها وثيقة ناتجة عن صناعة دستورية بالمفهوم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اط‪ ،‬وأهدافه وأسسه‬
‫كمرجعية تأسيسية تهدف لوضع أحكام التحول الديمقر ي‬
‫وتدابيه‪.‬‬
‫ر‬
‫جوهريي يف الوثيقة نتجا عن ذهنية معيبة عىل‬
‫ر‬ ‫أكي خطأين‬
‫لقد تناولت الورقة ر‬
‫المنهىح يف‬
‫ر ي‬ ‫أنهما نتاج للعجلة‪ ،‬والعجلة ال رتير أخطاء جوهرية‪ .‬السبب هو الخلل‬
‫غي‬
‫اط لكنها تتخذ إجراءات ر‬
‫الصناعة الدستورية لوثيقة تؤسس للتحول الديمقر ي‬
‫االنتقاىل‪ ،‬ولم تخضع‬
‫ي‬ ‫الفاعلي يف الفضاء‬
‫ر‬ ‫ديمقراطية وال شفافة ولم يشارك فيها كل‬
‫لحوار مجتمغ شفاف للوصول إليها‪ ،‬وكان ذلك لزاما ر‬
‫حت إذا حدثت إشكاليات‬ ‫ي‬
‫مقتنعي بها ليدافعوا عنها‪.‬‬
‫ر‬ ‫يكون الناس‬

‫‪177‬‬
‫ر‬
‫الت لم تتم مراعاتها أن تكون مبنية‬ ‫ر ر‬
‫معايي وشوط الصناعة الدستورية ي‬ ‫ومن ضمن‬
‫عىل فلسفة واضحة تنتظم كل قواعدها وأحكامها لضمان اتساق وتجانس وعدم‬
‫ا‬
‫لمان‬ ‫تضارب أحكامها‪ .‬ومثال‪ ،‬نجد أن الوثيقة الدستورية اتخذت فلسفة النظام ر‬
‫الي ي‬
‫كأساس‪ ،‬لكنها كفلسفة لم تكن ثابتة يف كل النصوص‪ ،‬فنجد أن مجلس السيادة لم‬
‫لماس“‪ ،‬فالوثيقة لم تعطه‬
‫الي ي‬‫لمان‪ ،‬بل ” ر‬
‫الي ي‬
‫يكن مؤسسا عىل فلسفة النظام ر‬
‫سلطات ر‬
‫تشيفية فقط‪ ،‬بل أعطته سلطات ومهام تنفيذية حقيقية‪ ،‬وهذا خلل‪ .‬ولم‬
‫لمان المهمة‪ :‬مبدأ الفصل ربي السلطات‪ ،‬ومبدأ‬
‫الي ي‬
‫تعتمد الوثيقة مبادئ النظام ر‬
‫ا‬
‫مثال أن سلطات ر‬
‫التشي ع والرقابة المنوطة‬ ‫التوازن‪ ،‬ومبدأ الرقابة المتبادلة‪ ،‬فنجد‬
‫لمجلس السيادة والوزراء خالل ‪90‬‬ ‫ر‬
‫المشيك‬ ‫يغ أحيلت لالجتماع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫بالمجلس التش ي‬
‫كبيا رصب مبدأي الفصل ربي السلطات والرقابة المتبادلة‪،‬‬‫يوما‪ ،‬ويعد هذا خطأ ر‬
‫يغ وربطه‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫موضوع لذلك‪ ،‬وكان تأجيل المجلس التش ي‬ ‫ي‬ ‫منطق أو‬
‫ي‬ ‫مير‬
‫بدون أي ر‬
‫كبيا جدا‪ .‬وما المانع أنه مثلما أدخلت اتفاقية‬
‫بالسالم برغم أهميته البالغة خطأ ر‬
‫مجلس السيادة والوزراء‪ ،‬أن تدخل نسبة منهم يف المجلس‬
‫ي‬ ‫السالم أطرافها الحقا يف‬
‫كبية فكل الخطر الماثل اآلن‬
‫يغ لمشكلة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يغ؟ لقد أدى غياب المجلس التش ي‬
‫التش ي‬
‫كتدبي‬ ‫التسعي يوما‬ ‫يعود لذلك الغياب‪ .‬والحالة نفسها كانت محددة ر‬
‫بفية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫استثنان مؤقت‪ ،‬لكنهم مددوا الممارسة عىل طول الخط بدون أي سند دستوري‪،‬‬
‫ي‬
‫فخرقوا مبدأ سيادة حكم القانون‪.‬‬
‫لمان‪ ،‬والوثيقة‬
‫الي ي‬
‫كما أن مبدأ استقالل القضاء من المبادئ المهمة للنظام ر‬
‫الدستورية اعتمدته فلسفة لها يف المادة (‪ ،)3‬لكن سيادة القضاء رصبت يف مقتل‬
‫ر‬
‫الت ذكرت اليوم‬
‫تعيي رئيس القضاء‪ ،‬وكل الحجج ي‬
‫بإعطاء مجلس السيادة سلطة ر‬
‫االستثنان لمجلس السيادة‪ ،‬فعالوة عىل أن استقالل‬
‫ي‬ ‫التدبي‬
‫ر‬ ‫ال رتير إعطاء هذا‬
‫المفصىل الذي‬
‫ي‬ ‫واضغ الوثيقة الدستورية ال يدركون الدور‬
‫ي‬ ‫أساس‪ ،‬كأن‬
‫ي‬ ‫القضاء مبدأ‬

‫‪178‬‬
‫اط‪ ،‬وبإقرار‬
‫قمي بحماية التحول الديمقر ي‬
‫يقوم به القضاء يف هذه المرحلة‪ ،‬إذ أنه ر‬
‫كبي جدا‪.‬‬
‫العدالة‪ ،‬وكان هذا خطأ ر‬
‫ينبغ مراعاتها يف الصناعة الدستورية ألوضاع انتقالية مؤقتة أنها‬ ‫ر‬
‫الت ي‬‫ومن المبادئ ي‬
‫يجب أن تكون تفصيلية وتحوي مواقيت زمنية محددة لتتست الرقابة عليها‪.‬‬
‫ر‬
‫الت تناولتها الورقة فقد أغفلت تناول أشياء‬
‫بالنسبة للمحددات والقضايا الرئيسية ي‬
‫مهمة منها المعالجة الدستورية لوضع المرأة‪ ،‬فقد افتقرت الوثيقة تماما للحساسية‬
‫تجاه النوع أو إدماجه يف السياسات العامة وهو أمر مهم‪ ،‬إذ ال يمكن عمل تنمية‬
‫مستدامة‪ ،‬بدون معالجة دستورية محكمة لقضايا المرأة‪ .‬صحيح أنها اعتمدت مبدأ‬
‫اليجان لكنه كان مجرد حديث مبهم ومجمل‪ ،‬ولم تربط حصصه وال‬ ‫ري‬ ‫التميي‬
‫ر‬
‫يغ أو تتيح للمتضرات‬ ‫ر‬
‫مجاالته بإجراءات تتيح مراقبة تنفيذها يف المجلس التش ي‬
‫التوجه للمحكمة الدستورية للشكوى من عدم التنفيذ‪.‬‬
‫ر‬
‫الت ذكرتها الورقة عن الوثيقة الدستورية من أنها خلت عن‬
‫ختاما فإن السلبيات ي‬
‫االتساق والموازين وأنها لم تحدد مواقيت زمنية للمؤسسات‪ ،‬كلها عبارة عن عرض‬
‫المعايي وال ر‬
‫الشوط الواجبة‬ ‫ر‬ ‫أساس هو أن الوثيقة الدستورية لم تراع فيها‬ ‫لمرض‬
‫ي‬
‫االنتقاىل القادم وفق‬
‫ي‬ ‫وأوض أن تتم صناعة الدستور‬
‫ي‬ ‫المطلوبة للصناعة الدستورية‪.‬‬
‫معايي ر‬
‫وشوط الصناعة الدستورية‬ ‫تشارك وشفاف‪ ،‬وتراع فيها‬ ‫اط‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫منظور ديمقر ي‬
‫اط وتضع أسسه‬
‫لدستور بوصفه مرجعية تأسيس دستوري تحكم التحول الديمقر ي‬
‫الدساتي المؤقتة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وتدابيه‪ ،‬وتراع فيه كل الجوانب المهمة يف وضع‬
‫ر‬ ‫وآلياته‬
‫ر‬
‫الت يبت عليها وعىل‬ ‫ر‬
‫وكذلك أن يتفق قبل الشوع يف صناعة الدستور عىل الفلسفة ي‬
‫ر‬
‫تستق من تحليل دقيق لكل‬ ‫االنتقاىل‪،‬‬ ‫اسياتيجية واضحة يؤسس عليها الدستور‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫االنتقاىل وتحدياته وأوضاعه‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياق‬
‫السودان كله أجىل‬
‫ي‬ ‫الورقة أوصت بتجلية وضع المؤسسة العسكرية‪ ،‬واآلن الشعب‬
‫ذلك بأن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون تابعة للسلطة التنفيذية‪ ،‬وأن يكون‬
‫‪179‬‬
‫التشيغ رقيبا عليهما‪ ،‬لكن التجلية يجب أن تكون حول ر‬
‫اليتيبات‬ ‫المجلس ر‬
‫ي‬
‫الدستورية لصالح المؤسسة العسكرية‪.‬‬
‫ذهت‬
‫ي‬ ‫والمطلوب تجلية أساسية لموضوع العدالة االنتقالية‪ ،‬فقد كان هناك كسل‬
‫وينبغ أن توضع بصورة واضحة يف الدستور يف‬
‫ي‬ ‫وتهيب لمسألة العدالة االنتقالية‪،‬‬
‫مقاربة ربي العدالة واالستقرار‪.‬‬
‫عل حسن‪:‬‬
‫الصادق ي‬
‫البداية الصحيحة لو تأنت القوى السياسية وأجرت تقييما صحيحا للوثيقة‬
‫الدستورية هو أن تجري محاكمة األخ الصديق ساطع الحاج واألستاذ نبيل أديب‬
‫ر‬
‫الت كانت خلفها‪ ،‬وأشهد هللا العظيم أنهم يستحقون محاكمات‬
‫وكل المجموعات ي‬
‫حقيقية علنية يف ميدان عام‪ ،‬فالذي يحصل اآلن نتاج أعمالهم‪ .‬لقد أدخلوا البالد‬
‫الحقيق وقطعوا العادة‬ ‫ر‬ ‫تعان منها‪ ،‬وأضاعوا التحول‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫يف األزمة الحقيقية ي‬
‫الحقيقية للحياة الدستورية القادمة‪ .‬ومن البداهة حينما يكون هناك انقالب عىل‬
‫نظام ديمقراط‪ ،‬فإنك تعيد الوثائق المعمول بها آنذاك عىل األقل لتعتي هذه ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫مرحلة انتقال دستوري وتستعيد الوثائق لتستطيع محاكمة الذين قاموا بارتكاب‬
‫جريمة االنقالب‪ ،‬وإال فإنهم سوف يفلتوا من العقاب‪.‬‬
‫مقوض النظام الدستوري‬
‫ي‬ ‫نتج عن الوثيقة الدستورية من حيث المبدأ عش محاكمة‬
‫فق المحاكمة الجارية اآلن‪ ،‬طفقت المحكمة تستمع لشهود ووقائع‪،‬‬
‫يف ‪ 30‬يونيو‪ ،‬ي‬
‫بينما لو استعيد الدستور المعمول به فإن أركان الجريمة تكتمل ولن تحتاج لسماع‬
‫البشي‪.‬‬ ‫البشي للمحكمة ويقول لست عمر‬ ‫يأن عمر‬‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫شهود إال إذا أنكروا أنفسهم‪ ،‬كأن ي‬
‫النجلي‪ .‬دستور ‪1956‬م يشكل‬
‫ر‬ ‫لقد نشأ السودان بموجب قواعد تأسيسية أنشأها‬
‫القواعد التأسيسية لدولة السودان وقد صدر يف أرب ع قواعد يف ‪1955/12/19‬م‬
‫حددت الدولة وشكلها ومرجعيتها والمواطنة‪ ،‬إلخ‪ .‬وال يمكن لدستور أن يتجاوز‬
‫األطر الثالثة لتأسيس الدولة‪ :‬الشعب‪ ،‬واألرض‪ ،‬والسلطة ذات السيادة‪ .‬وللحديث‬
‫‪180‬‬
‫ينبغ العودة لدستور ‪1956‬م هو الوحيد الذي احتوى القواعد‬ ‫ي‬ ‫عن الدولة‬
‫التأسيسية للدولة وأخذ السودان اسمه من هذه الوثيقة‪ .‬لكن الوثيقة الدستورية‬
‫الحاىل‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫تقدم دستورا لدولة ال تعرف شعبها وال مساحتها‪ .‬ي‬
‫وف ظل المشهد‬
‫وظهور المجموعات القبلية والجهويات‪ ،‬ما لم تتم استعادة القواعد التأسيسية‬
‫للدولة سيحدث مثلما حدث يف اتفاقية نيفاشا‪ ،‬عندما ذكروا خطأ أن الدستور‬
‫المؤقت يف ‪1965‬م منح الجنوب حق الفيدرالية‪ ،‬بينما هو تحدث عن قواعد‬
‫ر‬
‫الت تقول أن يرجع السودانيون ألقاليمهم‬
‫تأسيس الدولة وصدر بالمادة الخامسة ي‬
‫لينتخبوا جمعية تأسيسية‪ ،‬يشارك فيها سكان األقاليم بثقافاتهم وأعرافهم لتكون‬
‫معي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تضمن يف الدستور‪ ،‬ولم يذكر نظام حكم ر‬
‫جزءا من الحقوق األساسية ي‬
‫وبالتاىل صار‬
‫ي‬ ‫ومن مساوئ الوثيقة الدستورية أنها قننت الستمرار انقالب ”النقاذ“‪،‬‬
‫قانون تنظيم األحزاب ساري المفعول‪ ،‬وال يعقل بعد الثورة الشعبية والحديث عن‬
‫اط‪ ،‬أن يحكمنا قانون تنظيم األحزاب لسنة ‪2010‬م ولو أردت ممارسة‬
‫انتقال ديمقر ي‬
‫عىل الذهاب لمسجل تنظيمات األحزاب السياسية!‬ ‫أي عمل سياس ي‬
‫ي ي‬
‫االنقالن‬ ‫الت قننت الوضع‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫الحقيق حصل بالوثيقة الدستورية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫إن االنقالب‬
‫الخاط‪ ،‬واآلن صاروا يتحدثون عن انقطاع دستوري وتقادم وهذا ليس صحيحا‪،‬‬
‫عش كان هناك‬ ‫ر‬
‫إنجليا ف القرن السابع ر‬ ‫فجريمة االنقالب من الجرائم المستمرة‪ .‬يف‬
‫ي‬
‫انقالن اسمه اوليفر كرومويل‪ ،1‬نفذ انقالبا واستطاع أن يستصدر من‬
‫ري‬ ‫شخص‬
‫المؤسسات الموجودة مراسيم وصار هو الحاكم المطلق‪ ،‬بعد وفاته ترك ابنه حاكما‬
‫الملك فجاءوا بابن الملك‬
‫ي‬ ‫كثية استدع الناس النظام‬
‫من بعده‪ ،‬ومن ثم لشكاالت ر‬
‫الذي خلعه ونصبوه ووصلوا لتسوية أعفوا فيها ابن أوليفر من المساءلة‪ ،‬لكنهم‬

‫بريطان قام بانقالب وأعدم الملك‬


‫ي‬ ‫سبتمي ‪1658‬م) ضابط‬
‫ر‬ ‫‪ 1‬أوليفر كرومويل (أبريل ‪-1599‬‬
‫ر‬
‫لنجليا‪ ،‬بعد وفاته حكم ابنه ريتشارد الذي تمت الطاحة به وإعادة الحكم‬ ‫ونصب نفسه حاكما‬
‫وف يناير ‪1661‬م أي بعد وفاته بأقل من ثالث سنوات تم استخراج جثته وأعدم بعد وفاته ‪.‬‬
‫الملك‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫‪181‬‬
‫مقيته وحاكموه بأنه قام بجريمة‬
‫أخرجوا والده الذي مات قبل عدة سنوات من ر‬
‫المقية يف ميدان عام‪.‬‬
‫ر‬ ‫تقويض النظام الدستوري‪ ،‬وتركوه خارج‬
‫السياس‪ ،‬لكن‬
‫ي‬ ‫يحم البلد وال عالقة له عىل الطالق بالشأن‬
‫ي‬ ‫معروف أن الجيش‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫الوثيقة الدستورية منحت الجيش ألول مرة يف تاري خ السودان حق العمل‬
‫وقننت للمليشيات المسلحة‪ :‬الدعم الشي ع‪ ،‬ر‬
‫وحت لو استعيدت الحياة الدستورية‬
‫ر‬
‫مائت ألف جندي‪ .‬إذا استعيدت‬ ‫ر‬
‫فلن يمكن التعامل مع الدعم الشي ع‪ ،‬وفيه أكي من ي‬
‫الحياة الدستورية نجد أن قانون القوات المسلحة لسنة ‪1957‬م يحدد مهمة‬
‫الجيش‪ ،‬ولكن ال أساس للتعامل مع الدعم الشي ع‪ ،‬وسوف يكون السودان يف اتجاه‬
‫بتقني مليشيات‪ ،‬وما كان ذلك سيحدث بدون الوثيقة الدستورية‪ .‬هناك‬
‫ر‬ ‫الفوض‬
‫اليهان إنهم كجيش يريدون العودة للثكنات‪ .‬علينا التمسك‬
‫كالم مهم جدا قاله ر‬
‫بذلك‪ ،‬ولنقل له‪ :‬عد لثكناتك وقانون القوات المسلحة واضح يف تحديد مهامك‬
‫ر‬
‫الت تريد االحتفاظ بها‪ .‬إنها مساومة‬
‫وليس من بينها أي من السلطات السيادية ي‬
‫انتهازية ألنه قدر أن القوى السياسية لن تتحد ويحاول اللعب عىل التناقضات‪.‬‬
‫مالك موس‪:‬‬
‫حينما حضت كنت سعيدا جدا أن يتم تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية بصورة شفافة‬
‫ولكت وجدتها دفاعا‬
‫ي‬ ‫وموضوعية لنخرج من النفق المظلم الذي نعيش فيه اآلن‪،‬‬
‫لفية انتقالية‪ ،‬بل ر‬
‫لفية‬ ‫أكي من كونها تقييما‪ .‬التقييم الذي يجري ليس ر‬
‫عن التجربة ر‬
‫انقالبية مستمرة‪ .‬دخل السودان فيها منذ ‪1989‬م واستمرت ر‬
‫حت ‪ 11‬أبريل‪،‬‬
‫وانقطعت ر‬
‫حت ‪ 17‬أغسطس ‪2019‬م‪ ،‬ثم استمرت بعد ذلك‪ ،‬فنحن اآلن يف وضع‬
‫تقييم للوثيقة الدستورية أنها باطلة‬
‫ي‬ ‫انقالن كان مستمرا‪ ،‬لم يبدأ يف أكتوبر ‪2021‬م‪.‬‬
‫ري‬
‫بت عىل باطل فهو باطل‪ .‬لم يتم تأسيس الوثيقة بصورة سليمة‪ ،‬ذلك أن‬
‫وكل ما ي‬
‫ر‬
‫الت كانت تقف خلفها هم الذين أعطوا عمر‬
‫األحزاب السياسية والتنظيمات الفئوية ي‬
‫البشي ر‬
‫الشعية يف انتخابات ‪2010‬م‪.‬‬ ‫ر‬
‫‪182‬‬
‫حينما نتكلم عن ر‬
‫فية انتقالية ال بد من إجراء عدالة انتقالية‪ ،‬وللسف الشديد ثالثة‬
‫أرباع التنظيمات السياسية كانت قد دخلت برلمان ”النقاذ“‪ ،‬واألسوأ أنهم أنتجوا‬
‫الوطت الذي ذقنا بسببه ويالت السجون والعذاب‬ ‫ي‬ ‫لنا يف ‪2009‬م قانون األمن‬
‫والتنكيل ف ر‬
‫الفية الماضية‪ ،‬فكيف لهذه األحزاب أن تخرج السودان ل ري األمان؟‬ ‫ي‬
‫من الناحية الجرائية فقد قننت الوثيقة ل لمليشيات‪ ،‬وحينما اتفقوا عىل نصيب‬
‫لعسكريي يف مجلس السيادة‪ ،‬فإنهم أدخلوا العسكر وألول مرة يف الحياة السياسية‬
‫ر‬ ‫ل‬
‫يف البالد وتقاسموا معهم السلطة‪ ،‬وقد كانت مساومة تاريخية للسف‪.‬‬
‫تقييم التجربة يحتاج أن تكون عندنا ذرة أخالق سياسية لالعتذار ألبناء الشعب‬
‫السودان الذين عىل طول الخط تعايشنا مع دم أبنائهم الذي يسيل‪.‬‬
‫ي‬
‫السودان‪ ،‬وهم كفيلون بأن يديروا شؤونهم‪ ،‬وأي‬
‫ي‬ ‫وض عىل أبناء الشعب‬
‫ليس هناك ي‬
‫قوى سياسية تريد صنع عملية سياسية لدارتهم فلتذهب إىل مزبلة التاري خ ويظل‬
‫أبناء الشعب خنجرا مسموما لهم‪ ،‬إىل أن تتحقق الحرية والعدالة والسالم‪ .‬وطال‬
‫الزمن أو قض سوف تكون هناك محاكمات تاريخية لمن سولت وتسول له نفسه‬
‫ر‬
‫وحت التاري خ الذي‬ ‫بتوىل منصب دستوري طيلة ر‬
‫الفيات االنقالبية منذ ‪1989‬م‬ ‫ي‬
‫نشيد فيه دولة الحرية والسالم والعدالة‪.‬‬
‫مريم الصادق المهدي‪:‬‬
‫العاىل من الموضوعية يف النقد‪ ،‬وألستاذ طه‬
‫ي‬ ‫مدن عباس عىل القدر‬
‫شكرا ألستاذ ي‬
‫مهمي يف‬ ‫الزمت‪ .‬أريد إضافة أمرين‬ ‫الت تحىل بها يف وصف الظرف‬‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫عىل الشجاعة ي‬
‫الزمت‪ :‬لقد تم الوصول للوثيقة الدستورية يف زمن كان فيه رصاع ر‬
‫كبي داخل‬ ‫ي‬ ‫الطار‬
‫والتغيي بشأن قيادة التفاوض‪ ،‬ما ربي الدعوة لتكوين جسم قيادي من‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫المشيك ربي مجموعة‬‫ر‬ ‫قيادات األحزاب (المجلس المركزي)‪ ،‬وواقع المجلس‬
‫ر‬
‫حقيق للقيادات السياسية العليا‪،‬‬ ‫التنسيقية ولجنة التفاوض‪ ،‬مما أدى لتغييب‬
‫ي‬
‫ونحن بالذات يف نداء السودان كان كل قياداتنا عىل رأسهم الحبيب المام الصادق‬
‫‪183‬‬
‫المهدي يطالبون أن تكون المرجعية للقيادات لتحقيق القيادة السياسية المرجوة‪،‬‬
‫وخية تراكمية كانت‬ ‫ر‬
‫لخية سياسية ر‬‫المنطق ر‬
‫ي‬ ‫غي‬‫وقد الحظ الناس اآلن بوضوح العوز ر‬
‫مطلوبة يف صياغة الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫كثية يف مسألة السالم هو‬
‫الثان الذي لم يذكر البتة وكانت له إسقاطات ر‬ ‫ي‬ ‫األمر‬
‫عي نداء السودان‪.‬‬
‫المجهود الذي بذلناه يف التصالح مع أخوتنا يف القوى الثورية ر‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫وكما ذكرت باألمس فإن نداء السودان عوقب ألنه تمكن من عمل تحالف‬
‫كبية‬
‫وبالتاىل وقع الظلم بصورة ر‬
‫ي‬ ‫عريض وتم تحجيمه يف ثالثة مناديب كاآلخرين‪،‬‬
‫األكي يف هذا التحالف‬
‫جدا عىل أخوتنا يف الجبهة الثورية‪ ،‬وعىل حزب األمة الحزب ر‬
‫والذي لم يفرد له أي وجود‪ ،‬وظل األمر محل ر‬
‫ابياز ومواجهات سياسية عميقة‪.‬‬
‫عيه حل األمر يف أديس أبابا‪ ،‬واستمرت محاولتنا وظللنا‬
‫وقد بذلنا مجهودا حاولنا ر‬
‫يف اجتماع لنداء السودان بكل تنظيماته لمدى ثالثة أسابيع أفلحنا فيه أن نصل‬
‫المتفاوضي بها‪ ،‬وكان عىل رأسها‬
‫ر‬ ‫معهم لصيغة ولكن للسف لم نستطع إقناع أخوتنا‬
‫ر‬
‫الت سيتم الوصول لها بعد ستة أشهر أعىل من الوثيقة‬
‫مسألة أن تكون وثيقة السالم ي‬
‫ر‬
‫الت سوف يتم الوصول إليها اآلن‪ ،‬لنستطيع أن نراجع مع أخوتنا يف الجبهة الثورية‬
‫ي‬
‫أية هنات أو تجاوزات يستطيع العسكر أن يمرروها علينا ألنهم أدرى ببواطن الحكم‪،‬‬
‫ر‬
‫الت أقصت المجموعة السياسية‬
‫للسف رفض هذا األمر من مجموعة التفاوض ي‬
‫الرئاسية ومن ضمنها رؤساء األحزاب الذين وافقوا عىل هذه الصيغة‪ .‬ثم جاءت بعد‬
‫ذلك الحقا اتفاقية جوبا للسالم وكانت فوق الوثيقة الدستورية‪ ،‬ولكن بالتغابن مع‬
‫القوى السياسية‪ ،‬إذ أن اخواننا يف الجبهة الثورية‪ ،‬ليس فقط العسكريون‪ ،‬كانوا‬
‫والتغيي‪ .‬فرفضوا حق الجهة التنفيذية‬
‫ر‬ ‫بصورة مفتوحة عىل عداء مع قوى الحرية‬
‫ا‬
‫أو المجموعة المدنية يف السالم رفضا كامال‪.‬‬
‫الت طرحها المعقبون حول الصناعة الدستورية للوثيقة المؤقتة‬ ‫ر‬
‫الطريقة المثالية ي‬
‫شعت ومشاركة واسعة ال زالت مسألة تحتوي عىل‬
‫ورصورة أن تكون بتشاور ر ي‬
‫‪184‬‬
‫زمت محدد لعمل مرجعية دستورية‪ .‬صحيح الوثيقة‬
‫صعوبة‪ ،‬ألننا محكومون بإطار ي‬
‫ينبغ أن يعمل الناس عىل تطويرها‪ ،‬وهذا‬
‫الدستورية أدت غرضها يف زمنها لكن كان ي‬
‫ما لم يتم‪ ،‬واآلن أي وثيقة دستورية مرجعية لالنتقال سوف تمر بنفس الظروف‪،‬‬
‫عي المفوضية‪.‬‬
‫عىل أن تراع أسس صناعة الدستور الدائم ر‬
‫ه رصورة إسقاط‬
‫األمر المهم الذي أهملته الوثيقة الدستورية وأشار له الصادق ي‬
‫مرجعية النظام السابق وقوانينه‪ ،‬فنحن حينما تقلدنا الحكم التنفيذي كنا مجرد‬
‫قواني الدولة كانت كلها تابعة للنظام البائد‬
‫ر‬ ‫موظفي محصورين جدا بإطار محدد‪.‬‬
‫ر‬
‫وبالتاىل لم يكن هناك من وجود لحكومة‬
‫ي‬ ‫شموىل شديد المركزية‬
‫ي‬ ‫ئاس‬
‫وهو نظام ر ي‬
‫حقيقية مما أتاح المجال لمجموعة مكتب رئيس الوزراء‪ ،‬وهذا ليس لتجريم أحد‪،‬‬
‫ا‬
‫لكن ألن النظام السابق جعل الدولة أصال دولة ظالل‪ ،‬والمواقع السياسية فيه كانت‬
‫بالتاىل الوظائف السياسية للوزراء كانت خالية من‬
‫ي‬ ‫تستخدم يف النخاسة السياسية‬
‫ر‬
‫ورقت سوف أوزع لكم آخر قرار كان يصف مهام كل‬ ‫المهام‪ ،‬وغدا إن شاء هللا مع‬
‫ي‬
‫كثي قدرة والسبب‬
‫الموظفي بال ر‬
‫ر‬ ‫وزارة لتشهدوا عىل أن الوزرات كانت مجموعة من‬
‫الت ظلت ر‬
‫لفية طويلة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المباش هو أننا واصلنا يف كل أسس ونظم دولة النظام البائد ي‬
‫تستعمل هذه المناصب للنخاسة السياسية‪.‬‬
‫هند الصادق الطائف‬
‫وه‪:‬كيف تصاغ وثيقة دستورية بهذه الهشاشة رغم وجود‬
‫لدي طائفة من األسئلة ي‬
‫فطاحلة يف القانون الدستوري لدولة عندها إرث دستوري ضخم كالسودان؟ ولماذا‬
‫القانونيي الذين لجأوا لهم لجراء مالحظات‬
‫ر‬ ‫والتغيي بمالحظات‬
‫ر‬ ‫لم تأخذ الحرية‬
‫وتعديالت يف الصياغة‪ ،‬ومع ذلك خرجت الوثيقة بصياغة ركيكة؟ و من الذي صاغ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫قانون؟ ألنها شكال ومضمونا تدل عىل أن الذي صاغها‬
‫ي‬ ‫الوثيقة أصال؟ هل هو فعال‬
‫ا‬
‫والتغيي أصال؟ وكيف يتست‬
‫ر‬ ‫بالدساتي‪ ،‬كيف وافقت عليها قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ال عالقة له‬
‫الدساتي دائما ما‬
‫ر‬ ‫التفاق مهما كان شكله أنه يكون أعىل من الدستور؟ معروف أن‬
‫‪185‬‬
‫تكون أعىل سلطة يف الدولة‪ ،‬كيف سمحت الحكومة التفاق جوبا أن يكون أعىل من‬
‫الدستور؟‬
‫أباذر مدثر األمي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫لدينا عدد من األسئلة يمكن أن تتم الجابة عليها أو وضعها مع المعالجات ي‬
‫ه‪ :‬الشكالية‬
‫مسيتكم بعد تقييم تجربتكم‪ .‬واألسئلة ي‬
‫ر‬ ‫وتغيي يف‬
‫ر‬ ‫تتخذونها كحرية‬
‫ه األطراف الموقعة عليها‪ ،‬المكون العسكري لم‬ ‫األساسية يف الوثيقة الدستورية ي‬
‫ر‬
‫حقيق بدليل انقالب ‪ 3‬يونيو ‪2019‬م‬ ‫اط‬
‫ي‬ ‫مدن ديمقر ي‬‫يكن جادا يف الوصول لتحول ي‬
‫السودان أعطاكم‬
‫ي‬ ‫اليهان‪ .‬الشعب‬
‫يوم فض اعتصام القيادة العامة والبيان الذي تاله ر‬
‫كامل الثقة يوم ‪ 30‬يونيو ‪ ،2019‬ولكن خذلتم هذه الثقة بالتفاوض مع المكون‬
‫بمير حقن الدماء‪ ،‬وال زلنا نشهد هذه الشماعة‪ .‬نريد تفاصيل‬
‫الذي ارتكب االنقالب ر‬
‫السياس الذي أصبح مرجعيه للوثيقة الدستورية؟ الوثيقة نصت‬
‫ي‬ ‫عن توقيع االعالن‬
‫ر‬
‫الت كان هنالك‬ ‫ر‬
‫مكي ي‬ ‫عىل مهام الفية االنتقالية وأهم ما فيها العدالة وتصفيه الت ر‬
‫تلكؤ فيها فما األسباب؟ كيف توقع وثيقة ويكون اتفاق سالم جوبا كقانون أعىل‬
‫منها وهل هذا ضعف من قوى الحرية والتغيي أم ماذا؟ وبعد التعديل وتمديد ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬
‫االنتقالية‪ .‬لم تنص الوثيقة الجديدة عىل زمن تسليم رئاسة مجلس السيادة‬
‫ا‬
‫كبيا وتناقضا مع العالن الدستوري‪ .‬ال نعتقد أن الشكال‬
‫للمدنيي‪ ،‬مما شكل خلال ر‬
‫ر‬
‫لمؤمني بها‪ .‬يف أول خرق للوثيقة لم‬
‫ر‬ ‫يف الوثيقة‪ ،‬بل يف كيفية تطبيقها الذي يحتاج‬
‫والتغيي للشارع وتنبه لذلك وتقف عليه‪ ،‬فقد نصت الوثيقة عىل‬
‫ر‬ ‫تخرج قوى الحرية‬
‫أن سلطات المجلس السيادي رشفية لكنه أصبح تنفيذيا وحاكما‪ ..‬وفيما يتعلق‬
‫باستكمال هياكل السلطة نصت الوثيقة الدستورية عىل قيام ثالثة مستويات للحكم‪.‬‬
‫والرقان‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫تم تكوين المجلس السيادي ومجلس الوزراء وتم إغفال الجانب التش ي‬
‫يغ والمفوضيات المتخصصة والمنصوص عليها يف‬ ‫ر‬
‫والذي يتمثل يف المجلس التش ي‬
‫والتغيي تعرقل تكوين واستكمال هياكل‬
‫ر‬ ‫الوثيقة الدستورية‪ .‬هل كانت قوى الحرية‬
‫‪186‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫السلطة؟ نصت الوثيقة الدستورية عىل العالقة ربي قوى الحرية‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫ومستويات الحكم المختلفة‪ ،‬فيما يخص مجلس الوزراء‪ ،‬كانت قوى الحرية‬
‫تتغول عىل صالحيات مجلس الوزراء وتفرض عليه مهام من صميم عمله‪ ،‬وهذه‬
‫شهادة من رئيس الوزراء يف العديد من المواقع! صيغة الوثيقة الدستورية كانت‬
‫وغي مضبوطة ويفشها أي طرف عىل هواه عىل حسب مصالحه‪،‬‬
‫فضفاضة ر‬
‫االنتقاىل‬
‫ي‬ ‫والوثيقة لم تنص عىل أسقف زمنية وجداول لتشكيل بعض هياكل الحكم‬
‫والمفوضيات‪ ،‬ولم تنص عىل آلية سحب الثقة وتغي ري رئيس الوزراء‪ .‬نصت الوثيقة‬
‫غي مستقلة‪ ،‬وهذا األمر ال‬
‫تعيي حكومة حزبية ر‬
‫عىل حكومة كفاءات مستقلة وتم ر‬
‫يزال يواجهنا اآلن‪ ،‬حيث يقول قادة الحرية والتغيي إنهم سوف لن ر‬
‫يشيكوا يف‬ ‫ر‬
‫الحكومة القادمة‪ ،‬والفعل عكس القول‪ ،‬مما يسحب منهم الثقة‪ ..‬رشعنت الوثيقة‬
‫الدستورية لوجود الدعم الشي ع كقوة نظامية مما مهد لالنقالب وللزمة الحالية‪.‬‬

‫مقدم الورقتي‬
‫ي‬ ‫تعقيب‬
‫طه عثمان إسحق‬
‫اتفق مع مداخلة سارة دقة يف أن مسألة العدالة االنتقالية كان يجب تكون منصوصة‬
‫كثية‪ ،‬ولآلن‬
‫بصورة واضحة وشجاعة جدا‪ ،‬ولو كانت موجودة ربما عالجت مسائل ر‬
‫كبية ال تحل إال‬
‫ما يحدث يف السودان يحتاج إىل عدالة انتقالية‪ ،‬وهناك مشاكل ر‬
‫تعت مبدأ االفالت‬ ‫كبي يف مسألة العدالة االنتقالية‪ .‬ي‬
‫وه ال ي‬ ‫بإقرارها وهناك تعقيد ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫من العقاب‪ ،‬فالعدالة إما أن تكون بحثا عن الجناة أو بحثا عن تحقيق األهداف ي‬
‫وف كل األحوال الفيصل واحد‪ .‬إذا استطعت أن‬‫المجت عليهم‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫استشهد من أجلها‬
‫ر‬
‫الت ضىح‬
‫تصل للجناة وتسائلهم فبها‪ ،‬وإن تعذر ذلك تعمل عىل تحقيق األهداف ي‬
‫من أجلها الشهداء‪.‬‬
‫عي المجلس السيادي وأن‬
‫تعيي رئيس القضاء ر‬
‫التيير المقدم حول ر‬
‫ما قيل يف رفض ر‬
‫ذلك ال يحقق استقاللية القضاء‪ ،‬فإننا نتمت تحقيق استقاللية القضاء‪ ،‬لكننا نعرف‬
‫‪187‬‬
‫وغي قادر عىل تحقيق العدالة‪ ،‬وهذا كان أحد‬
‫غي راغب ر‬
‫أن توصيف قضائنا هو أنه ر‬
‫عي مجلس األمن للجنائية الدولية لتقديم‬‫الت أدت لتحويل ملف دارفور ر‬ ‫ر‬
‫األسباب ي‬
‫البشي للمحاكمة لعدم كفاءة قضائنا‪ .‬وكلنا شهدنا ذبح ر‬
‫الفية االنتقالية وإنجازاتها‬ ‫ر‬
‫بواسطة القضائية كأداة موجودة استخدمها النظام أسوأ استخدام وكل يوم نشهد‬
‫القرارات الصادرة من القضائية‪ ،‬ربما يكون لدينا قضاة ر‬
‫محيمون لكن ال توجد لدينا‬
‫يوىل الناس اهتماما لهذه‬
‫سلطة قضائية قادرة وراغبة يف تحقيق العدالة‪ ،‬ويجب أن ي‬
‫األمت والعسكري إصالحا هيكليا للقضائية وتحقيق‬
‫ي‬ ‫المسألة لنشهد مع الصالح‬
‫استقاللها التام‪.‬‬
‫ليس دفاعا عن ساطع الحاج لكن إذا وجدت أخطاء يف الوثيقة الدستورية فإننا‬
‫نتحملها كلنا وليس شخصا واحدا فكلنا مسؤولون‪.‬‬
‫يغ‪ ،‬وقد كان السالم واحدا من األسباب‪،‬‬ ‫ر‬
‫تأخي المجلس التش ي‬
‫تحدث الناس عن ر‬
‫لكن كذلك للمانة هناك تقاعس من المجلس العسكري بسبب موضوع مهم جدا‬
‫يغ ليحل‬ ‫ر‬
‫وهو أننا حينما توصلنا ل ‪ %67‬رصح البعض مطالبا بقيام المجلس التش ي‬
‫َ‬
‫الدعم الشي ع‪ ،‬وهذا جعل العساكر يقفون موقفا مضادا‪ .‬كلنا مؤمنون بضورة‬
‫عي‬
‫مهت واحد‪ ،‬لكن هذا ال يتم ر‬
‫القضاء عىل تعدد الجيوش وأن يكون هناك جيش ي‬
‫هذا التبسيط‪ ،‬الذي يمكن أن يؤدي لمحرقة‪ .‬الحديث عن أن الوثيقة الدستورية‬
‫رشعنت الدعم الشي ع ر‬
‫غي صحيح‪ ،‬فقد تكون الدعم الشي ع بموجب قانون سنه‬
‫النظام السابق‪ ،‬ويتبع له اآلن ‪ 150‬ألف جندي‪ .‬يمكن حل الدعم الشي ع بواحد من‬
‫السياس والوصول للجيش الواحد مع هذه القوات‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫طريقتي إما باالتفاق‬
‫ر‬
‫بالمواجهة المسلحة‪ ،‬وال توجد مواجهة مسلحة يف النهاية ستؤدي لجيش واحد‪،‬‬
‫بل لن يكون هناك بلد‪.‬‬
‫تقتض علينا أن نواجه حقائق مسألة تعدد الجيوش‪ ،‬واألزمة ليست‬‫ي‬ ‫المسؤولية‬
‫فقط ف الدعم الشي ع‪ ،‬األزمة الحقيقية موجودة ر‬
‫حت يف الجيش السودا ين‪ ،‬وكلنا‬ ‫ي‬
‫‪188‬‬
‫الماليي بآلة القوات المسلحة‪ ،‬ويجب حينما‬
‫ر‬ ‫نعلم أننا منذ ‪ 1955‬ر‬
‫حت اآلن فقدنا‬
‫األمت والعسكري‪ ،‬أن نتكلم عن قومية القوات‪ ،‬فالقوات‬
‫ي‬ ‫نتحدث عن الصالح‬
‫ياد نظيفة‪ ،‬فلنكن مع‬
‫المسلحة الحالية قياداتها ليست قومية كما يجب‪ ،‬وال كلها بأ ٍ‬
‫األمت والعسكري‪ ،‬ونناقش ذلك بمسؤولية‬
‫ي‬ ‫مبدأ الجيش الواحد ومع مبدأ الصالح‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫ال كمسألة يمكن أن تحل بمجرد إصدار قرار‪ ،‬فإذا أصدرت قرارا بدون اتفاق‬
‫الحي الذي كتب به وسوف يردي البالد يف مزالق لن تسلم منها‪ .‬من‬
‫فإنه لن يساوي ر‬
‫مت‬
‫األفضل نقاش هذه القضايا دون هروب ودون خوف يف إطار الصالح األ ي‬
‫ا‬
‫والعسكري وصوال للجيش الواحد‪ ،‬وهذه كانت واحدة من األشياء المنوط نقاشها‬
‫بمجلس ر‬
‫الشكاء‪.‬‬
‫وف لحظة التوقيع كان هناك تفويض‬ ‫ر‬
‫السياس باشياك الجميع‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫تم توقيع العالن‬
‫لجميع الكتل‪ ،‬مع غياب ممثل قوى االجماع الذي لم يحض لظرف محدد‪ ،‬وكان‬
‫يتوجب التوقيع للوصول للوث يقة الدستورية ألنها استعصت‪ ،‬وكان من المساوئ‬
‫ر‬
‫الت تم الوصول إليها يف السابق فتنصل عنها المكون‬
‫عدم التوقيع عىل االتفاقات ي‬
‫ر‬
‫الت دعت للمسارعة بالتوقيع‪.‬‬
‫العسكري بعد فض االعتصام‪ ،‬وهو أحد األسباب ي‬
‫بالنسبة لكالم د‪ .‬مريم عن مفاوضات أديس أبابا‪ ،‬فإن المجلس المركزي لم يكن قد‬
‫تكون بعد أثناء التفاوض‪ ،‬وفيما يتعلق بمطالب الجبهة الثورية بشأن الوثيقة‬
‫الدستورية فقد نوقشت ورفضت فكرة أن تسود االتفاقية عىل الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫مدن عباس‪:‬‬
‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬فهذا‬
‫ر‬ ‫الوثيقة الدستورية ليست مسؤولية حزب أو مجموعة وال ر‬
‫حت الحرية‬
‫األساس‬
‫ي‬ ‫موضوع الغرض‬
‫ي‬ ‫تاري خ كلنا ساهمنا فيه بأنصبة متفاوتة‪ ،‬وتقييمها تقييم‬
‫منه التصويب نحو المستقبل‪ ،‬ر‬
‫أكي من كونه للدفاع أو الهجوم‪ ،‬فليس لذلك قيمة‬
‫ا‬
‫والقيمة األساسية رصورة تجنب األخطاء‪ ،‬وقد دهشت قليال حينما ذكرت سارة يف‬
‫تناول الورقة أنها اختلفت معها ثم قالت نفس الكالم الموجود فيها تقريبا‪ :‬رصورة‬
‫‪189‬‬
‫لمان مع الوثيقة‪ .‬إن ما حدث كان‬
‫الي ي‬
‫التفصيل والمواقيت الزمانية وتعارض النظام ر‬
‫اتفاقا فرضته موازين القوى لكنه انعكس يف الكلمات ومعانيها‪ ،‬فال يمكن أن يكون‬
‫لمان وتعط كل هذه الصالحيات لمجلس السيادة ليس فق ط‬ ‫هناك نظام بر ي‬
‫المدنيي‪ ،‬فهناك إشكاليات رتياوح ربي النصوص وإحكامها‬
‫ر‬ ‫العساكر‪ ،‬بل بمن فيهم‬
‫كبية جدا مرتبطة بالممارسة‪ .‬بعضها‬
‫وتفصيل المواقيت الزمانية‪ ،‬وإشكاليات ر‬
‫يتحملها الجانب السيادي‪ ،‬والجانب التنفيذي‪ ،‬يتحملها رئيس الوزراء ومجلس‬
‫والتغيي وكنت فيها‬
‫ر‬ ‫ياس وفيه الحرية‬
‫الوزراء بمن فيهم نحن‪ ،‬ويتحملها الجانب الس ي‬
‫كذلك‪ ،‬فتحمل األخطاء ر‬
‫مشيك‪.‬‬
‫نسي‬
‫تناول الوثيقة الدستورية بشكل واضح وشفاف مهم للمستقبل‪ ،‬لنستطيع أن ر‬
‫وأن من رأن مقبلون عليه حتما‪ ،‬رفيغم المحاوالت‬
‫نحوه‪ ،‬ونحن شاء من شاء ر‬
‫اط‪ ،‬لكن يف النهاية‬
‫الشعت وعىل االنتقال الديمقر ي‬
‫ري‬ ‫المختلفة لاللتواء عىل الحراك‬
‫اط سوف يحدث وإرادة الشعب غالبة‪.‬‬
‫االنتقال الديمقر ي‬
‫ه ليست غلطة‬
‫سعدت بالكالم الذي قيل وأعتقد أنه يساهم يف التطوير‪ ،‬وبالتأكيد ي‬
‫يىح الذي صيغت فيه‪ ،‬والمطلوب أال‬
‫السياس والتار ي‬
‫ي‬ ‫الوثيقة الدستورية وال السياق‬
‫يكون هذا الحوار متعلقا فقط بلحظة واحدة‪ ،‬بل يكون مستمرا ويتداخل فيه‬
‫ا‬
‫والقانون وصوال لممارسة أفضل ليكون الناشطون يف هذا المجال بحجم‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫تحديات وطموحات وآمال الشعب‬

‫‪190‬‬
191
‫الباب الرابع‬

‫العدىل‬
‫ي‬ ‫العدالة وإصالح النظام‬

‫‪192‬‬
193
‫الباب الرابع‬

‫العدىل‬
‫ي‬ ‫العدالة وإصالح النظام‬
‫خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية يف السودان‬
‫اإلنجازات واإلخفاقات والتحديات‬

‫د‪ .‬نرصالدين عبدالباري‬


‫مقدمة‬
‫النسان الحديث‪ ،‬كان غياب العدالة أو عدم فعالية النظم العدلية‬
‫ي‬ ‫عىل مدار التاري خ‬
‫ر‬
‫الت أدت إىل انفجار الثورات‪ .‬لذلك كانت العدالة‬
‫من الدوافع واألسباب األساسية‪ ،‬ي‬
‫تعبيا عن قضاياها وتطلعاتها‪ .‬ولم‬
‫الت رفعتها الثورات ر‬ ‫ر‬
‫من الثوابت يف الشعارات ي‬
‫ديسمي السودانية استثن ااء عىل هذه المالحظة التاريخية‪ ،‬إذ كان غياب‬
‫ر‬ ‫تكن ثورة‬
‫العدالة‪ ،‬سيما بشأن انتهاكات حقوق النسان‪ ،‬وضعف المؤسسات واألجهزة‬
‫السودان ثائرا‪ ،‬وبشعار‬ ‫الت ساهمت بقوة يف خروج الشعب‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫العدلية من العوامل ي‬
‫ه الحرية والعدالة والسالم‪ .‬لهذا السبب كان إصالح النظام‬‫خالد ذي أركان ثالثة‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫جماهيا كان عىل الحكومة االنتقالية االستجابة له‪ ،‬فضال‬
‫ر‬ ‫العدىل يف السودان مطلبا‬
‫ي‬
‫ميرات وجودها‪ ،‬ما كان يمكن‬ ‫ٌ‬
‫ومير من ر‬
‫عن أنه يف األصل واجب من واجبات الدولة ر‬
‫لها تأسيس دولة حديثة يف السودان دون القيام به‪ .‬وقد بذلت الحكومة االنتقالية‬
‫ا‬
‫ممثلة يف وزارة العدل يف سبيل االستجابة لمطلب الثورة والقيام بواجبها كدولة‬
‫األساس لهذه الورقة‪ .‬وتتطرق الورقة إىل جانب هذا الجهد إىل‬
‫ي‬ ‫جهدا هو الموضوع‬
‫الصالىح‬ ‫ر‬
‫الت واجهتها يف سعيها‬
‫ي‬ ‫أمثلة عىل إخفاقات الحكومة االنتقالية والتحديات ي‬

‫‪194‬‬
‫والعي من‬
‫ر‬ ‫العدىل‪ ،‬وتحتوي يف خاتمتها عىل أهم الدروس‬
‫ي‬ ‫بخصوص إصالح النظام‬
‫تجربة الحكومة االنتقالية يف هذا الصدد‪.‬‬
‫المهام القانونية والدستورية لوزارة العدل‬
‫التميي ربي المهام التقليدية لوزارة العدل والمهام‬
‫ر‬ ‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫ألغراض هذه الورقة‪،‬‬
‫اط‪ .‬وردت المهام التقليدية لوزارة‬ ‫المتعلقة باالنتقال أو التحول نحو الحكم الديمقر ي‬
‫ا‬
‫تفصيال ف المادة (‪ )4‬من قانون تنظيم وزارة العدل لسنة ‪ ،2017‬ر‬
‫الت تتحدث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫العدل‬
‫ر‬
‫والتشي ع‪1.‬‬ ‫عن اختصاصات وسلطات وزير العدل وعىل رأسها صيانة حكم القانون‬
‫ا‬
‫اط‪ ،‬فقد وردت تفصيال يف المادة‬ ‫أما المهام المتعلقة باالنتقال أو التحول الديمقر ي‬

‫‪ 1‬تنص المادة الرابعة (اختصاصات الوزارة وسلطاتها ومهامها‪ :‬اختصاصات الوزير وسلطاته) عىل‬
‫تحسي وتطوير‬ ‫ر‬ ‫السغ لبسط سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة‪ .‬ب‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يىل‪ :‬أ‪.‬‬‫مهام الوزارة كما ي‬
‫األداء يف مهنة القانون‪ ،‬ووضع األسس والتقاليد السليمة للمهنة ورعاية نظمها وأخالقها‪ .‬ج‪ .‬مراجعة‬
‫قواني‬
‫مشوعات ال ر‬ ‫التعبي األمثل عن قيم العدالة‪ .‬د‪ .‬دراسة وصياغة ر‬ ‫ر‬ ‫القواني وإصالحها لتمثل‬ ‫ر‬
‫التشيعية بالجريدة الرسمية‬ ‫التدابي ر‬
‫ر‬ ‫القواني وسائر‬
‫ر‬ ‫نش‬‫التشيعية ف الدولة‪ .‬ه‪ .‬ر‬ ‫التدابي ر‬
‫ر‬ ‫وسائر‬
‫ي‬
‫التشيعية األخرى‪ .‬ز‪ .‬إنشاء الدارات‬ ‫التدابي ر‬
‫ر‬ ‫القواني وسائر‬
‫ر‬ ‫النش‪ .‬و‪ .‬طباعة‬ ‫وبكافة وسائل ر‬
‫المتخصصة بالوزارة والدارات القانونية بالواليات والمكاتب القانونية بأجهزة الدولة‪ ،‬وتحديد‬
‫اختصاصاتها وسلطاتها‪ .‬ح‪ .‬تقديم الخدمات القانونية لكافة أجهزة الدولة بما يف ذلك دراسة‬
‫والشوط‬ ‫وصياغة العقود‪ ،‬واالتفاقيات‪ ،‬والقرارات‪ ،‬ومراجعتها‪ .‬ط‪ .‬تحديد الجراءات والضوابط ر‬
‫غي الجنائية‪ .‬ي‪ .‬تقديم‬ ‫الدوىل يف مجال المساعدة القانونية يف المسائل ر‬ ‫ي‬ ‫المتعلقة بالتعاون‬
‫الخدمات القانونية لسفارات وقنصليات السودان بالخارج‪ .‬ك‪ .‬إصدار الفتوى يف أي مسألة أو نزاع‬
‫الت تفصل يف الدعاوي المدنية‪ .‬ل‪.‬‬ ‫ر‬
‫تكون أي من أجهزة الدولة طرفا فيه وتمثيلها أمام الجهات َي‬
‫الت تكون‬ ‫ر‬
‫بي أجهزة الدولة وترشيح المحكم يف الياعات المدنية ي‬ ‫توىل التحكيم ف الياعات المدنية ر‬
‫أي يمن أجهزة يالدولة طرفا فيها‪ .‬م‪ .‬ر‬
‫الت تحددها‬ ‫للشوط والضوابط ر‬ ‫اليخيص لمراكز التحكيم وفقا ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت تكون أجهزة الدولة طرفا فيها‬ ‫اللوائح‪ .‬ن‪ .‬الموافقة عىل إجراء التسويات يف المسائل المدنية ي‬
‫الت تنظمها وفقا للوائح‪ .‬س‪ .‬تسجيل الكيانات والمعامالت والحقوق ر‬
‫وغيها‬ ‫ر‬
‫وإصدار الضوابط ي‬
‫القانون والخدمات القانونية للجمهور والمساعدة‬ ‫ي‬ ‫للقواني المنظمة لذلك‪ .‬ع‪ .‬تقديم العون‬ ‫ر‬ ‫وفقا‬
‫ر‬
‫التدابي التشيعية‪ ،‬والوثائق القانونية‬
‫ر‬ ‫القواني وسائر‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫التقاض وفقا للقانون واللوائح ف ترجمة‬ ‫يف‬
‫واليخيص لمكاتب ر‬ ‫والمستندات الرسمية وغيها ر‬ ‫ي‬
‫اليجمة القانونية وفقا ألحكام اللوائح‪ .‬ص‪ .‬العمل‬ ‫ر‬
‫عىل تعزيز وحماية حقوق االنسان‪ .‬ق‪ .‬تمثيل الدولة إقليميا ودوليا يف كل ما يتعلق باختصاصاته‬
‫وسلطاته‪ .‬ر‪ .‬استدعاء أي موظف عام لإلدالء بأي شهادة‪ ،‬أو تقديم أي معلومات‪ ،‬أو بيانات‪ ،‬أو‬
‫غيها بشأن أي مسألة أو نزاع قيد نظره‪ .‬ش‪ .‬اعتماد وتوثيق المستندات‬ ‫تسليم مستندات‪ ،‬أو ر‬
‫اليمي وفقا لما تحدده‬ ‫ر‬ ‫وتحليف‬ ‫باليمي‬
‫ر‬ ‫المشفوعة‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫الق‬ ‫وأخذ‬ ‫عليها‬ ‫القانونية والتصديق‬
‫مت رأى ذلك رصوريا‪ .‬ض‪ .‬أي سلطات أو‬ ‫ر‬ ‫اللوائح‪ .‬ت‪ .‬االستعانة‬
‫بالخية القانونية من خارج الوزارة ي‬ ‫ر‬
‫اختصاصات أخرى ينص عليها يف أي قانون آخر‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫(‪ )8‬من الوثيقة الدستورية‪ 1،‬ر‬
‫والت تتحدث عىل وجه التفصيل عن المهام العامة‬
‫ي‬
‫للحكومة االنتقالية الواقعة عىل كل مؤسسات الدولة خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪ .‬ومن‬
‫غي ر‬
‫مباش بوزارة العدل‬ ‫ر‬
‫مباش أو ر‬ ‫المهام الواردة يف تلك المادة‪ ،‬المتصلة بوجه‬
‫وعملها‪ ،‬تصفية النظام المباد من مؤسسات الدولة وتصفية مؤسساته وواجهاته‪،‬‬
‫السودان‬ ‫ر‬
‫الت ارتكبوها بحق الشعب‬
‫ي‬ ‫منسون النظام المباد عن الجرائم ي‬
‫ري‬ ‫محاسبة‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو (المادة (‪ ،))3()8‬وتحقيق وبناء السالم؛ إلغاء‬
‫ر‬ ‫منذ‬
‫الت ِّ‬
‫المواطني عىل أساس النوع (المادة‬
‫ر‬ ‫تمي ربي‬‫والنصوص المقيدة للحريات أو ر ي ر‬
‫القانون وإعادة بناء وتطوير المنظومة الحقوقية والعدلية‬
‫ي‬ ‫(‪))2()8‬؛ الصالح‬
‫وضمان استقالل القضاء وسيادة حكم القانون (المادة (‪))5()8‬؛ إنشاء آليات‬
‫لإلعداد لوضع دستور دائم لجمهورية السودان (المادة (‪))9()8‬؛ عقد المؤتمر‬
‫ر‬
‫الت تتحدث عن‬
‫القوم الدستوري (المادة (‪ )10()8‬مقروءة مع المادة ‪()3(39‬ج)‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫مفوضية صناعة الدستور والمؤتمر الدستوري)؛ سن ر‬
‫التشيعات المتعلقة بمهام‬
‫ر‬
‫الفية االنتقالية (المادة (‪)) 11()8‬؛ إصالح اجهزة الدولة بصورة تعكس استقالليتها‬
‫وقوميتها وعدالة توزي ع الفرص فيها دون المساس ر‬
‫بشوط األهلية والكفاءة (المادة‬
‫الثالثي من يونيو وبناء دولة القانون‬
‫ر‬ ‫تمكي نظام‬
‫ر‬ ‫(‪))12()8‬؛ وتفكيك بنية‬
‫والمؤسسات (المادة (‪.))15()8‬‬
‫إن المهام االنتقالية للوزارة تتداخل يف بعض األحوال مع المهام التقليدية للوزارة‪،‬‬
‫عي ممارسة اختصاصاتها‬
‫اط ر‬
‫كما أن الوزارة تنفذ مهام االنتقال أو التحول الديمقر ي‬
‫المتمثلة ف مهامها التقليدية وأهمها عىل الطالق اختصاص ر‬
‫التشي ع‪ ،‬األداة‬ ‫ي‬

‫ُ‬
‫جي بالمرسوم الدستورية رقم ‪ 38‬لسنة‬ ‫‪ . 1‬الوثيقة الدستورية لسنة ‪( 2019‬تعديل ‪ ،)2020‬أ ر‬
‫‪ .2019‬يمكن الحصول واالطالع عىل النسخة األصلية من الوثيقة عىل‪:‬‬
‫‪https://constitutionnet.org/sites/default/files/2019-‬‬
‫‪ ،‬تمت زيارة ‪10/Sudan%20Constitutional%20Declaration_Arabic_Final.pdf‬‬
‫الموقع آخر مرة بتاري خ ‪ 24‬يونيو‪/‬حزيران‪. 2022 ،‬‬
‫‪196‬‬
‫تقني التحوالت السياسية‪ ،‬أو االقتصادية‪ ،‬أو االجتماعية يف‬
‫األساسية لحداث‪ ،‬أو ر‬
‫الدولة الحديثة‪.‬‬
‫ا‬
‫سواء كانت التقليدية‬ ‫ٌ‬
‫وغت عن القول إن قدرة وزارة العدل عىل القيام بتنفيذ مهامها‬
‫ي‬
‫أساس عىل قدرتها‬
‫ي‬ ‫اط كانت تعتمد بشكل‬
‫منها أو تلك المتصلة بالتحول الديمقر ي‬
‫الداخلية وفعاليتها كمؤسسة ربيوقراطية من مؤسسات الدولة‪ ،‬وعىل قدرة وفعالية‬
‫مؤسسات أخرى بالدولة ترتبط مهامها بمهام وزارة العدل‪ .‬لذلك كان الصالح‬
‫المؤسسيي رصور ريي بوزارة العدل—كما بالمؤسسات األخرى—لبناء‬
‫ر‬ ‫والتحول‬
‫دولة جديدة يسود فيها حكم القانون وتصان فيها حقوق النسان‪ ،‬وتقام فيها‬
‫التميي المحرمة دوليا‪.‬‬
‫ر‬ ‫التميي ربي األشخاص عىل أي أساس من أسس‬
‫ر‬ ‫العدالة دون‬
‫التحديات واإلصالحات المؤسسية‬
‫تعان وزارة العدل من اختالالت ومشكالت تتعلق بالهيكل‪ ،‬والمهارات والكفاءات‪،‬‬
‫ي‬
‫وطرق العمل‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والتدريب الممنهج‪ .‬وقد تواصلت الوزارة منذ األيام‬
‫األوىل للحكومة االنتقالية مع وكالة الواليات المتحدة للتنمية الدولية للمساعدة يف‬
‫إجراء دراسة تقييمية للوزارة‪ ،‬تكون أساسا لإلصالح وبناء القدرات التشغيلية والفنية‬
‫الت تضم ‪ 2000‬مستشارا قانونيا وموظف خدمة مدنية يعملون يف‬ ‫ر‬
‫لقوتها العاملة‪ ،‬ي‬
‫أجزاء السودان المختلفة‪ .‬وبالتشاور مع وزارة العدل‪ ،‬تم اختيار رشكة دي ر ين قلوبال‪،‬‬
‫ر‬
‫والت عملت مع هيئة جامعة الخرطوم االستشارية‬
‫المتخصصة يف التنمية الدولية‪ ،‬ي‬
‫وأساتذة من كلية القانون بجامعة الخرطوم لجراء دراسة بينت مواطن الضعف‬
‫والقوة يف هيكل الوزارة والفجوات يف مهارات وكفاءات موظفيها‪ ،‬وحللت طرق‬
‫ر‬
‫الت‬
‫العمل بها‪ ،‬وحددت االحتياجات التدريبية لموظفيها يف المجاالت المختلفة ي‬

‫‪197‬‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫والت بينت‬
‫ي‬ ‫كانت محال للتقييم‪ ،‬كانت النتائج والتوصيات الرئيسية للتقرير‪،‬‬
‫ر‬
‫الت واجهت الوزارة ومرشدها لمعالجتها‪ ،‬كما يىل‪1:‬‬
‫ي‬ ‫التحديات المؤسسية ي‬
‫الهيكل‬
‫رتتكز الصالحيات بشكل غت مناسب بيد وزير العدل ووكيل الوزارة‪ :‬إن وزارة‬
‫هرم‬
‫وه ذات نموذج ي‬ ‫ه مؤسسة تعتمد نهجا من أعىل إىل أسفل يف الدارة‪ ،‬ي‬
‫العدل ي‬
‫ر ا‬
‫مسطح‪ ،‬تنحض فيه صالحيات السياسات وصنع القرار والتنفيذ مباشة لدى وزير‬
‫العدل ووكيل الوزارة‪ .‬فهيكليتها ال تمنح الدارات الفردية االستقاللية التشغيلية أو‬
‫المساءلة أو المساحة الضورية للبت يف الشؤون الداخلية لإلدارات المعنية من‬
‫ناحية طرق العمل والسياسات‪ .‬لذلك أوض التقرير بشدة بتعديل قانون تنظيم‬
‫وزارة العدل لعام ‪2017‬م واللوائح الداخلية لوزارة العدل لعام ‪1983‬م من أجل منح‬
‫الحاليي‬
‫ر‬ ‫رؤساء الدارات تفويضات واضحة وضبط صالحيات الوزير‪ .‬فكبار المدراء‬
‫يف وزارة العدل يملكون الرؤية والباعث لتطوير إداراتهم الفردية استنادا إىل سنوات‬
‫االليام رليويد الكوادر الجديدة‬
‫متعددة من الخية؛ وبالتاىل‪ ،‬من المهم تسخي هذا ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫للمض قدما‪ .‬لقد تم تجريد وزارة العدل من دورها يف المسائل الجنائية‬
‫ي‬ ‫بمسار سليم‬
‫بموجب القانون‪ ،‬ولكن ليس يف الممارسة العملية‪ :‬فبالرغم من الصالحات‬
‫تفويض‬ ‫ر‬
‫الت فصلت‬
‫ي‬ ‫المنصوص عليها يف قانون تنظيم وزارة العدل لعام ‪2017‬م‪ ،‬ي‬
‫والمدع العام‪ ،‬ما تزال وزارة العدل يف الممارسة العملية مسؤولة عن‬
‫ي‬ ‫وزارة العدل‬
‫القانونيي لوزارة العدل يف المؤسسات‬
‫ر‬ ‫بعض المسائل الجنائية‪ .‬فجميع المستشارين‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الت تكون فيها الدولة‬
‫الحكومية يواصلون مثال تمثيل الحكومة يف القضايا الجنائية ي‬
‫طرفا يف الياع قيد الدراسة‪ .‬وقد خلص التقرير إىل رصورة تعديل قانون تنظيم وزارة‬

‫سبتمي‪،2020 ،‬‬
‫ر‬ ‫النهان‪ ،‬أيلول‪/‬‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬تقييم االحتياجات وخطة التدريب لوزارة العدل‪ :‬تقرير التقييم‬
‫ي‬
‫أعد هذا المنشور رلياجعه الوكالة األمريكية للتنمية الدولية‪ ،‬إعداد هيئة جامعة الخرطوم‬
‫االستشارية وكلية القانون‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫العدل لعام ‪ 2017‬والالئحة الداخلية لعام ‪ 1983‬لمعالجة مشكلة عدم الوضوح‬
‫الجنائية‪1.‬‬ ‫والمدع أو النائب العام بشأن المسائل‬ ‫تفويض الوزير‬ ‫ربي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وعىل الرغم من أن هذا الخلل—خلل تمركز السلطات بيد الوزير والوكيل—يض يف‬
‫الواقع بقدرة الوزارة عىل القيام بمهامها التقليدية عىل وجه َّ‬
‫فعال‪ ،‬إال أنها‪ ،‬لحسن‬ ‫ٍ‬
‫الحظ‪ ،‬مكنت الحكومة االنتقالية من القيام بمهامها ذات الصلة بالتحول‬
‫اط بطريقة أشع‪ ،‬ودون عرقلة من رؤساء الدارات القانونية‪ ،‬ممن كانوا‬
‫الديمقر ي‬
‫ضد سياسات الحكومة االنتقالية وربما أعاقوا عملها قبل أن يقالوا أو تفصلهم لجنة‬
‫التمكي من العمل‪ .‬لكن إصالح الوزارة كمؤسسة وإحداث التحول بها يقتضيان‬
‫ر‬ ‫إزالة‬
‫إنهاء تمركز الس لطة لدى الوزير والوكيل‪ ،‬خاصة بعد إنهاء هيمنة عنارص النظام‬
‫يت‬
‫السياس عنها فيما يتعلق بتضيفها الروت ي‬
‫ي‬ ‫وبالتاىل نزع الطابع‬
‫ي‬ ‫المباد عىل الوزارة‪،‬‬
‫اليوم للعدالة‪.‬‬
‫ي‬
‫المهارات والكفاءات‬
‫بالرغم من المؤهالت التعليمية ذات الصلة‪ ،‬يفتقر الموظفون للمهارات‬
‫والكفاءات األساسية‪ :‬إذ يتمتع جميع الكوادر القانونية والدارية يف وزارة العدل‬
‫بالمؤهالت التعليمية ذات الصلة‪ ،‬ويحمل العديد منهم درجات عالية‪ ،‬ولكنهم‬
‫كبي إىل بعض المهارات والكفاءات األساسية المطلوبة لتحديث‬
‫يفتقرون بشكل ر‬

‫وزارة العدل يف السودان وتسهيل الوصول إليها‪ .‬إحدى هذه المهارات ي‬


‫ه مهارات‬
‫النجليية‪ .‬فهذه األدوات تمكنهم من الوصول إىل ثروة‬
‫ر‬ ‫ه اللغة‬‫الكمبيوتر‪ ،‬واألخرى ي‬
‫الذان المتوفرة عىل ر‬
‫النينت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫من الموارد ومنصات التعلم‬
‫ي‬
‫إن االفتقار إىل التخصص يحد من قدرة وزارة العدل عل تنفيذ تفويضها‪ :‬وقد‬
‫القانون كعقبة‬
‫ي‬ ‫ذكر مستشارون قانونيون قدام‪ ،‬بشكل متكرر‪ ،‬االفتقار للتخصص‬

‫‪ . 1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫ر‬
‫مباشة لعمليات النقل‬ ‫أمام وزارة العدل يف تنفيذ تفويضها‪ .‬ويعد ذلك نتيجة‬
‫القانونيي ربي الدارات المتخصصة‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫ر‬ ‫المرتجلة للمستشارين‬
‫المهت‪ .‬إنه من الضوري مراجعة ممارسات النقل‬
‫ي‬ ‫المعايي أو التدريب أو االهتمام‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫الخية يف مختلف المجاالت القانونية‪،‬‬
‫هذه وإنشاء نظام خاضع للمساءلة يمكن ر‬
‫ويقود يف ذات الوقت إىل التخصص‪ .‬بحكم هذه الفجوة يف ر‬
‫الخية القانونية‪ ،‬تضطر‬
‫خارجيي لتمثيل السودان يف قضايا‬
‫ر‬ ‫وزارة العدل إىل االستعانة مرارا بمستشارين‬
‫عي تدريب‬ ‫الخية إىل الداخل ر‬
‫ر‬ ‫وتحكيم ومفاوضات يف الخارج‪ .‬ويجب نقل هذه‬
‫القانونيي عىل معرفة قانونية محددة والمهارات والكفاءات (اللغة‬
‫ر‬ ‫المستشارين‬
‫لتأمي كوادر قادرة عىل‬
‫ر‬ ‫والتحكيم والتفاوض والصياغة وما إىل ذلك) المطلوبة‬
‫الخارج‪1.‬‬ ‫تمثيل مصالح السودان بكفاءة واقتدار يف‬
‫طرق العمل‬
‫ً‬
‫كاف – خصوصا‬
‫لقد بي التقرير أن الوصول إىل الموارد القانونية والتعليمية غت ٍ‬
‫غي‬ ‫يف الواليات‪ :‬وي ر‬
‫عتي توفر الموارد القانونية والمعرفية األخرى والوصول إليها ر‬
‫كافيي لتلبية احتياجات وزارة العدل‪ .‬تكتسب هذه الحاجة طابعا ملحا ر‬
‫أكي يف‬ ‫ر‬
‫تعان من ندرة يف أجهزة الكمبيوتر وضعف االتصال‪ .‬وقد أوض‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫الواليات‪ ،‬ي‬
‫التقرير‪ ،‬يف هذا الخصوص‪ ،‬بإنشاء مكتبات حديثة يف الخرطوم والواليات األخرى‪،‬‬
‫النينت لضمان إمكانية وصول جميع‬‫ونظام أرشفة رقم ونظاما قانونيا ومعرفيا عي ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫موظق الخدمة المدنية إىل المعلومات‪ .‬يعيق ضعف ر‬
‫النينت وغياب التدريب عىل‬ ‫ي‬
‫أجهزة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات كافة جوانب العمل‪ :‬إذ تعتمد منهجية‬
‫العمل يف جميع إدارات وزارة العدل عىل المكاتبات الورقية‪ ،‬من االتصاالت إىل‬
‫المحاسبة إىل إدارة المؤسسة‪ .‬ويؤثر غياب التكنولوجيا بصورة خاصة عىل الشؤون‬

‫‪ . 1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫المالية والدارية لوزارة العدل‪ ،‬وكذلك عىل كفاءة وجودة اآلراء القانونية‪ ،‬وإعداد‬
‫فلتحسي الكفاءة وتعزيز المساءلة وتقليل‬
‫ر‬ ‫التقارير‪ ،‬والدراسة الذاتية‪ ،‬والتدريب‪.‬‬
‫الماىل‪ ،‬ال بد‪ ،‬وفقا للتقرير‪ ،‬من وضع نظام موحد مثل تخطيط موارد‬
‫ي‬ ‫مخاطر الهدر‬
‫الموظفي الذين يحتاجون إىل ذلك عىل أجهزة‬
‫ر‬ ‫المؤسسة‪ .‬ويجب أن يحصل جميع‬
‫ينبغ التوصل إىل‬
‫ي‬ ‫كمبيوتر وتدريب لتحديث طرق عملهم‪ .‬وبالضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫الوطت ومستوى الواليات‬ ‫النينت الموثوق بهم عىل المستوى‬ ‫اتفاقات مع مزودي ر‬
‫ي‬
‫لتوفي ر‬
‫النينت لجميع العاملي بالوزارة ف الخرطوم والواليات‪1.‬‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫لقانون يف الوزارة‬
‫ي‬ ‫تحد ثقافة العمل من النقاش النقدي واالبتكار‪ :‬ي ر‬
‫عتي الرأي ا‬
‫هرميا وال تتوفر بيئة منهجية أو ثقافية للنقاش النقدي‪ .‬فمع أن اللوائح الداخلية‬
‫القانونيي يتم‬
‫ر‬ ‫والتنظيمية لوزارة العدل لعام ‪ 1983‬تنص عىل أن المستشارين‬
‫تقييمهم عىل أساس االبتكار (من ربي الكفاءات األخرى)‪ ،‬إال أنه من النادر أن يقدم‬
‫المستشارون القانونيون تلقائيا مبادرات بشأن السياسات أو ر‬
‫التشي ع أو الرأي‬
‫القانونيي أن هذا الجانب من ثقافة العمل‬
‫ر‬ ‫القانون‪ .‬ويعتقد عدد من المستشارين‬
‫ي‬
‫هو قيد التحسن أو سيتحسن‪ .‬فيجب تطبيق سياسة قائمة عىل طريقة عمل‬
‫موظق الخدمة المدنية‪ .‬كما أن‬
‫ي‬ ‫تشاورية وتشاركية لضمان األداء الفعال لجميع‬
‫التشارك ربي رؤساء الدارات والوزير ووكيل الوزارة من شأنه أن يشجع المبادرة‬
‫ي‬ ‫النهج‬
‫الفعال‪2.‬‬ ‫واالستقاللية واألداء‬
‫تكافؤ الفرص‬
‫ُ‬
‫موظق‬
‫ي‬ ‫المهن‪ :‬أشارت نسبة ر‬
‫كبية من‬ ‫ي‬ ‫عتت التميت عقبة أمام الموارد والتطور‬‫ي ر‬
‫ر‬
‫المفيض‪ ،‬كعقبة أمام الوصول إىل الموارد‬ ‫الفعىل أو‬ ‫التميي‪،‬‬ ‫الخدمة المدنية إىل‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫فينبغ لوزارة العدل إعداد سياسة تدريب تضع إرشادات ومتطلبات‬
‫ي‬ ‫المهت‪.‬‬
‫ي‬ ‫والتطور‬

‫‪ . 1‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ . 2‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫والمعايي وأنظمة التقييم‪ .‬ويجب ر‬
‫توفي فرص‬ ‫ر‬ ‫واضحة لمن يتم رإشاكه والجراءات‬
‫الوطت ومستوى الواليات من دون‬
‫ي‬ ‫القانونيي عىل المستوى‬
‫ر‬ ‫تدريب للمستشارين‬
‫ر‬
‫المفيض‪،‬‬ ‫السياس‬ ‫االجتماع‪ ،‬أو الدين‪ ،‬أو الرأي‬ ‫تميي عىل أساس العرق‪ ،‬أو النوع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫معايي أخرى مماثلة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الفعىل‪ ،‬أو الخلفية االجتماعية‪ ،‬أو أي‬
‫ي‬ ‫أو‬
‫تفتقر الواليات للوجود الملحوظ لموظفات الخدمة المدنية يف الخرطوم‪ :‬ومن‬
‫كبي يف كل مجال ومستوى‬
‫الواضح أن موظفات الخدمة المدنية موجودات بشكل ر‬
‫غي كافية يف‬
‫من وزارة العدل الحالية‪ ،‬إال أن نسبة المستشارات القانونيات الناث ر‬
‫بالتاىل‪ ،‬من المهم دراسة أسباب هذا النقص يف الواليات وإيجاد طرق‬ ‫ي‬ ‫الواليات‪.‬‬
‫ي‬
‫وجودهن‪.‬‬ ‫لتعزيز‬
‫غي كافية‪ :‬بالرغم من أن الدعم‬
‫ال تزال التسهيالت والدعم للشخاص ذوي العاقة ر‬
‫موظق الخدمة المدنية ذوي العاقة‬
‫ي‬ ‫كبي وأن عدد‬
‫الجماع للزمالء ذوي العاقة ر‬
‫ي‬
‫مبان وزارة العدل‬
‫ي‬ ‫عتي التسهيالت (والدعم) يف‬
‫يتخط الحصة القانونية الدنيا‪ ،‬ت ر‬
‫ا‬
‫الموظفي ذوي العاقة‪ .‬عالوة عىل‬
‫ر‬ ‫غي كافية لتلبية احتياجات‬‫ومؤسسات الدولة ر‬
‫الموظفي ذوي العاقة‪ .‬لذلك‬
‫ر‬ ‫تحم حقوق‬
‫ي‬ ‫ذلك‪ ،‬ليست هنالك سياسة مكتوبة‬
‫يجب عىل وزارة العدل‪ ،‬بحسب التقرير‪ ،‬التشاور مع موظفيها ذوي العاقة لمعالجة‬
‫وتأمي هذا ر‬
‫الشاف بأقرب وقت ممكن من خالل سياسة مكتوبة‬ ‫ر‬ ‫هذه المشكلة‬
‫التميي يف توظيف األشخاص ذوي العاقة وتدريبهم وترقيتهم‪ .‬ويجب‬
‫ر‬ ‫تضمن عدم‬
‫معايي للتسهيالت وبيئة العمل العامة‪.‬‬
‫ر‬ ‫أن تتضمن السياسة كذلك‬
‫االبتدان‪ :‬ت ر‬
‫عتي المهارات‬ ‫ي‬ ‫توصيات بتقديم تدريب متسق وقوي عل المستوى‬
‫القياس عند الدخول إىل الخدمة‪ .‬تظهر الفجوات‬
‫ي‬ ‫القانونية األساسية دون المستوى‬
‫االبتدان‪ ،‬مع‬
‫ي‬ ‫التدريبية المفصلة يف التقرير عدم اتساق التدريب عىل المستوى‬
‫غي مكتملة‪ ،‬ومجموعة محدودة من المواد والدالئل‬ ‫مالحظة خطط تدريب ر‬
‫وتمييي لفرص التدريب‪ ،‬وكل‬ ‫غي متكاف‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫التدريبية وطرق العرض اليبوية‪ ،‬وتوزي ع ر‬
‫‪202‬‬
‫لموظق الخدمة‬
‫ي‬ ‫النهان‬
‫ي‬ ‫تأثي ضئيل أو معدوم عىل األداء‬
‫ذلك يؤدي إىل تدريب ذي ر‬
‫القانونيي‬
‫ر‬ ‫تدريت وتدريب المستشارين‬
‫ري‬ ‫المدنية‪ .‬ويوض بشدة بإعداد دليل‬
‫ئيس‪.‬‬ ‫ر‬
‫منهىح تحت إشاف مرشد ر ي‬
‫ر ي‬ ‫المساعدين بشكل‬
‫لموظق الخدمة المدنية اإلداريي‪ :‬بالمقارنة مع‬
‫ي‬ ‫تقديم المزيد من التدريبات‬
‫المستشارين القانونيي‪ ،‬ر‬
‫يتلق موظفو الخدمة المدنية الداريون القليل من التدريب‬ ‫ر‬
‫القانونيي‬
‫ر‬ ‫أو ال يتلقون أي تدريب‪ ،‬مما يؤثر عىل قدرتهم عىل دعم المستشارين‬
‫الذين يبلغ عددهم ‪ 1201‬مستشارا‪ ،‬ووزارة العدل بشكل عام لتحقيق إمكاناتها‬
‫الكاملة‪ .‬تمت التوصية يف هذا الخصوص بأن تضع وزارة العدل متطلبات دخول‬
‫للموظفي الدار ريي يف جميع األدوار من خالل دليل تدريب‬ ‫وتدريب ر‬
‫أكي رصامة‬
‫ر‬
‫المكتوبتي‪،‬‬
‫ر‬ ‫النجليية واللغة العربية‬
‫ر‬ ‫محدد‪ .‬ويجب أن يتضمن الدليل اللغة‬
‫والمدققي) ومهارات‬
‫ر‬ ‫(للمحاسبي‬
‫ر‬ ‫واليامج المالية‬
‫بالضافة إىل مهارات الكمبيوتر ر‬
‫ينتىه بهم األمر يف أدوار‬
‫ي‬ ‫القانونيي يمكن أن‬
‫ر‬ ‫إدارة المكاتب‪ .‬وبما أن كبار المستشارين‬
‫الموظفي‬
‫ر‬ ‫ينبغ تدريبهم مسبقا يف الكفاءات األساسية مثل توجيه‬
‫ي‬ ‫إدارية عليا‪،‬‬
‫وإدارة االجتماعات وتقديم العروض للجمهور والقدرة عىل تقديم اآلراء الناقدة‬
‫البناءة وقبولها‪.‬‬
‫موظق‬
‫ي‬ ‫المهن‪ :‬يتم تشجيع‬
‫ي‬ ‫موظق الخدمة المدنية المتحمسي للتطور‬
‫ي‬ ‫دعم‬
‫المهت وغالبا ما يسعون للحصول عىل تدريب خارج‬
‫ي‬ ‫الخدمة المدنية عىل التطور‬
‫إطار وزارة العدل‪ .‬أبان التقرير أنه ر‬
‫يتعي عىل وزارة العدل إعداد مبادئ توجيهية‬
‫لتلبية احتياجات وزارة العدل وأولوياتها من خالل التدريب‪ ،‬وإنشاء نظام مرتبط‬
‫تميي‪.‬‬ ‫بالحوافز ر‬
‫المهت من دون ر‬
‫ي‬ ‫واليقيات‪ ،‬يشجع التطور‬
‫لتنفيذ التوصيات الواردة يف التقرير‪ ،‬قامت وزارة العدل بخطوات متعددة أهمها‬
‫اسياتيجية مدتها خمس سنوات‪ ،‬وأعدت ر‬ ‫تمكنها من وضع خطة ر‬ ‫ُّ‬
‫مقيحا لصالح‬
‫التنظيم لوزارة العدل‪ ،‬وحصولها عىل دفعة أوىل من األجهزة والمعدات‬
‫ي‬ ‫الهيكل‬
‫‪203‬‬
‫الضورية لرقمنة وزارة العدل‪ ،‬بتكلفة بلغت ‪ 200‬ألف دوالر‪ ،‬رتيعت بها وكالة‬
‫يطان‬
‫الي ي‬
‫الثقاف ر‬
‫ي‬ ‫الواليات المتحدة للتنمية الدولية‪ .‬كما بدأت بالتعاون مع المجلس‬
‫بتوفي كورسات مستمرة عىل مدار العام‬
‫ر‬ ‫الييطانية يف الخرطوم‬
‫وبتمويل من السفارة ر‬
‫النجليية بالوزارة لمختلف المستويات‪.‬‬
‫ر‬ ‫لتعلم اللغة‬
‫المؤسس‬
‫ي‬ ‫مشوع اإلصالح والتحول‬
‫سودان عمل بمنطقة الخليج‬ ‫ي‬ ‫خبي‬
‫سبتمي من العام ‪ 2020‬تعاقدت الوزارة مع ر‬ ‫ر‬ ‫يف‬
‫المؤسس لتنفيذ توصيات‬ ‫ألكي من عقدين من الزمان يف مجال الصالح والتحول‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫التقرير المتعلقة بوزارة العدل كمؤسسة ربيوقراطية‪ .‬وقد تمكن المستشار وفريق‬
‫ورشت عمل‬ ‫رَ‬ ‫والموظفي بالوزارة من تنفيذ‬ ‫العمل الذي تم تكوينه من المستشارين‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫االسياتيجية للوزارة‪ .‬وبدأت الوزارة‬ ‫نوفمي من العام ‪ 2020‬بغية إعداد الخطة‬ ‫يف‬
‫ر‬
‫مشوع الصالح والتحول‬ ‫ف إبريل من العام ‪ 2021‬تنفيذ المرحلة الثانية من ر‬
‫ي‬
‫مشوع‬ ‫البشي‪ ،‬وتمثل ذلك ف إطالق ر‬ ‫المؤسس (البناء التنظيم وتنمية رأس المال ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التنظيم‬ ‫بشكة استشارية متخصصة يف مجال التطوير‬ ‫إعادة الهيكلة باالستعانة ر‬
‫ي‬
‫الشكة المنفذة‬ ‫كبية حيث قامت ر‬ ‫ر‬
‫المشوع بنسبة ر‬ ‫والموارد ر‬
‫البشية‪ ،‬تم تنفيذ‬
‫ر‬
‫يتماس مع الممارسات الفضىل‬ ‫وتنظيم جديد‬ ‫وظيق‬ ‫بتسليم وزارة العدل هيكل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والنظم الحديثة ف علوم الدارة والموارد ر‬
‫البشية‪ ،‬كما تم إعداد دليل للسياسات‬ ‫ي‬
‫واالجراءات للمرة األوىل يف تاري خ الوزارة بجانب إعداد ووضع مسارات تدريبية‬
‫وقاموس للجدارات)‪.‬‬
‫النمان‪ ،‬وكان ذلك ضمن‬ ‫المشوع بدعم من برنامج األمم المتحدة‬‫وقد تم تنفيذ ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‪ ،‬الذي انتهجته الوزارة‪ ،‬وذلك بانعقاد أول مؤتمر‬ ‫برنامج بناء ر‬
‫الشاكات‬
‫نوفمي من العام ‪ ،2020‬حيث ضم المؤتمر عددا‬ ‫اتيجيي بتاري خ ‪16‬‬ ‫ر‬
‫االسي‬ ‫ر‬
‫للشكاء‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والماىل رليامج‬ ‫الفت‬ ‫الت أبدت استعدادها للدعم‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫من المنظمات والسفارات ي‬
‫ر‬
‫وف هذا‬‫المبت عىل االسياتيجية المجازة للوزارة‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫والمؤسس‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫الصالح‬
‫‪204‬‬
‫الييد‬
‫الداخىل والعمل به‪ ،‬وتم تفعيل ر‬
‫ي‬ ‫الييد‬
‫الصدد‪ ،‬تم تفعيل استخدام نظام ر‬
‫ر‬
‫واالليام بالتعامل به بغرض الشية‬ ‫أرض لربط الوزارة داخليا)‬ ‫الرسم (وخط‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وتوفي الوقت والموارد‪.‬‬
‫ر‬ ‫واألرشفة يف العمل‬
‫إدارة اإلعالم‬
‫تمكنت الوزارة من تزويد إدارة العالم بطاقم جديد نجح يف تأسيس صفحات فعالة‬
‫ر‬
‫(تويي‪ ،‬فيسبوك‪ ،‬وبدأ العمل يف صفحة‬ ‫االجتماع‬ ‫ونشطة للوزارة يف مواقع العالم‬
‫ي‬
‫ون جديد وحديث للوزارة لتسهيل‬ ‫ر‬
‫اليوتيوب وانستقرام)‪ ،‬كما تم تصميم موقع إليكي ي‬
‫وتيسي الحصول عىل والوصول إىل‬ ‫ر‬ ‫التعامل مع الجمهور يف إطار خطة الرقمنة‬
‫ه أن يبدأ العمل بالموقع الجديد رسميا يف يناير‬‫الخدمات القانونية‪ .‬وكانت الخطة ي‬
‫‪ .2022‬كما قام الطاقم الجديد الذي عمل بشكل وثيق مع إدارة العالم بعرض ر‬
‫نشة‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫إليكيونية بدال عن اللوحات‬ ‫شهرية عن إنجازات وإعمال الوزارة عىل شاشات‬
‫ر‬
‫الت كانت تستخدم يف السابق‪.‬‬
‫الورقية ي‬
‫إدارة التسجيالت التجارية‬
‫ر‬
‫الت واجهت وزارة العدل‪ .‬إذ‬
‫أكي التحديات ي‬
‫كانت إدارة التسجيالت التجارية من ر‬
‫كىل عىل الطرائق التقليدية‪،‬‬
‫كان العمل بها بطيئا للغاية بسبب االعتماد بوجه شبه ي‬
‫مثل المكاتبات الورقية والمقابالت الشخصية لطلب الخدمات‪ ،‬يف العمل وعدم‬
‫ر‬
‫الت كان يعتمد عليها يف تقديم الخدمات لطالبيها‪ .‬لمعالجة مشكالت‬
‫فاعلية الشبكة ي‬
‫وتحديات هذا الدارة‪ ،‬قررت الوزارة بعد التشاور مع مستشار الصالح والتحول‬
‫المؤسس أن الحل الجذري يكمن يف رقمنة هذه الدارة كليا‪ .‬فتمكنت كخطوة أوىل‪،‬‬
‫ي‬
‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫يف هذا الخصوص‪ ،‬من الفراغ من إعداد دراسة تقييمية بدعم من البنك‬
‫ليكيونية للملفات بالتعاون مع مركز مختص قطع شوطا يف‬ ‫وبداية األرشفة ال ر‬

‫الدوىل من إعداد مسودة‬


‫ي‬ ‫العمل‪ .‬كما تمكنت بمساعدة من فريق مقتدر من البنك‬
‫للشكات ومسودة قانون جديد ر‬
‫للشاكات كانتا تحت المراجعة النهائية‬ ‫قانون جديد ر‬

‫‪205‬‬
‫التشي ع ر‬
‫والشوع بعد ذلك يف عملية الجازة بعد إجراء مشاورات‬ ‫لتحويلهما إىل إدارة ر‬

‫المهتمي بهما من خارج الوزارة‪.‬‬


‫ر‬ ‫والقانونيي‬
‫ر‬ ‫عامة حولهما مع القطاع الخاص‬
‫اإلصالحات القانونية والتشيعية‬
‫االجتماع أو‬ ‫لسياس أو‬ ‫للتغيي ا‬
‫ر‬ ‫يعتي ر‬
‫التشي ع يف الدولة الحديثة األداة األساسية‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التشي ع تحويل السياسات إىل نصوص ملزمة للكافة‪.‬‬ ‫عي ر‬ ‫االقتصادي‪ ،‬إذ يتم ر‬
‫تقني‬
‫عيه ر‬ ‫ر‬
‫والتشي ع بذلك هو أداة من أدوات السياسة العامة‪ ،‬ألن الدولة تستطيع ر‬
‫ينبغ أن يتضف وفقا لها جميع األشخاص الذين يعيشون بإقليمها‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫القواعد ي‬
‫وذلك لتحقيق غايات السياسات االجتماعية واالقتصادية المعتمدة أو المرسومة‪.‬‬
‫القواني األساسية‪ ،‬أو العادية‪ ،‬أو الفرعية السارية‪ ،‬أو‬
‫ر‬ ‫ولهذه السبب‪ ،‬فإن تعديل‬
‫أمر رصوري يف الدولة الحديثة لتطوير‬ ‫تشيعات جديدة بالكلية ٌ‬ ‫إلغاءها‪ ،‬أو سن ر‬
‫ر‬
‫الت تؤدي إىل انهيار‬
‫وف أعقاب الثورات ي‬ ‫وتغييه أو دفعه نحو األفضل‪ .‬ي‬
‫ر‬ ‫المجتمع‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫أنظمة سياسية أيديولوجية كانت حاكمة آلماد طويلة‪ ،‬تكون مهمة النظام‬
‫أكي وأثقل لحاجة الثورة إىل تحويل شعاراتها المرفوعة وأهدافها‬ ‫الجديد ر‬
‫التشيعية ر‬
‫وقواني نافذة وملزمة‪.‬‬
‫ر‬ ‫المعلنة إىل سياسات عامة‬
‫م بنظام ”النقاذ“ المباد كان نظاما أيديولوجيا أجرى ربما أوسع‬ ‫وبحكم أن ما س ي‬
‫وأشمل تعديالت وتحوالت ر‬
‫تشيعية يف تاري خ السودان‪ ،‬كان عىل الحكومة االنتقالية‬
‫الت سنتها وزارة العدل يف‬‫ر‬ ‫القيام بعملية ر‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫تشيعية شاملة لتعديل أو إلغاء‬
‫عهد ذلك النظام ألسلمة الدولة وتحقيق األهداف السياسية واالقتصادية‬
‫سالميي‪ .‬ولذلك كان ر‬
‫التشي ع هو من أهم‬ ‫ر‬ ‫البشي وأنصاره من ال‬
‫ر‬ ‫واالجتماعية لنظام‬
‫الت ركزت عليها وزارة العدل خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬ ‫ر‬
‫األعمال ي‬
‫حقوق اإلنسان وتفكيك النظام المباد‬
‫ُ‬
‫لقد بدأت وزارة العدل الصالحات القانونية بأول قانون أجي خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫والت اتخذها النظام المباد أداة‬
‫قواني النظام العام سيئة الصيت‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫وهو قانون بإلغاء‬
‫‪206‬‬
‫السودانيي‪ ،‬والنساء خاصة‪ ،‬والنساء المنحدرات من الطبقات والمناطق‬
‫ر‬ ‫لذالل‬
‫القواني تأييدا وترحيبا عىل‬
‫ر‬ ‫المهمشة‪ ،‬عىل وجه أخص‪ .‬وقد وجد إلغاء تلك‬
‫السياس الجديد يف السودان‬ ‫سي النظام‬ ‫المستويي المحىل والدوىل كأول ر‬
‫مؤش عىل ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الت قصد منها تكبيلهم‬ ‫ر‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫السودانيي من ترسانة‬
‫ر‬ ‫بخطوات حثيثة لتحرير‬
‫دوىل أو‬
‫بمصادرة حقوقهم األصيلة المستمدة من كرامتهم النسانية قبل أي ميثاق ي‬
‫محىل للحقوق والحريات‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ولمتابعة تنفيذ اليامات السودان الدولية‪ ،‬وليس إنكار وجود تجاوزات تتعلق‬
‫بحقوق النسان‪ ،‬ألغت الحكومة‪ ،‬بتوصية من وزارة العدل‪ ،‬المجلس االستشاري‬
‫ا‬
‫لحقوق النسان‪ ،‬وأنشأت بدال عنه اآللية الوطنية لحقوق النسان‪ ،‬وذلك بمراعاة‬
‫الت وضعتها وطورتها األمم المتحدة لضمان فعالية اآلليات الوطنية لمراقبة‬ ‫ر ر‬
‫المعايي ي‬
‫حقوق النسان وإعداد التقارير المتعلقة بتنفيذ ر‬
‫اليامات الدول الواردة يف المواثيق‬
‫السام لحقوق‬
‫ي‬ ‫العالمية لحقوق النسان‪ .‬كما وقعت اتفاقية مع مكتب المفوض‬
‫النسان تم بموجبه فتح مكتب قطري يف الخرطوم له الحق يف الوصول إىل كل‬
‫المناطق وكتابة تقارير عن أوضاع حقوق النسان يف السودان وتقديم التوصيات‬
‫المناسبة بشأنها‪.‬‬
‫إن تحقيق أهداف الحكومة االنتقالية كان يعتمد‪ ،‬من ربي أشياء أخرى‪ ،‬عىل تفكيك‬
‫ٌ‬
‫وجزء ال يتجزأ‬ ‫النظام المباد‪ ،‬وهو ر‬
‫اليام رصي ح منصوص عليه يف الوثيقة الدستورية‪،‬‬

‫تدابي العدالة االنتقالية بمفهومها العريض‪ .‬لذلك كان ي‬


‫ثان قانون تعده وزارة‬ ‫ر‬ ‫من‬
‫الثالثي من يونيو لسنة‬
‫ر‬ ‫العدل وتعتمده الحكومة االنتقالية هو قانون تفكيك نظام‬
‫الوطت فورا‪ ،‬وتأسست بموجبه‬‫ي‬ ‫التمكي‪ ،‬الذي حل حزب المؤتمر‬‫ر‬ ‫‪ 1989‬وإزالة‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة‪ ،‬ر‬
‫والت قادت عمال‬
‫ي‬ ‫الثالثي من يونيو‬
‫ر‬ ‫لجنة تفكيك نظام‬
‫ٌ‬
‫أشخاص من قادة وأنصار النظام‬ ‫ر‬
‫الت استوىل عليها‬ ‫ر‬
‫ثوريا تاريخيا يف اسيداد األموال ي‬
‫المباد عن طريق الفساد‪ ،‬وإعفاء األشخاص الذين تم تعيينهم يف مؤسسات الدولة‬
‫‪207‬‬
‫الوطت المحلول‪ ،‬أو بالمخالفة للقانون‬
‫ي‬ ‫بسبب الوالء ”لإلنقاذ“ أو لحزب المؤتمر‬
‫واألنظمة الحاكمة للتوظيف يف المؤسسات العامة‪.‬‬
‫ديسمي الخالدة (حرية‪،‬‬
‫ر‬ ‫كي من أركان شعار ثورة‬
‫وألن الحرية كانت الركن األول والر ر‬
‫سالم‪ ،‬وعدالة)‪ ،‬أعدت وزارة العدل وأجاز مجلس الوزراء يف أشهره األوىل من العمل‬
‫ر‬
‫مشوع قانون التعديالت المتنوعة بشأن الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬الذي ألغ‬
‫األحكام المقيدة للحقوق والحريات األساسية‪ .‬وقد كان أبرز سمات هذا القانون هو‬
‫المسلمي‪ ،‬واألحكام الفضفاضة المتعلقة‬
‫ر‬ ‫لغي‬
‫إلغاء تجريم الردة والتعامل يف الخمر ر‬
‫الشخض وتجريم تشويه األعضاء التناسلية لإلناث‪ .‬إن هذا القانون‬
‫ي‬ ‫بالزي والسلوك‬
‫ر‬
‫الت تنص عىل حقوق‬
‫ألغ‪ ،‬باختصار‪ ،‬جميع األحكام القانونية المتعارضة مع األحكام ي‬
‫النسان يف الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫َ‬
‫الوطت‪ ،‬كما هو معلوم للجميع‪ ،‬يد حكومة النقاذ‬
‫ي‬ ‫لقد كان جهاز األمن والمخابرات‬
‫الت استخدمتها بال تردد طوال‬ ‫ر‬
‫الباطشة بال رحمة‪ ،‬وأداتها المؤسسية األساسية ي‬
‫السودانيي وإهدار حقوقهم الدستورية والعالمية‪،‬‬ ‫فيات حكمها لمصادرة حريات‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫والعاملي به من الضباط‬ ‫ر‬
‫الت تم منحها للجهاز‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫غي المشوعة‪ ،‬ي‬ ‫وذلك بالسلطات ر‬
‫ر‬
‫وضباط الصف والجنود‪ .‬وكان أخطر هذه السلطات تلك ي‬
‫الت تم النص عليها يف‬
‫ر‬
‫والت خولت األعضاء والمدير‬
‫المادتي ‪ 25‬و‪ 50‬من قانون جهاز األمن والمخابرات‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫سلطة قبض وحجز واعتقال األشخاص‪ ،‬وسلطات رجل ر‬
‫الشطة المنصوص عليها‬
‫وه سلطات حولت الجهاز‪ ،‬الذي كان يملك‬ ‫ر‬
‫يف قانون الشطة‪ ،‬وحجز األموال‪ ،‬ي‬
‫إمياطورية تفعل ما تشاء بال مراقبة أو‬
‫حصانات وإمكانيات مادية ال مثيل لها‪ ،‬إىل ر‬
‫حساب‪.‬‬
‫ألغ قانون التعديالت المتنوعة بشأن الحقوق والحريات األساسية المادة‬
‫وقد ي‬
‫الت منحت أعضاء الجهاز‬ ‫ر‬
‫(‪ )25‬والمادة (‪ ،)50‬وألغيت كذلك المادة (‪ ،)53‬ي‬
‫والمتعاوني معهم حصانات واسعة‪ .‬وفيما يتعلق بالمادة (‪ ،)25‬أبقت التعديالت‬
‫ر‬
‫‪208‬‬
‫وه‬ ‫ر‬
‫فقط عىل سلطة مناسبة وعملية ومشوعة واردة يف الفقرة األوىل من المادة‪ ،‬ي‬
‫سلطة طلب المعلومات‪ ،‬أو البيانات‪ ،‬أو الوثائق‪ ،‬أو األشياء واالطالع عليها أو‬
‫ر‬
‫الت بقيت للجهاز‪ ،‬الذي أصبح بعد الثورة جهاز‬
‫وه السلطة الوحيدة ي‬
‫االحتفاظ بها‪ ،‬ي‬
‫المخابرات العامة‪.‬‬
‫االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫إن انضمام حكومة ما إىل المواثيق القليمية والعالمية لحقوق النسان من الوسائل‬
‫المواطني منها‬
‫ر‬ ‫لتوطي المبادئ العالمية لحقوق النسان وضمان إفادة‬ ‫ر‬ ‫المفيدة‬
‫ُ‬
‫تنشأ بموجبها لتنفيذها‪ .‬من ناحية أخرى‪ِّ ،‬‬
‫يعي االنضمام إىل هذه‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ر‬ ‫ومن اآلليات ي‬
‫المواثيق عن الرغبة األكيدة والصادقة للدولة المنضمة يف العمل مع الدول األخرى‬
‫ر‬
‫الت تكون‬
‫يف مجال حقوق النسان والفادة من الموارد واألنظمة المتاحة للدول ي‬
‫طرفا من أطراف هذه المواثيق‪ .‬وقد قررت الحكومة االنتقالية يف اجتماع من‬
‫اجتماعاتها الوزارية األوىل االنضمام إىل جميع اتفاقيات حقوق النسان العالمية بعد‬
‫قيام وزارة العدل بإعداد الدراسات وتقديم التوصيات الالزمة بشأنها‪.‬‬
‫ر‬
‫وباقياح من وزارة‬ ‫غي مسبوق‪،‬‬
‫بجد ر‬
‫وف هذا الصدد‪ ،‬عملت الحكومة االنتقالية‪ٍ ،‬‬
‫ي‬
‫تحسي سجل السودان يف االنضمام إىل اتفاقيات‬
‫ر‬ ‫العدل ومساعدتها الفنية‪ ،‬من أجل‬
‫حقوق النسان القليمية والعالمية‪ ،‬وذلك باتخاذ خطوات عملية يف االنضمام إىل‬
‫ر‬
‫الت لم ينضم إليها السودان بعد‪ ،‬فتمت إجازة‬
‫جميع اتفاقيات حقوق النسان‪ ،‬ي‬
‫وغيه من رصوب المعاملة أو العقوبة‬
‫االنضمام إىل اتفاقية مناهضة التعذيب ر‬
‫القاسية أو الال إنسانية أو المهينة‪ ،‬واتفاقية حماية جميع األشخاص من االختفاء‬
‫النقان (اتفاقية رقم ‪.)87‬‬
‫ري‬ ‫القشي‪ ،‬واتفاقية الحرية النقابية‪ ،‬وحماية حق التنظيم‬
‫كما أجاز مجلس الوزراء ر‬
‫مشوع قانون باالنضمام إىل اتفاقية القضاء عىل كافة اشكال‬
‫التميي ضد المرأة (سيداو)‪ ،‬وبروتوكول حقوق المرأة يف أفريقيا الملحق بالميثاق‬
‫ر‬

‫‪209‬‬
‫ر‬
‫األفريق لحقوق النسان والشعوب (بروتوكول مابوتو)‪ ،‬وقانون باالنضمام إىل نظام‬
‫ي‬
‫األساس المؤسس والمنظم لعمل المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫ي‬ ‫روما‬
‫تشيعات اإلصالح االقتصادي‬
‫القواني المتعلقة بالصالح االقتصادي‪ ،‬أجازت الحكومة االنتقالية‬
‫ر‬ ‫عىل صعيد‬
‫القواني كان أهمها قانون ر‬
‫الشاكة ربي القطاع العام والخاص‪ ،‬وهو أول‬ ‫ر‬ ‫طائفة من‬
‫قانون ف تاري خ السودان ينظم عالقات ر‬
‫الشاكة ربي القطاع العام والقطاع الخاص‪،‬‬ ‫ي‬
‫القواني يف المنطقة األفريقية والعربية من حيث حداثة األحكام‬
‫ر‬ ‫كما أنه من أفضل‬
‫المعايي العالمية ذات الصلة‪ .‬كما أجازت الحكومة قانونا جديدا‬
‫ر‬ ‫وتماشيها مع‬
‫والسالم )‬
‫ي‬ ‫المضف المزدوج (التقليدي‬
‫ي‬ ‫لالستثمار وقانونا تم بموجبه اعتماد النظام‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الماىل‬
‫ي‬ ‫تدابي االنفتاح االقتصادي وإعادة دمج السودان يف النظام‬
‫ر‬ ‫يف إطار‬
‫وف شهر أكتوبر من العام ‪ 2021‬كانت وزارة العدل قد أكملت مالحظاتها الفنية عىل‬
‫ي‬
‫ر‬
‫مشوع قانون جديد لبنك السودان المركزي لضمان استقالليته وعمله وفقا للنظم‬
‫العالمية الضامنة لفعالية واستقاللية البنوك المركزية‪.‬‬
‫اط‬
‫قواني التحول الديمقر ي‬
‫اط والمؤسسات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بخصوص التشيعات ذات الصلة المباشة بالتحول الديمقر ي‬
‫المستقلة المساندة أو المراقبة للحكومة االنتقالية (المفوضيات)‪ ،‬فقد أجازت‬
‫الحكومة االنتقالية قانون مفوضية العدالة االنتقالية وقانون مفوضية مكافحة‬
‫الفس اد‪ ،‬وقانون مفوضية السالم‪ ،‬وقانون مفوضية إ صالح المنظومة الحقوقية‬
‫والعدلية‪ .‬كما أعدت وزارة العدل ر‬
‫وشعت يف المشاورات الشعبية العامة حول أهم‬
‫القواني الالزمة للتحول الديمقراط‪ ،‬منها ر‬
‫مشوع قانون صناعة دستور‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫مشوعات‬
‫ي‬
‫ومشوع قانون مفوضية االنتخابات‪ ،‬ر‬
‫ومشوع قانون مفوضية حقوق‬ ‫السودان‪ ،‬ر‬

‫النسان‪ .‬وقد اكتملت المشاورات يف والية الخرطوم وكانت الخطة ي‬


‫ه إكمال‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫نوفمي ‪ 2021‬بالواليات األخرى وإجازة هذه‬
‫ر‬ ‫المشاورات بنهاية شهر‬
‫‪210‬‬
‫ديسمي ‪ ،2021‬لوال‬
‫ر‬ ‫وتأسيس هذه المفوضيات ذات األهمية القصوى خالل شهر‬
‫ر‬
‫والعشين من أكتوبر‪.‬‬ ‫وقوع انقالب الخامس‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الكبية ي‬
‫ر‬ ‫وعىل وجه الجمال‪ ،‬تمكنت الحكومة االنتقالية‪ ،‬برغم التحديات‬
‫البيوقراطية للدولة والمشكالت الداخلية بوزارة‬
‫واجهتها بسبب ضعف المؤسسات ر‬
‫المشيك ف األشهر الخمسة األخية ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ،‬من‬ ‫ر‬ ‫العدل‪ ،‬وتوقف االجتماع‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫بقواني‬
‫ر‬ ‫قواني أخرى‬
‫ر‬ ‫إجازة ‪ 14‬قانونا جديدا‪ ،‬وتعديل ‪ 12‬قانونا‪ ،‬وتعديل ‪10‬‬
‫قواني‪ ،‬وإعداد ‪ 96‬ر‬
‫مشوع قانون كان العمل يجري‬ ‫ر‬ ‫تعديالت متنوعة‪ ،‬وإلغاء ‪5‬‬
‫بخط حثيثة لجازتها‪.‬‬
‫ديمقراطية العملية التشيعية‬
‫وه أن‬ ‫هنالك نقطة مهمة ال بد من ذكرها بخصوص ر‬
‫القانون‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫التشي ع والصالح‬
‫الفية االنتقالية ر‬
‫واليمت بمبدأ مهم للغاية يف عملية‬ ‫وزارة العدل أدخلت خالل ر‬
‫ٌ‬
‫أساس من مبادئ‬ ‫التشي ع‪ ،‬هو مبدأ ديمقراطية العملية ر‬
‫التشيعية‪ ،‬وهو مبدأ‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫أكي‬
‫يقض‪ ،‬من ربي أشياء أخرى‪ ،‬بمشاركة ر‬ ‫ر‬
‫التشي ع يف الدولة الديمقراطية الحديثة‪،‬‬
‫ي‬
‫القواني بإبداء‬
‫ر‬ ‫قطاعات ممكنة من خارج المؤسسات الحكومية يف تحديد محتوى‬
‫ا‬
‫ابتداء للجهزة والمؤسسات الرسمية للدولة‪.‬‬ ‫الرأي فيها‪ ،‬وربما ر‬
‫باقياحها‬
‫القواني‪ ،‬إال أن‬ ‫وعىل الرغم من أهمية ر‬
‫االليام بهذا المبدأ فيما يتعلق بكل أو جل‬
‫ر‬
‫اط‪ ،‬وبخاصة قانون مفوضية‬ ‫ر‬
‫قواني التحول الديمقر ي‬ ‫ر‬ ‫االليام به يف صناعة‬
‫االنتخابات‪ ،‬وقانون االنتخابات‪ ،‬وقانون صناعة الدستور‪ ،‬ذو أهمية خاصة‪ ،‬السيما‬
‫السياس والدستوري‬
‫ي‬ ‫يف العهد الجديد‪ ،‬عهد التأسيس‪ ،‬ربما ألول مرة يف التاري خ‬
‫للسودان‪ ،‬لدولة جديدة كانت الحكومة االنتقالية وقوى الثورة تتطلع وتعمل من‬
‫أجل أن تكون ديمقراطية وتعددية وحديثة‪ ،‬ال تنحاز إىل ثقافة جماعة محددة‪ ،‬أو‬
‫طائفة دينية‪ ،‬أو عرقية‪ ،‬أو جهوية بعينها‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫هذا المبدأ اكتسب أهمية أكي وأعظم‪ ،‬خالل ر‬
‫فية االنتقال‪ ،‬ألن الحكومة االنتقالية‬ ‫ر‬
‫ه‬‫سياس كانت النية والخطة ي‬
‫ي‬ ‫أسس راسخة لنظام‬ ‫ٍ‬ ‫كانت تعمل من أجل وضع‬
‫ينبغ أن‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫بوجه يضمن المشاركة الشعبية الفاعلة يف إدارة الحكومة‪ ،‬ي‬
‫ٍ‬ ‫تصميمه‬
‫ر‬
‫الحقيق‪.‬‬ ‫اط‬
‫ي‬ ‫تكون سلطاتها محددة ومحدودة يف المجتمع الديمقر ي‬
‫العدالة الجنائية‬
‫أولت الحكومة االنتقالية منذ أيامها األوىل قضية العدالة أهمية قصوى‪ ،‬باعتبارها‬
‫وجماهييا ال يمكن تجاوزه أو تجاهله‪ .‬وقامت فيما يتعلق بالعدالة‬
‫ر‬ ‫مطلبا دستوريا‬
‫ر‬
‫الت‬
‫بإصدار قرار يف أكتوبر من العام ‪ 2019‬بتكوين لجنة للتحقيق يف االنتهاكات ي‬
‫وقعت يف فض اعتصام القيادة العامة يف الخرطوم والواليات األخرى‪ .‬ولمنح اللجنة‬
‫عام‬
‫نائب ٍ‬
‫تعيي ٍ‬
‫سلطات أقوى‪ ،‬أصدرت قرارا جديدا بخصوص اللجنة‪ ،‬وذلك بعد ر‬
‫ديسمي المجيدة‪ ،‬ويمكن التعاون معه يف‬‫ر‬ ‫جديد يحمل ويعكس آمال ثورة‬
‫التحقيقات المتعلقة بجريمة فض االعتصام‪ .‬وعملت ٍ‬
‫بجد بعد ذلك عىل معالجة‬
‫ر‬
‫والت كان من بينها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت كانت تواجه اللجنة يف القيام بمهامها‪ ،‬ي‬
‫العيات المتعاظمة ي‬
‫الت اقتضت االستعانة بمؤسسات إقليمية‪ .‬واجهت اللجنة‬ ‫ر‬
‫ضعف القدرات الفنية ي‬
‫المدن من‬ ‫كبية ف عملها ولم تتمكن ر‬
‫حت تاري خ االنقالب عىل الحكم‬
‫ي‬ ‫تحديات ر ي‬
‫ه الجهة المناسبة للحديث عن تلك التحديات‬
‫تقديم تقريرها‪ ،‬وأعتقد أن اللجنة ي‬
‫وبيانها للشعب‪.‬‬
‫ر‬
‫الت ارتكبها النظام المباد‪ ،‬خاصة يف مناطق‬
‫أما فيما يتعلق باالنتهاكات األخرى ي‬
‫اط‬ ‫ر‬
‫الياعات‪ ،‬فقد كانت معالجتها شطا الزما لنجاح االنتقال نحو مجتمع ديمقر ي‬
‫ودولة جديدة‪ ،‬قائمة عىل التسامح وحكم القانون‪ .‬للقيام بذلك‪ ،‬أجازت الحكومة‬
‫االنتقالية قانون مفوضية العدالة االنتقالية وقررت منذ يومها األول التعاون مع‬
‫ر‬
‫الت وقعت معها وزارة العدل ثالث مذكرات تفاهم‬
‫المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬ي‬
‫َ‬
‫مكنت المحكمة من العمل يف السودان بخصوص القضايا المتعلقة باألشخاص‬
‫‪212‬‬
‫الت ر‬
‫اقيفوها يف إقليم‬ ‫ر‬
‫المطلوبي لدى المحكمة الجنائية الدولية للجرائم ي‬
‫ر‬ ‫السودانيي‬
‫ر‬
‫دارفور‪ .‬وهذا التعاون مع المحكمة كان جزءا من رؤية وزارة العدل والحكومة‬
‫ر‬
‫الت تشمل‪ ،‬بحسب أحكام قانون مفوضية‬
‫االنتقالية الشاملة للعدالة االنتقالية ي‬
‫العدالة االنتقالية المجاز‪ ،‬التعاون والتنسيق مع اآلليات الدولية‪ ،‬والمحاسبة أو‬
‫وجي الضر‪.‬‬
‫المؤسس ر‬
‫ي‬ ‫العدالة الجنائية‪ ،‬والصالح‬
‫واتساقا مع رؤية الحكومة القائمة عىل التشاور مع أصحاب المصلحة‪ ،‬نص قانون‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫أجي بعد مشاورات واسعة مع المجتمع‬
‫مفوضية العدالة االنتقالية‪ ،‬الذي ر‬
‫والسياس‪ ،‬عىل أن تقود المفوضية مشاورات شعبية يتم عىل ضوئها سن قانون‬
‫ي‬
‫السودانيي وتصوراتهم‬
‫ر‬ ‫للعدالة االنتقالية يحتوي‪ ،‬من ربي أشياء أخرى‪ ،‬عىل رؤية‬
‫الت يرون أنها مناسبة لتنفيذ العدالة االنتقالية‬‫ر‬
‫حول العدالة االنتقالية‪ ،‬واآلليات ي‬
‫بجانب المؤسسات التقليدية لتضيف العدالة كالقضاء والنيابة العامة‪.‬‬
‫كثية كانت تحقق فيها النيابة العامة أو‬
‫بخصوص العدالة‪ ،‬هنالك قضايا جنائية ر‬
‫السي فيها بال شك بطيئا‪ .‬وبحكم‬
‫قدمتها للمحاكم وكانت وال زالت تتابعها‪ ،‬وقد كان ر‬
‫االختصاص‪ ،‬أعتق د أن الجهة المناسبة للحديث عن تلك القضايا والبطء الذي الزم‬
‫ه النيابة العامة والسلطة القضائية المسؤولتان دستوريا‬ ‫عملية الفصل فيها‪ ،‬ي‬
‫وقانونيا عن إدارة وتضيف العدالة الجنائية من الناحية العملية‪.‬‬
‫إزالة السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب‬
‫تابعت ر‬
‫وأشفت وزا رة العدل منذ األيام األوىل للحكومة االنتقالية األوىل ملف إزالة‬
‫المحام‬
‫ي‬ ‫عي فريق ضم‬
‫السودان من القائمة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب‪ ،‬وذلك ر‬
‫العام لجمهورية السودان‪ ،‬وممثل من وزارة الخارجية‪ ،‬وممثل من جهاز المخابرات‬
‫ر‬
‫العامة‪ .‬وقد عمل الفريق بكفاءة واقتدار فريدين يف المفاوضات ي‬
‫الت استغرقت وقتا‬
‫أطول مما توقعته الحكومة االنتقالية يف بدايتها‪ ،‬ولكنها توجت بالنجاح يف إزالة اسم‬
‫واسيداده لحصانته السيادية‪ .‬وعىل الرغم من البطء‬ ‫ر‬ ‫السودان من قائمة الرهاب‬
‫‪213‬‬
‫وبالتاىل يف صدور القرار التنفيذي الذي تم بموجبه رفع‬
‫ي‬ ‫غي المتوقع يف المفاوضات‬
‫ر‬
‫قصي‬ ‫اسيداد الحصانة السيادية قد تم يف وقت‬‫اسم السودان من القائمة‪ ،‬كان ر‬
‫ر‬
‫ُ‬
‫الت أزيلت قبل السودان من قائمة‬ ‫ر‬
‫للغاية بالمقارنة مع حاالت الدول األخرى ي‬
‫أكي وأعظم نجاحات الحكومة االنتقالية‪،‬‬ ‫الرهاب‪ .‬وقد اكتمل هذا النجاح‪ ،‬وهو ر‬
‫ديسمي من العام ‪ 2020‬م‬
‫ر‬ ‫األمريك يف ‪21‬‬
‫ي‬ ‫وأصبح رسميا وساريا بإجازة الكونغرس‬
‫وضمن قانون االعتمادات المالية للمؤسسات الفدرالية األمريكية‪ ،‬ر‬
‫التشي ع الخاص‬
‫ر‬
‫الت تم التوصل إليها ربي حكومة السودان وحكومة‬
‫باعتماد اتفاقية التسويات ي‬
‫يكيتي يف‬
‫تفجيات السفار رتي األمر ر‬
‫ر‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فيما يتعلق بقضايا‬
‫ر‬
‫والت تم بموجبها االتفاق عىل دفع حكومة السودان‬
‫كينيا وتيانيا والمدمرة كول‪ ،‬ي‬
‫مبلغ ‪ 335‬مليون دوالر‪ ،‬وذلك مقابل حذف السودان من قائمة الدول الراعية‬
‫لإلرهاب كخطوة أوىل‪ ،‬يعقبها شطب األحكام القضائية الصادرة ضد السودان يف‬
‫والت قضت سابقا بدفع السودان ر‬
‫أكي من ‪ 10.2‬مليار دوالر‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ر‬
‫تلك القضايا‪ ،‬ي‬
‫اسيداد الحصانة السيادية للسودان بخصوص أي محاكمات مستقبلية تتعلق‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت كان مدرجا فيها عىل قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪.‬‬ ‫ر‬
‫بالفية ي‬
‫ر‬
‫الت تم تقديمها إىل‬ ‫ر‬
‫وف هذا الصدد‪ ،‬كانت النسخة األولية من مشوع القانون‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫تقض بشطب جميع القضايا المرفوعة ضد السودان تحت‬
‫ي‬ ‫مريك‬
‫الكونغرس األ ي‬
‫سبتمي‬
‫ر‬ ‫قانون الرهاب وتحويل القضايا المرفوعة عىل السودان يف أحداث ‪11‬‬
‫ر‬
‫والت بدأ رفعها ضد السودان منذ العام ‪–2003‬لتكون المقاضاة فيها‬
‫‪ —2001‬ي‬
‫بموجب ”قانون العدالة ضد رعاة الرهاب‪ “،‬المعروف اختصارا ب ”جاستا‪“،‬‬
‫غي المدرجة يف قائمة‬
‫والذي يمكن بموجبه مقاضاة أي دولة بما يف ذلك الدول ر‬
‫اثني من أعضاء مجلس‬‫الرهاب‪ ،‬إال أن ذلك األمر اصطدم بمعارضة قوية من قبل ر‬
‫سبتمي‪ ،‬الذين‬ ‫محامي كانوا يمثلون أش ضحايا ‪11‬‬ ‫الشيوخ مدفوعي ر‬
‫باعياضات‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫رفضوا تحويل قضاياهم المرفوعة سلفا ضد ال سودان إىل قانون جاستا‪ ،‬وبسبب‬
‫‪214‬‬
‫ذلك قض ر‬
‫التشي ع الذي تمت إجازته باستمرار تلك القضايا وفق قانون الرهاب‪،‬‬ ‫ي‬
‫وليس قانون جاستا‪ ،‬كما طلب السودان‪.‬‬
‫ر‬
‫(والت يمكن‬ ‫سبتمي‬
‫ر‬ ‫عش من‬ ‫فيما عدا هذه القضايا الخاصة بأحداث الحادي ر‬
‫ي‬
‫مقاضاة أية دولة بشأنها بموجب قانون جاستا)‪ ،‬وفر ر‬
‫التشي ع‪ ،‬الذي تمت إجازته‬
‫ا‬
‫حماية شاملة للسودان ضد أية قضايا مستقبلية يمكن أن ترفع ضده بموجب قانون‬
‫الرهاب‪ .‬كما أن القانون شطب كل القضايا األخرى المرفوعة ضد السودان‪ ،‬ومن‬
‫بينها خمس قضايا رفعت يف العام ‪2020‬م تتهم الحكومة السودانية المبادة بدعم‬
‫حركة حماس يف أعمال إرهابية تضر منها مواطنون أمريكيون مقيمون يف إشائيل‪،‬‬
‫ا‬
‫فضال عن قضية أخرى قام برفعها يف منتصف العام ‪ 2020‬بحارة أمريكيون كانوا‬
‫مي المدمرة كول‪ ،‬ولكن لم يسبق لهم أن قاضوا السودان وطالبوا كذلك‬ ‫عىل ر‬

‫بتعويضات من حكومة السودان‪.‬‬


‫أصبح الوضع القانون للسودان بعد بدء شيان ر‬
‫التشي ع الذي تمت إجازته أنه دولة‬ ‫ي‬
‫للتقاض ضده استنادا إىل‬
‫ي‬ ‫مكتملة الحصانة السيادية أمام أية محاوالت مستقبلية‬
‫وضعه السابق كدولة كانت مدرجة يف قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪ .‬كما أتاح‬
‫الت حكمت بها المحاكم مسبقا يف قضية‬‫ر‬ ‫ر‬
‫التشي ع المجاز للسودان إبطال كل األحكام ي‬
‫ا‬
‫السفارتي والقاضية بتغريم السودان ‪ 10.2‬مليار دوالر‪ ،‬هذا فضال‪ ،‬عن شطب كل‬
‫ر‬
‫سبتمي‬
‫ر‬ ‫القضايا األخرى المرفوعة ضده إىل ذلك التاري خ‪ ،‬عدا الخاصة بأحداث ‪11‬‬
‫والت يمكن مقاضاة أية دولة بشأنها وفقا لقانون جاستا‪ ،‬كما رأشنا أعاله‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ ،2001‬ر‬

‫وقد استمرت وزارة العدل يف العمل لضمان ظهور السودان أمام المحاكم األمريكية‬
‫ر‬
‫الت كانت قائمة لثبات عدم عالقة البالد بأحداث ‪11‬‬
‫والدفاع عن نفسه يف القضايا ي‬
‫غي المؤسسة‪.‬‬
‫سبتمي وبراءته من االتهامات ر‬
‫ر‬
‫عالوة عىل استعادة السودان لحصانته السيادية‪ ،‬تم‪ ،‬يف إطار ذات قانون‬
‫االعتمادات المالية‪ ،‬اعتماد مبلغ ‪ 931‬مليون دوالر كمساعدات اقتصادية ثنائية‬
‫‪215‬‬
‫ر‬
‫مباشة لدعم اقتصاد السودان‪ ،‬منها ‪ 700‬مليون دوالر كمساهمة يف تمويل برنامج‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫المباش للش وبرامج الرعاية الصحية‪ ،‬فضال عن‬ ‫الحكومة الخاص بتقديم الدعم‬
‫ر‬
‫مشوعات أخرى‪ .‬كما تضمنت المساعدات مبلغ ‪ 120‬مليون دوالر لدعم السودان‬
‫الدوىل وإعادة هيكلة مديونياته‪ ،‬بجانب ‪ 111‬مليون دوالر أخرى‬
‫ي‬ ‫يف صندوق النقد‬
‫لمقابلة تكاليف إعادة هيكلة الديون السودانية‪ ،‬و‪ 150‬مليون دوالر كتعويضات‬
‫أمريكيي ‪،‬‬
‫ر‬ ‫مواطني‬
‫ر‬ ‫تفجيات كينيا وتيانيا‪ ،‬وأصبحوا الحقا‬
‫ر‬ ‫للفارقة الذين تضروا يف‬
‫وكانوا يطالبون بتعويضات إضافية من السودان‪ .‬وبذلك بلغت جملة المساعدات‬
‫ُ‬
‫جيت مع ر‬
‫التشي ع لصالح السودان‪ 1.1 ،‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫ر‬
‫الت أ ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وغي المباشة‪ ،‬ي‬
‫المباشة ر‬
‫اليمت الواليات المتحدة‬ ‫وه مساعدات منفصلة عن مبلغ المليار دوالر الذي ر‬
‫ي‬
‫الدوىل لسداد متأخرات السودان المستحقة للبنك‪.‬‬
‫ي‬ ‫بدفعه للبنك‬
‫األمريك للسودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫الماىل‬
‫ي‬ ‫غي مسبوقة يف تاري خ الدعم‬
‫لقد كانت هذه المساعدات ر‬
‫كبيا‬
‫وشكلت مع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لإلهاب‪ ،‬تطورا تاريخيا ر‬
‫يف عالقات السودان بالواليات المتحدة‪ ،‬والذي عت فعليا انعتاق البالد مرة واحدة‬
‫وللبد من تداعيات ر‬
‫فية حالكة يف تاري خ عالقتها مع أمريكا والعالم‪ ،‬كما أنها كانت‬
‫ا‬
‫الطبيغ كدولة ذات حصانة سيادية عىل قدم‬ ‫ي‬ ‫دليال بينا عىل عودة البالد إىل وضعها‬
‫التشي ع من تاري خ شيانه‬‫المساواة مع كل الدول األخرى‪ .‬بالضافة إىل ذلك‪ ،‬فتح ر‬

‫الماىل مع الواليات‬ ‫َ‬


‫المجال واسعا وممتدا أمام السودان للتعاون االقتصادي و ي‬
‫المتحدة والدول األخرى بكل حرية وطمأنينة ودون خوف أو خشية من تعرض‬
‫أمواله وممتلكاته للمصادرة أو الحجز بسبب األحكام القضائية ذات الصلة بالرهاب‪.‬‬
‫إخفاقات الوزارة‬
‫ككل أجهزة الحكومة االنتقالية‪ ،‬لم تتمكن وزارة العدل من الوفاء ر‬
‫بالياماتها‬
‫الداعمي للحكومة االنتقالية‪ .‬ويمكن إيجاز‬
‫ر‬ ‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫الدستورية وتلبية تطلعات‬
‫يىل‪:‬‬
‫بعض أوجه الفشل يف عمل الوزارة فيما ي‬
‫‪216‬‬
‫القانون‬
‫ي‬ ‫مفوضية اإلصالح‬
‫ُّ‬
‫قواني مفوضيات العدالة‬
‫ر‬ ‫عىل الرغم من تمكن الوزارة من إعداد وضمان إجازة‬
‫االنتقالية‪ ،‬ومفوضية مكافحة الفساد‪ ،‬ومفوضية السالم‪ ،‬ومفوضية إصالح‬
‫القواني المتعلقة بمفوضية‬
‫ر‬ ‫المنظومة الحقوقية والعدلية‪ ،‬وإعداد ر‬
‫مشوعات‬
‫صناعة الدستور والمؤتمر الدستوري‪ ،‬ومفوضية االنتخابات‪ ،‬ومفوضية حقوق‬
‫وه‬
‫القانون‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫النسان‪ ،‬إال أن الوزارة فشلت يف إعداد قانون مفوضية الصالح‬
‫تعي وزارة العدل والحكومة االنتقالية‬ ‫ر‬
‫الت كان من المؤمل والممكن أن ر‬
‫المفوضية ي‬
‫وبوتية أشع‬ ‫يغ بصورة منهجية وشاملة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫القانون والتش ي‬
‫ي‬ ‫يف القيام بعملية الصالح‬
‫مما كانت تعمل به‪.‬‬
‫لمعالجة هذا الفشل تواصلت الوزارة مع برنامج األمم المتحدة لإلنماء للتشاور يف‬
‫بمعايي عالمية تمكن الحكومة االنتقالية من العمل بشكل‬ ‫ر‬ ‫إعداد ر‬
‫مشوع قانون‬
‫سودان‪ ،‬هو أستاذ‬ ‫أفضل ف القيام بمهامها ر‬
‫التشيعية‪ .‬وقد تم التعاقد مع مستشار‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قانون مخضم‪ ،‬للقيام بمعالجة هذه المشكلة ر‬
‫وشع المستشار يف العمل‪ ،‬لكن العمل‬
‫ر‬
‫والعشين من أكتوبر‪.‬‬ ‫حي وقوع انقالب الخامس‬
‫لم يكتمل إىل ر‬
‫إعادة الهيكلة‬
‫الت رأشنا إليها سلفا يف هذه الورقة‪ ،‬كان من الممكن‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫بناء عىل الدراسة التقييمية ي‬
‫إصدار قرارات من وزير العدل تعالج بعض المشكالت الهيكلية بوزارة العدل‪ .‬فعىل‬
‫سبيل المثال ال الحض‪ ،‬كان من الممكن إصدار قرارات بإنشاء إدارات جديدة كإدارة‬
‫ر‬
‫الت يمكن للسودان تبادل‬
‫الدوىل ربي الوزارة ووزارات العدل يف بعض الدول ي‬
‫ي‬ ‫للتعاون‬
‫ر‬
‫الت تم‬ ‫التجارب القانونية معها‪ .‬لكن ميل الوزارة لمعالجة‬
‫الكثي من المشكالت ي‬
‫ر‬
‫الت كانت تخضع‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عي الخطة االسياتيجية ي‬ ‫ذكرها يف الدراسة بطريقة شاملة ر‬
‫ا‬
‫ابتداء بتعديل قانون وزارة العدل‪ ،‬جعل الوزارة تؤجل اتخاذ‬ ‫للمراجعة النهائية‪،‬‬
‫قرارات إصالحية وتحولية مهمة‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫اإلدارات القانونية الوالئية‬
‫طوال ر‬
‫فية الحكومة االنتقالية‪ ،‬لم نتمكن من القيام بزيارة إىل أي إدارة من الدارات‬
‫تعان من مشكالت عميقة‪ ،‬كما أوضحت الدراسة‬
‫وه إدارات ي‬
‫القانونية يف الواليات‪ ،‬ي‬
‫المشار اليها أعاله‪ ،‬عىل الرغم من االلتقاء بعدد من رؤساء هذه الدارات يف الخرطوم‬
‫يف مناسبات مختلفة تتعلق بعمل الوزارة‪ .‬كما أن التواصل مع رؤساء الدارات‬
‫القانونية يف الخ رطوم لكم يكن عىل النحو المرجو‪ ،‬وذلك بسبب الشواغل اليومية‬
‫الت كانت رتيايد يوما بعد يوم‪ .‬وينطبق األمر ذاته عىل تواصل‬
‫ر‬
‫الروتينية والطارئة ي‬
‫الوزارة كمؤسسة مع المنظمات المدنية الوالئية المهتمة بمجاالت ذات صلة بعمل‬
‫وزارة العدل‪.‬‬
‫المدن‪ ،‬قررت‬
‫ي‬ ‫لمعالجة هذه المشكلة المتعلقة بالتواصل مع منظمات المجتمع‬
‫تعيي مستشار للتواصل مع هذه المنظمات الموجودة يف الواليات‪ ،‬خاصة‬
‫الوزارة ر‬
‫ر‬
‫الت نظمتها الوزارة‬ ‫ر‬
‫الت لم يكن ممثلوها قد شاركوا يف المشاورات العامة ي‬
‫تلك ي‬
‫كمشوع قانون مفوضية حقوق النسان‬ ‫القواني ر‬
‫ر‬ ‫مشوعات بعض‬ ‫بخصوص ر‬
‫ر‬
‫ومشوع مفوضية مكافحة الفساد‪.‬‬
‫الفشل يف تأسيس مفوضية إصالح المنظومة الحقوقية والعدلية‬
‫واجهت وزارة العدل يف بداية الحكومة االنتقالية مشكلة أساسية بشأن إصالح‬
‫وقتئذ‬ ‫النظام العدىل ف السودان‪ ،‬تمثلت ف ر‬
‫اعياض رئيسة القضاء‪ ،‬المعينة حديثا‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫والتغيي‪ ،‬عىل قيام مفوضية‬
‫ر‬ ‫من قبل المجلس السيادي ربيشيح من قوى الحرية‬
‫خاصة بإصالح المنظومة الحقوقية والعدلية تتوىل مهمة الصالح‪ .‬وقد حاولت‬
‫الوزارة تجنب الدخول يف مواجهات علنية مع السلطة القضائية لطبيعة هذه‬
‫المؤسستي‪،‬‬
‫ر‬ ‫السلطة وحفاظا عىل التجانس وروح التعاون الضور ريي للعمل ربي‬
‫وجميع المؤسسات الحكومية‪ .‬وعىل الرغم من إجازة قانون المفوضية الحقا بعد‬

‫‪218‬‬
‫اقتناع رئيسة القضاء بفكرة ورصورة قيام المفوضية‪ ،‬لم تتمكن الحكومة االنتقالية‬
‫من تأسيس مفوضية إصالح المنظومة الحقوقية والعدلية إىل أن وقع االنقالب‪.‬‬
‫لتأسيس المفوضية‪ ،‬تواصلت وزارة العدل مع قيادة السلطة القضائية والنائب العام‬
‫ا‬
‫المرشحي لعضوية المفوضية‬
‫ر‬ ‫بمخاطبات رسمية موثقة طالبة تزويد الوزارة بأسماء‬
‫المؤسستي‬
‫ر‬ ‫هاتي‬ ‫وفقا ر‬
‫للشوط والنسب الواردة يف القانون‪ ،‬إال أن االستجابة من ر‬
‫كانت بطيئة للغاية‪ .‬وحينما قامتا بإرسال األسماء‪ ،‬برزت مشكالت وتعقيدات‬
‫(المعيني‬
‫ر‬ ‫سياسية أخرى‪ ،‬وذلك بسبب استقالة النائب العام وإعفاء رئيسة القضاء‬
‫حي‬ ‫والتغيي)‪ ،‬فقررت الوزارة إرجاء تأسيس المفوضية إىل ر‬
‫ر‬ ‫ربيشيح من قوى الحرية‬
‫عام جديد‪.‬‬
‫ونائب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫قضاء جديد‬
‫ٍ‬ ‫ئيس‬
‫وتعيي ر ِ‬
‫ر‬ ‫العاىل‬
‫ي‬ ‫تأسيس مجلس القضاء‬
‫المحاكمات الجنائية‬
‫من المتفق عليه أن المؤسسات العدلية‪ ،‬وتحديدا النيابة العامة والسلطة القضائية‪،‬‬
‫كثية‬
‫المتورطي يف جرائم ر‬
‫ر‬ ‫قد فشلتا يف التعجيل بمحاكمة قادة ورموز النظام المباد‬
‫متعلقة بالفساد وتقويض النظام الدستوري وانتهاكات حقوق النسان والقانون‬
‫تعان‬
‫ي‬ ‫لت‬ ‫ر‬
‫الكبية ا ي‬
‫ر‬ ‫النسان‪ .‬وقد َّربي هذا الفشل وعكس بجالء المشكالت‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬
‫منها هاتي المؤسستي‪ ،‬عىل الرغم من رفض العاملي بهما ر‬
‫االعياف بها‪ .‬وال تختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت ذكرت‬ ‫ر‬
‫تعان منها السلطة القضائية والنيابة العامة عن المشكالت ي‬
‫الت ي‬
‫المشاكل ي‬
‫وأكي‪ .‬وأي محاوالت مستقبلية‬
‫التقييم لوزارة العدل سوى يف أنها أعمق ر‬
‫ي‬ ‫يف التقرير‬
‫المؤسستي (بجانب‬
‫ر‬ ‫هاتي‬
‫اط يف السودان ال تبدأ بمعالجة مشاكل ر‬
‫لبناء نظام ديمقر ي‬
‫وزارة العدل) وتزويدهما بكوادر جديدة‪ ،‬ال يمكن أن تكتب لها النجاح أبدا‪.‬‬
‫تحديات أخرى‬
‫الت حددها التقرير الذي تم إعداده من رشكة دي ر ين قلوبال‬
‫ر‬
‫عالوة عىل التحديات ي‬
‫وهيئة جامعة الخرطوم االستشارية‪ ،‬هنالك مشكالت أخري واجهت الوزارة يف‬
‫ر‬
‫اآلن منها‪:‬‬
‫العمل أو نتجت عن المشكالت المذكورة بالتقرير‪ ،‬يمكن ذكر ي‬
‫‪219‬‬
‫التفكت التقليدي بإدارة التشيـ ــع‬
‫الت واجهت وزارة العدل واثقلت خطاها أو عطلت قدرتها‬ ‫ر‬
‫الكبية‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫من التحديات‬
‫التفكي التقليدي بإدارة ر‬
‫التشي ع وعجز‬ ‫ر‬ ‫من اليوم األول يف قيامها بمهامها االنتقالية‪،‬‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫الدارة عن الخروج عن األفكار التشيعية الموروثة‪ ،‬خاصة من العقود الثالثة ي‬
‫حكم فيها النظام المباد البالد‪ .‬ومن المالحظ أن هنالك انقطاع مخيف ربي هذه‬
‫ممية ف الصياغة ر‬
‫التشيعية‪ ،‬والتطورات المتسارعة يف‬ ‫ر‬
‫الت تملك قدرات ر ي‬ ‫الدارة‪ ،‬ي‬
‫مت‬‫القواني القديمة‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫المبادئ القانونية يف العالم‪ ،‬مما جعل الدارة تعيد تدوير‬
‫العلم داخل‬ ‫قواني جديدة‪ .‬ويبدو أن غياب البحث‬
‫ر‬ ‫مشوعات‬ ‫طلب منها إعداد ر‬
‫ي‬
‫إدارة ر‬
‫التشي ع من األسباب األساسية المسببة لهذه االنقطاع‪ .‬كما أن حرمان‬
‫العاملي بالدارة وبعدهم عن البحث يف الشبكة العالمية للمعلومات‬
‫ر‬ ‫المستشارين‬
‫ر‬
‫الت يتوجب عكسها يف‬
‫تسببا يف بعدهم عن المبادئ والنظريات القانونية الحديثة ي‬
‫أي تجارب تحولية أو انتقالية نحو الديمقراطية أو محاوالت لتحديث الدولة‪ .‬ومن‬
‫الت يمكن ذكرها‪ ،‬ف هذا الصدد‪ ،‬أن إدارة ر‬
‫التشي ع لم تكن تعلم بمبادئ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫األمثلة ي‬
‫باريس المتعلقة بالمؤسسات الوطنية لحقوق النسان عندما أعدت ر‬
‫مشوع قانون‬
‫لمفوضية حقوق النسان‪ ،‬األمر الذي جعل ر‬
‫مشوع القانون ال يختلف بشكل‬
‫جوهري عن القانون الذي أعد يف عهد النقاذ وكان ساريا‪.‬‬
‫تمويل برامج االنتقال‬
‫كانت وزارة العدل‪ ،‬كما الكثي من المؤسسات األخرى بالدولة خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫ر‬

‫تعمل تقريبا بال موارد مالية مخصصة رليامج االنتقال‪ .‬ي‬


‫وف بعض األحوال كانت‬
‫هنالك أموال مخصصة‪ ،‬كما يف موازنة العام ‪2020‬م‪ ،‬لكن وزارة المالية لم تكن يف‬
‫توف بدفع تلك األموال‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬لم تكن للحكومة االنتقالية أموال‬
‫الغالب ي‬
‫خياء أو مستشارين للوزرات لدعمها يف القيام بتنفيذ مهام االنتقال‪.‬‬
‫لتوفي ر‬
‫ر‬ ‫مخصصة‬
‫ر‬
‫وحت هذه األموال لم تكن تتوفر‬ ‫تسيي الوزارة‪،‬‬
‫ر‬ ‫فوزارة المالية كانت توفر أموال‬
‫‪220‬‬
‫بصورة منتظمة‪ .‬ولوال الدعم الذي حصلت عليه الوزارة من المنظمات الدولية‪ ،‬لما‬
‫وخياء‬
‫تعيي مستشارين ر‬
‫اط أو ر‬
‫تمكنت من القيام بمهامها المتعلقة بالتحول الديمقر ي‬
‫من داخل وخارج السودان لدعم الوزارة يف القيام بمهامها االنتقالية‪.‬‬
‫وتتعلق مشكلة التمويل والبطء يف وزارة المالية‪ ،‬من ناحية‪ ،‬بعدم توفر الموارد أو‬
‫قلتها‪ ،‬بينما تتعلق‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬باستمرارية الحكومة االنتقالية يف العمل بما‬
‫ر‬
‫مستق من الفقه‬ ‫يسم بوالية وزارة المالية عىل المال العام‪ ،‬وهو مفهوم يبدو أنه‬
‫السالم وأدخلته حكومة النقاذ لدارة المال العام مركزيا‪ ،‬كما كان هو األمر يف عهود‬
‫ي‬
‫الخالفة السالمية‪ .‬وقد حرم استمرار اتباع هذا المفهوم مؤسسات كوزارة العدل‬
‫توفي المال االزم‬
‫من تحديث المسجل التجاري الذي يملك القدرة من إيراداته عىل ر‬
‫لتسيي شؤونه وتحديثه‪.‬‬
‫ر‬
‫يف الدولة الحديثة‪ ،‬ليس هنالك مفهوم يسم بالوالية عىل المال العام‪ ،‬وإنما هنالك‬
‫مفهوم الحوكمة الرشيدة أو مفهوم الحوكمة المالية الرشيدة‪ ،‬الذي ينفذ ال بنظام‬
‫مركزي لدارة المالية وال بالحيازة الفعلية للمال العام من وزارة مركزية‪ ،‬وإنما‬
‫والقواني لمكافحة الفساد وضمان رصف المال العام يف أوجه الضف‬
‫ر‬ ‫بالسياسات‬
‫المقرة بالقانون‪ .‬لقد كان من المتوقع من حكومة الثورة االنتقالية أن تتحرر من‬
‫عبي عنها كمصلح الوالية عىل‬
‫المفاهيم البالية ومن المصطلحات المستخدمة للت ر‬
‫المال العام ومصطلح ”فرض هيبة الدولة‪ “،‬الذي استخدمه النظام المباد ربما‬
‫للتعبي عن مفهوم سيادة حكم القانون‪ ،‬وذلك‬
‫ر‬ ‫للتعبي عن حفظ األمن والنظام أو‬
‫ر‬
‫األمنيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫وتفكيه‬
‫ر‬ ‫بدافع من توجهه‬
‫التعاون بي الوزارة والمؤسسات األخرى‬
‫كانت وزارة العدل بحاجة إىل التعاون مع الوزارات األخرى بخصوص ر‬
‫مشوعات‬
‫كالقواني المتعلقة بالزراعة أو‬ ‫ر‬
‫الت لم تكن تقع يف اختصاص وزارة العدل‪،‬‬
‫ر‬ ‫القواني ي‬
‫ر‬
‫وبالتاىل كانت سلطة ابتدارها ضمن اختصاصات الوزارات أو‬
‫ي‬ ‫بالعالم أو التعدين‪،‬‬
‫‪221‬‬
‫المؤسسات المختصة‪ .‬لسوء الحظ‪ ،‬لم تقم غالبية الوزارات بإعداد ر‬
‫مشوعات‬
‫للتغيي والتحول المطلوب لبناء مؤسسات جديدة فاعلة وحديثة‪.‬‬
‫ر‬ ‫القواني الالزمة‬
‫ر‬
‫قواني لصالح‬
‫ر‬ ‫فعىل سبيل المثال ال الحض‪ ،‬لم تقدم وزارة العالم أي ر‬
‫مشوعات‬
‫المؤسسات العالمية‪ ،‬كما أن وزارة التعدين لم تقدم ر‬
‫مشوع قانون أو تصور لصالح‬
‫وإعادة هيكلة قط اع التعدين‪ ،‬عامة‪ ،‬والتعدين عن الذهب‪ ،‬الذي أصبح بعد انفصال‬
‫الكثي من الوزرات‬
‫ر‬ ‫الجنوب أهم مورد من موارد الدخل يف السودان‪ .‬ي‬
‫فق‬
‫البشي‪.‬‬
‫ر‬ ‫والمؤسسات الحكومية‪ ،‬استمر العمل كما كان قبل سقوط نظام‬
‫ر‬
‫بالتشيعات وحسب‪ ،‬وإنما كذلك بالقيام بتنفيذ‬ ‫ولم يكن التعاون المطلوب يتعلق‬
‫مهام أخرى متعلقة باالنتقال‪ .‬وقد كان تأسيس مفوضية إصالح المنظومة الحقوقية‬
‫ر‬
‫الت كانت تريد‬
‫أكي مثال عىل قلة أو انعدام التعاون ربي وزارة العدل‪ ،‬ي‬
‫والعدلية ر‬
‫ر‬
‫الت كانت استجابتها‬
‫التعجيل بتأسيس المفوضية‪ ،‬والمؤسسات العدلية األخرى‪ ،‬ي‬
‫ضعيفة أو منعدمة بهذا الخصوص‪.‬‬
‫غياب سلطة إصدار مراسيم دستورية مؤقتة لها قوة القانون‬
‫الكبية ر‬
‫للتشي ع يف موضوعات عاجلة‪ ،‬كانت‬ ‫ر‬ ‫بسبب حاجة الحكومة االنتقالية‬
‫هنالك حاجة لوجود سلطة إصدار مراسيم مؤقتة يف بعض الحاالت الملحة من‬
‫وه سلطة‬ ‫ر‬
‫مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء‪ ،‬يف حال عدم انعقاد الهيئة التشيعية‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫يمكن منحها لرئيس الجمهورية يف النظام الجمهوري‪ .‬لكن الوثيقة الدستورية‪ ،‬ي‬
‫الت‬
‫لمان‪ ،‬تماشيا مع التجارب التاريخية الفاشلة للسودان‪ ،‬لم‬
‫هدفت إىل إنشاء نظام بر ي‬
‫االنتقاىل لعام ‪ 1.2005‬لو أن‬ ‫ر‬
‫الت نص عليها يف الدستور‬
‫ي‬ ‫تنص عىل هذه السلطة‪ ،‬ي‬

‫اآلن بخصوص هذه السلطة‪:‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 1‬نصت المادة ‪ 109‬من دستور السودان‬
‫االنتقاىل للعام ‪ 2005‬عىل ي‬
‫ي‬
‫”‪ .1‬يجوز لرئيس الجمهورية‪ ،‬إن لم تكن الهيئة التش ريعية القومية يف حالة انعقاد‪ ،‬وألمر عاجل‪،‬‬
‫أن ْي ىصدر مرسوما مؤقتا تكون له قوة القانون النافذ‪ ،‬ومع ذلك يجب عرض المرسوم المؤقت عىل‬
‫التشيعية القومية حال انعقاده‪ ،‬فإذا أجازت الهيئة ر‬
‫التشيعية القومية‬ ‫المجلس المعت ف الهيئة ر‬
‫َّ‬ ‫ي ي‬
‫المجلسي أو انقضت‬
‫ر‬ ‫المرسوم المؤقت بذات أحكامه‪ ،‬فيجب سنه كقانون أما إذا رفضه أي من‬
‫رجغ‪ .2 .‬عىل الرغم من نصوص البند (‪ )1‬ال‬‫ي‬ ‫اليلمانية دون إجازته يزول مفعوله دون أثر‬
‫الدورة ر‬
‫‪222‬‬
‫الوثيقة الدستورية حوت نصوصا تخول مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء هذه‬
‫اليسي عىل الحكومة االنتقالية إجراء إصالحات ر‬
‫تشيعية يف األمور‬ ‫ر‬ ‫السلطة‪ ،‬لكان من‬
‫بوتية أشع‪ ،‬خاصة عندما امتنع المجلس السيادي عن عقد االجتماعات‬ ‫العاجلة ر‬
‫قواني محددة‪.‬‬ ‫مشوعات‬ ‫العسكريي ف مناقشة ر‬ ‫ر‬
‫المشيكة لعدم رغبة األعضاء‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫حت عندما‬‫وسوف تكون هنالك حاجة لهذه السلطة ف أي نظام انتقاىل مستقبىل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ِ‬
‫توفي ما يعرف باألمن‬ ‫اليلمان قائما‪ ،‬لتلبية الحاجات ر‬
‫التشيعية العاجلة أو ر‬ ‫يكون ر‬
‫القانون‪ .‬ويجوز‪ ،‬يف حال صدور مراسيم مؤقتة لها قوة القانون‪ ،‬عرضها عىل ر‬
‫اليلمان‬ ‫ي‬
‫عند انعقاده خالل ر‬
‫فية محددة لجازتها أو تعديلها أو إلغائها‪.‬‬
‫مالحظات ختامية‬
‫الت أدت إىل‬‫ر‬
‫عي مختلف الحقب التاريخية دافعا من الدوافع ي‬ ‫لقد كانت العدالة ر‬
‫الت عكستها تجارب الثورات ومطالبها قبل‬ ‫ر‬
‫انفجار الثورات‪ ،‬ومطلبا من المطالب ي‬
‫توفي العدالة وإصالح المؤسسات المخولة‬ ‫ر‬ ‫وأثناء وبعد انتصارها‪ .‬ولذلك كان‬
‫كبيا ومعيارا من‬
‫دستوريا وقانونيا بالدارة اليومية للعدالة الجنائية والمدنية تحديا ر‬
‫ر‬
‫ومؤشا لقيام الحكومة بواجب من واجبات الدولة‬ ‫معايي نجاح التجارب االنتقالية‪،‬‬
‫ر‬
‫المهمة‪ .‬ولم تكن تجربة الحكومة االنتقالية يف السودان باستثناء عىل هذه المالحظة‬
‫التاريخية المهمة‪.‬‬
‫كبيا للقيام بمسؤولياتها المنصوص عليها يف‬
‫لقد بذلت الحكومة االنتقالية جهدا ر‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬وعىل رأسها إصالح ر‬
‫التشيعات وإصالح النظام‬
‫اسياتيجية لمعالجة‬ ‫ر‬
‫والحقوف‪ ،‬الذي بدأته بتقييم وزارة العدل ووضع ر‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ر‬
‫الت تمس اتفاقية السالم الشامل‪ ،‬أو‬
‫يجوز لرئيس الجمهورية أن يصدر مراسيم مؤقتة يف المسائل ي‬
‫وثيقة الحقوق‪ ،‬أو نظام الحكم الالمركزي‪ ،‬أو االنتخابات العامة‪ ،‬أو التخصيص السنوي للموارد‬
‫الت تعدل حدود‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واليرادات المالية أو التشيعات الجنائية أو المعاهدات واالتفاقيات الدولية ي‬
‫الدولة‪ .3 .‬يتم العمل من جديد بكل قانون تم إلغاؤه أو تعديله بمقتض أي مرسوم مؤقت زال‬
‫مفعوله‪ ،‬ويشي مفعول ذلك القانون من تاري خ زوال مفعول المرسوم المؤقت‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫الت أعدت من قبل رشكة دي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت حددها التقييم‪ .‬وقد تناولت الدراسة ( ي‬
‫المشكالت ي‬
‫ر ين قلوبال وهيئة جامعة الخرطوم االستشارية) الهيكل‪ ،‬والمهارات والكفاءات‪،‬‬
‫وطرق العمل‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والتدريب الممنهج بالوزارة بغية الصالح وبناء‬
‫القدرات التشغيلية والفنية لقوتها العاملة‪.‬‬
‫وقد أجازت الحكومة االنتقالية قانون التعديالت المتنوعة‪ ،‬الذي ألغت بموجبه‬
‫الت كانت تتعارض مع وثيقة الحقوق والحريات األساسية يف الوثيقة‬ ‫ر‬
‫األحكام ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫الت أذل بها نظام النقاذ‬
‫قواني النظام العام‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫الدستورية‪ ،‬فضال عن إلغاء‬
‫مشوعات‬ ‫العالمي‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬أعدت وزارة العدل ر‬
‫ر‬ ‫وشوه بها سمعة البالد ربي‬
‫وه قانون صناعة دستور السودان‪،‬‬
‫اط‪ ،‬ي‬
‫القواني المتعلقة بالتحول الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫أهم‬
‫وقانون مفوضية االنتخابات‪ ،‬وقانون مفوضية حقوق النسان‪ ،‬كما نجحت يف‬
‫ضمان إجازة قانون مفوضية العدالة االنتقالية‪ ،‬وقانون مفوضية مكافحة الفساد‪،‬‬
‫وقانون مفوضية السالم‪ ،‬وقانون مفوضية إصالح المنظومة العدلية والحقوقية‪.‬‬
‫وبالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة‪ ،‬أعدت الوزارة أو ساهمت يف إعداد وضمان‬
‫الت كان أبرزها قانون ر‬
‫الشاكة ربي‬ ‫ر‬
‫القواني المتعلقة بالصالح االقتصادي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫إجازة‬
‫القطاع العام والخاص‪ ،‬وقانون االستثمار‪ ،‬وقانون التعديالت المتنوعة الذي تم‬
‫البنك المزدوج‪.‬‬
‫ي‬ ‫بموجبه إدخال واعتماد النظام‬
‫وقد تمثلت أعظم إنجازات الحكومة االنتقالية ذات الصلة بعمل ومهام وزارة العدل‬
‫ر‬
‫واسيداد السودان لحصانته‬ ‫يف إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪،‬‬
‫الماىل الذي حصلت عليه الحكومة‬ ‫ي‬ ‫السيادية‪ .‬وقد عت ذلك النجاز‪ ،‬والدعم‬
‫االنتقالية بموجب قانون االعتمادات المالية للمؤسسات الفدرالية األمريكية‪ ،‬الذي‬
‫ُ‬
‫الت تم التوصل إليها ربي‬ ‫التشي ع الخاص باعتماد اتفاقية التسويات ر‬
‫جي معه ر‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫ي‬
‫حكومة السودان وحكومة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬عت فعليا انعتاق البالد مرة‬
‫واحدة وللبد من تداعيات ر‬
‫فية حالكة يف تاري خ عالقتها مع أمريكا والعالم‪ ،‬كما أنها‬
‫‪224‬‬
‫ا‬
‫الطبيغ كدولة ذات حصانة‬
‫ي‬ ‫كانت دليال بينا عىل عودة البالد بقوة إىل وضعها‬
‫سيادية عىل قدم المساواة مع كل الدول األخرى‪.‬‬
‫ر‬
‫الت قامت بها الوزارة‪ ،‬إال أنها فشلت يف إعداد قانون‬
‫عىل الرغم من النجازات ي‬
‫ات كان من الممكن اتخاذها‬
‫اتخاذ قرار ٍ‬
‫ى‬ ‫القانون‪ ،‬وعجزت عن‬
‫ي‬ ‫مفوضية الصالح‬
‫تول الدارات القانونية بالواليات والخرطوم‬
‫بيش بشأن إعادة الهيكلة‪ ،‬كما أنها لم ى‬
‫االهتمام الالزم والمتابعة المستحقة‪ .‬وكان من مظاهر الفشل ر‬
‫األكي ا‬
‫جالء قلة وبطء‬
‫الت‬‫ر‬
‫وتية المحاكمات الجنائية المتعلقة بقادة وزبانية النظام المباد عن الجرائم ي‬
‫ر‬
‫تعان‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫الت ي‬‫والسودانيي‪ ،‬األمر الذي ربي المشكالت العميقة ي‬
‫ر‬ ‫ارتكبوها بحق السودان‬
‫منها المؤسسات العدلية المسؤولة عن تضيف العدالة الجنائية‪ ،‬وتحديدا السلطة‬
‫القضائية والنيابة العامة‪.‬‬
‫لقد تضافرت عوامل متعددة تسببت يف إخفاق وزارة العدل والحكومة االنتقالية يف‬
‫القيام بمهامها وواجباتها عىل الوجه المبتغ والمر رتىح يف المؤسسات العدلية‪ ،‬ووزارة‬
‫العدل خاصة‪ .‬وتمثلت هذه العوامل يف المشكالت واالختالالت العميقة المتعلقة‬
‫بالهيكل‪ ،‬والمهارات والكفاءات‪ ،‬وطرق العمل‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والتدريب الممنهج‬
‫الحكوم رليامج‬
‫ي‬ ‫التفكي التقليدي وقلة أو انعدام التمويل‬
‫ر‬ ‫للعاملي بالوزارة‪ .‬كما أن‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت واجهت وزارة العدل‪ ،‬ال سيما يف بدايات الحكومة‬
‫الكبية ي‬
‫االنتقال من التحديات ر‬
‫وه تحديات تمكنت الوزارة من تجاوزها باالستعانة بالمنظمات الدولية‬
‫االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫اط وتحديث مؤسسات‬ ‫ر‬
‫الت دعمت الحكومة االنتقالية لتحقيق التحول الديمقر ي‬
‫ي‬
‫الدولة‪.‬‬
‫ر‬
‫بالتشي ع وتنفيذ بعض مهام االنتقال‪ ،‬كان أبرز التحديات ضعف أو‬ ‫وفيما يتعلق‬
‫انعدام التعاون أو التنسيق ربي الوزارة والمؤسسات الحكومية ذات الصلة‪ ،‬وعدم‬
‫امتالك مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء سلطة إصدار مراسيم مؤقتة لها قوة القانون‬

‫‪225‬‬
‫بتوفي ر‬
‫التشيعات‬ ‫ر‬ ‫يف حاالت محددة لالستجابة للمشكالت القائمة أو الطارئة‬
‫االنتقاىل لسنة ‪.2005‬‬
‫ي‬ ‫الالزمة‪ ،‬كما كان األمر يف دستور السودان‬
‫العدىل وتحقيق العدالة‬
‫ي‬ ‫مستقبىل يف إصالح النظام‬
‫ي‬ ‫انتقاىل‬
‫ي‬ ‫إن نجاح أي نظام‬
‫يستلزم‪ ،‬من ربي أشياء أخرى‪ ،‬تزويد المؤسسات العدلية المختلفة بمستشارين‬
‫الت يشهدها‬ ‫ر‬
‫وإداريي عىل دراية بمهام االنتقال والتطورات الدستورية والقانونية ي‬
‫ر‬
‫ميايد ومتسارع‪ ،‬هذا بجانب بناء القدرات التشغيلية والفنية لقوتها‬‫العالم بشكل ر‬

‫العاملة‪.‬‬
‫الخية‬
‫بيت من بيوتات ر‬
‫ينبغ أن يجرى تقييم عن طريق ٍ‬
‫وبخصوص القوة العاملة‪ ،‬ي‬
‫العاملي الذين يملكون قدرة االستمرار بالوزارة دون الحاجة إىل‬
‫ر‬ ‫العالمية لتحديد‬
‫والعاملي الذين يملكون قدرة االستمرار‪ ،‬لكنهم بحاجة إىل تدريب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫تدريب‪،‬‬
‫ر‬
‫الت‬
‫التدابي الالزمة ي‬
‫ر‬ ‫والعاملي الذين ال يملكون قدرة االستمرار يف الوزارة‪ ،‬واتخاذ‬
‫ر‬
‫كل طائفة من هذه الطوائف الثالث‪.‬‬ ‫الخية بشأن ى‬
‫يوض بها بيت ر‬
‫القواني الالزمة لمعالجة مشكالت محددة‪ ،‬من‬
‫ر‬ ‫توفي‬
‫ر‬ ‫وفيما يتعلق بالحاجة إىل‬
‫األهمية بمكان أن يملك مجلس الوزراء أو رئيسه سلطة إصدار مراسيم مؤقتة لها‬
‫اليلمان منعقدا‪ .‬وسوف لن‬
‫قوة القانون يف حاالت عاجلة محددة عندما ال يكون ر‬
‫تكون هنالك مشكلة يف إقرار هذه السلطة دستوريا‪ ،‬خاصة إذا ما تم إلغاء المجلس‬
‫السيادي‪ ،‬أو تجريده من أي سلطات‪.‬‬
‫ينبغ تزويد‬ ‫الالزمتي‪،‬‬
‫ر‬ ‫ولتمكي وزارة العدل من إعداد ر‬
‫التشيعات بالشعة والجودة‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫غي‬‫حت ولو كانوا من ر‬‫ومؤمني بها‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫كي لمهام االنتقال‬‫بخياء مدر ر‬ ‫التشي ع ر‬ ‫إدارة ر‬

‫كثية أهمها‬ ‫المتخصصي ف علم ر‬


‫التشي ع قلة‪ ،‬ألسباب ر‬ ‫السودانيي‬ ‫السودانيي‪ ،‬ألن‬
‫ر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أن كليات القانون ف السودان ال تقدم لطالبها كورسات ف مجال ر‬
‫التشي ع‪ ،‬كما أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حت‬ ‫للعاملي بها ر‬
‫ر‬ ‫التقييم لها‪ ،‬ال توفر تدريبا منهجيا‬
‫ي‬ ‫وزارة العدل‪ ،‬كما َّربي التقرير‬

‫‪226‬‬
‫تتطور قدراتهم أو يكتسبوا مهارات أو معرفة يف مجاالت جديدة من مجاالت العمل‬
‫يغ‪.‬‬ ‫ر‬
‫القانون أو التش ي‬
‫ي‬
‫القواني الالزمة لحداث‬
‫ر‬ ‫وف هذا الصدد‪ ،‬ربما كان من المفيد إعداد ر‬
‫مشوعات‬ ‫ي‬
‫اط يف هذه‬ ‫واالجتماع واالقتصادي وتحقيق التحول الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫التغيي‬
‫ر‬
‫الت تكافح فيها قوي المقا ومة والثورة من أجل هزيمة انقالب الخامس‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الفية ي‬
‫انتقاىل جديد‪ ،‬وبذلك تجد الحكومة االنتقالية‬ ‫والعشين من أكتوبر وتأسيس نظام‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ا‬ ‫المستقبلية ر‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫تشيعات يمكنها البدء منها‪ ،‬بدال من إعداد مسودات هذه‬
‫ا‬
‫ابتداء‪.‬‬
‫ه إن الحكومة االنتقالية بذلت جهدا لتنفيذ مهامها الدستورية‬
‫وخالصة القول ي‬
‫العدىل‪ ،‬وقد حققت يف ذلك نجاحات متعددة‪،‬‬
‫ي‬ ‫المتعلقة بالعدالة وإصالح النظام‬
‫بينما فشلت يف إنجاز أو تحقيق تقدم يف العديد من مهامها بذلك الخصوص‪ ،‬بسبب‬
‫الت أثقلت خطاها أو عطلت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت واجهتها والعوامل المختلفة ي‬
‫الكثية ي‬
‫ر‬ ‫التحديات‬
‫خططها وعملها‪ .‬إن نجاح أي حك ومة انتقالية مستقبلية يف إقامة العدالة وإصالح‬
‫ر‬
‫الت ناقشت‬
‫العدىل يف السودان يتوقف عىل معالجة العوامل والتحديات ي‬
‫ي‬ ‫النظام‬
‫هذه الورقة جزءا منها‪.‬‬

‫النقاش‬
‫عبد السالم سيد أحمد‪:‬‬
‫أتحدث عن العدالة االنتقالية وقد كنت مستشارا لحقوق النسان للوزارة ولمجلس‬
‫أن الخاص‪.‬‬
‫الوزراء‪ .‬أطرح نقاطا ذات طابع نقدي‪ ،‬ليس بهذه الصفة‪ ،‬ولكنها تمثل ر ي ي‬
‫ان‬
‫أخيا عىل أن يكون هناك قانون إجر ي‬
‫يف موضوع العدالة االنتقالية استقر الرأي ر‬
‫لمفوضية العدالة االنتقالية تمت إجازته يف أبريل ‪2021‬م بموافقة المكون‬
‫العسكري‪ ،‬وتم ر‬
‫نشه يف الجريدة الرسمية يف يوليو ‪2021‬م لكن برغم ذلك لم يقيض‬

‫‪227‬‬
‫للمفوضية أن تنشأ‪ .‬ولو أنشئت كانت ستكون خطوة مهمة ومطلوبة من قبل الثوار‬
‫الذين يطالبون بالعدالة‪.‬‬
‫الناشطي حول القانون‪ ،‬وبعد اعتماد القانون كانت هناك‬
‫ر‬ ‫كانت هناك خالفات ربي‬
‫خالفات بقيادة شخصيات بارزة من أش الشهداء حول نهج القانون ونقاشات‬
‫مكثفة يف هذا الموضوع‪.‬‬
‫حينما صدرت مبادرة رئيس الوزراء تحدث عن رصورة لجنة وطنية تعمل عىل‬
‫كبيا‬
‫موضوع العدالة االنتقالية وأشياء أخرى للتوافق عليها‪ ،‬هذه المسألة أثارت قدرا ر‬
‫ا‬
‫وف‬
‫من االرتباك وكان قانون مفوضية العدالة االنتقالية حينها قد تم اعتماده أصال‪ ،‬ي‬
‫الت تلت اتضح أن رئيس الوزراء كان يرى أن تكون هذه اللجنة بمثابة‬ ‫ر‬
‫النقاشات ي‬
‫لجنة شعبية‪ ،‬لكن أعضاء اللجنة كانوا يرون أن تتوقف كل المجهودات بما فيها‬
‫ينبغ‬ ‫ر‬
‫الت كانت ي‬
‫وبالتاىل لم يتم إنشاء مفوضية العدالة االنتقالية ي‬
‫ي‬ ‫أجي‪،‬‬
‫القانون الذي ر‬
‫أن تكون خطوة قومية لجراء مشاورات واسع ة لالتفاق عىل قانون العدالة‬
‫التعاط مع‬
‫ي‬ ‫االنتقالية‪ ،‬هذه الخالفات ربي القوى المدنية نفسها أعاقت‪ ،‬وذلك قبل‬
‫ر‬
‫الت حدثت يف‬
‫المكون العسكري يف القضايا المتعلقة باالنتهاكات حقوق النسان ي‬
‫ر‬
‫الفية السابقة بما فيها جريمة فض االعتصام‪.‬‬
‫رغم الجهد الذي بذل والمشاورات الواسعة حول العدالة االنتقالية لكن ال الحرية‬
‫والتغيي وال مجلس الوزراء كانت لديهم خطة محددة حول موضوع العدالة‬
‫ر‬
‫كبي من األهمية‪ ،‬ويتضمن قضايا معقدة تحتاج لنقاش‬
‫االنتقالية‪ ،‬الذي هو عىل قدر ر‬
‫والتغيي يف كيفية مقاربة هذه القضايا‪.‬‬
‫ر‬ ‫رصي ح لم يتم‪ ،‬ولم تكن هناك رؤية للحرية‬
‫المطلوبي للعدالة للمحكمة الجنائية الدولية‪ .‬كان هناك‬
‫ر‬ ‫وهناك موضوع تسليم‬
‫تعاون واضح من قبل الحكومة االنتقالية مع المحكمة الجنائية الدولية وزيارات من‬
‫مسؤوىل المحكمة‪ ،‬الذين سمح لهم بفتح مكتب للمحكمة الجنائية بالخرطوم لكن‬
‫ي‬

‫‪228‬‬
‫المطلوبي الثالثة الموجودين‬
‫ر‬ ‫ئيس للمحكمة بتسليم‬
‫التعاون لم يصل للمطلب الر ي‬
‫حسي وأحمد هارون‪.‬‬
‫ر‬ ‫البشي وعبد الرحيم محمد‬
‫ر‬ ‫قيد االعتقال يف الخرطوم‪ :‬عمر‬
‫وقد طرح خياران من المحكمة الجنائية الدولية‪ :‬أولهما االكتفاء عىل األقل بتسليم‬
‫ر‬
‫الت‬
‫المتهم أحمد هارون الذي كانت محاكمته مرتبطة بقضية المتهم عىل كوشيب ي‬
‫وبالتاىل كانت مدعية المحكمة الجنائية‬
‫ي‬ ‫كان مقررا لها أن تنعقد يف مايو ‪2021‬م‪،‬‬
‫الدولية ترى أنه عىل األقل كخطوة أوىل وكنوع من إبداء حسن النية القيام بتسليمه‪،‬‬
‫المطلوبي الثالثة كلهم‪.‬‬
‫ر‬ ‫إن لم يتم تسليم‬
‫ه‪ :‬إما إقامة محاكمة داخل السودان أو أن تنتقل‬
‫الخيارات أمام الحكومة السودانية ي‬
‫المحكمة الجنائية الدولية للسودان أو دولة مجاورة لجراء جلساتها‪ ،‬أو تسليم‬
‫وه‬
‫المطلوبي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫المطلوبي للمحكمة‪ ،‬وكان الخيار األسلم بعد دراسة هو تسليم‬
‫ر‬
‫ليست قضية مرتبطة بالرادة السياسية‪.‬‬
‫الت أود التعليق عليها متعلقة باتفاقيات حقوق االنسان‪ .‬ف ر‬
‫فية‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫األخية ي‬
‫ر‬ ‫النقطة‬
‫باتفاقيتي وهما اتفاقية مكافحة التعذيب‬
‫ر‬ ‫الحكومة االنتقالية التحق السودان‬
‫والمعاملة القاسية والال إنسانية‪ ،‬واتفاقية حماية جميع األشخاص من االختفاء‬
‫القشي‪ .‬بالنسبة لسيداو صحيح أقر مجلس الوزراء االلتحاق لكن للسف مع‬
‫كبية جدا‪ ،‬ليست موجودة ر‬
‫حت يف الدول العربية واالسالمية األخرى‪،‬‬ ‫تحفظات ر‬
‫يعي عن الروح‬
‫وكانت مسألة مؤسفة‪ ،‬وأعرف ان هذا ليس رأي وزارة العدل لكنه ر‬
‫الثان الذي تشكل بعد اتفاقية جوبا‪ .‬ميثاق روما‬ ‫ر‬
‫الت تجلت يف مجلس الوزراء‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األساس أيضا تم االتفاق عليه بالجماع من داخل مجلس الوزراء‪ ،‬لكن لم يتم طرحه‬
‫ي‬
‫حت يصبح نافذ المفعول‪ ،‬ويرسل رسالة قوية عن السودان‬ ‫ر‬
‫لالجتماع المشيك ر‬

‫الجديد‪ ،‬سودان الثورة‪ ،‬وكان أمرا يتطلب مجهودا من قبل القوى السياسية ومن‬
‫قبل الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫الهاشم‪:‬‬
‫ي‬ ‫سامية‬
‫‪229‬‬
‫هناك اختالط كبي للمهام التقليدية لوزارة العدل بالمهام ال ‪ 16‬الواردة ر‬
‫للفية‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫فعش منها متعلقة بالقانون‪ ،‬لكن‬ ‫االنتقالية يف الوثيقة الدستورية المادة (‪،)8‬‬
‫أكي من أن رييك فقط لوزارة العدل وأصعب من أن‬ ‫اط ر‬ ‫موضوع االنتقال الديمقر ي‬
‫تنجزه‪.‬‬
‫الت ذكرها د‪ .‬نض الدين ف هيكل الوزارة والقوى ر‬
‫البشية فيها حقيقية‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الصعوبات ي‬
‫سلحفان جدا والعقلية الموجودة عتيقة جدا‪ ،‬وال توجد‬
‫ي‬ ‫فاليقاع يف وزارة العدل‬
‫كبية جدا ألي إصالح أو‬
‫روح ابتكار وال روح ثورية‪ ،‬لذلك كانت هناك حركة مقاومة ر‬
‫بقانونيي من الخارج ولم يكن ذلك محل‬
‫ر‬ ‫تعديل‪ .‬وقد حاول د نض الدين االستعانة‬
‫ترحيب يف الوزارة‪.‬‬
‫القانون للوزرات‪،‬‬
‫ي‬ ‫لتسيي دفة العدالة وتقديم النصح‬
‫ر‬ ‫هل الوزارة كانت مستعدة‬
‫وللقيام بمهام االنتقال الواردة يف الوثيقة الدستورية؟ الجابة بسهولة‪ :‬ال‪ ،‬لم يكن‬
‫لديها هذا االستعداد وال الرغبة‪ .‬صحيح هناك مساحة للحركة عند الوزير والوكيل‬
‫كثية مما يجعل زمنهما ليس‬
‫كثية وهما أعضاء يف لجان ر‬
‫لكن عليهما مهام روتينية ر‬
‫مخصصا للعمل داخل الوزارة‪.‬‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت كان يمكن عملها‪ .‬مثال‬
‫هناك غياب ظاهر لإلرادة السياسية يف تنفيذ األشياء ي‬
‫معيا لها لتمر بمجلس الوزراء‪ ،‬كانت هناك‬
‫الت تشكل الوزارة ر‬‫ر‬ ‫ر‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫مشوعات‬
‫صعوبات جمة وافتقاد لرادة قوية يف إمضائها‪ ،‬وهذا ظهر يف موضوع سيداو حيث‬
‫حي أن الثورة أنجزتها النساء‪ .‬كان هناك نوع من‬
‫قدمت تحفظات انكفائية جدا يف ر‬
‫التضارب ولم يكن الفكر واحدا ولم يكن ر‬
‫الشكاء عىل قلب شخص واحد‪ ،‬كل يعمل‬
‫بهواه وبفكره‪.‬‬
‫من النجازات ال ر يت أنجزتها الوزارة موضوع إلغاء قانون النظام العام وقد ساهم المد‬
‫الثالثي‬
‫ر‬ ‫الثوري والمطالبة بإلغائه يف ذلك‪ ،‬وأيضا من االنجازات قانون تفكيك نظام‬
‫من يونيو وهو مستمد من اتفاقية مكافحة الفساد والسودان مصادق عليها‪ ،‬لكن‬
‫‪230‬‬
‫ا‬
‫كانت هناك حمالت متنطعة حول هذا القانون وأنه ليس عادال‪ ،‬بينما معروف يف‬
‫ر‬
‫الت تم‬
‫العالم أنه ما كل المحاسبات تتم من خالل القضاء‪ ،‬ومعلوم أن األموال ي‬
‫السياس تعاد للدولة والشعب بنفس‬
‫ي‬ ‫والتمكي‬
‫ر‬ ‫االستحواذ عليها عن طريق الفساد‬
‫الطريقة‪ ،‬ومعظم الذين يتكلمون سلبا عن القانون لم يطلعوا عىل االتفاقية‪ ،‬وللغرابة‬
‫المشيك لكن لدى التنفيذ‬ ‫ر‬ ‫هذا القانون مر من داخل مجلس الوزراء واالجتماع‬
‫ر‬
‫ظهرت المقاومة الشديدة‪ .‬وهناك بعض المصالح ي‬
‫الت تضاربت سواء كانت لبعض‬
‫الثوار الذين وجدوا أنفسهم يريدون أن يدافعوا عن الذين طالهم قانون التفكيك‪،‬‬
‫مما أدى لعدم االتساق ربي الموقف الثوري والموقف المدافع‪ ،‬وهذا من األشياء‬
‫سء وأقعد بالثورة‪ ،‬وأراه عىل‬ ‫ر‬
‫الت حاولت خلق رأي عام بأن قانون التفكيك قانون ي‬
‫ي‬
‫العكس من ذلك قانون مهم ورصوري وتنفيذه واحد من أهداف الثورة األساسية‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت حصلت كانت حول قانون النقابات‪ .‬كنت يف اللجنة ي‬
‫الت صاغت‬ ‫من الخفاقات ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫لك يجاز لكن ظهرت بعض التيارات ي‬ ‫مسودة قانون النقابات وكان جاهزا ي‬
‫كبي جدا للدرجة أنه ر‬
‫حت االنقالب‬ ‫ر‬
‫اعيضت عىل بعض المواد وحصل شد وجذب ر‬
‫لم يجز قانون النقابات ر‬
‫وحت اآلن نحكم بقانون نقابة المنشأة لسنة ‪2010‬م وهو‬
‫سء جدا‪.‬‬
‫قانون ي‬
‫التقاعس والبطء ف تحقيق أهداف الثورة ر‬
‫التشيعية والقانونية كان واحدا من‬ ‫ي‬
‫سء‬
‫الطوع لسنة ‪2006‬م وهو قانون ي‬
‫ي‬ ‫المعضالت‪ .‬من ذلك ما يتعلق بقانون العمل‬
‫كثية مطروحة الستبداله‪،‬‬
‫كان الناس يجأرون بالشكوى منه‪ ،‬وكانت هناك مسودات ر‬
‫لكن لم يحدث له تعديل‪.‬‬
‫قواني جديدة بديلة‪ ،‬لكن‬
‫ر‬ ‫كثية كانت محتاجة للتعديل أو صياغة‬
‫قواني ر‬
‫ر‬ ‫وهناك‬
‫كانت هناك إشكالية يف األولويات‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫كمحامي اهتممنا بقانون المحاماة وأعددنا عددا من المسودات‪ ،‬لكن كنا‬
‫ر‬ ‫نحن‬
‫مشغولي ف أشغال أخرى وكان بالنسبة لنا من المهم يحصل فيه تعديل وأن ر‬
‫نسيد‬ ‫ر ي‬
‫ر‬
‫العاش‪.‬‬ ‫البند‬
‫بذلنا مجهودا ليكون هناك قانون أحوال شخصية‪ ،‬وكون الوزير لجنة لصياغته‬
‫إعالم سالب ضد اللجنة وأعضائها‪،‬‬
‫ي‬ ‫كبيا‪ ،‬لكن كان هناك شغل‬
‫وبذلنا فيها جهدا ر‬
‫والمهم أننا أنجزنا القانون وسلمناه لكن جاء االنقالب وقطع الطريق أمام إجازته‪،‬‬
‫غي معلوم‪.‬‬
‫ومصيه ر‬
‫ر‬ ‫والغريبة ال يوجد ذكر اآلن للقانون‬
‫بالنسبة ر‬
‫لتشيعات العدالة الجنائية كان هناك غياب إرادة سياسية بشأنها‪ ،‬وكان‬
‫هناك تنطع ممن يحاولون أن يظهروا بمظهر المثالية‪ ،‬بينما كنا يف حالة ثورة وكان‬
‫يجب تنفيذ مطالب الشارع‪ .‬الحظنا بطئا شديدا يف تنفيذ العدالة وكنا نتساءل أين‬
‫ا‬
‫والقانون‪ ،‬وأنه فعال‬
‫ي‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫الشكال وهذا يرجعنا لضورة إصالح منظومة النظام‬
‫كانت هناك رصورة لقامة المفوضية وحدوث الصالح‪ .‬واآلن لو تالحظون فإن‬
‫سياس صارخ‬
‫ي‬ ‫القرارات الصادرة من دائرة ”أبو سبيحة“ فيها مظاهرة سياسية ورأي‬
‫عىل محمد أبو سبيحة‬
‫(القاض محمد ي‬
‫ي‬ ‫بأن (هيهات )‪ ،‬مما يوضح لنا ميل هذه الجهة‬
‫قاض المحكمة العليا ورئيس الدائرة القضائية المختصة يف الفصل يف الطعون‬
‫ي‬ ‫هو‬
‫المرفوعة ضد قرارات لجنة التفكيك)‪ .‬ويجب إنصاف بعض القضاة ر‬
‫الشفاء‬
‫مؤسس‬
‫ي‬ ‫الموجودين‪ ،‬لكننا نتكلم عن المؤسسة ككل‪ ،‬وإن لم يحدث إصالح جذري‬
‫للسلطة القضائية ووزارة العدل ر‬
‫والشطة والنائب العام‪ ،‬سنكون مكانك ش‪ ،‬هذا إذا‬
‫لم نعد للخلف‪.‬‬
‫فرح عباس فرح‬
‫المني‪.‬‬
‫جعلت والد شهيد أحض ين لهذا ر‬
‫ي‬ ‫االستثنان الذي‬
‫ي‬ ‫لست قانونيا لكن الظرف‬
‫القانون‪ .‬كانت‬
‫ي‬ ‫فهمت أن االستاذ نض الدين قال فشلنا يف تأسيس مفوضية الصالح‬
‫أساسيتي هما‪ :‬إصالح نظام العدالة المتمثل يف‬
‫ر‬ ‫كي رتي‬
‫منظمة الشهداء حددت ر ر‬
‫‪232‬‬
‫والشطة‪ ،‬وإصالح قطاع األمن والدفاع الجيش ر‬
‫والشطة‬ ‫القضاء والنيابة العامة ر‬

‫ر ي‬
‫والخارىح‪ ،‬ويكون كل ذلك‬ ‫الداخىل‬
‫ي‬ ‫بإعادة بناء مؤسسات أمنية مستدامة توفر األمن‬
‫اط‪.‬‬
‫مربوطا بآليات مدنية فعالة يف إطار الحكم الديمقر ي‬
‫كنا نتوقع إجراء مشاورات مع المتضرين عامة‪ ،‬وأن يبدأ بناء ر‬
‫الفية االنتقالية بإنجاز‬
‫العدالة االنتقالية‪ ،‬فمن خالل المشاورات يمكن التخطيط للتفاوض‪ ،‬وممكن‬
‫بخياء لعمل تصميم واضح للعدالة االنتقالية بحيث تكون سودانية‬
‫االستعانة ر‬
‫ا‬
‫وغيه‪ ،‬وكانت‬
‫خيات عن رواندا وجنوب أفريقيا والمغرب ر‬
‫خالصة‪ ،‬بدال من أخذ ال ر‬
‫اآلمال تحدونا أن يكون هناك دستور يعت يت بذلك ويوفر الديمقراطية المستدامة‪،‬‬
‫الت تمت بعد سيطرة المجلس‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫كثية جدا أهمها الشاكة ي‬‫وهذا لم يتم ألسباب ر‬
‫حميدن‪ .‬لقد كنا ننعت مجلسهم‬ ‫ر‬ ‫اليهان ونائبه‬
‫ي‬ ‫االنقالن بقيادة ر‬
‫ري‬ ‫العسكري‬
‫كثية جدا‬ ‫ر‬ ‫العسكري باالنقالن ر‬
‫حت قبل يوم ‪ 25‬أكتوبر‪ .‬ف‬
‫حميدن لديه مخالفات ر‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫هيأت ألعماله الالحقة ضد المتظاهرين الذين هم صناع الثورة الحقيقيون‪.‬‬
‫يف يونيو ‪2019‬م بدأ االنقالب العسكري‪ ،‬وامتنعوا عن التفاوض‪ ،‬ونحن نسأل لماذا‬
‫يتم التفاوض مع هؤالء‪ ،‬ورجل الشارع العادي يعلم أنهم ال يمكن أن يعملوا عىل‬
‫اط‪.‬‬
‫التحول الديمقر ي‬
‫عي‬ ‫ر‬
‫والتغيي يف الفية االنتقالية التواصل مع أش الشهداء‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫كنا نتوقع من الحرية‬
‫اجتماعات بهدف ا لوصول لرؤى من خاللها تتم صناعة االنتقال‪ ،‬لكن ذلك لم‬
‫يحدث‪ .‬لم تزورونا بينما كنا نحمل الجراحات ف األيام األوىل‪ ،‬ر‬
‫وحت تاريخه‪ ،‬ولكن‬ ‫ي‬
‫آمالنا أنكم مدنيون وأنكم منا‪ .‬سألنا بعض األخوة لماذا لم تحضوا فأجابوا إجابات‬
‫قبلناها‪ ،‬ولكن لماذا لم تتابعوا ملفات الشهداء؟ لم نجد إجابة‪ ،‬وظلت ملفات‬
‫سبتمي ‪2019‬م‪ .‬وكان‬
‫ر‬ ‫حت كونا منظمة أش الشهداء يف‬ ‫الشهداء حبيسة األدراج ر‬

‫المدن بعيدا من أش الشهداء وبعيدا عن لجان المقاومة‪ .‬السؤال الذي أطرحه‬


‫ي‬ ‫الشق‬
‫العسكريي عىل أي أساس تم‬
‫ر‬ ‫لذهت عمن شاركتموهم‪ ،‬هل سألتم‬
‫ي‬ ‫ودائما يتبادر‬
‫‪233‬‬
‫ر‬
‫الت قامت بتوجيه األمر بفض االعتصام‪ ،‬أو‬
‫ه القوات ي‬
‫فض االعتصام بالقوة؟ ما ي‬
‫لتطهي منطقة كولومبيا بسبب‬
‫ر‬ ‫من أمر بالفض؟ سمعنا يف رتيير الفض أنه كان‬
‫األنشطة االجرامية هناك‪ ،‬فهل تم القبض عىل أحد واتهامه بأنشطة جنائية يف‬
‫كولومبيا؟ هذه األسئلة إذا كنتم طرحتموها نرجو تقديم األسماء واالتهامات‬
‫المنسوبة إليهم‪ .‬وهذا ليس تجريما يف حقكم‪ ،‬بل للمكاشفة والوضوح‪.‬‬
‫المدن كان أقض قامة من ثورة عظيمة مهرت بدماء زكية‬ ‫نعيف بأن الشق‬‫ينبغ أن ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫طاهرة روت تراب هذا الوطن العزيز‪ .‬لقد تجاهلتم العدالة لشهدائنا بحثا عن أشياء‬
‫ر‬
‫نخس عىل ثورتنا من النخب‪ .‬حقيقة كنا‬ ‫أخرى‪ ،‬فشهيدنا عبد السالم كشة قال‬
‫عي مشاورات‬
‫نأمل أن تكون هناك عدالة‪ ،‬وكان يمكن تأسيس عدالة انتقالية حقة ر‬
‫حقيقية لكن لم تكن هناك رؤى واضحة لنجاز العدالة المطلوبة‪ ،‬وكنا نعلم أن‬
‫أساس من حقوق النسان‬
‫ي‬ ‫هناك مواجهة مؤجلة‪ .‬لقد تم حرمان المتضرين من حق‬
‫بعدم االتفاق عىل إجراءات تحقق عدم االفالت من العقاب‪ .‬إن عدم بناء هياكل‬
‫ر‬
‫الت نحن فيها اآلن‪ .‬ونتمت أن يكون‬ ‫ر‬
‫يغ ساهما يف الحالة ي‬
‫السلطة والمجلس التش ي‬
‫هناك وطن جديد تتحقق فيه شعارات حرية‪ ،‬وسالم‪ ،‬وعدالة‪.‬‬
‫هللا‪1‬‬ ‫سيف الدولة حمدنا‬
‫يرجع أساس الخلل الذي جعل ملف العدالة أضعف حلقات ر‬
‫الفية االنتقالية إىل‬
‫سلت ر‬
‫مباش عىل ملف العدالة بشكل‬ ‫تأثي ر ي‬
‫أخطاء تضمنتها الوثيقة الدستورية كان لها ر‬
‫عي بها رئيس القضاء والنائب العام‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫الت ي ر‬
‫عام‪ ،‬حيث أن الوثيقة جعلت الكيفية ي‬
‫باع“ األجهزة والمواقع األساسية‬
‫مجلس القضاء والنيابة‪ ،‬وهو ”ر ي‬
‫ي‬ ‫وكذلك تشكيل‬
‫تعيي‪ /‬تشكيل أي من‬
‫يف عملية العدالة‪ ،‬ورد ذلك يف نصوص ”حلزونية“ جعلت ر‬
‫هذه األطراف يعتمد عىل وجود الثالثة أطراف األخرى‪ .‬وقد كان ذلك ”كعب أخيل“‬

‫‪ 1‬أرسلت المداخلة مكتوبة وتمت تالوتها يف الورشة‪.‬‬


‫‪234‬‬
‫الذي جعل الثورة أمام األمر الواقع باستمرار جهازي القضاء والنيابة عىل النحو الذي‬
‫ّ‬
‫تأثي واضح ومعلوم يف أداء‬ ‫شكلتهما به حكومة ”النقاذ“‪ ،‬وقد كان لهذا الواقع ر‬
‫يؤمل فيها الشعب بعد سقوط‬ ‫الت كان ِّ‬‫ر‬
‫القضاء والنيابة حيال قضايا العدالة ي‬
‫بتمكي ذلك القضاء من إجهاض وهدم كل‬
‫ر‬ ‫”النقاذ“‪ ،‬وهو ذات الواقع الذي انتىه‬
‫أعمال لجنة التفكيك وإعادة الحال إىل ما كان عليه قبل نشأتها‪.‬‬
‫حول مفوضية إصالح المنظومة الحقوقية والعدلية‪ :‬هذه المفوضية لم يرد نص‬
‫وه‬ ‫بشأنها بالوثيقة الدستورية‪ ،‬وقد أنشئت ر‬
‫السابقي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫باقياح من تنظيم القضاة‬
‫ر‬
‫الت قامت بإعداد مسودة القانون الخاص بالمفوضية‪ ،‬بيد أن المؤسف أن‬
‫الجهة ي‬
‫وزارة العدل قامت بإدخال تعديالت عىل القانون انتقصت جانبا عظيما من فعاليته‪،‬‬
‫جتمعي (وكالهما كان لهما موقف‬
‫ر‬ ‫بأن منح التعديل رئيس القضاء والنائب العام م‬
‫علت معارض عىل قيام المفوضية) أغلبية المقاعد بإعطاء كل منهما خمسة مقاعد‬
‫ي‬
‫يف المفوضية‪ ،‬أربعة ربيشيح منهما بالضافة لشخصيهما‪.‬‬
‫ر‬
‫الت كان‬
‫يف الجانب اآلخر‪ ،‬تلكأ رئيس الوزراء عبد هللا حمدوك يف تشكيل المفوضية ي‬
‫مجلس القضاء والنيابة ومن‬
‫ي‬ ‫من شأنها أن تقوم بإعادة بناء أجهزة العدالة وتشكيل‬
‫وتعيي القضاة وأعضاء النيابة‪،‬‬
‫ر‬ ‫تعيي رئيس القضاء والنائب العام‪ ،‬وكذلك عزل‬
‫ثم ر‬
‫وغي قابلة للطعن‪ ،‬كما جعل للمفوضية‬
‫وجعل القانون قرارات المفوضية نهائية ر‬
‫ر‬
‫الت من شأنها ترقية العمل‪.‬‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫سلطة ابتدار‬
‫القواني‪ :‬أجرت الحكومة االنتقالية عددا من التعديالت لبعض‬
‫ر‬ ‫التعديالت عىل‬
‫لغي‬
‫مواد القانون‪ ،‬بعضها لم يكن الزما وال مطلوبا من بينها التعديل الذي سمح ر‬
‫المسلمي‬
‫ر‬ ‫غي‬ ‫المسلمي بالتعامل ف الخمر وتعاطيه‪ ،‬ذلك أنه‪ ،‬ر‬
‫وحت بفرض أحقية ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫يف ذلك‪ ،‬فإن التوقيت لم يكن مالئما لجراء تعديل يف مثل هذه المسائل الخالفية‬
‫جر الحكومة االنتقالية‬ ‫ر‬
‫وف المقابل‪ ،‬لم ت ِ‬ ‫الت تؤدي إىل انقسام المجتمع حولها‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت كانت الزمة ورصورية لعملية العدالة االنتقالية‪.‬‬
‫التعديالت ي‬
‫‪235‬‬
‫تعديالت ضورية عل القواني لم تنجزها الحكومة االنتقالية‪:‬‬
‫التعديل برفع القيد الذي وضعه نظام ”النقاذ“ يف القانون بعدم جواز توقيع‬ ‫‪-‬‬
‫السبعي‪ ،‬واالستعاضة عن ذلك‬ ‫ر‬
‫الت يرتكبها من بلغ سن‬
‫ر‬ ‫عقوبة السجن يف الجرائم ي‬
‫البشي يف‬
‫ر‬ ‫بإيداع المجرم يف الصالحية‪ ،‬وهو النص الذي استفاد منه المخلوع عمر‬
‫الحكم الذي صدر ضده يف قضية حيازة الدوالرات‪ .‬كان الصحيح أن يتم تعديل‬
‫هذا النص بأن يجعل من الممكن توقيع عقوبة السجن دون حد أقض للعمر‪ ،‬عىل‬
‫للقاض سلطة تقديرية يف مراعاة حالة الشيخ الذي يكون طاعنا يف السن‬
‫ي‬ ‫أن يجعل‬
‫تدابي أخرى بديلة‪،‬‬
‫ر‬ ‫وال تحتمل حالته إرساله للسجن بالحكم عليه باتخاذ‬
‫وىح بذلك هذا‬
‫يت ليس بشيخ عاجز يحتاج للرعاية يف جميع الحاالت كما ي ي‬
‫فالسبع ي‬
‫النص يف القانون‪ ،‬ومعظم أهل ’النقاذ’ الذين ارتكبوا جرائم القتل والتعذيب‬
‫الثماني ولكنهم يف‬
‫ر‬ ‫السبعي وبعضهم تجاوز‬
‫ر‬ ‫والفساد فعلوا ذلك وهم اآلن يف سن‬
‫شدة وقوة الصبيان‪ ،‬وهناك من يشاركون يف العملية السياسية اليوم وهم يف مثل‬
‫هذه السن أو ر‬
‫أكي‪.‬‬
‫التعديل برفع سن تقاعد القضاة وأعضاء النيابة ومستشاري وزارة العدل بما كان‬ ‫‪-‬‬
‫يسمح باستيعاب أعداد من كوادر القضاة والمستشارين الذين تم عزلهم بواسطة‬
‫القواني الحالية‪،‬‬
‫ر‬ ‫نظام ”النقاذ“ والذين بلغوا يف معظمهم سن التقاعد بموجب‬
‫وقد نتج عن غياب هذا التعديل عدم إجراء أي تعيينات بتلك المؤسسات‪ ،‬ر‬
‫وحت‬
‫الذين أعيدوا للعمل لعدم بلوغهم سن التقاعد غادروا مواقعهم واحدا بعد اآلخر‬
‫بعد بضعة شهور عند بلوغ سن التقاعد‪.‬‬
‫التعديل بإلغاء سقوط الجرائم بالتقادم‪ ،‬وقد قامت حكومة ”النقاذ“ بإدخال هذا‬ ‫‪-‬‬
‫التعديل الذي أفض إىل إهدار الحقوق بشكل مري ع خاصة فيما يتعلق بجرائم‬
‫الزمت لسقوط‬ ‫الت يختق أصحابها خالل ر‬
‫فية القيد‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫االحتيال والنصب واليوير ي‬
‫الجرائم فيما يعرف ب ”الخندقة“‪.‬‬
‫‪236‬‬
‫والتغيي‪ :‬من الضوري أن تقوم اللجنة القانونية للحرية‬
‫ر‬ ‫اللجنة القانونية للحرية‬
‫والتغيي بتوضيح الدور الذي قامت به يف صناعة الوثيقة الدستورية أو اختيارها‬
‫ر‬
‫للشخاص الذين شاركوا يف صياغتها‪ ،‬وكذلك دورها يف ترشيح لجنة التحقيق يف‬
‫ر‬
‫الت قامت بها نحو متابعة قيام مفوضية‬
‫مجزرة فض االعتصام‪ ،‬وكذلك الجهود ي‬
‫القانون والعدالة االنتقالية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الصالح‬
‫والتغيي أن توضح أسباب عدم تمسكها أمام المجلس‬
‫ر‬ ‫كما مطلوب أيضا من الحرية‬
‫ر ر‬
‫الت استندت‬
‫والمعايي ي‬ ‫لمنصت رئيس القضاء والنائب العام‪،‬‬
‫ري‬ ‫العسكري بمرشحيها‬
‫مقبولي لدى نفس المجلس‪.‬‬
‫ر‬ ‫بديلي لهما‬
‫ر‬ ‫إليها يف قبول‬
‫التجان إبراهيم‬
‫ي‬ ‫يعقوب‬
‫كي عىل الوثيقة‬ ‫ر‬
‫انتقاىل وثورة ال بد أن يتم فيه الي ر‬
‫ي‬ ‫القانون يف ظل حكم‬
‫ي‬ ‫الصالح‬
‫الت تطبق سيادة حكم القانون‪ ،‬وقد‬ ‫ر‬
‫وعيها يمكن خلق المؤسسات ي‬ ‫الدستورية ر‬
‫لمان كنظام حكم‪ ،‬وهذا يستوجب أن يكون هناك‬‫الي ي‬
‫نصت الوثيقة عىل النظام ر‬
‫ر‬
‫تأن برؤساء يف ظل‬
‫اليلمان‪ ،‬فال يمكن ي‬
‫برلمان‪ ،‬وكل الضاع الذي جرى سببه غياب ر‬

‫ان بال برلمان‪ .‬مجلس السيادة يف النظام بر ي‬


‫لمان بدون سلطة‪ ،‬وتكون‬ ‫نظام برلم ي‬
‫يغ لمجلس الوزراء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫سلطة إصدار التشيعات المؤقتة يف ظل غياب المجلس التش ي‬
‫يغ‪ ،‬فبدون برلمان يف‬ ‫ر‬
‫وما كان لمكونات الثورة قبول عدم تشكيل المجلس التش ي‬
‫القواني وهو الذي يراقب أعضاء السلطة التنفيذية‪ .‬أتمت‬
‫ر‬ ‫تجي‬
‫نظام الثورة لن ر‬
‫مراعاة ذلك يف المرحلة القادمة‪.‬‬
‫عل بشت‬
‫أمان إدريس ي‬
‫ي‬
‫قواني ومراسيم كان يمكن‬
‫ر‬ ‫صغية كإلغاء‬
‫ر‬ ‫أسأل وزير العدل لماذا أهمل القيام بأشياء‬
‫ا‬
‫الشخض‪ ،‬وبعيدا‬
‫ي‬ ‫أن تلغ بجرة قلم‪ .‬مثال نحن اآلن متورطون يف تعقيدات الضمان‬
‫يعان منها الشباب اآلن يف‬
‫ي‬ ‫عن عدم ضمانة النساء‪ ،‬هناك رشوط قاسية للضامن‬
‫ا‬
‫المواكب حيث ال يمكن للضامن مثال أن يكون طالبا‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫ا‬
‫قواني مجحفة للخدمة المدنية‪ ،‬مثال قانون وزارة الصحة الذي فصله‬
‫ر‬ ‫وهناك‬
‫الطت بإجحاف شديد‬
‫مأمون حميدة لمصلحة مستشفياته الخاصة‪ ،‬وأرص بالكادر ر ي‬
‫لهم وال يحتاج إلغاؤه رليلمان‪ ،‬وكان يمكن أن يتم الرجوع للقانون ما قبل ‪1989‬م‪،‬‬
‫تغيي وثورة‬ ‫بالشعية الثورية إلغاؤه‪ ،‬ر‬
‫حت نحس أن هناك ر‬ ‫وقانون األسواق كان ممكن ر‬

‫كمواطني ثرنا ضد نظام ظالم‪.‬‬


‫ر‬ ‫القواني تكون ملموسة لنا‬
‫ر‬ ‫يف‬
‫عبد الناض مجذوب‬
‫أنا سعيد جدا ألنه ألول مرة يف تاري خ السودان الحديث تقام ورشة لتقييم جهد‬
‫ر‬
‫بشي قام به السودانيون‪ .‬لم نقيم حكومة االستقالل وال تجربة عبود وال ر‬
‫نميي‪،‬‬
‫اط‬
‫علم نشكر به جريدة الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫نسي يف الطريق الصحيح بجهد‬‫واآلن فقط بدأنا ر‬
‫والتغيي وأستاذ الحاج وراق وهو رجل مفكر ومبدع‪ .‬ال بد من ربط‬
‫ر‬ ‫وقوى الحرية‬
‫العلم‪ .‬فنحن نفتقد ذلك‪ .‬لدي سؤال ماذا‬‫ي‬ ‫المجتمغ كله بدوائر البحث‬
‫ي‬ ‫النشاط‬
‫بعد وما ه الخطوة القادمة؟ ر‬
‫أقيح أن تكون الورشة نواة لخلق دوائر لبناء سودان‬ ‫ي‬
‫حت تكون لحكومة السودان الجديد رؤية واضحة حول‬ ‫المستقبل بصورة علمية‪ .‬ر‬

‫كل مشاكل االقتصاد والتعليم والصحة والزراعة‪ ،‬الخ‪ ،‬وليس فقط ”تسقط بس“‪،‬‬
‫بل نحدد ما بعد السقوط‪.‬‬
‫نورس الفاتح‬
‫تحدث د‪ .‬نض الدين عن كيفية إنشاء اآللية الوطنية لحقوق النسان‪ ،‬نود أن نعرف‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت وضعتها وزارة العدل لتنفيذ توصيات لجان المعاهدات‪ ،‬مثال‬‫اآلليات والطرق ي‬
‫الت تصدر من اللجنة األفريقية لحقوق الطفل‪ ،‬كيف كانت وزارة العدل‬ ‫ر‬
‫التوصيات ي‬
‫تدابي إجرائية أو كانت توصيات‪.‬‬
‫ر‬ ‫تتعامل مع توصيات هذه اللجان سواء أكانت‬
‫استصحب يف ذلك شكوى قدمت داخل اللجنة األفريقية لحماية الطفل بخصوص‬
‫تدابي‬
‫ر‬ ‫إعدام أطفال‪ ،‬حيث أصدرت اللجنة األفريقية توصية للسودان التخاذ‬

‫‪238‬‬
‫إجرائية‪ ،‬ولكن السودان لم يرد عليها ر‬
‫حت اللحظة‪ ،‬أريد معرفة اآلليات يف وزارة‬
‫العدل المنوط بها تنفيذ التوصيات وكيفية التعامل مع مثل هذه الشكاوى‪.‬‬
‫ال طائف‪1‬‬ ‫هند الصادق‬
‫‪ -‬لم يتم أي تحرك يف ملف العدالة االنتقالية! بل وتم تعطيل العمل عىل إنشاء‬
‫مفوضية العدالة االنتقالية‪ ،‬لماذا يعزى هذا الفشل؟ بالضافة ألنه لم يحدث أي‬
‫القواني‪ ،‬وال إصالح النيابة‪ ،‬وإصالح القضاء‪ ،‬وإصالح قانون‬
‫ر‬ ‫جديد يف تعديل‬
‫محتاجي أدلة؟‬ ‫سء! هل كنا‬ ‫ر‬ ‫الشطة‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫االنقالبيي لم يحدث فيها ي‬
‫ر‬ ‫حت محاكمات‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫هل هم فعال يف السجن اآلن؟ نريد أن نعرف سبب هذا الفشل؟ هل فعال كانت‬
‫هناك حكومة شغالة يف هذه الملفات؟ أم كانت أضعف من أن تنجز فيها؟ ولماذا‬
‫لم تخرج للناس وتوضح لهم عدم قدرتها عىل العمل يف الملفات العدلية؟‬
‫والقضان والعدالة االنتقالية‪ ،‬أيضا من أسباب فشل‬
‫ي‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫‪ -‬ملف الصالح‬
‫كبية وجيدة لما كنا وصلنا‬ ‫ر‬
‫االنتقال‪ ،‬لماذا يعزى ذلك؟ لو كانت حدثت فيه اخياقات ر‬
‫لالنقالب! وللسف وصلنا لالنقالب ألن الذين كانوا موجودين يف الحكومة ما كانوا‬
‫واالنقالبيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫حريصي عىل المحاكمات العاجلة والعادلة ألعضاء الجبهة السالمية‬
‫ر‬
‫حسني وآخرين يف أن يفتحوا بالغا يف مواجهة‬
‫ر‬ ‫عىل محمود‬
‫ولوال حصافة األستاذ ي‬
‫البشي وجماعته ما زالوا أحرارا!‬
‫ر‬ ‫انقالب ‪ 89‬ربما كان‬
‫‪ -‬لماذا لم تكن هناك ملفات قضائية فعالة شغالة؟ لماذا لم تكن هناك نيابة‬
‫مفصوىل النيابة الثور ريي‬
‫ي‬ ‫مستقلة؟ لماذا لم يشكل وزير العدل نيابة مستقلة من‬
‫المسئولي من فتح الدعاوى ومتابعتها وتمثيل‬
‫ر‬ ‫لمتابعة ملف العدالة؟ ويكونوا هم‬
‫الحق العام يف جرائم ال ‪ 30‬سنة الماضية؟!‬

‫‪ 1‬مداخلة سلمت مكتوبة‪.‬‬


‫‪239‬‬
‫تفكي خارج الصندوق؟ لماذا كان هناك استسالم كامل! هل‬
‫ر‬ ‫‪ -‬لماذا لم يكن هناك‬
‫ا‬ ‫الحركة كانت بطيئة لعدم وجود الرغبة والفاعلية السياسية؟ ر‬
‫حت لو سلمنا جدال‬
‫أن العسكر كانوا مسيطرين‪ ،‬لماذا لم يكن هناك ر‬
‫اخياق واستحداث وسائل؟ ولماذا‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫(تشيىل مثال)‬
‫ي‬ ‫الت سبقتنا يف هذه األوضاع‬
‫لم تكن هناك استفادة من تجارب الدول ي‬
‫ومستوى العدالة الذي تم فيها؟‬
‫العدىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫أخيا أقول إن من أهم أسباب تعطيل االنتقال كان الفشل الذري ع يف الملف‬
‫‪ -‬ر‬
‫والتغيي تملك رؤية لمعالجة الخلل يف هذا الملف؟‬
‫ر‬ ‫سؤاىل‪ :‬هل قوى إعالن الحرية‬
‫ي‬
‫ا‬
‫التجهي للملف‬
‫ر‬ ‫أم فقط جئنا لنقول نحن فشلنا؟ إذا انتىه االنقالب فعال‪ ،‬هل تم‬
‫للعمل عىل ضوئه؟‬
‫النور حمد‪:‬‬
‫ختام لعمل‬
‫ي‬ ‫الروتيت‪ ،‬لتقرير‬
‫ي‬ ‫ما قدم أقرب للتقرير منه إىل النقد‪ ،‬وهو أقرب للكالم‬
‫فية روتينية‪ .‬النقد الجوهري ورد يف الختام حيث جاء يف التقرير‪( :‬واجهت وزارة‬ ‫ر‬

‫العدىل يف‬
‫ي‬ ‫العدل يف بداية الحكومة االنتقالية مشكلة أساسية بشأن إصالح النظام‬
‫اعياض رئيسة القضاء‪ ،‬المعينة حديثا من قبل المجلس‬ ‫السودان‪ ،‬تمثلت ف ر‬
‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬عىل قيام مفوضية خاصة بإصالح‬
‫ر‬ ‫السيادي ربيشيح من قوى الحرية‬
‫المنظومة الحقوقية والعدلية تتوىل مهمة الصالح‪ .‬وقد حاولت الوزارة تجنب‬
‫الدخول يف مواجهات علنية مع السلطة القضائية لطبيعة هذه السلطة وحفاظا عىل‬
‫المؤسستي‪ ،‬وجميع المؤسسات‬
‫ر‬ ‫وريي للعمل ربي‬
‫التجانس وروح التعاون الض ر‬
‫وبي‬ ‫الحكومية‪ ).‬أعتقد أن الشكالية ي‬
‫ه تباعد الخطوط ربي الجهاز التنفيذي‪ ،‬ر‬
‫وبي الشارع؛ كل جهة منها كانت تعمل بمعزل عن األخرى‪،‬‬
‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫فضاعت روح الثورة‪.‬‬
‫ا‬
‫أصال كان المرشحون للنائب العام ورئاسة القضاء األستاذين محمد أحمد عبد القادر‬
‫اعيض عليهما وانصاعت لذلك الحرية‬ ‫ومحمد الحافظ إال أن المجلس العسكري ر‬

‫‪240‬‬
‫ا‬ ‫والتغيي‪ ،‬فأتوا برئيسة للقضاء ر‬
‫اقيحوها أصال ألغراض محددة‪ ،‬وهم منذ فض‬ ‫ر‬
‫حت‬‫متجهي نحو االنقالب‪ ،‬وكل ما حدث أنهم جعلوه عىل مراحل ر‬ ‫ر‬ ‫االعتصام كانوا‬
‫ا‬
‫نفذ فعال‪ ،‬لذلك فإننا لم نأخذ الثورة مأخذ الجد ولم نتعامل معها بروح الثورة‪،‬‬
‫ا‬
‫تعاملنا معها تعامال روتينيا مكتبيا‪.‬‬
‫المعلقون أدلوا بمالحظات أعتقد أنها جوهرية‪ ،‬والقضية الجوهرية يف كل المحاور‬
‫وينبغ أن ترتبط كل المعالجات بالجابة‬
‫ي‬ ‫أننا كنا يف ثورة وكانت لدينا سلطة فقدناها‪،‬‬
‫عىل سؤال لماذا فقدنا سلطتنا؟‬
‫ر‬
‫الت‬
‫سبتمي ‪1983‬م‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫قواني‬
‫ر‬ ‫السودان منذ‬
‫ي‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫لقد بدأ انحراف وانهيار النظام‬
‫قاض عىل امرأة بالرجم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫سبوعي حكم‬
‫ر‬ ‫مرت عليها أربعون سنة وال زالت قائمة فقبل أ‬
‫والتغيي‪ ،‬والجهاز التنفيذي بقيادة حمدوك‪ ،‬والشارع؛ هذه الجهات الثالثة‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫ينبغ أن تدرك أين المشكلة وكيف فقدنا سلطتنا‪ ،‬ثورتنا مستمرة ال بد من أن نجيب‬
‫ي‬
‫عىل األسئلة لضمان المعالجة‪.‬‬

‫تعقيب نرص الدين عبد الباري‬


‫فيما يتعلق بالنقاط النقدية فإنها سوف تساعدنا يف تقوية الورقة وأن نذكر األشياء‬
‫ر‬
‫الت قدمت من رئيس الجلسة [د‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت لم تذكر أو نفصل فيها‪ .‬الشكالية األساسية ي‬
‫ي‬
‫والتغيي وبالمجلس‬
‫ر‬ ‫ه إشكالية سياسية لها عالقة بتحالف الحرية‬
‫النور حمد] ي‬
‫العسكري أيام التفاوض وليس للوزارة السلطة أن تتدخل وتدرج تعديالت إال‬
‫المكوني‪ ،‬وهناك أشياء لم نقم بها ليس ألننا ليست لدينا رغبة‪ ،‬ولكن‬
‫ر‬ ‫بالتوافق ربي‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫سلطتنا لم تكن تتح لنا القيام بها ولذلك حاولنا أن نعمل يف ظل النظام‬
‫والدستوري الموجود مع إشكالياته‪.‬‬
‫أتفق تماما أن هناك غياب لإلرادة السياسية‪ ،‬نحن وقعنا عىل نظام روما لكن المكون‬
‫اعيض عىل التسليم‪.‬‬‫العسكري ر‬

‫‪241‬‬
‫كثية صغناها ممكن أن‬
‫لدينا قانون المحاماة والصحة واألسواق وقوان ري أخرى ر‬
‫للقواني الخاصة بوزارات أخرى فهناك قواعد حاكمة‬
‫ر‬ ‫نملك نصوصها‪ ،‬لكن بالنسبة‬
‫القواني‪ ،‬بعضها تنعقد لوزارة العدل السلطة أن تبتدرها‪ ،‬وأخرى تبتدرها‬
‫ر‬ ‫البتدار‬
‫ر‬
‫الت تبتدر قانون الصحة ووزارة العدل تجري‬
‫ه ي‬ ‫جهات االختصاص‪ ،‬فوزارة الصحة ي‬
‫التعديالت الفنية البحتة‪ .‬الجهة المنوط بها االبتدار لم تستجب لمخاطبتنا‪ .‬وقد‬
‫القواني المتعلقة‬
‫ر‬ ‫كبيا يف األيام األوىل لكن صدمنا الموقف من‬
‫اجتهدنا اجتهادا ر‬
‫بالوزارات المعنية‪.‬‬
‫التعليقات المقدمة من موالنا سيف الدولة حمدنا هللا مفيدة ونقبل القصور يف‬
‫ر‬
‫الت كان يجب أن نجري ها‪ ،‬لكن ال أعتقد أن إتاحة التعامل يف الخمر‬
‫التعديالت ي‬
‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫المسلمي ليست رصورية‪ .‬فموضوع الدارة القانونية للتنوع‬
‫ر‬ ‫غي‬ ‫للمواطني ر‬
‫ر‬
‫مسلمي ومهما كنا‬
‫ر‬ ‫والديت يف السودان مهم‪ .‬هذه البلد فيها مواطنون ر‬
‫غي‬ ‫ي‬ ‫والجهوي‬
‫كمسلمي أغلبية ال بد من مراعاة حقوقهم مهما كانوا أقلية‪.‬‬
‫ر‬
‫بالنسبة لموضوع اآلليات فالتوصيات من الجهات الدولية ال تسلم كلها لوزارة‬
‫العدل‪ ،‬هناك إدارات متخصصة يف وزارات أخرى‪ .‬بالنسبة لمسألة األطفال‬
‫وبي وزارة الرعاية االجتماعية‪ .‬يف ر‬
‫كثي من حاالت األحكام‬ ‫المسؤولية موزعة بيننا ر‬
‫وف غالب األحيان ال نستلم ردا‪ ،‬وهذا قصور‬
‫نرسل خطابات للجهات الحكومية ي‬
‫التقصي‬ ‫كان يمكن تجنبه لو كانت الحكومة ر‬
‫الكيونية وفيها محاسبة‪ ،‬حيث يعرف‬
‫ر‬
‫وتتم المحاسبة‪.‬‬

‫‪242‬‬
243
‫الباب الخامس‬

‫النوع والعمري والجهوي‬


‫ي‬ ‫التوازن‬
‫بروفيسورة بلقيس بدري‬

‫‪244‬‬
245
‫الباب الخامس‬

‫النوع والجهوي والعمري‬


‫ي‬ ‫التوازن‬
‫بروفسورة بلقيس بدري‬
‫مقدمة‬
‫ا‬
‫ومعت التوازن يف تلك‬
‫ي‬ ‫تشتمل هذه الورقة‪ :‬أوال عىل تعريف مفهوم التعدد‪ ،‬والتنوع‪،‬‬
‫مناىح‬
‫ي‬ ‫المجاالت وأهميته‪ .‬وثانيا تتطرق للتجربة الفعلية يف مجال التوازن يف‬
‫للفية االنتقالية‪ ،‬والنجاحات أو الخفاقات‪،‬‬‫التعددية والتنوع خالل العامي األولي ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت واجهت تحقيق التوازن‪ .‬وثالثا‪ :‬تخلص لعطاء توصيات للمرحلة‬ ‫ر‬
‫والتحديات ي‬
‫القادمة‪ ،‬من أجل تحقيق التوازن أو العدالة والمساواة يف م جاالت التعدد والتنوع‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفاهيم التنوع والتعدد والتوازن‬
‫أنت‪ ،‬وأيضا االختالف يف العنض‬ ‫التنوع مصطلح يعت به االختالف ف الجنس ذكر أو ر‬
‫ي‬
‫الديت‪ ،‬واالختالف يف إن كان الشخص من أصحاب‬
‫ي‬ ‫أو االثنية أو اختالف المعتقد‬
‫ر‬
‫الت يسكن فيها المواطنون‬
‫العاقات أم ال‪ ،‬أيضا االختالف يف المناطق الجغرافية ي‬
‫وف نوعية أنماط وأساليب سبل كسب العيش والبيئة يف‬
‫داخل وخارج السودان‪ ،‬ي‬
‫تلك المناطق‪ ،‬ويشمل التنوع االختالف يف الفئات العمرية األساسية من أطفال –‬
‫شباب‪ -‬شيوخ‪...‬الخ‪ ،‬والتنوع يف اللغات‪ ،‬ويشمل التنوع يف الطبقات واالنتماء إىل أي‬
‫المهت إىل نوع المهن – الحرف –‬
‫ي‬ ‫طبقة اجتماعية‪ ،‬كما يشمل التنوع يف االنتماء‬
‫سياس أو تنظيم‬
‫ي‬ ‫أصحاب األعمال بمستوياتها‪ ،‬ويشمل االنتماء إىل مجموعة‪ ،‬تنظيم‬
‫ديت‪..‬‬
‫مجتمغ‪ ،‬منظمات أو إدارات أهلية‪ ،‬واالنتماء إىل مجموعة‪ ،‬تنظيم ي‬‫ي‬
‫ا‬
‫يف ظل هذا التنوع‪ ،‬بداخل كل منها يوجد تعدد‪ ،‬فمثال الثنية الواحدة بها مجموعات‬
‫سكان يشمل طبقات‬
‫ي‬ ‫وف إطار المنطقة الجغرافية يوجد تعدد‬
‫قبلية متعددة‪ ،‬ي‬
‫وأعمار وذكور وإناث‪ ،‬ومهن وحرف وطالب أو أحزاب سياسية متعددة ينتمون إليها‪،‬‬
‫‪246‬‬
‫وكذلك ديانات ومعتقدات‪ ،‬ومن أصحاب العاقات‪ ،‬وكذلك توجد التنظيمات‬
‫لت ينتمون إليها‪ ،‬ومواطنون وأجانب‪ ،‬وسكان ريف‪،‬‬ ‫ر‬
‫المجتمعية العديدة ا ي‬
‫ومعسكرات‪ ،‬ورحل‪ ،‬وحض‪ ،‬ونازحون‪ .‬ولكل فئة منهم احتياجاتها ومطالبها‬
‫المبت عىل التنظيمات المهنية يوجد تعدد نقابات‬
‫ي‬ ‫وأولوياتها‪ .‬ي‬
‫وف مجموعه التنوع‬
‫تمثل تنوع المهن‪ ،‬وقد يوجد تعدد نقابات تمثل المهنة الواحدة‪ ،‬مثال أساتذة‬
‫المعلمي قد تتعدد نقابات‬
‫ر‬ ‫الجامعات تكون هناك نقابة لكل جامعة‪ ،‬وكذلك لدى‬
‫معلم المراحل وف كل منطقة (والية أو إقليم)‪ .‬ولكل مطالب من حقوق ر‬
‫وتشيعات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وسياسات نحوها تود تحقيقها‪.‬‬
‫وف مجموعة الناث والذكور يوجد تعدد االنتماء لتنظيمات‪ ،‬وتعدد الفئة العمرية‪،‬‬
‫ي‬
‫غي ما‬
‫الديت والمناطقية – والطبقة – والمهن – والعاقة‪ ،‬هذا ر‬
‫ي‬ ‫والثنية‪ ،‬والمعتقد‬
‫وجي‪ ،‬وسبق لهم الزواج‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وغي مي ر‬‫وجي وأرامل ر‬‫يسم بالحالة االجتماعية من مي ر‬
‫وربات أش‪ ،‬وسكان معسكرات ولكل مجموعة احتياجاتها ومطالبها وأولوياتها وقد‬
‫ر‬
‫يشيكون يف مطالب عديده‪.‬‬
‫إذن يصبح السؤال كيف يمكن لهذا التنوع من أن يكون به تمثيل للتعدد بداخله؟‬
‫وكيف يمكن أن نصنف تمثيل التنوع يف مناحيه المختلفة ومطالب واحتياجات كل‬
‫مجموعاته المتعددة‪ .‬ويكون السؤال المهم يف مرحلة انتقال لتكوين الدولة‬
‫ر‬
‫الت تهدف للعدالة والمساواة‪ ،‬يف كيفية تمثيل تنوعها وتعددها داخل‬
‫السودانية ي‬
‫وف أي مجال؟‬
‫وف أي تمثيل نتحدث‪ ،‬ي‬
‫مجموعة التنوع الواحد؟ ي‬
‫وف المناهج التعليمية ذات‬
‫إذا أردنا تكوين صورة متكاملة لهذا التنوع يف العالم ي‬
‫ا‬
‫العالقة بضورة توازن تمثيل التنوع والتعدد‪ ،‬مثال يف جانب التعليم فهنا تطرح‬
‫والنوع والعمري من أجل وضع مناهج‬
‫ي‬ ‫التساؤالت هل تمثيل التنوع الجهوي‬
‫يغي مفاهيم‬
‫والنوع والعمري ر‬
‫ي‬ ‫التعليم العام لتمثل توازن لكل التعدد الجهوي‬
‫وتمكي المرأة يف كل المجاالت‪ .‬أو من أجل أولويات‬
‫ر‬ ‫وثقافات ويحقق مساواة وسالم‬
‫‪247‬‬
‫وتوفي خدماته لكل المناطق‬
‫ر‬ ‫لتوفي إلزامية التعليم‬
‫ر‬ ‫أخرى يف المرحلة االنتقالية‬
‫وف مجلس‬‫والمجموعات‪ .‬وعليه يكون التمثيل مهم يف مجلس أعىل وضع المناهج ي‬
‫توفي التعليم للجميع وتحقيق اللزامية واالكمال وبعدها‬
‫وميانية ر‬
‫أعىل وضع برامج ر‬
‫أن جودة التعليم‪ .‬إذن التمثيل نحتاجه من أجل وضع أفضل السياسات والخطط‬ ‫ر‬
‫ت ي‬
‫والميانيات لتحقيق أهداف ومطالب كل المجموعات والواليات حسب‬
‫ر‬ ‫واليامج‬
‫ر‬
‫أولويات من أجل تحقيق العدالة والمساواة‪ .‬أما إذا أردنا تمثيل ذلك التنوع يف‬
‫التشيعية أو السياسية‪ ،‬سواء كانت أحزاب‪ ،‬أو‬ ‫أجهزتنا التنفيذية أو مجالسنا ر‬

‫مجموعات مقاومة‪ ،‬لتحقيق مطالب سياسية أو مجموعات ضغط لنيل ولتحقيق‬


‫مدن تطالب‬
‫الحقوق مثل نقابات المهن أو الحرف المختلفة‪ ،‬أو تنظيمات مجتمع ي‬
‫وتعمل لنيل حقوق ومكتسبات أو خدمات وتوعية فيكون التمثيل مهم يف إطار‬
‫كي ‪/‬ات لكل مطالب‬ ‫والنوع مدر ر‬
‫ي‬ ‫اختيار من يمثلون التنوع الجهوي والعمري‬
‫ر‬
‫الت يمثلونها‪.‬‬
‫واحتياجات وحقوق وأولويات تعدد المجموعة ي‬
‫وقبل الجابة عىل مسألة تمثيل التنوع والتوازن فيه يطرح السؤال نفسه‪ :‬هل من ال‬
‫ينتم لمجموعة إثنية‪ ،‬أو جهوية‪ ،‬أو دينية‪ ،‬أو نوع ر‬
‫(أنت أو ذكر) أو مهنة‪ ،‬أو حرفة ‪،‬‬ ‫ي‬
‫أو إعاقة‪ ،‬أو فئة عمرية محددة‪ ،‬أو طبقة‪ ،‬أو سكان نزوح الخ بالضورة ال يمكن أن‬
‫ينتم إليها؟ وهل‬ ‫الت ال‬‫ر‬
‫ي‬ ‫يعرف احتياجات ومطالب وحقوق المجموعة األخرى ي‬
‫ا‬
‫جنس مثال بالضورة يعرف‬
‫ي‬ ‫إثت أو جهوي أو‬
‫ينتم إىل مجموعة تنوع ي‬
‫ي‬ ‫بالضورة من‬
‫ويحمل هموم ومطالب واحتياجات وحقوق تلك المجموعة بتعددها ويسغ‬
‫لتحقيق المساواة والعدالة والحرية واألمن والسالم لتلك المجموعات؟ واألمثلة‬
‫والتجارب تؤكد أن هناك من ينتمون لطبقة عليا أو متوسطة‪ ،‬ولكن يناضلون‬
‫لحقوق الفقراء والعمال والنازح ري‪ ،‬ومن هم من إقليم مختلف يكافحون مع قضايا‬
‫يعتي أنه لم تتم تنميته‪ -‬وأيضا تجارب توضح نساء سعوا وعملوا ضد مطالب‬
‫إقليم ر‬
‫النوع أو اخريات ركزن عىل قضايا تعديالت‬
‫ي‬ ‫وحقوق النساء بالرغم من االنتماء‬
‫‪248‬‬
‫قواني تتعلق بدعم النتاج‬
‫ر‬ ‫قواني محددة مثل النظام العام مع أهميتها وليس‬
‫ر‬
‫وامتالك األرض لمجموعات نساء الريف والبادية‪.‬‬
‫والثت‬
‫ي‬ ‫والديت‬
‫ي‬ ‫والنوع والعمري‬
‫ي‬ ‫إذن لضمان مسألة توازن التمثيل الجهوي‬
‫نازحي– وصاحبات‬
‫ر‬ ‫معاقي‪ -‬مهن وحرف ‪ -‬فئات‬
‫ر‬ ‫والفئوي (فئات طبقات‪ -‬فئات‬

‫سؤالي‪ )1( :‬ما ي‬


‫ه‬ ‫ر‬ ‫األعمال داخل وخارج القطاع المنظم‪ ،‬إلخ) علينا الجابة عىل‬
‫وف أي مجال مهم؟ و(‪ )2‬كيف يمكن تحقيقه؟‬
‫أهمية التمثيل ي‬
‫وف أي مجال؟ يف مرحلة االستقالل والديمقراطيات يف مرحلتها‬
‫أهمية تمثيل التنوع ي‬
‫النوع‪ ،‬ثم بدأ االهتمام‬
‫ي‬ ‫والثت أو‬
‫ي‬ ‫األوىل لم يكن هناك اهتمام بتمثيل التنوع الجهوي‬
‫بالتنوع الجهوي يف مناصب الدولة السيادية وعىل مستوى الوالة ثم الجهاز‬
‫وف عهد دكتاتورية‬
‫المهت والعمري مصادفة وليس قصدا‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫عىل المستوى‬
‫التنفيذي ي‬
‫االثت وتنظيمات المجتمع األهلية بحل الدارات‬
‫ي‬ ‫مايو بدأ يكون هناك إقصاء للتنوع‬
‫يغ يف هيكل الحزب الواحد‪ ،‬حيث كان‬ ‫ر‬
‫األهلية وتمثيل ضعيف عىل المستوى التش ي‬
‫وغيهم‬
‫ارعي ر‬
‫وحرف حسب طبيعة العمل‪ ،‬التحاد العمال والمز ر‬
‫ي‬ ‫مهت‬
‫هناك تمثيل ي‬
‫المهنيي من النخبة المتعلمة تعليما عاليا ومن عضوية تنظيم االتحاد‬
‫ر‬ ‫من تجمعات‬
‫اك‪ .‬أما يف عهد ”النقاذ“ فقد كان هناك اهتمام بالتمثيل الجهوي فرضته‬ ‫ر‬
‫االشي ي‬
‫الحركات المسلحة واتفاقيات السالم المختلفة من أبوجا ونيفاشا والدوحة وأسمرا‬
‫ر‬
‫لشق السودان‪ ،‬تمثيل يف الجهاز التنفيذي عىل مستوى الواليات والمركز وعىل‬
‫النوع بدرجة أفضل عن طريق‬
‫ي‬ ‫المستوى السيادي بدرجة أقل‪ ،‬وزاد التمثيل‬
‫وحزن واحد لمجموعة محددة من النساء‪ .‬إن‬
‫ري‬ ‫(الكوتة) وإن كان يمثله تيار فكري‬
‫مهت‪ ،‬أو‬
‫إثت‪ ،‬أو ي‬
‫هذا التمثيل كان شكليا لشخوص يمثلون تنوع جهوي‪ ،‬أو تنوع ي‬
‫يعت شيئا طالما كل المجموعات تحمل‬ ‫ر‬
‫طبق يف أجهزة الدولة المختلفة‪ ،‬وقد ال ي‬
‫ي‬
‫اط‪ ،‬وال تقبل تعدد‬
‫وغي ديمقر ي‬
‫إقصان ر‬
‫ي‬ ‫فكرا واحدا وقضية ونهج واحد وموحد‪،‬‬
‫ر‬
‫والمشوعات السياسية‪.‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪249‬‬
‫وهذا يطرح الجابة عىل السؤال‪ :‬أهمية التمثيل يف ظل حكم يؤمن بالديمقراطية‪،‬‬
‫ومبادئ تحقيق ا لعدالة والمساواة‪ ،‬وحرية التنظيم‪ ،‬لتمثيل الجميع‪ ،‬ويحقق من‬
‫خالل التمثيل التنمية والرفاهية المجتمعية للجميع‪ ،‬واالستقرار والسالم واألمان‬
‫للجميع‪ ،‬ويحفظ حقوق جميع المجموعات المتنوعة والمتعددة‪ ،‬وال ينتهج‬
‫أيدلوجيا‪ ،‬أو خطاب‪ ،‬أو ر‬
‫مشوع إقصاء‪ ،‬أو هيمنة‪ .‬إذا أهمية التمثيل ال بد أن ترتبط‬
‫بنظام حكم ديمقراط يكون قد تم انتخاب أحزابه عىل أساس ر‬
‫مشوع وبرنامج لوطن‬ ‫ي‬
‫يحقق تلك المبادئ أعاله‪ ،‬وهذا ما يجب التوافق عليه ووضعه من المبادئ الهادية‬
‫لضمان تحقيق استدامة الديمقراطية‪.‬‬
‫ولإلجابة عىل السؤال كيف يمكن تحقيق ذلك؟ أن يكون قانون تسجيل األحزاب‬
‫ينص عىل أن الحزب يحمل تلك المبادئ‪ ،‬وهيكله يضمن تمثيل التنوع الجهوي‬
‫والحرف وتنوع أساليب كسب‬
‫ي‬ ‫والمهت‬
‫ي‬ ‫والديت والعمري والفئوي‬
‫ي‬ ‫والنوع‬
‫ي‬ ‫والثت‬
‫ي‬
‫وغيها‪ ،‬وتنوع مجموعات أصحاب‬
‫العيش وفئات أصحاب األعمال وفئات طالبية ر‬
‫وف المهجر‪ ،‬ومن‬ ‫والالجئي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫لنازحي‬
‫ر‬ ‫العاقات‪ ،‬وتنوع يف مكان السكن من ا‬
‫ر‬
‫المستوطني‪ .‬ذلك ألن من يكون يف موقع يف جهاز تنفيذي أو تش ي‬
‫يغ ال بد أن يضع‬ ‫ر‬
‫يف حسبانه‪/‬ا أهمية التنوع وقضايا المجموعات المتنوعة والمتعددة بداخلها‪ ،‬ويضع‬
‫برنامجا يلت احتياجات وطموح وأهداف الجميع‪ ،‬وأن يكون ر‬
‫مليما بمبادئ‬ ‫ري‬
‫ا‬
‫الديمقراطية مضمونا وليس شكال‪ ،‬وشعارا فقط‪ .‬وعليه تصبح أهمية التمثيل ليس‬
‫تلت احتياجات ومطالب وطموحات‬‫لشخوص وإنما لسياسات وبرامج وخطط ر ي‬
‫وحقوق الجميع وتؤدي لتحقيق المساواة والعدالة والسالم‪.‬‬
‫فهل يتم تسجيل األحزاب عىل أساس مبادئ وهياكل تضمن ذلك‪ ،‬وبنسب عىل‬
‫نوض بأهمية‬ ‫مستوياتها األدن واألعىل وهل تم طرح ذلك خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت بها‬
‫وغيه من األمور المهمة ي‬‫وضع قانون جديد للحزاب يشتمل عىل ذلك ر‬
‫يتحقق استمرار الديمقراطية‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تحليل التمثيل يف المرحلة االنتقالية‪:‬‬
‫النوع بصورة واضحة للنساء بنسبة‬
‫ي‬ ‫الوثيقة الدستورية نصت فقط عىل التمثيل‬
‫حت اآلن‪ ،‬ثم جاءت اتفاقية جوبا‬‫التشيغ الذي لم يتم تكوينه ر‬
‫‪ %40‬ف المجلس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والديت جاء ضمنا يف‬ ‫ر‬
‫المناطق‪ .‬فالتمثيل الجهوي‬ ‫لتؤكد عىل التمثيل الجهوي‪-‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت عىل‬
‫ه الجهويات أو المناطق أو األقاليم ي‬ ‫مجلس السيادة‪ .‬اآلن المعضلة ما ي‬
‫تعت المناطقية بالواليات أي‬
‫أساسها يتم التمثيل الجهوي؟ هل التمثيل الجهوي ي‬
‫ر‬
‫والت‬ ‫ر‬
‫حسب الواليات الثمانية عش‪ ،‬أم حسب األقاليم باعتبار أقاليم السودان سابقا ي‬
‫ا‬ ‫الكيى‪ ،‬ودارفور‪ ،‬ر‬
‫والشق‪ ،‬واألوسط شامال النيل‬ ‫كانت تنقسم إىل‪ :‬إقليم كردفان ر‬
‫والشماىل ثم العاصمة القومية؟‬
‫ي‬ ‫األزرق‪،‬‬
‫أما اتفاقية جوبا فقد تحدثت عن تقسيم األقاليم إىل‪ :‬النيل األزرق‪ ،‬واألوسط‪،‬‬
‫ودارفور‪ ،‬وجنوب كردفان‪ ،‬والشمالية‪ ،‬وإقليم رشق السودان‪ ،‬وترك أمر غرب كردفان‬
‫وشمال كردفان ليكون تحديا‪ :‬يف أي إقليم تقع غرب كردفان؟ وإشكالية غرب‬
‫اعتيناه يمثل‬
‫ثت والجهوي إذ أن القليم إذا ر‬
‫كردفان تجسد موضوع التنوع ال ي‬
‫الجهوية فإن به تعدد إثنيات‪ ،‬وعدم حسم مناقشة هذه القضية أدت إىل رصاع يف‬
‫غي‬‫وف داخل إثنية البجا ربي القبائل‪ ،‬هذا ر‬
‫كسال والبحر األحمر ربي البجا والنوبة‪ ،‬ي‬
‫رصاع آخر قد ينشب فيمن يمثل سكان رشق السودان؟ هل هم إثنية البجا بقبائلها‬
‫أم حسب تعداد السكان يف كل والية مهما كان نوع الثنية؟ فهل سكان والية‬
‫الكبي هم من يمثلون رشق السودان‬
‫والقبىل وعدد سكانهم ر‬
‫ي‬ ‫الثت‬
‫ي‬ ‫القضارف بتنوعهم‬
‫يف أي منصب سيادي مهما كانت إثنية أو قبيلة ذلك الشخص؟ أم الوزن االقتصادي‬
‫للوالية‪ ،‬وكيف يحدد‪ :‬حاليا أم مستقبليا بما لديها من موارد وليس حاليا أي بحسب‬
‫المحىل؟‬
‫ي‬ ‫القوم أو الناتج‬
‫ي‬ ‫مساهمتها من الدخل‬
‫ينتم لتلك‬
‫ي‬ ‫القبىل أو الجهوي ليس مجرد أن الشخص‬
‫ي‬ ‫الثت أو‬
‫ي‬ ‫إذا موضوع التمثيل‬
‫غيها‪ ،‬بل هو أمر بالغ التعقيد‪ ،‬فهل تمت مناقشته؟‬
‫المجموعة أو ر‬

‫‪251‬‬
‫ا‬
‫ه تلك األقاليم أم الجهوية‬ ‫أوال‪ :‬تحديد الجهوية أي الجهات‪ ،‬هل ي‬
‫ه أقاليم وما ي‬
‫كوال أو والية بالضورة يكون من سكان الوالية‬
‫ٍ‬ ‫تحددها الواليات‪ ،‬وهل من يمثل‬
‫ميالدا وأشة ونشأ وترعرع فيها‪.‬‬
‫الثت لم يكن‬
‫ي‬ ‫كان التمثيل الجهوي عىل مستوى الواليات متوفرا إال أن التمثيل‬
‫تعتي‬
‫ه صاحبة أرض الوالية و ر‬ ‫ر‬
‫تعتي نفسها ي‬
‫ر‬ ‫الت‬
‫متوفرا بالنسبة للمجموعات ي‬
‫واىل جنوب كردفان لم يكن من النوبة‪ ،‬ولكن‬
‫اآلخرين مهاجرين أو عابرين بها‪ ،‬مثال ي‬
‫غي أنها ال تمثل أغلب سكان الوالية أو‬
‫وه قبيلة راسخه يف الوالية ر‬
‫من الحوازمة ي‬
‫يعتيها النوبة ليست األصل‪ .‬هل من الضوري كما ذكرت سابقا أن يكون أو تكون‬
‫ر‬
‫ينتم إليها أهم أو معظم سكانها؟ وإن كان ذلك كذلك‬
‫ي‬ ‫الوالية من سكانها ومن إثنية‬
‫ر‬
‫الت ستمثل األغلبية الثنية‪ ،‬وهذا قد يثار يف واليات عديدة بدارفور‬
‫ه القبيلة ي‬
‫فما ي‬
‫وكردفان ر‬
‫وحت نهر النيل والقضارف ناهيك عن الخرطوم‪.‬‬
‫غي مرتبط بالثنية أو القبلية وإنما‬
‫إذا ال بد من حسم أمر التمثيل الجهوي ليكون ر‬
‫الواىل‪/‬ة ‪ ،‬وتحليل يوضح المعرفة بخصائصها السكانية‬
‫ي‬ ‫بخية وكفاءة وبرنامج يطرحه‬
‫ر‬
‫حت ال نقع يف فخ التمثيل‬‫واالحتياجات‪ ،‬وكذا توفر المكانيات والموارد بالوالية ر‬
‫الثت والقبىل لحكام الوالية أو االقاليم‪ ،‬وأعتقد أن تجربة ر‬
‫الفية السابقة كانت تعتمد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الواىل‪/‬ة من سكان الوالية‪.‬‬
‫ي‬ ‫فقط عىل مبدأ التمثيل الجهوي‪ ،‬أي أن يكون‬
‫اثنتي من أصل ثمانية ر‬
‫عش‪ ،‬أي‬ ‫واليتي ر‬
‫ر‬ ‫النوع فقد كان ضعيفا بعدد‬ ‫أما التمثيل‬
‫ي‬
‫أقل من ‪ .%20‬فلم تتحقق عدالة وتوازن التمثيل عىل أساس النوع وكان يمكن‬
‫يغ‪ ،‬لتعمم‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت جاءت يف الوثيقة للتش ي‬
‫بسهولة أن تزيد النسبة عىل األقل إىل ‪ %40‬ي‬
‫عىل الجهاز التنفيذي للمركز والواليات‪ .‬ولم يحدث ذلك وال بد من مراجعته يف‬

‫الوثيقة القادمة ليكون بالتساوي‪ .‬وأن يشمل ي‬


‫نوع وجهوي أي أن النساء والرجال‬
‫خيات من مناطق مختلفة ولهم برامج لتحقيق أهداف ومطالب مجموعات‬
‫يمثلون ر‬
‫النوع والعمري والجهوي الذي رشحناه أعاله‪.‬‬
‫ي‬ ‫مختلفة يف إطار التنوع‬
‫‪252‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمثل العمري‪ :‬وهو يمثل تحديا آخر‪ ،‬أي ما ي‬
‫ه الفئات العمرية؟ هل تم‬
‫ثالثي عاما إىل‬
‫ر‬ ‫ثالثي عاما ثم من‬
‫وغيهم أي أقل من ر‬
‫تحديدها؟ من هم الشباب ر‬
‫بعي عاما‪،‬‬
‫بعي عاما إىل تسعة وأر ر‬
‫وثالثي عاما وهم أيضا شباب‪ ،‬ثم من أر ر‬
‫ر‬ ‫تسعة‬
‫أكي مرونة وتعريف للشباب‬‫وما بعدها خارج الشباب‪ ،‬وهكذا‪ ،‬أم تتخذ فئات عمرية ر‬

‫بعي‪ ،‬ثم الفئة العمرية من ستة‬ ‫لتكون الفئة العمرية من ر‬


‫عشين إىل خمسة وأر ر‬
‫وستي إىل‬
‫ر‬ ‫وستي فئة فوق الشباب‪ ،‬ثم الفئة العمرية من سبعة‬
‫ر‬ ‫بعي إىل ستة‬
‫وأر ر‬
‫ه النسب لمثيل كل فئة يف الجهاز التنفيذي‬
‫وثماني فئة الكهولة‪ ،‬وما ي‬
‫ر‬ ‫سبعة‬
‫ات‬
‫وخي ٍ‬ ‫طبقات‬ ‫يغ يف مستوياته جميعا؟ وهل يمثلون تنوع‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫والسيادي والتش ي‬
‫ا‬
‫وجهويات وتمثيال متساويا نوعيا‪ ،‬وعىل أسس وضوح مطالب وسياسات وخطط‬
‫ٍ‬
‫السكان للفئات العمرية‬
‫ي‬ ‫وبرامج لتحقيق أهداف محددة تستجيب للتعدد والتنوع‬
‫المختلفة‪ ،‬وللشباب بدرجة خاصة مع تعدد احتياجاتهم ومطالبهم؟ مثال شباب‬
‫والعاطلي والطالب يف مراحل مختلفة والعمال يف مجاالت مختلفة‬
‫ر‬ ‫ارعي ‪/‬ات‬
‫المز ر‬
‫وف الحض والريف والبادية‪.‬‬
‫ي‬
‫لم يتم نقاش ذلك يف المرحلة االنتقالية بصورة واضحة‪ ،‬وعىل المستوى القاعدي‬
‫الثت بصورة‬ ‫ر‬
‫النوع و ي‬
‫ي‬ ‫الديت‪ ،‬العمري‪،‬‬
‫ي‬ ‫الت تمثل ذلك التنوع الجهوي‪،‬‬
‫للمجموعات ي‬
‫جادة تشمل تعريف التنوع العمري‪ ،‬وتسمية كل فئة عمرية ونسبة تمثيلها وتعدد‬
‫المجموعات بداخلها لمن يمثل الشباب ومن هم فئة الشباب‪.‬‬
‫االجتماع فقد تم النص عليه فقط يف‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ :‬أما تمثيل التنوع عىل أساس النوع‬
‫يغ‪ ،‬ولم يتم ذلك عىل المستوى التنفيذي يف الوزارات بالمركز‬ ‫ر‬
‫المجلس التش ي‬
‫والواليات‪ ،‬كما وأنه لم يحدد إن كان تمثيل النساء ال بد أن يشمل التمثيل الجهوي‬
‫حت وإن كانت النساء الممثالت من‬‫المناطق‪ -‬العمري أو الثت‪ ،‬أم فقط نوع ر‬ ‫ر‬ ‫–‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والية واحدة أو فئة عمرية واحدة‪ .‬وهل كانت بطلب وضع تصور من المرشحات‬
‫والمرشحي لوزارة معينة من تسليم تصور أهداف وخطط وزارته ال ر يت تم ترشيحه‬
‫ر‬
‫‪253‬‬
‫اليشيحات لمناصب الوزارات لم تتضح‬ ‫لها‪ .‬ال أعتقد أنه تم ذلك‪ .‬هذا وحسب ر‬
‫أسس ر‬
‫اليشيح الواجبة‪ ،‬وترك لرئيس الوزراء ليضع يف اعتباره التنوع العمري‬
‫والتغيي؟ وهل كانت‬
‫ر‬ ‫ه القائمة المقدمة له من قوى الحرية‬
‫والنوع‪ ،‬وال أدري ما ي‬
‫ي‬
‫الخية فقط وعدم االنتماء الواضح لهياكل أي حزب؟ أم شملت التمثيل‬
‫تعتمد عىل ر‬
‫النوع والعمري والجهوي بنسب متساوية‪ ،‬أم شملت أيضا نسبة ألصحاب ديانات‬
‫ي‬
‫األقلية أو األقليات يف العنض مثل الهنود أو شملت تنوعا يف المجموعات األخرى‬
‫النازحي أو أصحاب العاقات واالتحادات‬
‫ر‬ ‫الثت أو فئات سكانية مثل‬
‫ي‬ ‫من التمثيل‬
‫ارعي والرعاة والعمال وأصحاب األعمال أو‬ ‫ر‬
‫الت تمثل فئات إنتاجية مهمة مثل المز ر‬
‫ي‬
‫المعلمي‪ ،‬أم‬
‫ر‬ ‫تعان التهميش أو هضم الحقوق مثل‬
‫ي‬ ‫فئات تمثل مجموعات نقابات‬
‫المهنيي من داخل أو خارج‬
‫ر‬ ‫الخياء‬
‫ر‬ ‫كانت ترشيحات تمثل نخبة الصفوة من‬
‫ا‬
‫المدن يف العاصمة‬
‫ي‬ ‫السودان‪ ،‬أم كانت تمثيال لمجموعات المنظمات يف المجتمع‬
‫دون األقاليم؟ وهل تم نقاش واسع ر‬
‫لليشيح والتمثيل وأسسه للجهاز التنفيذي‪،‬‬
‫ر‬
‫الت لم يتم النص عليها يف‬
‫ومجلس السيادة‪ ،‬واللجان المهمة مثل لجنة التفكيك ي‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬ولكن تم النص عىل مبدأ التفكيك‪ ،‬وكذا ما تم النص عليه يف‬
‫تحد وهو رصورة الشارة إىل موضوع التمثيل‬ ‫تكوين المفوضيات‪ ،‬سيكون هناك ٍ‬
‫الخية‪ .‬وهذا التمثيل لم‬ ‫ر‬
‫والنوع والعمري يف كل مفوضية مع االليام بمبدأ ر‬
‫ي‬ ‫الجهوي‬
‫تتم االشارة إليه يف الوثيقة فهل سيتم تدارك ذلك الحقا؟‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫ومعايي لليشيح وكذلك التعريف الواضح للمسميات ي‬‫ر‬ ‫إذا لم يتم وضع أسس‬
‫تعكس التنوع ر‬
‫حت يتم الرضا عن التمثيل ستكون أمامنا مشكلة وال بد من التصدي‬
‫لها‪ ،‬ر‬
‫واقيح يف ذلك التوصيات أدناه‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬التوافق عىل تعريف التنوع وعىل ماذا يشمل‪ ،‬وتعريف ما يمثل ذلك التنوع؟‬

‫‪254‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوافق عىل أن التنوع وتمثيله أمر مهم‪ ،‬وتحديد أهدافه‪ ،‬وماذا يحقق ذلك‬
‫التمثيل من إنصاف للحقوق ومساواة وتحقيق عدالة وتنمية‪ ،‬وكيف يحقق ذلك‬
‫التمثيل استدامة الديمقراطية وشعارات حرية‪ -‬سالم‪ ،‬وعدالة‪ ،‬وتنمية‪ ،‬ورفاهية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوافق عىل تحديد تمثيل التنوع يف مسألة نظام الحكم وشكل الدولة‬
‫ومستويات الحكم جميعا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التوافق عىل من هم الذين سيتم اعتبارهم خارج منظومة التمثيل يف الجهاز‬
‫يغ يف المرحلة القادمة؟ فالتنوع لن يشمل المجموعات العسكرية‪،‬‬ ‫ر‬
‫التنفيذي والتش ي‬
‫وإنما يقصد به تنوع المجموعات المدنية‪ .‬وتعريف ماذا يقصد بالمجموعات‬
‫وف أي مستوى‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت يحق لها التمثيل‪ ،‬ي‬
‫العسكرية والمجموعات المدنية ي‬
‫خامسا‪ :‬التوافق عىل أن تمثيل التنوع والتعدد يكون عىل مستوى هياكل األحزاب‪-‬‬
‫وف عضويتها وأن يكون ذلك ملزما يف قانونها ومواثيقها‪.‬‬
‫والنقابات ي‬
‫سادسا‪ :‬التوافق عىل أن تمثيل التنوع بكل أنواعه وتعدده داخل كل نوع قد ال يشمل‬
‫المدن المسجلة‬
‫ي‬ ‫المجموعات مثل الطرق الصوفية يف هياكلها‪ ،‬أو منظمات المجتمع‬
‫فىه بحكم خصوصيتها قد ال تمثل كل‬ ‫غي المسجلة‪ ،‬أو يف الدارات األهلية‪ ،‬ي‬ ‫أو ر‬
‫التنوع وعليه فىه ال يمكن أن تكون جزءا من هياكل الحكم التنفيذية أو ر‬
‫التشيعية‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫المقيحة يف خامسا‪.‬‬ ‫القومية وال تنطبق عليها األحكام‬
‫سابعا‪ :‬المجموعات يف سادسا أعاله يمكن أن تكون لها مجالس لكل مجموعة‬
‫ا‬
‫تستوعب تعددها ويتم فيها التمثيل لذلك التعدد عىل أساس تنوع واحد‪ .‬مثال‬
‫الثت‬
‫ي‬ ‫الدارات األهلية يكون لها مجلس فيه نوع واحد من التنظيمات ذات التمثيل‬
‫القبىل‪ ،‬ويمكن أن ينص يف قانون تسجيل مجلسها رصورة التمثيل العمري‬
‫ي‬ ‫أو‬
‫والنوع‪-‬وكذلك المجلس العام للكيانات الدينية من طرق صوفية وكنائس وطوائف‬
‫ي‬
‫دينية‪.‬‬
‫توصيات خاصة بكيفية التمثيل‪:‬‬
‫‪255‬‬
‫والنوع والعمري‪ ،‬بالرغم‬
‫ي‬ ‫بالشارة إىل ما تم توضيحه من تعقيدات للتمثيل الجهوي‬
‫من رصورته‪ ،‬إال أن تعقيدات التمثيل هذه ليست خاصة بالسودان‪ ،‬ولكن يتم‬
‫وقواني أحزابها‪ ،‬ومن خالل‬
‫ر‬ ‫دساتيها‬
‫ر‬ ‫حسمها يف الدول الديمقراطية من خالل‬
‫ر‬
‫والتشيعات‬ ‫اليامج والسياسات‬
‫التوافق عىل شكل الدولة ونظام الحكم ومن خالل ر‬
‫ر‬
‫الت ستقدم وستقوم بها‪ .‬ونحن يف المرحلة االنتقالية لم يتم وضع دستور يحكم‬
‫ي‬
‫كل ذلك وإنما نتطلع لوثيقة دستورية تنظم أمر التمثيل يف الجهاز التنفيذي‬
‫يغ شكال ‪-‬أي أشخاص‪ -‬ومضمونا‪ ،‬أي برنامج وسياسات‪.‬‬ ‫ر‬
‫والسيادي والتش ي‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬يف الجهاز التنفيذي‪ :‬أن يشمل رئيس وزراء ونائب ثم (‪ )24‬وزارة منها (‪) 6‬‬
‫وزارات سيادية يتم االختيار لها فقط بالكفاءة من ترشيحات تقدم لرئيس مجلس‬
‫ه‪:‬‬‫نوع‪ ،‬والوزارات ي‬
‫الوزراء دون أن يتم فيها مراعاة تمثيل جهوي أو عمري أو ي‬
‫ر‬
‫والبيول‪،‬‬ ‫الخارجية‪ ،‬الدفاع‪ ،‬الداخلية‪ ،‬المالية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬المعادن‬
‫الدوىل واالستثمار‪ .‬أن يكتب كل مرشح‪/‬ة ر‬
‫سيته الذاتية وتصور برنامج‬ ‫ي‬ ‫التعاون‬
‫والسياسات المستقبلية الوزارية وكذا أولويات الخطط والت رشيعات وأن تقدم قوى‬
‫المدنيي‬
‫ر‬ ‫والتغيي ولجان المقاومة وكل أصحاب المصلحة اآلخرين من‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫مرشحي‪/‬ات لكل المناصب الوزارية ويقوم رئيس الوزراء باختيار أفضلهم كوزير‪/‬ة‪،‬‬
‫ر‬
‫والبقية إذا أراد الوزير يكونوا مجلسا استشاريا له‪ /‬لها‪ .‬أما الوزارات الباقية توزع‬
‫بتوافق عىل الواليات رليشيح أربعة أشخاص يمثلون الوالية (جهويا) والنوع‬
‫االجتماع والتنوع العمري‪ -‬أي أربعة للوالية (رجل وامرأة من فئة عمرية أقل من ‪45‬‬
‫ي‬
‫تعتي فئة‬
‫وتعتي فئة الشباب‪ ،‬ثم من الفئة العمرية (‪ )45+‬ليس من فئة الشباب إذ ر‬
‫ر‬
‫شاب وشابة من الفئة العمرية دون ‪ 45‬عاما‪ ).‬يختار رئيس الوزراء من األرب ع كفاءات‬
‫ر‬
‫الت تقدمهم الوالية واحدا أو واحدة للوزارة المعنية‪ ،‬والوزارات (‪ )18‬وزارة اتحادية‬
‫ي‬
‫المرشحي‪/‬ات الذين‬
‫ر‬ ‫يمكن أن يقوم أو تقوم الوزيرة بتكوين مجلس استشاري من‬

‫‪256‬‬
‫لتوىل الوزارة إذا رأت ذلك‪ .‬وأن يتم التوافق أو القرعة ليكون نصيب‬
‫ي‬ ‫لم يتم اختيارهم‬
‫ر‬
‫الت تكون من نصيب الوالية؟‬
‫ه الوزارة ي‬
‫كل والية وزارة واحدة لتحديد ما ي‬
‫القوم‪ ،‬وكذلك التمثيل‬
‫ي‬ ‫بهذا نكون قد ضمنا التمثيل الجهوي يف الجهاز التنفيذي‬

‫النوع والعمري‪ .‬وأيضا اتضحت رؤية وأهداف وسياسات الوزارة‪ .‬وهذا ي‬


‫يعت أن‬ ‫ي‬
‫وغيها‪ ،‬بعمل مسوحات عاجلة لالحتياجات‬
‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫تقوم مجمعات قوى الحرية‬
‫ر‬
‫والت تتصدى لها الوزارة وتبت عىل‬
‫للمجموعات السكانية المتنوعة والتعددية أعاله ي‬
‫معرفتها للوزارات وإ داراتها من خالل تجربتها السابقة‪ ،‬وتجلس مع المرشحات‪/‬ين‬
‫الخية الكافية والمعرفة بخصائص الوزارة وتحدياتها وكذا‬ ‫ر‬
‫لضمان أن اليشيح يشمل ر‬
‫برن امج يوضع يستجيب الحتياجات ومطالب كل المجموعات السكانية بتنوعها‬
‫وتعددها‪.‬‬
‫رئيس‪/‬ة الوزراء عليها اختيار كفاءات أخرى للوزارات السيادية أعاله حسب فقط‬
‫الينامج‬
‫النوع أو العمري‪ ،‬ومن يتوافقون مع ر‬
‫ي‬ ‫الخية دون التقيد بالتمثيل الجهوي أو‬
‫ر‬
‫الخية‪ ،‬يراع‬
‫ر‬ ‫االقتصادي والسياسة الخارجية واألمنية الذي يطرح‪ .‬وإن تساوت‬
‫النوع‪ /‬العمري‪.‬‬
‫ي‬ ‫التمثيل الجهوي‪/‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مجلس السيادة‪ :‬أما التمثيل يف المجلس السيادي إذا تم التوافق عىل تكوين‬
‫مجلس سيادة فيكون عىل مستوى األقاليم المعتمدة سابقا‪ ،‬ويؤخذ يف االعتبار ما‬
‫تم اعتماده يف اتفاقية جوبا (من تمثيل للجبهة الثورية)‪ ،‬عىل أن ينص أن يكون‬
‫ا‬
‫التمثيل شامال التنوع العمري دون ال ‪ 45‬وفوق ذلك‪ ،‬وكذلك للنساء بالتساوي‪ .‬إذا‬
‫كان هناك ‪ 6‬أعضاء يمثلون األقاليم‪ :‬تختار حركات مسار دارفور ممثل دارفور‪ ،‬النيل‬
‫األزرق تختاره الحركة الشعبية‪ ،‬األوسط تختاره مجموعة أحزاب قوى الحرية‬
‫والش ر يف تختاره‬
‫ر‬ ‫المدن‪،‬‬
‫ي‬ ‫الشماىل تختاره مجموعة منظمات المجتمع‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬
‫المهنيي؛ مناصفة ربي‬
‫ر‬ ‫الكيى تختاره مجموعة‬
‫مجموعة لجان المقاومة‪ ،‬وكردفان ر‬
‫النساء والرجال‪ ،‬وكذلك حسب التنوع العمري إذا تم التوافق عىل أن الفئات العمرية‬
‫‪257‬‬
‫للمجلس السيادي تكون فئات من ‪ 55-35‬أي تغي ري تعريف شباب‪ ،‬وفوق ذلك‬
‫خارجه ليمثل فئات عمرية أخرى‪ .‬وأن تكون رئاسة المجلس دورية كل ‪ 4‬شهور‬
‫والنوع والعمري‪ .‬وهذا يضمن عدم الهيمنة والسيطرة من‬
‫ي‬ ‫لضمان التمثيل الجهوي‬
‫قبل رئيس‪/‬ة واحد لكل ر‬
‫الفية ويحقق عدالة‪ .‬وأن توضح المهام بصوره دقيقة‬
‫للمجلس‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬المجلس التشيع‪ :‬أما التمثيل للمجلس ر‬
‫يغ يكون التنوع العمري فيه‬
‫ي‬ ‫التش‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫وحت ‪90‬عاما‪ .‬وهذا معمول به يف العديد من‬ ‫من المجموعة العمرية من ‪ 20‬عام‬
‫وف ألمانيا كبار السن يف‬
‫الديمقراطيات يف مجالس مثل اللوردات أو والكونغرس ي‬
‫مجلسي عىل المستوى‬
‫ر‬ ‫المستويات العليا فقط اي من ‪ 70‬إىل ‪ 90‬فإذا تم اختيار‬
‫ا‬
‫كبية‪.‬‬
‫القوم‪ ،‬يمكن أن يكون التمثيل يف مجلس الواليات شامال فئات عمرية ر‬
‫ي‬
‫التنوع الجهوي فيه حسب سكان القليم آلخر إحصاء عام ‪ - 2008‬تكون نسب‬
‫التمثيل‪-‬لكل إقليم أو لكل والية حسب نسبة سكانها‪.‬‬
‫أما التنوع والتعدد اآلخر للمجموعات السكانية الذي تطرقنا له سابقا يمكن لكل‬
‫والية أن تمثل المجموعات السكانية حسب تنوعها وتعددها بقدر المكان يف‬
‫القوم‬ ‫والمحىل لمن لم يشملهم التمثيل عىل المستوى‬ ‫الوالن‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المجلس التش ي‬
‫ر‬
‫الت تمثل قبائل مثل الدارات األهلية أو طرق‬
‫لخصوصية تكوينهم مثل المجموعات ي‬
‫القوم‪ ،‬وكذلك منظمات‬
‫ي‬ ‫الوالن وليس‬
‫ي‬ ‫صوفية فيكون تمثيلها عىل المستوى‬
‫المدن المسجلة والئيا أو قوميا طالما أنه ليس لها فروع يف كل واليات‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬
‫ومحليات السودان تمثل يف مجالس الواليات أو المحليات‪.‬‬
‫القوم للمجموعات‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫إذن التمثيل يكون لمن؟ يكون التمثيل يف المجلس التش ي‬
‫ارعي من خالل نقاباتها ر‬
‫حت وإن لم تتم اجازة قانون‬ ‫المهنية والحرفية‪ ،‬العمال والمز ر‬
‫النقابات أو إجراء انتخابات أو لم يتم توافق عىل نتائج انتخابات الخ‪ .‬أو من تعدد‬
‫ممثلي‬
‫ر‬ ‫تسميات نقابة تمثل مهنة واحدة يجتمعون يف جسم واحد كاتحاد ويرشحون‬
‫‪258‬‬
‫والنوع والعمري لكل من المجموعات‬ ‫يغ يضمن التمثيل الجهوي‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫للمجلس التش ي‬
‫المهنية والحرفية‪.‬‬
‫إثت‪ ،‬أو‬
‫غي مرتبطة بتنوع ي‬
‫فىه متخصصة يف ذاتها وعضويتها وقيمها ر‬
‫أما النقابات ي‬
‫نوع وإنما تمثيل الجميع يف عضويتها بأهداف واحدة‪ ،‬فإذا تم‬‫جهوي‪ ،‬أو عمري‪ ،‬أو ي‬
‫ر‬
‫اليشيح عىل أسس عمرية‪ ،‬أو نوعية‪ ،‬أو جهوية‪ ،‬أو اثنية فإن ذلك يؤدي إىل انفراط‬
‫والنوع يف‬
‫ي‬ ‫غي أنه يمكن أن ينص يف قانونها أن يشمل التمثيل العمري‬ ‫عقد النقابة ر‬
‫ا‬
‫هيكلها األعىل‪ ،‬بيد أن تجمع النقابة الواحدة مثال أساتذة المراحل الثانوية هو يمثل‬
‫والنوع‬
‫ي‬ ‫الثت والعمري‬
‫ي‬ ‫األساتذة يف كل الجهات ألقاليم السودان وكذلك تنوعه‬
‫داخل النقابة‪.‬‬
‫ارعي يف مناطق السودان المختلفة ويمثل‬
‫ارعي فهو يمثل المز ر‬
‫أما اتحاد المز ر‬
‫اع وتنوع إنتاج ومساحات الخ‪.‬‬
‫ونوع ونمط زر ي‬
‫ي‬ ‫جهويات وإثنيات وتنوع عمري‬
‫ارعي كل هذا التعدد ويشتمل عىل اتحاد‬
‫وعليه ال بد أن يمثل االتحاد العام للمز ر‬
‫ارع كل منطقة أو نوعية حبوب‪ /‬محصول إلخ‪.‬‬
‫مز ي‬
‫ارعي والمزارعات ثم تكوين‬
‫ولكن علينا ضمان تكوين تعدد تلك االتحادات للمز ر‬

‫اتحاد عام يمثل التنوع والتعدد‪ .‬وهذا ينطبق أيضا عىل الرعاة‪ ،‬تمثيل جهوي ي‬
‫وإثت‬
‫وديت‪ ،‬مع تعدد كل فئة من هذا التنوع‪ ،‬وهذا يجعل االهتمام بقضايا‬
‫ي‬ ‫ونوع وعمري‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والت بداخلها تمثيل‬
‫ممثىل اتحاداته الجهوية ي‬
‫ي‬ ‫ذلك القطاع من خالل التواصل مع‬
‫وقبىل‪ ،‬وفئوي‪.‬‬
‫ي‬ ‫نوع‪ ،‬وعمري‪،‬‬
‫ي‬
‫والحكوم والقطاع‬
‫ي‬ ‫وهذا ينطبق عىل اتحادات أصحاب األعمال يف القطاع الخاص‬
‫والنوع‬
‫ي‬ ‫وغي المنظم ورصورة االهتمام بالتمثيل الجهوي والعمري‬
‫الخاص الموازي ر‬
‫ر‬
‫يف تلك االتحادات ومن يمثلونها‪ .‬واتحادات الطالب للمستويات دون الجامعية ي‬
‫الت‬
‫ر‬
‫وحت ‪ 20‬عاما‪ .‬ثم اتحادات الطالب‬ ‫تمثل فئة عمرية محددة من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪259‬‬
‫بالجامعات‪ -‬اتحادات الشباب المتعددة ولجان المقاومة وكل تلك ال بد من تمثيل‬
‫بتساو يف هياكل تنظيماتها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والنوع‬
‫ي‬ ‫التنوع الجهوي والعمري‬
‫إذا ر‬
‫حت نضمن التمثيل علينا معرفة المجموعات التنظيمية لدينا وحض تعددها ثم‬
‫ديت‪-‬‬
‫نوع –عمري‪-‬فئوي‪ -‬ي‬
‫ي‬ ‫وضع أسس التمثيل فيها حسب ما يناسبها من تمثيل‬
‫اثت‪ .‬وأن تطرح كل تلك المجموعات تصورا لسياسات وبرامج ر‬
‫وتشيعات‪ .‬وأن يتم‬ ‫ي‬
‫خيات ومعرفة يف مجال اللجان المختلفة‬ ‫ر‬
‫اليشيح داخل التنوع عىل أسس ر‬
‫للمجالس ر‬
‫التشيعية‪.‬‬
‫وغيهم وأن يضمن‬
‫والتغيي ر‬
‫ر‬ ‫أما تمثيل األحزاب‪ ،‬أن يتم تمثيل أحزاب قوى الحرية‬
‫النوع والعمري مناصفة‪ ،‬مع التوافق عىل‬
‫ي‬ ‫فيه التنوع الجهوي لكل الواليات وكذلك‬
‫ا‬
‫تحديد الفئات العمرية لضمان كامل تمثيلها مثال الفئة العمرية ‪،39-30 ،29-20‬‬
‫‪ ،79-70 ،69-60 ،59-50 ،49-40‬وهنالك ستكون ترشيحات أيضا من الحركات‬
‫ر‬
‫والت ستوقع عىل اتفاقيات سالم وكذلك من أحزاب خارج قوى الحرية‬
‫الموقعة ي‬
‫والنوع والعمري‬
‫ي‬ ‫والتغيي عليها أيضا ضمان التمثيل الجهوي لكل الواليات‪،‬‬
‫ر‬
‫القوم والتعدد والتنوع اآلخر يف تمثيل الوالية حسب‬
‫ي‬ ‫بالتساوي عىل المستوى‬
‫ر‬
‫تأن ر‬
‫اليشيحات من الجميع تراجع لجنة متخصصة‬ ‫خصوصية كل واحدة‪ ..‬بعد أن ي‬
‫القوم‪ ،‬يكون‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫أن هناك تمثيل للعدد الذي سيتم التوافق عليه للمجلس التش ي‬
‫حت يرى الجميع نفسهم يف‬‫هذا العدد به تمثيل جهوي وعمري وجندري متساوي ر‬

‫والخية يف أعمال‬ ‫القوم‪ .‬أما التنوع عىل أسس المهنة والحرفية‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫المجلس التش ي‬
‫ر‬
‫الت تم ترشيحها‬
‫لجان المجلس سيكون قد تم استيعابه من خالل تنوع العضوية ي‬
‫واختيارها للمجلس‪.‬‬
‫غي السالم واألقليات العرقية أو‬
‫الديت للديانات ر‬
‫ي‬ ‫أما التنوع عىل أساس المعتقد‬
‫النوع‬
‫ي‬ ‫االعاقة فيمكن النص عىل تمثيلهم يف الوثيقة بعدد محدد يمثل أيضا التنوع‬
‫والعمري‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫وغيه فهذا يحسم عىل مستوى التمثيل يف مجالس‬ ‫الثت والقبلية ر‬
‫ي‬ ‫أما التعدد‬
‫الواليات أو المحليات إن كان هناك رصورة لذلك ف المرحلة االنتقالية ر‬
‫حت يتم‬ ‫ي‬
‫التخلص من ذلك من خالل برامج التنمية المستدامة والتصنيع الذي يحقق‬
‫المواطنة المتساوية‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫والنوع والعمري ستنطلق من جذورها لضمان وحدة‬
‫ي‬ ‫إن أهمية التمثيل الجهوي‬
‫البالد والسالم وكذلك لضمان ديمومة الديمقراطية ولتحقيق مبادئ حقوق النسان‬
‫والعدالة والمساواة والحرية‪ ،‬ويمكن أن يتم التوافق عىل ذلك من خالل وضع‬
‫الت توضح ذلك‪ ،‬وأيضا التوافق عىل تعريف الفئات العمرية‬‫ر‬
‫والقواني ي‬
‫ر‬ ‫المواثيق‬
‫وتمثيلها يف أي مستوى من مستويات الحكم‪.‬‬
‫وكذلك التوافق عىل أن تمثيل التنوع والتعدد عىل أسس أخرى داخل المجموعة‬
‫السكانية العمرية أو النوعية أو الجهوية يمكن تمثيله أيضا عىل مستوى أجهزة الحكم‬
‫الوالئية أو المحلية ومجالسها ر‬
‫التشيعية‪.‬‬
‫والتشيغ والسيادي يكتق فيه ر‬
‫باليام مبادئ‬ ‫ر‬ ‫القوم للجهاز التنفيذي‬ ‫أما المستوى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والنوع والعمري مع تحديد توافق عىل الفئات العمرية لكل من‬
‫ي‬ ‫التمثيل الجهوي‬
‫القوم من أحزاب‬
‫ي‬ ‫مستويات الحكم‪ ،‬وذلك ألن الكيانات الموجودة عىل المستوى‬
‫وحرفيي وحركات المسلحة‪ ،‬ينص يف هياكلها التنظيمية‬
‫ر‬ ‫ومهنيي‬
‫ر‬ ‫ولجان مقاومة‬
‫والنوع‬
‫ي‬ ‫وكذلك من يمثلونها ومن يرشحونهم أن عليهم مراعاة التمثيل الجهوي‬
‫الخية والتخصص وتعدد االحتياجات والمطالب‬‫ر‬ ‫والعمري بمساواة مع مراعاة‬
‫يغ به لجان‬ ‫ر‬
‫والقضايا للمجموعات السكانية المتعددة‪ ،‬علما بأن المجلس التش ي‬
‫متعددة ومتخصصة يتم االختيار من داخل العضوية لكل لجنة حسب التخصص‪،‬‬
‫خيات يف مجال اللجان‪ ،‬ويدعم موضوع‬
‫يضق عىل المجلس رصورة وجود ر‬
‫ي‬ ‫وهذا‬
‫القانون ‪.‬الخ) ر‬
‫وغيه‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬
‫النتاىح‬ ‫الخدم‪،‬‬
‫ي‬ ‫الحرف‪ /‬االقتصادي‪/.‬‬
‫ي‬ ‫(الفت‪/‬‬
‫ي‬ ‫التمثيل الفئوي‬

‫‪261‬‬
‫النوع يف كل اللجان‬
‫ي‬ ‫سياس وكذا ضمان التمثيل الجهوي‪ /‬العمري‪/‬‬
‫ي‬ ‫أمت‬
‫من تمثيل ي‬
‫بدرجه قصوى من المساواة‪.‬‬
‫وف أي‬
‫إذن الموضوع به تعقيد‪ ،‬ولكن من المهم توضيحه والتوافق حوله تعريفا ي‬
‫غيها وهذه مرحله تبدأ اآلن وتكتمل تدريجيا‪.‬‬
‫مجال وهيكل من هياكل السلطة أو ر‬
‫والتغيي ال ر يت تكونت منذ‬
‫ر‬ ‫وعليه من المهم اآلن أن ر‬
‫تشع مجموعات قوى الحرية‬
‫‪2019‬م ومعها لجان المقاومة يف إعداد مسوحات واستقصاء آراء السكان حول‬
‫حت يمكن وضع‬‫احتياجاتهم ومطالبهم وأولوياتهم‪ ،‬بتعدد مجموعاتهم وتنوعها ر‬

‫سياسات وبرامج وخطط للحكومة القادمة‪ ،‬ويكون توازن التمثيل ليس فقط‬
‫السكان‪،‬‬
‫ي‬ ‫للشخوص وإنما أشخاص يحملون هموم ومطالب واحتياجات التنوع‬
‫الخية يف مجال تخصص الوزارات أو لجان‬
‫ومعرفة بكيفية تحقيق ذلك من خالل ر‬
‫ر‬
‫المشيك بحقوق ومطالبات‬ ‫المجالس ر‬
‫التشيعية‪ .‬وهذا النهج يحقق لنا االهتمام‬
‫ر‬
‫الت تبت‬ ‫ر‬
‫واحتياجات وأولويات المجموعات السكانية ويؤدي لنجاح الفية االنتقالية ي‬
‫وتوفي الخدمات والسالم واألمن والرفاهية والعدالة‬
‫ر‬ ‫عىل أساس وضع خطة التنمية‬
‫واحيام حقوق النسان وتحقيق العدالة والمساواة ربي‬ ‫ر‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‬
‫المواطني‪.‬‬
‫ر‬

‫النقاش‬
‫ان‪:‬‬
‫تيست النور ي‬
‫وه خارطة طريق حقيقية لكيف نمارس ونستفيد من تنوعنا‬
‫اطلعت عىل الورقة ي‬
‫والنوع وكيفية التعامل معه وإدارته بطريقة تسمح لنا بمشاركة‬
‫ي‬ ‫والثت‬
‫ي‬ ‫الجهوي‬
‫النساء والشباب وكل الفئات باختالفاتها المهنية والفئوية والنوعية واالستفادة من‬
‫قدراتهم يف إدارة الدولة والعمل العام‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫ي‬
‫عرفت الورقة مفهوم التنوع وكيفية إدارته‪ .‬والمهم هو كيف نربط ربي تجربتنا‬
‫ر‬
‫الت وضعتها‪ .‬لدينا‬
‫السابقة وتصوراتنا المستقبلية يف تصورها أو خارطة الطريق ي‬
‫كثي من الظلم تحديدا فيما يخص مشاركة النساء وسأركز عىل مشاركتهن‬ ‫تجربة فيها ر‬
‫السنتي الماضي رتي‪ ،‬وطريقة إدارتها وأين كانت المشاكل‬ ‫ف ر‬
‫الفية االنتقالية يف‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تواجه الحركة النسوية السودانية‬ ‫ر‬
‫الت واجهتها؟ واحدة من المشاكل ي‬
‫والتحديات ي‬
‫كبية نسوية مختلفة بتصورات مختلفة وال يجمع بينها‬
‫تعددها‪ ،‬فهناك مجموعات ر‬
‫برنامج أو تحالف حد أدن تكون فيه أجندة ر‬
‫مشيكة تجمع ربي النساء بحيث يقدمن‬
‫أنفسهن كوحدة أو كجسم موحد يمكن أن يشارك بشكل مرتب‪ ،‬وقد الحظنا ذلك‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬فتعددت ر‬
‫اليشيحات‬ ‫اليشيحات ف بداية ر‬
‫بشكل كبي جدا أيام ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫واألجسام والمقابالت مع رئيس الوزراء‪ ،‬وكل جهة تحاول أن تعرض نفسها أنها‬
‫ممية وهذا قلل من مشاركة النساء‬
‫الجهة المناسبة القادرة عىل تقديم ترشيحات ر‬
‫أن‪.‬‬
‫حسب ر ي ي‬
‫إضافة لذلك كانت هناك إشكالية إذ لم تكن هناك رؤية واضحة يف تحديد األعمار‪،‬‬
‫ومتوسط‬
‫ي‬ ‫وجىل جدا‪ ،‬حددت فئة الشباب‬
‫ي‬ ‫وقد حددت الورقة الفئات بشكل واضح‬
‫المتقدمي يف العمر‪ ،‬مما يجعلنا نحدد نسبة كل فئة‪.‬‬
‫ر‬ ‫العمر‪ ،‬والشيوخ أو الكهول أو‬
‫وف كل‬ ‫ر‬
‫يغ ي‬‫وف المجلس التش ي‬‫للخيات يف إدارة الدولة ي‬
‫محتاجي ر‬
‫ر‬ ‫فنحن ال ننكر أننا‬
‫مؤسسات الدولة‪ .‬صحيح ف ر‬
‫الفية االنتقالية كانت مشاركة النساء ضعيفة جدا وأقل‬ ‫ي‬
‫كبي يف المكاتب والقيادات الرئيسية‬
‫من ‪ %20‬والسؤال هل النساء موجودات بعدد ر‬
‫يف قيادة األحزاب يف مراكز اتخاذ القرار؟ هذا السؤال مهم ألن عدم وجودهن بالعدد‬
‫الكبي يف مراكز اتخاذ القرار يف األحزاب هو الذي قلل من مشاركتهن التنفيذية‪ ،‬فأنت‬
‫ر‬
‫تقدم من الكوادر الموجودة لديك للمشاركة يف العمل التنفيذي‪.‬‬
‫تكلمت الورقة عن إدارة التنوع الجهوي وهو أمر صار مالحظا يف المجلس السيادي‪،‬‬
‫فالمرشحون الخمسة يف المجلس السيادي جاءوا من أقاليم‪ :‬هذا من الجزيرة‪ ،‬وذاك‬
‫‪263‬‬
‫من الشمالية‪ ،‬وهذا من شمال كردفان‪ ،‬أي أن المشاركة الجهوية كانت واضحة يف‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬وهذا يجعلنا نتساءل هل هذه الجهات المحددة مقتنعة أن‬‫ر‬

‫ألن أرى أن القرار الذي اتخذ كان فوقيا‪ ،‬ولم‬


‫اختي باسمها يمثلها؟ ي‬
‫الشخص الذي ر‬
‫يتم االختيار من الوالية أو القليم أو تم تصعيد من تلك الجهات‪ ،‬إنما تم اختيار‬
‫فالن كممثل للجهة الفالنية‪ ،‬وبرزت ر‬
‫اعياضات من البعض أنه ال يمثلهم‪.‬‬
‫معايي االختيار من الجهات‬
‫ر‬ ‫هذا يجعلنا نتساءل مثلما فعلت د‪ .‬بلقيس حول‬
‫معايي محددة يف التوصيات‪ ،‬تحدد كيف نختار ربي‬
‫ر‬ ‫والثنيات المختلفة‪ .‬وقد ذكرت‬
‫الثنيات المختلفة وكيف يتم التوافق بينها؟ وهذا يرتبط بوجود أرضية ر‬
‫مشيكة ربي‬
‫الثنيات يف الجهة المعنية وقبولهم للشخص المرشح سواء أكانوا ثالثة أو أربعة‪،‬‬
‫وقد قدمت ر‬
‫مقيحا للوزارات بتقديم أربعة مرشح ري لكل وزارة‪ ،‬والمختار للوزارة‬
‫وه فكرة صحيحة‪ ،‬وبحكم تجربتنا أن أصعب‬
‫يعتي البقية مجلسا استشاريا له‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫عمل ف ر‬
‫الفية الماضية كان العمل التنفيذي‪.‬‬ ‫ي‬
‫تغييها‪ ،‬وفيها‬
‫وموظفي وهياكل ولوائح لم يتم ر‬
‫ر‬ ‫قواني‬
‫ر‬ ‫لقد عملنا يف وزارات فيها‬
‫كبية قد ال تكون ظاهرة للعيان‪ ،‬تجعلنا نبدو بمظهر الفاشل الذي ال‬
‫تحديات ر‬
‫يستطيع اتخاذ القرار‪ ،‬هناك موظفون يف الخدمة المدنية يتغيبون بحيث يمكن أن‬
‫يغيب الواحد لمدة سنة ونصف ال يحض للوزارة‪ ،‬بينما يضف مرتبه وحوافزه من‬
‫كبيا أن تختار‬
‫معي يكون أمامك تحديا ر‬
‫بيته‪ ،‬وإذا أردت أن توجه بعض هؤالء لعمل ر‬
‫لتوىل ذلك العمل‪ .‬وكلها تحديات ر‬
‫كبية جدا‬ ‫ي‬ ‫ربي الكوادر الموجودة من لديه الكفاءة‬
‫التغيي الجذري يف الوزارات‪،‬‬
‫ر‬ ‫الحكوم)‪ ،‬فعدم‬
‫ي‬ ‫لم تظهر يف النقاش أمس (ورقة األداء‬
‫كثيا‪.‬‬ ‫ر‬
‫المباش فيما بينها أعاق ر‬ ‫القواني‪ ،‬وارتباطها‬
‫ر‬ ‫تغيي‬
‫وعدم ر‬
‫ا‬
‫تغيي قانون‬
‫يتعي علينا ر‬
‫نغي قانون الخدمة المدنية كان ر‬ ‫لك ر‬‫مثال نحن يف وزارة العمل ي‬
‫قانون عليه مراعاة الثالثية‪ :‬وزارة العمل‪ ،‬النقابات‪ ،‬واتحاد‬
‫ي‬ ‫تغيي‬
‫النقابات ألن أي ر‬
‫أصحاب العمل‪ .‬فقد وقعنا عىل اتفاقية ‪( 144‬بشأن المشاورات الثالثية لتطبيق‬
‫‪264‬‬
‫وه تتحدث عن المشاورات الثالثية ربي الحكومة‪،‬‬
‫معايي العمل الدولية)‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫تغيي أي قانون داخل‬
‫والنقابات والقطاع الخاص‪ ،‬وإذا لم يوجد ثالثتهم لن نستطيع ر‬
‫تغيي قانون الخدمة المدنية وال قانون العمل لسنة‬
‫ر‬ ‫الوزارة‪ ،‬لذلك لم نستطع‬
‫تغيي قانون أصحاب العمل ولم نصل لجازته ألنه كان ضمن‬
‫‪1997‬م‪ ،‬وقد بدأنا يف ر‬
‫كثيا جدا‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت كانت مجدولة‪ .‬وكلها عوامل تعطل ر‬
‫الكثية ي‬
‫ر‬ ‫القواني‬
‫ر‬ ‫عملية إجازة‬
‫وإذا كانت االختيارات تتم بالجهوية أو الثنية أو النوعية بينما البيئة حولك ال تتقبل‬
‫كبيا‪.‬‬
‫هذا االختيار سيكون هذا تحديا ر‬
‫لم يتم تغيي قواني ا ر‬
‫لفية االنتقالية‪ ،‬بصورة تلزم األحزاب بتمثيل النساء يف كل لجنة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وكل مكتب‪ ،‬فقانون األحزاب ينص عىل أنه يجب أن يكون يف قائمة أعضاء الحزب‬
‫المقدمة لمجلس األحزاب امرأة‪ ،‬بدون ذكر عدد‪ :‬لو كانت واحدة أو ر‬
‫عشة‪ ،‬ولو‬
‫قدمت قائمة من خمسمائة شخص فيهم امرأتان فسوف يجاز تسجيل الحزب‪.‬‬
‫بقواني‬
‫ر‬ ‫كثية تجعل المشاركة جهوية أو نوعية أو إثنية محددة‬
‫هناك محددات ر‬
‫وارتباطات ثانية تعيق منها وتقلل من فرصها‪.‬‬
‫الوطت‪ ،‬ونداء‬
‫ي‬ ‫والتغيي عبارة عن مجموعات أو تكتالت‪ :‬قوى الجماع‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫المهنيي‪ ،‬أو التجمع‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬وتجمع القوى المدنية قبل أن ينسحب‪ ،‬وتجمع‬
‫االتحادي‪ .‬ولنسأل عن مشاركة النساء داخلها‪ .‬عدد النساء الممثالت يف المجلس‬
‫اثني فقط‪ :‬السيدة مريم الصادق المهدي والسيدة أمينة ر‬
‫شي من‬ ‫المركزي كن ر‬
‫وم‬
‫تجمع القوى المدنية قبل انسحابه‪ ،‬وهناك اثنتان يف السكرتارية سلم نور ي‬
‫فيصل‪ .‬هذا يظهر أن األحزاب لم تقدم النساء يف التحالف ليكن موجودات‬
‫التعبي عن قضايا النساء‪ .‬فعدم وجود النساء يف مراكز القرار إن كان ذلك‬
‫ر‬ ‫ويستطعن‬
‫والتغيي‪ ،‬أو يف السلطة التنفيذية أو‬
‫ر‬ ‫داخل األحزاب السياسية‪ ،‬أو يف قوى الحرية‬
‫ا‬
‫السيادية يقلل من عرض قضايا النساء‪ .‬وقد كانت تجربة سيداو مثاال جليا‪ ،‬ي‬
‫فق‬
‫اللجنة الفنية تمت إجازة سيداو بتحفظ واحد هو المادة ‪ ،29‬لكن حينما عرضت‬
‫‪265‬‬
‫عىل مجلس الوزراء فإن السيد وزير الرعاية االجتماعية قدمها بثالثة تحفظات‪ :‬رقم‬
‫كبي ربي المجموعات داخل مجلس الوزراء‬
‫‪ 2‬و‪ 6‬و‪ 29‬وكان هناك خالف ورصاع ر‬
‫إىل أن تم حسم الموضوع بالتصويت وكان لصالح التحفظات الموسعة بواقع ‪11‬‬
‫أصوات مقابل ‪ . 10‬وهذا يوضح أننا كنساء لم نقم بالعمل الواجب علينا‪ ،‬لم‬
‫ر‬
‫األفريق بهدوء يف‬
‫ي‬ ‫نخاطبهم ونعمل عىل توعيتهم‪ .‬هذا بينما تمت إجازة ر‬
‫اليوتوكول‬
‫اليوتوكول‬
‫وف مجلس الوزراء‪ ،‬مع أننا لو دققنا النظر فإن الحقوق يف ر‬ ‫اللجنة الفنية ي‬
‫األفري رق ر‬
‫أكي مما يف سيداو‪.‬‬ ‫ي‬
‫ممية فيها تصور وخريطة للمستقبل يف كيفية مشاركة‬
‫ورقة دكتورة بلقيس ورقة ر‬
‫وف داخلها جهويات‪ ،‬والمجموعات‬
‫وف داخلها إثنيات‪ ،‬والجهويات ي‬
‫االثنيات ي‬
‫وه أيضا متعددة ومتفرقة ومختلفة طبقيا وثقافيا‪ ،‬وكل المجموعات فيها‬
‫النسوية ي‬
‫ر‬
‫حقيق فكيف نجمع التعدد ونديره بحيث ندير به التنوع يف السودان‪.‬‬ ‫تعدد‬
‫ي‬
‫ستنا عبد هللا‬
‫اجتماع جديد تصب‬
‫ي‬ ‫اط رشوطا لتأسيس عقد‬
‫معروف أن ألي عملية تحول ديمقر ي‬
‫ينبغ أن يحدث انتقال من نظام أبوي ذكوري‬
‫ي‬ ‫فيه المساواة يف المواطنة‪ ،‬كما كان‬
‫الجنسي ويعمل عىل تحقيق المساواة‬
‫ر‬ ‫محافظ إىل نظام تكفل فيه المساواة ربي‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬بالرغم من أن النساء خضن ثورة‬‫النوعية‪ ،‬وكالهما لم يحصل ف ر‬
‫ي‬
‫والت كانت تقمعهن وتمنعهن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وف أشهن ي‬ ‫الت كانت يف مجتمعاتهن ي‬‫ضد الذكورية ي‬
‫أن يخرجن ضد النظام السياس الذي كان موجودا‪ ،‬لكن ر‬
‫الفية االنتقالية لم تكن‬ ‫ي‬
‫اط‪.‬‬ ‫ر‬
‫قدر أحالم النساء‪ ،‬ولم تحقق الشوط األساسية ألي عقد تحول ديمقر ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الميرات ي‬
‫حددت الفية االنتقالية نسبة ‪ %40‬للنساء ولن نتجادل حول ر‬
‫وف المقابل كانت المجموعات‬ ‫ر‬
‫حددتها‪ ،‬فهذه النسبة المحددة نفسها لم يليم بها‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫كبية‪ :‬كانت هناك حملة ”قدامية“ ي‬
‫الت‬ ‫النسوية نشطة يف حمالت وعملية ضغط ر‬
‫ر‬
‫الت لم تقم‬
‫قدمت بخصوص تشكيل مجلس الوزراء طعنا للمحكمة الدستورية‪ ،‬ي‬
‫‪266‬‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫أصال‪ .‬وهناك حملة ”حقنا كامل“ ي‬
‫الت كانت تطعن يف نسبة النساء يف الوالة باعتبار‬
‫أنها ليست النسبة المتفق عليها لهن‪ .‬وما نريد أن نعرفه هو لماذا لم تستجب‬
‫ر‬
‫الت كانت ترفعها المجموعات النسوية؟‬
‫الحكومة االنتقالية للمطالب والمذكرات ي‬
‫هل الحكومة االنتقالية أو النخب السياسية السودانية ليست قادرة ر‬
‫حت اآلن عىل‬
‫أن تتخلص من العقل الذكوري؟‬
‫ذكرت الورقة أنه ف ر‬
‫الفية االنتقالية لم يتم تعريف عمر الشباب‪ ،‬ثم وضعت فئات‬ ‫ي‬
‫عمرية‪ ،‬وتحدثت عن أن الجهاز التنفيذي يكون فيه الشباب أقل من ‪ 45‬سنة‬
‫واعتيت أن أعمار المجلس‬
‫ر‬ ‫والمجلس السيادي يكون الشباب من ‪ 35‬سنة ر‬
‫حت ‪،55‬‬
‫الت جعلت د‪ .‬بلقيس‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يغ تياوح من ‪ 20‬إىل ‪ 90‬عاما‪ .‬بالنسبة يىل ر‬
‫الميرات ي‬ ‫التش ي‬
‫غي واضحة‪ .‬يف نفس الوقت الذي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت وضعتها ر‬ ‫تفيض سن الشباب بالصورة ي‬
‫كبية ال تمثل الشارع‬
‫جعلت فيه الجهاز التنفيذي ومجلس السيادة بفئات عمرية ر‬
‫كغيها من الحكومات‬
‫حيث األعمار أصغر من ذلك‪ ،‬وسوف تنتج حكومة انتقالية ر‬
‫جالكي“‪.‬‬ ‫وه كما يطلق عليها الشارع حكومات ”‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫الت ظلت تحكم السودان ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ستأن يجب أن يتم الرجوع للمواثيق الدولية لتعريف‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫يف التوصيات للحكومة ي‬
‫غي مقبولة‪ ،‬ألن الفئات‬ ‫عمر الشباب‪ ،‬فتوصيات ورقة دكتورة بلقيس بالنسبة يىل ر‬
‫الدوىل‪ .‬كذلك يجب‬ ‫ر‬
‫األفريق وال ميثاق الشباب‬ ‫ر‬
‫الت ذكرتها ال تمثل الميثاق‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫العمرية ي‬
‫ا‬
‫أن يجاز قرار مجلس األمن ‪ 2250‬الذي يقر بنصه تمثيال للشباب يف عملية صنع‬
‫يغ كما يف الورقة‪.‬‬ ‫ر‬
‫القرار يف جميع المستويات‪ ،‬وليس فقط يف المجلس التش ي‬
‫نفيسة الفاتح‪:‬‬
‫العالم‬
‫ي‬ ‫أشكر دكتورة بلقيس عىل الجهد المقدر يف الورقة‪ .‬وأبدأ بذكر أن العالن‬
‫الثقاف هو رد‬ ‫مشيك لإلنسانية‪ ،‬وأن التعدد‬‫للتنوع الثقاف وصف التنوع بأنه تراث ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تشجع عىل دمج ومشاركة‬ ‫ر‬
‫الثقاف بمعت أن السياسات ي‬
‫ي‬ ‫سياس عىل واقع التنوع‬
‫ي‬
‫المدن والسالم‪.‬‬ ‫االجتماع وحيوية المجتمع‬ ‫الت تضمن التماسك‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ه ي‬ ‫المواطني ي‬
‫ر‬ ‫كل‬
‫‪267‬‬
‫وغيه‬
‫عي إدارة التنوع ر‬
‫يف ظل اهتمام العالم كله بالتنوع فإن إفراد مساحة له يف دراسة ر‬
‫كبي يف إدارة التنوع‪ .‬فالفكرة‬
‫رصورية‪ ،‬ونجد أن تجاربنا يف السودان فيها قصور ر‬
‫وف ذات‬
‫ليست فقط االحتفاء بالتنوع‪ ،‬بل كيف تديره وتستثمره بشكل تستفيد منه ي‬
‫اآلن تعطيه حقوقه كاملة‪ ،‬سواء أكان تنوعا عمريا أو جهويا أو عىل أساس النوع‪.‬‬
‫تكلمت الورقة عن ثالثة من أهم أبعاد التنوع‪ :‬النوع والعمر والجهوية‪ ،‬لو قسنا مدى‬
‫ا‬ ‫تطبيق حكومة ر‬
‫لقواني تدعم التنوع بشكل أو بآخر‪ ،‬وتطرقنا مثال‬
‫ر‬ ‫الفية االنتقالية‬
‫واليامج الخاصة بهم ووجودها كان فيه‬
‫للتنوع العمري‪ ،‬سنجد أن تمثيل الشباب ر‬
‫كبي رغم أن الحكومة االنتقالية جاءت بناء عىل دم وتضحيات شباب‬
‫قصور ر‬
‫ر‬
‫نحيم كل الفئات العمرية‬ ‫سودانيي‪ ،‬فهذه الثورة ثورة شباب‪ ،‬صحيح نحن‬
‫ر‬
‫الموجودة معنا يف الشارع‪ :‬أمهاتنا وآباءنا لكنها ثورة شباب‪ .‬والمقعد الذي جلست‬
‫عليه الحكومة جاءت به لها ثورة شباب فماذا قدمت لهم؟ ما قدم للشباب ف ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫القواني‪ ،‬نجد أنه‬
‫ر‬ ‫االنتقالية قارص وهذا ما ال يمكن إنكاره‪ .‬فلو تطرقنا مثال لصالح‬
‫تم إلغاء قانون النظام العام‪ ،‬لكن ال زالت ممارساته مطبقة بشكل يستهدف الشباب‬
‫أكي من أية فئة أخرى‪ ،‬ونحن نتساءل لماذا ال زالت تعمل وما هو دور الحكومة‬ ‫ر‬
‫ر ر‬
‫الت‬
‫القواني ي‬ ‫االنتقالية يف إبطالها‪ ،‬وكيف تم اللغاء؟ وقد كان تعديل سن الزواج من‬
‫أفردت لها مساحات وتطرقت لها وحدة حماية المرأة والطفل لكن لم تطبق‪.‬‬
‫ه‬
‫التوافق عىل إلزام االحزاب والنقابات بالتعددية والتنوع خطوة مهمة لكن ما ي‬
‫الت تحفظ بها حق تطبيق النصوص؟‬ ‫ر‬
‫القواني ي‬
‫ر‬
‫إذا كنا نتكلم عن دولة مدنية قائمة عىل المساواة يف الحقوق والواجبات‪ ،‬ولو تطرقنا‬
‫النوع والعمري‪،‬‬ ‫لإلدارات األهلية‪ ،‬نستطيع القول إنه ال يمكن إلزامها ر‬
‫باحيام التنوع‬
‫ي‬
‫أكي يف ذلك‪.‬‬
‫ينبغ أن يكون للحكومة جهد ر‬‫المحىل كان ي‬
‫ي‬ ‫لكن داخل مؤسسات الحكم‬

‫‪268‬‬
‫ذكرت د‪ .‬بلقيس يف التوصيات نسبا‪ ،‬ومعروف أن الوثيقة الدستورية كانت تتحدث‬
‫وسؤاىل ما هو المانع أن نقول إن نسبة المرأة ال تقل عن ‪%50‬؟‬
‫ي‬ ‫عن ‪ %40‬للنساء‪،‬‬
‫ه المشكلة يف المناصفة أو المساواة؟‬
‫ما ي‬
‫يف إدارة التنوع االهتمام ليس فقط بنسبة التمثيل داخل المؤسسة‪ ،‬بل أيضا هل‬
‫الت تأخذها كما الرجل بما يعكس أنك تثق يف كفاءتها‬ ‫ر‬
‫تعطيها القوة يف المناصب ي‬
‫تأن بها كديكور فقط؟ مثال‬ ‫ر‬
‫وقدراتها مثلما تثق يف قدرات وكفاءة الرجل أم أنك ي‬
‫ر‬
‫واليت نهر النيل والشمالية‪ ،‬ورغم أنهما ال تستوفيان النسبة العادلة للنساء‪ ،‬ورغم‬
‫ي‬
‫يثبي وجودهن‬ ‫أنهن قوبلن بهجوم غي اعتيادي إال أنهن استطعن لكفاءتهن أن ر‬
‫ر‬
‫ويجدن استحسانا وثناء من رافضيهن يف البداية‪.‬‬
‫لو تطرقنا لدارة التنوع ف ر‬
‫الفية االنتقالية عىل مستوى العمر (باعتبار الشباب كما‬ ‫ي‬
‫تمثلهم لجان المقاومة) والنوع والجهة (باألقاليم والواليات) سنجد قصورا يف تمثيل‬
‫الثالثة أنواع من التنوع‪.‬‬
‫عل بشت‬
‫أمان إدريس ي‬
‫ي‬
‫حملنا ر‬
‫الفية‬ ‫أشيد بورقة د‪ .‬بلقيس فىه ورقة علمية شاملة فتحت أعيننا‪ .‬لقد ي‬
‫ي‬
‫أكي مما مفروض أن تتحمله‪ ،‬إن مهام ر‬
‫الفية االنتقالية ال ‪16‬‬ ‫االنتقالية مهاما ر‬

‫الموجودة يف الوثيقة الدستورية لو أنجزتها لكفتها‪ .‬الرادة السياسية كانت مفقودة‬


‫عند الجهاز التنفيذي لتنفيذ الوثيقة الدستورية ولتنفيذ ر‬
‫حت نسبة مشاركة المرأة‬
‫تسكي الشباب يف كل‬
‫ر‬ ‫ونسبة مشاركة الشباب‪ ،‬وكان يمكن بقرارات ثورية أن يتم‬
‫ينبغ استيعابهم عىل األقل يف‬
‫ي‬ ‫الوزارات وكل مؤسسات السلطة االنتقالية‪ ،‬وكان‬
‫بخياتهم واندفاعهم وبحماسهم وهم‬ ‫األجهزة التنفيذية ليكونوا إضافة نوعية للبلد ر‬
‫ا‬
‫ومتقدمي ومتطورين‪.‬‬
‫ر‬ ‫اآلن يقودون الشارع فعال‬
‫القواني المقيدة‪ ،‬فقانون النظام العام ناهضناه منذ‬ ‫تفتقد ر‬
‫الفية االنتقالية للغاء‬
‫ر‬
‫كثية‬
‫قواني ر‬
‫ر‬ ‫‪2010‬م ودخلنا بسببه السجون والمعتقالت وما زال موجودا‪ ،‬وهناك‬
‫‪269‬‬
‫قصية بمهام محدودة‬ ‫ما زالت موجودة‪ .‬ر‬
‫الفية االنتقالية القادمة يجب أن تكون‬
‫ر‬
‫واليلمان المنتخب هو‬
‫اط المنشود‪ ،‬واالنتخابات ر‬ ‫وتنفذ للوصول للنظام الديمقر ي‬
‫الذي سوف يحل إشكاليات السودان ألن ر‬
‫الفيات االنتقالية أثبتت فشلها يف تقديم‬
‫أي رسء‪ ،‬ال إدارة تنوع ال إدارة موارد وال إرادة سياسية‪ .‬فالمطلوب هو ر‬
‫فية انتقالية‬ ‫ي‬
‫اط واالنتخابات‬
‫قصية بمهام محدودة متوازية تنجز‪ ،‬نصل للتحول الديمقر ي‬‫ر‬
‫ر‬
‫يأن بهم كلهم شباب للحكم‪.‬‬
‫والصندوق إن شاء هللا ي‬
‫حسن عزوزة‬
‫واالثت فهذا الموضوع له عالقة‬
‫ي‬ ‫والنوع والجهوي‬
‫ي‬ ‫إذا تكلمنا عن التوازن الفئوي‬
‫ر‬
‫نوع وعمري وجهوي‬‫بهياكل السلطة وبالتشيعات‪ .‬ال يمكن أن يكون هناك توازن ي‬
‫بدون سند قانون وعلم‪ ،‬وأهم قصور ف ر‬
‫الفية االنتقالية عدم إكمال المؤسسات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والتشيعات يف هياكل السلطة‪.‬‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫يغ واآلليات ي‬
‫القانون والتش ي‬
‫ي‬ ‫والثقاف فما هو السند‬
‫ي‬ ‫العرف‬
‫ي‬ ‫إذا تحدثنا عن التنوع‬
‫تحققه؟ وهل األجهزة العالمية كانت مضادة للثورة أم كانت يف صالحها؟ هل‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫والثقاف ليكون إيجابيا بدال عن أن يكون خصما؟ ولو كانت‬
‫ي‬ ‫العرف‬
‫ي‬ ‫تكلمت عن التنوع‬
‫هناك أجهزة إعالمية حق يقية ومادة تقدم بصورة علمية ما كان دور العالم سلبيا‬
‫قواني تجعله مراقبا‪.‬‬ ‫وضد ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬فهذا قصور سببه أنه لم تكن هناك‬
‫ر‬
‫كبية جدا‪ ،‬لكن‬
‫وإذا تطرقنا لموضوع النساء فإن نساء الخرطوم يجدن حظوظا ر‬
‫وحت اآلن تحوم طائرة‬ ‫ر‬ ‫المرأة يف األقاليم عانت من الحرب عىل مدى ‪ 30‬عاما‪،‬‬
‫بالنازحي والمرأة النازحة‪،‬‬
‫ر‬ ‫االنتينوف يف قرى األقاليم وتقصف‪ .‬وعلينا االهتمام‬
‫والشق وأقض جنوب كردفان‬ ‫الت تسكن ف أقض الشمال ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وامرأة الرحل‪ ،‬والمرأة ي‬
‫وعرف معا‪ ،‬فهل ر‬ ‫ر‬
‫الفية االنتقالية جاوبت عىل هذه‬ ‫ي‬ ‫نوع‬
‫ي‬ ‫وتعان من اضطهاد‬
‫ي‬
‫قواني ثورية جديدة تعالج تلك القضايا‪.‬‬
‫ر‬ ‫وه تحتاج لقرارات ثورية تنتج‬
‫األسئلة‪ ،‬ي‬

‫‪270‬‬
‫االجتماع‬ ‫سء‪ .‬هدمت النسيج‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫لقد عشنا فية شمولية ‪ 30‬عاما هدمت كل ي‬
‫ر‬
‫والعرف‪ .‬وأرى أن ر‬
‫الفية االنتقالية قضت عن‬ ‫ي‬ ‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫والسودان كان معروفا بالتنوع‬
‫ذلك ألننا لم ندرها بالصورة السليمة‪.‬‬
‫لدي مالحظة حول موضوع الفئات العمرية يف السلطة‪ ،‬ولو كانت لدي سلطة لما‬
‫ستي سنة أن يتوىل سلطة‪ .‬وهذا ليس تسلطا فهذه الثورة‬
‫سمحت لشخص عمره ر‬
‫كانت عظيمة وهؤالء الكهول خربوا الثورة ألن رصاعاتهم جهوية وعرقية وحول‬
‫النازحي أو‬ ‫حت ف األحزاب‪ .‬هل سي حزب ف ر‬
‫الفية االنتقالية قافلة لعالج‬ ‫السلطة ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫أن‬
‫للسالم؟ وال يمكن أن نمثل شخصا يف عمر ‪ 90‬سنة‪ ،‬هذا ال يعقل‪ ،‬وكذلك مع ي‬
‫آن بشخص عمره ‪ 20‬سنة ليكون ر‬
‫تشيعيا وممكن‬ ‫ر‬
‫أشجع الشباب لكن ال يمكن ي‬
‫وع يراقب ويساند‪.‬‬
‫البدء من عمر ‪ 25‬فصاعدا ليكون لديه ي‬
‫تعقيب بلقيس بدري‬
‫لم تكن الورقة بفكرة تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬بل تكلمت بصورة عامة حول إشكاليات‬
‫مسألة التمثيل‪ .‬أؤيد ما قيل إننا نتكلم عن مرحلة قادمة وعىل الناس أن يضعوا بالهم‬
‫يف مسألة التمثيل والتوازن‪ ،‬وأن نعمل عىل تفصيله بحيث ينص عليه يف الوثيقة‬
‫والقواني‬ ‫ر‬
‫الت تتخذ‬
‫ر‬ ‫والمعايي ي‬
‫ر‬ ‫القواني ونحدد شكل التمثيل‬
‫ر‬ ‫وف‬
‫الدستورية ي‬
‫المطلوبة‪ ،‬وأن يحصل توافق عىل ذلك‪.‬‬
‫والتغيي أو لجان المقاومة‬
‫ر‬ ‫عىل المجموعات المختلفة سواء أكانوا قوى الحرية‬
‫وغيها أن يعملوا عىل قضية التمثيل‪.‬‬
‫ر‬
‫الحاىل لمسألة التمثيل والتوازن‪،‬‬
‫ي‬ ‫السودان‬
‫ي‬ ‫لقد صارت هناك شيطنة يف الوضع‬
‫الت تحققها‪.‬‬‫ر‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫وينبغ بذل جهد جاد لجالئها وكذلك يف تفصيل‬
‫ي‬
‫ر‬
‫اآلن‪ :‬أن‬
‫فهم له يصب يف ي‬ ‫ي‬ ‫أعتقد أن ما سمعته من مداخالت أمر مهم‪ ،‬وحسب‬
‫لليامج‬
‫موضوع التمثيل والتوازن يجب أال يكون للكيانات والشخصيات وإنما ر‬
‫ر‬
‫الت تخاطب قضايا الشباب بكل فئاتهم‪ ،‬والنساء بكل‬
‫والميانيات ي‬
‫ر‬ ‫والقواني‬
‫ر‬
‫‪271‬‬
‫ارعي ‪،‬‬
‫مجموعاتهم‪ ،‬وسكان المناطق أي األقاليم المتعددة يف السودان‪ ،‬من مز ر‬
‫وموظفي‪ ،‬ومن‬
‫ر‬ ‫الرسم والموازي‪،‬‬
‫ي‬ ‫ومنتجي يف القطاع‬
‫ر‬ ‫ونازحي‪ ،‬وطالب‪،‬‬
‫ر‬ ‫ورحل‪،‬‬
‫ينتمون للنقابات واالتحادات والمنظمات‪ ..‬كل أولئك ال نخاطب تمثيلهم ر‬
‫عي‬
‫كيانات وإنما برامج يحتاجون لها من خدمات وتنمية‪ ،‬ودعم إنتاج إلخ‪.‬‬
‫إذن لإلجابة عىل قضية التمثيل تتم الجابة عىل سؤال‪ :‬هل كان برنامج الحكومة‬
‫الينامج متوازنا‬
‫يمثل احتياجات وقضايا وأولويات المجموعات السكانية؟ وهل كان ر‬
‫ه ولماذا‬
‫يف تلبية احتياجات وقضايا ومطالب الجميع؟ أم أنه انحاز لمجموعة؟ وما ي‬
‫ر‬
‫الت لم يتم تحديد برامج أو سياسة أو قانون لتلبية‬
‫ه المجموعات والقضايا ي‬
‫وما ي‬
‫الينامج المحدد بتوقيت لنجازه يتم تقييم المرحلة وإن‬
‫احتياجاتها‪ ،‬ووفق ذلك ر‬
‫وغيها يف حوار التمثيل‪،‬‬ ‫كانت أنجزت أم ال‪ .‬وعليه ر‬
‫نغي من مفهوم الحرية والتغي ري ر‬
‫ليكون وضع برامج تحقق أولويات مطالب وطموح كل المجموعات السكانية‬
‫باختالفهم‪ ،‬لتحقيق العدالة والمساواة والتنمية والرفاهية‪ ،‬بمقاييس معقولة يف ظل‬
‫زمت محدد‪ .‬وهذا يجعل الضاع ليس عىل تمثيل‬
‫وف إطار ي‬
‫مبادئ الحوكمة الرشيدة ي‬
‫ر‬
‫الت توضع بمشاركة واسعة النطاق لتحديد‬
‫اليامج ي‬
‫شخوص وكيانات‪ ،‬بل عىل ر‬
‫أولويات كل المجموعات السكانية‪ ،‬والتعرف عىل الموارد المتاحة يف كل األقاليم وما‬
‫ه أولويات استثمارها وأولويات إنهاء الضاع والياعات؟‬
‫ي‬

‫‪272‬‬
273
‫الباب السادس‬

‫تقييم سياسة السودان الخارجية‬

‫دكتورة مريم المنصورة الصادق المهدي‬

‫‪274‬‬
275
‫الباب السادس‬
‫تقييم سياسة السودان الخارجية‬
‫خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية‬
‫د‪ .‬مريم المنصورة الصادق المهدي‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحقيقة أن النظم الديمقراطية يف السودان أعلت من شأن وزارة الخارجية ليس يف‬
‫ر‬
‫الت تضطلع بها‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫ر‬
‫اليتيب الوزاري فحسب وإنما يف الموجهات العامة ي‬
‫أهملتها النظم الشمولية ورسمت لها دورا يكبل حركتها‪ ،‬هذا الوضع يفش انتعاش‬
‫العالقات الخارجية يف ظل النظم الديمقراطية وركودها يف ظل النظم الشمولية‪.‬‬
‫ديسمي المجيدة رافعا شعار ”حرية‪،‬‬
‫ر‬ ‫تالحم الشعب السودا ين وقواه الحية يف ثورة‬
‫والتغيي“‪،‬‬
‫ر‬ ‫اط يف ”إعالن الحرية‬
‫سالم‪ ،‬وعدالة“ وحدد مقاصد االنتقال الديمقر ي‬
‫وجعلها مهام الحكومة االنتقالية‪ ،‬وقد استمدت منها الحكومة االنتقالية يف نسختها‬
‫األوىل أولوياتها ر‬
‫العش‪ ،‬وبعد اتفاقية السالم وتشكيل الحكومة الجديدة اعتمدت‬
‫األولويات الخمس‪ ،‬يف كل ذلك كان محور العالقات الخارجية حارصا وبقوة وذلك‬
‫السياس‪،‬‬
‫ي‬ ‫للتغيي‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح باعتباره انعكاسا طبيعيا‬ ‫لقناعة راسخة بأهمية العمل‬
‫والمشوع الوطت الديمقراط‪ .‬ولما كانت ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ر‬ ‫المؤسس‪،‬‬ ‫والصالح‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫معنية با لتأسيس لسودان الكرامة والسيادة والريادة فإن رأس الرمح فيها كانت وزارة‬
‫والت تعت بصنع سياسة خارجية متوازنة وإعادة هيكلة آليات العمل‬ ‫الخارجية ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫يتماس مع أهداف الثورة ومهام االنتقال‪.‬‬ ‫الدبلوماس بما‬
‫ي‬

‫‪276‬‬
‫كثي من الفرص والتحديات‪ ،‬وقد بذلت‬ ‫صاحبت تجربة الحكومة االنتقالية ر‬
‫مجهودات كبية ف تنفيذ مقاصد الثورة وأهداف ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬بالتأكيد صاحب‬ ‫ر ي‬
‫الت واجهت الحكومة نتيجة‬ ‫ر‬
‫ذلك إخفاقات وإشكاالت واضحة‪ ،‬تتعلق بالصعوبات ي‬
‫الت وضعتها الدولة الموازية‪ ،‬وكذلك نتيجة االختيارات والمقاربات‬ ‫ر‬
‫العراقيل ي‬
‫ترىح حلول شيعة حولها‪،‬‬‫األنسب لتحقيق تطلعات الشعب يف عدة ملفات كانت ر‬
‫كبية‪ ،‬وحققتا إنجازات‬ ‫ر‬
‫حكومت الثورة األوىل والثانية أحدثتا نقلة ر‬ ‫وبصورة عامة فإن‬
‫ي‬
‫واالنقالبيي‬
‫ر‬ ‫عظيمة‪ ،‬ولعل هذه النجازات كانت سببا يف التآمر عليها من قوى الردة‬
‫وبعض الجهات الخارجية‪ ،‬لذلك وضعت العقبات والمتاريس ف سبيل ر‬
‫تعي االنتقال‬ ‫ي‬
‫اط المعتمد‬
‫ومن ثم تقويض الحكومة االنتقالية وقطع الطريق أمام التطور الديمقر ي‬
‫أساسا عىل الممارسة‪.‬‬
‫تتناول هذه الورقة يف الجزء األول سياسة الحكومة االنتقالية يف العالقات الخارجية‪،‬‬
‫ر‬
‫ومؤشاتها‪ ،‬ويتناول‬ ‫ومنطلقاتها ومحدداتها وأهدافها ومهامها وأولوياتها وموجهاتها‬
‫الت تحققت‪ ،‬فيما يتناول‬ ‫ر‬
‫الثان مقاربات التنفيذ والمنجزات والنجاحات ي‬
‫ي‬ ‫الجزء‬
‫الجزء الثالث العقبات‪ ،‬والتحديات‪ ،‬والدروس المستفادة‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬
‫العلم وإن كانت قريبة منها‪ ،‬وليست‬
‫ي‬ ‫فىه ليست ورقة علمية وفق مناهج البحث‬
‫ي‬
‫فىه تهدف إىل الجابة عىل السؤال المحوري‬
‫سياس وليست بعيدة عنه‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫تقرير أداء‬
‫ماذا جرى؟ وتداعيات تقويض التجربة االنتقالية سيما يف مجال العالقات الخارجية‪،‬‬
‫وتلمس الدروس المستفادة من تجربة الحك ومة االنتقالية يف السودان (‪- 2019‬‬
‫ر‬
‫الت واجهتها‪.‬‬ ‫ر‬
‫الكبية ي‬
‫ر‬ ‫كي عىل الحكومة االنتقالية الثانية للتحديات‬
‫‪ )2021‬بالي ر‬
‫الورقة كتبت بغرض إثارة النقاش‪ ،‬وفتح شهية النقد البناء‪ ،‬وطرح رؤوس أقالم‬
‫تدع بأي حال الحاطة بالموضوع من كل‬
‫ي‬ ‫فىه ال‬
‫وموضوعات لتقييم التجربة‪ ،‬ي‬
‫ومعاىل‬
‫ي‬ ‫معاىل الوزيرة أسماء محمد عبد هللا‪،‬‬
‫ي‬ ‫زمالن‬
‫ي‬ ‫جوانبه‪ ،‬ولم أتشاور فيها مع‬
‫ر‬
‫واالحيام‪ ،‬وبال شك لهما تجربة‬ ‫الوزير عمر قمر الدين‪ ،‬اللذين أكن لهما كل التقدير‬
‫‪277‬‬
‫ثرة‪ ،‬عىل أمل أن نوثق لهذه التجربة المهمة الحقا يف كتاب يحتوي عىل معلومات‬
‫تفصيلية واستدراكات أساسية ر‬
‫للفية االنتقالية خاصة يف مجال سياسة السودان‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫الجزء األول‪ :‬سياسات الحكومة االنتقالية يف العالقات الخارجية‬
‫(‪ )1‬تركة اإلنقاذ‬
‫ر‬
‫الت أعدت بالخصوص‪ ،‬والتقرير الذي أعده عدد من السفراء‬
‫أجمعت أوراق العمل ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫وخياء من المنظمات القليمية والدولية‪ ،‬ونقاشات الورشة ي‬
‫والدبلوماسيي ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المقيح‬ ‫الينامج‬ ‫ر‬
‫والت صدرت يف كتاب ” ر‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫عقدتها تنسيقية قوى الحرية‬
‫ر‬
‫للفية االنتقالية‪ ..‬االحتياجات العاجلة واألولويات“‪ ،‬ومداوالت االجتماعات‬
‫ر‬
‫الت أجريتها كوزيرة خارجية يف الحكومة االنتقالية الثانية؛ عىل أن‬
‫والمشاورات ي‬
‫الوضع الموروث من النظام البائد يف مجال سياسة السودان الخارجية هو‪:‬‬
‫الدبلوماس قد تعرض لتدهور مري ع‪.‬‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬أن العمل‬
‫السودان قد أهدرت جميعها خالل العقود‬ ‫الدبلوماس‬ ‫ب‪ .‬أن الخيات ر‬
‫المياكمة للعمل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫الثالثة الماضية‪.‬‬
‫الت كانت تدار بها العالقات الخارجية بينت‬ ‫ر‬
‫ت‪ .‬أن مجمل األداء المستعرض للكيفيات ي‬
‫والعرن كانت‬ ‫ر‬
‫األفريق‬ ‫والقليم‬ ‫الدوىل‬ ‫المحيطي‬ ‫أن عالقات السودان الخارجية يف‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫كارن التداعيات‪.‬‬ ‫ر‬
‫تقيب من الفشل الذري ع ي‬
‫الموظفي الذين التحقوا بالوزارة ألبسط‬
‫ر‬ ‫ث‪ .‬محدودية المعرفة ربي الغالبية العظم من‬
‫الماىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس واالنضباط الداري أو‬
‫ي‬ ‫مقومات ممارسة العمل‬
‫كثيا من صالحيات وزارة الخارجية وتدخل يف مهامها دون‬
‫ج‪ .‬النظام السابق سحب ر‬
‫تنسيق للمواقف والتحركات الخارجية‪.‬‬
‫ح‪ .‬عدم وجود ثوابت يف السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬فاتسمت بالعشوائية والضبابية‬
‫والتخبط ‪ ،‬إضافة النعدام خرائط الطرق للتعامل مع الضاعات الداخلية‪ ،‬مما حولها‬
‫‪278‬‬
‫وإقليم يصعب التحسب لتداعياته أو‬
‫ي‬ ‫دوىل‬
‫داخىل يمكن احتواؤه إىل شأن ي‬
‫ي‬ ‫من أمر‬
‫التحكم فيه‪.‬‬
‫وف‬ ‫خ‪ .‬لغرض تقديم رشاوي للنخب ر‬
‫الدوىل توسع النظام يف البعثات ي‬
‫ي‬ ‫واليلف للمجتمع‬
‫الضف عليها‪ ،‬فصارت لنا سفارات وقنصليات يف بلدان ال تجمعنا بها مصلحة‬
‫بميانية ضخمة تضف عىل تلك‬ ‫مرض كبلها ر‬ ‫ر‬
‫مباشة‪ ،‬مما جعل بالوزارة تضخم‬
‫ي‬
‫وكثيا ما عجزت المالية عن استيفاء مستحقاتها‪ ،‬وقد حفت بعملية تقليصها‬
‫البعثات ر‬
‫وتقليل تكلفة البعثات المتفق عليها‪ ،‬تحديات عديدة يف بحث ودراسة أولويات‬
‫التقليص والتقليل‪ ،‬ومآالت البعثات المقلصة‪.‬‬
‫الرجغ لنظام النقاذ والذي حال دون التفاعل المستحق مع‬
‫ي‬ ‫الثقاف والفكري‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬الرث‬
‫منظومة حقوق النسان الدولية بالمصادقة عىل كافة المواثيق الدولية األساسية‪.‬‬
‫قواني ولوائح‪ ،‬والذي تشب‬
‫ر‬ ‫ذ‪ .‬الهيكل الرئاس الشموىل المضمن ف ر‬
‫التشيعات من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫لإلدارة االنتقالية فلم تتم تعديالت ديمقراطية أساسية عىل عمل مجلس الوزراء‬
‫ر‬
‫الت ظلت تستند إىل ذات المرجعيات الشمولية‪ ،‬بحيث يتم توسع‬
‫عامة‪ ،‬والوزارات ي‬
‫يف صالحيات رئيس الوزراء ومكتبه‪ ،‬وداخل الوزارات يتم التعامل مع الوزير بصورة‬
‫تجعله يمسك بخيوط العمل يف الوزارة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت جعلت القرار ال يتخذ يف اجتماعات رسمية‪ ،‬بل‬
‫ر‪ .‬ثقافة الدارة الشللية القابضة ي‬
‫البشي بمن يأنس فيه الطاعة‪ ،‬مما جعل‬ ‫ر‬ ‫يستعي فيها عمر‬
‫ر‬ ‫صوالي مغلقة‬
‫ر‬ ‫تديره‬
‫ا‬
‫واليلمان يف العهد البائد‪ ،‬أشكاال صورية تقرر ما يريده‬
‫اجتماعات مجلس الوزراء‪ ،‬ر‬
‫الحاكم بأمره‪.‬‬
‫الت رسخت بصماتها خالل األنظمة الشمولية‬ ‫ر‬
‫البيوقراطية الصارمة ي‬
‫ز‪ .‬يضاف لذلك ر‬
‫ناقلي ومنفذين ألوامر عليا‪ ،‬مما ربي أيادي‬
‫ر‬ ‫المتعاقبة وجعلت طاقم الوزارة مجرد‬
‫مشغولي يف‬
‫ر‬ ‫المسؤولي فيها‬
‫ر‬ ‫البداعية والمبادأة والمبادرة يف أروقة الوزارة‪ ،‬وجعل‬
‫المقام األول بالتوقيع عىل خطابات روتينية‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫س‪ .‬سيادة ذهنية النظام المباد يف رسم السياسة الخارجية‪ ،‬والعجز عن تصور النقلة‬
‫المطلوبة يف عهد الثورة‪ ،‬ولذلك رفيغم الكفاءات يف الوزارة كانت عملية صياغة‬
‫الت جعلت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫السياتيجية خالية من أي روح حقيقية للخلق واهتبال فرصة الثورة ي‬
‫الت صاغها طاقم الوزارة أقرب‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫السودان نجما متألقا عالميا‪ ،‬بينما جاءت االسياتيجية ي‬
‫إىل قطع ولصق من أدبيات سابقة معمولة بروح النظام البائد‪.‬‬
‫وتبت‬
‫ي‬ ‫نتيجة لكل ذلك كانت الوزارة عاجزة عن القيام بمهامها داخليا‪ ،‬بصياغة‬
‫سياسة خارجية واضحة المعالم‪ ،‬أو اختيار األفضل للعمل بها؛ وعاجزة عن القيام‬
‫ر‬
‫البشية المناسبة للداء‬ ‫بمهامها يف الخارج‪ ،‬بسبب ضعف أو نقص الموارد‬
‫الدبلوماس يف السفارات أو لدى المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬وبسبب‬
‫ي‬
‫الكثي من البعثات‬ ‫ر‬
‫الت منحت ألجهزة األمن لدارة أعمال‬
‫ر‬ ‫الكبية ي‬
‫ر‬ ‫الصالحيات‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫(‪ )2‬منطلقات وأهداف السياسة الخارجية‬
‫عىل العالقات الخارجية المتوازنة‪ ،‬كما أفردت قوى الحرية‬
‫ركزت الوثيقة الدستورية ي‬
‫السعاف والسياسات البديلة‪،‬‬
‫ي‬ ‫الينامج‬
‫والتغيي محورا للعالقات الخارجية يف ر‬
‫ر‬
‫وحسب القرار (‪ )70‬لرئيس مجلس الوزراء للعام ‪ 2019‬م‪ ،‬فإن هدف وزارة الخارجية‬
‫والدوىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫هو (بناء عالقات خارجية تخدم مصالح البالد العليا يف المحورين‬
‫وبما يشمله ذلك من تعزيز القدرات التفاوضية للدولة يف محور المصالح القليمية‬
‫الدوىل ربي‬
‫ي‬ ‫والدوىل‪ ،‬وتطوير التعاون‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫والدولية‪ ،‬وتعزيز السالم واألمن‬
‫النسان‪ ،‬وتقوية القدرات‬ ‫وف الشأن‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫حكومة السودان وشكائها يف التنمية ي‬
‫التفاوضية مع مصادر التمويل الثنائية والقليمية والدولية‪ ،‬وتنسيق العون وتجميعه‬
‫بناء عىل ذلك كانت رؤية الحكومة االنتقالية للسياسة‬‫وتقويمه ومراقبة تدفقه)‪ .‬ا‬
‫ر‬
‫المشيكة‪،‬‬ ‫ه (بناء سياسة خارجية متوازنة تحقق االستقاللية والمصالح‬
‫الخارجية ي‬
‫وإعادة الصورة الوضاءة للدبلوماسية السودانية وذلك وفق أولويات االنتقال‬
‫‪280‬‬
‫ر‬
‫(االحيام المتبادل‪ ،‬واالنفتاح نحو‬ ‫ه‬‫ومقاصد الثورة)‪ ،‬وفق مبادئ وقيم عليا ي‬
‫احيام ر‬
‫الشعية الدولية وقراراتها‪ ،‬المبادرة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫العالم‪ ،‬نضة القضايا العادلة‪،‬‬
‫واالستقاللية)‪.‬‬
‫وانطلقت سياسات ومشوعات الحكومة االنتقالية للعالقات الخارجية من‬
‫التاىل‪:‬‬
‫ي‬
‫أ‪ .‬تحويل عالقات السودان الخارجية من الركود والمالحقة الدولية إىل رحاب‬
‫المبادرة والدور المحوري للسودان إقليميا ودوليا‪.‬‬
‫ب‪ .‬العالقات الخارجية مع الدول تبدو يف ظاهرها قوية‪ ،‬ولكنها تفتقر إىل العمل‬
‫ميجمة لعمل لصالحنا‪ -‬عىل‬ ‫اليجان المنتج – العواطف موجودة‪ ،‬ولكنها غي ر‬
‫ر‬ ‫ري‬
‫السفي جمال محمد إبراهيم‪.‬‬
‫ر‬ ‫تعبي‬
‫حد ر‬
‫تعي عن سودان الثورة‪.‬‬
‫التبشي بسودان الحرية والسالم والعدالة وإقامة عالقات ر‬
‫ر‬ ‫ت‪.‬‬
‫ث‪ .‬إعادة الدبلوماسية السودانية وفق عملية إصالح شاملة تستهدف تهيئة بيئة‬
‫وماس‪.‬‬
‫ي‬ ‫والمعان وتطوير العمل الدبل‬
‫ي‬ ‫المبان‬
‫ي‬ ‫العمل من حيث‬
‫أهداف السياسة الخارجية‪:‬‬
‫وف الوثيقة الدستورية يمكن حض‬ ‫ا‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫استهداء بما جاء يف إعالن الحرية‬ ‫لذلك‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫أهم أهداف سياسة السودان الخارجية خالل المرحلة االنتقالية يف ي‬
‫ر‬
‫المشيكة‪،‬‬ ‫أ‪ .‬بناء سياسة خارجية متوازنة مبادرة ومنفتحة نحو العالم وفق المصالح‬
‫وتبادل المنافع وعدم التدخل يف الشئون الداخلية‪ ،‬والبعد عن التكتالت والمحاور‬
‫القليمية والدولية‪ ،‬وذلك لخدمة مصالح السودان االقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫اض وأمن ومصالح السودان‪ ،‬والمحافظة عىل استقالله‬
‫والتنموية وحماية أر ي‬
‫وسيادته‪.‬‬
‫عي إصالح بيئة العمل‬
‫الوطت ر‬
‫ي‬ ‫ب‪ .‬استعادة وزارة الخارجية لدورها الرائد يف البناء‬
‫غي الرسمية‪.‬‬
‫قانونيا وإداريا وسياسيا ودبلوماسيا‪ ،‬وتشجيع ودعم الدبلوماسيات ر‬
‫‪281‬‬
‫ت‪ .‬تفعيل دور ومشاركة السودان يف المحافل القليمية والدولية‪ ،‬ومواصلة فك‬
‫الدوليي‪ ،‬والعمل عىل تحقيق تطلعات‬
‫ر‬ ‫العزلة‪ ،‬والتعاون لتحقيق األمن والسلم‬
‫السودان يف الحرية والديمقراطية والسالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشعب‬
‫(‪ )3‬مهام واختصاصات الوزارة‬
‫مهام واختصاصات وزارة الخارجية (حسب القرار ‪ 70‬لرئيس مجلس الوزراء‬
‫ه‪:‬‬
‫للعام ‪2019‬م) ي‬
‫ر ي‬
‫الخارىح بما يحقق التوافق ربي سياسات الدولة‬ ‫وضع سياسات وخطط العمل‬ ‫أ‪.‬‬
‫الخارجية والداخلية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تطوير التعاون السياس ربي السودان ودول العالم عن طريق ر‬
‫الشاف عىل تمثيل‬ ‫ي‬
‫السودان دبلوماسيا بالخارج‪ ،‬وتنسيق العالقات الخارجية سعيا لتأسيس نظام‬
‫دوىل يحقق العدالة‪.‬‬
‫ي‬
‫القليم والتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ت‪ .‬دعم وتعزيز التعاون والتكامل‬
‫السغ لزيادة التعاون مع المنظمات القليمية والدولية بالتنسيق مع الوزارات‬
‫ي‬ ‫ث‪.‬‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬تنظيم االتصاالت وتنسيقها ربي أجهزة الدولة والبعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫الخيات السودانية يف المنظمات‬
‫ر‬ ‫ح‪ .‬دفع جهود الوزارات المعنية بتعزيز وجود‬
‫الدولية والقليمية‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيكة مع الدول بغرض الرصد والتنفيذ‬ ‫خ‪ .‬متابعة أعمال اللجان الوزارية‬
‫والمتابعة‪.‬‬
‫د‪ .‬تنسيق عالقات السودان الخارجية مع المنظمات والهيئات القليمية والدولية‬
‫غي المالية ذات االرتباط ر‬
‫بأكي من وزارة‪ ،‬بالتعاون مع الوزارات المختصة‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تقدمها الدول والمنظمات‬ ‫ر‬
‫ذ‪ .‬المساهمة يف استقطاب المنح والموارد األجنبية ي‬
‫والمؤسسات القليمية والدولية وتنسيقها‪ ،‬بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫االنتقاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫(‪ )4‬السياق‬
‫كان وما زال أمام السودان فرص من أجل الوصول خالل االنتقال لتأسيس نظام‬
‫ر‬
‫الت بثتها الثورة وشطب اسم السودان من‬
‫اط‪ ،‬حيث تمثل الروح الوطنية ي‬
‫ديمقر ي‬
‫قائمة الواليات المتحدة األمريكية للدول الراعية لإلرهاب‪ ،‬ورفع العقوبات‪،‬‬
‫والدوىل‪ ،‬والتحسن المضطرد يف سجل حقوق النسان‪،‬‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫واالنفتاح والتعاون‬
‫ي‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫والتوجه العام نحو الحرية والسالم والعدالة أهم الفرص‪ .‬وقد مثل الوضع‬
‫اس وتعقيدات االنتقال أهم التحديات الداخلية‪ ،‬وتعد قضايا‬‫واالقتصادي والسي ي‬
‫ر‬
‫الت أفرزتها جائحة كورونا من التحديات‬
‫والمتغيات ي‬
‫ر‬ ‫الحدود واالضطراب يف القليم‬
‫اف ‪،‬‬
‫مميات تفضيلية بموارده‪ ،‬وإنسانه‪ ،‬وموقعه الجغر ي‬
‫الخارجية‪ .‬يتك السودان عىل ر‬
‫اط وتجربته الثورية تمثل نقاط قوة‪.‬‬
‫والدوىل‪ ،‬وتوجهه الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫قليم‬
‫ودوره ال ي‬
‫انتقاىل تمثل فيه تركة النظام المباد عقبة حقيقية‪،‬‬
‫ي‬ ‫صحيح يمر السودان بمخاض‬
‫التمكي؛ نقاط ضعف تتطلب المراجعة‬ ‫ر‬ ‫عطفا عىل ثقوب هيكل الدولة بفعل‬
‫الشعت للحكومة باعتبارهما‬ ‫ر‬
‫واليميم‪ .‬وكان الرهان عىل الرادة السياسية وااللتفاف‬
‫ري‬
‫اط‪.‬‬ ‫كفيالن بالعبور إىل رحاب الصالح وبناء ر‬
‫وطت ديمقر ي‬
‫ي‬ ‫مشوع‬
‫(‪ )5‬أولويات الحكومة االنتقالية الثانية وبرامج وزارة الخارجية‪:‬‬
‫(التحضي الجيد لمؤتمر باريس وبقية مؤتمرات ر‬
‫الشاكات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫‪ .1‬المحور االقتصادي‪:‬‬
‫برنامج روافع االستثمار‪ ،‬دعم السياسات االقتصادية)‪.‬‬
‫‪ .2‬محور السالم‪( :‬برنامج إنجاح رئاسة السودان لإليقاد‪ ،‬برنامج دعم يونيتامس‬
‫الوطت وتنسيقه حول البعثة‪ ،‬برنامج مؤتمر الحلول‬
‫ي‬ ‫وتوحيد الموقف‬
‫والالجئي والعائدين والمجموعات المستضعفة برعاية‬
‫ر‬ ‫للنازحي‬
‫ر‬ ‫المستدامة‬
‫اليقاد‪ ،‬برامج مؤتمرات السالم ومبادرات حل الياعات يف المنطقة)‪.‬‬
‫األمن‪( :‬تفعيل االتفاقيات واآلليات الثنائية مع دول الجوار لتقليل‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬المحور‬
‫التهريب‪ ،‬جولة عربية وإفريقية وألماكن صناعة القرار ر‬
‫لشح األزمة مع أثيوبيا‬
‫‪283‬‬
‫غي ر‬
‫الشعية‪ ،‬محاربة‬ ‫يف سد النهضة‪ ،‬استضافة المكتب القاري لمحاربة الهجرة ر‬
‫التطرف العنيف والرهاب عابر الحدود)‪.‬‬
‫اسياتيجية العالقات الخارجية بصورة‬‫‪ .4‬محور العالقات الخارجية‪( :‬صياغة ر‬
‫علمية تشمل الصالح الهيكىل ورؤية متكاملة‪ ،‬مع تحديد مهام ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ي‬
‫الخارجية‪ ،‬مراجعة وهيكلة البعثات الخارجية الدبلوماسية‪ ،‬استعادة فعالية‬
‫الدبلوماس)‪.‬‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح‬ ‫آليات العمل‬
‫‪ .5‬محور قضايا االنتقال‪( :‬ترتيب زيارات تبادلية يف العدالة االنتقالية إىل جنوب‬
‫أفريقيا‪ ،‬رواندا‪ ،‬المغرب‪ ،‬تدريب الشباب والنساء واألحزاب يف قضايا‬
‫الديمقراطية والحكم الراشد‪ ،‬تنسيق زيارات للشباب والنساء واألحزاب للدول‬
‫المأزومة لتمليك تجربة الثورة السودانية‪ ،‬تفعيل عضوية السودان يف مجلس‬
‫حقوق النسان ودعم مكتب السودان)‪.‬‬
‫موجهات سياسات وزارة الخارجية خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬موجهات السياسة الخارجية‬
‫القوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬خدمة مصالح السودان االقتصادية والسياسية والتنموية وتحقيق األمن‬
‫ر‬
‫األفريق مع‬ ‫ب‪ .‬تفعيل دور السودان يف المحافل الدولية‪ ،‬واستعادة دوره يف المحيط‬
‫ي‬
‫إعطاء خصوصية مع دولة جنوب السودان وأولوية لدول الجوار‪.‬‬
‫ت‪ .‬االنفتاح عىل المنظمات القليمية والدولية وتعزيز دور السودان فيها‪.‬‬
‫ث‪ .‬تطوير عالقات السودان مع دول العالم بما يخدم مصالحه يف المجاالت المختلفة‬
‫العلم‪.‬‬
‫ي‬ ‫خاصة التنمية وإعادة العمار واالستثمار والتبادل التجاري والبحث‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫والقليم‪ ،‬ومواصلة‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫المشيك بدال عن المواجهة مع المجتمع‬ ‫ج‪ .‬التعاون‬
‫خطوات فك العزلة واالنفتاح عىل واالندماج يف األشة الدولية‪.‬‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫ح‪ .‬إقامة سياسة خارجية عىل أسس مبادئ القانون‬

‫‪284‬‬
‫تيىح‪ ،‬ومع دول‬ ‫ر‬
‫متمية مع دول الجوار باعتبارها عمق السودان االسيا ر ي‬
‫خ‪ .‬بناء عالقات ر‬
‫أفريقيا أساسها المنافع االقتصادية والتجارية‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيك‪.‬‬ ‫د‪ .‬إيالء العالقة مع جنوب السودان اهتماما خاصا وتفعيل التعاون‬
‫ذ‪ .‬االستفادة القصوى من رفع اسم السودان من قائمة الواليات المتحدة للدول‬
‫الراعية لإلرهاب ورفع العقوبات االقتصادية النخراط السودان يف رشاكات إيجابية‬
‫منتجة‪.‬‬
‫السغ لحل مشاكل الحدود بالحوار والتفاوض والوصول التفاق ملزم للتعاون ربي‬
‫ي‬ ‫ر‪.‬‬
‫دول حوض النيل‪.‬‬
‫ز‪ .‬إيجاد حلول أو إعفاء لديون السودان الخارجية وفتح فرص لالستثمار والتنمية‪.‬‬
‫ر‬
‫واحيام سيادة الدول‪.‬‬ ‫س‪ .‬عدم التدخل يف الشؤون الداخلية للدول‬
‫ر‬
‫واالحيام المتبادل‪.‬‬ ‫ش‪ .‬البعد عن سياسات المحاور والتعامل بالندية‬
‫ص‪ .‬خطوات إقامة عالقات ربي السودان وإشائيل يجب أن تدرس بعناية وفقا للمصالح‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫موجهات استعادة دور الدبلوماسية السودانية‬
‫أ‪ .‬استلهام روح الثورة السودانية وشعاراتها (حرية‪ ،‬سالم‪ ،‬وعدالة) بالتعاون األقض‬
‫الت تدعم وترع الديمقراطية وحقوق النسان‬ ‫ر‬
‫مع الدول والمنظمات الدولية ي‬
‫وع ونهضة‪.‬‬
‫وتحتق بالثورة السودانية كثورة ي‬
‫ي‬ ‫ومسية االنتقال يف السودان‬
‫ر‬
‫الدبلوماس‪.‬‬
‫ي‬ ‫القواني واالتفاقيات واللوائح الحاكمة للعمل‬
‫ر‬ ‫ب‪ .‬مراجعة‬
‫السلكي‬
‫ر‬ ‫والداريي واالرتقاء باألداء يف‬
‫ر‬ ‫والدبلوماسيي‬
‫ر‬ ‫ت‪ .‬تهيئة بيئة العمل للسفراء‬
‫الدبلوماس والداري‪.‬‬
‫ي‬
‫المؤسس وإعادة هيكلة وزارة الخارجية لتواكب الثورة واالنتقال‪ ،‬تشمل‬
‫ي‬ ‫ث‪ .‬الصالح‬
‫الخارىح من سفارات وبعثات‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫رئاستها وخارطة تمثيل السودان‬
‫ر‬
‫والبحت‪.‬‬ ‫المعاشيي وتفعيل دورهم االستشاري‬
‫ر‬ ‫ج‪ .‬االستفادة من السفراء‬
‫ي‬
‫‪285‬‬
‫الدبلوماس‪.‬‬
‫ي‬ ‫ح‪ .‬تعزيز مشاركة المرأة السودانية يف السلك‬
‫السودانيي يف المؤسسات القليمية والدولية‪.‬‬
‫ر‬ ‫الموظفي‬
‫ر‬ ‫خ‪ .‬دعم‬
‫كبيا داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫الدبلوماس اهتماما ر‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬إعطاء التدريب‬
‫ذ‪ .‬تشجيع الدراسات والبحوث والدوريات يف كافة القضايا الدولية‪.‬‬
‫القنصىل وتجويد األداء وتخفيف معاناة الجاليات السودانية‪.‬‬
‫ي‬ ‫ر‪ .‬تطوير العمل‬
‫الدبلوماس وضمان عدم التدخالت من المؤسسات األخرى‪ ،‬والتأكيد‬
‫ي‬ ‫ز‪ .‬ضبط العمل‬

‫ر ي‬
‫الخارىح‪.‬‬ ‫ه المرجعية الدستورية والسياسية للعمل‬
‫عىل أن وزارة الخارجية ي‬
‫التمكي أو إنصافهم بصور‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا بسبب سياسة‬
‫ر‬ ‫س‪ .‬العمل عىل إعادة‬
‫ا‬
‫مختلفة‪ ،‬مثال استيعابهم كمستشارين‪.‬‬
‫للمعايي وحفظا للتوازن‪.‬‬
‫ر‬ ‫دبلوماسيي جدد وفقا‬
‫ر‬ ‫ش‪ .‬اختيار‬
‫الوظيق والداري ويشمل ذلك مدخل الخدمة وأسس التدريب‬
‫ي‬ ‫ص‪ .‬مراجعة الهيكل‬
‫الدبلوماس والئحة الخدمة الدبلوماسية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوظيق والقانون‬
‫ي‬ ‫والتدرج‬
‫ض‪ .‬تعزيز الدبلوماسية االقتصادية والتجارة الخارجية واالستثمار‪.‬‬
‫الثقاف ربي الشعوب‪.‬‬
‫ي‬ ‫ط‪ .‬تفعيل الدبلوماسية الثقافية والتبادل‬
‫ظ‪ .‬زيادة االهتمام بالدبلوماسية العلمية والتكنولوجية والبعثات الدراسية‪.‬‬
‫(اليلمانية‪ ،‬المجتمعية‪ ،‬النسوية‪ ،‬الشبابية)‬
‫غي الرسمية ر‬
‫ع‪ .‬ضمان اتساق الدبلوماسية ر‬
‫لتخدم ذات أهداف الدبلوماسية الرسمية‪.‬‬
‫غ‪ .‬إقامة رشاكات مع مراكز الدراسات والبحوث القليمية والعالمية‪.‬‬
‫تزيي رئاسة الوزارة والسفارات بلوحات تشكيلية من إنتاج شباب ونساء الثورة‪.‬‬
‫ف‪ .‬ر‬
‫(‪ )6‬المحددات‪:‬‬
‫ر‬
‫واليكي ز عل ى التغل ب عل ى تحدي ات األوض اع‬ ‫أ‪ .‬المح ددات االقتصادي ة‬
‫االقتصادي ة وزي ادة التب ادل التج اري ال س يما ف ي مس ارات الزراع ة والطاق ة‬
‫والكهرب اء‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الرقم يف بيئة‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫التكنولوىح والتحول‬ ‫الت تواكب التطور‬
‫ب‪ .‬محددات الموارد البشية ي‬
‫العمل‪.‬‬
‫غي النظامية والرهاب العابر‬
‫الالجئي والهجرة ر‬
‫ر‬ ‫ت‪ .‬المحددات الديمغرافية وتدفق‬
‫للحدود‪.‬‬
‫اف للسودان والمساحة‬ ‫ر‬
‫الت تتعلق بالموقع الجغر ي‬‫ث‪ .‬المحددات الجغرافية ي‬
‫التعاون‪.‬‬
‫ي‬ ‫والتضاريس والجوار والمنافذ والمعابر‪ ،‬وترجيح المنظور‬
‫ج‪ .‬المح ددات السياس ية الت ي تتعل ق باس تعادة الس ودان لدوره القليم ي والدول ي‪،‬‬
‫والتق دم ف ي ملف ات حق وق النس ان والس الم والعدال ة ومحارب ة الفس اد وإع ادة‬
‫التماس ك السياس ي‪.‬‬
‫ح‪ .‬المح ددات الدبلوماس ية المعني ة بف ك القي ود والعزل ة ورف ع العقوب ات‬
‫اتيىح لبن اء ش راكات تعاوني ة جدي دة‪.‬‬ ‫ر‬
‫والتف اوض والح وار االس ي ر ي‬
‫(‪ )7‬المؤشات‪:‬‬
‫أ‪ .‬توثيق العالقات الثنائية مع دول الجوار والقليم والعالم‪.‬‬
‫الشاكات االقتصادية‪.‬‬ ‫ر‬
‫المشيك وتنوع ر‬ ‫ب‪ .‬التعاون‬
‫ت‪ .‬تسوية الياعات يف الحدود مع دول الجوار وملف المياه‪.‬‬
‫غي النظامية والرهاب العابر للحدود‪.‬‬
‫ث‪ .‬الحد من موجات الهجرة ر‬
‫القوم وفتح فرص للتنمية واالستثمار‪.‬‬
‫ي‬ ‫ج‪ .‬تعزيز األمن‬
‫ح‪ .‬ترسيخ الصورة الدولية للسودان وإعادة الثقة يف دوره المحوري‪.‬‬
‫خ‪ .‬صياغ ة اس رياتيجية للعالق ات الخارجي ة وتوظي ف الخصائ ص الممي زة للس ودان‬
‫لخدم ة مصالح ه‪.‬‬
‫د‪ .‬االحتفاظ بعالقات وصالت متوازنة مع األطراف الفاعلة يف األشة الدولية‬
‫الثان‪ :‬المنجزات والنجاحات‬
‫ي‬ ‫الجزء‬

‫‪287‬‬
‫ٌ‬
‫مجهود ر ٌ‬ ‫خالل ر‬
‫كبي لوزارة الخارجية‪ ،‬فقد استقبلت‬ ‫الفية االنتقالية‪ ،‬كان هناك‬
‫عشات الفعاليات داخل وخارج السودان‪،‬‬ ‫عشات الوفود األجنبية‪ ،‬وشاركت ف ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ديسمي المجيدة‪ .‬وما نشهده‬
‫ر‬ ‫والتغيي الذي أحدثته ثورة‬
‫ر‬ ‫وذلك ثمرة االنفتاح‬
‫ٌ‬
‫وتقديم للسودان المبادر‪،‬‬ ‫ونمارسه ف سياستنا الخارجية‪ ،‬هو ر ٌ‬
‫تعبي عن روح الثورة‪،‬‬ ‫ي‬
‫جيانه والقليم والعالم أجمع‪ ،‬عطفا عىل‬
‫الذي يسغ للسالم واالستقرار واألمن مع ر‬
‫التغيات الداخلية والخارجية يف صياغة سياستنا الخارجية‪ ،‬وأن كل‬‫ر‬ ‫تأثي مجمل‬ ‫ر‬
‫ه إال ترجمة عملية لهذه السياسة وأولوياتها‪.‬‬
‫تحركاتنا الدبلوماسية ما ي‬
‫من نافلة القول إن عالقات السودان الخارجية يف ظل النظام المباد‪ ،‬اتسمت‬
‫تعي عن توجهات‬
‫باالضطراب والنظرة األيدلوجية الضيقة وبالتمحور‪ ،‬فكانت ر‬
‫النظام يف الحفاظ عىل السلطة وليس المحافظة عىل السيادة الوطنية‪ ،‬فظهرت‬
‫عورات دبلوماسيته وتداعياتها الكارثية يف تخريب عالقات السودان يف محيطه‬
‫غي مسبوقة‪ ،‬والمالحقة الجنائية الدولية‬ ‫والدوىل‪ ،‬واستعداء العالم بصورة ر‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬
‫ا‬
‫كبية وصلت لفرض العقوبات وقطع العالقات‪ .‬وقد‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬فضال عن عزلة ر‬
‫ورثت الحكومة االنتقالية هذا الواقع المأزوم ر‬
‫واليكة الثقيلة‪.‬‬
‫رسمت الوثيقة الدستورية توجها واضحا يقوم عىل بناء عالقات السودان الخارجية‬
‫ر‬
‫المشيكة‪ .‬وأعلنت الحكومة االنتقالية عن‬ ‫عىل أسس السيادة الوطنية والمصالح‬
‫الدوىل يف حفظ االمن والسالم‬ ‫سياسة االنفتاح نحو العالم‪ ،‬ر‬
‫والشاكة مع المجتمع‬
‫ي‬
‫الدوليي‪ ،‬وإرساء عالقات متوازنة تخدم مصالح السودان العليا‪ .‬لذلك أثمرت هذه‬
‫ر‬
‫السياسة رفع العقوبات‪ ،‬وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪،‬‬
‫ومعالجة الديون‪ ،‬ودعم االنتقال يف السودان‪ .‬فقد وضعت الوزيرة أسماء محمد عبد‬
‫هللا‪ ،‬والوزير عمر قمر الدين أساسا متينا يف ملفات وزارة الخارجية‪ ،‬وواصلت بعدهما‬
‫المسية‪ .‬فنحن سلسلة واحدة لخدمة الوطن‪ ،‬وتنفيذ مقاصد الثورة‪ ،‬وأهداف‬
‫ر‬

‫‪288‬‬
‫االنتقال‪ .‬وقد ساعدنا بال شك وجود الدكتور عبد هللا حمدوك يف رئاسة الوزارة‪ ،‬لما‬
‫يحط به بحكم عمله السابق من سمعة طيبة وثقة عالية يف الدوائر العالمية‪.‬‬
‫أقول بكل ثقة‪ ،‬لقد دخل السودان مرحلة جديدة يف عالقاته الخارجية عقب ثورة‬
‫يىح يف المنطقة‪ ،‬واستعادة‬
‫ديسمي المجيدة‪ ،‬مالمحها استعادة دور السودان التار ي‬
‫ر‬
‫تسخي هذا الدور وهذه السمعة الطيبة يف تحقيق‬
‫ر‬ ‫سمعته الطيبة يف العالم‪ ،‬ومقاربة‬
‫القوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫مصالحه الوطنية وحماية أمنه‬
‫سياستنا الجديدة كانت تقوم عىل التوجه نحو إفريقيا واالنفتاح عليها يف كل‬
‫المجاالت‪ .‬فموقع السودان الجيوسياس يجعلنا نعيد تموضع السودان ر‬
‫كشيك‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫العرن ينطلق‬
‫ري‬ ‫مؤتمن يف أفريقيا أوال‪ ،‬ومن ثم بقية العالم‪ .‬وكذلك توجهنا نحو العالم‬
‫العرن الذي‬
‫ري‬ ‫السغ لخلق عالقات بعيدة عن التمحور‪ ،‬وقريبة من التضامن‬ ‫ي‬ ‫من‬
‫يخدم قضايا األمن واالستقرار يف الدول العربية‪ .‬وتنطلق سياستنا الخارجية نحو‬
‫جياننا بزيادة االهتمام بقضاياهم ومساعدتهم‪ ،‬وبناء عالقات حسن الجوار قوامها‬
‫ر‬
‫الثقاف‪ ،‬ولدينا تجربة سودانية ثرة‬ ‫ر‬
‫المشيكة والتعاون التجاري والتبادل‬ ‫المصالح‬
‫ي‬
‫يمكن تسويقها يف دول الجوار‪ .‬أما عالميا عملنا بخط حثيثة لتعزيز وتطوير‬
‫األورون‪،‬‬
‫ري‬ ‫العالقات الثنائية مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وتركيا‪ ،‬ودول االتحاد‬
‫عي برتوكوالت تعاون جديدة‪.‬‬ ‫الصي وروسيا‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫(اليكس) خاصة‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬ودول ر‬
‫بالضافة إىل ر‬
‫الشاكات مع األمم المتحدة ووكاالتها والمؤسسات العالمية التنموية ‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬والتمويلية‪ ،‬واالستشارية‪.‬‬
‫وقد ابتدرت وزارة الخارجية تحركا دبلوماسيا واسعا‪ ،‬لتفعيل كافة االتفاقيات الثنائية‬
‫مع الدول‪ ،‬وتنشيط اللجان الوزارية‪ ،‬ولجان التشاور السياس‪ ،‬والتوسع ف ر‬
‫الشاكات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يف كل المجاالت‪.‬‬
‫ر‬
‫ومؤشات مقاربتها‪ ،‬لتحقيق أهداف‬ ‫لقد رصدنا آنفا موجهات السياسة الخارجية‬
‫االنتقال‪ ،‬والدبلوماسية الكفيلة ربيجمتها لمكاسب سياسية واقتصادية وأمنية‬
‫‪289‬‬
‫ر‬
‫لق الضوء عىل ما تم إنجازه يف‬‫لصالح السودان‪ .‬ومن خالل هذا الجزء من الورقة‪ ،‬ن ي‬
‫أهم الملفات خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬يف مجال السياسة الخارجية‬
‫قوم للعالقات الخارجية‪ ،‬الذي‬ ‫ر‬
‫شعت الحكومة االنتقالية يف ترتيبات عقد مؤتمر ي‬
‫ر‬
‫الت أقامها النظام المخلوع‪،‬‬
‫يهدف إىل محو اآلثار المذلة يف العالقات الخارجية ي‬
‫غي محورية‪ ،‬وعالقات دولية متوازنة ربي‬
‫واالتفاق عىل عالقات إقليمية ر‬
‫المعسكرات المتنافسة لصالح الوطن‪ ،‬ووضع سياسة خارجية متفق عليها‪ ،‬ويحدث‬
‫التحول من السياسات المؤقتة واالنتهازية‪ ،‬إىل السياسات المستدامة‬
‫ر‬
‫واالستاتيجية‪ .‬سياسات خارجية من شأنها إعادة السودان إىل نقطة ”توازن“ يف‬
‫اتيح‪ ،‬وكمساهم فاعل يف السلم‬ ‫ر‬
‫إدارة عالقاته الخارجية يف عمقه الجيواست ر ي‬
‫واألمن الدوليي‪ ،‬ولكن القرارات االنقالبية حالت دون عقد المؤتمر الذي كونت‬
‫لجنته وباشت عملها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ويمكن هنا إجماال عرض ما أنجز من سياسة السودان الخارجية يف ضوء محاور‬
‫المتغيات الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ر‬ ‫وف ضوء‬
‫وأولويات الحكومة االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫السياسة الخارجية يف ضوء أولويات الحكومة االنتقالية‬
‫عملت وزارة الخارجية عىل أهداف وأولويات الحكومة االنتقالية الثانية يف محاورها‬
‫واالجتماع‪ ،‬السالم‪ ،‬األمن‪ ،‬العالقات الخارجية‪،‬‬
‫ي‬ ‫الخمسة (المحور االقتصادي‬
‫عشة ر‬
‫مشوعات‪ ،‬وتمت متابعة التنفيذ بصورة دقيقة وتقويمه‬ ‫عي ر‬‫وقضايا االنتقال) ر‬
‫عي التدخالت العاجلة‪ ،‬وخطة النصف الثان من العام ‪ 2021‬ر‬
‫والت تتمثل يف‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫(الدبلوماسية االقتصادية‪ ،‬والدبلوماسية الوقائية‪ ،‬وإنجاح رئاسة السودان لإليقاد‪،‬‬
‫وتعزيز العالقة مع الجاليات السودانية‪ ،‬والتنسيق مع ي ونيتامس‪ ،‬ومبادرات السالم‬
‫وفض الياعات‪ ،‬والتعريف بسودان الثورة بواسطة الشباب‪ ،‬وتقوية البعثات‬

‫‪290‬‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح وفق‬ ‫الدبلوماسية وحل المشكالت المالية‪ ،‬وتوحيد الخطاب‬
‫والسياسة الخارجية‪ ،‬واالنفتاح نحو العالم)‪.‬‬
‫ا‬
‫معقوال ف هذه ر‬
‫المشوعات‪ ،‬لوال االنقالب الذي قطع‬ ‫ي‬ ‫لقد حققت الوزارة تقدما‬
‫المشوعات‪:‬‬‫الطريق أمام هذه ر‬

‫واالجتماع‪ ،‬قامت الوزارة بعدة تدخالت أهمها‪ :‬مخاطبة‬


‫ي‬ ‫‪ .1‬يف المحور االقتصادي‬
‫الدول والصناديق بإعفاء ديون السودان‪ ،‬وعقد اجتماعات مع رؤساء دول ووزراء‬

‫ر ي‬
‫الخارىح من عدد‬ ‫خارجية وسفراء بغرض إعفاء الديون‪ ،‬واستقطاب الدعم التنموي‬
‫من الصناديق ومؤسسات التمويل والعون التنموي‪ ،‬وتقديم تسهيالت لرجال‬
‫الوطنيي وإنشاء صندوق‬
‫ر‬ ‫السودانيي واألجانب‪ ،‬ر‬
‫والشاكة مع رجال األعمال‬ ‫ر‬ ‫األعمال‬
‫دعم الخارجية‪ ،‬ودعم جهود االنضمام لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬ودعم التبادل‬
‫الدوىل السودان‬
‫ي‬ ‫التجاري مع دول الجوار‪ .‬ي‬
‫قق يوليو ‪2021‬م اعتمد صندوق النقد‬
‫الفقية المثقلة بالديون (هيبك) ثم أدرجه نادي باريس ضمن‬
‫ر‬ ‫ضمن مبادرة البلدان‬
‫ر‬
‫الت يسغ لتخفيف ديونها‪ ،‬فوافق عىل إلغاء ‪ 14.1‬مليار دوالر وإعادة‬
‫قائمة الدول ي‬
‫اط يف السودان‪ .‬وهذا جعل السودان‬‫هيكلة ‪ 23‬مليار دوالر دعما لالنتقال الديمقر ي‬
‫ر‬
‫يتلق دعما تنمويا من جهات عديدة‪ ،‬كلها أطاح بها االنقالب‪.‬‬
‫وف إطار اليقاد‪ ،‬عملت وزارة الخارجية عىل إقامة االجتماع الوزاري‬
‫‪ .2‬يف محور السالم ي‬
‫لمنظمة اليقاد‪ ،‬ورتبت لقاءات مع وزراء خارجية كينيا ويوغندا والصومال وجنوب‬
‫للسكرتي التنفيذي لإليقاد إىل السودان‪ ،‬واالتفاق عىل‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬ونظمت زيارة‬
‫والالجئي‬
‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬ ‫والتحضي لمؤتمر الحلول المستدامة لقضايا‬
‫ر‬ ‫برنامج اليقاد‪،‬‬
‫والعائدين والمجتمعات المضيفة يف السودان وجنوب السودان‪ .‬وتابعت وزارة‬
‫تضمي االتفاقية يف‬
‫ر‬ ‫الخارجية سالم جنوب السودان‪ ،‬وقد شاركت يف مؤتمر‬
‫الدستور‪ ،‬واالتفاق ربي السودان والنيجر وليبيا حول دعم االستقرار والسالم يف‬
‫تشاد‪ ،‬والتوافق مع فرنسا ف دعم االستقرار ف تشاد‪ ،‬وتقديم ر‬
‫مقيح وساطة يف إطار‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪291‬‬
‫الالجئي جراء‬
‫ر‬ ‫اليقاد لمعالجة األزمة الصومالية‪ ،‬وتنسيق الجهود القليمية لغاثة‬
‫الضاع يف إقليم تقراي‪.‬‬
‫ر‬
‫دولت نيجريا‬ ‫‪ .3‬يف محور األمن‪ ،‬تم التنسيق لمكافحة الرهاب والتطرف العنيف مع‬
‫ي‬
‫والنيجر‪ ،‬وإحكام التنسيق وتفعيل ر‬
‫الشاكة مع منظمة الهجرة الدولية لمكافحة‬
‫الشعية‪ ،‬ووضع كافة ر‬
‫اليتيبات الستضافة المركز القاري لمكافحة‬ ‫غي ر‬ ‫الهجرة ر‬
‫الشعية بالتنسيق مع وزارة الداخلية‪ ،‬وتمت جوالت عربية ر‬
‫لشح األزمة‬ ‫غي ر‬
‫الهجرة ر‬
‫مع أثيوبيا (مض واألمارات وقطر والبحرين) وجوالت واسعة يف إفريقيا شملت‬
‫نيجييا‪ ،‬غانا‪ ،‬السنغال‪،‬‬
‫(جنوب السودان‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬كينيا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬رواندا‪ ،‬الكنغو‪ ،‬ر‬
‫والنيجر)‪ ،‬والنجاح يف توصيل رؤية السودان حول االزمة مع أثيوبيا (الحدود وسد‬
‫وعي‬
‫النهضة) بلقاءات مع وزراء الخارجية العرب واألفارقة والدول المؤثرة‪ ،‬ر‬
‫للتأثي عىل موقف مفوضية‬
‫ر‬ ‫مكالمات هاتفية ولقاءات مع كل السفراء تقريبا‪ ،‬وسعينا‬
‫ر‬
‫واألفريق لصالح السودان‬ ‫واألمريك‬ ‫األورون‬ ‫والتأثي يف الموقف‬ ‫ر‬
‫األفريق‪،‬‬ ‫االتحاد‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ري‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫القضيتي‪ ،‬ودراسة تجارب دول نهر النيجر ونهر السنغال حول تقاسم منافع‬
‫ر‬ ‫يف‬
‫المياه كتجربة لحل أزمة سد النهضة‪ ،‬والمشاركة يف اآللية الوطنية لمكافحة االتجار‬
‫ر‬
‫الت ساهمت يف ترفيع تصنيف السودان إىل‬ ‫ر‬
‫بالبش‪ ،‬والمشاركة يف االجتماعات ي‬
‫األمريك السنوي‪ ،‬والمشاركة يف االجتماع الرابع‬
‫ي‬ ‫التصنيف األعىل يف التقرير‬
‫ر‬
‫المشيكة للحدود ربي السودان وجنوب السودان‪.‬‬ ‫للمفوضية‬
‫‪ .4‬يف محور العالقات الخارجية‪ ،‬تم رفع اسم السودان من القائمة (ج) المتعلقة‬
‫دانيي إىل السنغال‪ ،‬وترفيع العالقات السودانية‬
‫تأشية السو ر‬
‫ر‬ ‫بالرهاب‪ ،‬وتسهيل‬
‫سفي‪ ،‬ومعالجة األوضاع يف بعض البعثات الخارجية‪ ،‬وتسمية‬
‫الكندية لمستوى ر‬
‫وقائمي باألعمال‪ ،‬ووضع لوائح تنظم الحصانات واالمتيازات للبعثات‬
‫ر‬ ‫سفراء‬
‫العاملي يف المنظمات القليمية‬
‫ر‬ ‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫األجنبية‪ ،‬والنظر يف كافة شكاوى‬
‫والدولية‪ ،‬والمشاركة يف اجتماعات جامعة الدول العربية‪ :‬الوزاري يف القاهرة‪،‬‬
‫‪292‬‬
‫واالجتماعات حول القضية الفلسطينية‪ ،‬والتشاوري حول سد النهضة يف الدوحة‪،‬‬
‫والمشاركة يف مؤتمر تجمع الساحل والصحراء‪ ،‬والمشاركة يف مؤتمر منظمة‬
‫البحيات‪ ،‬والمشاركة يف مؤتمر وزيرات الخارجية حول الكورونا‪ ،‬وتفعيل لجان‬
‫ر‬
‫السياس يف (كينيا‪ ،‬مض‪ ،‬سويشا‪ ،‬يوغندا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬رواندا‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫ي‬ ‫التشاور‬
‫ر‬
‫المشيكة يف (كينيا‪،‬‬ ‫االمارات‪ ،‬الكنغو‪ ،‬جنوب السودان)‪ ،‬وتفعيل اللجان الوزارية‬
‫الدبلوماس مع‬
‫ي‬ ‫عىل التدريب‬
‫قطر‪ ،‬مض‪ ،‬جنوب السودان‪ ،‬السعودية)‪ ،‬واالتفاق ي‬
‫كل من المارات‪ ،‬قطر‪ ،‬مض‪ ،‬السعودية‪ ،‬البحرين‪ ،‬وتفعيل مبدأ التعامل بالمثل يف‬
‫والتشيفات‪ ،‬وإعداد مصفوفة تنفيذ االتفاقيات مع جنوب السودان‬ ‫ر‬ ‫المراسم‬
‫عىل البحر األحمر وخليج‬
‫ومض‪ ،‬وإعداد خطة العمل الوطنية لملف الدول المطلة ي‬
‫عدن‪.‬‬
‫‪ .5‬يف محور قضايا االنتقال‪ ،‬تم التواصل وعقد لقاءات مع الجاليات السودانية يف عدد‬
‫من الدول (مض‪ ،‬جنوب السودان‪ ،‬كينيا‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬رواندا‪ ،‬السنغال‪ ،‬النيجر‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬المارات‪ ،‬يوغندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬روسيا‪ ،‬البحرين)‪ ،‬وصدر قرار بتشكيل لجنة لمتابعة‬
‫ومعالجة الشكاوى القنصلية للجاليات السودانية‪ ،‬وصدر توجيه لكافة البعثات‬
‫السودانيي المحتجزين يف السجون بالخارج يف ‪ 41‬بعثة‬
‫ر‬ ‫بحض ومتابعة أوضاع‬
‫التدابي لتفعيل عضوية السودان‬
‫ر‬ ‫بالخارج وقدر عددهم ب ‪ 2031‬سجينا‪ ،‬ووضع كافة‬
‫يف مجلس حقوق النسان‪ ،‬والتعاون والتنسيق مع كافة وكاالت األمم المتحدة‬
‫المتخصصة والمنظمات الدولية الداعمة لالنتقال‪ ،‬والتنسيق مع يونيتامس لنجاح‬
‫مهام البعثة‪.‬‬
‫السياسة الخارجية يف ضوء المتغتات الداخلية والخارجية‪:‬‬
‫‪ ‬أولت وزارة الخارجية أفريقيا عناية وأهمية خاصة يف مجمل تحركاتها ونشاطها‪،‬‬
‫وذلك انطالقا مما تمثله القارة األفريقية كدائرة انتماء لصيق وذي أولوية قصوى‬
‫اتيىح‪ ،‬واألبعاد االجتماعية‬ ‫ر‬
‫اف واالسي ر ي‬
‫بالنسبة للسودان‪ ،‬بحكم الموقع الجغر ي‬
‫‪293‬‬
‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫والثقافية‪ ،‬والمصالح االقتصادية والتجارية المتداخلة‪ .‬وبعد قيام ثورة‬
‫وبالسغ‬
‫ي‬ ‫وتية اهتمامها بالقارة الفريقية‪،‬‬
‫المجيدة‪ ،‬ضاعفت وزارة الخارجية من ر‬
‫وتمتي عالقاتها بمختلف الدول الفريقية‪ ،‬وذلك وعيا منها‬
‫ر‬ ‫بجد وإخالص لتطوير‬
‫وغي المتوازن للنظام البائد‪ ،‬قد جاء خصما‬ ‫ر ي‬
‫األيديولوىح المتشدد ر‬ ‫بأن التوجه‬
‫يستدع‬
‫ي‬ ‫بالضورة عىل مجمل سياسته الخارجية‪ ،‬وبصورة أخص نحو أفريقيا‪ ،‬مما‬
‫إصالح هذا الوضع المختل‪ ،‬والعمل بكل همة وإخالص من أجل إعادة وضع‬
‫ر‬
‫األفريق‬ ‫مسية العمل‬ ‫تاريىح والرائد يف قلب‬ ‫السودان يف موضعه الصحيح وال‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫المشيك‪ ،‬تأكيدا ر‬
‫الليامه الصادق بقضايا أفريقيا قاطبة يف جميع المجاالت‪.‬‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الفريق والمنظمات شبه القليمية‪ ،‬برز نشاط السودان‬ ‫‪ ‬عىل مستوى االتحاد‬
‫ي‬
‫بصورة واضحة منذ اندالع الثورة‪ ،‬بل رأينا ترحيب تلك المنظمات بقيام الثورة‬
‫واليامها بدعم ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬وقد شهدنا االنخراط‬ ‫والتغيي السياس بالسودان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الفريق يف الوساطة ربي مكونات السلطة‬‫ر‬ ‫المعتي الذي لعبه االتحاد‬ ‫اليجان والدور‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ري‬
‫االنتقالية‪ ،‬بما يف ذلك تسهيل التوافق عىل الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫ر‬
‫الفريق‬ ‫شت الملتقيات ذات الصلة بالعمل‬ ‫‪ ‬ظل السودان يشارك بفاعلية ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫المشيك ‪ ،‬مثل مشاركة السيد رئيس الوزراء يف قمة تمويل االقتصاديات االفريقية‬
‫الماض ‪ ،‬وكذلك مشاركته يف مؤتمر قمة‬
‫ي‬ ‫الذي انعقد بباريس يف منتصف مايو‬
‫الماض‬
‫ي‬ ‫التجديد لصندوق التنمية الدولية الذي انعقد بأبيدجان يف منتصف يوليو‬
‫لتمكي الدول االفريقية‬
‫ر‬ ‫‪ ،‬والذي كان الهدف منه هو حشد الموارد المالية الالزمة‬
‫من مواجهة التحديات الماثلة أمامها ‪ ،‬بما يف ذلك تداعيات جائحة كورونا ‪ ،‬حيث‬
‫صدر إعالن ابيدجان الذي نص عىل ر‬
‫اليام الدول ومؤسسات التمويل المانحة بجمع‬
‫امريك لهذا الغرض قبل نهاية عام ‪2021‬م ‪.‬‬
‫ي‬ ‫مبلغ ‪ 90‬مليار دوالر‬
‫‪ ‬قاد السودان منظمة اليقاد عىل مستوي الرئاسة وترأس مجلس وزراء الخارجية‪،‬‬
‫وقد ظل منخرطا بإيجابية يف عدد من الملفات مثل‪ :‬الصومال‪ ،‬وجنوب السودان‪،‬‬
‫‪294‬‬
‫وسغ بهذه الصفة أيضا للمساهمة يف حل األزمة يف أثيوبيا‪ ،‬انطالقا وتجسيدا‬
‫لشعار‪ :‬حلول أفريقية للقضايا األفريقية‪.‬‬
‫‪ ‬يف جنوب السودان‪ ،‬نشطت الدبلوماسية السودانية انطالقا من عالقات الخاء‬
‫وحسن الجوار مع جمهورية جنوب السودان‪ ،‬وكذلك بحكم ترؤسه لإليقاد‪ ،‬يف رعاية‬
‫تسوية سلمية ومستدامة للخالفات ربي الفرقاء هناك‪.‬‬
‫الثنان ربي السودان وجنوب السودان‪ ،‬وبالتضامن مع منظمة‬
‫ي‬ ‫وبفضل التعاون‬
‫الشكاء الدوليي‪ ،‬وضع السودان ر‬
‫اليتيبات‬ ‫اليقاد وتحت رعايتها‪ ،‬وبمشاركة عدد من ر‬
‫ر‬
‫الالزمة لمؤتمر بالخرطوم لمناقشة قضايا اللجوء واليوح يف السودان وجنوب‬
‫السودان خالل ر‬
‫الفية المقبلة‪.‬‬
‫وشهدت العالقات ربي السودان وجنوب السودان مرحلة من االستقرار والثقة‬
‫المتبادلة‪ ،‬بل التعاون اللصيق‪ ،‬وقد انعكس ذلك يف األدوار االيجابية والبناءة‬
‫ر‬
‫الت ظل يلعبها كل بلد يف عملية السالم يف البلد اآلخر‪ ،‬وقد سم السودان‬
‫المتبادلة ي‬
‫السفي عبد الرحمن محمد بخيت‪،‬‬
‫ر‬ ‫مبعوثا خاصا له لجنوب السودان‪ ،‬هو سعادة‬
‫الذي دشن نشاطه بزيارة إىل جوبا ضمن وفد حكو يم رفيع المستوى‪.‬‬
‫ه األخرى تقدما ملحوظا‪ ،‬يشهد عىل ذلك‬
‫العالقات الثنائية ربي البلدين شهدت ي‬
‫الجانبي عىل فتح عدد من المعابر الحدودية لتسهيل انسياب‬
‫ر‬ ‫التوافق مؤخرا ربي‬
‫المواطني‪.‬‬
‫ر‬ ‫السلع وحركة تنقل‬
‫الدوىل لمنطقة‬ ‫‪ ‬أصبح السودان عضوا بالقيادة الثالثية أو ر‬
‫اليويكا لمنظمة المؤتمر‬
‫ي‬
‫العظم إىل جانب كل من أنقوال والكونغو برازفيل‪ ،‬وقد استضاف السودان‬
‫ي‬ ‫البحيات‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت تضم‬
‫ورشة عمل رفيعة المستوى حول الموارد الطبيعية بدول هذه المنظمة ي‬
‫‪ 12‬دولة عضوة ف وسط ر‬
‫وشق أفريقيا‪ .‬وكان من المؤمل فيه أن يتمكن السودان‬ ‫ي‬
‫من استضافة قمة هذه المنظمة خالل السنوات القليلة القادمة‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫‪ ‬أولت وزارة الخارجية أهمية خاصة لعالقات السودان بدول الجوار‪ ،‬ي‬
‫وف مقدمتها‬
‫جمهورية مض العربية‪ ،‬وأكد السودان حرصه عىل تعزيز العالقات مع مض‬
‫الوطت‬
‫ي‬ ‫وتطويرها يف جميع المجاالت‪ ،‬ورعاية لحسن الجوار‪ ،‬وصونا للمن‬
‫ر‬
‫المشيك للمصالح‬ ‫اتيىح للسودان‪ ،‬وتعزيزا لعالقات التعاون والتبادل‬ ‫ر‬
‫واالسي ر ي‬
‫ر‬
‫المشيك إقليميا ودوليا‪ ،‬وخدمة ومراعاة ألوارص‬ ‫والمنافع والقضايا ذات االهتمام‬
‫والثقاف‪ ،‬والتجاري‪.‬‬
‫ي‬ ‫االجتماع‪،‬‬
‫ي‬ ‫القرن‪ ،‬والتداخل‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المشيكة‬ ‫‪ ‬ثمة عوامل ر‬
‫كثية ومتداخلة تحكم عالقتنا مع أثيوبيا‪ ،‬منها الحدود‬
‫عي التاري خ‪.‬‬
‫والثقاف والروابط التاريخية والسياسية ر‬ ‫الطويلة‪ ،‬والتداخل ر‬
‫البشي‬
‫ي‬
‫وييز نهر النيل األزرق بصفة أساسية الذي يربط ربي البلدين‪ ،‬باعتباره معلما‬ ‫ر‬
‫اسياتيجية واضحة عىل نحو ما برز مؤخرا يف موضوع سد النهضة‪.‬‬ ‫جغرافيا ذا أبعاد ر‬

‫االعياف بأن العالقات الثنائية ربي البلدين‪ ،‬قد شهدت توترا عىل خلفية‬‫ر‬ ‫ينبغ‬
‫ي‬
‫اض منطقة الفشقة السودانية‪ ،‬وكذلك بسبب‬ ‫ر‬
‫قضيت االدعاءات االثيوبية يف أر ي‬
‫ي‬
‫وف‬ ‫ر‬
‫عمليت ملء وتشغيل سد النهضة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫تعنتها بشأن إبرام اتفاق ملزم قانونا حول‬
‫لموضوعي‪ ،‬كان السودان مطمئنا لسالمة موقفه‪.‬‬
‫ر‬ ‫كال هذين ا‬
‫‪ ‬العالقات ربي السودان وتشاد ر‬
‫متمية وفريدة حقا‪ .‬ذلك ألن البلدين ظال ر‬
‫عي التاري خ‬
‫وتلقان منذ أقدم العصور وإىل تاري خ قيام الممالك‬
‫ي‬ ‫طبيغ‬
‫ي‬ ‫يف حالة تداخل وتكامل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫كثية‬
‫فبي البلدين تداخل وتواصل وقواسم مشيكة ر‬ ‫الت ظهرت فيهما‪ .‬ر‬
‫والسلطنات ي‬
‫اثنية وثقافية‪ ،‬وجغرافية‪ ،‬ومصالح وصالت اقتصادية وتجارية جمة‪ .‬شهدت‬
‫العالقات الثنائية خالل حقبة النظام البائد عدم استقرار‪ ،‬وحاالت من الصعود‪،‬‬
‫والهبوط‪ ،‬والفتور‪ ،‬واالنتعاش‪ .‬توافق الطرفان عىل إبرام اتفاقية حسن جوار‪ ،‬وإنشاء‬
‫قوات ر‬
‫مشيكة لمراقبة حدود البلدين‪ ،‬ومن ثم رشع البلدان يف التعاون والتنسيق يف‬
‫الجوانب العسكرية واألمنية‪ ،‬كما تم توقيع اتفاقية الستخدام ميناء بورتسودان‬
‫ر‬
‫المشيكة‪ ،‬بل تم ترفيعها إىل لجنة عليا‬ ‫بواسطة تشاد‪ .‬وتم كذلك تنشيط اللجنة‬
‫‪296‬‬
‫واليتوكوالت‬
‫ئيس وزراء البلدين‪ ،‬كما وقع الجانبان عددا من االتفاقيات ر‬
‫برئاسة ر ي‬
‫واليامج التنفيذية شاملة التعاون يف عدة مجاالت‪ .‬واستمر التواصل والتعاون‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المشيك بذات الحميمية بعد سقوط النظام المباد واندالع الثورة وقيام حكومة‬
‫العاىل بشأن األوضاع يف ليبيا‬ ‫السياس‬ ‫ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬وظهر بجالء التنسيق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫االفريق‪ ،‬ومكافحة الرهاب والهجرة‬ ‫وأفريقيا الوسط واألمن يف منطقة الساحل‬
‫ي‬
‫وغيها من الجرائم العابرة للحدود‪ .‬وإثر مقتل الرئيس‬ ‫الشعية‪ ،‬واالتجار ر‬
‫بالبش ر‬ ‫غي ر‬ ‫ر‬
‫ديت يف أبريل ‪2021‬م‪ ،‬وقف السودان وقفة صلبة إىل جانب الشعب‬
‫السابق إدريس ر ي‬
‫التشادي الشقيق والحكومة التشادية يف محنتهما‪ ،‬وأعرب عن مساندته القوية‬
‫الكبي‬
‫ر‬ ‫ديت‪ .‬يشهد عىل ذلك العدد‬
‫للسلطة االنتقالية بقيادة الرئيس محمد إدريس ر ي‬
‫ر‬
‫الت شاركت يف تقديم واجب العزاء يف فقد الرئيس‬
‫من الوفود الرسمية والشعبية ي‬
‫ديت بزيار رتي للسودان‪.‬‬
‫الراحل‪ ،‬فضال عن قيام الرئيس محمد ر ي‬
‫ا‬
‫والثقاف‪ ،‬فضال عن‬
‫ي‬ ‫اف‬
‫القبىل والجغر ي‬
‫ي‬ ‫‪ ‬تجمع السودان بليبيا روابط الجوار والتداخل‬
‫لتقني عالقات التعاون‬ ‫المشيكة‪ .‬وعىل الرغم من وجود األطر المؤسسية‬ ‫ر‬ ‫المصالح‬
‫ر‬
‫المشيك ممثلة يف التكامل ربي البلدين ولو نظريا‪ ،‬إال أن نتائج الكم الهائل من‬ ‫ر‬

‫عي السنوات الماضية قد ظل دائما‬ ‫الت تم توقيعها يف إطار ذلك التكامل ر‬ ‫ر‬
‫االتفاقيات ي‬
‫عي إرادة فوقية‪ ،‬وليس نابعا من‬ ‫ر‬
‫يأن ر‬‫دون الطموح حقيقة‪ ،‬وذلك ألنه كان يف الغالب ي‬
‫مشيكة حقيقية‪ ،‬مما يستوجب إعادة‬ ‫ر‬ ‫عي إرادة شعبية‬ ‫معطيات واقعية وعملية ر‬
‫النظر يف جميع تلك الهياكل واالتفاقيات بغرض تفعيلها‪ ،‬وتنشيطها‪ ،‬خصوصا يف‬
‫نوفمي يف ليبيا‪ .‬وإن كان من أسباب‬ ‫ديسمي يف السودان‪ ،‬وثورة ‪17‬‬ ‫ر‬
‫فية ما بعد ثورة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫إعاقة التقدم يف العالقات معاناة ليبيا من عدم االستقرار والحرب األهلية المشتعلة‬
‫الليت يف المنطقة‬ ‫ر‬
‫ربي السلطة المعيف بها دوليا يف طرابلس وقوات الجيش ر ي‬
‫الشقية‪ ،‬ويزيد العالقات تأججا مشاركة فصائل سودانية مسلحة محاربة مع هذا‬ ‫ر‬

‫الطرف أو ذاك‪.‬‬
‫‪297‬‬
‫الت ظلت قائمة يف ليبيا خالل العقد المنضم‪ ،‬فإن السودان قد‬ ‫ر‬
‫يىل األوضاع ي‬
‫وفيما ي‬
‫ا‬
‫والقليم القلق عىل‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫ظل معنيا ومنشغال بها للغاية‪ ،‬كما ظل يشاطر المجتمع‬
‫أوضاع األمن واالستقرار يف الجارة ليبيا‪ .‬ومبعث ذلك القلق واالنشغال هو االهتمام‬
‫ا‬ ‫بسالمة الشعب الليت‪ ،‬وأمن ليبيا ووحدتها ر‬
‫اليابية‪ ،‬فضال عن االنعكاسات السالبة‬ ‫ري‬
‫القليم يف المنطقة بما يف ذلك‬
‫ي‬ ‫النفراط عقد األمن فيها عىل السلم واالستقرار‬
‫السودان‪.‬‬
‫لذلك ظل السودان متابعا عن كثب كل ما يدور داخل ليبيا‪ ،‬كما ظل محتفظا‬
‫بسفارته يف طرابلس وقنصليته العامة يف بنغازي طوال هذه السنوات‪ ،‬علما بأن ليبيا‬
‫تستضيف جالية سودانية ضخمة تقدر بمئات اآلالف‪ .‬وقد رحب السودان بالعملية‬
‫ر‬
‫الت تمت يف جنيف وتمخضت عن قيام السلطة االنتقالية الحالية‪ ،‬وظل‬
‫السياسية ي‬
‫السودان عىل تواصل مع القيادة الليبية‪ ،‬بل شارك السودان بوفد برئاسة وزيرة‬
‫الخارجية يف مؤتمر دول جوار ليبيا الذي استضافته الجزائر‪ ،‬حيث جرى فيه نقاش‬
‫مستفيض حول السبل الكفيلة بإعادة األمن واالستقرار إىل ليبيا‪ ،‬وإخراج العنارص‬
‫ا‬
‫والمسلحي األجانب والمرتزقة منها‪ ،‬فضال عن دعم عملية االنتقال وقيام‬
‫ر‬ ‫الرهابية‬
‫ديسمي ‪2021‬م‪ .‬كذلك جرى التأكيد عىل رصورة‬ ‫ر‬ ‫االنتخابات العامة يف البالد يف‬
‫مشيكة ربي السودان وليبيا والنيجر وتشاد لمراقبة المنطقة‬ ‫ر‬ ‫قيام قوة رباعية‬
‫ر‬
‫المشيكة والتصدي لجميع الممارسات السالبة فيها‪.‬‬ ‫الحدودية‬
‫‪ ‬أفريقيا الوسط دولة جوار يف غاية األهمية بالنسبة للسودان‪ ،‬ولذلك فإن السودان‬
‫لتأثي القالقل فيها‬
‫مهتم جدا وحريص عىل استباب األمن واالستقرار فيها‪ ،‬نظرا ر‬
‫مباشة عىل السودان‪ .‬وأفريقيا الوسط دولة حبيسة‪ ،‬وهنالك مصلحة ر‬
‫مشيكة من‬ ‫ر‬

‫إمكانية استخدامها للموان السودانية أيضا‪ ،‬كما تمثل سوقا واعدة بالنسبة‬
‫وه تذخر بموارد عديدة يمكن أن يستفيد منها السودان‪.‬‬ ‫للصادرات السودانية‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫ظل السودان مشغوال باألمن واالستقرار يف أفريقيا الوسط عىل خلفية الضاع الدائر‬
‫‪298‬‬
‫فيها منذ بضعة أعوام‪ ،‬وما تزال اتفاقية الخرطوم للسالم ربي الفرقاء يف أفريقيا‬
‫القانون الوحيد الموجود ألية‬ ‫الت وقعت يف رفياير ‪2019‬م‪ ،‬تمثل الطار‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الوسط ي‬
‫تسوية محتملة للوضع هناك‪ .‬ولتأكيد اهتمامنا بالوضع يف أفريقيا الوسط فقد‬
‫سودان مخضم مبعوثا خاصا‬
‫ي‬ ‫دبلوماس‬
‫ي‬ ‫بتعيي‬
‫ر‬ ‫سبتمي ‪2021‬م‬
‫ر‬ ‫صدر قرار يف‬
‫للسودان لدى أفريقيا الوسط‪ ،‬بغرض ت نسيق جهود السودان الرامية إىل التوصل‬
‫لتلك التسوية بالتضامن مع كافة ر‬
‫الشكاء اآلخرين‪.‬‬

‫‪ ‬عالقاتنا الخارجية مع الدول العربية راسخة وقديمة‪ ،‬وللسودان جاليات ر‬


‫كبية يف‬
‫الدول العربية‪ .‬دول الخليج ر‬
‫عي صناديقها القليمية والسيادية قدمت عددا من‬
‫المشاري ع للسودان‪ ،‬تعمل الحكومة االنتقالية مع هذه الدول عىل معالجة الديون‪،‬‬
‫وفتح حركة االستثمار والتعاون التنموي‪ ،‬والتنسيق يف مكافحة الرهاب والتطرف‪.‬‬
‫السياس‪ ،‬ووجدت سياسة‬
‫ي‬ ‫كبيا يف تفعيل اللجان الوزارية والتشاور‬
‫لقد حققنا تقدما ر‬
‫كبيا بعيدا من االستقطاب والمحاور‪.‬‬
‫السودان الخارجية تجاه الدول العربية تجاوبا ر‬
‫عىل مستوى الجامعة العربية‪ ،‬فإن سياسة السودان انطلقت من سعيه لصالح‬
‫ي‬
‫السودان فيها بشكل يعكس مكانة سودان‬
‫ي‬ ‫جامعة الدول العربية‪ ،‬وتعزيز الوجود‬
‫الثورة‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيك‪ ،‬والتحرك‬ ‫‪ ‬سياستنا الخارجية تجاه آسيا‪ ،‬قامت عىل مواصلة التنسيق‬
‫السياس‪ ،‬لتعزيز العالقات االقتصادية‪ ،‬وتنشيط التبادل التجاري‪ ،‬وجذب رؤوس‬
‫ي‬
‫والخيات اآلسيوية يف مجاالت زيادة‬
‫ر‬ ‫األموال اآلسيوية للسودان‪ ،‬ونقل التقانة‬
‫النتاج‪.‬‬
‫عي حوار‬ ‫‪ ‬سغ السودان خالل ر‬
‫االورون ر‬
‫ري‬ ‫الفية االنتقالية للتعاون مع االتحاد‬
‫احيام الديمقراطية وحقوق النسان والحريات األساسية‪،‬‬ ‫اتيىح‪ ،‬يقوم عىل ر‬ ‫ر‬
‫اسي ر ي‬
‫ومكافحة الرهاب والتطرف‪ ،‬وعىل عالقات ثنائية مع كل بلد عىل حدة‪ ،‬وعالقات‬
‫األورون‬
‫ري‬ ‫األورون‪ .‬وثمن سودان الثورة عاليا دعم االتحاد‬
‫ري‬ ‫جماعية مع االتحاد‬
‫‪299‬‬
‫ر‬
‫عمليان لكافة مجاالت‬ ‫ألولويات الحكومة االنتقالية‪ ،‬وفق رؤية واضحة وتنسيق‬
‫ي‬
‫االورون‪ .‬يف العام ‪2021‬م تبنت الدبلوماسية‬ ‫الشاكة اال ر‬
‫سياتيجية مع االتحاد‬ ‫ر‬
‫ري‬
‫ا‬
‫السودانية حراكا دبلوماسيا فاعال مع البلدان االوروبية‪ ،‬وتم تنظيم عدد من‬
‫ر‬
‫المباش لبحث‬ ‫المؤتمرات االقتصادية يف ألمانيا وفرنسا‪ ،‬وتم فتح قنوات التواصل‬
‫فرص تعزيز العالقات الثنائية يف المجاالت المختلفة‪ ،‬والدعم المتبادل يف المحافل‬
‫إسياتيجية مع بعض الدول‪ .‬بهدف‬ ‫الدولية‪ ،‬وبذلت جهود حثيثة لبناء عالقات ر‬

‫الحصول عىل الدعم التنموي‪ ،‬وتسوية الديون‪ ،‬والتطبيع مع المؤسسات المالية‪،‬‬


‫األورون‪.‬‬
‫ري‬ ‫واالستفادة من مبادرات االتحاد‬
‫‪ ‬عدت العالقة مع الواليات المتحدة من أولويات السياسة الخارجية للسودان‪.‬‬
‫اط‪،‬‬
‫وسعينا من خاللها لالستمرار يف التعاون معها يف ملف دعم االنتقال الديمقر ي‬
‫ومكافحة الرهاب‪ ،‬والقضايا الدولية‪ ،‬والقليمية‪ .‬فقد اتخذت الواليات المتحدة‬
‫خطوات عدة لدعم الحكومة االنتقالية أهمها‪ :‬رفع اسم السودان من قائمة الدول‬
‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫تجسيي للبنك‬
‫ر‬ ‫الراعية لإلرهاب‪ ،‬ورفع العقوبات االقتصادية‪ ،‬وتقديم قرض‬
‫لتصفية متأخرات السودان تجاه البنك‪ ،‬مما يمكن السودان من االستفادة من‬
‫تسهيالت وقروض جديدة من هذه المؤسسة المالية الدولية‪ ،‬وتقديم تسهيالت‬
‫وائتمانات متاحة ر‬
‫للشكات األمريكية لالستثمار والتبادل التجاري يف السودان‪ ،‬عطفا‬
‫عىل الدعم التنموي‪ ،‬والمساعدة الفنية لعملية السالم‪ .‬فالعالقة يف مجملها شهدت‬
‫كبيا‪ ،‬ومهدت لخلق نوع جديد من ر‬ ‫ا‬
‫الشاكة‪ ،‬وتعزيز الصالت ما ربي‬ ‫تحوال نوعيا ر‬
‫واألمريك‪ ،‬يف مجاالت التجارة واالستثمار والتكنولوجيا والتعليم‬
‫ي‬ ‫السودان‬
‫ي‬ ‫الفضاءين‬
‫وغيها من المجاالت االقتصادية والثقافية‪.‬‬
‫والتدريب ر‬
‫السياس‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ظلت عالقاتنا مع روسيا متطورة بشكل جيد يف مجاالت‪ :‬التشاور‬
‫ر‬
‫المشيكة‪،‬‬ ‫والتعاون االقتصادي والتجاري‪ ،‬والتعاون العسكري‪ ،‬واللجنة الوزارية‬
‫ر‬
‫المشيكة للتعاون االقتصادي والتجاري برئاسة‬ ‫حيث تتمثل يف اللجنة الحكومية‬
‫‪300‬‬
‫وزيري التعدين بالبلدين وتعت بتطوير كافة مجاالت التعاون التجاري واالقتصادي‬
‫والنسان‪ ،‬وقد عقدت ست جوالت يف الخرطوم وموسكو بيد أنها توقفت‬
‫ي‬ ‫والثقاف‬
‫ي‬
‫بسبب جائحة الكورونا عىل أن تعقد جولتها السابعة بالخرطوم نهاية عام ‪2021‬م‪،‬‬
‫وكيىل الخارجية بالبلدين وتعت بالتعاون والتنسيق‬
‫ي‬ ‫السياس برئاسة‬
‫ي‬ ‫ولجنة التشاور‬
‫سبتمي ‪2021‬م‪ .‬ولجنة‬
‫ر‬ ‫السياس وعقدت الجولة التاسعة يف موسكو يف‬
‫ي‬ ‫يف المجال‬
‫ر‬
‫ارن الدفاع وتعت بتطوير التعاون‬
‫وه لجنة منتظمة ربي وز ي‬‫التعاون العسكري ي‬
‫والت تعت‬ ‫ر‬ ‫العسكري ربي البلدين‪ ،‬واللجنة الوزارية برئاسة وزيري الخارجية‬
‫ي‬
‫بالمجاالت الثنائية والقليمية والدولية‪ ،‬وعىل رأسها قضايا السالم واألمن يف البحر‬
‫الشكات‬ ‫األحمر‪ ،‬والتنسيق ف إطار جهود السالم ف إفريقيا الوسط‪ .‬وقد بدأت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫لوجست‪.‬‬ ‫ثقاف ودعم عسكري‬
‫ي‬ ‫الروسية يف االستثمار يف السودان‪ ،‬وهناك تعاون ي‬
‫‪ ‬إن مبادرة جمهورية ألمانيا االتحادية يف يونيو ‪ 2019‬بتنظيم مؤتمر أصدقاء السودان‬
‫السياس واالقتصادي يف السودان‪ ،‬الذي سلط‬
‫ي‬ ‫الدوىل للتحول‬
‫ي‬ ‫لتنسيق الدعم‬
‫الضوء عىل تعاون السودان مع المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬لتمهيد الطريق لها من‬
‫الفقية المثقلة‬
‫ر‬ ‫أجل عملية تخفيف الديون المحتملة يف إطار مبادرة البلدان‬
‫بالديون‪ ،‬قد وضعت عالقاتنا مع هذه الدولة يف مرحلة متقدمة‪ .‬ونثمن قرار ر‬
‫اليلمان‬
‫األلمان (البوندستاج) بتوجيه الحكومة األلمانية إىل دعم السودان‪ ،‬واستئناف‬
‫ي‬
‫الممية مع ألمانيا بتحرك واسع‬
‫ر‬ ‫الثنان‪ .‬وقد توجت العالقة‬
‫ي‬ ‫النمان‬
‫ي‬ ‫التعاون‬
‫األلمان يف المساعدات النسانية للسودان‪ ،‬ودعم المنظمات األلمانية‬
‫ي‬ ‫للمجتمع‬
‫لجهود السودان يف صناعة الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬لقد ساهمت المملكة المتحدة يف دعم السودان يف المحافل الدولية‪ ،‬ولعبت دورا‬
‫ي‬
‫إيجابيا يف عملية االنتقال ودعمه يف كل المجاالت‪ .‬لذلك فإن سياستنا تجاه المملكة‬
‫ر‬
‫المشيك معها‪،‬‬ ‫المتحدة‪ ،‬قامت عىل تعزيز التعاون االقتصادي وتفعيل آليات العمل‬

‫‪301‬‬
‫واالستفادة القصوى من المقدرات التكنولوجية للمملكة المتحدة‪ ،‬وسعينا لتنشيط‬
‫وف مجال التدريب‪.‬‬
‫وتعزيز التعاون معها يف المجاالت الثقافية والتعليمية ي‬
‫‪ ‬سارت العالقات السودانية الصينية بصورة طيبة‪ ،‬وبدأت عمليات تفعيل اآلليات‬
‫ر‬
‫المشيكة بصورة تنفذ مذكرات التفاهم ومشاري ع مبادرة الحزام والطريق‪ ،‬بما يخدم‬
‫مجاىل الزراعة والتعدين‪.‬‬
‫ي‬ ‫مصالح البلدين‪ ،‬ويعزز االستثمارات يف‬
‫‪ ‬بذل مجهود يف تقوية العالقات التاريخية مع تركيا‪ ،‬وتوسيع آفاق التعاون‪ ،‬وضعت‬
‫العالقات يف إطارها الصحيح‪ ،‬وتم التوقيع عىل عدد من االتفاقيات ومذكرات‬
‫التفاهم‪ ،‬ورحب السودان بوساطة تركيا ليجاد حل ألزمة الحدود ربي السودان‬
‫وأثيوبيا‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ ‬دبلوماسية سد النهضة‪ :‬من أكي القضايا ي‬
‫الت شغلت الحكومة االنتقالية‪ ،‬قضية سد‬
‫القوم‪ .‬لذلك كثفت الجهود‬ ‫ر‬
‫والت أعطيت اهتماما خاصا الرتباطها باألمن‬
‫ي‬ ‫النهضة‪ ،‬ي‬
‫قانون ملزم يحقق المنفعة‬
‫ي‬ ‫الدبلوماسية حول هذه القضية ورصورة التوصل التفاق‬
‫لكل األطراف‪ .‬موقف السودان الثابت والواضح يف أزمة سد النهضة قائم عىل‬
‫الدوىل‪ ،‬وعىل اتفاقيات سابقة ربي السودان وإثيوبيا‪ ،‬إضافة إىل‬
‫ي‬ ‫مرجعية القانون‬
‫إعالن المبادئ الذي تم توقيعه ربي قيادات الدول الثالث يف الخرطوم‪ .‬السودان‬
‫الثيون يف تطوير إمكانياته واالستفادة من مياه النيل األزرق وتطوير‬
‫ري‬ ‫يقف مع الحق‬
‫موارده‪ ،‬دون إجحاف يف حق اآلخرين خاصة حقوق السودان ومض‪ ،‬وعىل أن‬
‫األطراف إذا أرادت أن تجت فوائد ر‬
‫مشيكة من ر‬
‫مشوع السد‪ ،‬فإنها ال يمكن أن تتحقق‬ ‫ي‬
‫يىل قضية الملء والتشغيل‬‫قانون ملزم للجميع‪ ،‬خاصة فيما ي‬
‫ي‬ ‫دون وجود اتفاق‬
‫ومراحلهما بصورة تفصيلية‪ .‬وقد ظلت الدبلوماسية السودانية ومن خلفها الحكومة‬
‫االنتقالية بكافة أجهزتها المعنية تدير هذا الملف بحكمة واقتدار‪ ،‬والدليل عىل ذلك‬
‫ئاس من مجلس‬
‫الدبلوماس المقدر الذي أحرزه السودان بصدور بيان ر ي‬
‫ي‬ ‫النجاز‬
‫الدوىل مثل استجابة لرؤية السودان للمنهجية الصحيحة لعملية التفاوض‪،‬‬
‫ي‬ ‫األمن‬
‫‪302‬‬
‫وهذا يؤكد بأن الحكومة كانت يف االتجاه الصحيح‪ ،‬وكان من المؤمل إذا ما توفرت‬
‫الرادة السياسية وحسن النية‪ ،‬أن تساعد األطراف المعنية يف التوصل إىل اتفاق‬
‫اع انشغاالت ومصالح الدول الثالث‪.‬‬
‫ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ير ي‬
‫‪ ‬الدبلوماسية والحدود‪ :‬ظلت حدود السودان مع الدول المجاورة‪ ،‬والمحافظة عليها‬
‫ر‬
‫واالخياقات والتعديات وكافة الممارسات الضارة والسالبة‪ ،‬وبالمقابل‬ ‫من التوترات‬
‫حسن استغال لها وتوظيفها لجلب المنافع والتبادالت التجارية واالجتماعية‬
‫والثقافية واالقتصادية يف إطار الرضا والقبول المتبادل؛ تحتل مكانة بارزة يف أجندة‬
‫ه‪ :‬مض‪ ،‬وإر ريييا‪،‬‬ ‫ر‬
‫سياسة السودان الخارجية‪ .‬للسودان حدود مباشة مع ‪ 7‬دول ي‬
‫وأثيوبيا‪ ،‬وجنوب السودان‪ ،‬وأفريقيا الوسط‪ ،‬وتشاد‪ ،‬وليبيا‪ ،‬كما أن له حدودا بحرية‬
‫مع المملكة العربية السعودية‪ .‬وتتسم هذه الحدود بصفات ر‬
‫مشيكة أهمها‪:‬‬
‫جانت المناطق‬
‫يىح ربي السكان عىل ر ي‬
‫والثقاف والتار ي‬
‫ي‬ ‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫القبىل‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬التداخل‬
‫جانت الحدود‪ ،‬وذلك هو سالح ذو حدين‬ ‫ر‬
‫الحدودية‪ ،‬ووجود قبائل مشيكة عىل ر ي‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‪.‬‬ ‫من الناحية‬
‫ب‪ .‬وجود خالفات حول الحدود مع بعض الدول‪ ،‬وأبرزها حدودنا مع أثيوبيا‬
‫وجنوب السودان‪.‬‬
‫ر‬
‫واالخياقات‬ ‫ر‬
‫المشيكة مع دول الجوار ساحة للتوترات‬ ‫ت‪ .‬ظلت معظم حدودنا‬
‫األمنية يف أوقات مختلفة‪ ،‬إما بسبب األوضاع الداخلية يف بالدنا‪ ،‬أو نتيجة‬
‫لسياسات بعض الدول‪ ،‬واألوضاع السائدة بداخلها‪ .‬ولذلك فإن ر‬
‫تأمي هذه‬
‫القوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫يعتي من أولويات أمننا‬
‫الحدود ر‬
‫ث‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فقد عمدت وزارة الخارجية من الناحية المؤسسية إىل‬
‫بالنواىح‬
‫ي‬ ‫عي إدارة الحدود واألجانب‪ ،‬وهذه معنية‬
‫معالجة قضايا الحدود ر‬
‫النواىح السياسية فقد‬
‫ي‬ ‫الهجرية والقنصلية والتبادل التجاري والجمارك‪ ،‬أما‬
‫الت عكفت عىل ملف الحدود‬ ‫ر‬
‫عهدت بها إىل لجنة خاصة تسم لجنة الحدود ي‬
‫‪303‬‬
‫من الناحية الس ياسية بالتواصل والتعاون اللصيق مع كافة الجهات ذات الصلة‬
‫داخل الدولة وعىل رأسها اللجنة القومية للحدود‪.‬‬
‫التحىل بذهنية منفتحة ومرنة يف‬
‫ي‬ ‫ج‪ .‬وحرصت الدبلوماسية السودانية عىل‬
‫التعاط مع قضايا الحدود‪ ،‬تجمع ربي الحرص عىل التوازن والتأكيد عىل‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الحقوق وصيانتها‪ ،‬واليام المبدئية والحزم والمثابرة يف ذلك يف حالة التنازع‪،‬‬
‫دفعا للمخاطر واألرصار‪ ،‬والعمل يف ذات الوقت عىل جلب المنافع وتعظيم‬
‫ر‬
‫المشيك يف حالة السلم والهدوء‪.‬‬ ‫عي التبادل والتعاون‬
‫المصالح ر‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫الالجئي‬
‫ر‬ ‫الالجئي داخ ل ال س ودان وأوضاع‬
‫ر‬ ‫الالجئي‪ :‬ملف أوض اع‬
‫ر‬ ‫‪ ‬مسألة‬
‫يف دول الجوار‪ ،‬صحيح أن الوضع يف السودان بعد الثورة قلل اللجوء والهجرة‬
‫لالجئي بذلت ق ص ارى ج ه ده ا م ن‬
‫ر‬ ‫وشجع عىل العودة‪ ،‬وأن المفوضية السامية‬
‫وتوفي احتياجاتهم األساسية ومع ذلك وقع عىل الحكومة الدور‬
‫ر‬ ‫الالجئي‬
‫ر‬ ‫أج ل إي واء‬
‫واالكي‪ ،‬وقد رشعت الحكومة مع الجهات ذات الصلة يف إعداد تقرير حول‬
‫ر‬ ‫األهم‬
‫السودانيي يف الخارج‪ .‬سياسة‬
‫ر‬ ‫الالجئي‬
‫ر‬ ‫الالجئي داخل السودان وأوضاع‬
‫ر‬ ‫أوضاع‬
‫توفي الحماية القانونية لهم‪ ،‬ومنح‬
‫الالجئي قامت عىل ر‬
‫ر‬ ‫الحكومة االنتقالية تجاه‬
‫ا‬
‫لالجئي معادي‬
‫ر‬ ‫غي ودي ضد الوطن األم‪ ،‬ومنع أي نشاط‬ ‫يعت عمال ر‬
‫اللجوء ال ي‬
‫لحكومة بالدهم‪ ،‬وتشجيع العودة الطوعية‪ .‬وكان السودان يتأهب الستقبال ر‬
‫ملتق‬
‫كبي لبحث كافة القضايا المتعلق بالهجرة واللجوء واليوح ومتعلقاتها يف‬
‫دوىل ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وبالشاكة مع األمم المتحدة وكافة‬ ‫بإشاف اليقاد‬‫السودان وجنوب السودان ر‬

‫هيئاتها المتخصصة ذات الصلة‪.‬‬


‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬يف مجال الدبلوماسية السودانية‬
‫استهدف النظام المباد وزارة الخارجية ضمن مؤسسات الدولة األخرى‪ ،‬وقد عمل‬
‫وتمكي عنارصه‪ ،‬وتعطيل‬
‫ر‬ ‫الدبلوماسيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫عىل ر‬
‫تشيد معظم الكفاءات‪ ،‬وتهميش‬
‫العمل بالنظم واألعراف الراسخة للدبلوماسية السودانية‪ ،‬وإنتاج سياسة خارجية‬
‫‪304‬‬
‫عدائية‪ ،‬فكانت النتيجة تدهورا مريعا للعمل الدبلوماس‪ ،‬وإهدارا للخيات ر‬
‫المياكمة‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫للدبلوماسية السودانية‪ ،‬والعزلة الدولية‪ ،‬وسحب صالحيات وزارة الخارجية لصالح‬
‫جهات أخرى‪ ،‬وتدخل يف مهامها دون تنسيق للمواقف والتحركات الخارجية‪.‬‬
‫وقد عملت الحكومة االنتقالية بإرادة وجدية لصالح هذا الواقع‪ ،‬بتجريد الخارجية‬
‫ر‬
‫الت‬
‫لتغيي العقلية ي‬
‫ر‬ ‫الهيكىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫المؤسس والبناء‬
‫ي‬ ‫من أدلجة النظام المباد بالصالح‬
‫ا‬
‫خربت الخارجية‪ ،‬لصالح دبلوماسية تحفظ السيادة الوطنية بدال عن الدبلوماسية‬
‫انكفان للدين جاهل بأسس فقه التييل السليم الذي‬
‫ي‬ ‫”الرسالية“ المنطلقة من فهم‬
‫اع الواقع والممكن والخارطة الدولية ومقتضياتها ليخدم مقاصد الدين العليا‪،‬‬ ‫ير ي‬
‫وإىل إعادة التغطية الدبلوماسية بتقديم سفراء يحملون مقاصد الثورة‪.‬‬
‫لذلك اعتمدت الحكومة خطة تعديالت أساسية يف كل البعثات الدبلوماسية‪ ،‬بما‬
‫الدبلوماس‬
‫ي‬ ‫يتوافق مع السياسة الخارجية لسودان الثورة‪ ،‬وفق موجهات العمل‬
‫ر‬
‫الت ترتكز عىل إطالق دبلوماسية غنية الشكل والمحتوى‪ ،‬لبلد‬
‫والقنصىل الجديدة ي‬
‫ي‬
‫مثقل بالجراح‪ ،‬وقد فرغت الحكومة االنتقالية ممثلة يف وزارة الخارجية من إعداد‬
‫دراسة خاصة بمراجعة وهيكلة البعثات بالخارج‪ ،‬وكان من المأمول العالن عن‬
‫بالبيوقراطية وتعطيل‬ ‫ر‬
‫الت تتعلق ر‬
‫تغطية دبلوماسية واسعة تعالج كل الشكاالت ي‬
‫الجراءات‪.‬‬
‫عملت وزارة الخارجية عىل عدة ر‬
‫مشوعات إصالحية للدبلوماسية السودانية بغية‬
‫الخروج من الخفاق والعزلة الدولية الموروثة إىل رحاب االنفتاح نحو العالم‬
‫القوم‬ ‫التحضي للمؤتمر‬
‫ر‬ ‫والشاكة مع المجتمع الدوىل‪ ،‬ر‬
‫فشعت الوزارة يف‬ ‫واالندماج ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫للعالقات الخارجية لرسم مالمح السياسة الخارجية المتوازنة والمتوافق عليها يف‬
‫تستدع بالتأكيد‪ ،‬إصالحات حقيقية‬ ‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫اسياتيجية العالقات الخارجية‪ ،‬ي‬
‫التشيعات والسياسات واآلليات والعمليات‬ ‫للدبلوماسية السودانية‪ ،‬تستهدف ر‬

‫المطلوبة لتنفيذها وإدارتها‪ .‬وبالفعل تبنت وزارة الخارجية حزمة من االصالحات‬


‫‪305‬‬
‫لعادة االعتبار للدبلوماسية السودانية‪ ،‬ليس باستعادة قوتها فحسب‪ ،‬بل وإعادة‬
‫انخراطها وتعاطيها مع العالم المعارص‪ ،‬وتجديد القدرة الدبلوماسية وفق متطلبات‬
‫ر‬
‫ومؤشات الحوكمة يف العمل‬ ‫بمعايي الجودة‬ ‫العض‪ ،‬ر‬
‫واليام الدارات والبعثات‬
‫ر‬
‫والقنصىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس‬
‫ي‬
‫ر‬
‫بالمشوعات اآلتية‪:‬‬ ‫وذلك‬
‫والقنصىل‪ ،‬وقد‬ ‫الدبلوماس‬ ‫‪ .1‬ر‬
‫مشوع قانون الخدمة الدبلوماسية‪ ،‬ولوائح العمل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اكتملت المشاورات حول القانون‪ ،‬ووصل مراحله النهائية‪.‬‬
‫المؤسس للوزارة وهيكلة البعثات الدبلوماسية‪ ،‬وفق خارطة طريق‬ ‫‪ .2‬ر‬
‫مشوع الصالح‬
‫ي‬
‫الدبلوماس وإعادة النظر يف التغطية الدبلوماسية الموروثة من النظام‬
‫ي‬ ‫التحرك‬
‫المباد‪.‬‬
‫‪ .3‬ر‬
‫مشوع تجريد الدبلوماسية من أدلجة النظام المباد‪.‬‬
‫المفصولي للصالح العام من وزارة الخارجية بما يحقق االنصاف‬
‫ر‬ ‫‪ .4‬ر‬
‫مشوع إعادة‬
‫واالعتبار‪.‬‬
‫اليجان للمناطق المهمشة‬ ‫والتميي‬
‫ر‬ ‫‪ .5‬ر‬
‫مشوع إعادة التوازن ومعالجة االختالل‬
‫ري‬
‫عي عملية تشاورية واسعة تستهدف كل مكونات الحكومة من‬
‫وللنساء‪ ،‬وذلك ر‬
‫والتغيي والمكون العسكري‪.‬‬
‫ر‬ ‫أطراف العملية السلمية وقوى الحرية‬
‫ر‬ ‫‪ .6‬ر‬
‫ه المرجعية الدستورية‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح واالليام بأن الخارجية ي‬ ‫مشوع توحيد الخطاب‬
‫الخارىح‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫للعمل‬
‫الدبلوماس للدولة‪.‬‬ ‫اليتوكول العام والمرشد‬ ‫‪ .7‬ر‬
‫مشوع ر‬
‫ي‬
‫‪ .8‬ر‬
‫مشوع االستفادة من السفراء المتقاعدين يف التدريب والدراسات واالستشارات‬
‫العشية‬
‫ر‬ ‫وذلك تأكيدا ألن دورهم لم ينته يف بناء الوطن فهم جزء أصيل يف‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫القوم للعالقات الخارجية‪.‬‬ ‫‪ .9‬ر‬
‫مشوع عقد المؤتمر‬
‫ي‬
‫‪306‬‬
‫‪ .10‬ر‬
‫مشوع مبت ج ديد لمعهد الدراسات الدبلوماسية التابع للوزارة وتطويره بصورة‬
‫تقابل احتياجات بناء القدرات لمواكبة التطور يف علوم الدبلوماسية واحتياجات‬
‫السودان ضمن إقليمه وعالمه‪.‬‬
‫تسي بصورة حثيثة وكان المخطط له أن تظهر‬
‫كل هذه المشاري ع الصالحية كانت ر‬
‫نتائجها الملموسة قبل نهاية ‪ ، 2021‬ولكن كل ذلك تبدد بفعل انقالب ‪ 25‬أ كتوبر‬
‫‪2021‬م‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬التحديات والمعوقات والدروس المستفادة‬
‫التحديات والمعوقات‪:‬‬
‫ه‬
‫ملفات ي‬
‫ٍ‬ ‫‪ .1‬تغول بعض المؤسسات عىل مهام ودور وزارة الخارجية وتخطيها يف‬
‫من صميم عمل الوزارة‪.‬‬

‫ر ي‬
‫الخارىح تقلصا حيث ال‬ ‫السودان‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬يشهد الوضع الراهن للتمثيل‬
‫يتعدى التمثيل يف الخارج عىل مستوى السفراء نسبة (‪ )15%‬يف مقابل تمثيل‬
‫دبلوماس للدول الصديقة والشقيقة يف السودان يقارب نسبة ال (‪.)100%‬‬
‫ي‬
‫‪ .3‬غياب شبه كامل للمعلومة الالزمة لوزارة الخارجية لالضطالع بدورها يف تنوير‬
‫الخارىح بتطورات األوضاع السياسية واالقتصادية واألمنية بالبالد‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫العالم‬
‫عام ونصف‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت لم تنل مستحقاتها المالية لمدة ٍ‬
‫الماىل للبعثات ي‬
‫ي‬ ‫‪ .4‬تأزم الوضع‬
‫‪ .5‬االختالل يف هيكل السفارات نتيجة لعدم وجود العدد المناسب من الكادر وعدم‬
‫تعيي سفراء بسفاراتنا ب الخارج األمر الذي كان له أثر سالب عىل أداء السفارات‬
‫ر‬
‫ا‬
‫تأثيها عىل عالقاتنا الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة‪ ،‬وذلك‬ ‫فضال عن ر‬
‫السياس األمر الذي‬
‫ي‬ ‫تأخي اعتماد ترشيح السفراء نسبة لالستقطاب‬ ‫ر‬ ‫بسبب‬
‫انعكس سلبا عىل األداء العام‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫المسؤولي يف الحكومة مع السفراء األجانب دون تنسيق مع وزارة‬
‫ر‬ ‫‪ .6‬تواصل‬
‫للمسؤولي ومكونات مجتمعية دون إذن‬
‫ر‬ ‫الخارجية‪ ،‬وكذلك مقابلة السفراء‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫َّ‬
‫القواني إال أن جهازي‬
‫ر‬ ‫‪ .7‬رغم التقدم المحرز يف ملف حقوق االنسان يف تعديل‬
‫ر‬
‫الشطة واألمن لم يخضعا لعادة الهيكلة وهما يف أمس الحاجة لجرعات عالية‬
‫األمت موضع‬ ‫احيام حقوق النسان‪ ،‬بل أصبح المكون‬‫من أسس ومقتضيات ر‬
‫ي‬
‫تجاذب ربي المكونات الحاكمة بالضافة إىل االستقطاب ربي القبائل مما أدى‬
‫لمواجهات قادت إىل انتهاكات يف حقوق النسان‪.‬‬
‫ر‬
‫االسياتيجيات‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح‪ ،‬واختالف‬ ‫‪ .8‬تعدد آليات ومراكز اتخاذ القرار يف الشأن‬
‫وآليات تنفيذ السياسة الخارجية يف مجلس السيادة ومجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ .9‬استمرار بعض مالمح الرث النقاذي وذلك بإدارة ملفات خارجية بصورة كاملة‬
‫خارج وزارة الخارجية عىل سبيل المثال ملف التطبيع مع إشائيل الذي تحرك‬
‫فيه اعضاء بمجلس السيادة منفردين وتم إلحاق رئيس الوزراء بالتفاهمات بدون‬
‫وبالتاىل دور يف توجيه الملف والنصح‬
‫ي‬ ‫ان تكون لوزارة الخارجية أي معلومات‬
‫بشأنه‪ ،‬كما أديرت العالقات ببعض الدول يف القليم والعالم بذات الصورة‬
‫الت انعدمت فيها الشفافية تماما ناهيك عن رإشاك وزارة الخارجية يف‬
‫ر‬
‫االنفرادية ي‬
‫القرار‪.‬‬
‫اليجان مع منظومة‬
‫ري‬ ‫التعاط‬
‫ي‬ ‫‪ .10‬سيطرة ذهنية النظام المخلوع الرجعية بتشويه‬
‫حقوق النسان الدولية‪ ،‬وشيطنة اتفاقيات حقوق النسان الدولية خاصة‬
‫(سيداو) مما أخر االنضمام لتلك االتفاقيات‪ ،‬ر‬
‫وحت حينما عرض أمر االنضما م‬
‫(مجلس السيادة والوزراء) اتخذ القرار‬ ‫يغ المؤقت‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫لسيداو أمام المجلس التش ي‬
‫باالنضمام لسي داو مع تحفظات تسحب منها روحها‪ ،‬وتمت عرقلة إجراء‬
‫االنضمام فلم يتم رسميا ر‬
‫حت قيام االنقالب‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫التمكي يف الوزارة لم تتم بصورة منهجية محققة بصورة كاملة لذلك‬
‫ر‬ ‫‪ .11‬عملية إزالة‬
‫أبقت أحيانا عىل بعض ذيول النظام‪ ،‬وطالت بعض الذين لم يعينوا لوالئهم‪ .‬ومع‬
‫التمكي إال أن األمر ظل مخيما عىل‬
‫ر‬ ‫أن الوزارة استدركت بالتفاهم مع لجنة إزالة‬
‫أداء الوزارة وموظفيها‪.‬‬
‫‪ .12‬االنشقاق والتناحر بي قوى الثورة ر‬
‫ألق بظالله عىل كامل أداء الحكومة االنتقالية‪،‬‬ ‫ر‬
‫وتسبب أحيانا يف تبادل اتهامات جزافية ربي قوى خندقها واحد ضد قوى الردة‬
‫وأذيال النظام البائد‪.‬‬
‫الدروس المستفادة‬
‫‪ .1‬التأكيد عىل أهمية وزارة الخارجية باعتبارها ممثل الدولة بالخارج ويقع عىل عاتقها‬
‫الدوىل عامة وللدول الصديقة‬
‫ي‬ ‫نقل حقيقة تطورات األوضاع يف البالد للمجتمع‬
‫وشاكاتنا مع هذه‬ ‫والشقيقية‪ ،‬واستقطاب الدعم بما يساهم ف تعزيز عالقاتنا ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والسياتيجية ودرء المخاطر‪ ،‬وتأكيد والية‬ ‫الدول‪ ،‬وتعزيز مصالح السودان الحيوية‬

‫ر ي‬
‫الخارىح وأهمية دورها يف تسويق برامج المرحلة االنتقالية‬ ‫الخارجية عىل العمل‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وذلك بعد إصالح البيت‬
‫القواني والمشاري ع قيد الجراء والنظر مثل قانون السلك‬ ‫ر‬ ‫‪ .2‬الشاع يف إجازة‬
‫والقواني األخرى المنظمة للمهنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الدبلوماس‬
‫ي‬
‫ر‬
‫اط والدستور‪ ،‬األمر الذي يؤكد عىل‬‫‪ .3‬اليام وزارة الخارجية بحماية التحول الديمقر ي‬
‫مهنيتها واعتمادها عىل مرجعياتها األساسية وإرثها الراسخ‪.‬‬

‫ر ي‬
‫الخارىح‪ ،‬وتأكيد‬ ‫‪ .4‬توحيد الرؤي والمواقف ومراكز اتخاذ القرار فيما يتعلق بالشأن‬

‫ر ي‬
‫الخارىح‪ ،‬وإحكام التنسيق بكافة أجهزة الدولة‬ ‫سلطة وزارة الخارجية عىل العمل‬
‫توفي المعلومات الموثوقة وذات المصداقية يف زمنها المناسب‬
‫والتأكيد عىل أهمية ر‬
‫مما يسهل عىل وزارة الخارجية القيام بالدور المنوط بها‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫‪ .5‬تفعيل دور السودان يف المنظمات الدولية لمواجهة تحدي تفعيل وجوده يف المنابر‬
‫الدولية‪ ،‬خاصة يف مجلس األمن‪ ،‬مجلس حقوق النسان وترسيخ العالقة مع‬
‫والدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫المجتمع‬

‫ر ي‬
‫الخارىح خاصة اللجنة الوطنية لمكافحة‬ ‫‪ .6‬تفعيل اللجان الوطنية المعنية بالشأن‬
‫الرهاب وغسيل األموال‪ ،‬واآللية الوطنية لحقوق النسان‪ ،‬واللجنة الوطنية‬
‫النسان‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫للقانون‬
‫العالم للدولة‪ ،‬خاصة يف قضايا السالم‪ ،‬والتعامل مع اآلليات‬
‫ي‬ ‫‪ .7‬توحيد الخطاب‬
‫الدولية‪.‬‬
‫والسغ لدقرطة العالقات ووسائل‬
‫ي‬ ‫ينبغ التخلص من تركة الشمولية يف إدارة الدولة‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪.8‬‬
‫اتخاذ القرار والثقافة الداخلية لمؤسسات الدولة كافة‪.‬‬
‫المشوع الحضاري“‬ ‫‪ .9‬رصورة العمل الثقاف والعالم المكثف ف نقض خزعبالت ” ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫االنتقاىل‬ ‫يبت السودان‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الذي أعلنه النظام البائد‪ ،‬والتأكيد عىل اليام الطاقم الذي ي‬
‫الدوىل ومحورية الديمقراطية‪.‬‬
‫ي‬ ‫المزمع بثقافة حقوق النسان والتعاون‬
‫ينبغ أن تخطط بمنهجية أشمل‪ ،‬تراجع لجان الزالة الفرعية‬
‫التمكي ي‬
‫ر‬ ‫‪ .10‬عمليات إزالة‬
‫الفاعلي يف مقاومة النظام‬
‫ر‬ ‫داخل وزارات ومؤسسات الدولة بصورة ر‬
‫تشك بحق‬
‫يغيون جلدهم‬
‫المتسلقي الذين ر‬
‫ر‬ ‫ديسمي‪ ،‬وتحول دون ضم‬
‫ر‬ ‫البائد منذ ما قبل ثورة‬
‫وشعاراتهم مع كل حكومة‪.‬‬
‫ر‬
‫الحقيق وقطف ثمار أي سياسة خارجية سديدة إال بهزيمة‬ ‫‪ .11‬ال يمكن تحقيق االنتقال‬
‫ي‬
‫يتأن إال بوحدة قوى الثورة والوصول لحلول‬‫االنقالبيي ومحارصتهم وهذا ال ر‬
‫ر‬
‫توافقية فالجماع بينها مستحيل‪ ،‬ومن ثم االنطالق لبناء السودان عىل أسس ر‬
‫احيام‬
‫الجميع وضمان حقهم يف االختالف‪ ،‬والتأكيد عىل إدارته بوسائل ديمقراطية‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫خاتمة‬
‫كيى‬
‫تغيات ر‬ ‫ر‬
‫الت تحكم العالقات الخارجية قد حدثت فيها ر‬
‫من المعلوم أن المفاهيم ي‬
‫وتحوالت جذرية أثرت عىل السياسة الدولية‪ ،‬وذلك نتيجة عوامل عدة أخرها‬
‫جائحة الكورونا والحرب الروسية األوكرانية‪ ،‬ما أفرز واقعا جديدا يتطلب من كل‬
‫الدول إعادة تشكيل عالقاتها الدولية عىل كافة المستويات الثنائية والقليمية‬
‫المتغي يجب مخاطبته بما يحقق المصالح العليا‬
‫ر‬ ‫والدولية ومتعددة األطراف‪ .‬هذا‬
‫عي دبلوماسية مبادرة وفاعلة‪ .‬برزت عىل‬
‫للدولة ويحافظ عىل سيادتها الوطنية ر‬
‫السطح تحديات االنتقال بشكل واضح يف تباين الرؤى حول التعامل مع قضايا‬
‫الوطت والبعد السيادي يف ظل فقدان الخيط الناظم والتوجه‬
‫ي‬ ‫بالمصي‬
‫ر‬ ‫تتعلق‬
‫الموحد للسودان إزاء القضايا الدولية والقليمية‪.‬‬
‫اط‪ ،‬وخلف تداعيات‬ ‫ر‬
‫انقالب ‪ 25‬أكتوبر قطع الطريق أمام مشوع االنتقال الديمقر ي‬
‫كبية‪ ،‬ويناضل شعبنا وقواه الحية‬
‫خطية عىل السودان وأضاع مكاسب ر‬
‫ر‬ ‫ومآالت‬
‫السياسية والشبابية والنسوية ولجان المقاومة يف سبيل إنهاء االنقالب واستعادة‬
‫اط‪ ،‬نأمل أن يتحقق ذلك قريبا إن شاء هللا وأن ينعم شعب السودان‬
‫المسار الديمقر ي‬
‫اط‪.‬‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫يرس دعائم الحكم‬
‫ي‬ ‫بالحرية والسالم والعدالة وأن‬
‫ومثلما أن ذلك لن يتحقق بدون وحدة قوى الثورة عىل أساس ر‬
‫يحيم تعددها‬
‫اط وبناء الدولة السودانية‬
‫ويضمن تكامل وسائلها‪ ،‬فإن نجاح التحول الديمقر ي‬
‫السودان وتحوله إىل‬
‫ي‬ ‫السيدة لن يتم بدون الوصول لصيغة توافقية تستوعب التنوع‬
‫ا‬
‫وتقض عىل األخض‬‫ي‬ ‫يني عملية البناء بدال عن كونه نارا تغذي االستقطاب‬
‫ضوء ر‬
‫واليابس من تركتنا الوطنية‪.‬‬
‫وىل التوفيق‪.‬‬
‫وهللا ي‬

‫‪311‬‬
‫النقاش‬
‫كوم‪:‬‬
‫ي‬ ‫جمعة كندة‬
‫ر‬
‫وقلق من عدم بدء الجلسة يف موعدها‪ 1‬والحضور الضعيف‪،‬‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫انزعاىح‬ ‫أعي عن‬
‫ر‬
‫والتغيي‪ ،‬مع أن هذه الثورة عرفت باالنضباط وكلنا‬
‫ر‬ ‫وغياب غالبية قادة قوى الحرية‬
‫يعلم حينما يقال بتوقيت الثورة أي ف الزمان بالضبط‪ ،‬ومثل هذه التغيب ر‬
‫مؤش‬ ‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬وضمن تقييم الورشة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وينبغ أن يدرج ضمن تقييم أداء الحرية‬
‫ي‬ ‫سالب‬
‫بشت الشيف‪:‬‬
‫السياس موضع النقد فهذه من أسباب التطور يف العمل‬
‫ي‬ ‫من الجيد دائما أن نضع‬
‫ر‬
‫الت تقوم‬
‫اط أو األنظمة المفتوحة ي‬
‫اط‪ ،‬وهو أحد حسنات النظام الديمقر ي‬
‫الديمقر ي‬
‫عىل المحاسبة والمساءلة بأن تخضع فعلها للنقد والتمحيص‪ .‬هناك صعوبة يف‬
‫بالتاىل يتحرك يف منطقة‬
‫ي‬ ‫التعقيب عىل هذا النص ألنه أعلن أنه ليس ورقة وال تقريرا‬
‫رمادية‪ ،‬وسأحاول التحرك معه يف هذا الال تحديد والال هوية من خالل ثالث نقاط‪:‬‬
‫أخية‪.‬‬
‫حول وزارة الخارجية‪ ،‬وما الذي جرى؟ وإنجازات ومالحظات ر‬

‫ر ي‬
‫الخارىح‪ ،‬إىل جانب‬ ‫ه رأس الرمح يف العمل‬ ‫النقطة األوىل‪ :‬وزارة الخارجية ي‬
‫الخارىح تحت إدارة وتنسيق وزارة الخارجية‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫مؤسسات أخرى تتعاط مع الشأن‬
‫ر‬
‫الت كانت عىل رأس الدبلوماسية السودانية تحدثت عن إشكاالت‬
‫مقدمة الورقة ي‬
‫كبية واجهتها الوزارة منها ضعف أداء الوزارة لمشاكل متعلقة ببنيتها المؤسسية‬
‫ر‬
‫والهيكلية‪ .‬كان المؤمل بعد الثورة أن يتم البدء يف تجاوز هذه المشاكل‪ ،‬ولكن من‬
‫خالل ما ورد يف الورقة فإننا ليس فقط لم نحرص عىل معالجتها‪ ،‬بل عملنا عىل‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت أودت بوزارة الخارجية‪ .‬مثال هناك كالم‬
‫إعادة إنتاج نفس السياسات السابقة ي‬
‫فية النظام المباد عن طريق سياسات‬ ‫عن تقييم ألداء الوزارة ال رت لحق بها الدمار ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪ 1‬بدأت الجلسة يف الساعة ‪ 10:05‬صباحا‪ ،‬بعد موعدها بخمس دقائق‪ ،‬وكان اليوم جمعة‬
‫‪312‬‬
‫التمكي وسحب الملفات منها لمصلحة جهات أخرى مما جعلها عاجزة عن أداء‬ ‫ر‬
‫بشتنا‬‫وسيورتها إىل وزارة سياحية أو مخزن لمنسون النظام السابق‪ ،‬وبالتاىل ر‬
‫دورها‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫سياتيجية بأن الوزارة ستعود إىل سابق عهدها‪ ،‬إال أنه تمت يف الواقع إعادة إنتاج‬‫اال ر‬
‫ا‬
‫دبلوماسيي جدد‬
‫ر‬ ‫كبي‪ ،‬مثال‪ ،‬ورد كالم عن اختيار‬
‫سياسات النظام السابق بشكل ر‬
‫كبيا لدرجة‬
‫تثي هاجسا ر‬
‫لمعايي حفظ التوازن‪ ،‬ولفظة ”توازن“ الواردة هنا ر‬
‫ر‬ ‫وفقا‬

‫التمكي‪ .‬فما هو المقصود بالتوازن؟ وعىل أي أساس؟ هل هو ي‬


‫إثت‬ ‫ر‬ ‫مقاربتها بسياسة‬
‫سياس؟ وهل تخضع وزارة الخارجية للمحاصصة الثنية والسياسية؟ أال‬ ‫ي‬ ‫أم‬
‫ديسمي؟ وهل سنفرد حصة‬ ‫ر‬
‫الت دعت لها ثورة‬
‫ر‬ ‫يتعارض ذلك مع الكفاءة المهنية ي‬
‫للدعم الشي ع وحصة للجيش وحصة للحزاب السياسية؟ ألن يساهم هذا يف تردي‬
‫ر‬
‫نأن بكوادر ضعيفة لمجرد المحاصصة فقط! وبا ي‬
‫لتاىل فالكالم عن عودة‬ ‫الوزارة‪ ،‬إذ ي‬
‫الوزارة لمهنيتها لن يتحقق‪ ،‬فالتوازن سيض بالمهنية‪.‬‬
‫والشاهد‪ ،‬كانت هناك مشكلة تتعلق بقبول دفعة جديدة تحدث عنها التقرير‪ .‬لب‬
‫اسبي يف مواد أساسية يحتاجها‬
‫المشكلة أن معظم الذين تم قبولهم للخارجية كانوا ر ر‬
‫الكادر العامل يف الوزارة‪ ،‬إذ ال يمكن لكادر يعمل يف وزارة الخارجية بدون اجتياز‬
‫دبلوماسيي وعىل‬
‫ر‬ ‫النجليية‪ ،‬فكيف يكون هؤالء‬
‫ر‬ ‫امتحان العالقات الدولية أو اللغة‬
‫أي أساس نعيد الخارجية لسابق عهدها؟ و يف نفس الطار تحدثت الورقة عن‬
‫الدبلوماس وهذا جيد نظريا‪،‬‬
‫ي‬ ‫الموجهات ومن أهمها تعزيز مشاركة المرأة يف السلك‬
‫فق آخر دفعة تم قبولها‬
‫وبي ما تحقق‪ ،‬ي‬
‫كبية ربي الشعار ر‬
‫لكن يف الواقع هناك فجوة ر‬
‫الكبي للنساء يف ثورة‬
‫يجان لصالح المرأة‪ ،‬برغم الدور ر‬
‫تميي إ ر ي‬
‫لم تكن هناك سياسات ر‬
‫سكرتيين‪،‬‬
‫ر‬ ‫ديسمي‪ ،‬كانت الدفعة مكونة من (‪ )13‬كادرا دبلوماسيا‪ 7 ،‬مستشارين و‪6‬‬
‫ر‬
‫تمكي المرأة يف السلك‬
‫ر‬ ‫بينهم امرأة واحدة فقط‪ ،‬فهل يتسق ذلك مع سياسة‬
‫ديسمي؟‬
‫ر‬ ‫الدبلوماس؟ أال يتعارض ذلك مع روح ثورة‬
‫ي‬

‫‪313‬‬
‫ر‬
‫االسياتيجية أن الوزارة سوف تتعاون مع مراكز بحثية‪ ،‬وهذه رصورة مثلما‬ ‫ورد يف‬
‫لصانغ القرار‬
‫ي‬ ‫نشهد يف الواليات المتحدة األمريكية حيث أهمية مراكز الفكر‬
‫ر‬
‫الت تتطلب لتحقيق كفاءتها أدوارا استشارية‬
‫خصوصا يف السياسة الخارجية‪ ،‬ي‬
‫مساندة توفرها مراكز األبحاث والمجالس المتخصصة‪ .‬لكن غابت تماما أدوار‬
‫لمجالس مهمة‪ ،‬كان يمكن أن تساهم يف إصالح وزارة الخارجية‪ ،‬مثل المجلس‬
‫علم لم تعقد أي‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس‪ ،‬وعىل حسب‬
‫ي‬ ‫السودان للشؤون الخارجية‪ ،‬والمركز‬
‫ي‬
‫ورشة ربي أي مركز أبحاث ووزارة الخارجية‪ ،‬أو لم تكن هناك أي ملفات ذات صلة‬
‫بالبحث والدراسة نقلتها الوزارة لمراكز األبحاث أو الجامعات‪.‬‬
‫النقطة الثانية‪ :‬ما الذي جرى؟ أو األداء التنفيذي للوزارة‪ .‬الحظت أن الورقة مليئة‬
‫وه ال تحاكم‪ ،‬فلننظر لما جرى حقيقة‪ .‬ورد أنه ضمن موجهات السياسة‬
‫بالشعارات ي‬
‫ر‬
‫واالحيام المتبادل‪ ،‬وهذا‬ ‫الخارجية البعد عن سياسات المحاور والتعامل بالندية‬
‫والتغيي عىل النأي‬
‫ر‬ ‫ديسمي‪ ،‬وقد نص إعالن الحرية‬
‫ر‬ ‫كان واحدا من أهم مطالب ثورة‬
‫بالسودان عن المحاور القليمية وانتهاج سياسة خارجية ر‬
‫مينة‪ ،‬طرحها رئيس الوزراء‬
‫سبتمي ‪2019‬م‪ ،‬فالسودان تأذى جدا من‬
‫ر‬ ‫أمام الجمعية العمومية للمم المتحدة يف‬
‫اط وكانت خصما عىل ثورة‬ ‫سياسة المحاور‪ ،‬ر‬
‫والت كانت معيقة للتحول الديمقر ي‬
‫ي‬
‫ديسمي‪ .‬لكن السياسة الخارجية ف ر‬
‫الفية االنتقالية اندرجت بكلياتها ضمن المحور‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ان المضي‪ ،‬ولم يحتفظ السودان بدوره المستقل بعيدا عنه‪.‬‬ ‫ر‬
‫السعودي المار ي‬
‫وللتدليل عىل ذلك‪ ،‬لماذا احتفظ السودان بموقف غريب من إيران إن لم يكن خوفا‬
‫حت ليس فيه ذكر للزمة السورية برغم‬ ‫من سخط المارات والسعودية؟ والتقرير ر‬

‫ان؟‬‫ر‬
‫كبي‪ ،‬فهل ذلك تسليما بقيادة المحور السعودي المار ي‬
‫صلتها بالسودان بشكل ر‬
‫ديسمي بضورة سحب هذه‬
‫ر‬ ‫أيضا البقاء عىل القوات يف اليمن رغم مطالب ثورة‬
‫فىه مجرد ارتزاق‪ ،‬وبقاؤها يدلل عىل أن السياسة الخارجية ظلت مندرجة‬
‫القوات ي‬
‫يف إطار محوري ولم تكن سياسة مستقلة‪ .‬أيضا التطبيع مع إشائيل والذي تم تحت‬
‫‪314‬‬
‫ر‬
‫الت ابتدرت عالقات مع إشائيل ذات صلة بضاعها مع إيران‪،‬‬
‫ضغط من المارات‪ ،‬ي‬
‫السودانيي أو فيه مصلحة للسودان‪ ،‬وكانت‬
‫ر‬ ‫وذلك بدون أن يكون التطبيع برضا‬
‫المفاوضات ربي السودان وإشائيل تحت رعاية المارات‪.‬‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت شكلت السياسة الخارجية ي‬
‫كذلك تذكر الورقة أن واحدة من المؤشات ي‬
‫عي التعامل بذهنية‬
‫تسوية العالقات الحدودية مع دول الجوار وملف المياه‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫منفتحة‪ ،‬وهذا مبدأ جيد وعادل ورصوري خصوصا نحن أحوج ما نكون ألن نصفر‬
‫مشاكلنا مع دول الجوار‪ ،‬وأن تنطلق سياستنا إزاء الياعات الحدودية من مرجعية‬
‫واحدة‪ .‬لكن المفارقة أن الموقف تجاه الياع الحدودي حيال أثيوبيا اتسم بالتشنج‬
‫ر‬
‫الت ذكرت فيها الوزيرة أنها تتوقع قيام حرب‪،‬‬
‫والتشدد حول ”الفشقة“ للدرجة ي‬
‫وه مقدمات كان يمكن أن تؤدي‬ ‫ومضينا تجاه حض رعايا أثيوبيا يف السودان‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫سغ لحلول‪ ،‬يف الوقت الذي تم فيه تجاهل‬
‫لنشوب حرب مع أثيوبيا فعال وبدون أي ي‬
‫وه كذلك أرض سودانية محتلة‪.‬‬ ‫األزمة الحدودية مع مض حول "مثلث حاليب" ي‬
‫لماذا تم التصعيد والتشنج تجاه أثيوبيا بينما لم تقف مهادنة مض عند جلب الجيش‬
‫المضي يف مناورات عسكرية داخل السودان وعىل مقربة من أرض حاليب المحتلة‪،‬‬
‫مشيك مع وزير الخارجية المضي‪ ،‬إىل السماح‬ ‫بل دعت الوزيرة ف مؤتمر صحق ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التعاط مع‬
‫ي‬ ‫اض السودانية! ما هو المنطلق يف‬
‫ارعي المض ريي باستخدام األر ي‬
‫للمز ر‬
‫القضايا الحدودية ربي أثيوبيا ومض؟‬
‫وف الورقة حول العالقة مع أثيوبيا جاء أننا مطمئنون لموقفنا حيال تشغيل سد‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وعمليت الملء‪ ،‬ولم أدرك كيف تمت ترجمة التعقيد يف األمر لسياسات‪،‬‬ ‫النهضة‬
‫ي‬
‫لكن من المؤكد أن هذا االطمئنان لسالمة الموقف أخش السودان ر‬
‫أكي مما أكسبه‪،‬‬
‫وهو لم يمنع عملية الملء‪ ،‬فامتل السد بدون حصولنا عىل مكاسب وكان الجانب‬
‫غي تبعيته لمض‪ ،‬كان يمكن‬
‫تفسي لهذا الموقف ر‬
‫ر‬ ‫السودان هو المتعنت‪ .‬وال يوجد‬
‫ي‬
‫أن نتفاوض يف الجولة األوىل ونحصل عىل مكاسب‪ ،‬لكن موقفنا المتصلب‬
‫‪315‬‬
‫والمتشنج تجاه أثيوبيا جعلنا نخرج من كل الجوالت صفر اليدين‪ .‬إن الموقف من‬
‫سد النهضة يعكس غياب ر‬
‫ر ي‬
‫الخارىح‬ ‫تعط صانع القرار‬
‫ي‬ ‫اسياتيجية قومية موحدة‬
‫السياس‪ ،‬ومثلما استمعت اآلن لحديث‬ ‫بق خاضعا للمزاج‬‫ر‬
‫ي‬ ‫مساحة للتحرك‪ ،‬وقد ي‬
‫خياء قالوا بعكسه‪ ،‬أي ال يوجد موقف موحد وال‬
‫الوزيرة عن سد النهضة فهناك ر‬
‫ر‬
‫اسياتيجية موحدة تجاه السد وهذا انعكس عىل سياسة السودان الخارجية‪ .‬ونجد‬
‫أن لمكونات الحكومة االنتقالية آراء مختلفة‪ ،‬فالعسكر أقرب للموقف المضي‪،‬‬
‫وأشي لتضي ح رئيس الوزراء دكتور عبد‬
‫ر‬ ‫والحكومة المدنية تباينت فيها المواقف‪،‬‬
‫ان أحمد والذي أكد فيه‬ ‫ر‬
‫هللا حمدوك يف مؤتمره المشيك يوم ‪ 30‬يوليو ‪2021‬م مع ر ي‬
‫رصورة اللجوء للتهدئة والتفاوض يف موضوع سد النهضة‪ ،‬يف تدابر مع الموقف‬
‫كثية جدا فيما‬
‫المتشنج لوزارة الخارجية‪ ،‬بدليل الزيارات المكوكية والتضيحات ال ر‬
‫يتعلق بسد النهضة لدرجة أنها ساقت الملف لمجلس األمن‪ ،‬وال أعرف األساس‬
‫بت عليه هذا الموقف‪.‬‬
‫الذي ي‬
‫كانت سياسة النظام البائد تجاه السد محكومة بميله إىل ر‬
‫االبياز‪ ،‬لكن ورد يف الورقة‬
‫أن موقف السودان الثابت تجاه السد قائم عىل مرجعية إعالن المبادئ الذي تم‬
‫توقيعه يف ‪2015‬م‪ ،‬ومعظم بنوده ال عالقة لها بمصلحة للسودان فلماذا االتكاء عىل‬
‫مواقف النظام السابق فيما يتعلق بسد النهضة؟‬
‫توصيف الجهات الليبية يتحدث عن‪ :‬الحكومة الرسمية يف طرابلس وقوات الجيال‬
‫الرسم هو‪ :‬الحكومة‬ ‫الشقية‪ .‬التوصيف‬ ‫حفي المسيطرة عىل المنطقة ر‬ ‫ر‬ ‫خليفة‬
‫ي‬
‫المعيف بها دوليا‪ ،‬والجيش الليت أو القوات المسلحة الليبية‪ .‬أما ”قوات ر‬
‫حفي“‬ ‫ر‬
‫ري‬
‫وتبت هذه التوصيفات رييتب عليه‬‫ي‬ ‫فهو اسم يطلقه المناوئون كما يف قناة الجزيرة‪.‬‬
‫وه مسألة حساسة جدا‪ ،‬خصوصا أن لدينا قوات موجودة يف ليبيا‪.‬‬ ‫سياسات ي‬
‫ديسمي تستحق سياسة خارجية قائمة عىل أسس‬
‫ر‬ ‫ملف التطبيع مع إشائيل‪ :‬ثورة‬
‫ر‬
‫الت حملتها وليس أقلها‬
‫أخالقية‪ ،‬ألنها ثورة أبهرت العالم بسلميتها والقيم األخالقية ي‬
‫‪316‬‬
‫وينبغ أن تنحاز سياستها الخارجية للحق وليس‬
‫ي‬ ‫الدعوة للحرية والسالم والعدالة‪،‬‬
‫السقوط ف ملف ر‬
‫االبياز أو االرتزاق‪ .‬تم إقناعنا أن ملف التطبيع قاده العسكر بدون‬ ‫ي‬
‫علم الحكومة المدنية وأنها ألحقت إلحاقا‪ ،‬عي رئاسة الوزارة‪ .‬لكن حسب متابعانر‬
‫ي‬ ‫ر‬

‫فإن وزارة الخارجية ليس لديها موقف معلن مكتوب تجاه التطبيع مع إشائيل‪ .‬ي‬
‫وف‬
‫النص المقدم هناك موقف ممتاز من الوقوف مع القضايا العادلة‪ ،‬والسؤال ما الذي‬
‫وبالتاىل اقتضت‬
‫ي‬ ‫غي عادلة‪،‬‬
‫حدث يف قضية الشعب الفلسطي يت هل صارت فجأة ر‬
‫مصلحة السودان االنخراط يف عالقات مع دولة احتالل وكيان منبت؟ هل هذا‬
‫ديسمي؟ من الواضح أن هذا التطبيع تم نتيجة‬
‫ر‬ ‫الكالم منسجم مع مبادئ ثورة‬
‫غي السودان‪.‬‬
‫مقايضة ما‪ ،‬استفادت منها جهة ر‬
‫ثالثا‪ :‬النجازات‪ :‬إذا كان الوارد تحت عنوان النجازات هو مستوى انجازاتنا معناه‬
‫أن سقف سياساتنا الخارجية صار متدنيا للغاية‪ .‬ذكرت كواحدة من النجازات وضع‬
‫لوائح للحصانات واالمتيازات للبعثات الدبلوماسية‪ ،‬بينما الحصانات واالمتيازات‬
‫للبعثات الدبلوماسية نظمتها اتفاقية دولية وضعت عام ‪1815‬م يف فيينا‪ ،‬ووضعت‬
‫بروتوكوالت الحقة يف جنيف‪ ،‬فما الذي عملته الخارجية رليصده كإنجاز؟‬
‫جيد أن واحدة من االنجازات رفع اسم السودان من قائمة رعاية الرهاب‪ ،‬وهذا‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫تأشية‬ ‫منجز يستحق الشادة‪ ،‬لكن بعده ر‬
‫مباشة جاء الحديث عن تذليل ر‬
‫للسنغال فأين النجاز الذي يستحق ذكره يف تقرير كهذا؟ أيضا يف محور النجازات‬
‫ذكرت جوالت عربية ر‬
‫لشح األزمة مع أثيوبيا شملت مض‪ ،‬والمارات‪ ،‬وقطر‪،‬‬
‫ر ر‬
‫الت تم بها اختيار الدول‪ ،‬لكن لماذا نحن‬ ‫والبحرين‪ .‬بغض النظر عن‬
‫المعايي ي‬
‫مضطرون ر‬
‫لشح أزمة سد النهضة للمض ريي؟ وهناك جوالت واسعة يف أفريقيا‬
‫شملت جنوب السودان‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬كينيا‪ ،‬رواندا‪ ،‬الكنغو‪ ،‬نيجريا‪ ،‬غانا‪ ،‬السنغال‪،‬‬
‫والنيجر‪ ،‬ما هو المقياس الذي يستبعد دولة كجنوب افريقيا من الملف واالبقاء عىل‬
‫كبي لسفر الوفود ضمن إنجازات وزارة‬
‫وف الورقة هناك شد ر‬
‫دولة كجزر القمر؟ ي‬
‫‪317‬‬
‫الخارجية‪ ،‬وغض النظر عن أن المسألة ال تحتاج لسفر الوفود وهناك وسائل جديدة‬
‫لالتصال بالدول‪ ،‬لكن ما الذي ترتب عىل تلك الرحالت إذ لم يذكر حصادها؟‬
‫التعاط مع منظومة حقوق‬
‫ي‬ ‫هناك كالم عن سيطرة ذهنية النظام المباد يف تشويه‬
‫النسان الدولية وشيطنتها كما حصل مع سيداو مما أخر االنضمام لها‪ ،‬هذا بينما أننا‬
‫لم نجر استفتاء شعبيا حول االنضمام لتلك االتفاقيات‪ ،‬بل كانت النقاشات تتم يف‬
‫مجلس الوزراء والسيادة‪ ،‬فهل قرروا فيها التواطؤ مع ذهنية‬ ‫اجتماعات ر‬
‫مشيكة ربي‬
‫ي‬
‫تثي إشكالية؟‬
‫القواني بفكرة أنها يمكن أن ر‬
‫ر‬ ‫النظام المخلوع بعدم إجازة هذه‬
‫عبد الرحمن العاجب‬
‫هناك لغط كثي دار منذ بداية الورشة حول وجود الشلليات ف ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫كسبب أدى لفشال حكومة ر‬
‫الفية االنتقالية وحال دون أن تنجز مهامها‪ .‬فهل مريم‬
‫القوم‬
‫ي‬ ‫الصادق المهدي أفضل كادركان يمكن أن يتوىل وزارة الخارجية يف حزب األمة‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫ه ي‬‫الدبلوماس أم أن عقلية الشلليات ي‬
‫ي‬ ‫الذي يعج بكوادر مؤهلة يف السلك‬
‫دفعت بكادر ضعيف للوزارة ؟ لقد درجت الحكومة عىل االنحياز لمحور محدد كما‬
‫بشي‪ ،‬هو محور المارات والسعودية ومض‪ ،‬وكأنما هنالك اتفاقات شية‬
‫ذكر دكتور ر‬
‫مع هذا المحور‪ ،‬فلم تتخذ وزارة الخارجية موقفا محايدا حول االنحياز لقضية‬
‫للكثي من االنتهاكات‪ ،‬لكن لم تنتهج الخارجية‬
‫ر‬ ‫اليمت العادلة والذي يتعرض‬
‫ي‬ ‫الشعب‬
‫مسارا قياديا يف مسألة القضية اليمنية‪ .‬وهناك مسألة مهمة مرتبطة بتعيينات وزارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ويمكن أن ترد عليها دكتورة مريم الصادق وكذلك دكتور جمعة كندة‬
‫باعتبار أنه كان مستشارا لرئيس الوزراء‪ ،‬بالضافة للمهندس خالد عمر يوسف الذي‬
‫كان وزير شؤون مجلس الوزراء ولديه ارتباط أيضا بهذا الملف‪ .‬يف هذه القضية تم‬
‫طرح ‪ 20‬وظيفة لدرجة مستشار و‪ 30‬وظيفة لدرجة سكرتي أول‪ ،‬وتقدم ر‬
‫أكي من‬ ‫ر‬
‫حواىل ‪ 900‬ممتحن تقريبا‪ ،‬بعدها جلس‬ ‫ون‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ألفي ممتحن‪ ،‬تجاوز االمتحان اللكي ي‬
‫ر‬
‫ون المتحان معلوم ومعلن أعدته جامعة‬ ‫ر‬
‫المتنافسون الذين اجتازوا االمتحان اللكي ي‬
‫‪318‬‬
‫الخرطوم‪ ،‬ومن ثم تم إعالن النتيجة‪ .‬تم اختيار ‪ 36‬مرشحا لدرجة مستشار و‪29‬‬
‫لدرجة سكر رتي أول‪ ،‬واتهمت وزارة الخارجية يف خطاب معنون من مكتب توثيق‬
‫وه مسألة أدت لغبائن نتمت أن‬
‫الخارجية‪ ،‬بأنها تواطأت وقامت بإلغاء النتيجة‪ ،‬ي‬
‫غي أدى النقالب ‪ 25‬أكتوبر بانضمام الحركات المسلحة‬
‫تتم معالجتها‪ ،‬فهو ر‬
‫الغي‪.‬‬
‫لالنقالبيي‪ ،‬انطالقا من هذا ر‬
‫ر‬
‫التجان إبراهيم‬
‫ي‬ ‫يعقوب‬
‫كبيا‪ ،‬لكن يف ظل غياب دولة سيادة حكم‬
‫الشكر لمقدمة الورقة‪ ،‬لقد بذلتم مجهودا ر‬
‫القانون ال بد أن تحصل مشاكل‪ ،‬والثورة حينما جاءت لم تضع نصوصا قانونية‬
‫قواني النظام البائد مع أن من مهام الثورة يف المادة‬
‫ر‬ ‫واضحة‪ ،‬وورثت كل الوزارات‬
‫القواني المقيدة للحريات‪ ،‬وقد كان النظام البائد يقيد الوزارات‬
‫ر‬ ‫(‪ )8‬إلغاء كل‬
‫التمكي‪ ،‬لذلك كان هناك تغول واضح عىل وزارة الخارجية‪ .‬بالذات من‬
‫ر‬ ‫لمصلحة‬
‫دول المحور الثالثة‪ ،‬كانوا كل يوم يستدعون رئيس مجلس السيادة‪ ،‬أو نائبه‪ ،‬بدون‬
‫اليوتوكول ر‬
‫بإشاك الوزارة‪.‬‬ ‫مراعاة ألبسط قواعد ر‬
‫الثالثي عاما لدينا‬ ‫وهناك أوضاع الالجئي‪ .‬لم تذكر الورقة أننا ر‬
‫أكي دولة يف ظل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫الجئون بالخارج‪ ،‬مثال الالجئون يف مض يعيشون أسوأ األوضاع ولم يهتم ألمرهم‬
‫لقواني اللجوء‪.‬‬
‫ر‬ ‫سودان بالخارج يتمتع بحقوقه وفقا‬
‫ي‬ ‫أحد‪ ،‬وال يوجد ر‬
‫الىح‬
‫وما الذي عملته الخارجية بشأن تهريب مواردنا بالذات الذهب؟ ومعروف ألين‬
‫عي المعابر؟‬
‫يذهب‪ ،‬وأين دور االتفاقات الدولية الخاصة بذلك ر‬
‫قواني واضحة تنظم عمل الوزارات وتعمل ضوابط‬
‫ر‬ ‫يف المرحلة القادمة يجب عمل‬
‫ه‬
‫الفصل ربي السلطات فال تتغول سلطة عىل األخرى‪ ،‬وتكون وزارة الخارجية ي‬
‫الواجهة الخارجية للسودان‪ ،‬فال يذهب رئيس مجلس سيادة وال رئيس وزراء يتكلم‬
‫يف المسائل الخارجية يف غياب وزارة الخارجية‪ ،‬وأن تخضع الوزارة لقانون واضح‪.‬‬
‫مسلم عبد هللا‬
‫‪319‬‬
‫تكلمت الورقة عن تداخل أدوار الوزارات‪ ،‬وعدم ترتيب المهام بالطريقة الصحيحة‪.‬‬
‫وف‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح؟ ي‬ ‫هل استملت الوزارة بدون وجود مهام وطرق واضحة لدارة الملف‬
‫حال تسلم الشخص منصبا سياديا يف الدولة هل تكون مرجعية سياسته لحزبه أم‬
‫لمصلحة الوطن؟ من خالل حد يث الوزيرة نعلم بعدم وجود هيئات استشارية‬

‫ر ي‬
‫الخارىح؟‬ ‫للوزارات‪ ،‬فإذا كانت موجودة أين دورها يف إدارة الملف‬
‫تكلمت الورقة عن ضعف الخدمة المدنية‪ ،‬وقد أضفتم لضعف الخدمة المدنية يف‬
‫وف ملف التطبيع مع إشائيل كان واضحا أن لديك موقف‬ ‫التعيينات المذكورة‪ .‬ي‬
‫سياس‪ ،‬لكن الموقف التنفيذي مغاير تماما له‪.‬‬
‫ي‬
‫عل صديق الحاج‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت لم يأت ذكر لها‪،‬‬
‫لدي بعض األسئلة حول الجالية السودانية يف إشائيل ي‬
‫ومعروف أنهم ذهبوا بعد فض االعتصام يف ميدان مصطق محمود يف القاهرة وهم‬
‫ر‬
‫عشات اآلالف‪ ،‬فماذا فعلت وزارة الخارجية إزاءهم؟ تطرقت الورقة ألن السودان‬
‫بعد حرب أوكرانيا دولة محورية يف أفريقيا من ناحية اقتصادية‪ ،‬لكن هناك تدخالت‬
‫خيا‪ ،‬فالسودان يتمتع‬
‫الشماىل الذي ال يريد لهذا الوطن ر‬
‫ي‬ ‫أجنبية خاصة من جارنا‬
‫بمائت مليون فدان أرض زراعية وبمياه فوق األرض وتحتها‪ ،‬وله دور عىل ساحل‬‫ر‬
‫ي‬
‫اسياتيجية بأال يكون السودان دولة متقدمة‬‫البحر األحمر‪ ،‬لكن لجارنا رؤية ر‬

‫اقتصاديا‪ .‬وهم يتعمدون خلق المشاكل لنا ليكون السودانيون دائما يف حالة نزاع‪.‬‬
‫التنظي لكن عىل مستوى الواقع للسف الشديد لدينا‬
‫ر‬ ‫اتفق مع الوزيرة عىل مستوى‬
‫الشماىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫معرقىل تقدم السودان‪ ،‬أي يس ريون وفق رؤية الجار‬
‫ي‬ ‫بعض ممن يتفقون مع‬
‫وتأثيهم واضح عىل ما يدور ف السودان‪ ،‬ر‬
‫حت االنقالب ساهمت‬ ‫الخليىح‪ ،‬ر‬ ‫والجار‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫كبيا جدا‪.‬‬
‫التدخالت الخارجية فيه إسهاما ر‬
‫هند الصادق الطائف‬

‫‪320‬‬
‫وف بعضها لم تكن‬ ‫ر‬
‫الت أعددتها أجابت الدكتورة عن بعضها ي‬
‫لدي بعض األسئلة ي‬
‫الجابات كافية‪:‬‬
‫‪ )1‬هل كانت وزارة الخارجية مسيطرة عىل العالقات الخارجية ف ر‬
‫الفية االنتقالية؟‬ ‫ي‬
‫كبيا يف السياسة الخارجية‪،‬‬
‫ألننا كنا نالحظ أن مكتب رئيس الوزراء كان يلعب دورا ر‬
‫فهل كان هذا يتم بالتشاور والتنسيق مع الوزارة؟ أم كانت تحركات منفصلة؟‬
‫اليهان‪ ،‬وعموما‬
‫‪ )2‬بالنسبة لموضوع التطبيع مع إشائيل والدور الذي قام به ر‬
‫التغول من مجلس السيادة عىل مهام الجهاز التنفيذي‪ ،‬رغم أن الوثيقة الدستورية‬
‫تنص رصاحة عىل أن ملف العالقات الخارجية مسئولية الجهاز التنفيذي‪ .‬لكن‬
‫كثية من ضمنها التطبيع‪ .‬هل كان‬
‫تغول مجلس السيادة وقاد وقرر حول ملفات ر‬
‫هناك تنسيق ربي مجلس السيادة ورئيس الوزراء؟ وماذا كان دور وزارة الخارجية؟‬
‫‪ )3‬ملف سد النهضة‪ ،‬والدور الذي قامت به وزارة الخارجية‪ ،‬كانت هناك آراء متباينة‬
‫السودان المفاوض يف قضية سد النهضة‪ ،‬والقضايا الخالفية ربي السودان‬
‫ي‬ ‫من الوفد‬
‫وأثيوبيا كانت بسيطة‪ ،‬وكان يمكن حلها بصورة أو بأخرى‪ ،‬لوال الميول المضية‬
‫والكالم الذي يقال عن أن السودان تبت وجهة النظر المضية؟‬
‫‪ )4‬تنظيف وزارة الخارجية من أعداء الثورة‪ ،‬وزارة الخارجية كانت واحدة من أهم‬
‫ر ي‬
‫لكيان خالل ال ‪ 30‬سنة الماضية‪ ،‬وفيها ترضيات لجماعات‬ ‫الت وطن فيها ا ر‬
‫الوزارات ي‬
‫غي رشوط‪،‬‬‫غي معاينات ومن ر‬‫حت من ر‬ ‫كثية كانت تتبت التيار السالم‪ ،‬أدخلوهم ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫لكن الوزارة لم تشتغل يف هذا الملف بالصورة المطلوبة‪ ،‬والدليل أنه لحد اآلن بعض‬
‫سفي‬
‫ر‬ ‫البشي‪ ،‬منهم‬
‫ر‬ ‫الذين وظفوا بتعيينات سياسية ال زالوا موجودين منذ زمن‬
‫كثية‪ .‬أين كان الخلل بالضبط؟‬
‫السودان يف جامعة الدول العربية‪ ،‬واألمثلة ر‬
‫‪ )5‬دفعنا تقريبا ‪ 70‬مليون دوالر لضحايا المدمرة األمريكية كول‪ ،‬ودفعنا تقريبا ‪300‬‬
‫تفجي السفار رتي يف كينيا وتيانيا‪ ،‬وهذه جرائم ارتكبت‬
‫ر‬ ‫مليون دوالر تعويضات عن‬
‫برعاية النقاذ‪ ،‬لماذا تحملت الحكومة االنتقالية هذه التكلفة العالية؟ ألم يكن هناك‬
‫‪321‬‬
‫أي مخرج آخر لنخرج من قائمة الرهاب؟ وإذا لم يكن هناك مخرج لماذا لم يتم‬
‫دفع هذه المبالغ من حسابات أعضاء النظام السابق؟‬
‫والتغيي يف‬ ‫‪ )6‬من ضمن المشاكل الكبية ف ر‬
‫الفية االنتقالية أن قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫الحكومتي األوىل والثانية لم تكن لديها رؤية واضحة حول شكل العالقات‬
‫ر‬
‫السودانية الخارجية‪ ،‬والتحرك بسالسة يف هذا العالم المضطرب‪ ،‬واالستفادة من‬
‫ر‬
‫المشيكة‪ ،‬وليس عىل تغليب‬ ‫أن تكون عالقاتنا الخارجية قائمة عىل المصالح‬
‫والتغيي عندها رؤية سوف‬
‫ر‬ ‫معي‪ ،‬هل قوى الحرية‬
‫سياسات محور تجاه محور ر‬
‫تتبناها لمعالجة الخلل التنفيذي الذي حصل ف ر‬
‫الفية االنتقالية السابقة؟ وإذا‬ ‫ي‬
‫سقط االنقالب هل هناك سياسة جاهزة للعمل عىل ضوئها؟‬
‫أبا ذر مدثر األمي‪1‬‬

‫فيما يتعلق بأداء وزارة الخارجية فمن الناحية اليجابية تحقق رجوع السودان‬
‫للمنظومة الدولية والذي كان له أثر عىل االقتصاد‪ .‬إن أفضل موقع للسودان يف‬
‫الخارطة العالمية هو الحياد وعدم التبعية ألي قطب‪ .‬وأن يكون مع دعم قوى‬
‫ه حكومة ثورة‪ .‬لذلك فإن إلغاء قانون‬
‫الوطت ألن الحكومة االنتقالية ي‬
‫ي‬ ‫التحرر‬
‫مقاطعة إشائيل الذي أقر من برلمان منتخب خطأ ارتكبته السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫اليهان يف ملف العالقات الخارجية وتدخالته فيه‪.‬‬
‫وكذلك تجاوزات ر‬
‫السودانيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫لم تتم معالجة عمل السفارات يف الخارج لتهتم بحقوق‬
‫هناك استفسارات عن تعيينات وزارة الخارجية والتعيينات ال ر يت تمت بالسفارات‪.‬‬
‫لم تستفد ر‬
‫معان الثورة السودانية‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح بإظهار‬ ‫الفية االنتقالية يف مخاطبة العالم‬
‫إال من خالل وزارة األوقا ف‪ ،‬أما ما عداها فلم تستفد من ذلك وواصلت بنفس نهج‬
‫سياسات النظام البائد‪ ،‬وخاصة‪ ،‬وزارة الشباب‪ ،‬والرياضة‪.‬‬

‫‪ 1‬مداخلة سلمت مكتوبة‪.‬‬


‫‪322‬‬
‫سعاد الخرص‬
‫لدي مالحظة لدارة الجلسة أنه لم يتم االهتمام بالعالم وال دعوته‪ ،‬لقد اقتلعت‬
‫كصحفيي‪ ،‬وكان لدينا‬ ‫فرصة حضور الورشة بالقوة‪ ،‬وكنا قد أجينا النقاذ أن ر‬
‫تحيمنا‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫كبي يف الثورة‪ ،‬لكنا نجد تعتيما عىل المناشط ويتم منعنا من المشاركة‪ .‬كنا يف‬
‫دور ر‬
‫النظام السابق نواجه مشكلة يف الحصول عىل المعلومات‪ ،‬وبعد الديمقراطية‬
‫ر‬ ‫للسف كنا ر‬
‫الناشطي يف الفيسبوك‪ .‬الشلل ي‬
‫الت لها عالقة‬ ‫ر‬ ‫نتلق المعلومات من‬
‫برئيس مجلس الوزراء ومكتبه هم الذين كانت عندهم المعلومات ويقومون ببثها يف‬
‫لك نشتغل عىل ملفات‬
‫الفيسبوك يف الوقت الذي كنا ننتظر أن نمتلك المعلومات ي‬
‫ا‬
‫دعم الثورة‪ .‬أتمت أن يتم استدراك هذه المسألة مستقبال‪.‬‬
‫بخياء‬
‫الخدمة المدنية فيها رقابة إدارية‪ ،‬وبدال عن الحديث عن ضعفها والتيان ر‬
‫ينبغ أن نفعل الرقابة الدارية‪.‬‬
‫أجانب ي‬
‫فرح عباس فرح‬
‫غي مقي‪ ،‬وهم يمتلكون نفس‬
‫الكبي يف البلد وهو ر‬
‫ر‬ ‫األجنت‬
‫ري‬ ‫تطرقت الورقة للوجود‬
‫كسودانيي‪ .‬يف‬
‫ر‬ ‫وينبغ أن ننظر لذلك‬
‫ي‬ ‫يتميون عليه أحيانا‪،‬‬
‫حقوق المواطن‪ ،‬بل ر‬
‫تسمية الحدود سواء يف الفشقة أو حاليب‪ ،‬نمتلك معلومات ثرة وفره ا الدكتور أبو‬
‫ينبغ العودة لها لحفظ حقوق السودان‪ .‬عىل إعالم وزارة‬
‫ي‬ ‫سليم يف دار الوثائق‪،‬‬
‫الدبلوماس‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تخص الجواز‬
‫ي‬ ‫الخارجية أن يوضح القضايا كتلك ي‬
‫تعقيب مريم الصادق‬
‫ئيس مذكورة يف الورقة كواقع‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت أشار لها المعقب الر ي‬
‫كثي من القضايا ي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫والتخصصان‪،‬‬ ‫النوع والجهوي‬ ‫فيما يخص الخارجية المقصود بالتوازن هو التوازن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وكما هو معلوم فإن الخارجية تفتح أبوابها الستيعاب كادر ذي تخصصات محددة‬
‫حساب حاجتها يف كل مرة‪ ،‬والتوازن مفصل بصورة تفصيلية يف اللوائح المنبثقة من‬
‫القانون‪ .‬لدينا مشكلة حقيقية يف القانون الذي كان محل بحث‪ ،‬وكنا بصدد تقديمه‬
‫‪323‬‬
‫القواني‪ .‬أما‬ ‫ر‬
‫الت تجاز بها‬
‫ر‬ ‫لك يمر بالسلسلة المعروفة ي‬ ‫تجيه‪ ،‬ي‬
‫لك ر‬
‫لوزارة العدل ي‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت أخذت نقاشا طويال‪ ،‬فقد‬ ‫سياس فقد كان من األمور المهمة ي‬
‫ي‬ ‫مسألة التوازن ال‬
‫كبي لجهات بعينها‪،‬‬
‫الثالثي عاما الماضية تجريف ر‬
‫ر‬ ‫حصل يف الدولة السودانية خالل‬

‫تمكي التجاهات سياسية بعينها‪ .‬وكما هو معلوم فإن الخارجية ي‬


‫ه مستودع‬ ‫و ر‬
‫السابقي والقيادات العسكرية‬
‫ر‬ ‫كثي من الدول تجد الوزراء‬
‫خيات الدولة كلها‪ ،‬يف ر‬
‫ر‬
‫واألكاديميي يستفاد منهم يف الخارجية ألنها مكان يتطلب أرفع‬
‫ر‬ ‫العليا السابقة‪،‬‬
‫واني دول أخرى‪ .‬بعض الدول‬ ‫بالتاىل رجعنا لق ر‬
‫ي‬ ‫مستوى للتفاوض باسم الدولة‪،‬‬
‫ولغيهم‪ ،‬وقد طرحنا يف النقاش‬
‫للمسلكيي ر‬
‫ر‬ ‫للسياسيي وأخرى‬
‫ر‬ ‫تعط نسبا معينة‬
‫ي‬
‫نسبا مختلفة رتياوح ما بي ‪ %25-5‬لكادر غي مسلك‪ ،‬أي غي مصعد ر ر‬
‫بالي يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بمعايي يف مستوى التعليم والخدمة‬
‫ر‬ ‫الدبلوماس‪ ،‬عىل أن يكون ذلك مربوطا‬
‫ي‬
‫بمعايي فال يسم أي‬
‫ر‬ ‫والخيات وتعددية التخصصات‪ ،‬اجتهدنا أن نحكم االختيار‬
‫ر‬
‫كسفي أو مستشار أو وزير مفوض بصورة عشوائية‪ ،‬بل يكون لكل منصب‬ ‫ر‬ ‫شخص‬
‫ا‬
‫وتفكيا عميقا‪ ،‬وال تزال‬
‫ر‬ ‫معايي محددة‪ ،‬وقد استغرقنا يف نقاش ذلك وقتا طويال‬
‫ر‬
‫مطروحة للنقاش حينما يعرض القانون لإلجازة‪ ،‬وقد بحثناها يف ورقة قدمت لرئيس‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬طرحت فكرة أن تكون هناك سفارات تخصص ر‬
‫لشكاء السالم‪،‬‬
‫وسفارات للتسمية السياسية‪ ،‬وسفارات آلخرين ذوي خلفية عسكرية‪ ،‬بينما تكون‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫للمسلكيي‪ .‬لكن يف الواقع عجزنا تماما أمام الطريقة واآلليات ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫أكي السفارات‬
‫تتم بها المشاورة حول األمر‪ ،‬فمع من وكيف نتشاور بشأن المناصب المقررة للقوى‬
‫الت وقعت اتفاق‬ ‫ر‬
‫السياسية وكيف توزع السفارات؟ وكذلك بالنسبة للحركات ي‬
‫السالم‪ .‬بدأنا الحوار مع رئيس الوزراء لكن الزمن لم يسعفنا لتمام االتفاق بشأنها‪.‬‬
‫ألكي من سنة‪ ،‬لدرجة أن مناطق‬ ‫حينما تسلمت الوزارة كان تعيي السفراء أوقف ر‬
‫ر‬
‫ا‬
‫سفي‪ ،‬وكانت نسبة‬‫دبلوماس عىل مستوى ر‬
‫ي‬ ‫مهمة‪ ،‬مثال بلد ككينيا لم يكن فيها تمثيل‬
‫كبي مع السفراء‬‫تمثيل السفراء ‪ .%15‬فاتجهنا لتمثيل حكومة الثورة بتشاور ر‬
‫‪324‬‬
‫كبي جدا للمرأة من النساء المسلكيات‪ ،‬وألول مرة‬
‫الموجودين‪ ،‬وحرصنا عىل تمثيل ر‬
‫سفية رلييطانيا‪ ،‬ولروسيا‪ ،‬ولفيينا‪ ،‬ولتونس ولعدد آخر من السفارات‪ ،‬لكن‬
‫سميت ر‬
‫يطان يف افتتاح الورشة أمس أن المجلس العسكري‬
‫الي ي‬
‫السفي ر‬
‫ر‬ ‫للسف علمت من‬
‫ر‬
‫الت تمت تسميتها رلييطانيا واستبدلها بآخر‪.‬‬
‫السفية ي‬
‫ر‬ ‫سحب‬
‫كبية جدا ألن الدولة ال توجد فيها أطر‬
‫مسالة التوازن يف التعيينات فيها مشكلة ر‬
‫قانونية تحكم عملها‪ ،‬مما يفتح الباب الجتهاد قد يكون محل اتهام‪ .‬أحد السفراء تم‬
‫ر‬
‫الت لم يزرها‬
‫تعيينه يف واحدة من االتفاقيات كممثل لحدى المناطق المهمشة ي‬
‫طيلة حياته وهو من أبناء أم درمان‪ .‬فتساءلنا‪ ،‬كيف سنعرف جهة الشخص هل‬
‫سوف نسأل عن مناطق الميالد؟ وقد ثار هذا النقاش يف تسمية الحكومة االنتقالية‪،‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫اختي ممثال للشمالية بينما ولد وعاش‬
‫الفك ر‬ ‫فق مجلس السيادة مثال أستاذ محمد ي‬ ‫ي‬
‫وه كذلك من كردفان‪ ،‬الشاهد‬
‫يف كردفان‪ ،‬وأستاذة عائشة موس ممثلة للوسط ي‬
‫أن الجهة لم توضع لها أي أطر معيارية وهذا سوف يقابلنا دائما‪ ،‬لذلك صار الطار‬
‫الغالب هو الكفاءة‪ .‬هذه النقاشات تشكل تحديا مستمرا وتحتاج أن تبحث وتوضع‬
‫كبية ومهمة ونحتاج أن نتناولها بجدية‬‫لها أطر قانونية واضحة‪ .‬فمسألة التوازن ر‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الت وجهها أستاذ عبد الرحمن العاجب‪.‬‬
‫لئال تكون مدخال لالتهامات المرسلة كتلك ي‬
‫وغيهم‪.‬‬
‫اليجان للنساء‪ ،‬واألشخاص ذوي العاقة ر‬
‫ري‬ ‫التميي‬
‫ر‬ ‫وأن يتحقق‬
‫ما ذكر حول السياسات يتسق مع ما ذكرناه بأنه لم يكن هناك جسم التخاذ القرار‬
‫ال مجلس األمن والدفاع وال مجلس ر‬
‫الشكاء‪ .‬لذلك خططنا للنظر للمام بصورة‬
‫ديسمي ‪ ، 2021‬وفيه نتكلم عن قضية‬
‫ر‬ ‫إيجابية لعقد مؤتمر للعالقات الخارجية يف‬
‫حرب اليمن وفتح العالقات مع إيران وكيفية االبتعاد عن المحاور‪ ،‬لكن كانت هناك‬
‫والصيت ‪،‬‬
‫ي‬ ‫الروس والهندي‬
‫ي‬ ‫إشارات دلت عىل االبتعاد عن المحاور‪ ،‬فتم فتح المحور‬
‫للعسكريي‪،‬‬ ‫ر‬
‫الت كانت مغلقة بصورة كاملة‬
‫ر‬ ‫وبنفس القدر انفتحنا عىل دول الجوار ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫مباشة‬ ‫السفي الرتري يف العهد البائد كان ال يتصل بالخارجية‪ ،‬بل يتصل‬
‫ر‬ ‫مثال‬
‫‪325‬‬
‫بالقض الجمهوري‪ ،‬وكانت دول الجوار كلها ملفا أمنيا مغلقا عىل وزارة الخارجية‬
‫لكننا قمنا بفتح ملفاتها‪.‬‬
‫ا‬
‫وحينما نتكلم عن رحلة جوبا فقد كانت مهمة جدا ألنها تضمنت تحوال مفاهيميا إذ‬
‫وحت‬‫ألول مرة تحضها الخارجية بينما هذا الملف كان ممسوكا تماما للنائب األول‪ ،‬ر‬

‫كي والنائب محمد حمدان‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫الت قررها الرئيس سلفا ر‬
‫حينما كونت اللجنة المشيكة ي‬
‫حقيق‬‫ر‬ ‫دقلو كوناها بدون مرجعية للجهاز التنفيذي‪ ،‬لكننا استطعنا عمل ر‬
‫اخياق‬
‫ي‬
‫عي‬
‫السفي عبد الرحمن بخيت كمبع وث للسودان هناك‪ ،‬بل ر‬
‫ر‬ ‫بتعيي‬
‫ر‬ ‫ليس فقط‬
‫العمل الذي جرى يف اليقاد وتحقيق رئاستنا لها‪ ،‬والعمل الذي تم فيما يخص سد‬
‫النهضة‪ ،‬وقد كان هناك وفد مفاوض ممتاز جدا‪ ،‬وقائم عىل رؤية واضحة‪.‬‬
‫إن‬
‫ملف سد النهضة يحتاج لتوضيح فقد تم اتهامنا فيه ليس فقط من قبلكم‪ ،‬بل ي‬
‫كقيادية يف حزب األمة ممسكة بملف العالقات الخارجية يف الحزب منذ عام ‪2003‬‬
‫اك ألهمية العالقات المتوازنة مع دول الجوار والبعد‬
‫وبالتاىل معلوم لديهم مدى إدر ي‬
‫ي‬
‫اتيىح للعالقة مع إثيوبيا‪ ،‬وبرغم ذلك وجهت اتهامات وصدرت بيانات يف‬ ‫ر‬
‫االسي ر ي‬
‫العالم من حزب األمة عىل وزارة الخارجية‪ .‬وذلك ألن هناك مشكلة ر‬
‫كبية جدا يف‬
‫أكي‪ ،‬وكذلك بالنسبة‬
‫تضليىل ر‬
‫ي‬ ‫العالم‪ ،‬وبقدر ما حاولنا التوجه لإلعالم هناك اعالم‬
‫للمبادرة الماراتية وتصوير الناس كأنهم عمالء‪ ،‬وكل هذا نعزوه للذهنية ”النقاذية“‬
‫ر‬
‫ويشيوا‪.‬‬ ‫السائدة أن الناس ال مواقف لهم ويمكن أن يباعوا‬
‫اتيىح للسودان ال لبس يف ذلك‪ ،‬والقصة ليست‬ ‫ر‬
‫كبي واسي ر ي‬ ‫سد النهضة مكسب ر‬
‫الت ابتدرت عداء مع السودان وتغولت عليه يف‬‫ر‬
‫ه ي‬ ‫العداء مع إثيوبيا‪ ،‬بل أثيوبيا ي‬
‫قانون ألن السودان لم يخطر به‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫ي‬ ‫كبيين‪ :‬الملء األول كان ر‬
‫غي‬ ‫أمرين ر‬
‫السودان عطش يف مرحلة وأغرق يف مرحلة ثانية‪.‬‬
‫السودانيي الذين كانوا يقفون موقفا قويا مع السد ومنهم بروفيسور‬
‫ر‬ ‫الحقيقة أن‬
‫ياش عباس وزير الري وهو أحد علمائنا‪ ،‬الذين رفضوا ف ‪2020‬م ر‬
‫حت مالقاة الوفد‬ ‫ي‬
‫‪326‬‬
‫الثيون‪ ،‬هم أنفسهم الذين شعروا بخيانة كاملة من الطريقة‬
‫ري‬ ‫المضي يف غياب الوفد‬
‫لك نغلق بوابات خزاناتنا يف زمن محدد‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تم بها ملء السد بدون حت إخطارنا ي‬
‫ي‬
‫فال يحصل العطش ونفتحها يف زمن آخر فال نغرق‪ ،‬وهذا ما تم لدى فتح خزان‬
‫أخيونا قبل أسبوع فقط بنيتهم فتح‬
‫سيتيت بعد الملء األول يف أول ‪2021‬م حيث ر‬
‫عي العالم يك يبتعدوا‬
‫ساكت الضفاف ر‬
‫ي‬ ‫البوابات‪ ،‬فاضطر مسؤولو الري أن يعلنوا ل‬
‫عن مجاري السيول لئال يغرقوا‪.‬‬
‫ر‬
‫الت تحكم كل‬
‫ومبت عىل األسس القانونية ي‬
‫ي‬ ‫لقد كان مطلبنا بسيطا وال يزال قائما‬
‫الدول المتشاطئة عىل أنهار دولية‪ ،‬كنهر السنغال‪ ،‬ونهر النيجر‪ ،‬ولذلك زرنا‬
‫السنغال‪ ،‬وذهبنا لجزر القمر ألنها ممثلة رشق أفريقيا فهم الذين يطرحون قضيتنا‬
‫ر‬
‫األفريق‪ .‬أما جنوب افريقيا ف لم نبخس دورها وطلبنا‬ ‫داخل مجلس رئاسة االتحاد‬
‫ي‬
‫مرتي أن نزورهم بوفد فيه رئيس الوزراء‪ ،‬لكن ألسباب موضوعية أجلت الرحلة‪،‬‬
‫ر‬
‫وه جزء من‬ ‫ر‬
‫األفريق‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫خاصة وقد كانت جنوب أفريقيا الرئيس السابق لالتحاد‬
‫والحاىل والمقبل أي ساحل العاج‪ .‬لقد‬ ‫الماض‬ ‫الت تضم الرئيس‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرئاسة الثالثية ي‬
‫ر‬
‫الت تمت زيارتها بصورة موضوعية‪ :‬النيجر ألنها ممثلة لمجموعة‬
‫اختيت البالد ي‬
‫ر‬
‫وسط أفريقيا‪ ،‬إذ تتكون القارة األفريقية من خمسة قطاعات‪ ،‬وقد ذهبنا لكل رؤساء‬
‫القطاعات ر‬
‫لنشح لهم األمر‪ ،‬ولم نذهب لمض يف إطار سد النهضة‪ ،‬فنحن عىل‬
‫تنسيق معها يف إطاره بال حاجة لزيارة‪ ،‬ذهبنا لمض عدة مرات يف اتجاهات أخرى‬
‫وه رئيسة شمال افريقيا‪ .‬لقد حصل تفعيل ر‬
‫كبي للبعد‬ ‫لبحث العالقات الثنائية‪ ،‬ي‬
‫خيات قانونية ودبلوماسية‬
‫السياس للوفد المفاوض‪ ،‬وهو وفد ممتاز جدا لديه ر‬
‫ي‬
‫اتبي للتخطيط‬
‫اجتماعي ر ر‬
‫ر‬ ‫أكاديميي‪ .‬وقد ظل يعقد‬
‫ر‬ ‫وأمنية وفنية يف الري ويضم‬
‫يوم أحد وأربعاء من كل أسبوع‪ ،‬أحدهما بوزارة الري واآلخر يف‬
‫وتنسيق التحرك كل ي‬
‫وزارة الخارجية‪ .‬وهناك لجنة عليا يرأسها رئيس الوزراء للمتابعة‪ .‬الحقيقة أن ملف‬

‫‪327‬‬
‫الداخىل‪ ،‬نجد العالم‬
‫ي‬ ‫والغي‬
‫ر‬ ‫كبي لكن يف ظل االستقطاب‬
‫سد النهضة فيه نظام ر‬
‫رأى كأنما حكومة الثورة ضد ومع سد النهضة‪ .‬نحن مع السد بال لبس‪.‬‬
‫واألمر الذي لم ينتبه له الناس‪ ،‬أن مض رفعت موضوع سد النهضة لمجلس األمن‬
‫يف سنة ‪ 2020‬لكن لم تحرز شيئا‪ ،‬فقد تناولته كموضوع مياه وهو أمر ال تنظر له‬
‫كثي من دول العالم‪ .‬ولكن السودان قرر أن يحيل الموضوع لمجلس األمن كانتهاك‬
‫ر‬

‫وتهديد ألمن السودان‪ .‬وبعد شهرين من طلبنا صدر بيان ر ي‬


‫ئاس من مجلس األمن‬
‫اهتم بسد النهضة كما طلبنا باعتباره تهديدا للمن وجعله تحت مراقبته المستمرة‪،‬‬
‫وكان ذلك نجاحا دبلوماسيا عظيما للسودان‪ ،‬لكننا نصغر أنفسنا ونحب أن ننظر‬
‫غي قادرين عىل الفعل‪ ،‬وكأن هناك إمكانية أن يكون السودان‬
‫تابعي ر‬
‫ألنفسنا يف شكل ر‬
‫تابعا ألي بلد آخر‪ .‬ال يمكن أن يكون السودان تابعا‪ .‬صحيح كانت هذه سياسة‬
‫ر‬
‫واحيام بالنفس ومعرفة بقدراتها‪.‬‬ ‫النظام البائد لكن قامت ثورة عظيمة فيها اعتداد‬
‫الكبية‪ ،‬ال أزمة وزارة الخارجية وحدها‪ ،‬بل أزمة‬
‫ر‬ ‫موضوع التطبيع واحد من األزمات‬
‫السودان كله‪ .‬قلت لكم نحن ال نعلم يف وزارة الخارجية ما الذي يدور يف هذا الملف‪،‬‬
‫خطي‪ ،‬خطورة أن يكون هذا األمر ملتفا بالتعتيم وتكون ماهيته وحدوده‬
‫ر‬ ‫وهذا وضع‬
‫كثية مسحوبة من الوزارة‪.‬‬
‫غي معروفة‪ ،‬هذا تهديد ماثل‪ ،‬وكما أكدت فهناك ملفات ر‬
‫ر‬
‫مسألة إنهاء القانون الذي يحرم التجارة مع اشائيل لم تكن له عالقة بالتطبيع‪ ،‬بل‬
‫ر‬
‫الت تطلب من‬
‫بوزارة التجارة ومطلبنا أن نكون جزءا من منظمة التجارة الدولية‪ ،‬ي‬
‫قواني تمنع التبادل بينهم وهذا ما تم نقاشه وإن لم يتم‬
‫ر‬ ‫األعضاء أال يكون لديهم‬
‫الفرحي بالتطبيع صوروه كأنه كذلك مع أنه لم تكن‬
‫ر‬ ‫وكثي من‬
‫بصورة فيها شفافية‪ ،‬ر‬
‫له عالقة بالتطبيع‪ .‬أما الكالم الذي تفضل به أستاذ عبد الرحمن حول اختيار كادر‬
‫ضعيف‪ ،‬أحوله لحزب األمة ليوضح لماذا اختار الكادر الضعيف فال رد يىل عليه‪،‬‬
‫أنت كنت زاهدة جدا يف المشاركة يف الجهاز التنفيذي‬
‫الشخض ي‬
‫ي‬ ‫موقق‬
‫ي‬ ‫لكت أؤكد أن‬
‫ي‬
‫ر‬
‫يغ وهذا ما ذكرته للجنة اليشيحات يف حزب‬ ‫ر‬
‫وكنت أتطلع للمشاركة يف الجهاز التش ي‬
‫‪328‬‬
‫السياس للحزب‪ ،‬ولكن قيادة الحزب قررت‬
‫ي‬ ‫وف المكتب‬
‫وف مجلس التنسيق ي‬
‫األمة ي‬
‫الكبي يىل أن أمثل‬
‫ر‬ ‫ذلك ألسباب هم األوىل بتبيانها‪ ،‬ولم يكن تطلغ‪ ،‬مع كل ر‬
‫الشف‬ ‫ي‬
‫السودان كوزيرة للخارجية يف حكومة الثورة‪.‬‬
‫فيما يخص موضوع التعيينات فإنك لو اطلعت عىل التقرير المهم الذي حررته لجنة‬
‫ر‬
‫الت أح اطت بالملف‪ ،‬وبحسب‬
‫الكبية ي‬
‫دكتور صديق أمبدة سوف تشهد التداخالت ر‬
‫لوائح الدولة السودانية فالموضوع معنية به مفوضية الخدمة المدنية ال وزارة‬
‫الخارجية‪ ،‬وضعت مفوضية الخدمة المدنية األسس لكنها استعانت بوزارة‬
‫وه عملية بدأت منذ الحكومة األوىل واعتد وافتخر‬ ‫الخارجية يف بعض الرؤى‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫الت تعاملت بها السيدة أسماء محمد عبد هللا الوزيرة يف الحكومة األوىل‪،‬‬
‫بالطريقة ي‬
‫ووفد الخارجية‪ ،‬ومدركة تماما لرؤاهم حول االمتحانات‪ .‬لقد حولوا االمتحانات‬
‫لجامعة الخرطوم‪ ،‬لكن قصة الرسوب لم يقررها أحد‪ .‬السيدة رئيسة جامعة‬
‫الخرطوم قررت أن تعلن يف العالم أن درجة السقوط ‪ 50‬ومن ثم تم تصعيد األمر‬
‫يف العالم‪ .‬لكنهم اجتمعوا بعد ذلك وقرروا أن تكون الكلمة النهائية لالمتحان‬
‫الشفىه‪ ،‬وكان هناك جدل مفتوح ربي لجنة االختيار والسفراء الذين قاموا‬
‫ي‬
‫بالمعاينات‪ ،‬ولم يتخذ أي قرار بتعتيم وال بفساد وال بتحامل وهذا ما أجمع عليه كل‬
‫ر‬
‫والت كونت لبحث األمر وأصدرت التقرير‪ ،‬وقد اختلفت‬
‫أعضاء اللجنة الخمسة‪ ،‬ي‬
‫وف الحلول‪ ،‬لكنهم اتفقوا أنها تمت بطريقة ليس‬
‫آراؤهم يف تقدير صحة التعيينات ي‬
‫فيها محسوبية وال فساد وال محاباة‪ .‬إن مسألة التعيينات المثارة تعد واحدة من أهم‬
‫كبية‪ ،‬ووطنية وموضوعية‪.‬‬
‫مكاسب الديمقراطية‪ ،‬فقد تمت بصورة فيها شفافية ر‬
‫لقد صدر القرار ‪ 70‬لتحديد التداخل ربي الوزارات يف الوزارة األوىل‪ ،‬والقرار ‪104‬‬
‫الذي حددها يف الوزارة الثانية‪ .‬لكن المهم أن المسألة امتداد للعهد البائد الذي كان‬
‫يهمش الوزارات ووزارة الخارجية ويسحب مهامها‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫وف الحكومة الثانية عملت بموجب قرار والئحة‪،‬‬
‫هناك هيئة مستشارية للوزارة‪ ،‬ي‬
‫وأنشأ مجلس رئاسة الوزراء هيئة مرجعية لكل المجالس االستشارية وأن يكون فيها‬
‫الخيات هذا‪ ،‬وكانت هناك لقاءات‬
‫ر‬ ‫تنوع‪ ،‬تكلمنا عن رصورة االهتمام بمستودع‬
‫السفي رئيس مجلس العالقات الثنائية‪.‬‬
‫ر‬ ‫منتظمة مع سعادة‬
‫وخطية وما لم يوضع إصالحها ضمن‬ ‫ر‬ ‫كيى‬
‫إن ضعف الخدمة المدنية حقيقة ر‬
‫أولويات ر‬
‫الفية القادمة فلن تنجح أي ر‬
‫مشوعات بدون رفع كفاءة الخدمة المدنية‪.‬‬
‫العسكريي‪ :‬رحالت ولقاءات وقرارات كما يشاءون بدون‬
‫ر‬ ‫كان هناك تغول من‬
‫مرجعية الخارجية‪ .‬كذلك بالنسبة لمكتب رئيس الوزراء هناك تغول ر‬
‫كبي جدا عىل‬
‫كبية جدا والثقة‬
‫الخارجية له أسس موضوعية فرئيس الوزراء لديه عالقات خارجية ر‬
‫َ‬
‫أسبوعيا‪ ،‬ر‬ ‫ر‬
‫وألتق‬
‫ي‬ ‫مرتي‬
‫التق رئيس الوزراء ر‬
‫كبية جدا‪ ،‬وكنت ي‬ ‫الدوىل فيه ر‬
‫ي‬ ‫من المجتمع‬
‫أسبوعيا مع رئيس المجلس السيادي‪ ،‬وشبه أسبوعيا مع نائبه‪ ،‬لنتفاكر حول هذه‬
‫شخصان‪ ،‬حيث جاء لمكتب رئيس‬
‫ي‬ ‫األشياء بصورة موضوعية يف واقع فيه التباس‬
‫مجلس الوزراء كادر من خارج جهاز الدولة مرجعيته للمم المتحدة‪ ،‬وليست لديهم‬
‫السودان‪ ،‬وكيف نعالج ذلك أثناء الممارسة‪.‬‬
‫ي‬ ‫خلفية حول الواقع‬
‫الت دفعت كتعويضات‬ ‫ر‬
‫والتغيي لدينا رؤى مختلفة حول األموال ي‬
‫ر‬ ‫كنا يف الحرية‬
‫ألمريكا‪ ،‬ولم يكن هناك تنسيق حول قضايا الحكم مع رئيس الوزراء‪ .‬كنا نرى أننا‬
‫عوقبنا مر رتي األوىل من النظام السابق والثانية بجعلنا ندفع ثمن جرائمه‪ ،‬وكان ذلك‬
‫والتغيي كحاضنة‬
‫ر‬ ‫وبي الحرية‬
‫بسبب عدم وجود عالقة مؤسسية ربي الحكومة ر‬
‫سياسية لها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بقضايا الحكم‪ ،‬ويعود ذلك جزئيا ألن قضايا الحكم‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المناضلي وقيادات قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫كثي من‬
‫ظلت خارج رادار ر‬
‫ويتعلق بذلك الحديث عن الالئحة المالية ووالية المالية عىل المال العام‪ .‬بعد‬
‫التجربة يف وزارة الخارجية أقول إن المطل وب الحديث عن والية الوزارات عىل المال‬
‫العام‪ ،‬ألن المالية لديها الئحة مالية إدارية تجعلها تتحكم تماما عىل الوزارات‪ .‬لقد‬
‫‪330‬‬
‫حواىل ‪ 50‬ألف دوالر‪ ،‬ومائة ألف‬
‫ي‬ ‫يوم بالتصديقات‬
‫كان لنا يف وزارة الخارجية دخل ي‬
‫لتسيي العمل‬
‫ر‬ ‫حت يف رشاء أدوات مكتبية‬
‫جنيه يوميا‪ ،‬لكن نواجه باستمرار مشكلة ر‬
‫بسبب تسلط وزارة المالية‪ .‬وف المستقبل ال بد من النظر ف قوا رني الدولة‪ ،‬ر‬
‫حت‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الماض ستكون‬
‫ي‬ ‫لقواني ما قبل ‪1989‬م ألن أي حكومة ستعود للوضع‬
‫ر‬ ‫ولو بالرجوع‬
‫سء‪.‬‬‫ر‬
‫كذلك متفرجة ولن تستطيع عمل ي‬
‫قيل إننا تعاملنا بخشونة يف قضية الحدود مع اثيوبيا ومهادنة مع مض‪ .‬وهذا ليس‬
‫القانون‪ ،‬فالحدود مع اثيوبيا مرسومة بعد‬
‫ي‬ ‫صحيحا‪ .‬ما تم مع أثيوبيا بسبب الوضع‬
‫الثنان أعاد‬ ‫الت كانت أساسا استعمرت اثيوبيا وحينما جاء الحكم‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الدولة المهدية ي‬
‫ا‬
‫أصال لم يتم احتاللها إال ر‬
‫اليطاليي ومن‬
‫ر‬ ‫لفية بسيطة من‬ ‫األثيون‪ .‬أثيوبيا‬
‫ري‬ ‫الحكم‬
‫األثيون‬
‫ري‬ ‫الدولة المهدية‪ .‬اتفاقية إعادة ترسيم الحدود تمت يف ‪ 1902‬ربي الملك‬
‫نان‪ ،‬وتم ترسيم الحدود عام ‪ 1903‬م بصورة عىل األرض لكن بمسافات‬
‫والحكم الث ي‬
‫كبية‪ .‬يف هذه المعاهدة تم إعطاء أثيوبيا أرض ي‬
‫بت شنقول السودانية بناء عىل‬ ‫ر‬
‫لماني‬ ‫الثنان‪ .‬يف ‪1972‬م وقعت اتفاقية موثقة يف ر‬
‫الي ر‬ ‫ي‬ ‫اتفاقية محددة ربي االحتالل‬
‫والسودان‪ ،‬وبعدها ظلت تتم هجرات أثيوبية إىل أرض الفشقة خاصة أهلنا‬
‫ي‬ ‫األثيون‬
‫ري‬
‫األمهرا‪ ،‬وإن لم يقم السودان باستعادة الفشقة يف ‪2022‬م فإنها كانت ستكون‬
‫السودان وأغلق حدوده‪،‬‬
‫ي‬ ‫الدوىل أرضا أثيوبية‪ .‬لذلك ذهب الجيش‬
‫ي‬ ‫بموجب القانون‬
‫ا‬
‫وهذا ليس احتالال‪ ،‬بل استعادة ألرضنا‪.‬‬
‫ر‬
‫الت نريد‬
‫فيما يخص الحدود الشمالية حاليب سودانية‪ ،‬هذا معلوم ومن القضايا ي‬
‫ا‬
‫أن نفتحها بوضوح أن تكون مدخال للتكامل ال للتنازع‪ .‬أما مسألة إعمار أرضنا فقد‬
‫ذكرناها لكل من مض وأثيوبيا فكالهما بلدان فيهما فائض سكان والسودان أرض‬
‫عي اتفاقيات مع جارتينا ف الشمال ر‬
‫والشق أن‬ ‫سكانه أقل‪ ،‬وتحدثنا عن أنه يمكننا ر‬
‫ي‬
‫نعمر أراضينا‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫الباب السابع‬

‫المشوع االقتصادي لحكومة الثورة االنتقالية‬

‫د‪ .‬إبراهيم أحمد البدوي عبد الساتر‬


‫د‪ .‬عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد الحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم عيس تيمان‬

‫‪332‬‬
333
‫الباب السابع‬

‫المشوع االقتصادي لحكومة الثورة االنتقالية‬


‫النجاحات‪ ،‬القصور‪ ،‬والعوائق‬
‫د‪ .‬إبراهيم أحمد البدوي عبد الساتر‬
‫د‪ .‬عبد الحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم عيس تيمان‬
‫مقدمة‬
‫‪ .1‬ر‬
‫تأن هذه الورقة‪ ،‬حول الصالح االقتصادي والتنمية خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬
‫والتغيي يف إطار مبادرتها لتنظيم ورشة عمل‬
‫ر‬ ‫استجابة لتكليف من قيادة قوى الحرية‬
‫اط)‪ ،‬لجراء ”تقييم شامل لكامل مسار المرحلة‬ ‫بالتعاون مع صحيفة (الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت أجهضها انقالب ‪ ٢٥‬أكتوبر“‪ ،‬حيث تهدف الورشة ي‬
‫والت تشتمل عىل‬ ‫االنتقالية ي‬
‫عش أوراق تغط كافة قضايا ر‬
‫الفية االنتقالية ”لدراسة التجربة واستخالص الدروس‬ ‫ر‬

‫اط‬ ‫ر‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫المشيك ربي قوى التحول‬ ‫المستفادة وتوظيفها يف تعميق الفهم‬
‫وتعاطيها النقدي مع تجارب ها وتجويد عملها وأدائها“‪ .‬تحديدا تغط هذه الورقة‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬شد للتجربة الفعلية يف ملف االقتصاد خالل المرحلة االنتقالية‪.‬‬
‫ر‬
‫الت تحققت يف هذا الملف‪.‬‬
‫ب‪ .‬النجاحات ي‬
‫ت‪ .‬القصور الذي شاب األداء يف هذا الملف‪.‬‬
‫ر‬
‫الت واجهت األداء يف هذا الملف‪.‬‬
‫ث‪ .‬العوائق والتحديات ي‬

‫‪334‬‬
‫ا‬
‫ابتداء ال بد من القرار بأن مقاربتنا لهذه القضايا ستعكس‪ ،‬بالضورة رؤيتنا‬ ‫‪.2‬‬
‫الشخصية وتجربتينا العملية – البدوي‪ ،‬كوزير للمالية والتخطيط االقتصادي‬
‫لحكومة الثورة األوىل وتيمان كاقتصادي وعضو سابق باللجنة االقتصادية لقوى‬
‫وموضوع وبذات الوقت نتطلع لتغذية‬ ‫علم‬ ‫ر‬
‫سنليم بمنهج‬ ‫والتغيي‪ .‬لكننا‬ ‫الحرية‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫عكسية نقدية هادفة يف إطار حوارات الورشة المزمعة‪ ،‬بما يف ذلك من بعض‬
‫والت كانت لها خالفات واسعة مع برنامج‬ ‫ر‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫األطراف األخرى يف قوى الحرية‬
‫البدوي ومواقف تيمان كعضو يف اللجنة االقتصادية‪.‬‬
‫اليكة االقتصادية لنظام النقاذ البائد من الثقل بمكان ” َل َت ُن ُ‬
‫وء‬ ‫‪ .3‬ال يختلف اثنان بأن ر‬
‫ُْ‬ ‫ُْ ْ َ ُ‬
‫ديسمي االنتقالية وضعا اقتصاديا‬ ‫ر‬ ‫وىل الق َّو ِة“‪ .‬فقد ورثت حكومة ثورة‬
‫ِبالعصب ِة أ ِ ي‬
‫كارثيا بكل المقاييس‪ ،‬األمر الذي جعل قضية الصالح االقتصادي ووقف التدهور‬
‫األخية يف أعىل سلم األجندة الوطنية‪ .‬يف هذا‬ ‫المري ع الذي تواصل وتفاقم ف ر‬
‫الفية‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫السياق ال بد من معالجة قضية الصالح االقتصادي كحزمة متكاملة وذلك لثالثة‬
‫أسباب جوهرية تحدثنا عنها وأوضحها البدوي باستفاضة يف عدة كتابات وندوات‬
‫قبل وخالل وبعد تولية حقيبة المالية‪:‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫كمشوع متكامل يشمل الرؤية‪ ،‬المنهج‬ ‫أوال‪ ،‬مناقشة الصالح االقتصادي‬
‫والسياسيات‪ ،‬إضافة إىل المكانيات المؤسسية والتمويلية الالزمة لنفاذه سيعط‬
‫صورة شاملة يمكن معها المفاضلة الموضوعية ربي مختلف مشاري ع الصالح‬
‫مشوع‬‫االقتصادي المطروحة عىل الساحة بل وربما أيضا البحث ف إمكانية بناء ر‬
‫ي‬
‫وعي‬ ‫والت ف واقع الحال تندرج ف ر‬ ‫هجي ربي هذه االجتهادات ر‬ ‫ر‬
‫مش ر‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ر‬ ‫توفيق‬
‫ي‬
‫أساسيي‪ :‬أحدهما يعط األولوية لمعالجة تشوهات االقتصاد الكىل بينما يستند‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت تبدأ بمبادرات من‬ ‫ر‬
‫المشوع اآلخر عىل ما يمكن تسميته ب ”المقاربة القطاعية“ ي‬
‫قبيل إنشاء رشكات المساهمة العامة االستثمارية‪ ،‬رشكات التجارة الخارجية‬
‫السلغ يف إطار نظام صارم للضبط والدارة‪ ،‬تبت سعر‬
‫ي‬ ‫االحتكارية‪ ،‬البقاء عىل الدعم‬
‫‪335‬‬
‫األجنت‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫يمكن الدولة من احتكار التعامل بالنقد‬ ‫َ‬
‫ري‬ ‫رصف ثابت يف إطار نظام فعال ى‬
‫بينما تشكل معظم الصالحات المؤسسية الرئيسة مثل زيادة كفاءة مؤسسات‬
‫المضف ووالية وزارة المالية عىل المال‬
‫ي‬ ‫الضائب والجمارك وإعادة هيكلة القطاع‬
‫وعي‪ .‬إذا كانت أزمة االقتصاد الكىل تشكل مرضا‬ ‫ر‬
‫المشيكة ربي ر‬
‫المش ر‬ ‫العام القواسم‬
‫شطانيا‪ ،‬كما هو حالة السودان حسب اعتقادنا‪ ،‬ال بد من معالجتها بإزالة الورم‬
‫ر‬
‫الت يتبناها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫كأولوية قصوى حت تتوفر الشوط الالزمة لنجاح المقاربة القطاعية ي‬
‫يعان من أمراض من األفضل‬ ‫السودان‬ ‫ر‬
‫المشوع اآلخر‪ .‬بالمقابل إذا كان االقتصاد‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تنتق الحاجة للعملية‬
‫ي‬ ‫عالجها بالمواظبة والتدرج‪ ،‬مثل السكرى أو ضغط الدم‪،‬‬
‫والت استعرضها البدوي بالتفصيل يف‬ ‫الجراحية‪ .‬كل ر‬
‫مؤشات االقتصاد الكىل – ر‬
‫ي‬
‫السودان‪ :‬الرؤية ر‬
‫اليامج والسياسات“ ‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ورقته الموسومة ”حول إصالح االقتصاد‬
‫تس بأن الحالة شطانية بالغة العدوانية وعليه تستدع عملية جراحية محكمة‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وعىل وجه الشعة‪.1‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ ،‬معالجة قضية الصالح االقتصادي كحزمة متكاملة ذات صلة ر‬
‫مباشة بقضية‬
‫وعي لجهة دعم عملية السالم‬ ‫ر‬
‫المش ر‬ ‫بناء السالم‪ ،‬حيث يمكن مقارنة نجاعة‬
‫وبي والواليات‬
‫وتحقيق العدالة األفقية ربي المراكز الحضية والريف من جهة ر‬
‫المتأثرة بالحروب والياعات والواليات األخرى من جهة أخرى‪ .‬عىل سبيل المثال‬
‫لمشوع المقاربة القطاعية‪ ،‬خاصة دعم المشتقات ر‬
‫البيولية ال‬ ‫منهج الدعم السلغ ر‬
‫ي‬
‫ا‬
‫الداخىل والتهريب لدول‬
‫ي‬ ‫يتسم بالعدالة‪ ،‬فضال عن عدم فعاليته بسبب التشب‬
‫لتمكي المواطن ر‬
‫مباشة عن طريق‬ ‫ر‬ ‫الجوار‪ ،2‬بينما منهج االنتقال من دعم السلع‬

‫السودان‪ :‬الرؤية‪ ،‬ر‬


‫التامج والسياسات‪ ،‬الورقة متاحة‬ ‫ي‬ ‫‪ 1‬إبراهيم البدوي‪ ،‬حول إصالح االقتصاد‬
‫يف الرابط أدناه‪:‬‬
‫مني الحوار االقتصادي\أوراق مفتاحية‬
‫ر‬ ‫‪C:‬‬‫\‬ ‫‪Users‬‬ ‫\‬ ‫‪IBRAHIM‬‬ ‫\‬ ‫‪Desktop‬‬‫\‬ ‫‪Back‬‬ ‫\‪Up NEW‬‬
‫جديدة\نسخ نهائية\الصالح االقتصادي ‪ 27‬أكتوبر ‪ -2020‬الرؤية‪ ،‬والسياسات‪.pdf‬‬
‫‪ 2‬أنظر تقارير شعبة النقل التابعة التحاد أصحاب العمل (‪)2020‬‬
‫‪336‬‬
‫يعتي أحد أهم روافع ر‬
‫مشوع إصالح االقتصاد الكىل‪ ،‬يكافح الفقر‬ ‫دعم األش‪ ،‬والذي ر‬
‫ويدعم النتاج ويحقق العدالة األفقية ربي المدن والريف‪ ،‬وعليه‪ ،‬كما أبانت ورقة‬
‫البدوي المشار إليها أعاله‪ ،‬يمكن أن يساهم يف دعم بناء السالم ومكافحة التهميش‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ ،‬مقاربة الصالح االقتصادي كحزمة متكاملة من األهمية بمكان لتحديد مسار‬
‫الينامج التنموي المنشود‪ ،‬والذي بالضورة ال بد أن يهدف إىل إحداث تحوالت‬
‫ر‬
‫السودان يمكن معها إطالق نمو شي ع‪ ،‬مستدام وعريض‬
‫ي‬ ‫هيكلية عميقة يف االقتصاد‬
‫لتوفي فرص العمل للشباب ومكافحة الفقر وتحقيق األهداف األممية‬
‫ر‬ ‫القاعدة‬
‫المستدامة‪ .‬بالنظر لضعف النمو وقلة فرص العمل واالعتماد عىل تصدير المواد‬
‫الينامج بأشع ما يمكن ر‬
‫حت قبل انقضاء مرحلة‬ ‫الخام قليلة العائد‪ ،‬فإن إطالق هذا ر‬
‫الصالح االقتصادي يكتسب أهمية قصوى‪ ،‬األمر الذى يستدع استقطاب‬
‫استثمارات مؤسسية لتطوير البنيات التحتية وتصنيع منتجات السودان الخام‬
‫وبالتاىل تعظيم القيمة المضافة للصادرات مثل الصمغ العرن ر‬
‫واليوة الحيوانية‬ ‫ري‬ ‫ي‬
‫وإنشاء أقطاب ومحاور النمو حول المدن المنتجة كمنصات لصناعة اللحوم‬
‫العرن والحبوب‬
‫ري‬ ‫والجلود والبستنة والصناعات التحويلية يف قطاعات الصمغ‬
‫والت جميعا يمكن أن تستند عىل ثالث‬ ‫ر‬
‫وغي ذلك من الصناعات الغذائية‪ ،‬ي‬ ‫الزيتية ر‬

‫السودان‪ :‬العمالة الشابة؛ والقطاع الزر ي‬


‫اع المتنوع؛‬ ‫ي‬ ‫ميات نسبية رئيسة لالقتصاد‬
‫ر‬
‫السودان كمنظومة موان‬
‫ي‬ ‫المتمي‪ ،‬حيث يمكن تطوير الساحل‬
‫ر‬ ‫اف‬
‫والموقع الجغر ي‬
‫السودان بل وأيضا القتصادات أرب ع من دول الجوار‬
‫ي‬ ‫إقليمية ليس فقط لالقتصاد‬
‫المغلقة جغرافيا‪ .‬كما هو معلوم فإن إزالة تشوهات االقتصاد الكىل ر‬
‫الميتبة عىل تعدد‬
‫الشوط الالزمة لجذب‬‫تعتي من أهم ر‬ ‫ر‬ ‫أسعار الضف وتسيد السوق الموازي‬
‫والت حضا‬‫ر‬
‫االستثمارات‪ ،‬خاصة استثمارات مؤسسات التمويل العالمية والقليمية ي‬
‫الكيى مثل شبكات السكك الحديد والطرق‬ ‫ر‬
‫تستطيع تمويل المشاري ع االسياتيجية ر‬
‫‪337‬‬
‫العابرة للبلدان والمطارات العالمية ر‬
‫ومشوعات الطاقة‪ ،‬مما يسهل فرص االستثمار‬
‫الخاص يف مجاالت التصنيع والخدمات المساندة‪.‬‬
‫َ َ ِّ ْ َ َّ ِّ‬
‫الذ ْك َرى َت ْن َف ُع ْال ُم ْؤمن َ‬
‫ي)‬ ‫ِ ِ‬ ‫تركة نظام ’اإلنقاذ’ االقتصادية (وذكر ف ِإن‬
‫‪ .4‬بالرغم من أن هذا المبحث يهدف إىل مقاربة الواقع االقتصادي يف سياق الحارص‬
‫والمستقبل‪ ،‬إال أن استعراض تركة النظام البائد االقتصادية‪ ،‬ولو بإيجاز‪ ،‬تظل مهمة‬
‫كخلفية رصورية لبناء الحيثيات الالزمة لمقاربة رؤية وبرامج وسياسات الصالح‬
‫السودان قد أخذ بعدا كارثيا بعد‬
‫ي‬ ‫سنبي أن تدهور االقتصاد‬
‫ر‬ ‫االقتصادي المنشود‪.‬‬
‫أسماىل الرئيس لالقتصاد وهو ما‬
‫ي‬ ‫تقسيم البالد يف العام ‪2011‬م‪ ،‬وفقدان المكون الر‬
‫يمكن توصيفه ر‬
‫كأكي الحاالت إيالما لما درج عىل توصيفه يف األدبيات االقتصادية‬
‫ألمت ببعض الدول الناشئة يف‬‫والت َ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المفاىح ‪ “ Sudden Stop‬ي‬ ‫بظاهرة ”الوقوف‬
‫عقد التسعينيات‪ ،‬حيث‪ ،‬ألسباب متعددة‪ ،‬شهدت تلك البلدان توقفا مفاجئا‬
‫ر‬
‫الت كانت ترفد اقتصاداتها‪ .‬تأسيسا عىل أطروحة‬
‫للتدفقات الرأسمالية الخارجية ي‬
‫ر‬
‫المفاىح“ نستعرض مقاربة الصالح االقتصادي بصورة عامة ومن ثم‬ ‫”الوقوف‬
‫وجىه عملة تركة‬
‫ي‬ ‫السودان يف إطار ما أسماه البدوي ”‬
‫ي‬ ‫نسقطها عىل واقع االقتصاد‬
‫السلغ؛ وتعدد أسعار الضف وتسيد السوق‬ ‫ي‬ ‫نظام النقاذ االقتصادية“‪ :‬الدعم‬
‫المحوريي‬
‫ر‬ ‫نامجي‬
‫ر‬ ‫األجنت‪ .‬تأسيسا عىل هذه الخلفية‪ ،‬نستعرض ر‬
‫الي‬ ‫ري‬ ‫الموازي للنقد‬
‫ا‬
‫األجنت‪ ،‬وصوال‬
‫ري‬ ‫رليشيد الدعم وتوحيد أسعار الضف وتصفية السوق الموازي للنقد‬
‫اتت‬
‫لتمكي المواطن عن طريق الهيكل الر ر‬
‫ر‬ ‫السلغ المأزوم‬
‫ي‬ ‫إىل االنتقال من الدعم‬
‫التعاون‪ .‬بهذا‬ ‫الرقم ودعم األش وإعادة بناء القطاع‬ ‫ومشوع التحول‬‫الجديد ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الصالىح الذي يندرج يف إطار فلسفة دولة ”الديموقراطية‬ ‫ر‬
‫المشوع‬ ‫يكتمل‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تهدف إىل المؤامة ربي احيام توازنات االقتصاد الكىل واالليام‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫االجتماعية“ ي‬

‫‪338‬‬
‫باستحقاقات ” ر‬
‫الشعية االقتصادية“‪ 1‬المتمثلة يف مسئولية الدولة نحو الحماية‬
‫االجتماعية وقيادة وتوجيه العملية التنموية وكذلك دورها كدولة ”ناظمة“ ألنشطة‬
‫وتوفي الوظائف للشباب‪ .‬ر‬
‫أخيا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫القطاع الخاص ومساهمته المهمة يف النتاج‬
‫مشوع الصالح االقتصادي البديل المستند لحزمة‬‫نستعرض عىل سبيل المقارنة ر‬

‫من المبادرات القطاعية‪.‬‬


‫‪ .5‬لقد بدأت معاول الهدم تفعل فعلها يف اقتصاد البالد منذ وصول نظام ”حزب‬
‫الثان من العام ‪،1989‬‬
‫ي‬ ‫الجبهة السالمية القومية“ المشؤوم للحكم يف النصف‬
‫الشموىل الذي‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫األيديولوىح“‬‫حيث عمدت الجبهة الحاكمة إىل تثبيت أركان النظام ”‬
‫كبية وجذرية يف مؤسسات الدولة وأجهزتها المدنية‬ ‫تغييات ر‬‫ر‬ ‫أقامته بإجراء‬
‫ر‬
‫والت‪،‬‬
‫غي عابئة بالصبغة القومية أو المناقبية المهنية لهذه المؤسسات ي‬
‫والعسكرية‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫الت تعاقبت عىل حكم البالد‪ .‬وعليه فقد‬
‫كبي‪ ،‬لم تنل منها األنظمة السابقة ي‬‫حد ر‬
‫إىل ٍ‬
‫أفرط هذا النظام يف استخدام أدوات الدولة ومؤسساتها لتحقيق أهدافه الفئوية‪،‬‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والت تمثلت يف ي‬
‫المعلن منها والمستي‪ ،‬ي‬
‫‪” ‬خصخصة“ المؤسسات القومية يف الدولة لصالح الفئة الحاكمة عن طريق‬
‫ر‬
‫والت‬ ‫ر‬
‫التطهي الواسعة يف الخدمة المدنية والشطة وخصوصا الجيش ي‬
‫ر‬ ‫عمليات‬

‫‪ 1‬أنظر‪/‬ي ورقة البدوي يف الرابط‪:‬‬


‫جرية سالم \‪C:\Users\IBRAHIM\Desktop\Back Up NEW\Sudanese issues‬‬
‫حرية سالم وعدالة والثورة خيار الشعب‪ -‬نحو \‪\Final\Final April 6\Revised drafts‬وعدالة‬
‫‪.pdf‬منهج اقتصادي لشعار الثورة‪ 4 -‬يوليو ‪2019‬‬
‫حيث أاستلهمت هذه الورقة رؤيتها ومنهجها من شعار الثورة األيقونة ”حرية‪ ،‬سالم وعدالة‬
‫والثورة خيار الشعب" وعن إمكانية تجسيده كمرجعية رلينامج الثورة االقتصادي المرتقب‪ ،‬حيث‬
‫طرحت عدة أسئلة محورية تتعلق بالمضامي االقتصادية لمفردات هذا الشعار عىل ٌ‬
‫الصعد‬ ‫ر‬
‫واليامج االقتصادية السياسوية‪ .‬لقد حاججت بأن هكذا برنامج يتطلب اعتماد‬ ‫المفاهيمية ر‬
‫حد سواء يف‬
‫ٍ‬ ‫عىل‬ ‫والمعارضة‬ ‫الحاكمة‬ ‫السياسية‬ ‫للنخب‬ ‫ملزم‬ ‫كاستحقاق‬ ‫االقتصادية"‬ ‫” ر‬
‫الشعية‬
‫ٍ‬
‫ر‬
‫ديسمي ‪ .2018‬وعليه يجب عدم االكتفاء بالشعية الثورية يف حالة السلطة‬ ‫ر‬ ‫سودان ما بعد ثورة‬
‫الشعية االنتخابية بالنسبة للسلطة المنتخبة ر‬
‫الت تليها‪.‬‬ ‫االنتقالية أو ر‬
‫ي‬
‫‪339‬‬
‫طالت المشكوك يف والئهم للسلطة القائمة‪ ،‬بغض النظر عن كفاءتهم أو حاجة‬
‫النوع‪.‬‬
‫ي‬ ‫البالد لخدماتهم وتأهيلهم‬
‫‪ ‬بناء طبقة جديدة من رجال األعمال عن طريق إعادة توزي ع كبي ر‬
‫لليوة لصالح‬ ‫ر‬
‫أنصار الحزب الحاكم باستخدام أدوات السياسات المالية والنقدية‪ ،‬بما يف ذلك‬
‫رصيبة التضخم‪ ،‬من أجل تعبئة الموارد المحلية لتنفيذ األجندة السياسية‬
‫للنظام‪.‬‬
‫الشهية وانفراط عقد الشمولية األيدولوجية‪ ،‬أعاد النظام إنتاج‬
‫ر‬ ‫‪ ‬بعد المفاصلة‬
‫نفسه يف ثوب ”الزبائنية“ الجهوية والقبائلية‪ ،‬مما أدى إىل اكتمال دولة الفساد‬
‫واالستبداد المستندة إىل المحاصصة الريعية خالل عقد الحقبة النفطية‬
‫(‪.)2011 -2000‬‬
‫النفط‪ ،‬استمر نهج االقتصاد‬
‫ي‬ ‫‪ ‬بعد انفصال الجنوب وفقدان معظم الري ع‬
‫س‪” 1‬للعقلية الريعية“ مستندا إىل المساهمة المتعاظمة لقطاع الذهب يف‬
‫السيا ي‬
‫غي‬
‫الصادرات يف الوقت الذي تواصل فيه تدهور إنتاج وتصدير المنتجات ر‬
‫قطاع الزراعة والصناعة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الريعية يف‬
‫السياس لنظام النقاذ دمارا ماحقا باالقتصاد‬
‫ي‬ ‫‪ .6‬كما هو معلوم فقد ألحق االقتصاد‬
‫والمجتمع ومؤسسات الدولة السودانية‪ ،‬بل طال أيضا وحدة البالد وسالمها‬
‫االجتماع وعالقاتها الدولية والقليمية‪ ،‬نذكر بعض مالمحه يف المجال االقتصادي‬
‫ي‬
‫عىل سبيل المثال وليس الحض‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ ،‬انهيار مؤسسات الحوكمة االقتصادية كنتيجة لغياب الشفافية والمساءلة‬
‫متالزما مع ضعف كفاءة الدارة الحكومية وعدم قدرة‪ ،‬أو باألحرى عدم رغبة‪،‬‬

‫سياس بتفاعل العمليات السياسية واالقتصادية داخل المجتمع‪ :‬توزي ع‬


‫ي‬ ‫‪ 1‬يهتم تحليل االقتصاد ال‬
‫الت تخلق هذه العالقات وتحافظ‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫السلطة واليوة ربي مختلف المجموعات واألفراد‪ ،‬والعمليات ي‬
‫عليها وتحولها بمرور الوقت‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫يبي ذلك بجالء الشكل ‪( 1‬أدناه)‪.‬‬
‫النخبة الحاكمة يف محاربة واحتواء الفساد‪ ،‬كما ر‬
‫التعبي والمساءلة‪ ،‬والسيطرة عىل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المؤشات الثالثة (‬ ‫فكما يتضح من الشكل‪ ،‬فإن‬
‫الفساد وفاعلية الدارة الحكومية) تضع السودان يف الخانة السلبية مالمسا األسوأ‬
‫مؤشي الفساد والدارة الحكومية بصورة متواترة طيلة ر‬
‫فية‬ ‫ا‬
‫أداء‪ ،‬إضافة إىل تدهور ر‬

‫الحقبة النفطية (‪ )2000-2011‬وما بعدها‪ .‬وفيما يخص مدى مواءمة هذه‬


‫ر‬
‫المؤشات مع الواقع الماثل يف البالد فقد كفانا الراحل المقيم بروفسور الطيب زين‬
‫العابدين يف مقاله عن موضوع ترشح الرئيس السابق لدورة رئاسية قادمة (الراكوبة‪:‬‬
‫يىل‬
‫يكق أن نقتطف ما ي‬
‫‪ 21‬يناير‪ )2018 ،‬مؤونة االجتهاد يف هذا الموضوع‪ ،‬حيث ي‬
‫من هذا المقال المهم‪:‬‬
‫”كما أن انتشار الفساد يف كل أجهزة الدولة صار من األحاديث المكرورة يف المدينة‬
‫والمجنبي‬
‫ر‬ ‫يثي انتباه أحد‪ ،‬وتض الحكومة عىل حماية المعتدين عىل المال العام‪،‬‬
‫ال ر‬
‫لإليرادات المالية الذين يرصدهم يف كل سنة تقرير المراجع العام بأدلة موثقة يقدمها‬
‫الوطت دون أن يجرؤ الرئيس أو المجلس عىل محاسبة‬
‫ي‬ ‫لرئيس الجمهورية وللمجلس‬

‫أحد منهم‪ .‬ي‬


‫وكأن بالحزب الحاكم يشجع الفساد يف أوساط النخبة السياسية كافة‬ ‫ٍ‬
‫حت ال يقال إنه ينفرد بذلك! وقد رفض الرئيس التوقيع عىل قانون مكافحة الفساد‬‫ر‬

‫نص القانون عىل حصانة‬‫سنتي إال إذا ي‬ ‫الذي أجازه المجلس الوطت قبل ر‬
‫أكي من‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫غيهم يعتدي عىل المال العام؟)‪ ،‬وبعد مناقشة مع الرئيس قبل‬
‫الدستور ريي (ومن ر‬
‫المجلس أن يمنح حصانة موقوتة لذوي المناصب الدستورية‪ ،‬ومع ذلك امتنع‬
‫ر‬
‫الت يناط بها اتخاذ الجراءات القانونية‬
‫الرئيس عن تشكيل مفوضية مكافحة الفساد ي‬
‫يحم الفساد يف هذا البلد المنكوب؟“‬
‫ي‬ ‫ضد المفسدين إىل يومنا هذا‪ .‬إذن من‬

‫‪341‬‬
‫‪-0.8‬‬
‫شكل ‪ :1‬متالزمة الضعف المؤسسى والفساد اإلدارى‬
‫والمالى فى السودان‬
‫‪-1‬‬

‫‪-1.2‬‬

‫‪-1.4‬‬

‫‪-1.6‬‬

‫‪-1.8‬‬

‫‪-2‬‬
‫‪1996 1998 2000 20022003 2004 20052006 2007 2008 2009 2010 2011 20122013 2014‬‬
‫فاعلية الحكومة‬ ‫السيطرة على الفساد‬ ‫التعبير والمساءلة‬

‫الدوىل سنويا لمعظم دول العام وفق منهجية‬ ‫ر‬


‫المؤشات يعدها البنك‬ ‫ملحوظة‪ :‬هذه‬
‫ي‬
‫أداء) و‪( 2.5‬األفضل ا‬
‫أداء)‪.‬‬ ‫علمية صارمة ر‬
‫وتياوح ربي ‪( -2.5‬األسوأ ا‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ ،‬عدم عدالة النمو وضيق قاعدته االجتماعية خالل الحقبة النفطية وتراجعه‬
‫ا‬
‫بعد انقضائها يف ‪2011‬م وصوال إىل انهياره تماما منذ العام ‪ ،2016‬مما أوصل البالد‬
‫المواطني يف بعض‬
‫ر‬ ‫إىل معدالت كارثية من الفقر‪ ،‬حيث أصبح ما يقارب ‪ %70‬من‬
‫ديسمي يف ‪ ،2018‬بينما ناهزت بطالة‬
‫ر‬ ‫الواليات تحت خط الفقر عند اندالع ثورة‬
‫الشباب ‪.%40‬‬
‫ً‬
‫االجتماع (التعليم‪ ،‬الصحة والمياه) مما أدى إىل‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ ،‬انسحاب الدولة من القطاع‬
‫ر‬
‫المؤشات‬ ‫تشي هذه‬
‫غي مسبوقة‪ ،‬حيث ر‬
‫البشية بصورة ر‬ ‫تدهور ر‬
‫مؤشات التنمية ر‬

‫كثيا عن متوسط أداء الدول األفريقية جنوب الصحراء‪ ،‬مع‬


‫إىل أن السودان يتخلف ر‬
‫أصال ضعيفة األداء من حيث ر‬‫ا‬
‫مؤشات التنمية‬ ‫تعتي‬
‫األخذ يف االعتبار أن هذه الدول ر‬
‫البشية‪ ،‬فإن ذلك يوضح مدى االنهيار المأساوي الذي تعرضت له التنمية ر‬
‫البشية‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫يف السودان‪ ،‬فمثال‪:‬‬

‫‪342‬‬
‫المسجلي يف المدارس االبتدائية ‪ % 58‬فقط‪ ،‬بينما جلس‬
‫ر‬ ‫‪ ‬بلغت نسبة التالميذ‬
‫‪ %53‬من الطالب المتحانات مستوى األساس‪ .‬إضافة إىل ذلك‪ ،‬ر‬
‫يتلق ‪%67‬‬
‫المدرسي تدريبا رسميا‪ ،‬أما يف المناطق المتأثرة بالحرب فإن هذه‬
‫ر‬ ‫فقط من‬
‫النسبة تنخفض إىل ‪ % 7‬فحسب‪ ،‬كما أن نسبة الطالب الذين يكملون تعليمهم‬
‫حت المرحلة الثانوية يف مناطق الحروب والياعات يف حدود ‪ .%11‬كذلك‬ ‫ر‬

‫والعاىل بصورة مريعة‪.‬‬


‫ي‬ ‫تدهورت نوعية التعليم الثانوي‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫‪ ‬فيما يتعلق بالخدمات الصحية‪ ،‬تبدو الصورة كذلك كالحة حيث يقدر أن‬
‫‪ %17‬من السكان مصابون بأمراض ذات صلة بسوء التغذية‪ ،‬وأن هنالك تزايدا‬
‫ر‬
‫الت تصيب ما ربي ‪%24‬‬
‫يف معدل الصابة بعدة أمراض معدية‪ ،‬وأخطرها المالريا ي‬
‫و‪ %26‬من السكان‪ .‬تتسبب هذه األمراض عادة يف وفيات مرتفعة نسبة لضعف‬
‫أنظمة الرعاية الصحية وعدم سهولة الحصول عليها‪ .‬أيضا ال تبدو هذه األوضاع‪،‬‬
‫عىل خطورتها‪ ،‬مستغربة بالنظر لضعف النفاق العام‪.‬‬
‫ً‬
‫ير‬
‫النتاىح‪ ،‬خاصة بعد انفصال الجنوب‪ ،‬كنتيجة لضمور المكون‬ ‫رابعا‪ :‬انهيار القطاع‬
‫الريغ (إنتاج وتصدير النفط) وفشل سلطات النظام‬
‫ي‬ ‫أسماىل الرئيس لالقتصاد‬
‫ي‬ ‫الر‬
‫االقتصادية يف معالجة تبعات هذا الحدث الجلل مما أدى إىل تشوهات عميقة يف‬
‫الكىل تمثلت يف‪:‬‬
‫االقتصاد ي‬
‫‪ ‬العجز الهيكىل ف الميان التجاري حيث أصبحت الواردات تساوي ر‬
‫أكي من‬ ‫ر‬ ‫ي ي‬
‫ضعف الصادرات‪.‬‬
‫السودان وتدهوره المتواتر وتسيد السوق الموازي‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬تعدد أسعار رصف الجنيه‬

‫ر ي‬
‫الخارىح (الصادرات‬ ‫الذي أصبح يستحوذ عىل معظم عمليات التبادل التجاري‬
‫والواردات)‪.‬‬
‫تدهور مري ٍع يف تعبئة الموارد‪ ،‬حيث لم تتخط حصيلة اليرادات الضيبية‬
‫ٍ‬ ‫‪‬‬
‫المحىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫والجمركية نسبة ‪ %7‬فقط من الناتج‬
‫‪343‬‬
‫السلغ‪ ،‬خاصة للمشتقات‬
‫ي‬ ‫‪ ‬سوء تخصيص الموارد‪ ،‬حيث استحوذ الدعم‬
‫غي‬ ‫ر‬
‫المحىل‪ ،‬جلها يتم تمويله بموارد ر‬
‫ي‬ ‫حواىل ‪ %12‬من الناتج‬
‫ي‬ ‫البيولية‪ ،‬عىل‬
‫إجماىل الضف عىل التعليم والصحة واألجور والمرتبات‬
‫ي‬ ‫حقيقية‪ ،‬بينما لم يبلغ‬
‫القوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫إجماىل الدخل‬
‫ي‬ ‫‪ %10‬من‬
‫مشوع دولة ”الديمقراطية االجتماعية“ لإلصالح االقتصادي‬
‫‪ .7‬تستند هذه الورقة من الناحية التحليلية إىل ورقة إبراهيم البدوي الموسومة‬
‫اليامج والسياسات“ (أكتوبر ‪،)2020‬‬
‫السودان‪ :‬الرؤية‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫”حول إصالح االقتصاد‬
‫ا‬ ‫أنظر الرابط المشار إليه ف الهامش أعاله‪ .‬لقد قدمت ورقة البدوي ر‬
‫مشوعا شامال‬ ‫ي‬
‫اليامج والسياسات‪ .‬يستند هذا ر‬
‫المشوع‬ ‫لإلصالح االقتصادي‪ ،‬من حيث الرؤية‪ ،‬ر‬
‫موضوع رليكة نظام النقاذ البائد االقتصادية من جهة وإىل مقاربة‬
‫يٍ‬ ‫تشخيص‬
‫ٍ‬ ‫إىل‬
‫اليكة‪ ،‬تستهدي بفلسفة دولة ”الديمقراطية االجتماعية“‬ ‫اسياتيجية لمعالجة هذه ر‬
‫ر‬

‫من جهة أخرى‪.‬‬


‫‪ .8‬بحسب التشخيص الموضوع ر‬
‫لليكة االقتصادية الثقيلة لنظام النقاذ البائد‪،‬‬ ‫ي‬
‫البيولية‪ ،‬وتعدد أسعار الضف وسيطرة‬ ‫فإن الدعم السلغ‪ ،‬خاصة دعم المشتقات ر‬
‫ي‬
‫وجىه عملة تركة النظام‬
‫ي‬ ‫السودان هما‬
‫ي‬ ‫األجنت عىل االقتصاد‬
‫ري‬ ‫السوق الموازي للنقد‬
‫ر‬
‫األكي خطورة عىل حارص ومستقبل البالد‪ .‬هاتان الظاهرتان‪،‬‬ ‫السابق االقتصادية‬
‫المفاىح“ الذي أعقب تقسيم السودان‬
‫ر‬ ‫برأينا‪ ،‬من أبرز إفرازات ظاهرة ”الوقوف‬
‫وقيام دولة جنوب السودان وما ترتب عىل ذلك من فقدان البالد لمعظم رصيد‬
‫القتصاد‬ ‫الت كانت الرافع الوحيد‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ٍ‬ ‫أسماىل المتمثل يف اليوة النفطية ي‬
‫ي‬ ‫اقتصادها الر‬
‫أهلكته الزبائنية السياسية والفساد الممنهج لدكتاتورية نظام النقاذ ”الغبية“‪ .‬كما‬
‫هو معلوم لقد بدأت معاول الهدم تفعل فعلها منذ وصول ذلك النظام المشئوم إىل‬
‫مسية اآلالم‬
‫السلطة‪ ،‬ولكن تقسيم البالد يف ‪ 9‬يوليو ‪2011‬م كان عالمة فارقة يف ر‬
‫اليكة قد‬‫ألم بالبالد والعباد‪ .‬عليه‪ ،‬ال بد من القطع بأن هذه ر‬
‫واالنهيار الشامل الذي َ‬

‫‪344‬‬
‫الماىل والنقدي‬
‫ي‬ ‫شكلت مرضا شطانيا عدوانيا احتنك اقتصادنا الكىل‪ ،‬ضاربا استقراره‬
‫ا‬
‫الطفيىل بصورة لم‬
‫ي‬ ‫وتنافسية صادراته يف مقتل‪ ،‬فضال عن أنها وفرت مرتعا للنشاط‬
‫يسبق لها مثيل‪ .‬عليه‪ ،‬البد من عملية جراحية ”محسوبة“ لزالة هذه التشوهات‬
‫الشطانية‪.‬‬
‫سياس‪ -‬اقتصادي يهدف إىل المواءمة‬
‫ي‬ ‫‪ .9‬مفهوم ”الديمقراطية االجتماعية“ كنظام‬
‫ربي ”آليات وانضباط السوق“ من جهة واستحقاقات ر‬
‫مشوع دولة الرعاية‬
‫االجتماعية الشاملة من جهة أخرى‪ .‬آليات السوق مهمة ألنها تحقق االستدامة عىل‬
‫ر‬
‫مؤشات‬ ‫ومعايي التنافس الحر وتقييم األداء حسب‬
‫ر‬ ‫الكىل‬ ‫صعيد االقتصاد‬
‫ي‬
‫الجزن‪ .‬هذا بالطبع ال يعت غياب‬
‫ي‬ ‫موضوعية عىل مستوى المنشآت واالقتصاد‬
‫تمكي األسواق من لعب هذا الدور يتطلب وجود‬
‫ر‬ ‫الدور الفاعل للدولة‪ ،‬حيث إن‬
‫ر‬
‫القواني وبناء المؤسسات‬
‫ر‬ ‫الت تمارس دورها القيادي يف سن‬ ‫الدولة ”الناظمة“ ي‬
‫القمينة بمكافحة االحتكار ودعم تنافسية األسواق واكتمالها‪ .‬بالمقابل الضلع اآلخر‬
‫بتوفي ا لمكانيات التمويلية والمؤسسية‬
‫ر‬ ‫من معادلة الديمقراطية االجتماعية يعت‬
‫لتوفي الخدمات االجتماعية األساسية (التعليم والصحة والمياه) إضافة إىل‬
‫ر‬ ‫الالزمة‬
‫وغيها من استحقاقات الرعاية‬
‫تمكي المجتمع من الحصول عىل هذه الخدمات ر‬
‫ر‬
‫الصىح الشامل‪ ،‬فوائد ما بعد الخدمة‪ ،‬السكان‪ ،‬الدعم‬
‫ي‬ ‫(التأمي‬
‫ر‬ ‫االجتماعية األخرى‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫االجتماع قبوال واسعا‬
‫ي‬ ‫المباش ‪ ...‬إلخ)‪ .‬اكتسب هذا النظام االقتصادي –‬ ‫النقدي‬
‫يف أدبيات وحوارات التنمية‪ ،‬حيث برزت تجربة الدول االسكندنافية كمثال يحتذى‬
‫ر‬
‫ورقت بروفسور جيفرى‬ ‫الكيى (أنظر‬
‫حت بالنسبة ألمريكا والدول الصناعية ر‬‫ر‬
‫ي‬
‫األمريك المعروف)‪.1‬‬
‫ي‬ ‫ساكس‪ ،‬المفكر االقتصادي‬

‫‪1‬‬

‫‪https://capitalism.columbia.edu/files/ccs/workingpage/2015/ccswp15_sa‬‬
‫‪chs.pdf‬‬
‫‪https://www.project-syndicate.org/commentary/lessons-from-the-north‬‬
‫‪345‬‬
‫لمشوع الصالح االقتصادي وفق هذه الرؤية تشمل‪:‬‬ ‫‪ .10‬المرتكزات الرئيسة ر‬

‫المحىل وذلك‬ ‫أ‪ .‬ر‬


‫احيام توازنات االقتصاد الكىل األساسية المرتبطة بمتطابقة الناتج‬
‫ي‬
‫لتحقيق االستقرار االقتصادي واالستدامة المالية (معدالت تضخم منخفضة‪،‬‬
‫معدالت معتدلة لكلفة التمويل وأسعار رصف موحدة ومستقرة)‪:‬‬

‫‪ ‬تفادى عجوزات ر‬
‫كبية ومتسارعة يف الموازنات المالية الحكومية (اليرادات –‬
‫المضوفات) والحساب التجاري (الصادرات – الواردات)‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الفراط يف االستدانة (الداخلية والخارجية) لتمويل فجوات الموازنات‬
‫الكلية أو فرض ”الهيمنة المالية“ عىل السياسة النقدية عن طريق التوسع‬
‫النقدي بواسطة البنوك المركزية لتمويل المضوفات الحكومية (ما عدا يف‬
‫حاالت استثنائية عندما تتعرض السياسة المالية لصدمات خارجية‪ ،‬كما يف‬
‫حالة جائحة الكورونا وآثارها السلبية عىل تعبئة اليرادات‪ ،‬إضافة إىل‬
‫الصىح أو لتمويل برامج الحماية‬
‫ي‬ ‫المضوفات الضافية لدعم القطاع‬
‫االجتماعية ر‬
‫الميتبة عىل الغالق)‪.‬‬
‫ب‪ .‬اعتماد سياسة صناعية أفقية متينة تعزز دور الدولة يف قيادة الصالح‬
‫االقتصادي والتحول التنموي‪:‬‬
‫ر‬
‫والبشي (البنيات التحتية‬ ‫‪ ‬تخصيص الموارد الكافية لبناء رأس المال المادي‬
‫لخدمات التعليم والصحة والمياه‪ ،‬الطرق‪ ،‬الكهرباء ‪ ...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير القدرات المؤسسية للدولة الناظمة لبناء األسواق وتنظيم أنشطة‬
‫القطاع الخاص ودعم إنتاجية وفعالية تخصيص الموارد عىل مستوى االقتصاد‬
‫الجزن (مثل قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات وأيضا المشاري ع‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والشكات)‪.‬‬
‫ت‪ .‬انتهاج سياسية صناعية رأسية محسوبة الرتياد مجاالت إنتاجية وخدمية‬
‫ر‬
‫والت عادة ما تتطلب تقنيات عالية أو استثمارات‬
‫تؤسس لنقلة نوعية يف االقتصاد ي‬
‫‪346‬‬
‫للخي الرتياد‬
‫ر‬ ‫كبية تفوق قدرات القطاع الخاص‪ ،‬ولكنها رصورية لتمهيد الطريق‬
‫ر‬
‫القطاعات النوعية عىل نطاق واسع يف المستقبل‪.‬‬
‫اجتماع يستند إىل نظام مستدام‪ ،‬عادل وشامل للرعاية االجتماعية‬
‫ي‬ ‫ث‪ .‬بناء عقد‬
‫ر‬
‫المباش للش‪ ،‬الوجبة‬ ‫االجتماع‪ ،‬برنامج الدعم النقدي‬ ‫الصىح‪ ،‬الضمان‬ ‫(التأمي‬
‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المدرسية المجانية ‪...‬إلخ)‪:‬‬
‫لتمكي المواطن ر‬
‫مباشة لتحقيق االستدامة المالية‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬االنتقال من دعم السلع‬
‫وكفاءة تخصيص الموارد ”المحدودة“ بكفاءة وعدالة‪.‬‬
‫‪ ‬أيضا يتطلب نظام الرعاية االجتماعية الشامل توفر الدولة عىل موارد كافية‪،‬‬
‫عادل وواسع القاعدة – (هناك‬
‫ٍ‬ ‫يت‬
‫نظام رص ر ي‬
‫مما يتطلب تعبئة موارد تستند إىل ٍ‬
‫خياء السياسة المالية العامة بأن الحد األدن لإليرادات الضيبية‬
‫توافق ربي ر‬
‫بحواىل ‪ %15‬من الناتج‬
‫ي‬ ‫لك تتمكن الدولة من اليفاء بمسئولياتها المالية يقدر‬
‫ي‬
‫توفي هذا الحد األدن توصم‬ ‫ر‬
‫الت ال تستطيع ر‬
‫الجماىل‪ ،‬بينما الدولة ي‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬
‫الماىل للسودان كان وال‬
‫ي‬ ‫بأنها دولة رخوة‪ fragile state :‬وبالنظر إىل أن الجهد‬
‫يزال أقل من ‪ ،%7‬فإن بالدنا للسف دولة بالغة الرخاوة!)‬
‫الكىل وتحقيق االستدامة المالية‬
‫ي‬ ‫‪ .11‬عليه‪ ،‬يتضح بأن مراعاة توازنات االقتصاد‬
‫مشوع دولة ”الديمقراطية‬ ‫وضبط التضخم واستقرار سعر الضف ف إطار ر‬
‫ي‬
‫االجتماعية“ ‪ ،‬ال يمكن أن تتوافق مع تشوهات السياسة المالية والنقدية للدعم‬
‫السلغ وتعدد أسعار الضف وتسيد السوق الموازي‪ .‬إال أن الصالح االقتصادي‬
‫ي‬
‫المنشود ليس برنامجا تعسفيا ال يراع اآلثار السلبية المحتملة وارتداداتها‬
‫السياسية‪ ،‬بل يجب أن يكون عملية ”محسوبة“‪ ،‬كما سنوجز أدناه‪:‬‬
‫ً‬
‫السلع‪:‬‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬ترشيد الدعم‬
‫لتسعي البيين‬
‫ر‬ ‫السلغ‪ ،‬البد من اللغاء والتحرير الكامل‬
‫ي‬ ‫‪ ‬فيما يخص الدعم‬
‫التسعي‬
‫ر‬ ‫االستياد للقطاع الخاص تحت رإشاف لجنة‬
‫ر‬ ‫والجازولي‪ ،‬حيث يتم فتح‬
‫ر‬
‫‪347‬‬
‫كسلطة ناظمة لقطع دابر التهريب والتشب وتحقيق وفرة هذه السلع‬
‫الكىل‪.‬‬ ‫ر‬
‫االسياتيجية‪ ،‬بجانب تحقيق االستدامة المالية عىل صعيد االقتصاد ي‬
‫تسعي‬ ‫ر‬
‫األكي تأثرا وقد حوت ورقة‬ ‫لتحصي الخدمات‬ ‫‪ ‬ال بد من ترتيبات محددة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت أعدها فريق الدراسات والبحوث وقتها عىل خطة تشمل إعفاءات‬
‫المحروقات ي‬
‫رصيبية ر‬
‫للشكات والمنشئات العاملة يف مجاالت النقل والمواصالت الحضية وفق‬
‫أسس ناظمة مفصلة‪.1‬‬
‫التسيي لبعض الوزارات والمؤسسات العامة الحيوية‬
‫ر‬ ‫‪ ‬زيادة اعتمادات ر‬
‫ميانيات‬
‫لمقابلة ارتفاع كلفة الوقود حسب ضوابط معينة‪.‬‬
‫ً‬
‫األجنن‪:‬‬
‫ير‬ ‫ثانيا‪ ،‬توحيد سعر الرصف وتصفية السوق الموازي للنقد‬
‫الهيكىل‬
‫ي‬ ‫كثي من المساهمات ذات العالقة بأن تقليص العجز‬
‫لقد أوضحنا حجتنا يف ر‬
‫يف الحساب الج اري‪ ،‬وتوحيد سعر الضف‪ ،‬والقضاء عىل السوق الموازي للنقد‬
‫متاح حاليا يف‬ ‫َ‬
‫المعوم“ كأفضل‬ ‫األجنت؛ يتطلب اعتماد نظام سعر الضف ”‬
‫خيار ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ري‬
‫االحتياط المتاح للبنك المركزي‪ .‬أيضا‪ ،‬أوضحنا بأن تثبيت سعر الضف‬
‫ي‬ ‫ظل قلة‬
‫تبت نظام سعر الضف المدار ال محالة‬
‫يعت استمرار الوضع القائم وقتها‪ ،‬بينما ي‬
‫سيوفر هدفا مثاليا للمضار ربي الذين سيعملون عىل وأده يف مهده تماما كما حدث‬
‫يف عهد النظام السابق يف العام ‪ .2018‬كذلك حللنا تركيبة الواردات السودانية‬
‫الميان التجاري باللجوء لحظر الواردات‪،‬‬
‫الهيكىل يف ر‬
‫ي‬ ‫لتبيان صعوبة معالجة العجز‬
‫أكي من ‪ %85‬من هذه الواردات إما سلع ر‬
‫اسياتيجية أو مدخالت إنتاج‬ ‫بالنظر ألن ر‬

‫بحت مختص‪ ،‬الورقة متاحة يف الروابط أدناه‪:‬‬‫ر‬ ‫‪ 1‬ورقة‬


‫تسعي المحروقات‪ ،‬إعداد فريق ي‬
‫ر‬
‫‪C:\Users\IBRAHIM\Desktop\Back‬‬ ‫‪Up‬‬ ‫الحوار \‪NEW‬‬ ‫مني‬
‫ر‬
‫تسعي المحروقات\‪\MOF\Research Unit‬االقتصادي‬ ‫ر‬ ‫‪.pdf‬الملخص التنفيذى‪-‬‬
‫‪C:\Users\IBRAHIM\Desktop\Back‬‬ ‫‪Up‬‬ ‫الحوار \‪NEW‬‬ ‫مني‬‫ر‬
‫والجازولي‪\MOF\Research Unit\ 3 ،‬االقتصادي‬ ‫ين‬
‫البي‬ ‫ولية‪-‬‬ ‫ورقة تسعي المشتقات ر‬
‫البي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ .pdf‬مايو ‪2020‬‬

‫‪348‬‬
‫األجنت ووضع حد لتدهور قيمة‬
‫ري‬ ‫بالتاىل ال يمكن معالجة أزمة شح النقد‬
‫ي‬ ‫رصورية‪.‬‬
‫العملة الوطنية عن طريق هذه المقاربة ”الهيكلية“‪ .‬إذن‪ ،‬الخيار الوحيد المتاح كان‬
‫ر‬
‫الحقيق“‬ ‫تعويم سعر الضف لتصفية السوق الموازي وتحريك ”سعر الضف‬
‫ي‬
‫لنعاش الصادرات وإحالل الواردات لجش هوة تقدر بحوا يىل ‪ 5‬مليار دوالر يتم‬
‫تمويلها حاليا من السوق الموازي‪ .‬إال أننا وكما يف حالة ترشيد دعم المحروقات ندرك‬
‫أيضا بأن ”التعويم“ يحمل معه مخاطر السقوط الحر لسعر الضف والتضخم‬
‫االنفجاري‪ .‬هذا يتطلب فض االرتباط ربي حركة سعر الضف والتضخم‪ ،‬أو عىل‬
‫األقل التخفيف منه‪ .‬هناك عدة برامج ومبادرات مهمة يجب إنفاذها دون إبطاء‪،‬‬
‫نوقشت بالتفصيل يف الفصل الخاص بنظام سعر الضف‪:‬‬
‫يغي ”قواعد اللعبة“‪ ،‬حيث يمكن أن يساهم يف دعم‬ ‫سلعت يمكن أن ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬برنامج‬
‫ي‬
‫الطفيىل بواسطة السماشة‬ ‫تنافسية األسواق واستقرار األسعار ومحارصة ر‬
‫اليب ح‬
‫ي‬
‫ا‬
‫التعاون‬
‫ي‬ ‫الخدم وصوال إىل مأسسة القطاع‬
‫ي‬ ‫والوسطاء؛ رقمنة التبادل االقتصادي‬
‫توفي وظائف متنوعة ومستقرة للشباب يف إطار‬
‫ستهالك يف المدى المنظور؛ ر‬
‫ي‬ ‫اال‬
‫الكبي‬
‫ر‬ ‫متي عىل امتداد جغرافية الوطن‬
‫تعاون ر‬
‫ي‬ ‫قطاع‬
‫‪ ‬رقمنة األسواق والعمليات التجارية لتعزيز هدف تكملة وتنافسية األسواق‬
‫للتسعية يتم تصميمه بمشاركة فاعلة من قبل‬
‫ر‬ ‫متي‬
‫وإنشاء نظام مدروس ر‬
‫مؤسسات القطاع الخاص وجمعيات حماية المستهلك‪.‬‬
‫ر‬
‫سلعت وكذلك تمويل الموازنة يف زمن الكوفيد‪-‬‬ ‫‪ ‬وسائل استثنائية لتمويل برنامج‬
‫ي‬
‫الوطت للمعاشات‬
‫ي‬ ‫االستثنان‪ ،‬وذلك بتعبئة بعض الموارد من الصندوق‬
‫ي‬ ‫‪19‬‬
‫التمكي‬ ‫ر‬
‫المسيدة بواسطة لجنة ”إزالة‬ ‫والتأمينات االجتماعية وكذلك األصول‬
‫ر‬
‫ومحاربة الفساد“‪.‬‬
‫‪ .12‬ر‬
‫مشوع الصالح االقتصادي عملية ”محسوبة“ ألنها جزء ال يتجزأ من مفهوم‬
‫ر‬
‫الت تسغ إىل المواءمة‬
‫سياس‪ -‬اقتصادي شامل لدولة ”الديمقراطية االجتماعية“ ي‬
‫ي‬
‫‪349‬‬
‫الكىل وآليات وانضباط السوق“ من جهة‪ ،‬واستحقاقات‬
‫ي‬ ‫ربي ”توازنات االقتصاد‬
‫ر‬
‫مشوع دولة الرعاية االجتماعية الشاملة من جهة أخرى‪ .‬عليه‪ ،‬تم تصميم تحرير‬
‫تسعي المحروقات ونظام سعر الضف المرتبط به يف إطار مفهوم ”االنتقال من‬
‫ر‬
‫لتمكي المواطن“‪ ،‬وهو مبادرة سودانية بامتياز طرحها البدوي منذ‬
‫ر‬ ‫دعم السلع‬
‫سبتمي ‪ .2019‬يف هذا السياق رأن برنامج دعم‬
‫ر‬ ‫توليه المسئولية كوزير للمالية يف‬
‫مباشة دون وسيط باستخدام تطبيقات الهاتف‬ ‫األش عن طريق تقديم تحويالت ر‬

‫النقال كأداة رئيسة للوصول للش المستهدفة‪ .‬وكما هو معلوم فقد تم اعتماد هذا‬
‫اتت‬ ‫ر‬
‫الينامج كمكون محوري يف مشوع ”االنتقال“ المنشود‪ ،‬يتكامل مع الهيكل الر ر ي‬ ‫ر‬
‫الت تم‬ ‫ر‬
‫الجديد والذي يهدف فيما يهدف إىل إعادة بناء الطبقة الوسط السودانية ي‬
‫المشوع‬ ‫تجريفها تماما بواسطة النظام البائد‪ .‬إضافة إىل هذين المحورين‪ ،‬يكتمل ر‬

‫تمكي‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫والنتاىح كأحد روافع‬ ‫االستهالك‬
‫ي‬ ‫تعاون متكامل بجانبيه‬
‫ي‬ ‫بإطالق اقتصاد‬
‫المواطن‪ ،‬وف هذا السياق نؤيد توصية المؤتمر االقتصادي الخاصة بقيام وزارة‬
‫المؤسس المطلوب للنهوض بهذا‬ ‫للتعاون وبنك تعاون‪ ،‬ر‬
‫حت يتست تقديم الدعم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫القطاع المهم‪ .‬فيما يخص الهيكل الر ر ي‬
‫اتت الجديد وبرنامج دعم األش هناك بعض‬
‫القضايا المثارة تم التعرض لها بالتفصيل يف ورقة البدوي نوجزها أدناه‪.‬‬
‫ً‬
‫اتن‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬الهيكل الر ر ي‬
‫اتت قد بنيت عىل دراسة محكمة لكلفة‬
‫الكبية يف الهيكل الر ر ي‬
‫ر‬ ‫أوضحنا بأن الزيادات‬
‫المعيشة‪ .‬أيضا لزالة المفارقات والتشوهات‪ ،‬كان ال بد من زيادات ر‬
‫كبية نسبيا‬
‫للفئات المهمشة ف الهيكل القديم‪ .‬كذلك كانت ر‬
‫االفياضات الخاصة بتمويل الهيكل‬ ‫ي‬
‫كبي‪ ،‬فحسب موازنة ‪2020‬م المجازة وقتها كانت تقديرات اليرادات‬
‫حد ر‬
‫واقعية إىل ٍ‬
‫تكق لتمويل الهيكل (‪ 226‬مليار جنيها)‬
‫الذاتية تقارب ال ‪ 500‬مليار جنيها‪ ،‬كانت ي‬
‫توفي ‪ 143‬مليار جنيها من ترشيد الدعم الذي كان‬
‫تسيي‪ ،‬بينما يتم ر‬
‫وميانيات ال ر‬
‫ر‬
‫ميمجا يف إطار هذه الموازنة‪ .‬أيضا‪ ،‬كما أبانت ورقة البدوي‪ ،‬ال توجد آثار تضخمية‬
‫ر‬
‫‪350‬‬
‫الحاىل يتعلق بعدم تنافسية‬ ‫ذات بال ر‬
‫ميتبة عىل هذا الهيكل‪ ،‬بالنظر إىل أن التضخم‬
‫ي‬
‫والت تفاقمت يف زمن الكورونا كنتيجة لقلة العرض الناجم عن الغالق‬‫ر‬
‫األسواق‪ ،‬ي‬
‫واضطراب األسواق الداخلية والخارجية‪ .‬كذلك‪ ،‬أوضحنا بأن االعتقاد السائد عند‬
‫الق َيم الحقيقة لزيادة المرتبات‬
‫البعض بأن معدالت التضخم العالية قد قضت عىل ى‬
‫وبالتاىل لزالة‬
‫ي‬ ‫ليس صحيحا‪ ،‬حيث إن متوسط زيادة المرتبات تناهز ‪،%600‬‬
‫للعاملي ال بد أن تتواصل المعدالت التضخمية االنفجارية‬ ‫ر‬
‫الت تحققت‬
‫ر‬ ‫المكاسب ي‬
‫(من شهر إىل شهر) لمدة ‪ 14‬شهرا‪ ،‬األمر الذي يصعب تصوره‪ .‬أيضا‪ ،‬أوضحنا بأن‬
‫اتت يجب أن يتواصل يف ظل تراجع اليرادات الحكومية‪ ،‬بالنظر‬
‫تمويل الهيكل الر ر ي‬
‫إىل أن االعتماد عىل السياسة النقدية‪ ،‬بما يف ذلك االستدانة من البنوك المركزية‪،‬‬
‫ا‬
‫الكثي من اقتصادات العالم‪ ،‬فضال عن أنها ليست بالضورة‬‫ر‬ ‫أصبح خيارا معتمدا يف‬
‫تحفيية لدعم الطلب وإنعاش االقتصاد‪ .‬ر‬
‫أخيا‪ ،‬يف نفس‬ ‫ر‬ ‫كبي‬
‫حد ر‬‫تضخمية‪ ،‬بل إىل ٍ‬
‫اتت‪ ،‬بأن هناك بدائل أخرى‬
‫السياق‪ ،‬كذلك أبانت ورقة البدوي يف فصل الهيكل الر ر ي‬
‫ر‬
‫المسيدة وكذلك‬ ‫لتمويل عجز الموازنة يمكن أن تشمل بيع أو رهن بعض األصول‬
‫توظيف بعض الموارد الهائلة لصندوق المعاشات والتأمينات‪ ،‬كما فعلت بعض‬
‫نان‪ ،‬الذي بالضورة‬ ‫ر‬
‫الت لجأت للصناديق السيادية يف زمن الكورونا االستث ي‬
‫الدول ي‬
‫يتطلب سياسات استثنائية‪.‬‬
‫ً‬
‫الرقم ومشوع دعم األش‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ثانيا‪ ،‬وكالة التحول‬
‫كما استعرض البدوي يف ورقته‪ ،‬فإن برنامج دعم األش رأن كمبادرة سودانية وطنية‬
‫بامتياز‪ ،‬حيث تم إطالقه كأحد أهم الروافع يف إطار رؤية ”االنتقال من دعم السلع‬
‫الرقم أيضا مبادرة وطنية‬
‫ي‬ ‫لتمكي المواطن“‪ .‬إضافة إىل ذلك فإن وكالة التحول‬
‫ر‬
‫رصفة لقيادة وتنسيق بناء قواعد المعلومات ورقمنة الخدمات العامة‪ ،‬بينما تؤكد‬
‫ر‬
‫المشوع‪ ،‬ملكية وقيادة الحكومة‬ ‫ستئمان‪ ،‬المعت بتمويل‬ ‫حوكمة الصندوق اال‬
‫ي‬
‫السودانية ممثلة يف وزارة المالية‪ ،‬رغما من أن الصندوق يتم تمويله بواسطة رشكاء‬
‫‪351‬‬
‫االجتماع لالنتقال من الدعم‬
‫ي‬ ‫التنمية‪ .‬تقديرا لهذه المبادرة المهمة يف إطار العقد‬
‫بتوفي‬ ‫الدوىل‬ ‫اليم رشكاء السودان يف مجتمع التنمية‬‫السلغ لتمكي المواطن‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫التمويل الالزم عىل األقل للعام األول‪ .‬بالنظر للدور المحوري لهذا ر‬
‫الينامج لجهة‬
‫مكافحة الفقر وتحقيق أهداف التنمية االجتماعية األخرى‪ ،‬يجب أن تتوىل الدولة‬
‫توفي االعتمادات من مواردها الذاتية خالل ر‬
‫الفية الالحقة‪ .‬بالضافة إىل اآلفاق‬ ‫ر‬
‫الينامج‪ ،‬يتوقع أن يساهم بقوة يف بناء السالم وف‬
‫التنموية الرحبة المرجوة من هذا ر‬
‫السودان المثقل بالحروب والياعات‪.‬‬
‫ي‬ ‫إعادة صياغة العالقة ربي الدولة والهامش‬
‫تمكي المواطن وأيضا دعم النتاج وبناء السالم‬
‫المشوع يف إطار ر‬‫لبانة فوائد هذا ر‬

‫نستعرض ثالثة تساؤالت رئيسة‪:‬‬


‫ر‬ ‫ً‬
‫ه فوائده المتوقعة؟ أفادت األدبيات وتجارب الدول‬‫أوال‪ ،‬لماذا هذا المشوع وما ي‬
‫األخرى بأن التحويالت النقدية تساهم يف تحقيق أهداف تنموية مهمة‪ ،‬عالجها‬
‫البدوي بالتفصيل يف الفصل الخاص بهذا الشأن يف ورقته المذكورة‪ .‬أيضا‪ ،‬يف السياق‬
‫التأمي‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬تجدر الشارة هنا إىل برنامج دعم األش يمكن أن يلعب دور ”‬
‫ي‬
‫اع‪ ،‬حيث تضطر هذه‬
‫االقتصادي“ للش يف حالة الكوارث مثل فشل الموسم الزر ي‬
‫عي األجيال مثل إخراج البنت أو‬
‫األش إىل اتخاذ قرارات تكرس حالة الفقر المتوارث ر‬
‫االبن من المدرسة للعمل ومساعدة األشة يف كسب سبل العيش‪.‬‬
‫والحرفيي ر‬ ‫ً‬
‫مباشة؟ هذا التساؤل‬ ‫ر‬ ‫ارعي‬
‫المنتجي‪ ،‬مثل المز ر‬
‫ر‬ ‫ثانيا‪ ،‬لماذا ال يتم دعم‬
‫يفيض بأن دعم األش يذهب لالستهالك فقط‪ ،‬بينما يف واقع األمر تظهر الشواهد‬ ‫ر‬

‫غي صحيح البتة‪ .‬هناك‬ ‫ر‬


‫المتواترة من التجارب المذكورة أعاله بأن هذا االفياض ر‬
‫أيضا أدلة قوية من التجارب المشار إليها بأن التحويالت النقدية تساهم يف زيادة‬
‫المنتجي تواجهها صعوبات‬
‫ر‬ ‫االدخار واالستثمارات المنتجة‪ .‬بالمقابل فمسألة دعم‬
‫ر ر‬ ‫ا‬
‫الت يمكن بها تحديد من هو‬‫المعايي ي‬ ‫ه‬ ‫لوجستية ومنهجية معقدة‪ ،‬فمثال ما ي‬
‫المنتج؟ أيضا كيف يمكن تقديم بذور محسنة أو مدخالت إنتاج بصورة تتسم‬
‫‪352‬‬
‫وأخيا‪،‬‬
‫ر‬ ‫المؤسس الذي يكتنف الخدمة العامة‪.‬‬
‫ي‬ ‫بالكفاءة والشفافية يف ظل الضعف‬
‫كما أبانت ورقة البدوي من استعراض تجربة كينيا‪ ،‬مقارنة بالحكومة أو ر‬
‫حت‬
‫المدن الخدمية‪ ،‬فإن أفضل وحدة يف المجتمع لتحديد كيفية‬
‫ي‬ ‫منظمات المجتمع‬
‫ه األشة‪.‬‬
‫توظيف الموارد المتاحة لها بصورة تدعم النتاج ي‬
‫ً‬
‫ه المخاطر‬
‫ي‬ ‫وما‬ ‫ككل‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫االقتصاد‬ ‫مستوى‬ ‫عىل‬ ‫المتوقعة‬ ‫الفوائد‬ ‫ه‬
‫ي‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬‫ثالثا‬
‫الينامج ؟ عىل عكس بعض المخاوف‪ ،‬فقد أفادت الدراسات‬
‫التضخمية لهذا ر‬
‫وتجارب بعض الدول األفريقية‪ ،‬خاصة كينيا‪ ،‬بأن التحويالت النقدية لم تتسبب يف‬
‫دوالر يستثمر‬
‫ٍ‬ ‫تضخمية ذات مغزى‪ .‬بالمقابل فقد أفادت تجربة كينيا بأن كل‬
‫ٍ‬ ‫آثار‬
‫أي ٍ‬
‫المحىل بمقدار ‪ 2.60‬دوالر‪ ،‬مما يعت أن‬
‫ي‬ ‫الماىل يؤدى إىل نمو االقتصاد‬
‫ي‬ ‫التحفي‬
‫ر‬ ‫يف‬
‫ر‬
‫الت‬
‫تأثيا إيجابيا يتعدى األشة إىل مجمل اقتصاد المقاطعة الكينية ي‬
‫الينامج ر‬
‫لهذا ر‬
‫ر‬
‫والت توازي مستوى الواليات أو المحليات يف حالة السودان‪.‬‬
‫الينامج‪ ،‬ي‬
‫نفذ فيها ر‬
‫الرؤية البديلة‪ :‬اللجنة االقتصادية لقوى الحرية والتغيت‬
‫االقتصاديي لقوى‬
‫ر‬ ‫الخياء‬
‫ر‬ ‫‪ .13‬يف خضم األزمة االقتصادية الماثلة أشارت لجنة‬
‫السودان الصادر يف ‪ ٢٢‬يوليو‪2020 ،‬م‬
‫ي‬ ‫لجماهي الشعب‬
‫ر‬ ‫والتغيي يف بيانها‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫وف مذكرتها لرئيس مجلس‬
‫ديسمي ي‬
‫ر‬ ‫إىل أنها ” يف اجتماعها مع الوزير السابق يوم ‪٩‬‬
‫وف مذكرات وبيانات واجتماعات الحقة قدمت‬
‫ديسمي م‪ ٢٠١٩‬ي‬
‫ر‬ ‫الوزراء يف يوم ‪٢٢‬‬
‫تحسي سعر الضف وتعظيم‬ ‫ر‬
‫الت يمكن أن تؤدي إىل‬
‫ر‬ ‫جملة من البدائل الحقيقية ي‬
‫وتحسي األوضاع المعيشية‬
‫ر‬ ‫الموارد وسد عجز الموازنة وتنمية االقتصاد‬
‫للمواطني‪ “.‬حسنا‪ ،‬دعنا نستعرض عنارص هذه البدائل كما وردت يف إطار‬
‫ر‬
‫مجموعات بحسب ما تم القيام به من إجراءات بواسطة الحكومة بصورة عامة‪،‬‬
‫خاصة وزارة المالية‪.‬‬
‫المجموعة األوىل‪ :‬هذه الحزمة من التوصيات قد تم إنجاز بعضها وتدخلت عوامل‬
‫خارجية يف إعاقة إنجاز أحدها‪.‬‬
‫‪353‬‬
‫لغي‬
‫والجمرك وإلغاء العفاءات الضيبية والجمركية ر‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬إصالح النظام الض ر ي‬
‫يت‬
‫المشوع ف إطار ر‬
‫التشيعات‬ ‫ر‬ ‫االستثمارات والقطاعات المنتجة‪ :‬تم إنجاز هذا‬
‫ي‬
‫ديسمي ‪ 2019‬وقد تم إجازة ‪ 15‬بندا تتعلق‬
‫ر‬ ‫المصاحبة للموازنة األصلية يف‬
‫والجمرك من أصل ‪ 19‬بند تمت التوصية بشأنها من قبل فريق‬
‫ي‬ ‫يت‬
‫بالصالح الض ر ي‬
‫العمل الذي أنجز تقريرا ضافيا تمت الشادة به من قبل مجلس الوزراء‪.‬‬
‫ب‪ .‬إقامة بورصة الذهب والصادرات الزراعية لضمان توريد حصائل الصادر يف‬
‫القنوات الرسمية‪ :‬أصدر وزير المالية والتخطيط االقتصادي القرار الوزاري رقم ‪29‬‬
‫بتاري خ ‪ 6‬أبريل ‪ 2020‬بتشكيل لجنة دراسة إنشاء بورصة الذهب والسلع الزراعية‪،‬‬
‫الماىل المعروف ورئيس جمعية المصارف‬
‫ي‬ ‫الخبي‬
‫ر‬ ‫برئاسة الدكتور طه الطيب‬
‫عىل الفويل‪ ،‬مدير سوق الخرطوم للوراق المالية وآخرين وحسب‬
‫وعضوية الدكتور ي‬
‫علمنا أن هذا التقرير قد تم تقديمه بعد مغادرة البدوي للوزارة‪.‬‬
‫والسغ‬ ‫ر‬
‫المغي ربي بدعم البنك المركزي بالوديعة الدوالرية‬ ‫ت‪ .‬االستجابة لمبادرة‬
‫ي‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫لتحسي موقف البالد يف مجال العمالت الحرة‬
‫ر‬ ‫لجذب مدخراتهم مما يؤدي‬
‫تقوية سعر رصف العملة الوطنية‪ :‬منذ أكتوبر ‪ 2019‬وبالتنسيق مع بنك السودان‬
‫ممثىل الجاليات السودانية يف المهجر‪ ،‬تم إعداد‬
‫ي‬ ‫المركزي والتشاور مع عدد من‬
‫شقي‪:‬‬
‫برنامج متكامل لمساهمة المهجر من ر‬
‫ر‬
‫‪ ‬رتيع نقدي بما يعادل ‪ 30‬دوالرا فأكي‪ ،‬حيث يمكن أن يتم ر‬
‫التيع مرة واحدة أو‬
‫عدة مرات؛‬
‫فأكي‪ ،‬ترد قبل نهاية ر‬
‫الفية االنتقالية بستة‬ ‫‪ ‬وديعة دوالرية بما يعادل ‪ 300‬دوالر ر‬

‫أشهر‪ ،‬بدون فوائد أو أرباح‪.‬‬


‫عدد من البنوك‬
‫ٍ‬ ‫وقد أصدر بنك السودان الوثائق ذات الصلة وتواصل مع‬
‫والمؤسسات المضفية يف مناطق وجود الدياسبورا السودانية كالدول الخليجية‬
‫األورن‪ ،‬وأمريكا الشمالية‪ .‬ولكن للسف واجهت هذه المبادرة مشكلة‬
‫ري‬ ‫ودول االتحاد‬
‫‪354‬‬
‫وضعية السودان كدولة مدرجة يف قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪ ،‬حيث شكلت عائقا‬
‫مسئوىل وزارة الخزانة‬
‫ي‬ ‫للتحويل النقدي‪ .‬وكنا قد بذلنا وقتها مجهودات حثيثة مع‬
‫األمريكية والسفارة األمريكية لمعالجة هذه المسألة‪ ،‬بما يف ذلك المساعدة يف عودة‬
‫ر‬
‫سيت بانك للسودان وإعادة فتح فرعه يف الخرطوم ليلعب دور البنك المراسل‬
‫وبذلك يفتح الطريق للبنوك األخرى المتوجسة من التعامل مع السودان‪ ،‬بالرغم‬
‫من أن وزارة الخزانة كانت قد أعلنت أن السودان ال يقع تحت طائلة الحظر‬
‫المضف‪ .‬حسب علم‪ ،‬للسف‪ ،‬لم تثمر هذه المحاوالت ر‬
‫حت اآلن‪ .‬إضافة إىل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ذلك‪ ،‬عمدت بعض الدول مؤخرا يف إطار سعيها لمكافحة الرهاب وغسيل األموال‬
‫حت إشعار آخر وقد أجرينا عدة اتصاالت مع هذه‬‫التيعات ر‬‫إىل تجميد حمالت ر‬
‫خيا‪ ،‬ولكن هذا األمر يتعلق باعتبارات تتعدى ر‬
‫مشوعنا مع المهجر‬ ‫الدول ووعدنا ر‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬أيضا تم االهتمام بالتوصيات المقدمة يف إطار هذه المجموعة‪،‬‬
‫الكىل المأزومة بسبب تعدد أسعار‬
‫اليامج تظل رهينة بأوضاع االقتصاد ي‬
‫إال أن هذه ر‬
‫السلغ وتحولهما إىل الحاضن األبرز‬
‫ي‬ ‫الضف وتسيد السوق الموازي وكذلك الدعم‬
‫َ‬
‫الهدامة‪.‬‬ ‫للطبقة الطفيلية وأنشطتها‬
‫ث‪ .‬إنشاء التعاونيات عىل نطاق واسع لنقل السلع من المنتج للمستهلك ر‬
‫مباشة‬
‫دون مرور بالوسطاء مما يساعد عىل تحديد األسعار ومراقبتها وكبح جماح التضخم‬
‫المواطني‪ :‬قد أوضحنا يف مكان آخر من هذه‬‫ر‬ ‫وتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل‬
‫كثيا بأن هذه المبادرة‬ ‫ر‬
‫سلعت“‪ ،‬وقد تحدثنا ر‬ ‫الورقة مساهمة وزارة المالية ف ر‬
‫مشوع ”‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تغي قواعد اللعبة لجهة تكملة األسواق وزيادة تنافسيتها ولكن تطوير هذا‬
‫يمكن أن ر‬
‫الينامج كان يتطلب بناء قواعد معلومات متينة وتطبيق منصات رقمية‪ ،‬إضافة إىل‬
‫ر‬
‫بناء رشاكة مع رشكات الصناعات الغذائية الخاصة يف ظل تعقيدات تعدد أسعار‬

‫‪355‬‬
‫استياد مدخالت النتاج‬
‫الضف وتسيد السوق الموازي كمصدر وحيد متاح لتمويل ر‬
‫سبتمي‪2020‬م‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والسلع الغذائية المصنعة‪ .‬لهذا تأخر هذا ر‬
‫المشوع ولم يبدأ إال يف‬
‫ٌ ا‬
‫اع لزيادة النتاج والنتاجية‪ :‬لقد بذل مجهود مقد ٌر يف دعم‬
‫ج‪ .‬دعم الموسم الزر ي‬
‫الثان من ‪ 2019‬واألول من ‪ ،2020‬خاصة بالنسبة‬
‫ي‬ ‫المواسم الزراعية يف النصف‬

‫للقمح‪ .‬إال أننا نسارع لإلشارة إىل أن أوضاع االقتصاد ي‬


‫الكىل‪ ،‬خاصة إعاقة فجوة النقد‬
‫والصناع‪ .‬عىل‬
‫ي‬ ‫اع‬
‫القطاعي الزر ي‬
‫ر‬ ‫تشكل عقبة كؤود أمام معالجة مشكالت‬
‫األجنت ى‬
‫ري‬
‫األجنت عىل قلتها لم‬
‫ري‬ ‫السلغ عىل موارد النقد‬
‫ي‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يف ظل استحواذ الدعم‬
‫يتوفر مبلغ ‪ 270‬مليون دوالر لتمويل الخطة السعافية لميناء بورتسودان‪ ،‬أو ‪70‬‬
‫وغي ذلك من المشاري ع‬
‫اع ر‬ ‫ر‬
‫مليون دوالر لتمويل مشوع صوامع الغالل للبنك الزر ي‬
‫اع يف عام ‪2020‬م‪.‬‬
‫المحورية لدعم القطاع الزر ي‬
‫حواىل ‪ %80‬أو ما يزيد من إنتاج‬ ‫ا‬
‫ابتداء‪،‬‬ ‫ح‪ .‬سيطرة الحكومة عىل صادرات الذهب‪:‬‬
‫ي‬
‫غي المهيكل‪ .‬عليه‪ ،‬ال تستطيع الدولة السيطرة عىل‬
‫األهىل ر‬
‫ي‬ ‫الذهب يتم يف القطاع‬
‫لتحفي‬
‫ر‬ ‫تسعي واقعية‬
‫ر‬ ‫تبت سياسات‬
‫الحرف‪ ،‬ولكنها تستطيع ي‬
‫ي‬ ‫صادراته بالمعت‬
‫المنتجي والتجار للتعامل بالقنوات الرسمية ووقف التهريب‪ .‬لقد تم تحقيق إنجاز‬
‫ر‬
‫غي حقيقية عن طريق‬
‫مهم بإخراج بنك السودان من تجارة الذهب وتمويلها بموارد ر‬
‫زيادة الكتلة النقدية‪ ،‬والذي كان العامل الرئيس يف التضخم خالل األعوام ‪-2016‬‬
‫‪2019‬م‪ .‬بالمقابل أنشأت وزارة المالية صندوقا لتمويل ر‬
‫مشيوات حصائل الصادر‬
‫ف إطار اتفاق مع غ رفة مصدري الذهب‪ ،‬حيث تم دعم هذا ر‬
‫المشوع بإجراءات‬ ‫ي‬
‫ناظمة لتسهيل وتنسيق إجراءات بنك السودان‪ ،‬وزارة الصناعة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬وهيئة‬
‫مساع تمويل هذا الصندوق‬ ‫ر‬
‫باالعياف بأن‬ ‫المواصفات‪ ،‬والمقاييس‪ .‬إال أننا نسارع‬
‫ي‬
‫والت شكلت عبئا‬‫ر‬
‫السلغ العالية ي‬
‫ي‬ ‫كبيا بالنظر لكلفة تمويل الدعم‬ ‫لم تحقق تقدما ر‬
‫ا‬
‫ثقيال عىل اليرادات الحكومية‪ :‬عىل سبيل المثال‪ ،‬دفعت وزارة المالية ‪ 10‬مليار‬
‫البيولية المدعومة يف شهر مايو‪ ،‬كان عائد‬ ‫جنيها لتمويل استياد المشتقات ر‬
‫ر‬
‫‪356‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المبيعات أقل من مليار جنيها‪ .‬لهذا سوف تواجه محفظة السلع االسياتيجية ي‬
‫الت‬
‫تسعي‬
‫ر‬ ‫تستند إىل تنظيم وتعبئة صادرات الذهب نفس المشكلة إذا لم يتم تحرير‬
‫المشتقات ر‬
‫البيولية‪ .‬يجدر بالذكر أن هذه المحفظة قد برزت كأحد أهم مشاري ع‬
‫والتغيي جنبا إىل جنب‬ ‫ممثىل قوى الحرية‬ ‫ر‬
‫الت شارك فيها‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫لجنة الطوارئ االقتصادية ي‬
‫مع وزارات ووحدات القطاع االقتصادي بالدولة‪.‬‬
‫المجموعة الثالثة‪ :‬هذه الحزمة من التوصيات تشمل‪:‬‬
‫خ‪ .‬تحقيق الوالية الكاملة لوزارة المالية عىل المال العام‪.‬‬
‫د‪ .‬تجريم التجنيب وتوريد كل األموال المجنبة يف خزانة وزارة المالية‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تهيمن عىل أهم الموارد‬ ‫ذ‪ .‬ضم الشكات الحكومية واألمنية والعسكرية ي‬
‫بالعملتي المحلية واألجنبية لوزارة المالية‪.‬‬
‫ر‬
‫مسية النظام‬
‫عي ر‬
‫وهذه التوصيات من التعقيد بمكان ألنها تمثل ممارسات متجذرة ر‬
‫البائد المتطاولة‪ ،‬وبذلك تمثل مصالح لقوى ومؤسسات نافذة يف الدولة والمجتمع‪،‬‬
‫ر‬
‫االسياتيجية ربي قيادة‬ ‫األمر الذي كان يتطلب تسوية سياسية عىل نسق ر‬
‫الشاكة‬
‫والتغيي والمؤسسة العسكرية‪ .‬وف هذا السياق فقد عمدت وزارة‬
‫ر‬ ‫قوى الحرية‬
‫المالية منذ البداية إىل التنسيق مع اللجنة االقتصادية يف الحوار مع منظومة‬
‫غي العسكرية وأيضا‬ ‫الصناعات الدفاعية بشأن والية وزارة المالية عىل ر‬
‫الشكات ر‬
‫ُ‬
‫مساهمة المنظومة يف دعم الموازنة‪ .‬عليه‪ ،‬بالرغم من أن بعض التقدم قد أحرز‪،‬‬
‫عىل سبيل المثال إنجاز تبعية ر‬
‫الشكة السودانية للموارد المعدنية لوزارة المالية‪ ،‬إال‬
‫ر‬
‫المقيح أعاله‪.‬‬ ‫أن التوصيات أعاله يجب أن تعالج يف الطار الواسع‬
‫المقيحة يف هذه المجموعة مهمة ومحورية لعملية‬ ‫ر‬ ‫المجموعة الرابعة‪ :‬الحزمة‬
‫الصالح االقتصادي‪ ،‬وكان يتوجب الشاع يف إنفاذها‪ ،‬رغما من أنها تحتاج رليتيبات‬
‫قد تأخذ وقتا‪ ،‬خاصة يف ظل التجريف الذي ألم بمؤسسات الخدمة المدنية‪:‬‬

‫‪357‬‬
‫كشكة الحبوب الزيتية ر‬‫الت كانت تتوىل الصادرات‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وشكة الصمغ‬ ‫ر‪ .‬إعادة الشكات ي‬
‫العرن واألقطان واللحوم والماشية وإقامة رشكات المساهمة العامة‪ :‬يجب أال تكون‬
‫ري‬
‫الميتبة عىل ذلك من ضعف‬‫حت نتفادى السلبيات ر‬ ‫الشكات احتكارية ر‬ ‫هذه ر‬
‫َ‬
‫مقدر ر‬
‫حت تستطيع توجيه السوق‬ ‫التنافسية‪ ،‬ولكن من المهم أن تكون ذات تمويل‬
‫المنتجي وخدمة األهداف المناطة بها مثل تثبيت األسعار وتطوير وسائل‬
‫ر‬ ‫لفائدة‬
‫النتاج وزيادة النتاجية يف القطاع التقليدي ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ز‪ .‬إصالح وإعادة هيكلة القطاع المضف ودفعه للقيام بدوره ف دعم ر‬
‫المشوعات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الصغية والمتوسطة‪ :‬هذا ر‬
‫الينامج يتطلب قدرات فنية متخصصة لتحليل األوضاع‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت كانت تتم معالجتها‬
‫المالية للبنوك ومراجعة حوكمتها‪ ،‬وهو من أهم المشاري ع ي‬
‫يف إطار لجنة الطوارئ االقتصادية‪ .‬إال أننا نسارع لنالحظ بأن مبادرات هذه اللجنة‬
‫ستكون محدودة الفائدة إن لم يتم توطينها يف إطار المؤسسات التنفيذية المعنية‬
‫المؤسس يمكن أن تبدأ بإجراءات طارئة‪ ،‬ولكنها بالتأكيد ال‬
‫ي‬ ‫ألن عملية الصالح‬
‫كثي من مبادرات‬
‫البي يف ر‬
‫تبي من النجاح المحدود‪ ،‬بل الفشل ر‬
‫تنتىه بها‪ ،‬تماما كما ر‬
‫ي‬
‫لجنة الطوارئ‪.‬‬
‫مبادرات أخرى‪ :‬تحتوي هذه المجموعة عىل مبادر رتي‪ ،‬لم يتم تضمينهما يف بيان‬
‫خياء اللجنة االقتصادية اآلنف الذكر‪ ،‬يتعلقان ربيشيد الواردات واستبدال العملة‪:‬‬
‫ر‬
‫صدف عوض كبلو خاصة ربيشيد‬ ‫ر‬ ‫س‪ .‬هناك مقاربة هيكلية تقدم بها الدكتور‬
‫ي‬
‫َ‬
‫الواردات وحظر نسبة مقدرة منها يمكن أن تقدم معالجة هيكلية ألزمة عجز‬
‫تنتق الحاجة إىل تعديل جذري لنظام سعر الضف‪.‬‬
‫وبالتاىل قد ي‬
‫ي‬ ‫الحساب الجاري‪،‬‬
‫الضاف المتعلق بإصالح نظام سعر الضف‪ ،‬فإن‬ ‫ي‬ ‫كما أبانت ورقة البدوي يف تحليلها‬
‫ا‬
‫هذه السياسة‪ ،‬عىل أهميتها‪ ،‬ليست بديال بالنظر لطبيعة هيكل الواردات السودانية‪.‬‬
‫المشوع بدأ يكتسب شعبية واسعة يف‬ ‫ر‬ ‫أخيا‪ ،‬رصورة استبدال العملة‪ .‬هذا‬
‫ش‪ .‬ر‬
‫الخياء‪ .‬هناك بالطبع‬
‫االجتماع وقد تم تبنيه مؤخرا من قبل لجنة ر‬
‫ي‬ ‫وسائل التواصل‬
‫‪358‬‬
‫باليي‬
‫واسع للعملة أو وجود ر‬ ‫نطاق‬ ‫مخاوف ر‬
‫مشوعة بشأن إمكانية وجود تزوير عىل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الجنيهات خارج سيطرة البنك المركزي يتم توظيفها بواسطة عنارص النظام البائد‬
‫لزعزعة االستقرار االقتصادي‪ .‬إال أن دراسة أعدها البنك المركزي بهذا الشأن يف‬
‫يىح‪ ،‬بالنظر إىل أن االستبدال الشامل دفعة‬
‫مارس ‪ 2020‬ترجح االستبدال التدر ر ي‬
‫واحدة يكلف ما يقارب ‪ 700‬مليون دوالرا‪ ،‬إضافة إىل أن إتمام هذه العملية قد‬
‫يستغرق ما ربي ‪ 17‬إىل ‪ 35‬شهرا‪.‬‬
‫‪ .14‬إذن‪ ،‬يتضح من االستعراض أعاله بأنه ‪ ،‬عىل العكس من ادعاء أعضاء اللجنة‪،‬‬
‫ر‬
‫الت تقدمت بها اللجنة‪ .‬فهناك بعض‬
‫لم يتم تجاهل هذه البدائل ”القطاعية“ ي‬
‫البدائل تم بالفعل إنجاز بعضها‪ ،‬بينما لم تتمكن الحكومة من إنجاز معظمها لعدة‬
‫أسباب‪ ،‬مثل ظروف وضع السودان يف الئحة الدول الداعمة لإلرهاب‪ ،‬والحاجة‬
‫لبعض الوقت لعداد ر‬
‫اليتيبات المؤسسية الالزمة لنفاذها‪ ،‬أو بكونها رهينة بأوضاع‬
‫الكىل المأزومة بسبب تعدد أسعار الضف وتسيد السوق الموازي وكذلك‬
‫االقتصاد ي‬
‫السلغ‪ .‬أيضا‪ ،‬هناك مسألة تبعية أو رإشاف وزارة المالية عىل رشكات ومصالح‬
‫ي‬ ‫الدعم‬
‫والت رأشنا منذ البداية بأن وضعية هذه‬
‫ر‬
‫غي العسكرية‪ ،‬ي‬
‫منظومة الصناعات الدفاعية ر‬
‫الشكات من التعقيد بمكان‪ ،‬األمر الذي يتطلب تسوية سياسية عىل نسق ر‬
‫الشاكة‬ ‫ر‬

‫والتغيي والمؤسسة العسكرية‪.‬‬ ‫ر‬


‫قيادن قوى الحرية‬ ‫ر‬
‫االسياتيجية ربي‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫‪ .15‬بالمقابل ال تملك هذه الرؤية ”القطاعية“ البديلة برنامجا لمعالجة تشوهات‬
‫الكىل‪ ،‬حيث أفادت تجارب الدول المختلفة وكذلك األدبيات المتواترة بأن‬
‫القطاع ي‬
‫الصالح االقتصادي يف حالة االقتصادات المأزومة كما هو الحال يف بالدنا ال بد أن‬
‫الكىل‪ ،‬ألنه األساس الذي تستند إليه كل السياسات القطاعية‪ .‬يف‬
‫يبدأ من االقتصاد ي‬
‫اليوفسور دان رودريك‪ ،‬أستاذ االقتصاد بجامعة هارفارد‪،‬‬
‫هذا السياق‪ ،‬أجرى ر‬

‫‪359‬‬
‫دراسة معمقة عن تجارب الصالح االقتصادي‪ 1‬وخلص إىل أن استقرار االقتصاد‬
‫الكىل وتنافسية أسعار الضف كانت من أهم أسباب نجاح الدول اآلسيوية‪ ،‬مقارنة‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والت كانت تماثلها يف مستوى الدخل يف مطلع‬
‫بنظياتها يف أفريقيا وأمريكا الالتينية ‪ -‬ي‬
‫ر‬
‫الماض‪.‬‬
‫ي‬ ‫الستينيات من القرن‬
‫الن تحققت يف ظل رؤية وبرنامج اإلصالح االقتصادي‬ ‫ر‬
‫النجاحات ي‬
‫الميتبة عليها ال شك قد شكلت‬ ‫‪ .16‬رغما عن أن الرؤية االقتصادية واليامج ر‬
‫ر‬
‫سودان الوجه واليد واللسان‪ ،‬إال أنه‬
‫ي‬ ‫مشوعا نهضويا مكتمل األركان رأن كنتاج لفكر‬
‫ر‬

‫الدوىل ‪ ،‬حيث تم توقيع اتفاق‪ SMP‬مع صندوق‬


‫ي‬ ‫أيضا قد حط بدعم المجتمع‬
‫الدوىل يف يونيو ‪2020‬م‪ ،‬والذي يحتوي عىل حزمة متكاملة من الصالحات‬
‫ي‬ ‫النقد‬
‫أسبوعي‪،‬‬ ‫ر‬
‫والت تم التفاوض حولها عىل مدى‬
‫ر‬ ‫الكىل ي‬
‫المؤسسية وسياسات االقتصاد ي‬
‫الت استعرضناها أعاله‪،‬‬ ‫ر‬
‫الينامج مع أولوياتنا الوطنية ي‬‫حيث تطابقت عنارص هذا ر‬
‫ر‬
‫االسياتيجية الهامة لهذا االتفاق‬ ‫وبتفصيل ر‬
‫أكي يف ورقة البدوي‪ .‬لقد بدأت النتائج‬
‫رتيى‪ ،‬قبل أن يوقفها انقالب ‪ 25‬أكتوبر المشئوم‪ .‬بإذن هللا‪ ،‬وبعد إزالة هذا االنقالب‬
‫غي مسبوقة تنفض عنها إرص‬
‫الينامج سينقل البالد إىل آفاق ر‬
‫وآثاره‪ ،‬فإن تنفيذ هذا ر‬
‫تركة النقاذ االقتصادية الكارثية يف خالل سنة عىل أقض تقدير‪ ،‬حيث يتوقع‪:‬‬
‫‪ ‬إكمال ترتيبات االنضمام لمبادرة الدول قليلة الدخل‪ ،‬المثقلة بالديون ‪،HIPC‬‬
‫ر‬
‫والت يتوقع أن تخفض‬ ‫ر‬
‫لعفاء ديون السودان البالغة أكي من ‪ 60‬مليار دوالر ي‬
‫إىل أقل من ‪ 15‬مليار‪ ،‬حيث يحصل السودان عىل إعفاء يساوى ر‬
‫أكي من ثلث‬
‫الت تم توظيفها لهذه المبادرة منذ إطالقها ف العام ‪ ،1996‬ر‬
‫والت‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الموارد ي‬
‫حواىل ‪ 40‬دولة‪.‬‬
‫ي‬ ‫شملت‬

‫س ‪NEW\Sudanese‬‬ ‫‪C:\Users\IBRAHIM\Desktop\Back‬‬ ‫‪Up1‬‬


‫)‪issues\GOS\MoF\Research and Advisory\Litertaure\Rodrik, Dani (1996‬‬
‫‪Understanding Economic Policy Reform. Journal of Economic Literature,‬‬
‫‪.pdf‬‬
‫‪360‬‬
‫‪ ‬إدراج الصالح المؤسس الشامل‪ ،‬خاصة تبعية ر‬
‫الشكات واألنشطة االقتصادية‬ ‫ي‬
‫العسكرية واألمنية لوزارة المالية وواليتها الكاملة عىل المال العام‪ ،‬كأحد رشوط‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫إعفاء الديون وإعادة تأهيل البالد يف مجتمع التنمية‬
‫‪ ‬تسديد متأخرات الديون لمنظمات ال تمويل الدولية وإعادة االنضمام للجمعية‬
‫بحواىل مليار دوالر كدعم‬
‫ي‬ ‫الدولية للتنمية ‪ IDA‬والحصول عىل منحة سنوية‬
‫الدوىل‬ ‫الدوىل وقروض أخرى ميشة من صندوق النقد‬ ‫ر‬
‫مباش للموازنة من البنك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ميان المدفوعات ‪...‬إلخ‪.‬‬‫لدعم ر‬
‫‪ ‬تدفق االستثمارات المؤسسية – عىل سبيل المثال من قبل مؤسسة التمويل‬
‫ر‬
‫األفريق –‬ ‫ر‬
‫األفريق التابع لبنك التنمية‬ ‫الدوىل وصندوق التنمية‬ ‫الدولية بالبنك‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫االسياتيجية وبذات الوقت تمكن‬‫ر‬ ‫ر‬
‫الت عادة ما توفر التمويل لمشاري ع التنمية‬
‫ي‬
‫الدول من جذب االستثمار الخاص‪.‬‬
‫‪ .17‬غت عن القول إن من أهم النجازات تمثلت يف بدء استقرار سعر الضف‬
‫اتت الجديد وبرنامج دعم‬
‫األجنت‪ ،‬تطبيق الهيكل الر ر ي‬
‫ري‬ ‫وتصفية السوق الموازي للنقد‬
‫األش وإعادة تخصيص الموارد يف موازنة ‪ 2020‬م لدعم التعليم والصحة والخدمات‬
‫ر‬
‫الت استعرضناها أعاله‪،‬‬
‫وغي ذلك من النجازات والمبادرات ي‬
‫االجتماعية األخرى ر‬
‫وأخرى ال يتسع المجال لذكرها‪.‬‬
‫القصور الذي شاب األداء‬
‫‪ .18‬بطبيعة الحال‪ ،‬كانت ر‬
‫اليكة ثقيلة للغاية‪ ،‬ليس فقط من حيث االنهيار‬
‫االقتصادي الشامل الذي حدث‪ ،‬ولكن أخطر من ذلك التجريف الممنهج الذي‬
‫والتدن المري ع يف الكفاءات وثقافة‬
‫ي‬ ‫أحدثه نظام النقاذ المباد يف الخدمة المدنية‬
‫العمل‪ .‬عليه‪ ،‬كانت هناك عدة أوجه من القصور شابت إنفاذ ر‬
‫اليامج الطموحة‬
‫للينامج‪ ،‬نذكر منها عىل سبيل المثال ال الحض‪:‬‬
‫ر‬

‫‪361‬‬
‫‪ ‬عدم تمكننا من ضبط وإكمال األسواق كنتيجة لتسيد السمشة وعدم التنافسية‪،‬‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫والت كانت السبب الرئيس يف التضخم‪ ،‬كما أفادت دراسات متينة (مثال مقال‬
‫ي‬
‫اتت كما‬
‫بروفسور عبد المحسن مصطق صالح يف جريدة التيار) وليس الهيكل الر ر ي‬
‫أبانت ورقة البدوي‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ ‬لم يتم رفع دعم المحروقات بصورة ميامنة مع إنفاذ الهيكل الر ر ي‬
‫اتت الجديد‪ ،‬حيث‬
‫أكي من ‪ 140‬مليار جنيه من هذا الدعم لتمويل استحقاقات‬ ‫كان ينتظر توفي ر‬
‫ر‬
‫اتت‪.‬‬
‫الهيكل الر ر ي‬
‫الت ر‬
‫اقيحناها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬لم يتم إنفاذ ر‬
‫السلغ بحسب اليتيبات المهمة ي‬
‫ي‬ ‫مشوع ترشيد الدعم‬
‫قطاع المواصالت الحضية والنقل من‬
‫ي‬ ‫لتحصي‬
‫ر‬ ‫تسعي المحروقات‬‫ر‬ ‫يف ورقة‬
‫تبعات سياسة التحرير (أنظر‪/‬ي ورقة البدوي)‪ ،‬األمر الذي سبب معاناة ر‬
‫كبية‬
‫كبية يف الموازنة‪.‬‬
‫للمواطني كان يمكن تفاديها دون التسبب يف عجوزات ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫سلعت كنتيجة لعدم‬ ‫توفي التمويل الكاف ر‬
‫لمشوع‬ ‫‪ ‬عدم تمكن وزارة المالية من ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تعاون حديث بواسطة موارد صندوق‬ ‫مقيح الوزارة بتمويل قطاع‬‫اعتماد ر‬
‫ي‬
‫التأمينات والمعاشات‪ ،‬يوفر السلع الضورية بأسعار معقولة وبذات الوقت‬
‫القصي للشباب (ورقة البدوي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫وظائف يف المدى‬
‫‪ ‬عدم إنفاذ ر‬
‫مقيح وزارة المالية الخاص بتوظيف الشباب يف الوظائف الشاغرة‬
‫التمكي ومكافحة الفساد يف كافة الوزارات‬ ‫ر‬
‫الميتبة عىل قرارات لجنة إزالة‬
‫ر‬
‫للبيوقراطية وتقاعس الجهات المعنية يف‬
‫والمؤسسات الحكومية‪ ،‬بالنظر ر‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫العوائق والتحديات‬
‫‪ .19‬لقد اختتم بيان لجنة ر‬
‫الخياء ا آلنف الذكر بمزاعم قطعية ألقت كامل المسئولية‬
‫عن تدهور األوضاع االقتصادية عىل كاهل الحكومة االنتقالية‪ .‬فبحسب بيانهم‪” ،‬لو‬
‫الكثي من‬
‫ر‬ ‫الماض لتحققت‬
‫ي‬ ‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫تم تطبيق تلك البدائل منذ أن تم طرحها يف‬
‫‪362‬‬
‫النتائج اليجابية ولتم دعم وتقوية سعر رصف العملة الوطنية وتعظيم اليرادات‬
‫والخي واالرتفاع‬
‫ر‬ ‫بما يسد عجز الموازنة ولما عانت البالد من صفوف المحروقات‬
‫الجنون يف األسعار‪ ..‬ر‬
‫غي أنه قد تم تجاهل كل تلك البدائل واالنغالق يف الدائرة‬ ‫ي‬
‫الدوىل مما قاد إىل المزيد من تأزيم الوضع االقتصادي‬
‫ي‬ ‫الضيقة لصندوق النقد‬
‫للسي يف نفس سياساته“ ‪ .‬إال أننا نستطيع أن‬ ‫ر‬ ‫الموروث من النظام البائد نتيجة‬
‫نقطع بأن هذه المزاعم ال يسندها دليل كما يتضح من تفنيدنا لها أعاله‪ .‬بالمقابل ال‬
‫الكىل عدا التمسك ببقاء الدعم وثبات‬
‫تملك الرؤية البديلة برنامجا لصالح االقتصاد ي‬
‫األصىل (‪ 18‬جنيها للدوالر)‪ ،‬وه بال شك فقط تكرس سياسة نظام‬
‫ي‬ ‫سعر الضف‬
‫وجىه عملة تركة النظام البائد‬ ‫النقاذ ر‬
‫والت أورثت حكومة الثورة االنتقالية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫االقتصادية المتمثلة يف تعدد أسعار الضف وتسيد السوق الموازي وتفاقم فجوة‬
‫السلغ وانهيار االستدامة‬ ‫النقد األجنت وتراكم العجز الماىل ر‬
‫الميتب عىل الدعم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ري‬
‫ر‬
‫األجنت‬
‫ري‬ ‫سوف الدعم والنقد‬
‫ي‬ ‫المالية وسوء تخصيص الموارد‪ ،‬األمر الذى أفرز‬
‫الموازي كأهم حواضن الطبقة الطفيلية وأنشطتها الهدامة المتمثلة يف تهريب‬
‫األجنت‪.‬‬ ‫ر‬
‫االسياتيجية المدعومة والمضاربة يف سوق النقد‬ ‫الصادرات والسلع‬
‫ري‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫‪ .20‬تأسيسا عىل ما تقدم‪ ،‬نزعم بأن تدخل المجلس المركزي لقوى الحرية‬
‫أجي مجلس الوزراء عىل تبت موازنة بدون سياسيات‬
‫ديسمي‪2019 ،‬م قد ر‬
‫ر‬ ‫يف ‪28‬‬
‫ميانية“ لتخصيص الموارد‪ .‬فبقاء الدعم وثبات سعر‬
‫الكىل مما حولها إىل ” ر‬
‫لالقتصاد ي‬
‫وبالتاىل تواصل‪ ،‬بل‬
‫ي‬ ‫الكىل للنظام البائد‪،‬‬
‫ي‬ ‫السي عىل نهج االقتصاد‬
‫ر‬ ‫الضف يعت‬
‫الكىل‪ ،‬مما أضاع وقتا ثمينا وسبب يف تفاقم األزمة االقتصادية‬
‫وتفاقم أزمة االقتصاد ي‬
‫الكثي‬
‫ر‬ ‫والسياسية بمرور الوقت وكذلك أعاق فيما أعاق إنفاذ مبادرات ومشاري ع يف‬
‫االقتصاديي‬ ‫الخياء‬
‫الت تقدمت بها لجنة ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫من القطاعات المهمة‪ ،‬بما يف ذلك تلك ي‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫للحرية‬

‫‪363‬‬
‫‪ .21‬بالطبع فقد قدمت الحكومة االنتقالية األوىل برنامجا اقتصاديا وطنيا يستند‬
‫ا‬
‫إىل رؤية اقتصادية محكمة‪ ،‬شامال تعزيز والية وزارة المالية عىل المال العام‪ ،‬الحوكمة‬
‫المؤسس‪ ،‬السياسة المالية والنقدية وأسعار الضف وإعادة‬
‫ي‬ ‫االقتصادية والصالح‬
‫المضف ‪...‬إلخ‪ .‬إال أن تنافر الرؤى وتغليب المقاربات األيديولوجية‬
‫ي‬ ‫هيكلة القطاع‬
‫والتغيي قد أفرز‪،‬‬
‫ر‬ ‫عىل األفكار العلمية الموضوعية من بعض مكونات قوى الحرية‬
‫برأينا‪ ،‬حالة من اليأس والتشكيك ف نجاعة ر‬
‫مشوع الصالح االقتصادي برمته‪،‬‬ ‫ي‬
‫الكىل المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وأسعار الضف‪،‬‬
‫خاصة برامج االقتصاد ي‬
‫نامج ٌيعتد به لإلصالح االقتصادي‪.‬‬
‫والت كما بينا أعاله‪ ،‬تشكل قطب الرىح ألي بر ٍ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ا‬
‫قوال‪ ،‬نؤمن بأن هذا ر‬ ‫ا‬
‫المشوع سيخرج البالد من وهدتها‬ ‫‪ .22‬إذن‪ ،‬إذا كنا فعال‪ ،‬ال‬
‫ُ‬
‫االقتصادية‪ ،‬كان يجب علينا أن نطرحه بكل جدية وندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة‬
‫الميتبة عليه‪ .‬كان يجب علينا كحكومة وحاضنتها‬ ‫ونتحمل المسئولية السياسية ر‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫السياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياسية أن نبدأ بمقاربة الرؤية العلمية أوال ومن ثم نبحث عن التسويق‬
‫برأينا أن هذا النهج هو السبيل الوحيد المتاح لقناع الشعب بتحمل تبعات ر‬
‫المشوع‬
‫الصالىح‪ ،‬حيث يمكن إبانة كيف يمكن ف إطار هذا ر‬
‫المشوع أن ننتقل من النقطة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫(أ) ‪ -‬وكل ما تمثله من تركة نظام النقاذ البائد ‪ -‬إىل النقطة (ب)‪ ،‬حيث يمكننا‬
‫ستي مليارا من الدوالرات إىل فضاءات إعفاء‬ ‫ر‬
‫الخروج من حفرة عمقها أكي من ر‬
‫الديون وإعادة تأهيل البالد لالستفادة‪ ،‬كما شأن كل البلدان من حولنا‪ ،‬من‬
‫االستثمارات والمن ح لعادة العمار وبناء السالم وإطالق النمو المستدام لمكافحة‬
‫وتوفي فرص العمل للشباب‪.‬‬
‫ر‬ ‫الفقر‬
‫والتغيي‪ ،‬بل والتصعيد‬
‫ر‬ ‫الكاف من قبل قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫‪ .23‬إال أن عدم توفر الدعم‬
‫الصالىح والذي‬ ‫السلت من طرف معظم منسون اللجنة االقتصادية ضد ر‬
‫المشوع‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ري‬
‫فيض أنهم قد أتوا بها للحكم قد أربك المشهد‪ ،‬بل وربما ساهم‬ ‫اعتمدته حكومة ٌي ر‬
‫ر‬
‫الت تحققت‪ .‬إن برنامج االصالح‬ ‫ر‬
‫الكيى ي‬
‫يف تبخيس النجازات االسياتيجية ر‬
‫‪364‬‬
‫ٌ‬ ‫ر ٌ‬ ‫ر‬
‫وطت يرتكز عىل فلسفة‬ ‫ي‬ ‫مشوع‬ ‫الفية االنتقالية هو‬ ‫االقتصادي لحكومة‬
‫”الديمقراطية االجتماعية“ و” ر‬
‫الشعية االقتصادية“ و”االنتقال من دعم السلع إىل‬
‫تمكي المواطن“‪ .‬لذلك ليس من المناسب وصم ر‬
‫مشوع الصالح االقتصادي بأنه‬ ‫ر‬
‫الدوليي“‪.‬‬
‫ر‬ ‫”روشتة مستجلبة من أحد رفوف صندوق النقد والبنك‬
‫ر‬
‫خياء اللجنة االقتصادية ليست‬ ‫‪ .24‬بالمقابل‪ ،‬المقاربة القطاعية ي‬
‫الت يتبناها معظم ر‬
‫الكىل‬
‫ه يف غاية األهمية‪ ،‬ولكن بعد معالجة تشوهات االقتصاد ي‬ ‫قليلة األهمية‪ ،‬بل ي‬
‫السلغ وتعدد أسعار الضف‬
‫ي‬ ‫وجىه تركة نظام النقاذ االقتصادية‪ :‬الدعم‬
‫ي‬ ‫المتمثلة يف‬
‫ر‬
‫األجنت‪ .‬هذه الرؤية ‪ -‬ي‬
‫الت تستند إىل إصالح االقتصاد‬ ‫ري‬ ‫وتسيد السوق الموازي للنقد‬
‫ا‬
‫الكىل أوال‪ ،‬لتحقيق االستقرار االقتصادي ومن ثم إنفاذ السياسة الصناعية القطاعية‬
‫ي‬
‫لدعم النتاجية وتنافسية األسواق ‪ -‬قد كانت السمة الرئيسة رليامج الصالح‬
‫الت أفضت إىل التحوالت الهيكلية العميقة والنمو المستدام يف دول‬ ‫ر‬
‫االقتصادي ي‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫والصي‪ ،‬وصوال إىل‬
‫ر‬ ‫ومالييا‬
‫ر‬ ‫ابتداء من كوريا وتايوان‪ ،‬ثم سنغافورة‬ ‫النمور اآلسيوية‬
‫فيتنام‪ .‬هذه دعوة إىل رؤية توفيقية يمكن أن يتشكل حولها توافق عريض يتسلح‬
‫بقراءة علمية وموضوعية للدروس المستفادة من تجارب األمم الناجحة والفاشلة‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫عىل ٍ‬
‫الدروس المستفادة والتوصيات لمستقبل أفضل‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫‪ .25‬يمكن تلخيص هذا المحور باختصار يف ي‬
‫ر‬
‫االسياتيجية للسياسات العامة‪ ،‬بما يف‬ ‫‪ ‬عىل الحاضنة السياسية تحديد األهداف‬
‫بالينامج االقتصادي‪.‬‬
‫ذلك تلك المتعلقة ر‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‬ ‫‪ ‬االتفاق المسبق مع رئيس وأعضاء الحكومة عىل هذه األهداف‬
‫‪ ‬متابعة ومحاسبة األداء بناء عىل تحقيق األهداف والنتائج المتوخاة وعدم التدخل‬
‫يف األدوات السياسيوية المعنية بتحقيق هكذا أهداف ونتائج نهائية‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫‪ ‬اختيار أعضاء اللجان االقتصادية يكون بناء عىل قدرتهم عىل تمثيل المصالح من‬
‫مختلف المكونات السياسية والجغرافية السودانية والقطاعات االقتصادية‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫المؤسس الناجم عن الياع حول الملفات االقتصادية ربي الحكومة‬
‫ي‬ ‫‪ ‬االنقسام‬
‫األخي عىل الملفات االقتصادية والتنفيذية‬
‫ر‬ ‫التنفيذية والمكون العسكري وتغول‬
‫األوىل‪.‬‬ ‫ميايد الضر عىل األداء االقتصادي ف ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫كان له تأثي ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫‪ ‬من المهم مستقبال تحديد اختصاصات اللجان االقتصادية بما يف ذلك األفكار‬
‫حول واليتها وهيكلها والغرض منها‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ت ركز اللجان االقتصادية عملها عىل تعزيز الشفافية والعمل عىل تقديم‬
‫األفكار بشأن األزمات الملحة كالفقر ومعالجة األزمة المضفية الملحة‪ .‬كذلك‬
‫يجب دراسة التحديات والفرص المتاحة لعادة العمار والتنمية‬
‫‪ ‬إن أي تسوية سياسية شاملة تستلزم آلية لمعالجة األسباب الكامنة وراء التدهور‬
‫يعتي من البواعث المحركة للزمة السودانية‪.‬‬
‫االقتصادي والذي ر‬
‫شاغىل‬
‫ي‬ ‫المعايي للمناقبية المهنية والتخصص كأسس لتكليف‬
‫ر‬ ‫‪ ‬اعتماد ذات‬
‫السياس ولجانه المتخصصة (مثل‬
‫ي‬ ‫المناصب التنفيذية ومؤسسات الحاضن‬
‫كحد سواء‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫اللجنة االقتصادية)‬
‫االعالم لتصدر البيانات من خالل الهيئة القيادية‬
‫ي‬ ‫‪ ‬وكذلك من المهم توحيد ر‬
‫المني‬
‫الرسميي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المتحدثي‬
‫ر‬ ‫والتغيي بواسطة‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫الوع بطبيعة التحديات االقتصادية‬
‫ي‬ ‫اللجنة االقتصادية يجب أن تساهم يف رفع‬ ‫‪‬‬
‫والقضايا المرتبطة بها وتوضيح رؤية الحكومة المدنية بخصوص مختلف الخطط‬
‫وغي الرسمية مع قطاعات المجتمع‬
‫االقتصادية من خالل الحوارات الرسمية ر‬
‫وطت يوفر دعما للحكومة المدنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫المختلفة بهدف خلق تضامن‬

‫‪366‬‬
‫عادل خلف هللا‬
‫يعي عن التطلعات الشعبية‬
‫وع وباتجاه إصالح اقتصادي ر‬
‫كيف نحيل التجربة إىل ي‬
‫الذات؟‪1‬‬ ‫ومعالجة األزمة االقتصادية باالعتماد عىل‬
‫‪ .1‬أغفلت الورقة الطار النظري ر‬
‫للفية االنتقالية وتجاوزت مفهوم الثورة والبعد‬
‫االجتماع للثورة وتحديد األولويات يف جانبها االقتصادي بإشارة فضفاضة لدولة‬
‫ي‬
‫(الديمقراطية االجتماعية)‪ ،‬لذلك فإن الينامج المنفذ من قبل حكومة ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬
‫االنتقالية كان برنامجا إصالحيا معتمدا كليا عىل الخارج‪ ،‬ر‬
‫وبشوطه‪ ،‬وليس هنالك‬
‫وبي نهج ”النقاذ“‪ ،‬وعمد عىل تحميل القوى االجتماعية‬
‫تناقض جوهري بينه ر‬
‫والمنتجي أعباء الصالح عوضا عن تحميله للقوى‬‫ر‬ ‫الت فجرت االنتفاضة‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت انتفعت من نهج ”النقاذ“ وفسادها مما خلق‬
‫االجتماعية والرأسمالية الطفيلية ي‬
‫والتغيي وبرنامج الطاقم‬
‫ر‬ ‫حالة تباين واضحة ربي برنامج قوي إعالن الحرية‬
‫االقتصادي لرئيس الوزراء‪ ،‬ومحصلة أدائه مع عوامل أخرى التمهيد لالنقالب‪.‬‬
‫السعاف‬
‫ي‬ ‫بالينامج‬
‫الوطت منذ ‪2010‬م أساس ما عرف الحقا ر‬
‫ي‬ ‫‪ .2‬وضعت قوى الجماع‬
‫والسياسات البديلة‪ .‬والذي استلمه رئيس الوزراء يف ‪ 15‬اكتوبر ‪2020‬م‪ ،‬وعمم‬
‫[ف صيغة ‪]PDF‬‬ ‫ر‬
‫الحقا عىل مجلس الوزراء والدوائر المهتمة ونش عىل نطاق واسع ي‬
‫وعي الندوات والمنابر العالمية‪ .‬وتشكلت عىل ضوئه اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫ر‬
‫وممثلي للجان المقاومة يف‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬من مختلف مكونات قوى الحرية‬
‫ر‬
‫ر‬
‫التسيي‪ .‬مما ينق توجهها الفكري واألفكار البالية ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫الخدمة المدنية ولجان‬
‫يعتي نفسه حاله متعالية عىل‬
‫تتبناها وعدم أهليتها‪ ،‬إال إذا كان من أطلق ذلك ر‬
‫تجربة القوى السياسية واالجتماعية واالكاديمية يف البالد‪.‬‬

‫‪ 1‬ر‬
‫ألق المهندس عادل خلف هللا مداخلته شفاهة وسلمها كتابة‬
‫‪367‬‬
‫‪ .3‬اجتمعت اللجنة بوزير المالية يف ‪2020/12/9‬م وقدمت رؤيتها حول المهام‬
‫الينامج وتصورها لفلسفة ولعداد الموازنة‪ ،‬وكان‬
‫العاجلة للمرحلة االنتقالية‪ ،‬وفق ر‬
‫االجتماع تفاعليا وإيجابيا‪ .‬قدم وزير المالية وطاقمه مسودة موازنة ‪ 2020‬يف ‪18‬‬
‫اعيضت اللجنة عىل توجهها العام الذي‬ ‫ديسمي بخالف ما ساد ف االجتماع األول‪ .‬ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ال يعي عن طموحات قوى الحراك وال يسهم ف إصالحات فعلية‪ ،‬ر‬
‫اشيط الوزير‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ه‪ ،‬وعدم استعداده لتنفيذ موازنة معدلة‪.‬‬ ‫وبحدة إما قبولها كما ي‬
‫‪ .4‬عرفت الورقة بأنها ورقة تقييم للداء االقتصادي لحكومة ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬ولكنها‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عيت فقط عن فية د‪ .‬إبراهيم البدوي ولم تش إىل فية د‪ .‬هبة أحمد ي‬
‫عىل يف‬ ‫ر‬
‫جييل إبراهيم ما قبل االنقالب‪.‬‬ ‫ر‬
‫الوزارة وال فية د‪ .‬ر‬
‫عيت عن تيار فكري اقتصادي معروف يحاول إعادة إنتاج نفسه لمرحلة‬
‫‪ .5‬الورقة ر‬
‫عي طرح برنامجه ورصاعاته مع‬
‫عيت عن رؤية شخصية لمعدها ر‬
‫قادمة‪ ،‬وكذلك ر‬
‫والتغيي‪ ،‬وكأنما أرادت الورقة حسم الضاع لصالح‬
‫ر‬ ‫اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫برنامج معد الورقة واالنتصار له بتوجيه رصبه قاضية للجنة صاحبة الرؤية‬
‫عي منابر أخرى‬
‫والتغيي ال ر‬
‫ر‬ ‫مني الحرية‬
‫عي ر‬
‫المختلفة عن رؤيته‪ ،‬ولكن هذه المرة ر‬
‫والتجت عىل اللجنة وأعضائها‪ ،‬فكيف يكون اتجاه الورقة‬
‫ي‬ ‫ظل يمارس فيها التحامل‬
‫لنهاء الدعم موقفا علميا وا لبقاء عىل الدعم والتوسع فيه (موقف فكري)؟‬
‫‪ .6‬نرى من األجدى أن تتجاوز الورقة حالة الضاع وأن يكون التقييم علميا وموضوعيا‬
‫احيام التوجهات الفكرية االقتصادية لمختلف القوى‬ ‫وأن يعي التقييم عن ر‬
‫ر‬
‫السياسية واالجتماعية‪ ،‬وعن التحالف ومحاولة إحداث مقاربات لتنفيذ برنامج‬
‫ر‬
‫التميس حول الذات‪ .‬فالحكومة‬ ‫اقتصادي متفق حوله يف المرحلة القادمة بدل‬
‫حت يسغ لتطبيق‬ ‫مشوعية انتخابية ر‬‫االنتقالية ليست حكومة حزب حاز عىل ر‬

‫رؤاه وبرنامجه‪ ،‬دعك من وزير أو رئيس وزراء‪ .‬وف مرحلة تتطلب التوافق ال التفرد‬

‫‪368‬‬
‫وع بمطلوبات الحارص والمستقبل وف‬
‫والحوار ال الضاع‪ ،‬وبإحالة التجربة إىل ي‬
‫متسمي بالتعدد والتنوع‪.‬‬
‫ر‬ ‫مجتمع واقتصاد‬
‫عىل جانب‬ ‫ر‬
‫‪ .7‬تحدثت الورقة يف بدايتها عن اليكة االقتصادية للنظام البائد‪ ،‬وركزت ي‬
‫السودان المتمثلة يف تعدد أسعار الضف‪ ،‬دعم‬
‫ي‬ ‫التشوهات الهيكلية لالقتصاد‬
‫غي‬ ‫ر‬
‫الحكوم ر‬
‫ي‬ ‫الميان التجاري والضف‬
‫المشتقات البيولية‪ ،‬التضخم‪ ،‬العجز يف ر‬
‫المرشد ومعالجة الديون؛ ومع االتفاق حول الوصف إال أن السياسات التنفيذية‬
‫عىل معالجة تعدد سعر الضف من خالل إجراءات‪ ،‬إدارية بتعويم الجنية‬
‫ركزت ي‬
‫ا‬ ‫ورفع الدعم عن المشتقات ر‬
‫البيولية‪ ،‬بدال عن سيطرة الدولة عىل اليرادات وعىل‬
‫ر‬
‫الت تم التوافق‬
‫األجنت والذهب إىل آخر الحزمة ي‬
‫ري‬ ‫النفاق وبناء احتياطيات من النقد‬
‫ر‬
‫المعيس وأضعف قطاعات‬ ‫حولها يف لجنة السياسات‪ .‬األمر الذي فاقم الواقع‬
‫ي‬
‫يعان يف األساس من الضعف‪ ،‬مع الهمال الكامل لمعالجة التضخم‬
‫النتاج‪ ،‬الذي ي‬
‫غي المرشد‪ ،‬ولوالية المالية عىل‬
‫الحكوم ر‬
‫ي‬ ‫الميان التجاري والضف‬
‫والعجز يف ر‬
‫المال العام‪.‬‬
‫لك‬
‫‪ .8‬عزت الورقة سياسة ترشيد الدعم ورفع الدعم لحجة التوزي ع العادل للدعم‪ ،‬ي‬
‫الفقية من خالل دعم الصحة والتعليم‪ ،‬ولكن المالحظ من‬‫ر‬ ‫تستفيد منه ر‬
‫الشائح‬
‫خالل موازنة العام ‪2021‬م‪ ،‬أن جملة المبالغ المحققة من رفع الدعم بلغت ‪300‬‬
‫الميانية البالغة ‪ 900‬مليار‪ ،‬إال أن المالحظة‬
‫وه تعادل ثلث موارد ر‬
‫مليار جنيها ي‬
‫الجديرة بالشارة أن جملة المبالغ المخصصة للتعليم والصحة والبنية التحتية‬
‫بلغت فقط ‪ 79‬مليار جنيها‪ ،‬فيما خصصت أضعافه المضاعفة للمن ر‬
‫والشطة‬
‫والدفاع (‪ )211‬مليار وكأنها موازنة حرب‪ ،‬كما فشلت مبادرة االنتقال من دعم‬
‫السلع لدعم النتاج‬
‫اتت الذي تمت زيادته بنسبة ‪ %560‬وضخ نقود‬
‫‪ .9‬تحدثت الورقة عن أن الهيكل الر ر ي‬
‫المضف ال تؤثر سلبا عىل التضخم مما‬
‫ي‬ ‫تحويالت دعم األش واالستدانة من الجهاز‬
‫‪369‬‬
‫يفتح باب السؤال وفق أي مدرسة اقتصادية يمكن أن نفهم هذا السياق؟ وظل‬
‫الوزير البدوي يؤكد أن زيادة المرتبات ستتم تغطيتها من موارد حقيقية‪ ،‬ولم يوضح‬
‫ر‬
‫حت اآلن ماهية هذه الموارد؟ فيما نرى أن الزيادة الحقيقية للجور والمرتبات‬
‫تكمن ف تقوية القوة ر‬
‫الشائية للجنيه والتوسع يف دعم السلع والخدمات الضورية‬ ‫ي‬
‫واالرتقاء بالبت التحتية‪.‬‬
‫ر‬
‫الت قد تصل إىل‬
‫تغيي العملة بحجة التكلفة العالية ي‬
‫‪ .10‬لم تنفذ السياسات مطلب ر‬
‫‪ 700‬مليون دوالر ولمده قيل تصل إىل ‪ 37‬شهرا كما جاء يف الورقة‪ ،‬علما بأن اللجنة‬
‫ا‬
‫االقتصادية قدمت تصورا شامال بما يف ذلك التكلفة‪ .‬وغض الطرف عن مكاسبها‬
‫الت ال تقدر بثمن إضافة الرتباطها باالنتقال‬ ‫ر‬
‫االقتصادية واالجتماعية واألمنية ي‬
‫اط ورصب قوى االكتناز والتهريب والمضاربة يف مقتل‪ ،‬وتجاهل الصالح‬
‫الديمقر ي‬
‫يت بما يحقق العدالة بالضائب التصاعدية والنوعية وصيانة اليرادات‬
‫الض ر ي‬
‫بإصالح رصيبة رشكات االتصال (‪ )7%‬من المبيعات وهو هدر وتفريط وحماية‬
‫الدائني واالنتظار‬
‫ر‬ ‫لمصالح المالك‪ ،‬يطرح رضوخ الطاقم االقتصادي ر‬
‫لشوط‬
‫‪39‬شهرا للوصول لنقطة التنفيذ‪ ،completion point‬وعدم االستعداد لتحمل‬
‫الزمن الذي يقتضيه استصدار عملة جديدة‪ ،‬عدة أسئلة عليكم بطرحها‪.‬‬
‫عي برنامج أسمته ر‬
‫مشوع دولة الديمقراطية‬ ‫‪ .11‬تناولت الورقة ر‬
‫مشوع لدارة االقتصاد ر‬
‫االجتماعية لإلصالح االقتصادي ولم ر‬
‫تش الورقة لمرجعيات أو برنامج اقتصادي‬
‫ا‬
‫والتغيي االقتصادي ولمقررات المؤتمر االقتصادي الذي‬
‫ر‬ ‫يعد بديال رلينامج الحرية‬
‫يعي عنها هذا‬ ‫ر‬
‫الت ر‬
‫لم يرد له ذكر يف الورقة‪ ،‬ليتبادر للذهن سؤال عن ماهية الجهة ي‬
‫الينامج أو مصالحها‪.‬‬
‫ر‬
‫ر‬
‫وباخياله يف أحد‬ ‫والتغيي بنظره فوقيه‬ ‫الينامج الذي قدمته الحرية‬
‫ر‬ ‫‪ .12‬تناولت الورقة ر‬
‫البيانات الصادرة من اللجنة االقتصادية بانتقائية وعدم وضوح ودقة وترداد بأنه‬
‫السعاف والسياسات البديلة يدرك‬
‫ي‬ ‫الينامج‬
‫حي أن من يطلع عىل ر‬
‫قطاع يف ر‬
‫ي‬ ‫برنامج‬
‫‪370‬‬
‫ر‬
‫والقياحه‬ ‫السودان بكل جوانبها ومراحلها‬ ‫بسهوله تناوله وإلمامه بأزمة االقتصاد‬
‫ي‬
‫الحلول السعافية‪ ،‬العاجلة ووسيطة المدى‪.‬‬
‫‪ .13‬طرحت الورقة ما أسمته نجاحات وسلبيات وعوائق تنفيذ برنامج الحكومة‬
‫االنتقالية مثل تحرير أسعار الوقود‪ ،‬وإزالة التشوهات‪ ،‬وتعويم سعر الضف‪،‬‬
‫ر‬
‫المباش‪ ،‬وبرنامج ثمرات‪،‬‬ ‫والعفاء من الديون‪ ،‬وترشيد الدعم‪ ،‬والدعم النقدي‬
‫اتت كل هذه تم وصفها بالنجاحات‪ ،‬ولكن الورقة لم تقدم نتائج واقعية‬
‫والهيكل الر ر ي‬
‫ملموسة تنعكس عىل المواطن والمستهلك والمنتج‪ .‬فقد ارتفعت نسبة الفقر إىل‬
‫مستويات أعىل مما كانت عليه قبل تطبيق هذه السياسات‪ ،‬ولم رتياجع نسبة‬
‫التضخم كما ر‬
‫افيض‪ ،‬وفقدت العملة الوطنية قيمتها ر‬
‫الشائية بمقدار ‪،%700‬‬
‫واستمرت أسعار السلع والخدمات يف التصاعد‪ ،‬وازدادت نسبة البطالة‪ ،‬وانعدمت‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫فرص العمل‪ ،‬وتراجعت الصادرات‪ .‬وكلها مؤشات تكذب التصورات النظرية ي‬
‫الت‬
‫سوقت بها تلك السياسات‪ ،‬ر‬
‫والت وصفت حينا بالسودانية الخالصة وبالوطنية‬
‫ي‬
‫حينا آخر! وخالصتها ترديد لنهج المؤسسات الدولية وضغوطها واالعتماد ي‬
‫الكىل‬
‫عليها‪ .‬فهل أدى تحرير سعر الضف بالنهج الذي نفذ به وبشعة تاريخية كما‬
‫الدوىل إىل (توحيد سعر الضف)؟ هل أدى تحرير سعر‬‫ي‬ ‫وصفها مدير البنك‬
‫ر‬
‫وتالس عجز‬ ‫المحروقات (إنهاء الدعم) إىل تحقيق االستقرار وتحريك النتاج‬
‫الموازنة؟‬
‫‪ .14‬تحدثت الورقة عن والية وزارة المالية عىل المال العام بحياء ألن وزراء المالية يف‬
‫توىح عدم‬
‫ي‬ ‫الحكومة االنتقالية لم يولوا ذلك األهمية المطلوبة لعدة أسباب منها‬
‫ميرات‬
‫االصطدام بقوى الرأسمالية الطفيلية وشبكات الفساد من جانب‪ ،‬وليجاد ر‬
‫يت يف قطاع‬ ‫ر‬
‫تنفيذ مشوع االعتماد عىل الخارج‪ ،‬كما لم يتم إنجاز االصالح الض ر ي‬
‫الشكات الحكومية‪ ،‬أو االستفادة من‬‫االتصاالت والجهاز المضف أو مراجعة ر‬
‫ي‬

‫‪371‬‬
‫التمكي لذات األسباب‪ ،‬وكذلك تجنب‬ ‫ر‬
‫المسيدة بواسطة لجنة إزالة‬ ‫ر‬
‫الشكات‬
‫ر‬
‫تفعيل قانون ر‬
‫اليوات المعدنية لسنة ‪.2006‬‬
‫المؤسس بدءا من وزارتهم‪ ،‬وال بتطوير‬
‫ي‬ ‫يول الوزراء أي أهمية لعملية الصالح‬
‫‪ .15‬لم ى‬
‫الحكوم‪ ،‬وإصالح الموازنة بشكل عام‪ ،‬واالنتقال من‬
‫ي‬ ‫اليرادات وخفض النفاق‬
‫والتغيي‪.‬‬ ‫موازنة البنود إىل موازنة اليامج كما ر‬
‫اقيحت اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وتغيي يف هياكل وزارة المالية‬
‫ر‬ ‫المتتالي أي إصالح ملموس‬
‫ر‬ ‫‪ .16‬لم يجر وزراء المالية‬
‫وتطوير العمل يف الدارات المختلفة‪ ،‬وإحكام التنسيق واالنسجام فيما بينها‪ ،‬وتم‬
‫االعتماد عىل نفس وسائل العهد البائد الدارية‪ ،‬بل وبنفس الشخوص‪ ،‬بما يف ذلك‬
‫البقاء عىل وحدات الموازنة المتضخمة لرضاء محاسيب ”النقاذ“ ونهج‬
‫اىح يف مكافحة الفساد‪ ،‬وضعف المراجعة الداخلية لدرجة عدم‬ ‫ر‬
‫التجنيب‪ ،‬والي ي‬
‫القوم السنوي‪.‬‬
‫ي‬ ‫صدور تقرير المراجع‬
‫‪ .17‬صممت برامج وزراء مالية الحكومة االنتقالية بدءا من د‪ .‬ابراهيم البدوي عىل‬
‫‪1، SMP‬‬ ‫الدوىل التقليدية‪ ،‬وكأولوية وفق برنامج‬ ‫وصفة صندوق النقد‬
‫ي‬
‫الحكوم لصندوق النقد‪ ،‬لتنفيذ كافة‬ ‫الت تضمنها الخطاب‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫واالستعدادات ي‬
‫الوطت إىل اقتصاد السوق الحر ‪ ،‬وتوقعت منحا‬
‫ي‬ ‫المطلوبات بما فيها نقل االقتصاد‬
‫عامي من تنفيذ هذه الروشتة‬
‫وإعفاءات من الديون‪ ،‬ولكن بعد ر‬
‫ٍ‬ ‫وإعانات‬
‫ٍ‬ ‫وقروضا‬
‫معتية يمكن أن تشكل رافعة لالقتصاد‬
‫ر‬ ‫السودان مبالغ مالية‬
‫ي‬ ‫لم يتلق االقتصاد‬
‫الوطت حسب التوقعات المتفائلة لمنفذي هذه الروشتة‪ ،‬وأبلغ دليل عىل التفاؤل‬
‫ي‬
‫ميانية قدمها البدوي عىل منح وقروض خارجية‬
‫الخياىل المفرط هو اعتماد أول ر‬
‫ي‬
‫تجاوزت ‪ ،%53‬مما يعكس أن االعتماد عىل الخارج هو رهان الخاشين‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن يحقق االستقرار والنمو‪ ،‬وقد تالحظ أن تلك الوعود والرهان عىل االستثمارات‬

‫‪ Staff-monitored Program1‬أي ر‬
‫الينامج المراقب من قبل الصندوق‬
‫‪372‬‬
‫اشيطت بأن توجه حضا للقطاع الخاص الذي أكدت تجربته يف السودان‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت ارتبطت خالل العقود الماضية ”بالنقاذ“‬
‫محدودية إمكانيته‪ ،‬ونشأته ي‬
‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫الطفيىل‪ ،‬مما يقعده منفردا عن تحقيق االستقرار االقتصادي‬
‫ي‬ ‫ونشاطها‬
‫وتحريك دواليب النتاج‪ ،‬ومن أبرز نماذج التأكيد عىل ذلك تجربة توليه مسئولية‬
‫بدال عن المؤسسة العامة ر‬ ‫ا‬ ‫توفي المشتقات ر‬
‫للبيول‪.‬‬ ‫البيولية‬ ‫ر‬
‫‪ .18‬عدم ر‬
‫اليام الحكومة االنتقالية والطاقم االقتصادي لرئيس مجلس الوزراء بمقررات‬
‫وتوصيات المؤتمر االقتصادي‪ ،‬الذي تم االتفاق عىل عقده ف اجتماع ر‬
‫مشيك ربي‬ ‫ي‬
‫والتغيي واللجنة االقتصادية للحرية‬
‫ر‬ ‫مجلس الوزراء والمجلس المركزي للحرية‬
‫والتغيي لتجاوز الخالف ربي اللجنة االقتصادية ووزير المالية‪ .‬وتشكل مقررات‬
‫ر‬
‫السودان وتحقيق‬ ‫ر‬
‫الحقيق لالقتصاد‬ ‫المؤتمر االقتصادي األساس يف الصالح‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تطلعات القوى الشعبية بالنهوض المتوازن ربي قطاعاته المتعددة ومعالجة‬
‫االختالالت الهيكلية وتفاوت النمو ربي واليات البالد‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬ال إصالح بال سيطرة الدولة عىل الموارد وإعادة تخصيصها بتوازن وحسب‬
‫كثافة السكان ومستوى الخدمات‪ ،‬وال إصالح بال دور محوري للقطاع العام وبتوازنه‬
‫وتكامله مع القطاع الخاص والقطاع التعاون ر‬
‫والشاكات بينهم‪ ،‬وال إصالح بال العمل‬ ‫ي‬
‫عىل إنشاء اتفاقيات تجارية إقليمية (عربية وأفريقية) وثنائية لرفع مناسيب‬
‫التبادالت وإدخال الصادرات يف سالسل القيمة المضافة‪ ،‬وال إصالح بال تصفية بنية‬
‫للوع المكتسب من‬ ‫ر‬
‫واسيداد األموال المنهوبة ومكافحة الفساد‪ ،‬إضافة‬ ‫التمكي‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫بالينامج المتوافق عليه والمؤسسية يف اتخاذ وتنفذ القرارات‬ ‫ر‬
‫التجربة واالليام ر‬
‫بوع‬
‫ي‬ ‫ومكافحة التهريب والفساد‪ ،‬ومعالجة الدين وفق تفاوض جديد محصن‬
‫السعاف‬
‫ي‬ ‫(الينامج‬
‫والتغيي صفحة ‪ 75‬ر‬
‫ر‬ ‫التجربة وبما ورد يف برنامج الحرية‬
‫والسياسات البديلة)‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫والتغيي للسيد رئيس الوزراء ب تاري خ‪9‬‬
‫ر‬ ‫راجع‪/‬ي‪ :‬مذكرة اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫والتغيي ‪ 31‬مايو ‪2021‬م‪ ،‬وبيان‬
‫ر‬ ‫يناير‪ ،2020‬وبيان اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫والتغيي ‪ 16‬يونيو‪2021‬م‪ ،‬وبيان اللجنة االقتصادية‬
‫ر‬ ‫اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫والتغيي ‪ 2‬يناير ‪2021‬م‪.‬‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫أسامة سيد أحمد‬
‫أشيد بورقة دكتور إبراهيم فدائما أوراقه علمية‪ ،‬بالنسبة لحكومة ر‬
‫الفية االنتقالية‬
‫وأدائها االقتصادي‪ ،‬طبعا الحكومة اتخذت برنامج ال ‪Staff-monitored‬‬
‫الدوىل]‪ ،‬وهو برنامج‬
‫ي‬ ‫الينامج الذي يراقبه صندوق النقد‬ ‫‪[ Program SMP‬أي ر‬
‫ر‬
‫الت يراقبها‬
‫اليامج ي‬ ‫يتطلب معه إصالحا اقتصاديا داخليا‪ ،‬فلم ينفذ بما يتناسب و ر‬
‫الداخىل‪ ،‬بيد أن الحكومة االنتقالية لم تتعامل‬ ‫تشي نفسها لإلصالح‬ ‫ر‬
‫والت ر‬
‫ي‬ ‫الصندوق ي‬
‫ا‬
‫الداخىل مثال الصالح‬
‫ي‬ ‫معه بنفس الشعة‪ .‬يدخل يف إطار الصالح االقتصادي‬

‫يت‪ .‬ذكرت الحكومة أن الجهد الض ر ي‬


‫يت يف السودان نزل إىل ‪ %3‬والمتوسط يف‬ ‫الض ر ي‬
‫غط نفقات التعليم والصحة‬
‫حواىل ‪ 14‬إىل ‪ ،%15‬وطبعا الدولة ت ي‬
‫ي‬ ‫دول الجوار‬
‫أساس يف‬
‫ي‬ ‫يت‪ ،‬وقد تدن ألن هناك حاجة لصالح‬ ‫والخدمات من الجهد الض ر ي‬
‫كبي جدا يف السودان‪ ،‬وحينما‬
‫الرسم ر‬
‫ي‬ ‫مؤسس ر يت الضائب والجمارك‪ ،‬فاالقتصاد ر‬
‫غي‬
‫يت يفهم من ذلك فقط زيادة الضائب عىل الفئات‬
‫يتحدث الناس عن إصالح رص ر ي‬
‫غي‬
‫يت إدخال االقتصاد ر‬
‫ينبغ أن يشمل مفهوم الصالح الض ر ي‬
‫ي‬ ‫الموجودة‪ ،‬بينما‬
‫كبي جدا‪ ،‬وال ي تم ذلك بقرارات أمنية‬
‫الرسم للمظلة الضيبية‪ ،‬وهو اقتصاد ر‬
‫ي‬
‫وتعسفية بل بطريقة مختلفة كأن تعمل سياسات تشجيعية‪ ،‬وتحاور الفئات خارج‬
‫وع‬
‫يعتيون الضائب أمرا سيئا وليس لديهم أي ي‬ ‫كثي منهم ر‬ ‫المظلة الضيبية و ر‬
‫ا‬
‫بأهميتها‪ .‬توسعة المظلة الضيبية هو المفهوم األفضل لإلصالح الض ر ي‬
‫يت بدال عن‬
‫ا‬
‫المسجلي أصال وجعلهم يدفعون رصائب أعىل كل مرة‪.‬‬
‫ر‬ ‫ضغط ال ‪%3‬‬

‫‪374‬‬
‫أساس‪ ،‬فالسودان يستورد بضائع يف‬
‫ي‬ ‫كذلك مؤسسة الجمارك محتاجة لصالح‬
‫ينبغ أن تدخل‬ ‫ر‬
‫حواىل ‪ 10‬مليار دوالر‪ ،‬إذا افيضنا الجمارك ‪ %10‬فقط ي‬
‫ي‬ ‫السنة قيمتها‬
‫حكومة السودان مليار دوالر سنويا من الجمارك‪ ،‬وهذا ال يحدث‪ ،‬مع أن نسبة‬
‫أساس يف مؤسسة الجمارك يحتاج‬
‫ي‬ ‫الجمارك عالية جدا‪ ،‬وذلك ألن هناك خلل‬
‫لصالح‪ ،‬أهملته الحكومة االنتقالية‪ .‬أتفق مع سياسة توحيد سعر الضف‪ ،‬مع‬
‫الجمرك مما يتطلب‬
‫ي‬ ‫يعت رفع الدوالر‬
‫رصورة مراعاة أثره عىل الجمارك‪ ،‬فالتوحيد ي‬
‫ف المقابل تخفيض الفئات الجمركية ر‬
‫حت ال تكون األسعار عالية مما يخلق تضخما‪،‬‬ ‫ي‬
‫وهذا أمر لم يتبع مما سبب إشكالية‪.‬‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫ولم تتعامل الحكومة بجدية كافية مع الميناء يف بورتسودان‪ .‬تدخل السودان‬
‫نصف مليون حاوية سنويا‪ .‬كان متوسط ترحيل الحاوية ‪ $1200‬إىل ‪ $1500‬دوالر‪،‬‬
‫تأن بورتسودان‪ ،‬وصارت تكلفة‬ ‫ر‬
‫لكن نتيجة لمشكالت الميناء صارت البواخر ال ي‬
‫وحت ‪ 8‬ألف دوالر‪ ،‬أي زادت تكلفة ترحيل الحاويات ما‬ ‫ر‬ ‫ترحيل الحاوية تبلغ ‪6‬‬
‫يقارب ‪ 5‬ألف دوالر بسبب مشكلة الميناء‪ ،‬وحينما نحسب الفرق لنصف مليون‬
‫حواىل ‪ 2.5‬مليار دوالر سنويا زيادة ضغط عىل االقتصاد‬
‫ي‬ ‫حاوية نجد أننا ندفع‬
‫السودان‪ ،‬ألن الحكومة لم تدفع مبلغ ‪ 200‬إىل ‪ 300‬مليون دوالر لحل مشكلة‬
‫ي‬
‫ا‬
‫الميناء‪ .‬وأتمت مستقبال أن يتم التعامل مع هذا األمر بطريقة ر‬
‫أكي جدية‪.‬‬
‫كبي جدا‪،‬‬ ‫ر‬
‫كان يف سياسات الصادر أثناء فية الحكومة االنتقالية السابقة فيه تخبط ر‬
‫وكأن وزير مالية الحكومة يف اتجاه ووزير تجارتها يف اتجاه آخر‪ ،‬ال يدعم بعضهم‬
‫اآلخر‪ .‬كان من الممكن أن يكون الذهب موردا أساسيا للحكومة االنتقالية‪ ،‬بيد أن‬
‫أكي من مائة طن يف‬ ‫السياسات المتعلقة به كان فيها تخبط‪ ،‬رسميا السودان ينتج ر‬

‫بمائتي إىل ‪ 250‬طنا‪ ،‬فلو ركزنا‬


‫ر‬ ‫الرسم يقدر‬
‫ي‬ ‫غي‬
‫السنة أي ‪ 6‬مليار دوالر‪ ،‬والنتاج ر‬
‫فقط عىل المائة طن الرسمية‪ ،‬لو وضعت لها سياسات واقعية كان يمكن االستفادة‬
‫منها‪ ،‬وال أقصد بذلك ما يقال عن سيطرة الحكومة عىل الذهب‪ ،‬فالمنادون بذلك‬
‫‪375‬‬
‫ربما لم يطلعوا بأم أعينهم عىل الوضع يف زيارات ميدانية لمناطق إنتاج الذهب‪.‬‬
‫فرض الضائب والرسوم عىل إنتاج الذهب يجب أن يتم بصورة واقعية وبإجراء‬
‫مشاورة مع الجهات المعنية‪ ،‬خاصة والذهب ينتج يف مناطق حدودية والحكومة‬
‫تعي‬
‫عي لواري وتانكرات ر‬
‫والجازولي ر‬
‫ر‬ ‫لم تستطع السيطرة عىل تهريب الدقيق‬
‫الحدود بدون ضبطها‪ ،‬فكيف يمكنها السيطرة عىل تهريب الذهب؟‬
‫أجي‬ ‫برنامج ر‬
‫الشاكة ربي القطاع العام والخاص نموذج يطبق يف كل العالم‪ ،‬وحينما ر‬
‫القانون ف ر‬
‫الفية االنتقالية لم يوضع يف المجالس المنشأة مساحة للقطاع الخاص‪،‬‬ ‫ي‬
‫مع أنها رشاكة ربي القطاع العام والخاص‪ ،‬بل كانت هناك نظرة سلبية جدا تجاه‬
‫والينامج الذي طبقته الحكومة نفسه تأخر جدا‪.‬‬
‫القطاع الخاص والتعاون معه‪ ،‬ر‬
‫بعد ‪ 13‬أبريل ‪2019‬م كان متوسط سعر الدوالر ‪ 70‬جنيها يف الثالثة أشهر األوىل‪،‬‬
‫كبية‪،‬‬
‫سيتفع لدرجة ر‬ ‫ف ذلك الوقت لو كنت طبقت برنامج ر‬
‫الشاكة ما كان الدوالر ر‬ ‫ي‬
‫الينامج وحينما طبق كان‬
‫لكن بسبب الشد والجذب والضاعات السياسية تأخر ر‬
‫ر‬
‫الينامج‬
‫اتفاف مع ر‬
‫ي‬ ‫كثية‪ ،‬وبرغم‬
‫الدوالر قد بلغ ‪ 350‬جنيها وكانت هناك آثار سالبة ر‬
‫تأخي‪.‬‬ ‫ر‬
‫لكت أرى أنه كان من الضورة االليام بتطبيقه بدون ر‬
‫ي‬
‫يس‬
‫كمت ي‬
‫فاروق ر‬
‫فق االقتصاد يوجد خياران وهما‬
‫كما تعلمون وبعيدا عن الخالفات األيديولوجية ي‬
‫الثان األفضل‪ .‬الخيار األمثل وهو تحقيق‬
‫ي‬ ‫الخيار األول األمثل واألفضل والخيار‬
‫النهضة االقتصادية من مواردنا الذاتية‪ ،‬يتطلب الجاهزية التامة من قبل الحكومة‬
‫وتوفي التمويل الضوري والقدرات الفنية‬
‫ر‬ ‫االنتقالية لتنفيذ الصالح االقتصادي‬
‫لحداث النهوض المطلوب‪ ،‬وهو خيار يتطلب وقتا أطول بالنظر للوضع االقتصادي‬

‫للبلد بعد سقوط نظام النقاذ‪ .‬وقد السبب الر ي‬


‫ئيس لهذه الثورة العظيمة هو‬
‫ر‬
‫العش‬ ‫البيول يف ‪2011‬م كانت‬ ‫الضائقة االقتصادية فمنذ أن فقدت ”النقاذ“ ر‬

‫الثان األفضل‬
‫ي‬ ‫وبالتاىل تم االتجاه للخيار‬
‫ي‬ ‫األخية كارثية عىل االقتصاد‪.‬‬
‫ر‬ ‫سنوات‬
‫‪376‬‬
‫الواقغ هو توقيع‬
‫ي‬ ‫الواقغ) وهو خيار مهم جدا للسودان‪ .‬هذا الخيار ي‬
‫الثان‬ ‫ي‬ ‫(الخيار‬
‫الدوىل بالتعاون مع رشكاء التنمية‬
‫ي‬ ‫الحكومة االنتقالية برامج مع صندوق النقد‬
‫والمانحي من أجل إجراء الصالحات الضورية‪ ،‬وهو خيار أشع يستغرق وقتا أقل‬
‫ر‬
‫التدريىح لالقتصاد‪ .‬برنامج‬
‫ر ي‬ ‫التعاف‬
‫ي‬ ‫الستعادة االستقرار االقتصادي وتحقيق‬
‫الصندوق واضح جدا‪ ،‬وفيه جوانب تبدأ من يونيو ‪2021‬م بعد وصول السودان‬
‫ر‬
‫الت‬
‫لنقطة اتخاذ القرار يف ‪ 28‬يونيو‪ ،‬وهذا ال رينامج هو برنامج السلطات السودانية ي‬
‫الدوىل‪ ،‬فهم ال يقدمون وصفة جاهزة‬
‫ي‬ ‫الدوىل والبنك‬
‫ي‬ ‫اتفقت مع صندوق النقد‬
‫يىل‪:‬‬
‫للعالج‪ ،‬لكنه يتضمن االتفاق عىل إصالحات تشمل عىل سبيل المثال ما ي‬
‫وف جانب‬ ‫االستدامة المالية من خالل تعبئة المزيد من اليرادات المحلية‪ .‬ي‬ ‫‪-‬‬
‫ر‬
‫الت تتعارض مع وزارة المالية‬
‫القواني ي‬
‫ر‬ ‫تنمية اليرادات تطلب ذلك مراجعة‬
‫والتخطيط االقتصادي وواليتها عىل المال العام‪.‬‬
‫االجتماع‪ ،‬بزيادة النفاق عىل‬
‫ي‬ ‫اتخاذ الجراءات الالزمة لتعزيز شبكة األمان‬ ‫‪-‬‬
‫وتحسي معاش الناس‪.‬‬
‫ر‬ ‫الصحة والتعليم والخدمات الضورية‬
‫وتبت نظام قوي لدارة السيولة (من ذلك االبتعاد‬
‫ي‬ ‫دعم مرونة سعر الضف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عن سياسات طبع النقود والدعم)‪.‬‬
‫اط)‪،‬‬
‫(وه مهمة للغاية لالنتقال الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫استقاللية بنك السودان المركزي‬ ‫‪-‬‬
‫المضف يتضمن إقامة‬ ‫الشكات الحكومية للتمويل‪ .‬وإصالح النظام‬‫ووصول ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫المتعية‪.‬‬ ‫مضف مزدوج‪ ،1‬وإصالح نظام تسوية أوضاع البنوك‬ ‫نظام‬
‫ي‬
‫تعزيز الحوكمة والشفافية بواسطة وزارة المالية يف المؤسسات المملوكة‬ ‫‪-‬‬
‫للدولة‪ ،‬بما يف ذلك أيلولة رشكات المنظومة الدفاعية التجارية لوزارة المالية‬
‫اليازيلية‪ .‬لم‬
‫وف هذا الصدد يمكن الرجوع للتجربة ر‬ ‫والتخطيط االقتصادي‪ .‬ي‬

‫‪1‬‬
‫المضف التقليدي القائم عىل سعر الفائدة‪،‬‬
‫ي‬ ‫المعت بالنظام المزدوج إتاحة التعامل بالنظام‬
‫ي‬
‫إسالم الذي تم فرضه يف السودان أثناء نظام ”النقاذ"‬
‫ي‬ ‫المضف المسم‬
‫ي‬ ‫بالضافة للنظام‬
‫‪377‬‬
‫اليازيل منذ عام ‪ 1992‬أن تعالج األمر ر‬
‫حت عام ‪2008‬م حينما صاغ‬ ‫تستطع ر‬
‫للشكات المملوكة للمؤسسات العسكرية فصارت‬ ‫رئيس الوزراء ر‬
‫اسياتيجية ر‬

‫اليازيل‪.‬‬
‫ترفع التقارير وتتم مراقبتها من قبل وزارة المالية يف ر‬
‫واألجنت‪.‬‬ ‫المحىل‬ ‫أكي تمكينا لتنمية القطاع الخاص (االستثمار)‬ ‫إتاحة بيئة ر‬ ‫‪-‬‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫هذه الصالحات مذكورة يف الوثيقة الموقعة مع صندوق النقد الدو يىل‪ ،‬وتتضمن‬
‫وه جميعا كانت رشوطا لوصول السودان‬‫كذلك إصالحات مؤسسية مهمة للغاية‪ ،‬ي‬
‫لنقطة النجاز الخاصة بإعفاء مديونية السودان الخارجية المتوقعة يف يونيو‬
‫‪2024‬م‪ .‬وصحيح أن هذه السياسات فيها تكلفة اجتماعية ر‬
‫كبية جدا لكن لم يكن‬
‫عي‬‫ه القيام بتخفيف هذه التكلفة ر‬ ‫من الممكن تجاوزها بحال‪ ،‬والفرصة ي‬
‫حت‬ ‫والت بلغت قيمتها ر‬ ‫الت قدمتها المؤسسات الدولية‪ ،‬ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫واليامج ي‬
‫المساعدات ر‬
‫ديسمي الماض ‪ 4.3‬مليار دوالر‪ ،‬منها ‪ 2.5‬مليار ف شكل منحة ليس عليها أي ر‬
‫اليام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫أو تبعات عىل السودان‪ .‬وربما هذا من أهم المكاسب للسودان من أجل بناء اقتصاد‬
‫كي تطورا ر‬
‫وأكي انفتاحا ويؤسس لبناء دولة حديثة وناهضة‪.‬‬ ‫أ ر‬

‫صديق الصادق المهدي‪:‬‬


‫هذه الورشة فرصة طيبة ليس للتالوم والمحاسبة والمساءلة‪ ،‬فنحن يف بلد‬
‫مختطف‪ ،‬ف مركب ر‬
‫غرف تتقاذفها األمواج‪ ،‬وال بد أن ر‬
‫نليم بتماسكنا ووحدتنا فليس‬ ‫ي‬
‫اآلن أوان تصفية الحسابات‪ ،‬وإن كان من الجيد أن نفتح الملفات من باب التنظيف‬
‫سينا ال بغرض القصاء أو التالوم‪ .‬أشيد بورقة د البدوي ود تيمان وأقول‪:‬‬
‫أثناء ر‬
‫لسعاف من مرجعيات الحكومة االنتقالية كما ذكر المهندس‬
‫ي‬ ‫الينامج ا‬
‫صحيح كان ر‬
‫عادل‪ ،‬لكن صحيح أيضا أن دكتور البدوي هو الوزير الوحيد الذي كان قد أعد‬
‫برنامجا منشورا اطلع عليه الجميع ومن ثم رأن به رئيس الوزراء‪ .‬لو كان هناك خالف‬
‫الينامج كان علينا رفضه منذ تعيينه الختالفنا مع رؤيته‪ ،‬لكن طالما قبلت‬
‫حول ر‬
‫الرؤية المنشورة كان عىل الناس أن يتوافقوا معها‪ .‬وأعتقد أن الضاع الذي حدث‬
‫‪378‬‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫فالينامجان‬
‫غي معيك‪ ،‬أوال ألن األشياء الجوهرية فيها مشيكات‪ ،‬ر‬
‫كان معركة يف ر‬
‫الت لم يقل أحد بانسحابها ألن الوضع مشوه‬ ‫ر‬
‫أساس متعلق بدور الدولة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫فيهما جزء‬
‫والت‬‫ر‬ ‫ر‬
‫حتم ورصوري بسبب اليكة السيئة للنظام البائد ي‬‫ي‬ ‫وبالتاىل دورها يف االقتصاد‬
‫ي‬
‫السعاف‬
‫ي‬ ‫الينامج‬
‫كفان عنه عادل بذكره أن ر‬
‫ي‬ ‫استؤنفت اآلن من جديد‪ .‬وهناك أمر‬
‫تضمن الحديث عن إعفاء الديون‪ ،‬ومعلوم أن برنامج إعفاء الديون يتطلب التعاون‬
‫ر‬
‫الت تنطلق من‬
‫الدوىل‪ ،‬وهو جوهر أطروحة د البدوي الصالحية ي‬
‫ي‬ ‫مع المجتمع‬
‫الدوىل‪ ،‬باعتبارنا دولة مستحقة يف مبادرة إعفاء‬
‫ي‬ ‫التكامل مع المجتمع واالقتصاد‬
‫الينامج بينما‬
‫الت تصنف ‪ 38‬دولة مستحقة‪ 36 ،‬دولة منها استفادت من ر‬ ‫ر‬
‫الديون ي‬
‫السعاف إذن‬
‫ي‬ ‫حرمنا لعدم استيفاء المتطلبات‪ .‬فطالما أن إعفاء الديون يف ر‬
‫الينامج‬
‫ر‬
‫الت جرت‪ .‬الرؤيتان متكاملتان‪ ،‬تعمالن سويا‪ ،‬وليس أن‬
‫داع للمعركة ي‬‫لم يكن من ٍ‬
‫ا‬
‫هذه الرؤية بدال لتلك‪ ،‬ألن رؤية د البدوي الرصينة بضورة التعاون مع المجتمع‬
‫وتفجي‬
‫ر‬ ‫الدوىل ال بديل عنها‪ ،‬وال تتعارض مع الرؤية األخرى بشحذ المكانيات‬
‫ي‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫وغيها من أوجه الصالح المطلوبة‪ ،‬و ي‬
‫الطاقات الداخلية واستثمار مواردنا ر‬
‫للينامج الذي طبق يف النصف األول من العام ‪2021‬م‪ ،‬فالنتاج‬
‫حدثت نتيجة ر‬
‫الميان التجاري بنسبة ‪ %50‬وذلك‬
‫المحىل زاد بنسبة ‪ %25‬وانخفض العجز يف ر‬
‫ي‬
‫نتيجة لزيادة عائد الصادر ب ‪ 1.6‬مليار دوالر‪ ،‬وكان ذلك من آثار استقرار سعر الضف‬
‫الدوىل‬ ‫الت اتخذت‪ ،‬أي أن السياسة المتبعة ال تقتض عىل الدعم‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫حينها واليتيبات ي‬
‫ر‬
‫المقيحة من‬ ‫وينبغ أن نكمل بتنفيذ الصالحات‬ ‫المحىل‪.‬‬ ‫بل تؤثر إيجابا عىل النتاج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اتت الذي‬‫وينبغ االتفاق عىل إصالح الهيكل الر ر ي‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫الدوىل بعدم‬ ‫يأن كابتدار لخطة سودانية ال مستوردة‪ ،‬إذ يتعارض مع سياسات البنك‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الحكوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫تحبيذ الضف‬

‫‪379‬‬
‫كي تضرا وحاجة للعدالة‪ ،‬ووضعه بالغ الصعوبة الذي بدأ‬ ‫المنتج السودان هو األ ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ارعي كي عجزوا‬
‫يف التحسن أرداه االنقالب من جديد‪ ،‬واآلن تتهددنا مجاعة ألن مز ر‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫عن الزراعة لعدم التمويل‪ .‬ال بد من تحقيق العدالة تجاه المنتج‬
‫المؤسس بالدولة واتفق مع ذلك تماما‪ ،‬ومع المجهود‬
‫ي‬ ‫أشارت الورقة للضعف‬
‫الداخىل محدود‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تستحق الشادة‪ ،‬لكن ما تم يف الصالح‬
‫ي‬ ‫الضخم والصالحات ي‬
‫والتغيي فيها خمسة أشخاص‪ ،‬وقد كنت فيها قبل تجميد‬
‫ر‬ ‫اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫وبي المجلس المركزي‬‫حزب األمة لعمله داخل التحالف‪ .‬كانت هناك فجوة بينها ر‬
‫ا‬
‫وبي الحكومة مما تطلب تواصال‪ .‬لقد صاحب‬ ‫والتغيي‪ ،‬وأخرى بينها ر‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫الت قدمت‬ ‫ر‬
‫كبي وممتاز‪ ،‬وكان مستوى األوراق ي‬
‫تحضي للمؤتمر االقتصادي جهد ر‬
‫ر‬ ‫ال‬
‫التحضيية من جهات يف الدولة مذهل وبمستوى رفيع جدا‪ ،‬وكذلك‬ ‫ر‬ ‫يف الورش‬
‫الت حصلت‬ ‫ر‬
‫مستوى شباب لجان المقاومة الذين شاركوا يف الورش‪ ،‬لكن الهرجلة ي‬
‫كي فيه‪ .‬والمهم اآلن أن لدينا رصيد من دراسات‬ ‫ر‬
‫أثناء المؤتمر شوهته وشتت الي ر‬
‫ا‬
‫ومعلومات مفيدة جدا‪ ،‬وأننا لو ناقشنا األمور بهدوء يمكن الوصول التفاق‪ .‬مثال‬
‫تكونت لجان بعد المؤتمر االقتصادي ربي اللجنة االقتصادية ومؤسسات الحكومة‬
‫والينامج المراقب‬
‫ه لجنة السياسات ر‬
‫المعنية يف وزارة المالية‪ ،‬أهم اللجان ي‬
‫الدوىل‪ ،‬وفيها ممثل لوزارة المالية ولبنك السودان‪ ،‬ولوزارة الطاقة‪،‬‬
‫ي‬ ‫لصندوق النقد‬
‫ووزارة الحكم االتحادي والوزارات المختلفة ذات الصلة‪ ،‬وفيها خمسة من اللجنة‬
‫صدف كبلو‪ ،‬وكمال كرار‪ ،‬وصديق الصادق‪ ،‬وعادل‬ ‫ر‬ ‫والتغيي‪ :‬د‪.‬‬ ‫االقتصادية للحرية‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫عبد العزيز‪ ،‬وعادل خلف هللا‪ ،‬وقد نوقشت يف اللجنة قضايا منها مسألة الدعم‪ .‬إن‬
‫ترشيد الدعم وإصالحه رصوري ليس ألن الصناديق قالت به‪ ،‬بل ألن العدالة‬
‫ا‬
‫تقتضيه‪ .‬ألنك تريد أن توجهه للتكامل مع دعم المنتج‪ .‬مثال الكهرباء خدمة يستفيد‬
‫السودان ال يستفيدون‬
‫ي‬ ‫السودانيي‪ ،‬والثلثان الباقيان من الشعب‬
‫ر‬ ‫منها ‪ % 36‬من‬
‫الثلثي بال كهرباء وال مياه رشب نقية؟ بل‬
‫ر‬ ‫منها‪ ،‬فهل من العدل دعم الثلث وترك‬
‫‪380‬‬
‫األجدى أن أوفر مياه رشب نقية وكهرباء لكل السودان‪ ،‬ثم بعد ذلك إذا كان هناك‬
‫ا‬
‫السغ لفائدة البعض يف الخرطوم وحرمان اآلخرين يف‬
‫ي‬ ‫دعم يوزع بعدالة‪ ،‬بدال عن‬
‫األرياف‪ .‬والمهم يف األمر‪ ،‬أنه مهما كانت القضايا شائكة وحولها خالف ر‬
‫كبي يمكن‬
‫عي نقاش هادئ‪.‬‬
‫للناس االتفاق حولها ر‬
‫سامية عبد الحفيظ إبراهيم‬
‫الحكوم والخاص وهو يجمع‬
‫ي‬ ‫التعاون هو القطاع الثالث يف الدولة بعد القطاع ري‬
‫بينهما وال يمكن إسقاطه‪ .‬لقد فشلت الحكومة االنتقالية وأجهضت الثورة لهمالها‬
‫أن تتبع الثورة السياسية بثورة اقتصادية‪ .‬قدمت الحركة التعاونية ثورة اقتصادية‬
‫الميانية‬ ‫عي ر‬
‫مشوع تنموي نهضوي متكامل يعالج قضايا شح ر‬ ‫من القاعدة للقمة ر‬
‫وعدم السيولة‪ .‬إن اقتصاد الدولة يمثل ‪ % 20‬فقط‪ ،‬والقطاع ر‬
‫غي المنظم نسبته‬
‫المواطني‪ .‬وقد خطط برنامج الحركة التعاونية‬
‫ر‬ ‫يعت أن المال يف أيدي‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ، %80‬مما ي‬
‫الستثمار هذه األموال‪ ،‬إال أنها استهدفت من قبل المسؤولي ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫ر ي‬
‫التمكي بإصدار القرار (‪ )17‬لحل الحركة التعاونية واستبدالها‬
‫ر‬ ‫خاصة لجنة إزالة‬
‫ب رشكة‪ ،‬هذه نظرة قارصة‪ .‬ال بد من إرجاع قطاع التعاون‪ ،‬ومراجعة التقييم الذي‬
‫قدم لرئاسة مجلس الوزراء ي‬
‫وقيم مردود قطاع التعاون ب(صفر)‪.‬‬
‫عبد اللطيف عثمان‪:‬‬
‫كي عليها‪ :‬األوىل‪ :‬أي ثورة حينما تقوم تنتج عنها‬ ‫ر‬
‫لدي عدد من النقاط أريد الي ر‬
‫مؤسسات‪ ،‬للسف الشديد الثورة السودانية أصيبت بالعقم حينما المست الدولة‬
‫وبالتاىل‬ ‫ر‬
‫كسء وحيد يشبه الثورة‪،‬‬
‫ي‬ ‫التمكي ي‬
‫ر‬ ‫غي لجنة إزالة‬
‫ولم تنتج أي مؤسسات ر‬

‫الرسم‪ ،‬تذكر‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬تختلف التقديرات من قبل الجهات البحثية المحلية والعالمية لنسبة االقتصاد ر‬
‫غي‬
‫القوم يف‬ ‫أكي من ‪ %60‬من الدخل‬ ‫مؤسسة برتسلمان أن االقتصاد غي الرسم مسؤول عن ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫حت ‪.%90‬‬‫غي الرسم ف الريف تبلغ ر‬ ‫ر‬ ‫االقتصاد‬ ‫نسبة‬ ‫السودان‪ .‬وآخرون يقدرون أن‬
‫ي ي‬
‫يمكن الرجوع إىل ‪BTI, Sudan Country Report, 2022‬‬
‫‪https://bti-project.org/en/reports/country-report/SDN‬‬
‫‪381‬‬
‫ينبغ الخروج من األوهام األيديولوجية واليوتوبيا السياسية والسيطرة عىل‬
‫ي‬ ‫كان‬
‫الكيان“ وأشباههم من الطفيلية والمافيا‪ ،‬وكلنا‬
‫السودان ونزعه من أيدي ” ر‬
‫ي‬ ‫االقتصاد‬
‫الرسم يشكل ‪%90‬‬
‫ي‬ ‫السودان تديره مافيا‪ .‬فاالقتصاد ر‬
‫غي‬ ‫ي‬ ‫نعلم أن االقتصاد‬
‫والرسم ‪ %10‬فقط‪ ،‬وكل سلعة توجد مافيا تديرها‪ .‬ولم يحدث أي إصالح للنظام‬
‫ي‬
‫سالم أنتج بيوتات مالية ولم ينتج‬
‫ي‬ ‫المضف اال‬
‫ي‬ ‫المضف‪ .‬إن ما يسم بالنظام‬
‫ي‬
‫مصارف‪ .‬فلماذا تأخرت الحكومة االنتقالية يف السيطرة عىل البنوك‪ ،‬وال ي‬
‫أعت تبعية‬
‫بنكي‬
‫ملكيتها للدولة‪ ،‬بل إحداث دمج قشي للبنوك التجارية الموجودة لينتج عنها ر‬
‫أو ثالثة‪ .‬لدينا ‪ 33‬بنكا سودانيا ال يتعدى رأسمالها ‪ 150‬مليون دوالر‪ .‬وحينما أنشأنا‬
‫لك نجري عملية تحويل واحدة ب ‪ 20‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫ر‬
‫محفظة السلع االسياتيجية كنا ي‬
‫ا‬
‫مثال‪ ،‬نحتاج لذن من البنك المركزي‪ ،‬فكيف تدير االقتصاد بدون أدوات؟‬
‫ا‬
‫ئيس من التجربة الماضية أننا يجب أوال أن نضع يدنا عىل الموارد ونتحكم‬
‫الدرس الر ي‬
‫استثنان ثوري رصوري‪ ،‬أسوة بالثورة‬
‫ي‬ ‫عليها بدون ظلم وال إجحاف‪ ،‬وهذا إجراء‬
‫الكيان“‪ ،‬نتعلم من العدو‪ ،‬الذي حينما استلم السلطة سيطر يف‬
‫اليرانية‪ ،‬وكذلك ” ر‬
‫أقل من ‪ 16‬شهرا عىل البلد ونحن بقينا ‪ 36‬شهرا بدون أن نسيطر عليها‪ .‬إن إحكام‬
‫سيطرتنا عىل الموارد االقتصادية ثم إصالحها وإدارتها رشط الزم وإال سوف تهزمنا‬

‫المافيات والدولة العميقة‪ ،‬ومراكز القوى‪ .‬إن خطأ الحكومة الر ي‬


‫ئيس أنها تعاملت‬
‫استثنان مع االقتصاد‪ .‬فقد كان من الممكن أن تتم السيطرة عىل‬
‫ي‬ ‫روتيت ال‬
‫ي‬ ‫بشكل‬
‫ر‬
‫والبيول‪ ،‬والدواء‪ ،‬والسلع األساسية‪ ،‬ويتم إصالح للبنوك‬ ‫قطاعات الذهب‪،‬‬
‫بدمجها‪ ،‬وتتم سيطرة رئيسية عىل البنك المركزي والذي كانت فيه ثورة مضادة‬
‫اليامج‪.‬‬
‫الكثي من ر‬
‫ر‬ ‫بالغة استطاعت أن تلتف عىل‬
‫ينبغ أن تكون مؤقتة‪ ،‬لكن كنا نصطدم بآراء تقول إننا‬
‫ي‬ ‫هذه االجراءات االستثنائية‬
‫يصي مثل الواليات‬
‫دولة ناظمة ‪ ،Regulatory state‬أي أن السودان اآلن يريد أن ر‬
‫المتحدة األمريكية ‪ .‬هؤالء المنادون بأن نكون دولة ناظمة مثل أولئك الذين‬
‫‪382‬‬
‫ر‬
‫الت تمت يف السودان بشكل‬
‫لييالية عىل الصالحات ي‬
‫يسقطون مفاهيم النيو ر‬
‫تعسق‪ ،‬وكالهما خطأ‪.‬‬
‫ي‬
‫انتقاىل لإلصالح‬
‫ي‬ ‫ينبغ إتمام تلك الجراءات االستثنائية‪ ،‬ثم ينفذ بعدها برنامج‬
‫كان ي‬
‫لتحفي الناس وجعلهم يلتفون‬
‫ر‬ ‫االقتصادي‪ ،‬يتضمن برمجة للنهضة الوطنية الشاملة‬
‫عيها رشاكات ضخمة مع العالم الذي نحتاجه‪ ،‬وأي إنسان‬
‫حول الحكومة‪ ،‬تجري ر‬
‫يسي‬
‫الوع‪ ،‬فالعالم اآلن ر‬
‫ي‬ ‫جاد يعتقد أن السودان يمكنه أن يتطور بدون ذلك يعوزه‬
‫ر‬
‫باالستثمار ورأس المال والتمويل الخاص‪ .‬وال نريد أي نوع من األوهام ي‬
‫الت تنادي‬
‫فق ورشة عقدت يف جامعة الخرطوم بعد‬ ‫الخارىح‪ .‬ي‬
‫ر ي‬ ‫بأال يتعامل السودان مع العالم‬
‫الثورة قدر أن السودان يحتاج لمبلغ ال يقل عن ‪ 300‬مليار دوالر ف ر‬
‫عش سنوات‬ ‫ي‬
‫يصي بلدا‪ ،‬والبنية التحتية فقط محتاجة ‪ 115‬مليار دوالر‪ .‬فمن‬
‫لتطويره باتجاه أن ر‬
‫البدان لرأس المال‬ ‫والياكم‬ ‫ر‬
‫سنأن بهذه األموال؟ هل ننتظر اليسار المغاىل‪ ،‬ر‬ ‫أين‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫لنحصل عىل هذا المبلغ؟ نحن ال نمتلك مدخرات محلية واالستثمار أصال من‬
‫وليامج تشغيلية‬
‫االدخار‪ ،‬ونحتاج ذلك المبلغ الضخم‪ ،‬وللتكنلوجيا وللمعرفة بها‪ ،‬ر‬
‫غي متوفر‪ ،‬فكيف نستطيع ذلك بدون رشاكة مع العالم؟‬
‫وكله ر‬
‫ا‬
‫أنا اقتصادي أصال ومع سياسة التحرير وأعتقد أن دعم السلع كان رشوة مسمومة‬
‫السودان‪ ،‬يغطيها إما باالستدانة من الخارج أو بطباعتها‬
‫ي‬ ‫من نظام النقاذ“ للشعب‬
‫عن طريق البنك المركزي ”رب‪ ..‬رب“‪ ،‬ولذلك فإن استمرار الدعم كان أحد األسباب‬
‫ر‬
‫الت جعلت التضخم يركض بمعدالت عالية جدا‪ .‬لكن كان هناك تبسيط‬
‫الجوهرية ي‬
‫لتنفيذ برامج التحرير‪ .‬دكتور بدوي وكل ذي معرفة اقتصادية يعلم أن التحرير‬
‫ا‬
‫يتطلب حزم معالجات مصاحبة تقلل من الصدمات‪ .‬مثال إذا سيطرت عىل الموارد‬
‫وه‬
‫وبالتاىل حينما نحرر السلع‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫تستطيع أن تسيطر عىل التضخم وعىل العملة‪،‬‬
‫لك يمتص الصدمة‬ ‫عملية جراحية مؤلمة‪ ،‬كان علينا أن نقوم بتخدير الجسم ي‬
‫الدوىل استمرأ أن نحرر األسعار‬
‫ي‬ ‫التضخمية المعروفة‪ .‬وال غرو إذا كان رئيس البنك‬
‫‪383‬‬
‫منذ اليوم األول‪ ،‬فقمنا بتكرار نفس نهج عبد الرحيم حمدي‪ ،‬يف بداية التسعينات‬
‫حينما حرر االقتصاد بدون روية‪ .‬وقد أدى ترتيب األولويات بشكل ر‬
‫غي صحيح إىل‬
‫أن يدفع الشعب السودان ثمن سياسة التحرير مضاعفا‪ ،‬فال يمكن أن ر‬
‫تبش بسياسة‬ ‫ي‬
‫التضخم قبل أن تنفذ التحرير نفسه‪.‬‬
‫ي‬ ‫التحرير وترفع المرتبات وتحدث األثر‬
‫سء جوهري وهو استخدام أموال المعاشات يف تمويل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫كذلك أريد أن اعيض عىل ي‬
‫ر‬
‫اليامج الحكومية‪ ،‬إنه أمر يرف ل درجة الجريمة االقتصادية‪ ،‬والحقيقة يوجد‬ ‫ر‬
‫فىه ليست بهذا الحجم‪ ،‬ولو أردنا‬
‫تضخيم لحجم أموال المعاشات يف أذهان الناس‪ ،‬ي‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫أن ننفذ برنامجا نهضويا علينا أن نتواضع قليال ونبحث عن رشكاء يف العالم بدال عن‬
‫ّ‬
‫المعاشيي‪ ،‬وأذكر بأن وزارة المالية لديها عجز يف صندوق‬‫ر‬ ‫استخدام أموال‬
‫وه عاجزة اآلن عن تمويل أي برامج لزيادة أموالهم‪.‬‬
‫المعاشيي يفوق ال ‪ 70‬مليار‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫نحتاج لعادة النظر يف أشياء جوهرية‪ ،‬وبضاحة أي وزير مالية أو أي حكومة قادمة‬
‫ينبغ أن توسع القاعدة المجتمعية لسياساتها لئال يتكرر الياع الذي حدث يف‬
‫ي‬
‫مختلفي‪.‬‬
‫ر‬ ‫داع‪ ،‬فالناس ليسوا‬
‫الماض بال ي‬
‫ي‬
‫رباح الصادق‪:‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫ذكر الباشمهندس عادل خلف هللا أن دكتور عبد هللا حمدوك اتهم الحرية‬
‫ا‬
‫الينامج فعال يف تاري خ‬
‫خطأ بعدم تسليمه برنامج الحكومة‪ ،‬والحقيقة أنه تسلم ر‬
‫متأخر‪ ،‬يف ‪ 15‬أكتوبر‪ ،‬بعد نحو شهرين من تسلمه السلطة يف أغسطس‪ .‬كذلك‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫الينامج االقتصادي أعدته اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫أصحح ما قيل بأن ر‬
‫مشوع قوى الجماع الوطت ف ‪2010‬م‪ ،‬إذ أن ما ر‬
‫نشته‬ ‫وأن السياسات البديلة كانت ر‬
‫ي ي‬
‫اط)‪ ،‬لكن الورش المعنية‬‫قوى الجماع يف ذلك التاري خ كان (البديل الديمقر ي‬
‫ر‬
‫الت تبناها تحالف نداء السودان وكانت قوى‬
‫بالسياسات البديلة كانت من المشاري ع ي‬
‫ديسمي ‪2014‬م من الجبهة الثورية‪،‬‬
‫ر‬ ‫الوطت داخله (تكون التحالف يف‬
‫ي‬ ‫الجماع‬
‫المدن) وعقد النداء سلسلة‬
‫ي‬ ‫الوطت‪ ،‬ومبادرة المجتمع‬
‫ي‬ ‫حزب األمة‪ ،‬قوى الجماع‬
‫‪384‬‬
‫من الورش كانت تتم ف دار حزب األمة بأم درمان ف ر‬
‫الفية ما ربي أكتوبر ‪2015‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫(ف قطاعات‬ ‫ر‬
‫ثمان لجان لبحث السياسات البديلة ي‬
‫وحت مارس ‪2017‬م‪ ،‬وتم تكوين ي‬
‫السالم واألمن‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬العالم‪ ،‬العالقات الخارجية‪ ،‬الثقافة واالجتماع‪،‬‬
‫الوطت‬
‫ي‬ ‫الخدمات‪ ،‬الحكم والدارة‪ ،‬والدستور)‪ ،‬وقد واصل مناديب قوى الجماع‬
‫ر‬
‫مشاركتهم فيها حت الذين انسحبوا منهم من نداء السودان عام ‪ .2016‬ي‬
‫وه ورش‬
‫الخياء يف الملفات المختلفة‪ .‬أما ر‬
‫الينامج‬ ‫ر‬ ‫شارك فيها ر‬
‫عشات إن لم يكن مئات‬
‫التحضيات بالطبع وكان من ضمنها (مصفوفة‬
‫ر‬ ‫السعاف فقد استند عىل كافة‬
‫ي‬
‫سبتمي ‪2019‬م حيث وزعت نسخ منها‬ ‫ر‬
‫الت قدمها حزب األمة يف‬
‫ر‬ ‫الوطت) ي‬
‫ي‬ ‫الخالص‬
‫الت قامت بالصياغة النهائية‪ .‬شارك يف إعداد ذلك ر‬
‫الينامج كافة‬ ‫ر‬
‫عىل الورشة ي‬
‫والتغيي‪ ،‬ولم يكن معنيا باالقتصاد وحده‪ ،‬وفيه ر‬
‫عشة ملفات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫مكونات قوى الحرية‬
‫يمثل االقتصاد والتنمية والخدمات ملفان منها فحسب‪ ،‬وهناك ملفات أخرى منها‬
‫وغيها‪ .‬وقد شاركت عن حزب األمة يف‬
‫اط‪ ،‬ر‬
‫الخارجية‪ ،‬والسالم‪ ،‬والتحول الديمقر ي‬
‫الت عقدت يف فندق كورال‪ ،‬وكنت ضمن محرري النسخة‬ ‫ر‬
‫ورشة الصياغة النهائية ي‬
‫ر‬
‫مشيكة فيها حد أدن من‬ ‫النهائية‪ ،‬وكان من أهم أهداف الورشة الوصول لرؤى‬
‫االتفاق‪ .‬صحيح أن المسودة األوىل ر‬
‫للينامج كانت تحمل يف بعض صياغاتها‬
‫الينامج الذي‬
‫والتغيي‪ ،‬لكن ر‬
‫ر‬ ‫محموالت أيديولوجية خاصة ببعض مكونات الحرية‬
‫الدوىل والصناديق الدولية‪.‬‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫أيديولوىح يعادي المجتمع‬ ‫تم تقديمه لم يكن فيه طابع‬
‫كي شديد جدا عىل محاربة الفقر ورصورة عمل هيئة لمحاربة الفقر‪،‬‬
‫كان هناك تر ر‬
‫الدوىل بالنص عىل رصورة إعادة هيكلة الدين‬
‫ي‬ ‫وقد وردت الشارة لصندوق النقد‬
‫عي التعاون مع المؤسسات الدولية والحصول عىل تمويل من صندوق‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح ر‬
‫الدوىل والمؤسسات القليمية‪ .‬وأذكر حينما قال رئيس الوزراء‬
‫ي‬ ‫الدوىل والبنك‬
‫ي‬ ‫النقد‬
‫والتغيي تشع يف إنهاء المشاورات‬ ‫ر‬
‫الت جعلت الحرية‬
‫ر‬ ‫كالمه كان ذلك أحد األسباب ي‬
‫السعاف‪ ،‬الذي شمل كافة ملفات أداء الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫ي‬ ‫لتقديم برنامجها‬
‫‪385‬‬
‫أمان حامد أحمد بشت‬
‫ي‬
‫أؤمن عىل ما قاله األستاذ عبد اللطيف فقد أوف المطلوب‪ .‬من أهم مطلوبات معافاة‬
‫االقتصاد االستقاللية الكاملة لبنك السودان المركزي وسيطرته عىل البنوك التجارية‬
‫يف السودان‪ ،‬وأن يضع لوائح جيدة للبنوك التجارية توجه التمويل نحو المشاري ع‬
‫ر‬
‫الت نستهدفها‪ .‬كما أن من أهم أسباب التدهور تخبط سياسات بنك السودان‪ ،‬ففيما‬
‫ي‬
‫يومي مما أحدث تخبطا وأربك‬
‫يختص بالصادر‪ ،‬كان البنك يصدر قرارات جديدة كل ر‬
‫عملنا يف البنوك‪ ،‬إضافة لذلك فإن الحكومة كانت تتحدث عن إنجاز رفع اسم‬
‫السودان من قائمة الدول الراعية لإلرهاب‪ ،‬لكن للسف الشديد هذا لم ينعكس‬
‫علينا يف البنوك فال زلنا ال نستطيع العمل مع البنوك الخارجية كما كان قبل‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫اليكة‪ -‬عىل سبيل المثال كنا حينها نتعامل مع‬
‫فق بنكنا‪-‬بنك ر‬ ‫العقوبات‪ ،‬ي‬
‫ا‬
‫اثني فقط‪ ،‬أي أننا لم نستأنف‬
‫اسلي ر‬
‫ستي مراسال يف العالم‪ ،‬واآلن نتعامل مع مر ر‬
‫ر‬
‫ينبغ‪ .‬واآلن‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح‪ ،‬وال نستطيع أن ندخل عملة للسودان كما ي‬ ‫التعامل مع العالم‬
‫يعت أننا عدنا‬ ‫ر‬
‫للكيان مما ي‬
‫الت تتم يف البنوك التجارية موجهة كلها ر‬
‫األخية ي‬
‫ر‬ ‫المعامالت‬
‫لنفس الوضع السابق‪.‬‬
‫ماهر محمد محمود‬
‫غابت تماما يف الورقة قضية الوجه المنتج للريف‪ .‬فبعد ر‬
‫ثالثي عاما من الحروب‬
‫كبية من مناطق‬
‫المواطني بأعداد ر‬
‫ر‬ ‫وتهجي‬
‫ر‬ ‫الت أرصت بمناطق النتاج يف الريف‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫النتاج وتكدسهم يف المدن نتيجة لغياب الخدمات وغياب األمن‪ ،‬كان‬
‫الت اتخذت ف ر‬ ‫ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬ ‫االهتمام بتلك القضية‪ ،‬والجابة عىل السؤال‪ :‬ما ي‬
‫ه الخطوات ي‬
‫االنتقالية لعادة الوجه المنتج للريف؟‬
‫للعاملي قال إن ذلك لعادة الطبقة‬
‫ر‬ ‫اتت‬
‫حينما تحدثت الورقة عن زيادة الهيكل الر ر ي‬
‫ر‬
‫الت استهدفها متدنية الرواتب جدا‪ .‬لكن األهم‬
‫الوسط‪ ،‬وال زالت الطبقة الوسط ي‬
‫أن هناك مكونات أخرى خارج نظام الدولة ذاته‪ ،‬ليس لديهم كهرباء وال مياه‪ ،‬وليسوا‬
‫‪386‬‬
‫منتجي وعندهم ثروة حيوانية‬
‫ر‬ ‫ضمن جهاز الدولة الداري لكنهم يف نفس الوقت‬
‫ه الخطة المتخذة لهذه الفئات المستبعدة؟‬
‫وغيها‪ ،‬فما ي‬
‫ر‬
‫عبد الرحمن العاجب‬
‫والتغيي ربي وزير‬
‫ر‬ ‫كبي داخل قوى الحرية‬‫واضح من خالل النقاش أن هناك خالف ر‬
‫المالية وبي الحرية والتغيي‪ ،‬وهذه الورشة عنوانها تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية وال بد أن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت أدت للفشل‪ ،‬فالسؤال من يتحمل الفشل هل وزير المالية ام‬ ‫ر‬
‫تحدد الجهات ي‬
‫ه والية المالية عىل المال العام‪ ،‬ومعلوم أن‬
‫والتغيي؟ وهناك مسألة مهمة ي‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫وشكات عسكرية قدر رأسمالها ب ‪ 10‬مليار دوالر يف‬ ‫كبية جدا ر‬‫هناك كتلة نقدية ر‬
‫ر‬
‫غي رسمية‪ .‬نود معرفة األسباب ي‬
‫الت أدت لعدم مسؤولية وزارة المالية عن‬ ‫تقديرات ر‬
‫ر‬
‫ه الحقيقة؟‬ ‫تلك الشكات‪ .‬هناك لغط ك ربي دائر حول مساومات تمت فما ي‬
‫إيهاب حسن الكاشف‬
‫كيف تست لإلجراءات والمعالجات المذكورة أن تحدث أثرها يف ظل أن االقتصاد‬
‫الرسم نسبته ‪ %18‬فقط والموازي ‪%82‬؟ وسواء أكانت الجراءات المتخذة‬ ‫ي‬
‫بحسب وصفكم ترشيدا أو رفع دعم عن السلع فإن توقيتها لم يكن مناسبا‪ .‬كانت‬
‫العالم بسبب جائحة كورونا‪ ،‬وعىل ما أذكر فإن دول‬
‫ي‬ ‫هناك أزمة مالية عىل الصعيد‬
‫بحواىل ‪ 13‬تريليون دوالر‪ ،‬ووعد‬
‫ي‬ ‫العالم األول دعمت اقتصاداتها يف يوليو ‪2020‬م‬
‫األمريك جو بايدن يف حملته االنتخابية بضخ تريليون و‪ 900‬مليار دوالر‬
‫ي‬ ‫الرئيس‬
‫وبالتاىل لم يكن السياق‬ ‫كاليامات للدولة لمعالجة اآلثار ر‬
‫الميتبة عىل الجائحة‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫يىح مناسبا لهذه الجراءات‪.‬‬
‫التار ي‬
‫تفعل‪ ،‬ر‬
‫ويفيض مع تزامن‬ ‫الشكالية الثانية كانت هناك آلية طوارئ اقتصادية لم ي‬

‫الجراءات عىل األقل أن تسغ اآللية لضبط والتقليل من اآلثار السلبية الناجمة‬
‫لك يحدث االستقرار‪ ،‬ال أن ندع‬
‫وتتدخل لضبط السوق وحركة األسعار والتضخم ي‬
‫ميكانيمات العرض والطلب تعمل لضبط السوق‪.‬‬
‫ر‬
‫‪387‬‬
‫الدوىل كانا أشفق وأحن عىل الشعب‬
‫ي‬ ‫الشكالية الرئيسية أن صندوق النقد والبنك‬
‫الدوىل وضع موجهات‬
‫ي‬ ‫السودان من حكومتنا‪ .‬هناك دراسة ذكرت أن صندوق النقد‬
‫ي‬
‫منها المطالبة بأال تتجاوز الزيادة يف أسعار المحروقات نسبة ‪ ،%125‬والتدرج يف‬
‫تطبيق حزمة الجراءات‪ ،‬وإصالح شبكات الحماية االجتماعية لوصول دعم األش‬
‫لمستحقيه‪ ،‬وما حصل العكس كان هناك تشع‪ ،‬والزيادة يف قيمة المحروقات كانت‬
‫حواىل ‪.%600-500‬‬
‫ي‬
‫هناك جانب آخر هو جانب اآلثار المتعلقة بارتباط سياسات التحرير االقتصادي‬
‫السلت عىل استقرار نظام‬
‫ري‬ ‫منذ العام ‪1978‬م وإىل يومنا الراهن باالحتجاجات‪ ،‬وباألثر‬
‫الحكم يف السودان وعىل تقويض الديمقراطيات‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت فإن كل‬
‫ا‬
‫الجماهيي ارتبط بمطالب معيشية بدال عن االرتباط‬‫ر‬ ‫االحتجاجات والحراك‬
‫بإصالح الجانب الحقو ر يف وإصالح مبادئ سيادة حكم القانون وبمطالب حزم‬
‫ديمقراطية‪ .‬وعندما عومت حكومة مايو الجنيه يف مارس من عام ‪1985‬م مما أفقده‬
‫وف ‪27‬‬
‫قيمته بنسبة ‪% 150‬كان ذلك ضمن أسباب رئيسية أدت الندالع الثورة‪ ،‬ي‬
‫الوطت ووزير ماليتها المرحوم عمر‬
‫ي‬ ‫ديسمي ‪1988‬م عندما قامت حكومة الوفاق‬
‫ر‬
‫نور الدائم برفع سعر رطل السكر من ‪ 50‬قرشا إىل ثالثة جنيهات إضافة لرفع الدعم‬
‫عن سلع معينة والتخلص من قطاع عام‪ ،‬فإن تلك القرارات أدت النتفاضة‪ .‬هذه‬
‫السياس يف السودان سواء أكانت المنظومة‬
‫ي‬ ‫االجراءات رييتب عليها عدم االستقرار‬
‫اط‪.‬‬
‫عسكرية أو لنظام ديمقر ي‬
‫محمد المجت رن ش الختم‬
‫المتحدثي ب ري زيادة المرتبات والتضخم‪ ،‬فهذه فكرة‬
‫ر‬ ‫لدي تعليق عىل ربط بعض‬
‫مقبلي عىل جائحة‪،‬‬
‫ر‬ ‫ليست دقيقة‪ .‬معظم الدراسات تقول إن الناس آنذاك كانوا‬
‫تحفي جانب الطلب الكىل لئال يحدث ركود ف االقتصاد‪ ،‬ر‬
‫وحت لو‬ ‫ر‬ ‫والتوصية كانت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫افيضنا أن زيادة المرتبات تم تمويلها بالكامل بالطباعة فإن األثر عىل معدل التضخم‬
‫‪388‬‬
‫تأثي الطباعة‬
‫يحصل متأخرا‪ ،‬أي بعد فجوة زمنية ‪ ،‬وبحسب آخر الدراسات فإن ر‬
‫حواىل ستة شهور‪ .‬هناك اعتقاد ر‬
‫كبي جدا من معظم‬ ‫ي‬ ‫عىل األسعار يحدث بعد‬
‫الكىل‪ ،‬أي فكرة الغالق‬
‫االقتصاديي أن التضخم حينها كان مربوطا بجانب العرض ي‬
‫ر‬
‫وتأثيه عىل مستويات األسعار‪.‬‬
‫ر‬
‫السودان‬
‫ي‬ ‫أعتقد أن أليكس دي وال هو الذي قال إن الصندوق كان أحن عىل الشعب‬
‫اقيح الرفع التدر ريىح والحكومة ر‬
‫اقيحت الرفع لمرة‬ ‫الفية االنتقالية‪ ،‬إذ ر‬
‫من حكومة ر‬
‫ي‬
‫ه أن التدرج رييك آثار‬
‫واحدة‪ ،‬وكانت لديها بعض األسباب‪ .‬المسألة األوىل ي‬
‫التجميغ للرفع المتدرج‬
‫ي‬ ‫تضخمية تراكمية يف كل مرة‪ ،‬بحيث أننا إذا حسبنا األثر‬
‫أكي من الرفع لمرة واحدة‪ .‬لقد أجرت وزارة المالية دراسة مسح للسوق‬ ‫سيكون ر‬
‫ووجدت أنه حينما تدخل أسعار التحرير فإن أسعار النقل ر‬
‫واليحيل الحقيقية تكون‬
‫بكثي‪ .‬أجريت دراسة لمواصالت الخرطوم وحينما أدخلوا سعر الوقود الحر يف‬
‫أقل ر‬
‫تسعية المواصالت أقل من السائد وقتها‪ ،‬وهناك دراسات‬
‫ر‬ ‫معادلتهم وجدوا أن‬
‫وغي ر‬
‫مباشة‪.‬‬ ‫بطريقتي ر‬
‫مباشة ر‬ ‫ر‬ ‫أثبتت أن الناس تسعر بأسعار السوق األسود‪،‬‬
‫اقيح الصالح يف أبريل ‪2020‬م كان سعر رلي البيين يساوي ‪ 37‬جنيها‪،‬‬ ‫حينما ر‬
‫وحينما تم تحريره كان ‪ 290‬جنيها‪ .‬الجازولي كان ‪ 36‬ر‬
‫للي‪ ،‬وحينما تم تحريره كان‬ ‫ر‬
‫‪ ،285‬وسعر الضف كان ‪ 127‬جنيها للدوالر‪ ،‬وحينما تم تحريره كان ‪ 375‬أي أن‬
‫كثيا‪ ..‬فكرة الحلول المؤقتة لشكاالت‬
‫السودان ر‬
‫ي‬ ‫التأخي يف الصالح كلف الشعب‬
‫ر‬
‫ا‬
‫الكىل كقضية سعر الضف ليست سديدة وتجعلنا ننتج حلوال تضيف عبئا‬
‫االقتصاد ي‬
‫السودان‪ ،‬كلجنة الطواري العليا ومؤسسات كإدارة الذهب‪ ،‬ومحفظة‬
‫ي‬ ‫عىل المواطن‬
‫ر‬
‫االسياتيجية‪ ،‬فبها ال نواجه المشاكل الرئيسية‪.‬‬ ‫السلع‬
‫عبد هللا إدريس‬
‫ر‬
‫المشوع االقتصادي لحكومة الثورة االنتقالية كان أقل قامة من ثورتنا‪ .‬نحن كشباب‬
‫مؤسس يف الدولة السودانية‪ ،‬وكنا‬
‫ي‬ ‫حينما خرجنا يف الثورة كنا ندرك وجود ضعف‬
‫‪389‬‬
‫تعيي الذين تولوا حكومة الثورة التنفيذية أن يضعوا ذلك يف الحسبان‪.‬‬
‫نتوقع قبل ر‬
‫وهذا ما ذكره المتداخلون‪ ،‬كذلك تطرقوا لمفهوم السيطرة عىل الموارد المحلية‪،‬‬
‫ر‬
‫الت يمكن استخدامها يف قادم األيام‪.‬‬
‫لكن لم يتطرقوا للدوات ي‬
‫مريم الصادق المهدي‬
‫مسؤولي لكل منهم ر‬
‫مشوعه وبرنامجه‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الدرس المستفاد هنا رصورة تقديم وزراء‬
‫تأخي‬
‫يعت أن ر‬
‫ويعطوا زمنا لتنفيذ برنامجهم ومن ثم تكون هناك محاسبية‪ ،‬وهذا ي‬
‫كبية جدا‪ ،‬مما قيض للجنة مؤقتة كونت لمراجعة‬
‫يغ كان مشكلة ر‬ ‫ر‬
‫المجلس التش ي‬
‫وف اآلخر خرج الوزير‬
‫ميانية العام ‪2020‬م أن تدخل يف مشادة مع أحد الوزراء‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫الينامج بوزير آخر ليس‬
‫كبية جدا ضده‪ ،‬ثم تم االستمرار يف نفس ر‬
‫بتعبئة سياسية ر‬
‫لديه نفس الرؤية وال نفس المكانيات‪ ،‬بدون أن يتم اعتذار له‪ ،‬وأرى رصورة تقديم‬
‫اعتذار لدكتور البدوي الذي تم تجريمه ومالحقته واتهامه‪ .‬ومن الضوري للحكومة‬
‫ا‬
‫سغ البعض‬
‫اليامج ويراجع األداء بدال عن ي‬
‫جي ر‬
‫رقان ي ر‬
‫القادمة أن يكون هناك جسم ر ي‬
‫للسيطرة عىل اآلخرين كما حدث يف الحكومة الماضية‪.‬‬
‫لتجان ابراهيم‬
‫ي‬ ‫يعقوب ا‬
‫وبي الحاضنة السياسية قوى‬
‫هذه الورقة أظهرت لنا الضاع داخلنا ما ربي وزرائنا ر‬
‫الحرية والتغيي‪ ،‬وهذا يجب تفاديه ف ر‬
‫الفية القادمة‪ ،‬هذا الضاع أدى ألن يذهب‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫جييل‬
‫عىل‪ ،‬ثم استلم دكتور ر‬
‫دكتور البدوي بدون بديل حيث خلفته د هبة محمد ي‬
‫إبراهيم وزارة المالية‪ ،‬وكان قبلها أصدر تضيحا واضحا ضد لجنة التفكيك‪ .‬ولوكانت‬
‫الثالثي من‬
‫ر‬ ‫هناك حسنة لدكتور البدوي أنه كان ينسق مع اللجنة لتفكيك نظام‬
‫تبت اقتصادا سليما بدون رصب الفساد الموجود‪ ،‬والتحكم عىل‬
‫يونيو‪ ،‬وال يمكن أن ي‬
‫والجمرك‪ ،‬فهناك امتيازات لمنظمات طالتها قرارات لجنة التفكيك‬
‫ي‬ ‫يت‬
‫التهرب الض ر ي‬
‫وغيها بدون جمارك لكنها عادت اآلن بعد انقالب ‪ 25‬أكتوبر‬
‫كانت تدخل عربات ر‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫خصما عىل حقوق الشعب‬
‫‪390‬‬
‫مع غياب اليلمان كسلطة رقابية ف ظل نظام برلمان لن ر‬
‫تحيم الحقوق‪ ،‬وهذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫اليلمان الذي يحاسب الوزراء‪ .‬وكان يمكنه أن ر‬
‫يجي‬ ‫الضاع كان يمكن حسمه داخل ر‬
‫اليلمان ي‬
‫غيب الضوابط القانونية‬ ‫والتغيي كقانون‪ ،‬لكن غياب ر‬
‫ر‬ ‫ورقة لجنة الحرية‬
‫لكل الوزراء‪ ،‬ر‬
‫حت وزارة العدل كانت بال قانون كما شهدنا أمس‪.‬‬
‫ال بد من تفادي هذه الشكاالت يف المستقبل‪ ،‬وال أذم الضاع‪ ،‬بل قد يكون محمدة‪،‬‬
‫ا‬
‫يعت الخصومة‪ ،‬بل يحتملوا‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫اختالفهم‬ ‫أن‬ ‫مستقبال‬ ‫لكن الضوري اتفاق الجميع‬
‫لك نستطيع العبور لوضع أفضل‪.‬‬ ‫ر‬
‫بعضهم اآلخر‪ ،‬ويحيموا اآلراء األخرى ي‬
‫مضوي إبراهيم‬
‫والماىل‪ ،‬كيف‬
‫ي‬ ‫المؤسس والفساد الداري‬
‫ي‬ ‫تكلمت يا دكتور عن متالزمة الضعف‬
‫ا‬
‫ستحل قضايا اقتصادية مع متال زمة كهذه أصال؟ واالقتصاد مربوط بالدارة ومع‬
‫وبالتاىل هذه إشكالية أساسية جابهت حكومة الثورة‪ .‬لقد كان علينا‬
‫ي‬ ‫المؤسسات‪،‬‬
‫ر‬
‫حقيق يف بداية الثورة‪ ،‬بإجراء حكومات منتخبة يف المحليات‬ ‫محىل‬ ‫إقامة حكم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫لحي اتخاذ الجراءات المتفق عليها يف الوثيقة‬
‫لنستند عليها يف إدارة الدولة ر‬
‫الدستورية‪ :‬مفوضيتا إصالح الخدمة المدنية ومكافحة الفساد لنخلص من‬
‫المحىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫عي الحكم‬
‫ولحي ذلك نعمل ر‬
‫ر‬ ‫المتالزمة المذكورة ونؤسس لدولة أخرى‪،‬‬

‫تعقيب ابراهيم البدوي‬


‫ر‬
‫الحقيق من هذا النقاش ليس دفاعا عن شخص أو حكومة أو عن الحرية‬ ‫الهدف‬
‫ي‬
‫والتغيي‪ ،‬بل الوصول للدرس المستفاد‪ .‬أبدا من تساؤل د مضوي وقد أجبت عليه‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المشيكة مع د عبد الحليم عيس تيمان وورقة أخرى مرجعية كتبتها يف‬ ‫يف الورقة‬
‫أكتوبر الماض كانت محاولة لمرافعة حول ر‬
‫المشوع االقتصادي الذي كنت أتبناه‬ ‫ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫يف الحكومة‪ .‬واحدة من الدروس المستفادة المهمة جدا بالنسبة للحرية‬
‫الكبي المنشود ال ذي ستكون فيه إن شاء هللا لجان المقاومة واآلخرين‪،‬‬
‫ر‬ ‫وللتحالف‬
‫ينبغ االتفاق حولها‪ .‬لقد تأخرت معالجة االتفاق‬
‫ي‬ ‫أن هناك قضايا سياسية محورية‬
‫‪391‬‬
‫حول الوثيقة الدستورية‪ ،‬وكنت حينها يف القاهرة وعىل تواصل مع د عبد هللا‬
‫وحت أغسطس ‪2019‬م وكذلك مع بعض األخوة يف الحرية‬ ‫ر‬ ‫حمدوك منذ أبريل‬
‫اتيىح‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التغيي‪ ،‬كنت مهتما بموضوع الشكات األمنية والعسكرية فهو موضوع اسي ر ي‬‫ر‬
‫ا‬
‫مقاال ر‬
‫اقيح عىل القادة‬ ‫وخطي جدا‪ ،‬ويمثل مصالح كتب عنها ألكس دي وال‬ ‫ر‬
‫والكوادر القيادية يف األجسام المختلفة قراءته وترجمته‪ ،‬تكلم فيه عن سوق المال‬
‫ياس يف السودان وأثره عىل السياسة السودانية خاصة بعد انفصال الجنوب‪.1‬‬
‫الس ي‬
‫هذا ليس موضوع اقتصاد وال وزير مالية أو ر‬
‫حت رئيس حكومة‪ ،‬بل كان واحدة من‬
‫ينبغ أن تدرج يف صلب الوثيقة‬ ‫ر‬
‫الت كان‬
‫ي‬ ‫غي المكتملة ي‬
‫أهم الثغرات أو االجندة ر‬
‫الدستورية ويتعلق بكيفية تصفية األنشطة االقتصادية التجارية للمؤسسات‬
‫العسكرية واألمنية واألنشطة االقتصادية المختلفة‪.‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫أنت جمعت األخوة يف الحرية‬
‫وكوزير مالية أقض ما استطعت محاولته ي‬
‫(واألخوة يف اللجنة االقتصادية عىل علم بذلك)‪ ،‬برئيس منظومة الصناعات‬
‫الدفاعية وطرحت هذه المواضيع وذكرت أنها تتطلب أن نعمل سويا‪.‬‬
‫واألمر اآلخر هو دور وزارة المالية ووزير المالية كقائد للفريق االقتصادي‪ ،‬وأنا‬
‫لكت لم أترك الوزارة‬
‫بضاحة لدي عالقة وثيقة جدا وعميقة مع عبد هللا حمدوك ي‬
‫لخالف مع رئيس الوزراء يف موضوع إدارة الملف‬
‫ي‬ ‫والتغيي بل‬
‫ر‬ ‫بسبب الحرية‬
‫الت تحدث جراء‬‫ر‬
‫االقتصادي ودور وزير المالية ووزارة المالية‪ ،‬وأرى أن التحوالت ي‬
‫تشيىل‪ ،‬تتطلب‬
‫ي‬ ‫وف أمريكا الالتينية يف‬
‫كبي للدولة‪ ،‬مثلما حصل يف رواندا ي‬
‫انهيار ر‬
‫كي والمركزة والقيادة يف‬ ‫ر‬
‫كبية‪ ،‬تتطلب نوعا من الي ر‬ ‫إحداث تحوالت اقتصادية ر‬
‫القرارات االقتصادية بما يف ذلك يف مواضيع أخرى مهمة بالنسبة لالقتصاد كموضوع‬

‫‪1‬‬
‫‪Alex De Waal, Sudan: A Political Marketplace Framework Analysis, World‬‬
‫‪Peace Foundation, Occasional Paper, No. 19, August 2019‬‬
‫‪http://eprints.lse.ac.uk/101291/1/De_Waal_Sudan_a_political_marketpla‬‬
‫‪ce_analysis_published.pdf‬‬
‫‪392‬‬
‫المحىل يف السودان أن له آثار‬ ‫ر‬
‫فنظرن االقتصادية لموضوع الحكم‬ ‫المحىل‪.‬‬ ‫الحكم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كبية ألنه خلق كيانات هامشية بجانب أنها أحيت القبلية والياعات الجهوية‬
‫سلبية ر‬
‫كبيا ألنها خلقت كيانات ليس له ا والء‬
‫وغيه‪ ،‬لكنها أيضا أضعفت الدولة إضعافا ر‬
‫ر‬
‫وبالتاىل رصورة نقاش العودة للقاليم التاريخية للسباب السياسية‬
‫ي‬ ‫للدولة‪.‬‬
‫واالقتصادية المذكورة‪.‬‬
‫وموضوع ونهضوي لو كانت هناك قيادة‬
‫ي‬ ‫وكان يمكن أن يكون هناك خطاب متفائل‬
‫رأسية متفق عليها ربي مكونات األجسام السياسية المختلفة تقوم بتطوير خطاب‬
‫ر‬
‫يستشف آمال المستقبل ويطمي النخبة بالضافة للقاعدة الشعبية‪ .‬لقد عمل‬
‫النظام البائد لمدة ‪ 30‬سنة‪ ،‬وقد شاركت يف كتاب مهم صدر عام ‪2016‬م حرره د‬
‫عىل‪ ،‬بعنوان ”استقالل السودان ستون عاما من التجربة والخطأ‬
‫حيدر إبراهيم ي‬
‫السياس لنظام ”النقاذ“‬
‫ي‬ ‫‪ 1“2016-1956‬بورقة عن الجانب االقتصادي واالقتصاد‬
‫التدمي الذي حصل للمؤسسات وللدولة السودانية‪ ،‬والزبائنية‬
‫ر‬ ‫البائد‪ ،‬وأعتقد أن‬
‫السياس كما قال أليكس دي وال‪ ،‬بلغ درجة‬
‫ي‬ ‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬وسوق المال‬
‫ر‬
‫يأن‬
‫كانت تتطلب تهيئة المجتمع وإدارة توقعاته‪ ،‬ليعلم أن الصالح االقتصادي لن ي‬
‫ئيسيي يف‬
‫ر‬ ‫المساهمي الر‬
‫ر‬ ‫بنتائج شيعة‪ ،‬وكما قال محمد المجت رت الذي كان من‬
‫ر‬
‫الت انشأناها يف وزارة المالية‪ ،‬فإن االستعجال ومحاولة البحث‬
‫األبحاث االقتصادية ي‬
‫كبية جدا‪.‬‬‫عن ترتيبات مؤقتة لها آثار سلبية ر‬
‫والتغيي عليها أن تراجع مسألة لجنة الطوارئ االقتصادية العليا‪،‬‬
‫ر‬ ‫وأرى أن الحرية‬
‫وشخصيا كنت حينها يف السويد لحضور اجتماع أصدقاء السودان‪ ،‬وقد فوجئت‬

‫‪ 1‬إبراهيم البدوي‪ ،‬السودان وأزمة االقتصاد والتنمية‪ ،‬نحو رؤية تنموية عادلة ومستدامة‪ ،‬يف‪ :‬حيدر‬
‫عىل (تحرير)‪ ،‬استقالل السودان ستون عاما من التجربة والخطأ‪ ،2016-1956‬مركز‬ ‫إبراهيم ي‬
‫الدراسات السودانية‪ ،‬القاهرة‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪393‬‬
‫كبية جدا صارت أمرا واقعا وأعطت انطباعا أن قضايا اقتصادية‬
‫بها‪ ،‬وكانت كارثة ر‬
‫معقدة يمكن معالجتها بإجراءات أمنية‪ ،‬مما كشف رصورة وجود رؤية ر‬
‫اسياتيجية‪.‬‬
‫ر‬
‫عالقت بمشاري ع التنمية االقتصادية‬ ‫تحدث البعض عن تشع‪ ،‬وشخصيا فإن‬
‫ي‬
‫كبي من الدول امتدت عىل مدى ‪ 30‬سنة‪ ،‬وأعتقد أن ر‬
‫المشوع‬ ‫والتحوالت يف عدد ر‬
‫السياس وكيف يكون‬
‫ي‬ ‫المصمم يستحق دراسة منهجية علمية من رؤية االقتصاد‬
‫لدينا برنامج متكامل فيه عدة جوانب‪ .‬الدولة كانت منهارة‪ ،‬ووصلت األمور ألوضاع‬
‫ر‬
‫الت كان فيها والة‬ ‫ر‬
‫كارثية‪ ،‬وكذا مرة رئيس الوزراء أرسل يىل والة‪ ،‬خاصة يف الفية ي‬
‫لك‬ ‫عسكريون بمطالبات أعجزتهم‪ .‬كان ي‬
‫واىل بورتسودان يحتاج إىل ‪ 5‬مليون دوالر ي‬
‫تواصل الباخرة ر‬
‫اليكية إنتاج الكهرباء لبورتسودان‪ ،‬وجاء مقدما استقالته ألنه ال‬
‫يستطيع تحمل بقاء الميناء ومدينة بورتسودان ذات الخصوصية بال كهرباء‪ ،‬وقس‬
‫القوم‪.‬‬
‫ي‬ ‫والضعي وكلها مدن خارج الخط‬
‫ر‬ ‫عىل ذلك نياال والجنينة والنهود‬
‫اع كان يريد عمل صوامع واتفق مع جمهورية روسيا البيضاء وكانت تكلف‬
‫البنك الزر ي‬
‫‪ 70‬مليون دوالر لكنها لم تكن موجودة‪ .‬عملنا شغل يف وزارة المالية توب ع من قبل‬
‫لجنة الطوارئ‪ ،‬بعض األخوة اشتغلوا يف موضوع الميناء للحصول عىل معدات‬
‫للتحسي ولم يكن هناك مال‪.‬‬
‫ر‬ ‫للميناء يف حدود ‪ 270‬مليون دوالر‬
‫الدوىل وصندوق النقد‬
‫ي‬ ‫حينما استلمت الوزارة ذهبت لالجتماع السنوي للبنك‬
‫الدوىل‪ ،‬وكانت لدينا مديونية ‪ 15‬مليون دوالر مستحقة يف شكل متأخرات عىل‬
‫ي‬
‫العرن رئيسه وقتها‬
‫ري‬ ‫واالجتماع‪ ،‬والصندوق‬
‫ي‬ ‫العرن لإلنماء االقتصادي‬
‫ري‬ ‫الصندوق‬
‫محيمة هو الشيخ عبد اللطيف الحمد الذي كان رئيس مجلس األمناء‬ ‫شخصية ر‬

‫استالم للوزارة مديره‪ ،‬فكتب يىل وقال يىل‬


‫ي‬ ‫لمنتدى البحوث االقتصادية‪ ،‬وكنت قبل‬
‫إننا لسنا مقيدين بالعقوبات األمريكية‪ ،‬لكن حسب قانوننا فإن أي دولة عندها‬
‫متأخرات ال نستطيع إعطاءها منحا وقروضا جديدة‪ ،‬ونفس ر‬
‫السء الدكتور عبد‬
‫ي‬
‫العرن الذي كان يمول الدارة المهنية‬
‫ري‬ ‫الرحمن الحميدي المدير العام لصندوق النقد‬
‫‪394‬‬
‫والسودان مستفيد من هذا التمويل‪ ،‬وكانت لدينا ‪ 7‬مليون متأخرات لم ندفعها‪.‬‬
‫اليام بالعقوبات األمريكية لكن ر‬
‫اليامها بنظمها‬ ‫فالصناديق العربية ليس لديها ر‬

‫األساسية يجعلها ال تدفع ألي دولة عندها متأخرات‪ .‬فالوضع حقيقة كان كارثيا‬
‫كثية يف هذا الشأن‪.‬‬‫وهناك قصص ر‬
‫الت ذكرتها‪.‬‬‫ر‬ ‫بالتاىل دخلنا ف موضوع ر‬
‫موضوع متعلق بالحزمة ي‬
‫ي‬ ‫اليشيد كبديل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كباس إسماعيل‬‫ر‬ ‫اتت بالتضخم فارجعوا لدراسة دكتور‬
‫ي‬ ‫أما موضوع ربط الهيكل الر ر ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫لمؤش كلفة المستهلك‪ ،‬ووجد أن التضخم‬ ‫من جامعة الخرطوم‪ ،‬وقد أجرى تحليال‬
‫األساس كان عائدا الرتفاع أسعار السلع الغذائية وكانت مرتبطة ارتباطا أساسيا بعدم‬
‫ي‬
‫تنافسية المصدر‪ .‬أي واحد يسأل أصحاب المزارع يف الخرطوم يذكرون له أنهم بعد‬
‫بيع إنتاجهم يف السوق المركزي يجدونه تضاعف يف سعر التجزئة ثالث أو أرب ع‬
‫مرات‪.‬‬
‫أكي وإدارة للتوقعات‪ .‬لكن دائما ر‬
‫العية بالنتائج‪،‬‬ ‫كبي وتنسيق ر‬
‫ينبغ القيام بعمل ر‬
‫كان ي‬
‫اليوفيسور‬
‫عام ‪ 2006‬و‪2007‬م مع ر‬ ‫ر‬
‫الدوىل بصورة مباشة يف ي‬
‫ي‬ ‫كنت أعمل يف البنك‬
‫الدوىل‪ ،‬وكان قبلها رئيس‬ ‫ر‬
‫جسي رلي ‪ Justin Lin‬رئيس اللجنة االقتصادية يف البنك‬
‫ي‬
‫الصيت‬
‫ي‬ ‫الشيوع‬
‫ي‬ ‫الصيت‪ ،‬وأعلم أن الحزب‬
‫ي‬ ‫الشيوع‬
‫ي‬ ‫الكتلة االقتصادية للحزب‬
‫الكىل لعادة‬
‫أكي المؤثرات يف االقتصاد ي‬
‫الكبي بسعر الضف‪ ،‬فهو من ر‬
‫حقق التحول ر‬
‫توجيه االستثمارات يف االقتصاد‪.‬‬
‫غي قابلة للتجارة الدولية‪،‬‬
‫دان طفيليا يعتمد عىل القطاعات ر‬
‫كان االقتصاد السو ي‬
‫مشوع الجزيرة‪ ،‬ألنه من‬ ‫وعىل الخدمات الحضية بالذات‪ ،‬ولهذا السبب انهار ر‬
‫األفضل للمزارع أن يفتح مطعما أو مقىه ف مدن عىل أن يعمر ر‬
‫مشوعه ألن سعر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الضف كان معاكسا للمردود االقتصادي للنشطة االقتصادية الصناعية والزراعية‪،‬‬
‫وهذا أمر مهم جدا‪ ،‬ننظر له ليس كتثبيت للتضخم‪ ،‬ولكن لدارة االستثمارات ربي‬

‫‪395‬‬
‫القطاعات االقتصادية‪ ،‬ونسغ لمحارصة وتقليل اآلثار التضخمية بالعمل عن طريق‬
‫ر‬
‫سلعت“ كبداية عىل األقل‪.‬‬ ‫موضوع ”‬
‫ي‬
‫لدي طلب ورجاء مهم ورصوري وهو أن ننظر لالقتصاد كعلم مكتمل األركان‪ ،‬وهو‬ ‫ي‬

‫التأثي يف الظاهرة‬ ‫معقد جدا ر‬


‫أكي من العلوم الطبيعية‪ ،‬فمن الصعب جدا أن تحدد‬
‫ر‬
‫وغيها صارت هناك معامل‪،‬‬ ‫االقتصادية‪ ،‬لذلك يف الجامعات المتقدمة يف هارفارد ر‬
‫ر‬
‫الطبق ‪ ،‬يتم فيها عزل التدخل السياسوي‬ ‫كمعمل مكافحة الفقر‪ ،‬ومعمل التفاوت‬
‫ي‬
‫نعتي االقتصاد علما‪ ،‬مثله‬
‫ينبغ أن ر‬
‫ي‬ ‫كثية‪.‬‬
‫متغيات ر‬
‫ر‬ ‫أي بحث سياسة معينة ضمن‬
‫مثل العلوم التخصصية األخرى‪ ،‬وقد استمعت لمهندس يحتج عىل تبسيط الناس‬
‫وتأثيه عىل النقل النهري‪ ،‬فلكل علم متخصصوه‪.‬‬
‫ألمر سد النهضة ر‬
‫ر‬
‫استشافيا مستقبليا مهما يف دورة الحماية‬ ‫مشوع دعم األش أصبح ر‬
‫مشوعا‬ ‫مثال ر‬

‫فلسطي وكينيا وتركيا والسعودية أثبتت‬ ‫ر‬


‫الت أجريت يف‬
‫ر‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ألن التجارب ي‬
‫ه أفضل وحدة يف المجتمع لتحديد احتياجاتها وتحديد مستقبلها‬
‫أن األشة ي‬
‫وبالتاىل نتج عن توظيف هذا التحليل نتائج إيجابية جدا يف االقتصادات‬
‫ي‬ ‫االقتصادي‬
‫المحلية لهذه الدول‪.‬‬
‫ميانية ‪2020‬م ركزت عىل‬
‫السودان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫تحدث أحد شباب لجان المقاومة عن الريف‬
‫السودان‪ ،‬وموضوع دعم األش‬ ‫التعليم والصحة وهما من ر‬
‫أكي األشياء أهمية للريف‬
‫ي‬
‫ا‬
‫السودان‪ .‬أنا مثال من كردفان‪ ،‬حيث لو جاء‬
‫ي‬ ‫كذلك له عالقة قوية جدا بالهامش‬
‫للعاملي يف الزراعة المطرية‪ ،‬فإنهم يخرجون الولد والبنت من‬
‫ر‬ ‫الخريف سيئا‬
‫خطية ذات‬
‫ر‬ ‫وه ظاهرة‬
‫المدرسة ليعمال مع األشة‪ ،‬مما يؤدي لظاهرة فقر األجيال‪ ،‬ي‬
‫عالقة ر‬
‫مباشة بالياعات‪ .‬واألش يف قرية نائية متأثرة بالياعات يف دارفور وجنوب‬
‫كردفان والنيل األزرق عالقتها بالسلطة المركزية يف الخرطوم وبالنخبة عالقة عنف‬
‫عي الهاتف النقال للش‪ ،‬وهو هدف كنا نسغ‬
‫وقتل‪ ،‬لكن إزاء حدث كتحويل الدعم ر‬
‫لتعميمه عىل األش يف األرياف‪ ،‬حيث تستلم أشة من ‪ 6‬أفراد ‪ 3‬ألف جنيها سودانيا‪،‬‬
‫‪396‬‬
‫فهذا يكون أهم حدث للشة يف مقومات اقتصاد القرية يحدد العالقة ربي الحكومة‬
‫تحسي معيشتها وإتمام دراسة أبنائها‪.‬‬
‫ر‬ ‫وبي الهامش ويمكن األشة من‬
‫يف الخرطوم ر‬
‫صحق عقد بدار األمة‪ ،‬أنها ال‬
‫ي‬ ‫والتغيي وحديثها مؤخرا يف مؤتمر‬
‫ر‬ ‫إن خطوة الحرية‬
‫ه خطوة‬
‫كبية وتسغ إىل تكوين كيان‪ ،‬ي‬
‫ه جزء من كتلة ثورية ر‬
‫تملك تفويضا‪ ،‬بل ي‬
‫السياس واالقتصادي والداري بقدر‬
‫ي‬ ‫مهمة جدا‪ ،‬فمن الضوري أن يكون الخطاب‬
‫ويعط رسالة واضحة وقوية جدا لقوى الثورة والقاعدة‬
‫ي‬ ‫المكان متفقا عليه‪،‬‬
‫السودان‪ ،‬فهناك اآلن رصاع ربي قوى الردة‬
‫ي‬ ‫الشعبية وللشباب بالذات وللهامش‬
‫مشوع اقتصادي‬ ‫الستالم الريف السودان والقوى التقليدية السودانية‪ .‬وال بد من ر‬
‫ي‬
‫مشوع دعم األش مهم جدا لمكافحة الفقر ولعادة التعامل‬ ‫إيجان وأزعم أن ر‬
‫ري‬
‫اليجان مع الهامش يف السودان‪.‬‬
‫ري‬
‫حينما كنت يف الحكومة كنت مهتما برؤية إعادة هيكلة الخدمة المدنية باالستفادة‬
‫من الشباب‪ ،‬فالخدمة المدنية الموجودة اآلن خاصة الذين وصلوا أعمار ‪ 55‬سنة‬
‫غي قادرة عىل التوافق‬ ‫وه متكلسة ر‬‫فما فوق هم من ضحايا نظام ”النقاذ“‪ ،‬ي‬
‫الت أصبحت تشكل اقتصاديات يف العالم يف الدول من‬‫ر‬
‫والتعامل مع الثورة الرقمية ي‬
‫حولنا‪ ،‬وصار التعامل مع المنصات الرقمية مهما جدا يف نظم الحماية االجتماعية‬
‫الماىل‪ ،‬ومع كل الملفات‪ .‬فلماذا ال نفكر يف مصافحة ذهبية يتم‬
‫ي‬ ‫والخدمات والنظام‬
‫عيها إحاللهم بقوى شبابية حديثة ألن االقتصاد الجديد لن يكون االقتصاد القديم‬
‫ر‬
‫الذي نعرفه؟‬

‫‪397‬‬
‫الباب الثامن‪ :‬اتفاق جوبا لسالم السودان‬

‫الض‬
‫ي‬ ‫الدكتور يوسف آدم‬

‫‪398‬‬
399
‫الباب الثامن‬
‫اتفاق جوبا لسالم السودان‬
‫الض‬
‫ي‬ ‫الدكتور يوسف آدم‬
‫المقدمة‬
‫لم تكن قضية الحرب والسالم يف السودان‪ ،‬إال واحدة من عناوين األزمة األبرز‪،‬‬
‫الفية االستعمارية ومخلفاتها‪ ،‬بل وصناعتها وفق فلسفة‬ ‫لكونها امتدادا لحقبة ر‬

‫الدول االستعمارية يف اللعب بالتناقضات وتطبيق نظرية (الضب أسفل الجدار)‪.‬‬


‫إن هذا الوضع المأزوم الذي كان سائدا يف الجنوب تحديدا‪ ،‬تم ترحيله إىل وضع‬
‫الت تزحم طاولة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫االنتقال عشية االستقالل‪ ،‬ليصبح واحدا من عشات المهام ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫المدن‪ ،‬الذي رفع العلم وبدأ يف السودنة والتخلص من آثار الدولة ي‬
‫ي‬ ‫المجلس‬
‫االنجلي لخدمة مصالحهم‪ ،‬سواء أكان ذلك عىل مستوى المشاري ع‬
‫ر‬ ‫صممها‬
‫اط‪ ،‬أو يف شكل‬
‫البيوقر ي‬
‫االقتصادية‪ ،‬أو عىل مستوى جهاز الدولة والخدمة المدنية ر‬
‫كي التنموي عىل المدن والمناطق‬ ‫ر‬
‫الحفاظ عىل األوضاع االجتماعية بما فيها الي ر‬
‫الحضية‪ ،‬وتهمش الريف والمناطق الطرفية‪.‬‬
‫إن هذا الوضع جعل قضية الجنوب تأخذ مناح ر‬
‫شت‪ ،‬ما ربي الحسم العسكري وما‬ ‫ٍ‬
‫ربي حلول تتداخل مع القضايا األخرى‪ ،‬وهكذا ظل المسغ المتأرجح يزيد يف كل‬
‫وتنام ظاهرة الحرب‪ ،‬يف إطار البحث عن حلول جذرية‪ ،‬وقد‬
‫ي‬ ‫وقت من رصاوة‬
‫الت تجاوزت ر‬
‫فيتها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عي االنقالبات ي‬
‫تفاقمت أكي عندما سيطر العسكر عىل السلطة ر‬
‫الخمسي عاما‪ ،‬بحيث لم يكتفوا فقط بمحاولة إخضاع هذه المناطق والفصائل‬
‫ر‬
‫عي الحرب فحسب‪ ،‬وإنما عطلوا التنمية يف هذه المناطق بحسبانها تمثل‬
‫المسلحة ر‬

‫‪400‬‬
‫حواضن للتمرد‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن هذا النوع من الحروب عندما يكون مشحه‬
‫المدنيي‪ ،‬وهذا‬
‫ر‬ ‫أكي الضحايا فيه من‬
‫داخل المكونات االجتماعية والقبلية‪ ،‬يكون ر‬
‫مما أدى إىل توسع دائرة الحرب‪ ،‬وتفري خ مزيد من حركات الكفاح المسلح‪.‬‬
‫ونتيجة لالنتهاكات وطول أمد هذه الحرب حصل تطور يف مسار هذه المواجهات‪،‬‬
‫فقد تجمعت هذه الفصائل يف إطار حركات مسلحة‪ ،‬طرحت شعارات التحرير‬
‫والعدالة ورصاع المركز والهامش‪ ،‬ورصاعات األرض والهوية‪ ،‬والسلطة ر‬
‫واليوة‪ ..‬إلخ‬
‫يف مواجهة المظالم التاريخية‪ ..‬إىل جانب طرح نظرتها لنظام الحكم والذي تطور‬
‫من الدعوة إىل الفيدرالية‪ ،‬إىل طرح أشكال أخرى مثل المشورة الشعبية والحكم‬
‫المصي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الذان‪ ،‬ثم حق تقرير‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫الدوىل السائد‪ ،‬وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وجدت هذه‬
‫ي‬ ‫وضمن المناخ‬
‫الحركات ضالتها يف التدويل والوصول إىل المنظمات الدولية ومخاطبة المجتمع‬
‫والمآس النسانية يف هذه المناطق‪ ..‬ونتيجة لتعنت األنظمة‬
‫ي‬ ‫الدوىل عن االنتهاكات‬
‫ي‬
‫الوطنية‪ ،‬سيما نظام ’النقاذ‘‪ ،‬انهالت عىل البالد سلسة من العقوبات والقرارات‬
‫الدولية وص لت إىل مرحلة العزلة التامة‪ ،‬وبالضغوط الدولية والقليمية توصل هذا‬
‫النظام إىل توقيع اتفاقيات سالم معزولة‪ ،‬ما لبثت أن انهارت تباعا‪ ،‬بعد أن أفقدت‬
‫البالد جزءا عزيزا بانفصال الجنوب‪ ،‬وعودة الحركات األخرى أدراجها ليبدأ الضاع‬
‫ر‬
‫من جديد‪ .‬إن قضية تحقيق واستدامة السالم‪ ،‬ي‬
‫الت ظلت عصية المنال منذ‬
‫األساس نحو تحقيق سودان الحرية والسالم‬
‫ي‬ ‫االستقالل ظلت وستظل المفتاح‬
‫ر‬
‫واتفاقيت السالم‬ ‫والعدالة‪ ،‬فكل االتفاقيات السابقة بدءا باتفاق أديس أبابا ‪1972‬م‪،‬‬
‫ي‬
‫من الداخل (الخرطوم فشودة) يف ‪1997‬م‪ ،‬واتفاقية جنوب كردفان‪ ،‬سويشا‬
‫‪2002‬م‪ ،‬واتفاقية نيفاشا ‪ 2005‬م‪ ،‬ثم اتفاقيات دارفور المتعددة من أبوجا إىل‬
‫الدوحة‪ ،‬واتفاقية رشق السودان ر‬
‫وغيها؛ لم تحقق سالما مستداما يف السودان‪.‬‬
‫لماذا فشلت اتفاقيات السالم السابقة؟‬
‫‪401‬‬
‫ديسمي العظيمة‪ ،‬ولتحقيق ما يؤدي لسالم‬
‫ر‬ ‫لقد مثل السالم أولية يف حكومة ثورة‬
‫التاريىح‪ ،‬لماذا فشلت كل‬
‫ي‬ ‫مستدام‪ ،‬كان ال بد من محاولة الجابة عىل السؤال‬
‫اتفاقيات السالم السابقة؟! ولماذا انهارت ولم يبق لها من أثر‪ ،‬بل إن أخطر ما فيها‪،‬‬
‫المصي‪..‬‬
‫ر‬ ‫أنها لم تحصن البالد من االنفصال‪ ،‬ومن ازدياد الدعوة نحو حق تقرير‬
‫لذلك ودون الخوض يف شديات تاريخية وتفصيلية سوف ن حاول الشارة ألهم وأبرز‬
‫ر‬
‫الت أدت إىل الفشل واالنهيار‪:‬‬
‫االسباب ي‬
‫‪ ‬أنها كانت توقع مع األنظمة الشمولية والدكتاتورية واالستبدادية لذلك ال تجد البيئة‬
‫الت يتوطن عليها السالم يف ظل مالحقات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الصالحة واليبة الديمقراطية الخصبة ي‬
‫وكبت للحريات‪ ،‬فالسالم يحتاج إىل حوارات عميقة ولثقافة تخاطب وجدان‬
‫المجتمع‪ ،‬وبناء يزيل الفوارق الطبقية والتنموية ويقود إىل المصالحات المجتمعية‬
‫بإبراز الخصائص اليجابية من أجل التعايش واالستقرار والوحدة‪.‬‬
‫‪ ‬غياب أو ضعف الرادة السياسية لتطبيق ما يتم االتفاق عليه‪ ،‬وذلك ألنها يف الغالب‬
‫تتم وفقا لرغبات وعمليات تسوية سياسية يغلب عليها طابع المحاصصات‬
‫غي الشفافة‪.‬‬
‫والمفاوضات ر‬
‫ر‬
‫‪ ‬أن كل االتفاقيات ي‬
‫الت تم التوقيع عليها اتسمت بكونها اتفاقيات جزئية بحيث غاب‬
‫الحقيقيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫عنها السالم الشامل‪ ،‬كما اتسمت بالفوقية لغياب أصحاب المصلحة‬
‫أي أولئك الذين تضروا من ويالت الحروب وآثارها‪ ..‬كما حملت ر‬
‫الكثي من المعايب‪،‬‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫أبرزها استئثارها بالسلطة مع الشيك اآلخر‪ ،‬وعدم فتح االتفاق للقوى األخرى ي‬
‫يأن إال من خالل إسقاط‬ ‫ر‬
‫تناضل بوسائل أخرى نحو السالم الشامل والذي ال ي‬
‫الت رييعرع فيها السالم‪.‬‬
‫ر‬
‫االنظمة الشمولية وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية ي‬
‫‪ ‬أنه غالبا ما تلعب الضغوط الدولية من خالل سياسة العصا والجزرة يف الدفع‬
‫بأطراف الياع لقبول خيار السالم دون قناعة ذاتية كافية بمحتوى االتفاقية‪ ،‬فقد‬
‫والقليم ليس ببعيد عىل ساحة الضاع سواء كان ذلك بدعوة‬
‫ي‬ ‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫ظل التدخل‬
‫‪402‬‬
‫من أطراف الياع‪ ،‬أو من خالل آثارها العابرة للحدود يف شكل عمليات اليوح‬
‫واللجوء الواسعة‪ ،‬هذا إىل جانب مصالح هذه الدول يف هذه المناطق ورصاعها عىل‬
‫ر‬
‫واسياتيجيتها يف هذه المنطقة‪..‬‬ ‫ر‬
‫الت تؤمن أوضاعها‬
‫المواقع الحيوية ي‬
‫‪ ‬الفشل التار ي‬
‫يىح يف ربط السالم‪ ،‬بالديمقراطية والتنمية‪ ،‬أدى إىل العودة المتكررة إىل‬
‫وبالتاىل الفشل يف استدامة السالم وتحقيق االستقرار‬
‫ي‬ ‫الحرب عند نهاية كل اتفاقية‪،‬‬
‫واألمت يف البالد‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫ر‬
‫‪ ‬لقد تعددت فيات انتقالية فاشلة وذلك لعدم الوفاء بمستحقات السالم وعدم‬
‫مخاطبة الظالمات التاريخية وجذور األزمة‪.‬‬
‫‪ ‬هناك ظاهرة أن السالم ال يبدأ إال بعد التوقيع عىل االتفاقية‪ ،‬وهذا مما يفوت فرصا‬
‫ر‬
‫المباش مع‬ ‫والتعاط‬ ‫مهمة لبناء قاعدة السالم واستقبال العائدين إىل أرض الوطن‬
‫ي‬
‫تفاصيل ويوميات السالم‪.‬‬
‫ر‬
‫واستاتيجية ومراحل تحقيق السالم‪:‬‬ ‫منهج‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬انطالقا مما ورد ف الفصل الخامس ر‬
‫عش من الوثيقة الدستورية والخاصة‬ ‫ي‬
‫بقضايا السالم الشامل‪ ،‬والمحدد يف المواد (‪ ،69 ،68‬و‪ )70‬بأن تعمل أجهزة الدولة‬
‫ف ر‬
‫الفية االنتقالية عىل إنفاذ المهام اآلتية‪:‬‬ ‫ي‬
‫‪ ‬تحقيق السالم العادل والشامل وإنهاء الحرب‪ ،‬بمخاطبة جذور األزمة السودانية‬
‫التدابي التفضيلية المؤقتة للمناطق المتأثرة‬
‫ر‬ ‫ومعالجة آثارها‪ ،‬مع الوضع يف االعتبار‬
‫بالحرب‪.‬‬
‫‪ ‬األولوية التفاق السالم الشامل يف مدة ال تتجاوز ستة أشهر من تاري خ التوقيع عىل‬
‫االتفاق‪.‬‬
‫‪ ‬العمل عىل وقف العدائيات يف مناطق الياعات وبناء عملية السالم الشامل والعادل‬
‫من خالل فتح الممرات والوصول إىل المساعدات االنسانية وإطالق شاح األشى‬
‫والمحكومي بسبب الحرب وتبادل األشى‪.‬‬
‫ر‬
‫‪403‬‬
‫‪ ‬إصدار العفو العام يف األحكام الصادرة ضد القيادات السياسية وأعضاء الحركات‬
‫المسلحة بسبب عضويتهم فيها‪.‬‬
‫‪ ‬البدء يف إنفاذ إجراءات العدالة االنتقالية والمحاسبة عىل الجرائم ضد النسانية‬
‫المتهمي إىل المحاكم الوطنية والدولية‪.‬‬
‫ر‬ ‫وجرائم الحرب وتقديم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تمت مصادرتها بسبب الحرب‬ ‫‪ ‬إرجاع الممتلكات ي‬
‫الت تخص التنظيمات واألفراد ي‬
‫وفق القانون‪.‬‬
‫والالجئي ‪،‬‬ ‫للنازحي‬ ‫بالمعايي الدولية ذات الصلة بتعويض وإعادة الممتلكات‬ ‫ر‬
‫االليام‬ ‫‪‬‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وضمان حق مشاركتهم يف االنتخابات العامة والمؤتمر الدستوري‪.‬‬
‫وتشمل القضايا الجوهرية لمفاوضات السالم اآل ر ين‪:‬‬
‫اليتيبات األمنية ‪ -‬العودة الطوعية والحلول‬ ‫خصوصية المناطق المتأثرة بالحرب ‪ -‬ر‬

‫والالجئي ‪ -‬المواطنة المتساوية ‪ -‬نظام الحكم والعالقة‬


‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬ ‫المستدامة لقضايا‬
‫بي المركز واألقاليم ‪ -‬قضايا األرض والحواكي ‪ -‬عدالة توزي ع السلطة ر‬
‫واليوة ‪-‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التنمية العادلة والمستدامة ‪ -‬إعادة إعمار المناطق المتأثرة بالحرب ‪ -‬التعويضات‬
‫وإعادة الممتلكات ‪ -‬العدالة االنتقالية والمصالحة ‪ -‬الوضع الداري للواليات ‪ -‬أي‬
‫قضايا أخرى تحقق عملية السالم الشامل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬إعالن جوبا إلجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض‪( :‬مرحلة ما قبل‬

‫التفاوض)‪ .‬لقد جاء هذا العالن كمرحلة تسبق التفاوض ي‬


‫وه مرحلة بناء الثقة‬
‫وتهيئة األجواء للتفاوض من خالل التحول يف السلوك والممارسة السياسية تجاه‬
‫عي خطوات عملية وإجراءات وقرارات وسياسات ذات رسائل إيجابية‬
‫كل طرف ر‬
‫لتأكيد أولوية السالم‪.‬‬
‫طرف االتفاق بضورة تهيئة المناخ وبناء الثقة فيما‬ ‫لذلك جاء ف االعالن‪ :‬ر‬
‫الياما من‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بينهما‪ ،‬والدفع بعملية السالم‪ ،‬فإن حكومة السودان ستقوم بالتنفيذ الفوري‬
‫ر‬
‫الت وردت يف الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫لجراءات بناء الثقة واستحقاقات السالم ي‬
‫‪404‬‬
‫سبتمي‬ ‫عش من شهر‬ ‫فإن االجتماع الذي انعقد ف ر‬
‫الفية من التاسع إىل الحادي ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫االنتقاىل‬
‫ي‬ ‫‪2019‬م ربي وفد حكومة السودان وحركة جيش تحرير السودان المجلس‬
‫‪ -‬مؤتمر البجا المعارض ‪ -‬الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة‪ -‬حركة تحرير‬
‫اط الجبهة الثورية‪ -‬وتجمع قوى تحرير السودان‬‫كوش‪ -‬الحزب االتحادي الديمقر ي‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫فقد اتفقوا عل ي‬
‫عش‬‫‪ -‬التنفيذ الفوري لجراءات بناء الثقة الواردة ف المادة (‪ )67‬ف الباب الخامس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫من الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م مع وضع اآلليات المناسبة للتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين لجان ر‬
‫مشيكة لتنفيذ المهام التالية‪:‬‬
‫المحكومي ما لم يكون هناك حق‬
‫ر‬ ‫‪ ‬لجنة لمتابعة إطالق شاح جميع االشى و‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة لمتابعة وقف إجراءات وقف العدائيات والمسائل النسانية مع اعتماد‬
‫آليات للمراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة لمتابعة ر‬
‫اليتيب لمفاوضات السالم واالعداد لها والتنسيق ربي مسارات‬
‫التفاوض بآليات مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬كما وافق وفد الحكومة السودانية عىل القيام بالجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إلقاء قوائم المحظورين من السفر ألسباب متعلقة بالحرب‪.‬‬
‫اض الوالية‬ ‫‪ ‬مراجعة القرارات الصادرة بشأن أر ي‬
‫اض السدود والقرار رقم (‪ )206‬ألر ي‬
‫ر‬
‫الت منحت للمستثمرين‪.‬‬
‫الشمالية ي‬
‫ر‬
‫لحي الوصول التفاق سالم‪.‬‬
‫وتعيي الوالة ر‬
‫ر‬ ‫‪ ‬إرجاء تكوين المجلس التش ي‬
‫يغ‬

‫‪ ‬تم االتفاق عىل أن تكون أطراف التفاوض مع حكومة السودان ي‬


‫ه‪:‬‬
‫‪ ‬الجبهة الثورية وتجمع قوى تحرير السودان‪.‬‬
‫‪ ‬الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو‪.‬‬
‫‪ ‬حركة تحرير السودان‪ /‬بقيادة عبد الواحد محمد نور‪.‬‬
‫‪405‬‬
‫‪ ‬أي أطراف أخرى يتم ضمها باالتفاق ربي حكومة السودان وأي من األطراف‬
‫األساسية المذكورة أعاله‪.‬‬
‫اتفق الطرفان عىل أن تكون هناك مسارات لمخاطبة خصائص مناطق الحرب يف‬
‫والمنطقتي ر‬
‫وشق وشمال السودان‪.‬‬ ‫ر‬ ‫دارفور‬
‫كما تم االتفاق عىل أن تبدأ المفاوضات يف ‪2019/10/14‬م عىل أن يتم التوقيع يف‬
‫أو قبل يوم ‪2019/12/14‬م ويكون التفاوض برعاية حكومة جنوب السودان‪.‬‬
‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫إال أن هذا االتفاق لم يتحقق يف مواعيده لذلك تم تجديده ليصبح من ‪14‬‬
‫‪2019‬م إىل ‪ 15‬رفياير ‪2020‬م‪ .‬وقد تم التوقيع عليه من حكومة السودان وأطراف‬
‫ديسمي ‪2019‬م‪.‬‬
‫ر‬ ‫عملية السالم يف جوبا بتاري خ ‪14‬‬
‫ولتنفيذ إعالن جوبا لجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض اجتمعت اللجنة الفنية‬
‫الطرفي وقررت تشكيل لجنة فتح المسارات‬
‫ر‬ ‫بتاري خ ‪ 17‬أكتوبر ‪2019‬م من‬
‫االنسانية ووقف العدائيات ‪ -‬كذلك تسمية أعضاء لجنة متابعة إطالق شاح االشى‬
‫تضمي موضوع مسار الوسط يف القضايا ذات الخصوصية بما ال يؤدي إىل‬
‫ر‬ ‫‪ -‬كما تم‬
‫مني الوساطة‪ ،‬فيما يتعلق بالتفويض وحشد‬
‫فتح إعالن جوبا‪ ،‬هذا إىل جانب دعم ر‬
‫الدوليي لتنفيذ اتفاق السالم‪ ،‬واألطراف المسهلة‬
‫ر‬ ‫الموارد والدعم القليم ر‬
‫والشكاء‬ ‫ي‬
‫للتفاوض والتفاكر حول تطوير إعالن جوبا التفاق إطاري‪.‬‬
‫مشيك لتجديد وقف العدائيات وذلك بتأكيد الرغبة لتعزيز السالم‬ ‫ر‬ ‫كما تم إعالن‬
‫ر‬
‫واالليام بالتهدئة الكاملة للياع‬ ‫يف كل أنحاء السودان ورصورة إنهاء الضاع المسلح‬
‫يف كل مناطق الياع ألغراض مخاطبة االحتياجات النسانية بصورة فعالة‪ ،‬وتحقيق‬
‫حي‬
‫السالم العادل الذي يخاطب جذور األزمة وإفرازاتها‪ ،‬وقد دخل هذا العالن ر‬
‫التنفيذ مساء ‪ 19‬أكتوبر لمدة ثالثة أشهر ويشمل نطاق وقف العدائيات يف جميع‬
‫أنحاء مناطق الياع يف السودان‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫سياس ربي حكومة السودان والجبهة‬
‫ي‬ ‫وف ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2019‬تم التوقيع عىل إعالن‬
‫ي‬
‫الثورية السودانية‪ ،‬تم التأكيد فيه عىل السالم باستكمال مطلوباته الضورية‪ ،‬وأقر‬
‫تقتض وقف الحرب وتحقيق السالم‬
‫ي‬ ‫ديسمي‬
‫ر‬ ‫الطرفان أن استكمال مطلوبات ثورة‬
‫اط‪ .‬كما تم االتفاق عىل أن تكون بنود أجندة‬
‫والعدالة واالنتقال نحو الحكم الديمقر ي‬
‫يىل‪:‬‬
‫التفاوض كما ي‬
‫‪ ‬القضايا القومية وتشمل (المواطنة‪ ،‬قضايا التنمية‪ ،‬وتوزي ع الموارد وتخصيصها‪،‬‬
‫وغيها من القضايا الجوهرية)‪.‬‬ ‫ر‬
‫قضايا الحكم واالدارة‪ ،‬اليتيبات االمنية ر‬
‫والمنطقتي (جنوب كردفان‪ /‬جبال النوبة ‪-‬‬
‫ر‬ ‫‪ ‬مسارات التفاوض وتشمل دارفور‬
‫والنيل األزرق)‪ ،‬رشق السودان ووسط السودان وشمال السودان‪.‬‬
‫‪ ‬قضايا ذات خصوصية‪.‬‬
‫‪ ‬منهجية التفاوض‪.‬‬
‫وهكذا بدأت مرحلة بناء الثقة وتهيئة أجواء التفاوض بفتح المسارات وتوصيل‬
‫المساعدات النسانية وإطالق شاح أشى الحرب‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬المجلس األعل للسالم ومفوضية السالم‪:‬‬
‫يف إطار صناعة وبناء السالم تم تشكيل المجلس األعىل للسالم والذي ضم يف‬
‫عضويته رئيس وأعضاء المجلس السيادي ومن الحكومة رئيس الوزراء‪ ،‬ووزير شؤون‬
‫وف وقت‬
‫الوزراء‪ ،‬ووزير العدل‪ ،‬ووزير الحكم االتحادي‪ ،‬ووزير الدفاع‪ ،‬ووزير المالية ي‬
‫ممثلي من الحرية‬
‫ر‬ ‫الحق ضم المجلس وزير الثقافة واالعالم‪ ،‬كما ضم المجلس‬
‫الخياء‪ ،‬بالضافة لرئيس مفوضية السالم والذي أصبح مقررا‬ ‫ر‬ ‫والتغي وبعض‬
‫ر‬
‫ر‬
‫عي‬‫للمجلس‪ ..‬تناول هذا المجلس مناقشة الرؤية االسياتيجية لتحقيق السالم ر‬
‫خارطة طريق لنهاء الحرب بشكل جذري مرتبط بشكل الرادة السياسية لجميع‬
‫األطراف ر‬
‫وشكاء السالم‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫ه‪ :‬مرحلة إعالن المبادئ الذي يحكم‬
‫وقد تم تقسيم هذه العملية ألرب ع مراحل ي‬
‫التفاوض‪ ،‬أي االتفاق الطاري عىل العناوين العريضة والرئيسية‪ .‬والمرحلة الثانية‬
‫السياس أي تقسيم المفاوضات إىل قضايا وعناوين مطلبية‬
‫ي‬ ‫ه مرحلة االتفاق‬
‫ي‬
‫وقضايا ذات خصوصية لكل مناطق الياع‪ ،‬مثل عالقة األقاليم بالمركز‪ ،‬والحق يف‬
‫والالجئي وكيفية إعادتهم‪،‬‬ ‫النازحي‬ ‫التشيعات والقواني‪ ،‬وقضايا ر‬
‫اليوة‪ ،‬وقضية‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وقضية العدالة الجنائية والعدالة االنتقالية والمصالحة الوطنية‪ ،‬قضايا األرض‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تعالج قضية تكوين‬
‫ه مرحلة اليتيبات االمنية ي‬ ‫والحواكي‪ .‬والمرحلة الثالثة ي‬
‫ر‬
‫سودان موحد‪ ،‬مع االتفاق عىل العقيدة القتالية وإعادة تأهيل وتدريب الذين‬
‫ي‬ ‫جيش‬
‫ينضمون من جنود الحركات المسلحة ويشمل ذلك الدعم الشي ع ويفضل أن ترسل‬
‫ل جنة دولية من اآللية األمنية للوسطاء لتقوم بعملية معاينة ميدانية وحض لقوات‬
‫ر‬
‫الكيي‪،‬‬
‫وه الرؤية حول القضايا ر‬ ‫الحركات بقدر المكان‪ .‬ثم ي‬
‫تأن المرحلة الرابعة ي‬
‫مثل المشاركة يف مستويات الحكم المختلفة‪ ،‬وإصالح الخدمة المدنية‪ ،‬وإصالح‬
‫القضاء والنيابة‪ ،‬وكل ذلك يتم بوجود نسبة تتناسب مع عدد السكان ألي إقليم أو‬
‫السكان يف التوزي ع والمشاركة‪.‬‬
‫ي‬ ‫والية‪ ،‬أي اعتماد المعيار‬
‫وحول خيارات التفاوض‪ ،‬طرحت عدة دول استضافة التفاوض‪ ،‬ولكن تم االتفاق‬
‫السودان‪ ،‬وملمة‬
‫ي‬ ‫عىل جمهورية جنوب السودان‪ ،‬بدعوى أنها االقرب إىل المزاج‬
‫بطبيعة األزمة يف السودان‪ ،‬كما أنها تجاور غالب أقاليم الحرب يف دارفور وجنوب‬
‫تأثي بقادة الحركات المسلحة والحكومة‬
‫كردفان والنيل واالزرق وتربطها عالقات ر‬
‫السودانية‪.‬‬
‫بعي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت بلغت أكي من أر ر‬
‫عي اجتماعاته الدورية أو الطارئة ي‬
‫‪ -‬وكان المجلس يناقش ر‬
‫اجتماعا‪ ،‬الموضوعات المتعلقة بالرؤية وإجازة األوراق المعدة من قبل الوزراء‬
‫المختصي يف قضايا الحكم والدارة والورقة المالية والقانونية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬وورقة‬
‫ر‬

‫‪408‬‬
‫سي‬
‫الشؤون االنسانية واالعالم‪ ،‬هذا إىل جانب مناقشة القضايا الخالفية ومجريات ر‬
‫التفاوض‪ ،‬وأخذ قرارات يف ذلك‪.‬‬
‫غي منصوص عليه يف‬ ‫أثي حوله عدم ر‬
‫الشعية لكونه ر‬ ‫يف الواقع أن هذا المجلس قد ر‬
‫أثي أن المجلس السيادي قد تغول عىل اختصاصات الجهاز‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬كما ر‬
‫التنفيذي يف موضوع السالم‪..‬‬
‫أما المفوضية القومية للسالم‪:‬‬
‫التنظيم إال أن‬
‫ي‬ ‫عىل الرغم من التأكيد المستمر لنجاز قانون المفوضية وهيكلها‬
‫ذلك لم يتم‪ ،‬فقد تم تعي ري المفوض فقط والذي أصبح مقررا لمجس السالم‪..‬‬
‫وألهمية المفوضية يف إعداد خطط وبرامج وأنشطة السالم وإعداد البحوث‬
‫والدراسات الخاصة بالياعات وأسبابها‪ ،‬وإعداد برامج بناء القدرات وفق احتياجات‬
‫اليامج‬
‫المجتمعات المحلية المتأثرة بالحرب‪ ،‬واالحتياجات الفعلية لتنفيذ هذه ر‬
‫لتوفيها‪ ،‬وإعادة العمار والتنمية وتهيئة األوضاع للعودة‬
‫ر‬ ‫والسغ‬
‫ي‬ ‫واألنشطة‬
‫والنازحي مع توفر الخدمات األساسية‪ ،‬والتمويل واستقطاب‬
‫ر‬ ‫لالجئي‬
‫ر‬ ‫الطوعية‬
‫قليم‬
‫الوطت وال ي‬
‫ي‬ ‫الدعم للمفوضية من خالل تكوين لجنة أو فريق لجلب الدعم‬
‫والدوىل لمعالجة أنشطة وعمليات السالم‪ ،‬هذا إىل جانب عمليات التشي ح ونزع‬
‫ي‬
‫ر‬
‫عي الدارة المعنية بذلك‪ .‬عىل أن جل األنشطة ي‬
‫الت اضطلعت‬ ‫السالح وإعادة الدمج ر‬
‫ه يف التنسيق الجتماعات المجلس األعىل للسالم إىل جانب عقد‬
‫بها المفوضية ي‬
‫ر‬
‫والت تنظمها‬
‫للمفاوضي وبرامج زيارات الواليات لورش عمل السالم ي‬
‫ر‬ ‫بعض الورش‬
‫والنازحي من‬
‫ر‬ ‫سكرتارية المجلس األعىل للسالم بحيث شملت نساء دارفور‪،‬‬
‫اقياح ورش لكل من بورتسودان‬‫والفاش‪ ،‬وتم ر‬
‫ر‬ ‫المعسكرات المختلفة بمدينة نياال‬
‫وف جنوب كردفان وغرب كردفان‬ ‫ر‬
‫وكسال والقضارف يف الشق‪ ،‬وورشة يف الدمازين ي‬
‫العالم التابع للمم المتحدة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ومعظم هذه التكاليف مدفوعة من برنامج الغذاء‬

‫‪409‬‬
‫ومن جهة أخرى فقد تولت المفوضية موضوع مشاركة أصحاب المصلحة يف‬
‫المدن والدارة االهلية‬
‫ي‬ ‫والالجئي والمجتمع‬
‫ر‬ ‫نازحي‬
‫ر‬ ‫مفاوضات السالم يف جوبا من ال‬
‫عي آلية المؤتمر‬
‫ارعي وفق نسب تم االتفاق عليها تجرى ر‬
‫والمهنيي والرعاة والمز ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫والت‬ ‫ر‬
‫ومن جميع المناطق المعنية بالياع وقد تم تكوين اللجنة الميدانية المشيكة ي‬
‫لتشف عىل عملية‬ ‫تضم ‪ 8‬أعضاء من الحكومة و‪ 16‬عضوا من مسار دارفور ر‬

‫النازحي والتجمعات يف دارفور وفق نسب تم االتفاق‬


‫ر‬ ‫االختيار داخل معسكرات‬
‫ا‬
‫عليها‪ .‬كما شمل أصحاب المصلحة كال من النيل األزرق وجنوب وغرب كردفان‪ .‬إال‬
‫أن المالحظ أن طريقة التمثيل لم يتم السيطرة عليها‪ ،‬حيث يالحظ أن مجموعات‬
‫كبية خاصة من النساء قد جاءت ع ري األمم المتحدة وكانت هناك عمليات إرباك يف‬
‫ر‬
‫التنسيق لمشاركتهم الفعلية إال أن وجودهم اختض عىل التنوير وإبداء المالحظات‬
‫يف هذه الجلسات فقط‪.‬‬
‫مرحلة التفاوض والتوقيع عل اتفاقية السالم‬
‫ر‬
‫االحياب جرت من قبل وفد‬ ‫إن أول جولة لمعالجة موضوع السالم وإنهاء عملية‬
‫والتغيي يف أديس أبابا لمالقاة وفد الجبهة الثورية وذلك قبيل التوقيع عىل‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬وقد تابعنا ذلك ر‬
‫حت بعد حضور وفد الجبهة الثورية للخرطوم‬
‫تعي الوصول لتسوية‬‫للمساهمة ف صناعة الوثيقة الدستورية‪ ،‬وعىل الرغم من ر‬
‫ي‬
‫مبكرة إال أن الوثيقة استوعبت كل ما تم طرحة من الجبهة الثورية لمعالجة جذور‬
‫األزمة‪ ،‬بل أخذ السالم األولوية يف التنفيذ والذي وضعت له ستة أشهر فقط‪ ،‬ألن‬
‫المنطق كان يتجه إىل أنه ال يوجد خالف ربي األطراف طالما أن العدو واحد‪ ،‬وأن‬
‫أكي حول ر‬
‫اليتيبات‬ ‫كل الرادات قد تجمعت فأسقطته‪ ،‬ولذلك كان الموضوع رييكز ر‬

‫األمنية‪ ،‬وأن هذه كانت تمثل الخطوة األوىل يف سياق الوصول إىل سالم مستدام‪.‬‬
‫أما الجولة الثانية فقد بدأت عندما تم التوقيع عىل إعالن جوبا‪ ،‬والذي حدد خارطة‬
‫طريق محددة مع الفصائل الموقعة عليه باسم الجبهة الثورية من جهة والحركة‬
‫‪410‬‬
‫الحكوم‪ .‬وعىل هذا األساس أجاز المجلس األعىل‬
‫ي‬ ‫الشعبية شمال (الحلو) مع الوفد‬
‫الحكوم المفاوض برئاسة النائب األول وعضوين من‬ ‫ي‬ ‫للسالم تشكيل الوفد‬
‫الت تم االتفاق عليها‪ :‬ملف ر‬
‫اليتيبات األمنية‪:‬‬ ‫ر‬
‫السيادي ومن الوزراء بحسب الملفات ي‬
‫واالجتماع‪ :‬وزير المالية‪ ،‬وملف الحكم والدارة‪:‬‬
‫ي‬ ‫وزير الدفاع‪ ،‬الملف االقتصادي‬
‫نسان‪ :‬وزير شؤون الوزراء‪.‬‬
‫القانون‪ :‬وزير العدل‪ ،‬وال ي‬
‫ي‬ ‫وزير الحكم االتحادي‪ ،‬والملف‬
‫ر‬
‫وإسياتيجية التفاوض والسياقات المطلوبة‪،‬‬ ‫وبعد إعداد الملفات اتفق عىل المنهج‬
‫والخياء لهذه الملفات وعمل ورش بذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫والفنيي‬
‫ر‬ ‫بالمفاوضي‬
‫ر‬ ‫وتجهي قائمة‬
‫ر‬
‫بدأ التفاوض بكتل رتي‪ :‬الجبهة الثورية من جهة والحركة الشعبية شمال من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬والسبب هو يف عدم االتفاق عىل المنهج الموحد الواجب اتباعه يف التفاوض‬
‫للوصول لنتائج مرضية‪ .‬فقد واجه وفد الحكومة صعوبة يف إمكانية توزي ع جهوده‬
‫يف كل هذه المسارات‪ ،‬ولكن مع ذلك كان حرص وفد الحكومة أن يتم إنجاز هذا‬
‫السالم يف أقرب وقت ممكن‪.‬‬
‫السياس يف ‪ 21‬أكتوبر ‪2019‬م والذي‬
‫ي‬ ‫التفاوض عمليا بدأ بالتوقيع عىل العالن‬
‫حدد المبادئ العامة‪ ،‬واستكمال مطلوبات إعالن جوبا كما حدد بنود أجندة‬
‫التفاوض يف (القضايا القومية ‪ -‬ومسارات التفاوض والقضايا ذات الخصوصية)‪.‬‬
‫ا‬
‫وقد تم ترتيب أجندة التفاوض بالمسارات أوال وتحديد ملفاتها عىل هذا النحو‪:‬‬
‫المنطقتي (جنوب كردفان والنيل األزرق) ويشمل القضايا النسانية‬
‫ر‬ ‫أ) مسار‬
‫والسياسية ر‬
‫واليتيبات األمنية‪.‬‬
‫النازحي‬ ‫ب) مسار دارفور ويشمل (وقف العدائيات‪ ،‬ر‬
‫واليتيبات األمنية وعودة‬
‫ر‬
‫والحواكي‪ ،‬والعدالة والمصالحة‪ ،‬والوضع الداري‬
‫ر‬ ‫والالجئي‪ ،‬قضايا األرض‬
‫ر‬
‫للواليات‪ ،‬السلطة‪ ،‬و ر‬
‫اليوة)‪.‬‬
‫ج) مسار الشمال ويشمل القضايا (السياسية واالقتصادية واالجتماعية)‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫د) مسار ر‬
‫الشق ويشمل القضايا (السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬معالجة اختالالت اتفاقية‬
‫اض)‪.‬‬ ‫ر‬
‫الشق للسالم‪ ،‬السدود واألر ي‬
‫ه) مسار وسط السودان ويشمل الملفات ر‬
‫(مشوع الجزيرة‪ ،‬التنمية‪ ،‬والخدمات)‪.‬‬
‫و) أما بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ /‬شمال بقيادة عبد العزيز الحلو‬
‫اتفق الطرفان عىل تقسيم قضايا التفاوض إىل ملفات تم ترتيبها عىل هذا النحو‪:‬‬
‫نسان‪ ،‬ملف ال ريتيبات األمنية)‪ .‬كما تم االتفاق عىل‬
‫السياس‪ ،‬الملف ال ي‬
‫ي‬ ‫(الملف‬
‫إعالن مبادئ‪ ،‬قدمت الحركة ورقة من (‪ )8‬بنود تم االتفاق معها عىل (‪ )6‬بنود‪،‬‬
‫والبندان اللذان لم يتم االتفاق حولهما هما العلمانية وفصل الدين عن الدولة أو‬
‫مقيحات للخروج‬‫كشط وقد قدم وفد الحكومة ستة ر‬ ‫المصي الذي جاء ر‬ ‫حق تقرير‬
‫ر‬
‫مقيح تقدمت به الوساطة تم رفضه من قبل الحركة‪ ،‬وقد‬‫من هذه النقطة بجانب ر‬
‫حت ما بعد زيارة حمدوك لكاودا‪ ..‬ر‬
‫حت آخر موقف‬ ‫ر‬
‫التميس ر‬ ‫ظلت الحركة يف هذا‬
‫لهم يف نهاية أغسطس ‪2020‬م‪ ،‬عندما أعلنوا عدم مشاركتهم يف العملية التفاوضية‬
‫طالما الفريق محمد حمدان دقلو عىل رأس وفد الحكومة‪ ،‬األمر الذي أدى إىل تعليق‬

‫رسم من الوساطة‪ .‬ي‬


‫وف تطور الحق تم التوقيع يف‬ ‫ي‬ ‫عضويتهم يف التفاوض يف بيان‬
‫أديس أبابا ربي حمدوك والحلو عىل إعالن الستئناف التفاوض يف جوبا يبدأ بجلسات‬
‫غي رسمية تناقش القضايا الخالفية تكون بمثابة تمهيد للرجوع لطاولة المفاوضات‬
‫ر‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫عي تمثيلهم‬
‫كما اتفقت االطراف عىل مشاركة أصحاب المصلحة يف المفاوضات ر‬
‫الطرفي بقيادة‬
‫ر‬ ‫بنسب يف مؤتمرات تنعقد لهذه المهمة‪ ،‬ولقد تم تحديد اللجان من‬
‫رئيس مفوضية السالم‪ ،‬خاصة يف مسار دارفور وقد تم تحديد أصحاب المصلحة‬
‫والمهنيي‪ ،‬والرعاة‪،‬‬
‫ر‬ ‫المدن‪،‬‬
‫ي‬ ‫والنازحي‪ ،‬االدارة االهلية‪ ،‬والمجتمع‬
‫ر‬ ‫(الالجئي‬
‫ر‬ ‫من‬
‫ه غياب أصحاب‬ ‫ارعي والنساء)‪ .‬وقد تم عقد مؤتمرات أخرى‪ ،‬إال أن النتيجة ي‬
‫والمز ر‬
‫المفاوضي‪ .‬أما بالنسبة للمسارات فقد تمت‬
‫ر‬ ‫تدريىح من اهتمام‬
‫ر ي‬ ‫المصلحة بشكل‬
‫‪412‬‬
‫وف‬
‫معالجة وضعية ثالثة مسارات بشكل شي ع لكونها قد طرحت قضايا محددة ي‬
‫نفس الوقت لم تكن لديها ترتيبات أمنية أو وقف عدائيات‪.‬‬
‫ر‬
‫والتميس حول‬ ‫بالتأكيد أن عمليات التفاوض لم تجر يف أجواء خالية من التشاكس‬
‫ر‬
‫الت حددها كل طرف من األطراف‪ ،‬أو تسبب الخالفات أحيانا ربي الكتلة‬
‫السقوف ي‬
‫كثية يتم التأجيل أو تعليق‬ ‫ر‬
‫وف أحيانا ر‬
‫يأن دور الوساطة ي‬
‫الواحدة‪ ،‬وهنا كان ي‬
‫المفاوضات‪ ،‬إىل أن وصلنا للتوقيع عىل الملفات تباعا‪ ،‬وقضايا المسارات‪،‬‬
‫ر‬
‫المشيكة‪ ،‬وبعدها تم تجميعها يف اتفاقية‬ ‫ر‬
‫واليتيبات األمنية‪ ،‬والقضايا القومية‬
‫رسم يف جوبا يف ‪2020/10/3‬م‪.‬‬
‫ي‬ ‫واحدة تم التوقيع عليها يف احتفال‬
‫أبرز مكاسب المسارات‬
‫الت جاءت يف اتفاقيات المسارات‪:‬‬‫ر‬
‫يىل يتم التعرض ألبرز المكاسب ي‬
‫وفيما ي‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مسار الوسط‪ :‬هذا المسار لم تعرف له جغرافية محددة أو إقليم محدد لذلك‬
‫تم االكتفاء بتسميته مسار الوسط وحل قضاياه‪ ،‬المتمثلة يف‪ :‬قضايا الزراعة‪ ،‬وذلك‬
‫ر‬
‫والمشوعات القومية‪ ،‬هذا إىل جانب تقديم الخدمات‬ ‫اع‬
‫بإعادة تأهيل القطاع الزر ي‬
‫ر‬
‫الت أثرت عىل مناطق الوسط‪ ،‬مع إنشاء‬
‫النشائية الشاملة ومعالجة أزمة اليوح ي‬
‫مراكز متخصصة لمكافحة األوبئة واألمراض المستوطنة‪ ،‬ر‬
‫وتليم الحكومة بمراجعة‬
‫النازحي والعائدين‪،‬‬
‫ر‬ ‫اض واالستثمار‪ ،‬ومعالجة قضايا‬
‫القواني المتعلقة باألر ي‬
‫ر‬
‫والتأكيد عىل صندوق خاص لدعم السالم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬مسار الشمال‪ :‬هذا المسار تقوده مجموعة حركة كوش‪ ،‬الحقا التحقت بهم‬
‫مجموعة من الشمالية بدأت بينهم رصاعات واختالفات ر‬
‫حت نهار التوقيع عىل‬
‫النهان باألحرف األوىل‪ ،‬وفد تضمنت وثيقة االتفاق مبادئ عامة حول‬
‫ي‬ ‫االتفاق‬
‫ضمان ر‬
‫احيام حقوق النسان وإعالن األمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب األصلية‬
‫للعام ‪2007‬م‪ .‬أما قضايا المسار فقد تمثلت يف القضايا السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬أبرز ما فيها موضوع األراض والمشاري ع الزراعية وذلك ر‬
‫باليام‬ ‫ي‬
‫‪413‬‬
‫اض الميوعة بموجب القرار(‪ )206‬لسنة‬
‫الحكومة بتكوين آلية لمعالجة قضية األر ي‬
‫‪2005‬م والقرار (‪ )216‬لسنة ‪2006‬م وقرارات التخصيص (‪.)66- 65- 64‬‬
‫الطرفي لدراسة إمكانية إلغاء وإنشاء السدود (دال‪ ،‬كجبار‬
‫ر‬ ‫‪ -‬تشكيل لجنة من‬
‫ر‬
‫والشيك)‪.‬‬
‫‪ -‬التحقيق يف أحداث العرقوب يف منطقة كجبار ‪2007‬م وكذلك التحقيق والتأكد‬
‫ر‬
‫وإلكيونية يف المنطقة‪.‬‬ ‫من دفن نفايات ذرية‬
‫البحية‬
‫ر‬ ‫مشوع الحامداب الزراع وكذلك تأهيل ر‬
‫مشوع‬ ‫‪ -‬العمل عىل إجراءات تكملة ر‬
‫ي‬
‫اع‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫اع‪ ،‬والنظر يف قضية مشوع أبو حراز الزر ي‬ ‫ومشوع أمري الزر ي‬
‫واليت الشمال‪.‬‬‫ر‬ ‫أهىل ألعمار وتنمية‬
‫ي‬ ‫‪ -‬إنشاء صندوق ي‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مسار الشق‪ :‬هذا المسار آثار جدال واسعا من قبل المكونات االجتماعية يف‬
‫الواليات الثالث‪ ،‬ولقد تم الوصول إىل هذا االتفاق بمعاناة شديدة وذلك بسبب‬
‫التقاطعات السياسية والقليمية والدولية يف هذا القليم وبسبب تضيحات‬
‫منسون هذا المسار وما أعقبها من أحداث دامية شهدتها والية البحر األحمر‪..‬‬
‫ري‬
‫عي المبادئ العامة‪ ،‬واعتماد نظام‬
‫السياس ر‬
‫ي‬ ‫توصل هذا المسار إىل مناقشة الملف‬
‫قليم‪،‬‬
‫القوم وال ي‬
‫ي‬ ‫اىل وضمان المشاركة عىل المستوى‬
‫الحكم الالمركزي الفيدر ي‬
‫وحقوق النسان والعدالة االنتقالية والعمل عىل إجراء التحقيقات والمحاكمات يف‬
‫الت وقعت يف ‪ 29‬يناير ‪2005‬م وأحداث بورتسودان يف ‪2019‬م‪.‬‬ ‫ر‬
‫األحداث ي‬
‫االجتماع والحريات والمشاركة يف المستوى‬
‫ي‬ ‫‪ -‬العمل عىل إرساء دعائم السالم‬
‫قليم تخصيص نسبة ‪ %30‬لتمثيل‬
‫القوم ضمن كتلة السالم ‪ -‬وعىل المستوى ال ي‬
‫ي‬
‫يغ‬ ‫ر‬
‫المستويي التش ي‬
‫ر‬ ‫مؤتمر البجا المعارض والجبهة الشعبية المتحدة عىل‬
‫والتنفيذي يف واليات رشق السودان الثالثة‪.‬‬
‫يجان‬ ‫‪ -‬تمثيل أبناء ر‬
‫والتميي ال ر ي‬
‫ر‬ ‫السكان‬
‫ي‬ ‫معايي الثقل‬
‫ر‬ ‫الشق يف الخدمة المدنية وفق‬
‫بمراعاة رشط األهلية والكفاءة‪ ،‬بنسبة ‪ %14‬من مجموع الوظائف العامة‪.‬‬
‫‪414‬‬
‫يجان‬ ‫ر‬
‫‪ -‬يف قضايا التعليم والتنمية البشية تم التأكيد عىل التعليم ومبدأ التمي ري ال ر ي‬
‫الشق جزءا‬ ‫وف المنح الداخلية والخارجية عىل أن تخصص الحكومة وصندوق ر‬
‫ي‬
‫معلوما من الموارد لسداد رسوم الطالب يف الجامعات الحكومية‪.‬‬
‫والمشوعات ف ر‬
‫الشق من زراعة وموان وكهرباء‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬مراجعة العقود‬
‫ي‬
‫اتفق الطرفان عىل قيام مؤتمر اقتصادي لمناقشة قضايا الصناعة والزراعة‬
‫واالستثمار وإيجاد الحلول يف رشق السودان‪.‬‬
‫مؤتمر أهل شق السودان‪ :‬ينعقد مؤتمر جامع ألهل رشق السودان تتشارك فيه‬
‫كل القوى السياسية والمدنية واألهلية الستكمال مستحقات السالم‪ ،‬عىل أن تكون‬
‫ا‬
‫مخرجات هذا المؤتمر جزءا مكمال لهذا االتفاق وواجبة التنفيذ‪.‬‬
‫االليام بمراجعة صندوق إعادة بناء وتنمية رشق السودان‬ ‫صندوق تنمية الشق‪ :‬ر‬

‫وإعادة هيكلته عىل أن تكون أطراف المسار ضمن مجلس الدارة‪ ،‬كما تم االتفاق‬
‫هىل‪ .‬هذا إىل جانب مناقشة قضايا األرض والسدود‬ ‫ر‬
‫عىل إنشاء بنك شق السودان األ ي‬
‫اض إقليم رشق السودان‪.‬‬
‫والمهجريي واالتفاق عىل إنشاء مفوضية أر ي‬
‫ر‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬مسار المنطقتي‪ :‬شملت هذه االتفاقية مبادئ عامة تركزت حول المواطنة‬
‫وإعطاء القضايا ذات الخصوصية األولوية‪ ،‬إىل جانب ضمان حق الضحايا يف‬
‫جي الضر ومعالجة جذور ومسببات الياعات‪.‬‬
‫الوصول إىل العدالة وآليات ر‬
‫ر‬
‫واليت النيل األزرق وجنوب كردفان‬ ‫المنطقتي ونظام الحكم‪ :‬جرى تعريف‬
‫ر‬ ‫تعريف‬
‫ي‬
‫بوضعها الحاىل‪ .‬أما وضعية غرب كردفان فإنها تظل والية قائمة بذاتها ر‬
‫حت انعقاد‬ ‫ي‬
‫ه‪ ،‬ولكنها‬
‫مؤتمر الحكم الذي يناقش الحدود‪ ،‬ويقرر يف تبعيتها أو أن تظل والية كما ي‬
‫اليوة والسلطة ر‬
‫واليتيبات األمنية‪.‬‬ ‫تتمتع بالمكاسب ف قسمة ر‬
‫ي‬
‫نظام الحكم يف المنطقتي‪ :‬اتفق الطرفان عىل أنه دون المساس بوحدة السودان‬
‫المشيكة‪ ،‬أو المتبقية المنصوص عليها ضمن‬‫ر‬ ‫شعبا وأرضا‪ ،‬أو السلطات الحضية‪ ،‬أو‬

‫‪415‬‬
‫ر‬
‫ذان تمارس فيه السلطات المنصوص عليها‬
‫هذا االتفاق‪ ،‬تتمتع المنطقتان بحكم ي‬
‫يف هذا االتفاق‪.‬‬
‫‪ -‬أبرز ما ورد يف السلطات والصالحيات الحضية‪ ،‬صياغة واعتماد دستور الوالية أو‬
‫القوم‪ ،‬عىل أن يتم‬ ‫القليم وحق ر‬
‫التشي ع كحق أصيل وبما ال يتعارض مع الدستور‬
‫ي‬
‫التأسيس عىل دستور ‪1973‬م المعدل ‪1974‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة قضايا األ رض والتعويضات ومراجعة العقود الخاصة باألرض‪ ،‬والتعدين‪،‬‬
‫ر‬
‫والمشوعات الزراعية‪ ،‬والصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء وتأهيل معاهد تعليم اللغات األصلية ومؤسسات الثقافة ر‬
‫والياث‪.‬‬
‫‪ -‬الموارد المالية لحكومة الوالية‪ :‬يحق لها إصدار ر‬
‫التشيعات لتحصيل اليرادات‬
‫والرسوم والضائب‪.‬‬
‫اليوة بالمنطقتي‪ :‬يقسم الدخل من عائدات الموارد الطبيعية ر‬
‫واليوات‬ ‫قسمة ر‬
‫ر‬
‫يت والضائب بنسبة ‪ %40‬للوالية و‪ %60‬للحكومة‬ ‫المتحصلة والدخل الض ر ي‬
‫عش سنوات‪ .‬كما يتم تحديد النسبة الثابتة أو أي خيار آخر بعقد‬ ‫القومية لمدة ر‬
‫مؤتمر ف نهاية ر‬
‫الفية االنتقالية لتحديد ذلك‪.‬‬ ‫ي‬
‫الواىل‬
‫ي‬ ‫المنطقتي‪ :‬تتكون أجهزة السلطات التنفيذية من‬
‫ر‬ ‫هياكل وسلطات الحكم يف‬
‫أو الحاكم‪ ،‬ومجلس الوزراء والمفوضيات‪ .‬يتم االتفاق عىل تمثيل الحركة الشعبية‬
‫واىل يف جنوب كردفان‪ ،‬ووالية غرب كردفان‪،‬‬
‫وال يف النيل األزرق ونائب ي‬
‫بمنصب ٍ‬
‫ر‬
‫والتشي يغ يف هذه الواليات‪.‬‬ ‫ونسبة ‪ %30‬من الجهازين التنفيذي‬
‫مؤسس لمعالجة الخلل يف‬
‫ي‬ ‫إصالح الخدمة المدنية‪ :‬تم االتفاق عىل إجراء إصالح‬
‫التعيي‬
‫ر‬ ‫يجان يف‬
‫التمي ال ر ي‬
‫ر‬ ‫السكان ومبدأ‬
‫ي‬ ‫المعايي والتعداد‬
‫ر‬ ‫الخدمة المدنية وفق‬
‫المنطقتي‪ ،‬يف الوظائف العليا‬ ‫مواطت‬ ‫واليقيات مع استيعاب‬ ‫ر‬ ‫والتدريب‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫والوسيطة‪ ،‬عىل أن يتم هذا التمثيل وفق التفاصيل االتية‪:‬‬
‫‪ -‬والية جنوب كردفان ‪ %5‬من مجمل وظائف الخدمة المدنية‪.‬‬
‫‪416‬‬
‫‪ -‬والية النيل األزرق ‪ %3.9‬من مجمل وظائف الخدمة المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬والية غرب كردفان (بوضعيتها الحالية) ‪ 4.3%‬من مجمل وظائف الخدمة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫اع مبادئ التأهيل والكفاءة‬
‫يجان الذي ير ي‬
‫التميي ال ر ي‬
‫ر‬ ‫يستمر استخدام معيار‬
‫عش سنوات‪.‬‬‫والشفافية لمدة ر‬

‫المفوضيات وآليات االعمار والتنمية‪:‬‬


‫والنازحي‪.‬‬
‫ر‬ ‫لالجئي‬
‫ر‬ ‫‪ ‬مفوضية العودة الطوعية‬

‫‪ ‬مفوضية األر ي‬
‫اض‪.‬‬
‫‪ ‬مفوضية العدالة االنتقالية والمصالحة‪.‬‬
‫‪ ‬المفوضية القومية للحريات الدينية‪.‬‬
‫‪ ‬مفوضية تنمية قطاع الرحل والرعاة والمز ر‬
‫ارعي‪.‬‬
‫‪ ‬وزارة السالم وحقوق النسان‪.‬‬
‫‪ ‬صندوق التنمية وإعادة العمار‪.‬‬
‫لمقابلة تكاليف وأعباء تنفيذ هذا االتفاق يف السنة األوىل توفر الحكومة مبالغ‬
‫إسعافية للواليات الثالث‪ ،‬وذلك خالل (‪ )60‬يوما من التوقيع عىل هذا االتفاق‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬مسار دارفور‪:‬‬
‫كبية يف هذا التفاق ويمكن الشارة ألبرز هذه‬
‫لقد تحققت لدارفور مكاسب ر‬
‫والت جاءت يف ثمانية فصول‪ :‬فصل خاص بتقاسم السلطة حوى عىل‬‫ر‬
‫المكاسب ي‬
‫قليم‬
‫مبادئ عامة‪ ،‬وعىل مستويات الحكم وتم االتفاق عىل استعادة الحكم ال ي‬
‫رسم باستعادة نظام الحكم يف خالل مدة ال‬
‫ي‬ ‫اىل عىل أن يتم إصدار قرار‬
‫الفيدر ي‬
‫تتجاوز ‪ 60‬يوما من تاري خ التوقيع عىل االتفاق‪ ،‬عىل أن ينعقد مؤتمر نظام الحكم‬
‫ف السودان ف ر‬
‫فية ال تتجاوز ‪ 6‬أشهر بعد التوقيع عىل االتفاق عىل أن يكون الهدف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫من المؤتمر مراجعة التقسيم الداري للقاليم ومستويات الحكم المختلفة وهياكل‬
‫‪417‬‬
‫وصالحيات واختصاص الحكم‪ .‬يف حال تعذر قيام المؤتمر يف الموعد المحدد يتم‬
‫طرف االتفاق يف السلطة يف مسار‬
‫ي‬ ‫تفعيل حكومة القليم‪ .‬كما تم االتفاق عىل تمثيل‬
‫دارفور وفق النسب المحددة التالية‪:‬‬
‫‪ %40‬من السلطة لمكونات مسار دارفور‪.‬‬
‫‪ %30‬من السلطة يف دارفور لمكونات حكومة السودان االنتقالية‪.‬‬
‫‪ %10‬من السلطة يف دارفور للحركات األخرى الموقعة لهذا االتفاق‪.‬‬
‫‪ %20‬من السلطة يف دارفور ألصحاب المصلحة‪ ،‬حسب ما عرفتهم وثيقة أصحاب‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫الخدمة المدنية‪ :‬اتفق الطرفان عىل إجراء إصالحات مؤسسية عىل السلطة‬
‫تعيي واستيعاب نسبة ‪ % 20‬من أبناء وبنات دارفور مع مراعاة‬
‫ر‬ ‫القضائية تتيح‬
‫يجان‪ ،‬وكذلك يف النيابة العامة‪.‬‬
‫والتميي ال ر ي‬
‫ر‬ ‫الكفاءة والتأهيل‬
‫معايي القبول للجامعات والمعاهد العليا‬
‫ر‬ ‫المؤسسات التعليمية‪ :‬مراجعة‬
‫يجان يف سياسة القبول مع تخصيص‬
‫التميي ال ر ي‬
‫ر‬ ‫والحكومية ووضع سياسات تعزز‬
‫المقبولي يف الجامعات والمعاهد‬
‫ر‬ ‫نسبة ‪ %15‬من التخصصات العلمية من مجموع‬
‫الحكومية‪ ،‬ونسبة ‪ %50‬ف جامعات دارفور‪ ،‬ولمدة ر‬
‫عش سنوات مع إعفاء الطالب‬ ‫ي‬
‫والطالبات من الرسوم الدراسية لمدة ر‬
‫عش سنوات‪.‬‬
‫قوم للعائدات تودع فيه كافة اليرادات والعائدات‬
‫تم االتفاق عىل إنشاء صندوق ي‬
‫المالية القومية وينظم بالقانون‪.‬‬
‫وكذلك تم االتفاق عىل إنشاء مفوضية قسمة وتخصيص ومراقبة الموارد واليرادات‬
‫معايي يتفق عليها‪.‬‬
‫ر‬ ‫المالية وفق‬
‫كذلك تنشأ مفوضية لعادة إعمار وتنمية دارفور‪ ،‬عىل أن تؤول لهذه المفوضية‬
‫ر‬
‫الت أنشئت للتنمية والعمار بموجب اتفاقيات السالم‬
‫جميع أصول الصناديق ي‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫صاف عائدات الدولة من الموارد‬
‫ي‬ ‫اتفق الطرفان عىل تخصيص نسبة ‪ %40‬من‬
‫عش سنوات‪.‬‬ ‫المعدنية والنفطية ف دارفور لصالح القليم لمدة ر‬
‫ي‬
‫يتم إنشاء بنك تنمية خاص بإقليم دارفور وفقا لسياسات البنك المركزي‪.‬‬
‫اتفق الطرفان عىل إنشاء صندوق لدعم السالم والتنمية المستدامة يف دارفور‪،‬‬
‫بالضافة لحصة دارفور من تحويالت المفوضية القومية لقسمة وتخصيص‬
‫ومراقبة الموارد واليرادات المالية‪ ،‬ر‬
‫تليم حكومة السودان بدفع مبلغ قدره ‪750‬‬
‫عش سنوات‪ ،‬تحول لصندوق دعم السالم‬ ‫مليون دوالر أمريك سنويا‪ ،‬ولمدة ر‬
‫ي‬
‫أمريك‬ ‫بتوفي مبلغ ‪ 100‬مليون دوالر‬ ‫تليم حكومة السودان‬ ‫والتنمية ف دارفور‪ ،‬كما ر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫خالل ‪ 30‬يوما من تاري خ التوقيع عىل هذا االتفاق‪.‬‬
‫كما ناقشت الفصول التالية موضوعات‪ :‬العدالة والمساءلة والمصالحة‪ ،‬والتأكيد‬
‫عىل التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وإنشاء محكمة خاصة لجرائم دارفور‪،‬‬
‫وجي الضر ‪-‬‬
‫عي إنشاء صندوق للتعويضات ر‬
‫وجي الضر ر‬
‫وكذلك التعويضات ر‬
‫والالجئي وضمان حق العودة اآلمنة وخلق الظروف المالئمة لذلك‪ ،‬مع‬
‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬
‫والالجئي ر‬
‫لإلشاف عىل عمليات العودة‬ ‫ر‬ ‫للنازحي‬
‫ر‬ ‫االتفاق عىل إنشاء مفوضية‬
‫الطوعية‪.‬‬
‫اتفق الطرفان عىل إنشاء مفوضية لتنمية قطاع الرحل والرعاة والعمل مع السلطات‬
‫ارعي والرعاة‪.‬‬
‫المحلية لفتح المسارات وتنظيم العالقة ربي المز ر‬
‫والحواكي‪ :‬االتفاق عىل رصورة التسجيل وترسيم حدود أقاليم السودان بما‬
‫ر‬ ‫األرض‬
‫عي المفوضية القومية للحدود‪ .‬كما تم‬
‫يف ذلك ترسيم حدود دارفور التاريخية ر‬
‫والحواكي يف دارفور للسماع والتوسط يف‬
‫ر‬ ‫اض‬
‫االتفاق عىل إنشاء مفوضية األر ي‬
‫اض المقدمة من قبل األفراد والمجتمعات الذين فقدوا أراضيهم‬ ‫ر‬
‫دعاوى اسيداد األر ي‬
‫بسبب الياع يف دارفور‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫وقف إطالق النار الدائم ر‬
‫واليتيبات ال منية النهائية وذلك من خالل استمرار وقف‬
‫العمليات العدائية وتنفيذ وقف إطالق النار الدائم‪ ،‬وتنفيذ برامج نزع السالح‬
‫والتشي ح وإعادة الدمج‪ ،‬ثم مرحلة تنفيذ خطة الصالح والتطوير والتحديث‬
‫مت‪.‬‬
‫للمؤسسة العسكرية والقطاع األ ي‬
‫أما الحركة الشعبية لتحرير السودان ‪ -‬شمال (الحلو)‬
‫تم البدء بذات النهج يف تهيئة إجراءات بناء الثقة استنادا لعالن جوبا‪ ،‬ولكن من‬
‫مني مستقل عن الجبهة الثورية‪ ،‬وكذلك يف طريقه مناقشة الملفات فقد كان‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫نسان‬
‫السياس لحسمه أوال‪ ،‬ومن ثم مناقشة الملف ال ي‬
‫ي‬ ‫إرصارهم عىل تقديم الملف‬
‫مت بعد ذلك‪ ،‬وقد تقدموا بوثيقة إعالن للمبادئ يف ‪ 19‬أكتوبر ‪2019‬م وقام‬
‫واأل ي‬
‫وفد الحكومة بالرد عليها بعد استالمها من الوساطة‪ ،‬مبديا موافقته عىل ما جاء يف‬
‫مقيحات بتعديل بعض النصوص وإضافة‬ ‫الديباجة وبعض الفقرات مع تقديم ر‬
‫ر‬
‫الت جاءت‬
‫أخرى‪ ،‬وتعديل يف بعضها‪ ،‬كما تم التحفظ عىل بعض الفقرات خاصة ي‬
‫المصي‪ ،‬أو ما يتعارض مع مبدأ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫كشط مسبق مثل النص عىل العلمانية أو حق تقرير‬
‫اض البالد‪ ،‬وهناك قضايا الدستور الدائم تمت الشارة إىل معالجتها ضمن‬
‫وحدة أر ي‬
‫المؤتمر الدستوري‪.‬‬
‫وبالمقابل ردت الحركة الشعبية مرة أخرى ف ‪ 21‬أكتوبر ‪2019‬م ر‬
‫واعيفت أن وفد‬ ‫ي‬
‫الحكومة من ربي ثمانية مواد طرحتها المسودة اتفق معهم عىل خمسة منها وهذا‬
‫كبيا يف حد ذاته‪ ،‬إ ال أنها ظلت متمسكة بفصل الدين عن الدولة التام‬
‫كان تقدما ر‬
‫شعت‪.‬‬
‫عي استفتاء ر ي‬
‫المصي ر‬
‫ر‬ ‫(العلمانية) أو ممارسة حق تقرير‬
‫ر‬
‫والت قدم فيها وفد‬
‫عىل هذا األساس بدأت جوالت التفاوض يف القضايا الخالفية ي‬
‫الحكومة خمسة خيارات لمعالجة هذه الموضوعات وقد تبنت الوساطة خيارا‬
‫سادسا ينص عىل (التأكيد عىل مبدأ الفصل ربي الدولة والهويات الثقافية واالثنية‬
‫اىل للحكم تتمتع فيه األقاليم‬
‫والجهوية والدينية وقيام نظام ال مركزي أو فيدر ي‬
‫‪420‬‬
‫بسلطات فعالة يتفق عليها الطرفان‪ ،‬وتسن فيها ر‬
‫التشيعات عىل أساس المساواة‬
‫غي‬
‫االجتماع‪ ،‬أو ر‬
‫ي‬ ‫الثقاف‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫التمي عىل أساس العرق‪ ،‬أو الدين‪ ،‬أو االصل‬
‫ر‬ ‫وعدم‬
‫التميي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫ذلك من أسس‬
‫أسبوعي لمزيد‬
‫ر‬ ‫ونتيجة عدم إحراز أي تقدم طلبت الحركة تعليق التفاوض لمدة‬
‫من المشاورات مع قواعدها‪ ،‬وف هذه ر‬
‫الفية تمت زيارة رئيس الوزراء لكاودا يف‬ ‫ي‬
‫‪2020/9/1‬م أزالت الجفوة الطويلة من االنقطاع وكان األمل معقودا عىل هذه‬
‫كبيا يف موضوعات التفاوض‪ ،‬ولكن رئيس الحركة يف كلمته‬ ‫ر‬
‫الزيارة بأن تحدث اخياقا ر‬
‫وف مقدمتها عالقة الدين بالدولة‪.‬‬
‫أشار إىل التمسك بضورة مخاطبة جذور األزمة ي‬
‫بعدها تم الرجوع إىل المفاوضات وبدون تقدم يذكر ر‬
‫حت انفجرت األوضاع يف والية‬
‫جنوب كردفان يف المناطق المتاخمة لمناطق الحركة وجرت اتهامات متبادلة‪..‬‬
‫بعدها أرص وفد الحركة عىل عدم مشاركته طالما الفريق محمد حمدان دقلو عىل‬
‫غي‬‫جل ر‬‫الحكوم‪ .‬عىل هذا األساس علقت الوساطة المفاوضات أل ٍ‬
‫ي‬ ‫رأس الوفد‬
‫سبتمي ‪2020‬م وقع رئيس الوزراء عبد هللا‬
‫ر‬ ‫مسم‪ .‬ي‬
‫وف وقت الحق وتحديدا يف ‪3‬‬
‫حمدوك مع رئيس الحركة الشعبية شمال (الحلو) ف أديس أبابا عىل اتفاقية ر‬
‫مشيكة‬ ‫ي‬
‫مشيك‪ .‬وقد تم اخضاع هذه‬ ‫أكدت عىل جملة من المبادئ كما تم التوقيع عىل بيان ر‬
‫ي‬
‫الوثائق للمناقشة من قبل المجلس األعىل للسالم وتم التحفظ عىل بعض البنود‬
‫ر‬
‫المشيك وبالتحديد الموافقة عىل ورش‬ ‫التأمي عىل البيان‬ ‫الواردة يف االتفاق مع‬
‫ر‬
‫الجانبي لمناقشة القضايا الخالفية مثل (إشكالية العالقة‬
‫ر‬ ‫غي الرسمية من‬
‫التفاوض ر‬
‫مشيك يسهل مهمة‬ ‫بي الدين والدولة وحق تقرير المصي) بغية الوصول إىل فهم ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الرسم‪ .‬وبالفعل التقت هذه الوفود مرة أخرى يف جوبا مع مجموعة‬
‫ي‬ ‫فرق التفاوض‬
‫ر‬
‫الت لديها‬
‫عي االستفادة من التجارب الدولية ي‬
‫ميشين توصلت لتفاهمات مهمة ر‬
‫مشيا لالتفاق حول معظم النقاط‬
‫ر‬ ‫خي خرج البيان‬‫ذات الشكاالت‪ ،‬ولكن يف األ ر‬
‫مرض للطراف‪.‬‬
‫ي‬ ‫ه بدون إيجاد حل‬‫المثارة لكن ظلت عالقة الدين بالدولة كما ي‬
‫‪421‬‬
‫استمر تعليق المفاوضات الرسمية إىل أن تم التوقيع عىل إعالن مبادئ ربي رئيس‬
‫اليهان ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز‬
‫المجلس السيادي عبد الفتاح ر‬
‫الحلو يف جوبا يف ‪ 28‬مارس ‪2021‬م ليتم استئناف المفاوضات من جديد‪ .‬خاصة‬
‫وأن هذا االعالن الجديد قد حسم معظم القضايا العالقة بالنص عليها رصاحة‪ ،‬وقد‬
‫تم افتتاح الجولة التفاوضية رسميا يف ‪2021/5/25‬م‪.‬‬
‫كبي يف إنجاز السالم يف أقرب وقت ممكن‪،‬‬
‫شهد االفتتاح كلمات إيجابية وتفاؤل ر‬
‫ه حول‬ ‫ر‬
‫الت كانت مسار التفاوض طوال عام بكامله ي‬
‫خاصة أن العقبة األساسية ي‬
‫اليهان والحلو يف ‪28‬‬
‫عالقة الدين بالدولة قد تم حسمها يف إعالن المبادئ ربي ر‬
‫مارس ‪2021‬م‪ ،‬وكذلك وحدة البالد وجيشها الموحد‪.‬‬
‫ف اليوم الثان من االفتتاح تمت دعوة الوفدين لتفاوض تقدمت فيه الحركة ر‬
‫بمشوع‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الطرفي‪ ،‬وبالفعل طلب‬
‫ر‬ ‫اتفاق إطاري كمدخل للتفاوض بعد أن يتم االتفاق عليه من‬
‫وفد الحكومة ثالثة أيام للرد عىل هذا ر‬
‫المشوع‪ .‬عكف وفد الحكومة ر‬
‫وعي لجانه‬
‫عىل تقديم الرد يف الوقت المحدد من قبل الوساطة‪.‬‬
‫يذكر أن الوساطة الجنوبية قد تم تعزيزها بإضافة أعضاء جدد منهم‪ :‬اليونتيامس‬
‫وال ‪ UNDP‬ومنظمة ال ‪ PILPG‬بالضافة ل ‪ UN‬والوفد التشادي‪.‬‬
‫كثي من الموضوعات‬ ‫ر‬
‫الت تم تقديمها عبارة عن ورقة سياسية خلت من ر‬
‫الورقة ي‬
‫نسان‪،‬‬
‫الجوهرية‪ ،‬أو جاءت كمفردات يف داخل النصوص ومنها (الملف ال ي‬
‫ر‬
‫واليتيبات األمنية‪ ،‬الخدمة المدنية‪ ،‬المرأة)‪ .‬ي‬
‫وف ذات الوقت حملت عناوين جديدة‬
‫المصي‪ ..‬الخ‬
‫ر‬ ‫كالمشورة الشعبية‪ ،‬وأوردت العلمانية وحق تقرير‬
‫ه مجرد أجندة فيها‬
‫استمر التفاوض عىل هذه الورقة باعتبارها خارطة طريق‪ ،‬أو ي‬
‫تطورات وتوسعة لعالن المبادئ ليس ر‬
‫أكي‪ ،‬ولكن تم االعتماد كلية عىل منهج‬
‫الدخول يف التفاصيل والتفاوض باالعتماد عىل اتفاقية نيفاشا‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫الحكومة من جانبها ر‬
‫اليمت بالمرجعيات األساسية لديها‪ :‬الوثيقة الدستورية واتفاق‬
‫سالم وإعالن المبادئ مع التأكيد عىل أن االتفاق الطاري المطروح من الحركة هو‬
‫السياس‪،‬‬ ‫سء زائد ألننا يف ‪2020‬م قد اتفقنا عىل الملفات األساسية (الملف‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مت)‪.‬‬
‫سان‪ ،‬واأل ي‬
‫الن ي‬
‫مقيحات تساعد عىل‬‫أيضا الحركة اعتمدت المناورات والثارة دون تقديم أي ر‬
‫ر‬
‫تأن من وفد الحكومة‪.‬‬ ‫ر‬
‫تقريب وجهات النظر‪ ،‬ودائما المقيحات والمرونة ي‬
‫الجلسات‪ :‬بحسب الوساطة تم تحديد خمسة ر‬
‫عش عضوا لكل طرف‪ ،‬زائدا‬
‫اقبي‪،‬‬
‫الخياء‪ ،‬زائد خمس من النساء‪ ،‬حضور كمر ر‬ ‫ر‬ ‫السكرتارية‪ ،‬زائدا خمسة من‬
‫تلتق هذه الوفود لقاءات‬‫وخمسة من أصحاب المصلحة موجودين خارج القاعة‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫موسعة يسمع فيها اآلراء بعد التنوير‪ .‬هذه الطريقة مع اعت ماد نظام اللجان لتقديم‬
‫معي‪ ،‬فشلت كذلك يف تقريب وجهات النظر إال بالقدر الضئيل‪.‬‬
‫تصور يف موضوع ر‬
‫أخيا حددت الوساطة جلسات خارج القاعة لقيادة الوفدين (‪ )1+3‬لمناقشة‬‫ر‬
‫المنطقتي‪ ،‬العلمانية‬ ‫ر‬
‫والت حضت يف (‪ ،)19‬نقطة أبرزها‪ :‬اسم‬
‫ر‬ ‫موضوعات الخالف ي‬
‫المصي‪ ،‬إلغا ء قانون الزكاة‪ ،‬والنظام التقليدي‪ ،‬والعطلة والرموز‪،‬‬
‫ر‬ ‫وحق تقرير‬
‫واليتيبات األمنية والصالح‪ ،‬وهيكلة القوات المسلحة‪،‬‬ ‫والمشورة الشعبية‪ ،‬ر‬

‫والمركزية السلطة القضائية‪ ،‬المبادئ الفوق دستورية (العلمانية) والرادة الحرة‬


‫ئاس‬
‫الدوىل‪ ،‬النظام الر ي‬
‫ي‬ ‫والوحدة الجاذبة‪ ،‬والوحدة الطوعية‪ ،‬االستفتاء‪ ،‬التحكيم‬
‫ئاس‪.‬‬
‫ومجلس الواليات الر ي‬
‫كبي من‬‫الثان حصل تراجع ر‬‫ي‬ ‫حصل تقدم ملحوظ يف اليوم األول‪ ،‬ولكن يف اليوم‬
‫غي الئقة‬ ‫الت تم التوافق حولها‪ .‬بل ر‬
‫تغيت اللغة بمفردات ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الحركة حت يف األشياء ي‬
‫وكذلك الرصار عىل فتح الحوار ف إعالن المبادئ وعدم ر‬
‫االليام به‪.‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تقدمت بها لجنة الوساطة بكل تكويناتها ي‬ ‫رفضت الحركة المقيحات ي‬
‫ذكرناها‪ ،‬وقبلها وفد الحكومة‪.‬‬
‫‪423‬‬
‫غي‬
‫غي جاد وال يريد أن يتوصل لسالم‪ ،‬وهو ر‬
‫أخيا توصلنا لقناعة أن وفد الحركة ر‬
‫ر‬
‫مفوض‪ ،‬دائما تكرر الطلب بالرجوع الجتماعهم الموسع‪ ،‬ولكنهم ال يأتون بجديد‪.‬‬
‫ر‬
‫الن واجهتها‪:‬‬
‫مرحلة تنفيذ االتفاقية والتحديات ي‬
‫بعد التوقيع عىل االتفاقية يف ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2020‬م تم وضع مصفوفات تنفيذ السالم‬
‫والخاص بكل مسار عىل حدة بالضافة للقضايا القومية فقد جاءت يف ظروف وضع‬
‫كثية إىل جانب تصاعد االحتجاجات من أجل معالجة معاش‬
‫داخىل يواجه تحديات ر‬
‫ي‬
‫يغ والمفوضيات األساسية‪ ،‬وقضية‬ ‫ر‬
‫الناس وموضوع تأخر تشكيل المجلس التش ي‬
‫العدالة خاصة موضوع فض االعتصام‪ ،‬إىل جانب عدم جاهزية مفوضية السالم من‬
‫اليتيبات الخاصة باليواء ر‬
‫واليحيل والعاشة للوفود إىل‬ ‫حيث القانون والهيكل أو ر‬
‫ر‬
‫الت دخلت العاصمة وبدون ترتيبات لها‪.‬‬
‫جانب الضف عىل القوات ي‬
‫ا‬
‫ابتداء إدراج اتفاقية‬ ‫أوال‪ :‬موقف التنفيذ‪ :‬عىل صعيد تنفيذ القضايا القومية‪ ،‬فقد تم‬
‫تعيي أطراف العملية السلمية يف مجلس‬
‫ر‬ ‫السالم يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬كما تم‬
‫وف مجلس الوزراء‪ ،‬وتم ضمهم ألطراف الوثيقة الدستورية وفقا للمادة‬ ‫السيادة ي‬
‫الشكاء ألغراض التشاور والتداول يف القضايا‬ ‫والت استحدثت مجلس ر‬ ‫ر‬ ‫(‪)80‬‬
‫ي‬
‫التمكي‪ ،‬ثم استعادة‬
‫ر‬ ‫الخالفية‪ .‬والتمثيل يف اللجان القومية والمشاركة يف لجنة إزالة‬
‫تعيي حكام لكل من دارفور والنيل‬
‫القليم كقرار فقط عىل الرغم من ر‬
‫ي‬ ‫نظام الحكم‬
‫تعيي والة الحركات المسلحة يف الواليات المخصصة لهم‬
‫األزرق‪ ،‬هذا إىل جانب ر‬
‫وكذلك النواب‪ ..‬ثم إصدار قرار العفو العام‪ ،‬أما عىل مستوى المسارات فإن األقاليم‬
‫تعيي الحكام أو الوالة كان المطلوب منهم متابعة تنفيذ‬ ‫ر‬
‫الت تم فيها ر‬
‫أو الواليات ي‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫االتفاق‪ ..‬عموما ولربما لتشعب القضايا والتطورات المتسارعة يف المشهد‬
‫وعىل األرض‪ ،‬خاصة يف مناطق الياع‪ ،‬وكذلك لضيق المدة منذ وصول طالئع‬
‫وف‬ ‫ر‬
‫الحركات إىل أرض الوطن‪ ،‬ظلت معظم القضايا واالليامات واجبة التنفيذ ي‬
‫غي ممكنة التنفيذ‪.‬‬
‫المواعيد المحددة لها لم تنفذ أو ر‬
‫‪424‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التحديات والمعوقات‪:‬‬
‫ر‬
‫الت وج هت وأطرت المفاوضات حول‬
‫أوىل المعوقات ي‬
‫[‪ ]1‬لقد مثل اتفاق جوبا ي‬
‫تبت فكرة المسارات الخاصة بمناطق الياعات‬
‫قضايا ومنهج محدد‪ ،‬وذلك عند ي‬
‫وتقديمها عىل القضايا القومية‪ ،‬بل وإدراج مسارات تقع مشاكلها ضمن المشاكل‬
‫وف ذات الوقت قبول مجموعات لم تحمل‬ ‫العامة يف البالد مثل( الوسط والشمال ) ي‬
‫السالح وفتح الطريق أمام مجموعات أخرى دخلت ضمن ر‬
‫اليتيبات األمنية (الجبهة‬
‫يغ‬ ‫ر‬
‫الثالثة‪ ،‬تمازج ‪ -‬مجموعات أخرى) والقبول بتأجيل تشكيل المجلس التش ي‬
‫ر‬
‫الت دفعت الثورة‬
‫وتعيي الوالة لما بعد التوقيع عىل السالم وهذه من المؤسسات ي‬
‫ر‬
‫لتأخرها ثمنا باهظا كانت نتيجته االنقالب المشؤوم يف ‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م‪ ،‬عىل‬
‫الرغم من القبول المتأخر بالتعيينات المتأخرة للوالة ولكن بدون تشكيل حكومات‬
‫والئية‪ ،‬وأن مسار الوسط لم يكن ضمن إعالن جوبا‪ .‬ولقد تم اعتماده ر‬
‫عي لجنة‬
‫فنية ضمن القضايا ذات الخصوصية وبدون فتح إعالن جوبا‪ ،‬مما يجعل هذا المسار‬
‫سس‪.‬‬
‫قانون أو مؤ ي‬
‫ي‬ ‫بال سند‬
‫[‪ ]2‬إن محاولة تطبيق اتفاقية السالم كما تم تصميمها يف مصفوفة التنفيذ كشفت‬
‫بوضوح عدم وجود أو تطبيق ألي رؤية أو ر‬
‫اسياتيجية وفق ما تم االتفاق عليه يف‬
‫ا‬
‫ابتداء من قبول الحكومة بتعدد المسارات يف عملية‬ ‫المجلس األعىل للسالم‪،‬‬
‫غي‬
‫التفاوض يف القضايا القومية الكلية أو المناطقية‪ ،‬ونتجت عنه اتفاقيات جزئية ر‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫ميابطة أو متنافسة او متناقضة مما يصعب تنفيذها عمليا‪ ،‬فمثال‪:‬‬
‫ر‬
‫تفاوض‪ ،‬للتفاوض‬
‫ي‬ ‫‪ ‬توزع قيادات المنطقة أو االقليم الواحد يف أكي من ر‬
‫مني‬
‫مني واحد ‪.‬‬
‫الت طرحتها قيادات أخرى من نفس القليم من ر‬ ‫ر‬
‫حول القضايا ي‬
‫‪ ‬تعدد منابر ومسارات التفاوض ف نفس القضايا (السلطة ‪ -‬ر‬
‫اليوة‪ ،‬التنمية‪،‬‬ ‫ي‬
‫اض‪ ،‬الخ) أو حول نفس المناطق (جبال النوبة والنيل األزرق) فقد‬
‫واألر ي‬
‫ه‪ :‬كيف يتم تطبيق ما يتفق‬
‫كانت األسئلة العملية والعصية عىل الجابة ي‬
‫‪425‬‬
‫عليه من قضية قومية مضمنة يف عدة اتفاقيات منفصلة وبرؤى وحلول‬
‫منفصلتي يف منطقة واحدة مثل‬
‫ر‬ ‫تفاقيتي‬
‫ر‬ ‫مختلفة؟ كيف يتم تطبيق ا‬
‫مختلفي؟ ما‬
‫ر‬ ‫جبال النوبة أو النيل االزرق للتفاوض حولها يف مسارين‬
‫جدوى االتفاق حول المؤتمر الدستوري الوارد يف الوثيقة الدستورية‬
‫والمزمع عقدة الحقا إذا تمت مناقشة القضايا القومية الرئيسية يف‬
‫مفاوضات السالم؟‬
‫[‪ ]3‬حدثت واقعتان من قبل رئيس الوزراء‪ ،‬والثانية من قبل رئيس المجلس‬
‫السيادي‪ ،‬أدت إىل إرباك العملية التفاوضية‪ ،‬وبالذات بالنسبة لوفد الحكومة‬
‫الخطوتي جاءتا بعد توقف وتعليق للمفاوضات‪ ،‬لكن األوىل‬
‫ر‬ ‫المفاوض‪ ،‬صحيح أن‬
‫الت جاءت يف شكل اتفاقية‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت وقعها رئيس الوزراء مع الفريق عبد العزيز الحلو‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫اليمت بقضايا تم حسمها معهم يف الجوالت السابقة قبل‬ ‫مشيكة ف ‪2020/9/3‬م ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫مقيحات لذلك تم رفضها من قبل‬ ‫التعليق أو لم يتم االتفاق حولها وقدمت فيها ر‬
‫ر‬
‫المشيك وما جاء فيه من عقد ورش‬ ‫المجلس األعىل للسالم‪ ،‬مع ر‬
‫اليحيب بالبيان‬
‫الجانبي؛ ونفس الخطأ تم تكراره من قبل رئيس مجلس‬
‫ر‬ ‫غي رسمية من‬
‫تفاوض ر‬
‫السيادة عند إقدامه عىل التوقيع عىل إعالن مبادئ جديد مع الحركة الشعبية‪/‬‬
‫شمال يف ‪ 28‬مارس ‪2021‬م‪ ،‬ومع ذلك تقدمت الحركة يف جولة المفاوضات الثانية‬
‫خي‪.‬‬‫باتفاق إطاري ال عالقة له باالتفاق األ ر‬
‫ر‬
‫الت تنوء عن حملها دولة‬ ‫ر‬
‫‪ -‬إغراق سالم المسارات بكمية من االليامات المالية ي‬
‫خرجت لتوها من ركام نظام أبرز ما يوصف به أنه نظام الفساد والفساد‪ ،‬فقد ترك‬
‫دولة بال موارد ومثقلة بديون مقدراها ‪ 60‬مليار دوالر‪ .‬هذا إىل جانب شكل اآلليات‬
‫الموظفي‪،‬‬ ‫طوابي من‬ ‫ر‬
‫والت تحتاج إىل‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫والمفوضيات والصناديق المثبتة يف كل مسار ي‬
‫غي واقعية‪.‬‬
‫بل إن هذا االتفاق بالنظر إليه يحاول بناء دولة جديدة وفق نظرة مثالية ر‬

‫‪426‬‬
‫ر‬
‫الت تم البناء‬ ‫ر‬
‫الت أنشأتها المسارات والمفاهيم المتضاربة والمفارقات ي‬
‫‪ -‬التعقيدات ي‬
‫القليم الذي تم النص‬
‫ي‬ ‫عليها لنشاء أقاليم يف إطار الدولة الموحدة‪ ،‬فالنظام‬
‫بالعودة إليه‪ ،‬ليس هو ما طبق يف نظام مايو عام ‪1980‬م وال هو السلطة القليمية‬
‫يف دارفور يف أعقاب اتفاقية الدوحة‪ ،‬ألن االقاليم المشار إليها يف تلك المرحلة لم‬
‫تعد كذلك‪ ،‬بحيث نجد ر‬
‫حت االتفاق نفسه يهزم هذه البنود بسالسة‪ ،‬فهناك اتفاقية‬
‫ر ر‬
‫الش يف‪ ،‬كذلك وضعية غرب كردفان‬ ‫المنطقتي تضع استحالة عودة القليم‬
‫ر‬
‫المعلقة ربي الذهاب إىل شمال كردفان أو جنوب كردفان أو البقاء كوالية (إقليم) ثم‬
‫الوضع الشاذ فيما يسم بمسار الوسط‪ ،‬أين يوجد؟‬
‫الت طالت الحركات ومشح نشاطها الواحد‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واأل كي تعقيدا هو يف االنقسامات ي‬
‫ر‬
‫الت لم توقع بعد مثل حركة عبد الواحد والحلو‪ .‬والتضارب يف‬
‫خاصة المجموعات ي‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫الذان يف إطار‬
‫ي‬ ‫الطروحات‪ ،‬فمثال طرحت مجموعة الحركة الشعبية شمال ‪ -‬الحكم‬
‫المصي يف مقابل العلمانية إذا‬
‫ر‬ ‫وحدة البالد‪ ،‬ولكن مجموعة الحلو‪ ،‬تطرح حق تقرير‬
‫لم يتم النص عليها‪ ،‬وهكذا يمكن النظر لمستقبل الضاع الذي يمكن أن ينشأ نتيجة‬
‫لهذه المفاهيم أو كيفية إدراج هذه االتفاقيات وأي اتفاق سوف يتم اعتماده؟!‬
‫‪ -‬فتح االتفاقية أو جعلها مفتوحه اللتحاق جماعات مسلحة أخرى كان فيه مخاطرة‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫واالليام بذلك‪ ،‬وفعال قد تم التوقيع لجماعات ومن دون‬ ‫وعدم القدرة عىل الضبط‬
‫حت أن الفقرة أكدت عىل ر‬
‫اليتيبات األمنية‪ ،‬فقد الحظنا‬ ‫الفحص أو التفاوض معهم ر‬

‫تليم بالحدود المحددة لها فحسب وإنما تحولت لحركة‬ ‫مثال حركة تمازج لم ر‬

‫سياسية أصبح لها نشاط ومقار يف معظم الواليات‪.‬‬


‫انتقان‬
‫ي‬ ‫االنتقاىل المثقل بالمهام بشكل‬
‫ي‬ ‫‪ -‬إن محاولة تنفيذ االتفاقية ضمن الوضع‬
‫أضعف االتفاق تماما وأصبح كأنما االتفاق هو تلك المحاصصات يف السيادي‬
‫كثية لها ارتباط بمؤتمر الحكم‬
‫وغيها‪ ،‬فقد خرجت مراسيم ر‬
‫والسلطة التنفيذية ر‬
‫القليم وتسمية حكام‬
‫ي‬ ‫الذي تأجل بسبب هذه األوضاع‪ ،‬مثل مرسوم الحكم‬
‫‪427‬‬
‫األقا ليم قبل تعديل قانون الحكم االتحادي الذي يحدد االختصاصات والمهام‬
‫والهياكل‪.‬‬
‫وف ذات‬
‫تعيي حاكم لقليم دارفور يف ظل وجود والة لهم ذات االختصاصات ي‬ ‫ر‬
‫الغي‪.‬‬
‫القليم مما ينشأ رصاع وتدخل يف شؤن ر‬
‫ا‬ ‫‪ -‬لم تتم ر‬
‫اليتيبات األمنية لذلك بدال من أن تذهب هذه الجيوش إىل مناطق التجميع‬
‫منتشة داخل العاصمة وقد رصدت ر‬
‫أكي من واقعة مثلت‬ ‫ومن ثم الدمج‪ ،‬أصبحت ر‬

‫حالة خروج عن االنضباط مثل حركة جيش تحرير السودان عند دخولها لمبت‬
‫اللجنة األولمبية وكذلك حركة تمازج‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬لم تتوقف عمليات االقتتال ر‬
‫حت بعد التوقيع عىل االتفاقية وعودة القوى‬
‫المسلحة إىل الوطن فقد شهدت البالد حاالت مأساوية يف دارفور وجنوب كردفان‬
‫وف مناطق متفرقة‪ .‬فقد غاب مفهوم السالم الشامل وكذلك أصحاب المصلحة‬
‫ي‬
‫الكبي‬
‫ر‬ ‫عىل الرغم من أن هذا الجانب ال تتحمله هذه الحركات وحدها وإنما القسم‬
‫تتحمله الحكومة‪ .‬فالسالم يحتاج عمل عىل األرض قبل التمسك فقط باالتفاق‬
‫كنصوص‪ ،‬ألن العدالة االنتقالية والسالم االجتماع يحتاج لحوار ر‬
‫مباش واهتمام‬ ‫ي‬
‫المعنيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫كبي من قبل‬
‫ر‬
‫كثيا عىل تنفيذ‬ ‫ر‬
‫الت حصلت بالنسبة للحركات المسلحة أثرت ر‬
‫‪ -‬إن االنقسامات ي‬
‫السالم فقد بدأت هذه الحركات موحدة يف إعالن جوبا باسم الجبهة الثورية وهو‬
‫االسم الذي تم اعتماده منذ البداية يف إعالن جوبا‪ ،‬ثم أصبح كتلة السالم من جانب‬
‫وأخيا‬
‫ر‬ ‫الحكوم‪ ،‬ثم تحولت إىل مسارات‪ ،‬إىل االنقسام يف الجبهة الثورية‪،‬‬
‫ي‬ ‫الوفد‬
‫وصلنا إىل مسم أطراف العملية السلمية‪ .‬هذه األوضاع جعلت هذه القوى محل‬
‫ر‬
‫الت أيدت انقالب ‪25‬‬
‫نقد بعدم حرصها عىل السالم وهذا ما عكسته المجموعة ي‬
‫أكتوبر‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫‪ -‬قد ال نلوم الوساطة الجنوبية لدارة ملف السالم بل ونقدم لهم صوت الشكر‬
‫واالمتنان‪ ،‬ولكن تالحظ حالة المرونة الشديدة يف التعامل مع بعض المسارات‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫(الشق والشمال) مثال‪ .‬هذا إىل جانب التداخل يف دور بعض الدول والمنظمات‬
‫وبدون أي تفسي لدورها ر‬
‫والياماتها‪ ،‬لقد كنا نحتاج لقيام الوساطة بحسم بعض‬ ‫ر‬
‫حت ال تتشعب األمور والحال كذلك ف ر‬
‫اليتيبات األمنية وتنفيذ‬ ‫الموضوعات ر‬
‫ي‬
‫السالم‪.‬‬
‫أكي األثر عىل وجود‬
‫‪ -‬ولقد كان لغياب مفوضية السالم قانونا وهياكل وآليات تنفيذ ر‬
‫ه عملية يف غاية األهمية ومسؤولية‬
‫السالم كالحالة المعلقة‪ ،‬فإدارة ملف السالم ي‬
‫ر‬
‫مباشة للمفوضية‪ ،‬فهناك عمليات تحتاج للمتابعة منذ وقف العدائيات والعمل‬
‫النسان واللجان وخارطة الطريق المحكمة مع األطراف المعنية‪ ،‬إىل عمليات‬
‫ي‬
‫ر‬
‫واالليامات المالية لتنفيذ مراحل عملية السالم‪ ،‬فقد كانت‬ ‫استقطاب الدعم‬
‫المفوضية عبارة عن مفوض فقط طوال هذه ر‬
‫الفية‪ ،‬ر‬
‫حت تنفيذ فكرة دعوة أصحاب‬
‫ا‬
‫ابتداء من المؤتمرات وطريقة‬ ‫المصلحة إىل جوبا‪ ،‬كانت مجرد حالة صورية ودعائية‬
‫التمثيل‪.‬‬
‫كبي حول عل و اتفاقية السالم عىل الوثيقة الدستورية (وهذا ورد بشكل‬
‫أثي لغط ر‬
‫‪ -‬ر‬
‫أو بآخر ف اتفاقية مسار دارفور ) ولكن هذا أمر مخالف لكل النواميس‪ ،‬ر‬
‫حت وإن‬ ‫ي‬
‫كان القصد منها هو حمايتها من التذويب أو ألنها محروسة بضمانات دولية‪ ،‬ولكن‬
‫جزن وقد نصت المادة (‪ )79‬المعدلة وفقا‬
‫ي‬ ‫األهم هو علو الدستور عىل أي اتفاق‬
‫يعتي اتفاق سالم جوبا للسودان المرفق‬
‫لتعديل الوثيقة الدستورية يف ‪2020‬م ( ر‬
‫بهذه الوثيقة الدستورية والموقع يف ‪ 30‬أكتوبر ‪2020‬م ربي حكومة السودان‬
‫وف حالة التعارض يزال‬
‫وبي أطراف العملية السلمية جزء ال يتجزأ منها ي‬
‫االنتقالية ر‬
‫التعارض بما يتوافق مع نصوص اتفاق جوبا للسالم) ‪..‬‬

‫‪429‬‬
‫كثيا‬
‫غي واقعية بحيث أن ر‬ ‫ه األخرى كانت ر‬ ‫ر‬
‫والت ي‬
‫‪ -‬مصفوفة التنفيذ المتفق عليها ي‬
‫من بنودها األساسية لم تنفذ ف وقتها مثل ر‬
‫اليتيبات األمنية ومؤتمر الحكم والدارة‪.‬‬ ‫ي‬
‫عي لجنة تكونت للنظر يف‬‫ومن جهة أخرى تم فتح مساري الوسط والشمال ر‬
‫ر‬
‫الت تقدم بها أصحاب هذه المسارات خاصة يف موضوع المشاركة ونسبة‬
‫الشكاوى ي‬
‫قسمة ر‬
‫اليوة أسوة بالمسارات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أما مسار ر‬
‫الشق فقد دخل مرحلة التجميد وذلك بعد مقاومته من قبل المجلس‬
‫األعىل للبجا والعموديات المستقلة‪ ،‬وكذلك نتيجة لتعدد مراكز القرار ولجان‬
‫الت وصل بعضها إىل ر‬
‫اقياح حل المسار نفسه‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الوساطة ومقيحات الحل المتعددة ي‬
‫مشحة‬‫‪ -‬إن تكتيكات رفع سقف التفاوض وتجاوز ما هو ثابت ووضع كل الوطن ف ر‬
‫ي‬
‫وه طروحات سياسية يف‬
‫غي واقعية ومثالية‪ ،‬ي‬
‫التفاوض أدى إىل أن تكون المطالب ر‬
‫الغالب وليس لديها عالقة بأسباب الضاعات‪ ،‬ولذلك عدم تواضع بعض الحركات‬
‫واالجتماع يف البالد‪ ،‬جعل‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫يىح للتطور‬
‫وقض النظر عن أبعاد السياق التار ي‬
‫والسغ لنجازها‬
‫ي‬ ‫هذه االتفاقيات مجافية لحقيقة الواقع وإمكانية التجاوب معها‬
‫وتوطينها وتبنيها من السواد األعظم للشعب‪.‬‬
‫المعارضي لها أو من‬
‫ر‬ ‫‪ -‬اتساع دائرة الثورة المضادة ومعارضة اتفاقية السالم من قبل‬
‫المتضرين أو الذين لم تشملهم االتفاقيات‪.‬‬
‫والتغيي وتبايناتها حول قضايا السالم‪ ،‬بل وعدم‬
‫ر‬ ‫‪ -‬تفكك أو ضعف مكونات الحرية‬
‫تناغم مكونات الحكومة االنتقالية ربي مجلس الوزراء والمجلس السيادي والحرية‬
‫والتغي يف النظر لموضوع السالم‪.‬‬
‫ر‬
‫اتفاق سالم جوبا وانقالب ‪ 25‬أكتوبر‬
‫ما أن تم التوقيع عىل اتفاقية سالم جوبا وعودة الفرقاء لحضن الوطن وإدراج‬
‫االتفاقية يف الوثيقة الدستورية ومشاركتهم بثالثة مقاعد يف السيادي وستة مقاعد‬
‫يغ‪ ،‬وتم تعديل الوثيقة‬ ‫ر‬
‫يف الحكومة وتحديد ‪ 75‬معقدا لهم يف المجلس التش ي‬
‫‪430‬‬
‫الدستورية بإضافة مجلس ر‬
‫الشكاء يف المادة (‪ )80‬لتصبح أطراف العملية السلمية‬
‫ا‬
‫الضلع الثالث يف مثلث السلطة المشكل أصال من المكون العسكري والحرية‬
‫والتغي‪ ،‬كان االعتقاد السائد أن إضافة مجموعة السالم ر‬
‫للفية االنتقالية سوف تكون‬ ‫ر‬
‫والتغيي بعد‬
‫ر‬ ‫دفعة ورافعة قوية باتجاه إنضاج الثورة ووضعها عىل طريق التنمية‬
‫الت بدأت تظهر من قبل‬ ‫ر‬
‫التيم ي‬
‫تكامل عنارصها خاصة مع بداية إرهاصات عملية ر‬
‫المكوني‪ ،‬لذلك نالحظ أن الجميع كان‬ ‫المكون العسكري وأثارت ر‬
‫أكي من نزاع ربي‬
‫ر‬
‫كثيا عىل أطراف السالم أن تلعب دورا حاسما يف مسار هذه التجربة‪.‬‬
‫يعول ر‬
‫والتغيي خاصة بعد رفض الجبهة الثورية‬
‫ر‬ ‫فقد شهدت جوبا زيارات من قبل الحرية‬
‫والتغي يف المفاوضات‪ /‬بحيث تمت الموافقة عليها عىل‬
‫ر‬ ‫األول عىل وجود الحرية‬
‫والتغي تشكيل أهم‬
‫ر‬ ‫الحكوم ومع ذلك فقد أرجأت الحرية‬
‫ي‬ ‫مضض وضمن الوفد‬
‫التشيغ‪ ،‬ووالة الواليات وحكوماتها) ا‬
‫بناء عىل طلب ورغبة‬ ‫المؤسسات (المجلس ر‬
‫ي‬
‫الجبهة الثورية مما شكل الحقا أبرز مهددات الثورة‪ ،‬هذا بالضافة للوضاع‬
‫المعيشية واالقتصادية المأزومة عشية التوقيع عىل االتفاق‪ ،‬ومن جهة أخرى كانت‬
‫الت انشقت يف جوبا قبل العودة إىل الخرطوم قد بدأت يف الحديث‬ ‫ر‬
‫الجبهة الثورية ي‬
‫عن ( تصفي العداد) والهجوم عىل الحرية والتغيي‪ ،‬كما كان من الواضح أن ر‬
‫اليتيبات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وغيها‪،‬‬ ‫ر‬
‫الكاف من حيث السكن والعاشة واليحيل ر‬ ‫الستقبالهم لم تكن مهيئة بالقدر ي‬
‫تليم باألعداد المحددة وبعض الجراءات والضوابط‬ ‫عىل الرغم من أن الحركات لم ر‬
‫ر‬
‫الت أقرتها لجنة االستقبال‪.‬‬
‫ي‬
‫تعي تطبيق إنزال االتفاقية عىل أرض الواقع منذ البداية‪،‬‬‫ومن جهة أخرى فقد ر‬
‫ر‬
‫فاليتيبات األمنية لم تتم وكان انتشار قوات الحركات يف العاصمة الفتا للنظر نتيجة‬
‫عدم استيفاء االستحقاقات المطلوبة للتجميع يف المناطق واألماكن المحددة‪ ،‬ثم‬
‫وتباش مهامها ودورها ف هذه ر‬
‫اليتيبات‬ ‫ر‬ ‫الت لم تهيكل‬‫ر‬
‫ي‬ ‫هناك مفوضية السالم ي‬
‫تجهي‬
‫ر‬ ‫الماىل لتنفيذ االتفاقية‪ ،‬لذلك بدت هناك ربكة رغم‬
‫ي‬ ‫واستقطاب الدعم‬
‫‪431‬‬
‫انتقان‪ ،‬بل لم تسلم‬
‫ي‬ ‫مصفوفة التغ ريي‪ ،‬واألخطر يف ذلك هو تنفيذ بعض البنود بشكل‬
‫االتفاقية من التحاق آخرين بها ضمن بند (أخرى ) وبدون اتباع السياقات المعروفة‬
‫لديهم يف المفاوضات‪ ،‬إىل إجراء بعض التعديالت وعرض بعض المسارات‬
‫وإخضاعها للتداول من جديد نتيجة الشكاوى بعدم شمول هذه المسارات بنسب‬
‫اليوة وبعض االستحقاقات يف الوظائف والتعليم وهما مساري‬ ‫التنمية وقسمة ر‬
‫ر‬
‫الت لم تكن لديها ترتيبات أمنية ظلت‬
‫(الشمال والوسط ) بل إن المسارات الثالثة ي‬
‫تعيي‬
‫الشق‪ ،‬الذي بدأ الضاع فيه بشكل دموي منذ ر‬ ‫ف حالة تجميد‪ ،‬خاصة مسار ر‬
‫ي‬
‫القبىل‪ ،‬إىل تكوين المجلس األعىل للبجا‬
‫ي‬ ‫وال لكسال ومن ثم بدأ االصطفاف‬
‫ٍ‬
‫منيا سياسيا معارضا التفاق ر‬
‫الشق‪.‬‬ ‫والعموديات المستقلة ليصبح ر‬
‫والتغيي يف إطار تقييم هذا التحالف إىل توسعته ليشمل جميع‬
‫ر‬ ‫لقد سعت الحرية‬
‫والتغي يف جوبا إىل الجبهة الثورية‪ ،‬ثم استأنفت‬
‫ر‬ ‫قوي الثورة‪ ،‬لذلك جلست الحرية‬
‫سبتمي‬
‫ر‬ ‫سياس جديد تم التوقيع عليه يف ‪8‬‬
‫ي‬ ‫الحوار وقد توجت ذلك يف ميثاق‬
‫والتغيي شمل كل من (الحركة الشعبية شمال ‪-‬‬
‫ر‬ ‫‪2021‬م بالضافة لمكونات الحرية‬
‫االنتقاىل‪ ،‬تجمع قوى تحرير السودان)‪ .‬إن‬
‫ي‬ ‫وحركة جيش تحرير السودان المجلس‬
‫الكبية لم يقابلها المكون العسكري بارتياح‪ ،‬فقد‬
‫ر‬ ‫هذه الخطوة والتظاهرة السياسية‬
‫واعتيها بمثابة العمل المعادي بالنسبة له لذلك سغ لجهاضها‬
‫ر‬ ‫قاطعها وهاجمها‬
‫وبوسائل ر‬
‫شت‪ ،‬ومن هنا بدأ االستقطاب الحاد‪ ،‬وبدأت الخالفات يف التصعيد‬
‫ووضعت البالد يف حالة توتر وأ زمة شديدة‪ ،‬فقد بدأت بعض المجموعات من‬
‫ر‬
‫الت لم توقع عىل الميثاق الجديد بتكوين تحالف جديد يسم‬
‫الجبهة الثورية ي‬
‫الوطت) ثم اعتصام القض أو اعتصام الفلول‪ ،‬الذي تمت‬
‫ي‬ ‫والتغيي الميثاق‬
‫ر‬ ‫(بالحرية‬
‫الدعوة فيه للعسكر لالنقالب عىل السلطة المدنية‪ .‬ومن ثم تداعيات المجلس‬
‫األعىل للبجا ف ر‬
‫الشق وإغالق الميناء والطريق العام والمطار بسند واضح من‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫والت أعلن بعدها المجلس العسكري‬
‫العسكر‪ ،‬إىل المحاولة االنقالبية المفضوحة ي‬
‫‪432‬‬
‫المدنيي‪ ،‬إىل أن وقع االنقالب واالستيالء عىل السلطة واالدعاء‬
‫ر‬ ‫عدم الجلوس مع‬
‫بأن ذلك هو إجراءات لتصحيح مسار الثورة‪ .‬وبوقوع االنقالب دخلت البالد يف‬
‫مرحلة جديدة ومواجهات وإجراءات بدأت بالعودة لما قبل ‪ 11‬أبريل ‪2019‬م فقد‬
‫والتغيي‪ .‬ومع‬
‫ر‬ ‫تم العالن عن حالة الطوارئ واالعتقاالت خاصة يف أوساط الحرية‬
‫خروج الشارع برفض االنقالب والخروج يف مواكب واالحتجاجات المستمرة‪ ،‬بدأ‬
‫المسيات السلمية بالبمبان والخرطوش والمياه الفاسدة‪،‬‬
‫ر‬ ‫النظام يف قمع هذه‬
‫حت بلغ عدد الشهداء نحو ‪ 110‬شهيدا ر‬
‫حت اآلن‪ 27 ،‬يوليو)‬ ‫وبالسالح الناري ر‬

‫والمصابي الذين فاق عددهم المئات‪ ،‬ومن جهة أخرى فقد‬


‫ر‬ ‫بالضافة إىل الجرىح‬
‫ر‬
‫الت تم تجريده منها‬
‫اليهان جهاز األمن بكامل صالحياته ي‬
‫أعاد قائد االنقالب الفريق ر‬
‫بموجب الوثيقة الدستورية والقوات األمنية األخرى وأعطيت حصانات كاملة‪ ،‬هذا‬
‫الثالثي من يونيو‪،‬‬
‫ر‬ ‫إىل جانب عودة الفلول وخاصة الذين طالتهم لجنة تفكيك نظام‬
‫نوفمي والذي سقط يف أقل من شهر‬
‫ر‬ ‫اليهان وحمدوك يف ‪21‬‬
‫وعىل الرغم من اتفاق ر‬
‫ر‬
‫المشوعية وانهيار الوضع الدستوري برمته منذ االنقالب يف ‪25‬‬ ‫نتيجة لفقدانه‬
‫وعي مجلس‬ ‫الشيك اآلخر‪ ،‬ر‬ ‫أكتوبر الذي ألغ عمليا الوثيقة الدستورية لغياب ر‬
‫ا‬
‫سيادي بدون اختصاص وسيطر كلية عىل السلطة‪ ،‬مع البقاء عىل جماعة السالم‪.‬‬
‫فقد كانت المفارقة أن يؤيد قسم من مجموعات السالم االنقالب وي رير كل خطواته‬
‫ر‬
‫حت وهو يمارس القمع عىل الثوار‪ ،‬وهو ما وضع االتفاقية عىل المحك‪ ،‬فهناك‬
‫وه المجموعة‬
‫مجموعة رفضت االنقالب‪ ،‬ولكنها لم تخرج من المؤسسات ي‬
‫والتغيي وقد كان منطقهم مفهوما لحد ما عىل الرغم من التباين‬
‫ر‬ ‫الموجودة يف الحرية‬
‫الحقا يف المواقف‪ ،‬أما مجموعة الميثاق فقد ذهبت بعيدا يف تأييد االنقالب والقبول‬
‫ر‬
‫الت تمت يف أعقاب انقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م‪ ،‬وهو ما‬
‫بكل القرارات والجراءات ي‬
‫ر‬
‫الت اكتوت‬
‫جماهي الواليات ي‬
‫ر‬ ‫الجماهي وخاصة‬
‫ر‬ ‫جعلهم يف حالة قطيعة وعزلة مع‬
‫بنار الحرب وكانت تنظر للسالم الذي ال يمكن أن يتعايش مع االنقالب ومع‬
‫‪433‬‬
‫الديكتاتورية واالستبداد‪ ،‬ونتيجة لفشل االنقالب ر‬
‫واعياف قائد االنقالب بذلك بعد‬
‫الثالثي‬ ‫ر‬
‫الت أعلنها يف أعقاب مواكب‬
‫ر‬ ‫‪ 8‬شهور من السيطرة عىل السلطة يف الخطوة ي‬
‫من يونيو‪ ،‬بانسحاب الجيش من حوار اآللية الثالثية والذي تجاهل فيه ر‬
‫حت ذكر أو‬
‫إيراد اسم السالم أو اتفاقية جوبا للسالم‪.‬‬
‫الوطت يف حالة الال دولة وانفجار‬ ‫إن هذا الوضع االنقالن الذي وضع كامل ر‬
‫الياب‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫حي عىل‬ ‫ر‬
‫األوضاع األمنية يف أكي من مكان خاصة يف دارفور‪ ،‬وجعل السالم مجرد ر‬
‫ا‬
‫ابتداء من القيام بإجراء تقييم‬ ‫ورق‪ ،‬وألهمية السالم ورصورته القصوى‪ ،‬ال بد‬
‫للحاصل ومن ثم ال بد من تعديالت لتوائم التطورات يف سياق التجربة الراهنة‪.‬‬
‫الدروس المستفادة ومستقبل السالم‬
‫تجدر الشارة إىل أن االنقالب العسكري قطع الطريق أمام تنفيذ وبناء واستدامة‬
‫السالم‪ ،‬وهذا ما يؤكد أال تعايش لسالم مع االنقالب والدكتاتورية ولذلك يجب‬
‫النضال ضد أي شكل من أشكال التسلط عىل الشعب باسم الجيش والعمل عىل‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ترسيخ الديمقراطية والدولة المدنية إذا أردنا سالما شامال وعادال ومستداما‪.‬‬
‫عىل قوى الحرية والتغيي والقوى الحية والثورية التوافق عىل رؤية ر‬
‫اسياتيجية‬ ‫ر‬
‫والسي يف التفاوض يف المرحلة القادمة والتأكد من وجود‬
‫ر‬ ‫واضحة يف كيفية الدخول‬
‫الكاف لدفع استحقاقات السالم العادل والمستدام‪.‬‬
‫ي‬ ‫الرادة السياسية واالستعداد‬
‫ال بد من التعجيل بتشكيل مفوضية السالم قبل الدخول يف مفاوضات جديدة‪،‬‬
‫وكذلك عقد المؤتمر الدستوري وذلك لحسم القضايا القومية واالتفاق عليها‬
‫لتشكل أرضية ر‬
‫مشيكة تخرج بالدنا من الدوران يف الحلقة المفرغة‪.‬‬
‫االجتماع قبل السالم‬
‫ي‬ ‫وعىل القوى الحية وكامل المجتمع العمل عىل ترسيخ السالم‬
‫السياس‪ .‬أي الع مل عىل المصالحات والعدالة االنتقالية‪ ،‬وعىل ضبط الخطاب‬
‫ي‬
‫واالجتماع لتعزيز بناء السالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫والديت‬
‫ي‬ ‫والعالم‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬

‫‪434‬‬
‫الربط المحكم يف ظل األنشطة والممارسات ربي السالم والديمقراطية والتنمية‬
‫والتحول من نموذج السالم القائم عىل المحاصصة السياسية وقسمة ر‬
‫اليوة إىل‬
‫نموذج يخاطب قضايا وجذور األزمة والياعات‪.‬‬
‫ر‬
‫الت تحققت يف هذه االتفاقية كانت كفيلة بأن تعالج جذور األزمة وإىل‬
‫إن المكاسب ي‬
‫األبد لوال وقوع االنقالب‪ ،‬لذلك علينا جعلها قاعدة لالنطالق نحو ترسيخ واستعادة‬
‫كاف بطبيعة المشكالت والتحديات‬
‫كبية وإلمام ي‬
‫بخية ر‬
‫السالم والذهاب للمفاوضات ر‬
‫ر‬
‫باسياتيجية شاملة لتحقيق السالم‪.‬‬ ‫القائمة بعد إجراء نقد وتقويم لما تم والخروج‬
‫ر‬
‫واسياتيجية إدارة المفاوضات‪ ،‬وذلك باالنطالق من ثوابت‬ ‫التغيي يف منهجية‬ ‫علينا‬
‫ر‬
‫اليلمان‪ ،‬عند محاولة طرحها بحيث‬
‫ينبغ أن يكون محلها المؤتمر الدستوري أو ر‬
‫ي‬
‫السياس وأال نختلف يف وحدة البالد وأمنها وسيادتها‬
‫ي‬ ‫يتم التفريق ربي الدولة والنظام‬
‫ر‬
‫حت وإن بدت وجهات النظر حول محتوى هذه الوحدة مختلفة‪.‬‬
‫شمولية السالم ر‬
‫حت وإن تم التوقيع عىل مناطق بعينها وقع عليها عبء الحرب‬
‫اجتماع وتعايش‬
‫ي‬ ‫وإفرازاتها‪ ،‬ألن السالم هو ما يجري عىل األرض من سالم‬
‫تأثيها الرقعة الجغرافية المحددة‪ .‬وأن السالم كثقافة‬
‫واستقرار‪ ،‬وألن الحرب يفوق ر‬
‫ومثل وبناء وتنمية يشمل المجتمع كله‪ ،‬وألن أكالف الحرب المادية والمعنوية‬
‫ر‬
‫والبشية تذهب نحو التنمية ومعالجة االختالالت والمظالم التاريخية‪ .‬وألن السالم‬
‫ر‬
‫والت‬
‫الشامل مرتبط بأصحاب المصلحة وهم يمثلون األغلبية المتضرة من الحرب ي‬
‫الجئي يف دول‬
‫ر‬ ‫كي قراهم ومدنهم نحو مدن آمنة‪ ،‬أو‬
‫الكثيون منهم تار ر‬
‫ر‬ ‫بسببها نزح‬
‫المهجر‪.‬‬
‫ر‬
‫األكي رصرا‪ ،‬لهو مفتاح السالم‪،‬‬ ‫إن موضوع التنمية الشاملة والبداية من المناطق‬
‫وخلق التوازن المجتمغ بالمساواة والعدالة‪ ،‬عدالة توزي ع ر‬
‫اليوة وعدالة توزي ع‬ ‫ي‬
‫الفرص المتساوية يف الخدمات العامة‪ ،‬ألن أصل الضاعات هو يف أزمة التنمية‬
‫االجتماع والياعات والضاعات‬
‫ي‬ ‫الغي‬
‫وبمعالجتها يفتح الطريق أمام إنهاء أسباب ر‬
‫‪435‬‬
‫وهذا الموضوع ليس بالضورة أن يرتبط بالسالم الشامل عىل أهميته وإنما بالدارة‬
‫السلمية والتوجيه العام للموارد وتحقيق األمن واالستقرار‪.‬‬
‫يجب التفريق ربي المفاوضات الداخلية والمفاوضات الدولية ألن المفاوضات‬
‫الداخلية ليس فيها غالب أو مغلوب‪ ،‬لو كان منطق كل األطراف هو يف االنطالق من‬
‫منصة الحفاظ عىل الوطن ومكتسباته وعن قيم المواطنة والعدالة والمساواة وعن‬
‫يأن اال من خالل‬ ‫ر‬
‫قوم محروس بالرادة الوطنية هذا ال ي‬
‫غي منقوصة وأمن ي‬ ‫سيادة ر‬
‫الدوىل يف شؤوننا الداخلية‪.‬‬
‫ي‬ ‫االبتعاد عن تدويل قضايانا الداخلية ورفض التدخل‬
‫يتعي‬ ‫ر‬
‫إنه من خالل تعي تنفيذ سالم جوبا إال يف إطار (المشاركة يف السلطة) فإنه ر‬
‫إخضاع هذا االتفاق إىل المراجعة والتقويم‪ ،‬ليكون هاديا‪ ،‬الستئناف المفاوضات مع‬
‫الت لم تلتحق بالسالم ر‬
‫حت اآلن‪ ،‬وتصميم منهاج دقيق للسالم‬ ‫ر‬
‫المجموعات األخرى ي‬
‫الشامل‪ ،‬مع التأكيد أن ال حصانة مطلقة التفاق طالما هناك وجهات نظر متباينة‬
‫ومواقف رافضة ر‬
‫حت لالتفاق‪.‬‬
‫المراجع‬
‫الوثيقة الدستورية المعدلة ‪2020‬م ‪ -‬اتفاقية جوبا لسالم السودان ‪2020‬م – إعالن‬
‫جوبا لجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض ‪ -‬ووثائق اخرى خاصة بالتفاوض‪.‬‬

‫النقاش‬
‫رشا عوض‪:‬‬
‫االعياف األمي والشفاف بأن منهج إدارة عملية السالم ف ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ر‬ ‫ال بد من‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫لم يختلف عنه يف العهد البائد‪ ،‬أي منهج الصفقات مع الحركات المسلحة ألهداف‬
‫السياس يف المركز مع إهمال الهدف الرئيس ألي‬
‫ي‬ ‫سياسية مرتبطة بالضاع والتنافس‬
‫عملية سالم وهو وقف الحرب ونزيف الدم‪ .‬وال بد من تقديم رؤية مدروسة لكيفية‬
‫عي إلغائه وابتدار عملية سالم‬
‫الخروج من ورطة اتفاق سالم جوبا المعيب‪ ،‬إما ر‬
‫عي فتح االتفاقية لتعديالت أساسية يف اتجاه البقاء عىل كل‬
‫جادة وحقيقية‪ ،‬وإما ر‬
‫‪436‬‬
‫غي‬ ‫للمواطني يف مناطق الياع والتخلص من كل المزايا والتفضيالت ر‬
‫ر‬ ‫ما فيه فوائد‬
‫السياس‬ ‫ر‬
‫والت ال تتناسب مطلقا مع ثقلها‬
‫ي‬ ‫المستحقة الممنوحة للحركات المسلحة ي‬
‫أو العسكري‪ ،‬وإلغاء مسارات الشمال والوسط ر‬
‫والشق‪.‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫السياس‪ :‬عقد ورشة ”لتقييم التقييم“ الذي قدمته قوى الحرية‬
‫ي‬ ‫يف المحور‬
‫والتغيي من أخطاء‬
‫ر‬ ‫المجلس المركزي يف اتجاه إبراز كل ما سكتت عنه الحرية‬
‫اسياتيجية وقعت فيها ف إدارة ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬والكشف عن أسبابها ومن ثم طرح‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ا‬
‫رؤية لكيفية تجاوزها مستقبال‪.‬‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫االنتقاىل‬
‫ي‬ ‫تأسيس لقوى الثورة الساعية الستعادة المسار‬
‫ي‬ ‫عقد مؤتمر‬
‫ا‬
‫اط وصوال إىل بناء جبهة شعبية موحدة لقيادة الحراك الثوري‪.‬‬
‫الديمقر ي‬
‫أم سلمة نواي‪:‬‬
‫المحىل ليحقق مبدأ المواطنة والمساواة وحكم‬
‫ي‬ ‫يجب أن يتم تعديل قانون الحكم‬
‫القانون‪ .‬ومراجعة أوامر تأسيس الواليات المستحدثة وترسيم الحدود الداخلية‬
‫ووضع العالمات الخرسانية للحد من الياعات القبلية‪ ٠‬وتخريط مسارات المراحيل‬
‫الت فرضتها ظروف الحرب كمرحال عوج‬ ‫ر‬
‫والصوان ومراجعة المسارات ي‬
‫ي‬ ‫واليل‬
‫ارعي)‪ .‬ومراجعة قانون الدارة‬
‫الدرب بغرب كردفان‪(٠‬لمنع الياعات ربي الرعاة والمز ر‬
‫األهلية لبعادها عن القضايا السياسية‪ ،‬وهو من صالحيات ديوان الحكم االتحادي‬
‫وينبغ مراجعة‬
‫ي‬ ‫يوض بالعمل به فورا‪ ،‬وتعجيل إنشاء مفوضية للرحل والرعاة‪.‬‬
‫ي‬
‫نصوص االتفاقيات من ناحية النوع بالمقارنة مع القرار ‪ 1325‬والذي اعتمدته‬
‫المنطقتي وإ عالن مبادى الحلو يجب دراسة اآل ر ين‪ :‬هل‬
‫ر‬ ‫االتفاقيات‪ .‬بالنسبة لمسار‬
‫تكون المرجعية سالم نيفاشا أم اتفاق مبادئ سويشا الذي وقع يف ‪2002‬؟ ونرى‬
‫أن يطور التفاق سالم للمنطق رتي‪ .‬هناك سؤال‪ :‬هل آلية المشورة الشعبية الواردة‬
‫يف إعالن مبادئ الحلو تصلح مع العلم بأن ممارستها كانت سبب خالف أرجع‬
‫األطراف إىل الحرب مرة أخرى؟ يمكن أن يتم التعديل يف طريقة تنفيذها‬
‫‪437‬‬
‫الثان والثالث بصفة‬
‫ي‬ ‫باستصحاب رؤى أصحاب المصلحة للتفاوض يف المسار‬
‫اقبي داخل غرفة التفاوض ويكون المراقبون من‬
‫خياء مر ر‬
‫اقبي مع إعطائهم صفة ر‬
‫مر ر‬
‫للمنطقتي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫السياق‬
‫سؤال آخر‪ :‬هل اختيار جنوب السودان للتفاوض قرار صائب إذ أن بيننا وبينهم نزاع‬
‫بت والذي لم يحسم بعد؟ مع رصورة إضافة ملف للتفاوض حول أب ر يت‪.‬‬ ‫حول أ ر ي‬
‫د‪ .‬أديب عبد الرحمن يوسف‬
‫ا‬
‫المنظمي لهذا المحفل العظيم عىل الجهد‪،‬‬
‫ر‬ ‫أوال‪ :‬اسمحوا يىل أن أشكر وأ ر ي‬
‫حت‬
‫مشوع‪.‬‬‫والتنظيم وفكرة التقييم‪ .‬حيث أن عملية التقييم تعد من ركائز نجاح أي ر‬

‫بوتية منتظمة مر رتي كل سنة وباألحرى‬ ‫ر‬


‫كنت أتوقع أن يتم تقييم الفية االنتقالية ر‬
‫الذان هو إحدى ادوات التقييم‪ ،‬يفضل أن تجري‬ ‫ر‬ ‫كل ستة أشهر‪ .‬ومع أن التقييم‬
‫ي‬
‫مختصي أو محايدين‪.‬‬‫ر‬ ‫مثل هكذا تجربة من‬
‫ض عىل الجهد المبذول يف إعداد‬ ‫ثانيا‪ :‬اسمحوا يىل أن أ ر ي‬
‫حت الدكتور يوسف آدم ال ي‬
‫هذه الورقة ومنهجيتها‪ .‬و يف البداية أؤكد أننا عند االنخراط يف مفاوضات السالم‬
‫النهان هو مجرد بداية السالم‪ ،‬وأن‬
‫ي‬ ‫ينبغ أن نتذكر أن االتفاق‬
‫ي‬ ‫والتوقيع عليها‬
‫المصافحات الرسمية واالتفاقية الموقعة توفر بيئة آمنة لمعالجة القضايا‬
‫االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االقتصادية والعسكرية الصعبة‪ ،‬ولكن ال تضمن السالم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وحول إجابة الورقة عىل السؤال عن أسباب فشل اتفاقيات السالم السابقة‪.‬‬
‫ا‬
‫كنت أتوقع أسبابا أخرى مثال‪ :‬عدم تقييم االتفاقيات السابقة‪ .‬وعدم وجود القواعد‬
‫الشعبية الحقيقية والمتأثرة والمتضرة من الحرب‪ .‬وفقدان الثقة ربي األطراف‪،‬‬
‫وعدم كفاءة الحركات المسلحة واعتمادهم عىل قوة السالح ر‬
‫حت بعد التوقيع‪،‬‬
‫غي الحديث كضحايا‪ ،‬والتخوين واغتيال‬
‫وعدم توفر رؤية للحركات المسلحة ر‬
‫الشخصيات سياسيا‪ ،‬وعدم وجود آليات واضحة للتنفيذ‪ ،‬وغياب الوسيط‪ ،‬أو‬
‫المفاوض بعد التوقيع‪.‬‬
‫‪438‬‬
‫أنواع الحروب‪ :‬بما أن الورقة أشارت إىل الحرب الباردة فالجدير بالذكر أن الحروب‬
‫ي‬
‫تتغي وتحدث‪ ،‬وتتجدد وتبتكر‪.‬‬
‫تغيت وإذا كان ذلك كذلك فوجب للحلول أن ر‬ ‫قد ر‬
‫ه الحروب القديمة‪ ،‬الحرب الباردة والحروب الجديدة‪.‬‬
‫أنواع الحروب ي‬
‫رابعا‪ :‬أبرز المكاسب‪ :‬تحدث الدكتور عن أبرز المكاسب المهمة وتناولها بإيجابية‪.‬‬
‫كبيا‪.‬‬
‫بالضافة إىل أن معرفة مقدرات الحركات المسلحة يف إدارة الدولة تعد مكسبا ر‬
‫غي أن أعتقد أن تقسيم مشكلة السودان إىل المسارات الستة كان وما زال خصما‬‫ر‬
‫ر‬ ‫ر ر‬
‫ه مشاكل سياسية‬ ‫عىل السالم وتحقيقه‪ .‬فإن المشاركة حت ي‬
‫الت أدت إىل االحياب ي‬
‫واقتصادية وسوء إدارة‪ .‬عليه كان من األفضل عدم تقسيم المسارات ر‬
‫حت تتيح‬
‫وطت واحد‪ .‬إن تقسيم المسارات يتناف مع‬
‫ي‬ ‫فرصة لخلق وحدة وطنية‪ ،‬ووجدان‬
‫ا‬
‫إجراءات اللجنة الدائمة لوقف إطالق النار‪ .‬فمثال مسار دارفور‪ ،‬أدخلت الحركات‬
‫مدنيي يف مواقع أخرى خارج دارفور فإذا انتهكت هذه‬
‫ر‬ ‫قواتها يف الخرطوم وجندت‬
‫فىه خارج حدود الرقابة والمسؤولية التابعة للجنة‪.‬‬
‫القوات االتفاقية ي‬
‫ر‬
‫الت واجهتها‪ :‬إدارة التوقعات‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة تنفيذ االتفاقية والتحديات ي‬
‫‪ Expectation Management‬توقعت الحركات المسلحة توقعات ر‬
‫أكي مما هو‬
‫والتغيي والحركات المسلحة‪ ،‬عدم قيام المفوضيات‬
‫ر‬ ‫متاح‪ ،‬فقدان الثقة ربي الحرية‬
‫وال سيما مفوضية الدستور‪ ،‬اختالف مفهوم السالم لدي الحركات المسلحة والدعم‬
‫الشي ع‪ ،‬عدم قبول جزء من سكان رشق السودان لالتفاقية‪ ،‬عدم قبول نسبة ر‬
‫كبية‬
‫والالجئي لالتفاق‪ ،‬وجود قوة مسلحة خارج االتفاق‪.‬‬
‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬ ‫من‬
‫ر‬
‫سادسا‪ :‬تحدث الدكتور عن التحديات ي‬
‫الت واجهت تنفيذ االتفاقية بشأن السلطة‬
‫ر‬
‫سياس مثل‬
‫ي‬ ‫عرف‬
‫العرقية ‪ ،Ethno-political power‬فإن تقاسم السلطة يف نزاع ي‬
‫دارفور ليس هو الحل الوحيد‪ .‬ألن تقاسم السلطة الثنية مثل اللصقة عىل كش بلغ‬
‫تشق العظم المكسور‪ .‬وإن توظيف األفراد من مجموعة عرقية أو توقيع‬
‫ي‬ ‫العظم‪ ،‬لن‬
‫السياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫اتفاقية مع مجموعة أخرى ال يمكن أن يحل الضاع‬
‫‪439‬‬
‫المؤسسي‬
‫ر‬ ‫سابعا‪ :‬الدروس المستفادة ومستقبل السالم‪ :‬أقتبس مما قاله أحد اآلباء‬
‫انكلي ”لم تكن هناك حرب جيدة أو سالم‬
‫بنجامي فر ر‬
‫ر‬ ‫للواليات المتحدة السيد‬
‫سء“ ”‪ ..“There never was a good war or a bad peace.‬أعتقد أن من‬
‫ي‬
‫الدروس المستفادة‪ )1( :‬أساليب التفاوض واتفاقيات السالم‪ )2( .‬السالم‬
‫والديمقراطية‪ :‬رصورة بناء المؤسسات الديمقراطية والسالم‪ )3( .‬يجب أن يكون‬
‫ا‬
‫السالم جيدا للناس وليس للفرد أو الحركات المسلحة‪ )4( .‬التكافل والتعاون ربي‬
‫لسابقي‪ )5( .‬بناء العالقات الشخصية أمر مهم‪ )6( .‬يجب تعزيز ثقافة‬
‫ر‬ ‫الخصوم ا‬
‫السالم وأن تتم عمليات السالم من األسفل إىل األعىل ومن خالل القواعد الشعبية‪.‬‬
‫أكي ”مدنية“؛ وتخفيض الدور العسكري‪.‬‬ ‫(‪ )7‬يجب أن تكون عمليات السالم ر‬

‫الض‪ .‬حيث‬ ‫ر‬


‫الت اوردها الدكتور يوسف‬
‫ي‬ ‫هذا التعليق لم يشمل كل النقاط المهمة ي‬
‫للمعقبي اآلخرين‪.‬‬
‫ر‬ ‫وددت أن أفسح المجال‬
‫الش أحمد سعيد‪:‬‬
‫أتحدث يف ثالث نقاط حول اتفاقية السالم الموقعة بجوبا يف ‪ 3‬أ كتوبر ‪ 2020‬وقد‬
‫قرأت االتفاقية بأبوابها ر‬
‫العشة وأرى أنها ال بد أن تدرس دراسة دقيقة‪.‬‬
‫ر‬
‫النقطة األوىل‪ :‬هل تمت إجازتها يف مجلس تش ي‬
‫يغ؟ ال توجد اتفاقية يف العالم تتم‬
‫الموقعي عليها‪ ،‬أتفق مع االستاذة رشا عوض أن هذه االتفاقية‬
‫ر‬ ‫إجازتها بواسطة‬
‫والتغيي دراستها بشكل جيد‪.‬‬ ‫خطية جدا ر‬
‫وأقيح عىل الحرية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫النقطة الثانية حول ما يسم بحركة تمازج‪ ،‬لو رجعنا التفاقية ‪ 1972‬عندما جاءت‬
‫ر‬
‫الت أفرزت‬
‫ه ي‬ ‫عبارة المديريات الجنوبية وبعض المناطق المشابهة فإن هذه العبارة ي‬
‫ر‬
‫الت أفرزت ما يسم بتمازج ولم نكن نعلم ما‬
‫بت ومشاكلها‪ ،‬نفس العقلية ي‬
‫قضية أ ر ي‬
‫لجنتي‪ :‬لجنة عليا يف الخرطوم ولجنة وقف إطالق‬
‫ر‬ ‫حت صدر قرار بتشكيل‬ ‫ه ر‬
‫ي‬
‫النار يف بابنوسة‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫النقطة الثالثة‪ :‬ذكر ضمن المبادئ العامة المواطنة بدون ر‬
‫تميي‪ ،‬ولكن تم النص عىل‬
‫المنطقتي واتفاقية مسار‬
‫ر‬ ‫اليجان يف اتفاقية مسار دارفور واتفاقية مسار‬
‫ري‬ ‫التميي‬
‫ر‬
‫يعت االستثناء فقط‬ ‫ر‬
‫وبالتاىل ي‬
‫ي‬ ‫الشق واتفاقية مسار الوسط واتفاقية مسار الشمال‪،‬‬
‫للخرطوم!‬
‫اليتيبات األمنية‪ :‬لو تمت دراسة اتفاقية ‪ 1972‬واتفاقية ‪2005‬م ما كان تم التوقيع‬‫ر‬
‫عىل اتفاقية جوبا ‪2020‬خاصة ر‬
‫اليتيبات األمنية‪ .‬يف اتفاقية ‪ 1972‬شكلت فرقة‬
‫مشيكة يف الجنوب قوامها ‪ 12‬ألف جندي منها ‪ 6‬ألف من الشمال و‪ 6‬ألف من‬‫ر‬

‫الكىل ‪ 24‬ألف جندي‪ .‬السؤال هو هل‬ ‫ر‬


‫الجنوب‪ ،‬وكذلك الشطة والسجون‪ ،‬العدد ي‬
‫الجنوبيي ليصبح العدد ‪27‬‬
‫ر‬ ‫القوات المسلحة كلها من الشمال؟ كان فيها ‪ 3‬ألفا من‬
‫ر‬
‫الجنوبيي‪ ،‬هذا ما أفرزته االتفاقية‪ .‬ونفس ي‬
‫السء حدث يف اتفاقية‬ ‫ر‬ ‫ألف جندي من‬
‫اليتيبات األمنية عىل جيش يف الشمال وآخر يف الجنوب وجيش‬ ‫‪ 2005‬إذ نصت ر‬
‫ر‬
‫مشيك عدده ‪ 24‬ألف جندي‪ ،‬أي ثالثة جيوش‪ ،‬إضافة ل ‪ 6‬آالف يف النيل األزرق‪،‬‬
‫و‪ 6‬آالف يف جنوب كردفان‪ ،‬أي ثالثة ألف من كل طرف‪ .‬هل تمت مراجعة هذه‬
‫والتغيي؟ لماذا‬
‫ر‬ ‫القوات المسلحة ووضعها؟ هذه أخطاء متكررة‪ .‬فما هو دور الحرية‬
‫قبلت بهذه االتفاقية؟ ولماذا لم ر‬
‫تعيض عليها؟‬
‫عبد اللطيف عبد هللا‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الجماهي واالنتهاكات ي‬
‫ر‬ ‫والتغيي مع قضايا‬
‫ر‬ ‫المسألة األساسية أن تعامل الحرية‬
‫تمت يف فض االعتصام كان ضعيفا‪ ،‬السؤال بعدما شكلت الحكومة لماذا لم تقف‬
‫والتغيي عىل القضايا األساسية يف مناطق السودان المختلفة‪ ،‬وكذلك‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫السودانيي‬
‫ر‬ ‫السياس من المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬عىل الرغم من وحدة‬
‫ي‬ ‫الموقف‬
‫يف ميدان االعتصام وهزيمتهم للعنضية‪ ،‬وقد كنا يف أشد الحاجة للمحافظة عىل‬
‫هذه الروح‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫السالم هو قضية السودان كله وليس دارفور أو كردفان والنيل األزرق‪ ،‬وال بد من‬
‫موقف ضد الدخول يف الحرب‪ .‬كما ال بد من مراجعة منهجية التفاوض باعتبار‬
‫قضية السالم مركزية ال تحل بالتجزئة‪.‬‬
‫مواهب الطيب‪:‬‬
‫المجتمغ لتقييم التجربة يف الواليات وليس يف العاصمة‬
‫ي‬ ‫التوصية بتأسيس للحوار‬
‫االجتماع ألن السالم ال يتحقق إال‬
‫ي‬ ‫المجتمغ لتحقيق السالم‬
‫ي‬ ‫فقط‪ .‬وكذلك الحوار‬
‫بمناقشة جذور المشكلة وفق تحليل دقيق‪ .‬المشورة الشعبية إحدى أساليب‬
‫علم‪ ،‬إنها لم تفشل‪ ،‬ولكن فشلت تجربتنا‪.‬‬
‫ي‬ ‫المشاركة الشعبية وفق منهج‬
‫ينبغ أن يتم وفق قدراتهن وليس الركون للكوتة‪ ،‬يف ترشيح والة‬
‫ي‬ ‫تمثيل النساء‬
‫المرشحي اآلخرين‪ ،‬ولكن تم اختيار‬
‫ر‬ ‫الواليات هناك امرأة مؤهلة وكفاءتها أعىل من‬
‫وف مواقع أخرى تم اختيار نساء فقط ألنهم يريدون نساء‪،‬‬ ‫السياس‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫رجل للتوازن‬
‫الشكىل‪ ،‬كما أن‬ ‫لليضية أو التمثيل‬ ‫لذلك يجب أن تتقدم النساء بمؤهالتهن وليس ر‬
‫ي‬
‫مسألة الحساسية تجاه المرأة تتطلب وعيا وفهما عاليا‪.‬‬
‫موس إدريس‬
‫معلوم أن منهجية التفاوض فرضها المكون العسكري هل كان للحكومة ر‬
‫اسياتيجية‬
‫تفاوض ومنهجية لتحقيق السالم وربطه بالعدالة؟ ومعلوم كذلك لم يكن هناك‬
‫الحكوم متشاكس‬
‫ي‬ ‫والتغيي يف ملف السالم‪ ،‬والوفد المفاوض‬
‫ر‬ ‫تنسيق ربي الحرية‬
‫النعدام الثقة فيما بينهم ولم تحدث مشاركة للملفات‪.‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫ينبغ أن تكون الحرية‬
‫سياس للسالم‪ ،‬وكان ي‬
‫ي‬ ‫مفوضية السالم لم يكن لها أفق‬
‫ه مرجعية السالم‪.‬‬
‫ي‬
‫قضية الحرب والسالم من القضايا المعقدة لم تؤخذ بالجدية الكاملة‪ ،‬ومخاطبة‬
‫والتغيي الرادة السياسية الكافية‪ ،‬بدليل عدم دعم‬
‫ر‬ ‫جذور المشكلة‪ ،‬ولم يكن للحرية‬
‫ومنارصة اتفاق حمدوك‪ -‬الحلو ألن السالم لم يكن يف أولويات أجندتها‪.‬‬
‫‪442‬‬
‫قان‬
‫عيس ي‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫قبل اتفاقية جوبا للسالم كانت هناك مشاورات أديس أبابا ربي الحرية‬
‫والحركات المسلحة‪ ،‬وكان ممكن أن تغنينا عن المفاوضات‪ ،‬ولكن تم رفضها وتمت‬
‫ر‬
‫الت أدت‬
‫صياغة الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري وهذه كانت األزمة األوىل ي‬
‫لكل الشكاالت‪ .‬كنا نراقب العملية وعلمنا أن الحركات رفضت المسارات‪ ،‬ولكن‬
‫والتغيي منها؟‬
‫ر‬ ‫المجلس العسكري هو من جاء بالمسارات فماذا كان دور الحرية‬
‫موضوع المحكمة الجنائية الدولية والتضحية بالعدالة من أجل السالم مرفوض‪ ،‬لم‬
‫التخىل عنها‪ ،‬وكل‬
‫ي‬ ‫يتم التطرق لها وكأن قضايا الضحايا قضايا فردية‪ .‬وكيف يتم‬
‫المشاكل الالحقة سببها غياب العدالة؟‬
‫يغ‪ ،‬وترك مفوضية السالم للمكون العسكري‪،‬‬ ‫ر‬
‫تأخي المجلس التش ي‬
‫ر‬ ‫من األخطاء‬
‫المجتمغ‬
‫ي‬ ‫المحىل يؤطر وضع الدارة األهلية يف دورها‬
‫ي‬ ‫وعدم سن قانون للحكم‬
‫وليس السياس‪ .‬كما أن العائق األكي لتنفيذ ر‬
‫اليتيبات األمنية هو رفض هيئة األركان‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫لهذه ر‬
‫اليتيبات ولالتفاقية‪.‬‬
‫منال األول‬
‫النسان يف مفاوضات السالم بجوبا وكنت حضورا يف‬ ‫ي‬ ‫شاركت ضمن الوفد‬
‫والتغيي والحركات المسلحة بأديس أبابا لذلك أعلم ما جرى‪.‬‬
‫ر‬ ‫المشاورات ربي الحرية‬
‫ا‬
‫أحت الحكومة االنتقالية الجتهادها يف تحقيق أحد شعارات الثورة وهو السالم‪،‬‬‫أوال ر ي‬
‫حقيق‪ ،‬ولكن للسف ما زالت القبضة األمنية والدولة‬ ‫ر‬ ‫تغيي‬ ‫وهذا ر‬
‫ي‬ ‫مؤش أن هناك ر‬
‫الحكوم‬
‫ي‬ ‫العميقة موجودة وتالعبت بملف السالم‪ .‬ال أنكر أن هناك أخطاء من الوفد‬
‫والجبهة الثورية يف منهجية التفاوض‪ ،‬وكذلك وفد النساء يف التفاوض فيه إشكال‬
‫كبي وحاولنا بقدر المستطاع جندرة اتفاقية السالم‪.‬‬
‫ر‬
‫االتفاقية ليست مرت بطة باستحقاقات لقيادات الحركات ولم تنص عىل مناصب‬
‫المواطني الذين عانوا من التهميش والمطالب التاريخية بسبب الحرب‬
‫ر‬ ‫وإنما حقوق‬
‫‪443‬‬
‫واليوح وقد شاركوا يف الثورة‪ ،‬صحيح حدث تالعب يف ملف السالم وسوء تقدير‬
‫لبعض الحركات لبعض المواقف السياسية‪.‬‬
‫المشوع الوحيد الذي تمت إجازته يف غياب المجلس‬ ‫ر‬ ‫اتفاقية السالم ليست‬
‫التشيغ فهناك قواني تمت إجازتها أيضا ولم نسمع ر‬
‫اعياضا عليها‪.‬‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫تعط فرصة للتنفيذ‪.‬‬ ‫اتفاقية السالم جهد ر‬
‫بشي يخضع للتقييم والمراجعة بعد أن‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والت أرص عليها الوسيط‬ ‫ر‬
‫والحركة الشعبية كان لها موقف واعياض عىل المسارات ي‬
‫والوفد المفاوض‪ ،‬كما أنه ليس للحركة الشعبية جيشا يف الخرطوم‪.‬‬
‫يعقوب إبراهيم‬
‫سالم جوبا فيه أخطاء‪ ،‬وال بد من االستفادة منها يف المستقبل‪ ،‬فلو كان هناك‬
‫تأخي تشكيل‬ ‫حقيق عىل الثورة فهو هذا االتفاق الذي قبل أن يبدأ تم‬‫ر‬ ‫انقالب‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫يجي‬
‫وبالتاىل تجريد الثورة من ال ريلمان والذي من المأمول أن ر‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫المجلس التش ي‬
‫ر‬
‫حميدن‪ .‬أين كان وفد الحكومة‬ ‫االتفاق‪ .‬لقد فرطنا يف ملف السالم وأصبح بيد‬
‫ي‬
‫الوطت القائمة‬
‫ي‬ ‫المدنية ودورها؟ لقد عمل المجلس العسكري بنفس طريقة المؤتمر‬
‫مني‬
‫والتغيي فلماذا خلق ر‬
‫ر‬ ‫عىل سياسة فرق تسد‪ .‬الجبهة الثورية جزء من الحرية‬
‫تفاوض منفصل؟‬
‫أبا ذر مدثر األمي‬
‫يعت تعزيز التعاون والتسامح وترك السالح‪،‬‬
‫السالم جزء من شعارات الثورة والذي ي‬
‫وبالرغم من نواقص االتفاق وغياب بعض األطراف‪ ،‬واستغالل العسكر لذلك‬
‫االتفاق‪ ،‬فقد رحبنا به ألن المتضر من الحرب المواطن يف كل السودان وخاصة يف‬
‫التعمي يف مناطق‬
‫ر‬ ‫مناطق الياع‪ ،‬وألن الحرب مناخ النعدام األمة والحياة وفقدان‬
‫الياع‪ ،‬ولتجارة السالح وتحول الضاع مع الحكومة إىل رصاعات قبلية‪ ،‬وللتدخل‬
‫األجنت يف الياعات كداعم أو بتجارة السالح‪ ،‬لذلك دعمنا أي مجهود للسالم‪.‬‬
‫ري‬

‫‪444‬‬
‫غي مكتملة‪ ،‬وما زال مطلبنا هو‬
‫السودانيي‪ ،‬ولكن تم بصورة ر‬
‫ر‬ ‫السالم مطلب كل‬
‫ا‬
‫بدال عن تقاسم السلطة ر‬
‫واليوة‪.‬‬ ‫السالم العادل‬
‫رغم مشاركة كوادر الحركات يف الثورة‪ ،‬ووجودهم يف كتلة نداء السودان إال أنهم‬
‫عي تفاوض منفصل‪ ،‬وبعد ذلك لم يتم دمج القوات‬
‫خرجوا وطالبوا باتفاق جديد ر‬
‫وتحولها إىل أحزاب سياسية‪ .‬كما شهدنا ضعف الجهاز التنفيذي يف ملف السالم‪.‬‬
‫أحمد اسحق محمد‬
‫والتغيي‪ ،‬ومعلوم بالضورة أن السالم أحد شعارات الثورة‬
‫ر‬ ‫نحن جزء من الحرية‬
‫التبشي بالسالم تركت للحركات‬
‫ر‬ ‫كي أهمية السالم‪ ،‬ولكن عملية‬
‫الثالثة‪ ،‬وكلنا مدر ر‬
‫وحدها‪ .‬والذين يقولون إن الحركات ليس لها قواعد شعبية لم يشاهدوا لقاءات‬
‫قيادة الحركة يف دارفور والشمال وكردفان‪ .‬يجب االطالع عىل االتفاقية ومعرفة‬
‫األمت‪.‬‬ ‫حقيقتها‪ ،‬ومعلوم أن ر‬
‫اليتيبات األمنية لم تنفذ ولو نفذت لما كان االنفالت‬
‫ي‬
‫ميانية‬
‫وكذلك لم يتم إنشاء مؤسسات العدالة االنتقالية‪ ،‬ومن المعوقات لم تدرج ر‬
‫السالم يف موازنة الدولة ولم تشكل مؤسسات تنفيذ السالم‪ .‬نحن ليس لدينا جيش‬
‫يف الخرطوم كل قواتنا يف مناطق االرتكاز‪ ،‬عدا الحراسات الشخصية‪.‬‬
‫اعتي االتفاقية ” خازوق“ ولم يقدم لنا رؤية للخروج منه‪.‬‬
‫البعض ر‬
‫ارعي تحل عادة بواسطة الدارة األهلية‪ ،‬ولكن الذي‬
‫مشاكل ونزاعات الرعاة والمز ر‬
‫أدخل سياسة فرق تسد هو الذي أشعل الحرب والضاعات المسلحة‪ ،‬وواجبنا أن‬
‫نتوحد جميعا من أجل إسقاط االنقالب‪.‬‬
‫الطائف‪1‬‬ ‫هند الصادق‬
‫اتفاق جوبا للسالم ي‬
‫حول قضية السالم من قضية قومية لقضية مناطقية‪ ،‬وخلق‬
‫مسارات ليس فيها منطق أن تكون جزءا من عملية السالم‪ ،‬ر‬
‫حت إذا كانت المسارات‬

‫‪ 1‬تم تقديم المداخلة شفاهة وسلمتها صاحبتها مكتوبة‬


‫‪445‬‬
‫ا‬
‫تعا ين من إشكاالت تاريخية كمسار الشمال مثال (عنده إشكاالت تاريخية خاصة‬
‫المني المناسب لبحث مسارات كهذه‪ ،‬وتمثله‬
‫مني جوبا للسالم هو ر‬
‫بالتنمية)‪ ،‬ما كان ر‬
‫ر‬
‫السء حدث يف مسار الوسط‬
‫شخصيات نكرات بالنسبة ألهل هذه المناطق‪ ،‬نفس ي‬
‫ر‬
‫الت أدت إىل انفالت عملية‬ ‫ر‬
‫والشق‪ ،‬هذه المسارات كانت واحدة من الكوارث ي‬
‫المواطني‬
‫ر‬ ‫وبي‬
‫السالم من كونها قضية تعالج مشاكل الحرب ربي الدولة المركزية ر‬
‫يف مناطق عدة يف السودان إىل قضية محاصصات!‬
‫ر‬
‫الت كان عليه أن يعالجها‪ ،‬قضية الحرب‬
‫السالم عموما لم يعالج القضايا األساسية ي‬
‫لم تتوقف‪ ،‬والموت لم يتوقف‪ ،‬النازحون واألشخاص الذين تعرضوا ر‬
‫مباشة للظلم‬
‫والضر من الدولة المركزية للسف ما زالوا يف معاناتهم وسوف تستمر هذه المعاناة‬
‫للسف! و ما حدث نتيجة لهذه االتفاقية خلق جيوش موازية‪ ،‬واالستفادة من موارد‬
‫الدولة لخلق المزيد من الجيوش وتسليحها وتدريبها وتجنيد المزيد من القوات ‪،‬‬
‫تعتي حاكمة للبلد‪ ،‬فضد من‬
‫ر‬ ‫استعدادا لماذا بالضبط؟ الجبهة الثورية حاليا‬
‫يسلحون؟ وما الذي يتوقعونه؟ هل هذه الجيوش يمكن دمجها يف جيش واحد؟‬
‫قواني‪ ،‬وهم مواطنون كانوا‬
‫ر‬ ‫قضايا الدمج والتشي ح قضايا معروفة دوليا ولها‬
‫مواطني‬
‫ر‬ ‫يحملون سالحا ضد الدولة‪ ،‬ووصلوا التفاق مع الدولة‪ ،‬األوىل أن يرجعوا‬
‫عاديي ويحصلوا عىل تعويضاتهم الالزمة‪ ،‬من قال بضورة دمجهم مع القوات‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫المسلحة ليصبحوا قوة نظامية وهم أصال ليسوا بقوة نظامية؟ أم أن لديهم مفهوم‬
‫جديد للدمج والتشي ح؟‬
‫الذين وقعوا اتفاق سالم جوبا بمن فيهم الحركة الشعبية (جناح مالك عقار) كانوا‬
‫مهزومي عسكريا‪ ،‬وحصلوا اآلن يف اتفاق جوبا عىل أشياء ال تقابل قوتهم العسكرية!‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت يحكمها عبد‬
‫اض ي‬‫اض ويحكمونها (رغم صغر مساحة األر ي‬
‫والذين يمتلكون أر ٍ‬
‫الىل يحكمها عبد العزيز الحلو)‪ ،‬لكن يف‬
‫الكبية ي‬
‫ر‬ ‫اض‬
‫الواحد محمد نور مقارنة باألر ي‬

‫‪446‬‬
‫كل األحوال هذان ا الثنان لم تستطع الحكومة االنتقالية إقناعهما والوصول‬
‫لتفاهمات معهما‪ ،‬ما هو سبب هذا الفشل؟‬
‫كيف تحول هذا الملف لمكتب محمد حمدان دقلو؟ عىل من تقع مسئولية تحول‬
‫هذا الملف الحساس من مكتب رئيس الوزراء ومجلس الوزراء لمكتب دقلو؟‬
‫كثية ألفيناها تحولت فجأة لمجلس السيادة!! ر‬
‫اليهان يوقع تفاهمات مع‬ ‫كملفات ر‬
‫الحلو‪ ،‬ودقلو يوقع عىل اتفاق جوبا‪ ،‬الموضوع محتاج توضيحا أك ري!‬
‫والتغيي‪ ،‬وكالهما يف‬
‫ر‬ ‫مالك عقار حاليا يف مجلس السيادة‪ ،‬وياش عرمان يف الحرية‬
‫انقالن‬
‫ري‬ ‫حزب واحد‪ ،‬نحتاج أن نفهم هل يعارضون االنقالب أم هم معه؟ فإما أنك‬
‫اط مع الحرية والعدالة وحقوق النسان‪ ،‬ال يمكن أن تكون هنا وهناك!‬
‫أو ديمقر ي‬
‫خرج الناس ليحاربوا ”النقاذ“ والديكتاتورية‪ ،‬ويحققوا الحرية والديمقراطية‪،‬‬
‫االنقالبيي‪ ،‬وهذا موقف ينسف تماما‬
‫ر‬ ‫والجبهة الثورية اآلن كلها متحالفة مع‬
‫مبدئيتهم! الجبهة الثورية اآلن رشيك يف االنقالب مائة بالمائة‪ ،‬والتحالف ربي‬
‫العساكر والجبهة الثورية كان ظاهرا منذ وقت المفاوضات‪ ،‬لماذا لم تكونوا‬
‫كي له؟ كتب الناس وتكلموا عن خطورة ما يجري يف جوبا‪،‬‬ ‫كسياسيي مدر ر‬
‫ر‬
‫والمشاركون يف المفاوضات تكلموا عن خطورة ما يجري يف جوبا! ونتيجة التوقيع‬
‫عىل اتفاق جوبا هو الضاعات المندلعة اآلن يف كل مكان‪ ،‬ونتيجة اتفاق جوبا هو‬
‫أصيلي يف هذه‬
‫ر‬ ‫ظهور خطاب األصيل والدخيل‪ ،‬وهو خطاب يقول إن هناك ناس‬
‫البلد وآخرون دخالء‪ ،‬وهو كالم لم يكن موجودا قبل اتفاق جوبا يف السودان‪ ،‬أو كان‬
‫وغيها من المناطق‪،‬‬
‫خافتا ولم يكن يهرق دماء كالذي يحدث اآلن يف النيل األزرق ر‬
‫وهذا كله سببه اتفاق جوبا!‬
‫ر‬
‫أخيا‪ :‬مناقشة قضية السالم بالطريقة ي‬
‫الت تم طرحها بها اليوم للسف أفرغت‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت سوف توصلنا‬
‫القضية من مضمونها‪ ،‬ألن هذه الطريقة للمناقشة ليست ي‬
‫لتوصيات تعالج هذه المشكلة!‬
‫‪447‬‬
‫الباب التاسع‬
‫لجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو‬

‫األستاذ‪ /‬وجدي صالح عبده‬

‫‪448‬‬
449
‫لجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو ‪1989‬م‬
‫ر‬
‫واستداد األموال العامة‬
‫أستاذ‪ /‬وجدي صالح عبده‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة استنادا عىل‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬‬ ‫شكلت لجنة تفكيك نظام‬
‫ر‬
‫والتغيي يف‬
‫ر‬ ‫االنتقاىل وقوى إعالن الحرية‬
‫ي‬ ‫السياس الموقع ربي المجلس العسكري‬
‫ي‬ ‫االتفاق‬
‫الثان المادة (‪ )8‬والخاصة‬ ‫ر‬
‫يوليو ‪2019‬م‪ ،‬والوثيقة الدستورية للفية االنتقالية يف فصلها ي‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م‪،‬‬ ‫التمكي لنظام‬ ‫بمهام ر‬
‫الفية االنتقالية الفقرة (‪” )15‬تفكيك بنية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وتعتي لجنة قانونية ذات طبيعة سياسية مهمتها‬
‫ر‬ ‫وبناء دولة القانون والمؤسسات“‪.‬‬
‫الثالثي من يونيو ‪ 1989‬يف كل مؤسسات الدولة‪ ،‬وإزالة‬ ‫ر‬ ‫التمكي لنظام‬
‫ر‬ ‫تفكيك بنية‬
‫ر‬
‫الت نهبت‪ ،‬وثرواتها‬ ‫ر‬
‫التمكي يف الخدمة المدنية واسيداد األموال العامة للدولة ومواردها ي‬
‫ر‬
‫قانون‪ ،‬وذلك‬ ‫الت حازت عليها فئات محدودة متنفذة يف الدولة بدون وجه حق وال مسوغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عي عالقات حزبية أو أشية أو وفق مصالح متبادلة طابعها المنفعة الخاصة‪.‬‬ ‫ر‬
‫الثالثي من يونيو ‪ 1989‬وبناء دولة القانون والمؤسسات‬
‫ر‬ ‫التمكي لنظام‬
‫ر‬ ‫إن تفكيك بنية‬
‫عملية معقدة وال يمكن إنجازها من خالل القواني والجراءات الموروثة خالل ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬
‫االنتقالية المحدودة‪ ،‬وهو ما استوجب إصدار قانون خاص للتفكيك وتأسيس لجنة‬
‫بموجبه ذات مهام واسعة لتضطلع بهذه العملية والمهمة‪ ،‬مع منحها من السلطات ما‬
‫عي استحداث‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م سيطر عىل الدولة ر‬
‫ر‬ ‫يمكنها من أدائها‪ .‬فنظام‬
‫ا‬ ‫قواني ر‬
‫والحزن‪ ،‬فضال عن اتخاذ‬
‫ري‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫التمكي‬
‫ر‬ ‫وتشيعات وإصدار قرارات تخدم غرض‬ ‫ر‬
‫الثالثي وبصورة ممنهجة ومحكمة‪ ،‬حيث‬
‫ر‬ ‫عي سنوات حكمه‬
‫إجراءات إحالل وابدال تمت ر‬
‫ديسمي المجيدة (‪2018‬م)‪ ،‬باستئصال الكوادر‬
‫ر‬ ‫قام النظام البائد الذي أسقطته ثورة‬
‫‪450‬‬
‫التعسق والحالة للصالح العام ألسباب‬
‫ي‬ ‫عي سياسات الفصل‬
‫المدربة من الخدمة المدنية ر‬
‫سياسية‪ .‬فهذه الكوادر حازت عىل ر‬
‫خيات وصقلت بالتجارب العملية والتدريب والتأهيل‪،‬‬
‫ونالت مواقعها يف الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة كافة بطريقة قانونية وموضوعية‬
‫عي سنوات ما قبل االستقالل (‪ ،)1956‬كان أساسه استقاللية‬
‫ومن خالل إرث ممتد تشكل ر‬
‫عي الكفاءة والتأهيل‬ ‫ر‬
‫والت تضمن االختيار ر‬ ‫ر‬
‫الخدمة المدنية ولوائحها وشوط االلتحاق بها‪ ،‬ي‬
‫الحزن‪.‬‬
‫ري‬ ‫السياس أو‬
‫ي‬ ‫عي االنتماء‬
‫والقدرات ال ر‬
‫إن سياسات الفصل التعسق والحالة للصالح العام تمثلت أهدافها ف ر‬
‫التشيد الممنهج‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الحزن‪ ،‬وهذا‬ ‫تنتم لنظام الثال رثي من يونيو ‪ 1989‬وتنظيمه‬ ‫ر‬
‫الت ال‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫للفراد والمجموعات ي‬
‫موالي‪ ،‬كما سمحت هذه‬ ‫ر‬
‫الت شغرت‪ ،‬بآخرين‬
‫ر‬ ‫ساعد يف فتح الباب أمام ملء المواقع ي‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م وكوادره عىل مؤسسات الدولة ومواردها‬
‫ر‬ ‫السياسة بسيطرة نظام‬
‫مما ساعد يف تضييق فرص التخلص منه ومكنه من التحكم يف كل مفاصل ال دولة‪ ،‬مع‬
‫الت سيطرت عىل الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة لم تكن‬‫ر‬
‫الوضع يف االعتبار أن الكوادر ي‬
‫بالكفاءة المطلوبة وهو ما كانت نتائجه‪:‬‬
‫وغي‬
‫غي مؤهلة ر‬
‫تدمي شبه كامل للخدمة المدنية ومؤسساتها بسبب سيطرة كوادر ر‬ ‫ر‬ ‫‪-1‬‬
‫الت تخدم النظام‪.‬‬ ‫ر‬
‫قادرة عىل إدارة دوالب الدولة إال بالطريقة ي‬
‫استشاء الفساد والمحسوبية والشقات للموارد واألموال العامة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪-2‬‬
‫الموظفي يف الدرجات الصغرى يحصلون عىل أموال ضخمة‬
‫ر‬ ‫كبية من‬
‫‪ -3‬ظهور طبقة ر‬
‫الوظيق‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت ال تتناسب ووضعهم‬
‫ي‬ ‫ويعيشون حياة مرفهة ويسكنون البنايات الفخمة ي‬
‫‪ -4‬تضخم الحزب الحاكم وتمدده عىل حساب موارد الدولة‪ ،‬بما مكنه من استدراج‬
‫الفئات الهشة اجتماعيا واقتصاديا لتنخرط يف خدمة الحزب والنظام عوضا عن‬
‫االنخراط يف بناء الدولة والوطن‪.‬‬
‫السودان واستياف موارده مما أدى النعدام فرص التنمية المتوازنة‬
‫ي‬ ‫‪ -5‬إفقار بقية الشعب‬
‫الطبيغ لدولة غنية وتملك ثروات مقدرة مثل الس ودان‪ ،‬وبالمقابل حيازة كل‬
‫ي‬ ‫والتطور‬
‫‪451‬‬
‫ر‬
‫الت تتبع للنظام‪ ،‬األمر الذي حول السودان لدولة‬
‫المشاري ع التنموية لصالح الفئات ي‬
‫اض والمشاري ع المنتجة‪ ،‬وتستخدم هذه‬
‫شبه إقطاعية تسيطر فيها قلة قليلة عىل األر ي‬
‫السودان يف تطوير هذه المشاري ع مقابل عائد قليل‪ ،‬عىل الرغم‬
‫ي‬ ‫القلة بقية الشعب‬
‫ه مشاري ع الدولة وتأسست من األموال العامة‪.‬‬
‫من أن هذه المشاري ع ي‬
‫الفقية‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬تزايدت الشقة ما ربي طبقة غنية مسيطرة‪ ،‬وجموع من الطبقات المسحوقة‬
‫االجتماع ربي مكونات الدولة السودانية وضيق الفرص أمام‬
‫ي‬ ‫الغي‬
‫مما فاقم حالة ر‬
‫التنمية المتوازنة‪ ،‬وأضعف األمل يف الوصول لدولة الرفاه والعدالة‪.‬‬
‫‪ -7‬تحويل مؤسسات الدولة إىل وحدات أمنية تتبع للحزب الحاكم مما أدى اىل تحول‬
‫مؤسسات الخدمة المدنية من مؤسسات دولة إىل وحدات حزبية تقوم بمهام أمنية‬
‫الوطت المحلول‪.‬‬
‫ي‬ ‫واستخباراتية لصالح حزب المؤتمر‬
‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة‪،‬‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬‬ ‫بهذا المدخل فإن لجنة تفكيك نظام‬
‫ر‬
‫لجنة قانونية ذات طبيعة سياسية لتمهيد وتعبيد الطريق للثورة لتحقيق أهدافها وإحداث‬
‫وه بذلك تتعامل مع الملفات‬
‫السلم للسلطة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫اط المنشود والتداول‬
‫التحول الديمقر ي‬
‫ر‬
‫الت تجرم الفساد والمحسوبية من جانب‪ ،‬وتركز يف‬ ‫ر‬
‫القواني السارية ي‬
‫ر‬ ‫الت ربي يديها وفق‬
‫ي‬
‫الحزن‬
‫ري‬ ‫الجانب اآلخر عىل عمليات التحقق والتحري من الدور الذي لعبه االنتماء‬
‫ر‬
‫واسيداد‬ ‫والسياس ف الوصول لهذه الدرجة من الفساد والمحسوبية‪ ،‬ومن ثم ر‬
‫انياع‬ ‫ي ي‬
‫الت قامت بهذا الفعل‪ ،‬وإعادتها لخزينة الدولة‪،‬‬‫ر‬
‫الموارد واألموال من األفراد والجماعات ي‬
‫اقيف‬‫الت تمكن من محاسبة كل من ر‬ ‫ر‬
‫ومساعدة الجهات العدلية يف الحصول عىل األدلة ي‬
‫مثل هذه الجرائم وفقا للقانون‪.‬‬
‫يتضمن عمل اللجنة العديد من الجوانب الفنية والتوجيهية لذا فإنها ولجانها الفرعية‬
‫كممثلي لمؤسسات الدولة المختلفة لالستفادة من المعلومات‬
‫ر‬ ‫ضمت بعض األعضاء‬
‫لخيات والمعرفة لديهم ولتسهيل اعمال اللجنة‪.‬‬
‫وتراكم ا ر‬
‫اختصاصات اللجنة وسلطاتها‪:‬‬
‫‪452‬‬
‫منحت اللجنة بموجب القانون السلطات والصالحيات اآلتية‪:‬‬
‫الوطت المحلول)‪.‬‬
‫ي‬ ‫حزن (أي تابع لحزب المؤتمر‬
‫حكوم ر ي‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬حل أي جهاز‬
‫طالن‪ ،‬أو أي مؤسسة‪ ،‬أو هيئة‪،‬‬
‫مهت‪ ،‬أو ر ي‬
‫‪ -2‬حل أي منظمة‪ ،‬أو جمعية‪ ،‬أو نقابة‪ ،‬أو اتحاد ي‬
‫أو مفوضية‪ ،‬أو رشاكة‪ ،‬أو رشكة قطاع عام أو خاص‪ ،‬أو أي أذرع حزبية سياسية أو أمنية‬
‫الثالثي من يونيو وإنهاء خدمة كافة منسوبيها وتحديد طريقة‬
‫ر‬ ‫أو اقتصادية من نظام‬
‫التضف يف أموالها وأصولها‪.‬‬
‫‪ -3‬حل النقابات ومجالس إداراتها ولجانها التنفيذية‪ ،‬أو المركزية‪ ،‬أو الفرعية‪ ،‬أو‬
‫االتحادات المهنية‪ ،‬أو اتحادات أصحاب العمل واالتحادات التابعة لها أو االتحادات‬
‫النقابية وفروعها أو أي نقابات فئوية أو اتحادات تابعة لها سواء كانت منشأة بموجب‬
‫قواني خاصة أو أي قانون‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -4‬إنهاء خدمة أي شخص يف أي من أجهزة الدولة أو أي من الجهات المذكورة يف (‪)1‬‬
‫و(‪ )2‬مارس أو ر‬
‫باش أي من أنشطة الحزب أو ساهم يف تحقيق أهدافه أو أجندته أو‬
‫التمكي أو استخدام‬
‫ر‬ ‫التمكي أو حصل عىل الوظيفة بسبب‬
‫ر‬ ‫ساعد يف تحقيق سياسة‬
‫ر‬
‫الت يشغلها قد‬
‫النفوذ أو أي شخص آخر ترى اللجنة أن الوظيفة العامة أو الخاصة ي‬
‫مباشة وذلك ا‬
‫بناء عىل توصية أجهزة‬ ‫غي ر‬ ‫التمكي بصورة م ر‬
‫باشة أو ر‬ ‫ر‬ ‫أنشئت ألغراض‬
‫الدولة أو الجهات المعنية‪.‬‬
‫‪ -5‬إنهاء خدمة أي موظف‪ ،‬أو مسؤول‪ ،‬أو عضو‪ ،‬أو أعضاء مجلس إدارة يف أي من الجهات‬
‫الواردة يف (‪ )1‬و(‪.)2‬‬
‫ا‬
‫التدابي والجراءات والدعاوى ضد أي شخص محاربة للفساد والمفسدين‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬اتخاذ كافة‬
‫أو ضد أي فعل أو أفعال تشكل أو شكلت جرائم ضد األموال العامة والخاصة أو أي‬
‫غي ر‬ ‫جرائم أخرى ر‬
‫المشوع عىل حساب الدولة‪،‬‬ ‫الماىل أو الداري أو االثراء ر‬
‫ي‬ ‫ترف للفساد‬
‫ا‬
‫التمكي أو عن أي‬
‫ر‬ ‫الغي‪ ،‬أو استغالل النفوذ‪ ،‬أو إساءة الستخدام السلطة بسبب‬ ‫أو ر‬

‫‪453‬‬
‫الغي أو خسارة لحقت‬
‫للقواني مع التعويض عن أي كسب للنفس أو ر‬
‫ر‬ ‫تضفات مخالفة‬
‫بأي شخص‪.‬‬
‫‪ -7‬طلب المعلومات من مؤسسات الدولة وأجهزتها ألغراض تنفيذ القانون‪.‬‬
‫‪ -8‬استدعاء أي شخص لإلدالء بأي معلومات أو تقديم أي بينات ألغراض تنفيذ القانون‪.‬‬
‫‪ -9‬االطالع أو الحجز عىل األرصدة والحسابات واألموال الثابتة والمنقولة ألي من‬
‫الجهات الواردة يف الفقر رتي (‪ )1‬و(‪ )2‬بالمصارف والمؤسسات المالية السودانية أو‬
‫التدابي الالزمة بشأنها‪ ،‬وذلك عىل الرغم من أي حكم يف أي قانون‬
‫ر‬ ‫األجنبية واتخاذ‬
‫يتعلق بالشية المضفية‪.‬‬
‫‪ -10‬االستعانة بمن تراه مناسبا‪.‬‬
‫الثالثي‬
‫ر‬ ‫‪ -11‬مراجعة أي تسويات أو إجراءات أو قرارات أصدرتها أي من أجهزة حكم نظام‬
‫من يونيو ‪ 1989‬إذا كان فيها إهدار للحق أو المال العام وإصدار ما تراه مناسبا بشأنها‪.‬‬
‫التمكي أو أي فعل من أفعال الفساد‬ ‫واسيداد أي أموال ناتجة عن أعمال‬ ‫ر‬ ‫‪ -12‬حجز‬
‫ر‬
‫وإعادتها للدولة‪.‬‬
‫‪ -13‬يجوز للجنة أن تمارس سلطات وصالحيات مجلس الوزراء ووزير العدل المقررة‬
‫بموجب المادة ‪ 3/22‬من قانون ر‬
‫الشكات ‪.2015‬‬
‫‪ -14‬يجوز للجنة الطلب من النائب العام منحها كل أو جزء من سلطاته المقررة بموجب‬
‫قانون الجراءات الجنائية لسنة ‪.1991‬‬
‫ر‬
‫الت قامت بها اللجنة‬ ‫ر‬
‫وبعد أن باشت اللجنة أعمالها ومن خالل التقارير والمراجعات ي‬
‫ألغراض التقييم تم الوصول لنتيجة مفادها ان قانون التفكيك بحاجة لدخال بعض‬
‫التعديالت وقد استجاب ر‬
‫المشعون لها وتم تعديل القانون يف العام ‪2020‬م وأدناه‬
‫أبرز مالمح التعديل الذي تم‪.‬‬
‫التعديالت عل القانون ‪2020‬م‬

‫‪454‬‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو ‪ 1989‬وإزالة‬
‫ر‬ ‫مالمح حول تعديالت قانون تفكيك نظام‬
‫نشت بالجريدة الرسمية‪.‬‬ ‫والت ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تمت يف العام (‪ )2020‬ي‬ ‫لسنة ‪2019‬م ي‬
‫بالتفسي‪ :‬حيث تم‬
‫ر‬ ‫وه المادة المتعلقة‬ ‫‪ .1‬الفصل األول‪ :‬األحكام العامة المادة (‪ )3‬ي‬
‫والت شملت أجهزة لم تكن موجودة يف‬‫ر‬
‫استبدال الهيئات الحكومية بأجهزة الدولة ي‬
‫التعريف السابق‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ .2‬كما أضيفت تعريفات أخرى لم تكن موجودة أصال يف القانون السابق وشملت هذه‬
‫التعريفات‪ :‬أعمال الفساد‪ -‬العائدات‪ -‬الواجهات‪.‬‬
‫‪ .3‬وردت عدة تعديالت يف المادة السابعة والمتعلقة بسلطات اللجنة واختصاصاتها‬
‫التاىل‪:‬‬
‫وكانت عىل النحو ي‬
‫حزن إىل حل أي‬
‫حكوم أو ر ي‬
‫ي‬ ‫أ‪ .‬يف المادة ‪/1‬أ‪ :‬استبدلت التوصية بحل أي جهاز‬
‫جهاز من أجهزة الدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬يف المادة ‪ /1‬د‪ :‬عدلت من التوصية للجهة المختصة بإنهاء خدمة أي شخص‬
‫الفقرتي (أ وب) إىل إنهاء‬
‫ر‬ ‫يف أي من أجهزة الدولة أو أي من الجهات المذكورة يف‬
‫خدمة أي شخص‪.‬‬
‫ج‪ .‬يف المادة ‪ /1‬ه‪ :‬عدلت من التوصية للجهة المختصة بالعفاء إىل االعفاء‬
‫ر‬
‫مباشة من قبل اللجنة‪.‬‬
‫د‪ .‬يف المادة ‪ /1‬ط‪ :‬عدل االطالع والحجز بواسطة النيابة العامة إىل قيام اللجنة‬
‫باالطالع والحجز عىل األرصدة والحسابات واألموال الثابتة ألي من الجهات‬
‫الواردة يف الفقر رتي (أ وب)‪.‬‬
‫ه‪ .‬أضيفت لهذه المادة الفقرة (م) ر‬
‫والت أعطت اللجنة الحق يف مراجعة أي‬
‫ي‬
‫الثالثي من يونيو‬
‫ر‬ ‫تسويات أو إجراءات أو قرارات أصدرتها أي من أجهزة نظام‬
‫‪ 1989‬إذا كان فيها إهدار للحق والمال العام‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫ر‬
‫واالسيداد ألي أموال‬ ‫و‪ .‬كذلك أضيفت الفقرة (ن) للمادة المذكورة وذلك بالحجز‬
‫التمكي أو أي فعل من أفعال الفساد وإعادتها للدولة‪.‬‬
‫ر‬ ‫ناتجة عن أي من أعمال‬
‫‪ .4‬المادة الثامنة‪ :‬استئناف قرارات اللجنة‪ :‬أضيفت للمادة المذكورة مدة‬
‫بأسبوعي من تاري خ العالن عن القرارات إذا كانت مبنية‬ ‫ر‬
‫الت حددت‬
‫ر‬ ‫االستئناف ي‬
‫عىل مخالفة أحكام القانون أو الخطأ يف تطبيقه‪ ،‬كذلك جاء التعديل ناصا عىل‬
‫أن يتم تقديم االستئناف بواسطة المتضر شخصيا‪.‬‬
‫‪ .5‬الفصل الخامس‪:‬‬
‫‪ .1‬تم استبدال اسم الفصل من األحكام العامة إىل األحكام المتنوعة‪.‬‬
‫ر‬
‫كاآلن‪( :‬ال يعتد بأي مدة‬ ‫‪ .2‬عدلت المادة (‪ )12‬والمتعلقة بالتقادم لتصبح‬
‫ي‬
‫تقادم يكون منصوص عليها يف أي قانون آخر عند اتخاذ أي إجراءات‬
‫جنائية أو مدنية يف مواجهة أي شخص بموجب أحكام هذا القانون‪.‬‬
‫‪ .3‬أضيفت أيضا للمادة المذكورة فقرة تتعلق بالتعويض حيث جوز القانون‬
‫للدول ة أو ألي شخص المطالبة بالتعويض عن فوات الكسب أو خسارة‬
‫التمكي أو الفساد الواردة يف هذا القانون‪.‬‬
‫ر‬ ‫بسبب فعل من أفعال‬
‫‪ .4‬كما ألزم القانون الكافة بالبالغ عن الجرائم وأفعال الفساد‪.‬‬
‫‪ .5‬نقل القانون عبء الثبات من االتهام إىل الدفاع وذلك عندما نص يف‬
‫المادة (‪ )12‬فقرة (‪ )5‬عىل أنه (إذا تم تسجيل أي أموال أو عائدات يف اسم‬
‫أي شخص وكان هناك ما يحمل عىل االعتقاد بأن تلك األموال أو العائدات‬
‫التمكي أو فعل من أفعال‬
‫ر‬ ‫قد تم الحصول عليها نتيجة أي عمل من أعمال‬
‫الفساد الواردة يف هذا القانون فعىل ذلك الشخص إثبات أنه لم يتحصل‬
‫التمكي أو أفعال الفساد)‪.‬‬
‫ر‬ ‫عليها نتيجة لممارسة أي من أعمال‬
‫‪ .6‬أجاز القانون للجنة مراجعة قراراتها من تلقاء نفسها أو بناء عىل طلب‬
‫المضور‪.‬‬
‫‪456‬‬
‫ر‬
‫والت عرفت أفعال الفساد‪.‬‬
‫‪ .6‬أضاف القانون المادة (‪ )13‬ي‬
‫ر‬
‫والت تتعلق بالجرائم والعقوبات‪.‬‬
‫‪ .7‬أضاف القانون أيضا المادة (‪ )14‬ي‬
‫‪ .8‬كما أضاف المادة (‪ )15‬المتعلقة بإنشاء نيابة خاصة‪.‬‬
‫ر‬
‫المسيدة‬ ‫‪ .9‬كما أضاف المادة (‪ )16‬المتعلقة بإنشاء لجنة لدارة األموال‬
‫واختصاصات تلك اللجنة‪.‬‬
‫تشكيل اللجنة‪:‬‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬وإزالة‬
‫ر‬ ‫تشكلت اللجنة استنادا عىل قانون تفكيك نظام‬
‫لسنة ‪ 2019‬تعديل لسنة ‪ 2020‬والمرسوم الجمهوري الصادر من رئيس مجلس السيادة‬
‫ديسمي ‪2019‬م‪ ،‬والذي قض بتشكيل‬
‫ر‬ ‫اليهان يف يوم الثالثاء الموافق ‪10‬‬
‫عبد الفتاح ر‬
‫لجنة تقوم بتنفيذ هذا القانون بكامل السلطات والصالحيات الواردة يف القانون‪ ،‬وقد تم‬
‫ر‬
‫بصفت الرئيس والرئيس‬ ‫تسمية عضوين من مجلس السيادة ليكونا أعضاء يف هذه اللجنة‬
‫ي‬
‫المناوب ووزير شئون مجلس الوزراء مقررا وعضوا‪ ،‬وعضوية خمسة أعضاء من الحرية‬
‫سيد ذكرها‬ ‫ر‬
‫الت ر‬ ‫ر‬
‫الت تمثل أجهزة ومؤسسات الدولة ي‬
‫ممثىل الجهات ي‬
‫ي‬ ‫والتغيي بالضافة إىل‬
‫ر‬
‫يف عضوية اللجنة الحقا‪.‬‬
‫عضوية اللجنة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫‪ .1‬الفريق الركن‪ /‬ياش عبد الرحمن حسن العطا‬
‫نائب ا‬ ‫‪ .2‬األستاذ‪ /‬محمد ي‬
‫الفك سليمان‬
‫عضوا ومقررا‬ ‫‪ .3‬وزير رئاسة مجلس الوزراء‬
‫عضوا‬ ‫‪ .4‬ممثل وزارة الدفاع‬
‫عضوا‬ ‫‪ .5‬ممثل وزارة الداخلية‬
‫عضوا‬ ‫‪ .6‬ممثل وزارة العدل‬
‫عضوا‬ ‫‪ .7‬ممثل وزارة الحكم االتحادي‬
‫عضوا‬ ‫‪ .8‬ممثل وزارة المالية والتخطيط االقتصادي‬
‫‪457‬‬
‫عضوا‬ ‫‪ .9‬ممثل جهاز المخابرات العامة‬
‫عضوا‬ ‫‪ .10‬ممثل قوات الدعم الشي ع‬
‫عضوا‬ ‫‪ .11‬ممثل بنك السودان المركزي‬
‫عضوا‬ ‫‪ .12‬ممثل وزارة العمل والتنمية االجتماعية‬
‫عضوا‬ ‫القوم‬
‫ي‬ ‫‪ .13‬ممثل ديوان المراجعة‬
‫عضوا‬ ‫‪ .14‬األستاذ‪ /‬طه عثمان إسحاق‬
‫عضوا‬ ‫‪ .15‬الدكتور‪ /‬صالح أحمد الحاج مناع‬
‫عضوا‬ ‫‪ .16‬األستاذ‪ /‬وجدي صالح عبده‬
‫عضوا‬ ‫‪ .17‬األستاذ‪ /‬بابكر فيصل‬
‫عضوا‬ ‫‪ .18‬األستاذ‪ /‬أحمد ربيع‬
‫تباش اللجنة اجتماعاتها الدورية من داخل القض الجمهوري ومقر اللجنة كما ر‬
‫تباش‬ ‫ر‬

‫المقررية والسكرتارية واللجان الفرعية المتخصصة أعمالها من داخل مقر اللجنة‪.‬‬


‫الهيكل اإلداري‪:‬‬
‫اللجنة العليا‪ :‬تضم جميع أعضاء اللجنة العليا وعددهم ‪ 18‬عضوا‪ ،‬تقوم بالمصادقة‬
‫سي أعمال اللجنة عن طريق تقارير مكتب المقررية‪،‬‬
‫عىل القرارات وإصدارها ومتابعة ر‬
‫وتعقد أنشطتها العالمية واجتماعاتها بصورة دورية وراتبة أسبوعيا بالقض الجمهوري‬
‫ومقر اللجنة‪.‬‬
‫اليوم وتضم يف عضويتها رئيس‬
‫ي‬ ‫لتسيي العمل‬
‫ر‬ ‫المقررية‪ :‬فوضت من اللجنة العليا‬
‫المفرغي ألداء أعمال اللجنة‬
‫ر‬ ‫اللجنة‪ ،‬الرئيس المناوب للجنة‪ ،‬مقرر اللجنة‪ ،‬األعضاء‬
‫وأعضاء مكتب السكرتارية العامة‪ ،‬يقوم هذا المكتب باستالم وفحص جميع المستندات‬
‫المستلمة وإجراء جميع المكاتبات للتأكد من المعلومات والتدقيق فيها وترتيبها‬
‫الفت‪ ،‬ومن ثم تسليمها للجنة‬
‫وفهرستها وتحويلها إىل اللجان المتخصصة لبداء الرأي ي‬
‫القانونية لمراجعتها وعرضها بعد ذلك يف اجتماعها لمناقشتها بصورة واسعة قبل اتخاذ‬
‫‪458‬‬
‫قرار بشأنها بإ رجائها لمزيد من التحري ومزيد من المعلومات أو بصياغتها كتوصية بقرار‬
‫ومن ثم عرضها ف اجتماع اللجنة العليا ر‬
‫كمشوع قرار للمصادقة عليه أو رفضه أو تعديله‪.‬‬ ‫ي‬
‫السكرتارية العامة‪ :‬تضم يف عضويتها (‪ )7‬أعضاء‪ ،‬يقومون بإعداد اجتماعات المقررية‬
‫واللجنة العليا وبإرسال واستقبا ل مكاتبات المقررية اليومية مع أجهزة الدولة المختلفة‬
‫والجهات األخرى‪ ،‬بالضافة إىل استقبال الشكاوى ومتابعة اللجان المتخصصة‪.‬‬
‫اللجان المتخصصة‪ :‬يكون الرئيس والمقرر يف هذه اللجان من أعضاء اللجنة العليا‬
‫ممثىل الوزارات والمؤسسات الحكومية (حسب طبيعة أعمال‬
‫ي‬ ‫وتضم يف عضويتها‬
‫متخصصي يف مجال أعمال اللجنة‬
‫ر‬ ‫اللجنة)‪ ،‬كما تضم ‪ 5‬أعضاء تتم االستعانة بهم‬
‫ر‬
‫بالشاف عىل عقد اجتماعات اللجنة والمكاتبات‬ ‫بالضافة إىل سكرتارية فرعية تقوم‬
‫ه‪:‬‬
‫الخاصة بها‪ ،‬هذه اللجان المتخصصة ي‬
‫الوطت المحلول‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬لجنة تصفية حزب المؤتمر‬
‫‪ -2‬لجنة حض واستالم أصول ومم تلكات النقابات واالتحادات المهنية‬
‫المحامي‪.‬‬
‫ر‬ ‫واتحاد أصحاب العمل ونقابة‬

‫‪ -3‬لجنة مراجعة األر ي‬


‫اض السكنية والزراعية والعقارات‪.‬‬
‫التمكي بالخدمة المدنية‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ -4‬لجنة إزالة‬
‫‪ -5‬لجنة الجمعيات والمنظمات ومراكز التدريب‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ -6‬لجنة حض الشكات والمؤسسات الحكومية ي‬
‫الت تمت خصخصتها‪.‬‬
‫‪ -7‬لجنة مراجعة ر‬
‫المشوعات االستثمارية والعفاءات والتخصيص‪.‬‬
‫المضف والقروض‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -8‬لجنة القطاع‬
‫‪ -9‬لجنة حض العربات واآلليات‪.‬‬
‫‪ -10‬لجنة مراجعة المؤسسات اليرادية (زكاة‪ ،‬رصائب وجمارك)‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيوات الحكومية والتعاقدات والعطاءات‪.‬‬ ‫‪ -11‬لجنة مراجعة‬

‫‪459‬‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬‬
‫ر‬ ‫لجان الواليات‪ :‬استنادا عىل قرار لجنة تفكيك نظام‬
‫والقاض‬ ‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة بالرقم ‪ 10‬والصادر بتاري خ ‪ 4‬رفياير ‪2020‬م‬
‫ي‬
‫بتكوين لجان فرعية بالواليات‪ ،‬تم تشكيل لجان الواليات باالختصاصات التالية‪:‬‬

‫التوصية للجنة بحل أي منظمة أو جمعية أو أي أذرع حزبية سياسية أو أمنية أو‬ ‫‪-1‬‬
‫الثالثي من يونيو ‪.1989‬‬
‫ر‬ ‫اقتصادية والئية لنظام‬

‫حكوم أو بالخدمة المدنية أو‬


‫ي‬ ‫التوصية للجنة بإنهاء خدمة أي شخص يف أي جهاز‬ ‫‪-2‬‬
‫أي جهة من الجهات المذكورة يف المادة (‪ – 1( )7‬أ وب) وحصل عىل الوظيفة‬
‫التمكي أو استخدام النفوذ أو أي شخص آخر ترى اللجنة أن الوظيفة العامة‬
‫ر‬ ‫بسبب‬
‫ُ‬
‫غي ر‬
‫مباشة‪.‬‬ ‫التمكي بصورة ر‬
‫مباشة أو ر‬ ‫الت يشغلها أنشئت ألغراض‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫أو الخاصة ي‬
‫التوصية للجنة بإعفاء أي موظف أو مسؤول أو عضو أو أعضاء مجلس إدارة يف أي‬ ‫‪-3‬‬
‫من الجهات الواردة يف المادة (‪ – 1( )7‬أ وب)‪.‬‬

‫التدابي والجراءات والدعاوي ضد أي شخص محاربة للفساد‬


‫ر‬ ‫توصية للجنة باتخاذ‬ ‫‪-4‬‬
‫والمفسدين أو ضد أي فعل أو أفعال تشكل أو شكلت جرائم ضد األموال العامة‬
‫غي ر‬ ‫والخاصة أو أي جرائم أخرى ر‬
‫المشوع‬ ‫الماىل أو الداري أو الثراء ر‬
‫ي‬ ‫ترف للفساد‬
‫الغي‪ ،‬أو استغالل النفوذ‪ ،‬أو سوء استخدام السلطة بسبب‬
‫عىل حساب الدولة‪ ،‬أو ر‬
‫للقواني مع التعويض عن أي كسب للنفس أو‬
‫ر‬ ‫التمكي أو عن أي تضفات مخالفة‬
‫ر‬
‫الغي أو خسارة لحقت بأي شخص‪.‬‬
‫ر‬
‫طلب التقارير والمعلومات من مؤسسات الدولة وأجهزتها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫استدعاء أي شخص لإلدالء بأي معلومات أو تقديم أي بينات‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أن تطلب أو تطلع أو تحجز بواسطة النيابة العامة او اللجنة حسابات أي من‬ ‫‪-7‬‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬‬
‫ر‬ ‫الجهات الواردة (‪ – 1( )7‬أ وب) من قانون تفكيك نظام‬
‫التمكي لسنة ‪.2019‬‬
‫ر‬ ‫وإزالة‬

‫‪460‬‬
‫تتكون لجان الواليات من الجهات اآلتية‪:‬‬
‫واىل الوالية‪ .................................................................‬رئيسا‬
‫‪ -1‬ي‬
‫والتغيي‪ ...................................................‬مقررا‬
‫ر‬ ‫‪ -2‬ممثل الحرية‬
‫‪ -3‬ممثل القوات المسلحة‪ .................................................‬عضوا‬
‫‪ -4‬ممثل وزارة الداخلية‪ ....................................................‬عضوا‬
‫‪ -5‬ممثل وزارة المالية‪ .......................................................‬عضوا‬
‫‪ -6‬ممثل وزارة العدل‪ .......................................................‬عضوا‬
‫‪ -7‬ممثل بنك السودان المركزي‪ ..........................................‬عضوا‬
‫‪ -8‬ممثل جهاز المخابرات العامة‪ ........................................‬عضوا‬
‫‪ -9‬ممثل الدعم الشي ع‪ ....................................................‬عضوا‬
‫والتغيي بالوالية‪ ......................‬أعضاء‬
‫ر‬ ‫‪ )5( -10‬أعضاء من قوى الحرية‬
‫‪ )3( -11‬أعضاء من المكونات المحلية‪ .................................‬أعضاء‬
‫نسبة لخصوصية والية الخرطوم من حيث الرقعة الجغرافية والكثافة السكانية‬
‫كي معظم فساد النظام البائد يف هذه الوالية‬ ‫ر‬
‫وحجم النشاط االقتصادي بالوالية ولي ر‬
‫رأت اللجنة تشكيل لجان لمحليات الخرطوم السبعة إضافة إىل اللجنة الوالئية‪.‬‬
‫لجان الوزارات والمؤسسات الحكومية‪ :‬قامت اللجنة بتشكيل لجان بالوزارات‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫والمؤسسات الحكومية لمساعدتها يف أداء أعمالها وذلك لضورة إزالة‬
‫داخل هذه الوزارات والمؤسسات يف جوانب الخدمة المدنية والجوانب المالية‬
‫والدارية‪ ،‬حيث نجد أن واحدة من أهم أذرع النظام البائد كانت الخدمة المدنية‬
‫تمكي كوادره منها بقفل باب المنافسة العامة العادلة واليي هة وتزكية كوادر‬
‫ر‬ ‫عي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫التنظيم لشغل الوظائف بالخدمة المدنية بالضافة إىل كشوفات الصالح العام ي‬
‫معاييها‬
‫ر‬ ‫امتدت لقرابة العقد من الزمان تم من خاللها إفراغ الخدمة المدنية من أهم‬
‫(القومية‪ ،‬الجدارة‪ ،‬الياهة والمهنية)‪ ،‬فكان لزاما تشكيل لجان لمعالجة مشاكل هذه‬
‫‪461‬‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫عي إنهاء خدمة كل من تحصل عىل الوظيفة العامة عن طريق‬
‫المؤسسات ر‬
‫المعايي السابق ذكرها‪.‬‬
‫ر‬ ‫تمهيدا لفتح هذه الوظائف وفق‬
‫قرارات اللجنة‬
‫قرارات متعلقة بالنقابات واالتحادات‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬‬
‫ر‬ ‫‪ -1‬نصت المادة (‪ )7‬الفقرة (ج) من قانون تفكيك نظام‬
‫عىل‪ ” :‬حل النقابات ومجالس إدارتها أو لجانها التنفيذية أو المركزية أو الفرعية أو‬
‫االتحادات المهنية‪ ،‬أو اتحادات أصحاب العمل واالتحادات التابعة لها‪ ،‬أو‬
‫ا‬
‫سواء كانت‬ ‫االتحادات النقابية وفروعها‪ ،‬أو أي نقابات فئوية أو اتحادات تابعة لها‬
‫قواني خاصة أو أي قانون‪ ،‬عىل أن تعقد الجمعيات العمومية بعد‬
‫ر‬ ‫منشأة بموجب‬
‫ولحي انعقاد الجمعيات العمومية يجوز للجنة‬
‫ر‬ ‫ثالثة أشهر من تاري خ الحل‪،‬‬
‫لحي إجراء انتخابات حرة‬
‫التسيي ر‬
‫ر‬ ‫وتعيي اللجان التمهيدية أو لجان‬
‫ر‬ ‫تسمية‬
‫الت تحدد طريقة التضف يف أموال وأصول تلك‬ ‫ر‬
‫ونزي هة مع إصدار التوجيهات ي‬
‫النقابات واالتحادات وأي ممتلكات تابعة لها“‪.‬‬
‫الثالثي من يونيو ‪ 1989‬وإزالة‬
‫ر‬ ‫استنادا عىل هذه المادة من قانون تفكيك نظام‬
‫القاض بحل‬
‫ي‬ ‫التمكي لسنة ‪ 2019‬تعديل ‪2020‬م‪ ،‬أصدرت اللجنة القرار رقم (‪)3‬‬
‫ر‬
‫المحامي‬
‫ر‬ ‫جميع النقابات واالتحادات المهنية واتحاد أصحاب العمل ونقابة‬
‫ر‬
‫الت تم بها تشكيل‬
‫بتاري خ ‪2019/12/12‬م‪ ،‬جاء هذا القرار بالرجوع إىل الطريقة ي‬
‫النقان ”أجسام‬
‫ري‬ ‫هذه التنظيمات النقابية حيث أنها تفتقر للسس األساسية للعمل‬
‫تعي عن منسوبيها ولم تنتخب بطريقة ديمقراطية‬
‫عيت عن السلطة السابقة ولم ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت تحددها لها السلطات“‪ ،‬كما‬
‫بل تم فرضها فرضا‪ ،‬وال تتحرك إال يف المساحات ي‬
‫تعتي هذه النقابات واجهات للحزب المحلول ألن كل أعضاء هذه التنظيمات‬ ‫ر‬
‫طوال ر‬
‫فية حكم النظام القديم كانوا ينتسبون للنظام البائد أو يدعمونه بصورة أو‬
‫أخرى‪ .‬هذا القرار حرر الحركة النقابية السودانية من هيمنة الحزب إىل الشعار‬
‫‪462‬‬
‫النقان الناتج من حل‬
‫ري‬ ‫األبرز ”لكل حزبه ولكل رأيه والنقابة للجميع“‪ ،‬ولملء الفراغ‬
‫تسيي‬
‫ر‬ ‫بمنسون هذه التنظيمات تم تشكيل لجان‬
‫ري‬ ‫هذه التنظيمات وهو أمر ضار‬
‫منسون النقابة المعنية بمهام وصالحيات محدودة يف‬
‫ري‬ ‫يتم التوافق عليها من قبل‬
‫االنتخان تمهيدا لقيام انتخابات حرة وديمقراطية‬
‫ري‬ ‫وتجهي السجل‬
‫ر‬ ‫التسيي وحض‬
‫ر‬
‫تعبيا عن منسوبيها وبعيدة عن‬ ‫ر‬
‫تحفظ استقاللية هذه التنظيمات وتجعلها أكي ر‬
‫صوت السلطة القائمة‪.‬‬
‫والقاض بتشكيل لجنة حض واستالم أصول‬
‫ي‬ ‫‪ -2‬أصدرت اللجنة القرار رقم (‪)4‬‬
‫السودانيي‪ ،‬واتحاد أصحاب العمل‬
‫ر‬ ‫محامي‬
‫ر‬ ‫االتحادات المهنية والنقابات ونقابة ال‬

‫بتاري خ ‪2019/12/17‬م‪ .‬ي‬


‫وه بمثابة لجنة فرعية متخصصة تعمل عىل حض‬
‫واستالم أصول وممتلكات األجسام النقابية وتعمل عىل التوصية بتشكيل اللجان‬
‫التسييية والتمهيدية ومتابعة تنفيذ القرارات الخاصة باألجسام النقابية‪.‬‬
‫ر‬
‫السودانيي‪ ،‬واتحاد عام‬
‫ر‬ ‫المحامي‬
‫ر‬ ‫تسيي نقابة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫لجنت‬ ‫‪ -3‬قامت اللجنة بتشكيل‬
‫ي‬
‫تسيي لعدد ‪ 6‬اتحادات مهنية‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬بالضافة إىل تكوين لجان‬
‫ي‬ ‫أصحاب العمل‬
‫تسيي لعدد ‪ 8‬غرف‬
‫ر‬ ‫تسيي لعدد ‪ 4‬نقابات عامة ولجان‬
‫ر‬ ‫عامة‪ ،‬إضافة إىل لجان‬
‫تسيي‬
‫ر‬ ‫وأخيا لجان‬
‫ر‬ ‫السودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫قومية منضوية تحت اتحاد عام أصحاب العمل‬
‫لعدد ‪ 179‬هيئة فرعية ووحدات نقابية ليصبح مجموع قراراتها (‪ )189‬قرارا تخص‬
‫تسييها‪.‬‬
‫ر‬ ‫النقابات وحلها وتشكيل لجان‬
‫منتست‬
‫ري‬ ‫‪ -4‬تمثل هذه القرارات تمهيدا لشيان العملية النقابية بشكل يضمن حقوق‬
‫اليشح‪ ،‬ر‬
‫اليشيح‬ ‫النقابة وحقهم األساس ف العمل النقان‪ ،‬وحقهم الديمقراط ف ر‬
‫ي ي‬ ‫ري‬ ‫ي ي‬
‫السياس الذي تقوم به النقابات يف‬
‫ي‬ ‫واالنتخاب ألجسامهم النقابية‪ ،‬وال ينكر الدور‬
‫تسيي للعمل وتنظيم للفئات العمالية والمهنية األمر الذي يوسع دائرة‬
‫ر‬ ‫الدولة من‬
‫المشاركة يف اتخاذ القرارات وتنفيذها بالشكل المطلوب‪.‬‬
‫اض‪:‬‬
‫قرارات األر ي‬
‫‪463‬‬
‫ر‬
‫واسيداد األموال العامة من أهم‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م‬ ‫يعتي تفكيك نظام‬ ‫‪-5‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫متطلبات ثورة ديسمي المجيدة بحيث نصت الوثيقة الدستورية ر‬
‫للفية االنتقالية‬ ‫ر‬
‫الثالثي من يونيو‬
‫ر‬ ‫التمكي لنظام‬
‫ر‬ ‫يف المادة (‪ - )8‬الفقرة (‪ )15‬عىل تفكيك بنية‬
‫‪1989‬م‪ ،‬وعليه أصدرت لجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو ‪1989‬م و ر‬
‫اسيداد‬ ‫ر‬
‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م‬
‫ر‬ ‫االموال العامة المكونة بناء عىل قانون تفكيك نظام‬
‫ر‬
‫الت بموجبها‬
‫التمكي لسنة ‪ 2019‬تعديل لسنة ‪2020 -‬م عددا من القرارات ي‬ ‫ر‬ ‫وإزالة‬
‫ر‬
‫الت تم نهبها من قبل رموز النظام البائد ومؤسساته‬ ‫ر‬
‫اض ي‬‫تم اسيداد العقارات واألر ي‬
‫الوظيق واالستثناءات الممنوحة لهم وتجاوز‬
‫ي‬ ‫وعي استغالل النفوذ‬
‫االقتصادية ر‬
‫اض يف‬
‫الجراءات الدارية والقانونية وأصبحت تلك الرموز تملك معظم األر ي‬
‫ر‬
‫السياتيجية بالعاصمة والواليات‪.‬‬ ‫المواقع‬

‫‪ -6‬يف مجال مراجعة األر ي‬


‫اض السكنية والزراعية والعقارات قامت اللجنة بالبحث‬
‫اض‬ ‫ر‬
‫التمكي المتعلقة بتملك وشاء وبيع األر ي‬
‫ر‬ ‫والتقض والمراجعة يف كل أوجه‬
‫ي‬
‫السكنية والزراعية والصناعية وكذلك كشف التجاوزات يف المنح‪ ،‬التخصيص‪،‬‬
‫ر‬
‫الت‬
‫التضف برهنها بغرض الحصول عىل القروض والتمويالت البنكية‪ ،‬التعديات ي‬
‫اض الزراعية‬‫والتحسي الذي تم يف األر ي‬
‫ر‬ ‫تمت عىل الميادين والساحات العامة‬
‫اض سكنية ومخططات جديدة‪.‬‬ ‫وتحويلها إىل أر ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت نصت‬ ‫‪ -7‬تم اسيداد هذه العقارات واألر ي‬
‫اض استنادا عىل المادة (‪ )4‬الفقرة (‪ )3‬ي‬
‫الوطت المحلول‬ ‫عىل حجز ر‬
‫واسيداد الممتلكات واألموال المملوكة لحزب المؤتمر‬
‫ي‬
‫اسيداد أصول‬ ‫الت تنص عىل ر‬‫ر‬
‫أو الواجهات التابعة له والمادة (‪ )7‬الفقرة ( ‪ -1‬ب) ي‬
‫الت تنص عىل حجز‬ ‫ر‬
‫الجمعيات والمنظمات المحلولة‪ ،‬والمادة (‪ )7‬الفقرة (ن) ي‬
‫التمكي أو أي فعل من أفعال الفساد وإعادتها‬ ‫ر‬
‫واسيداد أي أموال ناتجة عن أعمال‬
‫ر‬
‫التمكي لسنة‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو‪1989‬م وإزالة‬
‫ر‬ ‫للدولة‪ ،‬من قانون تفكيك نظام‬
‫‪ 2019‬تعديل ‪2020‬م‪ ،‬ووفقا للسلطات الممنوحة للجنة أصدرت اللجنة العديد‬
‫‪464‬‬
‫الوطت المحلول الذين أثروا‬ ‫من القرارات ر‬
‫باسيداد عقارات من رموز حزب المؤتمر‬
‫ي‬
‫اض السكنية والزراعية‪.‬‬
‫عي تخصيص األر ي‬
‫ر‬
‫المنظمات والجمعيات ومراكز التدريب‬
‫ر‬
‫الت تم‬
‫يعتي مجال المنظمات والجمعيات ومراكز التدريب واحدا من المجاالت ي‬
‫ر‬
‫الوطت المحلول لتجنيب األموال من أجهزة الدولة‬
‫ي‬ ‫استغاللها من حزب المؤتمر‬
‫المختلفة‪ ،‬ومن ثم إعادة ضخها يف أجهزة الحزب‪ ،‬قامت اللجنة استنادا عىل قانونها‬
‫بمراجعة هذا الملف وأصدرت عددا من القرارات ألغت بموجبها سجل عدد من‬
‫المنظمات واتفاقيات مقر بالعاصمة والواليات‪ ،‬حيثيات إصدار هذه القرارات تمت‬
‫الوطت‬ ‫ر‬
‫الت تم الحصول عليها من داخل مقار حزب المؤتمر‬
‫ي‬ ‫بناء عىل المستندات ي‬
‫النسان‬
‫ي‬ ‫المحلول‪ ،‬إفادات وتقارير جهاز المخابرات العامة ومفوضية العون‬
‫وتوصيات النائب العام‪.‬‬
‫معوقات عمل اللجنة‪:‬‬
‫ر‬
‫باالليام الشهري الثابت مما يؤدي إىل التأخر يف‬ ‫‪ -1‬ضعف تمويل اللجنة وعدم اليفاء‬
‫أداء بعض أعمال اللجنة العاجلة مما يشكل عبئا إضافيا عىل أفراد اللجنة واالنشغال‬
‫باألعباء الدارية‪ ،‬كذلك أدى ضعف الحوافز المرصودة ألفراد اللجنة ألن يكون كل‬
‫المؤمني بضورة تفكيك بنية دولة الحزب‬
‫ر‬ ‫قوامها من الثوار وأصحاب القضية‬
‫الواحد إىل دولة الوطن‪.‬‬
‫التأخي يف تنفيذ قرارات اللجنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ -2‬حداثة التجربة مما أدى إىل‬
‫‪ -3‬عدم التناغم مع سلطات النيابة العامة يف بعض األحيان لفتح بالغات واتخاذ‬
‫إجراءات قانونية تجاه بعض األفراد‪ ،‬المؤسسات والجهات‪.‬‬
‫‪ -4‬البطء يف تنفيذ قرارات اللجنة من قبل بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -5‬االعتماد عىل تقارير بعض لجان تفكيك النظام ي‬
‫الت تم تشكيلها يف الوزارات‬
‫الثالثي من‬
‫ر‬ ‫والمؤسسات الحكومية قبل إصدار قرار بتشكيل لجنة تفكيك نظام‬
‫‪465‬‬
‫ر‬
‫والت تم‬ ‫ر‬
‫يونيو ‪ 1989‬واسيداد األموال العامة مما أوقع اللجنة يف بعض األخطاء ي‬
‫ر‬
‫االعياف واالستناد إال عىل تقارير اللجنة المرفوعة إليها من لجانها‬ ‫تداركها بعدم‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫الثالثي من يونيو‬
‫ر‬ ‫الكثي من المؤسسات يف الدولة لقانون تفكيك نظام‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬عدم تفهم‬
‫التمكي لسنة ‪2019‬م تعديل لسنة ‪ 2020‬وتمسك البعض بلوائح‬
‫ر‬ ‫‪ 1989‬وإزالة‬
‫ر‬
‫وتشيعات داخلية‪.‬‬
‫واالجتماع مما شكل زيادة ضغط عىل أفراد اللجنة وأثر‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫‪ -7‬اضطراب المناخ‬
‫يف أدائهم ألعمالهم بالصورة المطلوبة‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -8‬غياب المنظمات والتنظيمات المدنية ي‬
‫الت تحمل منتوج توعوي بماهية تفكيك‬
‫دولة الحزب لصالح الوطن‪.‬‬
‫‪ -9‬استغالل بعض الجهات اسم اللجنة لممارسة أعمال خارج نطاق عمل اللجنة‪.‬‬
‫‪ -10‬اختفاء ر‬
‫كثي من المستندات المهمة يف بعض المؤسسات والوزارات‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -11‬عدم صدور قرار بإكمال تشكيل لجنة االستئناف مما عطلها وأحدث خلال يف النظر‬
‫لقرارات اللجنة‪.‬‬
‫سلبيات التجربة‪:‬‬
‫بالرغم من اليجابيات إال أن التجربة صاحبتها بعض السلبيات تتثمل يف‪:‬‬
‫تسيي بمنهجية‬
‫ر‬ ‫‪ /1‬عىل الرغم من أن اللجنة قامت بحل كل النقابات وشكلت لجان‬
‫توافق قوى الثورة داخل المؤسسات إال أنها عاشت رصاعا سياسيا ورصاع مصالح لم‬
‫تستطع أن تنجز ما أوكل إليها من مهام خالل المدة المحددة لها لقيام انتخابات حرة‬
‫وشفافة مما أضعف قوى الثورة‪.‬‬
‫‪ /2‬البطء ف أداء المهام بسبب النقص ف الكادر ر‬
‫البشي‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التوصية‪:‬‬

‫‪466‬‬
‫الثالثي من يونيو بعد إسقاط االنقالب كضورة حتمية‬
‫ر‬ ‫مواصلة مهمة تفكيك بنية نظام‬
‫سلم‬
‫ي‬ ‫اط وإجراء انتخابات حرة ونزي هة وعادلة تقود لتداول‬
‫ألي عملية تحول ديمقر ي‬
‫للسلطة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬الوثيقة الدستورية ر‬
‫للفية االنتقالية لسنة ‪2019‬م‪.‬‬
‫التمكي لسنة ‪ 2019‬تعديل‬
‫ر‬ ‫الثالثي من يونيو ‪1989‬م وإزالة‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬قانون تفكيك نظام‬
‫لسنة ‪2020‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬التقرير السنوي للجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو ‪1989‬م وا ر‬
‫سيداد االموال‬ ‫ر‬
‫العامة‪.‬‬

‫النقاش‬
‫أسامة سيد أحمد‬
‫الثالثي من يونيو‪ .‬هذه‬
‫ر‬ ‫التمكي ودورها يف تفكيك نظام‬
‫ر‬ ‫أؤكد عىل أهمية لجنة إزالة‬
‫اللجنة مهمة جدا وعملها مهم جدا لتحويل السودان لدولة مواطنة فيها جهاز خدمة‬
‫وف االنتخابات‪ ،‬لكن هذا ال‬‫تمكي لجهة يستخدم يف االنتقال ي‬
‫ر‬ ‫محايد ليس فيه‬
‫الموضوع الذي يساعد عىل تطوير تجربة اللجنة‪.‬‬
‫ي‬ ‫يمنعنا من توجيه بعض النقد‬
‫التمكي‪ ،‬لكنها تحدثت عن السلبيات يف خمسة‬ ‫ر‬ ‫الورقة فيها تعريف جيد بلجنة‬
‫الت واجهتهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أسطر فقط‪ ،‬وإن كان وجدي اسيسل يف شح السلبيات والمشكالت ي‬
‫لدى عرض الورقة‪ .‬وأبدأ بالخالف المعلن ربي اللجنة ووزارة المالية‪ ،‬فقد سمعنا كلنا‬
‫المسيدات‪ ،‬فكيف‬‫ر‬ ‫يف العالم أن الوزارة تقول لم أستلم واللجنة تقول إنها سلمت‬
‫تحدث يف دولة وحكومة واحدة مغالطات يف العالم بهذا الشكل؟‬
‫وهذا يقودن لسؤال آخر‪ ،‬هل كانت وزارة المالية جسما جاهزا الستالم هذه ر‬
‫الشكات‬ ‫ي‬
‫ه الجسم المناسب‬ ‫واألموال والعقارات؟ يف تقديري أنها لم تكن جاهزة‪ ،‬وال ي‬
‫ينبغ عمل رشكة قابضة تملكها حكومة السودان أو‬
‫ي‬ ‫أن كان‬
‫لالستالم‪ ،‬والبديل بر ي ي‬
‫‪467‬‬
‫في ال هم سياسيون وال أفندية وزارات‪ ،‬بل‬ ‫ر‬
‫وزارة المالية‪ ،‬مجلس إدارتها من محي ر‬
‫خية قانونية‬ ‫ر‬
‫محيفون ف إدارة ر‬
‫الشكات‪ ،‬وبجانب المجلس إدارة تنفيذية وبيوت ر‬ ‫ي‬
‫وتحضيا لعمل‬
‫ر‬ ‫ومالية‪ ،‬ألن المراجع العام لحكومة السودان أحيانا يعطل األعمال‪.‬‬
‫ينبغ كذلك تكوين لجنة االستئنافات فال يبتدئ العمل قبل قيامها‪ .‬هذه‬
‫اللجنة كان ي‬
‫يجب تكون مطلوبات قبلية ‪ pre-requisite‬قبل البدء يف شغل التفكيك‪.‬‬
‫الشكات‪ ،‬هناك رشكات طبيعة عملها خاصة‪ ،‬ر‬
‫كشكات النقل‪،‬‬ ‫وحول كيفية ر‬
‫اسيداد ر‬
‫ا‬
‫حواىل مائة‬
‫ي‬ ‫مثال إذا كانت لديك رشكة نقل فيها ‪ 200‬شاحنة متوسط قيمة الشاحنة‬
‫حواىل ‪ 20‬مليون دوالر موزعة عىل ‪ 200‬سائق يف مختلف‬
‫ي‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬أي لديك‬
‫أمي عىل شاحنة بقيمة مائة ألف دوالر إضافة للبضاعة‬
‫بقاع السودان‪ ،‬كل منهم ر‬
‫ر‬
‫الت يسمع بها السائق‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ينبغ أن يتم حلها بالصورة ي‬
‫الت تحملها‪ ،‬مثل هذه الشكة ال ي‬
‫ي‬
‫عي أجهزة العالم‪ .‬وأي صاحب رشكة نقل إذا أراد رفد سائق فإنه ينتظر ر‬
‫حت‬ ‫الخي ر‬
‫ر‬
‫يوصل البضاعة ألصحابها ويعيد الناقلة للورشة وتجرد ثم يصدر قرار القالة‪.‬‬
‫وف الطرق والكباري‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫كذلك شكات اآلليات الثقيلة ومعظمها تعمل يف البيول ي‬
‫وبالتاىل تكون آلياتها موزعة يف كل السودان‪،‬‬
‫ي‬ ‫والخدمات الزراعية وخدمات التعدين‬
‫الماليي من الدوالرات‪ ،‬وتعمل يف البنية التحتية‬
‫ر‬ ‫وه تمض عقودات ر‬
‫بعشات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بتغيي مجلس إدارة ر‬
‫الشكة‪،‬‬ ‫ر‬
‫السيدادها أن تقوم بداية‬ ‫وغيها‪ ،‬فالطريقة األمثل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الماىل قبل صدور قرار المصادرة‪ ،‬وب هذا يسيطر الطاقم‬‫ي‬ ‫والمدير العام والمدير‬
‫وتغيي التوقيعات يف حساباتها‪ ،‬بحيث ال تتأثر‬
‫ر‬ ‫الجديد عىل ر‬
‫الشكة ويقوم بجردها‬
‫الشكة فقط‪ ،‬وبعد أن يحكموا سيطرتهم عىل‬ ‫التغيي ف قمة ر‬ ‫عمليات ر‬
‫الشكة ويتم‬
‫ر ي‬
‫لشكة القابضة‪ .‬وال أدري إن كان القانون‬‫الشكة ممكن تحويل أسهمها لملكية ا ر‬ ‫ر‬
‫يسمح بهذه الصيغة أم ال ر‬
‫وحت لو لم يكن يسمح كان األجدى تعديله‪.‬‬

‫‪468‬‬
‫كذلك فإن الحكم قد يحصل فيه استئناف وقد يكون فيه خطأ‪ ،‬وتعاد ر‬
‫الشكات‬
‫الشكات تعرض‬ ‫الت ر‬
‫اسيدت بها تلك ر‬ ‫ر‬
‫ينبغ أن تعاد مخربة‪ ،‬فالطريقة ي‬
‫ألصحابها وال ي‬
‫آلياتها وأصولها للتلف وللضياع‪.‬‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫تعيينات اتحاد اصحاب العمل‪ :‬تكلمت الورقة يف مقدمتها بأن لجنة إزالة‬
‫والحزن من مؤسسات الدولة‪ .‬وأنشئت لذلك‬
‫ري‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫التمكي‬
‫ر‬ ‫تستهدف إزالة‬
‫تسيي من ضمنها لجنة اتحاد أصحاب العمل‪ ،‬وبحسب الورقة فإن‬
‫ر‬ ‫الغرض لجان‬
‫التسيي ثالثة أشه ر‪ ،‬ومهمتها أن تحض العضوية وتراجعها وتجري‬
‫ر‬ ‫مدة لجان‬
‫يعي عن القاعدة ويساعد الحكومة‬
‫انتخابات تسفر عن اتحاد أصحاب عمل ر‬
‫التسيي تم‬
‫ر‬ ‫تعيي لجان‬
‫ر‬ ‫االنتقالية يف عملها االقتصادي‪ .‬لكن للسف حينما تم‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫تعيينها بزمن مفتوح‪ ،‬فكان لهذه اللجان تاري خ بداية بدون تاري خ نهاية‪،‬‬
‫شعرت أن زمنها مفتوح وكانت تعمل وفق هواها‪ ،‬وقد كنت عضوا يف واحدة من‬
‫التسييية التحاد‬
‫ر‬ ‫هذه اللجان مطلعا عىل هذا األمر‪ .‬هذا هو المأخذ األول عىل اللجنة‬
‫أصحاب العمل‪.‬‬
‫الثان أن االتحاد تحته خمسة اتحادات‪ ،‬أي جملتهم ستة اتحادات‪،‬‬
‫ي‬ ‫المأخذ‬
‫مؤهلي‬
‫ر‬ ‫وللسف كل التعيينات تمت بمحاصصات حزبية‪ ،‬وال يمنع أن يتم تأهيل‬
‫ا‬
‫مؤهلي‪ ،‬لكن فكرة إعادة المحاصصة الحزبية‬
‫ر‬ ‫الحزبيي‪ ،‬والذين تم تعيينهم فعال‬
‫ر‬ ‫من‬
‫يف القيادات أعطت رسالة سالبة لقواعد أصحاب العمل‪ ،‬مع العلم أنهم دعموا‬
‫حت‬ ‫الثورة منذ ر‬
‫االليام بالمواكب بإغالق محالتهم الساعة واحدة‪ ،‬ووقفوا معها ر‬

‫انتضت‪ ،‬ودعموا اعتصام القيادة العامة ودعموا الحكومة أثناء جائحة الكورونا‪،‬‬
‫بالغي‬
‫ر‬ ‫التسييية بالمحاصصة شعرنا‬
‫ر‬ ‫وأثناء الفيضانات‪ ،‬فحينما جاء تكوين اللجنة‬
‫ا‬
‫الشديد يف القواعد‪ .‬وأتمت أال يتكرر ذلك مستقبال‪.‬‬
‫التمكي عطلت ك رثيا من ر‬
‫مشوعات االستثمار‬ ‫ر‬ ‫بالنسبة لمناخ االستثمار فإن لجنة‬
‫ربما بحسن نية‪ ،‬ألنهم لم يكونوا جاهزين‪ ،‬فصار مطلوبا من كل من يريد التقديم‬
‫‪469‬‬
‫لتقييم أرض استثمارية لعمل ر‬
‫مشوع أو إنشاء مصنع‪ ،‬أن يحصل عىل موافقة من‬
‫كبيا جدا كان صاحبه يزمع إقامته‪ ،‬لكن‬ ‫لجنة التفكيك‪ .‬وأعرف ر‬
‫مشوعا استثماريا ر‬
‫تم تعطيله لمدة تسعة شهور بدون رد‪ .‬ولو كنت رفضت الطلب ر‬
‫مباشة فهذا يحسم‬
‫بتقض الغرض) لكن المماطلة‬
‫ي‬ ‫بتقض الغرض وأبيت‬
‫ي‬ ‫األمر (كما يف المثل‪ :‬هاك‬
‫كثيا يف موضوع االستثمار‪.‬‬
‫تعطل ر‬
‫كبي جدا‪ ،‬رصفت فيه أموال ضخمة جدا بدءا‬ ‫بالنسبة لقطاع النفط‪ ،‬وهو قطاع ر‬
‫بعقودات التشييد وإىل أموال ر‬
‫البيول نفسها‪ ،‬لم يتم االنتباه له بصورة كافية‪.‬‬
‫ا‬
‫التمكي‬
‫ر‬ ‫تميي ربي رشكات أصال تم تكوينها بمال‬ ‫مسألة التفرقة‪ :‬كان ي‬
‫ينبغ أن يحصل ر‬
‫ر‬
‫فحت لو كانت‬ ‫وبي رشكات أنشئت قبل ”النقاذ“‪،‬‬‫السودان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ونهب مال الشعب‬
‫االثني‪ ،‬لئال نرسل رسالة‬
‫ر‬ ‫لديها مخالفات فإن وضعها مختلف‪ ،‬وهناك فرق ربي‬
‫يسي نحو نهضة اقتصادية‪.‬‬ ‫سالبة للمستثمرين بينما السودان يريد أن ر‬
‫أوض أن تنشأ‬ ‫فية انتقالية قادمة‪،‬‬ ‫ر‬
‫تأن ر‬
‫ي‬ ‫مصيها ستنتض وسوف ي‬ ‫الخالصة أن الثورة ر‬
‫ر‬
‫المسيدات‪ ،‬ولجنة استئناف أساسية‬ ‫رشكة قابضة بصورة ر‬
‫محيفة وشيعة الستالم‬
‫المواطني من تحويل‬
‫ر‬ ‫ونعي كوادر مؤهلة للبت يف قضايا‬
‫التمكي ر‬
‫ر‬ ‫قبل بدء شغل‬
‫اض‪ ،‬الخ‪ .‬وأمر ر‬
‫أخي‪ ،‬اطلعت عىل حديث لست متأكدا من‬ ‫ملكيات عربات أو أر ي‬
‫فإن‬ ‫ر ر‬
‫التمكي نش المستندات يف موقعها‪ ،‬فإن صح الكالم ي‬ ‫صحته عن نية لجنة إزالة‬
‫تنش اي معلومات أو مستندات ر‬
‫حت تكون‬ ‫أوض اللجنة طالما ه خارج السلطة أال ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫موجودة يف السلطة‪.‬‬
‫هللا‪1‬‬
‫سيف الدولة حمدنا‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬حول تجربة لجنة تفكيك نظام الثالثي من يونيو ‪1989‬‬

‫رئيس أرسل مكتوبا وتمت تالوته يف الورشة‬


‫ي‬ ‫‪ 1‬تعقيب‬
‫‪470‬‬
‫غي مهنية وال‬
‫التمكي بجنوحها الستخدام عبارات ر‬
‫ر‬ ‫‪ -1‬من حيث الشكل‪ :‬أخطأت لجنة‬
‫يليق صدورها من جهة تقوم بإنفاذ القانون‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬من حيث الموضوع‪( :‬التفكيك والتحلل)‪ .‬تطبيق وإنفاذ القانون والعدالة يف حق‬
‫أوال بما يحقق ردعه ف شخصه قبل ر‬ ‫ا‬
‫اسيداد‬ ‫ي‬ ‫الفاسدين يقوم عىل عقاب الفاسد‬
‫تحصل عليها‪ ،‬وليس العكس‪ ،‬وقد كان الصحيح أن يتم توقيع الحجز‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫األموال ي‬
‫عىل جميع أموال رموز وكوادر جماعة ’النقاذ’ فور نجاح الثورة بما يضمن عدم‬
‫ي‬
‫التضف يف تلك األموال‪ ،‬ثم تقدم قضايا الفساد للمحاكمات لتيل عىل كل فاسد‬
‫عقوبات بالسجن أو العدام يف حال ما إذا كانت الجريمة موضوع الفساد تقع تحت‬
‫مادة تخريب االقتصاد الوطت‪ ،‬ويضمن هذا الجراء شمول المحاكمات أيضا ر‬
‫للشكاء‬ ‫ي‬
‫ف تلك الجرائم ممن ي‬
‫سهلوا وصادقوا عىل أعمال الفساد‪.‬‬ ‫ي‬
‫ملخص ما ورد‪ ،‬فإن أعمال لجنة التفكيك بشأن فساد األفراد انتهت إىل ما يشبه‬
‫ّ‬
‫للمتهمي‬
‫ر‬ ‫منهج التحلل الذي كانت تعمل به حكومة ”النقاذ“‪ ،‬وتحقق به‬
‫ر‬
‫ولشكائهم الفالت من العقاب‪.‬‬
‫وكل ما يقال عن إحالة الذين تم ر‬
‫اسيداد أموال الفساد منهم للمحاكمة الحقا يظل‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫حديثا نظريا‪ ،‬وهو ما دلل عليه الواقع فعال‪ ،‬فضال عن أن إجراء المحاكمات بعد‬
‫تعد وتقييد لسلطة القضاء الذي قد يخرج بأحكام مخالفة لما‬ ‫ر‬
‫اسيداد األموال فيه ٍ‬
‫ا‬
‫انتهت إليه قرارات لجنة التفكيك‪ ،‬فإذا ما انتىه القضاء – مثال ‪ -‬إىل رتيئة شخص‬
‫اسيداد مال أو عقار منه لثبوت عدم حصوله عليه عن طريق الفساد (كأن آل‬ ‫تم ر‬
‫ا‬
‫بالمياث مثال)‪ ،‬فإن سلطة محكمة الجنايات تكون قارصة ‪ -‬من حيث‬ ‫ر‬ ‫إليه‬
‫االختصاص النوع ‪ -‬عن إلغاء قرار اللجنة الصادر ر‬
‫باسيداد ذلك المال‪.‬‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫أصدرت اللجنة قرارات يف بعض الحاالت باسيداد (جميع) األموال العقارية‬
‫والمنقولة ا لمملوكة ألشخاص داخل وخارج السودان‪ ،‬والقرار بهذه الصيغة يدخل‬
‫يف معت المصادرة العامة ويتجاوز بذلك من حيث الشكل والمضمون صالحيات‬
‫‪471‬‬
‫الت كان يجب أن تنحض ف ر‬
‫اسيداد األموال المكتسبة عن طريق الفساد‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫اللجنة ي‬
‫غيها‪.‬‬
‫فقط دون ر‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مالحظات حول قانون تفكيك نظام الثالثي من يونيو‪ :‬كان الصحيح أن يرد‬
‫النص بالوثيقة الدستورية عىل عزل كوادر نظام ”النقاذ“ كإجراء مطلوب ضمن‬
‫ر‬
‫الت تقوم‬
‫عملية تفكيك النظام بموجب مراسيم وزارية‪ ،‬وبحسب الكشوفات ي‬
‫بإعدادها لجان من أشخاص من صلب الثورة ىم يمن ينتمون إىل قطاعات العمل‬
‫ي‬
‫العاملي بجهاز الدولة‪ ،‬وهو المنهج المتبع عادة‬
‫ر‬ ‫المختلفة بأسماء كوادر ’النقاذ’‬
‫عقب حدوث الثورات‪ ،‬واستطاعت بموجبه حكومة ’النقاذ’ من تفري غ جهاز‬
‫ّ‬ ‫الدولة بالكامل من خصومها خالل ر‬
‫فية ثالثة شهور من قيام ’االنقالب’‪ ،‬مما مكنها‬
‫من السيطرة عىل ديوان الدولة‪ .‬ال يمنع اتباع هذا المنهج من النظر يف حاالت العزل‬
‫ر‬
‫الت تتم عن طريق الخطأ بناء عىل تظلمات الحقة‪.‬‬
‫ي‬
‫كما نعيب عىل القانون عدم استكمال النص عىل تشكيل لجنة االستئناف كما هو‬
‫مصي تشكيل‬
‫ر‬ ‫الحال يف اللجنة االبتدائية‪ ،‬ولم يكن من المناسب أن يربط القانون‬
‫التمكي‪.‬‬
‫ر‬ ‫اللجنة عىل إرادة مجلس السيادة ونصف أعضائه أنفسهم من أصحاب‬
‫العسكريي بمجلس السيادة من‬
‫ر‬ ‫تمكي‬
‫ر‬ ‫والمعلوم أن هذا الخطأ هو الذي أفض إىل‬
‫تغييب لجنة االستئنافات األمر الذي قدح يف سالمة وقانونية أعمال اللجنة برمتها‪،‬‬
‫كما أجهض حقوق من طالهم ظلم من أعمال اللجنة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إغفال الحكومة االنتقالية تطبيق قانون ر‬
‫التاء الحرام والمال المشبوه‪:‬‬
‫نصف فساد جماعة ’النقاذ’ يف العاصمة واألقاليم كان يمكن الكشف عنه يف بحر‬
‫أسابيع من قيام الثورة ودون الحاجة للجان تحقيق أو تحريات‪ ،‬ومن ثم تقديم‬
‫الفاسدين منهم للمحاكمة‪ ،‬والوسيلة لتحقيق ذلك متوفرة يف نصوص قانون‬
‫مكافحة ر‬
‫الياء الحرام والمشبوه‪ ،‬الذي جعل لزاما عىل كل من كان يطلق عليهم‬
‫النظاميي‬
‫ر‬ ‫(الدستور ريي) وفئات أخرى من بينها القضاة وأعضاء النيابة وكبار الضباط‬
‫‪472‬‬
‫تقديم إقرارات ذمة توضح ما يف ذمتهم من أموال عقارية ومنقولة‪ ،‬ويشمل ذلك‬
‫الزوجة واألبناء‪ ،‬ويكون تقديم القرار بشكل دوري (سنويا) منذ تاري خ صدور القانون‬
‫يف يوليو ‪ 1989‬أو من تاري خ التحاق المسؤول بالخدمة‪.‬‬
‫سهولة تطبيق هذا القانون‪ ،‬أنه جعل عبء إثبات ر‬
‫مشوعية الحصول عىل األموال‬
‫الت تطرأ عىل الذمة بعد تقديم القرار تقع عىل عاتق الشخص الذي يخضع‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ُّ‬
‫تبي وجود‬
‫وبالتاىل تنعقد أركان الجريمة بمجرد ر‬
‫ي‬ ‫للقانون‪ ،‬وليس عىل سلطة االتهام‪،‬‬
‫فرق ربي ما كان موجودا يف ذمة المسؤول عند توليه المنصب أول مرة وما أصبحت‬
‫عليه ذمته المالية يوم فحصها‪ ،‬بما يتيح ر‬
‫اسيدادها مع توقيع العقوبات المنصوص‬
‫عليها يف القانون‪.‬‬
‫ديسمي المجيدة ظللنا نناشد من تناوبوا عىل‬
‫ر‬ ‫المؤسف أننا ومنذ انطالق ثورة‬
‫تفسي لتقاعسهم‬
‫ر‬ ‫منصب النائب العام بتطبيق هذا القانون دون استجابة أو تقديم‬
‫عن ذلك‪.‬‬
‫محمد حمد سعيد‬
‫ينبغ أن تقوم جهات أخرى‬
‫ي‬ ‫والتغيي أن تقيم نفسها‪،‬‬
‫ر‬ ‫نشي إىل أنه ال يمكن للحرية‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت ذكرها المعلقون‪.‬‬
‫محايدة بالتقييم‪ ،‬وعليها أن تعمل عىل التصويب يف النقاط ي‬
‫ر‬
‫المسيدة‪،‬‬ ‫أتفق مع الذين سبقون خصوصا األخ أسامة فيما يتعلق بإدارة ر‬
‫الشكات‬ ‫ي‬
‫ومع موالنا سيف الدولة خصوصا موضوع قانون ر‬
‫الياء الحرام الذي كان جاهزا وكان‬
‫ينبغ أن نعمل منذ بداية الثورة‬
‫ي‬ ‫الكيان الذين سنوه‪ .‬كان‬
‫يمكن استغالله ضد ر‬
‫الشاكة كانت معيقة ف هذه الناحية‪ ،‬وقد كانت ر‬
‫الشاكة ربي‬ ‫بالشعية الثورية‪ ،‬لكن ر‬
‫ر‬
‫ي‬
‫أكي مشكلة‪ ،‬لذلك‬
‫الثورة والمكون العسكري (اللجنة األمنية التابعة للنظام السابق) ر‬
‫مرض لوقف إراقة الدماء ولم‬ ‫كنا ضد ر‬
‫الشاكة‪ ،‬بينما نادى البعض بالوصول التفاق‬
‫ٍ‬
‫يكن سديدا‪ ،‬فقد بيتوا لالنقالب منذ ‪ 3‬يونيو ‪2019‬م‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫المالحظ أن قانون تفكيك نظام الثالثي من يونيو ينص عىل ر‬
‫اسيداد األموال‬ ‫ر‬
‫وأضيفت محاربة الفساد‪ .‬هذا القانون للسف لم يمر بالطرق المتعارف عليها يف‬
‫التشيعات الوطنية‪ ،‬أي إدارة ر‬
‫التشي ع بوزارة العدل‪ ،‬ما عدا التعديالت يف ‪2020‬م‬ ‫ر‬

‫المجلسي‪ ،‬وكان‬
‫ر‬ ‫وأجي بواسطة‬
‫ر‬ ‫عيها‪ ،‬وال أدري كيف مر القانون بداية‬
‫الت مرت ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫التشيغ فال يعقل أن يتوىل التنفيذيون أمر ر‬
‫التشي ع‪،‬‬ ‫عي المجلس ر‬ ‫ينبغ أن يجاز ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يغ أن يكون خالل ‪ 90‬يوما‪ ،‬ولم يحدث‪.‬‬ ‫ر‬
‫وقد حدد للمجلس التش ي‬
‫وه الذراع‬
‫اللجنة بحد ذاتها مهمة جدا بضف النظر عن أي عيوب يف القانون‪ ،‬ي‬
‫الوحيد الذي ترفعه الثورة وتبطش به‪ ،‬ألنه حينما بدأت اللجنة عملها فر كل أرباب‬
‫النظام السابق وتوجسوا وبدأوا يف مقاومتها باكرا جدا‪ .‬لكن هذا ال يجعلنا نغمض‬
‫وه‬ ‫ر‬
‫أعيننا عن أداء اللجنة وممارساتها‪ ،‬فما قامت به عمل بشي قابل للخطاء ي‬
‫تجربة جديدة يف السودان والدول العربية‪.‬‬
‫الدوىل واالتفاقيات الدولية الملزمة‬
‫ي‬ ‫تقاطع القانون مع بعض مبادئ وأحكام القانون‬
‫يعتي‬
‫ر‬ ‫لحكومة السودان‪ ،‬فالقانون قال إنه يسود عىل أي قانون آخر‪ ،‬وهذا‬
‫عي‬
‫التقاض ر‬
‫ي‬ ‫ديكتاتورية قانونية‪ .‬خاصة وقد ذكر وجود لجنة استئنافات‪ ،‬ومواصلة‬
‫كسياسيي الدفاع عنه‪ .‬أي‬
‫ر‬ ‫‪ 11‬قاضيا ر‬
‫حت يصبح حكما نهائيا‪ .‬وهذا أمر لم يمكننا‬
‫ر‬
‫الت صدرت من اللجنة‬
‫الطبيغ‪ ،‬بينما القرارات ي‬
‫ي‬ ‫متهم يجب أن يحاكم أمام قاضيه‬
‫كانت إدارية لم تبلغ المحاكم‪ ،‬وهذا شكل ثغرة استغلها القضاء اآلن‪ ،‬وبإجراء بسيط‬
‫الدساتي الوطنية تتحدث عن الفصل ربي‬
‫ر‬ ‫شطب جل قرارات اللجنة أو كلها‪ .‬وكل‬
‫قضان‪ ،‬وهذا وارد يف الوثيقة‬
‫ي‬ ‫السلطات وحظر مصادرة األموال الخاصة إال بحكم‬
‫الدستورية ذاتها‪.‬‬
‫موضوع‪ ،‬خال من أي قواعد‬
‫ي‬ ‫القانون يكون إما موضوعيا أو إجرائيا‪ ،‬وقانون اللجنة‬
‫وه قواعد تهدف لخلق التوازن ربي إنفاذ‬
‫إجرائية واجبة االتباع عند تطبيقه‪ ،‬ي‬
‫القانون وحماية المواطن من عسف السلطة العامة‪ ،‬فصارت اللجنة تمارس سلطات‬
‫‪474‬‬
‫العاملي وحل المؤسسات والمنظمات دون اتباع الجراءات‬
‫ر‬ ‫المصادرة وإنهاء خدمة‬
‫مما أدخلها يف سوء استخدام السلطة والتعسف الذي يصفه الجماعة عنها‪.‬‬
‫كملي ألعضاء اللجنة الثمانية‬
‫والتغيي م ر‬
‫ر‬ ‫هناك خمسة أعضاء باللجنة من الحرية‬
‫الوطت‬ ‫كأمي عام للحزب‬
‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫عش‪ .‬أنا عضو بالمجلس المركزي للحرية‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫والتغيي‪ .‬كما‬
‫ر‬ ‫االتحادي‪ ،‬وأؤكد أن اختيارهم لم يطرح عىل المجلس المركزي للحرية‬
‫والمفوضي ومجالس‬
‫ر‬ ‫حزن يعرف كوادر األحزاب أن تعيينات المدراء‬
‫أؤكد كشخص ر ي‬
‫ينبغ طرح‬ ‫ر‬
‫الت صودرت اتسمت بالمحاصصة‪ ،‬بينما كان‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الدارات يف الشكات ي‬
‫السودان لئال تحدث أخطاء إدارية فكل من عينوا‬
‫ي‬ ‫الوظائف للكفاء من كل الشعب‬
‫خية له وال عالقة بالخدمة المدنية‪ .‬وهناك‬
‫وكثي منهم ال ر‬
‫حديثو العهد بالدارة ر‬
‫رشكات استلمتها لجنة التفكيك انهارت بعد استالمها‪ ،‬وبعضها كان إنتاجها ضخما‬
‫ر‬
‫الت كان‬ ‫ر‬
‫بيد أنه قل بعد االستالم أي حصل فيها إهدار‪ ،‬مثال عىل ذلك شكة فوكس ي‬
‫ثالثي ألف طن‪ ،‬واآلن صار ‪ 22‬ألف طن‪.‬‬
‫إنتاجها يزيد عىل ر‬
‫أيضا كانت اللجنة تستقبل معلومات مسمومة مما أدى لخطل وخبل يف التحري‪.‬‬
‫معز حامد النصيح‪:‬‬
‫التمكي من مؤسسات ثورتنا العزيزة‪ ،‬نتعامل معها‬
‫ر‬ ‫أؤكد يف البداية أن لجنة تفكيك‬
‫بمبدأ انض أخاك ظالما أو مظلوما‪ .‬ننضها مظلومة يف ظل حمالت الفك‬
‫وه ظالمة بذكر وتقويم أخطائها‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تعرضت لها‪ ،‬وننضها ي‬
‫والتشكيك والتخوين ي‬
‫لكت سأتحدث‬
‫طبيغ‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫لن نتكلم عن اليجابيات فأن تقوم بعملك يف العمل العام أمر‬
‫الت حدثت يف‬‫ر‬ ‫عن السلبيات يف لجنة التفكيك‪ .‬السبب‬
‫األساس يف الفوض ي‬
‫ي‬
‫التسييية‪ ،‬إذ لم تكن هناك‬ ‫التمكي هو اللجان‬ ‫ر‬
‫الت استلمتها لجنة إزالة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫الشكات ي‬
‫آلية واضحة لالختيار فيها وال رشوط واضحة وال نزاهة‪ ،‬وال شفافية بل اتسمت‬
‫كبي جدا يف إدارة المؤسسات‬
‫بالمحاصصات الحزبية والشخصية وأدت لضعف ر‬
‫مسيدة‪ ،‬مما أدى كما ذكر قبىل إىل أن رشكات كثية كانت حالتها قبل ر‬
‫اسيدادها من‬ ‫ال ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫‪475‬‬
‫كبية عىل‬ ‫ر‬
‫كثيا جدا من حالتها بعد االسيداد‪ ،‬مما أهدر موارد ر‬
‫قبل اللجنة أفضل ر‬
‫كبي جدا يجب أال‬
‫ينبغ استغاللها بصورة أفضل‪ ،‬وهذا خطا ر‬
‫الدولة والمواطن وكان ي‬
‫يتكرر‪ .‬ي‬
‫ولك نعالج خطأ يجب أن نتكلم عن المشكلة بكل شفافية‪ ،‬لقد كانت هناك‬
‫تفلتات ورصاعات شخصية ورصاعات مع رشكات كانت منشورة عىل الميديا‪ ،‬وكان‬
‫ينبغ أن تحسمها اللجنة منذ بداياتها‪ .‬مما أفرز رصاعات شخصية داخل اللجنة‬
‫ي‬
‫وبدأت تستخدم كأداة لتصفية الضاعات بالمعلومات المغلوطة‪ .‬أي شخص لديه‬
‫ٌ‬
‫كاف عن‬
‫خالف مع شخص آخر يرسل معلومة للجنة التفكيك‪ ،‬وألنه ال يتم تحقق ٍ‬
‫المعلومة‪ ،‬ظلم كثيون وفصلوا من عملهم واللجنة ر‬
‫اعيفت بهذه األخطاء‪.‬‬ ‫ر‬
‫لقد كانت اللجنة تعقد مؤتمرا صحفيا أسبوعيا لكنها لم تطرح فيه المعوقات أمام‬
‫تشي لمشاكل حقيقية تقابلها من جهات معينة إال بعد‬ ‫عملها ولم تذكرها أو ر‬
‫ُ‬
‫عي انتخابات‪ ،‬بل عينها الشعب‬
‫االنقالب‪ ،‬وهذا ليس سليما‪ ،‬فهذه اللجنة لم تأت ر‬
‫فىه مسؤولة أمامه وملزمة أن تقدم تقارير دورية له حول ما أنجزته وما‬
‫السودان‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫ينبغ أن تنجزه والمعوقات بشفافية‪.‬‬
‫ي‬
‫كثيا‪ ،‬فمهما طال الزمن يف‬ ‫ر‬
‫اتيىح‪ ،‬واالنقالب لن يستمر ر‬
‫وطبعا اللجنة خيار اسي ر ي‬
‫الثالثي من‬ ‫نسيجع دولتنا المدنية وسوف نواصل تفكيك نظام‬ ‫النهاية سوف ر‬
‫ر‬
‫الحاىل‪ ،‬ولذلك ال بد أن تكون‬ ‫يونيو‪ ،‬إضافة للتمكي الذي حصل ف ر‬
‫فية االنقالب‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫لدينا أرضية ثابتة ر‬
‫مشيكة ننطلق منها‪ ،‬لئال نجلس نتالوم من جديد‪.‬‬
‫عل عبد الرحيم‬
‫عبد القادر ي‬
‫لشعنة‪ .‬فحينما جاءوا فككوا وشقوا وفصلوا الناس‬ ‫تفكيك ”النقاذ“ ال يحتاج ر‬

‫ان‪ ،‬وكذلك موس كرامة يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫باآلالف يف ثالثة شهور‪ ،‬وهو أمر اعيف به حسن الي ر ي‬
‫التداوىل للحركة السالمية‪ ،‬لكننا حينما قامت الثورة جعل التفكيك‪ ،‬سواء‬
‫ي‬ ‫مؤتمرهم‬
‫عىل مستوى األفراد أو المؤسسات‪ ،‬بالقانون! قسما كنت أتمت لو كل مواطن من‬
‫الثوار صار ”بلدوزر“‪” ،‬كراكة“‪ ،‬لنحرث أرض ”النقاذ“ نزيل األشواك واألوساخ‬
‫‪476‬‬
‫لمدة سنة‪ ،‬لكن للسف حال دون ذلك المجلس العسكري الذي لم تكن يف صدره‬

‫ثورة‪ ،‬ورئيس الوزراء طيب القلب‪ .‬عبد هللا ي‬


‫عىل إبراهيم قال الشقة يف أمريكا تعالج‬
‫ويشتك‪.‬‬
‫ي‬ ‫بالقانون‪ ،‬لكن مثل هذا النهب ال يمكن يعالج بقانون‪ ،‬تيع وتدعه يذهب‬
‫سامية عبد الحفيظ إبراهيم‬
‫ينبغ أن تعمل بمفردها بل تصحبها مجموعة‬
‫ي‬ ‫الثالثي ما كان‬
‫ر‬ ‫لجنة تفكيك نظام‬
‫ينبغ أن تكون هناك‬
‫ي‬ ‫ثالثي سنة‪ .‬وكان‬
‫مؤسسات قانونية وشعبية وثورية لتفكيك ر‬
‫مؤسسة تدريب وتأهيل للكوادر‪ .‬ف ” ر‬
‫الكيان“ أقالوا بعد انقالب ”النقاذ“ يف قائمة‬
‫واحدة ‪ 1700‬موظفا‪ ،‬واستبدلوهم ب ‪1700‬كادر مؤهل سد محلهم‪ ،‬وذلك ألنهم‬
‫قبل اتخاذ قرار القالة جاءوا بكوادرهم وأقعدوهم عىل أنفاس الدارات‪ ،‬ليتعلموا‬
‫الفت والداري وبعدها بسنة أو سن رتي أقالوا‬
‫أسس إدارة المؤسسات عىل المستوى ي‬
‫بتمكي إداري‪.‬‬
‫ر‬ ‫كل المدراء واستبدلوهم بهم‬
‫التمكي ويراجع‬
‫ر‬ ‫ينبغ أن تكون هناك لجنة غالء المعيشة لتدرس قرارات لجنة‬
‫وكان ي‬
‫حيثياتها وزير العدل‪ ،‬ولو كانت موجودة لما اتخذت لجنة التفكيك القرار ‪ 17‬بحل‬
‫ه جمعيات شعبية من مال حر‪ ،‬ليس من بينها جمعية‬
‫الجمعيات التعاونية‪ ،‬و ي‬
‫تعاونية حكومية‪ ،‬والسلطة العليا فيها بيد مجالس إدارة التعاونيات عىل المستوى‬
‫ينبغ ال لرئيس‬
‫ي‬ ‫القاعدي أ و البنيان كله إذا كان اتحادات أو هياكل تعاونية‪ .‬وال‬
‫تمكي وال رئيس وزراء أن يحلها‪ ،‬فالمال ملكنا ونحن‬
‫ر‬ ‫جمهورية وال رئيس لجنة‬
‫التمكي المجمد نشاطها اآلن‪ ،‬هل سوف‬
‫ر‬ ‫وسؤاىل للجنة‬
‫ي‬ ‫أصحاب القرار فيه‪.‬‬
‫تستأنف نشاطها؟ وهل سوف تراجع قراراتها الخاطئة إذا استؤنفت؟ إننا نطالب‬
‫ر‬
‫الت اتخذته‪.‬‬
‫التسييية ي‬
‫ر‬ ‫بإلغاء القرار ‪ 17‬وإلغاء اللجان‬
‫زكريا حمزة‬
‫كان ال بد من اللجنة وقد قامت بعمل كبي وأتوقع حينما تعود أن تكون ر‬
‫أكي رشاسة‬ ‫ر‬
‫بالجماهي ألنها تحتاج دعمهم‪ .‬أعلق عىل حديث أسامة‪ ،‬لم تكن‬ ‫كي التصاقا‬‫وأ ر‬
‫ر‬
‫‪477‬‬
‫الشكات خطأ ألن هذه ثورة وكان ال بد من الهجوم عىل‬ ‫الت تم بها ر‬
‫اسيداد ر‬ ‫ر‬
‫الطريقة ي‬
‫ر‬
‫فاالسيداد أفضل من أن تكون تحت أيدي‬ ‫ر‬
‫الشكات وتوقيفها ومهما كانت الطريقة‬
‫مكلفي‬
‫ر‬ ‫بتعيي مدراء‬
‫ر‬ ‫اللصوص‪ .‬وقد تمت مالفاة األخطاء بشعة واتخذت قرارات‬
‫مؤهلي‪ ،‬وأتحدى أي من كان أن يقول إن واحدا منهم ارتكب مخالفة جنائية أو شق‬
‫ر‬
‫ا‬
‫ماال عاما‪ ،‬كانوا عىل قدر المسؤولية وهم مستمرون إىل اآلن يؤدون أعمالهم‪ .‬مع‬
‫التحية لكل الشباب وأيقونة الثورة األستاذ وجدي صالح‪.‬‬
‫هند الطائف‬
‫ا‬
‫أشكر أستاذ وجدي عىل ما طرحه وعىل الشفافية‪ ،‬لدى عدد من األسئلة‪ :‬أوال لماذا‬
‫ينتىه‬
‫ي‬ ‫التمكي فعل مؤقت‬
‫ر‬ ‫التمكي ومكافحة الفساد؟ (ازالة‬
‫ر‬ ‫تم الدمج ربي إزالة‬
‫ومكافحة الفساد فعل مستمر وله آليات وأدوات قانونية مختلفة متعارف عليها)‪.‬‬
‫ا‬
‫لتوىل‬
‫ي‬ ‫خاصي‬
‫ر‬ ‫ولماذا أصال أقاموا لجنة! ألم يمكن من الممكن إنشاء نيابة ومحكمة‬
‫تقاض واضحة؟ وكيف تم اختيار أعضاء اللجنة‬
‫ي‬ ‫هذه المهمة تكون فيها طريقة‬
‫لك تكون‬
‫أساسا؟ ولماذا لم تكن هناك شفافية يف طرق االختيار؟ وما هو المعيار ي‬
‫غي االنتماء لحزب؟‬
‫عضو لجنة صالحياتها توازي صالحيات معظم أجهزة الدولة‪ ،‬ر‬
‫حسب قانون اللجنة كان ينبغ أن يكون هناك تقرير سنوي ي ر‬
‫نش عىل المل‪ ،‬واألهم‬ ‫ي‬
‫من هذا أن تتم مراجعة عمل اللجنة من قبل المراجع العام لجمهورية السودان‪،‬‬
‫تعيي مراجع عام جديد؟‬
‫لماذا لم يتم ذلك؟ ومن الذي عطل ر‬
‫يغ‪ ،‬هل صحيح أن األحزاب‬ ‫ر‬
‫ه المجلس التش ي‬‫حكوم ي‬
‫ي‬ ‫أهم آلية لمراقبة أي أداء‬
‫الت عطلت تشكيل المجلس كما رييدد؟‬
‫ر‬
‫ه ي‬ ‫التمكي ي‬
‫ر‬ ‫بقيادة لجنة‬
‫لماذا لم تكن طريقة اختيار الملفات وقفلها يف اللجنة شفافة؟ ولماذا لم تشكل لجنة‬
‫االستئناف؟ لقد ظهر قصور عمل اللجنة وبدائية عملها يف عدة مواقف‪( ،‬فصل‬
‫المفصولي‪،‬‬
‫ر‬ ‫وغيها)‪ ،‬والدليل أن القضاء أعاد معظم‬
‫غي تحقيق ر‬
‫الناس بالظن ومن ر‬
‫السودان!‬
‫ي‬ ‫مجرم النقاذ ما زالوا أحرارا يتمتعون بأموال الشعب‬
‫ي‬ ‫وأن معظم‬
‫‪478‬‬
‫ر‬
‫المسيدة؟ وآليات‬ ‫للشكات والمؤسسات‬ ‫تعيي مدراء الدارات ر‬
‫معايي ر‬
‫ر‬ ‫ماذا كانت‬
‫ر‬
‫المسيدة وما تم فيها من تجاوزات عن بيع‬ ‫محاسبتهم؟ مثال‪ :‬رشكات الدواجن‬
‫الدجاج بسعر أقل من سعر تكلفة االنتاج‪ ،‬هذا كان فيه إهدار واضح للمال العام‪،‬‬
‫التمكي‪ ،‬هل كان هذا هو‬
‫ر‬ ‫وهذا فقط نموذج من عدة نماذج متكررة باسم لجنة إزالة‬
‫النهج المتبع لمكافحة الفساد؟ آخر سؤال‪ :‬وهو سؤال تم توجيهه ألستاذ وجدي‬
‫التمكي ترأس‬ ‫أكي من مرة‪ ،‬أن األستاذ وجدي صالح أثناء عضويته يف لجنة ازالة‬‫ر‬
‫ر‬
‫لتمكي جديد؟‬
‫ر‬ ‫مجلس إدارة هيئة حلفا الجديدة لالستثمار! ألم يكن هذا نموذجا‬
‫عل‬
‫زبيدة موس ي‬
‫التمكي أن تشتغل بمعاش الناس‪ ،‬كان يمكن توجيه ر‬
‫الشكات‬ ‫ر‬ ‫كنت أريد من لجنة‬
‫السودان عان بشدة بسبب التضخم والتدهور االقتصادي‪.‬‬ ‫ر‬
‫مباشة لذلك فالمواطن‬
‫ي‬
‫إضافة لذلك فإن الورقة لم تحو الفساد خارج السودان فهناك ممتلكات للحكومة‬
‫ر‬
‫الت اتخذت إزاءها‪ .‬كذلك نود معرفة‬
‫وبعض البيوتات تم بيعها وال ندري الجراءات ي‬
‫مآل االتحادات والنقابات وممتلكاتها‪ ،‬فبالنسبة يىل كمعلمة أعلم أنهم أعادوا‬
‫االستقطاع مرة ثانية بعد االنقالب فيما يخص برج وصالة ومستشق المعلم‪.‬‬
‫محمود األمي‬
‫التمكي لم تتبع الخطوات‬
‫ر‬ ‫القانون الذي يتكلم عن أن لجنة‬
‫ي‬ ‫أود التعليق عىل الرأي‬
‫القانونية‪ ،‬وليس لإلساءة للمحامي لكنهم أحيانا يتعبدون بالجراءات ر‬
‫أكي من الغاية‬ ‫ر‬
‫ال ر يت تكونت من أجلها اللجنة‪ ،‬فحينما تكون مدركا لمهمة اللجنة تكون عىل دراية‬
‫أنك تصادم عدوا لديه جيش وقوة مالية يستهدف تدمي ر‬
‫الفية االنتقالية فإذا اتبعت‬ ‫ر‬
‫الطبيغ تستغرق زمنا وتسمح له بالتحايل عىل العدالة‪ ،‬فالكالم‬
‫ي‬ ‫خطوات القضاء‬
‫الذي يقوله سيف الدولة حمدنا هللا برغم ر‬
‫احيامنا له‪ ،‬ال يمكن أن يتبع حينما يكون‬
‫الوطت وتتحدث عن الجراءات والنيابة‪ ،‬بل محتاج لجسم‬
‫ي‬ ‫عندك عدو كالمؤتمر‬
‫التمكي‪ ،‬كلنا شهدنا كيف‬
‫ر‬ ‫يعطل العدو لتستطيع تنجز مهامك‪ ،‬ر‬
‫وحت مع لجنة إزالة‬
‫‪479‬‬
‫عي إثارة االضطرابات القبلية مما اضطر‬ ‫ر‬
‫كانوا يعملون عىل تعطيل الفية االنتقالية ر‬
‫التمكي أن تسغ لتعطيلهم‪ .‬فهذا كان جسما ثوريا‪ ،‬فيه أخطاؤه‪ ،‬أما أن‬
‫ر‬ ‫لجنة إزالة‬
‫القانون كأنك تعيش يف كندا أو أمريكا‪ ،‬فهذا ليس منطقيا‪ ،‬وعلينا‬
‫ي‬ ‫تتكلم عن الجانب‬
‫إذا جاء انتقال قادم أال نقوم بتكرار أخطائنا‪.‬‬
‫عل‬
‫إقبال أحمد ي‬
‫أنا عضوة باللجنة القانونية للجنة تفكيك والية الخرطوم‪ ،‬وكنت أتوقع أن يعطينا‬
‫لك أستطيع تقدير العمل‬ ‫وجدي نسبة أو إحصائية لنجازات اللجنة منذ تكونها ي‬
‫اسيدت عددا من‬‫الت قامت بها‪ .‬كلنا ندرك أنها ر‬
‫ر‬
‫ه نوع األعمال ي‬‫الذي قامت به وما ي‬
‫الت حققتها من أهدافها؟‬‫ر‬
‫وغي ذلك‪ ،‬لكن ال نعلم النسبة ي‬‫اض ر‬‫األر ي‬
‫حت‬‫الت كانت اللجنة تصدرها قانونية أم إدارية؟ ر‬‫ر‬
‫كنت أتوقع معرفة هل القرارات ي‬
‫الت‬‫ر‬
‫ه الجهة ي‬ ‫نعرف ما هو الجراء الذي يتلو إصدار القرار يف حالة االستئناف وما ي‬
‫يتم االستئناف لها وبأي طريقة؟‬
‫ر‬
‫االسيداد لم تكن‬ ‫لدي عدد من المالحظات أن العالقة ربي وزارة المالية واللجنة يف‬
‫واضحة‪ ،‬بالرغم من أن وزارة المالية كانت ممثلة بعضو يف لجنة التفكيك‪،‬‬
‫االسيداد ومن الذي يقوم بالتسليم وبأي طريقة‬ ‫ر‬ ‫الت يتم بها‬ ‫ر‬
‫والجراءات ي‬
‫عيها لم تكن واضحة‪ ،‬ولو كان ذلك واضحا ألمكننا‬ ‫ر‬
‫الت يتم التسليم ر‬
‫والمستندات ي‬
‫ر‬
‫الت تم التسليم‬ ‫ر‬
‫جييل إبراهيم استالمه للمسيدات أن نشهر المستندات ي‬ ‫حينما أنكر ر‬
‫عيها بتاريخها وبذكر الشخص الذي قام باالستالم‪.‬‬ ‫ر‬
‫هناك قصور واضح يف اللجنة من حيث المعلومات‪ ،‬فالمعلومة كانت ناقصة وكانت‬
‫أكي‪ ،‬وعىل الدسائس‪ ،‬ولم تكن هناك مصادر‬
‫تعتمد عىل لجان المقاومة بصورة ر‬
‫حصان نستطيع‬
‫ي‬ ‫معلومات موثوق بها لالعتماد عليها رسميا‪ ،‬ولم يكن لدينا سجل إ‬
‫الطوع داخل اللجنة‪( ،‬أي للعضوية المتطوعة وليس‬
‫ي‬ ‫االستناد عليه‪ .‬كما أن العمل‬

‫‪480‬‬
‫الكثي‬
‫الكثي من الفاسدين وكنا نعلم أن ر‬
‫األعضاء الخمسة)‪ ،‬حرم اللجنة من محاسبة ر‬
‫منهم موجودون داخل اللجنة‪.‬‬
‫اللجنة االتحادية كونت لجانا والئية لكنها كانت مسيطرة عليها فلم تكن اللجان‬
‫الوالئية قادرة أن تعمل باستقاللية ألنها تضطر للرجوع للجنة االتحادية‪ ،‬مما منعها‬
‫الكثي من‬ ‫الت كان ينبغ إصدارها ومنع من ر‬
‫اسيداد‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫كثي من القرارات ي‬
‫من إصدار ر‬
‫األموال يف والية الخرطوم بالذات‪.‬‬
‫وهناك أفراد تمت أعادته م لجنة التفكيك للعمل وكانوا فصلوا قبل الثورة بينما جزء‬
‫كبي منهم تم فصله بالقانون ومنهم مرتشون وفاسدون‪.‬‬
‫ر‬
‫بان‬
‫عيس عبد الكريم ي‬
‫كان ينبغ ر‬
‫مباشة بعد إبرام الوثيقة الدستورية و ر‬
‫بالشعية الثورية أن يتم تجميد أموال‬ ‫ي‬
‫الحركة االسالمية وواجهاتها وأحزاب الفكة‪ ،‬وبعدها ن رشع يف موضوع القانون‪ ،‬وهذا‬
‫الكيان“ أو الحركة‬
‫تمكي ” ر‬
‫ر‬ ‫التمكي‪ .‬معروف أن‬
‫ر‬ ‫لم يتم وتأخر تكوين لجنة ازالة‬
‫القضان ثم انتقل لوزارة‬
‫ي‬ ‫السالمية بدأ بالوحدات الدارية والمحليات ثم السلك‬
‫التمكي بعد تكوينها أغفلت‬ ‫الخارجية ر‬
‫واليبية والتعليم واالتصاالت‪ ،‬لكن لجنة إزالة‬
‫ر‬
‫للكيان“ لتهريب أموالهم‬
‫كبية ” ر‬ ‫الوحدات الدارية والمحليات مما أتاح فرصة ر‬
‫ا‬
‫التمكي يف أمبدة‪ ،‬مثال‪،‬‬
‫ر‬ ‫وتأمي ممتلكاتهم‪ .‬ما هو السبب الذي جعل لجنة إزالة‬
‫ر‬
‫تتأخر ف اتخاذ الجراءات فلم تعمل شيئا ر‬
‫حت االنقالب؟‬ ‫ي‬
‫القضان‪ ،‬إذا كان عمر‬
‫ي‬ ‫بالنسبة لما ذكره موالنا سيف الدولة‪ ،‬هناك مشكلة يف السلك‬
‫اعيف بنفسه وقال إنه قتل آالف الناس بينما فتحوا ضده بالغ يف حيازة‬ ‫البشي ر‬
‫ر‬
‫دوالرات! تركوا القصاص والعدالة لهؤالء الضحايا و ر‬
‫حت اآلن يماطلون يف القضية‪.‬‬
‫عالء الدين نقد‬
‫ه روح الثورة طبعا ونحن ال نجامل فيها لكن كنا نريد معرفة كيف‬
‫لجنة التفكيك ي‬
‫كانت العالقة ربي لجنة التفكيك والجهاز التنفيذي‪ .‬لقد عملنا داخل الوزارات‬
‫‪481‬‬
‫ووجدنا بعضها متعنتة جدا مع لجنة التفكيك بالذات وزارة الصحة‪ ،‬كتبت للوزير‬
‫ثالثة خطابات لكن ال هو وال الوكيل تحرك يف األمر‪ ،‬ولم تنشأ لجنة التفكيك داخل‬

‫الوزارة إال يف الحكومة الثانية‪ .‬ما ي‬


‫ه طبيعة العالقة ربي اللجنة والحكومة؟ ففيما‬
‫حت أن رئيس الوزراء دخل مقر اللجنة مرة واحدة إبان‬ ‫يبدو أنها لم تكن مقبولة‪ ،‬ر‬

‫فية انتقالية كونت‬‫الت توجهت نحو اللجنة‪ ،‬وال يمكن لرئيس وزراء ف ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫المواكب ي‬
‫سء يف الثورة يدخلها حينما تتجه نحوها الحملة‪ .‬ونريد أن‬ ‫ر‬
‫فيها لجنة تفكيك كأهم ي‬
‫المتعاوني معها‪ ،‬وموقف رئيس الوزراء‬
‫ر‬ ‫وغي‬
‫المتعاوني مع اللجنة ر‬
‫ر‬ ‫نعرف الوزراء‬
‫من التفكيك‪.‬‬
‫التجان إبراهيم‬
‫ي‬ ‫يعقوب‬
‫الثالثي من يونيو‪ .‬فهذه‬
‫ر‬ ‫لو كانت الثورة نفذت أمرا واحدا فهو قانون تفكيك نظام‬
‫ر‬
‫الت تطبق لمعالجة االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬
‫المسألة ضمن العدالة االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫وف ال ‪ 30‬سنة ال يوجد شخص لم يحدث له انتهاك‬ ‫ر‬
‫النسان أثناء الفية االنتقالية‪ ،‬ي‬
‫من مؤسسات الدولة‪ ،‬والتفكي ك يدخل ضمن محاور العدالة االنتقالية ألن فيه‬
‫فبالتاىل هذه لجنة قانونية تماما‬ ‫ر‬
‫الت خربت يف زمن النقاذ‪.‬‬
‫ي‬ ‫إعادة تأهيل المؤسسات ي‬
‫حت األمم المتحدة‪ .‬تعقيب موالنا سيف الدولة مقبول به إذا كنا يف‬ ‫اعيفت بها ر‬‫ر‬

‫نظام عادي لكنا يف مرحلة انتقال ثوري‪ ،‬وهذه قرارات ثورية‪.‬‬


‫لقد تكونت اللجنة بقانون خاص والقانون الخاص يقيد العام‪ .‬وكان يجب أن تنشأ‬
‫وه ال تخضع للقانون العادي ألن قراراتها‬
‫لجنة استئناف وفقا لقانون التفكيك‪ ،‬ي‬
‫غي‬
‫بالتاىل القضاء ر‬
‫ي‬ ‫إدارية خاصة‪ ،‬تخضع للمحكمة االستئنافية الخاصة بالفصل‪،‬‬
‫ينبغ أن يتكلم القانونيون حوله‪.‬‬
‫ي‬ ‫القواني يف هذه القرارات هذا ما‬
‫ر‬ ‫مختص بإلغاء‬
‫ينبغ أن نلتف حول اللجنة ولو كانت لدينا مالحظات أن نذكرها ألعضائها ر‬
‫مباشة‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪482‬‬
‫جييل إبراهيم وزيرا للمالية‪ ،‬كنا نعرف أن إبراهيم البدوي كان‬
‫تعيي ر‬
‫ينبغ ر‬
‫ي‬ ‫ما كان‬
‫جييل وموقفه معروف فقبل مجيئه إذ كان يتكلم‬
‫يقف مساندا للتفكيك ثم جاء ر‬
‫السياس معروف‪.‬‬
‫ي‬ ‫ضد اللجنة‪ ،‬كما أن موقفه‬
‫عبد اللطيف إسماعيل‬
‫ا‬
‫كبيا جدا‪ ،‬وهؤالء‬
‫التمكي‪ ،‬كان عمال ر‬
‫ر‬ ‫لو كان يف الثورة عمل أنجز فهو عمل لجنة إزالة‬
‫الشباب بذلوا مجهودا خرافيا لذلك ساندتهم لجان المقاومة‪ ،‬بدليل التحقيقات‬
‫الضخمة والمؤتمرات الصحفية‪ ،‬ولو لم يكن عندهم كفاءة وإحساس ووطنية ما‬
‫وينبغ أن نوجه لهم ”تحية سالم“ عىل المجهود‬
‫ي‬ ‫كانوا أنجزوه برغم كل الظروف‪،‬‬
‫الغية الوطنية‪ ،‬وأن ندفعهم ونحفزهم‬
‫الكبي‪ ،‬وأن نشجع كل الشجعان ذوي ر‬
‫الوطت ر‬
‫ي‬
‫ونطلب منهم المض قدما‪ .‬وأن تتم متابعة مسيتهم بصورة ر‬
‫أكي دقة‪ ،‬فقد رشح‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫والتغيي وذكر كل‬
‫ر‬ ‫كثيا موقف الجهاز التنفيذي وأجهزة والحرية‬
‫أستاذ وجدي ر‬
‫ر‬
‫الت قابلوها‪.‬‬
‫المشاكل ي‬
‫هيفاء فاروق جعفر (حرازة)‬
‫تعي بشكل مفتوح‪،‬‬
‫تسيي النقابات واالتحادات وأنها كانت ر‬
‫ر‬ ‫لتعيي لجان‬
‫ر‬ ‫بالنسبة‬
‫ا‬
‫فعال القرارات كانت تصدر أول مرة من مسجل تنظيمات العمل بقرار تسجيل أي‬
‫اتحاد أو نقابة‪ ،‬ويتم اعتماد القرار ويحال لمقررية لجنة التفكيك ويتم اعتماده‬
‫التسيي مهام إضافية منها مراجعة الملفات القديمة ومراجعة األصول‬
‫ر‬ ‫لتعط لجان‬
‫ي‬
‫ومتابعة رفع المسؤوليات عىل االتحاد أو النقابة القديمة‪ ،‬وكانت القرارات مسقوفة‬
‫بزمن مكتوب سواء أكان يف قرار مسجل تنظيمات العمل أو القرار الذي يتم اعتماده‬
‫من مقررية لجنة التفكيك وهو ثالثة أشهر‪ .‬المشكلة أعتقد أن هذه القرارات بشكلها‬
‫هذا كانت تصدر من اللجنة األوىل للنقابات برئاسة أحمد ربيع ف ر‬
‫الفية األوىل‪ ،‬لكن‬ ‫ي‬
‫تغيت القرارات حيث صار القرار يصدر من لجنة التفكيك ر‬
‫مباشة وهنا‬ ‫بعد ذلك ر‬
‫الكبي الذي أعط ثغرة التحاد النقابات التابع لغندور أن‬
‫ر‬ ‫دخلت الحكومة يف الفخ‬
‫‪483‬‬
‫يقدم طعنا وشكوى لمنظمة العمل الدولية‪ .‬وهذا القرار هو الذي جعل حكومة‬
‫النقان‬
‫ري‬ ‫الدوىل ومتهمة بأنها تدخلت يف العمل‬
‫ي‬ ‫والتغيي مطاردة يف المجتمع‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫ا‬
‫وفعال ف ر‬
‫الفية األوىل من لجنة التفكيك شكلت لجنة النقابات‬ ‫ي‬ ‫بالتعيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫وجعلته‬
‫اللجان األوىل عىل أساس محاصصات وكوادر حزبية‪ ،‬أحيانا بصورة منطقية وأحيانا‬
‫تسيي جمعت توقيعات بسحب الثقة وتم‬
‫ر‬ ‫غي منطقية‪ ،‬وهناك لجان‬
‫أخرى بطريقة ر‬
‫اعتمادها قبل تكوين لجنة التفكيك وكانت تحاول بالقرار ‪ 20‬الذي صدر من مسجل‬
‫وتسء للمنظمات‬ ‫ر‬
‫الت كانت تتهم‬
‫ي‬ ‫تنظيمات العمل األول‪ ،‬لكنها رفضت من القوى ي‬
‫إمييالية‪.‬‬
‫الدولية باعتبارها ر‬
‫مسلم عبد هللا‬
‫حرية سالم وعدالة واللجنة روح الثورة‪ ،‬نحن يف لجان المقاومة عندنا مشكلة مع‬
‫اللجنة ونقد لبعض األخطاء‪ .‬كان هناك تدخل من أعضائها يف المحليات يف عمل‬
‫لجان األحياء بفتح بالغات فيهم وسجنهم‪ .‬صحيح كان لدينا بعض األعضاء ارتكبوا‬
‫ر‬
‫الت كانت تفتح‬
‫التمكي بالبالغات ي‬
‫ر‬ ‫ه عالقة لجنة‬
‫أخطاء تعالجها المحاكم‪ ،‬لكن ما ي‬
‫ضد أعضاء اللجان وهل كانت اللجنة المركزية يف الخرطوم عىل علم بذلك؟‬
‫منال األول‬
‫الثالثي من‬
‫ر‬ ‫التمكي مهمتها حسب القانون واضحة ومفهومة‪ ،‬لكن نظام‬
‫ر‬ ‫لجنة إزالة‬
‫والشكات بل أيضا داخل الجيش الذي ر‬
‫يفيض‬ ‫يونيو لم يتمكن فقط ف الشخوص ر‬
‫ي‬
‫حت صار ‪ %80‬من االقتصاد‬ ‫أنه قوم‪ ،‬وتمكنت ”النقاذ“ من تأسيس رشكات ر‬
‫ي‬
‫التمكي تبحث عن‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬والدليل بمجرد ما بدأت لجنة‬
‫ي‬ ‫القوم تابعا للجيش‬
‫ي‬
‫هذه ر‬
‫الشكات والفساد فيها تمت المواجهة ربي اللجنة والنظام وتمت إقالة ياش‬
‫السودان كان‬
‫ي‬ ‫العطا من اللجنة‪ ،‬وكانت اللجنة تعقد مؤتمرها أسبوعيا وكل الشعب‬
‫عيها‪.‬‬
‫السودان تعاد إليه ر‬
‫ي‬ ‫ينتظره ليس تشفيا لكن كنا نحس أن أموال الشعب‬
‫سعاد الخرص‬
‫‪484‬‬
‫ميانية عمل اللجنة؟ فأي قانون‬
‫لماذا حينما تمت إجازة القانون تم التساؤل عن ر‬
‫ميانية خاصة لتنفيذه‪.‬‬
‫تكون له ر‬
‫الماىل؟‬ ‫ر‬
‫لوجست للجنة هل يمكن أن يوازي الدعم‬ ‫قدم دعم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اتفق أن التفكيك ف والية الخرطوم كان بطيئا جدا‪ ،‬لقد ر‬
‫نشنا يف صحيفة الجريدة‬ ‫ي‬
‫ميانية تظاهرة مؤيدة للنظام البائد‪،‬‬
‫أن وزارة المالية بوالية الخرطوم قامت بتغطية ر‬
‫ا‬
‫ومع أن المظاهرة لم تقم أصال‪ ،‬لم تعرف إىل أين ذهبت األموال؟ واآلن هناك إعالن‬
‫للشاء فيها‪ .‬وهناك ‪ 40‬رشكة‬
‫ببيع مدينة كاملة مملوكة لوزارة المالية وقدم مواطنون ر‬
‫تابعة الستثمار والية الخرطوم لم نشهد أي معلومات أنه تم ر‬
‫اسيدادها‪.‬‬
‫الحاج بخيت‬
‫التمكي اشتغلت وظهر هذا يف المؤتمرات الصحفية‪ ،‬لكنها لم تهتم‬
‫ر‬ ‫صحيح أن لجنة‬
‫البيول منذ العام ‪1998‬م لحد سقوط‬ ‫بحواىل ‪ 90‬مليار دوالر تم تهريبها من أموال ر‬
‫ي‬
‫الموظفي؟‬
‫ر‬ ‫ض وفصل‬
‫النقاذ‪ ،‬فلماذا لم تهتم بها وركزت فقط عىل قضايا األرا ي‬
‫السودان محصورة يف استثمارات‬ ‫أكي من ‪ %80‬من أموال االقتصاد‬‫كذلك فإن ر‬
‫ي‬
‫والشطة واألمن والدعم الشي ع‪ ،‬فهل كانت للجنة سلطة‬‫القطاع األمت‪ :‬الجيش ر‬
‫ي‬
‫لرجاع هذه ر‬
‫الشكات أم ال؟ وهناك قضايا فساد معروفة يف سفارات السودان يف‬
‫ا‬
‫مثال بيع سفارة السودان ف نيويورك‪ ،‬وبيت السودان ف لندن‪ ،‬وخط ر‬
‫هييو‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الخارج‪،‬‬
‫وسفارة السودان يف جنوب أفريقيا‪ ،‬لماذا لم يحدث للتحقيق يف ذلك الفساد وما‬
‫ر‬
‫الت كانت تجري ها اللجنة إيجابية‬
‫التشهي والمؤتمرات الصحفية ي‬
‫ر‬ ‫مصيه؟ وهل‬
‫ر‬
‫ا‬
‫ستكرر مستقبال أم كانت خطأ؟‬

‫تعقيب وجدي صالح‬


‫نحن يف لجنة التفكيك ب رش لسنا فوق النقد ممكن أن نخط وطالما أننا نقدم جهدا‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫بشيا فسوف نخط‪ ،‬المهم أن نصحح هذا الخطأ وأن يكون خطأ فعال‪ ،‬الحديث‬
‫عن أ ن لجنة التفكيك اعتذرت وكانت أخطأت‪ ،‬يحتاج أن نوضح أننا قلنا أخطأنا‪،‬‬
‫‪485‬‬
‫وأعلنا مكمن الخطأ وعالجناه‪ .‬أما تكرار أن لجنة التفكيك أخطأت واعتذرت وكأن‬
‫لليهيب من ثقافة‬‫هذا االعتذار يعت أن كل القرارات الصادرة خاطئة‪ ،‬فهذا محاولة ر‬
‫ي‬
‫االعتذار‪ ،‬لكننا مهما قيل عن اعتذارنا نعتد به وسوف نعتذر كلما ما اكتشفنا خطأ‪.‬‬
‫موضوع وليس‬
‫ي‬ ‫هناك نقطة مهمة أشار لها أستاذ محمد حمد إذ قال إن القانون‬
‫وموضوع‪ ،‬يحوي الجراءات‬
‫ي‬ ‫ان‬
‫إجرائيا‪ ،‬وهذا ليس صحيحا فقانون التفكيك إجر ي‬
‫ر‬
‫الت تحدد طرق التنفيذ وطرائق التظلم داخله‪ .‬وال يستغرب يف القانون أن يتسيد‬
‫ي‬
‫داع‬
‫لك تعطيه قوته وإال ال ي‬
‫فىه أمر وارد يف سن أي قانون‪ ،‬ي‬
‫قانون ما قانونا آخر ي‬
‫ه أنك لن تستطيع من خالل‬
‫القواني الموجودة‪ ،‬والفكرة ي‬
‫ر‬ ‫له إذا لم يكن يسود عىل‬
‫ه‬
‫القواني الموجودة أن تحقق عدالة انتقالية‪ ،‬وفلسفتنا يف عملية التفكيك ي‬
‫ر‬
‫الخطوة أو الدرج األول نحو العدالة االنتقالية ألنها تطمي الضحايا بأن أموالهم‬
‫تسيد وأن الذين ارتكبوا الجرائم يقدمون للعدالة فهذه خطوة أوىل نحو العدالة‬‫ر‬

‫االنتقالية المتفق حولها من قبل كل قوى الثورة‪.‬‬


‫ر‬
‫الت‬
‫لجنة التفكيك لم تكن تعمل لوحدها‪ ،‬وليس أقل من ‪ %40‬من القرارات ي‬
‫سي‬‫أصدرناها تمت بتوصية من لجان تحقيق أنشأها النائب العام‪ ،‬ورأت أن ر‬
‫السودان خالل‬ ‫اسيداد مال الشعب‬‫الجراءات وفق القواني العادية لن يمكن من ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫عي‬ ‫ر‬
‫وبالتاىل أحال النائب العام الحاالت المذكورة للجنة التفكيك ر‬
‫ي‬ ‫الفية االنتقالية‪،‬‬
‫ر‬
‫الت تمت بواسطة النيابة‬
‫مذكرة مرفق معها كل إجراءات التحري والتحقيقات ي‬
‫ينبغ أن يواصل النائب‬ ‫العامة‪ ،‬فنقوم بإصدار قرارات ر‬
‫اسيداد المال العام‪ ،‬وكان‬
‫ي‬
‫العام يف اتخاذ الجراءات القانونية‪ ،‬ولذلك أقول إن الجراءات القانونية كانت تحتاج‬
‫أكي‪.‬‬
‫إىل إرادة سياسية ر‬
‫ر‬
‫باالسيداد فالحيثيات موجودة ولم نعمل بأهوائنا كما يتكلم البعض‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق‬

‫‪486‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬لم تكن لدينا أي رصاعات شخصية داخل اللجنة‪ ،‬ولم نختلف‬
‫اختالفات شخصية‪ ،‬ممكن أن تتباين آراؤنا حول قضية ما وحينها فإننا ال نصدر‬
‫غي صحيح‪.‬‬ ‫قرارا‪ ،‬ولم نصدر أي قرار إال بالجماع‪ ،‬فهذا حديث ر‬
‫الت تم ر‬
‫اسيدادها انهارت هذا كالم يروج له‬ ‫ر‬
‫الفزاعة المكررة بأن المؤسسات ي‬
‫ه فال نستفيد منها كدولة‪ ،‬ألنها‬
‫الكيان“‪ ،‬واالتجاه كان أن تظل هذه األموال كما ي‬
‫” ر‬
‫قد ترجع‪ ،‬والحقيقة ألنه كان مخططا لها أن ترجع‪.‬‬
‫ا‬
‫مسؤولي عن التشغيل رغم ذلك‬
‫ر‬ ‫هل فعال توقفت هذه المؤسسات؟ ومع أننا لسنا‬
‫ا‬
‫اجتهدنا مع وزارة المالية‪ ،‬لكن لنتطرق لقطاع النقل‪ ،‬ولنتخذ مثال رشكة سالكة وفيها‬
‫‪ 200‬شاحنة‪ ،‬مسؤول رشكة سالكة المفوض من قبل وزارة المالية أستاذ زكريا‬
‫موجود معنا‪ ،‬وقد حققت بعد ر‬
‫اسيدادها أرباحا ما بعدها أرباح‪.‬‬
‫والت أرجعوها‪ ،‬فإنهم حينما استلموا ر‬
‫الشكة بعد‬ ‫الشعت‪ ،‬ر‬ ‫ر‬
‫وشكة القارس للمن‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫انقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2021‬وجدوا ارباحا صافية لثمانية شهور فقط تبلغ ‪ 600‬مليون‬
‫أكي من مائة مليون يورو‪ ،‬أي‬ ‫جنيها‪ .‬وف قطاع الدواجن‪ ،‬كانت رشكة ميكو مديونة ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت أدارتها وزارة المالية‪.‬‬ ‫ر‬
‫سودان كلها تم تسديدها يف الفية ي‬
‫ي‬ ‫‪ 6‬تريليون‬
‫بالنسبة للضاع المعلن حول استلمنا أم لم نستلم مع وزارة المالية فهو رصاع‬
‫سياس‪ .‬من الذي كان يقول لم نستلم؟ وزير المالية الذي خرج للعلن وقال لم أستلم‬
‫ي‬
‫ه أكل اموال الناس بالباطل‪،‬‬
‫جييل إبراهيم‪ ،‬وهو نفسه قال إن لجنة التفكيك ي‬
‫هو ر‬
‫وهو ليس مع القانون وال مع اللجنة‪.‬‬
‫أثيت‪ ،‬وصدر قرار رقم ‪ 49‬من رئيس الوزراء بتشكيل‬ ‫أما فكرة ر‬
‫الشكة القابضة فقد ر‬
‫الشكة القابضة بناء عىل توصية ر‬
‫مشيكة من وزارة المالية ولجنة التفكيك‪ ،‬وهو قرار‬ ‫ر‬

‫غي مدربة عىل مثل هذه األعمال‪ ،‬لذلك تنشأ‬


‫استند عىل أن الكوادر يف وزارة المالية ر‬
‫رشكة قابضة تدير هذه األعمال من خالل ر‬
‫خياء‪ ،‬وبالفعل صدر القرار‪ ،‬لكن وزير‬
‫المالية عرقل هذا القرار مطالبا بأن يكون وزير المالية‪ ،‬أي شخصه‪ ،‬هو رئيس مجلس‬
‫‪487‬‬
‫إدارة هذه ر‬
‫الشكة‪ ،‬وتحت الضغط بضورة إنفاذ القرار تحدثنا مع رئيس الوزراء وقلنا‬
‫السودان من‬ ‫له فليكن رئيسا لمجلس الدارة فالمهم قيام ر‬
‫الشكة ليستفيد الشعب‬
‫ي‬
‫هذه األموال‪ ،‬وبالفعل صدر القرار رقم ‪ 522‬لسنة ‪2021‬م يف أغسطس‪ ،‬بتعديل‬
‫جييل رئيسا لمجلس الدارة‪ ،‬وصار رئيسا لمجلس‬
‫للقرار ‪ 49‬الذي لم يكن فيه ر‬
‫وف عضوية المجلس عدد من الوزراء وفقا لالختصاص‪ ،‬وهم وزير العدل‪،‬‬
‫الدارة‪ ،‬ي‬
‫والزراعة‪ ،‬التجارة والصناعة والطاقة والنقل واالتصاالت‪ ،‬ونائب محافظ بنك‬
‫وخبي‬ ‫ماىل‬ ‫السودان وثالثة من لجنة التفكيك والرئيس التنفيذي ر‬
‫ر‬ ‫وخبي ي‬
‫ر‬ ‫للشكة‪،‬‬
‫وخبي إداري‪ .‬صدر هذا القرار يف ‪ 31‬اغسطس ‪2021‬م‪.‬‬
‫ر‬ ‫مضف‬
‫ي‬ ‫وخبي‬
‫ر‬ ‫استثماري‪،‬‬
‫ومنذ صدوره تقدم الوزراء يف مجلس الدارة بطلبات عديدة لرئيس مجلس الدارة‬
‫جييل ابراهيم رفض عقد االجتماع‬
‫وطلبوا منه عقد اجتماع للمجلس لكن دكتور ر‬
‫ر‬
‫الت يجب أن نقولها بشكل مجرد‪.‬‬ ‫ر‬
‫حت قام االنقالب‪ .‬هذه ي‬
‫ه الحقيقة ي‬
‫رسم لنا يف لجنة التفكيك وقال لنا أخاطبكم بأن تردوا‬
‫ي‬ ‫جييل إبراهيم بخطاب‬
‫تقدم ر‬
‫اسيدادهما من رشكة زادنا ألنها تتبع للقوات المسلحة وذلك‬ ‫العمارتي اللتي تم ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫حسب خطاب رئيس مجلس السيادة‪ ،‬وأيضا خاطبنا وزير المالية بأن نرد أبراج رشكة‬
‫الشعبي‪،‬‬
‫ر‬ ‫للمالي ريي‪ ،‬بحجة أن ذلك يؤثر عىل العالقات ربي‬
‫ر‬ ‫ربيوناس يف شارع النيل‬
‫مالييا بأن جهاز‬
‫سفينا يف ر‬
‫ر‬ ‫وقبل ذلك خاطبتنا وزارة الخارجية لتلقيها خطابا من‬
‫ر‬
‫المسيدة وإال فإنهم سيقومون بطرد‬ ‫الماليي يطالب بإعادة األموال‬ ‫المخابرات‬
‫ر‬
‫الطلبة السودانيي ف مالييا‪ .‬وكان ردنا عىل هذا الطلب عي وزارة الخارجية ر‬
‫باآلن‪:‬‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬
‫السودان‪ ،‬ولتطردوا الطلبة‬
‫ي‬ ‫نحن ال نهدد ولن نعيد هذه األموال ألنها أموال الشعب‬
‫جي باسم حكومة السودان مطالبا‬ ‫السودانيي‪ ..‬رفض وزير المالية تسجيل ر‬
‫الي ر‬ ‫ر‬
‫اض‬
‫بإرجاعهما لزادنا‪ ،‬فقمنا نحن يف لجنة التفكيك بتسجيلها لدى مسجل عام األر ي‬
‫باسم حكومة السودان‪ ،‬وزارة المالية والتخطيط االقتصادي‪ ..‬فهل ينتظر من‬
‫شخص كهذا أن يعمل معنا يف توظيف أموال التفكيك؟‬
‫‪488‬‬
‫قال وزير المالية إنه لم يستلم أي أموال‪ ،‬وكأنها أموال نقدية بينما نتكلم عن أصول‪.‬‬
‫ر‬
‫المسيدة“ يرأسها وزير المالية‬ ‫هناك ”لجنة إدارة واستالم وتقييم األصول واألموال‬
‫العاملي يف‬ ‫ر‬
‫المسيدة وتقوم باختيار‬ ‫شخصيا‪ ،‬تستلم هذه اللجنة المؤسسات‬
‫ر‬
‫إدارتها‪ ،‬إال أن تقييمها لم يتم ر‬
‫حت هذه اللحظة‪.‬‬
‫مسيدة لصالح حكومة السودان وزارة المالية والتخطيط‬‫ر‬ ‫رشكة فوكس رشكة‬
‫ر‬
‫والبيول‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وبموجب تفويض من وزارة المالية أحيلت لوزارة الطاقة‬
‫باعتبارها مسؤولة عن النفط والمسألة متعلقة بتصنيع زيوت‪ ،‬وقد زاد النتاج بعد‬
‫الشكة الضائب المستحقة لديوان الضائب الذي لم يكن يتلقاها‬ ‫ر‬
‫االسيداد ودفعت ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ىح المعروفة‪ ،‬جاهز‬‫يف السابق‪ .‬واسيد مصنع كامل للسيارات يجمع عربات ر ي‬
‫للتشغيل‪ ،‬كان تابعا للحركة السالمية واآلن أعيد إليهم‪ ،‬وطوال ر‬
‫الفية الماضية لم‬
‫السودان‬
‫ي‬ ‫ليعي إدارة لتشغيل المصنع لمصلحة الشعب‬
‫يكلف وزير المالية نفسه ر‬
‫اسيدت منهم‪.‬‬‫ألنه كان يزمع إعادة األموال لمن ر‬

‫عي إدارة‬
‫هناك تعليق بأن القانون لم يمر بالطرق المتعارف عليها يف وزارة العدل ر‬
‫ر‬
‫التشي ع بالوزارة‪ ،‬مع أن وزارة العدل نفسها تحتاج تفكيكا! ي‬
‫وف الحقيقة مر القانون‬
‫عن طريق إدارة ر‬
‫التشي ع وقدمه الوزير نض الدين عبد الباري الذي يستحق التحية‬
‫ألنه كان مساندا لهذه اللجنة‪.‬‬
‫أما أن المجلس المركزي لم يقم باختيار الخمسة للجنة التفكيك‪ ،‬فمن الذي اختاره‬
‫سء جيد‪ ،‬فأساس اختيارنا‬ ‫ر‬
‫المجلس سوى الوزارة يف الحكومة األوىل فقط؟ وهذا ي‬
‫غي ذلك ليس واضحا بالنسبة لنا‪ ،‬ولم نتلق من الحرية‬
‫وهل نحن موظفون دولة أم ر‬
‫كبيا من المجلس المركزي يف مهمتنا‪،‬‬
‫كسياسيي‪ ،‬وكنا نتوقع دعما ر‬
‫ر‬ ‫والتغيي أي دعم‬
‫ر‬
‫حت أثناء الهجمات ر‬
‫الشسة عىل اللجنة لم يكلفوا أنفسهم بإصدار بيان مساند‪.‬‬ ‫لكن ر‬
‫ا‬
‫تقييم لعمل اللجنة‬
‫ي‬ ‫هذه اللجنة كانت محتاجة فعال للنقد‪ ،‬وقد طالبنا باجتماع‬
‫حت قيام االنقالب‬‫لمجلس السيادة والوزراء‪ ،‬فنحن نتبع لهذه المؤسسات‪ ،‬لكن ر‬
‫ي‬
‫‪489‬‬
‫السياسيي كنا نستجديهم لالجتماع وما كانوا يجلسون‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫وحت‬ ‫لم يعقد االجتماع‪،‬‬
‫والتغيي وكل‬
‫ر‬ ‫السودان‪ ،‬وهذا نقد للحرية‬
‫ي‬ ‫إلينا‪ ،‬كان يجلس معنا أبناء الشعب‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫خال تماما من الغرض فأنا قيادي يف الحرية‬
‫القيادات الموجودة‪ ،‬نقد ٍ‬
‫الطبيغ‪ ،‬فقد كان ذلك مطلبنا يف‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫وبالنسبة للمطالبة بعرض القضايا أمام‬
‫لجنة التفكيك لكن النيابة أحجمت عن تأسيس نيابة خاصة بالتفكيك وفق ما ورد‬
‫ف القانون‪ ،‬بل قال النائب العام إنه لن يؤسسها ر‬
‫حت ولو نص عليها القانون‪ ،‬ولم‬ ‫ي‬
‫تشكل النيابة إال قبل أربعة أشهر تقريبا من االنقالب‪ ،‬وبموجب استقاللية النيابة‬
‫فنحن ال نتدخل فيها‪ ،‬ونكتب عريضة مثلنا مثل المواطن العادي ونقف أمام نيابة‬
‫التفكيك‪ ،‬وما يقع بعد ذلك ليس ضمن مسؤوليتنا‪ .‬وهذا هو الفصل ربي السلطات‬
‫مسؤولي‬
‫ر‬ ‫الذي يطالب به الجميع وال يعقل أن يعلقوا أخطاء النيابة علينا‪ .‬نحن لسنا‬
‫يفيض أن تحال للقضاء‪.‬‬ ‫الت ر‬ ‫ر‬
‫عن االجراءات المتعلقة بالتحقيقات ي‬
‫ولدينا يف لجنة التفكيك ضابط رشطة‪ ،‬عبد هللا سليمان‪ ،‬تم اعتقاله ثمانية شهور‬
‫الكيان“‪ ،‬ر‬
‫وحت اآلن‬ ‫ونصف متواصلة ألنه قام بواجبه وفتح ‪ 106‬بالغا ضد رموز ” ر‬
‫لم يتم استدعاؤه للنيابة وال للمحكمة‪ .‬الشكالية يف العدالة أنه لم تكن هناك إرادة‬
‫ه الحقيقة المرة‪.‬‬ ‫ر‬
‫سغ لحقاق العدالة‪ .‬هذه ي‬
‫لتحقيقها وال حت مجرد ي‬
‫تعيي مجالس الدارات واألمناء تم بمحاصصات‪ ،‬هذه المجالس تم تعيينها‬
‫قيل إن ر‬
‫الت ترأسها وزارة المالية وكنت فيها مجرد عضو‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عي لجنة األموال المسيدة ي‬
‫ر‬
‫لك يخرجنا منها وما كنا‬
‫جييل وزيرا للمالية حل اللجنة ي‬
‫فحسب‪ ،‬لكن حينما جاء ر‬
‫المسؤولي يف تلك المجالس‪ ،‬ونحن‬
‫ر‬ ‫حريصي عىل وجودنا فيها‪ ،‬وهم الذي عينوا‬
‫ر‬
‫مسؤولي عن‬
‫ر‬ ‫مسؤولي عن تشكيل مجلس إدارة وال عن مدير مثلما نحن لسنا‬
‫ر‬ ‫لسنا‬
‫وتغيي كنتم أعضاء ف مجلس ر‬
‫الشكاء‬ ‫ر‬ ‫كسياسيي وكحرية‬
‫ر‬ ‫لجنة االستئناف‪ ،‬أنتم‬
‫ي‬
‫فلماذا لم تضغطوا رشكاءكم ليعينوا لجنة االستئناف؟ وإذا كانوا لم يستجيبوا لكم‬
‫أنتم فمن باب أوىل أال يستجيبوا لنا وما كانوا يجتمعون معنا مجرد اجتماع‪ ،‬ألنهم‬
‫‪490‬‬
‫ضد اللجنة من حيث المبدأ‪ ،‬وكان عليكم أن تتابعوا األمر طالما لم تكونوا ضد اللجنة‬
‫من حيث المبدأ‪.‬‬
‫نعي إدارة ر‬
‫الشكاء ولم يكن يف األمر محاصصات‬ ‫الحقيقة أننا يف لجنة التفكيك لم ر‬
‫والسغ‬ ‫وال كانت لدينا امتيازات‪ ،‬بل لم تكن لدينا ر‬
‫حت رواتب‪ ،‬وتمت محاربتنا‬
‫ي‬
‫ميانية من وزارة المالية فيجعلونا‬
‫عي أمرين‪ ،‬أن يجوعونا ويحرمونا من أي ر‬‫لخنقنا ر‬
‫إما أن نسقط أخالقيا‪ ،‬أو رنيك اللجنة ونسغ وراء أعمالنا الخاصة‪ .‬والحمد هلل أننا‬
‫مؤمني بمهمتها‪.‬‬
‫ر‬ ‫بغي ذلك‪ ،‬وكان يف اللجنة‬
‫لم نسقط أخالقيا ونتحدى كل من يقول ر‬
‫صحيح ممكن أن نخط وقد اخطأنا ونعتذر‪ ،‬ولو كشفت هذه المناقشات أخطاء‬
‫فسوف تتضمنها التوصيات باعتبار أنها أخطاء رنياجع عنها بإذن هللا‪.‬‬
‫للتشهي الذي كان يتم؟ إذا عادت اللجنة سواء‬
‫ر‬ ‫بالنسبة للسؤال هل سوف نعود‬
‫تشهيا‪ ،‬بل إبراز‬
‫ر‬ ‫بأشخاصنا أو بآخرين بعد انتصار الثورة ال بد سيستمر ألنه ليس‬
‫يفيض تمليكها‬ ‫للحقائق المدفونة‪ :‬أنهم شقونا ونهبونا وضللونا وه معلومات ر‬
‫ي‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫للشعب‬
‫الت بيعت يف الخارج مسؤولية النائب العام وليست مسؤولية لجنة‬ ‫ر‬
‫البيوت ي‬
‫للصحفيي أن يحارصوا النيابة‬ ‫التفكيك‪ .‬أما بالنسبة ألموال ر‬
‫البيول أوجه دعوة‬
‫ر‬
‫العامة ويسألوها عن البالغات المفتوحة والدعاوى الجنائية بالنسبة للفساد يف‬
‫ر‬
‫البيول‪ ،‬هذا األمر يتطلب إرادة سياسية لم تكن موجودة‪.‬‬
‫هناك إجراءات اتخذت فيما يتعلق بأموال ر‬
‫البيول‪ ،‬وفيما يتعلق ر‬
‫بشاء ميل السفارة‬
‫السودانية يف جنيف وبيوت لندن تمت فيها تحقيقات لكن لجنة تفكيك وجهازها‬
‫يفيض‬‫والت ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تحرك تلك القضايا‪ ،‬بل تحركها النيابة العامة ي‬
‫التنفيذي ليس الجهة ي‬
‫أن تكون مستقلة بينما لم تكن مستقلة‪ .‬الحقيقة ليس لدينا نيابة مستقلة وال قضاء‬
‫مستقل‪ ،‬لذلك فإن جوهر المشكلة هو رصورة إجراء إصالح داخل النيابة وداخل‬
‫وبغي ذلك لن تتحقق العدالة‪.‬‬
‫القضاء ر‬
‫‪491‬‬
‫غي قانونية سببه أننا حينما نخاطب شعبنا‬
‫الحديث عن أننا نتحرك بمصطلحات ر‬
‫ر‬
‫الت يفهما ويستوعبها لكن حينما نكون داخل المحاكم وقتها‬
‫نخاطبه بالمصطلحات ي‬
‫نتكلم باللغة القانونية‪ .‬وكل شخص ذكرنا اسمه فإننا لم نخط يف ذلك عىل الطالق‪.‬‬
‫وأنت عضوة‬
‫تقولي ذلك ى‬
‫ر‬ ‫بالنسبة لحديث أستاذة اقبال عن مفسدين داخل اللجنة‪،‬‬
‫انتظرت بهذا الحديث ر‬
‫حت أتت ورشة للتقييم؟ هذه‬ ‫ى‬ ‫بلجنة بوالية الخرطوم فلماذا‬
‫السودان‪ ،‬إن الذي يسكت‬ ‫مسؤولية أخالقية أسألك عنها ر‬
‫مباشة ويسألك الشعب‬
‫ي‬
‫عىل الفساد مفسد يف حد ذاته‪ .‬وحينما نقول هناك مفسدين ونطلق الكالم عىل‬
‫عواهنه فهذا ليس كالما صحيحا‪ .‬لقد وصلنا بالغ واحد ومعلومات عن فساد فقمنا‬
‫بالقبض عىل المشتبه بهم بواسطة النيابة وال تزال إجراءاتهم أمام النيابة‪ .‬ولدينا‬
‫العاملي‬
‫ر‬ ‫منسون اللجنة وهم‬
‫ري‬ ‫عضو لجنة يف والية النيل األزرق‪( .‬هناك فرق ربي‬
‫وبي األعضاء‪ ،‬مثلنا‪ ،‬فاألعضاء يتم تعيينهم بقرار) أحد األعضاء يف الوالية‬
‫داخلها ر‬
‫المذكورة اتهم يف بالغات وقدم لمحاكمة وأدين‪ ،‬ليس لدينا شخص فوق القانون‪،‬‬
‫لكن أن نحجب المعلومات لنقول إنه كان هناك فساد؟!‬
‫أنا وجدي صالح عضو المقررية وعضو اللجنة أتحدى أي واحد جاء لنا وقال إن‬
‫الفالن مفسد ولم نتخذ قرارات يف مواجهته أو عىل األقل لم نعمل لجنة‬
‫ي‬ ‫فالن‬
‫تحقيق ونعزله من اللجنة‪.‬‬
‫وف المحليات كان بطيئا‪ ،‬فقد شكلت لجان‬
‫صحيح أن التفكيك يف الواليات ي‬
‫المحليات متأخرا‪ ،‬وبعض الواليات تأخرت فق ر‬
‫الفية األوىل كان هناك والة‬ ‫ي‬
‫عسكريي عقدنا معهم ثالثة اجتماعات يف القض بحضور رئيس اللجنة ياش العطا‬
‫ر‬
‫وقلنا لهم إنهم بحكم مناصبهم رؤساء للجان التفكيك بالواليات لكنهم رفضوا‪،‬‬
‫وبالتاىل أصبح رأس الجهاز التنفيذي‬
‫ي‬ ‫كيان“ ببدل عسكرية‪،‬‬
‫والحقيقة كان بعضهم ” ر‬
‫المدنيي‪ ،‬تشكلت اللجان‬
‫ر‬ ‫غي مؤمن بعملية التفكيك‪ .‬وحينما جاء الوالة‬
‫يف الوالية ر‬
‫ودخلنا ف بعض الواليات ف رصاعات بي اللجان والواىل‪ ،‬فق ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪492‬‬
‫وال عىل الجميع‪،‬‬
‫والتغيي‪ ،‬ويتمرد ٍ‬
‫ر‬ ‫ظهرت أشياء غريبة‪ ،‬كأن يتمرد وزير عىل الحرية‬
‫ونشأت تحالفات غريبة جدا تحدوها المصلحية الضيقة‪.‬‬
‫يف الواليات أدخلنا لجان المقاومة والمكونات المحلية يف لجنة التفكيك وبرغم ذلك‬
‫شهدنا رصاعات يف بعض الواليات‪ ،‬ولكن هناك واليات تستحق التصفيق‪ ،‬أولها‬
‫اق أصدرنا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تعيشها قامت لجنتها بعمل ر ٍ‬
‫والت رغم الظروف ي‬
‫والية غرب دارفور‪ ،‬ي‬
‫قرارات بشأنه‪ ،‬كذلك عملت لجان كردفان ودارفور رغم الظروف‪.‬‬
‫كثيا يك نشكل لجانها‪ ،‬إذ ال يوجد‬
‫كبية‪ ،‬وقد عانينا ر‬
‫المحليات يف والية الخرطوم ر‬
‫توافق بسبب البيئة السياسية الموجودة‪.‬‬
‫حت يف اللجنة القومية ولذلك أسباب بعضها‬ ‫والحقيقة فإن التفكيك كان بطيئا ر‬
‫غي موضوع‪ ،‬األسباب الموضوعية منها قلة الكادر ر‬
‫البشي‬ ‫موضوع وبعضها ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وعدم وجود دعم وهذا ينقلت لسؤال ر‬
‫مسي عالء نقد وأحييه لمساندته للثورة ولم‬ ‫ي‬
‫مشوع الثورة وأجروا أول عملية نقل كبد‬ ‫يوقفه هو وزمالءه االنقالب فواصلوا ر‬

‫بالسودان‪ .‬وأرد عىل سؤاله بالقول فعال الجهاز التنفيذي لم يكن كله معنا‪ .‬لم يكن‬
‫كبي أظهر التناقض ربي‬
‫كل مجلس الوزراء وال كل مجلس السيادة معنا‪ ،‬وهذا خلل ر‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬فهناك وزراء رفضوا تنفيذ قراراتنا وحينما شكوناهم لرئيس الوزراء‬
‫لم يتخذ إجراءات‪ ،‬فاستخدمنا سلطاتنا بموجب القانون أنه ال يوجد لشخص‬
‫حصانة ضد القانون يف مواجهة قرارات لجنة التفكيك‪ ،‬وذلك بالقبض عىل هؤالء‬
‫الوزراء بالرغم من أنهم وزراء ثورة وعىل راسهم الوزيرة المكلفة لوزارة المالية هبة‬
‫ر‬
‫الت رفضت تنفيذ قرار صادر فيما يتعلق باالستثمار‪ ،‬قض بعزل رموز‬
‫عىل ي‬
‫محمد ي‬
‫الشعت‬
‫ري‬ ‫قيادات من النظام السابق‪ ،‬أثبتنا ذلك بالمستندات‪ ،‬إذ وردوا يف كشف للمن‬
‫الوطت يف مؤسسات الخدمة المدنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫فيه ‪ 135‬ألف شخص من عضوية المؤتمر‬
‫التمكي والتعويق‬
‫ر‬ ‫ونحن لم نسع لقالتهم مرة واحدة‪ ،‬بل كنا ننظر أين يتم‬
‫لمشوعات الثورة‪ .‬ولم يتم عزل أولئك ر‬
‫حت جاء دكتور الهادي محمد إبراهيم وزيرا‬ ‫ر‬

‫‪493‬‬
‫لالستثمار يف الحكومة الثانية فقام بتنفيذ القرار بعد أن خاطبناه‪ ،‬إذ اتضح أن هبة‬
‫حجبت عنه قرار اللجنة‪.‬‬
‫الذين تحالفوا مع رموز النظام القديم هم اآلن يتحالفون مع االنقالب يف الخفاء‪،‬‬
‫حت‬‫فية امتدت شهرين أو ثالثة وذلك ر‬ ‫وللسف بعض الوزراء طالبوا بإعطائهم ر‬

‫يرتبوا أوضاعهم لالستجابة لقرارات اللجنة‪ ،‬بحجة أنهم ليس لديهم مدراء‪ .‬لقد‬
‫كثية من الجهاز التنفيذي‪.‬‬
‫واجهتنا معوقات ر‬
‫التسيي والتعاونيات واتحاد أصحاب‬
‫ر‬ ‫وبالنسبة لتشكيل لجان التفكيك ولجان‬
‫العمل‪ ،‬فبموجب قانون التفكيك تم حل كل االتحادات والنقابات‪ ،‬وكونت لجان‬
‫التسيي أننا طالبنا كل قوى الثورة يف النقابة المعنية أن‬
‫ر‬ ‫تسيي‪ .‬المنهجية يف لجان‬
‫ر‬
‫يتوافقوا بينهم ويرشحوا أعضاء للجنة ونحن طبعا ال نعرف كل الناس‪ ،‬أي جماعة‬
‫العاملي يف المؤسسة المعنية‬
‫ر‬ ‫رفعت أسماء وتوقيعات المؤيدين‪ ،‬كنا نراجع قائمة‬
‫ونجي‬
‫ر‬ ‫نعتيها أغلبية‬
‫حواىل ‪ % 70–60‬من العضوية ر‬ ‫ي‬ ‫والتوقيعات فإن كانوا يشكلون‬
‫محكومي‬
‫ر‬ ‫بشط تنوعهم وتمثيلهم لكل الفئات ألننا ال زلنا‪ ،‬ر‬
‫وحت االنقالب‪،‬‬ ‫اللجنة ر‬
‫بقانون المنشأة فال بد تمثيل كل ر‬
‫الشائح يف المؤسسة‪ .‬عضوية اللجان كلها كانت‬
‫تأتينا منكم كقوى ثورة‪ ،‬لكن النقد الذي يجب أن يوجه إلينا يف لجنة التفكيك ولكل‬
‫التسيي أننا لم نتعامل مع هذه المهمة بقدر من‬
‫ر‬ ‫االتحادات والنقابات يف لجان‬
‫التسيي لضاعات سياسية وشخصية ورصاعات‬
‫ر‬ ‫المسؤولية‪ ،‬وتفرغت لجان‬
‫ر‬
‫الت وضعناها لها‪ ،‬من حض للعضوية‬
‫مصالح‪ ،‬ولم تؤد أي واجب من الواجبات ي‬
‫النقان‪ ،‬وتفرغوا للضاعات والرصابات للمطالبة بزيادة‬
‫ري‬ ‫وإقامة ندوات للتثقيف‬
‫ر‬
‫الت ال نستطيع إنكارها‪.‬‬
‫ه الحقيقة المجردة ي‬
‫األجور هذه ي‬
‫ه الموافقة عىل تمديد مدة عمل لجان‬ ‫ر‬
‫الت ارتكبناها داخل اللجنة ي‬
‫أكي األخطاء ي‬
‫ر‬
‫الكبي قبل االنقالب تقريبا‬ ‫التسيي طوال ر‬
‫الفية الماضية‪ .‬وقد انتبهنا لهذه الخطأ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫التسيي رفع تقارير‪ ،‬وقمنا بحل أي لجنة لم يكن‬
‫ر‬ ‫بنحو أربعة شهور وطالبنا من لجان‬
‫‪494‬‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫تقريرها مرضيا مما سبب مشاكل سياسية فقد واجهنا هجوما حت من األحزاب ي‬
‫ننتم إليها‪ .‬وبالطبع لن نستطيع تجاوز أن يتقدم مسيسون داخل النقابات‪ ،‬فقد‬
‫ي‬
‫المنتمي للحزاب السياسية‬
‫ر‬ ‫أسقطنا نظاما سياسيا عىل النقيض منهم عادى‬
‫سياس محزب يف النقابة لكن‬
‫ي‬ ‫وغيهم داخل النقابات‪ .‬وال عيب يف أن يكون هناك‬
‫ر‬
‫نجي النقابات لصالح برامجنا الحزبية‪ ،‬ويجب أال تستغل النقابات‬
‫الخطأ هو أن ر‬
‫التعيي وهم يتحملون‬
‫ر‬ ‫السياس لكن هذا حصل‪ ،‬نحن نتحمل مسؤولية‬
‫ي‬ ‫للفعل‬
‫وه اللجنة الوحيدة‬
‫المحامي ي‬
‫ر‬ ‫مسؤولية الخروج عن المطلوب‪ .‬ومعنا اآلن نقيب‬
‫ر‬
‫الت كنا نجدد لها بناء عىل تقريرها الذي يفصل ما قاموا به بشأن سجل العضوية‪،‬‬
‫ي‬
‫التسيي للنقيب ونجدد لهم لثالثة شهور أخرى‪ .‬لكننا وبضاحة‬
‫ر‬ ‫كنا ننتقد لجنة‬
‫النقان‪.‬‬
‫ري‬ ‫وقعنا يف أخطاء فيما يتعلق بالعمل‬
‫نحن ليس لدينا تحلل يف لجنة التفكيك عىل الطالق‪ .‬القانون قال إن البينات‬
‫معكوسة‪ .‬الذي يقدم البينة فيما يتعلق بقضايا ر‬
‫اسيداد األموال هو الشخص المتهم‬
‫وليس عىل اللجنة تقديم البينة‪ .‬تقول اللجنة للمتهم إن أموالك تم الحصول عليها‬
‫مشوع وعليه هو إثبات أنها تمت بطريق ر‬
‫مشوع‪ .‬وبرغم ذلك القانون‬ ‫غي ر‬
‫بطريق ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الواضح‪ ،‬وللغرابة فإن النيابة كانت تشطب بعض البالغات بحجة أن البينة ي‬
‫غي كافية!‬‫تقدمت بها اللجنة ر‬
‫يغ؟ نحن ال عالقة لنا بموضوع تشكيل‬ ‫ر‬
‫هل وقفنا ضد تشكيل المجلس التش ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫يغ‪ .‬كل ما يف األمر أن نقاشات تشكيل المجلس التش ي‬
‫يغ كانت تجري‬ ‫المجلس التش ي‬
‫يف قاعة المجلس‪( .‬أي مقر لجنة التفكيك)‪.‬‬
‫هل كنا ضد مفوضية الفساد؟ لماذا تم الدمج؟ تم الدمج فيما يتعلق بالفساد الذي‬
‫سبق ‪ 11‬أبريل لكن الالحق ل ‪ 11‬ابريل هو اختصاص مفوضية الفساد وليس من‬
‫التمكي والفساد حيث تضمنت فسادا قانونيا‬
‫ر‬ ‫اختصاصنا‪ ،‬ألن هناك ربط ربي عملية‬
‫وسياسيا وإداريا ولذلك كان الربط ربي األمرين‪.‬‬
‫‪495‬‬
‫ليس للجنة التفكيك سلطة عىل النيابة وال القضاء وال عىل تشكيل محاكم خاصة‬
‫هذا كله مهمة القضاء‪ .‬وقد عجل باالنقالب أننا بدأنا التفكيك داخل السلطة‬
‫القضائية وداخل النيابة بموجب القانون‪ ،‬فمن العيب أن تمر سنتان من الثورة‬
‫إنت قتلت آالف يف دارفور بأن يف حوزته دوالرات‪ .‬القضية‬
‫وتحاكم شخصا قال ي‬
‫الجنان‬ ‫ينبغ تقديمه لها مسؤولية قتل الشهداء بموجب القانون‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الت كان ي‬
‫األساسية ي‬
‫المادة ‪ ،186‬وأي قضية شهيد يجب أن تتضمن مسؤولية جنائية للقيادة الموجودة‪:‬‬
‫ينبغ توجيه التهمة لهم يف‬
‫ي‬ ‫المسؤولي‪ ،‬كان‬
‫ر‬ ‫وغيهما من‬
‫البشي وصالح قوش ر‬‫ر‬ ‫عمر‬
‫ر‬
‫الت اتبعت ما كانت ستحقق عدالة‬ ‫كل بالغ وهذا لم ينفذ‪ .‬فالطريقة والجراءات ي‬
‫وال ستدين مجرما‪.‬‬
‫عي شيك ضمان صادر من وزارة‬ ‫تأسست رشكة زادنا برأسمال قدره ‪ 10‬مليون دوالر ر‬
‫حسي‬ ‫ر‬
‫الشايق‪ ،‬ورئيس مجلس إدارتها د خالد‬ ‫الشكة المدير أحمد‬ ‫المالية‪ .‬هذه ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫شعت معروف ومدير‬
‫محمد أحمد من قيادات الحركة السالمية وهو مسؤول دفاع ر ي‬
‫ر‬
‫كرن‪ ،‬أحمد‬ ‫الخيية لدعم القوات المسلحة ر‬
‫وعىل أحمد ي‬
‫ي‬ ‫حت السقوط‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الهيئة‬
‫ه القيادات االقتصادية للحركة السالمية فكيف تقول إنها‬
‫مجذوب أحمد‪ ،‬هذه ي‬
‫وتدع أن ها مملوكة لك؟‬
‫ي‬ ‫رشكة تابعة للقوات المسلحة‬
‫ر‬
‫الت كانت‬ ‫ي‬
‫فيما يتعلق بالجانب االقتصادي‪ ،‬فقد فعلنا أهم وحدة من الوحدات ي‬
‫وه وحدة متخصصة مسؤولة عن تتبع‬ ‫وه وحدة المعلومات المالية‪ ،‬ي‬ ‫خاملة ي‬
‫عمليات غسل األموال ومكافحة الرهاب ومربوطة بنظرائها يف الخارج‪ .‬أجرينا معهم‬
‫ا‬
‫كثية‪ ،‬فالمعلومات لم تكن فقط من لجان‬ ‫عمال مهنيا راقيا وقد أمدونا بمعلومات ر‬
‫ا‬
‫المقاومة وإن كانت تمدنا فعال بمعلومات‪ .‬أما المخابرات فلم تكن تمدنا بمعلومات‪،‬‬
‫المدن‪ :‬االسم‪،‬‬
‫ي‬ ‫وحينما نطالبها بمعلومات عن أي شخص تمدنا بمعلومات السجل‬
‫والمولد والسكن والمهنة‪ ،‬بينما كنا نحتاج لمعلومات عن حركة األموال المتعلقة‬

‫‪496‬‬
‫نغي شيئا يف جهاز االستخبارات وال االستخبارات العسكرية‬
‫المعت‪ ،‬إذ لم ر‬
‫ي‬ ‫بالشخص‬
‫وال المؤسسة العسكرية وكل هذه األجهزة اشتغلت ضد الثورة‪.‬‬
‫صحيح وجد يف هذه األجهزة كما يف القضاء أشخاص جيدون‪ ،‬لكن القضاء لم يكن‬
‫اليهان يستدعيهم يف القض ويوجه‬
‫قادرا وال راغبا يف أن يقوم بدوره‪ ،‬وبعضهم كان ر‬
‫لهم توجيهات محددة‪.‬‬
‫اليهان قرارا بإحالة كل االستئنافات من أمام لجنة االستئنافات للسلطة‬
‫أصدر ر‬
‫القضائية‪ .‬وقد استلمت هذا القرار‪ ،‬موالنا نعمات فردت بخطاب قالت إنها ليست‬
‫سلطاتنا وال من سلطات مجلس السيادة أن يخاطبنا باستالم القضايا‪ ،‬فالقضايا‬
‫يقدمها المتقاضون‪ ،‬ولها التحية عىل ذلك الموقف‪ .‬لكن بعد نعمات استلموها‬
‫ر‬
‫الت وجه بها برهان‪ ،‬ال بموجب القانون‪.‬‬
‫ونظروا فيها بالطريقة ي‬
‫وأحت‬
‫ري‬ ‫هناك مؤسسات يف الدولة تعاملت معنا إيجابيا كوحدة المعلومات المالية‪،‬‬
‫المؤمني بالثورة‬
‫ر‬ ‫يس وهو من‬‫كمي ي‬‫أيضا نائب محافظ بنك السودان األستاذ فاروق ر‬
‫كبيا‪ ،‬وقد أثمرت هذه الجهود‬ ‫وقد عمل ر‬
‫قصية وكنا ننسق معا وكان عطاؤه ر‬‫ر‬ ‫لفية‬
‫لفية خمسة أشهر ر‬
‫حت االنقالب يف ‪ 25‬أكتوبر‪.‬‬ ‫المشيكة ثبات سعر الجنيه ر‬
‫ر‬
‫نش تقرير سنوي للجنة‪ ،‬فقد كنا ر‬
‫ننش تقارير اللجنة بالفعل‪.‬‬ ‫بالنسبة للسؤال عن ر‬

‫ديسمي ‪ 2020‬وقد عرضناه عىل‬


‫ر‬ ‫ديسمي ‪ 2019‬إىل‬
‫ر‬ ‫أمام التقرير السنوي من‬
‫اآلن ي‬
‫صحق‪ .‬وديوان المراجع العام موجود معنا يف كل‬
‫ي‬ ‫السودان يف مؤتمر‬
‫ي‬ ‫الشعب‬
‫مؤسسة ر‬
‫مسيدة وديوان المحاسبات موجود يف كل مؤسسات لجان التفكيك‪.‬‬
‫عي‬ ‫ر‬
‫مؤسس فالتسليم يتم لحكومة السودان ر‬
‫ي‬ ‫غي‬
‫مقيح إبراز وثائق التسليم كالم ر‬
‫عملية تبدأ بحجزنا عىل األموال والحسابات يف البنوك ثم نصدر القرار ونحجز‬
‫األصول ثابتة أو متحركة‪ ،‬فنحن ال نستلم األموال وتظل موجودة يف حسابات‬
‫ر‬
‫الشكات‪ ،‬ثم تذهب اللجنة القانونية التابعة للجنة استالم األصول واألموال‬
‫ر‬
‫المسيدة التابعة لوزارة المالية بموجب خطاب منا مع صورة من القرار الذي صدر‬
‫‪497‬‬
‫لتصي باسم وزارة المالية‪ ،‬وأي أموال‬
‫ر‬ ‫لمسجل عام ر‬
‫الشكات‪ ،‬ويتم تحويل األسهم‬
‫تاب عة لها تصبح بحوزة وزارة المالية‪ ،‬وكل ما علينا انتظار خطاب من وزير المالية‬
‫الت تعتمد لحساب ر‬
‫الشكة المعنية‪ ،‬ثم بنك السودان بان اعتمدوا‬ ‫ر‬
‫يحدد التوقيعات ي‬
‫ممثلي لوزارة المالية ف هذه ر‬
‫الشكة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫هؤالء‬
‫ي‬
‫اسيدت من عبد الباسط حمزة وقد سجلناها‬ ‫الت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والغريب أن شكة رام للطاقة ي‬
‫وه تعمل لصالح رشكات‬ ‫باسم وزارة المالية‪ ،‬تم تفويض وزارة الطاقة لدارتها ي‬
‫البيول ويتم الدفع لها بالدوالر‪ ،‬البلد لم يكن فيها‬ ‫البيول الحكومية ف حقول ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫غي معادين لها وقد‬‫مؤمني بالثورة أو ر‬
‫ر‬ ‫كثي منهم‬
‫الشكة ر‬ ‫دوالر‪ ،‬وكان العاملون ف ر‬
‫ي‬
‫واصلوا فيها وقد استجدوا وزارة المالية أن تأخذ من دوالراتهم وتعطيهم بسعر البنك‬
‫أحت هؤالء‬
‫الرسم وكان ضعيفا مقابل السوق األسود‪ ،‬إال أن وزارة المالية رفضت‪ ،‬ر ي‬
‫ي‬
‫العاملي يف رشكة رام قالوا لنا رصنا يف الحقول نأكل الدقيق المسوس‬
‫ر‬ ‫الشباب وكل‬
‫ر‬
‫وحت االنقالب لم تستلم‬ ‫فليس لدينا أموال ووزارة المالية رفضت تعطيهم إياها‬
‫المليون دوالر الموجودة ف حساب ر‬
‫الشكة‪.‬‬ ‫ي‬
‫معايي اختيار أعضاء اللجنة‪ ،‬فال يوجد شخص يقيم نفسه‪،‬‬
‫ر‬ ‫بالنسبة للسؤال حول‬
‫ويمكن أن يكون الذين اختارونا أخطأوا التقدير‪.‬‬
‫ر‬
‫المسيدة استلمتها وزارة المالية ما عدا قلة من المؤسسات لم تكن‬ ‫كل المؤسسات‬
‫استلمت قبل االنقالب‪ ،‬وقد استلمتها الوزارة اآلن بدون تسليم وتسلم‪ .‬لكن األمانة‬
‫تقتض الحديث عن حجم العمل الذي تم‪ .‬لقد خرج وزير األوقاف نض الدين مفرح‬
‫ي‬
‫ر‬
‫مسيدة قيمت ب ‪500‬‬ ‫أمام العالم وقال إن لجنة التفكيك سلمتنا أموال وأصول‬
‫مليون دوالر‪ .‬فنحن نتكلم عن مليارات الدوالرات تم ر‬
‫اسيدادها‪ .‬أما بعد االنقالب‪،‬‬
‫فقد وجه للمقدم عبد هللا سليمان اتهام بأنه قتل كلب عبد الباسط حمزة وتم حبسه‬
‫ر‬
‫الت وصلنا لها‪ .‬قالوا إن الكلب مقيم ب ‪ 3‬ألف دوالر‪،‬‬
‫لذلك‪ ،‬ولتشهدوا مدى الردة ي‬
‫يعت كلب عبد الباسط بخمسة أرواح‬
‫والدية عندنا يف السودان ‪ 330‬ألف جنيه ي‬
‫‪498‬‬
‫سودانية! ما أريد قوله يف النهاية إننا ال رنيئ أنفسنا‪ ،‬إننا أخطأنا‪ ،‬وقد سجلت كل‬
‫سء يف الحوار الذي دار اآلن‪ ،‬وهذه دروس سواء جئنا للجنة التفكيك أم لم نأت‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫فإنها دروس لنا كقوى ثورة أن نتشارك المعلومات واألخطاء مع الذين سيقودون‬
‫المرحلة القادمة بعد انتصار الثورة‪.‬‬
‫ر‬
‫الذان‬ ‫نحن عىل يقي أننا سننتض وال كبي عىل الثورة‪ ،‬ر‬
‫نعي بالنقد الذي وجه لنا‪ ،‬والنقد‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫هو ثقافتنا وعقيدتنا وما لم نقم به فلن نتقدم‪.‬‬

‫توصيات ورشة لجنة إزالة التفكيك‬


‫سبتمي ‪2021‬م‪ ،‬بالتعاون مع لجنة تفكيك‬
‫ر‬ ‫يوم ‪ 19‬و‪ 20‬من‬
‫قامت رئاسة الوزراء يف ي‬
‫ر‬
‫واسيداد االموال العامة وبعثة األمم المتحدة المتكاملة‬ ‫الثالثي من يونيو‬ ‫نظام‬
‫ر‬
‫لدعم عملية االنتقال يف السودان (يونيت امس) بالتعاون مع المفوضية السامية‬
‫المؤسس‬
‫ي‬ ‫لحقوق النسان‪ ،‬بعقد ورشة عمل حول الممارسات الفضىل يف الفحص‬
‫للجنة‪ ،‬حيث خرجت بالتوصيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬وضع ر‬
‫اسياتيجية لعمل اللجنة تتضمن تحديد األولويات ومراحل العمل مع‬
‫وضع خطة واضحة لتنفيذها‪.‬‬
‫ر‬
‫باالليام بالقانون ومد اللجنة‬ ‫إلزام كافة المؤسسات واألجهزة المختلفة يف الدولة‬ ‫‪)2‬‬
‫بالتقارير والمعلومات المطلوبة‪.‬‬
‫إنشاء منظومة رقمية واحدة خاصة بأعمال اللجنة يسهل الوصول إليها مع‬ ‫‪)3‬‬
‫ضمان شية المعلومات وعدم الفصاح عنها إال بما يقتضيه العمل‪.‬‬
‫فتح نوافذ االطالع يف مقر اللجنة لبعض المؤسسات كالبنك المركزي ووزارة‬ ‫‪)4‬‬
‫منسوبي يتبعون لتلك المؤسسات لتشي ع المكاتبات اليومية‪.‬‬
‫ر‬ ‫عي‬
‫الداخلية ر‬
‫االرشفة العلمية لكل وثائق اللجنة وإنشاء مركز معلومات‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪499‬‬
‫ر‬
‫الت تعيق‬ ‫ر‬
‫اللوجست الالزم ومعينات العمل وإزالة كافة العقبات ي‬
‫ي‬ ‫توفي الدعم‬
‫ر‬ ‫‪)6‬‬
‫عمل اللجنة‪.‬‬
‫ماىل واداري لتنظيم أعمال اللجنة الدارية والمالية والمحاسبية وفقا‬
‫توفي نظام ي‬
‫ر‬ ‫‪)7‬‬
‫للمعايي الدولية‪.‬‬
‫ر‬
‫للعاملي باللجنة‪.‬‬
‫ر‬ ‫بناء القدرات والتدريب‬ ‫‪)8‬‬
‫والمعايي‬
‫ر‬ ‫إعداد دليل ينظم الممارسة العملية ويوضح كافة الجراءات والمناهج‬ ‫‪)9‬‬
‫المؤسس مع استصحاب‬ ‫الت تنظم عمليات الفحص والتفكيك‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫والشوط ي‬
‫الفضىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الممارسات‬
‫القواني‬ ‫يغ بتعديل‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫القانون والتش ي‬
‫ي‬ ‫‪ )10‬رصورة العمل عىل الدفع بعملية الصالح‬
‫القواني‬
‫ر‬ ‫الحالية واللوائح الخاصة بالخدمة العامة وإزالة التشوهات‪ ،‬وسن‬
‫الت تعمل عىل إصالح الخلل البنيوي يف أجهزة ومؤسسات الدولة‬‫ر‬
‫الجديدة ي‬
‫السودانية الموروثة من العهد البائد‪.‬‬
‫‪ )11‬إصالح مفوضية االختيار للخدمة العامة‪.‬‬
‫عي مفوضية االختيار للخدمة العامة‬
‫‪ )12‬البدء فورا يف العالن عن الوظائف العامة ر‬
‫الوظيق الناتج عن عمليات التفكيك والحالل أو بالنسبة‬
‫ي‬ ‫سواء لملء الفراغ‬
‫للوظائف الجديدة‪ ،‬ومنح الفرص المتساوية لشغل الوظائف العامة إعماال‬
‫لمبادئ تكافؤ الفرص والعدالة‪ ،‬والياهة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬واالستقامة‪.‬‬
‫المختصي‬
‫ر‬ ‫والخياء‬
‫ر‬ ‫‪ )13‬الحصول عىل المساعدة الدولية بواسطة األمم المتحدة‬
‫المؤسس‪،‬‬
‫ي‬ ‫فيما يتعلق بتوثيق وتطوير التجربة السودانية‪ ،‬ومجال الفحص‬
‫عىل‬
‫لشموىل السابق‪ ،‬وكيفية التأسيس لجهاز دولة قادر ي‬
‫ي‬ ‫وتفكيك بنية النظام ا‬
‫المساهمة إيجابيا خالل مرحلة االنتقال‪.‬‬
‫والمؤسس ألجهزة الدولة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫الهيكىل‬
‫ي‬ ‫‪ )14‬ربط وتزامن عملية التفكيك بعملية الصالح‬
‫المؤسس للدولة‪.‬‬ ‫ر‬
‫والتشيعات الوالئية ذات الصلة بالصالح‬ ‫القواني‬
‫ر‬ ‫‪ )15‬مراجعة‬
‫ي‬
‫‪500‬‬
‫ومعاييها‬
‫ر‬ ‫‪ )16‬تعزيز وتطوير الدور االعالم ر‬
‫لنش أعمال اللجنة وأنشطتها ومنهجيتها‬ ‫ي‬
‫يف العمل وتمليكها للرأي العام‪.‬‬
‫‪ )17‬رصورة أن يشمل التفكيك كل أجهزة الدولة بما فيها األجهزة النظامية لحداث‬
‫اط‪.‬‬
‫التحول الديمقر ي‬
‫‪ )18‬رصورة إيجاد آليات وقائية لحماية أعضاء اللجنة وأشهم والشهود من‬
‫االستهداف‪.‬‬
‫اليوتوكول االختياري الملحق باتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫‪ )19‬المصادقة عىل ر‬
‫الفساد‪.‬‬
‫‪ )20‬تطوير وحدة الشكاوى والتبليغ بلجنة التفكيك‪.‬‬
‫للمعايي الدولية‬
‫ر‬ ‫وتوفي آليات ووسائل إنفاذ القانون وفقا‬
‫ر‬ ‫‪ )21‬تدريب منفذي القانون‬
‫لحقوق النسان‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫الباب العاش‬
‫األمن والعسكري‬
‫ي‬ ‫اإلصالح‬

‫اللواء م‪ .‬كمال إسماعيل أحمد‬

‫‪502‬‬
503
‫األمن والعسكري خالل المرحلة االنتقالية‬
‫ي‬ ‫اإلصالح‬
‫الطموحات والواقع واإلخفاقات‬

‫اللواء (م) كمال إسماعيل أحمد‬


‫مقدمة‬
‫ديسمي المجيدة نقطة مهمة يف مسار العالقات ما ربي القوى السياسية‬
‫ر‬ ‫مثلت ثورة‬
‫المدنية وحركات الكفاح المسلح والتنظيمات المهنية والشبابية من جهة والقوات‬
‫ر‬
‫الت تأثرت سلبا بسبب ممارسات نظام‬
‫النظامية من جهة أخرى‪ ،‬فتلك العالقات ي‬
‫الشموىل خالل سنوات حكمه لثالثة عقود‬
‫ي‬ ‫الرهان‬
‫ري‬ ‫الوطت المحلول‬
‫ي‬ ‫حزب المؤتمر‬
‫الت انتهجها النظام المباد‬‫ر‬ ‫خلقت رشخا ر‬
‫كبيا يف تلك العالقة جراء الممارسات ي‬
‫وتحويله لجميع مؤسسات البالد كإحدى أذرعه السياسية والحزبية‪.‬‬
‫ر‬
‫والت تطورت‬
‫الحزن لحزب الجبهة السالمية‪ ،‬ي‬
‫ري‬ ‫من الضوري القرار بأن التخريب‬
‫الوطت بعد انقالب ‪ 30‬يونيو ‪1989‬م بقيادة العميد عمر حسن‬
‫ي‬ ‫الحقا إىل المؤتمر‬
‫مناىح الحياة‪ ،‬إال أن التخريب الذي صاحب مؤسسة‬
‫ي‬ ‫البشي طال جميع‬
‫ر‬ ‫أحمد‬
‫بتأثي القوات النظامية‬
‫ألكي نظرا لمعرفة المجموعة االنقالبية ر‬
‫القوات النظامية كان ا ر‬
‫عموما والجيش عىل وجه الخصوص عىل استقرار األنظمة‪ ،‬وتفضيله يف األوقات‬
‫الجماهي والشعب‪ ،‬فهذا ما حدث يف أكتوبر‬
‫ر‬ ‫المفصلية االنحياز لرغبات وتطلعات‬
‫الرهان‬
‫ري‬ ‫‪1964‬م ثم يف مارس‪/‬أبريل ‪1985‬م‪ ،‬ولتجنب هذين السيناريوين لجأ النظام‬
‫التعاط مع الجيش والقوات النظامية كان أولها إبعاد العنارص‬
‫ي‬ ‫لمنهجي يف‬
‫ر‬ ‫الشموىل‬
‫ي‬
‫وف‬
‫الخوان) ي‬
‫ي‬ ‫السالم‬
‫ي‬ ‫غي المتوافقة مع توجهات (التنظيم‬
‫الوطنية المناهضة أو ر‬

‫‪504‬‬
‫باليغيب ر‬
‫واليهيب مع القيام‬ ‫ذات الوقت استقطاب العنارص القيادية والوسيطة ر‬

‫بعمليات استيعاب واسعة لعنارص (التنظيم) يف مدخل الخدمة بالكلية الحربية أو‬
‫ملحقي‬
‫ر‬ ‫فنيي‬
‫الخريجي كضباط ر‬
‫ر‬ ‫كبية من عنارصه‬ ‫ر‬
‫الشطة أو باستيعاب أعداد ر‬
‫الطالن للحركة‬
‫ري‬ ‫بالجيش‪ ،‬نجد أن بعضهم ترأس اتحادات طالبية عن التنظيم‬
‫السالمية‪ ،‬ومع مرور الوقت فإن عنارص التنظيم بدأت فعليا تهيمن عىل المواقع‬
‫المفصلية العليا والوسيطة‪.‬‬
‫الخوان عىل القوات المسلحة فإنه لم‬
‫ي‬ ‫السالم‬
‫ي‬ ‫يف سبيل إحكام سيطرة التنظيم‬
‫أكي مذبحة‬
‫يكتف بالبعاد والطرد من الخدمة‪ ،‬ولكنه أقدم يف أبريل ‪1990‬م عىل ر‬
‫ف تاري خ القوات المسلحة بإعدام (‪ )28‬ضابطا من رتبة فريق ركن ر‬
‫وحت النقيب‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الوطت ي‬
‫ي‬ ‫بجانب ضابط صف برتبة الرقيب بعد فشل تحرك حركة الخالص‬
‫عرفت باسم (حركة رمضان‪ /‬أبريل ‪1990‬م)‪ ،‬ولوال الضغوط القليمية والدولية‬
‫أكي من مائة ضابط موقوف‬‫لتوسع النظام الرهان الشموىل ف العدامات لتشمل ر‬
‫ي ي‬ ‫ري‬
‫المعتقلي يف حركة مارس ‪1990‬م بقيادة المغفور له بإذن هللا‬
‫ر‬ ‫بجانب كل الضباط‬
‫عىل حامد (أبو العوض)‪ .‬بعد تلك الضغوط اضطر النظام‬
‫سعادة اللواء محمد ي‬
‫الشموىل لوقف عمليات العدامات فيما استمر يف إبعاد وطرد كل‬
‫ي‬ ‫الرهان‬
‫ري‬
‫المخالفي لتوجهاته ولجأ يف بعض األحيان للتخلص من بعض الضباط بإرسالهم‬
‫ر‬
‫لمناطق العمليات والتخلص منهم هناك‪.‬‬
‫ظاهرة التعدد‬
‫منسون‬
‫ري‬ ‫الثان الذي تم اللجوء إليه كان خلق أجهزة عسكرية موازية قوامها‬
‫المسار ي‬
‫الشعت بات موازيا للجيش‪،‬‬
‫ري‬ ‫التنظيم وبالفعل تم تأسيس مؤسسات موازية‪ ،‬فالدفاع‬
‫المواىل للنظام‬ ‫ر‬
‫وحت جهاز األمن العام‬ ‫والشطة الشعبية باتت موازية ر‬
‫للشطة‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الشعت) والذي عرف اختصارا‬
‫ري‬ ‫خلقت له مؤسسة حزبية مماثلة أطلق عليها (األمن‬
‫باسم (أ‪.‬ش‪.).‬‬
‫‪505‬‬
‫ر‬
‫الت اتبعها النظام‬
‫باتت فكرة خلق تشكيالت عسكرية موازية أحد أساليب العمل ي‬
‫المباد يف كل رصاعاته وحروباته الداخلية‪ ،‬وشهدت هذه الفكرة تطويرا لعوامل‬
‫مختلفة باالنتقال لمرحلة المليشيات (القوات الصديقة بجنوب السودان) وتحولها‬
‫إىل (قوة دفاع جنوب السودان) أما يف دارفور فتحولت المليشيات ذات الطابع‬
‫القبىل إىل (قوات حرس الحدود) قبل أن تتطور الحقا إىل قوات الدعم الشي ع‪.‬‬
‫ي‬
‫تنبه الرئيس المخلوع خالل رصاعاته الداخلية مع بعض قيادات حزبه المحلول‬
‫ألهمية إحكام سيطرته عىل القوات النظامية األساسية والموازية‪ ،‬ولذلك تم إجراء‬
‫ر‬
‫المشيكة‪ ،‬وشهد‬ ‫الشعت لهيئة األركان‬ ‫تعديالت قانونية قضت بتبعية قوات الدفاع‬
‫ري‬
‫باليلمان‪ ،‬وأدخلوا تعديالت عىل‬ ‫هذا التعديل مقاومة من قبل بعض األطراف ر‬
‫ر‬
‫المشيكة‬ ‫الشعت وعدم تبعيته لهيئة األركان‬ ‫القانون تحافظ عىل استقاللية الدفاع‬
‫ري‬
‫ربيلمان النظام‪ ،‬لكن يف نهاية األمر تحققت توجيهات ورغبات رأس النظام وباتت‬
‫ر‬
‫المشيكة‪.‬‬ ‫هذه القوات تابعة لهيئة األركان‬
‫يف ذات الوقت فإن الرئيس المخلوع ولدوافع مرتبطة بالضاع أيضا أصدر مرسوما‬
‫جمهوريا نقل قيادة وتبعية قوات الدعم الشي ع من جهاز األمن والمخابرات إىل‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت ظلت هذه القوات تتبع لرئيس الجمهورية‪،‬‬
‫توفيها الحماية للرئيس‬
‫األساس من هذا الجراء هو ر‬
‫ي‬ ‫وكان الواضح أن الغرض‬
‫المخلوع يف حال ظهور أي نوايا لالنقالب عليه من قبل بعض األطراف داخل حزبه‬
‫والت كانت متمددة ومتغولة ف القوات المسلحة ر‬
‫والشطة وجهاز األمن‪ ،‬بخالف‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الحزن ككتائب الدفاع‬
‫ري‬ ‫سيطرتها عىل بقية األجهزة العسكرية الموازية ذات الطابع‬
‫الشعت يف‬ ‫الشعت ف المحليات‪ ،‬ومرابط ر‬
‫الشطة الشعبية‪ ،‬وعنارص األمن‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ري ي‬
‫مؤسسات الخدمة المدنية واألحياء‪.‬‬
‫المؤسسة العسكرية بعد أبريل ‪2019‬م‬

‫‪506‬‬
‫ثورن أكتوبر ‪1964‬م ومارس‪ /‬أبريل‬ ‫ر‬ ‫تعتي السمة األبرز للمؤسسة العسكرية بعد‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫واحيافيتها‪،‬‬ ‫‪1985‬م هو قوميتها ومهنيتها وعدم تسييسها‪ ،‬وحفاظها عىل تقاليدها‬
‫نوفمي‬
‫ر‬ ‫لنظام‬
‫ي‬ ‫وسيادة قوانينها المنظمة لها عىل أي إجراءات أو توجهات سياسية‬
‫‪1964‬م ومايو ‪1969‬م‪.‬‬
‫التعاط مع المؤسسة العسكرية بمكوناتها المختلفة (جيش‪،‬‬
‫ي‬ ‫هذا الوضع جعل‬
‫رشطة وأمن) يتم بشكل سلس ودون معوقات فيما عدا الحالة المرتبطة بجهاز أمن‬
‫الدولة بعد انتصار االنتفاضة يف أبريل ‪1985‬م بصدور قرار بحله نتيجة لمطالب‬
‫الجماهيية والشعبية عموما‪ ،‬والسياسية عىل وجه الخصوص‪ ،‬لكن من‬
‫ر‬ ‫الحركة‬
‫األوىل تنص‬
‫ي‬ ‫مرحلتي كانت‬
‫ر‬ ‫الضوري الشارة إىل أن إجراء الحل هذا تمرحل عىل‬
‫الشعت لهذا الجراء تم االنتقال لخيار‬
‫ري‬ ‫عىل إعادة هيكلة الجهاز وحينما تم الرفض‬
‫حل جهاز أمن الدولة‪.‬‬
‫األمت الذي نتج عن حل جهاز أمن الدولة مكن‬
‫ي‬ ‫الحقا أثبتت التجربة أن الفراغ‬
‫المجموعات الساعية لتقويض التجربة الديمقراطية من تنظيم صفوفها‬
‫الت أكدت أن‬ ‫ر‬
‫واالنقضاض عىل الديمقراطية‪ ،‬ولعل هذا من الدروس المستفادة ي‬
‫السياس ما لم تصاحبه رؤية مهنية فنية يف المسائل العسكرية يمكن أن رتيتب‬
‫ي‬ ‫القرار‬
‫ديسمي المجيدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫عليه تداعيات كارثية وخيمة‪ ،‬وهو ما تكرر الحقا بعد انتصار ثورة‬
‫حالة القوات المسلحة‬
‫ديسمي يف ‪ 11‬أبريل ‪2019‬م‬
‫ر‬ ‫عند العالن عن إسقاط النظام المدحور وانتصار ثورة‬
‫ر‬
‫الت قضت بإبعاد الفريق أول عوض ابنعوف‬
‫–بغض النظر عن التطورات الالحقة ي‬
‫لثالثي عاما عىل‬
‫ر‬ ‫اليهان‪ -‬فإن تركة النظام المدحور‬
‫وإحالل الفريق أول عبدالفتاح ر‬
‫مستوى القوات النظامية هو وجود جيش استطاع الصمود لقدر ما أمام محاوالت‬
‫ان)‪ ،‬لكنه‬
‫تحويله لمنظومة أيدولوجية بالكامل عىل نسق (الحرس الثوري الير ي‬
‫كبي وحرمانه من‬
‫بسبب الحروب الطوي لة المستمرة وانقطاعه عن العالم بشكل ر‬
‫‪507‬‬
‫ر‬
‫المشيك تأثرت كفاءاته وتراجعت‪ ،‬ورغم حدوث تطورات‬ ‫برامج التدريب والتسليح‬
‫األكي يف المنطقة‬
‫ر‬ ‫صناعية خالل العقود الثالثة إال أنه بالمقارنة بأوضاع الجيوش‬
‫يعتي فاقدا لمعدات التقنية والقتالية المرتبطة بالعمليات الجوية‪ ،‬ومنظومة‬
‫ر‬
‫اليية‪ ،‬فبسبب المقاطعة والحصار‬
‫الدفاعات الجوية والبحرية‪ ،‬والقطع الميكانيكية ر‬
‫وه منظومة تسليح‬ ‫ر‬
‫السوفيت (سابقا) ي‬
‫ي‬ ‫اتجه الجيش للتسليح رشقا من دول االتحاد‬
‫تق بالغرض لكنها ال تحدث أي نقلة نوعية خاصة يف حالة الحروب الخارجية‬‫ي‬
‫خارىح ألي سبب من األسباب‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫للتعامل مع أي عدوان‬

‫ر ي‬
‫أيديولوىح‬ ‫خوان) يف تحويل الجيش لفصيل‬
‫السالم ال ي‬
‫ي‬ ‫رغم عدم نجاح (التنظيم‬
‫عىل نسق (الحرس الثوري) إال أن وجود عنارصه وكوادره خاصة الضباط الذين تم‬
‫ا‬
‫اختالال ر‬
‫القوم‬
‫ي‬ ‫اسياتيجيا أثر سلبا عىل الدور‬ ‫الثالثي عاما أحدث‬
‫ر‬ ‫استيعابهم خالل‬
‫للجي ش بوجود تيار مؤثر مرتبط بفكر وتوجهات (التنظيم الحاكم) ومن خالل‬
‫ر‬
‫الت أجلت إعالن انحياز‬
‫وجودهم يف العديد من المواقع‪ ،‬ولعل هذا من األسباب ي‬
‫سبتمي ‪2013‬م أو الشهور الممتدة لثورة‬
‫ر‬ ‫الجيش للشعب سواء كان ذلك يف هبة‬
‫ديسمي المجيدة‪.‬‬
‫ر‬
‫قوات الدعم الشيـ ــع‬
‫ديسمي المجيدة عىل النظام المباد وجدت واقعا مختلفا عن‬
‫ر‬ ‫عند انتصار ثورة‬
‫التجارب السابقة يف أكتوبر ‪1964‬م ومارس‪/‬أبريل ‪1985‬م وهو وجود تعدد‬
‫الكالسيك الذي تم تأسيسه كقوة‬
‫ي‬ ‫للجيوش النظامية يف البالد‪ ،‬فبخالف الجيش‬
‫دفاع السودان يف الحرب العالمية وأصبح الحقا الجيش ثم قوات الشعب المسلحة‪،‬‬
‫وه نفسها تطور لصور‬
‫ظهرت بالمشهد قوة جديدة عرفت باسم (الدعم الشي ع) ي‬
‫أخرى‪ :‬بدأت كمليشيات قبلية مسلحة متحالفة مع القوات النظامية‪ ،‬ثم حرس‬
‫حدود تابع للجيش‪ ،‬ثم قوات الدعم الشي ع ضمن قوات هيئة العمليات التابعة‬
‫لجهاز األمن‪ ،‬لتصبح الحقا قوة مستقلة تابعة لرئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪508‬‬
‫اليجان كانت‬
‫ري‬ ‫سلت‪ .‬ي‬
‫فق الشق‬ ‫إيجان واآلخر ر ي‬
‫ري‬ ‫اتسمت هذه القوات بصفات بعضها‬
‫بمعت أنها لم تكن خاضعة لسيطرة (التنظيم) ولعل‬
‫ي‬ ‫(غي أيديولوجية)‬
‫تلك القوات ر‬
‫ر‬
‫ومناطق بناء عىل تطورها الالحق‬ ‫قبىل‬ ‫ذلك مصدره تشكيلها عىل أساس‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مساع (التنظيم) بالسيطرة عليها من خالل انتداب عدد من‬
‫ي‬ ‫والمستقبىل‪ ،‬ورغم‬
‫ي‬
‫اليية‪ ،‬إال أن تطورات‬
‫الضباط‪ ،‬ثم محاولة إذابتها بإرجاعها للجيش وتبعيتها للركان ر‬
‫األحداث المتسارعة أخرت هذه الخطوة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت دفعت قائد الدعم الشي ع النتقاد األوضاع‬
‫ه ي‬ ‫والياغماتية ي‬
‫السياس ر‬
‫ي‬ ‫الطموح‬
‫العامة بالبالد يوم ‪ 25‬ديسم ري ‪2018‬م عند وصول قواته لجنوب الخرطوم‪ .‬تزامن‬
‫التنىح‪ ،‬وأعلن يف ذلك‬
‫ي‬ ‫هذا اليوم مع أول موكب للقض الجمهوري لتسليم مذكرة‬
‫وتيأ يف مقابالت إعالمية‬
‫نق ر‬
‫الخطاب عدم تصدى قواته للمتظاهرين‪ ،‬وسبق أن ي‬
‫سبتمي ‪2013‬م‪ .‬كان هذا الموقف هو األول‬ ‫من ر‬
‫اشياك قواته يف قتل المتظاهرين يف‬
‫ر‬
‫الت جاهرت بتحديد موقفها من األحداث الجارية‪ ،‬ونتيجة‬ ‫ر‬
‫ربي القوات النظامية ي‬
‫الليام قائد قوات الدعم الشي ع بموقفه وعدم مشاركة قواته يف التصدي ألي‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫تظاهرات ر‬
‫حت سقوط النظام فإن هذا األمر رفع أسهمه وخلق له قبوال شعبيا‪ ،‬وفتح‬
‫الطريق أمام استيعابه ضمن المعادلة السياسية باعتباره من ضمن القوات النظامية‬
‫ر‬
‫الت انحازت للثورة‪.‬‬
‫ي‬
‫تعتي أهم السلبيات المرتبطة بالدعم الشي ع هو تأسيسها وتشكيلها عىل أساس‬
‫ر‬
‫وبالتاىل فإن هذه‬
‫ي‬ ‫قبىل عشائري‪ ،‬وهو أمر مرتبط بطبيعة تأسيس هذه القوات‪،‬‬ ‫ي‬
‫القوات افتقدت لصفة (القومية)‪.‬‬
‫والي ر يف‪ ،‬وهو‬
‫السلبية الثانية مرتبطة بغياب القواعد الخاصة باالستيعاب والتدريب ر‬

‫ما أدى لتوزي ع رتب عسكرية دون أسس ومؤهالت‪ ،‬ومن الضوري الشارة إىل أن‬
‫هذا األمر لم يكن وليد تجربة الدعم الشي ع‪ ،‬ولكن سبقته تجارب أخرى كالقوات‬
‫وتنتىه‬
‫ي‬ ‫الميدان‪،‬‬
‫ي‬ ‫الصديقة بجنوب السودان‪ ،‬حيث اقتضت تلك الرتب عىل العمل‬
‫‪509‬‬
‫بنهاية المهمة الميدانية‪ ،‬وال يجوز استخدامها خارج نطاق مناطق العمليات‪ ،‬وال‬
‫تعتي رتبة رسمية‪ ،‬والحقا يف تجربة حرس الحدود فتح الباب عىل مضاعيه لمنح‬
‫ر‬
‫ر‬
‫والت تم استخدامها خارج نطاق مناطق العمليات‪.‬‬
‫الرتب العسكرية ي‬
‫ه أحد الجوانب المعقدة والمتمثلة يف حصول الدعم الشي ع‬
‫تعتي السلبية الثالثة ي‬
‫ر‬
‫عىل موارد مالية واقتصادية ضخمة يف إطار تمويل أنشطته بعيدا عن خزينة الدولة‪،‬‬
‫بلغت ذروتها يف االستفادة من عمليات التنقيب عن الذهب‪ .‬وهذا األمر مدد الدعم‬
‫كبي‪ ،‬وتمكن الحقا بفضل تلك الموارد‬
‫ماىل واقتصادي ر‬
‫الشي ع من قوة قتالية لمركز ي‬
‫الكبية الواقعة تحت يده من تمويل فعاليات خارج السياق العسكري غلبت‬
‫ر‬ ‫المالية‬
‫عليها الطبيعة السياسية والعالمية والدعائية‪.‬‬
‫أتاحت مشاركة الدعم الشي ع يف الحرب اليمينية ضمن تشكيالت قوات عاصفة‬
‫الحزم خلق صالت عسكرية واقتصادية وسياسية لقادة الدعم الشي ع وجعلتهم‬
‫فعليا جزءا من التقاطعات السياسية القليمية‪ ،‬وتطور هذا األمر ليتيح للدعم‬
‫عي قنوات اتصاله الخاصة المستقلة عن مؤسسات الدولة عىل‬
‫الشي ع التحرك ر‬
‫الدبلوماس‪ ،‬ونتيجة لغياب التنسيق والتحرك المستقل بشكل منفرد فإن‬
‫ي‬ ‫الصعيد‬
‫وف أحيان متضاربة‬
‫تلك التحركات بدت متسقة مع التوجهات الخارجية للسودان‪ ،‬ي‬
‫معها‪ ،‬هذا إذا لم تكن متعارضة معها بشكل كامل كما حدث يف زيارة موسكو قبل‬
‫الحرب الروسية‪ /‬األوكرانية مؤخرا‪.‬‬
‫وضع الشطة‬
‫الشموىل‬ ‫الرهان‬ ‫للشطة فإن حصيلة العقود الثالثة من حكم النظام‬ ‫بالنسبة ر‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫الت صممها النظام‬‫ر‬
‫القواني القمعية ي‬
‫ر‬ ‫أساس يف تنفيذها رليسانة من‬
‫ي‬ ‫تلخصت بشكل‬
‫المواطني باعتبار أن الغرض‬
‫ر‬ ‫وبي‬
‫المدحور خلقت جفوة وعداء شديدين بينها ر‬
‫القواني السائدة ألحد‬
‫ر‬ ‫وعي‬ ‫القواني كان تحويل ر‬
‫الشطة ر‬ ‫ر‬ ‫األساس لتلك‬ ‫والهدف‬
‫ي‬
‫أدوات القمع المستخدمة والموظفة من قبل النظام لقمع أي فعل أو أنشطة تمثل‬
‫‪510‬‬
‫وف‬ ‫ر‬
‫سغ النظام المباد لتوسعة انتشار الشطة‪ ،‬ي‬ ‫وف إطار ي‬
‫تهديدا للسلطة القائمة‪ ،‬ي‬
‫ظل تدن المرتبات وتحولها لوظيفة طاردة فقد قام بفتح أبواب االنضمام ر‬
‫للشطة‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت كانت تشيط خلو الصفحة الجنائية ألي‬ ‫ر‬
‫بمخالفة قواعد االستيعاب السابقة ي‬
‫للشطة من السوابق الجنائية‪ ،‬وللسف الشديد‬ ‫من العنارص الراغبة ف االنضمام ر‬
‫ي‬
‫الشطة أصحاب سوابق‪ ،‬وهذا ما قد يفش بعض الظواهر المنسوبة‬ ‫تسلل لجهاز ر‬

‫المواطني أو شقة مقتنياتهم خاصة خالل‬


‫ر‬ ‫لبعض أفراد ر‬
‫الشطة بالتعدي عىل‬
‫ر‬
‫واالعياف بها‬ ‫مواكب مقاومة انقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬وهذه حقائق يجب القرار‬
‫للتعاط مع وحل هذه المشاكل‪.‬‬
‫ي‬ ‫كمدخل‬
‫والسياس يف عمل‬
‫ي‬ ‫األمت‬
‫ي‬ ‫القواني تلك بالضافة للتدخل‬
‫ر‬ ‫النتيجة األساسية رليسانة‬
‫مواطني‪ ،‬واالفتقار‬
‫ر‬ ‫قواني عدوانية عىل ال‬
‫ر‬ ‫الشطة سواء يف الجراءات‪ ،‬ثم تطبيق‬ ‫ر‬

‫ط وكيفية تعامله مع المواطن تنفيذا لشعار‬ ‫ر‬


‫للتدريب المناسب حول واجبات الش ي‬
‫(الشطة يف خدمة الشعب)‪ ،‬وفاقم من هذا االختالل ما رأشنا إليه‬ ‫هذه المؤسسة ر‬

‫تعيي أي شخص يف‬ ‫األساس لكمال ر‬ ‫الشط‬‫سابقا بتعمد النظام المدحور إغفال ر‬
‫ي‬
‫الجنان من السوابق‪ ،‬بالضافة الستخدام زي ها من قبل‬ ‫الشطة بخلو صفحة سجله‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫المواطني أبرزها‬
‫ر‬ ‫للشطة قاموا بارتكاب جرائم يف حق‬ ‫جهات أو أفراد ال يتبعون ر‬

‫سبتمي ‪2013‬م‪ ،‬فإن جميع تلك الممارسات انتهت‬


‫ر‬ ‫مقتل الشهداء إبان انتفاضة‬
‫كبية ما ربي الشعب ر‬
‫والشطة‪.‬‬ ‫لتأسيس عالقة عدائية ر‬
‫جهاز األمن‬
‫ر‬
‫المباش لجهاز األمن والمخابرات تجاه الملفات السياسية وانغماسه‬ ‫نظرا للتعامل‬
‫مسم (جهاز أمن الثورة) ثم‬
‫ي‬ ‫منذ تأسيسه بعد انقالب ‪ 30‬يونيو ‪1989‬م تحت‬
‫ا‬
‫تطوراته الالحقة كجهاز للمن العام وصوال لشكله عند سقوط النظام المباد كجهاز‬
‫الداخىل‬
‫ي‬ ‫الوطت والمخابرات‪ ،‬حيث توضح التسمية اختصاصه بمهام األمن‬ ‫ي‬ ‫للمن‬

‫ر ي‬
‫والخارىح‪ ،‬فإن التعامل مع هذا الجهاز تمازج ما ربي المطالبة ب (حله) باعتباره أداة‬
‫‪511‬‬
‫سياسية شكلها النظام المباد ووظفها يف مجال محاربة المكونات السياسية وتحول‬
‫الطالن أو‬
‫ري‬ ‫السياس مع عنارص النظام عىل المستوي‬
‫ي‬ ‫ألحد أدوات ترجيح الضاع‬
‫لنقان‪ ،‬وما ربي وجهة نظر أخرى سعت لتجنب تكرار خطأ حل جهاز أمن الدولة‬
‫ا ري‬
‫األمت الذي نتج عن هذه الخطوة‬
‫ي‬ ‫بعد انتصار ثورة مارس‪ /‬أبريل ‪1985‬م والفراغ‬
‫واالستفادة من تجارب ثورات أخرى كالثورة الشعبية اليرانية ضد الشاه –قبل‬
‫والخميت‪ -‬بالحفاظ عىل جهاز األمن (السافاك) والعمل عىل‬
‫ي‬ ‫المالىل‬
‫ي‬ ‫ابتالعها من‬
‫غي الراغبة يف العمل لصالح الوضع‬
‫تطويره بتقليص صالحياته وإبعاد العنارص ر‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫االنتقاىل أو المعيقة له‪ ،‬وإبعاد جهاز األمن نهائيا من األنشطة ذات الطابع‬
‫ي‬
‫المباش بالعمل داخل األحزاب أو النقابات أو الطالب أو مراقبة العالم واقتصار‬‫ر‬

‫التحفط وعدم وجود‬


‫ي‬ ‫سلطاته عىل تجميع وتحليل المعلومات‪ ،‬ومنع االعتقال‬
‫قوات قتالية تابعة لجهاز األمن‪.‬‬
‫البعد االقتصادي‬
‫السياس لجهاز األمن والمخابرات عند سقوط النظام يف‬
‫ي‬ ‫بجانب االرتباط والدور‬
‫أبريل ‪2019‬م‪ ،‬برزت تعقيدات إضافية أولها تغوله وتمدده وسيطرته الفعلية عىل‬
‫المناىح‪ ،‬وتحكمه الكامل فيها بشكل بات فيها جهاز‬
‫ي‬ ‫مفاصل العمل بالدولة يف جميع‬
‫الثان كان‬
‫األمن والمخابرات هو الجهة الفعلية الحاكمة والمسيطرة عىل البالد‪ ،‬األمر ي‬
‫وتنام الشبكات االقتصادية التابعة لجهاز األمن والمخابرات بداية بالصناعات‬
‫ي‬ ‫تمدد‬
‫الدفاعية ثم رشكات األنشطة المتعددة‪ ،‬وانخراطه فعليا يف األنشطة ذات الصلة‬
‫وشوعه فعليا يف احتكار أنشطة لصالحه وتم كل ذلك بمنح‬ ‫بالصادر والوارد ر‬

‫الماىل للدولة‬
‫ي‬ ‫كبية ألنشطة غلب عليها أنها خارج النظام‬
‫إعفاءات واستثناءات ر‬
‫ورقابة المراجع العام‪.‬‬
‫بعد سقوط النظام المباد آلت مؤسسات الشبكات االقتصادية التابعة لجهاز األمن‬
‫ه (االتجاهات األربعة) المرتبطة‬
‫والمخابرات للجيش ومن ربي تلك المؤسسات ي‬
‫‪512‬‬
‫ر‬
‫المواس واللحوم إىل عدد من الدول‪ ،‬والبنية التحتية المرتبطة بهذه‬ ‫بتصدير‬
‫ي‬
‫الت تمت إعادة تأهيلها‪ .‬وشهدت تلك الحقبة تمددا‬‫ر‬
‫الصناعة كالمسالخ القومية ي‬
‫لمنظوم ة الصناعات الدفاعية بضم مؤسسات واستثمارات ذات صلة بالحزب‬
‫(سي) للغالل‪ ،‬ونتج عن هذا األمر‬
‫المحلول وواجهاته وعىل رأسها (زادنا) ومطاحن ر‬
‫توسع مجاالت وأنشطة المؤسسات االقتصادية التابعة لمنظومة الصناعات‬
‫الدفاعية‪.‬‬
‫التعقيدات المرتبطة ر‬
‫بالشكات واالستثمارات االقتصادية للقوات النظامية سواء‬
‫تعتي ذات نشاط‬ ‫كانت للجيش أو الدعم الشي ع –توجد رشكات تابعة ر‬
‫للشطة لكنها ر‬
‫الكبية‬
‫ر‬ ‫اقتصادي محدود للغاية مقارنة بالجهات المذكورة سابقا‪ -‬بالنظر للعائدات‬
‫لبعضها المرتبط بإنتاج الذهب أو مقارنة بحجم العفاءات الممنوحة لجزء منها‬
‫ا‬
‫المعط أضاف عامال‬
‫ي‬ ‫وعدم مساهمتها يف اليرادات العامة للخزينة العامة‪ ،‬فإن هذا‬
‫مصي وأيلولة تلك‬
‫ر‬ ‫والمدنيي حول‬
‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫جديدا يف الضاع والخالف ربي‬
‫المؤسسات والمطالبة بالتبعية لوزارة المالية‪.‬‬
‫نتائج استبعاد دور العسكريي‬
‫والتغيي ارتكبت خطأ فادحا منذ بداية عملية التفاوض بعدم‬
‫ر‬ ‫أعتقد أن قوى الحرية‬
‫السابقي الموجودين ضمن أطراف ومنظومات قوى الحرية‬
‫ر‬ ‫بالعسكريي‬
‫ر‬ ‫االستعانة‬
‫والتغيي من مختلف األحزاب والجهات‪ ،‬حيث كان يمكن االستعانة بهم ضمن الوفد‬
‫ر‬
‫حت االستعانة بهم كمستشارين للفريق‬ ‫ر‬
‫المباش لعملية التفاوض‪ ،‬أو ر‬ ‫التفاوض‬
‫ي‬
‫التفاوض خاصة يف الجوانب ذات الصلة بالجوانب الفنية المرتبطة بالجوانب‬
‫ي‬
‫العسكرية مع عدم إغفال جوانب أخرى ذات صلة بإقناع المكون العسكري‪ ،‬ومن‬
‫اط‬ ‫ر‬
‫خالل ما هو متوفر من معرفة أو أرضية مشيكة بأهمية تعزيز االنتقال الديمقر ي‬
‫واعتبار القوات النظامية والجيش مساهما يف هذا االنتقال‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫ه المرتبطة بوضعية القوات‬ ‫ر‬
‫أثيت خالل المفاوضات ي‬
‫الت ر‬
‫من ربي أبرز القضايا ي‬
‫النظامية بمكوناتها المختلفة وعالقتها بالمؤسسات الدستورية وإجراءات وخطط‬
‫ومراحل إصالح األجهزة العسكرية والقوات النظامية حيث توجد سوابق تاريخية‬
‫تناولت هذه القضايا –رغم اختالف الظروف‪ -‬لكنها تصلح كسابقة للتأسيس عليها‪-‬‬
‫كثيا من المزالق‬
‫وبكل تأكيد فإن التنبه لمواضع القصور تلك كان سيجنب البالد ر‬
‫والمطبات والمغامرات والكوارث وعىل رأسها انقالب ‪ 25‬أكتوبر وتوابعه‪.‬‬
‫ر‬
‫المشيك‪ ،‬وهو ما أنتج عالقة‬ ‫ما رأشنا إليه أعاله أحدث تباعدا يف أرضية التفاهم‬
‫المدن والعسكري‪ ،‬وجعل المنهج المتبع بينهما هو‬ ‫المكوني‬
‫ر‬ ‫وشاكة (عدائية) ربي‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وف هذا السياق فإن‬ ‫ر‬
‫(توظيف النصوص وعض األصابع يف الظالم واليبص)‪ ،‬ي‬
‫نصوص الوثيقة الدستورية المرتبطة بوضعية القوات النظامية وإصالحها مثلت‬
‫المنخرطي بالحرية والتغي ري‪ ،‬وعدم االستعانة‬ ‫اليجمة الفعلية لبعاد العسكري ري‬‫ر‬
‫ر‬
‫الطرفي ر‬
‫حت تفجرها بشكلها العنيف يف فجر ‪ 25‬أكتوبر‬ ‫ر‬ ‫بهم والعالقة العدائية ربي‬
‫‪2021‬م‪.‬‬
‫طرفي أولهما قوى‬
‫ر‬ ‫نجد أن الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م أسست ر‬
‫لشاكة ربي‬
‫االنتقاىل تحت‬
‫ي‬ ‫والتغيي وثانيهما النسخة الجديدة من المجلس العسكري‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫مسم (المكون العسكري)‪ ،‬وطبقا لذلك تقلص المجلس العسكري الموقع عىل‬
‫ي‬
‫الوثيقة الدستورية المكون من (‪ )7‬أعضاء إىل (‪ )5‬أعضاء باتوا أعضاء بمجلس‬
‫السيادة وأصبح العضو السادس وزيرا للدفاع فيما خرج العضو السابع من المشهد‬
‫كليا‪.‬‬
‫اإلصالح يف الوثيقة الدستورية‬
‫نصت الوثيقة الدستورية يف المادة (‪ )8‬الخاصة بمهام المرحلة االنتقالية يف البند‬
‫اآلن‪( :‬وضع برنامج إصالح أجهزة الدولة خالل ر‬
‫الفتة االنتقالية‬ ‫ر‬
‫(‪ )12‬منها عىل ي‬
‫بصورة تعكس استقالليتها وقوميتها وعدالة توزيـ ــع الفرص فيها دون المساس‬
‫‪514‬‬
‫بشوط األهلية والكفاءة‪ ،‬عل أن تسند مهمة إصالح األجهزة العسكرية‬
‫للمؤسسات العسكرية وفق القانون)‪ ،‬ونجد المادة ‪ )1( 15‬نصت عىل ترشيح‬
‫وزيري الدفاع والداخلية من قبل األعضاء العسكريي بمجلس السيادة‪.‬‬
‫أشارت المادة (‪ )35‬من الوثيقة الدستورية يف البند (‪ )1‬منها (القوات المسلحة‬
‫وقوات الدعم الشيـ ــع مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن ولسيادته‬
‫وتتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطة السيادية) فيما نص البند‬
‫(‪ )2‬من ذات المادة (ينظم قانون القوات المسلحة وقانون الدعم الشيـ ــع عالقة‬
‫المؤسسة العسكرية بالسلطة التنفيذية)‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ )36‬ف البند (‪ )1‬منها (قوات ر‬
‫الشطة قوات نظامية قومية لنفاذ‬ ‫ي‬
‫القانون‪ ،‬وتختص بحفظ األمن وسالمة المجتمع‪ ،‬وتخضع لسياسات وقرارات‬
‫السلطة التنفيذية وفق القانون)‪.‬‬
‫أما البند (‪ )2‬من ذات المادة فينص عىل‪( :‬ينظم قانونا الشطة والقوات المسلحة‬
‫عالقة الشطة بالسلطة السيادية)‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ ) 37‬من الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م (جهاز المخابرات العامة‬
‫الوطن وتقترص مهامه عل جمع المعلومات وتحليلها‬
‫ي‬ ‫نظام يختص باألمن‬
‫ي‬ ‫جهاز‬
‫وتقديمها للجهات المختصة ويحدد القانون واجباته ومهامه ويخضع للسلطتي‬
‫السيادية والتنفيذية وفق القانون)‪.‬‬
‫بالعودة لنصوص الوثيقة الدستورية بخالف المشار إليها أعاله ذات الصلة‬
‫االنتقاىل‬
‫ي‬ ‫االنتقاىل ومجلس الوزراء‬
‫ي‬ ‫بسلطات وصالحيات كل من مجلس السيادة‬
‫يغ نجد أن المادة ‪ )1( 11‬من الوثيقة الدستورية نصت عىل‬ ‫ر‬
‫والمجلس التش ي‬
‫(مجلس السيادة هو رأس الدولة ورمز سيادتها ووحدتها وهو القائد األعل‬
‫للقوات المسلحة وقوات الدعم الشيـ ــع والقوات النظامية األخرى‪ ،‬ويتكون‬
‫االنتقاىل وقوى الحرية والتغيت)‪.‬‬
‫ي‬ ‫بالتوافق بي المجلس العسكري‬
‫‪515‬‬
‫أشارت المادة (‪ )74‬من الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م (باستثناء السلطات‬
‫والصالحيات الممنوحة لمجلس السيادة بموجب هذه الوثيقة الدستورية‪،‬‬
‫تؤول كل سلطات وصالحيات رئيس الجمهورية ذات الطبيعة التنفيذية الواردة‬
‫يف أي قانون ساري لرئيس الوزراء)‪.‬‬
‫الحقيق ر‬
‫لتعي وتعطل عملية إصالح‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تشح هذه النصوص بشكل واضح السبب‬
‫ي‬
‫ه‬
‫القواني أصبحت مهمة إصالح األجهزة العسكرية ي‬
‫ر‬ ‫القوات النظامية‪ ،‬فبنصوص‬
‫سلطة حضية من اختصاص المؤسسات العسكرية‪ ،‬وبالعودة ألحكام الوثيقة‬
‫نفسها‪ ،‬ال نجد أي نص يجعل هذا الجراء متابع أو مراقب من قبل أي جهة من‬
‫يعتي وفقا ألحكام المادة ‪11‬‬
‫الجهات سواء كانت تلك الجهة مجلس السيادة –الذي ر‬
‫(‪ )1‬هو القائد األعىل لكل القوات النظامية‪ -‬أو مجلس الوزراء أو ر‬
‫حت المجلس‬
‫االنتقاىل يف حال تكوينه‪.‬‬ ‫يغ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫التش ي‬
‫عند االطالع عىل نصوص الوثيقة الدستورية نجدها أغلقت ر‬
‫حت النافذة الوحيدة‬
‫لمتابعة هذا األمر من خالل منح المكون العسكري بمجلس السيادة لسلطة ترشيح‬
‫وبالتاىل فإن كل الجراءات ذات الصلة بإصالح المؤسسات‬
‫ي‬ ‫وزيري الدفاع والداخلية‪،‬‬
‫العسكرية باتت فعليا خارج سلطة أو متابعة أي من مؤسسات الحكم المختلفة‪.‬‬
‫إجراءات مضادة لإلصالح‬
‫يف ظل هذا الغياب الكامل تمت إجراءات وترتيبات داخلية يف جوانب متعددة‬
‫قواني القوات‬ ‫واليقيات وأخرى بتعديالت‬‫بعضها مرتبطة بالحالة للتقاعد ر‬
‫ر‬
‫النظامية اتضح أن بعضها كان مخالفا ر‬
‫حت لمبدأ الحصانات الجرائية‪ ،‬ومبدأ سيادة‬
‫أحكام القانون‪ ،‬كتعديل قانون القوات المسلحة لسنة ‪2021‬م بموجب المرسوم‬
‫سبتمي ‪2021‬م من قبل‬
‫ر‬ ‫الدستوري رقم (‪ )14‬لسنة ‪2021‬م والصادر بتاري خ ‪27‬‬
‫رئيس مجلس السيادة بتعديل المادة (‪ )33‬من القانون بإضافة فقرة جديدة بالرقم‬
‫(‪.)5‬‬
‫‪516‬‬
‫منح هذا التعديل الضب اط من رتبة الفريق فما فوق حصانة تمنع اتخاذ أي إجراءات‬
‫المدن عن أي فعل يشكل جريمة وقعت أثناء أو‬
‫ي‬ ‫قانونية يف مواجهتهم أمام القضاء‬
‫بسبب تنفيذه ألوامر قانونية بسبب أداء وظيفته‪ ،‬وعدم جواز محاكمته إال بإذن من‬
‫القائد األعىل للقوات المسلحة أو من يفوضه‪.‬‬
‫يمثل التعديل المشار إليه بقانون القوات المسلحة تعديل ‪2021‬م نموذجا للنتائج‬
‫الميتبة عىل انفراد المكون العسكري وهيمنته الكاملة عىل عملية الصالح‬ ‫ر‬

‫وغي خاضعة لرقابة أو متابعة أي جهة‪،‬‬ ‫ر‬


‫والت ظلت بعيدة عن األضواء ر‬
‫العسكري ي‬
‫وف أحيان عديدة أظهرت دوافع متعارضة كليا من فكرة إصالح القوات النظامية‪.‬‬
‫ي‬
‫بخالف الجوانب الخاصة بتكريس كل عمليات إصالح المؤسسة العسكرية يف يد‬
‫كبيا‬
‫العسكريي‪ ،‬نجد أن النصوص المرتبطة بتبعية القوات النظامية أحدثت قدرا ر‬
‫ر‬
‫المدن يف مجلس‬
‫ي‬ ‫من الرباك واألزمات ربي المكون العسكري وأطراف المكون‬
‫المدنيي (يوليو ‪2020‬م)‪ ،‬وهذا وضع‬
‫ر‬ ‫السيادة والحكومة‪ ،‬والحقا بعد تكليف الوالة‬
‫مختل ومربك وصل حد توجيه االتهامات لبعض قادة أفرع القوات النظامية‬
‫بالعاصمة أو الواليات بتعمد خلق السيولة األمنية واألزمات االقتصادية والتساهل‬
‫الوطت المحلول‬
‫ي‬ ‫–بل وصلت حد االتهام باالنخراط‪ -‬يف أنشطة حزب المؤتمر‬
‫لمرض‬
‫ٍ‬ ‫اط‪ .‬جميع تلك المظاهر كانت عرضا‬
‫ومساعيه لتقويض االنتقال الديمقر ي‬
‫والتعاط مع الملف‬ ‫يكي جراء عالقتهم العدائية‬ ‫تنام‪ ،‬وتزايد التوتر ربي ر‬
‫الش ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السابقي‪.‬‬
‫ر‬ ‫بالعسكريي‬
‫ر‬ ‫العسكري دون دراية أو معرفة‪ ،‬وعدم االستعانة‬
‫ملف المفصولي‬
‫المفصولي تعسفيا من‬
‫ر‬ ‫يضاف لما ذكرناه سابقا التلكؤ والتباطؤ يف معالجة ملف‬
‫الخدمة العسكرية والمنصوص عليها ضمن مهام المرحلة االنتقالية وفقا للمادة ‪8‬‬
‫(‪ ) 6‬من الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م‪ ،‬ولم تتجاوز الجراءات الخاصة بمعالجة‬
‫تحسي معاشات أو ترقيات‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا من الخدمة العسكرية سوى‬
‫ر‬ ‫ملف‬
‫‪517‬‬
‫تبتي ألعىل عىل أحسن تقدير‪ ،‬دون أن يتضمن ذلك خيار العودة للخدمة‬
‫لرتبة أو ر ر‬
‫اغبي يف العودة للخدمة حسب أقدميتهم‪.‬‬
‫للقادرين والر ر‬
‫المفصولي تعسفيا من‬
‫ر‬ ‫عند مقارنة تطبيق الجراءات الخاصة بمعالجة قضايا‬
‫مفصولي أصدرت‬
‫ر‬ ‫الخدمة المدنية نجد أن اللجنة المكلفة بمعالجة ملفات أولئك ال‬
‫تحسي الدرجة الوظيفية والمعاش‪ ،‬أو‬
‫ر‬ ‫قرارات متنوعة شملت الرجاع للخدمة‪ ،‬أو‬
‫ر‬
‫حت رفض قبول بعض الطلبات‪ ،‬وتم هذا الجراء من قبل لجنة دائمة مشكلة من‬
‫ر‬
‫الت نظرت يف ملفات‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬وبغض النظر حول االتفاق مع عمل اللجنة ي‬
‫المفصولي تعسفيا من الخدمة المدنية‪ ،‬لكن ما يحسب لها إصدارها قرارات حققت‬
‫ر‬
‫المفصولي الذين لم يصلوا سن المعاش‬ ‫ر‬
‫حقيق‪ ،‬عىل رأسها إرجاع‬ ‫رد االعتبار بشكل‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫للعمل مرة أخرى حسب درجاتهم الوظيفية حسب درجات أقرانهم الموجودين‬
‫اثني فعليا رييتب عليه تكريس لظلم الفصل وإضافة‬
‫بالخدمة‪ ،‬ألن إضافة درجة أو ر‬
‫ظلم جديد بالحرمان من التساوي مع األنداد المستمرين ر‬
‫حت اآلن‪.‬‬
‫الممسكي به‬
‫ر‬ ‫السابقي من هذا الملف جعل‬
‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫كما ذكرنا سابقا فإن إبعاد‬
‫المفصولي تعسفيا للخدمة مجددا حسب أقدمياتهم‬
‫ر‬ ‫ملمي بأهمية إرجاع‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫ر‬
‫اغبي يف العودة للخدمة مجددا‪ ،‬فطبيعة تركيبة المؤسسة العسكرية‬
‫للقادرين والر ر‬
‫وبالتاىل فإن استيعاب عنارص معادة يف درجات‬
‫ي‬ ‫أس‪،‬‬
‫النظامية تقوم عىل شكل ر ي‬
‫مختلفة سيحدث توازنا مهما‪ ،‬ويسهم يف تحويل المؤسسة العسكرية –سواء كانت‬
‫أكي ر‬
‫احيافية وقومية‪،‬‬ ‫قوات مسلحة أو رشطة أو جهاز أمن ومخابرات‪ -‬لشكل ر‬

‫الخوان لثالثة عقود‪.‬‬


‫ي‬ ‫السالم‬
‫ي‬ ‫السياس الناتج عن هيمنة التنظيم‬
‫ي‬ ‫التأثي‬
‫ر‬ ‫وتقليل‬
‫عملية إعادة االستيعاب والعادة للخدمة ستساعد بشكل ملموس يف تشكيل‬
‫العقيدة الجديدة للقوات النظامية القائمة عىل ر‬
‫االليام بواجباتها الدستورية وحماية‬
‫لسودانيي‬
‫ر‬ ‫اط‪ ،‬باعتباره يمثل رغبة ا‬
‫األرض والشعب ونظام حكمه الديمقر ي‬

‫‪518‬‬
‫تسغ لتهديد البالد‬
‫ي‬ ‫والسودانيات وخيارهم يف كيف يحكموا‪ ،‬والتصدي ألي محاولة‬
‫والعباد وتقوض الدستور‪.‬‬
‫إن تأسيس القوات النظامية عىل هذه األسس الجديدة ر‬
‫سييتب عليها إعادة الثقة‬
‫ر‬
‫المشيك يف‬ ‫ر‬
‫المشيكة وإسهامها‬ ‫ما ربي الشعب وقواته النظامية وتكامل أدوراهما‬
‫الثان وإعانته عىل أداء مهامه بالوجه األكمل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وتمتي الطرف‬
‫ر‬ ‫تقوية‬
‫وسيفض‪ -‬لبعاد القوات النظامية‬‫يفض –‬ ‫اط أن‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أحد أهم شوط االنتقال الديمقر ي‬
‫والجيش من الحياة السياسية بشكل كامل‪ ،‬ولتحقيق هذا األمر فإنه يتطلب إعادة‬
‫وف ظل‬
‫بناء القوات النظامية مجتمعة من القمة قبل القاعدة‪ ،‬ولتحقيق هذا األمر ي‬
‫عدم إمكانية اللجوء لخيار التعيينات السياسية‪ ،‬فيجب أن يتم هذا األمر من خالل‬
‫اغبي يف‬
‫المفصولي تعسفيا من الخدمة العسكرية القادرين والر ر‬
‫ر‬ ‫استيعاب وإرجاع‬
‫العمل مجددا من الضباط وضباط الصف مرة أخرى‪ ،‬واستيعابهم داخل تلك‬
‫القوات النظامية بما يف ذلك إعادة توزيعهم ربي القوات النظامية المختلفة يف حال‬
‫الرغبة ف العمل بتلك القوات النظامية األخرى رشيطة استيفاء ر‬
‫الشوط والضوابط‬ ‫ي‬
‫المعت‪.‬‬
‫ي‬ ‫الالزمة والمالئمة المطلوبة لالنضمام للفرع‬
‫الداخل‬
‫ي‬ ‫غياب جهاز األمن‬
‫تعتي من‬
‫ر‬ ‫من المهم االستدالل بتجربة أخرى إضافية خالل المرحلة االنتقالية‬
‫الداخىل) والذي تم التعامل‬
‫ي‬ ‫وه المرتبطة بتكوين (جهاز األمن‬
‫الفرص الضائعة‪ ،‬ي‬
‫عسكريي‬ ‫مختصي‬ ‫أكي من نقاشها من قبل‬‫معه بوصفه قضية سياسية وقانونية ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫لتعريف وتحديد كيفية تكوين الجهاز ومهامه‪ ،‬ووضع أسس استيعاب العنارص‬
‫ملي بالخدمة أو خارجها‪.‬‬
‫وترشيحها‪ ،‬سواء كانوا من العا ر‬
‫نتيجة هذا االنفراد هو التلكؤ يف تكوين هذا الجهاز والذي كان بإمكانه أن يلعب دورا‬
‫اط الذي واجه التآمر دون (أنياب) فبات‬
‫إيجابيا يف تعزيز حماية االنتقال الديمقر ي‬
‫عي انقالب عسكري‬ ‫ر‬
‫بال درع أو سيف فسهل افياسه فجر ‪ 25‬أكتوبر بكل سهولة ر‬
‫‪519‬‬
‫لو ج وبه بمقاومة من أي وحدات نظامية بالضافة للمقاومة الشعبية الباسلة‬
‫األوىل‪.‬‬ ‫المستمرة ر‬
‫حت يومنا هذا لتداع وانهار يف ساعاته‬
‫ي‬
‫عمليات الدمج والتشيـ ــح‬
‫الثان لعادة هيكلة القوات النظامية المختلفة‪ ،‬وتشكيلها بشكل يجعلها‬
‫ي‬ ‫المدخل‬
‫األيديولوىح ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الميمت كان استكمال‬ ‫ر ي‬ ‫واحيافية ويخرجها من الطار‬ ‫أكي قومية‬
‫منسون قوات حركات الكفاح‬ ‫الت ر‬
‫سييتب عليها إدخال‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫عمليات الدمج والتشي ح ي‬
‫يعت‬
‫المسلح والدعم الشي ع ضمن منظومة القوات النظامية الموحدة‪ ،‬وهو ما كان ي‬
‫ر‬
‫الت تم غرسها ورعايتها خالل‬ ‫ر ي‬
‫األيديولوىح ي‬ ‫عمليا تقليل وتفكيك للعقيدة ذات الطابع‬
‫العقود الثالثة الماضية‪ ،‬وفتح الطريق أمام تشكيل جديد لهذه القوات النظامية عىل‬
‫أساس عقيدة جديدة‪.‬‬
‫قامت مؤسسات الحكم االنتقاىل بالتوقيع عىل اتفاقي ر‬
‫لليتيبات األمنية ضمن‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫بروتوكوالت اتفاق سالم جوبا‪.‬‬
‫بالمنطقتي والمكون من أربعة فصول‬ ‫أولهما هو اتفاق ر‬
‫اليتيبات األمنية النهائية‬
‫ر‬
‫تناولت ترتيبات وقف إطالق النار الدائم‪ ،‬ونزع السالح والتشي ح وإعادة الدمج‪،‬‬
‫وإجراءات وقواعد الدمج‪ ،‬وإصالح وتطوير وتحديث المؤسسة العسكرية واألمنية‪،‬‬
‫ونصت المادة ‪ )1( 80‬من االتفاقية عىل أن ر‬
‫اليتيبات األمنية ستتم عىل ثالث مراحل‬
‫يجب تنفيذها بشكل صارم‪.‬‬
‫األوىل ‪ 12‬شهرا‪ ،‬تعقبها المرحلة الثانية ومدتها ‪ 14‬شهرا‪ ،‬والمرحلة‬
‫ي‬ ‫تستمر المرحلة‬
‫واألخية ومدتها ‪ 13‬شهرا‪ .‬وطبقا للمادة ‪ )5( 80‬فبانتهاء تلك المدد ستكون‬
‫ر‬ ‫الثالثة‬
‫الشعت المدمجة باتت جزءا ال يتجزأ من القوات المسلحة‪ .‬شملت‬
‫ري‬ ‫قوات الجيش‬
‫الوحدات والقوات النظام ية المقرر استيعاب ضباط وضباط صف وجنود الجيش‬
‫الشعت بجانب القوات المسلحة كل من ر‬
‫الشطة وجهاز المخابرات العامة‪.‬‬ ‫ري‬

‫‪520‬‬
‫االتفاق الثان هو اتفاق وقف إطالق النار الدائم ر‬
‫واليتيبات األمنية النهائية ربي‬ ‫ي‬
‫حكومة جمهورية السودان االنتقالية وحركات الكفاح المسلح‪-‬مسار دارفور الموقع‬
‫بتاري خ ‪ 29‬أغسطس ‪2020‬م‪ .‬ونجد أن هذا االتفاق نص يف المادة ‪ )9( 26‬و(‪)10‬‬
‫تعيي عدد من ضباط مسار دارفور يف الرتب الرفيعة بالقيادة العامة استثناء‪،‬‬
‫عىل ر‬
‫تعيي‬
‫بحيث يكونوا جزءا من خلية العمل المناط بها إدارة القوات المدمجة بجانب ر‬
‫اليية‪ ،‬كما‬
‫استثنان يف قيادة القوات ر‬
‫ي‬ ‫ضباط من الحركات من الرتب الرفيعة بشكل‬
‫نصت المادة (‪ )29‬من هذا االتفاق عىل تكوين قوة لحفظ األمن يف دارفور قوامها‬
‫‪ 12‬فردا قابلة للزيادة مناصفة ربي القوات العسكرية الرسمية وحركات المسار‪ ،‬عىل‬
‫أن تعمل لمدة ‪ 24‬شهرا قابلة للتجديد‪.‬‬
‫قسم االتفاق الجزئيات الم رتبطة بمراحل ر‬
‫اليتيبات األمنية ألرب ع مراحل أولها‬
‫(استمرار وقف األعمال العدائية)‪ ،‬وثانيها (تنفيذ وقف إطالق نار دائم وتنفيذ برامج‬
‫الدمج يف المؤسسة العسكرية واألجهزة األمنية األخرى)‪ ،‬وثالثها (تنفيذ برامج نزع‬
‫السالح والتشي ح وإعادة الدمج)‪ ،‬ورابعها (تنفيذ خطة الصالح والتطوير‬
‫والتحديث للمؤسسة العسكرية واألجهزة األمنية األخرى)‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ ) 3( 26‬عىل اكتمال عملية التجميع لقوات حركات المسار خالل ‪90‬‬
‫يوما من تاري خ التوقيع عىل االتفاق‪ ،‬ونص البند (‪ )4‬من ذات المادة عىل إكمال‬
‫ر‬
‫عملت التجميع والتدريب خالل ‪ 15‬شهرا من التوقيع عىل االتفاق‪ ،‬ونص البند (‪)5‬‬
‫ي‬
‫بعي شهرا من تاري خ‬
‫من ذات المادة عىل بقاء القوات المدمجة يف دارفور لمدة أر ر‬
‫توقيع االتفاق قابلة للتمديد إذا دعت الضورة األمنية والنسانية يف القليم‪ ،‬عىل‬
‫اتيىح للقوات المسلحة‪.‬‬ ‫ر‬
‫أن تنفتح بعدها حسب خطة االنفتاح االسي ر ي‬
‫أبرز المالحظات عىل هذا االتفاق هو إشارته يف المادة ‪ )1( 12-9‬الخاصة بتعريف‬
‫األمت يف السودان بأن (المؤسسة‬
‫ي‬ ‫المؤسسة العسكرية واألجهزة األمنية‪ /‬القطاع‬
‫العسكرية تشمل القوات المسلحة وقوات الدعم الشي ع‪ ،‬وأشارت المادة ‪2-5-25‬‬
‫‪521‬‬
‫المشيكة العليا ر‬
‫لليتيبات األمنية‬ ‫ر‬ ‫(‪ )14‬من ذات المادة ضمن مهام اللجنة العسكرية‬
‫المشيكة‪ -‬عىل عمليات دمج قوات حركات‬ ‫ر‬ ‫عىل رإشافها –أي اللجنة العسكرية‬
‫الكفاح المسلح ‪/‬مسار دارفور يف القوات المسلحة وقوات الدعم الشي ع والقوات‬
‫ر‬
‫الت يتم االتفاق عليها واالستفادة من التجارب‬
‫المعايي ي‬
‫ر‬ ‫النظامية األخرى وفق‬
‫السابقة‪.‬‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫كبيا‪ ،‬ونتج عنه‬
‫تنفيذ بنود اليتيبات األمنية يف اتفاق سالم جوبا شهد تعطيال ر‬
‫كبية لنصوص االتفاق نفسه‪ ،‬إذ دخلت قوات حركات الكفاح‬
‫حدوث خروق ر‬
‫المسلح بمسار دارفور المدن بما يف ذلك العاصمة مسلحة بأسلحة ثقيلة‪ ،‬وهو إجراء‬
‫يعتي ضمن األنشطة المحظورة‪ ،‬وكاد األمر يف العاصمة أن يتطور لمواجهة ربي‬‫ر‬
‫ا‬
‫واستيالء عىل مناطق جديدة قبل أن تتم مداركته وسحب‬ ‫الطرفي باعتباره تقدما‬
‫ر‬
‫تلك القوات خارج العاصمة‪.‬‬
‫حدثت تعقيدات إضافية نتيجة لوجود أطراف مصنوعة فاقمت من االرتباك‪ ،‬ولعل‬
‫الت انخرطت باكرا يف أنشطة محظورة بموجب اتفاق‬ ‫ر‬
‫أبرز نماذجها (تمازج) ي‬
‫ر‬
‫اليتيبات األمنية من خالل تجنيد عنارص جدد لحركتها‪ ،‬ومع استمرار هذا الخرق‬
‫منهىح ومتواصل يف‬
‫ر ي‬ ‫دخلت حركات أخرى بمسار دارفور هذا المضمار بشكل‬
‫كبي‬
‫التجنيد ومنح الرتب بشكل مفتوح‪ ،‬ودون أي ضوابط‪ ،‬نتج عنه استغالل عدد ر‬
‫المستوعبي الجدد للصفات النظامية لتلك الحركات بغرض ارتكاب الجرائم‬
‫ر‬ ‫من‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫كبي من المجموعات‬
‫مصلىح ربي المكون العسكري وجزء ر‬
‫ي‬ ‫سياس‬
‫ي‬ ‫رغم نسج تحالف‬
‫الموقعة عىل اتفاق سالم جوبا‪ ،‬خاصة الحركات المسلحة منها‪ ،‬بغرض إضعاف‬
‫اط فجر‬
‫المدن؛ ثم الحقا االتفاق والتآمر لالنقالب عىل االنتقال الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫المكون‬
‫‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪522‬‬
‫ر‬
‫الت تمثل قضية محورية‬
‫نالحظ أن الجراءات المرتبطة بإعادة الدمج والتشي ح ي‬
‫بطء للغاية‪.‬‬
‫تمض بشكل ي‬ ‫ي‬ ‫وأساسية للطراف الموقعة عىل اتفاقيات السالم‬
‫الخارىح والتدفقات المالية لهذه ر‬
‫اليتيبات تأثر سلبا‬ ‫ر ي‬ ‫صحيح أن إيقاف التمويل‬
‫بالمقاطعة الدولية النقالب ‪ 25‬أكتوبر‪ ،‬إال أنه يجب عدم إغفال وجود دوافع أخرى‪،‬‬
‫أساس يف فقدان الرادة السياسية لنفاذ هذه‬
‫ي‬ ‫فىه تظل حارصة ومتمثلة بشكل‬
‫ي‬
‫للمتغيات المتوقع حدوثها نتيجة‬ ‫ر‬
‫اليتيبات من قبل المكون العسكري‪ ،‬نظرا‬
‫ر‬
‫لتطبيقها عىل تركيبة القوات النظامية عموما والقوات المسلحة عىل وجه‬
‫منسون الحركات‬
‫ري‬ ‫الخصوص‪ ،‬سيما عقب استيعاب ضباط من رتب رفيعة من‬
‫المنطقتي ومسار دارفور عىل مستوى القيادة العامة أو قيادة القوات‬
‫ر‬ ‫المسلحة من‬
‫اليية‪.‬‬
‫ر‬
‫واالعياف بأن اتفاقيات ر‬
‫اليتيبات األمنية يف‬ ‫ر‬ ‫النقطة الثانية تتمثل يف وجوب القرار‬
‫المنطقتي ومسار دارفور تمت فعليا مع األطراف األضعف عسكريا بحركات الكفاح‬
‫ر‬
‫ر‬
‫األكي تنظيما وتدريبا‬ ‫ر‬
‫الت ظلت تقاوم وتعارض النظام المباد‪ ،‬فالقوات‬
‫المسلح ي‬
‫الشعت لتحرير‬
‫ري‬ ‫ه قوات الجيش‬
‫وتستوىل عىل مناطق خاضعة لسيطرتها ي‬
‫ي‬ ‫وعددا‬
‫والت ستطالب بسقف أعىل لدمج‬‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يقودها الفريق عبدالعزيز آدم الحلو ي‬
‫السودان ي‬
‫ا‬
‫مستقال ر‬
‫لفية زمنية قد تطول أو‬ ‫جيشها‪ ،‬هذا إذا لم تتمسك باحتفاظها بجيشها‬
‫وبالتاىل ستكون حصيلة ونتيجة‬
‫ي‬ ‫ستنتىه لدمجه‪،‬‬
‫ي‬ ‫تقض‪ ،‬ولكنها يف خاتمة المطاف‬
‫مرحلتي‪ :‬إعادة تشكيل قوات نظامية عموما وجيش‬
‫ر‬ ‫تنفيذ عمليات الدمج عىل‬
‫الحاىل السائدة منذ استقالل السودان والموروث‬
‫ي‬ ‫مختلف كليا عن تركيبة الجيش‬
‫من النظام المباد‪.‬‬
‫أهم النجاحات‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫الت تحققت خالل المرحلة االنتقالية تمثلت إجماال يف ي‬
‫نجد أن أبرز النجاحات ي‬

‫‪523‬‬
‫(‪ )1‬وضع قضية دور ومستقبل الجيش والقوات المسلحة يف العملية السياسية عىل‬
‫الشاكة السياسية ر‬
‫والت تم إقرارها‬ ‫صدارة األجندة السياسية والتأكيد عىل أن ر‬
‫ي‬
‫ه االستثناء وأن األصل خروج الجيش‪/‬‬
‫بموجب الوثيقة الدستورية لسنة ‪2019‬م ي‬
‫القوات المسلحة وكل القوات النظامية من العملية السياسية‪.‬‬
‫(‪ )2‬التأكيد عىل الصلة العضوية ما ربي إصالح المؤسسات العسكرية وإنهاء حالة‬
‫تنتىه هذه الوضعية المختلفة بتأسيس جيش‬
‫ي‬ ‫تعدد الجيوش والمليشيات بحيث‬
‫واحد مهت ر‬
‫احياف قوم عىل أساس عقيدة جديدة‪ ،‬وذات األمر ينطبق عىل ر‬
‫الشطة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وجهاز األمن والمخابرات بضورة تحويلهما ألجهزة تخدم المواطن وتطبق القانون‬
‫حزن‪.‬‬
‫غي ر ي‬
‫قوم ر‬
‫مهت ي‬
‫وتمارس دورها بشكل ي‬
‫(‪ ) 3‬الكشف عن الشبكة االقتصادية وامتدادها‪ ،‬ذات الصلة بالمؤسسات‬
‫ر‬
‫والشكات المرتبطة بالقوات النظامية وأدوارها يف تعطيل وتخريب‬ ‫االقتصادية‬
‫العملية االقتصادية ورصورة إنهاء هذا الوضع المختل بأيلولة هذه المؤسسات‬
‫ر‬
‫واشياطات إجراءات‬ ‫لمصلحة وزارة المالية ووضع هذه القضية ضمن حزمة‬
‫الصالحات االقتصادية مع الجهات الدولية الخارجية‪.‬‬
‫(‪ )4‬التوقيع عىل اتفاق سالم مع عدد من المجموعات والحركات المسلحة المقاومة‬
‫والمعايي‬ ‫للنظام المباد ووضع إطار ر‬
‫لليتيبات األمنية وعمليات الدمج والتشي ح‬
‫ر‬
‫والضوابط المرتبطة بهذه العملية‪.‬‬
‫(‪ )5‬الحد من السلطات االستثنائية الممنوحة لجهاز األمن والمخابرات العامة‬
‫التحفط ألسباب سياسية‪ ،‬والحد من تدخله يف الشأن‬
‫ي‬ ‫خاصة المتعلقة باالعتقال‬
‫قبىل أو بعدي واقتصار‬
‫والطالن أو مراقبة األجهزة العالمية بشكل ي‬
‫ري‬ ‫والنقان‬
‫ري‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫دوره عىل جميع وتحليل المعلومات‪.‬‬
‫الشوع ف إصالح قوات ر‬
‫الشطة بتأكيد السلطة الكاملة لرئيس الوزراء يف إعفاء‬ ‫(‪ )6‬ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت تمكنه‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وتعيي مدير عام الشطة‪ ،‬وتفويض المدير العام للشطة الصالحيات ي‬
‫ر‬
‫‪524‬‬
‫من ابتدار الجراءات المناط بها إصالح عقيدة عمل قوات ر‬
‫الشطة وتعاملها مع‬
‫ه‬
‫تعتي يف جوهر تعاملها أنها يف خدمة المواطن و(الحريات) ي‬
‫المواطني بحيث ر‬
‫ر‬
‫األصل‪.‬‬
‫أبرز أوجه القصور‬
‫ا‬
‫من خالل الشد الذي أوردناه سابقا نجد أن أبرز أوجه القصور تمثلت إجماال يف‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫ي‬
‫عسكريي‬
‫ر‬ ‫ميتها التفضيلية المتمثلة يف وجود‬
‫والتغيي من ر‬
‫ر‬ ‫(‪ )1‬عدم استفادة الحرية‬
‫سابقي من مختلف القوات النظامية (جيش‪ ،‬رشطة وأمن) يف جميع الرتب يف‬ ‫ر‬
‫كمفاوضي أو مستشارين لعداد الرؤى يف المسائل الفنية العسكرية‪.‬‬
‫ر‬ ‫المف اوضات‬
‫والتغيي لجراءات ومراحل عملية‬ ‫(‪ )2‬عدم وجود رؤى فنية ر‬
‫احيافية للحرية‬
‫ر‬
‫الصالح للمؤسسات العسكرية واقتصار النقاش حول هذه القضية رغم أهميتها‬
‫السياس فقط‪.‬‬
‫ي‬ ‫عىل الجانب‬
‫للعسكريي دون أن يتبع ذلك إجازة‬
‫ر‬ ‫(‪ )3‬ترك عملية إصالح المؤسسات العسكرية‬
‫تتوىل‬
‫ي‬ ‫خطة بمراحلها لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬وتحديد مؤسسات أو أجهزة دستورية‬
‫متابعة تنفيذ هذه الجراءات أو تلك الخطة الصالحية‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬مواصلة االنسحاب من ميدان الصالحات والجراءات العسكرية المرتبطة‬
‫بإكمال الدمج والتشي ح بعد التوقيع عىل اتفاق سالم جوبا وترك األمر برمته للمكون‬
‫العسكري واألطراف الموقعة عىل اتفاق سالم جوبا‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬عدم االستفادة من تجارب السودان فيما يتصل بعالقة المؤسسات الدستورية‬
‫من مجلس سيادة وحكومة وبرلمان بالقوات النظامية المنصوص عليها يف دستور‬
‫ر‬
‫ثورن أكتوبر‬ ‫لدساتي الالحقة للثورات الشعبية بالسودان بعد‬ ‫‪1956‬م أو ر‬
‫حت يف ا‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫‪1964‬م ومارس‪ /‬أبريل ‪1985‬م فيما يرتبط بتبعية المؤسسات العسكرية للسلطة‬
‫التنفيذية (الحكومة) وعالقتها بمجلس السيادة‪.‬‬
‫‪525‬‬
‫(‪ )6‬غض الطرف عن استيالء القوات المسلحة عىل ر‬
‫الشكات االقتصادية التابعة‬
‫الوطت مما ترتب عليه تزايد وتمدد‬
‫ي‬ ‫لجهاز األمن والمخابرات أو حزب المؤتمر‬
‫الت توسعت أنشطتها‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المؤسسات والشكات تحت مظلة الصناعات الدفاعية ي‬
‫أكي من السابق‪.‬‬
‫ومواردها بشكل ر‬
‫(‪ )7‬غياب الرؤية حول كيفية توظيف النص الدستوري الوارد يف الوثيقة الدستورية‬
‫العسكريي بالتشديد عىل إعادة القادرين‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا من‬
‫ر‬ ‫الملزم بإنصاف‬
‫المفصولي تعسفيا من الخدمة‬
‫ر‬ ‫اغبي يف العمل مجددا للخدمة أسوة بنظرائهم‬
‫والر ر‬
‫سيفض‬
‫ي‬ ‫المدنية يف ذات أقدميتهم العسكرية باعتبار أن حدوث هذا الجراء والذي‬
‫إيجان يف مسار‬ ‫اليكيبة القيادية والوسيطة سيسهم بشكل‬‫لحداث تغيات ف ر‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ر‬

‫ر ي‬
‫أيديولوىح‬ ‫استعادة القومية للقوات النظامية‪ ،‬والحد من أي توجهات ذات طابع‬
‫وتلعب دورا مساعدا يف إعداد العقيدة الجديدة للقوات النظامية‪ .‬ومن الضوري‬
‫الشارة إىل أن هذا القرار ال يقتض عىل قوات نظامية معينة‪ ،‬وإنما يشمل كل‬
‫المؤسسات العسكرية‪.‬‬
‫تفض‬ ‫ر‬
‫الت‬ ‫(‪ )8‬إغفال نصوص اتفاقيات ر‬
‫ي‬ ‫للمنطقتي ومسار دارفور ي‬
‫ر‬ ‫اليتيبات األمنية‬
‫عمىل لدمج المجموعات المسلحة المتعددة بما يف ذلك الدعم الشي ع –‬
‫ي‬ ‫بشكل‬
‫المنطقتي ومسار دارفور‪ -‬يف مؤسسات واحدة‬
‫ر‬ ‫نض اتفاق‬
‫ي‬ ‫رغم التضارب ربي‬
‫والضغط من أجل تنفيذ هذه الجراءات باعتبارها ملزمة لجميع األطراف عموما‬
‫وألطراف المكون العسكري عىل وجه الخصوص‪.‬‬
‫الداخىل االهتمام‬
‫ي‬ ‫الداخىل وتكوين جهاز األمن‬
‫ي‬ ‫(‪ )9‬عدم إيالء إجازة قانون األمن‬
‫السياس بعيدا عن الجوانب الفنية واألهمية‬‫ي‬ ‫والتعاط معه بالشق‬
‫ي‬ ‫الكاف‪،‬‬
‫ي‬
‫اط‪ ،‬ومدى‬ ‫ر‬
‫أمت يدين بالوالء للحكومة واالنتقال الديمقر ي‬
‫االسياتيجية لوجود جهاز ي‬
‫تأثيه يف إمكانية إحداث قدر من التوازن وسط القوات النظامية عوضا عن حالة‬
‫ر‬

‫‪526‬‬
‫االختالل الكلية الناتجة عن هيمنة المكون العسكري عىل كل المؤسسات العسكرية‬
‫والنظامية‪.‬‬
‫العوائق والتحديات‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫اآلن‪:‬‬
‫تتلخص أبرز العوائق والتحديات إجماال يف ي‬
‫يفض لعادة‬
‫ي‬ ‫العسكريي ومقاومتهم ألي توجه‬
‫ر‬ ‫(‪ )1‬غياب إرادة االنتقال لدى القادة‬
‫هيكلة القوات النظامية باعتبارها ر‬
‫سييتب عليها خلق أوضاع وتركيبة جديدة قد‬
‫رييتب عليها فقدانهم المتيازاتهم أو فرصهم القيادية‪.‬‬
‫اط بما يف ذلك‬
‫(‪ )2‬التقاطع ما ربي استكمال الصالح واستعادة االنتقال الديمقر ي‬
‫الساعي لنقاذ‬
‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫هزيمة انقالب ‪ 25‬أكتوبر بسالمة بعض قادة المكون‬
‫وبالتاىل رهن األمر‬
‫ي‬ ‫رقابهم من المشانق والقصاص عن أي تجاوزات يتهمون بها‪،‬‬
‫ا‬
‫إجماال بالمقايضة ب (المخاوف وضمان السالمة)‪.‬‬
‫ر‬
‫الت تراهن عىل‬
‫(‪ )3‬وجود مطامح سياسية لبعض األطراف والمكونات العسكرية ي‬
‫ر‬
‫الت تراكمت لديها بسبب الموارد‬
‫الذخية المتوفرة لديها وصناديق األموال ي‬
‫ر‬ ‫صناديق‬
‫السياس‬
‫ي‬ ‫المالية المتوفرة لديها كأدوات لنسج تحالفات تعيد تشكيل المشهد‬
‫المستقبىل‪.‬‬
‫ي‬
‫العسكريي والمجموعات الموجودة حولهم‬
‫ر‬ ‫تنام المصالح ربي كبار قادة‬
‫ي‬ ‫(‪)4‬‬
‫وتنام عائدات‬
‫ي‬ ‫وحرصهم عىل الحفاظ عىل امتيازاتهم االقتصادية الناتجة عن تراكم‬
‫المشاري ع ر‬
‫والشكات التابعة للقوات النظامية‪.‬‬
‫منسون النظام المدحور أصحاب التوجهات األيديولوجية‬
‫ري‬ ‫وتأثي‬
‫(‪ )5‬استمرار وجود ر‬
‫يف جميع مستويات القوات النظامية المختلفة ولعبهم دورا سلبيا مؤثرا يف تقويض‬
‫اط‪ ،‬ومساعيهم الواضحة يف االنقضاض الكامل عىل الثورة وإرجاع‬
‫االنتقال الديمقر ي‬
‫األوضاع لما كانت عليه قبل إسقاط النظام المباد‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫(‪ ) 6‬غياب الرؤى السياسية والتصورات الفنية للجوانب العسكرية من قبل الحرية‬
‫والتغيي حول كيفية تجاوز تلك التحديات ودفع مسار إصالح المؤسسات‬
‫ر‬
‫العسكرية للمام‪.‬‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫تفض عملية الدمج لحداث اختالل‬
‫ي‬ ‫(‪ )7‬وجود مخاوف من إمكانية أن‬
‫لصالح الحركات الموقعة عىل اتفاقيات السالم بحيث تستثمر وجودها داخل‬
‫انقالن يف رحم القوات‬
‫ري‬ ‫القوات النظامية لالستيالء عىل السلطة وغرس بذرة توجه‬
‫النظامية المستقبلية‪.‬‬
‫أكي بعد انقالب ‪ 25‬أكتوبر‬‫من الضوري الشارة إىل أن هذه المخاوف تنامت بشكل ر‬
‫السلم‬ ‫‪2021‬م‪ ،‬والذي أظهر عدم ي‬
‫تقيد قيادة تلك الحركات بالديمقراطية واالنتقال‬
‫ي‬
‫وعدم وجود أي وازع لها يف استخدام أي وسائل للوصول للسلطة بما يف ذلك‬
‫االنقالبات العسكرية‪.‬‬
‫سلت عىل مسارات‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يلق بظالله بشكل ر ي‬
‫(‪ )8‬الفشل يف الوفاء باليتيبات األمنية قد ي‬
‫غي الموقعة لرفع‬
‫غي المكتملة‪ ،‬بحيث تلجأ حركات الكفاح المسلح ر‬ ‫السالم ر‬
‫اليتيبات األمنية األمر الذي قد رييتب عليه ر‬
‫تعي المفاوضات‬ ‫سقوفاتها التفاوضية ف ر‬
‫ي‬
‫أو تأخر استكمال عمليات الدمج وإكمال إصالح المؤسسات العسكرية‪.‬‬
‫ر‬
‫الت‬
‫العاملي يف القوات النظامية هو أحد األسباب الرئيسية ي‬
‫ر‬ ‫(‪ )9‬ضعف مرتبات‬
‫بالتغيي إىل تلك المؤسسات‪.‬‬
‫ر‬ ‫تقطع الطريق أمام انضمام أجيال شابة مؤمنة‬
‫التوصيات المستقبلية ألداء أفضل‬
‫والعسكريي وحركات‬ ‫(‪ )1‬إصالح المؤسسات العسكرية ر‬
‫اعيف به المكون العسكري‬
‫ر‬
‫عي تأسيس آلية‬
‫الكفاح المسلح ونص عليه يف اتفاق سالم جوبا‪ ،‬ويجب تنفيذه ر‬
‫القوم للبالد‪ ،‬ويمكن‬
‫ي‬ ‫تستصحب خصوصية المؤسسات العسكرية وارتباطها باألمن‬
‫العاملي‬
‫ر‬ ‫المعاشيي أو‬
‫ر‬ ‫المؤهلي من‬
‫ر‬ ‫الخياء من الضباط‬
‫االستعانة واالستفادة من ر‬
‫حاليا بالخدمة أو الذين ستتم إعادتهم للخدمة للقيام بمهمة الصالح يف كل من‬
‫‪528‬‬
‫ر‬
‫والشطة واألمن‪ .‬يتم االتفاق عىل كيفية تشكيل اآللية ومنهج عملها‬ ‫الجيش‬
‫لشاف الحكومة ورقابة المجلس‬ ‫وخططها‪ .‬ستخضع اآللية طيلة ر‬
‫فية عملها ر‬

‫يغ‪.‬‬ ‫ر‬
‫التش ي‬
‫العسكريي لعداد تصورات وخطط‬
‫ر‬ ‫والتغيي للجنة فنية من‬
‫ر‬ ‫(‪ )2‬تشكيل الحرية‬
‫األمت والعسكري بما يف ذلك إجراء المعالجات عىل بعض جوانب‬
‫ي‬ ‫ومراحل الصالح‬
‫للمنطقتي ومسار دارفور‪،‬‬ ‫الخلل المنصوص عليها ف اتفاقيات ر‬
‫اليتيبات األمنية‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫تفض لعملية متشابهة وموحدة قابلة للتطبيق ومحفزة ومنصفة للجهات‬
‫ي‬ ‫بحيث‬
‫غي الموقعة‪.‬‬
‫ر‬
‫الحاليي‬
‫ر‬ ‫الفعىل ربي قادة المكون العسكري واالنقالب‬
‫ي‬ ‫(‪ )3‬االقتناع بوجوب الفصل‬
‫من جهة ومستقبل القوات النظامية من ناحية أخرى فإنهاء هذا االزدواج والفاصل‬
‫األوىل والالزمة لنفاذ إجراءات فاعلة لبداية إصالح‬
‫ي‬ ‫ربي هذين المسارين يعد العتبة‬
‫المؤسسات العسكرية‪.‬‬
‫(‪ )4‬استكمال إجراءات توفيق أوضاع المؤسسات االقتصادية الخاصة بالمؤسسات‬
‫العسكرية المجازة قبل انقالب ‪ 25‬أكتوبر بحيث تصبح تلك المؤسسات تحت‬
‫والية وزارة المالية االتحادية ومراقبة ديوان المراجعة القومية‪.‬‬
‫يمكن يف هذا السياق تصميم مشاري ع إنتاجية يف القطاعات الزراعية والصناعية ال‬
‫تتمتع بأي ا متيازات أو إعفاءات تشارك فيها القوات النظامية برؤوس األموال‬
‫واأليدي العاملة‪ ،‬خاضعة لرقابة وزارة المالية والمراجعة القومية‪ ،‬عىل أن يتم‬
‫العاملي بتلك القوات‬
‫ر‬ ‫التوصل لصيغة تضمن توزي ع األرباح الناتجة عنها لصالح كل‬
‫للعاملي فيها‪.‬‬
‫ر‬ ‫األكي‬
‫ر‬ ‫النظامية مع إعطاء النسبة‬
‫المفصولي تعسفيا من الخدمة العسكرية بحيث يتم استيعاب‬
‫ر‬ ‫(‪ )5‬تصنيف‬
‫اغبي يف العمل مجددا بذات أقدمياتهم عىل أن تتحمل الدولة‬
‫القادرين والر ر‬

‫‪529‬‬
‫والميانية العامة التكلفة ر‬
‫الميتبة عىل هذا االستيعاب باعتباره أحد مهام ومطلوبات‬ ‫ر‬
‫االنتقال األساسية‪.‬‬
‫(‪ )6‬االستفادة من التجارب القليمية والدولية يف مسألة إعادة بناء القوات العسكرية‬
‫اف‪.‬‬ ‫ر‬
‫مهت احي ي‬
‫قوم ي‬‫ما بعد الياعات وتكوينها عىل أساس ي‬
‫(‪ ) 7‬التمسك باألهداف األساسية لعملية إصالح المؤسسات العسكرية بحيث‬
‫حزن وعدم‬ ‫تفض لتأسيس جيش واحد‪ ،‬رشطة مهنية وجهاز أمن ومخابرات ر‬
‫غي ر ي‬ ‫ي‬
‫السماح بأي أجسام عسكرية أو شبه عسكرية خارج المؤسسات العسكرية النظامية‪.‬‬
‫السودان بعد االستقالل والثورات‬
‫ي‬ ‫والقانون‬
‫ي‬ ‫(‪ )8‬االستفادة من الرث الدستوري‬
‫الشعبية يف تحديد عالقة وتبعية المؤسسات العسكرية للمؤسسات الدستورية يف‬
‫األنظمة الديمقراطية المدنية‪ ،‬باعتبار أن ذلك هو الوضع الذي يمثل األصل وما‬
‫دون ذلك فهو االستثناء‪.‬‬
‫(‪ ) 9‬تشجع انضمام الشباب والشابات من كل أقاليم البالد للمؤسسات العسكرية‬
‫تحسي األجور‬
‫ر‬ ‫بمختلف تخصصاتها لضمان تركيبتها القومية وحيويتها ويشمل ذلك‬
‫ر‬
‫وشوط الخدمة فيها‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫قد تبدو الحصيلة النهائية لصالح المؤسسات العسكرية خالل ر‬
‫الفية االنتقالية ر‬
‫حت‬
‫انقالب ‪ 25‬أكتوبر ‪2021‬م محبطة وضعيفة يف نظر العديدين بما يف ذلك الذين‬
‫ستتاح لهم فرصة لالطالع عىل هذه الورقة أو مناقشة محتوياتها‪ ،‬لكن من الضوري‬
‫كغيها من األفعال ر‬
‫البشية قابلة‬ ‫ديسمي المجيدة ر‬
‫ر‬ ‫أساس ومفاده أن ثورة‬ ‫القرار بأمر‬
‫ي‬
‫األساس ينحض يف المقدرة عىل‬ ‫ويبق التحدي‬‫ر‬ ‫للصواب وحدوث األخطاء‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫الماض لضمان عدم تكرار عالتها مرة أخرى مستقبال‪.‬‬ ‫ي‬ ‫االستفادة من تجارب‬
‫ر‬
‫الت امتلكناها اليوم ونحن‬
‫من المؤكد أننا ال نرغب يف هذا األمر‪ ،‬وبمثل الشجاعة ي‬
‫ر‬
‫التشي ح لتجربتنا واظهار إنجازاتها وإخفاقاتها فسنكون قادرين عىل‬ ‫نمارس‬
‫‪530‬‬
‫ا‬
‫االستفادة وتأسيس تجربة جديدة مختلفة يف المستقبل وصوال للدولة المدنية‬
‫الديمقراطية الموحدة‪.‬‬
‫أستعي مقولة لقائدنا الفذ مؤسس حزبنا المقاتل‬
‫ر‬ ‫حديت اسمحوا يىل أن‬‫ر‬ ‫يف ختام‬
‫ي‬
‫المناضل الجسور اللواء ركن عبد العزيز خالد‪:‬‬
‫هل األمل موجود؟ نعم األمل موجود‪ .‬هل التغيت قادم؟ نعم التغيت قادم‬
‫عيكم من هذه المنصة‪ :‬الشارع سيحسم المعركة‪...‬‬ ‫وبدوري أسمحوا يىل أن أقول ر‬
‫ر‬
‫والتعت فإنها ستحدث‬ ‫فعلها من قبل لثالث مرات‪ ،‬والرابعة قادمة‪ ،‬ورغم التأخر‬
‫ر‬
‫وستفرف رايات‬ ‫يف لحظة ما ‪ ...‬سينترص شعبنا عل جالديه يف خاتمة المطاف‬
‫ديسمت المجيدة‪ ،‬وستحقق أحالم كل الشهداء والجرىح‬
‫ر‬ ‫وشعارات ثورة‬
‫والمفقودين والصامدين والصامدات يف تلك الشوارع يف سيادة قيم الحرية‬
‫والسالم والعدالة يف دولة مدنية ديمقراطية‪...‬‬
‫وشكرا لتفضلكم بكريم االستماع والمتابعة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫(‪ )1‬الوثيقة الدستورية ر‬
‫للفية االنتقالية لسنة ‪2019‬م‪.‬‬
‫الشعت‬ ‫(‪ )2‬اتفاق ر‬
‫اليتيبات األمنية النهائية ربي حكومة السودان االنتقالية والجيش‬
‫ري‬
‫لتحرير السودان –شمال ‪ /‬الجبهة الثورية‪.‬‬
‫(‪ )3‬اتفاق وقف إطالق النار الدائم ر‬
‫واليتيبات األمنية النهائية ربي حكومة السودان‬
‫االنتقالية وحركات الكفاح المسلح‪ -‬مسار دارفور‪.‬‬
‫سبتمي ‪ 2021‬م‬
‫ر‬ ‫(‪ ) 4‬المرسوم الدستوري رقم (‪ )14‬لسنة ‪2021‬م بتاري خ ‪27‬‬
‫بتعديل قانون القوات المسلحة لسنة ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫النقاش‬
‫الش أحمد سعيد‪:‬‬
‫والمنظمي عىل المجهود‪.‬‬
‫ر‬ ‫اط‬
‫أحت الحضور والشكر والتقدير لصحيفة لديمقر ي‬
‫ري‬
‫كبي وجيدة جدا ومختضة‪.‬‬
‫الورقة مجهود ر‬
‫ئيس ليس مع المؤسسة العسكرية وإنما مع الحركة السالموية المتعلقة‬
‫التناقض الر ي‬
‫ه القيادة العامة وال‬
‫يف كل مكان‪ ،‬كما هو معلوم فإن القوات المسلحة ليست ي‬
‫ه مجموع كل ذلك‪ ،‬ولكن رشيحة منها وقعت يف براثن‬ ‫الضباط وضباط الصف‪ ،‬بل ي‬
‫وه سبب كل المشاكل‪.‬‬
‫الحركة السالموية ي‬
‫الورقة تحدثت عن الوثيقة الدستورية ر‬
‫والت حددت أن الصالح يتم بواسطة‬
‫ي‬
‫األجهزة نفسها‪ ،‬ووضعت أن وزيري الدفاع والداخلية يتم تعيينهما بواسطة المكون‬
‫العسكري‪.‬‬
‫تعقيت ليس نقدا للورقة وإنما إضافة بالنقاط التالية‪:‬‬
‫ري‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الت حدثت‪ ،‬مثال‬
‫ينبغ أن يتم رصد المشاكل األمنية ي‬
‫ي‬ ‫األمن اختض يف الورقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جية‪ ،‬وتسعة‬ ‫ر‬
‫العمليات المشيكة ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء‪ ،‬وتمثيلية ر‬
‫لك نتعرف عىل التحديات األمنية‬ ‫طويلة‪ ..‬حض هذه المشاكل وتحليلها ي‬
‫عزم بشارة ”إن أهم‬ ‫الت تقف خلفها الدولة العميقة‪ ،‬فقد قال د‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الداخلية‪ ،‬ي‬
‫تحديات ر‬
‫الفية االنتقالية محاربة الدولة العميقة“ خاصة جهاز األمن كما ذكر‬
‫وجدي صالح أن األمت الشعب لديهم ‪ 130‬ألف فرد ر‬
‫منتشين يف دوالب الدولة‬ ‫ي‬
‫لتعطيل أجهزتها‪.‬‬
‫غي‬
‫عي الجاليات األجنبية ر‬ ‫ر‬
‫الت تعمل يف السودان ر‬ ‫‪-‬‬
‫أجهزة المخابرات األجنبية ي‬
‫المقننة‪.‬‬
‫وغيها‪.‬‬
‫العصابات المسلحة من تسعة طويلة ر‬ ‫‪-‬‬

‫‪532‬‬
‫هل السالح المصنع يف الصناعات الدفاعية الذي يذهب إىل بوكو حرام؟ أم إىل‬ ‫‪-‬‬
‫أين يذهب؟‬
‫التنقيب والتعدين (فاغي)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والتغيي والصف األول يف الدولة‪.‬‬
‫ر‬ ‫تأمي وزراء الحرية‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫والتغيي تعلم‬
‫ر‬ ‫وكل الشاعات حول الوزراء من الدولة العميقة‪ .‬وهل الحرية‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك؟ هل تعلم أن لقب (قحاطة) جاء من العالم العميق؟‬
‫يعي مدير األمن‬‫وزيرا الدفاع والداخلية يعينا من المكون العسكري فمن ر‬ ‫‪-‬‬
‫والتغي موقفا حيال ذلك ألن الجهاز يف‬ ‫ر‬
‫المفيض أن تتخذ الحرية‬ ‫والمخابرات؟‬
‫ر‬
‫يدها والنيابة وأرصاسها‪.‬‬
‫التحديات األمنية الخارجية‪ :‬ال بد من معرفة ماذا تريد الدول ر‬
‫الكيى روسيا‬
‫األورن وتركيا وإيران‪ ،‬لديهم استثمارات يف الصناعات‬
‫ري‬ ‫والواليات المتحدة واالتحاد‬
‫سييكون السودان يف حاله؟ وكذلك دول الجوار مض واثيوبيا لديهم‬ ‫الدفاعية هل ر‬

‫وتأمي الحدود فلدينا‬


‫ر‬ ‫وتأثياتها‪،‬‬
‫ر‬ ‫الدوىل وحرب اليمن‬
‫ي‬ ‫تأثي يف السودان‪ ،‬والرهاب‬
‫ر‬
‫والتغيي درست هذا األمر؟‬‫ر‬ ‫غي مؤمنة‪ .‬هل الحرية‬ ‫‪ 2200‬كلم مع جنوب السودان ر‬
‫ا‬
‫خارىح مثل ‪ ،CIA‬جهاز‬ ‫اىل مثل ‪ FBI‬وجهاز أمن ر ي‬ ‫أوض مستقبال بإنشاء جهاز أمن فدر ي‬
‫ي‬
‫غي موفق ال بد أن تكون له القوة والقدرة‪.‬‬ ‫مخابرات مهمته جمع المعلومات فقط ر‬
‫الشطة أيضا اختضت ف الورقة‪ ،‬لقد قامت ر‬
‫الشطة بأنشطة فض المظاهرات‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫عي المطار؟‬
‫وهنا نسأل من قام بذلك؟ ومن قتل المتظاهرين؟ من هرب الدهب ر‬
‫من حرق مركز رشطة الصافية؟‪ ،‬من المسؤول عن ضعف خدمات الجمهور؟ وترديد‬
‫كبي عن واجباتها‪ .‬لذلك نطالب بإعادة تنظيم‬
‫عبارة (ما قلتوا مدنية)‪ ،‬هناك تراجع ر‬
‫وتطهيها من الدولة العميقة ألنه تم فيها تخريب واسع‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشطة‬
‫وتعابي إعادة تنظيم‪ ،‬وإعادة هيكلة‪،‬‬
‫ر‬ ‫القوات المسلحة‪ :‬هنالك حديث عن الصالح‬
‫وإعادة بناء؛ كلها مصطلحات تتسم بالضبابية‪ ،‬عملية إصالح تع يت تصليح ما هو‬
‫‪533‬‬
‫تعت‬ ‫ر‬
‫نعت نقل الضباط واليقيات وخالفه‪ ،‬إعادة الهيكلة ي‬
‫معطوب‪ ،‬إعادة تنظيم ي‬
‫اليية والبحرية والجوية‪ ،‬نحن يف قدام المحار ربي‬
‫تغيي داخل القوات الرئيسية ر‬
‫ر‬
‫اط قلنا كلمة تحديث القوات‬
‫قدمنا ورقة يف منتدى الجامعة للتحول الديمقر ي‬
‫المسلحة شاملة لكل المصطلحات أعاله وذلك يف ستة أسباب‪:‬‬
‫والطيان بدون‬
‫ر‬ ‫الصغية‪ ،‬باستخدام الشبح‬
‫ر‬ ‫‪ .1‬الجيوش يف كل العالم تتجه نحو الجوش‬
‫طيار والصواري خ‪ ،‬أي جيش منظم‪.‬‬
‫البشي قائدا أعىل للجيش جمد خاللها‬
‫ر‬ ‫ثالثي سنة كان فيها‬
‫‪ .2‬تطوير الفكر العسكري‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫والعشين)‪.‬‬ ‫التفكي العسكري (الدفاع بالنظر يف القرن الواحد‬
‫ر‬
‫‪ .3‬كنا نحارب يف الجنوب بفكر هكس باشا‪ ،‬نحن أحفاد حمدان أبو عنجة والنور عنقرة‬
‫النجليي‪ ،‬كنا نحارب بالصندوق‬
‫ر‬ ‫النجوم وعثمان دقنة الذين كشوا الصندوق‬
‫ي‬ ‫وود‬
‫التفكي إىل حرب العصابات انتضنا وأخذنا وسام الشجاعة‪.‬‬
‫ر‬ ‫غينا‬
‫وعندما ر‬
‫البشي قال ”أنا أخو مسلم من الثانوي“‪ ،‬كيف‬
‫ر‬ ‫‪ .4‬العقيدة السالموية ال بد أن تتغ ري‪،‬‬
‫ومنتم سياسيا وكذلك هاشم عبد المطلب رئيس‬
‫ي‬ ‫يكون ضابط وقائد للجيش‬
‫األركان قال ”تجندت يف الحركة السالمية وأنا مالزم“ كيف يتعامل مع الضباط هل‬
‫المسلمي أم بفكر القيادة العامة؟‬
‫ر‬ ‫بفكر االخوان‬
‫‪ .5‬عقيدة القوات المسلحة‪ :‬هناك عقيدة يف الجيش قائمة عىل السيطرة العسكرية‬
‫تغيي‬
‫المدنيي يجب أن يبقوا تحتهم‪ ،‬البد من ر‬
‫ر‬ ‫عىل المؤسسات المدنية واعتقاد أن‬
‫هذه العقيدة بحيث تكون المؤسسة العسكرية تحت سيطرة وسلطة مدنية وليس‬
‫العكس هذا يتم بتحديث الفكر‪.‬‬
‫ر‬
‫الت يضف عليها‬‫‪ .6‬العامل االقتصادي‪ :‬ال نحتاج إىل األعداد الضخمة من الجنود ي‬
‫والطيان والدارات‪ ،‬ومع هذه االعداد‬ ‫المهندسي‬ ‫كي عىل‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫أموال مهولة ويكون الي ر‬
‫السودان يف المجالت العسكرية يف تصنيف الجيوش رقم‬
‫ي‬ ‫الكبية تصنيف الجيش‬
‫ر‬
‫‪ 76‬يف العالم تصنيف متأخر جدا‪.‬‬
‫‪534‬‬
‫واليتيبات األمنية لعادة وزن الجيش‪ ،‬ر‬
‫اليتيبات‬ ‫ر‬
‫التتيبات األمنية‪ :‬فرصة السالم ر‬

‫األمنية يف اتفاقية جوبا للسالم فيها مشكلة‪ .‬لقد قرأتها حرفا حرفا‪ ،‬نجد قوى حفظ‬
‫المدنيي‪ ،‬االتفاقية تتحدث عن قوات‬ ‫ر‬
‫مشيكة لحماية‬ ‫السالم يف دارفور وقوات‬
‫ر‬
‫مشيكة تتكون من ‪ 12‬ألف فرد منها ‪ 6‬ألف من الجيش ر‬
‫والشطة واألمن والدعم‬ ‫ر‬

‫الشي ع و‪ 6‬من حركات الكفاح المسلح‪ ،‬وهل القوات المسلحة ليس فيها من دارفور‬
‫الشطة واألمن والدعم الشي ع؟ هذا نفس ما حدث ف ر‬
‫اليتيبات األمنية يف‬ ‫وكذلك ر‬
‫ي‬
‫السء والعدد‬ ‫أديس أبابا عام ‪ 1972‬وما حدث ف ‪2005‬م‪ ،‬تم تطبيق نفس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والطريقة‪ ،‬إنها أخطاء مكررة‪ .‬ومع ذلك نصت عىل ر‬
‫تعيي ضباط الكفاح المسلح يف‬
‫رتب رفيعة‪ .‬كيف يتم ذلك وفق معادالت الجيش؟ وقد تم تكوين لجنة لوقف‬
‫إطالق النار‪ ،‬ولجنة عليا‪ ،‬ولجنة ر‬
‫مشيكة يف دارفور‪ ،‬ولجان يف الواليات ولجان يف‬
‫كبي‪.‬‬
‫القطاعات ولجان ميدانية‪ ..‬هذه أعداد مهولة من الضباط ورصف ر‬
‫إن تقييم األسلحة والمعدات‪ ،‬وحراسات لكل القيادات بعدد ‪ 320‬فردا‪ ،‬وتعريف‬
‫وغيها من‬
‫المقاتل (الذي عرف بأنه كل من يحمل بندقية)‪ ،‬وعملية الدمج هذه ر‬
‫لك تسهم يف تحديث الجيش أن تتم‬ ‫اليتيبات األمنية مسألة ر‬ ‫ر‬
‫وينبغ ي‬
‫ي‬ ‫احيافية‪،‬‬
‫التشيغ ر‬
‫حت‬ ‫مراجعة ر‬
‫اليتيبات األمنية ف اتفاقية جوبا‪ ،‬ثم إجازتها من قبل المجلس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الماض‪.‬‬
‫ي‬ ‫ال نكرر أخطاء‬
‫ه‪:‬‬
‫األمت والعسكري ي‬
‫ي‬ ‫والتوصيات المطلوبة لإلصالح‬
‫والتغيي المجلس المركزي لدراسة اتفاق سالم جوبا‬
‫ر‬ ‫‪ ) 1‬تكوين لجنة من الحرية‬
‫(‬
‫الموقع يف ‪.2020/10/3‬‬
‫والتغيي‬ ‫‪ ) 2‬مراجعة ر‬
‫اليتيبات األمنية مراجعة دقيقة بواسطة لجنة من الحرية‬ ‫(‬
‫ر‬
‫بالخياء لتفادي أخطاء اتفاقية أديس أبابا واتفاقية نيفاشا وكذلك‬
‫ر‬ ‫واالستعانة‬
‫يغ‪.‬‬ ‫ر‬
‫عي المجلس التش ي‬
‫النهان ر‬
‫ي‬ ‫أبوجا ويجاز االتفاق‬
‫الكثية والمعقدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫الداخىل عىل غرار ‪ FBl‬لمقابلة التحديات‬
‫ي‬ ‫‪ ) 3‬إنشاء جهاز للمن‬
‫(‬
‫‪535‬‬
‫خارىح وذلك أيضا لمقابلة التهديدات الخارجية‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫‪ ) 4‬تشكيل جهاز أمن‬
‫(‬
‫‪ ) 5‬تحديث القوات المسلحة وليس الصالح فالتحديث يشمل الصالح والتطوير‬
‫(‬
‫معا‪.‬‬
‫القليم المزمع‪.‬‬ ‫‪ ) 6‬إعادة هيكلة ر‬
‫الشطة حسب مقررات مؤتمر الحكم‬ ‫(‬
‫ي‬
‫‪1‬‬ ‫عمر محمد عثمان‬
‫المهت‬ ‫المعايي العالمية لقياس ألداء ر‬
‫الشطة ليس فقط يف تأدية واجبها‬ ‫ر‬ ‫”إن أحد‬
‫ي‬
‫المواطني وهذا ما يقرب ها‬
‫ر‬ ‫التقليدي‪ ،‬ولكن أيضا يف التوسع يف العالقات النسانية مع‬
‫مشوعية‬ ‫المواطني الذين تقوم عىل خدمتهم‪ ،‬وهناك مقولة مشهورة أن ر‬ ‫ر‬
‫أكي إىل‬
‫ر‬
‫اني واللوائح وإنما أهم من ذلك من رضا‬ ‫الشطة ال تستمد فقط من القو ر‬ ‫عمل ر‬

‫المواطن عن عملها“ فريق أول رشطة دكتور‪/‬عباس أبو شامة – وزير الداخلية‬
‫األسبق ‪1988‬م‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫كبي عىل الورقة المقدمة من سعادة اللواء (م) كمال إسماعيل وكما‬
‫أطلعت باهتمام ر‬
‫خبي) لذا وبملء الفم أقول‬
‫وتعاىل يف محكم تييله (ال ينبئك مثل ر‬
‫ي‬ ‫يقول هللا سبحانه‬
‫كبي بموضوع شائك ومتشعب‬
‫خبي أحاط إىل حد ر‬
‫إن الورقة كتبت بمداد وذهنية ر‬
‫يحتاج إىل مجلدات ومن الصعوبة بمكان اختصاره ف ورقة علمية من سبعة ر‬
‫عش‬ ‫ي‬
‫صفحة‪.‬‬
‫تعقيت عىل موضوع ر‬
‫الشطة واألمن‬ ‫والخية سوف أركز يف‬
‫ر‬ ‫بحكم التخصص‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬
‫الشطة تطرق مقدم الورقة إىل وضع ر‬
‫الشطة وأنه حصيلة ثالثة عقود من‬ ‫فيما يىل ر‬
‫ي‬
‫كبي‪ ،‬لكن أرجو أن يسمح يىل بإضافة أمر‬
‫شموىل‪ ،‬وهنا أتفق معه إىل حد ر‬
‫ي‬ ‫حكم نظام‬

‫‪ 1‬قدم التعقيب شفاهة يف الجلسة وتم تسليم هذه الورقة باعتبارها التعقيب المعد عىل الورقة‬
‫ولم يسعف الوقت الستعراضه كله‪.‬‬
‫‪536‬‬
‫مىحء نظام النقاذ‪ ،‬ر‬
‫والشطة قبل النقاذ دون‬ ‫ر‬
‫آخر‪ ،‬فمشكلة الشطة لم تبدأ مع ر ي‬
‫شك أفضل من بعد النقاذ لكنها أيضا لم تكن يف أفضل حاالتها‪ ،‬فالتدهور يف‬
‫السياس‬ ‫والشطية وليد سنوات عديد من التخبط‬ ‫الخدمة المدنية والعسكرية ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫مدن عسكري ‪ ...‬هذه الدائرة الشيرة ي‬
‫الت لم ننفك‬ ‫مدن عسكري‪ -‬ي‬ ‫ودورات الحكم ي‬
‫منها ر‬
‫حت اليوم‪.‬‬
‫كذلك أشار السيد مقدم الورقة إىل عدة مسائل مهمة من بينها ظاهرة العزوف عن‬
‫وتأثي عىل مستقبل ر‬
‫الشطة‬ ‫العمل ر‬
‫بالشطة‪ ،‬وأضيف إىل ذلك ظاهرة ال تقل خطورة ر‬
‫عي االستقاالت أو الهروب من الخدمة‪.‬‬
‫وه ظاهرة التشب ر‬
‫أال ي‬
‫الشطية‬‫الشطة والجمهور‪ ،‬وهذا ما نسميه ف علومنا ر‬ ‫تدهور العالقة ربي ر‬
‫ي‬
‫الشطة)‬ ‫الشطة والجمهور وه علم يدرس لطلبة كلية ر‬ ‫(سيكولوجية العالقة ربي ر‬
‫ي‬
‫وغيها من رؤوس الموضوعات المهمة وهنا‬ ‫الشطة يف الوثيقة الدستورية ر‬ ‫ووضع ر‬

‫الشطة“‬ ‫أود أن أضيف إىل ذلك موضوعا ف غاية األهمية أال وهو موضوع ”تجييش ر‬
‫ي‬
‫يف شكل بعض أزيائها وتسليحها ومركباتها‪.‬‬
‫عقب سقوط النظام البائد ف أبريل ‪2019‬م كان إصالح األجهزة األمنية ر‬
‫(الشطة‬ ‫ي‬
‫وجهاز المخابرات) واحدا من أهم مهام وواجبات ر‬
‫الفية االنتقالية بحسب الوثيقة‬
‫الدستورية لسنة ‪2019‬م األمر الذي حسب تقديري لم يتم‪ ،‬بل إنه لم يبدأ من‬
‫تغييها‬
‫تغييات شكلية طفيفة طالت قيادات تلك األجهزة حيث تم ر‬
‫أساسه‪ ،‬عدا ر‬
‫كبي من‬ ‫عامي ر‬
‫للشطة) كما تم إحالة عدد ر‬ ‫ر‬ ‫عدة مرات (عىل سبيل المثال ‪ 5‬مدراء‬
‫التمكي داخل‬
‫ر‬ ‫الضباط بطريقة لم تكن دقيقة وال منصفة‪ ،‬لم تؤد إىل تفكيك‬
‫الشطة بالشكل المطلوب بقدر ما أدت إىل ر‬
‫تشيد كفاءات مهنية مستقلة‪.‬‬ ‫ر‬
‫لمشوع إصالح وإعادة هيكلة ر‬
‫الشطة كنا قد قمنا‬ ‫عضويت ف اللجنة الفنية ر‬
‫ر‬ ‫بحكم‬
‫ي ي‬
‫والتغيي المنشود‪.‬‬
‫ر‬ ‫بعمل ك ربي قدمنا من خالله رؤية واضحة عن مشكلة ر‬
‫الشطة‬
‫تضمن ر‬
‫المشوع الموضوعات التالية‪:‬‬
‫‪537‬‬
‫والتغيي وإعادة هيكلة ر‬
‫الشطة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ -1‬مفهوم الصالح‬
‫‪ -2‬تحليل علم لمالمح المنظومة األمنية ر‬
‫والشطية قبل الثورة‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪ -3‬أهم الخصائص المطلوبة ف ر‬
‫الشطة بعد الثورة‪.‬‬ ‫ي‬
‫والفت)‪.‬‬
‫ي‬ ‫والهيكىل‬
‫ي‬ ‫التغيي عىل ثالثة مستويات (الفكري‬
‫ر‬ ‫‪ -4‬مجاالت‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ -5‬إجراءات‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ -6‬إدارة‬
‫‪ -7‬ر‬
‫اسياتيجية إدارة األداء‪.‬‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -8‬الهيكل‬
‫المؤسس‪.‬‬
‫ي‬ ‫التمي‬
‫ر‬ ‫‪-9‬‬
‫ط‪.‬‬ ‫ر‬
‫‪ -10‬مدونة السلوك الش ي‬
‫تدابي االنتقال‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ -12‬كلية ر‬
‫الشطة‪.‬‬
‫‪ -13‬ر‬
‫الشطة ربي المركزية والالمركزية‪.‬‬
‫‪ -14‬التعديالت ر‬
‫التشيعية‪.‬‬
‫المدن‪ ،‬حماية الحياة‬ ‫‪ -15‬فصل قوات ر‬
‫الشطة المتخصصة (السجون‪ ،‬الدفاع‬
‫ي‬
‫اليية‪ ،‬الجمارك)‬
‫ر‬
‫‪ -16‬العمل الجنان ورصورة إعادة النظر ف العالقة ربي ر‬
‫الشطة والنيابة العامة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الجنان‪.‬‬
‫ي‬ ‫يىل العمل‬
‫والعودة إىل مدرستنا االنجلوسكسونية فيما ي‬
‫ا‬ ‫وفيما يىل األمن الداخىل قدمنا ر‬
‫المؤسس تضمن الموضوعات‬
‫ي‬ ‫مشوعا متكامال للبناء‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫التالية‪:‬‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬التعريف بجهاز األمن‬
‫‪ -2‬المبادئ والقيم‪.‬‬
‫‪ -3‬اختصاصات الجهاز‪.‬‬
‫‪538‬‬
‫‪ -4‬سلطات الجهاز‪.‬‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -5‬الهيكل‬
‫‪ -6‬تبعية الجهاز وعالقته الرأسية واألفقية‪.‬‬
‫والتقت‪.‬‬ ‫والماىل‬ ‫اسياتيجية إدارة المورد ر‬
‫البشي‬ ‫‪ -7‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ -8‬نظام إدارة البيانات والعمليات‪.‬‬
‫زمن‪:‬‬
‫تسلسل ي‬
‫الحدث‬ ‫التاري خ‬
‫األوىل تؤدي القسم‬‫ي‬ ‫حكومة الدكتور عبد هللا حمدوك رئيس الوزراء السابق‬ ‫سبتمي ‪2019‬م‬
‫ر‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬
‫الطريق إدريس وزيرا للداخلية‪.‬‬
‫ي‬ ‫وتعيي الفريق أول رشطة‪/‬‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫شكل السيد وزير الداخلية اللجنة (‪ )312‬للنظر يف قضية ضباط الشطة‬ ‫سبتمي ‪2019‬م‬
‫ر‬ ‫‪2‬‬
‫والمعاشيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬
‫التأمي فيه عىل إعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة‬ ‫ر‬ ‫عقد رئيس الوزر‬ ‫نوفمي ‪2019‬م‬
‫ر‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬
‫الخارىح‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫الداخىل وجهاز األمن‬
‫ي‬ ‫قسمي جهاز األمن‬ ‫ر‬ ‫لينقسم الجهاز إىل‬
‫محاولة اغتيال دكتور عبد هللا حمدوك‬ ‫‪ 9‬مارس ‪2020‬م‬ ‫‪4‬‬
‫اللجنة‪ 312‬ترفع توصياتها للسيد وزير الداخلية بعد أن نظرت يف عدد‬ ‫‪ 9‬أبريل ‪2020‬م‬
‫والمعاشيي تمت‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬ ‫الشطة‬ ‫)‪ (4840‬طلبا تقدم بها ضباط ر‬
‫(الشطة عامة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫موزعي عىل‬
‫ر‬ ‫التوصية بإعادة)‪ (723‬منهم للخدمة‬
‫المدن‪ ،‬الجمارك) وتعويض البقية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫اليية‪ ،‬الدفاع‬ ‫السجون‪ ،‬حماية الحياة ر‬
‫مشيكة ربي المجلس السيادي ومجلس الوزراء وقوى الحرية‬ ‫جلسة ثالثية ر‬ ‫‪ 11‬أبريل ‪2020‬م‬ ‫‪5‬‬
‫والتغيي) تم االتفاق عىل مصفوفة مهام المرحلة االنتقالية العاجلة كان من‬ ‫ر‬
‫بينها (إنفاذ إصالحات عاجلة يف جهاز األمن والمخابرات وإنفاذ إصالحات‬
‫داخىل يتبع لوزارة الداخلية) يف إطار‬ ‫الشطة وبناء جهاز أمن‬ ‫عاجلة ف جهاز ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫السغ لتنفيذ مطلوبات المصفوفة تم تشكيل لجنة مشيكة ربي مجلس‬ ‫ي‬
‫والتغيي لتقديم رؤية مكتوبة حول كيفية إجراء هذه‬ ‫ر‬ ‫الوزراء وقوي الحرية‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الصالحات وبناء جهاز األمن‬
‫والتغيي تفرع من أعمالها‬ ‫المشيكة ربي مجلس الوزراء والحرية‬ ‫ر‬ ‫اللجنة الفنية‬ ‫‪ 15‬يونيو ‪2020‬م‬ ‫‪6‬‬
‫ر‬
‫والتغيي الذي بعد‬
‫ر‬ ‫وتستعرض مشوعاتها أمام المجلس المركزي للحرية‬ ‫ر‬
‫بالمشوعات وأجازها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫نقاش مستفيض أشاد‬
‫ر‬
‫دكتور عبد هللا حمدوك يقوم بإعفاء السيد مدير عام قوات الشطة الفريق‬ ‫‪ 5‬يوليو ‪2020‬م‬ ‫‪7‬‬
‫ويعي السيد الفريق رشطة‪/‬عزالدين الشيخ مديرا‬ ‫أول رشطة‪/‬عادل بشائر ر‬
‫الشطة‪.‬‬ ‫عاما لقوات ر‬

‫‪539‬‬
‫الحدث‬ ‫التاري خ‬
‫قال السيد حمدوك ”اجتمعت اليوم مع الفريق رشطة عزالدين الشيخ مدير‬ ‫‪ 7‬يوليو ‪2020‬م‬ ‫‪8‬‬
‫الشطة بحضور السيد وزير الداخلية وناقشنا بشكل عميق دور‬ ‫عام قوات ر‬
‫المدن وترسيخ الديمقراطية وحقوق النسان“‪.‬‬ ‫الشطة يف تعزيز التحول‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫‪ 20‬أغسطس ‪2020‬م الدكتور عبد هللا حمدوك يف خطابه بمناسبة مرور عام عىل التكليف يضح‬ ‫‪9‬‬
‫قائال ”مؤخرا توافقت هياكل السلطة االنتقالية عىل تبعية ر‬ ‫ا‬
‫الشطة للجهاز‬
‫بتعيي مدير جديد‬‫ر‬ ‫مدن‪ ،‬قمت‬ ‫التنفيذي باعتبارها قوات نظامية ذات طابع ي‬
‫الشطة وتوافقنا عىل البدء يف عملية إصالح لتحويلها لمؤسسة‬ ‫لجهاز ر‬
‫المواطني وحقوقهم “‬ ‫ر‬ ‫لحماية‬
‫الفك سليمان عضو مجلس السيادة ”إن الحوجة لجهاز‬ ‫ي‬ ‫سبتمي ‪2020‬م قال السيد محمد‬ ‫ر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬
‫مض وإن الجهاز يخضع حاليا‬ ‫ر‬
‫الداخىل صارت ملحة أكي من أي وقت ي‬ ‫ي‬ ‫األمن‬
‫ر‬
‫لنقاشات جهات االختصاص الفنية يف الشطة والمخابرات بالضافة لوزارة‬
‫العدل“‬
‫الفك سليمان يضح ”السيادي لم يتسلم‬ ‫ي‬ ‫سبتمي ‪2020‬م عضو مجلس السيادة محمد‬ ‫ر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪11‬‬
‫الداخىل“‬ ‫مشوع قانون األمن‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الشطة الفريق أول عزالدين الشيخ يصدر قرار بمنع اجتماعات‬ ‫مدير عام ر‬ ‫‪ 23‬يناير ‪2021‬م‬ ‫‪12‬‬
‫ر‬
‫والمعاشيي بدار الشطة‪.‬‬‫ر‬ ‫تعسفيا‬ ‫المفصولي‬
‫ر‬ ‫طة‬ ‫الش‬‫ر‬ ‫ضباط‬
‫والمعاشيي يدعون لتنظيم وقفة‬ ‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬ ‫ر‬ ‫الشطة‬ ‫ضباط ر‬ ‫‪ 25‬يناير ‪2021‬م‬ ‫‪13‬‬
‫احتجاجية أمام وزارة الداخلية ووزير الداخلية الفريق عزالدين الشيخ يستبق‬
‫الشطة وقوات‬ ‫الخطوة ويغلق الطرق المؤدية إىل مقر الوزارة بمدرعات ر‬
‫المفصولي‪.‬‬
‫ر‬ ‫مكافحة الشغب ويرفض مقابلة أو استالم مذكرة الضباط‬
‫األمي العام لمجلس السيادة –‬ ‫ر‬ ‫الغاىل –‬
‫ي‬ ‫األمي‬‫ر‬ ‫السيد الفريق أول محمد‬ ‫‪ 25‬يناير ‪2021‬م‬ ‫‪14‬‬
‫المفصولي ويتسلم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫يستقبل بالقض الجمهوري وفد ضباط الشطة‬
‫مذكرتهم‪.‬‬
‫األمي العام لمجلس الوزراء – يستقبل وفد‬ ‫ر‬ ‫حسي عثمان –‬ ‫ر‬ ‫السيد عثمان‬ ‫‪ 25‬يناير ‪2021‬م‬ ‫‪15‬‬
‫المفصولي ويتسلم مذكرتهم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ضباط الشطة‬‫ر‬
‫تعيي السيد الفريق شطة عزالدين الشيخ وزيرا للداخلية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪ 8‬يناير ‪2021‬م‬ ‫‪16‬‬
‫الفك سليمان عضو مجلس السيادة يطالب مجلس الوزراء‬ ‫ي‬ ‫محمد‬ ‫السيد‬ ‫م‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪ 12‬رفياير‬ ‫‪17‬‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫الشاع بإجازة قانون األمن‬
‫ر‬
‫بتعيي السيد الفريق شطة خالد مهدي مديرا عاما‬ ‫ر‬ ‫‪ 21‬رفياير ‪2021‬م السيد رئيس الوزراء يقوم‬ ‫‪18‬‬
‫الشطة‪.‬‬ ‫لقوات ر‬
‫عش‬ ‫السيد رئيس الوزراء يقوم بزيارته األوىل لوزارة الداخلية (عقب ثمانية ر‬ ‫‪ 22‬رفياير ‪2021‬م‬ ‫‪19‬‬
‫ي‬
‫شهرا منذ توليه منصب رئيس الوزراء!!) ويقول ”إنهم قطعوا شوطا ر‬
‫كبيا يف‬
‫وف تنوير لضباط‬ ‫الداخىل ليدخل ح ري النفاذ“ ي‬ ‫ي‬ ‫إجازة ووضع قانون األمن‬

‫‪540‬‬
‫الحدث‬ ‫التاري خ‬
‫ر‬
‫فأعىل ”ثمن مجهودات الشطة وأنه قد حان الوقت‬ ‫الشطة من رتبة عميد‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫لتحريك عجلة الصالح المنشود يف أجهزتنا األمنية“‬
‫ر‬
‫مجلس الوزراء يصدر بيانا حول اجتماع مجلس الوزراء المغلق يف الفية من‬ ‫‪ 27‬رفياير ‪2021‬م‬ ‫‪20‬‬
‫والت جاء األمن‬‫ر‬
‫‪ 27-25‬رفياير ‪2021‬م ويعلن عن برنامج األولويات الخمسة ي‬
‫مشوعاته إصالح جهازي المخابرات العامة‬ ‫ف محورها الثالث ومن ضمن ر‬
‫ي‬
‫الداخىل‪.‬‬ ‫والشطة وإنشاء جهاز األمن‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫مشوع قانون األمن‬ ‫وزير العدل دكتور نض الدين عبدالباري يضح ”أن ر‬ ‫‪ 25‬أبريل ‪2021‬م‬ ‫‪21‬‬
‫ممثلي‬
‫ر‬ ‫الداخىل تم إعداده بواسطة لجنة محدودة العضوية كونت من‬ ‫ي‬
‫للوزارات واألجهزة ذات الصلة ولم يتم عرضه عىل أي مستوى من‬
‫المستويات الرسمية“‪.‬‬
‫وزارة شؤون مجلس الوزراء – قطاع الحكم والدارة تعلن عن خطتها‬ ‫‪ 3‬يوليو ‪2021‬م‬ ‫‪22‬‬
‫ديسمي ‪2021‬م تضمنت الخطة‬ ‫ر‬ ‫الثان من العام يوليو –‬‫ي‬ ‫التنفيذية للنصف‬
‫وعي هما‬ ‫ر‬
‫أربعة أهداف‪ ،‬الهدف الثالث فيها هو تحقيق األمن وتضمن مش ر‬
‫الداخىل (مع مالحظة غياب أي‬ ‫ي‬ ‫إصالح جهاز المخابرات وقانون األمن‬
‫حت نهاية‬ ‫الشطة ف هذه الخطة الممتدة ر‬ ‫مشوع عن إصالح ر‬ ‫حديث أو ر‬
‫ي‬
‫العام ‪2021‬م)‬
‫السيد خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء يقوم بزيارة وزارة‬ ‫‪ 26‬يوليو ‪2021‬م‬ ‫‪23‬‬
‫الشطة ومن ضمن عدة موضوعات بحث‬ ‫ويلتق بالوزير وقيادات ر‬ ‫ر‬ ‫الداخلية‬
‫ي‬
‫ر‬
‫االجتماع ”القضايا ذات الصلة بتطوير وتحديث الشطة“‬
‫ومعاس الشطة توضح‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مفصوىل‬ ‫تسلم رئيس مجلس الوزراء مذكرة من وفد‬ ‫سبتمي ‪2021‬م‬
‫ر‬ ‫‪9‬‬ ‫‪24‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مفصوىل‬ ‫ر‬
‫الت من أبرزها إصالح وهيكلة الشطة وإعادة‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫قضياهم ومطالبهم ي‬
‫المفصولي تعسفيا من‬ ‫ر‬ ‫الشطة للخدمة وأكد رئيس الوزراء أن قضية‬ ‫ر‬
‫القضايا ذات األولوية لدي الحكومة‬
‫السيد خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء يضح ”تضيحات‬ ‫‪ 8‬أكتوبر ‪2021‬م‬ ‫‪25‬‬
‫السيد النائب األول لرئيس مجلس السيادة حول تبعية جهازي األمن‬
‫للعسكريي فيها خرق واضح للوثيقة الدستورية‪ ،‬وإن مهمة تطوير‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والشطة‬
‫ه مهمة جوهرية يف تحديد نجاح االنتقال‬ ‫وإصالح األجهزة األمنية ي‬
‫اط“‬
‫الديمقر ي‬

‫تغيي‬
‫لماذا لم يحدث التغيت؟ كما أسلفنا فإن الحكومة فشلت يف إحداث أي ر‬
‫حقيق أو إصالح ف األجهزة األمنية‪ ،‬بل إنها لم ر‬
‫تقيب من ذلك والسبب يعود إىل‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ه‪:‬‬‫أربعة أمور أساسية ي‬

‫‪541‬‬
‫(‪ )1‬الوثيقة الدستورية‪ :‬الوثيقة المعيبة والمختلة فيما ي‬
‫يىل تنظيم وتبعية األجهزة‬
‫تعيي وزير الداخلية‪ .‬كل ذلك جعل السلطة التنفيذية مشلولة ولم‬
‫األمنية وسلطة ر‬
‫ر‬
‫الت تمت بموجب اتفاقية جوبا للسالم يف معالجة هذا الوضع‪.‬‬
‫تفلح الضافات ي‬
‫التغيي‪ :‬ظهرت تيارات وقوى معادية لعملية الصالح داخل المنظومة‬
‫ر‬ ‫(‪ )2‬مقاومة‬
‫االمنية ألسباب تتعلق إما بعقيدة تلك المؤسسات‪ ،‬أو ألسباب اجتماعية‪ ،‬أو نفسية‪،‬‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫أو خوفا من عملية‬
‫(‪ )3‬المكون العسكري‪ :‬لم يبد الحماس الالزم واتسم تحركه بالبطء والتلكؤ‪ ،‬وزاد‬
‫األمر تعقيدا النص المبهم يف الوثيقة الدستورية المتعلق بإصالح األجهزة األمنية‬
‫حيث فشه المكون العسكري عىل اعتبار أنه هو المكلف حضا بعملية االصالح‬
‫لمدن‪.‬‬
‫ي‬ ‫أدن تدخل أو مشورة من المكون ا‬
‫دون ي‬
‫المدن كانت إما غائبة أو ضعيفة‬
‫ي‬ ‫المدن‪ :‬الرادة السياسية لدى المكون‬
‫ي‬ ‫(‪ )4‬المكون‬
‫التمكي داخل‬
‫ر‬ ‫الداخىل‪ ،‬وتفكيك‬ ‫تجاه قضايا إصالح ر‬
‫الشطة وقيام جهاز األمن‬
‫ي‬
‫والمعاشيي كمدخل لدارة‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬ ‫األجهزة األمنية وعودة الضباط‬
‫التغيي والصالح‪ ،‬حيث لم يتم الطرق عليها أو الضغط يف اتجاهها بشكل كاف‪..‬‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت وضعها‬
‫الكبية بال مقابل ي‬
‫ر‬ ‫والخية‬
‫ر‬ ‫المدن من الدعم‬
‫ي‬ ‫كذلك لم يستفد المكون‬
‫المدن ولم يعط‬ ‫الشطة المفصولون والمعاشيون ربي يدي المكون‬ ‫ضباط ر‬
‫ي‬
‫الكاف‪.‬‬
‫ي‬ ‫مجهوداتهم االهتمام‬
‫وضع ر‬
‫الشطة والمخابرات يف الوثيقة الدستورية‪:‬‬
‫ونعت به هنا وضع جهاز ر‬
‫الشطة يف الوثيقة الدستورية ‪2019‬م‪ .‬جاء الحديث عن‬ ‫ي‬
‫الشطة ف المادة (‪ )36‬من الوثيقة بقولها (قوات ر‬
‫الشطة قوات نظامية قومية‬ ‫قوات ر‬
‫ي‬
‫لنفاذ القانون‪ ،‬وتختص بحفظ األمن وسالمة المجتمع‪ ،‬وتخضع لسياسات‬
‫وقرارات السلطة التنفيذية وفق القانون‪ .‬وينظم قانونا ر‬
‫الشطة والقوات المسلحة‬
‫عالقة ر‬
‫الشطة بالسلطة السيادية‪ ).‬هذا النص جاء فضفاضا ر‬
‫غي محكم وزع تبعية‬
‫‪542‬‬
‫ر‬
‫الشطة ربي الجهازين التنفيذي والسيادي بشكل مربك‪ ،‬وزاد األمر سوءا عدم تعديل‬
‫الشطة لسنة ‪2008‬م بالشكل الذي ربما كان من الممكن أن يسهم ف ر‬
‫تشي ح‬ ‫قانون ر‬
‫ي‬
‫وتفصيل هذه العالقة المرتبكة‪.‬‬
‫تش بوضوح إىل مسألة مركزية ر‬
‫الشطة من عدمها إال إذا فهمنا‬ ‫الوثيقة الدستورية لم ر‬

‫حي أن المادة (‪ )4‬من الوثيقة‬


‫تعت مركزية‪ ،‬يف ر‬ ‫كلمة ”قومية“ عىل أساس أنها ي‬
‫تتحدث عن طبيعة الدولة بأنها ال مركزية بالتاىل إذا كانت إرادة ر‬
‫المشع تتجه لجعل‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الشطة مركزية كان يجب الشارة إىل ذلك بوضوح وتفصيل أكي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الشطة متنازعة الوالء خالل ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫هذا الوضع الدستوري المختل جعل ر‬
‫ا‬
‫ما ربي تبعيتها للجهاز التنفيذي عىل الورق شكال وما ربي سيطرة المكون العسكري‬
‫تعيي وزير الداخلية حسب نصوص الوثيقة‬‫عليها عمليا من مدخل سلطته يف ر‬
‫كبي ف إرباك أداء ر‬
‫الشطة كما ساهم يف‬ ‫الدستورية‪ .‬هذا الوالء المتنازع ساهم بشكل ر ي‬
‫سلت واضح ومنع أي‬
‫خلق حالة من عدم الرضا وسط منسوبيها‪ ،‬وأثر بشكل ر ي‬
‫والمعاشيي‪ .‬والجدير‬
‫ر‬ ‫المفصولي‬
‫ر‬ ‫الشطة‬ ‫محاوالت إصالحية أو إعادة لضباط ر‬
‫وتعيي قيادات جديدة ر‬
‫للشطة عدة مرات‬ ‫ر‬ ‫بالذكر أنه رغم قيام رئيس الوزراء بإحالة‬
‫إال أنه لم يكن يملك سلطة وسيطرة حقيقية عىل قوات ر‬
‫الشطة‪.‬‬
‫جهاز األمن والمخابرات نظمته المادة (‪ )37‬من الوثيقة الدستورية بقولها (جهاز‬
‫الوطت وتقتض مهامه عىل جمع‬
‫ي‬ ‫نظام يختص باألمن‬
‫ي‬ ‫المخابرات العامة جهاز‬
‫المعلومات وتح ليلها وتقديمها للجهات المختصة ويحدد القانون واجباته ومهامه‬
‫للسلطتي السيادية والتنفيذية وفق القانون)‪ .‬باستقراء هذه المادة تجد‬
‫ر‬ ‫ويخضع‬
‫فيها ذات عيوب واختالالت وضع ر‬
‫الشطة يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬وإن كان هنا بشكل‬
‫أكي إبهاما وغموضا‪ .‬وواقع الحال خالل ر‬
‫الفية االنتقالية أثبت أن الجهاز التنفيذي‬ ‫ر‬

‫كان بعيدا كل البعد عن السيطرة عىل جهاز المخابرات أو العلم بما يجري داخله‪.‬‬
‫بتغيي قيادات الجهاز أو التعديالت‬ ‫ر‬
‫الت تمت‬
‫ر‬ ‫التغييات السطحية ي‬
‫ر‬ ‫ولم تسهم‬
‫‪543‬‬
‫تحسي الوضع وظل الجهاز جزيرة معزولة يف محيط العمل‬
‫ر‬ ‫القانونية الطفيفة يف‬
‫التنفيذي للدولة‪.‬‬
‫والتغيي المطلوب‪:‬‬
‫ر‬ ‫الصالح‬
‫ه‪:‬‬
‫هذا الصالح يجب أن يقوم عىل أربعة ركائز أساسية ي‬
‫‪ )1‬مدنية جهازي ر‬
‫الشطة والمخابرات العامة‪.‬‬
‫‪ )2‬مركزية هذه األجهزة (ينظم القانون عالقتها باألقاليم والواليات)‪.‬‬
‫‪ )3‬تبعية هذه األجهزة بشكل واضح ال لبس فيه للسلطة التنفيذية ممثلة يف رئيس‬
‫الداخىل)‪.‬‬ ‫الوزراء (بالنسبة ر‬
‫للشطة واألمن‬
‫ي‬
‫وتحصي هذه المؤسسات‬
‫ر‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫والتأثي‬
‫ر‬ ‫‪ )4‬حماية هذه األجهزة من التغول‬
‫ومنسوبيها من التسييس‪.‬‬
‫كالتاىل (‪-1‬‬ ‫تبعا لذلك البد من تعديل مادة قوات ر‬
‫الشطة يف الوثيقة الدستورية لتقرأ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الشطة قوة مدنية نظامية مركزية ينظم القانون عالقتها بالمستويات القليمية‬
‫والوالئية‪ ،‬مهمتها تنفيذ القانون وحفظ األمن وسالمة المجتمع‪ ،‬وتتبع للجهاز‬
‫ا‬
‫التنفيذي ممثال يف رئيس الوزراء‪ -2 .‬ر‬
‫يعي رئيس الوزراء وزير الداخلية ومدير عام‬
‫(ف القانون يمكن ان‬ ‫ر‬ ‫الشطة ونائبه‪ .‬وينظم القانون ر‬‫قوات ر‬
‫تعيي ضباط الشطة ي‬
‫تعيي الضباط من رتبة المقدم فما دون‪ ،‬ويختص رئيس‬
‫ينص عىل سلطة الوزير يف ر‬
‫بتعيي الضباط من رتبة العقيد فأعىل) وعطفا عىل هذه التعديالت يتم إجراء‬
‫ر‬ ‫الوزراء‬
‫تعديالت عاجلة عىل قانون ر‬
‫الشطة لسنة ‪2008‬م‪ .‬وأن ينص عىل أن ر‬
‫تعيي وإعفاء‬
‫المعت إىل رئيس الوزراء الذي له‬ ‫قادة جهازي ر‬
‫الشطة واألمن يتم بتوصية من الوزير‬
‫ي‬
‫يغ (لجنة األمن والدفاع)‬ ‫ر‬
‫أن يرفضها أو يحيلها بتوصية مؤيدة إىل المجلس التش ي‬
‫النهان‪.‬‬
‫ي‬ ‫وه صاحبة القرار‬
‫ي‬
‫أما فيما يىل جهاز المخابرات ف كل األحوال ستكون ر‬
‫الفية االنتقالية المقبلة محدودة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الداخىل كما كان‬
‫ي‬ ‫بالتاىل لن يكون هناك وقت كاف لنشاء وقيام جهاز للمن‬
‫ي‬ ‫المدة‪،‬‬
‫‪544‬‬
‫بالتاىل يكون من المناسب إعادة هندسة‬ ‫متصورا خالل ر‬
‫الفية االنتقالية الماضية‬
‫ي‬
‫غي‬
‫عمليات جهاز المخابرات العامة بتقسيمه إىل جهازين ورفده بعنارص جديدة ر‬
‫كالتاىل ‪ -1( :‬يتم‬
‫ي‬ ‫منتمية للنظام البائد‪ .‬ويعدل وضع المخابرات يف الوثيقة ليقرأ‬

‫ر ي‬
‫الخارىح‬ ‫منفصلي‪ :‬األول يختص باألمن‬‫ر‬ ‫تحويل جهاز المخابرات العامة إىل جهازين‬
‫اع المصلحة‬ ‫ر‬
‫ويحم موارد وإمكانيات ومصالح البالد وفق اسياتيجية تر ي‬‫ي‬ ‫(يصون‬
‫القوم ومكافحة‬ ‫الت تض باألمن‬‫ر‬
‫ي‬ ‫العليا للدولة ويختص بكشف المهددات الخارجية ي‬
‫الالزمي للكشف عن اوضاع او وقائع او مناشط خارج‬
‫ر‬ ‫التجسس والبحث والتحري‬
‫الداخىل (مهمته‬
‫ي‬ ‫والثان يختص باألمن‬
‫ي‬ ‫القوم)‬
‫ي‬ ‫البالد يكون من شانها المساس باألمن‬
‫حماية الدولة وضمان استقرارها وحماية الدستور وكفالة األمن والطمأنينة للمواطن‬
‫الالزمي للكشف عن أي‬
‫ر‬ ‫واألجنت المقيم بالدولة‪ ،‬ويختص بالبحث والتحري‬
‫ري‬
‫أشخاص أو أوضاع أو وقائع أو أنشطة داخل البالد يف مجاالت الرهاب والتطرف‬
‫الديت والياعات القبلية وتخريب االقتصاد والتهريب‪ ،‬وأي أنشطة تخريبية يكون‬
‫ي‬
‫من شأنها المساس بأمن وسالمة السودان) يقوم كل من الجهازين بتنفيذ السياسات‬
‫ر‬
‫الت يقرها مجلس األمن والدفاع وجمع المعلومات وتحليلها وتقديمها‬
‫األمنية ي‬
‫وف سبيل ذلك يحدد القانون واجباتهما ومهامها وصالحياتهما‬
‫للسلطة المختصة‪ ،‬ي‬
‫ر ي‬
‫الخارىح إىل السلطة السيادية‬ ‫يف التوقيف والقبض والتحري‪ -2 .‬يتبع جهاز األمن‬
‫الداخىل للسلطة‬
‫ي‬ ‫وينظم القانون عالقته بالسلطة التنفيذية ويتبع جهاز األمن‬
‫التنفيذية ممثلة يف رئيس الوزراء‪.‬‬
‫مجلس األمن والدفاع‪ :‬ي تكون المجلس من أعضاء السلطة السيادية ورئيس الوزراء‬
‫ووزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية والمالية ورئيس هيئة أركان القوات‬
‫المسلحة وقائد قوات الدعم الشي ع ومدراء ر‬
‫ر ي‬
‫الخارىح واألمن‬ ‫الشطة وجهازي األمن‬
‫ر‬
‫السياتيجية الشاملة للمن‬ ‫الداخىل‪ ،‬يختص المجلس بوضع وإجازة الخطة‬
‫ي‬

‫‪545‬‬
‫يىل األحداث األمنية يف البالد‪ ،‬وإعالن حالة‬
‫والدفاع وإصدار التوجيهات الالزمة فيما ي‬
‫الطوارئ بتوصية من رئيس الوزراء‪.‬‬
‫تضاف للمفوضيات المستقلة المشار إليها يف الوثيقة الدستورية مفوضيتان‬
‫جديدتان تختص األوىل بدمج وإعادة هيكلة القوات المسلحة والدعم الشي ع‬
‫وقوات حركات الكفاح المسلح تكون بقرار من السلطة السيادية وتعتمد بواسطة‬
‫مجلس األمن والدفاع‪ .‬وتختص الثانية بإصالح وإعادة هيكلة قوات ر‬
‫الشطة وجهاز‬
‫والداخىل) يختص رئيس الوزراء بتكوينها‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح‬ ‫المخابرات العامة (جهازي األمن‬
‫وتعتمد بواسطة مجلس األمن والدفاع وفقا لقواعد االعتماد المنصوص عليها يف‬
‫الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫الشطة المدنية“‬‫ماذا نعن بمدنية الشطة؟ مخط من يظن بأننا عندما ننادي ب ” ر‬
‫ي‬
‫الشطة‬ ‫الشطة“ أو لمن نقول ”دي المدنية الدايرنها“ نسغ بذلك ر‬
‫النياع ر‬ ‫أو ”مدنية ر‬

‫الشطة من الشعب‬ ‫من حضن (نظام بائد) ليم بها ف حضن (نظام قائم)!! هذه ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الشطة عندنا ه أن نبت رشطة ر‬
‫مليمة بالقانون وحقوق‬ ‫وإىل الشعب‪ .‬إن مدنية ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والمؤسس‪ ،‬رشطة‬
‫ي‬ ‫والقانون‬
‫ي‬ ‫النسان‪ ،‬رشطة منضبطة عىل وقع الصالح الدستوري‬
‫تعىل من‬ ‫ر‬
‫تعزز ثقافة االنتماء للمهنة ال االنتماء لجماعة أو لحزب أو لكيان‪ ،‬شطة ي‬
‫الدوىل‪ .‬وأن تتوافق هياكل ونماذج وإجراءات‬
‫ي‬ ‫القياس‬
‫ي‬ ‫معايي األداء وفقا للمستوى‬
‫ر‬
‫عمل ر‬
‫الشطة مع الديمقراطية ومبادئ الحكم الرشيد لقطاع األمن‪ .‬وأن تكون‬
‫والتحفي‬
‫ر‬ ‫ال رشطة فعالة وتخضع للمساءلة‪ .‬وف ذات الوقت أن تجد ر‬
‫الشطة التقدير‬ ‫ي‬
‫الالزمي من قبل الشعب والحكومة‪ ،‬وأن تجد ر‬
‫الشطة الحماية القانونية‬ ‫ر‬
‫واالحيام‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت تكفل لها القيام بواجباتها الصعبة والخطرة‪.‬‬
‫الالزمة ي‬
‫تعت أن عىل الدولة ”اتخاذ جميع الخطوات العملية لضمان‬ ‫ومدنية ر‬
‫الشطة‬
‫ي‬
‫معيس معقول دون‬ ‫ر‬ ‫الشطة الحفاظ عىل مستوى‬ ‫مستوى رواتب يتيح لرجال ر‬
‫ي‬
‫االضطرار إىل ممارسة عمل آخر أو اللجوء إىل الفساد“‪.‬‬
‫‪546‬‬
‫اسياتيجية وإدارة التغيي ف األجهزة األمنية خالل ر‬
‫الفية المقبلة‪:‬‬ ‫ر‬
‫ر ي‬
‫ألمت بشكل‬ ‫ر‬
‫السودان يحتاج إىل اسياتيجية أمنية وطنية لتوجيه إصالح القطاع ا ي‬
‫مؤسس يهدف إىل تحويل تلك المؤسسات من أداة قمع لدامة النظام القديم إىل‬
‫ي‬
‫وتفكيا جديدا يشمل‬
‫ر‬ ‫المواطني والدستور‪ .‬وهذا األمر يتطلب وقتا‬
‫ر‬ ‫تحم‬
‫ي‬ ‫قوة مهنية‬
‫فالمض قدما دون هذا التوجه‬
‫ي‬ ‫طريقة النظر إىل تلك األجهزة والتخطيط الجيد‪،‬‬
‫اتيىح يمكن أن يؤدي إىل ر‬
‫تعي أو فشل عملية الصالح‪.‬‬ ‫ر‬
‫السي ر ي‬
‫بالتاىل يجب عدم‬
‫ي‬ ‫أساس‪،‬‬
‫ي‬ ‫األمت هو عملية سياسية بشكل‬ ‫ي‬ ‫إن إصالح القطاع‬
‫مهت فقط وعليه يجب أن تكون هناك رؤية ورغبة وإرادة‬ ‫ر‬
‫التعامل معها كمشوع ي‬
‫وتسغ ليجاد األرضية الدستورية والقانونية الصلبة‬ ‫سياسية تدفع بهذا ر‬
‫المشوع‬
‫ي‬
‫ر‬
‫باالليام‬ ‫المشوع‪ ،‬عىل أن يتم ذلك وفق رؤية طويلة األمد ر‬
‫تقين‬ ‫الت يرتكز عليها ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫والرادة السياسية من جميع ر‬
‫الشكاء‪.‬‬
‫التغيي‬ ‫التغيي إال أنه وباختصار يمكن القول بأن‬ ‫التغيي‪ :‬تتعدد تعاريف‬ ‫ر‬
‫اسياتيجية‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫هو ”االنتقال من وضع قائم بالفعل إىل وضع مستهدف لتحقيق أهداف محددة يف‬
‫التغيي‬ ‫والتغيي يمكن أن يتم بعدة طرق منها‬ ‫ر‬
‫وإسياتيجية واضحة“‪،‬‬ ‫إطار رؤية‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫يىح‪ .‬وتبعا لذلك‬
‫التغيي التدر ر ي‬
‫ر‬ ‫التغيي الجذري‪ ،‬أو‬
‫ر‬ ‫التغيي الطارئ‪ ،‬أو‬
‫ر‬ ‫المخطط‪ ،‬أو‬
‫العمىل‬ ‫اسياتيجية الرشد والتطبيق‬ ‫إسياتيجيات التغيي ه ر‬ ‫هناك ثالثة أنواع من ر‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫ر‬
‫واسياتيجية القوة‪ ،‬والقهر‪ ،‬والذعان‪.‬‬ ‫ر‬
‫واسياتيجية القيم‪،‬‬
‫التغيي‪ :‬ال بد من اتباع منهجية منظمة تدعم األفراد داخل األجهزة األمنية‬
‫ر‬ ‫إدارة‬
‫الحاىل إىل الوضع المستهدف‪.‬‬
‫ي‬ ‫التغيي والتجاوب معه لالنتقال من وضعهم‬
‫ر‬ ‫لقبول‬
‫منسون تلك‬
‫ري‬ ‫التغيي عىل مستوى‬‫ر‬ ‫أساس إدارة‬
‫ي‬ ‫والعملية هنا تستهدف بشكل‬
‫التغيي عىل مستوى‬
‫ر‬ ‫التغيي عىل مستوى األجهزة نفسها (الهيكلة)‪.‬‬
‫ر‬ ‫األجهزة‪ ،‬وإدارة‬
‫التغيي‪ ،‬والعمل عىل تبديد مخاوفهم‬
‫ر‬ ‫المنسوبي يلزمه فهم كيفية تعامل األفراد مع‬
‫ر‬
‫بالتغيي‪ ،‬لذا ال بد من العمل عىل‬
‫ر‬ ‫من المجهول أو الخوف من المخاطر المرتبطة‬
‫‪547‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫عي‬
‫التغيي وهذا األمر يتطلب تواصال فعاال ر‬
‫ر‬ ‫ومساهمي يف عملية‬
‫ر‬ ‫جعلهم رشكاء‬
‫وسائل مختلفة‪.‬‬
‫مشوع إصالح وإعادة هيكلة ر‬
‫الشطة لم‬ ‫ر‬
‫االستاتيجية الموض بها‪ :‬كما أسلفنا فإن ر‬
‫ي‬
‫تتوفر له ا ألرضية الدستورية والقانونية المالئمة وفوق ذلك اصطدم بمقاومة عنيفة‬
‫الشطة واألجهزة األمنية‪ ،‬وكان ذلك ألسباب مختلفة بعضها عقائدي‬ ‫وسط منسون ر‬
‫ري‬
‫التغيي ال يمكن أن‬ ‫مرتبط بالوالء للنظام البائد‪ ،‬وبعضها نتاج غية مهنية ر‬
‫تفيض أن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الشطة‪ ،‬وبعضها متعلق بمخاوف طبيعية والنسان عدو ما يجهل‪،‬‬ ‫يأن من خارج ر‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫أو مخاوف متعلقة بمصالح شخصية أو مؤسسية‪ .‬وللسف‪ ،‬فإن غياب‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫الخية وحالة العدائية الشديدة ي‬ ‫االسياتيجية وضعف الرادة السياسية‪ ،‬وقلة ر‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫كبي يف فشل‬
‫المشوع كلها عوامل ساهمت بقدر ر‬ ‫صاحبت ر‬

‫التغيي المخطط‬ ‫اسياتيجية راشدة تقوم عىل فكرة‬‫تبعا لذلك ال بد من تبت ر‬


‫ر‬ ‫ي‬
‫اسياتيجية راشدة‬‫اسياتيجيات القوة والقهر والذعان‪ .‬إن تبت ر‬
‫التدر ريىح والبعد عن ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ألدن درجة‬ ‫التغيي وتقليل المقاومة‬
‫ر‬ ‫كبي ر‬
‫لمشوع‬ ‫من شأنه حشد دعم وتأييد ر‬
‫ي‬
‫ممكنة‪.‬‬
‫والمعاشيي‪:‬‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬ ‫ضباط ر‬
‫الشطة‬
‫اآلن وبواسطة السيد وزير الداخلية المكلف تمت معالجات لقضية ضباط ر‬
‫الشطة‬
‫والمعاشيي حققت نوعا من الرضا وسط صفوفهم‪ ،‬وأغلب ضباط هذه‬
‫ر‬ ‫المفصولي‬
‫ر‬
‫بالتاىل‬ ‫الفئة إما أنهم قد بلغوا السن المعاشية أو أن دفعهم غادرت ر‬
‫الشطة تماما‬
‫ي‬
‫هناك عدد قليل منهم يمكن إعادتهم للخدمة ويشكل الضافة النوعية المطلوبة‪.‬‬
‫أما الذين يتعذر إعادتهم يمكن االستفادة منهم بشكل مفيد جدا يف قطاعات أخري‬
‫خياتهم‬
‫مثل (القضائية‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬الخدمة المدنية‪ ،‬المفوضيات) بحكم ر‬
‫القانونية والدارية الطويلة‪.‬‬
‫التغيي‪:‬‬
‫ر‬ ‫السياس يف‬
‫ي‬ ‫دور الخطاب‬
‫‪548‬‬
‫الفية االنتقالية الماضية بكثي من الثورية‪ ،‬ر‬
‫واميج‬ ‫اتسم الخطاب السياس خالل ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫منتست‬ ‫الشعت من ر‬
‫الشطة مما تسبب يف إثارة مخاوف حقيقية لدي‬ ‫بحالة الغضب‬
‫ري‬ ‫ري‬
‫السياسيي ال يقدرون مجهودات ر‬
‫الشطة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الشطة بأن المدنية تستهدفهم‪ ،‬وأن‬
‫السياس يف‬
‫ي‬ ‫بالتاىل البد أن يتسم الخطاب‬
‫ي‬ ‫ويجعلون منها كبش فداء يف كل حادثة‪.‬‬
‫ر‬
‫الفية القادمة بالرشد وتخفيف الجرعة وبث رسائل طمأنة‪ ،‬كما يجب العمل وبشكل‬
‫وتغيي نظرة الجمهور السالبة جدا تجاه‬
‫ر‬ ‫لتحسي العالقة ربي ر‬
‫الشطة والجمهور‬ ‫ر‬ ‫جاد‬
‫ر‬
‫الشطة‪ .‬هذا األمر لوحده يحتاج إىل خطط تحشد لها وسائل العالم والسوشيال‬
‫منتست ر‬
‫الشطة‬ ‫تليي أي مقاومة أو ممانعة وسيجعل‬
‫ميديا وسيكون من شان ذلك ر‬
‫ري‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫للتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫أكي انفتاحا وتقبال‬
‫العرن‬ ‫ر‬
‫األفريق‬ ‫تجارب اإلصالح وإعادة الهيكلة‪ :‬عىل مستوى العالم ومحيطنا‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫العرن‬
‫ري‬ ‫األمت ال سيما بعد ثورات الربيع‬
‫ي‬ ‫الكثي من تجارب إصالح القطاع‬
‫ر‬ ‫جرت‬
‫النست وتظل التجربة الجورجية‬
‫ري‬ ‫تراوحت نتائج هذه التجارب ما ربي الفشل والنجاح‬
‫ر‬
‫واألكي نجاحا‪ .‬السيدة إيكا زغوالدي ‪ Eka Zgouladze‬شابة جورجية‬ ‫ه األنصع‬
‫ي‬
‫ر ي‬
‫الجورىح األسبق‬ ‫يف العام ‪2005‬م كانت تبلغ من العمر ‪ 27‬عاما‪ ،‬عهد إليها الرئيس‬
‫آنذاك بمهمة إصالح ر‬
‫الشطة يف جورجيا‪ ،‬وقام بتعيينها نائبا لوزير الداخلية (‪2005‬‬
‫ديسمي ‪2014‬م)‪ ..‬إيکا درست القانون‪،‬‬
‫ر‬ ‫‪2012-‬م)‪ ،‬ثم وزيرة للداخلية (يوليو ‪-2012‬‬
‫ثم عملت بعد التخرج ر‬
‫كميجمة يف المنظمات الدولية‪.‬‬
‫عندما استملت ايكا مهمتها‪ ،‬أجرت استطالعات للرأي خلصت اىل أن ‪ 2.3 %‬فقط‬
‫الجورىح لديهم وجهة نظر إيجابية حول ر‬
‫الشطة تمكنت خالل خمس‬ ‫ر ي‬ ‫من الشعب‬
‫سنوات من رفع نسبة الرضا‪ ،‬عن أداء ر‬
‫ر ي‬
‫الجورىح من (‪)%2.3‬‬ ‫الشطة وسط الشعب‬
‫إىل (‪ )87 %‬وكان هذا الرقم ربي أعىل معدالت القبول يف العالم‪ .‬وقامت الشابة إيكا‬
‫ر‬
‫السوفيت من أعمال‬ ‫المياث‬ ‫اسياتيجية لصالح ر‬ ‫ببناء ر‬
‫ي‬ ‫الشطة تقوم عىل تفكيك ر‬
‫الشطة المسيسة‪ ،‬وإلغاء المؤسسات الزائدة عن الحاجة‪ ،‬وتقديم االهتمام بالجودة‬ ‫ر‬

‫‪549‬‬
‫عىل الكم وكان أن انخفضت الجريمة بنحو ‪ %66‬إال أنها وبجانب آخر منحت‬
‫الشطة بنحو ر‬
‫عشة أضعاف‬ ‫الشطة رواتب مجزية‪ ،‬حيث قامت بزيادة رواتب ر‬
‫ر‬

‫تقريبا‪ ،‬لكن بعد ذلك طبقت نظاما صارما ال يتسامح مع الفساد أبدا‪ ،‬وقالت إن‬
‫الموظفي العموم يجب أن ال يتمتعوا بأية معاملة خاصة أمام نظام العدالة الجنائية‪.‬‬
‫ر‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ )1‬تعديل الوثيقة الدستورية بما يوفر األرضية ر‬
‫التشيعية المالئمة لعملية الصالح‬
‫ومدنية األجهزة األمنية‪.‬‬
‫تضمي مجلس األمن والدفاع ضمن الوثيقة الدستورية (تشكيله‪ ،‬صالحيته‬
‫ر‬ ‫‪)2‬‬
‫وسلطاته)‪.‬‬
‫يىح‪.‬‬ ‫‪ )3‬تبت ر‬
‫التغيي المخطط التدر ر ي‬
‫ر‬ ‫اسياتيجية راشدة تقوم عىل فكرة‬ ‫ي‬
‫‪ )4‬قيام مفوضية إصالح وإعادة هيكلة جهازي ر‬
‫الشطة والمخابرات‪.‬‬
‫‪ )5‬إصدار قانون جديد ر‬
‫للشطة‪.‬‬
‫الداخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫المؤسس لجهاز األمن‬
‫ي‬ ‫‪ )6‬إجازة البناء‬
‫وداخىل)‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫(خارىح‬ ‫‪ )7‬إعادة هندسة عمليات جهاز المخابرات وتقسيمه إىل جهازين‬
‫ىح‪.‬‬
‫الداخىل وقانون األمن الخار ر ي‬
‫ي‬ ‫‪ )8‬إصدار قانون جهاز األمن‬
‫والمعاشيي إىل الخدمة‪.‬‬
‫ر‬ ‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬ ‫‪ )9‬عودة ضباط ر‬
‫الشطة‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫الشطية واألمنية لن تستطيع‬ ‫حكومة تنفيذية ال تملك سيطرة عىل أجهزة الدولة ر‬

‫بالتاىل ما تقدم‬ ‫أن تحكم وما تجربة ر‬


‫الفية االنتقالية السابقة ببعيدة عن األذهان‪،‬‬
‫ي‬
‫أعاله هو الحد األدن الواجب توفره لضمان حكومة تتمتع بسلطات حقيقية‪،‬‬
‫ر‬
‫الت تعينها عىل إصدار قرارتها والسلطات الكافية لمتابعة وتنفيذ‬
‫وتمتلك المعلومات ي‬
‫الت ال تتحكم بأجهزة ر‬
‫ر‬
‫الشطة واألمن التابعة لها‬ ‫تلك القرارات‪ .‬كما ”أن الحكومة ي‬
‫الت يجب أن يتمتع بها‬ ‫ر‬
‫تزيد من احتمالية انتهاك هذه األجهزة لحقوق النسان ي‬
‫‪550‬‬
‫الجميع“ ترتيبا عىل ذلك يجب أن يكون هدف هذه التعديالت والهيكلة الجديدة‬
‫هو الوصول إىل مؤسسات أمنية فعالة وخاضعة للمساءلة تعمل تحت سيطرة‬
‫وف كل األحوال ال تحول‬ ‫مدنية يف إطار سيادة القانون وحقوق النسان‪ .‬وأنه ي‬
‫ر‬
‫حقيق يف عملية إصالح األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫اط وانتخابات حرة نزي هة دون تقدم‬
‫ي‬ ‫ديمقر ي‬
‫عبد هللا الحسن‬
‫سء ولم يفعلوا شيئا‪ .‬ال أريد التعقيب بالتفصيل‪ ،‬ولكن‬‫ر‬
‫أتفق مع مقولة‪ :‬قالوا كل ي‬
‫المفصولي تعسفيا‬
‫ر‬ ‫هناك مجموعة مالحظات عامة‪ :‬الورقة كأنها مطالبة بإرجاع‬
‫أكي من ذلك‪.‬‬ ‫ر‬
‫الحقيق فهو ر‬
‫ي‬ ‫وهذا ليس الصالح‬
‫األمت والعسكري أنها تركت األمر‬
‫ي‬ ‫والتغيي يف ملف الصالح‬
‫ر‬ ‫أكي فشل للحرية‬
‫ر‬
‫ينبغ أن تتم بمشاركة‬
‫ي‬ ‫أكي خطأ‪ ،‬ألن عملية الصالح هذه‬
‫للمكون العسكري‪ ،‬هذا ر‬
‫أكي قائد إىل‬
‫السودان‪ ،‬فالصالح المطلوب من ر‬
‫ي‬ ‫كل األطراف واألجسام يف المجتمع‬
‫غي موضوعية‪ ،‬والمطلوب‬
‫تاريىح مسألة ر‬
‫ي‬ ‫أدن رتبة‪ .‬كما أن عرض األمر كأنه شد‬
‫نظي ما تتقاضاه من أموال‪،‬‬
‫طرح القضايا ومهام المؤسسات العسكرية واألمنية ر‬
‫وتقدم خدماتها للمواطن وتقوم بواجباتها‪ ،‬فالقضية مبنية عىل حقوق وواجبات‪.‬‬
‫ر‬
‫واالليام بشعارات (قوات‬ ‫عملية الصالح تركز عىل إعادة هيكلة كاملة وإعادة البناء‬
‫الشعب المسلحة) وشعار ر‬
‫(الشطة يف خدمة الشعب)‪.‬‬
‫غي المقبول أن يكون للمؤسسات العسكرية واألمنية أي نشاط اقتصادي‪.‬‬
‫ومن ر‬
‫إعادة العقيدة العسكرية مهمة وفق الواجبات الوطنية‪ ،‬باعتبارها أجهزة لخدمة‬
‫المواطن‪.‬‬
‫عملية الصالح شاملة ومسئولية وواجب كل قوى الثورة والمجتمع‪.‬‬
‫ماهر أبو الجوخ‬
‫ه‪:‬‬
‫أعتقد أن أهم النقاط ي‬

‫‪551‬‬
‫ا‬
‫مستقبال فكرة ر‬
‫غي واردة‪ ،‬مع رصورة الفصل ربي مستقبل‬ ‫الشاكة ر‬ ‫‪.1‬‬
‫الت قامت باالنقالب ومستقبل القوات المسلحة‪ .‬السودان‬ ‫ر‬
‫المجموعة ي‬
‫لديه تجارب ف نقل الحكم إىل الحكم الديمقراط‪ ،‬لقد كان تأسيس ر‬
‫الشاكة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وبالتاىل الوضع الصحيح‬
‫ي‬ ‫والعسكريي هذه المرة هو االستثناء‪،‬‬
‫ر‬ ‫المدنيي‬
‫ر‬ ‫ربي‬
‫هو الرث الدستوري القائم عىل أن تتحول المؤسسة العسكرية بعد‬
‫سقوط االنقالب إىل قوات تتبع للسلطة المدنية‪.‬‬
‫‪ .2‬القضايا األساسية تحتاج لعالج‪ ،‬مثل دور المؤسسة العسكرية االقتصادي‪.‬‬
‫وقوم‪،‬‬
‫ي‬ ‫مهت‬
‫كما ال يمكن بناء دولة متعددة الجيوش‪ ،‬البد من جيش واحد ي‬
‫ر‬
‫وشطة واحدة‪ ،‬وجهاز أمن واحد‪ ،‬تنسق فيما بينها وتعمل وفق مهامها‬
‫الدستورية واالستفادة من التجربة السابقة‪.‬‬
‫السابقي يف‬
‫ر‬ ‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫والتغيي من‬
‫ر‬ ‫‪ .3‬كان من الممكن أن تستفيد الحرية‬
‫ا‬
‫عملية الصالح‪ ،‬مستقبال نحتاج لدراسة عملية تحديث الجيش ألن الدمج‬
‫فيه مشاكل هيكلية‪ ،‬وأن يتم ذلك وفق خطاب توعية بأن عملية التحديث‬
‫يف صالح هذه المؤسسات ولعدم توظيفها ألغراض سياسية‪.‬‬
‫عل صديق‬
‫ي‬
‫محام إجراء‬
‫ٍ‬ ‫يقال أن تطلب من عسكري أن يكون رجل دولة أشبه بأن تطلب من‬
‫عملية جراحية! عندما تستلم القوات المسلحة السلطة هذا مدخل الضياع والفقر‬
‫مناىح الحياة‪ .‬نعلم تماما أن الجيش محايد‪،‬‬
‫ي‬ ‫والظلم والكراه والقمع والتدهور يف كل‬
‫وظيفته الدفاع عن الوطن وحق الحياة‪ ،‬ورد العدوان ال أن يحكم وال أن يتدخل يف‬
‫حت إعالن الحرب ال يتخذ قراراه الجيش وإنما القيادة‬ ‫التغيي السياس‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫قضايا‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وحت اختيار القائد العام‪ ،‬فتعينه وتعزله القيادة‬ ‫السياسية والجيش ينفذ القرار‪،‬‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫ه إعطاء المكون العسكري مخالب السلطة‪ ،‬كما هو‬ ‫ر‬
‫الت وقعنا فيها ي‬
‫األخطاء ي‬
‫أسي ستفشل‪ ،‬يجب أن تكون‬ ‫بريسي ستغرق‪ ،‬وحكومة بر ر‬
‫ر‬ ‫معروف فإن مركب‬
‫المؤسسة العسكرية ف ر‬
‫الفية القادمة خاضعة للسلطة المدنية ويحكمها قانون‬ ‫ي‬
‫القوات المس لحة‪ ،‬ودورها الحفاظ عىل األمن‪ ،‬وما يؤكد فشلها قولهم (ما قلتوا‬
‫التعيي ف الكلية الحربية ر‬
‫والشطة بعيدا من المحسوبية‬ ‫مدنية)‪ .‬عىل أن يكون‬
‫ر ي‬
‫وتمثل فيه كل مكونات الشعب‪.‬‬
‫يجب أن تخرج المؤسسة العسكرية تماما من االقتصاد‪ ،‬ويكون لوزارة المالية الوالية‬
‫كيان وكذلك رشطة‬
‫عىل المال العام‪ ،‬كما أن جهاز األمن والمخابرات أغلبه ر‬
‫التمكي فيها‪.‬‬
‫ر‬ ‫االحتياط المركزي والخدمة الوطنية‪ ،‬مما يوجب تفكيك‬
‫ي‬
‫ياش عز العرب‪:‬‬
‫لماذا لم يتم يف المفاوضات وضع تفاصيل دقيقة للصالحيات والمهام الخاصة‬
‫باألجهزة االمنية ر‬
‫والشطية سدا للثغرات؟‬
‫صفاء العاقب‪:‬‬
‫المفيض رييجم أمنا وسالما عىل األرض‪ ،‬أنا قادمة من الجنينة‪ ،‬ورغم‬
‫ر‬ ‫غيي‬
‫الت ر‬
‫لكنت التقيت عددا من لجان المقاومة والنساء يؤكدون أن انهزام‬
‫ي‬ ‫كثية‬
‫المشاكل ال ر‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫االنقالب يكون بسلمية الثورة‪ .‬أشكر اللواء كمال اسماعيل عىل ورقة الصالح‬
‫والعسكري‪ ،‬فقد عملنا معا يف آلية الطريق إىل األمام‪ .‬هذه القضية ينظر لها بأنها‬
‫ا‬
‫فبدال من أن تحفظ ر‬
‫الشطة األمن وتقوم‬ ‫عالقة تضاد وقتل لدى لجان المقاومة‬
‫والمدنيي أصبحت تقوم بالعكس‪ ،‬فالحساس باألمن لدى‬ ‫ر‬ ‫بحماية الشعب‬
‫المواطني من الجيش ر‬
‫أكي من ر‬
‫الشطة‪ .‬الشكالية تتمثل يف أنه كان هناك اتفاق‬ ‫ر‬
‫سالم ووثيقة دستورية أوضحت أن يكون هناك جيش واحد بعقيدة واحدة‪ ،‬ولكن‬
‫والتغيي ملف السالم وتركته‬
‫ر‬ ‫الواقع أن لدينا تعدد جيوش فقد أغفلت الحرية‬
‫ر‬
‫ه الصالح‬ ‫للعساكر وهم الذين قادوا عملية السالم‪ .‬واليتيبات األمنية ليست ي‬
‫‪553‬‬
‫األمت والعسكري‪ ،‬وإنما عملية تحكم يف الجيوش‪ ،‬وأن يكون قادة الكفاح المسلح‬
‫ي‬
‫جزء من المؤسسة العسكرية‪ ،‬وإعطاؤهم االستحقاقات يف شكل محاصصات يف‬
‫المدنيي‪ ،‬لذلك فإن المواطن فقد الثقة يف حماية هذه القوات‬
‫ر‬ ‫قوات حماية‬
‫ينبغ أن يكون دورها حل‬ ‫ر‬
‫الت ي‬‫للمدنيي ألنها جيوش قبلية وبمساندة الدارة االهلية ي‬
‫ر‬
‫االجتماع‪ .‬الوضع ما بعد االنقالب هو قوات مسلحة‬
‫ي‬ ‫الياعات القبلية والسالم‬
‫ر‬
‫المفيض يكون لدينا جيش‬ ‫مساندة من الدارة االهلية مع تعدد المليشيات‪ ،‬من‬
‫ر‬
‫وقوم يتم تأهيله باحيافية‪ .‬وهنا ر‬
‫أشي إىل أن النظام المباد موجود يف‬ ‫ي‬ ‫مهت‬
‫واحد ي‬
‫وينبغ أن تكون االولوية لإلصالح‬
‫ي‬ ‫كل المؤسسات لذلك البد من الوفاء بالتفكيك‪.‬‬
‫األمت والعسكري‪ ،‬هيكلة القوات المسلحة‪ ،‬ومشاركة النساء يف كافة المؤسسات‬
‫ي‬
‫العسكرية واألمنية وأن يكن جزء من عمليات االصالح‪ .‬ومطالب أهلنا يف دار فور‬
‫ه األمن ثم األمن‪.‬‬
‫ي‬
‫خالد عمر يوسف‪:‬‬
‫مت والعسكري‪،‬‬ ‫ر‬
‫أكي قصور للفية االنتقالية كان يف قضية الصالح األ ي‬
‫أؤكد عىل أن ر‬
‫وعلينا تحليل أسباب القصور لمعالجة المستقبل‪ ،‬ولكن سببه ليس يف الوثيقة‬
‫الدستورية‪ .‬المادة ‪ 86‬أكدت أن ر‬
‫الشطة خاضعة للجهاز التنفيذي يف السياسات‬
‫وغيها‪ ،‬والمادة ‪ 74‬أعطت رئيس الوزراء كل صالحيات رئيس الجمهورية وهو القائد‬
‫ر‬
‫للشطة‪ ،‬ر‬
‫حت يف الجيش فإن القائد األعىل هو مجلس السيادة مجتمعا ذو‬ ‫األعىل ر‬

‫األغلبية المدنية وليس رئيس مجلس السيادة‪ ،‬والمادة ‪ 12‬حددت كيفية‬


‫مسألتي هما‪ )1( :‬ترتيب‬
‫ر‬ ‫الصالحات للمؤسسات العسكرية‪ .‬المشكلة كانت يف‬
‫ر‬
‫األمت والعسكري لم تكن أولوية‪ .‬و(‪ )2‬الطريقة ي‬
‫الت تم‬ ‫ي‬ ‫األولويات فقضية الصالح‬
‫العسكريي‬
‫ر‬ ‫ه‪ :‬أن العالقة مع‬
‫التعامل بها يف هذه القضية‪ ،‬فهناك ثالث مدارس ي‬
‫قائمة عىل ر‬
‫الشاكة والثقة وتكامل األدوار والتشاور معهم‪ .‬وأن العالقة تقوم عىل‬

‫‪554‬‬
‫التوافق والتوازن‪ .‬وأن العالقة قائمة عىل المواجهة (المقالعة) وقد كانت متأخرة يف‬
‫األوليي‪.‬‬
‫ر‬ ‫هذا الملف بعد فشل الخيارين‬
‫فلم تكن الرادة السياسية وقوى الثورة موحدة يف هذا الملف‪ ،‬بل كانت تتنافس‬
‫ا‬
‫وتضب بعضها البعض‪ ،‬لذلك المطلوب مستقبال أن يعمل المدنيون مع بعض‪،‬‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫فالمشكلة لم تكن يف التخطيط فقد وضعت خطة واضحة لإلصالح‬
‫األمريك مع مركز أفريقيا للمساعدة يف‬
‫ي‬ ‫والعسكري‪ ،‬وكذلك عمل معهد السالم‬
‫األمت والعسكري‪ .‬هذه المهمة معقدة جدا وال تحل بضبة الزب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الصالح‬
‫والمعضلة قديمة‪ ،‬فالجيش حكم ‪ 52‬سنة‪ ،‬ولن يخرج بسهولة‪ ،‬وهناك جيوش‬
‫الكيان“‪ ،‬لذلك ال بد من انخراط المؤسسة العسكرية نفسها يف‬
‫موازية وسيطرة ” ر‬
‫الت يتم بها وفق عمل ر‬
‫ر‬
‫مشيك‬ ‫وف الطريقة ي‬‫هذه العملية‪ .‬فالحل يف وضعها أولوية ي‬
‫والعسكريي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المدنيي‬
‫ر‬ ‫ربي‬
‫الطيب عثمان يوسف‬
‫وأمنيي لمناقشة قضايا األمن‪ ،‬وقد‬
‫ر‬ ‫عسكريي‬
‫ر‬ ‫المشكلة يف عدم وجود مستشارين‬
‫السابقي‪ ،‬لكيال نقع‬
‫ر‬ ‫والتغيي فيها عدد مقدر من الضباط‬
‫ر‬ ‫قدمنا قوائم لقوى الحرية‬
‫ف نفس األخطاء ر‬
‫حت لعملي ة إنهاء االنقالب ال بد من االستعانة بمستشارين‬ ‫ي‬
‫وأمنيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫عسكريي‬
‫ر‬
‫فرح عباس فرح‬
‫لك تكون‬
‫نعي عن وجعة حقيقية ي‬ ‫ما نؤمن به أن يكون هناك جيش واحد‪ ،‬وأننا ر‬
‫ا‬
‫هناك ”قومة للسودان“ لبناء جيش واحد بدال عن تعدد الجيوش‪ ،‬العهد البائد يضع‬
‫صادقي بحب الوطن‪ ،‬يكون لدينا‬
‫ر‬ ‫المتاريس ألي إصالح‪ ،‬لذلك ال بد من أن نكون‬
‫جيش يحب الوطن ورعاية مصالح البالد وأن يضعه يف حدقات العيون ولذلك‬
‫وطت وال تكون هناك مليشيات تقتات من الشعب وتكون هناك‬ ‫نحتاج ر‬
‫لمشوع‬
‫ي‬

‫‪555‬‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫المدنيي يف الشأن‬
‫ر‬ ‫رؤية واضحة وفكرة أمنية مستدامة وأن يقرر بواسطة‬
‫والعسكري واستلهام روح السودان الواحد الذي سغ له الشهداء‪.‬‬
‫يعقوب إبراهيم‪:‬‬
‫ينبغ أن تكيف قانونيا بإقرار تبعية وزارة الدفاع لرئيس الوزراء‪،‬‬
‫ي‬ ‫القوات المسلحة‬
‫الداخىل‪.‬‬ ‫ر‬
‫والشطة تتبع لوزير الداخلية الذي يتبع لرئيس الوزراء ومهمتها األمن‬
‫ي‬
‫تضارب االختصاصات سبب االنفالتات األمنية‪ ،‬كما أنه يجب مراجعة ر‬
‫اليتيبات‬
‫األمنية وفق أسس تحديد القوات والعدد والتسليح ومكان التجميع‪.‬‬
‫ان‪:‬‬
‫تيست النور ي‬
‫ما هو المطلوب والطريق الصحيح للحلول ف ر‬
‫الفية المقبلة؟‬ ‫ي‬
‫الشاذىل‪:‬‬
‫ي‬
‫المطلوب دمج الجيوش يف جيش واحد‪ ،‬والمحافظة عىل عراقة وعظمة المؤسسة‬
‫العسكرية وريادتها بتوحيد عقيدتها يف الدستور‪.‬‬
‫رجاء دقف‪:‬‬
‫إضافة للتحديات فإن المرأة لم تكن ممثلة يف األجهزة العسكرية والقرار ‪ 1325‬يؤكد‬
‫األمت‪ .‬صحيح هناك وجود‪ ،‬ولكن ليس يف مكان‬
‫ي‬ ‫عىل مشاركتها يف صناعة القرار‬
‫اتخاذ القرار كما هناك انتهاكات ضد المرأة ومشاركتها يف األجهزة األمنية وفق‬
‫حساسية تجاه قضايا النساء‪ ،‬فالمشاركة لم تتم يف كل المستويات كما نصت اتفاقية‬
‫غي فعال وال بد من تنفيذ القرار ‪.1325‬‬
‫جوبا نفسها فما زال دور النساء ر‬
‫عبد اللطيف عثمان محمد صالح‪:‬‬
‫ه سيطرة قوى الثورة عىل مكامن القوة‪ ،‬لذلك أدعو إىل تجنيد لجان‬
‫نقطة جوهرية ي‬
‫المقاومة والشباب لبناء قوات مسلحة منحازة للثورة‪ ،‬وكذلك ف ر‬
‫الشطة واألمن‪،‬‬ ‫ي‬
‫تعي عن إرادة وروح الثورة‪.‬‬
‫لخلق أجهزة ر‬

‫‪556‬‬
‫هللا‪1:‬‬ ‫إبراهيم أحمد دفع‬
‫وف السودان لدينا آفة أن المفاهيم عن الجيش‬
‫مريك يقوده مدنيون‪ ،‬ي‬
‫الجيش األ ي‬
‫مغلوطة‪ ،‬ال يدركون الواجب والعقيدة القتالية والعسكرية‪ ،‬وأن المطلوب منهم‬
‫المدنيي عىل الجيش‪ .‬ورصورة‬
‫ر‬ ‫تنفيذ األهداف العسكرية للدولة ضمن سيطرة‬
‫المفصولي‪.‬‬
‫ر‬ ‫إدماج عدد من لجان المقاومة يف القوات العسكرية واالستفادة من‬
‫تميي مفهوم العقيدة‬
‫مفاهيم يتمثل يف عدم ر‬
‫ي‬ ‫إن يف القوات المسلحة الحالية خلل‬
‫العسكرية ودور القوات المسلحة يف الدولة المدنية مما أدى إىل خلق نوع من الربكة‬
‫والعسكريي يف مجال‬
‫ر‬ ‫المدنيي‬
‫ر‬ ‫غي الحميد ربي‬
‫أدى بدوره لخلق جو من التنافس ر‬
‫السياسة يشبه تنافس فرق كرة القدم‪ :‬هالل‪ /‬مري خ‪ ،‬وأرص ذلك ر‬
‫كثيا باستقرار البالد‬
‫تنافس ربي األحزاب‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫أيديولوىح‬ ‫واألمت واالقتصادي‪ ،‬وهناك أيضا مفهوم‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫اليمينية واليسارية يف التقرب للقوات المسلحة‪ ،‬وقد تمكن النظام البائد خالل‬
‫تمكي منتسبيه من مفاصل وعصب القوات المسلحة‬
‫ر‬ ‫العقود الثالثة الماضية من‬
‫غي فعالة‬
‫والضمي‪ ،‬مما جعلها ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والشطة واألمن فجعلها مشوهة ومشوشة العقل‬
‫المدن الذي تنشد الثورة بناءه وتثبيته‪.‬‬
‫ي‬ ‫يف مجال دعم وتعزيز الحكم‬
‫وهاتان المعضلتان ال يمكن حلهما إال من خالل الدستور‪ ،‬ربما بعد المرحلة‬
‫ر‬
‫االنتقالية‪ .‬أما يف هذه المرحلة االنتقالية هناك بعض الصالحات والجراءات ي‬
‫الت‬
‫أرى أنها إذا نفذت يمكن أن تقلل من السطوة األيديولوجية الحادة‪ .‬من هذه‬
‫الجراءات تطبيق ر‬
‫اليتيبات األمنية الواردة يف اتفاقية جوبا بكل دقة لتكوين نواة‬
‫كبي من أفراد المقاومة وإلحاقهم بالجيش‬
‫وطت واحد‪ ،‬وتجنيد عدد ر‬
‫ي‬ ‫لجيش‬
‫وأخيا تكثيف العمل المعنوي لتوضيح مفهوم العقيدة‬
‫ر‬ ‫والقوات األمنية األخرى‬

‫‪ 1‬قدمت المداخلة شفاهة وسلمت مكتوبة لضيق الزمن الذي لم يتح طرحها كلها وفقا لصاحبها‬
‫‪557‬‬
‫القوم لتوعية‬
‫ي‬ ‫العسكرية والقتالية الموحدة لهذه القوات وتوضيح مهددات أمننا‬
‫الجميع بضورة الوحدة للحفاظ عىل الوطن‪.‬‬

‫تعقيب كمال اسماعيل‬


‫كل المداخالت إضافة للورقة‪ ،‬واتفقت عىل أن هناك خلل عام والجميع جزء من‬
‫اعياف‪ .‬لقد كنت جزءا من اتفاقية ر‬
‫اليتيبات األمنية ومن حق‬ ‫الخلل وهذا بمثابة ر‬

‫أي شخص أن يعلم كيف تمت؟ وأعتقد أنها كانت جيدة (ال تخر منها الماء) ولكن‬
‫لم تنفذ‪.‬‬
‫اليتيبات األمنية موجودة يف مصفوفة‪ ،‬ولكن لم تكن هناك إرادة تنفيذ‬‫تفاصيل ر‬
‫وكذلك بند الصالح موجود ف ر‬
‫اليتيبات األمنية‪ ،‬وكان يجب أن يتم الدمج والتشي ح‬ ‫ي‬
‫السودان بعد ‪ 54‬يوما‪.‬‬
‫ي‬ ‫مهت واحدة بعقيدة واحدة وفق التنوع‬
‫وبناء جيش ي‬

‫‪558‬‬
559
‫نقاش التوصيات‬
‫عقدت جلسة نقاش التوصيات ظهر األحد ‪ 24‬يوليو‪ ،‬وقبل بدايتها تحدث رئيسها‪،‬‬
‫وه‪:‬‬
‫ينبغ الشارة لها ي‬
‫الحاج وراق عن عدة نقاط مهمة ي‬
‫ا‬
‫كثية جدا وهذا دليل اهتمام‪،‬‬ ‫أوال‪ :‬الورشة وجدت صدى ر‬
‫كبيا‪ ،‬وتلقت انتقادات ر‬
‫الصحفيي‪ ،‬انتقادات قوية لكنها‬
‫ر‬ ‫وقد تعرضت النتقادات قوية جدا من عدد من‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫الصحق عبد الحميد عوض أنه لم‬
‫ي‬ ‫محيمة وصحيحة وموضوعية‪ ،‬مثال انتقادات‬
‫والصحفيي‬ ‫العالميي‬ ‫يتم االهتمام بملف العالم ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬وكانت دعوة‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫وف ذات الوقت‬
‫ضعيفة‪ ،‬مما يؤكد أنه يمكن أن تكون هناك انتقادات قوية وعميقة ي‬
‫ر‬
‫وباحيام وهذا درس من هذه الورشة‪.‬‬ ‫بموضوعية‬
‫ثانيا‪ :‬تلقينا انتقادا كذلك أن هناك قوى رئيسية مثل الحركة الشعبية لتحرير‬
‫السودان بقيادة عبد العزيز الحلو لم تظهر يف أي فاعلية من فاعليات الورشة‪ ،‬وأيضا‬
‫هذا انتقاد صحيح‪ ،‬نعتذر عنه‪.‬‬
‫واستدراكا لهذه االنتقادات فإننا نتعهد بأننا سوف نعقد جلسات مخصصة للثقافة‬
‫والعالم ف ر‬
‫الفية االنتقالية والتعليم والصحة‪ ،‬واألوضاع يف الواليات خصوصا‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫واليات الهشاشة األمنية‪ ،‬هذا سوف يكون استكماال للورشة‪ ،‬ذلك أننا ال نستجيب‬
‫لالنتقادات بالقرار بصحتها فقط‪ ،‬بل ال بد من اتخاذ اجراءات تنطلق من إيماننا‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫بصحة االنتقادات‪ ،‬وهذا ما نطلبه أيضا من الحرية‬
‫موضوع‪ ،‬فالطابع العام للمجال العام اآلن‬
‫ي‬ ‫ثالثا‪ :‬تعرضت الورشة كذلك لنقد ر‬
‫غي‬
‫هو التوحش‪ ،‬والتوحش كان لغة وممارسة وأيديولوجية ”االنقاذ“ المتوحشة ذات‬
‫العالم المتوحش‪ ،‬وهم يسيطرون اآلن عىل إنتاج وبث الشائعات يف وسائل‬
‫التواصل االجتماع‪ ،‬والمأساة أنه يتم تضخيم توحشهم هذا من قبل هيئات ر‬
‫محيفة‬ ‫ي‬
‫‪560‬‬
‫العالم داخل‬
‫ي‬ ‫العالم وأقصد بذلك فاغي‪ ،‬إذ لديهم تدريب للتضليل‬
‫ي‬ ‫يف التضليل‬
‫السودان‪ ،‬وهم مرتبطون باألجهزة األمنية داخل السودان‪ ،‬إنهم يشقون الذهب‬
‫ويريدون أن يذهبوا بعقول السودان ريي‪ .‬شيوع االنتقادات ر‬
‫غي الموضوعية‬
‫والمتوحشة يتطلب رصورة معافاة المجال العام‪ ،‬فعالوة عىل تضخيم فاغي نحن‬
‫نضخم هذا التوحش بضاعاتنا الثانوية ومعاركنا الجانبية‪ .‬وهناك نقد موجه كذلك‬
‫تدمي كل نجاح‪ ..‬ولذلك فإن كل العوامل تضافرت‬
‫ر‬ ‫الفاشلي الذين يسعون‬
‫ر‬ ‫من‬
‫لتطبع الم جال العام بالتوحش وعلينا أن نعمل عىل استعادة ديمقراطية وانسانية‬
‫المجال العام‪.‬‬
‫قام األستاذ نضال عبد الوهاب بعرض للتوصيات من وجهة نظره‪ ،‬وتلت رباح‬
‫الصادق التوصيات الرئيسية يف األوراق مع عرض شي ع لما دار يف نقاش بعض‬
‫كي عىل التوصيات المهمة‪.‬‬ ‫ر‬
‫الجلسات‪ ،‬ومن ثم فتح الباب للي ر‬
‫المداخالت بشأن التوصيات‬
‫عل حسن‪:‬‬
‫الصادق ي‬
‫األوراق المقدمة لم تساعدنا يف الوصول للتوصيات المطلوبة‪ ،‬أي رصورة الجابة‬
‫عىل المسالة األساسية بشأن الوثيقة الدستورية وهل تصلح للتأسيس أم ال؟ ر‬
‫أقيح‬
‫تحويل الورشة لمنصة للنقاش حول التأسيس الدستوري وهذا هو المدخل السليم‬
‫لنقاش كل القضايا‪ ،‬يضاف للمنصة رشكاء آخرين لنقاش القضايا‪ ،‬والنظر فيما إذا‬
‫كانت الوثيقة صالحة أم ال؟‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫اسماعيل مضوي‪ :‬ما تم يف الورشة تطرق للداء التنفيذي لقوى الحرية‬
‫والتغيي كحاضنة السياسية وتضاف لها‬
‫ر‬ ‫أرى عقد ورشة أخرى لتقييم أداء الحرية‬

‫ر ي‬
‫خارىح‬ ‫ملفات التعليم والصحة وكل الملفات الناقصة‪ ،‬كذلك أن يجرى تقييم‬
‫والتغيي ألنه كما ذكر يف التوصيات ال ر يت تليت فإننا ال نصلح ألن نقيم أنفسنا‪،‬‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ا‬
‫اط‬‫الت يفيض أن تدعم الفية االنتقالية والتحول الديمقر ي‬ ‫وفعال كل المؤسسات ي‬
‫‪561‬‬
‫نعتي ان ما تم اآلن تقييم للداء التنفيذي‬
‫والتغيي‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫لديها االستعداد لمساعدة الحرية‬
‫والتغيي بعد ذلك تقيم كحاضنة سياسية من قبل الذين خرجوا منها ليذكروا‬
‫ر‬ ‫للحرية‬
‫عي‬ ‫ر ي‬
‫خارىح ر‬ ‫اط‪ ،‬ثم يجري تقييم‬
‫لماذا انقسمت ولماذا لم تقد البلد لتحول ديمقر ي‬
‫خبي‪.‬‬
‫ر‬
‫ماهر أبو الجوخ‬
‫والتغيي بحرية تامة بارتكاب أخطاء‪ ،‬هذه األخطاء‬
‫ر‬ ‫يف هذه الورشة أقرت الحرية‬
‫تستوجب االعتذار هذه توصية أوىل‪ ،‬الثانية نقل التقييم من فوق لتحت بأن تتم‬
‫والتغيي فيها بما يف ذلك أداءها‬
‫ر‬ ‫فعاليات التقييم يف الواليات ويتم نقا ش أداء الحرية‬
‫والتنظيم والتنفيذي واألهم عالقتها بالمكونات المجتمعية من إدارة‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬
‫التغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ئيس يف‬
‫أهلية وطرق صوفية وشباب ولجان مقاومة‪ ،‬وهم جزء ر ي‬
‫سياس يف مسالة العالقات‬
‫ي‬ ‫والتغيي أن تقيم دورها كتحالف‬
‫ر‬ ‫األمر الثالث عىل الحرية‬
‫اط يف السودان وفقا‬
‫الخارجية وتوظيفها لدعم وتعزيز االنتقال والتحول الديمقر ي‬
‫والدوىل وهو ما لم تتم الشارة إليه‪.‬‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫للمتغيات يف الواقع‬
‫ر‬
‫كي يف المؤسسات‬ ‫معايي للمشار ر‬
‫ر‬ ‫األمر الرابع مطلوب االتفاق عىل رصورة وضع‬
‫األساس الالزم للمرشح أو‬ ‫االنتقالية مستقبال ألي مستوى وأن يكون ر‬
‫الشط‬
‫ي‬
‫المرشحة انتماءه وقناعته ودوره يف الثورة‪ ،‬وذلك قبل كفاءته وشهاداته‪ ،‬وال بد من‬
‫معايي لثبات دوره‪/‬ا يف الثورة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وضع‬
‫اط عىل‬
‫والتغيي وقوى االنتقال الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫وخامس توصية أن تشدد قوى الحرية‬
‫اط‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تهم االنتقال الديمقر ي‬
‫بحت يختص بالقضايا المستقبلية ي‬
‫تأسيس نواة م ركز ي‬
‫ويضع سلفا تصورات جاهزة فيها‪.‬‬
‫التوصية السادسة متعلقة بموضوع لجنة التفكيك‪ .‬يجب القرار بأن غياب لجنة‬
‫االستئنافات خطأ قبل أن يض بإجراءات لجنة التفكيك أرص بفكرة التفكيك نفسها‬
‫ا‬
‫بال يتم ضمان االستئناف ويتاح بصورة ر‬
‫ميامنة مع االجراءات‬ ‫وجعلها ظالمة‪ ،‬ومستق‬
‫‪562‬‬
‫المتخذة‪ .‬كذلك بالنسبة للتفكيك يف الخدمة المدنية فالقضية المهمة ليست إبعاد‬
‫الوطت‪ ،‬بل استهداف أولئك الذين يقومون بتعطيل‬
‫ي‬ ‫كل الذين لهم عالقة بالمؤتمر‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫ينبغ إعداد الطار الدستوري لمستقبل االنتقال منذ اآلن بصورة تستصحب‬
‫أخيا ي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت وردت يف الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫الدروس واالخطاء ي‬
‫نزار محمد سليمان برير‬
‫يشي لمقاطعة الكيانات‬
‫والتغيي تثبيت موقفهم القاطع الذي ر‬
‫ر‬ ‫عىل مكونات الحرية‬
‫الداعمة لالنقالب والداعية لتبت مواقف متعارضة بشكل ر‬
‫مباش مع مطالب الشارع‬ ‫ي‬
‫للبشي وال رشاكة مع المؤسسة العسكرية‬
‫ر‬ ‫المتمثلة يف ال تفاوض مع اللجنة األمنية‬
‫االنقالبيي جزء منها‪.‬‬
‫ر‬ ‫يف الحكم وال رشعية ألي حكومة يكون‬
‫أساس حول إصالح‬
‫ي‬ ‫ينبغ يف التوصيات أن نفسح مساحة لكالم‬
‫ي‬ ‫مريم الصادق‪:‬‬
‫اط قادم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الخدمة المدنية ر‬
‫أساس لنجاح أي فية انتقالية وتحول ديمقر ي‬
‫ي‬ ‫كشط‬
‫تغيي المناهج‪ ،‬لكن‬
‫بالنسبة لما ذكر حول المناهج‪ ،‬ال يوجد اختالف حول رصورة ر‬
‫تغيي المناهج أدخلتنا يف رصاعات ثقافية وحول األشخاص‬ ‫ر‬
‫الت تم بها ر‬
‫الطريقة ي‬
‫تغيي المناهج بصورة منهجية تقوم بها لجان‬
‫لتوىل ر‬
‫ي‬ ‫الذين تولوا هذا األمر‪ ،‬نحتاج‬
‫والسياس يف البالد لئال‬
‫ي‬ ‫الثقاف‬
‫ي‬ ‫اع التوازن‬
‫فنية تكونها الجهات المختصة بشكل ير ي‬
‫كثي من الناس وبالطريقة‬
‫ندخل يف نفس الضاع الذي لم يكن حساسا تجاه مشاعر ر‬
‫ر‬
‫الت تمت يف الحكومة األوىل‪.‬‬
‫ي‬
‫وجه نقد وحديث عن ضعف الذين تولوا المناصب وهو كالم مبت ر‬
‫حت اآلن عىل‬ ‫ي‬
‫شاغىل‬
‫ي‬ ‫معايي موضوعية لمقايسة الضعف يف‬
‫ر‬ ‫ينبغ وضع‬‫ي‬ ‫مسائل انطباعية‪،‬‬
‫المناصب بعيدا عن ثقافة التوحش السائدة‪.‬‬
‫والتغيي فقط‪ ،‬بل‬
‫ر‬ ‫أوض بتكوين مركز للدراسات المستقبلية ليس للحرية‬
‫ي‬ ‫كذلك‬
‫فق ظل الضاعات الدولية والقليمية هناك جهات خارجية‬
‫مستقبل السودان‪ ،‬ي‬
‫‪563‬‬
‫مستغرقي يف‬
‫ر‬ ‫سني القادمات‪ ،‬بينما نحن‬ ‫تخطط اآلن لمستقبل السودان ف ر‬
‫العش ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫استشافية للمستقبل‪.‬‬ ‫الماض والتالوم حوله وليست لدينا نظرة‬ ‫الحديث حول‬
‫ي‬
‫قوم‬
‫كما سقط من التوصيات المتعلقة بالعالقات الخارجية رصورة عقد مؤتمر ي‬
‫كثي من القضايا والمصالح‬
‫للعالقات الخارجية بصورة عاجلة بحيث نحسم بموجبه ر‬
‫السودانية المرتبطة بالعالقات الخارجية‪.‬‬
‫هشام عمر النور‪:‬‬
‫الت كانت ف ر‬
‫الفية االنتقالية‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ينبغ أن تخرج الورشة ببيان تحدد فيه أوجه القصور ي‬
‫ي‬
‫وعىل ضوئها تصدر قوى الحرية والتغيي إعالنا ر‬
‫تعيف فيه بالقصور وتعتذر علنا‬ ‫ر‬
‫كشط من رشوط وحدة القوى الثورية ومن رشوط إنجاح االنتقال‪ ،‬فهدف الورشة‬ ‫ر‬

‫ألساس التقدم خطوة نحو توحيد قوى الثورة‪.‬‬


‫ي‬ ‫ا‬
‫سياس قائم عىل مواثيق لجان‬ ‫اط بعمل إعالن‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫كذلك االقياح الذي قدمته الديمقر ي‬
‫المقاومة‪ ،‬واستنادا عليه يصاغ إعالن دستوري‪ ،‬ر‬
‫وأقيح أن تتبت صياغة العالن‬
‫والتغيي وخارج أي احزاب سياسية اخرى‪ ،‬وتقدمه‬
‫ر‬ ‫السياس جهة خارج الحرية‬
‫ي‬
‫للجميع لتلتف حوله كل قوى الثورة ومن ثم تصدر الميثاق الدستوري أو االعالن‬
‫الدستوري‪.‬‬
‫عي قانون‬
‫وينبغ أن نفعل ذلك ر‬
‫ي‬ ‫لم نعط الفاشية السالموية التقدير المطلوب‪،‬‬
‫تعتي فيه الفاشية السالموية قرينا للنازية والفاشية‪ ،‬وتجعل الذين‬
‫السياس ر‬
‫ي‬ ‫للعزل‬
‫ر‬
‫الت ارتكبتها يدفعون الثمن‪.‬‬
‫انتموا لها أو سكتوا عىل الجرائم ي‬
‫صفاء العاقب‪:‬‬
‫وينبغ أن يتم‬
‫ي‬ ‫الوثيقة الدستورية تكالب عليها النقد بدون الشارة لمحاسنها‪،‬‬
‫خياء‬
‫مدن ومن وجهة نظر ر‬ ‫ي‬ ‫تقييمها من ناحية قانونية ومن وجهة نظر مجتمع‬
‫ا‬
‫آخرين ليحددوا النقاط المطلوب استصحابها منها والفجوات فيها لسدها بدال عن‬
‫ا‬
‫فينبغ‬
‫ي‬ ‫والمؤسس‬
‫ي‬ ‫األمت والعسكري‬
‫ي‬ ‫الطاحة بها مجمال‪ .‬وبالنسبة لعملية االصالح‬
‫‪564‬‬
‫االتفاق عىل أولويته‪ ،‬وإجراء دراسة تقوم بتحليل ما جرى وتقييمه لالستفادة من‬
‫دروسه للمستقبل‪.‬‬
‫ينبغ أال تقرر المسارات الحالية يف المستقبل‪ ،‬ويعرف السالم‬‫ي‬ ‫بالنسبة للسالم‬
‫الحاىل‬ ‫الشامل ومفاهيمه واألولوية ف ر‬
‫اليتيبات األمنية وما هو الجيد يف االتفاق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اتيىح‪ ،‬لتحديد الرؤى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والسء ليكه‪ ،‬مع رصورة إنشاء مركز اسي ر ي‬ ‫ي‬ ‫لالستمرار فيه‬
‫إسياتيجية للحكومة يف‬ ‫ر‬ ‫االسياتيجية والسياسية واألمنية ليقدم استشارات‬‫ر‬

‫المستقبل‪ ،‬فهناك غياب لمثل هذا المركز‪ ،‬والمراكز الموجودة اآلن اما ايديولوجية‬
‫او اكاديمية تتبع لجامعات‪.‬‬
‫الش أحمد السعيد‪:‬‬
‫السالم مفتاح بناء الدولة الوطنية المنشودة‪ ،‬ويتطلب االتفاق عىل أسس معينة يف‬
‫أوض بإعادة صياغة اتفاقية السالم‬ ‫العدالة االنتقالية وتقسيم ر‬
‫اليوة والسلطة‪،‬‬
‫ي‬
‫والتغيي لجنة لبحث االتفاقية تحدد الجيد‬ ‫الحالية ال بإلغائها‪ ،‬ر‬
‫اقيح أن تكون الحرية‬
‫ر‬
‫لليتيبات األمنية تكون لها لجنة‬‫فيها للمض فيه قدما والسء لبعاده‪ ،‬وبالنسبة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مختصة من خياء عسكريي لهم باع ف قضايا ر‬
‫اليتيبات األمنية يف اتفاقيات السالم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ه ألن فيها اخطاء يجب‬ ‫ر‬
‫السابقة‪ ،‬يقومون بدراسة اليتيبات األمنية فال تقبل كما ي‬
‫اىل ألن المشاكل األمنية ضخمة‬ ‫أن تصحح‪ .‬كذلك ر‬
‫داخىل فيدر ي‬
‫ي‬ ‫أقيح إنشاء جهاز أمن‬
‫وكثية جدا وتتطلب جهازا عىل مستوى الدولة‪ ،‬ويمكن البداية منذ اآلن بعمل نواة‬
‫ر‬
‫االسياتيجية يدرس أوضاع‬‫ر‬ ‫الخياء الموجودين‪ ،‬بإقامة جهاز للدراسات‬
‫مكتب من ر‬
‫السياتيجية ذات الصلة‬‫ر‬ ‫البالد والدول القليمية والعالمية المؤثرة وأوضاعنا‬
‫للتخطيط للمطلوب‪.‬‬
‫والقانون‪.‬‬
‫ي‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫عمر عثمان‪ :‬لم ترد توصيات حول النيابة العامة فيما ي‬
‫يىل الصالح‬
‫فبموجب قرارات تمت يف أواخر عهد النظام البائد تم فصل النيابة العامة من وزارة‬
‫منفصلي تماما‪ .‬النيابة العامة تجربة دخيلة علينا‪ ،‬ففيما يختص‬
‫ر‬ ‫اني‬
‫العدل وصارا كي ر‬
‫‪565‬‬
‫األنجلوسكسون المعمول بها إىل اآلن يف‬
‫ي‬ ‫الجنان نحن نتبت مدرسة القانون‬
‫ي‬ ‫بالعمل‬
‫مباشة مع المحكمة‪ ،‬وللنيابة‬ ‫الشطة ر‬
‫كثي من الدول ‪ ،‬بحيث تعمل ر‬‫بريطانيا وعدد ر‬
‫دور محدود جدا‪ ،‬تم إدخال النيابة العامة المعمول بها يف المدرسة الالتينية بدون‬
‫الكاف‪ ،‬وخالل عهد النظام البائد كانت النيابة عبارة عن‬
‫ي‬ ‫الفهم أو الدراسة أو التأهيل‬
‫سياس اكتوى بناره كل الموجودين اآلن يف هذه القاعة‪ ،‬ولو سألنا محامو‬
‫ي‬ ‫جسم‬
‫ه يف النيابة العامة‪ ،‬والتوصية‬
‫أكي معضلة تواجههم اآلن ي‬
‫الطوارئ سيقولون بأن ر‬
‫ينبغ إعادة النظر يف هذا الجسم المسم النيابة العامة وليس النظر يف‬
‫ي‬ ‫المطلوبة‬
‫القانون ولم تحقق نجاحا بل‬
‫ي‬ ‫فىه جسم غريب بالنسبة لرثنا‬ ‫كيفية إصالحها ي‬
‫ر‬
‫الت واجهت لجنة‬
‫أكي المشكالت ي‬ ‫بالعكس‪ ،‬عقدت قضايا الشهداء‪ ،‬وكان من ر‬
‫التمكي مسألة النيابة العامة‪.‬‬
‫ر‬ ‫تفكيك‬
‫أباذر مدثر‪:‬‬
‫ينبغ االهتمام بموضوع العدالة االنتقالية بكل جوانبه‪ ،‬وإعادة‬
‫بعد سقوط االنقالب ي‬
‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫التمكي‪ .‬كذلك‬
‫ر‬ ‫النظر يف عملية السالم بإلغاء المسارات‪ ،‬ورصورة تفكيك‬
‫االتفاق عىل عدم مشاركة األحزاب السياسية ف ر‬
‫الفية االنتقالية المقبلة‪ ،‬فهناك كم‬ ‫ي‬
‫هائل من التنظيمات السياسية لن نستطيع رإشاكها كلها وسيحدث ر‬
‫غي يف التمثيل‪،‬‬
‫الشكة السودانية للمعادن‬‫غي السديدة كما حدث ف ر‬ ‫كما سوف نكرر التعيينات ر‬
‫ي‬
‫السياس لمبارك أ ردول‪ ،‬وعىل التنظيمات العمل وسط القواعد وتلمس‬
‫ي‬ ‫بالتنصيب‬
‫احتياجات الشعب استعدادا لالنتخابات‪.‬‬
‫ياش عز العرب‪:‬‬
‫المض يف أي‬ ‫هناك استحقاقات عىل الحرية والتغيي دفعها ف ر‬
‫الفية القادمة وقبل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫خطوات أولها أن تعمل عىل وحدة قوى الثورة‪ ،‬واالهتمام بالشفافية‪ ،‬مع مالحظة‬
‫ر‬
‫الت يتكلم عنها الشارع‪،‬‬ ‫ر‬
‫والتغيي مختلفة عن ي‬
‫ر‬ ‫الت تتكلم عنها الحرية‬
‫أن الشفافية ي‬
‫والتغيي وضع برنامج‬
‫ر‬ ‫ينبغ حلها‪ .‬ثانيا‪ :‬عىل الحرية‬
‫ي‬ ‫فهذه نقطة خالف جوهرية‬
‫‪566‬‬
‫عملها وطرحه للجان المقاومة لتوضح موقفها منه‪ ،‬وثالثا يجب أن توضح آليات‬
‫اختيار رئيس الوزراء والوزراء‪ .‬ورابعا عليها أن رتيك انطباعا حقيقيا ان المؤسسات‬
‫والتغيي تمثل‬
‫ر‬ ‫سياس يفند السائد يف الشارع العام ان الحرية‬
‫ي‬ ‫الحزبية قادرة عىل فعل‬
‫اشخاص وحسب‪.‬‬
‫عبد اللطيف عثمان‪:‬‬
‫أوض بتكوين مؤسسة ثورية عسكرية امنية‬ ‫ر‬
‫حقيق‬ ‫لعادة النظر يف التجربة بشكل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ان فيها‬ ‫مهمتها إعادة هيكلة الجيش ر‬
‫الكي ي‬
‫التمكي ر‬
‫ر‬ ‫والشطة واألجهزة األمنية وتصفية‬
‫وتقليد قوى الثورة داخل هذه المؤسسات واال سيجع لمرب ع اجهاض الديمقراطية‪،‬‬
‫األمت وحماية الثورة ودولتها الوليدة‪.‬‬
‫ي‬ ‫وذلك بهدف سيطرة قوى الثورة عىل المشهد‬
‫عشات اآلالف من الشباب ف ر‬
‫الشطة والجيش‬ ‫تقوم المؤسسة المذكورة بتنجيد ر‬
‫ي‬
‫المفصولي ر‬
‫لإلشاف عىل قيادة‬ ‫ر‬ ‫الوطنيي‬
‫ر‬ ‫تعيي الضباط‬
‫واألجهزة األمنية واعادة ر‬
‫الجيش ر‬
‫والشطة واألجهزة األمنية‪.‬‬
‫بالنسبة لالقتصاد ال بد من اتخاذ إجراءات استثنائية للسيطرة عىل االقتصاد‬
‫والموارد االقتصادية والمؤسسات االقتصادية بصورة قشية‪ ،‬تتمثل يف السيطرة‬
‫التمكي فيها وإعادة توجيهها لتحقيق‬
‫ر‬ ‫الكاملة عىل الوزارات االقتصادية وازالة‬
‫شعارات الثورة االقتصادية‪ ،‬وا لسيطرة عىل البنك المركزي والبنوك التجارية ودمجها‬
‫السالم‪ ،‬وادخال النظام التقليدي‬
‫ي‬ ‫قشيا‪ ،‬واعادة النظر فيما يسم بنظام التمويل‬
‫غي‬‫واعادة السوق النقدي ربي البنوك للسيطرة عىل السيولة ولدمج االقتصاد ر‬
‫والشكات والذهب‬‫ر‬ ‫الرسم‪ ،‬والسيطرة عىل المؤسسات‬ ‫الرسم يف االقتصاد‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السودان‪ .‬وحينما‬ ‫ر‬
‫والبيول وكل المعادن االستخراجية ذات الملكية العالية للشعب‬
‫ي‬
‫فإنت ال أدعو للدولة الشمولية المتحكمة‬
‫أنادي بالسيطرة عىل الموارد بهذه الطريقة ي‬
‫بتحسي معاش‬
‫ر‬ ‫لك تقوم‬
‫أعت سيطرة استثنائية يف المقام األول ي‬
‫لكت ي‬
‫يف االقتصاد‪ ،‬ي‬
‫الناس وتسيطر عىل التضخم وتفتح الباب رلينامج االنتقال الذي تحدث عنه‬
‫‪567‬‬
‫االقتصاديون بإعادة هيكلة االقتصاد واعادة التوازن له‪ ،‬وبدون تلك السيطرة ال‬
‫الينامج الدائم فسوف يكون‬ ‫قصي المدى‪ .‬أما ر‬
‫االستثنان ر‬
‫ي‬ ‫الينامج‬
‫تستطيع عمل هذا ر‬
‫عيه إنشاء مؤسسات استثمارية‬ ‫لكل ر‬
‫سني‪ ،‬ويتم ر‬ ‫سنتي او ثالثة ر‬
‫ر‬ ‫فية االنتقال‪،‬‬
‫لقيادة برنامج نهضوي لالقتصاد السودان يمكن االتفاق عليه ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والت تمت ربي معسكرين‬ ‫صون للغاء اتفاقية جوبا للسالم المجحفة ر‬ ‫ر‬ ‫كما أضم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عسكريي‪ ،‬يؤيدان الدكتاتورية والشمولية‪ .‬الحكومة االنتقالية المقبلة عليها أن تعيد‬
‫ر‬
‫يغ‬ ‫ر‬ ‫النظر ف اتفاقية السالم وتعقد اتفاقية جديدة ر‬
‫اليلمان او المجلس التش ي‬
‫بإشاف ر‬ ‫ي‬
‫االنتقاىل‪.‬‬
‫ي‬
‫حسن عزوزة‪:‬‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫استطاع أعداء الثورة والدولة الموازية استغالل الضاع داخل الحرية‬
‫عيها عىل زعزعة األمن‬ ‫ولديهم قوى ر‬
‫بشية ومادية لم يحصل لها تفكيك‪ ،‬عملوا ر‬
‫ديسمي عن ثورة ‪64‬‬
‫ر‬ ‫المواطني وخلق مشاكل يف الحدود‪ ،‬وتختلف ثورة‬
‫ر‬ ‫وارهاب‬
‫سء‪،‬‬ ‫ر‬
‫و‪ 85‬حيث كانت هناك بدائل ومؤسسات للدولة‪ ،‬لكن النظام المباد دمر كل ي‬
‫الكبي‪ ،‬وكان علينا اتخاذ تكتيك‬
‫وخلق تحديات لم نتعامل معها بمسؤولية وبالحجم ر‬
‫ثوري جذري للسف لم يحدث وسدرنا يف المحاصصات والضاعات الحزبية‪ ،‬فتم‬
‫يغ الذي‬ ‫ر‬
‫ينبغ تكوينها منذ الوهلة األوىل‪ ،‬كالمجلس التش ي‬
‫ي‬ ‫تجاوز مؤسسات كان‬
‫أفردت للحرية والتغيي فيه نسبة ‪ ، %67‬ولو كان قام لكنا أجزنا ر‬
‫للفية االنتقالية‬ ‫ر‬
‫خطة اقتصادية مقرة بسبل قانونية وبرقابة تركز عىل معاش الناس وعىل مواردنا‬
‫الذاتية والمحلية للسف نهجنا نهج النيباد وهذا خطا‪ ،‬أيضا كنا سنقر يف العالقات‬
‫اكي خطا‪ ،‬العالقات الخارجية‬ ‫ر‬
‫الت وقعنا فيها‪ ،‬وهذا ر‬
‫الخارجية البعد عن المحاور ي‬
‫يغ‪ ،‬ومن‬ ‫ر‬
‫عي المجلس التش ي‬
‫ينبغ ان تكون مبنية عىل خطة واضحة مصممة ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت كوناها للعدالة االنتقالية للسف لم تصدر تقريرا وهذا‬
‫المشاكل أن اللجان ي‬
‫ر‬
‫حقيق‪ .‬كذلك فإن السالم كان هزيمة‪.‬‬ ‫تقصي‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫‪568‬‬
‫منال األول‪:‬‬
‫السودان يصف ما تم‪ ،‬ويتضمن‬
‫ي‬ ‫بالضورة صدور إعالن أو بيان عن الورشة للشعب‬
‫والتغيي لم تقم بهذا التقييم ألنها تريد العودة من جديد وتعيد نفس‬
‫ر‬ ‫أن قوى الحرية‬
‫فية حرجة من عمر الدولة السودانية‬‫الشخصيات‪ ،‬بل أنها كجسم قام بتجربة ف ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫يريد أن يقيم التجربة ليستفيد الناس من األخطاء باالعياف بها وتصحيحها‪.‬‬
‫بالنسبة التفاق السالم بالضورة ال بد من تفادي أخطاء منهجية تمت يف االتفاق‬
‫السابق‪ :‬يكون هناك منهج واضح لعملية السالم واتفاق حول مفهوم السالم‪ ،‬ر‬
‫عي‬
‫تفاوض‪ ،‬غيابه كان من أخطاء التجربة‬
‫ي‬ ‫جلسة أوىل للطراف للوصول لطار‬
‫الماضية‪.‬‬
‫لقد صار اتفاق جوبا واقعا‪ ،‬وإذا تم االتفاق عىل مراجعته ال بد من ان يكون ذلك يف‬
‫والموقعي عليه‪.‬‬
‫ر‬ ‫وجود اصحاب المصلحة‬
‫التمكي‪ ،‬هناك رصورة الستمرارها مع تقوية ر‬
‫تشيعها وتقويمه‬ ‫ر‬ ‫بالنسبة للجنة تفكيك‬
‫العاملي أنفسهم أو أعضاء اللجنة‪ ،‬وتكون هناك الية لالستفادة من اموال‬
‫ر‬ ‫لحماية‬
‫التمكي لتشغيل الشباب والنساء يف التنمية‪.‬‬
‫ر‬
‫شابة خريجة جامعة الخرطوم سنة ‪2005‬م‪:‬‬
‫الت قصمت وشقت ظهر الثورة‪ ،‬وبعضهم‬ ‫ر‬
‫أؤمن عىل هيكلة المؤسسات النظامية ي‬
‫ر‬
‫الخياقها ويعملون استخباراتيا‪ .‬ال بد من‬ ‫دخل الخدمة المدنية يف عمل مؤسس‬
‫وتطهيها‬
‫ر‬ ‫القضان ومؤسسات الخدمة المدنية‬
‫ي‬ ‫تصحيح األجسام النظامية والسلك‬
‫من كوادر النظام البائد الذي يستهدف الثور ريي ويعاديهم‪.‬‬
‫كباس‪:‬‬
‫ي‬ ‫داليا‬
‫ينبغ الحرص عىل استمرارية هذه الورشة‪ ،‬بإنشاء منصة مستمرة تتحول لمركز‬
‫ي‬
‫متخصص أو منصة يتوافق عليها الناس وشخصيات يمكن التوافق عليها كأستاذ‬
‫أكي أهمية من‬‫للفية االنتقالية وهو ر‬
‫الحاج وراق‪ ،‬تعمل عىل تقييم الجهاز التنفيذي ر‬

‫‪569‬‬
‫المواطني‪ ،‬خاصة يف ملفات الصحة والتعليم والكهرباء‬
‫ر‬ ‫السياس ألنه يمس حياة‬
‫ي‬
‫والخدمات العامة‪ .‬وأن تعقد الورشة يف الواليات ويشارك فيها أصحاب المصلحة‬
‫الحقيقيي ليدلوا برؤاهم حول ر‬
‫الفية االنتقالية وما فيها من إنجازات أو إخفاقات‪،‬‬ ‫ر‬
‫اختي ناس فيها استمروا‬
‫الت جرت ألعضاء المفوضيات ولماذا ر‬ ‫ر‬
‫وحول االختيارات ي‬
‫حت بعد االنقالب‪ ،‬فمفوضية حساسة كمفوضية حقوق االنسان لم تدن القتل‬ ‫ر‬

‫والتغيي وأريد‬
‫ر‬ ‫حت اآلن‪ .‬لقد ركزت الورشة عىل لوم الحرية‬ ‫الذي يحدث ف الشوارع ر‬
‫ي‬
‫نظيفي‬ ‫ر‬
‫أن أنصفهم وأن نشكرهم عىل أنهم تصدوا للحكم يف فية حرجة وأنهم دخلوا‬
‫ر‬
‫ر‬
‫وتمس وتعتذر لنا‪.‬‬ ‫تأن حكومة‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫نظيفي وألول مرة يف تاري خ البلد ي‬
‫ر‬ ‫وخرجوا‬
‫مشاركة لم تذكر اسمها‪:‬‬
‫ينبغ أن نتحول من االستهالك لإلنتاج‪ ،‬وأ ن تفصل المالية من االقتصاد فلكل‬ ‫ي‬
‫أكي المجتمعات‬ ‫وظيفته‪ .‬وف التفكيك ينبغ تعيي لجنة لغالء المعيشة ألن ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المتضرة ف القطاع غي الرسم‪ ،‬ينبغ االهتمام بمعايش الناس‪ .‬كذلك ينبغ ر‬
‫االليام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫بتمثيل المرأة (حقنا كامل ما بنجامل) وال يقل تمثيلها عن ‪ %40‬يف كل األجسام‪.‬‬
‫تعقيب الحاج وراق‬
‫ر‬
‫الت حولها إجماع عام ستكون يف‬‫كل رأي قيل سوف يضمن يف الكتاب‪ .‬اآلراء ي‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫ستنش يف الكتاب‪ ،‬مثال‬ ‫التوصيات‪ ،‬واآلراء الخالفية لن توضع يف التوصيات لكنها‬
‫والتغيي باألخطاء واالعتذار عنها هناك إجماع حوله‬ ‫الحديث عن ر‬
‫اعياف الحرية‬
‫ر‬
‫لذلك سيكون ضمن التوصيات‪.‬‬
‫والتغيي‪ ،‬فقد حكمت لثالث سنوات ووضعت‬
‫ر‬ ‫ولدى تعليق لمصلحة الحرية‬
‫ثالثي عاما ر‬
‫وحت هذه‬ ‫ر‬ ‫تجربتها بشفافية عىل مبضع النقد‪ ،‬بينما هناك من حكم‬
‫وبي‬ ‫اللحظة ال يريدون أن يراجعوا تجربتهم‪ .‬وهذا هو الفرق ربي التيار الديمقر ي‬
‫اط ر‬
‫الشموىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫التيار‬

‫‪570‬‬
‫والتغيي تجربتها أسقطت ولم تسقط‪ ،‬بينما ”النقاذ“ تجربتها اسقطت‬
‫ر‬ ‫ثانيا‪ :‬الحرية‬
‫السيس يف مض ‪ 30‬يونيو‪ ،‬فمولوا‬
‫ي‬ ‫وسقطت‪ ،‬والفرق أنهم حاولوا استنساخ تخليط‬
‫اعتصام الموز بمليارات الجنيهات ورغم ذلك فشلت أي تعبئة شعبية ضد سلطة‬
‫وف النهاية نظموا انقالبهم‪ ،‬لذلك فإن التجربة وئدت وحصل‬
‫والتغيي ي‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫السودان‪ .‬وبرغم التجوي ع والنهب (‪ 9‬طويلة)‬
‫ي‬ ‫انقالب عليها ولم يسقطها الشعب‬
‫وتهديد أمن الناس والمكر والتضليل والحمالت االعالمية‪ ،‬فإن األغلبية الساحقة‬
‫السودان خرجت يف ‪ 21‬أكتوبر ضد االنقالب‪ ،‬ورفضت انقالب ‪25‬‬
‫ي‬ ‫من الشعب‬
‫اكتوبر وهذان أمران مهمان للتقييم العام‪.‬‬
‫عي‬
‫صحيح إن التجربة أسقطت والسؤال كيف اسقطت؟ إنهم لم يتسللوا إلينا ر‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫عي الثقوب‪ .‬فالتجربة قد أسقطت لعدم إجراء الصالح‬ ‫الحدود وإنما ر‬
‫العسكري‪ ،‬ومع ر‬
‫اتفاف مع حديث المهندس خالد عمر يف مالحظات قيمة قالها حول‬
‫ي‬
‫تعيي وزارة‬
‫ذلك‪ ،‬اختلف معه بأن األساس كان يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬بإعطاء حق ر‬
‫أعط ذلك المكون‬
‫ي‬ ‫الدفاع ووزارة الداخلية للمكون العسكري‪ ،‬لذلك منذ البداية‬
‫االنقالن‪ ،‬ولذلك‬
‫ري‬ ‫كبي دخل منه التآمر‬
‫السيطرة عىل األدوات العسكرية وهذا خلل ر‬
‫األمت والعسكري‬
‫ي‬ ‫اط الحق أال رييك لهم الصالح‬
‫فإن الحد األدن ألي انتقال ديمقر ي‬
‫السودان كله‬
‫ي‬ ‫للعسكريي وحدهم وهو شأن يخص الشعب‬‫ر‬ ‫أكي من أن رييك‬‫فهو ر‬
‫والعسكريي عىل نطاق واسع ال الجياالت‬
‫ر‬ ‫وقواه السياسية واالجتماعية والمدنية‬
‫األمت‬
‫ي‬ ‫وينبغ أن تكون األولوية إذن لإلصالح‬
‫ي‬ ‫الحريصون عىل عدم المساءلة‪.‬‬
‫العسكري‪.‬‬
‫المؤسس للخدمة المدنية والخدمة العامة وكلها ضعيفة‬
‫ي‬ ‫وأمر آخر هو الصالح‬
‫تغ الدرس بوضوح‬
‫والتغيي فال بد أن ي‬
‫ر‬ ‫لكن هذا ينطبق بطريقة جوهرية عىل الحرية‬
‫حول انغالقها‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫خياته‬
‫السودان واالنفتاح عليه وعىل ر‬
‫ي‬ ‫التمكي إال بالشعب‬
‫ر‬ ‫تصق‬
‫ي‬ ‫أصال ال يمكنك أن‬
‫وقدراته وعبقريته‪ ،‬وال يمكن أن تقوم بالتفكيك ب ”شلة“‪ ،‬وال يمكن أن تفكك النظام‬
‫الحزن الضيق حرمنا من أفضل‬
‫ري‬ ‫البائد بانغالق‪ ،‬لذلك فإن االنغالق يف الطابع‬
‫السودانيي يف‬
‫ر‬ ‫ماليي‬
‫ر‬ ‫والخياء‪ ،‬بينما كان من الممكن أن يشارك‬
‫ر‬ ‫العقول والبداعات‬
‫ه المعضلة األساسية‪ ،‬ال يمكن القيام بإصالح يف‬
‫االنتقال إال أنك عزلتهم‪ ،‬وهذه ي‬
‫مؤسس يف أي من مرافق الخدمة العامة‬
‫ي‬ ‫القضاء وال الخدمة المدنية وال إصالح‬
‫بدون انفتاح‪.‬‬
‫اليهان فتح التعيينات للنيابة‬
‫المكون العسكري كان يبيت النية لالنقالب‪ ،‬ورفض ر‬
‫والتغيي من أنها كان عليها‬
‫ر‬ ‫يعق الحرية‬
‫العامة‪ ،‬ورفض فتحها للقضاء‪ ،‬لكن هذا ال ي‬
‫للفاعلي الجدد‪.‬‬
‫ر‬ ‫السياس استيعابه‬
‫ي‬ ‫االنفتاح‪ ،‬وأهم سمة من سمات تقدم النظام‬
‫المهنيي ثم‬
‫ر‬ ‫والتغيي أن تتساءل لماذا نشأ فاعلون جدد كتجمع‬
‫ر‬ ‫وكان عىل الحرية‬
‫لجان المقاومة؟ والسبب أن الهياكل الحزبية تكلست‪ .‬وعلينا يف كل القضايا الرئيسية‬
‫الفاعلي الجدد والقوى الحية الجديدة‪ ،‬وبدون ذلك تكون الحرية‬
‫ر‬ ‫أن ننفتح عىل‬
‫غي ذات جدوى‪ .‬يتطلب االنفتاح عىل هذه القوى الجديدة‬
‫والتغيي والقوى الحزبية ر‬
‫ر‬
‫والتغيي نفسها‪.‬‬
‫ر‬ ‫إجراءات وإصالحات يف الحرية‬
‫السياس كحرية‬ ‫والتغيي أال ر‬
‫يشعوا يف العالن‬ ‫ر‬ ‫لهذا السبب أناشد قوى الحرية‬
‫ي‬
‫الفاعلي‬
‫ر‬ ‫وتغيي‪ ،‬بل يبدأوا االتصال مع اآلخرين‪ ،‬تكون هناك لجنة منفتحة عىل كل‬
‫ر‬
‫حي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الجدد لتصوغ ر‬
‫السياس واالعالن الدستوري المقي ر‬
‫ي‬ ‫مشوع االعالن‬
‫الن استلمت مكتوبة‪:‬‬ ‫ر‬
‫التوصيات ي‬
‫ينبغ (‪ )1‬إعادة فتح إعالن الحرية‬
‫ي‬ ‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫موس جودة‪ :‬حول إصالح الحرية‬
‫السياس‪)2( .‬‬
‫ي‬ ‫بالتغيي للتوقيع عىل العالن‬
‫ر‬ ‫والتغيي ودعوة كل القوى المؤمنة‬
‫ر‬
‫والتغيي (نموذج) يعمم يف‬
‫ر‬ ‫الهيكل الداري‪ :‬وضع هيكل لإلدارة لتحالف الحرية‬
‫األقاليم والمدن‪ )3( .‬توحيد مركز القرار وإضافة آلية للهيكل لحل الخالفات‪.‬‬
‫‪572‬‬
‫سعاد الخرص‪:‬‬
‫التسيي لالتحادات المهنية والنقابات واتحادات أصحاب‬
‫ر‬ ‫تعيي لجان‬
‫بالنسبة ل ر‬
‫تكتق لجنة‬
‫ي‬ ‫العمل‪ ،‬ال يجب أن تتدخل يف عملها لجنة التفكيك عىل الطالق‪ ،‬وأن‬
‫التفكيك بحض األموال وتسليمها للجان المعتمدة من مسجل تنظيمات العمل‪.‬‬

‫‪573‬‬
‫الجلسة الختامية‬
‫عقدت الجلسة الختامية يف الساعة السادسة من مساء األحد ‪ 24‬يوليو ‪2022‬م‪،‬‬
‫الختام للورشة‪ ،‬وعددا من الكلمات لصحيفة‬
‫ي‬ ‫وقد تضمنت تالوة العالن‬
‫ومندوبي للجان المقاومة ووالدة شهيد‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫اط)‪ ،‬وقوى الحرية‬
‫(الديمقر ي‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬

‫اإلعالن الختامي‬
‫مسية ثورة رائدة قدمت وال تزال تقدم‬ ‫ر‬
‫اعيافا بأهمية اللحظة السودانية الراهنة يف ر‬
‫أروع األمثلة عىل صمود شعب أعزل أمام ترسانة قتل متوحش ساقط الوطنية‬
‫والنسانية‪ ،‬شعب يضع الحرية والديمقراطية نصب عينه وسيخرج حازما لها‪،‬‬
‫البشي‬ ‫الت تلت السقوط األول لنظام عمر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫وعرفانا بأهمية الفية االنتقالية ي‬
‫والتشمي‬
‫ر‬ ‫وجالوزته‪ ،‬ورصورة إخضاعها لتقييم وبحث محيط الستخالص الدروس‬
‫ر‬
‫الت تنتصب أمام‬
‫نحو المستقبل من منصة معرفية وأخالقية توازي جبال الطموح ي‬
‫شعبنا‪،‬‬
‫ر‬
‫والفية االنتقالية‬ ‫والتغيي يف مسار هذه الثورة‪،‬‬ ‫وإيمانا بالدور الذي لعبته قوى الحرية‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت أفرزتها‪ ،‬إيجابا أو سلبا‪ ،‬ورصورة إضاءة جوانب ذلك الدور واستجالء دروسه‪،‬‬
‫ي‬
‫وتأكيدا عىل أهمية التقييم المخلص ذي المصداقية لتطوير األداء ر‬
‫البشي يف كل‬
‫الالعبي‬ ‫المسية‪ ،‬وبناء جسور الثقة ربي‬ ‫المناىح‪ ،‬وبدور النقد ر‬
‫الذان يف تأكيد إصالح‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والمجتمعيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫السياسيي‬
‫ر‬
‫وعرفانا بضورة استعادة الفريضة الغائبة يف ساحتنا السودانية والمستمدة من إرث‬
‫خياته متخذا النقد وسيلة للبناء‪ ،‬ويستبطن النفس اللوامة‬
‫النسانية الذي يراكم ر‬
‫والتجىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫كطريق للخالص‬
‫وإدراكا أننا نعمل وسط ركام من ر‬
‫اليوير والتدليس الذي يتخذه االنقالبيون‪ ،‬بمساعدة‬
‫بالمسية‬
‫ر‬ ‫الوع‪ ،‬تربصا‬
‫ي‬ ‫المستجلبي من كل حدب وصوب‪ ،‬منهجا لتغبيش‬
‫ر‬ ‫مرتزقتهم‬
‫‪574‬‬
‫الديمقراطية وشخوصها‪ ،‬مستعدا للتشويه وقلب الحقائق‪ ،‬وبرغم ذلك‪ ،‬بل ولذلك‪،‬‬
‫نعمل عىل إشهار أشعة الشفافية يف وجهه بشجاعة كطريق أوحد لهزيمة ظالمه‪،‬‬
‫وبالتاىل لعادة الثقة ربي مكونات شعبنا ومن ثم تحقيق وحدته حول أهداف ثورته‪،‬‬
‫ي‬
‫الماض‪،‬‬
‫ي‬ ‫برغم اختالف الرؤى والمواقف والتالوم حول‬
‫الحتم القادم بأيدي ثائرات وثوار شعبنا الباسل‪ ،‬والذي‬
‫ي‬ ‫واستعدادا للنض الثوري‬
‫وتشميا‬ ‫أكي وعيا بحجم التحديات أمامنا‪،‬‬‫مهروه ومهرنه بدمائهم الزكية‪ ،‬ونحن ر‬
‫ر‬
‫الوطت تطوى فيها ظالمات الشمولية‬
‫ي‬ ‫مصينا‬
‫ر‬ ‫لكتابة صفحة جديدة من كتاب‬
‫واالستبداد والدموية واللصوصية المنحطة وإىل األبد‪،‬‬
‫فقد نظمت صحيفة (الديمقراط) وقوى الحرية والتغيي ورشة ”تقييم ر‬
‫الفية‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫المحامي بالعمارات‪،‬‬ ‫االنتقالية“ ف ر‬
‫الفية ما ربي ‪ 24-20‬يوليو ‪2022‬م بدار‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫عش قياديا سياسيا‬‫الخرطوم‪ ،‬ناقشت فيها عىل مدى جلسات عمل شارك فيها إثنا ر‬

‫وخبية‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ ،‬أو دستوريا يف الحكومة االنتقالية األوىل أو الثانية‪،‬‬
‫ر‬ ‫بقوى الحرية‬
‫عش ملفات مهمة‪ ،‬وعقب‬ ‫مستقلة‪ ،‬قدموا وقدمن فيها أوراقا راجعت األداء ف ر‬
‫ي‬
‫وخبية ذوي أصوات مستقلة وناقدة من قادة الرأي‬ ‫خبيا‬ ‫عليهم‪/‬ن ر‬
‫ر‬ ‫ثالثي ر‬
‫ر‬ ‫أكي من‬
‫المدن ونشطاء وناشطات يف لجان المقاومة‪ ،‬بالضافة‬
‫ي‬ ‫وفاعلي يف المجتمع‬
‫ر‬
‫لمشاركة طيف متنوع من الحضور‪ ،‬انخرطوا وانخرطن جميعا يف تداول حر مفتوح‬
‫االجتماع‪ ،‬ووجد متابعة ضخمة من جمهور واسع داخل‬
‫ي‬ ‫بث عىل مواقع التواصل‬
‫وخارج السودان‪ ،‬ومن ثم وصلت الورشة لتوصيات تفصيلية سوف تصدر قريبا يف‬
‫التاىل‪:‬‬
‫وف األثناء تعلن الورشة ي‬ ‫حاو لكل األوراق ومداوالت الجلسات‪ ،‬ي‬
‫كتاب ٍ‬
‫والتغيي جزءا منها‪ ،‬وعليها أن‬ ‫‪ -1‬ارتكبت ف ر‬
‫الفية االنتقالية أخطاء تتحمل الحرية‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫تعيف بها وتعتذر عنها وتضع الضمانات واآلليات القمينة بعدم تكرارها‪،‬‬
‫األمت العسكري كأولوية قصوى‪،‬‬
‫ي‬ ‫ونشي هنا تحديدا إىل عدم وضعها الصالح‬‫ر‬ ‫‪‬‬
‫ر‬
‫ارن الدفاع والداخلية‪،‬‬
‫وقبولها أن يتوىل المجلس العسكري وز ي‬
‫‪575‬‬
‫التمكي يف الجيش‬
‫ر‬ ‫الكاف لجراء إصالحات جذرية لتفكيك‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬وعدم الضغط‬
‫الخيات‬ ‫ر‬
‫والشطة واألمن‪ ،‬إضافة إىل أخطاء يف التعيينات وعدم االنفتاح عىل ر‬
‫المؤسس يف الخدمة‬
‫ي‬ ‫الحزبيي‪ ،‬مما أضعف الصالح‬
‫ر‬ ‫غي‬
‫السودانية الضخمة من ر‬
‫العامة‪ ،‬وترك النيابة والقضاء كما ورثناهم من النظام المباد‪ ،‬األمر الذي سهل‬
‫االنقالبيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫مخططات‬
‫الكاف بالعالم وبالتواصل مع الشارع مما هيأ لحمالت التضليل‬
‫ي‬ ‫‪ ‬وعدم االهتمام‬
‫ر‬
‫الت قادتها القوى المعادية للثورة بالتواطؤ مع جهات أمنية سودانية‬ ‫ر‬
‫الشسة ي‬
‫محيفة عملت عىل شيطنة ر‬
‫الفية االنتقالية وقادتها ورموز الثورة‬ ‫ر‬ ‫وأجنبية‬
‫السفي ربي مكونات الثورة المختلفة‪.‬‬
‫ر‬ ‫واغتيال شخصياتهم‪ ،‬وسعت لدق‬
‫‪ ‬والفشل يف هزيمة مخططات المكون العسكري وقوى الردة لتعطيل تكوين‬
‫وف ابتدار عملية العدالة‬ ‫ر‬
‫يغ والمفوضيات والمحكمة الدستورية‪ ،‬ي‬
‫المجلس التش ي‬
‫االنتقالية‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ ‬والي ر‬
‫كي عىل والية الخرطوم بصورة أساسية مع إهمال التواصل مع الواليات‬
‫بتفجي الثورة‬ ‫ر‬
‫الت بادرت‬
‫ر‬ ‫وعكس همومها بالصورة المطلوبة مما جعل الواليات ي‬
‫االنتقاىل كما يجب‪.‬‬
‫ي‬ ‫ال تواكب ركبها يف الحكم‬
‫ينبغ‬
‫الوطت وقادته المهربة للخارج‪ ،‬وهو أمر كان ي‬
‫ي‬ ‫‪ ‬وإهمال مالحقة أموال المؤتمر‬
‫ا‬
‫الخية العالمية المتخصصة يف مالحقة األموال‬
‫أن يتم عاجال بتوظيف بيوت ر‬
‫المنهوبة‪.‬‬
‫الت أجراها مجلس الوزراء‬ ‫ر‬
‫‪ -2‬رصورة االنطالق من التجربة الماضية‪ ،‬والمراجعة ي‬
‫اسياتيجية وافية ر‬
‫للفية االنتقالية القادمة‪ ،‬ووضع‬ ‫االنتقاىل ف يونيو ‪2021‬م لوضع ر‬
‫ي ي‬
‫أولويات واضحة ومعقولة لالنتقال القادم‪ ،‬مع ترتيبها بشكل صحيح‪ ،‬وعدم إثقاله‬
‫األمت والعسكري‪.‬‬
‫ي‬ ‫بمهام فوق طاقته‪ .‬وعىل رأس تلك األوليات الصالح‬

‫‪576‬‬
‫‪ -3‬رصورة تعريف االنتقال كمهمة سياسية بامتياز‪ ،‬ولذلك يتطلب ممن يتولون قيادة‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫الي ٌام بالثورة والتحول‬
‫االنتقال ف كل المواقع أن يكون لديهم ف المقام األول ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫اط‪ ،‬فضال عن الكفاءة والقدرات القيادية‪.‬‬
‫الديمقر ي‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬من الدروس المستفادة من ر‬
‫المدنيي غلبوا رصاعاتهم‬
‫ر‬ ‫الفية االنتقالية الماضية أن‬
‫الصغية والجانبية عىل معركتهم الرئيسية ضد قوى الردة وسمحوا لها باستغالل‬
‫ر‬
‫ميان القوى لصالحها‪ ،‬مما يؤكد أن‬
‫تناقضاتهم لضعافهم جميعا‪ ،‬ومن ثم تعديل ر‬
‫أي تمزيق لوحدة قوى الثورة بأي شعارات أو دعاوى كانت‪ ،‬هو يف النهاية خدمة‬
‫ر‬
‫االحيام‬ ‫يعت كبت االختالف‪ ،‬بل إدارته تحت سقوف‬ ‫ألعداء الثورة‪ .‬هذا ال ي‬
‫والتعاون يف خوض المعركة الرئيسية‪.‬‬
‫اط‪،‬‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫والتغيي بدء مشاورات حثيثة منفتحة عىل كل التيار‬
‫ر‬ ‫‪ -5‬عىل الحرية‬
‫والمهنيي واألجسام‬
‫ر‬ ‫الفاعلي الجدد من قوى الثورة كلجان المقاومة‬
‫ر‬ ‫خصوصا‬
‫النسوية والمطلبية‪ ،‬لتكوين جبهة مقاومة جديدة تحقق وحدة قوى الثورة حول‬
‫سياس جديد‪ ،‬بما يتالف األخطاء السابقة‪ ،‬ويحقق االنفتاح‪ ،‬والمؤسسية‪،‬‬
‫ي‬ ‫ميثاق‬
‫والشفافية‪ ،‬والمحاسبية‪.‬‬
‫التمكي يف هذه المؤسسات‪ ،‬وتحويلها‬
‫ر‬ ‫األمت العسكري يتطلب تفكيك‬
‫ي‬ ‫‪ -6‬الصالح‬
‫من مؤسسات حزبية إىل قومية‪ ،‬وابتعاد المؤسسات العسكرية عن العملية‬
‫تليم بجيش واحد ذي‬‫السياسية‪ ،‬وعن التجارة ومنافسة القطاع الخاص‪ ،‬وأن ر‬

‫عقيدة عسكرية وطنية ومهنية وديمقراطية‪ ،‬وفقا لمهامه المنصوص عليها يف‬
‫الدوىل‪،‬‬ ‫النسان‬ ‫الدستور والقانون‪ ،‬وضمان ر‬
‫احيامه لحقوق النسان والقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫واليامه بشكل حاسم ر‬
‫بالشعية الدولية وبعدم دعم الرهاب ومنظمات الجريمة‬
‫العابرة للحدود‪.‬‬
‫المؤسس للخدمة المدنية‪ ،‬والقضاء والنيابة العامة وبناء القدرات‬ ‫ر‬
‫االليام بالصالح‬ ‫‪-7‬‬
‫ي‬
‫السودانيي‪ ،‬وعقد رشاكات ر‬
‫كيى مع‬ ‫ر‬ ‫للخياء‬
‫ر‬ ‫المؤسسية لها‪ ،‬وعمل قاعدة بيانات‬
‫‪577‬‬
‫الدوىل لسد النقص الناجم عن التجريف ونزف‬
‫ي‬ ‫منظمات األمم المتحدة والمجتمع‬
‫الثي عاما‪ ،‬طردا للكفاءات من أجهزة الخدمة بالفصل للصالح‬
‫العقول عىل مدى ث ر‬
‫الهيكىل الماثل يف الخدمة المدنية بسبب سياسة‬
‫ي‬ ‫تالف الضعف‬
‫العام؛ وذلك لضمان ي‬
‫وتعيي فاقدي األهلية من ذوي الوالء‪ ،‬واالنضاف عن إدارة دوالب الدولة‬
‫ر‬ ‫التمكي‬
‫ر‬
‫األساس‬
‫ي‬ ‫لالنشغال بحروب البادة والكبت والنهب‪ .‬وال يمكن بدون هذا الصالح‬
‫والعاجل لمؤسسات الدولة أن تقوم بمهامها المطلوبة يف إنجاح الحكومة االنتقالية‪.‬‬
‫والتغيي ر‬
‫وشكائها من قوى الثورة‪ ،‬استعدادا لالنتقال القادم‪ ،‬أن ينطلقوا‬ ‫ر‬ ‫وعىل الحرية‬
‫المؤسس‬
‫ي‬ ‫من التجربة الماضية ودروسها والمعلومات المتوفرة‪ ،‬ليخططوا لإلصالح‬
‫يف كل وزارة‪.‬‬
‫والتغيي وكافة قوى الثورة االهتمام بمخاطبة قضايا الريف والمناطق‬
‫ر‬ ‫‪ -8‬عىل الحرية‬
‫أكي وأعمق‪ ،‬واستعدادا لالنتقال القادم عليهم التخطيط لصالح‬
‫المهمشة بصورة ر‬
‫مؤسس لحكومات الواليات ووضع خطط لدعمها مؤسسيا واالرتقاء بقدراتها‬‫ي‬
‫التمكي الخانقة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وإفالتها من قبضة‬
‫‪ -9‬رصورة إكمال تشكيل كافة مؤسسات السلطة االنتقالية القادمة والرصار عىل‬
‫العاىل‪،‬‬ ‫يغ والمحكمة الدستورية‪ ،‬ومجلس القضاء‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫تشكيل المجلس التش ي‬
‫والمفوضيات لضمان توسيع قاعدة المشاركة والمحاسبية والضبط والتوازن‪،‬‬
‫وتوفي آليات مؤسسية لحسم الخالفات‪.‬‬
‫ر‬
‫والتغيي بإجراء مشاروات مع كل قوى الثورة للوصول لعالن‬
‫ر‬ ‫توض الورشة الحرية‬
‫ي‬ ‫‪-10‬‬
‫ويعي عن أوسع قطاع من القوى‬
‫ر‬ ‫دستوري يستند عىل مواثيق لجان المقاومة‪،‬‬
‫الديمقراطية‪ ،‬ويتجاوز القصور يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬مع استصحاب مهام أساسية‬
‫وتضمي م واثيق حقوق النسان‬
‫ر‬ ‫الوطت‪،‬‬
‫ي‬ ‫عىل رأسها النص عىل تفكيك نظام المؤتمر‬
‫ديسمي المجيدة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وتحقيق المهام الرئيسية لثورة‬

‫‪578‬‬
‫والقانون‬
‫ي‬ ‫العدىل‬
‫ي‬ ‫‪ -11‬االهتمام بالمخاطبة الجادة لقضية العدالة وإصالح النظام‬
‫والقواني المقيدة للحريات كأحد‬
‫ر‬ ‫والمساءلة عن االنتهاكات‪ ،‬وإلغاء النصوص‬
‫أولويات ر‬
‫الفية االنتقالية القادمة باعتبار العدالة أولوية تشكل أحد مطالب الثورة‬
‫المطلوبي للعدالة‪.‬‬
‫ر‬ ‫األساسية‪ .‬والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بتسليم‬
‫النوع والجهوي والعمري وضمان العدالة يف تمثيله‪،‬‬‫ي‬ ‫‪ -12‬التوافق عىل تعريف التنوع‬
‫تمكي النساء والشباب اقتصاديا وسياسيا وبناء قدراتهم باعتبارهم رأس‬ ‫ر‬
‫كي عىل ر‬‫والي ر‬
‫الرمح يف الثورة‪ ،‬والحرص عىل تحقيق التوازن الجهوي دعما للمساواة يف المواطنة‪.‬‬
‫‪ -13‬تنطلق السياسة الخارجية من المصالح الوطنية للشعب السودان‪ ،‬ر‬
‫وتليم ر‬
‫بالشعية‬ ‫ي‬
‫الدولية وحسن الجوار وتعتمد عىل تبادل المنافع وعىل التوازن‪ ،‬والقطيعة مع إرث‬
‫النقاذ يف زعزعة االستقرار والتدخل لرعاية الرهاب‪ ،‬وتنص عىل حل أمن المياه بمراعاة‬
‫مصالح جميع دول الحوض بالتوافق والتعاون‪ ،‬وأن يكون أمن البحر األحمر مختصا‬
‫أمت وعسكري‬
‫بالدول المشاطئة‪ ،‬وعدم السماح ألي قوى أخرى بإقامة قواعد أو وجود ي‬
‫ر ي‬
‫الخارىح ومنع تعدد المراكز‬ ‫يف المنطقة‪ .‬مع رصورة أن تتوىل وزارة الخارجية قيادة العمل‬
‫وتوفي المكانيات الالزمة لها وإجراء الصالحات المؤسسية‬
‫ر‬ ‫ر ي‬
‫الخارىح‪،‬‬ ‫يف قيادة الشأن‬
‫والقانونية الالزمة ورفع الكفاءة المهنية ببناء القدرات‪.‬‬
‫ينبغ أن تنطلق من الديمقراطية االجتماعية المنحازة للفقراء‬
‫ي‬ ‫‪ -14‬السياسة االقتصادية‬
‫نش التعاونيات‪ ،‬مع ضمان التنافسية وحرية المبادرة‬ ‫نتجي وتعزيز ر‬
‫والعاملي والم ر‬
‫ر‬
‫الشاكات ربي القطاع الخاص والعام‪ ،‬وتكون السياسة‬‫واالبتكار وريادة األعمال وتعزيز ر‬
‫االقتصادية ف ر‬
‫الفية االنتقالية مبنية عىل اتفاق واضح حول برنامج المعافاة االقتصادية‬ ‫ي‬
‫ربي كل قوى الثورة ر‬
‫حت ال تتسبب خالفاتهم يف تنازعات أو معارك جانبية تهدر الطاقات‪.‬‬
‫‪ -15‬رصورة استكمال السالم مع الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير‬
‫السودان بقيادة عبد الواحد النور‪ ،‬ومراجعة اتفاقية سالم جوبا بالتوافق مع أطرافها‬
‫ر‬
‫الت لم تشهد نزاعا مسلحا‪ .‬مع رصورة اتباع‬
‫خاصة فيما يتعلق بالمسارات يف المناطق ي‬
‫‪579‬‬
‫ا‬
‫وأخيا عن الملف‬
‫ه المساءلة أوال ر‬
‫منهج سليم يف قضايا السالم يجعل الحكومة المدنية ي‬
‫الذي ينبغ أن يقوم عىل مخاطبة جذور األزمة‪ ،‬ر‬
‫حت ال تنتج اتفاقات صفوية بعيدة عن‬ ‫ي‬
‫ينبغ‬
‫ي‬ ‫الحقيقيي‪ ،‬بما ال يؤدي الستدامة السالم‪ .‬كما أن االتفاقيات‬
‫ر‬ ‫أصحاب المصلحة‬
‫أال تتنازل عن مبادئ سيادة القانون والمحاسبية‪.‬‬
‫اط ويجب أن‬
‫الثالثي من يونيو عملية جوهرية للنظام الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫‪ -16‬عملية تفكيك نظام‬
‫معايي‬
‫ر‬ ‫تقوم عىل مراجعة التجربة الماضية بما يعززها ويعالج أوجه قصورها ويحقق‬
‫ينبغ أن تكون لجنة االستئنافات مصاحبة لعمل‬ ‫ي‬ ‫وف هذا الصدد‬
‫الفاعلية والعدالة‪ ،‬ي‬
‫التفكيك رصبة الزب‪ .‬عىل أن توضع أولوية لمالحقة األموال المهربة للخارج والموجودة‬
‫بشكات استقصاء‬‫مالييا والمارات وتركيا وعدد من البلدان األوربية‪ ،‬وذلك باالستعانة ر‬
‫يف ر‬
‫متخصصة ف رصد األموال وسبل ر‬
‫اسيدادها‪.‬‬ ‫ي‬
‫االنتقاىل يف ملفات‪ :‬أوضاع‬
‫ي‬ ‫‪ -17‬يعمل المنظمون عىل عقد جلسات إضافية لتقييم األداء‬
‫الواليات‪ ،‬والثقافة والعالم‪ ،‬والتعليم والصحة والكهرباء يف وقت يعلن عنه قريبا إن شاء‬
‫هللا‪.‬‬
‫ويود المنظمون يف هذا العالن أن يتقدموا بالشكر الجزيل لتنسيقيات لجان المقاومة‬
‫نعي عن عرفاننا‬ ‫ر‬
‫الت استجابت لدعوتهم وشكل مندوبوها إضافة حقيقية لمداوالتها‪ ،‬كما ر‬
‫ي‬
‫المحامي اللذين ساهما يف قيام الورشة عونا ومأوى‪.‬‬
‫ر‬ ‫لكل من منظمة الحارسات ونقابة‬

‫كلمة صحيفة (الديمقراطي)‬


‫ألقاها الدكتور هشام عمر النور‬
‫وممثىل قوي‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس‪ ،‬السيدات والسادة قادة‬
‫ي‬ ‫ممثىل السلك‬
‫ي‬ ‫السيدات والسادة‬
‫وممثىل‬
‫ي‬ ‫المدن‬
‫ي‬ ‫ممثىل المجتمع‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪ ،‬وقادة لجان المقاومة‪ ،‬وقيادات‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫العالم؛‬

‫‪580‬‬
‫المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية والعودة للمفقودين والشفاء للجرىح‬
‫السودان العظيم الذي تعرض‬
‫ي‬ ‫للمعتقلي والعزاز والتجلة للشعب‬
‫ر‬ ‫والحرية‬
‫لمستويات هائلة من القمع والتجوي ع وتهديد األمن وحمالت التضليل ولمكر تزول‬
‫عنه الجبال ومع كل ذلك لم تنكش عزيمته ولم تهمد روحه عن تطلعه ألجل‬
‫الكرامة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والسالم‪.‬‬
‫وف ذات اآلن‬ ‫ر‬
‫يف هذه اللحظة الفاصلة من تاريخنا حيث تتجمع مؤشات الزلزلة ي‬
‫تنتصب اآلمال والوعود‪ ،‬فإننا ف الديمقراط نرى بأن السبيل الوحيد ر‬
‫النياع اآلمال‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ديسمي المجيدة عىل نمط‬
‫ر‬ ‫من فكاك غيالن التوحش والفوض أن تتوحد قوي ثورة‬
‫ر‬
‫الت أسقطت بها قيادة نظام النقاذ لتدفن كامل جسد االستبداد والفساد‬
‫وحدتها ي‬
‫والتوحش‪.‬‬
‫الت تراود أذهان ر‬
‫ضيق األفق لن تقدم أجندة الثورة مطلقا‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ونرى بأن اوهام التفرد ي‬
‫بل ستعرضها لالنتكاسات والهزائم‪ ،‬ولسبب واضح‪ ،‬فالثورة الديمقراطية لم تبدأ كما‬
‫لن تستكمل برؤى طرف واحد وال مصالح طبقة واحدة وال إثنية أو جهوية واحدة‪.‬‬
‫السودانيي من ر‬
‫شت‬ ‫ر‬ ‫ماليي‬
‫ر‬ ‫لقد ارتفعت راياتها والمست السماء ألنها حملتها أيادي‬
‫المشارب والتوجهات والسحنات‪ ..‬وقد كانت لحظة اعتصام ميدان القيادة العامة‬
‫السودانيي يف وطن‬
‫ر‬ ‫لحظة تاريخية وفارقة ألنها جسدت بتنوعها وثرائها أمل‬
‫االنقالبيي واللصوص‪.‬‬
‫ر‬ ‫اط تعددي متمدن يسع جميع بناته وأبنائه ما عدا‬
‫ديمقر ي‬
‫ر‬
‫بشت‬ ‫كانت لحظة تاريخية أعلنت نهاية عهود المشاري ع المغلقة يف السودان‬
‫تمظهراتها وجالبيبها ودشنت عض مشارع الحرية والتعدد واآلفاق المفتوحة باتساع‬
‫السموات‪ ..‬وإذ حاولت قوي الردة وأد اآلمال بجريمتها النكراء بفض االعتصام فإن‬
‫قيم االعتصام لم تمت وإنما تحولت إىل فكرة آن أوانها وما من قوة قادرة عىل هزيمة‬
‫فكرة آن أوانها‪..‬‬

‫‪581‬‬
‫الدنء‬
‫وف المقابل فإن قوي الردة رغم سالحها الفائض ووحشيتها الباهظة ومكرها ي‬ ‫ي‬
‫ا‬
‫إىل حيوانات ضالة عىل طريق مرور التاري خ الشي ع‪ ،‬عاجال أو‬
‫تتحول رويدا رويدا ي‬
‫ا‬
‫السي‪ ،‬بل ومهما‬
‫ر‬ ‫آجال تنفق تحت الطارات‪ ،‬تنفق مهما كبدت من اضطرابات‬
‫سببت من حوادث‪.‬‬
‫ومما يعوق وحدة قوي الثورة إضافة إىل أوهام التفرد المزايدة الشعبوية‪ ،‬وأي راشد‬
‫غي أخالقية للوصول للحكم لكنها ال تصلح كسياسة‬
‫يفهم بأن الشعبوية وسيلة ر‬
‫للحكم وسبق وجربنا هذه المزايدات األيديولوجية أوائل عهد النقاذ فدفعت البالد‬
‫وال تزال أكالفا باهظة من استقرارها وأمنها ونمائها ولقمة عيش فقرائها وتعليمهم‬
‫وصحتهم ووظائف شبابهم‪ ..‬وللمأساة الملهاة فإن هؤالء الذين خانوا مصالح‬
‫شعبهم ألجل توهماتهم األيديولوجية يضعون أنفسهم وبال اختشاء يف منصة توزي ع‬
‫صكوك الوطنية!! مفارقة تليق باالنقال ر‬
‫بيي فهم إذ ينقلبون عىل إرادة الشعب‬
‫معايي الياهة والصدق والعقالنية‪.‬‬
‫ر‬ ‫بالعنف ينقلبون أيضا عىل‬
‫وإذ صفصفت مزايدات النقاذ السالموية وأفلست يف ممارستها العملية نفسها‬
‫ر‬
‫الت أنذرتها بالعذاب أوائل عهدها‪ ،‬تريد اآلن‬
‫اىل استجداء ذات القوي ي‬
‫فانتهت ي‬
‫بحملة تضليل واسعة تساعدها فيها مجموعة فاغي الروسية ومن ورائها جهاز‬
‫ر‬
‫السودانيي وأهم‬
‫ر‬ ‫سارف ذهب‬
‫ي‬ ‫بوتي الذي هو وطباخه وبطانته أهم‬
‫مخابرات ر‬
‫الت تقتل‬ ‫ر‬
‫االنقالبيي بصادرات سالحهم ي‬
‫ر‬ ‫السودان بعد‬
‫ي‬ ‫الفاتكي بالشعب‬
‫ر‬
‫نان‬
‫تعت لنا ذات خمور النقاذ القديمة يف ق ي‬‫السودانيي‪ ،‬تريد بحمالت التضليل أن ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫الت قال التاري خ‬
‫أخرى وبمصطلحات متطفل عليها من كل موائد المشاري ع المغلقة ي‬
‫ئيس اال لدي أيتام الشموليات‬
‫العالم الر ي‬
‫ي‬ ‫كلمته حولها ولم تعد يف تيار الخطاب‬
‫ونوائحهم‪..‬‬
‫وإذ يبتلع البعض خطابات النقاذ المغشوشة مرة أخرى فذلك شأن يعنيهم ألنه ما‬
‫من حاكم يتسلم السلطة فعال بقادر عىل أن يؤسس عليها سياسة عملية‪ ،‬ولكن‬
‫‪582‬‬
‫النقاذيي يريدون بهذه المزايدات المحجبة ترهيب خصومهم‬
‫ر‬ ‫األخطر حاليا أن‬
‫والتغيي ومن بعد ذلك تنفيذ انقالبهم الكامل وتصفية‬
‫ر‬ ‫وتمزيق وحدة قوي الثورة‬
‫الحساب مع الثورة واالنتقام من شعبها وقواه الحية‪ ..‬أي الثورة المضادة المغطاة‬
‫بالمزايدة الثورية‪ ..‬فإذا انتضت ثورتهم المضادة‪ ،‬وهيهات‪ ،‬عادوا يف السياسة‬
‫الياقة ر‬
‫والت ال تعدو لغلغة‬ ‫اىل االنبطاح المحجب بكل لغلغة الشعارات ر‬
‫ي‬ ‫العملية ي‬
‫هجاء رلي يف مشلعيب بعيد الوصول‪ ..‬واالحتمال الراجح أن كل تخريبهم وفتنهم‬
‫األهىل‬
‫ي‬ ‫ينتىه أبدا إىل نتيجتهم المستهدفة فالتلوي ح بالفوض واالقتتال‬
‫ي‬ ‫ومكرهم لن‬
‫السودانيي مطلقا لالستسالم كما أن الفوض إن حدثت لن يكون فيها رابح‬
‫ر‬ ‫لن يدفع‬
‫الكثي ليخشوه‪..‬‬
‫ر‬ ‫خصوصا من اللصوص الذين لديهم‬
‫المخلصي ر‬
‫والشفاء يف القوي المدنية إىل تجاوز خالفاتهم الثانوية‬ ‫ر‬ ‫إننا ندعو كل‬
‫وانشغا التهم الصغرى ألجل تأسيس جبهة عريضة للقوي المدنية الديمقراطية‬
‫اط فهو‬
‫فاألولوية القصوى اآلن هزيمة االنقالب واستعادة وإنجاح التحول الديمقر ي‬
‫الكفيل بضمان فض خالفاتنا كلها بصورة سلمية وإنسانية كما أنه الكفيل بوضع‬
‫ر‬
‫الت يرتضيها‬
‫التغييات الجذرية ي‬
‫ر‬ ‫للتغيي بما يف ذلك إجراء‬
‫ر‬ ‫البالد عىل منصة القابلية‬
‫المعي عنها يف االنتخابات الحرة اليي هة وليس بحسب مصادرات‬
‫ر‬ ‫الشعب بغالبيته‬
‫المغلقي عما يريده الشعب‪ .‬وأن مثل هذه االدعاءات المغلقة‬
‫ر‬ ‫االيديولوجيي‬
‫ر‬
‫اىل الفتك بالشعوب ومصادرة حرياتها‬ ‫ر‬
‫الت أدت يف المحصلة العملية ي‬
‫اليقينية ي‬
‫وتوف‬
‫ي‬ ‫تعي عن مصالحها حقا‪ ،‬هذه االدعاءات قد فات أوانها‬‫وحقوقها يك ال ر‬
‫النائحي‪ ،‬وطال الزمن او قض سيستغفر غالبهم‪..‬‬
‫ر‬ ‫مطربوها فلم يتبق لها سوي نواح‬
‫والحقيقة أن كل مخلص ر‬
‫وشيف من قوي الثورة يفهم تماما أننا ال يمكن أن ننتض‬
‫ي‬
‫يعت بضع آالف وإنما ننتض بما يمس شغاف عقول‬ ‫إال معا‪ ،‬وأننا لن ننتض بما ر‬
‫السودانيي‪ ،‬كما يفهم كل راشد بأن تمزيق قوي الثورة ومهما تحجب‬
‫ر‬ ‫ماليي‬
‫ر‬ ‫وقلوب‬
‫االنقالبيي واللصوص‪ .‬وإننا‬
‫ر‬ ‫بالشعارات والمزايدات إنما يخدم أعداء الثورة من‬
‫‪583‬‬
‫كقوي مدنية ديمقراطية إما أن نتوحد حول هزيمة االنقالب واستعادة وانجاح‬
‫اط أو نواصل معاركنا الجانبية المغذاة بالعنارص األمنية المنقبة‬ ‫التحول الديمقر ي‬
‫األهىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وبالتاىل عىل بالدنا باالنهيار والفوض واالقتتال‬
‫ي‬ ‫فنحكم عىل أنفسنا بالهزيمة‬
‫وختاما‪ ،‬نكرر اعتذارنا للذين لم نتمكن من دعوتهم للحضور الجسدي ألعمال‬
‫ر‬
‫العالميي ولعدم إفراد‬
‫ر‬ ‫الورشة‪ .‬كما نتفق مع االنتقادات ي‬
‫الت وجهت لضعف دعوات‬

‫إعالم االنتقال كموضوع مستقل للمناقشة‪ .‬واستدراكا لذلك فإننا نتعهد ي‬


‫وف القريب‬
‫العاجل بتنظيم جلسات أخرى لمناقشة الثقافة واالعالم‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫والوضع ف الواليات ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪..‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اط كل من ساهم يف إنجاح هذه الورشة سواء بالتنظيم‪ ،‬أو المال‪،‬‬
‫وتشكر الديمقر ي‬
‫أو الجهد‪ ،‬أو المقر‪ ،‬أو بكتابة األوراق‪ ،‬أو التعقيب‪ ،‬أو المناقشة‪ ،‬أو الحضور‪.‬‬

‫كلمة قوى الحرية والتغيير‬


‫‪‬‬
‫ألقاها المهندس عمر الدقت‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫بالخي‪،‬‬
‫ر‬ ‫السيدات والسادة من مختلف مكونات شعبنا‪ ،‬لكم التحية‪ ،‬مساكم هللا‬
‫أحت ضيوفكم من أعضاء وعضوات البعثات الدبلوماسية يف الخرطوم؛‬
‫وباسمكم ر ي‬
‫وه رشيكة لقوى الثورة يف الهم والحلم‬
‫اط) منذ تأسيسها ي‬
‫إن صحيفة (الديمقر ي‬
‫منيا ديمقراطيا منحازا‬
‫والهاجس‪ ،‬وال تحتاج شكرا‪ ،‬ولكن ال بد أن نقول إنها كانت ر‬
‫وف مقدمتها قضية‬ ‫ر‬
‫لقوى الثورة لم تفي من التذك ري المستمر بقضاياها ومطالبها ي‬
‫اط‪ .‬قرعت أجراس النذير ونبهت ألوجه القصور يف األداء‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫التحول‬
‫اط‪ ،‬واعتقد‬ ‫ر‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫بصي بالتحول‬
‫والسياس‪ ،‬وحذرت من المي ر‬
‫ي‬ ‫التنفيذي‬

‫‪ ‬ألقيت الكلمة شفاهة وقامت السكرتارية بتفريغها‪.‬‬


‫‪584‬‬
‫القصي نهضت بالمسؤولية الوطنية والمهنية واألخالقية وسمت‬‫ر‬ ‫أنها يف عمرها‬
‫األشياء بمسمياتها بال وجل وال َح َول‪ ،‬التحية لهم ولمساهمتهم يف هذه الورشة‪،‬‬
‫الت منحتنا هذه الدار وساهمت يف هذه الورشة‪ ،‬والتحية‬‫ر‬
‫المحامي ي‬
‫ر‬ ‫والتحية لنقابة‬
‫لكل الذين ساهموا يف الورشة من الذين قدموا األوراق‪ ،‬والذين ساهموا بالحضور‪،‬‬
‫عىل أن أقول إنه لم يكن‬
‫اط فات ي‬
‫وبالنقاش وإثرائه‪ ،‬وطبعا يف الحديث عن الديمقر ي‬
‫غريبا أن تستهدفها السلطة االنقالبية منذ الساعات األوىل لالنقالب‪ ،‬فكانت من‬
‫ر‬
‫الت أرسلت لها كتيبة عسكرية احتلت مكاتبها بالكامل‪.‬‬
‫الجهات القليلة ي‬
‫العسي من أجل الحياة الكريمة والتحية‬
‫ر‬ ‫المضت‬
‫ي‬ ‫مسيه‬
‫التحية لشعبنا العظيم يف ر‬
‫لشهدائه األبرار عىل طول تاري خ الضاع ربي الحرية واالستبداد يف هذا الوطن العزيز‪.‬‬
‫وف كسال‪،‬‬‫األخية يف النيل األزرق‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫رنيحم عليهم جميعا‪ ،‬رنيحم عىل شهداء األحداث‬
‫ر‬
‫كثية‪ ..‬ولعل هذه األحداث والي ي‬
‫اىح يف حماية‬ ‫وقبلهما يف دارفور وكردفان مناطق ر‬
‫وه نظرية‬
‫ه محاولة لعادة طرح ما يسم بنظرية الزجاجة الفائرة‪ ،‬ي‬
‫المدنيي ي‬
‫ر‬
‫الشموىل والحزب الواحد‪ ،‬كان‬
‫ي‬ ‫الماض أيام أنظمة الحكم‬
‫ي‬ ‫اشتهرت يف ستينات القرن‬
‫الشموىل أو رئيسه بأنه أشبه بغطاء الزجاجة الفائرة‪ ،‬إذا نزعته يندلق‬
‫ي‬ ‫يصور الحزب‬

‫كل ما يف الزجاجة‪ .‬وطبعا ي‬


‫ه نظرية بائسة تحاول حض الناس ربي خيارين كالهما‬
‫مر‪ :‬إما أن تقبل باالستبداد او بالفوض‪ ،‬ويقال لك ليس بالمكان أفضل مما كان‪،‬‬
‫وهو كائن‪ ،‬ف حي أن األحسن يمكن أن ر‬
‫يجيحه النسان يف كل الظروف واألحوال‬ ‫ي ر‬
‫إذا امتلك الرغبة والرادة‪.‬‬
‫رنيحم عىل شهداء الحراك الثوري الذين رفضوا هذا االنقالب‪ ،‬آخرهم الشهيد أبو‬
‫ترتق دماؤهم وتتحول لغيوم‬‫بكر غيمة‪ ،‬وهو بالحق اسم عىل مسم ألن الشهداء ر‬
‫ي‬
‫وف هذا السياق هناك حكاية‬ ‫المعان الكريمة‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫حبىل بالسالم والحرية والعدالة وكل‬
‫وه‬
‫تروى أيام الغزو النازي لفرنسا عن شبان أبكاهم وأحزنهم منظر الدبابات النازية ي‬
‫تسحق العشب واألزهار يف الشوارع الفرنسية‪ .‬أحد الشبان قال لهم ال تبكوا‪ ،‬نحن‬
‫‪585‬‬
‫ا‬
‫سننتض وسنطردهم من أرضنا‪ ،‬ما دمنا نقاوم متحدين‪ ،‬وأردف قائال يف الربيع القادم‬
‫أكي اخضارا وازدهارا ألن الدبابات عمقت البذور يف باطن‬ ‫ستكون شوارع فرنسا ر‬

‫األرض‪ ،‬ولذلك فإن أسباب الموت تتحول إىل أسباب قيامة وحياة رغم أنف القاتل‪.‬‬
‫المعان‬ ‫ميعة بالعنفوان والنبل‪ ،‬وبكل‬‫وبالمثل فإن موت الشهداء يتحول إىل حياة ر‬
‫ي‬
‫الكريمة‪ ،‬ألن تضحياتهم عصية عىل النسيان‪ ،‬لذلك فهم يظلون أحياء‪ ،‬أحياء‬
‫بانتصار الثائرين عىل درب هم‪ ،‬لكن طبعا هذا االنتصار ليس مجانيا‪ ،‬بل له‬
‫استحقاقات‪ ،‬وأهمها أن يكون الناس متوحدين يف مقاومة االستبداد أو االحتالل‬
‫وهذا يشهد عليه تاريخنا‪ ،‬فقد انتض شعبنا يف مقاومة االحتالل واالستبداد حينما‬
‫توحد‪ .‬وهذه ه الحلقة المفقودة اآلن‪ ،‬والموجودة ف كل التاري خ النسان ر‬
‫حت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تحدثنا عنها اآلن‪ ،‬حينما حدث االحتالل النازي‪ ،‬كان هناك إجماع وسط‬
‫فرنسا ي‬
‫يىح الذي جمع‬
‫النخبة الفرنسية عىل وحدة المقاومة والمثال األبرز هو اللقاء التار ي‬
‫الشيوع لويس أراقون‪ ،‬كانت بينهم‬
‫ي‬ ‫اليميت فرانسوا مورياك‪ ،‬والشاعر‬
‫ي‬ ‫ربي الكاتب‬
‫اض الفرنسية التقيا‬
‫خصومة فكرية حادة لكن مع دخول أول دبابة نازية يف األر ي‬
‫الوطت يف ظل االحتالل‬ ‫ر‬
‫المشيك‬ ‫وتعانقا واتفقا عىل تأجيل خالفاتهما الفكرية ألن‬
‫ي‬
‫غي صف مقاومة االحتالل‪.‬‬ ‫ال يسمح ألحد أن يكون يف ر‬
‫النسان لذلك نتوجه لكل اخواننا بأن نطرح أي خالفات‬
‫ي‬ ‫ه تجارب التاري خ‬
‫هذه ي‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫فكرية جانبا‪ ،‬ولدينا هدف محدد هو هزيمة هذا االنقالب واستعادة التحول‬
‫اط‪.‬‬
‫الديمقر ي‬
‫ر‬
‫الت نهضت من‬ ‫ر‬
‫النسان كان أول شط ألي شعب من الشعوب ي‬
‫ي‬ ‫طبعا يف التاري خ‬
‫األمي لتصحح‬
‫ه مراجعة تجارب ها ووضع النفوس يف موازين النقد الشجاع ر‬
‫كبواتها ي‬
‫العي للمستقبل‪ ،‬وتكتسب أرضية صلبة لالنطالق واقتحام‬ ‫األخطاء وتستلهم ر‬
‫ر‬
‫الذان ال يحتاج إىل دفاع عن رصورته‬ ‫تضء الطريق‪ ..‬إن النقد‬
‫ي‬ ‫المستقبل بمصابيح ي‬
‫النسان أثبتت أن غياب النقد يسمح‬
‫ي‬ ‫وجدواه ألن التجارب الميدانية يف كل التاري خ‬
‫‪586‬‬
‫األساس لمعافاة‬
‫ي‬ ‫ه المرتكز‬
‫للخطاء أن تتحول إىل خطايا‪ ،‬والنقد أو الروح النقدية ي‬
‫عي النقد‪.‬‬
‫وبالتاىل مراجعة المواقف ر‬
‫ي‬ ‫أي مجتمع وتطوره‬
‫تعبي عن قوة وليس ضعفا‪ ،‬وهو دليل عافية ومصدر‬
‫األمي هو ر‬
‫ر‬ ‫والنقد الشجاع‬
‫لالستدراك والتصحيح لكن الذين تأخذهم العزة بالثم ويتوهمون أنهم معصومون‬
‫يف التاري خ دفعوا اثمانا باهظة لهذا الوهم‪.‬‬
‫ر‬
‫الذان إال الذين يسعون بكل طاقاتهم لمضاعفة خاليا المناعة يف‬ ‫وال يمارس النقد‬
‫ي‬
‫فىه‬
‫األساس الذي أقيمت له هذه الورشة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫الوطت‪ ،‬ولعل هذا هو السبب‬
‫ي‬ ‫الجسد‬
‫فية انتقال‪،‬‬‫الت كانت ف ر‬
‫ر‬
‫ي‬ ‫منيا لجلد الذات‪ ،‬بل محاولة جادة لنقد التجربة ي‬‫ليست ر‬
‫فيات االنتقال متوقع فيها ر‬
‫العيات واألخطاء‪ ،‬وهذا ليس رتييرا‪ ،‬بل‬ ‫ومعروف أن ر‬

‫الماض الذي لم يغادر تماما وال‬ ‫فية االنتقال بلغة الفقهاء ر‬


‫فية برزخية ربي‬ ‫تعتي ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫وبي المستقبل الذي لم يحض‬
‫تزال له أصداء وظالل وقوى تعمل شدا عكسيا‪ ،‬ر‬
‫وبالتاىل األخطاء متوقعة‪ .‬لكن ر‬
‫غي المقبول هو السكوت عىل األخطاء ودفن‬ ‫ي‬ ‫تماما‬
‫يصي جسدها كله عرضة للسهام‪.‬‬
‫الرأس يف الرمال‪ ،‬ألن النعامة إذا دفنت رأسها ر‬
‫هذه الورشة محضورة وقد تناولت محاور ر‬
‫عشة ونحن شاكرين لكل من شارك فيها‬
‫غي‬
‫ه نفسها‪ ،‬فكل تجربة قابلة للتطور‪ ،‬وأرى أنها مسالة ر‬‫وللنقد الذي وجه لها ي‬
‫الوطت‪.‬‬
‫ي‬ ‫مسبوقة يف تاري خ الحكم‬
‫فىه ليست كاملة‪ ،‬نحن‬ ‫وقد خلصت إىل توصيات‪ ،‬وربما أغفلت بعض القضايا ي‬
‫ر‬
‫المباشة‪ ،‬أو من الذين تفاعلوا بالكتابة‬ ‫شاكرين للتفاعل الضخم سواء كان بالمشاركة‬
‫ر‬
‫وحت الذين تحدثوا عنها بسخرية ناقدة‪ ،‬نحن شاكرون‬ ‫عنها وبالحديث عنها‪،‬‬
‫لذلك‪ ،‬وطبعا هناك أصحاب الغرض الذين لن يرضوا أبدا‪ .‬نشكر كل أبناء وبنات‬
‫شعبنا الذين تفاعلوا خصوصا الذين رفعوا أصواتهم بالنقد الحاد للتجربة‪ ،‬فهذا‬
‫ر‬
‫كي وال بد أن أخص‬ ‫يسعدنا أكي من المديح ومن الطراء‪ .‬أنا شاكر لكل المشار ر‬

‫‪587‬‬
‫بالشكر الشباب من لجان المقاومة الذين شاركوا يف هذه الورشة‪ .‬كانت لديهم‬
‫مداخالت ثرة وواضحة وشجاعة‪.‬‬
‫وه تقول إن المرحلة االنتقالية السابقة‬
‫لقد تليت عليكم التوصيات قبل قليل ي‬
‫ضجت بكثي من الخطايا‪ ،‬وتتحمل الحرية والتغيي جزءا منها‪ .‬نحن نقر ر‬
‫ونعيف‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والتغيي كل‬ ‫ر‬
‫واالعياف هذا هو بمثابة اعتذار وتعهد أن تتخذ الحرية‬ ‫بذلك‪ ،‬والقرار‬
‫ر‬
‫مسية النسان‬
‫المسية النقدية ألن ر‬
‫ر‬ ‫لتالف هذه األخطاء‪ .‬وأن تستمر‬
‫ي‬ ‫التدابي الالزمة‬
‫ر‬
‫اعياف‬ ‫ر‬
‫تعريفان للديمقراطية أنها ر‬ ‫سي نحو الكمال‪ .‬وأحد‬
‫ي‬ ‫ه ر‬ ‫ال تخلو من األخطاء‪ ،‬ي‬
‫للتحسي‪..‬‬
‫ر‬ ‫وسغ دائم‬
‫ي‬ ‫دائم بالنقصان‬
‫ألكي مستوى ممكن من الشفافية‪ ،‬وطرح القضايا للناس‪ ،‬وإن شاء هللا‬‫لذلك نسغ ر‬
‫السياس‪ ،‬مع مراعاة حق اآلخر‬ ‫يكون هذا هو المنهج الذي ر‬
‫يليم به الجميع يف واقعنا‬
‫ي‬
‫المصي وهذا رييجم شعار‪ :‬وطن يسع الجميع‪.‬‬‫ر‬ ‫يف الحضور والمشاركة‪ ،‬وصياغة‬
‫سنحول توصيات الورشة رلينامج عمل لتدارك أي اخطاء‪ ،‬وبناء عىل االيجابيات‬
‫والتغيي طرحه عىل القوى‬ ‫ر‬
‫المقيح‪ ،‬الذي تحاول الحرية‬ ‫ر‬
‫وحت يف العالن الدستوري‬
‫ر‬
‫السياسية والمجتمعية‪ ،‬سوف نستصحب توصيات هذه الورشة‪.‬‬
‫تأ ر ين الورشة يف خضم معركة شعبنا ضد انقالب ‪ 25‬اكتوبر الذي استمر لتسعة أشهر‬
‫تفي خاللها مقاومة شعبنا الباسل الذي أثبت أنه لن يساوم عىل قضية التحول‬‫لم ر‬

‫اط وأنه ال مجال للتصالح مع هذا االنقالب‪ ،‬ومثلما كان الشعار يف‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬
‫ديسمي ”تسقط بس“ فاآلن الشعار هو ”تسقط بس“ وأال مجال لالنقالب إال‬
‫ر‬ ‫ثورة‬
‫أن يتنىح لصالح سلطة مدنية كاملة‪.‬‬
‫اط الذي‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫ساس هو طريق التحول‬
‫ي‬ ‫لقد أثبت شعبنا أن طريقه األ‬
‫الوطت بيدي أبنائه وبناته‪ ،‬وتهيئة المناخ لهم‬
‫ي‬ ‫يضع الوطن عىل درب الخالص‬
‫الوطت‪ .‬وأثبتت األشهر التسعة الماضية أن‬
‫ي‬ ‫ليساهموا كلهم يف كل فضاءات البناء‬
‫أس‬
‫خطان ر ي‬
‫ري‬ ‫الكثي من التطورات آخرها‬
‫ر‬ ‫األفق أمام االنقالب مسدود‪ ،‬وحصلت‬
‫‪588‬‬
‫االنقالب ما قبل العيد وما بعده‪ ،‬وهما خطابان معلومان لديكم‪ ،‬ونعتقد أنه كان يف‬
‫مؤشات‬‫الجماهيية الباسلة‪ ،‬ولكن ال توجد ر‬
‫ر‬ ‫الخطابي تراجع بسبب المقاومة‬
‫ر‬
‫جدية لوجود ممارسات ال تتسق معهما‪ ،‬كالعنف المستمر ر‬
‫حت اليوم والصابات‬
‫المعتقلي‪ ،‬ووفقا‬
‫ر‬ ‫عشات‬‫الت حدثت ف صينية األزهري‪ ،‬وال تزال السجون فيها ر‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫لحصائيات محامو الطوارئ هناك ر‬
‫أكي من ‪ 23‬مفقودا‪ ،‬وقد أوصلتهم تحرياتهم إىل‬
‫ا‬
‫اثني منهما معتقالن يف أحد السجون‪ ،‬وهناك ‪ 21‬معتقال حسب إحصائياتهم‬
‫أن ر‬
‫معتقلي يف سجن الهدى بينهم ثمانية أطفال أربعة منهم فاتتهم‬
‫ر‬ ‫جاءوا من الجنينة‬
‫تعي‬
‫يومي‪ ،‬هذه ممارسات ال ر‬ ‫ر‬
‫الت أعلنت نتائجها قبل ر‬
‫امتحانات شهادة األساس ي‬
‫عن الجدية‪.‬‬
‫الجماهيية أن تزحف عىل أي ممارسات تراجع‪ ،‬وهذا يتطلب منا أن‬
‫ر‬ ‫عىل الحركة‬
‫لالنقالبيي باستحالة انتصار‬ ‫الجماهيية ونقول‬ ‫نستمر ف ر‬
‫اسياتيجية المقاومة‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫مخالب االستبداد‪ ،‬ودائما أجنحة الحرية أقوى من مخالب االستبداد‪ ،‬نؤكد أن‬
‫شعبنا قرر أ ن يدافع عن حريته وديمقراطيته ببسالة طائر قرر أن يموت قبل أن‬
‫ر‬
‫االسياتيجية ومن‬ ‫للحداء أن تلتهم صغاره يف العش‪ ،‬سوف تستمر هذه‬ ‫يسمح ى‬
‫وف نفس الوقت سوف نطرح إعالنا‬ ‫وغيها‪ .‬ي‬
‫ضمنها المواكب المعلنة يف الثالثاء ر‬
‫المؤمني‬
‫ر‬ ‫سياسيا نتقدم به للحركة الديمقراطية يف السودان‪ ،‬لكل قوى الثورة‬
‫اط‪ ،‬لنضع حدا لهذا االنقالب وسوف نستصحب فيه توصيات‬
‫بالتحول الديمقر ي‬
‫ر‬
‫الت صدرت من لجان المقاومة ونأمل‬
‫هذه الورشة وسوف ننظر فيه إىل كل المواثيق ي‬
‫أن يكون هناك إ جماع حوله‪ ،‬بما سوف يمكننا من إنزال الهزيمة بهذا االنقالب‬
‫ا‬
‫وإنهائه وكل ما ترتب عليه وتأسيس السلطة المدنية الكاملة وتنفيذ مهامها وصوال‬
‫النتخابات عامة حرة‪.‬‬
‫الكيى إال إذا توحدت‬
‫سوابق التاري خ تؤكد أن الشعوب ال تنجح يف تجاوز األزمات ر‬
‫جماع‪ ،‬وهذا واضح يف مآثر شعبنا سواء أكان‬
‫ي‬ ‫وطت‬
‫ي‬ ‫إرادتها وأدارت معاركها بعقل‬
‫‪589‬‬
‫يف الثورة المهدية‪ ،‬أو يف تحقيق االستقالل‪ ،‬أو يف أكتوبر‪ ،‬أو يف أبريل‪ .‬تحققت‬
‫االنتصارات بوحدة الرادة العامة‪ ،‬ونحن نجدد مرة أخرى نداءنا ر‬
‫لشكائنا يف قوى‬
‫مدن‪ ،‬وتجمعات نسوية‬
‫الثورة سواء أ كانوا أحزابا سياسية‪ ،‬ولجان مقاومة‪ ،‬ومجتمع ي‬
‫ومبدعي؛ أن رييفع الجميع عن الضاعات وننسق‬
‫ر‬ ‫ومثقفي‬
‫ر‬ ‫وشبابية‪ ،‬ومفكرين‬
‫جهودنا يف جبهة عريضة بقيادة سياسية موحدة ألنه بدون تحقيق هذا المطلب‬
‫السلم‪.‬‬
‫ي‬ ‫سيظل قوس النض محذوفا من دائرة حراك المقاومة‬
‫والدوىل أن يدعموا حق شعبنا يف‬
‫ي‬ ‫القليم‬
‫ي‬ ‫ونتوجه للشقاء واألصدقاء يف المجتمع‬
‫خياراته يف الحرية والسالم والعدالة ومدنية السلطة ونقول لهم إن السودان‬
‫الديمقراط المدن هو الذي يحقق االستقرار‪ ،‬وهو الذي يحقق ر‬
‫الشاكات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اط هو الذي يسغ‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫االقتصادية مع دول القليم والعالم‪ ،‬والسودان‬
‫لعالقات متوازنة مع جميع دول العالم بعيدا عن المحاور‪ ،‬بما يحقق مصلحة‬
‫الشعوب‪ .‬وهو ما ال تحققه أنظمة أحادية عسكرية‪ ،‬بل تحققه األنظمة الشعبية‬
‫ان‪.‬‬
‫ألن الشعوب مجبولة عىل السالم والتعاون والخاء النس ي‬
‫ونشكر المجتمع الدوىل الذي دعمنا ف ر‬
‫الفية الماضية مقرا ر‬
‫بمشوعية الحراك‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫السودان‪ ،‬لكن طبعا هذا الحراك لم يتمثل يف قيادة موحدة ليكون الدعم‬
‫ي‬ ‫الشعت‬
‫ري‬
‫ر‬
‫حديت بها‪ ،‬وبالحاجة إليها‪ ،‬ولن‬ ‫ر‬
‫الت أختم‬
‫ي‬ ‫ه الحلقة المفقودة ي‬
‫بصية‪ ،‬وهذه ي‬
‫عىل ر‬
‫والتغيي نمد أيادينا للجميع ألن‬
‫ر‬ ‫نمل من الدعوة إليها وسوف نظل يف قوى الحرية‬
‫يعان توحش الفقر والبطالة والبؤس العام‪ ،‬وكل أنواع المعاناة‬
‫ي‬ ‫يعان‪،‬‬
‫ي‬ ‫شعبنا‬
‫وحموالت الشقاء والمعاناة يف المياه النظيفة والكهرباء والعالج والتعليم يف األرياف‬
‫والمدن أن‬
‫ي‬ ‫السياس‬
‫ي‬ ‫الفاعلي يف قيادة المجتمع‬
‫ر‬ ‫والحض‪ ،‬والواجب ينادي كل‬
‫ينظروا لهذا‪.‬‬
‫المدنيي ليس مريحا‪ ،‬وال يليق بهذا الشعب‬ ‫ر‬
‫االعياف من أن واقع‬ ‫وال بد من‬
‫ر‬
‫سياس‪ ،‬أو فكري يظن أن‬
‫ي‬ ‫شخص‪ ،‬أو جهة‪ ،‬أو منظمة‪ ،‬أو كيان‬
‫ٍ‬ ‫وبتضحياته‪ .‬وأي‬
‫‪590‬‬
‫هناك جهة تستطيع أن تقوم باألمر لوحدها واهم‪ ،‬فالوطن ملك الجميع ولن‬
‫يستطيع حمله إال الجميع معا‪.‬‬
‫الت رتيود‬
‫ر‬
‫طبيغ ويجب أن يكون مصدر نعمة لوال السياسة ي‬ ‫ي‬ ‫سء‬ ‫ر‬
‫واالختالف ي‬
‫سء يف أي ثورة أن تتحول مجموعة من الناس إىل‬ ‫ر‬
‫باحتكار الطهرانية الثورية‪ ،‬وأسوأ ي‬
‫جماع تشارك فيه كل‬
‫ي‬ ‫التغيي فعل‬
‫ر‬ ‫لجنة تحقيق مع اآلخرين وتكون حكما عليهم‪.‬‬
‫الت رتيود بمشاعر الكراهية والنبذ والقصاء‬ ‫ر‬
‫الوطت‪ ،‬والسياسة ي‬
‫ي‬ ‫خاليا الجسد‬
‫ومزاعم احتكار الحقيقة لن تقدم للمام بل تقعد الناس عن التقاط اللحظة والتقدم‬
‫بالفعل المفيد‪.‬‬
‫ا‬
‫مدخال للتوافق والتفاهم ف إدارة الوطن بحيث ر‬
‫يسيي ح‬ ‫ي‬ ‫الخالف ممكن أن يكون‬
‫الناس مع الفكر األحسن والمنهج األصوب‪ ،‬والسلوك األرشد‪.‬‬
‫تقتض أن تنهض كل قوى‬
‫ي‬ ‫هذا الوطن يسع الجميع والمسؤولية الوطنية واألخالقية‬
‫اط وبدون مماطلة لمواجهة الحقيقة‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫الثورة وكل المنحازين للتحول‬
‫أن واقع القوى المدنية غي مري ح‪ ،‬وهناك توحش وتخوين وعدم ر‬
‫احيام لبعضنا‬ ‫ر‬
‫اآلخر‪ ،‬وكله يجب أن يزول لمصلحة الوطن‪ .‬والمطلوب التخفف من حمولة‬
‫اليجسيات السياسية ومزاعم احتكار الحقيقة‪ ،‬ونتواطأ ونقبل بعضنا خصوصا‬
‫اط وهناك عنوان يجمعنا كلنا وهو إسقاط‬
‫مؤمني بالتحول الديمقر ي‬
‫ر‬ ‫وجميعنا‬
‫االنقالب وإقامة سلطة مدنية كاملة تنفذ أجندة متفق عليها‪ ،‬ويتم النأي بالمؤسسة‬
‫مهت‬
‫ي‬ ‫يفض لجيش‬
‫ي‬ ‫العسكرية عن السياسة وشؤون الحكم ومن ثم إصالحها بما‬
‫واحد يحتكر رشعية حمل السالح يف فضاء دولة حكم القانون والمؤسسات المدنية‬
‫الديمقراطية‪.‬‬
‫نفس‪ ،‬واألحالم النبيلة بال مستقبل إذا لم تسندها‬
‫ي‬ ‫يجب أن ننقد أنفسنا‪ ،‬وما أبرئ‬
‫الحقيقة والرادة‪ ..‬جماع الحقيقة والرادة والحقيقة هو المستقبل‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫كلمة والدة الشهيد محجوب التاج‬
‫األستاذة وداد عثمان‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪،‬‬
‫أتحدث فقط كأم شهيد‪ ،‬وال أستطيع تقييم ر‬
‫الفية االنتقالية‪ ،‬بل يقيمها المختصون‪،‬‬
‫أتحدث عن أمر محدد وهو العدالة‪ ،‬العدالة االجتماعية قبل السياسية‪.‬‬
‫محجوب استشهاده كان لعدالة اجتماعية‪ ،‬رفض الظلم‪ .‬لم أحض الورشة لظروف‬
‫ر‬
‫وحت يف الجامعة لم‬ ‫سياس‬ ‫خاصة‪ ،‬قدمت يىل الدعوة وحضت‪ ،‬ليس يىل حزب‬
‫ي‬
‫انتخب أحدا‪.‬‬
‫وف‬
‫أتحدث عن العدالة للشهداء‪ ،‬معنا لجان المقاومة كانوا وال زالوا معنا يف الشارع ي‬
‫المحكمة وف كل مكان‪ .‬أتمت أن يتم استيعاب أولئك الشباب ف ر‬
‫الفية االنتقالية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ونحن عىل عالقة لصيقة بهم‪ .‬هم موجودون يف الشارع يسقط أصدقاؤهم قرب هم‬
‫فيحملونهم ويمسحون دموعهم ويواصلون‪ .‬وأتمت أن يكون لهم دور ر‬
‫كبي وأن‬
‫كبي واقع عىل الناس‪ .‬وكل شخص‬
‫غي ر‬
‫يتوحد الناس بسبب هذه الجراح‪ ،‬فهناك ر‬
‫معرض لقتل واحد من أشته‪ ،‬ليس يف المواكب فقط‪ ،‬وممكن أن تكون جالسا يف‬
‫ميلك وتصيبك رصاصة طائشة‪.‬‬
‫ينبغ أن يتوحد الناس ضد القتل‪ ،‬ونريد أن نحس باألمان وأال تفجع كل يوم أم يف‬
‫ي‬
‫جناها‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫بغ أن تراجع قضايا الشهداء يف الفية االنتقالية‪ .‬باألمس كنا نتابع قضيتنا ي‬
‫الت‬ ‫ين ي‬
‫ينبغ أن يتضامن الناس كلهم مع هذه القضايا وليس بالضورة‬ ‫وصلت المحكمة‪ .‬و ي‬
‫أن تكون من أشة شهيد لتتضامن‪ ،‬فهؤالء الشباب خرجوا من أجل الوطن‪ ،‬وأنتم‬
‫وينبغ أن يتكامل الجميع‪ .‬وشكرا لكم‪.‬‬
‫ي‬ ‫تعملون للوطن‬

‫كلمة لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف‬


‫األستاذة هند الصادق الطائف‬
‫‪592‬‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا‪ ،‬والرحمة والمغفرة لشهدائنا الكرام‪ ،‬عاجل الشفاء‬
‫للمعتقلي‪ ..‬نرحب بالحضور‬
‫ر‬ ‫للمخفيي‪ ،‬والحرية‬
‫ر‬ ‫والمصابي‪ ،‬وعودا حميدا‬
‫ر‬ ‫للجرىح‬
‫عىل اختالف مقاماتهم السامية؛‬
‫ه الخامسة يف عمر السودان (بدءا باالنتقال‬ ‫ر‬
‫بداية نقول إن هذه الفية االنتقالية ي‬
‫والثان عقب ثورة أكتوبر‪ ،‬والثالث جاء بعد ثورة أبريل‪،‬‬
‫ي‬ ‫الذي أدى إىل االستقالل‪،‬‬
‫ر‬
‫الت أدت إىل استقالل‪ ،‬أو كما نسميه انفصال الجنوب)‪،‬‬
‫والرابع انتقال اتفاقية نيفاشا ي‬
‫ديسمي المجيدة أعظم‬
‫ر‬ ‫ه أضعفهم جميعا‪ ،‬عىل الرغم من أن ثورة‬
‫والخامسة ي‬
‫الثورات السودانية عىل الطالق‪ ،‬لذلك فإن فكرة الورشة جيدة‪ ،‬لكن ال يمكن أن‬
‫أوىل لتقييم‬
‫والتغيي‪ ،‬يمكن أن تكون بمثابة تمرين ي‬
‫ر‬ ‫نسميها تقييم لتجربة الحرية‬
‫ومنهىح‪ ،‬يكون دور الحرية‬ ‫علم‬ ‫حقيق يؤدي إىل تفكيك أسباب الفشل بشكل‬ ‫ر‬
‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫سودانيي يقومون عىل‬
‫ر‬ ‫لخياء‬
‫توفي المعلومات والبيانات الدقيقة ر‬
‫والتغيي فيه هو ر‬
‫ر‬
‫ضوئها بإعداد أوراق علمية لتبيان مواطن الخلل‪.‬‬
‫ا‬
‫مجمال نرى أنها بداية صحيحة‪ ،‬يجب أن يتبعها عمل مستمر ودؤوب مجرد من‬
‫األساس هو الوصول للحقيقة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحزن‪ ،‬غرضه‬
‫ري‬ ‫الكسب‬
‫ا‬
‫إن مشاركتنا يف هذه التجربة كانت صقال وتمرينا جيدا جدا يف فنون الحوار‬
‫ر‬
‫واحيام‪ ،‬بالضافة إىل‬ ‫واالستماع وتقبل الرأي اآلخر بصدر رحب‪ ،‬واالختالف بأدب‬
‫ر‬
‫الت توفرت لنا‪ .‬ونشكر صحيفة (الديمقر ي‬
‫اط) وقوى‬ ‫الكبي من المعلومات ي‬‫ر‬ ‫الكم‬
‫والتغيي عىل إتاحة الفرصة لنا لنشارك يف هذه التجربة‪.‬‬
‫ر‬ ‫إعالن الحرية‬
‫ر‬
‫والتغيي‪ :‬ما هو رأيكم يف مواثيق لجان المقاومة ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫سؤالنا لقوى إعالن الحرية‬
‫خرجت ف ر‬
‫الفية الماضية؟ وما مدى اهتمامكم بما جاء فيها؟ وهل من الممكن أن‬ ‫ي‬
‫ه األساس الذي تتوحد جميع قوى الثورة حوله لسقاط االنقالب؟ بالطبع‬
‫تكون ي‬
‫بعد الجلوس والتداول حولها مع لجان المقاومة وتوحيدها جميعا يف ميثاق واحد!!‬

‫‪593‬‬
‫والتغيي هو أوسع تحالف حصل يف تاري خ السودان‬
‫ر‬ ‫توصيتنا‪ :‬إن تحالف الحرية‬
‫كبية جدا من الشارع‪ ،‬نرى أن الخطوة األوىل الستعادة‬
‫الحديث‪ ،‬ونال يف بدايته ثقة ر‬
‫والتغيي من اليوم األول وإتاحتها‬
‫ر‬ ‫هذه الثقة ه ر‬
‫نش كل محارص اجتماعات الحرية‬ ‫ي‬
‫والتغيي مع المجلس العسكري‪ ،‬هذه‬
‫ر‬ ‫للناس‪ ،‬ر‬
‫نش محارص اجتماعات الحرية‬
‫السودان‬
‫ي‬ ‫ه بداية كسب الثقة‪ ،‬وهذه المحارص يف الحقيقة ملك للشعب‬ ‫المحارص ي‬
‫يجب أن يطلع عليها اآلن‪ ،‬لذا نرجو منكم أن ر‬
‫تنشوا المحارص لثبات الجدية يف‬
‫الصالح‪.‬‬
‫ديسمي ر‬
‫حت اآلن دون انقطاع‪ ،‬ونحن يف لجان المقاومة‬ ‫ر‬ ‫الثورة ما زالت مستمرة من‬
‫ندفع الثمن كل يوم‪ ،‬شهداء وجرىح ومفقودين ومعتقل ري يف سبيل تحقيق دولة‬
‫الحرية والسالم والعدالة‪ ،‬مع تزايد مستوى العنف الذي تمارسه أجهزة الدولة‬
‫ووطت‬
‫ي‬ ‫تجاهنا‪ ،‬وانفجار رصاعات اجتماعية جديدة كل يوم‪ .‬لذا عىل كل فاعل ومهتم‬
‫أن يقوم بدوره اآلن قبل الغد‪ ،‬بما يستطيع للدفع لنهاء هذا االنقالب‪.‬‬
‫إن أي يوم يمر علينا ترتفع فيه التكلفة ويقل المقابل‪ ،‬فنتمت أن يبدأ الجميع بالعمل‬
‫والحزن عىل األقل مؤقتا‬
‫ري‬ ‫الشخض‬
‫ي‬ ‫قوم شامل‪ ،‬وأن يتخلوا عن الكسب‬‫تفكي ي‬
‫وفق ر‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫السياس وفق قواعد‬
‫ي‬ ‫حت سقوط االنقالب‪ ،‬بعد ذلك ستكون الساحة أصال للضاع‬
‫حتم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ثابتة نحرسها جميعا‪ ..‬والثورة مستمرة واالنتصار‬

‫كلمة ممثل تنسيقية لجان أحياء أمبدة‬


‫األستاذ نزار محمد سليمان برير‬
‫السالح ياهو السالح‪ ..‬عمرو ما بحل قضية‪ ..‬يف البدء‪ ،‬المجد والخلود لشهداء الثورة‬
‫والمصابي والعودة الظافرة للمفقودين العودة‬
‫ر‬ ‫السودانية‪ ،‬عاجل الشفاء للجرىح‬
‫والالجئي‪.‬‬
‫ر‬ ‫النازحي‬
‫ر‬ ‫العادلة لكل‬

‫‪594‬‬
‫اط) عىل الدعوة واالهتمام البالغ لحضورنا لورشة تقييم‬
‫نشكر صحيفة (الديمقر ي‬
‫األداء ف ر‬
‫الفية االنتقالية البادئة يف العام ‪2019‬م كما نشكر الرفاق يف قوى إعالن‬ ‫ي‬
‫يعتي األول يف تاري خ البالد‪ ،‬أن تقوم‬
‫والتغيي عىل هذا المسلك الممتاز الذي ر‬
‫ر‬ ‫الحرية‬
‫جهة شاركت يف حكم البالد من قبل بإفساح المجال لتقييم أدائها موضوعيا ونقد‬
‫تجربتها وتوسيع دائرة المشاركة يف تطوير أدائها‪ ،‬كما نأمل أن تصب مخرجات هذه‬
‫السياس الذي أفسده حكم الشموليات العضود‬
‫ي‬ ‫الورشة يف وعاء إصالح المجال‬
‫القابض والمحكم الذي تعاقب عىل تاري خ السودان‪ ..‬أفسد ودمر مختلف‬
‫وسياس واقتصادي‬
‫ي‬ ‫اجتماع غائر‬
‫ي‬ ‫المؤسسات المدنية والعسكرية وتسبب يف خلل‬
‫كبي ‪.‬أفقر البالد وزعزع أمنها واستقرارها‪ ،‬وأدخلها يف دوامة الحروب المستمرة‬
‫ر‬
‫القبىل‪ ،‬فغابت عنه التنمية‪ .‬ونأمل أال تصب هذه الورشة يف إطار الكسب‬
‫ي‬ ‫واالقتتال‬
‫السياس فقط‪ ،‬وأال تكون كلمة حق أريد بها باطل‪ ،‬وأن تصبح دليل عمل أال نعاود‬
‫ي‬
‫األخطاء‪ ،‬ونستفيد من إيجابياتها‪ .‬إن بالدنا تمر اليوم بمنعطف تار ي‬
‫يىح‪ ،‬يهدد وحدة‬
‫وأمن السودان من انقالب عسكري يخيم ظالمه عىل سماء البالد‪ ،‬وأشباح حروب‬
‫أهلية متعددة األقطاب‪ ،‬واقتصاد منهار ومحاور خارجية متنازعة لنهب ثروات‬
‫اط أن‬
‫المدن الديمقر ي‬
‫ي‬ ‫البالد‪ ..‬إن واجبنا كقوى ثورية فاعلة وحريصة عىل التحول‬
‫نضع خالفاتنا جانبا وأن نضطلع بمهامنا ومسؤولياتنا التاريخية بال استسهال وال‬
‫ركون‪ ،‬ونتصدى لهزيمة االنقالب الذي قطع الطريق أمام الديمقراطية وإسقاطه‬
‫وتأسيس سلطة الشعب‪ ،‬وأن نصدق الوعد مع من فاضت أ رواحهم اىل بارئها شهداء‬
‫الت جثمت عىل صدره‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يف سبيل خالص الوطن من عهود الظلم والياجع المتواصل ي‬
‫السودانيي جميعا يف رشقنا‬
‫ر‬ ‫نبت بالدا تشبه مالمح‬
‫طيلة التاري خ الحديث‪ ،‬وأن ي‬
‫وغربنا يف شمالنا وجنوبنا ووسطنا‪ ،‬وأن يسعنا جميعا باختالفنا وتنوعنا الذي إذا ما‬
‫أحسنا إدارته لضنا يف مقدمة شعوب العالم أجمع‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا‪.‬‬
‫‪595‬‬
‫ملحق‪ :‬المشاركون يف الورشة‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مقدمو األوراق (مرتبون بحسب تسلسل تقديم األوراق)‬
‫الفك سليمان‪ :‬عضو مجلس السيادة يف الحكومة االنتقالية والناطق‬ ‫أستاذ‪ /‬محمد ي‬
‫الرسم باسمه‪ ،‬عضو الهيئة السياسية للتجمع االتحادي‪ ،‬عضو المجلس المركزي‬ ‫ي‬
‫الثالثي من يونيو‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتغيي‪ .‬نائب رئيس لجنة تفكيك نظام‬ ‫ر‬ ‫لقوى إعالن الحربة‬
‫ورئيس اللجنة بالنابة بعد استقالة الرئيس‪.‬‬
‫مهندس‪ /‬خالد عمر يوسف‪ :‬وزير شؤون مجلس الوزراء يف الحكومة االنتقالية‬
‫واألمي العام السابق‬ ‫ر‬ ‫السودان‬
‫ي‬ ‫السياس لحزب المؤتمر‬ ‫ي‬ ‫الثانية‪ ،‬عضو المكتب‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫للحزب‪ ،‬عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية‬
‫الفيياء وشؤون البيئة‪ ،‬عضو مجلس‬ ‫اختصاض يف ر‬ ‫ي‬ ‫بروفيسور‪ /‬صديق تاور‪:‬‬
‫والتغيي‪ ،‬عضو‬
‫ر‬ ‫السيادة يف الحكومة االنتقالية‪ ،‬عضو المجلس المركزي لقوى الحرية‬
‫جامغ سابقا‪ ،‬ومؤسس‬ ‫اك‪ ،‬أستاذ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫العرن االشي ي‬ ‫ري‬ ‫القيادة القطرية لحزب البعث‬
‫ورئيس اللجنة الوطنية للبيئة‪.‬‬
‫مدن‪ :‬اقتصادي‪ ،‬وزير التجارة والصناعة يف الحكومة االنتقالية‬ ‫مدن عباس ي‬ ‫أستاذ‪ /‬ي‬
‫عيها قياديا وعضوا بالمجلس‬ ‫المدن وكان ر‬ ‫ي‬ ‫األوىل‪ ،‬قيادي بكتلة قوى المجتمع‬
‫والتغيي‪ .‬المدير العام لمنظمة نداء التنمية السودانية وعضو‬ ‫ر‬ ‫المركزي لقوى الحرية‬
‫غي الحكومية‪.‬‬ ‫تنسيقية الشبكة العربية للمنظمات ر‬
‫والتغيي‪،‬‬
‫ر‬ ‫قانون‪ ،‬عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية‬ ‫ي‬ ‫أستاذ‪ /‬طه عثمان إسحق‪:‬‬
‫للمحامي وعضو تجمع‬ ‫اط‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫عضو مجلس الشكاء (سابقا)‪ ،‬عضو التحالف الديمقر ي‬
‫قانون‬
‫ي‬ ‫المهنيي‪ ،‬عضو وفد التفاوض مع المكون العسكري يف ‪2019‬م‪ ،‬مستشار‬ ‫ر‬
‫الثالثي من‬
‫ر‬ ‫نظام‬ ‫ك‬ ‫تفكي‬ ‫لجنة‬ ‫ية‬‫ر‬ ‫مقر‬ ‫عضو‬ ‫‪،‬‬ ‫كات‬‫الش‬ ‫ر‬ ‫من‬ ‫وعدد‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫الصاد‬ ‫لبنك‬
‫يونيو‪.‬‬
‫ر‬
‫قانون‪ ،‬وزير العدل خالل فية الحكومة االنتقالية‪،‬‬ ‫دكتور‪ /‬نرص الدين عبد الباري‪:‬‬
‫ي‬
‫الدوىل والمقارن بكلية القانون بجامعة الخرطوم‪ ،‬له‬ ‫ي‬ ‫ومحارص سابق بقسم القانون‬
‫منشورات بالعديد من الصحف والمجالت العالمية ومقاالت بالصحف المحلية‪.‬‬
‫ا‬
‫س‪.‬‬‫األطلس بواشنطن‪ ،‬دي ي‬ ‫ي‬ ‫يعمل حاليا زميال رفيعا بالمجلس‬
‫بروفيسورة‪ /‬بلقيس يوسف بدري‪ :‬عالمة اجتماع‪ ،‬المديرة القليمية لمعهد‬
‫دراسات الجندر والتنوع والسالم والحقوق بجامعة األحفاد للبنات‪ ،‬مؤسسة أرب ع‬
‫ماجستي الجندر والتنمية‪ ،‬والحوكمة‪ ،‬دراسات‬ ‫ر‬ ‫ه‪:‬‬
‫ماجستي بالجامعة ي‬ ‫ر‬ ‫برامج‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الجندر‪ ،‬دراسات الهجرة وتعدد الثقافات‪ .‬نشت عشات الكتب والدراسات‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫‪596‬‬
‫دكتورة‪ /‬مريم المنصورة الصادق المهدي‪ :‬طبيبة وقانونية‪ ،‬وزيرة الخارجية يف‬
‫القوم‪ ،‬وعضوة المكتب‬‫ي‬ ‫الحكومة االنتقالية الثانية‪ ،‬نائبة رئيس حزب األمة‬
‫‪.‬‬
‫الشكاء (سابقا) اختارتها منظمة‬‫والتغيي‪ ،‬مقررة مجلس ر‬
‫ر‬ ‫التنفيذي لقوى الحرية‬
‫الصداقة الدولية بالسويد ضمن ‪ 60‬امرأة عربية مؤثرة‪2019 ،‬م‪ ،‬وصنفتها صحيفة‬
‫تأثيا يف العالم لسنة ‪2021‬م‪.‬‬ ‫ر‬
‫الييطانية ضمن أكي ‪ 25‬امرأة ر‬
‫فاينانشيال تايمز ر‬
‫خبي اقتصادي‪ ،‬وزير المالية يف الحكومة‬‫ر‬ ‫‪:‬‬‫دكتور‪ /‬إبراهيم البدوي عبد الساتر‬
‫االنتقالية األوىل‪ ،‬عمل أستاذا جامعيا يف عدد من الجامعات األمريكية‪ ،‬وبالبنك‬
‫الدوىل‪ ،‬يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لمنتدى البحوث االقتصادية‬ ‫ي‬
‫لمنطقة شمال أفريقيا ر‬
‫والشق األوسط بالقاهرة‪ ،‬له العديد من المؤلفات‪.‬‬
‫دكتور‪ /‬عبد الحليم عيس تيمان‪ :‬اقتصادي‪ ،‬عضو سابق باللجنة االقتصادية‬
‫أمي العالقات‬ ‫القوم لالستثمار‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫والتغيي‪ ،‬مساعد رئيس حزب األمة‬ ‫ر‬ ‫لقوى الحرية‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫الخارجية التحاد أصحاب العمل‬
‫الض‪ :‬وزير ديوان الحكم االتحادي بالحكومة االنتقالية األوىل‬ ‫ي‬ ‫دكتور‪ /‬يوسف آدم‬
‫لواليت النيل األبيض والخرطوم يف ‪2020‬م‪ ،‬وكان وزير الشباب‬ ‫ر‬ ‫‪2019‬م‪ ،‬كلف كوال‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫اك‪ ،‬عمل‬ ‫العرن االشي ي‬‫ري‬ ‫والرياضة يف الحكومة االنتقالية الثانية‪ .‬قيادي بحزب البعث‬
‫كادقىل التقنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫أستاذا لعلم الدارة بكلية‬
‫دوىل‪ ،‬عضو المكتب التنفيذي‬ ‫ي‬ ‫أستاذ‪ /‬وجدي كامل عبده خليل‪ :‬محام ومحكم‬
‫والتغيي‪ ،‬عضو لجنة تفكيك‬ ‫ر‬ ‫والتغيي ورئيس اللجنة القانونية للحرية‬ ‫ر‬ ‫لقوى الحرية‬
‫ر‬
‫حقوف عمل مدربا آلليات األمم‬ ‫ي‬ ‫الثالثي من يونيو وعضو مقرريتها‪ ،‬ناشط‬ ‫ر‬ ‫نظام‬
‫المتحدة لحقوق النسان‪.‬‬
‫لواء (م)‪ /‬كمال إسماعيل أحمد‪ :‬ضابط جيش بالمعاش‪ ،‬عضو المجلس المركزي‬
‫السودان‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوطت‬
‫ي‬ ‫والتغيي‪ ،‬رئيس المكتب التنفيذي لحزب التحالف‬ ‫ر‬ ‫لقوى الحرية‬
‫ر‬
‫عضو وفد التفاوض يف اليتيبات األمنية التفاقية جوبا للسالم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬المناقشون (مرتبون أبجديا)‬
‫األمي‪ ،‬ممثل لجان مقاومة أحياء بحري‬ ‫‪ )1‬أبا ذر مدثر ر‬
‫‪ )2‬إبراهيم أحمد دفع هللا‪ ،‬العميد (م)‪ ،‬ضابط سابق بالقوات المسلحة‪.‬‬
‫االنتقاىل‬
‫ي‬ ‫‪ )3‬أحمد إسحق محمد‪ ،‬حركة تحرير السودان المجلس‬
‫الواىل السابق لوالية وسط دارفور‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ )4‬أديب عبد الرحمن يوسف‪ ،‬دكتور‪،‬‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫ناشط بالمجتمع‬
‫التسييية لغرفة النقل‬
‫ر‬ ‫األمي العام السابق للجنة‬ ‫‪ )5‬أسامة سيد أحمد الري ح‪ ،‬ر‬
‫سياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ )6‬إسماعيل مضوي‪ ،‬ناشط‬
‫عىل‪ ،‬عضوة اللجنة القانونية للجنة تفكيك والية الخرطوم‬ ‫‪ )7‬إقبال أحمد ي‬
‫السياس لحزب‬
‫ي‬ ‫المدن‪ ،‬عضوة المكتب‬ ‫ي‬ ‫‪ )8‬أم سلمة نواي‪ ،‬ناشطة بالمجتمع‬
‫القوم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫األمة‬
‫‪597‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫مني نساء الحرية‬ ‫بشي‪ ،‬ر‬ ‫عىل ر‬‫أمان إدريس ي‬ ‫ي‬ ‫‪)9‬‬
‫اليكة‬ ‫أمان حامد‪ ،‬مديرة ببنك ر‬ ‫‪ )10‬ي‬
‫الصحق لرئيس الوزراء عبد هللا حمدوك‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ )11‬ا رلياق النذير الوراق‪ ،‬السكر رتي‬
‫وصحق‪ ،‬رئيس مجلس إدارة‬ ‫قانون‪ ،‬كاتب‬ ‫البشى عبد الحميد‪ ،‬مستشار‬ ‫‪ )12‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫صحيفة التحرير االلكيونية‪.‬‬
‫الشيف‪ ،‬أستاذ العالقات الدولية‪ ،‬جامعة أم درمان السالمية‪.‬‬ ‫بشي ر‬ ‫‪ )13‬ر‬
‫المدن‪ ،‬دكتور‪ ،‬أستاذ السياسة العامة والدارة بجامعة لونغ‬ ‫ي‬ ‫‪ )14‬بكري الجاك‬
‫اط‪.‬‬
‫آيالند بنيويورك‪ ،‬كاتب بصحيفة الديمقر ي‬
‫ان‪ ،‬وزيرة العمل والتنمية االجتماعية يف الحكومة االنتقالية‬ ‫تيسي النور ي‬
‫‪ )15‬ر‬
‫الثانية‬
‫جامغ وكاتب‬ ‫ي‬ ‫كوم‪ ،‬بروفيسور‪ ،‬أستاذ‬ ‫‪ )16‬جمعة كندة ي‬
‫‪ )17‬الحاج بخيت‪ -‬الحركة الشعبية لتحرير السودان‪ -‬شمال‬
‫اط)‪.‬‬‫‪ )18‬الحاج وراق‪ ،‬رئيس تحرير صحيفة (الديمقر ي‬
‫للتغيي‬
‫ر‬ ‫‪ )19‬حسن عزوزة‪ ،‬تيار الوسط‬
‫كباس‪ ،‬ناشطة عىل الفيسبوك‬ ‫‪ )20‬داليا ر‬
‫ي‬
‫اط)‪.‬‬‫‪ )21‬رباح الصادق‪ ،‬نائبة رئيس تحرير صحيفة (الديمقر ي‬
‫‪ )22‬رجاء دقف‪ ،‬ناشطة يف مجال المرأة‪.‬‬
‫ر‬
‫التغيي اللكيونية‪.‬‬ ‫‪ )23‬رشا عوض‪ ،‬رئيسة تحرير صحيفة‬
‫ر‬
‫‪ )24‬زبيدة موس‪ ،‬معلمة‪ ،‬منسم‪.‬‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ )25‬زكريا حمزة‪ ،‬حركة حق‪ ،‬عضو اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫وع‬‫‪ )26‬زهرة حيدر إدريس‪ ،‬منظمة ي‬
‫‪ )27‬سارة عبد الرحمن دقة‪ ،‬محامية‪.‬‬
‫اك‪ ،‬شارك يف صياغة‬ ‫ر‬
‫‪ )28‬ساطع الحاج‪ ،‬محام‪ ،‬قيادي بالحزب النارصي االشي ي‬
‫الوثيقة الدستورية‪.‬‬
‫ر‬
‫الهاشم‪ ،‬محامية‪ ،‬رئيسة لجنة قانون األحوال الشخصية يف الفية‬ ‫‪ )29‬سامية‬
‫ي‬
‫االنتقالية‪ ،‬ورئيسة منظمة ”متعاونات“‬
‫جماهي الحركة التعاونية السودانية‬ ‫ر‬ ‫‪ )30‬سامية عبد الحفيظ إبراهيم‪ ،‬مبادرة‬
‫‪ )31‬ستنا عبد هللا سيد أحمد‪ ،‬ناشطة سياسية‪.‬‬
‫‪ )32‬الش أحمد سعيد‪ ،‬عميد (م) ضابط سابق بالقوات المسلحة‪.‬‬
‫‪ )33‬سعاد الخض‪ ،‬صحفية بصحيفة الجريدة‬
‫صحق‬
‫ي‬ ‫‪ )34‬سيف الدولة حمدنا هللا‪ ،‬موالنا‪ ،‬قاض سابق‪ ،‬كاتب‬
‫الشاذىل‪ ،‬لجان المقاومة‬
‫ي‬ ‫‪)35‬‬
‫محام دارفور‪.‬‬ ‫ي‬ ‫عىل حسن‪ ،‬محام‪ ،‬عضو هيئة‬ ‫‪ )36‬الصادق ي‬

‫‪598‬‬
‫والتغيي‪ ،‬مساعد‬
‫ر‬ ‫‪ )37‬صديق الصادق المهدي‪ ،‬عضو اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫القوم وقيادي بالحرية‬ ‫ي‬ ‫رئيس حزب األمة‬
‫المدن‪ ،‬حائزة عىل جائزة حقوق النسان‬ ‫ي‬ ‫‪ )38‬صفاء العاقب‪ ،‬ناشطة بالمجتمع‬
‫من قبل مؤسسة الحرية وحقوق النسان السويشية‬
‫خبي بالمنظمات الدولية‪.‬‬ ‫األمي‪ ،‬ر‬ ‫‪ )39‬صالح ر‬
‫ر‬
‫‪ )40‬الطيب عثمان يوسف‪ ،‬ضابط شطة سابق‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫‪ )41‬عادل خلف هللا‪ ،‬مهندس‪ ،‬عضو اللجنة االقتصادية للحرية‬
‫التاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫صحق بجريدة اليوم‬ ‫ي‬ ‫‪ )42‬عبد الرحمن العاجب‪،‬‬
‫قانون‪ ،‬مستشار حقوق النسان لوزارة العدل‬ ‫ي‬ ‫خبي‬
‫ر‬ ‫أحمد‪،‬‬ ‫‪ )43‬عبد السالم سيد‬
‫ولمجلس الوزراء أثناء الحكومة االنتقالية‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫إحصان‪ ،‬ناشط‬‫ي‬ ‫عىل عبد الرحيم‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬باحث‬ ‫‪ )44‬عبد القادر ي‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫اط‬
‫‪ )45‬عبد اللطيف عبد هللا إسماعيل‪ ،‬رئيس الحزب الديمقر ي‬
‫‪ )46‬عبد اللطيف عثمان‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬المفوض العام للجهاز االستثماري‬
‫االجتماع يف الحكومة االنتقالية‬ ‫ي‬ ‫للضمان‬
‫‪ )47‬عبد هللا إدريس‪ ،‬ممثل تجمع لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫‪ )48‬عبد هللا الحسن‪ ،‬ناشط‬
‫‪ )49‬عبد النارص مجذوب‪ ،‬دكتور‪ ،‬مركز دراسات السالم بجامعة السودان‬
‫للعلوم والتكنلوجيا‬
‫‪ )50‬عالء الدين نقد‪ ،‬استشاري الجراحة العامة وعضو المكتب الموحد للطباء‪.‬‬
‫عىل صديق الحاج‪ ،‬محامو الطوارئ‬ ‫‪ )51‬ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ )52‬عمر محمد عثمان‪ ،‬رائد شطة (م)‪ ،‬ضابط سابق بالشطة‪.‬‬
‫بان‪ ،‬لجان المقاومة‪ ،‬مركزية دار السالم‪ ،‬أمبدة‬ ‫‪ )53‬عيس عبد الكريم ي‬
‫يس‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬نائب محافظ بنك السودان سابقا‬ ‫كمي ي‬ ‫‪ )54‬فاروق ر‬
‫‪ )55‬فرح عباس فرح‪ ،‬والد الشهيد عباس فرح‪ ،‬رئيس منظمة أش الشهداء‪،‬‬
‫معلم‪.‬‬
‫سياس‪.‬‬
‫ي‬ ‫قانون‪ ،‬ناشط‬ ‫ي‬ ‫‪ )56‬مالك موس‪،‬‬
‫والتغيي‬
‫ر‬ ‫صحق‪ ،‬اللجنة العالمية للحرية‬ ‫ي‬ ‫‪ )57‬ماهر أبو الجوخ‪،‬‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ )58‬ماهر محمد محمود‪ ،‬الشباب والطالب‪ ،‬الحرية‬
‫المجتت ش الختم‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة الخرطوم‬ ‫ر‬ ‫‪ )59‬محمد‬
‫الوطت االتحادي‪ ،‬عضو المجلس‬ ‫ي‬ ‫األمي العام للحزب‬ ‫‪ )60‬محمد حمد سعيد‪ ،‬ر‬
‫والتغيي‪.‬‬
‫ر‬ ‫المركزي للحرية‬
‫األمي‪ ،‬الحزب الجمهوري‬ ‫‪ )61‬محمود ر‬
‫‪ )62‬مسلم عبد هللا‪ ،‬ممثل تجمع لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف‬

‫‪599‬‬
‫‪ )63‬مضوي إبراهيم‪ ،‬دكتور‪ ،‬مدافع عن حقوق النسان‪ ،‬أستاذ بكلية الهندسة‬
‫بجامعة الخرطوم‪.‬‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫‪ )64‬معز حامد النصيح‪ ،‬ناشط‬
‫‪ )65‬منال األول‪ ،‬الحركة الشعبية لتحرير السودان‪ ،‬شمال‬
‫اط‬
‫‪ )66‬مواهب الطيب‪ ،‬تحالف قوى التحول الديمقر ي‬
‫‪ )67‬موس إدريس‪ ،‬حركة حق‬
‫‪ )68‬النذير عبد القيوم‪ ،‬ناشط بلجان المقاومة‪.‬‬
‫‪ )69‬نزار محمد سليمان برير‪ ،‬لجان المقاومة أحياء امبدة‬
‫اط‪.‬‬
‫‪ )70‬نفيسة الفاتح‪ ،‬صحفية بالديمقر ي‬
‫‪ )71‬النور حمد‪ ،‬دكتور‪ ،‬كاتب ومفكر‬
‫‪ )72‬نورس الفاتح‪ ،‬محامية‬
‫ر‬
‫‪ )73‬هالة الكارب‪ ،‬المديرة القليمية للمبادرة االسياتيجية للمرأة يف القرن‬
‫ر‬
‫األفريق (صيحة)‬
‫ي‬
‫النيلي‪ ،‬عضو هيئة تحرير‬
‫ر‬ ‫‪ )74‬هشام عمر النور‪ ،‬دكتور‪ ،‬أستاذ الفلسفة بجامعة‬
‫اط‬
‫صحيفة الديمقر ي‬
‫‪ )75‬هند الصادق الطائف‪ ،‬ممثلة تجمع لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف‪.‬‬
‫‪ )76‬هيفاء فاروق جعفر (حرازة)‪ ،‬اللجنة المركزية للمهن الطبية‬
‫سياس‬
‫ي‬ ‫‪ )77‬ياش عز العرب‪ ،‬ناشط‬
‫التسييية للتفكيك بوالية‬
‫ر‬ ‫التجان إبراهيم‪ ،‬محام‪ ،‬رئيس اللجنة‬
‫ي‬ ‫‪ )78‬يعقوب‬
‫جنوب كردفان‪.‬‬

‫‪600‬‬
‫رقم اإليداع‪2022/1002 :‬م‬

‫‪601‬‬
602
603
604

You might also like