You are on page 1of 65

‫جامعت انعربً بن مهٍدي او انبىاقً‬

‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬


‫قسم ‪:‬الحقوق‬

‫مبدأ انتقاضً عهى درجتٍن‬


‫فً انمادة االدارٌت‬
‫مذكرمكممة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص ‪ :‬قانون عام‬
‫اشراف االستاذ‬ ‫من إعداد الطالبين ‪:‬‬
‫الدكتور‪ /‬دريد كمال‬ ‫‪ ‬خضراوي عابد‬
‫‪ ‬سيساوي ىشام‬

‫اعضاء لجنة المناقشة ‪:‬‬


‫جامعة العربي بن مييدي –ام البواقي‬ ‫استاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫ساكرؼ السعدؼ‬ ‫رئيس‬
‫جامعة العربي بن مييدي –ام البواقي‬ ‫استاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫بركاني شوقي‬ ‫عضو ممتحف‬
‫جامعة العربي بن مييدي –ام البواقي‬ ‫استاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫دريد كماؿ‬ ‫المشرؼ‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021:‬‬


‫الشكر والعرفان‪:‬‬
‫قاؿ هللا تعالى بعد بسـ هللا الرحماف الرحيـ " َلِئف َش َك ْرتُ ْـ ََل َِز َيدنَّ ُك ْـ " اآلية ‪ 07‬مف سورة ِابراىيـ‪.‬‬
‫إف خير فاتحة لمشكر والتقدير تكوف هلل وحده عز وجل لؾ الحمد ربي حتى ترضى ولؾ الحمد‬
‫إذا رضيت ولؾ الحمد بعد الرضا فنحمد هللا عمى النعـ التي أنعمت عمينا ولنشكرؾ إف كنا مف‬
‫الشاكريف أما بعد‪.‬‬
‫نحف اآلف نطوؼ سير الميالي وتعب اَلياـ وخالصة مشوارنا الدراسي بيف دفتي ىذا العالـ‬
‫المتواضع‪ ،‬نتقدـ بأسمى عبارات الشكر واإلمتناف والمحبة والتقدير إلى المذيف سطروا لنا طريق‬
‫العمـ والمعرفة‪ ،‬إل ى كل مف ساعدنا في إنجاز ىذا البحث سواء مف قريب أو بعيد إلى جميع‬
‫أساتذتنا اَلفاضل وأخص بالذكر أستاذؼ ومرشدؼ بالكممة الطيبة وتعميماتو القيمة اَلستاذ رابح‬
‫محوؼ‪ ،‬الذؼ أغرقني بجميل تفانيو وطوؿ صبره ودقة مالحظاتو ونصحو وِارشاده لنا‪.‬‬
‫كما نتقدـ بالشكر إلى كل مف إلتقيناىـ طيمة مشوارؼ الدراسي مف أساتذة وأصدقاء وأسأؿ هللا‬
‫عز وجل التوفيق والسداد‪.‬‬
‫الإهـــــــــداء ‪:‬‬
‫الــــى وادليت احلبيبة‬

‫اىل ارسيت الغالية‬

‫لك من اخويت زوجيت الغالية‬

‫اىل من هبم الرب و ػلهيم اغ متد اطفايل‬

‫اىل لك الاساثذة اذلين سامهوا يف وصويل اىل هذه ادلرجة من‬

‫الؼمل‬

‫اىل قدويت و اس تاذي اخللوق‪ /‬د‪ .‬درًد لامل‬

‫خضراوي عابد‬
‫الإهـــــــــداء‬
‫أهدي مثرة هذا الؼمل املتواضع إاىل روح أيم الطاهرة الزمية رمحك هللا ايغالية‬
‫وجؼل قربك روضة من رايض اجلنة إاىل الغايل اذلي أحسن تربييت وػلمين أن‬
‫احلياة مؼرلة حتتاج إاىل الصرب ايب الؼزيز حفظه هللا واطال يف معره‬
‫إاىل زوجيت الغالية اليت صربت مؼي واكهت غوان يل ويف مشواري ادلرايس واىل‬
‫أبنايئ ػائشة البتول و غبد املغيث حفظهام هللا حبفظه وجؼلهام من غباده‬
‫الصاحلني واكان يل ذخرا يف هذه احلياة إاىل لك إاخويت حفظهم هللا ورػامه مه و‬
‫أزواهجم وأبناهئم‬
‫إاىل لك الصدقاء والحباب وزماليئ وزمياليت يف الؼمل وادلراسة ‪.‬اىل‬
‫أس تاذي املرشف ‪ /‬درًد لامل جازاه هللا غنا لك فضل ووفقه ملا فيه اخلري واىل‬
‫لك اساثذة واىل لك أساثذة لكية احلقوق والؼلوم الس ياس ية جبامؼة الؼريب بن‬
‫هميدي اجلزائر‬
‫إاىل مجيع من ساػدين من قرًب أو بؼيد ولو بلكمة بس يطة ثطيب اخلاطر‬
‫والقلب إاىل لك من اكن هلم أثر طيب ػىل حيايت‪ ،‬و إاىل لك من أحهبم قليب‬
‫ووس هيم قلمي‬
‫ألىل العم ِم انيم عمى الي َدى ِلمن استيدى أدالء‬
‫ما لفض ٍل إال ِ‬
‫كان يحسنو والجاىمو َن ِ‬
‫ألىل العم ِم أعداء‬ ‫وقيمة المرِء ما َقد َ‬
‫فقم بعممٍ وال تطم ْب ِبو بدالً فالناس موتى وأىل العم ِم أحياء”‬
‫ال يزال المرء عالما ما دام في طمب العمم‪ ،‬فإذا ظن أنو قد عمم فقد بدأ جيمو"‬ ‫"‬

‫سيساوي هشام‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫مر القضاء الجزائرؼ منذ االستقالؿ سنة‪ 1962‬بعدة تحوالت عبر مراحل مختمفة ‪،‬ىذه التحوالت‬
‫انعكست عمى السمطات القضائية في بعض اَلحياف باإليجاب‪ ،‬وفي البعض االخر بالسمب ‪،‬نظ ار لما فرضتو‬
‫ىذه التطورات عمى جياز القضاء مف ناحية االجراءات واليياكل ‪.‬‬
‫ومرد ذلؾ الى حتمية مواكبة االنظمة القضائية في الدوؿ الحديثة ‪ ،‬فكاف البد االستفادة مف تجارب ىذه‬
‫الدوؿ والتي تأتي عمى رأسيا فرنسا‪ ،‬حيث تعتبر ىذه االخيرة ميد القضاء االدارؼ ‪.‬‬
‫والجزائر ليست ببدع فيي كسائر الدوؿ مف حيث االصالحات التي تحاوؿ اضفاءىا عمى جياز‬
‫القضاء منذ االستقالؿ ‪،‬فجراء كثرة المنازعات االدارية والتي تكوف االدارة طرفا فييا ‪ ،‬كاف لزاما استحداث‬
‫قضاء ادارؼ منفصل عف القضاء العادؼ‪ ،‬وىذا ما تجمى في النظاـ القضائي الجزائرؼ‪ ،‬حيث تبنت الجزائر‬
‫نظاـ االزدواجية القضائية منذ االستقالؿ‪ ،‬لكف ىذا النظاـ القضائي بقي موحدا مف الجانب الييكمي والتنظيمي‬
‫الى غاية صدور دستور ‪ 1996‬الذؼ افرز لنا ما يعرؼ باالزدواجية برأسيف في السمطات الثالث ومف‬
‫ضمنيا االزدواجية القضائية ونتيجة لذلؾ تـ فصل القضاء العادؼ عف االدارؼ مف حيث اليياكل والتنظيـ‬
‫وكذا االختصاص واالجراءات‪.‬‬
‫ويقوـ القضاء االدارؼ عمى جممة مف المبادغ منيا مبدأ حياد القضاء ‪ ،‬مبدأ الوجاىية‪ ،‬مبدأ استقاللية‬
‫القضاء‪ ،‬ومبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية الذؼ ىو موضوع مذكرتنا‪.‬‬
‫ولقد كرس المشرع الجزائرؼ ىذا المبدأ حيث جعل المحاكـ االدارية ىي صاحبة الوالية العامة في المنازعات‬
‫االدارية واخضع احكاميا لمطعف باالستئناؼ اماـ جيات ادارية أعمى منيا درجة لمنظر في النزاع مرة اخرػ‪.‬‬
‫بالرجوع لمقضاء االدارؼ الفرنسي نجد انو سمؾ نفس المسمؾ ‪ ،‬انطالقا مف استق ارره عمى محاكـ ادارية‬
‫تعموىا جية ثانية ىي مجمس الدولة منذ تاريخ ‪ 1953‬الى غاية ‪ 1987‬وىو تاريخ استحداث محاكـ ادارية‬
‫استئنافية بموجب المرسوـ ‪.155-88‬‬
‫وىذا ما بدأت تظير معالمو في النظاـ القضائي الجزائرؼ بعد التعديل الدستورؼ لسنة ‪2020‬فالمؤسس‬
‫الدستورؼ ومف خالؿ المادة ‪ 179‬استحدث ىو االخر محاكـ ادارية استئنافية‪ ،‬ويكوف بذلؾ المشرع الجزائرؼ‬
‫قد حذػ حذو المشرع الفرنسي في تكريس مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية اكثر فأكثرليتبوأ ىذا‬
‫المبدأ مكانة اساسية في النظاـ القضائي الجزائرؼ بغية تحقيق العدؿ والمساواة والمحافظة عمى الحقوؽ‬
‫والحريات‪.‬‬

‫أ‬
‫أىمية الموضوع‪:‬‬
‫تتجمى أىمية موضوع مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية في ظل التعديل الدستورؼ‬
‫لسنة‪ 2020‬في التكريس الفعمي ليذا المبدأ بالنسبة لمقضاء االدارؼ الجزائرؼ ‪ ،‬شأنو في ذلؾ شأف االزدواجية‬
‫القضائية ‪ ،‬ويأتي ىذا التكريس مف خالؿ المادة‪ 179‬مف دستور ‪ ، 2020‬فمبتغى المشرع مف وراء ىذا‬
‫التعديل ىو تقريب العدالة مف المواطف ‪ ،‬وتخفيف العبء عمى مجمس الدولة ولكي يتفرغ لمميمة المنوطة بو‬
‫كييئة مقومة َلعماؿ الجيات القضائية االدارية‪.‬‬

‫اسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫يعود اختيار دراسة ىذا الموضوع الى سببيف ‪ ،‬سبب ذاتي وأخر موضوعي‪:‬‬
‫فالسبب الذاتي مرده الرغبة الشخصية في دراسة ىذا الموضوع ‪ ،‬ومعرفة ما اذا كاف مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف في المادة االدارية مكرس قانونا بصفة فعمية اـ بصفة نسبية‪.‬‬
‫بينما السبب الموضوعي فيعود أساسا لصدور المرسوـ الرئاسي ‪ 442-20‬المتعمق بإصدار التعديل‬
‫الدستورؼ لسنة ‪ 2020‬والذؼ جاء في مادتو ‪ 179‬استحداث محاكـ ادارية لالستئناؼ والتي ليا صمة مباشرة‬
‫بمبدأ التقاضي عمى درجتيف‪.‬‬

‫أىداف الموضوع‪:‬‬
‫تتمخص اىداؼ ىذا الموضوع في‪:‬‬
‫‪ ‬االحاطة بالجوانب القانونية لمبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية في ظل استحداث محاكـ‬
‫ادارية استئنافية‪.‬‬
‫‪ ‬التطرؽ لحماية المتقاضي المتنازع والذؼ لـ يحكـ لصالحو في النزاع المعروض عمى القضاء‪.‬‬
‫‪ ‬التعريج عمى مضموف التعديل الدستورؼ الجديد لسنة ‪ 2020‬الذؼ أتى بو المؤسس الدستورؼ فيما يخص‬
‫مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪.‬‬
‫‪ ‬التعرض لمختمف السبل القضائية التي يمجأ الييا المتقاضي بغية فض نزاعاتو‪.‬‬

‫اشكالية موضوع البحث‪:‬‬


‫نظ ار لكثرة المنازعات االدارية‪ ،‬ولكوف القانوف االدارؼ غير مقنف ‪،‬وبما اف القانوف ابف بيئتو ىذا ما‬
‫جعل المؤسس الدستورؼ وكمحاولة منو مواكبة التطورات الحاصمة في المجتمع المؤسساتي الجزائرؼ وذلؾ‬

‫ب‬
‫عف طريق التعديل الدستورؼ الجديد لسنة‪ ، 2020‬باستحداثو لمحاكـ ادارية استئنافية قصد التطبيق الفعمي‬
‫لمبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية‪.‬‬
‫مف ىنا تأتي ىذه الدراسة لبحث مدػ التطبيق الفعمي لمبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية‬
‫واالشكاالت الواردة عميو ؟‪.‬‬

‫المناىج المعتمدة في البحث‪:‬‬


‫استوجبت دراسة ىذا الموضوع اعتماد منيجيف كاالتي‪:‬‬
‫‪ ‬المنيج الوصفي في تبياف بعض المفاىيـ القانونية االساسية التي ليا صمة مباشرة بالموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬المنيج التحميمي الذؼ يعتمد عمى دراسة وتحميل مختمف النصوص القانونية التي ليا عالقة بالموضوع‬
‫وعمى رأسيا دساتير الجزائر منذ االستقالؿ‪ ،‬و القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬المتعمق باختصاصات مجمس‬
‫الدولة‪ ،‬القانوف ‪ 02-98‬المتعمق بالمحاكـ االدارية‪ ،‬القانوف ‪ 09-08‬المتضمف قانوف االجراءات المدنية‬
‫واالدارية ‪،‬القانوف العضوؼ ‪ 195-11‬المتعمق بالتنظيـ القضائي ‪ ،‬وبعض القوانيف االخرػ كمما دعت‬
‫الحاجة لذلؾ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫اما عف الدراسات السابقة التي اعتمدت في دراسة ىذا الموضوع نذكر منيا‪:‬‬

‫مقاالت تعميمية‪:‬‬
‫‪ ‬اشكاالت التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية بيف متطمبات المبدأ وتوجيات المشرع الجزائرؼ ‪ ،‬لكل‬
‫مف بوراس عادؿ وبوشنافة جماؿ‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة االستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية في‬
‫العدد التاسع مف المجمد االوؿ لسنة ‪ ، 2018‬حيث انصب موضوع المقاؿ حوؿ تفصيل مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية حالة الجزائر‪ ،‬مقاؿ نشر في مجمة االجتياد القضائي‬
‫العدد الثاني ‪،‬جامعة دمحم خيضر بسكرة ‪،‬لكل مف فريدة عمواش ‪،‬وماجدة شيناز بودوح‬
‫‪ ‬قواعد االختصاص االدارؼ في ظل قانوف االجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬مقاؿ لماجدة شيناز بودوح‪،‬‬
‫مجمة المنتدػ القانوني‪ ،‬العدد السادس ‪،‬بسكرة‪.‬‬

‫ج‬
‫صعوبات موضوع البحث‪:‬‬
‫تمثمت الصعوبات التي واجيناىا بصدد اعداد ىذا الموضوع ‪،‬في عدـ القدرة عمى انجاز مذكرة تخرج‬
‫مف فصميف متناسقيف ومتسمسميف بحكـ اف كل مذكرة يشترؾ فييا طالباف حسب شروط الكمية ‪،‬فعدـ التنسيق‬
‫والتشاور بيف الطالبيف المعنييف بإنجاز المذكرة وذلؾ الرتباط كل منيما بالتزامات شخصية ‪،‬ادػ الى صعوبة‬
‫انجاز المذكرة بشكل مقبوؿ ‪ ،‬فمف االفضل كل طالب ينجز مذكرتو بمفرده‪ ،‬وثاني صعوبة ىي ندرة المراجع‬
‫المتعمقة بموضوع المحاكـ االدارية االستئنافية لحداثة الموضوع‪.‬‬

‫تقسيم البحث‪:‬‬
‫وبغية االحاطة الشاممة بموضوع البحث مف كامل جوانبو فقد قسـ ىذا البحث الى فصميف‪:‬‬
‫تـ التطرؽ في اوليما الى اشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية قبل التعديل‬
‫الدستورؼ‪ ، 2020‬بتقسيمو الى مبحثيف عنوف اوليما ماىية مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية‪.‬‬
‫اما المبحث الثاني والمعنوف بتطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية‪.‬‬
‫اما الفصل الثاني فتضمف النتائج المترتبة عمى احداث محاكـ ادارية لالستئناؼ في ظل التعديل الدستورؼ‬
‫‪ 2020‬الذؼ تضمف بدوره عمى مبحثيف ‪:‬‬
‫تضمف اوليما ما ىية المحكمة االدارية لالستئناؼ‬
‫اما المبحث الثاني فقد تضمف النتائج الشرعية عمى ضرورة استحداث محاكـ إدارية لالستئناؼ‪.‬‬
‫وقد اختتـ البحث باستعراض اىـ النتائج المتوصل الييا‪ ،‬مع االجابة عف االشكاؿ الرئيس لمبحث‪،‬‬
‫ولمتساؤالت الفرعية المنبثقة عنو‪.‬‬

‫د‬
‫انفصم األول‪:‬‬
‫إشكاالث مبدأ انتقاضً عهى درجتٍن‬
‫فً انمادة اإلدارٌت قبم انتعدٌم‬
‫اندستىري ‪0202‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫تمييد‬
‫لقد افرز لنا مبدأ ازدواجية القضاء عف ىرميف قضائييف ‪ ،‬اوليما القضاء العادؼ والثاني القضاء‬
‫االدارؼ ‪ ،‬لكف ىذا لـ يكف وليد الصدفة ‪ ،‬بل بعد مرور النظاـ القضائي الجزائرؼ بعدة مراحل ‪ ،‬وبما اف‬
‫القضاء االدارؼ جزء ال يتج أز مف ىذا النظاـ القضائي ‪ ،‬فمقد مر ىو االخر بعدة محطات تاريخية‪.‬‬
‫ولعل ابرزىا ىي المرحمة التي مر بيا القضاء االدارؼ في الجزائر غداة االستقالؿ ‪ ،‬حيث اكتفى القضاء‬
‫االدارؼ بثالث محاكـ ادارية ىي كل مف محكمة الجزائر وىراف وقسنطينة‪ ،‬ولكوف الطعف باالستئناؼ ىو‬
‫فرصة لمف صدر ضده حكـ مف محكمة اوؿ درجة اف يعيد طرح نزاعو مرة ثانية اماـ محكمة اعمى درجة‪،‬‬
‫ففي ىذه الفترة كاف معدوما لعدـ وجود جية قضائية تعموا ىاتو المحاكـ‪ ،‬الى غاية تنصيب المجمس االعمى‬
‫سنة ‪، 1963‬حيث اصبح مبدأ التقاضي عمى درجتيف مكرسا نسبيا‪.‬‬
‫وبقي الحاؿ عمى ما ىو عميو الى غاية سنة ‪ 1996‬والتي تعتبر مرحمة تاريخية فارقة ونقطة تحوؿ‬
‫بالنسبة لمبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية‪.‬‬
‫وعمى ىذا االساس سوؼ نتطرؽ لماىية ىذا المبدأ (المبحث االوؿ) ‪ ،‬وتطبيقات مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف في المادة االدارية(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية‪:‬‬


‫يعتبر مبدأ التقاضي عمى درجتيف مف أىـ مبادغ القضاء سواءا في القضاء العادؼ أو القضاء اإلدارؼ‬
‫وذلؾ لما لو مف فائدة تعتبر كضمانة مف ضمانات المتقاضي‪ ،‬حيث يسمح لو بعرض خصومتو أماـ أكثر‬
‫مف جية قضائية لمفصل فييا إما بتأييد الحكـ اَلوؿ أو نقضو وابطالو‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية‬


‫يمكف لمقاضي أف يصيب أو يخطئ في فيـ القضية المعروضة عميو أو حتى في تطبيقو لمقانوف‬
‫فمعظـ النظـ القانونية يمنح لمخصـ والذؼ لـ يحكـ لصالحو بفرصة ثانية لمنظر في خصومتو والفصل فييا‬
‫‪1‬‬
‫مرة ثانية‪.‬‬
‫فمضموف مبدأ التقاضي عمى درجتيف ىو أنو ينظر نزاع واحد مرتيف أو أكثر عمى التوالي‪ ،‬أؼ أف‬
‫‪2‬‬
‫الحكـ الصادر عف أوؿ محكمة قابل لمنظر فيو مف طرؼ محكمة أخرػ تكوف أعمى درجة‪.‬‬
‫فيناؾ عدة مبررات تقوـ وراء إقرار مبدأ التقاضي عمى درجتيف لعل أىميا ىو تحقيق عدالة الق اررات‬
‫‪3‬‬
‫القضائية سواءا بالتطبيق السميـ لمنصوص القانونية أو بالتكريس الفعمي لحقوؽ الدفاع‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬النظاـ القضائي الجزائرؼ‪ ،‬دار الريحانة لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬أحمد ىندؼ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف حدوده وتطبيقاتو في القانوف المصرؼ والقانوف الفرنسي ‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫مصر ‪ ،1992 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬مبادغ النظاـ القضائي في اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف وتطبيقاتو في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مجمة العموـ‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ 3‬جانفي‪ ،2008‬تبسة ‪ ،‬ص‪68‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مبدأ التقاضي عمى درجتين‬


‫مما سبق نخمص إلى أف مبدأ التقاضي عمى درجتيف يجيز لمخصـ الذؼ خسر دعواه أماـ المحكمة أف‬
‫‪1‬‬
‫يعرض قضيتو مرة أخرػ أماـ الجية القضائية اَلعمى درجة مف مصدرة الحكـ المطعوف فيو‪.‬‬
‫ولقد أعطى الفقو مجموعة مف التعريفات لمبدأ التقاضي عمى درجتيف تصب كميا في نفس المعنى ‪.‬‬
‫فيقصد بنظاـ التقاضي عمى درجتيف وجود طبقة مف المحاكـ تسمى محاكـ الدرجة اَلولى‪ ،‬واذا ما أصدرت‬
‫ىذه المحاكـ أحكاميا أمكف بشروط معينة التظمـ مف ىذه اَلحكاـ عف طريق الطعف فييا باالستئناؼ‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫تعتبر ىذه اَلخيرة محاكـ الدرجة الثانية بالنسبة لمحاكـ الدرجة اَلولى‪.‬‬
‫ويعود أساس منح المتقاضي فرصة في طمب مراجعة الحكـ االبتدائي إلى فكرة العدالة في حد ذاتيا‪ .‬إذ‬
‫القوؿ بخالؼ ذلؾ يعني تحصيف اَلحكاـ ضد نظاـ الطعف واعادة النظر‪ ،‬وىو ما يجعل ليا حجية مطمقة‬
‫وعنوانا لمحقيقة رغـ صدورىا عمى مستوػ قضاء درجة واحدة‪.‬‬
‫ونخمص أف المشرع عندما أقر مبدأ التقاضي عمى درجتيف فيو يريد تحقيق جممة مف اَلىداؼ‬
‫‪3‬‬
‫والمقاصد‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحماف بربارة‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات بغدادؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬الدكتور نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في الطعف باالستئناؼ في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر‪،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.23‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية مبدأ التقاضي عمى درجتين‪:‬‬


‫إف لمبدأ التقاضي عمى درجتيف أىمية بالغة لما لو مف فائدة تعود عمى المتقاضي الذؼ لـ يحكـ‬
‫لصالحو إلعادة النظر في قضيتو‪ ،‬ولعل أبرز أىداؼ ىذا المبدأ مايمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحقيق عدالة األحكام والق اررات‪:‬‬


‫سبق البياف والتأكيد أف وظيفة القضاء مف أصعب الوظائف‪ ،‬فميس مف السيل بالنسبة لمقاضي أف‬
‫يصل إلى حكـ عادؿ بيف طرفي النزاع‪ .‬فقد يخطئ القاضي في فيـ الواقعة التي بيف يديو ‪ ،‬كما قد يخطئ‬
‫في فيـ القانوف وفي كال الحالتيف تفرض مبادغ العدالة استدراؾ الوضع‪ ،‬وال يكوف ذلؾ إال بنظاـ يجيز‬
‫لممتقاضي عرض طعنو وممفو‪ ،‬عمى مستوػ ىيئة معينة لتعيد النظر في حكـ الدرجة اَلولى وفحصو وتقييمو‬
‫وتقدير سالمتو‪.‬‬
‫فاليدؼ اَلسمى مف كل ىذا ىو التأكد مف عدالة حكـ القاضي حتى ولو كانت الييئة المصدرة لمحكـ‬
‫‪1‬‬
‫اَلوؿ تتكوف مف قضاء جماعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التطبيق السميم والصحيح لمقانون‬


‫إف كل دارس لمقانوف يدرؾ صعوبة ىذا العمـ وتشعبو‪ ،‬فالقائـ بتطبيق القانوف وجب عميو تكييفا سميما‬
‫لموقائع‪ ،‬والربط بينيما وبيف النصوص الواجبة التطبيق‪ ،‬خصوصا عند صعوبة بعض النصوص القانونية‬
‫‪2‬‬
‫التي يصعب الوصوؿ إلى قصد المشرع مف ورائيا‪.‬‬
‫ولقد سبق لكل دارس لمعموـ القانونية في مادة القانوف المدني وعند دراسة نظرية تفسير القانوف معرفة‬
‫كيف أف نصوص القانوف قد تحمل غموضا مف جية‪ ،‬أو تناقضا مف جية أخرػ‪ ،‬أو اختالؼ معناىا بيف‬
‫‪3‬‬
‫النص العربي والفرنسي مف جية ثالثة‪.‬‬
‫وليذا السبب تتجمى أىمية مبد أ التقاضي عمى درجتيف بما يكفمو مف إمكانية عرض النزاع عمى ىيئة‬
‫‪4‬‬
‫ثانية إلعادة النظر فيو‪ ،‬مف شأنو أف يؤدؼ إلى التطبيق السميـ والصحيح لمقانوف‪.‬‬

‫‪ -1‬أمينة النمر‪ ،‬قوانيف المرافعات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1989 ،‬ص‪60‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المدخل لمعموـ القانونية‪ ،‬دار ريحانة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2000 ،‬ص‪ 187‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضمان حقوق الدفاع‪:‬‬


‫إف حق الدفاع مف حقوؽ اإلنساف ثابت بموجب المادة ‪ 11‬مف اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف ‪ ،‬كما‬
‫أنو حق دستورؼ مكرس بموجب المادة ‪ 15‬مف دستور ‪ ،96‬و بناءا عميو فمف حق أطراؼ النزاع أف يباشروا‬
‫الخصاـ بأنفسيـ أو أف يوكموا محاميف لمدفاع عنيـ‪.‬‬
‫ورغـ أف أطراؼ الن ازع استعمموا حق الدفاع عمى مستوػ قضاء الدرجة اَلولى‪ ،‬إال أف إنياء الخصاـ‬
‫وسد باب النزاع عمى مستوػ درجة واحدة يمس بحقوؽ الدفاع‪.‬‬
‫فموال مبدأ التقاضي عمى درجتيف لما تمكف المحكوـ عميو مف تقديـ وسائل دفاعو مف جديد إللغاء الحكـ‬
‫‪1‬‬
‫المستأنف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تأصيل مبدأ التقاضي‬


‫إف مبدأ التقاضي عمى درجتيف يعتبر مبدأ قديـ يرجع إلى القانوف الروماني‪ ،‬وأكده القانوف الفرنسي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ليصبح مبدأ أخذت بو غالبية التشريعات الحديثة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬في القانون الروماني‪:‬‬


‫لقد مر التقاضي عمى درجتيف في القانوف الروماني بمراحل مختمفة منيا العصر الجميورؼ ثـ العصر‬
‫اإلمبراطورؼ‪ ،‬وكاف أوؿ قانوف مدوف في روما ىو قانوف اَللواح االثني عشر‪ ،‬ففي العصر الجميورؼ لـ يكف‬
‫نظاـ تدرج القضاء معروفا ولـ تكف فكرة االستئناؼ قد ظيرت لموجود‪ ،‬حيث اف شخص المواطف كاف‬
‫‪3‬‬
‫مقدسا‪.‬‬
‫ولكف في العصر اإلمبراطورؼ عرؼ نظاـ االستئناؼ تطورا‪ ،‬حيث أصبح لمخصوـ الحق في طمب رفع‬
‫اَلخطاء التي قد تشوب اَلحكاـ وذلؾ بعرضيا عمى ىيئة ثانية وىذا حق مكفوؿ لجميع الخصوـ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪ -2‬فريدة عمواش‪ ،‬ماجدة شييناز بودوح ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتي ف في المادة اإلدارية حالة الجزائر‪ ،‬مجمة االجتياد‬
‫القضائي‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2005‬ص‪261‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫ولـ يتجسد مبدأ التقاضي عمى درجتيف في الجنايات بشكمو اإلجرائي إال في ظل العيد اإلمبراطورؼ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وأصبح لممواطف الحق في االستئناؼ‪.‬‬
‫ومع ذلؾ كاف المحكوـ عمييـ بسبب خوفيـ مف القضاة يجتنبوف اإلستئناؼ‪ ،‬وبعد وصوؿ الحاكـ‬
‫‪2‬‬
‫جستنياف أعمف االعتراؼ باالستئناؼ‪ ،‬وأنو ال يشكل إىانة لمقضاة‪.‬‬
‫وىكذا تأكد مبدأ التدرج القضائي حيث أف التقاضي أصبح عمى ثالث درجات‪ ،‬قضاء المحاكـ‪ ،‬استئناؼ‬
‫‪3‬‬
‫أماـ مفوضي اَلمير‪ ،‬ثـ استئناؼ أماـ اإلمبراطور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في القانون الفرنسي‬


‫يعتبر القانوف الفرنسي ميد تبمور مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬بعد أف كاف االعتقاد السائد حينيا أف‬
‫اَلحكاـ القضائية تعبر عف اإلرادة اإلليية ‪ ،‬وعميو فيي ال تقبل الطعف‪ ،‬ومع بداية القرف الثالث عشر بعد‬
‫تركيز السمطات في يد الممؾ‪ ،‬كاف ىناؾ محكمة أعمى مف المحكمة التي أصدرت الحكـ أؼ أف ىناؾ‬
‫‪4‬‬
‫إستئناؼ‪.‬‬
‫وكانت أجاؿ االستئناؼ ثالثيف سنة ثـ بعد ذلؾ عشر سنوات بعد اإلعالف عف اَلمر الممكي الصادر‬
‫سنة ‪ 1667‬ثـ خفض إلى ثالث سنوات ومفيوـ التقاضي عمى درجتيف تـ في ظل نظاـ الممؾ لويس السادس‬
‫عشر بموجب المنشور ‪ L’edit De Mai1788‬الذؼ شكل وثيقة ميالد رسمية لمتقاضي عمى درجتيف ‪ ،‬لكف‬
‫‪5‬‬
‫بسبب فشمو ىو اإلبقاء عمى اليياكل القضائية‪.‬‬

‫‪ -3‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬إشكاالت التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية بيف متطمبات المبدأ وتوجيات المشرع‬
‫الجزائرؼ‪ ،‬مجمة ا َلستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ -4‬رجداؿ حسنة‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف في محكمة الجنايات‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية‪ ،2008 ،‬ص‪11‬‬
‫‪ -2‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ -3‬أحمد ىندؼ ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪ ،2009 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -4‬أحمد ىندؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -5‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪297‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫وبعد قياـ الثورة سنة ‪ 1788‬وضع حد نيائي لتعدد درجات التقاضي‪ ،‬حيث أنشئت محاكـ استئناؼ‬
‫عمى أال يتعدػ طرح النزاع عمى درجتيف ومف ىنا تقرر مبدأ التقاضي عمى درجتيف ليحوؿ إلى ضمانة‬
‫‪1‬‬
‫قضائية لتحقيق قضاء عادؿ‪.‬‬
‫والمرحمة التي تمت الثورة الفرنسية ىي مرحمة اإلدارة القاضية أو الوزير القاضي‪ ،‬وأصبحت اإلدارة تتولى‬
‫مياـ التنفيذ والفصل في المنازعات التي تكوف طرفا فييا‪.‬‬
‫وبعد وصوؿ نابميوف لمحكـ أنشأ مجمس الدولة ومجالس اَلقاليـ‪ ،‬واستمر الحاؿ عمى ماىو عميو مف تسميات‬
‫إلى غاية ‪ 1953‬تاريخ اإلصالح القضائي الفرنسي بموجب قانوف ‪ 30‬سبتمبر ‪.1953‬الذؼ أفرز المحاكـ‬
‫اإلدارية كدرجة أولى ومجمس الدولة كقاضي استئناؼ‪ ،‬ونتيجة لوحدة جية االستئناؼ أسفر عف تراكـ القضايا‬
‫وطوؿ أجل الفصل فييا ‪ ،‬الشيء الذؼ أجبر القضاء الفرنسي عمى إنشاء محاكـ إدارية استئنافية بيدؼ‬
‫‪2‬‬
‫التخفيف عمى مجمس الدولة والتفرغ لدوره التقويمي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إشكاالت تفعيل البعد الييكمي لمبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫ال تنفصل دراسة القضاء اإلدارؼ عمى دراسة النظاـ القضائي ككل ‪َ ،‬لف النظاـ القضائي الجزائرؼ‬
‫‪3‬‬
‫ينتمي مف حيث ىيكمتو إلى نظاـ وحدة القضاء َلف القضاء اإلدارؼ جزء مف النظاـ القضائي‪.‬‬
‫وقد كاف سعي المشرع الجزائرؼ واضحا بمحاولة وضع تنظيـ قضائي يتماشى مع المقتضيات الييكمية‬
‫‪4‬‬
‫والوظيفية إلعماؿ مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوضع الييكمي من سنة ‪ 1962‬إلى غاية ‪1996‬‬

‫أوال‪ :‬من سنة ‪1962‬إلى ‪1965‬‬


‫بعد االستقالؿ سنة ‪ 1962‬وصدور القانوف رقـ ‪ 153 -62‬المؤرخ في ‪ 1962/12/31‬والذؼ ينص‬
‫عمى تطبيق التشريع الفرنسي إال ما كاف يتنافى منو مع السيادة الوطنية‪ .‬ىذا القانوف حافع عمى المحاكـ‬

‫‪ -1‬أحمد ىندؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪-2‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪298‬‬
‫‪ -3‬خموفي رشيد‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪,104‬‬
‫‪ -4‬عادؿ بوراس ‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.298‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫اإلدارية الثالث الموجودة بكل مف الجزائر العاصمة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وىراف‪ .‬ىذه المحاكـ ىي صاحبة الوالية‬
‫‪1‬‬
‫لمفصل في المنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫وما يالحع أنو بعد االستقالؿ ولقرابة سنة أؼ مف تاريخ ‪ 1962/07/05‬إلى غاية ‪1963/06/18‬‬
‫اقتص رت خالؿ ىذه الفترة عمى المحاكـ والمجالس القضائية وثالث محاكـ إدارية(الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وىراف)‬
‫بالنسبة لمقضاء اإلدارؼ حيث كاف مبدأ التقاضي عمى درجتيف منعدما بالنسبة لمقضاء اإلدارؼ نتيجة انعداـ‬
‫‪2‬‬
‫درجة ثانية لمتقاضي‪.‬‬
‫وبموجب اَلمر رقـ ‪218 -63‬المؤرخ في ‪ 1963-06-18‬تـ إنشاء المجمس اَلعمى ليمارس ميمة‬
‫‪3‬‬
‫محكمة النقض بالنسبة لمقضاء العادؼ ومجمس الدولة بالنسبة لممنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫أما دستور ‪ 1963‬لـ تتطرؽ ديباجتو إلى موضوع القضاء لكنو خصص لو تحت عنواف عاـ "العدالة"‬
‫‪4‬‬
‫ثالث مواد‪.‬‬
‫واستمرت المحاكـ اإلدارية عمى ىذا النمط إلى غاية ‪ 1965‬تاريخ تنظيـ الجيات القضائية االلدنيا‬
‫‪5‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1965/11/16‬الذؼ حوؿ في مادتو الخامسة صالحيات‬ ‫بواسطة اَلمر رقـ ‪278 -65‬‬
‫‪6‬‬
‫المحاكـ اإلدارية إلى المجالس القضائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من سنة ‪ 1965‬إلى سنة ‪1996‬‬


‫ولقد ظيرت عدة تعديالت بعد سنة ‪ 1965‬انطالقا مف اَلمر رقـ ‪ 278-65‬الذؼ ألغى المحاكـ‬
‫اإلدارية الثالث( الجزائر ‪،‬قسنطينة‪ ،‬وىراف) ‪ ،‬ونقل اختصاصاتيا إلى المجالس القضائية حيث اقتصرت عمى‬
‫‪7‬‬
‫ثالث مجالس قضائية أنشأ بيا المشرع غرفا إدارية وىـ ( مجمس قضاء الجزائر‪ ،‬وىراف‪ ،‬وقسنطينة)‪.‬‬
‫وبصدور ىذا اَلمر(‪ )278-65‬أصبح النظاـ القضائي ىو نظاـ وحدة القضاء واالزدواجية القضائية‪،‬‬
‫ويقصد بيذا الوحدة مف الجانب الييكمي والتنظيمي و االزدواجية مف حيث السير بحكـ اإلجراءات الخاصة‬
‫‪1‬‬
‫واالختصاص الذؼ تتمتع بو الغرؼ اإلدارية ضمف الييكل القضائي‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56-55‬‬


‫‪ -2‬عادؿ بوراس ‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -4‬خموفي رشيد‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -5‬أمر رقـ ‪،278 -65‬مؤرخ في ‪،1965 /11/16‬يتضمف التنظيـ القضائي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪،96‬الصادرة في ‪.1963‬‬
‫‪ -6‬خموفي رشيد‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -7‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪300‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫أماـ أعضاء مجمس اَلمة يوـ اَلحد ‪22‬مارس‪ 1998‬عف سبب تبني‬ ‫ولقد أفصح السيد وزير العدؿ‬
‫‪2‬‬
‫مبدأ وحدة الجيات القضائية العتبارات موضوعية كنقص اليياكل واإلطارات المتخصصة‪.‬‬
‫وبيدؼ تقريب العدالة مف المتقاضيف‪ ،‬وبعد أف عززت المحاكـ والمجالس القضائية بعدد معتبر مف‬
‫القضاة تدخل المشرع لتعديل المادة السابعة مف قانوف اإلجراءات المدنية وذلؾ بموجب القانوف ‪01-86‬‬
‫المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪3 1986‬وجعل الوالية لممجالس القضائية بالفصل ابتدائيا بحكـ قابل لإلستئناؼ أماـ‬
‫المجمس اَلعمى في جميع القضايا التي تكوف الدولة أو الوالية أو البمدية أو إحدػ المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع اإلدارؼ طرفا فييا‪.‬‬
‫ليصدر المرسوـ ‪ 107-86‬المؤرخ في ‪ 29‬أفريل ‪ 1986‬ليرفع عدد الغرؼ اإلدارية إلى عشريف غرفة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وظل إحدػ عشرة مجمسا قضائيا دوف غرفة إدارية‪.‬‬
‫والمالحع أف ىذا المرسوـ حدد اإلختصاص اإلقميمي لمغرفة اإلدارية أحيانا بوالية واحدة وأحيانا أخرػ‬
‫‪5‬‬
‫لواليتيف في مناطق محددة‪.‬‬
‫وجاء دستور ‪ 1989‬بتغيير جذرؼ مف حيث المبادغ العامة‪ ،‬كما أنو استمر في تكريس مبدأ التقاضي‬
‫عمى درجتيف مف خالؿ المادة ‪143‬من و‪ ،‬وتغيير تسمية المجمس اَلعمى الذؼ أصبح يسمى المحكمة العميا‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫في المادة ‪ 39‬منو حيث استبدلت‬ ‫وىذا ما ورد في القانوف رقـ ‪ 22-89‬المؤرخ في ‪1989-12-12‬‬
‫‪7‬‬
‫مصطمح المجمس اَلعمى بمصطمح المحكمة العميا مطابقة بذلؾ ما ورد في الدستور‬
‫وبالموازاة مع ذلؾ مست يد المشرع قانوف اإلجراءات المدنية في مادتو السابعة وذلؾ بموجب القانوف ‪23-90‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ،1990‬ليسند بذلؾ صالحيات الفصل في الطعوف الخاصة باإللغاء وتفسير الق اررات‬
‫ومدػ مشروعيتيا الصادرة عف الدولة أو الوالية أو إحدػ المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية لتكوف‬
‫مف اختصاص مجمس قضاء الجزائر ووىراف وقسنطينة وبشار و ورقمة وحدد المشرع االختصاص اإلقميمي‬

‫‪ -1‬رشيد خموفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬الجزء اَلوؿ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2013،‬ص‪.40-39‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -3‬قانوف رقـ ‪ ،01 -86‬المؤرخ في ‪ ،1986-01-28‬يتضمف تعديل قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪،04‬‬
‫الصادرة سنة ‪.1986‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.74-73‬‬
‫‪ -5‬عمار بوضياؼ‪ ،‬النظاـ القضائي الجزائرؼ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ -1‬قانوف رقـ ‪ ،22-89‬المؤرخ ‪ ، 1989/12/12‬المتعمق بصالحيات المحكمة العميا‪ ،‬تنظيميا وسيرىا ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقـ‬
‫‪ ،53‬سنة ‪،1989‬ص‪.1435‬‬
‫‪ -7‬رشيد خموفي ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ تنظيـ واختصاص ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.88-87‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫لكل مف ىذه الغرؼ اإلدارية الجيوية عف طريق التنظيـ الذؼ صدر بموجب المرسوـ ‪ 407-90‬المؤرخ في‬
‫‪.90-12-22‬‬
‫واذا أتينا لمضموف إصالح سنة ‪ 1990‬نجد أنو وسع مف نطاؽ الغرؼ اإلدارية إلى أف وصمت إلى ‪31‬‬
‫غرفة عمى مستوػ ‪ 31‬مجمسا قضائيا‪ ،‬منيا غرؼ إدارية جيوية كما سبق الذكر‪ ،‬وأخرػ محمية‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪1‬‬
‫إلى الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوضع الييكمي من ‪ 1996‬إلى غاية ‪( 2020‬التعديل األخير)‬


‫جاء دستور ‪ 1996‬بتنظيـ قضائي جديد ‪ ،‬حيث تشير المادة ‪ 152‬إلى «مجمس الدولة" و"جيات قضائية‬
‫إدارية" كيرـ قضائي إدارؼ بجانب اليرـ القضائي العدلي المتكوف مف المحكمة العميا‪ ،‬المجالس القضائية‬
‫والمحاكـ‪.‬‬

‫وانطالقا مف ىذا التنظيـ أصبح النظاـ القضائي يتميز باالزدواجية القضائية بصفة واضحة مف حيث‬
‫‪2‬‬
‫الييكمة‪.‬‬

‫إف سنة ‪ 1996‬ىي سنة مولد االزدواجية برأسيف في السمطات الثالث عمى مستوػ النظاـ الجزائرؼ‪.‬‬

‫وما يؤكد تكريس االزدواجية القضائية بصفة واضحة مف حيث الييكمة ىو تأكيد رئيس الجميورية عمى طبيعة‬
‫ىذا النظاـ عند تنصيب مجمس الدولة بتاريخ ‪ 1998/ 06/17‬حيث قاؿ عمى وجو الخصوص "إف ازدواجية‬
‫القضاء المكرسة اآلف في نظامنا القضائي" لكف أضاؼ " إف مجمس الدولة جزء اليتج أز مف السمطة‬
‫‪3‬‬
‫القضائية‪".‬‬

‫وتبع ىذا اإلصالح صدور عدة قوانيف عضوية ومراسيـ منيا‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫‪ -‬القانوف العضوؼ رقـ ‪ 01 -98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ 1998‬المتعمق باختصاصات مجمس الدولة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬القانوف ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ 1998‬المتعمق بالمحاكـ اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬النظاـ القضائي الجزائرؼ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218-217‬‬


‫‪ -2‬رشيد خموفي‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء اَلوؿ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -3‬رشيد خموفي ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ تنظيـ واختصاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬
‫‪-4‬قانوف عضوؼ رقـ ‪ ، 01-98‬مؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪، 1998‬يتعمق باختصاصات مجمس الدولة و تنظيمو و عممو ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪،‬عدد‪، 37‬الصادرة ‪. 1998‬‬
‫‪ -5‬القانوف رقـ ‪، 02-98‬مؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪، 1998‬يتعمق بالمحاكـ االدارية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد‪،63‬الصادر سنة ‪1998‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانوف العضوؼ ‪ 03-98‬المؤرخ في ‪ 1998 /06 /3‬المتعمق بمحكمة التنازع‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪ 365-98‬المؤرخ في ‪ 1998 /11 /14‬ليصبح بموجب مادتو الثانية عدد المحاكـ‬
‫اإلدارية ىي ‪ 31‬محكمة عبر كامل التراب الوطني والذؼ عدلو فيما بعد المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪1952-11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬ماؼ ‪ 2011‬ليصبح بموجبو عدد المحاكـ اإلدارية ىو ‪ 48‬محكمة إدارية عبر التراب‬
‫الوطني‪.‬‬
‫وكذا القانوف رقـ ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عاـ ‪ 1429‬الموافق ؿ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمف‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية حيث خصص في فصمو اَلوؿ مف الباب الثاني كل مف المواد ‪901‬‬
‫و‪ 902‬و ‪ 903‬في اختصاصات مجمس الدولة باإلضافة لمواد أخرػ عمى غرار المادة ‪ 800‬و‪. 801‬‬
‫‪3‬‬
‫وغيرىا التي تتكمـ عف اختصاص المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كما صدر القانوف العضوؼ رقـ ‪ 11-05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/17‬يحدد التنظيـ القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬وبالربط بيف الوضع الييكمي لمنظاـ القضائي الذؼ أفرزه دستور ‪ 1996‬المعدؿ بموجب القانوف ‪01-16‬‬
‫وبيف مبدأ التقاضي عمى درجتيف ‪ ،‬نجد ىذا اَلخير كرس فعميا عمى مستوػ القضاء العادؼ و في المقابل‬
‫‪5‬‬
‫عمى مستوػ القضاء االدارؼ كاف ناقصا في ظل استمرار غياب محاكـ استئناؼ إدارية‪.‬‬

‫إذف حتى إف كاف مجمس الدولة درجة استئناؼ كما جاء في القانوف العضوؼ رقـ ‪ 01-98‬فإف ىذا‬
‫‪6‬‬
‫النظاـ ال يتماشى ومبدأ التقاضي عمى درجتيف‪.‬‬

‫‪ -1‬القانوف العضوؼ ‪ 03-98‬المؤرخ في ‪ ، 1998 /06 /3‬متعمق باختصاص محكمة التنازع و تنظيميا و عمميا ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪،‬عدد ‪، 39‬الصادر سنة ‪1998‬‬
‫‪-2‬قانوف رقـ ‪ ، 09-08‬مؤرخ في ‪25‬فيبراير‪، 2008‬المتضمف قانوف االجراءات المدنية واالدارية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد‬
‫‪،21‬الصادر سنة ‪2008‬‬
‫‪ -3‬المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪365-98‬الذؼ يحدد كيفية تطبيق احكاـ القانوف رقـ ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪، 1998/05/30‬المتعمق‬
‫بالمحاكـ االدارية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪،85‬الصادر سنة ‪1998‬‬
‫‪-4‬المرسوـ التنفيذؼ ‪ ،195-11‬المؤرخ في ‪ ،2011/05/22‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪، 29‬الصادر سنة‪، 2011‬معدؿ و متمـ‬
‫لممرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪365-98‬‬
‫‪ -5‬بوراس عادؿ ‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪302‬‬
‫‪ -6‬رشيد خموفي‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫كما أف المادة ‪ 152‬مف دستور ‪ 1996‬بقيت بدوف تعديل و عرضتيا المادة ‪ 171‬في التعديل الدستورؼ‬
‫لسنة ‪.2016‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية‪.‬‬


‫إف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية رقـ ‪ 09-08‬نص في مادتيا السادسة عمى مايمي "المبدأ أف‬
‫‪1‬‬
‫التقاضي يقوـ عمى درجتيف‪ ،‬مالـ ينص القانوف عمى خالؼ ذلؾ"‪.‬‬

‫وانطالقا مف تكريس المشرع لمبدأ التقاضي عمى درجتيف ‪ ،‬فماىي إشكاالت تطبيق المبدأ (المطمب‬
‫اَلوؿ) ‪ ،‬وكذا االستثناءات الواردة عمى تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية (المطمب‬
‫الثاني)‬

‫المطمب االول‪ :‬اشكاالت تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة االدارية‪:‬‬
‫كما سبق و اف تطرقنا لمضموف المادة ‪ 6‬مف القانوف ‪ ، 2 09-08‬و التي مفادىا اف التقاضي يقوـ‬
‫عمى درجتيف ‪ ،‬وبما اف القضاء االدارؼ يمتاز بخصوصية في تنظيمو او التشريع الذؼ يحكمو فسنتناوؿ‬
‫انعقاد والية الدرجة االولى في التقاضي (الفرع االوؿ) ‪ ،‬و انعقاد والية الدرجة الثانية في التقاضي (الفرع‬
‫الثاني )‪ ،‬و اشكاالت الطعف بالنقض اماـ مجمس الدولة (الفرع ‪)3‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬انعقاد والية الدرجة االولى في التقاضي‬


‫تعتبر المحاكـ االدرية درجة التقاضي الدنيا في المادة االدارية ‪ ،‬فيي تشكل الوجو االوؿ لمبد‬
‫التقاضي عمى درجتيف باعتبارىا صاحبة الوالية العامة في المنازعات االدرية طبقا َلحكاـ المادة ‪ 800‬مف‬
‫قانوف االجراءات المدنية و االدرية ‪ ،‬كونيا تحتص بالفصل في اوؿ درجة بحكـ قابل لالستئناؼ في جميع‬
‫القضايا التي تكوف الدولة او الوالية او البمدية او احدػ المؤسسات العمومية ذات الصبغة االدرية طرؼ‬
‫فييا‪. 3‬‬

‫‪ -1‬القانوف ‪ ، 09-08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقـ ‪ 21‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.03‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 6‬مف القانوف ‪ ، 09-08‬المصدر نفسو‬
‫‪ -3‬بوراس عادؿ ‪،‬بوشنافة جماؿ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪308‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫فعندما نقوؿ اف المحاكـ االدرية ىي صاحبة الوالية العامة في المنازعة االدارية ىذا يعني اف كل‬
‫المنازعات االدارية يتـ عرضيا عمييا اوال ‪ ،‬و تفصل المحاكـ فييا بحكـ ابتدائي قابل لمطعف فيو باالستئناؼ‬
‫‪ ،‬و ىو ما يضمف احتراـ مبدأ التقاضي عمى درجتيف و مبدأ تقريب العدالة مف التقاضي‪.1‬‬
‫و بالرجوع الى نص المادة ‪ 2801‬مف قانوف االجراءات المدنية و االدارية نجد اف المحاكـ االدرية تختص‬
‫فيمايمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعاوػ الغاء الق اررات االدرية و الدعاوػ التفسيرية و دعاوػ فحص المشروعية لمق اررات الصادرة عف‪:‬‬
‫‪ -‬الوالية و المصالح الغير ممركزة لمدولة عمى مستوػ الوالية‬
‫‪ -‬البمدية والمصالح االدرية االخرػ لمبمدية‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحمية ذات الصبغة االدرية‬
‫‪ -2‬دعاوػ القضاء الكامل‬
‫‪ -3‬القضايا المخولة ليا بموجب نصوص خاصة‬
‫كما اسندت ليا المنازعات الضريبية تجسيدا لخاصية العدالة التي يجب اف تسود الضريبية ‪ ،‬فالقانوف‬
‫الجزائرؼ المتعمق بالضرائب المباشرة و الرسوـ المماثمة ‪ ،‬و كذا القوانيف المالية المتعاقبة و ضعت اَلليات و‬
‫عف مصالح الضرائ ب‪ 3‬و يدخل في دائرة اختصاص‬ ‫االجراءات الكفيمة بالطعف في الق اررات الصادرة‬
‫المحكمة االدرية جميع المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية ‪ ،‬التي تبرميا كل مف اإلدارات المركزية اؼ‬
‫الو ازرات ‪ ،‬و كذا الييئات العمومية المستقمة و الواليات و البمديات و كذا المؤسسات العمومية ذات الصبغة‬
‫االدرية ‪ ،‬التي اوردىا المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬المتعمق بالصفقات العمومية‪.4‬‬
‫و بتقييد الدعوػ لدػ أمانة ضبط المحكمة االدارية تنعقد الخصومة االدرية و تبدأ والية القاضي عمييا ‪،‬‬
‫والذؼ يتمتع بصالحيات واسعة اىميا اتخاذ اؼ تدبير تحقيقي في مواجية االدارة باعتبارىا صاحبة المركز‬
‫‪5‬‬
‫المتميز في الخصومة القضائية ‪ ،‬لما ليا مف امتيازات سمطوية‬

‫‪-1‬ماجدة شييناز بودوح ‪ ،‬قواعد االختصاص االدارؼ في ظل قانوف االجراءات المدنية و االدرية ‪،-09-08‬مجمة المنتدػ‬
‫القانوني ‪ ،‬العدد السابق ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص‪239‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 801‬مف القانوف ‪ ،-09-08‬مصدر سابق‬
‫‪ -3‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬يسرؼ ابو العال ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة‪ ، 2003 ،‬ص‪63‬‬
‫‪ -4‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ ، 247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ، 2015‬يتضمف تنظيـ الصفقات العمومية ‪ ،‬وتفويضات المرفق‬
‫العاـ ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 50‬الصادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪2015‬‬
‫‪ -5‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار لعومة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2012،‬ص ‪107‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬انعقاد والية الدرجة الثانية في التقاضي‬


‫تستنفذ المحاكـ االدرية لواليتيا بمجرد النطق بالحكـ ‪ ،‬و ىذا ىو الوجو االوؿ لمبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف ‪ ،‬و الطعف باالستئناؼ يؤدؼ الى انعقاد والية مجمس الدولة كدرجة ثانية في التقاضي عمى نفس‬
‫النزاع ‪ ،‬و ىو الوجو الثاني لمبدأ التقاضي عمى درجتيف‪. 1‬‬
‫و ىذا ما اكدتو المادة ‪ 10‬مف القانوف العضوؼ ‪ 012-98‬و المادة ‪ 3902‬مف قانوف االجراءات المدنية‬
‫و االدارية‪.‬‬
‫و يعتبر االستئناؼ مف طرؽ الطعف العادية ‪ ،‬و ىو يمثل االلية العممية الوحيدة َلعماؿ مبدأ التقاضي‬
‫عمى درجتيف حيث عرفو البعض "يقصد بالطعف باالستئناؼ ذلؾ الطريق الذؼ ييدؼ المستأنف مف خاللو‬
‫الى الغاء او تعديل االحكاـ التي صدرت ضده مف محكمة اوؿ درجة ‪ ،‬و ىو وسيمة متاحة أماـ المستأنف‬
‫إلعادة نظر الدعوػ بقصد تعديل او الغاء الحكـ الصادر اماـ ىيئة قضائية عميا مستقمة"‪. 4‬‬
‫كما يترتب عمى الطعف باالستئناؼ في المادة االدارية اثريف ىما اثر غير موقف لمطعف باالستئناؼ ‪،‬‬
‫اؼ اف االحكاـ االدرية تصدر متمتعة بالقوة التنفيذية ‪ ،‬ال يوقفيا االستئناؼ وفق المادة ‪ 5908‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية و االدارية و االمر الثاني ىو اثر ناقل لالستئناؼ‪ ،‬اؼ انتقاؿ النزاع الذؼ فصمت فيو‬
‫محكمة الدرجة االولى الى محكمة الدرجة الثانية التي تعاود النظر فيو برمتو مف حيث الوقائع و القانوف‬
‫(بيذا المعنى لو اثر ناشر) ‪ ،‬فمحكمة االستئناؼ ال تنتظر اال في قضية سبق طرحيا أماـ محكمة اوؿ درجة‬
‫و فصمت فييا لكي تعيد فحصيا مف جديد‪. 6‬‬
‫و ال تقتصر سمطة المحكمة االستئنافية عمى مراقبة حكـ محكمة اوؿ درجة المطعوف فيو باالستئناؼ‬
‫مف حيث سالمة تطبيق القانوف ‪ ،‬و انما يجب اف تفصل في موضوع النزاع الذؼ فصمت فيو محكمة اوؿ‬
‫درجة و استنفذت سمطتيا بشأنو‪.7‬‬

‫‪-1‬بوراس عادؿ ‪ ،‬بوشنافة جماؿ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪310‬‬


‫‪-2‬المادة ‪10‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬مصدر سابق‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 902‬القانوف ‪ ، 09-08‬مصدر سابق‬
‫‪ -4‬جيياف دمحم ابراىيـ جادو ‪ ،‬االجراءات االدارية لمطعف في االحكاـ القضائية االدارية (دراسة مقارنة ) دار الكتاب القانوني‬
‫‪ ، 2009،‬ص ‪107‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 908‬مف قانوف ‪ ، 09-08‬مصدر سابق‬
‫‪ -6‬محمود السيد التحيوؼ ‪ ،‬الطعف في االحكاـ القضائية ‪ ،‬واد الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2003،‬ص‪77‬‬
‫‪ -7‬محمود السيد التحيوؼ ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪102‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫و كما يؤدؼ االثر الناقل لمخصومة بموجب الطعف باالستئناؼ ‪ ،‬الى طرح النزاع مف جديد عمى مجمس‬
‫الدولة بكل ما قدـ فيو مف طمبات قضائية و دفوع ‪ ،‬و اوجو دفاع ‪ ،‬و ادلة اثبات ‪ ،‬و حجج قانونية ‪ ،‬فجية‬
‫االستئناؼ تعيد فحص القضية مف جيد مف حيث الواقع و القانوف عمى ضوء ما تـ سيق طرحو مف طمبات و‬
‫أدلة و اوجو دفاع عمى محكمة اوؿ درجة و في حدود ما تضمنو االستئناؼ‪.1‬‬
‫ويفصل مجمس الدولة باعتباره جية استئناؼ في كل االحكاـ و االوامر االبتدائية الصادرة عف المحاكـ‬
‫‪2‬‬
‫االدارية ‪ ،‬اال اف اختصاصو ىذا يثير جممة مف االشكاالت القانونية و يتمثل فمايمي ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬تغيير الطبيعة القانونية لمجمس الدولة ‪:‬‬


‫حيث كرس المشرع الجزائرؼ مبدأ التقاضي عمى دارجتيف في القضاء االدارؼ ‪ ،‬بموجب المواد ‪ 02‬مف‬
‫القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬و المادة ‪ 10‬مف القانوف ‪ ،02-98‬و المادة ‪ 902‬مف قانوف االجراءات المدنية و‬
‫االدارية ‪ ،‬اال انو اثار اشكالية في اختصاص مجمس الدولة لمنظر في الطعوف باالستئناؼ ‪ ،‬حيث احدث‬
‫تغيي ار وظيفيا و موضوعيا فيما يتعمق بميمة مجمس الدولة و تحويمو مف محكمة قانوف الى محكمة وقائع ‪ ،‬و‬
‫بيذا خالف ىذا الدور المكرس بالمادة ‪ 171‬مف الدستور ‪ ،‬التي جعمت مجمس الدولة أعمى جية قضائية‬
‫‪3‬‬
‫يمارس ميمة التقويـ و ضماف االجتياد القضائي‬

‫ثانيا‪ :‬اطالة عمر النزاع‬


‫و تزايد الممفات المعروضة عمى مجمس الدولة نتيجة لوظيفتو كجية استئناؼ ‪ ،‬ينعكس سمبا عمى عمر‬
‫النزاع‪.‬‬
‫و قد جاء في قرار صادر مف مجمس الدولة بتاريخ ‪ 2002-05-22‬الغرفة الرابعة فيرس ‪، 327‬‬
‫حيث تـ تسجيل عريضة االستئناؼ بتاريخ ‪ 1997-09-02‬و صدر القرار الفاصل في النزاع بتاريخ ‪-22‬‬
‫‪ 2000-05‬و بيذا فاف ما يالحع ىو مرور اكثر مف ‪ 32‬شير و ىي مدة طويمة ‪ ،‬باالضافة الى ذلؾ فاف‬
‫مجمس الدولة قضى في ىذه القضية بإلغاء القرار الصادر ‪ ،‬فمو انو كانت محكمة استئناؼ اخرػ غير‬
‫‪4‬‬
‫مجمس الدولة ‪ ،‬و عرض عمييا ذات الطعف لتوصمت الى نفس النتيجة التي توصل الييا مجمس الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود السيد التحيوؼ ‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪77‬‬


‫‪ -2‬سعيد بوعمي ‪ ،‬المنازعات االدارية في ظل القانوف الجزائرؼ دار بمقيس الجزائر ‪،2014،‬ص‪50‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬القضاء االدارؼ في الجزائر ‪ ،‬المرجع السابق ص‪162—161‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياؼ ‪،‬المرجع في المنازعات االدارية‪ ،‬القسـ االوؿ ‪ ،‬االطار النظرؼ لممنازعات االدارية ‪ ،‬جسور لمنشر و‬
‫التوزيع الجزائر ‪ ، 2013 ،‬ص ‪152‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم جواز الطعن في الق اررات النيائية الصادرة عن مجمس الدولة باعتباره ىيئة‬
‫استئناف ‪:‬‬
‫اف قانوف االجراءات المدنية و االدارية ال يقرر وظيفة الطعف بالنقض في الق اررات الصادرة عف مجمس‬
‫الدولة اف ىذا االمر مدعـ بالممارسة العممية ليذا الييكل القضائي اذ انو اشار الى عدـ امكانية الطعف‬
‫بالنقض في قرار صادر عنو ‪.‬‬
‫و بصدور حكـ مف جية االستئناؼ يصبح الحكـ نيائي و حائز لقوة الشيئ المقضي فيو و ىو صالح‬
‫لمتنفيذ الجبرؼ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬اشكاالت الطعن بالنقض امام مجمس الدولة‪.‬‬

‫ورد نص المادة ‪ 2358‬مف قانوف االجراءات المدنية و االدارية اوجو الطعف بالنقض محددة عمى سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬و ىي ‪ 18‬وجيا ‪ ،‬و ىذا معناه اف سمطة القاضي تنصب عمى فحص الجوانب القانونية دوف‬
‫مناقشة الوقائع ‪.‬‬
‫كما جاء في نص المادة ‪ 11‬مف القانوف العضوؼ ‪ 301-98‬المعدؿ و المتمـ " يختص مجمس الدولة‬
‫بالنظر في الطعوف بالنقض في االحكاـ الصادرة في اخر درجة عف الجيات القضائية االدارية ‪ .‬و يختص‬
‫ايضا بالنظر في الطعوف بالنقض المخولة لو بموجب نصوص خاصة "‪.‬‬
‫و اعتراؼ المشرع لمجمس الدولة بممارسة سمطة النظر في الطعوف بالنقض ‪ ،‬يكوف بذلؾ قد اسند لو‬
‫وظيفتو الطبيعية ليصوب و يقوـ ق اررات الجيات القضائية ‪ ،‬رغـ اف الق اررات النيائية نجدىا في الوضع‬
‫الغالب تصدر عف مجمس الدولة سواءا بالفصل االبتدائي النيائي ‪ ،‬او كقاضي استئناؼ ‪ ،‬و في كال‬
‫الوضعيتيف يفصل مجمس الدولة بموجب قرار نيائي ‪ ،‬الف المحاكـ االدارية كاصل عاـ ق اررتيا تعد ابتدائية‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 2‬مف القانوف ‪.402-98‬‬
‫و يختص مجمس الدولة بالنظر في الطعوف بالنقض في الق اررات الصادرة في اخر درجة عف الجيات‬
‫القضائية االدرية وفق المادة ‪-903‬مف القانوف‪. 09-08‬‬

‫‪ -1‬سيد أحمد محمود ‪ ،‬اصوؿ التقاضي وفقا لقانوف المرافعات ‪ ،‬دوف دار نشر ‪2005 ،‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 358‬مف القانوف ‪ ، 09-08‬مصدر سابق‬
‫‪-3‬القانوف العضوؼ ‪ ، 01-98‬مصدر سابق‬
‫‪-4‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬المعيار العضوؼ و اشكاالتو القانونية في ضوء قانوف االجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬مجمة مجمس الدولة‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 2012 ، 10‬ص‪39‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫و اذا كانت الغرفة االدرية القائمة سابقا بالمحكمة العميا اثناء مرحمة وحدة القضاء (‪ ،)1998-1965‬لـ‬
‫تكف تتمتع بيذا النوع مف االختصاص ‪،‬حيث كانت فقط اما قاضي الغاء او قاضي استئناؼ ‪ ،‬فاف مجمس‬
‫الدولة يتمتع في مرحمة ازدواج القضاء اضافة لذلؾ باختصاص الفصل في الطعوف بالنقص كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لمجمس الدولة الفرنسي‪. 1‬‬
‫و الطعف بالنقض يطرح الكثير مف اإلشكاالت القضائية في المادة االدارية ‪ ،‬الف مجمس الدولة اقر‬
‫مبدأ عدـ قابمية ق اررتو النيائية لمطعف فييا بالنقض ‪ ،‬و صدر ق اررات كثيرة في ىذا الشأف ‪ ،‬عف مجمس الدولة‬
‫مف بينيا القرار الصادرة بتاريخ ‪ 2012/07/19‬جاء فيو " حيث اذا كاف كقاعدة عامة اف الطعف بالنقض‬
‫يفتح عادة ضد االحكاـ الصادرة نيائيا عف الجيات القضائية االبتدائية و الق اررات الصادرة عف جيات‬
‫االستئناؼ فاف ىذا المبدأ ال ينطبق بكاممو أماـ مجمس الدولة بحسب خصوصيات النظاـ القضائي االدارؼ‬
‫الذؼ يشرؼ عميو ‪.2".....‬‬
‫و عميو يكوف ىذا االجتياد قد حرـ المتقاضي مف ممارسة طريق مف طرؽ الطعف في االحكاـ اال و ىو‬
‫الطعف بالنقض المكرس في المادة ‪ 311‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬و كذا نص المادة ‪ 4956‬و ما بعدىا‬
‫مف قانوف االجراءات المدنية واالدارية ‪.‬‬
‫باإلضافة الى ما سبق التطرؽ اليو و بالرجوع الى نص المادة ‪ 511‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬تنص"‬
‫يفصل مجمس الدولة في الطعوف بالنقض في ق ار ار الجيات القضائية االدارية الصادرة نيائيا و كذا الطعوف‬
‫ارت مجمس المحاسبة "‪.‬‬
‫بالنقض في قر ا‬
‫و تكوف ق ار ارت مجمس المحاسبة الصادرة عف تشكيمة الغرؼ مجتمعة قابمة لمطعف بالنقض طبقا لقانوف‬
‫‪6‬‬
‫االجراءات المدنية ‪ ،‬و ىذا ما نصت عميو المادة ‪ 110‬مف االمر رقـ ‪20-95‬‬
‫و بعد التطور القضائي او باَلحرػ النظاـ القضائي بعد سنة ‪ 1998‬وجب التمييز بيف الطعف بالنقض‬
‫قبل ىذا التاريخ و بعده‪.‬‬

‫‪-1‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات االدارية ‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪،2009‬ص ‪120‬‬
‫‪ -2‬مجمس الدولة ‪ ،‬قرار رقـ ‪ 072652‬المؤرخ في ‪، 2012/07/19‬مجمة مجمس الدولة ‪ ،‬العدد ‪، 2012 ،10‬ص ‪172‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 11‬مف القانوف العضوؼ ‪01-98‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 956‬مف القانوف ‪09-08‬‬
‫‪ -5‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬تنض"‬
‫‪ -6‬القانوف رقـ ‪ 20-95‬المتعمق بمجمس المحاسبة و المؤرخ في ‪ 1995/07/17‬المعدؿ و المتمـ باالمر رقـ ‪ 02-10‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26‬اوت ‪2010‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫فقبل ىذا التاريخ كانت المحكمة العميا ىي الجية المختصة في الطعوف بالنقض في ق اررات مجمس‬
‫المحاسبة عمى اساس اف الغرفة االدارية توجد عمى مستوػ المحكمة العميا لكف بعد سنة ‪ 1998‬اصبح‬
‫مجمس الدولة ىو الذؼ يفصل في الطعوف بالنقض في ق اررات مجمس المحاسبة‪.1‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬االستثناءات الواردة عمى تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫اف مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدرية يسمح لممتقاضي االستئناؼ أماـ مجمس الدولة في‬
‫االحكاـ الصادرة عف المحكمة اإلدارية و ىذا كمبدأ عاـ ‪ ،‬لكف بالرجوع الى نص المادة ‪ 9‬مف القانوف‬
‫العضوؼ رقـ ‪ 201-98‬نجد اف ىذه القاعدة قد ورد عمييا استثناءات بصريح العبارة ‪.‬‬
‫ىذه االستثناءات يعود سببيا العتبارات تتعمق احيانا بخصوصية و طبيعة المنازعات االدارية ‪ ،‬و احيانا‬
‫اخرػ بخصوصية النظاـ القضائي االدارؼ القائـ عمى مركزية جية االستئناؼ ‪ ،‬فعيد المشرع بذلؾ لمجمس‬
‫الدولة سمطة النظر في بعض المنازعات ليفصل فييا كدرجة اولى و اخيرة (الفرع االوؿ) ‪ ،‬كما اضفى‬
‫المشرع الطابع النيائي لبعض االحكاـ و االوامر الصادرة عف المحاكـ االدارية‪(.3‬الفرع الثاني)‬

‫الفرع االول‪ :‬االختصاص االبتدائي النيائي لمجمس الدولة‪.‬‬


‫بالرجوع الى نص المادة‪ 9‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬و المادة ‪ 901‬مف قانوف االجراءات المدنية و‬
‫االدارية يختص مجمس الدولة بالفصل ابتدائيا و نيائيا في الدعاوػ التالية‪.‬‬
‫دعوػ االلغاء‪ ،‬دعوػ فحص المشروعية ‪،‬دعوػ التفسير و الصادرة عف السمطات االدارية المركزية‪.‬‬
‫كما يختص ابتدائيا نيائيا في الطعوف باإللغاء المرفوعة ضد الق اررات التنظيمية او الفردية الصادرة عف‬
‫السمطات االدارية المركزية و الييئات العمومية الوطنية ‪ ،‬و المنظمات المينية الوطنية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬دعوى االلغاء‪:‬‬


‫ىي الدعوػ القضائية االدارية الموضوعية التي يحركيا و يرفعيا ذوؼ الصفة القانونية و المصمحة‬
‫‪4‬‬
‫اماـ الجيات القضائية المختصة في الدولة‬

‫‪-1‬خموفي رشيد ‪ ،‬القضاء االدارؼ‪ .‬تنظيـ و اختصاص ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬ص‪185-183.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 9‬مف القانوف العضوؼ ‪01-98‬‬
‫‪ -3‬عادؿ بوراس ‪ ،‬بوشنافة جماؿ ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪317‬‬
‫‪ -4‬عمار عوابدؼ‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات االدارية في النظاـ القضائي الجزائرؼ ‪ ،‬الجزء االوؿ ‪ ،‬الجزائر ‪ ،1998 ،‬ص‬
‫‪314‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫و لكوننا اما دعوػ االلغاء المرفوعة اماـ مجمس الدولة يمكف القوؿ باف دعوػ االلغاء ‪ ،‬ىي الدعوػ‬
‫القضائية االدارية التي ترفع مف ذوؼ الصفة و المصمحة اماـ مجمس الدولة إللغاء قرار ادارؼ غير مشروع ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫صادر عف السمطات االدارية المركزية او ىيئات عمومية وطنية او المنظمات المينية الوطنية‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى التفسير‪:‬‬


‫دعوػ التفسير ىي دعوػ قضائية قائمة بذاتيا ‪ ،‬وليا وظيفة قضائية محددة ىي تفسير التصرفات و‬
‫‪2‬‬
‫االعماؿ القانونية االدارية لمبحث عف معناىا الصحيح‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى تقدير المشروعية‪:‬‬


‫تخوؿ الفقرة الثانية مف المادة ‪ 9‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬السالف الذكر ‪ ،‬لمجمس الدولة الفصل‬
‫ابتدائيا و نيائيا في الطعوف الخاصة بتفسير الق اررات التي تكوف نزاعاتيا مف اختصاص مجمس الدولة ‪ ،‬و‬
‫تعرؼ ىذه الدعوػ بانيا الدعوػ القضائية االدارية التي ترفع مباشرة او عف طريق االحالة القضائية اماـ‬
‫الجيات القضائية المختصة مف اجل تقدير مدػ شرعية القرار المدفوع بعدـ السالمة‪.3‬‬

‫رابعا ‪ :‬السمطات االدارية المركزية ‪:‬‬


‫ىي جميع الييئات االدارية العميا المشكمة لمسطمة التنفيذية اثناء ممارسة الميمات االدارية ‪ ،‬التي‬
‫تضطمع بوظائف سياسية و اخرػ ادارية بغية تحقيق المنفعة العامة ‪ ،‬و التي خوليا الدستور سمطات و‬
‫امتيازات كسمطة اصدار الق اررات االدارية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫و حتى ال تنحرؼ في استخداـ السمطة فإنيا اخضعت لرقابة مجمس الدولة باعتباره قاضي اوؿ و اخر درجة‬
‫و تتمثل ىذه الييئات في ‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس الجميورية‬
‫‪ -‬الوزير االوؿ‬

‫‪ -1‬الزىرة نصيبي ‪ ،‬االختصاص النوعي بيف مجمس الدولة و المحاكـ االدارية في الجزائر ‪ ،‬بحث مقدـ لنيل شيادة الماجستر‬
‫في الحقوؽ تخصص قانوف ادارؼ و ادارة عامة ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫‪-2‬عمار عوايدؼ ‪ ،‬قضاء التفسير في القانوف االدارؼ الجزائرؼ ‪ ،‬دار ىومة لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2004‬ص ‪11-‬‬
‫‪ -3‬عمار عوايدؼ ‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات االدارية النظاـ القضائي في الجزائر ‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪196‬‬
‫‪-4‬فريدة قصير مزياني ‪.‬مبادغ القانوف االدارؼ الجزائرؼ ‪،‬مطبعة عمار قرفي ‪ ،‬باتنة ‪،2001 ،‬ص ‪152‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫‪ -‬الوزراء‬

‫خامسا ‪ :‬الييئات العمومية الوطنية‪:‬‬


‫ورد في نص المادة ‪ 9‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬اف مجمس الدولة يختص بالنظر ابتدائيا و نيائيا‬
‫في الطعوف باإللغاء و التفسير و فحص المشروعية ضد الق اررات الصادرة عف الييئات العمومية الوطنية‪.‬‬
‫ويقصد بالييئات العمومية الوطنية ‪ ،‬االجيزة و التنظيمات المكمفة بممارسة نشاط معيف تمبية الحتياجات‬
‫المجموعة الوطنية في مختمف مجاالت الحياة العامة لمدولة ‪ ،‬الى جانب السمطات االدارية المركزية مثل‬
‫المجمس االعمى لموظيفة العامة ‪ ،‬المجمس الوطني االقتصادؼ و االجتماعي ‪ C.N.E.S‬المجمس االسالمي‬
‫االعمى ‪ ،‬المجمس االعمى لألمف ‪ ،‬المجمس االعمى لإلعالـ ‪ ،‬و كذلؾ السمطات و المؤسسات الدستورية‬
‫االخرػ ‪ ،‬مثل مجمس االمة ‪ ،‬المحكمة العميا ‪ ،‬المجمس الدستورؼ ‪ .‬حينما تمارس تمؾ الييئات صالحيات‬
‫‪1‬‬
‫ادارية صرفة ‪ ،‬خارج اختصاصاتيا الدستورية‬

‫سادسا ‪ :‬المنظمات المينية الوطنية‬


‫باعتبار المنظمات المينية الوطنية مذكورة في المادة ‪ 9‬مف القانوف العضوؼ ‪ 01-98‬فق اررتيا سواءا‬
‫كانت فردية او تنظيمية مف اختصاص مجمس الدولة كقاضي اوؿ و أخر درجة ‪.‬‬
‫و اعتبرت الق اررات الصادرة مف التنظيمات المينية مف قبل الق اررات االدارية لتخضع بذلؾ لرقابة القضاء‬
‫االدارؼ و ىذا ما تؤكد قوانيف و انظمة المنظمات المينية في الجزائر كمنظمة المحاميف ‪ ،‬االطباء ‪،‬‬
‫الميندسيف ‪ ،‬المعمارييف ‪ ،‬المحاسبييف ‪ ....‬الخ ‪.‬‬
‫و يالحع بيذا الصدد اف النظاـ الفرنسي عادة ما يعتبر ق اررات المجالس العميا لمتاديب التابعة لممنظمات‬
‫المينية مف قبيل الق ار ارت القضائية ال مجرد أعماؿ ادارية و يطعف فييا بالنقض ال باإللغاء اماـ مجمس الدولة‬
‫عمى اساس اف تمؾ المجالس ىي ىيئات قضائية متخصصة في ىذا المجاؿ‪.2‬‬
‫و اختصاص مجمس الدولة في ىذه الدعاوػ ابتدائيا نيائيا مع اخراج دعوػ التعويض مف دائرة ىذه‬
‫الدعاوػ و يعود ذلؾ لطبيعة النزاع في حد ذاتو ‪ ،‬الف القاضي المدني يمكف اف يفصل في ىكذا دعاوػ‪.‬‬
‫دوف الحاجة الى الخبرة و المؤىالت القضائية‪.3‬‬

‫‪-1‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات االدارية ‪ ،‬طبعة مزيده و منقحة ‪ ،‬عنابة ‪. 2005 ،‬ص‬
‫‪ -2‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬الوسيط في المنازاعات االدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪158‬‬
‫‪-3‬عمار بوضياؼ‪،‬دعوػ االلغاء في قانوف االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬جسور النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪،2009،‬ص‪125.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص االبتدائي النيائي لممحاكم االدارية‪:‬‬


‫تعتبر احكاـ المحاكـ االدارية في بعض الحاالت ذات طابع نيائي غير قابمة لمطعف فييا باالستئناؼ ‪،‬‬
‫كاَلحكاـ المتعمقة بالنصاب القانوني ‪ ،‬او االحكاـ الغير قطعية (االحكاـ التمييدية و التحضيرية)‪ .‬و قد‬
‫تتعمق بالمنازعات االنتخابية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬االحكام المتعمقة بالنصاب القانوني ‪:‬‬


‫قاعدة النصاب ليا اثرىا في اعتبار الحكـ فييا نيائي ‪ ،‬اؼ ال يجوز الطعف فييا باالستئناؼ ‪ ،‬و‬
‫لمعرفة اف الحكـ يقبل الطعف فيو باالستئناؼ ‪،‬كما يجدر بنا أف نشير أنو لمعرفة أف الحكـ يقبل الطعف فيو‬
‫باالستئناؼ‪ ،‬فإنو يجب الرجوع لنصوص القوانيف‪ ،‬فالمشرع الجزائرؼ تطرؽ لقاعدة النصاب القانوني في نص‬
‫المادة‪ 33 1‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬بحيث تفصل المحكمة بحكـ في أوؿ وآخر درجة في‬
‫الدعوػ التي ال تتجاوز قيمتيا مائتي ألف دينار ‪ 200.000‬دج‪.‬‬
‫يتمثل المبرر وراء إقرار المشرع عدـ قابمية اَلحكاـ التي تقل قيمتيا عف مائتي ألف دينار لقمة قيمتيا‬
‫مف جية رغـ أنو ينتيؾ بذلؾ مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬ومف جية أخرػ فيو ييدؼ لمتخفيف عمى جية‬
‫االستئناؼ الوحيدة الممثمة في مجمس الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحكام الغير قطعية) التحضيرية والتمييدية(‪:‬‬


‫تجد قاعدة عدـ قابمية اَلحكاـ التمييدية لمطعف فييا باالستئناؼ أماـ مجمس الدولة أساسيا القانوني‬
‫في نص المادة‪952‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إذ ال يتـ استئنافيا إال مع الحكـ القطعي الفاصل‬
‫في موضوع النزاع‪ ،‬وىو ما أخذ بو مجمس الدولة في ق ارره الصادر بتاريخ‪22009/05/27:‬مف جية أخرػ‬
‫ونظ ار لطبيعة اَلحكاـ التمييدية والتحضرية كونيا ليست قطعية وال تنتيي والية المحكمة اإلدارية عمى النزاع‬
‫بإصدارىا‪َ ،‬لف والية الدرجة اَلولى عمى النزاع تبقى قائمة إلى غاية الرجوع في القضية بعد الحكـ التمييدؼ‬
‫أو التحضرؼ لتفصل في النزاع بموجب حكـ قطعي قابل لمطعف فيو باالستئناؼ‪ ،‬ومف ثـ فإف عدـ قابمية‬
‫اَلحكاـ التمييدية والتحضيرية لمطعف فييا باالستئناؼ ال يمس بمبدأ التقاضي عمى درجتيف طالما أنو يمكف‬
‫استئنافيما مع الحكـ القطعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 33‬مف قانوف االجراءات المدنية و االدارية ‪،‬مصدر سابق‬


‫‪-2‬مجمس الدولة‪ ،‬قرار رقـ ‪ 047633‬المؤرخ في ‪ ، 2009 / 05 / 27‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ، 2012 ، 10‬ص ‪151‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬المنازعات االنتخابية) المحمية والبرلمانية(‪:‬‬


‫عرؼ جانب مف الفقو المنازعة االنتخابية عمى »أنيا منازعة تتعمق بأحكاـ قانوف االنتخابات يؤوؿ‬
‫االختصاص بالنظر فييا لمقضاء اإلدارؼ وفقا إلجراءات خاصة « ‪. 1‬لطالما ارتبط مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف بالمنازعات االنتخابية المحمية‪ ،‬كونيا تشكل أحد أخطر االستثناءات التي تنتيؾ مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتيف‪ ،‬كما امتد االستثناء ليشمل المنازعات االنتخابية البرلمانية في حالة رفض ممف الترشيح بحيث‬
‫يقتصر التقاضي في شأنيا عمى درجة وحيدة ممثمة في المحاكـ اإلدارية ‪.‬كما أف المنازعة االنتخابية التي‬
‫يؤوؿ اختصاص الفصل فييا لممحاكـ اإلدارية كدرجة أولى وأخيرة‪ ،‬بحيث تتميز بتعدد صورىا وأوجييا نظ ار‬
‫لطبيعة العممية االنتخابية طبقا َلحكاـ القانوف العضوؼ رقـ‪ 16 – 10‬المتعمق باالنتخابات‪ ،‬فقد يتعمق النزاع‬
‫بالتسجيل والشطب في القائمة االنتخابية) المادة ( ‪ ،21‬منازعات أعضاء مكتب التصويت) المادة( ‪، 30‬‬
‫منازعات الترشح لالنتخابات المحمية البمدية والوالئية) المادة( ‪،78‬منازعات الترشح لالنتخابات البرلمانية‬
‫)المادة ‪ 116‬أحالتنا عمى المادة ‪ 98‬مف نفس القانوف(‪،‬المنازعات حوؿ مدػ صحة العممية االنتخابية )‬
‫ق اررات المجة االنتخابية الوالئية‪ ،‬المادة ‪ 157‬والمادة‪ 170 (.‬يرجع حسب تقديرنا في قصر التقاضي عمى‬
‫درجة واحدة ممثمة في المحاكـ اإلدارية‪ ،‬وذلؾ بعدـ اخضاع المنازعات االنتخابية المحمية ومرحمة الترشح‬
‫بالنسبة لالنتخابات البرلمانية‪ ،‬لخصوصية المنازعة االنتخابية مرتبطة بحدث وطني سياسي يكتسي فييا‬
‫عامل الزمف اىمية كبيرة‪ ،‬غير أنو كاف مف اَلحرػ بالمشرع الحفاظ عمى مبدأ التقاضي عمى درجتيف‬
‫بإخضاعيا لمطعف فييا باالستئناؼ والعمل عمى تقميص آجاؿ الطعف والفصل فيو لمسايرة خصوصية‬
‫المنازعة االنتخابية‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬الطابع النيائي لبعض األوامر االستعجالية‪:‬‬


‫القاعدة العامة‪ ،‬أف اَلوامر االستعجالية تخضع لنظاـ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬غير أف المشرع خرج عف‬
‫ىذه القاعدة بموجب نص المادة ‪ 936‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية بأف اضفى الطابع النيائي عمى‬
‫بعض اَلوامر‪ ،‬ال سيما اَلوامر المتعمقة بنصوص المواد ‪922 ، 921، 919‬مف قانوف اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬فيذه اَلوامر تصدر بصفة ابتدائية نيائية‪ ،‬مما يخرؽ مبدأ التقاضي عمى درجتيف ‪.‬وىو ما أكد‬

‫‪ -1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسـ الثاني ) الجوانب التطبيقية لممنازعة اإلدارية(‪ ،‬جسور لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة اَلولى ‪ ،‬ص ‪251‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫عميو مجمس الدولة في ق ارره الصادر بتاريخ‪»12010/12/01:‬حيث أف القرار المعروض عمى رقابة مجمس‬
‫الدولة المتضمف منطوقو إلزاـ المدعى عميو وكل مف يحل محمو بإخالء المحل ذو الطابع اإلدارؼ المحتل مف‬
‫طرفو بدوف وجو حق ‪«...‬صدر حاؿ الفصل في نزاع داخل ضمف االختصاص المخوؿ لقاضي االستعجاؿ‬
‫اإلدارؼ بأحكاـ المادة ‪ 921‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية »التي تجيز لو في حالة الضرورة القصوػ‬
‫أف يتخذ كل التدابير المالئمة ‪.‬حيث أف المادة ‪ 936‬مف نفس القانوف تنص عمى أف اَلوامر االستعجالية‬
‫الصادرة تطبيقا لممواد‪921 ، 919‬و ‪ 922‬منو غير قابمة َلؼ طعف ‪.‬حيث أنو يستنتج عف ذلؾ أف‬
‫االستئناؼ الحالي المرفوع ضد قرار نيائي جاء مخالف لمقانوف ولذا يتعيف التصريح بعدـ قبولو" ‪.‬‬

‫‪ -1‬مجمس الدولة‪ ،‬قرار رقـ ‪ 062814‬المؤرخ في ‪ ، 2010 / 12 / 01‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ، 2012 ، 10‬ص ‪16‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬

‫خالصة الفصل االول‪:‬‬


‫كخالصة ليذا الفصل فإننا نتبيف باف المشرع الجزائرؼ قد حاوؿ قدر االمكاف تكريس مبدا التقاضي عمى‬
‫درجتيف في المادة االدارية مف الوىمة االولى مف نيل الجزائر استقالليا مف خالؿ انشاء ما يعرؼ بالمجمس‬
‫االعمى سنة ‪ 1963‬و الذؼ يعتبر بمثابة مجمس الدولة الحالي والذؼ يطعف باالستئناؼ امامو في احكاـ‬
‫المحاكـ االدارية ‪.‬‬
‫و استمر المشرع الجزائرؼ باالجتياد بغية تجسيد ىذا المبدأ مف خالؿ دستور ‪ 1996‬و كذا القوانيف‬
‫العضوية و القوانيف العادية الصادرة سنة ‪، 1998‬لكف رغـ ىذا بقي اليرـ القضائي االدارؼ ال يضاىي اليرـ‬
‫القضائي العادؼ فيما يخص مبدأ التقاضي عمى درجتيف ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية‬
‫االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى‬
‫درجتين في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬

‫تمييد‪:‬‬
‫"يعتبر مبدأ التقاضي عمى درجتيف وسيمة ىامة لتطبيق السميـ لقانوف مبدأ التقاضي عمى ضرورة‬
‫دراسة موضوع النزاع الواحد أماـ محكمتيف أو أكثر عمى التوالي أؼ أف لممحكوـ عميو أف يعرض الحكـ الذؼ‬
‫أصدرتو أوؿ محكمة عمى محكمة أخرػ أو عمى درجة لكي تعيد النظر فيما حكـ فيو وتتأكد مف صوابو‬
‫"‪1‬‬
‫وعدالتو‬
‫ونتيجة لذلؾ أنشأت محاكـ إدارية لالستئناؼ وىذا ما سوؼ نتطرؽ إليو في المباحث اآلتية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ما ىية المحكمة االدارية لالستئناف‬


‫تقتضي أؼ دراسة قبل التطرؽ إلى معالجة اإلشكاالت التي تحيط بيا إلى اإللماـ بمختمف معانييا‬
‫وضميا فيـ دقيق وفي إطار قانوني وىذا ما سنتناولو فيما يخص المحكمة اإلدارية لالستئناؼ في النطاؽ‬
‫التالية‪:‬‬

‫مطمب األول‪ :‬مفيوم المحكمة اإلدارية لالستئناف‪:‬‬


‫قبل التطرؽ إلى تعريف المحكمة االدارية لالستئناؼ فيي بياف وتوضح المعاني والمفاىيـ المرتبطة‬
‫بالمحكمة االدارية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المحكمة اإلدارية لالستئناف‪.‬‬


‫وعميو يقصد بالمحكمة اإلدارية " محكمة تختص في القضايا القانونية اإلدارؼ وبالتحديد لمنزاعات التي‬
‫تتعمق ببسط النفوذ‪ ،‬ودورىا الفص ل فيما إذا كانت اإلجراءات الرسمية التي تتخذىا السمطة التنفيذية مطابقة‬
‫‪2‬‬
‫لمقانوف"‬
‫‪1‬‬
‫كما عرؼ الفقو القضاء االدارؼ أنو " قضاء مستقل يختص بالفصل في المنازعات اإلدارية‪" ...‬‬
‫وتعرؼ ىذه النزاعات عمى أنيا تمؾ التي تفصل فييا المحكمة في المسائل المرتبطة بالموظفيف العموميف‪،‬‬

‫‪ 1‬فريد عمواش‪ " ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية حالة الجزائر"‪ ،‬مجمة اإلجتياد القضائي‪ ،‬ع‪ ،02‬جامعة دمحم‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪.261‬‬
‫‪ 2‬الموقع اإللكتروني‪ ،‬الذؼ تـ تصفحو في ‪ ،2022/05/28‬عمى الساعة ‪11:00 :‬‬
‫‪http://ar.m.wikipedia.org/wiki/‬محكمة ‪ -‬إدارية‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫والمتصمة بمراجعة الق اررات اإلدارية النيائية‪ ،‬ودعاوػ مراجعة الق اررات النيائية الصادرة مف لجاف ذات‬
‫اختصاص قضائي ودعاوػ التعويض عف الق اررات ذات الصمة بالق اررات المتقدـ ذكرىا‪ ،‬وكذلؾ الدعاوػ‬
‫‪2‬‬
‫المتعمقة بالعقود اإلدارية وأخي ار المسائل التي تنص القوانيف عمى اختصاص المحكمة بو‪.‬‬
‫وعميو ورغـ قمة التعاريف المرتبطة بيذه الجزئية اإلدارية أنيا جية قضائية تختص في الفصل المسائل‬
‫التي تكوف اإلدارة العمومية أو أحد أجيزة الدولة طرؼ في المنازعة باعتبارىا صاحبة الوالية العامة‪.‬‬
‫كما أنو يقصد باالستئناؼ " طريقة مف طرؽ الطعف يتـ مف خاللو تقديـ الطعف العاـ في أحكاـ‬
‫المحاكـ الدرجة اَلولى بطرح الدعوػ مف جديد أماـ محاكـ أعمى بغرض مراجعتيا‬
‫وبتالي فإف وظيفة االستئناؼ ال تقف عند مراقبة صحة الحكـ المستأنف‪ ،‬انما يؤدؼ إلى إعادة الفصل‬
‫في القضية مف جديد مف حيث الوقائع وما تقتضيو مبادغ الشرعية و النظامية أماـ محكمة درجة الثانية‪،‬‬
‫وبالتالي فإف االستئناؼ يشكل أحد طرؽ الطعف العادية في اَلحكاـ كما ىو منصوص عميو في قانوف‬
‫‪3‬‬
‫اإلجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬فيو بذلؾ محدد في القانوف الذؼ نظـ اجراءاتو"‬
‫ويعرؼ االستئناؼ أيضا عمى أنو عندما يصدر حكـ ابتدائي في حق شخص ما في قضية ما‪ ،‬أف‬
‫يطمب إعادة النظر في الحكـ عندما ال يروقو‪ ،‬وىو ما يسمى باالستئناؼ‪ ،‬ويتـ ذلؾ أماـ محكمة االستئناؼ‬
‫فيي تثبت الحكـ االبتدائي أو تمغيو أو تزيد عميو‪ ،...‬فاإلستئناؼ ىو طريق طعف عادؼ‪ ،‬بو يطرح الخصـ‬
‫الذؼ صدره الحكـ كميا أو جزئيا ليغير لصالحو القضية كميا أو جزءا منيا أماـ محكمة أعمى مف تمؾ التي‬
‫‪4‬‬
‫أصدرت الحكـ"‬
‫كما عرؼ الفقو االستئناؼ أنو " لمشخص الحق في أف يضـ النزاع مرتيف‪ ،‬مرة أماـ المحكمة أوؿ درجة‬
‫اإلبتدائية وأخرػ أماـ محكمة أعمى درجة‪.‬‬
‫ثاني درجة االستئنافية ويقصد بو أيضا رفع الدعوػ أوال إلى محكمة تسمى محكمة الدرجة اَلولى ثـ‬
‫يكوف المحكوـ عميو حق التظمـ مف حكميا بإستئنافو إلى محكمة عميا تسمى محكمة الدرجة الثانية أو‬

‫‪1‬نواؼ كنعاف‪" ،‬القضاء اإلدارؼ"‪ ،‬ط‪ ،1‬ددار الثقافةلمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2002 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪2‬سالـ بف راشد العموؼ‪ " ،‬القضاء اإلدارؼ"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص‪.245‬‬
‫‪3‬الموقع اإللكتروني‪ ،‬الذؼ تـ تصفحو في‪ 2022/05/31 :‬عمى الساعة ‪/http://ar.m.wikipedia.org/wiki 21:35‬‬
‫محاكـ اإلستئناؼ اإلدارية‪.‬‬
‫‪4‬الموقع اإللكتروني‪ ،‬الذؼ تـ تصفحو في‪ 2022/05/31 :‬عمى الساعة ‪/http://ar.m.wikipedia.org/wiki 21:45‬‬
‫محاكـ اإلستئناؼ‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫اإلستئنافية‪ ،‬حيث يطرح النزاع أماميا مف جديد لتفصل فيو بحكـ نيائي‪ ،‬وبالتالي يشكل االستئناؼ الوسيمة‬
‫لالستئناؼ"‪1‬‬ ‫القانونية الوحيدة لطرح النزاع عمى محاكـ الدرجة الثانية بموجب اَلثر الناقل‬
‫وبالتالي ومف خالؿ ما سبق يفيـ أف المحكمة االدارية لالستئناؼ الذؼ نص المشرع الجزائرؼ عمى‬
‫ضرورة انشائيا مف خالؿ التعديل الدستورؼ لسنة ‪ ،2020‬أف محكمة االستئناؼ ىي محكمة موضوع تبحث‬
‫في موضوع النزاع مف جديد وتمؾ بعد ّّأف صدر مف أحد محاكـ الدرجة اَلولى‪ ،‬ويكوف ذلؾ عندما يتقدـ أحد‬
‫أطراؼ الدعوػ بطمب استئناؼ الحكـ االبتدائي‪.‬‬
‫ويرفع االستئناؼ مف قبل اَلشخاص الذيف شمميـ الحكـ االبتدائي أو أحد خمفائيـ ويكوف ذلؾ وفق ما‬
‫نظمو القانوف بحيث يأتي في صورة عريضة كتابية تكوف محررة مف قبل محاكـ معتمدة بحيث تقدـ إلى كتابة‬
‫محكمة االستئناؼ ‪ ،‬عمى أف يتضمف اإلستئناؼ وجوبية تحتل طائمة البطالف البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إسـ المستأنف والمتأنف ضده ومقرىما اَلصمي وصفتيما‪.‬‬
‫‪ ‬المستأنف‪ ،‬عدده وتاريخو و المحكمة التي أصدرتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ عريضة اإلستئناؼ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬طمبات المستأنف"‬
‫وىو اَلمر نفسو الذؼ نص عميو المشرع الجزائرؼ في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ضمف الفصل‬
‫الثاني القسـ اَلوؿ تحت عنواف إفتتاح الدعوػ بحيث شدد عمى ضرورة تقديـ الطعف باإلستئناؼ مف قبل‬
‫المحامي المعتمد لدػ مجمس الدولة وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 905‬وكذلؾ ما جاءت بو المواد مف ‪815‬‬
‫إلى المادة ‪ 825‬مف نص القانوف والتي تحدد الشروط الواجب توافرىا في عريضة افتتاح الدعوػ‪ ،‬بحيث‬
‫‪3‬‬
‫احالة المادة ‪ 816‬شروط دفع ديوف إلى ما تـ النص عميو في المادة ‪.15‬‬

‫‪ - 1‬بوراس عادؿ‪ -‬بوشنافة جماؿ‪" ،‬مركزية جية اإلستئناؼ في المادة اإلدارية واشكاالتيا"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬ع‪،33‬‬
‫ج‪ ،03‬سبتمبر ‪ ،2019‬ص ‪.247‬‬
‫‪ - 2‬الموقع اإللكتروني‪ ،‬الذؼ تـ مراجعتو في ‪ 2022/05/31‬عمى الساعة‪22:15 :‬‬
‫‪http://www.justice.gov.tn/index .phP.?id=327‬‬
‫‪ -3‬القانوف رثـ ‪ -09-08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عاـ ‪ 1924‬الموافق لػػ‪ 25 :‬فبراير سنة ‪ 2008‬المتضمف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيمة المحكمة اإلدارية لإلستئناف‬


‫لـ يحدد المشرع الجزائرؼ تشكيمة المحكمة اإلدارية إلستئناؼ بل اكتفى فقط في تعديمو لدستور ‪2020‬‬
‫ضمف أحكاـ ـ ‪ 179‬بقولو‪ .... ":‬يمثل مجمس الدولة الييئة المقومة َلعماؿ المحاكـ اإلدارية لإلستئناؼ‬
‫والمحاكـ اإلدارية والجيات اَلخرػ الفاصمة في المواد اإلدارية"‪.1‬‬
‫وبالتالي فقد أثار فقط إلييا ىذا مف جية ومف جية أخرػ فقد صدر في الجريدة الرسمية في عددىا رقـ‬
‫‪.36‬فيما يخص المراسيـ الفردية ‪،‬النص لو مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 17‬شواؿ عاـ ‪ 1443‬الموافق ؿ ‪18‬‬
‫ماؼ سنة ‪ . 2022‬يتضمف تعييف رؤساء محاكـ إدارية لإلستئناؼ وكذا المرسوـ الرئاسي المؤرخ في ‪17‬‬
‫شواؿ عاـ ‪ 1443‬المواقف ؿ ‪ 18‬ماؼ سنة ‪ ، 2022‬يتضمف تعييف محافظي الدولة لدػ المحاكـ اإلدارية‬
‫لإلستئناؼ وبالتالي فإنو يفيـ منو أف المحكمة اإلدارية لإلستئناؼ محاكـ مستقمة عف مجمس الدولة الذؼ‬
‫يبقى أو يرقى إلى ىيئة أعمى‪.‬‬
‫بحيث تمارس دور الرقابة عمى المحاكـ اإلدارية لإلستئناؼ ‪ ،‬وعمى غرار ذلؾ نجد أف المشرع المغربي‬
‫قد نظـ مختمف المسائل المرتبطة بمحاكـ اإلستئناؼ اإلدارية وذلؾ بموجب القانوف ‪ 80 _03‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 14‬فبراير ‪ ،2006‬حيث نص عمى أف تشكيمة المحكمة تتألف مف الرئيس اَلوؿ والذؼ يعتبر المسؤوؿ اَلوؿ‬
‫عف ىذا الجياز القضائي ويتمخص دوره في الرقابة وباإلضافة إلى ميامو القضائية واإلدارية ‪ ،‬كما تتألف مف‬
‫مستشاريف وىـ بمثابة قضاة ليذه المحاكـ اإلدارية اإلستئنافية يختصوف بالفصل في المنازعات التي تعرض‬
‫عمى المحكمة مف خالؿ تشكيميـ لييئات الغرؼ التي تتألف منيا المحكمة‪ .‬كما تسند إلى بعضيـ مياـ‬
‫رئاسة الغرؼ التي تتكوف منيا المحكمة وباإلضافة إلى الرئيس يوجد أيضا المفوض الممكي وكذا كتابة‬
‫الضبط وىذه اَلخيرة تتألف مف مجموعة مف المفوضيف اإلدارييف والتقنييف التابعيف لرئاسة المحكمة ‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫كما تعقد المحاكـ اإلدارية جمساتيا عالنية وىي متركبة مف ثالثة في قضاة يساعدىـ كاتب الضبط‪" .‬‬

‫‪- 1‬الدستور الجزائرؼ ‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪ ، 1996‬منشور بموجب مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 438- 69‬المؤرخ في ‪7‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 1996‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬الصادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ، 1996‬المعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 251 ، 20‬المؤرخ في ‪ 27‬عاـ ‪ 1442‬الموافق ؿ ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2020‬يتضمف استدعاء الييئة االنتخابية لالستفتاء المتعمق‬
‫بمشروع تعديل الدستور ‪ ،‬المادة ‪.179‬‬
‫‪ -2‬الموقع اإللكتروني ‪ ،‬الذؼ تـ تصفحو في ‪ 01‬جواف ‪ 2022‬عمى الساعة ‪ 15:20‬التنظيـ_ القضائي_ المغربي‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع الفرنسي فقد منح َلعضاء المحاكـ اإلدارية والمجالس اإلدارية اإلستئنافية ضمانات‬
‫وظيفية ىامة شبيية إلى حد كبير بالضمانات التي يتمتع بيا القضاة العاديوف ‪ ،‬بحيث أنيـ وأثناء ممارسة‬
‫ىؤالء القضاة لوظائفيـ في إحدػ المحاكـ اإلدارية اإلستئنافية أنيـ ال يمكنيـ أف يتمقوا بدوف رضاىـ أؼ‬
‫تعيينات جديدة حتى ولو عمى سبيل الترقية ‪ .‬وىو النص الذؼ استند إليو فقط القانوف اإلدارؼ الفرنسي لمتأكيد‬
‫عمى تمتع أعضاء المحاكـ اإلدارية والمجالس اإلدارية اإلستئنافية بضمانو عدـ القابمية لمعزؿ‪ ،‬وفي ذات‬
‫فإف المشرع الفرنسي وبعد مختمف التعديالت التي أجراىا لو القانوف ‪ 14 _86‬الصادر في ‪6‬‬ ‫الصدد‬
‫جانفي ‪ 1986‬المحدد لمقواعد الضامنة إلستقاللية أعضاء المحاكـ اإلدارية والمجالس اإلدارية اإلستئنافية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أنيا تتكوف مف ثالث رتب متمثل في‪ :‬الرئيس‪ ،‬مستشار أوؿ ومستشار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط قبول اإلستئناف‪:‬‬


‫لقد نظـ المشرع الجزائرؼ بشكل عاـ الشروط الواجب توفرىا لقبوؿ اإلستئناؼ أماـ أؼ محكمة درجة‬
‫ثانية‪ .‬بحيث تعتبر قواعد عامة ويستخمص مف نصوص المواد مف ‪ 332‬إلى ‪ 338‬أف ىذه الشروط تتمثل‬
‫في ‪:‬‬

‫‪-1‬الصفة في اإلستئناف‪:‬‬
‫بحيث أنو لـ يرد تعريف دقيق لمصفة إلى أنو يفيـ مف نصوص المواد أنو ال يقبل اإلستئناؼ إال إذ رفع‬
‫مف قبل ذوؼ الشأف وىذا نتيجة العماؿ قاعدة رئيسية اَلحكاـ اإلدارية والتي يعني بيا عدـ إنتقاؿ آثار الحكـ‬
‫إلى غير أطرافو‪ ،‬حيث اليجوز أف يستأنف الحكـ المطعوف فيو ‪.‬ممف لـ يكف طرفا في الدعوػ اإلبتدائية‬
‫‪،‬فيجب أف يكوف المستأنف ذا صفة في الخصومة التي صدر فييا الحكـ االبتدائي المطعوف فيو سواء أكاف‬
‫مدعيا أو مدعى عميو ‪ ،‬وسواء أدخل في الدعوػ أو تدخل فييا‪ ،‬ويشمل ذلؾ اإلدارة التي ينيبيا في رفع‬
‫اإلستئناؼ ممثميا القانوني‪ ،‬والعبرة بتحديد ىذه الصفة بتاريخ إيداع تقرير اإلستئناؼ ‪.‬ويطعف المستأنف عمى‬
‫الحكـ بصفتو التي كانت لو في الدعوػ اإلبتدائية التي صدر فييا الحكـ المستأنف كما يشترط أيضا في مف‬
‫يرفع عميو اإلستئناؼ ( المستأنف ضده ) أف يكوف طرفا في الخصومة أماـ المحكمة التي أصدرت الحكـ‬
‫المطعوف فيو والى كاف اإلستئناؼ لو بنسبة غير مقبوؿ بإعتبمره غير ذؼ صفة ‪ ،‬فإذا رفعت الدعوػ عمى‬

‫‪-1‬وسيمة حمود سدرة‪ " ،‬تنظيـ القضاء اإلدارؼ ‪ (،‬تفعيل الرقابة القضائية عمى أعماؿ اإلدارة العامة دراسة مقارنة)" ‪،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.149 _139‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫طرفيف أحدىما غير ذؼ صفة ‪،‬فال تقبل في مواجيتو ‪ ،‬ويتـ اختصاـ المستأنف ضده بصفتو ذاتيا التي كانت‬
‫لو في الدعوػ اإلبتدائية التي صدر حكـ المستأنف فييا ‪ ،‬كما يجوز لممستأنف أف يوجو إستئنافو إلى بعض‬
‫الخصوـ دوف اآلخريف إذ كاف في الدعوػ اإلبتدائية أكثر مف فيـ ‪،‬مالـ يمزمو القانوف اف يوجيو إلى كل‬
‫الخصوـ ‪1‬وىو ما نص عميو الشرع الجزائرؼ في الفقرة الثانية والثالثة مف المادة ‪ 338‬بقولو‪ .. ":‬إذا تعمق‬
‫اإلستئناؼ بحكـ صادر في موضوع غير قابل لمتجزئة أو التزاـ بالتضامف بيف الخصوـ ‪.‬ال يكوف ذلؾ‬
‫اإلستئناؼ مقبوال ضد أحدىـ إال إذا تـ إستدعاء بقية الخصوـ لحضور الجمسة‪".‬‬
‫إذا كاف موضوع الحكـ غير قابل لمتجزئة‪ ،‬أو صدر في التزاـ بالتضامف‪ ،‬فإف اإلستئناؼ الذؼ يرفعو‬
‫‪2‬‬
‫أحد الخصوـ يترتب عميو إدخاؿ بقية الخصوـ "‪.‬‬
‫وعميو فإنو يقصد في الصفة ىي صمة الشخص سواء أكاف مدعي أو مدعى عميو بموضوعيا بحيث‬
‫أنو يدعي لنفسو الحق أو المركز القانوني وال يطالب بو غيره وىو ما يعرؼ بأىمية اَلداء التي يكتسبيا‬
‫الشخص ببموغو سف الرشد‪ ،‬وتعتبر الصفة مف النظاـ العاـ بحيث يثيرىا القاضي تمقائيا تحت طائمة عدـ‬
‫‪3‬‬
‫قبوؿ الدعوػ ‪.‬‬

‫‪-2‬المصمحة في االستئناف‪:‬‬
‫لقد أكد الشرع الجزائرؼ عمى ضرورة توافر شرط المصمحة لمطاعف في تقديمو لمطعوف اإلدارية‬
‫القضائية بصفة عامة سواء كاف طعنا باالستئناؼ أو النقض أو التماس إعادة النظر واعتبارىا شرط لقبوؿ‬
‫الطعوف وذلؾ بأف يكوف مقدـ الطعف ىو صاحب المصمحة الوحيد في إلغاء أو تعديل الحكـ‪ ،‬وقد تكوف‬
‫المصمحة الصادر الحكـ وفقا ليا مختمفة عف المصمحة التي أقيمت بالتأسيس عمييا الدعوػ اَلصمية‬
‫والمعموؿ عميو في ىذه الحالة أف شرط المصمحة يتـ تقديره وفقا لمنطوؽ الحكـ وليس اَلسباب‪ ،‬بحيث أف‬
‫المصمحة تقدر وقت تقديـ وتاريخ الطعف‪ ،‬وانو ترتب عدـ قبوؿ الدعوػ إذا تخمف استمرار توافر تمؾ‬
‫المصمحة أثناء نظر الطاعف‪ ،‬كما أف القاضي يبحث دائما عمى المصمحة المباشرة في كافة أنواع الطعوف‬
‫كذلؾ فمف المتعيف أيضا اتصاؼ المصمحة بالصفة الشخصية بمعنى أف يكوف الطاعف متضر ار بصفة‬

‫‪-1‬عبد العزيز بف أحمد بف دمحم الصقرؼ‪ " ،‬إجراءات إستئناؼ اَلحكاـ اإلدارية" ‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع ‪ ،‬يونيو‬
‫‪ 2011‬ص ‪9,10‬نقال عف دمحم ماىر أبوالعينيف ‪ "،‬الدفوع في نطاؽ القانوف العاـ "‪ ،‬الكتاب الثالث‪ " ،‬الدفوع أماـ محكمة الطعف‬
‫ضد القضاء اإلدارؼ ‪ ،‬دوف دار نشر ‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.36 _35‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 338‬مف قانوف ‪ ، 09_08‬المتضمف قانوف االجراءات المدنية واإلدارية‬
‫‪ -3‬عبد العزيز بف أحمد بف دمحم الصقرؼ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.10‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫شخصية مف القرار المطعوف فيو‪ ،‬ويستوؼ بعد ذلؾ أف تكوف المصمحة مف طبيعة مادية ومعنوية وكذلؾ‬
‫يوجد نوع آخر مف المصمحة ىو أف تكوف شخصية أو فردية بحيث أف مضمونيا أف ال يقبل الطعف إال إذا‬
‫كانت تعود عمى صاحبو منفعة تكفي إللغاء القرار المطعوف فيو وباإلضافة إلى ذلؾ فإنو توجد أيضا‬
‫المصمحة الجماعية أو الطعوف المقدمة مف اَلشخاص المعنوية والتي يمكف باإلستناد إلييا الطعف مف‬
‫الجمعيات العامة في كل قرار إدارؼ يمس بالمصالح الجماعية ليا‪ ،‬ويمكف أنيا أف يقدـ أيضا الطعف مف‬
‫جانب تمؾ اَلشخاص المعنوية ضد أؼ إجراء فردؼ بشرط أف يترتب عمى ىذا اإلجراء المساس بالمصالح‬
‫‪1‬‬
‫العامة ‪.‬‬
‫بحيث تعتبر المصمحة شرط جوىرؼ تحت طائمة عدـ قبوؿ الطعف في الحكـ وىو ما أكده مشرع‬
‫جزائرؼ في أحكاـ المادة ‪ 355‬منو بقولو "يجب أف تتوفر المصمحة في المستأنف لممارسة االستئناؼ‪"2‬‬
‫وتعتبر المصمحة مف أىـ الشروط الموضوعية التي يقف عمييا قبوؿ الدعوػ مف عدمو‪ ،‬فيي الضابط‬
‫الضامف لجدية الدعوػ وعدـ خروجيا عف الغاية التي سطرىا ليا القانوف طبقا لقاعدة الفقيية" الدعوػ بدوف‬
‫مصمحة " وتنقسـ المصمحة إلى عدة أقساـ وىي مادية وأدبية‪ ،‬وليا مجموعة مف اَلوصاؼ والخصائص كأف‬
‫تكوف شخصية ومباشرة‪ ،‬قائمة أو محتممة وأف تكوف مشروعة ورغـ أف المصمحة تعتبر مف النظاـ العاـ إلى‬
‫أف توقيت توفيرىا يختمف حسب طبيعة الدعوػ ونظ ار القتصار الدراسة عمى شقيا اإلدارؼ فإف المصمحة في‬
‫الدعوػ اإلدارية تعد شرطا شكميا ويرجع أساس ذلؾ كوف الدعاوػ اإلدارية السيما دعوػ االلغاء مف الدعاوػ‬
‫التي تستيدؼ إلى حماية المشروعية مف تعسف اإلدارة‪ ،‬وىذا ما يبرر اعتبار شرط المصمحة فييا شرط بداية‬
‫فقط يكفى توفره وقت رفع الدعوػ‪ ،‬وال أثر مف زوالو بعد ذلؾ عمى صحة اجراءات التقاضي بحيث ىذا‬
‫ماقرره المشرع الفرنسي‪ ،‬عمى غرار مشرع الجزائرؼ الذؼ لـ يفصل في ىذه المسألة ولعل أبرز دليل لو ذلؾ‬
‫ىو الغياب التاـ َلؼ اجتياد لممحكمة العميا الجزائرية يفصل فيما اذ كاف شرط المصمحة شرط ابتداء فقط في‬
‫‪3‬‬
‫الدعوػ أـ شرط بقاء‪ ،‬وىذا مايوحي استمرار شرط المصمحة منذ لحظة رفع الدعوػ لحيف الفصل فييا‪.‬‬

‫‪ -1‬جيياف دمحم إبراىيـ جادو‪ " ،‬اإلجراءات اإلدارية لمطعف في اَلحكاـ القضائية اإلدارية" دار الكتاب القانوني ‪،2009،‬ص‬
‫‪.85_82‬‬
‫‪-2‬مادة ‪ 335‬مف القانوف ‪ 09_08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬بف طاع هللا زىيرة‪ " ،‬شرط المصمحة وأثر زوالو أثناء السير في الدعوػ" ‪ ،‬مجمة اإلجتياد القضائي ‪،‬المجمد ‪،12‬العدد ‪،02‬‬
‫جامعة دمحم خيضر بسكرة ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2020‬ص ‪.398 _395‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬آثار الطعن باإلستئناف في أحكام محاكم إدارية أمام المحكمة اإلستئنافية‪.‬‬

‫لمحفاظ عمى ضماف إستقرار الحقوؽ والمراكز القانونية أماـ القضاء فقدـ مف ىذه اَلخيرة عمى تنظيـ‬
‫الطعف بإستئناؼ تنظيما يكفل احتراـ أحكاـ المحاكـ وكذا إعادة النظر فييا بطريقة تكفل تحقيق قضاء عادؿ‬
‫في إطار مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬وليذا فقد ترتب عمى الطعف باإلستئناؼ في المادة اإلدارية أثريف‬
‫‪،‬بحيث سنتناوؿ في الفرع اَلوؿ اَلثر غير موقف لمطعف باإلستئناؼ وفي الفرع الثاني اَلثر الناقل لمطعف‬
‫باإلستئناؼ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األثر غير الموقف لمطعن باإلستئناف‪:‬‬


‫إف أصل قاعدة اَلثر غير الموقف لإلستئناؼ اإلدارؼ يرجع إلى نظاـ الطعف في الق اررات اإلدارية أماـ‬
‫مجمس الدولة الفرنسي‪،‬الذؼ ال يوقف تنفيذ القرار اإلدارؼ المطعوف فيو وبالتالي فإف رفع الدعوػ أماـ‬
‫القضاء اإلدارؼ بناءا عمى ىذه القاعدة ال يوقف سرياف القرار وقياـ اإلدارة بتنفيذه حتى ال يتوقف نشاطيا‪،‬‬
‫إال إذا أمرت المحكمة اإلدارية بوقف تنفيذه وذلؾ بصورة إستثنائية ومؤقتة‪ ،‬شريطة أف يكوف القرار اإلدارؼ‬
‫المطعوف فيو والمطموب وقف تنفيذه متعمق بالنظاـ العاـ‪ ،‬واف اَلثر غير موقف لإلستئناؼ في اَلحكاـ‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية يجد أصمو في نظاـ التقاضي أماـ مجمس دولة فرنسي‪.‬‬
‫وىو ما نص عميو المشرع الجزائرؼ في مادة ‪ 833‬مف قانوف اإلجراءات المدنية وادارية فقد كرس مف‬
‫خالليا قاعدة عدـ وقف تنفيذ القرار اإلدارؼ بنصو عمى " ال توقف الدعوػ المرفوعة أماـ المحكمة اإلدارية‬
‫‪،‬تنفيذ القرار اإلدارؼ المتنازع فيو ما لـ ينص القانوف خالؼ ذلؾ‪"2‬‬
‫ويترتب عمى ىذه القاعدة نتائج معاكسة لمقاعدة القاضية بأف لإلستئناؼ أثر موقف بالنسبة اَلحكاـ‬
‫المدنية‪ ،‬فبمجرد صدور الحكـ يتيح لمخصـ الشروع مباشرة في التنفيذ حتى قبل انتياء مواعيد الطعف‬
‫باإلستئناؼ‪ ،‬كما أف سمفة وقت التنفيذ الحكـ المستأنف ال يممكيا قاضي الدرجة اَلولى‪ ،‬كما أف تنفيذ‬
‫المحكوـ عميو لحكـ المحكة االبتدائية ال يعد قبوال لمحكـ كما ال يعد تنازال مف جانبو عف حقو في الطعف‬

‫‪ -1‬سمية كراوف‪ ،‬أسماء كراوف‪ " ،‬آثار الطعف باإلستئناؼ ضد أحكاـ المحكمة اإلدارية "‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات اَلكاديمية‬
‫‪،‬العدد التاسع‪ ،‬جواف ‪ ،2016‬ص ‪.526‬‬
‫‪ -2‬مادة ‪833‬مف القانوف رقـ ‪ 09_08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫باإلستئناؼ‪ ،‬ورغـ أف القاعدة العامة تنص عمى أف اإلستئناؼ ال يوقف تنفيذ الحكـ المستأنف أو القابل‬
‫الطعف فيو باإلستئناؼ ‪ ،‬إال أنيا ترد عمييا اإلستثناءات؛ منيا أنيا يجوز طمب وقف التنفيذ وذلؾ إذا كاف‬
‫القرار مف شأنو أف يعرض المستأنف لخسارة مالية مؤكدة ال يمكف تداركيا ‪ ،‬أو اذا كانت أوجو اإلستئناؼ‬
‫تعديمو‪1.‬‬ ‫تبدو مف التحقيق جدية ومف شأنيا أف تؤدؼ إلى إلغاء الحكـ المطعوف فيو أو‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األثر الناقل لالستئناف‬


‫يقصد باَلثر الناقل لمطعف باالستئناؼ انتقاؿ النزاع الذؼ فصمت فيو محكمة الدرجة اَلولى‪ ،‬إلى‬
‫محكمة الدرجة الثانية التي تعاود النظر فيو برمتو مف حيث الوقائع والقانوف‪ ،‬أؼ إعادة طرح النزاع مف جديد‬
‫أماـ المحكمة االستئنافية _الدرجة الثانية _ بكل ماقدـ فيو مف طمبات قضائية‪ ،‬دفوع‪ ، ...‬فمحكمة االستئناؼ‬
‫التنظر إال في قضية سبق طرحيا أماـ محكمة أوؿ درجة وفصمت فييا لكي تعيد فحصيا مف جديد‪ ،‬مف‬
‫حيث الوقائع والقانوف‪ ،...‬وذلؾ بيدؼ ضماف احتراـ مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬كما أف الطعف باالستئناؼ‬
‫يعطي لقضاة الدرجة الثانية الحق في التصدؼ لمقضية باعتباره سمطة اختيارية‪ ،‬بحيث يتمتع بيا القاضي‬
‫االستئناؼ عند إلغاءه حكـ غير فاصل في الموضوع يكوف لو بمقتضاه سمطة الفصل في موضوع النزاع متى‬
‫كاف مييأ لذلؾ‪ ،‬كما تتمتع جية االستئناؼ بسمطة اإلحالة عمى الدرجة اَلولى‪ ،‬فجية االستئناؼ غير مفيدة‬
‫في جميع جوانب القضية المعروضة عمييا‪ ،‬فقد تقتصر عمى المسائل اَلساسية الواردة فييا وتحيل القضية‬
‫إلى الجية االبتدائية لمفصل فييا مف جديد عمى ضوء اَلحكاـ التي كرستيا‪ .‬ذلؾ َلف الفصل في الدعوػ‬
‫درجتيف‪2.‬‬ ‫َلوؿ مرة أماـ جية استئنافية بشكل طرفا لممبدأ التقاضي عمى‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مواعيد الطعن باإلستئناف‪:‬‬


‫وىو ما نص عميو قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ضمف أحكاـ المادة ‪ 829‬بقولو‪ ":‬يحدد آجاؿ‬
‫الطعف أماـ المحكمة اإلدارية بأربعة (‪ )4‬أشير يسرؼ مف تاريخ التبميغ الشخصي بنسخة مف القرار اإلدارؼ‬
‫التنظيمي‪3".‬‬ ‫الفردؼ ‪ ،‬أو مف تاريخ نشر القرار اإلدارؼ الجماعي أو‬

‫‪ -1‬سمية كراوف‪ ،‬أسماء كراوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪528-527‬‬


‫‪ -2‬بوراس عادؿ ‪ ،‬بوشنافة جماؿ‪ " ،‬اشكاالت التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية بيف متطمبات المبدأ وتوجييات المشرع‬
‫الجزائرؼ" ‪ ،‬مجمة اَلستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية ‪،‬العدد التاسع ‪ ،‬مجمد أوؿ‪ ،‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪.312‬‬
‫‪-1‬مادة ‪ 829‬مف القانوف رقـ ‪ 09_ 08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫ونظر أف الميعاد ىو أيضا خاضع لمنظاـ العاـ فإنو يتـ حسابو مف تاريخ نشر أو تبميغ القرار المطعوف فيو‬
‫بغض النظر عف طبيعة الدعوػ المرتبطة بو ‪ ،‬بحيث أنو تنطمق بداية حساب الميعاد مف اليوـ الموالي‬
‫مباشرةه إلعالف القرار تبميغيا أو نش ار ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النتائج الشرعية عمى ضرورة استحداث محاكم إدارية إلستئناف‬
‫ورغبة في تجسيد مبدأ التقاضي عمى درجتيف ومع مختمف اإلصالحات في الجانب الييكمي لمتنظيـ‬
‫القضائي‪ ،‬فقد أعطى اَلستاذ عمار بوضياؼ عديد التوصيات التي تأمر بضرورة احاطة قضاء االستئناؼ‬
‫في المادة اإلدارية لمحاكـ إستئناؼ إدارية مستقمة يتـ إنشاءىا ليذا الغرض‪ ،‬وىذا اإلجراء يؤدؼ ال محالة‬
‫إلى تحقيق اإلنسجاـ بيف ىيئات القضاء العادؼ واإلدارؼ وفي إطار مبدأ التقاضي عمى درجتيف ‪ ،1‬وىو‬
‫ماأخذ بو مشرع جزائرؼ في تعديمو لدستور ‪ 2022‬ينص في مادة ‪ 179‬عمى إنشاء ىذه المحاكـ وىذا راجع‬
‫بطبيعتو إلشكاالت التي شيدىا اإلستئناؼ في المادة اإلدارية والتي سوؼ نتعرؼ عمييا فيما يمي ‪ :‬بحيث‬
‫سنتناوؿ في المطمب اَلوؿ‪ :‬اإلشكاالت التنظيمية لجية اإلستئناؼ وفي المطمب الثاني‪ :‬اإلشكاالت الوظيفية‬
‫لجية اإلستئناؼ‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلشكاالت التنظيمية لجية اإلستئناف‬


‫نتيجة لمطابع الذؼ تكتسبو المحاكـ أال وىو الفصل في القضايا في آجاؿ معقولة والسعي إلى تحقيق‬
‫العدالة‪ ،‬وجب إنشاء التطبيقي الفعمي لمحاكـ اإلستئناؼ االدارية‪ ،‬وىذا نتيجة إلشكاالت التنظيمية الراجعة‬
‫إلى وحدة جية اإلستئناؼ ‪ ،‬وىو ما سوؼ نتناولو بالتفصيل في الفروع اآلتية‬

‫الفرع األول‪ :‬بعد جية اإلستئناف عن المتقاضين‪:‬‬


‫يشكل الطعف باإلستئناؼ الترجمة اإليجابية لمبدأ التقاضي عمى درجتيف ويعطي حق التقاضي امتداده‬
‫الطبيعي‪2.‬‬

‫‪-2‬عمار بوضياؼ‪ " ،‬مجمس الدولة الجزائرؼ بيف ميمة االجتياد وتعددية االختصاصات القضائية‪ ،‬مجمة الفكر البرلماني‪،‬‬
‫عدد‪ ،13‬جواف ‪ ،2006‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -1‬بوراس عادؿ‪ ،‬بوشنافة جماؿ‪ ،‬اشكاالت التقاضي عمى درجتيف في ـ إدارية بيف متطمبات المبدأ وتوجييات مشرع جزائرؼ‪،‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ‪.318‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫لكف رغـ سعي المشرع إلى إدراؾ ىذا المبدأ ومحاولة التطبيق الفعمي لو إال أنو حصر وكذا وحدة جية‬
‫اإلستئناؼ رتب اشكاالت منيا ‪ :‬بعد ىذه الجية عف المتقاضيف ‪ ،‬وما يترتب عف ذلؾ مف مدػ قدرة‬
‫المتقاضيف عمى تحمل التكاليف واَلعباء الناتجة عف بعد مجمس الدولة كجية إستئناؼ ‪ .‬وما يترتب عف‬
‫تمؾ التكاليف مف تنقل إيواء اَلمر الذؼ قد يؤدؼ إلى عزوؼ المتقاضيف بمد حقيـ في التقاضي أماـ جية‬
‫اإلستئناؼ‪ ،‬ىذا مف جية ومف جية أخرػ فمركزية مجمس الدولة في العاصمة فقط مف شأنو أف يمس بمبدأ‬
‫المساواة المتقاضيف أماـ ىذه الجية فالمتقاضي الذؼ يقيـ بالعاصمة أو أحد بمدياتيا المجاورة ليا يسيل عميو‬
‫اإلتصاؿ بيذه الييئة القضائية اإلستئنافية دوف تحمل تكاليف كبيرة تثقل كاىمو‪ ،1‬عمى غرار المتقاضي الذؼ‬
‫يقطف مثال في الواليات الداخمية أو في المناطق الصحراوية التي تبعد آالؼ الكيمومترات مما قد ينتج عنو‬
‫عدـ ممارستو لحقو في التقاضي وىذا نتيجة لعدـ تجسيد مبدأ تقريب القضاء مف المواطف‪.‬‬
‫وعميو ذىب اَلستاذ عمار بوضياؼ توصياتو عمى ضرورة إناطة قضاء االستئناؼ في المادة االدارية‬
‫لمحاكـ استئناؼ مستقمة‪ ،‬ويستحسف أف تحوؿ الغرؼ الجيوية الخمس (الجزائر قسنطينة‪ ،‬وىراف‪ ،‬بشار‪،‬‬
‫ورقمة) إلى محاكـ استئناؼ في المادة االدارية‪ ،‬وبيذا يصبح الوضع الييكمي لمقضاء االدارؼ مالئـ ليكوف‬
‫‪2‬‬ ‫مبدأ التقاضي عمى درجتيف مكتمال ىيكميا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إطالة عمر النزاع القضائي‪.‬‬


‫إف ظاىرة البطئ في الفصل في الطعوف االستثنائية راجع إلى مركزية جية االستئناؼ‪ ،‬وىو اَلمر الذؼ‬
‫يؤدؼ إلى المساس بشكل مباشر بموضوع القضية نتيجة التأثير في الفصل فيو‪ ،‬خاصة في ظل تعدد جيات‬
‫قضاء درجة اَلولى بوجود ثمانية وأربعوف (‪ )48‬محكمة وقابمية أحكاميا لالستئناؼ أماـ جية وحيدة ممثمة‬
‫في مجمة الدولة‪ ،‬ولعل أبرز مثاؿ عف ذلؾ أنو تـ تقييد عريضة لالستئناؼ أماـ مجمس الدولة تحت رقـ‬
‫‪ 116907‬بتاريخ‪ 2015/06/17 :‬وصدر قرار مجمس الدولة بشأنيا بتاريخ ‪ 2017/04/20‬أؼ بعد‬
‫مرور اثنيف وعشروف (‪ ) 22‬شيرا‪ ،‬وعميو يمكف القوؿ أف ظاىرة البطء التي أًصبحت مف سمات قضاء‬
‫االستئناؼ االدارؼ مف شأنيا المساس بحقوؽ ومصالح المتقاضييف‪ ،‬وىنا تبرز ضرورة حوكمة جية‬

‫‪ -2‬بوراس عادؿ‪ ،‬بوشنافة جماؿ‪ " ،‬مركزية جية اإلستئناؼ في مادة اإلدارية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪-3‬دمحم بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫االستئناؼ لمتخمص مف ىذه الظاىرة بإعفاء مجمس الدولة مف النظر في الطعوف االستئنافية مف جية‬
‫معقولة‪1‬‬ ‫وضرورة تقييد جيات االستئناؼ أثناء فصميا في الطعوف بآجاؿ‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إثقال مجمس الدولة بممفات االستئناف‪:‬‬


‫نظ ار إلى أف المشرع عيد بوظيفة االستئناؼ لمجمس الدولة فقد تداركيا مؤخ ار في تعديمو الدستور‬
‫‪ 2022‬بحيث أعطى ليا دور رقابي َلعماؿ محاكـ االدارية لإلستئناؼ‪ ،‬ومرد ىذ التغير يرجع بطبيعتو أف‬
‫عندما كانت وظيفة االستئناؼ مقتصرة عمى مجمس الدولة فقد أحدث تغيي ار وضيفيا وموضوعيا فيما يخص‬
‫أداء مجمس الدولة بتحويمو مف محكمة قانوف إلى محكمة وقائع بفصمو في الطعوف االستثنائية رغـ طابق‬
‫العموؼ‪ ،‬واَلمر الذؼ يؤذؼ بطبيعة الحاؿ إلى إثقاؿ مجمس الدولة بممفات االستئناؼ خاصة يصدر برفع عدد‬
‫المحاكـ االدارية‪ ،‬وىو ما سيترتب عميو دوف شؾ تزايد عدد الممفات المعروضة عمى ىذه الييئة القضائية‬
‫العميا‪َ ،‬لنو يتصور مف الناحية العممية أف الخصـ الذؼ يصدر الحكـ ضده عمى مستوػ الدرجة اَلولى أف‬
‫يبادر إلى رقع اإلستئناؼ سواءا أكاف شخص طبيعي أو معنوؼ وبالتالي تزايد عدد الطعوف يؤدؼ بطبيعة‬
‫الدولة‪2.‬‬ ‫الحاؿ إلى إرىاؽ واثقاؿ كاىل موظفي مجمس‬
‫وعميو فإف كثرة اَلحكاـ الصادرة مف المحاكـ اإلبتدائية ورفع اإلستئناؼ أماـ مجمس الدولة قد تحيده‬
‫بطبيعة الحاؿ عف دوره الثاني‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار يمكف القوؿ أف المشرع الجزائرؼ لـ يوقف عندما عقد اإلختصاص بالنظر في طعف‬
‫في اإلستئناؼ لنجمس الدوؿ بسمطة الفصل في الطعف باإلستئناؼ‪ ،‬بل أنو أحدث تغيي ار وضيفيا وموضوعيا‬
‫فيما يخص مجمس الدولة‪ ،‬وحولو مف محكمة قانوف إلى محكمة وقائع ييتـ بيا وىو يفصل الطعوف في‬
‫اإلستئناؼ رغـ الطابع العموؼ ليذه المحكمة‪ ،‬بحيث كاف مف اَلأفضل أف يعفي المشرع مجمس الدولة مف‬
‫تحمل عبئ ضاء اإلستئناؼ َلنو قضاء يتعمق بالكثير مف جوانبو بالوقائع طبق ما يقتضيو التقاضي عمى‬
‫درجتيف وكذلؾ اإلشكاالت المتعمقة حوؿ مجمس الدولة كقاضي إستئناؼ فيما يخص الطعف في الق اررات‬
‫النيائية الصادرة عنو بإعتباره ىيئة إستئناؼ وأف كثرة الطعةف أماـ مجمس الدولة تشتت جيودىـ‪ ،‬وخاصة أف‬

‫‪-1‬بوراس عادؿ‪ -‬بوشنافة جماؿ‪" ،‬مركزية جية اإلستئناؼ في المادة اإلدارية واشكاالتيا"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪-258 ،-‬‬
‫‪.259‬‬
‫‪-2‬بوراس عادؿ‪ -‬بوشنافة جماؿ‪" ،‬مركزية جية اإلستئناؼ في المادة اإلدارية واشكاالتيا"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫دور مجمس الدولة أوسع إ ما تـ مقارنتو بدور المحكمة العميا‪ ،‬وباإلضافة إلى مختمف اإلشكاالت المتعمق‬
‫الدولة‪1.‬‬ ‫والق اررات القضائية الصادرة إبتدائيا ونيائيا عف مجمس‬
‫وىو اَلمر الذؼ تفطف إليو المشرع الجزائرؼ الذؼ أكد حديثا وفي تعديمو اَلخير في الدستور عمى إنشاء‬
‫المحاكـ اإلدارية لإلستئناؼ‪ ،‬وىذا راجع بطبيعة الحاؿ إلى اإلشكاليات المشار إلييا سباقا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلشكاالت الوظيفية لجية اإلستئناف ‪:‬‬


‫بغرار ما تـ ذكره مف إشكاالت التنظيمية لجية اإلستئناؼ التي دفعت إلى ضرورة إنشاء المحاكـ‬
‫اإلدارية لإلستئناؼ‪ ،‬وجددت أيضا إشكاالت وظيفية‪ ،‬وىو ما سوؼ نتناولو مف خالؿ الفروع التالية ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬من حيث وعاء الدعوى اإلدارية بين التوسيع والتضييق ‪:‬‬
‫يشمل مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية‪ ،‬جميع الدعاوؼ التي يتألف منيا القضاء اإلدارؼ‬
‫ويتفاعل بداخميا ىذا المبدأ‪ ،‬ومنو فإف المشرع عمل عمى توسيع وعاء الدعوة اإلدارية في مرحمة أولى بجعل‬
‫المحاكـ اإلدارية وفق ما نص عميو في المادة ‪ 800‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية كأصل عاـ‬
‫صاحبة الوالية العامة في المنازعة اإلدارية سواءا أتعمقت بدعاوػ مشروعية (دعاوػ اإللغاء‪ ،‬فحص‬
‫المشروعية‪ ،‬الدعاوؼ التفسيرية) ودعاوػ القضاء الكامل او الدعوػ االستعجالية لتفصل فييا كدرجة اولى‬
‫بحكـ قابل الستئناؼ اماـ مجمس الدولة غير اف المشرع الجزائرؼ ضيق مف وعاء الدعوػ باف اخرج منيا‬
‫دعاوػ المشروعية مف الغاء و تفسير و فحص المشروعية لمق اررات الصادرة عف السمطات االدارية المركزية‬
‫و الييئات العمومية والمنضمات المينية الوطنية وذلؾ بموجب نص المادة ‪ 09‬مف القانوف العضوؼ رقـ‬
‫‪ 01-98‬المتعمق بإختصاصات مجمس الدولة المعدؿ والمتمـ وكذا نص المادة ‪ 901‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية ‪.‬‬

‫‪-1‬يعيش تماـ شوقي‪" ،‬الق اررات القضائية القابمة لمطعف بالمنقذ اماـ مجمس الدولة"‪ ،‬ع‪ ،05‬جانفي ‪ 2016‬ص‪.294-293 -‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سمطات القاضي عمى الخصومة القاضي عمى الخصومة االستئنافية و‬
‫اشكاالتو‪.‬‬
‫مف النتائج العممية لإلستئناؼ‪ ،‬إعادة النظر في النزاع وبحثو مف جديد مف حيث الوقائع والقانوف وفي‬
‫حدود ما تـ إستئنافو أماـ قضاة الجية اإلستئنافية فبموجب اَلثر الناقل يكوف لقضاة الدرجة الثانية نفس‬
‫سمطات قضاة الدرجة االولى عمى النزاع اما بالنسبة ليده الجزئية سوؼ نفصل فييا كمايمي ‪:‬‬
‫سمطات مجمس الدولة في التصدؼ لموضوع القضية ‪:‬‬
‫يعتبر التصدؼ سمطة إختيارية يتمتع بيا قاضي اإلستئناؼ عند إلغاء حكـ غير فاصل في الموضوع‬
‫يكوف لو بمقتضاه سمطة الفصل في موضوع النزاع إذا كاف مييئ لذلؾ‪.‬‬
‫ومف بيف سمطة التصدؼ إلغاء الحكـ اإلبتدائي وعمى أف تكوف القضية مييئة لمفصل فييا ويكوف ذلؾ ما‬
‫قدـ اَلطراؼ طمباتو ودفوعيـ في موضوعيا دوف الحاجة إلى إجراء تحقيق إضافي وىما الخمفيتاف التي تثوـ‬
‫عمييا فكرة التصدؼ كونيا ييدؼ إلى توفير الوقت عمى المتقاضيف دوف المساس بحقوقيـ كما يجب أف تكوف‬
‫القضية مف إختصاص مجمس الدولة كجية إستئناؼ وبالتالي في ىذه الحالة يقتصر دوره عمى إلغاء القرار‬
‫المستأنف لعدـ إختصاص دوف التصدؼ لموضوع الدعوػ أو إحالتيا إلى الجية القضائية المختصة‪.‬‬
‫وتنتيي والية مجمس الدولة في الخصومة اإلستئنافية حيف يفصل فييا مف حيث الوقائع و القانوف بموجب‬
‫ق ار ار نيائي بحيث انو بصدور الحكـ مف الدرجة الثانية يكوف بمثابة حكـ نيائي غير قابل لإلستئناؼ مرة‬
‫ثانية عمى أساس المبدأ المكرس في مختمف التشريعات والمتمثمة في ممارسة حق الطعف واإلستئناؼ مرة‬
‫واحدة بيدؼ وضع حد لمنزاع ‪ .‬وىدا الطابع النيائي لمق اررات الصادرة عف مجمس الدولة اليمكف الطعف‬
‫الفييا اال بواسطة طرقي الطعف غير العادييف المتمثمييف في التماس اعادة النظر وفي تصحيح غمط المادؼ‬
‫‪1‬‬
‫المديف تـ حصرىما في اطار ضيق كما تـ اخضاعيما لشروط محددة قانونا ‪.‬‬

‫‪1‬بوراس عادؿ‪-‬بوشناافة عادؿ‪" ،‬مركز ية جية اإلستئناؼ في المادة اإلدارية واشكاالتيا"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.266-260‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫اف مف بيف اىـ ما يستخمص مف ىذا الفصل اف المشرع الجزائرؼ سعى حثيثا الى التطبيق الجدؼ لمبدا‬
‫التقاضي عمى درجتيف وخاصة في تعديل لدستور ‪2020‬حيث تكمـ وَلوؿ مرة عمى المصالح االدارية‬
‫الستئناؼ لكف دوف اف يفصل فييا مف ناحية تحديد ىياكميا وماىوا مخوؿ ليا بموجب القانوف في اطار‬
‫ممارستيا لمياميا ولذا وباعتبار اف المحكمة االدارية لالستئناؼ تعتبر ‪.‬كجية او درجة ثانية فالتقاضي‪.‬‬
‫فيي تطبق عمييا في غالب االمر االجراءات والشروط وكذألؾ االثار المتعمقة باالستئناؼ والمنصوص عمييا‬
‫في قانوف االجراءات المدنية واالدارية ‪.‬‬
‫كما اف مف ابرز النتائج المترتبة عمى انشاء المحكمة االدارية لالستئناؼ ىو كثرة السمبيات واالنتقادات‬
‫الموجية لمجمس الدولة وحتى ماعانى منو ىذا االخير‪ .‬نتيجة كثرة الطعوف المقدـ لو مف مختمف المحاكـ‬
‫االدارية االمر الذؼ ادػ بالمشرع الجزائرؼ ال دراؾ ىذا النقص خاصة ومقارنة معا غيره مف دوؿ كفرنسا‬
‫والمغرب الى االسراع في انشاء درجة تقاضي ثانية واعتبار مجمس دولة بعد ذلؾ كييئة عميا كما اف بعد جية‬
‫االستئناؼ عف المتقاضيف صعب المأمورية لألفراد في ممارسة حق التقاضي المكفوؿ دستوريا وىذا راجع‬
‫الى مركزية جية استئناؼ ‪-‬مجمس دولة‪ -‬في العاصمة والذؼ يترتب عميو خرؽ مبدا تقريب القضاء مف‬
‫المواطف ىذا مف جية ومف جية اخرػ المساس بمبدأ المساواة اماـ القضاء وحتى اماـ القضاء العادؼ كوف‬
‫ىذا االخير يتكوف مف محاكـ ثـ مجالس ثـ محكمة عميا بخالؼ القضاء االدارؼ الذؼ يتشكل مف محاكـ‬
‫ادارية كدرجة اولى ومجمس الدولة الذؼ يعتبر جية استئناؼ وجية نقض في نفس الوقت واالمر الذؼ‬
‫استدعى بالضرورة الى انشاء درجة ثانية لتقاضي مستقمة عف مجمس الدولة وخاصة لطوؿ مدة الفصل في‬
‫النزاع اماـ ىذه الجية لذا تـ انشاء محاكـ ادارية لالستئناؼ كنتيجة لمختمف ىذه المشكالت التي سبق طرحيا‬

‫‪44‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫وفي نياية موضوع الدراسة يتبيف جميا اف مبدا التقاضي عمى درجتيف مف بيف اىـ المبادغ القانونية‬
‫والتي تسعى اؼ دولة الى تحقيقو الف بتحقيقو تستطيع تحقيق المساوات بيف االفراد فيما بينيـ وؾ>ا حتى بيف‬
‫اجيزتيا االدارية في حد ذا تيا ‪ ،‬وىو االمر الذؼ يكفل بطبيعة الحاؿ التطبيق السميـ لمقانوف ورغـ ذلؾ فاف‬
‫ىذا المبدا تشوبو اشكاالت بحيث انيا تختمف مف درجة الى اخرػ فمف جية فيو لـ ياخذ البناء الييكمي‬
‫المتعارؼ عميو في القانوف المقارف مف خالؿ النقص الذؼ كاف يعتمي الجانب االدارؼ او القضاء االدارؼ‬
‫باَلحرػ‪.‬‬

‫استخمصت في نياية ىذه الدراسة النتائج التالية‪:‬‬


‫اف المشرع الجزائرؼ سعى حثيثا لتطبيق الجدؼ لمبدا التقاضي عمى درجتيف وخاصة في تعديمو لدستور‬
‫‪ 2020‬حيث تكمـ والوؿ مرة عف المحاكـ االدارية لالستئناؼ لكف دوف أف يفصل فييا مف ناحية تحديد‬
‫ىياكميا ‪ ،‬وماىو مخوؿ ليا بممارستو بموجب القانوف ‪ ،‬وكذا باعتبار اف المحكمة االدارية لالستئناؼ تعتبر‬
‫جية او درجة ثانية في التقاضي ؛ فيي تطبق عمييا في غالب االحياف الشروط وكذلؾ االثار المتعمقة‬
‫باالستئناؼ و المنصوص عمييا في قانوف االجراءات المدنية و االدارية‪.‬‬
‫؛ ىو كثرة السمبيات‬ ‫كما اف مف ابرز النتائج المترتبة عمى انشاء المحكمة االدارية لالستئناؼ‬
‫واالنتقادات الموجية لمجمس الدولة وحتى ماعانى منو ىذا (ىذا االخير ) في اطار ممارستو لميامو وكذا‬
‫كثرة الطعوف المقدـ لو مف مختمف المحاكـ االدارية االمر الذؼ ادػ بالمشرع الجزائرؼ الدراؾ ىذا النقص‬
‫خاصة ومقارنة معا غيره مف دوؿ كفرنسا والمغرب مما ادػ الى االسراع في انشاء درجة تغاضي ثانية‬
‫واعتبار مجمس دولة بعد ذلؾ كييئة عميا وممارسة دورىا في الرقابة‬
‫كما اف بعد جية االستئناؼ عف المتغاضييف صعب المامورية لالفراد في ممارسة حق التغاضي‬
‫المكفوؿ دستوريا وىذا راجع الى مركزية جية استئناؼ مجمس دولة في العاصمة والذؼ يترتب عميو حق مبدا‬
‫تقريب القضاء مف المواطف ىذا مف جية ومف جية اخرػ االساس بمبدا المساواة اماـ القضاء وحتى اماـ‬
‫القضاء العادؼ كوف ىذا االخير يتكوف مف محاكـ ثـ مجالس ثـ محكمة عميا بخالؼ القضاء االدارؼ الذؼ‬
‫يتشكل مف محاكـ ادارية كدرجة اولى ومجمس الدولة الذؼ يعتبر جية استئناؼ وجية نقض في نفس الوقت‬
‫واالمر الذؼ استدعى بالضرورة الى انشاء درجة ثانية التقاضي مستقل عف مجمس الدولة وخاصة لطوؿ مدة‬

‫‪45‬‬
‫الفصل في النزاع اماـ ىذه الجية لذا تـ انشاء محامؾ ادارية لالستئناؼ كنتيجة لمختمف ىذه االشكاالت التي‬
‫سبق طرحيا‪.‬‬
‫وعمى ضوء النتائج المتوصل الييا خالؿ ىذه الدراسة ارتايت القتراح مايمي‪:‬‬
‫عمى المشرع الجزائرؼ اال قتاد الى ماذىبت اليو مختمف التشريعات المقارنة في االخذ بانشاء المحاكـ‬
‫االدارية لالستاناؼ كفرنسا ‪ ،‬واستغالؿ ما تتمتع وتزخر بو الدولة مف امكانيات وموارد لالرتقاء بالقضاء‬
‫االدارؼ‪.‬‬
‫االسراع كل االسراع في اصدار القانوف الخاص المنظـ لمختمف الجوانب المتعمقة بالمحاكـ االدارية‬
‫لالستئناؼ‪.‬‬
‫ومما الشؾ فيو اف موضوع البحث كاف قميل المادة العممية نظ ار لصدوره مؤخ ار في التعديل الدستورؼ‬
‫‪ 2020‬وؾ ما صدر مؤخ ار في الجريدة الرسمية ‪ 18‬ماؼ ‪ 2022‬اؿ\ نص عمى ضرورة تنصيب رؤساء‬
‫لممحاكـ االدارية لالستىناؼ ‪،‬في الغوض في ىكذا تجربة عممية كاف ممتع مف جية ومف جية اخرػ صعب‬
‫وىذا مايحسب لطالب الجدية و المثابرة لفتح الباب ليذا الموضوع الجديد‪.‬‬
‫وفي االخير ماعمينا اف نحمد هللا العمى نعمة العقل و الديف ويشرفنا أف نختـ رسالتي بالصالة والسالـ عمى‬
‫اشرؼ واطير انساف عمى وجو المعمورة دمحم المصطفى صمى هللا عميو وسمـ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫و المراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬المصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬الدستور الجزائرؼ ‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪ ، 1996‬منشور بموجب مرسوـ رئاسي رقـ ‪- 69‬‬
‫‪ 438‬المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ، 1996‬ج ر ج ج ‪ ،‬العدد ‪ ، 76‬الصادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ، 1996‬المعدؿ و‬
‫المتمـ بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 251 ، 20‬المؤرخ في ‪ 27‬عاـ ‪ 1442‬الموافق ؿ ‪ 15‬سبتمبر ‪2020‬‬
‫يتضمف استدعاء الييئة االنتخابية لالستفتاء المتعمق بمشروع تعديل الدستور ‪.‬‬
‫‪ -2‬قانوف عضوؼ رقـ ‪ ، 01-98‬مؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪، 1998‬يتعمق باختصاصات مجمس الدولة و‬
‫تنظيمو و عممو ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد‪، 37‬الصادرة ‪. 1998‬‬
‫‪ -3‬القانوف العضوؼ ‪ 03-98‬المؤرخ في ‪ ، 1998 /06 /3‬متعمق باختصاص محكمة التنازع و تنظيميا‬
‫و عمميا ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪، 39‬الصادر سنة ‪1998‬‬
‫‪ -4‬القانوف رقـ ‪، 02-98‬مؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪، 1998‬يتعمق بالمحاكـ االدارية ‪،‬الجريدة الرسمية‬
‫‪،‬عدد‪،63‬الصادر سنة ‪1998‬‬
‫‪ -5‬قانوف رقـ ‪ ،01 -86‬المؤرخ في ‪ ،1986-01-28‬يتضمف تعديل قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ،04‬الصادرة سنة ‪.1986‬‬
‫‪ -6‬قانوف رقـ ‪ ،22-89‬المؤرخ ‪ ،1989/12/12‬المتعمق بصالحيات المحكمة العميا‪ ،‬تنظيميا وسيرىا ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية رقـ ‪ ،53‬سنة ‪.1989‬‬
‫‪ -7‬القانوف ‪ ، 09-08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقـ ‪ 21‬سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -8‬القانوف رقـ ‪ 20-95‬المتعمق بمجمس المحاسبة و المؤرخ في ‪ 1995/07/17‬المعدؿ و المتمـ باالمر‬
‫رقـ ‪ 02-10‬المؤرخ في ‪ 26‬اوت ‪2010‬‬
‫‪ -9‬قانوف رقـ ‪ ، 09-08‬مؤرخ في ‪25‬فيبراير‪، 2008‬المتضمف قانوف االجراءات المدنية واالدارية ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪،‬عدد ‪،21‬الصادر سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -10‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ ، 247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ، 2015‬يتضمف تنظيـ الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫وتفويضات المرفق العاـ ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 50‬الصادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ -11‬المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪365-98‬الذؼ يحدد كيفية تطبيق احكاـ القانوف رقـ ‪ 02-98‬المؤرخ في‬
‫‪، 1998/05/30‬المتعمق بالمحاكـ االدارية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪،85‬الصادر سنة ‪1998‬‬
‫‪ -12‬المرسوـ التنفيذؼ ‪ ،195-11‬المؤرخ في ‪ ،2011/05/22‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪، 29‬الصادر‬
‫سنة‪، 2011‬معدؿ و متمـ لممرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪365-98‬‬
‫‪ -13‬مجمس الدولة‪ ،‬قرار رقـ ‪ 047633‬المؤرخ في ‪ ، 2009 / 05 / 27‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬العدد ‪10‬‬
‫‪. 2012 ،‬‬

‫‪48‬‬
‫‪-2‬المراجع ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫‪ -1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬النظاـ القضائي الجزائرؼ‪ ،‬دار الريحانة لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد ىندؼ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف حدوده وتطبيقاتو في القانوف المصرؼ والقانوف الفرنسي ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬مصر ‪.،1992 ،‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬مبادغ النظاـ القضائي في اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف وتطبيقاتو في القانوف‬
‫الجزائرؼ‪ ،‬مجمة العموـ االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ 3‬جانفي‪ ،2008‬تبسة‬
‫‪ -4‬عبد الرحماف بربارة‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات بغدادؼ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -5‬الدكتور نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في الطعف باالستئناؼ في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر‪،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -6‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ في الجزائر‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬‬
‫‪ -7‬أمينة النمر‪ ،‬قوانيف المرافعات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1989 ،‬‬
‫‪ -8‬أحمد ىندؼ ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -9‬رشيد خموفي‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬الجزء اَلوؿ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013،‬‬
‫‪ -10‬رشيد خموفي ‪ ،‬القضاء اإلدارؼ تنظيـ واختصاص ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -11‬رشيد خموفي‪ ،‬قانوف المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء اَلوؿ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -12‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬يسرؼ ابو العال ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪،‬عنابة‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار لعومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 2012،‬‬
‫‪ -14‬جيياف دمحم ابراىيـ جادو ‪ ،‬االجراءات االدارية لمطعف في االحكاـ القضائية االدارية (دراسة مقارنة )‬
‫دار الكتاب القانوني ‪. 2009،‬‬
‫محمود السيد التحيوؼ ‪ ،‬الطعف في االحكاـ القضائية ‪ ،‬واد الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪.2003،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫‪ -16‬سعيد بوعمي ‪ ،‬المنازعات االدارية في ظل القانوف الجزائرؼ دار بمقيس الجزائر ‪.2014،‬‬
‫‪ -17‬عمار بوضياؼ ‪،‬المرجع في المنازعات االدارية‪ ،‬القسـ االوؿ ‪ ،‬االطار النظرؼ لممنازعات االدارية ‪،‬‬
‫جسور لمنشر و التوزيع الجزائر ‪. 2013 ،‬‬
‫‪ -18‬سيد أحمد محمود ‪ ،‬اصوؿ التقاضي وفقا لقانوف المرافعات ‪ ،‬دوف دار نشر ‪2005 ،‬‬
‫‪ -19‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬المعيار العضوؼ و اشكاالتو القانونية في ضوء قانوف االجراءات المدنية و‬
‫االدارية ‪ ،‬مجمة مجمس الدولة ‪ ،‬العدد ‪. 2012 ، 10‬‬
‫‪ -20‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات االدارية ‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪.2009‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -21‬مجمس الدولة ‪ ،‬قرار رقـ ‪ 072652‬المؤرخ في ‪، 2012/07/19‬مجمة مجمس الدولة ‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫‪. 2012‬‬
‫‪ -22‬عمار عوابدؼ‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات االدارية في النظاـ القضائي الجزائرؼ ‪ ،‬الجزء االوؿ ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -23‬عمار عوايدؼ ‪ ،‬قضاء التفسير في القانوف االدارؼ الجزائرؼ ‪ ،‬دار ىومة لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪. 2004‬‬
‫‪ -24‬عمار عوايدؼ ‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات االدارية النظاـ القضائي في الجزائر ‪ ،‬الجزء الثاني‬
‫‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -25‬فريدة قصير مزياني ‪.‬مبادغ القانوف االدارؼ الجزائرؼ ‪،‬مطبعة عمار قرفي ‪ ،‬باتنة ‪.2001 ،‬‬
‫‪ -26‬دمحم الصغير بعمي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات االدارية ‪ ،‬طبعة مزيده و منقحة ‪ ،‬عنابة ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -27‬عمار بوضياؼ‪،‬دعوػ االلغاء في قانوف االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬جسور النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2009،‬‬
‫‪ -28‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬القسـ الثاني ( الجوانب التطبيقية لممنازعة اإلدارية)‪،‬‬
‫جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر الطبعة اَلولى‪.‬‬
‫‪ -29‬مجمس الدولة‪ ،‬قرار رقـ ‪ 062814‬المؤرخ في ‪ ، 2010 / 12 / 01‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬العدد ‪10‬‬
‫‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -30‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المدخل لمعموـ القانونية‪ ،‬دار ريحانة‪ ،‬الجزائر ‪.2000 ،‬‬
‫‪ -31‬جياف دمحم ابراىيـ جادو ‪" ،‬االجراءات االدارية لطعف في االحكاـ القضائية االدارية "‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار‬
‫الكتاب القانوني‪.2009 ،‬‬
‫‪ -32‬وسيمة حمود سدرة ‪ " ،‬التنظيـ القضاء االدارؼ "–تفعيل الرقابة القضائية عمى اعماؿ االدارة العامة‬
‫دراسة مقارنة –"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬الجزائر ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -33‬دمحم ماىر ابو العينيف ‪"،‬الدفوع في نطاؽ القانوف العاـ " ‪ ،‬الكتاب الثالث ‪"،‬الدفوع اماـ محكمة الطعف‬
‫ضد القضاء االدارؼ " ‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬د‪.‬ف‪.‬‬
‫‪ -34‬نواؼ كنعاف ‪ "،‬القضاء االدارؼ ‪"،‬ط‪ ، 1‬دار الثقافة لنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -35‬سالـ بف راشد العموؼ ‪ " ،‬القضاء االدارؼ " ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف ‪-37. 2009 ،‬‬
‫عبد العزيز بف احمد بف دمحم الصقرؼ ‪ " ،‬اجراءات استئناؼ االحكاـ االدارية " ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة لنشر‬
‫والتوزيع يونيو ‪.2011‬‬
‫المقاالت ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -1‬فريدة عمواش‪ ،‬ماجدة شييناز بودوح ‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية حالة الجزائر‪ ،‬مجمة‬
‫االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬نوفمبر ‪.2005‬‬
‫‪ -2‬ماجدة شييناز بودوح ‪ ،‬قواعد االختصاص االدارؼ في ظل قانوف االجراءات المدنية و االدرية ‪- 08‬‬
‫‪،-09‬مجمة المنتدػ القانوني ‪ ،‬العدد السابق ‪ ،‬بسكرة ‪،‬‬
‫‪ -3‬عادؿ بوراس‪ ،‬بوشناقة جماؿ‪ ،‬إشكاالت التقاضي عمى درجتيف في المادة اإلدارية بيف متطمبات المبدأ‬
‫وتوجيات المشرع الجزائرؼ‪ ،‬مجمة اَلستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪،‬‬
‫العدد التاسع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ -4‬بوراس عادؿ – بوشنافة جماؿ ‪"،‬مركزية جية االستئناؼ في المادة االدارية واشكاالتيا " ‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 1‬عدد ‪ ، 33‬الجزء الثالث سبتمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -5‬بف طاع هللا زىيرة ‪ " ،‬شرط المصمحة واثار زوالو اثناء السير في الدعوة " مجمة االجتياد القضائي ‪،‬‬
‫المجمد ‪ /، 12‬العدد الثاتي ‪ 20 ،‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -6‬سمية كراوف – أسماء كراوف ‪"،‬اثار الطعف في االستئناؼ ضد أحكاـ المحكمة االدارية " ‪ ،‬مجمة الباحث‬
‫لدراسات االكاديمية ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬جواف ‪.2016‬‬
‫‪ -7‬عمار بو ضياؼ " مجمس الدولة الجزائرؼ بيف ميمة االجتياد وتعددية االختصاصات القضائية "‪ ،‬مجمة‬
‫الفكر البرلماني ‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جواف ‪.2006‬‬
‫‪ -8‬يعيش تماـ شوقي ‪ "،‬الق اررات القضائية القابمة لطعف بالنقض اماـ مجمس الدولة في التشريع الجزائرؼ‬
‫العدد الخامس ‪ ،‬جانفي ‪.2016‬‬
‫االبحاث االكادمية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مذكرات ماجستر‪:‬‬
‫‪ -1‬الزىرة نصيبي‪ ،‬االختصاص النوعي بيف مجمس الدولة و المحاكـ االدارية في الجزائر ‪ ،‬بحث مقدـ لنيل‬
‫شيادة الماجستر في الحقوؽ تخصص قانوف ادارؼ و ادارة عامة ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫ب‪ -‬مذكرة ماستر ‪:‬‬
‫‪ -1‬رجداؿ حسنة‪ ،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف في محكمة الجنايات‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪.2008 ،‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ ،‬تـ االطالع عميو في ‪28‬ماؼ ‪ 2022‬الساعة ‪11‬‬
‫‪HTTPS://ar.m.wikipidia.org/wiki/‬المحكمة ‪-‬االدارية‪.‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ ،‬تـ االطالع عميو في ‪31‬ماؼ ‪ 2022‬الساعة ‪21:35‬‬

‫‪51‬‬
‫‪HTTPS://ar.m.wikipidia.org/wiki/‬محاكـ ‪-‬االستئناؼ‪-‬االدارية‪.‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ ،‬تـ االطالع عميو في ‪31‬ماؼ ‪ 2022‬الساعة ‪21:45‬‬
‫‪HTTPS://ar.m.wikipidia.org/wiki/‬محكمة ‪-‬االستئناؼ‪.‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ ،‬تـ االطالع عميو في ‪31‬ماؼ ‪ 2022‬الساعة ‪22:15‬‬
‫‪https://www.justise.gov.tn/index.php?id-327‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪ ،‬تـ االطالع عميو في ‪ 1‬جواف‪ 2022‬الساعة ‪15:20‬‬
‫‪/HTTPS://ar.m.wikipidia.org/wiki‬محاكـ ‪-‬االستئناؼ‪-‬االدارية ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فيرس‬
‫المحتويات‬

‫‪53‬‬
‫فيرس المحتويات‪:‬‬
‫الشكر والعرفان‪:‬‬
‫اإلىداء ‪:‬‬

‫مقدمة ‪ ..................................................................................................‬أ‬

‫الفصل األول‪:‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪2020‬‬

‫تمييد ‪6 ..................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إشكاالت مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية قبل التعديل الدستوري ‪:2020‬‬
‫‪Erreur ! Signet non défini. ........................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية‪7 ................................... :‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية ‪7 ...................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مبدأ التقاضي عمى درجتين ‪8 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية مبدأ التقاضي عمى درجتين‪9 ....................................................... :‬‬

‫أوال‪ :‬تحقيق عدالة األحكام والق اررات‪9 ................................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬التطبيق السميم والصحيح لمقانون ‪9 ................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضمان حقوق الدفاع‪10 .......................................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تأصيل مبدأ التقاضي ‪10 ...................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬في القانون الروماني‪10 ........................................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬في القانون الفرنسي ‪11 ...........................................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إشكاالت تفعيل البعد الييكمي لمبدأ التقاضي عمى درجتين‪12 .............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوضع الييكمي من سنة ‪ 1962‬إلى غاية ‪12 ...................................... 1996‬‬

‫أوال‪ :‬من سنة ‪1962‬إلى ‪12 ..................................................................... 1965‬‬

‫‪53‬‬
‫ثانيا‪ :‬من سنة ‪ 1965‬إلى سنة ‪13 ..............................................................1996‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوضع الييكمي من ‪ 1996‬إلى غاية ‪( 2020‬التعديل األخير) ‪15 .........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة اإلدارية‪17 .............................. .‬‬

‫المطمب االول‪ :‬اشكاالت تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين في المادة االدارية‪17 ..................... :‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬انعقاد والية الدرجة االولى في التقاضي ‪17 ................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬انعقاد والية الدرجة الثانية في التقاضي ‪19 ................................................‬‬

‫اوال‪ :‬تغيير الطبيعة القانونية لمجمس الدولة ‪20 ........................................................ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬اطالة عمر النزاع ‪20 .............................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم جواز الطعن في الق اررات النيائية الصادرة عن مجمس الدولة باعتباره ىيئة استئناف ‪21 ..... :‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬اشكاالت الطعن بالنقض امام مجمس الدولة‪21 .............................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬االستثناءات الواردة عمى تطبيقات مبدأ التقاضي عمى درجتين ‪23 .......................‬‬

‫الفرع االول‪ :‬االختصاص االبتدائي النيائي لمجمس الدولة‪23 ........................................... .‬‬

‫اوال ‪ :‬دعوى االلغاء‪24 ................................................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى التفسير‪24 ................................................................................ :‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعوى تقدير المشروعية‪24 ....................................................................... :‬‬

‫رابعا ‪ :‬السمطات االدارية المركزية ‪24 .................................................................. :‬‬

‫خامسا ‪ :‬الييئات العمومية الوطنية‪25 .................................................................. :‬‬

‫سادسا ‪ :‬المنظمات المينية الوطنية ‪25 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص االبتدائي النيائي لممحاكم االدارية‪26 ......................................... :‬‬

‫اوال ‪ :‬االحكام المتعمقة بالنصاب القانوني ‪26 ........................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحكام الغير قطعية) التحضيرية والتمييدية(‪27 .................................................. :‬‬

‫ثالثا‪ :‬المنازعات االنتخابية) المحمية والبرلمانية(‪27 ..................................................... :‬‬

‫‪54‬‬
‫رابعا ‪:‬الطابع النيائي لبعض األ وامر االستعجالية‪28 ..................................................... :‬‬

‫خالصة الفصل االول‪29 ................................................................................ :‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬النتائج المترتبة عمى أحداث محاكم إدارية االستئناف في نطاق مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫في ظل التعديل الدستوري ‪2020‬‬

‫تمييد‪30 ............................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ما ىية المحكمة االدارية لالستئناف‪30 ...................................................‬‬

‫مطمب األول‪ :‬مفيوم المحكمة اإلدارية لالستئناف‪30 .................................................... :‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المحكمة اإلدارية لالستئناف‪30 ................................................... .‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيمة المحكمة اإلدارية لإلستئناف ‪33 ....................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط قبول اإلستئناف‪34 ................................................................ :‬‬

‫‪-1‬الصفة في اإلستئناف‪34 ............................................................................ :‬‬

‫‪-2‬المصمحة في االستئناف‪35 ......................................................................... :‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬آثار الطعن باإلستئناف في أحكام محاكم إدارية أمام المحكمة اإلستئنافية‪37 ........... .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األثر غير الموقف لمطعن باإلستئناف‪37 .................................................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األثر الناقل لالستئناف‪38 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مواعيد الطعن باإلستئناف‪38 ............................................................. :‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النتائج الشرعية عمى ضرورة استحداث محاكم إدارية إلستئناف ‪39 .......................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلشكاالت التنظيمية لجية اإلستئناف ‪39 .................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بعد جية اإلستئناف عن المتقاضين‪39 .................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إطالة عمر النزاع القضائي‪40 ............................................................ .‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إثقال مجمس الدولة بممفات االستئناف‪41 ................................................. :‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلشكاالت الوظيفية لجية اإلستئناف‪42 ................................................ :‬‬

‫‪55‬‬
‫الفرع األول‪ :‬من حيث وعاء الدعوى اإلدارية بين التوسيع والتضييق‪42 .................................:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطات القاضي عمى الخصومة القاضي عمى الخصومة االستئنافية و اشكاالتو‪43 ........ .‬‬

‫خالصة ‪44 ............................................................................................ :‬‬

‫خاتمة ‪45 ..............................................................................................:‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪48 ........................................................................... :‬‬

‫فيرس المحتويات‪54 ................................................................................... :‬‬

‫‪56‬‬
‫الممخص‪:‬‬
‫مبدأ التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية ‪ ،‬مبدأ حاوؿ المشرع الجزائرؼ تكريسو رغـ التحوالت‬
‫العديدة التي عرفيا القضاء الجزائرؼ بصفة عامة ‪،‬واليرـ القضائي االدارؼ بصفة خاصة‪ ،‬فكانت التجربة‬
‫الجزائرية في ىذا المجاؿ تشبو الى حد كبير نظيرتيا الفرنسية نظ ار لمصدر القانوف االدارؼ في شقو‬
‫الموضوعي مف جية‪،‬ومف جية ثانية التطورات التي مر بيا المجتمع الجزائرؼ‪ ،‬فكاف ىذا المبدأ ناقصا اف‬
‫صح التعبير لقرابة نصف قرف مف الزمف‪،‬فكاف يختزؿ في درجة واحدة تارة ويختفي تارة اخرػ‪ ،‬فالحالة االولى‬
‫مثاليا االختصاص االبتدائي النيائي لكل مف المحكمة االدارية ومجمس الدولة‪،‬والثاني في اعماؿ السيادة‪.‬‬
‫اما اليياكل القضائية االدارية فكانت مختزلة في المحاكـ االدارية ‪،‬ليستحدث لنا دستور ‪ 1996‬مجمس‬
‫الدولة فيما بعد لكي ينظر في الطعوف باالستئناؼ ضد احكاـ المحاكـ االدارية في ظل االزدواجية القضائية‪.‬‬
‫ولتقريب االدارة مف المواطف وتخفيف العبئ عمى مجمس الدولة اقتنع المشرع باحداث محاكـ ادارية استئنافية‬
‫فأفرز لنا دستور ‪ 2020‬ىذا النوع مف المحاكـ‪ ،‬وىي ستة محاكـ جيوية كرس بيا المشرع الجزارؼ مبدأ‬
‫التقاضي عمى درجتيف في المادة االدارية تكريسا فعميا‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬المحاكـ االدارية االستئنافية‪ ،‬مجمس الدولة‪،‬مبدأ التقاضي عمى درجتيف‪ ،‬االزدواجية‬
‫القضائية‪،‬االستئناؼ‪ ،‬الطعف‪.‬‬
‫‪yrmmmuS :‬‬
‫‪The principle of litigation has two levels in tq mpyuzue em uiq me uoxqi m |euzou|xq tm tq‬‬
‫‪|qe|q gm q pqe|u q tq ymzr emzer{eym u{ze tm‬‬ ‫{ ‪tq oxsqeumz oxsqeumz xqsuexm {e euqp‬‬
‫‪vgpuoumer tme wz{az uz sqzqemxi mzp tq mpyuzue em uiq vgpuoumx tuqemeotr uz |me uogxmey az tq‬‬
‫‪{ tqe tmzpi tq pqiqx{|yqz e qt|qeuqzoqp nr tq oxsqeumz e{ouq ri tue |euzou|xq ame uzo{y|xq qi‬‬
‫‪y{ { e|qmwi r{e zqmexr tmxr m oqz ger {r uyq y e{iqequsz re‬‬
‫‪oe r{e tq mpyuzue em uiq vgpuoumx e ego geqei tqr aqeq eqpgoqp { tq mpyuzue em uiq o{ge ei‬‬
‫‪msmuze tq e{ tm tq sooc o{ze u g u{z oeqm qp tq t m q h{gzoux r{e ge xm qe { o{zeupqe m||qmxe‬‬
‫‪egxuzse {r tq mpyuzue em uiq o{ge e uz xust {r vgpuoumx pg|xuom u{zy sz {epqe { neuzs tq‬‬
‫‪mpyuzue em u{z ox{eqe { tq ou uSqz mzp eqpgoq tq ngepqz {z tq t m q h{gzouxi tq xqsuexm {e ame‬‬
‫‪e{ tq roro o{ze u g u{z oeqm qp r{e ge tue io{ziuzoqp { oeqm q mpyuzue em uiq o{ge e {r m||qmx‬‬
‫‪r|q {r o{ge ei atuot meq eut eqsu{zmx o{ge e uz atuot tq oxsqeumz xqsuexm {e pqi{ qp tq‬‬
‫‪y|euzou|xq {r xu usm u{z {z a{ xqiqxe uz tq mpyuzue em uiq me uoxq qrrqo uiqxr o{zeqoem u{z‬‬
‫‪h{ge e {r o||qmxi tq t m q h{gzouxi tq |euzou|xq {r xu usm u{z m a{ eqra{epei opyuzue em uiq‬‬
‫‪yxqiqxei vgpuoumx pg|xuom u{z i m||qmx i m||qmx‬‬

You might also like