Professional Documents
Culture Documents
:ملخص
لذا عمد املشرع اجلزائري إىل إخضاع هذه األخرية،تشكل املوارد املالية لألحزاب السياسية العمود الفقري لوجود األحزاب وإستمراريتها
وعليه هتدف هذه الدراسة إىل بيان مصادر التمويل احلزيب يف اجلزائر وتوضيح مضمون الرقابة. للرقابة اإلدارية قصد ضبط النشاط املايل احلزيب
وقد متحورت إشكالية الدراسة حول ما،اإلدارية على هذه املصادر وآلياهتا قصد الوقوف على أوجه القصور اليت تعرتي ممارسة هذا النوع من الرقابة
وتوصلنا إىل نتائج أمهها أن الرقابة اإلدارية،إذا كانت الرقابة اإلدارية على مصادر متويل احلزيب هي رقابة كافية وفعالة لضبط النشاط املايل لألحزاب
غري كافية حلماية احلقوق املالية لألحزاب ألهنا رقابة قد تنفذ من قبل هيئات غري مستقلة ابإلضافة إىل أن بعض آليات الرقابة اإلدارية تتيح لألحزاب
.السياسية التهرب من اإلفصاح املايل عن مصادر متويلها مما يفتح الباب للفساد املايل
. الفساد املايل، الرقابة اإلدارية، التمويل، احلزب:كلمات مفتاحية
Abstract:
The financial resources of the political parties constitute the backbone of the existence
and continuity of the parties, That is why the Algerian legislator imposed an Administrative
control on it in order to control the party's financial activity. For this purpose, this study aims to
determining the sources of partisan funding in the Algerian legislation, and to clarify the
contents of administrative control over these sources and their mechanisms in order to identify
the deficiencies in the practice of this type of control. Therefore, the problematic of the study
revolved around whether the administrative control to track the sources of party financing is
sufficient and effective control to adjust the financial activity of the parties, And we reached
many results, the most important of them is that administrative control is not sufficient to protect
the financial rights of parties because control may be implemented by non-independent bodies,
in addition to that some administrative control mechanisms allow political parties to evade
financial disclosure of their funding sources Which opens the door to financial corruption.
Keywords: party, financing, administrative control, financial corruption.
مقدمة:
تعد األحزاب السياسية ركيزة النظام السياسي وحجر الزاوية يف أي عملية دميقراطية بل مفتاحا لكل
دواليب السياسة ،فهي إحدى قنوات املشاركة السياسية للمواطن ،وكذا إحدى قنوات اإلتصال السياسي
املنظم يف اجملتمع ،حيث تقوم بدوٍر هام من خالل أتثريهايف الرأي العام ومسامهتها يف زايدة فاعلية املواطن
عرب حثه على املسامهة يف الشأن العام.
واألحزاب السياسية كغريها من الفواعل حباجة إىل املال إلدامة وجودها السياسي ولتحقيق اهلدف النهائي
هلا واملتمثل يف الوصول إىل السلطة أو البقاء فيها أو على األقل التأثري فيها،ولتتمكن من القيام مبهامها املنوطة هبا
ولتوسيع نشاطها احلزيب وزايدة التواصل مع اجلمهور للحصول على املزيد من الدعم الشعيب.
وابلرغم من أن املال حيمل هذه األمهية لألحزاب إال أنه أصبح سببا لتفشي الفساد املايل واإلداري
يف هذا القطاع احليوي الذي حتاول بعض النفوس الضعيفة إستغالله لتحقيق إنتفاع شخصي أو لتمويل
اإلرهاب أو لغسل األموال ،لذا مل يغفل املشرع اجلزائري مد رقابته إىل املصادر املالية هلذا الشخص املعنوي
اخلاص فنظم بشكل صريح الرقابة اإلدارية على مصادر أمواهلا حىت ال تنحرف األحزاب عن هدفها النبيل
املنوط هبا ومنعا للفساد املايل والسياسي ،وحىت تكون األحزاب يف منأى عن أي إمالءات أو إرتباطات مالية
خارجية مشبوهة تضر ابهلدف من وجودها.
119
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
120
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
121
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
122
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وابلرجوع إىل املعىن اللغوي للفظ التمويل جنده قد إستمد من مصدر مول ومتول الرجل أي إختذ
صرت ذا مال.16 ِ 15
ماالا ،ومل ميال أي كثر ماهلوملت ابلكسر ُمتال موالا ومؤوالا أي ُ
وللتمويل احلزيب معاين إصطالحية متشعبة ،حيث ذهب البعض إىل تعريفه على أنه " :تقدمي األموال
إىل مرشحني متنافسني يف اإلنتخاابت وهذه األموال قد تكون خاصة ابملرشحني لإلنتخاابت أو املقدمة عن
طريق أحزاهبم أو من قبل أفراد آخرين أو جماميع منظمة من املؤيدين وتستخدم بشكل خاص للتنافس يف
إنتخاابت معينة ولدفع كلف اإلمتثال للقوانني واجبة التطبيق اليت حتكم التمويل السياسي.17
ويشري تعريف آخر للتمويل احلزيب أبنه " :إيرادات ونفقات املرشحني واألحزاب السياسية اليت يتم
احلصول عليها بصورة رمسية أو غري رمسية وتكون إما مالية أو عينية وقد حتدث هذه املعامالت خالل مدة
احلملة اإلنتخابية أو خارجها وقد ال تكون ذات صلة مباشرة على اإلطالق ابحلملة اإلنتخابية.18
وإختصر بعض الفقهاء مفهوم التمويل احلزيب يف مجلة " :متويل احلمالت واحلزب".19
وبتحليل التعاريف السالفة الذكر يتضح أبن بعضها يركز على املعىن الواسع للتمويل حبيث يشمل
املال املقدم لألحزاب متويال حلملتهم اإلنتخابية وألنشطتهم اليومية بينما إهتم املعىن الضيق بتمويل احلمالت
اإلنتخابية لألحزاب فقط.
وبناءا على ذلك ميكن القول أبن املشرع اجلزائري تبىن التعريف الواسع للتمويل احلزيب لكونه أجاز
متويل احلزب السياسي أثناء أعمال تسيريه اليومية أو أثناء احلملة اإلنتخابية له.
ب – مصادر متويل نشاطات تسيري األحزاب:
حتتاج األحزاب السياسية يف الفرتة الفاصلة بني كل إستحقاق إنتخايب إىل نفقات يومية وأسبوعية
وشهرية وسنوية لدفع إجيار مقراهتا ،وأيضا أجور العمال وكذلك فواتري املياه والكهرابء والغاز والنظافة ويضاف
إىل ذلك الفعاليات واملؤمترات والندوات ،لذا تعتمد األحزاب يف متويل أعمال تسيريها املختلفة على مصدرين
مشروعني حددهتما املادة 63من القانون العضوي رقم 04-12يتمثل األول يف التمويل اخلاص والثاين يف
التمويل العام .
مصادر التمويل اخلاص : .I
حصر املشرع اجلزائري مصادر التمويل اخلاص لألحزاب السياسية يف أربعة مصادر حددهتا املادة 52
من القانون العضوي رقم 04-12واليت تتمثل يلي:
123
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
124
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إستثمارات غري جتارية ،ونالحظ هنا أبنه رغم منع احلزب من القيامبالنشاط التجاري إال أن املشرع مل يضبط األنشطة
الغري جتارية لألحزاب ،لذا فإن اللجوء إىل الطرق غري املشروعة يبدو مفتوحا حىت يف ظل كل هذا التشديد.
ولشرح املقصود ابلنشاطات غري التجارية يف التشريعات املقارنة جند أن املشرع املصري قد حددها يف
اإلستثمار يف إصدار الصحف وإستغالل دور النشر أو الطباعة طاملا أهنا هتدف ابألساس إىل خدمة احلزب.27
مصادر التمويل العام : .II
أمام عدم قدرة األحزاب السياسية على توفري املوارد اخلاصة ملواجهة تكاليف نفقاهتا املختلفة كان مالذ
هذه األخرية هو الدعم العمومي للدولة إبعتبار احلزب مرفق دستوري يساهم يف التعبري عن الرأي وتكوين اإلرادة
العامة ،28ويقصد ابلتمويل العام املال الذي تقدمه الدولة كنوع من املساعدة واملساندة لألحزاب السياسية للقيام
بدورها اهلام ،29وهو إما أن يكون متويال مباشرا أو غري مباشر.
• التمويل العام املباشر :
التمويل العام املباشر هو الدعم املايل املباشر من الدولة للحزب السياسي والذي يقيد يف ميزانية الدولة
إبسم األحزاب السياسية،30وقد أشارت إليه املادة 58من التعديل الدستوري رقم ،442-20كما أكدت
ذلك املادة 52من قانون األحزاب السياسية ،وسار نص املادة 58من نفس القانون العضوي لألحزاب
على ذات النهج وكرر نفس النص تقريبا بنصه على أنه" :ميكن للحزب املعتمد أن يستفيد من إعانة مالية
من الدولة حسب املقاعد احملصل عليها يف الربملان وعدد منتخباته يف اجملالس".
وابستقراء املواد السالفة الذكر ،يتبني لنا أنه حيق لألحزاب اإلستفادة من التمويل العام املباشر حسب
عدد املقاعد اليت حتصلت عليها يف الربملان ،أو حسب عدد املنتخبات ابجملالس الشعبية أو الوالئية.
وما يؤخذ على هذا النوع من التمويل أن املشرع مل حيدد املبالغ اليت ميول هبا األحزاب كما أنه قصر
هذا الدعم على أحزاب السلطة املسيطرة فعليا على الربملان وبذلك حترم األحزاب األخرى من اإلستفادة
احلقيقية منهوهو ما يعد إخالل مببدأ املساواة بني األحزاب.
• التمويل العام غري املباشر :
التمويل غري املباشر هو تقدمي املوارد والدعم لألحزاب السياسية بطريقة غري نقدية وهذا النوع من التمويل
له سبل كثرية يف الدول املقارنة كالتخفيضات الضريبية ،أو إلغاء الضرائب املفروضة على مباين ومقار األحزاب أو
على اهلبات والتربعات اليت تتلقاها األحزاب 31ملا تؤديه التخفيضات أو اإلعفاءات الضريبية من حتقيق درجة
أكرب من الشفافية ،32ابإلضافة إىل متكني األحزاب من إستخدام القاعات والنوادي العمومية لعقد مؤمتراهتا احلزبية
وإجتماعاهتا اإلنتخابية إضافة إىل إستخدام عقارات مملوكة للدولة كمقرات هلا أو لفروعها.33
125
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وجتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري مل يول هلذا النوع من التمويل أمهية كبرية حيث قصره على
إستفادة احلزب من وسائل اإلعالم العمومية ،وهذا ما أقرته املادة 15من قانون األحزاب السياسية اليت
تنص " :تتساوى األحزاب السياسية يف حق إستعمال وسائل اإلعالم العمومية يف إطار وضع برانجمها حيز
التنفيذ" ،فضال على اإلعرتاف للحزب حبقه يف إصدار نشرايت إعالمية أو جمالت،وهو ما أقرته املادة 47
من قانون األحزاب السياسية.
ولئن كانت الصحافة احلزبية من أهم أوجه الدعمغري املباشر الذي تقدمه الدولة لألحزاب لكوهنا تؤدي دورا
هاما يف كشف احلقائق وإبراز املواقف يف األحزاب السياسية 34إال أن التمويل غري املباشر لألحزاب اجلزائرية ال يرقى
إىل املستوى املطلوب،إذ حترم األحزاب منإمتيازات أقرهتا الدول املقارنة على غرار اإلعفاءات الضريبية على املمتلكات
املنقولة أو العقارية أو على إستثماراهتا ،أو على اهلبات والتربعات والوصااي اليت تتلقاها األحزاب السياسية ابإلضافة إىل
أن عدم وضوح مصادر التمويل غري املباشر قد يكون جماال واسعا حلصول األحزاب على األموال بطريقة غري مباشرة
األمر الذي يفسح اجملال ملمارسات فاسدة يف عملية متويل احلزبواإلفالت من الرقابة.
ج -مصادر متويل احلمالت اإلنتخابية لألحزاب :
حتتاج عملية املشاركة يف اإلنتخاابت والفوز فيها إىل قيام األحزاب حبمالت إنتخابيةوهذا األمر يتطلب
إنفاق ومتويل هلذه احلملة لتغطية املصاريف املتعلقة ابإلشهار والدعاية يف وسائل اإلعالم وامللصقاتوطبع الواثئق،
ومصاريف التنقل واإلطعام واالتصاالت وإجيار املقرات اإلنتخابية ،وإقامة التجمعات وغريها ،لذا قنن املشرع
اجلزائري مصادر متويل احلمالت اإلنتخابية هبدف ضمان مشروعية تلك األموال من جهة وتسيري مراقبة إنفاقها
من جهة اثنية جتسيدا ملبدأ املساواة وتكافؤ الفرص بني املرتشحني.35
وابلرجوع إىل األمر رقم 01-21املتعلق بنظام اإلنتخاابت املعدل واملتمم36جنده قد أورد مصادر
متويل احلملة اإلنتخابية لألحزاب يف املادة 87منه واملتمثلة يف :مصادر متويل خاص وهي إشرتاكات العضوية
ومداخيلها املتأتية من نشاط احلزب واملسامهة الشخصية للمرتشحينواهلبات النقدية أو العينية اليت يقدمها
املواطنون كأشخاص طبيعية ،ابإلضافة إىل مصادر التمويل العام واملتمثلة يف املساعدات اليت تقدمها الدولة
للحزب لتغطية مصاريف طبع الواثئق ومصاريف النشر واإلشهارومصاريف إجيار القاعاتومصاريف النقل،37
ويشرتط ليتحصل احلزب على الدعم املايل للدولة حتقق شرطني ،يتمثل الشرط األول يف أن تكون قوائم
املرتشحني لإلنتخاابت التشريعية أو احمللية مستقلةوالشرط الثاين أن تكون هذه القوائم مشكلة من شباب
تقل أعمارهم عن 40سنة يوم اإلقرتاع.38
126
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وقد عمد املشرع إىل احلد من التربعات والنفقات املسموح هبا أثناء القيام ابحلمالت اإلنتخابية والتقليل
منها والكشف عنها علنا من أجل التقليل من أتثري التربعات على السياسة وزايدة ثقة الناخبني يف نزاهة العملية
اإلنتخابية ،39حيث حتضر املادة 88من قانون اإلنتخاابت كل اهلبات النقدية والعينية من دول أجنبية ومن
أشخاص أجانبطبيعيني كانوا أو معنويني ،كما مت حتديد سقف للهبات اليت يدفعها املواطن ملرتشح احلزب يف
حدود 400.000دج كأقصى حد يف اإلنتخاابت التشريعية ،و 600.000يف اإلنتخاابت الرائسيةوإمكانية
حتيني هذه املبالغ كل ثالثة سنوات حسب املادة ،89أما اهلبات اليت يقدمها اجلزائريون املقيمون يف اخلارج
للمرتشحني أوللقوائم احلزبية يف الدوائر اإلنتخابية يف خارج البالد ال تعد متويال أجنبيا على أن ال تتجاوز ما يعادل
املقدارين السابقني حسب املادة 90من قانون اإلنتخاابت ،كما فرضت املادة 91من هذا القانون أنكل هبة
تتجاوز 1.000دج ال جيب أن تدفع نقدا بل بواسطة أدوات الدفع املتمثلة يف الشيك أو التحويل أو اإلقتطاع
اآليل أو عن طريق البطاقة البنكية.
ابإلضافة إىل الدعم املايل املباشر الذي تساهم به الدولة من خالل التعويضات اجلزافية للمرتشح يف
اإلنتخاابت الرائسية بنسبة % 10من النفقات املدفوعة فعال وعندما تفوق نسبة األصوات املعرب عنها عن
% 10وتقل عن % 20أو تساويها يرفع التعويض إىل % 20من النفقات املدفوعة فعال وضمن احلد
األقصى املرخص به من حجم تلك النفقات ،وقد ترفع إىل % 30للمرتشح إذا حقق أكثر من %20من
األصوات لصاحله ،وكل هذه التعويضات مشروطة إبعتماد من قبل جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة
اإلنتخابية بعد إعالن احملكمة الدستورية النتائج النهائية لإلقرتاع.
أما يف اإلنتخاابت التشريعية فتنص املادة 95من قانون اإلنتخاابت أن قوائم املرتشحني املتحصلة على
% 20على األقل من األصوات املعرب عنها ميكن أن حتصل على تعويض بنسبة ، % 20و يدفع هذا التعويض
للحزب الذي أودع الرتشح حتت رعايته أو إىل قائمة األحرار ،وال يتم أيضا التعويض إال بعد إعالن احملكمة
الدستورية النتائج وإعتماد احلساابت من طرف جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية.
وما يالحظ على نصوص القانون اإلنتخاابت اجلزائري أنه مل ينظم إجراءات الرقابة على متويل احلملة
االنتخابية لالنتخاابت احمللية على الرغم من أهنا ميكن أن تستفيد من متويل عمومي ،وذلك يعين عدم خضوع
التمويل العمومي لالنتخاابت احمللية للرقابة اإلدارية وقد ينتج عن ذلك تفشي الفساد املايل .
127
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اثنيا :آليات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب يف اجلزائر ومدى أتثريها على
اإلستقاللية املالية للحزب ونشاطه
تعرف الرقابة اإلدارية أبهنا جمموعة السلطات احملددة بواسطة القانون اليت متارسها سلطة عليا على أعواهنا
الالمركزيني وعلى أعماهلم هبدف محاية املصلحة العامة ،40كما عرفها البعض أبهنا الرقابة الذاتية اليت تقوم هبا
اإلدارة بنفسها ملراقبة أعماهلا والتحقق من مدى مطابقتها للقانون أو مالئمتها للظروف احمليطة هبا ،41وذهب
البعض إىل تعريفها على أهنا " إختصاص مينح جلهة إدارية للتحقق من موافقة نشاط اجلهات اإلدارية لألوضاع
احملددة يف القانون ولألنظمة والتعليمات ذات العالقة " .42
وبناءا على ما سبق ميكن القول أبن الرقابة اإلدارية قد تكون رقابة مشروعية متارسها اإلدارة على
مؤسساهتا اإلدارية للتحقق من مدى مطابقة أعمال هذه املؤسسات للقانون ،أو قد تكون رقابة مالئمة
للتحقق من مدى مالئمةالظروف احمليطة ابألعمال اليت مت إجنازها من قبل املؤسسات ،وبذلك فهي رقابة
بني أشخاص القانون العام ،وعليه فإنتعريف الفقه اإلداري للرقابة اإلدارية ال ينطبق يف جزء منه على مفهوم
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب ألهنا رقابة متارس على األحزاب إبعتبارهم من أشخاص القانون اخلاص
وليس القانون العام ،كما أهنا رقابة مشروعية فقط وال ميكن أن تكون رقابة مالئمة نظرا إلستقاللية األحزاب
السياسية وألن رقابة املالءمة تشكل تدخال يف عمل األحزاب.
لذا ميكن أن نعرف الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية أبهنا " حتقق اإلدارة من
موافقة مصادر متويل األحزاب السياسية لألحكام احمل ـددة يف القانون ".
. 1وسائل وهيئات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب :
ضماان ملشروعية مصادر متويل األحزاب السياسية أخضع املشرع اجلزائري الذمة املالية هلذه األشخاص
للرقابة اإلدارية ،ولئن كان املنطق واحلرية يفرضان إطالق احلرية لألحزاب يف متويلها إال أن الدميقراطية وأخالقيات
اللعبة السياسية يفرضان تقييد التمويل ورقابته حىت ال تكون األحزاب مكان لألعمال الال مشروعة وألن الرقابة
هي الضامن احلقيقي للشفافية السياسية ومنع الفساد ،43لذا خصص املشرع اجلزائري لتكريس الرقابة اإلدارية
وسائل وهيئات نبينها فيما يلي.
128
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
129
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
130
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ميكن األحزاب األخرى من الرقابة فيما إذا توفرت الشروط من عدمها يف احلزب املقدم له املساعدة،كما
ميكن القيد يف ميزانية الدولة من دعم شفافية ذمة األحزاب السياسية أمام املواطن .
ب – اهليئات املكلفة ابلرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب :
تتمتع األحزاب السياسية ابلشخصية القانونية واإلستقالل اإلداري واملايل وهو ما يتطلب يف اجلهة
اليت تراقبها أن تكون خارجية سواءا أكانت تلك اجلهة الرقابية مركزية أو ال مركزية ،.55ومن مثة فإن الرقابة
اإلدارية متارس من قبل أجهزة رقابية مستقلة عن تلك املراد الرقابة عليها ،56وتتمثل هذه اهليئات الرقابية
اإلدارية فيما يلي :
.Iوزير الداخلية:
يضطلع وزير الداخلية واجلماعات احمللية يف اجلزائر بدور يف غاية األمهية يف جمال الرقابة على مالية
األحزاب السياسية ،وذلك على خالف املشرع الفرنسي الذي أسند هذه الرقابة إىل الربملان،56وحسب املادة
58و 60من قانون األحزاب تتمثل مهمة وزير الداخلية يف قيد املساعدات احملتملة يف ميزانية الدولة ،وتسلم
احلساابت السنوية لألحزاب ورقابتها وفحصها ومراجعتها ،ابإلضافة إىل تبليغ جملس الدولة بكل املخالفات
اليت يقوم هبا احلزب.
وما يؤخذ على املشرع اجلزائري أهنلم يسند رقابة مالية األحزاب جلهة رقابية حمايدة ومستقلة وموضوعية يف
قراراهتا ،ذلك أن منح حق الرقابة لوزير الداخلية الذييعترب ممثالللسلطة التنفيذية قد يضع األحزاب يف يد سلطة
احلزب احلاكم وابلتايل ميكنه ممارسة ضغط على بقية األحزاب األخرى وخاصة املعارضة لسياسة احلكومة وتشديد
الرقابة عليها،فيما يبقى احلزب احلاكم يف حريةودون رقابة على أمواله ،وحبذا لو يعدل املشرع عن هذا ويوكل هذه
املهمة إىل جملس احملاسبة إبعتباره حمايدا عن أطراف العمل السياسي وهو ما من شأنه أنيحقق أكرب قدر من
الشفافية.
حمافظ احلساابت املعتمد : .II
حمافظ احلساابت هو" كل شخص مبارس بصفة عادية وابمسه اخلاص وحتت مسؤوليته مهمة املصادقة
على صحة حساابت الشركات واهليئات وانتظامها ومطابقتها ألحكام التشريع املعمول به.57
وخيتار احلزب حمافظ حساابمتهين ومستقل لتدقيق حساابته ،حيث يقوم هذا احملافظ طبقا للمادة 60
من قانون األحزاب بفحص التقرير املايل الذي يعده احلزب ليقدمه للمندوبني اجملتمعني يف املؤمتر أو يف
اجلمعية العامة ومينح للحزب إبراء بذلك.
131
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وتلزم املادة 109من قانون اإلنتخاابت حمافظ احلساابت بتقدمي حساب احلملة للجنة مراقبة متويل
حساابت احلمالت اإلنتخابية ،ويكلّف بوضع هذا احلساب يف وضعية قابلة للفحص ويتأكد من توفر الواثئق
الثبوتية ،مع اإلشارة إىل أن تقدمي احلساب بواسطة حمافظ احلساابت غري إجباري عندما ال يتجاوز عدد الناخبني
املسجلني يف الدائرة اإلنتخابية 20ألف انخب أو عندما ال يلجأ املرتشح إىل اهلبات.
وما يالحظ من خالل حتليل األحكام القانونية السالفة الذكر أن دور حمافظ احلساابت ينحصر فقط يف
تدقيق حساابت األحزاب السياسية وتقدمي تقرير مبدى صحتها ،وإن كنا نرى أبن اإلعتماد على حمافظ احلساابت
يف الرقابة أمر حسن وفيه ضماانت اإلستقالل واملوضوعية واحلياد إال أن صالحيات احملاسب قد أفرغت الرقابة
من حمتواها وجعلتها أقرب إىل عملية متابعة النشاط املايل لألحزاب وليس الرقابة عليها ،فهو ال ميلك سلطة فرض
عقوابت على األحزاب املخالفة لإللتزامات املالية وال ميلك سلطة إختاذ قرارات بشأن هذه األحزاب ،لذا كان
األجدرابملشرع وضع معايري واضحة إلختيار مدققي احلساابت املهنيني،ابإلضافةإىل حتديد كيف ومىت يتعني القيام
ابملراجعة،وتزويد حمافظ احلساابت بسلطة إختاذ القرار وفرض العقوابت وذلك جلعل الرقابة اإلدارية أكثر فعالية.
جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية : .III
ملنع إستعمال أموال احلزب السياسي بطريقة غري مشروعة نصتاملادة 115من قانون اإلنتخاابت
على إنشاء جلنة ملراقبة متويل احلملة اإلنتخابية توضع لدى السلطة الوطنية املستقلة لإلنتخاابت ،وتتكون من
قضاة وممثل عن السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفسادوممثل عن وزارة املالية ،ووفقا لنص املادة 104من
قانون اإلنتخاابت تستلم هذه اللجنة كل املعلومات املتعلقة ابحلساب البنكي للحملة اإلنتخابية املرسلة من األمني املايل
للحملة وذلك قصد مراجعة مدى صحة ومصداقية العمليات املقيدة يف حساب احلملة ،وهو ما من شأنه تتبع حركة
املال احلزيب دخوال وخروجا من حساابت املرتشح ،وبعد هناية اإلنتخاابت تتلقى اللجنة أيضا حساب احلملة اإلنتخابية
بعد أن يقوم حمافظ احلساابتبفحصه ومراقبة الواثئق الثبوتية ،وبناء على هذه احلساابت يتم تقدمي التعويض عن النفقات
يف حال ما إذا حصل املرتشح أوالقائمة على نسبة معينة من األصوات ،وتصدر هذه اللجنة قررات تتعلق بتعديل أو
رفض املصادقة على حساب احلملة اإلنتخابية أو قرار دفع مبلغ التجاوز للخزينة العمومية ابلنسبة للمرتشح الذي زادت
نفقات محلته اإلنتخابية احلد األقصى ،ومجيع هذه القرارات قابلة للطعن أمام احملكمة الدستورية يف أجل شهر من اتريخ
تبليغها.
ومن خالل إستقرائنا جلملة النصوص املتعلقة ابللجنة تبني لنا أبن املشرع مل يلزم هذه اللجنة أثناء رقابتها
على صحة املعلومات املقدمة هلا من األمني املايل أن ختطر السلطة القضائية مباشرة على خمالفات أو جرائم متعلقة
مبصادر التمويل يف معرض رقابتها على حساابت احلملة،كما أنه مل حيدد آجال إرسال املعلومات املتعلقة ابحلساب
132
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
البنكي للحملة اإلنتخابية إىل جلنة مراقبة متويل احلملة هل يكون قبل اإلنتخاابت أو بعدها ،ابإلضافة إىل أننا
نعيب على املشرع إخضاع قرارات هذه اللجنة للطعن أمام احملكمة الدستورية ألن ذلك ال ينسجم وطبيعتها
اإلدارية ،وكان من األجدر أن يكون الطعن يف قرارهتا أمام جملس الدولة على أن ترفع الدعوى ضد رئيس السلطة
املستقلة إبعتباره هو من ميلك سلطة متثيلها أمام القضاء.
األمني املايل للحملة اإلنتخابية: .IV
فرض املشرع اجلزائري أثناء اإلنتخاابت تعيينأمني مايل للحملة،ويكون ذلك إلزاميا يف احلاالت اليت يشمل
فيها متويل احلملة اإلنتخابية هبات أو مساعدات من الدولة ،أما إذا إنصرت مصادر التمويل يف املسامهات
الشخصية واحلزبية فقط فإن جلنة متويل احلملة توصي بتعيني أمني مايل مستقل عن شخص املرتشحني.
ومبوجب املادة 97من قانون اإلنتخاابت فإن األمني املايل للحملة يعني مبوجب تصريح مكتوب من
املرتشح املوكل من طرف احلزب أو من طرف مرتشحي القائمة احلرة ،ويودع هذا التصريح لدى السلطة الوطنية
املستقلة لإلنتخاابت ،ويقوم األمني املايل إبعداد حساب احلملة الذي يفصح فيه عن مجلة من املعلومات املتعلقة
ابإليرادات اليومية اليت يتم حتصيلها وتدوين اتريخ دفعها وطريقة دفعها ومصدر اإليرادات وطبيعة اإليرادات ويقدم
حساب احلملة إىل حمافظ احلساابت ليقوم بفحصه مث إرساهلإىل جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية،
كما يقوم األمني املايل بفتح حساب بنكي وحيد بغرض متويل احلملة اإلنتخابية.
وما ميكن مالحظته أن دور األمني املايل للحملة ليس دورا رقابيا فعليا وإمنا يقتصر دوره على متابعة
وفحص حساابت احلملة اإلنتخابية دون إختاذ أي قرار أو جزاء بشأهنا.
133
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
134
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ج – حل احلزب السياسي:
إن إمتناع احلزب عن تنفيذ إلتزاماته القانونية خمالف ألحكام القانون وهو ما قد يعرض احلزب للحل
القضائي ،ولئن كان قانون األحزابلم يشر إىل إمكانية حل احلزب السياسي يف حال إخالله اباللتزامات املالية
إال أن هذه اإللتزامات هي إحدى اإللتزامات القانونية املفروضة على احلزب.
وإبعتبار حل احلزب من أكثر العقوابت خطورة ألنه ينهي حياة احلزب السياسية فقد ضبطه املشرع
وأسند مهمة حل احلزب الذي مل يفصح عن مصادر متويله للقضاء حيث مسح املشرع للوزير املكلف ابلداخلية
رفع دعوى قضائية ضد أي حزب سياسي خالف أحكام القانون ،وترفع هذه الدعوى أمام جملس الدولة
الذي خيتص إبصدار قرار حل احلزب السياسي ،وهو ما أكدته املادة 70من قانون األحزاب السياسية،
وأشارت املادة 72و 73من ذات القانون أبنه يف حال ما إذا مت حل احلزب قضائيا يرتتب على ذلك توقف
نشاطات كل هيئاته ،غلق مقراته وتوقف نشرايت هو جتميد حساابته وتؤول أمواله إىل اجلهات اليت حيددها
.
قانونه األساسي مامل ينص قرار قضائي على خالف ذلك
د – إختاذ تدابري حتفظية ضد احلزب:
ميكن لوزير الداخلية يف حالة االستعجال وقبل الفصل يف دعوى حل احلزب السياسي أو غلق مقره
وتوقيف نشاطه إختاذ مجيع التدابري التحفظية الضرورية لتجنب أو مواجهة أو إيقاف وضعيات االستعجال
وخرق القوانني املعمول هبا ،61وميكن للحزب تقدمي طعن أمام جملس الدولة الفاصل يف القضااي اإلستعجالية
إللغاء اإلجراء التحفظي املقرر ،وال يوقف إيداع هذا الطعن تنفيذ القرار ،62وننوه هنا أبن املشرع مل حيدد
طبيعة هذه التدابري التحفظية وماهيتها.
اخلامتة:
تعترب الرقابة اإلدارية إحدى اآلليات القانونية اليت فرضها املشرع اجلزائري للتحقق من مصادر متويل
األحزاب السياسية ،وال ميكن هلذه الرقابة أن تكون فعالة إال من خالل آليات تسهللألجهزة الرقابية اإلدارية
مراجعة وتدقيق وفحص مدى إستخدام أموال وممتلكات وأصول األحزاب طبقا للقواعد القانونية والتشريعات
النافذة ،لذا فان وسائل وهيئات الرقابة تعتربان أدااتن مرتبطتان ومهمتان حبيث األوىل تتيح تدفق املعلومات
حول كل ما يتعلق إبدارة الذمة املالية للحزب السياسي ،والثانية تعطي الفرصة ملساءلة من يقفون على إدارة
هذا املال وحماسبتهم يف حالة حيادهم عن املسار الصحيح أو هدر املال احلزيب أبي شكل من األشكال،
135
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لذا فإن حتليلنا ملوضوع الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية قد أظهر لنا العديد من النتائج
أمهها :
نتائج الدراسة:
-إن سن قوانني تضبط مسألة متويل األحزاب على أسس ومعايري دقيقة وموضوعية تضمن لكل األحزاب
العدالة واملساواة يف اإلستفادة من التمويل فيه ترسيخ ملبدأ الشفافية وختليق احلياة السياسية.
-النظام القانوين احلايل يرتك ثغرة لألحزاب السياسية للتهرب من اإلفصاح املايل عن مصادر متويلها.
-عدم إصدار املشرع لنصوص تنظيمية تفعل األحكام اليت جاء هبا القانون العضوي رقم 04-12
خاصة يف اجلوانب املالية لألحزاب.
-رقابة التمويل العام لألحزاب السياسيةإداراي أسهل من رقابة التمويل اخلاص.
-إن الرقابة اإلدارية غري كافية حلماية احلقوق املالية لألحزاب ودفع جتاوزات اإلدارة عنهم ألهنا رقابة قد تنفذ
من قبل هيئات غري مستقلة أو حمايدة ،فهي تضع اإلدارة يف مركز اخلصم واحلكم يف آن واحد.
لذا وبناءا على ما سبق من نتائج نقرتمحا يلي:
إقرتاحات:
-ينبغيمراجعة املادة 58من القانون 04/12وإقرار مساعدات جلميع األحزاب سواء حتصلت على
مقاعد برملانية أم ال.
-ضرورة تعديل التشريعات املنظمة لألحزاب السياسية مبا يسمح إباتحة ونشر تقاريرها املالية للجمهور،
ونشر حساابهتا يف اجلريدة الرمسيةملا حتققه من زايدة يف الشفافية.
-على املشرع إجياد نوع من التوازن يف عمليةاإلفصاح عن مصادر متويل األحزاب بني رغبة الدولة واملواطن يف
اإلطالع بكل شفافية عن هذه املصادر ورغبة املمولفي احلفاظ على خصوصيته.
-إنشاء هيئة إدارية مستقلة عن مؤسسات الدولة مهمتها الرقابة على مالية األحزاابلسياسيةومتكينها من
ممارسة مهامها بكل حيادية وشفافية ودون أي ضغط ميكن أنيمارس عليها .
-كان جيدر ابملشرع حرمان احلزب من التمويل العام بدالا من حل احلزب.
-إنشاء نظام قانوين جيعل تنظيم التمويل السياسي ذا مغزى دون أن يصبح عائ اقا أمام املشاركة الكاملة
للمواطنني وتطوير الدميقراطية متعددة األحزاب.
-تدعيم الرقابة اإلدارية ابلرقابة القضائية والرقابة الشعبية.
136
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.5التهميش:
- 1أنظر :املادة 57من التعديل الدستوري رقم 442 -20املؤرخ يف 30ديسمرب 2020املتعلق إبصدار التعديل الدستورجيريدة
رمسية عدد 82لسنة .2020
- 2قنن املشرع اجلزائري العمل احلزيب بداية من سنة 1989وذلك مبوجب القانون رقم 11-89املؤرخ يف 05يوليو 1989املتعلق
ابجلمعيات ذات الطابع السياسي(جريدة رمسية عدد 27لسنة ،)1989مث ألغي هذا القانون مبوجب األمر رقم 09-97املؤرخ يف
06مارس 1997املتضمن القانون العضوي املتعلق ابألحزاب السياسية (جريدة رمسية عدد 12لسنة )1997إال أن هذا األمر
ألغي أيضا مبوجب القانون العضوي رقم 04-12املتعلق ابألحزاب السياسية وهو القانون الساري املفعول حاليا.
- 3أنظر :القانون العضوي رقم 04-12املؤرخ يف 12يناير 2012املتعلق ابألحزاب السياسية ،جريدة رمسية عدد 02لسنة
.2012
-4أنظر :عبد الكرمي بلعيور ،اجلنسية االصلية اجلزائرية على ضوء التعديل اجلديد لقانون اجلنسية ،اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية
والسياسية ،اجمللد ،48العدد ،)2011( 01ص .128
- 5أنظر :اندية ضريفي ،متويل األحزاب السياسية يف اجلزائر ،جملة معارف لقسم العلوم القانونية ،السنة 08العدد )2014 (16ص .80
- 6أنظر:األمني شريط ،الوجيز يف القانون الدستوريواملؤسسات السياسية املقارنة ،اجلزائر ،ديوان املطبوعات اجلامعية،1999ص.213
- 7أنظر:املادة 40من القانون العضوي رقم 04 -12املتعلق ابألحزاب السياسية.
- 8أنظر :قرار جملس الدولة ،الغرفة اخلامسة ،الصادر بتاريخ 03مارس ،2004قضية رقم (20431ع.ب ضد ص.ع ومن معه
على الرابط اإللكرتوين ملوقع جملس الدولة http://www.conseil-etat-dz.org/20431.htm. :شوهد يف /20
.2022 / 08
- 9أنظر:حسن لطيف الزبيدي ،موسوعة األحزاب العراقية ،العراق ،مؤسسة املعارف ،2007 ،ص .66
-10أنظر:محزة محزة ،الشخصية اإلعتبارية ،جملة جامعة دمشق،اجمللد ،17العدد ،2001، 02ص.506
- 11أنظر :املادة 50من األمر رقم 58-75املؤرخ يف 26سبتمرب 1975املتضمن القانون املدين اجلزائري ،جريدة رمسية عدد
78لسنة 1975املعدل واملتمم.
- 12أنظر:عبد الناصرجايب وآخرون ،مفهوم األحزاب الدميقراطية وواقع األحزاب يف البلدان العربيةط ،2بريوت :مركز دراسات الوحدة
العربية ،2012،ص.182
- 13أنظر:علي خليفة الكواري وآخرون ،املسألة الدميقراطية يف الوطن العريب ،ط ،2بريوت ،لبنان :مركز دراسات الوحدة
العربية ،2002،ص .241
- 14أنظر :بشري بن حيي ،حرية تكوين األحزاب السياسية يف النظام الدستوري اجلزائري ودورها يف التجربة الدميقراطية اجلزائرية،
أطروحة دكتوراه ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر 2015/2014 ،01ص .83
- 15أنظر :أمحد بن فارس ،معجم مقاييس اللغة ،حتقيق عبد السالم حممد هارون ،ج ،5بريوت ،دار الفكر ،1979ص .285
- 16أنظر :حممد بن حممد بن عبد الرزاق ،اتج العروس من جواهر القاموس حتقيق جمموعة من احملققني ج ، 30الكويتدار اهلداية،
ص .429
137
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
- 17أنظر :سامر انهض خضري ،التمويل السياسي دراسة يف متويل االحزاب واحلمالاتالنتخابية بريوت ،مكتبة السنهوري،
،2018ص .21
- 18املرجع السابق ،ص .22-21
19 - see : Heidenheimer, Arnold J. (Ed.), Comparative Political Finance: Financing
;Party Organizations and Election Campaigns. Lexington, MA: D.C. Heath, 1970
See also Special Issue of Policy Review, 1963, Vol. 25, no. 4, pp. 664 - 811.
- 20أنظر :حممد أقيس ،متويل األحزاب السياسية يف النظام اجلزائري -دراسة مقارنة ،جملة العلوم اإلنسانية اجمللد 31العدد 02
جوان ،2020ص .169
- 21أنظر :حسن البدراوي ،االحزاب السياسية واحلرايت العامة ،االسكندرية ،دار املطبوعات اجلامعية ،2000ص ،571
وأيضا ابراهيم عبد العزيز شيح ،القانوانلدستوري ،حتليل النظام الدستوري املصري يف ضوء املبادئ الدستورية العامة ،
بريوت،الداراجلامعية للطباعة والنشر ،1983،ص . 60
22 - see: FROWEIN(H.C.J.A), "Etude comparative du financement des partis
politiques", http://stars,coe.fr/doc/doco1/fdoc9077 Parcourir le : 25/08/2022.
- 23أنظر :أمحد بوز " ،املال والسياسة دراسة يف مالية األحزاب"،ط ،1الرابط ،دار القلم للطباعة والتوزيع ،2005 ،ص -62
.63
- 24عرف املشرع اجلزائري اهلبة يف نص املادة 202من قانون االسرة املعدل واملتمم أبهنا " متليك بال عوض" أنظر القانون رقم
11-84املؤرخ يف 09يونيو 1984املتعلق بقانون األسرة ،جريدة رمسية عدد 24لسنة .1984
- 25مل يعرف املشرع اجلزائري التربع وإمنا ذكره أنواعه كاهلبة والوصية والوقف ،لذا حاول البعض تعريفه أبنه " :عمل قانوين يتضمن
تقدمي إلتزام بدون إنتظار مقابل له" .أنظر يف ذلك :خالد مساحيالنظرية العامة لعقود التربعات دراسة مقارنة ،حبث مقدم لنيل
درجة دكتوراه يف القانون اخلاص ،جامعة تلمسان،2013 ،ص.15
- 26الوصية يف منظور املادة 184من قانون األسرة اجلزائري رقم 11-84هي " :متليك مضاف إىل ما بعد املوت بطريق التربع".
- 27أنظر:بشري بن حيي ،ص . 19
- 28أنظر :اندية ضريفي ،ص .90
وقد أكد هذا الرأي أيضا جملس الدولة اجلزائري يف قراره الصادر عن الغرفة اخلامسة بتاريخ 2004 03 /03/يف قضية ع .ب ضد
ص .ع ومن معه ،حيث اعترب احلزب تنظيما أساسيا يف احلياة السياسية للدولة ميارس نشاطات تتعلق ابملنفعة العامة ،أنظر القرار
املنشور على الرابط:
http://www. Conseil- etat-dz.org/arabe/20431.html.شوهد يف.2022 /07 / 10 :
-29أنظر :حممد إبراهيم خريي الوكيل ،األحزاب السياسية بني احلرية والتقييد -دراسة مقارنة ،املنصـورة مصـر ،دار الفكر والقانون،
، 2011ص ..423
- 30أنظر :حسن عبد الرزاق ،التنظيم القانوين لألحزاب السياسية ودورها يف التجربة الدميقراطية اجلزائريةأطروحة دكتوراه علوم يف احلقوق،
ختصص قانون عام ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،قسم احلقوق ،جامعة حممد خيضر بسكرة ،2017/2016 ،ص .150
- 31أنظر :فضيلة أفقري ،الضوابط القانونية للتمويل العام لألحزاب السياسية من خالل القانون 04/12جملة صوت القانون ،اجمللد
الثامن ،العدد اخلاص ( ،)2022ص.202
138
الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
32 - see: Johnston Michael, Political Parties and Democracy in Theoretical and Practical
Perspectives, Political finance policy , parties and democratic development, National
Democratic Institute for International Affairs , Washington, DC, 2005, p 09.
-33أنظر :حسن عبد الرزاق ،ص .154
- 34أنظر :فاطمة بن سنوسي ،آليات ووسائل تنظيم األحزاب السياسية يف ظل القانون العضوي رقم 04-12املؤرخ يف 12يناير
سنة 2012املتعلق ابألحزاب السياسية ،جملة صوت القانون ،اجمللد ،07العدد 03لسنة ،2021ص .07
- 35أنظر :السلطة الوطنية املستقلة لإلنتخاابت ،تقرير حول اإلنتخاابت الرائسية ليوم اخلميس 12ديسمرب ،2019الصادر يوم
28جانفي ،2020ص .112-106
- 36أنظر األمر رقم 01-21املؤرخ يف 10مارس 2021املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام اإلنتخاابت ،واملعدل واملتمم،
جريدة رمسية عدد 17لسنة .2021
- 37أنظر املادة 02من املرسوم التنفيذي رقم 190-21املتعلق بتحديد كيفيات تكفل الدولة بنفقات احلملة اإلنتخابية للشباب
املرتشحني األحرار ،جريدة رمسية عدد 33لسنة .2021
- 38أنظر املادة 03من املرسوم التنفيذي رقم 190-21املتعلق بتحديد كيفيات تكفل الدولة بنفقات احلملة اإلنتخابية للشباب
املرتشحني االحرار.
- 39أنظر :إهلام بعبع ،آليات الرقابة على العملية اإلنتخابية ومتويلها ،جملة السياسة العاملية ،اجمللد ،05العدد 03لسنة ،2021ص .571
40 - voir : Patrice Garant, Droit Administratif, 4E Edition, Les Edition Yvon Blais,
Canada, 1996, p 607.
- 41أنظر :حممد إبراهيم الدسوقي ،الرقابة على أعمال اإلدارة ،القاهرة ،دار النهضة العربية 2010 ،ص .41
- 42أنظر :محدي سليمان القبيالت ،الرقابة اإلدارية واملالية على األجهزة احلكومية -دراسة مقارنة األردن ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
،2010ص .14
43- voir : SandrineMarcilloux-Giummarra Droit constitutionnel etvie politique le
financement des partis politiques, Revue française de droit constitutionnel
2011/1, n° 85 , p 166.
- 44أنظر املادة 35من القانون العضويرقم 04-12املتعلق ابألحزاب السياسية.
- 45أنظر القانون رقم 01-06املؤرخ يف 20فرباير 2006املتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته ،اجلريدة الرمسية عدد 14لسنة
.2006
- 46أنظر :املادة 61من القانون العضوي رقم 04-12املتعلق ابألحزاب السياسية.
-47أنظر:املادة 20من القانون رقم 11-07املتضمن النظام احملاسيب املايل.اجلريدة الرمسية عدد74لسنة .2007
-48أنظر :املادة 61من القانون العضوي رقم 04-12املتعلق ابألحزاب السياسية.
- 49أنظر :حكيم براضية ،إعتماد املعايري الدولية حملاسبة القطاع العام لدعم الشفافية ،املساءلة والرقابة على املال العام ،جملة آداء
املؤسسات اجلزائرية ،العدد 10لسنة ،2016ص .134
- 50أنظر القانون رقم 11-07املؤرخ يف 25نوفمرب 2007املتضمن النظام احملاسيب املايل.
- 51أنظر :املادة 17واملادة 18من القانون رقم 11-07املتعلق ابلنظام احملاسيب املايل.
- 52أنظر :حممد أقيس ،ص .153
139
صونيا معزي ،عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
140