You are on page 1of 23

140 -118 ‫ ص‬،)2023( 01 :‫الع ــدد‬/07‫اجمللد‬ ‫جملـة الناقد للدراسات السياسية‬

‫آليات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب يف التشريع اجلزائري‬


Administrative control mechanisms over the sources of party funding in
Algerian legislation

2‫عادل‬ ‫ مستاري‬، 1‫صونيا معزي‬


،01 ‫ جامعة ابتنة‬،.‫ الرتاث والتاريخ‬،‫ خمرب األحباث والدراسات متعددة التخصصات يف القانون‬1
Sonia.maazi@univ-batna.dz
Adel.moustari@univ-biskra.dz ،‫ جامعة حممد خيضر بسكرة‬2

2023/04/01 :‫اتريخ النشر‬ 2023/03/09 :‫اتريخ القبول‬ 2022/09/07:‫اتريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫ لذا عمد املشرع اجلزائري إىل إخضاع هذه األخرية‬،‫تشكل املوارد املالية لألحزاب السياسية العمود الفقري لوجود األحزاب وإستمراريتها‬
‫ وعليه هتدف هذه الدراسة إىل بيان مصادر التمويل احلزيب يف اجلزائر وتوضيح مضمون الرقابة‬. ‫للرقابة اإلدارية قصد ضبط النشاط املايل احلزيب‬
‫ وقد متحورت إشكالية الدراسة حول ما‬،‫اإلدارية على هذه املصادر وآلياهتا قصد الوقوف على أوجه القصور اليت تعرتي ممارسة هذا النوع من الرقابة‬
‫ وتوصلنا إىل نتائج أمهها أن الرقابة اإلدارية‬،‫إذا كانت الرقابة اإلدارية على مصادر متويل احلزيب هي رقابة كافية وفعالة لضبط النشاط املايل لألحزاب‬
‫غري كافية حلماية احلقوق املالية لألحزاب ألهنا رقابة قد تنفذ من قبل هيئات غري مستقلة ابإلضافة إىل أن بعض آليات الرقابة اإلدارية تتيح لألحزاب‬
.‫السياسية التهرب من اإلفصاح املايل عن مصادر متويلها مما يفتح الباب للفساد املايل‬
.‫ الفساد املايل‬،‫ الرقابة اإلدارية‬، ‫ التمويل‬، ‫ احلزب‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
The financial resources of the political parties constitute the backbone of the existence
and continuity of the parties, That is why the Algerian legislator imposed an Administrative
control on it in order to control the party's financial activity. For this purpose, this study aims to
determining the sources of partisan funding in the Algerian legislation, and to clarify the
contents of administrative control over these sources and their mechanisms in order to identify
the deficiencies in the practice of this type of control. Therefore, the problematic of the study
revolved around whether the administrative control to track the sources of party financing is
sufficient and effective control to adjust the financial activity of the parties, And we reached
many results, the most important of them is that administrative control is not sufficient to protect
the financial rights of parties because control may be implemented by non-independent bodies,
in addition to that some administrative control mechanisms allow political parties to evade
financial disclosure of their funding sources Which opens the door to financial corruption.
Keywords: party, financing, administrative control, financial corruption.

sonia.maazi@univ-batna.dz :‫ اإلمييل‬،‫ صونيا معزي‬:‫املؤلف املرسل‬


‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد األحزاب السياسية ركيزة النظام السياسي وحجر الزاوية يف أي عملية دميقراطية بل مفتاحا لكل‬
‫دواليب السياسة‪ ،‬فهي إحدى قنوات املشاركة السياسية للمواطن‪ ،‬وكذا إحدى قنوات اإلتصال السياسي‬
‫املنظم يف اجملتمع‪ ،‬حيث تقوم بدوٍر هام من خالل أتثريهايف الرأي العام ومسامهتها يف زايدة فاعلية املواطن‬
‫عرب حثه على املسامهة يف الشأن العام‪.‬‬
‫واألحزاب السياسية كغريها من الفواعل حباجة إىل املال إلدامة وجودها السياسي ولتحقيق اهلدف النهائي‬
‫هلا واملتمثل يف الوصول إىل السلطة أو البقاء فيها أو على األقل التأثري فيها‪،‬ولتتمكن من القيام مبهامها املنوطة هبا‬
‫ولتوسيع نشاطها احلزيب وزايدة التواصل مع اجلمهور للحصول على املزيد من الدعم الشعيب‪.‬‬
‫وابلرغم من أن املال حيمل هذه األمهية لألحزاب إال أنه أصبح سببا لتفشي الفساد املايل واإلداري‬
‫يف هذا القطاع احليوي الذي حتاول بعض النفوس الضعيفة إستغالله لتحقيق إنتفاع شخصي أو لتمويل‬
‫اإلرهاب أو لغسل األموال‪ ،‬لذا مل يغفل املشرع اجلزائري مد رقابته إىل املصادر املالية هلذا الشخص املعنوي‬
‫اخلاص فنظم بشكل صريح الرقابة اإلدارية على مصادر أمواهلا حىت ال تنحرف األحزاب عن هدفها النبيل‬
‫املنوط هبا ومنعا للفساد املايل والسياسي‪ ،‬وحىت تكون األحزاب يف منأى عن أي إمالءات أو إرتباطات مالية‬
‫خارجية مشبوهة تضر ابهلدف من وجودها‪.‬‬

‫إشكالية البحث ‪:‬‬


‫كيف نظم املشرع اجلزائري مصادر متويل األحزاب السياسية‪ ،‬وهل الرقابة اإلدارية اليت خصصها‬
‫املشرع اجلزائري لتتبع مصادر متويل األحزاب السياسية هي رقابة كافية وفعالة لضبط النشاط املايل لألحزاب؟‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬


‫هندف من خالل هذه الدراسة تقييم املنظومة القانونية اليت يوفرها املشرع اجلزائري لتنظيم الذمة املالية‬
‫لألحزاب قصد رصد مواطن القوة والضعف فيها وذلك بغية تقدمي تصور من شأنه أن يضفي التجانس على‬
‫منظومتنا القانونية مبا يعزز الشفافية والنزاهة يف هذا اجملال‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك تسعى هذه الدراسة إىل تبصري‬
‫القارئ بطرق التمويل اخلفي لألحزاب السياسية وخماطره وأساليب املشرع يف مكافحته‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫منهج البحث ‪:‬‬


‫لإلجابة على اإلشكالية املنتهجة يف هذه الدراسة إتبعنا املنهج الوصفي لبيان اإلطار املفاهيمي‬
‫لألحزاب ومصادر متويلها ومضـ ـمون الرقابة اإلدارية على مالية األحزاب‪ ،‬ابإلضافة إىل أسلوب التحليل‬
‫الذي صاحب مجيع مراحل إجناز املقال‪.‬‬
‫هيكل البحث ‪:‬‬
‫حتقيقا هلدف الدراسة قمنا بتقسيم هذا البحث إىل قسمني أساسيني حبيث تناول القسم األساسي األول‬
‫ماهية األحزاب السياسيةومصادر متويلها يف التشريع اجلزائري‪ ،‬يف حني إختص القسم األساسي الثاين‬
‫مبعاجلةآليات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب يف اجلزائر ومدى أتثريها على اإلستقاللية املالية‬
‫للحزب ونشاطه‪.‬‬

‫أوال‪-‬ماهية األحزاب السياسية ومصادر متويلها يف التشريع اجلزائري‬


‫ال ميكن احلديث عن الرقابة اإلدارية على مالية احلزب السياسي دون تسليط الضوء أوال على مفهوم‬
‫األحزاب السياسية مث بيان مصادر متويلها‪.‬‬
‫‪ . 1‬ماهية األحزاب السياسية ‪:‬‬
‫حق إنشاء األحزاب السياسية هو حق معرتف به ومضمون دستورايمبوجب املادة ‪ 57‬من التعديل‬
‫الدستوري رقم ‪ ،1442-20‬ورغم اإلعرتاف الدستوري هبذا احلق إال أن املشرع مل يستفيض يف احلديث عن‬
‫تعريف احلزب وال دوره بل أورد العبارة على سبيل اإلمجال دون دخول يف التفاصيل‪ ،‬لذا كان البد من‬
‫البحث عن مفهوم األحزاب السياسية ضمن القوانني اخلاصة الناظمة هلا‪.‬‬
‫أ – تعريف احلزب السياسي يف ظل القانون العضوي رقم ‪:04-12‬‬
‫أورد املشرع اجلزائري تعريفا للحزب السياسي يف خمتلف القوانني اخلاصة اليت نظمت األحزاب السياسية‬
‫ابجلزائر‪ 2‬واليت كان آخرها القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪3‬حيث أقر هذا القانون‬
‫يف املادة ‪ 03‬منه أبنه احلزب السياسي هو‪ " :‬جتمع مواطنني يتقامسون نفس األفكار وجيتمعون لغرض وضع‬
‫مشروع سياسي مشرتك حيز التنفيذ للوصول بوسائل دميقراطية وسلمية إىل ممارسة السلطات واملسؤوليات يف‬
‫قيادة الشؤون العمومية" ‪.‬‬
‫وبتحليل نص املادة السالفة الذكر ميكن القول أبن املشرع اجلزائري إعتمد على مجلة من اخلصائص‬
‫املميزة للحزب كأساس لتعريفه نبينها فيما يلي‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ب‪ -‬اخلصائص القانونية لألحزاب السياسية‪:‬‬


‫تنص املادة ‪ 04‬من القانون العضوي رقم ‪ " : 04-12‬يؤسس احلزب السياسي ملدة غري حمدودة ويتمتع‬
‫ابلشخصية املعنوية واألهلية القانونية وإستقاللية التسيري‪ ،‬ويعتمد يف تنظيم هياكله وتسيريها املبادئ الدميقراطية"‪ .‬لذا فإنه‬
‫إستنادا لنص املادة ‪ 03‬واملادة ‪ 04‬السالفيت الذكر فإن احلزب السياسى يتمتع ابخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ .I‬احلزب هو جتمع مواطنني هلم نفس األفكار ‪:‬‬
‫املواطنة يف معناها السياسي تُشري إىل األشخاص الذين حيملون جنسية الدولة‪ 4‬واملواطنني مبفردهم ال‬
‫ميكنهم حتقيق أهدافهم السياسية إال بتنسيق اجلهود والتضامن فيما بينهم‪ ،‬وال ميكن هلذا التضامن أن يصبح‬
‫فعاال إال إذا نظم وتوحدت اجلهود يف إطار حزب سياسيريبط بني جمموعة املواطنني الذين يتبنون رؤية سياسيّة‬
‫واحدة هي رؤية احلزب ‪.‬‬
‫‪ .II‬أتسيس احلزب ملدة غري حمددة ‪:‬‬
‫يؤسس احلزب ملدة غري حمدودة ألنه ليس بتنظيم مؤقت‪5‬أو سريع الزوال‪ ،‬بل هو تنظيم دائم ال يظهر‬
‫أتثريه الفعال على حياة اجملتمع إال إذا إستمر نشاطه وعمره بعد مؤسسيه‪.‬‬
‫الطابع الوطين للحزب ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫ميتاز احلزب أبنه ذو طابع وطين أي ليس له طابع حملي وإال أصبح كاجلمعية‪6‬حيثريبط احلزب بني‬
‫املستوى احمللي واملستوي الوطين من خالل إقامة عالقات بني القمة والقاعدة عن طريق قيادة مركزية وقيادات‬
‫‪7‬‬
‫والئية وخالاي وقسمات وجلان وفدراليات جهوية‪.‬‬
‫هدف احلزب ممارسة السلطة ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫يناضل احلزب من أجل الوصول إىل السلطة السياسية وتويل احلكم وممارسته سواء منفردا أو ابإلشرتاك‬
‫مع أحزاب أخرى‪ ،‬لذا يتميز عن اجلماعات الضاغطة والنقاابت اليت تدافع عن فئة إجتماعية معينة وعن‬
‫مصاحل حمدودة وال هتدف إىل الوصول إىل السلطة السياسية‪.‬‬
‫ممارسة احلزب لنشاطات تتعلق ابملنفعة العامة ‪:‬‬ ‫‪.V‬‬
‫إعترب جملس الدولة اجلزائري احلزب السياسي تنظيما أساسيا يف احلياة السياسية للدولة ميارس نشاطات‬
‫تتعلق ابملنفعة العامة‪ ،8‬وأهم هذه النشاطات صياغة إحتياجات ومشاكل املواطنني وطرح مقرتحات حللها‬
‫وتقدميها إىل اجلهات احلكومية املختلفة بصورة قانونية‪ ،‬ابإلضافة إىل تنظيم نشاطات توعية وتثقيف للناخبني‬
‫حول النظام السياسي واإلنتخاابت والدعاية لرؤية احلزب‪.9‬‬

‫‪121‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .VI‬الشخصية املعنوية للحزب ‪:‬‬


‫الشخصية املعنوية أو اإلعتبارية تعين إكتساب الشخصية القانونية حكما أي بنص القانون وليس ملن‬
‫يكتسبها وجود مادي حقيقي ‪ ،10‬وقد إعرتف قانون األحزاب السياسية ابلشخصية املعنوية لألحزاب يف‬
‫نص املادة ‪ 32‬منه واليت يكتسبها إبتداءا من اتريخ نشر اإلعتماد يف اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬
‫الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وإبتداءا من هذا التاريخ يكون للحزابحلق فيذمة مالية وأهلية يف احلدود اليت يعينها عقد‬
‫إنشائه أو اليت يقررها القانون‪ ،‬وموطن وهو املكان الذي يوجد فيه مركز إدارته‪ ،‬وانئب يعرب عن إرادته‪ ،‬وحق‬
‫التقاضي‪ ،‬كما يتحمل احلزب إلتزاماته القانونية‪.11‬‬
‫إعتماد احلزب على املبادئ الدميقراطية يف تنظيم هياكله وتسيريها ‪:‬‬ ‫‪.VII‬‬
‫الدميقراطية احلزبية تعين تنمية الوعي الدميقراطي واإلرتقاء ابملمارسة الدميقراطية عرب عملية حتول‬
‫دميقراطي مستمر داخل احلزب‪ ،12‬ومن املبادئ الدميقراطية اليت يفرض القانون اجلزائري على األحزاب‬
‫إعتمادها مبدأ التداول على السلطة‪ ،13‬ابإلضافة إىل مبدأ التناوب على رائسة احلزب‪ ،‬فضال على مبادئ‬
‫حرية الرأي والتعبري الفردي واجلماعي‪ ،‬إضافة إىل اإلقرار ابلتعددية يف الرأي والتعاطي مع خمتلف وجهات النظر‬
‫إبحرتام‪ ،‬كما إستوجب املشرع اجلزائري أن تتم إدارة وقيادة األحزاب السياسية بواسطة أجهزة منتخبة مركزاي وحمليا‬
‫على أسس دميقراطية قائمة على قواعد اإلختيار احلر للمنخرطني‪ ،‬وأن حتدد صالحيات هيئات احلزب السياسي‬
‫وكيفيات تنظيمها وسريها وفقا للمبادئ الدميقراطية‪.‬‬
‫وبناء على ما أوردانه من خصائص ميكن القول أبن احلزب السياسي هو شخص معنوي خاص ودائميضم‬
‫جمموعة من املواطنني هلم مبادئ مشرتكة ويعملون بوسائل دميقراطية قصد الوصول إىل السلطة‪.‬‬

‫‪ .2‬مصادرالتمويل احلزيب يف التشريع اجلزائري‪.‬‬


‫نظم املشرع اجلزائري املوارد املالية لألحزاب السياسية عن طريق حتديد مصادر التمويل املشروعة وغري‬
‫املشروعةووضع أسقف هلا‪ ،‬وللوقوف على خمتلف مصادر التمويل البد من التطرق ملفهوم التمويل احلزيب أوال‬
‫مث بيان سبل التمويل احلزيب‪.‬‬

‫أ – تعريف التمويل احلزيب ‪:‬‬


‫مل يعرف املشرع اجلزائري التمويل احلزيب وإمنا حدد مصادره املشروعة وغري املشروعة وهو مسلك‬
‫العديد من التشريعات يف األنظمة الدميقراطية اليت حرصت على التأكيد على حق األحزاب السياسية يف‬
‫احلصول على املال من مصادر خمتلفة بشرط أن تكون هذه املصادر مشروعة وخاضعة للرقابة‪.14‬‬

‫‪122‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وابلرجوع إىل املعىن اللغوي للفظ التمويل جنده قد إستمد من مصدر مول ومتول الرجل أي إختذ‬
‫صرت ذا مال‪.16‬‬ ‫ِ‬ ‫‪15‬‬
‫ماالا ‪ ،‬ومل ميال أي كثر ماهلوملت ابلكسر ُمتال موالا ومؤوالا أي ُ‬
‫وللتمويل احلزيب معاين إصطالحية متشعبة‪ ،‬حيث ذهب البعض إىل تعريفه على أنه ‪ " :‬تقدمي األموال‬
‫إىل مرشحني متنافسني يف اإلنتخاابت وهذه األموال قد تكون خاصة ابملرشحني لإلنتخاابت أو املقدمة عن‬
‫طريق أحزاهبم أو من قبل أفراد آخرين أو جماميع منظمة من املؤيدين وتستخدم بشكل خاص للتنافس يف‬
‫إنتخاابت معينة ولدفع كلف اإلمتثال للقوانني واجبة التطبيق اليت حتكم التمويل السياسي‪.17‬‬
‫ويشري تعريف آخر للتمويل احلزيب أبنه‪ " :‬إيرادات ونفقات املرشحني واألحزاب السياسية اليت يتم‬
‫احلصول عليها بصورة رمسية أو غري رمسية وتكون إما مالية أو عينية وقد حتدث هذه املعامالت خالل مدة‬
‫احلملة اإلنتخابية أو خارجها وقد ال تكون ذات صلة مباشرة على اإلطالق ابحلملة اإلنتخابية‪.18‬‬
‫وإختصر بعض الفقهاء مفهوم التمويل احلزيب يف مجلة ‪ " :‬متويل احلمالت واحلزب"‪.19‬‬
‫وبتحليل التعاريف السالفة الذكر يتضح أبن بعضها يركز على املعىن الواسع للتمويل حبيث يشمل‬
‫املال املقدم لألحزاب متويال حلملتهم اإلنتخابية وألنشطتهم اليومية بينما إهتم املعىن الضيق بتمويل احلمالت‬
‫اإلنتخابية لألحزاب فقط‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك ميكن القول أبن املشرع اجلزائري تبىن التعريف الواسع للتمويل احلزيب لكونه أجاز‬
‫متويل احلزب السياسي أثناء أعمال تسيريه اليومية أو أثناء احلملة اإلنتخابية له‪.‬‬
‫ب – مصادر متويل نشاطات تسيري األحزاب‪:‬‬
‫حتتاج األحزاب السياسية يف الفرتة الفاصلة بني كل إستحقاق إنتخايب إىل نفقات يومية وأسبوعية‬
‫وشهرية وسنوية لدفع إجيار مقراهتا‪ ،‬وأيضا أجور العمال وكذلك فواتري املياه والكهرابء والغاز والنظافة ويضاف‬
‫إىل ذلك الفعاليات واملؤمترات والندوات‪ ،‬لذا تعتمد األحزاب يف متويل أعمال تسيريها املختلفة على مصدرين‬
‫مشروعني حددهتما املادة ‪ 63‬من القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬يتمثل األول يف التمويل اخلاص والثاين يف‬
‫التمويل العام ‪.‬‬
‫مصادر التمويل اخلاص ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫حصر املشرع اجلزائري مصادر التمويل اخلاص لألحزاب السياسية يف أربعة مصادر حددهتا املادة ‪52‬‬
‫من القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬واليت تتمثل يلي‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫• إشرتاكات أعضاء احلزب ‪:‬‬


‫يقصد إبشرتاكات األعضاء املبالغ املالية النقدية اليت يلتزم كل عضو يف احلزب بدفعها خلزينة احلزب بصفة‬
‫دورية‪ ،20‬حيث تعترب هذه اإلشرتاكامتن أهم املصادر الذاتية لألحزاب السياسية‪ ،‬ذلك أن ما يدفعه األعضاء ميثل‬
‫إمياانا منهم أبفكار هذا احلزب وتطلعاته‪21‬وهي من أقدم الطرق التمويلية لألحزاب واليت متكن احلزب من العمل يف‬
‫معزل عن الضغوط السياسية اخلارجية وتضمن إستقالليتة ألهنا تشكل مصدر التمويل األكثر دميقراطية‪ ،‬فضال على‬
‫أهنا تضمن للمنخرطني إمكانية ممارسة بعض التأثري على السياسة الرمسية للحزب‪.22‬‬
‫وقد حرر املشرع اجلزائري هذا اإلشرتاك من أي قيد كان قد وضعه يف القوانني السابقة‪ ،‬حيث أنه مل‬
‫حيدد سقف حمدد هلذه اإلشرتاكات وإمنا ترك ذلك للسلطة التقديرية هليئات املداولة واهليئات التنفيذية‬
‫للحزب‪ ،‬ولئن كان هدف املشرع اجلزائري من ذلك تفادي التعديل املستمر للقوانني لعدم ثبات قيمة العملة‬
‫واألسعار إال أننا نرى أبنه قد يسهل إفالت بعضاألحزاب من الرقابة عن طريق حتصيل أموال كبرية حتت‬
‫مسمى إشرتاكات األعضاء‪.‬‬

‫• اهلبات والوصااي والتربعات ‪:‬‬


‫يعترب هذا النوع من التمويل من أخطر أنواع التمويل ألنه قد يسمح ابلتدخل يف القرار الداخلي‬
‫لألحزاب السياسية‪ ،‬وميكن أن يؤدي إىل التأثري يف إختيار املرشحني يف اإلنتخاابت بل أكثر من ذلك ميكن‬
‫أن يصل إىل تعديل قوانني األحزاب وأنظمتها‪ ،23‬لذا تدخل املشرع اجلزائري للحد من خطورة هذا املصدر‬
‫أبن حدد املبالغ اليت ميكن أن تتلقاها األحزاب على سبيل اهلبة‪24‬أو التربع‪ 25‬أو الوصية‪26‬كما حدد اجلهات‬
‫اليت جيوز تلقي منها التمويل‪.‬‬
‫ومبوجب نصي املادتني ‪ 54‬و‪ 55‬من القانون العضوي ‪ 04-12‬يسمح لألحزاب تلقي اهلبات والوصااي‬
‫والتربعات إذا كانت قيمتها ‪ 300‬مرة األجر الوطين األدىن كسقف أقصىكما أن املشرع قصر تقدمي هذا النوع من‬
‫املداخيل على جهة وطنية مكونة من األفراد الطبيعيني‪ ،‬ومنع التمويل من مصادر أجنبية حىت يضمن عدم حتول‬
‫احلزب السياسي ملكان لغسل األموال وملنع التمويل اخلفي لألحزاب السياسيةولضمان عدم خروج األحزاب من‬
‫إطار العمل السياسي إىل األسواق السياسية‪.‬‬

‫• عوائد اإلستثمارات غري التجارية ‪:‬‬


‫حضر املشرع اجلزائري على األحزاب السياسية ممارسة األنشطة التجارية وذلك مبوجب املادة ‪ 47‬من قانون‬
‫األحزاب السياسية ألن األحزاب ال تعد من قبيل املؤسسات التجارية‪ ،‬وأجاز للحزب احلصول على مداخيل من‬

‫‪124‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫إستثمارات غري جتارية‪ ،‬ونالحظ هنا أبنه رغم منع احلزب من القيامبالنشاط التجاري إال أن املشرع مل يضبط األنشطة‬
‫الغري جتارية لألحزاب‪ ،‬لذا فإن اللجوء إىل الطرق غري املشروعة يبدو مفتوحا حىت يف ظل كل هذا التشديد‪.‬‬
‫ولشرح املقصود ابلنشاطات غري التجارية يف التشريعات املقارنة جند أن املشرع املصري قد حددها يف‬
‫اإلستثمار يف إصدار الصحف وإستغالل دور النشر أو الطباعة طاملا أهنا هتدف ابألساس إىل خدمة احلزب‪.27‬‬
‫مصادر التمويل العام ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫أمام عدم قدرة األحزاب السياسية على توفري املوارد اخلاصة ملواجهة تكاليف نفقاهتا املختلفة كان مالذ‬
‫هذه األخرية هو الدعم العمومي للدولة إبعتبار احلزب مرفق دستوري يساهم يف التعبري عن الرأي وتكوين اإلرادة‬
‫العامة‪ ،28‬ويقصد ابلتمويل العام املال الذي تقدمه الدولة كنوع من املساعدة واملساندة لألحزاب السياسية للقيام‬
‫بدورها اهلام ‪ ،29‬وهو إما أن يكون متويال مباشرا أو غري مباشر‪.‬‬
‫• التمويل العام املباشر ‪:‬‬
‫التمويل العام املباشر هو الدعم املايل املباشر من الدولة للحزب السياسي والذي يقيد يف ميزانية الدولة‬
‫إبسم األحزاب السياسية‪،30‬وقد أشارت إليه املادة ‪ 58‬من التعديل الدستوري رقم ‪،442-20‬كما أكدت‬
‫ذلك املادة ‪ 52‬من قانون األحزاب السياسية‪ ،‬وسار نص املادة ‪ 58‬من نفس القانون العضوي لألحزاب‬
‫على ذات النهج وكرر نفس النص تقريبا بنصه على أنه‪" :‬ميكن للحزب املعتمد أن يستفيد من إعانة مالية‬
‫من الدولة حسب املقاعد احملصل عليها يف الربملان وعدد منتخباته يف اجملالس"‪.‬‬
‫وابستقراء املواد السالفة الذكر‪ ،‬يتبني لنا أنه حيق لألحزاب اإلستفادة من التمويل العام املباشر حسب‬
‫عدد املقاعد اليت حتصلت عليها يف الربملان‪ ،‬أو حسب عدد املنتخبات ابجملالس الشعبية أو الوالئية‪.‬‬
‫وما يؤخذ على هذا النوع من التمويل أن املشرع مل حيدد املبالغ اليت ميول هبا األحزاب كما أنه قصر‬
‫هذا الدعم على أحزاب السلطة املسيطرة فعليا على الربملان وبذلك حترم األحزاب األخرى من اإلستفادة‬
‫احلقيقية منهوهو ما يعد إخالل مببدأ املساواة بني األحزاب‪.‬‬
‫• التمويل العام غري املباشر ‪:‬‬
‫التمويل غري املباشر هو تقدمي املوارد والدعم لألحزاب السياسية بطريقة غري نقدية وهذا النوع من التمويل‬
‫له سبل كثرية يف الدول املقارنة كالتخفيضات الضريبية‪ ،‬أو إلغاء الضرائب املفروضة على مباين ومقار األحزاب أو‬
‫على اهلبات والتربعات اليت تتلقاها األحزاب‪ 31‬ملا تؤديه التخفيضات أو اإلعفاءات الضريبية من حتقيق درجة‬
‫أكرب من الشفافية‪ ،32‬ابإلضافة إىل متكني األحزاب من إستخدام القاعات والنوادي العمومية لعقد مؤمتراهتا احلزبية‬
‫وإجتماعاهتا اإلنتخابية إضافة إىل إستخدام عقارات مملوكة للدولة كمقرات هلا أو لفروعها‪.33‬‬

‫‪125‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري مل يول هلذا النوع من التمويل أمهية كبرية حيث قصره على‬
‫إستفادة احلزب من وسائل اإلعالم العمومية‪ ،‬وهذا ما أقرته املادة ‪ 15‬من قانون األحزاب السياسية اليت‬
‫تنص‪ " :‬تتساوى األحزاب السياسية يف حق إستعمال وسائل اإلعالم العمومية يف إطار وضع برانجمها حيز‬
‫التنفيذ"‪ ،‬فضال على اإلعرتاف للحزب حبقه يف إصدار نشرايت إعالمية أو جمالت‪،‬وهو ما أقرته املادة ‪47‬‬
‫من قانون األحزاب السياسية‪.‬‬
‫ولئن كانت الصحافة احلزبية من أهم أوجه الدعمغري املباشر الذي تقدمه الدولة لألحزاب لكوهنا تؤدي دورا‬
‫هاما يف كشف احلقائق وإبراز املواقف يف األحزاب السياسية‪ 34‬إال أن التمويل غري املباشر لألحزاب اجلزائرية ال يرقى‬
‫إىل املستوى املطلوب‪،‬إذ حترم األحزاب منإمتيازات أقرهتا الدول املقارنة على غرار اإلعفاءات الضريبية على املمتلكات‬
‫املنقولة أو العقارية أو على إستثماراهتا‪ ،‬أو على اهلبات والتربعات والوصااي اليت تتلقاها األحزاب السياسية ابإلضافة إىل‬
‫أن عدم وضوح مصادر التمويل غري املباشر قد يكون جماال واسعا حلصول األحزاب على األموال بطريقة غري مباشرة‬
‫األمر الذي يفسح اجملال ملمارسات فاسدة يف عملية متويل احلزبواإلفالت من الرقابة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬مصادر متويل احلمالت اإلنتخابية لألحزاب ‪:‬‬
‫حتتاج عملية املشاركة يف اإلنتخاابت والفوز فيها إىل قيام األحزاب حبمالت إنتخابيةوهذا األمر يتطلب‬
‫إنفاق ومتويل هلذه احلملة لتغطية املصاريف املتعلقة ابإلشهار والدعاية يف وسائل اإلعالم وامللصقاتوطبع الواثئق‪،‬‬
‫ومصاريف التنقل واإلطعام واالتصاالت وإجيار املقرات اإلنتخابية‪ ،‬وإقامة التجمعات وغريها‪ ،‬لذا قنن املشرع‬
‫اجلزائري مصادر متويل احلمالت اإلنتخابية هبدف ضمان مشروعية تلك األموال من جهة وتسيري مراقبة إنفاقها‬
‫من جهة اثنية جتسيدا ملبدأ املساواة وتكافؤ الفرص بني املرتشحني‪.35‬‬
‫وابلرجوع إىل األمر رقم ‪ 01-21‬املتعلق بنظام اإلنتخاابت املعدل واملتمم‪36‬جنده قد أورد مصادر‬
‫متويل احلملة اإلنتخابية لألحزاب يف املادة ‪ 87‬منه واملتمثلة يف‪ :‬مصادر متويل خاص وهي إشرتاكات العضوية‬
‫ومداخيلها املتأتية من نشاط احلزب واملسامهة الشخصية للمرتشحينواهلبات النقدية أو العينية اليت يقدمها‬
‫املواطنون كأشخاص طبيعية‪ ،‬ابإلضافة إىل مصادر التمويل العام واملتمثلة يف املساعدات اليت تقدمها الدولة‬
‫للحزب لتغطية مصاريف طبع الواثئق ومصاريف النشر واإلشهارومصاريف إجيار القاعاتومصاريف النقل‪،37‬‬
‫ويشرتط ليتحصل احلزب على الدعم املايل للدولة حتقق شرطني‪ ،‬يتمثل الشرط األول يف أن تكون قوائم‬
‫املرتشحني لإلنتخاابت التشريعية أو احمللية مستقلةوالشرط الثاين أن تكون هذه القوائم مشكلة من شباب‬
‫تقل أعمارهم عن ‪ 40‬سنة يوم اإلقرتاع‪.38‬‬

‫‪126‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وقد عمد املشرع إىل احلد من التربعات والنفقات املسموح هبا أثناء القيام ابحلمالت اإلنتخابية والتقليل‬
‫منها والكشف عنها علنا من أجل التقليل من أتثري التربعات على السياسة وزايدة ثقة الناخبني يف نزاهة العملية‬
‫اإلنتخابية‪ ،39‬حيث حتضر املادة ‪ 88‬من قانون اإلنتخاابت كل اهلبات النقدية والعينية من دول أجنبية ومن‬
‫أشخاص أجانبطبيعيني كانوا أو معنويني‪ ،‬كما مت حتديد سقف للهبات اليت يدفعها املواطن ملرتشح احلزب يف‬
‫حدود ‪ 400.000‬دج كأقصى حد يف اإلنتخاابت التشريعية‪ ،‬و ‪ 600.000‬يف اإلنتخاابت الرائسيةوإمكانية‬
‫حتيني هذه املبالغ كل ثالثة سنوات حسب املادة‪ ،89‬أما اهلبات اليت يقدمها اجلزائريون املقيمون يف اخلارج‬
‫للمرتشحني أوللقوائم احلزبية يف الدوائر اإلنتخابية يف خارج البالد ال تعد متويال أجنبيا على أن ال تتجاوز ما يعادل‬
‫املقدارين السابقني حسب املادة‪ 90‬من قانون اإلنتخاابت‪ ،‬كما فرضت املادة ‪ 91‬من هذا القانون أنكل هبة‬
‫تتجاوز ‪ 1.000‬دج ال جيب أن تدفع نقدا بل بواسطة أدوات الدفع املتمثلة يف الشيك أو التحويل أو اإلقتطاع‬
‫اآليل أو عن طريق البطاقة البنكية‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل الدعم املايل املباشر الذي تساهم به الدولة من خالل التعويضات اجلزافية للمرتشح يف‬
‫اإلنتخاابت الرائسية بنسبة ‪% 10‬من النفقات املدفوعة فعال وعندما تفوق نسبة األصوات املعرب عنها عن‬
‫‪ % 10‬وتقل عن ‪ % 20‬أو تساويها يرفع التعويض إىل ‪ % 20‬من النفقات املدفوعة فعال وضمن احلد‬
‫األقصى املرخص به من حجم تلك النفقات‪ ،‬وقد ترفع إىل ‪ % 30‬للمرتشح إذا حقق أكثر من ‪ %20‬من‬
‫األصوات لصاحله‪ ،‬وكل هذه التعويضات مشروطة إبعتماد من قبل جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة‬
‫اإلنتخابية بعد إعالن احملكمة الدستورية النتائج النهائية لإلقرتاع‪.‬‬
‫أما يف اإلنتخاابت التشريعية فتنص املادة ‪ 95‬من قانون اإلنتخاابت أن قوائم املرتشحني املتحصلة على‬
‫‪ % 20‬على األقل من األصوات املعرب عنها ميكن أن حتصل على تعويض بنسبة ‪ ، % 20‬و يدفع هذا التعويض‬
‫للحزب الذي أودع الرتشح حتت رعايته أو إىل قائمة األحرار‪ ،‬وال يتم أيضا التعويض إال بعد إعالن احملكمة‬
‫الدستورية النتائج وإعتماد احلساابت من طرف جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية‪.‬‬
‫وما يالحظ على نصوص القانون اإلنتخاابت اجلزائري أنه مل ينظم إجراءات الرقابة على متويل احلملة‬
‫االنتخابية لالنتخاابت احمللية على الرغم من أهنا ميكن أن تستفيد من متويل عمومي‪ ،‬وذلك يعين عدم خضوع‬
‫التمويل العمومي لالنتخاابت احمللية للرقابة اإلدارية وقد ينتج عن ذلك تفشي الفساد املايل ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫اثنيا‪ :‬آليات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب يف اجلزائر ومدى أتثريها على‬
‫اإلستقاللية املالية للحزب ونشاطه‬

‫تعرف الرقابة اإلدارية أبهنا جمموعة السلطات احملددة بواسطة القانون اليت متارسها سلطة عليا على أعواهنا‬
‫الالمركزيني وعلى أعماهلم هبدف محاية املصلحة العامة‪ ،40‬كما عرفها البعض أبهنا الرقابة الذاتية اليت تقوم هبا‬
‫اإلدارة بنفسها ملراقبة أعماهلا والتحقق من مدى مطابقتها للقانون أو مالئمتها للظروف احمليطة هبا‪ ،41‬وذهب‬
‫البعض إىل تعريفها على أهنا " إختصاص مينح جلهة إدارية للتحقق من موافقة نشاط اجلهات اإلدارية لألوضاع‬
‫احملددة يف القانون ولألنظمة والتعليمات ذات العالقة " ‪.42‬‬
‫وبناءا على ما سبق ميكن القول أبن الرقابة اإلدارية قد تكون رقابة مشروعية متارسها اإلدارة على‬
‫مؤسساهتا اإلدارية للتحقق من مدى مطابقة أعمال هذه املؤسسات للقانون‪ ،‬أو قد تكون رقابة مالئمة‬
‫للتحقق من مدى مالئمةالظروف احمليطة ابألعمال اليت مت إجنازها من قبل املؤسسات‪ ،‬وبذلك فهي رقابة‬
‫بني أشخاص القانون العام‪ ،‬وعليه فإنتعريف الفقه اإلداري للرقابة اإلدارية ال ينطبق يف جزء منه على مفهوم‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب ألهنا رقابة متارس على األحزاب إبعتبارهم من أشخاص القانون اخلاص‬
‫وليس القانون العام‪ ،‬كما أهنا رقابة مشروعية فقط وال ميكن أن تكون رقابة مالئمة نظرا إلستقاللية األحزاب‬
‫السياسية وألن رقابة املالءمة تشكل تدخال يف عمل األحزاب‪.‬‬
‫لذا ميكن أن نعرف الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية أبهنا " حتقق اإلدارة من‬
‫موافقة مصادر متويل األحزاب السياسية لألحكام احمل ـددة يف القانون "‪.‬‬
‫‪ . 1‬وسائل وهيئات الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب ‪:‬‬
‫ضماان ملشروعية مصادر متويل األحزاب السياسية أخضع املشرع اجلزائري الذمة املالية هلذه األشخاص‬
‫للرقابة اإلدارية‪ ،‬ولئن كان املنطق واحلرية يفرضان إطالق احلرية لألحزاب يف متويلها إال أن الدميقراطية وأخالقيات‬
‫اللعبة السياسية يفرضان تقييد التمويل ورقابته حىت ال تكون األحزاب مكان لألعمال الال مشروعة وألن الرقابة‬
‫هي الضامن احلقيقي للشفافية السياسية ومنع الفساد‪ ،43‬لذا خصص املشرع اجلزائري لتكريس الرقابة اإلدارية‬
‫وسائل وهيئات نبينها فيما يلي‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫أ ‪ -‬وسائل الرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب ‪:‬‬


‫تتطلب الرقابة على مصادر متويل األحزاب السياسية اإلستعانة جبملة من الوسائل واليت تعد مصدرا‬
‫للمعلومة املالية تسهل خضوع املعلومات املفصح عنها لرقابة اهليئات املكلفة بتتبع مصادر متويل األحزابوتتمثل‬
‫هذه الوسائل فيما يلي ‪:‬‬
‫التصاريح ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫ألزم املشرع اجلزائري احلزب السياسي ابلتصريح ابألحكام املالية للحزب وذلك يف قانوهنا األساسي‬
‫الذي يستوجب عرضه على املؤمتر التأسيسي للحزب ليصادق عليه‪ ،44‬ابإلضافة إىل ما فرضته املادة ‪ 89‬من‬
‫قانون اإلنتخاابت على املرتشح أو موكله ابلتصريح للجنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية بقيمة‬
‫اهلبات وبقائمة أمساء الواهبني‪ ،‬ومنعا إلنتشار الفساد يف احلملة اإلنتخابية يتوجب على املرتشح التصريح‬
‫مبمتلكاته يف اإلنتخاابت التشريعية واحمللية ومداخيل املرتشح أو ماله اخلاص وذلك قبل بدء احلملة اإلنتخابية‬
‫حىت تستطيع اهليئات الرقابية القيام برقابة املعلومات املصرح هبا‪ ،‬وهو ما أشارت إليه املادة ‪ 04‬من القانون‬
‫رقم ‪ 01-06‬املتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته‪.45‬‬
‫‪ .II‬الدفاتر احملاسبية ‪:‬‬
‫يوجب القانون على احلزب اإلحتفاظ بدفاتر حماسبية مستمرة وحمدثة وأن يقوم يف هذه الدفاتر جبرد أمواله‬
‫العقارية واملنقولة‪ ،46‬وتتمثل هذه الدفاتر يف دفرت يومي تسجل فيه حركات األصول واخلصوم واألموال اخلاصة‬
‫واألعباء ومنتجاهتا‪،‬ودفرت كبري يقيد فيه جمموع حركات احلساابت خالل فرتة معينةودفرت اجلرد تنقل فيه امليزانية‬
‫وحساب النتائج اخلاصة ابحلزب‪.47‬‬
‫كما حدد املشرع اجلزائري املعيار احملاسيب الذي يتوجب على احلزب إتباعه عند مسك الدفاتر‬
‫احملاسبية وهو معيار القيد املزدوج ‪ ،48‬ويقصد به أن كل عملية تضم حسااب دائنا وحسااب مدينا‪49‬حبيث‬
‫يكون املبلغ املدين مساواي للمبلغ الدائن‪،‬وهو ما أكدته املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 11-07‬املتضمن النظام‬
‫احملاسيب املايل‪ ،50‬كما جيب أن حيدد كل تسجيل حماسبيمصدر كل معلومة ومضموهنا وختصيصهاوكذا مرجع‬
‫الوثيقة الثبوتية اليت يستند إهلا‪. 51‬‬
‫ابإلضافة إىل ما سبق ألزم املشرع احلزب السياسي يف املادة ‪61‬من القانون العضوي رقم ‪04-12‬‬
‫تقدمي حساابته السنوية اليت تغطي الفرتة من ‪ 01‬جانفي إىل ‪ 31‬ديسمرب إىل وزارة الداخلية‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫احلساابت املصرفية ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬


‫أكد املشرع يف املادة ‪ 62‬من قانون األحزاب السياسية على أن احلزب ملزم بفتح حساابت لدى‬
‫مؤسسات مصرفية ومالية وطنية تودع فيها أموال التربعات واهلبات وإشرتاكات أعضاء احلزب مبن فيهم‬
‫املقيمني ابخلارج‪ ،‬ويكمن اهلدف من فرض هذا اإللتزام هو متكني اجلهة املختصة من مراقبة مداخيل احلزب‬
‫ومصادر متويله وطبيعة هذه األموال‪ ،52‬حبيث تكون السلطة النقدية ممثلة يف البنك املركزي على دراية‬
‫أحياان‬
‫ابلعمليات املالية واملصرفية لألحزاب‪ ،‬وتستطيع التحقق من مصادر متويلها ومعرفة هوية املتربع وعنوانه و ا‬
‫مهنة املتربع‪ ،‬ومن خالل الكشوف اليت تصدرها املؤسسات املصرفية واملالية عن حساابت زابئنها يتم تدقيق‬
‫إيرادات األحزاب ونفقاته من قبل اجلهة املختصة بذلك ‪.‬‬
‫كما فرض املشرع اجلزائري ضرورة فتح حساب بنكي وحيد من طرف أمني مال احلملة اإلنتخابية بغرض‬
‫متويلها‪ ،‬حيث يتوىل البنك فتح حساب وتسليم اخلدمات الضرورية يف أجل ‪ 15‬يوما إىل األمني املايل للحملة‪،53‬وقد‬
‫أحسن املشرع حني إشرتط أن يكون املصرف داخل اجلزائر حىت ميكن ممارسة رقابة فعالة على األموال وسد ابب‬
‫التمويل اخلفي‪ ،‬إال أن املشرع مل يفرض أن تودع األموال املتحصلة من مداخيل اإلستثمارات غري التجارية يف حساب‬
‫مصريف وطين وهو ما يسهل عملية إفالت احلزب من الرقابة‪.‬‬
‫التقارير املالية ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫يفرض املشرع اجلزائري أن يقدم مسؤول احلزب للمندوبني اجملتمعني يف املؤمتر أو يف اجلمعية العامة‬
‫تقريرا ماليا مصادق عليه من حمافظ احلساابت‪ ،54‬حيث يتضمن هذا التقرير معلوماتتتعلق بذمة احلزب املالية‪،‬‬
‫ومن خالله ميكن مساءلة املرتشحني واألحزاب السياسية أمام اهليئات املراقبة‪.‬‬
‫إال أن ما ميكن التنويه له هو أن املشرع مل يفصل بوضوح املعلومات اليت جيب أن تتضمنها‬
‫التقاريرواآلجل القانونية إلرساهلا‪.‬‬
‫‪ .V‬القيد يف ميزانية الدولة‪:‬‬
‫امليزانية (أو املوازنة) العامة للدولة هي وثيقة تُعدها احلكومة سنواي‪ ،‬وتعرض فيها توقعاهتا إليرادات الدولة‬
‫خالل السنة املالية القادمة فضال عن برجمة نفقاهتا‪ ،‬وتُعد وفقا لقواعد وضوابط حيددها قانون املالية وتنشر يف‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬ويعتمدها الربملان بعد جلسة تصويت تسبقها جلسات نقاش وتعديل ‪.‬‬
‫وقد أشارت املادة ‪ 58‬من قانون األحزاب أبن اإلعاانت املقدمة من الدولة لألحزاب جيب أن تقيد‬
‫يف ميزانية الدولة‪ ،‬ويقتصر ا ألمر على التمويل املباشر فقط وإبدراج إعانة الدولة للحزب يف ميزانية الدولة‬

‫‪130‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ميكن األحزاب األخرى من الرقابة فيما إذا توفرت الشروط من عدمها يف احلزب املقدم له املساعدة‪،‬كما‬
‫ميكن القيد يف ميزانية الدولة من دعم شفافية ذمة األحزاب السياسية أمام املواطن ‪.‬‬
‫ب – اهليئات املكلفة ابلرقابة اإلدارية على مصادر التمويل احلزيب ‪:‬‬
‫تتمتع األحزاب السياسية ابلشخصية القانونية واإلستقالل اإلداري واملايل وهو ما يتطلب يف اجلهة‬
‫اليت تراقبها أن تكون خارجية سواءا أكانت تلك اجلهة الرقابية مركزية أو ال مركزية ‪ ،.55‬ومن مثة فإن الرقابة‬
‫اإلدارية متارس من قبل أجهزة رقابية مستقلة عن تلك املراد الرقابة عليها ‪ ،56‬وتتمثل هذه اهليئات الرقابية‬
‫اإلدارية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .I‬وزير الداخلية‪:‬‬
‫يضطلع وزير الداخلية واجلماعات احمللية يف اجلزائر بدور يف غاية األمهية يف جمال الرقابة على مالية‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬وذلك على خالف املشرع الفرنسي الذي أسند هذه الرقابة إىل الربملان‪،56‬وحسب املادة‬
‫‪ 58‬و‪ 60‬من قانون األحزاب تتمثل مهمة وزير الداخلية يف قيد املساعدات احملتملة يف ميزانية الدولة‪ ،‬وتسلم‬
‫احلساابت السنوية لألحزاب ورقابتها وفحصها ومراجعتها‪ ،‬ابإلضافة إىل تبليغ جملس الدولة بكل املخالفات‬
‫اليت يقوم هبا احلزب‪.‬‬
‫وما يؤخذ على املشرع اجلزائري أهنلم يسند رقابة مالية األحزاب جلهة رقابية حمايدة ومستقلة وموضوعية يف‬
‫قراراهتا‪ ،‬ذلك أن منح حق الرقابة لوزير الداخلية الذييعترب ممثالللسلطة التنفيذية قد يضع األحزاب يف يد سلطة‬
‫احلزب احلاكم وابلتايل ميكنه ممارسة ضغط على بقية األحزاب األخرى وخاصة املعارضة لسياسة احلكومة وتشديد‬
‫الرقابة عليها‪،‬فيما يبقى احلزب احلاكم يف حريةودون رقابة على أمواله‪ ،‬وحبذا لو يعدل املشرع عن هذا ويوكل هذه‬
‫املهمة إىل جملس احملاسبة إبعتباره حمايدا عن أطراف العمل السياسي وهو ما من شأنه أنيحقق أكرب قدر من‬
‫الشفافية‪.‬‬
‫حمافظ احلساابت املعتمد ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫حمافظ احلساابت هو" كل شخص مبارس بصفة عادية وابمسه اخلاص وحتت مسؤوليته مهمة املصادقة‬
‫على صحة حساابت الشركات واهليئات وانتظامها ومطابقتها ألحكام التشريع املعمول به‪.57‬‬
‫وخيتار احلزب حمافظ حساابمتهين ومستقل لتدقيق حساابته‪ ،‬حيث يقوم هذا احملافظ طبقا للمادة ‪60‬‬
‫من قانون األحزاب بفحص التقرير املايل الذي يعده احلزب ليقدمه للمندوبني اجملتمعني يف املؤمتر أو يف‬
‫اجلمعية العامة ومينح للحزب إبراء بذلك‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫وتلزم املادة ‪ 109‬من قانون اإلنتخاابت حمافظ احلساابت بتقدمي حساب احلملة للجنة مراقبة متويل‬
‫حساابت احلمالت اإلنتخابية‪ ،‬ويكلّف بوضع هذا احلساب يف وضعية قابلة للفحص ويتأكد من توفر الواثئق‬
‫الثبوتية‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن تقدمي احلساب بواسطة حمافظ احلساابت غري إجباري عندما ال يتجاوز عدد الناخبني‬
‫املسجلني يف الدائرة اإلنتخابية ‪ 20‬ألف انخب أو عندما ال يلجأ املرتشح إىل اهلبات‪.‬‬
‫وما يالحظ من خالل حتليل األحكام القانونية السالفة الذكر أن دور حمافظ احلساابت ينحصر فقط يف‬
‫تدقيق حساابت األحزاب السياسية وتقدمي تقرير مبدى صحتها‪ ،‬وإن كنا نرى أبن اإلعتماد على حمافظ احلساابت‬
‫يف الرقابة أمر حسن وفيه ضماانت اإلستقالل واملوضوعية واحلياد إال أن صالحيات احملاسب قد أفرغت الرقابة‬
‫من حمتواها وجعلتها أقرب إىل عملية متابعة النشاط املايل لألحزاب وليس الرقابة عليها‪ ،‬فهو ال ميلك سلطة فرض‬
‫عقوابت على األحزاب املخالفة لإللتزامات املالية وال ميلك سلطة إختاذ قرارات بشأن هذه األحزاب‪ ،‬لذا كان‬
‫األجدرابملشرع وضع معايري واضحة إلختيار مدققي احلساابت املهنيني‪،‬ابإلضافةإىل حتديد كيف ومىت يتعني القيام‬
‫ابملراجعة‪،‬وتزويد حمافظ احلساابت بسلطة إختاذ القرار وفرض العقوابت وذلك جلعل الرقابة اإلدارية أكثر فعالية‪.‬‬
‫جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫ملنع إستعمال أموال احلزب السياسي بطريقة غري مشروعة نصتاملادة ‪ 115‬من قانون اإلنتخاابت‬
‫على إنشاء جلنة ملراقبة متويل احلملة اإلنتخابية توضع لدى السلطة الوطنية املستقلة لإلنتخاابت‪ ،‬وتتكون من‬
‫قضاة وممثل عن السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفسادوممثل عن وزارة املالية‪ ،‬ووفقا لنص املادة ‪ 104‬من‬
‫قانون اإلنتخاابت تستلم هذه اللجنة كل املعلومات املتعلقة ابحلساب البنكي للحملة اإلنتخابية املرسلة من األمني املايل‬
‫للحملة وذلك قصد مراجعة مدى صحة ومصداقية العمليات املقيدة يف حساب احلملة‪ ،‬وهو ما من شأنه تتبع حركة‬
‫املال احلزيب دخوال وخروجا من حساابت املرتشح‪ ،‬وبعد هناية اإلنتخاابت تتلقى اللجنة أيضا حساب احلملة اإلنتخابية‬
‫بعد أن يقوم حمافظ احلساابتبفحصه ومراقبة الواثئق الثبوتية‪ ،‬وبناء على هذه احلساابت يتم تقدمي التعويض عن النفقات‬
‫يف حال ما إذا حصل املرتشح أوالقائمة على نسبة معينة من األصوات‪ ،‬وتصدر هذه اللجنة قررات تتعلق بتعديل أو‬
‫رفض املصادقة على حساب احلملة اإلنتخابية أو قرار دفع مبلغ التجاوز للخزينة العمومية ابلنسبة للمرتشح الذي زادت‬
‫نفقات محلته اإلنتخابية احلد األقصى‪ ،‬ومجيع هذه القرارات قابلة للطعن أمام احملكمة الدستورية يف أجل شهر من اتريخ‬
‫تبليغها‪.‬‬
‫ومن خالل إستقرائنا جلملة النصوص املتعلقة ابللجنة تبني لنا أبن املشرع مل يلزم هذه اللجنة أثناء رقابتها‬
‫على صحة املعلومات املقدمة هلا من األمني املايل أن ختطر السلطة القضائية مباشرة على خمالفات أو جرائم متعلقة‬
‫مبصادر التمويل يف معرض رقابتها على حساابت احلملة‪،‬كما أنه مل حيدد آجال إرسال املعلومات املتعلقة ابحلساب‬

‫‪132‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫البنكي للحملة اإلنتخابية إىل جلنة مراقبة متويل احلملة هل يكون قبل اإلنتخاابت أو بعدها‪ ،‬ابإلضافة إىل أننا‬
‫نعيب على املشرع إخضاع قرارات هذه اللجنة للطعن أمام احملكمة الدستورية ألن ذلك ال ينسجم وطبيعتها‬
‫اإلدارية‪ ،‬وكان من األجدر أن يكون الطعن يف قرارهتا أمام جملس الدولة على أن ترفع الدعوى ضد رئيس السلطة‬
‫املستقلة إبعتباره هو من ميلك سلطة متثيلها أمام القضاء‪.‬‬
‫األمني املايل للحملة اإلنتخابية‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫فرض املشرع اجلزائري أثناء اإلنتخاابت تعيينأمني مايل للحملة‪،‬ويكون ذلك إلزاميا يف احلاالت اليت يشمل‬
‫فيها متويل احلملة اإلنتخابية هبات أو مساعدات من الدولة‪ ،‬أما إذا إنصرت مصادر التمويل يف املسامهات‬
‫الشخصية واحلزبية فقط فإن جلنة متويل احلملة توصي بتعيني أمني مايل مستقل عن شخص املرتشحني‪.‬‬
‫ومبوجب املادة ‪ 97‬من قانون اإلنتخاابت فإن األمني املايل للحملة يعني مبوجب تصريح مكتوب من‬
‫املرتشح املوكل من طرف احلزب أو من طرف مرتشحي القائمة احلرة‪ ،‬ويودع هذا التصريح لدى السلطة الوطنية‬
‫املستقلة لإلنتخاابت‪ ،‬ويقوم األمني املايل إبعداد حساب احلملة الذي يفصح فيه عن مجلة من املعلومات املتعلقة‬
‫ابإليرادات اليومية اليت يتم حتصيلها وتدوين اتريخ دفعها وطريقة دفعها ومصدر اإليرادات وطبيعة اإليرادات ويقدم‬
‫حساب احلملة إىل حمافظ احلساابت ليقوم بفحصه مث إرساهلإىل جلنة مراقبة متويل حساابت احلملة اإلنتخابية‪،‬‬
‫كما يقوم األمني املايل بفتح حساب بنكي وحيد بغرض متويل احلملة اإلنتخابية‪.‬‬
‫وما ميكن مالحظته أن دور األمني املايل للحملة ليس دورا رقابيا فعليا وإمنا يقتصر دوره على متابعة‬
‫وفحص حساابت احلملة اإلنتخابية دون إختاذ أي قرار أو جزاء بشأهنا‪.‬‬

‫اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪:‬‬ ‫‪.V‬‬


‫أشارت املادة ‪ 18‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته أبن اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫هي سلطة إدارية مستقلة تتمتع ابلشخصية املعنوية واإلستقالل املايل توضع لدى رئيس اجلمهوريةوهي من اجلهات‬
‫اإلدارية اليت تلتزم األحزاب السياسية أبن تقدم هلا املعلومات والواثئق اليت تراها مهمة للكشف عن الفساد‪ ،‬وبذلك‬
‫تتلقى هذه اهليئة تقارير دورية من احلزب السياسي مدعمة إبحصائيات وحتاليل متصلة مبجال الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬كما تقوم هذه اهليئة برفع تقرير سنوي لرئيس اجلمهورية يتضمن تقييما للنشاطات ذات الصلة ابلوقاية‬
‫من الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته‪:‬‬ ‫‪.VI‬‬


‫أنشأت هذه السلطة مبوجب القانون رقم ‪ 08-22‬املتعلق بتحديد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية‬
‫من الفساد ومكافحته وتشكيلها وصالحيتها‪ ،58‬وطبقا للمادة ‪ 02‬من هذا القانون فإن السلطة العليا هي مؤسسة‬
‫مستقلة تتمتع ابلشخصية املعنوية واإلستقالل املايل واإلداري‪ ،‬وإستنادا لنص املادة ‪ 04‬من القانون ذاهتفإن هذه‬
‫السلطة تتلقى التصريح ابملمتلكات وتضمن معاجلتها ومراقبتها طبقا للتشريع املعمول به‪ ،‬كما تضمن تنسيق ومتابعة‬
‫األنشطة واألعمال املتعلقة ابلوقاية من الفساد ومكافحته اليت مت القيام هبا على أساس التقارير الدورية املنتظمة املدعمة‬
‫ابإلحصائيات والتحاليل واملوجهة إليها من قبل القطاعات واملتدخلني املعنيني ابإلضافة إىل ما تعده هذه السلطة‬
‫من تقرير سنوي حول نشاطها ترفعه إىل رئيس اجلمهورية وتعلم الرأي العام مبحتواه‪.‬‬

‫‪ .2‬اجلزاءات اإلدارية املوقعة على احلزب عند إخالله إبلتزامات املالية‪:‬‬


‫منح املشرع اجلزائري محاية خاصة ألموال احلزب تشبه محاية األموال العامة‪ 59‬حيث ميكن أن يتعرض‬
‫احلزب لعقوابت إدارية ترتاوح بني التنبيه والتعليق املؤقت للنشاط السياسي وحل احلزب وذلك عند إمتناعه عن‬
‫تقدمي تقارير مالية أو تصرحيات أو عدم فتحه حلساابت بنكية ‪.‬‬
‫أ – إعذار احلزب السياسي‪:‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 67‬من قانون األحزاب السياسية فإنه عند حتقق وزير الداخلية من خمالفة احلزب‬
‫لألحكام املقررة يف القوانني السارية املفعول مبا فيها األحكام املالية يتوجب على وزير الداخلية تنبيه احلزب‬
‫وإعذاره حىت ميتثل ألحكام القانون‪.‬‬

‫ب ‪ -‬وقف احلزب السياسي املعتمد وغلق مقره ‪:‬‬


‫إن إخالل احلزب إبلتزاماته املالية قد يؤدي إىل تعرضه إىل توقيف مؤقت وغلق مقرهوال يوقع هذا اجلزاء‬
‫إال إذا توفرت شروط املادة ‪ 66‬و‪ 67‬من قانون األحزاب السياسية واملتمثلة يف أن يكون احلزب معتمد‪ ،‬وأن‬
‫يقوم وزير الداخليةإبعذار احلزب السياسي بضرورة اإللتزام أبحكام القانون‪ ،‬ويف حال مل يستجب احلزب‬
‫لإلعذار خيطر وزير الداخلية جملس الدولة ابملخالفات اليت يرتكبها احلزب‪ ،‬وبناءا على هذا اإلخطار يصدر جملس‬
‫الدولة قرار وقف احلزب السياسي وغلق مقره‪.‬‬
‫وعليه خنلص إىل أن دور وزارة الداخلية يقتصر على إخطار القضاء املختص فقط‪ 60‬وال ميلك سلطة‬
‫وقف احلزب أو غلق مقره‪ ،‬كما يتبني لنا أبن املشرع مل حدد مدة التوقيف القصوى وال حىت أجل اإلستجابة‬
‫لإلعذار اإلداري ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ج – حل احلزب السياسي‪:‬‬
‫إن إمتناع احلزب عن تنفيذ إلتزاماته القانونية خمالف ألحكام القانون وهو ما قد يعرض احلزب للحل‬
‫القضائي‪ ،‬ولئن كان قانون األحزابلم يشر إىل إمكانية حل احلزب السياسي يف حال إخالله اباللتزامات املالية‬
‫إال أن هذه اإللتزامات هي إحدى اإللتزامات القانونية املفروضة على احلزب‪.‬‬

‫وإبعتبار حل احلزب من أكثر العقوابت خطورة ألنه ينهي حياة احلزب السياسية فقد ضبطه املشرع‬
‫وأسند مهمة حل احلزب الذي مل يفصح عن مصادر متويله للقضاء حيث مسح املشرع للوزير املكلف ابلداخلية‬
‫رفع دعوى قضائية ضد أي حزب سياسي خالف أحكام القانون‪ ،‬وترفع هذه الدعوى أمام جملس الدولة‬
‫الذي خيتص إبصدار قرار حل احلزب السياسي‪ ،‬وهو ما أكدته املادة ‪ 70‬من قانون األحزاب السياسية‪،‬‬
‫وأشارت املادة ‪ 72‬و‪ 73‬من ذات القانون أبنه يف حال ما إذا مت حل احلزب قضائيا يرتتب على ذلك توقف‬
‫نشاطات كل هيئاته‪ ،‬غلق مقراته وتوقف نشرايت هو جتميد حساابته وتؤول أمواله إىل اجلهات اليت حيددها‬
‫‪.‬‬
‫قانونه األساسي مامل ينص قرار قضائي على خالف ذلك‬
‫د – إختاذ تدابري حتفظية ضد احلزب‪:‬‬
‫ميكن لوزير الداخلية يف حالة االستعجال وقبل الفصل يف دعوى حل احلزب السياسي أو غلق مقره‬
‫وتوقيف نشاطه إختاذ مجيع التدابري التحفظية الضرورية لتجنب أو مواجهة أو إيقاف وضعيات االستعجال‬
‫وخرق القوانني املعمول هبا‪ ،61‬وميكن للحزب تقدمي طعن أمام جملس الدولة الفاصل يف القضااي اإلستعجالية‬
‫إللغاء اإلجراء التحفظي املقرر‪ ،‬وال يوقف إيداع هذا الطعن تنفيذ القرار‪ ،62‬وننوه هنا أبن املشرع مل حيدد‬
‫طبيعة هذه التدابري التحفظية وماهيتها‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫تعترب الرقابة اإلدارية إحدى اآلليات القانونية اليت فرضها املشرع اجلزائري للتحقق من مصادر متويل‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬وال ميكن هلذه الرقابة أن تكون فعالة إال من خالل آليات تسهللألجهزة الرقابية اإلدارية‬
‫مراجعة وتدقيق وفحص مدى إستخدام أموال وممتلكات وأصول األحزاب طبقا للقواعد القانونية والتشريعات‬
‫النافذة‪ ،‬لذا فان وسائل وهيئات الرقابة تعتربان أدااتن مرتبطتان ومهمتان حبيث األوىل تتيح تدفق املعلومات‬
‫حول كل ما يتعلق إبدارة الذمة املالية للحزب السياسي‪ ،‬والثانية تعطي الفرصة ملساءلة من يقفون على إدارة‬
‫هذا املال وحماسبتهم يف حالة حيادهم عن املسار الصحيح أو هدر املال احلزيب أبي شكل من األشكال‪،‬‬

‫‪135‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫لذا فإن حتليلنا ملوضوع الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية قد أظهر لنا العديد من النتائج‬
‫أمهها ‪:‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬إن سن قوانني تضبط مسألة متويل األحزاب على أسس ومعايري دقيقة وموضوعية تضمن لكل األحزاب‬
‫العدالة واملساواة يف اإلستفادة من التمويل فيه ترسيخ ملبدأ الشفافية وختليق احلياة السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬النظام القانوين احلايل يرتك ثغرة لألحزاب السياسية للتهرب من اإلفصاح املايل عن مصادر متويلها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إصدار املشرع لنصوص تنظيمية تفعل األحكام اليت جاء هبا القانون العضوي رقم ‪04-12‬‬
‫خاصة يف اجلوانب املالية لألحزاب‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة التمويل العام لألحزاب السياسيةإداراي أسهل من رقابة التمويل اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬إن الرقابة اإلدارية غري كافية حلماية احلقوق املالية لألحزاب ودفع جتاوزات اإلدارة عنهم ألهنا رقابة قد تنفذ‬
‫من قبل هيئات غري مستقلة أو حمايدة‪ ،‬فهي تضع اإلدارة يف مركز اخلصم واحلكم يف آن واحد‪.‬‬
‫لذا وبناءا على ما سبق من نتائج نقرتمحا يلي‪:‬‬
‫إقرتاحات‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغيمراجعة املادة ‪ 58‬من القانون ‪ 04/12‬وإقرار مساعدات جلميع األحزاب سواء حتصلت على‬
‫مقاعد برملانية أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعديل التشريعات املنظمة لألحزاب السياسية مبا يسمح إباتحة ونشر تقاريرها املالية للجمهور‪،‬‬
‫ونشر حساابهتا يف اجلريدة الرمسيةملا حتققه من زايدة يف الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬على املشرع إجياد نوع من التوازن يف عمليةاإلفصاح عن مصادر متويل األحزاب بني رغبة الدولة واملواطن يف‬
‫اإلطالع بكل شفافية عن هذه املصادر ورغبة املمولفي احلفاظ على خصوصيته‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء هيئة إدارية مستقلة عن مؤسسات الدولة مهمتها الرقابة على مالية األحزاابلسياسيةومتكينها من‬
‫ممارسة مهامها بكل حيادية وشفافية ودون أي ضغط ميكن أنيمارس عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬كان جيدر ابملشرع حرمان احلزب من التمويل العام بدالا من حل احلزب‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء نظام قانوين جيعل تنظيم التمويل السياسي ذا مغزى دون أن يصبح عائ اقا أمام املشاركة الكاملة‬
‫للمواطنني وتطوير الدميقراطية متعددة األحزاب‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم الرقابة اإلدارية ابلرقابة القضائية والرقابة الشعبية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ .5‬التهميش‪:‬‬

‫‪ - 1‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 57‬من التعديل الدستوري رقم ‪ 442 -20‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ 2020‬املتعلق إبصدار التعديل الدستورجيريدة‬
‫رمسية عدد ‪ 82‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ - 2‬قنن املشرع اجلزائري العمل احلزيب بداية من سنة ‪ 1989‬وذلك مبوجب القانون رقم ‪ 11-89‬املؤرخ يف ‪ 05‬يوليو ‪ 1989‬املتعلق‬
‫ابجلمعيات ذات الطابع السياسي(جريدة رمسية عدد ‪ 27‬لسنة ‪ ،)1989‬مث ألغي هذا القانون مبوجب األمر رقم ‪ 09-97‬املؤرخ يف‬
‫‪ 06‬مارس ‪ 1997‬املتضمن القانون العضوي املتعلق ابألحزاب السياسية (جريدة رمسية عدد ‪ 12‬لسنة ‪ )1997‬إال أن هذا األمر‬
‫ألغي أيضا مبوجب القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية وهو القانون الساري املفعول حاليا‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنظر‪ :‬القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املؤرخ يف ‪ 12‬يناير ‪ 2012‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 02‬لسنة‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -4‬أنظر‪ :‬عبد الكرمي بلعيور‪ ،‬اجلنسية االصلية اجلزائرية على ضوء التعديل اجلديد لقانون اجلنسية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬اجمللد ‪ ،48‬العدد ‪ ،)2011( 01‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 5‬أنظر‪ :‬اندية ضريفي‪ ،‬متويل األحزاب السياسية يف اجلزائر‪ ،‬جملة معارف لقسم العلوم القانونية‪ ،‬السنة ‪ 08‬العدد ‪ )2014 (16‬ص ‪.80‬‬
‫‪ - 6‬أنظر‪:‬األمني شريط‪ ،‬الوجيز يف القانون الدستوريواملؤسسات السياسية املقارنة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،1999‬ص‪.213‬‬
‫‪ - 7‬أنظر‪:‬املادة ‪ 40‬من القانون العضوي رقم ‪ 04 -12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ - 8‬أنظر‪ :‬قرار جملس الدولة‪ ،‬الغرفة اخلامسة‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪،2004‬قضية رقم ‪ (20431‬ع‪.‬ب ضد ص‪.‬ع ومن معه‬
‫على الرابط اإللكرتوين ملوقع جملس الدولة ‪ http://www.conseil-etat-dz.org/20431.htm. :‬شوهد يف ‪/20‬‬
‫‪.2022 / 08‬‬
‫‪ - 9‬أنظر‪:‬حسن لطيف الزبيدي‪ ،‬موسوعة األحزاب العراقية‪ ،‬العراق‪ ،‬مؤسسة املعارف‪ ،2007 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -10‬أنظر‪:‬محزة محزة‪ ،‬الشخصية اإلعتبارية‪ ،‬جملة جامعة دمشق‪،‬اجمللد ‪ ،17‬العدد ‪،2001، 02‬ص‪.506‬‬
‫‪ - 11‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 50‬من األمر رقم ‪ 58-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬املتضمن القانون املدين اجلزائري‪ ،‬جريدة رمسية عدد‬
‫‪ 78‬لسنة ‪ 1975‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪- 12‬أنظر‪:‬عبد الناصرجايب وآخرون‪ ،‬مفهوم األحزاب الدميقراطية وواقع األحزاب يف البلدان العربيةط‪ ،2‬بريوت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،2012،‬ص‪.182‬‬
‫‪ - 13‬أنظر‪:‬علي خليفة الكواري وآخرون‪ ،‬املسألة الدميقراطية يف الوطن العريب‪ ،‬ط ‪ ،2‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،2002،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ - 14‬أنظر‪ :‬بشري بن حيي‪ ،‬حرية تكوين األحزاب السياسية يف النظام الدستوري اجلزائري ودورها يف التجربة الدميقراطية اجلزائرية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ 2015/2014 ،01‬ص ‪.83‬‬
‫‪- 15‬أنظر‪ :‬أمحد بن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬حتقيق عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ج‪ ،5‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪ ،1979‬ص ‪.285‬‬
‫‪ - 16‬أنظر‪ :‬حممد بن حممد بن عبد الرزاق‪ ،‬اتج العروس من جواهر القاموس حتقيق جمموعة من احملققني ج ‪ ، 30‬الكويتدار اهلداية‪،‬‬
‫ص ‪.429‬‬

‫‪137‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ - 17‬أنظر‪ :‬سامر انهض خضري‪ ،‬التمويل السياسي دراسة يف متويل االحزاب واحلمالاتالنتخابية بريوت‪ ،‬مكتبة السنهوري‪،‬‬
‫‪،2018‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 18‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪19 - see : Heidenheimer, Arnold J. (Ed.), Comparative Political Finance: Financing‬‬
‫;‪Party Organizations and Election Campaigns. Lexington, MA: D.C. Heath, 1970‬‬
‫‪See also Special Issue of Policy Review, 1963, Vol. 25, no. 4, pp. 664 - 811.‬‬
‫‪ - 20‬أنظر‪ :‬حممد أقيس‪ ،‬متويل األحزاب السياسية يف النظام اجلزائري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية اجمللد ‪ 31‬العدد ‪02‬‬
‫جوان ‪ ،2020‬ص ‪.169‬‬
‫‪ - 21‬أنظر‪ :‬حسن البدراوي ‪ ،‬االحزاب السياسية واحلرايت العامة ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪ ،2000‬ص ‪،571‬‬
‫وأيضا ابراهيم عبد العزيز شيح ‪ ،‬القانوانلدستوري‪ ،‬حتليل النظام الدستوري املصري يف ضوء املبادئ الدستورية العامة ‪،‬‬
‫بريوت‪،‬الداراجلامعية للطباعة والنشر‪ ،1983،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪22 - see: FROWEIN(H.C.J.A), "Etude comparative du financement des partis‬‬
‫‪politiques", http://stars,coe.fr/doc/doco1/fdoc9077 Parcourir le : 25/08/2022.‬‬
‫‪ - 23‬أنظر‪ :‬أمحد بوز‪ " ،‬املال والسياسة دراسة يف مالية األحزاب"‪،‬ط ‪ ،1‬الرابط‪ ،‬دار القلم للطباعة والتوزيع‪ ،2005 ،‬ص ‪-62‬‬
‫‪.63‬‬
‫‪ - 24‬عرف املشرع اجلزائري اهلبة يف نص املادة ‪ 202‬من قانون االسرة املعدل واملتمم أبهنا " متليك بال عوض" أنظر القانون رقم‬
‫‪ 11-84‬املؤرخ يف ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬املتعلق بقانون األسرة‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 24‬لسنة ‪.1984‬‬
‫‪ - 25‬مل يعرف املشرع اجلزائري التربع وإمنا ذكره أنواعه كاهلبة والوصية والوقف‪ ،‬لذا حاول البعض تعريفه أبنه‪ " :‬عمل قانوين يتضمن‬
‫تقدمي إلتزام بدون إنتظار مقابل له"‪ .‬أنظر يف ذلك‪ :‬خالد مساحيالنظرية العامة لعقود التربعات دراسة مقارنة‪ ،‬حبث مقدم لنيل‬
‫درجة دكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة تلمسان‪،2013 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 26‬الوصية يف منظور املادة ‪ 184‬من قانون األسرة اجلزائري رقم ‪ 11-84‬هي‪ " :‬متليك مضاف إىل ما بعد املوت بطريق التربع"‪.‬‬
‫‪ - 27‬أنظر‪:‬بشري بن حيي‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ - 28‬أنظر‪ :‬اندية ضريفي‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫وقد أكد هذا الرأي أيضا جملس الدولة اجلزائري يف قراره الصادر عن الغرفة اخلامسة بتاريخ ‪ 2004 03 /03/‬يف قضية ع‪ .‬ب ضد‬
‫ص‪ .‬ع ومن معه‪ ،‬حيث اعترب احلزب تنظيما أساسيا يف احلياة السياسية للدولة ميارس نشاطات تتعلق ابملنفعة العامة‪ ،‬أنظر القرار‬
‫املنشور على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://www. Conseil- etat-dz.org/arabe/20431.html.‬شوهد يف‪.2022 /07 / 10 :‬‬
‫‪ -29‬أنظر‪ :‬حممد إبراهيم خريي الوكيل‪ ،‬األحزاب السياسية بني احلرية والتقييد‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬املنصـورة مصـر ‪ ،‬دار الفكر والقانون‪،‬‬
‫‪ ، 2011‬ص ‪..423‬‬
‫‪- 30‬أنظر‪ :‬حسن عبد الرزاق‪ ،‬التنظيم القانوين لألحزاب السياسية ودورها يف التجربة الدميقراطية اجلزائريةأطروحة دكتوراه علوم يف احلقوق‪،‬‬
‫ختصص قانون عام‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪- 31‬أنظر‪ :‬فضيلة أفقري‪ ،‬الضوابط القانونية للتمويل العام لألحزاب السياسية من خالل القانون ‪ 04/12‬جملة صوت القانون‪ ،‬اجمللد‬
‫الثامن‪ ،‬العدد اخلاص ( ‪ ،)2022‬ص‪.202‬‬

‫‪138‬‬
‫الرقابة اإلدارية على مصادر متويل األحزاب السياسية وآليات تكريسها يف التشريع اجلزائري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪32 - see: Johnston Michael, Political Parties and Democracy in Theoretical and Practical‬‬
‫‪Perspectives, Political finance policy , parties and democratic development, National‬‬
‫‪Democratic Institute for International Affairs , Washington, DC, 2005, p 09.‬‬
‫‪ -33‬أنظر‪ :‬حسن عبد الرزاق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ - 34‬أنظر‪ :‬فاطمة بن سنوسي‪ ،‬آليات ووسائل تنظيم األحزاب السياسية يف ظل القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املؤرخ يف ‪ 12‬يناير‬
‫سنة ‪ 2012‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪ ،‬جملة صوت القانون‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ 03‬لسنة ‪ ،2021‬ص ‪.07‬‬
‫‪ - 35‬أنظر‪ :‬السلطة الوطنية املستقلة لإلنتخاابت‪ ،‬تقرير حول اإلنتخاابت الرائسية ليوم اخلميس ‪ 12‬ديسمرب ‪ ،2019‬الصادر يوم‬
‫‪ 28‬جانفي ‪ ،2020‬ص ‪.112-106‬‬
‫‪ - 36‬أنظر األمر رقم ‪ 01-21‬املؤرخ يف ‪ 10‬مارس ‪ 2021‬املتضمن القانون العضوي املتعلق بنظام اإلنتخاابت‪ ،‬واملعدل واملتمم‪،‬‬
‫جريدة رمسية عدد ‪ 17‬لسنة ‪.2021‬‬
‫‪ - 37‬أنظر املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 190-21‬املتعلق بتحديد كيفيات تكفل الدولة بنفقات احلملة اإلنتخابية للشباب‬
‫املرتشحني األحرار‪ ،‬جريدة رمسية عدد ‪ 33‬لسنة ‪.2021‬‬
‫‪ - 38‬أنظر املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 190-21‬املتعلق بتحديد كيفيات تكفل الدولة بنفقات احلملة اإلنتخابية للشباب‬
‫املرتشحني االحرار‪.‬‬
‫‪- 39‬أنظر‪ :‬إهلام بعبع‪ ،‬آليات الرقابة على العملية اإلنتخابية ومتويلها‪ ،‬جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪ 03‬لسنة ‪ ،2021‬ص ‪.571‬‬
‫‪40 - voir : Patrice Garant, Droit Administratif, 4E Edition, Les Edition Yvon Blais,‬‬
‫‪Canada, 1996, p 607.‬‬
‫‪ - 41‬أنظر‪ :‬حممد إبراهيم الدسوقي‪ ،‬الرقابة على أعمال اإلدارة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ 2010 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 42‬أنظر‪ :‬محدي سليمان القبيالت‪ ،‬الرقابة اإلدارية واملالية على األجهزة احلكومية‪ -‬دراسة مقارنة األردن‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.14‬‬
‫‪43- voir : SandrineMarcilloux-Giummarra Droit constitutionnel etvie politique le‬‬
‫‪financement des partis politiques, Revue française de droit constitutionnel‬‬
‫‪2011/1, n° 85 , p 166.‬‬
‫‪ - 44‬أنظر املادة ‪ 35‬من القانون العضويرقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ - 45‬أنظر القانون رقم ‪ 01-06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فرباير ‪ 2006‬املتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 14‬لسنة‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ - 46‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 61‬من القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ -47‬أنظر‪:‬املادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 11-07‬املتضمن النظام احملاسيب املايل‪.‬اجلريدة الرمسية عدد‪74‬لسنة ‪.2007‬‬
‫‪ -48‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 61‬من القانون العضوي رقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ - 49‬أنظر‪ :‬حكيم براضية‪ ،‬إعتماد املعايري الدولية حملاسبة القطاع العام لدعم الشفافية‪ ،‬املساءلة والرقابة على املال العام‪ ،‬جملة آداء‬
‫املؤسسات اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ 10‬لسنة ‪ ،2016‬ص ‪.134‬‬
‫‪ - 50‬أنظر القانون رقم ‪ 11-07‬املؤرخ يف ‪ 25‬نوفمرب ‪ 2007‬املتضمن النظام احملاسيب املايل‪.‬‬
‫‪ - 51‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 17‬واملادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 11-07‬املتعلق ابلنظام احملاسيب املايل‪.‬‬
‫‪ - 52‬أنظر‪ :‬حممد أقيس‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪139‬‬
‫صونيا معزي ‪ ،‬عادل مستاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ - 53‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 01-21‬املتعلق ابإلنتخاابت‪.‬‬


‫‪ - 54‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 60‬من القانون العضويرقم ‪ 04-12‬التعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ - 55‬أنظر‪ :‬عبد هللا خليل‪ ،‬املبادرة العربية لتشريعات املنظمات األهلية‪ -‬دليل التشريع العريب والتشريع املقارن‪ ،‬مصر‪ ،‬إصدارات‬
‫الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪ ،2006 ، ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ - 56‬أنظر‪ :‬رائد حممد عبد ربه‪ ،‬املراجعة الداخلية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار اجلنادرية للنشر والتوزيع‪ ،2010 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 57‬أنظر‪ :‬القانون رقم ‪ 01 - 10‬املؤرخ يف ‪ 2010 06 /29/‬املتعلق ابخلبري احملاسب وحمافظ احلساابت واحملاسب املعتمد‪.‬‬
‫‪ - 58‬أنظر‪ :‬القانون رقم ‪ 08-22‬املؤرخ يف ‪ 05‬مايو ‪ 2022‬املتعلق بتحديد تنظيم السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته وتشكيلها وصالحيتها‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 32‬لسنة ‪.2022‬‬
‫‪ - 59‬أنظر‪ :‬فاطمة بن سنوسي‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 60‬أنظر‪ :‬فاطمة بن سنوسي‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 61‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪ 04-12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬
‫‪ - 62‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 71‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 04- 12‬املتعلق ابألحزاب السياسية‪.‬‬

‫‪140‬‬

You might also like