Professional Documents
Culture Documents
3
kherroubiali@yahoo.fr
2018 05 20 2018 01 02
*******
ّ :ملخّص
تتناول هذه الدراسة إشكالية املمارسة الديمقراطية داخل األحزاب السياسية في الوطن العربي؛
ونظام،ذلك أن غياب الديمقراطية الداخلية للحزب ستنعكس سلبا على عالقته ببقية األحزاب األخرى
فليس من املعقول أن يطالب الحزب،الحكم (خاصة إذا كان في السلطة) وحتى مع املجتمع بشكل عام
خاصة إذا كان املواطن في ذاته ال يستطيع،السياس ي بالديمقراطية وهو ال يمارسها في حياته الداخلية
فالسماح،الوثوق في أي حزب ينادي بالديمقراطية وهو ال يمارسها ضمن هياكله وال حتى في صنع قراراته
،بتعدد اآلراء واألفكار في إطار أيديولوجية الحزب يشكل عنصرا أساسيا من عناصر الديمقراطية الداخلية
والتي بدورها تساعد على تطور الحزب ونموه وتحد من االنقسامات واالنشقاقات الحزبية التي أصبحت
.ثقافة راسخة لدى األحزاب السياسية في الوطن العربي
األحزاب السياسية؛ القرار الحزبي؛ الديمقراطية الحزبية؛ شخصنة السلطة:الكلمات املفتاحية
.الحزبية؛ القيادة الحزبية؛ االنشقاقات الحزبية
Abstract:
This study deals with the problem of the practice of democracy within
political parties in the Arab World. The absence of the party’s internal democracy
will have negative reflects on its relationship with other parties, the system of
government (especially if it is in power), and even with the society in general. It is
inconceivable that the political party calls for democracy without practicing it
internally, especially if the citizen himself cannot trust any party calling for
democracy, which is not exercised within its structures or even in its decision-
making. Thus, allowing multiple opinions and ideas in the party’s idiology is an
essential element of the internal democracy ; the latter helps the development and
growth of the party and halts the partisan divitions and splits that have become a
well-established culture among political parties in the arab World.
key words: political parties, party decision, partisan democracy,
personalization of party authority, partisan leederchip, party schism.
824 2018 837 824 02 09
مقدّمةّ :
ساهمت مجموعة من الظروف والعوامل في توفير الشروط لظهور الحركات السياسية العقائدية
الشبيهة باألحزاب السياسية خاصة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ،أين ظهرت الشيعة
والخوارج وبعض الحركات األخرى ،وهي النواة األولى للحزبية في اإلسالم ،وقد كان ظهور األحزاب السياسية
باملعنى الحديث لألحزاب إبان الحكم العثماني منذ بداية القرن التاسع عشر مع تأسيس نواة لحركة ثقافية
وفكرية وسياسية عربية ،وكان ذلك حتى سقوط اإلمبراطورية العثمانية عقب الحرب العاملية األولى ،الش يء
الذي ساعد على نشأة األحزاب السياسية في العالم العربي فيما بعد ،واألكيد أن ظروف نشأة األحزاب
السياسية العربية تختلف عن ظروف نشأة األحزاب السياسية في الدول الغربية على مستويين :األول هو
أن األحزاب السياسية العربية نشأت كرد فعل ملمارسات التتريك إبان الحكم العثماني ،ثم فيما بعد
نشأت كرد فعل للممارسات القمعية لالحتالل األجنبي ،أما املستوى الثاني يتعلق بالنشأة الخارجية
لألحزاب العربية عكس األحزاب في الغرب التي نشأت في إطار العمل البرملاني ،باإلضافة إلى أن األحزاب
السياسية في العالم العربي لم تولد من رحم الديمقراطية ولم تكن من اهتماماتها وأهدافها على الرغم من
اهتمام رواد النهضة العربية بمسألة بناء الدولة الحديثة وفق أفكار عصر التنوير األوروبي.
إشكالية الدراسة :تتناول هذه الدراسة إشكالية غياب الديمقراطية الداخلية في األحزاب
السياسية العربية والتي أثرت بدورها على أسلوب اتخاذ القرار الحزبي ،الش يء الذي يستدعي ويتطلب
ضرورة اإلسراع في إصالح األحزاب من الداخل وإيجاد الحلول لهذه اإلشكالية ،وإيجاد الحلول يتطلب فهم
األسباب التي حالت دون وجود هذه الديمقراطية ،لذلك نطرح التساؤل التالي :ماهي معوقات ترسيخ املبدأ
الديمقراطي داخل األحزاب السياسية في العالم العربي؟ وماهي الحلول العملية لتجاوزها؟
فرضيات الدراسة :ولإلجابة على إشكالية الدراسة نطرح الفرضيات التالية:
-تغليب املشروعية التاريخية على املشروعية العقالنية ساهم في غياب الديمقراطية داخل األحزاب
السياسية العربية.
-انعدام التماسك والتجانس ساهم في االنقسامات واالنشقاقات الحزبية داخل األحزاب السياسية
العربية
-غياب الحوار الداخلي املبني على أساس احترام االختالف في إطار أيديولوجية الحزب ساهم في
استمرار األزمة السياسية الداخلية لألحزاب العربية.
أهداف الدراسة :تهدف الدراسة للوصول إلى ما يلي:
-إبراز مدى أهمية املمارسة الديمقراطية داخل األحزاب ،والعمل على ترسيخها كسلوك سياس ي
تربوي إلعداد قادة سياسيين يعتمد عليهم في حالة وصول الحزب إلى السلطة وممارستها.
-إبراز مدى أهمية املمارسة الديمقراطية داخل األحزاب السياسية ،باعتبارها أساس األنظمة
السياسية الديمقراطية في العصر الحديث.