Professional Documents
Culture Documents
ﻗﺴــــــم اﻝﺤﻘـــــوق
اﻝﺴﻨــــﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴــــﺔ
2015/2014
" وﻣـ ـ ـ ـﺎ أو ﺗﻴﺘ ـ ـﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠـ ـ ـﻢ إﻻ ﻗـﻠﻴ ـ ـ ـ ـﻼ "
صدق ﷲ العظيم
أ
أھدي ثمرة جھدي
إلى من عمل بكد في سبيلي و علمني معنى الكفاح وأوصلني إلى ما أنا عليه أبي الكريم .
إليك يا من نزعت عني روح العياء ،إليك يا منبع الحب والحنان أمي الغالية.
وإلى كل من خضي بدعاء مخلص من القلب وكل من شجعني في إنجاز ھذه المذكرة.
مونيـــة
ب
أﺷﻜﺮك رﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻚ وﻓﻀﻠﻚ اﻟﺬي ﻣﻨﻨﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺄن
وﻓﻘﺘﻨﻲ ﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ.
ج
ﻤﻘ ــدﻤـ ــﺔ
ﻤﻘدﻤــﺔ
إن اﻝﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ اﻝذي ﺸﻬدﻩ اﻝﻌﺎﻝم ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،أدى اﻝﻰ ظﻬور ﻤﺎ ﻴﻌرف
ﺒﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،ﺤﻴث وﻓرت ﻫذﻩ اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻘق اﻝﺘواﺼل اﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ٕواﻨﺠﺎز
ٕواﻤﺘدت آﺜﺎر ﻫذا اﻝﺘﻘدم اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ اﻝﻰ ظﻬور ﻋدة وﺴﺎﺌل ﺤدﻴﺜﺔ ﻤن وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
ﻝﺘﺴﻬﻴل اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻝﻸﻓراد وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ .ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر
ﻝﻤﺎ ﺘﻘدﻤﻪ ﻤن ﺨدﻤﺎت ﻤن ﻤظﺎﻫر اﻝﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ﻓﻲ اﻝﺤﻴﺎة اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،ﻨظ ار
وﺘﺴﻬﻴﻼت ﻤﺼرﻓﻴﺔ ﻋدﻴدة ﻝﻌﻤﻼﺌﻬﺎ.ﺤﻴث ﻋرﻓت إﻨﺘﺸﺎر ﻜﺒﻴ ار وﺒﺼورة ﻤﺘﺴﺎرﻋﺔ ،ﻝﺘﺤل ﻤﺤل اﻝﻨﻘود
اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ واﻝﺸﻴﻜﺎت ﻓﻲ اﻝﺘداول اﻝﻴوﻤﻲ ﺒﻴن أﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻝﺘﺼﺒﺢ ﺒذﻝك ﻋﻤﺎد اﻝﻌﻤل اﻝﻤﺼرﻓﻲ ،وﻫو
ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺤﺘل ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻫﺎﻤﺔ وﺒﺎرزة ﻓﻲ اﻝﺤﻴﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ﺴواء ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻲ أو اﻝدوﻝﻲ.
ﻝﻜن أﻤﺎم ﻫذﻩ اﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺎت اﻝﺘﻲ أﺘت ﺒﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،إﻻ اﻨﻬﺎ ﻝم ﺘﺴﻠم ﻤن
اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻓﻘد ﻗوﺒﻠت ﺒﻌدد ﻤن اﻝﺘﺼرﻓﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ،ﻓﺴرﻗت وزورت وﺘم إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒﺎﻝﺘﺤﺎﻴل ﻤن
اﺠل اﻹﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻝﻐﻴر ،اﻷﻤر اﻝذي ﻴﺸﻜل ﺘﻬدﻴدا ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤن ﺠﻬﺔ وﻝﻼﻗﺘﺼﺎد اﻝﻤﺤﻠﻰ
وﻤﺎ زاد ﻤن ﺨطورة اﻝﺠرﻴﻤﺔ طرﻴﻘﺔ ﻋﻤل ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،ﺒﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺘﻌﺘﻤد ﻓﻲ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ،اﻷﻤر اﻝذي ﺴﻬل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺘرﻓﻲ ﺠراﺌم اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻷﻤوال
وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻴﻌد ﻤوﻀوع ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﻤوﻀوﻋﺎت اﻝﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ اﻝﺘﻲ
ﻝم ﺘﻜن ﻤﻌروﻓﺔ ﻤن ﻗﺒل ،و إﻨﻤﺎ أرﺘﺒط وﺠودﻫﺎ ﺒظﻬور ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت واﻝﺤﺎﺴﺒﺎت اﻻﻝﻴﺔ واﻝﺘﻲ
2
ﻤﻘدﻤــﺔ
ﻝﻤﺎ ﻝﻬﺎ ﻤن أﺜﺎر ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺘﺘﺼﻨف ﻤن ﺒﻴن اﻝﺠراﺌم اﻝﺨطﻴرة ﻨظ ار
واﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم واﻝﺤﻘوق و اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ ذات اﻝطﺎﺒﻊ اﻝﻤﺎﻝﻲ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ و
ﻜﻤﺎ أن ﻤوﻀوع ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﻤوﻀوﻋﺎت اﻝﺘﻲ ﻝم ﺘﻨل ﺤظﻬﺎ ﻤن اﻝﺒﺤث
واﻝﺘﻤﺤﻴص ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻝﻔﻘﻪ اﻝﺠزاﺌﻲ ،إذ أن ﻤﻌظم ﺠواﻨب ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻻ ﺘزال ﻏﺎﻤﻀﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ
ﻓﻲ ظل ﻏﻴﺎب اﻝﻨص اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ اﻝذي ﻴﻜﺎﻓﺢ ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻹﺠرام اﻝﻤﺴﺘﺤدث.
وﻝم ﻴﻜن اﻝوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺴﺎﺌل ﻤﺠرد إﺴﺘﻘطﺎب ﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﺘﻨﺎﺜرة ﺒل ﻜﺎن ﻤدﻓوﻋﺎ ﺒﺈﻫداف
-اﻝوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻤﺎ إﺴﺘﺤدﺜﺘﻪ ﺜورة اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت و اﻹﺘﺼﺎﻻت ﻤن ﻤﻔﺎﻫﻴم ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ وﻤﻌرﻓﺔ ﻤدى ﻤواﻜﺒﺔ
-ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻝرﺒط ﺒﻴن ﻫذا اﻝﻤوﻀوع و اﻝﺸروﺤﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﻔﻨﻴﺔ اﻝﻤﻔﺼﻠﺔ ﻝﻔﻘﻬﺎء اﻝﻘواﻨﻴن ﻝﺘﺠﺎرة
-ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﺨﻠﻊ اﻝﺼورة اﻝذﻫﻨﻴﺔ اﻝﻤﺘﺨوﻓﺔ ﻝدى اﻷﻓراد ﺒﺈﻗداﻤﻬم ﻋﻠﻰ إﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ و اﻝذي ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺒﻤﻌرﻓﺔ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋن اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع .
وﻤن أﺠل ذﻝك إرﺘﺄﻴﻨﺎ اﻝﻰ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔﻤن ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل اﻹﺸﻜﺎﻻت اﻻﺘﻴﺔ :ﻤﺎﻤدى
إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺼﻨﻴف اﻝﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻀﻤن اﻝﻨﺼوص اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ؟ أم
3
ﻤﻘدﻤــﺔ
أن اﻷﻤر ﻴﺴﺘدﻋﻲ إﺴﺘﺤداث ﻗواﻨﻴن أو ﻨﺼوص ﺨﺎﺼﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺤﺘواﺌﻬﺎ وﻤراﻋﺎة طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ
وﺨﺼوﺼﻴﺘﻬﺎ ؟
ﻓطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻤوﻀوﻋﺎت اﻝﺠدﻴدة و ﺒﺎﻝذات اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺠواﻨب ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻤن اﻝﺒﺎﺤث اﻝﻠﺠوء
اﻝﻰ ﻋدد ﻤن أﺴﺎﻝﻴب أو ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺒﺤث اﻝﻌﻠﻤﻲ اﻝﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻝذا ﻓﻘد إﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻜﺜر ﻤن ﻤﻨﻬﺞ
-اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝوﺼﻔﻲاﻻﺴﺘﻘراﺌﻲ :ﻓﻲ ﺴرد اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻨظري ﺤول اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم واﻵراء ﺨﺼوﺼﺎ ﻤﺎ ﺘﻌﻠق
-اﻝﻤﻨﻬﺞ اﻝﺘﺤﻠﻴﻠﻲ :واﻝذي ﻜﺎن ﻝﻪ ﻤﻜﺎن ﺒﺎرز ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ﺨﺼوﺼﺎ ﻋﻨد اﺴﺘﻌراض ﻝﻠﻤواد
ﻜﻤﺎ إﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺴﻠوب اﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
وﺨﻼل ﻤﺴﻴرﺘﻨﺎ اﻝﺒﺤﺜﻴﺔ اﻝﻤﺘواﻀﻌﺔ واﻝﺘﻲ ﺤﺎوﻝﻨﺎ ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻹﺘﻴﺎن ﺒﻜل ﺠدﻴد،اﻋﺘرﻀﺘﻨﺎ ﻋﻘﺒﺎت
ﻻﺘﺼل اﻝﻰ ﺤد اﻝﻤﺸﻜﻼت ٕواﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﺒﺤدﻴن ﺤد إﻴﺠﺎﺒﻲ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝدﻓﻊ ﻗدﻤﺎ ،اﻻﺴﺘﻤ اررﻴﺔ
واﻝﺘﺤﻔﻴز ،وﺤد ﺴﻠﺒﻲ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﺠد واﻝﺘﻌب ،ﻝﺤداﺜﺔ اﻝﻤوﻀوعٕ ،واﺘﺼﺎﻝﻪ ﺒﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت
وﻨﻘص اﻷﺒﺤﺎث اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻝﺞ ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻗﻠﺔ اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﻌرﺒﻴﺔ وﻋدم ﺘﺒﻨﻲ اﻝﻤﺸرع
اﻝﺠزاﺌري ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺼرﻴﺢ دون أن ﻨﻨﺴﻰ ﻏﻴﺎب ﺘﺸرﻴﻊ ﺨﺎص ﺒﺘﻨظﻴم
4
ﻤﻘدﻤــﺔ
ﻓﻲ اﻷﺨﻴر وﺘﺠﺎو از ﻝﻬذﻩ اﻝﻤﺤددات ،ﺴﻨﺤﺎول اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋن اﻻﺸﻜﺎﻝﻴﺎت اﻝﻤذﻜورة ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﺒﺈﺘﺒﺎع
ﻤﻨﻬﺞ اﻝدراﺴﺔ وﺼوﻻ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﺘﻲ ﺴطرﻨﺎﻫﺎ ﻝذﻝك ،ﺒﺎﻝﺘﻌرض ﻝﻸﺤﻜﺎم اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺠ ارﺌم اﻝواﻗﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )اﻝﻔﺼل اﻷول( واﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋن اﻝﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ
5
اﻝﻔﺼــــــــــل اﻷول
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﺘﻌد ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ إﺤدى وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ إﻨﺘﺸرت ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى
اﻝﻌﺎﻝم اﻨﺘﺸﺎ ار واﺴﻌﺎ.ﺤﻴث أﺼﺒﺤت ﻤن اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﻤﻬﻤﺔ واﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻝﻠﺒﻨوك واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ.
اﻷﻤر اﻝذي أدى إﻝﻰ إﻗﺒﺎل اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ،ﻜﺒدﻴل ﻋن ﺤﻤل اﻝﻨﻘود واﻝﺸﻴﻜﺎت ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ
إدﺨﺎل اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ﻓﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ ،واﻝﺘﻲ ﺘﻘوم ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم اﻝﺘﺤوﻴل اﻵﻝﻲ ﻝﻠﻨﻘود
)اﻝﻤﺒﺤث اﻷول(.
وﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ واﻝﻤﻨﺎﻓﻊ اﻝﺘﻲ ﺘوﻓرﻫﺎ ﻫذﻩ اﻝوﺴﻴﻠﺔ ﻝﺘﺴﻬﻴل اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻗوﺒﻠت
ﺒﻌدد ﻤن اﻝﺘﺼرﻓﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،ﺴواء ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ،ﻤﺼدرﻫﺎ ،أوﻤن اﻝﻘﺎﺒل ﻝﻬﺎ )اﻝﻤﺒﺤث
اﻝﺜﺎﻨﻲ(.
7
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻤﺒﺤث اﻷول
ﺸﺎع ﻓﻲ اﻵوﻨﺔ اﻷﺨﻴرة إﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ وﺴﻴﻠﺔ ﻤن وﺴﺎﺌل
اﻝدﻓﻊ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ،أوأداة ﻤﺼرﻓﻴﺔ ﺘﻘوم ﻤﻘﺎم اﻝﻨﻘود ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻹﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ .ﻤﻘﺒوﻝﺔ ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق
واﺴﻊ ﻝدى اﻷﻓراد واﻝﺘﺠﺎر ،وذﻝك ﻤن اﺠل اﻝﺘﻴﺴﻴر ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ.
إﻻ أن ﻤﺨﺘﻠف اﻹﺸﻜﺎﻻت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻜﺎن ﻤﻨﺒﻌﻬﺎ اﻝﺒﺤث ﻋن ﻤﻔﻬوم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤ ــﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴ ــﺔ ،ﻓﻲ ظل ﺘﺒﺎﻴن اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴـ ــﺔ اﻝﻤرﺼ ـ ــودة )اﻝﻤط ـ ـﻠ ـ ـب اﻷول( ،وﻜـ ــذا طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ
8
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻤطﻠب اﻷول
ﺘﻌد ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ إﺤدى وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ اﻝﻤﻨﺘﺸرة ﻓﻲ ﻋﺎﻝﻤﻨﺎ اﻝﻴوم ،اﻝﺘﻰ
إﺴﺘﺨدﻤت ﻓﻲ ظل ﻨظﺎم اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ )اﻝﻔرع اﻷول( ﺤﻴث ﺘﻨوﻋت ﻝﻌدة زواﻴﺎ )اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ (
اﻝﻔرع اﻷول
ﻓﻲ ﻀوء إﻜﺘﺴﺎح اﻹﺴﺘﺨدام اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﺠﺎﻻت ﻝم ﺘﺒق ﺘﻘﻨﻴﺎت إﻨﺘﻘﺎل اﻷﻤوال ﻓﻲ
ﻤﻨﺄى ﻋن ﻫذا اﻝﺘطور إذ ﻤﺴت اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ واﻝرﻗﻤﻴﺔ ﻜﺎﻤل اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ واﻝﺨدﻤﺎت ،أﺼﺒﺢ
ﻤن اﻝﻀروري ﻤﻌﻬﺎ إﺒﺘﻜﺎر وﺴﺎﺌل دﻓﻊ ﺤدﻴﺜﺔ ﺘﻤﺜﻠت ﻓﻲ وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )أوﻻ( ﺜم ظﻬرت
ﺒﻌدﺌذ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت وﺼوﻻ اﻝﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )ﺜﺎﻨﻴﺎ(.
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة 543ﻤﻜرر 23ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري " :ﺘﻌﺘﺒر ﺒطﺎﻗﺔ اﻝدﻓﻊ ﻜل ﺒطﺎﻗﺔ ﺼﺎدرة ﻋن
) (1
اﻝﺒﻨوك واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤؤﻫﻠﺔ ﻗﺎﻨوﻨﺎ وﺘﺴﻤﺢ ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺒﺴﺤب أو ﺘﺤوﻴل أﻤواﻝﻪ" .
-1اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ،اﻷﻤر رﻗم 59 -75ﻓﻲ 20رﻤﻀﺎن 1395اﻝﻤواﻓق ﻝـ 27ﺴﺒﺘﻤﺒر
1975ﺒﺎﻝﻤرﺴوم اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ رﻗم 08-93اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ ،1993-04-25اﻝﻤﺘﻀﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري اﻝﻤﻌدل واﻝﻤﺘﻤم،
اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻋدد ،27اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ 27أﻓرﻴل . 1993
9
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻜﻤﺎ ﻨﺼت م 69ﻓﻲ اﻷﻤر 11-03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨﻘد واﻝﻘرض ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﺘﻌﺘﺒر وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ ﻜل
)(1
اﻷدوات اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻜن ﻤن ﺘﺤوﻴل أﻤوال ﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜن اﻝﺴﻨد أو اﻷﺴﻠوب اﻝﺘﻘﻨﻲ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤل" .
إن وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋن ﺘﺴوﻴﺔ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ إﻝﻜﺘروﻨﻴﺎ ،ﺒﺤﻴث ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝدﻓﻊ
اﻻﻝﻜﺘروﻨﻲ إﺴﺘﺨ ـ ـدام أﺠﻬزﻩ اﻝﺤواﺴﻴب أو ﺸﺒﻜ ـ ـﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴ ـ ـت ﻜوﺴﺎﺌ ـ ـل ﺠوﻫرﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻤﻠﻴﺎت
)(2
اﻝدﻓﻊ.
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻪ اﻷﺴﺘﺎذ " أﻴﻤن ﻗدﻴﺢ " ﺒﺄﻨﻪ" :ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤوﻴل اﻷﻤوال اﻝﺘﻲ ﻓﻲ اﻷﺴﺎس ﻫﻲ ﺜﻤن ﻝﺴﻠﻌﺔ
أو ﺨدﻤﺔ ﺒطرﻴﻘﺔ رﻗﻤﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﺨدام أﺠﻬزة اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر أو إرﺴﺎل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻋﺒر ﺨط ﺘﻠﻔوﻨﻲ أو ﺸﺒﻜﺔ ﻤﺎ
)(3
أو أي طرﻴﻘﺔ ﻹرﺴﺎل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت " .
وﻓﻲ أي ﺤﺎل ﻫﻨﺎك أﺴﺎﻝﻴب ﻤﺘﻌددة ﻝﻠﺘطﺒﻴﻘﺎت اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻨظﻤﺔ اﻝدﻓﻊ .ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ
ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﺒﻼﺴﺘﻜﻴﺔ ،وﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ أﻨظﻤﺔ اﻝدﻓﻊ ﻤﺜل اﻝﺸﻴﻜﺎت.
وﻴﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺔ ﻫذﻩ اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﻨﻘود اﻝﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻨﻬﺎ ﺸﺒﻴﻬﺔ ﺒﺎﻝﻨﻘود ﻴﻌﺘﻤد ﻓﻲ
اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺸﻔﻴرﻫﺎ ،ﺤﻴث ﺘﺘم ﻗراءﺘﻬﺎ ﺒواﺴطﺔ أﺠﻬزة ﺨﺎﺼﺔ ﺜم ظﻬرت ﺒﻌدﺌذ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤن
)(4
اﻝﺒطﺎﻗﺎت.
- 1اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ،أﻤر رﻗم 11/03اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 27ﺠﻤﺎدى اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎم ،1424اﻝﻤواﻓق ﻝـ
،2003-06-26اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨﻘد واﻝﻘرض ،اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻋدد .16
-2
أﺤﻤد ﺴﻔر ،أﻨظﻤﺔ اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ )،ﻝﺒﻨﺎن ،ﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ اﻝﺤﻘوﻗﻴﺔ( 2008،ص . 20
-3ﻤﺸﺎر إﻝﻴﻪ ﻝدى ،واﻗد ﻴوﺴف ،اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﻤذﻜرة ﻝﻨﻴل درﺠﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤوﻝود
ﻤﻌﻤري ،ﺘﻴزي وزو ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ،2011 ،ص .20
-4
أﺤﻤد ﺴﻔر ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .20
10
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
)(2 )(1
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ وأن اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻝﻴس ﻤن اﻝﺴﻬل أن ﺘﻀﻊ ﺘﻌرﻴﻔﺎ ﻤﺤددا وﺸﺎﻤﻼ ﻝﺒطﺎﻗﺔ
اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ .ﻜﻤﺎ أن اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻝم ﺘﺘﻨﺎوﻝﻬﺎ ﺒﺼورة واﻀﺤﺔ ودﻗﻴﻘﺔ،
-1اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ:
ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدة 543ﻤﻜرر 23ق ت واﻝﻤﺎدة 69ﻤن اﻷﻤر 11/03اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨﻘد
واﻝﻘرض اﻝﻤذﻜورة ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻨﺠد ﺒﺄن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد ﻋرف ﺒطﺎﻗﺎت ووﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ
دون أن ﺘﺨﺘص وﺴﻴﻠﺔ ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺒﺘﻌرﻴف ﺨﺎص ،إﻻ أﻨﻪ ﻴﺴﺘﺸف ﻤن ﻨص اﻝﻤﺎدة
69أن اﻝﻤﺸرع ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻌﺒﺎرة " ﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜن اﻝﺴﻨد أو اﻷﺴﻠوب اﻝﺘﻘﻨﻲ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤل " ﻗد اﻋﺘﻤد
-1ﻴﻘول اﻷﺴﺘﺎذ ﺒن ﻤﻨظور " :أن اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﻌﻨﻲ اﻝورﻗﺔ ،أو ﻫﻲ اﻝرﻗﻌﺔ اﻝﺼﻐﻴرة ﻤن اﻝورق أو ﻏﻴرﻩ ﻴﻜﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻴﺎن
ﻤﺎ ﺘﻌﻠق ﻋﻠﻴﻪ ".ﻤﺸﺎر إﻝﻴﻪ ﻝدى ﻤﺤﻤد ﺤﻤﺎد ﻤرﻫﺞ ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﻤﻐﻨطﺔ ،د ط) ،دار
اﻝﻜﺘب اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ (2009 ،ص.32
" -2اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻋﻠﻰ وزن اﻓﺘﻌﺎل وﻫو ﻤن اﻷﻤﺎن واﻝﺜﻘﺔ"،اﺒراﻫﻴم ﻤﺤﻤد ﺸﺎﺸو ،ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ وﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ دﻤﺸق ﻝﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ،اﻝﻌدد اﻝﺜﺎﻝث ،دﻤﺸق ،2011،ص) 655ﻤﻨﺸور ﻓﻲ
ﺘﺎرﻴﺦ اﻹطﻼع http ://www.danascuniversity-edu sy/nag/lan/images/Stories/672.31-2-2015: اﻷﻨﺘرﻨﻴت(.
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓت أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ" ﻫﻲ ﻓﻲ اﻝﻠﻐﺔ اﻓﺘﻌﺎل ﻤن اﻷﻤﺎن ،ﻗﺎل اﷲ ﺘﻌﺎﻝﻰ" ﻓﻠﻴؤذ اﻝذي أؤﺘﻤن أﻤﺎﻨﺘﻪ" أي ﻴﻌطﻲ ﻤﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻤؤﺘﻤن ﻋﻠﻴﻪ ،وﻤﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻝﻌﻘود :أن ﻜل طرف ﻓﻲ اﻝﻌﻘد ﻤؤﺘﻤن ﻤن ﻗﺒل اﻝطرف اﻵﺨر ،إذ اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ
أﺼﻠﻪ ﻫو ﺒﻤﻌﻨﻰ :ﺠﻌل ﺸﻲء أﻤﺎﻨﺔ ﻋﻨد ﻏﻴرﻩ ،ﻓﻜﺄن ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻗد اﺌﺘﻤن ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ذﻤﺘﻪ ﻤن اﻝﺼدق
وﺤﺴن اﻷداء وﻏﻴرﻩ .ﻋﺒ ـد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴ ـدة)،ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌـﺘﻤــﺎن ﻝدراﺴــﺔ ﺘطﺒﻴﻘﻴـﺔ ﻤﻴداﻨﻴﺔ( ،اﻝطﺒﻌ ـﺔ اﻷوﻝﻰ،
) اﻷردن ،دار ﺤﺎﻤد (2013 ،ص .32
-3ﺤﺒﺎرة ﻓواﺘﺤﻴﺔ ،اﻝﻤﺤررات اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻓﻲ ظل ﻤﺒدأ اﻝﺘﻌﺎدل اﻝوظﻴﻔﻲ ،دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻴن اﻝﻘﺎﻨون اﻷردﻨﻲ واﻝﻘﺎﻨون
اﻝﺠزاﺌري ،رﺴﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻴرﻤوك ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨون ،2010 ،ص . 37
11
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
أﻤﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻔرﻨﺴﻲ ﻓﻘد ﻋﻤد إﻝﻰ إﻋطﺎء ﺘﻌرﻴف ﺼرﻴﺢ ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻋﺒر اﻝﻤﺎدة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤن
اﻝﻘﺎﻨون رﻗم 1382/91واﻝﺼﺎدر ﻓﻲ 30دﻴﺴﻤﺒر 1991ﻤﻌرﻓﺎ إﻴﺎﻫﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ " :أداة ﺘﺼدر ﻤن
إﺤدى ﻤؤﺴﺴﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن أو إﺤدى اﻝﺠﻬﺎت اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 8ﻤن اﻝﻘﺎﻨون رﻗم
)(1
ﺒﺎﻝوﻓﺎء أو ﺘﺤوﻴل ﻨﻘود ﻤن ﺤﺴﺎﺒﻪ".
ﻤﺎ ﻴﻼﺤظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري أﻨﻪ ﻝم ﻴﻀﻊ ﺘﻌرﻴﻔﺎ واﻀﺤﺎ وﻤﺘﻜﺎﻤﻼ ،ﻓﻘد ﺠﺎء ﺒﺼورة ﻤﺒﻬﻤﺔ
وﻏﻴر ﻤﺒﺎﺸرة وﻴﻌود ذﻝك ﻝﻌدم وﺠود ﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺨﺎص ﺒﻬﺎ وذﻝك ﻨظ ار ﻝﺤداﺜﺔ اﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ
اﻝﺒطﺎﻗﺎت.
-2اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﻔﻘﻬﻲ:
ﺸﻬدت ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻠزاوﻴﺔ أو اﻝﻤﻌﻴﺎر
اﻝﻤﻌﺘﻤد ،ﺤﻴث ﻋرﻓﻬﺎ اﻝﻔﻘ ـ ـ ـﻪ اﻝﻔرﻨﺴ ـ ـﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " :أداة ﺘﺴﻤﺢ ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒﺎﺘﺨﺎذ اﻹﺠـ ـ ـراءات اﻝﻼزﻤـ ـ ـﺔ
واﻝﻤﺒﺎﺸـ ـ ـرة ﻝﺨﺼ ـ ـم اﻝﻤﺒﻠ ـ ـﻎ اﻝ ـ ـ ـذي ﻴرﻴ ـ ـدﻩ ،ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨ ـ ـ ـص آﺨر ﻤـ ـ ـن ﺤﺴﺎﺒـ ـ ـﻪ ﻝـ ـدى اﻝﺒﻨك اﻝـ ـذي
)(2
أﺼ ـ ـدر ﻫـ ـ ـذﻩ اﻝﺒطﺎﻗـ ـﺔ".
-1ﻤﻌﺎدي أﺴﻌـد ﺼواﻝﺤﺔ ،ﺒطﺎﻗــﺎت اﻹﺌﺘﻤــﺎن ) ،اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ وآﻝﻴﺎت اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ واﻷﻤﻨﻴــﺔ( ) ،ﻝﺒﻨﺎن،
اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب (2011 ،ص .47
-2ﻋﻠﻲ ﻋدﻨﺎن اﻝﻔﻴل ،اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋن إﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ )ﻝﺒﻨﺎن،
دار اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب (2011 ،ص .16
12
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
وﻋرﻓت أﻴﻀﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ":ﺒطﺎﻗﺔ ﺘﺨول اﻝﻌﻤﻴل اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴل اﺌﺘﻤﺎﻨﻲ ﻤن
اﻝﻬﻴﺌﺔ ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻴﺤﺼل ﺒﻤوﺠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻀﺎﺌﻊ وﺨدﻤﺎت ،ﺘﺴدد ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻬﻴﺌﺔ ﻤﺼدرة
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺨﻼل أﺠل ﻤﺤدد ﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻓﺈن ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺘﻤﻨﺢ ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ أﺠﻼ ﺤﻘﻴﻘﻴﺎ ،وﻫو
)(1
ذﻝك اﻷﺠل اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻰ اﻝﺴداد ﺨﻼﻝﻪ ﻤﻊ اﻝﻬﻴﺌﺔ ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ".
ﻜﻤﺎ ﺘﻌرف ﻜذﻝك ﺒﺄﻨﻬﺎ" ﺒطﺎﻗﺔ ﻤﺴﺘطﻴﻠﺔ ﻤن اﻝﺒﻼﺴﺘﻴك ﺘﺤﻤل اﺴم وﺸﻌﺎر اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ
اﻝراﻋﻴﺔ ﻝﻬﺎ ،واﺴم اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻬﺎ ،واﺴم رﻗم ﺤﺴﺎب اﻝﻌﻤﻴل ،وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﺼورﺘﻪ وﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻬﺎء
ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ،وﻤﺜﺒت ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻔﻴﺘﻬﺎ ﺸرﻴط ﻤﻐﻨﺎطﻴﺴﻲ ﻴﺤﻤل ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺸﻔرة وﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒﻨك
)(2
اﻝﻤﺼدر وﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ".
أﻤﺎ ﻤﺠﻤﻊ اﻝﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ اﻝدوﻝﻲ ﺒﻘ اررﻩ رﻗم /7/1/065اﻝذي ﺼدرﻓﻲ ﺘﺎرﻴﺦ -7
" ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻫﻲ ﻤﺴﺘﻨد ﻴﻌطﻴﻪ ﻤﺼدرﻩ ،ﻝﺸﺨص طﺒﻴﻌﻲ أو اﻋﺘﺒﺎري ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤن ﺸراء اﻝﺴﻠﻊ ،أو اﻝﺨدﻤﺎت ﻤﻤن ﻴﻌﺘﻤد اﻝﻤﺴﺘﻨد ،دون دﻓﻊ اﻝﺜﻤن ﺤﺎﻻ ،ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ إﻝﺘزام
)(3
اﻝﻤﺼدر ﺒﺎﻝدﻓﻊ ،وﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻤﻜن ﻤن ﺴﺤب اﻝﻨﻘود ﻤن اﻝﻤﺼﺎرف" .
-1ﻋﺎدل ﻴوﺴف ﻋﺒد اﻝﻨﺒﻲ ﺸﻜري ،اﻝﻔﻘﻪ اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ )اﻷردن ،دار اﻝﺼﻔﺎء (2012ص . 67
- 2ﻤﻌﺎدي أﺴﻌد ﺼواﻝﺤﺔ ،ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ،ص . 39
-3ﻜﻤﻴت طﺎﻝب اﻝﺒﻐدادي ،اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ واﻝﻤدﻨﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ،
) اﻷردن ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ (2008 ،ص . 57-56
13
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-3اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﻤﺼرﻓﻲ:
ﻋرﻓت ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻤن اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " :أداة ﻤﺼرﻓﻴﺔ ﻝﻠوﻓﺎء ﺒﺎﻻﻝﺘزاﻤﺎت ،ﻤﻘﺒوﻝﺔ
ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق واﺴﻊ ﻤﺤﻠﻴﺎ ودوﻝﻴﺎ ﻝدى اﻷﻓراد واﻝﺘﺠﺎر ،ﻜﺒدﻴل ﻝﻠﻨﻘود ﻝدﻓﻊ ﻗﻴم اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻘدﻤﺔ
ﻝﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺘوﻗﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ إﻴﺼﺎل ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝﺘزاﻤﻪ ﻝﻠﺸﻲء ،ﻋﻨد ﺸراﺌﻪ ﻝﻠﺴﻠﻌﺔ أو ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻰ
اﻝﺨدﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﻴﻘوم اﻝﻘﺎﺒل ﺒﺘﺤﺼﻴل اﻝﻘﻴﻤﺔ ﻤن اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ﻋن طرﻴق اﻝﺒﻨك اﻝذي
ﺼرح ﻝﻪ ﺒﻘﺒول اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻜوﺴﻴﻠﺔ دﻓﻊ ،وﻴطﻠق ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺴوﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺒﻨوك واﻷطراف ﻓﻴﻬﺎ اﺴم
)(1
ﻨظﺎم اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،واﻝذي ﺘﻘوم ﺒﺘﻨﻔﻴذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝراﻋﻴﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ".
وﻓﻲ اﻷﺨﻴر ﻨﺠد ﺒﺄﻨﻪ رﻏم اﻹﺨﺘﻼﻓﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ ﻓﻲ إﻴﺠﺎد ﺘﻌرﻴف ﻤوﺤد ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،إﻻ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺨرج ﻋن ﻤﻌﻨﻰ ﺠوﻫري واﺤـ ــد ،وﻫو أن ﺒطﺎﻗ ـ ــﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴ ـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ
ﻋﺒﺎرة وﺴﻴﻠﺔ دﻓﻊ وﺴﺤب ﺤدﻴﺜﺔ ،ﺘﺴﺘﺨدم ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل وﺴﻴط إﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﺘﺼدرﻫﺎ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻤرﺨﺼﺔ ﻝﻬﺎ
ﺒذﻝك ﻝزﺒوﻨﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻝﺸروط ﻤﻌﻴﻨﺔ ،وﺘﻤﻨﺢ ﻝﻪ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ طﺒﻘﺎ ﻝﻨوع اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.
14
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﺘﺘﻨوع ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻌدة زواﻴﺎ ﺴواء ﻤن ﺤﻴث ﻤﺼدرﻫﺎ )أوﻻ( ،ﻨطﺎق اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ أو
-1ﺒطﺎﻗﺔ اﻷﻤرﻴﻜﺎن أﻜﺴﺒرس" :ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﺼدرﻫﺎ ﻤؤﺴﺴﺎت ﺘﺤﻤل اﺴﻤﻬﺎ ﻤن ﺒﻨوك أﻤرﻴﻜﺎن
اﻜﺴﺒرس ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤرﻜزﻫﺎ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ وﺘﺼدر ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ
)(1
ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻨوﻋﻴن وﻜل ﻨوع ﺒﺤﺴب اﻝﻤزاﻴﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ".
-2ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻔﻴ از :ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﺼدرﻫﺎ ﻤؤﺴﺴﺔ ﻝوس أﻨﺠﻠوس ﺒوﻻﻴﺔ ﻜﺎﻝﻴﻔورﻨﻴﺎ ﺒﺎﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة
اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ،وﺘﺼدر ﻫذﻩ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺜﻼث أﻨواع وﻜل ﻨوع ﺒﺤﺴب
)(2
اﻝﻤزاﻴﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ .
-1
ﺒطﺎﻗﺔ اﻷﻤرﻴﻜﺎن اﻜﺴﺒرس اﻝﺨﻀراء :وﺘﻤﻨﺢ ﻝﺼﻐﺎر أو ﻤﺘوﺴطﻲ اﻝﻤدﺨول.
-ﺒطﺎﻗﺔ اﻷﻤرﻴﻜﺎن اﻜﺴﺒرس اﻝذﻫﺒﻴﺔ :وﺘﻤﻨﺢ ﻝﻠﻌﻤﻼء اﻝذﻴن ﻴﺘﻤﺘﻌون ﺒﻜﻔﺎءة ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ،وﺘﺘﻤﻴز ﺒﻜون ﺘﺴﻬﻴﻼﺘﻬﺎ
اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻝﻠﻌﻤﻴل ﻏﻴر ﻤﺤدودة ﺒﺴﻘف اﺌﺘﻤﺎﻨﻲ ﻤﻌﻴن .ﻋﺒد اﻝﺤﻜﻴم اﺤﻤد ﻤﺤﻤد ﻋﺜﻤﺎن ،أﺤﻜﺎم اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ
واﻵراء اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ) ،ﻤﺼر،دار اﻝﻔﻜر اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ (،2007،ص 147
-2ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻔﻴ از اﻝﻔﻀﻴﺔ :وﻫﻲ ذات ﺤدود اﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻨﺴﺒﻴﺎ وﺘﻤﻨﺢ ﻷﻏﻠب اﻝﻌﻤﻼء ﻋﻨد اﻨطﺒﺎق اﻝﺤد اﻷدﻨﻰ ﻤن
اﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت ﻋﻠﻴﻬم ،وﺘوﻓر ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺠﻤﻴﻊ أﻨواع اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺘواﻓرة ﻤن ﻗﺒل ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻔﻴزا ،ﻜﺎﻝﺴﺤب اﻝﻨﻘدي ﻤن
اﻝﺒﻨوك أو أﺠﻬزة اﻝﺼرف اﻵﻝﻲ ،أو اﻝﺸراء ﻤن اﻝﺘﺠﺎر ...إﻝﺦ.
-ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻔﻴ از اﻝذﻫﺒﻴﺔ :وﻫﻲ ذات ﺤدود اﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ وﺘﻤﻨﺢ ﻝﻠﻌﻤﻼء ذو اﻝﻜﻔﺎءة اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻴﺔ.
-ﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻴ از اﻝﻜﺘرون :وﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻝﺼرف اﻵﻝﻲ اﻝدوﻝﻴﺔ أو ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻝطﺎﺌرة ﻝﻠﺸرﻴط اﻝﻤﻐﻨﺎطﻴﺴﻲ .ﻋﺒد
اﻝﺤﻜﻴم أﺤﻤد ﻤﺤﻤد ﻋﺜﻤﺎن ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 149
15
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
وﻝﻌل أﻫم ﺘﻘﺴﻴم ﻝﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﻫو اﻝذي ﻴﻨظر إﻝﻴﻬﺎ ﻤن ﺤﻴث ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺨﺼم أو اﻝﺘﺴدﻴد ﺤﻴث
-1ﺒطﺎﻗﺎت ﺴﺤب اﻝﻨﻘود :ﺠﻤﻴﻊ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒوظﻴﻔﺔ ﺴﺤب اﻝﻨﻘود ،إﻻ أن ﺒﻌض
أﻨواﻋﻬﺎ ﺘﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝوظﻴﻔﺔ ﻓﺤﺴب ،وﻗد ﺘﺨول ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ وظﻴﻔﺔ ﺴﺤب اﻝﻨﻘود داﺨل
اﻝﻘطر اﻝواﺤد ،أو ﺴﺤب اﻝﻨﻘود ﻓﻲ اﻝﺨﺎرج ،وذﻝك ﻀﻤن اﻝﺤد اﻷﻗﺼﻰ اﻝﻤﺤدد اﻝﻤﺴﻤوح ﺒﺴﺤﺒﻪ
)(1
ﻴوﻤﻴﺎ أو أﺴﺒوﻋﻴﺎ ،وﻴﺴﺠل اﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝﻤﺴﺤوب ﻓﻲ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻤدﻴن ﻤن ﺤﺴﺎب اﻝﻌﻤﻴل ﻤﺒﺎﺸرة .
-2ﺒطﺎﻗﺎت اﻝوﻓﺎء:
ﺘﻌد اﻝﺒطﺎﻗﺔ أوﻻ وﻗﺒل ﻜل ﺸﻲء وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻠوﻓﺎء ﻤوﺠﻬﺔ ﻝﻠﺤﺼول ﻤﺤل ﻝﻠﺸﻴك ،ﺒﺨﻼف ﺒطﺎﻗﺔ
ﻀﻤﺎن اﻝﺸﻴﻜﺎت ،وﺘﺴﻤﺢ ﺒطﺎﻗﺔ اﻝوﻓﺎء ﻝﻠﺤﺎﻤل ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺸﺘرﻴﺎﺘﻪ ﻤن اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت ،ﻝدى اﻝﺘﺠﺎر
اﻝﻤﻨﻀﻤﻴن ﻝﻨظﺎم اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺒدون وﻓﺎء ﻓوري ﻤن ﺠﺎﻨﺒﻪٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺘﻘدﻴم ﺒطﺎﻗﺘﻪ ﻓﻘط
واﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻔﺎﺘورة اﻝﻤﻌدة ﻝذﻝك أو ﺘرك رﻗﻤﻪ اﻝﺴري ﻋﻠﻰ ﻤﻘرأﻩ اﻝﺨﺎص ﺒﻪ ﻜوﺴﻴﻠﺔ ﻝﻠﺘﺤﻘق ﻤن
)(2
أﻤﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝﻤؤﺠل ﺘﺴﻤﺢ ﻝﻠﺤﺎﻤل ﺒوﻓﺎء ﺜﻤن ﻤﺎ ﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﺴﻠﻊ وﺨدﻤﺎت.
-1
ﻨﺎﺌﻠﺔ ﻋﺎدل ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ﻗورة ،ﺠراﺌم اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ )دراﺴﺔ ﻨظرﻴﺔ ﺘطﺒﻴﻘﻴﺔ( اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،ﻝﺒﻨﺎن،
دار اﻝﻤﻨﺸورات اﻝﺤﻠﺒﻲ (2005 ،ص . 509
-2ﻋﺒد اﻝﺤﻜﻴم أﺤﻤد ﻤﺤﻤد ﻋﺜﻤﺎن ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 165
16
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-3ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن:
ﺘﺘﻴﺢ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻝﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ،اﺴﺘﻌﻤﺎل اﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ ﺤدود اﻹﺘﻔﺎق اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﺒﻨك
اﻝﻤﺼدر ،ﻓﻬﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒدﻻ ﻤن ﺘﺴوﻴﺔ ﺤﺴﺎﺒﻪ ﻓو ار ،أن ﻴﻘوم ﺨﻼل أﺠل ﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺘﺴدﻴد
ﺜﻤن ﻤﺸﺘرﻴﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ،وذﻝك ﻓﻲ ﺤدود ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻜﺸوف ﻤﻌﻴن ﻤﺴﺒﻘﺎ .ﻓﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﻔﺘرض أن
ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤدﻴن ،إﻻ أﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻊ وﺨدﻤﺎت ،ﻴﻘوم اﻝﺒﻨك ﺒﺘﺴوﻴﺘﻬﺎ ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر
)(1
ﺜم ﻴﺴﺘرد ﻤﺎ دﻓﻌﻪ ﺒﻌد ذﻝك ﻤن ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ.
ﺘﻌد ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻀﻤﺎن ﺤﺼول اﻝﺘﺎﺠر أو ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻘﺎﺒل اﻝذي ﺘم ﺘﺴوﻴﺘﻪ
ﻋن طرﻴق اﻝﺒﻨك ،وﻤؤدي ذﻝك أن ﺤﺎﻤل ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﺘﻌﻴن ﻋﻠﻴﻪ إﺒرازﻫﺎ ﻤﻊ اﻝﺸﻴك ،ﺤﻴث ﻴﻘوم
اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺘدوﻴن ﺒﻴﺎﻨﺎﺘﻬﺎ اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻋﻠﻰ ظﻬر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﺒﻤوﺠب ذﻝك ﻴﻀﻤن اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ
ﻫذا اﻝﺸﻴك ﻤن اﻝﺒﻨك ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻗد أﺼدر ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﻜﻀﻤﺎن ﻝﻠﺸﻴك وﺘﻘوﻴﺔ
ﻗﺒوﻝﻪ ﻓﻲ اﻝﺘﺎﺠر واﻝﻔﻨﺎدق ،وﻝذﻝك ﻻ ﺘﻌد ﺒطﺎﻗﺔ وﻓﺎء وﻝﻜن وﺴﻴﻠﺔ ﻀﻤﺎن واﻝدﻝﻴل ﻋﻠﻰ ذﻝك أﻨﻬﺎ ﻻ
)(2
ﺘﺴﺘﺨدم ﺒﻌﻴدا ﻋن اﻝﺸﻴك.
17
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-1اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻤﻐﻨطﺔ :ﺘﺤﺘوي ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺸرﻴط ﻤﻤﻐﻨط ،ﻴﺘم ﻤن ﺨﻼﻝﻪ إدﺨﺎل وﺘﺨزﻴن
وﺘﺄﻤﻴن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﻋﻠﻴﻪ ،وﻴﻜون ذا ﺸﻴﻔرة ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻬﺎ .وﻴﺘﺤﻘق اﻝدﻓﻊ ﺒﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻗراءة
)(1
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺜﺎﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺸرﻴط.
-2اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝرﻗﺎﺌﻘﻴﺔ:
ﺘﺤﺘوي ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺸرﻴﺤﺔ ﻤن اﻝﺴﻴﻠﻜون ،ﺘﺘﻀﻤن ﻗﻴد ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻨﻘود ﻓﻲ اﻝﺤﺴﺎب اﻝﻤﺼرﻓﻲ
ﻝﺤﺎﻤﻠﻬ ــﺎ ،وﺘﻘ ــوم ﺒﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﺤوﻴل اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﻤن ﺨﺼم ٕواﻀﺎﻓﺔ ﻤـ ــن ﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﻌﻤﻴل ﺒﻘﻴﻤﺔ
)(2
ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻪ.
)(3
أ -ﺒطﺎﻗﺔ اﻝذاﻜـــــرة :وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻀﻤن ﺴوى وﺴﻴﻠﺔ ذاﻜرة ﻝﺘﺨزﻴن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت.
ب -اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝذﻜﻴﺔ :ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ذات ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ ﺠدا ،ﺤﻴث ﺘﺘﻀﻤن ﻤﻌﺎﻝﺠﺎ ﻝﻠﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝذاﻜرة
ﻝﺘﺨزﻴن اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،وﺘﺘﻤﻴز ﺒﻤواﺼﻔﺎت أﻤﺎن ﻋﺎﻝﻴﺔ ﻴﺼﻌب اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻤن ﻗﺒل اﻵﺨرﻴن ،ﺤﻴث ﻻ
ﻴوﺠد ﻝﻬﺎ رﻗم ﻤطﺒوع ،وﻻ ﺘوﻗﻴﻊ ظﺎﻫر ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻐﻼﻝﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺤﺘﻴﺎل ،وﻗد اﺴﺘﺒدل ذﻝك
)(4
ﺒﺸرﻴﺤﺔ إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺼﻐﻴرة ،ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ.
-1ﻤﺤﻤود اﻝﻜﻴﻼﻨﻲ ،اﻝﻤوﺴوﻋﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ) ،اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ( ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،اﻷردن،
دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ،(2009 ،ص . 465
-2ﻤﺤﻤود اﻝﻜﻴﻼﻨﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 465
-3ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﺘزوﻴر واﻻﺤﺘﻴﺎل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،اﻷردن،
دار ﻤﺠدﻻوي (2009 ،ص . 44
-4ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 44
18
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ج -اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺤﺎدة اﻝذﻜﺎء :وﺘﻌﺘﺒر ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻔرطﺎ اﻝذﻜﺎء ،وﺘﺘﻀﻤن ﻤﻌﺎﻝﺠﺎ ﺼﻐﻴ ار ﻝﻠﺒﻴﺎﻨﺎت
)(1
وذاﻜرة وﺸرﻴطﺎ ﻤﻤﻐﻨطﺎ وﺸﺎﺸﺔ ﻋرض ،وﻤﻔﺎﺘﻴﺢ إدﺨﺎل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت.
-3اﻝﺒطﺎﻗــﺔ اﻝﺒﺼرﻴــﺔ:
وﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﺸرﻴط ﻤﻤﻐﻨظ ،وﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺼر ﺘﺄﻤﻴن ﺒﺼرﻴﺔ ﻤﺜل اﻝﺼورة اﻝﻤﺠﺴﻤﺔ
)(2
ﺜﻼﺜﻴﺔ اﻷﺒﻌﺎد ،ﻝﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘوﺠد ﻓﻲ أﻝﻤﺎﻨﻴﺎ وﻏﻴر ﻤﺘداوﻝﺔ ﺨﺎرﺠﻬﺎ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث
ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺨﺼﺎﺌص اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ
إن ﻤﺠرد اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﻌطﻲ ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ اﻝﺘﻤﺘﻊ ﺒﻔﺘرة اﺌﺘﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺘرﻴﺎﺘﻪ،
واﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺎت دون اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝدﻓﻊ اﻝﻔوري ﻝﻠﻨﻘود ،وﻫذا ﻤﺎ ﻻ ﺘﺠدﻩ ﻓﻲ أﻴﺔ وﺴﻴﻠﺔ أﺨرى ﻤن
-1ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 23
-2ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،ﻨﻔس اﻝﻤرﺠﻊ ،ص . 24
-3ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 46
19
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﺘﻘوم ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺜﻼﺜﻴﺔ اﻷطراف )ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،اﻝﺤﺎﻤل ،اﻝﺘﺎﺠر( واﻝﺘﻲ
ﻓﻜل طرف ﻤن ﻫذﻩ اﻷطراف ﺘﺘرﺘب ﻝﻪ ﺤﻘوق وﻋﻠﻴﻪ إﻝﺘزاﻤﺎت ،ﻓﻬذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺎت ﻫﻲ:
ﻝذﻝك ﻓﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒر ذات طﺒﻴﻌﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻻ ﺘدﺨل ﺘﺤت أي ﻨوع ﻤن وﺴﺎﺌل
)(1
اﻝوﻓﺎء اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ.
ﺘﻘوم اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝراﻋﻴﺔ ﻹﺼدار اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺒﺈﻀﻔﺎء ﺼﻔﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻤﻌظم
)(2
أﻨﺤﺎء اﻝﻌﺎﻝم ،ﻓﻀﻼ ﻋن ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺘوﺴﻊ واﻻﻨﺘﺸﺎر ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ دول اﻝﻌﺎﻝم.
)(3
ﻴﺘﻨوع ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﻤن اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺴواء أﻜﺎﻨت ﺒﻨوﻜﺎ أم ﻫﻴﺌﺎت أم ﻤؤﺴﺴﺎت ﻤﺎﻝﻴﺔ.
-1
ﻜﻤﻴت طﺎﻝب اﻝﺒﻐدادي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 69
-2ﻜﻤﻴت طﺎﻝب اﻝﺒﻐدادي ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 70
-3ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 47
20
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﺨﺎﻤﺴﺎ :ﺘﺸﻜل ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻓﺎﺌدة ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻷطراف ،ﻓﺎﻝﺤﺎﻤل ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﻘوم ﺒﺸراء ﺤﺎﺠﻴﺎﺘﻪ
ودﻓﻊ ﺜﻤﻨﻬﺎ ﺤﺴب ظروﻓﻪ ،واﻝﺘﺎﺠر ﻴﺴﺘوﻓﻲ ﺜﻤن ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ .وﺘﺤول إﻝﻰ ﺤﺴﺎﺒﻪ ﺒﺎﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر
ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ دون ﻋﻨﺎء .ﻜﻤﺎ أن اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺼدرة ﺘﺤﻘق ﻓﺎﺌدة ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻋﻤوﻝﺔ ﻤن اﻝﺘﺎﺠر
)(1
ﻤﻘﺎﺒل اﻝﺘﻌﺠﻴل ﺒﺜﻤن اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت ،وﻓﺎﺌدة ﻤن اﻝﻌﻤﻴل ﻤﻘﺎﺒل اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﻤﻨوح ﻝﻪ .
ﺴﺎدﺴﺎ :ﻋدم ﺨﻀوع اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝﺨﺎص ﺒوﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻷﺨرى :وﻤن أﻫم ﻋواﻤل
ﺘطور ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻨوك ﻫو ﻋدم ﺨﻀوﻋﻬﺎ ﻝﺘﻨظﻴم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻝب ﻤن اﻝﺠﻤود ،ﻴﺼﻌب ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻤﻼﺤﻘﺔ اﻝﺘطورات اﻝﺴرﻴﻌﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻬدﻫﺎ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻤن ﻫﻨﺎ ﺘطورت ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺘطو ار
)(2
ﺴرﻴﻌﺎ وﻗدﻤت اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﻤﻴزة .
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ
أﺜﺎر ﻋدم اﻝﺘﻨظﻴم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﻌﻘود اﻝﺘﻲ ﺘﻌد أﺴﺎس اﻝوﻓﺎء ﻓﻲ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،
ﺨﻼﻓﺎ ﺤول ﺘﺤدﻴد اﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻬذﻩ اﻷﺨﻴرة وذﻝك ﻨظ ار ﻹرﺘﻜﺎزﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺜﻼث ﻋﻼﻗﺎت رﺌﻴﺴﻴﺔ
إﻻ أﻨﻪ ﻓﻲ ظل وﺠود أراء ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻜﺜﻴرة ﺘﻤﻬد ﻝطﺒﻴﻌﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ( .ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﺠﺎﻫل ﻤﺎ ﻗﻴل ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﺤول ﻤﺤﺎوﻝﺔ إدﻤﺎﺠﻬﺎ ﻀﻤن اﻷﻨظﻤﺔ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ.
-1
ﻤﺤﻤد ﺘوﻓﻴق ﺴﻌودي ،ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن )اﻷﺴس اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻗﺎت اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ( اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ،
)ﻤﺼر ،دار اﻷﻤﻴن (2009 ،ص -13-
-2
إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ واﻷﻤﻨﻴﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن) ،د ط() ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة،
(2007ص -20-
21
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻔرع اﻷول
ﻋﻨد اﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺘﻨﺸﺄ ﺜﻼث ﻋﻼﻗﺎت رﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن
ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺤﺎﻤﻠﻬﺎ )أوﻻ( .واﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺘﺎﺠر)ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،وﺒﻴن اﻝﺘﺎﺠر وﺤﺎﻤل
اﻝﺒطﺎﻗﺔ )ﺜﺎﻝﺜﺎ( .إذ ﺤﺎول اﻝﻔﻘﻬﺎء ﻤﻌرﻓﺔ طﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﻨظﺎم اﻝﺘﻌﺎﻗدي ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن.
اﻹﺘﻔﺎق طﻠﺒﺎ ﻤن اﻝﻌﻤﻴل ﻤﻘروﻨﺎ ﺒﺘوﻗﻴﻌﻪ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻝﺸروط ﻤوﻀوﻋﺔ ﺴﻠﻔﺎ وﻏﻴر
ﻴﻌد ﻓﺤص ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻌﻤﻴل ﻤن ﻗﺒل اﻝﺒﻨك ﻴﺘﺨذ ﻗﺒول اﻝﺒﻨك ﻝطﻠب اﻝﻌﻤﻴل ﺸﻜل ﻋﻘد ﻴﻜون ﻤﺤدد
)(2
ﻏﺎﻝﺒﺎ ﺒﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ -ﻋﺎم ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ إﺼدار اﻝﺒطﺎﻗﺔ -وﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﺘم ﺘﺤدﻴد اﻝﻌﻘد ﺒﺸﻜل دوري .
وﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﻜﻴﻴف ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻌﻘود اﻋﺘﺒر اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻔرﻨﺴﻲ رﻗم 22اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ 10ﻴﻨﺎﻴر
ﻝﺴﻨﺔ 1978اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻤن ﻗﺒﻴل ﻓﺘﺢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ،اﻝذي ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ "
ﻴﺘﻌﻬد اﻝﺒﻨك )ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ( ﺒﺄن ﻴﻀﻊ ﺘﺤت ﺘﺼرف اﻝﻌﻤﻴل )ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ( ﺒطرﻴق ﻤﺒﺎﺸر أو
-1
ﻫﻲ ﺼﻴﻐﺔ ﻤن ﺼﻴﻎ إﺒرام اﻝﻌﻘود ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ إﺴﺘﺨدام ﻨﻤوذج ﻝﻠﻌﻘد ﻴﻌﻬدﻩ أﺤد اﻝطرﻓﻴن اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ ﺒﺼورة
ﻤﻨﻔردة وﻴﻌرﻀﻪ ﻋﻠﻰ اﻝطرف اﻵﺨر اﻝذي ﻝﻴس ﻝﻪ إﻻ اﻝﻤواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ أو رﻓﻀﻪ ،أﻤﺠدﻤﺤﻤد ﻤﻨﺼور،اﻝﻨظرﻴﺔاﻝﻌﺎﻤﺔ
اﻹﻝﺘزاﻤﺎت ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺴﺎدﺴﺔ )ﻋﻤﺎن ،داراﻝﺜﻘﺎﻓﺔ (،2011،ص 47
-2
ﻨﺎﺌﻠﺔ ﻋﺎدل ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ﻗورة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص -516-
22
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻏﻴر ﻤﺒﺎﺸر ،أداة ﻤن أدوات اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ ﺤدود ﻤﺒﻠﻎ ﻨﻘدي ﻤﻌﻴن وﻝﻤدة ﻤﺤددة أو ﻏﻴر ﻤﺤددة ﻨظﻴر
وﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻬذا اﻝﻌﻘد ﻓﺈن اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻪ اﻝﺤق ﻓﻲ ﺴﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو إﻝﻐﺎء اﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ أي
وﻴﺒدو ﻫذا واﻀﺤﺎ ﻓﻲ ﺒﻨود اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺤﻴث ﻴﺘم اﻝﻨص ﻋﻠﻰ أن اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘظل ﻤﻠﻜﺎ
ﻝﻤﺼدرﻫﺎ ،ﻴﻤﻠك ﺴﺤﺒﻬﺎ أو إﻝﻐﺎء اﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت ﻴراﻩ ،ﻋﻠﻰ أن ﺘﻨﻔذ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﻲ
)(2
ﺘﻤت ﻤن ﺨﻼل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻗﺒل إﻝﻐﺎء اﻝﻌﻤل ﺒﻬﺎ.
أﻤﺎ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻴﻠﺘزم ﺒﻜﺎﻓﺔ اﻻﻝﺘزاﻤﺎت واﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻌﻘود ،ﻓﻤﺜﻼ ﻴﻠﺘزم ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺒطﺎﻗﺔ
ﺒﺎﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻌﻘد ،ﺘﻨﻔﻴذ ﺸروط اﻝﻌﻘد ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻔق وﻤﺒدأ ﺤﺴن اﻝﻨﻴﺔ ،ﻻ ﻴﺴﻲء
اﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺤق ﻝﻪ أن ﻴﺘﺠﺎوز اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﺴﻤوح ﺒﻪ واﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻝﻌﻘد ٕواﻻ
)(3
ﻜﺎن ﻤﻠزﻤﺎ ﺒﻤﻘدار اﻝﺘﺠﺎوز.
ﻴرﺘﺒط اﻝﺒﻨك ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺘﺎﺠر ﺒﻌﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﺘﺎﺠر ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ
اﻝﺤﺼول ﻤن اﻝﺒﻨك ﻋﻠﻰ اﻷدوات اﻝﻼزﻤﺔ ﻻﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎم ﻫذا اﻝﺒﻨك ﺒﻀﻤﺎن
)(4
اﻝوﻓﺎء ﻝﻠﺘﺎﺠر ﺒﻘﻴﻤﺔ ﻤﺸﺘرﻴﺎت ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ.
23
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻝﻜن اﻝﻔﻘﻪ اﺨﺘﻠف ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد اﻝﻌﻘد اﻝذي ﻴرﺒط ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن وﺤﺎول إرﺠﺎع ﻫذا اﻹطﺎر اﻝﺘﻌﺎﻗدي
إﻝﻰ اﻝﻌﻘود اﻝﻤدﻨﻴﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ
واﻝﺘﺎﺠر ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺸﺨﺼﻲ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﺨﺘﺎر اﻝﺘﺎﺠر
)(1
اﻝذي ﻴﺜق ﺒﻪ وﻴﺄﺘﻤﻨﻪ وﻴﻜون ﺤﺴن اﻝﺴﻤﻌﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻌﺎﻗد ﻤﻌﻪ .
وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻘدم ﻓﺈن إﻓﻼس اﻝﺘﺎﺠر ﻤﺜﻼ أو ﺒﻴﻌﻪ ﻝﻤﺤﻠﻪ اﻝﺘﺠﺎري ،ﻴﻨﻬﻲ ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﻌﻘدﻴﺔ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،وﻻ ﻴﺠوز ﻝوﻜﻴل اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻹﻓﻼس أن ﻴطﻠب ﻤن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﺴﺘﻤرار اﻝﻌﻘد،
)(2
ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻝﻌﻘد ﻜﺎن ﻗﺎﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﺨص اﻝﺘﺎﺠر وﻝﻴس ﻤﻊ اﻝﻤﺘﺠر.
ﻜﻤﺎ أن ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺘرﺘب آﺜﺎر أﻫﻤﻬﺎ اﻝﺘزاﻤﺎت ﺴواء ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻝﻤﺼدر أو اﻝﺘﺎﺠر.
ﺤﻴث ﺘﻠﺘزم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺼدرة ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻊ اﻝﺤﺎﻤﻠﻴن ﻝﻬﺎ ﻝﻴﺘﻤﻜﻨوا ﻤن اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻝدى اﻝﺘﺠﺎر اﻝﻤﺘﻌﺎﻗد
ﻤﻌﻬم ،ﻝذﻝك وﺠب إﺼدار ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻝﻤﺘﻌﺎﻗد ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر .ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘزم ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ
)(3
ﺒﺈﻋﻼن أﺴﻤﺎء اﻝﺘﺠﺎر اﻝذﻴن ﻴﻘﺒﻠون اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺘﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺎت واﻝﻤﺘﻌﺎﻗد ﻤﻌﻬم ﺒﻬذا اﻝﺨﺼوص.
وﻝﻌل ﻤن أﻫم اﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺼدرة ﺘﺠﺎﻩ اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻤﻨﺨرط ﻫو اﻝﻌﻤل
ﻋﻠﻰ ﺘزوﻴد ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﻜﺎﻓﺔ اﻷﺠﻬزة واﻝﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘطﻠﺒﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﺸﻐﻴل اﻝﻼزﻤﺔ ﻹﺘﻤﺎم
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻷداء ﺒواﺴطﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،واﻝﺘﻲ ﺘﺄﺨذ ﻓﻲ ﻤﺤﺘواﻫﺎ آﻻت اﻝطﺒﺎﻋﺔ اﻝﻴدوﻴﺔ وﻓواﺘﻴر ﺨﺎﺼﺔ
)(4
ﻝﺘﺴﺠﻴل ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻴﻊ ﻜﻤﺎ وﺘﻠﺘزم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺼدرة ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت ﻝﻠﺘﺎﺠر.
-1
ﻤﻌﺎدي أﺴﻌد ﺼواﻝﺤﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 114
-2
ﻤﺤﻤد ﺘوﻓﻴق ﺴﻌودي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 41
-3ﻤﻌﺎدي أﺴﻌد ﺼواﻝﺤﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 121
-4ﻤﻌﺎدي أﺴﻌد ﺼواﻝﺤﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 122
24
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
أﻤﺎ اﻝﺘﺎﺠر ﻓﻬو ﻴﻠﺘزم ﺒدورﻩ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﺒﻌدة إﻝﺘزاﻤﺎت ﻝﻌل أﻫﻤﻬﺎ :اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒدﻓﻊ
ﻋﻤوﻝﺔ ﻤﺤددة ﺴﻠﻔﺎ ﻋن ﻜل ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻴﺘم ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﺒواﺴطﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،إﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﻤراﻋﺎة اﻝﺸروط اﻝﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ
اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ واﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﻀرورة ﻗﻴﺎم اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺎﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﺼﻼﺤﻴﺔ
)(1
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻤﻀﺎﻫﺎة اﻝﺘوﻗﻴﻊ ٕواﻻ ﻜﺎن اﻝﺘﺎﺠر ﻤﺘﺤﻤﻼ ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴﺔ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻝﺒﻨك.
ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻴﻘﺒل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺘﺴوﻴﺔ ﻤﺸﺘرﻴﺎت ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ،إذ ﻻ ﻴﺤق ﻝﻪ أن ﻴرﻓض اﻝوﻓﺎء ﺒﻬﺎ ،أو أن
ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺄي دﻓﻊ ﻤن اﻝدﻓوع ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺤﺎﻤل ،ﻤن ﺸﺄﻨﻪ إن ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤن اﻝرﻓض.
وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘﺎﺠر ﻝﻬذا اﻹﻝﺘزام ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ أﻤﺎم ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ أﺼدرﺘﻬﺎ،
)(2
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻓﺴﺦ اﻝﻌﻘد ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
إن اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﺘﻲ ﺘرﺒط ﺒﻴن اﻝﺸﺨص ﺤﺎﻤل ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن واﻝﺘﺎﺠر اﻝﻤﺘﻌﺎﻗد ﻤﻌﻪ ،أﺴﺎﺴﻬﺎ ﻋﻘد،
ﻴﻤﻜن أن ﻴﻜون ﻋﻘد ﺒﻴﻊ ،أو إﻴﺠﺎر أو ﻨﻘل ...إﻝﺦ ،ﻴﻨﻌﻘد ﺒﻴن اﻝﺤﺎﻤل ﻤن ﺠﻬﺔ واﻝﺘﺎﺠر ﻤن ﺠﻬﺔ
أﺨرى ،وﻤن أﻫم ﻤﺎ ﻴﺘﻤﻴز ﺒﻪ ﻫذا اﻝﻌﻘد أن ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﺤﻴل اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺜﻤن اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ
اﻝﺠﻬﺔ ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻝﺘﻨﺸﺄ ﻤن ذﻝك ﻋﻼﻗﺔ ﻤدﻴوﻨﻴﺔ ﺠدﻴدة ﺒﻴن اﻝﺠﻬﺔ ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺘﺎﺠر،
)(3
ﺤﻴث ﺘﻜون اﻷوﻝﻰ ﻤدﻴﻨﺔ ﻝﻠﺘﺎﺠر ﺒﺜﻤن ﻤﺸﺘرﻴﺎت ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ .
ﻜﻤﺎ ﻴرى اﻝﺒﻌض أن اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝﺘﺎﺠر وﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻻ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺒﻤﺠرد اﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺘورة
اﻝﺒﻴﻊ أو ﺘﺴﺠﻴل اﻝﺸﻔرة اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﻌد ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ إﻝﻰ اﻝﺒﺎﺌﻊ .ﻓﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻻ ﺘﺒ أر ذﻤﺘﻪ ﻓﻲ
25
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺘﺎﺠر إﻻ ﺒﺎﻝﺴداد اﻝﻔﻌﻠﻲ ﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤن اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ،ﺜم ﺤﺼول اﻝﺒﻨك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن
)(1
ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ .
أﻤﺎ ﻋن اﻹﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﺘزام ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﺠﺎﻩ اﻝﺘﺎﺠر
ﺒﺎﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺘورة اﻝﺸراء ،أو ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺔ ،وﻴﻠﺘزم اﻝﻌﻤﻴل ﺘﺠﺎﻩ اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺄن ﺘﻜون اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺼﺎﻝﺤﺔ
وﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘزم اﻝﺘﺎﺠر ﺘﺠﺎﻩ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﻴﻊ ﺴﻠﻊ دون زﻴﺎدة ،أو ﻻ ﻴﻜون ﺒﺎﻝﺴﻠﻌﺔ ﻋﻴب ،وأن ﻴﻘوم
ﺒﺎﻝﺘﺴﻠﻴم اﻝﻔوري ﻝﻠﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﻤﺸﺘراة ﺒﻤوﺠب ﻋﻘد اﻝﺒﻴﻊ أو ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺒﺎﻝﺘﺎرﻴﺦ اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،وﻏﻴر ذﻝك ﻤن
)(2
اﻹﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻝﺒﻴﻊ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
اﺨﺘﻠف اﻝﻔﻘﻬﺎء ﺤول اﻝﻤﻌﻴﺎر اﻝﺠﺎﻤﻊ ﻝدﻤﺞ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻀﻤن ﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ
ﻤﻌﻴن ،ﺒﻴن وﻜﺎﻝﺔ )أوﻻ( ،ﺤواﻝﺔ ﺤق )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،ﻨﻘود )ﺜﺎﻝﺜﺎ( ،وﻨﻘود إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )راﺒﻌﺎ( ،ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻹﻴﺠﺎد
وﻜﺎﻝﺔ ،ﺒﻤوﺠﺒﻬﺎ ﻴﻘوم اﻝﺤﺎﻤل ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺘوﻜﻴل اﻝﺒﻨك ﻓﻲ دﻓﻊ ﺜﻤن اﻝﺴﻠﻌﺔ واﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺤﺼـ ـ ـ ـل ﻋﻠﻴﻬﺎ
)(3
ﺨﺼﻤ ـ ـﺎ ﻤ ـ ـ ـن ﺤﺴﺎﺒ ـ ـﻪ ﻝدﻴ ــﻪ
-1
ﻨﺎﺌﻠﺔ ﻋﺎدل ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ﻗورة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 518
-2
ﻜﻤﻴت طﺎﻝب اﻝﺒﻐدادي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 120-119
-3
وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﻤﺎ ذﻫب إﻝﻴﻪ اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻔرﻨﺴﻲ ،ﻝﻠﻤزﻴد أﻨظر :ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 50
26
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻷﻨﻪ إذا ﻜﺎن اﻝﻤﺴﺘﻔﻴد ﻤﺘﺼﻼ ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺸﺒﻜﺔ ﻤﻊ اﻝﺠﻬﺔ ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ on lineﻓﺈن اﻝﻤﺒﻠﻎ
ﻴدﺨل ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻤﺴﺘﻔﻴد ﺨﺼﻤﺎ ﻤن ﺤﺴﺎب اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﻤﺠرد ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺈﺼدار أﻤر اﻝدﻓﻊ .
ﻜﻤﺎ أن ﻫذا اﻝﺘﻔﺴﻴر ﻻ ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﺒﻌض اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺘﻲ أوردت ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
ﻜﺎﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﻔرﻨﺴﻲ .ﻫذا اﻷﺨﻴر اﻝذي ﻻ ﻴﺠﻴز اﻝرﺠوع ﻓﻲ أﻤر اﻝدﻓﻊ إﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت ﺜﻼث :ﻓﻘد
اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو ﺴرﻗﺘﻬﺎ أو اﻝﺘﺼﻔﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎرض ﻤﻊ طﺒﻴﻌﺔ اﻝوﻜﺎﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻘﺘﻀﻲ أن ﻴﻜون
)(1
ﻤن ﺤق اﻷﻤر إﻝﻐﺎء اﻝوﻜﺎﻝﺔ ﻓﻲ أي وﻗت.
ﻴﻤﻴل ﺠﺎﻨب ﻤن اﻝﻔﻘﻪ اﻝﻔرﻨﺴﻲ إﻝﻰ أن اﻝﺴداد ﺒواﺴطﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻴﻘﺘرب ﻤن ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق،
ﺤﻴث أن ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻫو داﺌن ﻝﻠﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﺒﺘﻨﺎزل ﻋن ﻫذا اﻝدﻴن إﻝﻰ اﻝﺘﺎﺠر ،ﻏﻴر أن اﻝواﻗﻊ
ﻴﺨﺘﻠف .إذ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻝﻴﺴت ﺴﻨدا ﻤﺜﺒﺘﺎ ﻝدﻴن ﺤﺎﻤﻠﻬﺎٕ ،واﻨﻤﺎ ﻫﻲ دﻝﻴل ﻋﻠﻰ وﺠود ﻤﺒﻠﻎ ﻨﻘدي ﻤﺤدد
)(2
ﻴﻤﻜن اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺤدودﻩ.
ﻴرى ﺠﺎﻨب آﺨرﻤن اﻝﻔﻘﻪ ﺒﺄن ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻨﻘود ﻤﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﻨﻘود اﻝﻤﺘداوﻝﺔ ،ﻏﻴر
أﻨﻬﺎ ﺘﺘﺼف ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻨﻘود ﺒﻼﺴﺘﻴﻜﻴﺔ .ﺤﻴث اﻨﺘﻘد ﻫذا اﻝرأي ﻓﻴﻤﺎ وﺼل إﻝﻴ ـ ـ ـ ـﻪ ،وذﻝك ﻷن اﻝﻨﻘ ـ ـ ـود ﺘﺘﻤﺜل
)(3
ﻓ ـ ـ ـﻲ ﺼﻜوك ﻤﺤددة اﻝﻘﻴﻤﺔ ﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ اﻝﻤﻘدار وﻫذا ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻔق وطﺒﻴﻌﺔ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ.
27
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
وﻤن ذﻝك ﻴﺘﻀﺢ أن ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻝﻬﺎ اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﺒﻨظﺎﻤﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،وﻻ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻜون إﺤدى
)(1
ﺼور اﻷوراق اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﻻ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺨﻀﻊ إﻝﻰ اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝذي ﻴﺤﻜم اﻷوراق اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
ﻫﻨﺎك اﺘﺠﺎﻩ ﻴذﻫب إﻝﻰ اﻝﻘول ﺒﺄن ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻫﻲ ":ﻨﻘود إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺘﺸﺒﻪ
)(2
اﻝﻌﻤﻼت اﻷﺨرى ﻜﺎﻝﻨﻘود اﻝورﻗﻴﺔ واﻝﻤﻌدﻨﻴﺔ اﻝﻤﻌﺘرف ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺘداول ﻗﺎﻨوﻨﺎ وﺘﻌﺎﻤﻼ ".
ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺘﺒر ﻤن اﻝﺼور اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﻝﻠﻨﻘود اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺘﺸﺒﻪ اﻝﻨﻘود اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌظم ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ،
ﻏﻴر أﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﺔ إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺒدﻻ ﻤن اﻝورق ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻨﻘود ﻏﻴر ﻤﻠﻤوﺴﺔ ﺘﺄﺨذ ﺼورة وﺤدات
إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ وﺘﺨزن ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺎز اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ،وﻴﻤﻜن إﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ اﻝوﺤدات ﻓﻲ إﺘﻤﺎم اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت
)(3
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻋﺒر اﻝﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ.
إﻻ أن ﻫذا اﻝرأي اﻨﺘﻘد ﻜوﻨﻪ ﻴﺘﺠﺎﻫل اﻝﺼﻔﺔ اﻝداﺌﻨﻴﺔ ﻝﻠﻨﻘود ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أداة ﻝﻠوﻓﺎء ،واﻝﺘﻌﺎﻤل
واﻝﻘﺒول اﻹﻝزاﻤﻲ ﺒﻴن اﻷﻓراد .ﻜﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﻗﺎﺒﻠﺔ أﻴﻀﺎ ﻹﻋﺎدة اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻤن ﻋدة أﺸﺨﺎص ،وﻫذا ﻤﺎ ﻻ
ﻴﺘﻼءم وﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ،اﻝﺘﻲ ﺘﻌد ﻤن اﻝﻨﻘود اﻝﻤﻜﺘوﺒﺔ ،وﻴﺘم ﺘداوﻝﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ آﻝﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل أدوات
)(4
إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺤدﻴﺜﺔ ،وﻤن ﺜم ﻓﻬﻲ ﻏﻴر ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘداول.
-1
ﻤﺤﻤد ﺘوﻓﻴق ﺴﻌودي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 21
-2ﻋﻠﻲ ﻋدﻨﺎن اﻝﻔﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 23
-3إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 66
–4
ﻋﻠﻲ ﻋدﻨﺎن اﻝﻔﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص23
28
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻴﻀﺎف إﻝﻰ ﻤﺎ ﺘﻘدم إن اﻝﻨﻘود ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻤرﺘﺒط ﺒﻘﺎﻋدة اﻝﺤﻴﺎزة ،ﻓﻲ اﻝﻤﻨﻘول ﺴﻨد اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ
ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻻ ﺘطﺒق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة ،ﻜوﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﺤوﻴﻠﻬﺎ أو ﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻝﻐﻴر اﻝﺤﺎﻤل
)(1
ﻓﻬﻲ ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺤﺎﻤﻠﻬﺎ.
وأﺨﻴ ار ﻴﻤﻜن اﻝﻘول ﺒﺄن اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺒﺸﻜل ﻋﺎم ﻨظﺎم ﻤﺼرﻓﻲ ﺘﺠﺎري ﺤدﻴث ،أﻓرزﺘﻪ اﻝﺜورة
اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺔ واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،وﺘم اﺒﺘﻜﺎرﻫﺎ ﺘﺠﺎرﻴﺎ ﻝﺨدﻤﺔ اﻹﻨﺴﺎن وﺘﺄﻤﻴن ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻪ اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻷﻤر اﻝذي
)(2
ﻴوﺠب إﻴﺠﺎد ﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺨﺎص ﻴﺤﻜم اﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﺘﻠك اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت.
29
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨــﻲ
ﻤﻤﺎ ﻻ ﺸك ﻓﻴﻪ أن ﺠراﺌم ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺒﺎﺘت ﺘﺸﻜل اﻝﻴوم ظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ .ﺤﻴث أﺼﺒﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ أﻤﺎم ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺠدﻴدة ﺘﻤﻠﻲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻌرﻓﺔ أﻨواع وأﻨﻤﺎط ﺠراﺌم ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﺘﺠﻨﺒﻬﺎ وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻬﺎ.
وﻤن ﺒﻴن أﻨواع ﺠراﺌم ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،ﻨﺠد ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺴطو ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ.ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﺘﻌد أﺤدث أﻨﻤﺎط اﻝﺴﻠوك اﻹﺠراﻤﻲ ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻨﻘطﺔ ﺘﻼﻗﻲ ﺒﻴن
اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،وﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )اﻝﻤطﻠب اﻷول( ،ﺤﻴث أﺼﺒﺤت اﻝﻌدﻴد ﻤن
اﻝدول ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤن ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺴواء ﻤن ﻗﺒل
30
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻤطﻠب اﻷول
ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻝﺘطور ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻻﺘﺼﺎﻻت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت إﺘﺴﻊ ﻨطﺎق إﺴﺘﺨدام ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ،
ﻨظ ار ﻝدورﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻴﺴﻴر ﻜﺎﻓﺔ أﻤورﻩ ،واﻝﺘﻲ ﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ظﻬور اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ )اﻝﻔرع اﻷول(.
وﻝﻼﻫﺘﻤﺎم اﻝﺒﺎﻝﻎ ﺒﺎﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﺘﻨﻬب ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ،ﻨﺒﻴن أﻨواع اﻝﺠراﺌم
اﻝﻔرع اﻷول
ﺘﺒﺎﻴﻨت اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ ﻝﻠﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،ﺒﺈﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺼﻨف ﺠدﻴد ﻤن اﻝﺠراﺌم) ،أوﻻ( ﺘﺘﻤﻴز
ﺘﻌددت اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ ﻝﻠﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﻴن ﻤوﺴﻊ وﻤﻀﻴق ﻝﻠﻤﻔﻬوم .
ﻴﻌرف أﻨﺼﺎر ﻫذا اﻹﺘﺠﺎﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻜل ﻓﻌل ﻏﻴر ﻤﺸروع ﻴﻜون اﻝﻌﻠم ﺒﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ
1
اﻝﺤﺎﺴﺒﺎت اﻵﻝﻴﺔ ﺒﻘدر ﻜﺒﻴر ﻻزﻤﺎ ﻹرﺘﻜﺎﺒﻪ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ ،وﻝﻤﻼﺤﻘﺘﻪ وﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أﺨرى".
-1ﻨﺎﺌﻠﺔ ﻋﺎدل ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ﻗورة ،ﺠراﺌم اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ص . 28
31
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻓطﺒﻘﺎ ﻝﻬذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻴﺠب أن ﺘﺘوﻓر ﻤﻌرﻓﺔ ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﺤﺎﺴﺒﺎت اﻵﻝﻴﺔ ﺒدرﺠﺔ ﻜﺒﻴرة ﻝﻴس ﻓﻘط ﻤن
أﺠل إرﺘﻜﺎب اﻝﺠرﻴﻤﺔ ،وﻝﻜن أﻴﻀﺎ ﻤن أﺠل اﻝﺘﻤﻜن ﻤن ﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ،أي أن ﻴﻜون ﻤرﺘﻜب اﻝﺠرﻴﻤﺔ
)(1
واﻝﻘﺎﺌﻤون ﻋﻠﻰ ﻤﻼﺤﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ ﻜﺒﻴرة ﻤن اﻝﻌﻠم ﺒﻬذﻩ اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ .
ﻜﻤﺎ ﻋرﻓﻬﺎ اﻝﻔﻘﻴﻪ merweﺒﺄﻨﻬﺎ ":ﻓﻌل ﻏﻴر ﻤﺸروع اﻝذي ﻴﺘورط ﻓﻲ إرﺘﻜﺎﺒﻪ اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ،أو
ﻫو اﻝﻔﻌل اﻹﺠراﻤﻲ اﻝذي ﻴﺴﺘﺨدم ﻓﻲ إرﺘﻜﺎﺒﻪ اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ﻜﺄداة رﺌﻴﺴﻴﺔ" ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋرﻓﻪ
اﻝﻔﻘﻴﻪ" ROSBLATﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜل ﻨﺸﺎط ﻏﻴر ﻤﺸروع ﻤوﺠﻪ ﻝﻨﺴﺦ أو ﺘﻐﻴﻴر أو ﺤذف أو اﻝوﺼول إﻝﻰ
)(2
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻤﺨزﻨﺔ داﺨل اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ٕواﻝﻰ ﺘﺤوﻴل طرﻴﻘﻪ" .
ﻴرى ﺠﺎﻨب ﻤن اﻝﻔﻘﻪ ﻤن أﻨﺼﺎر ﻫذا اﻹﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤوﺴﻊ ﺒﺄن اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ":ﻜل ﺴﻠوك
إﺠراﻤﻲ ﻴﺘم ﺒﻤﺴﺎﻋدة اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر ،أو ﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ﺘﺘم ﻓﻲ ﻤﺤﻴط أﺠﻬزة اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر".
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴرى ﺠﺎﻨب آﺨرﻤن اﻝﻔﻘﻪ ﺒﺄﻨﻬﺎ":ﻋﻤل أو إﻤﺘﻨﺎع ﻴﺄﺘﻴﻪ اﻹﻨﺴﺎن اﻀرار ﺒﻤﻜوﻨﺎت اﻝﺤﺎﺴب
وﺸﺒﻜﺎت اﻹﺘﺼﺎل اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ اﻝﺘﻲ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت وﻴﻔرض ﻝﻬﺎ ﻋﻘﺎب"أوﻫﻲ ﻜل ﺴﻠوك
)(3
إﺠراﻤﻲ ﻴﺘم ﺒﻤﺴﺎﻋدة اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ﻓﻬﻲ ﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ﺘﺘم ﻓﻲ ﻤﺤﻴط اﻝﺤﺎﺴﺒﺎت اﻵﻝﻴﺔ".
ﻴﻤﺎﺜل ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف ﻤﺎ ذﻫﺒت إﻝﻴﻪ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن ﺨﺒراء ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻌﺎون اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ
ﻋﺎم ،1983إﻝﻰ ﺘﻌرﻴف اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻜل ﺴﻠوك ﻏﻴر ﻤﺸروع أو ﻏﻴـ ـ ـ ـر أﺨﻼﻗـ ـ ـ ـﻲ أو
32
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
)(1
ﻏﻴر ﻤﺼرح ﺒﻪ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻵﻝﻴﺔ ﻝﺒﻴﺎﻨﺎت أو ﺒﻨﻘﻠﻬﺎ" .
وﻤن اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻨﺠد أن اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﺴﺘﻬدف ﻓﻲ ﺠوﻫرﻫﺎ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤن ﺒﻴﺎﻨﺎت
وﻤﻌﻠوﻤﺎت وﺒراﻤﺞ ﺘطﺒﻴﻘﻴﺔ ،وﺘﻘوم ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎرﻴن ﻤﻬﻤﻴن أوﻝﻬﻤﺎ أن ﺘﻜون اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ
)(2
وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻠﻐش واﻝﺘﺤﺎﻴل واﻻﻋﺘداء ،واﻝﺜﺎﻨﻲ أن ﺘﻜون اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﺤﻼ ﻝﻺﻋﺘداء .
ﺘﺘﻤﻴز اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺨﺼﺎﺌص ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ وﻝﻌل أﻫﻤﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺠرﻴﻤﺔ ﻋﺎﺒرة ﻝﻠﺤدود :اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﺘﺴم ﻏﺎﻝﺒﺎ ﺒﺎﻝطﺎﺒﻊ اﻝدوﻝﻲ،
ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻌﺘرف ﺒﺎﻝﺤدود اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻝﻠدول ﺒﺈﻋﺘﺒﺎر ﺴﺎﺤﺘﻬﺎ اﻝﻌﺎﻝم أﺠﻤﻊ ،وذﻝك ﻹرﺘﺒﺎط ﻫذا اﻝﻌﺎﻝم
ﺒﺸﺒﻜﺔ واﺤدة.
ﻓﺄﻏﻠب اﻝﺠراﺌم اﻝﻤرﺘﻜﺒﺔ ﻋﺒر ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت ﻴﻜون اﻝﺠﺎﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ دوﻝﺔ ﻤﺎ واﻝﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
دوﻝﺔ أﺨرى ،ﺤﻴث ﻻ ﻴﺘواﺠد اﻝﻔﺎﻋل ﻋﻠﻰ ﻤﺴرح اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺒل ﻴرﺘﻜب ﺠرﻴﻤﺘﻪ ﻋن ﺒﻌد ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ
)(3
ﻋدم اﻝﺘواﺠد اﻝﻤﺎدي ﻝﻠﻤﺠرم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻜﺎن اﻝﺠرﻴﻤﺔ .
-2ﺼﻌوﺒﺔ إﺜﺒﺎت اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ :ﺘرﺠﻊ اﻷﺴﺒﺎب اﻝﺘﻲ ﺘﻘف وراء اﻝﺼﻌوﺒﺔ ﻓﻲ اﻜﺘﺸﺎف
اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ إﻝﻰ ﻋدم ﺘرك ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻷي أﺜر ﺨﺎرﺠﻲ ﺒﺼورة ﻤرﺌﻴﺔ .ﻓﺎﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ
ﻓﻲ أﻜﺜر ﺼورﻫﺎ ﺨﻔﻴﺔ ﻻ ﻴﻠﺤظﻬﺎ اﻝﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻻ ﻴدري ﺤﺘﻰ ﺒوﻗوﻋﻬﺎ .وﻴﻀﺎف إﻝﻰ ذﻝك
ﺼﻌوﺒﺔ اﻹﺤﺘﻔﺎظ اﻝﻔﻨﻲ ﺒﺎﻝدﻝﻴل ،اﻝﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﺨﺒرة ﻓﻨﻴﺔ ﻴﺼﻌب ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﻘق اﻝﺘﻘﻠﻴدي اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ،
)(4
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ إﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺨداع واﻝﺘﻀﻠﻴل واﻝذﻜﺎء ﻓﻲ إرﺘﻜﺎﺒﻬﺎ .
-1
ﻨﺎﺌﻠﺔ ﻋﺎدل ﻤﺤﻤد ﻓرﻴد ﻗورة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 30
-2إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 116
-3ﻋﺒد اﻝﻌﺎل اﻝدﻴرﺒﻲ ،ﻤﺤﻤد ﺼﺎدق اﺴﻤﺎﻋﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 55
-4ﻨﻬﻼ ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر اﻝﻤوﻤﻨﻲ ،اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،ﻋﻤﺎن ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ (2008 ،ص . 54
33
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-3أﺴﻠوب ارﺘﻜﺎب اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ :ﺘﺘطﻠب اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ إﺴﺘﺨدام اﻷدوات واﻝﻌﻨف أﺤﻴﺎﻨﺎ
ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺠراﺌم اﻝﺴرﻗﺔ واﻹرﻫﺎب ،إﻻ أن اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر ﺘﻤﺘﺎز ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺠراﺌم ﻫﺎدﺌﺔ
)(1
ﺒطﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺘﺘطﻠب ﻋﻨﻔﺎ ﻓﻜل ﻤﺎ ﺘﺤﺘﺎج إﻝﻴﻪ ﻫو اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺠﻬﺎز اﻝﺤﺎﺴوب.
-4اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺘﺘم ﻋﺎدة ﺒﺘﻌﺎون أﻜﺜر ﻤن ﺸﺨص :ﺘﺘﻤﻴز اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﺘم
ﻋﺎدة ﺒﺘﻌﺎون أﻜﺜر ﻤن ﺸﺨص ﻋﻠﻰ ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ أﻀرار ﺒﺎﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﺸﺘرك ﻓﻲ
إﺨراج اﻝﺠرﻴﻤﺔ إﻝﻰ ﺤﻴز اﻝوﺠود ،ﺸﺨص ﻤﺘﺨﺼص ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﺤﺎﺴوب واﻹﻨﺘرﻨﻴت ﻴﻘوم ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب
اﻝﻔﻨﻲ ﻤن اﻝﻤﺸروع اﻹﺠراﻤﻲ ،وﺸﺨص آﺨر ﻤن اﻝﻤﺤﻴط أو ﻤن ﺨﺎرج اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ
)(2
ﻝﺘﻐطﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻼﻋب وﺘﺤوﻴل اﻝﻤﻜﺎﺴب إﻝﻴﻪ .
-5ﻻ ﺘﺘرك أﺜ ار ﻝﻬﺎ ﺒﻌد ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ :ﻓﻬذﻩ اﻝﺠراﺌم ﻻ ﺘﺘرك أﺜرا ،إذ ﻝﻴﺴت ﻫﻨﺎك أﻤوال وﻤﺠوﻫرات
ﻤﻔﻘودةٕ ،واﻨﻤﺎ ﻫﻲ أرﻗﺎم ﺘﺘﻐﻴر ﻓﻲ اﻝﺴﺠﻼت .وﻝذا ﻓﺈن ﻤﻌظم ﺠراﺌم اﻹﻨﺘرﻨﻴت ﺘم اﻜﺘﺸﺎﻓﻬﺎ
)(3
ﺒﺎﻝﻤﺼﺎدﻓﺔ وﻴﻌد وﻗت طوﻴل ﻤن ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺼﻌوﺒﺔ اﻻﺤﺘﻔﺎظ اﻝﻔﻨﻲ ﺒﺂﺜﺎرﻫﺎ أن وﺠدت.
-6ﺨﺼوﺼﻴﺔ ﻤﺠرﻤﻲ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ :ﻴﺘﻤﺘﻊ اﻝﻤﺠرم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﺒﺎﺤﺘراﻓﻴﺔ ﻜﺒﻴرة ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ ﺠراﺌﻤﻪ،
ﺤﻴث أﻨﻪ ﻴرﺘﻜب ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﻋن طرﻴق اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر اﻷﻤر اﻝذي ﻴﻘﺘﻀﻲ اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝدﻗﺔ واﻝﺘﺨﺼص
واﻻﺤﺘراﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ،أو ﻋن طرﻴق اﻝﺨﺒرة اﻝﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ .وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺘﻤﻴز ﺒﻪ
)(4
ﻋن اﻝﻤﺠرم اﻝذي ﻴﻘﺘرف اﻝﺠراﺌم اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ .
-1
ﻋﺒد اﻝﻌﺎل اﻝدﻴرﺒﻲ ،ﻤﺤﻤد ﺼﺎدق اﺴﻤﺎﻋﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 56
-2ﻨﻬﻼ ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر اﻝﻤوﻤﻨﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 58
-3ﻋﺒد اﻝﻌﺎل اﻝدﻴرﺒﻲ ،ﻤﺤﻤد ﺼﺎدق اﺴﻤﺎﻋﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 56
-4ﻋﺒد اﻝﻌﺎل اﻝدﻴرﺒﻲ ،ﻤﺤﻤد ﺼﺎدق اﺴﻤﺎﻋﻴل ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 56
34
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
إن اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ اﻝذي ﻴﺘم ﺒﺎﻝوﺴﺎﺌل اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻝﺤواﺴﻴب وﻋﺒر ﺸﺒﻜﺎت اﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤﻔﺘوﺤﺔ
ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن واﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﻴن ﻝﻬﺎ ،أدى إﻝﻰ ظﻬور اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺠراﺌم ،ﻜﺎﻹﻝﺘﻘﺎط ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع
ﻴﻌد اﻹﻝﺘﻘﺎط ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﻠﺒﻴﺎﻨﺎت دﺨول ﻏﻴر ﻤﺸروع إﻝﻰ ﻨظﺎم ﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻤﻌﻴن ﻜﺎﻝﻨظﺎم
اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﺒﻨ ـ ـوك أو اﻝﺒﺎﺌﻌﻴن ﺒﺤﻴث ﻴﺘﻤﻜن اﻝﻤﺠرم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘـ ـ ـﻲ ﻤن إﻝﺘﻘﺎط اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ
ﻝﻠﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن ﻋﺒر ﻗﻨوات اﻹﺘﺼﺎل ﺒﻌ ـ ـد ذﻝك ،ﻋن طرﻴق اﻝﺘﺠﺴس اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ أو ﻋ ـ ـن طرﻴـ ـ ـق
)(1
اﻹﺤﺘﻴ ـ ـﺎل .
ﻓﺄﺴﻠوب اﻝﺘﺠﺴس اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻲ ﻤﺜﻼ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻗﻴﺎم ﻗراﺼﻨﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻴﺢ
ﻝﻬم اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت ﻜﺎﻝﻤؤﺴﺴﺎت
واﻝﺸرﻜﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻤن ﺜم إﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻲ ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻷﻨﺸطﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ وﻴﻤﻜن
)(2
أن ﺘﻜون ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺴرﻴﺔ ﺘﺠﺎرﻴﺔ إﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ .
-1ﻤﺤﻤد أﻤﻴن أﺤﻤد اﻝﺸواﺒﻜﺔ ،ﺠراﺌم اﻝﺤﺎﺴوب واﻹﻨﺘرﻨﻴت ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،اﻷردن ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ ﻝﻠﻨﺸر(2004 ،
ص . 166
-2
ﻤﺤﻤد أﻤﻴن أﺤﻤد اﻝﺸواﺒﻜﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 167
35
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻴﺴﻤﻴﻬﺎ اﻝﺒﻌض ﺠرﻴﻤﺔ اﻷﻝﻔﻴﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻓﻲ أﻤن اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت وذﻝك ﻨظ ار ﻝﺴرﻋﺔ إﻨﺘﺸﺎر ٕوارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ،
وﺘﺘﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻓﻲ إﺴﺘﺨدام ﻫوﻴﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ أﺨرى ،ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﺸرﻋﻴﺔ وﺘﻬدف إﻤﺎ ﻝﻐرض
اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﻤﻜﺎﻨﺔ ﺘﻠك اﻝﻬوﻴﺔ أي ﻫوﻴﺔ اﻝﻀﺤﻴﺔ أو ﻹﺨﻔﺎء ﻫوﻴﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﺠرم ﻝﺘﺴﻬﻴل ارﺘﻜﺎﺒﻪ
)(1
ﺠراﺌم أﺨرى.
ﻓﻬذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻗﻴﺎم ﺸﺨص ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺸﺨص آﺨر ﻝﻼﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺴﻤﻌﺘﻪ
ﻤﺜﻼ أو أﻤواﻝﻪ أو ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻋن طرﻴق اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،اﻝﺘﻲ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن اﻹﻨﺘرﻨﻴت ،وﻴﻤﻜن أن
ﺘؤدي ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ إﻝﻰ إﺴﺘﻨزاف رﺼﻴد اﻝﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺒﻨك أو اﻝﺴﺤب ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ...
وﻜﺜﻴ ار ﻤﺎ ﻴﻘوم اﻝﻤﺠرم ﺒﺘﻐﻴﻴر اﻝﻌﻨوان اﻝﺒرﻴدي ﻝﻠﻀﺤﻴﺔ إﻝﻰ ﻋﻨواﻨﻪ ﻜﻲ ﻴﺴﺘﻘﺒل ﺒﻨﻔﺴﻪ اﻝﻔواﺘﻴر
)(2
واﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت .
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﻝﻘد ﺘزاﻴد ﺤﺠم اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻨظ ار ﻝﻤﺎ ﺘﻘدﻤﻪ ﻝﺤﺎﻤﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﺘﺴﻬﻴﻼت
وﺨدﻤﺎت ﻤﺼرﻓﻴﺔ ﺠﻠﻴﻠﺔ .إﻻ أﻨﻪ وﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎﺒل ﻗد ﺘم اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ
ﻨﻤو ﻓﻲ اﻝﺠراﺌم اﻝﺘﻲ ﺘرﺘﻜب ﻀد اﻷﻤوال ،ﺒﺎﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن ﻗﺒل
36
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻔرع اﻷول
ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻝﻤﺎﻝﻜﻬﺎ إﻻ أﻨﻪ ﻝم ﻴﻜﺘف ﺒﻬذا
اﻝﻘدر ،ﺒل ذﻫب ﻴﺒﺤث ﻋن طرق ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻹﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ واﻹﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ ،ﺒﺎﺴﺘﻤ اررﻩ ﻓﻲ
إﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴر اﻝﺤدود اﻝﻤﺼرح ﻝﻪ ﺒﻪ رﻏم ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ،أو ﺒﻌد إﻨﺘﻬﺎء ﻤدة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ )أوﻻ(،
ﻗد ﻴﺴﻲء اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﺘﻌﺴف ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻬﺎ ﺨﻼل ﻓﺘرة
-1إﺴﺎءة إﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﻓﺘرة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ :رﻏم أن ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن
ﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻼﺴﺘﻌﻤﺎل وﺼﺤﻴﺤﺔ ،إﻻ أﻨﻪ ﻴﺘﺼور أن ﺘﺴﺘﺨدم ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ
أﺜﻨﺎء ﻓﺘرة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ إذا ﻤﺎ ﻗﺎم ﺒﺎﻝﺴﺤب ﻤن ﺠﻬﺎز ﺘوزﻴﻊ اﻝﻌﻤﻠﺔ رﻏم ﻋدم وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف ،أو
)(1
اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺒﻀﺎﺌﻊ أو ﺨدﻤﺎت ﺘﺘﻌدى اﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝذي ﺤددﻩ اﻝﺒﻨك ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ .
أ -اﻝﺴﺤب ﻤن اﻝﺠﻬﺎز اﻝﻤﺨﺼص ﻝذﻝك رﻏم ﻋدم وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف:
ﻤن اﻝوظﺎﺌف اﻝﺘﻲ ﺘؤدﻴﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ اﻝﺴﻤﺎح ﻝﺤﺎﻤﻠﻴﻬﺎ ،ﺒﺴﺤب اﻷﻤوال وﻫذا
اﻝﺴﺤب ﻴﻜون ﺒﺈﺤدى ﺼورﺘﻴن :اﻝﺼورة اﻷوﻝﻰ ﻫﻲ ﺴﺤب اﻷﻤوال ﻤن ﺨﻼل أﺠﻬزة اﻝﺼراف اﻵﻝﻲ
وذﻝك ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺼراف اﻵﻝﻲ ،واﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺴﺤب اﻷﻤوال ﻤن داﺨل ﻓروع اﻝﺒﻨوك اﻝﻤﺼدرة
37
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ .ﻴﻠﺘزم اﻝﺤﺎﻤل وﻓق اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﻤﺼدر ،ﺒﻌدم ﺘﺠﺎوز ﻤﺒﻠﻎ اﻝﺴﻘف اﻝﻤﺤدد
ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ،ﻓﺈن ﺘﺠﺎوزﻩ ﻴﻌد ﺒذﻝك ﻤﺴﺘﺨدﻤﺎ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ إﺴﺘﺨداﻤﺎ ﻏﻴر ﻤﺸروع ).(1
ﺒﺤﻴث ﻴﺴﺘﺨدم ﺒطﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ اﻝﺴﺤب رﻏم ﻋدم وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺒﻪ ﻝدى اﻝﺒﻨك ،وﻤﺴﺘﻐﻼ
ﻓﻲ ذﻝك ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺄن ﺠﻬﺎز ﺘوزﻴﻊ اﻝﻌﻤﻠﺔ ﻏﻴر ﻤرﺘﺒط ﻤﺒﺎﺸرة ﺒﺤﺴﺎﺒﻪ ﻝﻨظﺎم ) ،(off lineأو أن ﺨﻠﻼ
)(2
أﺼﺎب اﻝﺨطوط اﻝﺘﻲ ﺘرﺒط ﺒﻴن ﺤواﺴﻴب اﻝﺒﻨك وﺘﻠك اﻷﺠﻬزة .
ب -اﻝوﻓﺎء ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ واﻝﺨدﻤﺎت رﻏم ﻋدم وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف:
ﻴﻘوم اﻝﺤﺎﻤل ﺒﺎﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺠﻪ ﻤن ﻤﺸﺘرﻴﺎت أو ﺨدﻤﺎت ﻤن اﻝﺘﺠﺎر ،وﻴﺴدد ﺜﻤن ﻤﺎ
ﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺘﻪ اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎر أن ﺴداد اﻝﺜﻤن أﺠل ،ﺒﺄن ﻴﻘوم اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺘﺤﺼﻴل
ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺤﺎﻤل ﻋن طرﻴق اﻝﺨﺼم ﻤن ﺤﺴﺎب اﻝﺤﺎﻤل ﻝدى اﻝﺒﻨك ﻤﺼدر
اﻝﺒطﺎﻗﺔ .إﻻ أن اﻝﻌﻤﻴل ﻗد ﻴﺴﺊ اﻝﻨﻴﺔ ﻓﻴﺴﺘﻐل ﺒطﺎﻗﺘﻪ اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺸراء أو ﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺎت
)(3
دون أن ﻴﻜون ﻝﻪ رﺼﻴد ﻜﺎف .
ﻓﺈذا ﻤﺎ ﺘﺠﺎوزت ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺸﺘرﻴﺎت اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺤدود اﻝﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﻼ ﺘﻘوم اﻝﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ أﺼدرت اﻝﺒطﺎﻗﺔ
ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﻬﺎ إﻻ ﺒﺸرط اﻝﺘﺤﺼﻴل ﻤن اﻝﻌﻤﻴل ،وﻴﺘﻌﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺎﺠر ﻫﻨﺎ ﻝﻀﻤﺎن اﻝﺘﺤﺼﻴل أن ﻴﺴﻌﻰ
ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤواﻓﻘﺔ ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺒﻴﻊ ،ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺎوز اﻝﺤد اﻝﻤﺴﻤوح ﺒﻪ ﺒﻤوﺠب
-1أﻤﺠد ﺤﻤدان اﻝﺠﻬﻨﻲ ،اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻋن اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ
اﻷوﻝﻰ )اﻷردن ،دار اﻝﻤﺴﻴرة (2010 ،ص .130-129
-2ﻤﺠدي ﻤﺤﻤود ﺸﻬﺎب ،ﻓﺘوح اﻝﺸﺎذﻝﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻝﺤﻘوق ﻝﻠﺒﺤوث اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،اﻝﻌدد اﻷول )،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ،
دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة ،(2003 ،ص .15
-3ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 83
38
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻓﺈذا ﻝم ﻴﺤﺼل اﻝﺘﺎﺠر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹذن ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺒﻴﻊ ﺘﺘم ﻋﻠﻰ ﻤﺴؤوﻝﻴﺘﻪ ،وﻻ ﻴﻠﺘزم
)(1
ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﻝﻪ .
ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن داﺌﻤﺎ ﻤؤﻗﺘﺔ ،ﺤﻴث ﻴﺘوﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻌﺎﻤل إرﺠﺎﻋﻬﺎ ﺒﻌد إﻨﺘﻬﺎء ﻫذﻩ اﻝﻤدة .وﻝﻜن ﻗد
ﻴﺘﻌﻤد اﻝﺤﺎﻤل إﻝﻰ اﻹﺤﺘﻔﺎظ ﺒﻬﺎ أو إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒﻌد إﻨﺘﻬﺎء ﻤدﺘﻬﺎ .ﻓﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﻌود إﻝﻰ اﻝﺠﻬﺔ
اﻝﻤﺼدرة ﻝﻬﺎ ،ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﺘﻘدم ﻝﻠﻌﻤﻴل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻹﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ وﻓق اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن،
ﻴﻠزم اﻝﻌﻤﻴل ﺒﺈﻋﺎدﺘﻬﺎ ﻋﻨد اﻹﻨﺘﻬﺎء ﻤدة اﻹﻋﺎرة ،ﻓﺈن ﺘﺨﻠف اﻝﺤﺎﻤل ﻋن ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام وﻗﺎم
(2) .
ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﻜون ﺒذﻝك ﻗد ارﺘﻜب ﺠرﻴﻤﺔ إﺴﺎءة اﻻﺌﺘﻤﺎن
ﻗد ﻴﺴﺘﺨدم اﻝﺤﺎﻤل ﺒطﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء رﻏم إﻨﺘﻬﺎء ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ إن ﻫو ﻨﺴﻲ ﺘﺠدﻴدﻫﺎ ،أو إﺤﺘﻔظ
ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻘدﻴﻤﺔ رﻏم ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺠدﻴدة ،وﺘﻌﻤد ﺸراء اﻝﺴﻠﻊ أو اﻝﺨدﻤﺎت ﺒواﺴطﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺤﺘﺞ
ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌد ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﻝﻠﻤﺼدر ﺒﺄﻨﻪ ﻝم ﻴﻘم ﺒﺎﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ .ﻜﻤﺎ أن اﻝﺤﺎﻤل ﻗد ﻴﺴﺘﺨدم اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ
ﻀر ار ﺒﺎﻝﻤﺼدر
اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،إذ ﻫو إﺘﻔق ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر ﻋﻠﻰ ﻗﺒوﻝﻬﺎ ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء إ ا
(3 ) .
ﺒﺄن ﻴﻘوم اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺘزوﻴر ﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻬﺎء ﺼﻼﺤﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋن طﻠب اﻝﺘﻔوﻴض ﺒﺎﻝﺒﻴﻊ ﻤن اﻝﻤﺼدر
39
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻷﺼل اﻝﻌﺎم وطﺒﻘﺎ ﻝﻨظﺎم اﻝﺒرﻤﺠﺔ اﻝﻤﺴﺘﺨدم ﻓﻲ إﺴﺘﺨدام اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺘﻪ اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ
اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ ،أﻨﻪ ﺘﻘوم آﻝﺔ ﺒﺎﺒﺘﻼع ﺘﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو رﻓﻀﻬﺎ ،ﺤﻴث ﻴﻌد إﺸﻌﺎ ار ﻤن اﻝﺒﻨك ﻝﻠﻘﻴﺎم ﺒﺘﺠدﻴد
ﺘﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺔ .إﻻ أﻨﻪ وﻓﻲ أﺤﻴﺎن أﺨرى ﻴﻘوم اﻝﺠﻬﺎز ﺒﺼرف اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﺘﻲ طﻠﺒﻬﺎ اﻝﻌﻤﻴل وﻴﺘم ﻗﻴد
ﻗد ﻴﻠﻐﻲ اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻌﻤﻴل ﻷي ﺴﺒب ﻤن اﻷﺴﺒﺎب ،ﻤﺜل ﻏﻠق اﻝﺤﺴﺎب ،أو ﺘﻐﻴﻴر
ﻨظﺎم اﻝﺘﻌﺎﻤل ،أو ﺘﻐﻴﻴر ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘؤدﻴﻬﺎ اﻝﺨدﻤﺔ ،وﻤﻊ ذﻝك ﻓﻘد ﺘظل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻊ اﻝﻌﻤﻴل
)(2
وﻗد ﻴﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ ﺒﻌد إﻝﻐﺎﺌﻬﺎ .
ﺤﻴث ﻴﺘﻤﺎدى اﻝﺤﺎﻤل ﻓﻲ اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن إﻝﻐﺎﺌﻬﺎ ،أﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺤب اﻝﻨﻘود ،وأﻤﺎ ﻓﻲ
إذا ﺤﺎول اﻝﺤﺎﻤل ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺴﺤب ﻨﻘود ﻤن ﺠﻬﺎز اﻝﺘوزﻴﻊ اﻷﺘوﻤﺎﺘﻴﻜﻲ رﻏم إﻝﻐﺎء
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻓﺈن اﻵﻝﺔ ﺘﻘوم ﺒﺎﺒﺘﻼع اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو ﻋدم ﺘﻨﻔﻴذ أﻤر اﻝﺤﺎﻤل أي رﻓض ﺘﻨﻔﻴذ أﻤر اﻝﺴﺤب .وﻫذا
ﻤﺎ دﻓﻊ ﺠﺎﻨب ﻤن اﻝﻔﻘﻪ إﻝﻰ اﻝﻘول ﺒﺄن ﺴﻠوك اﻝﺤﺎﻤل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻨﺤو ﻻ ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ،إﻻ أن ذﻝك
40
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﻻ ﻴﻤﻨﻊ ﻤن ﺘواﻓر ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺸروع ﻓﻲ اﻝﺴرﻗﺔ .ﺤﻴث أن اﻝﺠﺎﻨﻲ ﺒدأ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠرﻴﻤﺔ واﻝﻨﺘﻴﺠﺔ
)(1
. اﻹﺠراﻤﻴﺔ ﻝم ﺘﺘﺤﻘق ﻝﺴﺒب ﺨﺎرج ﻋن إرادﺘﻪ ﻤﻊ ﺘواﻓر اﻝﻘﺼد ﻝدﻴﻪ ،ﺒﺸرط ﻋدم وﺠود رﺼﻴد
ﻴﺴﺘﻌﻤل اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ اﻝﻤﻤﻐﻨطﺔ ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺜﻤن ﺴﻠﻌﺔ أو ﺨدﻤﺔ ﻴﺤﺼل
اﻷﻤر اﻝذي ﻴؤدي ﻓﻲ اﻝﻨﻬﺎﻴﺔ إﻝﻰ اﻝﺘزام اﻝﺒﻨك ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺒﺎﺌﻊ أو ﻤؤدي اﻝﺨدﻤﺔ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﻝﻬذﻩ
)(2
واﻝﺘﻜﻴﻴف ﻓﻌل اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻤﺒﺎﻝﻎ ،طﺎﻝﻤﺎ أن اﻝﺒﺎﺌﻊ أو ﻤؤدي اﻝﺨدﻤﺔ ﻻ ﻴﻌﻠم أن اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻠﻐﺎة
أن اﻝﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﻴن اﻝﻌﻤﻴل واﻝﺒﻨك ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ ،ﺤﻴث ﺘﺒﻘﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻤﺼدرﻫﺎ،
ﻫذا اﻷﺨﻴر اﻝذي ﻴﻌﻬد إﻝﻰ اﻝﻌﻤﻴل اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻬﺎ ،وﻴﻤﺜل اﺴﺘﺨدام اﻝﻌﻤﻴل
ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌد إﻋﻼﻤﻪ ﺒﺴﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻤﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋن ردﻫﺎ وﻫو ﻤﺎ ﻴﺸﻜل إﺨﺘﻼﺴﺎ ﺘﻘوم ﺒﻪ
)( 3
ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ
-1ﻓﻴﺼل ﺒن ﻋﺎدل أﺒو ﺨﻠف ،اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،رﺴﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ،ﻤﻨﺸورة ،ﺠﺎﻤﻌﺔ
اﻹﻨﺘرﻨﻴت .
ﻨﺎﻴف ﻝﻠﻌﻠوم اﻷﻤﻨﻴﺔ ،2007 ،ص ، 82ﻤﻨﺸور ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ ﺸﺒﻜﺔ
http://repository.nauss.edu.sa/bitstream/handle/123456789/52060/%D8%A7%D9%84%
D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D
9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8
%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%
تاريخ اإلطالعAA%D9%85%D8%A7%D9%86.pdf?sequence=1 2014-02-23 :
41
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
أن إﺴﺘﺨدام اﻝﺤﺎﻤل ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻠﻐﺎة ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت ﻓﺈذا ﻝم ﻴﻨﺼب إﻝﻰ اﻝﺘﺎﺠر أي
ﺨطﺄ ﻓﻲ ﺸﺄن اﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﺼﻼﺤﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻝﻺﺴﺘﻌﻤﺎل ،ﻓﺈن اﻝﺒﻨك ﻴﻠﺘزم ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﻬذﻩ اﻝﻤﺒﺎﻝﻎ ﻝﻠﺘﺎﺠر،
وﺘﺸﻜل ﻫذﻩ اﻝواﻗﻌﺔ ﺠرﻴﻤﺔ إﺤﺘﻴﺎل ﻷن ﺘﻘدﻴم اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻠﻐﺎة ﻤﻊ ﻋﻠم اﻝﺤﺎﻤل ﻝذﻝك ﻴﻌﺘﺒر طرﻴﻘﺔ
إﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻹﻗﻨﺎع ﺒوﺠود إﺌﺘﻤﺎن وﻫﻤﻲ واﻝﺤﺼول ﻤن اﻝﺒﻨك ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺒﺎﻝﻎ اﻝﺘﻲ ﺘﺴدد ﻗﻴﻤﺔ
)(1
. اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت واﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺴﻠﻤﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺎﻝﻔﻌل ﻝﻠﺤﺎﻤل
ﻗد ﻴدﻋﻲ اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺴرﻗﺘﻬﺎ أو ﻓﻘدﻫﺎ ،رﻏﺒﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق ﻤﻜﺎﺴب ﻤﺎدﻴﺔ ﻏﻴر
ﻤﺸروﻋﺔ ﻓﻴﻘوم ﺒﺈﺨطﺎر اﻝﺒﻨك واﻝﺴﻠطﺎت اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒذﻝك ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﺘظل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺤوزﺘﻪ وﻴﺴﺘﻤر
ﻓﻲ اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻗﺒل اﺘﺨﺎذ اﻝﺒﻨك اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ ﻝوﻗف اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أو ﺤﺘﻰ ﺒﻌد ذﻝك ﻜﺎﺴﺘﻐﻼﻝﻪ ﻋدم
ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺘﺎﺠر رﻗم اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻀﻤن ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﻤﻠﻐﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘدﻫﺎ أو ﺴرﻗﺘﻬﺎ ﺒﺴﺒب إدﻋﺎﺌﻪ
)(2
. إﺴﺘﻌﺠﺎل أو ﻷن ﻤظﻬرﻩ ﻴوﺤﻲ ﺒﺎﻝﺜﻘﺔ ﻓﻴﺘردد اﻝﺘﺎﺠر ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺘﻠك اﻝﻤراﺠﻌﺔ
42
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﻝﻘد أدى اﻹﻨﺘﺸﺎر اﻝواﺴﻊ ﻹﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ إﻝﻰ اﺴﺘﻐﻼﻝﻬﺎ ﻤن طرف اﻝﻐﻴر).(1
ﻴﺘﺠﻠﻰ ﻫذا اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع إﻤﺎ ﺒﺎﻝﺴرﻗﺔ )أوﻻ( أو ﺒﺎﻝﺘزوﻴر )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،أو اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ
ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت )ﺜﺎﻝﺜﺎ( .وﻋﻠﻴﻪ ﺴﻨﺤﺎول ﺘﺤدﻴد إﺴﺎءة
ﻤن اﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﺤل ﻝﻠﺤﻘوق ﻤﺎﻝﻴﺔ ﺴرﻗﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ
ﻋن طرﻴق ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒﺼورة ﻤﺒﺎﺸرة ،ﻓﺎﻝﺴﺎرق ﺴواء إﺴﺘﻌﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو ﻝم ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﻬو ﻴﻌد ارﺘﻜب
)(2
. ﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ﻝﻤﺠرد ﺘواﻓر أرﻜﺎن ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ
أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ إﻋﺘﺒرت ﻜل ﻤن ﻴﺘﻌﻤد اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻹدﺨﺎل اﻝﺨﺎطﺊ ﻝﻠﺒﻴﺎﻨﺎت
اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ إﻝﻰ أﺠﻬزة اﻝﻜﻤﺒﻴوﺘر اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﺸﺒﻜﺎت اﻝداﺨﻠﻴﺔ أو اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ وﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻝﺘﻼﻋب وﺘرﻜﻴب
اﻷرﻗﺎم اﻝﺴرﻴﺔ ﻝﻜﺸف ﺤﺴﺎﺒﺎت ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻫﻲ أﻓﻌﺎل ﻤﺠرﻤﺔ ﺘﺤت ﺘﺸرﻴﻊ إﺤﺘﻴﺎل ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن
)(3
. اﻝﻔدراﻝﻲ ) ( CCFAوﺒواﺴطﺔ ﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة
" -1ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝﻐﻴر اﻝﺸﺨص اﻷﺠﻨﺒﻲ ﻋن ﻋﻘدي اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ اﻝدﻓﻊ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻲ ،وﻻ ﻴﻨﺼرف إﻝﻴﻪ ﺸﻲء ﻤن آﺜﺎر
اﻝﻌﻘدﻴن ،أي ﻻ ﻴﺼﺒﺢ داﺌﻨﺎ وﻻ ﻤدﻴﻨﺎ" أﻤﺠد ﺤﻤدان اﻝﺠﻬﻨﻲ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 155
-2ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص. 216
-3ﻤﺤﻤد أﻤﻴن اﻝﺸواﺒﻜﺔ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 200
43
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
وﻴذﻜر أن اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺔ إﺌﺘﻤﺎن ﻤﻤﻐﻨطﺔ ﻴﻔﻘد ﺼﻔﺘﻪ ﻜﺤﺎﻤل ﺸرﻋﻲ ﻝﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻨذ
إﺒﻼغ ﺒﺴرﻗﺘﻬﺎ أو ﻓﻘدﻫﺎ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ اﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻝدى اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻬﺎ .وﻝذﻝك ﻓﻬو ﻴﻌد ﻤن
اﻝﻐﻴر ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إﺴﺎءة اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أﺨرى ﻓﺈن اﻝﺘﺎﺠر ﻗد ﻴرﺘﻜب ﻏﺸﺎ ﺒﻘﺒول
اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﺴروﻗﺔ أو اﻝﻤﻔﻘودة ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء ،وذﻝك ﺒﺎﻝﺘواطؤ ﻤﻊ اﻝﺠﺎﻨﻲ ،ﺤﻴث ﻴﻘوم اﻝﺘﺎﺠر ﺒﻌﻤل ﻓواﺘﻴر
)(1
وﻫﻤﻴﺔ ﻻﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻤﺸﺘرﻴﺎت ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻤﺴﺘﺨدﻤﺎ ﻓﻲ ذﻝك اﻝطﺒﺎﻋﺔ اﻝﻴدوﻴﺔ .
-1اﻹﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﺴروﻗﺔ أو ﻤﻔﻘودة ﻝﺴﺤب اﻝﻨﻘود :ﻻ ﻴﻤﻜن إﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒطﺎﻗﺔ
ﻤﺴروﻗﺔ أو ﻤﻔﻘودة ﻝﺴﺤب اﻝﻨﻘود ﻤن أﺠﻬزة اﻝﺴﺤب اﻵﻝﻲ ﺒدون إدﺨﺎل اﻝرﻗم اﻝﺴري أو اﻝﺸﻔرة
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ،ﻓﺒدون إدﺨﺎل اﻝرﻗم اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻴﻤﻜن ﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺴﺤب أن ﺘﺘم ﺒل أن إدﺨﺎل رﻗم ﻏﻴر
ﺼﺤﻴﺢ ﺜﻼث ﻤرات ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺴﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒواﺴطﺔ اﻵﻝﺔ .وﺘﺘﻌدد اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘطﻴﻊ
ﺒﻬﺎ اﻝﺠﻨﺎة ﺒﻤﻌرﻓﺔ اﻝﺸﻔرة اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن أﺠل اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺴﺤب اﻝﻨﻘود ﻤن ﺠﻬﺎز اﻝﺼرف وﻴﻜون
)(2
. ذﻝك إﻤﺎ ﺒﺎﻝﻠﺠوء إﻝﻰ ﺴرﻗﺔ اﻝﺸﻔرة أو اﺴﺘﻌﻤﺎل طرق اﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ
-2اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﺴروﻗﺔ أو ﻤﻔﻘودة ﻜﺄداة وﻓﺎء :ﻴﺘم إﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻝﻠوﻓﺎء ﺒواﺴطﺘﻬﺎ ﻝدى اﻝﺘﺠﺎر ﺤﻴث ﻻ ﻴﻘﺘﻀﻲ اﻷﻤر ﻤﻌرﻓﺔ اﻝرﻗم اﻝﺴري ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ﺒل ﺘﺘم
)(3
وﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﺴﻬﻴل إﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤو اﻝﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺘوﻗﻴﻊ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺘورة اﻝﺒﻴﻊ .
ﻜﺒﻴر ﺼﻌوﺒﺔ ﺘﺤﻘق اﻝﺘﺎﺠر ﻤن ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻜﻤﺎ أن اﻝﺘﺤﻘق ﻤن أن اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻗد ﺘم إﻴﻘﺎﻓﻬﺎ
ﻻ ﻴﺘﺤﻘق إﻻ ﺒﻌد إطﻼع ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ اﻝﺴوداء اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎن ﻝﻠﺒطﺎﻗﺎت اﻝﻤوﻗوﻓﺔ واﻝﺘﻲ ﻗد ﻻ
-1ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﺒﻴوﻤﻲ ﺤﺠﺎزي ،اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﺘﺠﺎرة اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ)،اﻝﻜﺘﺎب اﻝﺜﺎﻨﻲ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻨظﺎم اﻝﺘﺠﺎرة
اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ( ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ) ،اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،دار اﻝﻔﻜر اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ (2002 ،ص . 336
44
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
ﺘﻜون اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻗد أدرﺠت ﺒﻬﺎ وﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أﺨرى ﻓﺈن ﻤﻀﺎﻫﺎة اﻝﺘوﻗﻴﻊ اﻝﻤدون ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒذﻝك اﻝذي
ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺘورة اﻝﺒﻴﻊ ﻻ ﻴﻤﻜن ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ إﻜﺘﺸﺎف ﺘزوﻴرﻩ ﻝﺘدرب اﻝﺠﺎﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ وﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻋدم
)(1
ﺨﺒرة اﻝﺒﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل.
ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن ﺘﻔﻘد اﻝﺒطﺎﻗﺔ أو ﺘﺴرق ﻤن اﻝﻌﻤﻴل ،وﻴﻠﺘﻘطﻬﺎ اﻝﻐﻴر ﺤﻴث ﻴﻘوم ﺒﺎﺴﺘﺒدال ﻤﺎ
ﺒﻬﺎ ﻤن ﺒﻴﺎﻨﺎت وﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺘﻤﻬﻴدا ﻻﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺴﺤب أو اﻝﺸراء وﺒذﻝك ﻴﺸﻜل ﻫذا اﻝﻔﻌل إﻋﺘداء
ﻤزدوج ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺎﻤل اﻝذي ﻓﻘدت ﻤﻨﻪ اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﻋﻠﻰ اﻝﺒﻨك ﻤﻌﺎ ،اﻷﻤر اﻝذي ﻋدﻩ ﺠﻤﻬور اﻝﻔﻘﻬﺎء
)(2
ﺠرﻴﻤﺔ ﺘزوﻴر .
ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أن اﻝﺘزوﻴر ﻫو " ﺘﺤرﻴف ﻤﻔﺘﻌل ﻝﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻝوﻗﺎﺌﻊ واﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺘﻲ ﻴراد إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺒﺼك
)(3
أو ﻤﺨطوط ﻴﺤﺘﺞ ﺒﻪ أو ﻴﻤﻜن أن ﻴﻨﺠم ﻋﻨﻪ ﻀرر ﻤﺎدي أو ﻤﻌﻨوي أو إﺠﺘﻤﺎﻋﻲ" .
إﻻ أن ﻝﻬذا اﻝﺘزوﻴر أﺴﺎﻝﻴب ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻤﺒﺎﺸرة أو ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘﻨدات واﻹﺴﺘﻌﺎرات
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ.
أ -اﻝﺘزوﻴر اﻝﻜﻠﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن :إن ﺨطوات اﻝﺘزوﻴر اﻝﻜﻠﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝدﻓﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﺘﺘم ﺒداﻴﺔ
ﺒﺎﺼطﻨﺎع اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺜم ﺘﻘﻠﻴد اﻝرﺴوم اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺴم اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺘﻐﻠﻴﻔﻬﺎ ،وﻝﺼق اﻝﻬوﻝﺠرام،
واﻝﺸرﻴط اﻝﻤﻤﻐﻨط أو اﻝﺸرﻴﺤﺔ اﻝرﻗﺎﺌﻘﻴﺔ وﺸرﻴط اﻝﺘوﻗﻴﻊ ،ﻜل ﺤﺴب ﻤوﻗﻌﻪ اﻷﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﺴم
45
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،واﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝطﺒﺎﻋﺔ اﻝﻨﺎﻓرة وﺘﺸﻐﻴﻠﻬﺎ ﻋن طرﻴق ﺘﻐذﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ
)(1
اﻝﻤزورون ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ .
-إﺨﺘﻼف ﻤواﺼﻔﺎت ﺸﻜل وﺤﺠم اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤطﺒوﻋﺔ طﺒﺎﻋﺔ ﺒﺎرزة ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﺼطﻨﻌﺔ.
-ﻋدم دﻗﺔ ﻝﺼق اﻝﺸرﻴط اﻝﻤﻤﻐﻨط وﺸرﻴط اﻝﺘوﻗﻴﻊ ﺒظﻬر اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺤﻴث ﻴﻤﻜن ﻨزﻋﻬﺎ ﺒﺴﻬوﻝﺔ.
-ﺨﻠو اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﺼطﻨﻌﺔ ﻤن اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت ﻏﻴر اﻝﻤرﺌﻴﺔ واﻝﺴرﻴﺔ اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻨظﻴرﺘﻬﺎ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ.
-ﺨﻠو اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن اﻝﺨواص اﻝﻤﻤﻴزة ﻝﻠطﺒﺎﻋﺔ اﻝﻤﺠﻬرﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻠﻨﻘص ﻓﻲ اﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺎت ﻓﻲ آﻻت
ب -اﻝﺘزوﻴر اﻝﺠزﺌﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن :ﻴﻘوم اﻝﻤزور ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺒﺎﻝﻌدﻴد ﻤن اﻷﺴﺎﻝﻴب ﻝﺘزوﻴر
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺠزﺌﻴﺎ إﻤﺎ ﻋن طرﻴق ﺼﻬر ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن أرﻗﺎم ﺒﺎرزة ﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ إﻨﺘﻬت ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ،أو
إﻋﺎدة ﻗوﻝﺒﺔ رﻗم اﻝﺤﺴﺎب اﻝذي ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺄرﻗﺎم ﺤﺴﺎب آﺨر ،ﺘﻘﻠﻴد اﻝﺸرﻴط اﻝﻤﻤﻐﻨط ﻋن
طرﻴق ﻤﺤو ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﺒﻴﺎﻨﺎت ٕواﻋﺎدة ﺘﺸﻔﻴرﻩ ﺒﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﺴروﻗﺔ ،ﻜﺸط ﺸرﻴط اﻝﺘوﻗﻴﻊ ووﻀﻊ
ﺸرﻴط آﺨر ﻴﺘﻀﻤن ﺘوﻗﻴﻌﻪ ،أو أن ﻴﻘوم ﺒﺨﻠﻊ ﺼورة ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ وﺘﺜﺒﻴت ﺼورة ﺸﺨص
)( 3
آﺨر .
-ظﻬور ﺒﻘﻊ ﻗﺎﺘﻤﺔ أو ﺒﻨﻴﺔ أو ﻤﺼﻔرة اﻝﻠون ﺒﺄرﻀﻴﺔ ﺸرﻴط اﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻝﻠﻤﺤو اﻝﻜﻴﻤﺎوي.
46
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-وﺠود ﺘﺴﻠﺨﺎت أو ﺒﻘﻊ ﻤﺴودة ﻓﻲ اﻝﻤواﻀﻊ اﻝﻤﺤﻴطﺔ ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒﺎت اﻝﻨﺎﻓرة أو ﻋدم إﻨﺘظﺎم اﻝرؤوس
)(1
-ﻋدم اﻝﺘطﺎﺒق ﺒﻴن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺸﻔرة ﻋﻠﻰ اﻝﺸرﻴط اﻝﻤﻤﻐﻨط واﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﻘروءة ﺒﺼرﻴﺎ.
ﻜﺄن ﻴﺘﻔق اﻝﻤوظف ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر ﺒﺘﺠﺎوز ﺤد اﻝﺴﺤب ﻓﻲ ﺼرف ﻗﻴﻤﺔ إﺸﻌﺎرات اﻝﺒﻴﻊ ﻤن ﺒطﺎﻗﺔ
ﻤزورة أو ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ ،أو أن ﻴﺨﺘﻠس ﻤوظف اﻝﺒﻨك ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻨﻘدﻴﺔ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻘوم ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ
-ﺘواطؤ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر :وﻴﺘم ذﻝك ﻤن ﺨﻼل ﻗﻴﺎم ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺈﺠراء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺸراء
)(2
وﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻹﻨﻔﺎق ﻤﻊ اﻝﺘﺎﺠر ﻤﻘﺎﺒل ﻨﺴﺒﺔ ﻤن ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻔﺎﺘورة ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺘﺎﺠر.
-ﺘزوﻴر اﻹﺸﻌﺎرات واﻝﻔواﺘﻴر اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺒﻴﻊ :ﺘﺤﺼل ﻓﻲ اﻝﻐﺎﻝب ﻤﻊ ﻜﺒﺎر اﻝﺴن ﺒﻤﻐﺎﻓﻠﺔ
اﻝﺘﺎﺠر ﻝﻪ ﻓﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺒﺼﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ إﺸﻌﺎر ﺨﺎﻝﻲ ﻤن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ﺜم ﻴﻘوم ﺒﺘﻌﺒﺌﺘﻪ ﺒﺎﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝذي ﻴرﻴد أو
-1ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص 66
- 2ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص 69
47
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-ﺘﻼﻋب اﻝﺘﺎﺠر ﻓﻲ ﻤﺎﻜﻴﻨﺎت اﻝﺒﻴﻊ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ :ﻜﺄن ﻴﺴﺘﻐل اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻤﺎﻜﻴﻨﺔ اﻝﻴدوﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺤﺼول
ﻋﻠﻰ أﻜﺜر ﻤن إﺸﻌﺎر دون ﻋﻠم ﺼﺎﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺤﻴث ﻴﻘﻠد ﺘوﻗﻴﻊ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠك
ب-إﺼدار ﺒطﺎﻗﺎت ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺒﻤﺴﺘﻨدات ﻤزورة :ﻴﻘوم اﻝﻤﺤﺘﺎﻝون ﺒﺎﻹﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤﺴﺘﻨدات إﺜﺒﺎت
ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤزورة ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت ﺒﺄﺴﻤﺎء ﻤﻨﺘﺤﻠﺔ وﻋﻨﺎوﻴن وﻫﻤﻴﺔ .وﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻠﺠﺄ ﻤﺤﺘرﻓو ﻫذا
اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺠراﺌم إﻝﻰ اﺴﺘﻬداف أﻜﺜر ﻤن ﺒﻨك ﻹﺼدار ﻋدة ﺒطﺎﻗﺎت ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻜﺒر ﻋﺎﺌد ﻤﻤﻜن
)(1
ﻤﺴﺘﻐﻠﻴن ﻀﻌف وﺨﺒرة ﺒﻌض ﻤوظﻔﻲ اﻝﺒﻨك ﻓﻲ ﻜﺸف ﺘزوﻴر اﻝﻤﺴﺘﻨدات واﻝوﺜﺎﺌق .
اﻝﺸﺒﻜﺔاﻝﺘﻲ ﺘﻌرض ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﺎ ،ﻓﻴرﻏب ﻓﻲ اﻝﺸراء وﻴﻘوم ﺒﻤﻠﺊ ﻨﻤوذج ﻤطﺒوع ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺔ
اﻝوﻴب ﺘﻠك ،وﻴدون ﺒﻪ ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﻜﻤورد اﻝﺴﻠﻌﺔ اﻝﺘﻲ ﻴرﻏب ﻓﻲ ﺸراﺌﻬﺎ واﻝﻌﻨوان اﻝذي ﺘرﺴل
إﻻ أﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن ﻴﺤدث ﺘﻼﻋب ﻤن ﻤﺴﺘﺨدﻤﻲ ﻫذﻩ اﻝﺸﺒﻜﺔ ،أي ﻗراﺼﻨﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت.
وﺒﻌد ﺤﺼوﻝﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺒﺄﺴﺎﻝﻴب إﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ ،ﻝدراﺴﺘﻬم وﻤﻌرﻓﺘﻬم اﻝﻔﻨﻴﺔ ﺒﺄﻨظﻤﺔ
اﻻﺘﺼﺎﻻت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،ﻴﻘوﻤون ﺒﺎﺴﺘﺨدام أرﻗﺎم ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻠﻊ
)(3
ﻨذﻜر ﻤﻨﻬﺎ: واﻝﺨدﻤﺎت ،وﻴﺴﺘﺨدﻤون ﻓﻲ ذﻝك ﻋدة أﺴﺎﻝﻴب
-1ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد اﻝﺸﺒﻠﻲ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز اﻝدوﻴﻜﺎت ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 70
-2
إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 202
-3ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 70
48
األحكام العامة للجرائم الواقعة على بطاقات االئتمان اإللكترونية الفصل األول:
-أﺴﻠوب اﻝﺨداع :ﻋن طرﻴق إﻨﺸﺎء ﻤواﻗﻊ وﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت ،ﺒﺤﻴث ﻴظﻬر اﻝﻤوﻗﻊ
اﻻﺼطﻨﺎﻋﻲ وﻜﺄﻨﻪ اﻝﻤوﻗﻊ اﻷﺼﻠﻲ ﻹﺤدى اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻜﺒرى ،وﺘﺒدأ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﺒﻘﻴﺎم اﻝﻤوﻗﻊ اﻝوﻫﻤﻲ
)(1
ﺒﺎﺴﺘﻘﺒﺎل ﺘﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤوﻗﻊ اﻷﺼﻠﻲ ،وﺒﻌد ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻤوال ﻴﺘم إﻏﻼﻗﻪ .
-أﺴﻠوب اﻝﺘﺠﺴس :ﺤﻴث ﻴﻘوم ﻗراﺼﻨﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺒراﻤﺞ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻴﺢ ﻝﻬم اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ
اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺸرﻜﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﻜﺒرى ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ أرﻗﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن وﻴﻌﺎد
)(2
اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ .
-أﺴﻠوب ﺘﻔﺠﻴر اﻝﻤوﻗﻊ اﻝﻤﺴﺘﻬدف :ﺒﺘزوﻴد اﻝﺤﺎﺴب ﺒﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓوق طﺎﻗﺘﻪ اﻝﺘﺨزﻴﻨﻴﺔ ،اﻷﻤر اﻝذي
ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﺒﻌﺜر اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﺨزﻨﺔ ﺘﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﺠﻬﺎز اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﻔﺎﻋل ،وﺘرﺘﻜب ﻫذﻩ اﻝطرﻴﻘﺔ
)(3
اﻹﺠراﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤواﻗﻊ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻝﻔﻨﺎدق واﻝﺸرﻜﺎت .
-أﺴﻠوب اﻹﻴﻬﺎم :ﻫو أن ﻴﻘوم اﻝﻘراﺼﻨﺔ ﻤن أﺠل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻨﺎت وﻤﻌﻠوات ﻝﻸﺸﺨﺎص ﻤﻊ
أرﻗﺎم ﺒطﺎﻗﺎﺘﻬم اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﺒﺈرﺴﺎل رﺴﺎﺌل إﻝﻰ زﺒﺎﺌن أﺤد اﻝﻤواﻗﻊ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺒﺤﺠﺔ أن اﻝﻤوﻗﻊ ﺒﺤﺎﻝﺔ
ﺘﺤدﻴث ﻴرﻏﺒون ﺒﺎﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻜل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤن أﺠل اﻝﺘﺤدﻴث ،وﺒﻌد ذﻝك ﻴﻘوم اﻝﻤﺠرﻤون
)(4
ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺘﻠك اﻷرﻗﺎم ﻓﻲ اﻝﺸراء ﻋﺒر ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت .
49
ﻤﻠﺨص اﻝﻔﺼل اﻷول
ﺘﻨﺎول ﻫذا اﻝﻔﺼل اﻝﻤوﺴوم ﺒﺎﻷﺤﻜﺎم اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻜل ﻤﺎ ﻴﺨص
اﻹطﺎر اﻝﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻝﻬذا اﻝﻨوع ﻤن وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ .ﺒدءا ﺒﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﻌرض ﻝﻤﻔﻬوﻤﻬﺎ وﺼور
اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋن طرﻴق ﻋرض ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﻌﺎرﻴف اﻝﺘﻲ رﺼدت ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻹﻝﻤﺎم ﺒﻜل ﺠواﻨﺒﻬﺎ ﻤن
ﺘﻌرﻴف ﻗﺎﻨوﻨﻲ أو ﻓﻘﻬﻲ أو ﻤﺼرﻓﻲ ،ﺜم اﻻﻨﺘﻘﺎل إﻝﻰ أﻨواع ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺴواء ﻤن
ﺤﻴث اﻝﻤﺼدر ،اﻝﻨوع أو اﻝوظﻴﻔﺔ دون ﻨﺴﻴﺎن ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴزﻫﺎ ﻋن ﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت
اﻷﺨرى.
أﻤﺎ ﻋن اﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،ﻓﻘد ﻋرﻓت ﻫﻲ ﻜذﻝك أراء ﺸﺘﻰ ﻓﻲ ﻫذا
اﻝﺸﺄن .ﻻ ﺘﺘﻀﺢ ﺘﺒﻴﺎن اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﺘﻌﺎﻗدي اﻝﻤﺒرم ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﺤﺎﻝﻲ
ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ .ﺤﻴث ﻴوﺠد ﻋﻘدان :اﻷول ﻴﺘم ﺒﻴن ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺒﻴن اﻝﺘﺎﺠر،
وﻓﻲ اﻷﺨﻴر ﺘم اﻝﺘﻌرض ﻝﺼور اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ وﻤن ﻗﺒل
اﻝﻐﻴر ،ﺒﻬدف اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻐﻴر ﻋن طرﻴق ﻋدة أﺴﺎﻝﻴب ووﺴﺎﺌل ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ .
50
اﻝﻔﺼ ـ ـ ـ ـ ـل اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ و اﻝﺘﺴﻬﻴﻼت اﻝﺘﻲ ﻗدﻤﺘﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،إﻻ أﻨﻪ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ
اﻷﻤر اﻝذي أدى اﻝﻰ ظﻬور ﻤﺸﺎﻜل ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺠدﻴدة ،زاد ﻤن ﺤدﺘﻬﺎ إﺴﺘﻌﻤﺎل اﻷﺴﺎﻝﻴب اﻝﺤدﻴﺜﺔ
ﻓﻲ إرﺘﻜﺎب ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم .ﻓﺎﻝﺒﺤث ﻋن ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝﺠدﻴدة ،ﻤﻊ إﺤﺘرام ﻤﺒدأ ﺸرﻋﻴﺔ
اﻝﺠراﺌم واﻝﻌﻘوﺒﺎت ،ﻴﻌد ﻀرورة ﺤﺘﻤﻴﺔ ﺘﺴﺘدﻋﻲ ﺘﺒﻴﺎن آﻝﻴﺎت ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ )اﻝﻤﺒﺤث
اﻷول( ،وﺘﺤدﻴد اﻻﺠراءات اﻝواﺠب اﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻤن أﺠل اﻝﺤد ﻤن اﻻﺴﺘﺨداﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺔ
52
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
اﻝﻤﺒﺤث اﻷ ول
إن اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔٕ ،واﺤداث أﻀرار ﺒﺎﻵﺨرﻴن ﻤن ﺸﺄﻨﻪ إﻗﺎﻤﺔ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .ﺤﻴث ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋل اﻻﻋﺘداء اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻗررﻫﺎ اﻝﻤﺸرع ﻨظﻴ ار إرﺘﻜﺎﺒﻪ ذﻝك
اﻝﻔﻌل ) ،(1واﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﻗواﻋد ﺴواء ﻤن ﺤﻴث ﺨﻀوع اﻝﻔﻌل ﻝﻠﺘﺠرﻴم ،ﻤن ﺨﻼل ﻤﺒدأ
اﻝﺸرﻋﻴﺔ اﻝذي ﻴﻌد ﺤﺠر اﻝزاوﻴﺔ ﻓﻲ اي ﺘﺸرﻴﻊ ﻋﻘﺎﺒﻲ .أو ﻤن ﺤﻴث اﻷﺴﺎس اﻝذي ﺘﺴﺘﻨد إﻝﻴﻪ ﻓﻲ
ﺘﺤدﻴد ﻫذﻩ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ،وﻤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻘت اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋن اﻝﻔﻌل اﻝﻤﺠرم ﻓرﻀت اﻝﻌﻘوﺒﺔ ،إﻻ أن اﻹﺸﻜﺎل
ﻴدور ﻫو ﻤدى إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘطﺒﻴق ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم )اﻝﻤطﻠب اﻷول( ،وﻤﺤﺎوﻝﺔ
إﻴﺠﺎد اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ )اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ(.
53
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
اﻝﻤطﻠب اﻷول
إن اﻻﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻻﺒد أن ﺘﻜون ﻤﺤﻼ ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴﺔ
اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺘﺨﺘم ﺒﺘوﻗﻴﻊ اﻝﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺨﻠﻴن ﺒﻬذا اﻝﻨظﺎم ،ﻤن أﺠل اﻝﺤد ﻤن اﻝﺘﻌﺴف ﻓﻲ إﺴﺘﺨدام
إﻻ أن اﻻﺸﻜﺎل ﻴﺜور ﺤول ﻤدى اﺴﺘﻴﻌﺎب اﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺠراﺌم ﺴواء ﻤن ﺤﻴث ﻤدى
ﺘطﺒﻴق ﻤﺒدأ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ)اﻝﻔرع اﻷول( ،أو أﺴﺎس اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ )اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ( أو ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ)اﻝﻔرع
اﻝﺜﺎﻝث(.
اﻝﻔرع اﻷول
ﻴﻘوم ﻤﺒدأ ﺸرﻋﻴﺔ اﻝﺠراﺌم واﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻﻴﺠوز ﺘﺠرﻴم ﻓﻌل أو ﺘوﻗﻴﻊ اﻝﻌﻘوﺒﺔ ﻤﺎﻝم ﻴﻨص
اﻝﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ ذﻝك ،ﺤﻴث ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة اﻷوﻝﻰ ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ":ﻻ ﺠرﻴﻤﺔ
)(1
وﻻﻋﻘوﺒﺔ أو ﺘدﺒﻴر أﻤن ﺒﻐﻴر ﻗﺎﻨون" .
-1
اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝدﻴﻤﻘراطﻴﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ ،و ازرة اﻝﻌدل ،اﻷﻤر رﻗم 156 -66ﻤؤرخ ﻓﻲ 08ﻴوﻨﻴو ،1966
ﻴﺘﻀﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري،اﻝﻤﻌدل واﻝﻤﺘم اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻋدد 49ﻤؤرﺨﺔ ﻓﻲ 11ﺠوان1966
54
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
وﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻝﻬذا اﻝﻨص ﻓﺈن إﺸﺘراط ﺨﻀوع اﻝﻔﻌل ﻝﻠﺘﺠرﻴم ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﺒﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ .ﻻﺒد أن
ﺘﺨﻀﻊ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻝﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺠـ ـ ـرم اﻝﺘﻌـ ـ ـ ـدي ﻋﻠﻴﻬ ـ ـﺎ ،ﺒوﻀﻊ اﻝﻌﻘوﺒﺔ ﺒﻤﻘ ـ ـدار ﻓﻌـ ـل
)(1
ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق ﻨﺼوص اﻹﻋﺘداء ،وﻓﻲ ظل ﻏﻴﺎب ﺘﺸرﻴﻊ ﺨﺎص ﻝﻬذﻩ اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ ﻴﺠﺘﻬد اﻝﻔﻘﻪ
ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺠراﺌم ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺨل ﺒﻤﺒدأ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ،وﻋﻠﻴﻪ ﻨﺠد أن اﻝﻤﺸرع
إﻻ أﻨﻪ ذﻜر اﻝوﺴﻴﻠﺔ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ واﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ "وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ" وﺒﺎﻝرﺠوع إﻝﻰ ﻨص اﻝﻤﺎدﺘﻴن 66
و 69ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻨﻘد واﻝﻘرض اﻝﺴﺎﺒق ذﻜرﻩ ﺤﻴث ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة " 66ﺘﺘﻀﻤن اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ
ﺘﻠﻘﻲ اﻷﻤوال ﻤن اﻝﺠﻤﻬور وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﻘرض وﻜذا وﻀﻊ وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ ﺘﺤت ﺘﺼرف اﻝزﺒﺎﺌن ٕوادارة
ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎﺌل " ﻜﻤﺎ ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 69ﻋﻠﻰ أﻨﻪ " ﺘﻌﺘﺒر وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ ﻜل اﻷدوات اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻜن ﻤن
ﺘﺤوﻴل أﻤوال ﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜن اﻝﺴﻨد أو اﻷﺴﻠوب اﻝﺘﻘﻨﻲ اﻝﻤﺴﺘﻌﻤل " ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدﺘﻴن اﻝﻤذﻜورﺘﻴن
أﻋﻼﻩ ،ﻝم ﻴﺤدد اﻝﻤﺸرع ﺒدﻗﺔ وﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻝﻤﻘﺼودة وﻝم ﻴﺤﺼرﻫﺎ ،ﻓﻬو ﻝم ﻴﺘﺒﻴن ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺎت
ﺤﻴث ﻻزاﻝت ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﺠواﻨﺒﻬﺎ ﻏﺎﻤﻀﺔ وﻤﺠﻬوﻝﺔ وﻤﺎزال اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت واﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﺘﺘﺄرﺠﺢ ﺒﻴن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ واﻝﺘﺠﺎري واﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻝذﻝك اﺨﺘﻠﻔت وﺠﻬﺎت اﻝﻨظر ﻤن ﺤﻴث
اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،ﻹﺨﺘﻼف اﻝوﺼف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻬﺎ ﺴواء ﻓﻲ اﻝﻔﻘﻪ اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،أو اﻝﻤﺤﺎﻜم
اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ أو اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ واﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤد ﺴواء ،ﻝﺘﻀﻔﻲ ﻜل ﺠﻬﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﺠﻬﺎت ﻤﺒدأ
اﻝﺸرﻋﻴﺔ طﺒﻘﺎ ﻝطرﻴﻘﺔ اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم اﻝﺒطﺎﻗﺎت وطﺒﻘﺎ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻤﺘﺒﻊ ﻷﻨﺸطﺔ اﻝﺒﻨوك وﺘﻨظﻴﻤﻬﺎ
)(1
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ .
ﻓﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻨوك ﻤﻊ ﻋﻤﻼﺌﻬﺎ،وآﻴﺎ ﻜﺎﻨت طﺒﻴﻌﺔ ﻫذﻩ اﻝﻌﻘود ،ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ إدراج ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺼدار
اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﻜﺎﻓﺔ أﻨواﻋﻬﺎ وأﻨظﻤﺘﻬﺎ ﻀﻤن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻨوك ،ﻋﻠﻰ أن ﺘﻨظم اﻝﻌﻼﻗﺎت
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋن إﺼدار ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺒﻌﻘد ﻴﺒرم ﺒﻴن اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ واﻝﻌﻤﻴل ،واﻝﻌﻘد
)(2
اﻝذي ﻴﺒرم ﺒﻴن ﺒﻨك واﻝﺘﺎﺠر وﻋﻘد اﻝﺸراء اﻝذي ﻴﺘم ﺒﻴن اﻝﻌﻤﻴل واﻝﺤﺎﻤل واﻝﺘﺎﺠر.
وﻋﻠﻰ ذﻝك وﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻝﻬذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ،ﻓﺈن ﻤﺒدأ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ،ﻴﻨﺒﻊ ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ ﺒﻤوﺠب اﻝﻌﻘد
اﻝﻤﺤرر ﺒﻴن اﻷطراف وﻴﻨﺒﻊ ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري ﺒﻤوﺠب ﺘﻌﺎﻤﻼت اﻝﺒﻨك ،إﻻ أن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ
ﺤﺘﻰ اﻵن ﻝم ﻴﻀﻊ ﻗواﻋد ﺨﺎﺼﺔ ﻝﻠﺘﺠرﻴم ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ وﻝﻬذا اﺨﺘﻠﻔت وﺠﻬﺎت اﻝﻨظر
)(3
ﻝﺘطﺒﻴق اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻘﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﺠراﺌم اﻝﺒطﺎﻗﺎت ٕواﻋطﺎء اﻝوﺼف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻜل ﻓﻌل.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
أن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﻗواﻋد ﻝﺘﺤدﻴد أﺴﺎﺴﻬﺎ .ﻓﺄول ﻤﺎ ﺘﺘﺤدد ﺒﻪ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
ﻫو اﻝﻨص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺠرﻴم اﻝﻔﻌل ووﻀﻊ ﻋﻘوﺒﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝﻪ ،ﺜم ﺘﺄﺘﻲ ﺒﻌد ذﻝك ﺤرﻴﺔ اﻻﺨﺘﻴﺎر،
ﻓﺎﻝﻔﺎﻋل أﻤﺎﻤﻪ ﺨﻴﺎران ،إﻤﺎ أن ﻴﺘﺠﻨب اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻌدم ارﺘﻜﺎﺒﻪ اﻝﻔﻌل اﻹﺠراﻤﻲ ٕواﻤﺎ أن
ﻴﺘﺤﻤل ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻓﻌﻠﻪ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻓﺎﻹرادة ﻫﻲ اﻷﺴﺎس اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ وﻝﻜن ﺒﺸرط أن
ﺘﻜون ﻫذﻩ اﻹرادة ﺤرة ،وﻝﻴﺴت إرادة ﻤﻜرﻫﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻤن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺼﻐر اﻝﺴن واﻝﺠﻨون
واﻝﻌﺘﻪ ﺜم ﻴﺄﺘﻲ ﺒﻌد ذﻝك اﻝﺴﻠوك اﻹﺠراﻤﻲ ﻝﻠﻔﻌل وﻫو اﻝﺴﻠوك اﻝﻤﺎدي اﻝذي ﻤن ﺸﺄﻨﻪ إرﺘﻜﺎب اﻝﻔﻌل
)(1
اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،وﻴﻨﺘﻬﻲ اﻷﻤر ﺒﺎﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ أي أن ﺘﺘواﻓر ﺴوء اﻝﻨﻴﺔ ،ﻝﻜﻲ ﺘﺘم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .
ﻓﻤن ﺤﻴث اﻝﻨص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻻ ﻨﺠد ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺴوى اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت
واﻝﺘﻲ ﺘﻀﻊ اﻝوﺼف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن طﺒﻘﺎ ﻝطرﻴﻘﺔ إرﺘﻜﺎﺒﻬﺎ
ﻝﺘطﺒق ﻋﻠﻰ اﻝﻔﺎﻋل اﻝﻨص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝﺨﺎص ﺒﻬذا اﻝوﺼف ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺴﻴؤدي إﻝﻰ إﺨﺘﻼف وﺠﻬﺎت
)(2
اﻝﻨظر ﺴواء ﻓﻲ اﻝﻔﻘﻪ أو اﻝﻘﻀﺎء .
أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻹاردة ﻓﻤن ﻴﺴﺊ اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﺘﻘﻠﻴدﻫﺎ أو ﺘزوﻴرﻫﺎ أو
اﻝﺴﺤب ﺒﺎﻝزﻴﺎدة وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ﻤن أﺴﺎﻝﻴب اﻻﻋﺘداء ﻓﺎن إراداﺘﻪ اﺘﺠﻬت ﻨﺤو ﻫذا اﻝﺴﻠوكٕ ،واذا ﻜﺎن
اﻝﻘﺎﻨون ﻻ ﻴﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻝﺒﺎطﻨﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻹرادة ﻴﻌﻘﺒﻬﺎ اﻹرادة اﻝظﺎﻫرة ﺒﺈﺘﻴﺎن اﻝﻔﻌل أي
اﻝﺴﻠوك اﻝﻤﺎدي ،وﻤﺘﻰ إﺘﺠﻬت إرادﺘ ـ ـﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌدي ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻗﻴﺎﻤـ ـ ـﻪ ﺒﺴﻠوك ﻤﺎدي ﻓﻼ ﺠ ـ ـ ـدال ﻓ ـ ـ ـﻲ
)(3
ﺘواﻓر اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻹرﺘﻜﺎب ﻫذا اﻝﻔﻌل.
أﻤﺎ ﻤواﻨﻊ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘطﺒق ﻋﻨد اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﻠﺒطﺎﻗﺎت ﻷن ﻫذﻩ اﻝﻤواﻨﻊ ﻻ
ﺘﺘﻌﻠق ﺒﻬذا اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل أو اﻻﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻼ ﻴﻌﺘﻘد أن ﻴﻘوم ﺸﺨص ﺒﺘزوﻴر ﺒطﺎﻗﺔ وﻴدﻋﻲ أن
)(1
ﻫﻨﺎك ﻀرورة أﻝﺠﺄﺘﻪ إﻝﻰ ذﻝك ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﺎل ﻝدرء ﺨطر ﺠﺴﻴم.
ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﺼور أن ﻴﻘوم ﺸﺨص ﺒﺎﻝﺼرف ﺒﻤوﺠب ﺒطﺎﻗﺔ اﻨﺘﻬﻰ ﺘﺎرﻴﺦ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ،أو ﻋدم
وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف وﻴدﻋﻲ أﻨﻪ ﻜﺎن ﻓﺎﻗد اﻝﺸﻌور واﻻﺨﺘﻴﺎر ﻜﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻝﻤﺎدة 48ﻤن ﻗﺎﻨون
اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري " ﻻ ﻋﻘوﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن إﻀطرﺘﻪ اﻝﻰ ارﺘﻜﺎب اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻗوة ﻻ ﻗﺒل ﻝﻪ ﺒدﻓﻌﻬﺎ ".
ﻜﻤﺎ أن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺘﻨﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻌﻨوي ،ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻘوم ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﺈﺴﺎءة اﺴﺘﻌﻤﺎل
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ارﺘﻜﺎب اﻝﻔﻌل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻔﺎﻋل وﺘﺘﺤﻘق ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺒﺘوﻗﻴﻊ
وﻗد ﺼﻨﻔت ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن إﻝﻰ ﺠراﺌم ﺘزوﻴر ،ﺴرﻗﺔ ،ﻨﺼب وﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ .وﻝﻜل ﻤن
ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﻋﻘوﺒﺎﺘﻬﺎ ،ﻤﺘﻰ اﻗﺘﻨﻌت اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻝوﺼف واﻝﻘﻴد ﻝﻠﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
)(2
اﻝﻤﻨظورة أﻤﺎﻤﻬﺎ ،وﻫذا اﻝوﺼف ﻴﺄﺘﻲ داﺌﻤﺎ ﻤن اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻘﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻝﺠزاﺌﻴﺔ.
إﻻ أن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤن ﺴﻠطﺘﻬﺎ ﻋﻨد اﻝﻨظر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ أن ﺘﻐﻴر ﻤن ﻫذا اﻝوﺼف واﻝﻘﻴد
اﻝﻰ ﺠرﻴﻤﺔ أﺨرى ،ﻓﻘد ﺘرى اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ أن اﻝوﺼف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﺘﻬﻤﺔ ﻫو ﺠرﻴﻤﺔ ﻨﺼب وﻝﻴس ﺨﻴﺎﻨﺔ
58
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
أﻤﺎﻨﺔ أو ﺴرﻗﺔ .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻻت ﻴﺘﺤﻤل اﻝﻤﺘﻬم ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻝﻔﻌل وﺘطﺒﻴق اﻝﻌﻘوﺒﺔ اﻝﻤﻘررة ﻜﻨﺘﺎﺌﺞ ﻝﻬذﻩ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ أن اﻷﻤر ﻻ ﻴﺨﻠو ﻤن ﺘطﺒﻴق ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻝﺘﻲ ﻴﺘرﺘب ﻋﻨﻬﺎ ﺘﻌوﻴض
)(1
اﻝﻤﻀرور ﻤن ﻫذا اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻘق ﺠﺒر اﻝﻀرر اﻝذي وﻗﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫذا اﻝﻔﻌل .
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﺘﻌد ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻬﺎ ﻤﺎﻻ ﻤﻨﻘوﻻ ﻤﻤﻠوﻜﺎ ﻝﻠﻐﻴر ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺤﻼ ﺼﺎﻝﺤﺎ ﻝﺠراﺌم
اﻷﻤوال ،ﻓﻬﻲ ﺘﺼﻠﺢ أن ﺘﻜون ﻤﺤﻼ ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ،ﺠرﻴﻤﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎل أو ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘزوﻴر.
ﻫذا ٕوان ﺨﻠﻰ ﺘﺸرﻴﻌﻨﺎ اﻝﺠزاﺌﻲ ﻤن ﻨﺼوص ﺨﺎﺼﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ واﻝﺤﻘوق اﻝﻤرﺘﺒطﺔ
ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ،إﻻ أﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻨﻌﻨﺎ ﻤن اﻝﺒﺤث ﺤول ﻤدى إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﻲ
ﻓﺈﺴﺎءة إﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻴؤدي اﻝﻰ ﻗﻴﺎم ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﺴواء ﺼﺎﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ
اﻝﻔرع اﻷول
ﻗد ﻴﺴﺊ اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻤﺘﻰ
ﺘﻌﺴف ﻓﻲ إﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴر اﻝﺤدود اﻝﻤﺼرح ﻝﻪ ﺒﻪ رﻏم ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ )أوﻻ( ،إﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ وﻫﻲ
ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،أو ﺒﺎﻤﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋن ردﻫﺎ )ﺜﺎﻝﺜﺎ( ،وﻫذا ﻤﺎ دﻋﺎﻨﺎ إﻝﻰ ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﺘﻜﻴﻴف ﻫذﻩ
اﻝﺘﺼرﻓﺎت وﻤدى اﻨطﺒﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺠراﺌم اﻷﻤوال ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت .
ﻴﻘوم ﺼﺎﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺈﺴﺎءة اﺴﺘﺨداﻤﻪ ﻝﻬﺎ ﻤﺘﺠﺎو از اﻝرﺼﻴد اﻝﻤﺴﻤوح ﻝﻪ ﺒذﻝك:
-1ﺘﻜﻴﻴف ﺘﺠﺎوز اﻝﻌﻤﻴل رﺼﻴد ﺒﺎﻝﺴﺤب ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ :ﻋـ ـرﻓت اﻝﻤـ ـﺎدة 350ﻤـ ـن
ق.ع.ج اﻝﺴرﻗﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ":ﻜل ﻤن اﺨﺘﻠس ﺸﻴﺌﺎ ﻏﻴر ﻤﻤﻠوك ﻝﻪ ﻴﻌد ﺴﺎرﻗﺎ " .وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻴﺘﺒﻴن ﻝﻨﺎ
أرﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي )ﻓﻌل اﻻﺨﺘﻼس ( ﻤﺤل اﻝﺠرﻴﻤﺔ :ﻤﺎل ﻤﻨﻘول ﻤﻤﻠوك
)(1
ﻝﻠﻐﻴر ،واﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي ﻴﺘﺨذ ﺼورة اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ .
وﺤﺘﻰ ﺘﻘوم ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ﺒﻜﺎﻤل أرﻜﺎﻨﻬﺎ ﻻﺒد أن ﻴﻜون اﻝﺠﺎﻨﻲ ﻗد ﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﺎل ﻤﻤﻠوك
ﻝﻠﻐﻴر ،رﻏﻤﺎ ﻋن إرادة ﻤﺎﻝﻜﻪ أو ﺤﺎﺌزﻩ اﻷﻤر اﻝذي ﻴﺸﻜل ﻤﻌﻨﻰ اﻹﺨﺘﻼس .ﻴﻌرف اﻹﺨﺘﻼس ﻋﻠﻰ
أﻨﻪ ":ﻜل ﻓﻌل ﻴﻘوم ﺒﻪ اﻝﺠﺎﻨﻲ وﻴؤدي اﻝﻰ اﻨﺘزاع أو أﺨذ أو اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻝﻐﻴر أو أي ﺸﻲء
)(2
ﻤﻨﻘول ﻤﻤﻠوك ﻝﻠﻐﻴر ﺒدون ﻋﻠم أو رﻀﺎ ﺼﺎﺤب أو ﺤﺎﺌز اﻝﺸﻲء".
وﻫﻨﺎ ﻴﺜﺎر اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول ﻤدى ﺘواﻓر ﻓﻌل اﻻﺨﺘﻼس ﻓﻲ ﺘﺼرف اﻝﻌﻤﻴل ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝذي ﻗﺎم
ﺒﺴﺤب ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻤن اﻝﺠﻬﺎز اﻵﻝﻲ ﻝﺘوزﻴﻊ اﻝﻨﻘود ،ﺒﺘﻌدي اﻝرﺼﻴد اﻝﻤﺴﻤوح ﺒﻪ؟ وﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﺘﻜﻴﻴف ﺘﺠﺎوز
اﻝﺤﺎﻤل ﻝرﺼﻴدﻩ ﺒﺎﻝﺴﺤب ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺠرﻴﻤﺔ ﺴرﻗﺔ .ﻓﺈن أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻝﻔﻘﻪ واﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،اﺘﺠﻬت إﻝﻰ
-1أﺤﺴن ﺒوﺴﻘﻴﻌﺔ ،اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠزاﺌﻲ اﻝﺨﺎص ،اﻝﺠزء اﻷول ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝﺜﺎﻤﻨﺔ) ،اﻝﺠزاﺌر دار ﻫوﻤﺔ، ،
(،2008ص . 259
-2ﻤﺤﻤد ﺼﺒﺤﻲ ﻨﺠم ،ﺸرح ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري ،اﻝﻘﺴم اﻝﺨﺎص ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻝراﺒﻌﺔ)،اﻝﺠزاﺌر ،دﻴوان اﻝﻤطﺒوﻋﺎت
اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ (،2003 ، ،ص . 116
60
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
وﻴﺴﺘﻨد ﻤوﻗﻔﻬم ﻓﻲ ذﻝك إﻝﻰ أن ﺘﺴﻠﻴم اﻝﻤﺎل ﻝم ﻴﻜن ﺴوى ﻜوﻨﻪ ﺘﺴﻠﻴﻤﺎ اﺨﺘﻴﺎرﻴﺎ وﻝﻴس ﺨﻔﻴﺔ ،ذﻝك
ﻷن اﻝﻌﻤﻴل ﺤﻴن وﻀﻊ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ ﻤﺎﻜﻴﻨﺔ اﻝﺴﺤب وطﺒﻘﺎ ﻝﻠﺒرﻤﺠﺔ اﻝﻤزودة ﺒﻬﺎ ،ﺘﻘوم ﺒرﻓض
اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻝﻌدم ﻜﻔﺎﻴﺔ اﻝرﺼﻴد ،وأﻤﺎ أن ﺘﺼرف ﻝﻪ اﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝﻤطﻠوب ،ﻓﺈذا رﻓﻀت اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻼ ﺠرﻴﻤﺔ
ﻓﻲ اﻷﻤرٕ ،واذا ﺘﺠﺎوز اﻝرﺼﻴد وﻗﺎﻤت اﻝﻤﺎﻜﻴﻨﺔ ﺒﺎﻝﺼرف ،ﻓذﻝك ﺸﺄن اﻝﺒﻨك اﻝذي ﺒرﻤﺞ اﻝﺠﻬﺎز ﻋﻠﻰ
ذﻝك ،وﺒذﻝك ﻴﻌﺘﺒر ﺘﺴﻠﻴﻤﺎ اﺨﺘﻴﺎرﻴﺎ ﻤن اﻝﺒﻨك وﻻ ﻴﻌد ذﻝك ﺴرﻗﺔ ﻤن ﺠﺎﻨب اﻝﻌﻤﻴل ).(1
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺴﻠﻴم ﻜﺎﻨت إرادﻴﺔ ﺘﺤت رﻀﺎ اﻝﺒﻨك ،ﺤﺘﻰ ٕوان ﺘم اﻝﻐش ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤل
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﺈن اﻝﺘﺴﻠﻴم ﻴﻌﺒر ﻋن رﻀﺎ اﻝﺒﻨك ﻓﻴﻨﻔﻲ ﻓﻌل اﻻﺨﺘﻼس وذﻝك ﻷن اﻝﺘﺴﻠﻴم ﻴﺘﻌﺎرض ﻤﻊ ﻓﻜرة
وﻗد رﻓﻀت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻔرﻨﺴﻴﺔ ،اﻋﺘﺒﺎر ﺘﺠﺎوز ﺤد اﻝﺴﺤب ﺴرﻗﺔ ،وذﻝك ﻤن ﺨﻼل اﻝﺤﻜم
اﻝذي أﺼدرﺘﻪ ،ﺤﻴث ﻗﻀت ﺒﺄن اﻝﻌﻤﻴل اﻝذي ﺴﺤب ﺒواﺴطﺔ ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻤﻐﻨطﺔ ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻤن ﺠﻬﺎز
اﻝﺘوزﻴﻊ اﻵﻝﻲ ﻝﻠﻨﻘود ﻓﺘﺠﺎوز اﻝرﺼﻴد اﻝﻤوﺠود ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺒﻪ ﺒﺎﻝﺒﻨك ،ﻻ ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ﺴرﻗﺔ وﻻ ﻴﻘﻊ ﺘﺤت
طﺎﺌﻠﺔ أي ﻨص ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت وأن اﻷﻤر ﻻ ﻴﻌدو أن ﻴﻜون ﻤﺠرد اﺨﻼل ﺒﺎﻝﺘزام ﺘﻌﺎﻗدي ).(2
-2ﺘﻜﻴﻴف ﺘﺠﺎوز اﻝﺤﺎﻤل رﺼﻴد ﺒﺎﻝﺴﺤب ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻨﺼب :ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة 372ق ع ج
ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ":ﻜل ﻤن ﺘوﺼل اﻝﻰ اﺴﺘﻼم أو ﺘﻠﻘﻲ أﻤوال ﻤﻨﻘوﻻت أو ﺴﻨدات أو ﺘﺼرﻓﺎت أو أوراق ﻤﺎﻝﻴﺔ
أو وﻋود أو ﻤﺨﺎﻝﺼﺎت أو إﺒراء ﻤن اﻝﺘزاﻤﺎت أو إﻝﻰ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ أي ﻤﻨﻬﺎ أو ﺸرع ﻓﻲ ذﻝك وﻜﺎن
ذﻝك ﺒﺎﻻﺤﺘﻴﺎل ﻝﺴﻠب ﻜل ﺜروة اﻝﻐﻴر أو ﺒﻌﻀﻬﺎ أو اﻝﺸروع ﻓﻴﻪ أﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل أﺴﻤﺎء أو ﺼﻔﺎت ﻜﺎذﺒﺔ
أو ﺴﻠطﺔ ﺨﻴﺎﻝﻴﺔ أو أﻴﺔ واﻗﻌﺔ أﺨرى وﻫﻤﻴﺔ أو اﻝﺨﺸﻴﺔ ﻤن و ﻗوع ﺸﻲء ﻤﻨﻬﺎ ﻴﻌﺎﻗب ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺴﻨﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﻝﻰ ﺨﻤس ﺴﻨوات ﻋﻠﻰ اﻷﻜﺜر وﺒﻐراﻤﺔ ﻤن 500إﻝﻰ 20.000دﻴﻨﺎر".
وﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻨص ﻨﺠد أن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻨﺼب ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﺘواﻓر رﻜﻨﻴﻴن ﻫﻤﺎ:
*اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي :واﻝذي ﻴﺘﻜون ﻤن ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼر ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل وﺴﺎﺌل اﻝﺘدﻝﻴس اﻝﻤﻨﺼوص
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻝﻠﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤن أﺠل دﻓﻌﻪ ﻝﺘﺴﻠﻴم ﻤﺎﻝﻪ ﺜم اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻨﻘود أو ﺴﻨدات،
)(1
وﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن وﺴﻴﻠﺔ اﻝﺘدﻝﻴس وﺴﻠب ﻤﺎل اﻝﻐﻴر ،واﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ
ﻗد ذﻫب ﺠﺎﻨب ﻤن اﻝﻔﻘﻪ إﻝﻰ ﺘﻜﻴﻴف اﻝﺴﻠوك اﻝذي ﺼدر ﻤن ﺤﺎﻤل ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻤﺘﺠﺎو از
اﻝرﺼﻴد ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺠرﻴﻤﺔ ﻨﺼب ﻷن اﻝﻌﻤﻴل ادﻋﻰ ﺼﻔﺔ ﻏﻴر ﺼﺤﻴﺤﺔ ،وﻫﻲ أن ﻝﻪ رﺼﻴدا داﺌﻨﺎ ﻓﻲ
)(2
اﻝﺒﻨك ،وأﻨﻪ ﺒذﻝك ﻗد أوﻫم اﻝﻤﺎﻜﻴﻨﺔ ﺒوﺠود اﺌﺘﻤﺎن وﻫﻤﻲ .
إﻻ أن ﻫذا اﻝرأي اﻨﺘﻘد ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أﻨﻪ ﻝم ﻴﻘم ﺒﺎﺴﺘﺨدام إﺤدى وﺴﺎﺌل اﻝﺘدﻝﻴس اﻝﺘﻲ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﺘﺠﺎوز اﻝﻌﻤﻴل ﺤد اﻝﺴﺤب ﻻ ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ،ﻓﺎﻝﻌﻤﻴل ﻝم ﻴﺨﺎدع وﻝم ﻴﺘﺤﺎﻴل ،ﺒل وﻀﻊ اﻝﺒطﺎﻗﺔ
اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺎﻜﻴﻨﺔ اﻝﺴﺤب اﻵﻝﻴﺔ وأدﺨل رﻗﻤﻪ اﻝﺴري وطﻠب اﻝﻤﺎل ،ﻓﺎﺴﺘﺠﺎﺒت ﻝﻪ اﻝﻤﺎﻜﻴﻨﺔ ،ﻓﺄﻴن
إذن اﻝﺨداع أو اﻝﺘﺤﺎﻝﻴل .ﻜﻤﺎ أن اﻝﻌﻤﻴل ﻝم ﻴﺴﻊ اﻝﻰ إﻗﻨﺎع اﻵﻝﺔ اﻝﺼﻤﺎء ،ﻓﻬﻲ ﻤﺒرﻤﺠﺔ ﻤن ﻗﺒل
اﻝﺒﻨك وﺘﻘوم ﺒﺎﻝﺼرف ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺒراﻤﺞ ،ﻝذﻝك ﻻ ﻴﺸﻜل ﻫذا اﻝﻔﻌل ﺠرﻴﻤﺔ ﻨﺼب.
وﻗد اﺘﺠﻬت ﻤﺤﻜﻤﺔ اﺴﺘﺌﻨﺎف ﻝﻴون ﻓﻲ ﻓرﻨﺴﺎ ،ﺤﻴث اﻋﺘﺒرت ﻫذا اﻝﻔﻌل ﻻ ﻴﻨطوي ﻋﻠﻰ أﻴﺔ
)(1
ﺘﺤﺎﻴل أو ﺨدﻴﻌﺔ ،ﻷن اﻝﻌﻤﻴل اﺴﺘﻌﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒطرﻴﻘﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻝﻴس ﻓﻴﻬﺎ أي ﺨداع.
وﻤن ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒق ﻻ ﻴﻤﻜن ﺘﻜﻴﻴف ﻫذا اﻝﻔﻌل ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺠرﻴﻤﺔ ﻨﺼب ،ﻷن اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي
ﻝﻠﺠرﻴﻤﺔ ﻏﻴر ﻜﺎﻤل ﻻﻨﺘﻔﺎء اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن ﻜل ﻤن اﻝﺘدﻝﻴس واﻻﺴﺘﻴﻼء ﻷن ﺤﺼول اﻝﺤﺎﻤل ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل
ﻝم ﻴﻜن اﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻴﻪ ﺒواﺴطﺔ طرق اﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔٕ ،واﻨﻤﺎ ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺎن ﻨﺘﻴﺠﺔ اﺴﺘﺨداﻤﻪ اﻝﻌﺎدي ﻝﻪ .
ﻗد ﻋرﻓت اﻝﻤﺎدة 376ﻤن ق.ع.ج ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " ﻜل ﻤن اﺨﺘﻠس أو ﺒدد ﺴوء
ﻨﻴﺔ أوراﻗﺎ ﺘﺠﺎرﻴﺔ أو ﻨﻘودا او ﺒﻀﺎﺌﻊ أو أوراﻗﺎ ﻤﺎﻝﻴﺔ أو ﻤﺨﺎﻝﺼﺎت أو أﻴﺔ ﻤﺤررات أﺨرى ﺘﺘﻀﻤن أو
ﺘﺜﺒت إﻝﺘزاﻤﺎ أو إﺒراء ﻝم ﺘﻜن ﻗد ﺴﻠﻤت إﻝﻴﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻹﺠﺎزة أو اﻝودﻴﻌﺔ أو اﻝوﻜﺎﻝﺔ أو اﻝرﻫن أو
ﻋﺎرﻴﺔ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل أو ﻻﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤل ﻤﻌﻴن وذﻝك اﻀ ارر ﺒﻤﺎﻝﻜﻴﻬﺎ أو واﻀﻌﻲ اﻝﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ أو
ﺤﺎﺌزﻴﻬﺎ ﻴﻌد ﻤرﺘﻜﺒﺎ ﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ،وﻴﻌﺎﻗب ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺜﻼﺜﺔ أﺸﻬر إﻝﻰ ﺜﻼث ﺴﻨوات
وﺒﻐراﻤﺔ ﻤن 500إﻝﻰ 20.000دﻴﻨﺎر" وﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدة ﻨﺠد أن ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﺘﺘﻜون
ﻓﻌل ﻤﺎدي ﻫو اﺨﺘﻼس أو اﺴﺘﻌﻤﺎل أو ﺘﺒدﻴد وﻤﺎ ﻴﻌد ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻬم ،اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،وأن ﻴﻘﻊ
إﻀرار ﺒﻤﺎﻝك أو اﻝﺤﺎﺌز ﻝﻠﺸﻲء اﻝﻤﺒدد أو اﻝﻤﺨﺘﻠس ،وأن ﻴﻘﻊ ﻫذا اﻝﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﻤﺎل ﻤﻨﻘول ﻝﻠﻐﻴر،
وﺘﺘﺤﻘق ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﺒﺘواﻓر اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي ﻝﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺨﺘﻼس واﻝﺘﺒدﻴد واﻻﺴﺘﻌﻤﺎل،
وذﻝك ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﺘﺘم ﻫذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺒﻜل ﻓﻌل ﻴدل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻤﻴن اﻋﺘﺒر اﻝﻤﺎل اﻝﻤؤﺘﻤن ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻪ
)(1
وﻴﺘﺼرف ﻓﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺎء.
ﺤﻴث ﻴرى ﺠﺎﻨب ﻤن ﻓﻘﻬﺎء اﻝﻘﺎﻨون أن ﻫذا اﻝﻔﻌل ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ أﻤﺎﻨﺔ وذﻝك ﻷن ﺘﺴﻠﻴم
ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن إﻝﻰ اﻝﻌﻤﻴل ﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻤﺸروط ﺒوﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺒﻪ وﻗت اﻝﺴﺤب وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ
إذا اﺴﺘﺨدم اﻝﻌﻤﻴل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻝﺴﺤب ﻤﻊ ﻋدم وﺠود رﺼﻴد ﻜﺎف ﻓﻘد ﺨﺎﻝف اﻝﻌﻘد وﻴﺴﺄل ﺠﻨﺎﺌﻴﺎ،
ﻷﻨﻪ ﻗد أﺴﺎء اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺨروﺠﻪ ﻋن ﻤﻘﺘﻀﻰ اﻻﺘﻔﺎق ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﻤﺼدر ،وﺒﻌد ﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك
)(2
ﻤرﺘﻜﺒﺎ ﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ .
وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻻ ﻴﻤﻜن إﻋﺘﺒﺎر اﻝﻔﻌل اﻝذي ﻗﺎم ﺒﻪ اﻝﺤﺎﻤل ﺒﺘﺠﺎوز رﺼﻴد ﺒﺎﻝﺴﺤب ﺒﺄﻨﻪ ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ
أﻤﺎﻨﺔ ،ﻷن اﻝﺤﺎﻤل ﻗد ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻘود ﻤن اﻝﻤوزع اﻵﻝﻲ وﻓﻘﺎ ﻝﻼﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻌﺎدي ﻝﻪ ،أي اﻝﻨﻘود
اﻝﻤﺴﺘﻠﻤﺔ ﻝم ﺘﻜن ﺒﺤوزة اﻝﺤﺎﻤل ،وﻫذا ﻴﺘﻨﺎﻗض ﻤﻊ اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ اﻝذي
ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون اﻝﻤﺎل ﻓﻲ ﺤوزة اﻝﺠﺎﻨﻲ ﺜم ﻴﻘوم ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﺎﺨﺘﻼﺴﻪ أو ﺘﺒدﻴدﻩ أو اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ.
وﻗد ذﻫب اﻝﻘﻀﺎء اﻝﻔرﻨﺴﻲ إﻝﻰ رﻓض إﻋﺘﺒﺎر اﻝﻔﻌل ﺨﻴﺎﻨﺔ أﻤﺎﻨﺔ ،ﻷن ذﻝك ﻻ ﻴدﺨل ﻓﻲ ﻋﻘود
)(1
اﻷﻤﺎﻨﺔ.
وﻤن ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒق ﻨﺘوﺼل إﻝﻰ اﻝﻘول ﺒﺄن ﺘﺼرف ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻻ ﻴﻤﻜن وﺼﻔﻪ إﻻ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ
ﻤﺠرد اﺨﻼل ﺒﺎﻝﺘزام ﺘﻌﺎﻗدي ﻗﺎﺌم ﺒﻴن اﻝﺒﻨك واﻝﻌﻤﻴل ﻴﻨدرج ﺘﺤت اﻹﺠراءات اﻝﻤدﻨﻴﺔ واﻻﻝﺘزاﻤﺎت
)(2
اﻝﺘﻌﺎﻗدﻴﺔ طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻼﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻐﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻠﻐﺎة أو ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ:
إن ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻻ ﺘﻌد ﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻺﺴﺘﻌﻤﺎل ،إذا ﺘم إﻝﻐﺎؤﻫﺎ ﻤن ﻗﺒل ﻤﺼدرﻫﺎ أو إذا اﻨﺘﻬت
ﻤدة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ اﻝﻤﺤددة ﻓﻲ اﻝﻌﻘد اﻷﻤر اﻝذي ﻴﺘطﻠب ﻤن اﻝﺤﺎﻤل ردﻫﺎ اﻝﻰ ﻤﺼدرﻫﺎ ،ﻏﻴر أﻨﻪ ﻗد
ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن ردﻫﺎ وﻴﺴﺘﻤر ﻓﻲ اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺒﺎﻝوﻓﺎء أو ﺒﺎﻝﺴﺤب اﺴﺘﺨداﻤﺎ ﻏﻴر ﻤﺸروع .
اﻷﻤر اﻝذي ﻴﺘطﻠب ﻤﺴﺎءﻝﺔ ﻫذا اﻝﺤﺎﻤل ﻤﺴﺎءﻝﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ إذا ﺘم إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء
ﻝدى ﺘﺎﺠر ﻴﺠﻬل إﻝﻐﺎء اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻷن اﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝم ﻴﺨطرﻩ ﺒذﻝك ،وﻝم ﻴزودﻩ ﺒﺂﺨر ﻗﺎﺌﻤﺔ
ﻝﻠﻤﻌﺎرﻀﺔ ،أو ﻜﺎن ذﻝك ﺒﺴﺒب ﻋطل ﻓﻨﻲ ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻹﺘﺼﺎل ﺒﻴن اﻝﺘﺎﺠر واﻝﺒﻨك ،أو أﻨﻪ ﻗﺎم
ﺒﺎﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺴﺤب ﻤن اﻝﻤوزﻋﺎت اﻵﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴن أن اﻝﺒﻨك ﻝم ﻴﻘم ﺒﺈﻋﺎدة ﺒرﻤﺠﺔ ذاﻜرة اﻝﻤوزع
اﻵﻝﻲ ،وﻤن ﺜم ﻝم ﻴﻘم ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﺈﺒﺘﻼﻋﻬﺎ اﻻﻤر اﻝذي ﻤﻜن اﻝﺤﺎﻤل ﺴﺊ اﻝﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
)(3
ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻨﻘدﻴﺔ دون وﺠﻪ ﺤق.
-1ﻤن ﺨﻼل اﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﺴﺘﺌﻨﺎف 1980-12-02 angeresﺤﻴث اﻝذي اﻋﺘﺒر أن ﺘﺠﺎوز
اﻝرﺼﻴد ﻻ ﻴﻘﻊ ﺘﺤت ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ أﻤﺎﻨﺔ وﻻ ﻨص وﻻ ﺴرﻗﺔ" وﻜذﻝك ﺤﻜم ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻝﻴون leyonﻓﻲ 1981-07-09
ﺤﻴث اﻋﺘﺒر اﻝﻔﻌل ﻻ ﻴﺸﻜل واﻗﻌﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،وﻻ ﻴﻤﻜن ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ اﻝﻌﻤﻴل اﻝذي ﻗﺎم ﺒﺘﺠﺎوز ﺤد اﻝﺴﺤب ﻋن ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ
أﻤﺎﻨﺔ ،ﻷن اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴن اﻝﻌﻤﻴل واﻝﺒﻨك ﻻ ﻴدﺨل ﻓﻲ ﻋداد اﻝﻌﻘود اﻝﻤذﻜورة ﻓﻲ اﻝﻨص اﻝذي ﻴﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺠرﻴﻤﺔ
ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ،إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 266
-2إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ص . 271
-3ﻜﻤﻴت طﺎﻝب اﻝﺒﻐدادي ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص .177-176
65
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
وﻝﻘد ﻜﻴف ﺘﺼرف اﻝﺤﺎﻤل ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺠرﻴﻤﺔ ﻨﺼب ﺤﻴث ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة 372ﻤن ق.ع.ج ﻋﻠﻰ
أﻨﻪ ":ﻜل ﻤن ﺘوﺼل اﻝﻰ إﺴﺘﻼم أو ﺘﻠﻘﻲ أﻤوال أو ﻤﻨﻘوﻻت ،أو ﺴﻨدات أو ﺘﺼرﻓﺎت أو أوراق ﻤﺎﻝﻴﺔ
أو وﻋود أو ﻤﺨﺎﻝﺼﺎت أو إﺒراء ﻤن إﻝﺘزاﻤﺎت أو إﻝﻰ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ أي ﻤﻨﻬﺎ أو ﺸرع ﻓﻲ ذﻝك وﻜﺎن
ذﻝك ﺒﺎﻻﺤﺘﻴﺎل ﻝﺴﻠب ﻜل ﺜروة اﻝﻐﻴر أو ﺒﻌﻀﻬﺎ أو اﻝﺸروع ﻓﻴﻪ أﻤﺎ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل أﺴﻤﺎء أو ﺼﻔﺎت ﻜﺎذﺒﺔ
أو ﺴﻠطﺔ ﺨﻴﺎﻝﻴﺔ أو اﻋﺘﻤﺎد ﻤﺎﻝﻲ ﺨﻴﺎﻝﻲ أو ﺒﺈﺤداث اﻷﻤل ﻓﻲ اﻝﻔوز ﺒﺄي ﺸﻲء أو ﻓﻲ وﻗوع ﺤﺎدث
أو أﻴﺔ واﻗﻌﺔ أﺨرى وﻫﻤﻴﺔ أو اﻝﺨﺸﻴﺔ ﻤن وﻗوع ﺸﻲء ﻤﻨﻬﺎ ﻴﻌﺎﻗب ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﻝﻰ
ﻓﺎﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي ﻝﻬذﻩ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻴﺘﻜون ﻤن ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼر وﻫﻲ :إﺴﺘﻌﻤﺎل وﺴﻴﻠﺔ ﻤن وﺴﺎﺌل
)(1
اﻝﺘدﻝﻴس ،ﺴﻠب ﻤﺎل اﻝﻐﻴر ،ﻋﻼﻗﺔ اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴن وﺴﻴﻠﺔ اﻝﺘدﻝﻴس وﺴﻠب ﻤﺎل اﻝﻐﻴر.
وﺒﺘطﺒﻴق ذﻝك ﻨﺠد أن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻨﺼب ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻌﻨدﻤﺎ ﻴﻘدم اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻝﻠﺘﺎﺠر وﻫو ﻴﻌﻠم
ﺒﺎﻨﺘﻬﺎء ﻤدة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ أو ﺒﺈﻝﻐﺎﺌﻬﺎ ،ﻝﺸراء اﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ ﻴﻌﺘﺒر ﻜﺎذﺒﺎ وﻏﺸﺎﺸﺎ ،وﻤﺠرد ﺘﻘدﻴﻤﻪ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ
ٕواﺒ ارزﻩ ﻝﻬﺎ ﻓﻬﻲ وﺴﻴﻠﺔ إﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ ﻹﻴﻬﺎم اﻝﺘﺎﺠر أن اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﺎزاﻝت ﺴﺎرﻴﺔ وأن اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﻤﻨوح ﻝﻪ
ﻤﺎزال ﺴﺎرﻴﺎ ،وأن ﻤﺠرد ﺘﺴﻠﻴم اﻝﺘﺎﺠر اﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت ﻝﻠﺤﺎﻤل ﻴﻌﺘﺒر ذﻝك اﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل ﻤﺴﺘﺨدﻤﺎ
)(2
ﻓﻲ ذﻝك اﻝوﺴﺎﺌل اﻻﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ أن اﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي ﺒﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻨﺼب ﻗﺎﺌم ،وﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻘﺼد اﻝﻌﺎم وﻫو ﻋﻠم اﻝﺤﺎﻤل وﻗت
إرﺘﻜﺎب اﻝﻔﻌل ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺴﺘﻌﻤل طرق إﺤﺘﻴﺎﻝﻴﺔ ﻤن أﺠل اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻤﺎل ﻤﻨﻘول ﻤﻤﻠوك ﻝﻠﻐﻴر ،ﺤﻴث
أﻨﻪ ﻜﺎن ﻴﻌﻠم ﺒﺄﻨﻪ ﻝﻴس ﻝﻪ اﻝﺤق ﻓﻲ إﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻻﻨﺘﻬﺎء ﻤدﺘﻬﺎ أو إﻝﻐﺎءﻫﺎ ﺤﻴث ﻜﺎن ﻴﻘﺼد ﻤن
)(1
ذﻝك اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻝﺘﺎﺠر دون وﺠﻪ ﺤق .
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻻﻤﺘﻨﺎع ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋن رد اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻠﻐﺎة أو اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ:
اذا إﻨﺘﻬت ﺼﻼﺤﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺴواء ﻹﻝﻐﺎﺌﻬﺎ أم ﻻﻨﺘﻬﺎء ﻤدﺘﻬﺎ وﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ،وطﻠب اﻝﻤﺼدر ﻤن
ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴم اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺘزم ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒردﻫﺎ إﻝﻰ ﻤﺼدرﻫﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﺴﻠﻤت إﻝﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
)(2
اﻷﻤﺎﻨﺔ .ﻤﺴﺘﻨدا ﻓﻲ ذﻝك إﻝﻰ ﻨﺼوص اﻝﻌﻘد اﻝﻤﺒرم ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ وﻫو ﻤﺎ ﻗﻀت ﺒﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎرﻴس .
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﻓﻌل اﻝﺤﺎﻤل ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﻨظ ار ﻝﺘواﻓر أرﻜﺎﻨﻬﺎ ﺤﺴب ﻨص اﻝﻤﺎدة
376ق.ع.ج وﺒﺨﺎﺼﺔ اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻻﺨﺘﻼس اﻝواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤﻨﻘول.
ﻓﻬﻲ ﺘﻤﺜل ﺤﻘﺎ ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ إﺴﺘﺨدام ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻌﻴن ﺴواء ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء أو اﻝﺴﺤب وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻓﻬﻲ ﺘدﺨل
واﻹﺨﺘﻼس ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﻴﻘﻊ ﺒﻤﺠرد ﺘﺤوﻴل اﻝﺸﻲء ﻤن ﺤﻴﺎزة ﻤؤﻗﺘﺔ إﻝﻰ ﺤﻴﺎزة داﺌﻤﺔ
)(3
اﻷﻤر اﻝذي ﻴﻘﻀﻲ إﻝﻰ إﻋﺘﺒﺎر اﻝﺤﺎﻤل اﻝذي إﻤﺘﻨﻊ ﻋن رد اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻫو ﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﻤﻠك .
ﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﻤﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،واﻝﺘﻲ ﺴﻠﻤت ﻝﻪ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﺤﻴﺎزة اﻝﻤؤﻗﺘﺔ .ﻜﻤﺎ أن اﻤﺘﻨﺎع اﻝﺤﺎﻤل ﻋن رد
اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻝوﻗوع أﻀ ار ار ﺒﺎﻝﺒﻨك اﻝﻤﺼدر ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﺴﺔ ،ﺤﺘﻰ ٕوان ﻝم ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺒﻌد اﻤﺘﻨﺎﻋﻪ
ﻋن ردﻫﺎ.
ﻷن رﻜن اﻝﻀرر ﻓﻲ ﺠرﻴﻤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ اﻷﻤﺎﻨﺔ ﻻﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون ﺠﺴﻴﻤﺎ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ أن ﻴﻜون
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ذﻝك ،ﻻﺒد ﻤن ﺘواﻓر اﻝﻌﻨﺼر اﻝﻤﻌﻨوي اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻝدى اﻝﺤﺎﻤل
اﻝﺴﻴﺊ اﻝﻨﻴﺔ اﻝذي ﻴﺤﺘﻔظ ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ أو اﻝﻤﻠﻐﺎة رﻏم ﻋﻠﻤﻪ ﺒوﺠوب ردﻫﺎ إﻝﻰ
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﻴﺘﺠﻠﻰ اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻤن ﻗﺒل اﻝﻐﻴر إﻤﺎ ﻋن طرﻴق ﺴرﻗﺘﻬﺎ ﻤن
ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ اﻝﺸرﻋﻲ )أوﻻ( أوﺒﺘزوﻴرﻫﺎ )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،أو اﻹﻋﺘداء ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺸﺒﻜﺔ اﻹﻨﺘرﻨﻴت)ﺜﺎﻝﺜﺎ(،
وﻫذا ﻤﺎ دﻋﺎﻨﺎ إﻝﻰ اﻝﺒﺤث ﻋن اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻜل ﻓﻌل ﻤن اﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﻴرﺘﻜﺒﻬﺎ اﻝﻐﻴر ﺒﺤق
ﻤن اﻝﺠراﺌم اﻝﺘﻲ ﻴرﺘﻜﺒﻬﺎ اﻝﻐﻴر ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ،واﻝﺴرﻗﺔ ﻜﻤﺎ
ﻋرﻓﻬﺎ ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة " 350ﻜل ﻤن اﺨﺘﻠس ﺸﻴﺌﺎ ﻏﻴر ﻤﻤﻠوك ﻝﻪ ﻴﻌد ﺴﺎرﻗ ـﺎ ".
ﻜﻤـ ـ ـﺎ ﻋرﻓﻬﺎ اﻝﻔﻘ ـ ـﻪ اﻝﺠﻨﺎﺌـ ـﻲ ﻋﻠﻰ أﻨﻬ ـ ـﺎ ":إﺨﺘﻼس ﻤﺎل ﻤﻨﻘ ـ ـول ﻤﻤﻠوك ﻝﻠﻐﻴـ ـر ﺒﻨﻴﺔ ﺘﻤﻠﻜﻪ" أو ﻫﻲ
" إﻋﺘداء ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻤﻨﻘول وﺤﻴﺎزﺘﻪ ﺒﻨﻴﺔ ﺘﻤﻠﻜﻪ " ).(1
وﻤن ﻫذا اﻝﺘﻌرﻴف اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ واﻝﻔﻘﻬﻲ ﻴﺘﻀﺢ ﻝﻨﺎ أرﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ﻫﻲ:
-اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي :ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ إﺨﺘﻼس اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﺒﺎﻹﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲٕ ،واﺨراﺠﻬﺎ ﻤن
ﺤﻴﺎزﺘﻪ ﺒدون رﻀﺎﻩ ،ﻤﻊ إﺘﺠﺎﻩ ﻨﻴﺘﻪ إﻝﻰ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ،أﻤﺎ ﻤﺤل اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻫو ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن وﻫﻲ ﺘﻌﺘﺒر
ﻤن اﻝﻤﻨﻘوﻻت ﻴﻤﻜن أن ﺘرد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺴرﻗﺔ ،ﻓﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﺎل ﻤﻨﻘول ﻤﻤﻠوك ﻝﻠﻐﻴر ).(2
اﻝﻌﻠم ﺒﺄن اﻝﻤﺎل اﻝﻤﺴروق وﻫو ﻤﻠك ﻝﻠﻐﻴر وﻤﻊ ذﻝك ﺘﺘﺠﻪ إرادﺘﻪ إﻝﻰ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝﻔﻌل وﻋﻠﻰ ذﻝك إذا
ﻗﺎم اﻝﺸﺨص ﺒﺎﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻜﺎن اﻝﻬدف اﻝرﺌﻴﺴﻲ ﻤن وراء ذﻝك ﺘﻤﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺄل
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻋن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔ ،وﻝذﻝك ﻴﺘﻌرض اﻝﻐﻴر ﻝﺘطﺒﻴق ﻋﻘوﺒﺔ اﻝﺴرﻗﺔ اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 350ﻤن ق.ع.ج وذﻝك ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺴﻨﺔ إﻝﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﺴﻨوات وﻏراﻤﺔ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤن
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﻌﺎﻗب ﻤن ﺴرق ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن ٕواﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺴﺤب أو اﻝوﻓﺎء ﻋن ﺠرﻴﻤﺔ ﺴرﻗﺔ
ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ.
-وﻝﻜن ﻴﺜور اﻝﺘﺴﺎؤل ﺤول ﻤدى اﻨطﺒﺎق وﺼف اﻝﺴرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺸﺨص اﻝذي ﻴﺄﺨذ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن
إن اﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺒﻨﻴﺔ إﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ وردﻫﺎ إﻝﻰ ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ ﺴﻠب ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ
ٕواﻨﻘﻀﺎء رﺼﻴدﻫﺎٕ ،وان اﻝﻌﺒرة ﻓﻲ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﻘﻴﻤﺘﻬﺎ وﺒﻬذا اﻝﻔﻌل ﻴؤدي اﻝﻰ إﺴﺘﻨزاف ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ،
وطﺎﻝﻤﺎ أن إﺴﺘﻨزاف ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﻜون ﻤن دون رﻀﺎ اﻝﺤﺎﻤل ،ﻴﻌﺘﺒر إﺨﺘﻼﺴﺎ ﻤﻜوﻨﺎ ﻝﻠرﻜن اﻝﻤﺎدي
ﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺴرﻗﺔٕ ،وان اﻝﻤﺎل ﻤﺤل اﻝﺴرﻗﺔ ﻫو ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﺴﺘﻨزﻓﺔ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘواﻓر اﻝﻘﺼد
اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ اﺴﺘﻨزاف ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻴﻌﻨﻰ إرادﺘﻪ اﺘﺠﻬت اﻝﻰ اﻤﺘﻼك ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻫذا ﻤﺎ ﻴﺸﻜل
ﺘﺘﻌرض ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻜﻐﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻤﺤررات أو اﻝﻤﺴﺘﻨدات إﻝﻰ اﻝﺘزوﻴر ﺒﻤﺨﺘﻠف
أﺸﻜﺎﻝﻪ ،واﻝذي ﻴﻌد ﻤن أﺨطر اﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،وﻋﻠﻰ ذﻝك ﺴوف
ﻨﺤﺎول ﺘﻜﻴﻴف واﻗﻌﺔ ﺘزوﻴر أو ﺘﻘﻠﻴد اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻀﻤن اﻝﻨﺼوص اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون
اﻝﻌﻘوﺒﺎت واﻝﺘﻲ ﻨﺼت ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎدة 219ق.ع.ج " ﻜل ﻤن ارﺘﻜب ﺘزوﻴ ار ﺒﺈﺤدى اﻝطرق
اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة 216ﻓﻲ اﻝﻤﺤررات اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ أو اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ أو ﺸرع ﻓﻲ ذﻝك ﻴﻌﺎﻗب
واﻝﺘزوﻴر ﺤﺴب ﻤﺎ ﻋرﻓﻪ اﻝﻔﻘﻪ ﻫو ":ﺘﻐﻴﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺤرر ﺒﺈﺤدى اﻝطرق اﻝﺘﻲ ﺤددﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون
)(2
ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴرﺘب ﻀرار ﻝﻠﻐﻴر وﺒﻨﻴﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫذا اﻝﻤﺤرر ﻓﻴﻤﺎ زور ﻤن أﺠﻠﻪ " .
وﻋﻠﻰ ذﻝك ﺘﻘوم ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘزوﻴر ﻋﻠﻰ رﻜﻨﻴن أﺤدﻫﻤﺎ ﻤﻌﻨوي وآﺨر ﻤﺎدي ،ﻓﺎﻷول ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻌﻠم
ﺒﻨﻴﺔ اﻝﻐش وﺘﻐﻴﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ وﻜذا ﻨﻴﺔ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻤﺤرر اﻝﻤزور ﻓﻴﻤﺎ زور ﻤن أﺠﻠﻪ .أﻤﺎ اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي
ﻓﻴﺘﻜون ﻤن أرﺒﻌﺔ ﻋﻨﺎﺼر :ﺘﻐﻴﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺤرر ﺒﺼورة ﻤن اﻝﺼور اﻝﺘﻲ ﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون
(1 ).
ﻓﻲ اﻝﻤﺎدة ،216أن ﻴﻜون ﻤن ﺸﺄن اﻝﺘﻐﻴﻴر إﺤداث ﻀرر ﻝﻠﻐﻴر
وﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻝك ﺴﻨﺤﺎول ﺘوﻀﻴﺢ ﻤدى اﻨطﺒﺎق ارﻜﺎن ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘزوﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻐﻴﻴر اﻝذي ﻴﺤدث ﻓﻲ
ﺘﻐﻴﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﻴﻌﻨﻲ إﺴﺘﺒداﻝﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻐﺎﻴرﻫﺎ وﻴﺨﺎﻝﻔﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜن ﺘﺼور وﻗوع اﻝﺘﻐﻴﻴر إﻻ ﺒﺈﺒدال
اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ،وﻝﻜن ﻴﻌﺘﺒر اﻝﺘﻐﻴﻴر ﺘزوﻴ ار ،وﻴﺸﺘرط ﻓﻴﻪ أﻻ ﻴﻌدم ذاﺘﻴﺔ اﻝﻤﺤرر أو ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻜﻤﺤو ﻜل اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ
اﻝﺘﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺤرر ،أو ﺸطﺒﻬﺎ ﺒﺤﻴث ﺘﺼﺒﺢ ﻏﻴر ﻤﻘروءة ،وﺘﻘوم ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺘزوﻴر ﺒﺘﻐﻴﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﺴواء
ﻜﺎن اﻝﺘﻐﻴﻴر ﻜﻠﻴﺎ أو ﺠزاﺌﻴﺎ ،ﻏﻴر أن ﻫذا اﻝﺘﻐﻴﻴر ﻻ ﻴﻘﺼد ﻤﻨﻪ اﻝﺘﻐﻴﻴر اﻝﻤطﻠق ﻝﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﺘﻐﻴﻴر
) (2
اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ
ﻫذا وﻴﺘﺤﻘق اﻝﺘﻐﻴﻴر ﻓﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺘزوﻴر اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﺴواء ﺒﺘﻘﻠﻴد ﺒطﺎﻗﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ أو
وﺒﻤﺎ أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌﻲ ﺤرص ﻋﻠﻰ ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤررات ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،وذﻝك ﻷن
اﻝﺘزوﻴر ﻴﻬدد اﻝﺜﻘﺔ وﻴﺨل ﺒﺎﻻﺌﺘﻤﺎن واﻻﺴﺘﻘرار ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻻت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،وﺒﻤﺎ أن ﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺘﻌﺘﺒر
ﻤن اﻝﻤﺤررات اﻝﻌرﻓﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒر ﻋن ﺤق ﻝﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺴوﻴﺔ ﻤﺸﺘرﻴﺎﺘﻪ أو ﻓﻲ ﺴﺤب اﻝﻨﻘود ﻓﻬﻲ
ﺘﺘﻀﻤن ﺒﻴﺎﻨﺎت ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺤﺎﻤل ﻤﺜل اﺴﻤﻪ ورﻗﻤﻪ وﺼورﺘﻪ وﺘوﻗﻴﻌﻪ ،وﻤن ﺜم ﻴﻤﻜن وﺼف اﻝﺒطﺎﻗﺔ
) (1
ﺒﺎﻝﻤﺤرر
وﻋﻠﻰ ذﻝك إذا ﻤﺎ وﻗﻊ ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻲ أﺤد ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻝﺘﻐﻴﻴر ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ
ﻜرﻗم اﻝﺤﺴﺎب أو إﺴم اﻝﺤﺎﻤل أو ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻤر ﻴﻨطوي ﻋﻠﻰ ﺘزوﻴر ﻓﻲ ﻤﺤرر ﻋرﻓﻲ
إن اﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ أﺼﺒﺤت ﻤن أﺨطر ﺠراﺌم ﻫذا اﻝﻌﺼر،
ﺤﻴث اﻨﺘﺸرت ﻤﻊ زﻴﺎدة اﺴﺘﺨدام اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ورﺒط ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ اﻝﺒﻌض ﻋن طرﻴق
) (2
وﻤن ﺒﻴن اﻹﻋﺘداءات ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻬدف ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺸﺒﻜﺎت اﻻﺘﺼﺎل
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺒﻐرض اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻏﻴر ﺸرﻋﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ أن ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ
) ،(3
وﻫﻲ ﻓرﺼﺔ ﻝﻠﻌﺼﺎﺒﺎت اﻹﺠراﻤﻴﺔ ﻝﻠﺘﺤﺎﻴل وﺴرﻗﺔ اﻝذﻤم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﺤوﻴل اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ﻝﻠﻨﻘود
وذﻝك ﻋن طرﻴق ﺨﻠق ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ اﻝﺒطﺎﻗﺎت واﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺒﻨﻜﻴﺔ أو ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺘﻔﺠﻴر اﻝﻤوﻗﻊ أو
وﻋﻠﻰ ذﻝك ﻴﻤﻜن ﺘﻜﻴﻴف اﻝطرق اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻝﻼﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ أرﻗﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
ﻀﻤن اﻷﻓﻌﺎل اﻝﻤﺎﺴﺔ ﺒﻨظﺎم اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻵﻝﻴﺔ ﻝﻠﻤﻌطﻴﺎت ﺤﻴث أن اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻗد ﺠرم ﻫذﻩ
اﻷﻓﻌﺎل ﺒﻤوﺠب اﻝﻘﺴم 7ﻤﻜرر ﻤن ق.ع.ج ﻓﻲ اﻝﻤواد ﻤن 394ﻤﻜرر إﻝﻰ 394ﻤﻜرر 7ﺤﻴث
ﺠﺎء ﻓﻲ ﻨص م 394ﻤﻜرر 2ﺒﺄﻨﻪ ":ﻴﻌﺎﻗب ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻤن ﺸﻬرﻴن ) (2إﻝﻰ ﺜﻼث) (3ﺴﻨوات وﺒﻐراﻤﺔ
ﻤن 1.000.000دج إﻝﻰ 5.000.000ﻜل ﻤن ﻴﻘوم ﻋﻤدا ﻋن طرﻴق اﻝﻐش ﺒﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
-/1ﺘﺼﻤﻴم أو ﺒﺤث أو ﺘﺠﻤﻴﻊ أو ﺘوﻓﻴر أو ﻨﺸر أو اﻹﺘﺠﺎر ﻓﻲ ﻤﻌطﻴﺎت ﻤﺨزﻨﺔ أو ﻤﻌﺎﻝﺠﺔ أو
ﻤرﺴﻠﺔ ﻋن طرﻴق ﻤﻨظوﻤﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﻴﻤﻜن أن ﺘرﺘﻜب ﺒﻬﺎ اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻘﺴم.
-/2ﺤﻴﺎزة أو إﻓﺸﺎء أو ﻨﺸر أو إﺴﺘﻌﻤﺎل ﻷي ﻏرض ﻜﺎن اﻝﻤﻌطﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن إﺤدى
وﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻤﺜل اﻝرﻜن اﻝﻤﺎدي ﻓﻲ ﻓﻌل ﺘوﻗﻴف ﻨظﺎم اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻵﻝﻴﺔ ﻝﻠﻤﻌطﻴﺎت ﻋن أداء ﻨﺸﺎطﻪ
اﻝﻌﺎدي واﻝﻤﻨﺘظر ﻤﻨﻪ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻪ أو ﻓﻲ ﻓﻌل إﻓﺴﺎد ﻨﺸﺎط أو وظﺎﺌف ﻫذا اﻝﻨظﺎم ).(1
ﺤﻴث ﻴﻨدرج اﻷﺴﻠوب اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺘﻔﺠﻴر اﻝﻤوﻗﻊ ﺘﺤت اﻝﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤذف أو ﺘﻐﻴﻴر
اﻝﻤﻌطﻴﺎت اﻝﻤدرﺠﺔ ﻓﻲ ﻨظﺎم اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻵﻝﻴﺔ ﻝﻠﻤﻌطﻴﺎت ،وﻴﻨﺘﺞ ﻋن ﻫذا اﻷﺴﻠوب ،ﺤذف اﻝﻤﻌطﻴﺎت
اﻵﻝﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺸﺘت وﺘﻼﺸﻲ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،وﻴﻨدرج أﺴﻠوب اﻝﺨداع ﺘﺤت اﻝﻤﺘﻘﻀﻴﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻐﻴﻴر
ﻓﻤﺤل اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻫو اﻝﻤﻌطﻴﺎت ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻤﺨزﻨﺔ أو ﺘﻠك اﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ آﻝﻴﺎ أو ﺘﻠك اﻝﻤرﺴﻠﺔ ﻋن
أﻤﺎ اﻝرﻜن اﻝﻤﻌﻨوي ﻴﺘﺨذ ﺼورة اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ وﻫو اﻝﻌﻠم واﻹرادة ،ﻓﻴﺠب أن ﺘﺘﺠﻪ إرادة اﻝﺠﺎﻨﻲ
إﻝﻰ ﻓﻌل اﻹدﺨﺎل أو اﻝﺘﻌدﻴل أو اﻹﺘﺠﺎر أو اﻝﻨﺸر أو اﻝﺤﻴﺎزة ﻜﻤﺎ ﻴﺠب أن ﻴﻌﻠم اﻝﺠﺎﻨﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ
ﻤﺠرم وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺘﻼﻋب ﻓﻲ اﻝﻤﻌطﻴﺎت ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ اﻝﻘﺼد اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ اﻝﺨﺎص اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻨﻴﺔ
اﻝﻐش .
74
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ
إن ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن أﺨطر اﻝﻤﺸﻜﻼت اﻝﺘﻲ ﺘواﺠﻪ اﻷﻨظﻤﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻤﺤﻠﻰ ،واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻝدوﻝﻲ ،اﻷﻤر اﻝذي ﺒﺎت ﻴﺤﺘم ﻀرورة اﻝﺘﺼدي اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻝﻌﻤﻠﻲ ﻝﻤواﺠﻬﺘﻬﺎ،
ﻋن طرﻴق إﺘﺒﺎع اﻹﺠراءات اﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ )اﻝﻤطﻠب اﻷول( ،واﻷﻤﻨﻴﺔ )اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ( ،اﻝﺘﻲ ﺘﻜﻔل اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ وﺘﻤﻨﻊ
ﺤدوث ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ،ﻋن طرﻴق اﻝﺘﺼدي ﻝﻸﺴﺒﺎب واﻝﻌواﻤل اﻝﻤﺴؤوﻝﺔ ﻋن ﺘﻜوﻴن اﻝﺴﻠوك اﻹﺠراﻤﻲ .
75
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
اﻝﻤطﻠب اﻷول
أﻤﺎم ﺘزاﻴد ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،وﺠب إﺘﺒﺎع ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن
اﻹﺠراءات واﻷﺴﺎﻝﻴب ،ﺴواء ﻤن ﻗﺒل ﻤﺼدر اﻝﺒطﺎﻗﺔ )اﻝﻔرع اﻷول( أو ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ )اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ( ،وذﻝك ﻤن
)(1
. أﺠل ﻤواﺠﻬﺔ ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم واﻝﺤد ﻤن اﻝﻤﺨﺎطر اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺠم ﻋﻨﻬﺎ
اﻝﻔرع اﻷول
إن ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن اﻝﺘﻼﻋب واﻝﺤد ﻤن اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﻬﺎ ،ﻤن واﺠب اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺼدرة
ﻝﻬﺎ اﻝذي ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋبء ﺘوﻓﻴر أﻜﺒر ﻗد ﻤﻤﻜن ﻤن اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺼدرﻫﺎ ،إﻤﺎ ﺒﺘطور اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﻘﻨﻴﺎ
)أوﻻ( ،ﻤن أﺠل اﻝﺤد ﻤن ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺘزوﻴرﻫﺎ ،أو اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌدد ﻤن اﻹﺠراءات اﻹدارﻴﺔ واﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،اﻝﺘﻲ
)(2
. ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻻﺴﺘﺨداﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻬﺎ
ﻨﺤﺎول إﻴﺠﺎز أﻫم اﻹﺠراءات اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﻤﺘﺨذة ﻝﻤواﺠﻬﺔ إﺴﺎءة إﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ.
أول ﺤﻠﻘﺎت ﻫذا اﻝﺘطوﻴر ﻜﺎن ﺒﺈﺨﺘراع ﺒطﺎﻗﺔ ذات دواﺌر إﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻤن ﻤزاﻴﺎﻫﺎ أﻨﻬﺎ ﻏﻴر ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻴﻬﺎ
أو إﺨﺘراﻗﻬﺎ ،وﺘﺤﺘﻔظ ﻓﻲ ذاﻜراﺘﻬﺎ ﺒﺂﺨر اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﻨﻔذة ،وﺘﻌد ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﻏﻴـ ـ ـ ـر ﻗﺎﺒﻠ ـ ـ ـ ـﺔ ﻝﻠﺘزوﻴـ ـ ـر،
)(1
وﻤﺜﺎﻝﻬﺎ ﺼورة اﻝﺤﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻴ از.
وﻤن ﺒﻴن اﻹﺠراءات اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺨﺼﺼت أﻴﻀﺎ ﻝﻤواﺠﻬﺔ إﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﻨﺠد اﻹﻨﺘرﻨﻴت،
اﻝﻨﻤوذج اﻝﺘﻘﻨﻲ اﻝﻤوﺤد اﻝذي أﻋﻠﻨت ﻋﻨﻪ ﺸرﻜﺘﻲ ﻓﻴ از وﻤﺎﺴﺘر ﻜﺎرد ،واﻝﻤﺴﻤﻰ ﻨظﺎم اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
)(2
اﻵﻤﻨﺔ ،وﻤن ﺒﻌد ذﻝك إﻨﻀﻤﺎم اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺸرﻜﺎت اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ ﻝﻪ .
ﻜﻤﺎ أﻋﻠﻨت ﻤﺎﺴﺘر ﻜﺎرد اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ) (2002ﻋن طرح ﺒطﺎﻗﺔ )ﻤﺎﺴﺘر ﻜﺎدر ﺒﺎي ﺒﺎس( ،وﻫو
ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻝﻠدﻓﻊ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ دون إﺘﺼﺎل .ﻓﻬﻲ ﺘﻌد ﺒطﺎﻗﺔ دﻓﻊ ﻤطورة ﺘﻤﺘﺎز ﺒرﻗﺎﻗﺔ ﻜﻤﺒﻴوﺘر ﻤﻀﻤﻨﺔ وﻤﺨﻔﻴﺔ
وأﻨﺘﻴﻨﺎ )ﻻﻗط( ،وﻜل ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻓﻌﻠﻪ ﻫو ﺘﻤرﻴر اﻝﺒطﺎﻗﺔ أﻤﺎم أو ﻗرب ﺠﻬﺎز إﻝﻜﺘروﻨﻲ ﻤﻬﻴﺄ
ﺨﺼﻴﺼﺎ ﻝدى اﻝﺘﺎﺠر ،وﺒﻌدﻫﺎ ﺘﻘوم اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺈرﺴﺎل ﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝدﻓﻊ ﻻﺴﻠﻜﻴﺎ ،وﺘﺒﺎدل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻤﻊ اﻝﺠﻬﺎز
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﺜم ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل ﺸﺒﻜﺔ ﻤﺎﺴﺘر ﻜﺎرد ،وﺒﻌد ﻝﺤظﺎت ﻴﺴﺘﻠم إﺸﺎرة ﺒﺘﺄﻜﻴد اﻝدﻓﻊ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻜون
)(3
ﻫو ﻓﻲ طرﻴﻘﻪ إﻝﻰ ﻤﻨزﻝﻪ أو ﻋﻤﻠﻪ .
ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺄﻫب ﺤﺎﻝﻴﺎ ﺸرﻜﺎت أﻤرﻴﻜﻴﺔ أﺨرى ﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺘﻘﻨﻴﺎت أﻤﻨﻴﺔ ﺠدﻴدة ) ،(4وﻤن اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤت ﻓﻲ إطﻼق ﺒطﺎﻗﺔ آﻤﻨﺔ ﻝﻠﺘﺴوق ﻋﺒر اﻷﻨﺘرﻨﻴت ﺸرﻜﺔ " ﻤﻜﺘوب دوت ﻜوم" ،ﺤﻴث أﻋﻠﻨت ﻫذﻩ
اﻷﺨﻴرة ﻋن إﺼدار ﺒطﺎﻗﺔ "ﻜﺎش ﻴو" اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻜن اﻝﺤﺎﻤل ﻤن ﺸراء اﻝﺴﻠﻊ واﻝﺨدﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻷﻨﺘرﻨﻴت
ﺒﺜﻘﺔ ﺘﺎﻤﺔ دون أﻴﺔ ﻤﺨﺎطر ﻤﻤﻜﻨﺔ ،وﻫﻲ ﻤﺘواﻓرة ﺒﺜﻼث ﻓﺌﺎت :ﻋﺸرة دوﻻرات أﻤرﻴﻜﻴﺔ،ﻋﺸرﻴن دوﻻ ار أﻤرﻴﻜﻴﺎ،
(1).
ﺜﻼﺜﻴن دوﻻ ار أﻤرﻴﻜﻴﺎ
ﻝﻠﺒﻨوك دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﻤﻨﻊ إﺴﺎءة إﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،إذ ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﺤد ﻤن
اﻝﺜﻐرات اﻝﺘﻲ ﺘﺴﻬل ﻤن ﻋﻤﻠﻴﺔ إرﺘﻜﺎب اﻝﺠراﺌم .وذﻝك ﺒﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ﺒﻌض اﻹﺠراءات ﻋﻨد إﺼدارﻫﺎ ﺒطﺎﻗﺎت
اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،أﻫم اﻹﺠراءات اﻝواﺠب ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ﻤن طرف اﻝﺒﻨوك ﻤﺼدرة اﻝﺒطﺎﻗﺔ:
-اﻻﺴﺘﻌﻼم اﻝﺠﻴد واﻝدراﺴﺔ اﻝﻤﺘﺄﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻤﻼء طﺎﻝﺒﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺒطﺎﻗﺎت واﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﺼﺤﺔ وﺴﻼﻤﺔ
اﻝﻤﺴﺘﻨدات اﻝﻤﻘدﻤﺔ.
-اﻝدﻗﺔ ﻓﻲ إﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻴﻬﺎ ،ﻤراﻗﺒﺘﻬم ﺒﺼورة دورﻴﺔ وﺘدرﻴﺒﻬم ﺒﺼورة ﺠﻴدة ﻝﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺘﻌﺎﻤل
-اﻝﺘﻨﺴﻴق ﻋﻠﻰ إﻨﺸﺎء وﺤدات إدارة اﻝﻤﺨﺎطر ﻝﻠﺒﻨوك اﻝﻤرﻜزﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن .ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ
)(2
-ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﺘﺠﺎر اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن ﻤﻊ اﻝﺒﻨوك ﻤن ﺨﻼل ﻓواﺘﻴر اﻝﺒﻴﻊ واﻝﺸراء ﻝذات اﻝﺒﻨوك ﻝﻤﻨﻊ أي ﺘﻼﻋب .
-إﺼدار ﻨوع ﻤن اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺘﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﻌﻤﻼء واﺤﺘﻤﺎﻻت اﻝﻤﺨﺎطرة اﻝﻌﺎﻝﻴﺔ ،ﻤﻊ أﺨذ اﻝﻤواﻓﻘﺔ ﻋﻨد
اﻝﺼرف ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘزوﻴد اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺒﺸﻔرات ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺘم ﺘﺤدﻴﺜﻬﺎ داﺌﻤﺎ.
-ﺤﺴن إﺨﺘﻴﺎر اﻝﺘﺠﺎر واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺴﻤﻌﺔ طﻴﺒﺔ ،اﺴﺘﻘرار ﻤﻬﻨﻲ وﻤﺎﻝﻲ وﻗﺎﻨوﻨﻲ .ﻤﻊ
ﺘزوﻴدﻫم ﺒﺄﺤدث اﻷﺠﻬزة اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻝﻠﺘﻌﺎﻤل ﻝﻀﻤﺎن اﻝﻜﺸف اﻝﻔوري ﻋن اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﻤزورة .
)(1
-ﺘﻀﻴﻴق ﻨطﺎق ﻀواﺒط ﺘﻨظﻴم ﺘداول إﻴﺼﺎﻻت اﻝدﻓﻊ ،ﻝﻤﻨﻊ ﺘﺴرﻴب اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت.
-اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺴﺤب اﻝﺒطﺎﻗﺔ إذا ﺘم اﻹﺒﻼغ ﻋن ﺴرﻗﺘﻬﺎ أو ﻓﻘدﻫﺎ ،إذا أن اﻝﺒﻨك ﻴﻘوم ﺒﺒرﻤﺠﺔ ﺠﻬﺎز اﻝﺼراف
اﻵﻝﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗﺒول اﻝﺒطﺎﻗﺔ وﺴﺤﺒﻬﺎ وﻋدم إﻋﺎدﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ إذا ﺘم إدﺨﺎل ﻝﻠرﻗم اﻝﺴري ﺜﻼث ﻤرات،
ﻓﺎﻝﺒﻨك ﻴﻔﺘرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن اﻝﺸﺨص اﻝذي ﻗﺎم ﺒﺈدﺨﺎل اﻝرﻗم اﻝﺴري ﻝﻴس ﻫو اﻝﺤﺎﻤل اﻝﺸرﻋﻲ
)(2
ﻝﻠﺒطﺎﻗـ ـ ـﺔ.
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﺘﻌﺘﺒر ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻋﻤﻠﺔ اﻝﻴوم ،وﻝﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع وﺠب ﻋﻠﻰ
ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﺘﺄﻤﻴن اﻝﺒطﺎﻗﺔ واﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤدوﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ )أوﻻ ( ،واﻝﻘﻴﺎم ﺒﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات اﻝﻼزﻤﺔ
ﻋﻨد إﺨﺘﻴﺎر اﻝرﻗم اﻝﺴري وﺠب ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻹﺒﺘﻌﺎد ﻋن إﺨﺘﻴﺎر ﺤروف وأرﻗﺎم ذات ﺼﻠﺔ ،ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺼﺒﺢ
ﻤن اﻝﺴﻬل ﻜﺸﻔﻬﺎ وﻤﻌرﻓﺘﻬﺎ ﻜﺘﺎرﻴﺦ اﻝﻤﻴﻼد أو رﻗم اﻝﻬﺎﺘف .ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺠﺘﻨب اﻝﺤﺎﻤل ﻜﺘﺎﺒﺔ اﻝﺸﻔرة اﻝﺴرﻴﺔ ﻋﻠﻰ
-ﻋدم إﻋطﺎء رﻗم اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋن طرﻴق اﻝﻬﺎﺘف ،إﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺸرﻜﺔ ﻤوﺜوق ﻓﻴﻬﺎ .
)(1
ﺤﻔظ اﻝرﻗم اﻝﺴري -ﺘﺠﻨب اﻹﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻝرﺴﺎﺌل اﻝﺒرﻴد اﻻﻝﻜﺘروﻨﻲ اﻝﺨﺎدﻋﺔ ﻗﺒل اﻝﺘﺤﻘق ﻤن ﻤﺼدرﻫﺎ
ﻏﻴﺒﺎ وﻴﺘﻠف اﻝوﺜﻴﻘﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻜون ﺒﻬﺎ اﻝرﻗم اﻝﺴري ،وﻴﻘوم ﺒﺎﻝﺤرص ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﻴﺸﺎﻫدﻩ أﺤد وﻫو ﻴﻘوم ﺒﺈدﺨﺎل
اﻝرﻗم اﻝﺴري ﻓﻲ ﺠﻬﺎز اﻝﺼراف اﻵﻝﻲ ،ﻻ ﻴطﻠب اﻝوﺼل اﻝﻤطﺒوع ﻤن ﺠﻬﺎز اﻝﺼراف اﻵﻝﻲٕ ،وان طﻠﺒﻪ ﻓﺈن
)(2
. ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﻘوم ﺒﺄﺨذﻩ وﻻ ﻴﺘرﻜﻪ،ﻷﻨﻪ ﻴﺤﺘوى ﻋﻠﻰ رﻗم ﺤﺴﺎب اﻝﺤﺎﻤل
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻻﺠ ارءات اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﻬﺎ ﺤﺎﻤل ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹ ﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻨﺼب:
ﻫﻨﺎك ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻻﺠراءات ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤن أﺠل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻨﺼب،ﺒﺄن ﻴﺘﻌﺎﻤل
ﺒﺤذر ﻤﻊ اﻝﻤﻜﺎﻝﻤﺎت اﻝﻬﺎﺘﻔﻴﺔ أو رﺴﺎﻝﺔ ﺘطﻠب ﻤﻨﻪ ﻤﺤرﻓﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋن ﺤﺴﺎﺒﻪ اﻝﻤﺎﻝﻲ .
-ﻋدم إﻋﻼم أي أﺤد ﺒرﻗم ٕ ،PINواذا أﺤس ﺒﺄن ﺸﺨﺼﺎ ﻴﻌرف رﻗﻤﻪ ﻓﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ إﺒﻼغ اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ
-اﻹﺤﺘراس ﻤن اﻝرﺴﺎﺌل أو ، MAILEاﻝذي ﻴﻌطﻲ ﻋن طرﻴق NET WETﻤﻊ اﻝﻌﻠم أن اﻝﺸﺒﻜﺔ ﻻ ﺘﺴﺄل ﻋن
)(3
أي ﺘﻔﺎﺼل ﻋن ﺤﺴﺎب أﺤد ﻝذﻝك وﻴﺠب ﻋدم اﻝرد ﻋﻠﻴﻬﺎ .
-اﻝﺘﺄﻜد ﻤن ﻤوﺜوﻗﻴﺔ اﻝﻤوﻗﻊ ،ﻓﻼ ﻴﻌطﻲ رﻗم اﻝﺒطﺎﻗﺔ إﻻ ﻤﻊ اﻝﻤواﻗﻊ اﻝﻤﺸﻬورة ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻘوم ﺒﺈرﺴﺎل
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﺒر اﻝﺸﺒﻜﺔ ،ﻤﺜل اﻝﻌﻨوان اﻝﺸﺨﺼﻲ ،رﻗم اﻝﻬﺎﺘف ،رﻗم اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،إﻻ إذا ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ
-إﺴﺘﺨدام ﺒراﻤﺞ ﻜﻤﺒﻴوﺘر ﻤﺸﻔرة ﻤﺜل ﺒرﻨﺎﻤﺞ ) (PGP)،(pretty goodﻝﻀﻤﺎن ﺨﺼوﺼﻴﺔ اﻝﺒرﻴد
اﻻﻝﻜﺘروﻨﻲ ) ،( E-MAILوﺒﻌد إﺘﻤﺎم اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﻴطﺒﻊ اﻝﺼﻔﺤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘوي ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﺼر ﻝﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻗﺎم
)(1
ﺒﻬﺎ ،ﺤﺘﻲ ﻴﺘﻤﻜن ﻤن ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎﻝﻪ وﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
اﺴﺘﺨدام طرق CHIP and PINوﻫﻲ أﺤدث طرﻴﻘﺔ ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻝﺒﻨوك ﻀد اﻝﻨﺼب ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت ،ﻓﻌﻨدﻤﺎ
ﻤﺎ ﻴﺘم دﻓﻊ ﺸﻲء ﺒواﺴطﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺔ ،ﺴﻴطﻠب ﻤن ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ إدﺨﺎل اﻝرﻗم اﻝﻤﻜون ﻤن أرﺒﻌﺔ أرﻗﺎم ﺒدﻻ ﻤن
)(2
اﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ إﻴﺼﺎل اﻻﺴﺘﻼم .
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ
أن ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺠراﺌم ﻴﺘﻤﻴز ﺒطﺒﻴﻌﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻨظ ار ﻻرﺘﺒﺎطﻬﺎ ﺒﺒﻌض ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ وﻨظم
اﻻﺘﺼﺎﻻت ،ﻝذا ﻓﺈن ﻤواﺠﻬﺔ ﺘﻠك اﻝﺠراﺌم ﻴﺴﺘوﺠب ﻤﻨظوﻤﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﺘﺴﺘﻨد اﻝﻰ ﻤرﺘﻜزات ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ واﻗﻌﻴﺔ،
)(3
وﺠﻬود أﻤﻨﻴﺔ )اﻝﻔرع اﻷول ( ودوﻝﻴﺔ ) اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ( .
اﻝﻔرع اﻷول
ﺘﻨدرج ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻷﻤﻨﻴﺔ ،ﺘﺤت ﻤﻔﻬوم اﻷﻤن اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻤﻔﻬوم اﻝﺤﺎﺴب
)(4
وﻴﻬدف اﻵﻝﻲ ،واﻝﻤﻔﻬوم اﻝذاﺘﻲ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺔ ،ﺤﻴث ﻴرﺘﺒط ﻜل ﻤﻔﻬوم ﺒﺎﻵﺨر ﻝﻴﺸﻜل ﻤﻔﻬوﻤﺎ أﻤﻨﻴﺎ ﻤﺘﻜﺎﻤﻼ
ذﻝك إﻝﻰ ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻝوﺼول إﻝﻰ رؤﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻝﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻤن أﺠل ﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻬﺎ ،ﺒﺘوﻀﻴﺢ دور
اﻝﺸرطﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن )أوﻻ ( وﻜذﻝك اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻷﻤﻨﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ )ﺜﺎﻨﻴﺎ(.
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق ﺠﻬﺎز اﻝﺸرطﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻷﻤن اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻝﻠدوﻝﺔ ﻤن اﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻘﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﺸك أن ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن ﻤن اﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺘدﺨل ﻓﻲ ﻨطﺎق اﻷﻤن
)(1
اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﻴﺤﻘق اﻷﻤن ﺴواء ﻝﻠدوﻝﺔ أو اﻝﻔرد .
ﺤﻴث ﻴﻤﻜن ﻝﺠﻬﺎز اﻝﺸرطﺔ إﺘﺨﺎذ ﺒﻌض اﻹﺠراءات ﻝﻠﺤد ﻤن وﻗوع ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم واﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-ﺘﺄﻤﻴن اﻝﺒﻨوك وﻤراﻜز اﻝﺘﻌﺎﻤل اﻝﻤﺎﻝﻲ ﺒﺎﻝﺤراﺴﺎت اﻷﻤﻨﻴﺔ وﻋﻨﺎﺼر اﻝﺒﺤث اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ وﻤراﻗﺒﺔ ﻜل
ﻤن ﻴﺤﺎول إﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام ﺘﻠك اﻝﻤراﻜز أو ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﻌﻤﻼء ﻝﻤﻌرﻓﺔ أرﻗﺎم ﺒطﺎﻗﺎﺘﻬم .ﻤن ﺨﻼل ﺘرﻜﻴب أﺠﻬزة
ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻝﺘﺼوﻴر ﺘﻠك اﻝﺒطﺎﻗﺎت وﻤﻌرﻓﺔ أرﻗﺎﻤﻬﺎ ﻹﻀﻔﺎء اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻷﻤﻨﻴﺔ وﺒث اﻝرﻋب واﻝﺨوف ﻓﻲ ﻨﻔوس
-اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ إﺠراء اﻝﺘﻔﺘﻴش اﻝدوري اﻝﻔﻨﻲ ﻝﻠﺸرﻜﺎت اﻝﻤرﺨص ﻝﻬﺎ إﺼدار ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ﻝﻠﺘﺄﻜد ﺒﺄﻨﻬﺎ
)(2
ﺘﺘﻘﻴد ﺒﺎﻝﻤواﺼﻔﺎت اﻝﻔﻨﻴﺔ واﻝﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻴﺔ .
-إﻋطﺎء ﺘوﺠﻴﻬﺎت وﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﻝﺤﺎﻤﻠﻲ اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎﺘﻬم ﻤن اﻻﻋﺘداء و ﻜﻴﻔﻴﺔ
)(3
اﻝﺘﺼرف ﻋﻨد ﻓﻘدﻫﺎ أو ﺴرﻗﺘﻬﺎ .
-إﺨﻀﺎع اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻤن أﻓراد اﻝﺸرطﺔ ،إﻝﻰ ﺒراﻤﺞ ﺘدرﻴﺒﻴﺔ وﺘﺄﻫﻠﻴﺔ وﺘﻘﻨﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ وﺜﻴﻘﺔ
-ﻀرورة إﻨﺸﺎء ﻤﻌﻤل ﺠﻨﺎﺌﻲ ﻤﺘﺨﺼص ،ﻴﺤﺘوي ﻋﻠﻰ أﺠﻬزة ﻓﻨﻴﺔ ﻋﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨدم ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت
)(1
اﻝﻔﺤص واﻝﻤﻀﺎﻫﺎة ﻝﻜﺎﻓﺔ اﻝوﺜﺎﺌق واﻝﻤﺴﺘﻨدات واﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﺔ وﻴﺒﺎﺸر اﻝﻌﻤل ﻓﻴﻬﺎ ﻀﺒﺎط أﻜﻔﺎء.
ﻜﻤﺎ ﺘم اﺘﺨﺎذ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻹﺠراءات اﻷﻤﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻜون اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ أﺴﺎﺴﻬﺎ.
ﺘﺘﻨﻬﺞ اﻝﺸرطﺔ ﻓﻲ اﻝوﻗت اﻝﺤﺎﻝﻲ اﻷﺴﻠوب اﻝﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ آداﺌﻬﺎ ﻝﻌﻤﻠﻬﺎ ،ﺤﻴث ﺘم ﺘطوﻴر ﻨظﺎم ﺤﻔظ
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺒﺠﻬﺎز اﻝﺸرطﺔ ٕوادﺨﺎل اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ،ﺘطوﻴر ﺒراﻤﺠﺔ ،ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت ٕوادﺨﺎل ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت
ذات اﻝﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﺠراﺌم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻤرﺘﻜﺒﻴﻬﺎ ،ﻝﻴﺼﺒﺢ ﻝدى اﻝﺸرطﺔ ﻗﺎﻋدة ﺒﻴﺎﻨﺎت ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﺴﺘﺨدام اﻷرﺸﻴف
)(2
اﻹﻝﻜﺘروﻨﻲ ،ﻝﺤﻔظ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﻠﻔﺎت .
-إﻋداد ﺨرﻴطﺔ ﻝﻠﻤوﻗﻊ اﻝذي ﺴوف ﻴﺘم ﻤداﻫﻤﺘﻪ وﺘﻔﺎﺼﻴل اﻝﻤﺒﻨﻰ ،وﺘﺤدﻴد ﻤواﻗﻊ اﻷﺠﻬزة واﻝﺨزاﺌن
-ﺘﺤدﻴد ﻋدد وأﻨواع اﻷﺠﻬزة اﻝﻤﺤﺘﻤل ﺘورطﻬﺎ ﻓﻲ ارﺘﻜﺎب اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﻝﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ واﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻀرورﻴﺔ ،ﻤن أﺠﻬزة وﺒراﻤﺞ ﺼﻌﺒﺔ و ﻝﻴﻨﺔ ،ﻝﻼﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻔﺤص واﻝﺘﺸﻐﻴل ).(3
-ﻜﻤﺎ ﺘم ﺘﺼﻤﻴم ﺒراﻤﺞ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﺘﺘم ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ،ﻤﺜل ﺒراﻤﺞ ﻨظم
اﻝﻤﻌرﻓﺔ ﻋن طرﻴق ﻋزل ووﻗف اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻬﺎ ﻏﻴر طﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺤﻴث ﺘوﻓر ﻫذﻩ اﻝﺒراﻤﺞ وﺴﺎﺌل
ﻓﻌﺎﻝﺔ ﻝﻜﺸف اﻝﺘﻬدﻴدات اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨدﻤﻬﺎ اﻝﻤﺤﺘﺎﻝون ﻜﺎﻝدﺨول ﻏﻴر اﻝﺸرﻋﻲ ﻝﻨظﺎم اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ،وﻓﺘﺢ
اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺠدﻴدة ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﺸرﻋﻴﺔٕ ،واﻋﺎدة ﺘﻨﺸﻴط اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺴﺎﻜﻨﺔ ﻋن طرﻴق ﺘﺤﻠﻴل اﻝﻘﺎﻋدة
ﻜﻤﺎ ﺘم ﺘﺼﻤﻴم ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻝﺸﺒﻜﺔ اﻝﻌﺼﺒﻴﺔ وﻫو ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ رﺼد ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺘﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﻲ ﺘﺘم ﺒواﺴطﺔ
)(1
اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،واﻝﻜﺸف ﻋن أي ﺘﻌﺎﻤﻼت ﻤﺸﻜوك ﻓﻲ ﺼﺤﺘﻬﺎ وﻓﺤﺼﻬﺎ .
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ
ﻴﻌرف ﺒﻌض اﻝﻔﻘﻪ اﻝﺘﻌﺎون اﻝدوﻝﻲ ﺒﺄﻨﻪ ":ﺘﺒﺎدل اﻝﻌون واﻝﻤﺴﺎﻋدة وﺘﻀﺎﻓر اﻝﺠﻬود اﻝﻤﺸﺘرﻜﺔ ﺒﻴن
دوﻝﺘﻴن أو أﻜﺜر ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻨﻔﻊ أو ﺨدﻤﺔ ﻤﺸﺘرﻜﺔ ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ اﻝﺨدﻤﺔ أو اﻝﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى ﻋﺎﻝﻤﻲ أو
)(2
ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى إﻗﻠﻴﻤﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠدول اﻝﺘﻲ ﻴﺘم اﻻﺘﻔﺎق ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ".
ﻓﺎﻝﺘﻌﺎون اﻝدوﻝﻲ ﻴﺴﻌﻰ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم وﻻ ﻴﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺎل ﻤﻌﻴن ،وﻤن ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺠراﺌم
ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﺘﻲ ﺘﻌد ﻤن اﻝﺠراﺌم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻝﻬﺎ ﻤﺨﺎطر ﻜﺒﻴرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻘوﻤﻲ واﻝﻌﺎﻝﻤﻲ،
وﻝﻤﺎ ﺘﻤﺜﻠﻪ ﻤن ﺘﻬدﻴد ﻷﻨظﻤﺔ اﻝدﻓﻊ وﺘﺤوﻴل اﻷﻤوال إﻝﻜﺘروﻨﻴﺎ ،ﺴواء ﻜﺎﻨت اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﺸرطﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
)أوﻻ( أو ﻤﺠﻠس وزراء اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﻌرب )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ،أو اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻀﺒﺎط اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ )ﺜﺎﻝﺜﺎ( ،وﻫو
ﻴﺘﻜون ﻤن ﻋدة ﻤﻨظﻤﺎت ﻗد ﺘﻜون دوﻝﻴﺔ أو إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﻬدف ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ اﻝﻰ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﺠرﻴﻤﺔ .
ﻝﻘد ﻨظﻤت اﻝﺴﻜرﺘﺎرﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﻤﻨظﻤﺔ أول ﻤؤﺘﻤراﺘﻬﺎ اﻝدوﻝﻴﺔ ﺒﺨﺼوص اﻻﺤﺘﻴﺎل واﻝﻐش
اﻝذﻴن ﻴﻬددان ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻓﻲ أﻜﺘوﺒر 1994وﻗد ﻗﺎﻤت ﺒﺘﺒﻨﻲ ﺘوﺼﻴﺘﻴن :
-1ﻋﻠﻰ اﻝدول اﻷﻋﻀﺎء ﻤراﺠﻌﺔ ﺘﺸرﻴﻌﺎﺘﻬﺎ وﻗواﻨﻴﻨﻬﺎ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻴﻀﻤن
ﺘﺠرﻴم ﺘﻀﻴﻊ أو اﻤﺘﻼك اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝﻤزورة أو اﻤﺘﻼك ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻏﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،أو اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ
)(1
ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،واﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻓﻲ إدﺨﺎﻝﻬﺎ ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن .
-2إﻨﺸﺎء ﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻋﻤل ﺒوﻝﻴﺴﻴﺔ ﻤن ﺨﺒراء اﻝﻌﻤل ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻹﺤﺘﻴﺎﻻت اﻝدوﻝﻴﺔ ،اﻝﺘﺎﺒﻌﻴن ﻝﺒوﻝﻴس
ﻫوﻨﺞ ﻜوﻨﺞ واﻝﺸرطﺔ اﻝﻜﻨدﻴﺔ و اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﺴرﻴﺔ اﻻﻤرﻴﻜﻴﺔ وﺨدﻤﺔ اﻻﺴﺘﺨﺒﺎرات اﻝﻘوﻤﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻨﻴوزﻴﻼﻨدا
وﻤﻨدوﺒﻴن ﻤن ﻤﻨظﻤﺎت ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ،ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻫذﻩ اﻝﻨوﻋﻴﺔ ﻤن اﻝﺠراﺌم ،واﻝﺘﻘوا ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﺸﻬر ﻓﺒراﻴر
1995وﺘم وﻀﻊ اﻷﺴس اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﺒﺎدل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺒﻬدف اﻝﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ).(2
وﻗد ﻗﺎم اﻷﻨﺘرﺒول ﺒﺘوﻗﻴﻊ ﺨﻤس اﺘﻔﺎﻗﻴﺎت ﻤﻊ اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝراﻋﻴﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺎت وﻫﻲ ﻓﻴ از وﻤﺎﺴﺘر ﻜﺎرد،
وأﻤرﻴﻜﺎن أﻜﺴﺒرس ،ودﻴﺴﻜﻔري ،وأﻴروﺒﺎل أﻨﺘرﻨﺎﺴﻴوﻨﺎل ﻤن أﺠل اﻝﺘﻌﺎون ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
-1
ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 168
-2إﻴﻬﺎب ﻓوزي اﻝﺴﻘﺎ ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 508
-3ﻀﻴﺎء ﻋﻠﻲ أﺤﻤد ﻨﻌﻤﺎن ،اﻝﻤرﺠﻊ اﻝﺴﺎﺒق ،ص . 231
85
المسؤولية الجزائية عن الجرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان اإللكترونية الفصل الثاني
ﺜﺎﻨﻴﺎ -دور ﻤﺠﻠس وزراء اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﻌرب ﻤواﺠﻬﺔ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن:
ﻜﺎن ﻝﻬذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﺒﺼﻤﺎت واﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﺤﻴث ﺘم ﺘﻨﺎول ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ﻤن
ﻗﺒل اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﺠﺘﻤﺎﻋﻬﺎ اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸر .ﺤﻴث أوﺼت ﺒوﻀﻊ ﺘﺸرﻴﻌﺎت ﺨﺎﺼﺔ ﻝﻤواﺠﻬﺔ ﺠراﺌم
ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ،ﺘﺄﻫﻴل أﺠﻬزة اﻝﻌداﻝﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﺒطﺎﻗﺎت وﺘوﻋﻴﺔ اﻝﻤواطﻨﻴن واﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒﻬﺎ .وﻤن
ﺜم دﻋوة اﻷﺠﻬزة اﻷﻤﻨﻴﺔ اﻝﻰ إﺠراء اﻝﺘﻨﺴﻴق ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻝﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﺠدات اﻝﺠراﺌم ،ودﻋوة اﻝدول
)(1
اﻷﻋﻀﺎء إﻝﻰ ﺘﻌزﻴز اﻝﺘﻌﺎون ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻝﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺠراﺌم وﻜﺸف اﻝﻌﺼﺎﺒﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘدﻴرﻫﺎ .
وﻗد اﻋﺘﻤد اﻝﻤﺠﻠس ﻓﻲ دورﺘﻪ اﻝﺤﺎدﻴﺔ واﻝﻌﺸرون اﻝﺘﻲ اﻨﻌﻘدت ﻋﺎم 2004ﻗﺎﻨون اﻹﻤﺎرات اﻝﺨﺎص
ﺒﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺠراﺌم ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ،ﻜﻘﺎﻨون اﺴﺘرﺸﺎدي ﻝﻠدول اﻷﻋﻀﺎء ،ﻝﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺘزاﻴدة ،اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ
ﻋن ﺘﻘﻨﻴﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت وﻤﻨﻬﺎ اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﺒوﺴﺎطﺔ اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ .
ﺘﻌﺘﺒر ﻤﻨظﻤﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻀﺒﺎط اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤﻨظﻤﺔ دوﻝﻴﺔ ﻏﻴر رﺒﺤﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻝﺘوﻓﻴر اﻝﺨدﻤﺎت ،وﺘوﻓﻴر
اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﺠﻤﻊ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﺤول اﻻﺤﺘﻴﺎل اﻝﻤﺎﻝﻲ وطرق اﻝﺘﺤﻘﻴق واﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،وﻗد
ﺘم إﻨﺸﺎء ﻫذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻋﺎم 1986ﻋن طرﻴق اﻝﺘﻌﺎون ﺒﻴن 68ﻤﺤﻘﻘﺎ دوﻝﻴﺎ ﻤﺘﺨﺼﺼﺎ ﺒﺠراﺌم اﻷﻤوال ،وﺘم
)(2
ﻤن ﺨﻼل ذﻝك إﻨﺸﺎء ﻤﻨظﻤﺔ دوﻝﻴﺔ ﻝﻀﺒﺎط ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن .
وﻤﻨذ ﻋﺎم 1998وﻫذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﺘﻤﻨﺢ ﻋﻀوﻴﺘﻬﺎ اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻝﻀﺒﺎط اﻝﺸرطﺔ وﻤﺤﻘق ﻤؤﺴﺴﺎت إﺼدار
اﻝﺒطﺎﻗﺎت ،وﺨﺒراء ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻﺤﺘﻴﺎل ﺒﺸﻲء ﺼورة ،ﻤن ﺨﻼل ﺸروط ﺨﺎﺼﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻴﺢ ﻋﻀوﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻷﻋﻀﺎﺌﻬﺎ اﻝﺤﺼول اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺴرﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ،
اﻝدوﻝﻴﺔ واﻝﻤﺠرﻤﻴن اﻝدوﻝﻴﻴن ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ إرﺴﺎل إﻨذارات ﻷﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﺒﺎﻷﻤﺎﻜن اﻝﻤﻌرﻀﺔ ﻝﻬذﻩ اﻝﺠراﺌم .ﻓﻬﻲ
ﺘﺘﻴﺢ ﻝﻠﻌﻀو اﻝدﺨول ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺎت اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﺨص اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ).(1
ﺤﺎوﻝﻨﺎ ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻔﺼل اﻝﺒﺤث ﻋن ﻤدى إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘطﺒﻴق ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﻋﺘداءات اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻤن أﺠل ﺘوﻓﻴر ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻬذﻩ
ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﻝم ﺘﻌرف إﺴﺘﻘرار ورأﻴﺎﺠﺎﻤﻌﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ و اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﻤطروﺤﺔ ،
ﻝﺘﺠرﻴم ﻤﺨﺘﻠف ﺼورﻫﺎ ،وﻤﺤﺎوﻝﺔ رﺒطﻬﺎ ﺒﺘطﺒﻴق اﻝﻨﺼوص اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺠراﺌم اﻻﻤوال.
ﻤﺎ زاد ﻤن ﺤدة ﻫذا اﻝﺨﻼف ﻏﻴﺎب ﻨﺼوص ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﺘﺨﺘص ﺒﻤواﺠﻬﺔ ﻫذﻩ اﻝﻨوﻋﻴﺔ ﻤن اﻻﻋﺘداءات
إﻻ أﻨﻪ وﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن اﻹﺴﺘﺨداﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،او اﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻘد
ﺘم ﺴن ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات اﻷﻤﻨﻴﺔ واﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ ،ﺴواء ﻤن ﻗﺒل اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدوﻝﻰ،اﻝﻤﺤﻠﻰ و اﻻﻓراد و اﻝذي
88
ﺨﺎﺘﻤ ــﺔ
خـاتمـــة
إن ﻜﺎن ﻻﺒد ﻤن ﺨﺘﺎم ﻫذا اﻝﻤوﻀوع ﺒﺎﺴﺘﻨﺘﺎج ﻨﻔﺎﻀل ﺒﻪ ﻓﻼ ﻨﺘردد ﻝﻠﺤظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺄﻜﻴد ﺒﺄن
ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹاﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻗد أﺨذت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﻤﺴﺎﻋﻲ دوﻝﻴﺔ ﻜﺒﻴرة ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤن أﻫم وأﺤدث
اﻝﻤواﻀﻴﻊ اﻝﺘﻲ ﺘطرح ﻋﻠﻰ اﻝﺼﻌﻴد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ .واﻝﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺘرﺘب آﺜﺎر ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤﻬددة ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
واﻷﻓراد .اﻷﻤر اﻝذي إﺴﺘوﺠب ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻹﺤﺎطﺔ ﺒﻬﺎ ﻤن طرف اﻝﻨﺼوص اﻝﻌﻘﺎﺒﻴﺔ اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ﻹﺴﻘﺎط
اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻌﻘﺒﺎت ﺘﺄﺘﻲ ﻓﻲ ﺼدارﺘﻬﺎ ﺤداﺜﺔ اﻝﻤوﻀوع ،وﺘﻌﻠﻘﻪ إﻻ أن ﻫذا اﻷﻤر ﻗﺎﺒﻠﺘﻪ
ﺒﺎﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ اﻝﺤدﻴﺜﺔ .ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﺠد ﻤﻜﺒﺤﺎ ﻝﻬﺎ ،وﻤﺎ إن ﻴطﺎﻝﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون إﻻ وﺘﺘﻌداﻩ ﺒﻌﻴدا،
وﻻ ﻨﺠد أﺼوب ﻤن إﻴراد أﻫم اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘﻲ ﺘوﺼﻠﻨﺎ إﻝﻴﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻻﺴﺎس اﻝﻤرﺘﻜز ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء
-/1اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ
-ﺘﻌﺘﺒر ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ وﺴﻴﻠﺔ دﻓﻊ ﺠدﻴدة ﺘﻤﺜل ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺘﻘدﻤﺔ ﻤن ﻤراﺤل اﻝﺘطور ﻓﻲ
اﻻدوات اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،إذ أﺼﺒﺤت ﺘﺤل ﻤﺤل اﻝﻨﻘود واﻝﺸﻴﻜﺎت اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ .وﻫﻲ ﺒﻬذﻩ اﻝﺨﺎﺼﻴﺔ ﺘوﻓر
ﻝﺤﺎﻤﻠﻴﻬﺎ ﻓرﺼﺔ اﻝﺘﺨﻠص ﻤن ﻤﻌﺎﻨﺎة اﻝﻨﻘود وﻤﺎ ﺘﺴﺒﺒﻪ ﻤن ﻤﺸﺎﻜل اﻝﺴرﻗﺔ ،ﻋدم ﻜﻔﺎﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌض
اﻷﺤﻴﺎن وﻨوﻋﻴﺔ اﻝﻌﻤﻠﺔ ....اﻝﺦ إﻻ أﻨﻪ ﺒﺎﻝرﻏم ﻤن اﻝﻤزاﻴﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
90
خـاتمـــة
-إﺨﺘﻼف اﻝﻔﻘﻪ واﻝﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺘﻜﻴﻴف اﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن
اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ذﻝك ﻝﻌدم وﺠود ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺼرﻴﺢ ﻴﺠرم ﻫذا اﻝﻔﻌل .ﻤﻤﺎ أدى اﻝﻰ ﻓﺸل اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت
-ﻻزاﻝت ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺠواﻨﺒﻬﺎ ﻏﺎﻤﻀﺔ و ﻤﺠﻬوﻝﺔ وﻤﺎزال اﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت واﻝﺤﻤﺎﻴﺔ
-ﻋدم إﻨطﺒﺎق ﻨﺼوص ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﺘﺼرف اﻝﺤﺎﻤل ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ ،اﻝذي أﺴﺘﺨدم اﻝﺒطﺎﻗﺔ
أﺜﻨﺎء ﻓﺘرة ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ ﺒﺘﺠﺎوز ﺤد اﻝﺴﺤب ،ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن أن اﻝرﺼﻴد ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺒذﻝك .ﺤﻴث ﻻ ﻴﻘﻊ
ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ اي ﻨص ﺠﻨﺎﺌﻲ ،وﻫذا ﻤﺎ ﻴﻨﺠر ﻋﻨﻪ إﺨﻼل ﺒﺎﻝﺜﻘﺔ اﻝواﺠب ﺘواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت
-ﺘردد اﻝﻘﻀﺎء واﻝﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﻜﻴﻴف ﺘﺼرف اﻝﺤﺎﻤل ﻋﻨد اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻠﻐﺎت أو ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ
ﻓﻲ اﻝوﻓﺎء أو اﻝﺴﺤب ﺒﻴن ﺠرﻴﻤﺘﻲ اﻝﺴرﻗﺔ وﺨﻴﺎﻨﺔ اﻻﻤﺎﻨﺔ،وﺒﻴن أﻋﺘﺒﺎر ﺒﺎن ﺘﺼرﻓﻪ ﻻ ﻴﺸﻜل ﺠرﻴﻤﺔ.
-ﻨظ ار ﻝﻠﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ارﺘﻜﺎب ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﺤﻴث ﻴﺼﻌب اﻷﻤر ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻨون
اﻝﻌﻘوﺒﺎت ﻤﺴﺎﻴرﺘﻬﺎ.
-ﻋدم ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻨﺼوص اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﻤﻜﻔوﻝﺔ ﻝﺠراﺌم اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻰ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺒطﺎﻗﺎت
اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ .
-ﻋدم ﻨص اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﻨظﺎم اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﺼراﺤﺔ وﺨﺼﻬﺎ ﺒﻨظﺎم
ﺘﺸرﻴﻌﻲ وﻏﻴﺎب ﻨﺼوص ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﺘﻨظﻤﻬﺎ إﻝﻰ ﺠﺎﻨب اﻻﻓﺘﻘﺎر إﻝﻰ اﻻﺠﺘﻬﺎدات اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
91
خـاتمـــة
-/2اﻝﺘوﺼﻴﺎت:
-ﻀرورة إﻓراد ﻗﺎﻨون ﺨﺎص ﺒﺘﻨظﻴم اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻴﻌﺎﻝﺞ ﻤﺨﺎطرﻫﺎ وﻴﺤرم
اﺴﺎءة إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ،أﻋﻤﺎﻻ ﻝﻤﺒدأ ﺸرﻋﻴﺔ اﻝﺠراﺌم واﻝﻌﻘوﺒﺎت ﺒﺤﻴث ﺘﺠﺎري اﻝﺘطور اﻝﺘﻘﻨﻲ واﻝﻌﻠﻤﻲ
-دﻋوة اﻝﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري اﻝﻰ ﺘﺒﻴن ﻨظﺎم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ﻤﺴﺎﻴرة اﻝﺘطور اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ،
وﺘطوﻴر اﻝﺒﻨوك اﻝوطﻨﻴﺔ ،ﺒﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﺘﺴﻴﻴر ٕوادارة اﻻﻋﻤﺎل اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻤن أﺠل ﻤواﻜﺒﺔ ﻝﻤﺨﺘﻠف أﻨظﻤﺔ
-ﻀرورة إﻫﺘﻤﺎم اﻝﺒﻨوك واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻤﺼدرة ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹاﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ واﻝﺸرﻜﺎت
اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ .ﺒﺎﻝوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻜل ﺼور اﻹﺴﺘﺨداﻤﺎت ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ ﻝﻬﺎ وﺘدرﻴب
-ﻻﺒد إﺘﺨﺎذ اﻹﺠراءات اﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ او اﻷﻤﻨﻴﺔ ﻝﻠﺤد ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ إﻨﺘظﺎر إﻓراد ﻗﺎﻨون ﺨﺎص ﻴﻨظم اﻝﺘﻌﺎﻤل
-اﻝﺘﻨﺴﻴق اﻹﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝدوﻝﻰ ﻤﻊ اﻻﺠﻬزة اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ﻝﻀﻤﺎن اﺴﺘﻘرار
اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ.
-ﻀرورة ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻠﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ و ﺒراﻤﺞ اﻝﺤﺎﺴب اﻵﻝﻲ ﻤن اﺠل ﻤﻨﻊ اﻻﻋﺘداءات
ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻹﻓراد ،ﺒﺘﺠرﻴم اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒدون وﺠﻪ ﺤق ،ﺒﺘﻔﻌﻴل اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ
ﻝﻠﺒﻴﺎﻨﺎت ﻋﺒر اﻻﻨﺘرﻨت وﻤﺎ ﺘﻨطوى ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺎت .
92
خـاتمـــة
-اﻝﺘﻌﺎون اﻝدوﻝﻰ ﻝﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺠراﺌم ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ،وذﻝك ﻤن ﺨﻼل اﻝدﺨول ﻓﻲ اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت
وﻤﻌﺎﻫدات ﺘﺠرم ﺼور ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم ﻜﻠﻬﺎ ،وﻜذا ﺘدﻋﻴم ﺘﺒﺎدل اﻝﺨﺒرات واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺎﺌل
-إﻋطﺎء دورات ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻴﺔ ﻝﺘﻜوﻴن ﻓرﻴق ﻤن اﻝﻀﺒطﻴﺔ ﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،وﻝﻠﻘﻀﺎة
ﺤﺘﻰ ﻴﻜوﻨوا ﻋﻠﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﺒطﺒﻴﻌﺔ ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم وأﺴﺎﻝﻴب ارﺘﻜﺎﺒﻬﺎ .
وأﺨﻴ ار ﻨرﺠو ان ﻨﻜون ﻗد ﺘﻌرﻀﻨﺎ اﻝﻤوﻀوع ﻋرﻀﺎ ﺸﺎﻤﻼ واﻓﻴﺎ ﺒﺎﻝﻐرض ،ﻓﺈن اﺼﺒﻨﺎ ﻓﻠﻠﻪ اﻝﻤﻨﺔ
93
ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
ﻤﻠﺨص
ﻴﻌد ﻤوﻀوع ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن اﻝﻤواﻀﻴﻊ اﻝﺤﺴﺎﺴﺔ ﻨظ ار ﻝﻤﺎ ﻴﺜﻴرﻩ ﻤن إﺸﻜﺎﻻت
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻜوﻨﻪ ﻴﻨﺼب ﻋﻠﻰ ﻨوع ﻤن اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺴﺘﺤدﺜﺔ اﻝﺘﻲ أرﺘﺒط وﺠودﻫﺎ ﺒﺘطور ﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴﺎ
وﺘﻌﻨﻰ ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ ﺒﺘﺴﻠﻴط اﻝﻀوء ﻋﻠﻰ اﻝﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ،
وﺒﻴﺎن أوﺠﻪ إﺴﺎءة إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﺴواء ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ أو اﻝﻐﻴر ،ﻓﻲ إطﺎر ﻤطﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝﻨﺼوص
اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ،ﻝﺘﻘدﻴر ﻤدى ﻜﻔﺎﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ .
ﺤﻴث ﺸﻬدت ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم إﺨﺘﻼﻓﺎت ﻓﻘﻬﻴﺔ و ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻜﻴﻴف ﻤﺨﺘﻠف اﻹﻋﺘداءات اﻝﺘﻲ ﻤن
اﻝﻤﻤﻜن أن ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﻏﻴﺎب ﻨﺼوص ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺼرﻴﺤﺔ ﺘﺠرم ﻫذا اﻝﻔﻌل .اﻻ أن ﻗﻴﺎم
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﻤن ﻓراغ ٕواﻨﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎج اﻝﻰ أﻝﻴﺎت ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ وﻤن ﺜﻤﺔ ﺘوﻗﻴﻊ
اﻝﺠزاء.
وﻓﻲ اﻷﺨﻴر ﻨظ ار ﻝﺨطورة ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﺠراﺌم ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻤل اﻝﺘﺠﺎري و اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﺒوﺠﻪ ﺨﺎص
،وﺠب إﺘﺨﺎذ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات اﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ او اﻷﻤﻨﻴﺔ ﻝﻠﺤد ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ إﻨﺘظﺎر إﻓراد ﻗﺎﻨون ﺨﺎص
ﻴﻨظم اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺒطﺎﻗﺎت اﻷﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻴﻌﺎﻝﺞ ﻤﺨﺎطرﻫﺎ وﻴﺠرم إﺴﺎءة إﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ .
94
اﻝﻔﻬﺎرس
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼطﻠﺤــﺎت اﻝﻤﻌرﻓـﺔ
96
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ
97
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ
98
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ
اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﺨﺎﺼﺔ
اﻝطﺒﻌﺔ اﻻوﻝﻰ ،اﻻردن ،دار اﻝﻤﺴﻴرة2002 ، اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻋن أﻤﺠد ﺤﻤدان
اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع اﻝﺠﻬﻨﻲ
ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻝدﻓﻊ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
اﻝطﺒﻌﺔ اﻻوﻝﻰ ،ﻝﺒﻨﺎن, ،دار اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ و اﻻﻤﻨﻴﺔ إﻴﻬﺎب ﻓوري اﻝﺴﻘﺎ
ﻝﻠﻜﺘﺎب 2011، ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ
اﻝطﺒﻌﺔاﻻوﻝﻰ ،اﻻردن،دار ﻤﺠدﻻوي2009 ، اﻝﺘزوﻴر واﻻﺤﺘﻴﺎل ﺒﺎﻝﺒطﺎﻗﺎت ﺤﺴﻴن ﻤﺤﻤد
اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ اﻝﺸﺒﻠﻰ ،ﻤﻬﻨد ﻓﺎﻴز
اﻝدوﻴﻜﺎت
اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ،دار اﻝﻔﻜر اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ 2007، اﺤﻜﺎم اﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﺒد اﻝﺤﻜﻴم أﺤﻤد
واﻻ راء اﻝﻔﻘﻬﻴﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺤﻤد ﻋﺜﻤﺎن
اﻝطﺒﻌﺔ اﻻوﻝﻰ ،اﻻردن ،دار ﺤﺎﻤد2013 ، ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن ﻋﺒد اﻝﻜرﻴم اﻝرداﻴدة
)دراﺴﺔ طﺒﻘﻴﺔ ﻤﻴداﻨﻴﺔ (
)دط( ،اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋن ﻋﻠﻲ ﻋدﻨﺎن اﻝﻔﻴل
2007، اﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ
اﻻﺌﺘﻤﺎن
اﻝطﺒﻌﺔ اﻻوﻝﻰ ،ﻤﺼر ،دار اﻻﻤﻴن2002 ، ﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻻﺴس ﻤﺤﻤد ﺘوﻓﻴق
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﻼﻗﺎت اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ ﺴﻌودى
ﻋن اﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ
)،دط( ،دار اﻝﻜﺘب اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ 2009 اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻝﻠﺒطﺎﻗﺎت ﻤﺤﻤد ﺤﻤﺎد ﻤرﻫﺞ
اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﻤﻐﻨطﺔ
ﻝﺒﻨﺎن ،اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻝﻠﻜﺘﺎب2011 ، ﺒطﺎﻗــﺎت اﻹﺌﺘﻤــﺎن ) ،اﻝﻨظﺎم ﻤﻌﺎدي أﺴﻌد
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ وآﻝﻴﺎت اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺼواﻝﺤﺔ
واﻷﻤﻨﻴــﺔ
اﻝطﺒﻌﺔ اﻻوﻝﻰ ،اﻻردن ،دار اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ2008 ، اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻜﻤﻴت طﺎﻝب
ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺒﻐدادي
اﻝﺠزاﺌﻴﺔ و اﻝﻤدﻨﻴﺔ
99
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ
100
ﻓﻬرس اﻝﻤﺼﺎدر واﻝﻤراﺠــﻊ
101
ﻓﻬرس اﻝﻤوﻀـوﻋـﺎت
ﻓﻬــــرس اﻝﻤوﻀوﻋــﺎت
اﻝﺼﻔﺤﺔ اﻝﻤوﻀـوع
اﻵﻴﺔ)....................................................................................................................................أ(
اﻹﻫداء)..........................................................................................................ب(
ﻤﻘدﻤﺔ02.............................................................................................................
اﻝﻔﺼل اﻷول :اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ 07 .......................
ﺴﺎدﺴﺎ :ﻋدم ﺨﻀوع اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻝﻠﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝﺨﺎص ﺒوﺴﺎﺌل اﻝدﻓﻊ اﻷﺨرى21................................
102
ﻓﻬرس اﻝﻤوﻀـوﻋـﺎت
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺼور اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ 36............................
اﻝﻔرع اﻷول :اﻻﺴﺘﺨدام ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن ﻗﺒل ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ37........................
103
ﻓﻬرس اﻝﻤوﻀـوﻋـﺎت
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻹﺴﺘﺨدام ﻏﻴراﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻝﻐﻴر …43.....................
اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠزاﺌﻴﺔ ﻋن اﻝﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ52................
اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :آﻝﻴﺎت ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ53..................
اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﻤدى ﺘطﺒﻴق ﻗواﻋد اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﺠراﺌم54.....................................
اﻝﻔرع اﻷول :ﻤدى ﺘطﺒﻴق ﻤﺒدأ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ54...........................
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻤدى ﺘطﺒﻴق أﺴﺎس اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ56........................
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث :ﻤدى ﺘطﺒﻴق ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ58........................
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﺠراﺌم اﻝواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ59........................
ز اﻝرﺼﻴد60.............................................................
أوﻻ :اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻼﺴﺘﺨدام ﻤﺘﺠﺎو ا
ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻼﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﻐﻴر اﻝﻤﺸروع ﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻤﻠﻐﺎة أو ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ65 .....................
ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻝﺘﻜﻴﻴف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻻﻤﺘﻨﺎع ﺤﺎﻤل اﻝﺒطﺎﻗﺔ ﻋن رد اﻝﺒطﺎﻗﺔ اﻝﻤﻠﻐﺎة أو اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ ﺼﻼﺤﻴﺘﻬﺎ67..............
اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻐﻴر ﻋن اﻻﻋﺘداء اﻝذي ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ68......................
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻹﺠراءات اﻝوﻗﺎﺌﻴﺔ واﻷﻤﻨﻴﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن إﺴﺎءة اﺴﺘﺨدام ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ …75.
104
ﻓﻬرس اﻝﻤوﻀـوﻋـﺎت
ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻹﺠراءات اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﻬﺎ ﺤﺎﻤل ﺒطﺎﻗﺔ اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻨﺼب80.....................
أوﻻ :اﻻﺠراءات اﻝﻤﺘﺨذة ﻤن ﻗﺒل اﻝﺸرطﺔ ﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ82 ..............................
ﺜﺎﻨﻴﺎ :دور ﻤﺠﻠس وزراء اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﻌرب ﻤواﺠﻬﺔ ﺠراﺌم ﺒطﺎﻗﺎت اﻹﺌﺘﻤﺎن86.....................................
ﺜﺎﻝﺜﺎ :دور اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻀﺒﺎط اﻝﺠراﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ) 86 ............................................( LAFCL
ﺨﺎﺘﻤﺔ90............................................................................................................
اﻝﻤﻠﺨص94........................................................................................................
105