You are on page 1of 95

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ﺑﺎﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻣﯾدان‪:‬اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬ ‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻓرع‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‬ ‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬
‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻗﺎﻧون إداري‬ ‫رﻗم‪......................:‬‬

‫اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ‬


‫اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‬

‫ﺗﺣت أﺷراف أ‪.‬د‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﺎﻟب ‪:‬‬

‫‪ -‬ظرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‬ ‫‪ -‬ﻓراﺣﺗﯾﺔ ﻟﺧﺿر‬

‫ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬
‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف – اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ‪-‬‬
‫ﻣﺷرﻓﺎ وﻣﻘر ار‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف – اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ‪-‬‬ ‫أ‪.‬د‪ -‬ظرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‬
‫ﻣﻧﺎﻗﺷﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف – اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ‪-‬‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪2021/2020‬‬
‫ﺗﺷﻛرات‬
‫اﻟﺤﻤﺪ واﻟﺸﻜﺮ اﷲ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻐﻲ ﺑﺠﻼل وﺟﻬﻪ وﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺳﻴﺪ اﻷﻧﺎم‬
‫ﺗﺤﻴﺔ ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ وﻋﺮﻓـﺎن ﻟﻸﺳﺘﺎذة اﻟﻔـﺎﺿﻠﺔ‪ :‬ﻇﺮﻳﻔﻲ ﻧﺎدﻳﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺈرﺷﺎداﺗﻬﺎ وﻧﺼﺎﺋﺤﻬﺎ وﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ وﺟﺰاﻫﺎ ااﷲ ﺧﻴﺮا‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﺒﺮﻫﺎ وﻃﻮل ﺑﺎﻟﻬﺎ‬
‫أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻘـﺎم ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ‬
‫ﺑﻌﻴﺪ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‬
‫إﻫداء‬
‫اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي أﻋﺎﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠم وﻫداﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻌﻣل وأﻛرﻣﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘوى‬
‫اﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ إﻟﻰ‪:‬‬
‫أﻣﻲ ﺣﻔظﻬﺎ اﷲ‬
‫إﻟﻰ أﺑﻲ رﺣﻣﻪ اﷲ‬
‫إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ اﻟﻛرﯾﻣﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻋﻠﻣﻧﻲ ﺣرﻓﺎ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻛل اﻷﺣﺑﺎب واﻷﺻدﻗﺎء‪.‬‬
‫إﻟﻰ‬
‫ﻛل ﻣﺣب ﻟﻠﻌﻠم اﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل‬
‫ﻣﻘــــدﻣـــــﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﺳﻌ ـ ــت اﻟﺟ ـ ـ ازﺋ ـ ــر ﻣـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﺳﯾ ــﺎﺳﺗ ـ ــﻬﺎ إﻟــﻰ اﻟرﻗ ـ ــﻲ واﻟﺗ ـﻘـ ــدم ﺑﻣــﺟﺗـ ــﻣﻌﻬﺎ واﻟﻌـ ـﻣ ــل ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻣﻌــﺎﻟﺟ ــﺔ ﻣﺧ ـﺗـﻠــف اﻟﻣﺷــﺎﻛ ــل اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ـواﺟــﻬﻬــﺎ وذﻟ ــك ﻣﻧ ــذ اﻻﺳﺗ ـﻘــﻼل ﻣ ــرو ار ﺑﻣــﺧﺗﻠ ــف اﻟﻣ ـ ارﺣ ــل‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ ﻋــرﻓـ ــﻬﺎ ﻧــظﺎﻣـ ــﻬﺎ ﻣـ ــن اﻻﺷ ـﺗ ـ ـراﻛﻲ إﻟــﻰ ﻧ ـظـ ــﺎم اﻗــﺗﺻـ ــﺎد اﻟﺳـ ــوق‪ ،‬وﺗ ـﻐـ ــﯾر وظــﺎﺋـ ــﻔﻬﺎ ﻣـ ــن‬
‫دوﻟــﺔ ﻣﺗــدﺧﻠــﺔ إﻟﻰ دوﻟــﺔ ﺿﺎﺑطﺔ أﯾ ــن أﺻــﺑﺣــت ﺗ ـﺿــطﻠ ـﻊ ﺑــوظــﺎﺋــف اﻗــﺗﺻﺎدﯾ ــﺔ‪ ،‬اﺟــﺗﻣــﺎﻋﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﺳــﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ وأﻣﻧ ـﯾ ــﺔ ﻋــدﯾـ ــدة‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻟـ ــن ﯾﺗـ ــﺄﺗﻰ إﻻ ﻋـ ــن ط ـرﯾـ ــق ﺣ ـﺳ ــن ﺳ ـﯾـ ــر واﺳ ـﺗـﻐ ــﻼل اـﻠﻣ ـ ـوارد‬
‫اﻟــﻣﺎﻟ ــﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻋ ــرﻓ ـﺗــﻬﺎ وﻻ ازﻟ ــت ﺗــﻌرﻓ ــﻬﺎ اﻟـ ــدول اﻟﻧــﺎﻣﯾــﺔ ﻣﻧــﻬﺎ اﻟﺟ ـ ازﺋـ ــر إﺛ ــر ﺗــذﺑـ ـذب أﺳﻌـــﺎر‬
‫اﻟ ـﺑـﺗرول وﺗـ ـ ارﺟـﻊ ﻋــﺎﺋـداﺗـﻬﺎ ﻓــﻲ اﻵوﻧــﺔ اﻷﺧﯾ ـرة‪.‬‬

‫ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ـ ــﻼل ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﻣــﻧط ـﻠـ ـ ــق أدرﻛ ـ ـ ــت اﻟﺟ ـ ازﺋ ـ ـ ــر ﻣـﻧ ـ ـ ــذ اﻻﺳ ـﺗـﻘـ ـ ــﻼل أن اﻟوﺻ ـ ـ ــول إﻟ ـ ــﻰ‬
‫اﻷﻫـ ـ ـ ــداف اﻻﻗ ـﺗـﺻـﺎدﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻻﺟ ـﺗــﻣﺎﻋﯾ ـ ــﺔ واﻟﺳ ـﯾـﺎﺳـﯾ ـ ــﺔ اﻟـﻣــرﺟـ ـ ــوة ﻟـ ـ ــن ﺗــؤﻣـ ـ ــن إﻻ ﻋ ـ ـ ــن ط ـرﯾ ـ ـ ــق‬
‫ﻣـﺳـﺎﺋـﻠ ـ ـ ــﺔ ﻣـﺧـﺗـﻠـ ـ ـ ــف اﻟﻬ ـﯾـﺋ ـ ـ ــﺎت واﻟﻣــؤﺳ ـﺳ ـ ـ ــﺎت ﻟ ـﺿ ـﻣ ـ ـ ــﺎن اﻟﺣ ـﻣــﺎﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗـﺻــرﻓـ ـ ـ ــﺎت ﻏـﯾـ ـ ـ ــر‬
‫اﻟ ـﻣ ـﺷــروﻋ ـ ــﺔ وﺗ ـﺑــدﯾ ـ ــد اﻷﻣـ ـ ـوال اﻟ ـﻌ ـﻣــوﻣ ـﯾــﺔ‪،‬ﻓ ـﻛ ـ ــﺎن ﺑــذﻟ ـ ــك ﺗ ـﻛ ـرﯾ ـ ــس اﻷﺟ ـﻬـ ـ ـزة اﻟــرﻗــﺎﺑ ـ ــﯾﺔ ﻧـﺗـﯾﺟ ـ ــﺔ‬
‫ﺣ ـﺗـﻣﯾــﺔ ﻟ ـﻬـذﻩ اﻟـﻣـﺳــﺎﻋــﻲ‪.‬‬
‫إﻻ أﻧـ ــﻪ ورﻏ ـ ــم ﻛ ـ ــل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺟـ ـﻬ ــود ﺗ ـﺑ ــﻘﻰ اﻟﺟ ـ ازﺋـ ــر ﺗ ـﺷـﻬـ ــد اﺳـﺗ ـﻣـ ـرار اﻧ ـﺗـﺷـ ــﺎر ظــﺎﻫ ـ ـرة اﻟﻔ ـﺳ ــﺎد‬
‫واﺧ ـﺗ ــﻼس اﻷﻣ ـ ـوال اﻟﻌـﻣــوﻣﯾـ ــﺔ وﺳـ ــوء ﺗــﺳﯾـ ــﯾرﻫﺎ وﻋـ ــدم ﺗﺣ ـﻘ ـﯾ ــق ﻛ ـﻔـ ــﺎءة وﻣــردودﯾـ ــﺔ ﻋــﺎﻟـﯾ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫ﺳ ـﯾــﺎﺳــﺔ اﻟﺗــوﺳــﻊ اﻹﻧ ـﻔــﺎﻗــﻲ اﻟﺗ ــﻲ اﻧــﺗﻬﺟــﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻗ ــد اﺳ ـﺗ ــدﻋﻰ ﻫـ ــذا اﻷﻣ ــر ﺗــﻛﺎﺗ ــل اﻟﺟﻬ ــود ﻷﺟ ــل‬
‫اﻟﻌ ـﻣـ ــل ﻋـ ــﻠﻰ ﻣﺣــﺎرﺑـ ــﺔ ﻛ ـ ــل ﺟ ـ ارﺋـ ــم اﻟﻔ ـﺳـ ــﺎد ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺗ ـﻌ ـزﯾـ ــز أدوات اﻟرﻗــﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻏ ـ ـرار‬
‫ﻣﺟـ ــﻠس اﻟﻣﺣــﺎﺳﺑـ ــﺔ واﻟﻣﻔــﺗﺷـ ــﯾﺔ اﻟﻌــﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣــﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻛﺄﺟﻬ ـ ـزة رﻗﺎﺑﯾـ ــﺔ ﻋﻠﯾــﺎ ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ أﻛـ ــد ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫اﻟﺗﻌدﯾــل اﻟدﺳ ـﺗـوري ﻟﺳﻧــﺔ ‪ 2016‬ﺣﯾــث ﺟــﺎء ﻓ ــﻲ ﻣ ـﺿــﻣون اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻣـﺎدة ‪ 192‬ﻣﻧـﻪ‬
‫ﻋﻠــﻰ" ‪:‬ﯾﺳــﺎﻫم ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ ﺗطــوﯾر اﻟﺣﻛــم اﻟ ارﺷــد واﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ ﺗﺳــﯾﯾر اﻷﻣ ـوال‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ "‪،‬وﻛـذا ﺗﻌــﻠﯾﻣ ــﺔ اﻟﺳﯾ ــد اﻟوزﯾــر اﻷول ﺣﯾ ــث ﺟ ــﺎء ﻓﯾ ــﻬﺎ " ‪:‬ﻣ ــن اﻟﻣﻬ ــم أن ﯾﺗـ ــم ﺗﻌ ـزﯾ ــز‬
‫واﻟﺿـرﯾـﺑ ــﻲ‪ ..،.‬وﯾــﻛﻠـ ــف اﻟﺳﯾـ ــد وزﯾـ ــر‬ ‫أدوات رﻗــﺎﺑـ ــﺔ اﻟدوﻟـ ــﺔ وﻻ ﺳﯾ ـﻣ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟـ ــﺎل اﻟﻣـﺎﻟ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺷﺧـﺻﯾــﺎ وﺗـﺣـت ﺳـﻠطﺗــﻲ ﺑﺎﻟﺳ ـﻬـر ﻋ ــﻠﻰ اﻟـﺗﻧـﻔﯾــذ اﻟﺻ ــﺎرم ﻟﻸﺣﻛ ــﺎم اﻟﻣﯾ ـزاﻧﯾــﺔ واﻟﻣـﺎﻟﯾ ــﺔ"‪،‬‬

‫أ‬
‫إن ﻫ ـ ــذﻩ اﻷﺟ ـﻬ ـ ـزة اﻟرﻗ ــﺎﺑـﯾـ ــﺔ ﻋــﺎﻣـ ــﺔ ﺑـﺎﻋﺗـﺑــﺎرﻫـ ــﺎ ﻣــوﺿـ ــوع ﺑﺣـﺛـﻧـ ــﺎ أوﻛ ـﻠـ ــت ﻟ ـﻬ ــﺎ ﻣﻬـ ــﺎم اﻟرﻗــﺎﺑـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣــﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻼﺣـﻘــﺔ ﻟــﺿﻣــﺎن ﺷــرﻋﯾــﺔ اﻟﺗــﺻرﻓــﺎت اﻟﻣــﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻗ ـ ــد ﺷﻬ ـ ــدت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻬــﯾﺋ ـ ــﺎت اﻟرﻗــﺎﺑﯾ ـ ــﺔ ﺗﻐﯾـ ـ ـرات ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧــظﯾــﻣﻬـ ــﺎ اﻟﻬــﯾﻛـﻠ ـ ــﻲ واﻟــوظﯾـﻔ ـ ــﻲ‬
‫ﻣ ـوازاة واﻟﺗ ـطــورات اﻟﺗــﻲ ﻋــرﻓﻬــﺎ اﻟﻧ ـظــﺎم اﻟﺳﯾــﺎﺳــﻲ واﻻﻗــﺗﺻــﺎدي اﻟﺟ ـ ازﺋــري‪ ،‬وﻻ ﯾﺗــوﻗ ــف اﻷﻣ ــر‬
‫ﻓ ــﺣﺳـ ــب ﺑـ ــل ﺗ ـﻌـ ــدى اﻷﻣـ ــر إﻟــﻰ‬ ‫ﻋ ـﻠ ــﻰ اﻟﺗــﻐﯾـ ــﯾر ﻣـ ــن اﻟﻧ ـظـ ــﺎم اﻻﺷ ـﺗ ـ ارﻛـ ــﻲ إﻟــﻰ اﻟ ـرأﺳﻣــﺎﻟـ ــﻲ‬
‫ﻣﺣــﺎوﻟ ــﺔ ﻣ ـواﻛﺑ ــﺔ اﻷﻓﻛ ــﺎر اﻟﺣدﯾﺛ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﺳﯾ ــﯾر اﻷﻣـ ـوال اﻟﻌﻣــوﻣﯾ ــﺔ ﺑﻐ ـﯾ ــﺔ اﻟﺗــﺧﻔﯾ ــض ﻣ ــن ﺣ ــدة‬
‫اﻟﻣﺧــﺎطـ ــر اﻟﻣﺗــﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳ ـ ــﺎد اﻟﻣــﺎﻟ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺧﺗ ـ ــﻠف اﻟﻣﺳﺗــوﯾ ـ ــﺎت واﻟﻣــؤﺳ ـ ــﺳﺎت ﻓ ـ ــﻲ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ‬
‫واﻋــﺗﻣ ــﺎد اﻟﺣﻛــوﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻛ ــم اﻟ ارﺷ ــد ﻛﻧﻬ ــﺞ ﻹدارة ﻣﺻــﺎﻟ ــﺢ اﻟﺑ ــﻼد‪ ،‬ﻟﯾــﺷﻣ ــل اﻟرﺷ ــﺎدة ﻓ ــﻲ‬
‫اﺳﺗﻌﻣ ـ ــﺎل اﻟﻣـ ـ ـوارد اﻟﻣﺗــﺎﺣ ـ ــﺔ ﻗﺻ ـ ــد ﺗﺣﻘ ـ ــﯾق ﺣــوﻛﻣ ـ ــﺔ رﺷﯾ ـ ــدة ﻓ ـ ــﻲ ﻗـ ــطﺎع اﻟﻣــﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌــﺎﻣ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺗــﺣﺳﯾـن ﻣــن ﻧﺟــﺎﻋــﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌ ـﻣــوﻣــﻲ‬

‫وﺗﺑــرز أﻫﻣﯾــﺔ ﻣوﺿ ــوع اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣ ــن ﻧــﺎﺣﯾﺗﯾن ‪ :‬ﻋﻠﻣﯾــﺔ و ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ‬
‫ﻓﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠـﻰ أﺟﻬـزة اﻟرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ اﻟﻣﻧوطـﺔ‬
‫ﺑﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــﺎل اﻟﻌ ــﺎم واﻻط ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ أﻧﺷ ــﺄﺗﻬﺎ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل وﺻ ــﻔﻬﺎ‬
‫وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ واﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ أدوار ﻫــذﻩ اﻷﺟﻬ ـزة ‪ٕ ،‬واﺑ ـراز اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻣﻧﺣﻬــﺎ إﯾﺎﻫــﺎ اﻟﻣﺷــرع‬
‫ﻷداء ﻣﻬﺎﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟرﻗﺎﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾط اﻟﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ دور ووظﯾﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ‬
‫اﻷﺟﻬزة ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻬـذا اﻟﻣوﺿـوع ﻓﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ ﺿـرورة ﺗوﺣﯾـد‬
‫اﻟﺟﻬود ﻣن أﺟل ﺗﻔﻌﯾل دور ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدور اﻟﻣﻧـوط ﺑﻬـﺎ وﺗطﺑﯾـق اﻟﻧﺻـوص اﻟﻧظرﯾـﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻌــد د ارﺳــﺔ ﻫــذا اﻟﻣوﺿــوع ﻣﺻــد ار أﻛﺎدﯾﻣﯾــﺎ ﻣﻬﻣــﺎ ﺗﺳــﺗﻔﯾد ﻣﻧــﻪ أﺟﻬ ـزة‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺻوﯾب اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗﺷوب آﻟﯾﺎت ﻋﻣﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ب‬
‫أﻣ ــﺎ ﻋ ــن أﺳ ــﺑﺎب اﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻣوﺿ ــوع ﻓﺗﻧﺻ ــرف ﺑ ــﯾن دواﻓ ــﻊ ذاﺗﯾ ــﺔ و أﺧ ــرى ﻣوﺿ ــوﻋﯾﺔ‬
‫ﻓﺎﻷﺳــﺑﺎب اﻟذاﺗﯾــﺔ ﺗﺗﺟﻠــﻰ ﻓــﻲ رﻏﺑــﺔ اﻟﺑﺎﺣــث ﻓــﻲ ﺗﻧــﺎول ﻣوﺿــوع اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪،‬‬
‫وﻣواﻛﺑﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻧﺣو اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿـوع اﻟـذي ﻫـو ﻣﺣـل إﺷـﻛﺎﻻت ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻣطروﺣـﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺟـﺎء اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣوﺿـوع ﻓـﻲ ظـل اﻟﺗﻌـدﯾل اﻟدﺳـﺗوري اﻷﺧﯾـر ‪ 2020‬واﻟـذي ﻧطﻣـﺢ أن ﺗﻛـون‬
‫ﻟﻪ إﺿﺎﻓﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣوﺿوع اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﺗرﺟﻣت ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ‬
‫إﺛراء اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬و اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أدوار ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺎت ﻓـﻲ ظـل‬
‫اﻻﻧﺗﺷــﺎر اﻟرﻫﯾــب ﻟﺟ ـراﺋم اﻟﻔﺳــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟــوطﻧﻲ وﻛــذا اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ ﻣــدى ﺗﻣﺗــﻊ ﻫــذﻩ‬
‫اﻷﺟﻬـ ـزة ﺑﻣﻬ ــﺎم ﺣﻘﯾﻘﯾ ــﺔ ﺗﻌﻛ ــس ﻓﻌ ــﻼ ﺳ ــﺑب وﺟودﻫ ــﺎ و ﻣ ــدى اﺳ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ واﻟﺿ ــﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠ ــﺔ‬
‫ﺑﺣﯾﺎدﻫـﺎ ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻷﺳــﺑﺎب ﻛﻠﻬـﺎ ﻧﺟـدﻫﺎ ﺣرﻛــت اﻟﻔﺿـول ﻟــدﯾﻧﺎ ﻟﺗﻘﺻـﻲ أﻣـر ﻫــذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺎت و ﻋــن‬
‫ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻬﺎ واﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ‬

‫وﻧﺷﯾر أﻧﻧﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ إﻧﺟـﺎز ﻫـذا اﻟﺑﺣـث ﻋﺛرﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋـدة د ارﺳـﺎت و أﺑﺣـﺎث ﻗﯾﻣـﺔ ﺳـﺑﻘت‬
‫ﻣوﺿوﻋﻧﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‬

‫اﻟﺗ ـوازن واﻟﺗﻛﺎﻣــل ﺑــﯾن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻣﺎﺳــﺗر ﻣﻘدﻣــﺔ ﻣــن‬
‫طرف اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﻣﺣﻣد ﺷﯾﻛوش ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ‪2015- 2014‬‬

‫أﻣــﺎ ﻋــن أﻫــداف اﻟد ارﺳــﺔ اﻟرﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻓﻬ ــﻲ ﺗﺗﻣﺣ ــور ﺣ ــول ﻋــرض ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺗﻣﺛ ــل اﻟﺣــد اﻷدﻧ ــﻰ‬
‫اﻟﻧظري ﺣول ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺎت وﺗﺳـﻠﯾط اﻟﺿـوء ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻣـن أﺟـل ﺣﻣﺎﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻣﺎ ﺗوﺟﻬﻪ ﻣن ﻋراﻗﯾل ﺟراء ﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣن وﺳﺎﺋل وأدوات‬

‫ذﻟ ــك أن ﺗﺣدﯾـ ــد أطـ ــر ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺟﺳـ ــدة ﻣـ ــن ﺧ ــﻼل ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــذﻛرة اﺧﺗﯾـ ــر ﻟﻬـ ــﺎ‬
‫اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻣﺎ ﻣدى ﺗوازن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ؟‬

‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﺗﻧدرج اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬


‫ﻛﯾف ﺟﺳدت اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ؟‬
‫ھ ل وﻓ ق اﻟﻣﺷ رع اﻟﺟزاﺋ ري ﻓ ﻲ اﻟﺗﺻ ور اﻟ ذي ﺗﺑﻧ ﺎه ﺣ ول ﻛﯾﻔﯾ ﺔ ﺗﻧظ ﯾم وﺗﺳ ﯾﯾر اﻟرﻗﺎﺑ ﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ؟‬

‫ت‬
‫ﻟــﻺﺟــﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﺷــﻛﺎﻟـﯾ ــﺔ اﻟﻣطــروﺣ ــﺔ وﺣﺗـ ــﻰ ﻧـﺻ ــل إﻟــﻰ ﺛ ـﻣ ـ ـرة ﻫـ ــذا اﻟـﻣوﺿ ــوع ﻛ ــﺎن‬
‫ﻻﺑــد أن ﻧــﻌﺗـﻣـد ﻋـﻠـﻰ اﻟﻣـﻧـﻬـﺞ اﻟـوﺻـﻔـﻲ‪ ،‬اﻟـذي ﻻ ﯾــﻣﻛــن اﻻﺳﺗـﻐﻧــﺎء ﻋﻧــﻪ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻓﯾـﻣــﺎ ﯾـﺧــص‬
‫ﺗـﺑﯾـﺎن اﻹطــﺎر اﻟﻧـظــري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣـﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌــﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣــﺎﻟﯾــﺔ ‪ ،‬ﺑـﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣﻧـﻬــﺞ‬
‫اﻟﺗﺣﻠـﯾﻠــﻲ اﻟﻧ ـﻘ ــدي اﻟ ــذي ﯾﺧ ــدم د ارﺳـ ــﺔ اﻟﺟـ ـواﻧ ــب اﻟﺗــطﺑ ـﯾـﻘـﯾــﺔ واﻟﻌ ـﻣـﻠﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣــوﺿــوع ﻣ ـ ــن ﺧ ــﻼل‬
‫اﻟﻘــﺎﻧـوﻧﯾ ــﺔ وﻣـ ــﺎ ﻫـ ــو ﻣـوﺟـ ــود ﻋﻠـ ــﻰ أرض‬ ‫اﻟــوﻗـ ــوف ﻋ ـﻠـ ــﻰ ﺣﻘــﯾﻘـ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﺗــﺿﻣﻧـ ــﺗﻪ اﻟﻧـﺻ ــوص‬
‫اﻟ ـواﻗــﻊ‪.‬‬

‫وﺳﺗـﺗـ ــم د ارﺳـ ــﺔ ﻣوﺿـ ــوﻋﻧﺎ ﻫــذا ﻓـ ــﻲ إطـ ــﺎر ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣــذﻛ ـ ـرة ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﺧـط ــﺔ اﻟﺑــﺣﺛـﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣــﻘﺳ ـﻣـﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻓﺻـﻠﯾــن‪:‬‬
‫اﻟﻔﺻـل اﻷول ُﻋﻧــون ﺑﺎﻹطــﺎر اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋـر وﻗــد ﺟــﺎء ﻫــذا‬
‫اﻟﻔﺻــل ﻣﻘﺳــﻣﺎ إﻟــﻰ ﻣﺑﺣﺛــﯾن ‪،‬ﻓﺎﻟﻣﺑﺣــث اﻷول ﺟــﺎء ﻣوﺳــوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻧــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ‬
‫ﻟﻠرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻟﺟ ــﺄت ﻣ ــن ﺧﻼﻟ ــﻪ إﻟ ــﻰ إﺑـ ـراز اﻟﺗﺄﺳ ــﯾس اﻟدﺳ ــﺗوري واﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ وﺑﯾ ــﺎن طﺑﯾﻌﺗﻬ ــﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻣﺑﺣــث اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﻌﻧــون ﺑﺗﻧظــﯾم اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟــذي ﺗطرﻗــت ﻓﯾــﻪ‬
‫إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻫﯾﺎﻛل ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺎت إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺛر اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﺳﻣوﻫﺎ‬

‫أﻣــﺎ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﻌﻧــون ﺑﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟــذي ﺗﻧﺎوﻟــت ﻓﯾــﻪ ﻣﺟﻣــل‬
‫اﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت ﻟﻛــل ﻣــن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﻗــد ﺟــﺎء ﻫــذا اﻟﻔﺻــل ﻣﻘﺳــﻣﺎ‬
‫إﻟــﻰ ﻣﺑﺣﺛــﯾن ‪،‬ﻓﺎﻟﻣﺑﺣــث اﻷول ﺟــﺎء ﺑﻌﻧـوان ﺻــﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ أﯾــن ﺗطرﻗــت ﻓﯾــﻪ إﻟــﻰ‬
‫ﻣﺧﺗﻠف ﺻـﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ واﻟـﻰ أﺛـﺎر ﻣﻣﺎرﺳـﺔ ﺗﻠـك اﻟﺻـﻼﺣﯾﺎت وﻛـذا اﻟﻌراﻗﯾـل اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗوﺟﻬﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﺑﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــث اﻟﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ﯾﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــص اﻟﻣﻔﺗﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪.‬‬

‫ث‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬

‫اﻹطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‬


‫ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬

‫ﻹﺑراز اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺗﻧﺎول اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري ﻟﻬﺎ)اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻷول( ﺛم ﻧﺗﻧﺎول اﻷﺳﺎس اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻬﺎ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﺛم ﺗﻛﯾﯾف ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬

‫ﻧﺗﻧﺎول اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟدﺳﺗوري ﻟﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ )اﻟﻔرع اﻷول ( واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣؤﺳﺳﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻧﺷﺄة وﻗد آﺛر اﻟﻣﺷرع دﺳﺗرة ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ‬
‫ﻟدورﻫﺎ اﻟرﻗﺎﺑﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن‬
‫دﺳﺗور ‪) 1976‬اﻟﻣﺎدة ‪ ( 190‬ﺛم دﺳﺗور ‪) 1989‬اﻟﻣﺎدة ‪ ( 160‬ودﺳﺗور ‪) 1996‬اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ ( 170‬ﺗم اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪) 2016‬اﻟﻣﺎدة ‪ ( 192‬وأﺧﯾ ار دﺳﺗور ‪ 2020‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ " ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪،‬ﯾﻛﻠف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛذﻟك رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ"‪.‬‬

‫وﻣن ذﻟك ﺗﺑﯾﻧت ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‬

‫أوﻻ‪ :‬دﺳﺗور ‪1963‬‬

‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻟم ﻧﻛن ﻋﻠﻰ أي اﺳﺗﻌداد ﻣن أﺟل إﻧﺷﺎء ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧظﯾم أﺟﻬزة‬
‫اﻟدوﻟﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﻣﺗداد ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ 1‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻟم ﯾرد ﻓﻲ ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﻣﺎ‬
‫ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ وﺟود رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺗرك ﻫذا اﻟدور إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺣداث‬
‫ﺟﻣﻌﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﺗﻣﺎرس اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬ﻣن‬
‫اﻟﻣرﺳوم ‪ 127-63‬واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪،‬ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم أﻟﻐﻲ دون أن ﯾﻧﻔذ‬
‫ﺑﻌد ﺻدورﻩ ﺑﻌدة أﺷﻬر‪.‬‬

‫ﺑﻦ داود إﺑﺮاﻫﻴﻢ ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 2010‬ص ‪155‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬دﺳﺗور ‪1976‬‬

‫ﯾﻌود أول ظﻬور ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ دﺳﺗور ‪ 1976‬ﻓﻘد أوﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﻣواد ‪ 188،189 ،187‬ﻟذﻟك أﻗر ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 190‬ﻋﻠﻰ‬
‫إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻛﻬﯾﺋﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾرى اﻟﻧور إﻻ ﺑﺻدور‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 05-80‬اﻟذي وﺿﻌﻪ ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻗﺎم ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‬

‫إذ ﻛﺎن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل ﻫـذا اﻟﻘـﺎﻧون ﯾﻣـﺎرس رﻗﺎﺑـﺔ ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺗﺷـﻣل ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻬﯾﺋـﺎت اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﻬﺎ أﻣـواﻻ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ وﻫـذا ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﺎرﺳـﻪ وﺗﻣﺗـﻊ ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وأﺧرى إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد وﺟدت ﻓﻲ ظـل اﻟﺣـزب اﻟواﺣـد‪،‬ﻏﯾر‬
‫أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻋطﺎء ﺻورة واﺿﺣﺔ وﻗوﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻧظ ار ل ‪:‬‬

‫‪ ‬دﺳﺗور ‪ 1976‬ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ وﻋﻠﻰ ﺣﺻﺎﻧﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وﺗرك‬
‫اﻷﻣر ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﺎدي‪،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣن ﺣﯾث اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺑﻌﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ واﺣدة ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ " 05-80‬ﯾوﺿﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﺣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ "‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪1989‬‬

‫ﺑﺻدور دﺳﺗور ‪ 1989‬ودﺧول اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻣﺟﻠس‬


‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻗد ﻛرس ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 160‬ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻟﯾس‬
‫ﺿﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾث أﺳﻧد ﻟﻪ ﻧﻔس اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟذي ﻻ ﯾﺧﺗﻠف‬
‫ﻋن اﻟﻣﺎدة ‪ 190‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1976‬ﺳوى ﻣن ﺣﯾث اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺣزب واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ‬
‫ﻣن ﻧظﺎم اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺑﺣﻛم ﺗﻐﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣﯾث ﻛﻠف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ‬
‫واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﻠف أﯾﺿﺎ ﺑﺈﻋداد ﺗﻘرﯾر ﺳﻧوي ﯾﺳﻠم إﻟﻰ رﺋﯾس‬

‫‪ 1‬ﻣﻌﺰوزي ﻧﻮال ‪،‬ﻧﻈﺎم اﳌﻨﺎزﻋﺎت ﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ‪،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪،‬ﻓﺮع اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ﺳﻨﺔ‬
‫‪ ،2011 -2010‬ص ‪5‬‬

‫‪3‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﺻدر ﻧص آﺧر‪ 1‬ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1990‬ﻧظم ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺟدﯾد ‪،‬وﺗﻣﯾز ﺑﺣﺻر ﻣﺟﺎل ﺗدﺧﻠﻪ واﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ﻣراﻗﺑﺗﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣراﻓق‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري ﻛﻣﺎ ﺟرد ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وأﺻﺑﺢ ﻓﻘط‬
‫ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪1996‬‬

‫ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑل ﻛﺎن‬
‫ﻫﻧﺎك ﺗﻛرﯾس أﻛﺛر ﻟﻠﺗﺄﺳﯾس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 170‬ﻣن‬
‫دﺳﺗور ‪ 1996‬واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‬

‫" ﯾؤﺳس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪،‬ﯾﻛﻠف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﯾﻌد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﻘرﯾ ار ﺳﻧوﯾﺎ ﯾرﻓﻌﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‬

‫ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﯾﺿﺑط ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ وﺟزاء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎﺗﻪ "‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪2016‬‬

‫ﺟﺎء ﺗﻌدﯾل ‪ 2016‬ﻓﻲ ظل أوﺿﺎع ﺟﯾوﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وأﻣﻧﯾﺔ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر وﻗد ﻛرس ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻌدﯾل ﻣرة أﺧرى ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 192‬ﻓﻣﻧﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﻋزز‬
‫دورﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺧوﻟﻪ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗطوﯾر اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣوﻣﻲ ‪،‬وﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور‬
‫‪ 1996‬ﻛﺎن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﯾرﻓﻊ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻘط ‪،‬ﻟﻛن ﻓﻲ‬
‫دﺳﺗور ‪ 2016‬ﯾرﻓﻊ ﺗﻘرﯾرﻩ اﻟﺳﻧوي إﻟﻰ ﻛل ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ورﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ واﻟوزﯾر اﻷول‪.‬‬

‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 32-90‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1990-12-04‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﻤﺎرﺳﺔ وﻇﻴﻔﺔ اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ج‪.‬ر ‪53‬‬
‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪2020‬‬

‫ﺣﺎﻓظ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 199‬ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أن‪: 1‬‬

‫" ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻛﻠف‬
‫ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛذﻟك رؤوس‬
‫اﻷﻣوال اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬

‫ﯾﺳﺎﻫم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﯾداع‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪.‬‬

‫ﯾﻌﯾن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻌﻬدة ﻣدﺗﻬﺎ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة‬
‫واﺣدة‪.‬‬

‫ﯾﻌد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﻘرﯾ ار ﺳﻧوﯾﺎ ﯾرﻓﻌﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس ﻧﺷرﻩ‪.‬‬

‫ﯾﺣدد ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻋﻣﻠﻪ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ واﻟﺟزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن‬ ‫ّ‬
‫ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ واﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷﻋﺿﺎﺋﻪ ‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻬﯾﺎﻛل اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد"‪.‬‬

‫وأﻛد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻣﻌروف‪ ،‬رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﺷروع ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرأﺳﻬﺎ ﻣﻧذ ﺳﻧوات‪ ،‬ﺑﻌد أن ﺗﺿﻣن إﺿﺎﻓﺗﯾن‬
‫ﻫﺎﻣﺗﯾن ﺗدﻋﻣﺎن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠق اﻷوﻟﻰ ﺑﺗﺣدﯾد ﻋﻬدة رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﯾﻪ‬
‫ﻣن أي ﻗ اررات "ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ" ﻗد ﺗﺻدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠق اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾن رﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﻧﺷر اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي اﻟذي ﯾرﻓﻊ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻛﺳر اﻟﺣﺎﺟز‬
‫اﻟذي ﻛﺎن ﻣوﺟودا ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻠس واﻟﻣواطن‪ٕ ،‬واﺿﻔﺎء ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ أﻛﺑر ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻪ‪.2‬‬

‫وﻗﺎل رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ إن ﻫﺎﺗﯾن اﻹﺿﺎﻓﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن رﺳﺧﺗﺎ ﻣﺑدأ ﺷﻣوﻟﯾﺔ دور اﻟﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ دﺳﺗور ‪ ،2016‬أن ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬ﻣن دﺳﺗور ‪2020‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻣﻌﺮوف‪ ،‬رﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﻣﻨﺘﺪى "اﻟﻘﻨﺎة اﻷوﱃ" ﻟﻺذاﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ "اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠدوﻟﺔ"‪ ،‬ﯾﻌد ﻣﻛﺳﺑﺎ ﻫﺎﻣﺎ‬
‫ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻹدارات‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ إﺷراك اﻟﻣﺟﻠس ـ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺷروع ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور‪ -‬ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ "ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟراﺷد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﯾداع اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت"‪ ،‬ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﻘول اﻟﻣﺎدة ‪ ،199‬وﻫو‬
‫ﻣﺎ اﻋﺗﺑرﻩ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺿوء اﻷﺧﺿر ﻟﻠﻣﺟﻠس ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑـ»ﻣﺳﺎءﻟﺔ" اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن اﻟﻣﺎل‬
‫اﻟﻌﺎم‪ .‬وأوﺿﺢ ﻗﺎﺋﻼ "إن ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ ،199‬ﺗﻌطﻲ رﻛﯾزة ﻣﺗﯾﻧﺔ ﻟدور اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪".‬‬ ‫ﺗﻘدﯾم‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺدارة‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﻌد ﻣؤﺳﺳﺔ رﻗﺎﺑﯾﺔ داﺋﻣﺔ‬ ‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻗد اﻫﺗم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻬذا اﻟﺟﻬﺎز و ﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻬﺎ‬
‫ﻟم ﺗرﺗﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى دﺳﺗرة ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ‬
‫ﻣﺛل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻧﺟد ذﻟك ﻓﻲ‬

‫‪ ‬ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 185‬اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎص ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور‬
‫‪ 1976‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻣﺎرس اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت وطﻧﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ وﺑﺄﺟﻬزة داﺋﻣﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ‬
‫‪ ‬ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 192‬اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل‬
‫اﻟدﺳﺗوري ‪ 2016‬وﻛذﻟك ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن دﺳﺗور ‪ 2020‬واﻟﺗﻲ أﺷﺎرﺗﺎ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺑﺎﻗﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش وﻫو اﻋﺗراف ﺿﻣﻧﻲ ﺑوﺟود‬

‫رﲪﺔ زﻳﻮش ‪،‬اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ‪،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ‪،‬ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻟﻮد ﻣﻌﻤﺮي ﺗﻴﺰي وزو ‪ 2011‬ص‪244‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻫﯾﺋﺎت أﺧرى إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﯾﺿﺑط ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ وﺟزاء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎﺗﻪ‬ ‫ّ‬ ‫ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون‬
‫" ّ‬
‫‪1‬‬
‫وﻛذا ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻬﯾﺎﻛل اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش"‬
‫ﯾﺣدد ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻋﻣﻠﻪ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ واﻟﺟزاءات‬
‫" ّ‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ واﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻷﻋﺿﺎﺋﻪ ‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻬﯾﺎﻛل‬
‫اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد"‪.2‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬

‫ﺻدرت ﻋدة ﻗواﻧﯾن ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم وﺗﺳﯾﯾر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻛل‬
‫ﻗﺎﻧون ﺻدر ﻓﻲ ظروف ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم وظﯾﻔﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻛل‬
‫ﻣﻧﻬﻣﺎ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﻋ ــرف ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر ﻣﻧ ــذ ﻧﺷ ــﺄﺗﻪ ﺗطﺑﯾ ــق ﻗـ ـواﻧﯾن أﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾـ ـزة ﻋ ــن‬
‫ﺑﻌﺿ ــﻬﺎ اﻟ ــﺑﻌض ارﺗﺑط ــت ﺑﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟﺗﺣ ــوﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﻋرﻓﺗﻬ ــﺎ اﻟ ــﺑﻼد ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟ ــﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ دورﻩ وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ وﻫﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون ‪: 05-80‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 190‬ﻣن دﺳﺗور‪ ، 1976‬ﻛﻠف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻣراﻗﺑﺔ‬


‫اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺣزب واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 05-80‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 01‬ﻣﺎرس ‪ 1980‬واﻟذي ﺗم‬
‫ﺑﻣوﺟﺑﻪ إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾﻣﻛن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻛل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ وﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ‬
‫ﻧﺷﺎطﻬﺎ أﻣواﻻ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬

‫‪ 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 192‬اﻟﻔﻘﺮ اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮري ‪2016‬‬


‫‪ 2‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 199‬اﻟﻔﻘﺮ اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮري ‪2020‬‬

‫‪7‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫أ ‪ -‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 39‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ 05-80‬ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫‪ ‬ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺣﺳـﺎﺑﺎت اﻹدارﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻣﻬﺎ اﻵﻣـرون ﺑﺎﻟﺻـرف وﯾﺧﺗﻣﻬـﺎ ﺑواﺳـطﺔ اﻟﺗﺻـرﯾﺢ‬
‫ﺑﺎﻟﺗطﺎﺑق‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺻ ــﻔﻲ ﺣﺳ ــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﯾن اﻟﻌﻣ ــوﻣﯾﯾن وﯾواﻓ ــق ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺳ ــﺎﺑﺎت ﻣﺣﺎﺳ ــﺑﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرﻫم‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺻرح ﺑﺎﻟﺗﯾﺳﯾرات اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ وﯾﺻﻔﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾدﯾن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن اﻟﻣﺧطﺋﯾن ﺑدﻓﻊ ﻏراﻣﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ‬ﯾﺑــث ﻧﻬﺎﺋﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟطﻌــون اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﺿــد اﻟﻘ ـ اررات اﻟﺗــﻲ ﯾﺻــدرﻫﺎ وﺿــد اﻟﻘ ـ اررات اﻟو ازرﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺿــﻣﻧﺔ ﺗﺳــدﯾد ﺑــﺎﻗﻲ اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺳــﺗﺣﻘﺔ أو ﺿــد ﻗ ـ اررات ﺧــﺗم اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺻــﻔﺎة‬
‫ﻣن طرف أﺟﻬزة إدارﯾﺔ‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ‪،‬ﯾﻌﻣل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ‬
‫أﻋﻣﺎل اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪،‬وﯾﺗﺎﺑﻊ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‬
‫واﺳﺗﻐﻼل ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺑﻠﻎ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ وﺗﺣﻘﯾﻘﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ‪,‬وﯾدﻟﻲ ﺑﺗوﺻﯾﺎﺗﻪ‬
‫ﺑﻐرض ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ‪ ،‬و ﺗﺣﺳﯾن طرق و إﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ أن ﯾﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺿد‬
‫‪1‬‬
‫اﻷﻋوان اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾرﺳل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻘرﯾ ار ﺳﻧوﯾﺎ ﯾﺗﺿﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ‪ ،‬وﯾﻘﺗرح ﻓﯾﻪ اﻟﺗوﺻﯾﺎت واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن ظروف ﺗطﺑﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﳌﻮاد ‪ 36‬و ‪ 38‬و ‪ 53‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 05-80‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﻤﺎرﺳﺔ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ب ‪ -‬ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم ﺟﻬﺎز ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫أﻣــﺎ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ وطرﯾﻘــﺔ ﺗﻧظﯾﻣــﻪ وﺗﺳــﯾﯾرﻩ‪ ،‬ﻛــﺎن ﯾظﻬــر ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻛﻬﯾﺋــﺔ‬
‫ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻋﺿﺎﺋﻪ ﯾﻛﺗﺳـﺑون ﺻـﻔﺔ اﻟﻘﺿـﺎة وﯾﺧﺿـﻌون ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻟﻠﻘﺿـﺎة‪،‬‬
‫وﻛذﻟك ﯾﺧﺿﻌون ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﺄدﯾب ﻟﻧﻔس اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت وﻟـﻧﻔس اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺧﺿـﻊ ﻟﻬـﺎ اﻟﻘﺿـﺎة‬
‫اﻟﻌــﺎدﯾون‪ ،‬أي أﻣــﺎم اﻟﻣﺟﻠــس اﻷﻋﻠــﻰ ﻟﻠﻘﺿــﺎة‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﺗــم ﺗﻌــدﯾل ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠــس‬
‫اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎة ﻟﺗﺷﻣل رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬وﻋﻧد اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄدﯾـب ﻗﺿـﺎة‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﻣل أرﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎة ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪،‬‬

‫أﻣــﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺧــص ﺗﺷــﻛﯾﻼﺗﻪ ﻓﻛــﺎن ﯾﺿــم ﻋﺷ ـرة ﻏــرف ﺗﺧــﺗص ﺑﻣ ارﻗﺑــﺔ ﻗطــﺎع أو أﻛﺛــر‪،1‬‬
‫وﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻘﺳـم ﻛـل ﻏرﻓـﺔ إﻟـﻰ ﻋـدة أﻗﺳـﺎم‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﻧظـﺎرة ﻋﺎﻣـﺔ ﯾﺷـرف ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻧـﺎظر‬
‫ﻋــﺎم ﯾﺗــوﻟﻰ ﻣﻬــﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﯾﺳــﺎﻋدﻩ ﻧظــﺎر ﻣﺳــﺎﻋدون ‪ ،‬وﯾﺷــﻣل ﻛــذﻟك ﻋﻠــﻰ ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺿــﺑط‬
‫ﯾﺷرف ﻋﻠﺑﻬـﺎ ﻛﺎﺗـب ﺿـﺑط وﻣـن ﻣﻬـﺎم اﻟﻐـرف واﻷﻗﺳـﺎم إﺟـراء اﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗﺣـري رﺋﯾﺳـﻲ ﯾﺳـﺎﻋدﻩ‬
‫‪2‬‬
‫ﻛﺗﺎب ﺿﺑط ﻣﺳﺎﻋدون‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون‪: 32-90 :‬‬

‫ﻟﻛــن اﻟﺗﺻــور اﻟــذي ﺗﺑﻧــﺎﻩ اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ ظــل ﻗــﺎﻧون‪ 1990،‬ﻟــم ﯾﺳــﺎﯾر إﻟــﻰ ﺣــد ﺑﻌﯾــد ﻣــﺎ‬
‫ﺗﺿ ــﻣﻧﻪ دﺳ ــﺗور ‪1989‬ﻣ ــن ﻣﺑ ــﺎدئ وﺗوﺟﯾﻬ ــﺎت‪ ،‬إذ ﻋﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺿ ــﯾﯾق ﻣﺟ ــﺎل رﻗﺎﺑ ــﺔ ﻣﺟﻠ ــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـ ــﺑﺔ‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ــم ﺗﻛـ ـ ــن ﺗﺷـ ـ ــﻣل ﺳـ ـ ــوى اﻟﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎت ذات اﻟطـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹداري وﺗﺟرﯾـ ـ ــدﻩ ﻣـ ـ ــن‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫ﺗﺿﯾﯾق ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫ﻟــم ﯾﺣــﺗﻔظ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ ظــل اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪ 32-90،‬إﻻ ﺑﻣﺟــﺎل ﺿــﯾق ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ واﻟــذي‬
‫ﻛــﺎن ﯾﺷــﻣل ﻓﻘــط اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺿــﻊ ﻓــﻲ ﺗﺳــﯾﯾرﻫﺎ اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻘواﻋــد اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬ﻣن ﻫذا اﻟﻘـﺎﻧون ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﯾﻠـﻲ ‪" :‬ﺗﻧﺣﺻـر اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻼﺣﻘــﺔ ﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﻣ ارﻓــق اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻛــل ﻫﯾﺋــﺔ‬
‫ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻟﻘواﻋـ ــد اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻹداري واﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻻ ﺗﺧﺿـ ــﻊ ﻻﺧﺗﺻـ ــﺎص ﻣﺟﻠـ ــس‬

‫‪ 1‬اﳌﺮﺳﻮم ‪ 185-80‬ﻣﺆرخ ﰲ ‪ 01‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 1980‬ﳛﺪد ﻋﺪد اﻟﻐﺮف ﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ واﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻪ ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،‬اﻟﻌﺪد ‪ 30‬ﺻﺎدرة ﰲ ‪ 22‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪1980‬‬
‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪05-80‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻷﻣوال اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم ﺗــداوﻟﯾﺎ طﺑﻘــﺎ ﻟﻘواﻋــد اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ واﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﺟرﯾدﻩ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫أﺻﺑﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون ﺳﻧﺔ ‪1990،‬ﻫﯾﺋﺔ ذات طﺑﯾﻌـﺔ إدارﯾـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث‬
‫ﺗﻧظﯾﻣــﻪ وﺗﺷــﻛﯾﻠﻪ ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﺗﻛــون ﻣــن أﻗﺳــﺎم وﻗطﺎﻋــﺎت ﺑــدﻻ ﻣــن اﻟﻐــرف وأﻋﺿــﺎؤﻩ ﯾﺧﺿــﻌون‬
‫ﻟﻘــﺎﻧون أﺳﺎﺳ ـﻲ ﺧــﺎص ﺑﻬــم وﻟــﯾس ﻟﻠﻘــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠﻘﺿــﺎء‪ ،‬ﻓﻬــم ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻌــون ﺑﺻــﻔﺔ ﻗﺿــﺎة‪،‬‬
‫ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺻﯾﻐﺔ اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪ ":‬اﻗﺳم ﺑـﺎﷲ اﻟﻌﻠـﻲ اﻟﻌظـﯾم أن‬
‫أﻗــوم ﺑﺄﻋﻣــﺎﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧــﺔ وﺻــدق وأﺣــﺎﻓظ ﻋﻠ ـﻰ اﻟﺳــر اﻟﻣﻬﻧــﻲ وأ ارﻋــﻲ ﻓــﻲ ﻛــل اﻷﺣ ـوال اﻟواﺟﺑــﺎت‬
‫اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻲ وان اﺳﻠك اﻟﺳﻠوك اﻟﻧزﯾﻪ"‪ ،‬ﻓﻘد ﺣذﻓت ﻋﺑﺎرة "أن اﺳﻠك ﺳﻠوك اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧزﯾﻪ"‬
‫اﻟـواردة ﻓــﻲ اﻟﯾﻣــﯾن اﻟﺗــﻲ ﯾؤدﯾﻬ ـﺎ اﻟﻘﺿــﺎة واﺳــﺗﺑدﻟت ﺑﻌﺑــﺎرة " أن اﺳ ـﻠك اﻟﺳ ـﻠوك اﻟﻧزﯾ ـﻪ"‪ ،‬ﺑﺣﯾــث‬
‫ﺣذﻓت ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﻓﺎﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻋﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺟﺳــﯾد رﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺎﻟﯾــﺔ ذات طﺑﯾﻌــﺔ إدارﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل ﻧظــﺎم ﺳﯾﺎﺳــﻲ‬
‫ﺗﻌددي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﺳﻠطﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻷﻣر‪: 20-95‬‬


‫‪1‬‬
‫أﻋـ ــﺎد اﻟﻣﺷـ ــرع ﺗﻧظـ ــﯾم‬ ‫ﺑﺻـ ــدور اﻷﻣـ ــر رﻗـ ــم ‪ 20-95‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪ 17‬ﺟوﯾﻠﯾـ ــﺔ ‪1995‬‬
‫ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﺷــﻛل ﯾﻛــرس اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬــذا اﻟﺟﻬــﺎز‪ ،‬ﺣﯾــث أﺻــﺑﺢ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﻓــﻲ ظــل‬
‫ﻫــذا اﻷﻣــر ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺑﻧــﻰ ﺗﺻــو ار واﺳــﻌﺎ ﻓــﻲ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗﻌدى رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻟﯾﺷﻣل ﻛذﻟك ﺗﻘﯾﯾم ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻓـق‬
‫ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺣﻘــق ﻓــﻲ ظــل ﻫــذا اﻟﻘــﺎﻧون ﺗوزﯾــﻊ ﺟدﯾــد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‬
‫ﺑﺈﻧﺷ ــﺎء ﻏ ــرف إﻗﻠﯾﻣﯾ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺟﺎﻧ ــب اﻟﻐ ــرف اﻟوطﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺧ ــﺗص ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻣـ ـوال اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗّﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‬

‫أ‪ -‬اﺳــــﺗرﺟﺎع ﻣﺟﻠـــــس اﻟﻣﺣﺎﺳـــــﺑﺔ ﻟﺻـــــﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿـــــﺎﺋﯾﺔ وﺗوﺳـــــﯾﻊ ﻣﺟـــــﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻـــــﻪ‪:‬‬


‫اﺳﺗرﺟﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ ﻓـﻲ ظـل اﻷﻣـر رﻗـم ‪ 20-95‬اﻟﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ‬

‫‪ 1‬اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 17‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 1995 ،‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 02-10‬ﻣﺆرخ ﰲ ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬واﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ‪،‬ج ر ج ج ﻋﺪد‬
‫‪ 50‬ﺻﺎدر ﰲ أول ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪2010.‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻣراﺟﻌـ ــﺔ ﺣﺳـ ــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﯾن اﻟﻌﻣـ ــوﻣﯾﯾن‪،1‬ورﻗﺎﺑﺗـ ــﻪ ﻟﻠﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻟﻣـ ــﺎﻟﻲ ﻟﻸﻣ ـ ـرﯾن ﺑﺎﻟﺻـ ــرف‬
‫ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗرﺟﺎع ﺳ ـ ــﻠطﺔ ﺗوﻗﯾ ـ ــﻊ اﻟﺟـ ـ ـزاءات ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‪ ،‬دون اﻟﻠﺟ ـ ــوء إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺟﻬ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺑﻧــﻰ اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ ظــل ﻫــذا اﻷﻣــر‪ ،‬ﺗﺻــور واﺳــﻊ ﻟﻣﻔﻬــوم اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﺎرﺳــﻬﺎ‬
‫ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬ﻟﯾﺷــﻣل اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷداء واﻟﺗﺳــﯾﯾر‪ ،‬أي ﺗﻘﯾــﯾم ﻧوﻋﯾــﺔ ﺗﺳــﯾﯾر اﻷﻣ ـوال‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﺳـ ــﺎس ﻋﻧﺎﺻ ــر أﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻣﺳ ــﺗوﺣﺎة ﻣـ ــن ﻧﻣ ــط اﻟﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠوﺣـ ــدات‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫ﻫــذا اﻟﺗﺣــول ﯾﻌﻛــس رﻏﺑــﺔ اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ أن ﺗﺳــﺎﯾر اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻠــك اﻟﺗطــورات اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌرﻓﻬ ــﺎ اﻟدوﻟ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺳ ــﺗدﻋﻲ ﺧﻠ ــق إدارة ﻋﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻋﺻـ ـرﯾﺔ ﻗ ــﺎدرة ﻋﻠـ ـﻰ‬
‫اﻟﺗﻛﯾــف واﻟﻣﻌطﯾــﺎت اﻟﺟدﯾــدة‪ ،‬وﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬ ـﺎ ﺿــﻣﺎن اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺳــﯾﯾر ﺷــؤون اﻟﻣﺟﺗﻣ ـﻊ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪:‬ب‪ -‬إﻧﺷﺎء ﻏرف إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ أﻣوال اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﺗطــور اﻟﺛــﺎﻧﻲ اﻟــذي ﻋرﻓــﻪ ﻧظــﺎم اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل اﻷﻣــر ‪ 20-95،‬ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺗوزﯾــﻊ اﻟﺟدﯾــد ﻻﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬واﻟــذي ﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﯾن أﻣ ـوال‬
‫اﻟدوﻟـﺔ وأﻣـوال اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗﺧــﺗص ﻛـل ﻏرﻓــﺔ وطﻧﯾـﺔ ﺑﻣراﻗﺑــﺔ ﻗطـﺎع أو أﻛﺛــر ﻣــن‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟو ازرات‪ ،‬واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ (،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺗﺧـﺗص اﻟﻐـرف‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑﻣراﻗﺑﺔ أﻣوال اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ )اﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟوﻻﯾﺎت( واﻟﻬﯾﺋـﺎت واﻟﻣ ارﻓـق واﻟﻣؤﺳﺳـﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات اﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﻣﺣﻠــﻲ‪ ،‬اﻟواﻗﻌــﺔ ﻓــﻲ داﺋ ـرة اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣــﻲ‪ ،‬وﯾﻘﺗــرب ﻧﺳــﺑﯾﺎ ﻫــذا‬
‫اﻟﺗوزﯾــﻊ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت ﻣــن ﻧظــﺎم اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣطﺑــق ﻓــﻲ ﻓرﻧﺳــﺎ ‪،3‬واﻟــذي ﺗﺳــﻧد ﻓﯾــﻪ وظﯾﻔــﺔ‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻐـرف اﻟﺟﻬوﯾـﺔ‬
‫‪.‬‬
‫ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫‪ 1‬اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 06‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 20-95‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪11‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪، 1995‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 01-10‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 26‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 2010‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ‬
‫اﶈﺎﺳﺒﺔ‬
‫‪ 2‬أﳎﻮج ﻧﻮار ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﻧﻈﺎﻣﻪ ودورﻩ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺮع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ، 2007 - 2006‬ص ص ‪ 23‬و‪. 24‬‬

‫‪ 3‬ﺑﻠﻮدﻧﲔ أﲪﺪ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﰲ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮي ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﳊﺮﻳﺔ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ 2016،‬ص ‪68‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﻌود ذﻛر اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷول ﻣرة إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ‪ 1963‬ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وذﻟك ﺿﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 127-63‬اﻟذي ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻧﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣداث ﻫﯾﺋﺎت رﻗﺎﺑﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺑﻊ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺳﻠطﺔ وزﯾر‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪،‬وأﺷﺎرت أﻧﻪ ﺳﯾﺣدد ﺗﺷﻛﯾل وﻣﻬﺎم وﺳﯾر ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺣﻘﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫اﻟواﻗﻊ ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑل ﺗم إدﻣﺎج ﻣﻬﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﺿﻣن ﻣدﯾرﯾﺗﯾن‬
‫ﻓرﻋﯾﺗﯾن ﺗﺎﺑﻌﺗﯾن ﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣدﯾرﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ‪،‬ﻣدﯾرﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻠﺗﻔﺗﯾش‬

‫وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1971‬ﺻدر اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 259-71‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟو ازرة‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟذي ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 01‬و‪ 02‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺗﻔﺗﯾش اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﻟﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﻬﺎم اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1980‬وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﺳﺗور ‪ 1976‬ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 185‬اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‬
‫ظﻬرت ﻣن ﺟدﯾد ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣرﺳوم ‪ 53-80‬واﻟﻣﺗﺿﻣن‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﺗﻲ اﺣﺗﻠت آﻧذاك ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﺗﻣﯾ از ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟداﺋﻣﺔ‬ ‫إﺣداﺛﻬﺎ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﯾث وﺿﻌت ﺗﺣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟوزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ‬
‫ﺗﺧﺗص ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ وﻓروﻋﻬﺎ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻛون ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺗﻘﺎﻋد واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت واﻟﺗﻌﺎون وﻛل ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى‬
‫ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﺎﻛل‬ ‫وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﺻدر اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪32-92‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم‬ ‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪33-92‬‬
‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻬﺎ وﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أدﺧل ﻫذان اﻟﻧﺻﺎن ﺗﻌدﯾﻼت ﺟوﻫرﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺮار اﻟﻮزاري اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1963 -05-15‬واﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ وﻣﻬﺎم وﺻﻼﺣﻴﺎت ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 10‬ﻟﺴﻨﺔ ‪1980‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 53-08‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 01‬ﻣﺎرس ‪ 1980‬اﳌﺘﻀﻤﻦ إﺣﺪاث اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫‪ 4‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ ، 1992-01-20‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪06‬‬
‫‪ 5‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ ، 1992-01-20‬ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪06‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬أﯾن أﺻﺑﺣت‬
‫ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣدﯾر اﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﺑل أﺻﺑﺣت ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺎﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻘوﯾم‬
‫أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺗﻛــون ﻣــن ﻣــدﯾرﯾﺎت ﺟﻬوﯾــﺔ ﻣوﺿــوﻋﺔ ﺗﺣــت‬
‫ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺟدت َﻋـدة ﺗﻌـدﯾﻼت أﺳﺎﺳـﯾﺔ أﺗـﻰ ﺑﻬـﺎ اﻟﻣرﺳـوم ‪ 78-92‬ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑـﺎﻟﻧص اﻟﺳـﺎﺑق‪ ،‬إذ أﻧـﻪ‬
‫أﻟﻐـﻰ ﺟﻣﯾـﻊ أﺣﻛـﺎم ﻣرﺳـوم ‪ 53-80‬ﺑﺎﺳـﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎدﺗـﻪ اﻷوﻟـﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺈﻧﺷـﺎء اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ووﺿﻌﻬﺎ ﺗﺣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟوزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺗوﺳـﻊ ﻣﺟـﺎل ﺗـدﺧل اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﻣوﺟـب‬
‫ﻣرﺳــوم ‪ 79-92‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 22‬ﻓﯾﻔــري ‪ 1992‬ﻟﯾﺷــﻣل اﻟﺗﻘــوﯾم اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫اﻟذي ﯾﺧول ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫وﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺔ ‪ 2008‬وﺗطﺑﯾﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي رﻗـ ــم ‪ 364-07‬اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣن ﺗﻧظـ ــﯾم اﻹدارة‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻟــو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟــذي ﻧــص ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻷوﻟــﻰ ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‬
‫ﯾﺣﻛﻣﻬــﺎ ﻧــص ﺧــﺎص ﺻــدرت اﻟﻧﺻــوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ اﻟﺟدﯾــدة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺗﻧظــﯾم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺣﯾــث ﺗﺿــﻣن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 2272-08‬ﺗﺣدﯾــد ﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺣــدد اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 3 273-08‬ﺗﻧظــﯾم اﻟﻬﯾﺎﻛــل اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻟﻬــﺎ و أﻣــﺎ اﻟﻣرﺳــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 4274-08‬ﻓﻘ ــد ﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺎت اﻟﺟﻬوﯾ ــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ‪،‬ﻛ ــذﻟك وﺗ ــوج‬
‫اﻟﻣﺷـ ــرع ﺗرﺳـ ــﺎﻧﺔ اﻟﻧﺻـ ــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﺑﺈﺻـ ــدار اﻟﻣرﺳـ ــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 5 96-09‬واﻟﻣﺣ ــدد ﻟﺷ ــروط وﻛﯾﻔﯾ ــﺎت رﻗﺎﺑ ــﺔ وﺗ ــدﻗﯾق اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‬
‫ﻟﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ اﻟ ــذي ﺷ ــﻬد ﺗوﺳ ــﯾﻊ اﺧﺗﺻ ــﺎص ﻫ ــذﻩ اﻟﻬﯾﺋ ــﺔ ﻟﯾﺷ ــﻣل‬
‫ﻫﯾﺋـﺎت اﻟﺿــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ وﻛــل اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﻔﯾد ﻣـن ﻣﺳــﺎﻋدات اﻟدوﻟــﺔ ﻛﻣــﺎ‬
‫أﺻ ــﺑﺣت ﺗﺿ ــطﻠﻊ ﺑﺈﻧﺟ ــﺎز اﻟد ارﺳ ــﺎت واﻟﺧﺑ ـ ـرات اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ أو ذات اﻟط ــﺎﺑﻊ اﻟﺗﻘﻧ ــﻲ واﻟﻣ ــﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺑﻮﺳﻌﺪﻳﺔ ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺪﺧﻞ إﱃ دراﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮن اﻟَﺮﻗﺎﺑﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬ط ‪0 ،‬دار اﻟﻘﺼﺒﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ 2014، ،‬ص ‪129‬‬
‫‪ 2‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 50‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2008‬‬
‫‪ 3‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 50‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2008‬‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 50‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2008‬‬
‫‪4‬‬

‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ 14‬ﻟﺴﻨﺔ ‪2009‬‬


‫‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر‪،‬إن وﺿﻌﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻣﺎزاﻟت ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪،‬أﻫﻲ‬
‫ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ أم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أم ﻫﻲ ﻫﯾﺋﺎت ادارﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻧﺟد أن اﻟﻘﺿﺎء ﻟم ﯾﺳﺎﻫم‬
‫ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﺗﺣدد ﻣوﻗﻔﻪ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻟم ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺳوى ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟدراﺳﯾن ‪،‬‬
‫ﺧﻼﻓ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾــﻪ اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔ ـ ـرﻧﺳﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ‬

‫ﻟﻘد ﺳﺎﻫم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﺟﺗﻬﺎدات ﻛﺛﯾرة ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻬـﺎ وﺿـﻊ ﻣﻌـﺎﯾﯾر ﺗﻣﻛـن ﻣـن ﺗﺻـﻧﯾف‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣــﺎدي‪ :‬اﻟــذي ﻧــﺎد ﺑــﻪ اﻷﺳــﺗﺎذ ‪ :Rene Chapus‬واﻟــذي ﯾــرى أن اﻟﻬﯾﺋــﺔ ﺗﻛﺗﺳــب‬
‫اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻘــوم ﺑﻣﻬﻣــﺔ ردﻋﯾــﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾــﺔ‪ ،‬وأﻋﺗﻣــد ا اﻷﺧﯾــر ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻠﯾــل اﻟﻘـ اررات‬
‫اﻟﺗــﻲ أﺻــدرﻫﺎ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻌدﯾــدة واﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻓﺻــل ﻓﯾﻬــﺎ وﻻ ﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻘ ـرار‬
‫‪1‬‬
‫اﻟذي ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﺣﻛم ﻣرﺟﻌﻲ واﻟﺻﺎدر ﺗﺎرﯾﺦ ‪ 12‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1953‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ )‪.(DE BAYO‬‬

‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷـﻛﻠﻲ ‪ :‬ﯾـذﻫب اﻷﺳـﺗﺎذ "ﻛﻼوﺳـن " إﻟـﻰ أﻧـﻪ إذا ﻛـﺎن اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻣـﺎدي ﻛـﺎﻓﻲ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛـ ــن أن ﯾﻛـ ــون اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟوﺣﯾـ ــد‪ ،‬ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﻠﻌـ ــب اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟﺷـ ــﻛﻠﻲ دو ار ﻓـ ــﻲ ﺗﻛﯾﯾـ ــف اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ وﻣن ﺗﺣدﯾد دﻗﯾق ﻟﻬﺎ ﻓﺎن ﻫـذا اﻟﻣﻌﯾـﺎر ﯾرﻛـز ﻋﻠـﻰ ﺷـﻛل اﻟﻬﯾﺋـﺔ‪ ,‬وﯾﺗﻣﺛـل‬
‫ﻫـ ــذا اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر ﻓـ ــﻲ ﺿـ ــرورة أن ﺗﺗﺿـ ــﻣن ﺗﺷـ ــﻛﯾﻠﺔ اﻟﻬﯾﺋـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﺿـ ــﺎة ﺑـ ــﯾن أﻋﺿـ ــﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻛـ ــون‬
‫اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣﺗﺑﻌ ــﺔ أﻣ ــﺎم ﺗﻠ ــك اﻟﻬﯾﺋ ــﺔ ﻛ ــﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ و أن ﺗﻛ ــون ﻗ ارراﺗﻬ ــﺎ ذات ط ــﺎﺑﻊ‬
‫ﻧﻬﺎﺋﻲ‪ ،‬وأن ﺗﻧظم طرق اﻟطﻌن ﺿد ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات‬

‫أﻣـ ــﺎ اﻟﻌﻣﯾـ ــد)‪ ،(VEDEL Georges‬ﻓﻬـ ــو ﯾﺟﻣـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ ﺗﺻـ ــﻧﯾﻔﻪ وﺗﻛﯾﯾﻔـ ــﻪ ﻟﻬـ ــذﻩ اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳـﯾﯾن ﻟﺗﺻـﻧﯾف أي ﻫﯾﺋـﺔ ﺿـﻣن اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺛل‪:‬‬

‫‪ 1‬ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ 2004 ،‬ـ‪ ،‬ص‪169، 168‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪ ‬اﻟﺷرط اﻷول ﻓﻲ ﺗﻣﺗﻊ ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬


‫‪ ‬اﻟﺷ ــرط اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﻫ ــو أن ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻗ ارراﺗﻬ ــﺎ ﻟﻼﺳ ــﺗﺋﻧﺎف أو اﻟطﻌ ــن ﺑ ــﺎﻟﻧﻘص أﻣ ــﺎم ﻣﺟﻠ ــس‬
‫اﻟدوﻟﺔ‬
‫أﻣــﺎ اﻷﺳــﺗﺎذ ﻣﺣﻣــد اﻟﺻــﻐﯾر ﺑﻌﻠــﻲ ﻓﻘــد ﻋــرف اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ‬
‫ﺟﻬﺎت وﻫﯾﺋﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺧﺎرج اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻋﺎدة ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت إدارﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫ﯾﺳــﺗﺧﻠص ﻣــن اﻟﻘ ـ اررات اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ أن اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺗــﻲ ﺗﻌطــﻲ ﺻــﻔﺔ‬
‫اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﺎ ﯾﻛﻣن ‪1‬ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬وﺟود ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘرﯾر‪.‬‬
‫‪-‬أن ﺗﻛون اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘرﯾر‪.‬‬
‫‪-‬أن ﺗﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺳﻠطﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ‬

‫ﻧﺗﻧﺎول ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺛم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﻔــق ﺟــل اﻟدﺳــﺎﺗﯾر اﻟﺗــﻲ ﻣــرت ﺑﻬــﺎ اﻟﺟ ازﺋــر ﻋﻠــﻰ ﺗﺻــﻧﯾف ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺿــﻣن‬
‫ﻫﯾﺋ ــﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ و ﻟ ــﯾس ﺿ ــﻣن اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣ ــﺎرس اﻟوظﯾﻔ ــﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﺳ ــﺗور اﻟﺣ ــﺎﻟﻲ‬
‫ﯾﺻﻧف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺿﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻔﺻـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻣـن اﻟﺑـﺎب اﻟ ارﺑـﻊ اﻟـذي‬
‫ﺟــﺎء ﺗﺣــت ﻋﻧ ـوان " ﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟرﻗﺎﺑــﺔ "‪ ،‬و ﻻ ﯾﺻــﻧﻔﻪ ﺿــﻣن اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻــوص‬
‫ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻔﺻـ ــل اﻟ ارﺑـ ــﻊ ﻣـ ــن اﻟﺑـ ــﺎب اﻟﺛﺎﻟـ ــث اﻟﻣﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﺳـ ــﻠطﺎت واﻟﻔﺻـ ــل ﺑﯾﻧﻬـ ــﺎ‪.‬‬
‫إذ ﻟم ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬ﻣن ﻫذا اﻟدﺳﺗور أي إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺟﻬﺎز‬

‫أﻣــﺎ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﺗﺷ ـرﯾﻊ ‪ ،‬ﯾﻼﺣــظ ﺗذﺑــذب ﻓــﻲ ﻣوﻗــف اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ ﺗﺣدﯾــد اﻟطﺑﯾﻌــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﺟﻬﺎز‪ ،‬ﻓﻘد أﻗر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺳﻧﺔ ‪ 1980‬أﻧـﻪ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻـﺎت ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺛ ــم أﻟﻐ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ ﻗ ــﺎﻧون ﺳ ــﻧﺔ‪ 1990 ،‬ﺛ ــم ﯾﺗ ارﺟ ــﻊ ﻋ ــن ﻫ ــذا اﻟﻣوﻗ ــف ﻟﯾﻘ ــر ﻣـ ـرة ﺛﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫‪ 1‬ﺧﻠﻮﰲ رﺷﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون ﺳـﻧﺔ ‪ 1995‬ﺣﯾـث ﻧﺻـت اﻟﻣـﺎدة ‪03‬‬
‫ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 20-95‬اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣــﺗﻣم ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ" ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻣؤﺳﺳــﺔ ﺗﺗﻣﺗــﻊ‬
‫ﺑﺎﺧﺗﺻــﺎص إداري وﻗﺿ ــﺎﺋﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﻣﻬﻣــﺔ اﻟﻣوﻛﻠــﺔ إﻟﯾــﻪ وﻫــو ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﻘﻼل‬
‫اﻟﺿروري ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺣﯾﺎد واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﯾظﻬــر ﻣــن ﻧــص اﻟﻣــﺎدة أن اﻟﻣﺷــرع ﻟــم ﯾﺻــف ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﺎﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺻراﺣﺔ ﻛﻣﺎ وﺻف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪،‬ﻟذا وﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ وﺻف‬
‫اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻪ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣﯾث أن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻫذا ﻣﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻧـص‬
‫اﻟﻣــﺎدة ‪ 03‬ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم ‪ ، 20-95‬وﻓ ــﻲ ﻣﺟــﺎل ﻣراﺟﻌــﺔ ﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﯾن اﻟﻌﻣ ــوﻣﯾﯾن‬
‫وﻛذا رﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻠك ﺗوﻗﯾﻊ ﻏ ارﻣـﺎت ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺣــﺎل وﺟــود ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت‪، 1‬وﻫــو ﻣــﺎ ﯾﻣﯾ ـزﻩ ﻋــن أﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻹدارﯾــﺔ‪ .‬ورﻏــم ذﻟــك ﻓﻬــذا ﻻ ﯾﺟﻌﻠــﻪ‬
‫ﻷﻧـﻪ ﻣﺗـﻰ اﻛﺗﺳـﺑت اﻷﺧطـﺎء اﻟﺻـﯾﻐﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻟـزم ﻋﻠﯾـﻪ إرﺳـﺎل اﻟﻣﻠـف اﻟﺟﻬـﺎت‬ ‫ﻗﺎﺿـﯾﺎ ﺟﻧﺎﺋﯾـﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻷﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻠــك‬
‫ﻷﻧــﻪ ﻗﺎﺿــﻲ ﺣﺳــﺎﺑﺎت ﻓﻘــط‪ .‬ﻛﻣــﺎ ّأﻧــﻪ ﻟــﯾس ﻗﺎﺿــﯾﺎ إدارﯾــﺎ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‪ّ ،‬‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ إﻟﻐﺎء ﻗ اررات اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ‪.2‬‬
‫‪-‬ﻣ ــن ﻧﺎﺣﯾ ــﺔ اﻷﻋﺿ ــﺎء ﯾﻌﺗﺑ ــرون ﻗﺿ ــﺎة‪3‬وﯾﺗﻣﺗﻌ ــون ﺑﻘ ــﺎﻧون أﺳﺎﺳ ــﻲ ‪ 4،‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﺗﻣﺗ ــﻊ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻼزم ﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟوظﯾﻔـﺔ وﻫـذا ﻣـﺎ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎد ‪ 03‬ﻣـن اﻷﻣـر ‪ 20-95‬ﺳـﺑق‬
‫اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وأﺧﯾ ـ ار اﻟﻧظــﺎم اﻟــداﺧﻠﻲ‪ 5‬اﻟــذي ﻫــو أﺷــﺑﻪ إن ﻟــم ﻧﻘــل ﻋﯾﻧــﻪ ﻧظــﺎم اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ودون‬
‫إﻏﻔـﺎل اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛـم إﺟـراءات اﻟﺗﻘﺎﺿــﻲ أﻣـﺎم اﻟﻣﺟﻠـس وﻗواﻋــد اﻟﻔﺻـل ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻧظــر‬

‫أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 74 :‬واﳌﺎدة ‪ 89‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95،‬واﳌﺎدة ‪ 87‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳌﺎدة اﳌﻌﺪﻟﺔ واﳌﺘﻤﻤﺔ ﺑﺎﳌﺎدة‪ 20‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 02-10،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫‪1‬‬

‫ﻧﻮار أﳎﻮج‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ودورﻩ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪94.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪-‬اﳌﺎدة ‪ 38‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬


‫‪3‬‬

‫اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 23-95‬ﻣﺆرخ ﰲ ـ ‪ 26‬أوت‪ 1995‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 48،‬اﻟﺼﺎدرة ﰲ ‪ 3‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪1995‬‬
‫‪4‬‬

‫اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 377-95‬ﻣﺆرخ ‪ 20‬ﻧﻮﻓﻤﱪ‪،1995‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‪،‬ﻋﺪد ‪72‬‬
‫‪5‬‬

‫اﻟﺼﺎدرة ﰲ ‪ 26‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪, 1995‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻓﯾـ ــﻪ‪ ،‬وﻛـ ــذا طﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ اررات اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺻـ ــدرﻫﺎ وطـ ــرق اﻟطﻌـ ــن ﻓﯾﻬـ ــﺎ‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣﻛـ ــم ﻟـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺻـ ــﻔﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ‬

‫اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻫﯾﺋ ــﺔ إدارﯾ ــﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻼﺣﻘ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻣـ ـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺎﺑﻌ ــﺔ‬
‫ﻟـﻺدارة اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻟــو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪،2‬أﻧﺷــﺄت ﺑﻣوﺟــب اﻟﻣرﺳــوم ‪ 53-80‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن إﺣــداث اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﺳــﻠطﺔ اﻟــوزﯾر اﻟﻣﻛﻠــف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺗﻌــد ﻣؤﺳﺳ ــﺔ رﻗﺎﺑﯾــﺔ داﺋﻣــﺔ أﺳﺎﺳ ــﯾﺔ‬
‫وﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻧﺻــب رﻗﺎﺑﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣــﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠــف ﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟﺻـﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟـﺎري‪ ،‬إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب ﺻـﻧﺎدﯾق اﻟﺿـﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ وﻛـذا‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣﺳﺎﻋدات ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣـن اﻟدوﻟـﺔ أو ﻣـن‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﻫﯾﺋـﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ‪ .‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ ﺻـراﺣﺔ اﻟﻣـواد اﻷوﻟـﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻣـن‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 53-80‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬

‫وﻗـ ــد ﻋـ ــرف اﻟﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﻘـ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬـ ــذا اﻟﺟﻬـ ــﺎز ﺗﻐﯾﯾ ـ ـرات ﻓـ ــﻲ ﺗﻧظﯾﻣـ ــﻪ اﻟﻬﯾﻛﻠـ ــﻲ واﻟوظﯾﻔﻲ‪،‬ﺣﺳـ ــب‬
‫اﻟﺗطــورات اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋرﻓــﻪ اﻟﻧظــﺎم اﻟﺟ ازﺋــري ﻣــن ﺧــﻼل ﻋــدة ﻣ ارﺳــﯾم ﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ‬
‫ﺣـددت ﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣــﺎت اﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ واﻟﺟﻬوﯾـﺔ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺻــدر اﻟﻣرﺳــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 272/08‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 2008/09/06‬واﻟﻣﺗﺿــﻣن ﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ‪،‬وﻛــذا اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 273/08‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 2008/09/06‬واﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻧظــﯾم‬
‫اﻟﻬﯾﺎﻛــل اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ) ‪(3‬ﻛﻣــﺎ ﺻــدر اﻟﻣرﺳــوم رﻗــم ‪274/08‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ‬
‫‪ 2008/09/06‬واﻟﻣﺗﺿــﻣن ﺗﻧظــﯾم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺎت اﻟﺟﻬوﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺻــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺣﯾــث ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 02‬ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﺗﻬﯾﻛــل اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﺷﻛل ﻣﻔﺗﺷﯾﺎت ﺟﻬوﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻧﻮار أﳎﻮج‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ودورﻩ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪. 51‬‬


‫‪1‬‬

‫زﻳﻮش رﲪﺔ‪ ،‬اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬ﲣﺼﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻟﻮد ﻣﻌﻤﺮي‪ ،‬ﺗﻴﺰي وزو‪ 2011،‬ص‪. 244‬‬
‫‪2‬‬

‫وﲪﺎر ﻛﺮﳝﺔ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﲣﺼﺺ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻋﻤﺎل‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﻣﲑة‪،‬‬
‫اﻳﺪﻳﺮ ﻣﺎﻟﻴﺔ ّ‬
‫‪3‬‬

‫ﲜﺎﻳﺔ ‪ 2014 ،‬ص‪60‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﻟﻘـد ﺣـدد اﻟﺗﻧظـﯾم اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣـﻲ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷـﯾﺎت اﻟﺟﻬوﯾـﺔ ﺑﻣوﺟــب ﻗـرار ﺻـﺎدر ﻋـن اﻟــوزﯾر‬
‫اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث‬
‫ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول )ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ (وﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ)اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ( ﺗم‬
‫أﺛر اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﺳﻣو ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺎت)ﻛﻣطﻠب ﺛﺎﻟث(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋدة ﻫﯾﺎﻛل ﺗﺗﻼﺋم واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻓﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺎﻛل ﻧظم ﺑﺎﻟﺷﻛل‬
‫اﻟذي ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ )اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ( ﻟﻪ‪ ،‬وﺑﻌﺿﻬﺎ ﻧظم ﻓﻲ ﺷﻛل ﻫﯾﺎﻛل‬
‫إدارﯾﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ‪،‬ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول وﻫﯾﺎﻛل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪:‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن ‪:‬‬

‫رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ﯾــﺗم ﺗﻌﯾــﯾن رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﻣوﺟــب ﻣرﺳــوم رﺋﺎﺳــﻲ ﻣــن ﻗﺑــل رﺋــﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ‪،1‬‬
‫ﯾﺗ ــوﻟﻰ رﺋ ــﯾس ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ وﺑﻣوﺟ ــب اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 41‬ﻣ ــن اﻷﻣ ــر ‪ 20-95‬ﻓﻬ ــو ﯾﺗﻣﺗ ــﻊ‬
‫ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﺗﺧوﻟﻬﺎ ﻟﻪ أﺣﻛﺎم ﻫـذا اﻷﻣـر ‪،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ‪ ،‬و اﻟﺗﻧظـﯾم‬
‫اﻟﻌﺎم ﻷﺷﻐﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪‬ﯾﻣﺛل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟرﺳﻣﻲ و أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫‪‬ﯾﺗوﻟﻰ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ و رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ‬
‫ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ واﻟوزﯾر اﻷول وأﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم ‪ 23-95‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 26‬أوت ‪، 1995‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬ج ر اﻟﻌﺪد ‪ 48‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 1995‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪‬ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻧﺳﺟﺎم ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ‪،‬وﯾﺗﺧذ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر‬


‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﺳﯾر أﺷﻐﺎل اﻟﻣﺟﻠس و ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ‪.‬‬
‫‪‬ﯾواﻓق ﻋﻠﻰ ﺑراﻣﺞ اﻟّﻧﺷﺎط اﻟّﺳﻧوﯾﺔ و ﻛذا اﻟﻛﺷف اﻟﺗّﻘدﯾري ﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
‫‪‬ﯾوزع رؤﺳﺎء اﻟﻐرف ورؤﺳﺎء اﻟﻔروع وﻗﺿﺎة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺻﺑﻬم‪.‬‬
‫‪‬ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾرأس ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻐرف‪.‬‬
‫ﯾﺳﯾر اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﻬّﻧﻲ ﻟﻣﺟﻣوع ﻗﺿﺎة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ّ ‬‬
‫ﯾﻌﯾن وﯾوزع ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟّذﯾن ﻟم ﺗﺗﻘرر طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﻟﺗﻌﯾﯾﻧﻬم أو‬
‫‪ّ ‬‬
‫ﺗوزﯾﻌﻬم‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻬﺎم أﺧرى وﻫﻲ ‪:‬‬
‫ﺗرأس ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻛل اﻟﻐرف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ‪ 1‬وﯾﺷﺎرك ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘﺎرﯾر‪ ،‬ﯾﻘـوم‬
‫ﺑﺗﻧﺷــﯾط وﺗوﺟﯾــﻪ وﻣراﻗﺑــﺔ اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻹدارﯾــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾــﺔ ‪ ،‬وﯾﻣﻛــن اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن رﺋــﯾس اﻟﻣﺟﻠــس‬
‫ﺧﻼﻓــﺎ ﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺳــﺎﺑق ﺣﯾــث أﺳــﻧدت ﻫــذﻩ اﻟﻣﻬﻣــﺔ إﻟــﻰ اﻷﻣــﯾن اﻟﻌــﺎم طﺑﻘــﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 23‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 21-90‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪. 2‬‬
‫‪ .2‬ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﯾــﺗم ﺗﻌﯾــﯾن ﻧﺎﺋــب رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﻣوﺟــب ﻣرﺳــوم رﺋﺎﺳــﻲ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ اﻗﺗـراح ﻣــن‬
‫رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 23-95‬وﻣﻬﻣﺗـﻪ ﺗﺗﻣﺛـل ﻛﻣـﺎ‬
‫ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة ‪ 42‬ﻣــن اﻷﻣـر ‪ 23-95‬ﻓـﻲ ﻣﺳـﺎﻋدة رﺋــﯾس ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻓـﻲ ﻣﻬﻣﺗــﻪ‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﺧﺻـوص ﻓـﻲ ﺗﻧﺳـﯾق أﺷـﻐﺎل اﻟﻣﺟﻠـس وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬـﺎ وﺗﻘﯾـﯾم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬـﺎ وﯾﻣﻛـن أن‬
‫ﯾﺧﻠف رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﺑﺳﺑب ﻣﺎﻧﻊ ﻣﺎ وأن ﯾﺗرأس اﻟﻐرف ‪.3‬‬
‫‪.3‬‬
‫اﻟﻧﺎظر اﻟﻌﺎم‪:‬‬

‫ﯾﻌ ــﯾن اﻟﻧ ــﺎظر اﻟﻌ ــﺎم و اﻟﻧظّ ــﺎر اﻟﻣﺳ ــﺎﻋدون‪ ،‬ﺑﻣوﺟ ــب ﻣرﺳ ــوم رﺋﺎﺳ ــﻲ ﻣ ــن ﺑ ــﯾن ﻗﺿ ــﺎة‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ذﻟك ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 49‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬‬


‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 21 – 90‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬واﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﶈﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬ج ر اﻟﻌﺪد ‪ 35‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 1990‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 42‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬‬


‫‪ 4‬اﳌﺎدة ‪ 05‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم ‪23-95‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﯾﻛﻠــف اﻟﻧــﺎظر اﻟﻌــﺎم ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﺑﻣﻬﻣــﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻧظّﺎر ﻣﺳـﺎﻋدون وﻫـذا ﻣـﺎ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ ﻛـل ﻣـن اﻟﻣـﺎدة ‪ 32‬واﻟﻣـﺎدة ‪ 33‬ﻣـن اﻷﻣـر‪-95‬‬
‫‪ ، 23‬وﯾﻣﺎرس اﻟﻧﺎظر اﻟﻌﺎم وﻓﻘﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 43‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 20-95‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ ‬ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﺑﺎﻧﺗظﺎم و ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﺄﺧر أو اﻟـرﻓض أو اﻟﺗﻌطﯾـل ﯾطﻠـب‬
‫ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾطﻠــب اﻟﺗّﺻ ـرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺗّﺳ ــﯾﯾر اﻟﻔﻌﻠــﻲ‪ ،‬و ﯾﻠ ــﺗﻣس ﻏ ارﻣــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗ ــدﺧل ﻓ ــﻲ ﺷ ــؤون وظﯾﻔ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾطﻠــب ﺗﻧﻔﯾــذ اﻹﺟ ـراءات اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﺑﺧﺻــوص اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ و‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺣﺿـ ــر ﺟﻠﺳـ ــﺎت اﻟﺗﺷـ ــﻛﯾﻼت اﻟﻘﺿـ ــﺎﺋﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﻣﺟﻠـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻌـ ــرض ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ‬
‫اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺗوﺑـﺔ‪ ،‬وﻋﻧـد اﻻﻗﺗﺿـﺎء ﻣﻼﺣظﺎﺗـﻪ اﻟﺷـﻔوﯾﺔ‪ ،‬أو ﯾﻛﻠـف ﻣـن ﯾﻣﺛﻠـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﺟﻠﺳﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺗﺎﺑﻊ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و ﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺗﻧﻔﯾذ أواﻣرﻩ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑـﯾن ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ واﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ وﯾﺗـﺎﺑﻊ اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻛـل‬
‫ﻣﻠف ﻛﺎن ﻣوﺿوع إرﺳﺎل ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺳﺎﻋد اﻟﻧـﺎظر اﻟﻌـﺎم ﺛﻼﺛـﺔ)‪ ( 03‬إﻟـﻰ ﺳـﺗﺔ)‪ّ ( 06‬ﻧظـﺎر ﻣﺳـﺎﻋدﯾن ﯾﻣﺎرﺳـون ﻣﻬـﺎﻣﻬم ﻓـﻲ ﻣﻘـر‬
‫ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‪ ،‬و ﻧ ــﺎظر ﻣﺳ ــﺎﻋد إﻟ ــﻰ ﻧ ــﺎظرﯾن ﻣﺳ ــﺎﻋدﯾن ﻋ ــن ﻛ ــل ﻏرﻓ ــﺔ ذات اﺧﺗﺻ ــﺎص‬
‫اﻟﻧظﺎر اﻟﻣﺳﺎﻋدﯾن‪.(1‬‬
‫إﻗﻠﯾﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺎظر اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ّ‬
‫‪ .4‬رؤﺳﺎء اﻟﻐرف ‪:‬‬

‫طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣ ــﺎدة ‪ 04‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم ‪ 23-95‬ﯾﻌــﯾن رؤﺳ ــﺎء اﻟﻐــرف ﺑﻣوﺟ ــب ﻣرﺳ ــوم رﺋﺎﺳ ــﻲ‬
‫ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس‪،‬وﺗﺷﺗرط ﻓﯾﻬم اﻟﺧﺑرة واﻟﻛﻔـﺎءة‪ ،‬وﯾﻘوﻣـون ﺑﺎﻟﻣﻬـﺎم اﻟﻣﻧﺻـوص ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 44‬ﻣــن اﻷﻣــر ‪ 20-95‬وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﺗﻧﺳــﯾق اﻷﺷــﻐﺎل داﺧــل ﺗﺷــﻛﯾﻼﺗﻬم وﯾﺳــﻬرون‬
‫ﻋﻠـﻰ ﺣﺳــن ﺗﺄدﯾﺗﻬـﺎ ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎ ﻟﻸﻫـداف اﻟﻣﺳــطرة ﻓـﻲ إطــﺎر اﻟﺑرﻧـﺎﻣﺞ اﻟﻣواﻓــق ﻋﻠﯾـﻪ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻘوﻣــون‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 20‬ﻣﻦ اﻵﻣﺮ ‪ 23-95‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 26‬أوت ‪، 1995‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬ج ر اﻟﻌﺪد ‪ 48‬ﻟﺴﻨﺔ ‪. 1995‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺑﺗﺣدﯾــد اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟواﺟــب د ارﺳــﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻐــرف واﻟﻔــروع ‪،‬وﯾ أرﺳــون اﻟﺟﻠﺳــﺎت وﯾــدﯾرون ﻣــداوﻻت‬
‫اﻟﻐرف وﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أن ﯾﻛﻠﻔﻬم ﺑﺄي ﻣﻠف ذي أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪. 1‬‬

‫‪ .5‬رؤﺳﺎء اﻟﻔروع‪:‬‬

‫ﯾــﺗم ﺗﻌﯾــﯾن رؤﺳــﺎء اﻟﻔــروع ﺑﻣوﺟــب ﻣرﺳــوم رﺋﺎﺳــﻲ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ اﻗﺗ ـراح ﻣــن رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﻷﻣر ‪، 23-95‬وﯾﺗوﻟون اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة‬
‫‪ 45‬ﻣــن اﻷﻣ ــر ‪ 20-95‬ﺣﯾــث ﯾﻘوﻣ ــون ﺑﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ اﻷﺷ ــﻐﺎل اﻟﻣﺳ ــﻧدة إﻟ ــﻰ ﻓــروﻋﻬم وﯾﺳ ــﻬرون‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺳـ ــن ﺗﺄدﯾﺗﻬـ ــﺎ ‪،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻛﻠﻔـ ــون ﺑﻣﻬـ ــﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾـ ــق واﻟﺗ ــدﻗﯾق وﯾ أرﺳـ ــون اﻟﺟﻠﺳـ ــﺎت وﯾـ ــدﯾرون‬
‫ﻣداوﻻت ﻓروﻋﻬم‬

‫‪ .6‬اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرون واﻟﻣﺣﺗﺳﺑون‬

‫ﯾﻌﯾﻧون ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﺑﻌد اﺳﺗﺷـﺎرة ﻣﺟﻠـس‬
‫ﻗﺿ ــﺎة ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‪ 2 ،‬وﯾﻛﻠﻔ ــون ﺑﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 17‬و‪ 18‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،377-95‬ﯾﻘوﻣون ﺑﺄﺷـﻐﺎل اﻟﺗـدﻗﯾق واﻟﺗﺣﻘﯾـق‪ ،‬أو‬
‫اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬم‪ ،‬وﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﺷـﻛﯾﻼت اﻟﻣـدﻋوة ﻟﻠﻔﺻـل ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎﺋﺞ أﺷـﻐﺎل‬
‫ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‪ ،‬ﯾﺗ ــوﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷ ــﺎرون واﻟﻣﺣﺗﺳ ــﺑون أﻋﻣ ــﺎل اﻟﺗ ــدﻗﯾق واﻟﺗﺣﻘﯾ ــق أو اﻟد ارﺳ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬم‪:‬‬
‫‪ ‬ﯾﺷــﺎرﻛون ﻓــﻲ أﻋﻣــﺎل ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻛــل اﻟﻐــرف ﻣﺟﺗﻣﻌــﺔ وأﻋﻣــﺎل ﻟﺟﻧــﺔ ﻏــرف اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﻋﻣﺎل ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘﺎرﯾر‬
‫‪ ‬ﯾﺳﺎﻫﻣون ﻓﻲ إﻋداد ﻣﺷروع اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي واﻟﻣﺷـروع اﻟﺗﻣﻬﯾـدي ﻟﻘـﺎﻧون ﺿـﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ‬
‫‪3‬‬
‫وﻛذا ﺗﺣرﯾر ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣذﻛرات اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 44‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 06‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪، 23-95‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 46‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪ ‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻬم ﻣﻛﻠﻔـون ﺑﺗﺣﺿـﯾر وﺗﺧطـﯾط ﺳـﯾر ﻣﻬﻣـﺔ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣواﻋﯾـد‬
‫اﻟﻣﻘررة واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ٕواﻧﺟﺎز أﺷﻐﺎل اﻟﺗدﻗﯾق‬
‫‪ ‬ﯾﻣــررون ﺗﻘــﺎرﯾر اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺧﺗــﺎم أﻋﻣــﺎﻟﻬم وﯾوﻗﻌــون ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺛــم ﯾــﺗم ﺗﻘــدﯾﻣﻬﺎ إﻟــﻰ ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣداوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺎﻗﺗراﺣﺎت ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻌﺗﻣدﻩ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﯾ ــﻧظم ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻓ ــﻲ ﻏ ــرف ذات إﺧﺗﺻ ــﺎص وطﻧ ــﻲ وأﺧ ــرى ذات إﺧﺗﺻ ــﺎص‬
‫إﻗﻠﯾﻣﻲ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻧظـﺎرة اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﻛﺗﺎﺑـﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺿﺑط‪ ،‬اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻏرف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻧ ــﺗظم ﻣﺟﻠـ ـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑـ ـ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺷﻛـ ـ ــل ﻏ ــرف ذات اﺧﺗﺻ ــﺎص وطﻧ ــﻲ وﻋ ــددﻫﺎ ﺛﻣﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫وﻏــرف ذات اﺧﺗﺻــﺎص إﻗﻠﯾﻣــﻲ وﻋــددﻫﺎ ﺗﺳــﻌﺔ وﻏرﻓــﺔ اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ‬
‫واﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﻫــذا ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 09‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم ‪ 377-95‬اﻟﻣﺣــدد ﻟﻠﻧظــﺎم اﻟــداﺧﻠﻲ‬
‫ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬

‫‪-1‬اﻟﻐرف اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻐرف ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟـوطﻧﻲ رﻗﺎﺑـﺔ اﻟﺣﺳـﺎﺑﺎت و اﻟﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠـو ازرات و‬
‫رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت و اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ‪ ،‬أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳـﺟﻠﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻛذا رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺣﺗـوي ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻋﻠـﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ)‪ (08‬ﻏـرف وطﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻘـوم ﺑرﻗﺎﺑــﺔ ﻗطـﺎع أو أﻛﺛــر‪ ،‬وﻗـد ﺗــم‬
‫ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت ﺗدﺧﻠﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪54‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 833-59‬ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟّﺻﺣﺔ واﻟﺷؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬

‫‪ 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﻮاد ﻣﻦ ‪ 16‬إﱃ ‪ 18‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم ‪، 377-95‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬


‫‪2‬‬
‫ﺧﻠﻮﰲ رﺷﻴﺪ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ ٕ ‪ ،‬ﺗﻨﻈﻴﻢ واﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ط ‪، 3‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ 2007،‬ص ‪.234‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪ ‬اﻟﺗّﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛوﯾن‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟري‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ واﻟﻧﻘل‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗّﺟﺎرة واﻟﺑﻧوك واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻣواﺻﻼت‬
‫وﺗﻣـ ــﺎرس ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﻬـ ــﺎم ﺑرﺋﺎﺳـ ــﺔ رﺋـ ــﯾس اﻟﻐرﻓـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ رؤﺳـ ــﺎء اﻟﻔـ ــروع‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗﺷـ ــﺎرﯾن‪،‬‬
‫اﻟﻣﺣﺗﺳــﺑﯾن وﻛﺎﺗــب ﺿــﺑط‪ ،‬وﯾــوزع ﻣﺟــﺎل ﺗــدﺧل ﻫــذﻩ ﻟﻐــرف إﻟــﻰ ﻓــرﻋﯾن‪ ،‬طﺑﻘــﺎ ﻟﻣــﺎ ﻧــص ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫اﻟﻘـ ـرار اﻟﺻ ــﺎدر ﻋ ــن رﺋ ــﯾس ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‪ ،‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 16‬ﺟ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 1996‬اﻟ ــذي ﯾﺣ ــدد‬
‫ﻣﺟﺎﻻت ﺗدﺧل ﻛل ﻏرف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪ 1‬وﯾﺿﺑط اﻧﻘﺳﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻓروع ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺧﺗص ﺑﻔرﻋﯾﻬﺎ ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ واﻟﻬﯾﺋـﺎت اﻟوطﻧﯾـﺔ‪ :‬ﯾ ارﻗـب اﻟﻔـرع اﻷول ﻣﻧﻬــﺎ ﻣﺻــﺎﻟﺢ‬
‫رﺋﺎﺳ ــﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾ ــﺔ وﻣﺻ ــﺎﻟﺢ رﺋﺎﺳ ــﺔ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟ ــدﻓﺎع اﻟـ ــوطﻧﻲ‪ ،‬و ازرة اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ‬
‫واﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﺔ وﻛ ــذﻟك اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟوطﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬وﯾﺧ ــﺗص اﻟﻔ ــرع اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﺑﻣراﻗﺑ ــﺔ و ازرة‬
‫اﻟﻌدل وو ازرة اﻟﺷؤون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﺣﺔ واﻟﺷــؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ‪ :‬ﯾ ارﻗــب اﻟﻔــرع اﻷول ﻣﻧﻬــﺎ و ازرة‬
‫اﻟﺻـ ــﺣﺔ واﻟﺳـ ــﻛﺎن‪ ،‬و ازرة اﻟﻌﻣـ ــل واﻟﺷـ ــؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻛـ ــوﯾن اﻟﻣﻬﻧـ ــﻲ‪ ،‬و ازرة‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻫدﯾن‪ ،‬وﯾراﻗب اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ و ازرة اﻻﺗﺻﺎل‪ ،‬و ازرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وو ازرة اﻟﺷﺑﯾﺑﺔ واﻟرﯾﺎﺿﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓ ــﺔ اﻟوطﻧﯾ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠ ــﯾم واﻟﺗﻛ ــوﯾن ‪ :‬ﯾ ارﻗ ــب اﻟﻔ ــرع اﻷول و ازرة اﻟﺗرﺑﯾـ ــﺔ وو ازرة اﻟﺷـ ــؤون‬
‫اﻟدﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾراﻗب اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣـﺔ واﻟـري ‪ :‬ﯾﺧــﺗص اﻟﻔـرع اﻷول ﺑﻣراﻗﺑـﺔ و ازرة اﻟﻔﻼﺣـﺔ واﻟﻐﺎﺑــﺎت‪،‬‬
‫وﯾراﻗب اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ و ازرة اﻟري واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ واﻟﻧﻘـل‪ :‬ﯾ ارﻗـب اﻟﻔـرع اﻷول و ازرة اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫و ازرة اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾراﻗب اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ و ازرة اﻟﻧﻘل‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻬﯾﺎﻛـل اﻟﻘﺎﻋدﯾـﺔ واﻟﻧﻘـل‪ :‬ﯾ ارﻗـب اﻟﻔـرع اﻷول و ازرة اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫و ازرة اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾراﻗب اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ و ازرة اﻟﻧﻘل‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 02‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 16‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1996‬اﶈﺪد ﻻﺧﺘﺼﺎص ﻛﻞ ﻏﺮﻓﺔ و اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ رﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‬

‫‪23‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪ ‬اﻟﻐرﻓــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺟــﺎرة‪ ،‬اﻟﺑﻧــوك وﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﺗــﺄﻣﯾن‪:‬ﯾ ارﻗــب اﻟﻔــرع اﻷول و ازرة اﻟﺗﺟ ــﺎرة‪،‬‬
‫واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾراﻗب اﻟﺑﻧوك وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن وﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻐرﻓـ ــﺔ اﻟوطﻧﯾـ ــﺔ ﻟﻠﺻـ ــﻧﺎﻋﺔ واﻻﺗﺻـ ــﺎﻻت‪ :‬ﯾ ارﻗـ ــب اﻟﻔ ـ ــرع اﻷول و ازرة اﻟﺻ ـ ــﻧﺎﻋﺔ وو ازرة‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬و ازرة اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﺣرف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﯾ ارﻗـب اﻟﻔـرع اﻟﺛـﺎﻧﻲ‬
‫و ازرة اﻟطﺎﻗﺔ وو ازرة اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت‬

‫‪ -2‬اﻟﻐرف اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫أﻧﺷــﺋت اﻟﻐــرف اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ ﺑﻣوﺟــب اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم ‪ 377-95‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﻧظــﺎم اﻟــداﺧﻠﻲ‬
‫ﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﻘــوم ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﺑﻌدﯾــﺔ أو اﻟﻼﺣﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‬
‫واﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت واﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ذات اﻟﺻـ ــﺑﻐﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﺗ ارﻗـ ــب ﻣـ ــدى اﻻﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧزﯾـ ــﻪ‬
‫واﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪.1‬‬

‫وﯾﺗﺷﻛل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺗﺳﻌﺔ )‪ (09‬ﻏرف إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﺗوزع ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ‪،‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﺗﺗواﺟد ﻓﻲ ﻋواﺻم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﻋﻧﺎﺑﺔ – ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪ -‬ﺗﯾزي وزو‪ -‬اﻟﺑﻠﯾدة‪ -‬اﻟﺟزاﺋر‪-‬‬
‫وﻫران‪ -‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ -‬ورﻗﻠﺔ – ﺑﺷﺎر‪. 2‬‬

‫و ﺣﺳ ــب اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 31‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ رﻗ ــم ‪ 377 -95‬ﻓ ــﺎن ﻫ ــذﻩ اﻟﻐ ــرف ﺗ ــزود ﺑﻬﯾﻛ ــل‬
‫إداري ﯾﺳــﯾرﻩ ﻣوظــف ﻟــﻪ رﺗﺑــﺔ ﻧﺎﺋــب ﻣــدﯾر ﻓــﻲ إدارة ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬وﯾﺣــدد رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﻘ ـرار ﯾﻧﺷــر ﻓــﻲ اﻟﺟرﯾــدة اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻣﺟــﺎﻻت ﺗــدﺧل ﻛــل ﻏرﻓــﺔ ﻣــن اﻟﻐــرف اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫وﯾﺿﺑط اﻧﻘﺳﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﻓروع‬

‫‪ -3‬ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﻣــﺎدة ‪ 51‬ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم‪ 20-95 :‬اﻟﻣﻌدﻟــﺔ ﺑﻣوﺟــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 12‬ﻣــن اﻷﻣــر‪02-10‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ :‬ﺗﺗﺷﻛل ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬زﯾـﺎدة ﻋﻠـﻰ رﺋﯾﺳـﻬﺎ ﻣـن‬
‫ﻗﺿﺎة ﻣن ﺑﯾﻧﻬم ﺳﺗﺔ ) ‪ ( 06‬ﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ ‪377 -95‬‬
‫اﳌﺎدة ‪ 11‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ‪377-95‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﯾﻌــﯾن رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷــﺎرﯾن ﺑﻣوﺟــب أﻣــر ﺣﺳــب اﻟﻛﯾﻔﯾــﺎت اﻟﻣﺣــددة ﻓــﻲ اﻟﻧظــﺎم‬
‫اﻟــداﺧﻠﻲ‪،‬ﻻ ﺗﺻــﺢ ﻣــداوﻻت ﻏرﻓــﺔ اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ إﻻ ﺑﺣﺿــور‬
‫أرﺑﻌﺔ ) ‪ (4‬ﻗﺿﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﻗل زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ رﺋﯾﺳﻬﺎ ‪.1‬‬

‫وﺗﺗﻛون ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﺟﺗﻣـﻊ ﻓـﻲ ﺗﺷـﻛﯾﻠﺔ ﻣداوﻟـﺔ‬
‫ﻣن رﺋﯾﺳﻬﺎ وأرﺑﻌﺔ )‪(4‬ﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪. 2‬‬
‫ﺗﺧﺗص ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿـﺑﺎط ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻔـل ﺑﺟﻣﯾـﻊ ﻣﻠﻔـﺎت اﻻﻧﺿـﺑﺎط‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘﺿـﻲ ﺑـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون ﺣﯾـث ﺗﻘـوم ﺑﻛﺎﻓـﺔ اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗـﻲ ﺗ ارﻫـﺎ ﺿـرورﯾﺔ‬
‫وﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذﻩ اﻟﻣﻬــﺎم ﺗــﻧظم ﻏرﻓــﺔ اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾــق وﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﻛــم وﺗﺗرﺗــب ﻋــن‬
‫ﺗﺣرﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟزاءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.3‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻧظﺎرة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﻣـﻧﺢ اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم ‪ 20-95‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ اﻟﻣﻌـدل واﻟﻣـﺗﻣم اﻟﻧظـﺎرة اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫دور اﻟﻧﯾﺎﺑـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬وﯾﺗـوﻟﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺔ ﻧـﺎظر ﻋـﺎم ﯾﺳـﺎﻋدﻩ ﻧظـﺎر ﻣﺳـﺎﻋدون ﯾﺗـراوح ﻋددﻫم‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﯾن ‪ 03‬و ‪ 06‬ﯾﻣﺎرﺳون ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻓﻲ ﻣﻘر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ إدارﯾﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻣﻬﺎم اﻟّﻧظﺎرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬و اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻠﻘواﻧﯾن و اﻟﺗّﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟّﺿﺑط‬

‫ﯾﺷــﺗﻣل ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺿــﺑط ﺗﺗﻛــون ﻣــن ﻛﺎﺗــب ﺿــﺑط رﺋﯾﺳــﻲ‪ ،‬ﯾﺳــﺎﻋدﻩ‬
‫‪5‬‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺗﺎب ﺿﺑط ﺗﻌﻣل ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬

‫وﻣــن اﻟﻣﻬــﺎم اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﻣﺳ ــﻧدة إﻟﯾﻬــﺎ اﺳ ــﺗﻼم وﺗﺳــﺟﯾل ﻗﺿ ــﺎﯾﺎ اﻟﻣﺟﻠ ــس ﻣــن ﺟﻬــﺔ ‪،‬وﺗﺣﺿــﯾر‬
‫ﺟﻠﺳﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻛل اﻟﻐـرف ﻣﺟﺗﻣﻌـﺔ ﻣـن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻘﺎرﯾر واﻟﻣﻘررات واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪،‬ﻣﺳك اﻷرﺷﯾف اﻟﻣﺗﻌﻠـق‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 51‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ - 20 -95،‬اﳌﻌﺪﻟﺔ ﲟﻮﺟﺐ اﳌﺎدة ‪12‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪. 02-10‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪38‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ‪.377 -95‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 30‬ﻓﻘﺮة ‪ ) 02‬ﻣﻌﺪﻟﺔ ( واﳌﺎدة ‪ 52‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬‬
‫‪ 4‬اﳌﻮاد ‪ 33، 32‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ – ‪ 20-95‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ‪.‬‬
‫‪ 5‬اﳌﺎدة ‪ 34‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ – ‪ 20-95‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ‬

‫‪25‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺑﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠـ ــس وﺣﻔظ ــﻪ‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــل ﻣﺣﺎﺳـ ــب‬
‫ﻋﻣ ــوﻣﻲ أن ﯾ ــودع ﺣﺳ ــﺎﺑﻪ ﻋ ــن اﻟﺗﺳ ــﯾﯾر ﻟ ــدى ﻛﺗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺿ ــﺑط‪ ،‬و ﻛ ــذﻟك ﯾﺗﻌ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻣـ ـرﯾن‬
‫ﺑﺎﻟﺻرف ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬم اﻹدارﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ واﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣﻛﺗب اﻟﻣﻘررﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن ‪:‬‬

‫ﯾﻧﺷ ــﺄ ﻟ ــدى ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣﻛﺗ ــب ﻟﻠﻣﻘ ــررﯾن اﻟﻌ ــﺎﻣﯾن ﻋ ــددﻫم ﺛﻼﺛ ــﺔ ﯾﻛﻠﻔ ــون ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗـ ـواﻟﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟـ ـ ‪:‬‬

‫‪ ‬ﻣﺷروع اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي‬


‫‪ ‬ﻣﺷروع اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻘﯾﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﻘﺎﻧون ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺳﻧوي ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﺣﺻﯾﻠﺗﻪ‬

‫اﻟﻌﺎﻣون ﻓﻲ ﻣداوﻻت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘﺎرﯾر وﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺣق اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬


‫ﯾﺷﺎرك اﻟﻣﻘررون ُ‬
‫اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫ّﯾﺿ ــم ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟﻬﯾﺎﻛ ــل اﻹدارﯾــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗّﻛﻠ ــف ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﺑﺗﻘــدﯾم‬
‫اﻟّ ــدﻋم اﻟّﺿ ــروري ﻟﻠﻘﯾ ــﺎم ﺑﻣﻬ ــﺎم ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻟﺗﺣﺳ ــﯾن أداءﻩ‪ ،1‬و ﯾﻣﻛﻧﻬ ــﺎ أن ﺗﺷ ــﺎرك ﻓ ــﻲ‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗدﻗﯾق واﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﻘﯾﯾم ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻷﻣﺎﻧـــﺔ اﻟﻌﺎﻣـــﺔ‪ :‬وﯾﺗ ــوﻟﻰ اﻷﻣ ــﯾن اﻟﻌــﺎم ﺗﻧﺷ ــﯾطﻬﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬــﺎ وﻫ ــو اﻵﻣــر ﺑﺎﻟّﺻ ــرف‬
‫ﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺟﻠــس ‪ 2‬واﻟــذي ﺑــدورﻩ ﯾﻌــﯾن ﺑﻣوﺟــب ﻣرﺳــوم رﺋﺎﺳــﻲ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ اﻗﺗـراح ﻣــن‬
‫رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﯾﻌﻣل ﺗﺣت ﺳﻠطﺗﻪ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻷﻗﺳﺎم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻗﺳـــم ﺗﻘﻧﯾـــﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾـــل واﻟرﻗﺎﺑـــﺔ ‪ :‬ﯾﺗﻣﺛ ــل دورﻩ ﻓ ــﻲ ﺗ ــوﻓﯾر اﻟﻣﺳ ــﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾ ــﺔ‬
‫ﻟﻘﺿـ ــﺎة اﻟﻣﺟﻠـ ــس وذﻟـ ــك ﻟﻠﻘﯾـ ــﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾـ ــﺎت اﻟﺗـ ــدﻗﯾق واﻟﺗﺣﻘﯾـ ــق‪ ،‬وﺗـ ــوﻓﯾر دﻻﺋـ ــل‬
‫اﻟﻔﺣــص واﻷدوات اﻟﻣﻧﻬﺟﯾــﺔ اﻟﻼزﻣــﺔ ووﺿــﻊ اﻟﻣﻘــﺎﯾﯾس واﻟﻣؤﺷـرات اﻟﺿــرورﯾﺔ‬
‫ﻹﻧﺟــﺎز أﻋﻣــﺎل اﻟرﻗﺎﺑــﺔ‪ ،‬ﯾﻌﻣــل ﻫــذا اﻟﻘﺳــم ﻛــذﻟك ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﺿــﯾر ﺑـراﻣﺞ ﻟﺗﻛــوﯾن‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 35‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪، 20-95‬‬


‫‪ 2‬ﻣﺴﻌﻲ ﳏﻤﺪ‪،‬اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪147‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻘﺿﺎة وﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗواﻫم وﺗﻘﯾـﯾم ذﻟـك ﺑﺻـﻔﺔ دورﯾـﺔ وﻫـذا‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم‬
‫‪ ‬ﻗﺳــم اﻟدراﺳــﺎت وﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‪:‬ﯾﺗــوﻟﻰ ﻫــذا اﻟﻘﺳــم إﻋــداد د ارﺳــﺎت ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﯾـﺎدﯾن اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣ ــﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘ ـ ــﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟـ ــﺗﻲ ﺗﻬُـم ﻧﺷــﺎط ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺳ ــﯾﯾر ﺑﻧ ــك اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺣ ــول اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت واﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺗ ــﻪ‪،‬‬
‫ﻛــذﻟك ﺗﻛــوﯾن وﺗﺳــﯾﯾر اﻟرﺻــﯾد اﻟوﺛــﺎﺋﻘﻲ اﻟــذي ﯾﻔــﻲ ﺑﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻣﺟﻠــس‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ‬
‫إﻟ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك ﯾﻘ ـ ــوم ﻫ ـ ــذا اﻟﻘﺳ ـ ــم ﺑﺈﻋ ـ ــداد وﺗوزﯾ ـ ــﻊ ﻣﻧﺷ ـ ــورات ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ـ ــﺑﺔ‬
‫‪2‬‬
‫وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪ ‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻹدارة واﻟوﺳﺎﺋل‪ :‬ﺗﺗﻔرع ﻫـذﻩ اﻷﺧﯾـرة إﻟـﻰ أرﺑـﻊ ﻣـدﯾرﯾﺎت ﻓرﻋﯾـﺔ وﺗﻬـﺗم‬
‫ﺑﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠـس ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ‬
‫‪3‬‬
‫إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺷــرف ﻋﻠﯾــﻪ رﺋــﯾس دﯾـوان وﯾﺿــم ﻣــدﯾرﯾن ﻟﻠد ارﺳــﺎت‪ ،‬ﯾﺗــوﻟﻰ ﻣﻬــﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺗﺗﻌﻠــق أﺳﺎﺳــﺎ‬
‫ﺑﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻋﻼﻗــﺎت اﻟﻣﺟﻠــس ﻣــﻊ اﻷﺟﻬـزة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ وﻛــذﻟك ﻋﻼﻗﺎﺗــﻪ ﻣــﻊ ﻣﺧﺗﻠــف‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺟﻬوﯾــﺔ واﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻋﺿـوا ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﯾﺗﺑــﻊ ﻛــذﻟك ﻟـرﺋﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻣﻛﺗــب اﻟﻣﻘــررﯾن اﻟﻌــﺎﻣﯾن‬
‫ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘﺎرﯾر‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫إن اﻟﺗﻧظـﯾم اﻟـداﺧﻠﻲ ﻷﯾــﺔ ﻫﯾﺋـﺔ أو ﺟﻬــﺎز ﯾﻌـد دﻋﺎﻣﺗـﻪ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬـو ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ اﻟﻌﻣـود‬
‫اﻟﻔﻘــري ﻟﻠﺟﺳم‪ ،‬وﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﺣﻛﻣﺎ وﻣﺗوازﻧﺎ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻣل اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻧﺎﺟﺣﺎ‬
‫ﻓﻌﺎﻻ‪.4‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 27‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ‪377-95‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 28‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ‪377-95‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 30‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ‪377-95‬‬
‫‪ - 4‬ﺗﻴـﺎب ﻧﺎدﻳـﺔ‪ ،‬آﻟﻴـﺎت ﻣﻮاﺟﻬـﺔ اﻟﻔﺴـﺎد ﻓـﻲ ﳎـﺎل اﻟﺼـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـﺔ‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ دﻛﺘـﻮراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﻴـﺔ اﳊﻘـﻮق واﻟﻌﻠـﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣﻮﻟـﻮد ﻣﻌﻤﺮي‪ ،‬ﺗﻴﺰي وزو‪،2013، ،‬‬
‫ص ‪312‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺗﺿم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﯾﺎﻛل ﻣرﻛزﯾﺔ وﻣﻔﺗﺷﯾﺎت ﺟﻬوﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﻣرﻛــزي ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‬

‫ﯾ ــدﯾر اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ رﺋ ــﯾس ﯾﻌ ــﯾن ﺑﻣوﺟــب ﻣرﺳــوم رﺋﺎﺳــﻲ وﯾﻛــون ﺗﺎﺑﻌــﺎ ﻟﺳــﻠطﺔ‬
‫اﻟ ــوزﯾر اﻟﻣﻛﻠ ــف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ــد اﻋﺗﺑـ ــر اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي رﻗـ ــم ‪ 273-08‬اﻟﻣﺗﺿ ـ ــﻣن ﺗﻧظ ـ ــﯾم‬
‫اﻟﻬﯾﺎﻛ ـ ــل اﻟﻣرﻛزﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‪ 1‬ﻣﻧﺻ ـ ــب رﺋ ـ ــﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺳــﻬر رﺋــﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣﺳــن ﺗﻧﻔﯾــذ ﻋﻣﻠﯾــﺎت اﻟرﻗﺎﺑــﺔ واﻟﺗــدﻗﯾق واﻟﺗﻘﯾ ــﯾم‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﺧﺑـرة وﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣدﯾران ﻟﻠدراﺳﺎت‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﺋﯾس‪ ،‬ﺗﺿم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ )‪ (03‬ﻫﯾﺎﻛل ﻣرﻛزﯾﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛــل ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ واﻟﺗــدﻗﯾق واﻟﺗﻘﯾــﯾم ‪:‬‬

‫ﺣﯾــث أﻧــﻪ ﺗوﻛــل ﻣﻬــﺎم اﻟرﻗﺎﺑــﺔ و اﻟﺗــدﻗﯾق و اﻟﺗﻘﯾــﯾم و اﻟﺧﺑ ـرة اﻟﻣﻧوطــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‬
‫ﻷرﺑﻌــﺔ ﻣـ ـراﻗﺑﯾن ﻋــﺎﻣﻠﯾن ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﻣوﺿ ــوﻋﯾن ﺗﺣ ــت ﺳــﻠطﺔ رﺋ ــﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﯾراﻗب أو ﯾﻣﺎرس اﻟﻣراﻗب اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻗطﺎﻋﺎت ﻧﺷﺎط ‪3‬ـ‬

‫وﯾﻌد ﻣﻧﺻب اﻟﻣراﻗب اﻟﻌﺎم وظﯾﻔﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﯾﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ودﻓﻊ راﺗﺑﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔـﺔ ﻣﻔـﺗش ﻋـﺎم‬
‫ﻟو ازرة‪ ،‬وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣراﻗﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣ ارﻗــب اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﻛﻠــف ﺑرﻗﺎﺑــﺔ وﺗــدﻗﯾق وﺗﻘﯾــﯾم وﺧﺑ ـرة اﻟﻛﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻘطﺎﻋــﺎت‬
‫إدارات اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬واﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻹدارات اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻣﻧﺎﺟم واﻟطﺎﻗـﺔ‪ ،‬وﻛـذا‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻣ ارﻗــب اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﻛﻠــف ﺑرﻗﺎﺑــﺔ وﺗــدﻗﯾق وﺗﻘﯾــﯾم وﺧﺑ ـرة اﻟﻛﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻘطﺎﻋــﺎت‬
‫اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم اﻟﻌـ ــﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ واﻟﺗرﺑﯾـ ــﺔ واﻟﺗﻛـ ــوﯾن واﻟﺻـ ــﺣﺔ واﻟﺷـ ــؤون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ‬

‫‪ - 1‬ﻣﺮﺳـﻮم ﺗﻨﻔﻴـﺬي رﻗـﻢ ‪ 273 -08‬ﻣـﺆرخ ﻓـﻲ ‪ 2008 -09 -06‬ﻳﺘﻀـﻤﻦ ﺗﻨﻈـﻴﻢ اﳍﻴﺎﻛـﻞ اﳌﺮﻛﺰﻳـﺔ ﻟﻠﻤﻔﺘﺸـﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴـﺔ‪ ،‬ج ر ﻋﺪد ‪ ، 50‬ﺻﺎدر ﰲ‬
‫‪2008-09 -07‬‬
‫‪ -2‬اﳌﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪273- 08‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ‪: 275-80‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬

‫‪28‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫واﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟوطﻧﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﺗﺻﺎل واﻟﺷــؤون اﻟدﯾﻧﯾــﺔ واﻟﺷــﺑﺎب واﻟرﯾﺎﺿــﺔ واﻟﻣﺟﺎﻫــدﯾن‬


‫واﻟﻌﻣل واﻟﺗﺷﻐﯾل‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣ ارﻗــب اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﻛﻠــف ﺑرﻗﺎﺑــﺔ وﺗــدﻗﯾق وﺗﻘﯾــﯾم وﺧﺑ ـرة اﻟﻛﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻘطﺎﻋــﺎت‬
‫اﻟري واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺳﻛن واﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري واﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫‪ ‬اﻟﻣ ارﻗ ـ ــب اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛﻠ ـ ــف ﺑرﻗﺎﺑ ـ ــﺔ وﺗ ـ ــدﻗﯾق اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ـ ــﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا ﺗدﻗﯾق اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟوﺣدات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ :‬ﯾدﯾر ﻫذﻩ اﻟوﺣدات ﻣدﯾرو اﻟﺑﻌﺛﺎت واﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻣدﯾرو اﻟﺑﻌﺛﺎت‪:‬‬

‫ﯾﺗﻣﺛل ﻋددﻫم ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣدﯾر وﯾﻌﻣﻠون ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻣـراﻗﺑﯾن اﻟﻌـﺎﻣﯾن ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﯾﻘـوم ﻣـدﯾر اﻟﺑﻌﺛـﺔ‬
‫ﺑ ــﺎﻗﺗراح ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ ﻟوﺣ ــدات اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﻠوﺣ ــدات اﻟﻣرﻛزﯾ ــﺔ وﯾﺗﺎﺑﻌﻬ ــﺎ ‪،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺿ ــﻣن‬
‫اﻟﺗﻧﺎﺳق ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺟﻬوﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ‬

‫وﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر ﯾﺳــﻬر ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﺿــﯾر أﺷــﻐﺎل اﻟﻣﻬﻣــﺎت وﺗﻧظﯾﻣﻬــﺎ وﺗﻘــدﯾم اﻻﻗﺗ ارﺣــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺑﻘـوام وﻣــدة وﻣﻧــﺎطق ﺗــدﺧل ﻛــل وﺣــدة ﻣــن اﻟوﺣــدات اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ وﺗوزﯾــﻊ اﻷﻋﻣــﺎل ﺑﯾﻧﻬــﺎ وﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن‬
‫اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 273-08‬واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷـﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﺳـﯾن‬
‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪.1‬‬

‫ﻫذا وﯾﻛون اﻟﻣﻔﺗﺷون ﻣﻠزﻣون ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ أﺛﻧﺎء أداء ﻣﻬﺎﻣﻬم‪:‬‬

‫‪ ‬ﺗﺟﻧب ﻛل ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻹدارات واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪.‬‬


‫‪ ‬اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟظروف ﻋﻠﻰ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﻛل ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﺗﺄﺳﯾس طﻠﺑﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﺛﺎﺑﺗﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻘدﯾم ﺗﻘرﯾر ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻋن ﻣﻌﺎﯾﻧﺎﺗﻬم ﻣﻌﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻧواﺣﻲ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر‬
‫اﻟذي ﺗﻣت ﻣراﻗﺑﺗﻪ‬

‫‪ - 2‬اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ‪:‬ﯾدﯾر ﻓرق ﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﻣﺣـدد ﻋـددﻫم ﺑﺛﻼﺛـﯾن وﯾﻣﺎرﺳـون ﺗﺣـت‬
‫إدارة ﻣدﯾري اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﻣوﻛﻠـﺔ ﻟﻬـم ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟرﻗﺎﺑـﺔ‪ ،‬وﯾﺣﺿـر اﻟﻣﻛﻠـف ﺑـﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟرﻗﺎﺑـﺔ‬

‫‪ -1‬اﳌﺎدﺗﲔ ‪10 ، 09‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 273-08‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬

‫‪29‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﻰ اﻟﻔرﻗﺔ وﯾﻧظﻣﻬﺎ وﯾﺗﺎﺑﻌﻬﺎ وﯾﻘودﻫـﺎ‪ ،‬وﻣـن ﺑـﯾن ﻣﻬﺎﻣـﻪ ﺗوزﯾـﻊ اﻟﻣﻬﻣـﺎت ﺑـﯾن اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾن‬
‫اﻟــذﯾن ﯾﺷــﻛﻠون اﻟﻔرﻗــﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ﺳــﯾر اﻷﻋﻣــﺎل وﻛــذﻟك ﺗﺣﻠﯾــل أﺟوﺑــﺔ اﻟﻣﺳــﯾرﯾن واﺳــﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓــﻲ‬
‫إطــﺎر ﺗﻧﻔﯾــذ اﻹﺟـراء اﻟﺗﻧﺎﻗﺿــﻲ‪ ،‬إﻋطــﺎء ﻋﻼﻣــﺎت ﺗﻘﯾﯾﻣﯾــﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻟوﺣــدة اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺷــرف‬
‫ﻋﻠﯾﻬم ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛل اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﻘﯾﯾس واﻹدارة واﻟﺗﺳﯾﯾر‪:‬‬

‫ﺗﺿــم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻫﯾﺎﻛــل اﻟد ارﺳــﺎت و اﻟﺗﻔﺗــﯾش و اﻹدارة واﻟﺗﺳــﯾﯾر‪ ،‬وﻫــﻲ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ‬
‫ﻣـن اﻟﻣــدﯾرﯾﺎت ﻣﻧﻬـﺎ ﻣدﯾرﯾــﺔ اﻟﺑـراﻣﺞ و اﻟﺗﺣﻠﯾـل و اﻟﺗﻠﺧــﯾص ‪ ،‬وﻛــذا ﻣدﯾرﯾـﺔ اﻟﻣﻧــﺎﻫﺞ و اﻟﺗﻔﺗــﯾش‬
‫‪2‬‬
‫و اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ و ﻛذا ﻣدﯾرﯾﺔ إدارة اﻟوﺳﺎﺋل‪.‬‬

‫أ‪ -‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ و اﻟﺗﺣﻠﯾل و اﻟﺗﻠﺧﯾص‪:‬‬

‫ﺗﻬــﺗم ﺑﺈﻋــداد اﻟﻣﻠﺧــص اﻟــدوري واﻟﺳــﻧوي ﻟﻠﺗــدﺧﻼت‪ ،‬وﺟﻣــﻊ وﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن‬
‫ﻧوﻋﯾﺔ ﻋﻣـل اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺗﻘـوم أﯾﺿـﺎ ﺑﺻـﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗﻘـﺎرﯾر اﻟﻣﻬﻣـﺔ وﺿـﻣﺎن ﻧﻘﻠﻬـﺎ ﻏـﺎﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋـﺎت‬
‫واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗـدﺧل ﻓـﻲ إدارة اﺧﺗﺻﺎﺻـﺎﺗﻬﺎ‬
‫‪ ،‬وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬رﺋﯾس ﻟدراﺳﺎت ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ و اﻟﺗﻠﺧﯾص‪.‬‬


‫‪ ‬رﺋﯾس دراﺳﺎت ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل و ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬رﺋﯾس دراﺳﺎت ﻣﻛﻠف ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﻘﺎرﯾر و ﺣﻔظﻬﺎ و أرﺷﻔﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ و اﻟﺗﻘﯾﯾس و اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺿم‪:‬‬

‫ﺗﺳﻌﻰ ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ واﻟﺗﻘﯾﯾس واﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ‬
‫وﺟﻣــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﺿــﯾر اﻟﺑرﻧــﺎﻣﺞ اﻟﺳــﻧوي ﻟﻠﺗــدﺧل وﻛــذا ﺗﺳــطﯾر ﺟــدول ﺧــﺎص‬
‫ﺑﺎﻟﺟواﻧب واﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻔﺗﯾش ‪ ،‬وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ ‬رﺋﯾس دراﺳﺎت ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻫﺞ واﻟﺗﻘﯾﯾﻣﺎت‪.‬‬


‫‪ ‬رﺋﯾس دراﺳﺎت ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ و اﻟﺗوﺛﯾق‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدﺗﲔ ‪13 ، 12‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 273-08‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‬


‫‪ - 2‬ﺑﻦ داوود إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺰاﺋﺮي و اﳌﻘﺎرن‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﳊﺪﻳﺚ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ،‬ص‪91‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻣدﯾرﯾﺔ إدارة اﻟوﺳﺎﺋل ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺿم‪:‬‬ ‫ج ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن‬


‫‪ ‬اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛوﯾن و ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى‪.‬‬
‫وﺗﺧﺗص ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﻬﻣﺎت اﻟﺗﻔﺗﯾﺷﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ‪ .‬وﺗﺳﯾﯾر وظﺎﺋف ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟﻬوي ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﺗﺿم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣﺻـﺎﻟﺢ ﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺷـﻛل ﻣﻔﺗﺷـﯾﺎت ﺟﻬوﯾــﺔ ﺗﻧــدرج ﺗﺣــت ﺳــﻠطﺔ‬
‫رﺋ ــﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺗ ــوﻟﻰ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻟﺟﻬـ ـ ـ ــوي ﺗﻧﻔﯾـ ـ ـ ــذ اﻟﺑرﻧ ـ ــﺎﻣﺞ اﻟﺳﻧ ـ ـ ـ ــوي‬
‫ﻟﻠرﻗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗدﻗﯾ ـ ـ ـ ــق واﻟﺗﻘﯾ ـ ـ ـ ــﯾم واﻟﺧﺑـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻣﻧ ـ ـ ــوط ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻛﻔ ـ ــل ﺧ ـ ــﺎرج‬
‫اﻟﺑرﻧـ ــﺎﻣﺞ ﺑطﻠﺑـ ــﺎت اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻟﺻ ـ ــﺎدرة ﻋـ ــن اﻟﺳـ ــﻠطﺎت اﻟﻣؤﻫﻠـ ــﺔ‪ ، 1‬أﻣـ ــﺎ ﻣﻘـ ــﺎر ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻔﺗﺷ ـ ــﯾﺎت‬
‫اﻟﺟﻬوﯾ ـ ــﺔ واﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ــﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣ ـ ــﻲ ﻓﻘ ـ ــد ﺣ ـ ــددﻫﺎ اﻟﻘـ ـ ـرار اﻟﺻ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ــن وزﯾ ـ ــر اﻟﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣ ـ ــؤرخ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ‪ 1999-02-02،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﺗﻘـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋواﺻـ ـ ــم ‪ 10‬وﻻﯾـ ـ ــﺎت ﻫـ ـ ــﻲ‪ :‬اﻷﻏ ـ ـ ـ ـواط‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳ ـ ـ ــﺎن‪،‬‬
‫ﺗﯾ ــزي وزو ﺳطﯾف‪ ،‬ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم‪ ،‬ورﻗﻠﺔ ‪،‬وﻫران‪.‬‬

‫و ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺎت اﻟﺟﻬوﯾــﺔ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳﻧوي ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗدﻗﯾق و اﻟﺗﻘﯾﯾم و اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧوط ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻛﻔل ﺧﺎرج اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑطﻠﺑﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ‪.‬‬

‫وﯾــدﯾر اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾــﺔ ﻣﻔــﺗش ﺟﻬــوي‪ ،‬و ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﯾﻘــوم ﺑﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺳــﻠﻣﯾﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺗﺧدﻣﯾن اﻟﺗـ ــﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬـ ــﺎ‪،‬ﻓﻲ ﺣـ ــﯾن اﻟوﺣـ ــدات اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾـ ــدﯾرﻫﺎ اﻟﻣﻔـ ــﺗش اﻟﺟﻬـ ــوي وﻛـ ــذا‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﯾﺗوﻟون ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺎت اﻟﺟﻬوﯾﺔ‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬اﳌــﺎدة ‪ 02‬ﻣــﻦ اﳌﺮﺳــﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬي رﻗــﻢ ‪ 274 - 08‬ﻣــﺆرخ ﻓــﻲ ‪ 2008 -09 -06‬ﳛــﺪد ﺗﻨﻈــﻴﻢ اﳌﻔﺘﺸــﻴﺎت اﳉﻬﻮﻳــﺔ ﻟﻠﻤﻔﺘﺸــﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ وﺻﻼﺣﻴﺎ ﺎ‪،‬‬
‫ج ر ﻋﺪد ‪ 50،‬ﺻﺎدر ﰲ ‪2008-09 -07‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﻮاد ‪ 6،5،4،3‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪274-08 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬أﺛر اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﺳﻣو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﻘﺻــد ﺑــﺄﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﺗﻠــك اﻷﺟﻬ ـزة اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ واﻟﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ‪،‬ﺗﻧﺑﺛــق ﻣ ــن اﻟدوﻟــﺔ‬
‫وﺗﺧ ــﺗص ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــﺎل اﻟﻌــﺎم ﻋ ــن طرﯾ ــق ﻣراﻗﺑ ــﺔ ﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟدوﻟ ــﺔ وﺣﺳ ــﺎﺑﺎت اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪،‬واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻐﯾرﻫــﺎ ﻣ ـن اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺗــﻲ ﺿــرورة اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﻬــﺎ أو‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻬد ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أو إﺣدى اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﺗﺷـرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻟﻬـذﻩ‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻛل ﺑﻠد ‪،‬وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك‪.1‬‬

‫وﯾﻣﻛ ــن ﺗﻌرﯾ ــف اﻷﺟﻬـ ـزة اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﺳ ــﺗﻧﺎدا إﻟ ــﻰ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 02‬ﻣ ــن اﻟﻧظ ــﺎم اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻸﺟﻬزة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ )اﻻﻧﺗوﺳﺎي( ﻛل ﺟﻬﺎز أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳـﻣﯾﺗﻪ وطرﯾﻘـﺔ‬
‫ﺗﺄﻟﯾﻔــﻪ وﺗﻧظﯾﻣــﻪ اﻟــذي ﯾﻣــﺎرس ﺑﻣﻘﺗﺿــﻰ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ‪ ،‬أي أن‬
‫أﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﺗﺗﻣﯾــز ﺑﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺧﺻ ـﺎﺋص ﻻ ﻧﺟــدﻫﺎ ﺑــﺎﻗﻲ أﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺣﻛم ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ ‬ﺻــﻔﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ‪ :‬ﺗﺻــف أﺟﻬـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺑﺻــﻔﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﺗﻣد ﻫــذﻩ اﻟﺻــﻔﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗم إﻧﺷﺎؤﻫﺎ أﻻ وﻫو اﻟدﺳﺗور وﻫو اﻟﺿﺎﻣن ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ ‪،‬وﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫ﻧﺟد أن ﻣﻌظم أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗم إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟدﺳﺗور‬
‫‪ ‬ﺻــﻔﺔ اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب أن ﺗﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــﺎ أﺟﻬـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ واﻟﺗــﻲ ﺗﻣﯾزﻫــﺎ ﻋــن ﺑــﺎﻗﻲ أﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻷﺧــرى‪ ،‬وﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻻﺳــﺗﻘﻼل ﻫﻧــﺎ‬
‫اﻻﺳــﺗﻘﻼل اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻋــن اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ‪،‬وﻻ ﻧﻌﻧــﻲ اﺳــﺗﻘﻼل اﻟﺟﻬــﺎز ﻋ ــن‬
‫اﻟﺳــﻠطﺔ ﺑــل اﺳــﺗﻘﻼل أﻋﺿــﺎﺋﻪ وﻫــم اﻟﻣﺳ ــؤوﻟون ﻋــن اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـ اررات ‪،‬وأﻫــم ﺷــﻲء ﻓ ــﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ‬

‫وﻹظﻬ ــﺎر اﻟﻣﻛﺎﻧ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﺎﻣﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر وﺟ ــب ﻋﻠﯾﻧ ــﺎ‬
‫اﻻﻋﺗﻣ ــﺎد ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻠ ــك اﻟﺻـ ــﻔﺎت اﻟﺗ ــﻲ أﻗرﺗﻬـ ــﺎ اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ــﺔ ﻟﻸﺟﻬ ـ ـزة اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫)اﻻﻧﺗوﺳﺎي (‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺣﺎﻣﺪ اﻟﻌﺮﰊ اﳊﻀﺮي ‪،‬اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻫﻴﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﻣﻜﺎﺗﺐ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﳊﺴﺎﺑﺎت ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻷول ‪،‬ﺗﻮﻧﺲ ‪ ،1984‬ص ‪04‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ رﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‬

‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻷﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﺗﺳـﺗﻣد ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـذي أﻧﺷـﺄﻫﺎ‪،‬واﻧطﻼﻗﺎ ﻣـن‬
‫دﺳــﺗور ‪ 1976‬ﻓﺈﻧﻧــﺎ ﻧﺟــد ﺟــل اﻟدﺳــﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ ﻗــد أﻗــرت ﺑــﺄن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻫﯾﺋــﺔ ﻋﻠﯾــﺎ‬
‫ﻟﻠرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‪،‬ﻏﯾر أن ﺧﺎﺻ ــﯾﺔ اﻻﺳ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺿ ــﻠت اﻟﻬ ــﺎﺟس اﻷﻛﺑ ــر ‪،‬وﺣﺗ ــﻰ ﯾﻣ ــﺎرس ﻣﺟﻠ ــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻠﯾـﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﻛـل اﺳـﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﺣﯾـﺎد وﻣوﺿـوﻋﯾﺔ‬
‫‪،‬ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻟﻪ ﺿﻣﺎﻧﺎت أﻛﯾدة دﺳﺗورﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺗﺷﻛل أﺳﺎﺳﺎ ﻗوﯾﺎ ﻟﻬذﻩ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري ‪:‬‬


‫ﺗطرﻗــت اﻟدﺳــﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ إﻟــﻰ إﻧﺷــﺎء ﺟﻬــﺎز ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﯾﻛﻠــف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ـﺔ دون أن‬
‫ﺗوﺿﺢ ﻣدى اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗـﻪ‪ ،‬ﻓدﺳـﺗور ‪ 1963‬ﻟـم ﯾـﻧص ﻋﻠـﻰ‬
‫إﻧﺷــﺎء ﺟﻬــﺎز ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬إﻻ أن دﺳــﺗور‪ 1976‬ﻛــرس ﻓﺻــﻼ ﻛــﺎﻣﻼ ﻟوظﯾﻔــﺔ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﺗﺿــﻣن‬
‫ﻣﺎدة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬دون اﻟﺗطرق وﻟو ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺟﻬـﺎز‬
‫ﻋ ــن اﻷﺟﻬـ ـزة اﻷﺧ ــرى اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺗ ــﻪ وﻧﺻ ــﻬﺎ ﻛﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ‪:‬ﯾؤﺳ ــس ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣﻛﻠ ــف‬
‫ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻼﺣﻘ ــﺔ ﻟﺟﻣﯾ ــﻊ اﻟﻧﻔﻘ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻟﻠدوﻟ ــﺔ واﻟﺣ ــزب واﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﺔ و اﻟﺟﻬوﯾ ــﺔ‬
‫‪1‬‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ‬

‫أﻣــﺎ دﺳــﺗور ‪ 1989‬وﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن ﺗوﺟــﻪ اﻟﺟ ازﺋــر إﻟــﻰ ﻧظــﺎم اﻟﺗﻌددﯾــﺔ واﻗﺗﺻــﺎد اﻟﺳــوق‪ ،‬ﺣــرص‬
‫اﻟﻣﺷــرع ﺧﻼﻟــﻪ ﻋﻠــﻰ إﺑﻘــﺎء أﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ وﻫــذا ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛﯾــﺎن اﻟدوﻟــﺔ وأﻣواﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻧﺻــت‬
‫اﻟﻣــﺎدة ‪ 160‬ﻣﻧــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺄﺳــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ دون ﺗوﺿــﯾﺢ ﻣــدى اﺳ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز‬
‫وﺟﺎءت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﯾؤﺳس ﻣﺟﻠس ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﯾﻛﻠف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣراﻓق‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻌد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﻘرﯾ ار ﺳﻧوﯾﺎ‪ ،‬ﺛم ﯾرﻓﻌﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬وﻋﻣﻠﻪ وﺟزاء ﺗﺣﻘﯾﻘﺎﺗﻪ"‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 190‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪81-08‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر‪،‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 170‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 438-96،‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟدﺳــﺗور ‪ 1996‬ﻓــﻧص ﻋﻠــﻰ ﺗﺄﺳــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ دون أن ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ ﻣﺳــﺎﻟﺔ‬
‫اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋن اﻷﺟﻬزة اﻷﺧـرى‪ ،‬اﻟﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗـﻪ ﻓﺟـﺎءت اﻟﻣـﺎدة ‪ 170‬ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺷــﺎﻛﻠﺔ اﻟﻣــﺎدة ‪ 160‬ﻣــن دﺳــﺗور‪ 1989‬إﻻّ أّ ن اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء ﺟــﺎء ﻣــن ﺧــﻼل دﺳــﺗور‪ 2016‬اﻟــذي‬
‫ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و أﺿﺎف أﺣﻛﺎﻣـﺎ ﺟدﯾـدة ﺣﯾـث ﻣـدد اﺧﺗﺻﺎﺻـﻪ‬
‫دﺳــﺗورﯾﺎ ﻟــرؤوس اﻷﻣ ـوال اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﺿــﯾف ﻟــﻪ اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ ﻓــﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﺗطوﯾر اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﯾﺳﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 192‬ﻣﻧﻪ‪" :‬ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﯾﻛﻠف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪"... ،‬‬

‫أﻣﺎ دﺳﺗور ‪ 2020‬ﻓﻘد أﺗﻰ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت أﻛﺑر ﺣﯾـث ورد ﻓـﻲ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 199‬ﻓـﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻷوﻟـﻰ‬
‫ﻣﻧــﻪ ‪ " :‬ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣؤﺳﺳــﺔ ﻋﻠﯾــﺎ ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛــﺎت واﻷﻣ ـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫‪،‬ﯾﻛﻠ ــف ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺑﻌدﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻣـ ـوال اﻟدوﻟ ــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﺔ واﻟﻣ ارﻓ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﻛ ــذﻟك‬
‫رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬

‫ﯾﺳﺎﻫم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﯾداع‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪.‬‬

‫ﯾﻌﯾن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻌﻬدة ﻣدﺗﻬﺎ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة‬
‫واﺣدة‪.‬‬

‫ﯾﻌد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﻘرﯾ ار ﺳﻧوﯾﺎ ﯾرﻓﻌﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس ﻧﺷرﻩ‪.‬‬

‫ﯾﺣـ ّـدد ﻗــﺎﻧون ﻋﺿــوي ﺗﻧظــﯾم ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ وﻋﻣﻠــﻪ واﺧﺗﺻﺎﺻــﺎﺗﻪ واﻟﺟ ـزاءات اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋــن‬
‫ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ واﻟﻘـﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻷﻋﺿـﺎﺋﻪ ‪،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﺣـدد ﻋﻼﻗﺎﺗـﻪ ﺑﺎﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻷﺧـرى ﻓـﻲ اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد"‪.2‬‬

‫إذ ﺗﺿــﻣن إﺿــﺎﻓﺗﯾن ﻫــﺎﻣﺗﯾن ﺗــدﻋﻣﺎن اﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠــس‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠــق اﻷوﻟــﻰ ﺑﺗﺣدﯾــد ﻋﻬــدة رﺋــﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠــس‪ ،‬ﺑﻣــﺎ ﯾﺣﻣﯾــﻪ ﻣــن أي ﻗ ـ اررات "ﻏﯾــر ﻋﺎدﻟــﺔ" ﻗــد ﺗﺻــدر ﻋــن اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠــق‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﻧﺷر اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي اﻟذي ﯾرﻓﻊ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﯾﻌـد‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 192‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ، 01-16‬ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 199‬ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪2020‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺗطــو ار ﻛﺑﯾـ ار إﻻ أن ﻫــذﻩ اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺗﺑﻘــﻰ ﻣﻧﻘوﺻــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث ﻋــدم اﻟﺗﻧﺻــﯾص ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺑــﺎدئ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ وطرق ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﺟزاء ﺗﺣرﯾﺎﺗﻪ دﺳﺗورﯾﺎ أﯾﺿﺎ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪:‬‬


‫إن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻧظم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أﻗرت‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز‪ ،‬ﻓﻧص ﻗﺎﻧون ‪ 05-80‬ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻣﺎ ﯾﻠﻲ »ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪،‬ﻛﻣﺎ أﺑﻘﻰ ﻗﺎﻧون ‪ 32-90‬ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬رﻏم ﺗﻘﻠﯾص دورﻩ اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻧزع اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻧص‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪» :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻫﯾﺋﺔ وطﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﯾﻌﻣل ﺑﺗﻔوﯾض‬
‫ﻣن اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور‪.‬‬
‫وأﻗر اﻷﻣر ‪ 20-95‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﻛﺎﻷﺗﻲ‪ ...» :‬وﻫو ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺿروري ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﺿوي‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺧص اﻟﻣﺷرع ﻗﺿـﺎة ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﺑﻘـﺎﻧون أﺳﺎﺳـﻲ‪ ،‬وﻫـذا ﻣـن ﺧـﻼل ﺻـدور اﻷﻣـر رﻗـم‬
‫‪ 23-95‬ﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬ﯾﺗﺿـ ــﻣن اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳـ ــﻲ ﻟﻘﺿـ ــﺎة ﻣﺟﻠـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ‪،‬‬
‫واﻟذي ﯾﺣدد ﺣﻘوﻗﻬم وواﺟﺑﺎﺗﻬم‪ ،‬وﯾﻧظم ﻣﺳﺎرﻫم اﻟوظﯾﻔﻲ‬

‫ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﯾﯾن‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ﺗطﺑﯾﻘــﺎ ﻟﻣــﺎ ﺟ ــﺎء ﺑــﻪ اﻷﻣ ــر‪ 23-95‬ﻓــﺎن رﺋــﯾس ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﯾﻌ ــﯾن ﺑﻣرﺳ ــوم رﺋﺎﺳ ــﻲ‪، 1‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﻧﺎﺋب رﺋـﯾس ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ‪2‬ورؤﺳـﺎء اﻟﻐـرف ورؤﺳـﺎء اﻟﻔـروع ﺑﻣرﺳـوم‬
‫رﺋﺎﺳ ــﻲ ﺑﻧـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ اﻗﺗ ـ ـراح ﻣ ــن رﺋـ ــﯾس ﻣﺟﻠـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌ ــﯾن اﻟﻧـ ــﺎظر اﻟﻌـ ــﺎم واﻟﻧظـ ــﺎر‬
‫اﻟﻣﺳ ــﺎﻋدون ﻣـ ــن ﺑ ــﯾن ﻗﺿـ ــﺎة ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ ﺑﻣرﺳ ــوم رﺋﺎﺳـ ــﻲ ﺑﻧ ــﺎء ﻋﻣـ ــﻰ اﻗﺗ ـ ـراح رﺋـ ــﯾس‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪.3‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 03‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 23-95‬ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 04‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 23-95‬ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 05‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 23-95‬ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﻀﺎة ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫إن ﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ‪ ،‬ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺟﻬـﺎز ﻏﯾـر ﻣﺳـﺗﻘل ﻋـن ﺑـﺎﻗﻲ‬
‫أﺟﻬ ـزة اﻟدوﻟــﺔ أو اﻟ ــو ازرات‪ ،‬ﻓﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﯾﺗﺑــﻊ ﻟ ـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻧﺎﺣﯾ ــﺔ اﻟوظﯾﻔﯾ ــﺔ‬
‫وﻣﺳ ــؤول أﻣﺎﻣ ــﻪ ﻣﺑﺎﺷـ ـرة ﻋ ــن ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ أﻋﻣﺎﻟ ــﻪ‪ ،‬إﻻّ أّ ن ﻫ ــذﻩ اﻟﺗﺑﻌﯾ ــﺔ ﻻ ﺗﻣ ــس ﺑﺎﺳ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻋ ــن‬
‫اﻷﺟﻬ ـزة اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﻣراﻗﺑﺗــﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻼﻗــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑ ـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ ﻋﻼﻗــﺔ‬
‫وظﯾﻔﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ إط ــﺎر وﺣ ــدة وظﯾﻔ ــﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ ﻛﻛ ــل‪ ،‬وﻟﯾﺳ ــت ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺗﺳﻠﺳ ــﻠﯾﺔ ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــو اﻟﺣ ــﺎل ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻹداري‪ ،‬إّﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻛﺎﻣل وظﺎﺋف اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺑﻌﯾـﺔ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‬
‫إﻟ ــﻰ رﺋ ــﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾ ــﺔ ﺗﻣﻛ ــن ﻫ ــذا اﻟﺟﻬ ــﺎز ﻣ ــن اﻻﺑﺗﻌ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ ﻫﯾﻣﻧ ــﺔ اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ــﺔ أي‬
‫اﻟ ــو ازرات ﻣ ــن ﻧﺎﺣﯾ ــﺔ وﺿ ــﻣﺎن ﺣﯾ ــﺎدﻩ واﺳ ــﺗﻘﻼﻟﻪ ﻓ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻ ــﻪ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺳ ــﺗﻣدﻫﺎ ﻣ ــن‬
‫اﻟدﺳﺗور واﻟﻘواﻧﯾن‬

‫ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫ﯾﺿــﻣن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬اﺣﺗـرام ﺣﻘــوق ﻗﺿــﺎة اﻟﻣﺟﻠــس‪ ،‬وﻗﯾــﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺗ ازﻣــﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻓﻬــم ﻣﺣــﺎطون‬
‫ﺑﺣﻣﺎﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ وﺑﺎﻣﺗﯾــﺎز ﻗﺿــﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن إﺧﺿــﺎﻋﻬم أﺛﻧــﺎء ﻣﻣﺎرﺳــﺗﻬم ﻟﻣﻬــﺎﻣﻬم ﻷي ﺟﻬــﺔ‬
‫أﺧرى أو ﻫﯾﺋﺔ ﺳوى ﺳـﻠطﺔ اﻟﻘـﺎﻧون‪ ،‬وﻣـن ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 39‬ﻣـن اﻷﻣـر ‪20-95‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﺗﺣ ــدد ﺑ ــﻧص ﺧ ــﺎص ﻏﯾ ــر اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ ﻟﻠﻘﺿ ــﺎء‪ ،1‬وﻧﺻ ــﻬﺎ‬
‫ﻛﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ‪ » :‬ﺗﺣ ــدد ﺣﻘ ــوق ﻗﺿ ــﺎة ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ وواﺟﺑ ــﺎﺗﻬم ﻓ ــﻲ ﻗ ــﺎﻧون أﺳﺎﺳ ــﻲ ﺑﻣوﺟـ ــب‬
‫أﻣر‪.«2‬‬
‫وﻗـد ﺧـص ﻗﺿــﺎة ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﺑﻘــﺎﻧون أﺳﺎﺳـﻲ ﯾﺗﻣﺛـل ﻓــﻲ اﻷﻣـر رﻗـم ‪ 23-95‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن‬
‫اﻟﻘــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻘﺿــﺎة ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬واﻟــذي ﯾﺣــدد ﺣﻘــوﻗﻬم وواﺟﺑــﺎﺗﻬم‪ ،‬وﯾــﻧظم ﻣﺳــﺎرﻫم‬
‫اﻟوظﯾﻔﻲ‪ ،‬وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذا اﻷﻣر‬

‫‪:‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي‪:‬‬


‫ﻣ ــن اﻟﻣﻌ ــﻠوم أن ﺟﻬ ــﺎز اﻟﻣﻔــﺗﺷﯾ ــﺔ اﻟﻌــﺎﻣــﺔ ﻟﻠ ــﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳ ــﺗﻘل ﻋ ــﻠﻰ أﺟﻬـ ـزة ﻣدﯾـ ـرﯾﺎت و ازرة اﻟ ــﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾر ﺷــؤوﻧ ـ ــﻬﺎ ﻓ ـ ــﻲ إط ـ ــﺎر اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾ ـ ــﺔ‪، 3‬إذ ﯾـ ـ ــﺗم ﺗﻌﯾـ ـ ــﯾن رﺋﯾ ـﺳ ـ ــﻬﺎ ﺑﻣـ ـ ــوﺟب ﻣرﺳ ـ ـ ــوم‬

‫‪ 1‬ﺧﻠﻮﰲ رﺷﻴﺪ‪ ،‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري‪ ،‬ﺗﻨﻈﻴﻢ واﺧﺘﺼﺎص‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ 2002، ،‬ص‪. 177‬‬
‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 39‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95،‬ﻣﺆرخ ﰲ ‪ 17‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪ 1995،‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‬
‫‪ 3‬زﻏﺪود ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ 2008،‬ص‪. 144‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫رﺋﺎﺳــﻲ‪ ،‬ﻟﻛـ ــن ﺑ ـﻧـﺎًءا ﻋــﻠﻰ اﻗــﺗراح ﻣــن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺗﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻣﻛـن ﻣﻼﺣظﺗـﻪ‬
‫اﻧﻌــدام وﺟــود أي دور ﻟﻠﺑرﻟﻣــﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾــﻪ )اﻟﻣﺟﻠــس اﻟﺷــﻌﺑﻲ اﻟــوطﻧﻲ وﻣﺟﻠــس اﻷﻣــﺔ‪ (،‬زﯾــﺎدة إﻟــﻰ‬
‫ﻋــدم ﺗﺣدﯾــد ﻣــدة اﻻﻧﺗــداب واﻟﺗــﻲ ﺗﻌـﺗ ــﺑر إﺣــدى اﻟرﻛــﺎﺋز اﻟﻬﺎﻣ ــﺔ واﻟــﻣﻌـ ــﺗﻣد ﻋﻠﯾـ ــﻬﺎ‪ ،‬ﻗﺻـ ــد إﺑـراز‬
‫اﻻﺳﺗ ـﻘ ــﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌ ـﺿــوﯾﺔ ﻟﻠــﻬﯾـ ـﺋــﺔ اﻟرﻗــﺎﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺣـ ـﯾ ــث ﻟـ ـ ــو ﺗ ـ ــم اﻟﻧـ ــص ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻌ ـﯾـ ــﯾن رﺋﯾ ـﺳ ــﻬﺎ ﻟ ـﻣـ ـ ــدة‬
‫ﻏ ـﯾـ ــر ﻣﺣـ ـ ــددة ﻗـ ــﺎﻧــوﻧ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓـ ــﻼ ﯾﻣ ـﻛـ ـﻧـﻧـ ــﺎ اﻟﻛـ ــﻼم ﻋـ ـ ــن أﯾـ ـ ــﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾـ ــﺔ ﻋﺿوﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻧﺗﯾ ـ ــﺟﺔ ﺟﻌـ ـ ــل‬
‫رﺋﯾـ ــﺳﻬﺎ ﻋرﺿ ــﺔ ﻟﻠﻌـ ـ ــزل ﻓ ـ ــﻲ أي وﻗ ـ ــت‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻧ ـ ـ ــﻘص ﻣ ـ ـ ــن اﺳﺗﻘـ ـ ــﻼﻟﯾﺔ رﺋﯾـ ـ ــس اﻟﻣﻔﺗﺷـ ـ ــﯾﺔ‬
‫وﯾﺿــﻌﻪ ﺗﺣــت رﺣـ ـﻣ ــﺔ وزﯾ ــر اﻟﻣ ــﺎﻟـﯾ ــﺔ ورﺋ ــﯾس اﻟﺟــﻣﻬ ـ ــورﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻌـﯾـ ـ ــﯾن واﻟ ـﻌ ـ ــزل واﺳـﺗﺋ ـ ــﺻﺎل‬
‫ﻣﺑـ ـ ــدأ اﻟﺣﺻـ ـ ـ ــﺎﻧﺔ واﻟﺿـ ـ ــﻣﺎﻧﺎت ﻟﻣـ ـ ــدة اﻧـﺗداﺑـ ـ ــﻪ‪ ،‬اﻷﻣـ ـ ــر اﻟ ـ ـ ــذي ﯾـ ـ ـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ ﺗﻘ ـ ـزﯾم وﺗﻘﯾﯾـ ــد دورﻩ‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﻲ‪.1‬‬
‫ﻛـ ـ ــﻣﺎ ﯾﺧﺿـ ـ ــﻊ ﺑﻘﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣوظـ ـ ـ ــﻔون ﻟﻣﺟ ـ ـ ــﻣوع اﻟﻘ ـ ـ ـواﻋد واﻷﺣ ـ ـ ــﻛﺎم اﻟﻣ ـ ـ ــﻘررة ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻟوظﯾـ ــف‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻟﻣﺗﻌــﻠﻘﺔ ﺑﻣ ــوظﻔﻲ ﻗ ــطﺎع اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــذا ﯾ ــﻌﻧﻲ أﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﺗ ــﻣﺗﻊ ﺑـﻘواﻧﯾ ــن ﺗـﺗﻣ ــﺎﺷﻰ ﻣ ــﻊ‬
‫اﻟﺧــﺻوﺻﯾـﺎت وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣل اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﺣﺻﺎﻧﺔ‪.2‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ‬
‫وﺑﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ اﻟﻣظ ــﺎﻫر اﻟﺗ ــﻲ أوﺻ ــت ﺑﻬ ــﺎ ﻣﻧظﻣ ــﺔ اﻻﻧﺗوﺳ ــﺎي واﻟوﺿ ــﻊ اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾﻼﺣظ أﻧﻬﺎ ﺟـزء ﻣـن و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ وﻻ ﺗﺗﻣﺗـﻊ ﺑـﺄي اﺳـﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وظﯾﻔﯾـﺔ ﻣـن أي‬
‫ﻧ ــوع ﻛ ــﺎن‪ ،‬وأن ﻣﻬﻣﺗﻬ ــﺎ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ اﺳﺗﺷ ــﺎرﯾﺔ وﯾﺟﻌ ــل أﻋﺿ ــﺎءﻫﺎ ﻣﺟ ــرد ﻣ ــوظﻔﯾن ﻟ ــدى اﻟ ــو ازرة‬
‫ﯾﺄﺗﻣرون ﺑﺄواﻣرﻫﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ ﻟﻸﺳف اﻟﺷـدﯾد أن ﺗﺑﻌﯾـﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟـو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ﯾﺗﻧــﺎﻓﻰ أﺳﺎﺳــﺎ ﻣــﻊ ﻣﺑــدأ اﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث أن ﻫــذﻩ اﻟﺗﺑﻌﯾــﺔ ﺗﺣــد ﻣــن ﺳــﻠطﺎﺗﻬﺎ وﺗﻔــرض ﻋﻠﯾﻬــﺎ‬
‫ﻗﯾ ـ ـ ــودا ﻣﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾ ـ ـ ــؤدي ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾ ـ ـ ــﺔ إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺿ ـ ـ ــﻌف ﻓﻌﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟرﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ وﻋ ـ ـ ــدم ﺗﺣﻘﯾ ـ ـ ــق أﻫداﻓ ـ ـ ــﻪ‪.‬‬

‫‪ 1‬زﻃﻴﻄﻮ ﺣﻮرﻳﺔ‪،‬اﻵﻟﻴﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﲣﺼﺺ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن إداري‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ‪ ،‬ﺑﺴﻜﺮة‪ ،‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ 2‬ﺷﻄﺎرة ﻧﺒﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺷﻄﺎرة ﻧﺒﻴﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷداء اﳌﺎﱄ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﻋﻠﻮم‬
‫اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬ﲣﺼﺺ‪ :‬اﻹدارة اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ‪ 2014 ،3‬ص ‪134‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻـل اﻟﺛـــﺎﻧﻲ‬

‫ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ‬


‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺗﻣﻬﯾد‬

‫ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻـل اﻷول ﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧظﺎﻣﻬﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻛذﻟك ﻟﺗﻧظﯾﻣﻬﻣﺎ و ﺧﻠﺻﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر أن‬

‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻫو ﻫﯾﺋﺔ و ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ‬

‫أدﻧﻰ ﻣﻧﻪ ﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﻋﻛس ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻛذﻟك‪ ،‬ﻟذا‬

‫ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل و ﺑﻧوع ﻣن اﻹﯾﺟﺎز اﻟﺗطرق ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻛـل ﻣﻧﻬﻣﺎ و اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬

‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ وﻛذﻟك ﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪ ،‬ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻗﺳﻣﻧﺎ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن‪ ،‬اﻟﻣﺑﺣث‬

‫اﻷول ﯾﺧص ﻣﺟﻠس ﻣن ﺣﯾث اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت وﻛذﻟك ﻋرض ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗﻠك اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت‬

‫وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫إن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺗﺑــرز ﻓﻌﺎﻟﯾﺗــﻪ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻧوطــﺔ ﺑــﻪ‪ ،‬ﻟــذا ﺳــﻧﺣﺎول ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﻣﺑﺣ ـ ــث إﺑـ ـ ـراز ﺻ ـ ــﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ) اﻟﻣطﻠ ـ ــب اﻷول( وﻋ ـ ــرض اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن ﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ ﺗﻠ ـ ــك‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( وﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﻣر ‪ 20-95‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣـﺗﻣم‬ ‫ً‬
‫ﺑﻧ ــﺎءا ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻣ ــر ‪ 20-10‬ﯾﺑﺎﺷ ــر ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻫ ــو‬
‫ﻗﺿــﺎﺋﻲ )اﻟﻔــرع اﻷول ( وﻣﻧﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻫــو إداري )اﻟﻔــرع اﻟﺛــﺎﻧﻲ( ﻛﻣــﺎ ﯾﻣــﺎرس ﺑﻌــض اﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت‬
‫اﻷﺧرى )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ُﯾﻛﻠ ــف ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛ ــد ﻣ ــن ﻣ ــدى اﺣﺗـرام اﻷﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌ ــول ﻓ ــﻲ ﻣ ــﺎ ﯾﺧ ــص ﺗﻘ ــدﯾم اﻟﺣﺳ ــﺎﺑﺎت‪ ،‬وﺗﺻـ ــﻔﯾﺔ ﺣﺳـ ــﺎﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﯾن اﻟﻌﻣـوﻣﯾﯾن‪ ،‬وﻣراﻗﺑـﺔ اﻻﻧﺿـﺑﺎط ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬

‫ﺗﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣراﻗﺑـﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠـس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺎﺗق اﻵﻣـ ـرﯾن ﺑﺎﻟﺻ ــرف واﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﯾن اﻟﻌﻣ ــوﻣﯾﯾن ﺑﺗﻘ ــدﯾم ﺣﺳ ــﺎﺑﺎﺗﻬم‬
‫اﻹدارﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﺷــﻛل دوري وﻣــﻧظم‪ ،‬ﻓﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠــﻰ ﻛــل ﻣﺣﺎﺳــب ﻋﻣــوﻣﻲ إﯾــداع‬
‫ﺣﺳﺎﺑﻪ ﻟﻠﺗﺳـﯾﯾر ﻟـدى ﻛﺗﺎﺑـﺔ اﻟﺿـﺑط ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ واﻻﺣﺗﻔـﺎظ ﺑﻛـل اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﺛﺑوﺗﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻗـد‬
‫ﯾطﻠﺑﻬﺎ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‪ ،1‬وﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﻘوم اﻵﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف اﻟﺗـﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﻬﯾﺋـﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ إﯾــداع ﺣﺳــﺎﺑﺎﺗﻬم اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻵﺟــﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺣــددة وﻫــﻲ ﺛﻼﺛــون) ﯾوﻟﯾــو( ﻣــن‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣواﻟﯾـﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾـﺔ اﻟﻣﻘﻔﻠـﺔ‪ 2‬وﻫـذا ﺣﺳـب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 02‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪-96‬‬

‫‪1‬اﳌﺎدة ‪ 60‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪02-10‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪2‬اﳌﺎدة ‪ 63‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪20-95‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ 56‬اﻟذي ﯾﺣدد اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ 1،‬وﯾﻧﺟر ﻋـن‬
‫اﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻓـﻲ ﺗﻘـدﯾم اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت أو ﻋـدم إرﺳـﺎل اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﺛﺑوﺗﯾــﺔ ﻋﻘوﺑـﺔ ﯾﺳـﻠطﻬﺎ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‬
‫ﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ إﺻــدار ﻏ ارﻣــﺎت ﻓــﻲ ﺣــق اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﯾن واﻵﻣ ـرﯾن ﺑﺎﻟﺻــرف اﻟﻣﻘﺻ ـرﯾن‪ ،‬ﻣــﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ‬
‫إرﺳﺎل أﻣر ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎب ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ ﻟﻬم‪.‬‬

‫‪ : 1‬ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺣﺎﺳﺑون اﻟﻌﻣوﻣﯾون‬

‫ﺗﻘﺗﺿــﻲ وظﯾﻔــﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳــب اﻟﻌﻣــوﻣﻲ ﻣﺳــك أﻛﺛــر دﻗــﺔ ﻣــن ﺗﻠــك اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﺳــﻛﻬﺎ اﻵﻣــرون‬
‫ﺑﺎﻟﺻــرف وﻫــذا ﺑــﺎﻟﻧظر إﻟــﻰ طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻣﻬــﺎم اﻟﻣوﻛﻠــﺔ إﻟــﯾﻬم واﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﺗوﻗــف ﻓﻘــط ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫اﻟﻣــﺎدي ﻟﻠﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺗﻘﯾﯾــدﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﺳــﺟﻼت اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﯾﺔ ‪،‬إﻧﻣــﺎ ﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻛــذاﻟك اﻟﺳــﻬر ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣراﻗﺑﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة وﻣن ﺗم ﻓﺈﻧﻬم ﻣﻠزﻣون ﺑﺈﻋداد ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺗﺳﯾﯾر ﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﻋﻧـد‬
‫ﻏﻠق ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫وﯾﻛﺗﺳﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺗﺳﯾﯾر أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺗﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻣن ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ وﺿـﺑط اﻟﺗﻛﻠﻔـﺔ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت أو اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ وﻣﻌرﻓﺔ ﻣردودﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ :‬ﻓـﺈن ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﺣﺳـﺎﺑﺎت ﯾﺷـﻛل اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﺗﻣـد‬
‫ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻗﺿــﺎة ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ ﻣراﺟﻌــﺔ اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ إﻟ ـﻰ ﺟﺎﻧــب اﻟوﺛــﺎﺋق‬
‫اﻟﺛﺑوﺗﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻧﺑﻐــﻲ أن ﺗرﻓــق ﺑﻬــذا اﻟﺣﺳــﺎب واﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﺳــﻧد إﺛﺑــﺎت ﻟﺗﺑرﯾــر ﻣﺧﺗﻠــف‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة وﺗﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳـب اﻟﻌﻣـوﻣﻲ أﻣـﺎم‬
‫ﻗﺿﺎة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪. 2‬‬

‫‪ : 2‬ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻶﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف‬

‫ﺗﺗم ﻣراﻗﺑﺔ اﻵﻣرون ﺑﺎﻟﺻرف ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻠزﻣﯾن ﺑﻣﺳﻛﻬﺎ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺳك ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺗﻌﻬد ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 56-96‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪22‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 1996‬ﳛﺪد اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺎ اﻷﺣﻜﺎم اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻘﺪﱘ اﳊﺴﺎﺑﺎت إﱃ ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ 2‬أﳎﻮج ﻧﻮار ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﻧﻈﺎﻣﻪ ودورﻩ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺮع اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ 2007 - 2006‬ص ‪.103‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ -‬اﻷﻣر ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺣﻘوق اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹرادات‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻷﻣر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫وﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ‬
‫وظﯾﻔ ــﺔ اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑﺄﺷـ ــﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ‪ ،‬ذﻟـ ــك أﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺷ ــﻛل إﺣـ ــدى اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻣﻛـ ــن‬
‫اﻟﺳ ــﻠطﺎت اﻟرﺋﺎﺳ ــﯾﺔ واﻟوﺻ ــﺎﺋﯾﺔ ﻣ ــن اﻹط ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻷداء اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت‬
‫اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻬــﺎ ﻣــﻊ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻛــل ﺳــﻧﺔ ﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺗﻘــدﯾر ﻧﺷــﺎطﻬﺎ ‪،‬وﻫــو ﯾﺳــﻣﺢ ﺑوﺿــﻊ اﻟﺗــداﺑﯾر اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﻛــن‬
‫ﻣن ﺗﻔﺎدي اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ أﺛﻧﺎء ﻋرض اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣراﺟﻌﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن‬

‫وﻫﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـل اﻟﺛﺎﻟـث ﻣـن‬
‫اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 74‬إﻟﻰ ‪ 80‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 20-95:‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪.‬‬

‫وﻟﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﺳ ــﻠطﺔ ﻣراﺟﻌ ــﺔ ﺣﺳ ــﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﯾن اﻟﻌﻣ ــوﻣﯾﯾن وﯾﺻ ــدر أﺣﻛﺎﻣ ــﺎ‬
‫ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪.2‬‬

‫وﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل ﻣراﺟﻌ ــﺔ ﺣﺳ ــﺎﺑﺎت اﻟﺗﺳ ــﯾﯾر ﯾ ــدﻗق ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻓ ــﻲ ﺻ ــﺣﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﻣوﺻ ــوﻓﺔ ﻓﯾﻬــﺎ وﻣــدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬــﺎ ﻣ ــﻊ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ اﻟﻣطﺑﻘــﺔ ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‬
‫‪.‬وﯾﻘــرر ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻣــدى ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳــب اﻟﻌﻣــوﻣﻲ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻻت‬
‫ﺳ ــرﻗﺔ أو ﺿ ــﯾﺎع اﻷﻣـ ـوال أو اﻟﻘ ــﯾم أو اﻟﻣـ ـواد اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻣﺣﺎﺳ ــب اﻟﻌﻣ ــوﻣﻲ أن ﯾﺣ ــﺗﺞ ﻓﯾﻬ ــﺎ‬
‫ﺑﻌﺎﻣل اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة أو ﯾﺛﺑت ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﯾرﺗﻛب أي ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻪ‪. 4‬‬

‫ﺗﺧﺿـﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ ﻟﺟﻣﻠــﺔ ﻣــن اﻹﺟـراءات واﻟﺗــﻲ ﯾـﺗم ﺗوزﯾﻌﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺛـﻼث ﻣ ارﺣــل وﻫــﻲ‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1‬أﲪﺪ ﳏﻴﻮ‪،‬اﳌﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ ط ‪ 6‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ‪ 2005‬ص ‪.104‬‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪74‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪75‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ‬
‫‪ 4‬اﳌﺎدة ‪82‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻢ‬

‫‪42‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪: 1‬ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬


‫ﯾراﺟﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﺑﺈﺻدار أﺣﻛﺎم ‪،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗـدﻗﯾق ﻓـﻲ‬
‫ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﻓﯾﻬﺎ وﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ‪،‬وﯾﻛﻠف ﺑـﺈﺟراء‬
‫اﻟﺗدﻗﯾﻘﺎت ﻟﻣراﺟﻌـﺔ اﻟﺣﺳـﺎﺑﺎت أو ﺣﺳـﺎﺑﺎت اﻟﺗﺳـﯾﯾر إﻣـﺎ ﯾﻘـوم اﻟﻣﻘـرر ﺑﻣﻔـردﻩ أو ﺑﻣﺳـﺎﻋدة ﻗﺿـﺎة‬
‫آﺧرﯾن أو ﻣﺳﺎﻋدﯾن ﺗﻘﻧﯾﯾن ‪.1‬‬

‫‪: 2‬اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬


‫ﻫ ــو إﺟـ ـراء ﻛﺗ ــﺎﺑﻲ وﺣﺿ ــوري ﯾ ــدون اﻟﻣﻘ ــرر ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﯾ ــر ﻛﺗ ــﺎﺑﻲ ﻋﻧ ــد ﻧﻬﺎﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــدﻗﯾﻘﺎت ﻣﻌﺎﯾﻧﺎﺗ ــﻪ‬
‫وﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ واﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻣﻌﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟردود اﻟواﺟب ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ إﯾﺎﻫﺎ ‪،‬ﺛـم ﯾرﺳـل رﺋـﯾس اﻟﻐرﻓـﺔ ﻫـذا‬
‫اﻟﺗﻘرﯾـ ــر ﺑﻌـ ــد إﺗﻣـ ــﺎم اﻟﺗـ ــدﻗﯾق اﻹﺿـ ــﺎﻓﻲ ‪،‬اﻟﻣﺣﺗﻣـ ــل ﻋﻧـ ــد اﻻﻗﺗﺿـ ــﺎء إﻟـ ــﻰ اﻟﻧـ ــﺎظر اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﺗﻘـ ــدﯾم‬
‫اﺳــﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾــﺔ ﺛــم ﯾﻌــرض ﻛــل اﻟﻣﻠــف ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺷ ــﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻟﻠﻧظــر واﻟﺑــت ﻓﯾــﻪ ﺑﻘ ـرار‬
‫ﻧﻬــﺎﺋﻲ إذا ﻟــم ﺗﺳــﺟل أﯾــﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳــب وﺑﻘـرار ﻣؤﻗــت ﻓــﻲ اﻟﺣــﺎﻻت اﻷﺧــرى‬
‫‪،‬وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻘرار اﻟﻣؤﻗت إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﺳب ﻓﻲ اﺟـل ﺷـﻬر ﻣـن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ ‪،‬ﻹرﺳـﺎل‬
‫إﺟﺎﺑﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﻛل اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻹﺑراء ذﻣﺗﻪ ‪،‬ﻟﻛـن ﯾﻣﻛـن ﻟـرﺋﯾس‬
‫اﻟﻐرﻓﺔ ﺗﻣدﯾد اﻵﺟﺎل ﺑطﻠب ﻣﻌﻠل ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣﺣﺎﺳب اﻟﻣﻌﻧﻲ ‪.2‬‬

‫‪:3‬إﺻدار اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬


‫ﺑﻌ ــد اﺳ ــﺗﻼم اﻹﺟﺎﺑ ــﺎت ﯾﻌ ــﯾن رﺋ ــﯾس اﻟﻐرﻓ ــﺔ ﺑﻣوﺟ ــب أﻣ ــر أو ﻋﻧ ــد اﻧﻘﺿ ــﺎء اﻵﺟ ــﺎل ﻣﻘ ــر ار‬
‫ﻣراﺟﻌﺎ ﯾﻛﻠف ﺑﺗﻘـدﯾم اﻻﻗﺗ ارﺣـﺎت ﻟﻠﻔﺻـل ﻧﻬﺎﺋﯾـﺎ ﻓـﻲ ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﺣﺎﺳـب وﯾﻌـرض اﻟﻣﻠـف ﻋﻠـﻰ‬
‫‪3‬‬
‫رﺋﯾس اﻟﻐرﻓﺔ ﺛم ﯾرﺳل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﺎظر اﻟﻌﺎم ﻟﺗﻘدﯾم اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬


‫وﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺳـﻣﻰ ﻓﻘﻬـﺎ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﻬـدف ﻣﻧﻬـﺎ ﻫـو‬
‫اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن ﻣــدى ﺗطﺑﯾــق اﻟﻘ ـواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣــﺎت اﻟﻣﻌﻣــول ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت واﻟﺗﺻــرﻓﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬـﺎ اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑـﺔ وﺧﺎﺻـﺔ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻹﯾـرادات اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 74‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20-95‬ﻣﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬


‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 76‬إﱃ ‪ 78‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪20-95‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 80‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪.20 -95‬‬

‫‪43‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺑﺟﻣﯾــﻊ ﻣراﺣﻠﻬــﺎ واﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻣﻠﯾــﺎت اﻹﻧﻔــﺎق ﺑﻛــل ﺧطواﺗﻬــﺎ اﺑﺗــداء ﻣــن رﺑــط اﻟﻧﻔﻘــﺔ وﺗﺻــﻔﯾﺗﻬﺎ‬
‫واﻷﻣر ﺑﺎﻟﺻرف واﻟدﻓﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ‪،‬و ﻛذا ﻛﺷف وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.1‬‬

‫وﺗﺟــد ﻫــذﻩ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﺳــﻧدﻫﺎ اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 02‬ﻓﻘ ـرة ‪ 02‬ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم ‪20-95‬‬
‫اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬ﺣﯾث ﺑــﻧص اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ"‪:‬وﺑﻬــذﻩ اﻟﺻــﻔﺔ ﯾــدﻗق ﻓــﻲ‬
‫ﺷـروط اﺳـﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣـوارد واﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾـﺔ واﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن طـرف اﻟﻬﯾﺋـﺎت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗـ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ ﻧطـ ــﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻـ ــﻪ وﯾﺗﺄﻛـ ــد ﻣـ ــن ﻣطﺎﺑﻘـ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬـ ــﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ و اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـواﻧﯾن‬
‫واﻟﺗﻧظﯾﻣـﺎت اﻟﻣﻌﻣــول ﺑﻬــﺎ ‪".‬وﻗـد ﺧــص ﻟﻬــﺎ اﻟﻣﺷـرع ﻓﺻـﻼ ﻛــﺎﻣﻼ أﯾﺿــﺎ وﻫـو اﻟﻔﺻــل اﻟ ارﺑــﻊ ﻣــن‬
‫اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث وﻫذا ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪87‬إﻟﻰ ‪ 101‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 20-95‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪.‬‬

‫وﺗــﻧص اﻟﻣــﺎدة ‪ 87‬ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 20-95‬اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣــﺗﻣم ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‪ :‬ﯾﺗﺄﻛــد ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن اﺣﺗرام ﻗواﻋد اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻓـ ـﻲ ﻫ ــذا اﻹط ــﺎر ﯾﺧ ــﺗص اﻟﻣﺟﻠ ــس وﻓ ــق اﻟﺷ ــروط اﻟﻣﺣ ــددة ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻷﻣ ــر ﺑﺗﺣﻣﯾ ــل‬
‫اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻷي ﻣﺳـ ــؤول أو ﻋـ ــون ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺿـ ــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗـ ــﻪ ﯾرﺗﻛـ ــب ﻣﺧﺎﻟﻔـ ــﺔ أو ﻋـ ــدة‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟﻘواﻋد اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﻫذا وﺗﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟﻘواﻋد اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻷﺧطـﺎء أو‬
‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــم ذﻛرﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 88‬ﻣ ــن اﻷﻣ ــر ‪ 20-95‬ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﻛ ــون ﺧرﻗ ــﺎ ﺻـ ـرﯾﺣﺎ‬
‫ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳـﯾﯾر اﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أو اﻟوﺳـﺎﺋل‬
‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﺗﻠﺣق ﺿر ار ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﺑﻬﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺟ ــدر اﻹﺷ ــﺎرة ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻣﺟ ــﺎل أن اﻟﻣﺷ ــرع ﺑﻣوﺟ ــب اﻟﺗﻌ ــدﯾل اﻷﺧﯾ ــر ﻟﻘ ــﺎﻧون ﻣﺟﻠ ــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 2010‬ﺧﺻص ﻏرﻓﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻔﺳﺎد وﻫـﻲ ﻏرﻓـﺔ "اﻻﻧﺿـﺑﺎط ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺟـﺎل ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ" وﻫـذا ﺑﻣوﺟــب اﻟﻔﻘـرة ‪ 02‬ﻣـن اﻟﻣـﺎدة ‪ 30‬ﻣـن اﻷﻣـر رﻗــم ‪-95‬‬
‫‪ 20‬اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣﺗﻣم‪،‬وﻣﻣــﺎ ﺟــﺎء ﻓــﻲ ﻧــص أﺳــﺑﺎب ﺗﻌــدﯾل اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 20-95‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ﻫــو اﻟرﻏﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺗوﺳــﯾﻊ ﻣﺟــﺎل ﺗﺧﺻــص ﻏرﻓــﺔ اﻻﻧﺿــﺑﺎط ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟــﺎل ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻟﻠﺳــﻣﺎح ﺑﺗوﺳــﯾﻊ ﺻــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻗﺻــد اﺳــﺗﻐﻼل وﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ اﻟﻣﻠﻔــﺎت‬

‫‪ 1‬ﻋﻼق ﻋﺒﺪ اﻟﻮھاب‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة‪.،‬ص ‪.110‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳــﺎد واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﻠﺣــق ﺿــر ار ﺑــﺎﻷﻣوال واﻟﻣﻣﺗﻠﻛــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أو ﺑﻘواﻋــد‬
‫اﻟﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﯾر اﻟﺟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻟﻠﻬﯾﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺔ ﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‪.‬‬
‫إن ﻫ ــذﻩ اﻟﺗﻌ ــدﯾﻼت ﺗﺳ ــﻣﺢ ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﺻ ــورة أﻓﺿ ــل ﻟﻠﺣﺎﺟ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺗﺧﺻ ــﯾص ﻏرﻓ ــﺔ ﻣﻛﻠﻔ ــﺔ‬
‫ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أﻓﻌﺎل اﻟﻔﺳﺎد‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ‬

‫ﻧﺻــت ﻛــل اﻟﻘ ـواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻹدارﯾــﺔ ﺑــدءا ﻣــن‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧون ‪ 05-80‬إﻟ ـ ــﻰ ﻏﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ‪ 20-95‬اﻟﻣﻌ ـ ــدل واﻟﻣ ـ ــﺗﻣم وﻫ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻘ ـ ــل أﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ‬
‫واﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫ُﯾﺳ ــﻣﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘ ــﻪ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻷداء‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﺻ ــورة ﻣ ــن ﺻ ــور اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﯾﻘ ــوم ﺑﻬ ــﺎ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻬدف اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻷداء واﻟﺗﺳﯾﯾر وﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻟزﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫ورﻗﺎﺑــﺔ ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺗﺳــﯾﯾر ﺗرﺗﻛــز أﺳﺎﺳــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣراﻗﺑــﺔ اﻟﻛﻔــﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾــﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎد ﻓــﻲ أداء‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻣراﺟﻌﺔ ﻣظﺎﻫر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣـن اﻹدارة ﻓﺣﺳـب ﺑـل إﻧـﻪ‬
‫ﯾراﻗب اﻹدارة ﺑﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﻬدف إﻟـﻰ اﻟﺗﺄﻛـد ﻣـن أن ﺟﻣﯾـﻊ‬
‫اﻹﺟ ـراءات ﺗــﺗم وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﻘــدرات واﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻟﻣرﺳــوﻣﺔ وأن اﻷﻫــداف اﻟﻣﻘــررة ﺗﺗﺣﻘــق ﺑﺷــﻛل ﻓﻌــﺎل‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫واﻗﺗﺻﺎدي وﺑﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﯾﺔ‬

‫وأﺷــﺎر اﻟﻣﺷــرع إﻟــﻰ رﻗﺎﺑــﺔ ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺗﺳــﯾﯾر ﺑﻣوﺟــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 06‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﻣﻧﺣ ــت ﻟﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﺻــﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘﯾ ــﯾم ﻧوﻋﯾ ــﺔ ﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﺧﺎﺿ ــﻌﺔ‬
‫ﻟرﻗﺎﺑﺗ ــﻪ ﻣ ــن ﺣﯾ ــث اﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ــﺔ واﻷداء واﻻﻗﺗﺻ ــﺎد و ﯾوﺻ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻧﻬﺎﯾ ــﺔ ﺗﺣرﯾﺎﺗ ــﻪ وﺗﺣﻘﯾﻘﺎﺗ ــﻪ ﺑﻛ ــل‬
‫اﻹﺟ ـراءات اﻟﺗــﻲ ﯾ ارﻫــﺎ ﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن ذﻟــك ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻧظ ـ ار ﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻫ ـذا اﻟﻧــوع ﻣــن‬

‫‪ 1‬ﺣﺎﺣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﱄ ‪،‬اﻵﻟﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ‪،‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﳊﻘﻮق ‪،‬ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ –ﺑﺴﻜﺮة ‪ 2013‬ص ‪(544‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ اﻟﻔﺳــﺎد ﻓــﺎن اﻟﻣﺷــرع ﺧﺻــص ﻓﺻــﻼ ﻛــﺎﻣﻼ ﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻧوﻋﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻫو اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث وﻫذا ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 69‬إﻟﻰ ‪ 73‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون ﻣﺟﻠـس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪.‬‬

‫وﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 69‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻣﻌدﻟــﺔ ﺳــﻧﺔ ‪ 2010‬ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻧــوع‬
‫ﻣ ــن اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ وﺣ ــددت اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾ ــﺔ ﺑﻬ ــﺎ ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻠ ــﻲ‪":‬ﯾ ارﻗ ــب ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻧوﻋﯾ ــﺔ ﺗﺳ ــﯾﯾر‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن‪ 07‬إﻟﻰ ‪ 10‬ﻣن ﻫذا اﻷﻣـر‪ ،‬وﺑﻬـذﻩ اﻟﺻـﻔﺔ‬
‫ﯾﻘ ّـﯾم ﺷــروط اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﻫــذﻩ اﻟﻬﯾﺋــﺎت واﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ و اﻟﻣـوارد واﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾــﺔ و اﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫وﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى اﻟﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ و اﻟﻧﺟﺎﻋـﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎد ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ اﻟﻣﻬـﺎم واﻷﻫـداف واﻟوﺳـﺎﺋل‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺗﺄﻛــد ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺧــﻼل ﺗﺣرﯾﺎﺗــﻪ ﻣــن وﺟــود وﻣﻼﺋﻣــﺔ وﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ وﻓﻌﻠﯾــﺔ آﻟﯾــﺎت ٕواﺟ ـراءات‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗدﻗﯾق اﻟداﺧﻠﯾﯾن‪.‬‬
‫وﻓـﻲ ﻫـذا اﻹطـﺎر ﯾﺗﺄﻛـد ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﺧﺻوﺻـﺎ ﻣـن اﻹﻗﺎﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى اﻹدارات‬
‫واﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗــﻪ ﻷﻧظﻣ ــﺔ ٕواﺟ ـراءات ﺗﺿــﻣن ﻧظﺎﻣﯾ ــﺔ ﺗﺳ ــﯾﯾر ﻣواردﻫــﺎ واﺳ ــﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻬﺎ‬
‫وﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬـ ــﺎ وﻣﺻـ ــﺎﻟﺣﻬﺎ وﻛـ ــذا اﻟﺗﺳـ ــﺟﯾل وﺗﻘﻔـ ــﻲ اﻟﻣﺟرﯾـ ــﺎت اﻟﺻـ ــﺎرﻣﯾن واﻟﻣـ ــوﺛﻘﯾن ﻟﻛـ ــل‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة‪.‬‬
‫وﺑﻬــذﻩ اﻟﺻــﻔﺔ ﯾﻘــدم ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻛــل اﻟﺗوﺻــﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾ ارﻫــﺎ ﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻟﺗــدﻋﯾم آﻟﯾــﺎت‬
‫اﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻠـﻰ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ رﻗﺎﺑﺗـﻪ‬
‫اﻟﺗـ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ إدارة وﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺿـ ــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗـ ــﻪ أو إﻋـ ــﺎدة اﻟﻧظـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﺣﺔ وﺟـ ــدوى‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت وأﻫــداف اﻟﺑ ـراﻣﺞ اﻟﺗــﻲ ﺳــطرﺗﻬﺎ اﻟﺳــﻠطﺎت اﻹدارﯾــﺔ أو ﻣﺳــؤوﻟو اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻣــت‬
‫ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪15‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 20/95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﯾﺷﺎرك ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻـﺎدي واﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻓـﻲ ﺗﻘﯾـﯾم ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻧﺷـﺎطﺎت‬
‫واﻟﻣﺧطط ــﺎت واﻟﺑـ ـراﻣﺞ واﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣﺗﺧ ــذة ﻣ ــن ط ــرف اﻟﺳ ــﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﺑﻐ ــرض ﺗﺣﻘﯾ ــق‬
‫أﻫــداف ذات ﻣﻧﻔﻌــﺔ وطﻧﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﻬــﺎ ﺑﺻــﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷـرة أو ﻏﯾــر ﻣﺑﺎﺷـرة ﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟدوﻟــﺔ أو‬
‫اﻟﻣ ارﻓ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺧﺎﺿ ــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗ ــﻪ‪ 1،‬ﺳـ ـواء ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﺗﻘرﯾ ــر اﻟﺗﻘ ــﻲ ﯾﻣ ــﻲ ﺣ ــول اﻟﻣﺷ ــروع‬
‫اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﻘﺎﻧون ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أو ﺗﻘرﯾر ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻘﯾﯾﻣﻲ ﺣول اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﻘﺎﻧون ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‬ ‫‪-1‬‬

‫ﯾﻌد ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣوﺻﻠﺔ ﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺟﻠﻬﺎ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋن ظروف ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﯾﺣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺟﻠس ﻟظروف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻠﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد‬
‫اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ واﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺟدول ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺻوت ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ورﺧص ﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑرﻣﺟﺔ‪.2‬‬

‫ﺗﻘرﯾر ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫‪-2‬‬


‫وﺗــﺗﻠﺧص ﻣﻬﻣــﺔ ﻫــذﻩ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻘــدﯾر وﺗﻘﯾــﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ وﺗﺣﻠﯾــل آﺛﺎرﻫــﺎ‬
‫ﺑﻐ ــرض ﺗﻘﯾ ــﯾم ﻣ ــدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬ ــﺎ وﻧﺟﺎﻋﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻲ ﺗﻬ ــدف إﻟ ــﻰ ﺗﻛﯾﯾ ــف أو ﺗﻌ ــدﯾل أو ﺣﺗ ــﻰ إﻟﻐ ــﺎء‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت دراﺳﺗﻬﺎ وﻓﺣﺻﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻌد ﻣﻬﻣـﺔ ﺗﻘﯾـﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣـن اﺑـرز وأﻗـوى اﻟﻣﻬـﺎم اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬـﺎ اﻟﺑرﻟﻣـﺎن‬
‫واﻟــذي ﯾﺳــﺎﻋدﻩ ﻓــﻲ ذﻟــك ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﻼﺣظــﺎت واﻟﻣﻌﺎﯾﻧــﺎت واﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻌــدﻫﺎ ﺣــول ﺗﺳــﯾﯾر ﻣرﻓــق أو ﻫﯾﺋــﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ إﻋطــﺎء أرﯾــﻪ ﻣــن‬
‫ﺧـ ــﻼل اﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﻘـ ــوم ﺑﻬـ ــﺎ وﺗﻘﯾﯾﻣـ ــﻪ ﻟﻠﻬﯾﺋـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث اﻟﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ واﻟﻧﺟﺎﻋـ ــﺔ‬

‫‪ - 1‬ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺷﻮﳜﻲ‪ .‬أﳘﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ واﳌﻨﻈﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ‪،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ‪ ،‬ﲣﺼﺺ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ‪ 2011‬ص‪.93‬‬
‫‪ -2‬ﺑﻠﻘﻮرﻳﺸﻲ ﺣﻴﺎة ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﻤﻮﺣﺎت واﻟﱰاﺟﻊ ‪. ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻓﺮع إدارة و ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن اﳉﺰاﺋﺮ ‪،‬‬
‫‪ 2012‬ص‪67‬‬

‫‪47‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫واﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﻓـ ــﺈن ﻣﺟﻠـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ ﯾﺳـ ــﺎﻫم ﻓـ ــﻲ ﺗﻘﯾـ ــﯾم ﻓﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻧﺷـ ــﺎطﺎت وﺑ ـ ـراﻣﺞ اﻟﺳـ ــﻠطﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز أﻫداف ذات ﻣﺻﻠﺣﺔ وطﻧﯾﺔ‪.1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧرى )ﺻﻼﺣﯾﺎت اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ( ‪:‬‬


‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺟﺎ ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت إﻟﻰ اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻌـض اﻟﻣواﺿـﯾﻊ‪ ،‬وﻫـﻲ‬
‫ﻣﺣــددة ﻓــﻲ اﻷﻣــر ‪ 20-95،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن ﻟـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ أن ﯾﺧطــر ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﻛــل‬
‫ﻣﻠ ــف أو ﻣﺳـ ــﺎﻟﺔ ذات أﻫﻣﯾ ــﺔ وطﻧﯾـ ــﺔ ﺗ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ ﻧط ــﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻـ ــﺎت اﻟﻣﺟﻠ ــس‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﻣﻛـ ــن‬
‫اﺳﺗﺷـ ــﺎرﺗﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺷـ ــﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـواﻧﯾن اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣﻧﺔ ﺿـ ــﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬و ﺗرﺳـ ــل‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻘﯾﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌدﻫﺎ اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻬـذا اﻟﻐـرض ﺑﻌﻧـوان اﻟﺳـﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ ﻣرﻓﻘــﺔ ﺑﻣﺷــروع اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص ﺑﻬــﺎ و ﯾﻣﻛــن اﺳﺗﺷــﺎرة ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﻟﻧﺻـوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬و ﻟـرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠـس اﻟﺷـﻌﺑﻲ اﻟــوطﻧﻲ و‬
‫رﺋــﯾس ﻣﺟﻠــس اﻷﻣــﺔ أن ﯾﻌرﺿــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬د ارﺳــﺔ اﻟﻣﻠﻔــﺎت ذات اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬و ﻟﻠوزﯾر اﻷول أن ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‪،‬‬
‫دراﺳﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس‪.2‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت )ﻧﺗﺎﺋﺞ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ(‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫ﺗﻧﺗﻬﻲ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪ .1‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن واﻷﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف ‪:‬‬


‫اﻧطﻼﻗ ــﺎ ﻣ ــن إﻟـ ـزاﻣﯾﺔ ﺗـﻘ ــدﯾم اﻟﺣﺳـﺎﺑ ــﺎت ﻣ ــن طـ ــرف اﻟـﻣﺣـﺎﺳـ ــﺑﯾن اﻟﻌـﻣـوﻣـﯾـﯾ ــن واﻵﻣـ ـرﯾن‬
‫ﺑﺎﻟﺻــرف‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺻــدر ﻏـ ارﻣــﺎت ﺿــد اﻵﻣ ـرﯾن ﺑﺎﻟﺻ ــرف ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﺄﺧـﯾــر إﯾــداع ﺣـﺳـﺎﺑﺎﺗﻬــم‪،‬‬

‫‪ - 1‬ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ رزاق ﺑﺎرة‪ .‬دور اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد‪ .‬ﳎﻠﺲ اﶈﺎﺳﺒﺔ‪ .‬دﻳﺴﻤﱪ ‪ ، 2008‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -‬اﳌﻮاد ‪17‬اﱃ ‪ 21‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪.20-95‬‬
‫‪2‬‬

‫‪48‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫وﺿـد اﻟـﻣﺣـﺎﺳـﺑﯾـن اﻟﻌـﻣــوﻣﯾﯾن ﺑﺳـﺑب ﻋــدم إرﺳــﺎل اﻟـﻣـﺳـﺗـﻧــدات اﻟـﺛـُﺑــوﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻛـﻣــﺎ ﯾط ـﺑــق إﻛـ ارﻫــﺎت‬
‫ﻣـﺎﻟ ــﯾﺔ ﺿـ ــد اﻟـﻣـﺣـﺎﺳ ـﺑـﯾ ــن اﻟﻌـﻣــوﻣ ـﯾ ـﯾ ـ ــن واﻵﻣ ـرﯾ ـ ــن ﺑﺎﻟـﺻـ ــرف ﻋ ـﻧـ ــد اﻧﻘـﺿ ــﺎء اﻵﺟـ ــﺎل اﻟـﻣـﺣـ ــددة‬
‫‪1‬‬
‫ﻹﯾداع ﺣ ـﺳــﺎﺑـﺎﺗﻬـم ﻟـدى ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬
‫‪.2‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن‪:‬‬
‫ﺑﻌــد اﻟﻣراﻗﺑــﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻓــﻲ ﺣـﺳ ــﺎﺑﺎت اﻟـﻣﺣ ــﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌـﻣ ــوﻣﯾﯾن ﯾﺑــت ﻣ ــﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ‬
‫ﺑﻘ ـرار ﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻋﻧــدﻣﺎ ﻻ ﺗﺳــﺟل ﻋﻠــﻰ ذﻣ ــﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳ ــب اﻟﻌـﻣـ ــوﻣﻲ أﯾــﺔ ﻣـﺧﺎﻟـﻔ ــﺔ ﻟﻠـﺗﺷ ـ ـرﯾﻊ اﻟـﻣ ــﺎﻟﻲ‬
‫واﻟـﻣـﺣﺎﺳـﺑﻲ‪ ،‬أو ﺑـﻘ ـرار ﻣـؤﻗت ٕواﻋـطـﺎﺋﻪ ﻓـرﺻـﺔ ﻟﻠـرد ﻋـﻠﻰ اﻟـﺗﺣﻔـظﺎت‪.‬‬
‫ﻋـﻠﻰ إﺛـر ذﻟك ﯾـﺗم وﺿﻊ اﻟـﻣﺣﺎﺳـب ﻓـﻲ وﺿﻌــﯾﺔ ﻣـدﯾ ــن‪ ،‬إذا ﺳﺟــل ﻋــﻠﻰ ذﻣــﺗﻪ ﻧﻘــص ﻣــﺑﻠﻎ أو‬
‫ﺻ ــرف ﻧﻔـ ــﻘﺔ ﻏﯾـ ــر ﻣﺑ ــررة أو إﯾ ـ ـراد ﻏﯾ ــر ﻣﺣﺻ ــل‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــد اﻟﻣﺣﺎﻛ ـ ــﻣﺔ ﯾﺻ ـ ــدر اﻟـﻣﺟـﻠـ ـ ــس ﻗـ ـ ـ ار ار‬
‫ﺑـﺎﻟـﻣـﺧـﺎﻟـﺻـﺔ أو اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪:‬‬
‫أﺛﻧــﺎء ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﻐــرف ﻟﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟﻣـﺗﻣ ــﺛﻠﺔ ﻓــﻲ رﻗــﺎﺑﺔ ﻧوﻋ ــﯾﺔ ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗــدﺧل ﺿــﻣن ﻣﺟــﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ وﻻﺣظــت وﻗــﺎﺋﻊ وﻣﺧﺎﻟـﻔ ــﺎت ﯾﻣﻛــن ﺗﻛﯾﯾﻔﻬــﺎ ﺗﻛﯾﯾﻔــﺎ ﺟزاﺋﯾــﺎ‪،‬‬
‫ﯾﺗم إﻋـداد ﺗﻘـرﯾر ﻣـﻔـﺻـل ﺗـدون ﻓﯾـﻪ ﺗﻠـك اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻟﻣﻼﺣظـﺎت‪ ،‬وﯾﻘـوم اﻟﻧـﺎظر اﻟﻌـﺎم ﻟﻣﺟﻠـس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺈرﺳﺎﻟﻪ إﻟـﻰ اﻟﻧﺎﺋـب اﻟﻌـﺎم اﻟـﻣـﺧ ـﺗــص إﻗـﻠـﯾـﻣــﯾﺎ ﺑﻬــدف ﺗﺣرﯾـك اﻟـﻣــﺗﺎﺑﻌــﺔ اﻟـﻘ ـﺿ ــﺎﺋﯾﺔ‬
‫ٕواطﻼع وزﯾـر اﻟﻌـدل ﺑذﻟك‪ ،‬ﻛـﻣـﺎ ﯾﺗم إﺷﻌﺎر اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌوﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪.4‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺑـﺎﻟرﺟوع إﻟـﻰ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 89‬ﻣـن اﻷﻣـر رﻗـم ‪ 20-95‬ﻧﺟـد اﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـﺎ ارﺗﻛﺑـت‬
‫اﻷﺧطــﺎء واﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪88‬واﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﻛل ﺧرﻗــﺎ ﻟﻘواﻋــد اﻻﻧﺿــﺑﺎط‬
‫‪،‬ﻓـﺎن ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﯾﻌﺎﻗــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔـﺎت ﺑﻐ ارﻣــﺔ ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻓــﻲ ﺣــق ﻣرﺗﻛﺑـﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت‬
‫‪،‬وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌدى ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣرﺗب اﻟﺳﻧوي اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟـذي ﯾﺗﻘﺎﺿـﺎﻩ اﻟﻌـون اﻟﻣﻌﻧـﻲ ﻋﻧـد‬
‫ﺗــﺎرﯾﺦ ارﺗﻛــﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ‪،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗطﺑﯾــق ﺗﻠــك اﻟﻐ ارﻣــﺎت إذا ﺗﻣــت ﻣﻌﺎﯾﻧــﺔ اﻟﺧطــﺄ ﺑﻌــد ﻣﺿــﻲ‬
‫‪10‬ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﺄ‬

‫‪ - 1‬ﺟـﻴﻬـﺎن ﺣ ـﺴــﻦ ﺳـﻴـﺪ ﺧﻠﻴﻞ‪ ،‬دور اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟـﺘـﺸـﺮﻳﻌـﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺮﻗـﺎﺑـﺔ ﻋـﻠﻰ اﻷﻣـﻮال اﻟﻌـﺎﻣـﺔ‪ ،‬دار اﻟـﻨﻬـﻀﺔ اﻟﻌـﺮﺑﻴﺔ ص ‪19‬‬

‫‪49‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ أن ﯾﻌﺎﻗـب ﺑﻐ ارﻣـﺔ ودون اﻟﻣﺳـﺎس ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌـﺎت اﻟﺟزاﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺣــق ﻛــل ﻣﺳــؤول أو ﻋــون أو ﻣﻣﺛــل أو ﻗــﺎﺋم ﺑــﺎﻹدارة ﻓــﻲ ﻫﯾﺋــﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ ﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟــذي ﺧــرق ﺣﻛﻣــﺎ ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ أو ﺗﺟﺎﻫــل اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ ﻟﻛﺳــب‬
‫اﻣﺗﯾﺎز ﻣﺎﻟﻲ أو ﻋﯾﻧﻲ ﻏﯾر ﻣﺑرر ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟدوﻟﺔ أو ﻫﯾﺋـﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ ‪،‬وﻓـﻲ‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﯾﺣــدد اﻟﻣﺑﻠــﻎ اﻷﻗﺻــﻰ ﻟﻠﻐ ارﻣــﺔ ﺑﺿــﻌف اﻟﻣﺑﻠــﻎ اﻟﻣﻘــرر ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 89‬أي ﺿــﻌف‬
‫اﻟﻣرﺗب اﻟﺳﻧوي اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ‪.1‬‬
‫وﻻ ﺗﺗﻌﺎرض اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت واﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻣـﻊ ﺗطﺑﯾـق اﻟﻌﻘوﺑـﺎت‬
‫اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛــن إﻋﻔــﺎء ﻣرﺗﻛﺑــﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدﺗﯾن ‪ 88‬و‪ 99‬ﻣــن ﻫــذا اﻷﻣــر ﻣــن ﻋﻘوﺑــﺔ‬
‫ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ إذا ﺗــذرﻋوا ﺑــﺄﻣر ﻛﺗــﺎﺑﻲ أو إذا اﺛﺑــت ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ أﻧﻬــم ﺗﺻــرﻓوا ﺗﻧﻔﯾــذا‬
‫ﻷﻣــر أﺻــدرﻩ ﻟﻬــم ﻣﺳــؤوﻟﻬم اﻟﺳــﻠﻣﻲ أو أي ﺷــﺧص ﻣؤﻫــل ﻹﻋطــﺎء ﻣﺛــل ﻫــذا اﻷﻣــر ‪،‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺻﺎﺣب اﻷﻣر ﻣﺣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم ‪.2‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻹدارﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻋـﻧد ﻣـزاوﻟﺔ ﻣﺟﻠس اﻟـﻣﺣـﺎﺳـﺑﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻــﺎﺗﻪ اﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺻــدر ﺗوﺟﯾﻬـﺎت ﻟـﻺدارات‬
‫اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣراﻗﺑﺗﻪ‪،‬أو ﺗوﺻـﯾﺎت ﻟﻠــﺳﻠطﺔ اﻟــﺳﻠﻣﯾﺔ أو اﻟوﺻــﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺟﻬــﺔ اﻟـﻣـ ارﻗــﺑﺔ ﻣــن أﺟـل ﺗﺻـﺣﯾﺢ‬
‫ﺗﻠ ــك اﻷﺧـ ــطﺎء ٕوادﺧ ــﺎل اﻟﺗﺣﺳ ــﯾﻧﺎت ﻋﻠ ــﻰ ط ــرق اﻟﺗﺳ ــﯾﯾر وﺗﺗﺧ ــذ ﻫ ــذﻩ اﻟﺗوﺟﯾﻬ ــﺎت واﻟﺗوﺻ ــﯾﺎت‬
‫اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪.1‬ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻘﯾﯾم‪:‬‬
‫ﺑﻌـد اﻧﺗﻬﺎء ﻓـرق ﻣـﺟـﻠـس اﻟـﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻣـن ﻋـﻣ ـﻠـﯾﺔ اﻟـﻣـ ارﻗـﺑﺔ اﻟـﻣﺗﻌــﻠﻘﺔ ﺑﻣـ ارﻗـﺑﺔ ﻧوﻋــﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌ ـطــﯾﺎت اﻟ ـﻣـﺗـوﻓ ـرة ﻟـدﯾﻪ وﯾﺧـرج ﺑﺎﺳـﺗـﻧـﺗـﺎﺟﺎﺗﻪ ﻓـﻲ ﺷـﻛــل ﺗﻘ ـﯾـﯾـم‬
‫ﻧﻬـﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻋـﻠﻰ إﺛرﻫﺎ ﯾﺻـدر ﻛـل اﻟـﺗوﺻـﯾﺎت واﻻﻗـﺗـراﺣﺎت ﺑﻐ ـرض ﺗﺣﺳـﯾن ﻓﻌـﺎﻟـﯾﺔ وﻣــردودﯾﺔ‬
‫ﺗﺳﯾﯾـر اﻟـﻣـﺻـﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟـﻣﻌــﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾـرﺳــﻠﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟ ـﺳــﻠطـﺎت اﻟ ـﻣـﻌ ـﻧـﯾﺔ أو إﻟـﻰ اﻟـﺟﻬـﺎت‬

‫‪ - 1‬اﲪﺪ ﺳﻮﻳﻘﺎت ‪،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻹدارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ دﻛﺘﻮراﻩ اﻟﻌﻠﻮم ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪،‬ﻓﺮع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة‪،. ،‬ص‪. 284‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﺎدة ‪ 89‬اﱃ اﳌﺎدة ‪ 93‬ﻣﻦ اﻻﻣﺮ ‪. 20-95‬‬

‫‪50‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟ ـﺳ ـﻠ ـﻣـﯾـﺔ أو اﻟــوﺻــﯾﺔ ٕواﻟـﻰ اﻟــوزراء اﻟـﻣﻌـﻧﯾﯾن ﻣــن أﺟـل اﻹﻋـﻼم واﺗﺧﺎذ اﻹﺟـراءات‬
‫اﻟ ـﻣــﻧﺎﺳ ـﺑـﺔ‪.1‬‬
‫‪.2‬رﺳﺎﻟﺔ رﺋﯾس اﻟﻐرﻓﺔ‪:‬‬
‫ﻋـﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣـن ﻋـﻣـﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﯾﻘــوم رﺋـﯾس اﻟﻐــرﻓﺔ ﺑﺗوﺟﯾـﻪ رﺳــﺎﻟﺔ إﻟـﻰ ﺟﻣــﯾﻊ اﻟﺟﻬـﺎت‬
‫اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﺔ ﻋ ــﻠﻰ اﻟـﻣـﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟ ــﺗﻲ ﺧﺿﻌ ـ ــت ﻟـﻣـ ارﻗـ ــﺑﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟــﻣﺣـﺎﺳـ ــﺑﺔ‪ ،‬ﯾطﻠﻌﻬـ ــم ﻓــﯾﻬ ــﺎ ﻋ ـ ــﻠﻰ‬
‫اﻟــﻣﻼﺣ ـظـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﺗﻲ اﺳـﺗﻘـﺎﻫـ ـ ــﺎ ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـ ــﺑﺔ ﻣ ـ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـﻣ ـ ارﻗ ـ ـ ــﺑﺔ‪ ،‬واﻟـﻣﺗﻌـ ـ ــﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟـوﺿﻌـ ــﯾﺎت واﻟ ــوﻗﺎﺋﻊ واﻟـﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺣــق ﺿ ــر ار ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧــﺔ اﻟﻌـﻣـوﻣ ــﯾﺔ أو ﺑــﺄﻣﻼك اﻟﻬـﯾ ــﺋﺎت‬
‫واﻟـﻣـؤﺳـﺳ ــﺎت اﻟــﺗﻲ ﺷـﻣـﻠـﺗﻬــﺎ اﻟـرﻗــﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻣــن أﺟــل اﺗﺧــﺎذ اﻹﺟـ ـراءات واﻟ ــﺗداﺑ ـﯾ ــر اﻟ ــﺗﻲ ﺗــرﻣــﻲ إﻟ ــﻰ‬
‫ﺗﺣﺳ ـﯾــن اﻟـﺗﺳ ـﯾ ـﯾــر وﺗــﻔـﺎدي اﻟﻌ ـﯾــوب واﻟﻧﻘـﺎﺋص اﻟـﻣـﺳﺟـﻠﺔ ﻣـن أﺟل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪.‬‬
‫وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫‪ ‬وﻗــوع ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت ﺗﻠﺣــق ﺿــر ار ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻗﺻــد اﺗﺧــﺎذ اﻹﺟ ـراءات اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻘﺗﺿﯾﻬﺎ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.2‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾـﺎزة ﻣﺑــﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣﺳــﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ أو اﻟﻣ ارﻓــق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣــن طــرف‬
‫أﺷـ ـ ـ ــﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾـ ـ ـ ــﯾن أو ﻣﻌﻧـ ـ ـ ــوﯾﯾن ﺑﻘﺻـ ـ ـ ــد اﺗﺧـ ـ ـ ــﺎذ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳـ ـ ـ ــﺑﺔ‬
‫ﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ‪.3‬‬
‫‪.3‬اﻹﺟراء اﻟﻣﺳﺗﻌﺟل‪:‬‬
‫ﻫـ ــو اﻹﺟـ ـراء اﻟـ ــذي ﯾﻘـ ــﺿﻲ ﺑوﺟـ ــوب إﻋـ ــﻼم ﻣـﺳ ـ ــؤوﻟﻲ اﻟـﻣـﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟــﻣﻌ ـ ــﻧﯾﺔ وﺳـﻠطـ ــﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻟـﺳ ـﻠـﻣـ ــﯾﺔ أو اﻟوﺻ ــﯾﺔ ﻓ ــورا‪ ،‬ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟـﻔ ــﺎت أو اﻟﺣــﺎﻻت أو اﻟ ــوﻗﺎﺋﻊ اﻟ ــﺗﻲ ﺗﻠﺣ ــق ﺿ ــر ار ﺑﺎﻟﺧـزﯾ ــﻧﺔ‬
‫اﻟﻌـﻣـوﻣـﯾﺔ أو ﺑﺄﻣـوال اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣـؤﺳﺳﺎت اﻟﻌـﻣـوﻣ ــﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌــﺔ ﻟـرﻗـﺎﺑــﺗﻪ وذﻟـك ﺑﻐ ــرض ﺗـدﺧﻠﻬــم‬
‫واﺗﺧﺎذ اﻹﺟـراءات اﻟﻛـﻔــﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪ 73‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪. 20-95،‬‬


‫‪ - 2‬اﳌﺎدة ‪ 24‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪.20-95‬‬
‫‪ -‬اﳌﺎدة ‪ 25‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪.20-95‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪51‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪.4‬اﻟﻣذﻛرة اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ‪:‬‬
‫وﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﯾطﻠﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ رﺋـﯾس ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣ ــﺎﺳﺑﺔ اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘـ ــﺎﺋص اﻟﺗـﻲ‬
‫ﯾـ ــﻛﺗﺷﻔﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳـ ــﺗوى اﻟﻧﺻــوص اﻟﻣﺳـﯾرة ﻟﺷــروط اﺳــﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳــﯾﯾر وﻣراﻗﺑـﺔ أﻣـوال اﻟﻬﯾﺋــﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﯾﻘــدم ﻟﻬــﺎ اﻟﺗوﺻــﯾﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾ ارﻫــﺎ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ﻟــذﻟك‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟﺻــﻼﺣﯾﺔ أﻗـ ـرﺗﻬﺎ اﻟﻣــﺎدة ‪26‬‬
‫ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 20-95‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟـ ــذﻛر‪، 1‬وﺗﺿــﻣﻧﻬﺎ ﻛــذﻟك اﻟـﻣرﺳ ـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم ‪377-95‬‬
‫اﻟﻣﺣـدد ﻟﻠﻧظـﺎم اﻟـداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‪، 2‬وﯾﺗﻌـﯾن ﻋ ــﻠﻰ اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾـﺔ أن ﺗﻌﻠـم ﻣﺟـ ـ ـ ــﻠس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻﺻﻬﺎ ﻟﻣذﻛراﺗﻪ‪.‬‬

‫‪.5‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻘـرﯾر اﻟـﺳﻧوي ﻣـن أﻫـم اﻷﻋـﻣﺎل اﻟـﺗﻲ ﺗﻧﺑﺛق ﻋن ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‪ ،‬ﻧظـ ار ﻟﻛوﻧـﻪ‬
‫ﯾﺻــدر ﻋ ــن ﺟﻬــﺔ ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ وﻣﺧﺗﺻ ــﺔ وﺗﺗﻣﯾــز ﺑﺎﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﻌ ــطﻲ ﻷﻋﻣﺎﻟﻬــﺎ أﻛﺛــر‬
‫ﻣﺻداﻗﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ وﺣﯾﺎد‪.‬‬
‫ﯾﺷﻛـل ﻫـذا اﻟـﺗﻘ ـرﯾر وﺳــﯾﻠﺔ ﻫـﺎﻣـﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾل ﻛﯾﻔــﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر اﻟـﻣـﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻌ ـﻣـوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫــو ﺗﻘ ـرﯾر‬
‫ﯾﺗﻣــﯾز ﺑﺎﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻧظـ ار ﻟﻛوﻧــﻪ ﻣــن ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻫﯾﺋــﺔ ﺣﯾﺎدﯾــﺔ‪ ،‬وﯾﺳﺎﻫــم ﺑــدور ﻛﺑﯾــر ﻓــﻲ ﺗﻧــوﯾر اﻟ ـرأي‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣـﺎ ﺑﻌد اﻟـﻘـﯾﺎم ﺑﻌ ـﻣـﻠـﯾﺔ اﻟﻧﺷــر وﺗداوﻟﻪ ﻣــن طـرف أﺟﻬـزة اﻹﻋــﻼم ﺑﺎﻟﺗﻌــﻠﯾق واﻟــﺗﺣﻠﯾل‪،‬‬
‫ﻣـﻣـﺎ ﯾﺟﻌــﻠﻪ اﻟـﻣـرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ أن ﻫ ــذا اﻟـﺗﻘ ـرﯾـ ـر ﯾﻌـﻛ ــس اﻟـوﺿﻌـ ــﯾﺔ اﻟـﻔـﻌ ـﻠـ ــﯾﺔ ﻟﻠـﺗـﺳـﯾـﯾ ــر وآﻓ ــﺎق اﻟـﻣـﺎﻟ ــﯾﺔ اﻟﻌ ـﻣـوﻣ ــﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻣـﺎ ﯾوﻓـر ﻟﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺷﻌب د ارﺳـﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾـﺔ ﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﺗﺗﻣﯾـز ﺑﺎﻟﻣوﺿـوﻋﯾﺔ ﺣــول اﻷداء اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‬
‫واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪.3‬‬
‫ﯾﺗم إﻋـداد ﻣـﺷــروع ﻫــذا اﻟﺗﻘ ـرﯾر ﻣـﻛــﺗب اﻟـﻣﻘــررﯾــن اﻟﻌـﺎﻣــﯾن وﻫ ـم ﺛﻼﺛـﺔ ﯾﻌــﯾﻧون ﻣــن ﺑـﯾــن‬
‫اﻟـﻘـﺿـﺎة ﺧﺎرج اﻟﺳﻠم‪ ،‬وﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ ﻣداوﻻت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘـﺎرﯾر وﯾﺗﻣﺗﻌـون ﺑﺣـق اﻟﺗﺻـوﯾت‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اﻟﻣﺎدة ‪ 26‬ﻣن اﻷﻣر ‪.20-95‬‬


‫‪ - 2‬اﻟﻣﺎدة ‪ 48‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪. 377-95‬‬
‫‪- 3‬‬
‫ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب‪ ،‬اﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،1999‬ص ‪.90‬‬

‫‪52‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻏ ــﯾر أن اﻟـﻣﻘ ــرر اﻟﻌ ــﺎم ﻫ ــو اﻟ ــذي ﯾﺗﻛﻔ ــل ﺑﺈﻋ ــداد اﻟﺻ ــﯾﻐﺔ اﻟـﻧﻬ ــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣـﺷ ــروع اﻟﺗﻘرﯾــر‬
‫اﻟﺳـﻧوي ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣذﻛرات اﻹدراج واﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ‬
‫ﺑﻌـ ــد إﻋـ ــداد اﻟـﺗﻘ ـرﯾـ ــر ﻓ ــﻲ ﺻــﯾﻐـ ــﺗﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾ ــﺔ‪ ،‬ﯾﺣ ــﺎل إﻟ ــﻰ ﻟﺟـ ــﻧﺔ اﻟـ ــﺑراﻣﺞ واﻟﺗﻘـ ــﺎرﯾر اﻟـ ــﺗﻲ‬
‫ﺗﺟﺗﻣــﻊ ﺗﺣــت رﺋﺎﺳ ــﺔ رﺋــﯾس ﻣـﺟﻠ ــس اﻟـﻣـﺣـﺎﺳ ــﺑﺔ‪ ،‬وﯾﺷــﺎرﻛ ــﻪ ﻓ ــﻲ ذﻟــك ﻛ ــل ﻣـ ــن ﻧﺎﺋ ــب اﻟـرﺋ ــﯾس‬
‫واﻟـﻧﺎظــر اﻟﻌــﺎم ورؤﺳــﺎء اﻟﻐ ــرف وﺑﺣﺿ ــور اﻷﻣ ـﯾــن اﻟﻌــﺎم دون اﻟـﻣـﺷــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ اﻟـﻣــداوﻻت‪ ،‬ﻛـﻣــﺎ‬
‫ﯾﻣـﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أن ﺗوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـﺟـﻠـﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة آﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾن ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺣـﺗــوي ﻫــذا اﻟﺗﻘ ـرﯾر ﻋ ــﻠﻰ ﺟـﻣــﯾﻊ اﻟـﻣـﻌــﺎﯾﻧﺎت واﻟـﻣـﻼﺣـظــﺎت واﻟـﺗﻘ ــﯾﯾﻣﺎت اﻟ ـرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟــﻣﺔ ﻋــن‬
‫أﺷ ـ ــﻐﺎل ﺗﺣـ ـ ـ ـرﯾﺎت ﻣﺟـﻠـ ـ ــس اﻟـﻣـﺣـﺎﺳ ـ ـ ــﺑﺔ‪ ،‬ﻣــرﻓـﻘـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟ ـﺗـوﺻـ ـ ـ ــﯾﺎت اﻟـﺿــرورﯾـ ـ ــﺔ إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺟﺎﻧ ـ ــب ردود‬
‫اﻟ ـﻣـﺳــؤوﻟـﯾـن واﻟﻣﻣﺛﻠﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن واﻟﺳﻠطﺎت اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑـذﻟك‪ ،‬أﻣـﺎ ﻣـﺂل ﻫــذا اﻟﺗﻘ ـرﯾر ﻓﺈﻧـﻪ‬
‫ﯾرﺳـل ﺳــﻧوﯾﺎ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬـورﯾﺔ‪ ،‬وﺗرﺳل ﻧﺳﺧﺔ ﻣــﻧﻪ إﻟـﻰ اﻟﺑرﻟﻣـﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾـﻪ‪ ،1‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻛـون ﻫــذا‬
‫اﻟﺗﻘـرﯾر ﻣﺣـل ﻧـﺷـر ﻛـﻠﻲ أو ﺟـزﺋﻲ ﻓـﻲ اﻟﺟـرﯾـدة اﻟــرﺳـﻣـﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬـورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﺑﺣﻛـ ــم أن ﻣﺟﻠـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﺔ ﯾـ ــﺄﺗﻲ ﻋﻠـ ــﻰ رأس اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ اﻟﺗـ ــﻲ دﻋﻣﻬـ ــﺎ اﻟﺗﻌـ ــدﯾل‬
‫اﻟدﺳــﺗوري واﻟــذي ﯾﻬــدف إﻟــﻰ اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‪ ،‬وﻣراﻗﺑــﺔ ﺗﺳــﯾﯾرﻩ وﻓﻘــﺎ ﻟﻣــﺎ ﺗــم ﺗﻣﻛﯾﻧــﻪ ﺑــﻪ‬
‫ﻣ ــن اﺧﺗﺻﺎﺻ ــﺎت ٕواﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺎت‪ ،‬وﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﯾﻘودﻧ ــﺎ إﻟ ــﻰ اﻟﺳـ ـؤال ﻋ ــن ﻣ ــدى ﺗﺄدﯾ ــﺔ اﻟﻣﺟﻠ ــس ﻟﻠ ــدور‬
‫اﻟﻣﻧوط ﺑﻪ ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻫـذا اﻟﺳـؤال ﯾﻣﻛـن اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻧـﻪ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟوﻗـوف‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣـﺔ اﻟﻔﺳـﺎد اﻟﻣـﺎﻟﻲ واﻟﺳـﻠﺑﯾﺎت واﻻﻧﺗﻘـﺎدات‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ إﻟﻲ ﻧﺷﺎطﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن أن رﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻟﯾﺳــت ﺑﻔﺎﻋﻠﯾــﺔ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﺣﯾــث ﻻ‬
‫ﺗﺗدﺧل إﻻ ﺑﻌد ﺻرف اﻟﻧﻔﻘﺎت وﺗﺣﺻﯾل اﻹﯾرادات; إﻻ أن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﺗﺑرز ﻋﻠﻰ اﻟﻣـدى‬
‫اﻟﺑﻌﯾــد ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺗﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــروﻋﯾﺔ ﻓﺣﺳــب‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ﺗﺗﻌــداﻫﺎ ﻟﺗﺷــﻣل رﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﳌﺎدة ‪ 16‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪. 20 – 95‬‬

‫‪53‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺑذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬


‫إن اﺗﺳ ـ ــﺎع ﻣﺟ ـ ــﺎل اﺧﺗﺻ ـ ــﺎص ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ـ ــﺑﺔ ﯾﻣﻛ ـ ــن أن ﯾﺟﻌ ـ ــل ﻣﻧ ـ ــﻪ اﻟﺗﻐطﯾ ـ ــﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫واﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل ﻣراﻗﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﻣﺢ ﻟ ــﻪ ﺑﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻷﻣـ ـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺣ ــدود‬
‫اﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺧوﻟــﺔ ﻟــﻪ ‪1،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ إﺟﺑﺎرﯾــﺔ ﺗﻘــدﯾم اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت وﺗطــوﯾر اﻟﻧ ازﻫــﺔ واﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾﯾر اﻷﻣـ ـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ اﻟوﻗﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻔﺳ ــﺎد ﻷن ﻫ ــذا اﻟﺟﻬ ــﺎز ﯾﻣﺗ ــﺎز ﺑﺎﻟﺟدﯾ ــﺔ‬
‫واﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ــﺔ ﺣﯾ ــث ﺳ ــﺎﻫم ﻓ ــﻲ ﻛﺷ ــف أﺧط ــﺎء اﻟﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ اﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﯾﺣﻛﻣﻬ ــﺎ ﻗ ــﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑ ــﺎت‪،‬‬
‫واﻟﺗﺣري ﻋﻧﻬﺎ وﺗوﻗﯾــﻊ اﻟﺟـزاء ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻫﯾﺋــﺔ ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ إدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻷﻣـوال اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﺿــﯾﺎع واﻹﺗــﻼف أو اﻟﺳــﯾر اﻟﺧــﺎطﺊ واﻟﺗــﻲ ﺗــؤدي ﺑﺎﻟﺿــرورة إﻟــﻰ ﻧﻣــو اﻟﻔﺳــﺎد اﻟﻣــﺎﻟﻲ داﺧــل‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف ﻣﺳؤوﻟﯾﻬﺎ واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺗﺿـﺢ ﻣـدى أﻫﻣﯾــﺔ اﻟـدور اﻟرﻗــﺎﺑﻲ اﻟـذي ﯾﻘــوم ﺑـﻪ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ وﺧﺎﺻـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟـﺎل ﻛﺷــف‬
‫وﺿ ــﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔ ــﺎت وﺟـ ـراﺋم اﻟﻔﺳ ــﺎد اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ واﻹداري‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑﻣ ــﺎ ﻟ ــﻪ ﻣ ــن ﺻ ــﻼﺣﯾﺎت وﺳ ــﻠطﺎت‬
‫رﻗﺎﺑﯾــﺔ ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ ﺿــﺑط أﻛﺑــر ﻋــدد ﻣــن ﺻــور اﻟﻔﺳــﺎد‪ ،‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻌــدﯾل ﻣﻬــﺎم‬
‫ﻣﺟﻠــس ﺑﺗﻘﯾــﯾم اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﺑﺟﻣﯾــﻊ أﺷــﻛﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ أداة ﻟﻠوﻗﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻻﻧﺣ ارﻓــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‬
‫واﻻﺧﺗﻼﺳ ــﺎت‪ ،‬وﻗ ــد ﺗ ــم ﺗﺧﺻ ــﯾص ﻏرﻓ ــﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ اﻟﻣﻠﻔ ــﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳ ــﺎد وﻫ ــﻲ ﻏرﻓ ــﺔ‬
‫اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬

‫رﻏم اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺻل إﻟﻰ اﻷﻫداف اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن‬
‫ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬــﺎ وذﻟــك ارﺟــﻊ إﻟــﻰ واﻗــﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ و اﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻠﻌــب اﻟــدور‬
‫اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺳﺎد و ﺗﺑذﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫـداف‬
‫اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ وذﻟك رﺟﻊ ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب و ﻋواﻣل ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﺷﻮﳜﻲ ﺳﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬أﳘﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ واﳌﻨﻈﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 2‬ﺑﺎدﻳﺲ ﻳﻮﺳﻌﻴﻮد‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻴﺰي وزو‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ ، 2015، ،‬ص‪. 84‬‬

‫‪54‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪:‬‬


‫ﯾ ـ ـ ــﻧص اﻷﻣ ـ ـ ــر ‪ 95/20‬أن ﻣﺟـ ـ ـ ــﻠس اﻟـ ـ ـ ــﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻫـ ـ ـ ــو ﻣــؤﺳﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ذات اﺧـﺗـ ـ ـ ــﺻﺎص إداري‬
‫وﻗﺿﺎﺋﻲ‪1،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ أﺧـرﺟـﻪ ﻣــن اﻟﺗﺷـﻛﯾل اﻟﻬــرﻣﻲ ﻟﻠﻬــﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ إن ﻣﺟــﻠس‬
‫اﻟﻣـﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑل ﻫو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﻧوع ﺧﺎص‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث ﻣﺟﺎل ﺗدﺧل رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫اﺗﺳــﺎع ﻣﺟــﺎل ﺗــدﺧل رﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻟﻬــﺎ ﺟﺎﻧــب ﺳــﻠﺑﻲ ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ إذا ﻗﺎرﻧــﺎ اﻟوﺳــﺎﺋل‬
‫ﺑﺎﻷﻫــداف ﻛ ــون ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﻻ ﯾﻠﺑ ــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ رﻗﺎﺑﯾــﺔ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻫ ــذا اﻟﻣﺟــﺎل‬
‫ﯾﺷﻛل ﻋﻘﺑﺔ ﻋﻧد ﺗﺛﻣﯾن ﻋﻣل اﻟﻣﺟﻠس‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث زﻣن أداء اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪:‬‬
‫رﻗﺎﺑ ــﺔ ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻫ ــﻲ رﻗﺎﺑ ــﺔ ﺑﻌـ ــدﯾﺔ‪ ،‬وﺑ ــذﻟك ﺧﺎﺻ ــﯾﺔ اﻟﺑﻌدﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ أداء أﻋﻣﺎﻟ ــﻪ ﻻ‬
‫ﺗﺳــﺎﻫم ﻓــﻲ اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت ﻗﺑــل وﻗوﻋﻬــﺎ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺻــﻌب ﺗــدارﻛﻬﺎ وﺗﺻــﺣﯾﺣﻬﺎ وﻗــد ﯾﻛــون‬
‫ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻋدة ﻣﺳﯾرﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث ﻧﺷر ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺟﻠس‪:‬‬
‫ﻋــدم ﻧﺷــر اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺗــﻲ ﯾﺻــدرﻫﺎ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء ﺗﻘرﯾ ـرﯾن ﺗــم ﻧﺷــرﻫﻣﺎ ﺳــﻧﺔ ‪1997‬و‬
‫‪1998‬ﻋﻠــﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﺟرﯾــدة اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺟﻬــض آﻟﯾــﺔ اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺗــﻲ أﻋطﺎﻫــﺎ اﻷﻣــر رﻗــم‬
‫‪ 20/95‬اﻟﻣﻌـدل واﻟﻣـﺗﻣم ﻟﻠﻣﺟﻠــس واﻟﺗـﻲ ﯾوﺟﻬﻬــﺎ ﻟـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـﺔ ﻛــﻲ ﺗﻌﺗﺑـر دﻟــﯾﻼ ﻟﻠـرأي اﻟﻌــﺎم‬
‫اﻟوطﻧﻲ وﻣؤﺷ ار ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ‪.2‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗوﺟد ﺑﻌض اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻷﺧرى ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻟﻠﺳـﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ وﻋـدم اﺳـﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﯾﻌﺗﺑـر ﻋﺎﺋﻘـﺎ أﻣـﺎم أداء ﻣﻬﺎﻣـﻪ اﻟرﻗﺎﺑﯾـﺔ‬
‫ﺑﻧ ازﻫ ــﺔ وﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وﻣوﺿ ــوﻋﯾﺔ وﺣﯾ ــﺎد اﻷﻣ ــر اﻟ ــذي ﯾ ــؤﺛر ﻋﻠ ــﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾ ــﺔ رﻗﺎﺑﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ــﺔ أﺟﻬـ ـزة‬
‫وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪.3‬‬

‫‪ -1‬اﳌﺎدة ‪ 91‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ‪ 20-95‬اﳌﻌﺪل واﳌﺘﻤﻢ‪.‬‬


‫‪- 2‬ﺧﻀﺮي ﲪﺰة‪ ،‬آﻟﻴﺎت ﲪﺎﻳﺔ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ﰲ إﻃﺎر اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ‪ ،‬ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،1‬اﳉﺰاﺋﺮ‬
‫‪ 2015/2014‬ص ‪،‬ص ‪. 231- 230‬‬
‫‪- 3‬ﺣﺎﺣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﱄ ‪ ،‬اﻟﻔﺴﺎد اﻹداري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة دﻛﺘﻮراﻩ ﻋﻠﻮم ﰲ اﳊﻘﻮق ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﻋﺎم‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫ﳏﻤـﺪ ﺧﻴﻀـﺮ ﺑﺴﻜـﺮة‪ ، 2012- 2013،‬ص ‪.551‬‬

‫‪55‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﻋدم وﺟود أدوات وآﻟﯾﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ رادﻋﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻟﻠﺣد ﻣن ظﺎﻫرة اﻟﺗﻘﺻـﯾر واﻟﺗﻬـﺎون واﻹﻫﻣـﺎل‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري واﻟﻣﺎﻟﻲ وﻛذا اﻻﻧﺣ ارﻓـﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬إذ أﻗﺻـﻰ ﻣـﺎ ﯾﻣﻠﻛـﻪ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﻫـو‬
‫إﺻــدار ﻏ ارﻣــﺎت ﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻻ ﺗﺗﺟــﺎوز اﻷﺟــر اﻟﺳــﻧوي اﻟــذي ﯾﺗﻘﺎﺿ ـﺎﻩ اﻟﻌــون اﻟﻣرﺗﻛــب ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ‪ ،‬أو‬
‫إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف دون اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎن ﻟﻪ وﺻف ﺟزاﺋﻲ أو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾـﺔ إذا‬
‫ﻛﺎن ﻟﻪ وﺻف ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻠﯾس ﻟﻪ ﺟزاء رادع‪.1‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘـ اررات اﻹدارﯾــﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺻــدرﻫﺎ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻟﯾﺳـت ﻟﻬــﺎ أﯾـﺔ ﺻــﺑﻐﺔ إﻟزاﻣﯾـﺔ ‪،‬ﻓﺗﻘﯾــﯾم اﻟﻣﺟﻠــس‬
‫ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر ﻻ ﯾﺗﺿﻣن أي ﻋﻣل إﻟزاﻣﻲ إذ ﯾﺑﻘﻰ ذﻟك ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻹدارات اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ‪.‬‬
‫رﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﺗــﺗم ﺑﺻــورة داﺋﻣــﺔ وﻣﺳــﺗﻣرة ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﯾن اﻟﻌﻣــوﻣﯾﯾن وﺗظﻬــر ﻧﺗﯾﺟﺗﻬــﺎ‬ ‫‪‬‬

‫ﻛل ﺳﻧﺔ‪،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻶﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف واﻟﻣﺳﯾرﯾن ﻓﺈﻧﻬﺎ دورﯾﺔ وﻏﯾر داﺋﻣﺔ ‪،‬اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ُﯾ ّﻣﻛـن‬
‫ﻣــن اﻛﺗﺷــﺎف اﻷﺧطــﺎء إﻻ ﺑﻌــد وﻗوﻋﻬــﺎ ﺑﻣــدة ﻗــد ﺗطــول ﻓﯾﻛﺑــر ﺣﺟــم اﻟﺧﺳــﺎﺋر واﻷﺧطــﺎء وﯾﻣﻛــن‬
‫ﺗﻼﻓﯾﻬﺎ ٕواﺻﻼﺣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب‪.2‬‬
‫‪ ‬ﺗﻬﻣﯾش اﻟدور اﻻﺳﺗﺷـﺎري ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﺣﯾـث ﻟـرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـﺔ أو رﺋـﯾس اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﺗﺷـرﯾﻌﯾﺔ‬
‫أو اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ و رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ إﺧطﺎر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ‪،‬ﻹﺑـداء أرﯾـﻪ ﺣـول‬
‫ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل و اﻟﻣﻠﻔﺎت ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻛن ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻹﺑـداء أرﯾـﻪ ﺣـول‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل وﺣﺗـﻰ ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾـﺔ ﻟﻘـواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ أو ﻗـواﻧﯾن ﺿـﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﳌﺎدة ‪ 27‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 95-20‬اﳌﻌﺪل و اﳌﺘﻤﻢ‪ ،‬ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬


‫‪- 2‬زﻃﻴﻄﻮ ﺣﻮرﻳﺔ ‪،‬اﻵﻟﻴﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي ‪،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﺣﻘﻮق ‪،‬ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن إداري ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة ‪ ، 2014- 2013‬ص ‪. 49‬‬
‫‪- 3‬أﳎﻮج ﻧﻮار‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪. 176 .‬‬

‫‪56‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫إن اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺟﻬــﺎز رﻗــﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟدرﺟــﺔ اﻷوﻟــﻰ‪،‬ﻟﻛن اﻟﺗوﺟﯾﻬــﺎت اﻟﺟدﯾــدة ﻟﻠﺳﯾﺎﺳــﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗد أدى إﻟـﻰ ﺗوﺳـﻊ دورﻫـﺎ ﻟـذا ﺳـﻧﻘوم‬
‫ﺑد ارﺳ ــﺔ ﺻ ــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ)اﻟﻣطﻠ ــب اﻷول( وﻋ ــرض ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ ﺗﻠ ــك اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت )اﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ(‬
‫وﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﺳـﻧﺧص ﺑﺎﻟد ارﺳـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذا اﻟﻣطﻠـب ﻟﻣﻬـﺎم اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ واﻟﺗـﻲ ﺣـددﻫﺎ اﻟﻣﺷــرع‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر آﻟﯾـﺔ ﻓﻌﺎﻟـﺔ ﻓـﻲ ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم ﻣـن ﺧـﻼل ﺑﯾـﺎن اﻟﺻـﻼﺣﯾﺎت اﻟﻛﻼﺳـﯾﻛﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﻔرع اﻷول( إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧرى )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪-‬اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﻫـﻲ ﺗﻠـك اﻻﺧﺗﺻﺎﺻـﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣوﺟـ ــب اﻟﻣرﺳـ ـ ـ ـ ــوم رﻗـ ــم ‪-80‬‬
‫‪ 53‬اﻟﻣﺗﺿ ـ ــﻣن إﻧﺷـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻣﻔﺗﺷﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن ﺣﺻــرﻫﺎ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻧــص‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣرﺳوم ‪ ، 78-92‬وأُﻋﯾد ﺗﺄﻛﯾـدﻫﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪ 272 -08‬اﻟـذي ﯾﺣـدد‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﻧﺣﺻـر ﻓـﻲ ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‬


‫‪ ‬اﻟدراﺳﺎت واﻟﺧﺑرات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻘوﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪ ‬ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‬

‫إذ ﺗﻌﺗﺑ ــر اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺔ اﻷﺻ ــﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ رﻗﺎﺑ ــﺔ إدارﯾ ــﺔ ﻛﻼﺳ ــﯾﻛﯾﺔ‬
‫ﺗﺧــص اﻟﻔﺣــص واﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺻــب ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣــﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﻲ ﻟﻠﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ‬
‫ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ‪ 1‬و ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻫـﻲ اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻬـﺎ ﻧظـ ار ﻻﺗﺳـﺎع ﻣﺟـﺎل اﻟﺗـدﺧل ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻫـﻲ‬

‫‪ -1‬ﻟﻌﻤﺎرة ﲨﺎل ‪،‬ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ‪،‬دار اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪،‬اﳉﺰاﺋﺮ ص ‪224‬‬

‫‪57‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻋﻠــﻰ اﺧــﺗﻼف‬ ‫‪1‬‬


‫ﺗﻧﺻــب ﻋﻠــﻰ ﻣراﺟﻌــﺔ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــوم ﺑﻬــﺎ اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑون اﻟﻌﻣوﻣﯾــون‬
‫رﺗــﺑﻬم و ﻣﻬــﺎﻣﻬم‪ ،‬و ﺗرﻣــﻲ إﻟــﻰ اﻟﺗﺣﻘــق ﻣــن أن اﻹدارات و اﻷﺟﻬ ـزة اﻟﺧﺎﺿ ــﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ ﺗﻧﺟ ــز‬
‫أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻣرﺳوم ﻟﻬـﺎ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻓﻬـﻲ رﻗﺎﺑـﺔ ﺻـﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﺗﻬـدف إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻘـق ﻣـن‬
‫أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﺗﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫–ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‪.‬‬


‫–اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫–إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت واﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪.‬‬
‫–ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺟﺎزات ﻣﻊ اﻷﻫداف‪.‬‬
‫–دﻗﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت وﺻدﻗﻬﺎ واﻧﺗظﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟدراﺳﺎت واﻟﺧﺑرات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ‬

‫ﺗﻌﺗﺑـ ــر ﺻـ ــﻼﺣﯾﺔ اﻟد ارﺳـ ــﺔ واﻟﺧﺑ ـ ـرة ﻣﻬﻣـ ــﺔ ﺛﺎﻧوﯾـ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﺻـ ــﻼﺣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ واﻟﺗﻔﺗـ ــﯾش‬
‫اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻷﻧﻬﺎ ﻏﯾـر ﻣﻠزﻣـﺔ ﺑـﻧص اﻟﻘـﺎﻧون ‪ ،‬ﺣﯾـث ﯾﻣﻛـن ﻟﻬـﺎ ﻓﻘـط أن ﺗﻘـوم ﺑﺈﻧﺟـﺎز ﻣﻬـﺎم‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ دراﺳﺎت أو ﺧﺑرات ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺎﻟﻲ أو ﺗﻘﻧﻲ وﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓـﻲ ذﻟـك‬
‫ﺗﻘﻧﯾــون ﻣؤﻫﻠــون ﻣــن اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻷﺧــرى وﺗﺿــﺑط ﻫــذﻩ اﻟﻣﻬــﺎم ﺑﺎﻻﺷــﺗراك ﻣــﻊ اﻟﻬﯾﺋــﺎت‬
‫اﻟﻣﺧوﻟــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ‪ ،‬وﯾطﻠــب ﻣــن ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾـرة وﻫــﻲ ﻏﯾــر ﻓﺟﺎﺋﯾــﺔ ﺑﺣﯾــث ﺗﻘــوم‬
‫اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑد ارﺳ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﻣﯾزاﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺧﺻوص ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب‪.‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛ ــل ﻣﻬﻣ ــﺔ اﻟد ارﺳ ــﺔ واﻟﺧﺑ ـرة ﻓ ــﻲ اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺗﺣﺎﻟﯾ ــل ﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ ﻷﺻ ــﻧﺎف‬
‫اﻟﺗﺳــﯾﯾر ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﻌﯾد اﻟــداﺧﻠﻲ واﻟﺧــﺎرﺟﻲ‪ ،‬وﻫــذا ﺑﻌــد طﻠــب ﻣــن اﻟﻬﯾﺋــﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﻣر ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻋطﺎء اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻹﺧراج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣـن اﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺗﺧﺑط ﻓﯾﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬وﯾﻣﻛـن ﻟﻬـذﻩ اﻟﺻـﻼﺣﯾﺔ أﺧـذ ﻣﻧﺣﻧـﻰ آﺧـر‬

‫‪ -2‬ﻣﻠﻴﺎﱐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﲪﻴﺪ‪ ،‬اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ) ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ، 2002 ،‬ص ‪46.‬‬

‫‪ -2‬اﳌﺎدﺗﲔ ‪10‬و ‪14‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 272-08‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫وﻫــو اﻗﺗ ارﺣــﺎت ﻣ ــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﺳــﯾن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ و ﻧﺟﺎﻋــﺔ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻣ ــﻊ اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻘــﺎﯾﯾس‬
‫واﻟﻧظم اﻟﻣﺄﺧوذة ﻓﻲ إطﺎر أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.1‬‬
‫واﻷﻋ ـوان اﻟﻣﺳــﺎﻋدون ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﺧﺑ ـرة اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﻌﯾن ﺑﻬــم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‬
‫ﯾﻣﻛــﻧﻬم اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻧدات واﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت وﯾﺧﺿــﻌون ﻟــﻧﻔس اﻟواﺟﺑــﺎت اﻟﻣﺣــددة ﻟﻣﻔﺗﺷــﻲ‬
‫اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﺗﻘوﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﺗﻘ ــوم اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ إط ــﺎر ﻫ ــذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬إﻧﺟ ــﺎز اﻟد ارﺳ ــﺎت واﻟﺗﺣﺎﻟﯾ ــل اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ واﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل ﺗﻘـ ــدﯾر ﻓﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ ﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻷﻣ ـ ـوال‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫‪-‬إﺟراء دراﺳﺎت ﻣﻘﺎرﻧﺔ وﺗطوﯾرﯾﺔ ﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪،‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾم ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑطرق ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻣـدى‬
‫ﺗﻧﺎﺳﻘﻬﺎ وﺗﻛﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة‪.2‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﺗﻘ ــوم اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ أﯾﺿ ــﺎ ﺑﺗﻘﯾ ــﯾم ﺷ ــروط اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﻛ ــذا اﻟﻧﺗ ــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻬـﺎ‪ ،‬ذﻟـك إن اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﻛﻼﺳـﯾﻛﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺄﻛــد‬
‫ﻣن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻧدات اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﯾﺔ وﻣﺷـروﻋﯾﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛـن أﻻ ﺗﺣﻘـق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ﻟـذﻟك ﯾﺻـﺑﺢ‬
‫ﻣــن اﻟﺿــروري ﺗﺟــﺎوزﻩ إﻟــﻰ ﺗﻘﯾــﯾم اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﻌﻣــوﻣﻲ ﻧﻔﺳــﻪ ‪،‬وﻫــو ﺗﺻــور ﻣﺳــﺗﻘﺑﻠﻲ ﻟﻠﻣﻬﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ‪.3‬‬
‫وﺗﻬدف ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم إﻟـﻰ اﻟﺗﻌـرف )ﺑﻌـد إﺟـراء اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ﻋـن ﺟواﻧـب اﻟﺗﺑـذﯾر واﻹﺳـراف‬
‫وﺳ ــوء اﺳــﺗﺧدام اﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‪ ،‬وﺗﺳ ــﺎﻋد أﯾﺿ ــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﻛــم ﻋ ــن ﻣــدى اﻟﻛﻔــﺎءة اﻹدارﯾــﺔ وﺗﻘ ــدﯾم‬
‫اﻻﻗﺗراﺣﺎت واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗطوﯾرﻫﺎ وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﻠﻴﺎﱐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﲪﻴﺪ‪ ،‬اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ) ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ، 2002 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﺎدة ‪04‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪272- 08‬‬
‫‪ - 3‬زﻃﻴﻄﻮ ﺣﻮرﻳﺔ ‪ ،‬اﻻﻟﻴﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي ‪،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺳﱰ ﰲ اﳊﻘﻮق ‪،‬ﲣﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن اداري ‪ 2014-2013‬ص ‪.106‬‬

‫‪59‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ -‬ﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧـرى‬


‫أوﻻ‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﺷﺎرك اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ذات‬
‫اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن و ازرة إﻟﻰ أﺧرى أو إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﺿﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت أﺧرى أو ﺗﺻﻔﯾﺗﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ٕواﻋﺎدة‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺗرأس اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻘوﯾم اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ٕواﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎﻓظﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬
‫ﺗﻘــوم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻛــل ﺳــﻧﺔ ﺑﺗﻌﯾــﯾن ﻣﻔﺗﺷــﯾن ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ‪،‬ﯾــﺗم ﺗرﺳــﯾﻣﻬم‬
‫ﺑﺻــﻔﺔ ﻣﺣــﺎﻓظﻲ ﻟﻠﺣﺳــﺎﺑﺎت ﻟﺗــدﻗﯾق اﻟﺣﺳــﺎﺑﺎت اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻟﻠﺷــرﻛﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫــد اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟﻠﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ ‪.‬‬
‫وﻣن ﻫذا ﯾﻘوﻣون ﺑـ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﺣﻘــق ﻣــن ﺷــرﻋﯾﺔ وﺻــﺣﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﻣراﺟﻌــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﯾﺔ واﻟﺑﺣــث ﻋــن‬
‫أﯾﺔ أﺧطﺎء أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣراﻗﺑﺔ ﻣدى ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎﺗﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوازﻧﺎت‪:‬‬


‫ﻛﻠﻔ ــت اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑﻌ ــد إﻧﺷ ــﺎﺋﻬﺎ ﺳ ــﻧﺔ ‪ 1980‬ﺑﺗﺟﻣﯾ ــﻊ ﻛ ــل ﻣوازﻧ ــﺎت اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت‬
‫واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ واﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﻠـف ﺑﻬـذﻩ‬
‫اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧﻼص اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﺳـﺗﻧﺗﺎج ﻧظـم ﯾﺳـﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬
‫ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻘوﯾم وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔـﺔ ﻟـم ﺗطﺑـق ﻋﻠـﻰ أرض اﻟواﻗـﻊ ﻟﻌـدم ﺻـدور ﻗـواﻧﯾن‬
‫ﺗﻠزم اﻹدارات ﺑﺄن ﺗﺑﻌث ﻣوازﻧﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪- 1‬اﳌﺎدة ‪ 04‬اﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪.272- 08‬‬

‫‪60‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺟﻧﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧوﺻﺻﺔ‬


‫ﻧـ ــص اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي ‪ 105-96‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪ 1996-03-11‬اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣن ﺗﺣدﯾـ ــد‬
‫ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻧظﯾم ﻟﺟﻧﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾـﺎت اﻟﺧوﺻﺻـﺔ وﺳـﯾرﻫﺎ ‪،‬وﺗﻌﯾـﯾن أﻋﺿـﺎءﻫﺎ وﻗﺎﻧوﻧﻬـﺎ اﻷﺳﺎﺳـﻲ‬
‫واﻟﻧظــﺎم اﻟﺗﻌوﯾﺿــﻲ اﻟﻣطﺑــق ﻋﻠــﯾﻬم ﻋﻠــﻰ ﺗﻌﯾــﯾن اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣﻣــﺛﻼ ﻟﻬــﺎ ﻟﻣــدة ﺛــﻼث‬
‫ﺳﻧوات ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد‪.1‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف و ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫ﺧوﻟت ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف و ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻟﻣـوظﻔﻲ اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﻘـرار وزاري ﻣﺷـﺗرك ﺑـﯾن اﻟـوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ووزﯾـر اﻟﻌـدل ﻟﻣﻌﺎﯾﻧـﺔ ﺟـراﺋم‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ اﻟﺗﺷـرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﺧﺎﺻـﯾن ﺑﺎﻟﺻـرف و ﺣرﻛــﺔ رؤوس اﻷﻣـوال ﻣـن و إﻟـﻰ اﻟﺧـﺎرج‬
‫طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي رﻗـ ــم ‪ 257-97‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪ 1997/07/14‬اﻟـ ــذي ﯾﺿـ ــﺑط إﺷـ ــﻛﺎل‬
‫ﻣﺣﺎﺿــر ﻣﻌﺎﯾﻧــﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ اﻟﺗﺷ ـرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺧﺎﺻــﯾن ﺑﺎﻟﺻــرف و ﺣرﻛــﺔ رؤوس اﻷﻣ ـوال ﻣــن‬
‫إﻟـﻰ اﻟﺧـﺎرج و ﻛﯾﻔﯾـﺎت إﻋـدادﻫﺎ‪ ،‬و ﻣـﻊ ذﻟـك ﻓـﺎن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻬﻣـﺔ ﺗﺑﻘـﻰ اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و أﻗـل أﻫﻣﯾـﺔ‬
‫ﻟوﺟود ﻫﯾﺋﺎت أﺧرى ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك‪.2‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪ :‬اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫ﺗﻘــوم اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــروض اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺻــدر ﻣــن اﻟﺑﻧــك اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻸﻋﻣــﺎر‬
‫واﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ واﻟﺑﻧــك اﻹﻓرﯾﻘــﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾــﺔ‪ ،‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻘﯾﯾﻣﻬــﺎ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣــﺎت واﻻﺗﺻــﺎﻻت‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﺻدد ﺗﻘوم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ازدﯾﺎد ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وزﯾـﺎدة ﺗﻘﻠـب‬
‫اﻷﺳـواق اﻟدوﻟﯾـﺔ وﻛﺛـرة اﻟﺗﻌﻘﯾـدات ﻓـﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻘـروض واﻧﻌــدام اﻟﺗﻧﺳـﯾق ﻓـﻲ ﺗﻘﯾــﯾم وﻗﻠـﺔ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﺣوﻟﻬﺎ‪، 3‬ﻛﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ إﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻫﻲ ﺑدورﻫﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﻘرﯾر ﺗـدﻗﯾق ﺣﺳـﺎﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻣن أﺟﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻘـوم وﺑـﺎﻟﻣوازاة ﺑﺈﻋـداد وﺗﻘـدﯾم ﺗﻘـﺎرﯾر ﻧﻬﺎﺋﯾـﺔ ﺣـول‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع اﻟذي اﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻘرض‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪ 04‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ‪ 105-96‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1996-03-11‬اﳌﺘﻀﻤﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺎت ﺗﻨﻈﻴﻢ ﳉﻨﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳋﻮﺻﺼﺔ وﺳﲑﻫﺎ وﺳﲑﻫﺎ ‪،‬وﺗﻌﻴﲔ‬
‫أﻋﻀﺎءﻫﺎ وﻗﺎﻧﻮ ﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻲ اﳌﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ج‪.‬ر ﻋﺪد ‪.18‬‬
‫‪ - 2‬ﺷﻮﳜﻲ ﺳﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬أﳘﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻵﻟﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ و اﳌﻨﻈﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ‪ )،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و اﻟﺘﺴﻴﲑ ‪ ، 2011 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪- 3‬ﺳﻨﺎﻃﻮر ﺧﺎﻟﺪ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﲣﺮج ﻣﻦ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ 2006 ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪61‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﺗﻧﺗﻬـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ ﺑﺈﻧﺟـ ــﺎز ﺗﻘـ ــﺎرﯾر ﺗـ ــدون ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﺟﻣﯾـ ــﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧـ ــﺎت واﻟﺗﻘـ ــدﯾرات واﻻﻗﺗ ارﺣـ ــﺎت‬
‫واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺗﺧذ أﺷﻛﺎﻻ ﻋدة ‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺗﻘرﯾــر اﻷﺳﺎﺳــﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺑ ـ ــرز اﻟﺗﻘرﯾ ـ ــر اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧ ـ ــﺎت واﻟﺗﻘـ ـ ــدﯾرات ﺣـ ـ ــول اﻟﺗﺳـ ـ ــﯾﯾر اﻟﻣ ـ ــﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳـ ــﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ أو اﻟﻬﯾﺋـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺿـ ــﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑـ ــﺔ‪ ،‬وﻛـ ــذﻟك ﺣـ ــول ﻓﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺗﺳـ ــﯾﯾر ﺑﺻـ ــﻔﺔ ﻋﺎﻣـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾﺗﺿـ ــﻣن اﻗﺗ ـ ـراح اﻟﺗـ ــداﺑﯾر اﻟﺗـ ــﻲ ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺣﺳـ ــن ﺗﻧظـ ــﯾم وﺗﺳـ ــﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳـ ــﺎت واﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑـ ــﺔ‪ ،‬وﻛـ ــل اﻻﻗﺗ ارﺣـ ــﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠـ ــﺔ ﺑﺗﺣﺳـ ــﯾن اﻷﺣﻛـ ــﺎم اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﯾ ـ ــﺗم ﺗﺑﻠﯾ ـ ــﻎ ﻣﺳ ـ ــؤول اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ واﻟﻬﯾﺋ ـ ــﺎت‬
‫اﻟوﺻـﯾﺔ ﻋﻠﯾـﻪ ﺑـﺎﻟﺗﻘرﯾر اﻷﺳﺎﺳـﻲ اﻟـذي أﻋدﺗـﻪ اﻟوﺣـدة اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ‪ٕ ، 2‬واﻋﻼﻣﻬـم ﺑﺎﻟﺗــداﺑﯾر اﻟﻣﺗﺧــذة أو‬
‫اﻟﻣزﻣ ــﻊ اﺗﺧﺎذﻫ ــﺎ ﻓﯾﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﻣدوﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻘرﯾ ــر‪ ،‬وﯾﻠﺗ ــزم ﻣﺳ ــﯾرو اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻟﻣرﺳ ــل‬
‫إﻟـﯾﻬم اﻟﺗﻘرﯾـر اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧـ ــﺎت واﻟﻣﻼﺣظ ـ ـ ــﺎت اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺗﻘرﯾـ ـ ــر ﻓـ ــﻲ‬
‫أﺟـ ـ ـ ــل أﻗﺻ ـ ـ ــﺎﻩ ﺷﻬرﯾـ ـ ـ ــن ﻣ ـ ــن ﺗﺎرﯾـ ـ ـ ـ ــﺦ اﻹرﺳ ـ ــﺎل‪ ،‬وﯾﻣﻛــن ﺗﻣدﯾــد ﻫ ــذا اﻷﺟ ــل اﺳ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﺑﺷ ــﻬرﯾن‬
‫ﻣـن طـرف رﺋـﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﻌـد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ‪:‬‬

‫ﺑﻌ ــد ﺗﺑﻠﯾـ ــﻎ ﻣﺳـ ــﯾري اﻟﻬﯾﺋـ ــﺎت اﻟﺧﺎﺿـ ــﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑـ ــﺔ ﺑﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ‪ ،‬ﺗـ ــﺗم ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة اﻹﺟـ ـ ـراء‬
‫اﻟﺗﻧﺎﻗﺿ ــﻲ‪ ،3‬وﻓ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻧﻘﺿ ـ ــﺎء اﻵﺟـ ـ ــﺎل اﻟﻣ ـ ــذﻛورة أﻋ ـ ــﻼﻩ دون رد ﻣ ـ ــن ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﻲ وﻣﺳـ ـ ــﯾري‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻘرﯾر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ‪.4‬‬

‫‪ -1‬اﳌﺎدة ‪ 21‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﳌﺎدة ‪22 /03‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻳﻘﺼــﺪ ﺑــﺎﻹﺟﺮاء اﻟﺘﻨﺎﻗﻀــﻲ أو اﻹﺟـﺮاء اﳌﻀــﺎد ﻣــﻨﺢ ﻓﺮﺻــﺔ ﳌﺴــﺆوﱄ اﳍﻴﺌــﺎت اﻟــﺬﻳﻦ ﰎ ﺗﺒﻠــﻴﻐﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘــﺎرﻳﺮ اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﺣــﻮل ﻧﺘــﺎﺋﺞ اﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ واﻟﺘــﺪﻗﻴﻖ اﻟــﺬي ﻗﺎﻣــﺖ ﺑــﻪ‬
‫اﻟﻮﺣـﺪات اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻔﺘﺸـﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴـﺔ‪ ،‬ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻹﺟﺎﺑـﺔ ﻋﻤـﺎ ورد ﻓـﻲ اﻟﺘﻘـﺎرﻳﺮ‪ ،‬ﺳـﻮاء ﻛـﺎن ﺑﺎﻟﺘﻮﺿـﻴﺢ أو اﻟﺘﻔﺴﲑ‪ ،‬أو اﻟﻨﻔﻲ إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﺪات‬
‫ﺛﺒﻮﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﳌﺎدة ‪ 23‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ .3‬اﻟﺗﻘرﯾـر اﻟﺗﻠﺧﯾﺻـﻲ ‪:‬‬

‫إذا ﺗ ــم اﻟ ــرد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻘرﯾ ــر اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ اﻟﺳ ــﺎﺑق اﻟ ــذﻛر‪ ،‬ﯾ ــﺗم إﻋ ــداد ﺗﻘرﯾ ــر ﺗﻠﺧﯾﺻــﻲ ﯾﺧــﺗم‬
‫اﻹﺟراء اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﻲ‪ ،‬ﯾﺗﺿـﻣن ﻫـذا اﻟﺗﻘرﯾـر ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻣﻘﺎرﺑـﺔ ﺑـﯾن ﻣﻌﺎﯾﻧـﺎت ﻣﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر اﻷﺳﺎﺳﻲ وﺟواب ﻣﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑـﺔ‪ ،‬وﯾﺑﻠـﻎ ﻫـذا اﻟﺗﻘرﯾـر‬
‫اﻟﺗﻠﺧﯾﺻﻲ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺟواب اﻟﻣﺳﯾر إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ أو اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ دون ﺳـواﻫﻣﺎ‪ ،1‬ﺑﻌــد أن‬
‫ﺗﺗﻠﻘــﻰ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺳــﻠﻣﯾﺔ أو اﻟوﺻ ــﯾﺔ اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺗﻠﺧﯾﺻ ــﻲ ﺗﻘ ــوم ﺑ ــﺈﻋﻼم اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ أﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻟﻬﺎ‪.2‬‬

‫‪ .4‬اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺳــﻧوي ‪:‬‬

‫ﺗﻌـ ــد اﻟﻣﻔﺗﺷـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﺗﻘرﯾ ـ ـ ار ﺳـ ــﻧوﯾﺎ وﻓﻘً ــﺎ ﻟﻣ ــﺎ ورد ﻓ ــﻲ ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 26‬ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣرﺳ ـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذي ‪ 272-08‬ﯾﺗﺿـ ـ ــﻣن ﺣﺻـ ـ ــﯾﻠﺔ ﻧﺷـ ـ ــﺎطﺎﺗﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﯾـ ـ ــﺔ وﻣﻠﺧـ ـ ــص ﻣﻌﺎﯾﻧﺎﺗﻬـ ـ ــﺎ‬
‫واﻷﺟوﺑـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﻬـ ــﺎ‪ ،‬إﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ اﻻﻗﺗ ارﺣـ ــﺎت اﻟﻬﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺑـ ــدﯾﻬﺎ ﺑﻧـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﺗﻣـ ــت‬
‫ﻣﻌﺎﯾﻧﺗ ــﻪ ﻣﯾ ــداﻧﯾﺎ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻷﺟ ــل ﺗﺣﺳ ــﯾن وﺗﻛﯾﯾ ــف اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣﻛــم‬
‫اﻟﻧﺷﺎطﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬـﺎ‪ ،‬وﯾﺳـﻠم ﻫـذا اﻟﺗﻘرﯾـر إﻟـﻰ اﻟـوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺧــﻼل‬
‫اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻷول ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ أﻋد ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ ‪.3‬‬

‫إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺳــﻧوي ﺗﻌــد اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻵﺟــﺎل ﺗﻘرﯾـ ار آﺧــر‬
‫ﯾرﺳــل إﻟ ــﻰ اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﻣؤﻫﻠــﺔ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟﻘﯾﺗﻬ ــﺎ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧ ــﺎت واﻟﺗوﺻ ــﯾﺎت‪، 4‬ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟـرﻏم ﻣـن أن اﻟﻣـﻧظم ﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﯾﺋﺎت رﻗﺎﺑﯾﺔ أﺧرى؟‬

‫‪.5‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳري‪:‬‬

‫رﺟوﻋــﺎ إﻟــﻰ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ‪ 21‬ﻣــن اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 02-12‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾــﺔ ﻣــن ﺗﺑﯾــﯾض‬
‫اﻷﻣوال وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎن اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘوم وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﺟﻠـﺔ ﺗﻘرﯾـ ار ﺳـرﯾﺎ إﻟـﻰ‬
‫ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ )‪ (CTRF‬ﻓور اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬أﺛﻧـﺎء ﻗﯾﺎﻣﻬـﺎ ﺑﻣﻬـﺎم اﻟﻔﺣـص واﻟرﻗﺎﺑـﺔ‪،‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪ 24‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﺎدة ‪ 25‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اﳌﺎدة ‪ 26‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - 4‬اﳌﺎدة ‪ 03 / 26‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 272-08‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﻔﺘﺸﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫وﺟــود أﻣ ـوال أو ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﯾﺷــﺗﺑﻪ أﻧﻬــﺎ ﻣﺗﺣﺻــل ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن ﺟرﯾﻣــﺔ ﻟﻬــﺎ ﻋﻼﻗــﺔ ﺑﺗﺑﯾــﯾض اﻷﻣ ـوال‬
‫وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﻣﺗــﻊ اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﺑﻣﻛﺎﻧــﺔ ﻣﻬﻣــﺔ ﺿــﻣن اﻷﺟﻬ ـزة اﻟرﻗﺎﺑﯾــﺔ اﻷﺧــرى‬
‫ﺣﯾث أوﻛل ﻟﻬﺎ دور ﻣﻬم ﯾﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم وﺗﻘﯾـﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳـﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ ‪،‬ﻏﯾ ــر أن ﻫ ــذا اﻟ ــدور واﻧطﻼﻗــﺎ ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻣﺗ ــﻊ ﺑﻬ ــﺎ ﺟﻌ ــل‬
‫ﺑرﻧﺎﻣﺟﻬﺎ اﻟطﻣوح ﯾﺻﻌب ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ وذﻟك ﻟﻌدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﯾﺳــت ﻟﻬــﺎ ﺳـﻠطﺔ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘـ اررات ﺑﺧﺻـوص ﻣﻼﺣظــﺎت وﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟــذي ﯾﻘــوم ﺑــﻪ اﻟﻣﻔﺗﺷــون اﻟﻣــﺎﻟﯾون‪ ،‬ﺣﯾ ــث أﻧــﻪ ﺑﻌــد ﺗﺣوﯾــل اﻟﺗﻘرﯾ ــر ﻟﻠﺳــﻠطﺎت‬
‫اﻟﺳــﻠﻣﯾﺔ أي ﻟﻠـوازرة اﻟوﺻــﯾﺔ ﺗﻔﻘــد اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻛــل ﺳــﻠطﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻼﺣظــﺎت‬
‫واﻻﻗﺗراﺣﺎت‪.1‬‬
‫ﻓﺗﻌﺗﺑ ــر ﺳ ــﻠطﺔ اﺗﺧ ــﺎذ اﻟﻘـ ـ اررات ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻼﺣظ ــﺎت واﻻﻗﺗ ارﺣ ــﺎت ﻣ ــن ﺻ ــﻼﺣﯾﺎت وزﯾ ــر‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺣﯾــث ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺻــﻼﺣﯾﺎت واﺳــﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺗــدون ﻛــل اﻟﺗــداﺑﯾر واﻹﺟ ـراءات اﻟﻣﺗﺧــذة ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﻔــذ ﻣــن طــرف اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﺗــﻲ ﺧﺿــﻌت ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺧــذ ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة‬
‫إﺟراءات ﻣﺳﺗوﺣﺎة ﻣن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.2‬‬
‫‪ ‬ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﺣــق ﻓــﻲ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻓﻘــط وﻻ ﺗﻣﻠــك ﺣــق ﻣﻌﺎﻗﺑــﺔ ﻣرﺗﻛﺑــﻲ اﻟﺗﺟــﺎوزات‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن أﻻ ﺗﻛون اﻗﺗراﺣﺎﺗﻬﺎ ﻣﺣﻼ ﻷي ﻣﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻓـﺎﻟﻣﻔﺗش ﻻ ﯾﻣﻛـن ﻟـﻪ أن ﯾـﺄﻣر او ﯾﻣﻧـﻊ او‬
‫ﯾوﻗف ﺗﻧﻔﯾذ أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻻﺣظ ﻋدم ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ وﺗطﺎﺑﻘﻬـﺎ واﻟﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻬـو‬
‫ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻼﺣــظ أي ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﯾﻛﺗﻔــﻲ ﻓﻘــط ﺑــﺈﻋﻼم اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺳــﻠﻣﯾﺔ أو اﻟوﺻــﯾﺔ ﻗﺻــد اﺗﺧــﺎذ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ"‬

‫‪- 1‬ﺑﻦ داود إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ط ‪، 1‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪، 2009، ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪- 2‬ﺻﺮارﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ - 3‬ﻣﻮﻧﻴﺔ ﺟﻠﻴﻞ‪ ،‬اﻵﻟﻴﺎت اﳌﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳉﺮاﺋﻢ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺴﺎدس ﺣﻮل ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﰲ ﲪﺎﻳﺔ اﳌﺎﱄ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻳﻮم ‪20‬ﻣﺎي ‪2013،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ دﳛﻲ ﻓﺎرس‪ ،‬اﳌﺪﻳﺔ‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪64‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ :‬ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺿـﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣ ارﺳـﯾم واﻟﻧﺻـوص اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣﻛـ ــم اﻟﻣﻔﺗﺷ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻗواﻋـ ــد ﻣﻛﻣﻠـ ــﺔ‪ ،‬أي ﻻ ﺗﺗﺳـ ــم ﺑﺎﻟطـ ــﺎﺑﻊ اﻹﻟ ازﻣ ـ ــﻲ إﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟ ـ ــﻰ‬
‫ﻏﻣوﺿــﻬﺎ وﻋــدم دﻗﺗﻬــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾﻔــﺗﺢ اﻟﻣﺟــﺎل ﻹﻋطــﺎء ﺗﻔﺳــﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻟﻬــﺎ" ‪ ،1‬وﯾظﻬــر ذﻟــك‬
‫ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗـم ‪ 272-08‬ﺣ ــﯾث ﻧﺟ ــد اﻟﻔ ـﻘـ ـرة اﻷوﻟ ــﻰ‬
‫ﻣﻧـﻬﺎ ﺗﻧــص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬
‫ﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ أن ﺗﻘوم ﺗدﺧﻼت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾم أداءات أﻧظﻣﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻘﯾــﯾم اﻻﻗﺗﺻــﺎدي واﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻧﺷــﺎط ﺷــﺎﻣل أو ﻗطــﺎﻋﻲ أو ﻓرﻋــﻲ أو ﻟﻛﯾــﺎن اﻗﺗﺻــﺎدي‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗـ ــدﻗﯾق أو اﻟد ارﺳـ ــﺎت أو اﻟﺗﺣﻘﯾﻘـ ــﺎت أو اﻟﺧﺑ ـ ـرات ذات اﻟطـ ــﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدي واﻟﻣـ ــﺎﻟﻲ‬
‫واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾــﯾم ﺷــروط ﺗﺳــﯾﯾر واﺳــﺗﻐﻼل اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــن طــرف اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻻﻣﺗﯾﺎزﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧظﺎﻣﻬﺎ‪".‬‬
‫أي أن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻـ ــﺎت اﻟﻣـ ـ ــﻬﻣﺔ ﺟﻌـ ـ ــﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري ﺛﺎﻧـ ـ ــوﯾﺔ ﻣـ ـ ــﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﺑﻌــﻣﻠ ــﯾﺎت اﻟﻣراﻗﺑـ ــﺔ واﻟﺗﻔـﺗﯾ ــش‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻟـ ــم ﯾﻠـ ــزم اﻟﻘ ــﯾﺎم ﺑـ ــﻬﺎ ٕواﻧﻣــﺎ ﺗرﻛـ ــﻬﺎ أﺳـ ــﯾرة ﻟــطﻠ ــب اﻟﻬ ــﯾﺋﺎت‬
‫واﻟﻣؤﺳ ـ ـ ـ ــﺳﺎت اﻟﻣ ـﻌـ ـ ـ ــﻧﯾﺔ ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻪ اﻟــد ارﺳـ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﺑﺎﻟ ـ ـ ـ ــرﺟوع إﻟ ـ ـ ــﻰ أرض اﻟواﻗ ـ ـ ـ ــﻊ ﻧﺟ ـ ـ ـ ــد أن ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ‬
‫‪2‬‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت ﻗﻠ ـﯾــﻼ ﻣﺎ ﯾــﻣﺎرﺳـﻬﺎ ﻧظـً ار ﻟﻘـﻠﺔ اﻟطﻠﺑــﺎت اﻟﻣــوﺟﻬـﺔ إﻟﻰ اﻟﻣــﻔﺗﺷـﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﯾﺳــت ﻟﻬــﺎ ﺳــﻠطﺔ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـ اررات ﺑﺧﺻــوص ﻣﻼﺣظــﺎت وﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻘﯾــق‬
‫اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﻔﺗﺷون اﻟﻣﺎﻟﯾون ﻛﻣﺎ أن ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻣن ﺳـﻠطﺔ‬
‫وزﯾ ـ ــر اﻟﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــث ﯾﺗﻣﺗ ـ ــﻊ ﺑﺻ ـ ــﻼﺣﯾﺎت واﺳ ـ ــﻌﺔ وﺑﻬ ـ ــذﻩ اﻟﺻ ـ ــﻔﺔ ﻋ ـ ــدم اﺗﺧ ـ ــﺎذ أي ﺗ ـ ــداﺑﯾر‬
‫ﺑﺧﺻـوص اﻟﻣﻼﺣظــﺎت وﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺣﺗــﻰ ﺗﺗﻣﺗــﻊ اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ ﺑﻛــل‬
‫ﺻــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وﻻ ﺗﻛــون ﻣراﻗﺑﺗﻬــﺎ ﺷــﻛﻠﯾﺔ ﯾﺟــب أن ﺗﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرار اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺣﺳﯾن ﻋﻣل اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻧﺼﲑة ﻋﺒﺎس‪ ،‬آﻟﻴﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﻴﺴﱰ‪،‬ﻗﺴﻢ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﲪﺪ ﺑﻮﻗﺮة‪،‬ﺑﻮﻣﺮداس‪،‬‬
‫‪ ، 2011،‬ص ‪.113‬‬

‫‪ -2‬ﻣﻠﻴﺎﱐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﺎن ﲪﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪65‬‬
‫ﺻﻼﺣﯿﺎت اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﺗﻛون ﻋﻣــﻠﯾﺎت رﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣــﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟ ــﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠ ــﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻏﺎﻟ ــب اﻷﺣ ــﯾﺎن ﺑــطﻠــب ﻣــن اﻟﺳ ــﻠطﺎت‬
‫واﻟﻬــﯾﺋﺎت اﻟﻣــؤﻫﻠـﺔ‪ ،‬وﻫــذا ﻣﺎ ﯾظــﻬر ﻣــﺛﻼ ﻓ ــﻲ اﻟ ـﻔــﻘرة اﻟـﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣ ــﺎدة اﻟﺛـﺎﻟﺛــﺔ ﻋ ــﺷر ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧــﻔﯾذي رﻗـم ‪ 272-08‬واﻟﺗـﻲ ﺗ ــﻧص‪ " :‬ﯾﺗـــم ﺗﺣـــدﯾد ﻫـــذا اﻟـــﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺣﺳـــب‬
‫اﻷﻫــــــداف اﻟﻣﺣــــــددة وﺗــــــﺑﻌﺎ ﻟطﻠــــــﺑﺎت أﻋــــــﺿﺎء اﻟﺣــــــﻛوﻣﺔ أو اﻟﻬــــــﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳــــــﺳﺎت‬
‫اﻟﻣــؤﻫﻠﺔ‪." 1‬‬
‫وﻣــﺎ ﯾﻣـ ــﻛن ﻣــﻼﺣظ ــﺗﻪ أن ﻫـ ــﻧﺎك ﻧـ ــوع ﻣ ــن اﻟﻐﻣـ ــوض واﻟﻣﺗـ ــﻣﺛل ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــدم ذﻛـ ــر‬
‫وﺗﺣــدﯾــد ﺻـراﺣﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﻬﯾـﺋ ــﺎت واﻟﺳﻠـ ــطﺎت اﻟﻣؤﻫ ــﻠﺔ وﯾﻌـ ــﺗﺑر ذﻟ ــك ﺗﻘﯾــﯾدا ﻟﻌﻣـ ــل اﻟﻣﻔ ـﺗــﺷﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻫ ـ ــذا ﺑﻌ ـ ــﻛس ﻣ ـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻣــرﺳـ ــوم اﻟﻣ ـ ــﻠﻐﻰ ‪ 53-80‬ﻓـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ــﺎدة اﻟﺛــﺎﻟﺛـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻧﻪ‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﻧ ــص‪ " :‬ﯾﺗـوﻟﻰ وزﯾــر اﻟﻣـــﺎﻟﯾﺔ ﺗـــﺄﻣﯾن اﻟـــﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣــﺗﻌﻠــﻘﺔ ﺑﺎﻟـﻣﻔﺗــﺷﯾﺔ اﻟﻌـــﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣـــﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫وﯾـــــﺣدد ﺑرﻧـﺎﻣﺟــــﺎ ﻟﻠﻌـــــﻣل ﺧـــــﻼل اﻟﺷـــــﻬر اﻷول ﻣـــــن ﻛـــــل ﺳـــــﻧﺔ‪ ،‬وﺗـــــراﻋﻰ ﻓـــــﻲ ﻫـــــذا‬
‫اﻟﺑرﻧﺎﻣـﺞ طﻠﺑــﺎت اﻟﻣراﻗﺑـــﺔ اﻟﺗـــﻲ ﯾﻌﺑـــر ﻋﻧـــﻬﺎ أﻋـــﺿﺎء اﻟـــﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬وﻣـــﺟﻠس اﻟﻣﺣـــﺎﺳﺑﺔ‬
‫واﻟﻣـﺟﻠس اﻟﺷـﻌـﺑﻲ اﻟــوطﻧﻲ"‬
‫وﻣـ ــﺎ ﻧﻼﺣـ ــظﻪ ﻣـ ــن ﺧ ــﻼل ﻫـ ــذﻩ اﻟـ ــﻣﺎدة أن اﻟــﻣﺷ ــرع اﻟﺟـ ـزاﺋري ﻗـ ــﺎم ﺑﺗـ ــﺣدﯾد اﻟﻬﯾـ ــﺋﺎت‬
‫واﻟـ ـ ــﺳﻠطﺎت اﻟﻣـ ـ ــؤﻫﻠﺔ واﻟــﻣﺗﻣـ ـ ــﺛﻠﺔ ﻓـ ـ ــﻲ أﻋﺿـ ـ ــﺎء اﻟﺣــﻛوﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣـﺟﻠ ـ ــس اﻟﻣﺣــﺎﺳﺑـ ـ ــﺔ واﻟﻣـ ـ ــﺟﻠس‬
‫اﻟـ ــﺷﻌﺑﻲ اﻟوط ــﻧﻲ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ أﻏـﻔ ــل اﻟــﻘﯾـ ــﺎم ﺑـ ــﻪ ﻓ ــﻲ ظـ ــل آﺧـ ــر ﻣرﺳـ ــوم ﯾـﻧـ ــظم ﺻــﻼﺣﯾـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣــﻔﺗﺷـ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌـﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠــﻣﺎﻟـ ـ ــﯾﺔ وذﻟـ ـ ــك ﺑﺎﻟـ ـ ــرﻏم ﻣـ ـ ــن اﻟﺻــﻼﺣﯾ ـ ــﺎت اﻟﺟــدﯾـ ـ ــدة اﻟـ ـ ــﺗﻲ أﺗـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ــﻪ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪272-08‬‬

‫‪66‬‬
‫اﻟﺧـــﺎﺗﻣـــــﺔ‬
‫اﻟﺧــــﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬
‫إن ﺗطرﻗﻧــﺎ ﻟﻣوﺿــوع اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر أظﻬــر أن ﻫﻧــﺎك اﻫﺗﻣــﺎم‬
‫ﺑﺗ ــﺄطﯾر ﻧﺻ ــوص ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧظوﻣ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ ﺳـ ـواء ﺗﻠ ــك اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــم ﺗﻛرﯾﺳ ــﻬﺎ دﺳ ــﺗورﯾﺎ‬
‫)ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ( أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗم إﺣداﺛﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم )اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ( ٕواﻋطﺎﺋﻬـﺎ‬
‫اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﺗﻌﻛس ﻣﻛﺎﻧﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟـوطﻧﻲ ﻟﻠرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ‪،‬إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﺗﺣدﯾـد اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻟﺗﻧظﯾﻣﻬ ــﺎ وﻣﻧﺣﻬ ــﺎ اﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت اﻟواﺳ ــﻌﺔ ﻟﺗﻔﻌﯾ ــل رﻗﺎﺑﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬و ﻗ ــد ﺗ ــم اﻟﺗوﺻ ــل ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗؤﻛد أن ﻫﻧﺎك ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺗﯾن‪،‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻛﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺗﯾن ﻧﺟد أن‪:‬‬
‫‪ ‬ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﻬﯾﺎﻛــل ‪ :‬إن ﻟﻛــل ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻫﯾﺎﻛــل ﻣرﻛزﯾــﺔ و ﻫﯾﺎﻛــل اﻟﺟﻬوﯾــﺔ ﯾــﺗم ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ‬
‫ﻣﻣﺎرﺳــﺔ ﺻــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﻣﺎ ﻋﺑــر ﻛﺎﻣــل ﺗ ـراب اﻟــوطن‪،‬ﻟﻛن ﯾﺑﻘــﻰ ﺗوﺳــﯾﻊ و ﺗوزﯾــﻊ اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻘرار ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ‬
‫ﻓﺑﻘرار ﻣن رﺋﯾﺳﻪ و ﯾﻧﺷ ار ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﻛون اﻟﺗﻌﯾـﯾن ﻓـﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﻟﻛـل ﻣـن‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻣن إﺧﺗﺻﺎص رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣــن ﺣﯾــث رﺋــﯾس اﻟﻬﯾﺋــﺔ ‪ :‬رﺋﯾﺳــﻲ ﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ و اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﯾﻌﯾﻧــﺎن‬
‫ﺑﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن رﺋـﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣﻬﺎﻣـﻪ‬
‫وﺳــﻠطﺎﺗﻪ داﺧــل اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ ﻣﺣــدودة ‪ ،‬ﺣﯾــث وظﯾﻔﺗــﻪ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ و اﻟﺗﻧﺳــﯾق واﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻷواﻣــر‬
‫اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ رﺋﯾس ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ﯾﻌـد ﻋﻧﺻـر ﻓﻌـﺎل و ﻟـﻪ ﺳـﻠطﺎت‬
‫واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات و اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أي ﺳﻠطﺔ أﺧرى‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث إﻋداد اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟو ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﺣرﯾﺔ إﻋداد ﺗﻘدﯾرات ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬

‫‪67‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟوظﯾﻔﻲ‪ :‬ﻓرﻏم ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻻ أﻧﻬﻣﺎ ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث ﻣﺟـﺎل ﺗـدﺧﻠﻬﻣﺎ ‪ :‬ﻛﻼﻫﻣـﺎ ﺗﻧﺻـب رﻗﺎﺑﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـوال اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻫـم اﻟﻘﺎﺳـم‬
‫اﻟﻣﺷــﺗرك ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ‪ ،‬إذ ﺧــص اﻟﻣﺷــرع ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ ﻣ ـواد ﺣــدد ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺟــﺎل ﺗــدﺧل رﻗﺎﺑــﺔ ﻣﺟﻠــس‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺣﯾث ﺷﻣﻠت ﻛل ﻫﯾﺋﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ أو إدارة ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺳﻧوﯾﺔ ‪ :‬رﻏم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺑﻧﻲ‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﯾن ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر‬
‫ﺟزء أو ﻛل ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺣدودﯾﺔ‬
‫ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﯾد اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠــﻰ ﺿــوء ﻣــﺎ ورد ﻣــن ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺧــﻼل د ارﺳــﺔ اﻟﻬﯾﺋــﺎت اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر‬
‫ﻧﻘدم اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻵﺗﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺟﻠس ﻋﻣل ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﻧﺳﯾق‬
‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ وﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺧﺑرات واﻟوﺻول ﻟﺟﻬود ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺿرورة اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻋن ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت ﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺗطورة ﻣﺎ داﻣت أﺟﻬزة‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟم ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻬدف اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻣﻧﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾـﺔ واﻟﺑﺷـرﯾﺔ ﻋـن اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾـﺔ ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑـدورﻩ ﻋﻠـﻰ‬
‫أﻛﻣ ــل وﺟ ــﻪ وﺿ ــرورة إﻟﺣ ــﺎق اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷـ ـرة وﻟ ــﯾس‬
‫ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﺗﻛرﯾس ﻣﺻداﻗﯾﺔ أﻛﺛر ﻟﻠﻌﻣل اﻟرﻗﺎﺑﻲ‪.‬‬
‫‪ .4‬إن أﻫــﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻹﻋـ ــﻼم ﻫـ ـ ــﻲ اﻟﻧــﻘطـ ـ ــﺔ اﻟﺿــرورﯾـ ـ ــﺔ ﻹظ ـﻬـ ـ ــﺎر ﻧـ ـ ــوع ﻣـ ـ ــن اﻟﺷ ـﻔــﺎﻓﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﺛ ـﺑ ـ ــﺎت‬
‫دﯾـﻣﻘ ـراطﯾـﺔ اﻟـرﻗــﺎﺑ ــﺔ‪ ،‬ﻟــذﻟ ــك ﯾـﺟــب ﻋ ـﻠــﻰ ﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ و اﻟﻣـﻔﺗـﺷﯾــﺔ اﻟﻌــﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣــﺎﻟﯾ ــﺔ أن‬
‫ﯾـﻘوﻣﺎ ﺑﻧ ـﺷــر اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗــﻲ ﯾ ـﻘ ــوﻣﺎن ﺑ ـﻬــﺎ أو اﻟــﻧﺗﺎﺋ ــﺞ اﻟﻣـﺗﺣﺻــل ﻋﻠﯾ ــﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟــﻣﻔﺗـﺷﯾ ــﺔ ﺣــﺎﻟﯾ ــﺎ‬
‫ﺗﺷ ـﻛـ ــل ﺷﺑ ـﺣ ــﺎ ﻏــﺎﻣﺿـ ــﺎ ﺑــﺎﻟﻧﺳﺑـ ــﺔ ﻟــﻠﻣﺟﺗ ـﻣـ ــﻊ واﻟﺗـ ــﻲ ﺗــﺳﺗـ ــﻌﻣل اﻟــرﻗــﺎﺑـ ــﺔ ﻛﺣـ ــق ﻓـ ــﻲ ﺗــﺑرﯾــرﻫـ ــﺎ‬

‫‪68‬‬
‫إﻟﻰ اﻟدﻓ ــﺎع ﻋ ــن اﻟﻣﺻﻠ ـﺣ ــﺔ اﻟﻌــﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬ﻓــﺄﻏﻠـﺑـﯾــﺔ اﻟﻣـﺟﺗ ـﻣــﻊ ﻻ ﯾ ـﻌ ــرف ﻫ ــذﻩ اﻟﻬ ـﯾــﺋﺔ وأﻋﻣــﺎﻟ ــﻬﺎ‬
‫ﺗــﺗﻣﯾــز ﺑــﺎﻟﺳ ـرﯾــﺔ‪.‬‬
‫‪ .5‬اﻛﺗـﺳـﺎب ﺣ ــق ﻧﺷ ــر اﻟﺗﻘــﺎرﯾ ــر وﻫ ــذا ﻣ ــن أﺧط ــر اﻟﻌﻘــوﺑ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺧ ـﺷــﺎﻫــﺎ اﻟﻣــﺳﯾ ــرون ﻣ ــن‬
‫أﺟــل اﻟــردع دون اﻟرﺟـوع إﻟـﻰ رﺋـﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ أو وزﯾـر اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﺗﺑﻌﯾﺗﻬﺎ ﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ .6‬إﻋ ــﺎدة اﻟﻧظ ــر ﻓــﻲ أﺟﻬـ ـزة اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﺧﺗﺻﺎﺻــﺎﺗﻬﺎ و ﻣﺟ ــﺎل ﺗدﺧﻼﺗ ــﻬﺎ ﻣﻣــﺎ‬
‫ﯾﺿﻣن ﻋدم ﺗﻛرار اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻟﺗﺟﻧب زﯾﺎدة اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم وﻓﻲ إطﺎر دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻟﻣﺷرع‬
‫ﺗﺑﻧﻰ ﻫﺗﻪ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺑﻬذا ﻓﻘد ﺧطﻰ اﻟﻣﺷرع ﺧطوة إﻟﻰ اﻷﻣﺎم‬
‫ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ‪ ،‬ﻓﺄﻋﺎد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 272 /08‬و ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر ‪، 02/10‬ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر‬
‫ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻷﺧﯾر ﻟﺳﻧﺔ ‪.2020‬‬

‫‪69‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫أ‪ -‬اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ‬
‫‪ .1‬دﺳ ــﺗور ﺳ ــﻧﺔ ‪ ،1963‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 10‬ﺳ ــﺑﺗﻣﺑر‪، 1963‬ج ر ﻋ ــدد ‪،64‬ﺻ ــﺎدر ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪10‬‬
‫ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪.1963‬‬
‫‪ .2‬دﺳــﺗور ﺳــﻧﺔ ‪ ،1976‬ﻣﻧﺷــور ﺑﻣوﺟــب اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 97-76‬ﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 22‬ﻧــوﻓﻣﺑر ‪1976‬‬
‫ج ر ﻋدد ‪ ، 94‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 24‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪1976‬‬
‫‪ .3‬دﺳﺗور ﺳﻧﺔ ‪. 1989‬‬
‫‪ .4‬دﺳـ ــﺗور ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪ 1996،‬ﺻـ ــﺎدر ﺑﻣوﺟـ ــب اﻟﻣرﺳ ـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ـ ــﻲ رﻗـ ــم ‪ 438 -96،‬ﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫‪7‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪،1996‬ج ر ﻋدد ‪ 76‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 08‬دﯾﺳﻣﺑر‪1996‬‬
‫‪ .5‬اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪2016‬‬
‫‪ .6‬اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪2020‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‬
‫‪ .7‬اﻟﻘــﺎﻧون ‪ 05-80‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 1980/03/01‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻣﻣﺎرﺳــﺔ وظﯾﻔــﺔ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻣــن طــرف‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪،‬‬
‫‪ .8‬اﻟﻘﺎﻧون ‪ 32-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓـﻲ ‪ 1990/12/04‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﻣﻣﺎرﺳـﺔ وظﯾﻔـﺔ اﻟﻣراﻗﺑـﺔ ﻣـن طـرف‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ج‪.‬ر ‪53‬‬
‫‪ .9‬اﻷﻣـر رﻗــم ‪ 20-95‬اﻟﻣـؤرخ ﻓــﻲ ‪ 1995/07/17‬ﻣﻌـدل وﻣــﺗﻣم ﺑـﺎﻷﻣر رﻗــم ‪ 02-10‬ﻣــؤرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬واﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﻣﺟﻠـس اﻟﻣﺣﺎﺳـﺑﺔ ‪،‬ج ر ﻋـدد ‪ 50‬ﺻـﺎدر ﻓـﻲ أول ﺳـﺑﺗﻣﺑر‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .10‬اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 23-95‬ﻣــؤرخ ﻓــﻲ ـ ‪ 26‬أوت‪ 1995‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن اﻟﻘــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻘﺿــﺎة‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ج ر‪،‬ﻋدد ‪ 48‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 3‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪1995‬‬
‫‪ .11‬اﻷﻣــر رﻗــم ‪ 02-10‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ ،2010 /08/ 26‬اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣ ـﺗﻣم ﻟﻸﻣــر رﻗــم ‪-95‬‬
‫‪ 20‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪.50‬‬
‫‪ .12‬اﻟﻘـﺎﻧون ‪ 21 – 90‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬واﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ‪ ،‬ج ر‬
‫اﻟﻌدد ‪ 35‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.1990‬‬
‫‪.13‬‬
‫‪ .14‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي ‪ 53-08‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 01‬ﻣــﺎرس ‪ 1980‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن إﺣــداث اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ج‪ -‬اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳــوم ‪ 185-80‬ﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 01‬ﺟوﯾﻠﯾــﺔ ‪ 1980‬ﯾﺣــدد ﻋــدد اﻟﻐــرف ﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ‬
‫واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ج ر اﻟﻌدد ‪ 30‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 22‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪1980‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘ ـ ـ ـرار اﻟـ ـ ــوزاري اﻟﻣـ ـ ــؤرخ ﻓـ ـ ــﻲ ‪ 1963 -05-15‬واﻟﻣﺗﺿـ ـ ــﻣن اﻟﺗﻧظـ ـ ــﯾم اﻟـ ـ ــداﺧﻠﻲ وﻣﻬـ ـ ــﺎم‬
‫وﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 53 -80‬ﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 01‬ﻣــﺎرس ‪ 1980،‬ﯾﺗﺿــﻣن إﺣــداث اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ 10،‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 04‬ﻣﺎرس ‪1980‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 32-92‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 20‬ﺟ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 1992‬ﯾﺗﻌﻠ ــق ﺑﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻬﯾﺎﻛ ــل‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾـ ــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ‪ ،‬ج ر ﻋـ ــدد ‪ 06،‬ﺻـ ــﺎدر ﺑﺗـ ــﺎرﯾﺦ ‪ 26‬ﺟـ ــﺎﻧﻔﻲ ‪1992‬‬
‫‪)،‬ﻣﻠﻐﻰ(‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 33-92‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 20‬ﺟ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1992‬ﯾﺣ ــدد ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻣﺻ ــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﺿﺑط اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ‪ ،‬ج ر ﻋـدد ‪ 06،‬ﺻـﺎدر ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ‪26‬‬
‫ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪) 1992‬ﻣﻠﻐﻰ(‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳ ــوم ‪ 78-92‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 22‬ﻓﯾﻔ ــري ‪ ،1992‬ﯾﺣ ــدد اﺧﺗﺻﺎﺻ ــﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ 15‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 26‬ﻓﯾﻔري ‪) 1992‬ﻣﻠﻐﻰ(‬
‫‪ ‬ﻣرﺳــوم ‪ 79-92‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 22‬ﻓﯾﻔــري ‪ 1992‬ﯾؤﻫــل اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻟﻠﺗﻘ ــوﯾم‬
‫اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋــدد ‪ 15‬ﺻ ــﺎدر ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ 26‬ﻓﯾﻔ ــري‬
‫‪.‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳ ـ ــوم ‪ 23-95‬اﻟﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ ‪ 26‬أوت ‪، 1995‬اﻟﻣﺗﺿ ـ ــﻣن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻲ ﻟﻘﺿ ـ ــﺎة‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪،‬ج ر اﻟﻌدد ‪ 48‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1995‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 377-95‬ﻣؤرخ ‪ 20‬ﻧـوﻓﻣﺑر‪،1995‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺗﺣدﯾـد اﻟﻧظـﺎم اﻟـداﺧﻠﻲ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ج ر‪،‬ﻋدد ‪ 72‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 26‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1995‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي رﻗـ ــم ‪ 56-96‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪22‬ﯾﻧـ ــﺎﯾر ‪ 1996‬ﯾﺣـ ــدد اﻧﺗﻘﺎﻟﯾـ ــﺎ اﻷﺣﻛـ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي ‪ 105-96‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 1996-03-11‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن ﺗﺣدﯾــد ﻛﯾﻔﯾــﺎت‬
‫ﺗﻧظ ــﯾم ﻟﺟﻧ ــﺔ ﻣراﻗﺑ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت اﻟﺧوﺻﺻ ــﺔ وﺳ ــﯾرﻫﺎ‪،‬وﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿ ــﺎءﻫﺎ وﻗﺎﻧوﻧﻬ ــﺎ اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ‬
‫واﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌوﯾﺿﻲ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ج‪.‬ر ﻋدد ‪18‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 364-07‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 28‬ﻧ ــوﻓﻣﺑر ‪ 2007‬ﯾﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻹدارة‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ 75،‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 02‬دﯾﺳﻣﺑر ‪2007‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 272-08‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 2008‬ﯾﺣـدد ﺻـﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ 50،‬ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ ‪ 07‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪2008‬‬
‫‪ ‬ﻣرﺳ ــوم ﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 273 -08‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 06‬ﺳــﺑﺗﻣﺑر ‪ 2008‬ﯾﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﻬﯾﺎﻛ ــل‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 50‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 07‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪2008‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪ 274-08‬ﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 06‬ﺳـﺑﺗﻣﺑر ‪ 2008‬ﯾﺣـدد ﺗﻧظـﯾم اﻟﻣﻔﺗﺷـﯾﺎت‬
‫اﻟﺟﻬوﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺻــﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ج ر ﻋــدد ‪ ، 50‬ﺻــﺎدر ﻓــﻲ ‪ 07‬ﺳــﺑﺗﻣﺑر‬
‫‪2008‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪96-09‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‪: 275-80‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 02‬ﻣ ــن اﻟﻘـ ـرار اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 16‬ﺟ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 1996‬اﻟﻣﺣ ــدد ﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﻛ ــل ﻏرﻓ ــﺔ و‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫أ‪ -‬اﻟﻛﺗب‬
‫‪ ‬ﺑن داود إﺑراﻫﯾم‪،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪2010‬‬
‫‪ ‬ﺑﻠ ــودﻧﯾن أﺣﻣ ــد‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻓ ــﻲ اﻟدﺳ ــﺗور اﻟﺟ ازﺋ ــري ﺑ ــﯾن اﻟﺳ ــﻠطﺔ واﻟﺣرﯾ ــﺔ‪ ،‬دار‬
‫ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪2016،‬‬
‫‪ ‬ﻣﺣﻣ ــد ﺳ ــﻌﯾد‪ ،‬ﻣ ــدﺧل إﻟ ــﻰ د ارﺳ ــﺔ ﻗ ــﺎﻧون اﻟَرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺟ ازﺋ ــري‪ ،‬ط ‪ ،‬دار اﻟﻘﺻ ــﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷ ــر‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪2014، ،‬‬
‫‪ ‬ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾـﺔ ٕ ‪ ،‬ﺗﻧظـﯾم واﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري‪ ،‬دﯾـوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ط ‪، 3‬اﻟﺟزاﺋر‪2007،‬‬
‫‪ ‬ﺑن داوود إﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋـري و اﻟﻣﻘـﺎرن‪،‬‬
‫دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫‪ ‬ﺧﻠـ ــوﻓﻲ رﺷـ ــﯾد‪ ،‬اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻹداري‪ ،‬ﺗﻧظـ ــﯾم واﺧﺗﺻـ ــﺎص‪ ،‬دﯾ ـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋـ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪2002، ،‬‬
‫‪ ‬زﻏ ـ ــدود ﻋﻠ ـ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ط ‪، 3‬دﯾـ ـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ـ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ــن ﻋﻛﻧ ـ ــون‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪2008،‬‬
‫‪ ‬أﺣﻣد ﻣﺣﯾو‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ ،6‬اﻟﺟزاﺋر ‪2005‬‬
‫‪ ‬ﺟـﯾﻬـﺎن ﺣ ـﺳــن ﺳـﯾـد ﺧﻠﯾل‪ ،‬دور اﻟـﺳـﻠـطـﺔ اﻟـﺗـﺷـرﯾﻌـﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟـرﻗـﺎﺑــﺔ ﻋــﻠﻰ اﻷﻣ ـوال اﻟﻌـﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫دار اﻟـﻧﻬـﺿﺔ اﻟﻌـرﺑﯾﺔ‬
‫‪ ‬ﻣﺳ ــﻌود ﺷ ــﯾﻬوب‪ ،‬اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬دﯾـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ــﺔ‬
‫‪1999‬‬
‫‪ ‬ﻟﻌﻣــﺎرة ﺟﻣــﺎل‪ ،‬ﻣﻧﻬﺟﯾــﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﺟــر ﻟﻠﻧﺷــر واﻟﺗوزﯾــﻊ‬
‫‪،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫ب‪ -‬اﻷطروﺣﺎت واﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪-1‬اﻷطروﺣﺎت‬
‫‪ ‬رﺣﻣﺔ زﯾوش‪،‬اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟـدﻛﺗوراﻩ ‪،‬ﺗﺧﺻـص‬
‫ﻗﺎﻧون ‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ‪2011‬‬
‫‪ ‬ﺗﯾ ــﺎب ﻧﺎدﯾ ــﺔ‪ ،‬آﻟﯾ ــﺎت ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻔﺳ ــﺎد ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬رﺳ ــﺎﻟﺔ دﻛﺗ ــوراﻩ‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣوﻟـود ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗﯾزي وزو‪.2013،‬‬
‫‪ ‬ﺣﺎﺣــﺔ ﻋﺑــد اﻟﻌــﺎﻟﻲ ‪،‬اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ‪،‬أطروﺣــﺔ‬
‫دﻛﺗــوراﻩ ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق ‪،‬ﺗﺧﺻــص ﻗــﺎﻧون ﻋــﺎم ‪،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر –ﺑﺳﻛرة ‪2013‬‬
‫‪ ‬اﺣﻣد ﺳوﯾﻘﺎت ‪،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣـﺎل اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋر‪،‬أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل دﻛﺗـوراﻩ‬
‫اﻟﻌﻠــوم ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ‪،‬ﻓــرع اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة‪.‬‬
‫‪ ‬ﺧﺿ ــري ﺣﻣـ ـزة‪ ،‬آﻟﯾ ــﺎت ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــﺎل اﻟﻌ ــﺎم ﻓ ــﻲ إط ــﺎر اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬أطروﺣ ــﺔ‬
‫اﻟدﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،1‬اﻟﺟزاﺋر‪2015/2014‬‬
‫‪ -2‬اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪ ‬ﻣﻌــزوزي ﻧـوال ‪،‬ﻧظــﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻣﺣﺎﺳــﺑﺔ ‪،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ‪،‬ﻓــرع اﻟدوﻟــﺔ واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ‪،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﺟ ازﺋــر ﺳــﻧﺔ‬
‫‪2011 -2010‬‬
‫‪ ‬ﺷــطﺎرة ﻧﺑﯾﻠــﺔ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ ﺗﻘﯾــﯾم اﻷداء اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺣﺳــب ﻣﻘﺎرﺑــﺔ‬
‫اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ ﻋﻠــوم اﻟﺗﺳــﯾﯾر‪ ،‬ﺗﺧﺻــص‪:‬‬
‫اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺎت‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﻌﻠــوم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠــوم اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ وﻋﻠــوم اﻟﺗﺳــﯾﯾر‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪2014 ،3‬‬
‫‪ ‬أﻣﺟ ــوج ﻧـ ـوار‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﻧظﺎﻣ ــﻪ ودورﻩ ﻓ ــﻲ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓــرع اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻹدارﯾــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪2007 - 2006‬‬
‫‪ ‬ﺳﺎﻣﯾﺔ ﺷوﯾﺧﻲ‪ .‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻵﻟﯾـﺎت اﻟﺣدﯾﺛـﺔ واﻟﻣﻧظـور اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ‪،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﺗﺧﺻص اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠـوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪2011‬‬
‫‪ ‬ﺑﻠﻘورﯾﺷ ــﻲ ﺣﯾ ــﺎة ‪،‬ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻣﺣﺎﺳ ــﺑﺔ ﺑ ــﯾن اﻟطﻣوﺣ ــﺎت واﻟﺗ ارﺟ ــﻊ ‪،‬ﻣ ــذﻛرة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓرع إدارة و ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر‪2012،‬‬
‫‪ ‬ﺑــﺎدﯾس ﯾوﺳــﻌﯾود‪ ،‬ﻣؤﺳﺳــﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ اﻟﻔﺳــﺎد ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر‪ ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق‬
‫واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2015،‬‬
‫‪ ‬ﻣﻠﯾ ــﺎﻧﻲ ﻋﺑ ــد اﻟرﺣﻣ ــﺎن ﺣﻣﯾ ــد‪ ،‬اﻟﻣﻔﺗﺷ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ) ،‬رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪.2002 ،‬‬
‫‪ ‬ﻧﺻﯾرة ﻋﺑﺎس‪ ،‬آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣـﺔ ﻟﻧﯾـل‬
‫ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﯾﺳﺗر‪،‬ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣﻣد ﺑوﻗرة‪،‬ﺑوﻣرداس‪.2011، ،‬‬
‫‪ ‬ﺻرارﻣﺔ ﻋﺑد اﻟوﺣﯾد‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿـﻣن‬
‫ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر‪ ،‬ﻓــرع اﻟﺗﺣﻠﯾــل اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﻌﻠــوم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ وﻋﻠــوم‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪. 2000‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻣذﻛرات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫وﺣﻣــﺎر ﻛرﯾﻣــﺔ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳــﺗر ﻓــﻲ‬
‫‪ ‬اﯾــدﯾر ﻣﺎﻟﯾــﺔ ّ‬
‫اﻟﺣﻘــوق‪ ،‬ﺗﺧﺻــص‪ :‬اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻟﻸﻋﻣــﺎل‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ ‪.2014 ،‬‬
‫‪ ‬زطﯾطو ﺣورﯾﺔ ‪،‬اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم ﻓـﻲ اﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋـري ‪،‬ﻣـذﻛرة‬
‫ﻣﻛﻣﻠ ــﺔ ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳ ــﺗر ﺣﻘ ــوق ‪،‬ﺗﺧﺻ ــص ﻗ ــﺎﻧون إداري ‪،‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق واﻟﻌﻠ ــوم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪.2014- 2013‬‬
‫‪ ‬ﺳــﻧﺎطور ﺧﺎﻟــد‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ :‬د ارﺳــﺔ دور اﻟﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2006 ،‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﻣﺟﻼت‬
‫‪ ‬ﺣﺎﻣ ــد اﻟﻌرﺑ ــﻲ اﻟﺣﺿ ــري ‪،‬اﻟﺗﻧﺳ ــﯾق ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻣ ــل ﻣ ــﺎ ﺑ ــﯾن ﻫﯾﺋ ــﺎت اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ‬
‫وﻣﻛﺎﺗب ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ‪،‬ﺗوﻧس ‪.1984‬‬
‫د‪ -‬اﻟﻣداﺧﻼت واﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت‬
‫‪ ‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻣﻌروف‪ ،‬رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣﻧﺗدى "اﻟﻘﻧﺎة اﻷوﻟﻰ" ﻟﻺذاﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣوﻧﯾــﺔ ﺟﻠﯾــل‪ ،‬اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﺣدﺛﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﺟ ـراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻬ ـﺎ ﻓــﻲ‬
‫إطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟـوطﻧﻲ اﻟﺳـﺎدس ﺣـول ﻗـﺎﻧون اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﯾوم‪ 20‬ﻣﺎي ‪،2013‬ﺟﺎﻣﻌﺔ دﯾﺣﻲ ﻓﺎرس‪ ،‬اﻟﻣدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﺷﻛرات‬
‫اﻹﻫداء‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪02‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫‪02‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫‪02‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪02‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬دﺳﺗور ‪1963‬‬
‫‪03‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬دﺳﺗور ‪1976‬‬
‫‪03‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪1989‬‬
‫‪04‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪1996‬‬
‫‪04‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪2016‬‬
‫‪05‬‬ ‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪ :‬دﺳﺗور ‪2020‬‬
‫‪06‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪07‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫‪07‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪07‬‬ ‫أوﻻ ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون ‪05-80‬‬
‫‪08‬‬ ‫أ ‪ -‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫ب ‪ -‬ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم ﺟﻬﺎز ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪09‬‬
‫‪09‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون‪32-90 :‬‬
‫‪09‬‬ ‫ﺗﺿﯾﯾق ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪10‬‬ ‫ﺗﺟرﯾدﻩ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪10‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ -‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻷﻣر‪20-95‬‬
‫اﺳﺗرﺟﺎع ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫إﻧﺷﺎء ﻏرف إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ أﻣوال اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪14‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪14‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‬
‫‪14‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬وﻓق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻛﯾﯾف ﻫﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ‬
‫‪17‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ‬
‫‪18‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪18‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪18‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺑﺷرﯾﺔ‬
‫‪18‬‬ ‫رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪19‬‬ ‫ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪19‬‬ ‫اﻟﻧﺎظر اﻟﻌﺎم‬
‫‪20‬‬ ‫رؤﺳﺎء اﻟﻐرف‬
‫‪21‬‬ ‫رؤﺳﺎء اﻟﻔروع‬
‫‪21‬‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرون واﻟﻣﺣﺗﺳﺑون‬
‫‪22‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪22‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻏرف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪22‬‬ ‫اﻟﻐرف اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫‪24‬‬ ‫اﻟﻐرف اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪24‬‬ ‫ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‬
‫‪25‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻧظﺎرة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪25‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟّﺿﺑط‬
‫‪26‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣﻛﺗب اﻟﻣﻘررﯾن اﻟﻌﺎﻣﯾن‬
‫‪26‬‬ ‫اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫اﻷﻗﺳﺎم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪27‬‬ ‫دﯾوان رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪28‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﻣرﻛــزي ﻟﻠﻣﻔﺗﺷــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــﺔ‬
‫‪28‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛــل ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ واﻟﺗــدﻗﯾق واﻟﺗﻘﯾــﯾم ‪:‬‬
‫‪29‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟوﺣدات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -‬ﻣدﯾرو اﻟﺑﻌﺛﺎت‬
‫‪29‬‬ ‫اﻟﻣﻛﻠﻔون ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش‬
‫‪30‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻫﯾﺎﻛل اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﻘﯾﯾس واﻹدارة واﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ و اﻟﺗﺣﻠﯾل و اﻟﺗﻠﺧﯾص‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ و اﻟﺗﻘﯾﯾس و اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -‬ﻣدﯾرﯾﺔ إدارة اﻟوﺳﺎﺋل‬
‫‪31‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟﻬوي ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪32‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬أﺛر اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﺳﻣو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪33‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ رﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‬
‫‪33‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري‬
‫‪35‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬
‫‪35‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﺿوي‬
‫‪35‬‬ ‫ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﯾﯾن‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت‬
‫‪36‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪36‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي‬
‫‪37‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬
‫‪41‬‬ ‫‪ : 01‬ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺣﺎﺳﺑون اﻟﻌﻣوﻣﯾون‬
‫‪41‬‬ ‫‪ : 02‬ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻶﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف‬
‫‪42‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣراﺟﻌﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -‬ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -‬إﺻدار اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪45‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪45‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫‪47‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﺑراﻣﺞ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻘﯾﯾﻣﻲ ﺣول اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻟﻘﺎﻧون ﺿﺑط اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -‬ﺗﻘرﯾر ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫‪48‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧرى )ﺻﻼﺣﯾﺎت اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ( ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋـن ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺻـﻼﺣﯾﺎت )ﻧﺗـﺎﺋﺞ رﻗﺎﺑـﺔ ﻣﺟﻠـس ‪48‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ(‬
‫‪48‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻘدﯾم ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن واﻷﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف‬
‫‪49‬‬ ‫‪. -‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل رﻗﺎﺑﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪50‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪50‬‬ ‫‪.1‬ﻣـذﻛرة اﻟﺗﻘﯾﯾم‬
‫‪51‬‬ ‫‪.2‬رﺳﺎﻟﺔ رﺋﯾس اﻟﻐرﻓﺔ‬
‫‪51‬‬ ‫‪.3‬اﻹﺟراء اﻟﻣﺳﺗﻌﺟل‬
‫‪52‬‬ ‫‪.4‬اﻟﻣذﻛرة اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ‬
‫‪52‬‬ ‫‪. 5‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي‬
‫‪53‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪53‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪54‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬ﻣن ﺣﯾث ﻣﺟﺎل ﺗدﺧل رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬ﻣن ﺣﯾث زﻣن أداء اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪:‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -‬ﻣن ﺣﯾث ﻧﺷر ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺟﻠس‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪57‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪57‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪-‬اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪57‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ‬
‫‪58‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟدراﺳﺎت واﻟﺧﺑرات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ‬
‫‪59‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﺗﻘوﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪59‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫‪60‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ -‬ﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧـرى‬
‫‪60‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ‬
‫‪60‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎﻓظﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‬
‫‪60‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوازﻧﺎت‪:‬‬
‫راﺑﻌــــﺎ‪ :‬ﻣﺷــــﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷــــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــــﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾــــﺔ ﻓــــﻲ ﻟﺟﻧــــﺔ ﻣراﻗﺑــــﺔ ﻋﻣﻠﯾــــﺎت ‪61‬‬
‫اﻟﺧوﺻﺻﺔ‬
‫‪61‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻرف و ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫‪61‬‬ ‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪ :‬اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫‪62‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾــر اﻷﺳﺎﺳــﻲ‬ ‫‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‬ ‫‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾـر اﻟﺗﻠﺧﯾﺻـﻲ‬
‫‪63‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺳــﻧوي‬
‫‪63‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳر‬
‫‪64‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗﻘﯾﯾم ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪67‬‬ ‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬

You might also like