Professional Documents
Culture Documents
ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان
أﺣﻣد اﷲ ﺣﻣد اﻟﺷﺎﻛرﯾن وأﺻﻠﻲ وأﺳﻠم ﻋﻠﻰ ﺧﯾر اﻟﻣرﺳﻠﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ أﺳﺗﻬل
ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻟﺛﻧﺎء واﻟﺣﻣد ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ إﻻ
أن أﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛل إﻟﻰ اﺳﺗﺎذي اﻟﻔﺎﺿل اﻟدﻛﺗور :ﻗﺳﻣﯾﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ إﺷراﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺑﺣث وﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣﺗﺎﻋب اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟﻧﺻﺢ رﻏم اﻧﺷﻐﺎﻻﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ أن أﺗﻘدم إﻟﻰ ﻛل أﺳﺎﺗذﺗﻲ اﻟذﯾن درﺳوﻧﻲ دون ذﻛر أﺣد ﻣﻧﻬم ﺣﺗﻰ ﻻ
أﻧﺳﻰ أﺣدا ﻓﯾﻠوم ﻋﻠﻲ
ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑذول ﻣن طرﻓﻬم
ﻷﺟل ﻗراءة وﻣراﺟﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﻛل ﺑﺎﺳﻣﻪ.
ﻛﻣﺎ ﻻ أﻧﺳﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣوﻩ ﻟﻲ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدة
ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﻌﻣل.
إﻟﻰ أﻣﻲ اﻟﻛرﯾﻣﺔ وواﻟدي اﻟﻌزﯾز ﻧﺳﺄل اﷲ ﻋز وﺟل ﻟﻬﻣﺎ طول اﻟﻌﻣر واﻟﺻﺣﺔ واﻟﻌﺎﻓﯾﺔ.
إﻟﻰ ﻛل ﻫؤﻻء
أﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ راﺟﯾﺎ ﻣن اﷲ ﻋز وﺟل أن ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﯾزان ﺣﺳﻧﺎﺗﻲ وأن ﯾرزﻗﻧﺎ
اﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻘول واﻟﻌﻣل.
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣﺔ
ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺷﻬدت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺗطو ار ﻫﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة ﻛﺎﻟﺗطور
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم .1945
ﻫذا اﻟﺗطور أدى ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻷﺷﯾﺎء وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺛروة دون ﻣراﻋﺎة ﻟﻠطرق
واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك ﻫذﻩ اﻟﺛروات وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﺷﺗﻰ أﻧواﻋﻪ ﻛﺎﻟﻘﺗل ﻣن
أﺟل اﻟﻣﺎل واﻟﺳرﻗﺔ ﻣن أﺟل ﺣب اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺗﻣﻠك.
ﺣﯾث ﺷﻬد اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛوﻧﻪ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺧﺻب ﻟﻸﻋﻣﺎل ظﻬور ﺟراﺋم ﻟم ﺗﻛن
ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺗﻌددت وأﺧذت ﺻورة ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺎ
واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروف إﻟﻰ ﻋﺻر ﻗرﯾب ،ﺣﯾث ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻧﺗﺷﺎ ار واﺳﻌﺎ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وﺗﺟﺎرة اﻟرﻗﯾق اﻷﺑﯾض إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻬرﯾب ،إﻟﻰ ﺗﺟﺎرة
اﻟﻣﺧدرات...إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم.
واﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻛن ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن ﻣﻧطﻠق ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻌﺎﺑرة
ﻟﻠﺣدود واﻷوطﺎن ،وﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺑﻠدان ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺣﺎوﻟت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺿﻊ
ﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻗواﻧﯾن وآﻟﯾﺎت ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺑوﺿوح ﻣﻧذ ﻓﺗرة ﺗﺳﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺣﯾث اﺟﺗﺎﺣت اﻟﻌﺎﻟم ﻣوﺟﺔ ﻣن
اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺳﻘوط اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﺷرﻗﻲ ﺑﻘﯾﺎد اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺗﻬﺞ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻛﻣﻧﻬﺞ ﺳﯾﺎﺳﻲ أدى ﺑﺟل ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ
اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق وﻓق ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﺻورﻫﺎ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺣﯾث ﺳﺎرﻋت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ 1989إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟﺣر ،وﺣﺎوﻟت
اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﯾﺟﺎد آﻟﯾﺎت ﺗﺗﻼءم وﻫذﻩ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻣﻛﺎن
ﻟﻠﺿﻌﯾف ﻓﯾﻬﺎ .وﻫذا ﻣﺎ اﻛدﻩ دﺳﺗور .1989
ﻓﻣﻧذ 1990إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺣﺎوﻟت اﻟﺟزاﺋر اﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﺳن
ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﻛﺎﻓﺢ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم وﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣن ﻛل اﻟطﻔﯾﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
أ
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻻطﺎر ﺳﺗﻘﺗﺻر اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻲ ﺟرﯾﻣﺗﻲ ﺗﺑﯾض اﻻﻣوال وﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻛﺻورة ﻣن
ﻋدم اﻟﺧروج ﻋن ﺻور اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﺟل
اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻣطﻠوب اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻟﻣذﻛرة ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﺑذﻟك دﻟﯾل اﻟطﺎﻟب.
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ:
ﺗم اﺗﺑﺎع اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺑذﻛر اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ وﻓق ﺧطﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻓﺻﻠﯾن :
اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن؛
ﻗﺳم إﻟﻰ ﻣطﻠﺑﯾن ،ﺗﻌرﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺑﺣث أول ﺑدورﻩ ّ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﻣطﻠب أول ،أﻣﺎ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻص ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺑﻌض ﺻور اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﺗﺎ
ﺻورﺗﯾن ) (02ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻛﻣطﻠب أول وﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
ﻛﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ .
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻﺻت اﻟدراﺳﺔ ﻓﯾﻪ ﻟﻶﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻛﻣﺑﺣث أول ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣطﻠﺑﯾن :اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺧﺻﺻت اﻟدراﺳﺔ ﻓﯾﻪ ﻟﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ.
ب
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣﺔ
ج
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-1ﻣﺣﻣد ﺧﻣﯾﺧم ،اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﻟﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،2011-2010 ،ص. 13
-2أﻧور ﻣﺣﻣد ﺻدﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻷردﻧﯾﺔ واﻟﺳورﯾﺔ واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺻرﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ص .68
-3ﻣﺣﻣد ﺧﻣﯾﺧم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.13
4
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻛل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ﻓﻲ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،اﻟﻐش
اﻟﻣﺎﻟﻲ ،اﻟﻐش اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،اﻟﻐش اﻟﺟﻣرﻛﻲ ،اﻟﻧﺻب ،اﻟﻔﺳﺎد ،إﺟرام اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ ،ﺟراﺋم
1
اﻟﺑورﺻﺔ ،اﻹﻓﻼس اﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﺻدر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻷﻣر 180-66ﺗﺎرﯾﺦ 21ﺣزﯾران 1966ﺗﺣت ﻋﻧوان :إﺣداث
ﻣﺟﺎﻟس ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﺣدد اﻟﺑﺎب اﻷول ﻣن ﻫذا اﻷﻣر
2
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻋدﻫﺎ ﺟراﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺣﯾث ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣر 180-66اذ ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﯾﻬدف ﻫذا اﻷﻣر إﻟﻰ ﻗﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺛروة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون واﻷﻋوان ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدرﺟﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻠدوﻟﺔ
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻟﺷرﻛﺔ وطﻧﯾﺔ أو ﺷرﻛﺔ ذات
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺧﺗﻠط أو ﻟﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ذات اﻟﺣق اﻟﺧﺎص ﺗﻘوم ﺑﺗﺳﯾﯾر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو أﻣوال
ﻋﻣوﻣﯾﺔ".
ﯾﻼﺣظ أن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﯾﺎغ اﻟﺣﯾﺎة أو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻟﻔﺗرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻣوﺟﻪ ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻋرف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن
ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺛروة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد أو اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ
ﺣﯾث ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﺎﻣﺎ وﻓﺿﻔﺎﺿﺎ ﻟم ﯾﺣدد أﻧواع اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻻ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ.
ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع ا ﺳﺗدرك ذﻟك وﻋوض ﻫذا اﻟﻧﻘص وﺑﯾن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ إن ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺛورة اﻟوطﻧﯾﺔ أو اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ
3
اﻟﻣواد 3و 4و 5ﻣن اﻷﻣر .180-66
-1ﻣﺧﺗﺎر ﺷﺑﯾﻠﻲ ،اﻹﺟرام اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ وﺳﺑل ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر ،ص .18
-2أﻧور ﻣﺣﻣد ﺻدﻗﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .96
3
-ﻣﺣﻣد ﺧﻣﯾﺧم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.14
5
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋددت اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﻛل ﻓﻌل ﻻ ﯾﻣس ﺑﻣﺎ ذﻛر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﻻ ﯾﻛﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟرﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻸﻣر -66
1180ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ.
-1اﻷﻣر 180-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1966/06/21واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺣداث ﻣﺟﺎﻟس ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ج ر
،54اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ .1966/06/24
-2ﻗﺳم أرﺷﯾف ﻣﻧﺗدﯾﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
6
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻧﺔ 1966واﻟذي أﻟﻐﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﺳﻧﺔ ،1975وﻫو اﻷﻣر 180-66اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ 21ﯾوﻧﯾو 1966ﺣﯾث ﺟﺎء ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:1
ﯾﻬدف ﻫذا اﻷﻣر إﻟﻰ ﻗﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺛروة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﻣوظﻔون أو اﻷﻋوان ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟدرﺟﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌون ﻟﻠدوﻟﺔ
وﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻟﺷرﻛﺔ وطﻧﯾﺔ أو ﺷرﻛﺔ ذات
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻟﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ذات اﻟﺣق اﻟﺧﺎص ﺗﻘوم ﺑﺗﺳﯾﯾر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ وأﻣوال
2
ﻋﻣوﻣﯾﺔ.
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻷﻣر 180-66اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺑﻼد ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت وﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت
ﺣﯾث أﻟﻐﻰ ﻫذا اﻷﻣر ﺳﻧﺔ .1975
وﻣﻧذ 1975إﻟﻰ 1990ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺗﻧظر ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة وﻣن أﻫم اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون:
– ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس واﻟﻐش واﻟﻐدر اﻟﻣواد .123-119ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
– ﺟراﺋم اﻟﺗﻣوﯾن اﻟﻣﺎدة .163-162-161ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
– ﺟراﺋم اﻟﻧﻘود اﻟﻣزورة وﻫﻲ ﺟراﺋم ﺿد اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻧﻘدي )(427-424-198-197
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
– ﺟراﺋم ﻫدم اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟﻣواد (406-401ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
– ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداءات اﻷﺧرى ﻋن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻋرﻗﻠﺔ
اﻷﺟﻬزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ أو ﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻗدرة إﻧﺗﺎج اﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺎدة 418ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
– ﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ أو إﺣدى اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎدة 422ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
-1ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻧﻊ ،ﺗطور ﻣﻔﻬوم اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،1993 ،3ص.619
-2اﻧظر اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻷﻣر 180-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 3رﺑﯾﻊ اﻷول 1386ﻫـ اﻟﻣواﻓق ﻟـ 21ﯾوﻧﯾو ،1966ﯾﺗﺿﻣن
إﺣداث ﻣﺟﺎﻟس ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌدد 54اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 05رﺑﯾﻊ اﻷول 1386اﻟﻣواﻓق ﻟـ 24
ﯾوﻧﯾو.1966
7
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
1
– اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺑرام اﻟﻌﻘود واﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺎدة 423 ،123ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
وﻫﻧﺎك ﺟراﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﺗﻧظر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺟﻬﺎت إدارﯾﺔ أﺧرى
واﻟﺑﻌض ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻘﺎﻧون اﻷﺳﻌﺎر وﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك ،ﻗﺎﻧون
2
اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
اﻷﺻل ﻓﻲ ذﻟك ﻫو اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺣول ﺳﻠطﺔ اﻟﺑث
واﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ أﻗﺳﺎم أو ﻏرف أو ﻣﺣﺎﻛم ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻗﺿﺎء ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم وﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﺗﺧﺻﯾص ﻣﺣﺎﻛم اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﺗردع ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣﻧﺎ ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻛﻣﺎ
ﺗﺣﯾل ﺳﻠطﺔ اﻟﺑث ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ.
.1اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻣﺧﺗص ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1975أﺣدث اﻟﻣﺷرع ﻗﺳﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر
ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وأﻟﻐﯾت ﻫذﻩ اﻷﻗﺳﺎم ﺑﻘﺎﻧون ﺳﻧﺔ 1990وﻫذا ﻻ ﯾﻌد ﺧروج ﻋن
ﻣرﺣل اﻟدﻋوى
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص ﺣﯾث ﺗراﻋﻰ أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ا
3
ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ وﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﺗﻘﺳم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل
اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺟﻧﺎﯾﺎت إﻟﻰ ﻗﺳم ﻋﺎدي وﻗﺳم اﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺎدة 248ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة أﺣدث ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص اﺑﺗداء ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1979/12/01
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن اﻗﺳﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ.
8
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﺣﺗﻰ 1990ﻛﺎﻧت اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﻘﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﻗﺑل ﻏرﻓﺔ
اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ ظرف 15ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻗرار ﻏرﻓﺔ
اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺻﺎدر ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض.
ﺣﯾث ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم اﻟﻘﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﯾطﺑق ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدﻋوى
1
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺟراﺋم وﻓق ﻗواﻋد اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
.2ﺗﺧﺻﯾص ﻗﺿﺎﺋﻲ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗﺑل :1989
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻣن
طرف ﻣﺟﻠس أﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻗﺑل إﻟﻐﺎﺋﻪ ﺳﻧﺔ 1989ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18/237اﻟﻣﻠﻐﺎة
"ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس أﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم واﻟﺟﻧﺢ اﻵﺗﯾﺔ:
اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ واﻟﺗﺟﺳس اﻟﻣﻧﺻوﺻﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﻣن 61إﻟﻰ 64ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟدﻓﺎع واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ).(72-69
.3ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻟﻺدارة وﻫﻧﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة إﻻ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻧﺟد ﻣﺛﻼ:
-ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻷﺳﻌﺎر ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻷﺳﻌﺎر واﻟﻧﻘل ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻧظﯾم اﻷﺳﻌﺎر .ﯾﺟوز ﻟﻣدﯾر اﻟﺗﺟﺎرة واﻷﺳﻌﺎر
واﻟﻧﻘل إﻣﺎ أن ﯾﻘرر ﺗطﺑﯾق اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ٕواﻣﺎ أن ﯾﺣﯾل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ
وﻛﯾل اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻼﺣﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
-ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ :أﺣدث ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 190ﻣن دﺳﺗور 1976ﻟﻛن ﻟم ﯾظﻬر ﻟﻠوﺟود
إﻻ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1980ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 05-80اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1980/03/01ﺣﯾث أﺳﻧدت
إﻟﯾﻪ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺻص ﻟﻠو ازرات او اﻟﺣرب أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
9
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ وﻫو ﻣﻠﺣق ﺑرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﯾن أﻋﺿﺎﺋﻪ وﻣن ﺑﯾﻧﻬم رﺋﯾس ﻣﺟﻠس
1
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺑﺎب ﺗزاﯾد اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻧظ ار ﻟزوال اﻟﺣواﺟز اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻌﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﺷﯾوع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﺑر
ﻟﻸوطﺎن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺳوق اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗطورات
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت وﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،ﺣﺗﻰ ﻏدت ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻓﺿﺎءات إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺗطور وﺗﺣول اﻟﺑﻧﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻧﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ .وظﻬرت ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣﺛل
اﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﺣﯾث ﺳﺎﻫم ﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر
وﻋوﻟﻣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وظﻬرت ﺟراﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ،ﺣﯾث اﺳﺗﻔﺎدت اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻣن
ﻣﺟﺎﻻت ﺗوظﯾف ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ ﻣﺛل اﻟﺗﻧﺻت واﻻﺣﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرف
واﻋﺗراض ﺑطﺎﻗﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ اﻟﻐﯾر ﻣﺷروع وﺗدﻣﯾر اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ واﻟوﺻول
ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ وﺳرﻗﺗﻬﺎ وﺑﯾﻌﻬﺎ واﺑﺗزاز أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ واﺳﺗﺧدام ﺑرﻣﺟﯾﺎت
2
اﻟﺗﺷﻔﯾر ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ.
ﻛﻣﺎ أدى ﺗﺣرﯾر اﻷﺳواق واﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻣﻌﺎ إﻟﻰ ﻧﻬﺿﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻗطﺎع
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أﺗﺎﺣت أﺷﻛﺎﻻ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺳداد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ) اﻟﺳداد ﻋن
طرﯾق اﻷﻧﺗرﻧت( ،ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻧﻘل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻷﻣوال دون اﻟﺗﺛﺑت ﻣن اﻟﻬوﯾﺔ وﻫذا ﯾﺳﻬل
3
ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻋدة أﺳﺑﺎب ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗظﻬر ﺑﺷﻛل ﻣﺗﺳﺎرع وﻫذﻩ
اﻷﺳﺑﺎب ﻓﯾﻬﺎ:
-اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ٕواﺳﺎءة اﺳﺗﻐﻼل اﻟوظﯾﻔﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟطﻣوﺣﺎت واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
10
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-ﻏﯾﺎب اﻟﺣﺎﻓز اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﺣﯾث ﯾﺑرر رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﺎل وﺣﺗﻰ ﻣن
اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب.
-ﺿﻌف وﻋدم ﺟدﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣؤطرة ﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺟﻬﺎز
اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
1
-ﺿﻌف اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع واﻻﺑﺗﻛﺎر وﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾدرك اﻟﻔﺟوة اﻟﻛﺑﯾرة
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗطورات ﺿﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﺎر ﻛﺈﺷﺎرات ﻓﻲ اﻟﺣرب إﻟﻰ اﻟﺗﻠﻐراف اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ اﻟﺳﻠﻛﻲ
ﻋﺎم 1834ﻋﻠﻰ ﯾد ﺟوس وﻧﯾﺑر Gauss et Neberأدت ﻫذﻩ اﻟﺗطورات إﻟﻰ ﺛورة ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻻﺗﺻﺎل واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ وذﻟك ﺑﻔﻌل ﻣﺎ ﯾﻣﺗﺎز ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻣن ﺗواﻓر اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ
ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﺣﺟم اﻹﻧﺟﺎز وﻣﺳﺗوى اﻷداء2وﺧﻔض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ.
إﻻ أن ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺎت ﺟﺎﻧب ﻣظﻠﻣﺎ ) (Dark Sideﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وظﻬور أﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺟ ارﺋم ﺗﺳﺗﻌﻣل وﺗﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
3
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ إدارة اﻷﻋﻣﺎل أﻣر ﻣﺗوﻗﻊ.
وﻟﻘد اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﺳﺑﺎت وﻧظم اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻓﻲ ﻏﺳل
أﻣواﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺧدرات ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣﺎﺳب اﻟﻣﺗطورة ﻓﻲ ﻧﻘل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﺧططﻬم ﺑﺄﺳرع وﻗت
ﻣﻣﻛن وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أﻫداﻓﻬم ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹرﻫﺎب
4
اﻟدوﻟﻲ ،اﻻﺧﺗطﺎف...إﻟﺦ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﺗﺗﺻف اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ:
-1ﻣﻧور أوﺳرﯾر ،ﺑوذراع ﺻﻠﯾﺣﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺑﻌﻧوان ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﺣول
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﻓﺗراﺿﻲ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ salihakoud@yahoo.fr .ﻣﺗوﻓر ﺑﺗﺎرﯾﺦ.2017/2/2 :
-2ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣؤﻟﻔﯾن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وأﺳﺎﻟﯾب ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ،اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾون ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،دار اﻟﺣﺎﻣد
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2014 ،ص .192
-3ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣؤﻟﻔﯾن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .196
-4ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣؤﻟﻔﯾن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .197
11
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
– ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻠم ﺑﻛل ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
– ﺗﺗﺟﻪ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت إﻟﻰ إﺳﻧﺎد ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إﻟﻰ ﻟﺟﺎن إدارﯾﺔ وﻟﯾس إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﻛم
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم أﻗرب إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻷواﻣر اﻟﺳﻠطﺔ.
– اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺗﺣرﻛﺔ ،ﻋﺎرﺿﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ زﻣن ﻣﺣدد وﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺔ
ﻣﺣددة ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﺷﻬﺎ اﻟﺑﻼد.
– ازدواﺟﯾﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻓﺗﺷﻛل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
إدارﯾﺔ ﻛﻣﺎ إذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﻣوظف ﻓﻲ اﻹدارة وﻛﺎن اﻟﻔﻌل ﻣﻛوﻧﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن
1
اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
– اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﺳم ﻓﻲ اﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎن ﺑﺎﻟﻘﺳوة ﻗﺻد اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﺣﺗﻰ أﻧﻬﺎ ﻗد
ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣد اﻹﻋدام ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم
2
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﺗرف ﻋﻣد أو ﺗﺧﻠق ﺿر ار ﺑﻠﯾﻐﺎ.
– ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻔﺳر وﻓق اﻷﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻹﺟراءات ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘواﻋد
3
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﺧرج ﻋن ﺣدود ذﻟك اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
– ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى ﻛون اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫو اﻟرﺑﺢ واﻟﺛراء اﻟﺳرﯾﻊ وذﻟك ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺣﻛم اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﻫذا ﻗﺻد اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻛل اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧطﺄ وذﻟك ﻟﻛون ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
ﯾﻣﺗﻠﻛون اﻟﻘدرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺛﻐرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق
12
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
أﻏراﺿﻬم وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺗﻌﻘﯾد ﻣﻬﺎم اﻷﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻣﺛل ﻫذﻩ
1
اﻟﺟراﺋم.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﻌض ﺻور اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺗﺗﺧذ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺗﻌددة وﺗﺗداﺧل ﻫذﻩ اﻷﺷﻛﺎل ﺑﺷﻛل ﻣﺧﯾف وﻣرﻋب
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾض اﻷﻣوال ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﺟرﯾﻣﺔ
2
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻛﺗﺎب أو ﻛﺗب ﻛﺑﯾرة.
ﻟذﻟك ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺻورﺗﯾن) (2ﻣن ﺻور اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟوارد ذﻛرﻫﺎ
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال )ﻣطﻠب اﻷول( وﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
ﺗﻌﺗﺑر ظﺎﻫرة ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻣوم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ وﻗد
3
ﺗﻔﺎﻗﻣت ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣﻣﺎ دﻋﻰ إﻟﻰ ﺿرورة ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻵﻓﺔ.
وﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓرع أول وأرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ
ﻓرع ﺛﺎﻟث.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وأرﻛﺎﻧﻬﺎ
أوﻻ :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾض اﻷﻣوال
ﺗﺑﺎﯾﻧت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻵراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﺟﺎء
ﺑﺗﻌرﯾف ﺿﯾق وآﺧر ﺑﺗﻌرﯾف واﺳﻊ ﻟﻛن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟواﺳﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة.
-1ﻟﻣﻧور أوﺳرﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،وﺑوذراع ﺻﻠﯾﺣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺳﯾﺑﺔ ﺑن ﺑوﻋﻠﻲ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﺣول اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﻓﺗراﺿﻲ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
. salihakoud@yahoo.frﻣﺗوﻓر ﺑﺗﺎرﯾﺦ.2017/2/2 :
-2ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋﺑد اﻟﺣﺎﻓظ اﻟﺷﯾﺧﻠﻲ ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن 24/20ﺻﻔر 1428اﻟﻣواﻓق ﻟـ ،2007/03/14
اﻟﺟﻬود اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض،
.2007/1428
-3اﻷﺧﺿر ﻋزي ،دراﺳﺔ ظﺎﻫرة ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻋﺑر اﻟﺑﻧوك )ﺗﺣﻠﯾل اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺟزاﺋري( ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﺗطور
اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻗﻊ وﺗﺣدﯾﺎت ،ص.165
13
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﯾق :ﯾﻘﺗﺻر اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﯾق ﻟﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرة
اﻟﻣﺧدرات ﻓﻘط أو ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب ﻓﻘط دون اﻟﺟراﺋم اﻷﺧرى.
وأﺧذت ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﺳﻧﺔ 1988اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﺗﺟﺎر ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﺧدرات واﻟﻣؤﺛرات اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺳﺎدس ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻓﻲ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1988/12/20اﻟﺗﻲ ﺣرﻣت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال
أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن أي ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات أو ﻓﻌل ﻣن أﻓﻌﺎل
اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﻧﯾل ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻸﻣوال ﻟﻣﺳﺎﻋدة أي ﺷﺧص
1
ﻣﺗورط ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻼت ﻣن اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟواﺳﻊ ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣوال اﻟﻘذرة اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم واﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر
2
اﻟﻣﺷروﻋﺔ وﻟﯾس ﻓﻘط ﺗﻠك اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات أو ﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب.
ﯾﻌرف ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺑﺄﻧﻪ "اﻟطرﯾﻘﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺧﻔﻲ ﻣﻧﺗوج اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﯾﺣول ﻟوﺳﺎﺋل وﻣﺣﺎوﻻت ﺑﻬدف ﺿﺧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﺑﻐﯾﺔ إﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻣظﻬر اﻷﻣوال
3
اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺻدرﻫﺎ أو ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أو
ﺣرﻛﺗﻬﺎ أو ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات ﺟراﺋم.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻛﺎن ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﯾق ﻟﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻌدﯾل
ﻗﺎﻧون ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 392-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996/05/13اﻟﻣﻌدل
4
واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟواﺳﻊ.
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﯾﺎد ،ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال واﻹﺛراء ﻋﺑر اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ،وﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،2014/1435 ،
ص.17
-2ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﯾﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .18
-3ﻣﺧﺗﺎر ﺷﺑﯾﻠﻲ ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﺟرام اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب اﻟﺑﻠﯾدة ،ﺟوان 2004م،
ص.28
4
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﯾﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .19
14
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟواﺳﻊ ﺣﯾث اﻋﺗﺑر ﻛل اﻟﻌﺎﺋدات ﻛﻣﺎ ﻫو
ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر )اﻟﻘﺎﻧون 15-04اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
2004/11/10ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر "ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﯾﯾﺿﺎ ﻟﻸﻣوال:
أ .ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﻔﺎﻋل ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣﯾﺔ ﺑﻐرض إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾﻪ
اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺳﺎﻋدة أي ﺷﺧص ﻣﺗورط ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب
اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗت ﻣﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻼت ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻔﻌﻠﺗﻪ.
ب .إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺻدرﻫﺎ أو ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ أو ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺻرف
ﻓﯾﻬﺎ أو ﺣرﻛﺗﻬﺎ أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﻔﺎﻋل أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣﯾﺔ.
ج .اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﺑذﻟك وﻗت ﺗﻠﻘﯾﻬﺎ
أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣﯾﺔ.
د .اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب أي ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻘررة وﻓﻘﺎ ﻟﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أو اﻟﺗواطؤ أو اﻟﺗﺂﻣر
1
ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ ذﻟك ٕواﺳداد اﻟﻣﺷورة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ.
أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻣن ﺣﯾث ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﺗﺟﻪ ﻣﻌظﻣﻬم إﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻘﯾد
ﺗوظﯾف اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻟﺗﺄﻣﯾن ﺣﺻﺎد ٕواﺧﻔﺎء اﻟﻣﺣﺻﻼت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﻹﺣدى اﻟﺟراﺋم وﻫوﻣﺎ اﺗﺟﻪ إﻟﯾﻪ ﺧﺑراء اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات وﺗﺑﯾﯾض
2
اﻷﻣوال.
أﻣﺎ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻓﻲ ﻧظر ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫﻲ إﺧﻔﺎء اﻷﻣوال اﻟﻣﺣرﻣﺔ
ﺑذاﺗﻬﺎ أو وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺎت ﻣﺷروﻋﺔ ﻗﺻد إﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﺣﻼل
3
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-1ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل واﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر .2012 ،
-2ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2013 ،ص .72
-3ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .77
15
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-1ﺑدر اﻟدﯾن ﺧﻼف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.2011-2010 ،
-2ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .49
-3أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2015 ،ص .444
4
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﯾﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .43
-5اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .446-445
16
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
17
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 1ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﯾﯾض اﻟﺑﺳﯾط ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن 5ﺳﻧوات إﻟﻰ 10
ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 1.000.000دج إﻟﻰ 3.000.000دج.
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 2اﻟﺣﺑس ﻣن 10إﻟﻰ 20ﺳﻧﺔ وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 4.000.000دج
إﻟﻰ 8.000.000دج ﺗﺑﯾﯾض اﻟﻣﺷدد وذﻟك ﺑﺗواﻓر اﻟظروف اﻵﻧﯾﺔ – اﻻﻋﺗﯾﺎد-
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﺳﻬﯾﻼت ﯾوﻓر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺟﻣﺎﻋﺔ إﺟراﻣﻪ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 3ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﺗﺎﻣﺔ.
– اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 5ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻌﻘوﺑﺔ أو
أﻛﺛر ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1وﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺎت
ﺟوازﯾﺔ ٕواذا اﻟﺟﺎﻧب أﺟﻧﺑﻲ ﯾﺟوز اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻠﯾم اﻟوطﻧﻲ
1
ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ أو ﻟﻣدة 10ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر .06
– اﻟﻣﺻﺎدرة :اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 04ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدرة اﻷﻣﻼك )اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻣﺣل
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﺋدات واﻟﻔواﺋد اﻷﺧرى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدرة اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﻣﻌدات
2
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺑﯾﯾض(.
وﺗﺷﺗﻣل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﺋدات ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻛﻠﻬﺎ
ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻘوﻟﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻓﻲ أي ﯾد ﻛﺎﻧت واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد ﺑﯾد
اﻟﺟﺎﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻣﺻﺎدرة اﻷﻣوال ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺑﻘﻲ ﻣرﺗﻛب أو
ﻣرﺗﻛﺑو اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻣﺟﻬوﻟﯾن.
ﻛﻣﺎ أوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 4ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ
3
وﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وﻛذا ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺷرع ﻋﺑﺎرة "ﯾﺟب" اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻹﻟزام.
18
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي :ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 07اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
*
اﻟذي ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺑﯾﯾض ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
– اﻟﻐراﻣﺔ :ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘل ﻋن ) (04أرﺑﻊ ﻣرات اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻛﺟزاء
ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
– اﻟﻣﺻﺎدرة :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺑﯾﯾﺿﻬﺎ وﻛذا ﻣﺻﺎدرة
اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﻣﻌدات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ٕواذا ﺗﻌذر ﺗﻘدﯾم أو ﺣﺟز
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻣﺣل اﻟﻣﺻﺎدرة ﺗﺣﻛم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳﺎوي ﻗﯾﻣﺔ ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت.
وﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدرة ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن اﻟﻧص أﻧﻬﺎ ﺟوازﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺻﺎدرة اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص
اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون إﻟزاﻣﯾﺔ وﻫو إﺟراء ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم ﻣﻧطﻘﯾﺎ أو ﻗﺎﻧوﻧﺎ".
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺿﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط
ﻣﻬﻧﻲ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 05ﺳﻧوات.
1
– ﺣل اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
ﻋرﻓت ظﺎﻫرة اﻻﺧﺗﻼس ﻟﻸﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل
اﻟﻣﺻﺎرف واﻟﺑﻧوك واﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻛﺎﺛر وﺗزاﯾد ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل ﺧط ار ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﺷﻌب
اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟﺿراﺋب ﻟﻠدوﻟﺔ وﻋﻠﻰ ﺛروات واﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧدرك ﺑﺄن اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ
2
ﻣن اﻟﻣﺧﺗﻠﺳﯾن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ.
وﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺻورﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﺎﻧﻲ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﻧطوي ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ.
* -ﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر 07أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن اﻟﻐراﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻧص 04ﻣرات
اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﺟراء ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻐراﻣﺔ ﯾﻘوم ﻣﺎ ﻫو ﯾﺣدد ﻓﻲ اﻟﻧص ﻓﻲ ﺣدود
ﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،أي 5ﻣرات اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
1
-أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .454
-2ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺗﺑﺳﯾط اﻟﻘواﻧﯾن ،2دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
19
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺣﯾث ﻻ ﺗﻘﻊ إﻻ ﻣن ﺷﺧص ﯾﺗﺻف ﺑﻛوﻧﻪ ﻣوظف ﻋﺎم أوﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ )ﺟراﺋم ذوي
1
اﻟﺻﻠﺔ وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم(.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻛل ﻣن اﻟﺳرﻗﺔ volواﻻﺧﺗﻼس Détournementﯾﻘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎل
ﻣﻧﻘول وﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻌل اﻻﺧﺗﻼس اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء وﺗوﺟﯾﻬﻪ
2
ﻟﻐرض آﺧر ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺧﺻص ﻟﻪ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس وأرﻛﺎﻧﻬﺎ
أوﻻ :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي :اﻟﺧﻠس ﻟﻐﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﺧذ ﻓﻲ ﻧﻬرة وﻣﺧﺎﺗﻠﺔ وﺧﻠﺳت اﻟﺷﻲء واﺧﺗﻠﺳﺗﻪ إذا
اﺳﺗﻠﺑﺗﻪ ،واﻟﺗﺧﺎﻟس اﻟﺗﺳﺎﻟب ،واﻻﺧﺗﻼس ﻛﺎﻟﺧﻠس وﻗﯾل اﻻﺧﺗﻼس أوﺣﻰ ﻣن اﻟﺧﻠس وأﺧﺻﻪ
وورد اﻟﺣدﯾث ﻗوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم" :ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺋن وﻻ ﻣﻧﻬب وﻻ ﻣﺧﺗﻠس ﻗطﻊ".
اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺻطﻼﺣﻲ :اﻻﺧﺗﻼس ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻼزم ﻧﯾﺔ
اﻟﺟﺎﻧﻲ وﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ اﻻﺳﺗﯾﻼء اﻟﺗﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺑﺣوزﺗﻪ وذﻟك ﺑﺗﺣوﯾل
ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻣن ﺣﯾﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ وﻣوﻗوﺗﺔ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﺗﺎﻣﺔ وداﺋﻣﺔ.
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟوارد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺎﻟﻘول اﻻﺧﺗﻼس
ﻫو ﻛل ﺳﻠوك ﯾﺄﺗﯾﻪ اﻟﻣوظف ﯾﻔﯾد اﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﺗﺣوﯾل ﻣﺎ ﯾﺣوزﻩ ﺑﺣﻛم اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣن ﺣﯾﺎزة
3
ﻣؤﻗﺗﺔ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة داﺋﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي واﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺑد أن ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺻﻔﺔ
اﻟﻣﺗﻬم وﺻﻔﺗﻪ ﻛﻌﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
اﺧﺗﻼس اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت وﻫو اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن
4
ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻣﺣل اﻟﻣﺎدة 119ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻠﻐﺎة.
-1ﻧوﻓل ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﷲ ﺻﻔو اﻟدﻟﯾﻣﻲ ،اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2005 ،
-2ﺑﺎﺳم ﺷﻬﺎب ،ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل واﻟﺛﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ،berti edition،ص.137
-3ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .85 ،84
-4أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد ،ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل ،ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر ،دار
ﻫوﻣﺔ ،ط .2013/2012ص.31
20
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ اﺧﺗﻼس اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﻬد ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﺑﺣﻛم
وظﺎﺋف أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ أو إﺗﻼﻓﻬﺎ أو ﺗﺑدﯾدﻫﺎ أو اﺣﺗﺟﺎزﻫﺎ ﺑدون ﺣق.
وﯾﺗﻛون اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻫﻲ :اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ
ﺑﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ .ﻓﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼس أو اﻹﺗﻼف أو اﻟﺗﺑدﯾد أو اﻻﺣﺗﺟﺎز
1
ﺑدون ﺣق.
أﻣﺎ اﻻﺧﺗﻼس :ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﺣوﯾل اﻷﻣﯾن ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎل اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣﯾﺎزة وﻗﺗﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻣﻠﯾك وﻣن ﻫذا ﻣدﯾر اﻟﺑﻧك اﻟذي ﯾﺳﺗوﻟﻲ
2
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻣودع ﺑﻪ وﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟذي ﯾﻔﯾد اﻷﺧذ.
أﻣﺎ اﻹﺗﻼف :ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻬﻼك اﻟﺷﻲء أي ﺑﺈﻋداﻣﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻪ.
واﻟﺗﺑدﯾد :ﯾﺗﺣﻘق ﻣﺗﻰ ﻗﺎم اﻷﻣﯾن ﺑﺈﺧراج اﻟﻣﺎل اﻟذي اؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﺑﺎﺳﺗﻬﻼﻛﻪ
3
أو ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك ﻛﺄن ﯾﺑﯾﻌﻪ أو ﯾرﻫﻧﻪ أو ﯾﻬﺑﻪ.
اﻣﺎ اﻻﺣﺗﺟﺎز ﺑدون وﺟﻪ ﺣق :وﻣن ذﻟك أﻣﯾن اﻟﺻﻧدوق ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﻟذي
ﯾﺣﺗﻔظ ﻟدﯾﻪ ﺑﺎﻹﯾرادات اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﯾداﻋﻬﺎ ﻟدى اﻟﺑﻧك أو إﯾداع أﻣوال اﻟﻬﯾﺋﺔ
4
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص ﻋوض إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ.
أو ﯾﻌﻣد اﻟﻣوظف إﻟﻰ ﺣﺑس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺳﻠم اﻟﯾﻪ ﺑﺳﺑب وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﯾﻔوت ﺑذﻟك ﻣﺻﺎﻟﺢ
5
ار ﺑﺻﺎﺣب ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ.
وﯾﺷﻛل إﺿر ا
-راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-06اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 2006/02/20ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ﯾﻌد وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر
05-10اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2010/08/26وﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 15-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2011/08/02
-1أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .32
-2أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .32
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .33
-4اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .34
-5ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .93
21
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
-1أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .36
-2ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .96
-3ﺑﺎﺳم ﺷﻬﺎب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .147
-4أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .38
22
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻌدﯾﻼ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 28-88ﻟﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ ﺣﯾث ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑدﻧﯾﺔ ﺗﻧدرج ﺻﻌودا وﻫﺑوطﺎ ﺣﺳب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣول أو
1
اﻟﻣﺧﺗﻠس أو اﻟﻣﺑدد أو اﻟﻣﺣﺗﺟز.
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺛم اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﺗﺎرﻛﯾن اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻔﺳﺎد إﻟﻰ اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
أوﻻ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ
ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﺧﺗﻠس اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺑﺟﻧﺣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ
اﻻﺗﻲ ذﻛرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
أ .اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ :ﺟﻧﺢ اﻟﻣﺷرع ﻛﺎﻓﺔ ﺻور اﻟﻔﺳﺎد وﺗﺟﻠﻰ ﻋن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
واﺳﺗﺑدﻟﻬﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺎت ﺟﻧﺣﺔ.
وﻫﻛذا ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/02/21ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﺧﺗﻼس اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن 02إﻟﻰ ﻋﺷر 10ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ 200.000دج إﻟﻰ
1.000.000دج.
إذا ﻛﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ رﺋﯾﺳﺎ أو ﻋﺿوا ﻓﻲ ﻣﺟﻠس إدارة أو ﻣدﯾر ﻣﺎ ﻟﻠﺑﻧك أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾطﺑق
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 11-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ -08-26
2
.2003
اﻟﺣﺑس ﻣن 05ﺳﻧوات إﻟﻰ 10ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ 5.000.000دج إﻟﻰ 10.000.000دج
إذا ﻛﺎن ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣوال ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﻗل ﻣن 10.000.000دج.
اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد وﻏراﻣﺔ 20.000.000دج إﻟﻰ 50.000.000دج إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣوال
1
ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺎدل 10.000.000دج.
23
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺎدة 119ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﯾﻧدرج ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺣﺳب اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ .ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺣﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﻗل ﻣن
5.000.000دج وﻋﻘوﺑﺗﻬﺎ اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 5ﺳﻧوات.
إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﻗل ﻣن 1.000.000دج واﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن إﻟﻰ 10ﺳﻧوات
إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﻌﺎدل أو ﺗﻔوق 1.000.000وﺗﻘل ﻫن 5.000.000دج.
ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺎﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺎدل أو ﺗﻔوق 5.000.000دج
وﺗﻘل ﻋن 10.000.000دج.
واﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد إذا اﻟﺳﺟن ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺗﻛﯾﯾف ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ
ﺑﻐراﻣﺔ 50.000دج إﻟﻰ 2.000.000دج.
ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة 119ﺗﻌﺎﻗب ﺑﺎﻹﻋدام ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ طﺑﻘﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼس أو اﻟﺗﺑدﯾد أو
2
اﻟﺣﺟز ﻣن أن ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠوطن.
ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ :ﺗﺷد اﻟﻌﻘوﺑﺔ )ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻣن 10إﻟﻰ 20ﺳﻧﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ
ﻣن إﺣدى اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 40ﻣن ﻗﺎﻧون 01/06ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد.
ﻗﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ أو ﻣوظف ﯾﻣﺎرس وظﯾﻔﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أو ﺿﺎﺑط ﻋﻣوﻣﻲ.
أو ﺿﺎﺑط ﻋون ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ .أوﻣن ﯾﻣﺎرس ﺑﻌض ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﯾﺗﻌﻠق
اﻷﻣر أﺳﺎﺳﺎ ﺑرؤﺳﺎء اﻷﻗﺳﺎم واﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن واﻷﻋوان اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت وﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻷراﺿﻲ واﺳﺗﺻﻼﺣﻬﺎ وﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن وأﻋوان اﻹدارات واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺄﻋوان
اﻟﺟﻣﺎرك واﻟﺿراﺋب واﻷﻋوان اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟو ازرة اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺿﺑط وﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
3
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .أو ﻣوظف أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺿﺑط.
اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ:
ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت أو ﺑﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺣﺳب اﻟظروف واﻟﺷروط اﻵﺗﻲ
ذﻛرﻫﺎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة :49
24
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ذﻟك اﻟﻔﺎﻋل أو اﻟﺷرﯾك اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺈﺑﻼغ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ذﻟك ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة
إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ إﻣﺎ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﺻف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺎﻋل أو اﻟﺷرﯾك اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد
ﻓﻲ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧﺎة ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻌد إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﺑﻬذا ﯾﻛون اﻟﻘﺎﻧون ﻗد وﺿﻊ
ﺗﺣﻔﯾز ﻟﻠﺟﻧﺎة ﻣن أﺟل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺣﯾن ﻓرق ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ
1
ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة ٕواﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.
ب .اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ :أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 50ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺗﺧذ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹداﻧﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ .ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 51ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ﻋﻠﻰ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﻣﯾد أو ﺣﺟز اﻟﻌﺎﺋدات واﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻘرار
ﻗﺿﺎﺋﻲ أو ﺑﺄﻣر ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹداﻧﺔ ﺗﺄﻣر اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺻﺎدرة
اﻟﻌﺎﺋدات واﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﺗﺣﻛم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑرد ﻣﺎ ﺗم اﺧﺗﻼﺳﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻧﺗﺞ
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﻧﻔﻌﺔ أو رﺑﺢ وﻟو اﻧﺗﻘﻠت ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﺋدات إﻟﻰ أﺻول اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ.
اﻟﺗﻘﺎدم :ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة :54اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘﺎدم اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻓﻲ
2
ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗم ﺗﺣوﯾل ﻋﺎﺋدات اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.
وذﻟك ﻷن اﻟﻣﺷرع ﺳد اﻟطرﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧﺎة اﻟذﯾن ﯾﻔرون إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج أﻣﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺎدة 614ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘوﺑﺎت اﻟﺟﻧﺢ ﺗﺗﻘﺎدم ﺑﻣرور 5ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟذي ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﻪ اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ.
ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻓﺈن ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﺗﻛون ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣدة.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
أﻗر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 53ﻣن ﻗﺎﻧون 01/06اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
1
ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
25
اﻟﻔﺻل اﻷول ---------------------اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وﻗد ﺗﻧﺎول ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 23/06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/12/20واﻟﺗﻲ ورد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ 2.وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
.1ﻏراﻣﺔ ﺗﺳﺎوي ﻣن ﻣرة ) (1واﺣدة إﻟﻰ ﺧﻣس 05ﻣرات اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أي ﻏراﻣﺔ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن
1.000.000دج وﻫو اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣﻘرر ﺟراء ﺗﺣﻘق اﻻﺧﺗﻼس و 5.000.000دج
وﻫوﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 5ﻣرات اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ.
.2إﺣدى اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
– ﺣل اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي.
– ﻏﻠق اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻓرع ﻣن ﻓروﻋﻬﺎ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 5ﺳﻧوات.
– اﻹﻗﺻﺎء ﻣن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 5ﺳﻧوات.
– اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط أو ﻋدة أﻧﺷطﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ أو ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات.
– ﻣﺻﺎدرة اﻟﺷﻲء اﻟذي اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ.
– ﻧﺷر وﺗﻌﻠﯾق ﺣﻛم اﻹداﻧﺔ.
– اﻟوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟﺣراﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز 05ﺳﻧوات وﺗﻧﺻب اﻟﺣراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
3
اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي أدى إﻟﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟذي ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻪ.
26
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﺑوﺳﻌدﯾﺔ ،ﻣدﺧل إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻗﺎﻧون اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دار اﻟﻘﺻﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2014 ،ص.18
2
اﻵﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء.
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.19
27
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻧﺷﺎء ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 275/08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2008/09/06
واﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 157-13اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2013/04/15ﺣﯾث
اﺳﺗﺣدث ﻫﯾﺋﺔ ﺟدﯾدة ﻫﻲ ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺑﯾﯾض
اﻷﻣوال وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب.
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-05وذﻟك ﻛﺈﻟزام ﻟﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
1
واﻟﺑﻧوك وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻹﺧطﺎر ﺑﺎﻟﺷﺑﻬﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 07ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﺑرة
ﻟﻠﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل دوﻟﺔ طرف إﻧﺷﺎء وﺣدة اﺳﺗﺧﺑﺎ ارت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻛﻣرﻛز
وطﻧﻲ ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل وﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟوﻗوع ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال.
ﻛﻣﺎ أوﺻﻰ ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ اﻟذي اﻧﻌﻘد ﻓﻲ 2001/09/28ﺑﻌد أﺣداث
2001/09/11ﺑوﺟوب إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل دوﻟﺔ.
وﻗد اﺧﺗﻠﻔت اﻟدول ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد ذﻟك ﻓﻌﻬدت ﺑذﻟك إﻟﻰ اﻟﺑوﻟﯾس اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣن اﻧﺷﺄت ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
وﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟذي ﻟﺟﺄت إﻟﯾﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذ رﻗم 127-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
2
07أﺑرﯾل 2002اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻧظﯾم وﺗﺷﻛﯾل ﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ
وﺗﺗﻛون ﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﻣﺟﻠس وﻫﯾﺎﻛل إدارﯾﺔ وﺗﻘﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗﻛﻔل ﻣﺟﻠس
3
اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺈدارة اﻟﺧﻠﯾﺔ أﻣﺎ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﯾﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺧﻠﯾﺔ ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﯾس.
وﯾﺳﯾر ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ دورﻫﺎ
1
ﻗﺳوري ﻓﻬﯾﻣﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺑﻌﻧون " دور ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر،
ﺑﺎﺗﻧﺔ.
2
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .131
3
ﻗدور ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﻋن ﺟﻧﺣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓرع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،2013/03/18ص . 68
28
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻣرﺳوم
1
127/02ﺗﻧﺷﺄ ﻟدى وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧﺻوص اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 127/02اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
275/08واﻟﻣرﺳوم 157/13اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻧﺷﺎء ﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ ﺗﺗم
إﻧﺷﺎء اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻟدى اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ واﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺳطرت ﻟﻬﺎ.
.1ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ:
ﯾﺳﯾر اﻟﺧﻠﯾﺔ أﻣﯾن ﻋﺎم وﯾدﯾرﻫﺎ ﻣﺟﻠس ﯾﺷﻛل ﻫذا اﻷﺧﯾر )اﻟﻣﺟﻠس( ﻣن ﺳﺗﺔ أﻋﺿﺎء 06
ﻣﻧﻬم اﻟرﺋﯾس ﯾﺧﺗﺎرون وﻓق ﻛﻔﺎءﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ.
ﯾﻌﯾﻧون ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻟﻣدة 04ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة 2اﻟﻣﺎدة 09و10
ﻣن اﻟﻣرﺳوم 127/02اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
ﺗﺗﺧذ اﻟﻘ اررات ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع وﯾﻣﺎرس أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ وﯾﻛوﻧوا
ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﺧﻼل ﻋﻬدﺗﻬم ﻋن اﻟﻬﯾﺎﻛل واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،اﻟﻣﺎدة 10و 11ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي .127/02
ﯾﻠﺗزم أﻋﺿﺎء اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ وﺑﺎﺣﺗرام واﺟب اﻟﺗﺣﻔظ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣواد 12ﻣن اﻟﻣرﺳوم
.127/02
ﺗﺿﻊ وﺗﺳﺧر اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر
اﻟرﺋﯾس اﻵﻣر ﺑﺎﻟﺻرف ،اﻟﻣواد 20-19-18ﻣن اﻟﻣرﺳوم .127/02
3
ﻛﻣﺎ ﯾؤدي أﻋﺿﺎء اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﯾﻣﯾن ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم وﻓق اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺧﻠﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺧدﻣﺎت أي ﻣﺧﺗص وﻟﻬﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻊ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﺑدأ اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﺎﻟﻣﺛل اﻟﻣﺎدة 08ﻣن اﻟﻣرﺳوم
127/02اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
1
ﻗدور ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.69
2
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .132
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.133
29
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ أﻋﺿﺎءﻫﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻬدﯾدات واﻟﻬﺟﻣﺎت وﯾﻘر
1
ﻟﻬم ﻣﻧﺣﺔ ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﺎﺗﻬم.
.2ﺗﻧظﯾم ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ:
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
.127/02
ﺗﺗﻛون اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﺻﺎﻟﺢ إدارﯾﺔ وأﺧرى ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺣدد ﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزﯾر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘرار اﻟو ازري اﻟﻣﺷﺗرك واﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
2
2005/02/01اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ.
أ .ﻣﺟﻠس ﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﯾﺗﻛون ﻣن 06أﻋﺿﺎء ﻣن ﺑﯾﻧﻬم اﻟرﺋﯾس ﯾﻌﯾﻧون طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻣرﺳوم 127/02أﻣﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم 275-08وﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 10ﯾﺗﻛون ﻣﺟﻠس اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻣن
07أﻋﺿﺎء ﻣﻧﻬم اﻟرﺋﯾس 04 ،أرﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ
واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ؛ ﻗﺎﺿﯾﯾن اﺛﻧﯾن 02ﯾﻌﯾﻧﻬﻣﺎ وزﯾر اﻟﻌدل ﺣﺎﻓظ اﻷﺧﺗﺎم ﺑﻌد رأي اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء؛ ﯾﻌﯾن رﺋﯾس وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻟﻣدة 04ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ
3
ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرة واﺣدة.
ب .اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ :ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 275-08اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم:
ﺗﺳﺎﻋد ﻣﺟﻠس اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت واﻟﺗﺣﺎﻟﯾل اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻣراﺳﻠﺔ وﺗﺣﻠﯾل
ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻻﺷﺗﺑﺎﻩ وﺗﺳﯾﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت.
-اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﺎﻟﯾل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
-ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوﺛﺎﺋق وﻗواﻋد اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺑﺷﻛل ﺑﻧوك اﻟﻣﻌطﯾﺎت
اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﺧﻠﯾﺔ.
1
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .133
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .134
3
ﻗدور ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .69
30
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
ﻗدور ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .70
2
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .135
3
ﻣﺑدأ أﻋرف ﻋﻣﯾﻠك اﻟﺗوﺻﯾﺔ رﻗم 05ﻣن ﺗوﺻﯾﺎت اﻷرﺑﻌﯾن ﻟﻠـ .GAFI
31
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣﯾل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك ﺑﺎﻹﺧطﺎر ﺑﺎﻟﺷﺑﻬﺔ
ﻟدى اﻟﺧﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﺿرورة ﺗوﺧﻲ ﻋدم ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟزﺑون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ واﻷطراف ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻬﺎ،
ﺑﺗﺣرﻛﺎت اﻟﺑﻧك وﺑﻣﺎ ﯾﺗﺧذﻩ ﻣن إﺟراءات اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ ﺣﺗﻰ اﻻﻧﺗﻬﺎء
1
ﻣﻧﻬﺎ.
ﯾﺧص ﻫذا اﻹﺟراء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻬﺎ وﯾﻠﺗزم أﻋﺿﺎء اﻟﺧﻠﯾﺔ واﺟب اﻟﺗﺣﻔظ
2
واﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺣﺗﻰ اﺗﺟﺎﻩ إدارﺗﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ.
.2ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ:
ﯾﻣﺗد ﻫذا اﻟﺗﻌﺎون إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت ﻟﻬﺎ ﻧﻔس اﻷدوار ﻛﺎﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات
واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ،اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-06اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد
وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺑﺎﺷر ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣن اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﻣﺎرك واﻟﺿراﺋب
وأﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ واﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺗﻘﺎرﯾر ﺳرﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ
ﻓﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣوظﻔﯾن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻹدارات ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم
اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﺣﻠﯾل.
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺻﻼﺣﯾﺔ إرﺳﺎل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌد ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻛذا اﻹﺧطﺎر ﺑﺎﻟﺷﺑﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺳل إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرى أﻧﻪ ﺗوﺟد دﻻﺋل ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم
3
ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال.
ﻟﻠﺧﻠﯾﺔ أﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾد اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻣدة 72ﺳﺎﻋﺔ وﻟﻬﺎ أن ﺗطﻠب ﺗﻣدﯾد
ﻫذا اﻷﺟل ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﯾﻘدم إﻟﻰ رﺋﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻌد اﺳﺗطﻼع رأي وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
1
اﻧظر ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي 05-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/01/09اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺷﻛل اﻹﺧطﺎر ﺑﺎﻟﺷﺑﻬﺔ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 02ﻟﺳﻧﺔ
.2006
2
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .137
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .138
32
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .139
2
ﻗﺳوري ﻓﻬﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.13
33
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻣﻬﺎم ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻬﺎ ﺣول اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو أﻧﻬﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺑﯾﯾض
1
اﻷﻣوال أو ﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل".
ﻛﻣﺎ ﺣددت اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-05اﻹطﺎر اﻟذي ﺗﺗم ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻫو اﺣﺗرام
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ
ﻣراﻋﺎة أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻣﺑدأ واﺟﺑﺎت اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣﺛل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
أﻧﺷﺄت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 10-90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺑﺣﯾث اﺳﻧدت
ﻟﻬﺎ ﻣﻬﺎم رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻧوك إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧون 10-90واﺳﺗﺑداﻟﻪ
2
ﺑﺎﻷﻣر 11-03إﻻ أﻧﻪ أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطوط اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓرع أول ودور اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺿوء إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧون 10-90وﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺑﺎﻷﻣر 11-03ﺳﻧﺗطرق ﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ
3
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﺳﯾر ﻋﻣﻠﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻸﻣر .11-03
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 105ﻣن اﻷﻣر " 11-03ﺗؤﺳس ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺗدﻋﻰ ﻓﻲ ﺻﻠب
اﻟﻧص اﻟﻠﺟﻧﺔ".
وﺟﺎء أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة :106ﺗﺗﻛون اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن:
-اﻟﻣﺣﺎﻓظ رﺋﯾﺳﺎ.
-ﺛﻼﺛﺔ أﻋﺿﺎء ﯾﺧﺗﺎرون ﺑﺣﻛم ﻛﻔﺎءﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ.
1
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.139
2
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓرع اﻟدوﻟﺔ
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2012-2011ص .143
3
اﻟﻘﺎﻧون 10-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1994/04/14ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،16اﻟﻣﻠﻐﻰ ﺑﺎﻷﻣر 11-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
26أوت 2003اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ .52
34
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
-ﻗﺎﺿﯾﯾن ﯾﻧﺗدﺑﺎن ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﺎﻷول ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ وﯾﻧﺗدب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ وﯾﺧﺗﺎرﻩ رﺋﯾس اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء.
-ﻣﻣﺛل ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﯾﺧﺗﺎرﻩ رﺋﯾس ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻷوﻟﯾﯾن.
-ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف.
1
-ﯾﻌﯾن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻣدة 05ﺳﻧوات.
وﺗﺗﺷﻛل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻣن ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك ﻓرﻧﺳﺎ رﺋﯾﺳﺎ وﻣدﯾر اﻟﺧزﯾﻧﺔ
وﻣﺳﺗﺷﺎر ﺑﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻣن ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻧﻘض ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن رﺋﯾﺳﻬﺎ وﻣن ﻋﺿوﯾن ﻣﺧﺗﺎرﯾن ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ
2
ﯾﻌﯾﻧون ﻟﻣدة 06ﺳﻧوات ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 144ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 10-90ﺗﺗﺷﻛل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظ أو ﻧﺎﺋﺑﻪ
وأرﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ﻫم ﻗﺎﺿﯾﯾن ﯾﻧﺗدﺑﺎن ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﯾﻘﺗرﺣﻬﻣﺎ اﻟرﺋﯾس اﻷول ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء.
ﻋﺿوﯾن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫﻣﺎ ﻧظ ار ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
ﯾﻘﺗرﺣﻬﻣﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﯾﻌﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻷرﺑﻌﺔ ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ﺑﻣرﺳوم ﯾﺻدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﯾﻣﻛن
3
ﺗﺟدﯾد ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻬﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت إﺻدار اﻟﻘ اررات ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﻲ
ﻓﺎﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗوﺟﻪ اﻟﺗﺣذﯾر ﻟﻣﺳﯾري اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟذﯾن ﺧﺎﻟﻔوا ﻗواﻋد ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻬﻧﺔ وﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﺑﻬدف اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
1
اﻟﻣﺎدة 106ﻣن اﻷﻣر .11-03
2
ﻣﺣﻔوظ ﻟﻌﺷب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ،
اﻟﺳر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ ،2001 ،ص.48
3
ﻣﺣﻔوظ ﻟﻌﺷب ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ط ،3دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص .68
35
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻘوﯾﺔ وﺗﻌزﯾز اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺗﺣﺳﯾن طرق اﻟﺗﺳﯾﯾر أو ﺿﻣﺎن ﺗطﺎﺑق اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻊ
1
ﻧﺷﺎط وأﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 108ﻣن اﻷﻣر 11/03ﺣﯾث ﻧﺻت "ﺗﺧول اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،وﯾﻛﻠف ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﻧظﯾم
ﻫذﻩ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑواﺳطﺔ أﻋوان" ﺗﺧﺗص اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺗﻣﺛﯾل
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺣﺗرام اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ .وﯾﻠﺟﺄ ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ:
-اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻟﻬﺎ
أن ﺗطﻠب ﻛل ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺄﻣر ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ أي ﻣﺳﺗﻧد ﻣن ﻛل ﺷﺧص ﻣﻌﻧﻲ
2
ﻛﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت.
-اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ﻣن أﺟل اﻟﺑﺣث
واﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﺣري ﻛﺈﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش وﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋﻧد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺟﺎءت
اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻛرس دور اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟراﺋم ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون 22-96اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﻣﻊ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺧﺎﺻﯾن ﺑﺎﻟﺻرف وﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻣن ٕواﻟﻰ اﻟﺧﺎرج اﻟﻣﻌدل
ﺑﺎﻷﻣر 01-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2003/02/19اﻟﻣﺎدة 07ﻣﻧﻪ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫؤﻻء
اﻷﻋوان ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺻﻲ ﻋن اﻟﺟراﺋم ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
-وﻛذا اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01-05اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﺑﯾﯾض
اﻷﻣوال وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ
3
ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻛﺳﻠطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 105ﻣن اﻷﻣر 11-03ﻋﻠﻰ "ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎﯾن ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ أﺷﺧﺎص ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دون أن ﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻫم وﺗطﺑق
ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﻼﺣﻘﺎت اﻷﺧرى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ.
1
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .147
2
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .203
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .204
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻛﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺑﻌد ﺗوﺟﯾﻪ ﺗﺣذﯾر إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن أﺟل ﻛف ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت )اﻟﻣﺎدة 111ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 11-03اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد
1
واﻟﻘرض".
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
ﺳﻧﻠﻘﻲ ﻧظرة ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ اوﻻ ﺛم اﻻﺣراءات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ﺛﺎﻧﯾﺎ.
أوﻻ :طرﯾﻘﺔ ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ:
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺳﯾر ﻋﻣل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرأﺳﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظ أو ﻧﺎﺋﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺟﺗﻣﻊ إﻣﺎ ﻣرة ﻛل ﺷﻬر ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﺎدﯾﺔ أﯾن ﺗﺗداول ﺑﺣﺿور أرﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷول أوﻓﻲ
ﺟﻠﺳﺎت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﺑدﻋوة ﻣن رﺋﯾﺳﻬﺎ أو ﺑطﻠب ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣن
أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وﻫﻧﺎ ﯾﺟب ﺣﺿور ﻛل أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺗداول .ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺄﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻗ اررﺗﻬﺎ ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ اﻷﺻوات
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳﺎوي ﯾرﺑﺢ ﺻوت اﻟرﺋﯾس .ﺗﻛون ﻗ ارراﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻹدارة أو
اﻟﻣﺻﻔﻲ أو اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻛون اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻫﻲ ﻏﯾر ﻣوﻗﻔﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟطﻌن وﺟوﺑﺎ ﺧﻼل أﺟل 60ﺳﺗﯾن
2
ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻻ إذا رﻓﺿت اﻟﻘرار ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟﺗﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت ﻋﻣل ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣرة واﺣدة ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع ﺑرﺋﺎﺳﺔ
ﻣﻧﺳق ﯾﻌﯾﻧﻪ رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﺣرر ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻘرﯾر ﯾرﺳﻠﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ ﯾﻘﺗرح ﺑﻣوﺟﺑﻪ إﺟراء ﺣول
3
ﻣﺳﺎﺋل طﻠﺑﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻹدارﯾﺔ أو ﻣﺷروع ﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻹﺟراءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺈﺟراءات ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗداﺑﯾر وﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ إذا ﻛﺎن ذﻟك
ﺿرورﯾﺎ ﺣﺳب اﻷﺧطﺎء واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر دﻋوة اﻟﺑﻧوك إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوازﻧﻬﺎ أو
ﺗﺻﺣﯾﺢ أو ﺗﻛﯾﯾف أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻏﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم.
.1اﻹﺟراءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻛﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ:
وﻫﻲ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﺑﻧوك ﻓﻬﻲ ذات طﺎﺑﻊ وﻗﺎﺋﻲ
Préventifوذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .207
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .207
3
ﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﺣق ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣد ﺑوﻗرة ﺑوﻣرداس،
اﻟﺳﻧﺔ ،2010-2009ص .109
37
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
-اﻟﺗﺣذﯾر :وﻫو إﺟراء أوﻟﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 111ﻣن اﻷﻣر 11-03ﺗﺻدرﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ إﻟﻰ
1
اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻬﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻬﻧﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن ﻫذا اﻟﺑﻧك ﺗﺣذﯾر ﺑﻌد أن ﺗﻛون ﻗد طﻠﺑت ﺗﻔﺳﯾرات
وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 111ﻣن اﻷﻣر 11-03إذا أﺧﻠت إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻘواﻋد ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻬﻧﺔ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻧﺔ أن ﺗوﺟﻪ ﺑﻌد اﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرص ﻟﻣﺳﯾري ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﻟﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾراﺗﻬم ﺣﯾث ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻗواﻋد اﻟﺳﯾر
اﻟﺣﺳن ﻗﯾﺎم ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺑﺈﻟزام زﺑون ﻟدﯾﻪ أن ﯾﺣول ﺟﻣﯾﻊ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻟدى ﺷﺑﺎﺑﯾﻛﻪ ﺣﺗﻰ
2
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬذا اﻟزﺑون اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻘروض.
-اﻷﻣر :اﻷﻣر ﯾﺧص اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ أو اﻟﺑﻧك وﻛذا طرق اﻟﺗﺳﯾﯾر أي اﻟوﺿﻊ ﻏﯾر
اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ واﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت أي أن اﻷﻣر
اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﻣوﯾل وﺗﻐطﯾﺔ اﻟدﯾون واﺣﺗرام ﺑﻧﺳب اﻟﻣﺧﺎطر ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 112ﻣن اﻷﻣر " 11-03ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟﻧﺔ أو ﺗﺻﺣﯾﺢ أﺳﺎﻟﯾب ﺳﯾرﻩ" وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو اﻟﺑﻧك إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷواﻣر ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻹﺟراءات ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻷﻣر .11-03
-ﺗﻌﯾﯾن ﻗﺎﺋم ﻣؤﻗت ﺑﺎﻹدارة :ﯾﺟوز ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺗﻌﯾﯾن ﻣدﯾر ﻣؤﻗت ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر .ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻗد ﺗﺗﻌرض ﻷوﺿﺎع ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺻﻌﺑﺔ دون اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾﺗطﻠب ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻬو إﺟراء ﺗﺣﻔظﻲ ﻣﺳﻌﻰ إﻟﻰ
ﺣرﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 113ﻣن اﻷﻣر -03
.11
وﺗﺷﯾر اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن ﻫذا اﻷﻣر ﻗﺎﺋم ﺣﺗﻰ وﻟو طﻠب ذﻟك أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﻣﻧﺎورة ﻣن ﻣﺳﯾري اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
1
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .155
2
ﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﺣق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .159
38
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻛﻣﺎ أﺷﺎرت ﻧﻔس اﻟﻔﻘرة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرض اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 4و 5ﻣن اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻷﻣر 11-03وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ :اﻟﺗوﻗف اﻟﻣؤﻗت
1
ﻟﻣﺳﯾر أو أﻛﺛر وﻛذا ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم ﺷﺧص أو أﻛﺛر ﻣن ﻣﺳﯾرﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
2
وﯾﺟب أن ﻧﺷﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
وﻣن ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 113ﺻدور
ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2002/01/03ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻗﺎﺋم ﺑﺎﻹدارة ﻣؤﻗت ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋري
اﻟدوﻟﻲ AIBﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن اﻟﺟﻬﺔ رﻏم اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أﺻدرت
اﻟﻘرار رﻗم 12101ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2003/04/01ﺻرح ﻓﯾﻪ ﺑﻌدم ﺗﺄﺳﯾس اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﻣن طرف
3
AIBورﻓﺿﻪ.
وﻛﺎن ﻗد ﺳﺑق ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺗﻌﯾﯾن ﻗﺎﺋم ﺑﺎﻹدارة ﻣؤﻗﺗﺎ ﻛﺗدﺑﯾر اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟدى
4
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾوﻧﯾوﺑﻧك Union Bankﺧﻼل ﺷﻬر أﻓرﯾل .1997
.2اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ )اﻹﺟراءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻛﺳﻠطﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ(:
ﯾﺣق ﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﺗﺗﺧذ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻫذا إﻋﻣﺎﻻ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻷﻣر 11-03وﺗﺑدأ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻹﻧذار
ﺣﯾث ﺗﺻل إﻟﻰ ﻋزل اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﺳﺣب اﻻﻋﺗﻣﺎد وﯾﻣﻛن
ﺣﺻر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺻر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت رﺋﯾﺳﯾﺔ:
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎﻟف اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ.
-اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗذﻋن ﻷﻣر ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠزﻣﻬﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎد
إﺟراءات ﺗﺑرر وﺿﻌﯾﺗﻬﺎ.
-اﻟﺑﻧوك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﺣذﯾر اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
5
ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﺟﻧﺔ أﯾﺿﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺄن ﺗﺄﻣر ﺑﻌﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ.
1
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .158
2
ﻣﺑروك ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ و اﻟﻧﺻوص ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2006 ،اﻟﺟزاﺋر ،ص .150-149
3
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .159
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .160
5
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .159
39
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
زﻓوﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .160
2
ﻧﻌﯾﻣﺔ ﺑن اﻟﻌﺎﻣر ،اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺣﺗرازي ،ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻗﻊ وﺗﺣدﯾﺎت.
3
ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .220
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .221
40
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﯾﻌود ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ 1980ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 05-80اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 01
ﻣﺎرس 1980وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 190ﻣن دﺳﺗور ﺳﻧﺔ 1976ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة
160ﻣن دﺳﺗور 1989وﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون .32-90
وأﻋﺎد اﻟﻘﺎﻧون 20-95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1995/07/17اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 39اﻟﻣﺗﻌﻠق
1
ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﺳﺗور 1996ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 170ﻣﻧﻪ.
أوﻻ :ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﻠس
أﻣﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
377-95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .1995/11/20
ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﯾﺗﻛون ﻣن أﻋﺿﺎء ﯾﻣﺎرﺳون وظﯾﻔﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣرﺳوم
رﻗم 23-95اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 1995/08/26اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﺿﺎة ﻣﺟﻠس
2
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ.
وﯾﺗﺷﻛل اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﻏرف وﺗﺷﻛﯾﻼت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻹدارﯾﺔ.
أ .ﻏرف اﻟﻣﺟﻠس وﺗﺷﻛﯾﻼﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ :ﯾﺗﻛون ﻣن 08ﻏرف ذات اﺧﺗﺻﺎص وطﻧﻲ و09
ﻏرف أﺧرى ذات اﺧﺗﺻﺎص إﻗﻠﯾﻣﻲ.
أﻣﺎ اﻟﻐرف ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوطﻧﻲ ﻓﻘد ﺣددت اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﻐرف ﺣﺳب اﻟﻘطﺎع اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ
ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ.
-اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛوﯾن.
-اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟري.
-اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ واﻟﻧﻘل.
-اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﻧوك واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت.
1
ﻓﺗﺣﻲ ﻗﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2013 ،2012 ،
2
ﻣﻧﺻوري اﻟﻬﺎدي ،ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ،ﻗﺎﻧون إداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة،
،2015/2014ص .16
41
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
-اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻣواﺻﻼت.
ﻓﺎﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻔروﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫﻛذا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘرار
1
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996/01/16اﻟذي ﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻐرﻓﺔ ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدى.
واﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗراﻗب ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وو ازرة اﻟدﻓﺎع.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ 09ﻏرف ﺟﻬوﯾﺔ ذات اﺧﺗﺻﺎص
إﻗﻠﯾﻣﻲ ﯾﺗوﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ وﯾوﺟد ﻣﻘر ﻫذﻩ اﻟﻐرف ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ" :اﻟﺟزاﺋر ،وﻫران ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ،
ﺗﯾزي وزو ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،اﻟﺑﻠﯾدة ،ورﻗﻠﺔ ،ﺑﺷﺎر" ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻓرﻋﯾن ﯾراﻗب اﻟﻔرع
اﻷول وﻻﯾﺔ ﻋﻧﺎﺑﺔ ،ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟطﺎرف واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾراﻗب وﻻﯾﺔ ﻗﺎﻟﻣﺔ ﺳوق أﻫراس ،أم اﻟﺑواﻗﻲ،
2
ﺗﺑﺳﺔ.
وﻋدد ﻫذﻩ اﻟﻐرف اﻟﺟﻬوﯾﺔ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﻋﺷرﯾن ﻏرﻓﺔ.
ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 47ﻣن اﻷﻣر 20-95وﯾﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ ﻟدراﺳﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ،
وﯾﺟﺗﻣﻊ ﻟﻠﻣداوﻟﺔ إﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻛل اﻟﻐرف ﻣﺟﻣﻌﺔ أو ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻐرف وﻓروﻋﻬﺎ أوﻓﻲ
ﺷﻛل ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺿﺑﺎط ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺿم اﻟﻣﺟﻠس ﻟﺟﻧﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎرﯾر واﻟﺑراﻣﺞ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﺣﺿﯾر
واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺳﻧوي ﻟﻧﺷﺎط ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ رﺋﯾس
3
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻗﺗراح ﺗداﺑﯾر ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺟﻠس.
ب .اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ :ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻐرف اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻓﯾﺣﺗوي اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ
إدارﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظﺎرة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻬﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗب ﺿﺑط ﻛﻣﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
أﺟﻬزة ﺗدﻋﯾم ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋل واﻟظروف اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻣن
4
ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬم.
1
أﻣﺟوح ﻧوار ،ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻧظﺎﻣﻪ و دورﻩ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ أطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2007-2006 ،ص .27،26
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .28
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.30 ،29
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .33
42
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺣﺗوي اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ أﺟﻬزة ﺗدﻋﯾم ﺳوف ﻧدرﺟﻬﺎ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﯾﺗرأﺳﻬﺎ أﻣﯾن ﻋﺎم وﻫو اﻵﻣر ﺑﺎﻟﺻرف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﯾﻠﺣق ﺑﻪ ﻣﻛﺗب ﻟﻠﺗﻧظﯾم
اﻟﻌﺎم وﻣﻛﺗب آﺧر ﻟﻠﺗرﺟﻣﺔ وﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺎدة 34
ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ .377-95
-اﻷﻗﺳﺎم اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ ،ﺗﻌﻣل ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﻠس وﻫﻲ:
-ﻗﺳم اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟرﻗﺎﺑﺔ.
-ﻗﺳم اﻟدراﺳﺎت وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
-ﻣدﯾرﯾﺔ اﻹدارة واﻟوﺳﺎﺋل ﺗﺗﻔرع إﻟﻰ 04ﻣدﯾرﯾﺎت ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن،
اﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس ،اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ 1اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻣرﺳوم .377-95
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟرﺋﯾس دﯾوان ﯾﺷرف ﻋﻠﯾﻪ رﺋﯾس اﻟدﯾوان ،وﯾﺿم ﻣدﯾرﯾن 02ﻣﻬﻣﺗﻪ
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻊ اﻷﺟﻬزة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻛذﻟك ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻊ اﻟﻬﯾﺋﺎت
اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺟﻬوﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ُﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس ﻋﺿوا ﻓﯾﻬﺎ )اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻟﻸﺟﻬزة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻼﯾﺔ INTOSHواﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻸﺟﻬزة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ARABOSA
واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻷﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .AFROSA
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺳﯾر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
ﯾﻣﺎرس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘدﻣﺔ أوﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن وﻓﺟﺎﺋﯾﺎ أو
ﺑﻌد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﯾﺗﻣﺗﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﺣق اﻻطﻼع واﻟﺗﺣري .وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد دﻋم اﻟﻣﺷرع ﻣﺟﻠس
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺑﻌدة آﻟﯾﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﺣق اﻻطﻼع
2
وﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣري.
وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 55ﻣن اﻷﻣر 20-95اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺟﻠس أن ﯾطﻠب اﻻطﻼع
ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﻬل رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾم
1
أﻣﺟوج ﻧوار ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .35
2
ﺣﺎﺣﺔ ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ،اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2013-2012 ،ص .554
43
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ وﻟﻠﻣﺟﻠس ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ أﻋوان
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ.
وﻟﻠﻣﺟﻠس أﯾﺿﺎ أن ﯾطﻠب اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل ﻟﻪ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ،وﻟﻪ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺟري ﻛل اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ وﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬم ﺣق اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ أﻣﻼك ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ
ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘق ذﻟك.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﻠﻌب ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم واﻟﺗﺟﺎوزات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣس أو ﺗﻠﺣق
ﺿر ار ﺑﺎﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﺑﺄﻣوال اﻟﻬﯾﺋﺎت أو اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ.
ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣزدوج إداري وﻗﺿﺎﺋﻲ وﻫو ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﻲ
اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻫذا ﺑﻌد ﺿﻣﺎن اﻟﺣﯾﺎد واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ وﻓﻲ إطﺎر ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﯾﻌﻣل
اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧظم واﻟﺻﺎرم ﻟﻠﻣوارد واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
-إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺳﺎب وﺗطوﯾر اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
-ﺗﻘرﯾر اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﻐش واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ
1
اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ واﺟب اﻟﻣﻬﻧﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ وﻋدم اﻹﺿرار ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
وﻟﻘد ﺷرع ﺣدود ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 02ﻣن اﻷﻣر رﻗم
20/95اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم وﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ وطﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد.
أوﻻ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ
وﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻣوﺟودة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ﺣﺳﺎب
اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺳﻼﻣﺔ اﻷرﻗﺎم و اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ أي اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ﺷروط اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣوارد واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ أﯾﺿﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات
1
ﺣﺎﺣﺔ ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .543
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎط ﺻﻧﺎﻋﯾﺎ أو ﺗﺟﺎرﯾﺎ أو ﻣﺎﻟﯾﺎ وﺗﻛون
أﻣواﻟﻬﺎ 1أو ﻣواردﻫﺎ أو رؤوس أﻣواﻟﻬﺎ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ .ﻛﻣﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺷرع ﺳﻧﺔ 2010ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 02-10ﻟﯾوﺳﻊ ﻣﺟﺎل
ﺗدﺧل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :رﻗﺎﺑﺔ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر
أي اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷداء ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺎﻫﺎ اﻟﻔﻘﻪ وﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻬدف
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻷداء واﻟﺗﺳﯾﯾر وﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻟزﯾﺎدة ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﺗرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻛﻔﺎءة
واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أداء اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن ﺟﻣﯾﻊ
اﻹﺟراءات ﺗﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘدرات واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ وأن اﻷﻫداف ﺗﺣﻘق ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل واﻗﺗﺻﺎدي،
ﺑﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﯾﺔ أﺷﺎر ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻷﻣر 20-95واﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣت ﻟﻠﻣﺟﻠس
2
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم ﻧوﻋﯾﺔ ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻷداء.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ
إن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺔ واﻟﺟﻬﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
3
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ.
وﺧﺻوﺻﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﻔﺎق ﺑﻛل ﺧطواﺗﻬﺎ
وﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 02/02ﻣن اﻷﻣر 20-95ﺣﯾث ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾدﻗق ﻓﻲ ﺷروط اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻷﻣوال
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ وﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬﺎ
4
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
1
ﺣﺎﺣﺔ ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .543
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .544
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .545
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .546
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
ﺟﺑﺎري ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء أﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2016 ،دار ﻫوﻣﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،ص .129
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .130
3
رﻣزي ﺣوﺣو ،ﻟﺑﻧﻰ ﻧش ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻣﺧﺑر أﺛر
اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ص .72
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻹدارة واﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻟﺟﺎن أو ﻣراﻓق ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑدور ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد
وﺗزداد ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﺗوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻟدى رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ
1
ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوﻗﺎﯾﺔ وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺳﺎد.
ﻧﺻﺑت ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ 2011/01/03ﺣﯾث ﺗم إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم
2
413-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2006/11/22
وﺣﺗﻰ ﺗﺑﺎﺷر ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﺻﻼﺣﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘل اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻬﺎ وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
3
اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد.
وﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﯾﺎم اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺑﺄداء اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬم ﻗﺑل
4
اﺳﺗﻼﻣﻬم اﻟﻣﻬﺎم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﺋﺔ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 413-06اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ﺗﺣدد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ
ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ﯾﺗﺿﺢ أن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن:
-ﻣﺟﻠس اﻟﯾﻘظﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم.
-ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﺗﺣﺳﯾن.
-ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﯾﺎت.
وﺗزود اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 07ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻋﻼﻩ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﯾﺗوﻻﻫﺎ أﻣﯾن ﻋﺎم ﯾﺳﻬر
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﻬﯾﺋﺔ ﯾﻌﯾن ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ.
-1ﻣﺟﻠس اﻟﯾﻘظﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم :ﯾﺗﻛون ﻣن رﺋﯾس اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد واﻟوﻗﺎﯾﺔ وﻟﻪ
ﺳﺗﺔ أﻋﺿﺎء ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻣن ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
وﻣﺷﻬود ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ واﻟﻛﻔﺎءة.
1
ﺑﺎدﯾس ﺑوﺳﻌﯾود ،ﻣﺄﺳﺳﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،2012-1999ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود
ﻣﻌﻣري ﺑﺗﯾزي وزو ،ﺟوان ،2015ص .106
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .107
3
رﻣزي ﺣوﺣو ،ﻟﺑﻧﻰ دﻧش ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .73
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .74
47
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
وﺗﺗﻣﺛل ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺟﻠس ﻫذا )ﻣﺟﻠس اﻟﯾﻘظﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم( ﻓﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
1
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻋﻼﻩ.
-2ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﺗﺣﺳﯾن :ﻟﻪ دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾض واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﺎل
اﻟﻔﺳﺎد وذﻟك ﺑﺎﻗﺗراح ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻣل ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﺗﻘدﯾم ﺗوﺟﯾﻬﺎت ﺗﺧص اﻟوﻗﺎﯾﺔ إﻟﻰ
ﻛل ﺷﺧص أو ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ واﻗﺗراح اﻟﺗداﺑﯾر ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﻋداد ﻗواﻋد أﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟﻣﻬﻧﺔ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﻊ وﻣرﻛزة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺣد واﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﻔﺳﺎد.
-3ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت :ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻋوان اﻟدوﻟﺔ
ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ودراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ
ﺣﻔظﻬﺎ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ واﻟﺗﺣري ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﺳﺎد وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت
2
اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن أﻋﺿﺎء اﻟﻬﯾﺋﺔ ﯾﻌﯾﻧون ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻟﻣدة 05ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد
3
ﻣرة واﺣدة.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد
ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺗﻣﺎرس اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻬﺎم واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﯾﺗﻣﯾز ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺗداﺑﯾر وﻗﺎﺋﯾﺔ وﺑﺗﻧوع ﻣن ﺗداﺑﯾر اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ وﺗداﺑﯾر إدارﯾﺔ.
أوﻻ :اﻟﺗداﺑﯾر اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ
ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1اﻗﺗراح ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾر اﻷﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
.2ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل وﻣرﻛزة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﻔﺳﺎد ﻻ
ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻹﺟراﺋﻲ ﻋن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل
1
رﻣزي ﺣوﺣو ،ﻟﺑﻧﻰ ﻧش ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص74
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .75
3
ﺑﺎدﯾس ﺑوﺳﻌﯾود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .107
48
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻓﻼت اﻟﻣﺗورطﯾن واﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳﺎد وﻣن ﺛم ﺗﻘدﯾم اﻟﺗوﺻﯾﺎت
ﺑﺈزاﻟﺗﻬﺎ.
.3اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
1
اﻟﻔﺳﺎد.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗداﺑﯾر اﻹدارﯾﺔ
ﻟﻌﻠﻰ أﻫم ﻋﻣل ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت
ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن ﻛون ﻫذا اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﯾﻌﯾن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋﻧﺎﺻر اﻟذﻣﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻓﻲ ظروف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫوﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت
ﻣﻊ ﺗطور اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
ﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋن ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻬو ﯾﺧص ﻓﺋﺔ ﻛل ﻣن رؤﺳﺎء وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣن ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
وأﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري وأﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ وﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﻧك واﻟﺳﻔراء واﻟﻘﻧﺎﺻﻠﺔ واﻟوﻻة واﻟﻘﺿﺎء ٕواﺣﺎﻟﺗﻬم إﻟﻰ اﻟرﺋﯾس اﻷول ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
2
اﻟﻌﻠﯾﺎ.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﺻل اﻟﻬﯾﺋﺔ إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ذات طﺎﺑﻊ أو وﺻف ﺟزاﺋﻲ ﺗﺣول اﻟﻣﻠف إﻟﻰ وزﯾر
اﻟﻌدل ﺣﺎﻓظ اﻷﺧﺗﺎم اﻟذي ﯾﺧطر اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص ﻟﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد
3
اﻻﻗﺗﺿﺎء.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻛﻠﯾف ﻟﻠﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ وﻟﯾس ﺗﺷرﯾف ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ أداء
اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﻛﻠف ﺑﺄداء واﺟﺑﺎت وظﯾﻔﺗﻪ ﺑدﻗﺔ وأﻣﺎﻧﺔ وﺳرﻋﺔ وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗوﻓر ﻟﻪ أو ﻋدة
ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن اﻻﻋﺗداء وﺗﻘرر ﻟﻪ ﻋﻘوﺑﺎت ﺻﺎرﻣﺔ إذا اﻋﺗدى ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطن أﺛﻧﺎء ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ
4
ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺧدﻣﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻌﻣل ﺑﻪ.
1
رﻣزي ﺣوﺣو ،ﻟﺑﻧﻰ ﻧش ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .76
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .77
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .78
4
ﻋﺑداﻟﻘﺎدر ﻋﺑد اﻟﺣﺎﻓظ اﻟﺷﯾﺧﻠﻲ ،اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ،اﻟرﯾﺎض ،ﻣن
12-10ﺷﻌﺑﺎن 1424ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ .2003/10/8-6
49
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
،2014ص .21
2
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 43ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01-16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2016-03-06اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،2016ج ر 14ﺑﺗﺎرﯾﺦ
.2016/03/07
3
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 41ﻣن اﻟﻘﺎﻧون .01-16
4
ﻧﺟﺎر ﻟوﯾزة ،اﻟﺗﺻدي اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ واﻟﺟزاﺋﻲ ﻟظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2014-2013 ،ص .421
50
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﻋﺑد اﷲ أوﻫﺎﯾﺑﯾﺔ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2015 ،ص.378 1
2
أﺣﻣد ﻟﻌور ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺻﺎ و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣدث اﻟﺗﻌدﯾل أﻣر 02/15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2015/07/23
دار اﻟﻬدى ،ص .47
3
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ،2014 ،ص .79
4
ﻧﺟﺎر ﻟوزﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .423
5
ﻧﺻر اﻟدﯾن ﻫﻧوﻧﻲ ،دارﯾن ﻟﻘدح ،اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2015ص .97
51
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣري اﻟﺧﺎﺻﺔ :وﻫو ﻣﺎ ﺗطرق ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﺗﺳرب اوﻻ
واﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣراﻗب ﺛﺎﻧﯾﺎ واﻻﻋﺗراض اﻟﻣراﺳﻼت ﺛﺎﻟﺛﺎ
أوﻻ :اﻟﺗﺳرب :
ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺳرب ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 65ﻣﻛرر 12اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺳرب ﻗﯾﺎم ﺿﺎﺑط أو ﻋون اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﻧﺳﯾق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬم ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ
1
ﺑﺈﯾﻬﺎﻣﻬم أﻧﻪ ﻓﺎﻋل ﻣﻌﻬم أو ﺷرﯾك ﻟﻬم أو ﻣﺣﻔز ﻟﻬم".
وذﻟك ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣراﻗﺑﺗﻬم ﻗﺻد اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﻼﺑﺳﺎت ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ
وﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﺷروط ﻧذﻛرﻫﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎز:
-أن ﯾﺻدر اﻹذن ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌد إﺧطﺎر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗص.
-أن ﯾوﺟﻪ ﻫذا اﻹذن ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو أﺣد أﻋواﻧﻪ ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺿﺎﺑط.
2
-ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺳّرب أن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻫوﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﺎرة.
-إذا ﺗطﻠب اﻷﻣر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳرب وﺗواﻓرت ﺟﻣﯾﻊ ﺷروط ﻣﺑﺎﺷر ﻋﺿو اﻟﺿﺑطﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﻬﺎم ﻣن أﺟل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ دون ﻏﯾرﻩ ﺑوﺻﻔﻪ ﺷﺎﻫد ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ
3
ﺟوازﯾﺔ ﯾرﺟﻊ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳرب ﺗﺧص ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺧﺻوﺻﺎ.
1
أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص .40
2
ﻧﺻر اﻟدﯾن ﻫﻧوﻧﻲ ،دارﯾن ﻟﻘدح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .97
3
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 65ﻣﻛرر 18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
52
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺳﻣﺎح اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺗﻧﻘل أﺷﯾﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ أو ﻣﺷﺑوﻫﺔ ﻓﻲ ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ
ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم اﻟوطﻧﻲ ﺑﺄن ﺗدﺧل اﻟﯾﻪ أو ﺗﺧرج ﻣن أو ﺗﻌﺑر ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻐرض
اﻟﺗﺣري وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﺟراﺋم ،ﻛﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال.
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 02ﻓﻘرة ﻣن ﻗﺎﻧون 01-06ﺑﺄﻧﻪ اﻹﺟ ارء اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺷﺣﻧﺎت ﻏﯾر
ﻣﺷروﻋﺔ أو ﻣﺷﺑوﻫﺔ ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن اﻹﻗﻠﯾم اﻟوطﻧﻲ أو اﻟﻣرور ﻋﺑرﻩ أو دﺧوﻟﻪ ﺑﻌﻠم ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم وﻛﺷف ﻫوﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺿﺎﻟﻌﯾن ﻓﻲ
1
ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻋﺗراض اﻟﻣراﺳﻼت واﻟﺗرﺻد اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﺳرﯾﺔ اﻟﻣراﺳﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑﺣث
2
واﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ ﺣول اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﺑﻬم.
أﻣﺎ اﻟﺗرﺻد اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﺟراء ﺟدﯾد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 56ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻔﺳﺎد وﻫو اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ ﺟﻬﺎز إرﺳﺎل ﯾﻛون ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺳوا ار اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗرﺻد ﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺎﻷﻣر واﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ
3
ﯾﺗواﺟد ﻓﯾﻬﺎ وﻫو إﺟراء اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .1997/12/19
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣري اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻫذﻩ ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت أو
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣت اﻟﻣراﻗﺑﺔ أو إﺷراف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺧطﯾرة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ واﻟﻛﺷف
4
ﻋﻧﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﯾن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 29
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري.
1
ﻧﺟﺎر ﻟوﯾزة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .424
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر ،2015 ،ص .100
3
أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .42
4
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .97
53
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺗﺑﺎﺷر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗطﺎﻟب ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﻫﻲ ﺗﻣﺛل
أﻣﺎم ﻛل ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﯾرى اﻟﺑﻌض ﺑﺄن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو ﺑدء اﻹﺟراءات
1
ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدﻋوى.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدﻋوى ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ إدﺧﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣوزة
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑدء ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق أي ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﻣﺛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
2
ﻟﺗﻘدﯾم اﻟطﻠﺑﺎت أو إﺑداﺋﻬﺎ -اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف -اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم.
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺈن اﻟدﻋوى ﺗﺣرك ﻣن طرف رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء أو اﻟﻣوظﻔون
اﻟﻣﻌﻬود ﻟﻬم ﺑذﻟك واﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ٕواذا ﻛﺎﻧت ﺑﻌض اﻷطراف ﺗﺷﺎرك اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻓﻘد ﻣﻧﺣت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ وﺣدﻫﺎ ﺣق ﻣﺑﺎﺷرة
اﻟدﻋوى ﺑل ﻫﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري.
وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻘوﻟﻪ
"ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟوﺿﻊ ﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ" أي أن ﻏﺎﯾﺔ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧظﺎم إﺟراﺋﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرم اﻟواﻗﻊ وﻧﺳﺑﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب وﯾﺗﯾﺢ ﻋن وﺟود إداﻧﺔ أو ﺗﺑرﺋﺔ اﻟﻣﺗﻬم ،وﻻ ﺷك ﻓﻲ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ
3
ﺗﺻل ﺑﺎﻟدﻋوى وﺗﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﺧﻼف ﻛﺎﻓﺔ ﻣراﺣل اﻹﺟراءات ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات.
وﻗد ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠطﺔ اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣﺟرﻣﯾن أي أن اﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫذا اﻟﺣق ﻟﯾس ﻣﻘﺻور ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘط ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺟوز اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر
أن ﯾﻘوم ﺑﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى أﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎدﻋﺎء اﻟﻣدﻧﻲ أﻣﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
4
وﻫوﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 72ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
ٕواﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺣﺿور أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺢ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 337ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻲ ﺗﺻرح أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ أن ﯾﻛﻠف اﻟﻣﺗﻬم
ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺣﺿور أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
1
ﻓﺿﯾل اﻟﻌﯾش ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﻌﻣﻠﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺑدر ،اﻟﺟزاﺋر ،ص .26
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .28
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .33
4
ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم .اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .13
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ----------اﻹطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
* ﺗرك اﻷﺳرة * .ﻋدم ﺗﺳﻠﯾم اﻟطﻔل * .اﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺔ اﻟﻣﻧزل * .اﻟﻘذف* .إﺻدار ﺷﯾك ﺑدون
رﺻﯾد.
وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻛﻠﯾف
1
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺣﺿور.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺑﺎب اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟدﻋوى ﻗد ﺗﻌﺗرﺿﻬﺎ أﺳﺑﺎب ﺗؤدي ﻻﻧﻘﺿﺎﺋﻬﺎ ﻗﺑل ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ وﻫذﻩ
اﻷﺳﺑﺎب ﺗﻛون إﻣﺎ أﺳﺑﺎب ﻋﺎﻣﺔ ٕواﻣﺎ أﺳﺑﺎب ﺧﺎﺻﺔ.
أوﻻ :اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺗﻧص اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ
ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم وﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم واﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل وﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺑﺻدور ﺣﻛم ﺣﺎﺋز
2
ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ:
* وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻬم * .اﻟﺗﻘﺎدم * .اﻟﻌﻔو اﻟﺷﺎﻣل * .إﻟﻐﺎء ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت * .ﺻدور ﺣﻛم ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة
3
اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
وﻣﻧﻬﺎ ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى وﻫﻲ ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟراﺋم ﯾﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺿرورة ﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻣن طرف اﻟﻣﺗﺿرر وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ اﻟﺳرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ أي
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺣب اﻟﺷﻛوى ﺗﻧﻘض اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺑﻌض اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن إﺟراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
ﻣﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﻛﺎﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﺎدة 265ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻣل
4
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 155ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 11-90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ.
1
ﻣﺣﻣد ﺣزﺑط ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .14
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .23
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .24
4
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .27
55
اﻟﺧــــــــــــﺎﺗﻣﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻣﺳﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﯾﻼﺣظ أن ﻫذﻩ
اﻵﻟﯾﺎت وﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ رﺻدﺗﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺟرﯾﻣﺔ
أدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺎ ﺷﻬدﺗﻪ اﻟﺳﺎﺣﺔ ﻣن ﻓﺿﺎﺋﺢ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟم ﺗﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود وﻻ ّ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ اﻻﺧﺗﻼﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص
واﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣﻣول اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﺿﯾﺣﺔ ﺑﻧك اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﺧﯾر
ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ
ﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ ذاﻟك ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ّ
ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻵﻓﺔ وذﻟك ﺑوﺻﻊّ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟوﻗوع ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﺻﻼ وﻟﯾس ﺳن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﻌد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻫذا
:ﺿﻌف ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ وﻣن ذاﻟك
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﻘر واﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﺗدﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓراد ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻬم ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻬم ﺟراﺋم ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ واﻻﺧﺗﻼس ،ﻋدم اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻔرد وﺗﻛوﯾﻧﻪ وﺗرﺑﯾﺗﻪ ﺗرﺑﯾﺔ
ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﺔ وﺣب اﻟوطن وﺣﻔظ اﻷﻣﺎﻧﺔ ....إﻟﺦ.
وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻧﻬﺎ:
-اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗطور ﺑﺗطور اﻟﻌﺻر ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺿﻰ
أﺻﺑﺢ اﻵن ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷرﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب إﻋﺎدة اﻟﺗﺣﺳﯾس ﺑﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم.
-إن ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻛون ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ أﺧرى وﻗﻌت ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض
اﻷﻣوال ﻣﺛﻼ ﻓﻠﻛﻲ ﺗﻛون ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺑﯾﯾض ﻻ ﺑد أن ﺗﻛون اﻷﻣوال ﻣﺻدرﻫﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع
)ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات ،اﻷﺳﻠﺣﺔ ،اﻟﺑﻐﺎء ،اﻟﻘﻣﺎر ،اﻟرﻗﯾق اﻷﺑﯾض(.
-اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري وﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑظﺎﻫرة اﻟرﺷوة ﯾﺷﺎﻫم ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
-ﻣﺧﺎطر اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻ ﺗﻌد وﻻ ﺗﺣﺻﻰ ﻓﻬﻲ ﺗﻣس ﺑﻌﻧﺻر اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد
واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب:
-رﻏم اﻟﺗرﺳﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗزال ﻟم ﺗﺣﻘق اﻟﻬدف
اﻟﻣﻧﺷود ﻣن وراءﻫﺎ.
56
اﻟﺧــــــــــــﺎﺗﻣﺔ
-ﺿرورة اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري ﻣن ﻧﺷﺄﺗﻪ ﻧﺷﺄة ﺳﻠﯾﻣﺔ ﺗﻘدر اﻟﻣﺛل اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﺣب
اﻟوطن ﻣﺛﻼ وذﻟك ﺑﺧﻠق ﺑراﻣﺞ ﺗرﺑوﯾﺔ ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻟﺣﯾﺎة اﻟﻔرد.
-ﺿرورة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ،وﻋدم اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل أو
اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻘط دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌواﻗب
اﻟوﺧﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺟر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
-اﻻﻫﺗﻣﺎم أﻛﺛر ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال وﺧﺎﺻﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ
وذﻟك ﺑﺗﻔﻌﯾل وﺧﻠق آﻟﯾﺎت أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ.
-ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﻼﻻت ﻣن ﻣﺷﺎﻛل ﻛﺎﻟﻔﻘر،
واﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻧﻣو ﻏﯾر اﻟﻣﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟواﺣدة ﻟﻠﺑﻠد اﻟواﺣد )ﺻﺣراء ،ﺷﻣﺎل ﻛﻣﺎ ﻫو
اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺛﻼ(.
-ﺧﻠق آﻟﯾﺎت ﺗﺳﺎرع اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وذﻟك ﺑﺈﺷراك اﻟﻣواطن ﺑرﺳم ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺑﻼد واﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون.
-ﺿرورة ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺎﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺟراﺋم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔﺷﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد.
-اﺑﺗﻌﺎد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن ﻋن اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺗﻔﺳر ﺑﻣروﻧﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻛل ﻓرد ﯾﺣﺎول ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ.
-ﺿرورة اﺑﺗﻌﺎد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋن ﺗﻘﻠﯾد ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺷرﻋﯾن وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﻛﺎﻻﻗﺗﺑﺎس اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﺿﺎرب ﻓﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت وﺧﺎﺻﺔ
أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺧﺗﻠف
اﺧﺗﻼف ظﺎﻫ ار ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد وﻗﺑل ذﻟك ﻓﻲ اﻟدﯾن.
-ﻋدم ﺗﻘﯾد ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺷﻛوى ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﻔﺷﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑل ﺗﺻﺑﺢ أﻣ ار ﻣﺄﻟوﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ دون أن ﺗﻘوم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺗﻘدﯾم ﺷﻛوى ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
57
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ااﻟﻣﺻﺎدر:
اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم.
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ.
دﺳﺗور .1976
دﺳﺗور .1989
دﺳﺗور .1996
ﻗﺎﻧون رﻗم 01-16ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم 1437ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ 6ﻣﺎرس
2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري.
اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋرب اﻟوطن اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2000/11/15اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم
اﻟرﺋﺎﺳﻲ 55-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2002/02/05
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻛﺗب:
.1أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
) ،2015اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص ،ﺿد اﻷﻣوال ،اﻟﺟراﺋم اﻟﺧﺎﺻﺔ(.
.2أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﺟراﺋم ﺿد
اﻷﺷﺧﺎص ،اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﻣوال ،ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ
ﻋﺷر.2015 ،
.3أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد،
ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل ،ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ .2013/2012 ،13
.4أﺣﻣد ﻟﻌور ،ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺻﺎ
وﺗطﺑﯾﻘﺎ ،طﺑﻌﺔ ﺟدﯾدة ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر.2015 ،
58
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
.5أﻧور ﻣﺣﻣد ﺻدﻗﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ
ﺗﺄﻫﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرن ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺻرﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
.6ﺑﺎﺳم ﺷﻬﺎب ،ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل واﻟﺛﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ،دار ﺑﯾرﺗﻲ ،اﻟﺟزاﺋر
.2013 ،
.7ﺟﺑﺎري ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء أﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2016دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
.8ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار ﺑﻠﻘﯾس،
اﻟﺟزاﺋر.2015 ،
.9ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ،2دار
ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
.10ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﯾﺎد ،ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال واﻹﺛراء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﻣﺎ ،دار
اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ .2014/1435
.11ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋﺑد اﻟﺣﺎﻓظ اﻟﺷﯾﺧﻠﻲ ،اﻟدورة اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن 20
إﻟﻰ 24ﺻﻔر 1428ه اﻟﻣواﻓق ﻟـ 10إﻟﻰ .2013/03/14اﻟﺟﻬود واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض1428 ،ه-
.2007
.12ﻋﺑد اﷲ أوﻫﺎﯾﺑﯾﺔ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﻪ ،اﻟﺟزاﺋر.2015
.13ﻓﺿﯾل اﻟﻌﯾش ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﻌﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﺧر
اﻟﺗﻌدﯾﻼت ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺑدر ،اﻟﺟزاﺋر
.14ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻣﻠﻬﺎق ،وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ،دار ﻫوﻣﺔ.
59
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
.15ﻣﺑروك ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ط ،2دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ﻣﻊ
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ.
.16ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔﯾن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وأﺳﺎﻟﯾب
ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ،اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾون ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
.2014
.17ﻣﺣﻔوظ ﻟﻌﺷب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،اﻟﻧظﺎم
اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،اﻟﺳر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ ،2001 ،اﻟﺟزاﺋر.
.18ﻣﺣﻔوظ ﻟﻌﺷب ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ.
.19ﻣﺣﻣد ﺣزﯾط ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﻘﺎرن ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2015
.20ﻣﺣﻣد ﺧرﺑط ،ﻣذﻛرات ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ،2014 ،اﻟﺟزاﺋر.
.21ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﺑوﺳﻌدﯾﺔ ،ﻣدﺧل إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻗﺎﻧون اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻷﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أﻧواع اﻟرﻗﺎﺑﺔ وآﻟﯾﺎﺗﻬﺎ وﻗطﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟﻠﻧﺷر،
.2014
.22ﻣﺧﺗﺎر ﺷﺑﯾﻠﻲ ،اﻹﺟرام اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ وﺳﺑل ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
.23ﻣﻧﺻور رﺣﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ.
60
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
.24ﻧﺻر اﻟدﯾن ﻫﻧوﻧﻲ ،دارﯾن اﻟﻘدح ،اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،2015 ،اﻟﺟزاﺋر.
.25ﻧوﻓل ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﷲ ﺻﻔو اﻟدﻟﯾﻣﻲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2015 ،
اﻟﻣﻘﺎﻻت:
ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻧﻊ ،ﺗطور اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻣﺟﻠﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌدد 03ﻟﺳﻧﺔ .1993
اﻟﺷرع ﻣرﯾم ،اﻟﺷرع اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻧوان رؤﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣول اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إﯾﻬﺎب اﻟروﺳﺎن ،اﺳﺗﺎذ ﻣﺳﺎﻋد ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎر ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻧوان
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،دﻓﺎﺗر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ ﺟوان .2012
اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟدﻛﺗور ﻋﺎدل اﻷﯾﺑوﻛﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم اﻷﻣﻧﻲ.
اﻷﺧﺿر ﻋرﺑﻲ ،دراﺳﺔ ظﺎﻫرة ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻋﺑر اﻟﺑﻧوك )ﺗﺣﻠﯾل اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دواﻓﻊ
وﺗﺣدﯾﺎت.
ﻗﺳوري ﻓﻬﯾﻣﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺑﻌﻧوان دور ﺧﻠﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻼم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم
ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.
اﻟﻘواﻧﯾن:
اﻷﻣر 11-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26أوت 2003اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد
ﻓﻲ 27أوت 2003اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 04-10اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 26أوت 2010
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 50ﻟﺳﻧﺔ 2010ﻣؤرخ ﻓﻲ 2010/09/01واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
08-13اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2013/12/30اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2014اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ 68ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ .2013/12/30
61
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
62
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
63
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
.3ﺑدر اﻟدﯾن ﺧﻼف ،ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أطروﺣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.2011-2010 ،
.4ﺗدرﺳت ﻛرﯾﻣﺔ ،دور اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ .2014/12/01
.5ز اررة ﻟﺧﺿر ،ﺟراﺋم اﻟﺷﯾك دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻرﻓﻲ،
أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟدراﺳﯾﺔ .2014-2013
.6ﻗدور ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ﻓرع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﯾزي وزو ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ .2013/03/19
.7زﻓون ﺳﻠﯾﻣﺔ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،
ﻓرع اﻟدوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2012-2014 ،
اﻟﻣداﺧﻼت:
ﻣﻧور أوﺳرﯾر ،ﺑودرﯾﻊ ﺻﻠﯾﺣﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﺑﻌﻧوان ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎﻣس ﺣول اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﻓﺗراﺿﻲ ،اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ.
رﻣزي ﺣوﺣو ،ﻟﺑﻧﻰ ﻧش ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد
اﻟﻔﺻﻠﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻓﻲ أﺛر اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ.
اﻟﻣواﻗﻊ:
ﺗﺎرﯾﺦ *Httpis//www.policemc.gov .2017/03/26
ﺗﺎرﯾﺦ * salihakoud@yahoo.fr .2017/02/02
64
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﺿوع
ﺷﻛر وﻋرﻓﺎن
إﻫداء
أ-ج ﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
4 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
4 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
4 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن )اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ(
5 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
6 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
6 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
10 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺑﺎب ﺗزاﯾد اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
11 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
14 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﻌض ﺻور اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
14 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
14 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال و أرﻛﺎﻧﻬﺎ
14 أوﻻ :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
16 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
17 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻘوﺑﺎت ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال
17 أوﻻ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ
18 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
19 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
20 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس وأرﻛﺎﻧﻬﺎ
20 أوﻻ :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس
65
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
68
:ﻣﻠﺧص اﻟﺑﺣث
ﺗﻌد اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أﻛﺑر اﻟﻌواﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وازدﻫﺎرﻩ وذﻟك
.ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻬدد ﻛﯾﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
وﻟذا ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﻧذ
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻫذا ﺑﺳن ﻗواﻧﯾن وﺗﻧظﯾم آﻟﯾﺎت ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻗﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم1990
ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟﺗطور اﻟﺟﺎري ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أوﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻷﺧرى وﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وﺗﻣوﯾل اﻹرﻫﺎب واﻟﻘﺎﻧون01-05 اﻟﻘواﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻗﺎﻧون
. اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى01-06
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﻛون اﻟﺟراﺋم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻧﺻﺑت دراﺳﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﻌض ﺻورﻫﺎ ﻣﺛل ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس وﻣن أﺟل ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ
.ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
. اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ – ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال – اﻻﺧﺗﻼس:اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ
Résumé de la recherche:
Le crime économique des plus grands obstacles à l'avancement de l'économie nationale
et à la prospérité et à cause de ses implications socio-économiques et politiques de la société
entité menaçante.
اﻹطــﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣــﻲ
ﻟﻠﺟرﯾﻣــﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾـﺔ
اﻟﻔﺻـل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹطــﺎر اﻟرﻗﺎﺑﻲ
ﻟﻠﺟرﯾﻣــﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾـﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﺧـــــــــــــــــــــــــﺎﺗﻣﺔ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت