You are on page 1of 114

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف –اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﻣﯾدان‪:‬اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬ ‫ﻛﻠﯾﺔ‪:‬اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع‪ :‬اﻟﺣﻘوق‬ ‫ﻗﺳم‪ :‬اﻟﺣﻘوق‬


‫رﻗم ط‪1900469223 :1‬‬
‫اﻟﺗﺧﺻص‪:‬ﻗﺎﻧون إداري‬
‫ط‪19079515082 :2‬‬
‫‪......................‬‬
‫ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ‬
‫إﻋداد اﻟطﻠﺑﺔ‪ - :‬ﺳراﯾش ﺻﺎﺑرة‬
‫‪ -‬ﻣﺳﻬل اﻟﻌرﺑﻲ‬

‫ﺗﺣت ﻋﻧوان‬

‫اﳌﺒﺎدئ ا ﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬
‫اﻟﺻﻔﺔ‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫اﻟرﺗﺑﺔ‬ ‫اﻻﺳم واﻟﻠﻘب‬
‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬ ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر "أ"‬ ‫‪............‬‬
‫ﻣﺷرﻓﺎ وﻣﻘررا‬ ‫اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬ ‫اﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‬ ‫ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‬
‫ﻣﻣﺗﺣﻧﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬ ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر "أ"‬ ‫‪..............‬‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.2021/2020:‬‬
‫إﻫداء‬
‫إ اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟ اﺣ ﻗﺖ ﻟﺘﻨ در ﻲ‬
‫ﺪﻳﺔ ﻣﻨﺤ إﻳ ّ ﺎ ﺎ رﻲ‬ ‫إ أﻏ‬
‫أﻣﻲ ا ﺒ ﺒﺔ‬
‫إ ﻣﻦ ﺟﺮع اﻟﻜﺄس ﻓﺎرﻏﺎ ً ًﻟ ﺴﻘﻴ ﻗﻄﺮة ﺣﺐ‬
‫إ ﻣﻦ ﻠ ّ ﺖ أﻧﺎﻣﻠﮫ ﻟﻴﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻈﺔ ﺳﻌﺎدة ً‬
‫إ ﻣﻦ ﺣﺼﺪ ﺷﻮاك ﻋﻦ در ﻲ ﻟﻴﻤ ﺪ اﻟﻄﺮ ﻖ‬
‫واﻟﺪي اﻟﻌﺰ ﺰ‬
‫ﻣﻠﺆوا ﺣﻴﺎ ﻲ‪ ،‬وﺷﺎرﻛﻮ ﻲ أﺣﺰا ﻲ وﻣﺴﺮ ّ ا ﻲ‬
‫إ ﻣﻦ ﻋ‬
‫إﺧﻮا ﻲ وأﺧﻮا ﻲ وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ "وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء"‬
‫إ ﻣﻦ ﺸﺄت وﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﺑﻴ ﻢ ‪ . . ،‬إ ﻣﻦ اﻓﺨﺮ ﺑﺎﻧ ﺴﺎ ﻲ ﻟ ﻢ‬
‫ﻋﺎﺋﻠ ّ‬
‫ا ﺪي ﺪا اﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺻﺎﺑرة‬
‫ﺷﻜﺮ وﻋﺮﻓﺎن‬

‫َﻴْﻪِ أُﻧِﻴﺐ ُ ﴾ ﻫﻮد اﻵﻳﺔ‪88:‬‬


‫َﻛﱠ ﻠإِ ﻟْﺖُ‬
‫ﺑِﺎﻟﻠﱠﻪِ ﻋَ ﻠ ﺗَﻴْـَﻮﻪِو َ‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ‪:‬و ﺗَ﴿ ﻣـَﻮَ ْﺎ ﻓِ ﻴﻘِﻲإِﻻﱠ‬
‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ‪-‬ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‪-‬‬
‫إنﱠ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺸﻜﺮ أن ﻳﻜﻮن أوﻟﻪ ﷲ ﻋﺰﱠ وﺟﻞ‬
‫اﻟﺬي وﻓﻘﻨﺎ ﻹﺗﻤﺎم ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪ ،‬وﻳﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬
‫وﺳﺨﱠﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﺷﺪﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺑﻨﺎ اﻟﺴ ُ ﺒﻞ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن ﻷﺳﺘﺎذﺗﻨﺎ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ‪:‬‬
‫اﻟﺒﺮوﻓﻴﺴﻮر‪ :‬ﻇﺮﻳﻔﻲ ﻧﺎدﻳﺔ‬

‫‪:‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻘدﻣــﺔ‪:‬‬
‫إن ﻣﻬﺎم ووظﺎﺋف ﻋدﯾدة وﻣﺗﻧوﻋـﺔ وﺗﺧﺗﻠـف ﺣﺳـب اﻟﻧظـﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻣﺣـل إﺗﻣـﺎم ﻛـل‬
‫ﻋﻠﻣـﺎء اﻹدارة واﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري واﻟﻣﻬﺗﻣــﯾن ﺑــﺎﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وا ٕ ذا ﻛــﺎن ﻋﻠــم اﻹدارة ﯾﻬــﺗم‬
‫ﻣــن ـ‬
‫ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑوظﯾﻔ ــﺔ اﻟﺗﺧط ــﯾط واﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻓﻘﻬ ــﺎء اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري ﯾﻬﺗﻣ ــون ﺑ ــﺎﻹدارة ﻣ ــن ﺣﯾ ــث‬
‫ﻧﺷﺎطﻬﺎ وأﻣواﻟﻬﺎ وﻣوظﻔﯾﻬﺎ وﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷﺧﺻﺎ ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪.‬‬
‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت وظﺎﺋف اﻹدارة وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﺎن ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﯾظل ﻣرﻫوﻧﺎ ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور‪ ،‬وا ٕ ﻻ ﻟﻣـﺎ‬
‫ﻋﻣدتاﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ إﻟـﻰ ﺗزوﯾـد اﻹدارة ﺑﺎﻟﺟﺎﻧـب اﻟﺑﺷـري واﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻣـﺎدي‪ ،‬وا ٕ ﺣﺎطﺗﻬـﺎ ﺑﻧﺳـﯾﺞ‬
‫ﻣن اﻟﻧﺻـوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﺑﻣـﺎ ﯾﺳـﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﯾـﺎم ﺑﻣﻬﻣﺗﻬـﺎ وﯾﺗﺧـذ اﻟﻧﺷـﺎط اﻹداري ﻣظﻬـرﯾن أو‬
‫ﺻـورﺗﯾن ﻫﻣــﺎ ﺻــورة اﻟﺿــﺑط اﻹداري‪ ،‬وﻫــو ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣــن اﻹﺟـراءات واﻷواﻣــر واﻟﻘـرارات اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻌـﺎم ﻟﻣدﻟوﻻﺗـﻪ اﻟﺛﻼﺛـﺔ )اﻷﻣـن ‪ -‬اﻟﺻـﺣﺔ ‪-‬‬
‫اﻟﺳ ــﻛﯾﻧﺔ(وﺻ ــورة اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم اﻟ ــذي ﯾﻌ ــد اﻟﻣظﻬ ــر اﻹﯾﺟ ــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷ ــﺎط اﻹدار ي ﺗﺗ ــوﻻﻩ اﻹدارة‬
‫ﺑﻧﻔﺳــﻬﺎ‪ ،‬أو ﺑﺎﻹﺷ ـراك ﻣــﻊ اﻷﻓ ـراد وﺗﺳــﻌﻰ ﻣــن ﺧﻼﻟــﻪ إﻟــﻰ إﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﺗﻌــد ﻓﻛ ـرة‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﻫم ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗرد إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻌظم اﻟﻧظرﯾـﺎت واﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﺗـﻲ‬
‫اﺑﺗدﻋﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن اﺳـﺗﻣرار ﻋﻣﻠﻬـﺎ وأداﺋﻬـﺎ ﻟوظﯾﻔﺗﻬـﺎ ﺗﺳـﻣﻰ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ‬
‫اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ أو اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛـم ﺗﻧظــﯾم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر أن ﻫــذﻩ‬
‫اﻷﺧﯾـرة ﺗﻣﺛــل ﻣﺻــدرا أﺳﺎﺳــﯾﺎ ﯾﻛـﺎد ﯾﺣﺗﻛــر ﻏﺎﻟﺑﯾــﺔ اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬وﯾﻠﻌــب دورا ﺟوﻫرﯾــﺎ ﻫﺎﻣــﺎ‬
‫ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣـن اﻟﺿـروري أن ﯾؤﻛـد ﻋﻠـﻰ ﺿـرورة ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺑـﺎدئ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﻟﻠﻣرﻓ ــق اﻟﻌــﺎم ﻣ ــن أﺟ ــل أداء اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓﻘﯾ ــﺔ ﻟطﺎﻟﺑﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬و ﻟزوﻣــﺎ ﻻﺳ ــﺗﻣرارﯾﺔ ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﺧ ــدﻣﺎت ﺑﻧظــﺎم وا ٕ ﺿـ ــطراد ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﻣﺳـ ــﺎواة واﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وﺧﺎﺻ ــﺔ اﻟﺟـ ــودة اﻟﻣطﻠوﺑ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن ﺧﻼل أﻫﻣﯾـﺔ ﺗطوﯾرﻫـﺎ اﻟﻣﺳـﺗﻣر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﯾﺟـب ﺗـوﻓر اﻟﺷـروط اﻟﻼزﻣـﺔ ﻣـن أﺟـل‬
‫ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ‪.‬‬

‫~أ~‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ‪ :‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗل اﻟﻣظﻬر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ‬
‫ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري واﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ أن ﻣدرﺳـﺔ اﻟﻣرﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎم ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﻋرﻓت اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺟﺳم ﺧﻼﯾﺎﻩ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﺗزداد أﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺑﺣـث ﻣـﻊ ﺗزاﯾـد‬
‫وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻠم ﺗﻌد ﻣﻘﺻورة ﻋﻠـﻰ ﻣرﻓـق اﻟـدﻓﺎع واﻷﻣـن واﻟﻘﺿـﺎء‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻛـﺎن اﻟوﺿـﻊ ﻗـدﯾﻣﺎ‬
‫ﺑل أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف اﻟﻣﺟـﺎﻻت أدى إﻟـﻰ ﺗزاﯾـد ﻧﺷـﺎطﺎت اﻹدارة وﺗﺷـﺎﺑك ﻣﺻـﺎﻟﺣﻬﺎ‬
‫ﻣــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻟــذاﻟك أﺿــﺣﻰ ﻣــن اﻟﺿــروري ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺔ إﺑ ـراز اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎءت ﺑﻬــﺎ‬
‫اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﻟﻠﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﻓ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ اﻟﻣﯾ ــﺎدﯾن ﻣ ــن أﺟ ــل ﺳ ــﯾر اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ــدى‬
‫اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻘـﻪ واﻟﻘﺿـﺎء وﻣطﺎﺑﻘﺗﻬـﺎ ﻣـﻊ اﻟﺣﯾـﺎة اﻟﯾوﻣﯾـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‬
‫اﻟﻧﻘ ــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧ ــت ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﻛﻼﺳ ــﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﺎﺑق وذﻟ ــك ﺑﺗﺳ ــﯾﯾرﻫﺎ‬
‫ﺑﺄﺳﻠوب ﻣﺑﺎﺷر أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ‪.‬‬
‫ﻣﻣــﺎ ﺗطــرح ﻣواﻛﺑــﺔ اﻟﺗطــورات اﻟﺗــﻲ ﺗﻣــس اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن أﺟــل ﺣــل اﻟﻣﺷــﺎﻛل اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻘــف أﻣــﺎم اﻟﺗﺳــﯾﯾر اﻟﺣﺳــن ﻟﻠﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن اﻟﺗوظﯾــف ﺑﺄﺳــﺎﻟﯾب وﺗﻘﻧﯾــﺎت ﻣﻌﺎﺻ ـرة‪ ،‬وﺑــﯾن‬
‫اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﻧزاﻫــﺔ وﻋداﻟــﺔ دﻗﯾﻘــﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾوﺻــﻠﻧﺎ إﻟــﻰ ﺛﻘــﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟــﺔ ﺑــﯾن‬
‫ط ــﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣ ــﺔ وﻣﻘ ــدﻣﯾﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑطرﯾﻘ ــﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻧظ ــﺎم ﯾواﻛ ــب اﻻﻧﻔﺗ ــﺎح‬
‫واﻻدﯾوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬
‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬
‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺣﺻر اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ‬
‫ﻓﻲ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم؟ وﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﺳوف ﺗﺧدم‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻛل؟‬
‫أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف ﻧﺳﻌﻰ ﻟﻠوﺻول إﻟﯾﻬﺎ أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺑﯾــﺎن وﺗوﺿ ــﯾﺢ دور اﻹدارة وأﻫﻣﯾﺗﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻷﺳ ــﺎﻟﯾب‬
‫واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر داﺧﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫~ب~‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬ﻛﻣﺎ ﺗﻬدف اﻟدراﺳـﺔ إﻟـﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن ﺑـﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﺳـﻠﯾط‬
‫اﻟﺿـوء ﻋﻠـﻰ دورﻫـﺎ ﻓــﻲ ﺗﺣﺳـﯾن اﻟﺟـودة ﻟﻬــذﻩ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن ﺧــﻼل إﺑـداء ﺗﻌـﺎوﻧﻬم ﺑطرﯾﻘــﺔ‬
‫ﺣدﯾﺛ ــﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛ ــن ذﻟ ــك إﻻ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﺗ ــﺄطﯾرﻫم ﻣ ــن ط ــر ف اﻟدوﻟ ــﺔ واﻟﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس‬
‫ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾث اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪-3‬ﻛﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وا ٕ ﻋطﺎء اﻟﻔرص وﺑث اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﻓـق‬
‫واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‪.‬‬
‫أﺳﺑﺎب اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻛﻣ ــن أﺳ ــﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎرﻧ ــﺎﻟﻬ ــذا اﻟﻣوﺿ ــوع اﻟﺣﯾ ــوي وا ٕ ﻟﻬ ــﺎم ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻟﻣ ــﺎ ﻟﻣﺳ ــﻧﺎﻩ ﻣ ــن أﻫﻣﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓـﻲ ﺣﯾـﺎة اﻷﻓـراد اﻟﯾوﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـذا ﺿـرورة وﺿـﻊ وﺻـﯾﺎﻏﺔ ﻗـواﻧﯾن وﻣراﺳـﯾم وﺣﺗـﻰ‬
‫ﻗرارات ﻣـن أﺟـل اﺳـﺗﺣداث ﻣﺑـﺎدئ ﻫﺎﻣـﺔ ﺗﺣﻛـم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺣﺗـﻰ ﻧﺻـل إﻟـﻰ ﺗﻘﻧﯾـﺎت ﺟدﯾـدة‬
‫ﻓــﻲ ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﺗوطﯾــد اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻣﻌــﻪوﻣــﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣــن ﺧــدﻣﺎت ﻫــذا اﻷﺧﯾــر وا ٕ ن‬
‫اﻹدارة ﻣﻠزﻣ ــﺔ ﺑﺗﻌﺑﯾ ــد اﻟطرﯾ ــق ﺑ ــﯾن اﻷﻓـ ـراد واﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﺑﺟﻣﯾ ــﻊ اﻟط ــرق اﻟﺻ ــﺣﯾﺣﺔ واﻟﺛﺎﺑﺗ ــﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ‪:‬‬
‫ﻧظرا ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻟدﻗﯾق اﻟـذي ﯾﻣﻛﻧﻧـﺎ ﻣـن اﺳـﺗﻌراض‬
‫اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑط ــرق إدارة وﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺟزاﺋ ــر‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ‬
‫اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗوﺿـﯾﺢ ﻣـﺎ ﯾﺣﺗوﯾـﻪ ﻛـل ﻣﺑـدأ ﻋﻠـﻰ ﺣـدا وﻣﻛﺎﻧﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﻗـد ﺳــﻠﻛﻧﺎ‬
‫ﻓـﻲ ﻋــرض اﻟدراﺳـﺔ ﻣﺳــﻠﻛﺎ ﯾﺗﻔـق ﻣــﻊ اﻟﻐﺎﯾـﺔ ﻣــن أﺟـل اﻟوﺻــول إﻟـﻰ ﻋﻧﺎﺻــر واﻓﯾـﺔ وﻣﺿــﺑوطﺔ‬
‫ﻟﻺﺟﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺳ ــﺎؤﻻت اﻟﻣطروﺣــﺔ ﻣــن ﺧ ــﻼل إﺷــﻛﺎﻻت اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻗﺳــﻣﻧﺎ اﻟﺑﺣــث إﻟ ــﻰ‬
‫ﻓﺻــﻠﯾن اﺛﻧــﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺣــو اﻟﺗــﺎﻟﻲ ‪ :‬ﻓﻬــو ﯾﺗﺿــﻣن اﻟﻔﺻــل اﻷول ﻋﻠــﻰ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﺑﺎﺣــث ﺗﺗﺿــﻣن‬
‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻠﻣت ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻣـﺎدة ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون ‪ 247-15‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺗﻧظـﯾم اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫واﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫~ج~‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺟﻌﻠت ﻓﯾﻪ ﻣﺎﻋدا ﻣﺑدأ واﺣـد وﻛـﺎن ﻛﻔـﯾﻼ ﺑﺗوﺿـﯾﺢ ﻣـﺎ ﯾرﻏـب اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‬
‫ﻣن ﺗﺳﯾﯾرﻩ أﻻ وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪.‬‬

‫~د~‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻹﺑرام ﻋﻘود اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم"اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ"‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وا ٕ ﺟراءاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬طرق إﺑرام ﻋﻘود ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم وأﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣظﺎﻫر واﺛﺄر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ وﻣظﺎﻫر ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪:‬ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺟﺎء اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺑرام ﻋﻘود اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳــﺎس اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺣﯾــث ﻧظــم اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﻋــن طرﯾــق وﺿــﻊ‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات ﺳﻧﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﺿـﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳـﺎواة‪ ،‬وﺗﻣﺎﺷـﯾﺎ ﻣـﻊ ﻣﺑـدأ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻘﯾد اﻟﻣﺷرع ﺳﻠطﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔوض ﻟﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺿﻣن أﻛﺑـر ﻋـدد ﻣﻣﻛـن ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،‬ﻋﻣﻼ ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻧﺢ ﻋﻘد اﻟﺗﻔوﯾض ﻟﻠﻣﺗرﺷﺢ اﻟذي ﯾﻘدم أﻓﺿل ﻋرض ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﺳــﻧﺗﻧﺎول ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺑﺣــث ﻣﻔﻬــوم اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ وﺻــوﻻ إﻟــﻰ اﻹﺟ ـراءات‬
‫اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪:‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وا ٕ ﺟراءاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪-18‬‬
‫‪ 199‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟـذي ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻣﺣﺗـواﻩ ﺗﺣدﯾـد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ ﻓﻘـط ﺑـﯾن‬
‫أﻓرادﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻣوﺿوع ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗﻧـﺎﻓس‬
‫اﻟﻧزﯾﻪ واﻟﻌﺎدل ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،‬ﻟذا ﻗﻣﻧﺎ ﺑوﺿﻊ ﻟﻪ ﻓرﻋﯾن ﻣﻬﻣﯾن ﻧﻘوم ﺑﺗﻔﺻﯾﻠﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﻋـرف اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟزاﺋــري اﻟطﻠـب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 11‬ﻣـن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗــم‬
‫‪ ،18-199‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻔ ــوﯾض اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ‪ " :‬إﺟـ ـراء ﯾﻬ ــدف إﻟ ــﻰ اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﻓﺿــل ﻋــرض‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل وﺿــﻊ ﻋــدة ﻣﺗﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓــﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬ﺑﻐــرض ﺿــﻣﺎن اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ‬
‫ﻣﻌــﺎﻣﻼﺗﻬم اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻧﺗﻘــﺎء ﻫــم وﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت وﻋــدم اﻟﺗﺣﯾــز ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرارات‬
‫اﻟﻣﺗﺧذة ‪ .‬ﯾﻣﻧﺢ ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺗرﺷﺢ اﻟذي ﯾﻘدم أﻓﺿل ﻋرض‪ ،‬وﻫـو ذﻟـك اﻟـذي ﯾﻘـدم‬
‫‪1‬‬
‫أﺣﺳن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪ 199-18‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 2‬أوت ﺳـﻧﺔ ‪ ،2018‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ج ر ج ج‬
‫ﻋدد اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2‬أوت ﺳﻧﺔ ‪. 2018‬‬

‫~‪~6‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻟﻘــد ﻋــرف ﻣﺑــدأ اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﻣــﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷــﻰ ﻣــﻊ اﻟﺣرﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻌد ﻣﺑدأ دﺳـﺗوري ﺗـم اﻟـﻧص ﻋﻠﯾـﻪ ﺿـﻣن اﻟﻣـﺎدة ‪ 43‬ﻣـن اﻟدﺳـﺗور ﻓـﻲ أﺧـر ﺗﻌـدﯾل ﻟـﻪ)اﻟﺗﻌـدﯾل‬
‫اﻟدﺳــﺗوري ل‪ 6‬ﻣــﺎرس ج ر اﻟﻌــدد اﻟﻣؤرﺧــﺔ ﻓــﻲ‪ 07‬ﻣــﺎرس‪" (2016‬ﺣرﯾــﺔ اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﺟــﺎرة‬
‫ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ وﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون "‪. 1‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻋــرف اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑﺄﻧــﻪ إﺟـ ـراء ﻋــﺎدل ﻻﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ ﻣــﻊ اﻟﺳ ــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻔوﺿﺔ‪ ،‬ﻓﻬو إﺟراء ﺟد ﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋروض ﻣن ﻋدة ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻟﻠﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ أﻓﺿل ﻋرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﻌرﯾــف اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟﻠطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺣﺳــب أﻫداﻓــﻪ اﻟﻣﺣﺻــورة ﻓــﻲ اﻟﺣﺻــول‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋروض ﻣن ﻋدة ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،‬و ﻣﻧﺢ اﻟﺗﻔوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻧﺎﻓس ﻋن طرﯾق ﺗﻘدﯾم أﺣﺳن ﻋرض ‪.‬‬
‫اﻟطﻠ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ ﻫ ــو إﺟـ ـراء ﻗ ــﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳ ــﺗﻬدف اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــروض ﻣ ــن ﻋ ــدة‬
‫ﻋﺎرﺿﯾن ﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن و ﺻﺑﻬم ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ‪ ،‬ووﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣن أﺟل اﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن‪ ،‬ﺑﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻧﺗﻘــﺎﺋﻬم‪ ،‬واﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت‪ ،‬ﻛﻌﻣــل اﻟﻣﺷــرع‬
‫ﻏرس ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن وﯾﺳﺗﻘطب ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪،‬‬
‫ﺣﯾن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﺷروط اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﻧــد ﺷــرح ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑﺻــﯾﻐﺔ دﻗﯾﻘــﺔ‬
‫ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣن أﺟل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﺑﺗﻘدﯾم ﻋروﺿﻬم ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻹﺟ ـ ـراء ﻣـ ــن دون اﺳـ ــﺗﺛﻧﺎء أو ﻗﯾـ ــد أو اﺑﺗﻌـ ــﺎد ﻋـ ــﻧﻬم ﻓﻬـ ــو ﯾﺿـ ــﻣن ﺗـ ــوﻓﯾر أﻛﺑـ ــر ﻋـ ــدد ﻣﻣﻛـ ــن‬
‫ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ‪ ،‬وﻏرس اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻼﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻛل إﺟراء ‪.‬‬
‫ﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻣﻼﺣظﺗــﻪ أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟــم ﯾــﻧص ﻋﻠــﻰ اﻷﺷــﻛﺎل اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﺧــذﻫﺎ‬
‫اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬ﻋﻛــس ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻌﻣــو ل ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻔوﯾﺿــﺎت‬

‫‪ -1‬أﺳﺗﺎذة ﻧوال ﺑوﻫﺎﻟﻲ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﻔوض ﻓﻲ ظـل اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم‪ 247/ 15‬اﻟﻣﺗﺿـﻣن‬
‫ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‪12‬ص‪338‬‬

‫~‪~7‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻧظم ﻟﻸﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ طﻠب اﻟﻌـروض‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﻧـﺗﺞ ﻋـن‬
‫ذﻟك ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪.‬‬
‫ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗرﺷـﺢ اﻟـذي ﯾﻘـدم‬
‫أﻓﺿل ﻋرض وذﻟك ﺑﺗﻘدﯾم أﺣﺳن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‬
‫ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻣﻛـن ﻣﻼﺣظﺗـﻪ أن اﻟﻣﺷـرع ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 11‬ﻣـن ﺧـﻼل ﻧﺻـﻪ ﻋﻠـﻰ‬
‫وﺿﻊ ﻋـدة ﻣﺗﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻓـﻲ ﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‪ ،‬ﻟﺿـﻣﺎن اﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠـﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳـﯾن‪ ،‬واﻟﻣوﺿـوﻋﯾﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻻﻧﺗﻘــﺎء وﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت‪ ،‬ﻣﻣ ـﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺗطﺑﯾــق اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣــﺎدة ‪ 05‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ ﺣرﯾــﺔ اﻟوﺻــول ﻟﻠطﻠــب اﻟﻌﻣــوﻣﻲ ﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹﺟ ـراءات‪ ،‬اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ‬
‫اﻟﻣرﺷﺣﯾن‪ ،1‬وﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻋﻧـد إﺑراﻣﻬـﺎ‪ ،‬إﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟــﻰ ﺿــرورة إﺧﺿ ــﺎع ﻫــذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻋﻧ ــد ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺻ ــوص إﻟــﻰ ﻣﺑــﺎدئ اﻻﺳ ــﺗﻣرارﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺳﺎواة وﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف‪. 2‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻧﺟــد أن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 199-18‬ﻧــص إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ اﻟــذﻛر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ﺣدﯾﺛﯾن‪ ،‬ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 247-15‬ﻣن ﻗﺑل‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻧـص‬
‫اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 03‬ﻣ ــن ذات اﻟﻣرﺳ ــوم ﺑﻘوﻟﻬ ــﺎ‪ ":‬دون اﻹﺧ ــﻼل ﺑﺄﺣﻛ ــﺎم اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 05‬ﻣ ــن ذات اﻟﻣرﺳ ــوم‬
‫اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ ،. . . . . 247-15‬ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗرام ﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة واﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺿﻣﺎن ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة و اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ "‪. 3‬‬
‫ﻓﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة أو اﻟﻧوﻋﯾــﺔ اﻟـذي ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﻣﺑـدأ اﻟراﺑـﻊ واﻟﺟدﯾــد واﻟﻣﻛﻣـل ﻟﻠﻣﺑــﺎدئ اﻟﺛﻼﺛـﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺳــوف ﻧدرﺳــﻬﺎ ﻻﺣﻘــﺎ ﻓﻬــو ﯾﻬــدف إﻟــﻰ ﺿــﻣﺎن اﻟﻘــدر اﻷدﻧــﻰ ﻣــن اﻟﺧدﻣــﺔ ذات ﻧوﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﺣــت‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 05‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﻣؤرخ ‪16‬ﺳـﺑﺗﻣﺑر ﺳـﻧﺔ‪2018‬اﻟﻣﺗﺿـﻣن ﺗﻧظـﯾم اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﺗﻔوﯾﺿـﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ج ر ج ج ‪ 50‬اﻟﺻﺎدرة ‪.2015-09-20‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 209‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪247-15‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫~‪~8‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﯾﻊ‪ ،1‬واﻟذي ﺟﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﺗﻘدﯾم ﻟﻬم ﺧدﻣـﺔ ذات ﺟـودة ﻋﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ﻣ ــن ط ــرف اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬ﺣﯾ ــث وﺟ ــدت ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم دون ﻣﺷ ــﺎرﯾﻊ اﻟﻘط ــﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫ﻓﻬ ــو ﻣـ ـرﺗﺑط ارﺗﺑﺎط ــﺎ ﺑﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬و ﻣﺑـ ــدأ ﻗﺎﺑﻠﯾ ــﺔ ﻟﻠﺗﻛﯾ ــف واﻟﺗط ــور‪ ،‬ذﻟ ــك أن اﻟﺗﻛﯾـ ــف‬
‫واﻟﺗطور ﯾﻛون أﺳﺎﺳﺎ ﻣن أﺟل ﺗطوﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫و ﺳــن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ اﻟﻣرﺳــوم ‪ 131-88‬اﻟــذي ﯾــﻧظم اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﺑــﯾن اﻹدارة‬
‫واﻟﻣـ ـواطن‪ ،‬ﺣﺳ ــب اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 06‬ﻣﻧ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﯾﻠ ــﻲ‪ ":‬ﺗﺳ ــﻬر اﻹدارة دوﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻛﯾﯾ ــف ﻣﻬﺎﻣﻬ ــﺎ‬
‫وﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن‪ ،‬وﯾﺟب أن ﺗﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣواطن ﺧدﻣﺔ ﺟﯾدة "‪. 2‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 199-18‬ﻟــم ﯾــﺗﻛﻠم ﻋﻧــﻪ ﺣﺳــب اﻟﻣرﺳــوم ‪ 131-88‬اﻟﻣــﻧظم‬
‫ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣواطن ﻓﺗدارﻛﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪.199-18‬‬
‫وأﯾﺿــﺎ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 188-90‬اﻟﻣﺣــدد ﻟﻬﯾﺎﻛــل اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ وأﺟﻬزﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟــوزارات ﺗــﻧص اﻟﻣــﺎدة ‪ 02/8‬ﻋﻠــﻰ‪ " :‬ﺗﺗــوﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟــوزارة ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺻــوص ﻣــﺎ‬
‫ﯾﻠ ــﻲ‪ :‬ﺗﺳ ــﻬر ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﺳ ــﯾن ﻧوﻋﯾ ــﺔ ﺧ ــدﻣﺎت اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﺗﺣﺳ ــﯾن اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑ ــﯾن اﻹدارة‬
‫واﻟﻣواطن"‪. 3‬‬
‫ﻏﯾ ــر أن ﻣﺑ ــدأ اﻟﻧﺟﺎﻋ ــﺔ أو اﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ﻟﻠﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﺟ ــﺎء ﻣرﺗﺑط ــﺎ‬
‫ﺑﻔﻌﺎﻟﯾــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺑﻧﺟــﺎح اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﻣرﻓﻘــﻲ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺳــﺗﻣر اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎ وﻣﺎﻟﯾ ـﺎ ﻣــن أﺟــل اﻟﻘــدرة‬
‫اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻟﻠﺷــﺧص اﻟﻣﻛﻠــف ﺑــﺎﻹدارة واﻻﺳــﺗﻐﻼل‪ ،‬ﻟوﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ﺗ ـرﺑط ﺑــﯾن ﺗﻘﻧﯾــﺔ اﻟﺗﻔــوﯾض ﻣــن‬
‫ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻓﻛرة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺷـﺧص اﻷﻛﺛـر ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﻣرﻓﻘـﻲ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻬﯾﻠﺔ ﻓوﻧﺎس‪ ،‬ﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟـدﻛﺗوراﻩ ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣوﻟـود ﻣﻌﻣـري ﺗﯾـزي وزو‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،2018-11-26‬ص ‪. 236‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﺳــوم رﻗــم ‪ 131-88‬ﻣــؤ رخ ﻓ ــﻲ ‪ 04‬ﺟوﯾﻠﯾــﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻣــﻧظم ﻟﻠﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑــﯾن اﻹدارة واﻟﻣــواطن‪ ،‬ج ر ج ج اﻟﻌ ــدد ‪،27‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 4‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪. 1988‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 188-90‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﯾوﻧﯾـو ‪ ،1990‬اﻟﻣﺣـدد ﻟﻬﯾﺎﻛـل اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ وأﺟﻬزﺗﻬـﺎ‪ ،‬ج ر ج ج اﻟﻌـدد‬
‫‪ ،26‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 27‬ﯾوﻧﯾو ‪.1990‬‬

‫~‪~9‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أﻣـﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻓﻬـﻲ اﻟﺿـﻣﺎﻧﺔ ﺗﻣﻛـﯾن اﻟﺟﻣﻬــور ﻣـن اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺧـدﻣﺎت ﺑﻧـوع ﻣــن‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة وﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪. 1‬‬
‫ﻏﯾـر أﻧﻧــﺎ ﻟﻠوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﺗﻌرﯾـف اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻣﺑــدأ اﻟطﻠــب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ﻻﺑــد‬
‫ﻋﻠﯾﻧــﺎ ﻣــن ﺗوﺿــﯾﺢ ﺧﺻــﺎﺋص اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ‪ 10‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪-18‬‬
‫‪ ،199‬ﻧﺟدﻫﺎ ﻗـد ﺟﻌﻠـت اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ وطﻧﯾـﺎ داﺧﻠﯾـﺎ‪ ،‬أي ﻣﻔﺗـوح ﻟﻠﻣﺗﻌـﺎﻣﻠﯾن اﻟـوطﻧﯾﯾن‬
‫ﻓﻘط وذﻟك ﺑﻘوﻟﻬﺎ‪ " :‬ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ وطﻧﯾـﺎ" ‪ .‬ﻣـن ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻧـص اﻟﻣـﺎدة‬
‫ﻧﻼﺣــظ ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــرع ﺑﺟﻌﻠــﻪ اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﯾﻛــون ﻋﻠــﻰ اﻟﺻــﻌﯾد اﻟــوطﻧﻲ ﯾﻌﺗﺑــر ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ‬
‫وﺿ ــﻊ ﺣ ــد ﻟﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن‪ ،‬إﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻋﺗﺑ ــﺎر ﻫ ــذا ﺑﻣﺛﺎﺑ ــﺔ ﻣﺣﺎﺑ ــﺎة ﻟﻺﻧﺗ ــﺎج‬
‫اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻗواﻋد اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻷﺧﯾرة ‪.‬‬
‫إن اﻗﺗﺻــﺎر اﻟﻣرﺳــوم اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ ﯾﻣﻛــن أن‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن أﺟل ﺗرﻗﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 22‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 199-18‬اﻗﺗﺻــﺎر ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري دون ﻏﯾرﻩ ‪.‬‬
‫‪ -2‬واﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﺟﻌل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وطﻧﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪ -3‬واﻟﻣﺎدة ‪ 23‬ﻣﻧﺢ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﺷرع ﺿﯾق ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪1‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑوﻟﻛور‪ ،‬ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣﺣﻣـد‬
‫اﻟﺻدﯾق ﺑن ﯾﺣﻲ ﺟﯾﺟل ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ 2010-2009‬ص ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻣﻧـﺎل ﺣﻠﯾﻣـﻲ‪ ،‬ﺗﻧظـﯾم اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﺿـﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔـظ اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر‪ ،‬أطروﺣـﺔ ﻣﻘدﻣـﺔ ﻻﺳـﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑـﺎت‬
‫ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟطـور اﻟﺛﺎﻟـث‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻗﺎﺻـدي ﻣرﺑـﺎح ورﻗﻠـﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳـم اﻟﺣﻘـوق‪،2016-2015 ،‬‬
‫ص‪. 19‬‬

‫~‪~10‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣواطﻧﯾن وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗوج واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺻدور ﻫذا‬
‫اﻟﻣرﺳوم ﻛـﺎن ﻓـﻲ ظـل أزﻣـﺔ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﻌﻣـوﻣﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﯾﺷـﻬﺎ اﻟﺟزاﺋـر ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﻧﻬﯾـﺎر اﻟﺣـر‬
‫اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻟﻌﻣوﻣﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﻌرف ﻣﺎ ﯾﻧﻘﺻﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺑﺣﻛم أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ‬
‫ﻛﻔﺎءة وﺧﺑرة أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺎرة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺛﻼ‪.‬‬
‫اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ ﺗﻛون ﺑﺈﻟزام اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ طـرح ﻣﺷـﺎرﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻌﯾد اﻟـوطﻧﻲ ﻣـن‬
‫أﺟــل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻣﺗــﻰ ﻛــﺎن اﻹﻧﺗــﺎج اﻟــوطﻧﻲ واﻷداة اﻟوطﻧﯾــﺔ ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬــﺎ‪،‬‬
‫ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 85‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247-15‬ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‪ ":‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻛــون اﻹﻧﺗــﺎج أو أداة‬
‫اﻹﻧﺗــﺎج اﻟــوطﻧﻲ ﻗ ــﺎدرة ﻋﻠــﻰ اﻻﺳ ــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﯾــﺎت اﻟواﺟ ــب ﺗﻠﺑﯾﺗﻬــﺎ ﻟﻠﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‪ ،‬ﻓ ــﺈن‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻫذﻩ أن ﺗﺻدر دﻋوة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وطﻧﯾﺔ ‪ 1 ،. . .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ‬
‫اﻟﻣـﺎدة ‪ 23‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي ‪ 199-18‬ﺑﻧﺻـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ إﻋطـﺎء اﻷوﻟوﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻧﺢ اﻟﺗﻔـوﯾض‬
‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳــطﺔ إذا ﻛــﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬــﺎ أن ﺗﻘــوم ﺑﺈﻧﺟــﺎز ﻣوﺿــوع ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌــﺎم ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻣــﺎ ﯾﺟــب ذﻛ ـرﻩ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺻــدد ﻫــو أن إﻋط ـﺎء اﻷوﻟوﯾــﺔ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﺻــﻐﯾرة‬
‫وﻣﺗوﺳطﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺧواص أو اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾـﺔ‪ ،‬ﯾﻌـرض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻟﻣﺧـﺎطر ﻋـدم‬
‫اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣﺑدأ اﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن ﻣــﺎ ﯾﻧﺟــر ﻋﻠــﻰ ﺧﺎﺻــﯾﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ ﺗﺿــﯾﯾق ﻣﺟــﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑﺎﻗﺗﺻــﺎرﻫﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟــوطﻧﯾﯾن دون ﻏﯾــرﻫم ﻣ ـن اﻷﺟﺎﻧــب ﻟﻬــذا ﻓﺎﻟﻣﺷــرع ﯾﺟﻌــل ﻣــن اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟﻣﺣﻘــق‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟوطﻧﻲ أن ﺗﺗﻌدى إﻟﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﺑﻐﯾﺔ أن ﯾﻛون ذﻟك‪:‬‬
‫‪ -‬وﺳـﯾﻠﺔ ﺗرﻗﯾــﺔ اﻹﻧﺗــﺎج اﻟــوطﻧﻲ‪ ،‬واﺗﺳــﺎع ﻣﺟــﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺑﻣــﺎ ﯾــﺗﻼءم ﻣــﻊ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﻗواﻋــد‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣوﻧﯾﺔ ﺟﻠﯾـل‪ " ،‬دور اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗرﻗﯾـﺔ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﺻـﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳـطﺔ"‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻻﺟﺗﻬـﺎد ﻟﻠدراﺳـﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣﻣد ﺑوﻗرة ﺑوﻣرداس‪ ،‬اﻟﻌدد ‪) 01‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻣن(‪ ،2019 ،‬ص ‪. 251‬‬

‫~‪~11‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻼﺣﺗﻛﺎك ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑراﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻣﺎن اﻟﻧزاﻫﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻷﺟﻧﺑﻲ وﺟدﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬إﺟراءات اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬واﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣرﯾـﺔ‬
‫اﻟوﺻول ﻟﻠطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻌﺎرﺿﯾن‪ ،‬وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬ﯾﻣر اﻟطﻠب‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑــﺈﺟراءات طوﯾﻠــﺔ ﺑــدءا ﺑﺎﻹﻋــداد اﻟﻣﺳــﺑق ﻟــدﻓﺗر اﻟﺷــروط‪ ،‬ﺛــم اﻹﺟ ـراءات‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﻼن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻣرورا ﺑﺈﯾداع اﻟﻌروض‪ ،‬ﺛم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠـﺔ اﺧﺗﯾـﺎر‬
‫وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض‪ ،‬وﺻو ﻻ إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺗﻔوﯾض ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻹﻋــداد اﻟﻣﺳــﺑق ﻟــدﻓﺗر اﻟﺷــروط ‪ :‬ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻫــﻲ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻋﻘــود‬
‫إﺟراﺋ ـﯾـﺔ ﺗﻘﯾــد ﻓﯾﻬــﺎ اﻹدارة ﺑــﺈﺟراءات دﻗﯾﻘــﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺑــل ﻗﯾــﺎم اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﺑــﺎﻹﻋﻼن ﻋــن إﺟ ـراء‬
‫اﻟطﻠـب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬ﻣــﻊ وﺿــﻊ إﻋــداد اﻟﺷــروط اﻟﻣﺗﺻــﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘــد واﻟﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﻣـراد اﻟﺗﻌﺎﻗــد‬
‫ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﺿـﻊ اﻟﺷـروط ﻋﺎﻣـﺔ وﻣﺣـددة ﻟﻠﺟﻣﯾـﻊ ﻋـن طرﯾـق وﺿـﻊ اﻹدارة دﻓﺗـر‬
‫اﻟﺷروط اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻓﻬـو ﯾﺣـدد ﺿـواﺑط اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻛل ﻣن اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻟﺗﻔوﯾض واﻟﻣﻔوض ‪.‬‬
‫أ‪ :‬ﺗﻌرﯾــف دﻓﺗــر اﻟﺷـــروط‪ :‬ﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ أﺣﻛــﺎم اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي ‪ ،199-18‬ﻧﺟــد أن‬
‫اﻟﻣﺷــرع ﻟــم ﯾﻌــرف دﻓﺗ ــر اﻟﺷــروط ﺣﯾــث اﻛﺗﻔ ــﻲ ﺑﺗﻘــدﯾم دﻓﺗــر اﻟﺷــروط ﺑﻣ ــﺎ ﯾﺗﺿــﻣﻧﻪ ﻣــن ﺑﻧ ــود‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺑﻧود ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺎت إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ‬
‫أﺷ ــﺎرت إﻟﯾ ــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 13‬ﻣ ــن ذات اﻟﻣرﺳ ــوم‪ ،‬ﺣﺳ ــب ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﺗﻔوﯾﺿ ــﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻷن دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط ﻫﻲ دﻓﺎﺗر ﻣﺣﯾﻧﺔ دورﯾﺎ دون ﺗﻌرﯾف ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف اﻟدﻛﺗور ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧـﻪ‪ ":‬وﺛﯾﻘـﺔ رﺳـﻣﯾﺔ ﺗﺿـﻌﻬﺎ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺑﺈرادﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻧﻔـردة‪ ،‬وﺗﺣــدد ﺑﻣوﺟﺑﻬــﺎ ﺳـﺎﺋر اﻟﺷــروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻘواﻋـد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠــف‬
‫‪1‬‬
‫ﺟواﻧﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺷروط اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ"‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‪ ،‬دار ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص‪. 63‬‬

‫~‪~12‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أﻣــﺎ اﻷﺳ ــﺗﺎذ ﻋﻣــﺎر ﻋواﺑ ــدي ﻋ ــرف دﻓﺗــر اﻟﺷ ــروط ﻛﻣــﺎ ﯾﻠ ــﻲ ‪ ":‬ﻋﺑ ــﺎرة ﻋــن وﺛ ــﺎﺋق إدارﯾ ــﺔ‬
‫وﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻣﻌدة ﻣﻘدﻣﺎ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠـﻰ ﺷـروط اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺷـروط اﻹﺑـرام واﻻﻧﻌﻘـﺎد‪ ،‬وﺷـروط‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ" ‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻋرﻓــﻪ اﻟــدﻛﺗور ﻣﺣﻣــد اﻟﺻــﻐﯾر ﺑﻌﻠــﻲ ﺑﺄﻧــﻪ‪ " :‬ﻋﺑــﺎرة ﻋــن وﺛــﺎﺋق ﺗﺗﺿــﻣن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﻘواﻋــد واﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﺿــﻌﻬﺎ اﻹدارة ﻣﺳــﺑﻘﺎ ﺑﺈرادﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻧﻔــردة‪ ،‬ﺑﻣــﺎ ﻟﻬــﺎ ﻣــن اﻣﺗﯾــﺎزات اﻟﺳــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻘودﻫﺎ اﻹدارﯾﺔ وﺻـﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣراﻋـﺎة ﻟﻣﻘﺗﺿـﯾﺎت اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ" ‪.‬‬
‫ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﻌــﺎرﯾف اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ اﻟــذﻛر‪ ،‬ﯾﻣﻛــن اﻟﻘ ــول ﺑــﺄن دﻓﺗــر اﻟﺷ ــروط ﻫــو اﻟوﺛﯾﻘــﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﺗﺿــﻌﻬﺎ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﺑﺈرادﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻧﻔــردة‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺑﻧــود اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻟﺗﻔوﯾض واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳـﯾن‪ ،‬إﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟــﻰ اﻷﺳــس أو اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ‪ ،‬وﺟﻣﯾــﻊ اﻟﺷــروط‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــرم و ﺗﻧﻔــذ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬ﻟــذا ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ إﻋــداد دﻓﺗــر اﻟﺷــروط ﻓــﻲ ﻣﺗﻧــﺎول‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﻘدﯾم ﻋروﺿﻬم واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗﺑل إﻋﻼﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن دﻓﺗر اﻟﺷروط ﯾﺟﺳد ﻣظﻬر ﻣن ﻣظـﺎﻫر ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ذﻟـك أن اﻹدارة‬
‫ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺿــﻊ ﺷــروطﺎ ﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟوﺛﯾﻘــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺟــوز ﻟﻠﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن اﻻﻋﺗ ـراض ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬وذﻟــك‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﺑﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪.199 -18‬‬
‫و ﺑﻌــد ﻋﻣﻠﯾــﺔ إﻋــداد دﻓﺗــر اﻟﺷــروط إﺣﺎﻟﺗــﻪ إﻟــﻰ ﻟﺟﻧــﺔ ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻣــن أﺟــل‬
‫اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬
‫ب‪ :‬ﻣﺿـﻣون دﻓﺗـر اﻟﺷـروط‪ :‬ﺣـدد ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 13‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم ‪ 199-18‬وﺿـﻌت ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن دﻓﺗر اﻟﺷروط ﯾﺷﻣل ﺟزﺋﯾن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،1990 ،‬ص‪. 215‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2005 ،‬ص‪. 48‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫~‪~13‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ /1‬دﻓﺗر ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ ﺗﻧـدرج ﺗﺣﺗـﻪ ﻣﺟﻣـوع اﻟﺑﻧـود اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺷـروط ﺗﺄﻫﯾـل‬
‫اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن‪ ،‬و أﯾﺿﺎ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗرﺷﺢ‪ ،‬وﺑﯾﺎن ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻘـدﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺣـدد ﻫـذا اﻟﺟـزء‬
‫ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﺧﺗﯾ ــﺎر واﻧﺗﻘ ــﺎء اﻟﻣﺗرﺷ ــﺣﯾن ﻟﺗﻘ ــدﯾم ﻋروﺿــﻬم ﺧﺻوﺻ ــﺎ‪ ،‬ﻣ ــﺎ ﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻟﻘ ــدرات اﻟﻣﻬﻧﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ /2‬دﻓﺗــر اﻟﻌــروض ﺛــﺎﻧﻲ ﺟــزء ﻣــن دﻓﺗــر اﻟﺷــروط‪ ،‬وﯾﺗﺿــﻣن اﻟﺑﻧــود اﻹدارﯾــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾــﺔ ﻟﻣــﺎ‬
‫ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﺿﻣن ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻘدﯾم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾـﺎت ﺗﻘـدﯾم اﻟﻌـروض‬
‫واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔوض ﻟﻪ‪ ،‬واﻟﺑﻧـود ذات اﻟطـﺎﺑﻊ اﻟﺗﻘﻧـﻲ اﻟﻣطﺑﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎمو اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾـﺔ‬
‫ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﺑﻧود اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺣـددﻫﺎ اﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﺳـواء ﻟﻔﺎﺋـدة اﻟﻣﻔـوض‬
‫ﻟﻪ أو ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ‪ ،‬وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‪ ،‬وﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﺗﻔﻌﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض‪.‬‬
‫وﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة أن اﻟﻣــﺎدة ‪ 24‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳــوم ‪ 199-18‬ﻧﺟــدﻫﺎ ﻗ ــد ﻧﺻــت ﻋﻠــﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫ﺗﺣدﯾد دﻓﺗر ﺷروط ﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﺑﻌض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺗﻰ اﺳﺗدﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾـﻪ‪ ،‬وﯾﻛـون ذﻟـك‬
‫ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪ :‬إﻋــﻼن اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ‪ :‬ﺣﺳــب اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪-18‬‬
‫‪ 199‬وﺿﻊ آﻟﯾﺎت ﯾﺿﻣن ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﻣﺎدي ﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ‪ ،‬أوﻟﻬـﺎ اﻵﻟﯾـﺎت ﻓـﻲ إﻟزاﻣـﻪ اﻟﺳـﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻔوﺿﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﺗﺣﯾط اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﺑرﻏﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﺗدﻋوﻫم ﻟﻠﺗﻧﺎﻓس ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻼﻧﯾــﺔ ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟﻌﺎدﻟــﺔ ﻋــن طرﯾــق ﺗوﺿــﯾﺢ وﺗﺑﯾــﺎن ﻣﺑﺗﻐــﻰ اﻹدارة‬
‫وﻣﺎ ﺗود اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ وذﻟك ﻛﺎﻷﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ :‬إﺟﺑﺎرﯾــﺔ اﻹﻋــﻼن ﻋــن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻗﯾــﺎم اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﺑوﺿــﻊ ﺿ ـواﺑط ﻟﺗﻛـرﯾس ﻟﺣرﯾــﺔ‬
‫اﻟوﺻ ــول إﻟ ــﻰ اﻟطﻠ ــب اﻟﻌﻣ ــوﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺄوﺟﺑ ــت اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 25‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي ‪18/199‬ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ إﻋﻼن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﻧﺷـر واﻹﻋـﻼن اﻟواﺳـﻊ‪ ،‬ﺑـﺄي‬
‫وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت‪.‬‬

‫~‪~14‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻓــﺎﻹﻋﻼن ﯾﺿــﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟﺣ ـرة ﻣوﺿــﻊ اﻟﺗطﺑﯾــق اﻟﻔﻌﻠــﻲ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻫــو اﻟــذي ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﺛــﺎرة‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺿـﻣن ﻣﻧـﺎخ اﻟﻣﺳـﺎواة واﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻓـدون اﻹﻋـﻼن ﻻ ﯾوﺟـد ﻣﺟـﺎﻻ ﺣﻘﯾﻘﯾـﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺑـﯾن‬
‫‪1‬‬
‫اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ‪.‬‬
‫ﻷن أﻫﻣﯾﺔ اﻹﻋﻼن ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﯾـﺗم ﺑـﻪ ﻓﻘـط ﻟوﺟـود ﻗﺎﻋـدة ﻋﺎﻣـﺔ ﻣـن‬
‫أﺟل إﺗﺑﺎع أﺳﻠوب اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣوﺻﻠﺔ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟـﺔ وﻫـﻲ "ﻻ ﺗﻌﺎﻗـد ﻛﺄﺻـل ﻋـﺎم دون‬
‫اﻹﻋﻼن" ‪.‬‬
‫ب‪ :‬ﻣﺣﺗوى اﻹﻋﻼن ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻔرض ﻧﺷر اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﻣـن طـرف‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﺣﯾث ﺣدد اﻟﺟواﻧب اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼن‪ ،‬أوﺟب أن ﯾﻛون اﻹﻋﻼن ﻣﺣددا‬
‫ﺑﻠﻐﺗﯾن اﻟوطﻧﯾﺔو اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـل‪ ،‬وأن ﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧـﺎت اﻟﺟوﻫرﯾـﺔ اﻟﻣﺣـددة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة‬
‫‪ 27‬واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ‪:‬‬
‫" ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن إﻋﻼن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ وﻋﻧواﻧﻬﺎ ورﻗم ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ‪ ،‬إن وﺟد‪،‬‬
‫‪ -‬ﺻﯾﻐﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻣوﺿوع وﺷﻛل ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣدة اﻟﻘﺻوى ﻟﻠﺗﻔوﯾض‪،‬‬
‫‪ -‬ﺷروط اﻟﺗﺄﻫﯾل أو اﻻﻧﺗﻘﺎء اﻷوﻟﻲ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ‪،‬‬
‫‪ -‬آﺧر أﺟل ﻟﺗﻘدﯾم ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻣﻛﺎن إﯾداع ﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ‪،‬‬
‫‪ -‬ﻣﻛﺎن ﺳﺣب دﻓﺗر اﻟﺷروط‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد ﻋﻣﯾري‪" ،‬دور اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراءات إﺑرام اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر طﺑﻘـﺎ ﻟﻠﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‬
‫رﻗم ‪15-247‬‬
‫"‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾــﺔ ﻟﻠدراﺳــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ واﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﺑــن ﺧﻠــدون ﺑﺗﯾــﺎرت‪ ،‬ﻗﺳــم اﻟﻌﻠــوم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻌــدد‬
‫‪ ،18‬ﺟوان ‪ ،2017‬ص‪. 226‬‬

‫~‪~15‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬دﻋـوة اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﻟﺣﺿـور اﺟﺗﻣــﺎع ﻓـﺗﺢ اﻷظرﻓـﺔ‪ - ،‬ﻛﯾﻔﯾـﺎت ﺗﻘــدﯾم ﻣﻠـف اﻟﺗرﺷــﺢ اﻟــذي‬
‫ﯾﺟب أن ﯾﻘدم ﻓﻲ ظرف ﻣﻐﻠق وﻣﺑﻬم‪ ،‬ﺗﻛﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑﺎرة )ﻻ ﯾﻔـﺗﺢ إﻻ ﻣـن طـرف ﻟﺟﻧـﺔ اﺧﺗﯾـﺎر‬
‫واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض( ‪.‬‬
‫ﯾﺟب أن ﯾﺷﯾر إﻋﻼن اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‪ ،‬إﻟـﻰ أﺧـر ﯾـوم وأﺧـر ﺳـﺎﻋﺔ ﻹﯾـداع اﻟﻣﻠﻔـﺎت‬
‫‪1‬‬
‫وﺳﺎﻋﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟوﺻول اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﯾﻘــﻊ اﻟــﺑطﻼن ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﺣﺗ ـرام اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﻟﻸﺷــﻛﺎل اﻟﺟوﻫرﯾــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﻋﻼن واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 27‬أﻋﻼﻩ ‪.‬‬
‫‪ -2‬إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﺑﺟﻌﻠﻪ إﻋﻼن اﻟطﻠب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﯾﻌـد ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﻓرﺻـﺔ أﻛﯾـدة ﺗﺿـﻣن‬
‫ﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ أﻛﺑ ــر ﻋ ــدد ﻣ ــن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾن‪ ،‬ﺑﻔ ــﺗﺢ ﻣﺟ ــﺎل ﻟﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ‪ ،‬و ﺣﺗ ــﻰ ﺗﻛـ ـرﯾس اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺳﺎواة ﻋﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻫو اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺗﺟﺳﯾد ﻣﺑدأ اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أن ﻣـﺎ‬
‫ﻓرﺿــﻪ اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 25‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي ‪ 199-18‬ﻧﺷــر اﻹﻋــﻼن ﻓــﻲ ﺟرﯾــدﺗﯾن‬
‫ﯾــوﻣﯾﺗﯾن ﺑــﺎﻟﻠﻐﺗﯾن اﻟوطﻧﯾــﺔواﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ‪ ،‬دو ن ﺗﺣدﯾــد أي ﻟﻐــﺔ أﺟﻧﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻟــم ﯾﺣــدد اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ أو‬
‫اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻊ اﻟﻌﻠ ــم ﺑ ــﺄن اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟزاﺋ ــري ﻧ ــص ﻋﻠﯾﻬﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون‪ 01-16‬اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن‬
‫اﻟﺗﻌــدﯾل اﻟدﺳــﺗوري ﻟﺳــﻧﺔ ‪ 2016‬ﺣﯾــث ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 3‬ﻣﻧــﻪ ﺑــﺄن‪ ":‬اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻫــﻲ اﻟﻠﻐ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟرﺳﻣﯾﺔ"‪ ،‬واﻟﻣﺎدة ‪ ":4‬ﺗﻣﺎزﯾﻐت ﻫﻲ ﻛذﻟك ﻟﻐﺔ وطﻧﯾﺔ ورﺳﻣﯾﺔ" ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣرﺳ ـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ـ ــﻲ رﻗ ـ ــم ‪ 247-15‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑﺗﻧظ ـ ــﯾم اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ‬
‫وﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻧــص ﺻ ـراﺣﺔ ﻋﻠــﻰ وﺿــﻊ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وﻟﻐــﺔ واﺣــدة أﺟﻧﺑﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻷﻗل‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻹﺷﺎرة إﻟـﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧـوان اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ ﻟﻠﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻌـدﯾل اﻟدﺳــﺗوري ﻟﺳــﻧﺔ‪ 2016‬اﻟﺻـﺎدر ﺑﻣوﺟــب اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪ 01-16‬ﻣـؤرخ ﻓــﻲ ‪ 6‬ﻣــﺎرس ‪ ،2016‬ج رج ج ﻋــدد ‪،14‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 7‬ﻣﺎرس ‪. 2016‬‬

‫~‪~16‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺿﻣن اﻹﻋﻼن ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻣن ﺗوﺟﯾﻪ اﺳﺗﻔﺳـﺎراﺗﻬم ﺑﺄﺷـﻬر اﻟطـرق وأﺳـرﻋﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺷـرع إﺿـﺎﻓﺔ اﻟﻌﻧـوان اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ ﻟﻠﺗواﺻـل اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ إن أﻣﻛﻧـﻪ ذﻟـك‪ ،‬وﺣﺗـﻰ‬
‫ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة ﻣن ﺧﻼل ﺿﺑط اﻟﻠﻐﺔ وﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ج‪ :‬وﺳــﺎﺋل ﻧﺷــر اﻹﻋــﻼن ﻧــص ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ 199-18‬ﻋﻠــﻰ أن ﻧﺷــر‬
‫اﻟطﻠــب ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ أوﺳــﻊ ﻧطــﺎق وﺑﻛــل وﺳــﯾﻠﺔ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻟــزم اﻟﺳــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﺑﺎﻹﺷﻬﺎر ﻋن طرﯾق اﻟﺟراﺋد‪ ،‬وأن ﺗﻛون ﺟراﺋد وطﻧﯾﺔ وﻟﯾﺳت أﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬و ﺣددﻩ اﻟﻣﺷـرع‬
‫ﺑﺟرﯾدﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 25‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪.‬‬
‫إﺷﺎرة إﻟـﻰ أن اﻟﻣﺷـرع أراد ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣزﯾـد ﻣـن اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻣـن أﺟـل ﺗطﺑﯾـق ﻣﺑـدأ اﻟﻌﻠﻧﯾـﺔ ﺑـﺄن‬
‫ﯾﻌﻬــد إﻟــﻰ ﺗطــوﯾر ﻧظــﺎم اﻹﺷــﻬﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣــد‪ ،‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ وأن أﺳــﻠوب اﻟﻧﺷــر اﻟﺻــﺣﻔﻲ اﻟــورﻗﻲ ﺑــﺎت‬
‫أﺳــﻠوﺑﺎ ﺑــداﺋﯾﺎ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻣــن اﻷﻓﺿــل اﻟﺗوﺟــﻪ ﻧﺣــو اﻟﻌﻣــل ﺑﻧظــﺎم اﻹﺷــﻬﺎر اﻹﻟﻛﺗروﻧــﻲ اﻟــذي ﯾﻌــد‬
‫أﻓﺿــل اﻟﺳــﺑل‪ ،‬ﺑــﺎﻟﻧظر ﻟﻣــﺎ ﯾﻛﻠﻔــﻪ ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﻣــن ﺳــرﻋﺔ ﻓــﻲ ﻧﻘــل اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺔ وﻣــن ﺳــﻬوﻟﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺗﻠﻘﻲ واﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺷﻬدﺗﻪ اﻹدارة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 26‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺣﺗواﻫﺎ إﻋﻔـﺎء ﺑﻌـض اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن إﺟﺑﺎرﯾـﺔ اﻹﺷـﻬﺎر ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺟراﺋد‪ ،‬ﻧظرا إﻟﻰ ﺣﺟﻣﻬﺎ وﻧطﺎق ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺷرط ﺿﻣﺎن اﻹﺷﻬﺎر ﺑﻛل وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬إﯾداع اﻟﻌروض‬
‫ﺑﻌــد إﻋــﻼن اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ وﺗﻣﻛــﯾن اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﻣــن ﺳــﺣب دﻓﺗــر اﻟﺷــروط‪ ،‬ﺗــﺄﺗﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺗﻌﻬدات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠـﻰ ﻣﻠـف اﻟﺗرﺷـﺢ‪ ،‬وﺗﻌﻧـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ إﺗﺎﺣـﺔ اﻟﻔرﺻـﺔ‬
‫أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻹﯾداع ﻋروﺿﻬم ﻟدى اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻠﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳـﺎواة‪ ،‬ﻟﻣـﺎ ﻧـص‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام أﺟل إﯾداع اﻟﻌروض وﻋﻠﯾﻪ ‪:‬‬
‫أ‪ :‬أﺟل إﯾداع اﻟﻌروض وﺗﻣدﯾدﻩ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 28‬ﺑﺄن اﻟﻣﺷـرع ﻋﻠـﻰ وﺟـوب اﻷﺧـذ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫إﯾداع اﻟﻌروض ﻣدة ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌـروض‪ ،1‬وذﻟـك ﻟﻔـﺗﺢ اﻟﻣﺟـﺎل أﻣـﺎم أﻛﺑـر ﻋـدد ﻣـن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳـﯾن‪،‬‬
‫إذ ﯾـﺗم ﺗﺣدﯾـد آﺟـﺎل ﺗﺣﺿـﯾر اﻟﻌــروض ﻣـن طـرف اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ‪ ،‬وﻫـو ﺑـذﻟك ﺗـرك اﻟﺳــﻠطﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬

‫~‪~17‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﺗﻘدﯾرﯾــﺔ ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ إﻫــدار اﻟﻣﺑــدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬ﻷن ﺗﺣدﯾــد اﻵﺟــﺎل‬
‫ﯾﺳــﻣﺢ ﺑﺗﻛ ـرﯾس ﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ وﻧزﯾﻬــﺔ‪ ،‬ﻟــذا ﻛــﺎن ﻻﺑــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺷــرع ﻣــن ﺗﺣدﯾــد أﺟــل ﻹﯾــداع‬
‫اﻟﻌ ــروض ﺑﻐﯾ ــﺔ ﻣﻧ ــﻊ أي ﺗﺣﺎﯾ ــل ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿ ــﺔ‪ ،‬ﻟﻌ ــدم اﻟوﺻ ــول ﻟﻧزاﻫ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾ ــﺔ‬
‫ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪ ،‬وﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ‪.‬‬
‫ﻏﯾــر أن ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓﻘــﺎم اﻷﺳــﺗﺎذ ﺧرﺷــﻲ اﻟﻧــوي‬
‫اﻗﺗراح ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾـد ﻣـدة أدﻧـﻲ ﻟﺗﺣﺿـﯾر اﻟﻌـر وض ﻣﺣـددة ﺑﺄﺟـل أدﻧـﺎﻩ ‪ 15‬ﯾوﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـل‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻗــﺎم ﺑﺗﻣدﯾــد ﺗــﺎرﯾﺦ إﯾــداع اﻟﻌــروض‪ ،‬ﻓــﺈذا ﺻــﺎدف ﺗــﺎرﯾﺦ‬
‫اﻹﯾداع ﯾوم ﻋطﻠﺔ أو ﯾوم راﺣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﯾﻣـدد اﻷﺟـل إﻟـﻰ ﯾـوم اﻟﻌﻣـل اﻟﻣـواﻟﻲ ﻋﻠـﻰ أن ﯾـﺗم ﺗﻣدﯾـد‬
‫اﻟﻣــدة اﻟﻣﺣــددة ﻹﯾــداع اﻟﻌــروض ﻣ ـرة واﺣــدة‪ ،‬ﺳ ـواء ﻛــﺎن ذﻟــك ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــﺎدرة ﻣــن اﻟﺳــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ أو ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣﻌﻠل ﻣن أﺣد اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻣدﯾـد ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺧﺿـﻊ ﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫إﯾداع اﻟﻌروض إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 25‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪. 199-18‬‬
‫إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أن اﻟﻣــﺎدة ‪ 29‬ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻣرﺳــوم أﻧــﻪ ﻻ ﺗﺄﺧــذ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑــﺎر اﻟﻣﻠﻔــﺎت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻘدم ﺑﻌد اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪.‬‬
‫ب‪ :‬ﻛﯾﻔﯾــﺔ إﯾــداع اﻟﻌــروض أوﺟﺑﻬــﺎ اﻟﻣﺷــرع ﻣــن ﺧــﻼل ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬــدﯾن إﯾــداع‬
‫اﻟﻣﻠﻔــﺎت ﻓــﻲ ﻣﻛــﺎن واﺣــد ﺗﻛرﯾﺳــﺎ ﻟﻠﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳــﺎواة‪ ،‬وأﯾﺿــﺎ إدراج ﻣﺿــﻣون اﻟﻌــروض اﻟﺳ ـرﯾﺔ‬
‫وﻋدم ﺟواز اﻹطـﻼع ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻐﯾـر‪ ،‬ﻓﻬـذﻩ اﻟﺗﻌﻬـدات ﻋﻠـﻰ ﻣﻠﻔـﺎت اﻟﺗرﺷـﺢ ﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟوﺛﺎﺋق اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻧزاﻫﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﺳﺗﺧرج اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻧــوي ﺧرﺷــﻲ‪ ،‬اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣ ـﯾـﺔ دراﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ وﻧﻘدﯾــﺔ وﺗﻛﻣﯾﻠﯾــﺔ ﻟﻣﻧظوﻣــﺔ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ، ،‬دار اﻟﻬــدى ﻟﻠﻧﺷــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2018‬ص‪. 217‬‬

‫~‪~18‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬رﻗـ ــم اﻟﺗﻌرﯾـ ــف اﻟﺟﺑـ ــﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺧـ ــص اﻟﻣﺗرﺷـ ــﺣﯾن اﻟﺧﺎﺿـ ــﻌﯾن ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـ ــري‪ ،‬أو‬
‫اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻷﺟﺎﻧب اﻟذﯾن ﺳﺑق ﻟﻬم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪ -‬ﻛل وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳـﻣﺢ ﺑﺗﻘﯾـﯾم ﻗـدرات اﻟﻣﺗرﺷـﺣﯾن ﻣـذﻛورة ﻓـﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط ‪ .‬ﯾﺟـب أن ﯾﻘـدم‬
‫اﻟﻣﻠف ﻓﻲ ظرف ﻣﻐﻠق وﻣﺑﻬم‪ ،‬ﺗﻛﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑﺎرة " ﻻ ﯾﻔﺗﺢ إﻻ ﻣن طرف اﻟﺟﻧﺔ اﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء‬
‫اﻟﻌروض" ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﺧﺗﯾﺎر وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض‬
‫ﺟــﺎء اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗــم ‪ 199-18‬ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺿـ ـواﺑط‪ ،‬ﻣــﻊ ﻟ ـإـز ام‬
‫اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ إﺗﺑﺎﻋﻬــﺎ‪ ،‬وذﻟــك ﻋﺑــر ﻣــرﺣﻠﺗﯾن ﯾﺗﻘــرر ﻣــن ﺧﻼﻟﻬﻣــﺎ اﻟﻔــﺎﺋز ﺑﻣــﻧﺢ اﻟﺗﻔــوﯾض‪،‬‬
‫ﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺟﺳﯾد ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة‪ ،‬وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿواﺑط‬
‫ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫أ‪ :‬ﻣرﺣﻠ ــﺔ ﻓ ــﺗﺢ اﻷظرﻓ ــﺔ ﺗﺗﺿ ــﻣن وﺟ ــوب ﻓ ــﺗﺢ اﻷظرﻓ ــﺔ ﻣ ــن ﻗﺑ ــل ﻟﺟﻧ ــﺔ اﺧﺗﯾ ــﺎر واﻧﺗﻘ ــﺎء‬
‫اﻟﻌــروض ﻷن ﻣﻬﻣــﺔ ﻓــﺗﺢ اﻷظرﻓــﺔ ﻟﺟﻧــﺔ اﺧﺗﯾــﺎر واﻧﺗﻘــﺎء اﻟﻌــروض‪ ،‬ﺣــددﻫﺎ ﻟﻬــﺎ اﻟﻣﺷــرع ﻣﻬﻣــﺔ‬
‫ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟداﺧﻠﯾــﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻘــوم ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺔ ﻋﻠﻧﯾــﺔ ﻛﻣرﺣﻠــﺔ أوﻟــﻰ ﺑﻔــﺗﺢ اﻷظرﻓــﺔ وﺗﺳــﺟﯾل‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 31‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗـم ‪-18‬‬
‫‪.199‬‬
‫ﺣﯾث وﺿﻌت أﺳﺎﺳﺎ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻧـﺔ اﺧﺗﯾـﺎر واﻧﺗﻘـﺎء اﻟﻌـروض ﺣﺳـب اﻟﻣـﺎدة ‪75‬ﻋﻠـﻰ أن‪" :‬‬
‫ﺗﻧﺷﺊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ‪ ،‬ﻓﻲ إطﺎر اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺟﻧﺔ ﻻﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض ‪،1". . .‬‬
‫ب ‪ :‬ﻛﻣــﺎ ﺑﯾﻧــت ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﻧــﺔ اﺧﺗﯾــﺎر واﻧﺗﻘــﺎء اﻟﻌروﺿــﺔ ﻣــن )‪ (06‬ﻣــوظﻔﯾن ﻣــؤﻫﻠﯾن‪ ،‬ﻣــن‬
‫ﺑﯾــﻧﻬم اﻟ ـرﺋﯾس‪ ،‬ﯾﻌﯾــﻧﻬم ﻣﺳــؤول اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﺑﻣوﺟــب ﻣﻘــرر ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 75‬ﻓﻘ ـرة ‪،01‬‬
‫وﯾــﺗم اﺧﺗﯾــﺎر أﻋﺿــﺎء اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﻧظـرا ﻟﻛﻔــﺎءﺗﻬم ﻟﻣــدة ‪ 3‬ﺳــﻧوات ﻗﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾــد ﻫــذا ﻣــﺎ ﻧﺻــت إﻟﯾ ـﻪ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 76‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺳوم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫~‪~19‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ج ‪ :‬رﺳــﻣت ﻟــﻪ ﺻــﻼﺣﯾﺎت ﻟﺟﻧــﺔ اﺧﺗﯾــﺎر واﻧﺗﻘــﺎء اﻟﻌــروض ﺣﯾــث ﺣــددت اﻟﻣــﺎدة ‪ 77‬ﻣــن‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 199-18‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻬـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﺑﻬـﺎ اﻟﻠﺟﻧـﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻧذﻛر ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﻋﻧد ﻓﺗﺢ اﻟﻌـروض ﯾﺟـب اﻟﺗﺄﻛـد ﻣـن ﺗﺳـﺟﯾل اﻟﻣﻠﻔـﺎت ﻓـﻲ ﺳـﺟل ﺧـﺎص‪ ،‬ﺛـم اﻟﻘﯾـﺎم ﺑﻔـﺗﺢ‬
‫اﻷظرﻓــﺔ‪ ،‬و ﺣﺗــﻰ إﻋــداد اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ اﻻﺳــﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗرﺷــﺣﯾن أو اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن اﻟــذﯾن ﺗــم اﻧﺗﻘــﺎؤﻫم‪ ،‬ﺣﺳــب‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ وﺻول اﻷظرﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻋﻧــد ﻓــﺗﺢ ﻣﻠﻔــﺎت اﻟﺗﻌﻬــد دراﺳــﺔ اﻟﺿــﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺗرﺷــﺣﯾن وﻛــذا‬
‫ﻛﻔ ــﺎءاﺗﻬم وﻗ ــدراﺗﻬم و اﻟﺳ ــﻣﺎح ﻟﻬ ــم ﺑﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﺣﺳ ــب اﻟﻣﻌ ــﺎﯾﯾر اﻟﻣﺣ ــددة ﻓ ــﻲ دﻓﺗ ــر‬
‫اﻟﺷــروط‪ ،‬إﻗﺻــﺎء ﻣﻠﻔــﺎت اﻟﺗﻌﻬــد ﻏﯾــر اﻟﻣطﺎﺑﻘــﺔ ﻟﻠﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﻣﺣــددة ﻓــﻲ دﻓﺗــر اﻟﺷــروط‪ ،‬او ٕ ﻋــداد‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﻟﺗﻘدﯾم ﻋروﺿﻬم وﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ‪ ،‬وأﺧﯾرا ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر‬
‫اﺟﺗﻣﺎع ﯾوﻗﻌﻪ ﻛل اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﺎﺿرﯾن ﺧﻼل اﻟﺟﻠﺳﺔ ‪.‬‬
‫ـروضـن طــري دراﺳــﺔ وا ٕ ﻋــداد وا ٕ ﻗﺻــﺎء‪ ،‬ﻣــﻊ إﻋــداد ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻌــروض‬
‫‪ -‬ﻋﻧــد ﻓﺣــص اﻟﻌـ ﻋـ‬
‫اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ﻣرﺗﺑﺔ ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻧــد اﻟﻣﻔﺎوﺿــﺎتإﻋــداد ﻣﺣﺿــر ﻫﺎ ﻋﻠــﻰ إﺛــر ﻛــل ﺟﻠﺳــﺔ ﺗﻔــوﯾض‪ ،‬ﻣــﻊ ﺗﺣرﯾــر ﻣﺣﺿــر‬
‫ﯾﺿــم ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻌــروض اﻟﻣدروﺳــﺔ ﻣــن طرﻓﻬــﺎ ﻣرﺗﺑــﺔ ﺗرﺗﯾﺑــﺎ دﻗﯾﻘــﺎ‪ ،‬ﺑــﺈﻗﺗراح اﻟﻣﺗرﺷــﺢ اﻟــذي ﻗــدم‬
‫‪1‬‬
‫أﺣﺳن ﻋرض ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﻟﻣﻧﺣﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻣﻛــﯾن اﻟﻣﺗﻌﻬــدﯾن ﻣــن ﺣﺿــور ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻓــﺗﺢ اﻷظرﻓــﺔ ﻓﺗﻧــدرج ﺗﺣﺗــﻪ ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻧــد‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺗوﺳﯾﻊ ﻧطـﺎق ﻣﺑـدأ اﻟﻌﻠﻧﯾـﺔ وأﻋطـﻰ اﻟﻣﺷـرع اﻟﺣـق ﻟﻠﻣﺗﻌﻬـدﯾن ﻣـن ﺣﺿـور‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣدﯾ ــد اﻟﻣوﻋ ــد اﻟزﻣﻧـ ـﻲ ﻟﻔ ــﺗﺢ اﻷظرﻓ ــﺔ ﺟ ــﺎء ﺣﺳ ــب اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي ‪ 199-18‬ﺑـ ـﺄن‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣوﻋد ﻣﺣدد ﻟﻔﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن ﺗدارﻛﻪ‪ ،‬واﻟﻧص ﻋﻠـﻰ ﻣوﻋـد ﻣﺣـدد‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻠف اﻟﺗرﺷﺢ واﻟﻌروض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫~‪~20‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ب‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض ‪ :‬ﺣﺳب ﻣﺎ ﻣر ﺑﻧﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎ ﺗﻘـوم ﻟﺟﻧـﺔ اﺧﺗﯾـﺎر او ٕ اﻧﺗﻘـﺎء اﻟﻌـروض‬
‫ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﻓﻲ ﺟﻠﺳـﺔ ﻣﻐﻠﻘـﺔ‪ ،‬ﺑدراﺳـﺔ ﻣﻠﻔـﺎت اﻟﺗرﺷـﺢ اﺑﺗـداء ﻣـن اﻟﯾـوم اﻟﻣـواﻟﻲ ﻟﺟﻠﺳـﺔ‬
‫ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﺈﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن اﻟذﯾن ﯾﺳﺗوﻓون ﺷروط اﻟﺗﺄﻫﯾل‪ ،‬طﺑﻘـﺎ‬
‫ﻟﻠﺟزء اﻷول ﻣن دﻓﺗر اﻟﺷروط واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬و ذﻟـك ﻋـن طرﯾـق‬
‫ﻗﯾــﺎم اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﺑدراﺳــﺔ اﻟﻌــروض اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻣــن طــرف اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑــوﻟﯾن وﺗﻘﯾﯾﻣﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺳــب ﺳــﻠم‬
‫اﻟﺗﻧﻘﯾط اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ‪.‬‬
‫ﺗﻘوم ﺑﻌدﺋذ‪ ،‬ﺑﺈﻋداد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻌروض‪ ،‬ﻣرﺗﺑﺔ ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺎ ﺣﺳب "اﻟﻧﻘﺎط" اﻟﻣﺗﺣﺻـل ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬
‫‪ .‬و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗﻘوم اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ ﺑـدﻋوة اﻟﻣﺗرﺷـﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑـوﻟﯾن‪ ،‬إﻟـﻰ ﺳـﺣب دﻓﺗـر اﻟﺷـروط‬
‫وﺗﻘــدﯾم ﻋروﺿــﻬم ﺑﻛــل وﺳــﯾﻠﺔ ﻣﻼﺋﻣــﺔ‪ ،‬وﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﻣﺗرﺷــﺢ اﻟﻣﻘﺑــول أن‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﻘدم أﻛﺛر ﻣن ﻋرض واﺣد ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت‬
‫ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﺑﻌــد ﺗﻘﯾــﯾم اﻟﻌــروض وﺑﻌــد ﻓﺣﺻ ــﻬﺎ ودراﺳــﺗﻬﺎ ﻣــن طــرف ﻟﺟﻧــﺔ اﺧﺗﯾــﺎر واﻧﺗﻘ ــﺎء‬
‫اﻟﻌروض ﯾﺣﺎل اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﺗﻔوﯾض ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗﻘدم ﺑﺄﻓﺿل ﻋرض وﻫو‬
‫اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ‪.‬‬
‫ﻓﻧﺟــد اﻟــدﻛﺗور ﻋﻣــﺎر ﺑوﺿــﯾﺎف ﻗــﺎم ﺑﺗﻌرﯾﻔــﻪ ﺑﺄﻧــﻪ‪ ":‬إﺟ ـراء إﻋﻼﻣــﻲ ﺗﺧطــر ﺑﻣوﺟﺑــﻪ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة اﻟﻣﺗﻌﻬــدﯾن واﻟﺟﻣﻬــور ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻫــﺎ اﻟﻣؤﻗــت‪ ،‬وﻏﯾــر اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﺎ‪ ،‬ﻧظ ـرا ﻟﺣﺻــوﻟﻪ‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﺗﻧﻘﯾط ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌرض اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ" ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺑل ﻣﻧﺢ اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻻﺑد ﻣن اﻟﻣرور ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬ﻋﺎدل ﺑوﻋﻣران‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘرارات واﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ -‬دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ وﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬـدى ﻟﻠﻧﺷـر واﻟﺗوزﯾـﻊ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،2018 ،‬ص‪. 65‬‬

‫~‪~21‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أ‪ :‬اﻹﻋــﻼن ﻋــن اﻟﻣــﻧﺢ اﻟﻣؤﻗــت ﺗﻛرﯾﺳــﺎ ﻟﻣﺑــدأ اﻟﻌﻼﻧﯾــﺔ واﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة أن ﺗــدرج إﻋــﻼن اﻟﻣــﻧﺢ اﻟﻣؤﻗــت ﻟﻠﺗﻔــوﯾض ﺑــﻧﻔس اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم ﺑﻬــﺎ ﻧﺷــر اﻟطﻠــب‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺟراﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷر ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻷن اﻹﻋﻼن ﯾوﺻﻠﻧﺎ إﺟراءات اﻹﺑرام‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ﯾﺿـﻔﻲ‬
‫أﻛﺛر ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻔﺎﺋز اﻟﻣؤﻗت ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ‪.‬‬
‫ب‪ :‬اﻟطﻌون واﻵﺟﺎل ﺣﺳب إﺟراء اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺣﻘﻬـم ﻓـﻲ اﻟطﻌـن وﻣﻌﺎرﺿـﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﻧﺢ ‪.‬‬
‫ﯾرﻓــﻊ طﻌــن ﻟــدى ﻟﺟﻧــﺔ ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓــﻲ أﺟــل ﻻ ﯾﺗﻌــدى ﻋﺷـرﯾن )‪ (20‬ﯾوﻣــﺎ‪،‬‬
‫اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺷﻬﺎر ﻗرار اﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺗﻔوﯾض ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ ﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﻘــوم ﻟﺟﻧــﺔ ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑدراﺳــﺔ ﻣﻠــف اﻟطﻌــن واﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرار‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑـﻪ ﻓـﻲ أﺟــل ﻻ ﯾﺗﻌـدى )‪ (20‬ﯾوﻣـﺎ‪ ،‬اﺑﺗــداء ﻣـن ﺗـﺎرﯾﺦ اﺳــﺗﻼﻣﻬﺎ اﻟطﻌـن‪ ،‬وﻋﻠـﻰ اﻟﻠﺟﻧــﺔ‬
‫أن ﺗﻌﻠل ﻗرارﻫﺎ وﺗﺑﻠﻐﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ وﺻﺎﺣب اﻟطﻌن‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓـﻲ أﺣﻛـﺎم اﻟﻣـﺎدة‬
‫‪ 42‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي ‪ ،199-18‬وﻗــد ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 43‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي اﻟﺳــﺎﻟف‬
‫اﻟــذﻛر ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‪ ":‬إذا رﻓــض اﻟﻣﺗرﺷــﺢ اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد ﻣــن اﻟﻣــﻧﺢ اﻟﻣؤﻗــت ﻟﻠﺗﻔــوﯾض رﻓــض اﺳــﺗﻼم‬
‫اﻹﺷـﻌﺎر ﺑﺗﺑﻠﯾـﻎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ أو رﻓـض ﺗوﻗﯾـﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛـن اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ‪ ،‬ﺑﻌـد إﻟﻐـﺎء اﻟﻣــﻧﺢ‬
‫اﻟﻣؤﻗــت ﻟﻠﺗﻔــوﯾض‪ ،‬أن ﺗﻠﺟــﺄ إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺗرﺷــﺢ اﻟﻣ ـواﻟﻲ اﻟ ـوارد ﻓ ــﻲ ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻌــروض اﻟﻣﺳــﺟﻠﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﺿر اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻌروض اﻟذي أﻋدﺗﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض ‪.‬‬
‫وﻗـد ﻣــﻧﺢ اﻟﻣﺷــرع ﻷي ﻣﺗرﺷــﺢ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﻻﺣﺗﺟــﺎج ﻋﻠــﻰ ﻗـرار إﻟﻐـﺎء إﺟـراء ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﺑــﺄن ﯾرﻓــﻊ طﻌﻧــﺎ ﻟــدى ﻟﺟﻧــﺔ ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓــﻲ أﺟــل )‪ (10‬أﯾــﺎم‪ ،‬اﺑﺗــداء ﻣــن‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ إﺷﻬﺎر ﻗرار اﻹﻟﻐﺎء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻣوﻧﯾﺔ ﺧﻠﯾـل‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر‪ ،‬أطروﺣـﺔ دﻛﺗـوراﻩ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﯾوﺳـف ﺑـن ﺧـدة‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،2015 ،‬ص‪139‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 46‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫~‪~22‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ج‪ :‬اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ اﻟﺗﻔ ــوﯾض ﺟ ــﺎء ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 48‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي ‪ 199-18‬ﺑﺻ ــﯾﻐﺔ‬
‫اﻟوﺟــوب‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﺳــﺗﻛون ﻣﻠﻐــﺎة ﺑﻘــوة اﻟﻘــﺎﻧون ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻟــم ﺗﺗﺿــﻣن اﻷﺳــﺎس‬
‫اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻹﺑـ ـرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ وﻫ ــو اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ رﻗ ــم ‪ 247-15‬واﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي أﻋ ــﻼﻩ‪،‬‬
‫ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺑﯾﻧـﺔ وذﻟـك ﺑﺗﺣدﯾـد اﻟﻧطـﺎق اﻟﻣوﺿـوﻋﻲ ﻟﻠﺗﻔـوﯾض أي اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ‬
‫واﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ‪ ،‬وﻛــذا ﻫوﯾــﺔ اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣــؤﻫﻠﯾن ﻗﺎﻧوﻧــﺎ ﻟﺗوﻗﯾــﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ واﻟﺻــﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻣﺗﻠﻛوﻧﻬــﺎ ﻟﻠﺗوﻗﯾ ــﻊ‪ ،‬و ﺗﺣدﯾــد اﻟﻧط ــﺎق اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ ﻟﻠﺗﻔ ــوﯾض واﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﺳ ــﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌ ــﺎم‬
‫ﻣوﺿــوع اﻟﺗﻔــوﯾض‪ ،‬و أﯾﺿــﺎ ﺗﺣدﯾــد ﺻــﯾﻐﺔ اﻹﺑ ـرام ﻣــﺎ إن ﻛﺎﻧــت ﻋــن طرﯾــق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ أو ﻋــن‬
‫طرﯾــق اﻟﺗراﺿ ــﻲ اﻟﺑﺳ ــﯾط أو اﻟﺗراﺿ ــﻲ ﺑﻌ ــد اﻻﺳﺗﺷ ــﺎرة أو ﺑﻣوﺟ ــب ﺗﻘرﯾ ــر ﯾﺗﺿ ــﻣن اﻟﺧ ــدﻣﺎت‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ ﺷــﻛل اﻟﺗﻔــوﯾض ﻣــﺎ إن ﻛــﺎن ﻓــﻲ ﺷــﻛل اﻣﺗﯾــﺎز أو ﺗﺳــﯾﯾر أو إﯾﺟــﺎر أو وﻛﺎﻟــﺔ ﻣﺣﻔ ـزة‪،‬‬
‫وﻛذا ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ أو اﻹﺗﺎوات اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻣﺣــل اﻟﺗﻔــوﯾض ﻣﻘﺎﺑــل اﻻﻧﺗﻔــﺎع ﺑﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾــك ﻋــن ﺗﺣدﯾــد اﻟﺳــﺑل واﻟطــرق اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻣﻛــن ﻣــن ﺧﻼﻟﻬ ــﺎ ﺗﺣﯾ ـﯾن وﻣراﺟﻌ ــﺔ ﻫــذﻩ اﻹﺗ ــﺎوات‪ ،‬وﻓــﻲ اﻷﺧﯾ ــر ﺗﺣدﯾــد ﻣ ــدة اﻟﺗﻔــوﯾض اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﺷﻛل اﻟﺗﻔوﯾض‪ ،‬ﺗﻛون ‪ 30‬ﺳﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣدﯾد ﻟﻣدة أرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻻﺧﺗﺻ ــﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣ ــﻲ ﻟﻠﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﻓﻬ ــو ﻣ ــن اﻟﻧظ ــﺎم اﻟﻌ ــﺎم ﯾ ــﺗم ﺗﺣدﯾ ــدﻩ ﺑﻣوﺟ ــب ﻧ ــص‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت طرﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ واﻟﻣﻔـوض ﻟـﻪ‬
‫‪.‬‬
‫ﻓﺟرد اﻟﻣﻧﺷﺂت واﻟﻣﻌدات اﻟﻣﺳﺧرة ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‪ ،‬وا ٕ ﻧﺟﺎز واﻗﺗﻧـﺎء ﻣﻣﺗﻠﻛـﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺿـرورة ﺗﺣدﯾـد اﻟﺑﻧـود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﺳـﺗﻐﻼل ﺗﻠـك اﻟﻣﻧﺷـﺂت وﺑﺻـﯾﺎﻧﺗﻬﺎ‪،1‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺗﺣدﯾد ﺣـﺎﻻت اﻟـدﻓﻊ وآﻟﯾـﺎت ﺣﺳـﺎب اﻟﺗﻌوﯾﺿـﺎت واﻟﺗﺄﻣﯾﻧـﺎت واﻟواﺟﺑـﺎت اﻟواﻗﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻋﺎﺗق اﻟﻣﻔوض ﻟﻪ اﺗﺟﺎﻩ ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﻣرﻓـق‪ ،‬وﺗﺣدﯾـد اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﻣﺳـؤوﻟﺔ ﻋـن اﻟﺗﻛﻔـل ﺑﺎﻟﻣﺻـﺎرﯾف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺳــﻬﯾﻠﺔ ﺑــوﺧﻣﯾس‪ ،‬ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ ﺣﺳــون‪ " ،‬اﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ‪ -‬دراﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ ﻟﻠﻣرﺳــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗ ــم ‪ ،"-199-18‬ﻣداﺧﻠــﺔ ﺿ ــﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘ ــﻰ اﻟــوطﻧﻲ اﻟ ــذي ﻧظﻣﺗــﻪ‪ ،‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠ ــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳ ــم‬
‫اﻟﺣﻘ ــوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺣ ــﺎج ﻟﺧﺿ ــر ﺑﺎﺗﻧ ــﺔ ‪ ،1‬اﻟﻣوﺳ ــوم ﺑﻌﻧـ ـوان اﻟﺗﻔ ــوﯾض ﻛﺂﻟﯾ ــﺔ ﻟﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﺑ ــﯾن ﺣﺗﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗوﺟ ــﻪ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗرﺷﯾد اﻹﻧﻔﺎق‪ ،‬ﯾوم ‪ 20‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ،2018‬ص‪. 9‬‬

‫~‪~23‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن أﺿ ـرار‪ ،‬و ﻓــﻲ ﺣــﺎل اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﺗﻔــوﯾض ﻣــن اﻟﺑــﺎطن أو وﻓــق ﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﯾﻪ ﻫــذا‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻧﺎﻫﯾــك ﻋــن اﻟﺟ ـزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﻔروﺿــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ ﻟﻌــدم اﻟﺗزاﻣــﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾــذ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ‬
‫وﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻗﺑل اﻟﻠﺟـوء إﻟﯾﻬـﺎ ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿـﺔ أن ﺗوﺟـﻪ ﻟـﻪ‬
‫إﻋ ــذارﯾن اﻟﺗـ ــدارك اﻟﻧﻘـ ــﺎﺋص اﻟﻣﺳـ ــﺟﻠﺔ ﻓـ ــﻲ اﻵﺟ ــﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺣـ ــددة‪ ،‬وﻛـ ــذا ﺣـ ــﺎﻻت اﻟﻔﺳـ ــﺦ‬
‫واﻟﻣرﺗﺑطــﺔ أﺳﺎﺳــﺎ ﻓــﻲ اﺳــﺗﻣرار اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ ﺑــﺎﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن اﻻﻋﺗــذارات‬
‫اﻟﻣوﺟﻬــﺔ ﻟــﻪ‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﻓﻘــط ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ أن ﺗﻔﺳــﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﺗﻔــوﯾض ﺳ ـواء ﻧﻬﺎﯾــﺔ‬
‫ﻋﺎدﯾﺔ أو ﻣﺗﯾﺳرة ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﯾﺔ اﻟـذي ﯾﻠﺗـزم ﺑـﻪ اﻟﻣﻔـوض ﻟـﻪ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ واﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وأﺧﯾ ـ ـرا ﺗﺟـ ــدر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟـ ــﻰ أن اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 47‬ﻣـ ــن اﻟﻣرﺳـ ــوم رﻗـ ــم ‪ 199-18‬ﻧﺻـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻹﻗﺻــﺎءات ﻣــن اﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ إﺟ ـراءات ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﺣﯾــث ﺟــﺎء ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ ‪":‬‬
‫ﯾﻘﺻﯽ‪ ،‬ﻣؤﻗﺗﺎ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﺈﺟراءات ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾرﺗﻛب‬
‫ﻓﻌ ــﻼ أو ﻋﻣ ــﻼ ﻣﺣ ــل إﺟـ ـراء ﻣ ــن ﺿ ــﻣن اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 75‬ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪". . . 247-15‬‬
‫وﺑــﺎﻟر ﺟوع إﻟــﻰ اﻟﻣــﺎدة ‪ 75‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ﻧﺟــدﻫﺎ ﻗــد ﺣــددت ﺣــﺎﻻت اﻹﻗﺻــﺎء ﺑﻣــﺎ‬
‫ﺗﺣﺗوﯾــﻪ ﻣــنأﻫــداف وا ٕ ﺟـ ـراءات ﻣﺗﺑﻌــﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻹﻗﺻــﺎء واﻟﺣرﻣــﺎن اﻟ ــذي ﺟــﺎء ﺑــﻪ اﻟﻣرﺳ ــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬طرق إﺑرام ﻋﻘود ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﺗط ـرق إﻟــﻰ ﻣ ــﺎ ﯾﺣﺗوﯾــﻪ اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247-15‬اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿـﺎت اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﺗﺿـﻣن ﻓـﻲ اﻟﺑـﺎب اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻣﻧـﻪ ﺣﺳـب اﻟﻣـواد ﻣـن ‪ 207‬إﻟـﻰ‬
‫‪ 210‬اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻣطﺑﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑﺻــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﻣــن ﻏﯾــر ﺗﺣدﯾــد اﻟﺷــﺧص‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺳــﻬﯾﻠﺔ ﺑــوﺧﻣﯾس‪ ،‬ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ ﺣﺳــون‪ " ،‬اﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ‪ -‬دراﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ ﻟﻠﻣرﺳــوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،"-199-18‬ﻣداﺧﻠﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﻧظﻣﺗﻪ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 10‬‬

‫~‪~24‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻣﻌﻧ ــوي اﻟﻌ ــﺎم اﻟ ــذي ﯾﻘ ــوم ﺑ ــﺎﻟﺗﻔوﯾض ﺣﺳ ــب اﻟﻣرﺳـ ـوم رﻗ ــم ‪ 199-18‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﺗﺿ ــﻣن ﺟزﺋﯾ ــﺎت‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘود اﻟﺗﻔوﯾض ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟﺎءت ﺑدﻗﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﻧظﻣـﺔ ﺗﺟﻌـل ﻣـن اﻟﻌﻣـل ﺻـﺣﯾﺢ‬
‫‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺣﺗـوى اﻟﻣـﺎدة ‪ 08‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي‪ " 199-18‬ﺗﺑـرم اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺗﻔـوﯾض‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻓﻘﺎ ﻷﺣدى اﻟﺻﯾﻐﺗﯾن اﻵﺗﯾﺗﯾن‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺗراﺿﻲ اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء" ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ارﺗﺄﯾﻧﺎ أن ﯾﻛون ﻣطﻠﺑﻧﺎ ﻫذا ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻘد ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن إﺑرام ﻋﻘـود ﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻋـن طرﯾـق اﻟطﻠـب ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﺑـﺎرة ﻋـن ﻗﺎﻋـدة ﻋﺎﻣـﺔ ﻛـﻲ ﯾﻘـوم ﺑﺎﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣﻔـوض ﻟـﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺟﻌـل ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وطﻧﯾﺔ ﻓﻘـط‪ ،1‬وذﻟـك ﺑﺎﺷـﺗراط ﺑـﺄن ﯾﻛـون اﻟﻣﻔـوض ﻟـﻪ ﺷـﺧص ﻣﻌﻧـوي ﺧﺎﺿـﻊ ﻟﻠﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﺟزاﺋــري وﯾﻬــدف ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ أﻓﺿــل ﻋــرض ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﺑــﯾن ﻋــدة‬
‫ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺷﻛل ﻣﺗﺳﺎوي‪ ،‬وﯾﻘوم اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌرض اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻪ ﻷﻧﻪ ﻗدم أﻓﺿـل‬
‫ﻋــرض ﻓﻬــو أﺣﺳــن ﻋﻣــل ﻗــﺎم ﺑــﻪ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﺑﻌــدم ﺟﻌــل ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻫــو‬
‫اﻟﻣطﺑـق ﻻﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻌر ﻛﻣﺣــدد ﻷﻓﺿـل ﻋــرض ﻟﺧﺻوﺻــﯾﺔ اﻟﺗﻔــوﯾض واﻋﺗﺑــﺎرﻩ أﻓﺿــل‬
‫ﻋرض وﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﯾﻘـدم أﻓﺿـل اﻟﺿـﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾـﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﺣﺳـب ﺳـﻠم اﻟﺗﻘﯾـﯾم اﻟﻣﺣـدد‬
‫ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط‪ 2‬وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬ﻣن ذات اﻟﻣرﺳوم ‪.‬‬
‫ﺣﯾــث ﺟــﺎءت اﻟﻣــﺎدة ‪ 12‬ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻣرﺳــوم ﺣــﯾن اﻻﻧﺗﻔـﺎع ﺑطرﯾﻘــﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ وذﻟــك ﺑوﺟــود‬
‫ﻣرﺣﻠﺗﯾن‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬


‫‪ -2‬ﺳﻧﺎء ﺑوﻟﻘواس‪ ،‬ﻋن اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﻔوض ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ :‬دراﺳﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪،199-18‬‬
‫ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻓﻌﺎﻟﯾـﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟـوطﻧﻲ ﺣـول اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم اﻟﻣﺣﻠـﻲ ﻓـﻲ ظـل اﻟﻣرﺳـوم ‪ ،199-18‬اﻟﻣـﻧظم ﻣـن طـرف ﻛﻠﯾـﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﺟل‪ ،‬ص‪. 09‬‬

‫~‪~25‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻷوﻟــﻰ وﻓﯾﻬ ــﺎ ﯾــﺗم اﻻﺧﺗﯾ ــﺎر اﻷوﻟ ــﻲ ﻟﻠﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﺑﻧ ــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻣﻠﻔ ــﺎت اﻟﺗرﺷ ــﺢ وﻓﻘــﺎ ﻟﻣ ــﺎ ﻫ ــو‬
‫ﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ دﻓﺗــر اﻟﺷــروط ﺗﺣــت ﻋﻧ ـوان " دﻓﺗــر ﻣﻠــف اﻟﺗرﺷــﺢ" وﻫــذا طﺑﻘــﺎ ﻟﻣــﺎ ﻧﺻــت‬
‫ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﯾــﺗم دﻋــوة اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن اﻟﻣﻧﺗﻘــون ﺧــﻼل اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻟﺳــﺣب دﻓﺗــر اﻟﺷــروط‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﺗﺗوﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺔ ﻋﻠﻧﯾـﺔ ﺑداﯾـﺔ ﻣـن ﻓـﺗﺢ اﻷظرﻓـﺔ ﻣـﻊ ﺗﺳـﺟﯾل‬
‫اﻟوﺛــﺎﺋق اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻣ ــن طــرف اﻟﻣﺗرﺷ ــﺣون‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺛﺎﻧﯾ ــﺎ ﺗﻌﻣــل اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳ ــﺔ ﻣﻐﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻧﺗﻘ ــﺎء‬
‫اﻷﻓﺿل وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دراﺳﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻊ ﺟﻌل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺷـﺣﯾن‪ ،‬ﯾوﺿـﻊ ﺗرﺗﯾﺑﻬـﺎ‬
‫ﺣﺳب ﺳﻠم اﻟﺗﻧﻘـﯾط اﻟﻣﺣـدد ﻓـﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط ﺛـم ﺗطﻠـب ﻣـن اﻟﻣﺗرﺷـﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑـوﻟﯾن إﻟـﻰ ﺳـﺣب‬
‫دﻓﺗــر اﻟﺷــروط وﺗﻘــدﯾم ﻋروﺿــﻬم‪ ،‬ﻣــﻊ أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟــم ﯾﺿــﻊ وﺳــﯾﻠﺔ دﻗﯾﻘــﺔ ﻻﺳــﺗدﻋﺎء‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن وا ٕ ﻧﻣﺎ ﺗرﻛﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ‬
‫وﺗﺣــدد أﺟــل ﺗﻘــدﯾم اﻟﻌــروض ﻣــن اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑــوﻟﯾن ﺗﺑﻌــﺎ ﻟﺣﺟــم وﻧطــﺎق ﻧﺷــﺎط اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم‪. 2‬‬
‫ﺗﺗوﻟﻰ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑدﻋوى اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟﻣﻘﺑوﻟﯾن ﺑﺷﻛل ﻣﻧﻔرد ﻣن أﺟل اﻟﻣﻔﺎوﺿـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻌرض اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻔﺎوﺿﺔ ﺗﺣرر ﻣﺣﺿرا ﺑذﻟك ﯾﺑﯾن اﻟﻌروض اﻟﻣدروﺳﺔ وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﺛم‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﻘﺗرح ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺢ اﻟذي ﯾﺗم اﻧﺗﻘﺎؤﻩ وﻗدم أﺣﺳن ﻋرض‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ " اﻟﺗراﺿﻲ"‬
‫ﻗـﺎم اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟزاﺋــري ﺣﺳـب اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم ‪ 199 -18‬ﺑﺗوﺿــﯾﺢ ﺟﻣﯾـﻊ إﺟـراءات‬
‫وطرﯾﻘﺔ إﺑرام ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻣﻣـﺎ أدى ﺑﺎﻟﻣﺷـرع اﻟﺟزاﺋـري ﺑوﺿـﻊ طرﯾﻘـﺔ اﻟﺗراﺿـﻲ اﻟـذي‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 31‬و‪ 32‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺎدة ‪ 34‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺎدة ‪ 35‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫~‪~26‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑــر اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟوﺣﯾــد ﻓــﻲ اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل ﺻــورﺗﯾن ﻧﻘــوم ﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻬﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗراﺿﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة‪:‬‬
‫ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟﻌﻣــل ﺑﺎﺧﺗﯾــﺎر ﻣﻔــوض ﻟــﻪ واﺣــدا ﻓﻘــط ﻣــن ﺑــﯾن ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻷﻗل‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ وﺿﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺣددة ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﻧد اﻹﻋﻼن ﻋن ﻋدم ﺟدوى اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﻣـرة اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﯾـﺗم‬
‫اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔوض ﻟﻪ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟﻣؤﻫﻠﯾن اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﺗﻔـ ــوﯾض ﺑﻌ ــض اﻟﻣراﻓـ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﻻ ﺗﺳ ــﺗدﻋﻲ إﺟ ـ ـراء اﻟطﻠ ــب ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة وﯾﺗم ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷـﺗرك ﺑـﯾن وزﯾـر اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ واﻟـوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـف‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬـﺎ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﻣوﺿـوع‬
‫اﻟﺗﻔوﯾض‪ ،‬وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔوض ﻟﻪ ﻣن واﺣد ﻣﻣن ﻫم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌدة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻌـد اﻟﺗﺄﻛـد ﻣـن‬
‫ﻗدراﺗﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﻣﺢ ﻟﻬـم ﺑﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم اﻟﻣﻌﻧـﻰ ﻫﻧـﺎ ﺗﻘـوم ﻟﺟﻧـﺔ‬
‫اﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض ﺑدﻋوة ﺛﻼث ﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻣـؤﻫﻠﯾن ﻋﻠـﻰ اﻷﻗـل ﻣـن أﺟـل ﺗﻘـدﯾم ﻋروﺿـﻬم‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط‪. 1‬‬
‫ﻏﯾــر أن أﺳ ــﻠوب اﻟﺗراﺿــﻲ ﺑﻌ ــد اﻹﺷ ــﺎرة ﯾﻌﻣــد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﯾ ــﺎم ﺑــدﻋوة اﻟﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾن‬
‫ﺷﺧﺻــﯾﺎ ﻣــن دون اﻟــدﻋوة اﻟﺷــﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻣﺗﻌﻬــدﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن ﺑﺻــدد اﻟطﻠــب ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ دون ﻋﻠم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن‪ ،‬ﺑل ﺗﻛﺗﻔﻲ ﻓﻘـط ﺑﺗوﺟﯾـﻪ دﻋـوة ﻋﻠﻧﯾـﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻬﺎ ﻓﻲ طﻠﺑﻬﺎ أﯾن ﻛﺎن‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط‪:‬‬
‫إن ﻋﻣــل اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﻔوﺿــﺔ ﻫــو اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺎﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ اﻟــذي ﯾﻛــون ﻣــؤﻫﻼ ﻟﺿــﻣﺎن‬
‫ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻌــد أن ﺗﺗﺄﻛ ــد ﻣــن ﻗدرﺗــﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾــﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑ ــﺎر أن‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة ‪ 37‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬ﻧوي ﺧرﺷﻲ‪ ،‬اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ وﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪149‬‬

‫~‪~27‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﺳـﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌـﺎم ﯾﻛــون ﺑﯾــد اﻟﻣﻔـوض ﻟــﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻋــدم ﻗﯾــﺎم اﻟﻣﻔـوض ﻟــﻪ ﺑــرﻓض‬
‫إﻣﺿﺎء اﻟﻣﻠﺣـق اﻟـذي ﯾﻛـون ﻣوﺿـوﻋﻪ ﺗﻣدﯾـد اﻵﺟـﺎل وﺣﺳـب اﻟﻣـﺎدة ‪39‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي‬
‫‪ 199-18‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﯾﻛون " ﺗﻘوم ﻟﺟﻧـﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﺧﺗﯾﺎر واﻧﺗﻘﺎء اﻟﻌروض ﺑدﻋوة اﻟﻣرﺷﺢ اﻟذي ﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﺗﻘدﯾم ﻋرﺿﻪ"‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎو اة أﻣﺎم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎو اة ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬو ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫اﻟﺗـزام اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌــﺎم ﻷداء ﺧــدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣــﻊ ﺟﻣﯾــﻊ ﻣــن ﺗﺗــوﻓر ﻓــﯾﻬم اﻟﺷــروط‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻬم ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺔ دون ﺗﻣﯾﯾز ‪.‬‬
‫ﺣﯾـث ﯾﺳــﺗوﺟب ﻣـن ﺧــﻼل دراﺳـﺗﻧﺎ ﻟﻬــذا اﻟﻣﺑـدأ ﺗﺣدﯾــد ﺗﻌرﯾﻔـﺎ دﻗﯾﻘــﺎ‪ ،‬وﻛـذا ﺗوﺿــﯾﺢ أﺳﺎﺳــﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣظﺎﻫر واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن وﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــري دون ﺣﺎﺟــﺔ ﻧــص‬
‫ﯾﻘررﻫـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻟﻧظر إﻟـ ــﻰ أﻫﻣﯾﺗـ ــﻪ اﻟﺑﺎﻟﻐـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺧدﻣـ ــﺔ اﻟﻣراﻓـ ــق اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺣﯾـ ــث أﺻـ ــﺑﺢ اﻟﯾـ ــوم ﻣﺑـ ــدأ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ‪،‬وﺟب دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧواﺣﻲ ﻓﻬو ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﻣﺟﺎﻻت‬
‫ﻛـ ــﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟوظـ ــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ‪،‬دﻓـ ــﻊ اﻟﺿ ـ ـرﯾﺑﺔ ‪ ،‬وذاﻟـ ــك ﻟﺗﺳـ ــﺎوي اﻟﻣ ـ ـواطﻧﯾن ﻓـ ــﻲ اﻻﻧﺗﻔـ ــﺎع‬
‫ﺑﺎﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻣﻬﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻧوﻋﻬــﺎ دون ﺗﻣﯾﯾــز ﻓــﻲ اﻟﺟــﻧس اﻷﺻــل أو‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌرف ﻻﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬
‫وﻧظرا ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻣوﺿـوﻋﻧﺎ ﺳـﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣطﻠـب ﻓـرﻋﯾن دون ﻣﯾـزة‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ أوﻟﻬــﺎ ﻧﺗطــرق ﻟﻣﻔﻬــوم ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﯾﻧــدرج ﺗﺣﺗــﻪ أﻫﻣﯾﺗــﻪ داﺧــل اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة ‪ 39‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،199-18‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‬


‫‪2‬‬
‫ﺳﻌﯾد ﻧﻛﺷﺎوي اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟطﺑﻌﺔ‪ ،1‬دار اﻟﻧﺷر واﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‪ ،2009‬ص‪15‬‬

‫~‪~28‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻔظ اﻟﻣﺳﺎواة ﻟﻪ ﻋدة ﺻـﯾﺎﻏﺎت ﻟﻐوﯾـﺔ أﻫﻣﻬـﺎ ﻓﻛـرة اﻻﺳـﺗﻘﺎﻣﺔ واﻟﺗﺳـﺎوي واﻟﻌـدل‪ ،‬ﻓﻬـو ﯾﻣﺛـل‬
‫أﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون ﺑﺄﻧــﻪ ﺣــق ﻣــن ﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن ﺟــﺎء ﺑــﻪ اﻹﻋــﻼن اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن ﻟﻌــﺎم‬
‫‪. 1948‬‬
‫إن ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﯾﺳــﻣﺢ ﺑﺈﻋطــﺎء اﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﺳــﯾﺎدي ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم وﻫــو ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﺣﺗ ـرام‬
‫وظﯾﻔـﺔ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘــدم ﺧـدﻣﺎت ﻋﺎﻣــﺔ ﯾﺗﺳـﺎوى ﻓــﻲ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن‬
‫ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣراﻓــق إذا ﺗــوﻓرت ﻓــﯾﻬم اﻟﺷــروط اﻟﻣطﻠ ـوب ﺗوﻓرﻫــﺎ ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﺧــدﻣﺎت ﻋﺎﻣــﺔ‬
‫ﯾﺗﺳﺎوي ﺑﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وذﻟـك ﺑﺗـواﻓر اﻟﺷـروط اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ﻣـن أﺟـل اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﺧـدﻣﺎت‬
‫وﺳﻠﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻷن ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ﯾﻛﻔــل ﻟﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣ ـواطﻧﯾن اﻟ ـراﻏﺑﯾن ﻓــﻲ اﻻﻧﺗﻔــﺎع ﺑــﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌــﺎم ﻋﻠــﻰ ﻗــدم‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة دون ﺗﻣﯾﯾز أو ﺗﻔرﻗـﺔ‪،‬ﻓﻬـو ﯾﻌـرف ﺑﺄﻧـﻪ ﻣﺟﺎﻧﯾـﺔ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻟـﯾس اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘـﻲ ﻟﻬـﺎ‬
‫وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﯾﺗﺿــﻣن اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن أﻣــﺎم اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ‪.‬ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺗﻧــﺎﻓﻰ ﻣــن ﻗﯾــﺎم اﻟدوﻟــﺔ‬
‫ﺑوﺿ ــﻊ رﺳ ــوم ﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟﺧ ــدﻣﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻘ ــدﻣﻬﺎ أو ﻓ ــرض ﺷ ــروط ﻋﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠوظ ــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬دون‬
‫اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻷﻓـراد ﻣــن اﻹدارة ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﺧــدﻣﺎت ﻣﺎداﻣــت ﺗﺗــوﻓر ﻓــﯾﻬم‬
‫اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ دون أن ﯾﺗﺄﺛر ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻹدارة ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟﻔظ اﻟﻣﺳﺎو اة اﺻطﻼﺣﺎ ﻋﻧدﻩ ﻋدة ﺗﻌرﯾﻔﺎت واﺿﺣﺔ ودﻗﯾﻘﺔ ﯾﺳـﺗﻌﻣل ﻓـﻲ اﻟرﯾﺎﺿـﯾﺎت‬
‫واﻟﻌﻠ ــوم اﻟدﻗﯾﻘ ــﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل اﻟوﺻ ــول ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟ ــﺔ‪ ،‬وﯾﺳ ــﺗﻌﻣل ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻠ ــوم اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ‬
‫"اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳـﺎواة ‪ " .‬أو "اﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ اﻷﻣـور دون ﺗﻣﯾﯾـز ﻋﻧﺻـري أو ﺗﺣﯾـز وﺑﻌﯾـدا‬
‫‪1‬‬
‫ﻋن ﻛل اﻋﺗﺑﺎرات ﺷﺧﺻﯾﺔ"‬

‫‪1‬‬
‫ﺑــو ﺣﻔــص ﺳــﯾد ﻣﺣﻣــد ﻣﺑــدأ ﺣﯾــﺎد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋــري دﻛﺗــور ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﺑــو ﺑﻛــر ﺑﻠﻘﺎﯾــد‬
‫‪،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪2006-2007‬ص‪181‬‬

‫~‪~29‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﺗ ـزام ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﺑﺗﻘــدﯾم ﺧــدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن دون‬
‫ﺗﻣﯾﯾز ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻪ ‪. 1‬‬
‫ﻓﯾﻌرف ﺑﺷﻛل ﻋﺎم " أن ﯾﺗﺳﺎوى اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم وﯾﺗﺳﺎوون أﯾﺿﺎ أﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ "‬
‫وذﻟـك ﻣـن دون ﺗﻣﯾﯾـز ﺑﯾـﻧﻬم ﻻ ﻓـﻲ اﻷﺻـل أو اﻟﺟـﻧس أو اﻟـدﯾن أو اﻟﻠﻐـﺔ أو ﺣﺗـﻰ اﻟﻣرﻛــز‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﺣﻘوق أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟواﺟﺑﺎت واﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫ـﻲ وا ٕ ﻋﻼﻧــﺎت اﻟﺣﻘــوق واﻟــدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳــﻣﺎوﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻗواﻋــد اﻟﻘــﺎﻧون ﺑﺻــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ‬
‫اﻟطﺑﯾﻌـ‬
‫ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺳﺎواة ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم ﻧﻔس اﻟﻣرﻛز اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ وﻧﻔـس اﻟظـروف‪،‬‬
‫ﻏﯾــر أﻧــﻪ إذا ﻧظرﻧــﺎ ﻟﻌﻛــس اﻟﻣﺳــﺎواة ﻧﺟــد ﺑﺄﻧــﻪ ﻻ ﺗﺗﻣﺎﺛــل ﺑــﯾن اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ اﻟﻣرﻛــز اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ وﻻ‬
‫اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻘر اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺄن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳـﺎواة‬
‫اﻟﻣطﻠﻘ ــﺔ وا ٕ ﻧﻣ ــﺎ اﻟﻣﺳ ــﺎواة اﻟﻧﺳ ــﺑﯾﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑ ــﺄن ﺗﺗﻣﺎﺛ ــل اﻟﻣراﻛ ــز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ وﺗﺗ ــوﻓر ﻓ ــﯾﻬم اﻟﺷ ــروط‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬وﺗﺣﻣـل أﻋﺑـﺎء وﺗﻛـﺎﻟﯾف ﻫـذا اﻻﻧﺗﻔـﺎع‬
‫ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن ﻛﻔﺔ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫" أن اﻟﻣﺳــﺎواة ﻫــﻲ ﻋــدم اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن ﻏﯾــر اﻟﻣﺗﺳــﺎوﯾن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻋــدم اﻟﻣﺳــﺎواة ﻫــﻲ اﻟﻣﺳــﺎواة‬
‫ﺑﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾن" ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأي اﻟﺷـﻌب ﻟﻠوﺻـول ﻟﻠﺣرﯾـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ ﻋـن طرﯾـق ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﯾن‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣرﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺳــﻣﻐوي زﻛرﯾــﺎ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم اﻟﻣﺣﻠــﻲ ﻓــﻲ ﺿــل اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪11-10‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺑﻠدﯾــﺔ ﺣــﻲ اﻟﺟزاﺋــر‪،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﺑﺣــوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ دورﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟدراﺳـﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﺗﺻـدرﻫﺎ ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟـدﻛﺗور‬
‫اﻟطﺎﻫر ﻣوﻻي‪ ،‬ﺳﻌﯾدة‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،2014 ،‬ص‪. 383‬‬

‫~‪~30‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻣﻣ ــﺎ ﺟﻌ ــل اﻟﻘﺎﻋ ــدة اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ﻟﺣﻘ ــوق اﻹﻧﺳ ــﺎن وﺣرﯾ ــﺎﺗﻬم ﺗﺗﺿ ــﻣن اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﻋﻠ ــﻰ إﻋﺗﺑ ــﺎر‬
‫اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻷﻏﻧﯾــﺎء واﻟﻔﻘ ـراء‪ ،‬وﻻ ﺣﺗــﻰ اﻟﻌــﺎﻟم واﻟﺟﺎﻫــل‪ ،‬وﻛــذا ﺑــﯾن اﻟرﺟــل واﻟﻣـرأة ﻋــن طرﯾــق‬
‫إﻋطﺎﺋﻬم وﻣﻧﺣﻬم ﺣﻘـوﻗﻬم وواﺟﺑـﺎﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗﺳـﺎوي ﻣـن أﺟـل اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻣﺑـدأ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾـﺔ ﻛﻣﺑـدأ‬
‫أﺳﺎﺳﻲ‪. 1‬‬
‫ﻫ ــذا اﻟﻣﺑ ــدأ ﻛ ــرس ﻣ ــن ط ــرف اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟزاﺋ ــري ﻓ ــﻲ ﻋ ــدة ﻧﺻ ــوص ﻣ ــن ﺑﯾﻧﻬ ــﺎ اﻟﻣرﺳ ــوم‬
‫رﻗم‪131/88‬اﻟﻣؤرخ ‪ 04‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪1988‬اﻟذي ﯾـﻧظم اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻹدارة واﻟﻣـواطن ﺣﯾـث ﻧﺻـت‬
‫اﻟﻣ ــﺎدة اﻟﺳﺎدﺳ ــﺔ ﻣﻧ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﯾﻠ ــﻲ"ﺗﺳـ ــﻬر اﻹدارة دوﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻛﯾـ ــف ﻣﻬﺎﻣﻬ ــﺎ وﻫﯾﺎﻛﻠﻬ ــﺎ ﻣـ ــﻊ‬
‫‪2‬‬
‫اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ‪،‬وﯾﺟب أن ﺗﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣواطن ﺧدﻣﺔ ﺟﯾدة"‬
‫وﺣﺗــﻰ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـذي رﻗــم ‪188-90‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪23‬ﺟ ـوان ‪ 1990‬اﻟــذي ﯾﺣــدد ﻫﯾﺎﻛــل‬
‫اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوزارات ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟـد ﺑﺄﻧـﻪ ﺳـﺎر اﻟﻌﻬـد اﻟـدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘـوق اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ ﻟﺳـﻧﺔ ‪1966‬‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ"ﺗﺗﻌﻬــد اﻟدوﻟــﺔ اﻷطـراف ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻌﻬــد ﺑــﺄن ﺗﺿــﻣن ﺟﻌــل ﻣﻣﺎرﺳــﺔ‬
‫اﻟﺣﻘو ق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻬد ﺑرﯾﺋﺔ ﻣن أي ﺗﻣﯾﯾز ﺑﺳﺑب اﻟﻌرق أو اﻟﻠون أو اﻟﺟﻧس‬
‫أو اﻟـدﯾن أو اﻟـرأي اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ أو ﻏﯾـر اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ أو اﻷﺻـل اﻟﻘـوﻣﻲ أو اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ أو اﻟﺛـروة أو‬
‫اﻟﻧﺳب أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗزام اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن دون ﺗﻣﯾﯾز ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻪ‪. 3‬‬
‫‪-‬ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز أﻓراد اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻟواﺣدة إذا ﺗﻣﺎﺛﻠت ﻣراﻛزﻫم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪. 4‬‬

‫‪ 1‬دﻟﯾﻠﺔ ﻣـراﺑط ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﻲ ﺗـوﻟﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻣﺣﻣـد ﺧﯾﺿـر ﺑﺳـﻛرة‬
‫‪،2016‬ص‪40‬‬
‫‪ 2‬ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل ﻣطﻠق اﻟذﻧﯾﺑﺎت اﻟـوﺟﯾز ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري اﻟطﺑﻌـﺔ ‪1‬اﻟـدار اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ودار اﻟﺛﻘﺎﻓـﺔ ﻟﻠﻧﺷـر واﻟﺗوزﯾـﻊ ﻋﻣـﺎن‬
‫‪2003‬ص‪157‬‬
‫‪3‬‬
‫ظرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس اﻟﺟزاﺋر‪ 2010‬ص‪35‬‬
‫‪4‬‬
‫وﺟدي ﺛﺎﺑت ﻏﺑ﷼ ‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ص‪23‬‬

‫~‪~31‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬ﻧص دﺳﺗور‪ 1963‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ "ﻛل اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻧﻔـس اﻟﺣﻘـوق‬
‫وﻧﻔس اﻟواﺟﺑﺎت "‪. 1‬‬
‫‪ -‬وذﻟـك ﻟوﺟـود ﻓﻠﺳـﻔﺔ اﻟﺛـورة ﻓـﻲ ﺿـﻣﯾر ﺗﻠـك اﻷﻣـﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ ﺗﺛﺑـت اﻻﺧﺗﯾـﺎر‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﺳﺗور ‪ 1976‬ﻓﻘد ﺗﻛﻠـم ﺻـراﺣﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﻣـﺎدة ‪ 39‬اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗــﻧص ﻋﻠــﻰ ‪ ":‬ﺗﺿــﻣن اﻟﺣرﯾــﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ وﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن واﻟﻣ ـواطﻧﯾن ﻣﺗﺳــﺎوون ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق‬
‫واﻟوﺟﺑﺎت ﯾﻠﻐﻲ ﻛل ﺗﻣﯾﯾز ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﻣﺳﺑﻘﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﻧس أو اﻟﻌرق أو ﺣرﻓﺔ‪. 2‬‬
‫ﺗﺣدﺛت ﻫذﻩ اﻟﻣـﺎدة ﻋـن اﻟﻣﺳـﺎواة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﻣوﺟـودة ﻓـﻲ وﺳـط اﻷﻓـراد اﻟـذﯾن ﯾﻣﻠﻛـون ﻧﻔـس‬
‫اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗﺣدﺛت ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻋـدة دﺳـﺎﺗﯾر ﻣـن‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ ‪ 1976-1989-1996‬ﻟﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﺟﯾدة وواﺿﺣﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻧﺟــد اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻘ ـواﻧﯾن وﺿــﺣت أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻘــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳــﻲ‬
‫اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2006‬وﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت ﻟﻌﺎم ‪. 2010‬‬
‫دﺳﺗور‪ 1996‬أﺷﺎر ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ ":29‬ﻛـل اﻟﻣـواطﻧﯾن ﺳواﺳـﯾﺔ أﻣـﺎم اﻟﻘـﺎﻧون‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗذرع ﺑـﺄي ﺗﻣﯾﯾـز ﯾﻌـود ﺳـﺑﺑﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣوﻟـد أو اﻟﻌـرق أو اﻟﺟـﻧس أو اﻟـرأي أو أي ﺷـرط‬
‫أو ظرف أﺧـر ﺷﺧﺻـﻲ أو اﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ‪ .‬وﻧﺻـت اﻟﻣـﺎدة ‪29‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم‪47-02‬‬
‫ﻋﻠﻰ‪ " :‬ﺗﺧﺗص اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﺳﺗﻼم دراﺳﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛل اﻟطﻠﺑـﺎت اﻟـواردة ﻣـن اﻷﺷـﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾـﯾن أو اﻟﻣﻌﻧـوﯾﯾن اﻟـذﯾن‬
‫ﯾرون أن إدارة ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺎﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ أو اﻟﻣرﻛزي ﻗد ﻗﺻـرت ﻓـﻲ ﺣﻘﻬـم وﻓـق ﻗواﻋـد‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ "‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1963‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 8‬ﺳﺑﺗﻣﺑر‪ 1963‬ج ر ج ج اﻟﻌدد ‪64‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪39‬ﻣن ‪1976‬دﺳﺗور اﻟﻣؤرخ اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب أﻣر رﻗم ‪97-76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 28‬ﻓﯾﻔري‪)1989‬ج رﻋدد‪(94‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪29‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم اﻟﻣؤرخ‪ 47-02‬ﻓﻲ‪ 2‬ذي اﻟﻘﻌدة ‪1422‬اﻟﻣواﻓق ‪16‬ﺟـﺎﻧﻔﻲ‪ 2002‬ﯾﺗﺿـﻣن اﻟﻣواﻓﻘـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 05‬ص‪03‬‬

‫~‪~32‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة اﻟﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر ﻓﺈﻧــﻪ ﯾظﻬــر ﻣﺿــﻣون ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ ﻗﺎﻋــدﺗﯾن أﺳﺎﺳــﯾﺗﯾن‬
‫أوﻟﻬﻣﺎ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ‪.‬‬
‫ﺣﯾ ــث ﯾﺗﺟﻠ ــﻰ ﻣ ــن ﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة وﺟ ــود ﻗﺎﻋ ــدة ﺗﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗ ــﯾن أﺳﺎﺳ ــﯾﺗﯾن أﻫﻣﻬ ــﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟوﺟﺑﺎت وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﺗﺗﺿﻣن ﻣظﻬرﯾن ﯾﺗﻣﺛﻼن ﻓﻲ‪:‬‬
‫اﻷول ﻫو ﻣﺳﺎواة ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن أﻣﺎم ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣـوﻣﻲ وﻣﻌﻧـﺎﻩ أن اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌﻣـوﻣﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺟب أن ﯾﻘدم ﻧﻔس اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن‬
‫اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻫـو اﻟﻣﺳـﺎو اة ﻓــﻲ اﻻﻟﺗﺣـﺎق ﺑﺎﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أي ﺣﺳــب ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻫـو اﻟﻣﺳــﺎواة‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺣﺎق ﻛﺎﻓﺔ ﻣن أراد اﻟﺗوظﯾف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻓﻬـﻲ ﺣـق دﺳـﺗوري ﺣﺳـب اﻟﻣـﺎدة‬
‫‪ 51‬ﻣــن اﻟدﺳــﺗور "ﯾﺗﺳــﺎوى ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣ ـواطﻧﯾن ﻓــﻲ ﺗﻘﻠــد اﻟﻣﻬــﺎم واﻟوظــﺎﺋف ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ دون أﯾــﺔ‬
‫ﺷــروط أﺧــرى ﻏﯾــر اﻟﺷــروط اﻟﺗــﻲ ﯾﺣــددﻫﺎ اﻟﻘــﺎﻧون" ‪.‬وﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﻲ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل‬
‫اﻟﻣﺛــﺎل ﻓﻘــد أﻛــد ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ اﻷﻣــر رﻗــم ‪133-66‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪02‬ﺟ ـوان ‪1966‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﻣﺎدة ‪. (5‬إﻻ أن اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬذا اﻟﺣق ﻻﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷـرع‬
‫أن ﯾﺿــﺑط اﻻﻟﺗﺣ ــﺎق ﺑﺎﻟوظ ــﺎﺋف اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﺑﺷ ــروط ﻣﺣــددة ﺗﺗﻌﻠ ــق ﻣ ــﺛﻼ ﺑﺎﻟﺳ ــن وﺣﺳ ــن اﻟﺳ ــﯾرة‬
‫‪2‬‬
‫وا ٕ ﺟراء اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ‬
‫اﻟﻣﺳـﺎس ﻓـﻲ اﻻﻟﺗزاﻣـﺎت واﻷﻋﺑـﺎء‪:‬ﯾﻌﺗﺑـر إﺣـدى اﻟﻣظـﺎﻫر ﻓـﻲ ﻗﺎﻋـدة اﻟﻣﺳـﺎواة أﻣـﺎم اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪ ،‬وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذاﻟك اﻟﻣﺳﺎواة أﻣـﺎم أﻋﺑـﺎء اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗـﻧص اﻟﻣـﺎدة ‪1‬‬
‫ﻣ ــن اﻷﻣ ــر ‪103-74‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪15‬ﻧ ــوﻓﻣﺑر ‪1974‬اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن ﻗ ــﺎﻧون اﻟﺧدﻣ ــﺔ اﻟوطﻧﯾـ ــﺔ "أن‬
‫اﻟﺧدﻣـ ـ ــﺔ اﻟوطﻧﯾ ـ ـ ــﺔ إﻟزاﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ـ ــﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾ ـ ـ ــﻊ اﻷﺷ ـ ـ ــﺧﺎص اﻟﻣﺗﻣﺗﻌ ـ ـ ــﯾن ﺑﺎﻟﺟﻧﺳ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪3‬‬
‫واﻟﻣﻛﻣﻠﯾن‪19‬ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﻋﻣرﻫم‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟﻣﯾﻊ "‬

‫‪1‬‬
‫اﻷﺳﺗﺎذ ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪2007‬ص‪206-205‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻷﺳﺗﺎذ ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪2006‬‬
‫‪ 3‬اﻷﺳﺗﺎذ ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص‪2006‬‬

‫~‪~33‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺻــدد ﯾﻘــول اﻟــدﻛﺗور أﺣﻣــد ﻣﺣﯾــو ﻓــﻲ ﺗطﺑﯾــق اﻟﻣﺳــﺎواة " ﯾﺟــب أن ﻧﻔﻬــم ﺟﯾــدا‬
‫وذﻟــك ﺑﻐــض اﻟﻧظــر ﻋ ــن اﻟﻌﺑــﺎرات اﻟﻣﺟــردة ﺣــول اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﻋﻣوﻣــﺎ أن اﻹدارة ﺗﺳــﯾطر ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‬
‫ﺑﻌــض اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ أو ﺑﻌــض اﻟﻔﺋــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻘــوم ﺑﺗﺣرﯾــف اﻟﻘــﺎﻧون واﺳــﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﺻــﺎﻟﺣﺎ ﻻ‬
‫‪1‬‬
‫ﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ"‬
‫ﺣﺳـب اﻟﻣــﺎدة ‪ 27‬ﻣــن اﻷﻣـر ‪ 03-06‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾـﺔ ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠوظﯾﻔــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺣﺗواﻫــﺎ" ﻻ ﯾﺟــوز اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣــوظﻔﯾن ﺑﺳــﺑب أراﺋﻬــم أو‬
‫ﺟﻧﺳﻬم أو أﺻﻠﻬم أو ﺑﺳﺑب أي ظرف ﻣن ظروﻓﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ"‪. 2‬‬
‫ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذﻩاﻟﻣــﺎدة ﯾﺗﺑــﯾن ﻟﻧــﺎ ﺑﺄﻧ ــﻪ ﺟﻌﻠــت ﻣــن أوﻟوﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﻟــدﯾﻬم ﻛﺎﻓ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﻘــوق واﻟواﺟﺑ ـﺎت اﻟﺗــﻲ وﺿــﻌﻬﺎ ﻟﻬــم اﻟﻘــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻠوظﯾﻔــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــون ﻟــدﯾﻬم‬
‫اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﻌﯾدة ﺟد اﻟﺑﻌـد ﻋـن اﻟﻌﻧﺻـرﯾﺔ وﻋـدم ﺗطﺑﯾـق ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﯾن ﻣوظﻔﯾﻬـﺎ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 236-10‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻌـدل واﻟﻣـﺗﻣم‬
‫ﺟــﺎء ﻣــن أﺟــل اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ واﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻘــدﯾم ﻣﻠﻔــﺎﺗﻬم‬
‫ﻷﺟل اﻟظﻔر ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺑﺟـدارة ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﯾن ﺣﺳـب ﻣـﺎ ﻧـص‬
‫ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧﺟ ــد اﻟﻣ ــﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛ ــﺔ)‪ (03‬ﻣــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺳ ــﺎﻟف اﻟ ــذﻛر ﻋﻠــﻰ أﻧ ــﻪ " ﻟﺿ ــﻣﺎن ﻧﺟﺎﻋ ــﺔ‬
‫اﻟطﻠﺑــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻻﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﺳــن ﻟﻠﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﯾﺟــب أن ﺗراﻋــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫ﻣﺑ ـ ــﺎدئ ﺣرﯾ ـ ــﺔ اﻟوﺻ ـ ــول ﻟﻠطﻠﺑ ـ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ واﻟﻣﺳ ـ ــﺎواة ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗرﺷ ـ ــﺣﯾن وﺷ ـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫اﻹﺟ ـراءات"‪ . 3‬ﺣﯾــث أن ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ﺟﻌﻠــت ﻣــن ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻫــو اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق ﻣﺑـدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺑﺈﻋطـﺎء اﻟﻔرﺻـﺔ ﻟﺟﻣﯾـﻊ ﻣـن ﻟدﯾـﻪ أو‬

‫‪ 1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص ‪37‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 27‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 06-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪2006‬ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ج ر ﻋدد ‪(46‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪3‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‪ 236-10‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم )ج ر ﻋدد ‪(58‬‬

‫~‪~34‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺗﺗــوﻓر ﻓﯾــﻪ ﺷــروط اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻟﻌرﺿــﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺣﺗــﻰ ﯾﺗﺣﻘــق ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن‬
‫اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﺣظــﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ أﻫﻣﯾــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ ﻣﻌظــم اﻟــدول ﻣــن ﺧــﻼل ﻋــدة‬
‫ﻧواﺣﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻣﺗﺳـﺎوﯾﺔ ﻟﻸﻓـراد‬
‫ﻋــن طرﯾــق ﺣﻘــوﻗﻬم وﺣرﯾــﺎﺗﻬم‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ ﻟﻼﻧﺗﻬ ــﺎك واﻹﺧــﻼل ﺑﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻟوﺻ ــول‬
‫ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ ﺟزاءات ﻋدة ﺣﺳب اﻟﺟرم اﻟﻣرﺗﻛب ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ /‬أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻘــوم اﻟدوﻟــﺔ ﺑﺈﻧﺷــﺎء اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ ﻗــﺎﻧون ﺻــﺎدر ﻣــن اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺧوﯾــل اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ ﺳــﻠطﺔ إﻧﺷــﺎء اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ 1‬واﻟﺗــﻲ ﺗرﺗﻛــز ﻓــﻲ إﻧﺷــﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــﺎدئ‬
‫أﺳﺎﺳــﯾﺔ أﻫﻣﻬــﺎ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟــذي ﻗــررﻩ اﻟدﺳــﺗور ﺑــﻧص ﺻ ـرﯾﺢ ﻋﻠــﻰ أن‬
‫اﻟﻣواطﻧﯾن ﺳواﺳﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون وﻫم ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـوق واﻟواﺟﺑـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ دون أي‬
‫ﻓــرق ﺑﯾــﻧﻬم‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻫــو ﺗطﺑﯾــق ﻣﺑﺎﺷــر ﻟﻠﻣﺑــدأ اﻟدﺳــﺗوري اﻷﻋﻠــﻰ‬
‫وﻫو اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪. 2‬‬
‫وﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓــﺈن أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون ﺗظﻬــر ﻣــن ﺧــﻼل ﻧﻔــوس اﻟﻧــﺎس‬
‫ﺑـﺎﻷﻣن واﻻﺳــﺗﻘراروا ٕ ﺑﻌــﺎد اﻟﺧــوف ﻋﻠـﻰ ﺣﻘــوﻗﻬم وﻣﺻــﺎﻟﺣﻬم وﺣﺗــﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛـﺎﺗﻬم‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾﺗﺑــﯾن ﻟﻧــﺎ‬
‫‪.‬‬
‫ﺷﻌور اﻟوﻻء ﻟوطﻧﻪ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛراﻣﺗﻪ‬
‫ﻋﻠـﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أن ﺟﻣﯾــﻊ دﺳــﺎﺗﯾر اﻟﻌــﺎﻟم واﻟﻣواﺛﯾــق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ وا ٕ ﻋﻼﻧــﺎت اﻟﺣﻘــوق ﻗــد أﻋطــت‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺟدا ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ أو ذﻟك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻧداء ﺑﻪ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻧـ ـواف ﻛﻧﻌـــﺎن اﻟﻘـــﺎﻧون اﻹداري )ﻣﺎﻫﯾـــﺔ اﻟﻘـــﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺗﻧظـــﯾم اﻹداري‪ ،‬اﻟﻧﺷـــﺎط اﻹداري( دار اﻟﺛﻘﺎﻓـــﺔ ﻟﻠﻧﺷـــر واﻟﺗوزﯾـــﻊ‪،‬‬
‫اﻷردن‪ ،2006 ،‬ص‪319‬‬
‫‪ 2‬ﺻدﯾﻘﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓـﻲ ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ‪ 2015 ،2014 ،‬ص‪11‬‬

‫~‪~35‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ /‬أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻛﻣــن أﻫﻣﯾــﺔ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻣــن ﺧــﻼل ﺣــق ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ اﻟﺗﺳــﺎوي أﻣــﺎم اﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻷﻧﺷـطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻛــﺎﻟﺣق ﻓـﻲ اﻟﺗﺻـوﯾت ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت واﻻﺳـﺗﻔﺗﺎءات اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓــﻲ اﻟدوﻟـﺔ واﻟﺣــق‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫ﻷن ﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﯾﻌط ــﻲ أﻫﻣﯾ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ﻟﻠﻣـ ـواطﻧﯾن ﻋﻛ ــس اﻷﺟﺎﻧ ــب ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ‬
‫ﺣﻘوﻗﻬم ﺑدور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ إدارة اﻟﺷؤون اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠـﺑﻼد دون ﺗﻔرﻗـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﻧﺻـت اﻟﻣـﺎدة ‪ 62‬ﻣـن‬
‫اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2016‬ﻋﻠﻰ أن ﻟﻛل ﻣواطن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟـﻪ اﻟﺣـق أن‬
‫ﯾﻧﺗﺧب وﯾﻧﺗﺧب‪. 2‬‬
‫ﻓﻬــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ﺟــﺎءت ﺣﺗــﻰ ﺗﺑــﯾن اﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻣوﺟــودة ﻓﯾــﻪ ﻋــن طرﯾــق ﻛوﻧــﻪ ﯾﺷــﻛل‬
‫‪3‬‬
‫ﺿﻣﺎن أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ‪.‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﻧﺻ ــت اﻟﻣ ــﺎدة ‪52‬ﻣ ــن اﻟﺗﻌ ــدﯾل اﻟدﺳ ــﺗو ري ﻟﺳ ــﻧﺔ ‪2016‬ﻋﻠ ــﻰ "ﺣ ــق إﻧﺷ ــﺎء اﻷﺣـ ـزاب‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ وﻣﺿﻣون ‪".‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣـواد ﻗـد ﺗﺣــدﺛت ﻋـن إﻧﺷـﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾـﺎت ﻛـﻲ ﯾـﺗﻣﻛن اﻷﻓـراد ﻣــن‬
‫اﻻﻧﺿﻣﺎم وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬم ﻷي ﺳﺑب ﻛﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺎ أو ﺷﺧﺻـﯾﺎ‪ ،‬وﻫـﻲ اﻟﻧﻘطـﺔ اﻟﻬﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﻣوﺣدا وﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ /‬أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳـﺎواة أﻣـﺎم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻧﺎﺣﯾـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل إﻋطـﺎء‬
‫اﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﺳــﯾﺎدي ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﺣﺗ ـرام وظﯾﻔﺗــﻪ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدم ﺧــدﻣﺎت ﻋﺎﻣــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن اﻟﻣوﺟودﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪. 5‬‬

‫‪ 1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص ‪36‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة‪ 62‬ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪ ،2016‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺟوﯾدة ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬ﺟﻣﯾﻠـﺔ ﺣﻣﯾـدي‪ ،‬ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة أﻣـﺎم اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﺟﻼﻟـﻲ ﺑوﻧﻌﺎﻣـﺔ ﺧﻣـﯾس‬
‫ﻣﻠﯾﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ 2019-2018‬ص ‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 52‬ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪ ،2016‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪ 5‬ﺻدﯾﻘﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫~‪~36‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫وﺑﻣﻌﻧــﻰ أﺧــر ﻋﻠــﻰ اﻹدارة أن ﺗﺣﺗــرم ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣﺗــﻰ ﺗﻣﺎﺛﻠــت ظ ـروﻓﻬم‬
‫وﺗواﻓرت ﻓﯾﻬم ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘـﺎﻧون‪ ،‬أﻣـﺎ إذا ﺗـواﻓرت ﺷـروط اﻻﻧﺗﻔـﺎع ﻓـﻲ طﺎﺋﻔـﺔ‬
‫ﻣــن اﻷﻓ ـراد دون ﻏﯾــرﻫم‪ ،‬ﻓــﺈن ﻟﻠﻣرﻓــق أن ﯾﻘــدم اﻟﺧــدﻣﺎت ﻟﻠطﺎﺋﻔــﺔ اﻷوﻟــﻰ دون اﻷﺧــرى أو أن‬
‫ﯾﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺎﺋﻔﺗﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف ظروﻓﻬم ‪. 1‬‬
‫ﺣﯾــث ﻣﻧﺣــت اﻹدارة ﻋــدة ﻣزاﯾــﺎ ﻟطواﺋــف ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻣــن اﻷﻓ ـراد ﻻﻋﺗﺑــﺎرات ﺧﺎﺻــﺔ ﻛﺎﻟﺳــﻣﺎح‬
‫ﻟﻠﻌﺟزة أو اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن ﺑﺎﻻﻧﺗﻔـﺎع ﻣـن ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣرﻓـق ﻛﺎﻟﻧﻘـل ﻣﺟﺎﻧـﺎ أو ﺑـدﻓﻊ رﺳـوم رﻣزﯾـﺔ‪ ،‬أﻣـﺎ إذا‬
‫أﺧﻠــت اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣ ــﺔ ﻋﻠــﻰ إدارة اﻟﻣرﻓــق ﺑﻬ ــذا اﻟﻣرﻓــق وﻣﯾــزت ﺑ ــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﺑﺧدﻣﺎﺗــﻪ‪ ،‬ﻓ ــﺈن‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن أن ﯾطﻠﺑـ ـوا ﻣ ــن اﻹدارة اﻟﺗ ــدﺧل ﻹﺟﺑ ــﺎر اﻟﺟﻬ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــرﻓﺔ ﻋﻠ ــﻰ إدارة اﻟﻣرﻓ ــق ﺑ ــﺎﺣﺗرام‬
‫اﻟﻘــﺎﻧون‪ ،‬إذا ﻛــﺎن اﻟﻣرﻓــق ﯾــدار ﺑواﺳــطﺔ ﻣﻠﺗــزم‪ ،‬ﻓــﺈن اﻣﺗﻧﻌــت اﻹدارة ﻋــن ذﻟــك أو اﻟﻣرﻓــق ﯾــدار‬
‫ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة‪ ،‬ﻓــﺈن ﻣــن ﺣــق اﻷﻓ ـراد اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺈﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار اﻟــذي أﺧــل‬
‫ﺑﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن إذا أﺻــﺎﺑﻬم ﺿــرر ﻣــن ﻫــذا اﻟﻘ ـرار ﻓــﺈن ﻟﻬــم اﻟﺣــق ﻓــﻲ طﻠــب‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺎﻧﻪ ﺗﻘﺿﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺳ ــﺎوي اﻟﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن أﻣ ــﺎم ﺗﺷ ــﻐﯾل اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم أن ﯾﻘ ــدم‬
‫ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻟﻣن ﯾطﻠﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻧﻔس اﻟﺷروط ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣق ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﯾﺣﻬﺎ إﻧﺷﺎء اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم طﺎﻟﻣـﺎ اﺳـﺗوﻓوا‬
‫اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﺷﻐل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﺳـﺗﻣد ﻣـن ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﻣﺑـدأ أﺧـر ﻻ ﯾﻘــل ﻋﻧـﻪ أﻫﻣﯾـﺔ وﻫـو ﻣﺑـدأ ﺣﯾـدة اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻷﺳـ ــﺗﺎذ ﻋ ـ ــﻼء اﻟ ـ ــدﯾن ﻋﺷ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــدﺧل اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟ ـ ــزء اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ دار اﻟﻬ ـ ــدى ﻟﻠطﺑﺎﻋ ـ ــﺔ واﻟﻧﺷ ـ ــر واﻟﺗوزﯾ ـ ــﻊ اﻟطﺑﻌ ـ ــﺔ‬
‫‪2010‬ص‪29 ،28‬‬
‫‪ 2‬اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪29‬‬

‫~‪~37‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬إذا أﺧﻠت اﻹدارة ﺑﻘﺎﻋـدة اﻟﻣﺳـﺎواة ﻓـﺈن اﻷﻓـراد ﯾواﺟﻬـون ﻫـذا اﻟﺗﻌﺳـف ﺑواﺳـطﺔ طـرﯾﻘﺗﯾن‬
‫‪1‬‬
‫وﻫﻣﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ودﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة‪ ،‬أﻧﻪ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ﯾﺣﻘـق ﺧدﻣـﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾـﻊ وﻟﻣﺻـﻠﺣﺗﻬم ﻟـذﻟك ﻓﻣـن‬
‫اﻟطﺑﯾﻌــﻲ أن ﯾﺗﺳــﺎوى اﻟﺟﻣﯾــﻊ أﻣﺎﻣــﻪ دون ﺗﻣﯾﯾــز وﻫــذﻩ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻻ ﺗﺳــري ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻓﻘــط‪،‬‬
‫ﺑــل ﻋﻠــﻰ طــﺎﻟﺑﻲ اﻻﻧﺗﻔــﺎع أﯾﺿــﺎ‪ ،‬وﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻫــذا ﻻ ﯾﻌﻧــﻲ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﺷــﺧﺎص‬
‫ﺑﺻ ــورة ﻣطﻠﻘ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ــل ﻓﻘ ــط ﻣﻣ ــن ﺗـ ـواﻓر ﻓ ــﯾﻬم اﻟﺷ ــروط اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻔرﺿ ــﻬﺎ اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﻹﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧﺷﺎطﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣظﺎﻫر وﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﺷـﺗﻣل ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ ﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻋــدم ﻣظــﺎﻫر وﺻــور اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــب اﻟﻌﻣــل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ واﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن دون اﺣﺗواﺋﻬﺎﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻘط وا ٕ ﻧﻣـﺎ‬
‫ﺣﺗﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺑﯾﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻲ ﺣﻘوﻗﻬم وأﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾ ــﻪ ﺳ ــﻧﺣﺎو ل اﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻣطﻠ ــب ﻓ ــرﻋﯾن ﻣﻬﻣ ــﯾن ﻓ ــﺎﻟﻔرع اﻷول ﯾﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻣظﺎﻫر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻧـدرس ﻓﯾـﻪ اﻵﺛـﺎر اﻟﻣﺗرﺗـب ﻋﻠـﻰ ﺗطﺑﯾـق ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ‬
‫وﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣظﺎﻫر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻘد ﺟـﺎء ﻣﺑـدأ اﻟﻣﺳـﺎواة أﻣـﺎم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن أﺟـل ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـذا‬
‫أﻧﺻــﺎف اﻟﻣ ـواطﻧﯾن اﻟــذﯾن ﯾطﻠﺑــون ﺧــدﻣﺎت ﻣــن اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻟﻼﻧﺗﻔــﺎع ‪ ،‬وﺣﺗــﻰ ﺿــﻣﺎن ﺣﺳــن‬
‫ﺳﯾرﻩ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣﻣـﺎ ﯾﺗﺑـﯾن إﻧﺟﺎزاﺗـﻪ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣـﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻛﺗوﻟﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺣﯾﺎد أﻣﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻟــدﻛﺗور ﻣﺣﻣــد ﻓــﺎروق ﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾــد ﻧظرﯾــﺔ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋــري ﺑــﯾن اﻟﻣﻔﻬــوﻣﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾــدي واﻻﺷــﺗراﻛﻲ‪ ،‬دﯾ ـوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ص ‪51 ،50‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻷﺳــﺗﺎذ ﯾﻌــرب ﻣﺣﻣــد اﻟﺷــرع ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﺑــرز ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗــﻪ ﻋﻘــود اﻟﺑﻧــﺎء واﻟﺗﺷــﻐﯾل واﻟﺗﺣوﯾــل ﻋﻘــود اﻟﺑــون )‪(BOT‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪2017‬ص‪38 ،37‬‬

‫~‪~38‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫إذا ﻛــﺎن اﻻﻧﺗﻔــﺎع أﻣــﺎم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﯾﻧــدرج ﺗﺣــت ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﻓ ـراد ﻋــن‬
‫طرﯾــق ﺗــوﻓر اﻟﺷــروط اﻟﻼزﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء ﺑﻬــﺎ اﻟﻘــﺎﻧون ووﻓرﻫــﺎ ﻛــﻲ ﺗﺧــدم ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻣ ـواطﻧﯾن دون‬
‫ﺳواء ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص‬
‫ﺑﺄن ﺗطﺑق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟـﺎﻻت ﻣـن أﺟـل اﻻﻧﺗﻔـﺎع واﻟﺗﻣﺗـﻊ ﺑـﺎﻟﺣﻘوق واﻹﻟﺗـزام‬
‫ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت‪ ،‬وﺗﺣﻣل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﻋن طرﯾق ﺗﻌﺎﻣﻠﻬـﺎ ﺑـﯾن اﻷﻓـراد دون‬
‫ﺗﻔرﯾق أو ﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬أو أي ﻗرارات ﻣﺳﺗوﯾﺔ ﺑﻌدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺣرﻣﺎن ﻓﺋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫد ﻛوﻧﻬم ﻣـن اﻟطﺑﻘـﺔ اﻟـدﻧﯾﺎ أو‬
‫اﻟﻣﺗو ﺳطﺔ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣن ﻧﺻﯾب اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣرﻣوﻗﺔ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻟب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫ﺣﯾث "ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣوﺳﺳﺎت ﺿـﻣﺎن ﻣﺳـﺎواة ﻛـل اﻟﻣـواطﻧﯾن ﻛـل اﻟﻣـواطﻧﯾن واﻟﻣواطﻧـﺎت ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺣﻘــوق واﻟواﺟﺑــﺎت ﺑﺈزاﻟــﺔ اﻟﻌﻘﺑــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــوق ﺗﻔــﺗﺢ ﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻹﻧﺳــﺎن وﺗﺣــول دون ﻣﺷــﺎرﻛﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ "‬
‫وﻓﻬــﻲ اﻟﺧﺻــوص ﻓــﺎن اﻟﻣﺳــﺎواة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗرﺷــﺣﯾن ﻟﻼﻧﺗﻔــﺎع ﺑﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق ﻓﻘــد‬
‫ﻓرق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑـﯾن أﻧـواع اﻟﻣﺳـﺎواة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ واﻟواﻗﻌﯾـﺔ ﻣـن ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻧـواﺣﻲ‪ ،‬وذﻟـك ﺑوﺿـﻊ‬
‫ﺷــروط ﺻــﺎرﻣﺔ ﺣﺗــﻰ ﯾﻛــون اﻹﻟﺗ ـزام ﺑﺎﻟﻣﺳــﺎواة ﻣﺿــﻣوﻧﺔ وﺗوﺻــﻠﻬم ﻟﻼﻧﺗﻔــﺎع ﺑﻬــم ﻋــن طرﯾــق‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺗﻘﻠﯾد اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺗﺟـدر اﻹﺷــﺎرة ﻓـﻲ ﻫــذا اﻟﺟــزء ﻣـن اﻟﻣوﺿــوع ﻋﻠـﻰ أن اﻟﺗﻌﯾــﯾن ﻓــﻲ اﻟوظﯾﻔـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﯾﻘــوم‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ أﺳﺎﺳﻲ وﺟوﻫري ﺧﺎل ﻣن أي ﻟﺑس ﻻﺳﺗﻧﺎد دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ﺑورﻧــﺎن إﯾﻣــﺎن اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌ ــﺎم اﻟﺑﻠــدي ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷ ــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳــﺗر ﺟﺎﻣﻌــﺔ دﻛﺗــور اﻟط ــﺎﻫر ﻣــوﻻي ﺳــﻌﯾدة ﻟﻌــﺎم‬
‫‪.2018‬ص‪53‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪34‬ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،2016‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫~‪~39‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة ‪63‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2016‬أﻛدت ﻋﻠﻰ ذﻟـك " ﯾﺗﺳـﺎوى ﺟﻣﯾـﻊ‬
‫اﻟﻣ ـواطﻧﯾن ﻓــﻲ ﺗﻘﻠــد اﻟﻣﻬــﺎم واﻟوظــﺎﺋف ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ دون أي ﺷــروط أﺧــرى ﻏﯾــر اﻟﺷــروط اﻟﺗــﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪".‬‬
‫ﻷن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوﺣﯾد ﻟﺗوﻟﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ أي اﻟﺟدارة أو اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻧﺟد‬
‫ﺟﺎﻧﺑﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﻗد ﺗﺣدﺛت ﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫ﻓﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ‪ :‬رﻛزت ﻓﻲ ﻋدم ﺗرك اﻟﻣﺷرع أو اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺗوﻟﻲ اﻟوظﺎﺋف ﻋن طرﯾق اﻟرﺟوع ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو دﯾﻧﯾـﺔ أو ﺣﺗـﻰ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻓﯾﺟـب اﻟﺑﻌـد‬
‫ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺧﻔﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ اﻟﺟﺎﻧ ــب اﻻﯾﺟ ــﺎﺑﻲ‪:‬ﻻ ﯾﺟ ــوز ﻟﻠﺳ ــﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ ﺗﻌﯾ ــﯾن اﻟﻣ ــوظﻔﯾن اﻟﻌﻣ ــوﻣﯾﯾن ﺑ ــﺄن‬
‫اﻋﺗﺑﺎر إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧﺑرة واﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺟدارة ﺣﺗﻰ ﯾطﺑق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة‪ ،‬ﻓﻧﺟد أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻹداري واﻟدﺳﺗوري رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳﺎواة ﻋﻧد ﺗـوﻟﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن أﺟـل‬
‫ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﯾﺗﻘﻠدﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪74‬ﻣــن اﻷﻣــر‪ 03-06‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟوظﯾﻔــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﻛرﺳــﺎ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ‬ ‫ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻣ ـﺎدة‬
‫‪2‬‬
‫"ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺗوظﯾف إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪".‬‬
‫إذا ﻛــﺎن ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ ﺗﻘﻠﯾــد اﻟوظﯾﻔــﺔ أﺳﺎﺳــﻪ ﻣــن اﻟدﺳــﺗور ﻓــﺈن اﻟدﺳــﺗور اﻟﺟزاﺋــري ﻗــد‬
‫ﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ ﺗﺿﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﯾن اﻟﺟﻧﺳـﯾن‬
‫اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 36‬ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ‪ " 2016‬ﺗﻌﻣل اﻟدوﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺗرﻗﯾـﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﺎﺻ ــف ﺑ ــﯾن اﻟرﺟـ ـﺎل واﻟﻧﺳ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﺳ ــوق اﻟﺷ ــﻐل ﺗﺷ ــﺟﻊ اﻟدوﻟ ــﺔ ﺗرﻗﯾ ــﺔ اﻟﻣـ ـرأة ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺎﺻ ــب‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت"‬
‫‪3‬‬
‫إذا ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة وﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪63‬ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ‪ ،2016‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪74‬ﻣن اﻷﻣر‪03-06‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪ 3‬ﺻدﯾﻘﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪33 ،‬‬

‫~‪~40‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر أن ﻧﺑـﯾن وﻧﻔﺻـل اﻻﻧﺗﻔـﺎع اﻟﻘـﺎﺋم أﻣـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء ﻣـن ﺧـﻼل‬
‫ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻌدل ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وذﻟك ﻟﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣـﯾن‬
‫ﯾﺳﺎوي ﺑﯾن اﻟﺧﺻـوم وﯾﻘـوم ﺑﺗطﺑﯾـق اﻟﻘـﺎﻧون ﺑﺣـذاﻓﯾرﻩ‪ ،‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﻧﺻـت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣـﺎدة ‪ 158‬ﻣـن‬
‫دﺳﺗور‪ 1996‬أﻧﻪ " أﺳﺎس اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻣﺳـﺎواة واﻟﻛـل ﺳواﺳـﯾﺔ أﻣـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء"‪ 1‬ﻓﻬـو‬
‫ﯾﺑــﯾن ﻟﻧــﺎ اﺣﺗـرام اﻟﻘــﺎﻧون وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗطﺑﯾﻘــﻪ ووﻗوﻓــﻪ أﻣــﺎم ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿــﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﺣــﺎﻛم واﻟﻣﺟﻠــس‬
‫ﻟﻠﻔﺻ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت واﻟﺧﺻ ــوﻣﺎت ﺑ ــﺈﺟراءات ﺻ ــﺎرﻣﺔ وﻣﺿ ــﺑوطﺔ ﻣﻬﻣ ــﺎ اﺧﺗﻠ ــف اﻟوﺿ ــﻊ‬
‫اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓ ـراد ودون ﺗﻣﯾــز ﻣــن ﺣﯾــث اﻷﺻــل أو اﻟﺟــﻧس أو اﻟﻠﻐــﺔ وﺣﺗــﻰ اﻟﻌﻘﯾــدة‪ ،‬ﻓﯾﺟــب‬
‫ﺗﺧﺻــﯾص ﻫﯾﺋــﺔ ﻣــن أﻓ ـراد اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻘﺿــﺎء أي ﺗﻛــون‬
‫ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﺣدة ﯾﻘف أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ وﺑـﻧﻔس اﻹﺟـراءات وﺑـﻧﻔس اﻟـدﻓﺎع ودون ﻣراﻋـﺎة ﻷي‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺎﻣل ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻣﯾزان اﻟﻌدل وﯾﺧﻠق ﺑﻣﻬﺎم ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ﯾوﺟـد ﻓﺋـﺔ‬
‫ﻣـن اﻷﺷــﺧﺎص ﺗﺟﻣﻌﻬــم وﺣـدة اﻟﺷــروط‪ ،‬ﻓﻬــم ﯾﻌﻣﻠـون ﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ واﺣــدة ﺑﻌﯾـدة ﻋــن ﺻــور اﻟﺗﻣﯾﯾــز‬
‫وأﺷــﻛﺎﻟﻪ وﻣــن ﯾﺧــﺎﻟف ذﻟــك ﯾﺗــﺎﺑﻊ ﻗﺿــﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬وذﻟــك ﺑــﺎﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون وأﻣــﺎم‬
‫اﻷﻓراد ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺟﺑﺎر اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﺗطﺑﯾﻘــﺎ ﻟﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻘﺿــﺎء ﯾﺗرﺗــب ﻋﻠﯾــﻪ اﺳــﺗﺛﻧﺎءات ﺗرﺟــﻊ إﻟــﻰ اﺧــﺗﻼف‬
‫اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻔﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑوﺿﻊ اﻣﺗﯾﺎزات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب ﻛل‬
‫ﻓﺋﺔ‪ ،‬ﻓﺗﻘوم اﻹدارة ﺑوﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔـﺎع ﺑﺧدﻣـﺔ اﻹدارة دون أﺧـرى‪ ،‬اﻟﻣﻬـم ﺑـﺄن‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻛل ﻓﺋﺔ ﯾوﺟدون ﻓـﻲ وﺿـﻊ ﻣﺗﺷـﺎﺑﻪ ﻛﺎﻻﺷـﺗراﻛﺎت ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـل ﺑﺳـﻛك‬
‫اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﻓﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺗﻔﺿﯾﻠﻪ‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة‪158‬ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري رﻗم ‪ 01-16‬ﻓﻲ ﻣﺎرس‪ ،2016‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟزاﺋر‪ 2008 ،‬ص‪48‬‬
‫‪3‬‬
‫رﺑﯾﻊ أﻣﯾﻧﺔ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟزاﺋـر ﻣـذﻛرة ﺗﺧـرج ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟﻌـﺎم ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﻌﻘﯾـد اﻛﻠـﻲ‬
‫ﻣﺣﻧد او اﻟﺣﺎج‪ ،‬اﻟﺑوﯾرة‪ ،‬ﻋﺎم ‪2016-2015‬‬

‫~‪~41‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺛﺎر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﻬــدف اﻟﺳــﺎﻣﻲ واﻟرﺳــﻣﻲ ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻫــو إﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬــور ﻣــن‬
‫أﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣ ـراد اﻟوﺻــول إﻟﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻧ ـواﺣﻲ ﻋــن طرﯾــق ﺗﺣــذﯾر‬
‫اﻹدارة ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻻﺋﻘﺔ أو ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺑﯾن طـﺎﻟﺑﻲ اﻻﻧﺗﻔـﺎع ﻣـن اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم واﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺟﻌل ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﯾﻧدﺛر ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﺗﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ﺗطﺑﯾــق ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻋــدة أﺛــﺎر وا ٕ ﯾﺟﺎﺑﯾــﺎت ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧــﺎ ﻟﻬــﺎ‬
‫أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ /‬رﻓض اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﺗﺣــرص ﻏﺎﻟﺑﯾــﺔ اﻟــدول ﻋﻠــﻰ ﻓــﺗﺢ اﻟﻣﺟــﺎل أﻣــﺎم ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣـواطﻧﯾن دون أي ﺗﻣﯾﯾــز ﺑﯾــﻧﻬم ﻓــﻲ‬
‫طﻠ ـب اﻻﻧﺗﻔــﺎع ﻣــن اﻟﺧــدﻣﺎت ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻷن ﻓﻛ ـرة اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ أﻋطــت ﻟــﻪ أﻫﻣﯾــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻐــﺔ وﻏرﺳــت ﻓﯾــﻪ اﻟﻣﺳــﺎواة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﺣﺗــﻰ ﯾــﺗﻣﻛن أي ﻓــرد ﻣــن أﻓ ـراد اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﺗــوﻟﻲ ﻣﻧﺎﺻــب‬
‫ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺎب اﻟﺗرﺷﺢ واﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣـوطﻧﯾن ﺷـرﯾطﺔ أن ﯾﻛوﻧـوا ﻣﺗﻣـﺎﺛﻠﯾن‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﯾود اﻟﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﺣرﺻت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ رﻓـض اﻟﺗﻣﯾﯾـز ﺑـﯾن اﻷﻓـراد ﻓـﻲ اﻻﻧﺗﻔـﺎع‬
‫ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ﻻﻧﺗﻣـﺎءاﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ أو اﻟﺣزﺑﯾـﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﻌـدم ﺗﻘـدﯾم ﻣزاﯾـﺎ ﻣﻌﯾﻧـﺔ ﻟﺣـزب‬
‫ﻣﻌﯾن دون ﻏﯾرﻩ أو ﺣﺟز ﻣﻧﺎﺻب ﻷﻧﺻﺎر وا ٕ ﺗﺑﺎع ﺣزب ﻣﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﻬـذا ﻧﺟـد ﺑــﺄن اﻟﻣﺷـرع ﺣـرص ﻋﻠــﻰ ﺿـرورة اﻟﻌﻣـل ﺑــﺎﺣﺗرام اﻟﻌﻘﺎﺋـد اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ دون اﻟﺗﻣﯾﯾــز‬
‫ﺑﯾن ﻣﻌﺗﻧﻘﻲ وا ٕ ﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪ /‬رﻓــض اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻻﻋﺗﺑــﺎرات ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻘــد اﻧــدرﺟت ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﺗﺣــت‬
‫طﺎﺋﻠ ــﺔ اﻻﻋﺗﺑ ــﺎرات اﻟدﯾﻧﯾ ــﺔ واﻟﺟ ــﻧس وذﻟ ــك ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻋ ــدة ﻣﻣﯾـ ـزات وﻋﻧﺎﺻ ــر ﺗﻧ ــدرج ﺗﺣ ــت‬
‫اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﺻدﯾﻘﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ﻣﺑدا اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص‪39‬‬

‫~‪~42‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أ‪-‬رﻓــض اﻟﺗﻣﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻻﻋﺗﺑــﺎرات دﯾﻧﯾــﺔ ﻓﻧﺟــد ﺑــﺄن ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة ﻗــد اﻧــدرج ﺗﺣــت‬
‫ﻓﻛرة اﻟﻣﻌﺗﻘد اﻟدﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺑﺗﻐﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻛن ﻻﺑد‬
‫ﻣن ﻋدم اﻟﺣرﻣﺎن ﻣـن اﻟﺣﻘـوق واﻟﺣرﯾـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻛﺗـوﻟﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﻫـذا ﻣـﺎ أﻗرﺗـﻪ أﻏﻠـب‬
‫‪1‬‬
‫اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟدﺳﺎﺗﯾر وﻟﻌل أوﻟﻬﺎ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ‪.‬‬
‫ﻓﻬو ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗﺣـﺎق ﻓـﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﻓﻛـل ﺷـﺧص‬
‫ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻘﻠد ﻣﻧﺎﺻب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف ‪.‬‬
‫وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑـﻪ اﻹﻋـﻼن اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘـوق اﻹﻧﺳـﺎن ﻗـﻲ ﻣﺎدﺗـﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ﻣﻧـﻪ" ﻛـل‬
‫إﻧﺳﺎنﺣق اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذا اﻹﻋﻼن دون ﺗﻣﯾﯾز ﻛﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﺳـﺑب‬
‫اﻟﻌﻧﺻر أو اﻟدﯾن"‬
‫وﺣﺗﻰ أﻧﻪ ذﻛر ﻓﻲ اﻟﻣـﺎدة اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻣﻧـﻪ" ﻟﺟﻣﯾـﻊ اﻷﻓـراد اﻟﺣـق ﻓـﻲ اﻟﺗﻣﺗـﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﺿد أي ﺗﻣﯾﯾز"‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻬذﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﺟﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾـز ﺑـﯾن اﻷﻓـراد دﯾﻧﯾـﺎ أي ﻣـن‬
‫دون اﻟﺗﻘﯾﯾ ــد أو اﻟﺗﻔﺿ ــﯾل أو اﻻﺑﺗﻌ ــﺎد ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــل أﺛ ــر ﯾوﺻ ــل إﻟ ــﻰ ﺗﻌطﯾ ــل أو ﻋ ــدم اﻻﻋﺗـ ـراف‬
‫ﺑﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن وﺣرﯾــﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﺗﻌــون ﺑﻬــﺎ ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﻣﺎرﺳــﺗﻬم ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة‬
‫اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬم ‪.‬‬
‫ﻷن ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة ﻻ ﺗﺧﻠ ـوا ﻣــن اﺳــﺗﺛﻧﺎءات وذﻟــك ﻟوﺟــود ﻣﻧﺎﺻــب ذات طــﺎﺑﻊ دﯾﻧــﻲ ﺑﺣــت‬
‫وذﻟك ﺑﺗوﻟﻲ ﻗﯾﺎدﺗﻬﺎ أو ﺗﻘﻠدﻫﺎ إﻻ ﻣن ﻟﻪ ﺗﻠـك اﻟﻧزاﻋـﺎت اﻟدﯾﻧﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون راﺳـﺧﺔ ﻓـﻲ أذﻫـﺎﻧﻬم‬
‫وﯾﺗﻣﺎﺷون ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬـم ﻫـم أﺻـﺣﺎب اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻓـﻼ ﯾﻣﻛـن ﻷي ﻛـﺎن ﺗـوﻟﻲ أﻣورﻫـﺎ ﻟﻣـﺎ ﻟﻬـم ﻣـن‬
‫ﻣؤﻫﻼت وﺧﺑرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻛوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺳﺟد أو اﻟواﻋظ اﻟدﯾﻧﻲ أو ﺣﺗﻰ ﻣﻌﻠم اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرﯾم‬
‫ﻣﺛﻼ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺟوﯾدة ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺣﻣﯾدي‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪48‬‬
‫‪ 2‬ﺻدﯾﻘﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص‪43‬‬

‫~‪~43‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫و ﻻ ﻧﻧﺳــﻰ ﺣﺎدﺛــﺔ اﻟﺳــﯾدة ﺑﺎﺳــﺗو ﺣﯾــث أن ﻗﺿــﯾﺗﻬﺎ ﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﻋــدم ﺷــرﻋﯾﺔ ﻣــن اﻟﻘ ـرار‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎد اﻵﻧﺳﺔ ﺑﺎﺳﺗو ﻣـن اﻟﻌﻣـل ﻛﻣﺳـﺎﻋدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻓـﻲ إدارة‬
‫اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻣﻌﺗﻘداﺗﻬﺎ اﻟدﯾﻧﯾﺔ‪. 1‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﺟزاﺋر أﻋطت رأﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع وذﻟك ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻋـدم ﺣرﻣـﺎن أي‬
‫ﺷــﺧص ﻣــن اﻻﻧﺗﻔــﺎع ﺑﺄﻋﻣــﺎل وﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻟﻛــون اﻟﺷــﺧص ﯾﻌﺗﻧــق دﯾﻧــﺎ ﻣﻌﯾﻧــﺎ ﺑــل‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻛس ﻫﻲ دوﻟﺔ ﺗﺣﺗرم وﺗﻘدس اﻟدﯾﻧﺎت اﻷﺧرى وﺗﻠﺗزم ﺑﻣﺑﺎدئ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن‬
‫اﻟﺟﻣﯾــﻊ دون اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﻋــن طرﯾــق اﻟــدﯾن ﻟﻛوﻧﻬــﺎ دوﻟــﺔ ﻣﺳــﻠﻣﺔ ﺗﺣــث ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــدل واﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن‬
‫أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ﻛﻛل ‪.‬‬
‫اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎءات اﻟﺗــﻲ ﺗﻧ ــد رج ﺗﺣــت ﻫ ــذا اﻟﻌﻧﺻــر" رﻓ ــض اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﻻﻋﺗﺑ ــﺎرات دﯾﻧﯾــﺔ "ﻟﯾﺳ ــت‬
‫ﻣطﻠﻘﺔ وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ ﻷﻧﻪ ﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻘﯾـﺎم‬
‫ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣراد ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وا ٕ ﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬رﻓـ ــض اﻟﺗﻣﯾﯾـ ــز ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـ ــﯾن ﻻﻋﺗﺑـ ــﺎرات اﻟﺟـ ــﻧس ‪ :‬ﺗﺟـ ــدر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟـ ــﻰ أن ﻣﺑـ ــدأ‬
‫اﻟﻣﺳــﺎواة ﻫــو ﻋــدم اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﺑﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم إﺳــﺗﻧﺎدا ﻻﻋﺗﺑــﺎرات اﻟﺟــﻧس‬
‫وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺻور وأﺷﻛﺎل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿدﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺧ ــدﻣﺎت ﻓ ــﻼ ﯾﺟ ــوز ﻟ ــﻺدارة اﺳ ــﺗﺑﻌﺎد اﻟﻣـ ـرأة ﻣ ــن ﺗ ــوﻟﻲ ﻣﻧﺎﺻ ــب ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟوظﯾﻔ ــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻣﻣﺎ ﻧﺟـدﻩ ﻗـد رﻓـض اﻟﺗﻣﯾﯾـز ﻻﻋﺗﺑـﺎرات اﻟﺟـﻧس ﺣﺗـﻰ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ وﺿـﻊ ﺿـﻣﺎﻧﺎت ﺗوﺻـﻠﻧﺎ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﻣن ﺧﻼل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛـن اﻟﻧظـر‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺷﺧص واﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻓﻬو ﻋﻣل ﻏﯾر ﻣﺷروع وﺗﺳوﯾﺔ ﻟﺑس ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣوﺳ ــﻰ ﻣﺻ ــطﻔﻰ ﺷ ــﺣﺎﺗﺔ‪ ،‬ﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة أﻣ ــﺎم ﺗـــوﻟﻲ اﻟوظ ــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري "دراﺳـــﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ"ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌدد ‪ ،16‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪ ،2002‬ص‪170‬‬
‫‪ 2‬ﻋﻠﻲ ﺧﺿﺎر ﺷطﻧﺎوي‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن ‪ 2003‬ص‪438‬‬

‫~‪~44‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫أﻣـ ــﺎ ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ـ ــﻲ ﻓﻘ ـ ــﺎم ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء اﻷﺣﻛـ ــﺎم اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺟ ـ ــﺎءت ﻟﻠﺗﻣﯾ ـ ــز ﺑ ـ ــﯾن اﻟرﺟ ـ ــل‬
‫واﻟﻣرأة"اﻟﺟﻧﺳﯾن"‬
‫‪ 1989‬أﻟﻐــﻰ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺿــﻣﻧﻲ ﻟــوزﯾر‬ ‫ﻟﺗــوﻟﻲ اﻟوظــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓﻔــﻲ ﻋــﺎم‬
‫اﻟﺗﻌﻠــﯾم اﻟــوطﻧﻲ ﺑرﻓﺿــﻪ إﻟﻐــﺎء ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ‪7‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺻــﺎدر ‪11/05/1937‬اﻟﺧ ــﺎص‬
‫ﺑﻣﻌﻠﻣــﻲ وﻣﻌﻠﻣــﺎت اﻟﻣــدارس اﻟداﺧﻠﯾــﺔ وأﯾﺿــﺎ اﻟﻣــﺎدة‪ 6‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺻــﺎدر ‪1938/10/27‬‬
‫اﻟﺧﺎص ﺑﻧظـﺎم ﻣراﻗﺑـﻲ اﻟﻣـدارس اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ‪ ،‬ﻷن ﻣﺑﺎدﺋـﻪ اﻟدﺳـﺗورﯾﺔ ﺟـﺎءت ﺗﺣـث ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺳـﺎواة‬
‫ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ‪.‬‬
‫ﻏﯾــر أن اﻟﻧﺻــوص اﻟدﺳــﺗورﯾﺔ واﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر ﻗــد رﻛــزت ﻓــﻲ اﻟﻛﺛﯾــر ﻋﻠــﻰ ﻋــدم‬
‫اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﺟﻧﺳــﯾن ﻟﻼﻧﺗﻔــﺎع ﺑﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم وذﻟــك ﺑﺎﻻﻋﺗﻧــﺎق وﺗﻘﻠﯾــد اﻟﻣﻧﺎﺻــب ﻓــﻲ‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻻﺧـﺗﻼف اﻟطﺑﯾﻌـﺔ ﺑـﯾن اﻟرﺟـل واﻟﻣـرأة ﻛﺄﺻـل ﻋـﺎم‪ ،‬ﻟوﺟـود ﻣﻧﺎﺻـب ﻻﯾﻣﻛـن ﻟﻠﻣـرأة أن‬
‫ﺗﺗوﻻﻫــﺎ ﻟــذا ﻧﺟــد اﻟﻣﺳــﺎواة ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻷﺣﯾــﺎن ﻏﯾــر ﻣطﻠﻘــﺔ ﻓﻬــو اﺳــﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟطﺑﯾﻌــﺔ‬
‫اﻟﻔﺳـﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻣـﺛﻼ أﻋﻣـﺎل اﻟﺿـﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ ﻻﯾﻣﻛــن ﻟﻠﻣـرأة ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻷﻋﻣـﺎل أن ﺗﻘـوم ﺑﻬــﺎ‬
‫وذﻟك ﻟﻠﻌﺎطﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوﯾﻬﺎ وﻛذا ﺟﺳﻣﻬﺎ اﻟذي ﻻﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺷﻘﺎت ‪.‬‬
‫ﻓﻣﺎداﻣت اﻷﻋﻣﺎل ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻋﻣل ﻵﺧر ﻓﻬذا ﯾؤدي اﻟﻰ وﺟود اﺳـﺗﺛﻧﺎءات واﺳـﺗﺑﻌﺎد ﻋـدم‬
‫اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺗﻣﯾــز ﺑــﯾن اﻟﺟﻧﺳــﯾن ﻷن إدﻣــﺎج اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ ﻣﻌﺗــرف ﺑــﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺎ ودﺳــﺗورﯾﺎ‬
‫وﻟﻛــن ﻓــﻲ ﺣــدود اﻟﻣﻌﻘــول ﻟﻣــﺎ ﻟﻬــﺎ ﻣــن ﺣﻘــوق وﺣرﯾــﺎت ﺗﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــﺎ ﻟﻛــن اﻧﺳــﯾﺎﻗﻬﺎ وراء ﻋﺎطﻔﺗﻬــﺎ‬
‫ﺟﻌـل ﻣﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﺗﺑﻌد ﻋـن ﺑﻌــض اﻟوظــﺎﺋف اﻟﺣﺳﺎﺳـﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺟـﺎء ﻣــن أﺟــل اﻟﻣﺳــﺎواة‬
‫ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻲ ﺣدود ﻋدم ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﺗوﺿﺢ ذﻟك وﺗﻛون‬
‫ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺗﻣﺗﻊ اﻟﺷروط ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﺟرﯾد ‪.‬‬
‫ﻣـ ــﻊ أن اﻟﺟزاﺋـ ــر ﺗواﺟـ ــﻪ اﻟﻌدﯾـ ــد ﻣـ ــن اﻻﻧﺗﻘـ ــﺎدات ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣوﺿـ ــوع ﺣﯾـ ــث ﻧﺻـ ــت ﻓـ ــﻲ‬
‫دﺳ ــﺗور‪ 1996‬ﺣﺳ ــب اﻟﻣ ــﺎدة ‪"29‬ﻛ ــل اﻟﻣـ ـواطﻧﯾن ﺳواﺳ ــﯾﺔ أﻣ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﺗ ــذرع‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ‪.‬‬

‫~‪~45‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧــﻪ اﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﺟﻧﺳــﯾن ﺑﺈﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻣ ـرأة رﻛﯾ ـزة اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ‬
‫وﻟﻬـﺎ ﺣـق اﻟﺗﻣﺗـﻊ ﺑــﻧﻔس اﻟﺣﻘـوق واﻟواﺟﺑـﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ اﻟرﺟــل ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟــﺎل اﻹداري‬
‫‪1‬‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳــﯾدي ﻣﺣﻣــد ﺑــوﺣﻔص‪ ،‬ﻣﺑــدأ ﺣﯾــﺎد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋــري‪ ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة دﻛﺗــورة ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻛﻠﯾــﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪2006-2007‬ص‪74‬‬

‫~‪~46‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻫو أﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻷن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﻣﻛن ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻛس ﻣﺎ ﻛﺎﻧـت ﻋﻠﯾـﻪ اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺳـﺎﺑق ﻟﻘﯾﺎﻣﻬـﺎ ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬـﺎ ﺑﺳـرﯾﺔ وﻋـدم‬
‫ﺗ ــرك ﻟﻠﻣـ ـواطن ﻓرﺻ ــﺔ اﻹط ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ اﻹﺟـ ـراءات واﻷﻫ ــداف اﻟﺗ ــﻲ إﺗﺧ ــذﺗﻬﺎ وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن ﻣﺑ ــدأ‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻛرس ﻣﻔﻬوم اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﻧﺟد ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﯾﺣﺗـل ﻣﻛﺎﻧـﺔ ﻫﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗـﺔ اﻹدارة ﺑـﺎﻷﻓراد‪ ،‬واﻟـذي ﺗﺑﻧﺗـﻪ اﻟﻌدﯾـد‬
‫ﻣن اﻟدول ﻷﺟل اﻟوﺻول ﻟﻠﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪.‬‬
‫ﻣﻣــﺎ أﺗﺑﻌــت ﻓــﻲ ﻣﺑﺣﺛــﻲ ﻫــذا ﻣطﻠﺑــﯾن ﻷﺟــل اﻟﺗﻔﺻــﯾل واﻟﺗــدﻗﯾق ﻓــﻲ ﻫــذا‪ ،‬ﻓﺟﻌﻠﻧــﺎ اﻟﻣطﻠــب‬
‫اﻷو ل ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻣظﺎﻫرﻩ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗوي اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻣﯾـﺔ‬
‫واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ وﻣظﺎﻫر ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻘــد ﺗزاﯾــد اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑﻬــذا اﻟﻣوﺿــوع ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أﻧــﻪ ﻣــن اﻷﺳــس اﻟﺗــﻲ ﯾﺑﻧــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧظــﺎم‬
‫اﻹداري واﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺗﻲ وﺿـﻌت اﻟﺛﻘـﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﯾن اﻹدارة واﻟﻣـواطن ﻓﻬـو‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺳـﺎواة واﻟﻧزاﻫـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺗﺳـﯾﯾر وا ٕ ﺷـﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﻛـذا إﺣﺎطـﺔ‬
‫اﻟﻣ ـواطن ﺑﻛــل ﻣــﺎ ﯾﺟــري داﺧــل اﻹدارة وﻣــﺎ ﺗﻘدﻣــﻪ ﻣــن ﺧــدﻣﺎت ﻟــذا ارﺗﺄﯾﻧــﺎ أن ﻧﺿــﻊ ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﻣطﻠب ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﻣﺎ ﻧﻔﺻل ﻣوﺿوﻋﻧﺎ وﻋﻠﯾﻪ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻘ ــد أطﻠ ــق ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺣرﯾ ــﺔ ﺗﺑ ــﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت ﺣﺗ ــﻰ ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ اﻟط ــرف اﻵﺧ ــر‬
‫اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ وذاﻟـك ﺑﺈزاﻟـﺔ اﻟﺷـك واﻹﺑﻬـﺎم ﻓﻬـﻲ ﻋﺑـﺎرة ﻋـن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت واﻟﺳـﻠوﻛﺎت‬
‫اﻟﺗــﻲ ﯾﻠﺗــزم ﺑﻬــﺎ اﻟﻣﺳــﯾرون واﻟﻣــدراء وﻓﻘــﺎ ﻟﻺﺟ ـراءات واﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﻣــول ﺑﻬــﺎ ﻟﻠﻣﺳــﺎﻋدة ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻛﺷــف ﻋــن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ ﻣــن اﺟــل ﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘ ـرارات اﻹدارﯾــﺔ واﺗﺧﺎذﻫــﺎ واﻟﻘﺿــﺎء ﻋــن‬
‫اﻟﻔﺳﺎد ﻟﻠوﻗوف ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ وﺗﻣﻛـﯾن اﻟﻣـواطن أو اﻟﻣﻧﺗﻔـﻊ ﻣـن اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم اﻟﻌﻠـم‬
‫ﺑﻛل اﻟﻣﺳﺎﺋل ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ‪.‬‬

‫~‪~47‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 51‬ﻣــن دﺳــﺗور ‪ 2016‬ﻗــد ﺑﯾﻧــت ﺑﺄﻧــﻪ ﻣــن ﺣــق اﻟﻣ ـواطن اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟوﺛﺎق اﻟراﻏب ﻓﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻹدارة وﻟﻛـن ﻓـﻲ ﺣـدود ﻣـﺎ ﯾﺳـﻣﺢ ﺑـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون ﺣﯾـث‬
‫ﺟــﺎء ﻓــﻲ ﻣﺣﺗواﻫــﺎ ﺑﺟﻌــل اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت واﻟوﺛــﺎﺋق واﻹﺣﺻــﺎﺋﯾﺎت وﻧﻘﻠﻬــﺎ ﻣﺿــﻣوﻧﺎن‬
‫ﻟﻠﻣواطن ‪.‬‬
‫وﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون ‪ 09-88‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ‪ 26‬أﻛﺗـ ــوﺑر‪ 1988‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻷرﺷ ــﯾف اﻟ ــوطﻧﻲ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪11-10‬ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻷرﺷﯾف‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪10‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 131-88‬اﻟذي ﯾﻧظم اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻹدارة "ﯾﻣﻛـن ﻟﻠﻣـواطﻧﯾن‬
‫أن ﯾطﻠﻌوا ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛـﺎم اﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﻣﻌﻣـول ﺑـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻣﺣﻔوظــﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺣﻣﯾﻬــﺎ اﻟﺳــر اﻟﻣﻬﻧــﻲ وﯾــﺗم ﻫــذا اﻹطــﻼع ﻋــن طرﯾــق‬
‫اﻻﺳﺗﺷــﺎرة اﻟﻣﺟﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻋــﯾن اﻟﻣﻛــﺎن و‪/‬أو ﺗﺳــﻠﯾم ﻧﺳــﺦ ﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻧﻔﻘــﺔ اﻟطﺎﻟــب ﺑﺷــرط أن ﻻ‬
‫ﯾﺗﺳﺑب اﻻﺳﺗﻧﺳﺎخ ﻓﻲ إﻓﺳﺎد اﻟوﺛﯾﻘﺔ أو ﯾﺿـر ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ ﻛـل ﻣـواطن ﯾﻣﻧـﻊ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣن اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ أن ﯾﺷﻌر ﺑذﻟك ﺑﻣﻘرر ﻣﺑﯾن ﻟﻸﺳﺑﺎب "‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗـم ‪ 10 -11‬ﻓـﻲ ﻣـوادﻩ ‪ 11‬اﻟـﻰ‪ 14‬وﻛـذا اﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم‬
‫‪ 190-16‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ﺟ ـوان ‪ 2016‬اﻟــذي ﯾﺣــدد ﻛﯾﻔﯾــﺔ اﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗﺧرﺟﺎت ﻣــداوﻻت‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﻗرارات اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣرﺳـوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪190-16‬ﺟـﺎؤوا‬
‫ﺑﻬــدف ﺗﻛ ـرﯾس ﺣــق اﻟﻣ ـواطن ﻓــﻲ اﻹﻋــﻼم واﻟــذي ﯾﻣﺛــل واﺣــد ﻣــن اﻟــدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﻣرﺳوم ﻫذا ﯾﺑﯾن اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠـدي ﻛـل اﻟﺗـداﺑﯾر‬
‫اﻹﻟزاﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﻬﯾل إﻋﻼم اﻟﻣواطن ﺣول ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷـؤون اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻓﻼﺑـد ﻣـن اﺳـﺗﻌﻣﺎل وﺗطـوﯾر‬
‫ﻛل اﻟدﻋﺎﺋم اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻗﺻد ﺿﻣﺎن ﻧﺷر وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرارات اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳ ـﻲ ‪ 247-15‬ﯾﺗﺿــﻣن ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻔوﯾﺿــﺎت اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣواد وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ )‪ (213-203-162-82-70-65-5‬ﺗﻛﻠﻣت‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣــﺎدة ‪10‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم ‪131-88‬اﻟﻣــؤرخ ‪4‬ﺟوﯾﻠﯾــﺔ ‪ 1988‬اﻟــذي ﯾﻧﺿــم اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣــواطن واﻹدارة‪ ،‬اﻟﺟرﯾــدة اﻟرﺳــﻣﯾﺔ‬
‫ﻋدد ‪ ،10‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬

‫~‪~48‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﺑﺟﻣﯾــﻊ ﻧواﺣﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﺟــﺎءت اﻟﻣــﺎدة ‪11‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون ‪ 01-06‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ‪20‬‬
‫ﻓﯾﻔ ــري ‪ 2006‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻔﺳ ــﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗ ــﻪ وذﻟ ــك ﺗو ﺿ ــﯾﺢ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ‬
‫ﺑــﺎﻹﺟراءات‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻟﺑﻧــك اﻟــدوﻟﻲ وﺻــﻧدوق اﻟﻧﻘــد اﻟــدوﻟﻲ ﻋــرف اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠــﻰ أﻧﻬــﺎ "اﻟﺗــدﻓق‬
‫اﻟــداﺋم واﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻣر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﻗــت ﺣــدوﺛﻬﺎ ﺣــول‬
‫اﻟﻣﺳ ــﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻘط ــﺎع اﻟﺧ ــﺎص واﻟ ــذﯾن ﯾﺳ ــﺗﺧدﻣون اﻟﻘ ــروض وأﻣـ ـوال اﻹﺋﺗﻣ ــﺎن اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ وﻛ ــذﻟك‬
‫اﻟﻣﻔﺗرﺿﯾن وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣـول ﺗﻣوﯾـل اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ وا ٕ دارة اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ واﻟﻧﻘدﯾـﺔ‬
‫وﻛذﻟك أﻧﺷطﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"‪ 1‬ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ﻗد ﺣﺻـر ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﺑـﯾن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن واﻟﺧواص واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ دون وﺟود أطراف آﺧرى ﻣن أﺟل اﻻﻟﺗزام‬
‫اﻹداري ‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد اﻟدﻛﺗور ﺳﺎﻣﻲ اﻟطوﺣﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن ﻓﺈن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺎﺗﺧـﺎذ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣـﺔ ﺣﺗـﻰ ﯾﻣﻛـن ﺗزوﯾـد اﻟﻣـواطﻧﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾرﻏﺑـون ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ وﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣداوﻻت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﺑﻬـﺎ ﻣـﻊ ﺗوﺿـﯾﺢ اﻷﺳـﺑﺎب‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺟﻌﻠــﺗﻬم ﯾﻘوﻣــون ﺑﻬــﺎ وﻛــذا ﻣﺳــﺎءﻟﺔ اﻹدارة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻘﺻــﯾر أو ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ أﺣــدى اﻟﻘ ـرارات‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻋرﻓﺗــﻪ اﻷﻣــم اﻟﻣﺗﺣــدة ﻓــﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻬــﺎ"ﺑﺄﻧــﻪ إﺗﺎﺣــﺔ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣﺛــﺎل ﻣﺑﺎﺷــر‬
‫ﻟﻠﺷﻔﺎﻓﯾﺔ" ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣﺟرد ﻓﺗﺢ اﻟطرﯾق ﻷﺧذ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ ﻟﯾس ﻟـﻪ اﺛـر ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ ﺗﻔﺳـﯾر‬
‫ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺑل ﯾﺑﻘﻰ ﻫﻧـﺎك ﻧﻘـص ﻓـﻲ ﺗﻌرﯾﻔـﻪ ﻷن ﺗﻌرﯾﻔـﻪ أوﺳـﻊ ﻣـن أن ﯾﺣﺻـر أو ﯾﻘﯾـد إﻻ‬
‫ﻓــﻲ ﺣﺎﺔﻟـ إﺗﺎﺣــﺔ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﻻﺑــد ﻣــن ﺗــوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ‬
‫وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺳﻬﯾل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣراﻋﺎة اﻟﻘدرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﺑدون اﺳﺗﺛﻧﺎء ‪.‬‬
‫اﻟﺑﺎﺣﺛـﺔ ﯾﻣﻧـﻰ أﺣﻣــد ﻋﺗـوم ﻋرﻓـت ﻣﺑــدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠـﻰ أﻧــﻪ"ﻣـﻧﻬﺞ ﻋﻣـل ﯾﻘــوم ﻋﻠـﻰ اﻟوﺿــوح‬
‫واﻟﻌﻘﻼﻧﯾــﺔ واﻟﻌﻣــل ﺑــروح اﻟﻔرﯾــق واﻟﺻ ـراﺣﺔ واﻻﻧﻔﺗــﺎح واﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرارات وﺧﺿــوع‬

‫‪1‬‬
‫ﺳ ــﺎﻣﻲ اﻟط ــوﺧﻲ‪ ،‬اﻟﻧظ ــﺎم اﻟﻘـــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣ ــﺔ ﺗﺣ ــت ﺿـــوء اﻟﺷ ــﻣس‪ ،‬اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓ ــﻲ ادارة اﻟﺷـــؤون اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬اﻟطرﯾ ــق ﻟﻠﺗﻧﻣﯾـــﺔ‬
‫واﻹﺻﻼح اﻹداري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻر ‪2014‬ص ‪315-314‬‬

‫~‪~49‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺗدﻓق اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت واﻧﻔﺗـﺎح ﻗﻧـوات اﻻﺗﺻـﺎل‪ ،‬و‬
‫ﻣﻌرﻓــﺔ آﻟﯾــﺎت اﺗﺧــﺎذاﻟﻘ ـرار وا ٕ ﺗﺑــﺎع ﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت إﺟ ـراءات إدارﯾــﺔ واﺿــﺣﺔ وﺳــﻬﻠﺔ ﻹﻧﺟــﺎز اﻷﻋﻣــﺎل‬
‫‪1‬‬
‫داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺧﺎرﺟﻬﺎ"‬
‫ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫــو اﻟوﺿــوح اﻟﺗــﺎم ﻣــن اﺗﺧــﺎذ اﻟﻘـرارات ورﺳــم اﻟﺧطــط واﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت وﻋرﺿــﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫أو ﻫ ــﻲ ﺗ ــوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﻼزﻣ ــﺔ واﻟواﺿ ــﺣﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻊ ﺗ ــداوﻟﻬﺎ ﻋﺑ ــر ﺟﻣﯾ ــﻊ وﺳ ــﺎﺋل اﻹﻋ ــﻼم‬
‫اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ واﻟﻣﻘروءة وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻛﺷوﻓﺔ وﻋﻼﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫــﻲ أﻧﻬــﺎ"ﺗﺗﺿــﻣن اﻟوﺿــوح اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت ودﻗــﺔ اﻷﻋﻣــﺎل اﻟﻣﻧﺟ ـزة داﺧــل اﻟﺗﻧظﯾﻣــﺎت‬
‫وا ٕ ﺗﺑــﺎع اﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت وﻣﻣﺎرﺳــﺎت إدارﯾــﺔ واﺿــﺣﺔ وﺳــﻬﻠﺔ اﻟوﺻــول اﻟــﻰ اﺗﺧــﺎذ ﻗ ـرارات ﻋﻠــﻰ درﺟــﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟدﻗﺔ "‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻧﻘﯾض اﻟﻐﻣوض واﻟﺳـرﯾﺔ "ﺗﻌﻧـﻲ ﺗﺣـرر اﻹدارة ﻣـن‬
‫ﻏﻣوﺿ ــﻬﺎ واﻧﻐﻼﻗﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺷـ ــﻣل ﻣﻌﻧﺎﻫـ ــﺎ وﺿـ ــوح وﻓﻬ ــم اﻟﻘواﻋـ ــد اﻟﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـ ــﺔ وﺳـ ــﻬوﻟﺔ‬
‫اﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳــﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾــﺔ ﻛﻣــن ﯾﻧظــر ﻣــن ﺧــﻼل ﻧﺎﻓــذة ذات ﻟــوح زﺟــﺎﺟﻲ ﺷــﻔﺎف ﻓــﻲ‬
‫‪3‬‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎﻓﺔ "‬
‫ﻓﺎﻟﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫـ ـ ـﻲ ﺗﺻ ـ ــرف ﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ ﻣﻛﺷ ـ ــوﻓﺔ ﻫـ ــﻲ إدارة اﻟﺷ ـ ــؤون اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ واﻹﻓﺻ ـ ــﺎح ﻋ ـ ــن‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻋﻼﻧﯾﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻌزز ﻓﻬﻲ ﺗﻌزز اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ وﺗدﻋﻣﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم آﻟﯾﺔ ﻹﺑﻌﺎد ﻛل اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﺳـوﯾﺔ داﺧـل ﻣﺧﺗﻠـف‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد واﻹدارة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد‪.‬‬

‫‪ 1‬ﯾﻣﻧﻰ اﺣﻣد ﻋﺗوم‪ ،‬درﺟﺔ ﻣﻣﺎرﺳـﺔ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـرارات اﻹدارﯾـﺔ وﻣﻌوﻗـﺎت ذﻟـك ﻣـن ﺟﻬـﺔ ﻧظـر اﻟﻘـﺎدة اﻻﻛـﺎدﻣﯾﯾن وأﻋﺿـﺎء‬
‫ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻷردﻧﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺣﻘل اﻟﺗﺧﺻص اﻹدارة وأﺻول اﻟﺗرﺑﯾﺔ ‪2009-2008‬ص‪28-29‬‬
‫‪ 2‬ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟراﺷدي اﻹدارة ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ط‪ ،1‬دار ﻛﻧوز ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻣل ‪2008‬ص‪16-15‬‬
‫‪ 3‬ﺣﺳﯾن ﻋﺑـد اﻟـرﺣﯾم اﻟﺳـﯾد‪ ،‬اﻟﺷـﻔﺎ‬
‫ﻓﯾﺔ ﻓـﻲ ﻗواﻋـد وا ٕ ﺟـراءات اﻟﺗﻌﺎﻗـد اﻟﺣﻛـوﻣﻲ ﻓـﻲ دوﻟـﺔ ﻗطـر‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﺷـرﯾﻌﺔ واﻟﻘـﺎﻧون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫اﻟﺷﺎرﻗﺔ ﻋدد‪2009 ، 39‬ص‪56 ،55‬‬

‫~‪~50‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ أن ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻛﻣﺑ ــدأ ﺣ ــدﯾث ﺟ ــﺎء ﻣ ــن أﺟ ــل ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ أو اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﺣﺗــﻰ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﻣﻧﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﻘــد ﺟﺎﻫــدت ﻋﻠــﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑــﻪ‬
‫ﻟذﻟك ﻧﺟد ﺑﺄن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ وﺟﻬﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﯾﺗﻣﺛﻼن ﻓﻲ ‪:‬‬
‫أوﻟﻬﻣﺎ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻧد ﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ إﺟـراءات‬
‫اﻟﻣ ــﻧﺢ ﻣﻣ ــﺎ ﯾﺳ ــﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ اﻟﻧزﯾﻬ ــﺔ ﻻﺧﺗﯾ ــﺎر اﻷﺣﺳ ــن ﻟﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم وﺑ ــذﻟك ﺗﺧﺗ ــﺎر‬
‫اﻷﺣﺳن ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪. 1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن أﺟـل اﻟﺗﺳـﯾﯾر اﻟﺣﺳـن ﻟﻠﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم وﻛـذا‬
‫إﻋط ــﺎء أﺣﺳ ــن اﻟﺧ ــدﻣﺎت ﻟﻣ ــن ﯾطﻠﺑﻬ ــﺎ ﻣﻧ ــﻪ‪ ،‬و ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻻﺑ ــد ﻣ ــن اﺣﺗـ ـرام اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﻛﻼﺳ ــﯾﻛﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻣﺎﺷﻲ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ‪" Michel bazex‬اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣؤداة ﺑواﺳطﺔ‬
‫اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﺑﻐﯾــﺔ اﻟﺗﺄﻛــد ﻣــن أن اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻗــد روﻋﯾــت ﻓﻌــﻼ ﻣــن ﻗﺑــل‬
‫اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم"‪. 2‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﻧﺟد ﺑﺄن ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻟم ﯾﺄﺗﻲ ﻣن أﺟل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓﺣﺳـب ﺑـل ﻟﺣداﺛﺗـﻪ ﻗـد ﺗﻌـدى‬
‫أﯾﺿــﺎ ﻟﻠﻣﺟــﺎل اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﺑﺟﻣﯾــﻊ طرﻗــﻪ‪ ،‬وﺣﺗــﻰ ﺗواﺟــدﻩ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟﻣــﺎ ﻟﻬــﺎ ﻣــن‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫و ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ﻟﺗﻌزﯾز ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﻛـﺄداة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣـﺔ اﻟﻔﺳـﺎد واﻗﺗﻧـﺎع‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄن ﻗطﺎع اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أﻛﺛـر اﻟﻣﺟـﺎﻻت اﻟﺗـﻲ ﯾﻧﻣـو ﺑﻬـﺎ اﻟﻔﺳـﺎد ﺑﺳـرﻋﺔ‬
‫وذﻟــك ﻻرﺗﺑﺎطﻬــﺎ ﺑﺧزﯾﻧــﺔ اﻟدوﻟــﺔ وﺑﺎﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺷــرع ﺣــرص ﻋﻠــﻰ وﺿــﻊ أﻫــم اﻟﻘ ـواﻧﯾن‬
‫واﻟﻣراﺳ ــﯾم ﻣ ــن أﺟ ــل ﺗﻛـ ـرﯾس ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺗ ــﻪ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻗ ــﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻔﺳ ــﺎد‬
‫وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ﺗﺣت رﻗم ‪ ،01-06‬وأﯾﺿﺎ ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟـذي ﺟـﺎء ﺑﺎﻟﻌدﯾـد ﻣـن‬

‫‪1‬‬
‫ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ﺑـﯾن ﺿـﻣﺎن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﻫـدف اﻟﻣردودﯾـﺔ أطروﺣـﺔ ﻓـﻲ دﻛﺗـوراﻩ ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـوق ﻗﺳـم اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ 1‬ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة‪ 2012-2011 ،‬ص‪230‬‬
‫‪ 2‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﯾن ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫدف اﻟﻣردودﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص‪230‬‬

‫~‪~51‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻹﺿﺎﻓﺎتواﻟﻣﺳﺗﺟدات ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد ﺗوﺿﯾﺢ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ظروف ﺳﯾر وا ٕ ﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﻘﺎت‬
‫ﺑﻬدف ﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﺗرﺷﯾد إﻧﻔﺎﻗﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣظﺎﻫر ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﺑﻌض اﻟﻣؤﺛرات ﺗﻣس ﺑﻘواﻋد ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﺑرام ﻋـن‬
‫طرﯾق اﺻـطدام اﻹدارة ﻣـن ﺣﯾـث ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻫـذا ﻣـﺎ ﺟـﺎء‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 82‬ﻓﻘرة ‪ 9-8-7‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬ﻧﺻت ﻋﻠﻰ‪:‬‬
‫ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻣــن اﻟﻣﻼﺣــظ ﺑــﺄن ﺟــل اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدم ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻹدارة ﻷن ﻫــدﻓﻬﺎ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن ‪ ،‬إﻻ أن ﻫــذﻩ اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ ﺗﻛــون ﻣــن ﺻــﻣﯾم اﺧﺗﯾــﺎر اﻹدارة وﺣــدﻫﺎ ‪،‬ﻓــﻼ ﯾﻣﻛــن‬
‫ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن ﺑﺻــﻔﺗﻬم اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن اﻷﺳﺎﺳــﯾن ﻋــدم اﻟﺗــدﺧل ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷــﺎﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ‪ ،‬أو ﺣﺗـﻰ ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﻟﺗـﻲ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ ﻋـدم ﺗﺣﻘﯾـق ﻧﻔﻌـﺎ‬
‫ﻋﺎﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬـﺎ اﻷﻓـراد ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﺗﻌطـﯾﻬم اﻟﺣـق ﻓـﻲ ﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟدوﻟـﺔ‬
‫ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ إﻋطــﺎء أراﺋﻬــم ﻟــﺑﻌض اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ أن ﻻ ﺗﺧــدم اﻟدوﻟــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺗطﺑﯾق وﺗﺑﻧﻲ ﻓﻛرة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾـﺔ واﻟﺗﺷـﺎرﻛﯾﺔ ‪،‬وﺣﺗـﻰ ﻣـﺎ ﺟـﺎء‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون‪ 11-10‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾــﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر اﻟﺑﻠدﯾــﺔ اﻟﻣﻛــﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﻟﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﻣواطﻧــﺔ‬
‫وﺗﺷــﻛﯾل إطــﺎر ﻣﺷــﺎرﻛﺔ اﻟﻣ ـواطن ﻓــﻲ ﺗﺳــﯾﯾر اﻟﺷــؤون اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪ ،‬ﻏﯾــر أن ﺑﻣوﺟــب ﻫــذا اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫ﺗﻌطــﻲ ﻓرﺻــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳﺎﺳــﻬﺎ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن ﻹﺑــداء أراﺋﻬــم ﻋــن اﻟﻣﺑــﺎدرات اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ﺑﻬــدف ﺗﺣﻔﯾــز ﻫم‬
‫وﺣﺛﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﺷﺎﻛﻠﻬم وﺗﺣﺳﯾن ظروف ﻣﻌﯾﺷﺗﻬم ‪.‬‬
‫ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟﻌـل ﻣـن أﺳـﻠوب طﻠـب اﻟﻌـروض ﻫـو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺣـق‬
‫اﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻟﻛــل اﻟﻌﺎرﺿــﯾن ﺑﻣــﺎ ﯾﺣﺗوﯾــﻪ ﻣــن ﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﺻــﻔﻘﺔ وﻧزاﻫﺗﻬــﺎ وﯾﻌــد ﻣــن ﻣظــﺎﻫر اﻟﻔﺳــﺎد‬
‫وﺗﺑدﯾد اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪39‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247/15‬ﻋﻠﻰ " ﺗﺑرم اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫وﻓﻘﺎ ﻹﺟراء طﻠب اﻟﻌروض اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أو وﻓق إﺟراء اﻟﺗراﺿﻲ‪" 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 39‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬

‫~‪~52‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺣﯾث أن اﻟﺗراﺿﻲ ﯾﻌد أﺳﻠوب اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ‪،‬وﻣﺎ أﻗرت ﺻراﺣﺔ أن اﻟﺗراﺿﻲ اﻟﺑﺳﯾط ﺷﻛل ﻣن‬
‫أﺷﻛﺎل اﻟﺗراﺿﻲ وﻫو ﻗﺎﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲإﺑر ام اﻟﻌﻘود‬
‫ﻏﯾــر اﻧــﻪ إذا ﻛﺎﻧــت اﻹدارة ﺗﻌﻘــد ﺣرﯾﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد وﻫــو اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد اﻟﻌﻣــل‬
‫ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧظرا ﻟﻠﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﻌﻣل ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﻗﺎﻣت اﻟﻣﺎدة ‪ 41‬ﻣن اﻟﻣرﺳوماﻟر ﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247/15‬ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﺗراﺿﻲ " اﻧﻪ إﺟـراء‬
‫ﺗﺧﺻـﯾص ﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟواﺣـد دون اﻟـدﻋوة اﻟـﻰ اﻟﺷـﻛﻠﯾﺔ اﻟـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ وﯾﻣﻛـن أن‬
‫ﯾﻛﺗﺳــﻲ اﻟﺗراﺿــﻲ ﺷــﻛل اﻟﺗراﺿــﻲ اﻟﺑﺳــﯾط واﻟﺗراﺿــﻲ ﺑﻌــد اﻻﺳﺗﺷــﺎرة‪ ، " 1‬و ذﻟــك ﺑــﺈطﻼق ﯾــد‬
‫اﻹدارة ﻓـﻲ اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬــﺎ ‪ ،‬وﺗﻣﻛﯾﻧـﻪ ﻣـن ﺣـق اﻻﺧﺗﯾــﺎر ﺑﻐـرض ﺗﻘﯾـدﻫﺎ ﺑﺣـﺎﻻت اﻟﻠﺟــوء‬
‫ﻟﻠﺗراﺿ ــﻲ اﻟﺑﺳ ــﯾط ‪ ،‬وﻷن ﻫ ــذا اﻷﺳ ــﻠوب ﺧ ــﺎﻟﻲ ﻣ ــن اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وﻻ ﯾﺣ ــث ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻧ ــﺎﻓس إﻻ أﻧ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت ﺟﻌل ﻣﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻻﯾﺟوز اﻟﻌﻣل ﺑﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ‪.‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ رﻗـم ‪-15‬‬
‫‪ 247‬ﻓﻬــﻲ ﺣــﺎﻻت اﻟﺻــﻔﻘﺎت ﺣــددﻫﺎ ﻓــﻼ ﯾﻘﺗﺿ ـﻲ ﻓــﻲ إﺑراﻣﻬــﺎ اﺗﺧــﺎذ اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣﻧﺻــوص‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺗﻌﺎرض وﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹﺟراءات‬
‫ﻓﻲ إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟداﻋﻲ ﻟذﻟك ﻫو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﻠﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣرﻓق‬
‫اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وا ٕ ﺳﺗﻣرارﯾﺗﻪ وﻋﻠﯾﻪ ﻋدة ﺣﺎﻻت أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﺣﺎﻟـﺔ اﻻﺳـﺗﻌﺟﺎل اﻟﻣﻠـﺢ واﻟﻣﻌﻠـل ﺑـﺎﻟﺧطر اﻟــداﻫم ﺣﯾـث ﯾﺗﻌـرض ﻟـﻪ ﻣﻠـك أو اﺳـﺗﺛﻣﺎر اﻟــذي‬
‫ﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان أو وﺟود ﺧطـر ﻋﻠـﻰ اﻷﻣـن اﻟﻌﻣـوﻣﻲ ﻣـﺛﻼ ‪ ،‬وﻋﻠﯾـﻪ ﯾـﺗم اﻹﺑـرام واﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻋـن‬
‫طرﯾ ــق ﺗ ــرﺧﯾص ﺑﻣﻘ ــرر ﻣﻌﻠ ــل ﻣ ــن اﻟﻬﯾﺋ ــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ أو اﻟ ــوزﯾر أو اﻟـ ـواﻟﻲ أو رﺋ ــﯾس اﻟﻣﺟﻠ ــس‬
‫اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﺗرﺳل ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ إﻟـﻰ وزﯾـر اﻟﻣﻛﻠـف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺣﺎﻟـﺔ اﻹﺟـراءات اﻟﻣﻛﯾﻔـﺔ‬
‫ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎت ﺣددﻫﺎ اﻟﻣرﺳوم ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣوﺟﺑﻬـﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﺿـﻲ إﺑـرام ﺻـﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ وﻓـق‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣرﺳـوم ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ اﻟـﻰ ﺣﺎﻟـﺔ اﻹﺟـراءات اﻟﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗطﻠ ــب اﻟﺳ ــرﻋﺔ ﻓ ــﻲ اﺗﺧ ــﺎذ اﻟﻘـ ـرار ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 41‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‬

‫~‪~53‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺑﺎﺳــﺗﯾراد اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت واﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠــب ﻣــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺣﻛــم طﺑﯾﻌﺗﻬــﺎ واﻟﺗﻘﻠﺑــﺎت‬
‫اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻓﻲ أﺳﻌﺎرﻫﺎ وﻣدى ﺗطورﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﺟـراءات اﻟﻣﻛﯾﻔـﺔ‬
‫ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻟﺧ ــدﻣﺎت ‪ ،‬وﻓ ــﻲ اﻷﺧﯾ ــر ﻓ ــﺈن اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟزاﺋ ــري وﺿ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﻣﺎدﺗ ــﻪ ‪ 25‬ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم ‪ 1 247-15‬ﻋﻠــﻰ إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑﻣــﺎ اﺣﺗوﺗــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة ‪34‬‬
‫وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﺻـﻔﻘﺎت ﻣﺳـﻣﺎة ﺑﺻـﻔﻘﺔ اﻟطﻠﺑـﺎت اﻟـﻧﻣط اﻟﻌـﺎدي واﻟطـﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﻛرر واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻷﺷﻐﺎل أو اﻗﺗﻧﺎءاﻟﻠو ازم أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت أو إﻧﺟﺎز اﻟدراﺳﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﯾﻌــد ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﺣﺗﻣﯾــﺔ أﺳﺎﺳــﯾﺔ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة أن ﺗﻛرﯾﺳــﻪ ﻋﺑــر ﻣﺧﺗﻠــف‬
‫اﻟﻣراﺣ ــل اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣ ــر ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ وﻫ ــﻲ آﻟﯾ ــﺔ ﺗوﺻ ــﻠﻧﺎ إﻟ ــﻰ اﻟﺣﻛ ــم اﻟراﺷ ــد‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻣ ــل‬
‫ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻫو ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺿﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة اﻟراﺷدة اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣـل ﺑﻣروﻧـﺔ وﺣﻛﻣـﺔ‬
‫وﺣﺗـﻰ اﻟﺧﺿــوع ﻟﻠﻘــﺎﻧون‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر أﺣـد أﻫــم اﻷﺳــس اﻟﺗــﻲ ﯾﺛﺑـت ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧظــﺎم اﻹداري‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر‬
‫أﻧﻬﺎ اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣواطن ‪.‬‬
‫أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــﺛﻼ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻻﯾﻣﻛــن‬
‫اﻟﻧﻘــﺎط واﺣ ــدة وا ٕ ﻧﻣ ــﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬ ــﺎ ﻣﺳ ــﺗﻣدة ﻣ ــن ﻛ ــون ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﺑ ــﺎرة ﻋ ــن أﺣ ــد‬
‫ﺣﺻ ــرﻫﺎ ﻓ ــﻲ ـ‬
‫ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد وأﻟﯾﻪ ﻣن آﻟﯾﺎت ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد وﻫو أﻫم اﻟدﻋﺎﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‬
‫ﻟذا ﺟﻌل ﻣن ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ إﺣـدى اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻛﺎﻓـﺔ أﻧظﻣـﺔ اﻟـدول‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺳرﯾﺔ ﺟﻌﻠـت اﺳـﺗﺛﻧﺎء ﻷن ﻏﺎﻟﺑﯾـﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـﺎت أﺻـﺑﺣت ﺗـؤﻣن ﺑﻬـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻓـﻲ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺎدة ‪ 29‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫‪ 2‬ﺧــﻼف وﻟﯾــد‪ ،‬دور اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺗرﺷــﯾد اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻠــﻲ ﻣــذﻛرة ﻣﻛﻣﻠــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﯾﺳــﺗر ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺧﺻص اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟرﺷﺎدة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪2010-2009‬ص‪27‬‬

‫~‪~54‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺷطﺗﻬﺎ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻـﺔ أﺟﻬزﺗﻬـﺎ اﻹدارﯾـﺔ ﻣـن أﺟـل ﺗﻌزﯾـز اﻟﺛﻘـﺔ ﺑـﯾن اﻹدارة‬
‫واﻟﻣواطن ‪.‬‬
‫وﻣن ﺧـﻼل دراﺳـﺗﻧﺎ ﻓﺻـﻠﻧﺎ ﻣطﻠﺑﯾﻧـﺎ اﻟـﻰ ﻓـرﻋﯾن أﺳﺎﺳـﯾن ﻣﺗﻣﺛﻠـﯾن ﻓـﻲ أﻫﻣﯾـﺔ ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫وﻣــن اﻟﻣﻼﺣــظ أن أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﺗﻧــدرج أﺳﺎﺳــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣﻣﺎ ﺗؤدي ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣرات ﻟﻠﺛﻘﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻻﺑد ﻋﻠﯾـﻪ ﻣـن‬
‫اﺣﺗ ـرام اﻟﻘ ـواﻧﯾن واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣﺎﺷــﻲ ﺑﻬــﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿــﯾﺎت اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻋــن طرﯾــق اﻟﺳــﻣﺎح‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻣﻬﺎ ﻫـذا اﻟﻣرﻓـق ﻣـن أﺟـل اﻟوﺻـول ﻟﻠﺧدﻣـﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﺗﻛون ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻓـﺈن أﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﻗـد ﺗوﺻـﻠﻧﺎ ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻷﺣﯾـﺎن إﻟـﻰ ﺗوﺿـﯾﺢ اﻟﺻـراع‬
‫اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن واﻟﺷـﺧص اﻟﻣﺳـﯾر ﻟﻠﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻷن اﻟﻣرﺗﻔـق ﻟـﻪ اﻟﺣـق وﻣـن ﻣﺻـﻠﺣﺗﻪ أن‬
‫ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺔ واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧدﻣـﺔ ﺟﯾـدة أم ﻻ؟‬
‫ﻛــﻲ ﺗﻛــون ﻫﻧــﺎك رﻗﺎﺑــﺔ واﻋﺗ ـراض ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺳــﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻟﻛــن ﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻟﺷــﺧص اﻟﻣﺳــﯾر‬
‫ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﻘﻪ وﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻋدم اﻟﺑوح واﻹﻋﻼم ﺑﻛﺎﻓﺔ ﻣﺎﯾدور ﻓﻲ ﻣرﻓﻘﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣـدود ﻣـﺎ‬
‫ﯾﻘﺗﺿ ــﯾﻪ اﻟﻘ ــﺎﻧون ﻟﺧﺑرﺗ ــﻪ ﻛﺈﺧﻔ ــﺎء اﻟوﺿ ــﻊ اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣرﻓ ــق وﯾرﺟ ــﻊ اﻟﻬ ــدف اﻟﺣﻘﯾﻘ ــﻲ ﻟ ــذﻟك ﻫ ــو‬
‫اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﻣــن ﺧﺻوﺻــﯾﺔ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ وﻋﻠــﻰ أﺳﺎﺳــﻪ ﻣــن اﻟﺿــروري‬
‫اﺣﺗرام اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺗﻘﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣرات ﻋﻧد ﺗﺳﯾرﻩ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﻟﻘــد ﻧﺻــت اﻟﺟزاﺋــر ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ إﻻ ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﻘ ـواﻧﯾن ﻓﻘــط‪ ،‬وﻟــم ﺗﻛرﺳــﻪ ﻛﻣﺑــدأ‬
‫ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟوﺿوﺣﻪ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز أي اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن‬
‫اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣ ــﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾ ــﺎز ﻣ ــن ﻣراﻗﺑ ــﺔ ﺟﻣﯾ ــﻊ إﻋﻣﺎﻟﻬ ــﺎ وﺧ ــدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري‬
‫ﻓﺗظﻬـر اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗوﺿـﯾﺢ وﺗﺣدﯾــد اﻟﺗﺳـﻌﯾرة ﻫــذا ﻣـﺎ ذﻫــب إﻟﯾـﻪ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋـري ﻋﻧــد‬
‫ﻣــﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾــﺎز ﻓــﻲ ﺗوﺿــﯾﺢ اﻟﺗﺳــﻌﯾرات‪ ،‬وﺧﯾــر ﻣﺛــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻣــﺎ ﺟــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي‬

‫~‪~55‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ 1741-05‬ﺑﻣــﺎ اﺣﺗوﺗــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 04-17‬اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل‪ ،‬وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻌــدﯾل ﻻ ﯾﺳــري ﻫــذا اﻟﺗﻌــدﯾل‬
‫‪2‬‬
‫إﻻ ﺑﻌد ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺳﻠﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻟزﺑون اﻟﻣﻌﻧﻲ‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﻧﺻـ ــت اﻟﻣ ــﺎدة ‪22‬ﻣـ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي ‪117-04‬ﺣﯾ ــث ﻓرﺿـ ــت ﻋﻠ ــﻰ ﺻـ ــﺎﺣب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺿرورة اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾت واﻟﺗﺳﻌﯾرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛل ﺧدﻣﺔ‪. 3‬‬
‫ﻟﻘــد وﺿ ــﻊ اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟزاﺋ ــري ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻟﻧﺻ ــوص ﺣ ــدا ﻟﻠﺻـ ـراع اﻟﻘ ــﺎﺋم ﺑ ــﯾن اﻟﻣﻔ ــوض‬
‫واﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ ﻋــن طرﯾــق ﻓﻛـرة اﻟﺗ ـوازن ﺑــﯾن اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ ﺑــﺈﻟزام اﻟﻣﻔــوض ﻟــﻪ إﻋطــﺎء ﺗﻘرﯾــر ﺳــﻧوي‬
‫ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ ﻧوﻋﯾﺔ وﺟودة اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن أﻋﻣـﺎل اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻻﺳـﯾﻣﺎ‬
‫أﺑرزﻫــﺎ ﻣــﺎ ﺟــﺎءت ﺑــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 109‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون ‪" 12-05‬ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ ﺻــﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾــﺎز ﺗﻘــدﯾم‬
‫ﺗﻘرﯾــر ﺳــﻧوي ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣــﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾــﺎز ﯾﺳــﻣﺢ ﺑﻣراﻗﺑــﺔ ﺷــروط ﺗﻧﻔﯾــذ ﺗﻔــوﯾض اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫‪4‬‬
‫وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ"‬
‫إن اﻟﺷــﻲء اﻟﻣﻬــم ﻓــﻲ ﻣوﺿــوﻋﻧﺎ اﻟــذي ﺳــوف ﻧﺑﯾﻧــﻪ أﯾﺿــﺎ ﻫــو اﻻﻟﺗ ـزام ﺑــﺈﺑراز أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑــدأ‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳﺑﻪ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺳﺎﺋر اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻫﻲ ﻣن ﻋﻣل اﻟدوﻟﺔ وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻗطﺎع اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟـذي ﯾﻌﺗﺑـر ﻣـن أﻫـم اﻟﻘطﺎﻋـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ذات‬
‫ﺑﺎﻟﺧزﻧــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ وا ٕ دارﺗﻬــﺎ وﺗﺳــﯾﯾرﻫﺎ ﻟﻣــﺎ ﺗﺗطﻠﺑــﻪ ﻣــن أﻣـوال‪ ،‬ﻏﯾــر أﻧﻧــﺎ‬
‫ﯾ‬ ‫اﻻﺗﺻــﺎلاﻟﻣﺑﺎﺷــر‬
‫ﻧﺟد ﺑﺄن اﻷﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺗوﯾﻬـﺎ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﺟﻌﻠـت أﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﺗﺗﺿـﺢ إﻟـﻰ اﻟﻌﻠـن‬
‫ﻛﺿرورة ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺗطور واﺿﺢ وﺻرﯾﺢ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷـرع اﻟﺟزاﺋـري ﻗـد ﺑـﯾن‬
‫اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐــﺔ ﻟﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻟﻣــﺎ ﺗﺣﺗوﯾــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 5‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247-15‬ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻣــن أﺟــل ﺗﺣدﯾــد اﻟﻬــدف اﻷﺳﺎﺳــﻲ وﻫــذا ﻣــﺎﯾﺑرز‬

‫‪ 1‬اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذي رﻗـ ــم‪ 174-05‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪09‬ﻣـ ــﺎي‪ 2005‬اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣن اﻟﻣواﻓﻘـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ رﺧﺻـ ــﺔ إﻗﺎﻣـ ــﺔ ﺷـ ــﺑﻛﺔ ﻋﻣوﻣﯾـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ وﻻ ﺳﻠﻛﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ وﺗوﻓﯾر ﺧـدﻣﺎت ﻫﺎﺗﻔﯾـﺔ ﺛﺎﺑﺗـﺔ دوﻟﯾـﺔ وﻣـﺎﺑﯾن اﻟﻣـدن ﻓـﻲ اﻟﺣﻠﻘـﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬـور‪ ،‬ج‬
‫ر رﻗم ‪205-34‬‬
‫‪ 2‬ظرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﯾن ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫدف اﻟﻣردودﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص‪232‬‬
‫‪ 3‬ظرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﯾن ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫدف اﻟﻣردودﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص‪232‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪109‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‪ 12-05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 04‬أوت ‪ ،2005‬ج ر ﻋدد ‪ 60‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 04‬ﺳﺑﺗﻣﺑر‪ 2005‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم‬

‫~‪~56‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻣﺣﺗــوى اﻟﻣــﺎدة اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ اﻟــذﻛر" ﺿــﻣﺎن ﻧﺟﺎﻋــﺔ اﻟطﻠﺑــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻻﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﯾــد ﻟﻸﻣ ـوال‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ "‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﻧﺟد ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪:‬اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد‬
‫أن ظــﺎﻫرة اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري واﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠــف ﺻــورﻩ ظــﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻻ ﺗﻛــﺎد أن ﺗﺧﻠ ـوا ﻣﻧﻬــﺎ‬
‫دوﻟﺔ ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وأن ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻔﺎوت ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣدى اﻧﺗﺷﺎر وﺗﻔﺷﻲ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻷﻧﻬﺎ أﻛﺛـر‬
‫اﻧﺗﺷﺎرا ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌـﺎت اﻟـدول اﻟﻧﺎﻣﯾـﺔ وﺑـﯾن أﺟﻬزﺗﻬـﺎ وﺳـﻠطﺎﺗﻬﺎ ﺣﺗـﻰ ﺗﻛـﺎد أن ﺗﻛـون ﺳـﻣﺔ ﻣﻣﯾـزة‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‪ ،‬وﻧﺟدﻫﺎ أﻗل وﺿوﺣﺎ وﻻ ﺗﻌدو أن ﺗﻛون ﺣﺎﻻت ﻓردﯾﺔ ﺑـﯾن اﻟﺣـﯾن‬
‫واﻵﺧر ﻓﻲ ظل ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺗﻘدﻣﺔ‪. 1‬‬
‫ﻓﻣﺎ داﻣت ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل ﻏﯾرﻫﺎ ﺗﺣﺗوي إدارﺗﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا‬
‫اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻔﺳــﺎد ﻓــﻲ أﺟﻬزﺗﻬــﺎ اﻹدارﯾــﺔ ﻣــﻊ أﻧﻬــﺎ ﺗــﺄﺛرت ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻛﺎﻓﺣ ــﺔ ﺷ ــﺗﻰ أﻧـ ـواع اﻟﻔﺳ ــﺎد ﻣﻣ ــﺎ ﻧﺗوﺻ ــل اﻟ ــﻰ ﻣﻐ ــزى اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ وأﯾﺿ ــﺎ ﺟﻌﻠ ــت ﻣ ــن اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن‬
‫ﯾﻐوﺻون ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻔﺳﺎد واﻻﻫﺗﻣـﺎم ﺑـﻪ ﻟوﺿـﻊ ﺣـد ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣﯾـﺎدﯾن وأﻧﺷـطﺔ اﻟدوﻟـﺔ‪،‬‬
‫ﻟذﻟك ﻗﺎﻣت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﻣن أﺟل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺧطﯾرة ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳﺎس ﺗوﺿـﯾﺢ أﺷـﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌـددة وذﻟـك ﺑـﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺟـﺎﻻت اﻟﺗـﻲ اﻧﺗﺷـرت ﻓﯾﻬـﺎ ﺧﺎﺻـﺔ اﻟﻔﺳـﺎد‬
‫اﻹداري واﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻧﻬش ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬وأﺣﺳن ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟــك ﻫــذﻩ اﻟﻌﺑــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﺗﺑﻧــت ﻟﻧــﺎ اﻟﻔﺳــﺎد ﺑﺣــد ذاﺗــﻪ"إﺳــﺎءة اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ أو اﻟوظﯾﻔــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺳب اﻟﺧﺎص"‪. 2‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺗﻔﺷـﻲ ظـﺎﻫرة اﻟﻔﺳـﺎد وﻣﻣﺎرﺳـﺗﻬﺎ ﺗﻧطـوي أﺳﺎﺳـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺧﻔـﺎء واﻟﺳـرﯾﺔ ﻣﻣـﺎ‬
‫ﯾ ــؤدي اﻟ ــﻰ ﻏﯾ ــﺎب اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺳ ــﺎواة وﺣﺗ ــﻰ اﻟﻧزاﻫ ــﺔ ﺣ ــﯾن ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ اﻷﺟﻬـ ـزة اﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬

‫‪ 1‬ﺑـﻼل أﻣــﯾن زﯾــن اﻟــدﯾن‪ ،‬ظــﺎﻫر اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري ﻓــﻲ اﻟـدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ واﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﻣﻘــﺎرن‪ ،‬دار اﻟﻔﻛــر اﻟﺟــﺎﻣﻌﻲ اﻟﺳــﻛﻧدرﯾﺔ ‪2008‬‬
‫ص‪427‬‬
‫‪ 2‬ﻋﻧﺗــر ﺑــن ﻣــرزوق‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ودورﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري ﻓــﻲ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ‪ ،‬دراﺳــﺔ ﻣﯾداﻧﯾــﺔ ﻟوﻻﯾــﺔ ﺑــرج‬
‫ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻋﻼم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ 2008‬ص‪31‬‬

‫~‪~57‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ اﻟﯾوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﻧزاﻫﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن آﻟﯾﺔ ﻣـن آﻟﯾـﺎت اﻟﻘﺿـﺎء ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺳـﺎد ﺑﻛـل‬
‫إﺷ ــﻛﺎﻟﻪ‪ ،‬ﺑ ــل إن ﻛ ــل ﻣ ــن اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫ ــﺔ واﻟﻣﺳ ــﺎءﻟﺔ ﻫ ــﻲ أﻫ ــم اﻹﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫ ــﺎ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد‪ ،1‬و ﻛﻣﺎ أن أﻓﺿل ﻣﺛﺎل ﻫو اﺣﺗـواء اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ داﺧـل‬
‫اﻟﺻ ـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻵﻟﯾــﺔ ﻣواﺻــﻠﺔ ﺗﺣﻘﯾــق إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻷﻣﺛــل‬
‫واﻟﺟــدﯾر ﺑﺄﺧــذﻫﺎ‪ ،‬وذﻟــك ﻓــﻲ أﺟ ـواء ﻧزﯾﻬــﺔ وﺑﺣﺳــب ﻗواﻋــد وﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﻣوﺿــوع ﻣﺳــﺑﻘﺎ ﻣــن أﺟــل‬
‫ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳـﺎد اﻟﻣـﺎﻟﻲ واﻹداري ﻛﺎﻟرﺷـوة أو اﺳﺗﺣﺳـﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد واﻟﻣﯾـل إﻟﯾـﻪ ﻓـﻲ ﻣﻧﺣـﻪ اﻟﺻـﻔﻘﺔ‬
‫ﻣﻊ أﻧﻪ ﻏﯾر ﺟدﯾر ﺑﻬﺎ وذﻟك ﺧﻠف اﻟﺳﺗﺎﺋر وﺑﺳرﯾﺔ واﺿﺣﺔ وﻏﯾﺎب اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ /‬ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﯾدﻋم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘــد ﺣــددت اﻟﻣــﺎدة ‪5‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم‪ 247-15‬ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﻣﻧﺻــوص‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر أﻟﺣت اﻟﻰ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ وذﻟك ﺑدأ ﻣن ﺣرﯾـﺔ اﻟوﺻـول اﻟـﻰ اﻟطﻠﺑـﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﯾﻪ ﺣرﺻـﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﺑﺣذاﻓﯾرﻫﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﺗﺑرم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻧﺟد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‬
‫اﻟﺣ ـرة واﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذﯾن اﻟﺷــرطﯾن ﺗوﺻــﻠﻧﺎ إﻟــﻰ ﻗﺎﻋــدة ﻋﺎﻣــﺔ إﻟــﻰ وﻫــﻲ‬
‫اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻷن اﻹﻋﻼن ﺿروري ﯾﺟﺳـد ﻣﺑـدأ اﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺷوﺑﻬﺎ أي ﻓﺳـﺎد‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺟﻌـل اﻟﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﺻـﺣﯾﺢ‬
‫وﺻﺎﺋب ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﯾﺗﺣﻘق ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻧزاﻫﺔ ﺑﻌﯾـدة ﻋـن أي ﺷـﻛل ﻣـن أﺷـﻛﺎل‬
‫اﻟﻔﺳﺎد اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺧر داﺧل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ إﻓﺳﺎح اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد واﻷﺷﺧﺎص اﻟـذﯾن‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﻬﻣﻬم أﻣر اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت واﻟﻣزاﯾدات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟذﯾن ﺗﺗﺣﻘق ﻓﯾﻬم اﻟﺷروط‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺎﯾزة ﻋﻣﺎﯾدﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـذﻛرة ﻣﻘدﻣـﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻌـﺎم ﺗﺧﺻـص‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق ‪ 2013-2012‬ص‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ج‪ 2005 ،03‬ص‪202‬‬

‫~‪~58‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿــﻲ ﺑﺎﻟﺿــرورة اﻹﻋــﻼن ﻋــن اﻟﻣﻧﺎﻗﺻــﺔ ﻣــن أﺟــل دﻋــوة‬
‫اﻟﻛـل ﻟﻺﺷـراك ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﯾـﺗم ﻓﺳـﺢ اﻟﻣﺟــﺎل ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳـﯾن اﻟـراﻏﺑﯾن ﻓـﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻋن طرﯾق اﻹﻋﻼن ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳـﺎﺋل اﻹﺷـﻬﺎر اﻟﻣﺣـددة ﻗﺎﻧوﻧـﺎ‪ ،‬ﻷن اﻹﺷـﻬﺎر ﻫـو اﻷداة ﻣـن أﺟـل‬
‫اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ وﻫــو ﻋﻧﺻــر ﻣﺣــوري ﻓــﻲ اﻟطﻠﺑــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻫــﻲ وﺳــﯾﻠﺔ ﺗﺟﺳــﯾد ﻣﺑــدأ‬
‫اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت وﺿــﻣﺎﻧﻪ‪ ،1‬ﻓــﻼ ﯾﺗﺣﻘــق ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ إﻻ إذا‬
‫أﺗﺑﻌــت اﻹﺟ ـراءات ﺧﺎﺻــﺔ اﻟﻌﻠﻧﯾــﺔ ﻣــن أﺟــل إﻋــﻼم ﺟﻣﯾــﻊ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻔﺋــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ وذﻟــك ﺑﻧــوع‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻧوع اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣراد ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﺣﺿﯾرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺄﻫﻠﻬم ﻟﻠدﺧول ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻷن اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟزء ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﺻول ﻟﻠﻌﻣل اﻹداري ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ "اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات"‬
‫ﻟﻘــد اﻋﺗﻣــد اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻣــن ﺧــﻼل إﺟراءاﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر واﻷﺳــﺎﻟﯾب‬
‫وﺣﺗﻰ اﻟﺧطوات ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﺻـﺎرﻣﺎ ﻓـﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗـﻪ اﻟﻣوﺿـوﻋﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧزاﻫــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻧﺢ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم‬
‫ﻟﻠدوﻟــﺔ إﻻ أن اﻟواﻗــﻊ اﺛﺑــت اﻟﻌﻛــس ﻋــن طرﯾــق وﺿــﻊ اﺳــﺗﺛﻧﺎءات ﻋﻠــﻰ ﻣﺑــدأ ﺣرﯾــﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ـﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺛـ ـرة أﺟﻬـ ـزة اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ‪ ،‬إﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻧﺗﺷ ــﺎر اﻟﻔﺳ ــﺎد وﻧﻬﺷ ــﻪ ﻟﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﺑوﺟ ــﻪ‬
‫ﺧﺎص‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬وﺿﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻻﯾطﺑــق ﻣطﻠﻘــﺎ وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺣــﺎﻻت ﻟــﯾس‬
‫ﺑﺎﻟﺿــرورة اﺣﺗراﻓﯾــﺔ ﻓﻬــو ﻻ ﯾــؤدي إﻟــﻰ أي إﺧــﻼل ﺑــل ﺗطﺑﯾﻘــﺎ ﻟــﻧص ﻗــﺎﻧوﻧﻲ أو وﺟــود أﺳــﺑﺎب‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻧﺟد اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟﻣوﺻـﻠﺔ ﻟﺣﺻـر ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﻋﻠـﻰ‬

‫‪ 1‬اﻟط ــﺎﻫر ﺧوﺿ ــﯾر‪ ،‬اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣ ــدة ﻓ ــﻲ إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل اﻟﻘ ــﺎﻧون ‪ 236-10‬ﻣﺟﻠ ــﺔ اﻟﻔﻛ ــر‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﻌدد ‪ 2011‬ص‪94‬‬

‫~‪~59‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﻓﺋــﺎت ﻣﺣــددة‪ ،‬وﻛــذﻟك ﻛﺛ ـرة اﻹﺟ ـراءات وﻟــدت ﻓراﻏــﺎت ودﻓﻌــت ﺑﺎﻟﻣﺷــﺎرﻛﯾن ﻟﻠﺑﺣــث ﻋــن طــرق‬
‫‪1‬‬
‫إﻟﺗواﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻣﻧﻊ ﻣـن اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ ﺻـﻔﻘﺔ ﺗطﺑﯾﻘـﺎ ﻟـﻧص ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ‪ :‬ﻟﻘـد ﺟـﺎء اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ‬
‫رﻗــم‪ 247/15‬أﻧــﻪ ﯾﻣﻧــﻊ ﻋﻘــد أي ﺻــﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــن طــرف اﻟﺷــﺧص اﻟﻣﻌﻧــوي اﻟــذي ارﺗﻛــب‬
‫إﺣدى اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺳﺎﺑق وذﻟك ﺑﺈﻗﺻﺎء اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﯾن ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻣﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﯾﻣﺳﻬم اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟـذي ﯾـودون‬
‫اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎر ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل إذا ﻛﺎﻧــت ﻋﻧــدﻫم ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت ﻣﻣــﺎ ذﻛــر ﺳــﺎﺑﻘﺎ ﻋــن طرﯾــق اﻟﺷ ـراﻛﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﯾﺣوز أﻏﻠﺑﯾﺔ رأﺳﻣﺎﻟﻬم ﺟزاﺋـرﯾﯾن ﻣﻘﯾﻣـون ﻓـﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬـﺎ اﻟـوطﻧﻲ‬
‫ﻓﺄي إﺧﻼل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟزاءات ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ – 2‬اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‪ :‬إذا أردﻧـﺎ اﻟﻐـوص ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﻌﻧﺻر ﻧﺟد أﻧﻔﺳﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﻘول ﺑﺎن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓـﻲ ﻓـرض اﻟﺷـروط اﻟﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺧﺎﺻــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻘـدرة اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي ﺑﻬـﺎ إﻟــﻰ إﺳــﺗﺑﻌﺎد اﻟﻌدﯾــد ﻣــن‬
‫اﻷﻓ ـراد ﻟﻌــدم ﻗــدرﺗﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻟﻠﻘﯾــﺎم ﺑﻬــذﻩ اﻷﻋﻣــﺎل‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﻧﺟــد ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻷﺣﯾــﺎن ﺗﻘــوم‬
‫اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﻣطﺎﻟﺑــﺔ اﻟﻣﺷـﺎرﻛﯾن ﺗﻘــدﯾم ﺷــﻬﺎدة اﻟﺗﺧﺻــص واﻟﺗﺻـﻧﯾف ﻟﻠﻣﻬﻧــﯾن ﻣــن ﻗﺑــل‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت إذا ﻛﺎﻧ ــت اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل إﻧﺟ ــﺎزات ﻣﺗﺻ ــﻠﺔ ﺑﻣﯾ ــدان اﻟﺑﻧ ــﺎء‬
‫واﻷﺷﻐﺎل واﻟري ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻛﺛرة أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻘـد وﺿــﻊ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻋــدة أﺟﻬـزة ﻟﻣراﻗﺑــﺔ أﻋﻣــﺎل اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن أﺟــل اﻻﺑﺗﻌــﺎد‬
‫ﻋــن اﻟﻔﺳــﺎد اﻹداري واﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣﻧــﻪ ﻓوﺿــﻌت ﻟــﻪ ﻗ ـواﻧﯾن وﻗ ـرارات ﺻــﺎرﻣﺔ ﺗﺣــث‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ واﻹﺟراءات اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻣﺎﺷـﻰ ﻣﻌﻬـﺎ ﺧﺎﺻـﺔ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا‬

‫‪1‬‬
‫ﺑــن ﺷــﻌﻼن ﻣﺣﻔــوظ‪،‬إﺟـراءات إﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻻﺟﺗﻬــﺎد ﻟﻠدراﺳــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋــدد‪ 9‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫ﺑﺟﺎﯾﺔ ‪ 2015‬ص‪58‬‬

‫~‪~60‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫اﻷﺳـ ــﺎس ﯾﻣﻛﻧﻧـ ــﺎ أن ﻧﺗﺣـ ــدث ﻋـ ــن اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ وﺿـ ــﻊ ﻟﻬـ ــﺎ اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ‬
‫رﻗم‪ 247/15‬ﻓـﻲ ﻓﺻـﻠﻬﺎ اﻟﺧـﺎﻣس أﻧـواع اﻟرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﯾزﻫـﺎ وﺗﺣـدد ﻣﻛﺎﻧﺗﻬـﺎ ﺣﺗـﻰ ﺗﺻـل إﻟـﻰ‬
‫ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻗﺑل وﺑﻌد اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻧﺟﺎزﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﯾــث وﺿــﻊ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري رﻗﺎﺑــﺔ إدارﯾــﺔوأﺧــر ى ﻣﺎﻟﯾــﺔ ووﺿــﻊ ﻫﯾﺋــﺎت ﻟﻣراﻗﺑــﺔ اﻟﻔﺳــﺎد‬
‫وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﻔﺎﻗم ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد رﻏم وﺟود إﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺷددة‬
‫أﺻﺑﺣت ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻧﺎ ﻫذﻩ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋـﺔ ﻣﻣـﺎ أدى ﺑﺎﻟدوﻟـﺔ إﻟـﻰ ﺿـرورة إﻧﺷـﺎء‬
‫ﻫﯾﺋﺎت وطﻧﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋـﻪ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﻣﻧـﻊ ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺎت‬
‫ﻓــﻲ ﺷــﺗﻰ اﻟﻣﺟــﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠــف ﻷﺟﻬ ـزة اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﯾــﺎم ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻓﺣــﺔ ﻣﺎدﯾــﺎ ﻛﺎﻧــت أو ﻣﻌﻧوﯾــﺎ‬
‫وﺣﺗﻰ ﻣﺎﻟﯾﺎ ‪.‬‬
‫ﻏﯾــر أن ﻫﻧــﺎك ﻋــدة ﺿــﻣﺎﻧﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹدارﯾــﺔ داﺧــل اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم رﻏــم‬
‫طﻬــور أﺳــﺎﻟﯾب وأدوات ﺟدﯾــدة ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل اﻹداري وذﻟــك ﺑﺗطــور ﺗﻘﻧﯾــﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت وأﺟﻬزﺗــﻪ‬
‫وﻣﻌداﺗـﻪ وﺧﺎﺻــﺔ ﺗطــور اﻟﻣﺑرﻣﺟــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﺧدﻣﺔ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ اﻷﻋﻣــﺎل اﻹدارﯾــﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ وﯾﺟــب‬
‫إﻋ ــﺎدة ﺻــﯾﺎﻏﺔ ﺗﻠ ــك اﻟ ــﻧظم واﻟﻘواﻋ ــد واﻟﺗﺷـ ـرﯾﻌﺎت ﺣﺗ ــﻰ ﺗﺳ ــﺎﻋد ﻋﻠ ــﻰ ﻣواﻛﺑ ــﺔ وا ٕ ﺳ ــﺗﯾﻌﺎب ﻛﺎﻓ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾـرات ﻓـﻲ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻣﺣﯾطـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺣﺎﺿـر واﻟﻣﺳــﺗﻘﺑل وﺧﻠـق اﻟﯾـﺔ ﺗﺳـﺎﻋد ﻋﻠـﻰ ﺗﺟدﯾـد وﺗﻐﯾﯾــر‬
‫ﺗﻠك اﻟﻧظم ﻣﻣﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﻛـل ﻣـﺎ ﯾﺧـدم ﺗطـور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻋـن طرﯾـق ﺗﻌـدﯾل اﻟﻘـواﻧﯾن ودور‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾــﺎ ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺎﯾر اﻟﺗطــور اﻟﺗﻛﻧوﻟــوﺟﻲ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﺗﺗﺣﻘــق ﻋــدة‬
‫ﺿﻣﺎﻧﺎت أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-‬ﻗﯾـﺎم اﻟﻣوظـف اﻟﻌــﺎم ﺑﻧﺷـر وﺗﻌﺑﯾــر ﻋـن ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺧـص وظﯾﻔﺗــﻪ‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ وا ٕ دارة اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺻـﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ وﻓـق اﻟﺷـروط واﻹﺟـراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﻣﻌﻣـول‬
‫ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟوﺛــﺎﺋق ﺿــد اﻹﺗــﻼف ﻣــن أﺟــل اﻟرﺟــوع إﻟﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟوﻗــت‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳب وذﻟك ﺑوﺿﻊ أرﺷﯾف ﺧﺎص ﺑﻬﺎ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﯾﺻﻧﻌﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫~‪~61‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫‪ -‬وﺿــﻊ ﻣــدة زﻣﻧﯾــﺔ ﻣﺣــددة ﻋــن طرﯾــق ﻣواﻋﯾــد ﻣﺿــﺑوطﺔ ﻟﻠﻧظــر ﻓــﻲ اﻟطﻠﺑــﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن‬
‫ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت أو ﺗــوﻓﯾر ﻟﻬــم ﺧدﻣــﺔ ﯾطــﺎﻟﺑون ﺑﻬــﺎ أو اﻟــرد ﻋــن اﻻﻧﺷــﻐﺎﻻت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻣس ﺑﺣﻘوﻗﻬم‪.‬‬
‫‪-‬ﺗــوﻓﯾر ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت واﻹﺟ ـراءات واﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻻﻧﺗرﻧــت ﻟﻠﻣﺳــﺎرﻋﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓق ﻣﺎ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺛ ــﺎﺋق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ واﻋﺗﻣﺎدﻫ ــﺎ أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم واﻟﻣﺟ ــﺎﻟس ﺑ ــدﻻ ﻣ ــن اﻟوﺛ ــﺎﺋق‬
‫اﻟورﻗﯾﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘرﯾر ﻋﻘوﺑﺎت ﺻﺎرﻣﺔ ﻋن ﻋدم اﻹذﻋﺎن ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣﻊ ﺣق اﻟﺿﻔر أﻣﺎم اﻟﻘﺿـﺎء‬
‫ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﺷﺎء ﻧظﺎم ﺗﻘﺎرﯾر دورﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬

‫~‪~62‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻹﺑﺮام ﻋﻘﻮد ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬
‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬
‫و ﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻲ ﻣوﺿـوﻋﻧﺎ ﻫـذا ﻓـﺈن اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﺛﻼﺛـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻗﻣﻧـﺎ ﺑدراﺳـﺗﻬﺎ ﻗـد ﺟـﺎءت‬
‫ﻣﺳﺗوﻓﯾﺔ وﻣﻠﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻘﺎﻧون واﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﻌﻣـل ﻋﻠــﻰ ﺗطـوﯾرﻩ وﺗﻔﻌﯾــل ﻣـﺎ ﺟــﺎءت ﻣــن أﺟﻠـﻪ ﻟﻣﺳــﺎﻋدة وﺧدﻣـﺔ ﺑﻌﺿــﻬﺎ اﻟـﺑﻌض ﻋــن طرﯾــق‬
‫اﻟﺗطـور اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﻟﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘـﺔ اﻟﺻـﺣﯾﺣﺔ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺻـﺣﯾﺣﺔ‬
‫واﻟﻣﺿــﺑوطﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻓــﺈن اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﺟــﺎءت ﻟﻺﺑ ـرام ﻋﻘــود ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ ﻧﺟـ ــد ﺑـ ــﺄن اﻟرﺳـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ رﻗـ ــم ‪ 247-15‬اﻟﻣﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ‬
‫وﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾـذي رﻗـم ‪ 18199‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻋﻣﻠـوا‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺗوﺿ ــﯾﺢ ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﺑ ــﺎدئ ﺑﺟﻣﯾ ــﻊ اﻟﻧـ ـواﺣﻲ واﻹﺟـ ـراءات‪ ،‬وﻛ ــذا ﺗوﺿ ــﯾﺢ اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر واﻟﻧﻘ ــﺎط‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﺑﺟﻌل ﻣﺑدأ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﻧدرج ﺗﺣﺗﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳـﺎواة واﻟﺷـﻔﺎﻓﯾﺔ ﺣﺗـﻰ ﺗﻧﺷـﺄ‬
‫ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺟودة اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻫﺎ ﻣﺳـﯾر‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫~‪~63‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ – ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪-‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة و أﺳﺎﺳﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬


‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﻔﻬوم وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟودة ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬أﻫداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت وﻣﻌوﻗﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪:‬أﻫداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻣﻌﺎﯾر ﻗﯾﺎس ﻣﺑدأ اﻟﺟودة وﻣﻌوﻗﺎﺗﻪ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ اﻟﺟودة وأﺳﺎﺳﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺗﻌﺗﺑ ــر اﻟﺟ ــودة ﻣ ــن أﻫﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗط ــورات اﻟﺣدﯾﺛ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣﻘ ــق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﺟـ ــﺎﻻت واﻟﻣﺳـ ــﺗوﯾﺎت‪ ،‬ﺣﯾـ ــث أﺻـ ــﺑﺣت ﺿـ ــرورة ﻫﺎﻣـ ــﺔ ﻟﺟﻣﯾـ ــﻊ اﻟﻣﻧظﻣـ ــﺎت ﻣـ ــن أﺟـ ــل اﻟﺑﻘـ ــﺎء‬
‫واﻻﺳــﺗﻣرار‪ ،‬ﺑﺣﯾــث أن اﻟﺟــودة ﻟﻠﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣﻌﯾــﺎرا ﺗﻘــﺎس ﺑــﻪ ﻣــدى ﻗــدرة‬
‫اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وذﻟك وﻓق ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟﯾدة ‪.‬‬
‫ﻓﻬــذا اﻟﻣﺑــدأ ﻋﺑ ــﺎرة ﻋــن ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﺣــدوث ﺗﻐﯾ ـرات وﺗط ــورات ﻋﻠــﻰ ﻣ ــر اﻟﺳــﻧﯾن ﻷن ﻣﻔﻬوﻣ ــﻪ‬
‫ﯾﺗﺧطﻰ إدارة اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة أﺻـﺑﺢ ذات إﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫ﻟﻌﻣل اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫و ﻟﻺﺣﺎطــﺔ ﺑﻣــﺎ ﯾــدور ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺑﺣــث ارﺗﺄﯾﻧــﺎ إﻟــﻰ ﺗﻘﺳــﯾم اﻟﻣﺑﺣــث اﻟــﻰ ﻣطﻠﺑــﯾن ﯾﺗﺿــﻣن‬
‫اﻷول ﻣﻔﻬ ــوم ﻛﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﯾﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ اﻷﺳ ــﺎس اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة داﺧ ــل‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم وأﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬
‫ﻟﻘــد ﺗﻌــددت ﺗﻌــﺎرﯾف ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة وذﻟــك ﺑــﺎﺧﺗﻼف وﺗطــور ﻣﻔﻬوﻣﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧــﺎ اﻟﺣــدﯾث ﻣﻣــﺎ‬
‫إﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺑﯾﺎن ﻣﻔﻬوم وأﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻣن ﺧﻼل ﻓرﻋﯾن ﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ اﻟﺟودة داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻔﺿل واﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻻﺑد ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻣﻔﻬوم ﻣن‬
‫اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﻷﻧــﻪ ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ ﺑواﺑــﺔ ﺗرﺗﻛــز اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ اﻟﺣ ـرة واﻟﺟﯾــدة‪،‬‬
‫وذاﻟك ﻟﺗواﻓر ﻋدة ﺧﺻﺎﺋص وﺟودة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺟـزة ﻣـن طـرف اﻟﻣﺷـروع‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي داﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟم ﯾﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ إﻻ أﻧﻧـﺎ ﺳـوف ﻧﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ‬
‫إﺑــداع أراء اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣﻔﻛ ـرﯾن واﻷﺳــﺎﺗذة واﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻟﻠوﺻــول ﻟﺗﻌرﯾــف ﻗــد ﯾﻛــون ﻣﻠﻣــﺎ وﺻــﺣﯾﺣﺎ‬
‫ﻟﻣﻔﻬوم ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ‪.‬‬
‫ﺣﺗـﻰأن اﻟﻔﻘـﻪ اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟــم ﯾـدرج ﺗﻌرﯾﻔـﺎ ﺻـﺣﯾﺣﺎ وﻣﺣــددا ﻟﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة وا ٕ ﻧﻣـﺎ ﺟــﺎء ﻓـﻲ ﺳـﯾﺎق ﻋﻠــم‬
‫إدارة اﻷﻋﻣ ــﺎل واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ .‬ﻷن ﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت اﻟﺣﯾ ــﺎة اﻟﯾوﻣﯾ ــﺔ ﺗرﻛ ــت ﻣﻧ ــﺎ ﻧﺗﻐﺎﺿ ــﻰ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻌ ــض‬

‫~‪~65‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻷﻣــور‪ .‬وﺗــرك ﺣﻘﯾﻘــﺔ اﻟﺟــودة ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻣــن طــرف اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن‬
‫ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة وﻣﺗطورة‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ ﻗﺎﻣوس أﻛﺳﻔورد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " اﻟﺟودة ﻫﻲ درﺟـﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾـز واﻟﺗﻔـوق‪ 1‬ﻣـن ﺧـﻼل‬
‫ﺗﻘــدﯾم ﺧــدﻣﺎت ﺑﻣﺳــﺗوى أﻓﺿــل ﻣــن أﺟــل إﺷــﺑﺎع ﺣﺎﺟــﺎت اﻷﻓ ـراد وﻣﺗطﻠﺑــﺎﺗﻬم اﻟــذي ﺗﻌﻣــل اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘ ــﻪ ﻋرﻓﻬ ــﺎ ﻣﻌﻬ ــد اﻟﺟ ــودة اﻟﻔﯾ ــدراﻟﻲ اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻬ ــﺎ"أداة اﻟﻌﻣ ــل اﻟﺻ ــﺣﯾﺢ‬
‫وﺑﺎﻟﺷــﻛل اﻟﺻــﺣﯾﺢ ﻣــن اﻟﻣ ـرة اﻷوﻟــﻰ ﻣــﻊ اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ ﺗﻘﯾــﯾم اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد ﻓــﻲ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــدى ﺗﺣﺳــن‬
‫‪2‬‬
‫اﻷداء"‬
‫ﺣﺳـب ﻫـذﯾن اﻟﺗﻌرﯾﻔـﺎن ﻓـﺎن اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻷﺳﺎﺳـﻲ اﻟـذي ﯾﺗﺑـﯾن ﺑـﻪ اﻟﺟـودة ﻫـو اﻟﺷـﺧص اﻟﻣﺳـﺗﻔﯾد ﻣـن‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻬو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟوﺣﯾد ﻟﺗوﺻﯾﻠﻧﺎ ﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟودة ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺟﯾدة أم ﻻ‬
‫ﺣﯾث ﯾﻌﻧﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺟودة اﻟﻣﺗطﻠﺑـﺎت اﻟﻛﺛﯾـرة اﻟﻐﯾـر اﻟﻣﻠﻣوﺳـﺔ ﻟﻛـن ﺣﻘﯾﻘﺗﻬـﺎ واﺿـﺣﺔ اﻟﻣﻌـﺎﻟم وﻟﻛـن‬
‫ﻻ ﺣ ــدود أو ﻧﻬﺎﯾ ــﺔ ﻟﻬ ــﺎ‪ 3‬ﻣ ــن أﺟ ــل اﻟوﺻ ــول إﻟ ــﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻠﻣﺳ ــﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن ﻣ ــن اﻟﺧدﻣ ــﺔ‬
‫وﯾﻼﺣظﻬــﺎ ﻣﺗﻠﻘــﻲ اﻟﺧدﻣــﺔ‪ ،‬ﻋــن طرﯾــق ﺳــرﻋﺔ ﺗﻠﺑﯾــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣــﻊ اﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ اﻟﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻷﻓراد ﻣن اﻹدارة ذات اﻟﺟودة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻛم ‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ أن ﻫﻧــﺎك ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن اﻟــذﯾن أوﺿــﺣوا رأﯾﻬــم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣــن طــرف اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻠﻣـ ـواطن ﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﻟﯾﺳ ــت ﺑﺻ ــورة ﺟﯾ ــدة وﻻ ﺗﺧﺿ ــﻊ ﻟﻠﻣﻌ ــﺎﯾﯾر اﻟﻣﺣ ــددة ﻟﻠﺟ ــودة ﻓﻬ ــﻲ ﺗﻠﺑ ــﻲ‬
‫اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣواطن ﻟﻛن ﻟﯾﺳت دﻗﯾﻘﺔ وﺑدون ﻓﺎﺋدة‪.‬‬
‫وﯾــرى اﻟــﺑﻌض أن ﻣﻔﻬــوم اﻟﺟــودة اﻟﺗــﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬــﺎ اﻟﻣ ـواطن ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻣــدى ﺗﻠﺑﯾــﺔ اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت‬
‫‪4‬‬
‫ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﻌــﺎل اﻟﻧﻌﯾﻣــﻲ‪،‬راﺗــب ﺧﻠﯾــل ﺻــوﯾص‪،‬ﻏﺎﻟــب ﺧﻠﯾــل ﺻــوﯾص إدارة اﻟﺟــودة اﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة ‪،‬ﻋﻣــﺎن‪ ،‬دار اﻟﯾــﺎزوري ﻟﻠﻧﺷــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ 2009‬ص‪31‬‬
‫‪ 2‬ﻣﻬدي اﻟﺳﻣﺎراﺗﻲ‪ ،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ واﻟﺧدﻣﻲ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار ﺟرﯾر ‪2006‬ص‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠوان ﻗﺎﺳم‪ ،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ط ‪2016 ،4‬ص‪20‬‬
‫‪ 4‬اﻟدرادﻛﺔ ﻣﺎﻣون ﺳﻠﯾﻣﺎن إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر ‪2001‬ص‪19‬‬

‫~‪~66‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫أو أﻧﻬــﺎ اﻟﺻــﻔﺎت اﻟﻣﻣﯾ ـزة ﻟﻣﻧــﺗﺞ أو ﺧدﻣــﺔ ﻣــﺎ وﺗﺗوﺟــﻪ ﻹﺷــﺑﺎع ﺣﺎﺟــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك ﻓــﻲ اﻟﺣﺎﺿــر‬
‫واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻟﻣظﺎﻫر وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗـؤﺛر ﻓـﻲ ﻗـدرﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫‪1‬‬
‫إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺔ ﻣﺣددة أو ﻣﻔﺗرﺿﺔ‬
‫أﻣــﺎ ﺗﻌرﯾــف اﻟﺟــودة ﻓﻧﺟ ــد ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺗﻠــك اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن ﺟــودة اﻟﻌﻣ ــل واﻟﺧدﻣــﺔ و ﺣﺗــﻰ ﺟ ــودة‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﺷﻐﯾل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺟودة اﻟﻧظﺎم واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠوﺻول ﻟﻸﻫـداف‬
‫اﻟﻣﺑﺗﻐــﺎة‪ ،‬ﻷن ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﺷــﺎﻣل ﯾﺣﺗــوي ﻛــل اﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت اﻹدارﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻣــن‬
‫ﺧدﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﯾوﺻﻠﻧﺎ ﻟﺧدﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬وﻛذا إدراﺟﻪ ﺗﺣت ﻛﺎﻓﺔ ﻣراﺣـل اﻟﻌﻣﻠﯾـﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠطــﺔ ﺑــﺎﻟﺟودة ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت اﻟﺳــﻠﻊ أو اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺻــﻔﺔ ﺑﺟــودة ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﺗﺻــدر ﻋــن اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻣــن اﻟﻣﻼﺣــظ ﺑﺄﻧــﻪ ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺟــودة ﺗﻌﯾﻧﻧــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣــن أﺟــل إﺷــﺑﺎع رﻏﺑــﺎﺗﻬم وا ٕ رﺿــﺎﺋﻬم ﺑﺎﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻬــم ﺑﻣطﺎﺑﻘﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر‬
‫اﻟﺟـودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻟﻠوﺻـول ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻷن ﻣﻔﻬــوم اﻟﺟـودة ﯾﺧﺗﻠــف ﻣـن ﺷــﺧص ﻵﺧـر ﺣﺳــب‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت إﻟﯾﻪ ورﺿﺎﺋﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺈﯾﺻﺎﻟﻪ ﻟﻬدﻓﻪ اﻟذي طﻠﺑﻪ ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫أﻣــﺎ اﻟﺗﻌرﯾــف اﻟﺣــدﯾث ﻟﻠﺟــودة ﻫــﻲ ﺗ ـواﻓر ﺧﺻــﺎﺋص وﺻــﻔﺎت اﻟﻣﻧــﺗﺞ )ﺳــﻠﻌﺔ‪-‬ﺧدﻣــﺔ‪-‬ﻓﻛ ـرة(ﺗﺷــﺑﻊ‬
‫اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻌﻣﯾل‪ ،‬وﯾﺄﺗﻲ ﺑذاﻟك ﺑﺗرﺟﻣﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت وﺗوﻗﻌـﺎت اﻟﻌﻣﯾـل إﻟـﻰ ﺗﺻـﻣﯾم ﻟﻠﻣﻧـﺗﺞ‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﻊ ﺟودة ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺗﺻﻣﯾم وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻣﻊ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ إذا ﺗطﻠب اﻷﻣر‬
‫وﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻛﺗﺎب ﺣول إﺑراز ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد وﺷﺎﻣل ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة و‬
‫أﻫﻣﻬﺎ‪ :‬ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟودة‪":‬اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـدرك ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺗﺣﻘﯾـق‬
‫‪3‬‬
‫ﻛل ﻣن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬وﻛذاﻟك ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺷروع ﻣﻌﺎ"‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﯾﺷــﺎوي اﺣﻣــد إدارة اﻟﺟــودة اﻟﺷــﺎﻣﻠﺔ اﻷﺳــس اﻟﻧظرﯾــﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾــﺔ اﻟﺳــﻠﻌﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾــﺔ ط ‪ 4‬ﻋﻣــﺎن دار اﻟﺣﺎﻣــد ﻟﻠﻧﺷــر واﻟﺗوزﯾــﻊ‬
‫‪ 2016‬ص‪20‬و‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺣﻠﯾﻣــﺔ ﻋﯾــﺎدي ﻣــدﺧل إدارة اﻟﺟــودة ﻟﺗﻘﯾــﯾم ﺧــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم دراﺳــﺔ ﺣﺎﻟــﺔ ﺷــرﻛﺔ اﺗﺻــﺎﻻت اﻟﺟزاﺋــر‪-‬ورﻗﻠــﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻗﺎﺻــدي‬
‫ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ‪ 2013‬ص‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﻠﯾﻣﺔ ﻋﯾﺎدي ﻣدﺧل إدارة اﻟﺟودة ﻟﺗﻘﯾﯾم ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ دراﺳـﺔ ﺣﺎﻟـﺔ ﺷـرﻛﺔ اﺗﺻـﺎﻻت اﻟﺟزاﺋـر –ورﻗﻠـﺔ –اﻟﻣرﺟـﻊ اﻟﺳـﺎﺑق‬
‫ص‪14‬‬

‫~‪~67‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻋﻧـد ﻣﻧظﻣـﺔ اﻻﯾـزو‪":‬ﻣـدﺧل إداري ﯾرﻛـز ﻋﻠـﻰ اﻟﺟــودة وﯾﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ ﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﺟﻣﯾـﻊ أﻓـراد اﻟﻣﻧظﻣــﺔ‬
‫ﻟﻠوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﻧﺟـﺎح طوﯾـل اﻟﻣـدى ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﺣﻘﯾـق رﺿـﺎ اﻟزﺑـون وﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ ﻟﺟﻣﯾـﻊ أﻓـراد‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ"‬
‫ﯾﻌ ــرف ﻫﺎروﻟ ــد ﺟﯾﻠﻣ ــور"اﻟﺟ ــودة درﺟ ــﺔ ﻣطﺎﺑﻘ ــﺔ ﻣﻧ ــﺗﺞ ﻣﻌ ــﯾن ﻟﺗﺻ ــﻣﯾﻣﻪ وﻣواﺻ ــﻔﺎﺗﻪ" ﻛﻣ ــﺎ ﻋرﻓﻬ ــﺎ‬
‫ﺟوزﯾــف ﺟ ــوران أﻧﻬ ــﺎ ﺗﻌﻧ ــﻲ" اﻟﻣﻼﺋﻣ ــﺔ ﻟﻼﺳ ــﺗﺧدام أو اﻻﺳ ــﺗﻌﻣﺎل " وﻋرﻓﻬ ــﺎ ارﻣﺎﻧ ــد ﻓﯾﺟﻧﺑ ــوم ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ‬
‫"اﻟرﺿﺎ اﻟﺗﺎم ﻟﻠﻌﻣﯾل"‬
‫وﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﺟودة ﻫﻲ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣواﺻﻔﺎت وﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺧططﺎت ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﯾﻛون‬
‫اﻟﻣﻧﺗ ــوج ذو ﺟ ــودة إذا ﻛ ــﺎن ﯾﻣﺛ ــل ﻟﻬ ــذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻘواﻋ ــد واﻟﻣواﺻ ــﻔﺎت اﻟﻔﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن‬
‫اﻟﺟودة ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺗﺎج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﺑﻣﺳـﺗوى ﻋـﺎﻟﻲ ﻣـن اﻟﺟـودة اﻟﻣﺗﻣﯾـزة ‪،‬ﻋـن‬
‫طرﯾق اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ورﻏﺑﺎت ﻣﻧﺗﻔﯾﻌﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑـون ﻓﯾـﻪ ﻣـن أﺟـل ﺗﺣﻘﯾـق رﺿـﺎﺋﻬم‬
‫وﺳﻌﺎدﺗﻬم ذات اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺳﻠﻔﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ‪.‬‬
‫وﻟﻬــذا ﻓــﺈن اﻟﺟــودة ﺑﺎﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻹدارﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﻫــﻲ ﻣﻌﯾــﺎر أو ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت‪ ،‬ﺗﺗطﻠــب ﺟﻬــدا‬
‫ﻣﺗواﺻــﻼ ﻣــن أﺟــل اﻟﺗطــوﯾر واﻟﺗﺣﺳــﯾن اﻟﻣﺳــﺗﻣر ﻓــﻲ اﻷداء ﻟﺗﺣﻘﯾــق رﻏﺑــﺎت اﻟﻌﻣــﻼء‪ ،‬وﺗوﻗﻌــﺎﺗﻬم‬
‫ﻓﻬ ــﻲ ﻣﻌﯾ ــﺎر ﻟﻘﯾ ــﺎس درﺟ ــﺔ أداء اﻷﻋﻣ ــﺎل ﻓ ــﻲ وﻗ ــت اﻟﻣﺣ ــدد‪ ،‬وﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــﺗﻼءم وﺗﺗﻔ ــق ﻣ ــﻊ‬
‫اﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت ورﻏﺑــﺎت اﻟﻌﻣﯾــل وﺗوﻗﻌﺎﺗــﻪ‪ ،‬وﻣــدى رﺿــﺎﻩ ﻋــن طرﯾــق أداء اﻷﻋﻣــﺎل‪ ،‬وﺗﻘــدﯾم اﻟﺧــدﻣﺎت‬
‫واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ‪.‬‬
‫أﻋطــﻰ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﺗﻌرﯾــف ﻟﻠﺟــودة ﻓــﻲ ﻋــدة ﻗ ـواﻧﯾن وﻣراﺳــﯾم وﻗ ـرارات إﻻ أن ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻧﺻوص ﻟم ﺗﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫﻧـﺎك ﺗﻌرﯾــف ﻧظــري ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ" اﻟﺟــودة ﻣﺟﻣــل ﺧﺻوﺻــﯾﺎت وﻣواﺻــﻔﺎت ﻣﻧــﺗﺞ أو‬
‫ﺧدﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﻟﻪ اﻻﺳﺗﻌداد ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ أو اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ"‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺑدأ اﻟﺟـودة ﻻ ﯾﻘﺗﺻـر ﻋﻠـﻰ اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﺑـل ﯾﺟـب أن ﺗﻛـون‬
‫اﻟﺟودة ذات اﻷﺳﺎس ﻟﻠﺟودة‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗوﻟون اﻟﻣﻧﺎﺻب ﻓـﻲ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻟﻌﻠﻲ ﺑوﻛﻣﯾش‪ ،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﯾزو ‪ 9000،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪ 2011‬ص‪64‬‬

‫~‪~68‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻣ ــﻊ اﺳ ــﺗﺧدام ﺟﻣﯾ ــﻊ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺟ ــب أن ﺗﺗ ــوﻓر ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻹدارة وﺗﻛ ــون ذات ﺟ ــودة ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻊ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ﻟﻠوﺻـول ﻟﻠﻣﺑﺗﻐـﻰ ﻣـن اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺎطـﺔ ﺑﻬـذي اﻟﻣراﻓـق اﻟﺗـﻲ أﺳﺎﺳـﻬﺎ‬
‫ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻷﻓراد ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺗﻌﺗﺑر أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ذات أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻫـﻲ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت واﻟزﺑـﺎﺋن أ ي اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن وذﻟـك‬
‫ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﺣدﯾـد اﻟﻌواﻣـل اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـدد ﺣﺟــم اﻟطﻠـب واﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬زﯾــﺎدة اﻟﺣﺻــﺔ اﻟﺳــوﻗﯾﺔ واﻹﯾ ـرادات‪ :‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺗــﯾﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳــﺎت ﺗﻘــدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت واﻟﺧــدﻣﺎت ﺑﺟــودة‬
‫ﻣﻣﯾزة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﯾرادات ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‪ :‬ﺣﺳب اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻣن ﻗﺑل‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗظﻬـر ﻓـﻲ زﯾـﺎدة ﺗﺣﺳـﯾن‬
‫اﻟﻣﻧﺗــوج ﻟﻠﻣؤﺳﺳ ــﺔ ﻗﻠــت ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﯾــؤدي إﻟ ــﻰ اﻻﺳــﺗﻐﻧﺎء ﻋ ــن اﻷﻧﺷ ــطﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﺧ ــدم ﻗﯾﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻧــﺗﺞ‪ ،‬وﯾﻛــون ﻋــدﯾم اﻟﺟــودة ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي ﺑﺻــﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟــﻰ اﻹﺻــﻼح وﺗﻌــوﯾض ﻣــﺎ ﺧﺳ ـرﻩ‪،‬ﻷن إدارة‬
‫اﻟﺟودة ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﻻت ﻋدم ﺗطﺎﺑق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﻟﻠوﺻول ﻷرﺑﺎح ﺟﯾدة ‪.‬‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة رﺿﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪:‬ﻷن ﻫﻧـﺎ اﻟﻬـدف ﻫـو إرﺿـﺎء اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن ﻣـن ﺧـدﻣﺎت اﻟﻣراﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﺗﻘــدﯾم ﻣــﺎ ﯾﺗطــﺎﺑق ﻣــﻊ رﻏﺑــﺎﺗﻬم وﻣﺗطﻠﺑــﺎﺗﻬم ﻣــن أﺟــل زﯾــﺎدة اﻟﺛﻘــﺔ ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن وﻧﺟــﺎح‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟودة ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ‪:‬ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺟودة ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛـﺎن‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ذات ﻣﯾزة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟطﻠب ﻏﻠﯾﻪ‪ ،‬وأﺻﺑﺣت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫واﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗطوﯾرﻩ وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑوﻧﻬﺎ‪ ،‬وﯾرﻏﺑون ﻓﯾﻬﺎ‬
‫‪-‬اﻟﺗﺣﺳــﯾن اﻟﻣﺳ ــﺗﻣر‪:‬ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟﻛﻔ ــﺎءة‪ ،‬واﻟﺑﺣ ــث اﻟــداﺋم ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻓﺿ ــل ﻟﺗﻘ ــدﯾم اﻟﻣﻧﺗ ــوج اﻟﺟﯾ ــد‪،‬‬
‫ووﺿﻊ ﻣـوظﻔﯾن أﻛﻔـﺎء وﻣﺗﻣﻛﻧـﯾن وذات ﺟـدارة وﺧﺑـرة ﻋﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻠﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ إﺷـﺑﺎع رﻏﺑـﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن‬
‫ﻣن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫~‪~69‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺟــودة ﺗﻛﺗﺳــﻲ أﻫﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻋــن طرﯾــق اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻹﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل إرﺗﺑﺎطﻬــﺎ‬
‫وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﺑﻌدة ﻋﻧﺎﺻر وﻣﺗﻐﯾـرات ذات أﺑﻌـﺎد إﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗرﺗﻛـز ﻋﻠـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‬
‫ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻛﻠﻔـﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ واﻟﺟـودة اﻟﻌﺎﻟﯾـﺔ وﺧﺎﺻـﺔ اﻟوﻗـت اﻟﻣﻘﺗﺻـد‪ ،‬وﺣﺗـﻰ اﻟﻣروﻧـﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ وأﯾﺿﺎ ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟطﺎرﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـق وﻓـرات اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت‬
‫اﻟﺟودة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وزﯾﺎدة اﻷرﺑﺎح ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ﻋن طرﯾق ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻣو داﺧـل‬
‫اﻷﺳواق اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻓﺎن ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﯾﻧدرج ﺗﺣﺗﻪ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟـودة‪،‬‬
‫وذﻟــك ﺑﺎﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﻟﺧــدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻣﻧﻬــﺎ ﻹرﺿــﺎء اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن وﺟﻌﻠﻬــم ﯾطــﺎﻟﺑون ﺑﻬــذﻩ اﻟﺧدﻣــﺔ‬
‫ﻟﺟودﺗﻬ ــﺎ وﻣﯾزﺗﻬ ــﺎ ﻓﻬ ــﻲ ﺗ ــوﻓر ﻋ ــدة ﻓواﺋ ــد وﻣﻛﺎﺳ ــب اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ﻟﻛ ــﻼ اﻟط ــرﻓﯾن أي طﺎﻟ ــب اﻟﺧدﻣ ــﺔ‬
‫وﻣﻧﺟزﻫﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﺑﻧﻲ ﺗﻘﻧﯾﺎت وأدوات ﻟﺗﺻﻣﯾم وﺗﺣﻘﯾق ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺟودة وذاﻟك ﺑوﺿﻊ ﻧظـﺎم ﻣﺣﻛـم‬
‫ﻟﻠﺟودة وﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ‪.‬‬
‫ﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة ﻟــﻪ أﻫﻣﯾـﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وذاﻟـك ﻋــن طرﯾـق اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺟـﺔ ﺑــﯾن طﺎﻟـب اﻟﺧدﻣــﺔ‬
‫واﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن واﻟﻘــﺎﺋم ﺑﻬــﺎ‪ ،‬وذاﻟــك ﺑــﺎﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑــﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ إرﺿــﺎﺋﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺳــﺗوى‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ واﻟﺧدﻣﺎﺗﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻧﻔس اﻟوﻗت‬
‫ﻟﻠوﺻ ــول ﻟرﻏﺑــﺎت اﻟط ــرﻓﯾن دون اﻟﺗﻣﯾﯾ ــز ﻣ ــﻊ ﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ اﻟﻣوازﻧ ــﺔ ﺑﻣ ــﺎ ﯾﺧ ــدم ﻫ ــذﻩ اﻟﻬ ــداف وﻣراﻋ ــﺎة‬
‫اﻷوﻟوﯾﺔ واﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟطرﻓﯾن‪.‬‬
‫ﻷن ﻓــﻲ اﻟرﻛﯾ ـزة اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗ ـرﺑط اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﺧدﻣــﺔ واﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣــن‬
‫ﺧﻼل اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺟودة ذات أﻫﻣﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬
‫إن اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ وﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗطورات اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ أواﺧـر‬
‫اﻟﻘرن اﻟﻌﺷـرﯾن وﻣطﻠـﻊ اﻟﻘـرن اﻟﺣـﺎدي واﻟﻌﺷـرﯾن ﺳـﺎﻫﻣت ﻓـﻲ ﻧﺷـوء ﻣﺑـﺎدئ وﻧظرﯾـﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻣـن‬
‫أﺟل ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدات واﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻬذﻩ اﻟﺗطور‪ ،‬ﻓﻘد ﺷﻬد اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺗطورا ﻛﺑﯾرا‬

‫~‪~70‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ظﻬـور ﻣﺑـﺎدئ ﺟدﯾـدة أﺿـﯾﻔت إﻟـﻰ اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻛـم‬
‫ﻋﻣل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة ﻓـﻲ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﻟﻛـن ﺑﺎﺳـﺗﻌﻣﺎل‬
‫وا ٕ دراج أﺳــس ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﺗﺿــﻣﻧﺗﻬﺎ وﺗﻛﻣﻠــﺔ ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻫــذا ﻣــﺎ ﺳــﻧﺑﯾﻧﻪ ﻓــﻲ اﻟﻔــرﻋﯾن اﻟــذﯾن ﺳــوف ﻧدرﺳ ـﻬم‬
‫وﻋﻠﯾﻪ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﺣﺳب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‬
‫ﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻗــد أﻫــﺗم ﺑﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﺟــﺎﻻت واﻟﻣﯾــﺎدﯾن ووﺿــﻊ اﻟﻘـ ـواﻧﯾن‬
‫واﻟﻣراﺳﯾم‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾـف ﻣﺣـدد ودﻗﯾـق ﻟﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة‪ ،‬وذﻟـك ﻻﻫﺗﻣﺎﻣـﻪ ﺑﺗطـوﯾر‬
‫اﻗﺗﺻـﺎدي ﺑــﺄي طرﯾﻘـﺔ ﻣﻣﻛﻧــﺔ‪ ،‬وﺑﻣــرور اﻟـزﻣن ﻗــﺎم ﺑﺎﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑـﺎﻟﺟودة ﻓــﻲ أﻛﺛــر ﻣـن ﻣﯾــدان ﻟوﺟــود‬
‫إﻗﺑــﺎل ﻛﺑﯾــر ﻣــن طــرف اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻟﺟــودة اﻟﺧدﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وذاﻟــك ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أﺻــﺑﺢ‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻫو اﻟﻐﺎﻟب ﻟﻠﺧدﻣﺔ ﻟﺗﻔطن اﻟﻣـواطﻧﯾن ﻟﻧوﻋﯾـﺔ اﻟﺧدﻣـﺔ دون اﻟﻧظـر ﻟﻠﻣﺎدﯾـﺎت أو اﻟوﻗـت‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫ﻟﻘد أدرﺟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﯾﺎدﯾن أﻫﻣﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك وﻗﻣـﻊ اﻟﻐـش ﻣـن ﺧـﻼل ﻗـﺎﻧون‬
‫‪ 09-03‬اﻟذي ﺟﺎء اﻟﺗزاﻣﺎ ﻟﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻟﻌﺎم‪1989‬م‪،‬وأﻋﯾد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﺿـﻣن ﻗـﺎﻧون‪-03‬‬
‫‪ 09‬ﺟـﺎء ﻓــﻲ إطـﺎر اﻗﺗﺻــﺎد ﺗﻧﺎﻓﺳـﻲ زاد اﻟﺗﻧــﺎﻓس ﺑـﯾن اﻟﺷــرﻛﺎء اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﯾن‪ ،‬وﺑﺳــﺑب رﻏﺑـﺗﻬم ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬وﻟﻘد أوﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬ﻣن اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم ‪"09-03‬ﺗطﺑـق أﺣﻛـﺎم ﻫـذا‬
‫اﻟﻘــﺎﻧون ﻋﻠــﻰ ﺳــﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣــﺔ ﻣﻌروﺿــﺔ ﻟﻼﺳــﺗﻬﻼك ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑــل أو ﻣﺟﺎﻧــﺎ وﻛــل ﻣﺗــدﺧل وﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣراﺣل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌرض واﻻﺳﺗﻬﻼك"‬
‫وﺟﺎء أﯾﺿـﺎ ﺑﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻌﻼﻗـﺎت اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم‪ 11-20‬اﻟﻣﻌـدل واﻟﻣـﺗﻣم ﻟﻸﻣـر رﻗـم‪-03‬‬
‫‪06‬اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 26‬رﻣﺿـﺎن ‪ 1410‬اﻟﻣواﻓـق ل‪ 21‬اﻓرﯾـل ‪ 1990‬واﻷﻣـر رﻗـم ‪ 06-03‬اﻟﻣـؤرخ‬
‫ﻓﻲ‪15/07/2006‬ﻫذﯾن اﻟﻘـﺎﻧوﻧﯾن ﻣﺗﻌﻠﻘـﯾن ﺑﻘـﺎﻧون اﻟﻌﻣـل واﻟوظﯾﻔـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬واﻟـذي ﺟـﺎء ﻣـن أﺟـل‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣـﺎدة ‪ 2‬ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون رﻗــم ‪ 03-09‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك وﻗﻣـﻊ اﻟﻐـش اﻟﻣـؤرخ ﻓــﻲ ‪ 25‬ﻓﺑراﯾـر ﺳـﻧﺔ ‪ ،2009‬ج ر رﻗــم ‪15‬‬
‫اﻟﻣؤرﺧﺔ ‪ 8‬ﻣﺎرس ‪2009‬‬

‫~‪~71‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺗوﺿــﯾﺢ طرﯾﻘــﺔ اﻟﻌﻣــل‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺷــﻣﻠت أﻧواﻋــﺎ ﻛﺛﯾ ـرة ﺣﺳــب ﺗﻧــوع اﻟﻧﺷــﺎط واﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺟودة ﻟﻛن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر واﺿﺣﺔ ودﻗﯾﻘﺔ وﺛﺎﺑﺗﺔ ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑ ـ ــﺎﻟﺗﻘﯾﯾس واﻟﻣﻌ ـ ــﺎﯾرة ﻗ ـ ــﺎﻧون رﻗ ـ ــم ‪ 04-04‬اﻟﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ ‪23‬ﺟـ ـ ـوان ‪)2004‬ج‬
‫ر‪41‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪(27/06/2004‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬اﻟﻣراﺳﯾم‬
‫ﻟﻘد ﺟﺎءت اﻟﻣراﺳﯾم ﻣن أﺟل ﺗﻛﻣﻠـﺔ اﻟﻘـواﻧﯾن اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣرﺳـوم اﻟـذي ﯾﺗﻌﻠـق ﺑرﻗﺎﺑـﺔ اﻟﺟـودة وﻗﻣـﻊ‬
‫اﻟﻐ ــش ﻓﻬ ــو ﻣرﺳ ــوم ﺗﻧﻔﯾ ــذي ﺗﺣ ــت رﻗ ــم ‪ 90-39‬اﻟﻣﻌ ــدل واﻟﻣ ــﺗﻣم ﺑﺎﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي‪316-01‬‬
‫اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 20‬ﺟــﺎﻧﻔﻲ‪ 1990‬ﻓﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة اﻟراﺑﻌــﺔ ﻣﻧــﻪ ﺟــﺎءت ﻣــن أﺟــل وﺿــﻊ أﻋـوان ﻣﻛﻠﻔــﯾن‬
‫ﺑرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺟودة وﻗﻣﻊ اﻟﻐش ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧـﺔ ﺣﺗـﻰ اﻟﻣﻧﺗـوج ﻟﻠﻣﺳـﺗﻬﻠك ﺑﺟـودة ﺿـﻌﯾﻔﺔ وﻟـﯾس‬
‫ﻓﯾﻪ أي ﻟﺑس ﻓﻬﻲ ﺗﺣدﺛت ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ‪.‬‬
‫أو اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﺟودة اﻟﻣواد اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺗﺻدﯾر وﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﺗﺣـت‬
‫رﻗم‪90-94‬ﺟﺎء ﻣن أﺟل ﺗوﺿﯾﺢ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠـﻰ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣـل ﺑـﯾن اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرﯾن واﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳـﯾن ﻟﻠوﺻـول‬
‫ﻟﻠﺟودة ﺟﯾدة ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول وﺣﺗﻰ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطق واﻟوﻻﯾﺎت ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ــق ﺑﺈﻧﺷ ــﺎء اﻟﺟ ــﺎﺋزة ﻟﻠﺟ ــودة ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 05-02‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ‬
‫‪ 06/01/2002‬ﺟﺎء ﻣن أﺟـل ﺗﺣﻔﯾـز واﺷـﺗراك ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻌﻣـﺎل ﻓـﻲ ﻣﺷـروع اﻟﺟـودة‪ ،‬وﻛـذا ﺗﻘوﯾـﺔ‬
‫ﺻــورة ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻋــن طرﯾــق ﺟــﺎﺋزة اﻟﺟــودة ﻣــﻊ اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ إﺛﺑــﺎت اﻟزﺑــﺎﺋن ﻣﺳــﺗوى اﻟﺟــودة‬
‫وﺗوﺿــﯾﺢ ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺟــودة ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﻣــﻊ ﻣﻛﺎﻓــﺄة اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻬﯾﺋــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻــل‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣﺳﯾن وﺗطوﯾر اﻟﺟودة ‪.‬‬
‫وﻛذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟذي ﺟﺎء ﻣن اﺟل ﺗﺣدﯾد ﺷروط ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺧﺎﺑر ﺗﺣﺎﻟﯾـل اﻟﺟـودة واﻋﺗﻣﺎدﻫـﺎ‬
‫ﺗﺣت رﻗم ‪. 68-02‬‬

‫~‪~72‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻘرارات‬
‫وﺧﯾــر ﻣﺛــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻣــﺎ ﺟــﺎء وﺗﻌﻠــق ﺑﻧظــﺎم ﻣﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻣــﻧﺢ اﻟﺟــﺎﺋزة اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ ﻟﻠﺟــودة ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫اﻟﻘرارات اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 03/04/2002‬واﻟذي ﻋﻣل ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻬﺎ ﻓـﻲ وﺿـﻊ ﻣﺷـروع ﻟﻠوﺻـول‬
‫إﻟﻰ اﻟﺟودة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوﺻول ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻧﺻــوص اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء ﺑﻬــﺎ ﻟــم ﯾﻌطــﻲ ﺗﻌرﯾﻔــﺎ ﺻ ـرﯾﺣﺎ ﻟﻠﺟــودة رﻏــم‬
‫اﻟﺗﻌ ــﺎرﯾف واﻟﻣﺻ ــطﻠﺣﺎت اﻟﺗ ــﻲ أﺗ ــﻰ ﺑﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﻋﺑ ــر ﻋ ــن اﻟﺟ ــودة ﺑ ــﺑﻌض اﻟﻣﺻ ــطﻠﺣﺎت ﻗﯾﺎﺳ ــﺎ‬
‫ﻛﺎﻟﻣﻧﺗوج‪ ،‬اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﻐذاء‪ ،‬اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬اﻹﻧﺗﺎج ‪. . . . . . . .‬اﻟﺦ‬
‫ﻏﯾـر أﻧﻧـﺎ ﻧﺟــد ﺑـﺄن اﻟﻣراﺳــﯾم واﻟﻘـواﻧﯾن وﺣﺗـﻰ اﻟﻘـرارات ﺟــﺎءت ﻋﺑـﺎرة ﻋــن ﻗﯾــﺎس ﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟﺟــودة ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرات‪.‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﻛﺛرة‪ ،‬وﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟزﺑون ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﻌﺑــﺎرات اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ‪:‬اﻟﺗﻐﻠﯾــف‪ ،‬ﺳــﻼﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت‪ ،‬اﻹﻧﺗــﺎج‪ ،‬ﻣﻧﺗــوج ﺧطﯾــر‪ ،‬ﻣﻧﺗــوج ﻣﺿــﻣون اﻟﺧدﻣــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺳﻠﻊ ‪. . .‬اﻟﺦ‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 03/04/2002‬ﺟﺎء ووﺿـﻊ ﻟﻧـﺎ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر ﻟﻣﻌﻧـﻰ‬
‫اﻟﺟودة ﻋن طرﯾق ﻧﻘطﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗﯾن وﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﻣوﺟــودة أو اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﺗــﺎز ﺑﻬــﺎ اﻟﺳــﻠﻊ واﻟﺧــدﻣﺎت ﻓﻬــﻲ ﺗﻌﺗﻣــد أﺣﯾﺎﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻘﯾــﯾس‬
‫وﺗﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣدى ﺗواﻓق ﺗﻠك اﻟﻣواﺻﻔﺎت ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل أو اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أو اﻟزﺑون ﻣن ﺗﻠـك اﻟﺳـﻠﻌﺔ‬
‫‪1‬‬
‫أو اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ اﻟواﻗــﻊ ﻓــﺈن اﻟﺳــﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾطﻠﺑﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔــﻊ ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة أو ﻏﯾــر‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة وذﻟك ﺣﺳب ﺗﻘﻧﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺑن ﺳﯾدي اﺣﻣـد ﻣﺣﻧـد أو ﯾـدﯾر‪ ،‬اﻟﺟـودة ﻓـﻲ اﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋـري واﻟﻧظرﯾـﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ وﻣﻌـﺎﯾﯾر اﯾـزو ‪ ،9000‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟﺑﺷـرﯾﺔ‬
‫‪،‬اﻟﻌدد ‪10‬ﻣﺎرس‪. 2018‬‬

‫~‪~73‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻓﻣــن ﺧــﻼل ﺎﻣ ـﻣــر ﺑﻧــﺎ ﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟــم ﯾﻌطــﻲ ﺗﻌرﯾﻔــﺎ دﻗﯾﻘــﺎ ﻟﻠﺟــودة وا ٕ ﻧﻣــﺎ اﻛﺗﻔــﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌدة ﻣﺻطﻠﺣﺎت ووﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى‬
‫ﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن اﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت اﻹﺗﺣــﺎد اﻷورﺑــﻲ ﻗــد أﻗﺎﻣــت ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺑــر‬
‫واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ واﻟوطﻧﻲ أي اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻧﺟد ﺑـﺄن اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري ﻫﻧـﺎ‬
‫ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋـن ﺟـزء ﻣـن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﺗﺷـرﯾﻌﺎت ﻓﻬـﻲ ﻣﻠزﻣـﺔ ﺑوﺿـﻊ ﻗواﻋـد ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ إدارﯾـﺔ ﺗـﻧظم‬
‫وﺗﺣﻛم اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ﻓﻲ إﺣدى دول اﻹﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﻓﻬـﻲ أﺻـﺑﺣت أداة ﺗطﺑﯾـق وﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻻﺗﺣــﺎدي وذﻟــك ﺑطرﯾﻘــﺔ ﺟﯾــدة وﺟدﯾــدة ﻣﻣــﺎ ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﺟــودة‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ذات‬
‫ﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺗــﺄﺛﯾر إﺗﻔﺎﻓﯾــﺎت اﻹﺗﺣــﺎد اﻷورﺑــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻣواﺿــﯾﻊ اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري ﻣﺳــت اﻟﺟﺎﻧــب اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ﻏــن‬
‫طرﯾ ــق رﻓ ــﻊ اﻟﻘﯾ ــود ﻋ ــن ﺣرﻛ ــﺔ رؤوس اﻷﻣـ ـوال واﻟﺳ ــﻠﻊ واﻟﺑﺿ ــﺎﺋﻊ وﺣﺗ ــﻰ اﻷﺷ ــﺧﺎص‪ ،‬ﻣ ــن أﺟ ــل‬
‫اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ اﻟﺣـرة ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌـﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﯾن ﻟـدول اﻻﺗﺣـﺎد‪ " ،‬ﻣﻣـﺎ أدى إﻟـﻰ ﺗطـوﯾر‬
‫ﻧظﺎم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن ﺧـﻼل ظﻬـور وﺗطـوﯾر ﻣﺑـﺎدئ ﺟدﯾـدة ﺗﺣﻛـم ﻋﻣـل اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻷوروﺑﻲ ﯾﻌطﻲ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺟدﯾدا "‬
‫ﺣﯾــث أن ﻫــذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﻗــد ﺗﺟﺎﻫﻠــت ﻓﻛ ـرة اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻣــﻊ أن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻛــﺎن‬
‫ﯾﺿـﻌﻬﺎ ﻣـن اﻷوﻟوﯾـﺎت واﻷﺳﺎﺳــﯾﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﻋــن طرﯾـق وﺿـﻊ ﻟﻬــﺎ ﻧظرﯾـﺎت وﻣﺑـﺎدئ ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻠﺗطــورات اﻟﻌدﯾــدة اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء ﺑﻬــﺎ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻓــﻲ إﻋــﺎدة‬
‫أﻫﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣﻣــﺎ أدى ﺑﺎﻹﺗﺣــﺎد اﻷورﺑــﻲ ﻷن ﯾﻐﯾــر ﻧظرﺗــﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾــﺔ واﻟﺗرﻛﯾــز ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وا ٕ ﻋطﺎﺋﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ودور ﻣﺛل ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻪ ﻟﻧﺎ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ‪.‬‬
‫ﻫذا ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗطوﯾر اﻟﻘواﻋد واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛـم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﺗﺻـﺑﺢ ﻋﺎﻟﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﺟﻌـل ﻣـن‬
‫ﻧﻋوﯾــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ ذات أﻫﻣﯾــﺔ ﻋظﻣــﻰ وا ٕ ﻋطﺎﺋﻬــﺎ ﻣﻛﺎﻧــﺔ ﺛﺎﺑﺗــﻪ وﺻــﺣﯾﺢ‪ ،‬ﻋــن طرﯾــق إدﺧــﺎل ﻣﻔــﺎﻫﯾم‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﺟﺑــوري ﻣــﺎﻫر ﺻــﻼح اﻟﻌــﻼوي ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ أو ﺟــودة ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣﺑــدا اﻟراﺑــﻊ )اﻟﺟدﯾــد( ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛــم‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﻬرﯾن‪ ،‬اﻟﻌدد‪ 3‬اﻟﻣﺟﻠد ‪2015،17‬ص‪372‬‬

‫~‪~74‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺟدﯾدة ﻟﻺدارة اﻟراﺷدة‪ ،‬واﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟذاﻟك أﺻﺑﺢ‬
‫اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة‪ ،‬وذات ﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻊ ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻓﺈن ﻣﻔﻬوم اﻟﺟودة ﻋﻧد اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ وﻣﺟﻠس اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻟﻘـد واﺟـﻪ ﻧﻘـدا ﻣـن‬
‫ﺧﻼل ﻋدم اﻻﻋﺗراف ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ وذﻟـك اﻋﺗراﻓـﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻛـم اﻟﻣراﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟوﺟـود ﺻــﻌوﺑﺎت ﻟﻌـدم ﺗوﺿـﯾﺣﻪ ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾـﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻓﻬـو أﺣـد اﻟﻣﻔــﺎﻫﯾم اﻹدارﯾـﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛ ــن ﻣطﺎﺑﻘﺗ ــﻪ ﻣ ــﻊ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬ﻓﻬ ــذا ﻻ ﯾﻣﻧ ــﻊ ﻣ ــن اﻋﺗﻧ ــﺎق وﺗطﺑﯾ ــق أﺳ ــس إدارﯾ ــﺔ ﻣ ــن أﺟ ــل‬
‫إﺧﺿـﺎﻋﻪ ﻟﻠﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻬـدف ﻣــن ﻫـذا اﻟﻣﺑــدأ ﻫـو اﻟوﺻــول ﻟﻠﺧدﻣـﺔ وﻓــق ﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟﺟــودة‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾطﺎﻟــب ﺑﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن وﺗﻘــوم اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﺗرﻛﯾز‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻟ ــذاﻟك ﯾﺟ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻹﺗﺣ ــﺎد اﻷوروﺑ ــﻲ ﻣ ــن اﻋﺗﻧ ــﺎق اﻟﺟ ــودة ﺣﺗ ــﻰ ﺗﺻ ــﺑﺢ ﻣﺑ ــدأ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ــﺎ ﻣﻠزﻣ ــﺎ ﻟﻬ ــﺎ‬
‫وﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻣﺑدأ اﻟﺟودة واﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻹداري ﻣن أﺟل ﺗﻛرﯾس دور اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﺣدد ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ دﺳﺗورﻩ ﻟﻌﺎم‪2014‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور ﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺟودة ﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن‬
‫ﻣوادﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪:‬‬
‫ﻓﻘد ﻧص ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪19‬ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري ﻟﻌﺎم‪ 2014‬ﻋﻠـﻰ أن اﻟﺗﻌﻠـﯾم ﺣـق ﻟﻛـل ﻣـواطن ﺗﻠﺗـزم‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗوﻓﯾرﻩ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 20‬ﻓﻠﻘد اﻟﺗزﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔﻧﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﻬﻧـﻲ وﺗطـوﯾرﻩ وﯾﻛـون‬
‫ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة وذات ﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻـري ﺑﻌـض اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻘـق اﻟﺟـودة ﻓـﻲ اﻟﺗﻌﻠـﯾم ﻋـن طرﯾـق اﻟﻣـﺎدة‪22‬‬
‫ﻣــن ﻧﻔ ــس اﻟدﺳ ــﺗور "اﻟﻣﻌﻠﻣ ــون وأﻋﺿ ــﺎء ﻫﯾﺋ ــﺔ اﻟﺗــدرﯾس اﻟرﻛﯾـ ـزة اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠ ــﯾم‪ ،‬ﺗﻛﻔ ــل اﻟدوﻟ ــﺔ‬
‫ﻛﻔ ــﺎءاﺗﻬم اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ وﻣﻬ ــﺎرﺗﻬم اﻟﻔﻧﯾ ــﺔ ورﻋﺎﯾ ــﺔ ﺣﻘ ــوﻗﻬم اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ واﻷدﺑﯾ ــﺔ ﺑﻣ ــﺎ ﯾﺿ ــﻣن ﺟ ــودة اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم‬
‫وﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ"‬

‫~‪~75‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻓﺣﺳب اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﻟﻔﺎ وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧـﺎ ﺑـﺄن اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻘـدﻣﻬﺎ‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺟب أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة أي أن ﻣﺑدأ اﻟﺟـودة أﺻـﺑﺢ ﻣﺑـدأ ﺛﺎﺑﺗـﺎ وﻣﺳـﺗﻘرا ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻛـم ﻋﻣـل اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ورﺳـﺧﺗﻪ اﻟﻧﺻـوص اﻟدﺳـﺗورﯾﺔ ﻣـﻊ أن اﻟﻌدﯾــد‬
‫ﻣـن اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻟــم ﺗﺗطــرق إﻟﯾــﻪ وذﻟــك ﻟﻠﺧدﻣـﺔ اﻟﺳــﯾﺋﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻘﻠــﺔ أﻫﻣﯾﺗــﻪ‬
‫وﺗرﻛﯾزﻩ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن طرﯾﻘﺔ ﺟودة اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ وأن ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوزارات ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﯾوﺟـد ﺑﻬـﺎ إدارة ﻟﻠﺟـودة ﻓﻔـﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‬
‫اﻟﺳـﻌودﯾﺔ أﻧﺷــﺎت ﻓــﻲ وزارة اﻟﻌــدل إدارة ﻟﻠﺟــودة ﺗﻬــدف إﻟـﻰ اﻻرﺗﻘــﺎء ﺑــﺎﻷداء اﻟﻣؤﺳﺳــﻲ ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫‪1‬‬
‫ﺗطوﯾر ﻧظﺎم إدارة اﻟﺟودة وﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﯾﺎت ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟوزارة ‪.‬‬
‫ﻷن اﻟﻧﺻــوص اﻟدﺳــﺗورﯾﺔ ﺟــﺎءت ﻋﻠ ــﻰ أﺳــﺎس ﺗرﺳــﯾﺦ ﻣﺑــدأ اﻟﺟ ــودة ﻋــن طرﯾــق ﺗﺣﻛــﯾم وﺗﻧظ ــﯾم‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣـﻊ ﻣواﻛﺑـﺔ اﻟﺗطـورات اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ واﻟﻣﺳـﺗﺟدات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾـﺔ ﻟﻠوﺻـول ﻟﻠﺧدﻣـﺔ اﻟﻣﻧوطـﺔ‬
‫ﺑ ــﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ذات ﻣﻌ ــﺎﯾﯾر اﻟﺟ ــودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻹﺷ ــﺎرة ﻫ ــذﻩ اﻟﻧﺻ ــوص اﻟ ــﻰ اﻟﺟ ــودة ﻣ ــﻊ‬
‫ﺗوﺿــﯾﺢ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟ ــذﻟك واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺳــﺎﻋد ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺟ ــودة ﻓﻬ ــو ﻣﺑــدأ ﺟ ــﺎء ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد ﻹﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻲ ﻧﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣن‬
‫اﻷﻫداف اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻧـد اﻟـﻧص ﻋﻠــﻰ ﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة ﻓــﻲ اﻟﻘـواﻧﯾن اﻟﺻــﺎدرة ﻣـن اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﺗﺷـرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻬـو ﯾﺧﺎطــب اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﻻ ﯾﺧﺎطب ﻣراﻓق ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑل وﺿﻊ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣراﻓـق ﻣـن‬
‫أﺟل ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌﻣﻠﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻣراﻓـق وأﯾﺿـﺎ ﻛﺎﻓـﺔ‬
‫اﻷﻓراد دون ﺗﻣﯾﯾز ‪.‬‬
‫ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﯾﻘ ــوم ﺑﺈﻧﺷــﺎء إدارة ﺣدﯾﺛ ــﺔ ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﺗﻌزﯾ ــز اﻟﺗﻧــﺎﻓس اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي اﻟــوطﻧﻲ ووﺿ ــﻊ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺗوطﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﻋن طرﯾق اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺟﯾدة ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺻوﻻ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺷـﻛران ﻗﺎﺳـم اﻟــدﻋﻣﻲ‪ ،‬ﻣﺑـدأ اﻟﺟــودة ﻓـﻲ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ‪،‬دراﺳـﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ ‪،‬دراﺳـﺎت ﻋﻠــوم اﻟﺷـرﯾﻌﺔ واﻟﻘــﺎﻧون ‪،‬اﻟﻣﺟﻠـد ‪ 46‬اﻟﻌــدد‪،1‬‬
‫‪. 2019‬‬

‫~‪~76‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت وﻣﻌوﻗﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬
‫ﻋﻧــد اﻟﻐــوص ﻓــﻲ أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﺑ ـدأ اﻟﺟــودة ﻧﺟــد أﻧﻔﺳــﻧﺎ أﻣــﺎم اﻧﻌﻛﺎﺳــﺎت واﺿــﺣﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﺧدﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣـد ﺳـواء‪ ،‬ﻷن ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﺟﯾـدة ﻣـن طـرف اﻟﻣراﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺷﻬرة واﻟﺛﻘﺔ ﻣﻊ طﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷل اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـدﻣﻬﺎ‬
‫ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺗذﺑذب ﺛﻘﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﯾﻔرون وﯾﺑﺣﺛون ﻋن اﻟﺑدﯾل ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻷﺧرى‪ ،‬وذﻟك ﻟوﺟود‬
‫ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻛر ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺣﺗﻰ وﻟـو ﻛﺎﻧـت ﺳـﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻟـذﻟك ﻧﺟـد‬
‫ﺑــﺄن ﻋﻠــﻰ اﻟدوﻟــﺔ ﻣﺎداﻣــت ﺗﻘــدم وﺗــﺄﻣﯾن اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻻﺑــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن ﺗــوﻓﯾر ﺟــودة ﻋﺎﻟﯾــﺔ‬
‫ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻣــﺎ ﻧﺟــد أﻧﻔﺳــﻧﺎ أﻣــﺎم ﻣﺑﺣﺛﻧــﺎ ﻫــذا اﻟــذي ﯾﺗﺿــﻣن ﻣطﻠﺑــﯾن ﯾﺗﻣــﺛﻼن ﻓــﻲ اﻷﻫــداف وﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﻣﺑــدأ‬
‫اﻟﺟــودة‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﻣطﻠــب اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣﻌــﺎﯾﯾر وﻣﻌوﻗــﺎت ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة داﺧــل اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻫــذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﻧﺳﺗﻌرض ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﻫداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة داﺧل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫إن ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣﺿﺑوطﺔ ﻟﻣـن ﯾطﻠـب اﻟﺧدﻣـﺔ أو ﺗﻛـون‬
‫ﻧﺎﻗﺻــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺎت ﯾرﻏــب ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﯾــؤدي ﻓــﻲ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣ ـرات إﻟــﻰ اﻟﻣﺳــﺎءﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ﯾﺿـﻊ ﻧﺻـﺎب ﺛﻘﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟدوﻟـﺔ‪،‬‬
‫ﻷﻧﻬــﺎ ﻫــﻲ اﻟﻣﺳــؤوﻟﺔ ﻟﺗوﻓﯾرﻫــﺎ واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗطوﯾرﻫــﺎ وﺗﺣﺳــﯾﻧﻬﺎ ﻟﻠوﺻــول ﻟﻠﺟــودة اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ وﺗﻠﻘــﻲ‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ وﻫو راض ﻋﻠﯾﻪ أي ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﯾــﻪ وﺿــﻊ ﻣﻌــﺎﯾﯾر وأﺳــس ﻟﻠﻘــول ﺑــﺄن اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻘــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣطﺎﺑﻘــﺔ ﻟﻠﻣواﺻــﻔﺎت‬
‫واﻟﻣﻘﺎﯾﯾسﻻ ﺗﺳﺗو ي ﻣﻊ اﻟﻣﻧطق اﻟﺳـﻠﯾم ﻷﻧـﻪ ﺧﯾـر ﻣﺛـﺎل ﻋﻠـﻰ ذﻟـك اﻟﻣﻧﺗﺟـﺎت واﻟﺳـﻠﻊ اﻟـذي ﯾﻛﻣـن‬
‫وﺿــﻊ ﻣﻌــﺎﯾﯾر ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن وﺗطــو ﯾر اﻷداء ﺑﺷــﻛل ﻣﺳــﺗﻣر ﺑﯾــد أن طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ واﻟﻌواﻣــل‬
‫واﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬ﻷن ﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة ﯾﻬ ــدف إﻟ ــﻰ أن ﺗﻛ ــون اﻟﺧدﻣ ــﺔ ﺗﺗﺳ ــم‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﺟودة واﻟﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺗﻛـ ــون دراﺳـ ــﺗﻧﺎ ﺗﺣـ ــت ﻓـ ــرﻋﯾن ﯾﺗﻣـ ــﺛﻼن ﻓـ ــﻲ اﻷﻫـ ــداف‬
‫واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‪:‬‬

‫~‪~77‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻷﻫداف اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺗﺧﺗﻠــف اﻷﻫــداف اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﻌﻰ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬــﺎ ﺑــﺎﺧﺗﻼف اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ‬
‫إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻠﺑﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﺎﺟـﺎت ﺑﺷـﻛل ﺟﯾـد‪ ،‬ﻏﯾـر أن ﻋـدم ﺗﻠﺑﯾـﺔ ﺟـودة اﻟﺧدﻣـﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘـﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻧﺣ ـراف اﻷﻫــداف اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎءت ﻣــن أﺟﻠﻬــﺎ أي أن اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻻ ﺗﻘــوم‬
‫ﺑــدورﻫﺎ اﻷﺳﺎﺳــﻲ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺟﻌــل ﻣــن ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﻫــو اﻟﻌﻧﺻــر اﻟرﺋﯾﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻣــن‬
‫دون اﻟﻧظر إﻟـﻰ اﻟﻧوﻋﯾـﺔ ﻫـذي اﻟﻣراﻓـق‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠـﻰ ﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟـذي ﯾﺟـب أن‬
‫ﺗﻘدم ﻟﻪ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﻠﯾق ﺑﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺟودة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓﺈﻧﻬـﺎ‬
‫ﺗــﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟــﺔ إدارة ﻧﺎﺟﺣــﺔ ﺗﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻷﻫــداف اﻟﻣﻧﺷــودة ﺑﻛﻔــﺎءة أﻛﺛــر ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫ﻟﺧطــط ﻣﻌــدة ﻣﺳــﺑﻘﺎ‪ ،‬واﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرارات اﻟﻣــؤﺛرة اﻟﻣﺑﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــس وﺣﻘــﺎﺋق ودراﺳــﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻌﻛس اﻟواﻗﻊ ﻣن أﺟل اﻟوﺻول اﻟﻰ ﺧدﻣﺔ ذات ﺟودة ﻋﺎﻟﯾـﺔ ﯾﺳـﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬـﺎ ﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣـل‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر اﻷداء واﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟداﺋم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣوال‬
‫ﻏﯾــر أن ﻣــن اﻷﻫــداف اﻟﻣﺣــددة واﻟواﺟﺑــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺳــﻌﻲ إﻟــﻰ ﺗﺣﻔﯾــز اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وذﻟــك ﺑﺷــﻛل‬
‫ﻣﺳﺗﻣر ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺟﯾدة ووﺿﻊ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻹدارة‪،‬‬
‫ﺑﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺗـﻲ ﺗﻛﻣـن اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻟﻘﯾـﺎﻣﻬم ﺑﺄﻋﻣـﺎﻟﻬم ﺑﺷـﻛل ﺟﯾـد ﺣﺗـﻰ ﺗـﻧﻌﻛس ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ وﺣﺻو ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺗﻐﺎﻩ ‪.‬‬
‫ﻓﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن ﺑﻣﺳــﺗوى ﺑﻣــﺎ ﻛــل اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺟــودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ واﻟﺳــﻌﻲ اﻟــدؤوب ﻣــن ﻗﺑــل‬
‫اﻹدارة ﯾوﺻﻠﻧﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻫدف رﺋﯾﺳـﻲ ﯾﺣﻘـق رﺿـﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن وﻻ ﺗﻘﺗﺻـر اﻟﺟـودة ﻋﻠـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ ﻓﻘـط‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﺑل ﻫﻧﺎك ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن أﺟل اﻟوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﺟـو دة ﻓـﻲ اﻟﺧدﻣـﺔ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻘ ــدﻣﻬﺎ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﯾﺟــب أن ﯾﻛ ــون ﻫﻧــﺎك ﺟ ــودة ﻓــﻲ اﻟﻣـ ـوارد اﻟﺑﺷ ـرﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌﻣــل ﻓ ــﻲ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟودة ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﺟودة ﻣﺣﻣد ‪ ،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺗطﺑﯾﻘﺎت ط‪ ، 2‬ﻋﻣﺎن دار واﺋل‪ 2006‬ص‪311‬‬
‫‪2‬‬
‫اﺑو ﻧﺻر ﻣدﺣت ‪ ،‬أﺳﺎﺳﯾﺎت إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ط ‪ ، 2‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪،2008‬ص‪69‬‬

‫~‪~78‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻷن اﻟﻬـدف اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻣــن ﺗطﺑﯾــق اﻟﺟــودة ﺑﺣــذاﻓﯾرﻫﺎ ﻫـو ﺗطــوﯾر اﻟﺟــودة ﻟﻠﻣﻧﺗﺟــﺎت واﻟﺧــدﻣﺎت ﻣــﻊ‬
‫إﺣراز ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻹﻗﻼل ﻣن اﻟوﻗت واﻟﺟﻬد اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼء‬
‫وﻛﺳــب رﺿــﺎﺋﻬم‪ ،‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻻﺑــد ﻣــن ﺧﻔــض اﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف ﻷن اﻟﺟــودة ﺗﺗطﻠــب ﻋﻣــل اﻷﺷــﯾﺎء اﻟﺻــﺣﯾﺣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟطرﯾﻘــﺔ اﻟﺻـﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬أي أن اﻟﺗﻘﻠﯾــل ﻣ ــن اﻷﺷــﯾﺎء اﻟﺗﺎﻓﻬــﺔ وا ٕ ﻋــﺎدة إﻧﺟﺎزﻫ ــﺎ‪ ،‬وأﯾﺿــﺎ ﺗﻘﻠﯾــل اﻟوﻗ ــت‬
‫اﻟــﻼزم ﻹﻧﺟــﺎز اﻟﻣﻬﻣــﺎت ﻟﻠﻌﻣﯾــل ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻷﻫــداف وﻣراﻗﺑﺗﻬــﺎ ﺑدﻗــﺔ ﻣــﻊ أﻧﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺟﺎﻣــدة‬
‫وطوﯾﻠﺔ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺣﺗﻰ ﻋدﻟت وﻧﻘﺣت ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧت ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬
‫ﺣﺗﻰ أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﻋـدم ﺷـﻛوت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن‪،‬‬
‫وﺗطوﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺄﻗل وﻗت ووﺳﺎﺋل ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻋﻧﺻرة أﻫم اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻟﻠﺟودة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺧﻠق ﺑﯾﺋﺔ ﺗدﻋم وﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر‬
‫‪ -‬اﺷﺗراك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻹدارة ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺟودة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻹدارات واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻹﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻟﻣواطن ﻣن طـرف اﻟﻣراﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗدرﯾب اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗطوﯾر أﺳﻠوب ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧدﻣﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ وﻓﺎﺋدة ﻟﻸﻓراد‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺟﻠب اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وأداء ﻋﻣل ﺟﯾد ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ظﻬـور ﻣﻔﻬـوم‬
‫ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﺑطرﯾﻘــﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬واﻟﺳــﺑب اﻷول ﻟظﻬــور ﻫــذا اﻟﻣﻔﻬــوم ﻫــو ازدﯾــﺎد ﺣــدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ أﻛﺛــر‬
‫ﻓـﺄﻛﺛر ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾـﺔ اﻟﺗــﻲ ﻏـزت اﻷﺳـواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ أدى ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻔﻬوم إدارة اﻟﺟودة اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺣﯾــث أن أﻫــداف اﻟﺟــودة اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﻣوﺟــودة ﺑــﯾن ﻣﻘــدم اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣــن ﺳــﻠﻊ أو‬
‫ﺧــدﻣﺎت وﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻹﺷــﺑﺎع رﻏﺑــﺎﺗﻬم ﻋــن طرﯾــق اﻻﺳــﺗﻣﺎع ﻟﺣﺎﺟــﺎت ورﻏﺑــﺎت ﻣﺗﻠﻘــﻲ اﻟﺧدﻣــﺔ‬

‫~‪~79‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﯾــﺎدﯾن وﺗطوﯾرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟوﺻــول ﻟﻠﻣﺑﺗﻐــﻰ اﻟﻣطﻠــوب ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻷﻫــداف‬
‫داﺧﻠﯾــﺔ ﺗﺗﻣﺣ ــور ﻓ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾ ــق اﻟﻣﻧﻔﻌ ــﺔ ﻟﻸﻓـ ـراد ﻋــن طرﯾ ــق زﯾ ــﺎدة إﻧﺗ ــﺎﺟﻬم وﺗط ــوﯾر ﻣﻌﺎﻣﻠ ــﺔ اﻹدارة‬
‫وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺟﻪ اﻟﻣطﻠوب‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ داﺧﻠﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻧﻣﯾﺔ إﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣـن أﺟـل‬
‫ﺗﺣﻘﯾق طﻠب اﻷﻓراد واﻟرﻗﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ داﺧل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﺗــﻰ أن أﻫــداف اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺗﺗﺿــﻣن ﺗﻌزﯾــز اﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ وﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻛﻔــﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾــﺔ ﻟوﺻــول ﻣﺑ ــدأ‬
‫اﻟﺟودة ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة ﻓﻲ ﻛﺎﻣل وظﺎﺋف اﻟﻣرﻓق وﻧﺷﺎطﻪ وﺣﺗﻰ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ وﺻوﻻ ﻹﺷـﺑﺎع‬
‫وا ٕ رﺿ ــﺎء اﻟﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻣﻛ ــن ﺗﺣﻘﯾ ــق ﻣﯾـ ـزة ﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾﺔ ﻓ ــﻲ اﻷﺳـ ـواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل اﻟﺗﻧﺎﻓﺳ ــﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺎدة‪. 1‬‬
‫وﺿ ــﻣﺎن اﻟﺗﺣﺳ ــﯾن اﻟﻣﺳ ــﺗﻣر واﻟﺷ ــﺎﻣل ﻟﻛ ــل ﻧﺷ ــﺎطﺎت اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺔ ووظﺎﺋﻔﻬ ــﺎ وزﯾ ــﺎدة ﻗ ــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺗطور‪. 2‬‬
‫اﻟﻬدف ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﺟﺎء ﻟﯾﻛﻣل وﯾﻌﻣل ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧـرى اﻟﺗـﻲ اﺳـﺗﻘر اﻟﻔﻘـﻪ‬
‫واﻟﻘﺿﺎء‪3‬ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻧﺟد ﻣﺑدأ دوام ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬو ﯾﻬدف إﻟـﻰ ﺗﻠﺑﯾـﺔ اﻟﺣﺎﺟـﺎت ﺑﺻـورة داﺋﻣـﺔ‬
‫وذاﻟ ــك ﻷﻧﻬ ــﺎ أﺻ ــﺑﺣت ﻣ ــن ﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت اﻟﺣﯾ ــﺎة اﻟﯾوﻣﯾ ــﺔ ﻟﻸﻓـ ـراد‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﯾﻣﻛ ــن اﻻﺳ ــﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬ ــﺎ‬
‫ﻛﺎﻟﺻــﺣﺔ واﻟﻧﻘــل‪ ،‬واﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻣدﻧﯾــﺔ ﻷن اﻧﻘطﺎﻋﻬــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﻟﺣــﺎق اﻟﺿــرر ﺑــﺎﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻋﻠــﻰ ﺣــد‬
‫ﺳ ـواء‪ ،‬ﻓوﺟــود ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﻣــﻊ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أﺳﺎﺳــﯾﺎ ﻟﺿــﻣﺎن اﺳــﺗﻣرارﯾﺔ دوام ﺳــﯾر اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﺑﺎﻧﺗظـﺎم‪ ،‬ﻓﺈﺷـﺑﺎع ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﺟـﺎت ﻣــن ﻣﺳـﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﯾوﻣﯾـﺔ ﻷﻧﻬــﺎ داﺋﻣـﺔ ﻏﯾــر ﻣﻧﻘطﻌـﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟــب‬
‫ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﺑﺷـﻛل ﻋـﺎﻟﻲ اﻟﺟـودة ﺣﺗـﻰ ﺗﺗـوازن وﺗﺗﺣـد ﻣـﻊ اﺳـﺗﻣرار ﺗﻘـدﯾم اﻟﺧـدﻣﺎت ﻣـن طـرف اﻟﻣراﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن أﻣﺎم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺗﺟـدر اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺎﺗﻪ دون ﺗﻣﯾﯾـز وﻋﻠـﻰ ﻗـدم اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﯾن ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ واﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن‬

‫‪ 1‬ﻋﺑﯾد ﻋﻠﻲ اﺣﻣد ﺣﺟﺎري اﻟﻠوﺟﺳﺗﯾك ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪2000 ،‬ص‪28‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻠﻣﻲ إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻣﺎن ط ‪2000،1‬ص‪40‬‬
‫‪ 3‬اﻟﺻراﯾر ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح ‪،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ 2014 ،‬ص‪334‬‬

‫~‪~80‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻣــن اﻟﺧدﻣــﺔ ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو إدارﯾــﺔ أو ﺣﺗــﻰ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﺗﺟﺎرﯾــﺔ‪ ،‬ﺑــل ﯾﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا‬
‫اﻟﻣﺑدأ أﻧﻪ ﻣﺎدام ﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺿﯾﻌﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺿـﺑوطﺔ ﻟـﻪ اﻟﺣـق ﺑـﺄن‬
‫ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣوﺟودة داﺧـل اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫إﻟــﻰ أن ﺗﻠﺗــزم ﺑﻬــﺎ وﺗﺣﻘﻘﻬــﺎ أﻣــﺎم اﻟﺟﻣﯾــﻊ دون ﺗﻣﯾﯾــز أو ﺗﺣــﺎﯾز ﻷي طــرف ﻋــن طرﯾــق اﻟﺟــﻧس أو‬
‫اﻟــدﯾن أو اﻟﻠــون أو ﺣﺗــﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﺗﺗﺣﻘــق اﻟﻌداﻟــﺔ واﻟﻣﺳــﺎواة ﺑــﯾن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﻓ ـراد‪،‬‬
‫وﻋﻣـل ﻫـذﻩ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑـﺎﻟﺟودة اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ ﻓﻬــو ﻣﺗطﻠـب أﺳﺎﺳـﻲ ﻟﻠﻔﺎﺋــدة اﻟﻣﻧوطـﺔ ﺑـﻪ ﻟﻠوﺻــول‬
‫ﻟﻣﺳﺗوى ﻋﺎل وﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻣﺑــدأ ﻗﺎﺑﻠﯾــﺔ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﺗﺑــدﯾل واﻟﺗﻐﯾــر‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺗــﺗم إدارﺗﻬــﺎ وﻓــق‬
‫‪1‬‬
‫أﻧظﻣﺔ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ ﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺳن إرادﺗﻬﺎ‬
‫ﻷن ﺧــدﻣﺎﺗﻬﺎ ﺟــﺎءت ﻣــن أﺟــل إﺷــﺑﺎع اﻻﺣﺗﯾﺎﺟــﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن‪ ،‬ﺣﺳــب أﺳــﺎﻟﯾب اﻹدارة‬
‫اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺗطور وﺗﺗﻐﯾر ﺑﺣﺳب اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾـؤدي ﺑـﺎﻹدارة‬
‫إﻻ أن ﺗﺗــدﺧل ﻣــن أﺟــل ﺗﻧظــﯾم أﺳــﺎﻟﯾﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻧظﯾﻣﻬــﺎ ﺑــﺎﻟطرق اﻟﻣﺳــﺎﻋدة واﻟﺻــﺣﯾﺣﺔ ﻟــﻺدارة داﺧــل‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وذﻟـك ﺣﺳـب ﻣـﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟـﻪ اﻟﺗطـورات اﻟﺣدﯾﺛـﺔ واﻟﺣﺎﺟـﺎت اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻣـن أﺟـل ﻣواﻛﺑـﺔ‬
‫اﻟﺗطورات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﺷﺑﺎﻋﻬﺎ وﺗطورﻫﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن واﻟﺣﯾ ــﺎة اﻟﯾوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻧﻌﯾﺷ ــﻬﺎ ﺣﺗ ــﻰ ﻧﺻ ــل إﻟــﻰ ﺟ ــودة اﻟﺧدﻣ ــﺔ ﻣــن ﺧ ــﻼل ﻫ ــذا اﻟﻣﺑ ــدأ‬
‫اﻷﺧﯾر‪ ،‬ﻋن طرﯾق وﺿﻊ ﺗطورات وﺗﻌدﯾﻼت ﻷﻧظﻣﺔ اﻹدارة ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻣواﻛﺑﺔ وﺟدﯾدة ﻓـﻲ ﻋـﺎﻟم‬
‫اﻹدارة ﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌـﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر ﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟﺟـودة ﺑﺄﺳـﺎﻟﯾب‬
‫إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺛﻼﺛــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻧــدﻣﺟت ﻣــﻊ ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﻧﺟــد ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻟرﻛــﺎﺋز‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ واﻟﺟﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ‪ ،‬ﻛﺗطﺑﯾـق أﺳـﺎﻟﯾب ﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻹدارة وﺻـوﻻ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺳن واﻟﺗطور واﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻣراﻓـق ﻣـﻊ ﺗﺣﻘﯾـق أﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺳـﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻣﻛﻧـﺔ ﻟﺧدﻣـﺔ ﺟﯾـدة‬
‫وﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺷﻧطﺎوي ﻋﻠﻲ ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،2003‬ص‪(01/01/2003)338‬‬

‫~‪~81‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﺧدﻣﺎت داﺧل اﻹدارة اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪،‬‬
‫ﻣــﻊ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر ﻟﻠوﺻــول ﻟﻠﺧدﻣــﺔ اﻟﺟﯾــدة‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﻋﺑــﺎرة ﻋــن أﻓﻛــﺎر ﯾﻣﻛــن إن ﺗﻛــون‬
‫ﻗﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﺗﻌــدﯾل واﻟﺗطــوﯾر ﻣــن ﻗﺑــل ﻓﻘــﻪ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻓﻬــو ﺟــﺎء ﻟﻼﻫﺗﻣــﺎم ﺑﻬــذا اﻟﻌﻧﺻــر ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫ﻋواﻣﻠﻪ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺑدأ اﻟﺟودة اﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑدأ ﺟدﯾد ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟودة ﺗﺗﺿﻣن ﻋﻠﻰ ﺗو ﻓر اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻓﻬــو اﻟﻧ ــﺑض اﻟرﺳــﻣﻲ ﻟﻠﻣراﻓ ــق ﻋــن طرﯾ ــق ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣ ــﺔ وطرﯾﻘــﺔ اﻟﻧوﻋﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﯾوﺻــﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن‪ ،‬ﻫﻧــﺎ ﻧﺑــدأ ﺑﺎﻻﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣــوظﻔﯾن اﻷﻛﻔــﺎء واﻟﺗــﻲ ﻟﻬــم اﻟﺟــدارة ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل داﺧــل‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺳس وﻋﻧﺎﺻر ﺗﺄﺧذ ﺑﻌـﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟﻛﻔـﺎءة اﻟﺧﺑـرة واﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻣﺟــﺎل اﻟــذي ﺳــوف ﯾﻌﻣــل ﺑــﻪ واﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎﻫر ﻗــدﯾم‪ ،‬ﻣــﻊ إﺧﺿــﺎع اﻟﻣــوظﻔﯾن واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن إﻟــﻰ‬
‫دورات ﺗدرﯾﺑﻪ ﻣن اﺟل ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻬم وﺧﺑراﺗﻬم ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻹدارة اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ زﯾﺎدة ﺷﻛﺎوى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓـﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﻏﯾـﺎب‬
‫اﻟرﺿ ــﺎ اﻟ ــوظﯾﻔﻲ ‪1‬ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس اﻧ ــﻪ ﯾﺟ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻹدارة ﻣ ــن ﺗ ــوﻓﯾر ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت واﻟﺻ ــروف‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل وﺗوﺻﯾل اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة وﻣﺿﺑوطﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ إن اﻹدارة ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﺣﻔﯾزﻫم ﻣﺎدﯾﺎ وﻣﻌﻧوﯾﺎ‪،‬و اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة‬
‫ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺟﺑﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ وﻓق اﻟﻣواﺻـﻔﺎت اﻟﻣوﺻـﻠﺔ إﻟـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺟـودة ﻓـﻲ اﻟﺧدﻣـﺔ‬
‫ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻬم ورﻏﺑﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻘﺎء واﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﻓق اﻟﻣﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﺗﻧﻌﻛس ﺑطرﯾﻘـﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﺣﺗﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻷﺧﻼﻗﻲ وﺗﻧﻣﯾـﺔ اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ ﻟـدى اﻟﻣـوظﻔﯾن واﻟﻣﺳـؤوﻟﯾن‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻹدارﺗﻬــم ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أن إﺗﻘــﺎن اﻟﻌﻣــل وﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺟﯾــدة واﺟــب دﯾﻧــﻲ‬
‫وأﺧﻼﻗﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛـل ﻋﻣـل أن ﯾﺗﺻـف ﺑﺎﻹﺗﻘـﺎن وﺑـذل ﻗﺻـﺎرى اﻟﺟﻬـد ﻓـﻲ أن‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻧﺟـ ـ ــﺎر اﻟﻔرﯾـ ـ ــد ‪ ،‬إدارة اﻟﻣراﻓـ ـ ــق اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺄﺳـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺧﺻﺧﺻـ ـ ــﺔ‪،‬اﻟﻣﻧﺿـ ـ ــﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ‪ 2005‬ص‪10-)11‬‬
‫‪14‬اﻓرﯾل‪(2005/‬‬

‫~‪~82‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻓﺿل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘدم‪ ،1‬ﻷن ﺣﺟـز اﻟزاوﯾـﺔ ﻟـﻺدارة ﻫـﻲ اﻟﻣـوظﻔﯾن اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن داﺧـل‬
‫ﺣرﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﻋـن طرﯾـق ﻣواردﻫـﺎ اﻟﺑﺷـرﯾﺔ أي اﻟﻣـوظﻔﯾن اﻟﻣﺗﻣرﻛـزﯾن‬
‫داﺧل إدارة اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺑﻣـﺎ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑـﻪ أﻓرادﻫـﺎ ﻣـن ﻣﻬـﺎرات وﻗـدرات وطﺎﻗـﺎت وطﻣوﺣـﺎت‪ ،‬ﻓﻬـم‬
‫ﯾرﺳﻣون اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺧطط وﻫم أﯾﺿﺎ ﯾﺿﻌون اﻟﺑراﻣﺞ وﯾﻧﻔذوﻧﻬﺎ‪. 2‬‬
‫ﻷن ﻧﺟﺎح اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﺣـدد وﯾﺑـرز ﻋـن طرﯾـق إﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎت اﻷﻓـراد أو إﺧﻔﺎﻗﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻋدم ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟﻠﻛﻔﺎءة واﻟﺧﺑرة اﻟﺗـﻲ ﯾﻛـون اﻟﻣـوظﻔﯾن ﯾـد ﻓﯾﻬـﺎ ﻻﺳـﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑطرﯾﻘـﺔ ﺟﯾـدة‬
‫وﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺗﺿﺢ دور اﻹدارة ﻓﻲ ﻋـدم إﻏﻔﺎﻟﻬـﺎ ﻟﻠـدور اﻷﺳﺎﺳـﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ ﻧوﻋﯾـﺔ اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣﻘدﻣـﺔ‬
‫ﻣــن طــرف اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺣدﯾﺛــﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل ﺑﻬــﺎ ﻣــﻊ ﻣﺗﻌﺎﻣﯾﻠﯾﻬــﺎ طــﺎﻟﺑﻲ‬
‫اﻟﺧدﻣـﺔ‪ ،‬واﻻﺑﺗﻌـﺎد ﻋـن اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻘدﯾﻣـﺔ ﻣـن أﺟــل اﻟرﻗـﻲ واﻟوﺻـول ﻟــﻺدارة اﻟﺟـودة اﻟﺷـﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻌﻣــل ﻛــل دوﻟــﺔ ﻟﻠوﺻــول إﻟﯾﻬــﺎ وﻏرﺳــﻬﺎ ﻓــﻲ ﻣراﻓﻘﻬــﺎ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ وﺗﻘــدﯾﻣﻬﺎ ﺑﻣﺳــﺗوى ﺟﯾــد ﯾﻧــﺎل رﺿــﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻟوﺟـود أﺳـﺎﻟﯾب ﻓﻌﺎﻟـﺔ إدارﯾـﺔ ﻋـن طرﯾـق وﺿـﻊ ﻣﺳـؤوﻟﯾن ﯾﻘوﻣـون ﺑﻘﯾـﺎدة اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﺑطرﯾﻘ ــﺔ ﺟﯾ ــدة ﻟﺗﺣﺳ ــﯾن ﺟ ــودة اﻟﺧدﻣ ــﺔ واﻟﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ إﯾﺟ ــﺎد ﻣ ــﺎﯾﻠزم ﺗﺣﻘﯾﻘﻬ ــﺎ ‪.‬ﻓﺎﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن اﻟﺟﯾ ــدﯾن‬
‫واﻹدارة اﻟﻔﻌﺎﻟـ ــﺔ واﺳـ ــﺗﺧدام اﻷﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻹدارﯾـ ــﺔ اﻟﺣدﯾﺛـ ــﺔ ﺗﺳـ ــﺗﻠزم ﺗﻘـ ــدﯾم ﺧدﻣـ ــﺔ ﺟﯾـ ــدة وﺻـ ــوﻻ ﻟﻬـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺛﻼﺛــﺔ اﻷﺧﯾـرة ﻓــﻲ ﻣﺗطﻠﺑـﺎت إدارﯾــﺔ وﺗﻘﻧﯾـﺎت ﺣدﯾﺛــﺔ ﺗﻌﻣـل ﻋﻠــﻰ ﺳـﯾر اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫وذاﻟك ﺑوﺟود ﻣﻌدات وﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﺗﻘﻧﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺿﻣن ﺗﻘـدﯾم اﻟﺧدﻣـﺔ ﻟطـﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣـﺔ ﺑﻧوﻋﯾـﺔ‬
‫ﺟﯾدة وﺻﺣﯾﺣﺔ ‪.‬‬
‫ﻓـﻲ ظــل اﻟﺗطــورات اﻟﺗﻘﻧﯾــﺔ ﻣـن اﻟﻣﻬــم واﻟﺟﯾــد أن ﺗﺳـﺗﻣر ﻫـذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾــﺎت ﻓــﻲ ﺗطــوﯾر اﻟﻣراﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬وأﻫم ﺗطﺑﯾق اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ ﻷﻧﻬـﺎ ﺟـﺎءت ﻣـن أﺟـل ﺗﻌزﯾـز‬
‫أﻫﻣﯾ ــﺔ ﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة ﻓ ــﻲ اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪،‬ﻷن اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾ ــﺔ ﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ " إﻋ ــﺎدة اﺑﺗﻛ ــﺎر‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﺟﺑوري ﻣﺎﻫر ﺻﻼح اﻟﻌﻼوي ‪ ،‬ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ أو ﺟـودة اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻣﺑـدأ اﻟراﺑـﻊ )اﻟﺟدﯾـد( ﻣـن اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻛـم‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﻬرﯾن ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،3‬اﻟﻣﺟﻠد ‪17 ،2015‬ص‪385‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺣﺳﯾن ﻓﺎﯾز‪ ،‬ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ط ‪1‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار أﺳﺎﻣﺔ واﻟﺗوز ﯾﻊ ‪ ,2008,‬ص‪(24/09/2009)90‬‬

‫~‪~83‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻷﻋﻣ ــﺎل اﻟﺣﻛوﻣﯾ ــﺔ ﺑواﺳ ــطﺔ ط ــرق ﺟدﯾ ــدة ﻹدﻣ ــﺎج وﺗﻛﺎﻣ ــل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت وﺗ ــوﻓر ﻓرﺻ ــﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ‬
‫اﻟوﺻــول إﻟﯾﻬــﺎ ﻣــن ﺧــﻼل ﻣوﻗــﻊ اﻟﻛﺗروﻧــﻲ"‪. 1‬ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــﺔ ﺟــﺎءت ﻣــن أﺟــل اﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ‬
‫واﻟﺗ ــدﻋﯾم ﻟﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة ﻋ ــن طرﯾ ــق ﺗﺑ ــﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‪ ،‬وﺗﻘ ــدﯾم اﻟﺧ ــدﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌ ــﯾن ﺑﺳ ــرﻋﺔ ودﻗ ــﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وأﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺟودة داﺧل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺗدﻋﯾم اﻟﺻـﺣﯾﺢ واﻷﻓﺿـل ﻟﻠﺧدﻣـﺔ اﻟﺟﯾـدة ﯾﻧـدرج ﺣـول اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‪ ،‬ﻏﯾـر ﺑﻌـض اﻟﺣﻛوﻣـﺎت‬
‫ﺗﺣﺗﻛــر اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﺻــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﻏﯾــﺎب اﻷداء اﻟﺣﺳــن وﺗــدﻫور اﻟﺧدﻣــﺔ ﻟﺻــﺎﻟﺢ‬
‫طﺎﻟﺑﻲ اﻟﺧدﻣﺔ وﻏﯾـﺎب اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن‪ ،‬وﻗﻠـﺔ اﻟﻘـدرات اﻟﺗﻧﺎﻓﺳـﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾـﺎ ودوﻟﯾـﺎ ‪.‬وأﺧﯾـرا ﻣـن‬
‫أﻫــم ﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة إدارﯾــﺎ ﻫــو اﻷﺧــذ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑــﺎر رﺿــﻰ ﻣﻠﺗﻘــﻲ اﻟﺧدﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫أﺳﺎس ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟوﺿﻊ ووﺿـﻊ اﻟﺣﻠـول واﻻﻗﺗراﺣـﺎت ﺣﺗـﻰ‬
‫ﺗرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ أي ﻣرﻓق ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫وأﯾﺿــﺎ ﺟﻠــب ﻣــوظﻔﯾن ذات اﺧﺗﺻــﺎص ﻟﻠﻘﯾــﺎم ﺑﺎﻻرﺗﻘــﺎءﺑــﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣــﺔ وا ٕ ﻣــدادﻫم ﺑﺎﻟﺻــﻼﺣﯾﺎت‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳــب وظﯾﻔــﺗﻬم‪ ،‬ورﺑــط ﻋﻼﻗــﺗﻬم ﺑــﺈدارﺗﻬم اﻷﻛﺑــر ﻣــﻧﻬم ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻬــدف اﻷﺳﺎﺳــﻲ‬
‫واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ وذﻟك ﺑﺎﺗﺳﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟودة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﯾﺎس ﻣﺑدأ اﻟﺟودة وﻣﻌوﻗﺎﺗﻪ‬
‫إن ﻗﯾ ــﺎس ﻣﺑ ــدأ اﻟﺟ ــودة ﻟﻠوﺻ ــول ﻟﻠﺧدﻣ ــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑ ــﺔ ﺗﻌﻣ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣﻌ ــﺎﯾﯾر‬
‫واﻷﺳــس‪ ،‬واﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣؤﺷ ـرات اﻹدارﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﺎﺷــﻰ ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔــﻊ ﻣــن اﻟﺧدﻣــﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾــﺗﻣﻛن‬
‫طﺎﻟب اﻟﺧدﻣـﺔ ﻟﻠﺣﻛـم ﻋﻠـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ وﺟودﺗﻬـﺎ ‪ ،‬ﻷن أﻫـم ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر ﺗﺗﺿـﻣن دراﺳـﺔ ﻣﻌﻣﻘـﺔ‪،‬ﻷن‬
‫ﺗﻌدد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻋﻧد ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ وا ٕ ﺧﺗﻼف وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﻟﺗوﺿـﯾﺣﻬﺎ ﻣﻣـﺎ أدى إﻟـﻰ وﺿـﻊ ﻣﻌـﺎﯾﯾر‬
‫ﺗﻣﯾزﻫﺎ وﺗوﺿﺣﻬﺎ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن واﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن داﺧـل اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫‪.‬وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧرﺗﻛز وﻧوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻟﻣﻌوﻗﺎت ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺑدرﯾﻪ راﺋد ﻣﺣﻣود اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻟﺟﻧﺎدرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،2013‬ص‪210‬‬

‫~‪~84‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‬
‫إن اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﻣﻘــﺎﯾﯾس ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﺗﺗﺿــﻣن ﻧــوﻋﯾن‬
‫ﻣن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن‬
‫واﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺣﯾث اﻟﻧوع اﻷول ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﻘﺎط أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻛـم ﺑـﻲ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌـﯾن واﻟﻘـﺎﺋم ﺑﺎﻟﺧدﻣـﺔ ﻋـن طرﯾـق اﻻﻟﺗـزام‬
‫ﺑوﻋد ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻧﻬم‬
‫‪ -‬اﻷﻣــن وذﻟــك ﺑﺎﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗــوﻓﯾر اﻟﺧدﻣــﺔ ﻟﻠﺷــﻌور ﺑﺎﻷﻣــﺎن دون أي ﻣوﺟــود أي ﺧطــر ﯾﺿــر‬
‫ﺑﺎﻟطرﻓﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺗﺻـﺎل وﻫـو اﻟﻘــدرة اﻟﺗـﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬــﺎ ﻣﻘـدم اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣـن ﺷـرح ﻟطرﯾﻘــﺔ وﻧوﻋﯾـﺔ وﻣﯾـزة ﻫـذﻩ اﻷﺧﯾـرة‬
‫واﻟــدور اﻟﻔﻌــﺎل اﻟــذي ﯾﻠﻌﺑــﻪ ﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻟﺧدﻣــﺔ ﻣــﻊ اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﺈﺗﺑــﺎع اﻹﺟ ـراءات واﻟﺗﻌﻠﯾﻣــﺎت اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻗﺑــل‬
‫اﺳﺗﻼم اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣـدى إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ اﻟﺧدﻣــﺔ‪ ،‬وﯾرﺟــﻊ ذﻟـك ﻟــﻺدارة وﻗــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ ﺑﺟــودة‬
‫ﻣﻣﯾزة وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد‪ ،‬وﻛذا ﺗوﻓﯾر ﻣﻛﺎن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻬم وﻣﻌرﻓﺔ طﻠب اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن اي اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏﺑون ﻓﯾﻬﺎ وﺟﻠﺑﻬـﺎ ﻟﻬـم ﺑطرﯾﻘـﺔ ﺻـﺣﯾﺣﺔ وﺛﺎﺑﺗـﺔ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾــﺔ أي اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ إﻧﺟــﺎز اﻟوﻋــود ﻟﻠﺧدﻣــﺔ وﻋﻠــﻰ طرﯾﻘــﺔ ﻣﻣﯾ ـزة‪ ،‬ﻣــﻊ اﻻﻟﺗ ـزام ﺑﺎﻟوﻗــت‬
‫اﻟﻣﺣدد واﻷداء ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ أي أن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﯾزودﻫم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ ﺑﻧوﻋﯾﺔ وأﺳـﻠوب ﺳـرﯾﻊ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻛﻔــﺎءة ﺗﺗﺿــﻣن ﺑــﺄن اﻟﻘــﺎﺋم ﻋﻠــﻰ اﻟﺧدﻣــﺔ ﯾﻣﺗﻠــك اﻟﻣﻬــﺎرات واﻟﻣﻌــﺎرف واﻟﺧﺑ ـرة ﻓــﻲ أداﺋﻬــﺎ أﻣــﺎم‬
‫ﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﯾﺟدﻩ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ ‪.‬‬

‫~‪~85‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻠﻣوﺳﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣن ﻣﻌـدات ووﺳـﺎﺋل اﻻﺗﺻـﺎل ‪.‬‬
‫‪. . . .‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ واﻷﺳﻠوب اﻟﺟﯾد ﻓﻲ اﻟﺣوار‪.‬‬
‫ﻏﯾــر أن اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن ﻗ ــد ﻗ ــﺎﻣوا ﺑ ــدﻣﺞ ﺑﻌ ــض اﻟﻣﻌ ــﺎﯾﯾر ﻣ ــﻊ ﺑﻌﺿ ــﻬﺎ ﻛﺎﻻﺗﺻ ــﺎل واﻟﻣﺻ ــداﻗﯾﺔ واﻷﻣ ــن‬
‫واﻟﻛﻔـﺎءة واﻟﻠطـف ﻓــﻲ ﻣﻌﯾـﺎر واﺣـد أﺳــﻣوﻩ ﺑﻣﻌﯾـﺎر اﻟﺗﻌـﺎطف وﻛﻣــﺎ وﺿـﻌو ا ﻣﻌﯾـﺎر اﻷﻣــﺎن ﻣـن ﺣــق‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛﻧو ا ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻛل وأﯾﺿـﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اﻟﺧدﻣـﺔ ﺑطرﯾﻘـﺔ‬
‫ﺳﻠﺳﺔ ﻣن دون اﻟﺗﺧوف ﻋن ﻋدم ﺗﺣﻘق ﻣطﻠﺑﻬم ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛــم اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن واﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻟﻘــد ﺟﻌﻠﻬــﺎ اﻟﺑــﺎﺣﺛون ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻧﻘﺎد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗرﺑط ﺑـﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔـﻊ واﻟﻘـﺎﺋم ﺑﺎﻟﺧدﻣـﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ‬
‫ﺗﺗﺿﻣن ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﯾﺗﺣﺻل ﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﻏـب ﻓﯾـﻪ ﺑطرﯾﻘـﺔ ﺟﯾـدة ﺗﺣﺗـوي‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺟــودة ﻣﻣﯾ ـزة ﻓــﻲ ﻛــل ﻣ ـرة ﯾطﻠــب ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺧدﻣــﺔ ﻟﻠﺗطــور اﻟــذي ﯾﺣــدث داﺧــل اﻹدارة‪ ،‬وﺣﺗــﻰ‬
‫اﻟﺣداﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻋن طرﯾق ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻌﺻر‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻧوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‪:‬‬
‫‪ -‬اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾ ــﺔ وﻫ ــﻲ اﻟﻘ ــدرة اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻛﻣ ــن ﻋﻧ ــد اﻟﻘ ــﺎﺋم ﺑﺎﻟﺧدﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ إﻧﺟ ــﺎز أو أداء اﻟﺧدﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ ودﻗﯾـق ﻣـﻊ اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟوﻗـت‪ ،‬واﻷداء ‪،‬أو ﺑﻣﻌﻧـﻰ أﺧـر ﻫـو ﻣـدى ﺛﺑـﺎت‬
‫اﻷداء ﻋــن طرﯾــق ﻣــرور اﻟوﻗــت‪ ،‬واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺑــﯾن طــﺎﻟﺑﻲ‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ وﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ وﺑدﻗﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋــن طرﯾــق اﻻﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ واﻻﻟﺗ ـزام ﺑﺎﻟﻣواﻋﯾــد ﺗﺣدﯾــدا ودﻗﯾﻘــﺎ وﻣﻧظﻣــﺎ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧــﻪ‬
‫ﺗﺑــﺎدل اﻟﺛﻘــﺔ ﺑﯾــﻧﻬم ﻣــﻊ اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠﯾــﻪ وﺗﺳــﻠﯾﻣﻪ ﻣــﺎ طﻠﺑــﻪ ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟﻣﺣــدد‪ ،‬ﻟــذﻟك ﺗﺻــﺑﺢ اﻟﺛﻘــﺔ‬
‫واﻟوﻋد ﻫﻣﺎ أﺳﺎس اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟرﻛﯾزة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻠﻣوﺳــﯾﺔ ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﺗﺳــﻬﯾﻼت اﻟﺗــﻲ ﯾﺗوﺟــب إظﻬﺎرﻫــﺎ ﻣﺎدﯾــﺎ وﺗــوﻓﯾر اﻟﻣﺳــﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ‪ ،‬وﺣﺗــﻰ‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻛذا وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎﻋد‬
‫واﻟﻣﻌدات ‪ . . . . .‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫ﻣﻊ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫~‪~86‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣــﺎن ﯾﻧ ــدرج ﺗﺣ ــت اﻟﺷ ــﻌور ﺑﺎﻟراﺣــﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧ ــﺔ ﻏﯾ ــر أﻧ ــﻪ ﺳــوف ﯾﺗﺣﺻ ــل ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت‬
‫واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﺑﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة‪ ،‬ﻣﻊ ﻋدم اﺳﺗﺧدام ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣﺑﻬﻣـﺔ ﻻﯾﻣﻛـن ﻟطﺎﻟـب اﻟﺧدﻣـﺔ‬
‫ﻓﻬﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ‪ ،‬وأن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ ﻛﻔﺊ ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق ﻣـﺎ ﯾطﻠﺑـﻪ ﻣﻧـﻪ وأﯾﺿـﺎ ﺗـوﻓﯾر‬
‫اﻷﻣﺎن ﻣن ﺑداﯾﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ وﺻوﻻ ﻟﻣﺎ طﻠﺑﻪ اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻌــﺎطف‪ :‬وﯾﻌــرف ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أﻧــﻪ ﻫــو اﻟوﺻــول ﻟﻠزﺑــون ﻣــن ﺧــﻼل ﻋﻼﻗــﺔ ﺷﺧﺻــﯾﺔ)ﺣﺳــب‬
‫طﻠــب اﻟﺧدﻣــﺔ( وﺑــﺄن اﻟزﺑــون ﻓرﯾــد ﺧــﺎص ﯾرﻏــب ﺑــﺄن ﯾﺷــﻌر ﺑﺄﻧــﻪ ﻣﻔﻬــوم ﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو ﺟﯾــد وﻣﻬــم‬
‫‪،‬وﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ درﺟــﺔ اﻟﻌﻧﺎﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳــﺗﻔﯾد ورﻋﺎﯾﺗــﻪ‪ ،‬ﺑﺷــﻛل ﺧــﺎص‪ ،‬واﻻﻫﺗﻣــﺎم ﻟﻣﺷــﺎﻛﻠﻪ واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ‬
‫إﯾﺟــﺎد ﺣﻠــول ﻟﻬــﺎ ﺑطرﯾﻘــﺔ إﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ راﻗﯾــﺔ وﻣﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟزﺑــون ﻛــﺄﻓراد ﺑﺷــﻛل ﺷﺧﺻــﻲ ‪ 1‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ‬
‫ﺗوﺟد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ ودﻗﯾﻘﺔﻟﻘﯾﺎس ﺟودة اﻟﺧدﻣـﺔ ﻣـن أﺟـل ﺗﻌﻣﯾﻣﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وا ٕ ﻧﻣـﺎ‬
‫ﻟﻛــل إدارة طرﯾﻘــﺔ ﻋﻣﻠﻬــﺎ وﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗوﺻــﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻋﻠــﻰ ﺿــوء اﻟظــروف اﻟﺑﯾﺋﯾــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ وﺣﺗــﻰ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳﺎﺳــﻬﺎ ﺗﻘــوم ﺑﻌﻣﻠﻬــﺎ‪ ،‬ﻣــﻊ وﺟــود ﻣﻌــﺎﯾﯾر ﻣﺷــﺗرﻛﺔ ﺗطﺑــق ﻓــﻲ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻹدارات‬
‫اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺟودة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻹدارات ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫إن أﻫم اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ طرﯾق ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻋدﯾـدة وﻣﺗﻧوﻋـﺔ‪،‬‬
‫دﻓﻌت ﺑﻪ ﻷن ﯾﺗذﺑـذب ﻓـﻲ ﻗﯾﺎﻣـﻪ ﺑﺄﻋﻣﺎﻟـﻪ ﺑطرﯾﻘـﺔ ﺻـﺣﯾﺣﺔ وواﺿـﺣﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﻣـن طـرف اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن‬
‫داﺧل اﻹدارة‪ ،‬ﻟذاﻟك ﻧﺟد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻـر‪ ،‬وﺗرﻛـب أﺛـﺎرا أدت إﻟـﻰ اﻟﻣﺳـﺎس‬
‫ﺑﺎﻟﺟودة ﻓﺄﺛرت ﻋﻠﻰ طﺎﻟب اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻧﺟــد ﺑــﺄن اﻹدارة أﺛﻧــﺎء ﻗﯾﺎﻣﻬــﺎ ﺑﻣﻬﺎﻣﻬــﺎ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻹﺷــﻛﺎﻻت واﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن إدراﺟﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬ﻗﻠـﺔ اﻟﺧﺑـرة ﻋﻧـد اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾن وﻋـدم اﺣﺗـواﺋﻬم ﻋﻠــﻰ أﻏﻠﺑﯾـﺔ اﻟﻣﺷــﺎﻛل ﻓـﻲ إدارﺗــﻪ‪ ،‬ﻋـن طرﯾــق ﻛﯾﻔﯾــﺔ‬
‫ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ وﻗﻠﺔ اﻟوﺳﺎﺋل واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺣﻠﯾﻣﺔ ﻋﯾﺎدي ﻣدﺧل إدارة اﻟﺟودة ﻟﺗﻘﯾﯾم ﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص‪37 .38‬‬

‫~‪~87‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻌﺑﯾــر اﻟــداﺋم ﻟﻠﻣﺳــؤوﻟﯾن ﻓــﻲ اﻹدارة ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺗﻐﯾــر داﺋــم ﻓــﻲ ﻧﻣــط ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ وﻋــدم ﺗﻘــدﯾم‬
‫اﻟﺟودة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬
‫‪-‬إﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﺣﺳن ﺧدﻣﺔ ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻋدم ﺗوﻓﯾر اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺟودة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪ -‬ﻟﺗﻣﺎطل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺎﺳب‬
‫‪-‬ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻬﺎم وأدوار اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ ﻣﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ ﺧﻠـل ﻓـﻲ ﺗوﺻـﯾل اﻟﺧدﻣـﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ‬
‫ﻣﻧﻬم ‪.‬‬
‫‪-‬ﻗﻠﺔ اﻟدورات اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ أدى إﻟﻰ ﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷدوات اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗوﺻﯾل اﻟﺧدﻣﺔ داﺧل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ رداءة اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ وﻋدم ﺟودﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﻌف اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﻧظﺎم دﻗﯾق ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟودة ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺳوء اﻟﻔﻬم ﻟدى اﻟﺑﻌض ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺟودة ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺢ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ وﺟود ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌـﺎرض ﻣطﺎﻟــب اﻟﻣﻧﺗﻔﻌــﯾن ﻣﻣــﺎ ﯾﻌﯾــق اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن ﻟﻼﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطــﺎﻟﺑﻬم‬
‫ورﻏﺑﺎﺗﻬم ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺧﺎﻧﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹدارات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘدﯾم واﺳﺗﻌﺟﺎل ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺔ دون اﻟﻧظر ﻟﻸﺧطﺎء واﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﻣﻧدرﺟﺔ ﺗﺣﺗﻬﺎ‬

‫~‪~88‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺪﻋﻤﺔ ﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ – ﻣﺒﺪأ اﻟﺠﻮدة‪-‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﺟودة اﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻣـل اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫‪،‬ﺣﯾث ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻺﻓراد ﺑﺻورة ﺟﯾدة ﺗﺷﺑﻪ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة ﻟدى اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻷن‬
‫أﺻﻠﻪ ﯾرﺟـﻊ إﻟـﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ اﻻﺗﺣـﺎد اﻟﻌـﺎم اﻟﺗـﻲ ﻧﺻـت ﻋﻠـﻰ ﺿـرورة ﺗﺑﻧﯾـﻪ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟدوﻟـﺔ اﻷﻋﺿـﺎء‬
‫ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﺷﺑوﻧﺔ واﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣﯾزا ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،2009‬إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﺻـﻌﯾد اﻟﻌرﺑـﻲ ﻓﻘـد‬
‫إﻧﻌﻛــس ﺑﺷــﻛل ﻛﺑﯾــر ﻓ ــﻲ اﻟﻧﺷــﺎط اﻹداري ﺑﺻــورة ﻛﺑﯾ ـرة ‪.‬إذا ﺟ ــﺎء"ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة "ﻣﻛﻣــﻼ ﻟﻠﻣﺑ ــﺎدئ‬
‫اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﺛﻼﺛـﺔ ﻣـن دون ﻣﺑـدأ‬
‫اﻟﺟودة ﻻ ﯾؤدي اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أﻫداﻓﻪ ﺑﺻورة ﻣﻘﺑوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﯾﺳــﻌﻰ ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﻷﻫــداف ﯾﺟــب ﺗﺣﻘﯾﻘﻬــﺎ أﻫﻣﻬــﺎ ﺗﻘــدﯾم اﻟﺧدﻣــﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﯾن ﺑﺻــورة ﺟﯾــدة ﺗﻧــﺎل‬
‫رﺿــﺎﻫم وﺗﺷــﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ وﻓــق ﻣﻌــﺎﯾﯾر اﻟﺟــودة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻋــن طرﯾــق اﺳــﺗﺧدام أﺳــﺎﻟﯾب‬
‫اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ‪،‬واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧطﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌوﻗـﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ طرﯾق إدارة اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫~‪~89‬‬
‫اﳋﺎﲤﺔ‬
‫اﳋﺎﲤﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻘــدم اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺧدﻣــﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ ﻟﻬــﺎ ﺧﺻوﺻــﯾﺗﻬﺎ وأﻫــداﻓﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾــﺔ‬
‫ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻬدف ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ ﻻن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﺗزداد وﺗﺗطور ﻧوﻋﺎ وﻛﻣـﺎ‬
‫ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻧﻣ ــو اﻟ ــوﻋﻲ اﻟﻣ ــدﻧﻲ ﻓﯾﺟ ــب أن ﯾواﻛﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﺣﯾ ــث اﻫ ــﺗم اﻟﻣﺷ ــرع‬
‫اﻟﺟزاﺋـري ﻣﻧـذ اﻟﻘـدم ﺑـﺎﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث إﻧﺷـﺎﺋﻬﺎ وا ٕ ﻟﻐﺎﺋﻬـﺎ وطـرق ﺗﺳـﯾﯾرﻫﺎ واﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣﻛم ﺳﯾرﻫﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟوﺻول وﻣﺑدآ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة وﻛذا ﻣﺑـدأ اﻟﺟـودة‬
‫أﻣﺎم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻛﻠ ــم ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟزاﺋ ــري ﻫ ــﻲ ﻋﺑ ــﺎرة ﻋ ــن ﻣﺑ ــﺎدئ دﺳ ــﺗورﯾﺔ‬
‫وﺟوﻫرﯾــﺔ ﺗﻘــوم ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻣوﺟ ــودة ﻓــﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻏـ ـرار اﻏﻠــب اﻟــدول‪ ،‬وﻫــذا ﺣﺳ ــب‬
‫اﻟدﺳـ ــﺎﺗﯾر واﻟﻣواﺛﯾـ ــق واﻟﻘ ـ ـواﻧﯾن وﺣﺗـ ــﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫـ ــدات اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ اﻹﻋـ ــﻼن اﻟﻌـ ــﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘـ ــوق‬
‫اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻬذا اﺳـﺗﻘر اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ ﻋﻠـﻰ إﺧﺿـﺎع اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣﻛﻣﻬ ــﺎ ﻟوﺟ ــود اﻋﺗﺑ ــﺎرات ﻋﻠﻣﯾ ــﺔ وﻋداﻟ ــﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ﻗﺑ ــل ﻛ ــل ﺷ ــﻲء وﻧظـ ـرا ﻻﺧ ــﺗﻼف طﺑﯾﻌ ــﺔ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أﺻل ﻣن اﻟﺻﻌب ﺳن ﻗـﺎﻧون واﺣـد ﯾﺣﻛـم اﻟﻣراﻓـق ﺟﻣﯾﻌـﺎ‪ ،‬ﻏﯾـر أن ذاﻟـك‬
‫ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﺧﺿﺎع ﻛل اﻟﻣراﻓق ﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﻌﯾﻧﺔ اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻟــذﻟك ﻧﺟــد أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري وﺿــﺢ ﻣﻔﻬ ــوم طﻠــب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ وﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة وﻣﺑ ــدأ‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺟـودة ﻣـن اﺟـل ﺣﺻـرﻫم ﻓـﻲ زاوﯾـﺔ وﺻـب ﻣﻌﻧـﺎﻫم وﻣﻐـزاﻫم داﺧـل ﻗﺎﻟـب‬
‫اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم وﯾﻛــون ﺗﻌ ـرﯾﻔﻬم ﻋﺎﻣــﺎ وﺷــﺎﻣﻼ ﯾﺧــدم ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣ ـواطﻧﯾن اﻟــذﯾن ﯾﺗﻘــدﻣون ﺑﺧــدﻣﺎت‬
‫اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ دون أي ﺗﻣﯾﯾــز وﻣرﺗﻛ ـزﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻧزاﻫــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ وﺑﺟ ـودة ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﺗﺿــﻣن ﻟﻬــؤﻻء‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣراﻛزﻫم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﻓـﺄي ﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠـﺔ ﺗﻌـرض اﻟﻣرﻓـق ﻟﻠﺟـزاء وﻫـذا ﻣـﺎ ﻧﺻـت‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫~‪~91‬‬
‫اﳋﺎﲤﺔ‬
‫ﻓﺑﻌد دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺗوﺻـﻠﻧﺎ أي أﻫـم اﻟﺗطﺑﯾﻘـﺎت اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣﻛﻣﻪ وﺣﺗﻰ اﻟﺷروط واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع وﺳﻧﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣن اﺟل اﻻﻧﺗﻔﺎع‬
‫ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ وﻛذا ﺗوﻟﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺎﻟﺣﯾﺎد ﻋﻧد ﺗﻘدﯾم ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ ﻟــذاﻟك ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن اﻟﺗﺣــوﻻت اﻟﺟدﯾــدة اﻟﺗــﻲ ﻣﺳــت ﺗﻔــوﯾض اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ‬
‫ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ آﺛرت ﻋﻠﻰ طرق ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓرﺿـت أﺳـﺎﻟﯾب ﺟدﯾـدة‪ ،‬ﻟﻛـن‬
‫ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧـﻲ اﻟﺗﺧﻠـﻲ ﻋـن اﻟطـرق اﻟﻛﻼﺳـﯾﻛﯾﺔ وﺗﻣﺎﺷـﯾﺎ ﻣـﻊ ﺗﺣـوﻻت اﻟﺗـﻲ ﻣﺳـت إﺻـﻼح اﻹدارة‬
‫ﻋــن طرﯾــق إﺗﺑــﺎع اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ واﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑﻬــدف اﻟوﺻــول ﻟﺧدﻣــﺔ ﻋﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫راﻗﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ‪.‬‬
‫ﻟذا اﺳﺗﺧﻠﺻﻧﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻧدرج ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﺎدئ دﺳـﺗورﯾﺔ ﺟـﺎء ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﺷـرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﺳـﺗﻧﺎدا ﻻﻋﺗﺑـﺎرات‬
‫ﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ وﻓﻠﺳـ ــﻔﯾﺔ وﺣزﺑﯾـ ــﺔ وﻧﻘﺎﺑﯾـ ــﺔ أو ﺣﺗـ ــﻰ ﺳـ ــﺑب اﻟﻣﻌﺗﻘـ ــدات اﻟدﯾﻧﯾـ ــﺔ أو اﻟﻌرﻓﯾـ ــﺔ واﻋﺗﺑـ ــﺎرات‬
‫اﻟﺟﻧس‪.‬‬
‫‪ -‬إﺧﺿﺎع إدارة اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ وﯾوﻣﯾـﺔ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﻣﺧﺗﻠـف اﻟﺟواﻧـب اﻹدارﯾـﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫وﺣﺗﻰ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﺗﻔﻌﯾل أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ‬
‫‪-‬وﯾﺟب ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﺗـﻰ ﻻ ﺗﺗﻌـر ض اﻹدارة ﻟﺟـزاءات‪،‬‬
‫وﺟﻌل ﻣن ﻧﺷﺎطﺎت اﻹدارة ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟذي ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ إﻟﻐﺎء اﻟﻘرارات اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﺧﻠـﺔ‬
‫ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﺑــﺎدئ وﺣﺗــﻰ ﻓــرض ﻏراﻣــﺎت ﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋــن اﻷﺿ ـرار اﻟﻼﺣﻘــﺔ ﺑﺄﻋﻣــﺎل‬
‫اﻹدارة ‪.‬‬
‫‪-‬اﻋﺗﺑــﺎر ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة واﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻣ ــن أﻫــم اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛ ــم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻋﻧــد ﻗﯾﺎﻣﻬ ــﺎ‬
‫ﺑوظﺎﺋﻔﻬــﺎ واﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــﻊ إﻧﻧــﺎ ﻧﺟــد ﺑــﺎن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري أورد‬
‫ﻋــدة اﺳــﺗﺛﻧﺎءات وﺿــﻣﺎﻧﺎت وﺣﺗــﻰ ﻣﻌوﻗــﺎت ﺗﻧــدرج ﺗﺣــت ﻫــذﻩ اﻟﻣﺑــﺎدئ ﺳــﺎﺑﻘﺔ اﻟــذﻛر ﻓــﻲ ﺑﺣﺛﻧــﺎ‬

‫~‪~92‬‬
‫اﳋﺎﲤﺔ‬
‫ﻫـذا ﻛﺈﻋﻔـﺎء ﺑﻌــض اﻟﺷـﺑﺎب ﻣــن اﻻﻟﺗﺣـﺎق ﺑﺎﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻌﺳـﻛرﯾﺔ ﻷﺳــﺑﺎب ﺻـﺣﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ أو‬
‫ﻋ ـدم اﻟﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن اﻟرﺟــﺎل واﻟﻧﺳــﺎء ﻋﻧــد اﻟﺗﻘــدم ﻟﺗﻘﻠــد ﺑﻌــض اﻟوظــﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﺧﯾــر ﻣﺛــﺎل وزارة‬
‫اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺑﻌض اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ أﻣـﺎم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫وﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺿرورة إﺻﻼح إداري ﺷﺎﻣل ﯾﺳﯾطر ﻋﻠـﻰ ﻧﻘـﺎﺋص اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث ﻧوﻋﯾـﺔ اﻟﺗﺳـﯾﯾر‬
‫واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن اﺟل ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل وﻋﺎدل‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿرورة ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑدورات ﻟﺗﻘـﯾم ﻧوﻋﯾـﺔ اﻟﺧدﻣـﺔ وﻣـدى ﻧﺟﺎﻋـﺔ وﻓﺎﻋﻠﯾـﺔ اﻟطـرق اﻟﻣﺧﺗـﺎرة ﻓـﻲ‬
‫ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻣﺑﺎدئ ﻣن اﺟل ﺗﻘدﯾم أﺣﺳن ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺷﺎﻣل ﯾﺣﻛم اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﯾؤﻛـد ﻋﻠـﻰ إﻟزاﻣﯾـﺔ اﻟﺗطﺑﯾـق اﻟﻔﻌﻠـﻲ ﻟﻠﻣﺑـﺎدئ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛـﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛـم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻣــن اﺟـل ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣـواطﻧﯾن ووﺿــﻊ ﺟـزاءات ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــﺎﺋﻣﯾن‬
‫ﺑﺈدارة ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻬﺎﻛﻬم ﻟﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ ‪.‬‬

‫~‪~93‬‬
‫ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ /‬اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫‪ -1‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 199-18‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 2‬أوت ﺳ ــﻧﺔ ‪ ، 2018‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﺗﻔ ــوﯾض‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ج ر ج ج ﻋدد اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2‬أوت ﺳﻧﺔ ‪. 2018‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﻣؤرخ ‪16‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ﺳﻧﺔ‪2018‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ج ر ج ج ‪ 50‬اﻟﺻﺎدرة ‪2015-09-20‬‬
‫‪-3‬اﻟﻣرﺳـ ــوم رﻗـ ــم ‪ 131-88‬ﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪ 04‬ﺟوﯾﻠﯾـ ــﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻣـ ــﻧظم ﻟﻠﻌﻼﻗـ ــﺎت ﺑـ ــﯾن اﻹدارة‬
‫واﻟﻣواطن‪ ،‬ج ر ج ج اﻟﻌدد ‪ ،27‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 4‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪. 1988‬‬
‫‪-4‬اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم ‪ 188-90‬ﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 23‬ﯾوﻧﯾ ــو ‪ ،1990‬اﻟﻣﺣ ــدد ﻟﻬﯾﺎﻛ ــل اﻹدارة‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ‪ ،‬ج ر ج ج اﻟﻌدد ‪ ،26‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 27‬ﯾوﻧﯾو ‪.1990‬‬
‫‪-5‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‪236-10‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ج رﻋدد ‪58‬‬
‫‪-6‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم اﻟﻣــؤرخ‪ 47-02‬ﻓــﻲ‪ 2‬ذي اﻟﻘﻌــدة ‪1422‬اﻟﻣواﻓــق ‪ 16‬ﺟــﺎﻧﻔﻲ‪2002‬‬
‫ﯾﺗﺿ ــﻣن اﻟﻣواﻓﻘـ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻧظ ــﺎم اﻟ ــداﺧﻠﻲ ﻟﻠﺟﻧ ــﺔ اﻟوطﻧﯾ ــﺔ اﻻﺳﺗﺷ ــﺎرﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾ ــﺔ ﺣﻘ ــوق اﻹﻧﺳ ــﺎن‬
‫وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ‪،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪05‬‬
‫‪-7‬اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذي رﻗ ــم‪ 174-05‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 09‬ﻣ ــﺎي‪ 2005‬اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن اﻟﻣواﻓﻘ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫رﺧﺻﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﺷﺑﻛﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ وﻻ ﺳﻠﻛﯾﺔ واﺳـﺗﻐﻼﻟﻬﺎ وﺗـوﻓﯾر ﺧـدﻣﺎت ﻫﺎﺗﻔﯾـﺔ‬
‫ﺛﺎﺑﺗﺔ دوﻟﯾﺔ وﻣﺎﺑﯾن اﻟﻣدن ﻓﻲ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ‪،‬ج ر رﻗم ‪205-34‬‬
‫‪-8‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01-16‬ﻣؤرخ ﻓـﻲ ‪ 6‬ﻣـﺎرس ‪ ،2016‬اﻟﻣﺗﺿـﻣن اﻟﺗﻌـدﯾل اﻟدﺳـﺗوري‪ ،‬ج رج ج‬
‫ﻋدد ‪ ،14‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 7‬ﻣﺎرس ‪2016‬‬
‫‪-9‬اﻟﻘـ ــﺎﻧون‪ 12-05‬اﻟﻣـ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ ‪04‬أوت ‪،2005‬ج ر ﻋـ ــدد ‪60‬ﺑﺗـ ــﺎرﯾﺦ ‪ 04‬ﺳـ ــﺑﺗﻣﺑر‪2005‬‬
‫ﻣﻌدل و ﻣﺗم‬
‫‪-10‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 09-03‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك وﻗﻣﻊ اﻟﻐـش اﻟﻣـؤرخ ﻓـﻲ ‪ 25‬ﻓﺑراﯾـر ﺳـﻧﺔ‬
‫‪،2009‬ج ر رﻗم ‪ 8‬ﻣﺎرس ‪2009‬‬

‫~‪~95‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪ -11‬دﺳ ـ ـ ــﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــﻌﺑﯾﺔ ﻟﺳ ـ ـ ــﻧﺔ‪ 1963‬اﻟﻣ ـ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ـ ــﻲ‪8‬‬
‫ﺳﺑﺗﻣﺑر‪1963‬‬
‫‪-12‬اﻟدﺳﺗور اﻟﻣؤرخ اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب أﻣر رﻗم ‪97-76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 28‬ﻓﯾﻔري‪1989‬‬
‫‪-13‬اﻷﻣ ـ ــر ‪ 06-03‬اﻟﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ ‪15‬ﺟوﯾﻠﯾ ـ ــﺔ‪ 2006‬ﺗﺗﺿ ـ ــﻣن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻲ ﻟﻠوظﯾﻔ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ج ر ﻋدد ‪46‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬
‫أ‪/‬اﻟﻛﺗب‪:‬‬
‫‪ -1‬أﺳﺗﺎذة ﻧوال ﺑوﻫـﺎﻟﻲ ﺑﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق واﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ‪،‬اﻟﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣﻔـوض ﻓـﻲ ظـل اﻟﻣرﺳـوم‬
‫اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗـم‪ 247/ 15‬اﻟﻣﺗﺿـﻣن ﺗﻧظـﯾم اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﺗﻔوﯾﺿـﺎت اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ‪،‬ﻣﺟﻠـﺔ‬
‫اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪12‬‬
‫‪ -2‬ﺳﻬﻠﯾﺔ ﻓوﻧﺎس‪ ،‬ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟـدﻛﺗوراﻩ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪2018-11-26‬‬
‫‪ -3‬ﻋﻣــﺎر ﺑوﺿــﯾﺎف‪ ،‬ﺷــرح ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌــﺔ اﻟراﺑﻌــﺔ‪ ،‬دار ﺟﺳــور ﻟﻠﻧﺷــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬د س ن ‪.‬‬
‫‪-4‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 1990 ،‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،2005 ،‬‬
‫‪-6‬ﻋـ ــﺎدل ﺑـ ــوﻋﻣران‪ ،‬اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـرارات واﻟﻌﻘـ ــود اﻹدارﯾـ ــﺔ ‪ -‬دراﺳـ ــﺔ ﻓﻘﻬﯾـ ــﺔ وﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﯾﺔ‬
‫وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2018 ،‬‬
‫‪ -7‬ﻧ ــوي ﺧرﺷ ــﻲ ‪،‬اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ دراﺳ ــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾ ــﺔ وﻧﻘدﯾ ــﺔ وﺗﻛﻣﯾﻠﯾ ــﺔ ﻟﻣﻧظوﻣ ــﺔ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2018‬‬
‫‪-8‬ﻋـ ــﺎدل ﺑـ ــوﻋﻣران‪ ،‬اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ـرارات واﻟﻌﻘـ ــود اﻹدارﯾـ ــﺔ ‪ -‬دراﺳـ ــﺔ ﻓﻘﻬﯾـ ــﺔ وﺗﺷ ـ ـرﯾﻌﯾﺔ‬
‫وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2018 ،‬‬

‫~‪~96‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪ -9‬ﺳــﻌﯾد ﻧﻛﺷــﺎوي اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري واﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري اﻟطﺑﻌــﺔ‪،1‬دار اﻟﻧﺷــر واﻟﻣﻌرﻓــﺔ ‪،‬اﻟﻣﻐــرب‬
‫; ‪. 2009‬‬
‫‪ -10‬ﺑو ﺣﻔص ﺳﯾد ﻣﺣﻣد ﻣﺑدأ ﺣﯾـﺎد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري دﻛﺗـور ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ‪،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪2006-2007‬‬
‫‪ -11‬ﺳـﻣﻐوي زﻛرﯾـﺎ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم اﻟﻣﺣﻠـﻲ ﻓــﻲ ﺿـل اﻟﻘـﺎﻧون رﻗـم ‪11-10‬اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺑﻠدﯾـﺔ ﺣــﻲ‬
‫اﻟﺟز اﺋــر‪،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﺑﺣــوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ دورﯾــﺔ ﻋﻠﻣﯾــﺔ ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟدراﺳــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﺗﺻــدرﻫﺎ ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟــدﻛﺗور اﻟط ــﺎﻫر ﻣــوﻻي‪،‬ﺳ ــﻌﯾدة‬
‫‪،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪2014،‬‬
‫‪ -12‬ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل ﻣطﻠق اﻟذﻧﯾﺑﺎت اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري اﻟطﺑﻌـﺔ ‪1‬اﻟـدار اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ‬
‫ودار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن ‪2003‬‬
‫‪-13‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ‪،‬دار ﺑﻠﻘﯾس اﻟﺟزاﺋر‪2010‬‬
‫‪-14‬وﺟدي ﺛﺎﺑت ﻏﺑ﷼ ‪،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫‪-15‬اﻷﺳﺗﺎذ ﻧﺎﺻر ﻟﺑد اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪2007‬‬
‫‪-16‬ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري )ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ‪ ،‬اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري(‬
‫دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬اﻷردن ‪. 2006،‬‬
‫‪-17‬ﻣﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾــد أﺑــو زﯾــد اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري اﻟطﺑﻌــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌــﺔ اﻟﻌﺷــري اﻹﺳــﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -18‬ﺟرﯾدة ﺣﺳﻧﻲ‪،‬ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺣﻣﯾدي ‪،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﻼﻟﻲ وﺑﻧﻌﺎﻣﺔ ﺧﻣﯾس ﻣﻠﯾﺎﻧﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2019-2018 .‬‬
‫‪ -19‬اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟطﺑﻌﺔ ‪. 2010‬‬
‫‪ -20‬اﻟ ــدﻛﺗور ﻣﺣﻣ ــد ﻓ ــﺎروق ﻋﺑ ــد اﻟﺣﻣﯾ ــد ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋ ــري ﺑ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﻔﻬوﻣﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدي واﻻﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬

‫~‪~97‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪-21‬اﻷﺳﺗﺎذ ﯾﻌرب ﻣﺣﻣد اﻟﺷرع ﺗﻔوﯾض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺑرز ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﻋﻘـود اﻟﺑﻧـﺎء واﻟﺗﺷـﻐﯾل‬
‫واﻟﺗﺣوﯾل ﻋﻘود اﻟﺑون )‪ (BOT‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪2017‬‬
‫‪-22‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪2008،‬‬
‫‪-23‬ﻣوﺳﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﺣﺎﺗﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم ﺗوﻟﻲ اﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣـﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻷﺣﻛـﺎم‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري "دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌدد ‪،16‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪،2002‬‬
‫‪-24‬ﻋﻠﻲ ﺧﺿﺎر ﺷطﻧﺎوي ‪،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪،‬اﻷردن ‪2003‬‬
‫‪ -25‬ﯾﻣﻧــﻰ اﺣﻣــد ﻋﺗــوم ‪،‬درﺟــﺔ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرارات اﻹدارﯾــﺔ و ﻣﻌوﻗــﺎت ذﻟــك ﻣــن‬
‫ﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻘﺎدة اﻻﻛﺎدﻣﯾﯾن وأﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻷردﻧﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫‪،‬ﺣﻘل اﻟﺗﺧﺻص اﻹدارة وأﺻول اﻟﺗرﺑﯾﺔ ‪. 2009-2008‬‬
‫‪ -26‬ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ اﻟراﺷدي اﻹدارة ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ط‪،1‬دار ﻛﻧوز ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻣل ‪. 2008‬‬
‫‪-27‬ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟﺳﯾد ‪،‬اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻗواﻋد وا ٕ ﺟراءات اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻗطر‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﺎرﻗﺔ ﻋدد‪2009، 39‬‬
‫‪ -28‬ﺑﻼل اﻣﯾن زﯾـن اﻟـدﯾن ‪،‬ظـﺎﻫر اﻟﻔﺳـﺎد اﻻداري ﻓـﻲ اﻟـدول اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﻣﻘـﺎرن ‪،‬دار‬
‫اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪2008.‬‬
‫‪-29‬ﻋﻧﺗـ ــر ﺑـ ــن ﻣرزوق‪،‬اﻟرﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻹدارﯾـ ــﺔ و دورﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣـ ــﺔ اﻟﻔﺳـ ــﺎد اﻹداري ﻓـ ــﻲ اﻹدارة‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪،‬دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟوﻻﯾﺔ ﺑرج ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ‪،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻹﻋﻼم‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪2008‬‬
‫‪-30‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدﯾﺔ‪،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ج‪2005،03‬‬
‫‪-31‬اﻟط ــﺎﻫر ﺧوﺿ ــﯾر‪،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣ ــدة ﻓ ــﻲ إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ظ ــل‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 236-10‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﻌدد ‪2011‬‬
‫‪ -32‬ﺑ ــن ﺷ ــﻌﻼن ﻣﺣﻔ ــوظ ‪،‬إﺟـ ـراءات إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠ ــﺔ اﻻﺟﺗﻬ ــﺎد ﻟﻠدراﺳ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋــدد‪ 9‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺑﺟﺎﯾــﺔ ‪ 2015‬ﻣﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﻌــﺎل اﻟﻧﻌﯾﻣــﻲ‪ ،‬راﺗــب ﺧﻠﯾــل‬

‫~‪~98‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫ﺻ ـ ــوﯾص‪،‬ﻏﺎﻟ ـ ــب ﺧﻠﯾ ـ ــل ﺻ ـ ــوﯾص إدارة اﻟﺟ ـ ــودة اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـ ـرة ‪،‬ﻋﻣ ـ ــﺎن‪ ،‬دار اﻟﯾ ـ ــﺎزوري ﻟﻠﻧﺷ ـ ــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪. 2009‬‬
‫‪ -33‬ﻣﻬــدي اﻟﺳــﻣﺎراﺗﻲ‪،‬إدارة اﻟﺟــودة اﻟﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘطــﺎﻋﯾن اﻹﻧﺗــﺎﺟﻲ واﻟﺧــدﻣﻲ ‪،‬ﻋﻣــﺎن‪،‬دار‬
‫ﺟرﯾر ‪. 2006‬‬
‫‪ - 34‬ﻋﻠوان ﻗﺎﺳم ‪،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن‪،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ط‪2016. ،4‬‬
‫‪ -35‬اﻟدرادﻛﺔ ﻣﺄﻣون ﺳﻠﯾﻣﺎن إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻣﺎن‪،‬دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر ‪2011.‬‬
‫‪ -36‬ﻋﯾ ﺷـ ــﺎوي اﺣﻣـ ــد إدارة اﻟﺟـ ــودة اﻟﺷـ ــﺎﻣﻠﺔ اﻷﺳـ ــس اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﻠﻌﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾـ ــﺔ‬
‫ط‪4‬ﻋﻣﺎن دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪2016.‬‬
‫‪ -37‬ﻟﻌﻠﻲ ﺑوﻛﻣﯾش ‪،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﯾزو‪ 9000،‬ﻋﻣﺎن‪،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪. 2011‬‬
‫‪ -38‬ﺑ ــن ﺳ ــﯾدي اﺣﻣ ــد ﻣﺣﻧ ــد او ﯾ ــدﯾر ‪،‬اﻟﺟ ــودة ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋ ــري واﻟﻧظرﯾ ــﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ‬
‫وﻣﻌﺎﯾﯾر اﯾزو ‪ ،9000‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد ‪10‬ﻣﺎرس ‪2018.‬‬
‫‪ -39‬اﻟﺟﺑــوري ﻣــﺎﻫر ﺻــﻼح اﻟﻌــﻼوي ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ أو ﺟــودة ﺧدﻣــﺔ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣﺑــدأ‬
‫اﻟراﺑ ـ ــﻊ )اﻟﺟدﯾ ـ ــد( ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺑ ـ ــﺎدئ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺣﻛ ـ ــم اﻟﻣراﻓ ـ ــق اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪،‬ﻣﺟﻠ ـ ــﺔ ﻛﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﺣﻘ ـ ــوق‪،‬ﺟﺎﻣﻌ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻧﻬرﯾن‪،‬اﻟﻌدد‪ 3‬اﻟﻣﺟﻠد ‪2015. ،17‬‬
‫‪ -40‬ﺷــﻛران ﻗﺎﺳــم اﻟــدﻋﻣﻲ ‪،‬ﻣﺑــدأ اﻟﺟــودة ﻓــﻲ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪،‬دراﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ ‪،‬دراﺳــﺎت ﻋﻠــوم‬
‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ‪،‬اﻟﻣﺟﻠد ‪46‬اﻟﻌدد ‪. 2019،1‬‬
‫‪ -41‬ﺟودة ﻣﺣﻣد ‪،‬إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺗطﺑﯾﻘﺎت ط‪،2‬ﻋﻣﺎن دار واﺋل‪2006‬‬
‫‪ -42‬أﺑو ﻧﺻر ﻣدﺣت ‪،‬أﺳﺎﺳﯾﺎت إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ط‪ ،2‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪. 2008‬‬
‫‪-43‬ﻋﺑﯾــد ﻋﻠــﻲ اﺣﻣــد ﺣﺟــﺎري اﻟﻠوﺟﺳــﺗﯾك ﻛﺑــدﯾل ﻟﻠﻣﯾ ـزة اﻟﻧﺳــﺑﯾﺔ ﻣﻧﺷــﺄة اﻟﻣﻌــﺎرف اﻹﺳــﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫ﻣﺻر ‪. 2000‬‬
‫‪-44‬ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻠﻣﻲ إدارة اﻟﺟودة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋﻣﺎن ط ‪. 2000،1‬‬
‫‪-45‬اﻟﺻراﺻﯾر ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ‪،‬ﻋﻣﺎن ‪. 2014‬‬
‫‪-46‬ﺷﻧطﺎوي ﻋﻠﻲ ‪،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪،‬ﻋﻣﺎن ‪. (01/01/2003) ،2003‬‬

‫~‪~99‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪-47‬اﻟﻧﺟـ ــﺎر اﻟﻔرﯾـ ــد‪،‬إدارة اﻟﻣراﻓـ ــق اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﺑﺄﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺧﺻﺧﺻـ ــﺔ‪،‬اﻟﻣﻧﺿـ ــﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪10-14) 2005‬اﻓرﯾل‪. (2005/‬‬
‫‪-48‬اﻟﺟﺑــوري ﻣــﺎﻫر ﺻــﻼح اﻟﻌــﻼوي ‪،‬ﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺧدﻣــﺔ او ﺟــودة اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻣﺑــدأ‬
‫اﻟراﺑــﻊ )اﻟﺟدﯾــد(ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛــم اﻟﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠــﺔ ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق‪،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻧﻬ ـرﯾن‬
‫‪،‬اﻟﻌدد‪،3‬اﻟﻣﺟﻠد ‪. 2015;17‬‬
‫‪-49‬ﺣﺳﯾن ﻓﺎﯾز‪ ،‬ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ط ‪1‬ﻋﻣﺎن ‪(24/09/2009) ,2008,‬‬
‫‪-50‬ﻋﺑدرﯾﻪ راﺋد ﻣﺣﻣود اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن‪. 2013‬‬
‫ب‪ /‬اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬
‫‪:1‬رﺳﺎﺋل اﻟدﻛﺗوراﻩ‬
‫‪-1‬ﺳـﻬﻠﯾﺔ ﻓوﻧـﺎس‪ ،‬ﺗﻔـوﯾض اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟـدﻛﺗوراﻩ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪. 2018-11-26‬‬
‫‪-2‬ﻣﻧﺎل ﺣﻠﯾﻣﻲ‪ ،‬ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔظ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋـر‪ ،‬أطروﺣـﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟطور اﻟﺛﺎﻟـث‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻗﺎﺻـدي ﻣرﺑـﺎح‪ ،‬ورﻗﻠـﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‪. 2016-2015 ،‬‬
‫‪-3‬ﻣوﻧﯾــﺔ ﺧﻠﯾــل‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر‪ ،‬أطروﺣــﺔ دﻛﺗــوراﻩ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪. 2015 ،‬‬
‫‪-4‬ﺑــو ﺣﻔــص ﺳــﯾد ﻣﺣﻣــد ﻣﺑــدأ ﺣﯾــﺎد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋــري دﻛﺗــور ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ‪،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪. 2006-2007‬‬
‫‪-5‬ﺳﯾدي ﻣﺣﻣد ﺑوﺣﻔص ‪،‬ﻣﺑـدأ ﺣﯾـﺎد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟزاﺋـري ‪،‬رﺳـﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة‬
‫دﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن ‪. 2006-2007‬‬
‫‪-6‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣرﻓق اﻟﻌـﺎم ﺑـﯾن ﺿـﻣﺎن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ و ﻫـدف اﻟﻣرودﯾـﺔ أطروﺣـﺔ ﻓـﻲ‬
‫دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪1‬ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة‪2012. -2011،‬‬
‫‪:2‬رﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر و اﻟﻣﺎﺳﺗر‬

‫~‪~100‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪-1‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑوﻟﻛور‪ ،‬ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺻدﯾق ﺑن ﯾﺣﻲ‪ ،‬ﺟﯾﺟل ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪2010. -2009‬‬
‫‪-2‬دﻟﯾﻠﺔ ﻣراﺑط ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪2016.‬‬
‫‪-3‬ﺻ ــدﯾﻘﻲ ﻋﺑ ــد اﻟ ــرزاق ‪ ،‬ﻣﺑ ــدأ اﻟﻣﺳ ــﺎواة ﻓ ــﻲ ﺧ ــدﻣﺎت اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺳﺗر‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ‪. 2015،2014،‬‬
‫‪-4‬ﺟرﯾــدة ﺣﺳــﻧﻲ‪،‬ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺣﻣﯾــدي ‪،‬ﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺟزاﺋــري‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﻼﻟﻲ وﺑﻧﻌﺎﻣـﺔ ﺧﻣـﯾس ﻣﻠﯾﺎﻧـﺔ ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر ‪،‬اﻟﺳـﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـﺔ ‪2019-‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -5‬ﺑورﻧــﺎن إﯾﻣــﺎن اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم اﻟﺑﻠــدي ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳــﺗر ﺟﺎﻣﻌــﺔ دﻛﺗــور اﻟطــﺎﻫر‬
‫ﻣوﻻي ﺳﻌﯾدة ﻟﻌﺎم ‪2017 . .2018‬‬
‫‪-6‬رﺑﯾــﻊ أﻣﯾﻧــﺔ اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر ﻣــذﻛرة ﺗﺧــرج ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳــﺗر‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد او اﻟﺣﺎج ‪،‬اﻟﺑوﯾرة ‪،‬ﻋﺎم ‪. 2016-2015‬‬
‫‪-7‬ﺧـﻼف وﻟﯾــد ‪،‬دور اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻓـﻲ ﺗرﺷــﯾد اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻠــﻲ ﻣـذﻛرة ﻣﻛﻣﻠــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة‬
‫ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺗﺧﺻـص اﻟدﯾﻣﻘراطﯾـﺔ واﻟرﺷـﺎدة ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪2010. -2009‬‬
‫‪-8‬ﻋﻧﺗ ـ ــر ﺑ ـ ــن ﻣرزوق‪،‬اﻟرﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻹدارﯾ ـ ــﺔ و دورﻫ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣ ـ ــﺔ اﻟﻔﺳ ـ ــﺎد اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ اﻹدارة‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪،‬دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟوﻻﯾﺔ ﺑرج ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ‪،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻹﻋﻼم‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 2008‬‬
‫‪-9‬ﻓ ــﺎﯾزة ﻋﻣﺎﻣدﯾ ــﺔ ﻣﺑ ــدأ اﻟﺷ ــﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــذﻛرة ﻣﻘدﻣ ــﺔ ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺗﺧﺻص ﻗـﺎﻧون اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪،‬ﻗﺳـم اﻟﺣﻘـوق‬
‫‪2013. -2012‬‬

‫~‪~101‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪-10‬ﺣﻠﯾﻣ ــﺔ ﻋﯾـ ــﺎدي ﻣـ ــدﺧل إدارة اﻟﺟ ــودة ﻟﺗﻘﯾـ ــﯾم ﺧـ ــدﻣﺎت اﻟﻣرﻓـ ــق اﻟﻌ ــﺎم دراﺳـ ــﺔ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺷـ ــرﻛﺔ‬
‫اﺗﺻــﺎﻻت اﻟﺟزاﺋــر ﻣــذﻛرة ﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ ﻣﯾــدان اﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪-‬ورﻗﻠــﺔ‪-‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ‪. 2013-06-16‬‬
‫ج‪/‬اﻟﻣﻘﺎﻻت‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻣوﻧﯾﺔ ﺧﻠﯾل‪ "،‬دور اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﺻـﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳـطﺔ"‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻬـﺎد ﻟﻠدراﺳــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ أﺣﻣـد ﺑــوﻗرة ﺑــوﻣرداس‪ ،‬اﻟﻌــدد ‪) 01‬اﻟﻣﺟﻠــد‬
‫اﻟﺛﺎﻣن(‪. 2019 ،‬‬
‫‪-2‬ﺳﻬﯾﻠﺔ ﺑوﺧﻣﯾس‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺣﺳون‪ "،‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪-‬‬
‫دراﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ ﻟﻠﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ ،"-199-18‬ﻣداﺧﻠــﺔ ﺿــﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻟــوطﻧﻲ‬
‫اﻟــذي ﻧظﻣﺗــﻪ ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳــم اﻟﺣﻘــوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﺣــﺎج ﻟﺧﺿــر ﺑﺎﺗﻧــﺔ ‪،1‬‬
‫اﻟﻣوﺳ ــوم ﺑﻌﻧـ ـوان اﻟﺗﻔ ــوﯾض ﻛﺂﻟﯾ ــﺔ ﻟﺗﺳ ــﯾﯾر اﻟﻣراﻓ ــق اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﺑ ــﯾن ﺣﺗﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗوﺟ ــﻪ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي‬
‫وﺗرﺷﯾد اﻹﻧﻔﺎق‪ ،‬ﯾوم ‪ 20‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪. 2018‬‬
‫‪-3‬ﺳــﻧﺎء ﺑوﻟﻘـواس‪ ،‬ﻋــن اﻟﺗﺳــﯾﯾر اﻟﻣﻔــوض ﻟﻠﻣراﻓــق اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟزاﺋــر‪ :‬دراﺳــﺔ أﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﻣرﺳــوم اﻟﺗﻧﻔﯾــذي رﻗــم ‪ ،199-18‬ﻣداﺧﻠــﺔ ﻓــﻲ إطــﺎر ﻓﻌﺎﻟﯾــﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻟــوطﻧﻲ ﺣــول اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻣرﺳوم ‪ ،199-18‬اﻟﻣﻧظم ﻣن طرف ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﺟل ‪.‬‬
‫‪-4‬ﺳــﻣﻐوي زﻛرﯾــﺎ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم اﻟﻣﺣﻠــﻲ ﻓــﻲ ﺿــل اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪11-10‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺑﻠدﯾــﺔ ﺣــﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋــر‪،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﺑﺣــوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ دورﯾــﺔ ﻋﻠﻣﯾــﺔ ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟدراﺳــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﺗﺻــدرﻫﺎ ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘــوق واﻟﻌﻠــوم اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟــدﻛﺗور اﻟط ــﺎﻫر ﻣــوﻻي‪،‬ﺳ ــﻌﯾدة‬
‫‪،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪. 2014،‬‬
‫‪ -5‬أﺣﻣد ﻋﻣﯾري‪" ،‬دور اﻹﺷﻬﺎر ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراءات إﺑـرام اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋ ــر طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻣرﺳـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ رﻗـ ــم ‪ ،"15-247‬ﻣﺟﻠـ ــﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾ ــﺔ ﻟﻠدراﺳـ ــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ‬
‫واﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﺑــن ﺧﻠــدون ﺑﺗﯾــﺎرت‪ ،‬ﻗﺳـم اﻟﻌﻠــوم اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻌــدد ‪ ،18‬ﺟـوان‬
‫‪. 2017‬‬

‫~‪~102‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﶈﺘﻮ ت‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬
‫‪.‬‬ ‫ﺷﻛر وﻋرﻓﺎن‬

‫اھداء‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪.................................................................................. ..........................................................‬أ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻹﺑرام ﻋﻘود اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪:‬ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم"اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ"‪06......................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻻول‪:‬ﻣﺎھﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وإﺟراءاﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪06................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻻول‪ :‬ﻣﻔﮭوم اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪06.................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬إﺟراءات اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪12.............................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬طرق إﺑرام ﻋﻘود ﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪24...................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻻول ‪:‬اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔٍ ‪25.........................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ "اﻟﺗراﺿﻲ"‪26..........................................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪28.................................................................... .......................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﻔﮭوم وأھﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪28............................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﮭوم ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪29......................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬أھﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪35......................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻣظﺎھر واﺛﺄر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪38......................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬ﻣظﺎھر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓقاﻟﻌﺎم ٍ ‪38..............................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﺛﺄر ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪42..................................................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪47............................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﺎھﯾﺔ وﻣظﺎھر ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪47......................................................................... ......................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﮭوم ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪47.....................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣظﺎھر ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪52.....................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬أھﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﮫ‪54.................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬أھﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪55.......................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‪59...........................................................................................‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ‪63.......................................................................................................................................:‬‬

‫~‪~104‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ " ﻣﺑدأ اﻟﺟودة "‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻻول ‪ :‬ﻣﺎھﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة و أﺳﺎﺳﮫ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪65 ...................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬ﻣﻔﮭوم وأھﻣﯾﺔ اﻟﺟودة ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪65........................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪65............................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬أھﻣﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪69.............................................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻻﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪70..........................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻻول ‪:‬اﻻﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‪71.................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻻﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺣﺳب اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى‪74..................................................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اھداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت وﻣﻌوﻗﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪77...................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻻول ‪:‬اھداف وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻣﺑدأ اﻟﺟودة داﺧل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪77........................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻷھداف اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟود‪78................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪82..............................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻣﻌﺎﯾر ﻗﯾﺎس ﻣﺑدأ اﻟﺟودة وﻣﻌوﻗﺎﺗﮫ‪84.........................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﮭﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺟودة‪85...........................................................................................‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪87.......................................................................‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ‪89......................................................................................................................................‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ‪91............................................................................. ..........................................................‬‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫~‪~105‬‬
:‫ﻣﻠﺨﺺ‬
،‫ ﻗﺪ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ ﻃﺮق ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻤﺮاﻓـﻖ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬، ‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات و اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ و أوﺟﺒــﺖ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈــﺔ و اﻹﺑﻘــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻷﺳــﺎﻟﻴﺐ‬، ‫و ﻓﺮﺿــﺖ أﺳــﺎﻟﻴﺐ و ﻣﺒــﺎدئ ﺣﺪﻳﺜــﺔ ﻋﻤﻠــﺖ ﻋﻠــﻰ ﺣــﺪاﺛﺘﻬﺎ‬
‫ و ﻛﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ و اﻷﺳﻤﻰ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌـﺎم‬، ‫اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‬
‫و اﻟﻤﺘﻤﺜــﻞ ﻓــﻲ ﺗﻘــﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣــﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴــﺔ ذات ﺟــﻮدة ﻋﺎﻟﻴــﺔ و ﺻــﺤﻴﺤﺔ و ﺣﺘــﻰ ﺛﺎﺑﺘــﺔ ﺗﺘﻤﺎﺷــﻰ ﻣــﻊ اﻟﻤﺴــﺘﺠﺪات‬
‫ ﻛــﻲ ﺗﻀــﻤﻦ ﺗﻜ ـﺮﻳﺲ آﻟﻴــﺔ‬، ‫ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ اﻟﺪاﺋﻤــﺔ و اﻟﻤﺴــﺘﻤﺮة ﻣــﻦ ﻃــﺮف اﻟﻤﺸــﺮع اﻟﺠﺰاﺋــﺮي‬، ‫اﻟﻄﺎرﺋــﺔ‬
. ‫ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‬
‫ إﻻ‬، ‫ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ ﻧﻘﻠـﺔ ﻧﻮﻋﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺠـﺎل ﺗﻔـﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮﻓـﻖ اﻟﻌـﺎم‬199-18 ‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي‬
(4) ‫ ﻣــﻊ أﻧــﻪ ﺗﻜﻠــﻢ ﻋﻠــﻰ أرﺑﻌــﺔ‬247-15 ‫أﻧﻨــﺎ ﻻ ﻳﻤﻜــﻦ أن ﻧﺘﻐﺎﺿــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺟــﺎء ﺑــﻪ اﻟﻤﺮﺳــﻮم اﻟﺮﺋﺎﺳــﻲ رﻗــﻢ‬
. ‫ ﻓﺄﺑﺮزت ﻟﻨﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻬﺎ‬، ‫ﻣﻮاد ﻓﻘﻂ‬

Résumé
Du fait des nouveaux changements et transformations que l'Algérie a connus, elle a

affecté les modes de fonctionnement des services publics, imposé des méthodes et des

principes modernes qui ont travaillé sur sa modernité, et nécessité la préservation et la

préservation des méthodes classiques en phase avec les transformations quotidiennes . , ainsi

que pour atteindre l'objectif fondamental et suprême de l'installation . Service public, qui est

de fournir un service public de haute qualité, correct et même cohérent, en phase avec les

évolutions d'urgence, grâce à une surveillance permanente et continue de la part de l'Algérien

. législature, afin d'assurer la dévotion d'un mécanisme pour le mandat d'utilité publique .

Bien que le décret exécutif 18-199 soit un pas en avant dans le domaine de la

délégation d'utilité publique, nous ne pouvons pas approuver ce que le décret présidentiel n °

15-247 a dit même s'il ne parlait que de quatre (4) articles, et il nous a souligné l'importance

de Délégation de facilités Généralités et principes qui la régissent .

You might also like