Professional Documents
Culture Documents
ﻗﺴﻢ ﺍﳊﻘﻮﻕ
ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ20212020
أوﻻ ﺷﻛري ﯾﻛون ﷲ ﻋز وﺟل اﻟذي أﻧﻌم ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﻧﻌﻣﺔ اﻟﻌﻠم
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات
د
ص :ﺻﻔﺣﺔ
ف
ف :ﻓﻘرة
ج
ﯾﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﻫذا ﺗطو ار ﻫﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﻧظﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻗواﻣﻬﺎ أﺟﻬزة اﻟﻛوﻣﺑﯾوﺗر واﻟﺷﺑﻛﺎت
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻧﺳﯾﺞ ﻣﺗراﺑط ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺗﺗﻌدد ﺧطوطﻬﺎ،
ﻓﺄﻟﻐﯾت ﺑذﻟك اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول ،واﻧﻌﻛس ﻫذا اﻟﺗطور ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت
ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟوﺛﺎﺋق ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﯾوﻣﺗرﯾﺔ ﻣﺑﺗﻌدة ﺑذﻟك ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ
ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟورﻗﯾﺔ.
ﻓﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻧﺟد اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت
اﻟﺗﻲ ظﻬرت وﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻣوازاة ﻣﻊ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳوب وﺗﻘدم ﺗﻘﻧﯾﺎﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻌﻣدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﺑﺈدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت
ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
وﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ ﻣﯾدان اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻻﺗﺻﺎل واﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣررات اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ طرف ﺛﺎﻟث وظﯾﻔﺗﻪ ﺧﻠق
ﺑﯾﺋﺔ ﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ آﻣﻧﺔ ﯾﻠﻌب دور اﻟوﺳﯾط اﻟﻣؤﺗﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻓﯾؤﻛد ﻫوﯾﺔ اﻷطراف وﯾﺣدد أﻫﻠﯾﺗﻬم ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل وﯾﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
وﯾوﻓر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻬم ﻣن ﺧﻼل إﺟراءات و ﺟﻬﺎت ﺗﻌرف ﺑـﻣﻘدﻣﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺧﻠو ﻣن
اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓﻲ ظل ﺗﻧﺎﻣﻲ ظواﻫر ﻣﺛل اﻟﻘرﺻﻧﺔ واﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،أﯾن
ﻋﻣدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول إﻟﻰ إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ٕواﺣداث ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
وﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳﺎﯾرة ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت واﺳﺗﺣداث ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
وأﺧرى ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،أﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04-15اﻟذي
ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ،واﻟﻘﺎﻧون رﻗم) (04-09اﻟذي
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ،واﻟذي
اﺗﺑﻌﻪ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 261-15اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
1
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ وﻛذا إدراج ﺗﻌدﯾﻼت
ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
-1أﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ
ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ:
-اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث أﻧﻪ أﺣد أﻫم اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ ﻣن ﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻷداء ٕواﻧﻬﺎء ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻛذا
ﺻورﻩ وﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻪ.
-ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ووﺳﺎﺋل
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻫﺎ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-2أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع
-اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ:
-اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﺿوع.
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ:
-اﻟﺣداﺛﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ ﻧﺣو ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣدى ﻣﺳﺎﯾرة ﻫذﻩ
اﻟﻧﺻوص ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻛذا أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-وﺳﺎﺋل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-3إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
ﻣﺎ ﻣدى ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﻪ ؟
وﺗرﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺛور اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺗﺗﻣﺣور ﺣول:
-ﻣﺎ ﻫو اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﺻورﻩ؟
-ﻣﺎ ﻫو اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ؟
-ﻣﺎ ﻫو ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ؟
-ﻣﺎ ﻫﻲ آﻟﯾﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري؟
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ
وﻟﻘد ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗراوﺣت ﺑﯾن
أطروﺣﺎت دﻛﺗوراﻩ ،ﻣذﻛرات ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﻻت ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﺗﺣدﺛت ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم
ﻣن اﺧﺗﻼف طرﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﻧورد ﻣﻧﻬﺎ:
.1ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺗﻠﻣﺳﺎن.2013 ،
.2أﻣﺎل ﻗﺎرة ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر-2001،
.2012
.1رﺷﯾدة ﺑوﻛر ،اﻟدﻟﯾل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣدى ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري،
ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﻌﺷرون ،اﻟﻌدد ،02
.2011
وأﺛﻧﺎء اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻣوﺿﻊ ﺗم اﻟﺗﻌرض ﻟﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻬود ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺣدﯾﺛﺔ أﺑرزﻫﺎ:
-وﺑﺎء ﻓﯾروس ﻛوروﻧﺎ اﻟﻣﺗﻔﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ اﻟذي ﺣﺎل ﺑﻧﺎ دون اﻟﺗﻧﻘل إﻟﻰ
ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟوطن ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻟﻣراﺟﻊ و اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع.
-ﻧﻘص اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺷﺑﻪ اﻧﻌداﻣﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ -ﺗﺑﺳﺔ -وﻧظ ار ﻟﺗﻛ ارر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻣﺗوﻓرة.
-ﻋدم وﺟود أﺣﻛﺎم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ﯾﺳﺗﺄﻧس ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗطﺑﯾق
اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-ﺗﺷﻌب اﻟﻣوﺿوع وﺧﺻوﺻﯾﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻋدة
ﻣﻧﺎﻫﺞ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻬدف ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺧﻼل
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ :وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﻠﯾل وﺷرح اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ
3
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑل ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻋﺎم ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ :ﻷن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗطﻠب ذﻟك واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر طرﯾﻘﺔ ﻟوﺻف ﻣوﺿوع
اﻟدراﺳﺔ وﺳردﻫﺎ ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ٕواﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ ،ﯾﺗﺑﯾن
ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﻋرض ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ
ﻋﻠﯾﻪ.
* اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن :ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﺎن إﻟزاﻣﺎ اﻟﺗﻌرض ﻟﺑﻌض
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣراﺣل ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ
ﻣﺣﺎوﻻﺗﻬم ﻓﻲ وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،و اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم
وﺿﻌﻬﺎ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ و اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﻛذا اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻛذﻟك ﻓﻘد ﺗم اﻟﺑﺣث ﻋن
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛﻣﺣل ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻪ.
ﺛم ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﺗم اﻟﺗﻌرض
إﻟﻰ اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺛم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻓﻲ ﻗﺑول وﺗﻘدﯾر اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
4
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗﻣﻬﯾد:
ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﻛﺎن إﺑرام اﻟﻌﻘود ﯾﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ورﻗﯾﺔ وﻛﺎن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻫو اﻟذي
ﯾﻛﺳب اﻟﻌﻘد اﻟﺣﺟﯾﺔ و ﯾﻌﺑر ﻋن رﺿﺎ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﯾﻪ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﺗم اﺑﺗﻛﺎر دﻋﺎﻣﺎت اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺗﻌذر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﯾﻬﺎ ﻧظ ار
ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﻐﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ظﻬر ﺑدﯾل اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﻣﺔ وﻫو
"اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ" ﺣﯾث ﺳﻬل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎري
واﻟﺑﻧوك واﻻﺗﺻﺎﻻت ،وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺟرى ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻓﺗراﺿﻲ ﻻ
ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أي دﻋﺎﻣﺔ ورﻗﯾﺔ ،اﻧﺗﺷرت أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻐش واﻟﺗﺣﺎﯾل اﻟذي ﯾﺗﻌرض إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون.
وﻫو ﻣﺎ دﻓﻊ أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑوﺿﻊ أطر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدﻟول اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺷروط
ﺻﺣﺗﻪ وﻛذا أﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻪ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺗﺣدﯾد
اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻪ و ﻛذا وﺿﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ردﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺗدﯾن ﻋﻠﯾﻪ.
ﺳﻧطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛﻣﺣل ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
6
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
7
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
8
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
إﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﺣددة ﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﻣﻘدﻣﺎ ،ﻓﯾﻛون ﻣﺟﻣوع ﻫذﻩ
اﻹﺟراءات ﻫو اﻟﺑدﯾل ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي" .1
ﻛﻣﺎ ﻋرف أﯾﺿﺎ ":اﺳﺗﺧدام ﻣﻌﺎدﻻت ﺧوارزﻣﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ ﯾﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل
2
اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﺷﻛﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻣوﻗﻊ".
-02اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :رﻛزت ﻫذﻩ اﻟطﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻋﻠﻰ
ﺟرءات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،دون ﺗﺣدﯾد وظﺎﺋف ﻟﻬذﻩ اﻹﺟراءات ،ﺗﺎرﻛﺎ
اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹ ا
اﻟﻣﺟﺎل ﻷي إﺟراء ﻗد ﯾﺳﺗﺟد وﯾﻛون ذا ﻛﻔﺎءة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وظﺎﺋف اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺑراز
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﻫﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻪ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺣرر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟذي ﺗم وﺿﻊ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻪ وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻧذﻛر":
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣدﯾد ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺻدر ﻋﻧﻪ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات
3
وﻗﺑوﻟﻪ ﺑﻣﺿﻣون اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﯾﺻدر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻪ ".
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺗﻌرﯾف ﻫﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﻣﺛﻠﺔً ﺑﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ )اﻷوﻧﯾﺳﺗرال( وﻣن ﺛَم ﺗﻌرﯾف اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻷوروﺑﻲ
ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﯾﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ :أﺻدرت ﻟﺟﻧﺔ اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ "اﻷوﻧﯾﺳﺗرال" ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05 :ﯾوﻟﯾو ، 2001ﺗﺻدت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻟﺗﻌرﯾف ﻫذا اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ
واﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻟﺟﻧﺔ ﻟﻠدول ﻓﻲ وﺿﻊ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،
ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة )/2أ( 4ﻣﻧﻪ ﻫو ":أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻛﺗروﻧﻲ
1
-ﻟورﻧس ﻣﺣﻣد ﻋﺑﯾدات ،اﺛﺑﺎت اﻟﻣﺣرر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن 2005ص 127
2
-ﺣﺳن ﻋﺑداﻟﺑﺎﺳط ﺟﻣﯾﻌﻲ ،اﺛﺑﺎت اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﺑراﻣﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗرﻧت ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
ﻣﺻر ، 2000ص.35
3
-ﺧﺎﻟد ﻣﺻطﻔﻰ ﻓﻬﻣﻲ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،دار
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺻر ، 2007 ،ص 37
- 4اﻟﻣﺎدة 2ﻓﻘرة أ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﯾﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻊ دﻟﯾل اﻹﺷﺗراع ، 2001ﻣﻧﺷورات
اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﯾوﯾورك . 2002،
9
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،أو ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﯾﺟوز ان ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗﻌﯾﯾن
ﻫوﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،وﻟﺑﯾﺎن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ
رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت".
وﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻗد اﻫﺗم ﺑﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﻫﻣﺎ
ﺗﻌﯾﯾن ﻫوﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣوﻗﻊ ،وﺑﯾﺎن ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺣرر ،وﻫو ﺑذﻟك
اﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻷﺻل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻟﻣوﻗﻊ ،و ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن إرادﺗﻪ ﻗد
1
اﺗﺟﻬت ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ.
-2ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ :ﻟﻘد ﻛﺎن ازدﻫﺎر اﻟﺗﺟﺎرة
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟداﻓﻊ وراء اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،
ﻓﻘد أﺻدر ﻣﺷرع اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺗوﺟﯾﻪ رﻗم 1999-93 :اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 13:ﻓﯾﻔري
1999واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑوﺿﻊ إطﺎر اﺗﺣﺎدي ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻟﻘد ﻋرف اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ
ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ووﺿﻊ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا وﻫﻣﺎ : 2
* اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ":ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أﺧرى
وﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ وﯾﺳﺗﺧدم أداة ﺗوﺛﯾق".
* اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﻌزز ":ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون :
-ﻣرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ ﻓرﯾدا ﻣن ﻧوﻋﻪ ﻣﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
-ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق )ﺗﺣدﯾد( ﺻﺎﺣب اﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ.
-ﺗم إﯾﺟﺎدﻩ ﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﯾﺿﻣن ﻓﯾﻬﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ.
-ﻣرﺗﺑط ﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺣﺗواة ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻛﺷف أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
1
-ﻟزﻫر ﺑن ﺳﻌﯾد ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘود اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر 2012،
ص .154-153
2
-ﻋﻼء ﻣﺣﻣد ﻧﺻﯾرات ،ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(،ط ،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن ،2005 ،ص 154
10
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
11
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
12
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
وﯾﺗم ﺗﺧزﯾن ﻫذﻩ اﻟﺧواص ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ وذﻟك ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺷﻔﯾر ،وﯾﻌﺎد ﻓك ﻫذا
اﻟﺗﺷﻔﯾر ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،وذﻟك ﺑﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺻﻔﺎت وﺳﻣﺎت اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ
ﻣﻊ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ.1
-2اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﻟﻘﻠم اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ :Pen-op :
وﯾﺗﻣﺛل ذﻟك ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺣرر ﺑﺧط اﻟﯾد ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﻋن طرﯾق ﺑرﻧﺎﻣﺞ
ﻣﻌﯾن ،وﯾﻘوم اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑوظﯾﻔﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت ،اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﺧدﻣﺔ
اﻟﺗﻘﺎط اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ .وﻟﻛن ﯾﺣﺗﺎج ﻫذا اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ
ﺟﻬﺎز اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺑﻣواﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،و ﯾﺳﺗﺧدم ﻫذا ﺑواﺳطﺔ أﺟﻬزة اﻷﻣن ،واﻟﻣﺧﺎﺑرات
ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
وﯾرى اﻟﺑﻌض أن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن طرق اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗوﻓر ﻣزاﯾﺎ ﻻﯾﻣﻛن إﻧﻛﺎرﻫﺎ
ﻟﻣروﻧﺗﻬﺎ ،وﺳﻬوﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺣوﯾل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻟﻰ اﻟﺷﻛل
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﺑر أﻧظﻣﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
إﻻ اﻧﻪ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻧﻪ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺎز ﺣﺎﺳب
إﻟﻲ ذو ﻣواﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن أداء ﻣﻬﻣﺗﻪ ﻣن اﻟﺗﻘﺎط اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻣن ﺷﺎﺷﺗﻪ واﻟﺗﺣﻘق ﻣن
ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺣﻔوظ ﺑذاﻛرﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺗوﺛﯾق إﺿﺎﻓﯾﺔ.2
-3اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ Digitale ou numérique signature :
ﻫو اﺳﺗﺧدام أرﻗﺎم ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﻣطﺑوﻋﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺷﻔﯾر ﻟﺗرﻛﯾز وﺿﻐط ﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺗﺗم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ وﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺷﻔﯾر وذﻟك
ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺳرﯾﺔ وطرق ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﻣﻌﻘدة وﻣﻌﺎدﻻت رﯾﺎﺿﯾﺔ )ﻟوﻏﺎرﺗﻣﯾﺎت( ﺗﺗﺣول
ﺑواﺳطﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن رﺳﺎﻟﺔ ذات ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﻘروءة وﻣﻔﻬوﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎدﻟﺔ رﯾﺎﺿﯾﺔ أو
رﺳﺎﻟﺔ رﻗﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘروءة وﻏﯾر ﻣﻔﻬوﻣﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﻓك ﺗﺷﻔﯾرﻫﺎ ﻣﻣن ﯾﻣﻠك ﻓك اﻟﺷﻔرة وﻫو
1
-ﻓﯾﺻل ﺳﻌﯾد اﻟﻐرﯾب ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ،اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺻر 2005 ،
ص .231
2
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﺎرف ) ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ(
ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﻪ – اﻟﻌدد /17دﯾﺳﻣﺑر ، 2014ص .177
13
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك واﻟﺻورة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ ﻫﻲ اﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺷﻔرة اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾن
اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص.
أ -ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺷﻔرة اﻟﻌﺎم :ﻫو أداة اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻛﺎﻓﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
وﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣرر واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ وﺳﻼﻣﺔ ﻣﺣﺗوى
1
اﻟﻣﺣرر اﻷﺻﻠﻲ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
ب -ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺷﻔرة ﺧﺎص :ﻫو أداة اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣررات اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﯾﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻗﺔ ذﻛﯾﺔ ﻣؤﻣﻧﺔ ،وﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻛوﺳﯾط اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣؤﻣن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
إﻧﺷﺎء وﺗﺛﺑﯾت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﺣﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻛﺗروﻧﻲ
وﻋﻧﺎﺻر ﺗﺧزﯾن ﺑرﻣﺟﯾﺎت ﻟﻠﺗﺷﻐﯾل وﺗﻣﻛن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﺿﻊ اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺷﻔري اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘد و إﻋﺎدة إرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﺣﯾث ﺗﻛﺗﺳب ﺣﺻﺎﻧﻪ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل أو
اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﯾﺣﻘق أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟﺛﻘﺔ و اﻷﻣﺎن ﻟﻠﻣﺣرر.
وﯾﺗﻣﯾز اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺷﻛل درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻣﺎن واﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻟﻛون اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ وﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﺷﻔرة ﺗﺗﯾﺢ ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ
ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ وﯾﺑدو أن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﺧﺷون ﺗﺳﻠط اﻟﻘراﺻﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺳﺎخ اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ٕواﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ،وﻣن ﺛم ﯾﻘﺗرح
اﻟﺑﻌض إﻧﺷﺎء أرﺷﯾف ﺗﺗوﻻﻩ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﻛون ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎد رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ووﺿﻊ
ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ اﻟﺧﺎص ﻋﻠﯾﻪ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﺗﺎح ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ وﺟوب
إﻧﺷﺎء أﻛﺛر ﻣن ﻣﻔﺗﺎح ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إذا ﺗوﺻل اﻟﻘراﺻﻧﺔ إﻟﻰ اﺣدﻫم ﻻ
ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻵﺧر. 2
-4اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﯾدوي أو اﻹﻣﺿﺎء اﻵﻟﻲ :ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺗﺧزﯾن إﻣﺿﺎﺋﻪ
اﻟﯾدوي ﻓﻲ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ﺑﻌد ﺗﺻوﯾرﻩ و إدﺧﺎﻟﻪ إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎﺳﺢ اﻟﺿوﺋﻲ وﯾﺗم ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﺑرﻗم ﺳري ﻟﯾﺗم
1
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .178-177
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .179 -178
14
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑد رﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻣﺎن إذ أن اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
1
أن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺻورة اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﯾﻌﯾد ﻟﺻﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أي وﺛﯾﻘﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
-5اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻣﻣﻐﻧطﺔ واﻟرﻗم اﻟﺳري:
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ،إذ
ﺗﺗطﻠب أن ﯾﻛون ﻟدى اﻟﺷﺧص ﺣﺎﺳب آﻟﻲ،
أو أن ﯾﺗﺻل ﺟﻬﺎزﻩ ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻷﻧﺗرﻧﯾت ،ﻟذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﻬدف ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺳﺣب اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ،ﻋن طرﯾق أﺟﻬزة اﻟﺻراف اﻵﻟﻲ ،أو ﺑﻬدف ﺳداد ﺛﻣن اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﺣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺈدﺧﺎل اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز ﻣﺧﺻص ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺑطﺎﻗﺔ
ﯾﺻد رﻫﺎ اﻟﺑﻧك أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﻬﺎ ﻟﻐرض ﺗﺧﻔﯾف اﻟﺿﻐط ﻋﻠﯾﻬﺎ،إذ ﺑدﻻ ﻣن
ذﻫﺎب اﻟﻌﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﻟﺳﺣب اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺻراف اﻵﻟﻲ
2
ﺑﺈﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺑطﺎﻗﺔ.
ﯾﺗم ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺈدﺧﺎل اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻟذي ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﺛم
ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ أن ﯾﻘوم ﺑﺈدﺧﺎل اﻟرﻗم اﻟﺳري اﻟﺧﺎص ﻟﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن ﺣﺎﻣل اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻫو اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﺧول ﻟدﺧوﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺑﻧﻛﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ ﯾرﯾد ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺳﺣب
ٕواﯾداع وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت.
إن دﻗﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ رﻗم ﺳري ﻣﺗﻣﯾز ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟو ﻋﺛر
ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أي ﺷﺧص اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﺳري ،وﻫذا ﻧﺎد ار
ﻣﺎ ﯾﺣدث إﻻ ﺑﺈﻫﻣﺎل ﺷدﯾد ﻣن ﻗﺑل ﺣﺎﻣل اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔﺎدي ذﻟك ﻋن طرﯾق ﻣﺧﺎطﺑﺔ
3
اﻟﺑﻧك ﺑوﻗف اﻟﻌﻣل ﺑﻬذﻩ اﻟﺑطﺎﻗﺔ.
-1ﺣﺎﺑت آﻣﺎل ،اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ .ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ، 2015 ،ص.106
-2ﻋﺎطف ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺣﺳن ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ) ،ﻣﻔﻬوﻣﻪ ،ﺻورﻩ ،ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ(
د ط ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ، 2009،ص. 70
-3ﻋﻼء ﻣﺣﻣد ﻋﯾد اﻟﻧﺻﯾرات ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 36
15
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1اﻟﻌﺑودي ﻋﺑﺎس ،ﺗﺣدﯾﺎت إﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﺳﻧدات اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﺟﺎوزﻫﺎ ،ط ، 1ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ. ،ﻟﺑﻧﺎن ، 2010 ،ص.149
-2ﺑﺷﺎر ﻣﺣﻣود دودﯾن ،اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ،ط ، 2دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،
،2010ص.247
-3اﻟﻌﺑودي ﻋﺑﺎس ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 149
-4ﺑﺷﺎر ﻣﺣﻣود دودﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 248
-5ﺛروت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص38
16
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬم وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن واﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺛﻘﺔ واﻷﻣﺎن ﻣن ﺧﻼل وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺛﺑت
ﺗﺻدﯾق ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود.
وﻧظ ار ﻟﻠدور اﻟﻣﻬم اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﻪ اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺟب اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع
اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وطﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻟث ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وطﺑﯾﻌﺗﻪ
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﯾﻌرف اﻟﺗﺻدﯾق ﺑﺄﻧﻪ ":ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻐرض
ّ
اﻟذي ﯾراد اﺳﺗﺧدام اﻟﺗوﺛﯾق ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ".
وﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺻﯾﻐت ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أﻧﻪ ":ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺄﻛد
واﻟﻣوﺛوﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﻫوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻷﺟﻬزة واﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻷﺧرى ﻣن ﺧﻼل ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
1
واﻻﺗﺻﺎﻻت".
وﯾﺳﺟل ﺑﻬذا اﻟﺻدد اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ،
ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾﺳﻣﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ،وﻣن ﯾﺳﻣﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق ،وآﺧرون ﺑﺎﻟﺗوﺛﯾق.
ّع اﻟﺟزاﺋري أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم اﻟﺗﺻدﯾق ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 02اﻟﻔﻘرة
وﻧﺟد أ ن اﻟﻣﺷر
15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04-15ﻟﺳﻧﺔ 2015اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ،ﺣﯾث
ﻋرف ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" :ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد واﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
ّ
2
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن".
ﺛﺎﻧﯾﺎ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﯾﻘول اﻟﺑﻌض ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،أن ﻣﻧﺢ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﺳﻠطﺔ
ﯾﻘرب ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﻣر ﻣن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺛق ﻓﻲ
ﺗوﺛﯾق اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ّ
3
اﻟﺗﺻرف اﻟﻣراد ﺗوﺛﯾﻘﻪ".
ّ اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،أي اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺷﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻣن ﻣﺿﻣون
- -1ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،دار ﺷﺗﺎت ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺑرﻣﺟﯾﺎت ،ﻣﺻر ،اﻹﻣﺎرات ، 2013 ،ص. 65
-2اﻟﻣﺎدة 02ف ، 15ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم) ، (04-15اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
-3ﻋﺎﺑد ﻓﺎﯾد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻓﺎﯾد ،اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻷﻣن اﻟﺗﻘﻧﻲ :دراﺳﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﻛرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2004 ،ص71
17
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﻘول "ﻋﺎﻟﺞ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣوﺿوع ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﺗﺣت اﺳم ﻓﻛرة
اﻟﻣوﺛّق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﻓرق ﺟوﻫري ﺑﯾن ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻣوﺛّق،
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻻ ﺗﻣﻠك أو ﻟﯾس ﻣن ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ أن ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ إﻧﺷﺎء وﺗﺄرﯾﺦ وﺣﻔظ
اﻟﻣﺣررات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون" .
ﻓﻣﻬﻣﺔ ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻓﺣص اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
و إﻋطﺎء ذوي اﻟﺷﺄن ﺷﻬﺎدة ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﺳﻣﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻣﻊ ذﻟك
1
ﺗﺷﺗرك ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﻣﻊ اﻟﻣوﺛّق ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻣل ﺑﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻔرع ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف ﺑداﯾﺔً ّﺛم ،ﺗﺣدﯾد دور
واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ،وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق
ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ دوﻟﯾﺎ و إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻣن ﺑﯾن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻧورد ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻋرف ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﺑﺄﻧﻬﺎ ":ﻫﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﻌﻰ
ﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت أﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
إﻟﻰ ﻣلء اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟوﺟود طرف ﺛﺎﻟث ﻣوﺛوق ﺑﻪّ ،
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل إﺻدار ﺷﻬﺎدات ﺗﺛﺑت ﺻﺣﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﺑﺎدل
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻟﺗوﺛﯾق ﻫوﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ ،وﻛذﻟك ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎم
2
اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﻪ".
وﻋرف ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﯾﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ )(2001
ﯾُﺻدر
ﻣﻘدم ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة ) (2-eﺑﺄﻧﻪ" :اﻟﺷﺧص اﻟذي ْ
ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺻدﯾق أو ّ
3
ﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت أﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ".
اﻟﺷﻬﺎدات اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ّ
18
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
19
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ب -ﺗﻌﻘب اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﻟﻠﺗﺣري ﻋﻧﻬﺎ وﻋن ﺟدﯾﺗﻬﺎ و ﻣﺻدﻗﯾﺗﻬﺎٕ ،واذا
ﺗﺑﯾن ﻋدم اﻣن اﺣد ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻊ ﺗﻘوم ﺑﺈرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺣذﯾرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﻬﺎ ﺗوﺿﺢ ﻓﯾﻬﺎ
ﻋدم ﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻊ.
ج -إﻣﺳﺎك اﻟﺳﺟﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗواﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﺗوﺿﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻬذﻩ
اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت وﻣﺎ ﺗم إﻟﻐﺎؤﻩ ﻣﻧﻬﺎ وﻣﺎ ﺗم إﺑطﺎﻟﻪ ،وﻛذا ﻣﺎ ﺗم إﯾﻘﺎﻓﻪ ،وﺗﻌﻠﯾق اﻟﻌﻣل ﺑﻪ.
د -ﺗزوﯾد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺷﻬﺎدات اﻟﺗوﺛﯾق أو اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ،
وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗوﺛﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺷﺧص ﻣﺻدرﻩ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
إﺟراءات ﺗوﺛﯾق ﻣﻌﺗﻣدة ،وﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدات اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻬﺎدة ﻫو اﻟﺷﺧص
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎم ،وﺷﻬد ﺑﺎن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫو ﺗوﻗﯾﻊ ﺻﺣﯾﺢ ﯾﻧﺳب ﻟﻣن أﺻدرﻩ،
1
وﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟﺷروط واﻟﺿواﺑط أﻟﻠﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ دﻟﯾل إﺛﺑﺎت ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻪ.
-2اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق
إن أﻫم اﺧﺗﺻﺎص ﯾُﺳﻧد ﻟﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾق
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﺻﺣﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ،وﺗﻐطﻲ ﻣﺟﺎﻻت
ﻋدة ﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻹدارة واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ،ﻓﯾﺗم إﺻدار وﺗﺳﻠﯾم ﺷﻬﺎدات
2
اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ ﺗﻠك اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت".
ﻓﻔﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﺈن دور ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﺷﻬﺎدات
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﯾﻘوم ﺑﺄداء ﺧدﻣﺎت أﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻣﻧﻬﺎ ﺣﻔظ
اﻟوﺛﺎﺋق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ) (30ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ) (162- 07ﻟﺳﻧﺔ 2007
ﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت
ﺑﻘوﻟﻬﺎ أن " :ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺳﻠم ﺷﻬﺎدات إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أو ّ
3
أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ" .
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،اﻟﻌدد /17دﯾﺳﻣﺑر ،2014ص .198
-2ﯾﻣﯾﻧﺔ ﺣوﺣو ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.208
ّخ ﻓﻲ ،2007- 05- 30اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر. -3اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم )ّ (162- 07
اﻟﻣؤر
20
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
إذ ﺗﺧﺗص اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺗرﺧﯾص ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻧﺷﺎط ﺗﺄدﯾﺔ ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ) (33ﻣن اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟﻘﺳم اﻷول ،اﻟﻔرع اﻷول ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04-15ﻟﺳﻧﺔ ،2015ﻛﻣﺎ أﺿﺎف
اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ وأﺷﺎر ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة ) (41وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ أن ﻣؤدي ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
1
ﯾﻛﻠف ﺑﺗﺳﺟﯾل و إﺻدار وﻣﻧﺢ و إﻟﻐﺎء وﻧﺷر وﺣﻔظ ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺑﻌد اﻟﺗطرق ﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺧرﺟﻧﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوار واﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت ،وﯾﻌد إﺻدار ﺷﻬﺎدات اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻣن أﺑرزﻫﺎ ،ﺗﺣﺗﺎج ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة )ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق( إﻟﻰ اﻟوﻗوف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ،أﻧواﻋﻬﺎ ،وأﻫم ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬﺎ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ورد ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ) 03ﻣﻛرر (7ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم
) (162-07ﻟﺳﻧﺔ 2007ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ":وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺻدرﻫﺎ
2
ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﺛﺑت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﻣﻌطﯾﺎت ﻓﺣص اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻣوﻗّﻊ."...
ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04 -15ﻟﺳﻧﺔ 2015واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﻓﻲ
ﻛﻣﺎ ّ
اﻟﻣﺎدة ) 02اﻟﻔﻘرة (07ﺑﺄﻧﻬﺎ":وﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل إﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﺛﺑت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺣﻘق ﻣن
3
اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻣوﻗّﻊ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧواع ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
-01ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻘد أﺷﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 03) :ﻣﻛرر (8ﻣن اﻟﻣرﺳوم )(162- 07
ﺳﻣﺎﻫﺎ اﻟﺷﻬﺎدة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﺟﺎء
ﻟﺳﻧﺔ 2007إﻟﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ّ
ﻓﻲ ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن" :اﻟﺷﻬﺎدة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻫﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل إﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﺛﺑت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن
4
ﻣﻌطﯾﺎت ﻓﺣص اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻣوﻗّﻊ".
21
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
وﻫو ﻧﻔس ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم (04-15) :ﻟﺳﻧﺔ 2015اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق
ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ":ﺷﻬﺎدة ﺗﺻدر ﻋن ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﺣﯾث ّ
ﺗﺛﺑت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻣوﻗّﻊ ،إذ ﺗﺣدد ﻫوﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣوﻗّﻊ وﺗﺛﺑت
ارﺗﺑﺎط ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﻪ".
وﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﻓﺈن ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﺷﻬﺎدة ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﻣﺳﺗوﺟﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ،إذ أﻧﻬﺎ ﺗﺻدر ﻣن أي ﺟﻬﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت
ﻫوﯾﺔ اﻟﻣوﻗّﻊ ﻻ ﻏﯾر ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﺗﺻدر ﻋن ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺻدﯾق
1
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل واﻟﻣوﺛوق ﺑﻬﺎ".
-02ﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣدة
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) 03ﻣﻛرر (9ﻣن اﻟﻣرﺳوم )(162-07
ﻟﺳﻧﺔ 2007وﻋرﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ":ﺷﻬﺎدة إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻣﺣددة" ،وﻫو ﻧﻔس ﻣﺎ ﺟﺎء
ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04- 15ﻟﺳﻧﺔ 2015اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ،إﻻ أن ﻫذا
اﻷﺧﯾر أﺿﺎف ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ،وﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ
ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق ﺑﺗﻔﺻﯾل أﻛﺛر.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧوﻋﯾن اﻷوﻟﯾن ﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻧﺟد أﻧواﻋﺎ أﺧرى ﻣن
اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺈﺻدارﻫﺎ ،إذ ﺗﺗﻧوع ﺑﺣﺳب اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ،
وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
-1ﺷﻬﺎدة ﺗوﺛﯾق اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ وﺗﻌد ﻣن أﻛﺛر أﻧواع اﻟﺷﻬﺎدات اﻧﺗﺷ ار وأﻛﺛرﻫﺎ أﻫﻣﯾﺔ.
-2ﺷﻬﺎدة ﺗوﺛﯾق ﺗﺎرﯾﺦ إﺻدار اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻫﻲ اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗوﺛّق وﻗت وﺗﺎرﯾﺦ
ﺻدور اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟرﻗﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻬﺎدة ﺑﻌد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺈرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ
2
اﻟﺗوﺛﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺗﻬﺎ ﺛم ﺗﻌﯾدﻫﺎ إﻟﻰ ﻣرﺳﻠﻬﺎ.
-3ﺷﻬﺎدة اﻹذن ،ﺣﯾث ﺗﺗوﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋن ﺻﺎﺣب اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛﻣؤﻫﻼﺗﻪ ،ﻣﺣل
إﻗﺎﻣﺗﻪ واﻟﺗراﺧﯾص اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ وﻋﻣﻠﻪ .
22
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-4ﺷﻬﺎدة اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﻣن ﺻﺣﺔ واﻗﻌﺔ أو ﺣدث ﻣﺎ وﻗت وﻗوﻋﻪ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗظﻬر
أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة وﻣدى ﺧطورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻐﯾر وﻋﻠﻰ
1
أﺳﺎﺳﻬﺎ ﯾﺣدد ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ّع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04 -15ﻟﺳﻧﺔ 2015اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
ﻧص اﻟﻣﺷر
وﻗﺳﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم ،ﻧوردﻫﺎ
واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ّ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﻣوادﻩ ﻣن ) (16إﻟﻰ ) (25ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﺳﯾرﻫﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول ،واﻟﺗﻲ
2
ﺗﺗﺧذ ﺷﻛل ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺣﺳب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ) (61- 134ﻟﺳﻧﺔ 2016
ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﻫﻲ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن وﺗطوﯾرﻫﻣﺎ ،إﺿﺎﻓﺔً إﻟﻰ ﺿﻣﺎن وﻣراﻗﺑﺔ ﺻﺣﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﻣﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ،ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﻬﺎم اﻵﺗﯾﺔ:
-إﻋداد ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرأي
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ.
-اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻻﻋﺗراف اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ.
-اﻗﺗراح ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ﻟﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أو
اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوزﯾر اﻷول.
-اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗدﻗﯾق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
3
ﻋن طرﯾق اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗدﻗﯾق.
23
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
-2اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺻدﯾق اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻷطراف اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣوﺛوﻗﺔ واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
-3اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺷﻬﺎدات اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ،واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻧﺣﻬﺎ
ﻣن ﻗﺑل اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣوﺛوق ﺑﻐرض ﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻧد
اﻻﻗﺗﺿﺎء طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
-4ﻧﺷر ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ.
ﺑﻧﺎء
إرﺳﺎل ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﺷﺎط اﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺳﻠطﺔ دورﯾﺎ أو ً -5
24
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗدﻗﯾق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣوﺛوق ،ﻋن طرﯾق اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ -6
25
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
26
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
أﻣﺎ ﺻورة اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺑﯾوﻣﺗري ﻓﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص ﻛﻘزﺣﯾﺔ اﻟﻌﯾن ،ﺑﺻﻣﺔ
اﻷﺻﺑﻊ ،ﻧﺑرة اﻟﺻوت وﻏﯾرﻫﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻘﺎط ﺻورة دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻌﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧدم أو ﺑﺻﻣﺔ ﯾدﻩ أو
ﺻوﺗﻪ ﺛم ﺗﺧزن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺷﻔرة ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ واﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺻﻔﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدم
ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻣﺧزﻧﺔ وﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﻛن ﻗد ﺗﺗﻌرض ﻫذﻩ
1
اﻟﺻورة ﻣن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻟﻸﺧﺗراق ﺑﻔك ﺗﺷﻔﯾر ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﻧﺳﺧﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻘﺎط أرﻗﺎم اﻟﺑطﺎﻗﺎت ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧﯾت ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗراق واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﺑﺎﺳم ﻣﺎﻟك اﻟﺑطﺎﻗﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 2004أﻋﻠن ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻔﯾدراﻟﻲ ) (FBIأﻧﻪ ﯾﺣﻘق ﻓﻲ
ﺣﺎدث اﺧﺗراق أﺟﻬزة ﻛﻣﺑﯾوﺗر ﺗم ﺧﻼﻟﻪ ﺳرﻗﺔ أرﻗﺎم ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻼﯾﯾن ﺑطﺎﻗﺔ وﻓﺎء ﻣن ﺷرﻛﺔ
" ،" Data processors internationalوﻗد ﺗﺳﺗﺧدم ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﻔﺟﯾر اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
ﺿﺦ ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺎز اﻟﻘرﺻﺎن إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌﺔ اﻟﺗﺧزﯾﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺿﻐطﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔﺟﯾر اﻟﻣوﻗﻊ وﺗﺷﺗﯾت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧزﻧﺔ ﻓﯾﻪ،
ﻟﺗﻧﺗﻘل ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﻘرﺻﺎن ،ﻟﯾﺗﺟول ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ
2
ﻣن أرﻗﺎم وﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺑطﺎﻗﺎت اﻟوﻓﺎء.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺳﺗﺧدام أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ دو ار واﺳﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،وﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﺣﯾث اﺗﺟﻪ اﻟواﻗﻊ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑدﯾل ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﯾﺳﺗطﯾﻊ
أن ﯾؤدي ذات اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﯾﺗﻛﯾف ﻣﻊ وﺳﺎﺋل اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،وﻫذا
اﻟﺑدﯾل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون رﻗﻣﺎ ﺳرﯾﺎ أو رﻣ از ﻣﺣددا وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أي اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن إﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﺣددة ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﻣﻘدﻣﺎ
ﻓﯾﻛون ﻣﺟﻣوع ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻫو اﻟﺑدﯾل اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﻫو ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﻪ
3
ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﺟراﺋﻲ.
1
-أﻣﺟد ﺣﻣدان اﻟﺟﻬﻧﻲ"،ﺟراﺋم ﺑطﺎﻗﺔ اﻟدﻓﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت"،ﻣوﻗﻊ اﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
2021/05/24ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔhttp://www.cojss.com/article.php?a=219 15:45 ،
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
-3أﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻛردي ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ" 32 ،ﺳﺑﺗﻣﺑر 2011ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
2021/05/24ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/323677 20:20
27
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
إن ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﺟﻌل ﺗزوﯾرﻩ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ،وﯾﺻﺑﺢ اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﺻﻌﺑﺎ
ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺳﻬوﻟﺔ اﻛﺗﺷﺎف ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺧطﻲ ﺑﻣﺿﺎﻫﺎة اﻟﺧطوط ،ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺗرك ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أﺛ ار ظﺎﻫ ار ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫو ﺧﺗم اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺷﻔر ﯾﻣﻠك ﻣﻔﺎﺗﺣﻪ
1
ﺻﺎﺣب اﻟﺗوﻗﯾﻊ .
وﯾﺗم ﺗزوﯾرﻩ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﺎدي
ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻠﯾد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻷﺻﻠﻲ.
إن ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أﻣر ﺻﻌب ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﺎدي ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻧظوﻣﺔ رﻗﻣﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ أﻣﺎن ﺗﻘﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻟرﻗﻣﻲ وﻫو أﻫم ﺻور اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوال اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﻠوﻏﺎرﯾﺗﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﻣد
2
ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾؤﻣﻧﻪ ﻧظﺎم اﻟﺗﺷﻔﯾر.
وﻟذﻟك ﯾﻌرف اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻧظﺎم ﺗﺷﻔﯾر اﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺗﺎح ﺧﺎص
وﻣﻔﺗﺎح ﻋﺎم ،وﺗﻧﺷﺄ اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺿﻣن اﻟﺳرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدم
اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣررات اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﯾﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ
ﺑطﺎﻗﺔ ذﻛﯾﺔ ﻣؤﻣﻧﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎم ﻓﯾوﺿﻊ ﻟدى ﺷﺧص ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،وﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘق
ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣرر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ وﺳﻼﻣﺔ ﻣﺣﺗوى اﻟﻣﺣرر
3
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻷﺻﻠﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺻور اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
أوﻻ :ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﻋﻧد ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ"،ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟدﺧول واﻟﺑﻘﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ،ﻓﺎﻷول
ﺑﺎﺧﺗراق ﻧظم ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻘد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻏﯾر ﯾﺗﺣﻘق
اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ أو أن ﯾﻛون اﻟدﺧول ﻗد ﺗم ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺻرح ﺑﻪ إﻻ أن اﻟﻘﺎﺋم ﺑﺎﻟدﺧول اﺳﺗﻣر
-1ﯾﺎﺳر اﻟﻌدل ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،2009/09/29 ،ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2021/05/25ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ 17:20
=https://www.m.ahewar.org/index.asp?ry=5&r=50&cid=0&i=1005&u=&q
-2ﻣﺣﻣد ﻣﺣروك ،ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت" 4 ،ﻓﯾﻔري ،2013ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
2021/05/25ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ https://www.marocdroit.com 19:10
-3ﯾﺎﺳر اﻟﻌدل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
28
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
داﺧل اﻟﻧظﺎم ﻣﺗﺟﺎو از اﻟﺣد اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻟﻠﺑﻘﺎء داﺧﻠﻪ ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ رﻏم أن
اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ﻛﺎن ﻣﺷروﻋﺎ".
-1اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ:
ﯾﺗﻛون اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ" ﻣن ﻧﺷﺎط إﺟراﻣﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻓﻌل اﻟدﺧول ﻏﯾر
اﻟﻣرﺧص ﺑﻪ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت أو ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ أو اﻟﺑﻘﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺻرح
ﺑﻪ" ،1و"داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺛﺎر اﻟﺗﺳﺎؤل ﺑﺷﺄن ﻫذا اﻟﻔﻌل وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﻌل اﻟذي
2
ارﺗﻛﺑﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫو ذاﺗﻪ اﻟﻔﻌل اﻟﻣؤﺛم ﻗﺎﻧوﻧﺎ؟".
ﻓﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻘﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ" ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻﺑد وأن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛّل ﻓﻲ اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻗد وﻗﻊ ﻋﻠﻰ أﻧظﻣﺔ
ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ أو ﻗﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ" ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺻﻧّف ﻣن
ﺟراﺋم اﻟﺧطر ،ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺟرﯾم اﻟﺳﻠوك دون ﺗوﻗف ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
3
ﻟﯾﺳت ﻣن ﺟراﺋم اﻟﺿرر اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﺑط اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺣﺻول ﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ".
-2اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي:
اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧظم ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ "ﻣن اﻟﺟراﺋم
ّ إن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻏﯾر
اﻟﻌﻣدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺛّل اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑرﻛﻧﯾﻪ اﻟﻌﻠم واﻹرادة ،وﻻ
ّع ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺗطﻠب ﻗﺻدا ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ وذﻟك ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﺧطر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷر
ّع ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل
ﻣﺟرد إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷر
4
اﻟﻣﺎدي ﻣﻊ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ دون اﺷﺗراط ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ".
اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻟﻘﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق
ّ واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻏﯾر
ﺟرﻣت
ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺗﺧذ ﺻورة اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ "،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ّ
5
اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻗد ﺗطﻠﺑت اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم.
ّ ﻫذا اﻟدﺧول ﻏﯾر
-1ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2013 ،ص.47
-2ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.141
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .142
-4اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.167
-5اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.168
29
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
30
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻧﺻب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋدة وﺳﺎﺋل اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﺗواﻓرﻫﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺟرم اﻟﻣرﺗﻛب ﻣﺑﻠﻎ اﻻﺣﺗﯾﺎل
وﻫﻲ:
-اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ.
اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ.
ّ -اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎل ﺛﺎﺑت أو ﻣﻧﻘول ﻟﯾس ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ وﻻ ﻟﻪ ﺣق
-اﺗﺧﺎذ اﺳم ﻛﺎذب أو ﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺈن اﻗﺗﺻﺎر اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ
" 1
ﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻣﺎدي اﻟﺑﺣت ﻻ ﯾﺣﻘق اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ .
وﯾﺗﺟﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ أن "ﻏش وﺧداع ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺣﺎﺳﺑﺎت ﻟﺳﻠب اﻟﻣﺎل
ﺗﺗﺣﻘق ﺑﻪ اﻟطرق اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 405ﻋﻘوﺑﺎت ،ﺣﯾث ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻛذب ﻣظﻬر ﺧﺎرﺟﻲ وﻫو إﺑراز اﻟﻣﺣررات أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣدﺧﻠﺔ ﻟﻠﺣﺎﺳب وﻧظﺎم ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ".
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ "ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﺳم ﻛﺎذب أو
ﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣن ذﻟك اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام أﺳﻣﺎء
2
وﺷﻔرات ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻪ اﻟﺷرﻋﯾﯾن ﺑﻘﺻد اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت ،وﻣن ﺛم اﻷﻣوال".
ب -ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ )اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ(:
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ "ﯾﻘوم اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎدي
ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﯾﺟب أﻻ ﯾُ ﻧظر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺎدي ﻓﻘط ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﻋﻧﺻرﻩ اﻟﺟوﻫري إرادة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧداع وﻟﯾﺳت اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺳوى ﻣظﻬرﻩ
3
اﻟﻣﺎدي أو أﺛرﻩ".
ج -ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن طرق اﻻﺣﺗﯾﺎل وﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت:
"ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل اﻟﺗﺎﻣﺔ أن ﯾﺻدر ﻣن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻌل اﻻﺣﺗﯾﺎل ،وأن ﯾﺳﻠم
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻪ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧﻲ ،ﺑل ﯾﻠزم أن ﺗﺗوﻓر ﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻓﻌل
-1ﻣﺣﻣد ﻫﺷﺎم ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن ،2008،ص .80
-2ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.167
-3ﻣﺣﻣد ﻫﺷﺎم ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.85
31
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻻﺣﺗﯾﺎل وﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻣﻠوك وأن ﯾﻛون اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺛﻣرة أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸول" ،1ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻻﺑد ﻣن
ﺗواﻓر ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻓﻌل اﻻﺣﺗﯾﺎل وﻓﻌل اﻟﺗﺳﻠﯾم.
ﻫذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺈن ﺗواﻓر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻻزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ "،ﻓﻘد ذﻫب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ أن ﻏش وﺧداع ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺳﻠب اﻟﻣﺎل
ﯾﺗﺣﻘق ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛذب اﻟذي ﺗدﻋﻣﻪ ﻣظﺎﻫر ﻣﺎدﯾﺔ أو ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗؤﯾدﻩ،
2
ﻛﺗﻘدﯾم ﻣﺣررات ﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗﻼﻋب أو ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣدﺧﻠﺔ إﻟﯾﻪ.
-3اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ ﻓﻬو ﯾﺳﺗﻠزم ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻧوﻋﯾﻪ أي اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص.
أ -اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم:
ﯾﻘوم اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻري اﻟﻌﻠم واﻹرادة "،إذ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻌﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ أن
اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ،
ﻛﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺎدة )/8ب(
أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺟب أن ﺗُرﺗﻛب ﻋﻣدا ،وﯾﺗﻣﺛّل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﺗﻼﻋب أو اﻟﺗدﺧل
3
أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟذي ﯾﺳﺑّب ﺿرار ﻣﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻐﯾر".
-1اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص:
ﯾﻘوم اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل "اﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﺷﻲء اﻟذي
ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،وﯾﺑﺎﺷر ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﯾطرة اﻟﺗﻲ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وأن ﯾﺣرم
اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ ،وﻟﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻓﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎل ذات ﻣدﻟوﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ ،ﻓﺈذا
4
ﻟم ﺗﺗواﻓر ﻟدى اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﯾﺔ ﺗﻣﻠك اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻓﺈن اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﻻ ﯾﺗواﻓر ﻟدﯾﻪ".
32
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
أﻣﺎ اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ ﻧظم ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻬﻲ "ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﺗواﻓر
إرادة ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﻛون اﻟﻔﻌل اﻟﻣراد ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻣؤﺛم ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻣﻊ ذﻟك ﺗﺗﺟﻪ ﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ
ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ،إذ أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﺗﻼﻋب اﻟذي ﯾرﺗﻛﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ
ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺑﺈدﺧﺎﻟﻬﺎ إﻟﯾﻪ،
ﻓﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ ،وﯾﺳﻠﻣﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻫو ﻓﻌل
1
ﻣﺟرم ﻗﺎﻧوﻧﺎ".
ّ
إذا ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ "ﯾﺟب أن ﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻟﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ ،وﻫو ﻣﺎ ﻓﺳرﺗﻪ اﻟﻣذﻛرة اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑوداﺑﺳت
اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻓﻲ 2001-11-23ﺑﺄن ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗطﻠب ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﻗﺻدا ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﻐش أو ﻧﯾﺔ اﻟﻐش ﺧﺎﺻﺔ ،أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻧﯾﺔ ﻏﯾر
2
آﻣﻧﺔ أو ﻏﯾر ﺷرﯾﻔﺔ ﺑﻐرض اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺷﺧص اﻟﺟﺎﻧﻲ أو ﻟﻐﯾرﻩ".
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﺟرﯾﻣﺔ أﺧرى ﻣن ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف اﻟﺗزوﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدي
واﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣن ﺛم اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ،وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋﻘوﺑﺔ
ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت.
-01ﺗﻌرﯾف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
أ -ﺗﻌرﯾف اﻟﺗزوﯾر :ﯾﻌرف اﻟﺗزوﯾر ﻟﻐﺔً ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "إﺻﻼح اﻟﻛﻼم وﺗﻬﯾﺋﺗﻪ ،وﻫﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ
ﻣن اﻟزور وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻛذب واﻟﺑﺎطل ﻓﯾﻘﺎل ﻛﻼم ﻣزور وﻣﻣوﻩ ﺑﺎﻟﻛذب ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﯾﻌرف ﻋﻠﻰ
3
أﻧﻪ ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺷﺧص ﻟﯾﻐش ﺑﻬﺎ آﺧر".
أﻣﺎ اﻟﺗزوﯾر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻬو":ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ وﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﻛذب اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص
ﺑﻐرض ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺣرر أو ﺳﻧد ﻋﻣوﻣﻲ أو رﺳﻣﻲ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ
-1أﺳﺎﻣﺔ ﺑن ﻏﺎﻧم ﻟﻌﺑﯾدي"،ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟﻣﺟﻠد 28
اﻟﻌدد ،56ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2012،ص.166
-2ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.214
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.233
33
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﺣﻘوق أو اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷﺣد أو ﺑﻌض أطراف اﻟﺳﻧد
1
أو اﻟﻣﺣرر ﻣﺣل اﻹدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺗزوﯾر".
اﻟﻣﺧزﻧﺔ
ّ واﻟﺗزوﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
2
ﻓﻲ أﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳب اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺷﺑﻛﺔ أو اﻋﺗراض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﻘﺻد ﺗﺣرﯾﻔﻬﺎ وﺗزوﯾرﻫﺎ".
ب -اﻟﺗزوﯾر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ :ﻋرف اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗزوﯾر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ )اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ( ﺑﺄﻧﻪ ":ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ آﻟﯾﺎ واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻧﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ" ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ" :
ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﺳوًاء ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣرر أو دﻋﺎﻣﺔ طﺎﻟﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎﻣﺔ
3
ذات أﺛر ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﺣق ،أو ﻟﻬﺎ ﺷﺄن ﻓﻲ إﺣداث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ".
- 02اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
ﯾﺗﻣﺛل اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﯾﺣﺻل اﻟﺗزوﯾر ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت
ﻛﺎﺳﺗﺧدام ﺑراﻣﺞ ﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ وأﻧظﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك.
أ -ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ )ﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﻲ(" :ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫو اﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ،أي ﻫو إدﺧﺎل
اﻟﻣﺣرر اﻟﻣراد ﺗزوﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻐﯾر ﻣﺿﻣوﻧﻪ أو ﺷﻛﻠﻪ وﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻌدﻣﻪ أو
ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ ّ
4
ﯾﻬدر ﻗﯾﻣﺗﻪ".
ُ وﯾُ ﻘﺻد ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﯾﺿﺎ" :ﻟﯾس ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ إﻧﻣﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻛﺄن ﯾﺛﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﺣرر اﻟﻣزور ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف إرادة ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن وﯾﻘوم ﺑﺗزوﯾر ﺗوﻗﯾﻊ
5
ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺻﺎدف ذﻟك اﻟواﻗﻊ ﻓﻌﻼ".
وﯾﻛون اﻟﺗزوﯾر ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت "ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺷراﺋط أو اﻟﻣﺣررات اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺛّل ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ طﺎﻟﻣﺎ ﺣدث ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﻧﻔﺳﻪ ،وﻫو ﻣﺎ
اﻧﺗﻬﺟﻪ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺗزوﯾر ﻫو
-1ﻋﺑﺎس ﺣﻔﺻﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣﻣد ﺑن ﺑﻠﺔ ،وﻫران2015 ،1
ص.61
-2ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.253
-3ﺣﻧﺎن ﺑراﻫﻣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.189
-4ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد ﻧﺑﯾل اﻟﺷﻧراﻗﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.249
-5اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .250
34
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺗﻐﯾﯾر أﻟﺗدﻟﯾﺳﻲ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ اﻟﻧص ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﺗزوﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻣﺣررات
وﻛذا ﺗزوﯾر اﻟﻣﺣررات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣطﺑوﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻧد أو دﻋﺎﻣﺔ أو ﺑﺄﯾﺔ
1
وﺳﯾﻠﺔ".
ب -وﺳﺎﺋل وطرق اﻟﺗزوﯾر :ﻣن أﺷﻬر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ "اﺳﺗﺧدام ﺑراﻣﺞ ﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ أو أﻧظﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك ﯾﺗم ﺗﺻﻣﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻏرار اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻧظم اﻟﻣﺷروﻋﺔ أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص ﻛﺳر اﻟﺷﻔرة واﻟوﺻول إﻟﻰ
2
اﻷرﻗﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﺳﺧﻬﺎ و ا ٕ◌ﻋﺎدة اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك".
وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﺗزوﯾر "ﻣﻣن ﻟدﯾﻬم ﺧﺑرة ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺎﺳب
اﻵﻟﻲ وﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑراﻣﺞ واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ،إذ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻣﻧظوﻣﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ
ﺧﺎﺻﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻧظم وﻓك ﺷﻔرات اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑراﻣﺞ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣن ﺛَم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ أﻏراض اﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻧﺳﺧﻬﺎ أو ﺗزوﯾرﻫﺎ ووﺿﻌﻬﺎ
3
ﻋﻠﻰ ﻣﺣرر ﻣزور".
ﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن اﻟﺗزوﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﻣر ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣل أﺳﺎﺳﯾﺔ
4
وﻫﻲ:
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﺎﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت ﻋﻧد اﻹدﺧﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ،إذ ﯾﻘوم
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إدﺧﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻧظﺎم دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ،
ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾؤدي ﻋﻣﻠﻪ
-ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻹﺧراج ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣزورة وﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻻ ﺗطﺎﺑق اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
ﺣﻔظﻬﺎ داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ.
-ﻣرﺣﻠﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،إذ ﯾﺗرك
اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ دون ﺗﻐﯾﯾر ،وﯾﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺎص
35
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺳوًاء ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ آﺧر ﯾﺣﻘق ﻫدف
اﻟﺟﺎﻧﻲ.
-ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻼﻋب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻧظﺎم ﻛﺎﻟﻣﺣررات واﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﻘوم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت رﻏم ﺧروﺟﻬﺎ ﺳﻠﯾﻣﺔ وﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن
ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
وﻋﻠﯾﻪ "ﻓﺎﻟطرق اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﺗزوﯾر ﻟﯾﺳت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ )اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ( ﻷن ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺗطورة وأﺷﻛﺎﻟﻬﺎ ﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ،
وﻟذﻟك ﻻ ﯾﻧﺎﺳب اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺟرﯾم ﺗزوﯾر اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ أن ﺗﻛون داﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﺻر طرق اﻟﺗزوﯾر ﻓﯾﻬﺎ".
-03اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي:
ﻻ ﺗﻛﺗﻣل ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ "إﻻ ﺑﺗواﻓر اﻟرﻛن
اﻟﻣﻌﻧوي إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺟراﺋم ،وﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ".
وﺻورة اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﯾﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻧوﻋﯾﻪ" ،اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم
واﻟﻣﺗﻣﺛّل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﻐﯾّر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وأن ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻣﺣرر ﺑﺈﺣدى
اﻟطرق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وأن ﻣن ﺷﺄن ﻓﻌﻠﻪ إﺣداث اﻟﺿرر ،وﻋﻠﻣﻪ ﺑﺄن ﻫذا اﻟﻔﻌل
ﻫو ﻓﻌل ﻣﺣظور وﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻘﺑل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،وﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﻌل وﯾﻘﺑل
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ إﻟﻰ ﻓﻌل ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻷﺛر اﻟﻣﺗرﺗب
1
ﻋﻠﯾﻪ وﻫو أن ﯾﺷﺗﻣل اﻟﻣﺣرر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ".
ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ،
"واﻟﻣﺗﻣﺛّل ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ
2
ّزّور ﻣن أﺟﻠﻪ".
36
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
37
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
وﻗد ﯾﻘﻊ اﻹﺗﻼف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻧﺳوﺧﺔ ﻋﻠﻰ ﺷراﺋط أو دﻋﺎﻣﺎت ،وﻗد ﯾﻘﻊ أﯾﺿﺎ
اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺛل ﺷﺎﺷﺎت اﻟﻌرض
ﻋﻠﻰ ّ
واﻷﺷرطﺔ واﻷﺳطواﻧﺎت واﻟﻛﺎﺑﻼت واﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ واﻷﻗراص اﻟﻣﻣﻐﻧطﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻛوﻧﺎت
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺳوًاء ﻛﺎﻧت ﺗﺣوي ﺑﯾﺎﻧﺎت أو ﺑراﻣﺞ أو ﻣﺟرد أوﻋﯾﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ،ﺑﺷرط أن ﯾؤدي اﻹﺗﻼف
أو اﻟﺗﺧرﯾب إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾﻠﻬﺎ أو ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ
1
ﻟﻼﺳﺗﺧدام.
وﯾﺗطﻠب ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ "ﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﺿرر ،ﻓﺎﻟﺿرر ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﻋﺗداء وﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑراﺑطﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺎل ﺗواﻓر أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﯾﺳﺗوي
2
أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﺿرار ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ،
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي:
ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟ ارﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ ،ﯾﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ ﺗواﻓر رﻛن ﻣﻌﻧوي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﺻد
ﺑﻌﻧﺻرﯾﻪ اﻟﻌﻠم واﻹرادة "،ﯾﺗﻣﺛل اﻷول ﻓﻲ ﻋﻠم ﻣرﺗﻛب اﻟواﻗﻌﺔ )اﻟﺟﺎﻧﻲ( ﺑﺄن
ْْ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم
ﻓﻌل اﻹﺗﻼف أو اﻟﺗﻌﯾﯾب ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﺣظور وﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وأن ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ
اﻟﻣﺟرم ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﺗﻼف أو اﻟﺗﻌﯾﯾب ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺣﺎدث ﻏﯾر ﻣﻘﺻود ﻛﻣﺎ ﻟو وﻗﻊ ﻣن
ﻟﻠﻔﻌل ّ
3
اﻟﻌﺎﻣل ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز أدى إﻟﻰ إﺗﻼف ﺟزء ﻣﻧﻪ ،ﻓﻼ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن "ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺗطﻠب ﻗﺻدا ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،و ا ٕ◌ﻧﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ وﺟود اﻟﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺻرﯾﻪ اﻹرادة واﻟﻌﻠم ،ﻓﺗﻘوم ﺑذﻟك اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺗواﻓر اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي واﻟﻘﺻد
4
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم.
38
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻧظم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،2016 ،ص .74
39
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ب -ﻓﻲ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﻣﺷددة :أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر ﻓﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺿﺎﻋف ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول واﻟﺑﻘﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع إذا ﺗرﺗب ﻋن ﻫذا اﻷﺧﯾر إﻣﺎ
ﺣذف أو ﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌطﯾﺎت ،ﺳواء ﻓﻲ ﺣدﻫﺎ اﻷدﻧﻰ اﻟذي أﺻﺑﺢ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ
أﺷﻬر ،أو ﻓﻲ ﺣدﻫﺎ اﻷﻗﺻﻰ إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﻧﺔ واﺣدة .
1
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐراﻣﺔ ﺗﻛون ﻣن 50.000دج إﻟﻰ 150.000دج.
-2اﻟﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﻟﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء اﻟﻌﻣدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺗﻲ
اﻻﻋﺗداء اﻟﻌﻣدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣوﺟودة داﺧل اﻟﻧظﺎم ﺛم اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت.
أ -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗداء اﻟﻌﻣدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت :اﻟﻣوﺟودة داﺧل اﻟﻧظﺎم ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
394ﻣﻛرر 1ﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻋﺗداء اﻟﻌﻣدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت
500.000دج إﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﺗﻣﺗد ﻣن 6أﺷﻬر إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن
2.000.000دج.
ب -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻣﻌطﯾﺎت :ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﻘرﯾر
ﻋﻘوﺑﺗﺎن أﺻﻠﯾﺗﺎن ﻫﻣﺎ اﻟﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ.
ج -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر2
ف 1ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻌﺎل واﻷﻋﻣﺎل واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺑﺣﺛﻬﺎ وﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ،وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾرﻫﺎ وﻧﺷرﻫﺎ أو اﻻﺗﺟﺎر
ﻓﯾﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻣدي أو ﻋن طرﯾق اﻟﻐش ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر
2
ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬرﯾن إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 1.000.000دج إﻟﻰ 5.000.000دج.
د -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺻورة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺻور اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﻓﻌل ﻣن اﻷﻓﻌﺎل
-1اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر ،ف ،2ف ،3اﻷﻣر 156-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ18 :ﺻﻔر 1386اﻟﻣواﻓق 8ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 1966اﻟذي
ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر 01-20اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30 :ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ .2020
-2ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.75
40
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺗﻲ ﺣﺻرﺗﻬﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر 2ف ،1 2ﻫﻲ اﻟﺣﯾﺎزة أو اﻹﻧﺷﺎء أو
اﻟﻧﺷر أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت.
ه -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﻓﻧﺟد أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﺗﻔرض ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﻋدام ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذا ﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم
وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺷﻣﻠت ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺎت أﺧرى ﻛﺎﻟﺳﺟن واﻟﺣب واﻟﻐراﻣﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛﻣﺎ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣواد 214 :ق ع215 ،ق ع ،و 216ق ع 217 ،ق ع 218 ،ق ع ،اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗزوﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،وﻛذﻟك اﻟﻣواد 394ﻣﻛر ار إﻟﻰ ﻣﻛررة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ وﺗﻌﺗﺑر
اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟرم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون
أﺻﻠﯾﺔ وﻗد ﺗﻛون اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻟوﺟود ﻋﻘوﺑﺔ أﺧرى ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد أﻣﺎ أن ﯾﺣﻛم
ﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ أو ﻻ ﯾﺣﻛم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟراﺋم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ،اﻗر اﻟﻣﺷرع ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺻور اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﻫﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛررة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﻣﺻﺎدرة أﺟﻬزة واﻟﺑراﻣﺞ واﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣﻊ إﻏﻼق اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻘﺳم ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ إﻏﻼق اﻟﻣﺣل أو ﻣﻛﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﯾﻌﻠم ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ
2
وﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻣﻛن ﺣﺻر اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ:
-1اﻟﻣﺻﺎدرة
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 15ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻫﻲ :اﻷﯾﻠوﻟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺎل أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻣوال ﻣﻌﯾﻧﺔ ،أو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء وﺗﺷﻣل اﻟﻣﺻﺎدرة
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم أﺟﻬزة واﻟﺑراﻣﺞ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻛون اﻟﻣﺻﺎدرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻋﻘوﺑﺔ وﺟوﺑﯾﺔ.
41
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-2إﻏﻼق اﻟﻣوﻗﻊ
ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
1
اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت.
-3إﻏﻼق اﻟﻣﺣل أو ﻣﻛﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل
ﺷرط أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﺑﻌﻠم ﻣﺎﻟك اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺳﻣﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟدﺧول
ﻋﺑر اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ وﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻼﻋب ﺑﺎﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻣﺛل ﻣﻘﺎﻫﻲ اﻻﻧﺗرﻧت وﻫﻧﺎ
وﺟب اﻟﺗﺄﻛد واﺛﺑﺎت رﻛن اﻟﻌﻠم ﻟدى اﻷﺧﯾر اذ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﻻ
ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﻌد إداﻧﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدة اﻟﻐﻠق ﻟم ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺎدة 394
2
ﻣﻛرر 6ﻣن ق ع ج ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣؤﯾدة أو ﻣؤﻗﺗﺔ .
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﻟﻠﻣﺛل ﻓﻲ ﺣرﻣﺎن ﻣرﺗﻛب
اﻟﺗزوﯾر ﻣن ﺗوﻟﻲ ﺑﻌض اﻟوظﺎﺋف وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر
وﻣﻛرر 1ﻣن اﻷﻣر 156-66اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻓﺗﺗم ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدرة اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ
ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر ﻛﺟﻬﺎز اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﻌدات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو
3
ﻛﺎﻧت ﻣﻌدة ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل وذا ﻣﺎ ذﻛرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر.3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ
ﺗطﺑﯾﻘﺎ اﻟﺗوﺻﯾﺔ اﻟواردة ﺑﺎﻟﻣﺎدة 12واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﯾﺳﺎل اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺳواء ﺑﺻﻔﻪ ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ أو ﺷرﯾﻛﺎ أو ﻣﺗدﺧﻼ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎل ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو
اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ ﺷرط أن ﺗﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺑت اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﺑواﺳطﺔ أﺣد
4
أﻋﺿﺎﺋﻪ أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ.
-1ﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎطﻠﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2015،ص 222
-2اﻟﻣﺎدة ،394ﻣﻛرر ،06ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 156- 66اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
-3ﻓﺷﺎر ﻋطﺎء اﷲ ،ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ أﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﺣول اﻟﻘﺎﻧون
واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣزﻋم ﻋﻘدﻩ ﺑﺄﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﻠﯾﺑﯾﺎ ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر ،2009
-4اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻺﺟرام اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ.
42
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
43
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗﻧص ﺗﺿﺎﻋف اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺳم إذا اﺳﺗﻬدﻓت اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ أو
1
اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم دون اﻹﺧﻼل ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت أﺷد.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ
وﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺑق أن ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷرح ﺑﺎﻟﻣطﻠب اﻷول اﻟﺧﺎص
ﺑﺎﻟﺟزاءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺣﻘوق اﻟﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﺑﺣﻛم
ﺑﻣﺻﺎدرة أﺟﻬزة واﻟﺑراﻣﺞ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣﻊ إﻏﻼق اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻘﺳم ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ إﻏﻼق اﻟﻣﺣل أو ﻣﻛﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻘد ارﺗﻛﺑت ﺑﻌﻠم ﻣﺎﻟك ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺷروع واﻻﺷﺗراك
ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺷرع ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻬﺎ ﻓﺈذا ﺗﻌددت اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻬﺎ ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ
2
ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺷد.
وﻗد اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر 5ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻟﻠﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق
3
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﻫﻲ ﻛﺎﻷﺗﻲ:
-ﻣﺟﻣوﻋﺔ أو اﺗﻔﺎق.
-ﯾﻬدف ﻟﺗﺣﺿﯾر ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ.
-ﺗﺟﺳﯾد ﻫذا اﻟﺗﺣﺿﯾر ﺑﻔﻌل ﻣﺎدي.
-ﻓﻌل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق.
-اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
ﻓﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺎن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺧرج ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ
اﻟﺷرﯾك ،ﺣﯾث رﺻد ﻟﻬﺎ ﻧﻔس ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻔﺎﻋل اﻷﺻﻠﻲ ،ﻟك ان ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻧظم
اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺗم ﻓﻲ ﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﺎت ،وان ﻛﺎن ﻟم ﯾﺳﺑق اﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﻟﻛن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﺗﻔﺎق ﺿﻣﻧﻲ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ،إﻻ أن ﻫذﻩ
44
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺟراﺋم ﻻ ﺗﺗ طﻠب اﺟﺗﻣﺎع ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن أو أﻛﺛرٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺗﺻور اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
ﺑﻣﺟرد اﻧﺗﻘﺎل ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺳر ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر وان ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ
1
ﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون أﻓراد اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻋن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺷروع ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻺﺟرام
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 394ﻣﻛرر 7ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ
اﻟﺷروع ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺳم ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟﻧﺣﺔ ذاﺗﻬﺎ.2
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ
أﻧﻬﺎ ﺻﻌﺑﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺗﺣﺎﯾل واﻟﻐش اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﻧﯾﺔ
دﻗﯾﻘﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻛذاﻟك ﺑﺗﻌدد ﺻورﻫﺎ ،وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري أﺻدر ﻗواﻧﯾن ﺻﺎرﻣﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي ﻟردﻋﻬم ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ .
-1ﺧﯾﺛر ﻣﺳﻌود ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر ،2010 ،ص 129
-2اﻟﻣﺎدة ،394ﻣﻛرر ،7ﻣن اﻷﻣر ،156-66اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
45
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
46
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗﻣﻬﯾد:
إن اﻟﺗطور اﻟﻬﺎﺋل اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺎظم دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ
اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وأﺻﺑﺢ اﻟﻣواطن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺷﺑﻪ
ﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ وﺗﺳﯾﯾر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﻓق اﻹدارﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ورﻏم
اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت واﻟﻔواﺋد اﻟﻛﺛﯾرة ﻟﻬذا اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻓﺈن ﻟﻪ ﺳﻠﺑﯾﺎت أﺑرزﻫﺎ اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺧطﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ .
وﺗﻌد اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ ظل ﻋدم
ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﻘﯾد اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟرم أﻓﻌﺎﻻ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻌﻣدت أﻏﻠب
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت إﻟﻰ إﺻدار ﻗواﻧﯾن ﺟدﯾدة ﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﺣﺎﺻل
ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺎول اﺳﺗﺣداث آﻟﯾﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ،ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗرﺗﻛز أﺳﺎﺳﺎ
ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺗم ﺗدﻋﯾﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 04-09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
05أوت 2009ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ08 :أﻛﺗوﺑر و اﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ،ﺗﻼﻩ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم261-15 :
،2015ﯾﺣدد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ
ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ.
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺳﻧﺗطرق
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺗﺣري و اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻗﺑول وﺗﻘدﯾر اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
48
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
49
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 261-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 05أوت 2009اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ،اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻋدد
،53ﻓﻲ .2015/10/08
-2ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻋﺎﻗﻠﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ٕواﺟراءات ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب أﻋﻣﺎل
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺧﻼل 24إﻟﻰ 25ﻣﺎرس .2017
50
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد زﻧﺎﺗﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ إﯾﻠﯾ از ﻟﻠﺑﺣوث
واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دﯾﺳﻣﺑر ، 2017اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ إﻟﯾزي اﻟﺟزاﺋر ،ص.35- 34
-2ﺳﻌﯾدة ﺑوزﻧون ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد ب ،ﻋدد 52
دﯾﺳﻣﺑر ،2019 ،ص.51
51
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ب -اﻟوﺣدات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدرك اﻟوطﻧﻲ :ﯾﺿﻊ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻧواﻋﻬﺎ ،وﺣدات ﻣﺗﻧوﻋﺔ
وﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﯾﺎدات اﻟﺟﻬوﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
-اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻣراﻛز اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ.
-ﻫﯾﺎﻛل اﻟﺗﻛوﯾن.
-اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
-اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻌﻠم اﻹﺟرام.
ﯾوﺟد ﺑﺎﻟﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻋﻠم اﻹﺟرام ﺑﺑوﺷﺎوي اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠدرك
اﻟوطﻧﻲ ﻗﺳم اﻹﻋﻼم وﻹﻟﻛﺗروﻧﯾك اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم
ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻷدﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟدﻋﺎﻣﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔٕ ،واﻧﺟﺎز
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ ،وﺗﺣﺳﯾن اﻟﺗﺳﺟﯾﻼت اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﻔﯾدﯾو واﻟﺻورة وذﻟك ﻟﺗﺳﻬﯾل اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣراﻛز اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ واﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ﺑﺑﺋر ﻣراد
1
راﯾس واﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدرك اﻟوطﻧﻲ وﻫو ﻗﯾد اﻹﻧﺷﺎء.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠوﺣدة ﻫﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ودﻋم وﺣدات اﻟﺗﺣري ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻬﺎم اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻟﺟراﺋم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺣﯾث ﯾوﺟد ﺑﻬذا
2
اﻟﻣرﻛز ﻗﺳم اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ وﻹﻟﻛﺗروﻧﯾك اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻷﻗطﺎب اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04-14اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 3،2004وﺗﺧﺗص ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد 329-40-37ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت،
-1ﯾوﺳف ﺟﻔﺎل ،اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،2017/2016 ،ص .21
-2ﺳﻌﯾدة ﺑوزﻧون ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .54
-3ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04-14اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 2004اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻸﻣر رﻗم 155/66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 18:ﺻﻔر
1386اﻟﻣواﻓق 08 :ﯾوﻧﯾو 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد 71ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10
ﻧوﻓﻣﺑر .2004
52
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻷﺧرى اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻟﻠﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر
1
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
وﻟﻘد أﺛﻣر ﻣﺳﺎر إﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ اﻟذي ﺷرﻋت ﻓﯾﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2000واﻟذي اﻧﺻب
ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ :دﻋم ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺗﺳﻬﯾل ﺣق اﻟﻠﺟوء ﻏﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ٕواﻋﺎدة
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺗﺄﻫﯾل ،ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻌداﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌدﯾل
واﺳﺗﺣداث ﻗواﻧﯾن ﺗﻧﺳﺟم واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر وﻛذﻟك ﺗﺣﺳﯾن ﺧدﻣﺎت ﻗطﺎع اﻟﻌداﻟﺔ ،وﻟﻌل
أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ ﺗوﺻﯾﺎت ﻟﺟﻧﺔ إﺻﻼح اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﻘﯾﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ
واﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟظواﻫر اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة وﺗزاﯾد اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ وﺗزاﯾد ﻣﺧﺎطر
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻷﺷﺧﺎص وﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻬم إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم
ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻩ ﺧﺎرج ﺣدود اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ﻣﻬددة ﺑذﻟك اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول وأﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺷﻬدت
اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺗزاﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ وﺗزاﯾدا ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻻﻓﺗراﺿﻲ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ.
ﻣن أﺟل ﻛل ﻫذا ﻋﻛف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻗﺑﻠﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ اﺳﺗﺣداث اﻷﻗطﺎب اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ وﻫﻲ ﻣﺣﺎﻛم ذات اﺧﺗﺻﺎص إﻗﻠﯾﻣﻲ
ﻣوﺳﻊ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 14-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر ،2004اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟذي أﺟﺎز ﺗوﺳﯾﻊ اﺧﺗﺻﺎص ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم ووﻛﻼء اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
وﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺟراﺋم ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر وﺗﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺧطﯾرة وﻋﻠﻰ درﺟﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟﺗﻧظﯾم ،وﻫﻲ :ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ،
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ،ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،اﻟﺟراﺋم اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ واﻟﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ
2
وﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻرف.
وﻟﻘد ﺗم ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺻدور اﻟﻧص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﺧﺎص اﻟذي ﻣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻷرﺑﻊ ﺟﻬﺎت
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺳوم رﻗم 348-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006 /10/05اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
-1ﺑﻌرة ﺳﻌﯾدة ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة 2016-2015 ،ص .51
-2ﻛرﯾﻣﺔ ﻋﻠﺔ ،اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺳﻊ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،اﻟﻣﺟﻠد 11ﻋدد
،2015 ،11ص .117
53
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
رﻗم 267/16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17أﻛﺗوﺑر 2016واﻟذي ﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣﻊ ﺗﻌدﯾل
طﻔﯾف ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم ﺑﺣﯾث ﺷﻣل اﻟﺗﻘﺳﯾم إﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة -3
5-4اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻠﻣواد 5-4-3ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺳﺎﺑق وﺟﺎء اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﯾدي أﻣﺣﻣد اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وﯾﻣﺗد اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺷﻠف ،اﻷﻏواط ،اﻟﺑﻠﯾدة ،ﺗﯾزي وزوو ،اﻟﺟﻠﻔﺔ ،اﻟﻣدﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ،وﺑوﻣرداس،
1
اﻟﺑوﯾرة ،وﻋﯾن اﻟدﻓﻠﻰ.
-ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ وﯾﻣﺗد اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،أم اﻟﺑواﻗﻲ ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،
ﺗﺑﺳﺔ ،ﺟﯾﺟل ،ﺳطﯾف ،ﺳﻛﯾﻛدة ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،ﻗﺎﻟﻣﺔ ،ﺑرج ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ،اﻟطﺎرف ،ﺧﻧﺷﻠﺔ ،ﺳوق أﻫراس،
وﻣﯾﻠﺔ.
-ﻣﺣﻛﻣﺔ ورﻗﻠﺔ وﯾﻣﺗد اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ورﻗﻠﺔ ،أدرار ،ﺗﻣﻧراﺳت ،إﻟﯾزي،
ﺑﺳﻛرة ،اﻟوادي ،وﻏرداﯾﺔ.
-ﻣﺣﻛﻣﺔ وﻫران وﯾﻣﺗد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :وﻫران ،ﺑﺷﺎر ،ﺗﻠﻣﺳﺎن،
ﺗﯾﺎرت ،ﺗﻧدوف ،ﺳﻌﯾدة ،ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم ،ﻣﻌﺳﻛر ،اﻟﺑﯾض ،ﺗﯾﺳﻣﺳﯾﻠت ،اﻟﻧﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﯾن
ﺗﯾﻣوﺷﻧت ،وﻏﻠﯾزان.
ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻣل اﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﺟﻬﺔ ﻓﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ
ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻬوﯾﺔ ﻣن اﻟﺟزاﺋر ﺷﻣﺎﻻ ،ﺟﻧوﺑﺎ ،ﺷرﻗﺎ ،وﻏرﺑﺎ ،وذﻟك ﻟدى أرﺑﻊ ﻣﺣﺎﻛم ﺗﺳﻣﻰ أﻗطﺎﺑﺎ
ﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗدﻋﯾم ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﺳﺗﺣداث وﺳﺎﺋل اﻟﺗﺣري اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹﺟرام
2
اﻟﻣﻧظم ﯾﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﻧظ ار ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺻﻌوﺑﺔ إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﺻﻌوﺑﺔ إﯾﺟﺎد اﻟدﻟﯾل اﻟذي ﯾدﯾن ﻣرﺗﻛب
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺳﻬل ﻣﺣو اﻷدﻟﺔ واﻟﺗﻼﻋب ﻓﯾﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗرك آﺛﺎر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ
)اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي(.
54
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺑرة ﻛﺎﻓﯾﺔ وﻣﻬﺎرات ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﺣري ﻓﯾﻬﺎ
وﻟﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك ﺳﯾﺗم دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣرﺣﻠﺔ ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣرﺣﻠﺔ ﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع أي ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أن ﯾﺳﺗظﻬر أرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ
اﻟﺷرﻋﻲ ،اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق.
أوﻻ :إظﻬﺎر اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﺗطﻠب اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻻﻧﺗرﻧت وﺟود ﺑﻧﯾﺔ
رﻗﻣﯾﺔ واﺗﺻﺎل ﺑﺎﻻﻧﺗرﻧت أﯾﺿﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑداﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط واﻟﺷروع ﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺗﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إظﻬﺎر اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﻪ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻟﺷﺧص اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻔﻌل
اﻟﻣرﺗﻛب أو اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ وﯾﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻹرادة اﻟﻣﻌروف ﺑﺈﺳم اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
1
اﻟﻌﺎم.
ﻣن أﻫم اﻟﺳﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻘق ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧذﻛر دﻗﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻓﻲ
ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن واﻟﺷﻬود أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم ،ﺳرﻋﺔ اﻷداء ،ﻛﺗﻣﺎن اﻟﺳر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺿر
2
ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ،اﻟﺗرﺗﯾب واﻟدﻗﺔ واﻟﺗﺄﻧﻲ وﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ،اﻟﺻﺑر ،ﻗوة اﻟذاﻛرة.
ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 3(261-15) :اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ -10-08
2015اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺗﻧظﯾم و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ
ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ أﻧﻪ ﻣن ﻣﻬﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎل ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗزوﯾد ﺑﻬﺎ.
-1ﺧﺎﻟد ﻣﻣدوح إﺑراﻫﯾم ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر ،2008 ،ص.59
-2ﻣروك ﻧﺻر اﻟدﯾن ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2011 ،ص .81
-3اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،261/15ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
55
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1ﺧﺎﻟد ﻋﺑﺎد اﻟﺣﻠﻲ ،إﺟراءات اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺣﺎﺳوب واﻻﻧﺗرﻧت ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻷردن، 2011،ص .79
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .80
56
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
57
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
58
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺑراﻣﺞ ﻣﺛل اﻟﻔﯾروس وﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻟﻌدم وﺟود أي دﻟﯾل ﻣرﺋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت ،وﻟﺳﻬوﻟﺔ ﺗدﻣﯾر اﻟدﻟﯾل ﻓﻲ ﺛواﻧﻲ ﻣﻌدودات وﻟﻌدم ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺳر أو ﺛﻐرات اﻟﻣرور
1
أو ﺗرﻣﯾز اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04-09اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ
ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ﺑﻧﺻﻬﺎ ":ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﺗﺷف
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷر اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣﻌطﯾﺎت ﻣﺧزﻧﺔ ﺗﻛون ﻣﻔﯾدة ﻓﻲ اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﺟراﺋم وﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري ﺣﺟز ﻛل اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ،ﯾﺗم ﻧﺳﺦ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻣﺣل
اﻟﺑﺣث وﻛذا اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻔﻬﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ دﻋﺎﻣﺔ ﺗﺧزﯾن اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز
2
واﻟوﺿﻊ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ"
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﻧدب اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
-1اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ :اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻫﻲ إﺛﺑﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﺎﻛن واﻷﺷﯾﺎء واﻷﺷﺧﺎص وﻛل ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻛﺷف
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﻠزم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺣل اﻟواﻗﻌﺔ أو أي ﻣﺣل آﺧر ﺗوﺟد ﺑﻪ آﺛﺎر ﯾري
اﻟﻣﺣﻘق أن ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ،واﻷﺻل أن إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺣﻘق ،ﻻ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
إﻻ إذا ﻛﻣﺎن ﻫﻧﺎك ﻓﺎﺋدة ﻣن وراﺋﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾوﺟب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓو ار إﻟﻰ ﻣﺳرح اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧطﺎرﻫﺎ ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ ﻣﻠﺗﺑس ﺑﻬﺎ ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺗﺄﻣﯾن اﻷﺟﻬزة واﻟﻣﻌدات اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﺧﻼل إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﯾﺟب إﻋداد ﻓرﯾق ﻣن اﻟﺧﺑراء ﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وأﺧطﺎرﻩ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻌد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﯾﻌد ﺧطﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﻊ
3
ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣول اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎل ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أﺛﻧﺎء وﻗوع اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ
-1ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑﯾوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻛﺑرى ،ط ،1ص .238
-2اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،04-09اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
-3ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر واﻻﻧﺗرﻧت ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر ،ط ،1د س ،ص 237
59
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وذﻟك ﺣﺳب
1
اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ .261-15
-2ﻧدب اﻟﺧﺑراء:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺧﺑرة ﻣن أﻫم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻟﻠﺗﺛﺑﯾت ﻋن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋن اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻛون اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗرﺗﻛب ﺑوﺳﺎﺋل ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ وﻣﻌﻘدة ﯾﺻﻌب
2
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ.
ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 04واﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 3261-15ﺗﻘوم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل
ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺗزوﯾدﻫم ﺑﺎﻟﺧﺑراء واﻟﺧﺑرات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﯾﺗﺻل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻣﻠف اﻟدﻋوى إﻣﺎ ﻋن طرﯾق وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻣوﺟب إﺟراء
ﺗﺣﻘﯾق رﺳﻣﻲ ﻟطﻠب اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﻲ ﻹﺟراء ﺗﺣﻘﯾقٕ ،واﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﺷﻛوى ﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﻘدم ﻣن
اﻟﻣﺿرور وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 38 :ﻓﻘرة 03ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ
" ...ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺣﺎدث ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﺷﻛوى ﻣﺻﺣوﺑﺔ
ﺑﺈدﻋﺎء ﻣدﻧﻲ ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 67و .73
وﯾﺗﻘﯾد ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ دون اﻷﺷﺧﺎص طﺑﻘﺎ اﻟﻣﺎدة 03/67و 04ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ " ...وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺳﻠطﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻛل ﺷﺧص ﺳﺎﻫم ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻓﺎﻋﻼ أو
ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺣﺎل ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ إﻟﯾﻪ ،ﻓﺈذا وﺻﻠت ﻟﻌﻠم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻗﺎﺋﻊ ﻟم ﯾﺷﯾر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ
طﻠب إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺣﯾل ﻓو ار إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺷﻛﺎوى أو اﻟﻣﺣﺎﺿر
4
اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﺗﻠك اﻟوﻗﺎﺋﻊ.
60
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
61
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻣوﺻوﻓﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل إرﻫﺎﺑﯾﺔ أو ﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻘرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﺣﺳب ﻧص
اﻟﻣﺎدة 248ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ،ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ
واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 328ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
وﻷن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗﻛوﯾن
ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻘد ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣﻊ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺟرة
ﺑﺎﻟﻣﺧدرات واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ وﺟراﺋم ﺗﺑﯾض اﻷﻣوال واﻹرﻫﺎب ،واﻟﺟراﺋم
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻرف ﺑﺈﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺟﻌل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻧﻌﻘد إﻟﻰ داﺋرة
اﺧﺗﺻﺎص أﺧرى وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد 40، 37واﻟﻣﺎدة 329ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﺛر اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14-04اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 2004واﻟذي
ﺣددت أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 348-06واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ
إﻧﺷﺎء أﻗطﺎب ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ذات اﺧﺗﺻﺎص إﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣوﺳﻊ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر
1
اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،وﻫران ،ورﻗﻠﺔ.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺻدر ﻋدة ﻗواﻧﯾن وﻣراﺳﯾم ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟراﺋم
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﺗﺣﺗﻬﺎ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻛذا اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻬﺎ.
62
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
63
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1رﺷﯾدة ﺑوﻛر ،اﻟدﻟﯾل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣدى ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﻌﺷرون ،اﻟﻌدد ،2011 ،02ص 314
-2اﻏﻠﯾس ﺑوزﯾد ،ﺗﻼزم ﻣﺎدة اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣر ﺑﺎﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟذاﺗﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،دار اﻟﻬدى ،د.ط ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2010ص .92
-3ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻼل ،ﺣﺳﯾن ﻓﻘﻲ ،اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺳوب وﺣﺟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻛﺗب
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،د.ط ،ﻣﺻر ،2001 ،ص .69
-4ﻣﺎروك ﻧﺻر اﻟدﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.62
64
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو ﺗم ﺣﺻرﻫﺎ ﻋن ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
1
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-2ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣر :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻧظﺎم اﻟﺣر ﯾﺿﻣن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻣﻊ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻗﻧﺎﻋﺗﻪ ،ﺑﺄن ﺧول ﻟﻪ ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ ﻛل دﻟﯾل
ﯾﺻل إﻟﯾﻪ أو ﯾطرح ﻋﻠﯾﻪ أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟدﻋوى ،واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻷدﻟﺔ ﻻﺳﺗﺧﻼص ﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﺣﻛم
ﺑﺎﻹداﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﺑراءة 2،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﻣﺎ
دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ اﻋﺗﻧﺎﻗﻪ وﺗﺑﻘﯾﻪ -ﻛﺄﺳﺎس ﻋﺎم ﻟﻺﺛﺑﺎت -ﺣﯾث أﻗر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ
اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ،ﻣن ﺧﻼل ﺧﺻوص ﻋدة؛ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
212ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت " :ﺑﺟواز إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم ﺑﺄي طرﯾق ﻣن طرق
اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﻋدا اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك ،وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر ﺣﻛﻣﻪ
3
ﺗﺑﻌﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋﻪ اﻟﺧﺎص".
وﻻ ﯾﺳوغ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺑﻧﻲ ﻗ اررﻩ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌرض اﻟﻣراﻓﻌﺎت،
واﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺿورﯾﺎ أﻣﺎﻣﻪ " وﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 213ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون
ﯾﻘوﻟﻬﺎ ":اﻻﻋﺗراف ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﺛﺑﺎت ،ﯾﺗرك ﻟﺣرﯾﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ "،ﻓرﯾﺔ
اﻹﺛﺑﺎت أﺿﺣت ﻣﺑدأ ﻣﺳﻠﻣﺎ ﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،ﺑﻌدﻣﺎ أظﻬرﻩ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺟﻣﺎد ﻓﻲ ﺷﺄن ﺗﻛرﯾس
4
ﻫذا اﻟﻣﺑدإٔ ،وارﺳﺎء ﻣﻌﺎﻟﻣﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﺑﻧﻲ ﻣﺑدأ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣر
ﯾﺗرﺗب ﻋن إﻗرار ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺣر ﻓﻲ ﺷﺎن ﻧظر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻣﺗﻌﻬدي
اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋدة؛ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺳﻠطﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺷﺄن
ﺗوﻓﯾر اﻷدﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻛذا ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن دور إﯾﺟﺎﺑﻲ ﺣﯾﺎل ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷدﻟﺔ.
-1اﺷرف ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻗﻧدﯾل ،اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،د.ط ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر،
،2015ص .197
-2اﻟﻬﺎم ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ ،دور اﻟﺑﺻﻣﺎت واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻣﺎن ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷردﻧﯾﺔ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﺔ ،2014 ،ص 28
-3اﻟﻣﺎدة 212اﻷﻣر رﻗم ، 155-66اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
-4اﻟﻣﺎدة 212اﻷﻣر رﻗم ، 155-66اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
65
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
-1اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﯾراد ﺑﺎﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻋدم اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﻣﺎ
ﯾﻘدﻣﻪ أطراف اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن أدﻟﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺑﺎدر ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ
اﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻋوىٕ ،واﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻧظر ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻋﻘﯾدﺗﻪ ﺑﺷﺄن
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،ﺧﺻوﺻﺎ وأﻧﻪ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ
اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ودور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ -ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذا اﻟوﺻف ۔ ﻣﺧﺗﻠف ﻋن دور اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣدﻧﻲ ،إذ ﯾﻘوم ﻋﻣل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد ﻗﺑول اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟدﻋوى،
ﻣن ﻏﯾر أن ﯾﺑﺎدر ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن أي دﻟﯾل أو ﺗﻘدﯾﻣﻪ ،أو إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ أﺣد
اﻷطراف إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم دﻟﯾل ﺑﻌﯾﻧﻪ ،ﺧﻼف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﺧذ ﻫذا اﻟدور اﻟﺳﻠﺑﻲ ،ﻓﻣن
ﺣﻘﻪ ﺑل ﻣن واﺟﺑﻪ أن ﯾﺗﺣرى وﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺎﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
1
ﺧﻼف ذﻟك.
اﻟدور اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻧظﺎم اﻹﺛﺑﺎت -2
اﻟﺣر ﯾﻘوم ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘوة اﻟداﻣﻐﺔ ﻟﻛل دﻟﯾل -ﻣﻘدم ﻹﺛﺑﺎت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣﺣل اﻟﻧظر
-ﻟﯾﺳت ﻣﻔروﺿﺔ ﻣﻘدﻣﺎ ،وﻟﻛن ﺣﺟﯾﺗﻬﺎ ﺗﻧﻛﺷف ،وﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻠﯾﺳﻠم
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻗﺎﺋﻊ اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﻻﺑد ﻣن أن ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﺎﻧطﺑﺎق
أﺣد اﻷوﺻﺎف اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ أو اﻧﺗﻔﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻠﯾﺳت ﻫﻧﺎك أدﻟﺔ ﺑﻧﺎﺗﻬﺎ ﯾﻛون وﺟودﻫﺎ
ﻛﺎﻓﯾﺎ ،أو ﻻزﻣﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﺗﺧﻠﻔﻬﺎ ﯾرﺗب ﺣﺗﻣﺎ ﻋدم اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺷﺄن
ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ،ﻓﻛل اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺳواء .وﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑول اﻷدﻟﺔ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣﺗﻌﻬدي إﯾواء اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺎ اﻟﺧطوة أو اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ -ﺑﻌد اﻟﺑﺣث ﻋن ﻫذا اﻟدﻟﯾل وﺗﻘدﯾﻣﻪ -ﻷﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﯾﻘﯾن واﻻﻗﺗﻧﺎع
اﻟﻣطﻠوﺑﯾن ﻟدى اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﻛﺄﺳﺎس اﻹﺻدار ﺣﻛﻣﻪ إداﻧﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ،
-1ﻋﺎﺋﺷﺔ ﺑن ﻗﺎرة ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺣﺟﯾﺔ اﻟدﻟﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن،
دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ط ،1اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2010 ،ص.190
66
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
أو ﻟﺗﺄﻛد ﺑراﻋﺗﻬم ﻣﺣﺗرﻣﺎ ﺑذﻟك اﻟﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة اﻟﺻﺣﺔ اﻷدﻟﺔ
1
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ﺑرﻏم ﻣﺎ ﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻛوﺳﯾﻠﺔ
ﻹﺛﺑﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء ﻋن ﺟراﺋم اﻟﺗﺧزﯾن واﻻﺳﺗﺿﺎﻓﺔ ﻣن ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟﯾس
ﻣطﻠﻘﺎ ﺑل ﺗرد ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﺻل ﺑﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ،وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣﺎﻻت أو اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺧرج ﻓﻲ اﻷﺻل ﻋن اﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻻﻗﺗراﻧﻬﺎ ﻣﺳﺎﺋل ﻣدﻧﯾﺔ.
أوﻻ :ﻗﯾد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ
إذا ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎ أن اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻗد ﻋرف ﺗطو ار ﻣﺗﺳﺎرﻋﺎ ،ﻓﻠم ﺗﻌد ﻓﻛرة اﻟدﻟﯾل
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﺻﺎرت ﻣﻌﻪ ﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﺟﺎﺋزة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋﻲ ،إﻻ أن
ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﻣﻘﺑوﻟﯾﺔ ﻛل اﻷدﻟﺔ أﻣﺎم ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑل ﯾﻠزم ﻟذﻟك أن ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺎ
2
ﻟﻠﻘﺎﻧون.
-1ﻣﻔﻬوم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺛﺑﺎت
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ وﺟوب أن ﯾﺳﺗﻣد اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ
ﺑﺈداﻧﺔ ﻫؤﻻء اﻟﻣﺗﻌﻬدﯾن ﻋن ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣوﻧﻬﺎ ،ﻣن أدﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ
وﻣﺷروﻋﺔ؛ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋدم ﻗﺑول أﯾﺔ أدﻟﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻹداﻧﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﯾﻛون
اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ أو اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﻗد ﺗم ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ 3.اﻟﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ
إﺛﺑﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﺟري اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷدﻟﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
طرﯾق ﻛﺎﻧت ،ﺑل أن ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻣﻔﯾد واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻗﯾم اﻟﻌداﻟﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎﺗﻬﺎ
ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧﯾرة .ﻫﻧﺎ وﯾﺳﺗﻠزم ﻣﺑدأ
ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋدم ﻗﺑول أي دﻟﯾل ﻹداﻧﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء وﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم
67
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺧزﯾن واﻻﺳﺗﺿﺎﻓﺔ ،ﯾﻛون ﺣﻣﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء
1
ٕواﻗﺎﻣﺗﻪ أﻣﺎﻣﻪ ﻗد ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،أو ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع.
-2ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻘرﯾر ﻗﯾد ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ :ﯾﺗرﺗب ﻋن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻘﯾد اﻟﻣذﻛور ﻗﺎﻋدة ﻛﯾﺔ
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻘول ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎد ﻛل دﻟﯾل ﻣﻘدم ﻹﺛﺑﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗﻌﻬدي اﻹﯾواء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ،ﮐون
ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ،أو ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻗد ﺛم ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧونٕ .واذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺗﺛﯾر إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗﺑﻧﯾﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺛﯾر ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﺣدود إﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة درج اﻟﻔﻘﻪ
واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻋدة ﻣن ﺣﯾث ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﻟﻛﻧﻬم اﺳﺗﻘروا ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺿﻣن رأﯾﯾن؛ ﯾﻘول اﻷول ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎد ﻫذﻩ
اﻷدﻟﺔ ﺑﺻورة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺿﻣون ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة وﻣؤداﻫﺎ ﻓﺎﻷدﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻣن ﻣﻠف اﻟدﻋوى ﺳواء ﻛﺎن أدﻟﺔ إداﻧﺔ أو أدﻟﺔ ﺑراءة ،وﻣﯾزﻫم ﻓﻲ ذﻟك ﻋدم ﺻﺣﺔ
ﻓﻛرة اﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗﺑرر اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻗد ﯾﺗﺿﻣن اﻟدﻟﯾل اﻟواﺣد إداﻧﺔ وﺑراﻋﺔ ﻓﻲ
اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﺑﻌد أن ذﻫﺑت اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻷﺧرى إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻣﺗﯽ ﺗﺿﻣﻧت إﺛﺑﺎت ﻟﻠﺑراءة ﻣﺑررة ﺗوﺟﻌﻬﺎ ﻫﻧﺎء ﺑﺎﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺑراءة أﺻل ﻓﻲ
اﻹﻧﺳﺎن ،وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ أن ﺗﺛﺑﺗﻬﺎ ،ﻓﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫو اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ
اﻹداﻧﺔ ،ﻣﻊ ظﻬور اﺗﺟﺎﻩ ﯾﺣﺎول اﻟﺗوﺳط ﺑﯾن ﺳﺎﺑﻘﯾﻪ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻹﺧﻼل ﺑﻘﺎﻋدة
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ،وﺑﯾن ذﻟك اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻣﺟرد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات ،ﻓﯾﻬدر ﻗﯾﻣﺔ
2
اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ دون اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻗﯾد إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﺗﻌﯾر اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺗﺿﯾﯾق ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ -إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﯾد ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷدﻟﺔ -وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ
ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،واﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﺣﺎل ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ
ﻹﻛﺳﺎﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟوﺻف.
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﺿد ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﺳﯾر
اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ،وﻟﻛن ﻟﯾس ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ
68
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺗﻠك اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﺛﻧﺎء
ﻧظر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧرج -ﺑﺣﺳب اﻷﺻل -ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ،وﯾﻛون اﻟﻔﺻل
ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟرﻋﺔ
ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .وﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻘﯾد ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص ﺛﻼﺛﺔ ،اﻷوﻟﻰ :أن إﺛﺎرة ﻫذﻩ
اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﻛون أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ
ﯾﺗﺣﻘق ﻣﻧﯽ ﻟم ﺗﺛر ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ؛ وذﻟك إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق أو
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻣن ﻗﺑل أﺣد أطراف اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺷﻛل دﻓوع ،أو أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﺛﯾرﻫﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻷﺻل
1
ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
إذ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﺑﻣﺟرد إﺛﺎرﺗﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻻﺑد أن
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ وﻓق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ
2
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
-2ﺷروط اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟرد ﻓﺑد ﯾرد ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت .ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن
ﺗواﻓر ﺷروط ﻟﺻﺣﺔ ﻫﻧﺎ اﻟﻘﯾد؛ ﻣﻧﻬﺎ أﻻ ﺗﻛون اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣراد إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣدﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺗﻬﺎ واﻗﻌﺔ
اﻟﺗﺟرﯾم ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻟﻣﻛون اﻟﺳﻠوك
اﻹﺟراﺋﻲ ذاﺗﻪ؛ وﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻔﺻل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻻ ﯾﺻﺢ ،ﻣﺗﻰ ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻻزﻣﺎ
ﻟﻠﺑت ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .واﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣﺣل اﻟﻧظر ﺑﺄن ﺗﻛون اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻏﯾر اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣراد إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ،أو ﻣﻘوﻣﺎ ﻣن ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺟرﻋﺔ
3
اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
-1ﻋﺎدل ﺑوزﯾدة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻣﺗﻌﻬدي إﯾواء اﻟﻣواﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺑﺳﺔ،2017/2016،
ص.191
-2ﻋﺎدل ﺑوزﯾدة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.191
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .192
69
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
70
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت إﻟﯾﻪ واﺳﺗﺧﻼص ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻣن اﻷدﻟﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ
1
وﻣﺗﺳﺎﻧدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺑراءة أو اﻹداﻧﺔ.
وذﻫب اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ذﻫﻧﯾﺔ ﯾﺗوﺻل
ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗواﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺳﺑﯾب ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ ،وﻟﻘد
أﻗرت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑﻬذا اﻟﻣﺑدأ ،ﺣﯾث أﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 303اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﺑﺄﻧﻪ":ﻻ ﯾطﻠب اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ﺣﺳﺎﺑﺎً ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﻗﺗﻧﻌوا ﺑﻬﺎ،
وﻻ ﯾﻔرض ﻗﺎﻋدة ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﻣﺎم وﻛﻔﺎﯾﺔ دﻟﯾل ﻣﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﺳﺎءﻟوا ﻓﻲ ﺻﻣت
وﺗدﺑر ،وأن ﯾﺑﺣﺛوا ﻓﻲ ﺻدق ﺿﻣﺎﺋرﻫم أي ﺗﺄﺛﯾر ﻗد أﺣدﺛﺗﻪ اﻷدﻟﺔ اﻟراﺟﺣﺔ ﺿد اﻟﻣﺗﻬم ووﺳﺎﺋل
دﻓﺎﻋﻪ" .2
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻠﻘد ﻛرس اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻧص أﻧﻪ
ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت اﻟﺟراﺋم ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻣن طرق اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺎ ﻋدا اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ
3
ﻏﯾر ذﻟك ،وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر ﺣﻛﻣﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋﻪ اﻟﺧﺎص".
وورد ذات اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 302 :ﻓﻘرة 01ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺻري اﻟﺗﻲ
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺣﺳب اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻟدﯾﻪ ﺑﻛﺎﻣل ﺣرﯾﺗﻪ".
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﺣدد ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻣﺎ وﻓق طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎء أو ﻣن ﺣﯾث ﻣراﺣل
اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻣﺗد ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻛل أﻧواع اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت أو اﻟﺟﻧﺢ أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،وﻫو ﻣﺎ ﺻرح ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن
ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 353ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺑدأ أﻣﺎم
ﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،وأﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 427ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أﻣﺎم
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺢ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 536ﻓﻬﻲ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت.
-1ﻣﺣﻣود إﺑراﻫﯾم ﻏﺎزي ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺧﺻوﺻﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻓﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
ﻣﺻر ،2014 ،ص .644
-2اﻟﻣﺎدة 303ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ .
-3اﻟﻣﺎدة ، 212ﻣن اﻷﻣر ، 155/66اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر.
71
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
72
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
ﺗرﺟﯾﺢ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻬم ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾوﺻم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣﺳب أن أي ﺷك
ﯾﺗطرق إﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺛﺑوت اﻟﺗﻬﻣﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺑراءة ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺛﺑوت ودرﺟﺗﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻌرض ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﺻورﻫﺎ ،وﺗﻧوع وﺳﺎﺋل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﺄﺧذ اﻟﻘﺎﺿﻲ دور اﻟﻣﻣﺣص ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ
ﺣﺳﯾﺎ وﻋﻘﻠﯾﺎً ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺷﯾد ﻗﻧﺎﻋﺗﻪ اﻟﯾﻘﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟدﻟﯾل ،ﻣﺳﺗﺑﻌدا ﻣﺎ ﻗد ﯾﻧطﺑﻊ ﻓﻲ ﺗﺻورﻩ
ً ﺗﻣﺣﯾﺻﺎ
ً
اﻟذﻫﻧﻲ ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت أو اﺳﺗﺿﻌﺎف ﻟﻠﻘوة اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻷي دﻟﯾل ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ﻋدﻣﻪ.
وﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﺑﻼ ﺷك ﻣن ﺗﺣﻘق اﻻﻗﺗﻧﺎع اﻟﯾﻘﯾﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو ﺧﺿوع ﺗﻠك اﻷدﻟﺔ
ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟﻔﻧﻲ ﺑوﺳﺎﺋل ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﻣﻛن ﻣن ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ،وﻛذا ﺻﺣﺔ اﻹﺟراءات
اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل اﻟدﻟﯾل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﺗﺟﻧب اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺎل ﻣن أﺻﺎﻟﺗﻬﺎ أو ﻗوﺗﻬﺎ
1
اﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ .
-1ﻫﻼﻟﻲ ﻋﺑد اﷲ اﺣﻣد ،ﺣﺟﯾﺔ اﻟﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر،1999 ،
ص 91
73
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﻴﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﱐ
74
ﺧﺎﲤﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺗﻌد دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺟﻬد ﻣﺗواﺿﻊ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻪ ﺑﻬدف اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع
اﻟذي ظﻬر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗطور اﻟﻣذﻫل اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ،
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻔﻌل اﻧﺗﺷﺎر أﺟﻬزة اﻟﺣواﺳﯾب واﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
واﺳﺗﺧدام اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟذي ﯾﻌد
ﻛذﻟك أﺣد أﻛﺛر اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﺣﯾث ﺳﻌت اﻟدول وﻣﻧﻬﺎ
اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﺗﺿﻔﻲ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺗﻛﺳﺑﻪ اﻟﺻﺑﻐﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺛﺑوﺗﯾﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗرف ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ) (10-05وﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺗﺄﻣﯾﻧﻪ ﻋﻣد اﻟﻣﺷرﻋﯾن إﯾﺟﺎد ﺑﻌض
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺛﯾق )اﻟﺗﺻدﯾق( ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻔﯾر ﺣﯾث ﺳﺎﯾر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم (04-15) :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ،
واﺗﺑﻌﻪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم (04-09) :اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ
ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ واﻧﺷﺄ ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم(261-15) :
اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت
اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل.
وﻟﻘد وﺟدت ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﻪ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺣﺗﯾﺎﻟﯾﺔ ،و ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺟرﯾﻣﺔ إﺗﻼف وﺗﻌﯾﯾب اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع وﺿﻊ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ وﺟب ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي ﻣرﺗﻛب ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدﯾﻼت ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت و ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،إﻻ أن
وﺳﺎﺋل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟرﻫﯾب اﻟذي ﯾﺷﻬدﻩ اﻹﺟرام ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل.
ﺣﯾث أن اﻟﻘﺎﻧون 04-09ﺟﺎء ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺗﺧص اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻟم ﯾﺗم
اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
76
ﺧﺎﲤﺔ
ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﺈﺗﺑﺎع اﻟﺗﺣري واﻟﺗﺣﻘﯾق ٕواﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺟﺎء اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﯾﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل إدراج ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺿﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
وﺣﺗﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷدﻟﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻧص واﺿﺢ ﯾوﻗﻊ اﻹﺛﺑﺎت
ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺑل ﺗم إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت إﺳﺗﻧﺗﺎﺟﯾﺎ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﻘول أن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﺎم وﻟم ﺗﻣس اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺣﯾث
ﺑﻘﯾت ﺟراﺋم اﻻﺣﺗﯾﺎل ،اﻟﺗزوﯾر ،اﻟدﺧول واﻟﺑﻘﺎء اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺣت اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳـﺔ :
ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ :
-ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون وﻛذا اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ":ﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺣرر اﻟﻛﺗروﻧﻲ وﯾﺗﺧذ ﺷﻛل ﺣروف او أرﻗﺎم أو
رﻣوز أو إﺷﺎرات أو ﻏﯾرﻫﺎ ،وﯾﻛون ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﻣﺗﻣﯾز وﻣﻧﻔرد ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ ﺻﺎﺣب
اﻟﺗوﻗﯾﻊ" ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أﻋطت ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟدرﺟﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺷرط ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
-ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺻدﯾق ﻫﻲ ﺟﻬﺔ ﺗوﻓر اﻷﻣﺎن ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ﻣن
ﺧﻼل ﺣﻣﺎﯾﺗﻬم ﻣن ﺷﺗﻰ طرق اﻻﺣﺗﯾﺎل وﻋدم ﺗﻌرﺿﻬم ﻷي ﺷﻛل ﻣن اﻟﻣﺳﺎس ﺳواء ﻣﺎدﯾﺎ
أو ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻬم.
-ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻫو أن اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﺧﺻﺎﺋص أو ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ اﻟﻛﺷف ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻧظ ار ﻻﺣﺗراﻓﯾﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬم ﻷﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﻧﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ،وﻟردع ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺗم وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن
ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ.
-آﻟﯾﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ أﻗرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ
ﺑﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت وﻟم ﯾﻘر ﻧﺻوﺻﺎ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ
اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
77
ﺧﺎﲤﺔ
اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
-ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﺻدار ﻣراﺳﯾم ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف
ﺟواﻧﺑﻪ وﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون ) (04-15ﻟﺗدارك اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﺑﻪ ﺑﺈدﺧﺎل ﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ
ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ و إﺻدار اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ.
-اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻷدﻟﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ.
-ﺗوﻓﯾر اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت واﻷﺟﻬزة واﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
ﺷﺗﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ.
-ﺗﻛوﯾن رﺟﺎل اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ورﺟﺎل اﻷﻣن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣري ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ وﺿﺑطﻬﺎٕ ،وارﺳﺎﻟﻬم ﻹﺟراء ﺗرﺑﺻﺎت ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣول اﻟﺟراﺋم
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطورﻫﺎ.
78
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
أوﻻ :اﻟﻣﺻﺎدر
-1اﻟﻣراﺳﯾم
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي ، 2007اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﺳﺗﻐﻼل
.1اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم )ّّ (162-07
اﻟﻣطﺑّق ﻋﻠﻰ ﻛل أﻧواع اﻟﺷﺑﻛﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺧدﻣﺎت
اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم (123-01) :ﻣؤرخ ﻓﻲ
09ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2001ج ،ر،ع 27اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 13ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2001
.2اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 261-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 05أوت 2009اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ
وﺗﻧظﯾم وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺳﯾر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم
واﻻﺗﺻﺎل ،اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻋدد ،53ﻓﻲ .2015/10/08
.3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم) (16-134ﻣؤرخ ﻓﻲ ،2016-04-05ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﯾرﻫﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد .62
-2اﻟﻘواﻧﯾن
.1ﻗﺎﻧون اﻷوﻧﯾﺳﺗرال اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻊ دﻟﯾل اﻹﺷﺗراع ، 2001
ﻣﻧﺷورات اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﯾوﯾورك . 2002،
.2اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04-14اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﻧوﻓﻣﺑر 2004اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻸﻣر رﻗم 155/66
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 18:ﺻﻔر 1386اﻟﻣواﻓق 08 :ﯾوﻧﯾو 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ،
اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد 71ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﻧوﻓﻣﺑر .2004
.3اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04 -09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 14ﺷﻌﺑﺎن ﻋﺎم 1430اﻟﻣواﻓق ﻟـ 05ﻏﺷت ﺳﻧﺔ
،2009ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل
وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ.
ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
.4اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ) (04-15ﻣؤرخ ﻓﻲ ّ ، 2015-02- 01
ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﯾن ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد .60
-3اﻷواﻣر
.1اﻷﻣر 156-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ18 :ﺻﻔر 1386اﻟﻣواﻓق 8ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 1966اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر 01-20اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30 :ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ .2020
80
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
81
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
.11ﺧﺎﻟد ﻣﻣدوح إﺑراﻫﯾم ،إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر،
.2006
.12ﺧﺎﻟد ﻣﻣدوح إﺑراﻫﯾم ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر.2008 ،
.13ﺧﯾﺛر ﻣﺳﻌود ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻬدى،
اﻟﺟزاﺋر.2010 ،
.14ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻼل ،ﺣﺳﯾن ﻓﻘﻲ ،اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺳوب وﺣﺟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،د.ط ،ﻣﺻر.2001 ،
.15ﺷﯾﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﻋطﺎاﷲ ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣﻼت اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007 ،
.16ﻋﺎﺋﺷﺔ ﺑن ﻗﺎرة ﻣﺻطﻔﻰ ،ﺣﺟﯾﺔ اﻟدﻟﯾل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ط ،1اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر،
.2010
.17ﻋﺎطف ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺣﺳن ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ) ،ﻣﻔﻬوﻣﻪ ،ﺻورﻩ ،ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت
ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ( د ط ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة. 2009،
.18ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟراﺋم اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر واﻻﻧﺗرﻧت ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،
ﻣﺻر ،ط ،1د س.
.19ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑﯾوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ط ،1دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 2005،
.20ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑﯾوﻣﻲ ﺣﺟﺎزي ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻛﺑرى ،ط.1
.21ﻋﻼء ﻣﺣﻣد ﻧﺻﯾرات ،ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(،ط،1
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.2005 ،
.22ﻏﻧﯾﺔ ﺑﺎطﻠﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟدار اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر.2015،
82
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
83
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
.5ﺣﺎﺑت آﻣﺎل ،اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ .ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو. 2015 ،
.6ﺣﻧﺎن ﺑراﻫﻣﻲ ،ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ،
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة .2015،
.7ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺗﻠﻣﺳﺎن.2013 ،
.8ﻋﺎدل ﺑوزﯾدة ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻣﺗﻌﻬدي إﯾواء اﻟﻣواﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺑﺳﺔ.2017/2016،
.9ﻋﺑﺎس ﺣﻔﺻﻲ ،ﺟراﺋم اﻟﺗزوﯾر اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ -دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣﻣد
ﺑن ﺑﻠﺔ ،وﻫران. 2015،1
.10ﻣﺣﻣد ﻫﺷﺎم ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎل دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن .2008،
.11ﯾﻣﯾﻧﺔ ﺣوﺣو ،ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑن
ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر .2012
-3اﻟﻣﺟﻼت واﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت
.2أﺳﺎﻣﺔ ﺑن ﻏﺎﻧم ﻟﻌﺑﯾدي"،ﺣﺟﯾﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت
اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟﺗدرﯾب ،اﻟﻣﺟﻠد 28اﻟﻌدد ،56ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ .2012،
.3ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻧظم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري،
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ،
.2016
.4رﺷﯾدة ﺑوﻛر ،اﻟدﻟﯾل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻣدى ﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري،
ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺳﺎﺑﻊ واﻟﻌﺷرون ،اﻟﻌدد ،02
.2011
.5ﺳﻌﯾدة ﺑوزﻧون ،ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ،
اﻟﻣﺟﻠد ب ،ﻋدد 52دﯾﺳﻣﺑر.2019 ،
84
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
.6ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟدﻟﯾل اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﺗﻔﺗﯾش
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد ، 04اﻟﻌدد.2019، 02
.7ﻋﺎﺑد ﻓﺎﯾد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻓﺎﯾد ،اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
واﻷﻣن اﻟﺗﻘﻧﻲ :دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،دار
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 2004 ،
.8ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -ﻣﺟﻠﺔ
ﻣﻌﺎرف ) ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ( ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﻪ – اﻟﻌدد /17دﯾﺳﻣﺑر
. 2014
.9ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -ﻣﺟﻠﺔ
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ،اﻟﻌدد /17دﯾﺳﻣﺑر .2014
.10ﻋﯾﺳﻰ اﻟﺻﻣﺎدي ،اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ – ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ
اﻻﻧﺗرﻧت ،-ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻟﺑﺻﯾرة ﻟﻠﺑﺣوث واﻻﺳﺗﺷﺎرات واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ
،اﻟﺟزاﺋر ،ع .2010 ،06
.11ﻓﺷﺎر ﻋطﺎء اﷲ ،ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ أﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﺣول اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣزﻋم ﻋﻘدﻩ ﺑﺄﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﻠﯾﺑﯾﺎ ﻓﻲ
أﻛﺗوﺑر .2009
.12ﻓﺿﯾﻠﺔ ﻋﺎﻗﻠﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ٕواﺟراءات ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري،
دراﺳﺔ ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﺟراﺋم اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺧﻼل 24
إﻟﻰ 25ﻣﺎرس .2017
.13ﻛرﯾﻣﺔ ﻋﻠﺔ ،اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺳﻊ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،اﻟﻣﺟﻠد 11ﻋدد .2015 ،11
.14ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد زﻧﺎﺗﻲ ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ إﯾﻠﯾ از ﻟﻠﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دﯾﺳﻣﺑر ، 2017اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ إﻟﯾزي
اﻟﺟزاﺋر.
.15ﯾوﺳف ﺟﻔﺎل ،اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر2017./2016 ،
85
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
-4اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
.1أﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻛردي ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ" 32 ،ﺳﺑﺗﻣﺑر
http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/323677 2011
.2أﻣﺟد ﺣﻣدان اﻟﺟﻬﻧﻲ"،ﺟراﺋم ﺑطﺎﻗﺔ اﻟدﻓﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت"،ﻣوﻗﻊ
http://www.cojss.com/article.php?a=219 اﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﺗم اﻻطﻼع
.3ﻣﺣﻣد ﻣﺣروك ،ﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ وﺣﺟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت" 4 ،ﻓﯾﻔري ،2013
https://www.marocdroit.com
.4ﯾﺎﺳر اﻟﻌدل ،اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ،2009/09/29 ،
https://www.m.ahewar.org/index.asp?ry=5&r=50&cid=0&i=1005
=&u=&q
86
ﻣﻠﺧص
ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت درﺟﺗﻬﺎ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطور
وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺳﺗﻔﺣﺎل،اﻟرﻫﯾب اﻟذي ﺗﺷﻬدﻩ اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
.اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺗﺳﺑب ﻓﻲ أﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ وﺣﺗﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
وﻫذا،ﺣﯾث ﺗﺑﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣدى ﺧطورة اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
ﺣﯾث وﻗﻔت، وﺻﻌﺑﺔ اﻹﻛﺗﺷﺎف و اﻹﺛﺑﺎت،راﺟﻊ إﻟﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻘﻧﻲ
وأﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ،ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﻣواﻛﺑﺔ ﺗطور ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ
ﻣن ﺧﻼل إدراﺟﻪ ﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ،ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣد ﻣن ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم
وﺳن ﻗواﻧﯾن وﻣراﺳﯾم ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
.ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ
Summary
Objective and procedural protection, regardless of its degree, remains
unable to keep pace with the terrible development witnessed by the crimes
committed against the electronic signature, which led to the exacerbation of
electronic crime and caused material, financial and even psychological damage
to many victims.
This study showed the extent of the seriousness of the crimes related to
the electronic signature, and this is due to its specificity, especially from the
technical side, and difficult to discover and prove, as the various legal systems
were unable to keep pace with the development of these crimes and combat
them, and in the face of this situation, the Algerian legislator tried to reduce the
seriousness of these crimes , by including important amendments to the Penal
Code and the Code of Criminal Procedure, and the enactment of laws and
decrees related to electronic signature through the Electronic Signature and
Certification Law.
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
اﻟﻔﻬرس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﺣﺗوى
01 ﻣﻘدﻣﺔ
06 ﺗﻣﻬﯾد
90
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
91
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
- اﻟﻔﻬرس
92