You are on page 1of 2

‫أهمية األحزاب السياسية في عملية التنشئة السياسية ومدى مساهمتها في تعزيز المشاركة‬

‫السياسية‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬األحزاب والتنشئة السياسية‪.‬‬
‫عند التطرق إلى مفهوم التنشئة السياسية‪ ،‬فال بد من ذكر أنه لم يكن لها تعريف محدد؛ ألن العلماء‬
‫قد اختلفوا بمعناها لكن هنالك اتجاهين يمكننا التمييز بينهما وهما‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬ويرى أن التنشئة عملية نقل للمعلومات السياسية وقيم ووجهات نظر قنوات التنشئة‬
‫السياسية للمواطنين الذين يكون دورهم هو التلقي فقط‪ ،‬وهو ما يشير إلى دورهم السلبي‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬يرى أن المستهدفين قادرين على فهم البيئة السياسية من حولهم بمجهودهم الذاتي‪،‬‬
‫وهذه الشريحة لها دور إيجابي في عملية التنشئة السياسية للحصول على المعلومات‪.‬‬
‫نظريات التنشئة‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرية األنساق‪ :‬نظرية تتعامل مع الحياة السياسية كمجموعة من المتغيرات المتميزة‪ ،‬وتعمل‬
‫في ذات الوقت على أن تساند وتفاضل؛ لتحقق التوازن المطلوب‪.‬‬
‫‪ .2‬نظرية السيطرة أو الهيمنة للتنشئة السياسية‪ :‬تشير الهيمنة هنا إلى سيطرة الجماعة الحاكمة في‬
‫مجال استخدام الدعاية‪ ،‬من أجل العمل على تدعيم حكمها‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬مدى مساهمة األحزاب السياسية في تعزيز المشاركة السياسية‪.‬‬
‫لألحزاب السياسية دور مهم في المشاركة السياسية من خالل غرس مفاهيم ومعتقدات سياسية‬
‫وهي تمارس دورها هذا من خالل ما تقوم به من دور مزدوج في عملية التنشئة السياسية‪ ،‬كما‬
‫تشكل قنوات لتأطير المشاركة السياسية التي تعد معياًر ا لنمو النظام وسالمة المناخ التفاعلي بين‬
‫النظام والمجتمع‪.‬‬
‫والمشاركة السياسية ترتبط بالمسؤولية االجتماعية التي تقوم على أساس الموازنة بين الحقوق‬
‫والواجبات؛ لذلك هي سمة من أبرز سمات النظم الديمقراطية‪ ،‬ويتوقف نمو وتطور الديمقراطية‬
‫على مدى اتساع نطاق المشاركة إال أن المشاركة تخضع للظروف والعوامل االقتصادية‬
‫والسياسية للفرد ومجتمعه‪ .‬وتتوقف مشاركة الفرد في الحياة السياسية على مدى اهتمامه وطبيعة‬
‫المناخ السياسي‪ ،‬وتتأثر أيًض ا بمستوى التعليم والمهنة والجنس والسن ومحل اإلقامة والمحيط‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫وتعزز األحزاب السياسية المشاركة السياسية‪ ،‬من خالل خلق ثقافة سياسية جماهيرية تشاركية؛‬
‫نظًرا لكونها تعد معياًرا مهًم ا لنمو النظام السياسي‪.‬‬

‫وفي الختام أرى أن تأثير األحزاب السياسية في زيادة المشاركة السياسية وتطور الوضع‬
‫الديمقراطي‪ ،‬لن يتطور إال إذا استطاعت تلك األحزاب نقل آراء ومصالح الجماهير إلى الحكومة‪،‬‬
‫وأتقن قادة ومؤسسي تلك األحزاب التعبير عن المصالح المجتمعية بشكل حاسم‪ ،‬ينعكس بوضوح‬
‫على تسريع التنمية المستدامة بجميع أبعادها االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬سيًرا‬
‫نحو الجودة في تطبيق الديمقراطية بخطى واثقة‪ ،‬وأال تتناقض مع المصلحة الوطنية بل تعمل‬
‫على تحقيقها وخدمتها‪.‬‬

You might also like