You are on page 1of 10

‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫قوائم احملتويات متاحة على ‪ ASJP‬املنصة اجلزائرية للمجالت العلمية‬


‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬
‫الصفحة الرئيسية للمجلة‪www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/552 :‬‬

‫دور احلركات االجتماعية يف التغيري السياسي ‪ -‬االجتماعي يف الدول‬


‫العربية ‪ ...‬دراسة حتليلية نظرية‬
‫‪The role of social movements in social – political change In the‬‬
‫‪Arab countries …Theoretical and analytical study‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الجبار جبار ‪ ،* ، 1‬الطيب بوهالل‬
‫‪ 1‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 2‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪Key words:‬‬ ‫‪Abstract‬‬
‫‪Social mouvements‬‬ ‫‪Social movements represent an important mechanism to attract individuals within‬‬
‫‪purposeful trends in order to change the current reality, which makes them confront‬‬
‫‪Foreign intervention‬‬ ‫‪the state, as a result of rejecting its public policies. This highlights different aspects of‬‬
‫‪authoritarian dealing with them, between recognizing them as major actor and informal‬‬
‫‪Social change‬‬ ‫‪public policy-making, while other system refuses any role for them.‬‬

‫‪Revolution‬‬ ‫‪This research paper aims to highlight the specificity of social movements in Arab countries‬‬
‫‪by focusing on the elements of their strength in influencing societies, and then detailing‬‬
‫‪Protest.‬‬ ‫‪their political and social role.‬‬
‫‪Methodologically, we used the descriptive and analytical method to study the reality of‬‬
‫‪social movements in the Arab countries. And the state’s relationship with society approach‬‬
‫‪to define the areas of interaction and influence between social movements and their‬‬
‫‪political and social environment.‬‬
‫‪As a conclusion, we found that social movements in general play an important role in‬‬
‫‪shaping the mobility of their societies, and this is in line with the means available to them,‬‬
‫‪which is reflected in the discrepancy in performance between their peaceful and violent‬‬
‫‪expression.‬‬
‫ملخص‬ ‫معلومات املقال‬
‫تاريخ املقال‪:‬‬
‫هامة الستقطاب األفراد ضمن توجهات محددة وهادفة من‬ ‫ً‬ ‫ألية‬
‫تُمثل الحركات االجتماعية ً‬
‫أجل تغيير الواقع الراهن‪ ،‬وهو ما يجعلها في مواجهة الدولة باعتبار أن سياساتها العامة ال‬ ‫اإلرسال ‪2021/07/22:‬‬
‫تتناسب وتطلعات هذه الحركات االجتماعية‪ ،‬بما ُيبرز مظاهر مختلفة للتعامل السلطوي‬ ‫املراجعة ‪2021/08/23 :‬‬
‫معها‪ ،‬ما بين االعتراف بها وتعزيز كينونتها كفاعل رئيسي غير رسمي في صنع السياسات‬ ‫القبول ‪2021/08/29 :‬‬
‫العامة‪ ،‬في حين تتبنى أنظمة أخرى عدم االعتراف بأي دور لها‪.‬‬
‫وتهدف هذه الورقة البحثية إلبراز خصوصية الحركات االجتماعية في الدول العربية من‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫خالل التركيز على عناصر قوتها في التأثير على المجتمعات‪ ،‬ومن ثم التفصيل في الدور‬
‫السياسي واالجتماعي لهذه الحركات‪.‬‬ ‫الحركات االجتماعية‬
‫ومن الناحية المنهجية تم االستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي باعتباره األنسب لدراسة واقع‬ ‫التدخل األجنبي‬
‫الحركات االجتماعية في الدول العربية وكذا معالجة خصوصيتها وآثارها االجتماعية‬ ‫التغيير االجتماعي‬
‫والسياسية‪ ،‬كما تم االستعانة باقتراب عالقة الدولة بالمجتمع باعتباره يتناغم وخصوصية‬ ‫الثروة‬
‫هذه الدراسة في تحديدها لمجاالت التداخل والتأثير بين الحركات االجتماعية وبيئتها‬ ‫االحتجاج‪.‬‬
‫السياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫توصلت هذه الدراسة إلى أن الحركات االجتماعية بشكل عام تلعب دوراً هامًا في تشكيل‬
‫حركية مجتمعاتها وهذا تماشيًا مع الوسائل التي تُتاح لها‪ ،‬مما ينعكس على التباين في األداء‬
‫بين التعبير السلمي والعنفي لها‪.‬‬

‫‪* Corresponding author at: Hassiba Ben Bouali University of Chlef, ALGERIA‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪Email : a.djebbar@univ-chlef.dz‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫أما بالنسبة للدراسات السابقة فقد مت الرتكيز على الدراسات‬ ‫‪ -1‬مقدمة‬


‫التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫هامة الستقطاب األفراد‬ ‫ُتثل احلركات االجتماعية ً‬
‫ألية‬
‫‪ -‬مقالة الباحث "حممد ميسر فتحي" املوسومة بـ‪ :‬التخطيط‬ ‫ضمن توجهات حمددة وهادفة من أجل تغيري الواقع الراهن‪،‬‬
‫االسرتاتيجي وإدارة التغيري السياسي حنو نهج جديد يف بناء‬ ‫وهو ما جيعلها يف مواجهة الدولة حبكم عدم تناسب سياساتها‬
‫وإدارة الدولة املعاصرة‪ ،‬والصادرة يف ‪ ،2018‬مبجلة قضايا‬ ‫العامة مع تطلعات هذه احلركات‪ ،‬والذي يظهر ضمن أمناط‬
‫سياسية عن جامعة النهرين بالعراق‪ ،‬واليت ركزت على أسس‬ ‫ُمتلفة للتعامل السلطوي معها‪ ،‬ما بني االعرتاف بها وتعزيز‬
‫ومرتكزات التخطيط االسرتاتيجي للتغيري السياسي‪ ،‬حيث‬ ‫ُ‬ ‫كينونتها كفاعل رئيسي غري رمسي يف صنع السياسات‬
‫درست التخطيط االسرتاتيجي كآلية للتغيري يف اجملتمع‪،‬‬ ‫العامة‪ ،‬يف حني تتبنى أنظمة أخرى جتاهلها وتغييب أي دور‬
‫وهو ما ُييل لآلليات السلطوية وآثارها االجتماعية‪ ،‬يف‬ ‫هلا‪.‬‬
‫حني ستحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على احلركات‬
‫االجتماعية ودورها يف التغيري السياسي واالجتماعي يف ظل‬ ‫ُتكرس آلية التعامل السلطوي مع احلركات االجتماعية‬
‫املمارسات السلطوية يف الدول العربية‪.‬‬ ‫ألمناط خمتلفة يف ُمستويات أدائها وهذا متاشياً مع آليات‬
‫التأثري اليت تستند إليها واليت تتناسب مع الظروف السياسية‬
‫الداخلية‪ ،‬وهو ما يُربز دور احلركات االجتماعية بغض ‪ -‬مقالة الباحث "احلافظ النويين" املوسومة بـ‪ :‬حق احلركات‬
‫النظر عن موقف الدولة منها‪ ،‬ومنه ستحاول هذه الورقة االجتماعية يف االحتجاج والتظاهر السلمي‪ ،‬والصادرة بتاريخ‬
‫البحثية اإلجابة على االشكالية التالية‪ :‬كيف ُتساهم احلركات ‪ 2019‬باجمللة اجلزائرية لألمن االنساني عن جامعة باتنة‬
‫اجلزائر‪ ،‬واليت اختذت من املغرب احلالة املدروسة‪ ،‬وعليه فقد‬ ‫االجتماعية يف تفعيل التغيري السياسي يف اجملتمعات العربية؟‬
‫حبثت يف اآلليات القانونية اليت يكفلها الدستور املغربي واليت‬
‫تهدف هذه الورقة البحثية إلبراز ماهية احلركات تضمن حق االحتجاج‪ ،‬إىل جانب املعوقات القانونية والتنظيمية‬
‫االجتماعية والتغيري السياسي‪ ،‬ومن ثم البحث يف مصادر قوتها اليت حتول دون تفعيلها على أرض الواقع‪ ،‬يف حني ستحاول‬
‫وهو ما يستدعي جتاوز اآلليات القمعية اليت تقوم على تغييبها هذه الدراسة تسليط الضوء على واقع احلركات االجتماعية‬
‫ً‬
‫وقمعها وعدم االعرتاف بأي دور هلا‪ ،‬وهذا نتيجة لتعدد آلياتها يف الدول العربية‪ ،‬من خالل الرتكيز على عناصر قوتها اليت‬
‫من جهة وكذا الفواعل العرب دوالتية واليت تتخذها يف الغالب متنحها التأثري االجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫كذريعة للتدخل يف الشؤون الداخلية للدولة‪ .‬وهو التهديد‬
‫خاصة النامية منها‪ - ،‬مقالة الباحث "عماد لبيد" املوسومة بـ‪ :‬اإلعالم اجلديد واآلفاق‬
‫ً‬ ‫الذي أصبح يرتبص بالدولة القومية‬
‫مما يستدعي ضرورة إعادة االعتبار للحركات االجتماعية اجلديدة للتعبئة السياسية واملمارسة الدميقراطية‪ ،‬والصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 2018‬مبجلة أحباث قانونية عن جامعة جيجل‬ ‫واعتبارها كعامل قوة يف الدولة‪.‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬واليت توصل من خالهلا الباحث إىل أهمية التطورات‬
‫ولإلجابة على إشكالية هذه الدراسة فقد مت االستعانة الرقمية املعاصرة يف خلق قنوات إعالمية ُمعاصرة ساهمت يف‬
‫باملنهج الوصفي التحليلي من خالل توظيفه يف إبراز مفهوم التعبئة السياسية وكذا تعزيز املمارسة الدميقراطية‪ ،‬يف حني‬
‫احلركات االجتماعية‪ ،‬وكذا دراسة واقعها يف الدول العربية‪ ،‬أن هذه الدراسة ستحاول إبراز استفادة احلركات االجتماعية‬
‫ُ‬
‫مع معاجلة خصوصيتها وآثارها االجتماعية والسياسية‪ ،‬من هذه التكنولوجيات االتصالية املعاصرة من أجل تعزيز‬
‫كما مت االستعانة باقرتاب عالقة الدولة باجملتمع باعتباره قدراتها يف التغيري السياسي‪-‬االجتماعي يف الدول العربية‪.‬‬
‫يتناغم وخصوصية هذه الدراسة يف حتديدها جملاالت التداخل‬
‫والتأثري بني احلركات االجتماعية والسلطة السياسية ضمن ومن أجل اإلملام باجلوانب النظرية والتطبيقية للدراسة فقد‬
‫مت ذلك من خالل معاجلة العناصر التالية‪:‬‬ ‫بيئتها السياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫وتثل نظرية اللعب وباألخص نظرية اللعبة الصفرية األداة ‪ -‬االطار املفاهيمي للحركات االجتماعية والتغيري السياسي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫األمثل لتفسري وفهم العالقة بني احلركات االجتماعية ‪ -‬مصادر قوة احلركات االجتماعية يف الدول العربية‪.‬‬
‫والنظام السياسي يف الدول العربية‪ ،‬وهذا من خالل عالقات‬
‫‪ -‬مظاهر التغيري السياسي – االجتماعي لدى احلركات‬
‫املنافسة والصراع بينهما‪ ،‬ففي حني تسعى األنظمة احلاكمة‬
‫االجتماعية يف الدول العربية‪.‬‬
‫للسيطرة على اجملال السياسي واالجتماعي‪ ،‬فإن احلركات‬
‫االجتماعية تسعى بدورها للتموقع من أجل حتقيق ُمتطلبات ‪ .2‬اإلطار املفاهيمي للحركات االجتماعية والتغيري السياسي‬
‫الفئات املنتمية إليها‪ ،‬وهذا يف ظل غياب للقنوات التفاعلية ُتعد احلركات االجتماعية واحد ًة من أبرز الظواهر التى برزت‬
‫بينها أو حملدوديتها وعدم فعاليتها يف أحسن الظروف‪ ،‬وهو ما فى اآلونة االخرية على نطاق واسع داخل اجملتمع الدولي‬
‫يُكرس للعالقة الصفرية اليت تقوم على كون حتقيق مطالب تزامناً مع تنامي احلركات النقابية والعمالية خالل الثورة‬
‫الصناعية‪ ،‬فاحلركات مبفهومها الواسع هي عبارة عن تيار‬ ‫أي طرف يستدعي إلغاء الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫ُمتعاقبة من اجلهود اليت يقوم بها عدد كبري من األفراد‬ ‫يدفع جبماعة ما إىل االنتظام والتماسك بقصد التطوير من‬
‫يهدفون إىل إحداث التغيري االجتماعي‪ ،‬وهي جهد مجعي‬ ‫أوضاعها السياسية‪ ،‬االقتصادية أو االجتماعية وتطويرها‬
‫ضعيف تنظيمياً ولكنه يتسم باإلصرار على دعم هدف‬ ‫مجيعاً‪ ،‬واحلركات عاد ًة ما تتميز مبجموعة من اخلصائص‬
‫اجتماعي حيقق التغيري يف بنية اجملتمع وقيمه السائدة (بشري‪،‬‬ ‫ومن أهمها البناء املتميز واالستمرارية والتغلغل التلقائى وعدم‬
‫‪ ،2013‬صفحة ‪.)45‬‬ ‫االستقرار (الربيع‪)2017 ،‬‬
‫وتتميز احلركات االجتماعية باخلصائص التالية‪( :‬هند‪،‬‬ ‫‪ .1 .2‬مفهوم احلركات االجتماعية‬
‫‪)2012‬‬ ‫نشأ مفهوم احلركات االجتماعية تعبرياً عن حالة من االغرتاب‬
‫‪ 1.1.2‬االرتباط بالتغيري االجتماعي‪ :‬باعتبار أن احلركات‬ ‫السياسي والثقايف واالجتماعي‪ ،‬سادت لدى فئات حمددة من‬
‫االجتماعية ال تتناول أنشطة الناس كأعضاء يف مجاعات‬ ‫العمال والشباب والطالب منذ فرتة اخلمسينيات من القرن‬
‫ُمستقرة هلا قيمها وبناءها‪ ،‬وإمنا تتناول مجاعات غري مستقرة‬ ‫العشرين‪ ،‬ثم زادت حدتها خالل فرته الستينيات من القرن ذاته‪،‬‬
‫وأحيانا تتجه اىل التغيري يف األوضاع القائمة‪ ،‬وهذا ما يعنى أن‬ ‫حتى بلغت ذروتها عام ‪ 1968‬مع تفجر ثورة الشباب‪ ،‬واليت‬
‫التجديد ال يتحقق تلقائياً مهما كانت األسباب ُمتوفر ًة وإمنا‬ ‫اجتاحت ُمعظم الدول الرأمسالية‪ ،‬لتمتد الحقاً إىل بعض‬
‫يتحقق بقيام حركة اجتماعية ُتدد أهدافها اليت تسعى من‬ ‫الدول النامية والعربية‪ ،‬ولقد أثبتت التجربة الغربية يف‬
‫خالهلا إلحداث التغيري املنشود‪ ،‬وأحياناً ميكن أن يقود التغيري‬ ‫جمال احلركات االجتماعية الدور احملوري لتلك احلركات‬
‫إىل قيام حركة اجتماعية ترفضه وتسعى ملنعه وتهدف إىل‬ ‫بداية من حركة الطالب‬‫يف تشكيل اجملتمعات الغربية ذاتها‪ً ،‬‬
‫االبقاء على الوضع الراهن ‪.‬‬ ‫وحركة السالم ُمرو ًرا حبركة احلقوق املدنية األمريكية‬
‫‪ 2.1.2‬البناء الفكري املتميز‪ :‬تتميز احلركات االجتماعية‬ ‫اليت مازالت توابعها وآثارها تظهر باجملتمع األمريكي إىل اآلن‪،‬‬
‫ً‬
‫إضافة للحركات املناهضة للعوملة واليت تنشط يف دول العامل‬
‫بالطابع الواقعي نتيجة نشأتها تعبرياً عن أزمة ما‪ ،‬وهذا ما‬
‫جيعلها تقوم على جهود تتسم بالوعى والرغبة فى تغري الوضع‬ ‫ككل (اجلبلي و عبدربه‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪.)20-19‬‬
‫نظمة القائم من خالل تصور ُمتكامل عن أهدافها وهو ما حيقق هلا‬ ‫وعليه ُتعرف احلركة االجتماعية باعتبارها ُجهوداً ُم ً‬
‫ً‬
‫ثورية القدرة الستقطاب األفراد حنوها‪.‬‬ ‫جلماعة ُمؤثرة سواء كانت حمدود ًة أو واسعة األهداف‪،‬‬
‫ً‬
‫أو إصالحية‪ ،‬على أن تهدف إىل تغيري أو مقاومة جانب أساسي ‪ 3.1.2‬البناء التنظيمي الضعيف‪ :‬تتميز احلركات االجتماعية يف‬
‫أو أكثر يف اجملتمع‪ ،‬ويشرتط يف عملها اخلروج عن القنوات الغالب بغياب للبناء التنظيمي‪ ،‬ويف أحسن الظروف تتوفر على‬
‫السياسية‪ ،‬غري أن هذا ال مينعها من النفوذ وبعمق إىل الدوائر شبه تنظيم يقود أعضائه ويوجههم حنو أهدافها‪ ،‬وهذا األمر هو‬
‫ً‬
‫السياسية‪ ،‬وهي تنطوي أساسا على تعبئة اجلمهور حور مشروع ُمصلة للطبيعة الطارئة للحركة وتكوينها السريع املرتبط‬
‫التغيري (بشري‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ ،)44‬وهذا ما يعين أن احلركات باألزمة‪ ،‬إىل جانب التغيريات والتحوالت التى تعرفها قيادة‬
‫ً‬
‫االجتماعية ال تكون ُمصلة للتغيري االجتماعي فحسب أو احلركة االجتماعية وافتقادها للقيادة الرمسية‪ ،‬كما يتعزز‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ُمرد نتيجة من نتائجه بل تكون فاعال رئيسيا يف خلق التغيري هذا الضعف التنظيمي نتيجة وعي احلركة بعدم استقرارها‪.‬‬
‫وتوجيهه‪ ،‬وهذا ما يُؤكد على الرتابط بني فعالية احلركات‬
‫االجتماعية من جهة وكذا القيم الثقافية للمجتمع اليت ‪ 4.1.2‬التضامن الداخلي القوي‪ :‬وهو ما يُقابل ضعف البناء‬
‫ينبغي أن تقوم على تشجيع فعل التغيري واحلركية والتجديد‪ ،‬التنظيمي‪ ،‬والذي يكون نتيجة العالقة املتميزة بني القادة‬
‫وهو ما يتنافى لدى اجملتمعات التقليدية ذات األمناط الثقافية واألعضاء‪ ،‬وهو ما يعزز قوة االنتماء الذى يشعر به أعضاء‬
‫احلركة جتاه احلركة وسعيهم يف حتقيق أهدافها‪.‬‬ ‫اجلامدة (الربيع‪.)2017 ،‬‬
‫و ُتعرف احلركات االجتماعية أيضاً على أنها جمموعة ‪ 5.1.2‬االستمرارية وسرعة االنتشار والتغلغل التلقائي‪ :‬والشواهد‬
‫أشخاص يتقامسون فيما بينهم إميانهم حول موضوع ُمعني التارخيية ُتؤكد ذلك أين نلمس استمرارية العديد من‬
‫يتضمن هدفاً اجتماعياً‪ ،‬وهو ما يستدعيهم لالخنراط املتعمد احلركات االجتماعية بالرغم من العواقب اليت عرفتها من‬
‫يف النضال من أجل حتقيق هذا اهلدف‪ ،‬على أن هذا االخنراط قبيل‪ :‬احلركة النازية والشيوعية واليت استمرت لعدة عقود‬
‫املعتمد يف خوض الصراع غري املتكافئ مع السلطة ال يُعرب وبعضها ال تزال دعواتها مستمر ًة وتلقى تأييداً‪ ،‬إىل جانب‬
‫حقيقة عن عفوية أو عشوائية يف الطرح بقدر ما يعكس درجة احلركة القومية العربية اليت ال تزال ُمستمر ًة فى املنطقة‬ ‫ً‬
‫هامة من العقالنية اليت تقوم على احلساب املسبق للجوانب العربية رغم ما يقرب من القرن على بداية تبلورها‪،‬كما‬ ‫ً‬
‫السلبية واإلجيابية اليت تنجم عن حتركهم يف ظل البيئة أن احلركة سريعة االنتشار وتتغلغل تلقائياً بني قطاعات‬
‫عريضة من اجملتمع‪ ،‬نظراً الستجابتها للظروف السياسية‬ ‫احمليطة (حسن‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)332‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وكذا ارتباطها بقطاع كبري من‬
‫ُ‬
‫كما تعرف احلركة االجتماعية كذلك على أنها سلسلة الناس امللتفني حوهلا‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫‪ 6.1.2‬عدم االستقرار والتذبذب والتطور من وقت آلخر‪ :‬عادة ما تتسم واليت متيزت باالهرتاء وعدم ُمواكبة املتطلبات الراهنة يف‬
‫احلركات االجتماعية بعدم االستقرار والتذبذب‪ ،‬ولذلك ظل التحديات اجلديدة‪ ،‬ومنه فإن مصادر قوة احلركات‬
‫بداية من االجتماعية يف الدول العربية تعددت على النحو التالي‪:‬‬ ‫يطرح املفكرون مراحل حلياة احلركات االجتماعية ً‬
‫البداية اليت تكون مع األزمة‪ ،‬للتطور من خالل االلتفاف حول ‪ .1 .3‬املصادر املستمدة من حمدودية مؤسسات الدولة‬
‫األزمة من خالل مرحلة االلتفاف اجلماهريي‪ ،‬لتأتي بذلك‬
‫تسبب اعتماد الدولة على نفس املؤسسات التقليدية لديها‬
‫مرحلة النضج وتشكيل املطالب واألهداف املرجو بلوغها‪ ،‬لتبدأ‬
‫وكذا نفس املمارسات واألطر املعتمدة يف قطيعة بينها وبني‬
‫املرحلة الرابعة اليت ُتؤسس للحركة االجتماعية‪.‬‬
‫جمتمعاتها‪ ،‬وهذا ما عزز من إخفاقها يف تلبية ُمتطلبات‬
‫وعليه تستهدف احلركات االجتماعية التعبري عن توجهات وحاجيات ُمواطنيها‪ ،‬وهو ما يربز من خالل عدة مستويات‪:‬‬
‫أفرادها جتاه السياسات احلكومية املنتهجة‪ ،‬وهذا ً‬
‫رغبة منها‬
‫‪ 1.1.3‬فشل سياسات دولة الرفاه‪ُ :‬تعترب دولة الرفاه ُمصلة‬
‫حتقيق تطلعاتهم واليت تتم يف الغالب نتيجة ُمساومات مع‬
‫صريورة تطور الدولة منذ نشأتها‪ ،‬وهي اليت تهتم بالرعاية‬
‫السلطة احلاكمة ُتسفر عن تنازالت يف صاحل هذه احلركات‪،‬‬
‫االجتماعية ضمن أولوياتها من خالل السياسات االجتماعية‬
‫وهو ما يكرس ملفهوم التغيري السياسي داخل اجملتمعات‪.‬‬
‫اليت تهتم بها‪ ،‬واليت تهدف لتعزيز رفاهية اجملتمع يف شتى‬
‫اجلوانب‪ :‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ...‬فالتقرير العاملي‬ ‫‪ .2 .2‬مفهوم التغيري السياسي‬
‫يُعرب التغيري السياسي عن تعديل جذري يف ال ُبنى واهلياكل للتنمية البشرية لسنة ‪ 2016‬الزال يرصد الدول العربية‬
‫ال وليس ُجزئياً يف ضمن ُمعدالت ُمتدنية‪ ،‬لدرجة أن سوريا والصومال مل‬ ‫القائمة يف اجملتمع‪ ،‬وهو يعين انتقا ً‬
‫ال شام ً‬
‫ُمتلف جوانب احلياة‪ ،‬يتم مبوجبه التحول من وضع آلخر يشملهما التقرير‪.‬‬
‫ُمتلف متاماً‪ ،‬وهو ُياثل الثورات من حيث درجة التغيري‪ ،‬كما جدول ‪1‬‬
‫أنه حيتاج إىل درجة واسعة من املشاركة السياسية والشعبية‬
‫ترتيب الدول العربية ضمن مؤشر التنمية البشرية‬
‫من أجل ُمرافقة عملييت هدم وبناء ُمتاربطتني بإزالة البنى‬
‫واآلليات القدمية وإحالل آليات جديدة على أنقاض سابقتها‬
‫الرتتيب‬ ‫القيمة‬ ‫الدولة‬ ‫املستوى‬
‫عربياً عاملياً‬ ‫ومايد وغري قيمي‪،‬‬ ‫(دبعي‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ ،)29‬وهو مفهوم عام ُ‬
‫قطر‬ ‫تنمية‬
‫فقد يستهدف أمنوذج الدميقراطية كما قد ال يستهدفه‪،‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.856‬‬
‫السعودية‬ ‫بشرية‬ ‫وعليه قد يكون التغيري إجياباً مثلما قد يكون سلباً‪ ،‬كما قد‬
‫‪38‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.847‬‬
‫اإلمارات‬
‫مرتفعة‬ ‫يكون تغيرياً جذرياً يُلغي مجيع ال ُبنى السابقة مثلما قد يكون‬
‫‪42‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.840‬‬
‫العربية املتحدة‬
‫جدا‬ ‫وجزئياً (طامشة‪ ،2011 ،‬صفحة ‪ ،)16‬وهو خيتلف‬ ‫تغيرياً إصالحياً ُ‬
‫‪47‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.825‬‬ ‫البحرين‬ ‫عن التداول على السلطة يف كون أن التغيري السياسي ال يُراعي‬
‫‪51‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.800‬‬ ‫الكويت‬ ‫الضوابط الدستورية (مزرود‪ ،2012 ،‬صفحة ‪ ،)55‬بينما لو مت‬
‫‪52‬‬ ‫سلطنة عمان ‪0.7966‬‬ ‫تنمية‬ ‫تغيري سياسي جزئي داخل منظومة دميقراطية فإننا نكون‬
‫‪76‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.763‬‬ ‫لبنان‬ ‫بشرية‬ ‫بصدد احلديث عن تداول يف السلطة‪ ،‬ومن زاوية أخرى فإن هذا‬
‫‪83‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.745‬‬ ‫اجلزائر‬
‫مرتفعة‬ ‫األخري يستهدف التغيري السياسي وإال كان تداو ً‬
‫ال نسبياً‪ ،‬حيث‬
‫‪86‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0.741‬‬ ‫األردن‬ ‫أن ُوصول املعارضة إىل السلطة سيرتتب عنه حتماً تغري توجهات‬
‫‪97‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0.725‬‬ ‫تونس‬ ‫السلطة السياسية األمر الذي سينجم عنه تغيري سياسي‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0.716‬‬ ‫ليبيا‬ ‫تستهدف احلركات االجتماعية أساساً إحداث تغيريات أساسية‬
‫‪111‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0.691‬‬ ‫مصر‬ ‫تنمية‬ ‫يف النظام االجتماعي‪ ،‬وهذا ما جيعلها تقوم بتنظيم األفراد‬
‫‪114‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.684‬‬ ‫فلسطني‬ ‫بشرية‬
‫متوسطة‬
‫واملوارد واألفكار من أجل إحداث التغيري االجتماعي‪ ،‬وهذا‬
‫‪121‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.649‬‬ ‫العراق‬ ‫ً‬
‫نتيجة لعدة ُمقومات بيئية سواء داخلية وخارجية عملت يف‬
‫‪123‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.647‬‬ ‫املغرب‬ ‫جمملها على تعزيز كينونة احلركات االجتماعية كفاعل‬
‫‪157‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0.513‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫تنمية‬ ‫اجتماعي رئيسي‪.‬‬
‫‪160‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0.497‬‬ ‫جزر القمر‬ ‫بشرية‬
‫منخفضة‬ ‫‪ .3‬مصادر قوة احلركات االجتماعية يف الدول العربية‬
‫‪165‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0.490‬‬ ‫السودان‬
‫‪168‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0.482‬‬ ‫اليمن‬ ‫تنبع مكانة احلركات االجتماعية يف الغالب نتيجة فشل‬
‫املصدر‪ :‬فريق التحرير‪(( ،‬مؤشر التنمية البشرية يف العامل والوطن‬ ‫املنظومة التقليدية املوجهة لقولبة اجملتمع‪ ،‬وهذا ما ُييل إىل‬
‫العربي))‪ ،‬موقع عرب انسايدر‪ 3 ،‬أفريل ‪ ،2017‬على املوقع‪:‬‬
‫مجلة من التحديات اليت عززت من كينونتها ودعمت تواجدها‬
‫‪https://cutt.ly/3b6LGGk‬‬ ‫بقوة‪ ،‬من أجل ُماولة تغيري املنظومة االجتماعية الراهنة‬

‫‪121‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬
‫ً‬
‫خاصة نتيجة عجز‬ ‫البديل الدميقراطى فى العامل العربي‬ ‫انطالقاً من هذا اجلدول فإنه بالرغم من تباين أوضاع الدول‬
‫األحزاب السياسية والنقابات العمالية عن أداء أدوراها فى‬ ‫العربية على العموم إال أنها ال تزال ُتسجل ُمعدالت أقل من‬
‫ظل األنظمة القمعية اليت عمدت جاهد ًة على إغالق الساحة‬ ‫املتوسط يف مقياس التنمية البشرية‪ .‬وهو ما يُعرب عن فشل‬
‫السياسية عرب ُمارسات قمعية تسلطية (هند‪.)2012 ،‬‬ ‫سياساتها التنموية يف خلق فرص العمل املنتج مبا يكفي‬
‫الستيعاب األعداد املتزايدة مع الشباب‪ ،‬خاصة لدى خرجيي‬
‫‪ .2 .3‬املصادر املستمدة من العوملة‬
‫اجلامعة‪ ،‬وهو ما انعكس على اخنفاض ُمعدالت النمو‬
‫ساهمت العوملة إىل حد كبري يف املساس بسيادة الدولة‬ ‫االقتصادي املسجلة لديها‪.‬‬
‫واخرتاقها‪ ،‬ليربز مفهوم الدولة اهلشة أو احلدود السياسية‬ ‫شكل ‪1‬‬
‫الرخوة إىل السطح‪ ،‬ويف املقابل استفادت احلركات‬
‫تطور معدالت بطالة الشباب يف الدول العربية (‪)2013-2003‬‬
‫االجتماعية من العوملة بدرجات كبرية وهو األمر الذي‬
‫انعكس على تعزيز ُقدراتها يف املطالبة مبصاحل الفئات‬
‫االجتماعية اليت ُتثلها‪ ،‬حيث برزت على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬ظهور مفهوم احلركات االجتماعية اجلديدة‪ :‬واليت‬
‫تعمل على شكل ُمنتديات حيث يضمن كل ُمنتدى عدة‬
‫حركات إقليمية ذات أهداف واحدة لكي ُتكثف نشاطها على‬
‫ً‬
‫نوعية يف‬ ‫الصعيدين اإلقليمي والدولي‪ ،‬وهو ما ُيثل قفز ًة‬ ‫املصدر‪ :‬حممد إمساعيل‪ ،‬وهبة عبد املنعم‪(( ،‬بطالة الشباب يف الدول‬
‫العربية))‪ ،‬تقرير صندوق النقد العربي‪ ،‬أوت ‪ ،2015‬ص ‪.9‬‬
‫عمل احلركات االجتماعية عرب تبنيها لألسلوب السلمي‬
‫واحلواري يف الدفاع عن حقوق اإلنسان وحريته وبيئته‬ ‫يوضح هذا الشكل ارتفاع ُمعدالت البطالة يف أوساط الشباب‬
‫ومناهضة نهب خريات وطنه‪ ،‬وهذا كله مع التشديد على‬ ‫ُ‬ ‫العربي وخاصة أمام تنامي ُمعدالت خرجيي اجلامعات يف‬
‫رفض األساليب العنفية يف التغيري (العمر‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)31‬‬ ‫الدول العربية‪ ،‬وهو ما يُعرب عن عدم التناغم بني ُمرجات‬
‫و ُتعترب احلركات االجتماعية اجلديدة منطاً للحركات‬ ‫اجلامعة وبيئتها االقتصادية مبا يعرب عن فشل السياسات‬
‫االجتماعية اليت ظهرت بعد احلرب العاملية الثانية ل ُتعرب عن‬ ‫التنموية يف الدول العربية‪.‬‬
‫مصاحل ضيقة جلماعات صغرية ُمنظمة من الناس انضموا‬
‫انطالقاً من هذه املؤشرات اليت ُتيل إىل إخفاقات دولة‬
‫لتحقيق هدف مشرتك لتحسني ظروف معيشتهم‪ ،‬على غرار‬
‫الرفاه يف الدول العربية الذي تسبب يف تزايد االستقطاب‬
‫احلركات الطالبية املتطرفة اليت ظهرت يف العقد السادس‬
‫اجملتمعي الذي ميثل البيئة األمثل لتعزيز تواجد احلركات‬
‫من القرن العشرين وكذا احلركات السياسية املتعددة مثل‬
‫االجتماعية ونشاطها من أجل حماولة تغيري الواقع الراهن‪،‬‬
‫حركات الزنوج السود وحركات حترير املرأة وحركات‬
‫وحتسني الظروف املعيشية عرب الضغط على احلكومات‪.‬‬
‫البيئة‪ ،‬وعلى خالف التقليدية منها متتاز احلركات‬
‫االجتماعية اجلديدة باملميزات التالية‪( :‬اجلبلي و عبدربه‪،‬‬ ‫‪ 2.1.3‬ضعف القدرات االستقطابية للمؤسسات التقليدية‬
‫‪ ،2013‬صفحة ‪)5‬‬ ‫وعدم استطاعتها مواجهة أشكال ُمددة من املخاطر اليت‬
‫‪ -‬أنها ال تتحدد يف إطار طبقة ُمعينة بل تتبنى هويات ُمتنوعة‬ ‫تهدد اجملتمعات البشرية على اختالفها‪ ،‬كقضايا البيئة‬
‫عابرة للطبقات‪.‬‬ ‫والتسلح النووي‪ ،‬والنتائج املرتتبة عن العوملة والتكنولوجيا‬
‫ووسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬والتطرف والعنف واالستبداد‪،‬‬
‫‪ -‬تعتمد على التنظيم غري الرمسي وغري املقيد‪.‬‬
‫وهي ُمشكالت ال تستطيع الدولة الرمسية التقليدية أن‬
‫‪ -‬أهدافها ثقافية اجتماعية باملقام األول وليست سياسية‬ ‫تقوم مبهامها جتاهها‪ ،‬وهذا ما يُناط باحلركات االجتماعية‬
‫بشكل ُمباشر‪ ،‬كما تتميز مبستوى وعي ُمرتفع‪.‬‬ ‫كمكمل أو بديل للسلطات التقليدية يف القيام بأدوارها‬
‫‪ -‬هي أقل اهتماماً باملواطنة وبالتالي ال تهتم بالسلطة‬ ‫الوظيفية املفيدة للفرد واجملتمع‪ ،‬وغال ًبا ما يكون الغرض من‬
‫السياسية‪ ،‬ولكنها يف نفس الوقت تهتم بزيادة حجم اجملتمع‬ ‫هذه احلركات إفساح اجملال أكثر للحقوق املدنية‪ ،‬لتربز‬
‫املدني وزيادة مساحة االستقاللية الذاتية‪.‬‬ ‫أيضاً يف املقابل حركات أخرى ُمضادة تنشط يف جماالت‬
‫ُمتعددة وتسعى للحفاظ على األوضاع الراهنة‪ ،‬وهذا على‬
‫‪ -‬تفرتض ُوجود االختالفات ُمسبقاً داخل اجملتمع والدولة‬
‫غرار احلركات الدينية‪ ،‬لتبقى احلركات االجتماعية‬
‫واالقتصاد‪ ،‬ومن ثم ُتبنى سياساتها وأهدافها على حقيقة تلك‬
‫فاعلية وقو ًة وتأث ً‬
‫ريا يف اجملتمع (حواس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متثل الشكل األكثر‬
‫االختالفات وتعمل على توسيع الفضاءات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ،)2019‬وهذا ما عزز من مكانتها اليت أصبحت تأخذ صفة‬
‫‪122‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫حوهلا‪ ،‬يف حني متتلك القوة الثانية املبادئ األخالقية‬ ‫وعلى الرغم من االنتقادات اليت ُوجهت اىل احلركات‬
‫االنسانية اليت تهدف للدفاع عن القيم العاملية واملضطهدين‬ ‫االجتماعية اجلديدة إال أن تزايد ُمعدالت انتشارها عاملياً‬
‫عرب العامل (العمر‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ .)33‬علماً أن كل تيار يتمتع‬ ‫يُؤكد على رغبة املواطنني على ُمستوى العامل يف حتقيق‬
‫ً‬
‫أساسية لنشاط‬ ‫بقدرات استقطابية هامة‪ ،‬مبا جيعلها ركيز ًة‬ ‫املشاركة بفعالية يف العمل السياسي داخل ُمتمعاتهم‬
‫حركات اجتماعية فاعلة على املستويني الوطين والدولي‪.‬‬ ‫على الرغم من ُعزوفهم عن املشاركة السياسية عرب الطرق‬
‫‪ 4.2.3‬تكنولوجيات االعالم واالتصال‪ :‬ساهمت تكنولوجيات‬ ‫التقليدية مثل اإلدالء باألصوات يف االنتخابات العامة‪،‬‬
‫اإلعالم واالتصال يف تعزيز ديناميكية احلركات االجتماعية‬ ‫واجتاههم إىل املشاركة السياسية املباشرة من خالل الطرق‬
‫من خالل السماح لألفراد بإبداء آرائهم وأفكارهم بشكل ُمباشر‬ ‫غري التقليدية من االعتصامات واالحتجاجات واملظاهرات‪،‬‬
‫جتاه مجهور عاملي بكل سالسة‪ ،‬حيث شكلت فرصاً كبري ًة‬ ‫وتكوين حركات اجتماعية جديدة متثل إحياءاً للمبادئ‬
‫لتعزيز حرية الرأي والتعبري يف ظل التحرر من الرقابة‬ ‫واملمارسات الدميقراطية يف بالدهم (اجلبلي و عبدربه‪،2013 ،‬‬
‫الصحفية التقليدية اليت تفرضها احلكومات‪ ،‬حيث أن هذه‬ ‫صفحة ‪)6‬‬
‫التكنولوجيات أحالت إىل مفهوم اإلعالم اجلديد الذي فرض‬ ‫‪ 2.2.3‬ديناميكية اجملتمع الدولي العاملي‪ :‬والذي تعزز دوره‬
‫نفسه على السطح كفاعل رئيسي حل حمل االعالم التقليدي‬ ‫من خالل الرتكيز على ُمناهضة العوملة‪ ،‬من خالل أهدافه‬
‫الذي يتم اخرتاقه وتقييده من قبل الدولة يف الغالب‪ ،‬كما‬ ‫الرامية لبلورة عالقات اجتماعية مدنية تتخطى احلدود‬
‫يتميز اإلعالم اجلديد بسهولة تغلغله وقدراته يف التأثري على‬ ‫السياسية والقومية واإلثنية‪ ،‬والعمل على توحيد مواقفها‬
‫الرأي العام‪ ،‬وهو ما انعكس على قولبة احلركات االجتماعية‬ ‫املناهضة للعوملة والدفاع عن حقوق األقليات واملستضعفني‬
‫ُمستفيد ًة من آليات اإلعالم اجلديد (لبيد‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)131‬‬ ‫يف مجيع بقاع العامل‪ ،‬إىل جانب ُمناداتها مبقاومة العنف‬
‫وهذا ما يربز يف اجلدول التالي‪:‬‬‫واإلرهاب وكذا االستغالل االقتصادي الذي ُتكرسه‬
‫الرأمسالية (العمر‪ ،2010 ،‬الصفحات ‪ ،)33-32‬وتعزز هذا األمر جدول ‪2‬‬
‫من خالل احلركات االجتماعية عابرة للقارات اليت تكاثر‬
‫معدالت استخدام شبكة الفيسبوك يف الدول نهاية عام ‪2012‬‬ ‫وجودها يف زمن العوملة‪.‬‬
‫النسبة من عدد‬ ‫الدولة‬ ‫الرتتيب‬ ‫وقد ساهمت العوملة يف تعزيز اجلماعات األهلية العابرة‬
‫السكان‬ ‫للقوميات‪ ،‬واليت قامت بالتعبئة واحلشد لآلالف خالل‬
‫‪%42.14‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪01‬‬
‫األردن‬
‫املؤمترات العاملية يف شتى بقاع العامل وهذا من أجل ُمناهضة‬
‫‪%38.94‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪%36.69‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪03‬‬ ‫شكلة ألحد أهم أمناط احلركات‬ ‫النظام الرأمسالي العاملي‪ُ ،‬م ً‬
‫‪%34.89‬‬ ‫قطر‬ ‫‪04‬‬ ‫االجتماعية اجلديدة‪ ،‬واليت ظهرت بقوة منذ أحداث احلادي‬
‫‪%30.85‬‬ ‫تونس‬ ‫‪05‬‬ ‫عشر من سبتمرب عام ‪ ،2001‬واليت تتفق يف جمموعها‬
‫‪%30.10‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪06‬‬
‫ومعارضتهم‬ ‫على ُمعارضتهم للسلطة السياسية القائمة‪ُ ،‬‬
‫‪%29.90‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪07‬‬
‫‪%22.22‬‬ ‫فلسطني‬ ‫‪08‬‬
‫للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬هذا باإلضافة ملعارضتهم‬
‫‪%20.00‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫‪09‬‬ ‫لنمط القوة املمارس من خالل اتفاقيات التجارة العاملية‪،‬‬
‫‪%19.71‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪10‬‬ ‫والقيود املمارسة من قبل األسواق املالية والبورصات العاملية‪،‬‬
‫‪%15.45‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪11‬‬ ‫ومناهضتهم لآلثار املرتتبة على النظام االقتصادي الرأمسالي‬
‫‪%14.43‬‬ ‫املصر‬ ‫‪12‬‬ ‫ً‬
‫كافة فيما خيص توظيف العمال واملوظفني‪ ،‬والشركات‬
‫‪%14.07‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪13‬‬
‫‪%11.08‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫‪14‬‬
‫الرأمسالية الكربى اليت تهدف إلي تعظيم أرباحها على‬
‫‪%7.40‬‬ ‫العراق‬ ‫‪15‬‬ ‫حساب سالمة البيئة‪ ،‬وعدم مراعاة شروط العمل ومعايري‬
‫‪%5.32‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪16‬‬ ‫توظيف العمالة‪( ...‬اجلبلي و عبدربه‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)7‬‬
‫‪%4.12‬‬ ‫السودان‬ ‫‪17‬‬
‫‪%3.74‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪18‬‬
‫‪ 3.2.3‬متطلبات اجليل املعاصر‪ :‬والذي خيتلف يف قناعاته‬
‫‪%2.89‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫‪19‬‬ ‫وسلوكياته عن األجيال السابقة‪ ،‬مما يُكرس لثنائية‬
‫‪%2.46‬‬ ‫جزر القمر‬ ‫‪20‬‬ ‫سلوكية ُمتناقضة عرب حالة من الصراع املتبادل‪ ،‬وعلى‬
‫‪%1.92‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪21‬‬ ‫املستوى الكلي فقد تبلور هذا الصراع بني ُقوتني كبريتني‬
‫‪%1.24‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪22‬‬
‫متتلك إحداها اآلليات االقتصادية واالتصالية وااللكرتونية‬
‫املصدر‪ :‬كلية دبي لإلدارة احلكومية‪(( ،‬تقرير اإلعالم االجتماعي‬
‫العربي))‪ ،‬تقرير خاص‪ ،‬دبي‪ ،‬ماي ‪ ،2013‬ص‪.1‬‬
‫ذات القدرات اهلائلة يف التأثري ويف حشد الدعم اجلماهريي‬
‫‪123‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫احلركات االجتماعية على حساب تغيري مفهوم الدولة عرب‬ ‫يوضح اجلدول السابق ُمعدالت مستخدمي شبكة الفيسبوك‬
‫املساس بسيادتها من جهة وكذا احلد من قدراتها على تقييد‬ ‫يف الدول العربية أين حتتل اإلمارات العربية املتحدة‬
‫اجملتمع من جهة ثانية‪ ،‬ومن خالل ذلك برزت احلركات‬ ‫الصدارة بنسبة أكثر من ‪ %42‬من إمجالي عدد السكان‪،‬‬
‫االجتماعية على أرض الواقع من خالل العديد من األنشطة‬ ‫يف حني حتتل كل من اليمن والصومال املراتب األخرية‬
‫اليت متثل مظاهر حركية ُمتباينة‪.‬‬ ‫مبا نسبته أقل من ‪ ،%2‬وهذا خالل سنة ‪ 2012‬اليت عرفت‬
‫‪ .4‬مظاهر التغيري السياسي – االجتماعي لدى احلركات‬ ‫حتوالت سياسية عقب التحوالت السياسية اليت شهدتها‬
‫االجتماعية يف الدول العربية‬ ‫املنطقة العربية واليت اصطلح عليها بالربيع العربي‪ ،‬لتشهد‬
‫اجملتمعات العربية بذلك بداية مرحلة جديدة من الرتكيز‬
‫ً‬
‫ومنظمة إلحداث‬ ‫ً‬
‫واعية‬ ‫ً‬
‫حماولة‬ ‫ُتعترب احلركات االجتماعية‬ ‫على االعالم التفاعلي وكذا شبكات التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫أو ُمقاومة التغيري على نطاق واسع يف النظام االجتماعي عرب‬ ‫ً‬
‫وخاصة فئة الشباب‬ ‫واليت أصبحت ُتشكل ُمتنفساً للمواطنني‬
‫وسائل ُمؤسسية‪ ،‬أهمها اإلعالم من أجل املمارسات واألفكار‬ ‫منهم واليت لطاملا عانت من حالة االغرتاب نتيجة حمدودية‬
‫اجلديدة‪ ،‬وعليه فإنها انعكاس لفشل النظام االجتماعي يف‬ ‫قنوات االعالم واالتصال الرمسية اليت متيزت بعدم مواكبتها‬
‫تلبية احتياجات األفراد (ابراهيم‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ ،)62‬وهو ما‬ ‫لتطلعاتهم خالل التطورات الراهنة‪.‬‬
‫يُكرس الرتباطها بالتغيري االجتماعي من أجل إعادة تكريس‬
‫بذلك فقد ساهمت تكنولوجيات اإلعالم واالتصال يف تعزيز ُمواكبته للمتطلبات اجملتمعية الراهنة‪ ،‬سواء اختذت اآلليات‬
‫مفهوم اإلعالم التفاعلي‪ ،‬والذي يعين جمموعة اخلصائص‪ ،‬السلمية أو العنفية يف حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫الوسائط أو اخلدمات امللحقة بأي وسيلة إعالمية‪ُ ،‬تتيح‬
‫للجمهور أن يتفاعل معها عرب املشاركة بإبداء رأيه‪ ،‬فهي ‪ 1.4‬احلركات االجتماعية والتغيري السلمي‬
‫ومشاركات تعتمد احلركات االجتماعية على تبين آليات سلمية‬ ‫تتضمن صفحة بريد ال ُقراء يف اإلعالم املكتوب‪ُ ،‬‬
‫اجلمهور يف اإلعالم املرئي واملسموع‪ ،‬كما مت إدراج املنتديات يف تأثريها على السلطة ويف سعيها لتحقيق أهدافها من‬
‫اإللكرتونية مع دخول شبكة االنرتنت (الرزاق و صفد‪ ،2011 ،‬خالل االبتعاد عن التصادم املباشر مع السلطة وتفادي أي‬
‫صفحة ‪ ،)27‬كما أن بروز شبكات التواصل االجتماعي كآلية استخدام للقوة الصلبة‪ ،‬وهذا ما يستدعي االستثمار يف‬
‫رئيسية لتكريس االعالم التفاعلي ساهم يف تعزيز قدرات القنوات الرمسية اليت يُقرها القانون‪ ،‬وهو ما يُكرس منطاً‬
‫احلركات االجتماعية باعترباها تلعب دوراً سياسياً كبرياً جزئياً يف التغيري لدى النظام السياسي حبيث يتم يف فرتات‬
‫زمنية ُمتباعدة ضمن تغيري سياسي تدرجيي‪ ،‬وغالباً ما تتبين‬ ‫من خالل‪( :‬الشرايف‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)32‬‬
‫‪ -‬التأثري يف اجتاهات الرأي العام بشرائحه املختلفة داخل احلركات االجتماعية عدة آليات سلمية يف التغيري من قبيل‪:‬‬
‫‪ 1.1.4‬التظاهر السلمي‪ :‬والذي يُعترب أحد احلقوق األساسية‬ ‫اجملتمع‪ ،‬عرب ُمستويات ُمتباينة من التأثري تتماشى ودرجة‬
‫لإلنسان والذي يهدف إلبداء الرأي حول قضية ما بشكل‬ ‫اإلدراك بهذه الوسائط‪.‬‬
‫مجاعي‪ ،‬يف شكل وقفة‪ ،‬إعتصام‪ ،‬مسرية أو جتمع خطابي‬ ‫‪ -‬استعمال املعارضة لإلعالم التفاعلي كآلية للضغط على‬
‫على مرأى ومسمع احلاضرين فيه‪ ،‬وهو من أهم مظاهر‬ ‫احلكومة‪.‬‬
‫احلركات االجتماعية يف شكلها االحتجاجي الذي يهدف‬
‫لتغيري يف البنية االجتماعية أو السياسية (النويين‪،2019 ،‬‬ ‫‪ -‬سهولة استخدامه وتغلغله‪ ،‬حيث أنه يُتيح االطالع على‬
‫صفحة ‪ ،)149‬وهو يف جوهرة ميثل مطلباً شعبياً يهدف إىل‬ ‫رسائله دون حذف أو تغيري‪ ،‬كما أن رسائله تتميز باحليوية‬
‫الضغط على النظام السياسي‪ ،‬من أجل حتقيق التغيري‬ ‫واملواكبة‪.‬‬
‫املطلوب‪ ،‬وقد تكون الغاية من التظاهر االحتجاج على أو تأييد‬
‫‪ -‬التأثري على أجندة السياسة العامة عرب التأثري على الرأي‬
‫موقف أو قرار معني (فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)107‬‬ ‫العام احمللي والعاملي‪ ،‬وهذا من خالل خلق األزمات وافتعاهلا‬
‫وبالرغم من إقرار حق التظاهر السلمي يف العديد من الدول‬ ‫أو إظهارها للعامل‪.‬‬
‫‪ -‬االستقطاب العالي لفئة الشباب من خالل خلقها لقنوات العربية إال أنه يبق غري ُمفعل حبكم اإلجراءات التنظيمية‬
‫وآليات تفاعلية تعرب عنهم كبديل عن االغرتاب السياسي يف اليت تضبطه‪ ،‬حيث يقابله على الدوام مسألة املساس‬
‫واإلخالل باألمن العام‪ ،‬والذي يبق مفهوماً مطاطاً يُتيح‬ ‫الواقع‪.‬‬
‫ً‬
‫استفادت احلركات االجتماعية بشكل كبري من احلركية استغالله ُسلطويا‪ ،‬األمر الذي جيعل منه جمرد حق شكلي ال‬
‫بداية من ظاهرة العوملة وآلياتها يرق إىل التعبري الفعلي عن احلركات االجتماعية‪.‬‬
‫ً‬ ‫اهلائلة اليت عرفها العامل‬
‫ً‬
‫هائلة يف العامل‪ ،‬وعززت من مكانة هذه ‪ 2.1.4‬اإلضراب العام‪ :‬يُعرف فعل اإلضراب داخل التنظيم‬ ‫ً‬
‫ديناميكية‬ ‫اليت شكلت‬
‫‪124‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫الصناعي بأنه رفض املوظفني بشكل مجاعي االستمرار يف‬


‫جدول ‪3‬‬
‫العمل‪ ،‬مثل ما حيدث يف حالة الصراع داخل هذا التنظيم‬
‫ترتيب الدول العربية ضمن مؤشر حرية الصحافة‬
‫(اجلبلي و عبدربه‪ ،2013 ،‬صفحة ‪ ،)29‬بذلك فهو التوقف عن‬
‫التصنيف الرتتيب‬ ‫الدولة‬ ‫العمل بشكل مقصود ومجاعي يف مجيع مؤسسات الدولة‪،‬‬
‫عاملياً‬ ‫عربياً‬ ‫بهدف الضغط على النظام السياسي وحتقيق املطالب‬
‫‪73‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29.53‬‬ ‫تونس‬ ‫املشروعة (فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ ،)107‬وتعمل احلركات‬
‫‪84‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪30.65‬‬ ‫جزر القمر‬ ‫االجتماعية بتنظيم فعل اإلضراب وهيكلته باعتباره فع ً‬
‫ال‬
‫‪94‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪32.25‬‬ ‫موريتانيا‬ ‫احتجاجياً تعمل على تعزيز قوته التأثريية مبا يُعزز من‬
‫‪105‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪34.36‬‬ ‫الكويت‬ ‫حظوظ املضربني يف حتقيق مطالبهم‪ ،‬طاملا كان حقاً‬
‫‪107‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪34.93‬‬ ‫لبنان‬ ‫مشروعاً وحيمي املوظفني من تعسف اإلدارة‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪42.60‬‬ ‫قطر‬
‫‪129‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪42.89‬‬ ‫األردن‬ ‫و ُتعرب االضرابات عن املطالب الفئوية والقطاعية ملمثليها‪،‬‬
‫‪131‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪43.13‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫ستغلة الضغط على احلكومات من أجل إمساع صوتها‬ ‫ً‬ ‫ُم‬
‫‪132‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪43.18‬‬ ‫فلسطني‬ ‫وحتقيق تطلعاتها‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪43.37‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪ 3.1.4‬العصيان املدني‪ :‬يُعرف العصيان املدني على أنه فعل‬
‫‪136‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43.94‬‬ ‫املغرب‬ ‫عمومي غري عنيف ناتج عن قرار إرادي واعي ذو طبيعة‬
‫‪146‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪47.26‬‬ ‫اجلزائر‬
‫سياسية ويكون ُمناهضاً للقانون أو لسياسة عامة ما‪ ،‬وهذا‬
‫‪159‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪52.93‬‬ ‫السودان‬
‫ال تواصلياً ُموجهاً لرسالة واضحة ويستثمر‬‫ما جيعل منه فع ً‬
‫‪161‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪55.47‬‬ ‫الصومال‬
‫يف احلس اجلمعي لدى املواطنني من خالل تعبريهم الصريح‬
‫‪163‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪55.57‬‬ ‫العراق‬
‫عن حتفظهم جتاه السياسات العامة مبا يستدعي ضرورة‬
‫‪165‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪55.73‬‬ ‫ليبيا‬
‫مصر‬
‫إعادة النظر فيها‪ ،‬وبذلك فإن العصيان املدني يستهدف‬
‫‪166‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪56.17‬‬
‫البحرين‬ ‫الضغط على السلطة وليس إلغائها (هامشي‪ ،2014 ،‬صفحة‬
‫‪168‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪61.10‬‬
‫‪169‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪62.35‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪ ،)181‬وميثل العصيان املدني ُقو ًة ال يُستهان بها إذ يشل‬
‫‪170‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪63.72‬‬ ‫اململكة العربية‬ ‫من إمكانية ُمواجهته بالعنف ألنه يسلب الطرف اآلخر –‬
‫السعودية‬ ‫السلطة‪ُ -‬مربر العنف‪ ،‬وقد حيدث العصيان املدني بطريقه‬
‫‪173‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70.63‬‬ ‫سوريا‬ ‫غري حمسوسة مثل الرتاخي والالمباالة والتكاسل‪ ،‬ولكنه‬
‫‪176‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪78.62‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫لكي يكون عصياناً مدنياً جيب أن حتدث هذه الظاهرة على‬
‫املصدر‪ :‬فريق التحرير‪(( ،‬التصنيف العاملي حلرية الصحافة‪،))2021‬‬
‫ُمستوى أعم مما حتدث عند بضعه أفراد (اجلبلي و عبدربه‪،‬‬
‫مراسلون بال حدود‪ ،2021 ،‬على املوقع‪:‬‬
‫‪ ،2013‬صفحة ‪.)29‬‬
‫‪https://rsf.org/ar/ranking#‬‬

‫بناءاً على هذا اجلدول فإنه يُربز تدهور حرية الصحافة يف‬ ‫‪ 4.1.4‬اخلطابات العامة والتصرحيات العلنية‪ :‬وتشمل أيضاً‬
‫الدول العربية حبيث حتتل تونس املرتبة األوىل عربياً يف‬ ‫الرسائل املعارضة للسلطة‪ ،‬وتقديم الرسوم الكاريكاتورية‪،‬‬
‫حني أنها ُتعادل املرتبة ‪ 73‬عاملياً‪ ،‬يف حني بلغت سوريا املرتبة‬ ‫وكتابة التعليقات واملقاالت والدراسات‪ ،‬واملنشرات والكتيبات‬
‫ما قبل األخرية عربياً قبل جيبوتي‪ ،‬وهو ما ميثل املرتبة ‪173‬‬ ‫والصحف والدوريات املعارضة والناقدة للسلطة‪ ،‬والوقفات‬
‫عاملياً‪ ،‬علما أن كوريا الشمالية حتتل املرتبة ‪ 179‬عاملياً‪ ،‬وهي‬ ‫االحتجاجية‪( ...‬فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)108‬‬
‫ُمؤشرات تعرب عن حمدودية حرية التعبري والصحافة يف‬
‫فهي بذلك ترتبط أساساً حبرية التعبري والرأي يف الدول‬
‫الدول العربية‪.‬‬
‫العربية واليت تعرف العديد من االنتهاكات اليت حتول دون‬
‫تفعيلها‪ ،‬حيث أثبتت التقارير الصادرة عن ُمنظمة مراسلون انطالقاً من تعدد آليات التغيري السياسي السلمي اليت متتلكها‬
‫بال حدود خالل عام ‪ 2021‬عن وضعية غري الئقة للصحافة احلركات االجتماعية‪ ،‬إال أنها بقيت غري ُمفعلة على العموم‬
‫وهذا حبكم القيود والضغوطات اليت فرضتها احلكومات‬ ‫يف الدول العربية مثلما يوضحه اجلدول التالي‪:‬‬
‫العربية يف سبيل ضبط حركية جمتمعاتها‪ ،‬يف حني ينبغي‬
‫على السلطة السياسية أخذها باالعتبار كفاعل ال يُستهان به‬
‫يف صنع السياسات العامة‪ ،‬باعتبار كون قوتها تكمن يف اآلليات‬
‫غري السلمية اليت متتلكها واليت تلجأ هلا يف الغالب نتيجة‬

‫‪125‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬

‫القمع املسلط ضدها من قبل األنظمة املغلقة‪ ،‬وهذا ما ُييل والثورة‪ ،‬ففي يُربز االنقالب احلركات االجتماعية كفاعل‬
‫غري رمسي يقتصر دورها على دعم االنقالب‪ ،‬فإنها تكون‬ ‫إىل دور احلركات االجتماعية يف التغيري السياسي العنفي‪.‬‬
‫ُ‬
‫الفاعل الرئيسي يف حالة الثورة وهذا ما يُربز قدراتها التأثريية‬ ‫‪ 2.4‬احلركات االجتماعية والتغيري العنفي‬
‫من خالل تعاظم هدفها لريقى لدرجة تغيري النظام السياسي‬
‫تعرف الدول العربية ُماوالت لقمع احلركات االجتماعية ليتماشى وتوجهات هذه احلركات االجتماعية‪.‬‬
‫من خالل متييع القنوات السلمية اليت ُتتيح التعبري عن الرأي‬
‫مبا من شأنه خلق حالة من االنسداد واليت ستتسبب حتماً يف ‪ 3.2.4‬حركات التمرد واالنتفاضات واحلروب األهلية‪ :‬وهي ظواهر‬
‫ُحدوث االنفجار الذي ينجم عن تبين احلركات االجتماعية ُمتداخلة قد تقود إحداها إىل األخرى‪ ،‬فقد يُؤدي مترد شعيب‬
‫ألدوات ُعنفية باالعتماد على القوة الصلبة‪ ،‬واليت ُتعترب اخليار إىل انقالب داخل النظام‪ ،‬وقد يُؤدي التمرد إىل إصالح يف داخل‬
‫النهائي الذي يقوم على أساس عالقة صفرية بني النظام النظام‪ ،‬والعكس أيضاً صحيح‪ ،‬وينطلق ذلك احلراك بهدف‬
‫السياسي من جهة واحلركات االجتماعية من جهة ثانية‪ ،‬رفض سياسات ُمددة‪ ،‬أو االحتجاج على سياسات أو مظامل‬
‫وهو ما يُسفر عن تغيريات جذرية يف بنية األنظمة السياسية‪ُ ،‬تارسها السلطة والنظام القائم‪ ،‬وقد يتجاوز العصيان حدوده‬
‫وتربز هذه املمارسات العنفية من خالل عدة مظاهر من قبيل‪ :‬عندما ميتد إىل املطالبة بتغيري النظام برمته‪ ،‬إما ألن النظام‬
‫رفض التغيري اجلزئي الذي يُطالب به املتمردون‪ ،‬وإما ألن‬
‫‪ 1.2.4‬االنقالب‪ :‬ويعين تغيري السلطة احلاكمة مع بقاء املتمردين شعروا بالقوة‪ ،‬وأصروا على االنتقال إىل الثورة‪ ،‬كما‬
‫واستمرارية نظام احلكم‪ ،‬ويتم عرب جزء من النخبة السياسية حدث ذلك يف أحداث سوريا عام ‪ ،2011‬إذ بدأ احلراك الشعيب‬
‫ال من تقبل النظام السوري ملطلب‬ ‫والعسكرية احلاكمة حبيث تسعى لتحقيق أهداف ورؤى يف سوريا بصورة سلمية وبد ً‬
‫خمتلفة عن السلطة القائمة‪ ،‬بوسائل غري دستورية للوصول قوى التغيري واجهها بالقوة‪ ،‬وهذا ما دفع قوى التغيري بالتحول‬
‫إىل احلكم‪ ،‬وتغيري النظام بالقوة العسكرية‪ ،‬كما ال يعكس إىل أساليب التغيري بالقوة واللجوء اىل احلراك املسلح والتمرد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حتركا شعبيا ولكنه يبق خياراً حاضراً ليكون انقالبا عسكريا على السلطة‪ ،‬كما أتاح ذلك اجملال للقوى اإلقليمية والكربى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مدعوما شعبيا وهدفه تغيري نظام احلكم وحتقيق اإلصالح للتدخل ودعم قوى املعارضة واجلماعات املسلحة لتغيري‬
‫ً‬
‫(فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ ،)109‬وغالبا ما يكون للحركات النظام وفرض الشروط حبسب أهداف ومصاحل تلك القوى‬
‫االجتماعية دور يف االنقالبات العسكرية‪ ،‬واليت ال تتم يف (فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪.)110‬‬
‫الغالب إال عقب حراك ُمتمعي شامل يكون فيه للحركات‬
‫االجتماعية الدور األكرب يف خلقه وبلورته وتأطريه‪ ،‬مبا بذلك ُتساهم اآلليات العنفية اليت تلجأ إليها احلركات‬
‫يستند إليه اإلنقالبيون يف خلق شرعية وقبول شعيب‪ ،‬ولعل االجتماعية يف خلق حالة من عدم االستقرار واليت تستغلها يف‬
‫املثال املصري خري دليل على ذلك حبيث أن االنقالب العسكري الغالب فواعل عرب دوالتية‪ ،‬وهو ما ُييل إىل التدخل األجنيب يف‬
‫لعام ‪ 2013‬تزامن مع حراك جمتمعي كبري واحتجاجات الشؤون الداخلية للدول اليت ُتعاني من احتجاجات واضطرابات‬
‫سلمية رافضة للنخبة احلاكمة آن ذاك‪ ،‬وعليه جند األنظمة داخلية‪ ،‬ولعل احلالة اليت تعرفها العديد من املناطق العربية‬
‫النامجة عن اإلنقالبات تعمل على جذب احلركات االجتماعية خري دليل على ذلك‪ ،‬حيث أن املناطق اليت تعرف اضرابات‬
‫املوالية هلا من أجل تعزيز كينونتها ودعم شرعيتها‪ ،‬ومنه داخلية من شأنها أن جتذب تدخالت أجنبية لفواعل إقليمية‬
‫ال كبرياً يف حدوث ودولية‪ ،‬هذه األخرية غالباً ما تستقطب حركات اجتماعية من‬ ‫فإن احلركات االجتماعية أصبحت فاع ً‬
‫االنقالب من خالل خلق مربرات موضوعية له من جهة أجل اختاذها كذريعة للتدخل األجنيب‪.‬‬
‫‪ .5‬اخلامتة‬ ‫وتدعيم شرعيته عند حدوثه من جهة ثانية‪.‬‬
‫ُتعترب احلركات االجتماعية من أبرز الظواهر وأكثرها‬ ‫‪ 2.2.4‬الثورة‪ :‬ترتبط احلركات االجتماعية مبفهوم الثورة‬
‫انتشاراً على املستوى العاملي‪ ،‬وهي عموماً تنشأ كتعبري عن‬ ‫حبكم التشابه الكبري بينهما‪ ،‬فاحلركة االجتماعية تنظيم‬
‫رفض لواقع متأزم‪ ،‬وهو ما يدفع باألفراد لضرورة تبين خيار‬ ‫اجتماعي له هياكله ومؤسساته التنظيمية ويهدف إىل حتقيق‬
‫العمل اجلماعي القائم على أفكار ُمتسقة من أجل حتقيق‬ ‫أهداف بعينها‪ ،‬ومن وسائل هذه احلركات الثورة واليت ميكن‬
‫أهداف ُمشرتكة تسعى للخروج من الواقع احلالي‪ُ ،‬متسفيد ًة‬ ‫وسيلة لتحقيق وجتسيد أهدافها‪ ،‬لذلك قد جند يف‬‫ً‬ ‫أن تكون‬
‫من الواقع املعاصر اليت يشهده العامل من ثورة يف االتصاالت‬ ‫ومتنوعة األهداف‬ ‫ُ‬
‫الثورة الواحدة حركات اجتماعية متلفة ُ‬
‫وكذا حتديات للعوملة‪ ،‬وهو ما عزز من كينونة هذه‬ ‫واالختصاصات‪ ،‬وتشرتك يف إشعال الثورة (ب‪.‬ك‪ ،‬قراءات‬
‫احلركات االجتماعية واليت تضاعفت قدراتها التأثريية أمام‬ ‫نظرية‪ :‬الثورات السياسية ـ املفهوم واألبعاد‪ ،)2016 ،‬لتغيري‬
‫انسحاب من قبل الدولة‪ ،‬وهو ما جعلها تربز كفاعل رئيسي يف‬ ‫النظام بتأييد شعيب‪ ،‬فالثورة تهدف إىل تغيري نظام احلكم‬
‫احلياة السياسية‪.‬‬ ‫والدستور بشكل كامل‪ ،‬وهلا شروط أهمها الرؤية الوطنية‬
‫ال رئيساً يف صنع‬ ‫والتأييد اجلماهريي (فتحي‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ ،)109‬ومن هنا يربز وقد أضحت احلركات االجتماعية فاع ً‬
‫االختالف يف دور احلركات االجتماعية يف حاليت االنقالب السياسات العامة‪ ،‬وهذا حبكم اآلليات اليت متتلكها يف التأثري‬
‫‪126‬‬
‫ع‪ .‬جبار و ط‪ .‬بوهالل| األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 14‬العدد ‪ 2022 ،01‬القسم(ب) العلوم االجتماعية‪ ،‬ص‪،‬ص‪127 - 118 :‬‬
‫‪Hb6Vwt7‬‬ ‫على احلياة السياسية‪ ،‬حيث تتأتى هذه القوة من فشل‬
‫‪ .8‬ب‪.‬ك‪ .)2019 ,4 18( .‬هذا ترتيب الدول العربية بـ"حرية الصحافة ‪ .."2019‬ما‬ ‫السياسات التنموية للدول العربية مبا انعكس على حمدودية‬
‫ترتيب بلدك؟ تاريخ االسرتداد ‪ ،2021 ,8 21‬من بالعربية ‪CNN: https://arabic.‬‬
‫‪cnn.com/middle-east/article/2019/04/18/reporters-without-‬‬
‫ُقدراتها االستقطابية داخل ُمتمعاتها‪ ،‬وتتعزز هذه املكانة‬
‫‪borders-2019-index‬‬ ‫نتيجة للمحددات اليت تفرضها البيئة العاملية ُمستفيد ًة‬
‫ً‬ ‫أيضاً‬
‫‪ .9‬ب‪.‬ك‪ .)2019 ,4 18( .‬هذا ترتيب الدول العربية بـ"حرية الصحافة ‪ .."2019‬ما‬ ‫من اآلليات اليت أفرزتها العوملة‪.‬‬
‫ترتيب بلدك؟ تاريخ االسرتداد ‪ ،2021 ,8 21‬من بالعربية ‪CNN: https://arabic.‬‬
‫‪cnn.com/middle-east/article/2019/04/18/reporters-without-‬‬
‫وتتحدد هذه اآلليات التأثريية للحركات االجتماعية بناءاً‬
‫‪borders-2019-index‬‬ ‫على ُمستوى االنفتاح لدى النظام السياسي‪ ،‬أين تبدأ باآلليات‬
‫‪ .10‬بومدين طامشة‪ .)2011( .‬دراسات يف التنمية السياسية يف بلدان اجلنوب‪ :‬قضايا‬ ‫السلمية اليت تتمشى ومستوى ُمعترب من االنفتاح السياسي‬
‫وإشكاليات‪ .‬اجلزائر‪ :‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬ ‫الذي يُقر بهذه اآلليات السلمية‪ ،‬يف حني أن تقييد هذه األخرية‬
‫‪ .11‬ج‪ ،‬الربيع‪ .)2017 ,11 13( .‬أطروحة دكتوراه يف علم االجتماع‪ .‬تاريخ االسرتداد‬ ‫من شأنه االنتقال إىل املستوى الذي يشمل اآلليات العنفية‬
‫‪ ،2019 ,09 22‬من املكتبة املركزية جلامعة اجلزائر‪https://bu.umc.edu. :‬‬
‫‪dz/theses/sociologie/ADJA2282.pdf‬‬
‫للحركات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .12‬حسني مزرود‪ .)2012( .‬األحزاب والتداول على السلطة يف اجلزائر ‪-1989-‬‬ ‫ونظرا خلصوصية األنظمة العربية اليت تعرف يف ُمعظمها‬
‫‪ ، ،))2010-‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ .3‬رسالة‬ ‫ً‬
‫حالة من االنغالق السياسي القائم على سعي النخب احلاكمة‬
‫دكتوراه يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري ‪.‬‬
‫للسيطرة على جمتمعاتها‪ ،‬وهذا ما يربز من خالل تقييد‬
‫‪ .13‬رامي حسني حسين الشرايف‪ .)2012( .‬دور اإلعالم التفاعلي يف تشكيل الثقافة‬
‫السياسية لدى الشباب الفلسطيين –دراسة ميدانية على طلبة اجلامعات يف قطاع‬ ‫اآلليات السلمية لدى احلركات االجتماعية لديها‪ ،‬األمر الذي‬
‫غزة‪( .-‬جامعة األزهر غزة‪ ،‬احملرر) سالة ماجستري يف دراسات الشرق األوسط‪ ،‬كلية‬ ‫يفتح اجملال أمام حالة من االحتقان اجملتمعي اليت تقوم على‬
‫اآلداب والعلوم االنسانية ‪.‬‬
‫توظيف اآلليات العنفية هلذه احلركات وهو ما يكرس لغياب‬
‫‪ .14‬رائد حممد عبد الفتاح دبعي‪ .)2012( .‬أساليب التغيري السياسي لدى حركات‬ ‫االستقرار السياسي‪.‬‬
‫اإلسالم السياسي بني الفكر واملمارسة –اإلخوان املسلمون يف مصر أنوذجاً‪( .-‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬احملرر) رسالة ماجستري يف التخطيط والتنمية السياسية ‪.‬‬ ‫بذلك ُتساهم احلركات االجتماعية بشكل كبري يف التغيري‬
‫‪ .15‬عبدالرزاق اجلبلي‪ ،‬و أمل عادل عبدربه‪ .)2013( .‬احلركات االجتامعية اجلديدة‬ ‫االجتماعي والسياسي جملتمعاتها من خالل امتالكها لعوامل‬
‫وحقوق االنسان‪ :‬حتليل نقدي خلطاب حركات مناهضة العوملة مبصر‪ .‬املؤمتر‬
‫التأسيسي حول احلراك العربي يُسائل العلوم االجتماعية‪ .‬بريوت‪ :‬اجمللس العلمي‬
‫تأثري متعددة‪ ،‬بني اآلليات السلمية والعنفية‪ ،‬حبيث ُتشكل هذه‬
‫للعلوم االجتماعية‪.‬‬ ‫األخرية يف الغالب مدخ ً‬
‫ال للقوى اإلقليمية والدولية للتدخل‬
‫‪ .16‬عماد لبيد‪ .)2018( .‬اإلعالم اجلديد واآلفاق اجلديدة للتعبئة السياسية‬ ‫يف الشؤون الداخلية للدول‪ ،‬وهو ما يستدعي ضورة تعزيز قوة‬
‫واملمارسة الدميثراطية‪( .‬جامعة جيجل‪ ،‬احملرر) جملة أحباث قانونية وسياسية ‪،6 ،‬‬ ‫احلركات االجتماعية من قبل الدولة وتفعيل دورها كشريك‬
‫‪.125-139‬‬
‫فعال يف صنع السياسات العامة‪ ،‬ألن إقصائها من شأنه إحداث‬
‫‪ .17‬حممد ميسر فتحي‪ .)2018( .‬التخطيط االسرتاتيجي وإدارة التغيري السياسي‬
‫حنو نهج جديد يف بناء وإدارة الدولة املعاصر))‪ ، ،‬جامعة النهرين‪ ،‬العدد ‪ .54‬قضايا‬
‫انعكاسات خطرية قد تصل لتهديد كينونة الدولة نفسها‪.‬‬
‫سياسية ‪.351-388 ،‬‬
‫تضارب املصاحل‬
‫‪ .18‬حممد هامشي‪ .)2014( .‬نظرية العدالة عند جون رولز‪ :‬حنو تعاقد اجتماعي‬
‫مغاير‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار توبقال للنشر‪.‬‬ ‫ يعلن املؤلفان أنه ليس لديهما تضارب يف املصاحل‪.‬‬
‫‪ .19‬حممود حواس‪ .)2019 ,2 25( .‬احلركات االجتماعية والتغيري املنشود‪ .‬تاريخ‬ ‫‪ -‬املصادر واملراجع‬
‫االسرتداد ‪ ،2019 ,9 27‬من موقع جريون‪https://cutt.ly/Xb6ZW0g :‬‬
‫‪ .1‬أبو القرايا بشري‪ .)2013( .‬النظام االنتفاضي‪ :‬نظرة يف الواقع العربي واالنساني‪.‬‬
‫‪ .20‬معن خليل العمر‪ .)2010( .‬احلركات االجتماعية‪ .‬عمان‪ :‬دار الشروق للنشر‬ ‫بريوت‪ :‬مكتبة حسن العصرية‪.‬‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .2‬أمحد ابراهيم هند‪ .)2012 ,10 1( .‬احلوار املتمدن‪ .‬تاريخ االسرتداد ‪،2019 ,9 29‬‬
‫‪ .21‬يوسف يوسف حسن‪ .)2010( .‬التحليل السياسي ملشكلة الشرق األوسط‪ .‬عمان‪:‬‬ ‫من دور احلركات االجتماعية فى احداث الثورات دراسة حالة ‪:‬حركة كفاية‬
‫مركز الكتاب األكادميي‪.‬‬ ‫‪-6‬ابريل‪https://cutt.ly/qb6JGeM :‬‬
‫‪ .3‬احلافظ النويين‪ .2 .)2019( .‬النويين‪ ،‬احلافظ‪(( ،)2019( ،‬حق احلركات‬
‫االجتماعية يف االحتجاج والتظاهر السلمي))‪ ، ،‬السنة ‪ ،4‬اجمللد ‪ ،4‬العدد ‪ .1‬اجمللة‬
‫اجلزائرية لألمن االنساني ‪.144-165 ،)1( 4 ،‬‬
‫‪ .4‬املكتب االقليمي للدول العربية‪ .)2016( .‬تقرير التنمية االنسانية العربية للعام‬
‫كيفية اإلستشهاد بهذا املقال حسب أسلوب ‪: APA‬‬ ‫‪ .2016‬نيويورك‪ :‬برنامج األمم املتحدة االمنائي‪.‬‬
‫املؤلفان جبار عبد اجلبار‪ ،‬بوهالل طيب (‪ ،)2022‬دور احلركات‬ ‫‪ .5‬انتصار ابراهيم عبد الرزاق‪ ،‬و حسام الساموك صفد‪ .)2011( .‬اإلعالم اجلديد‬
‫‪...‬تطور األداء والوظيفة‪ .‬بغداد‪ :‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر والرتمجة‪.‬‬
‫االجتماعية يف التغيري السياسي‪ -‬االجتماعي يف الدول العربية ‪...‬‬
‫دراسة حتليلية نظرية‪ ،‬جملة األكادميية للدراسات االجتماعية‬ ‫‪ .6‬إيناس السعيد ابراهيم‪ .)2019( .‬السوشيال ميديا وآثارها على اجملتمع‪ . .‬القاهرة‪:‬‬
‫العربي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،14‬العدد ‪ ،01‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪،‬‬
‫‪ .7‬ب‪.‬ك‪ .)2016 ,4 17( .‬قراءات نظرية‪ :‬الثورات السياسية ـ املفهوم واألبعاد‪.‬‬
‫اجلزائر‪ .‬ص ص ‪127-118 :‬‬ ‫تاريخ االسرتداد ‪ ،2019 ,10 10‬من املعهد املصري للدراسات‪https://cutt.ly/ :‬‬

‫‪127‬‬

You might also like