You are on page 1of 12

‫جامعة محمد البشير االبراهيمي برج بوعريريج‬

‫االستاذه‪ :‬سابق منية‬

‫المقياس‪ :‬الحركات االجتماعية‬

‫السنة الثانية علوم اجتماعية‬

‫الشعبة علم االجتماع‬

‫مقدمة‬

‫عرفت الحركات االجتماعية في السنوات االخيرة انتشارا كبيرا واتسعت ادوارها نتيجة لعجز المؤسسات‬
‫التقليدية او قصورها على التصدي الشكال محددة من المخاطر التي تهدد المجتمعات البشرية على‬
‫اختالفها ‪،‬وكثيرا ما تنشا الحركات االجتماعية االحتجاجية بغرض تحقيق التعير حول مايسود المجتمع من‬
‫فساد سياسي او مال ي او اداري ‪ ،‬حيث يتنبه افراد المجتمع بروح اليقظة والنهضة الجماعية سواء اكان‬
‫على المستوى المحلي او الوطني‬

‫لقد اصبحت الحركات االجتماعية و االحتجاجية موضوعا للدراسة والتحليل من قبل الكثير من مجال‬
‫العلوم االجتماعية والسياسية بهدف فهم شروط انتاجها وسيرورتها العتبارها عامل محدد من عوامل‬
‫التغير االجتماعي‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تعريف الحركات االجتماعية‬

‫تعريف تشارلز تيلي‪ :‬في كتابه الحركات االجتماعية سلسلة من االداء المتواصل والمعارضات والحمالت‬
‫التي يقوم بها االشخاص العاديين لرفع مجموعة من المطالب‬

‫واعتبر "تلي" الحركات االجتماعية وسيلة مهمة تسمح لألشخاص العاديين المشاركة في السياسة وهي‬
‫عمل جماعي يهدف الى تاسيس نظام جديد في الحياة‬

‫تعريف كيرات النج و كراوي النج هي فعل جماعي اساسي في تصرف االفراد متضمنا ابعاد واسعة‬
‫النطاق في حياتهم العامة من اجل تحقيق اثار فعالة في النظام االجتماعي تهدف الى تهذيب وتطوير‬
‫مساراته للوصول الى غايات اجتماعية اسمى وارقى‪.‬‬

‫الحركات االجتماعية هي جهود جماعية مقصودة ألفراد ذوي أهداف محددة يسعون إلي تحقيقها بمقاربة‬
‫جماعية‪ ،‬وأنه ا األمر تتصل بوجود معايير مقبولة اجتماعيا ومن الممكن أن يتحقق في صددها نوع من‬
‫اإلجماع في شكل تضامن وتأييد مطلق أو تعاطف نسبي ‪ ،‬كما تتميز الحركات االجتماعية في غالبيتها‬
‫باإلدارة الواعية لألعضاء علي اعتبار أن التغيير يفترض وجود درجة معينة من الوعي بالحاجات‬
‫والمطالب ‪ ،‬هذا باإلضافة إلي وجود حد أدني من التنظيم للحركة االجتماعية‪.‬‬

‫المصطلحات التي لها عالقة بالحركات االجتماعية‪:‬‬

‫‪-1‬الحراك االجتماعي ‪ :‬إن أقدم تعريف وتحديد للحراك االجتماعي هو تعريف سوروكين ‪- Sorokin.P‬‬
‫عالم االجتماع الروسي األصل ‪ ،‬وذلك في ‪ 1927‬فهو يعرفه على أنه ‪" :‬انتقال األفراد أ و الطبقات داخل‬
‫‪1‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫المجال االجتماعي "‪ ،‬ويفرق بين الحراك األفقي والحراك العمودي حيث يعتبر األول انتقال فردا أو‬
‫جماعة من وضع اجتماعي إلى وضع آخر بمستوى مماثل ‪ ،‬والهجرات والتغيرات في المهنة ‪ ،‬أما الحراك‬
‫العمودي فهو انتقال األفراد والجماعات من طبقة إلى أخرى وهذا التحرك قد يكون صاعدا عندما ينتقل‬
‫الفرد من جماعة أدنى إلى جما عة أعلى‪ ،‬أو عندما تحسن جماعة مستوى معيشتها أو مكانتها في التدرج‬
‫السياسي أو المهني ‪ ،‬أو عندما تصعد جماعة بأكملها درجة في السلم االجتماعي ‪ ،‬ويكون التحرك نازال‬
‫عندما يهبط الفرد من وضع أعلى إلى وضع اجتماعي أدنى‪ ،‬أو عندما تتحلل الجماعة بأكملها ونجد أن‬
‫مكانتها تهبط بالنسبة للمجتمع ككل‪.‬‬

‫نجد أيضا في قاموس علم االجتماع ما يلي‪ " :‬يبين الحراك االجتماعي تحسنا أو تغيرا في الوضعية أو‬
‫الدور‪ ،‬ويبن أيضا امتيازات اجتماعية نالها الفرد ب النسبة ألبيه (ابن عامل زراعي‪ ،‬معلما أو قديسا‪،)...‬‬
‫أو االمتياز الذي يحصل عليه الشخص نفسه (الحر خفي المستقبل الذي أصبح مأجور في المؤسسة)‪ .‬أما‬
‫الحراك االجتماعي األفقي فيتسم بغير في إطار الحياة أو السكن ‪ ،‬في هذه الحالة هو قريب من التحليالت‬
‫التي تخص الهجرة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -2‬التغير االجتماعي ‪:‬يبدو في الوهلة األولى أن مصطلح التغير يشير من الناحية اللغوية إلى‪( :‬التحول‬
‫وينطوي على االختالف‪ ،‬ويقال غيرت الشيء أي جعلته على غير ما كان عليه‪ ،‬أو أصلح من شأنه أو‬
‫بدله‪ ، ) 5‬يعني التغير هو االختالف ما بين الحالة القديمة والحالة الجديدة أي اختالف الشيء عما كان علية‬
‫خالل فترة محدودة من الزمن وحينما تضاف كلمة االجتماعي والتي تعني كل ما يتعلق بالمجتمع فيصبح‬
‫التغير االجتماعي التحول الذي يحدث داخل المجتمع او التبدل الذي يطرأ على جوانب المجتمع وبمعنى‬
‫اخر هو التحول الذي يطرا على البناء االجتماعي خالل فترة من الزمن مثل ‪ :‬زيادة أو تناقص حجم‬
‫المجتمع ‪ ،‬أو في النظم أو المؤسسات االجتماعية األخرى أو في اللغة أو في المعتقدات أو المواقف‬
‫في ذلك إشارة إلى أن التغير مسألة طبيعية ‪ ،‬وحقيقة اجتماعية عامة تشهدها كل المجتمعات اإلنسانية‬
‫بجميع ظواهرها ووقائعها‪ .‬إذ ال وجود لمجتمع ثابت ثباتا كليا أو مطلقا بحكم تفاعل مجموعة من‬
‫المتغيرات داخل بنياته ا ألساسية‪ .‬كما أن ا لتغير ال يخضع إلرادة معينة ‪ ،‬بل إنه نتيجة لتيارات وعوامل‬
‫ثقافية واقتصادية وسياسية ‪ ،‬يتداخل بعضها في بعض ‪ ،‬ويؤثر بعضها في بعض‪.‬‬

‫التغيير االجتماعي ‪ :‬بأنه الفاعلية اآللية الشعورية الرامية إلى إحداث تغيير محدد في البيئة االجتماعية ‪ ،‬أو‬
‫في جانب منها‪ ،‬أو عدة جوانب أخرى‪ .‬ويقف وراء التغيير فاعل ما داخلي أو خارجي ‪ ،‬يريد أن يغير أمرا‬
‫ما ‪ ،‬أو سلو ًكا ما ‪ ،‬أو عادة ‪ ،‬أو قيمة ‪ ،‬أو نم ً‬
‫طا ما من أنماط الحياة ‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪-3‬التطور االجتماعي ‪:‬هو االنتقال من حالة الى حالة أخرى أفضل ‪ ،‬أي هو االنتقال التدريجي كميا ً أو‬
‫كيفيا ً وفقا ً لمراحل محددة ومتوقعة مسبقا ً ‪ ،‬من مرحلة محددة المعالم إلى مرحلة تالية كاالنتقال مثالً من‬
‫طور البداوة إلى طور الريف ثم إلى الطور الحضري ولكن التغير هو مجرد التحول الذي يحدث في‬
‫الحياة االجتماعية ‪ ،‬وما يرتبط به من عالقات اجتماعية وتفاعالت أيا كانت درجته أو مداه أو شكله‪-4 .‬‬
‫الحداثة ‪ :‬هي االنتقال من حالة قديمة إلى حالة جديدة ‪ ،‬تشمل وجود تغيير ما ‪ ،‬وهي الشيء الجديد ‪،‬‬
‫والذي يعطي صورة معاكسة عن الشيء القديم ‪ ،‬وهي محاولة للتجديد واإلبداع وتجاوز التقليد والتخلف‬
‫كما انها تعكس بأكملها التحول الهائل الذي غزى مجال الفكر والتقنية والمعرفة بصفة عامة‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل نشوء الحركات االج‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -1‬التعبئة األولية‪ :‬حالة اج متسمة بتزايد الحركة الجغرافية (الهجرة الداخلية) والمهنية‪ ،‬وسرعة توصيل‬
‫األفكار وانتشارها‪ ،‬وكثافة االتصاالت‪( .‬تبلور الفكر واتساع دوائر انتشاره مرحلة التكوين)‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل المنظم‪ :‬يتحرر األفراد من القيود التقليدية‪ ،‬ويتضمن قدرة تنظيمية يستطيعون بفضلها تحديد‬
‫أهداف مشتركة‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة تغير الواقع كليا‪ :‬يحدث فيها النشاط التغييري المباشر لها سلميا أو نشاط عسكري ثوري (ال‬
‫مركزية‪ -‬وغير منسقة)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبادئ الحركات االج‪ :‬تتمثل في ثالث مبادئ أساسية وطرحها آالن توران أو ما سماها بمبادئ‬
‫الوجود‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ الهوية‪ :‬الشعور باالنتماء للمجتمع والمحافظة عليه‪ ،‬ألن الهوية هي ا ّلتي تعطي البصمة لإلنسان‬
‫حول أهداف المجتمع‪ ،‬إقتصادية‪ .‬اج‪ .‬سياسية والّتي تمكنه من تبني هذه األهداف أو المصالح‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تحديد الهوية الذاتية ا ّلتي يمكن أن تكون متعددة ومركبة (مجموعة‪ -‬طيف‪ -‬شريحة‪ -‬اج ‪)...‬‬
‫وبمقابلها أيضا يجب تحديد هوية الخصم أي يجب أن تكون هناك فكرة وقضية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ المعارضة‪ :‬يفترض مبدأ التعارض في الحركة االجتماعية تحديد الخصم أي يجب أن يكون الخصم‬
‫الّذي قائمة عليه الحركة واضحا وموضوعيا مثل لماذا هذه الحركة؟ الجواب‪ :‬مثل الحركة العمالية ضد‬
‫تنظيم العمل أو من أجل االستقالل العمالي‪- .‬الوعي‪-‬‬

‫‪ -‬مبدأ الكلية (الشمولية) وهو أهم مبدأ عند "آالن توران" حيث يفترض من الحركة االجتماعية أن تكون‬
‫مكونة من وعي جمعي شمولي بمعنى آخر أن ال تكون الحركة أقلية أو فردية أو ايديولوجية ألن هذا المبدأ‬
‫يساهم بشكل كبير في التأثير على الرأي العام وعلى تحقيق المطالب والمكتبات وضمان الحقوق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف الحركات االج‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة توزيع الطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬افتكاك السلطة من الحكم القائم وتسليمها لفئة تعمل على إحالل المساواة والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬للحركات االجتماعية مطالب معينة تحرك العمل الجماعي‪ ،‬سواء كان ذلك يتعلق بإحداث تشريعات اج‬
‫أو تغيير النظام القائم (محاولة جماعية لتغيير المجتمع)‪.‬‬

‫‪ -‬تهدف إلى ا لتعبير عن ظواهر جماعية تحتوي على معتقدات وأفعال يتم ترجمتها عن طريق أعضاء‬
‫الجماعة (التركيز على سلوك الجماعة وليس سلوك الفرد‪.‬‬

‫خامسا‪:‬طبيعة الحركات االج‪ :‬أن للحركات االجتماعية تتضمن عموما عناصر أساسية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬لها تنظيما وبناء خاصا‪.‬‬

‫‪ -2‬لها معتقدات ومثاليات‪.‬‬

‫‪ -3‬لها أفعال وقوالب سلوكية يقوم بها الناس المنتسبون لها‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -4‬وجود حدود تحدد معالم الجماعة وتميز من خاللها بين األعضاء وغير األعضاء من خالل المراكز‬
‫الّتي يحددها التسلسل الهرمي لألدوار والتنظيم يعني التنسيق بين الجهود المختلفة وتوفير الرقابة والمتابعة‬
‫لهذه الجهود؛ حيث يضمن أداء كل عضو لدوره بشكل مميز وفعال‪.‬‬

‫وقد يكون التنظيم مغلقا وسريا وهذا راجع إلى التحديات الّتي تضعها الحركة مع الهيئات والمنظمات‬
‫القائمة ألن التنظيم في هذا الحال يكون أكثر عرضة للمخاطر ا ّلتي تقود إلى االبتعاد عن تحقيق األهداف‬
‫المرجوة‪.‬‬

‫إذا كانت الحركة عامة تتسم بالشمول فهذا معناه أن التنظيم ال يقيم الحواجز والعراقيل ا ّلتي تهدد بقاءه‬
‫وتعوق حركته‪ ،‬ألن األهداف واآلمال في هذه الحالة سوق تتفق مع أهداف اآلينية القائمة للنظم السياسية‬
‫واالج‪.‬‬

‫‪ -5‬أن تعريف الحركات االج فإنه يتعلق بالمعتقدات الّتي تتضمنها الحركة ويدين بها أعضاؤها وال شك أن‬
‫هذه المعتقدات تسير ي اتجاه واحد وتشكل سلوكا موحدا بين أعضائها وهذه المعتقدات تتطلع دائما إلى‬
‫التغبير في النظم السياسية‪ ،‬االج القائمة فهي تتخذ موقفا هجوميا عامة ضد النظم القائمة‪.‬‬

‫‪ -6‬األفعال الّتي تتضمنها وتحويها‪ ،‬فالحركات تتميز باألفعال المحددة من المقاومة السلبية الغير عنيفة‬
‫واالنتقال بعد ذلك إلى مرحلة العنف والرعب وهذا ما يميزها‪.‬‬

‫سادسا‪:‬آليات عمل الحركات االج‪:‬‬

‫يرى شارلز تبلى الحركات "أن الحركات االجتماعية تتطلب إتاحة المجال للتنوع الواسع وضبط التركيبة‬
‫الداخلية‪ ،‬فالحركات االج يمكن أن تساعد على خلق مناخ يتيح المجال لتآلف أو تركيب ‪ 3‬عناصر وظيفية‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬الحملة‪ :‬هي عبارة عن مجهود عام منظم ومستخدم يملي مطالب جماعية على سلطة مستهدفة‪.‬‬

‫‪ -‬ذخيرة الحركة االج‪ :‬هي توظيف لتوليفات ممكنة من بين أشكال العمل السياسي التالية‪ :‬خلق جمعيات‪،‬‬
‫وتحالفات ذات أهداف خاصة‪ ،‬لقاءات عامة‪ ،‬اعتصامات‪ ،‬مسيرات‪ ،‬مظاهرات‪ ،‬بيانات في اإلعالم‪،‬‬
‫مطويات‪.‬‬

‫‪ -‬عروض الوقفة‪ :‬بتمثيل المشاركين لجملة من الصفات العامة الموحدة هي‪ :‬الجدارة‪ -‬الوحدة‪ -‬الزحم‬
‫العددي‪ -‬االلتزام اتجاه أنفسهم أو اتجاه قاعدتهم الشعبية‪.‬‬

‫سابعا‪:‬تصنيف الحركات االج‪:‬‬

‫‪ -‬صنف "أنطوني جيدنيز" عالم االج البريطاني الحركات االج األكثر شيوعا وشمولية معتمدا على‬
‫تصنيف ‪( David Aberle‬دفيد أبيرل) وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬حركات تحويلية‪ :‬الّتي يكون هدفها البعيد تحقيق التغير االج للمجتمع ا ّلذي تعيش وتعمل فيه‪ ،‬فهي‬
‫حركة نشأت في مجتمع مليء باالضطرابات والظلم والتعسف فتضع هدفا كبيرا وطويل األمد في نظالها‬
‫وكفاحها ومن أجل تحقيقه بعمق حيث تصبح (عقيدة) جزء من تفكيرهم وحياتهم اليومية ال يتخلون عنها‬
‫بل يضحون بحياتهم وال يمانعون من استخدام العنف في سبيل الدفاع عنها وتحقيق مصالحها وأهدافها‬

‫‪4‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫مثل‪ :‬الحركات الدينية المتطرفة‪ -‬الحركات الثورية‪ ،‬التي تبحث عن سبل لتخليص المجتمع من االضطهاد‬
‫والظلم الممارس على أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬حركات إصالحية‪ :‬لديها أهداف محددة كتعديل أو ترميم بعض األوجه الناقصة أو الخاطئة القائمة في‬
‫النظام السياسي خاصة الّتي تعكس الظلم وعدم المساواة والعدالة مثل‪ :‬حق المرأة والدفاع عنها واتصاف‬
‫األقليات القومية والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ -‬أو تلك التي تقبل التصدع االجتماعي فتطالب بإصالحه‪ ،‬فهي تقبل البناء االج الراهن بقيمه ومعاييره‬
‫وفي نفس الوقت تبحث عن تغييرها لألفضل واألحسن‪ .‬كما تبحث عن أهداف أنضج لمسايرة روح العصر‬
‫ألن هدفها هو التقويم (إلغاء عقوبة اإلعدام‪ -‬المناداة بالمحافظة على البيئة) فهذه الحركات ترمي وتحفز‬
‫وتنشط النظام القائم‪ ،‬فهي حركة مشروعة في المجتمعات الكبيرة التي تضع برامج إصالحية ذات‬
‫استراتيجية خاصة ومبادئ رفيعة المستوى‪.‬‬

‫‪ -‬الحركات اإلصالحية تعرف أيضا حركات طرح البديل‪ :‬فهي تخص جزءا من أفراد المجتمع (فئة‬
‫النساء‪ -‬فئة المساجين)‪.‬‬

‫‪ -3‬الحركات التحريرية‪ :‬هي تلك التي تريد انقاض وتخليص الناس من الفساد السياسي والمالي واالج‬
‫السائد في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -4‬حركات تعديلية‪ :‬تهدف إلى التغيير الجزئي في سلوكيات األفراد وليس التغيير الكلي والكامل في‬
‫عاداتهم ونظرياتهم مثل‪ :‬اإلقالع عن التدخين أو المخدرات‪.‬‬

‫‪ -5‬الحركة النهضوية‪ :‬تهدف إلى إحياء التراث القديم للمجتمع والثقافة السلفية أو التنظيمات االج السياسية‬
‫القديمة بسبب ما تتعرض لها حياة مجتمعها المعاصر من تهديد مما يدفع أفرادها بالبحث عن جذورهم‬
‫الماضية من أجل إحيائها والتحصن بها لكي ال ينحرفون أمام تيار المعاصرة ويعرضون حياتهم‬
‫االجتماعية للزوال وتحدث هذه الحركات في المجتمعات العريقة في الثقافة اإلنسانية والمجتمعات الّتي‬
‫تسودها الجماعات العرقية واألقليات الدينية والقومية (المجتمع األمريك ي) فهذه الجماعات تتبنى أهدافا‬
‫مضادة (ضد أهداف أغلبية في مجتمعها) ألنها تشعر بفقدان فاعليتها في البناء االج لذلك فهم يلحون‬
‫بالحفاظ على تقاليدهم ومعتقداتهم‪.‬‬

‫‪ -6‬الحركات الثورية‪ :‬نقيض للحركات االصالحية تهدف إلى تبديل النسق السياسي القائم من خالل حركة‬
‫ثورية تهد ف إلى اسقاطه واستبداله بآخر أفضل منه وأحدث بكثير من آلياته وقياداته‪ ،‬بينما اإلصالحيون‬
‫يقومون على تصحيح بعض العيوب والنقائص القائمة في النسق البنائي السياسي‪ ،‬بينما الثوريون يرون أن‬
‫النسق السياسي ال يستحق البقاء في الوجود بل من األفضل إلغاؤه واستبداله بآخر أفضل منه (الثورة‬
‫الفرنسية‪ -‬الجزائرية‪ -‬األمريكية ‪.)...‬‬

‫‪ -‬الفرق بين الحركات اإلصالحية والثورية‪ :‬األولى تقبل شرعية المؤسسات القائمة في حين الثانية ترفض‬
‫وتكون أهدافها أوسع وأشمل من األولى‪.‬‬

‫وهناك اشكال اخرى نذكر منها‪:‬‬

‫الحركات القيمية ‪:‬وهي تلك الحركات التي تهدف إلى تغير القيم ذاتها مثل اإلصالح الديني‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫حركات محافظة ‪:‬وتسعى أساسا إلى المحافظة على القيم والمعايير الموجودة في المجتمع‪.‬‬

‫حركات معيارية ‪:‬والمقصود بها تلك الحركات التي تهدف إلى تغير في اإلجراءات والقواعد الخاصة بالقيم‬
‫في المجتمع‪ ،‬لكنها ال تتحدى القيم نفسها‪.‬‬

‫حركات الخالص ‪:‬وهي تلك الحركات التي توجه جهودها ال لتغيير المجتمع وإنما لتغيير األفراد أنفسهم‪،‬‬
‫وفي الغالب يكون هذا النوع من الحركات حركات دينية تنشد إلى التحويل الكلي في المبادئ مثل الحركات‬
‫التبشيرية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬النظريات المفسرة لنشأة الحركات االج‪ :‬لقد تمكن عدد من الباحثين من تفسير نشأة الحركات االج‬
‫في نظرياتهم وفي االتجاهات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬نظرية السلوك الجماعي (سملسر نيل‪ :)ParK -‬تعود سنوات البدئ في دراسة وتحليل الحركات‬
‫االج؛ إلى سنوات األربعينيات والخمسينات من ق‪ ، 20‬وتدين هذه النظرية إلى الكثير لمدرسة شيكاڤو‪،‬‬
‫وتستند في تفسيرها إلى خالصات علم النفس االج وسيكولوجية الجماهير‪ ،‬وتربط هذه النظرية ميالد‬
‫الحركات االج بحدوث مظاهرات وأشكال من الهستيريا الجماعية؛ حيث تنتقل العدوى الجماعية حيث‬
‫تجعل الفرد مناسبا مع السلوك االندفاعي؛ بمعنى أن الحركات االجتماعية وفقا لهذا الفهم أنها تنطوي على‬
‫ردود أفعال ليست بالضرورة منطقية تماما في مواجهة ظروف غير طبيعية من التوتر الهيكلي بين‬
‫المؤسسات االج األساسية‪ ،‬ويؤكد أصحاب هذا المسار اإلنحرافي الّذي قد تسير فيه الحركة االج؛ أي من‬
‫الممكن أن تحتمل في مستقبلها مالمح الخطورة تماما (الحركة الفاشية في ألمانيا‪ -‬إيطاليا‪ -‬اليابان) كما‬
‫يصرون على اعتبارها إنعكاسا لمجتمع مريض؛ حيث ال تحتاج المجتمعات الصحية إلى حركات اج بل‬
‫تتضمن أشكاال من المشاركة السياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪-2‬نظرية تعبئة الموارد‪ :‬من أبرز منظري هذا االتجاه (غامسون "‪ -"Gamson‬ماكاثي زالد أوبر برشال‬
‫‪ )...‬أمريكا‪.‬‬

‫‪ -‬ظهرت في ستينيات القرن الماضي‪ ،‬ارتكزت على فهم خاص يبحث في أن بناء الحركات االج وآليات‬
‫تدبيرها وتشكلها بواسطة الموارد االق‪ ،‬والسياسية واإلشكالية المتاحة الّتي تتوافر لألفراد والجماعة‬
‫المنخرطة في الفعل االحتجاجي‪ ،‬بدون إغفال القدرة على استعمال هذه الموارد‪ ،‬وقد ظهرت االرهاصات‬
‫األولى لهذه النظرية في أمريكا‪ ،‬في سياق البحث عن إطار تحليلي للحركات االج‪ ،‬خصوصا مع تنامي‪،‬‬
‫الحركات النسائية‪ ،‬وحركات السود وحركات المدافعين عن البيئة‪.‬‬

‫‪ -‬يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الحركات االج هي استجابات منطقية لموافقة وإمكانات طرأت حديثا في‬
‫المجتمع‪ ،‬وعليه ال يتوجب اعتبارها مؤشرات لالحتالل االج‪ ،‬بل هي مظهر من مظاهر الفاعلية االج‬
‫ومكون بنيوي في العملية السياسية‪ ،‬لهذا تعير هذه النظرية جزءا كبيرا من االهتمام للعالئق القائمة بين‬
‫هذه الحركات والقضايا السياسية المثارة في النسق المجتمعي الكتشاف جدول التأثير والتأثر بين‬
‫االحتجاجي والسياسي بينما ال تعير اهتماما كبيرا ألبعاد هذه الحركات على المستوى الفكري ومستوى‬
‫رفع الوعي‪ ،‬وبلورة الهوية‪.‬‬

‫‪-3‬نظرية الحركة االج الجديدة‪ :‬تم تأصيل هذه النظرية في أوربا لتبرير مجموعة من الحركات الجديدة‬
‫التي عرفت ها الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كما أنها طورت مع فريق يضم (آالن تورين‬

‫‪6‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫فرنسا‪ -‬ألبرتو ميلوتشي إيطاليا‪ ،‬كلوس أوف في ألمانيا‪ -‬فرنانبرتبندير إسبانيا ‪ )...‬وتمثل هذه النظرية‬
‫الحركات االجتماعية كفعل اجتماعي عاكس لتناقضات المجتمع الحديث بسبب العولمة النيو ليبرالية‬
‫والبيروقراطية المفرطة كما أنها أيضا تختزن الحلول الممكنة لجميع هذه األعطاب والتناقضات ويتم‬
‫التشديد دوما في إطار هذه النظرية على االختالفات القائمة بين الحركات االجتماعية القديمة واألخرى‬
‫الجديدة الّتي تؤشر على االنتقال من الدفاع عن المصالح الطبقية إلى الدفاع عن المصالح الغير طبقية‬
‫المتعلقة بالمصالح اإلنسانية الكونية وهو ما يعتبر حسب منظري هذه المقاربة عن أن الحركات االج‬
‫الجديدة تهتم أكثر بتطوير الهوية الجماعية والمراهنة على الطبقة الوسطى بدال من الطبقة العاملة‪.‬‬

‫‪-4‬نموذج الفعل –الهوية‪ -‬تعتبر هذه الن ظرية الحركات االجتماعية ديناميات اج حائلة دون الركود أو‬
‫الثبات االج‪ ،‬فهي أفعال احتجاجية تروم التغيير ومقاومة جميع إمكانات التكريس وإعادة إنتاج القائم من‬
‫األوضاع‪ ،‬وهو ما يجعل منها ممارسة ضد الهيمنة‪ .‬فأنصار هذه النظرية يؤكدون أن المجتمعات البشرية‬
‫سائدة على د رب االنتقال من الشكل القديم للرأسمالية الصناعية إلى مجتمع مرحلة ما بعد التصنيع القائم‬
‫على "البرمجة" حيث يسيطر التكنوقراط وتنامي عناصر الهيمنة والتوجيه‪ ،‬وعليه يلح أنصار هذه‬
‫النظرية على أن المجتمع المبرمج والموجه من جانب التكنوقراط ينهي دور الطبقة العاملة ويحد من‬
‫فعاليتها في صناعة التغيير لهذا ينبغي وفق هذا البراديغم النظري فهم الحركة االج كفعل ضد الهيمنة من‬
‫أجل تحسين الهوية(الصراع الطبقي ذو طبيعة اج‪-‬ثقافية‪ ،‬وليس ذو طبيعة اج اق)‪.‬‬

‫االتجاه البنائي (الوظيفي)‪ :‬انطالقا من الفكر البنائي الوظيفي ظهرت العديد من النظريات الّتي تتناول‬
‫الحركات االج والّتي تفسر أسباب وظروف نشأتها من بينها‪:‬‬

‫‪-5‬نظرية الحرمان النسبي‪ :‬تفسر هذه النظرية بروز الحركات االجتماعية ونشأتها إلى شعور األفراد‬
‫بالحرمان جراء إحساسهم بالتناقض بين التوقعات المشروعة والواقع أو ضمن المقارنات بين أحوالهم في‬
‫ال ماضي والحاضر أو ما بين أنفسهم واآلخرين‪ ،‬فيشعرون بالرضا إذا ما كانوا أفضل حال‪ ،‬وبالسخط‬
‫واالحباط إن ما كانوا أسوء حاال ومنه يتحول السلوك إلى حركات اج‪.‬‬

‫‪ -‬وترتكز هذه النظرية على الحرمان االق باألساس دون غيره من العوامل االج والسياسية والثقافية والّتي‬
‫قد تسبب م ثل هذا الشعور بالحرمان فضال على أن هذه النظرية تفسر أسباب قيام العديد من الحركات االج‬
‫وانضمام األفراد إليها دون أن يكون لهم االحساس بالحرمان النسبي‪.‬‬

‫‪-6‬نظرية الضغوط البنائية‪ :‬وفقا لهذ النظرية فإن هناك جملة من العوامل الّتي تثير إلى التفاعل بين‬
‫مؤثرين هما‪:‬‬

‫الخلل المؤسسي في البنى االج من جانب وذلك نتيجة لعدم قدرة تلك المؤسسات على القيام بوظيفتها‬
‫المطلوبة وعجزها عن االستجابة لمطالب الجديدة وافتتاح المجال أمام القوى االج مما يؤدي مثل هذا‬
‫الخلل من تفشي الشعور بالسخط واالغتراب وانتشار الظلم واالحباط‪ ،‬ومن جانب آخر ظهور االعتقاد‬
‫العام الّذي يتبلور في صورة إيديولوجيات ورؤى جديدة تسعى إلحداث مثل هذا التغيير لألوضاع القائمة‪.‬‬

‫‪ ‬االتجاه الماركسي‪ :‬يرى أصحاب هذا االتجاه أن الحركات االج هي ذلك الحراك الجماهيري الّذي‬
‫ينشأ نتيجة الصراع الطبقي ولصراع المصالح المادية االق‪ ،‬االج‪ ،‬والّتي تهدف إلى التغيير في األوضاع‬
‫القديمة ولهذا فإن المقاربة الماركسية تنظر للحركات االجتماعية بكونها نشأ نتيجة الظروف االق واالج‬
‫قاسية‪ ،‬والّتي تدفع طبقة من الطبقات لتوحيد صفوفها لتحسين أوضاعها االق واالج وتحقيق التقدم االج‬
‫‪7‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫لجميع أفراد تلك الحركة‪ ،‬وانطالق ا من فكرة التغير فإن نشاط الحركات االج حسب الماركسية ينطوي على‬
‫السعي لتغيير القاعدة االق والبناء الفوقي الّذي يقوم عليها األمر الّذي يترتب عليه توازنات جديدة وأشكال‬
‫جديدة للملكية والسلطة‪.‬‬

‫وينطلق هذا االتجاه من دراسة الواقع االج للحركات من واقع أن الحركة االج محكومة بجوهر اإلنسان‬
‫الّذي يكمن في منظومة عالقات اإلنتاج االج والّتي تعتمد على شكل الملكية لوسائل اإلنتاج وأشكال توزيع‬
‫الثروات‪ ،‬وذلك من خالل أشكال الصراع بين الطبقة العاملة (البروليتاريا) المقهورة والمستغلة من الطبقة‬
‫الرأسمالية (البرجوازية) المسيرة األمر الّذي سيقود انتصار األول على الثانية بهدف القضاء على الطبقات‬
‫في المجتمع‪.‬‬

‫ومنه فاالتجاه الماركسي في تناوله لنشأة الحركات االج وظهورها يطابق بين مفهومي الحركة االج‬
‫والطبقة ويجعل التناقض بين قوى اإلنتاج والصراع بين الطبقات والّذي يهدف إلى القضاء على الطبقة‬
‫المسيطرة والوصول إلى حالة المجتمع بال طبقات‪.‬‬

‫مساهمة علماء االج في تحليل وتفسير الحركات االج‪:‬‬

‫مساهمة بياربورديو‪ :‬يعتبر "بياربورديو" واحد من أهم المفكرين الّذين ساهموا في توسيع دائرة النقاش‬
‫والتحليل حول الحركات االج الّتي عرفتها "فرنسا" والعالم من انتفاضة الشباب والطلبة ‪ 1986‬حيث‬
‫استمر منذ ذلك التاريخ في االهتمام بتفاصيل الحركات لدرجة أنه اسمه صار مرتبطا "بحركات مناهضي‬
‫العولمة" ليس كباحث فقط وإنما كمنظر‪.‬‬

‫‪ -‬اهتم بورديو بتناول أنماط السيطرة االج بواسطة تحليل مادي للنتاجات الثقافية وذلك في إطار إبراز‬
‫آليات إعادة اإلنتاج المتعلقة بالبنيات االج‪ ،‬وهو يركز في تحليله للحركات االج إلى ما بلوره من مفاهيم‬
‫وأطروحات بخصوص الحقل ‪ ،‬الرأسمال ‪ ،‬العنف والمثقف الجمعي فأدوات التحليل الّتي اعتمدها‬
‫"بياربورديو" تقيد في فهم ديناميات الحركات االج‪ ،‬خصوصا عندما يتم تمثلها كحقول صراعية في نزاع‬
‫وتنافس مستمر مع مؤسسات الهيمنة واالحتواء‪.‬‬

‫‪ -‬ولقد دعا بورديو إلى حركة احتجاجية أوربية تكون خطوة أولى وهي حركة تفترض مزيدا من االلتزام‬
‫واالنخراط االيجابي للنقابات والحركات االج والمثقفين الّذين ال بديل أمامهم لمواجهة إكراهات العولمة‬
‫واقتصاد السو ق غير إبداء الرفض واالحتجاج ماديا ورمزيا دفاعا عن االجتماعي وذلك بإبداع قنوات‬
‫جديدة لمواجهة الرأسمالية العالمية الّتي مزجت بين التكنولوجيات الحديثة وسلطة رأس المال‪ /‬وهو يمنحها‬
‫إمكانيات قصوى للهيمنة والتأثير داعيا بقوة إلى تحصين العالقات والممارسات االج‪.‬‬

‫‪ -‬ينظر بورديو إلى الحركات االج محتجا على العولمة والرأسمالية المتوحشة الّتي تتأسس على قوانين إق‬
‫مجحفة‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬الحركات االجتماعية الجديدة (الموجة الحضارية الثالثة)‪:‬‬

‫استخدم مصطلح الحركات االجتماعية الجديدة لوصف حركات وتحركات بعض جماعات السكان والفئات‬
‫االج في أوربا عقب حركة "الشباب والطلبة" ‪ 1968‬حيث رفعت هذه الحركة شعارات ومطالب سياسية‬

‫‪8‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫أغلبها يهدف إلى الدفاع عن البيئة‪ ،‬ونزع السالح‪ ،‬وتحرير المرأة ‪..‬إلخ‪ .‬ثم انتقلت هذه الظاهرة إلى بلدان‬
‫العالم الثالث بصفة عامة وأمريكا الالتينية بصف خاصة ثم ترسخت جذورها على نحو ملحوظ في آسيا‪.‬‬

‫‪ -‬كانت حركة الشباب في أوربا ‪ 1968‬بداية عصر جديد طرحت فيه ألول مرة مطالب سياسية جديدة؛‬
‫فهي تختلف عن الحركات االجتماعية التقليدية في كونها ال تستهدف أساسا الوصول إلى السلطة وإنما‬
‫سعيها الحثيث يرمي إلى ترجمة عدد من القيم إلى واقع اج على المستوى المحلي‪ ،‬اإلقليمي العالمي‪ .‬وذلك‬
‫بغرض التأثير على سلطات صنع القرار وتحقيق مكاسب جماهيرية على مستوى أو أكثر من تلك‬
‫المستويات‪.‬‬

‫‪-‬تعريف الحركات االجتماعية الجديدة‪ :‬هي الحركات ذات األهداف النوعية أو االجتماعية العامة‪ /‬العابرة‬
‫لحدود الطبقات االجتماعية والبناء السياسي‪.‬‬

‫‪ -‬هي حركات تعبر عن مطالب سياسية جزئية أو عن مطالب اق مهنية وتعمل بشكل مستقل عن األحزاب‬
‫والنقابات وتسعى للتعيير عن فئات مهمشة أو فئات جديدة‪.‬‬

‫عاشرا‪:‬خصائصها‪:‬‬

‫‪ -1‬إن هذه الحركات تقع خارج إطار السياسة المنظمة سواء في ذلك األحزاب السياسية أو أجهزة الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬هذه الحركات ال تطرح استراتيجيات للوصول إلى السلطة بل غاية ما تصبو إليه هو التأثير على‬
‫أجهزة السلطة على المستوى المحلي أو في قطاع من القطاعات‪ .‬لكن ال تستهدف هذه الحركات أن تصل‬
‫بأعضائها أنفسهم إلى قمة أجزاء السلطة سواء على المستوى المحلي أو القومي‪.‬‬

‫‪ -3‬ت رفض هذه الحركات مبدأ التنظيم؛ بمعنى أنها ترفض في غالبيتها أن تتحول إلى أحزاب سياسية‪ ،‬كما‬
‫أنها ترفض أن تنظم أعضائها على نحو شديد كما يجري في جماعات المصالح من نقابات عمالية‪ -‬مهنية‬
‫‪...‬‬

‫‪ -4‬تسعى الحركات الجديدة إلى ترجمة عدد من القيم على المستوى المحلي من العالقات فيما بين‬
‫أعضائها‪ ،‬ويطلق على هذه القيم مسمى القيم بعد المادية كقيم التعاطف والتعاون‪.‬‬

‫‪ -5‬ال تنافس السلطة وال تعتمد على المنظمات الجماهيرية المعتادة (النقابات) لتوصيل مطالبها إلى‬
‫السلطة‪.‬‬

‫‪ -6‬تشغل بقضايا عامة تصب في نهاية المطاف في صالح الحريات الديمقراطية وحقوق اإلنسان والعدالة‬
‫االج‪.‬‬

‫‪ -7‬تدعو إلى الحل الغير عنيف لمختلف الصراعات‪.‬‬

‫احدى عشر‪ :‬أسباب ظهور الحركات االج الجديدة (السمات)‪:‬‬

‫‪ -1‬االتساع الكبير لدور الدولة في تلك المجتمعات الرأسمالية‪..‬‬

‫‪ -2‬فقد النظام الحزبي القدرة على تقديم بديل حقيقي للتغير السياسي واالج في هذه المجتمعات‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -3‬تمثيل المصالح في هذه المجتمعات أصبح يتسم باإلدماجية؛ أي أن التغيير عن المصالح يتم عن طريق‬
‫ممثلين معتمدين بعينهم لعدد من القوى االج‪.‬‬

‫‪ -4‬تتصل هذه السمة بنموذج النمو الرأسمالي ودرجة هذا النمو فقد كان نموذج المجتمع والدولة السائد في‬
‫البلدان المتقدمة بتمتع بقدر من الشرعية إذ كان في مقدور االقتصاد أن يوفر فرص العمل والدخل الالئق‬
‫لألغلبية الساحقة من المواطنين دون أن يقترن بنفقات اج ضخمة‪.‬‬

‫‪ -5‬ارتباط نموذج المجتمع البرجوازي بقيم معينة منها‪ :‬اإلنحياز‪ ،‬التنافس‪ ،‬الفردية واالهتمام بتراكم الثورة‬
‫(سمة ثقافية)‪.‬‬

‫‪ -6‬عجز النقابات واألحزاب السياسية للتع يير عن مطالب جديدة فرضتها تغيرات اج واق جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬في ظل هذه الظروف ظهرت الحركات االج الجديدة وهي تختلف من الحركات االج التقليدية‪.‬‬

‫اثنى عشر‪:‬معالم السياسات الجديدة للحركات االج‪:‬‬

‫‪ -1‬بناء تحالفات جديدة ال طبقية وعابرة لإليديولوجيات‪:‬‬

‫‪ -‬تمثل الحركات االج الجديدة تحالفا عريضا يتشكل ‪-‬وطنيا ودوليا‪ -‬ضد الليبيرالية الجديدة المتوحشة‪،‬‬
‫يشمل الحركات االج القديمة‪ ،‬والجديدة نشطاء المجتمع المدني وأحزاب الخضراء واألحزاب االشتراكية‪،‬‬
‫الحركات السلمية‪ ،‬وجماعات تحرير المرأة‪ ،‬والراديكالية الدينية المنحازة للفقراء والمستضعفين‪ ،‬الحركات‬
‫المناهضة للعنصرية ‪...‬إلخ‪ .‬وأهم سمات هذا التحالف هي‪:‬‬

‫‪ -‬ال يقوم على أساس طبقي مغلق مثلما كان حال الحركات الراديكالية والتنظيمات النقابية العمالية الّتي‬
‫استلهمت األفكار الماركسية في المراحل السابقة كما أنه تحالف عابر لإليديولوجيات‪.‬‬

‫‪ -‬تنوع االستراتيجيات التي تتبناها‪ ،‬فمنها استراتيجية المقاومة العنيفة واستراتيجية مقاطعة بضائع‬
‫الشركات م الجنسيات واستراتيجية المنتديات البديلة والحمالت والمظاهرات المتزامنة‪ .‬وتنهمك بعض‬
‫الحركات في صياغة رؤى بديلة يتم التركيز فيها على تحرير الموارد من االقتصاد العسكري وتوجيهها‬
‫إلى الخدمات االج‪.‬‬

‫‪ -‬ايجاد نشاطات كثيفة العمالة بدال من أن تكون كثيفة رأس المال لدعم الفئات األضعف ومكافحة البطالة‪.‬‬

‫‪ -‬الغاء المركزية التيكنوقراطية والتحول إلى الالمركزية وإتاحة فرص المشاركة الديمقراطية وإلغاء‬
‫آليات اإلقصاء‪.‬‬

‫‪ -‬تبني سياسة االستيعات بدال من سياسة االستبعاد‪.‬‬

‫‪ -‬الجمع بين المطالب المادية واألخالقية في نفس الوقت بدال من التركيز على إعالء السيرة األخالقية ألن‬
‫(الحركات المطالبة بحقوق اإلنسان أصبحت تعتبر أن التخلص من الفقر هو حق من حقوق اإلنسان)‪.‬‬

‫‪ -‬تشمل كل المجتمعات واألفراد في المجتمعين المتقدم وبلدان الجنوب‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ -‬إن التوجه الجديد الذي تنخرط فيه الحركات االج سواء في صورة شبكات إقليمية أو تحالفات عالمية هو‬
‫ظاهرة إيجابية‪ ،‬يمكن أن تسهم في الجمع بكفاءة بين الدولة والمجتمع المدني ضمن مفهوم استراتيجي‬
‫موحد يستهدف أنسنة سياسات التنمية االق وربطها بقيم العدالة االج والحريات والديمقراطية‪.‬‬

‫‪ -2‬مواجهة اإلمبراطورية وبناء بدائل جديدة‪:‬‬

‫‪ -‬انحيازها إلى المنهج اإلصالحي التدريجي في مواجهة قوى الهيمنة المسيطرة على المستويات المحلية‬
‫واإلقليمية والعالمية (اإلمبراطورية األمريكية)‪.‬‬

‫‪ -‬حشد التأييد عن طريق وسائل اإلعالم ووسائط االتصاالت فائقة السرعة‪.‬‬

‫‪ -‬المخرج الخالق بين اعتبارات السوق من جهة واعتبارات التضامن االج وتفعيل مؤسسات وهيئات‬
‫المجتمع المدني من أخرى مع االعتماد على الوسائل السلسة الجديدة التي بدأت تأخذ طابعا عالميا هي‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬كلما ترسخت هذه السمات اتسع المجال أمام الحركات االج الجديدة كي تصبح قوة مظافة للفكرة التمدينية‬
‫للنظام الديمقراطي بشرط االنحياز لإلنسان أوال قبل كل شيء وذلك حيثما تيسرت أمامه سبل الحياة‬
‫واتسعت أمامه حرية االختيار بين بدائل متعددة وحيدة في كل أنحاء العالم‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ان للحركات االجتماعية اهمية ودور في عملية التغير االجتماعي وتحقيـق المطالـب‪ ،‬على اختالف‬
‫أنواعها ومسببات حدوثها وانتشارها ونجاحها وفشلها‪ ،‬فإنها ظلت فاعال رئيسيا محققة رغبة اإلنسان في‬
‫ممارسة االحتجاج ضـد الالمسـاواة و مظاهر الظلم االجتماعي دافعا لالستمرار رغبته في استعمال وسائل‬
‫تتيح لـه اسـترداد حقوقـه ومواجهة خصومه ولو باستعمال العنف احيانا‪.‬‬

‫المراجع المعتمدة‬

‫أالن تورين‪ ،‬نقد الحداثة‪ ، la Critique de la Modernité‬ترجمة أنور مغيث‪ ،‬المجلس األعلى‬ ‫‪.1‬‬
‫للثقافة ‪.1998‬‬
‫تلي تشارلز‪ ،‬الحركات االجتماعية‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬ط‪ ، 1‬مصر‪2005،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الشوبكي عمر وآخرون‪ ،‬الحركات االحتجاجية بين السياسي واالجتماعي في الوطن العربي‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫(مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬لبنان‪ ،‬البحرين)‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪ ، 1‬لبنان‪2011‬‬
‫صوراية رمضان‪ ،‬الحركات االجتماعية مقاربة سوسيولوجية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية و‬ ‫‪.4‬‬
‫االجتماعية ‪،‬جامعة ورقلة العدد‪ 24‬جوان ‪.2016‬‬
‫عزة خليل‪ ،‬الحركات االجتماعية في العالم العربي‪ ،‬مركز البحوث العربية واإلفريقية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫مصر‪2006 ،‬‬
‫فريد زهران‪ ،‬الحركات االجتماعية الجديدة‪ ،‬مركز القاهرة للدراسات‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪2007‬‬
‫محمد عاطف غيت‪ ،‬علم االجتماع الحضري ‪ ،‬دار النهضة العربية بيروت‬ ‫‪.7‬‬

‫‪11‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬
‫‪ .8‬نوير عبد السالم‪ ،‬الحركات االجتماعية والسياسية‪ ،‬مجلة الشؤون االجتماعية‪ ،‬العدد ‪، 100‬‬
‫الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪www.etudpdf.com‬‬

You might also like