You are on page 1of 2

‫عالقة ظاهرة تغير المجتمع مع فلسفة القانون‬

‫يعد التغير االجتماعي أمرً ا حتمي الحصول في المجتمعات‪ ،‬ومن الطبيعي أن تمر بتغييرات على الرغم من غموض أسباب هذا التغيير‪ ،‬وعلى مر التاري‬
‫‪.‬توصل علماء االجتماع بعد دراستهم للعديد من األفكار والنماذج المختلفة إلى ثالث نظريات رئيسية للتغيير االجتماعي سنتطرق اليها فيما بعد‬
‫كما يُعرف علماء علم االجتماع التغير االجتماعي بأنه تغيرات في التفاعالت والعالقات البشرية التي تبدل المؤسسات الثقافية واالجتماعية‪ ،‬وتتحقق هذه‬
‫التغيرات مع مرور الوقت‪ ،‬وينتج عنها عواقب ‪ ...‬متمايزة طويلة األجل في المجتمع‪ ،‬ومن األمثلة التي انتشرت لمثل هذه التغييرات؛ الحركات‬
‫االجتماعية في الحقوق المدنية‪ ،‬وحقوق المرأة‪ ،‬وغيرها الكثير‪ ،‬وقد غيرت حركات التغير االجتماعي العالقات‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬واألعراف الثقافية‬
‫وقد يعرف التغير االجتماعي في علم االجتماع واالنثروبوجية الثقافية على أنه كل تغيير يقع في بنية من بنيات المجتمع ويسمح بظهور أنماط حياتية‬
‫‪.‬جديدة مختلفة‬
‫كما أن فلسفة القانون بدورها هي فرع من فروع الفلسفة التي تبحث في طبيعة القانون السيما في عالقته بالقيم اإلنسانية والمواقف وممارسات ومجتمعات‬
‫السياسية حيث تقدم فلسفة القانون من خالل توضيح والدفاع عن فرضيات حول القانون العام‪ ،‬مع العلم أنها تهدف الى التميز بين القانون وأنظمة القواعد‬
‫‪.‬األخرى مثل واألعراف االجتماعية وما يتعلق بأسس االخالق والعدالة والحقوق‬
‫مـــن أشكــــال التغيــُر االجتماعي‬
‫تغيير اجتماعي تطوري‪ :‬والذي يُحدث تغيرات تطورية على طول فترة زمنية طويلة ببطء وتدريج بواسطة عملية تطورية‪ ،‬وال تعد هذه التغيرات جذرية‬
‫‪.‬أو أنها ملحوظة؛ ألنها تكون تدريجية وتسير على طريقة عمليات التكييف‪ ،‬ويتعلم الناس هذا التكييف تدريجيًا‬
‫تغيير اجتماعي ثوري‪ :‬وهو عكس الشكل السابق؛ أي أنه عند حدوث التغييرات في القطاعات المختلفة في النظام االجتماعي‪ ،‬يكون التغيير مفاج ًئا وجذريًا‬
‫‪.‬ومؤثرً ا‪ ،‬ويمكن تمييزه عن التغيير التدريجي البطيء‪ ،‬ولذلك سُمي بالتغيير الثوري‬
‫نستنج مما قلناه سابقا أن العالم ببلدانه يسير وفق قواعد ونواميس‪ ،‬فإن القانون يؤدي دوراً أساسيا ً في إحالل النظام وضبط اشتغال المجتمع‪ ،‬ولفلسفة‬
‫القانون دورها في التفكر وفي إضفاء معنى على القواعد القانونية الصارمة‪ .‬وكذلك الفلسفة بمشتغليها التي تترصد الحوادث والوقائع لتحولها الى أشياء‬
‫‪.‬ذات معنى‬
‫ويقتضي األمر‪ ،‬في المقام األول‪ ،‬تعريف فلسفة القانون‪ ،‬فهي فرع من الفلسفة التي تبحث في طبيعة القانون ال سيما في عالقته بالقيم اإلنسانية والمواقف‬
‫والممارسات والمجتمعات السياسية‪ ،‬ومن خالل ذلك تتقدم تقليديا ً فلسفة القانون من خالل توضيح والدفاع عن اإلفتراضات حول القوانين العامة‬
‫والتجريدية‪ ،‬أي التي ال تنطبق على نظام قانوني محدد في وقت معين‪ ،‬ولكن لجميع األنظمة القانونية في كافة األوقات‪ .‬وغالبا ً ما تهدف فلسفة القانون إلى‬
‫التمييز بين القانون وأنظمة القواعد األخرى‪ ،‬مثل األخالق أو غيرهامن األعراف االجتماعية‪ ،‬وكثيراً ما تعتمد اآلراء حول طبيعة القانون على إجابات‬
‫عن بعض األسئلة الفلسفية األساسية‪ ،‬والتي ساهمت فيها أحيانا ً‪ .‬فعلى سبيل المثل‪ ،‬في ما يتعلق بأسس األخالق والعدالة والحقوق‪ ،‬وطبيعة عمل اإلنسان‬
‫والنية والعالقات بين الممارسات والقيم االجتماعية وطبيعة المعرفة والحقيقة وتبرير الحكم السياسي‪ .‬ولذلك فإن فلسفة القانون تعد جزءاً ال يتجزأ من‬
‫‪.‬الفلسفة بشكل عام‬
‫‪.‬يعد التغير االجتماعي ظاهرة عالمية وقانونا أساسيا عالميا يسري على العالم بأكمله من خالل تطوراته المتمايزة‬
‫فالتغير االجتماعي في نظر ابن خلدونهو التغير الذي يمس العناصر الثالثة (المعاش‪ ،‬الملك‪ ،‬والفنون) التي من خاللها نفرق بين العمران البدوي‬
‫والعمران الحضري‪ .‬فاالنتقال من مرحلة البداوة إلى مرحلة الحضارة ( أي المرور من المجتمع البدوي إلى المجتمع الحضري) يرتبط عضويا ووظيفيا‬
‫بظاهرة الدولة‪ ،‬ويعاد هذا التغير كل مائة وعشرين سنة (‪ )021‬ألن ابن خلدون شبه الدولة بالكائن الحي (المخطط) عبر ثالثة أجيال‪ ،‬يبلغ عمر كل جيل‬
‫‪ 01‬سنة‪ ،‬وهناك خصائص ثالث (االرتباط بالعصبية‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬واالرتباط بالدين) تالزم الجيل وتتغير هي األخرى حسب مرحلة الدولة حيث نستخلص‬
‫أن الجيل األول ( مرحلة االندفاع والثورة)‪ ،‬أما الجيل الثاني (مرحلة االستقرار)‪ ،‬أما الجيل الثالث (مرحلة األفول واالنحطاط فبانتهائه تنتهي الدولة بفقدان‬
‫الجيل لخصائصه الثالث التي كانت سببا في دخول العمران البدوي إلى التاري ( من لحظة ز=‪ 1‬إلى ز= ‪ 021‬سنة) وبالتالي فعمر الدولة هو عمر‬
‫‪.‬األفكار التي أنتجت هذه الدولة وتستمر الدورة بالفعل الثوري بظهور مصلحين جدد وفتاوى تدعو إلى تغيير المنكر وتكون عصبية غالبة وأخرى مغلوبة‬
‫‪:‬نظرية التغير في نظر مالك بن نبي‬
‫يعتقد بن نبي ان فهم األسباب الداخلية والخارجية لقابلية الحضارة اإلسالمية لالستعمار هو الكفيل بتبيين شروط التغير التاريخي للمجتمعات اإلسالمية في‬
‫‪.‬اتجاه إعادة الوصل مع المبادئ الرئيسية المؤسسة لسيرورته التاريخية وإستعادة فعاليته الحضارية‬
‫‪:‬نظريات التغير االجتماعي‬
‫‪:‬نظرية القانون الطبيعي والعقد االجتماعي‬
‫إن المعنى الحقيقي للعقد االجتماعي وذلك خالل القرنيني ‪ 01-01‬وبمقتضاها أن كل الناس بعدما عانوا من الفوضى نتيجة األهواء والغرائز الفردية‪،‬‬
‫فكروا في وضع السلطة في يد شخص أو هيئة تقوم بتنظيم األمور الداخلية والخارجية للمجتمع‪ .‬فانتقلوا بذلك من جهة الفطرة الى عهد المجتمع المنظم‪،‬‬
‫ولقد اتخذ هوبز فكرة العقد االجتماعي وسيلة التبرير السلطة االستبدادية للحكم وذلك أنه كان من أنصار النظام الملكي المطلق أما الفقيه جون لوك فاتخذ‬
‫من هذه الفكرة وسيلة لمحاربة السلطات المطلق للحاكم ويرى أن األفراد لم يتنازلوا عن كل حقوقهم للحاكم وإنما عن جزء منها وبهذا أجاز لهم فس هذا‬
‫‪ .‬العقد وعزل الحاكم‬
‫‪:‬النظرية التاريخية‬
‫ظهرت بوادرها في القرن ‪ 01‬في فرنسا‪ ،‬إذ أظهر بعض الفقهاء والفالسفة تأثرا بالبيئة المحيطة بما في ذلك اختالف القوانين ورأوا أن القوانين يجب أن‬
‫‪.‬تتناسب وطبيعة البالد‬
‫‪.‬من بين الفالسفة الذين ربطوا القانون بالبيئة الفقيه منتكسيو في كتابه روح الشرائع‬
‫أ‪ /‬القانون وليد الحاجة للجماعة‬
‫ب‪ /‬القانون يتكون ويتطور آليا‬
‫النظرية التطورية‬
‫استحقت النظرية التطورية لظاهرة التغير االجتماعي في القرن التاسع عشر مكانة بارزة‪ ،‬وقد تمسك علماء االجتماع بنظرية "داروين" للتطور وطبقوها‬
‫على المجتمع‪ ،‬وقد كان العالم أوغست كونت الملقب "أب علم االجتماع" يؤمن بالنموذج التطوري‪ ،‬ووف ًقا لهذه النظرية يتطور المجتمع دائمًا بمستويات‬
‫فمثال تتطور الكائنات الحية من مرحلة بسيطة حتى ُتصبح كائنات أكثر تعقي ًدا‪ ،‬وذات األمر ينطبق على المجتمعات‪ ،‬وستتعرض المجتمعات الجامدة‬ ‫عُليا‪ً ،‬‬
‫التي ال تتكيس بالسرعة المطلوبة للتخلف والتأخر عن بقية المجتمعات المحيطة بها‪ ،‬وقد أكد مؤيدو التطور االجتماعي أن جميع المجتمعات يجب أن تمر‬
‫بنفس سلسلة التقدم‪ ،‬في حين يعتقد المنظرون الحديثون للنظرية على أن التغيير متعدد المسارات‪ ،‬فكل مجتمع يمكن أن يتطور بطرق واتجاهات مختلفة‬
‫‪.‬عن اآلخر‬
‫النظرية الوظيفية‬
‫تتناول هذه النظرية المجتمع على أنه أشبه بجسم اإلنسان‪ ،‬وكل جزء منه يشبه عضو في الجسم‪ً ،‬‬
‫فمثال ال يمكن لألجزاء الفردية في المجتمع أن تعيش‬
‫بمفردها‪ ،‬ويرى الرائد الرئيسي في العلوم االجتماعية "إميل دوركهايم" أن جميع أجزاء المجتمع يجب أن تكون متشاركة ومتناغمة مع بعضها البعض‬
‫وإن لم تتوجد سوف تنهار‪ ،‬وعندما يعاني جزء واحد من المجتمع ستتأثر األجزاء األخرى منه كما يحصل في أعضاء اإلنسان‪ ،‬ونستنتج من ذلك أن‬
‫النظرية الوظيفية تسعى إلى بناء مجتمع يعمل باستمرار للوصول إلى االستقرار‪ ،‬ومن الضروري االهتمام باألجزاء التي تقع بها المشاكل أكثر من‬
‫‪.‬األخرى على الرغم من أنها ستكون مؤقتة‪ ،‬وهكذا يتحقق التغير االجتماعي‬
‫نظرية الصراع‬
‫يرى مؤيدو هذه النظرية أن طبيعة المجتمع غير متكافئة وتنافسية‪ ،‬وقد ترأس هذه النظرية العالم "كارل ماركس"‪ ،‬وقد كان يؤمن بالنظرية التطورية‬
‫كذلك‪ ،‬ولكنه لم يَرَ أن كل مرحلة جديدة أحدثت تغييرً ا أفضل عن المرحلة السابقة لها‪ ،‬ففي أغلب المجتمعات وفي أغلب األوقات يتحكم األغنياء واألقوياء‬
‫‪.‬ذوي السلطة في المجتمع عن طريق استغالل الفئات الضعيفة فيه‪ ،‬وهذا ما يولد الصراع ويدفع األفراد للعمل‪ ،‬وبهذه الطريقة يحدث التغير االجتماعي‬
‫‪.‬وبهذا نقول أن التغير المجتمعي ال يقتصر على التغيير في حياة فرد او عدة أفراد أو مجموعات بل يشمل حياة المجتمع كاملة‬
‫‪:‬أهــــــداف القانــــــون ‪2-‬‬
‫وضع المعايير والحفاظ على نظام الدولة‪ :‬القانون معنى بتوفير نظام يتوافق وارشادات المجتمع ومثوله التي تتغير وتتجد باستمرار كلما اقتضت ‪1/‬‬
‫‪ .‬الضرورة او الحاجة‬
‫‪.‬القانون يحدد المعايير األساسية ‪ :‬الواجب اتباعها للحفاظ على نظام العام للدولة وذلك من خالل ضبط سلوك االفراد داخل المجتمع الواحد ‪2/‬‬
‫القانون يحمي الحقوق والحريات الفردية‪ :‬كما من شأنه أن يساعد على حل النزاعات بل إنه ليضع اصدار أي قانون يتعارض وحق الشعب او يحد من ‪3/‬‬
‫‪.‬حريته مع وجود بعد االستثناءات المحفوفة بالشروط ومتعلقة بحرية التعبير‬
‫يوفر اطارا وقواعد ثابتة للمساعدة‪ :‬على حل النزاعات والصراعات بين االفراد وذلك عن طريق سلمي نظام حكم يمكنهم من خالله رفع قضاياهم ‪4/‬‬
‫‪.‬ونزاعاتهم الى هيئة محايدة كالقاضي ‪ ...‬مهمتهم حين اذن تكمن في تقصي الحقائق والبحث عن الدالئل للكشف عن الحقيقة‬
‫‪ .‬يضبط سلوك االفراد والجماعات‪ :‬بإلغاء قانون الغاب او البقاء لألقوى ‪5/‬‬
‫القضاء على الصراعات االجتماعية‪ :‬ماذا لم تخيلنا العيش في مجتمع ال يحكمه قانون ستعم الفوضى والقوي يأكل الضعيف وهنا تجدر اإلشارة الى ‪6/‬‬
‫‪.‬القول أن القانون قد يكون مرنا ليتوافق مع التغيير االجتماعي‬
‫‪ ...‬الهدف األسمى من تطبيق القانون‪ :‬تحقيق العدل واالنصاف والمساواة بين االفراد وإعطاء كل ذي حق حقه لتحقيق االستقرار‬

You might also like