Professional Documents
Culture Documents
إعداد الطالب
محمود صافى محمود
مقدم إلى
أ.د .على الدين هالل
1
التعريف بالمؤلف-:
، Dubetمن مواليد 32مايو 6491في بيريجو ،هو عالم االجتماع الفرنسي ،
االستاذ في جامعة بوردو الثاني ومدير الدراسات في مدرسة قصر دراسات العليا
للعلوم االجتماعية ( .) EHESSوهو مؤلف العديد من الكتب حول الشباب
والهامشية والمدارس والمؤسسات ،وأدى تطوير التقرير الكلي لعام 3222المقدم إلى
الوزير المسؤول عن التعليم في المدارس في عام .] 6 [ 6444
له العديد من المساهمات في علم االجتماع [العدل] كانت الفكرة الرئيسية ،وضعت
على نطاق واسع في العديد من مؤلفاته (علم االجتماع من التجربة ،في المدرسة ،
ما المجتمع الذي نعيشه ،وتراجع للمؤسسة) ورثت من علم االجتماع آالن تورين ،
يتم تفكيك الشكل المؤسسي .ل ، Dubetكانت الحداثة إنشاء المؤسسات واألجهزة
السياسية التي نظمت األطر المعرفية الممكنة .
المدرسة والشامل الجدارة [عدل] Dubetأعتقد التعليم في فرنسا في مطلع القرن
الحالي ،هو نظام "لتصنيع االستبعاد" [ .] 3قال انه يرى أن درجة ينبغي أن تكون
أكثر من حق النتيجة من السيطرة على التعليم األكاديمي ،ويجري محفوظة
المؤهالت ،أقلية فقط يمكن تحقيق التميز] 2 [ .
وعين عضو بارز في معهد فرنسا في عام 6446لمدة خمس سنوات [ ، ] 9جددت
في عام .] 5 [ 6441
كان عضوا في فريق الخبراء إلعادة تصميم البرنامج الثاني للعلوم االقتصادية
واالجتماعية باعتبارها جزءا من اإلصالح المنشود في المدرسة الثانوية من قبل وزير
التربية والتعليم ،لوك شاتيل .استقال بعد صدور البرنامج المذكور ،وأثارت ردود
فعل قوية في أوساط المعلمين.
2
مقدمة:
يمكن اعتبار زمن مابعد الحرب العالمية الثانية نقطة البدء فى مسار الدرس المعرفى
للحركات االجتماعية فقد عرفت السنوات األولى لما بعد الحرب احتداما قويا للنقاش
السوسيولوجى والسياسي بشأن تفسير الفعل االحتجاجى الذى تمارسه هذه الحركات.
ان البحث فى تاريخ الحركة االجتماعية سيقود حتما نحو البدء االنسانى وتحديدا
نحو مختلف الحركات االحتجاجية التى عرفتها المجتمعات االنسانية فى األزمنة
القديمة فالحركة االجتماعية فى بعدها االحتجاجى تعد ممارسة قديمة فى التاريخ
البشرى ،اال ان استعمالها كمفهوم نظرى يظل حديثا فقد كان على قارئى اللحظات
التاريخية االحتجاجية ان ينتظروا سنة 6493لينحت لورينز فون ستاين مصطلح
الحركة االجتماعية للداللة على اشكال وصيغ االحتجاج االنسانى الرامية الى التغيير
واعادة البناء.
فالتاريخ البشرى يعج بالكثير من الحركات االجتماعية الباصمة لمسارات من التحول
والتجاوز ،التى ال يمكن القفز عليها بأى حال من االحوال فى سياقات سوسيولوجية
اللواقعة االحتماعية.ذلك ان ثورة الغبيد بقيادة سبارتاكوس ضد سلطة روما وغيرها
من ثورات الفالحين والعمال والنساء فى القرون االخيرة تؤشر كلها على حركات
اجتماعية يراد من ورائها صوغ مجتمعية جديدة وبناء أسلوب حياة مختلف عما سبق
ومع ذلك تظل القرون الثالثة االخيرة من التاريخ االنسانى من اقوى اللحظات التى
مهدت لصياغة المفهوم الجديد للحركات االجتماعية ،وذلك اعتبا ار على ماعرفته من
ثورات مهمة وحاسمة لقد كانت الثورة االنكليزية سنة 6144والثورة االمريكية سنة
6771والثورة الفرنسية سنة 6744والثورة البلشفية سنة 6467ثورات ساهمت
بمقدار ما فى تجذير الفعل االحتجاجى وتطوير اشكاله وممارساته وجعله وهو األهم
،مثار تساؤالت معرفية من قارات علمية متعددة.
لقد غدت الحركات االجتماعية موضوعا للدرس والتخليل ،ينشغل به الكثيرون من
اهل العلوم االنسانية بهدف فهم شروط انتاجها وسيرورتها ومألها ،فأهل التاريخ
3
والسياسة وعلم النفس وعلم االجتماع حاولوا جميعا من داخل اقتراباتهم ان يحللوا هذة
الحركات ويقدموا االجابات الممكنة عنها.
ان التباس المفهوم يثير من ناحية ثانية اشكالية اخرى على مستوى القراءة والنمذجة
ففى اى سياق يمكن تفكيك الحركات االجتماعية االحتجاجية ووفق اى منظور او
توجه سياسي وايديولوجى يمكن تحليلها خصوصا ان التراكم المعرفى الذى تحقق فى
هذا الباب ل لم يسلم كثي ار من ثقل االيديولوجيا فالحركات االجتماعية ظلت لزمن
بعيد أسيرة فهم مصطبغ برهانات الصراع الدائرة قبال بين المعسكرين الشرقى
والغربى ،بما يقيد فى انتاج قراءات ماركسية أكثر انتصا ار للحركات االجتماعية
باعتبارها صراعا طبقيا وجس ار نحو التغيير ،وأخرى رأسمالية ال تري فيها اال عدوا
احتياطيا يتوجب التخلص منه فى اقرب فرصة تتيحها شروط التاريخ ،بل ات تحليل
الحركات االجتماعية فى االدبيات الفرانكوانية ظل الى حدود السبعينات مرتبطا
بالمقاربة الماركسية.
ان التاريخ العلمى للحركات االحتماعية لم يتأسس بمعزل عن الصراعات الدائرة فى
المجتمعات االنسانية وال يمكنه اطالقا ان يكون منفصال عنها مادامت هذة الحركات
تدل فى األصل على الصراع الذى يعنى كل تعارض بين األفراد والجماعات من
حيث القيم والمصالح فالصراع يعد من أبعاد الحركة االجتماعية فى شكلها
االحتجاجى القائم أصال على الرفض ونشد التغيير.
4
ويشير بلومر الى أن الحركة االجتماعية هى ذلك الجهد الجماعى الرامى الى تغيير
طابع العالقات االجتماعية المستقرة فى مجتمع معين .فالحركات االجتماعية هى فى
نظره مشاريع جماعية تستهدف إقامة نظام جديد للحياة ،وتستند الى احساس بعدم
الرضا عن النمط السائد ،والرغبة فى اقامة نسق جديد" والرغبة فى اقامة نسق جديد
والشرط المؤسس ألية حركة اجتماعية يظل مرتبطا بفعل التغيير المستمر " كتحول
فى الزمان يلحق بطريقة ال تكون عابرة بنية وصيرورة النظام االجتماعى ،لمعرفة
مايعدل او يحول مجرى تاريخها" ،والحركة االجتماعية ال تكتس شرعية الوجود إال
اذا جعلت التغيير شرطا وجوديا لها ،واال سقطت عنها عناصر المعنى.
وفضال عن هاجس التغيير ،يحضر فى تعريف الحركة االجتماعية عنص ار أخر ال
يقل اهمية عن سابقه ،وهو بالضبط عنصر االستم اررية؛ فقاموس علم االجتماع
لغولد وكولب يؤكد أنها جهود مستمرة لجماعة اجتماعية تهدف الى تحقيق أهداف
مشتركة لجميع األعضاء ،فالفعل المستمر هو الذى يؤهل الممارسة االحتجاجية الى
األنتماء مفاهيميا الى الحركة االجتماعية كجهود منظمة وغير عابرة ،ينتفى فيه
الواقع ويتأسس فيه اخر .لهذا يؤكد فرانسوا شازل ان الحركة االجتماعية هى بمثابة
"فعل جماعى لالحتجاج بهدف اقرار تغييرات فى البيئة االجتماعية أو السياسية"،
فاألمر يتعلق ب" جهود منظمة يبذلها عدد من الناس بهدف التغيير أو مقاومة
التغيير فى المجتمع".
إن الحركة االجتماعية تفترض درجة معينة من التنظيم لبلوغ هدف التغيير والتجاوز،
وهذا مايلح عليه غي روشى مبر از " أنها تنظيم مهيكل ومحدد ،له هدف علني يكمن
فى جمع بعض األفراد للدفاع عن قضايا محددة" وهذا مايقود الى االعتراف مرة
أخرى بحساسية عنصر القضية الموجبة والمولدة للحركة االجتماعية؛ فكل حركة
تعمل من أجل قضية معينة ،وتحتج اساسا من أجلها .ومنه يمكن األنتهاء الى أن
الحركة االجتماعية ال تكتسب مبناها ومعناها بعيدا عن الحد األدنى من التنظيم
5
ووضوح األهداف وشرط القضية ،وقبال وجود جماعة تؤطرها قيم ومعايير تتحقق
حولها درجة من األجماع.
أن تعريف ففف الحركف ففة االجتماعيف ففة يثيف ففر الكثيف ففر مف ففن االختالفف ففات ،تبعف ففا لتعف ففدد
المقاربففات والمنطلقففات النظريففة والمنهجيففة ،إال أن االخففتالف ال يبففدو محتففدما حففول
تحديد خصائصها المحتملة ،بالرغم من مجمل النقفاش الفذي أأثيفر حفول نحفت مفهفوم
موحففد وواضففح للحركففة االجتماعيففة .فأغلففب التعففاريف تؤكففد أن األمففر متصففل بجهففود
جماعي ففة مقص ففود ألفف فراد ذوي أه ففداف مح ففددة يس ففعون إل ففي تحقيقه ففا بمقارب ففة جماعي ففة
مقصودة ألفراد ذوي أهداف محفددة يسفعون إلفي تحقيقهفا بمقاربفة جماعيفة ،وأن األمفر
يتصل أيضا بوجود معفايير مقبولفة اجتماعيفا ومفن الممكفن أن يتحقفق ففي صفددها نفوع
من اإلجماع في شكل تضفامن وتأييفد مطلفق أو تعفاطف نسفبي .كمفا تتميفز الحركفات
االجتماعيففة فففي غالبيتهففا بففاإلدارة الواعيففة لاعضففاء علففي اعتبففار أن التغييففر يفتففرض
بداهففة درجففة معينففة مففن الففوعي بالحاجففات والمطالففب ،هففذا باإلضففافة إلففي وجففود حففد
أدني من التنظيم كخصيصة مميزة للحركة االجتماعية .
أن الصففعوبات التففي يطرحهففا التعريففف تبففرر إلففي حففد مففا إتسففاع دوائففر النقففاش
المعرفففي الففذي أثيففر حففول الحركففات االجتماعيففة منففذ منتصففف القففرن العشفرين ،وذلففك
أن أنظففار الب ففاحثين مففن عل ففوم مختلف ففة اتجهففت نح ففو تحلي ففل األف فراد والجماع ففات الت ففي
تخفرج محتجففة ومطالبفة بففالتغيير ففي شففكل مظفاهرات وانتفاضففات وحركفة تمففرد وحكففات
احتجففاج أخففري أكثففر تنظيمففا وتففأثي ار .وفففي هففذا اإلطففار ،يمكففن اإلشففارة إلففي النتففائج
األولففي التففي قففدمها علففم اإلج فرام الففذي أنشففغل بففاحثوه اإليطففاليون بظففاهرة " الجمففاهير
المجرمة " التي تمارس هفذه األفعفال االحتجاجيفة ،مؤكفدين أنفه تعبيفر ينسفحب علفي "
جميع الحركات االجتماعية والمجموعفات السياسفية ،مفن الفوضفويين إلفي االشفتراكيين
،وبففالطبع العمففال وهففم فففي حالففة اإلض فراب عففن العمففل أو التجمعففات الحاصففلة فففي
الشوارع ( لوبون . ) 22 : 1711 ،
أن تفسي ار كهذا الذي يقدمه علم اإلجرام اإليطالي ال يخلو مفن توظيفف سياسفي
وأيدولوجي ،ذلك أنه يعلن ضمنا وعلنفا اإلنتصفار لمقفوالت االسفتقرار السياسفي والسفلم
6
اإلجتماعي بدال من التفكير ففي الظفاهرة كمؤشفر علفي االخفتالل والصفراع اإلجتمفاعي
بففين مكونففات المجتمففع .وهكففذا ،وفففي حمففاة الص فراع األيففديولوجي ،سففيظهر الكثيففر
م ففن األطروحف فات الماركس ففية الت ففي تجع ففل م ففن الحرك ففات االجتماعي ففة المح ففرك الفعل ففي
للتففاريخ ،مزيلففة عنهففا تهمففة " الجريمففة " ومدرجففة إياهففا فففي الشففروط الموضففوعية لبنففاء
المجتمف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففع االشف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففتراكي .فهف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففذه رو از لوكسف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففمبورغ
( ) R.LUXMEBOURGتقففول إن " الحركففات الشففعبية ناجمففة عففن قففوة طبيعيففة
تجد منبعها في الطابع الطبقي للمجتمفع العصفري " ففاألمر ال يتعلفق بجمفاهير مجرمفة
،بل بنتائج موضوعي لفضول من االستغالل والتوزيع غير العادل للثروات .
لقففد تعففذر الففتمكن المعرفففي والموضففوعي مففن الحركففات االجتماعيففة ،وذلففك فففي
سففياق الص فراع األيففديولوجي الففدائر بففين معسففكر شففرقي منتصففر لالشففتراكية ،ومتمثففل
لهففذه الحركففات كفعففل تففاريخي حاسففم ،ومعسففكر غربففي مففؤمن بال أرسففمالية أفقففا ومعتبففر
ه ففذه الحرك ففات دل ففيال عل ففي إخفاق ففات الس ففلم اإلجتم ففاعي واالس ففتقرار السياس ففي .إال أن
بالرغم من ذلك .فقد تواصلت المقاربات والتحليالت التي تصر علي التحرر مفن ثقفل
اإلي ففدلوجيا ف ففي الفه ففم والتفس ففير ،أم ففال بإنت ففاج مقارب ففات موض ففوعية له ففذه الحرك ففات ،
كأشف ففكال ومض ف ففامين اجتماعيف ففة تعب ف ففر عف ففن فاعلي ف ففة إنسف ففانية لتغيي ف ففر الواقف ففع والمواق ف ففع
والمصالح .
وبففالنظر إل ففي حساس ففية وأهميففة الحرك ففات اإلجتماعي ففة فففي ص ففوغ التغيي ففر ،أو
علي األقل في التعبير عنه .فإنها ستصير مفدخال أثيف ار إلفي قفراءة األففراد والجماعفات
،واكتشفاف العديفد مففن النتفائج التفي تخففص الفديناميات األكثفر تعقيففدا .لهفذا سففيحرص
غس ففتاف ل ففون ( ) G.LOPPONم ففن داخ ففل عل ففم ال ففنفس اإلجتم ففاعي عل ففي التفكي ففر
علميففا فففي سففيكولوجية الجمففاهير مقففدما المالمففح والشففروط واألشففكال والظ فواهر التففي
تحدد الفعل الجماعي .
ولف ففن يتوقف ففف األمف ففر عنف ففد الف ففدرس السف ففيكولوجي ،بف ففل سف ففيتعداه إلف ففي الجغرافيف ففا
والتهيئة الحضرية .ففي بحر الستينيات ،وفي إثر النقاشفات التفي تعالفت حفول تهيئفة
واعف ففداد الت ف فراب ،وذلف ففك مف ففن أجف ففل محف ففو وتجف ففاوز اإلخف ففتالالت البنيويف ففة العميقف ففة بف ففين
الجهففات ،سففيجد أهففل الجغرافيففا الحضفرية والتنميففة المحليففة أنفسففهم دعففويين إلففي تأمففل
1
االنتفاضففات الحضفرية والقرويففة لتحليففل أسففبابها وسففياقاتها ،مقففدمين بففذلك العديففد مففن
المقاربففات التففي تؤكففد أن التهمففيش السففكني والمجففالي عامففل مركففزي فففي إنتففاج الفعففل
االحتجففاجي ،فالحركففات االجتماعيففة ،وفقففا لهففذا الب فراديغم ،يتوجففب النظففر إليهففا فففي
أطف ففار جف ففدل المركف ففز والهامشف ففي ،حيف ففث يسف ففود االخف ففتالل وتنفف ففرط إمكانيف ففات الضف ففبط
اإلجتماعي ،وتحل الفوضى مكان االتساق والتوازن .
وس ففتكون الحرك ففات اإلجتماعي ففة أيض ففا مح ففط اهتم ففام أه ففل السياس ففة والت ففاريخ ،
وستص ففير أفق ففا لالش ففتغال ف ففي العل ففوم السياس ففية ،ولفه ففم الحرك ففات السياس ففية والنقابي ففة
الكبففرى والزعامففات والتحالفففات وجماعففات الضففغط ،مثلمففا سيواصففل المؤرخففون ،كمففا
العف ففادة ،توثيف ففق االنعطافف ففات المفصف ففلية فف ففي تف ففاريخ الشف ففعوب التف ففي تكف ففون الحركف ففات
االجتماعيففة منتجففة لهففا .إذا كففان علففم السياسففة يلففح فففي تحليلففه لهففذه الحركففات علففي
الصفراع السياسففي مففن أجففل الوصففول إلففي دفففة التففدبير وصففناعة الق فرار ،فففإن التففاريخ
يق ففدم نفس ففه كعل ففم وم ففنهج ق ففادر عل ففي التق ففاط تفاص ففيل الحرك ففات اإلجتماعي ففة وتوثي ففق
سيرواتها في اتصال مع التحوالت التي يجيش بها مجموع النسق .
وانطالقففا مففن النتففائج التففي اهتففدت إليهففا هففذه المعففارف ،وبففالنظر إلففي أولويففات
الممارسففة السوسففيولوجية كمعرفففة تهفففو إلففي الفهففم سففتجد السوسففيولوجيا ،ومنففذ أوسففاط
القففرن الفائففت مففدعوة إلففي تأسففيس فففرع جديففد يهففتم بفهففم الحركففات اإلجتماعيففة ،فثمففة
مبف ففررات موضف ففوعية عف ففدة توجف ففب هف ففذه االنشف ففغال وتزيف ففد مف ففن ضف ففرورته .فالحركف ففات
اإلجتماعيففة تنففدرج ضففمن صففلب االهتمففام المعرفففي فففي للسوسففيولوجيا ،كمففا أنهففا تعففد
مفتتح ففا نوعي ففا لتحلي ففل ظف فواهر أخ ففري يطرحه ففا النس ففق اإلجتم ففاعي ف ففي أط ففار س ففياقات
التقففاطع الت فوازي ،التففي تعبففر عنهففا الواقففائع اإلجتماعيففة هففذا باإلضففافة إلففي " عسففر
المعني " الذي تنطوي عليه هذه الحركات كممارسات دالة علفي األزمفة واإلخفتالل ففي
كثر من األحيان .
لقففد كانففت الحاجففة وما ازلففت علففي سوسففيولوجيا الحركففات اإلجتماعيففة كمعرفففة
قففادرة علففي اإلجابففة عففن مختلففف القضففايا واإلسففئلة التففي يثيرهففا اإلحتجففاج اإلجتمففاعي
مفففع ثلففة مففن أهففل السوسففيولوجيا فففي القففرن العشفرين سففينطلق البففدء السوسففيولوجي فففي
تشف فريح ظ ففاهرة الحرك ففات اإلجتماعي ففة وتفكيكه ففا وستتس ففع مس ففاحات اإلنش ففغال ،مثلم ففا
2
سففتعدد المقاربففات والتحيلففيالت ،وسففتلوح فففي إثففر ذلففك أسففماء بففاحثين سففخروا جانبففا
مهما من جهودهم العملية لدراسة هذه الحركات .
أن هذه السوسيولوجيا تقدم نفسها اليوم كتخصص معرففي يهفتم بد ارسفة وتحليفل
الحرك ف ففات اإلجتماعي ف ففة كت ف ففاريخ اجتم ف ففاعي ،وكصف ف ف ارع دائ ف ففر ب ف ففين مكون ف ففات النس ف ففق
وكدينامي ف ففة إنس ف ففانية يش ف ففارك ف ف ففي ص ف ففنعها األفف ف فراد والجتماع ف ففات .فت ف ففاريخ الحرك ف ففات
اإلجتماعي ففة وديناميته ففا المفتوح ففة عل ففي الصف فراع اإلجتم ففاعي يع ففد ه ففدفا حيوي ففا لل ففدرس
السوسففيولوجي ،الففذي يسففتوجب التركيففز علففي النشففأة واإلمففداد وأشففكال وصففيغ التعبيففر
واإلعففالن عففن نفسفها وكففذا قنفوات اإليصففال أو اإلنفصففال عففن المحففيط ولنسففق العففام ،
فضال علي مآالتها المتصلة بالتغيير أو الفضل في بلوغه .
إن الحرك ففات اإلجتماعي ففة تفت ففرض دوم ففا انبن ففاء مح ففاوالت قص ففديه للت ففدخل ف ففي
مسارات التغيير اإلجتماعي ،وهذا ما يجعل منها موضوعا متعفدد األبعفاد ففي خارطفة
البحث السوسيولوجي ،اعتبا ار التصاالت وتقاطعات التغيير اإلجتماعي مع كثير مفن
الحففاالت والوقففائع اإلجتماعيففة التففي يجففيش بهففا المجتمففع ،بففل ويجعففل منهففا موضففوعا
بنيوي ففا ال يمكف ففن االشف ففتغال عليف ففه سوس ففيولوجيا إال باإلعتمف ففاد مقاربف ففة تركيبيف ففة تسف ففتثمر
تقنيففات ومنففاهج شففتي ،وتتوصففل نظريففات ونتففائج مففن قففارات عمليففة متعففددة ،وص فوال
إلي درجة متقدمة من الفهم والتفكيك فالحركات اإلجتماعية في مطلق األحفول ال تنشفأ
من فراغ ،وانما تجد جذو ار لها في النسق المجتمعي الذي تنمو فيه ،وهفو مفا يتطلفب
بناء مقاربات أكثر أصالة وعمقا في أثناء التحليل السوسيولوجي لها وهكفذا يمكفن عنفد
بنففاء الموضففوع السوسففيولوجي للحركففات اإلجتمففاعي التمييففز بففين ثالثففة مسففتويات مففن
االشففتغال ،فهنففاك البعففد التنظيمففي ،والبعففد الخطففابي ،فضففال عففن سفؤال المففال كبعففد
أخر في مسارات االنشغال العملي بهذه الحركات .
فكل حركة اجتماعية تتطلب حد أدني من التنظيم ،مع ما يستتبع هفذا التنظفيم
مففن آليففات وقواعففد للسففلوك والتففدبير والتعبيففر ،وهففي محففددات أساسففية للبنيففة التحتيففة
للفع ففل االحتج ففاجي .كم ففا ال يمك ففن إطالق ففا أن نتص ففور حرك ففة اجتماعي ففة ب ففال خط ففاب
مففؤطر وموجففه لفكفرة االحتجففاج فالخطففاب يعبففر عففن البنيففة الفوقيففة للحركففة اإلجتماعيففة
7
في حين يمكن اعتبار البحث في المآل سؤاال مفصليا ففي د ارسفة هفذه الحركفات لكونفه
يدل من خالل التفكير علي المبني والمعني المفترضين لها .
أنهف ف ففا أكثف ف ففر األسف ف ففئلة أهميف ف ففة وحساسف ف ففية فف ف ففي مطف ف ففبخ سوسف ف ففيولوجيا الحركف ف ففات
اإلجتماعية ،وهي األكثفر حضفو ار ففي التعفاطي المعرففي مفع أشفكال االحتجفاج ؛ أنهفا
العنففاوين الكبففرى النشففغاالت هففذه السوسففيولوجيا التففي صففارت الحاجففة إليهففا ملحففة جففدا
ف ففي زم ففن االحتج ففاج واالحتق ففان محلي ففا وعالمي ففا ولك ففن ب ففالنظر إل ففي مجم ففوع التراكم ففات
الحاصففلة فففي درس هففذه الحركففات ،هففل يمكففن الحففديث عففن تأصففيل نمففوذج نظففري
للفهففم والتفسففير ه وهففل هنففاك نظريففة /نظريففات عامففة للحرك فات اإلجتماعيففة ه أم أن
األمر مازال حتي اآلن متعلقا بجهفود متفرقفة تحفاول ،كفل مفن منطلقاتهفا ،أن تؤسفس
لفهم سوسيولوجي خاص لها ه
بففالرغم مففن جففدة التعففاطي العملففي مففع موضففوع الحركففات االجتماعيففة ،فقففد تمكففن مففن
الباحثين من بناء نظريات قائمفة الفذات والسفؤال للتفكيفر فيهفا وتقفديم خالصفات بشفأنها
وفي هذا السياق يمكن التمييز بين النظريات األربع التالية :
-2نظرية تعبئة الموارد ،التي تبلورت في الستينيات من القرن الفائت ارتكانا علي
فهف ففم خف ففاص يبحف ففث فف ففي انبنف ففاء الحركف ففات اإلجتماعيف ففة وآليف ففات تف ففدبيرها وتشف ففكلها
بواسطة الموراد االقتصادية والسياسية والتواصفلية ،التفي تتفوافر لاففراد والجماعفة
المنخرطة في الفعل االحتجاجي ،بدون إغفال القدرة علي استعمال هفذه المفوارد
()1
فففي سففياق البحففث .وقففد ظهففرت اإلرهاصففات األولففي لهففذه النظريففة فففي أمريكففا
عن إطار تحليلي للحركات اإلجتماعية ،خصوصفا مفع تنفامي الحركفات النسفائية
وحركف ف ف ف ف ف ف ف ففات السف ف ف ف ف ف ف ف ففود والمف ف ف ف ف ف ف ف ففدافعين عف ف ف ف ف ف ف ف ففن البيئف ف ف ف ف ف ف ف ففة .ويعف ف ف ف ف ف ف ف ففد أوبرشف ف ف ف ف ف ف ف ففال
) Gamsonوتيل ف ف ف ففي ومارك ف ف ف ففاثي ازل ف ف ف ففد ( ) Oberschalوغامس ف ف ف ففون (
( ) M.zaidمف ففن ابف ففرز منظف ففري هف ففذه االتجف ففاه ( ) neveu,2002:52ويعتقف ففد
أصففحاب هففذه النظريففة أن الحركففات اإلجتماعيففة هففي إسففتجابات منطقيففة لمواقففف
وامكانيف ففات ط ف فرأت حف ففديثا فف ففي المجتمف ففع ،وعليف ففه ال يتوجف ففب إعتبارهف ففا مؤش ف فرات
لإلخففتالل اإلجتمففاعي ،بففل هففي مظهففر مففن مظففاهر الفاعليففة اإلجتماعيففة ومكففون
بنيففوي مففن العمليففة السياسففية .لهففذا تعي فر هففذه النظريففة جنبففا كبي ف ار مففن اإلهتمففام
للعالئق القائمة بين هذه الحركات والقضايا السياسية المثارة في النسق المجتمعفي
إلكتشاف جدول التأثير والتأثر بين اإلحتجاجي والسياسي .
-3نظريةةةة الةركةةةة اإلجتما يةةةة الجديةةةدة :لقففد تففم تأصففيل هففذه النظريففة فففي أوربففا
لتبريففر مجموعففة مفن الحركففات الجديففدة ( )2التففي عرفتهففا السففتينات والسففبعينات مففن
) (1إن كتاب ( زالد ) 1713 ،هو الذي دشن لميالد نظرية تعبئة الموارد
( )2تشممممل الاركمممام ايةتماجيمممة اللديمممدل التعمممل يشممماات الهعمممل القياامممي التمممي مممرم مممالت ج مممد القمممتي ام
والقبعي ام ان ال رن المالي والتي ت طوي جعي جعي ال ضات في صيغة الت عيدية ( جمل ن ابي يو ةزئي ) هذا
بايضافة إلي الاركام القيااية واالةتماجية اللديدل المرتبطمة بم اهضمة الععوامة والعيبراليمة اللديمدل ،وكمذا
الدفاع جن ح وق المريل والبيئة وحركام الشواذ .... .
11
الق ففرن الماض ففي كم ففا أنه ففا ط ففورت م ففع فري ففق ( )3آالن ت ففورين ف ففي فرنس ففا ،والبرت ففو
ميلوتسففي ( ) A.melluciفففي إيطاليففا ،وكلففوس أوف ( )C.offeفففي ألمانيففا ،
وكريس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي ( ) kriesiفف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي سويس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ار ،وكالنف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففديرمانس
( ) klandermansوتف ف ف ف ف ف ف ف ففارد رايتشف ف ف ف ف ف ف ف ففمان ( ) T.Reichmanوكوبمف ف ف ف ف ف ف ف ففانس
( ) Koopmansوفرنان ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففديز ( )Fernandezف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي أس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففبانيا
) Neveوتتمثف ففل هف ففذه النظريف ففة الحركف ففات اإلجتماعيف ففة كفعف ففل ( ,2002:66
اجتم ف ففاعي ع ف ففاكس لتناقض ف ففات المجتم ف ففع الح ف ففديث بس ف ففبب العولم ف ففة النيوليبرالي ف ففة
والبيروقراطي ففة المفرط ففة ،كم ففا أنه ففا أيض ففا تخت ففزن الحل ففول الممكن ففة لجمي ففع ه ففذه
اإلعط ف ففاب والتناقض ف ففات .وي ف ففتم التش ف ففديد دوم ف ففا ف ف ففي إط ف ففار ه ف ففذه النظري ف ففة عل ف ففي
االختالفففات القائمففة بففين الحركففات اإلجتماعيففة القديمففة واألخففرى الجديففدة ،التففي
تؤشففر علففي االنتقففال مففن الففدفاع عففن المصففالح الطبقيففة إلففي الففدفاع عففن المصففالح
الغيففر طبقيففة المتعلقففة بالصففالح اإلنسففانية الكونيففة وهففو مففا يعتبففر ،حسففب منظففري
ه ففذه المقارب ففة ،ع ففن أن ه ففذه الحرك ففات اإلجتماعي ففة الجدي ففدة ته ففتم أكث ففر بتط ففوير
الهوية الجماعية والمراهنة عن الطبقة المتوسطة بدال من الطبقة العاملة .
-4ب ةرادي م اللع ة /الهويةةة :تعتبففر هففذه النظريففة الحركففات اإلجتماعيففة دينامي فات
اجتماعية حائلفة دون الركفود أو الثبفات اإلجتمفاعي ؛ فهفي أفعفال احتجاجيفة تفروم
التغييففر ومقاومففة جميففع إمكانيففات التك فريس واعففادة إنتففاج القففائم مففن األوضففاع ،
وهففو مففا يجعففل منهففا ممارسففات ضففد الهيمنففة .فأنصففار هففذه النظريففة يؤكففدون أن
المجتمعف ففات البش ف فرية سف ففائرة علف ففي درب االنتقف ففال مف ففن الشف ففكل القف ففديم لل أرسف ففمالية
الص ففناعية إل ففي مجتم ففع مرحل ففة م ففا بع ففد التص ففنيع الق ففائم عل ففي " البرمج ففة " حي ففث
يسففيطر التكنففوقراط وتنففامي عناصففر الهيمنففة والتوجيففه .وعليففه ،يلففح أنصففار هففذه
النظري ففة عل ففي أن المجتم ففع المب ففرمج والموج ففه م ففن جان ففب التكن ففوقراط ي ففبخس دور
الطبقففة العاملففة ويحففد مففن فعاليتهففا فففي صففناعة التغييففر لهففذا ينبغففي ،وفقففا لهففذا
الب فراديغم النظففري فهففم الحركففة اإلجتماعيففة كفعففل ضففد الهيمنففة مففن أجففل تحسففين
الهوية .
( ) szusa hegdus ( )3يتاممون فريممن تالن تممورين اممن فرانقمموا ديبممي ( ) fracois dubetوايقممزا هيغممدي
وايشيل فيويوركا ( ) michel viewrkaينظر ( ) vaillanourt,1991:214
12
وهكف ففذا ننهف ففي إلف ففي نتيجف ففة مفادهف ففا أن الحركف ففة اإلجتماعيف ففة ،كموضف ففوع للف ففدارس
والنق ف ففاش المعرفف ف ففي ،اسف ف ففتاثرت منف ف ففذ البف ف ففدء بإهتمف ف ففام ثلف ف ففة مف ف ففن البف ف ففاحثين مف ف ففن شف ف ففتي
التخصصففات العمليففة فففي داللففة قصففوي علففي أهميتهففا فففي قفراءة األنسففاق والتحفوالت .
وذا كففان النقففاش تقففد تمحففور فففي وقففت سففابق حففول المفهففوم وأشففكال االحتجففاج ،فففإن
االجتهففادات النظريففة فففي الوقففت الحاضففر باتففت تنشففغل أساسففا بالمضففامين والهويففات
والشروط البنيوية التي تتميز هذه الحركفات .وكفل ذلفك يسفير ففي إتجفاه بلفورة وتحفذير
الدرس ففي العلم ففي للحرك ففات اإلجتماعي ففة كاحتجاج ففات ال يمك ففن قرائه ففا إال باإلنض ففباط
للبراديغم السوسيولوجي .
م ف ففا ال ف ففذي قدم ف ففه أه ف ففل السوس ف ففيولوجيا م ف ففن أس ف ففئلة ومقارب ف ففات لفه ف ففم الحرك ف ففات
اإلجتماعيففة وتفسففيرها ه ومففن هففم مؤسسففو سوسففيولوجيا الحركففات اإلجتماعيففة ه وأيهففم
أنشغل بهذه الحركات .
بص ففورة قوي ففة ه إل ففي أي ح ففد تس ففعف الخالص ففات السوس ففيولوجية ف ففي ال ففتمكن
المعرف ففي م ففن الحرك ففات ذاته ففا ه ث ففم كي ففف تق ففدم المقارب ففة السوس ففيولوجية نفس ففها ض ففمن
خارط ففة العل ففوم اإلنس ففانية ه وم ففا اإلض ففافة النوعي ففة الت ففي تقترحه ففا ك ففأدوات اش ففتغال أو
كنتائج عملية ه
إن سوسيولوجيا الحركات اإلجتماعية تدين نظريا ومنهجيا للكثير مفن المفكفرين
والبففاحثين مففن قففارات معرفيففة متنوعففة .ويمكففن التمييففز فففي تففاريخ هففذه السوسففيولويجيا
بين ثالث مراحل مهمة :األولي هي مرحلة مفا قبفل سفنة ، 1762والتفي ظهفرت فيهفا
اجتهففادات منظففري الحركففات الجماهيريففة ه ففذا دون إغفففال الت فراث المتصففل ب ففالمجتمع
المففدني والص فراع الطبقففي العائففد إلففي هيجففل وكففانط غرامشففي ومففاركس ،فضففال عففن
نتاجات منظري السلوكيات الجماعية المتأثرين ببارسونز .
وهناك مرحلة ثانية ،تمتد إلي سنة 1762إلي حدود سنة 1727ظهفرت فيهفا
نظرية تعبئة الموارد والحركفات اإل<تماعيفة الجديفدة ،وذلفك مفع ازلفد وتفورين وايمانويفل
كاستلز وميلوتسفي .أمفا المرحلفة الثالثفة فتتعلفق بفالفترة الزمنيفة المتفدة مفن سفنة 1727
13
إل ففى اآلن وه ففي عرفف ففت تط ففوي ار للمقاربف ففات النظري ففة الفائتف ففة والالحق ففة فف ففي س ففبيل فهف ففم
التحوالت التي تعرفها دينامية الحركات اإلجتماعية .
والواقع ان تورين يسفتند ففي إنهجاسفة بالحركفات اإلجتماعيفة إلفي موقففة النقفدي
من فكر ما بعد الحداثة ،بإعتبارها فك ار للنمفوذج العقالنفي ،ومؤكفد أن هفذه الحركفات
هففي فع ففل خ ففاص يؤش ففر عل ففي س ففلوك جمعففي لف ففاعلين م ففن جماع ففة معين ففة تناض ففل ذد
جماعففة أخففري مففن أجففل القيففادة اإلجتماعيففة :فالص فراع حاضففر بقففوة فففي مسففتوي هففذه
الحركفات ( )aple {et al },2005:169ويميفز تفورين ففي تصفنيفه لهفذه الحركفات
ب ففين الجان ففب الن ففوعي المتص ففل باألش ففكال والص ففيغ والجان ففب التنظيم ففي المفت ففوح عل ففي
شففروط اإلنتففاج والتكففوين ( )ferreol {et al },2004:122ويضففيف قففائال أن
الحركات اإلجتماعية تستوجب منظو ار غير أختزالي البتة بحيفث يتعفين " النظفر إليهمفا
فف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي نسف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففق مف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففن التفف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففاعالت التف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي تنطف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففوي عليهف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففا
( )ferreol {et al },2004:122
إن العم ففل السوس ففيولوجي ف ففي رأي ت ففورين ،ال يفت ففرض ممارس ففة ذات بع ففد واح ففد عب ففر
الحرص الدائم " تفسير كل الظواهر اإلجتماعية بعامل مهيمن هو العامفل االقتصفادي
" ( ) Touraine,1973:18فثمة عوامل أخري أكثر أهمية يتوجفب اإلنتبفاه إليهفا ففي
تفسف ففير الفعف ففل اإلجتمف ففاعي .فف ففالمجتمع هف ففو " منظومف ففة صف ففالت إجتماعيف ففة ونقاشف ففات
وصف فراعات ومب ففادرات سياس ففية ومطالب ففات ،ان ففه ل ففيس معط ففى ثاب ففت يجع ففل الباح ففث
يطم ففئن ال ففى مقارب ففات ج ففاهزة ونمطي ففة وانم ففا ه ففو نس ففق م ففن الصف فراع المتواص ففل ال ففذى
14
يسففتدعى الشففحذ المسففتمر لالسففئلة الجسففورة ،التففى تتأسففس باالضففرورة علففى التركيففب
والتداخل.
ولهففذا يعتبففر أن الموضففوع الرئيسففى للسوسففيولوجيا هففو " د ارسففة التصففرفات االجتماعيففة
وف ففى الدرج ففة االول ففى د ارس ففة التص ففرفات الت ففي تف فرتبط مباشف فرة ب ففالنواحي التاريخي ففة أي
بعالقات وصراعات الطبقات تصرفات ندعوها بالحركفات االجتماعيفة وكفان هفذا الفهفم
الخففاص لغايففات السوسففيولوجيا هففو ماجعلففه يفراهن منففذ البففدء عففل تجففذير سوسففيولوجيا
الفعف ففل التف ففى تركف ففز اهتمامهف ففا علف ففى الفعف ففل والعالقف ففات والص ف فراعات والبنف ففي واألنسف ففاق
االجتماعية.
.
15