You are on page 1of 15

‫جامعة القاهرة‬

‫كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية‬


‫مادة نظرية نظم سياسية مقارنة‬
‫تمهيدي دكتوراه‬

‫عرض دراسة نقدية للحركات االجتماعية بعنوان‪-:‬‬

‫" سوسيولوجيا احلركات االجتماعية"‬

‫للبروفيسور‪ :‬فرانسوا ديبو‬


‫‪Francois Dubet‬‬

‫إعداد الطالب‬
‫محمود صافى محمود‬

‫مقدم إلى‬
‫أ‪.‬د ‪ .‬على الدين هالل‬

‫‪1‬‬
‫التعريف بالمؤلف‪-:‬‬
‫‪ ، Dubet‬من مواليد ‪ 32‬مايو ‪ 6491‬في بيريجو‪ ،‬هو عالم االجتماع الفرنسي ‪،‬‬
‫االستاذ في جامعة بوردو الثاني ومدير الدراسات في مدرسة قصر دراسات العليا‬
‫للعلوم االجتماعية ( ‪ .) EHESS‬وهو مؤلف العديد من الكتب حول الشباب‬
‫والهامشية والمدارس والمؤسسات‪ ،‬وأدى تطوير التقرير الكلي لعام ‪ 3222‬المقدم إلى‬
‫الوزير المسؤول عن التعليم في المدارس في عام ‪.] 6 [ 6444‬‬

‫له العديد من المساهمات في علم االجتماع [العدل] كانت الفكرة الرئيسية ‪ ،‬وضعت‬
‫على نطاق واسع في العديد من مؤلفاته (علم االجتماع من التجربة ‪ ،‬في المدرسة ‪،‬‬
‫ما المجتمع الذي نعيشه ‪ ،‬وتراجع للمؤسسة) ورثت من علم االجتماع آالن تورين ‪،‬‬
‫يتم تفكيك الشكل المؤسسي‪ .‬ل ‪ ، Dubet‬كانت الحداثة إنشاء المؤسسات واألجهزة‬
‫السياسية التي نظمت األطر المعرفية الممكنة ‪.‬‬
‫المدرسة والشامل الجدارة [عدل] ‪ Dubet‬أعتقد التعليم في فرنسا في مطلع القرن‬
‫الحالي ‪ ،‬هو نظام "لتصنيع االستبعاد" [ ‪ .] 3‬قال انه يرى أن درجة ينبغي أن تكون‬
‫أكثر من حق النتيجة من السيطرة على التعليم األكاديمي ‪ ،‬ويجري محفوظة‬
‫المؤهالت ‪ ،‬أقلية فقط يمكن تحقيق التميز‪] 2 [ .‬‬

‫وعين عضو بارز في معهد فرنسا في عام ‪ 6446‬لمدة خمس سنوات [ ‪ ، ] 9‬جددت‬
‫في عام ‪.] 5 [ 6441‬‬

‫كان عضوا في فريق الخبراء إلعادة تصميم البرنامج الثاني للعلوم االقتصادية‬
‫واالجتماعية باعتبارها جزءا من اإلصالح المنشود في المدرسة الثانوية من قبل وزير‬
‫التربية والتعليم ‪ ،‬لوك شاتيل‪ .‬استقال بعد صدور البرنامج المذكور ‪ ،‬وأثارت ردود‬
‫فعل قوية في أوساط المعلمين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يمكن اعتبار زمن مابعد الحرب العالمية الثانية نقطة البدء فى مسار الدرس المعرفى‬
‫للحركات االجتماعية فقد عرفت السنوات األولى لما بعد الحرب احتداما قويا للنقاش‬
‫السوسيولوجى والسياسي بشأن تفسير الفعل االحتجاجى الذى تمارسه هذه الحركات‪.‬‬
‫ان البحث فى تاريخ الحركة االجتماعية سيقود حتما نحو البدء االنسانى وتحديدا‬
‫نحو مختلف الحركات االحتجاجية التى عرفتها المجتمعات االنسانية فى األزمنة‬
‫القديمة فالحركة االجتماعية فى بعدها االحتجاجى تعد ممارسة قديمة فى التاريخ‬
‫البشرى‪ ،‬اال ان استعمالها كمفهوم نظرى يظل حديثا فقد كان على قارئى اللحظات‬
‫التاريخية االحتجاجية ان ينتظروا سنة ‪ 6493‬لينحت لورينز فون ستاين مصطلح‬
‫الحركة االجتماعية للداللة على اشكال وصيغ االحتجاج االنسانى الرامية الى التغيير‬
‫واعادة البناء‪.‬‬
‫فالتاريخ البشرى يعج بالكثير من الحركات االجتماعية الباصمة لمسارات من التحول‬
‫والتجاوز‪ ،‬التى ال يمكن القفز عليها بأى حال من االحوال فى سياقات سوسيولوجية‬
‫اللواقعة االحتماعية‪.‬ذلك ان ثورة الغبيد بقيادة سبارتاكوس ضد سلطة روما وغيرها‬
‫من ثورات الفالحين والعمال والنساء فى القرون االخيرة تؤشر كلها على حركات‬
‫اجتماعية يراد من ورائها صوغ مجتمعية جديدة وبناء أسلوب حياة مختلف عما سبق‬
‫ومع ذلك تظل القرون الثالثة االخيرة من التاريخ االنسانى من اقوى اللحظات التى‬
‫مهدت لصياغة المفهوم الجديد للحركات االجتماعية‪ ،‬وذلك اعتبا ار على ماعرفته من‬
‫ثورات مهمة وحاسمة لقد كانت الثورة االنكليزية سنة ‪ 6144‬والثورة االمريكية سنة‬
‫‪ 6771‬والثورة الفرنسية سنة ‪ 6744‬والثورة البلشفية سنة ‪ 6467‬ثورات ساهمت‬
‫بمقدار ما فى تجذير الفعل االحتجاجى وتطوير اشكاله وممارساته وجعله وهو األهم‬
‫‪،‬مثار تساؤالت معرفية من قارات علمية متعددة‪.‬‬

‫لقد غدت الحركات االجتماعية موضوعا للدرس والتخليل‪ ،‬ينشغل به الكثيرون من‬
‫اهل العلوم االنسانية بهدف فهم شروط انتاجها وسيرورتها ومألها‪ ،‬فأهل التاريخ‬

‫‪3‬‬
‫والسياسة وعلم النفس وعلم االجتماع حاولوا جميعا من داخل اقتراباتهم ان يحللوا هذة‬
‫الحركات ويقدموا االجابات الممكنة عنها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬من المفهوم الى النظرية‪:‬‬


‫بالرغم من الحضور القوى الذى باتت تسجله الحركات االجتماعية فى مختلف‬
‫األنساق االجنماعية والسياسية فإن ايجاد مفهوم دقيق موحد لها مازال بعيدا والنتيجة‬
‫هى طبعا تعارف غير نهائية تؤسس اختالفاتها وتناقضها أحيانا على خلفية األطر‬
‫المعرفية والتوجهات االيديولوجية وهو مايفضى فى نهاية األمر الى ضبابية فى‬
‫الرؤية وفى تقدير حجم وطبيعة الكثير من الحركات االجتماعية‪.‬‬

‫ان التباس المفهوم يثير من ناحية ثانية اشكالية اخرى على مستوى القراءة والنمذجة‬
‫ففى اى سياق يمكن تفكيك الحركات االجتماعية االحتجاجية ووفق اى منظور او‬
‫توجه سياسي وايديولوجى يمكن تحليلها خصوصا ان التراكم المعرفى الذى تحقق فى‬
‫هذا الباب ل لم يسلم كثي ار من ثقل االيديولوجيا فالحركات االجتماعية ظلت لزمن‬
‫بعيد أسيرة فهم مصطبغ برهانات الصراع الدائرة قبال بين المعسكرين الشرقى‬
‫والغربى‪ ،‬بما يقيد فى انتاج قراءات ماركسية أكثر انتصا ار للحركات االجتماعية‬
‫باعتبارها صراعا طبقيا وجس ار نحو التغيير‪ ،‬وأخرى رأسمالية ال تري فيها اال عدوا‬
‫احتياطيا يتوجب التخلص منه فى اقرب فرصة تتيحها شروط التاريخ‪ ،‬بل ات تحليل‬
‫الحركات االجتماعية فى االدبيات الفرانكوانية ظل الى حدود السبعينات مرتبطا‬
‫بالمقاربة الماركسية‪.‬‬

‫ان التاريخ العلمى للحركات االحتماعية لم يتأسس بمعزل عن الصراعات الدائرة فى‬
‫المجتمعات االنسانية وال يمكنه اطالقا ان يكون منفصال عنها مادامت هذة الحركات‬
‫تدل فى األصل على الصراع الذى يعنى كل تعارض بين األفراد والجماعات من‬
‫حيث القيم والمصالح فالصراع يعد من أبعاد الحركة االجتماعية فى شكلها‬
‫االحتجاجى القائم أصال على الرفض ونشد التغيير‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ويشير بلومر الى أن الحركة االجتماعية هى ذلك الجهد الجماعى الرامى الى تغيير‬
‫طابع العالقات االجتماعية المستقرة فى مجتمع معين‪ .‬فالحركات االجتماعية هى فى‬
‫نظره مشاريع جماعية تستهدف إقامة نظام جديد للحياة‪ ،‬وتستند الى احساس بعدم‬
‫الرضا عن النمط السائد‪ ،‬والرغبة فى اقامة نسق جديد" والرغبة فى اقامة نسق جديد‬
‫والشرط المؤسس ألية حركة اجتماعية يظل مرتبطا بفعل التغيير المستمر " كتحول‬
‫فى الزمان يلحق بطريقة ال تكون عابرة بنية وصيرورة النظام االجتماعى‪ ،‬لمعرفة‬
‫مايعدل او يحول مجرى تاريخها"‪ ،‬والحركة االجتماعية ال تكتس شرعية الوجود إال‬
‫اذا جعلت التغيير شرطا وجوديا لها‪ ،‬واال سقطت عنها عناصر المعنى‪.‬‬

‫وفضال عن هاجس التغيير‪ ،‬يحضر فى تعريف الحركة االجتماعية عنص ار أخر ال‬
‫يقل اهمية عن سابقه‪ ،‬وهو بالضبط عنصر االستم اررية؛ فقاموس علم االجتماع‬
‫لغولد وكولب يؤكد أنها جهود مستمرة لجماعة اجتماعية تهدف الى تحقيق أهداف‬
‫مشتركة لجميع األعضاء‪ ،‬فالفعل المستمر هو الذى يؤهل الممارسة االحتجاجية الى‬
‫األنتماء مفاهيميا الى الحركة االجتماعية كجهود منظمة وغير عابرة ‪ ،‬ينتفى فيه‬
‫الواقع ويتأسس فيه اخر‪ .‬لهذا يؤكد فرانسوا شازل ان الحركة االجتماعية هى بمثابة‬
‫"فعل جماعى لالحتجاج بهدف اقرار تغييرات فى البيئة االجتماعية أو السياسية"‪،‬‬
‫فاألمر يتعلق ب" جهود منظمة يبذلها عدد من الناس بهدف التغيير أو مقاومة‬
‫التغيير فى المجتمع"‪.‬‬

‫إن الحركة االجتماعية تفترض درجة معينة من التنظيم لبلوغ هدف التغيير والتجاوز‪،‬‬
‫وهذا مايلح عليه غي روشى مبر از " أنها تنظيم مهيكل ومحدد‪ ،‬له هدف علني يكمن‬
‫فى جمع بعض األفراد للدفاع عن قضايا محددة" وهذا مايقود الى االعتراف مرة‬
‫أخرى بحساسية عنصر القضية الموجبة والمولدة للحركة االجتماعية؛ فكل حركة‬
‫تعمل من أجل قضية معينة‪ ،‬وتحتج اساسا من أجلها‪ .‬ومنه يمكن األنتهاء الى أن‬
‫الحركة االجتماعية ال تكتسب مبناها ومعناها بعيدا عن الحد األدنى من التنظيم‬

‫‪5‬‬
‫ووضوح األهداف وشرط القضية‪ ،‬وقبال وجود جماعة تؤطرها قيم ومعايير تتحقق‬
‫حولها درجة من األجماع‪.‬‬

‫أن تعريف ففف الحركف ففة االجتماعيف ففة يثيف ففر الكثيف ففر مف ففن االختالفف ففات ‪ ،‬تبعف ففا لتعف ففدد‬
‫المقاربففات والمنطلقففات النظريففة والمنهجيففة ‪ ،‬إال أن االخففتالف ال يبففدو محتففدما حففول‬
‫تحديد خصائصها المحتملة ‪ ،‬بالرغم من مجمل النقفاش الفذي أأثيفر حفول نحفت مفهفوم‬
‫موحففد وواضففح للحركففة االجتماعيففة ‪ .‬فأغلففب التعففاريف تؤكففد أن األمففر متصففل بجهففود‬
‫جماعي ففة مقص ففود ألفف فراد ذوي أه ففداف مح ففددة يس ففعون إل ففي تحقيقه ففا بمقارب ففة جماعي ففة‬
‫مقصودة ألفراد ذوي أهداف محفددة يسفعون إلفي تحقيقهفا بمقاربفة جماعيفة ‪ ،‬وأن األمفر‬
‫يتصل أيضا بوجود معفايير مقبولفة اجتماعيفا ومفن الممكفن أن يتحقفق ففي صفددها نفوع‬
‫من اإلجماع في شكل تضفامن وتأييفد مطلفق أو تعفاطف نسفبي ‪ .‬كمفا تتميفز الحركفات‬
‫االجتماعيففة فففي غالبيتهففا بففاإلدارة الواعيففة لاعضففاء علففي اعتبففار أن التغييففر يفتففرض‬
‫بداهففة درجففة معينففة مففن الففوعي بالحاجففات والمطالففب ‪ ،‬هففذا باإلضففافة إلففي وجففود حففد‬
‫أدني من التنظيم كخصيصة مميزة للحركة االجتماعية ‪.‬‬

‫أن الصففعوبات التففي يطرحهففا التعريففف تبففرر إلففي حففد مففا إتسففاع دوائففر النقففاش‬
‫المعرفففي الففذي أثيففر حففول الحركففات االجتماعيففة منففذ منتصففف القففرن العشفرين ‪ ،‬وذلففك‬
‫أن أنظففار الب ففاحثين مففن عل ففوم مختلف ففة اتجهففت نح ففو تحلي ففل األف فراد والجماع ففات الت ففي‬
‫تخفرج محتجففة ومطالبفة بففالتغيير ففي شففكل مظفاهرات وانتفاضففات وحركفة تمففرد وحكففات‬
‫احتجففاج أخففري أكثففر تنظيمففا وتففأثي ار ‪ .‬وفففي هففذا اإلطففار ‪ ،‬يمكففن اإلشففارة إلففي النتففائج‬
‫األولففي التففي قففدمها علففم اإلج فرام الففذي أنشففغل بففاحثوه اإليطففاليون بظففاهرة " الجمففاهير‬
‫المجرمة " التي تمارس هفذه األفعفال االحتجاجيفة ‪ ،‬مؤكفدين أنفه تعبيفر ينسفحب علفي "‬
‫جميع الحركات االجتماعية والمجموعفات السياسفية ‪ ،‬مفن الفوضفويين إلفي االشفتراكيين‬
‫‪ ،‬وبففالطبع العمففال وهففم فففي حالففة اإلض فراب عففن العمففل أو التجمعففات الحاصففلة فففي‬
‫الشوارع ( لوبون ‪. ) 22 : 1711 ،‬‬

‫أن تفسي ار كهذا الذي يقدمه علم اإلجرام اإليطالي ال يخلو مفن توظيفف سياسفي‬
‫وأيدولوجي ‪ ،‬ذلك أنه يعلن ضمنا وعلنفا اإلنتصفار لمقفوالت االسفتقرار السياسفي والسفلم‬
‫‪6‬‬
‫اإلجتماعي بدال من التفكير ففي الظفاهرة كمؤشفر علفي االخفتالل والصفراع اإلجتمفاعي‬
‫بففين مكونففات المجتمففع ‪ .‬وهكففذا ‪ ،‬وفففي حمففاة الص فراع األيففديولوجي ‪ ،‬سففيظهر الكثيففر‬
‫م ففن األطروحف فات الماركس ففية الت ففي تجع ففل م ففن الحرك ففات االجتماعي ففة المح ففرك الفعل ففي‬
‫للتففاريخ ‪ ،‬مزيلففة عنهففا تهمففة " الجريمففة " ومدرجففة إياهففا فففي الشففروط الموضففوعية لبنففاء‬
‫المجتمف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففع االشف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففتراكي ‪ .‬فهف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففذه رو از لوكسف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففمبورغ‬
‫( ‪ ) R.LUXMEBOURG‬تقففول إن " الحركففات الشففعبية ناجمففة عففن قففوة طبيعيففة‬
‫تجد منبعها في الطابع الطبقي للمجتمفع العصفري " ففاألمر ال يتعلفق بجمفاهير مجرمفة‬
‫‪ ،‬بل بنتائج موضوعي لفضول من االستغالل والتوزيع غير العادل للثروات ‪.‬‬

‫لقففد تعففذر الففتمكن المعرفففي والموضففوعي مففن الحركففات االجتماعيففة ‪ ،‬وذلففك فففي‬
‫سففياق الص فراع األيففديولوجي الففدائر بففين معسففكر شففرقي منتصففر لالشففتراكية ‪ ،‬ومتمثففل‬
‫لهففذه الحركففات كفعففل تففاريخي حاسففم ‪ ،‬ومعسففكر غربففي مففؤمن بال أرسففمالية أفقففا ومعتبففر‬
‫ه ففذه الحرك ففات دل ففيال عل ففي إخفاق ففات الس ففلم اإلجتم ففاعي واالس ففتقرار السياس ففي ‪ .‬إال أن‬
‫بالرغم من ذلك ‪ .‬فقد تواصلت المقاربات والتحليالت التي تصر علي التحرر مفن ثقفل‬
‫اإلي ففدلوجيا ف ففي الفه ففم والتفس ففير ‪ ،‬أم ففال بإنت ففاج مقارب ففات موض ففوعية له ففذه الحرك ففات ‪،‬‬
‫كأشف ففكال ومض ف ففامين اجتماعيف ففة تعب ف ففر عف ففن فاعلي ف ففة إنسف ففانية لتغيي ف ففر الواقف ففع والمواق ف ففع‬
‫والمصالح ‪.‬‬

‫وبففالنظر إل ففي حساس ففية وأهميففة الحرك ففات اإلجتماعي ففة فففي ص ففوغ التغيي ففر ‪ ،‬أو‬
‫علي األقل في التعبير عنه ‪ .‬فإنها ستصير مفدخال أثيف ار إلفي قفراءة األففراد والجماعفات‬
‫‪ ،‬واكتشفاف العديفد مففن النتفائج التفي تخففص الفديناميات األكثفر تعقيففدا ‪ .‬لهفذا سففيحرص‬
‫غس ففتاف ل ففون ( ‪ ) G.LOPPON‬م ففن داخ ففل عل ففم ال ففنفس اإلجتم ففاعي عل ففي التفكي ففر‬
‫علميففا فففي سففيكولوجية الجمففاهير مقففدما المالمففح والشففروط واألشففكال والظ فواهر التففي‬
‫تحدد الفعل الجماعي ‪.‬‬

‫ولف ففن يتوقف ففف األمف ففر عنف ففد الف ففدرس السف ففيكولوجي ‪ ،‬بف ففل سف ففيتعداه إلف ففي الجغرافيف ففا‬
‫والتهيئة الحضرية ‪ .‬ففي بحر الستينيات ‪ ،‬وفي إثر النقاشفات التفي تعالفت حفول تهيئفة‬
‫واعف ففداد الت ف فراب ‪ ،‬وذلف ففك مف ففن أجف ففل محف ففو وتجف ففاوز اإلخف ففتالالت البنيويف ففة العميقف ففة بف ففين‬
‫الجهففات ‪ ،‬سففيجد أهففل الجغرافيففا الحضفرية والتنميففة المحليففة أنفسففهم دعففويين إلففي تأمففل‬
‫‪1‬‬
‫االنتفاضففات الحضفرية والقرويففة لتحليففل أسففبابها وسففياقاتها ‪ ،‬مقففدمين بففذلك العديففد مففن‬
‫المقاربففات التففي تؤكففد أن التهمففيش السففكني والمجففالي عامففل مركففزي فففي إنتففاج الفعففل‬
‫االحتجففاجي ‪ ،‬فالحركففات االجتماعيففة ‪ ،‬وفقففا لهففذا الب فراديغم ‪ ،‬يتوجففب النظففر إليهففا فففي‬
‫أطف ففار جف ففدل المركف ففز والهامشف ففي ‪ ،‬حيف ففث يسف ففود االخف ففتالل وتنفف ففرط إمكانيف ففات الضف ففبط‬
‫اإلجتماعي ‪ ،‬وتحل الفوضى مكان االتساق والتوازن ‪.‬‬

‫وس ففتكون الحرك ففات اإلجتماعي ففة أيض ففا مح ففط اهتم ففام أه ففل السياس ففة والت ففاريخ ‪،‬‬
‫وستص ففير أفق ففا لالش ففتغال ف ففي العل ففوم السياس ففية ‪ ،‬ولفه ففم الحرك ففات السياس ففية والنقابي ففة‬
‫الكبففرى والزعامففات والتحالفففات وجماعففات الضففغط ‪ ،‬مثلمففا سيواصففل المؤرخففون ‪ ،‬كمففا‬
‫العف ففادة ‪ ،‬توثيف ففق االنعطافف ففات المفصف ففلية فف ففي تف ففاريخ الشف ففعوب التف ففي تكف ففون الحركف ففات‬
‫االجتماعيففة منتجففة لهففا ‪ .‬إذا كففان علففم السياسففة يلففح فففي تحليلففه لهففذه الحركففات علففي‬
‫الصفراع السياسففي مففن أجففل الوصففول إلففي دفففة التففدبير وصففناعة الق فرار ‪ ،‬فففإن التففاريخ‬
‫يق ففدم نفس ففه كعل ففم وم ففنهج ق ففادر عل ففي التق ففاط تفاص ففيل الحرك ففات اإلجتماعي ففة وتوثي ففق‬
‫سيرواتها في اتصال مع التحوالت التي يجيش بها مجموع النسق ‪.‬‬

‫وانطالقففا مففن النتففائج التففي اهتففدت إليهففا هففذه المعففارف ‪ ،‬وبففالنظر إلففي أولويففات‬
‫الممارسففة السوسففيولوجية كمعرفففة تهفففو إلففي الفهففم سففتجد السوسففيولوجيا ‪ ،‬ومنففذ أوسففاط‬
‫القففرن الفائففت مففدعوة إلففي تأسففيس فففرع جديففد يهففتم بفهففم الحركففات اإلجتماعيففة ‪ ،‬فثمففة‬
‫مبف ففررات موضف ففوعية عف ففدة توجف ففب هف ففذه االنشف ففغال وتزيف ففد مف ففن ضف ففرورته ‪ .‬فالحركف ففات‬
‫اإلجتماعيففة تنففدرج ضففمن صففلب االهتمففام المعرفففي فففي للسوسففيولوجيا ‪ ،‬كمففا أنهففا تعففد‬
‫مفتتح ففا نوعي ففا لتحلي ففل ظف فواهر أخ ففري يطرحه ففا النس ففق اإلجتم ففاعي ف ففي أط ففار س ففياقات‬
‫التقففاطع الت فوازي ‪ ،‬التففي تعبففر عنهففا الواقففائع اإلجتماعيففة هففذا باإلضففافة إلففي " عسففر‬
‫المعني " الذي تنطوي عليه هذه الحركات كممارسات دالة علفي األزمفة واإلخفتالل ففي‬
‫كثر من األحيان ‪.‬‬

‫لقففد كانففت الحاجففة وما ازلففت علففي سوسففيولوجيا الحركففات اإلجتماعيففة كمعرفففة‬
‫قففادرة علففي اإلجابففة عففن مختلففف القضففايا واإلسففئلة التففي يثيرهففا اإلحتجففاج اإلجتمففاعي‬
‫مفففع ثلففة مففن أهففل السوسففيولوجيا فففي القففرن العشفرين سففينطلق البففدء السوسففيولوجي فففي‬
‫تشف فريح ظ ففاهرة الحرك ففات اإلجتماعي ففة وتفكيكه ففا وستتس ففع مس ففاحات اإلنش ففغال ‪ ،‬مثلم ففا‬
‫‪2‬‬
‫سففتعدد المقاربففات والتحيلففيالت ‪ ،‬وسففتلوح فففي إثففر ذلففك أسففماء بففاحثين سففخروا جانبففا‬
‫مهما من جهودهم العملية لدراسة هذه الحركات ‪.‬‬

‫أن هذه السوسيولوجيا تقدم نفسها اليوم كتخصص معرففي يهفتم بد ارسفة وتحليفل‬
‫الحرك ف ففات اإلجتماعي ف ففة كت ف ففاريخ اجتم ف ففاعي ‪ ،‬وكصف ف ف ارع دائ ف ففر ب ف ففين مكون ف ففات النس ف ففق‬
‫وكدينامي ف ففة إنس ف ففانية يش ف ففارك ف ف ففي ص ف ففنعها األفف ف فراد والجتماع ف ففات ‪ .‬فت ف ففاريخ الحرك ف ففات‬
‫اإلجتماعي ففة وديناميته ففا المفتوح ففة عل ففي الصف فراع اإلجتم ففاعي يع ففد ه ففدفا حيوي ففا لل ففدرس‬
‫السوسففيولوجي ‪ ،‬الففذي يسففتوجب التركيففز علففي النشففأة واإلمففداد وأشففكال وصففيغ التعبيففر‬
‫واإلعففالن عففن نفسفها وكففذا قنفوات اإليصففال أو اإلنفصففال عففن المحففيط ولنسففق العففام ‪،‬‬
‫فضال علي مآالتها المتصلة بالتغيير أو الفضل في بلوغه ‪.‬‬

‫إن الحرك ففات اإلجتماعي ففة تفت ففرض دوم ففا انبن ففاء مح ففاوالت قص ففديه للت ففدخل ف ففي‬
‫مسارات التغيير اإلجتماعي ‪ ،‬وهذا ما يجعل منها موضوعا متعفدد األبعفاد ففي خارطفة‬
‫البحث السوسيولوجي ‪ ،‬اعتبا ار التصاالت وتقاطعات التغيير اإلجتماعي مع كثير مفن‬
‫الحففاالت والوقففائع اإلجتماعيففة التففي يجففيش بهففا المجتمففع ‪ ،‬بففل ويجعففل منهففا موضففوعا‬
‫بنيوي ففا ال يمكف ففن االشف ففتغال عليف ففه سوس ففيولوجيا إال باإلعتمف ففاد مقاربف ففة تركيبيف ففة تسف ففتثمر‬
‫تقنيففات ومنففاهج شففتي ‪ ،‬وتتوصففل نظريففات ونتففائج مففن قففارات عمليففة متعففددة ‪ ،‬وص فوال‬
‫إلي درجة متقدمة من الفهم والتفكيك فالحركات اإلجتماعية في مطلق األحفول ال تنشفأ‬
‫من فراغ ‪ ،‬وانما تجد جذو ار لها في النسق المجتمعي الذي تنمو فيه ‪ ،‬وهفو مفا يتطلفب‬
‫بناء مقاربات أكثر أصالة وعمقا في أثناء التحليل السوسيولوجي لها وهكفذا يمكفن عنفد‬
‫بنففاء الموضففوع السوسففيولوجي للحركففات اإلجتمففاعي التمييففز بففين ثالثففة مسففتويات مففن‬
‫االشففتغال ‪ ،‬فهنففاك البعففد التنظيمففي ‪ ،‬والبعففد الخطففابي ‪ ،‬فضففال عففن سفؤال المففال كبعففد‬
‫أخر في مسارات االنشغال العملي بهذه الحركات ‪.‬‬

‫فكل حركة اجتماعية تتطلب حد أدني من التنظيم ‪ ،‬مع ما يستتبع هفذا التنظفيم‬
‫مففن آليففات وقواعففد للسففلوك والتففدبير والتعبيففر ‪ ،‬وهففي محففددات أساسففية للبنيففة التحتيففة‬
‫للفع ففل االحتج ففاجي ‪ .‬كم ففا ال يمك ففن إطالق ففا أن نتص ففور حرك ففة اجتماعي ففة ب ففال خط ففاب‬
‫مففؤطر وموجففه لفكفرة االحتجففاج فالخطففاب يعبففر عففن البنيففة الفوقيففة للحركففة اإلجتماعيففة‬

‫‪7‬‬
‫في حين يمكن اعتبار البحث في المآل سؤاال مفصليا ففي د ارسفة هفذه الحركفات لكونفه‬
‫يدل من خالل التفكير علي المبني والمعني المفترضين لها ‪.‬‬

‫أنهف ف ففا أكثف ف ففر األسف ف ففئلة أهميف ف ففة وحساسف ف ففية فف ف ففي مطف ف ففبخ سوسف ف ففيولوجيا الحركف ف ففات‬
‫اإلجتماعية ‪ ،‬وهي األكثفر حضفو ار ففي التعفاطي المعرففي مفع أشفكال االحتجفاج ؛ أنهفا‬
‫العنففاوين الكبففرى النشففغاالت هففذه السوسففيولوجيا التففي صففارت الحاجففة إليهففا ملحففة جففدا‬
‫ف ففي زم ففن االحتج ففاج واالحتق ففان محلي ففا وعالمي ففا ولك ففن ب ففالنظر إل ففي مجم ففوع التراكم ففات‬
‫الحاصففلة فففي درس هففذه الحركففات ‪ ،‬هففل يمكففن الحففديث عففن تأصففيل نمففوذج نظففري‬
‫للفهففم والتفسففير ه وهففل هنففاك نظريففة ‪ /‬نظريففات عامففة للحرك فات اإلجتماعيففة ه أم أن‬
‫األمر مازال حتي اآلن متعلقا بجهفود متفرقفة تحفاول ‪ ،‬كفل مفن منطلقاتهفا ‪ ،‬أن تؤسفس‬
‫لفهم سوسيولوجي خاص لها ه‬

‫بففالرغم مففن جففدة التعففاطي العملففي مففع موضففوع الحركففات االجتماعيففة ‪ ،‬فقففد تمكففن مففن‬
‫الباحثين من بناء نظريات قائمفة الفذات والسفؤال للتفكيفر فيهفا وتقفديم خالصفات بشفأنها‬
‫وفي هذا السياق يمكن التمييز بين النظريات األربع التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬نظريةةةة السةةةلوا الجمةةةا ي ‪ ،‬وهففي تعففود إلففي سففنوات البففدء فففي ا‬


‫درس فة وتحليففل‬
‫الحركف ففات اإلجتماعيف ففة ‪ ،‬أي إلف ففي سف ففنوات األربعينيف ففات والخمسف ففينات مف ففن القف ففرن‬
‫العش فرين ( ) ‪ ) etiene (et al‬وتففدين هففذه النظريففة ب فالكثير لمدرسففة شففيكاكو‬
‫( ‪ ، 41 ( ) NEVEU‬وأساسا لبارك ( ‪ ) PARK‬ومن بعده بلومر ‪ ،‬كما تفدين‬
‫‪ ) SMELSER‬وبعف ففض البف ففاحثين‬ ‫لف ففبعض الف ففوظفيين مف ففن أمثف ففال سمسف ففلر (‬
‫الق ف فريبين مف ففن علف ففم الف ففنفس اإلجتمف ففاعي ‪ ،‬مثف ففل غف ففوك ( ‪ ) GURR‬وتسف ففتند فف ففي‬
‫تفسيرها للحركات اإلجتماعية إلي خالصات علم النفس اإلجتماعي وسفيكولوجية‬
‫الجمففاهير ‪ .‬وت فربط هففذه النظريففة مففيالد الحركففات اإلجتماعيففة بحففدوث مظففاهرات‬
‫وأشكال من الهسفتريا الجماعيفة ‪ ،‬حيفث تنتقفل العفدوي الجماعيفة التفي تجعفل الففرد‬
‫منسابا مع السلوك االندفاعي ‪ ،‬بمعني أن الحركات االجتماعية ‪ ،‬وفقفا لهفذا الفهفم‬
‫‪ ،‬تنطففوي علففي ردود أفعففال ليسففت بالضففرورة منطقيففة تمامففا فففي مواجهففة ظففروف‬
‫غي ففر طبيع ففة م ففن الت ففوتر الهيكل ففي ب ففين المؤسس ففات اإلجتماعي ففة األساس ففية ويؤك ففد‬
‫أنصففار هففذه النظريففة المسففار األنح ارفففي الففذي قففد يسففير فيففه الحركففة اإلجتماعيففة ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫أي مففن الممكففن أن تحتمففل فففي مسففتقبلها مالمففح الخطففورة تمامففا كمففا هففو األمففر‬
‫بالنسففبة إلففي الحركففات الفاشففية فففي ألمانيففا وايطاليففا ‪ .‬كمففا يصففرون علففي اعتبارهففا‬
‫انعكس ففا لمجتم ففع م ف فريض ‪ ،‬حي ففث ال تحت ففاج المجتمعف ففات الص ففحية إل ففي حركف ففات‬
‫اجتماعية بل تتضمن أشكاال من المشاركة السياسية واالجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية تعبئة الموارد ‪ ،‬التي تبلورت في الستينيات من القرن الفائت ارتكانا علي‬
‫فهف ففم خف ففاص يبحف ففث فف ففي انبنف ففاء الحركف ففات اإلجتماعيف ففة وآليف ففات تف ففدبيرها وتشف ففكلها‬
‫بواسطة الموراد االقتصادية والسياسية والتواصفلية ‪ ،‬التفي تتفوافر لاففراد والجماعفة‬
‫المنخرطة في الفعل االحتجاجي ‪ ،‬بدون إغفال القدرة علي استعمال هفذه المفوارد‬
‫(‪)1‬‬
‫فففي سففياق البحففث‬ ‫‪ .‬وقففد ظهففرت اإلرهاصففات األولففي لهففذه النظريففة فففي أمريكففا‬
‫عن إطار تحليلي للحركات اإلجتماعية ‪ ،‬خصوصفا مفع تنفامي الحركفات النسفائية‬
‫وحركف ف ف ف ف ف ف ف ففات السف ف ف ف ف ف ف ف ففود والمف ف ف ف ف ف ف ف ففدافعين عف ف ف ف ف ف ف ف ففن البيئف ف ف ف ف ف ف ف ففة ‪ .‬ويعف ف ف ف ف ف ف ف ففد أوبرشف ف ف ف ف ف ف ف ففال‬
‫‪ ) Gamson‬وتيل ف ف ف ففي ومارك ف ف ف ففاثي ازل ف ف ف ففد‬ ‫( ‪ ) Oberschal‬وغامس ف ف ف ففون (‬
‫( ‪ ) M.zaid‬مف ففن ابف ففرز منظف ففري هف ففذه االتجف ففاه ( ‪ ) neveu,2002:52‬ويعتقف ففد‬
‫أصففحاب هففذه النظريففة أن الحركففات اإلجتماعيففة هففي إسففتجابات منطقيففة لمواقففف‬
‫وامكانيف ففات ط ف فرأت حف ففديثا فف ففي المجتمف ففع ‪ ،‬وعليف ففه ال يتوجف ففب إعتبارهف ففا مؤش ف فرات‬
‫لإلخففتالل اإلجتمففاعي ‪ ،‬بففل هففي مظهففر مففن مظففاهر الفاعليففة اإلجتماعيففة ومكففون‬
‫بنيففوي مففن العمليففة السياسففية ‪ .‬لهففذا تعي فر هففذه النظريففة جنبففا كبي ف ار مففن اإلهتمففام‬
‫للعالئق القائمة بين هذه الحركات والقضايا السياسية المثارة في النسق المجتمعفي‬
‫إلكتشاف جدول التأثير والتأثر بين اإلحتجاجي والسياسي ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظريةةةة الةركةةةة اإلجتما يةةةة الجديةةةدة ‪ :‬لقففد تففم تأصففيل هففذه النظريففة فففي أوربففا‬
‫لتبريففر مجموعففة مفن الحركففات الجديففدة (‪ )2‬التففي عرفتهففا السففتينات والسففبعينات مففن‬

‫)‪ (1‬إن كتاب ( زالد ‪ ) 1713 ،‬هو الذي دشن لميالد نظرية تعبئة الموارد‬

‫(‪ )2‬تشممممل الاركمممام ايةتماجيمممة اللديمممدل التعمممل يشممماات الهعمممل القياامممي التمممي مممرم مممالت ج مممد القمممتي ام‬
‫والقبعي ام ان ال رن المالي والتي ت طوي جعي جعي ال ضات في صيغة الت عيدية ( جمل ن ابي يو ةزئي ) هذا‬
‫بايضافة إلي الاركام القيااية واالةتماجية اللديدل المرتبطمة بم اهضمة الععوامة والعيبراليمة اللديمدل ‪ ،‬وكمذا‬
‫الدفاع جن ح وق المريل والبيئة وحركام الشواذ ‪.... .‬‬

‫‪11‬‬
‫الق ففرن الماض ففي كم ففا أنه ففا ط ففورت م ففع فري ففق (‪ )3‬آالن ت ففورين ف ففي فرنس ففا ‪،‬والبرت ففو‬
‫ميلوتسففي ( ‪ ) A.melluci‬فففي إيطاليففا ‪ ،‬وكلففوس أوف ( ‪ )C.offe‬فففي ألمانيففا ‪،‬‬
‫وكريس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي ( ‪ ) kriesi‬فف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي سويس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ار ‪ ،‬وكالنف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففديرمانس‬
‫( ‪ ) klandermans‬وتف ف ف ف ف ف ف ف ففارد رايتشف ف ف ف ف ف ف ف ففمان ( ‪ ) T.Reichman‬وكوبمف ف ف ف ف ف ف ف ففانس‬
‫( ‪ ) Koopmans‬وفرنان ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففديز ( ‪ )Fernandez‬ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي أس ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففبانيا‬
‫‪ ) Neve‬وتتمثف ففل هف ففذه النظريف ففة الحركف ففات اإلجتماعيف ففة كفعف ففل‬ ‫( ‪,2002:66‬‬
‫اجتم ف ففاعي ع ف ففاكس لتناقض ف ففات المجتم ف ففع الح ف ففديث بس ف ففبب العولم ف ففة النيوليبرالي ف ففة‬
‫والبيروقراطي ففة المفرط ففة ‪ ،‬كم ففا أنه ففا أيض ففا تخت ففزن الحل ففول الممكن ففة لجمي ففع ه ففذه‬
‫اإلعط ف ففاب والتناقض ف ففات ‪ .‬وي ف ففتم التش ف ففديد دوم ف ففا ف ف ففي إط ف ففار ه ف ففذه النظري ف ففة عل ف ففي‬
‫االختالفففات القائمففة بففين الحركففات اإلجتماعيففة القديمففة واألخففرى الجديففدة ‪ ،‬التففي‬
‫تؤشففر علففي االنتقففال مففن الففدفاع عففن المصففالح الطبقيففة إلففي الففدفاع عففن المصففالح‬
‫الغيففر طبقيففة المتعلقففة بالصففالح اإلنسففانية الكونيففة وهففو مففا يعتبففر ‪ ،‬حسففب منظففري‬
‫ه ففذه المقارب ففة ‪ ،‬ع ففن أن ه ففذه الحرك ففات اإلجتماعي ففة الجدي ففدة ته ففتم أكث ففر بتط ففوير‬
‫الهوية الجماعية والمراهنة عن الطبقة المتوسطة بدال من الطبقة العاملة ‪.‬‬

‫‪ -4‬ب ةرادي م اللع ة ‪ /‬الهويةةة ‪ :‬تعتبففر هففذه النظريففة الحركففات اإلجتماعيففة دينامي فات‬
‫اجتماعية حائلفة دون الركفود أو الثبفات اإلجتمفاعي ؛ فهفي أفعفال احتجاجيفة تفروم‬
‫التغييففر ومقاومففة جميففع إمكانيففات التك فريس واعففادة إنتففاج القففائم مففن األوضففاع ‪،‬‬
‫وهففو مففا يجعففل منهففا ممارسففات ضففد الهيمنففة ‪ .‬فأنصففار هففذه النظريففة يؤكففدون أن‬
‫المجتمعف ففات البش ف فرية سف ففائرة علف ففي درب االنتقف ففال مف ففن الشف ففكل القف ففديم لل أرسف ففمالية‬
‫الص ففناعية إل ففي مجتم ففع مرحل ففة م ففا بع ففد التص ففنيع الق ففائم عل ففي " البرمج ففة " حي ففث‬
‫يسففيطر التكنففوقراط وتنففامي عناصففر الهيمنففة والتوجيففه ‪ .‬وعليففه ‪ ،‬يلففح أنصففار هففذه‬
‫النظري ففة عل ففي أن المجتم ففع المب ففرمج والموج ففه م ففن جان ففب التكن ففوقراط ي ففبخس دور‬
‫الطبقففة العاملففة ويحففد مففن فعاليتهففا فففي صففناعة التغييففر لهففذا ينبغففي ‪ ،‬وفقففا لهففذا‬
‫الب فراديغم النظففري فهففم الحركففة اإلجتماعيففة كفعففل ضففد الهيمنففة مففن أجففل تحسففين‬
‫الهوية ‪.‬‬

‫( ‪) szusa hegdus‬‬ ‫(‪ )3‬يتاممون فريممن تالن تممورين اممن فرانقمموا ديبممي ( ‪ ) fracois dubet‬وايقممزا هيغممدي‬
‫وايشيل فيويوركا ( ‪ ) michel viewrka‬ينظر ( ‪) vaillanourt,1991:214‬‬
‫‪12‬‬
‫وهكف ففذا ننهف ففي إلف ففي نتيجف ففة مفادهف ففا أن الحركف ففة اإلجتماعيف ففة ‪ ،‬كموضف ففوع للف ففدارس‬
‫والنق ف ففاش المعرفف ف ففي ‪ ،‬اسف ف ففتاثرت منف ف ففذ البف ف ففدء بإهتمف ف ففام ثلف ف ففة مف ف ففن البف ف ففاحثين مف ف ففن شف ف ففتي‬
‫التخصصففات العمليففة فففي داللففة قصففوي علففي أهميتهففا فففي قفراءة األنسففاق والتحفوالت ‪.‬‬
‫وذا كففان النقففاش تقففد تمحففور فففي وقففت سففابق حففول المفهففوم وأشففكال االحتجففاج ‪ ،‬فففإن‬
‫االجتهففادات النظريففة فففي الوقففت الحاضففر باتففت تنشففغل أساسففا بالمضففامين والهويففات‬
‫والشروط البنيوية التي تتميز هذه الحركفات ‪ .‬وكفل ذلفك يسفير ففي إتجفاه بلفورة وتحفذير‬
‫الدرس ففي العلم ففي للحرك ففات اإلجتماعي ففة كاحتجاج ففات ال يمك ففن قرائه ففا إال باإلنض ففباط‬
‫للبراديغم السوسيولوجي ‪.‬‬

‫ثانياً تورين وبورديو‬

‫م ف ففا ال ف ففذي قدم ف ففه أه ف ففل السوس ف ففيولوجيا م ف ففن أس ف ففئلة ومقارب ف ففات لفه ف ففم الحرك ف ففات‬
‫اإلجتماعيففة وتفسففيرها ه ومففن هففم مؤسسففو سوسففيولوجيا الحركففات اإلجتماعيففة ه وأيهففم‬
‫أنشغل بهذه الحركات ‪.‬‬

‫بص ففورة قوي ففة ه إل ففي أي ح ففد تس ففعف الخالص ففات السوس ففيولوجية ف ففي ال ففتمكن‬
‫المعرف ففي م ففن الحرك ففات ذاته ففا ه ث ففم كي ففف تق ففدم المقارب ففة السوس ففيولوجية نفس ففها ض ففمن‬
‫خارط ففة العل ففوم اإلنس ففانية ه وم ففا اإلض ففافة النوعي ففة الت ففي تقترحه ففا ك ففأدوات اش ففتغال أو‬
‫كنتائج عملية ه‬

‫إن سوسيولوجيا الحركات اإلجتماعية تدين نظريا ومنهجيا للكثير مفن المفكفرين‬
‫والبففاحثين مففن قففارات معرفيففة متنوعففة ‪ .‬ويمكففن التمييففز فففي تففاريخ هففذه السوسففيولويجيا‬
‫بين ثالث مراحل مهمة ‪ :‬األولي هي مرحلة مفا قبفل سفنة ‪ ، 1762‬والتفي ظهفرت فيهفا‬
‫اجتهففادات منظففري الحركففات الجماهيريففة ه ففذا دون إغفففال الت فراث المتصففل ب ففالمجتمع‬
‫المففدني والص فراع الطبقففي العائففد إلففي هيجففل وكففانط غرامشففي ومففاركس ‪ ،‬فضففال عففن‬
‫نتاجات منظري السلوكيات الجماعية المتأثرين ببارسونز ‪.‬‬

‫وهناك مرحلة ثانية ‪ ،‬تمتد إلي سنة ‪ 1762‬إلي حدود سنة ‪ 1727‬ظهفرت فيهفا‬
‫نظرية تعبئة الموارد والحركفات اإل<تماعيفة الجديفدة ‪ ،‬وذلفك مفع ازلفد وتفورين وايمانويفل‬
‫كاستلز وميلوتسفي ‪ .‬أمفا المرحلفة الثالثفة فتتعلفق بفالفترة الزمنيفة المتفدة مفن سفنة ‪1727‬‬

‫‪13‬‬
‫إل ففى اآلن وه ففي عرفف ففت تط ففوي ار للمقاربف ففات النظري ففة الفائتف ففة والالحق ففة فف ففي س ففبيل فهف ففم‬
‫التحوالت التي تعرفها دينامية الحركات اإلجتماعية ‪.‬‬

‫وبحثففا عففن مؤسسففي سوسففيولوجيا الحركففات اإلجتماعيففة ممارسففة وتنظيف ار تمامففا‬


‫كما هو األمر بالنسبة إلي عالم اإلجتماع الفرنسي الراحل بورديفو ‪ .‬وهفذا مفا يسفتوجب‬
‫في هفذا المسفتوي مفن النقفاش االقتفراب أكثفر مفن فهمهفا الخفاص للحركفات اإلجتماعيفة‬
‫ومقاربتهما لها فمنجزهما السوسيولوجي جدير بالمتابعفة واإلنشفغال ‪ .‬لفيس فقفط بفالنظر‬
‫إل ففي عم ففق اإلنت ففاج السوس ففيولوجي ح ففول ه ففذه الحرك ففات ‪ ،‬ب ففل اعتب ففا ار أيض ففا للنض ففال‬
‫واإللت ف فزام كمف ففا صف ففورة المثقف ففف العضف ففوي الف ففذي نحتهف ففا غرامشف ففي وهف ففذا الكف ففل النظف ففري‬
‫والممارسففاتي يعففد مبففر ار موضففوعيا لتقففديمها كعلمففين بففارزين فففي سوسففيولوجيا الحركففات‬
‫اإلجتماعية واإلحتجاجية ‪.‬‬

‫والواقع ان تورين يسفتند ففي إنهجاسفة بالحركفات اإلجتماعيفة إلفي موقففة النقفدي‬
‫من فكر ما بعد الحداثة ‪ ،‬بإعتبارها فك ار للنمفوذج العقالنفي ‪ ،‬ومؤكفد أن هفذه الحركفات‬
‫هففي فع ففل خ ففاص يؤش ففر عل ففي س ففلوك جمعففي لف ففاعلين م ففن جماع ففة معين ففة تناض ففل ذد‬
‫جماعففة أخففري مففن أجففل القيففادة اإلجتماعيففة ‪ :‬فالص فراع حاضففر بقففوة فففي مسففتوي هففذه‬
‫الحركفات ( ‪ )aple {et al },2005:169‬ويميفز تفورين ففي تصفنيفه لهفذه الحركفات‬
‫ب ففين الجان ففب الن ففوعي المتص ففل باألش ففكال والص ففيغ والجان ففب التنظيم ففي المفت ففوح عل ففي‬
‫شففروط اإلنتففاج والتكففوين ( ‪ )ferreol {et al },2004:122‬ويضففيف قففائال أن‬
‫الحركات اإلجتماعية تستوجب منظو ار غير أختزالي البتة بحيفث يتعفين " النظفر إليهمفا‬
‫فف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي نسف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففق مف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففن التفف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففاعالت التف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففي تنطف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففوي عليهف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففا‬
‫( ‪)ferreol {et al },2004:122‬‬

‫إن العم ففل السوس ففيولوجي ف ففي رأي ت ففورين ‪ ،‬ال يفت ففرض ممارس ففة ذات بع ففد واح ففد عب ففر‬
‫الحرص الدائم " تفسير كل الظواهر اإلجتماعية بعامل مهيمن هو العامفل االقتصفادي‬
‫" (‪ ) Touraine,1973:18‬فثمة عوامل أخري أكثر أهمية يتوجفب اإلنتبفاه إليهفا ففي‬
‫تفسف ففير الفعف ففل اإلجتمف ففاعي ‪ .‬فف ففالمجتمع هف ففو " منظومف ففة صف ففالت إجتماعيف ففة ونقاشف ففات‬
‫وصف فراعات ومب ففادرات سياس ففية ومطالب ففات ‪ ،‬ان ففه ل ففيس معط ففى ثاب ففت يجع ففل الباح ففث‬
‫يطم ففئن ال ففى مقارب ففات ج ففاهزة ونمطي ففة وانم ففا ه ففو نس ففق م ففن الصف فراع المتواص ففل ال ففذى‬
‫‪14‬‬
‫يسففتدعى الشففحذ المسففتمر لالسففئلة الجسففورة‪ ،‬التففى تتأسففس باالضففرورة علففى التركيففب‬
‫والتداخل‪.‬‬

‫ولهففذا يعتبففر أن الموضففوع الرئيسففى للسوسففيولوجيا هففو " د ارسففة التصففرفات االجتماعيففة‬
‫وف ففى الدرج ففة االول ففى د ارس ففة التص ففرفات الت ففي تف فرتبط مباشف فرة ب ففالنواحي التاريخي ففة أي‬
‫بعالقات وصراعات الطبقات تصرفات ندعوها بالحركفات االجتماعيفة وكفان هفذا الفهفم‬
‫الخففاص لغايففات السوسففيولوجيا هففو ماجعلففه يفراهن منففذ البففدء عففل تجففذير سوسففيولوجيا‬
‫الفعف ففل التف ففى تركف ففز اهتمامهف ففا علف ففى الفعف ففل والعالقف ففات والص ف فراعات والبنف ففي واألنسف ففاق‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like