You are on page 1of 13

‫محاضرات مقياس ديناميكية الجماعة و المؤسسات‬

‫لطلبة السنة األولى ماستير عيادي‬

‫األستاذة‪ :‬زندوح زينة‬

‫البريد االلكتروني ‪zendouhz@gmail.com:‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬ديناميكية الجماعة‬

‫‪-1‬مفهوم ديناميكية الجماعات‪:‬‬

‫ي تكون مصطلح " ديناميكية الجماعة"من مفهومين أساسيين " الديناميكية" و" الجماعة"‪ ،‬هذا األخير تم التطرق إليه بشكل‬
‫مفصل في المحور األول و بهذا ننتقل إلى مفهوم " الديناميكية" لتوضيح أكثر للمصطلح‪.‬‬
‫يعود مصطلح " ديناميك" ‪ dynamique‬إلى المجال الفيزيائي ‪ ،‬و الذي يقصد به في مجال الميكانيك مختلف العالقات‬
‫التي تكون بين القوى و الحركات الناتجة عنها ‪ ،‬و يدل المصطلح على القوة و الحركة و الحيوية و نقيضه " الثبات" و "‬
‫السكون"‪.statique‬أما في المجال النفسو‪-‬اجتماعي فان الدينامية هي مختلف القوى االيجابية و السلبية التي تتحكم في‬
‫الجماعة و تساعدها على التوازن و التطور و االندماج أو االنكماش و التشتت‪.‬كما أنها عبارة عن التفاعالت البنيوية‬
‫الوظيفية التي تتحكم في نسق الجماعة‪،‬إذ أن كل تغيير يمس عنص ار فرديا داخل شبكة الجماعة و نسقها البنيوي فإنه يؤثر‬
‫على باقي العناصر األخرى سلبا أو إيجابا‪.‬‬
‫و بالتالي ‪ ،‬فإن الدينامية هي التفاعل النفسي و االجتماعي الذي يدور بين أعضائها بشكل بنيوي و وظيفي‪ .‬كما أن الدينامية‬
‫عبارة عن مثيرات و استجابات بالمفهوم السلوكي للتفاعل داخل الجماعة ‪ ،‬فعندما يصدر عن فرد ما سلوك معين داخل‬
‫الجماعة الواحدة يكون له استجابات فورية من قبل باقي أفراد الجماعة‪.‬‬
‫و يعني هذا أن" ديناميكية الجماعات" عبارة عن قوى تفاعلية تساهم في تحريك الجماعة و تغيير اتجاهات أفرادها و ميوالتهم‬
‫الشخصية و تطوير رؤاهم الذاتية ايجابيا أو شحنها بمكونات سلبية تهدد تماسك الجماعة و انسجامها و اتساقها الوظيفي‪.‬‬
‫و نظ ار ‪ ،‬لتعدد أنماط سلوك أعضاء الجماعة و تفاوت ميوالتهم و عاداتهم و اتجاهاتهم و قيمهم فان ذلك يجعل المجال‬
‫الدينامي للجماعة ينبض بالتفاعل و الحيوية الالزمة لنمو الفرد و نمو الجماعة في نفس الوقت‪ .‬فمن خالل التفاعل‬
‫االجتماعي تحدث مثيرات و استجابات بين أفراد الجماعة‪ ،‬حيث تختلف هذه المثيرات و االستجابات باختالف المواقف و‬
‫اختالف األدوار‪ .‬و ينتج عن هذا التفاعل تقبل أو عدم تقبل‪ ،‬نبذ أو استنكار‪ ،‬تجاهل بين األفراد‪ ،‬صداقات و مودة‪ ،‬تجاوب‬
‫و نفور و كراهية‪..‬الخ‪.‬‬
‫و بهذا يمكن أن نعرف دينامية الجماعات على أنها ‪ ":‬تهتم ببناء الجماعة و مراقبة سيرورتها النمائية و رصد التفاعالت‬
‫النفسية و االجتماعية التي توجد بين األفراد داخل الكل الجماعي"‪.‬‬
‫‪ -2‬مرتكزات ديناميكية الجماعات‪:‬‬

‫تستند ديناميكية الجماعات إلى عدة مرتكزات ابستمولوجية يمكن حصرها في أبحاث الفالسفة و السوسيولوجيين األوروبيين‬
‫الذين اهتموا بالجماعة و وضعوا أسس ديناميكية الجماعات مثل دور كايم ‪ ،‬جان بول سارتر‪ ،‬جورج ميد و شارلي كولي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و تعود أسس هذا العلم إلى أبحاث العالم األلماني كارت لوين‪ Kurt Lewin‬حيث طبق منهجية تجريبية سيكواجتماعية‬
‫ديناميكية على مجموعات اصطناعية من خالل الجمع بين التنظير و التطبيق و دراسة بنيات الجماعات و وظائفها مع‬
‫التركيز على المنشط و أنواع القيادة‪ .‬كما كانت السوسيومترية التي وضعها جاكوب مورينو ‪ Moreno‬من اآلليات اإلجرائية‬
‫لفهم الجماعات و تفسير تفاعالتها البنيوية و الوظيفية حيث استخدم تقنية السوسيوغرام و السيكودراما في تكفله بالمرضى‬
‫المنعزلين بإجراء تحليل نفسي و اجتماعي لهم و كذلك في تنشيط الجماعات‪.‬كما استفادت ديناميكية الجماعات من أبحاث‬
‫الطب النفسي و التحليل النفسي المرتكز على الجماعة كأعمال فرويد ‪ Freud‬و أنزيو ‪ Anzieu‬و غيرهما‪ .‬استفادت‬
‫ديناميكية الجماعات أيضا من النظريات المعرفية في إطار علم النفس المعرفي منذ الستينات من القرن العشرين و االنطالق‬
‫من نتائج البيداغوجيا المؤسساتية مع جورج الباساد ‪ ( Lappassad‬و هي مجموعة التقنيات و الطرائق و المؤسسات‬
‫الداخلية المنبثقة من الممارسة داخل األقسام التعاونية في أفق خلق نشاط تربوي حر و هادف و مشترك ‪ ،‬يساهم في انجازه‬
‫جميع األطفال )‪ ،‬باإلضافة إلى االستفادة من نتائج النظرية الالتوجيهية ل كارل روجرز‪.Rogers‬‬
‫و قد تناولت ظاهرة دينامية الجماعات عدة مقاربات قصد معرفة التفاعالت و مجمل القوى التي تتحكم فيها و تساهم في‬
‫تفعيل تنظيمها الداخلي الذاتي سلبا أو ايجابا‪.‬من بين هذه المقاربات نذكر‪:‬المقاربات الدينامية كأعمال لوين ‪ ،‬المقاربة‬
‫التفاعلية كأعمال مورينو‪ ،‬المقاربة السيكولوجية كأعمال فرويد‪ ،‬أنزيو ‪ ،‬بيون ‪ Bion‬و غيرهم‪ ،‬المقاربة السوسيولوجية كأعمال‬
‫موسكوفيسي و المقاربة المؤسساتية كأعمال الباساد‪.‬‬
‫و يتضح من خالل المقاربات السابقة أن ثمة ثالثة أصناف من المناهج طبقت على ديناميكية الجماعات ‪ :‬المناهج‬
‫التجريبية ‪،‬المناهج االكلينيكية و مناهج التحليل النفسي‪.‬كما طبقت األبحاث و النظريات السيكواجتماعية في مجال ديناميكيات‬
‫الجماعات إما على جماعات طبيعية واقعية و إما على جماعات اصطناعية مشكلة بشكل انتقائي من أجل البحث و تطبيق‬
‫الفرضيات كما هو الحال مع لوين‪.‬‬
‫‪ -3‬التفاعل االجتماعي‪ :‬أهم مفاهيم ميدان ديناميكية الجماعات‬

‫يعد مفهوم " التفاعل االجتماعي" من المفاهيم األساسية في ميدان ديناميكية الجماعات كما يعتبره العديد من الباحثين‬
‫من أهم محددات تكوين الجماعات و أهم عناصر العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪-1-3‬تعريف التفاعل االجتماعي‪:‬‬

‫من التعاريف الواردة نذكر‪:‬‬


‫‪ ‬تعريف‪":1‬هو التأثير المتبادل بين الوحدة الجزئية للمجموعة (الفرد) و غيره من عناصر الوحدة الكلية‬
‫(المجموعة)‪ ،‬و إن أهم مظاهر هذا التفاعل االجتماعي هو عملية االندماج في الحياة االجتماعية بما تمليه على‬
‫الفرد من نظم و قوانين"‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف‪":2‬هو مجموعة العمليات المتبادلة بين طرفين اجتماعيين في موقف أو وسط اجتماعي معين‪،‬بحيث يكون‬
‫سلوك أي منهما منبها أو مثي ار لسلوك الطرف اآلخر‪ .‬و يجري هذا التفاعل عادة عبر وسيط معين‪ .‬و يتم خالل‬
‫ذلك تبادل رسائل معينة ‪ ،‬ترتبط بغاية أو هدف محدد و تتخذ عمليات التفاعل أشكاال و مظاهر تؤدي إلى‬
‫عالقات اجتماعية معينة"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬تعريف‪ ":3‬هو عملية تنشأ من خالل شبكة العالقات االجتماعية التي تقوم بين أفراد الجماعة و يؤثر التفاعل‬
‫االجتماعي بصورة تبدو واضحة في تبادل األفكار ‪ ،‬المشاعر و التصرفات‪.‬و بهذا فان الجماعة تعيش عملية‬
‫التفاعل االجتماعي الذي يعتبر أحد محكاتها األساسية "‬
‫‪ ‬تعريف‪":4‬هو العملية التي يرتبط بها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقليا و دافعيا و في الحاجات و الرغبات‬
‫و الوسائل و الغايات و المعارف و ما شابه ذلك ‪ ،‬و اجرائيا يحدث التفاعل عندما يتصل فردان أو أكثر(ليس‬
‫بالضرورة اتصاال ماديا)و يحدث نتيجة لذلك تعديل للسلوك "‪.‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة نستخلص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التفاعل االجتماعي أوال و قبل كل شيء هو تبادل ما بين أعضاء الجماعة (بين الفرد و جماعته) و بهذا فهو‬
‫يستلزم اتصال مع فعل )‪ (avec action‬في االتجاهين‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل االجتماعي هو عملية اجتماعية قاعدية فهو ظاهرة حيوية للجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬يعد التفاعل االجتماعي الوحدة التي تقاس بها المشاركة داخل الجماعة (فعل‪-‬رد فعل‪ ،‬تدخل‪-‬استجابة)‪.‬‬
‫‪ -‬تختلف نوعية التفاعل مع درجة نضج الجماعة كما أنه يمكن أن يكون له جانب سلبي عندما يكون أداة لتصفية‬
‫حسابات أو معارضة من أجل المعارضة كما يكون له جانب ايجابي عندما يكون محركا للفعالية و اإلبداع و‬
‫االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬تتم عمليات التفاعل االجتماعي عبر وسائط مختلفة‪ :‬وسائط لفظية(تضم الكالم الذي يدور في نطاق اللغة المستخدمة‬
‫كإعطاء تعليمات ‪ ،‬طرح أسئلة‪ ،‬شرح و إلقاء معلومات أو تعليمات الخ )‪،‬وسائط غير لفظية(تضم كل ما هو غير‬
‫لفظي و كل ما يشكل مثي ار الستجابات سلوكية مختلفة تسهم في إحداث عملية التفاعل االجتماعي و تنشيطها مثل‬
‫تعبيرات الوجه‪ ،‬حركات الجسم‪ ،‬المالمسة الجسدية كالمصافحة ‪.‬‬
‫و يندرج ضمن كل هذا استخدام األجهزة و األدوات و غيرها كالهاتف‪ ،‬األنترنت الخ‪.‬‬
‫‪-2-3‬قياس و تحليل التفاعل االجتماعي ‪:‬‬

‫نظرية بيلز‪Bales‬تعتبر نظرية "بيلز" من أهم نظريات التفاعل االجتماعي و لقد حاول صاحبها من خاللها دراسة مراحل‬
‫و أنماط التفاعل االجتماعي و ذلك في مواقف اجتماعية تجريبية‪.‬و قد وضح ذلك في كتابه" تحليل عملية التفاعل‬
‫االجتماعي " حيث يعتبر نموذجه مرجعا هاما في أساليب البحث في ديناميات الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف يحلل التفاعل؟‬
‫يبدأ التحليل من تقييم مواقف المشاركين و األدوار التي يقوم بها كل فرد و يستمر هذا التحليل من خالل تقييم مستوى‬
‫المشاركة التي تصل إليه الجماعة ‪ ،‬و البحث الذي أجراه األمريكي بايلز سنة ‪1591‬م يعتبر من أهم البحوث في هذا‬
‫الميدان‪.‬‬
‫ينطلق البحث من مالحظة موضوعية لمناقشة يكون فيها المالحظ خارج الجماعة أي في رك‬

‫‪3‬‬
‫ن من أركان الغرفة أو وراء مرآة حيث يمكنه مالحظة أفراد الجماعة و هم ال يمكنهم مالحظته ‪ ،‬كما أنه ال يجب تعيين‬
‫أي قائد لتوجيه المناقشة و تسييرها‪ .‬ما يتم مالحظته يسمى " وحدات سلوكية" سواء كانت لفظية لغوية أو غير لفظية ‪ ،‬و‬
‫يمكن إدماج هذه الوحدات السلوكية ضمن فئات حيث أنه من خالل المناقشات التي لوحظت داخل هذه الجماعة سجلت‬
‫‪ 11‬فئة تتوزع على أربع مناطق أو مجاالت كما هي موضحة في المخطط المرفق ‪.‬‬
‫‪ -‬المجال ‪ :1‬هي المنطقة االجتماعية الوجدانية االيجابية و تتضمن الفئة ‪.3-1-1‬‬
‫‪ -‬المجال ‪ :1‬هي المنطقة االجتماعية العملية االيجابية و تتضمن الفئة‪.6-9-4‬‬
‫‪ -‬المجال ‪:3‬هي المنطقة االجتماعية العملية السلبية و تتضمن الفئة ‪.5-8-7‬‬
‫‪ -‬المجال ‪:4‬هي المنطقة االجتماعية الوجدانية السلبية و تتضمن الفئة ‪.11-11-11‬‬
‫أظهر بايلز أن توزيع التدخالت يختلف حسب األهداف التي تريد الجماعة اتباعها مثال حل مشكل ما‪ ،‬مناقشة موضوع ما‬
‫أو عالجه‪ .‬من خالل هذه الفئات يمكن تصنيف أوال نماذج للتفاعالت داخل الجماعة و ثانيا فهم سير المناقشة و دور‬
‫المشاركين فيها ‪.‬‬
‫و قد توصل بايلز إلى أن السيرورة النموذجية في حل مشكل الجماعة يمر بعدة م ارحل و هي مراحل التفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
5
‫‪ -3-3‬مراحل التفاعل االجتماعي حسب نموذج بايلز‪:‬‬

‫تتمثل هذه المراحل في أربع خطوات أساسية و هي ‪:‬‬


‫‪-‬مرحلة اإلعالم‪ :‬مثال إدخال فكرة أو حكم‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة التقييم‪ :‬كيفية تقييم المشكل‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة البحث‪:‬ما الذي يمكن فعله إليجاد الحل‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة اتخاذ القرار‪.‬‬
‫و يمكن أخذ هذه المراحل بشكل أكثر تفصيل على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف‪ :‬الوصول إلى تعريف مشترك للموقف‪ .‬و يشمل ذلك ‪:‬‬
‫‪ ‬طلب المعلومات و التعليمات و التكرار و اإليضاح و التأكيد (ما المشكلة؟‪ ،‬لماذا يجتمعون؟‪ ،‬ما هي األشياء‬
‫المتوقعة؟)‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء التعليمات و المعلومات و اإلعادة و التوضيح و التأكيد (تحديد المشكلة)‪.‬‬
‫‪ -1‬التقييم‪:‬تحديد نظام مشترك تقيم في ضوئه الحلول المختلفة و يشمل ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬طلب الرأي و التقييم و التحليل و التعبير عن المشاعر و الرغبات (ما شعورهم اتجاه المشكلة ؟‪ ،‬هل المشكلة‬
‫مهمة؟‪ ،‬هل يمكن عمل شيء ما اتجاهها؟)‪.‬‬
‫‪ ‬إبداء الرأي و التقييم و التحليل و التعبير عن المشاعر و الرغبات‪.‬‬
‫‪ -3‬الضبط‪:‬محاوالت األفراد للتأثير على بعضهم البعض و يشمل ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬طلب اقتراحات و التوجيه و الطرق الممكنة للحل و العمل (ماذا يعملون بالضبط؟)‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم االقتراحات و التوجيهات التي تساعد على الوصول إلى الحل (ما يعتقد أنه الزم‪ ،‬ما يجب عمله؟)‪.‬‬
‫‪ -4‬اتخاذ القرارات‪:‬الوصول إلى قرار نهائي و يشمل ذلك ‪:‬‬
‫‪ ‬عدم الموافقة و الرفض و التمسك بالشكليات و عدم المساعدة‪.‬‬
‫‪ ‬الموافقة و إظهار القبول و الفهم و الطاعة‪.‬‬
‫‪ -9‬ضبط التوتر‪:‬أي عالج التوترات التي تنشأ من الجماعة و يشمل ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬إظهار التوتر‪ ،‬و االنسحاب من ميدان المناقشة‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيف التوتر و تهدئة األوضاع‪.‬‬
‫‪ -6‬التكامل‪:‬أي صيانة تكامل الجماعة و يشمل ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬إظهار التفكك و العدوان و تأكيد الذات و الدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ ‬إظهار التماسك و رفع مكانة اآلخرين و تقديم العون و المساعدة و المكافأة‪.‬‬
‫و قد توصل بايلز إلى أن الجماعة ال تمر من مرحلة إلى أخرى إال إذا كانت قد حلت الصراع الواقع في المرحلة السابقة ‪،‬‬
‫و الذي يرجع إلى التوترات التي تسببها وضعية الجماعة ‪ ،‬حيث أن مصادر هذه التوترات كثيرة منها‪ :‬صراع اآلراء ‪ ،‬الفشل‬
‫في تقديم المعلومات ‪ ،‬رفض تقديم المعلومة و غيرها‪ .‬و إذا لم تتخلص الجماعة من هذه الصراعات فإنها تبقى غير منتجة‬
‫‪ ،‬و لكي تصل الجماعة إلى تحقيق أهدافها يجب أن تكون أجوبة الفئات ‪ 6-9-4‬أكثر من أسئلة الفئات ‪ 5-8-7‬و كما‬
‫يجب أن تكون ردود األفعال االيجابية ‪ 3-1-1‬أكثر من ردود األفعال السلبية‪.11-11-11‬‬

‫‪6‬‬
‫و قد كان من نتيجة المالحظات التي قام بها الباحث هو عملية تمايز و توزيع األدوار االجتماعية داخل الجماعة حيث‬
‫وجد أن بعض األفراد يبدؤون في التخصص في أنماط السلوك فقد يظهر عضو ما متخصصا في المشكالت االجتماعية‬
‫أو الفردية في الجماعة و يكون بذلك سلوكه من النوع االجتماعي االنفعالي الموجب حيث أنه يهتم أساسا بتماسك الجماعة‬
‫و يحاول دائما أن يزيل التوتر و هكذا يتوقع األفراد اآلخرون مثل هذا السلوك منه في كل مرة‪ ،‬و يصبح له هذا الدور في‬
‫الجماعة و هكذا تتبلور األدوار األخرى لألفراد اآلخرين حيث ينظر إلى األدوار الهامة االيجابية على أنها أدوار قيادية‪.‬‬
‫و كخالصة لما جاء حول طريقة بايلز في تقييم التفاعل االجتماعي داخل الجماعة ‪ ،‬فإنها طريقة تقدم إرشادات مهمة فيما‬
‫يتعلق بالشخصيات المتميزة ألعضاء الجماعة ‪ ،‬تنظيم الجماعة ‪،‬األحداث التي تنشأ عن طبيعة المشكلة و التي تتغير‬
‫بتفاعل أفراد الجماعة ‪ .‬كما أنها تسمح بالتمييز بين الميدان الوجداني العاطفي و المجال العملي داخل الجماعة‪ ،‬و بشكل‬
‫عام فهي تفيد في دراسة أشكال حياة الجماعة و وظائفها‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬قياس العالقات االجتماعية‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم السوسيومترية‪:‬‬

‫يعد مورينو مؤسس السوسيومترية ‪ ،‬و هي تدرس التفاعالت االجتماعية في دينامية الجماعة‪ ،‬حيث تسمح من خالل منهجية‬
‫المقياس السوسيومتري من تحليل البناءات االجتماعية للجماعات كالثنائيات و الثالثيات‪ ،‬و كذلك معرفة المكانة االجتماعية‬
‫لألفراد داخل الجماعة‪ .‬و بهذا يعد االختبار السوسيومتري هو الوسيلة العلمية لقياس العالقات االجتماعية المتبادلة في‬
‫الجماعة‪.‬‬

‫‪-2‬االختبار السوسيومتري‪:‬‬

‫يعرف مورينو االختبار السوسيومتري على أنه ‪ ":‬وسيلة قياس التنظيم االجتماعي لجماعة ما إذ يطلب في االختبار من أفراد‬
‫الجماعة أن يختاروا أفرادا آخرين من الجماعة التي ينتمون إليها وفق محكات معينة ‪ ،‬فاالختبار السوسيومتري هو طريقة‬
‫بحث في البيانات االجتماعية بواسطة قياس التجانس والتنافر الذي يوجد بين أفراد الجماعة‪.‬‬

‫و تهدف هذه الطريقة إلى‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة التفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على عالقات التقبل والنبذ المتبادل وغير المتبادل‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على القيادة في الجماعة‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على األفراد المعزولين و المنبوذين‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على الجماعات الفرعية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-3‬شروط االختبار السوسيومتري‪:‬‬

‫وضع مورينو عدة شروط لالختبار السوسيومتري يرى ضرورة وجودها وهي‪:‬‬

‫‪ -‬توضيح حدود الجماعة‪ .‬يجب أن تكون حدود الجماعة واضحة لألعضاء حيث يدرك كل عضو من أين تكون اختياراته‬
‫أو رفضه أي على من يجري هذا االختبار‪ ،‬وقد تكون هذه الحدود متمثلة في فصل دراسي أو جماعة نشاط ‪ .‬و يمكن‬
‫أن تكون هناك قائمة بأسماء األعضاء الذين تشكل منهم حدود االختيار‪.‬‬
‫‪ -‬السماح لألعضاء باختيار أو رفض أي عدد يشاءون دون التقيد بعدد معين و يوفر هذا الشرط صورة صادقة و حقيقية‬
‫عن العالقات في الجماعة دون تدخل من قبل الباحث في تلك االختيارات و إن كان ذلك يمثل صعوبة في التحليل‬
‫اإلحصائي‪.‬‬

‫‪-‬تحديد الموقف الذي يتم فيه االختيار أو الرفض حيث يجب تحديد الموقف االجتماعي الذي يراد من العضو أن يختار أو‬
‫يرفض فيه‪ .‬و هذا الموقف غير ثابت حيث أنه يتغير حسب الجماعة ذاتها حيث يوجد مواقف تناسب الجماعة المدرسية‬
‫مختلفة عن تلك التي تناسب جماعة الموظفين‪ .‬فمثال الموقف في جماعة مدرسية قد يكون‪ :‬الجوار في المقعد في الفصل‪-‬‬
‫اللعب في فناء المدرسة‪-‬االشتراك في الرحالت‪....‬الخ‪.‬و أما في جماعة الموظفين فقد يكون التعاون في أحد المهام أو‬
‫العمل في مهمة مشتركة و غيرها‪.‬‬

‫‪-‬يجب أن يكون الموقف االجتماعي موقفا حقيقيا بمعنى أنه يكون ذا صلة حقيقية بحياة الجماعة مشتقا من طبيعة نشاطها‬
‫فعلى المعلم أو اإلحصائي االجتماعي أن يراعي ذلك عند تصميم االختبار السوسيومتري فيختار من المواقف ما هو متصل‬
‫تماما بالحياة اليومية لألفراد ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يدرك األعضاء أن اختياراتهم اإليجابية أو السلبية سوف تلعب دو ار هاما في إعادة بناء الجماعة أو القيام بأي نشاط‬
‫جماعي‪.‬‬

‫‪-‬يجب أن يجرى هذا االختبار في جو يطمئن فيه أعضاء الجماعة إلى كفالة السرية حول اختياراتهم فلو شعر عضو‬
‫الجماعة أن اختياراته سوف يكشف عنها قد يدفعه ذلك إلى مجاملة بعض األعضاء الذين يمثلون قوة داخل الجماعة بغية‬
‫تمثال الحصول على بعض المكاسب من اختيارهم‪ .‬و قد ال يعبر ذلك عن اختيارات حقيقية‪.‬‬

‫‪-‬مالئمة األسئلة وصياغتها لمستوى فهم األعضاء و سنهم ‪،‬بحيث تكون واضحة ‪ .‬و هناك عدة شروط البد توافرها في‬
‫السؤال السوسيومتري من ناحية الصياغة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أي يكون السؤال محددا حقيقا بمعنى أن يكون بعيد عن االفتراضات أو التخمين ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون صياغة السؤال واضحة و كلماته مفهومة ومناسبة لمستوى السن الذي يجري عليه االختبار وال يكون معقدا‬
‫بعيدا عن مستوى األفراد أو فيه من األلفاظ ما هو جديد عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون السؤال قصي ار بسيطا ما أمكن هادفا إلى الموقف االجتماعي مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬و من الشروط المهمة إلجراء االختبار السوسيومتري هو أن يكون إجراءه على جماعات يعرف أفرادها بعضهم البعض‬
‫‪ ،‬و ال ينطبق ذلك على المجموعات الحديثة التكوين أو الجماعات الكبيرة الحجم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وعلى الرغم من أن الشروط السابقة هي التي تتفق بصفة عامة مع مفهوم مورينو إلجراء االختبار السوسيومتري إال أن‬
‫الدراسات التي استطاعت االلتزام بجميع هذه الشروط تعتبر قليلة نسبيا ‪ ،‬حيث قامت العديد من الدراسات بإجراء بعض‬
‫التعديالت على هذه الشروط ‪.‬‬

‫ومن بين هذه التعديالت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد االختيارات حيث يتغاضى هذا التعديل عن ضرورة ترك الحرية لألعضاء في اختيار أو رفض أي عدد من‬
‫األعضاء‪.‬و يطلب بناء على هذا التعديل أن يختار العضو عددا محددا من أعضاء الجماعة‪ ،‬حيث يقوم األخصائي‬
‫بتحديد هذا العدد كأن يقول له حدد ثالثة من األعضاء ترغب في اشتراكهم معك في الرحلة القادمة‪ .‬و يعود هذا التعديل‬
‫إلى بعض المساوئ المرتبطة بطول الزمن الذي يستغرقه االختبار‪ ،‬وازدياد الحرج‪ ،‬و صعوبات التحليل اإلحصائي(يكون‬
‫التحديد بثالثة اختيارات عادة)‪.‬‬
‫‪ -‬ترجيح االختيارات باألوزان النسبية بمعنى أن يطلب من فرد أن يرتب اختياراته في الموقف االجتماعي المعين حسب‬
‫األفضلية و تبدو أهمية هذا الترجيح عند حساب الدرجة السوسيومترية ‪.‬‬

‫‪-4‬أدوات السوسيومترية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصفوفة السوسيومترية‪:‬‬

‫بعد عملية تطبيق االختبار السوسيومتري‪ ،‬تتم معالجة معطياته عن طريق الخطوة األولى و هي وضع المصفوفة‬
‫السوسيومترية ‪ .‬و هي جدول ذو مدخلين في كل واحد قائمة ألسماء أفراد الجماعة( أو يعبر عنها بأرقام)‪ .‬و تدل المربعات‬
‫التي تتكون من تقاطع السطور الرأسية و األفقية على توزيع االختيارات حيث يوضح اختيار القبول أو الرفض برمز خاص‪.‬‬
‫وهناك مصفوفات تكون شاملة لكل االختيارات الفعلية أو المتوقعة سواء كانت إيجابية (قبول) أو سلبية (رفض) ولكنه من‬
‫األحسن وضع مصفوفة نمط من االختيارات لتسهيل قراءتها ‪.‬‬

‫مثال عن المصفوفة السوسيومترية لتوزيع االختيارات االيجابية ( اختيارات القبول)‪:‬‬

‫استالم االختيارات االيجابية( القبول)‬ ‫الرقم‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫(ق)‬ ‫ٌ(ق)‬ ‫(ق)‬ ‫‪1‬‬

‫ق‬ ‫ق‬ ‫(ق)‬ ‫‪2‬‬ ‫توزيع‬

‫(ق)‬ ‫ق‬ ‫(ق)‬ ‫‪3‬‬ ‫االختيارات االيجابية‬

‫(ق)‬ ‫ق‬ ‫(ق)‬ ‫‪4‬‬ ‫( القبول)‬

‫(ق)‬ ‫(ق)‬ ‫ق‬ ‫‪5‬‬

‫(ق)‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫‪6‬‬

‫‪9‬‬
‫(ق)‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫‪7‬‬

‫عدد االختيار االيجابي األول‬

‫عدد االختيار االيجابي الثاني‬

‫عدد االختيار االيجابي الثالث‬

‫عدد االختيارات المستلمة‬

‫عدد االختيارات المتبادلة‬

‫عدد االختيارات الفردية‬

‫حاصل االختيارات االيجابية(القبول)‬

‫من خالل هذه المصفوفة يتضح أن الطفل رقم (‪ )1‬قام بتوزيع اختيارات القبول لكل من الطفل رقم ‪ ،1‬الطفل رقم ‪ 3‬و الطفل‬
‫رقم ‪ .4‬و قد استلم خمس (‪ )9‬اختيارات من األطفال حاملي األرقام التالية‪ 9-4-3-1 :‬و‪، 7‬حيث كانت لديه ثالث‬
‫اختيارات متبادلة و ذلك مع كل من الطفل رقم ‪ ،1‬الطفل رقم ‪ 3‬و الطفل رقم ‪،4‬كما أنه استلم اختيارين (‪ )1‬فرديين من‬
‫قبل الطفل رقم ‪ 9‬و الطفل رقم ‪ 7‬حيث أن هذان الطفالن قاما باختياره و لكنه لم يبادلهما االختيار‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬السوسيوجرام‪:‬‬

‫إن أنماط االختيا رات من قبل األفراد تشكل شبكة العالقات الشخصية بين أعضاء الجماعة‪ ،‬ويطلق على هذه الشبكة اسم‬
‫البناء" السوسيومتري ‪"،‬التخطيط االجتماعي " ‪"،‬البناء االجتماعي" أو "بناء الجماعة"‪ .‬و يتمثل بناء نماذج االختيار بصفة‬
‫عامة في شكل رسم بياني يرمز ألعضاء الجماعة فيه بدوائر أو مثلثات صغيرة بينما يرمز لالختيارات بخطوط توصل‬
‫بينهم‪ .‬و هي تشير إلى ما يطلق عليه بالسوسسيوجرام‪.‬‬

‫وفيما يلي نقدم مثاال عن سوسيوجرام يوضح العالقات االجتماعية داخل إحدى الجماعات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫‪0‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-5‬أنواع العالقات التخطيطية االجتماعية‪ :‬تنقسم العالقات الشخصية االجتماعية إلى عدة أنواع تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عالقات مزدوجة متبادلة‪ :‬تظهر في التبادل القائم بين فردين‪ ،‬حيث يؤدي انتشار هذا النوع من العالقات إلى انعدام‬
‫التماسك الداخلي للجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬عالقات مركزية‪ :‬تظهر في اختيار الجماعة لفرد واحد منها حيث تسفر عن الزعامة و لهذه العالقات أهميتها البالغة‬
‫في معرفة التجمعات الداخلية للجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬عالقات متتابعة‪ :‬وتظهر في تتابع االختيار بين أفراد (مثل‪ 1‬يختار ‪ 1‬و ‪ 1‬يختار ‪ 3‬و ‪ 3‬يختار ‪ ....4‬و هكذا) حيث‬
‫يساعد هذا التتابع على انتشار اإلشاعات بسرعة داخل الجماعة ولذلك يصلح هذا النوع من العالقات لدراسة اإلشاعات‬
‫دراسة علمية‪.‬‬
‫‪ -‬عالقات منفردة‪ :‬تظهر في فشل الفرد في اجتذاب اآلخرين نحوه حيث أنه يختار اآلخرين لكنهم ال يختارونه و هذا‬
‫يسفر عن قصور و نقص في التكيف االجتماعي ‪ .‬و قد يؤدي هذا الفشل إلى نوع من الجنوح‪.‬‬
‫ما يميز المصفوفة السوسيومترية عن التخطيط االجتماعي هو أنها‪:‬‬
‫‪ -‬أسرع عن التخطيط في رصد العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تصلح لرصد استجابات الجماعات الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬تلخص العالقات في صورة رياضية تصلح للتحليل الدقيق‪.‬‬

‫و ما يميز السوسيوجرام عن المصفوفة‪ :‬هو قدرته على الكشف عن الجماعات المقفلة والعالقات الدائرية في حين أن‬
‫المصفوفة قد تشترك معه فقط في الكشف عن العالقات المركزية‪ ،‬الروابط المزدوجة و العالقات المنفردة ‪.‬‬

‫‪-6‬مصطلحات السوسيومترية‪ :‬هناك عدة مفاهيم تقترن باالختبار السوسيومتري حيث وضع "مورينو" معظمها وهي تتمثل‬
‫في‪:‬‬

‫*النجم ‪ :‬و قد استخدم مورينو مصطلح النجم لتبيين األشخاص األكثر اختيا ار من قبل المجموعة و هم الذين يشغلون‬
‫وضعية مركزية في المجموعة حيث نسميهم‪ :‬القائد‪/‬الشعبي‪..‬‬

‫المهمل‪ :‬يستخدم هذا المصطلح ليشير إلى من يستقبل اختيارات قليلة نسبيا في االختبار السوسيومتري و بالرغم من حصوله‬
‫على بعض االختيارات فإنه يتجه إلى أن يكون مهمال من قبل أغلبية أعضاء الجماعة‬

‫*المعزول‪ :‬هو بشكل عام العضو الذي ال يختار و ال يختار بمعنى أنه لو ترك له فرصة االختيارات المفتوحة نجد أنه ال‬
‫يختار أحدا كما أنه ال يتلقى اختيارات تقبل أو نبد من الجماعة أي أنه ال يلفت انتباه أعضاء الجماعة ‪.‬‬

‫المنبوذ‪ :‬هو العنصر الذي يحصل على اختيارات عكسية في االختبار السوسيومتري أي أنه يلفت انتباه أعضاء الجماعة‬
‫و لكنه انتباه ذو طبيعة نابذة أو سلبية ‪.‬‬
‫و هناك من الباحثين من يتحدث عن خمس مكانات سوسيومترية وهي تتمثل في‪:‬‬

‫*المرفوضون‪ :‬الذين يتحصلون على أقل اختيارات القبول و أكثر اختيارات الرفض‬

‫‪1‬‬
‫*الشعبيون‪ :‬الذين يتحصلون على قبول مرتفع و رفض ضعيف‪.‬‬
‫المثيرون‪ -‬للجدل ‪ : Controversés‬الذين يتحصلون على قبول مرتفع و رفض مرتفع‪.‬‬
‫*المهمل( المعزول)‪ :‬الذي يتحصل على قبول منخفض و رفض منخفض‪.‬‬
‫*المتوسط‪ :‬قبول متوسط و رفض متوسط‪.‬‬
‫‪-7‬استخدامات القياس السوسيومتري‪:‬‬

‫يمكن االستفادة من نتائج االختبار السوسيومتري و التي تستخلص من أدواته المتمثلة في السوسيوجرام و المصفوفة‬
‫السوسيومترية في عدة ميادين ‪ ،‬نلخصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬اجابة رغبات األفراد ‪ :‬يتم تحقيق رغبات أفراد ا لجماعة بناء على نتائج االختبار و وفقا لطبيعة الموقف الذي تم على‬
‫أساسه االختيار و التفضيل و ذلك حتى يشعر أعضاء الجماعة بتحقيق رغباتهم و بالتالي حسم تفكيرهم لعدد من المواقف‬
‫االجتماعية في الجماعة و حتى يشعروا بأهمية استجاباتهم للموقف السوسيومتري‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة لحاالت الفردية ‪ :‬يستخدم االختبار السوسيومتري في دراسة الحاالت الفردية و من األمثلة التي توضح أهميته‬
‫العلمية ‪ ،‬حالة طفل في المرحلة االبتدائية و التي كانت تلفت االنتباه حيث أن مالحظة المعلمة كانت تؤكد أن لهذا الطفل‬
‫أصدقاء كثيرون و انه عادي من ناحية عالقاته ببق ية األطفال و عند تطبيق االختبار السوسيومتري وجد أن هذا الطفل‬
‫يعطي اختيارات لكنه ال يتلقى أي اختيار و هذا يخالف مالحظة المعلمة ‪ .‬و كان هذا األمر يستدعي الدراسة و بعد عدة‬
‫مقابالت شخصية مع الطفل و مع من يحتك بهم من األطفال ‪ ،‬وجد انه يميل إلى السيطرة و العدوان ‪ .‬و هذا يفسر إلى‬
‫حد معقول المظهر الذي يبدو عليه من وجود صداقات له و لكنه في الواقع عندما أتيحت الفرصة لألطفال اآلخرين فإنهم‬
‫عبروا بصدق عن اختياراتهم و بالتالي رفضهم له‪.‬‬

‫‪-‬تكوين جماعات العمل‪ :‬يمكن استخدام السوسيوجرام في تكوين المجموعات الصغيرة أو اللجان التي سوف يعمل أعضاؤها‬
‫سويا حيث أنه البد من األخذ بعين االعتبار تناسب حجم الجماعة مع أقصى عدد لالختيارات حتى يتم تكوين جماعات‬
‫متجانسة من الناحية السوسيومترية ‪.‬‬

‫‪ -‬القيادة‪ :‬تستخدم االختبارات السوسيومترية في مجال القيادة ‪ ،‬و تعتبر الدراسة التي قامت بها هيلين جيننجز في مؤسسة‬
‫تقيم بها جماعة من الفتيات المنحرفات من األعمال الرائدة في هذا الميدان ‪،‬كان المعيار هو الزمالة على مائدة الطعام ‪.‬وقد‬
‫وضحت النتائج أن تحليل خريطة العالقات االجتماعية يساعد على التعرف على قادة الجماعة و على توقع تسلسل القيادة‬
‫في حالة تغير المعايير التي يتم بناء عليها إجراء االختبار السوسيومتري‪.‬‬

‫‪-‬التكيف االجتماعي‪ :‬تبين االختيارات السوسيومترية مدى قدرة الفرد على التفاعل االجتماعي كعضو في جماعة معينة ‪.‬‬
‫و يتم باستخدام األساليب السوسيومترية الكشف عن األفراد سيئي التكيف حيث يتطلب األمر دراسة دقيقة لحالة كل فرد‬
‫على حدى ‪ .‬و هنا تشير البحوث أن األفراد الذين ينزعون إلى السيطرة و المشكلين يحصلون على اختيارات سوسيومترية‬
‫أقل مما يحصل عليه األفراد العاديون بينما يحصل األفراد المنطلقون و الذين يمكن االعتماد عليهم على اختيارات أكثر من‬
‫المتوسط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-8‬التطبيقات العملية لالختبارات السوسيومترية‪ :‬من أهم المبادىء التي قام عليها االختبار السوسيومتري كما وضعه‬
‫مورينو هو استخدام نتائجه في إعادة تنظيم و بناء الجماعة‪ .‬و قد كان لذلك أثره على إقبال األخصائيين في ميادين متعددة‬
‫على استخدام السوسيومترية ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى سهولة ترجمة نتائج هذه االختبارات إلى توصيات عملية‪ .‬و من أهم‬
‫التطبيقات العملية لالختبارات السوسيومترية ‪:‬‬

‫* التطبيقات التربوية‪ :‬فقد كان مورينو أول من بدأ بتطبيق األساليب السويومترية في المدارس و قد أشار إلى صعوبة‬
‫االعتماد على تقديرات المدرسين للمكانة السوسيومترية للتالميذ‪ .‬و قد أوضحت بعض الدراسات انخفاض االرتباط بين‬
‫تقديرات المدرسين و بين نتائج االختبارات السوسيومترية ‪ ،‬حيث أنه غالبا ما يبالغ المدرس في تقدير مكانة من يميل اليهم‬
‫من االطفال بينما يقل تقديره لمكانة من ال يميل إليهم ‪ .‬و تستخدم األساليب السوسيومترية لقياس التقدم في العالقات‬
‫االنسانية داخل الفصل‪ ،‬و لتحسينها عن طريق إعادة بناء الجماعة على أساس نتائجها‪ .‬و يستدل على التقدم إما عن طريق‬
‫ارتفاع المكانة السوسيومترية ألعضاء كانت مكانتهم منخفضة سابقا ‪ ،‬أو عن طريق توزيع االختيارات على عدد أكبر من‬
‫أفراد الفصل‪ .‬وقد يصاحب إعادة تنظيم بناء الجماعة عالجا فرديا او جماعيا ‪ .‬و تشير بعض الدراسات إلى أنه من المفيد‬
‫دائما استخدام قادة الفصل في مساعدة المعزولين على االندماج في حياة الجماعة و في تدريبهم على ذلك‪.‬‬

‫* التطبيقات في ميدان العالج النفسي‪ :‬فانه من الطبيعي أن يكون لألساليب السوسيومترية دورها في العالج النفسي ‪،‬‬
‫نظ ار ألهمية العالقات بين األشخاص في توافق األفراد و في عملية العالج حيث تسهم هذه األساليب اليوم في تشخيص‬
‫الحاالت الفردية ‪ ،‬في اختيار المرضى للعالج الجماعي‪ ،‬في وضع الخطة العالجية و في تقويم العالج ‪.‬‬

‫‪1‬‬

You might also like