Professional Documents
Culture Documents
ي تكون مصطلح " ديناميكية الجماعة"من مفهومين أساسيين " الديناميكية" و" الجماعة" ،هذا األخير تم التطرق إليه بشكل
مفصل في المحور األول و بهذا ننتقل إلى مفهوم " الديناميكية" لتوضيح أكثر للمصطلح.
يعود مصطلح " ديناميك" dynamiqueإلى المجال الفيزيائي ،و الذي يقصد به في مجال الميكانيك مختلف العالقات
التي تكون بين القوى و الحركات الناتجة عنها ،و يدل المصطلح على القوة و الحركة و الحيوية و نقيضه " الثبات" و "
السكون".statiqueأما في المجال النفسو-اجتماعي فان الدينامية هي مختلف القوى االيجابية و السلبية التي تتحكم في
الجماعة و تساعدها على التوازن و التطور و االندماج أو االنكماش و التشتت.كما أنها عبارة عن التفاعالت البنيوية
الوظيفية التي تتحكم في نسق الجماعة،إذ أن كل تغيير يمس عنص ار فرديا داخل شبكة الجماعة و نسقها البنيوي فإنه يؤثر
على باقي العناصر األخرى سلبا أو إيجابا.
و بالتالي ،فإن الدينامية هي التفاعل النفسي و االجتماعي الذي يدور بين أعضائها بشكل بنيوي و وظيفي .كما أن الدينامية
عبارة عن مثيرات و استجابات بالمفهوم السلوكي للتفاعل داخل الجماعة ،فعندما يصدر عن فرد ما سلوك معين داخل
الجماعة الواحدة يكون له استجابات فورية من قبل باقي أفراد الجماعة.
و يعني هذا أن" ديناميكية الجماعات" عبارة عن قوى تفاعلية تساهم في تحريك الجماعة و تغيير اتجاهات أفرادها و ميوالتهم
الشخصية و تطوير رؤاهم الذاتية ايجابيا أو شحنها بمكونات سلبية تهدد تماسك الجماعة و انسجامها و اتساقها الوظيفي.
و نظ ار ،لتعدد أنماط سلوك أعضاء الجماعة و تفاوت ميوالتهم و عاداتهم و اتجاهاتهم و قيمهم فان ذلك يجعل المجال
الدينامي للجماعة ينبض بالتفاعل و الحيوية الالزمة لنمو الفرد و نمو الجماعة في نفس الوقت .فمن خالل التفاعل
االجتماعي تحدث مثيرات و استجابات بين أفراد الجماعة ،حيث تختلف هذه المثيرات و االستجابات باختالف المواقف و
اختالف األدوار .و ينتج عن هذا التفاعل تقبل أو عدم تقبل ،نبذ أو استنكار ،تجاهل بين األفراد ،صداقات و مودة ،تجاوب
و نفور و كراهية..الخ.
و بهذا يمكن أن نعرف دينامية الجماعات على أنها ":تهتم ببناء الجماعة و مراقبة سيرورتها النمائية و رصد التفاعالت
النفسية و االجتماعية التي توجد بين األفراد داخل الكل الجماعي".
-2مرتكزات ديناميكية الجماعات:
تستند ديناميكية الجماعات إلى عدة مرتكزات ابستمولوجية يمكن حصرها في أبحاث الفالسفة و السوسيولوجيين األوروبيين
الذين اهتموا بالجماعة و وضعوا أسس ديناميكية الجماعات مثل دور كايم ،جان بول سارتر ،جورج ميد و شارلي كولي .
1
و تعود أسس هذا العلم إلى أبحاث العالم األلماني كارت لوين Kurt Lewinحيث طبق منهجية تجريبية سيكواجتماعية
ديناميكية على مجموعات اصطناعية من خالل الجمع بين التنظير و التطبيق و دراسة بنيات الجماعات و وظائفها مع
التركيز على المنشط و أنواع القيادة .كما كانت السوسيومترية التي وضعها جاكوب مورينو Morenoمن اآلليات اإلجرائية
لفهم الجماعات و تفسير تفاعالتها البنيوية و الوظيفية حيث استخدم تقنية السوسيوغرام و السيكودراما في تكفله بالمرضى
المنعزلين بإجراء تحليل نفسي و اجتماعي لهم و كذلك في تنشيط الجماعات.كما استفادت ديناميكية الجماعات من أبحاث
الطب النفسي و التحليل النفسي المرتكز على الجماعة كأعمال فرويد Freudو أنزيو Anzieuو غيرهما .استفادت
ديناميكية الجماعات أيضا من النظريات المعرفية في إطار علم النفس المعرفي منذ الستينات من القرن العشرين و االنطالق
من نتائج البيداغوجيا المؤسساتية مع جورج الباساد ( Lappassadو هي مجموعة التقنيات و الطرائق و المؤسسات
الداخلية المنبثقة من الممارسة داخل األقسام التعاونية في أفق خلق نشاط تربوي حر و هادف و مشترك ،يساهم في انجازه
جميع األطفال ) ،باإلضافة إلى االستفادة من نتائج النظرية الالتوجيهية ل كارل روجرز.Rogers
و قد تناولت ظاهرة دينامية الجماعات عدة مقاربات قصد معرفة التفاعالت و مجمل القوى التي تتحكم فيها و تساهم في
تفعيل تنظيمها الداخلي الذاتي سلبا أو ايجابا.من بين هذه المقاربات نذكر:المقاربات الدينامية كأعمال لوين ،المقاربة
التفاعلية كأعمال مورينو ،المقاربة السيكولوجية كأعمال فرويد ،أنزيو ،بيون Bionو غيرهم ،المقاربة السوسيولوجية كأعمال
موسكوفيسي و المقاربة المؤسساتية كأعمال الباساد.
و يتضح من خالل المقاربات السابقة أن ثمة ثالثة أصناف من المناهج طبقت على ديناميكية الجماعات :المناهج
التجريبية ،المناهج االكلينيكية و مناهج التحليل النفسي.كما طبقت األبحاث و النظريات السيكواجتماعية في مجال ديناميكيات
الجماعات إما على جماعات طبيعية واقعية و إما على جماعات اصطناعية مشكلة بشكل انتقائي من أجل البحث و تطبيق
الفرضيات كما هو الحال مع لوين.
-3التفاعل االجتماعي :أهم مفاهيم ميدان ديناميكية الجماعات
يعد مفهوم " التفاعل االجتماعي" من المفاهيم األساسية في ميدان ديناميكية الجماعات كما يعتبره العديد من الباحثين
من أهم محددات تكوين الجماعات و أهم عناصر العالقات االجتماعية.
-1-3تعريف التفاعل االجتماعي:
2
تعريف ":3هو عملية تنشأ من خالل شبكة العالقات االجتماعية التي تقوم بين أفراد الجماعة و يؤثر التفاعل
االجتماعي بصورة تبدو واضحة في تبادل األفكار ،المشاعر و التصرفات.و بهذا فان الجماعة تعيش عملية
التفاعل االجتماعي الذي يعتبر أحد محكاتها األساسية "
تعريف":4هو العملية التي يرتبط بها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقليا و دافعيا و في الحاجات و الرغبات
و الوسائل و الغايات و المعارف و ما شابه ذلك ،و اجرائيا يحدث التفاعل عندما يتصل فردان أو أكثر(ليس
بالضرورة اتصاال ماديا)و يحدث نتيجة لذلك تعديل للسلوك ".
من خالل التعاريف السابقة نستخلص ما يلي:
-التفاعل االجتماعي أوال و قبل كل شيء هو تبادل ما بين أعضاء الجماعة (بين الفرد و جماعته) و بهذا فهو
يستلزم اتصال مع فعل ) (avec actionفي االتجاهين.
-التفاعل االجتماعي هو عملية اجتماعية قاعدية فهو ظاهرة حيوية للجماعة.
-يعد التفاعل االجتماعي الوحدة التي تقاس بها المشاركة داخل الجماعة (فعل-رد فعل ،تدخل-استجابة).
-تختلف نوعية التفاعل مع درجة نضج الجماعة كما أنه يمكن أن يكون له جانب سلبي عندما يكون أداة لتصفية
حسابات أو معارضة من أجل المعارضة كما يكون له جانب ايجابي عندما يكون محركا للفعالية و اإلبداع و
االنتاجية.
-تتم عمليات التفاعل االجتماعي عبر وسائط مختلفة :وسائط لفظية(تضم الكالم الذي يدور في نطاق اللغة المستخدمة
كإعطاء تعليمات ،طرح أسئلة ،شرح و إلقاء معلومات أو تعليمات الخ )،وسائط غير لفظية(تضم كل ما هو غير
لفظي و كل ما يشكل مثي ار الستجابات سلوكية مختلفة تسهم في إحداث عملية التفاعل االجتماعي و تنشيطها مثل
تعبيرات الوجه ،حركات الجسم ،المالمسة الجسدية كالمصافحة .
و يندرج ضمن كل هذا استخدام األجهزة و األدوات و غيرها كالهاتف ،األنترنت الخ.
-2-3قياس و تحليل التفاعل االجتماعي :
نظرية بيلزBalesتعتبر نظرية "بيلز" من أهم نظريات التفاعل االجتماعي و لقد حاول صاحبها من خاللها دراسة مراحل
و أنماط التفاعل االجتماعي و ذلك في مواقف اجتماعية تجريبية.و قد وضح ذلك في كتابه" تحليل عملية التفاعل
االجتماعي " حيث يعتبر نموذجه مرجعا هاما في أساليب البحث في ديناميات الجماعة.
-كيف يحلل التفاعل؟
يبدأ التحليل من تقييم مواقف المشاركين و األدوار التي يقوم بها كل فرد و يستمر هذا التحليل من خالل تقييم مستوى
المشاركة التي تصل إليه الجماعة ،و البحث الذي أجراه األمريكي بايلز سنة 1591م يعتبر من أهم البحوث في هذا
الميدان.
ينطلق البحث من مالحظة موضوعية لمناقشة يكون فيها المالحظ خارج الجماعة أي في رك
3
ن من أركان الغرفة أو وراء مرآة حيث يمكنه مالحظة أفراد الجماعة و هم ال يمكنهم مالحظته ،كما أنه ال يجب تعيين
أي قائد لتوجيه المناقشة و تسييرها .ما يتم مالحظته يسمى " وحدات سلوكية" سواء كانت لفظية لغوية أو غير لفظية ،و
يمكن إدماج هذه الوحدات السلوكية ضمن فئات حيث أنه من خالل المناقشات التي لوحظت داخل هذه الجماعة سجلت
11فئة تتوزع على أربع مناطق أو مجاالت كما هي موضحة في المخطط المرفق .
-المجال :1هي المنطقة االجتماعية الوجدانية االيجابية و تتضمن الفئة .3-1-1
-المجال :1هي المنطقة االجتماعية العملية االيجابية و تتضمن الفئة.6-9-4
-المجال :3هي المنطقة االجتماعية العملية السلبية و تتضمن الفئة .5-8-7
-المجال :4هي المنطقة االجتماعية الوجدانية السلبية و تتضمن الفئة .11-11-11
أظهر بايلز أن توزيع التدخالت يختلف حسب األهداف التي تريد الجماعة اتباعها مثال حل مشكل ما ،مناقشة موضوع ما
أو عالجه .من خالل هذه الفئات يمكن تصنيف أوال نماذج للتفاعالت داخل الجماعة و ثانيا فهم سير المناقشة و دور
المشاركين فيها .
و قد توصل بايلز إلى أن السيرورة النموذجية في حل مشكل الجماعة يمر بعدة م ارحل و هي مراحل التفاعل االجتماعي.
4
5
-3-3مراحل التفاعل االجتماعي حسب نموذج بايلز:
6
و قد كان من نتيجة المالحظات التي قام بها الباحث هو عملية تمايز و توزيع األدوار االجتماعية داخل الجماعة حيث
وجد أن بعض األفراد يبدؤون في التخصص في أنماط السلوك فقد يظهر عضو ما متخصصا في المشكالت االجتماعية
أو الفردية في الجماعة و يكون بذلك سلوكه من النوع االجتماعي االنفعالي الموجب حيث أنه يهتم أساسا بتماسك الجماعة
و يحاول دائما أن يزيل التوتر و هكذا يتوقع األفراد اآلخرون مثل هذا السلوك منه في كل مرة ،و يصبح له هذا الدور في
الجماعة و هكذا تتبلور األدوار األخرى لألفراد اآلخرين حيث ينظر إلى األدوار الهامة االيجابية على أنها أدوار قيادية.
و كخالصة لما جاء حول طريقة بايلز في تقييم التفاعل االجتماعي داخل الجماعة ،فإنها طريقة تقدم إرشادات مهمة فيما
يتعلق بالشخصيات المتميزة ألعضاء الجماعة ،تنظيم الجماعة ،األحداث التي تنشأ عن طبيعة المشكلة و التي تتغير
بتفاعل أفراد الجماعة .كما أنها تسمح بالتمييز بين الميدان الوجداني العاطفي و المجال العملي داخل الجماعة ،و بشكل
عام فهي تفيد في دراسة أشكال حياة الجماعة و وظائفها.
-1مفهوم السوسيومترية:
يعد مورينو مؤسس السوسيومترية ،و هي تدرس التفاعالت االجتماعية في دينامية الجماعة ،حيث تسمح من خالل منهجية
المقياس السوسيومتري من تحليل البناءات االجتماعية للجماعات كالثنائيات و الثالثيات ،و كذلك معرفة المكانة االجتماعية
لألفراد داخل الجماعة .و بهذا يعد االختبار السوسيومتري هو الوسيلة العلمية لقياس العالقات االجتماعية المتبادلة في
الجماعة.
-2االختبار السوسيومتري:
يعرف مورينو االختبار السوسيومتري على أنه ":وسيلة قياس التنظيم االجتماعي لجماعة ما إذ يطلب في االختبار من أفراد
الجماعة أن يختاروا أفرادا آخرين من الجماعة التي ينتمون إليها وفق محكات معينة ،فاالختبار السوسيومتري هو طريقة
بحث في البيانات االجتماعية بواسطة قياس التجانس والتنافر الذي يوجد بين أفراد الجماعة.
7
-3شروط االختبار السوسيومتري:
وضع مورينو عدة شروط لالختبار السوسيومتري يرى ضرورة وجودها وهي:
-توضيح حدود الجماعة .يجب أن تكون حدود الجماعة واضحة لألعضاء حيث يدرك كل عضو من أين تكون اختياراته
أو رفضه أي على من يجري هذا االختبار ،وقد تكون هذه الحدود متمثلة في فصل دراسي أو جماعة نشاط .و يمكن
أن تكون هناك قائمة بأسماء األعضاء الذين تشكل منهم حدود االختيار.
-السماح لألعضاء باختيار أو رفض أي عدد يشاءون دون التقيد بعدد معين و يوفر هذا الشرط صورة صادقة و حقيقية
عن العالقات في الجماعة دون تدخل من قبل الباحث في تلك االختيارات و إن كان ذلك يمثل صعوبة في التحليل
اإلحصائي.
-تحديد الموقف الذي يتم فيه االختيار أو الرفض حيث يجب تحديد الموقف االجتماعي الذي يراد من العضو أن يختار أو
يرفض فيه .و هذا الموقف غير ثابت حيث أنه يتغير حسب الجماعة ذاتها حيث يوجد مواقف تناسب الجماعة المدرسية
مختلفة عن تلك التي تناسب جماعة الموظفين .فمثال الموقف في جماعة مدرسية قد يكون :الجوار في المقعد في الفصل-
اللعب في فناء المدرسة-االشتراك في الرحالت....الخ.و أما في جماعة الموظفين فقد يكون التعاون في أحد المهام أو
العمل في مهمة مشتركة و غيرها.
-يجب أن يكون الموقف االجتماعي موقفا حقيقيا بمعنى أنه يكون ذا صلة حقيقية بحياة الجماعة مشتقا من طبيعة نشاطها
فعلى المعلم أو اإلحصائي االجتماعي أن يراعي ذلك عند تصميم االختبار السوسيومتري فيختار من المواقف ما هو متصل
تماما بالحياة اليومية لألفراد .
-أن يدرك األعضاء أن اختياراتهم اإليجابية أو السلبية سوف تلعب دو ار هاما في إعادة بناء الجماعة أو القيام بأي نشاط
جماعي.
-يجب أن يجرى هذا االختبار في جو يطمئن فيه أعضاء الجماعة إلى كفالة السرية حول اختياراتهم فلو شعر عضو
الجماعة أن اختياراته سوف يكشف عنها قد يدفعه ذلك إلى مجاملة بعض األعضاء الذين يمثلون قوة داخل الجماعة بغية
تمثال الحصول على بعض المكاسب من اختيارهم .و قد ال يعبر ذلك عن اختيارات حقيقية.
-مالئمة األسئلة وصياغتها لمستوى فهم األعضاء و سنهم ،بحيث تكون واضحة .و هناك عدة شروط البد توافرها في
السؤال السوسيومتري من ناحية الصياغة وهي:
-يجب أي يكون السؤال محددا حقيقا بمعنى أن يكون بعيد عن االفتراضات أو التخمين .
-أن تكون صياغة السؤال واضحة و كلماته مفهومة ومناسبة لمستوى السن الذي يجري عليه االختبار وال يكون معقدا
بعيدا عن مستوى األفراد أو فيه من األلفاظ ما هو جديد عليهم.
-أن يكون السؤال قصي ار بسيطا ما أمكن هادفا إلى الموقف االجتماعي مباشرة .
-و من الشروط المهمة إلجراء االختبار السوسيومتري هو أن يكون إجراءه على جماعات يعرف أفرادها بعضهم البعض
،و ال ينطبق ذلك على المجموعات الحديثة التكوين أو الجماعات الكبيرة الحجم.
8
وعلى الرغم من أن الشروط السابقة هي التي تتفق بصفة عامة مع مفهوم مورينو إلجراء االختبار السوسيومتري إال أن
الدراسات التي استطاعت االلتزام بجميع هذه الشروط تعتبر قليلة نسبيا ،حيث قامت العديد من الدراسات بإجراء بعض
التعديالت على هذه الشروط .
-تحديد االختيارات حيث يتغاضى هذا التعديل عن ضرورة ترك الحرية لألعضاء في اختيار أو رفض أي عدد من
األعضاء.و يطلب بناء على هذا التعديل أن يختار العضو عددا محددا من أعضاء الجماعة ،حيث يقوم األخصائي
بتحديد هذا العدد كأن يقول له حدد ثالثة من األعضاء ترغب في اشتراكهم معك في الرحلة القادمة .و يعود هذا التعديل
إلى بعض المساوئ المرتبطة بطول الزمن الذي يستغرقه االختبار ،وازدياد الحرج ،و صعوبات التحليل اإلحصائي(يكون
التحديد بثالثة اختيارات عادة).
-ترجيح االختيارات باألوزان النسبية بمعنى أن يطلب من فرد أن يرتب اختياراته في الموقف االجتماعي المعين حسب
األفضلية و تبدو أهمية هذا الترجيح عند حساب الدرجة السوسيومترية .
-4أدوات السوسيومترية:
بعد عملية تطبيق االختبار السوسيومتري ،تتم معالجة معطياته عن طريق الخطوة األولى و هي وضع المصفوفة
السوسيومترية .و هي جدول ذو مدخلين في كل واحد قائمة ألسماء أفراد الجماعة( أو يعبر عنها بأرقام) .و تدل المربعات
التي تتكون من تقاطع السطور الرأسية و األفقية على توزيع االختيارات حيث يوضح اختيار القبول أو الرفض برمز خاص.
وهناك مصفوفات تكون شاملة لكل االختيارات الفعلية أو المتوقعة سواء كانت إيجابية (قبول) أو سلبية (رفض) ولكنه من
األحسن وضع مصفوفة نمط من االختيارات لتسهيل قراءتها .
9
(ق) ق ق 7
من خالل هذه المصفوفة يتضح أن الطفل رقم ( )1قام بتوزيع اختيارات القبول لكل من الطفل رقم ،1الطفل رقم 3و الطفل
رقم .4و قد استلم خمس ( )9اختيارات من األطفال حاملي األرقام التالية 9-4-3-1 :و، 7حيث كانت لديه ثالث
اختيارات متبادلة و ذلك مع كل من الطفل رقم ،1الطفل رقم 3و الطفل رقم ،4كما أنه استلم اختيارين ( )1فرديين من
قبل الطفل رقم 9و الطفل رقم 7حيث أن هذان الطفالن قاما باختياره و لكنه لم يبادلهما االختيار.
ثانيا :السوسيوجرام:
إن أنماط االختيا رات من قبل األفراد تشكل شبكة العالقات الشخصية بين أعضاء الجماعة ،ويطلق على هذه الشبكة اسم
البناء" السوسيومتري "،التخطيط االجتماعي " "،البناء االجتماعي" أو "بناء الجماعة" .و يتمثل بناء نماذج االختيار بصفة
عامة في شكل رسم بياني يرمز ألعضاء الجماعة فيه بدوائر أو مثلثات صغيرة بينما يرمز لالختيارات بخطوط توصل
بينهم .و هي تشير إلى ما يطلق عليه بالسوسسيوجرام.
وفيما يلي نقدم مثاال عن سوسيوجرام يوضح العالقات االجتماعية داخل إحدى الجماعات.
9
2 3
8
5
1 4 1
7
0
6
1
-5أنواع العالقات التخطيطية االجتماعية :تنقسم العالقات الشخصية االجتماعية إلى عدة أنواع تتمثل فيما يلي:
-عالقات مزدوجة متبادلة :تظهر في التبادل القائم بين فردين ،حيث يؤدي انتشار هذا النوع من العالقات إلى انعدام
التماسك الداخلي للجماعة.
-عالقات مركزية :تظهر في اختيار الجماعة لفرد واحد منها حيث تسفر عن الزعامة و لهذه العالقات أهميتها البالغة
في معرفة التجمعات الداخلية للجماعة.
-عالقات متتابعة :وتظهر في تتابع االختيار بين أفراد (مثل 1يختار 1و 1يختار 3و 3يختار ....4و هكذا) حيث
يساعد هذا التتابع على انتشار اإلشاعات بسرعة داخل الجماعة ولذلك يصلح هذا النوع من العالقات لدراسة اإلشاعات
دراسة علمية.
-عالقات منفردة :تظهر في فشل الفرد في اجتذاب اآلخرين نحوه حيث أنه يختار اآلخرين لكنهم ال يختارونه و هذا
يسفر عن قصور و نقص في التكيف االجتماعي .و قد يؤدي هذا الفشل إلى نوع من الجنوح.
ما يميز المصفوفة السوسيومترية عن التخطيط االجتماعي هو أنها:
-أسرع عن التخطيط في رصد العالقات االجتماعية.
-تصلح لرصد استجابات الجماعات الكبيرة.
-تلخص العالقات في صورة رياضية تصلح للتحليل الدقيق.
و ما يميز السوسيوجرام عن المصفوفة :هو قدرته على الكشف عن الجماعات المقفلة والعالقات الدائرية في حين أن
المصفوفة قد تشترك معه فقط في الكشف عن العالقات المركزية ،الروابط المزدوجة و العالقات المنفردة .
-6مصطلحات السوسيومترية :هناك عدة مفاهيم تقترن باالختبار السوسيومتري حيث وضع "مورينو" معظمها وهي تتمثل
في:
*النجم :و قد استخدم مورينو مصطلح النجم لتبيين األشخاص األكثر اختيا ار من قبل المجموعة و هم الذين يشغلون
وضعية مركزية في المجموعة حيث نسميهم :القائد/الشعبي..
المهمل :يستخدم هذا المصطلح ليشير إلى من يستقبل اختيارات قليلة نسبيا في االختبار السوسيومتري و بالرغم من حصوله
على بعض االختيارات فإنه يتجه إلى أن يكون مهمال من قبل أغلبية أعضاء الجماعة
*المعزول :هو بشكل عام العضو الذي ال يختار و ال يختار بمعنى أنه لو ترك له فرصة االختيارات المفتوحة نجد أنه ال
يختار أحدا كما أنه ال يتلقى اختيارات تقبل أو نبد من الجماعة أي أنه ال يلفت انتباه أعضاء الجماعة .
المنبوذ :هو العنصر الذي يحصل على اختيارات عكسية في االختبار السوسيومتري أي أنه يلفت انتباه أعضاء الجماعة
و لكنه انتباه ذو طبيعة نابذة أو سلبية .
و هناك من الباحثين من يتحدث عن خمس مكانات سوسيومترية وهي تتمثل في:
*المرفوضون :الذين يتحصلون على أقل اختيارات القبول و أكثر اختيارات الرفض
1
*الشعبيون :الذين يتحصلون على قبول مرتفع و رفض ضعيف.
المثيرون -للجدل : Controversésالذين يتحصلون على قبول مرتفع و رفض مرتفع.
*المهمل( المعزول) :الذي يتحصل على قبول منخفض و رفض منخفض.
*المتوسط :قبول متوسط و رفض متوسط.
-7استخدامات القياس السوسيومتري:
يمكن االستفادة من نتائج االختبار السوسيومتري و التي تستخلص من أدواته المتمثلة في السوسيوجرام و المصفوفة
السوسيومترية في عدة ميادين ،نلخصها فيما يلي :
-اجابة رغبات األفراد :يتم تحقيق رغبات أفراد ا لجماعة بناء على نتائج االختبار و وفقا لطبيعة الموقف الذي تم على
أساسه االختيار و التفضيل و ذلك حتى يشعر أعضاء الجماعة بتحقيق رغباتهم و بالتالي حسم تفكيرهم لعدد من المواقف
االجتماعية في الجماعة و حتى يشعروا بأهمية استجاباتهم للموقف السوسيومتري.
-دراسة لحاالت الفردية :يستخدم االختبار السوسيومتري في دراسة الحاالت الفردية و من األمثلة التي توضح أهميته
العلمية ،حالة طفل في المرحلة االبتدائية و التي كانت تلفت االنتباه حيث أن مالحظة المعلمة كانت تؤكد أن لهذا الطفل
أصدقاء كثيرون و انه عادي من ناحية عالقاته ببق ية األطفال و عند تطبيق االختبار السوسيومتري وجد أن هذا الطفل
يعطي اختيارات لكنه ال يتلقى أي اختيار و هذا يخالف مالحظة المعلمة .و كان هذا األمر يستدعي الدراسة و بعد عدة
مقابالت شخصية مع الطفل و مع من يحتك بهم من األطفال ،وجد انه يميل إلى السيطرة و العدوان .و هذا يفسر إلى
حد معقول المظهر الذي يبدو عليه من وجود صداقات له و لكنه في الواقع عندما أتيحت الفرصة لألطفال اآلخرين فإنهم
عبروا بصدق عن اختياراتهم و بالتالي رفضهم له.
-تكوين جماعات العمل :يمكن استخدام السوسيوجرام في تكوين المجموعات الصغيرة أو اللجان التي سوف يعمل أعضاؤها
سويا حيث أنه البد من األخذ بعين االعتبار تناسب حجم الجماعة مع أقصى عدد لالختيارات حتى يتم تكوين جماعات
متجانسة من الناحية السوسيومترية .
-القيادة :تستخدم االختبارات السوسيومترية في مجال القيادة ،و تعتبر الدراسة التي قامت بها هيلين جيننجز في مؤسسة
تقيم بها جماعة من الفتيات المنحرفات من األعمال الرائدة في هذا الميدان ،كان المعيار هو الزمالة على مائدة الطعام .وقد
وضحت النتائج أن تحليل خريطة العالقات االجتماعية يساعد على التعرف على قادة الجماعة و على توقع تسلسل القيادة
في حالة تغير المعايير التي يتم بناء عليها إجراء االختبار السوسيومتري.
-التكيف االجتماعي :تبين االختيارات السوسيومترية مدى قدرة الفرد على التفاعل االجتماعي كعضو في جماعة معينة .
و يتم باستخدام األساليب السوسيومترية الكشف عن األفراد سيئي التكيف حيث يتطلب األمر دراسة دقيقة لحالة كل فرد
على حدى .و هنا تشير البحوث أن األفراد الذين ينزعون إلى السيطرة و المشكلين يحصلون على اختيارات سوسيومترية
أقل مما يحصل عليه األفراد العاديون بينما يحصل األفراد المنطلقون و الذين يمكن االعتماد عليهم على اختيارات أكثر من
المتوسط.
1
-8التطبيقات العملية لالختبارات السوسيومترية :من أهم المبادىء التي قام عليها االختبار السوسيومتري كما وضعه
مورينو هو استخدام نتائجه في إعادة تنظيم و بناء الجماعة .و قد كان لذلك أثره على إقبال األخصائيين في ميادين متعددة
على استخدام السوسيومترية ،هذا باإلضافة إلى سهولة ترجمة نتائج هذه االختبارات إلى توصيات عملية .و من أهم
التطبيقات العملية لالختبارات السوسيومترية :
* التطبيقات التربوية :فقد كان مورينو أول من بدأ بتطبيق األساليب السويومترية في المدارس و قد أشار إلى صعوبة
االعتماد على تقديرات المدرسين للمكانة السوسيومترية للتالميذ .و قد أوضحت بعض الدراسات انخفاض االرتباط بين
تقديرات المدرسين و بين نتائج االختبارات السوسيومترية ،حيث أنه غالبا ما يبالغ المدرس في تقدير مكانة من يميل اليهم
من االطفال بينما يقل تقديره لمكانة من ال يميل إليهم .و تستخدم األساليب السوسيومترية لقياس التقدم في العالقات
االنسانية داخل الفصل ،و لتحسينها عن طريق إعادة بناء الجماعة على أساس نتائجها .و يستدل على التقدم إما عن طريق
ارتفاع المكانة السوسيومترية ألعضاء كانت مكانتهم منخفضة سابقا ،أو عن طريق توزيع االختيارات على عدد أكبر من
أفراد الفصل .وقد يصاحب إعادة تنظيم بناء الجماعة عالجا فرديا او جماعيا .و تشير بعض الدراسات إلى أنه من المفيد
دائما استخدام قادة الفصل في مساعدة المعزولين على االندماج في حياة الجماعة و في تدريبهم على ذلك.
* التطبيقات في ميدان العالج النفسي :فانه من الطبيعي أن يكون لألساليب السوسيومترية دورها في العالج النفسي ،
نظ ار ألهمية العالقات بين األشخاص في توافق األفراد و في عملية العالج حيث تسهم هذه األساليب اليوم في تشخيص
الحاالت الفردية ،في اختيار المرضى للعالج الجماعي ،في وضع الخطة العالجية و في تقويم العالج .
1